ومع هذا فسوف أضيف فوارق منهجية أخرى وضوابط في علم الفرق والمقالات لا يشك في صدقها مطلع، بل سأكتفي بفارق وضابط واحد.
- أمثلة للتناقض والمكابرة العقلية في منهج الأشاعرة:
ليس هناك مذهب أكثر تناقضاً من مذهب الأشاعرة؛ اللهم إلا مذهب الرافضة، لكن الرافضة كما قال الإمام أحمد: "ليست الرافضة من الإسلام في شيء" وكما قال شَيْخ الإِسْلامِ: "إن الرافضة قوم لا عقل لهم ولا نقل".
أما هؤلاء فيدعون العقل ويحكمونه في النقل ثم يتناقضون تناقضاً يبرأ منه العقل ويخلو مذهب أهل السنة والجماعة من أدنى شائبة منه ولله الحمد.
وكما سيلاحظ القارئ هنا يرجع معظم تناقضهم إلى كونهم لم يسلموا للوحي تسليماً كاملاً، ويعرفوا للعقل منزلته الحقيقية وحدوده الشرعية، ولم يلتزموا بالعقل التزاماً واضحاً ويرسموا منهجاً عقلياً متكاملاً كالمعتزلة والفلاسفة بل خلطوا وركبوا فتناقضوا واضطربوا.
وإليك أمثلة سريعة للتناقض ومكابرة العقل:
1 - قالوا: إنه يجوز أن يرى الأعمى بالمشرق البقة بالأندلس.
2 - قالوا: إن الجهة مستحيلة في حق الله، ثم قالوا بإثبات الرؤية ولهذا قيل فيهم: "من أنكر الجهة وأثبت الرؤية فقد أضحك الناس على عقله".
(1/ 32)
3 - قالوا: إن لله سبع صفات عقلية يسمونها "معاني" هي "الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام" ولم يكتفوا بهذا التحكم المحض بل قالوا: إن له سبع صفات أخرى يسمونها "معنوية" وهي "كونه حياً وكونه عالماً وكونه قادراً وكونه مريداً وكونه سميعاً وكونه بصيراً وكونه متكلماً" ثم لم يأتوا في التفريق بين المعاني والمعنوية بما يستسيغه عقل، بل غاية ما قالوا: إن هذه الأخيرة أحوال فإذا سألتهم ما الحال؟.
قالوا: صفة لا معدومة ولا موجودة ..
4 - قالوا إنه لا أثر لشيء من المخلوقات في شيء ولا فعل مطلقاً ثم قالوا: إن للإنسان كسباً يجازى لأجله، فكيف يجازى على ما لا أثر له فيه مطلقاً [راجع فقرتي: السادس والسابع].
5 - قالوا بنفي الحكمة والتعليل في أفعال الله مطلقاً ثم قالوا: إن الله يجعل لكل نبي معجزة لأجل إثبات صدق النبي، فتناقضوا بين ما يسمونه "نفي الحكمة والغرض" وبين إثبات الله للرسول تفريقاً بينه وبين المتنبئ.
6 - قالوا بأن أحاديث الآحاد مهما صحت لا يبنى عليها عقيدة ثم أسسوا مذهبهم وبنوه في أخطر الأصول والقضايا [الإيمان، القرآن، العلو] على بيتين غير ثابتين عن شاعر نصراني [الأخطل] هما:
إنَّ الكلامَ لفِي الفؤادِ وإنَّما…جُعْلِ اللسانُ على الفؤادِ دليلاً
قد استوى بشر على العراق…من غير سيف أو دم مهراق
7 - قالوا: بأن رفع النقيضين محال -وهو كذلك- محتجين بها في مسائل ثم قالوا في صفة من أعظم وأبين الصفات "العلو": إن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا عن يمينه ولا عن شماله ...
وقالوا عن الأحوال: هي صفات لا معدومة ولا موجودة فرفعوا النقيضين معاً.
(1/ 33)
8 - قالوا: إن العقل يقدم على النقل عند التعارض، بل العقل هو الأصل، والنقل إن وافقه قُبِلَ وإن خالفه رُدَّ أو أُوِّل، ثم قالوا: إن العقل لا يحسن شيئاً ولا يقبحه، فجعلوا -مثلاً- نصوص علو الله معارضة للقواطع العقلية في حين جعلوا قبح الزنا والكذب مسألة سمعية!!
9 - قالوا: إن تأويل آيات الصفات واجب يقتضيه التنزيه وتأويل آيات الحشر والأحكام كفر يخرج من الملة ... أما من دعا غير الله أو ذبح له واستغاث به أو تحاكم إلى الطاغوت فلم يتعرضوا لذكره أصلاً.
10 - قالوا: إن من قال: إن النار تحرق بطبعها كافر مشرك، ومن أنكر علو الله على خلقه موحد منزه.
11 - جزموا بأن من لم يبلغه الشرع غير مؤاخذ بإطلاق وردوا أو أولوا النصوص في ذلك.
ثم قالوا: إن على كل مكلف وإن كان مولوداً من أبوين مسلمين في ديار الإسلام وهو يظهر الإسلام، إذا بلغ سن التكليف أن ينظر في حدوث العالم ووجود الله، فإن مات قبل النظر أو في أثنائه اختلفوا في الحكم بإسلامه، وجزم بعضهم بكفره. (1).
هذا غيض من فيض من تناقضهم مع أصولهم، ومكابرتهم للعقل السليم، ومن أراد الاستزادة والتفصيل فليراجع التسعينية لشَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/166)
وهناك قضية بالغة الخطورة لاسيما في هذا العصر وهي الأخطاء العلمية عن الكون التي تمتلئ بها كتب الأشاعرة والتي يتخذها الملاحدة وسيلة للطعن في الإسلام وتشكيك المسلمين في دينهم.
من ذلك ما حشده صاحب المواقف في أول كتابه من فصول طويلة عن الفلك والحرارة والضوء والمعادن وغيرها مما قد يكون ذا شأن في عصره لكنه اليوم أشبه بأساطير اليونان أو خرافات العجائز.
__________
(1) شرح الباجوري: (31)، شرح الكبرى: (39، 210، 213)، حاشية الدسوقي: (54 - 70 - 97)، مصادر الموضوعات السابقة.
(1/ 34)
ومن ذلك قول البغدادي: "إن أهل السنة (1)، أجمعوا على وقوف الأرض وسكونها" (2).
واستدل على ذلك في كتابه أصول الدين "بمعنى اسم الله الباسط" قال: لأنه بسط الأرض وسماها بساطاً خلاف زعم الفلاسفة والمنجمين أنها كروية (3)، ومثله صاحب المواقف الذي أكد أنها مبسوطة وأن القول بأنها كرة من زعم الفلاسفة (4).
ورحم الله شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية ما كان أعظمه حين قال:"والخطأ فيما تقوله المتفلسفة في الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع أعظم من خطأ المتكلمين. وأما فيما يقولونه في العلوم الطبيعية والرياضية فقد يكون صواب المتفلسفة أكثر من صواب من رد عليهم من أهل الكلام، فإن أكثر كلام أهل الكلام في هذه الأمور بلا علم ولا عقل ولا شرع" (5).
- ضابط من ضوابط معرفة الفرق واختلافها:
من المعلوم لدى الباحثين في الفرق واختلافها أن لكل فرقة أساساً منهجياً تتفق عليه طوائفها وترجع إليه أصولها وقواعدها، وكل من خالف فيه خرج عن انتسابه لها، ومن لم ينطبق عليه لم يدخل فيها.
فمثلاً كل من قال: بالأصول الخمسة فهو معتزلي، ومن قال: إن الإنسان مجبور على أفعاله فهو جبري، وكل من قال إن الإيمان هو المعرفة أو التصديق فهو مرجىء، وكل من قال بالكلام النفسي والكسب فهو أشعري .. إلى آخر ما هو معروف.
وهذا ضابط منهجي يحدد به الباحث الفرقة والانتماء إليها.
وبتطبيق هذا الضابط الذي لا خلاف في تحديده يتبين قطعاً أن المرجئة والقدرية والمعتزلة ليسوا من أهل السنة والجماعة وهذا ما تقوله الأشاعرة ولا تخالف فيه.
__________
(1) يعني بهم الأشاعرة كعادته هو وبعض أصحابه، ولهذا يجب التفطن لمثل هذا عند النقل من كتبهم.
(2) الفرق بين الفرق: (318).
(3) انظر أصول الدين (ص:124).
(4) انظر المواقف: (199، 217، 219).
(5) الرد على المنطقيين (311).
(1/ 35)
ومن الثابت عن كثير من السلف، وعليه جرى المصنفون في الفرق والمقالات من أهل السنة والأشاعرة، أن أصول الفرق الثنتين والسبعين الخارجة عن أهل السنة والجماعة أربع " القدرية، والشيعة، والخوارج، والمرجئة".
فنقول بعد ذلك:
إذا كان المرجىء والقدري ليسا من أهل السنة فما حكم من جمع بين الإرجاء والقدر، أو الإرجاء والجبر، أو جمع بين أصول المعتزلة وقول الرافضة؟
أيكون هذا من أهل السنة والجماعة أم أكثر بعداً منهم؟
والجواب الطبيعي معروف.
وعليه نقول:
1 - إذا كانت المرجئة الخالصة [أي التي لم تخلط بالإرجاء شيئاً من البدع في الصفات أو غيرها] ليست هي أهل السنة والجماعة ولا منهم، فكيف يكون حال الأشاعرة الذين جاءوا بالإرجاء كاملاً وزادوا عليه بدعاً أخرى في أبواب العقيدة الأخرى كما مر سابقاً.
2 - إذا كانت الجبرية الخالصة ليست هي أهل السنة والجماعة ولا منهم، فكيف يكون حال الأشاعرة الذين جاءوا بالكسب [الذي اعترف كثير منهم بأنه جبر وإن لم يكن جبراً فهو بدعة على أي حال] وزادوا عليه كما سبق.
أضف إلى هذا أن كل ذم للصوفية فللأشاعرة منه نصيب لأن أكثر أئمة الصوفية المنحرفين كالغزالي وابن القشيري كانوا أشاعرة ...
3 - هل يرضى الأشاعرة أن يقال عنهم معتزلة؟
فإن قالوا: لا. وهو المتوقع.
قلنا: وأهل السنة والجماعة لا يرضون أن يقال عنهم أشاعرة أبداً.
فإن خالفونا، قلنا: تعالوا لنقيس نحن وأنتم المسافة بينكم وبيننا وبينكم وبين المعتزلة وعندها ترون أنكم أقرب إليهم منكم إلينا وإن كنتم أقرب إلينا منهم.
4 - لو أن أي باحث في الفرق يعرف أصولها وضوابط تحديدها اطلع على كتب فرقة من الفرق أو علم من الأعلام فوجدها مملوءة شتماً وتضليلاً وتبديعاً وتكفيراً لفرقة معينة.
فهل يجوز له أن يكتب في بحثه أن هذه الفرقة وتلك سواء؟
أو أن هذا جزء من هذه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/167)
وهل يَقبل هذا منه أي أستاذ للفرق والمذاهب؟
(1/ 36)
بل لو سمعت أحداً من العامة يشتم طائفة من الناس فقلت له: أنت منهم، أفيرضى بهذا أم يعتبره شتماً له؟
فما القول إذاً في الأشاعرة الذين تمتلئ كتبهم بشتم وتضليل وتبديع أهل السنة والجماعة وأحياناً بتكفيرهم، أيصح بعد هذا أن نقول: إنهم منهم؟
وإن أردت التأكد فاسأل أي أشعري ما المراد بقول الرازي أو الجويني أو الإيجي ... إلخ [الحشوية، المجسمة، النابته، مثبتو الجهة، القائلون بأن الحوادث تحل في الله ... ] إلخ (1).
إن الأجوبة كلها بدهية ولكن ماذا نصنع وقد ابتلينا بمن ينكر البدهيات!
- أيهما الفرقة الناجية؟:
قد أوضحنا فيما سبق أن أهل السنة والجماعة والأشاعرة فرقتان مختلفتان، وهذا يستلزم تحديد أيهما الفرقة الناجية؟
وما أوضح هذا التحديد وأسهله، لكن مكابرة بعض الأشاعرة بادعاء أن الأشاعرة وأهل السنة والجماعة كلاهما ناج يجعلنا نبدأ بإلقاء سؤال عن الفرقة الناجية:
أهي فرقة واحدة أم فرقتان؟:
والجواب: -مع بداهته لكل ذي عقل- مفروغ منه نصاً، فقد أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في روايات كثيرة لحديث افتراق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة: {كلها في النار إلا واحدة}.
وما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أحد من أصحابه ولا تابعيهم أنها اثنتان.
وعليه جاء تفسير قوله تعالى: ((وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)) [الأنعام:153] أن الطريق المستقيم هو السنة والسبل هي الأهواء وما هو إلا طريق واحد كما خط النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده.
وعلى هذا سارت كتب الفرق -السني منها والبدعي- فهي تقرر أن الفرقة الناجية واحدة ثم تدعي كل فرقة أنها هي هذه الواحدة.
__________
(1) ومن العجيب أن الماتريدية يخرجون الأشاعرة من أهل السنة ويدعونه لأنفسهم وهم أكثر فرقتين في الإسلام تقارباً واشتراكاً في الأصول. انظر حاشية على شرح العضدية: (38).
(1/ 37)
بقي إذاً أن يقال:
ما هي صفة هذه الفرقة وعلامتها؟:
والجواب: أنه جاء في بعض روايات الحديث نفسه -من طرق يقوي بعضها بعضاً- أنها: {ما أنا عليه وأصحابي} ومعناها قطعاً صحيح، ولا تخالف فيه الأشاعرة؛ بل في الجوهرة:
وكل خير في اتباع من سلف…وكل شر في ابتداع من خلف
فنقول لهم إذاً:
أكان مما عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه وسلف الأمة "تقديم العقل على النقل أو نفي الصفات ما عدا المعنوية والمعاني، أو الاستدلال بدليل الحدوث والقدم، أو الكلام عن الجوهر والعرض والجسم والحال، أو نظرية الكسب، أو أن الإيمان هو مجرد التصديق القلبي، أو القول بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته، أو الكلام النفسي الذي لا صيغة له، أو نفي قدرة العبد وتأثير المخلوقات، أو إنكار الحكمة والتعليل ... إلى آخر ما في عقيدتكم؟ إننا نربأ بكل مسلم أن يظن ذلك أو يقوله".
بل نحن نزيدكم إيضاحاً فنقول:
إن هذه العقائد التي أدخلتموها في الإسلام وجعلتموها عقيدة الفرقة الناجية بزعمكم، هي ما كان عليه فلاسفة اليونان ومشركو الصابئة وزنادقة أهل الكتاب.
لكن ورثها عنهم الجهم بن صفوان وبشر المريسي وابن كلاب وأنتم ورثتموها عن هؤلاء، فهي من تركة الفلاسفة والابتداع وليست من ميراث النبوة والكتاب.
ومن أوضح الأدلة على ذلك أننا ما نزال حتى اليوم نرد عليكم بما ألفه أئمة السنة الأولون من كُتُب في الردود على " الجهمية" كتبوها قبل ظهور مذهبكم بزمان، ومنهم الإمام أحمد والبخاري وأبو داود والدارمي وابن أبي حاتم.
فدل هذا على أن سلفكم أولئك الثلاثة وأشباههم مع ما زدتم عليهم وركبتم من كلامهم من بدع جديدة.
على أن المراء حول الفرقة الناجية ليس جديداً من الأشاعرة، فقد عقدوا لشَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية محاكمة كبرى بسبب تأليفه " العقيدة الواسطية" وكان من أهم التهم الموجهة إليه أنه قال في أولها: " فهذا اعتقاد الفرقة الناجية ... ".
(1/ 38)
إذ وجدوا هذا مخالفاً لما تقرر لديهم من أن الفرقة الناجية هي الأشاعرة والماتريدية (1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/168)
وكان من جواب شَيْخ الإِسْلامِ لهم أنه أحضر أكثر من خمسين كتاباً من كتب المذاهب الأربعة وأهل الحديث والصوفية والمتكلمين كلها توافق ما في الواسطية وبعضها ينقل إجماع السلف على مضمون تلك العقيدة.
وتحداهم رحمه الله قائلاً:
"قد أمهلت كل من خالفني في شيء منها ثلاث سنين فإذا جاء بحرف واحد عن أحد من القرون الثلاثة .. يخالف ما ذكرت فأنا أرجع عن ذلك"
قال: "ولم يستطع المنازعون مع طول تفتيشهم كتب البلد وخزائنه أن يخرجوا ما يناقض ذلك عن أحد من أئمة الإسلام وسلفه" (2).
فهل يريد الأشاعرة المعاصرون أن نجدد التحدي ونمدد المهلة أم يكفي أن نقول لهم ناصحين:
إنه لا نجاة لفرقة ولا لأحد في الابتداع، وإنما النجاة كل النجاة في التمسك والاتباع ...
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها…إن السفينة لا تجري على اليبس
تبين مما تقدم أن الأشاعرة فرقة من الثنتين وسبعين فرقة، وأن حكم هذه الفرق الثنتين وسبعين هو:
1 - الضلال والبدعة.
2 - الوعيد بالنار وعدم النجاة.
وهذا مثار جدل كبير ولغط كثير ممن يجهلون مذهب أهل السنة والجماعة في الوعد والوعيد، إذ ما يكادون يسمعون هذا حتى يرفعوا عقيرتهم بأننا ندخل الأشاعرة النار ونحكم عليهم بالخروج من الملة -عياذاً بالله-.
ونحن نقول: إنه لا يصح تفسير ألفاظ أو إطلاقات مذهب السلف في الوعد والوعيد إلا من خلال أقوالهم هم، وعلى الذين يجهلونه أن يستفصلوا قبل أن يتسرعوا بادعاء التكفير.
- موقف أهل السنة من ألفاظ الوعيد ونصوصه:
وهذا موجز لمذهب السلف في ألفاظ الوعيد ونصوصه:
__________
(1) انظر تفصيل المناظرة في مجموع الفتاوى (ج:3).
(2) انظر المصدر السابق: (169، 217).
(1/ 39)
1 - فمن ألفاظ الوعيد "الضلال" وهو ليس مرادفاً للكفر بإطلاق إلا عند من يجهلون أوضح بدهيات العقيدة، فإذا أطلق على أحد من أهل القبلة فالمراد به المعصية في الاعتقادات كما أن لفظ "الفسق" يطلق على المعصية في الأعمال.
مع أن الضلال والفسق يطلقان على الكفر أيضاً كما في قوله تعالى: ((وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً)) [النساء:116] وقوله: ((وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ)) [البقرة:99].
لكن إذا كانت كلمة الكفر نفسها تطلق في الأحاديث ولا يراد بها الكفر الأكبر المخرج من الملة كما في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصحيح: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" فكيف بلفظتي الفسق والضلال اللتين دون ذلك في الوعيد.
والقرآن -على الصحيح- لم يأت فيه إطلاق الكفر إلا على الكفر الأكبر المخرج من الملة، أما الضلال فورد فيه بمعنى الانحراف عن الحق والصواب مطلقاً غير وروده بمعنى الكفر كما سبق.
ومن ذلك قوله تعالى: ((وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)) [الأحزاب:36] ومعلوم أنه ليس كل عاص كافراً.
وقوله تعالى عن أصحاب الجنة المذكورين في سورة القلم: ((فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ)) [القلم:26] وهم لم يشهدوا على أنفسهم بالكفر.
وقوله تعالى: ((أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى)) [البقرة:282] أي تخطئ فتذكرها الأخرى.
والحاصل أن قولنا: إن الأشاعرة فرقة ضالة يعني أنها منحرفة عن طريق الحق ومنهج السنة، ولا يعني مطلقاً خروجها عن الملة وأهل القبلة، وهذا يتضح بالفقرة التالية.
2 - نصوص الوعيد ومنها قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {كلها في النار إلا واحدة} لها منهجها المنضبط في مذهب السلف عند الإطلاق وعند التعيين.
(1/ 40)
فنحن نعلم جميعاً أن الله توعد قاتل النفس التي حرم الله والزاني وآكل مال اليتيم بالنار بصريح القرآن، لكن هل يعني هذا أن كل قاتل وزانٍ وآكل مال يتيم يدخل النار قطعاً، وأننا لو رأينا أحداً منهم بعينه يجوز لنا أن نعتقد دخوله النار؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/169)
ليس هذا من مذهب السلف أبداً، وإنما مذهب السلف أن هذه النصوص تبين وتقرر حكم من فعل هذه الذنوب، أما تحقق هذا الحكم فيه وتطبيق الوعيد وتنفيذه فيه فهو متوقف على شروط لا بد من تحققها وموانع لا بد من انتفائها (1)، فقد يقتل الرجل نفساً مؤمنة متأولاً مجتهداً -كما كان من اقتتال الصحابة رضي الله عنهم- ويكون هذا الذنب في حقه مثل النقطة السوداء في بحر من الحسنات وأعمال التقوى.
وقد يقتله ظالماً متعدياً وليس له رصيد من الخير يكفِّر عنه هذا الجرم.
فليس هذان عند الحكيم الخبير سواء وليس حكمهما في مذهب السلف واحداً.
وكذلك الفرق بين زان وزان، وشارب خمر وآخر، وسارق وسارق، وآكل مال يتيم ومثله.
وقد صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن شارب الخمر ومع هذا صح عنه النهي عن لعن الصحابي الذي شربها، وجلده الحد فلعنه بعضهم فنهاه وشهد له بأنه يحب الله ورسوله.
فحب الله ورسوله في هذا المعين مانع من تحقق الحكم المطلق فيه وهو الوعيد لشارب الخمر في الدنيا والآخرة.
وهكذا معاملة أهل القبلة في مجال العقيدة.
فإن أصحاب المناهج والفرق البدعية، منهم من هو على الحد الأدنى منها وله مع ذلك علم وعبادة وجهاد وإخلاص في نصرة الدين، ومنهم من يكون رأساً في البدعة داعياً إليها بقصد وسوء نية، بل وربما تكون هذه البدعة مجرد ستار لعقائد أخبث يضمرها في نفسه.
فمع اشتراك هذين في أصل المنهج وشمول الاسم لهما معاً، وتناول الوعيد المطلق لكل منهما يظل الفرق بينهما حقيقة قائمة لا شك فيها.
__________
(1) انظر تفصيل ذلك في مجموع الفتاوى: (12/ 479 - 501).
(1/ 41)
فالمنهج له حكمه والأفراد كل بحسب حاله، وتقويم الفكرة في ذاتها غير تقويم حامليها كل على حدة.
حتى منهج السلف نفسه يتفاوت أصحابه فيه جداً، فمنهم من هو في غاية التمسك به قولاً وعملاً واعتقاداً ودعوةً، ومنهم من هو على الحد الأدنى منه.
بل نحن نقول: إن بعض المنتسبين أو المنسوبين إلى مناهج بدعية ليس منهم أصلاً، ولكنه متوهم يحسب أنهم على الحق وأن الانتساب إليهم لا ضير فيه مع أنه لا يوافقهم في مذهبهم لو عرفه حق معرفته، أو أنهم مخطئون في نسبته لمذهبهم، ولو فتشنا لما وجدنا فيه مما يدعون شيئاً.
ولهذا كانت هذه الأمة -ولله الحمد- أكثر أهل الجنة مع أن الفرقة الناجية منها واحدة فقط، وما هذا إلا لأن المعدودين حقاً من الفرق الثنتين وسبعين لا يساوون بالنسبة لسلف الأمة وخلفها إلا نزراً يسيراً، أما من اتبعهم عن جهل أو خطأ أو حسن نية أو تأثر بهم دون أن يشعر فله حكم آخر، والله تعالى حكم قسط ورحمته أوسع وفضله أعظم (1).
والحاصل أن أحكام الآخرة ومنازل الناس فيها خاضعة لأمر أحكم الحاكمين وأعدلهم، أما نحن في الدنيا فمأمورون أن نحكم على كل منهج أو فرد بما حكم الله به عليه من غير إفراط ولا تفريط، ونتقيد بالضوابط التي جاءت في مذهب السلف.
قال شَيْخ الإِسْلامِ رحمه الله في مناظرته للأشاعرة والماتريدية أثناء المحاكمة التي أشرنا إليها:
"فأجبتهم عن الأسئلة: بأن قولي اعتقاد الفرقة الناجية، هي الفرقة التي وصفها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنجاة حيث قال: {تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة، وهي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي}.
__________
(1) انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة الكلام عن حديث (204).
(1/ 42)
فهذا الاعتقاد [يعني ما في الواسطية] هو المأثور عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه رضي الله عنهم وهم ومن اتبعهم الفرقة الناجية، فإنه قد ثبت عن غير واحد من الصحابة بالأسانيد أنه قال: الإيمان يزيد وينقص، وكل ما ذكرته في ذلك فإنه مأثور عن الصحابة بالأسانيد الثابتة لفظه ومعناه، وإذا خالفهم من بعدهم لم يضر في ذلك.
ثم قلت لهم: وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكاً، فإن المنازع قد يكون مجتهداً مخطئاً يغفر الله خطأه، وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به عليه الحجة، وقد يكون له من الحسنات ما يمحو الله به سيئاته.
بل موجب هذا الكلام أن من اعتقد ذلك نجا في هذا الاعتقاد، ومن اعتقد ضده فقد يكون ناجياً، كما يقال: من صمت نجا " (1) ..
وقال في الإيمان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/170)
"وكذلك سائر الثنتين وسبعين فرقة، من كان منهم منافقاً فهو كافر في الباطن، ومن لم يكن منافقاً بل كان مؤمناً بالله ورسوله في الباطن لم يكن كافراً في الباطن وإن أخطأ في التأويل كائناً ما كان خطؤه، وقد يكون في بعضهم شعبة من شعب النفاق ولا يكون فيه النفاق الذي يكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار.
ومن قال: إن الثنتين وسبعين فرقة كل واحد منهم يكفر كفراً ينقل عن الملة فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، بل وإجماع الأئمة الأربعة وغير الأربعة، فليس فيهم من كفر كل واحد من الثنتين وسبعين فرقة، وإنما يكفر بعضهم بعضاً [من تلك الفرق] ببعض المقالات، كما قد بسط الرد عليهم في غير موضع" (2).
ولهذا نجد أن من كفر الجهمية من السلف مثل ابن المبارك ووكيع أخرجوهم من الثنتين وسبعين فرقة، وألحقوهم بالسبئية والغرابية وأمثالها.
وحتى في المناهج الجامعية نجد أن كليات أصول الدين مثل كليتي مكة والمدينة حالياً تفصل بين الفرق الخارجة عن الإسلام وبين الفرق الأخرى.
__________
(1) مجموع الفتاوى (3/ 179).
(2) ص:206).
(1/ 43)
فالأمر واضح لا لبس فيه إلا عند المعاندين أو المعذورين من غير المتخصصين.
وكيف يكون عند الأشاعرة لبس في موقف أهل السنة والجماعة منهم، وهم يقفون نفس الموقف من المعتزلة فهم يصفونها بالضلال في كتبهم ولا يقولون إن هذا يعني إخراجهم من الملة، فمن حقنا أن نلزمهم من واقع كتبهم.
وإذا تقرر هذا تبين أنه لا مبرر لمطالبة الأشاعرة بإدخالهم في أهل السنة والجماعة بدعوى أن هذا يجنبهم تهمة الخروج من أهل القبلة؛ لأن ذلك يعني هدم هذه القاعدة كلها، إذ لو أدخلناهم لأدخلنا غيرهم حتى لا يبقى من تلك الفرق الثنتين وسبعين فرقة إلا دخلت، وهذا ليس في أيدينا ولا في يد بشر إنما نحن متبعون لا مبتدعون.
أما باب الدخول الحقيقي فمفتوح على مصراعيه، فمن الذي منعهم أن يرجعوا إلى عقيدة أهل السنة والجماعة التي هي عقيدة القرون الثلاثة والأئمة الأربعة وسائر أئمة الهدى في هذه الأمة المعصومة؟!
وهذا خير لهم في الدنيا والآخرة من بقائهم على بدعتهم وتفاخرهم بأنهم أقرب الفرق لأهل السنة والجماعة، وقد سمعت هذا التفاخر من بعضهم فعجبت لمن يعرف الحق ويفتخر بقربه منه ثم لا يكون من أهله ودعاته!
ولكن لله في خلقه شئون .. !
- كلمة التوحيد أساس توحيد الكلمة:
ونأتي أخيراً إلى الشعار الذي اتخذه القوم ستاراً للطعن في عقيدة السلف سراً وجهراً حتى إذا قام أحد يرد عنها السهام صاحوا في وجهه: "لا تفرق كلمة المسلمين، إن وحدة الكلمة أهم من هذه القضايا.
لماذا تثير خلافات عفى عليها الزمان واندثرت؟
لماذا الاهتمام بالقشور والشكليات؟
والحق أنه لو سكت كل أعداء الحق عن محاربته -ولن يسكتوا أبداً- لما جاز لنا أن نسكت عن بيانه للناس ودعوتهم إليه، فكيف يجوز أن نسكت وهو يحارب والذي يطالبنا بالسكوت هو المحارب المهاجم.
هذه الأمة الممزقة المقطعة الأوصال، يراد منا أن نسكت عن بيان طريق الخلاص لها وندعها تتخبط في ظلمات البدع حتى لا نفرقها بزعمهم.
(1/ 44)
وكأن القوم لا يعلمون ما الذي فرقها بعد أن كانت مجتمعة.
إن دعوى تقديم توحيد الكلمة على كلمة التوحيد مصادمة للحق من جهة ولسنن الله في الحياة من جهة أخرى.
وأمام القائلين بها خياران لا ثالث لهما:
1 - إما أن يلتزموا تعميم هذا الحكم على كل من انتسب للإسلام وعليه فلا يجوز أن نثير أو نبحث خلافاً أو نكتب رداً على أي فرقة تدعي الإسلام كالقاديانية والبهائية والدروز والنصيرية والرافضة والبهرة والصوفية الحلولية وسائر الطوائف الكافرة بل ندعوها جميعاً إلى جمع الصف ووحدة الكلمة لمحاربة الشيوعية والصهيونية وما منها إلا من هو مستعد لذلك إن صدقاً وإن كذباً.
ومن لوازم هذا -على كلامهم- حرق أو إخفاء كتب عقيدة الأشاعرة لأنها تثير الخلاف مع المعتزلة وغيرهم، فهي إذن تمزق الصف وتشتت الكلمة بل هي كما يعلم الصابوني وأمثاله تشتم أهل السنة والجماعة وهم أكثر المسلمين.
ومما يجب إعدامه أيضاً مقالات الصابوني نفسها؛ لأنه كرر فيها حكمه بالتضليل للخوارج والرافضة وهذا بلا شك يغضب الشيعة والإباضية فهو -على كلامه- قد فرق كلمة المسلمين أيما تفريق!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/171)
2 - وإما أن يقولوا: كلا. لا يعم هذا الحكم كل المنتسبين للإسلام، بل لا بد من بيان كفر وضلال تلك الفرق وليس في ذلك تفريق ولا تمزيق، وإنما نريد توحيد صف أهل السنة والأشاعرة أو الفرق التي ليست ضالة ولا منحرفة!!
فنقول لهم حينئذ:
أولاً: قد نقضتم قاعدتكم بأنفسكم فلا ترفعوا هذا الشعار إلا مقيداً مشروطاً إن كنتم صادقين، لكن أخبرونا بأي معيار من معايير العدل تريدون السكوت عن إثارة الخلاف مع هذه وتحكمون بعدم ضلالها، ووجوب إثارته مع تلك وتحكمون بضلالها، أنُهاجم الإباضية ونتآخى مع الرافضة مثلاً أم العكس؟
أو نشنع على الرافضة ونصمت عن الصوفية؟
أم ماذا؟ ما هو المعيار؟
وهل هناك حقاً فرق غير ضالة، فأخبروني ما هو الضلال إذاً؟
(1/ 45)
قد تقولون: "نتعاون جميعاً فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه".
فنقول:
إنه ما من فرقة ظهرت على الأرض تدعي الإسلام إلا ونحن متفقون معها على أشياء ومختلفون على أشياء، حتى القاديانية نتفق معها على الإيمان بالله وصحة نبوة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والإيمان بالآخرة وتعظيم القرآن، وهم يعلنون محاربة الشيوعية والصهيونية وغير ذلك.
فإذا عذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه مثل نبوة أحمد القادياني ونسخ شريعة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحوهما، فماذا تكون النتيجة؟!
وهل ترضون ذلك أم نعود من جديد للمطالبة بالمعيار الذي به نرد القاديانية ونقبل غيرها مع اشتراك الكل في أصل الضلال والانحراف.
إن سلمتم أن كل ضال لا بد من بيان ضلاله، وأن المسلمين لن يجتمعوا إلا على الحق، فقد بينا لكم -وما نزال مستعدين لمزيد بيان- أن الأشاعرة فرقة ضالة عن المنهج الصحيح، فهاهي ذي إذاً الفرصة الذهبية لتوحيد المسلمين، وهي أن يعلن الأشاعرة في كل مكان رجوعهم إلى مذهب السلف ومنهج الحق، وحينئذ يتحقق هذا الحلم الرائع الجميل.
فإن لم تفعلوا فاعلموا أن غيركم أبعد عن الإجابة؛ لأنكم أنتم أقرب الفرق إلينا وترفضون!! فما بالكم بالبعيدين؟!
فلا تناقضوا أنفسكم إذاً، وترفعوا شعار الوحدة وأنتم أول من يعاديه ويأباه، وتعلمون منافاته لسنة الله في المبتدعة والزائغين الذين أشربوا في قلوبهم البدعة بضلالهم.
واعلموا أن هذا الشعار إن صلح في موقف سياسي أو حركي معين فهو عن المبادئ والأصول أبعد شيء.
ثانياً: إن دعوتمونا إلى أن نتحد نحن وأنتم فقط ضد سائر الفرق كالخوارج والرافضة وغيرها وضد الشيوعية ومن شايعها قلنا قد سهل الخطب إذاً، لكن لا بد لكم من بيان منطلق التوحيد وموقعه وذلك بأن تلتزموا بوضوح بأحد قولين:
(1/ 46)
1 - إما أنكم أنتم وحدكم أهل السنة والجماعة ولكن تقبلون التوحد معنا تنازلاً وتفضلاً على ما فينا بزعمكم من "تشبيه وتجسيم وحشو وكفر وضلال".
2 - وإما أنكم لستم من أهل السنة والجماعة ولكن تريدون التوحد معهم طالبين منهم التنازل والتفضل بقبولكم على ما فيكم من بدعة وضلالة.
فإذا حددتم أحد الموقعين أمكن بعد ذلك عرض موضوعكم إما على أصول العقيدة وقواعدها إن اخترتم الأول، وإما على ضوابط المصلحة وحدودها الشرعية إن أقررتم بالآخر، فأمامكم الخيار وإنا لفي الانتظار.
أما أن نظل نحن وأنتم مختلفين متصارعين منذ أيام أحمد بن حنبل وابن كُلَّاب، ثم أيام البربهاري والأشعري ثم أيام الشريف أبي جعفر وابن القشيري ثم أيام عبد القادر الجيلاني وأبي الفتوح الإسفرائيني ثم أيام شَيْخ الإِسْلامِ والسبكي، ثم أيام محمد بن عبد الوهاب ومعاصريه منكم، ثم أيام المعلمي والكوثري، ثم أيام الألباني وأبي غدة، وأخيراً إلى الفوزان والصابوني.
وبعد هذا كله ومعه تقولون: إننا وإياكم فرقة واحدة ومنهج واحد، فهذا ما لا يعقله عقل ولا يصدقه تاريخ.
غير أننا لا بد أن نذكّر بحقيقة كبرى وهي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قال: {ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة} وهذا الخبر الصادق لا يمكن معه اختصار الفرق إلى سبعين ولا إلى سبع فضلاً عن واحدة.
فالخير إذاً كل الخير أن يبحث الإنسان عن الحق ويعتقده، ويدعو إليه وإن خالفته الدنيا كلها، وأن يجتنب الضلال ويدعو إلى نبذه ولو داهنه أصحابه كلهم، هذا هو الذي سار عليه رسل الله وأمر به الله فلا تصادموا سنة الله وتخالفوا منهج رسله، والحمد لله رب العالمين.
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[12 - 07 - 07, 04:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سالم الحضرمي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 04:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو أجبتك هنا أخى الكريم لتم حظرى (كما حدث مرتين من قبل) , لذلك ارجوك أن تسأل الأشاعرة أنفسهم فى منتدياتهم.
فإن هذا القول خاطئ خاطئ خاطئ , وظلمهم من نسب إليهم هذا القول. والله ما أريد إلا إظهار الحق
جزاك الله خيراً , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
اذن الكوثري ظالم لانه قال (وثناء ابن السبكي على الدارمي المجسم ناشئ من تقليد الذهبي ونحوه من الحشوية)
جزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/172)
ـ[صالح العقل]ــــــــ[24 - 07 - 07, 02:09 ص]ـ
الحق أبلج.
ـ[عبدالله أبو محمد]ــــــــ[25 - 07 - 07, 12:43 م]ـ
من الفروق بين أهل السنة والأشاعرة في الأبواب التالية:
1ـ الصفات.
2ـ القدر.
3ـ الإيمان.
4ـ المعجزات.
5ـ القرآن (كلام الله سبحانه وتعالى)(42/173)
إعلان عن موعد مناظرة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق للشيخ يوسف الرفاعي عن التصوف
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[18 - 06 - 07, 08:59 م]ـ
إعلان
ستقام مناظرة - بمشيئة الله عز وجل - حول التصوف بين السيد يوسف الرفاعي والشيخ عبد الرحمن عبد الخالق على قناة الصفوة (أوربت) وذلك يوم الجمعة الساعة 9 مساء تاريخ 7 جمادى الثانية 1428 الموافق 22/ 6 / 2007، وستنطلق القناة للجمهور دون تشفير.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[18 - 06 - 07, 09:03 م]ـ
بارك الله فيك أبا عثمان
ونتمنى أن تسجل وترفع على الشبكة
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 09:14 م]ـ
بارك الله فيك ..
بارك الله فيك أخي كاتب الموضوع ...
وهذا الصوفي الرفاعي سيناظر الحق وهو ما أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وثم هو أمام جبل من جبال العلم وهو الشيخ العالم عبدالرحمن بن عبدالخالق اليوسف الذي أقض مضاجع الصوفية وأتعبهم ..
ـ[الشيشاني]ــــــــ[18 - 06 - 07, 10:14 م]ـ
حبذا لو سجل المناظرة أحد الإخوة ورفعها على الشبكة.
بارك الله فيكم.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 10:26 م]ـ
حبذا لو سجل المناظرة أحد الإخوة ورفعها على الشبكة.
بارك الله فيكم.
لتأكيد الطلب نفسه وفق الله الشيخ عبد الرحمن وسدد خطاه
وأرجو لو يسرت لنا أخي تحميل مناظرة الشيخ العرعور مع عمر كامل وكذلك مناظرته مع السقاف
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[18 - 06 - 07, 10:36 م]ـ
للاسف المستفيد الوحيد من هذه المناظرة هو الرفاعي!!
فهذا الجاهل لا يهمه ان يغلب او ان يظهر الحق في المناظرة بقدر حرصه على اظهار نفسه واثبات وجوده!
فهو كالسفيه .. تركه اولى من تكليمه ومحاورته.
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[21 - 06 - 07, 03:12 ص]ـ
غفر الله للأخوة المنكرين
فلعلهم لا بعرفون السبب الداعي لهذه المناظرة
فهذا المنبطح الصوفي، و وزير الأوقاف السابق، و رأس الصوفية في الكويت كرر ظهوره في الجرائد الكويتية متحديا أن أحدا يستطيع مناظرته
فذكر الشيخ عبدالرحمن حفظه الله في رده عليه في الجريدة صفحة كاملة، أنه لا يمانع منظرته و لا يخشاها.
فنسأل الله أن ينصره كما نصر الله شيخ الإسلام ابن تيمية على البطائحية الصوفية.
والله الموفق
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[21 - 06 - 07, 03:19 ص]ـ
نسأل الله أن يوفقه وأن يؤيده بمدد من عنده وأن يجرى الحق على لسانه وقلبه
وأخزى الله الصوفية الضلال وقطع دابرهم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[21 - 06 - 07, 03:35 ص]ـ
غفر الله للأخوة المنكرين
فلعلهم لا بعرفون السبب الداعي لهذه المناظرة
فهذا المنبطح الصوفي، و وزير الأوقاف السابق، و رأس الصوفية في الكويت كرر ظهوره في الجرائد الكويتية متحديا أن أحدا يستطيع مناظرته
فذكر الشيخ عبدالرحمن حفظه الله في رده عليه في الجريدة صفحة كاملة، أنه لا يمانع منظرته و لا يخشاها.
فنسأل الله أن ينصره كما نصر الله شيخ الإسلام ابن تيمية على البطائحية الصوفية.
والله الموفق
أخي الكريم أبومشاري الرفاعي معروف وعدم مناظرته لن يترتب عليها مفاسد لأنه ولله الحمد ليس لديه دعوة ودعوته ضعيفة وشاذه إن وجدت فمناظرته على الهواء قد يسبب زعزعه عند بعض العوام الذين مايعرفون بدعهم وهم لله الحمد على الفطرة السليمة من جهة الاعتقاد وشيخ الإسلام رحمه الله عند مناظرته للمناوئين لم يكن أمام ملأ وإنما في مجلس يحضره من يفصل فيه أما على الفضائيات و المذيع يأجج النزاع وقد يحيف ويميل وووو ألخ
والله أعلم
أرجع إلى كتاب آداب الجدل والمناظرة للشيخ الدكتور حمد العثمان
وفق الله الشيخ عبدالرحمن لما فيه الخير
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[21 - 06 - 07, 03:42 ص]ـ
إذا تحدى المبتدعة أهل السنة فلا بد من المناظرة حتى لا يشك العوام في الحق، وكنت أتمنى لو تصدى لهذا السفيه أحد طلبة العلم _دون الشيخ_صيانة لمكانة السيخ حقظه الله.
أما وقد قبل الشيخ فنسأل الله له التوفيق والسداد ....
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 12:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ووفق الله الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق
ولكن عندي سؤال ما دامت القناة غير مشفرة
فهي على أي قمر؟ وما هوترددها؟
بارك الله فيكم
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 03:42 م]ـ
كيف الرفاعي ليس له دعوة؟
وهو ملجأ الصوفية في الكويت , وهو الذي يدير حفلاتهم وأعيادهم!! ...
الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق من أجل علماء الكويت بل هو أكبرهم , وكل طالب علم في الكويت إذا بحثت في أيامه في طلب العلم ستجد أنه ثنى ركبتيه عند هذا الحبر! ... ولو كان في غير دولة الكويت لعرفوا قدره .. !! لله دره
فهو أدرى بما يفعل .. نصره الله على أعداء السنة ..
ـ[السنافي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 06:31 م]ـ
الرفاعي (المهترئ) عند صوفية الكويت أنفسهم يعتبر من سقط المتاع!!
ولا قيمة له .. والانتصار عليه كالانتصار على بعوضة ضعيفة!
وأين هو من طلبة (هيتو) -المنتشرين في وسائل الإعلام- أو دكاترة الجامعة النشطين في دعوتهم الخلفية ..
الذين يؤصلون لمنهجهم تأصيلاً بعد تجميعهم للشباب؟!
ولو كان في الكويت علماء ربانيون لما قامت للصوفية فيها قائمة أبداً ..
فلاحول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/174)
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[21 - 06 - 07, 07:06 م]ـ
يا أخي هدأ من روعك
فالسعودية مليئة بالعلماء الربانيين بالرغم من ذلك فيها كثيرا من أهل البدع
ـ[السنافي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 07:40 م]ـ
يا أخي هدأ من روعك
فالسعودية مليئة بالعلماء الربانيين بالرغم من ذلك فيها كثيرا من أهل البدع
أخي الكريم هنا مسألتان بينهما فرق .. أما الوجود فالصوفية في كل مكان، بخلاف قيام دولة وشوكة لهم تتحكم ببلدٍ أغلبيته الكاثرة من أهل السنة والجماعة.
و الحديث عن الشيء -فضلاً عن الحكم عليه- فرعٌ عن تصوره.
فهل أنت مشتغل بالدعوة عندنا؟
لو كنتَ كذلك لعلمتَ أني أقصد شيئاً آخر ... بعيداً عما تبادر إليك.
بارك الله فيك
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:58 م]ـ
كيف الرفاعي ليس له دعوة؟
وهو ملجأ الصوفية في الكويت , وهو الذي يدير حفلاتهم وأعيادهم!! ...
الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق من أجل علماء الكويت بل هو أكبرهم , وكل طالب علم في الكويت إذا بحثت في أيامه في طلب العلم ستجد أنه ثنى ركبتيه عند هذا الحبر! ... ولو كان في غير دولة الكويت لعرفوا قدره .. !! لله دره
فهو أدرى بما يفعل .. نصره الله على أعداء السنة ..
جزاك الله خيرا،الأمر كما قلت
بل أكثر
فهو رأس الرفاعية الصوفية في العالم
بل حدثني أحد طلاب الشيخ عبدالرحمن عنه، أنه رأى الناس في الهند عندما زارهم الرفاعي يسجدون له!.
علاوة على ذلك فهو من مصادر التمويل للصوفية في الشام و مصر و غيرها.
وقد رد عليه الشيخ ابن منيع و الفوزان أيضا.
أفبعد هذا يجادل أحد في حجم هذا الرجل عند القوم، و خطورته، و أهمية إلقامه الحجر!!.
و الله المستعان
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[21 - 06 - 07, 10:09 م]ـ
لكن كان يجب أن يناظره أحد طلبة العلم الصغار الأقوياء حتى يكون المكسب لنا في كل حال ....
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[22 - 06 - 07, 12:48 ص]ـ
سامحك الله أخي السنافي، في الكويت علماء عاملون_وإن كانوا دون الستين_جهودهم واضحة.
ولن أذكر أمثلة حتى لا أقصر في حق أحد منهم، فالكويت فيها طلبة علم ومشايخ كثر ولله الحمد.
أسأل الله أن يبارك فيهم جميعا وأن ينفع بعلمهم ويسدد قولهم .... آمين.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[22 - 06 - 07, 02:17 م]ـ
السلام عليكم
بالنسبة لمناظرة الرفاعي
فلابد من مناظرته لاسباب عدة:
منها الدعوة للتصوف في الكويت على قدم وساق.
ومنها ان الرفاعي ابن طريقة ومقدم وذو وجاه عند المتصوفة.
ومنها هو حامل لواء محاربة السلفيين منذ زمن ليس بقريب.
ومنها أنه يوجد من يلمعه في هذا الزمن أمثال البوطي وغيره.
ولعلم حسن هيتو ليسو بصوفي ربما يستغلون المتصوفة في لاستنفار ضد السلفيين كمنا يفعل حسن السقاف عندما يستنفر المبتدع على أهل السنة والجماعة.
والله تعالى أعلا وأعلم.
==============
أبو عثمان
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 11:47 م]ـ
شاهدت ما جرى بالمناظرة .. وعجبت من تقية الرفاعي .. فلقد فاق الروافض وإن كان من اخوانهم!!
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[23 - 06 - 07, 04:38 ص]ـ
عجبا لهذا الصوفي المهرج الذي كان يحيد بشكل غريب
متمصوف متشيع لا تعرف له فكرا
صدق من قال أن التصوف قنطرة إلى التشيع
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[23 - 06 - 07, 03:42 م]ـ
للأسف فاتتني المناظرة ولم اشاهدها ... والله المستعان
ولعل المناظرة ان ترفع قريباً على موقع الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق حفظه الله
http://www.salafi.net
او على موقع طريق الايمان
www.emanway.com
ولقد بحثت في الانترنت فلم أجد شيئا الى الآن
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[23 - 06 - 07, 04:48 م]ـ
جرب هذا الرابط
http://www.zshare.net/download/239135364a18fc/
أو هذا:
http://z08.zupload.com/download.php?file=getfile&filepath=64051
ـ[ابوبكر المدني]ــــــــ[23 - 06 - 07, 05:16 م]ـ
المناظرة أعلن عنها بالسابق والأخوة بارك الله فيهم اعلنوا ذلك
وهي بين الشيخ / عبدالرحمن عبدالخالق حفظه الله
وبين الصوفي القبوري / يوسف الرفاعي
فقام الأخوة جزاهم الله خيرا وعلى رأسهم .. مفتاح السرداب
بنقل المناظرة مباشر لغرفة السرداب ..
وايضا قام بتسجيلها فيديو .. ورفعها للانترنت
فجزاه الله خيرا
وهذا هو الرابط على موقعين
http://z08.zupload.com/download.php?...filepath=64051
http://www.zshare.net/download/239135364a18fc
وهنا بالصوت فقط
http://www.fileflyer.com/view/HFT8wBa
واترك لكم التعليق ..
وأطلب من جميع الأخوة الذين يحملون المناظرة ..
أن ينشرونها في المنتديات .. مع ذكر المصدر
بارك الله فيكم
وأخيرا .. لا تنسوا أخوكم مفتاح السرداب من طيب دعائكم
ويشهد الله إنني أحبه في الله
وأسأل الله أن يحشره مع الانبياء والرسل والصديقيين في عليين ويجعله من المتقين اللهم آمين
منقوووووول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/175)
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[23 - 06 - 07, 06:05 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
وجزى الله خيرا من سجل ومن رفع على النت
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[23 - 06 - 07, 06:05 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ ابا عبدالله
واسأل الله ان تكون انت وابنك عبدالله من عباد الله الصالحين
افدتني ونفعتني نفع الله بك ...
ـ[محمد العبد]ــــــــ[23 - 06 - 07, 06:49 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
وجزى الأخ مفتاح السرداب خيرا وبارك فيه وأعلى من همته.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[23 - 06 - 07, 06:50 م]ـ
يا رجل
والله
قد اوجع قلبي .....
اعوذ بالله منه ومن عقيدته ومن اتباعه وكل من وافقه
ولا حول ولا قوة الا بالله
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[23 - 06 - 07, 10:06 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 11:52 م]ـ
رفع أجد الإخوة المناظرة على أرشيف
http://ia350627.us.archive.org/2/items/monazaret-between-salafeya-and-sofeya/MeftaheAl-serdaab.rmvb
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[23 - 06 - 07, 11:52 م]ـ
جزى الله خيرا من رفع هذه المادة ومن نقلها
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[24 - 06 - 07, 12:58 ص]ـ
ما خشيه بعض الإخوة
الرجل ـ كعادة المبتدعة في مثل هذا المقام ـ ألقى شبها كثيرة لن يتسع الوقت لضحدها من مثل تكفير السلفيين للأشاعرة وتقسيمه السلفيين لسلفية ما قبل ابن تيمية رحمه الله وما بعدها بل واتجه في بعض الأوقات إلى اتهام الشيخ عبد الرحمن حفظه الله شخصيا.
عن نفسي أظن أن حلقة واحدة غير كافية، فليقارن الإخوة بين هذه المناظرة وبين مناظرات المستقلة، في مناظرات المستقلة كان هناك الوقت للرد على كل شبهات الرافضة أو الصوفية فألقمهم مشايخنا حجرا لكن الآن الأمر اختلف وأظن أن بث مثل هذه المناظرات على العوام غير مفيد بل قد يضر.
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[24 - 06 - 07, 01:05 ص]ـ
على حسب ما فهمت أنا سوف تكون سلسلة من المناظرات في قناة الصفوة
نسأل الله أن ييسر.
ولقد سمعت جل حلقات المستقلة حول " مفهوم الصوفية وميزانها في الشريعة " ولقد كانت رائعة ولقد أجاد الشيخ عدنان عرعور فيها أيما إجادة وكانت هناك كثيرا من الاتصالات من الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق و الشيخ عبد الرحمن دمشقية و الشيخ عائض الدوسري
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[24 - 06 - 07, 03:21 ص]ـ
والله .. لقد قلناها، والحمد لله على كل حال
فاللوم لا فائدة منه الآن (ولا محل للمناصحة بعد)
الرفاعي قد رد عليه مشايخنا بردود مفحمة قوية .. لكنه غبيٌ كبير، لاينفع معه اسلوب المحاورة والمحاججة
ونصيحته لاهل نجد تدل على تفاهة عقله .. فهو ليس اهلا للحوار
ومحاورته اعطاء قيمة له، لايستحق منها ذرة!
ودعوته للخرافة ليست بعلمية وليس له تأثير علمي .. لانه كما رأيتموه: جاهل جاهل جاهل .. بالثلاث!
ومن قرأ كتابه النصيحة ادرك ضحالة قدره وفكره.
للاسف المستفيد الوحيد من هذه المناظرة هو الرفاعي!!
فهذا الجاهل لا يهمه ان يغلب او ان يظهر الحق في المناظرة بقدر حرصه على اظهار نفسه واثبات وجوده!
فهو كالسفيه .. تركه اولى من تكليمه ومحاورته.
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 07:40 ص]ـ
المناظرة أعلن عنها بالسابق والأخوة بارك الله فيهم اعلنوا ذلك
وهي بين الشيخ / عبدالرحمن عبدالخالق حفظه الله
وبين الصوفي القبوري / يوسف الرفاعي
فقام الأخوة جزاهم الله خيرا وعلى رأسهم .. مفتاح السرداب
بنقل المناظرة مباشر لغرفة السرداب ..
وايضا قام بتسجيلها فيديو .. ورفعها للانترنت
فجزاه الله خيرا
وهذا هو الرابط على موقعين
رابط مباشر (رجاء نشره)
http://www.rabania.com/vedio/Meftahe-Al-Serdaab.rm
وهنا بالصوت فقط
http://www.fileflyer.com/view/HFT8wBa
واترك لكم التعليق ..
وأطلب من جميع الأخوة الذين يحملون المناظرة ..
أن ينشرونها في المنتديات .. مع ذكر المصدر
بارك الله فيكم
منقول
منتدي فرسان السنة
ـ[أبو سفيان الأمريكي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 10:06 ص]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=61427
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 04:28 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
وهذا هو يوسف الرفاعي يرقص على أنغام قصيدة في الحلول والاتحاد
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=104847(42/176)
شروط لا اله الا الله
ـ[ابو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 10:06 م]ـ
اعتبر مؤلفا-معارج القبول -الولاء والبراء - (العلم) شرط من شروط لا اله الا الله
واستدلا علي ذلك بقوله تعالي (فاعلم أنه لا اله الاالله) محمد:19
وقوله تعالي (الا من شهد بالحق وهم يعلمون) الزخرف:86
وقوله تعالي (شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة والوا العلم قائما
بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم) ال عمران:18
وحديث عثمان بن عفان مرفوعا (من مات وهو يعلم انه لااله الا الله دخل الجنه)
وغير ذلك من الادله .......
السؤال:هل ما استدلا به يصح ان يكون دليل شرطيه.
بارك الله فيكم.
ـ[ابو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[27 - 06 - 07, 01:27 م]ـ
ما شاء الله
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 04:27 م]ـ
- (العلم) شرط من شروط لا اله الا الله
السؤال:هل ما استدلا به يصح ان يكون دليل شرطيه.
بارك الله فيكم.
الجواب أخي الفاضل: نعم، فقوله تعالى (الا من شهد بالحق وهم يعلمون) الزخرف:86
معناها إلا من شهد بكلمة التوحيد وهو يعلم معناها فدل ذلك أن من شهد بالتوحيد وهو يجهل معناه فإنه لا يدخل في هذا الاستثناء.
وعموم معنى الآية في الشهادة وشرطها العلم ولا أعرف مخالفا في هذا.
قال القرطبي "شرط سائر الشهادات في الحقوق وغيرها أن يكون الشاهد عالما بها"
وفي زاد المسير قال" وفي الآية دليل على أن شرط جميع الشهادات أن يكون الشاهد عالماً بما يَشهد به."
ونقل بعض المفسرين " قال بعض العلماء {وهم يعلمون} دلالة على أن إيمان المقلد وشهادته غير معتبر "
وكذلك حديث عثمان في صحيح مسلم يدل على ذلك (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنه)
فمعناه أن من مات وهو يجهل أنه لا إله إلا الله دخل النار.
فدل على أن العلم شرط من شروط لا إله إلا الله .. والله أعلم.
ـ[ابو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 10:27 ص]ـ
[قال تعالي (ولايملك الذين يدعون من دونه الشفاعة الامن شهد بالحق وهم يعلمون)
الاية تتكلم عن مسألة الشفاعه حيث ينكر الله علي المشركين اتخاذهم هذه الالهة شفعاء
وان يبين لهم من الذي تصلح شفاعته ممن لا تصلح
فالاية في الشفاعه وليس لها تعلق باشتراط العلم
بارك الله فيك
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 10:53 ص]ـ
ولماذا لا يكون؟
فكيف ينطق الإنسان بكلمة تدخله الإسلام وهو لا يعرف معناها؟
ـ[ابو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 11:17 ص]ـ
أخي عبد الله
السؤال:هل ما استدلا به يصح ان يكون دليل شرطيه
بارك الله فيك
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 11:26 ص]ـ
نعم يصلح أخي العزيز التهامي ..
وهذا ليس فقط من استدلالات من ذكرت .. بل كافة علماء أهل السنة والجماعة! ...
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 01:48 م]ـ
وان يبين لهم من الذي تصلح شفاعته ممن لا تصلح
ممكن تبين لنا من الذي تصلح شفاعته ممن لا تصلح ... هداك الله
ـ[ابو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 11:51 م]ـ
(نعم يصلح أخي العزيز التهامي)
اذاكيف يثبت.الشرط
(ممكن تبين لنا من الذي تصلح شفاعته ممن لا تصلح ... هداك الله) ... امين
بارك الله فيكم
انا اتكلم عن (الشرط)
هل هذه الادله تصلح للشرطيه
ما تكلمت عن الشفاعه
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:20 م]ـ
هذه الشروط يتفاوت الناس فيها زيادة ونقصاناًلأنها من الإيمان والإيمان يزيد وينقص عند أهل السنة كما دل عليه القرآن والسنة وإجماع السلف فمثلاً العلم يتفاوت فحقيقة العلم بمعنى لا إله إلا الله على الكمال هو العلم بالدين كله إذ معناها لا معبود بحق إلا الله والعبادة تشمل الدين كله وكلما ازداد الإنسان علماً بشئ من الدين ازداد تحقيقاً لمعنى لا إله إلا الله وقد يكون الإنسان جاهلاً بأن الأمر الفلاني عبادة ثم يعلم الآية والحديث فيصير بهما عالماً وكان قبل ذلك جاهلاً ولم يكن كافراً فالذي هو شرط في أصل الإيمان أي في قبول لا إله إلا الله من العبد يوم القيامة لنجاته من الخلود في النار أصل كل شرط من هذه الشروط فأصل العلم شرط أو على الصحيح ركن من أركان الإيمان ونعني به العلم الإجمالي ومعناه ألا يعبد إلا الله.
ـ[ابو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 04:56 م]ـ
السلام عليكم
الادلة التي استدل بها من اشترط العلم في قبول (لا اله الا الله)
لاتفيد اكثر من الوجوب. هذا لو اعتبرنا انها في العلم بلا اله الا الله
وتعريف الشرط.انه مايلزم من عدمه العدم ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته. وهذا اقرب تعريف.
ولو اعتبرنا ان العلم شرط سترد علينا بعض الاسئله منها.
اولا.ما هو حد هذا العلم الذي يلزم العبد معرفته كي يدخل في الاسلام. (علي اعتبار انه شرط)
ثانيا. هل الرسول صلي الله عليه وسلم اعتبر هذا الشرط مع من اراد الدخول في الاسلام.
ثالثا. هل من ثبت جهله ببعض امور التوحيدبعد دخوله الاسلام يكون مرتدا.ام لا يعتد بنطقه بالشهادتين.
بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/177)
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[07 - 07 - 07, 09:27 م]ـ
ثانيا. هل الرسول صلي الله عليه وسلم اعتبر هذا الشرط مع من اراد الدخول في الاسلام.
ثالثا. هل من ثبت جهله ببعض امور التوحيد بعد دخوله الاسلام يكون مرتدا. ام لا يعتد بنطقه بالشهادتين.
بارك الله فيكم
وهل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اعتبر باقي الشروط مع من أراد الدخول في الاسلام.
وهل تحكم بالإسلام لمن فسر لا إله إلا الله بقوله " لا خالق إلا الله " وعمل بمقتضى علمه أن هذا هو معناها.
أرجو الإجابة وفقك الله
ـ[ابو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[07 - 07 - 07, 11:50 م]ـ
الحمد لله ..
بارك الله فيك ياأخي
انت تصعب الامر علي نفسك
فأنت لم تأت الي الان بدليل الشرطيه علي العلم
ثم تسأل عن باقي الشروط .. هذا اولا.
وثانيا. جواب سؤالك الثاني. يحكم له بالاسلام
من يعتقد هذا المذهب .. (دلالة على أن إيمان المقلد وشهادته غير معتبر) المشاركه 3
ولاتعتد بالمفهوم
ولي عود ان شاء الله
وأشكرك علي مرورك
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 05:22 م]ـ
جواب سؤالك الثاني. يحكم له بالاسلام
هذا مذهب الأشاعرة
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[09 - 07 - 07, 06:39 م]ـ
نعم اخينا السعدي هذا مذهبهم والله اعلم .. ولكن هل يريحنا الأخ التهامي وينبهنا الى ما يريد التنبيه عليه .. فأن كافة علماء أهل السنة والجماعة على أن هذة الأدلة صريحة بأن تكون دليل شرطيه. ولم أري لهم حتى الأن مخالف.
__________________________________________________ ____
ارخ الامام البخاري باب في صحيحه جاء في ترجمتة ... ((باب ما جاء في العلم قبل القول والعمل)) واستدل بهذة الأية (فاعلم أنه لا اله الاالله) محمد:19
ـ[ابو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[10 - 07 - 07, 01:18 ص]ـ
الاخ ابو عبد الرحمن السعدي
لما نقلت قول الاشاعرة عجبت ... لقناعتي بانك لا تعتقد مذهبهم
لذلك رددت قولهم عليك.
الاخ ابو عبد الرحمن الفلازوني
اولا. انا ما اردت الا المباحثة والمذاكرة والتعلم من الاخوة بارك الله فيك
ثانيا. قولك ان هذا عليه كافة علماء اهل السنه
فان كنت تعني المتقدمين فهذا يحتاج الي نقل عنهم
وان كنت تعني المعاصرين (وانا لن اذكر اسماء-حتي يبقي الامر في دائرة المذاكرة)
اذا سيرد علي هذا الاشكالات التي سبق وذكرتها
ثالثا. ما ذيلت به كلامك عن الامام البخاري
كلام صحيح ولكن ليس له تعلق بمن يريد الدخول في الاسلام.
ـ[محمد أبو مالك المغربي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 04:31 ص]ـ
من يتكرم علينا بشرح لأحد المشايخ لهذه الشروط.؟؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[14 - 07 - 07, 09:01 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[14 - 07 - 07, 10:29 م]ـ
من يتكرم علينا بشرح لأحد المشايخ لهذه الشروط.؟؟
جزاكم الله خيرا.
مؤلفات المشرف >لا إله إلا الله–معناها-أركانها-فضائلها-شروطها
للشيخ محمد الحمد
أظنه من تلاميذ ابن باز رحمه الله
http://www.toislam.net/files.asp?order=3&num=1307&per=551&kkk=
وإذا أردت شروحا صوتية فابحث عنها في طريق الاسلام
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[15 - 07 - 07, 01:29 ص]ـ
رد على أسئلة أخينا أبي عبد الرحمن التهامي:- فأقول وبالله أستعين-: أولا: حد العلم الذي يلزم العبد معرفته كي يدخل في الاسلام (على اعتبار أنه شرط) هو: النطق بالشهادتين والعمل بشرائع الاسلام؛ ودليل ذلك ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما: عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أميةبن المغيرة ,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب ((ياعم قل لا إله إلا الله, كلمة أشهد لك بها عند الله)) ...................... _حتى قال_ أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على عبد المطلب, وأبى أن يقول لا إله إلا اله ........ الحديث؛ ومعلوم أن أبا طالب كان يعلم أنه لا إله إلا الله ,كما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه ((قل لا إله إلا الله, أشهد لك بها يوم القيامة)) ,قال: لولا أن تعيرني قريش يقولون: إنما حمله على ذلك الجزع, لأقررت بها عينك, فأنزل الله (((إنك لا تهدي من أحببت ........... ))).الآية فمعلوم
-بارك الله فيكم-أن العلم وحده لا ينفع دون الشهادتين والعمل بشرائع الاسلام
-
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[15 - 07 - 07, 01:54 ص]ـ
ثانيا:النطق بالشهادين يسبقه العلم ,فالعلم معتبر بالشهادتين. لأن الشهادة لا تقوم إلا على علم ويقين-اللهم إلا إذا كانت شهادة لمنافق-والدليل على ما أقول قول الله تعالى (((شهد الله أنه لا إله إلاهو والملائكة وألوا العلم قائما بالقسط ..... ))).الآية. والله أعلم
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[15 - 07 - 07, 10:29 ص]ـ
قال الشيخ / سليمان بن سحمان -رحمه الله - {بعد ذكر معنى لا إله إلا الله}:
هي العروة الوثقى فكن متمسكا,,,,,,, بها مستقيما في الطريق المحمدي
فكن واحدا في واحد ولواحد ,,,,,,, تعالى ولا تشرك به أو تندد
ومن لم يقيدها بكل شروطها ,,,,,,, كما قاله الأعلام من كل مهتد
فليس على نهج الشريعة سالكا ,,,,,,, ولكن على أراء كل ملدد
فأولها: العلم المنافي لضده ,,,,,,, من الجهل, إن الجهل ليس بمسعد
فلو كان ذا علم كثير وجاهلا ,,,,,,, بمدلولها يوما فبالجهل مرتد
........ الأبيات {الدرر السنية (1/ 583)}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/178)
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[15 - 07 - 07, 10:58 ص]ـ
قال الشيخ/عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله جميعا-صاحب كتاب "فتح المجيد":
وبالجهل بالشرك, لا يحصل شيء مما دلت عليه لا إله إلا الله ,
ومن لم يقم بمعنى هذه الكلمة ومضمونها , فليس من الاسلام في شيء,
لأنه لم يأت بهذه الكلمة ومضمونها عن: علم ويقين وصدق وإخلاص ومحبة وقبول وانقياد. ا. ه
"الدرر السنية (2/ 208 - 209) "
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[15 - 07 - 07, 07:25 م]ـ
أنا كنت أعلم أن أخانا التهامي يذاكرنا , ولكن ....
أحببت أن أوثق ما قلته بكلام العلماء الغير معاصرين , حتى يتضح أن المسألة لها أصل ,
منذ زمن ولم يأت بها الشيخ /حافظ حكمي -رحمه الله-
فالأستدلال بالأدلة التي أتى بها الشيخ/حافظ , ونقلها لنا أخونا التهامي-حفظه الله- كانت معلومة لدى العلماء من قبل , ولم يقل أحد بوجوب العلم, بل الكل-والله أعلم-أقر بالشرطية .. هذا أولا.
وثانيا: حتى لا يهضم حق العلماء الأولين ممن قالوا بهذا , فالأولى:أن نعطي كل ذي حق ,حقه.
لذلك ;سألت في المنتدى (من أول من قسم شروط لا إله إلا الله)
وبالطبع: فليس ما أقوله قدح في الشيخ / حافظ -رحمه الله رحمة واسعة- فكم للشيخ/ حافظ جميل علي وعلى غيري في الدعوة , وفي تقريب العقيدة إلى الأمة, فرحمة الله عليه وجزاه الله خيراعلى ما قدم , هو وجميع علمائنا من أهل السنة (((ربنا اغفرلنا ولإخوننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم)))
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[21 - 07 - 07, 05:09 ص]ـ
للفائدة، رأيت الشيخ محمد حسين يعقوب فى مقال على موقعه، يستدل بحديث على شرطية العلم بمعنى لا إله إلا الله، فقال حفظه الله:
"وأخرج مسلم عن عثمان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة» "
و لعل الشاهد فيه مفهوم المخالفة، أى أن من مات و هو لا يعلم أنه لا إله إلا الله لن يدخل الجنة. و الله أعلم.(42/179)
ما صيغة الصلاة على الرسول
ـ[أحمد فلاح]ــــــــ[19 - 06 - 07, 12:06 ص]ـ
قرأت أن أفضل طريقة للصلاة على الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم هي: بصيغة: اللهم صلي على سيدنا محمد و على ال محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم و على ال ابراهيم ..
وبارك على سيدنا محمد و على ال محمد .. كما باركت على سيدنا ابراهيم و ال ابراهيم ..
في العالمين .. انك حميد مجيد.
و هي نفس الصيغة التي نقرأها في التشهد الخير ..
لي تساؤل ..
سمعت كثيرا عن صيغ و عبارت صلاة أخرى .. بعضها من شيوخ و بعضها الأخر سمعتها من خلال الاذاعة ... مثل:
اللهم صلي علي سيدنا رسول الله واله وسلم صلاة تقضي بها الحوائج وترفع بها النوائب ويزال بها كل هم وغم في الدنيا و الاخره
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ نُورِكَ اللاَّمِعِ. وَمَظْهَرِ سِرِّكَ الْهَامِعِ.
الَّذِي طَرَّزْتَ بِجَمَالِهِ الأَكْوَانَ. وَزَيَّنْتَ بِبَهْجَةِ جَلاَلِهِ الأَوَانَ.
الَّذِي فَتَحْتَ ظُهُورَ عَالَمِ مِنْ نُورِ حَقِيقَتِهِ. وَخَتَمْتَ كَمَالَهُ بِأَسْرَارِ نُبُوَّتِهِ.
فَظَهَرَتْ صُوَرُ الْحُسْنِِ مِنْ فَيْضِهِ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ.
وَلَوْلاَ هُوَ مَا ظَهَرَتْ لِصُورَةٍ عَيْنٌ مِنَ الْعَدَمِ الرَّمِيمِ.
الَّذِي مَا اسْتَغَاثَكَ بِهِ جَائِعٌ إِلاَّ شَبِعَ وَلاَ ظَمْآنٌ إِلاَّ رَوِيَ وَلاَ خَائِفٌ إِلاَّ أَمِنَ
وَلاَ لَهْفَانٌ إِلاَّ أُغِيثَ وَإِنِّي لَهْفَانٌ مُسْتَغِيثُكَ أَسْتَمْطِرُ رَحْمَتَكَ الْوَاسِعَةَ
مِنْ خَزَائِنِ جُودِكَ فَأَغِثْنِي يَا رَحْمَنُ يَا مَنْ إِذَا نَظَرَ بِعَيْنِ حِلْمِهِ وَعَفْوِهِ
لَمْ يَظْهَرْ فِي جَنْبِ كِبْرِيَاءِ حِلْمِهِ وَعَظَمَةِ عَفْوِهِ ذَنْبٌ اغْفِرْ لِي
وَتُبْ عَلَيَّ وَتَجَاوَزْ عَنِّي يَا كَرِيمُ.
فهل مثل هذه الصلاوات مقبولة شرعا أم أن عليها بعض الشبهات؟
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[19 - 06 - 07, 02:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يرد في أفضل صيغة لفظة سيدنا .... وقبل أن أذكر صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أورد لكم بعض مما ورد على لفظة ((سيدنا)) من موقع فيه ((شرح الصلاه كما كان يصليها الرسول صلى الله عليه وسلم اعتمادا على كتاب " صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير الى التسليم كأنك تراها" للألباني))
بعض مما ورد:
ويرى القارئ أيضا أنه ليس في شيء منها لفظ: (السيادة) ولذلك اختلف المتأخرون في مشروعية زيادتها في الصلوات الإبراهيمية, ولا يتسع المجال الآن لنفصل القول في ذلك وذكر من ذهب إلى عدم مشروعيتها إتباعا لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم الكامل لامته حين سئل عن كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم, فأجاب آمراً بقوله: "قولوا: اللهم صل على محمد ... ", ولكني أريد أن أنقل إلى القراء الكرام هنا رأي الحافظ ابن حجر العسقلاني في ذلك باعتباره أحد كبار علماء الشافعية الجامعيين بين الحديث والفقه, فقد شاع لدى متأخري الشافعية خلاف هذا التعليم النبوي الكريم!
فقال الحافظ محمد بن محمد بن محمد الغرابيلي (790/ 835) وكان ملازما لابن حجر, قال رحمه الله ومن خطه نقلت:"وسئل (أي الحافظ ابن حجر) أمتع الله بحياته عن صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أو خارج الصلاة, سواء قيل بوجوبها أو ندبيتها, هل يشترط فيها أن يصفه صلى الله عليه وسلم بالسيادة؛ كأن يقول مثلاً: اللهم صل على سيدنا محمد, أو على سيد الخلق, وعلى سيد ولد آدم؟ أو يقتصر على قوله: "اللهم صل على محمد؟ وأيهما أفضل, الإتيان بلفظ السيادة لكونها صفة ثابتة له صلى الله عليه وسلم, أو عدم الإتيان به لعدم ورود ذلك في الآثار؟
فأجاب رضي الله عنه: نعم إتباع الألفاظ المأثورة أرجح, ولا يقال: لعله ترك ذلك تواضعا منه صلى الله عليه وسلم, كما لم يكن يقول عند ذكره صلى الله عليه وسلم: "صلى الله عليه وسلم" وأمته مندوبة إلى أن تقول ذلك كلما ذكر0 لأنا نقول: لو كان ذلك راجحا لجاء عن الصحابة ثم عن التابعين, ولم نقف في شيء من الآثار عن أحد من الصحابة ولا التابعين لهم, قال: ذلك مع كثرة ما ورد عنهم من ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/180)
وقد عقد القاضي عياض بابا في صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب "الشفاء" ونقل فيه آثارا مرفوعة عن جماعة من الصحابة والتابعين ليس في شيء منها عن أحد من الصحابة وغيرهم لفظ "سيدنا"0
والمسألة مشهورة في كتب الفقه, والغرض منها أن كل من ذكر هذه المسألة من الفقهاء قاطبة لم يقع في كلام أحد منهم "سيدنا" ولو كانت هذه الزيادة مندوبة ما خفيت عليهم كلهم حتى أغفلوها, والخير كله في الإتباع, والله أعلم"0
قلت: وما ذهب إليه الحافظ ابن حجر رحمه الله من عدم مشروعية تسويده صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه إتباعا للأمر الكريم, وهو الذي عليه الحنفية0 وهو الذي ينبغي التمسك به لأنه الدليل الصادق على حبه صلى الله عليه وسلم0 ((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)) (آل عمران: 31) 0
....................
وكان صلى الله عليه وسلم يصلي على نفسه في التشهد الأول وغيره وشرع ذلك لأمته, حيث أمرهم بالصلاة عليه بعد السلام عليه, وعلمهم أنواعا من صيغ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم:
1 - "اللهم صل على محمد, وعلى أهل بيته, وعلى أزواجه وذريته, كما صليت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, وبارك على محمد, وعلى آل بيته, وعلى أزواجه وذريته, كما باركت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد"0
وهذا كان يدعو به هو نفسه صلى الله عليه وسلم0
2 - "اللهم صل على محمد, وعلى آل محمد, كما صليت على [إبراهيم, وعلى] آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد, وعلى آل محمد, كما باركت على [إبراهيم, وعلى] آل إبراهيم, إنك حميد مجيد"0
3 - "اللهم صل على محمد, وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم [وآل إبراهيم] , إنك حميد مجيد, وبارك على محمد, وعلى آل محمد, كما باركت على [إبراهيم و] آل إبراهيم, إنك حميد مجيد"
4 - "اللهم صل على محمد [النبي الأمي] , وعلى آل محمد, كما صليت على [آل] إبراهيم, وبارك على محمد [النبي الأمي] وعلى آل محمد, كما باركت على [آل] إبراهيم في العالمين, إنك حميد مجيد"
5 - "اللهم صل على محمد عبدك ورسولك, كما صليت على [آل] إبراهيم, وبارك على محمد [عبدك ورسولك] , [وعلى آل محمد] , كما باركت على إبراهيم [وعلى آل إبراهيم] "0
6 - "اللهم صل على محمد و [على] أزواجه وذريته, كما صليت على [آل] إبراهيم, وبارك على محمد و [على] أزواجه وذريته, كما باركت على [آل] إبراهيم, إنك حميد مجيد"0
7 - "اللهم صل على محمد, وعلى آل محمد, وبارك على محمد, وعلى آل محمد, كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد"0
الرابط
http://abuomair.jeeran.com/ الصلاة%20على%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وسلم%20 وموضعها%20وصيغها-23. htm
..................
وهنا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من صيغ للصلاة عليه
1 - روى الشيخان عن كعب بن عُجْرة قال: (خرج علينا النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقلنا: يا رسول اللَّه، قد علمنا كيف نُسلِّم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد). [البخاري حديث 6357، ومسلم حديث 406]
2 - روى الشيخان عن أبي حميد الساعدي قال: قالوا: يا رسول اللَّه، كيف نصلي عليك؟ قال: (قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزوجه وذريته كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد) [البخاري حديث 2369، ومسلم 407]
3 - روى النسائي عن زيد بن خارجة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلوا عليَّ واجتهدوا في الدعاء، وقولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد). [حديث صحيح: صحيح النسائي جـ1 ص414]
..................
أما عن الصيغ الأخرى التي سمعتها فهي من ما ورد عن الصوفية وهذه الصيغة (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ نُورِكَ اللاَّمِعِ. وَمَظْهَرِ سِرِّكَ الْهَامِعِ ..... ) فهي تسمى ((صلاة الاستغاثة لابن إدريس))!!!
والله تعالى أعلم
ـ[أحمد فلاح]ــــــــ[19 - 06 - 07, 06:09 م]ـ
جزاك الله خيرا(42/181)
ما هو الفرق بين عرش الربّ وكرسيه؟؟؟
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[19 - 06 - 07, 02:54 ص]ـ
السؤال:
ما هو الفرق بين الكرسي والعرش؟
الجواب:
الحمد لله
الكرسي هو موضع قدمي الرحمن عز وجل على أصح الأقوال فيه، والعرش أكبر من الكرسي.
والعرش هو أعظم المخلوقات، وعليه استوى ربنا استواءً يليق بجلاله، وله قوائم، ويحمله حملة من الملائكة عظام الخلق.
وقد أخطأ من جعلهما شيئاً واحداً.
وهذه أدلة ما سبق مع طائفة من أقوال العلم:
عن ابن مسعود قال: بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم. رواه ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 105)، والبيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 401).
والأثر: صححه ابن القيم في " اجتماع الجيوش الإسلامية " (ص 100)، والذهبي في " العلو " (ص 64).
قال الشيخ ابن عثيمين:
هذا الحديث موقوف على ابن مسعود، لكنه من الأشياء التي لا مجال للرأي فيها، فيكون لها حكم الرفع، لأن ابن مسعود لم يُعرف بالأخذ من الإسرائيليات.
" القول المفيد شرح كتاب التوحيد " (3/ 379).
قال ابن القيم:
إنه إذا كان سبحانه مبايناً للعالَم فإما أن يكون محيطا به أو لا يكون محيطا به، فإن كان محيطاً به لزِم علوّه عليه قطعاً ضرورة علو المحيط على المحاط به، ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض كانت عالية عليها، ولما كان الكرسي محيطاً بالسماوات كان عالياً عليها، ولما كان العرش محيطاً بالكرسي كان عالياً فما كان محيطاً بجميع ذلك كان عالياً عليه ضرورة ولا يستلزم ذلك محايثته لشيء مما هو محيط به ولا مماثلته ومشابهته له.
" الصواعق المرسلة " (4/ 1308).
والعرش ليس هو المُلْك وليس هو الكرسي
وقال الشيخ ابن عثيمين:
هناك من قال: إن العرش هو الكرسي لحديث " إن الله يضع كرسيَّه يوم القيامة "، وظنوا أن الكرسي هو العرش.
وكذلك زعم بعض الناس أن الكرسي هو العلم، فقالوا في قوله تعالى: {وسع كرسيه السموات والأرض} أي: علمه.
والصواب: أن الكرسي موضع القدمين، والعرش هو الذي استوى عليه الرحمن سبحانه.
والعلم: صفة في العالِم يُدرك فيها المعلوم. والله أعلم.
القول المفيد شرح كتاب التوحيد " (3/ 393، 394).
ـ[أم حنان]ــــــــ[19 - 06 - 07, 09:02 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي الكريمة أم مالك
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[22 - 06 - 07, 11:31 م]ـ
أحسنت ووضحت ماهو غائب عن كثير من الدعاة بل الأحرى العوام
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[22 - 06 - 07, 11:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لي ملاحظة على التوقيع آمل قبولها:
الواقع يخالف ماذكره الشيخ, وقد حضرت محاضرة لشيخنا ابن باز رحمه الله فلم يكمل الحضور ولا خمسة صفوف, بينما حاضر بعض اهل البدع في نفس المسجد فضاقت الساحات خارج المسجد بالحضور.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[23 - 06 - 07, 02:05 ص]ـ
يقول الإمام أبو عثمان -رحمه الله-: "الفرق بين أهل السنة وبين أهل البدعة أن أن أهل البدعة إذا سمعوا خبرا فيه صفة الرب ردوه"
قال احد السلف (بيننا وبين اهل البدع يوم الجنائز).
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[23 - 06 - 07, 02:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لي ملاحظة على التوقيع آمل قبولها:
الواقع يخالف ماذكره الشيخ, وقد حضرت محاضرة لشيخنا ابن باز رحمه الله فلم يكمل الحضور ولا خمسة صفوف, بينما حاضر بعض اهل البدع في نفس المسجد فضاقت الساحات خارج المسجد بالحضور.
نعم هذا صحيح بل كثير ...
قال شيخنا مقبل بن هادي الوادعي (رحمه الله):
بيننا وبين أهل البدع يوم المحاضرات فإذا كان الرجل سلفياً قال يايها الناس (من كثرتهم) وأذا كان بدعياً قال يايتها السواري (لقله الناس) ....
سؤال .. هل ما بين الأقواس من كلام الشيخ رحمه الله ..
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 09:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختي الكريمة أم مالك
و جزاكِِِِِِ الله خيرا ووفقكِِِِ أينما تكوني،،
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 09:09 ص]ـ
أحسنت ووضحت ماهو غائب عن كثير من الدعاة بل الأحرى العوام
بارك الله فيك اخي الفاضل،،
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 09:13 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لي ملاحظة على التوقيع آمل قبولها:
الواقع يخالف ماذكره الشيخ, وقد حضرت محاضرة لشيخنا ابن باز رحمه الله فلم يكمل الحضور ولا خمسة صفوف, بينما حاضر بعض اهل البدع في نفس المسجد فضاقت الساحات خارج المسجد بالحضور.
لأنهم أتبعوا شهواتهم أرادوا من يحلل ما حرمه الله فقط،، و هذا الواقع فعلا،
تجد المساجد تغص بالحضور لأن المدعي بالداعيه سوف يلقي محاضرة، و كلها تأتي تتجاوب مع شهوات النفس نسأل الله العفو و العافيه،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/182)
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 09:21 ص]ـ
يقول الإمام أبو عثمان -رحمه الله-: "الفرق بين أهل السنة وبين أهل البدعة أن أن أهل البدعة إذا سمعوا خبرا فيه صفة الرب ردوه"
قال احد السلف (بيننا وبين اهل البدع يوم الجنائز).
لأنهم لا يريدون التفقه في الدين و الله لا يريد بهم خيرا من يرد الله به خيرا يفقه في الدين، فهؤلاء لا يريدون التفقه في الدين،، ولا خيرا فيهم،،
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 09:27 ص]ـ
سؤال .. هل ما بين الأقواس من كلام الشيخ رحمه الله.
لا أعلم، بل نقلته،، أعتقد أنه من أحد طلابه أراد التوضيح فقط لا غير،
ـ[حسن شريف]ــــــــ[26 - 06 - 07, 04:17 ص]ـ
ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض.
و جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا قال الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل
و جاء كد لك عن أبي موسى أن الكرسي موضع القدمين.
و روي عن ابي هريره كدلك و في اسناده مقالات.
و انظر كتاب العو و العرش للدهبي و التعليق على الطحاويه للالباني.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 06:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[07 - 07 - 07, 06:40 ص]ـ
إليكم إخواني الفرق بين عرش الرحمن وكرسيه سبحانه من تعليق الشيخ عبد الرحيم الطحان على العقيدة الطحاوية
مبحث العرش والكرسي
(هما مبحثان مستقلان لكن ندخلهما في هذه الآيات)
العرش في اللغة: سرير المَلِك، والمراد كرسي عظيم مرصع بالجواهر والأحجار الكريمة كحال الملوك القدماء.
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن ثلاث عروش: عرشين لمخلوقين وعرش له سبحانه وتعالى استوى عليه: أحد عرشي المخلوقين عرش ملكة سبأ () وهو عرش بلقيس: ( ... وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم) والثاني عرش نبي الله يوسف ( ... ورفع أبويه على العرش) والله جل وعلا استوى على هذا العرش بكيفية يعلمها ولا نعلمها.
ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال [سمي العرش عرشاً لارتفاعه]، والله يشير لهذا المعنى في كتابه يقول: (وهو الذي أنشأ جنات معروشات) أي مرتفعة (وغير معروشات) أي منبسطة ليس لها ساق تقوم عليه وذكر العرش معلوم في أشعار العرب في الجاهلية والإسلام، قال أمية بن أبي الصلت (جاهلية):
مجدوا الله فهو للمجد أهل ?? ربنا في السماء أمسى كبيرا
بالبناء الأعلى الذي سبق الناس ?? وسوى فوق السماء سريرا
شَرْجَعَنْ () لا يناله ناظر العين ?? ترى دونه الملائكة صورا ()
وقال عبد الله بن رواحة (قال الإمام ابن عبيد ابن عبد البر في الاستيعاب وهذه القصة ثابتة رُويناها من أوجه صحيحة مشهورة)، وذلك أنه عندما جاءته سٌرِّيته وواقعها على فراش زوجته، فعلمت زوجته بالأمر فاعتراها شيء من الغيرة، فقالت في حجرتي وعلى فراشي، فقال: ما فعلت شيئاً؟ أي لم أفعل شيئاً حراماً، فقالت اقرأ القرآن إن كنت صادقاً لأن الجنب لا يقرأ القرآن، فقال: عبد الله رضي الله عنه:
شهدت بأن الله حق ??? وأن النار مثوى الكافرين
وأن العرش فوق الماء طافٍ ??? وفوق العرش رب العالمين
وتحمله ملائكة كرام ??? ملائكة الإله مسوِّمين ()
وقال أيضاً:
وفينا رسول الله يتلو كتابه ??? إذا انشق معروف من الفجر ساطعا
وبيت يجافي جنبه عن فراشه ??? إذا استقلت بالمشركين المضاجع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ??? به موقنات أن ما قال واقع
فقالت زوجته: آمنت بالله وكذبت بصري و الكلام أو سع من أن يكذب ظريف كما قال أئمتنا، فإذا اضطررت للكذب فلا تكذب بل استعمل التورية كما كان إبراهيم انخعي يعمل حيث كان يطلب من ابنه أن يقول لمن يطرق بابه في وقت لا يريد فيه مقابلة أحد، يا بني قل لهم إن إبراهيم ليس هنا، أي ليس موجود في المكان الذي يتكلم فيه أي يشير إلى مكان ليس فيه والده إبراهيم موجوداً فيه، والسامع يظن أن إبراهيم ليس في البيت والدار، وولده صادق، وهو لو قال لهم مشغول فقد يلحون عليه بطلب الدخول أو قد يتضايقون من هذا الجواب (أي لو قال لهم مشغول) فيصرفهم بالتي هي أحسن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/183)
وصفة الاستواء على العرش نقول فيها ما نقول في سائر الصفات فالاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وتقدم معنا أن إيماننا بصفات ربنا إقرار وإمرار (ليس كمثله شيء) إمرار (وهو السميع البصير) إقرار فنقر بالصفة دون البحث في كنها وكيفيتها وكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك.
والعجز عن درك الإدراك إدارك ??? والبحث في كنه ذات الإله إشراك
والصفات تختلف باختلاف الموصوفات، فلكل موصوف معنىً يناسبه من تلك الصفة على حسب ذاته، فمثلاً اليد تختلف فينا بني الإنسان عنها في الكلاب عنها في الأبواب فمن بابٍ أولى أن تختلف يد الخلاق جل وعلا.
وعرش الرحمن فوق المخلوقات كلها، ولا يوجد فوقه شيء مخلوق لا يوجد إلا الخالق جل وعلا، فالمخلوقات كلها تحت العرش ولذلك يُقال "العالم من عرشه إلى فرشه مخلوق" أو من علوه إلى سفله وهو الأرض السابعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [والله فوق العرش يعلم ما أنتم عليه]، والعرش هو أكبر المخلوقات تحمله ثمانية من الملائكة، كما أخبرنا الله عن ذلك في كتابه (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) وهؤلاء الثمانية يتجاوبون بصوت رقيق رخيم فأربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك على حلمك بعد علمك ويجيبهم الأربعة الآخرون سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، هذا هو تسبيح حملة العرش، وهذا ثبت بإسناد صحيح عن حسان بن عطية وله حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومعنى هذا: الله سبحانه وتعالى يعلم ما نعمل، ولولا حلمه لما ترك على الأرض من دابة، وهو قدير على عقوبتنا فلولا عفوه لأهلكنا، وثبت في تفسير ابن جرير أن الله خلق حملة العرش قالوا ربنا لم خلقتنا؟، قال: لتحملوا عرشي، قالوا: ومن يقوى عليه وعليه جلالك ووقارك وأنت رب العالمين؟ فقال: قولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقالوا هذه الكلمة وبها أطاقوا حمل العرش، وقد قال أئمتنا هذه الكلمة (لا حول ولا قوة إلا بالله) لها تأثير عجيب وخاصية مجربة بأن من قالها ذلل الله له الصعاب وفرج عنه الكروب وأعانه على الشدائد ومعنى هذه الكلمة لا تحول من حالٍ إلى حال من معصية إلى طاعة ومن ضعف إلى قوة ومن فقر إلى غنىً ... ولا تحصل قوة إلا بالله جل وعلا.
وأما الكرسي:
فهو دون العرش أي أنزل منه وأصغر، والعرش أكبر المخلوقات وأولها وهو موضع قدمي الرب سبحانه وتعالى,
وقد ثبت تفسير الكرسي بذلك في مستدرك الحاكم بسند صحيح على شرط الشيخين وكتاب التوحيد لابن خزيمة والأسماء والصفات للبيهقي وتفسير ابن جرير، والأثر رواه الإمام الخطيب في تاريخ بغداد والطبراني في معجمه الكبير بسند صحيح عن ابن عباس أنه قال: [الكرسي موضع القدمين والعرش لا يعلم قدره إلا الله].
قال الله في وصف الكرسي (وسع كرسيه السموات والأرض) فهذا الكرسي يسع السموات والأرض وهو أعظم منها.
والكرسي ذكر في موضعين فقط في القرآن:
1) آية الكرسي من سورة البقرة (وسع كرسيه السموات والأرض).
2) في سورة ص (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب)، فالكرسي الأول له جل وعلا، والثاني في سورة ص والكرسي واحد الكراسي وهو معروف كما قال علماء اللغة.
وهذا التفسير – الأول – الذي نقل عن ابن عباس، ثبت أيضاً عن أبي موسى الأشعري في تفسير ابن جرير والأسماء والصفات للبيهقي، وفي تفسير ابن المنذر بإسناد صحيح قاله الحافظ في الفتح (8/ 199) وثبت في تاريخ بغداد عن أبي ذر مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أثبت وله حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه مما لا يدرك بالرأي.
وهذا هو المعتمد عند أهل الحق أن الكرسي هو موضع قدمي الرب، وهناك أربعة أقوال باطلة في تفسير الكرسي احذروها وكونوا على علم بها:
أولها: - وهو أرذلها – نُقل عن الزمخشري المعتزلي، وهو من شر ما قاله في صفات الله – يقول "الكرسي: تخييل حسي " أي لا يوجد هناك كرسي لا صغير ولا كبير، لكن الله أراد أن يظهر لنا عظمته ويقرب لنا شأنه فذكر هذا الأمر لذلك يعني المراد من الآية: لو كان له كرسي لوسع السموات والأرض، لكنه لا يوجد، ومعنى قول الزمخشري (حسي) أي أتى بتعبير محسوس ليقرب المراد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/184)
وهذا التفسير الذي ابتدعه الزمخشري هنا في الكرسي عول عليه في كثير من آيات الصفات في الكشاف فانظر مثلاً تفسير قول الله تعالى في سورة الزمر (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إن الله يقبض الأرضين بشماله ويطوي السموات بيمينه، ويقول أنا الملك أين ملكوم الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟].
فالزمخشري يستعمل هذا الأسلوب أيضاً في نفي صفة اليمين والشمال والقبض والطي، فيقول هو في هذه الآية: هذا تخييل حسي فالله يريد أن يخيل لنا عظمته فجاء بهذا المثال الحسي الذي فيه كأن السموات بيمينه وكأن الأرض بشماله وليس له لا طي ولا قبض وليس له يمين ولا شمال، وهذا كما قلت لكم من أشنع ما قيل في صفات الله سبحانه وتعالى لأن مؤداه أن الله يكذب علينا، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
ثانيهما: الكرسي بمعنى العرش فهما سواء، ونقل هذا عن الحسن البصري، وروي هذا عنه من طريق جويبر عن الضحاك، وهذا الأثر لا يثبت عن الحسن البصري ()، لأنه فيه علة وهي: ضعف الأسناد فجويبر تالف.
قال الإمام ابن كثير والإمام البيهقي في الأسماء والصفات، والصحيح عن الحسن وغيره من السلف أن العرش غير الكرسي.
ثالثهما: قيل الكرسي بمعنى العلم، (وسع كرسيه السموات والأرض) أي علمه، نقل عن ابن عباس رضي الله عنه بإسناد – قال عنه ابن كثير والبيهقي في الأسماء والصفات وأبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة إنه شاذ أي هذا الإسناد شاذ والرواية المحفوظة عنه الثابتة أن الكرسي موضع القدم.
وهذا التفسير رده الإمام ابن جرير في أول الأمر وقال: "إن الرواية الثابتة عن ابن عباس في تفسير الكرسي وهو موضع القدمين، هي المعتمدة" ثم انتكس الإمام ابن جرير عليه رحمة الله في تفسيره عند آية الكرسي فنقل هذه الرواية الشاذة وقال هي المعتمدة في تفسير الكرسي، فبعد أن قرر أن القول الأول هو المعتمد نقضه وقال القول الثاني هو المعتمد وهذا عجيب من مثل الإمام ابن جرير، وقد قرر الإمام ابن جرير هذا القول الشاذ بقوله تعالى حكاية من الملائكة (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً)، وهذا الاستدلال في الحقيقة لا يتناسب مع حذق الإمام ابن جرير وفهمه لأنه يلزم على قوله أن يفسر الكرسي بالرحمة كما فسر بالعلم، لأن ذكرت الآيتين، ثم إنه لا مناسبة بين الكرسي والعلم، لأن الكرسي واحد الكراسي وهو معروف، والعلم معروف فلا مناسبة بينهما ولو صح تفسير الشيء بما لا يدل عليه في لغة العرب لصح أن نفسر بعد ذلك الأحكام الشرعية كما نريد () وهذا التفسير تبناه محمد عبده في هذا العصر وعليه جمهور المؤولة.
رابعهما: تبناه الرازي في تفسيره فقال: لا يصح تفسير الكرسي بالعرش ولا تفسيره بالعلم فقد دلت الآثار على أنه جسم عظيم أعظم من السموات والأرض – وهذا كله حق مقبول لكن انظر بعد ذلك للانتكاس يقول: لكن الرواية الثابتة عن ابن عباس موهمة مشكلة فيجب أن نقف نحوها موقفين:
الموقف الأول: أن نردها، لأنها توهم التشبيه.
الموقف الثاني: وإذا قبلناها فلابد من تأويلها ()، وقال: موضع القدمين أي موضع قدمي الروح الأعظم الذي هو جبريل أو موضع قدمي ملك آخر غيره () وهذا تأويل باطل يجب طرحه.
والأقوال الثلاثة قبله باطلة أيضاً والمعتمد هو قول ابن عباس وأبي موسى الأشعري وأبي ذر، وتقدم ذكره وقد ورد أن الكرسي بجانب العرش كحلقة في فلاة والسموات السبع والأراضين السبع بجانب الكرسي كحلقة في فلاة.
2 - وأما السنة:
تواترت الأحاديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام بأن الله فوق عرشه على سمواته بائن من خلقه سبحانه وتعالى، وهذه الأحاديث المتواترة لن أفيض فيها إنما سأذكر ثلاثة منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/185)
أولها: الأحاديث بمجموعها متواترة، لكن هذا الحديث متواتر بنفسه، قال الإمام الذهبي في كتابه (العلو للعلي الغفار) صـ16: من الأحاديث المتواترة في علو الله وفوقيته حديث معاوية بن الحكم السُّلمي، وحديثه ثابت في صحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي – وهو حديث متواتر – وخلاصة الحديث: يقول معاوية رضي الله عنه [كانت لي جارية ترعى غنماً لي فجاءت في يوم من الأيام وقد أخذ الذئب شاة منها، يقول: وأنا امرؤ من بني آدم () – آسف كما يأسفون فحزنت على هذه الشاة، وصككت الأمة ثم ندمت فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بالقصة وقلت له: ألا أعتقها، (وفي رواية: إن عليّ كفارة ألا أعتقها؟) فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ادعها لي، فجاءت فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ فقالت في السماء، فقال: من أنا؟ قالت: رسول الله، فقال اعتقها فإنها مؤمنة].
قال الذهبي والحديث فيه أمران:
1 - جواز السؤال عن الله بأين ()، فهو شرعي سأل بهذا نبينا صلى الله عليه وسلم.
2 - والجواب عن هذا السؤال، أن الله في السماء كما تواترت الأحاديث بذلك.
ولفظ السماء تقدم معناها إن كان المراد العلو فـ (في) ظرفية على حقيقتها أي في العلو، وإن كان المراد من السماء الأجرام السبعة فـ (في) بمعنى على أي على السماء وهذا الحديث فيه رد على المؤولة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل عن سلطانه وقهره جل جلاله فلم يقل أين سلطان الله؟.
ثانيها: حديث نزول ربنا الجليل وهو حديث قال عنه الإمام الذهبي: هو حديث متواتر أقطع بذلك وأُسأل أمام الله، وقد رواه الشيخان البخاري ومسلم – وأبو داود والترمذي وابن ماجه ورواه الإمام أحمد ومالك في الموطأ الدارمي وغيرهم من أئمة الحديث ولفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له]. فربنا يتصف بأنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا، ولفظ النزول في اللغة لا يكون إلا من أعلى إلى أسفل، فهو ينزل بكيفية تليق بجلاله من غير تشبيه ولا تعطيل ولا يلزم من نزوله أن تكون السموات فوقه، فهو في حال نزوله مستو ٍ على عرشه، ولا تقل كيف؟ فهذا السؤال ارفعه ولا تسأل به، هذا ولله المثل الأعلى – كالإنسان عندما ينام لا يسمع ولا يجيب مع أن روحه فيه فمع أن روحه معه إلا أنه كمن رفعت روحه.
ثالثها: حديث رواه الإمام الترمذي وحسنه، وابن خزيمة في كتاب التوحيد والبيهقي في الأسماء والصفات عن عمران بن حصين رضي الله عنه: [أن والده حصين لما جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وقال: يا رسول الله: إنك أشأم رجل على قومه فرقت جماعتنا وعبت آلهتنا وسفهت أحلامنا وكفرت من مضى من آبائنا فقال النبي عليه الصلاة والسلام: يا حصين اجلس، فجلس، فقال له: كم إلهاً تعبد؟ فقال له: سبعة، ستة في الأرض وواحداً في السماء ()، فقال: من الذي تُعدُّه لرغبتك ورهبتك؟ فقال: الذي في السماء، فقال: اترك الستة واعبد الذي في السماء وأنا أعلمك كلمتين إذا أسلمت، فأسلم فعلمه أن يقول: اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي]. فكرروا هذا الدعاء إخوتي الكرام.
3 - وأما الإجماع الصحيح:
والإجماع على هذه المسألة ليس في هذه الأمة بل هو إجماع بين المِليين أي الموحدين منذ آدم إلى يوم القيامة، أجمعوا على هذا وأن الله على عرشه فوق سماواته.
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني – كما في الذيل على طبقات الحنابلة – (1/ 296): "العلو لله جل وعلا مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل" أي ذكر الله جل وعلا هذا في الكتب المنزلة على الرسل التي أرسلهم عليهم الصلاة والسلام، فهو متفق عليه في الكتب، كل رسول يشير بهذا إلى قومه.
وثبت عن الإمام الأوزاعي أنه كان يقول: "كنا نقول والتابعون متوافرون الله فوق عرشه على سمواته بائن من خلقه" أي منفصل عن خلقه ليس حالاً فيهم ولا حالون فيه.
ولذلك قيل للإمام أبي حنيفة: ما تقول فيمن لم يعرف أين الله؟ فقال: إنه كافر، فقيل له: ما تقول فيمن قال إن الله على العرش لكن لا أعلم أين العرش؟ فقال: هو كافر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/186)
وقال الإمام ابن خزيمة في كتابه التوحيد: من أنكر العلو يستتاب – فإن تاب وإلا ضربت رقبته، ثم لا يدفن في مقابر المسلمين ولا اليهود ولا النصارى.
4 - وأما العقل الصريح:
وقد دل على علو الله سبحانه وتعالى على مخلوقاته، على مرحلتين وبخطوتين:
المرحلة الأولي: العقل يقول ويقرر "كل موجودين لابد لهما إما من الاتصال أو الانفصال، واتصال الخالق بالمخلوقات أو المخلوقات بالخالق وامتزاج أحد الموجودين بالآخر مستحيل لأنه يؤدي إلى جعل المخلوق عين الخالق وجعل الخالق مخلوقاً،ويؤدي إلى القول بالحلول ووحدة الوجود وأن كل شيء هو الله.
فإذا انتفى الاتصال ثبت الانفصال، وأفضل كلمة قالها أئمتنا في التوحيد ما قاله الإمام الجنيد: "إفراد الحادث عن القديم" أي تمييز الحادث المخلوق عن القديم الخالق، فكلاهما منفصل عن الآخر ولا يحل واحد منهما في الآخر.
المرحلة الثانية: إذا ثبت انفصال الرب عن مخلوقاته، فإما أن يكون فوقهم أو تحتهم، أما التحتية فمستحيلة لأنها صفة ذم ونقص وهي مأوى القاذورات، ويتنزه الله عن ذلك فثبتت له الفوقية ولذلك لو لم يرد نص شرعي ولو لم يأت رسول للبشر يخبرهم بأن الله جل وعلا فوقهم لجزم العقل بعلو الله وفوقيته على عباده، ولذلك من يقول خلاف هذا فهو ضال بلا شك.
وقد وجدت شبهتان في هذا الدليل لعلماء الكلام:
الشبهة الأولي: تولاها الجهمية أن الله في كل مكان أي بذاته (لا بعلمه فهذا موضع اتفاق) أي أن الله بذاته في كل مكان في البيوت وفي المساجد وفي الأسواق وفي المزابل وفي الحمامات - تعالى الله عما يقولون – ولذلك كان يقول غلاة الجهيمة من الصوفية:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا ??? وما الله إلا راهب في كنيسة
فالكلب والخنزير والراهب وكل شيء إله لأن الله في كل مكان – تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً – فكفر هؤلاء أشنع من كفر اليهود والنصارى لأن اليهود قصروا الحلول في عزير، وأما النصارى فقصروا الحلول في عيسى وأمه، وأما هؤلاء فقالوا إنه حل في كل نقيصة وقذر.
الشبهة الثانية: بعض علماء الكلام لا يجوز أن تقول أين الله؟ يقول: لأن الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال لا أمام ولا وراء، لا داخل العالم ولا خارج العالم، نقول له: يا مسكين أنت بهذا لم تثبت الحي القيوم بل جعلته موهوماً معدوماً،ولذلك لما تناظر أبو بكر ابن فورك في مجلس محمود بن سُبُكْتَكِين وهو من الأمراء الصالحين، تناظر هذا المؤول أي بن فورك مع بعض أهل السنة فقال: الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا وراء ولا داخل العالم ولا خارجه، فقال هذا السني للأمير: ايها الأمير اطلب إلهاً غير إلهك، فهؤلاء قد ضيعوا إلهك.
إذن فقولهم بفضي إلى أن نجعل الله عدماً، فجعلوا العلي الأعلى الذي كرسيه أعظم من السموات والأرض جعلوه معدوماً صرفاً وموهوماً محضاً، فانتبهوا لهذا!!!.
كلا الشبهتين باطلتان.
ولذلك عندما جلس أبو المعالي أمام الحرمين – غفر الله له ورحمه وقد رجع عن هوسه – يقرر نفي علو الله على مخلوقاته فقال كان الله ولا مكان ولا زمان وهو الآن على ما عليه كان، فقام الإمام الهمذاني وقال: يا إمام دعنا من العرش والزمان والمكان دعنا من هذه الأمور وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في أنفسنا ما قال أحد يا رب إلا وطلب المعونة ممن فوقه فبماذا نؤول هذا الشعور الذي في داخل نفوسنا؟ فلطم إمام الحرمين رأسه وقال حيرني الهمذاني، فرجع إمام الحرمين عن قوله.
5 - وأما الفطرة المستقيمة:
وتقدم معنا أن الأدلة على الفطرة قسمان:
أ) سلفي شرعي، والسلفي الشرعي قسمان
1) نصوص الكتاب والسنة.
2) الفطرة المستقيمة.
ب) وخلفي بدعي وهو قسمان:
1) عقل متكلف فيه متعمق.
2) كشف خيال.
فالفطرة السوية تقرر علو رب البرية، ووجه ذلك: أنه لا يلجأ أحد إلى الله إلا واتجه إلى فوق، فهذا مركوز في أذهان وقلوب نساء البادية فضلاً عن غيرهن، فهذه فطرة ولذلك عندما ندعو نمد أيدينا إلى فوق أو إلى الوراء أو إلى أسفل إلى العلو إلى فوق، وعندما نسجد نقول سبحان ربي الأعلى.
ـ[رافع]ــــــــ[25 - 06 - 08, 04:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لي ملاحظة على التوقيع آمل قبولها:
الواقع يخالف ماذكره الشيخ, وقد حضرت محاضرة لشيخنا ابن باز رحمه الله فلم يكمل الحضور ولا خمسة صفوف, بينما حاضر بعض اهل البدع في نفس المسجد فضاقت الساحات خارج المسجد بالحضور.
اتمنى من الاخ عبد المصور ان يذكر لنا من هذا المبتدع الذي يحاضر في مسجد يحاضر فيه الشيخ ابن باز "رحمه الله"!!!!!(42/187)
منهج السلف فى الرد على اهل البدع
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[19 - 06 - 07, 02:56 ص]ـ
منهج السلف فى الرد على
أهل البدع
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات إعمالنا, من يهدى الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادى له ,ونشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد إن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون).
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا).
(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا, يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
إما بعد:
فإن اصدق الحديث كتاب الله, وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة, وكل ضلالةٍ في النار.
وبعد:
فإن الجهل بمنهج السلف سواء فى العقيدة أو غيرها يؤدى إلى الزيغ والضلال, ولا شك إن منهج السلف الصالح فى الرد على أهل البدع وشروط الرد وحال المردود عليه والحالات التي ينبغي فيها الرد ولا يعتبر غيبة كل هذا أصبح غائباً عن البعض, فعمد الكثيرين ممن يجهلون بذلك المنهج إلى اختراع منهج جديد يحصر الدين كله فى الرد على أهل البدع فكان من الضروري بحث المسألة للتفريق بين الحق والباطل.
وإخفاء الأمر يعُتبر إخفاء للحق وسيكون بأذن الله الواحد الأحد عن عدة محاور لسياق الموضوع وتسهيله على النفوس وهذه المحاور هي.
(1) الحالات التي يجب الرد فيها ولا يعتبر الرد غيبة.
(2) حال المردود عليه وبيان موضع الرد.
(3) بيان التحذير من كتب أهل البدع.
(4) بيان وقت الانتهاء من الرد على المبتدع.
(5) عدم حصر الدين فى الرد على البدعة.
(6) منهج السلف فى الرد على أهل البدع.
وأخيراً فما كان من خطأ أو سهوا فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان ونسأل الله الثواب المغفرة, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم,
والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) الحالات التي يجب الرد فيها ولا يعتبر الرد غيبة.
هناك الكثير من الحالات التي لا يعتبر الكلام فيها غيبة حتى وان كان بغير علم المتكلم فيه:
أ-التظلم: حيث ان التظلم للحاكم من ظُلم وقع لك فإن الكلام عليه فى تلك الحالة لا يعتبر غيبة وانما يعتبر حماية للحقوق او ما شابه, والدليل على ذلك ما رواه أبو داود فى السنن بأسناداً جيد عن أبي هريرة قال:
(جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم يشكو جاره فقال: "اذهب فاصبر" فأتاه مرتين أو ثلاثاً فقال: " اذهب فاطرح متاعك في الطريق" فطرح متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه: فعل اللّه به، وفعل، وفعل، فجاءه إليه جاره فقال له: ارجع لا ترى منِّي شيئاً تكرهه).
فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان وغيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه من ظالمه، فيقول: ظلمني فلان, ورغم ذلك لا يدخل فى باب الغيبة رغم انه ذكر أخاه بما يكره الا انه ذكر ذلك للضرورة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
ب-التعريف:
هو عبارة عن تعريف الشخص بلقب معين لاشتراك الكثيرين فى اسمه الحقيقي, فمثلاً يكون اسمه محمد فيطلقون عليه لقب ليكون مميز بينهم, وهذا يحدث كثيراً فى رواة الحديث فيطلقون عليهم ألقاب للتميز والتعريف مثل لقب الأعمش والأعرج والأصم والأعمى والأحول وغيرهم, ولكن إذا خرج الكلام مخرج التنقيص وليس التعريف فهو غيبة.
وهذا التعريف له مصلحة كبرى للتميز بين الرواة, فلا يلتبس الأمر فيجعل العلماء الضعيف ثقة والثقة ضعيف مما يؤثر في الحكم على الحديث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
ج- التحذير:
وهو التحذير الضروري من المبتدعة أو الفسقة وغيرهم حتى لا يلتبس الأمر على العامة, ولابد ان يكون المُتكلم ينوى النصيحة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم, وإلا يكون فى قلبه الحقد والحسد تجاه الشخص الذى يتكلم فيه, وان يكون متأكد ببدعة المُتكلم فيه, فلا يتكلم وهو يجهل حاله من الاصل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/188)
وقد ضرب العلماء امثلة على ذلك منها: المشاورة في مصاهرة إنسان، أو مشاركته، أو إيداعه، أو معاملته، أو غير ذلك، أو مجاورته، ويجب على المشاور أنه لا يخفي حاله، بل يذكر المساوىء التي فيه بنية النصيحة. ومنها: إذا رأى متفقها يتردد إلى مبتدع أو فاسق يأخذ عنه العلم، وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك، فعليه نصيحته، ببيان حاله.
وهذا أيضا يكون في الجرح والتعديل عند أصحاب الحديث, فقد كان شعبة بن الحجاج يأتي عمران بن حدير ويقول (تعالى نغتب في الله ساعة) ,اى انه يتكلم للدفاع عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد قال رجل ليحيى بن معين أما تخشى إن يكون هؤلاء الذين تكلمت فيهم خصمائك يوم القيامة, قال (لأن يكونوا خصمائى أحب إلى من إن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم. خصمي, يقول لي: لماذا لم تذب الكذب عن سنتى).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
د-المُجاهر بالذنب:
وهو الذى يفعل الذنب ولا يستر نفسه ولا يرى فى ذلك عيب فهذا لابد من التحذير من مخالطته مع اقتران التحذير بما يفعله دون غيره من الذنوب لعدم ثبوتها عليه, ومثال ذلك الذى يجهر بشرب الخمر أو السرقة وغيرها فيجوز ذكره بما يجاهر به، ويحرم ذكره بغيره من العيوب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
ع-المستفتى:
وهو الاستفتاء فى أمراً معين فيجوز التكلم فى الشخص ان كان هذا فى اصل الفتوى, فيقول السائل ظلمني فلان إلى أخره, وقد روى البخارى من حديث عائشة رضي الله عنها: قالت هند أم معاوية لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أبا سفيان رجل شحيح، فهل علي جناح أن آخذ ماله سرا؟. قال: (خذي أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف).
فدل ذلك على جواز التكلم فى الشخص عن طريق الفتوى, ولو كان هذا غيبة لمنعها النبى صلى الله عليه وسلم, وقد علق البخارى على هذا الحديث فقال فى ترجمته: باب القضاء على الغائب, فدل ذلك انه يرى جواز التكلم على الشخص فى الفتوى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
ى- طلب الإعانة على إزالة المنكر:
وهو الاستعانة على تغير المنكر, ورد العاصي إلى الصواب, فيقول للذي يطلب الاعانة منه على إزالة المنكر فلان يفعل كذا وكذا فازجره عنه, ويكون المقصود هو إزالة المنكر فإن كان غير ذلك كان حراماً ويعتبر من الغيبة المحرمة
وهذه ستة أسباب ذكرها العلماء وقد نظمها محمد بن عوجان احد تلاميذ الحافظ بن حجر, فقال:
القدح ليس بغيبة في ستة متظلم ومعرف ومحذر
ومجاهر فسقا ومستفت ومن طلب إلاعانة في إزالة منكر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(2) حال المردود عليه وبيان موضع الرد:
فإن المردود عليه لابد ان تتوافر فيه شروط معينة ليكون الرد واجب وملزم, وغياب احد هذه الشروط يغير من كيفية النصيحة والرد, كما انه من الضروري ان نبين موضع الرد أهو الشخص أم كلامه.
وتختلف هذه الشروط من مبتدع وغيره.
أولاً: حال المردود عليه:
أ- ثبوت البدعة:
وهذا الشرط يختلف باختلاف المبتدع, فأن كان من المبتدعين الذين ثبتت عليهم البدعة كالخوارج والباطنية والفلاسفة وغيرهم فلا يلزم التأكد من بدعته لأنها مقامة في الأصل فلا حاجة لنا إليها, وإما إذا كان من أهل السنة فلابد من العمل على التأكد لان الأصل هو عدم البدعة والظن والشك لا يُغنى من الحق شيئاً.
فإذا تمت هذه المرحلة وثبتت بدعته فيكون الرد واجباً, للعمل على أبطال تلك البدعة وعدم إتباع العامة لتلك البدعة, وبذلك يكون الرد هاماً لان العامة لا يميزون بين البدعة وغيرها ويحكمون القلب والمشاعر وهذا لا يصح في البدعة.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (من قامت عليه الحجة من أهل البدع، استحق العقوبة، وإلا، كانت أعماله البدعية المنهي عنها باطلة لا ثواب فيها، وكانت منقصة له، خافضة له، مسقطة لحرمته ودرجته، فإن هذا حكم أهل الضلال وجزاؤهم، والله حكم عدل، لا يظلم مثقال ذرة، وهو عليم حكيم).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
ب-الدعوة إلى البدعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/189)
فلابد إن يكون هذا المبتدع داعية إلى بدعته, وقد اشترط هذا الكثير من أهل العلم, والدعاء إلى البدعة لا يكون بالكلام فقط بل يكون فاعل لعادات أهل البدع, ومن الدعاء إلى البدعة ان يكون معروفاً بها فبهذا يكون كافياً ان يدعوا إلى بدعته, وقد قال أبو بكر الاسماعيلى معلقاً على هذا بلسان أهل السنة والجماعة: (ويرون كف الأذى وترك الغيبة إلا لمن أظهر بدعة وهو يدعو إليها، فالقول فيه ليس بغيبة عندهم).
وقال الشاطبي أيضا رحمه الله: (حين تكون الفرقة تدعو إلى ضلالتها وتزينها في قلوب العوام ومن لا علم عنده، فإن ضرر هؤلاء على المسلمين كضرر إبليس، وهم من شياطين الإنس، فلا بد من التصريح بأنهم من أهل البدع والضلالة، ونسبتهم إلى الفرق إذا قامت له الشهود على أنهم منهم). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــج- انتشار البدعة:
حيث إن البدع قد تكون منتشرة وقد تكون مندثرة, اما المنتشرة فهي التي لابد من الرد عليها وبيان عواقبها حتى لا تؤثر على العامة, وإما البدعة المندثرة فهي التي لابد من التعامل معها بحذر شديد حتى لا يكون المتكفل بالرد سبب فى انتشارها من جديد.
والبدعة المندثرة كالقنبلة الغير المؤقتة قد تنفجر فى اى وقت, ولذلك لابد من الحذر منها فى حالة عدم الانتشار أيضا, ونحن كلنا علم ان هناك الكثير من البدع التي كانت مندثرة تنتشر وتأخذ صيتاً عالياً, وبالتالي لابد من الحذر قبل الرد على بدعة معينة, فقد تكون البدعة مندثرة بحيث لا يعلم عنها احد شيء ثم يأتي الرد فتنتشر.
وهناك من البدع المندثرة التي نتنبأ بانتشارها فى اى لحظة وهذه تأخذ حكم المنتشرة كما فعل بعض العلماء مع الشيعة, ومثل القديانية التي يتجاهلها البعض ألان ونتوقع حدوث كارثة منها فقد أنشئت قناة فضائية لدعوتها ولم يتحرك احد من العلماء للرد عليها, والكثير من تلك الأمثلة لأهل البدع والله اعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
ثانياً: بيان موضع الرد:
لا شك ان غموض هذه الناحية عند البعض سيؤدى إلى فساد النية فى الرد, لان موضع الرد على المبتدع ليس الشخص أو الاسم أو ما شابه وإنما موضع الرد يكون فى القول أو الفعل أو العمل وهذا هو الظاهر من كلام علماء الجرح والتعديل فيقول (منكر الحديث) أو ما شابه ذلك من أقوالهم.
ولكن هناك بعض الحالات التي يُجرح فيها شخص المبتدع, منها ان يكون المبتدع به قدحٌ فى العقيدة فهذا يمكن قدحه فى شخصه لأنه مُحتمل ان يدعوا إلى عقيدته الباطلة, وقدحه فى شخصه لا يعنى وصفه بما ليس فيه فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فالكذب على الشخص حرام كله، سواء كان الرجل مسلما أو كافرا أو فاجرا، لكن الافتراء على المؤمن أشد).
والقدح فى الشخص لا بد منه فى هذه الحالة لابتعاد العامة عنه وعدم السماع منه, واقل ما يمكن فعله فى هذه الحالة هو التحذير من السماع وبيان عقيدته الباطلة وليس هذا من الغيبة فى شيء كما بينا أنفاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(3) بيان التحذير من كتب أهل البدع.
اما كتب أهل البدع فهي تأخذ حكم صاحبها فى الرد والتحذير, ولكن لابد من الرد على الكتب المشهورة بين العامة وفى متناول الجميع, وعدم الرد على الكتب التي لا يمكن ان يقترب منها احد كالكتب المندثرة والمختفية وليس لها الا نسخة واحدة وكالكتب التي لم يتم طباعتها فهذه كالبدعة المندثرة تماماً والذي يرد هو الذي يعمل على نشرها.
ولابد ان تكون الأخطاء جلية وخطيرة تستحق عناء الرد, وان يكون الرد علمياً يُبين الأخطاء ويُوضح الصحيح, بدون التطرق إلى المقاصد أو النوايا, وما لم يعرفه البعض ان الكتب اخطر من صحابها لأنها تدعوا إلى بدعته كل لحظة اما هو فقد ينام أو يموت وتظل هي فى عملها فى الدعوة إلى بدعتها.
قال الحافظ سعيد بن عمرو البردعي: شهدت أبا زرعة - وقد سُئل عن الحارث المحاسبي وكتبه- فقال للسائل: إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك. قيل له: في هذه الكتب عبرة. فقال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة، فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن سفيان ومالكا والأوزاعي صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس؟! ما أسرع الناس إلى البدع!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/190)
فهذه الكتب بالفعل كالخمر (قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (219) سورة البقرة.
قال ابن القيم: ("والمقصود أن هذه الكتب المشتملة على الكذب والبدعة يجب إتلافها وإعدامها، وهي أولى بذلك من إتلاف آلات اللهو والمعازف، وإتلاف آنية الخمر، فإن ضررها أعظم من ضرر هذه، ولا ضمان فيها، كما لا ضمان في كسر أواني الخمر وشق الزقاق ").
وقال المروذي: قلت لأحمد: استعرت كتابا فيه أشياء رديئة، ترى أن أخرقه أو أحرقه، قال: نعم، فأحرقه. والله اعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(4) بيان وقت الانتهاء من الرد على المبتدع:
وقت الانتهاء من الرد هو انتهاء المبتدع عن بدعته وإعلان ذلك, ويختلف هذا ان كان لديه بعض الكتب التي كان يدعوا فيها إلى البدعة أو ما شابه ذلك فلابد من الرد عليه وبيان الأخطاء التي وقع فيها حتى لا يقع فيها احد من العامة.
وقد قال الإمام احمد كلاماً جيداً يستحق الذكر لينعش به ركام ذلك البحث, فيقول:
(الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين)
فلا شك ان قوله (وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم) يقتضى انتهاء الرد على المبتدع لزول اصل المقتضى وهو وجود البدعة اما مواصلة الرد فهذا دليل على إتباع الهوى.
وقوله (ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة) دليل على حسن النية وهى الدفاع عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد كلام الجهال عنهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(5) عدم حصر الدين فى الرد على البدعة.
حصر الشيء فى موضع واحد يقتضى ترك شيء منه, فحصر الدين فى الرد على البدعة يقتضى ترك شيء من الدين, وهذا لا ينبغي ولا يستقيم لأن النبى صلى الله عليه وسلم لم يوصنا بأخذ شيء من الدين بل أوصانا بأخذه كله.
كما ان من حصر الدين فى الرد فرضه على الجميع, وهذا من اكبر الأخطاء التي قد يقع فيها بعض الأشخاص, فالرد مقصوراً على العلماء, لأنه لا يفهم أخطاء العلماء الا العلماء أمثالهم, فقد يكون هذا العالم بالفعل على خطأ ولكن ينقصه النصيحة فقط , فلو نصحه احد طلاب العلم قد يستكبر, كما فعل العلامة بن باز مع الغزالي, ويتبين لنا أيضاً ان النصيحة ينبغي ان تكون أولاً فى السر وإلا ستجد عناد أمام تقبل تلك النصيحة.
كما ان هذا العالم قد لا يكون على خطأ وفهمه البعض فهماً خطأً فحرف الكلم عن مواضعه فأفشى به, فلابد فى هذه الحالة أيضاً من المحاورة السرية لفهم المقاصد, وهذا لا يكون الا للعالم, اما إذا كان جاهل واتى ببدعة بينة فليس هناك الا الرد البين الذي يحجم العامة على إتيان مثل تلك البدعة والله اعلم.
وحتى يتضح الكلام فى تلك الجزئية نبين ونقول ان الرد على أهل البدع يعتبر جزء من النصيحة التي قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة) ,ولكن النصيحة اكبر واعم من ان نحصرها فى الرد فقط وهذا ما قصدته بعدم حصر الدين فى الرد اى عدم حصر النصيحة فى الرد والله اعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(6) منهج السلف فى الرد على أهل البدع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/191)
لا شك ان ما تقدم كان له اهمية كبيرة لفهم الجزء الأهم على الإطلاق, ولكي نرتب الأفكار ونبدأ بداية سليمة نقول ان منهج السلف هو (الرد على مقدار الحاجة والضرورة فإذا تم انقضاء تلك الحاجة فالإعراض عنهم) ,اما قولنا الرد فهو الرد على البدعة بجميع أنواعها, وإما قولنا على مقدار الحاجة والضرورة اى الحاجة إلى تبين الخطأ إلى العامة حتى لا يتبعوه.
اما قولنا انقضاء الحاجة: اى إذا تم توضيح الخطأ وعرفه الناس وابتعدوا عنه وأصبحت البدعة جلية الخطأ مندثرة الدعوة فالإعراض عن الرد أولى من التصدي له حتى لا تنتشر عند البعض الأخر.
فقد قال تعالى (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أسمائه سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (180) سورة الأعراف.
قوله تعالى يلحدون: اى يميلون وينحرفون, وقوله (وذروا):اى نترك من مال وانحرف ولا نرد عليه الا مقدار الحاجة.
وقد فهمنا هذه الآية من موقف للإمام احمد رحمه الله (انه جاء إليه رجل من أهل العلم يقول له لقد صنفت كتاباً فى الرد على فرقة كذا وكذا, فقال له قد قال تعالى (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أسمائه سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) ,فترك هذا الرد.
ونحن نعلم ان الإمام احمد صنف كتاباً سماه (الرد على الزندقة والجهمية) وهو كتاباً جيد, وهذا يعنى انه يقول ان الرد ينبغي ان يكون لمقدار الحاجة والضرورة فأن لم يكن هناك حاجة فلا داعي إلى ذلك والله اعلم.
ونحن نستفيد من هذه الجزئية بعدم جواز مخالطة أهل البدع حتى وان كان للنصيحة, فكم من خالط أهل البدع ثم اخذ يتساهل معهم ثم اخذ يرتع معهم ولا حول ولا قوة الا بالله.
قال الشاطبي رحمه الله: (فإن فرقة النجاة - وهم أهل السنة - مأمورون بعداوة أهل البدع، والتشريد بهم، والتنكيل بمن انحاش إلى جهتهم، بالقتل فما دونه، وقد حذر العلماء من مصاحبتهم ومجالستهم، وذلك مظنة إلقاء العداوة والبغضاء، لكن الدرك فيها على من تسبب في الخروج عن الجماعة بما أحدثه من إتباع غير سبيل المؤمنين، لا على التعادي مطلقا، كيف ونحن مأمورون بمعاداتهم وهم مأمورون بموالاتنا والرجوع إلى الجماعة؟).
وقال الشاطبي أيضا رحمه الله: (حين تكون الفرقة تدعو إلى ضلالتها وتزينها في قلوب العوام ومن لا علم عنده، فإن ضرر هؤلاء على المسلمين كضرر إبليس، وهم من شياطين الإنس، فلا بد من التصريح بأنهم من أهل البدع والضلالة، ونسبتهم إلى الفرق إذا قامت له الشهود على أنهم منهم).
وقال ابن عبدالبر في كتابه "التمهيد" عقب حديث كعب بن مالك في قصة الثلاثة الذين خلفوا: (في حديث كعب هذا دليل على أنه جائز أن يهجر المرء أخاه إذا بدت منه بدعة أو فاحشة يرجو أن يكون هجرانه تأديبا له وزجرا عنه).
والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ(42/192)
ما هي أفضل الكتب في الرد على الشيعة والروافض؟
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[19 - 06 - 07, 01:42 م]ـ
أرجو من الإخوة المشاركة في ذكر أفضل الكتب التي ردت على الشيعة والروافض.
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[20 - 06 - 07, 04:53 م]ـ
تجدها في موقع البرهان
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[20 - 06 - 07, 11:01 م]ـ
في رأيي المتواضع: منهاج السنة لإبن تيمية
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 12:59 ص]ـ
من كتب المعاصرين: كتاب أد. ناصر القفاري أصول الشيعة الإمامية في 3 مجلدات.
وكتاب محب الدين الخطيب الخطوط العريضة، فهو مع صغر حجمه إلا أنه نافع جدا جدا.
وكتب العلامة إحسان إلهي ظهير لا يستغني عنها باحث يريد معرفة معتقد الرافضة فلم يتعب الرافضة ويجننهم مثل كتب العلامة إحسان إلهي ظهير
رحمه الله، حتى قتلوه غدرا وخيانة ـ كما هي عادتهم مع من يبين مذهبهم ـ
ومن الكتب النافعة أيضا ً كتاب بذل المجهود في مشابهة الرافضة لليهود تأليف عبدالله الجميلي.
وغيرها كثير ـ لكن هذا ما يحظرني الآن ـ
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[21 - 06 - 07, 04:04 ص]ـ
هناك أشرطة للشيخ عثمان الخميس ود. طه الدليمي. نافعة جدا ...
وانظر موقع الشيخ عثمان (المنهج) تجد مايسرك!!
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[21 - 06 - 07, 12:49 م]ـ
بارك الله في كل من شارك:
أين أجد هذه الكتب في مصر؟
ما اسم كتب الشيخ إحسان ألهي ظهير؟
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[22 - 06 - 07, 12:58 ص]ـ
للشيخ رحمه الله عدة كتب منها:-
1 - الشيعة والقرآن.
2 - " " " والسنة.
3 - " " " وأهل البيت.
4 - " " " والتشيع.
هذا بخصوص الشيعة، وله كتب في الصوفية والإسماعيلية وغيرها.
رحمه الله رحمة واسعة(42/193)
كلمة لفضيلة الشيخ البراك في التحذير من الرافضة ومواقعهم
ـ[حارث همام]ــــــــ[20 - 06 - 07, 06:52 م]ـ
هذا رابطها، وقد تأثر الشيخ في أثنائها وليس ذلك عجباً فتأثره بما يمس جناب العقيدة كثير حفظه الله.
http://www.fileflyer.com/view/v38P3Aq
ـ[محمود المصري]ــــــــ[20 - 06 - 07, 07:54 م]ـ
نسأل الله السلامة
وجزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على هذا الرابط
ـ[عبدالحميد الشريف]ــــــــ[20 - 06 - 07, 10:26 م]ـ
جزاك الله خيرا سأنزله
واحاول رفعه على موقع مباشر ان شاء الله
ـ[حارث همام]ــــــــ[21 - 06 - 07, 12:38 م]ـ
جزاكما الله خيراً وبارك فيكما(42/194)
هل منع اعضاء الملتقى من طرح المواضيع السياسية يعد من العلمانية؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 01:55 م]ـ
السلام عليكم
سؤال:
هل منع ادارة الملتقى للاعضاء من طرح المواضيع السياسية وبيان راي الشريعة فيها وبيان حكم الاسلام في القضايا التي تخص السياسة يعتبر من العلمانية؟
ام ان هذا يدخل تحت باب المصلحة والمفسدة لاجل عدم غلق الملتقى؟
ام انه فصل للشريعة عن السياسة؟
هل يجوز ادخال المصلحة والمفسدة فيما يخص العقيدة؟
ام انه ماذا؟
ـ[محمد العبد]ــــــــ[21 - 06 - 07, 04:02 م]ـ
بارك الله فيك أخي المصلحي وأضيف إلى أسئلتك سؤالين:
ما وجه حذف إدارة الملتقى لبعض المشاركات الخاصة بمسألة العذر بالجهل مع أن بعضها في نقطة لم يتعرض أحد للكلام عليها في هذا الملتقى حسب علمي؟
وماوجه حذف بعض المشاركات التي فيها كلام على (مرجئة التكفير)؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[21 - 06 - 07, 05:11 م]ـ
السلام عليكم
الجميع دخل المنتدى و سجل هنا
و قبل دخوله و وافق على سياسة المنتدى
و بالتالي المؤمنون على شروطهم
في حالة رأيت أن هنالك حاجة للتطوير أو تغيير شرط ما
فعلى الانسان أن يراسل إدارة المنتدى
و على الرغم من قرابة الخمس سنوات معهم فلم نجد منهم إلا كل قبول و مناقشة و تسديد
هذا رأي خاص بي
ـ[المصلحي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 06:39 م]ـ
بارك الله في جميع الاخوة
وكنت متوقعا ان الموضوع سوف يحذف بل سيحذف!
عزيزي مختار الديرة
[المؤمنون على شروطهم]
قلت:
اكمل الحديث ...
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[21 - 06 - 07, 07:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إخواني الأفاضل عامة وأخي المصلحي خاصة وفق الله الجميع وزادنا علماً وعملاً وبعد:
فأما ما يتعلق بالسياسة فأعتقد إخواني أن هذا يعتمد على مفهوم السياسة فالبعض يفسر هذا المصطلح بمصادمة الحكام والأنظمة والتحليلات السياسية التي تبنى على آراء شخصية تعتمد على المصادر التي يرجع إليها المحلل والاتجاه الفكري الذي يؤمن به والظروف التي تحيط به سواء الظروف السياسية أو الحزبية.
ولا شك أن إدراج هذا في مفهوم السياسة الشرعية يحتاج إلى تحقيق مناط.
والبعض يختزل السياسة بمسائل معينة وهذا قصور في الفهم وهو كاختزال الشريعة ببعض الأحكام دون بعض وكمن يخرج السياسة الشرعية من الشريعة.
وها هنا أمور لا بد من إدراكها قبل الخوض في هذا الباب:
1 - إن كان ما يُتكلم فيه فعلاً يندرج تحت السياسة الشرعية فهي عندئذ حكم شرعي وقد أجمع أهل العلم أن الأحكام الشرعية لا يتكلم فيها إلا أهل العلم بالشرع وإلا فعندها تكون سياسة عالمية لا سياسة شرعية فلا فرق بين أن نأخذ رأي مسلمٍ أو نصراني أو يهودي أو غيرهم في ذلك وعليه فمنابر المحللين السياسيين أكثر من أن تحصى.
ومن جهة أخرى لا بد ان يكون من يتكلم في السياسة عالماً بها بمعنى ان يكون عنده معلومات سياسة متقدمة وهي التاريخ ومعلومات سياسية حادثة ويكون متتبعاً لكل خبر مؤثر وينتقي من الأخبار ما يهم، ويكون مدركاً لتقلبات السياسة الخارجية وتغيرها وتبدلها حسب المصالح والأهداف؛ لأن السياسة مرنة متقلبة ومطاطة يمكن أن تتصور بكل صورة ممكنة على حسب ما يخدم المصالح ولذا يعرف بعضهم السياسة بأنها فن الممكنات أي ما يجوز أن يحدث.
2 - السياسة عند أهل العلم أعم من الكلام على الأنظمة والحكام ولمعرفة ذلك يحتاج المرء إلى الرجوع إلى كتب أهل العلم في هذا الباب كالأحكام السلطانية للقاضي أبي يعلى والأحكام السلطانية للماوردي والسياسة الشرعية لابن تيمية والطرق الحكمية لابن القيم وغيرها فسيجد أن السياسة نوعان: خارجية وداخلية، ويدخل فيها:
أ - أحكام الإمامة.
ب - ولايات القضاء.
ج - الحسبة.
د - قتال أهل البغي.
ه - إقامة الحدود.
و - إحياء الموات والخراج والصدقات ونحوها.
بل السياسة تبدأ من سياسة الرجل لنفسه ثم لأهله ثم سياسة الموظف والمسؤول عمن تحته وسياسة الإمام في مسجده وسياسة القاضي وسياسة الأمير في إمارته؛ لأن السياسة هي: رعاية الشؤون سواء كانت أفراداً او جماعات أو دولاً.
كما أن من السياسة حماية الأمة في عقيدتها من البدع وأهلها والحفاظ عليها وتصحيح سلوك الأمة وحمايتها من المعاصي والمنكرات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/195)
3 - القيام بهذا الأمر فرض كفاية لحماية الأمة من أعدائها وهؤلاء يجب عليهم النصح والصدق فيما يصل إليه علمهم وأن يستعملوا السبل الشرعية في حماية الأمة وبالتالي فالنصح لازمه أن يكون لأهل الشأن وولاة الأمر فهم أهل الحل والعقد.
وعليه فهناك مواقع وقنوات وإذاعات وصحف إسلامية وغير إسلامية يمكن للمرء ان يستقي الأخبار منها ولا يلزم في كل ثغر او موقع أو صحيفة أو قناة أن تفتح هذا الباب وهذا الملتقى ملتقى علمي متخصص ويطرح فيه كثير من القضايا السياسية بالمفهوم الصحيح للسياسة، وأما أن يكون الملتقى نشرة أخبار فلا أظن أنه عندئذ سيكون بهذا القوة العلمية، وأعتقد ان هذا الملتقى شوكة في حلوق أهل الأهواء من الأشاعرة والرافضة والخوارج والقبورية وغيرهم.
ومع هذا فالمسلم ينبغي أن يكون متابعاً لأخبار الأمة الإسلامية ناصحاً باذلاً نفسه وماله ودعائه لهم بالنصر والعزة لا سيما إذا كان من طلبة العلم لكن لا يلزم أن يُقال كل ما يُعلم فمما هو معلوم انه يجب تعليم الناس ما يجب عليهم أولاً في عقائدهم وعباداتهم وسلوكهم فالله عز وجل إنما خلق الخلق لعباداته كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} وهذه هي وظيفة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فهم الذين كانوا يسوسون أممهم، وهذه الأمة يسوسها علماؤها الربانيون بعد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولذا يقول تعالى: {ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون} والرباني هو العالم الحكيم الذي يعلم الحلال والحرام والأمر والنهي والذي يعلم الناس صغار العلم قبل كباره.
وأما ما يتعلق أخي الكريم محمد العبد بمسألة العذر بالجهل فأعتقد أن في الملتقى عدة بحوث في هذا الباب ولم تحذف ويمكن أن تعمل بحث في الملتقى عنها وستجدها بارك الله فيك.
فإن وصل الأمر أن يكون فيه مناظرة فهناك منتدى خاص بالمناظرات ويدخله أهل أهواء من اشاعرة وغيرهم يناظرون فالمناظرة بين أهل السنة فيه من باب أولى.
ثم إنه ينبغي النظر فيما يترتب على طرح بعض الموضوعات من نزاع وخصام وشحناء وربما يصل الأمر إلى السب والشتم فمثل هذا المصلحة تقتضي حذف وإغلاق هذا الموضوع، وكل المواقع لها سنة وطريقة وضوابط وشروط وأعتقد أن الأمر في هذا الملتقى مفتوح لكل من تكلم بعلم وعدل.
ـ[ابن جبير]ــــــــ[21 - 06 - 07, 08:13 م]ـ
إن لم تكن صدورنا رحبة في تقبل رأي مخالفينا الذي له وحهه فضلاً عن أسئلتهم فهم إما أن يبحثو
عن غيرنا أو يحملون علينا 0
ونحن في زمن احوج فيه للشفافية في التعاطى مع الآخرين
واتمنى أن لا يكون مصطلح (المصلحة) صارفاً عن الاصل
ـ[محمد العبد]ــــــــ[21 - 06 - 07, 10:09 م]ـ
الأخ الكريم الحبيب أبو حازم بارك الله فيك , لي تعليقات على بعض ماكتبت أكتبها فيما يلي:
أولا أنت قلت:
وأما ما يتعلق أخي الكريم محمد العبد بمسألة العذر بالجهل فأعتقد أن في الملتقى عدة بحوث في هذا الباب ولم تحذف ويمكن أن تعمل بحث في الملتقى عنها وستجدها بارك الله فيك.
وأنا بارك الله فيك إنما قلت بعض مسائل العذر بالجهل ولم أقل أصل المسألة , وأنا عن نفسي لي سؤال عن فرع في هذه المسألة في غاية الأهمية والحساسية وبالرغم من ذلك حذف أربع أو خمس مرات ولولا أن يحذف للمرة الخامسة أو السادسة لكتبته مع العلم أني لاأعلم أن أحدا في هذا المنتدى ناقش هذه المسألة من قبل فإن أضفت إلى ذلك قلة من تكلم من أهل العلم فيها حيث لاأعلم من تكلم فيها منهم غير ثلاثة من المعاصرين وهم الشيخ الإمام ابن العثيمين وشيخي العلامة محمد بن عبد المقصود عفيفي والشيخ الفاضل سيد بن العربي بن كمال وبالرغن من كل ذلك يتم الحذف ولا أعلم لما.!
الثاني أنك قلت:
فإن وصل الأمر أن يكون فيه مناظرة فهناك منتدى خاص بالمناظرات ويدخله أهل أهواء من اشاعرة وغيرهم يناظرون فالمناظرة بين أهل السنة فيه من باب أولى.
ثم إنه ينبغي النظر فيما يترتب على طرح بعض الموضوعات من نزاع وخصام وشحناء وربما يصل الأمر إلى السب والشتم فمثل هذا المصلحة تقتضي حذف وإغلاق هذا الموضوع، وكل المواقع لها سنة وطريقة وضوابط وشروط وأعتقد أن الأمر في هذا الملتقى مفتوح لكل من تكلم بعلم وعدل.
وأنا أقول لك يا أخي الحبيب أنا لاأتكلم عن المناظرات أو الجدال بل أتكلم عن الحساسية الملاحظة ناحية فرقة معينة على الرغم من أنها خالفت معتقد اهل السنة في بعض مسائل الإيمان وكان ينبغي ان يتعامل مع أفكار هذه الفرقة كما نتعامل مع بقية الأفكار المخالفة لمعتقد أهل السنة فلاينبغي أن نكون أسودا على الصوفية والأشاعرة والجهمية والمعتزلة وقدامى المرجئة ............ إلخ ثم نكون مع هؤلاء حملان لمجرد أن فيهم من عرف بالفضل والعلم والإمامة فالحق أحق أن يتبع وخاصة أن بعض منظري هذه الفرقة يذكرون بالثناء في هذا المنتدى منبعض المشاركين فإذا دخل بعض إخواني من طلبة العلم ورأوا هذا الثناء ولم يعلموا بما عندهم من إنحراف عن الحق ولم يجدوا في نفس الوقت أحدا من إخوانهم من طلبة العلم يحذرهم مما عندهم من خطأ ويبينه لهم اغتروا بهم وائتموا بهم وربما تأثروا بما عندهم من إنحراف عن الحق , وكثير من إخواننا هنا لايتكلم في هذه المسالة لظنه بأن مشاركته ستحذف بل وصل الأمر إلى أكثر من ذلك , فأنا في مرة طلبت في هذا المنتدى أن يرشدني أحدهم عن رابط للأحد الأشرطة التي فيها مناظرة مع أحد منظري (مرجئة التكفير) ولقد أتاني الرد أتعلم أين اخي؟
ليس في مشاركة في الموضوع بل في رسالة على الخاص من أخ كريم وقال أن سبب إرساله للرد في رسالة خاصة هو خوفه من حذف الموضوع!! أنظر إلى أي مدى وصل الأمر حت مجرد السؤال عن الأشرطة. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/196)
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[21 - 06 - 07, 10:20 م]ـ
أرى أنه كان يجب أن يتم نقل هذا الموضوع إلى ملتقى المناظرات .. فهو أحق به من هنا ...
وإلا فقد تم إنشاءه لمثل هذه المواضيع ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forumdisplay.php?f=69
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[22 - 06 - 07, 12:04 ص]ـ
أخي الكريم محمد العبد وفقني الله وإياك:
أوافقك الرأي في أهمية بيان المخالفات العقدية إذا كان بعلم وعدل وصدق ومن أهله الذين عرفوا بالعلم وبعيداً عن السباب والشتم وأهل السنة قديماً وحديثاً كان حرصهم على حماية العقيدة أشد من حرصهم على الأشخاص حتى وإن كانوا من أهل العلم والفضل مع الاعتذار لهم فيما اجتهدوا فيه فأخطأوا إن علم حسن قصدهم وسلامة منهجهم وحرصهم على اتباع السنة وقد بين أهل العلم قديما خطأ مرجئة الفقهاء و مخالفة أبي حنيفة رحمه الله للسلف في ذلك مع جلالة قدره وكثرة أتباعه.
وهذا بخلاف من علم سوء قصده أو إعراضه عن السنة أو مكابرته في رد الحق إذا بين له أو كان يجتهد فيما لا مساغ للاجتهاد فيه من غير دليل يسوغ لأجله التأويل الذي ذهب إليه.
ولكني أقول إن بعض الموضوعات قد طرحت كثيراً في كثير من المواقع وأغلقت أو حذفت بعد أن انتهت بالصراخ والصياح والتبديع والتضليل فلا الخصم استفاد ولا القراء انتفعوا ولا الحق ظهر ولا الباطل دحض فمثل هذا الطرح ضرره أكثر من نفعه.
والأولى تقرير منهج أهل السنة في المسألة وتأصيلها بالأدلة وبأقوال أهل العلم فإن اقتضى المقام بيان خطأ من أخطأ في المسألة بذكر نص كلامه موثقاً والتعقيب عليه ببيان وجه المخالفة فلا بأس وإن كان التعقيب والرد المذكور من كلام أهل العلم المعتد بقولهم فهو أولى بلا شك وأدعى للقبول، وليس بالضررورة تنزيل الأسماء الشرعية على المخالف إن كان الأمر ملتبساً ولم يحكم عليه أهل العلم المعتد بقولهم فالسلامة لا يعدلها شيء.
فالمقصود أخي الكريم أن بعض الموضوعات يكون في ثناياها ما يثير المخالف ويستفزه من تسمية لا حاجة لها أو استخدام لفظ يمكن الاستغناء عنه وللأسف هذا ربما وجد في المناظرات في المسائل العملية بل من فروع المسائل الاجتهادية التي يكاد يجمع أهل العلم على تسويغ الاجتهاد فيها ثم تنقلب المسألة كأنها أصل من أصول الدين يخاصم عليه ويوالى ويتبرأ من أجله وإن كان في كثير من هذه الخصومات يكون لهوى النفس حظ وللانتصار للذات نصيب والله المستعان.
ـ[محمد العبد]ــــــــ[22 - 06 - 07, 03:31 ص]ـ
أخي الحبيب أبو حازم بارك الله فيك:
أنا لاأعترض على أن يقوم الملتقى بمراقبة أدب الحوار وأداب المناظرة العلمية وان يقوموا بحذف ما تجاوز ذلك فإن هذا مما يحمد لهم.
ولكن إعتراضي على الحساسية الشديدة تجاه بعض المواضيع فعلى سبيل المثال حذفت إدارة المنتدى مشاركة لي كان فيها تحذير من أحد المصنفين لما عنده من أخطاء عقائدية وهذا خطأ فإن التحذير من الأشخاص الذين انحرفوا واجب حتى لايغتر بهم من لايعرف كما أني ألاحظ أنه في بعض المشاركات يحذر المشرف من صاحب مشاركة ما فيقول مثلا (أنه صوفي) بينما مع بعض من وقعوا في بعض العقائد الباطلة لا يحدث ذلك فلما ولمصلحة من هذا؟
أما بالنسبة لحساسية المخالف فإن كنت تقصد بذلك الحرص على أن يستجيب للحق فهذا خير لكن أين حق إخواننا من طلاب العلم الأحداث في تلقي التنبيه والتحذير من إخوانهم الأقدم منهم طلبا في هذا المنتدى والذي هم ينتظرونه منهم أليس. هذا أولى من مراعاة حساسية المخالف أم نترك إخواننا هؤلاء حتي يتأثروا بمن ضل عن الصواب ثم يصبحوا هم بعد ذلك مخالفين؟.
فالقصد أني لاأعترض على أن تتدخل الإدارة فيما تجاوز الحد الشرعي أما أن تقوم بحذف ما الغرض منه النصح والخوف على عقيدة أهل السنة فها هنا وقفة.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[23 - 06 - 07, 08:51 م]ـ
الاخوة الافاضل هو منتدى شرعى علمى لطلبة العلم الشرعى والمشايخ الذين يرغبون فى الكتابة هو ليس منتدى وعظى او ما شابه ذلك هو منتدى للعلم الشرعى وطلبته فقط
ـ[محمد العبد]ــــــــ[23 - 06 - 07, 10:09 م]ـ
الاخوة الافاضل هو منتدى شرعى علمى لطلبة العلم الشرعى والمشايخ الذين يرغبون فى الكتابة هو ليس منتدى وعظى او ما شابه ذلك هو منتدى للعلم الشرعى وطلبته فقط
الأخ الكريم مصطفى لا أعلم أين وجدت في كلامنا ما ذكرت ويبدو أنك لم تقرأ المشاركات جيدا وإلا فإن الأخ المصلحي تكلم عن حذف مايتعلق بالأمور السياسية ولاأظنك تقول أن هذا من الوعظ وتكلمت أنا وأيدني بعض الإخوة على حذف بعض المواضيع المتعلقة بالعذر بالجهل فهل هذا أخي الفاضل من الكتابات غير العلمية؟!
ولعلك تقصد بالوعظ ماتكلمت أنا عليه من الحذف الخاص بالتحذير من بعض الأشخاص نصحا لإخواننا من طلبة العلم الذين لايعرفون حقيقتهم ,
فإن كنت تقصد ذلك فهذا أخي خطأ كبير فإن هذا من الدفاع عن عقيدة أهل السنة الذي من المفترض أنه أحد أهداف هذا الملتقى الأساسية ثم إنه كثيرا مايقود لأبحاث في منهج المخالف _ يعني كتابات علمية _ ثم قل لي بربك عندما ترى الثناء على بعض من ترى مخالفتهم لأهل السنة فهل تسكت على ذلك مع علمك أنه قد يغتر بذلك بعض إخواننا بحجة أن ذلك من الوعظ؟!!!!!!!
أم تنصح لتكون قائما بما أوجبه الله عليك.
ثم يا أخي الكريم لم يكن من الشروط التي وافقنا عليها عند تسجيلنا في الملتقى أن لا نتكلم في الوعظ بل وفي الملتقى من المنتديات ما يمكن طرح مواضيع الوعظ فيه مثل الإستراحة بل وها هو رابط لأحد المواضيع الوعظية في المنتدى الشرعي العام وكاتب هذا الموضوع هو أحد المشرفين فهل يا ترى هم أيضا لايعلمون شروط الكتابة في الملتقى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104369
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/197)
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 01:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
أما من الناحية الشرعية فالسياسة و أمور الأمة العامة التي لها ارتباط بالولايات الكبرى فهذه تفتح و تناقش بغية التطبيق و ليس بغية العلم لأن مجرد طرحها للمناقشة لكل من أراد الكلام مع عدم القدرة على التطبيق أمر شره أكثر من خيره و لا تطبيق الا في أيدي كبار العلماء الذين اذا تكلموا في أمر كان له تأثيره و نفعه أما الكلام في المشاكل السياسية و طرحها على وجه المدارسة مع أن طرحها قد يؤجج شرها و ما ينتج عن المدارسة لن يعدو أن يكون رأيا لا يسمن ولا يغني من جوع لأنه لا تطبيق له وليس له من يسعى به إلى حيز المنفعة الواقعية فيكون طرحه فتنة و تفكه و تشتيت لجهود أهل هذا المنتدى من القائمين عليه و الزائرين له. ومن ناحية أخرى فالأمور السياسية لها واقع حقيقي نحن لا نعيش منه الا أوهام الاعلام التي يبثها و تخرصات المفكرين الاسلاميين ممن يرجمون بالغيب باسم الاسلام و ذلك الواقع أمر مهم لمن أراد أن يتكلم في السياسة الشرعية أو الولايات العامة لأن الفتوى تتعلق بواقع الحال و السياسة لا يدرك أبعادها الحقيقية كثير ممن يعيشون فيها ناهيك عمن ينقف أنفه خلف تلفازه أو جريدته و يستسقي من ذلك واقع الحال و يبني رده و فهمه عليه؟! لهذا يتكلم في هذا من دخل فيه و من لمسه وعايشه من العلماء لأن التصور الصحيح ركن في الفتوى أما من أراد الكلام على عمومات النوازل في كل زمان و مكان فلقد رأيت في هذا المنتدى منها الكثير ولم يمنعها أحد.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12646&highlight=%C7%E1%CD%DF%E3
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42257&highlight=%C7%E1%E6%D6%DA%ED
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22366&highlight=%C7%E1%E6%D6%DA%ED
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?searchid=1602264
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?searchid=1602269
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?searchid=1602278
ثم إن التكلم على شخوص الناس بأعينهم و التحذير منهم يكون أولا بذكر مقالاتهم و الرد عليها و اثبات ضلالها فإن أثبت ذلك علم الناس بأن فلان ضال!!.
أما أن يدخل الرجل بسيفه فيقطع هذا و يصل هذا و يهشم وجه هذا دون تطلع إلى دليل فقط أنا أرى فلان ضال وعلى الجميع أن يروه كذلك فهذا منهج سقيم و لا يمنع الرد على أحد بالحجة و الدليل كائن من كان و أنا نفسي تكلمت على فتوى للعلامة البراك و انتقدتها هنا و ردد شيء مما فيها مستندا على أدلة و رؤية شرعية فما منعني أحد فكيف بمن هو دونة فالخطأ في أسلوب الناقد و ليس في المنتدى.
نتكلم بعلم و إلا فلنترك اللغو لصويحبات يوسف.
هذا المنتدى بهذه الهيئة وهذا التوجه مكسب للعلم كبير أسأل الله أن يوفق أهله و يكتب أجرهم و يسدد خطاهم.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - 06 - 07, 01:16 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبا حمزة كلام متين ودقيق(42/198)
تعليق التمائم اذا لم يعتقد صاحبها انها تنفع بذاتها ماحكمه؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 02:00 م]ـ
السلام عليكم
تعليق التمائم اذا لم يعتقد صاحبها انها تنفع بذاتها ماحكمه؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[21 - 06 - 07, 02:55 م]ـ
لا يجوز لأنه أقل ما فيه التشبه افاده الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للتوحيد
ـ[توبة]ــــــــ[21 - 06 - 07, 03:11 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18491&highlight=%CA%DA%E1%ED%DE+%C7%E1% (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18491&highlight=%CA%DA%E1%ED%DE+%C7%E1%)
CA%E3%C7%C6%E3
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25735&highlight=%CA%DA%E1%ED% (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25735&highlight=%CA%DA%E1%ED%)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41091&highlight=%CA%DA%E1%ED%DE+%C7%E1%CA%E3%C7%C6%E3 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41091&highlight=%CA%DA%E1%ED%DE+%C7%E1%CA%E3%C7%C6%E3)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27668&highlight=%CA%DA%E1%ED%DE+%C7%E1%CA%E3%C7%C6%E3 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27668&highlight=%CA%DA%E1%ED%DE+%C7%E1%CA%E3%C7%C6%E3)
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 03:29 م]ـ
التمائم كلها منهي عنها سواء اعتقد فيها أو لم يعتقد ..
حتى تمائم القرآن فهي محرمة.
ـ[المصلحي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 07:30 م]ـ
اقصد اذا كانت من الشرك الاصغر فماهي القرينة التي صرفت الاحاديث الواردة فيها من الشرك الاكبر الى الاصغر؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم المصلحي وفقه الله:
لا صارف في الحديث؛ لأن الحديث يتكلم عن الشرك الأصغر فالرقى والتمائم والتولة شرك أصغر إذا لم يعتقد أنها تؤثر بذاتها أي أنها مجرد أسباب فقط أما إن اعتقد أنها مؤثرة بذاتها فهو شرك أكبر وأوضح ذلك فأقول أخي:
إن اعتقد المرء أن التميمة تؤثر بذاتها فهو شرك أكبر؛ لأنه اعتقد مع الله خالقاً غيره سبحانه وتعالى وهذا شرك أكبر بالإجماع وأدلة الكتاب والسنة المتواترة وهو معلوم بلا شك، فالحكم بأن من اعتقد أن التميمة مؤثرة بذاتها شرك ليس لهذا الحديث وإنما لهذه الأدلة.
وأما إن اعتقد أن التميمة مجرد سبب ولا تؤثر بذاتها فهو شرك أصغر لهذا الحديث؛ لأن الشرك إذا أتى منكراً حمل على الشرك الأصغر، أما إذا جاء معرفاً أو دل الدليل على كونه ناقضاً من نواقض الإسلام أو شركاً في العبادة فهو شرك أكبر.
والسبب في كونها شركاً أصغر إذا لم يعتقد أنها مؤثرة وإنما هي مجرد سبب لكونه شارك الله في الحكم على هذا الشيء أنه سبب والله تعالى لم يجعله سبباً، وكل سبب لم يدل عليه الشرع أو التجربة أنه سبب فاعتقاد كونه سبباً شرك بمعنى أن الأسباب لا تثبت إلا شرعاً أو قدراً.
والله أعلم
ـ[المصلحي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 10:47 ص]ـ
هذا ما اردت الوصول اليه.
بارك الله فيكم.
اذا قلنا انها لاتكون من الشرك الاكبر الا اذا اعتقد انها تؤثر بذاتها.
فكذلك يقول القبوري:
لايكفر الشخص الا اذا عتقد ان صاحب القبر يؤثر بذاته.
وهم لايعتقدون هذا.
بل صاحب القبر لايؤثر بذاته انما هو واسطة.
ومن ثم لايكون الاعتقاد بصاحب القبر من الشرك الاكبر.
فكيف نرد على هذا القبوري؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[22 - 06 - 07, 03:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم المصلحي وفقك الله وبعد:
يبقى السؤال في عمل القبوري عند القبر فالذي يدعو صاحب القبر أو يستغيث به أو يطلب منه حاجة من حوائج الدنيا أو الآخرة أو يذبح له أو ينذر له أو يصرف له عبادة من العبادات فيقول مثلاً يافلان اغفر لي يافلان اشفني من مرضي يافلان ارزقني ونحو ذلك فهذا شرك أكبر؛ لأنه صرف العبادة لغير الله عز وجل.
وكذا لو جعله واسطة بينه وبين الله وصرف له نوعاً من أنواع العبادات فهو شرك أكبر وهو شرك المشركين كما قال تعالى: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/199)
وهذا بخلاف من فعل العبادة لله وحده عند القبر ظناً أنه أدعى للقبول كالذي يدعو الله عند القبر أو يصلي لله عند القبر أو يذبح لله عند القبر أو يتصدق لله عند القبر او نحو ذلك من العبادات فهذا من الأمور المنكرة المبتدعة المنهي عنها؛ لأنها تكون سبباً للشرك وإن لم تكن شركاً بذاتها.
وقد بوب الإمام محمد بن عبد الوهاب _ رحمه الله _ في كتاب التوحيد باباً فقال: (باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده) ثم ذكر حديث أم سلمة رضي الله عنها في الصحيحين أنها ذكرت لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال:" أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله "
ثم ساق حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين ـ قالت: " لما نزل برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها فقال ـ وهو كذلك ـ: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا ولولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشى أن يتخذ مسجدا "
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (قوله: يحذر ما صنعوا الظاهر أن هذا كلام عائشة رضي الله عنها لأنها فهمت من قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك تحذير أمته من هذا الصنيع الذي كانت تفعله اليهود والنصارى في قبور أنبيائهم فإنه من الغلو في الأنبياء ومن أعظم الوسائل إلى الشرك ومن غربة الإسلام أن هذا الذي لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعليه ـ تحذيرا لأمته أن يفعلوه معه صلى الله عليه وسلم ومع الصالحين من أمته ـ قد فعله الخلق الكثير من متأخري هذه الأمة واعتقدوه قربة من القربات وهو من أعظم السيئات والمنكرات وما شعروا أن ذلك محادة لله ورسوله
قال القرطبي في معنى الحديث: وكل ذلك لقطع الذريعة المؤدية إلى عبادة من فيها كما كان السبب في عبادة الأصنام .. ) فتح المجيد (1/ 389)
وهذا كلام لابن القيم رحمه الله يبين مدى ضلال هؤلاء القبوريين ومخالفتهم للتوحيد أو كماله يقول رحمه الله: (فمن مفاسد اتخاذها أعيادا: الصلاة إليها والطواف بها وتقبيلها واستلامها وتعفير الخدود على ترابها وعبادة أصحابها والاستغاثة بهم وسؤالهم النصر والرزق والعافية وقضاء الديون وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات وغير ذلك من أنواع الطلبات التي كان عباد الأوثان يسألونها أوثانهم
فلو رأيت غلاة المتخذين لها عيدا وقد نزلوا عن الأكوار والدواب إذا رأوها من مكان بعيد فوضعوا لها الجباه وقبلوا الأرض وكشفوا الرءوس وارتفعت أصواتهم بالضجيج وتبا كوا حتى تسمع لهم النشيج ورأوا أنهم قد أربوا في الربح على الحجيج فاستغاثوا بمن لا يبدي ولا يعيد ونادوا ولكن من مكان بعيد حتى إذا دنوا منها صلوا عند القبر ركعتين ورأوا أنهم قد أحرزوا من الأجر ولا أجر من صلى إلى القبلتين فتراهم حول القبر ركعا سجدا يبتغون فضلامن الميت ورضوانا وقد ملئوا أكفهم خيبة وخسرانا فلغير الله بل للشيطان ما يراق هناك من العبرات ويرتفع من الأصوات ويطلب من الميت من الحاجات ويسأل من تفريج الكربات وإغناء ذوي الفاقات ومعافاة أولى العاهات والبليات ثم انثنوا بعد ذلك حول القبر طائفين تشبيها له بالبيت الحرام الذي جعله الله مباركا وهدى للعالمين ثم أخذوا في التقبيل والاستلام أرأيت الحجر الأسود وما يفعل به وفد البيت الحرام ثم عفروا لديه تلك الجباه والخدود التي يعلم الله أنها لم تعفر كذلك بين يديه في السجود ثم كملوا مناسك حج القبر بالتقصير هناك والحلاق واستمتعوا بخلاقهم من ذلك الوثن إذ لم يكن لهم عند الله من خلاق وقربوا لذلك الوثن القرابين وكانت صلاتهم ونسكهم وقربانهم لغير الله رب العالمين فلو رأيتهم يهنىء بعضهم بعضا ويقول: أجزل الله لنا ولكم أجرا وافرا وحظا فإذا رجعوا سألهم غلاة المتخلفين أن يبيع أحدهم ثواب حجة القبر بحج المتخلف إلى البيت الحرام فيقول: لا ولو بحجك كل عام
هذا ولم نتجاوز فيما حكيناه عنهم ولا استقصينا جميع بدعهم وضلالهم: إذ هي فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال وهذا كان مبدأ عبادة الأصنام في قوم نوح كما تقدم وكل من شم أدنى رائحة من العلم والفقه يعلم أن من أهم الأمور سد الذريعة إلى هذا المحذور .. ) إغاثة اللهفان (1/ 194)
ـ[المصلحي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 11:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا ابا حازم على هذه النقول الطيبة.
اخي من فضلك:
حبذا لو جواب مختصر من جنابك على السؤال اعلاه.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[23 - 06 - 07, 05:50 م]ـ
الجواب باختصار أخي الكريم هو:
أنه إن اعتقد أن التميمة مجرد سبب ولا تؤثر بذاتها فهو شرك أصغر للحديث؛ لأنه وارد في الأسباب وفي بيان الشرك الأصغر، وإن اعتقد أنها تؤثر بذاتها فهو شرك أكبر؛ لأنه اعتقد خالقاً مع الله سبحانه وتعالى.
وهذا إذا كانت التميمة من غير القرآن وأسماء الله وصفاته أما إذا كانت من القرآن ففيها قولان مشهوران عند السلف والأكثر على منعه لثلاثة أمور:
الأول: عموم النهى ولا مخصص للعموم.
الثانى: سد الذريعة فإنه يفضى إلى تعليق ما ليس كذلك.
الثالث: أنه إذا علق فلابد أن يمتهنه المتعلق بحمله معه فى حال قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/200)
ـ[المصلحي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 06:43 م]ـ
عفوا
اقصد السؤال الثاني:
[اذا قلنا انها لاتكون من الشرك الاكبر الا اذا اعتقد انها تؤثر بذاتها.
فكذلك يقول القبوري:
لايكفر الشخص الا اذا عتقد ان صاحب القبر يؤثر بذاته.
وهم لايعتقدون هذا.
بل صاحب القبر لايؤثر بذاته انما هو واسطة.
ومن ثم لايكون الاعتقاد بصاحب القبر من الشرك الاكبر.
فكيف نرد على هذا القبوري؟]
جواب مختصر عليه.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 02:19 م]ـ
اقصد اذا كانت من الشرك الاصغر فماهي القرينة التي صرفت الاحاديث الواردة فيها من الشرك الاكبر الى الاصغر؟
أخي الحبيب المصلحي سؤالك هذا يدل على عدم تقليدك فجزاك الله خيرا.
أما الجواب فيمكن معرفته من طريقين.
الأول:
أن تعليق التمائم من الشرك الذي ينافي توحيد الربوبية وهذا النوع من الشرك له تعلق بالاعتقاد كما هو ظاهر.
فحكمه حسب اعتقاد فاعله كالحلف بغير الله والاستسقاء بالأنواء وتعليق التمائم من غير القرآن كما في مسألتنا هذه وعلى ذلك فقس.
والثاني:
أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكذلك بعض الصحابة رضي الله عنهم قد أنكروا على من علق تميمة أو حلف بغير الله ولم يأمروهم بما يدل على أنهم وقعوا في الكفر أو الشرك الأكبر فدل ذلك على أن فعلهم يعد من الأصغر والله أعلم.
ـ[توبة]ــــــــ[28 - 06 - 07, 04:16 م]ـ
جازاكم الله خيرا.
تعليق التميمة قد يكون شركا أصغر، وقد يكون أكبر بحسب حال مستعملها، فإن اعتقد أنها تنتفع وتضر بذاتها، فهذا شرك أكبر، وإن اعتقد أنها سبب، فهذا شرك أصغر؛ لأنه جعل ما ليس سببا سببا.
اذا أعدنا صياغة السؤال بطريقة أخرى وقلنا ما حكم اتخاذ التمائم -التي تحتوي على آيات- طلبا لبركةالقرآن،دون الإعتقاد بنفعيتها، أو انها سبب في ذلك، كالتبرك بدعاء الوالدين أو عبد صالح مستجاب الدعوة مثلا؟
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 05:41 ص]ـ
* من علق القرآن كان داخلا في التمائم , لكنه لما كان معلقا للقرآن لم يشرك بالله لأنه علق شيئا من صفات الله وهو كلامه جل وعلا , ولكنها محرمة كقول ابن مسعود وهو رواية عن أحمد.
* وفي تجويز اتخاذ التمائم من القرآن مفاسد وأنواع من المنكرات منها:
- يشتبه علينا حال الإنكار هل هو معلق تميمة شركية أم تميمة من القرىن , وبهذا يضعف إنكار المنكر لاحتمال أنها ليست المنهي عنها.
- الجهلة من الناس إذا علقوها فإن قلبهم يتعلق بها.
- يمتهن القرآن كأن ينام عليه أو يدخل فيه بأمكان لا يصح دخول القرآن فيها.
(من شرح كتاب التوحيد لصالح آل الشيخ) (النقل ليس بالنص)
ـ[أبوالزهراء السلفي الحنبلي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 07:05 ص]ـ
هناك فصل نافع في هذا الامر ذكره الامام ابن مفلح في الاداب الشرعية2 - 440 - 444ط. الرسالة1999وقال: فصل فيما يجوز من التمائم والتعاويذ ....
يراجع للفائدة
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 06:22 م]ـ
من فوائد الشيخ صالح في شرحه كتاب التوحيد أنه إذا كان المُعلّق قرآنا لا يُقال فيه شرك أصغر بل يُقال محرّم لأنّ ماهيّة الشرك تشريك المخلوق مع الخالق ولا يخفى أنّ القرآن كلام الله صفةٌ له غير مخلوق. رحم الله الشيخ صالحا وحفظه.
ـ[توبة]ــــــــ[29 - 06 - 07, 07:24 م]ـ
لو تكرمتم أخي الفاضل بنقل كلام الشيخ صالح عن تحريم تعليق التمائم التي بها قرآن وأدلته في ذلك، للفائدة.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 07:33 م]ـ
للإستزادة عن تمائم القرآن:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3706
ـ[الفضلي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 11:06 م]ـ
الفرق بين تعليق التمائم وحكمها دائر بين الشرك الاكبر والشرك الاصغر او يكون محرما
وبين دعاء الميت وذلك لآن مجرد دعاء الميت شرك أكبر وذلك ان الدعاء عبادة وصرفها لغير الله شرك اكبر كما في الحديث "الدعاء هو العبادة " الى غير ذلك من الادلة
اما التعليق فليس عبادة بل بحسب حال المعلق للتميمة ان اعتقد انها تضر وتنفع بنفسها فهو شرك اكبر واما ان اعتقد انها لا تؤثر بنفسها بل هي سبب فهو شرك أصغر
والدليل ما جاء في الحديث عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال: (ما هذه؟ قال من الواهنة فقال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا فإنك إن مت وهي عليك ما أفلحت أبدا) رواه الإمام أحمد بسند لا بأس به
وعن عقبة بن عامر مرفوعا: (من تعلق تميمة فلا أتم الله تعالى له.
و من تعلق ودعة فلا ودع الله له) و في رواية (من تعلق تميمة فقد أشرك).
وقال صلى الله عليه وسلم (من تعلق تميمة فلا أتم الله له)
والله أعلم.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[30 - 08 - 07, 01:50 ص]ـ
من فوائد الشيخ صالح في شرحه كتاب التوحيد أنه إذا كان المُعلّق قرآنا لا يُقال فيه شرك أصغر بل يُقال محرّم لأنّ ماهيّة الشرك تشريك المخلوق مع الخالق ولا يخفى أنّ القرآن كلام الله صفةٌ له غير مخلوق. رحم الله الشيخ صالحا وحفظه.
فائدة رائعة بوركتم جميعا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/201)
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[30 - 08 - 07, 02:08 ص]ـ
هناك فرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية (العبادة) فالشرك في الالوهية اظهر من الشرك في الربوبية لان شرك الالوهية يتم عن طريق صرف عبادة لغير الله واغلب هذه الطرق قولية او عملية
فمن دعا صاحب القبر او جعله بينه وبين الله واسطة فهذا اشرك في الوهية الله عز وجل. اما من علق تميمة فهذا مرده اعتقاده بها لانه له علاقة بتوحيد الربوبية. والله اعلم.
ـ[عمار التميمي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 08:42 ص]ـ
السلام عليكم
تعليق التمائم اذا لم يعتقد صاحبها انها تنفع بذاتها ماحكمه؟
لو قلت لك ان احدا صنع صنما ثم سجد له دون الاعتقاد بأنه ينفع او يضر فما حكمه؟
هل يكذّب العمل ما في القلب في هذه الحالة؟!!!!!!!
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[30 - 08 - 07, 06:33 م]ـ
عرضت كلامي هذا على احد طلبة العلم الذي ارجع اليهم في بعض المسائل فقال لي ان الاصل في التمائم هو الشرك الاصغر بخلاف دعاء غير الله فالاصل فيه الشرك الاكبر وهذه هي نقطة الخلاف.
فقلت انا ابو حمدان ان كلامي اسفله كان اجتهاد مني وانا متراجع عنه.
هناك فرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية (العبادة) فالشرك في الالوهية اظهر من الشرك في الربوبية لان شرك الالوهية يتم عن طريق صرف عبادة لغير الله واغلب هذه الطرق قولية او عملية
فمن دعا صاحب القبر او جعله بينه وبين الله واسطة فهذا اشرك في الوهية الله عز وجل. اما من علق تميمة فهذا مرده اعتقاده بها لانه له علاقة بتوحيد الربوبية. والله اعلم.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 12:39 م]ـ
للفائدة.(42/202)
الانتهاء من شرح (مختصر الصواعق المرسلة) و (التدمرية) مع (الخلاصة)
ـ[عادل بن عبدالله العمري]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:18 م]ـ
انهى الشيخ محمد بن سعيد القحطاني حفظه الله شرح (مختصر الصواعق المرسلة) لابن القيم الجوزية باختصار الموصلي ,
وذلك يو الثلاثاء الماضي الموافق 11/ 6/1428هـ , وقد انهى الشيخ الشرح خلال عامين في منزله بحي العوالي بمكة المكرمة في 69 مجلس.
علماًأن هذه هي المرة الثانية التي يشرح الشيخ فيها هذا الكتاب.
وهذا يأتي ضمن سلسلة الدروس العلمي في عقيدة اهل السنة والجماعة , التي يشرحها الشيخ , وكان الشيخ قد شرح التدمرية 26 مجلس وهي موجودة كاملة للتحميل على هذا الرابط:
http://www.almoslim.net/audio/tadmoriah_full.zip.zip
وشرح مختصر الصواعق المرسلة كاملاً على هذا الرابط:
http://www.almoslim.net/sound/Other_Lessones.cfm?id=102
وسيبدأ الشيخ ان شاء الله تعالى بعد الاجازة الصيفية في شرح نونية بن القيم أو السنة لابن ابي زمنين.
حفظ الله الشييخ وبارك في وقته وعلمه.
ـ[عادل بن عبدالله العمري]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:25 م]ـ
هذه خلاصة لماعرض بن القيم في الصواعق المرسلة
للشيخ محمد بن سعيد القحطاني حفظه الله
عرض فيها الشيخ المواضيع التي تتطرق لها بن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة , وهذه هي رسالة الشيخ بالنص:
ملخص لما عرضه بن القيم في الصواعق المرسلة
1) تحدث المصنف رحمه الله عن التأويل لغة واصطلاحاً , وعن أنواع التأويل الباطل , وعن ما يسوغ تأويله من آيات الصفات و أحاديثها , وعن إلزام المؤولة في المعنى الذي جعلوه تأويلاً نظير ما فرّوا منه.
وعن الوظائف الواجبة على المتأول.
وأن التأويل شر من التعطيل
وأن تيسير القرآن للذكر ينافي حمله على التأويل المخالف لحقيقته وظاهره.
وأن حجج المؤول المعطل للتوحيد مثله مثل المشرك المعطل للتوحيد العملي.
2) أقسام الناس في نصوص الوحي خمسة:
أ - أصحاب تأويل.
ب - أصحاب تخييل.
ت - أصحاب التمثيل.
ث - أصحاب تجهيل.
ج - أصحاب سواء السبيل.
ثم تحدث عن كل قسم وما لديه.
ثم تحدث أهل التأويل بأنه لا يمكنهم إقامة دليل سمعي على مبطل أبداً. وهذا من أعظم آفات التأويل.
و بهذا كسر الطاغوت الأول وهو قولهم: إن كلام الله ورسوله أذلة لفظية لا تفيد علماً و لا يحصل بها يقين.
3) كسر الطاغوت الثاني و هو قولهم: إذا تعارض العقل والنقل وجب تقديم العقل.
وبين أن هذه المقولة قدح في العقل و الشرع , وبين أن معارضة أمر الرسل وخبرهم بالمعقولات إنما هي طريقة الكفار فبئس السلف والخلف في ذلك.
ثم بين توحيد الفلاسفة , و توحيد الجهمية , وتوحيد القدرية الجبرية , وتوحيد الاتحادية , وأن الرسل عليهم السلام جاءوا بإبطال هذه الأنواع.
4) كسر الطاغوت الثالث وهو قولهم: بالمجاز , وأتى في ذلك بالعجب العجاب وبين أن تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز ليس تقسيماً شرعياً ولا عقلياً و لا لغوياً وإنما اصطلاح محض حدث بعد القرون الثلاثة المفضلة الأولى , ومنشأ ذلك من المعتزلة و الجهمية ومن سلك سبيلهم من المتكلمين.
ثم بين جناية ابن جني وشيخه أبو علي الفارسي و أنهم من كبار المعتزلة الضلال.
ثم ساق الأمثلة على ذلك من كلام الله وكلام رسوله التي ادعوا فيها المجاز مثل صفة المجيء و الإتيان ووصفة سبحانه بالرحمن.
وصفة الاستواء على العرش , وصفة اليدين وصفة الوجه لربنا تعالى.
وورود اسمه سبحانه , وصفة الفوقية , وصفة النزول , وصفة المعية , وصفة النداء والتكليم.
5) كسر الطاغوت الرابع وهو قولهم أن الأخبار النبوية الصحيحة , لا تفيد العلم و إنما تفيد الظن , لأنها أحاديث آحاد , و به ختم الكتاب.
و ذكر السبب في تسمية أهل السنة بهذا الاسم وميزاتهم وخصائصهم.
محمد بن سعيد القحطاني
رئيس قسم العقيدة بجامعة ام القرى (سابقاً)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:29 م]ـ
بارك الله فيك.
لكن رابط التدمرية لا يعمل
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 10:51 م]ـ
كما قال، لا يعمل
ـ[عادل بن عبدالله العمري]ــــــــ[24 - 06 - 07, 01:45 ص]ـ
اخي الغالي:
لعلك تنظر هذا الرابط:
http://www.almoslim.net/sound/Other_Lessones.cfm?id=102
ـ[كريم أبو أمامة]ــــــــ[24 - 06 - 07, 09:36 م]ـ
هناك خطأ يسير في الرابط،
فالرابط الصحيح هو:
http://www.almoslim.net/audio/tadmoriah_full.zip
عوض الرابط:
http://www.almoslim.net/audio/tadmoriah_full.zip.zip
أي يجب حذف zip واحدة مع نقطتها طبعا.
ويا ليت الإخوة يبلغون المشرفين هناك.
ـ[عادل بن عبدالله العمري]ــــــــ[27 - 06 - 07, 01:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي كريم
وأنبه بأن الشيخ د. محمد سعيد القحطاني
كان رئيس قسم القراءات بجامعة ام القرى
ولم يكن رئيس العقيده وانما كان محاضر في قسم العقيدة
والدرس الأخير هو (السبعون) 4/ 6/1428هـ.(42/203)
القاعدة الشرعية " يحلف بالصفة ولا يستغاث بها "
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[22 - 06 - 07, 08:25 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين فهل يقول مسلم يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني أو أعني أو يا علم الله أو يا قدرة الله أو يا عزة الله أو يا عظمة الله ونحو ذلك أو سمع من مسلم أو كافر أنه دعا لذلك من صفات الله وصفات غيره أو يطلب من الصفة جلب منفعة أو دفع مضرة أو إعانة أو نصرا أو إغاثة أو غير ذلك.
الرد على البكري (1|181)
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله: عبادة الإنسان لصفة من صفات الله أو دعاؤه لصفة من صفات الله من الشرك وقد ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لأن الصفة غير الموصوف بلا شك وإن كانت هي وصفه وقد تكون لازمة وغير لازمة لكن هي بلا شك غير الموصوف فقوة الإنسان غير الإنسان وعزة الإنسان غير الإنسان وكلام الإنسان غير الإنسان كذلك قدرة الله عز وجل ليس هي الله بل هي صفة من صفاته .... وكذلك دعاء الصفة من الشرك مثل أن تقول يا مغفرة الله اغفري لي يا عزة الله أعزيني نحو ذلك.
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين
(2|164)
وأما الحلف بالصفة فالأدلة على جوازه ذلك كثير في الكتاب والسنة. والله أعلم(42/204)
سؤال هام حول تفويض الصفات
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[22 - 06 - 07, 10:58 ص]ـ
اخوتى ا ليس المفوضة يفوضون الصفات حتى صفة السمع والبصر فقد رايت كلاما لشيخ بن ابراهيم يقول فيه هذا المعنى يقول:
هم الذين يفوضون المعنى، ما يدرون أيش معناه، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ما يدرون أيش معناه, مثل الكلام الأعجمي، كأنه حروف أعجمية، معنى آية الصفات، والله على كل شيء قدير ما يدرون أيش معنى قدير،
السميع البصير ما يدرون أيش معنى البصير، هذا غلط المعنى معلوم كما قال الإمام مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول، نعرف أن السمع ضد الصمم، البصر ضد العمى، الاستواء معناه في اللغة معروف الاستقرار والصعود والعلو والارتفاع. انتهى,
فهل فهمى صحيح وان كان كذلك هل من نقول اخرى للعلماء تثبت ذلك بارك الله فيكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 11:55 ص]ـ
أخي أبا محمد:
التفويض الصحيح - تفويض السلف -: تفويض (كيفية) الصفة. كما قال الإمام مالك: (والكيف مجهول).
التفويض المذموم - تفويض الخلف -: تفويض (المعنى). وهو ما بينه الشيخ ابن إبراهيم - رحمه الله -.
وأنصحك برسالة (مذهب أهل التفويض - عرض ونقد) للدكتور أحمد القاضي. (مطبوعة). وهنا عرض لها:
http://www.islamtoday.net/questions/show_ResearchScholar_*******.cfm?Res_ID=100&Sch_ID=48
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[22 - 06 - 07, 10:51 م]ـ
يعنى المفوضة _ تفويضا مذموما_ يفوضون صفتى السمع والبصر كما قال الشيخ ابن ابراهيم فى المداخلة الاولى لى 00 هل من نقول اخرى تدل على ذلك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 01:18 ص]ـ
يفوضون ((معنى)) الصفتين. يعني لايعرفون المقصود منها؛ كأنها كلام أعجمي.
السلف يعرفون معنى الصفات لأن الله خاطبهم بلغة عربية. لكن يفوضون (كيفية) الصفة؛ لأنها غيب لم يروه.
هنا مزيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82619&highlight=%C7%E1%CA%DD%E6%ED%D6
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[23 - 06 - 07, 04:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ سليمان 00 انى اعرف الفرق بين تفويض السلف المحمود وتفويض الخلف المذموم ولكن كنت ابحث عن مسألة محددة وهى هل المفوضة يفوضون كل الصفات بما فيها الصفات السبع التى لا ياؤلها الاشاعرة ومنها صفتى السمع والبصر ام يثبتونها؟ فان كان كذلك فكنت ابحث عن نقول تدل على تفويضهم حتى صفتى السمع والبصر وياليت ان تفيدنى فى تلك النقول تحديدا وجزاكم الله خيرا
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:50 ص]ـ
الاخوة جميعا وعلى راسهم الشيخ سليمان من يجد نقول عن ان المفوضة يفوضون صفتى السمع والبصر يدلنى مشكورا فانا اريد النقول فى بحث لى وجزاكم الله خيرا
ـ[فيصل]ــــــــ[23 - 06 - 07, 01:55 م]ـ
إن أردت ما يزعمونه: فالمشهور من مذهبهم أن التفويض يكون للمتشابهات الموهمة للتجسيم والتشبيه! ((وكل نص أوهم التشبيه .. إلخ)) ولا يدخلون في التفويض الصفات السبع أو الثمان، وهم في هذا متناقضون في هذا التفريق كما هو معلوم.
وعندما تحاقق مع أحدهم في إثباته للسمع والبصر في حين يقول بنفي ما يسمونه حلول الحوادث، تجده يلجأ إما للتفويض او التأويل، والله أعلم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 08:23 م]ـ
الأخ الكريم أبا محمد:
بين الشيخ عبدالرحمن المحمود في رسالته النفيسة " موقف ابن تيمية من الأشاعرة " ص 1054أن الأشاعرة يخالفون السلف حتى في إثبات صفتي السمع والبصر.
قال: (ثم إن الأشاعرة مع قولهم بهذا - أي منع حلول الحوادث - وتقريرهم له؛ أثبتوا لله الصفات السبع، فوجدوا أن هذه الصفات - ما عدا صفة الحياة - يلزم من إثباتها حلول الحوادث بالله، لأنه مع وجود المخلوقات توجد معلومات ومرادات ومسموعات ومبصرات ومقدرات ... فحلوا هذه المعضلة بزعمهم بأن قالوا بأزلية هذه الصفات، وأنها لازمة لذات الله أزلا وأبدًا، وقالوا إنه لا يتجدد لله عند وجود هذه الموجودات نعت ولا صفة، وإنما يتجدد مجرد التعلق بين العلم والمعلوم فقط! وهؤلاء قد خالفوا المعقول والمنقول .... الخ كلامه). وفقكم الله ..
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[23 - 06 - 07, 11:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/205)
أخي الكريم أبا محمد البكري وفقني الله وإياك وبعد:
فلا يخفى على اطلع على مذهب التفويض قوة ارتباطه بمذهب التأويل ولذا نجد بعض الأشاعرة يتقلبون بين المذهبين:
- فالبيهقي والخطابي يفوضون أحيانا ويؤولون أحياناً وكذا النووي والقرطبي وابن الجوزي والحافظ ابن حجر وإن كان ربما غلب أحد المذهبين كما يغلب التفويض عند ابن حجر ويغلب التأويل عند البقية.
- وهناك من كان أشعرياً مؤولاً ثم انتقل إلى مذهب التفويض كالجويني يقول ابن تيمية رحمه الله: (وليس للأشعري نفسه في إثبات صفة الوجه واليد والاستواء وتأويل نصوصها قولان بل لم يختلف قوله أنه يثبتها ولا يقف فيها بل يبطل تأويلات من ينفيها ولكن أبو المعالي وأتباعه ينفونها ثم لهم في التأويل والتفويض قولان فأول قولي أبي المعالي التأويل كما ذكره في الإرشاد وآخرهما التفويض كما ذكره في الرسالة النظامية وذكر إجماع السلف على المنع من التأويل وأنه محرم) درء تعارض العقل والنقل (2/ 146)
ويقول الجويني في الرسالة النظامية (ص 32): (اختلفت مسالك العلماء في هذه الظواهر فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل واجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الله تعالى والذي نرتضيه رأيا وندين الله به عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع على ان إجماع الأمة حجة فلو كان تأويل هذه الظواهر حتما لا وشك ان يكون اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الاضراب عن التأويل كان ذلك هو الوجه المتبع)
وكان في أول الأمر يسلك مسلك التأويل كما في كتابه الإرشاد (ص 155) وما بعدها.
- وهناك من يقرر مذهب التفويض في حق العامة ومذهب التأويل في حق الخاصة من العلماء كما قرر ذلك الغزالي في كتابه إلجام العوام عن علم الكلام (ص 54، 63) والاقتصاد في الاعتقاد (ص 36)
وعليه فهناك ارتباط قوي بين المذهبين ويجمعهما التعطيل حقيقة فالمؤول معطل للصفة والمفوض الذي يسلب اللفظ من معناه معطل كذلك.
والذي نلحظه في مذهب التأويل أمران:
الأول: أن أغلب من تكلم عن المذاهب في باب الأسماء والصفات يجعل المذهبين متقابلين لا سيما الأشاعرة منهم ويزعمون أن التفويض هو مذهب السلف والتأويل هو مذهب الخلف وعليه فهذا يعني انهما متقابلان في هذا الباب في جميع المسائل فإما التفويض مطلقاً وإما التأويل مطلقاً.
الثاني: إثبات الأشاعرة للصفات السبع وهي صفات المعاني أو الصفات المعنوية لا يخلو من تأويل إما من جهة حقيقة الصفة أو من جهة المتعلقات أو من جهة تجدد آحاد هذه الصفات وعليها فالتاويل يدخل الصفات جميعها ويقابله التفويض يدخل فيها جميعها، مع العلم أن متقدمي الأشاعرة اثبتوا غير هذه الصفات السبع من الصفات الخبرية التي وردت في القرآن كالوجه واليدين والعين وهو قول بعض المتأخرين وهم يجعلونها كالصفات المعنوية السبع ثم يفوضون معناها ومن نفاها وهم الأكثر من المتأخرين أولوها فتبين أنهم قسمان من أثبت ألحقها بصفات المعاني ومن نفى أولها.
فما سبق يلزم منه أن يجري الأمر في الصفات لكن لاضطراب الشاعرة في هذا الباب اختلفت اقوالهم ومما يدل على تفريق بعضهم في التفويض بين الصفات السبع وغيرها ما ذكره الباجوري حيث يقول وهو يتكلم عن الفرق بين كل صفة من صفات المعاني وبين بقية الصفات عند شرح قول اللقاني:
وغير علمٍ هذه كما ثبت ثم الحياة ما بشيء تعلقت
قال: (وقوله كما ثبت أي التغاير الذي ثبت عند القوم بالأدلة السمعية؛ لأن هذه الصفات إنما ثبتت بالسمع، والمدلول لغةً لكل واحدة غير المدلول للأخرى فوجب حمل ما ورد على ظاهره حتى يثبت خلافه، وبيان كون المدلول لغة لكل واحدة غير المدلول للأخرى أن السمع حس الأذن أي حاستها والأذن نفسها وما وقر فيها من شيء نسمعه والذكر المسموع، والبصر حس العين أي حاستها، والكلام: القول وما كان مكتفياً بنفسه والعلم هو المعرفة كما يؤخذ من القاموس في مواضع متعددة وإذا ثبت أنها متغايرة لغة كانت متغايرة شرعاً وبالجملة فكنه كل واحدة غير كنه الأخرى ونفوض علم ذلك لله تعالى) شرح جوهرة التوحيد (ص 86)
وهذا التفويض التي أثبته في صفات المعاني هو تفويض الكيفية الذي يقول به أهل السنة لكنهم لا يطردون هذا التفويض في بقية الصفات.
ويؤيد هذا المذهب عندهم أن مسلك التفويض والتأويل إنما يرد على الأدلة النقلية وصفات المعاني ثبتت بالعقل عندهم والله اعلم
ـ[ابو قحافة السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 02:33 ص]ـ
اخي في الله الشيخ سليمان الخراشي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, قال الشيخ صالح ال الشيخ في شرحه للعقيدة الطحاوية في شرحه لقول الطحاوي (لا تبلغه الاوهام، ولاتدركه الافهام) في اخر المسألة الثانية،قال (اذافصار الامر ان اثبات الصفات لله عزوجل بانواعها مع قطع الطمع في بلوغ الوهم لها من جهة الكيفية والكنه، وكذلك من جهة ادراك الافهام لتمام معناها، فمن جهتين: 1 - كنه الصفة (الكيفية) 2 - وكذلك تمام المعني. هذا لا يمكن ان تبلغه الاوهام، ولا تدركه الافهام ............ ) انتهى كلام الشيخ والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/206)
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[24 - 06 - 07, 02:44 ص]ـ
بارك الله فيكم اخوتى جميعا
الاخ ابو حازم الكاتب قلت:
والذي نلحظه في مذهب التأويل أمران:
الأول: أن أغلب من تكلم عن المذاهب في باب الأسماء والصفات يجعل المذهبين متقابلين لا سيما الأشاعرة منهم ويزعمون أن التفويض هو مذهب السلف والتأويل هو مذهب الخلف وعليه فهذا يعني انهما متقابلان في هذا الباب في جميع المسائل فإما التفويض مطلقاً وإما التأويل مطلقاً
هذا الملون بنى هو محل المطلوب فى سوالى فهل من نقول للعلماء خاصة ابن تيمية تفيد ان المفوضة ولو اجمالا وليس جميعهم يفوضون صفتى السمع والبصر وحديثي عن المفوضة تحديدا لاعموم الاشاعرة المؤولة
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - 06 - 07, 01:05 م]ـ
أخي الكريم أبا محمد بكري وفقك الله وبعد:
ما ذكرتُه فيما يلحظ على منهج التأويل هو مجرد استنباط عام وهو من باب اللوازم لكن الذي يظهر من حال المفوضة أنهم لا يفوضون الصفات السبع من جهة المعنى لأمرين ذكرتهما في آخر المشاركة السابقة وأعيدهما:
الأمر الأول: ما ذكره الباجوري في جوهرة التوحيد من إثبات الصفات السبع وتفويض الكنه والكيفية فقط دون المعنى.
الأمر الثاني: أن مسلك التأويل والتفويض يردان على الأدلة اللفظية النقلية (القرآن والسنة) لأن جوهر التأويل والتفويض وعمدتهما هو أن الصفات من المتشابه وهذا الأمر إنما يرد على الألفاظ، والصفات السبع تثبت عندهم من جهة العقل لا من جهة الألفاظ.
وقولك اخي الكريم: (وحديثي عن المفوضة تحديدا لاعموم الاشاعرة المؤولة)
غالب المفوضة أشاعرة ولكن يغلب أحد المسلكين على بعضهم ولذا ذكرت في المشاركة السابقة جملة من مشاهير الأشاعرة الذين يسلكون مسلك التفويض أحيانا أو غالبا أو على التخيير بينه وبين التأويل كالجويني والغزالي والبيهقي والخطابي وابن الجوزي وابن عقيل والقرطبي والنووي وابن حجر وغيرهم.
نعم قد يوجد من هو مفوض إلا نادراً ويدافع عن التفويض ويرد على المؤولة كالقاضي أبي يعلى كما في كتابه إبطال التاويلات الذي رد فيه على ابن فورك.
وهو في الصفات الذاتية بما فيها صفات المعاني السبع يوافق منهج السلف من غير تفويض ولا تأويل وأما الصفات الفعلية فله فيها ثلاث مواقف:
1 - التأويل كالأشاعرة كما في كتابه المعتمد في أصول الدين.
2 - التفويض كما في كتابه إبطال التأويلات.
3 - إثباتها وأنها تتعلق بالمشيئة والاختيار كما هو مذهب السلف.
ينظر مقدمة محقق كتاب الإيمان لأبي يعلى للدكتور سعود الخلف (ص 73 - 94)
وهذا يدل على أن المفوضة لا يفوضون صفات المعاني لما سبق والله أعلم
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[24 - 06 - 07, 06:47 م]ـ
الاخ الفاضل ابو حازم الكاتب:
لكن يظهر من كلام الشيخ ابن ابراهيم انهم (اى المفوضة) يوفضون فى الصفات السبع اذ يقول:
السميع البصير ما يدرون أيش معنى البصير، هذا غلط المعنى معلوم كما قال الإمام مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول، نعرف أن السمع ضد الصمم، البصر ضد العمى، الاستواء معناه في اللغة معروف الاستقرار والصعود والعلو والارتفاع. انتهى,
وبذلك يكون لملحظك اعتبار فهل قال غير الشيخ ابن ابراهيم ذلك00 ذلك هو عين بحثى
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[26 - 06 - 07, 09:29 ص]ـ
اين انتم يا احباب؟ هل من نقول بارك الله فيكم؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[26 - 06 - 07, 06:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
اخي الكريم أبا محمد بكري وفقني الله وإياك:
يقول الشيخ الدكتور أحمد القاضي في كتابه مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات (ص 152): (أما التفويض في نصوص الصفات من الناحية العرفية الاصطلاحية فيعني على وجه التحديد عند القائلين به: " صرف اللفظ عن ظاهره مع عدم التعرض لبيان المعنى المراد منه بل يترك ويفوض علمه إلى الله تعالى بأن يقال الله أعلم بمراده " وذلك في نصوص الصفات الخبرية التي توهم تشبيهاً بصفات المخلوقين ... )
ويقول في موضع آخر (ص 155): (التفويض ينبني على ركنين:
الأول: اعتقاد ان ظواهر نصوص الصفات السمعية يقتضي التشبيه حيث لا يعقل لها معنى معلوم إلا ما هو معهود في الأذهان من صفات المخلوقين وبالتالي فإنه يتعين نفيه ومنعه، وهذه المقدمة مشتركة بين مذهب التفويض والتأويل .. )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/207)
ويقول في موضع ثالث (ص 166): (التأويل والتفويض إنما يتعلق بالصفات السمعية التي توهم التشبيه فقط ... )
ويقول المقريزي في الخطط المقريزية (3/ 316): (والأشاعرة يسمون الصفاتية لإثباتهم صفات الله تعالى القديمة _ يقصد الصفات السبع _ ثم افترقوا في الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة كالاستواء والنزول والأصبع واليد والقدم والصورة والجنب والمجيء على فرقتين:
- فرقة تؤول جميع ذلك على وجوه محتملة اللفظ.
- وفرقة لم يتعرضوا للتأويل ولا صاروا إلى التشبيه ويقال لهؤلاء الأشعرية الأثرية) وهو يعني بالفرقة الثانية المفوضة منهم.
- ثم لو نظرنا إلى كتب من يسلك مسلك التفويض من الأشاعرة كالخطابي والبيهقي والجويني والغزالي والشهرستاني وابن الجوزي وابن عقيل والنووي وابن حجر، وكذا من يسلك مسلك التفويض من الماتريدية كالماتريدي والنسفي وأبي القاسم الحكيم السمرقندي وابن الهمام وابن قطلو بغا وغيرهم ممن التزم التفويض مذهبا في الغالب كالقاضي أبي يعلى كلهم إنما يدرجون مسلك التاويل والتفويض تحت نصوص الصفات أي الصفات السمعية بعد أن يثبتوا الصفات السبع صفات المعاني، وكذا من يبين المسلكين من اهل السنة كابن تيمية وابن القيم وغيرهما.
كما يؤيد هذا الأمر أن المفوضة احتجوا لمذهب التفويض بأدلة هي:
1 - قوله تعالى: {وما يعلم تاويله إلا الله}.
2 - أن السلف اتفقوا على أن النصوص تمر كما جاءت.
3 - أن ظاهر النصوص يستلزم التشبيه والتجسيم.
وبهذا يتبين أن أدلتهم محصورة بالصفات الخبرية السمعية.
ثم إن الرازي قد قرر أن تحديد التشابه في النصوص يعول فيه على مخالفة العقل والصفات السبع لا تخالف العقل بل قد دل عليها.
وقال صاحب كتاب منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله (2/ 601) بعد أن نقل عنهم تفويض الكيفية في الصفات السبع المذكور سابقاً عن الباجوري قال: (وهذا النوع من التفويض محل إجماع بينهم لا خلاف بينهم فيه كسابقه عندهم، ولو أن الأشاعرة سلكوا هذا النوع الثاني من التفويض لكان أسلم وأعلم واحكم لهم إلا أنهم تناقضوا تناقضاً بيناً فادعو أن صفات المعاني السبع ثابتة حقيقة لله .. )
وأخيراً أقول لا أظن أنه يوجد من يفوض في الصفات تفويض معنى إلا أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً،
والأشاعرة متفقون على إثبات الصفات السبع ومختلفون فيما زاد عليها، ومتفقون على إثبات معاني هذه الصفات، والماتريدية متفقون على إثبات الصفات الثمان.
واما المعتزلة فينفون جميع الصفات ومذهبهم معلوم ويوافقهم على هذا المذهب الخوارج وعلى رأسهم الإباضية، وأما الشيعة فالمتقدمون منهم مجسمة والمتأخرون معطلة على منهج المعتزلة، والمشهور عن المعتزلة هو نفي الصفات مع سلوك مسلك التأويل فقط مع النصوص فلا تفويض إذا عند هؤلاء والله أعلم.
وللفائدة هناك طائفة من طوائف الرافضة يطلق عليهم المفوضة وهم قوم زعموا ان الله تعالى خلق محمدا ثم فوض اليه خلق العالم وتدبيره فهو الذى خلق العالم دون الله تعالى ثم فوض محمد تدبير العالم الى على بن أبى طالب فهو المدبر الثالث.
ـ[توبة]ــــــــ[26 - 06 - 07, 07:09 م]ـ
يقول الشيخ الدكتور أحمد القاضي في كتابه مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات (ص 152): (أما التفويض في نصوص الصفات من الناحية العرفية الاصطلاحية فيعني على وجه التحديد عند القائلين به: " صرف اللفظ عن ظاهره مع عدم التعرض لبيان المعنى المراد منه بل يترك ويفوض علمه إلى الله تعالى بأن يقال الله أعلم بمراده " وذلك في نصوص الصفات الخبرية التي توهم تشبيهاً بصفات المخلوقين ... )
شيخنا الفاضل أبا حازم، قد أشكل علي فهم هذه العبارة، كأنّ هناك تناقض فيها ... كيف يُصرَف المعنى عن ظاهره مع عدم التعرّض لمعناه، أو ليس صرف المعنى عن ظاهره وحده يقتضي التأويل؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[26 - 06 - 07, 07:55 م]ـ
أحسنت الفهم بارك الله فيك وكلامك صحيح قولهم متناقض وقد بين هذا التناقض شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/208)
يقول ابن تيمية في رسالته التدمرية (ص 113 - 114): (وهؤلاء الذين ينفون التأويل مطلقا ويحتجون بقوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله قد يظنون أنا خوطبنا فى القرآن بما لا يفهمه أحد أو بمالا معنى له او بما لا يفهم منه شىء.
وهذا مع أنه باطل فهو متناقض لانا إذا لم نفهم منه شيئا لم يجز لنا ان نقول له تأويل يخالف الظاهر ولا يوافقه لا مكان أن يكون له معنى صحيح وذلك المعنى الصحيح لا يخالف الظاهر المعلوم لنا فانه لا ظاهر له على قولهم فلا تكون دلالته على ذلك المعنى دلالة على خلاف الظاهر فلا يكون تأويلا
ولا يجوز نفى دلالته على معان لا نعرفها على هذا التقدير؛ فان تلك المعانى التى دل عليها قد لا نكون عارفين بها ولأنا اذا لم نفهم اللفظ ومدلوله فلأن لا نعرف المعانى التى لم يدل عليها اللفظ أولى؛ لأن إشعار اللفظ بما يراد به أقوى من اشعاره بما لا يراد به، فاذا كان اللفظ لا اشعار له بمعنى من المعانى لا يفهم منه معنى أصلا لم يكن مشعرا بما اريد به فلأن لا يكون مشعرا بما لم يرد به اولى فلا يجوز ان يقال إن هذا اللفظ متأول بمعنى انه مصروف عن الإحتمال الراجح الاحتمال المرجوح فضلا ع يقال إن هذا التأويل لا يعلمه إلا الله اللهم إلا ان يراد بالتأويل ما يخالف ظاهره المختص بالخلق فلا ريب ان من أراد بالظاهر هذا لا بد وان يكون له تأويل يخالف ظاهره لكن اذا قال هؤلاء إنه ليس لها تأويل يخالف الظاهر أو انها تجرى على المعانى الظاهرة منها كانوا متناقضين
وان ارادوا بالظاهر هنا معنى وهناك معنى فى سياق واحد من غير بيان كان تلبيسا
وان ارادوا بالظاهر مجرد اللفظ أى تجرى على مجرد اللفظ الذى يظهر من غير فهم لمعناه كان إبطالهم للتأويل أو إثباته تناقضا لأن من أثبت تأويلا أو نفاه فقد فهم معنى من المعانى
وبهذا التقسيم يتبين تناقض كثير من الناس من نفاة الصفات ومثبتيها فى هذا الباب) وتنظر ارسالة في مجموع الفتاوى (3/ 67)
ويقول أيضاً: (ثم كثير من هؤلاء يقولون تجرى على ظاهرها فظاهرها مراد مع قولهم ان لها تأويلا بهذا المعنى لا يعلمه الا الله وهذا تناقض وقع فيه كثير من هؤلاء المنتسبين الى السنة من اصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم) مجموع الفتاوى (5/ 35)
ويقول أيضا: (ومنهم من يقول: بل تجري علي ظاهرها وتحمل علي ظاهرها ومع هذا فلا يعلم تأويلها إلا الله فيتناقضون حيث أثبتوا لها تأويلا يخالف ظاهرها وقالوا ـ مع هذا ـ إنها تحمل علي ظاهرها وهذا ما أنكره ابن عقيل على شيخة القاضي أبي يعلى في كتاب ذم التأويل) درء تعارض العقل والنقل (1/ 12)
ويقول ابن القيم: (ثم تناقضوا أقبح تناقض فقالوا تجري على ظواهرها وتأويلها مما يخالف الظواهر باطل ومع ذلك فلها تأويل لا يعمله إلا الله فكيف يثبتون لها تأويلا ويقولون تجر على ظواهرها ويقولون الظاهر منها غير مراد والرب منفرد بعلم تأويلها وهل في التناقض أقبح من هذا) الصواعق المرسلة (2/ 423 - 424)
ويقول أيضاً: (ثم هم متناقضون أفحش تناقض فإنهم يقولون تجري على ظاهرها وتأويلها باطل ثم يقولون لها تأويل لا يعلمه إلا الله) الصواعق المرسلة (3/ 921)
ـ[توبة]ــــــــ[26 - 06 - 07, 09:43 م]ـ
جازاكم الله خيرا .. أحسنّا الفهم لأنّكم أحسنتم النقل.
غير أن تعقيبكم الأخير، أخذ منّا وقتاوجهدا حتى فهمناه واستوعبناه:)
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[27 - 06 - 07, 05:26 ص]ـ
قلتم يا شيخ ابو حازم
وكذا من يسلك مسلك التفويض من الماتريدية كالماتريدي والنسفي وأبي القاسم الحكيم السمرقندي وابن الهمام وابن قطلو بغا وغيرهم ممن التزم التفويض مذهبا في الغالب كالقاضي أبي يعلى كلهم إنما يدرجون مسلك التاويل والتفويض تحت نصوص الصفات أي الصفات السمعية بعد أن يثبتوا الصفات السبع صفات المعاني، وكذا من يبين المسلكين من اهل السنة كابن تيمية وابن القيم وغيرهما.
وانتم عندى افقه منى واكثر علما
ولكن مادعانى لقول لذلك هو كلام للعلماء مثل
قول ابن ابراهيم عنهم:
هم الذين يفوضون المعنى، ما يدرون أيش معناه، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ما يدرون أيش معناه, مثل الكلام الأعجمي، كأنه حروف أعجمية، معنى آية الصفات، والله على كل شيء قدير ما يدرون أيش معنى قدير،
السميع البصير ما يدرون أيش معنى البصير، هذا غلط المعنى معلوم كما قال الإمام مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول، نعرف أن السمع ضد الصمم، البصر ضد العمى، الاستواء معناه في اللغة معروف الاستقرار والصعود والعلو والارتفاع. انتهى
وقول الشيخ الالبانى فى محاضرة
الرد على المفوضة:
فهل نفهم من صفة السميع أن نفوض فنقول: لا ندري ما هي صفة السمع؟ كذلك البصير، لا ندري ما هي صفة البصر! والقدير .. والحكيم .. والعليم .. إلخ، معنى ذلك التفويض المزعوم: أننا لا نفهم شيئاً من هذه الصفات!! إذاً: على هذا نكون قد آمنا بربٍ موجود، لكن لا نعرف له صفة من الصفات، وحينئذٍ كفرنا برب العباد حينما أنكرنا الصفات بزعم التفويض، وهذا هو الذي يرد -أولاً- على أولئك المفوضة زعموا
وغيرهم من المعاصرين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/209)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[27 - 06 - 07, 07:35 م]ـ
أخي الكريم أبا محمد البكري وفقني الله وإياك وبعد:
لا أدري ما وجه قول هذين الإمامين رحمهما الله
والأمر يحتاج أن ينظر في عقيدة شخص مفوض لا يكون أشعريا ولا ماتريديا حتى يحكم بذلك وأنا _ حسب علمي القاصر _ لا أعرف مفوضاً لا يدخل تحت هاتين الطائفتين والله أعلم
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[27 - 06 - 07, 10:44 م]ـ
اخى الفاضل ابا حازم الكاتب:
ان الوجه الذى كنت احسبه لذلك هو:
ان امر التفويض مر بمراحل كثيرة بداية من متقدمى الاشاعرة كالبيهقى وغيره والذين كانوا يغلبون التفويض (احيانا كتفويض السلف واحيانا تفويض معنى) كما انهم يؤلون قليلا 00ثم مرورا بمن بعدهم من الذين غلبوا التأويل 00ثم انتهاء بعودتهم للتفويض (ولكن تفويض معنى) اى من المتاخرين منهم وذلك فى غير الصفات السبع غالبا00حتى استقر مذهب الموفوضة المتاخرين ممن تبعهم على ما حكاه عنهم الشيخان ابن ابراهيم والالبانى وبعد الاستقرار اصبح يطلق عليهم عند ذكرهم هذا التوجيه لانه مااستقر عليه الامر ..
هذا هو الوجه عندى 00وان كان يحتاج مزيد بحث00 اردته من اسئلتى هنا والله اعلم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[28 - 06 - 07, 02:00 ص]ـ
أخي الكريم أبا محمد البكري وفقك الله:
الذي يبدو والله أعلم أن مذهب التفويض ظهر على أيدي الكلابية أتباع عبد الله بن سعيد بن كلاب ت 241هـ ومن وافقه كالحارث المحاسبي ت 243 هـ والقلانسي ثم تلامذة ابن خزيمة أبي علي الثقفي وأبي بكر الصبغي وكلاهما من الشافعية، وقد ذكر هذا الشيخ أحمد القاضي في كتابه التفويض.
وهؤلاء الكلابية كانوا أقرب إلى السلف زمناً وطريقة من منهج المتكلمين كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في الاستقامة (1/ 105).
وقد توسط الكلابية بين منهج السلف الذي يعتمد النقل والأثر ومنهج المتكلمين من المعتزلة والجهمية الذي يعتمد المنهج العقلي المنحرف ثم اختار أبو الحسن الأشعري ت 324هـ هذا المنهج وارتضاه _ في مرحلة المتوسطة بعد أن ترك الاعتزال _ ولذا جمع ابن فورك الأشعري كلام ابن كلاب والأشعري وبين اتفاقهما في الأصول، كما ارتضى مذهب الكلابية أبو منصور الماتريدي وذلك أن أبا الحسن الأشعري عاصره عالمان من الحنفية:
أحدهما: أبو جعفر الطحاوي ت 321 هـ صاحب العقيدة المشهورة عند أهل السنة وقد تلقاها الأئمة بالقبول، إلا أن كثيرا ممن شرحها كانوا ماتريدية فأولوا عبارات الطحاوي وشرحوها وفق معتقد الماتريدية حتى جاء الإمام ابن أبي العز الحنفي ت 792هـ فشرحها وفق منهج السلف.
والثاني: أبو منصور الماتريدي ت 333هـ وهو مؤسس عقيدة الماتريدية، وكان في بلاد ما وراء النهر.
والمقصود أن معتقد الكلابية ثم الأشاعرة والماتريدية كان خليطاً من الإثبات الذي يقول به السلف والتأويل الذي يقول به المتكلمون من المعتزلة والجهمية فمن ثم جمع الأشاعرة والماتريدية بين هذين المسلكين (التأويل والتفويض الذي يظن أنه مذهب السلف) وكان أتباع هذين المذهبين يغلب عليهم أحد المسلكين فبعضهم يسلك التأويل مدعياً أنه مسلك العلم وبعضهم يسلك مسلك التفويض مدعياً أنه الأسلم ولذا نرى من أصحاب مذهب الكلابية من كان من مدرسة أهل الحديث كبعض تلاميذ ابن خزيمة وقد حصل له رحمه الله معهم مناورات ومناظرات مشهورة ذكرها غير واحد كالحاكم النيسابوري وأشار إليها ابن تيمية والذهبي رحمهم الله.
وكان من أوائل القائلين بالتفويض الماتريدي في كتابه التوحيد (ص 74) وينظر كتاب الماتريدية لأحمد عوض الحربي (ص 162 - 166) وإن كان يسلك مسلك التأويل أيضا.
وتبعه على هذا تلميذه أبو القاسم الحكيم السمرقندي ت 342هـ وسلك مسلك التفويض مطلقاً.
وقد كان متقدمو الأشاعرة يميلون إلى التأويل كالخطابي ت 388هـ وابن فورك ت 406هـ في كتابه التأويلات ورد على مذهب المفوضة في كتابه مشكل الحديث وبيانه وهو يخالف بهذا أغلب الأشاعرة الذين ينسبون هذا المذهب للسلف.
ثم جاء القاضي أبو يعلى ت 458هـ فدافع عن مذهب المفوضة ورد على ابن فورك في كتاب سماه إبطال التأويلات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/210)
وقد عاصر القاضي أبا يعلى الإمام البيهقي ت 458هـ وكان ابن فورك من شيوخه وألف كتاب الاعتقاد والأسماء والصفات وهو تارة يفوض وتارة يؤول وإن كان يميل إلى التأويل أكثر متأثراً بشيخه ابن فورك والحليمي ومتأثراً بما كتبه الخطابي أيضاً.
ثم يأتي أبو المعالي الجويني إمام الحرمين ت 478هـ وينتهج في أول أمره منهج التأويل كما في كتابه الإرشاد ثم ينتقل إلى مذهب التفويض كما في النظامية، و يظهر القول برد الصفات الخبرية وقد كان المتقدمون من الأشاعرة قبله يثبتونها باتفاق كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وأما تلميذه الغزالي ت 505هـ فيميل إلى التأويل وإن كان يرى أن التفويض أسلم في حق العوام كما في كتابه إلجام العوام عن علم الكلام.
ثم جاء أبو المعين النسفي الماتريدي ت 508 هـ وجوز الأمرين التأويل والتفويض.
ثم جاء تلميذ القاضي أبي يعلى وهو أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي ت 513هـ وكان قد تاثر بالمعتزلة وخالطهم ثم تركهم وكان يسلك مسلك التأويل تارة ويوجبه تأثراً بمنهج المعتزلة كما في الواضح وفي كتابه ذم التشبيه وإثبات التنزيه وينفي الصفات الخبرية موافقة للمعتزلة، وتارة يسلك مسلك التفويض تأثراً بشيخه القاضي أبي يعلى ويثبت الصفات الخبرية ويذم التأويل كما في كتاب الانتصار لأصحاب الحديث.
ثم جاء الشهرستاني صاحب الملل والنحل ت 548هـ وذكر في كتابه الملل والنحل المسلكين التأويل والتفويض على سبيل التخيير.
ثم جاء أبو الفرج ابن الجوزي ت 596هـ تلميذ ابن عقيل لكنه سلك مسلك التأويل والف كتابا في هذا وهو (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه) يرد فيه على المثبتة من السلف والمفوضة كالقاضي أبي يعلى مع أنه يقول بالتفويض أحياناً كما في كتابه تلبيس إبليس (ص 106)
ويقرر نجم الدين: بكبرس بن يلنقلج الماتريدي ت 652هـ في كتابه الضوء اللامع _ نقلا عن كتاب الماتريدية لأحمد عوض _ أن مذهب الماتريدية هو التفويض بإطلاق.
وأما ابن الهام الحنفي ت 861هـ فيغلب التفويض ويرى التأويل أحيانا للحاجة كما في المسايرة.
ثم يأتي تلميذه ابن قطلوبغا الماتريدي ت 879 هـ ويسلك مسلك الغزالي في التفريق بين العلماء والعوام.
فهذه قصة ظهور مذهب التفويض ولكن حيث كان الكل متفق على الصفات السبع أو الثمان كان الكلام في الأغلب بين أهل السنة والأشاعرة والماتريدية هو في الصفات الخبرية دون الصفات العقلية وفي إثباتها أو نفيها او تأويلها أو تفويضها. والله أعلم
ـ[توبة]ــــــــ[28 - 06 - 07, 03:22 ص]ـ
شيخنا الفاضل أبا حازم، ما كتبتموه أعلاه هو عن تأرجح الأشاعرة والماتريدية بين التأويل والتفويض،وهذا الأخير مطلقا، أي تفويض المعنى والكيفية.
وسؤال الأخ بكري أظنه يتحدث عن التفويض كمذهب،و انقسام المفوضة بين اثبات المعنى وتفويض الكيفيةأي على مذهب السلف، وبين تفويضهما معا، معنى وكيفا وهذا يقتضي أحد أمرين لا ثالث لهما:
=وأرجو أن تصحح لي مفهومي هذا=
إما نفي الصفات مطلقا - والحديث عن الصفات الخبرية- على مذهب الماتريدية.
أو اثباتها مع التأويل بغير معناها، وهذا على مذهب الأشاعرة.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[28 - 06 - 07, 04:05 م]ـ
الأخت توبة بارك الله فيك
حتى تتضح الصورة ينبغي إخراج مذهب السلف في التفويض في الكيفية؛ لأنها محل اتفاق بين أهل السنة والأشاعرة والماتريدية وما كان محل اتفاق لا ينبغي أن يذكر في محل النزاع إلا من باب التلازم بينه وبين محل الاختلاف وإذا كان الأمر كذلك فمحل الخلاف هو في تفويض المعنى أي ما تدل عليه ألفاظ نصوص الصفات من جهة اللغة، والذي يتبين من حال الأشاعرة والماتريدية أنهم جمعوا بين المسلكين التأويل والتفويض، وربما غلب أحدهما حسب المؤثرات على الشخص من بيئة أو سياسة دولة أو شيوخ أو كتب أو منهج سار عليه إما عقلي أو نقلي.
و رجال الأشاعرة والماتريدية المشهورين تارة يخيرون بين الأمرين، وتارة يجعلون التأويل لطائفة والتفويض لطائفة، وتارة يجعلون التأويل هو الأصل والتفويض أحياناً، وتارة العكس وهكذا، فالأمر كما سبق يرجع إلى المؤثرات التي يتأثر به القائل منهم.
وفي الحقيقة كل من التأويل والتفويض يجمع بين النفي والإثبات وبيانه:
أنهم يزعمون إثبات ما دل عليه النص من صفة ثم ينفونها من طريق التأويل أو التفويض فهم يثبتون في أول الأمر _ وهو إثبات ناقص _ ثم يعطلون وذلك أن كلاً من التأويل والتفويض تعطيل في الحقيقة:
1 - تعطيل لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} وقوله تعالى: {وله المثل الأعلى}
2 - وتعطيل للنص الخاص بالصفة.
3 - وتعطيل للصفة نفسها؛ لأن من لا يثبت الصفة على مراد الله فقد عطلها والمؤول والمفوض لم يثبت الصفة على مراد الله فهو معطل.
وأما الصفات الخبرية عند الأشاعرة فينبغي أن يعلم أن متقدمي الأشاعرة على إثباتها من غير تأويل وهو قول أبي الحسن الأشعري وأئمة أصحابه كأبي الحسن الطبري وأبي عبد الله بن مجاهد الباهلي و أبي بكر الباقلاني وليس للأشعري قولاً آخر في المسألة ولم ينقل عنه غير هذا القول كما قرر ذلك ابن تيمية _ رحمه الله _ في درء تعارض العقل والنقل (1/ 241)
وحينما نتكلم عن المفوضة كمذهب ينبغي أن ننظر في الواقع العملي له أي منهم رجاله حتى نحدد هل يوجد مذهب التفويض عند غير الأشاعرة والماتريدية أو لا، وليت الأخ أبا محمد يفيدنا عمن يسلك مسلك التفويض من غير هاتين الطائفتين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/211)
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[29 - 06 - 07, 07:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على متابعة النقاش00
اولا:كان مقصدى فى البحث كله موفوضة الاشاعرة00
ثانيا:ارجو توضيح المراد هنا شيخ ابا حازم:
وأما الصفات الخبرية عند الأشاعرة فينبغي أن يعلم أن متقدمي الأشاعرة على إثباتها من غير تأويل وهو قول أبي الحسن الأشعري وأئمة أصحابه00
هل اثباتهم هذا مع تفويض المعنى وبذلك يكون اثباتهم ناقصا؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[29 - 06 - 07, 05:48 م]ـ
أخي الكريم أبا محمد وفقني الله وإياك وبعد:
إثبات الأشعري للصفات الخبرية ليس فيه تأويل ولا تفويض للمعنى ويمكنك النظر في كتبه ليتبين لك ذلك كرسالة إلى أهل الثغر والإبانة.
وبهذا يظهر خطأ من نسب إلى الأشعري تأويل الصفات الخبرية كالإيجي في المواقف، وهذا يخالف ما في كتبه وما قرره متقدمو أصحابه كأبي بكر الباقلاني في كتابه التمهيد (ص 295) وهو أفضل المتكلمين المنتسبين الى الاشعرى ليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده كما ذكر ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (5/ 98) الفتوى الحموية الكبرى، وقد أخذ الباقلاني عن كبار أصحاب الأشعري.
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[29 - 06 - 07, 10:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[30 - 06 - 07, 06:21 ص]ـ
الشيخ ابا حازم قلت وفقك الله:
أنهم يزعمون إثبات ما دل عليه النص من صفة ثم ينفونها من طريق التأويل أو التفويض فهم يثبتون في أول الأمر _ وهو إثبات ناقص _ ثم يعطلون وذلك أن كلاً من التأويل والتفويض تعطيل في الحقيقة 00
ماهو الاثبات الناقص عندهم فى اول الامر والذى يعقبه بعد ذلك اما التأويل او التفويض؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[30 - 06 - 07, 07:52 ص]ـ
أخي الكريم الاثبات الناقص هو قبول النص لاثبات الصفة فإن سلكوا مسلك التأويل فهم أثبتوا اللفظ الوارد في الصفة ثم أولوه فقوله تعالى: (لما خلقت بيدي) يثبتون صفة اليد ثم يؤلونها إما بأنها القدرة أو أنها الذات أو غير ذلك.
ومن يؤول يثبت اللفظ للصفة وأنها صفة لله لا تشبه صفات المخلوقين ثم يجرده من معناه فيثبت اللفظ خاليا من معناه.
نعم هم يعتبرون نفاة باعتبار حقيقة المذهب ومآله فهم في حال التفويض أو التأويل يؤول أمرهم إلى نفي الصفة ولذلك قلت هم يثبتون إثباتا ناقصا.
ـ[توبة]ــــــــ[30 - 06 - 07, 01:34 م]ـ
أظن أن هناك خطأ غير مقصود شيخنا الفاضل،اذ أن من سياق المعنى،يفهم أنكم تتحدثون عن التفويض هنا
ومن يفوض يثبت اللفظ للصفة وأنها صفة لله لا تشبه صفات المخلوقين ثم يجرده من معناه فيثبت اللفظ خاليا من معناه ..
ابو قحافة السلفي] قال الشيخ صالح ال الشيخ في شرحه للعقيدة الطحاوية في شرحه لقول الطحاوي (لا تبلغه الاوهام، ولاتدركه الافهام) في اخر المسألة الثانية،قال (اذافصار الامر ان اثبات الصفات لله عزوجل بانواعها مع قطع الطمع في بلوغ الوهم لها من جهة الكيفية والكنه، وكذلك من جهة ادراك الافهام لتمام معناها، فمن جهتين: 1 - كنه الصفة (الكيفية) 2 - وكذلك تمام المعني. هذا لا يمكن ان تبلغه الاوهام، ولا تدركه الافهام ............ ) انتهى كلام الشيخ والله اعلم
و ما قولكم شيخنا أبا حازم، إذا قيس ما كتبتموه أعلاه،على كلام الشيخ صالح آل الشيخ،وقيل أن إثبات الصفات مع عدم الإدراك لتمام المعنى هو نقص في الإثبات أيضا؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[30 - 06 - 07, 06:17 م]ـ
بارك الله فيك
فرق بين نفي المعنى مطلقا ونفي تمام المعنى وبعبارة أخرى فرق بين فهم المعنى والإدراك والإحاطة لتمام المعنى وهذا هو تفسير كلام الشيخ صالح وهذا هو الفرق بين تفويض السلف وتفويض المفوضة:
السلف يثبتون الجزء المفهوم من معنى اللفظ في لغة العرب وأوضح ذلك فأقول الناس في التعامل مع نصوص الصفات ثلاثة أقسام:
1 - من لا يثبت أي معنى للفظة أي أنها لفظة مجهولة بالنسبة لنا كالحروف المقطعة طس كهيعص وهكذا وهم المفوضة ومنهم من يجريها على ظاهرها لكن يقول لا يعلم تأويلها إلا الله فهو يؤول إلى نفي المعنى وهذا هو الذي أنكره ابن عقيل على شيخه أبي يعلى وكلا النوعين تفويض معنى.
2 - من يثبت معنى الصفة لكن يفوض كنه وحقيقة الصفة وهم السلف.
3 - من يثبت معنى الصفة ويثبت الكيفية والكنه فيقول هي كصفات المخلوقين وهؤلا هم الممثلة المجسمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/212)
فأصبح الأمر فيه ثلاث درجات:
إما لا معنى مطلقاً وإما القدر المفهوم من اللفظ دون الكيفية والكنه وإما المعنى والكيفية ونقرب هذا المعنى بمثال في المخلوقات:
نعيم الجنة: أخبر الله تعالى أن في الجنة ملابس ومآكل ومشارب لكن حقائق هذه الأشياء لا تعلم حقيقتها وكيفيتها بالنسبة لنا وإن كنا نعلم جزءا من معاني هذا النعيم فالرمان مثلا نعلم أنه طعام ويؤكل ونوع من الفاكهة وليس هو لباس أو مركب أو لفظ مجهول لكنا لا نعلم حقيقة لونه وحجمه وطعمه ورائحته كما نعلم أنه ليس كرمان الدنيا لأن نعيم الجنة فيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لكن على قول المفوضة الرمان لا يعرف معناه فقد يكون مأكولا وقد يكون مشروبا وقد يكون مركوبا فمعناه مجهول.
وكذا إذا قلنا في المخلوقين يد فهي عند المخلوقين جزء وبعض من الجسم وهي الجزء المعروف منه فهذا القدر معروف لمعنى لفظة يد لكنها تختلف في حقيقتها من يد الفيل والأسد والطير والباعوضة تختلف في الحجم والشكل واللون ونحو ذلك فهذا معنى كلمة تفويض.
لكن في باب الصفات ولله المثل الأعلى فهو تبارك وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لا تطلق هذه الألفاظ التي أحدثها المتكلمون كأجزاء وأبعاض لكن أهل السنة يطلقون عليها أعيان في مقابل صفات المعاني فاليد والوجه والقدم والأصبع يسمونها صفات أعيان.
وحتى لا نظلم القوم ولنعلم حقيقة مذهبهم أكثر أذكر نصوصهم في هذا:
1 - أما الجويني فيقول في الرسالة النظامية (ص 32 – 34): (اختلفت مسالك العلماء في الظواهر التي وردت في الكتاب والسنة وامتنع على أهل الحق اعتقاد فحواها وإجراؤها على موجب أفهام ارباب اللسان منها فرأى بعضهم تأويلها والتزام هذا المنهج في آي الكتاب وما يصح من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم، وذهب أئمة السلف إلى الإنكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الرب تعالى، والذي نرتضيه دينا وندين الله به عقدا اتباع سلف الأمة فالأولى الاتباع وترك الابتداع والدليل السمعي القاطع في ذلك وأن إجماع الأمة حجة متبعة وهو مستند معظم الشريعة وقد درج صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم على ترك التعرض لمعانيها ودرك مافيها ... )
2 - أما النووي فهذه بعض النصوص من كلامه:
1 – يقول رحمه الله عند حديث " ينزل ربنا ... ": (هذا الحديث من أحاديث الصفات وفيه مذهبان مشهوران للعلماء سبق ايضاحهما في كتاب الإيمان ومختصرهما أن أحدهما وهو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين أنه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ولا يتكلم في تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق والثاني مذهب أكثرالمتكلمين وجماعات من السلف وهو محكى هنا عن مالك والأوزاعي أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين أحدهما تأويل مالك بن أنس وغيره معناه تنزل رحمته وأمره وملائكته كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعله أتباعه بأمره والثاني أنه على الاستعارة ومعناه الاقبال على الداعين بالإجابة واللطف والله أعلم) شرح مسلم (6/ 36 – 37)
2 – ويقول رحمه الله: (أما قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن يمين الرحمن فهو من أحاديث الصفات وقد سبق في أول هذا الشرح بيان اختلاف العلماء فيها وأن منهم من قال نؤمن بها ولا نتكلم في تأويله ولا نعرف معناه لكن نعتقد أن ظاهرها غير مراد وأن لها معنى يليق بالله تعالى وهذا مذهب جماهير السلف وطوائف من المتكلمين والثاني أنها تؤول على ما يليق بها وهذا قول أكثر المتكلمين) شرح مسلم (16/ 166)
3 – ويقول رحمه الله: (قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء "هذا من أحاديث الصفات وفيها القولان السابقان قريبا أحدهما الايمان بها من غير تعرض لتأويل ولا لمعرفة المعنى بل يؤمن بأنها حق وأن ظاهرها غير مراد قال الله تعالى ليس كمثله شئ والثاني يتأول بحسب ما يليق بها) شرح مسلم (17/ 129 – 130)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/213)
3 - قال ابن الجوزي: (أكثر السلف يمتنعون من تأويل مثل هذا ويمرونه كما جاء وينبغي أن يراعى في مثل هذا الامرار اعتقاد أنه لا تشبه صفات الله صفات الخلق ومعنى الامرار عدم العلم بالمراد منه مع اعتقاد التنزيه) الفتح (6/ 40)
4 - وقال الحافظ ابن حجر:
(والصواب الإمساك عن أمثال هذه المباحث والتفويض إلى الله في جميعها والاكتفاء بالإيمان بكل ما أوجب الله في كتابه أو على لسان نبيه إثباته له أو تنزيهه عنه على طريق الإجمال وبالله التوفيق ولو لم يكن في ترجيح التفويض على التأويل الا ان صاحب التأويل ليس جازما بتأويله بخلاف صاحب التفويض) فتح الباري (13/ 383)
5 - ويقول الشهرستاني وهو من الأشاعرة في الفصل في الملل والنحل (1/ 91): (اعلم أن جماعة كبيرة من السلف كانوا يثبتون لله تعالى صفات أزلية من العلم والقدرة والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام والجلال والإكرام والجود والإنعام والعزة والعظمة ولا يفرقون بين صفات الذات وصفات الفعل بل يسوقون الكلام سوقا واحدا
وكذلك يثبتون صفات خبرية مثل اليدين والوجه ولا يؤولون ذلك إلا أنهم يقولون: هذه الصفات قد وردت في الشرع فنسميها صفات خبرية.
ولما كانت المعتزلة ينفون الصفات والسلف يثبتون سمي السلف صفاتية والمعتزلة معطلة
فبالغ بعض السلف في إثبات الصفات إلى حد التشبيه بصفات المحدثات.
واقتصر بعضهم على صفات دلت الأفعال عليها وما ورد به الخبر فافترقوا فرقتين
فمنهم من أوله على وجه يحتمل اللفظ ذلك.
ومنهم من توقف في التأويل وقال: عرفنا بمقتضى العقل أن الله تعالى ليس كمثله شيء فلا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شيء منها وقطعنا بذلك إلا أنا لا نعرف معنى اللفظ الوارد فيه مثل قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) ومثل قوله: (خلقت بيدي) ومثل قوله: (وجاء ربك) إلى غير ذلك.
ولسنا مكلفين بمعرفة تفسير هذه الآيات وتأويلها بل التكليف قد ورد بالاعتقاد بأنه لا شريك له وليس كمثله شيء وذلك قد أثبتناه يقينا
ثم إن جماعة من المتأخرين زادوا على ما قاله السلف فقالوا: لا بد من إجرائها على ظاهرها فوقعوا في التشبيه الصرف وذلك على خلاف ما اعتقده السلف)
6 - ويقول الفخر الرازي وهو من رؤوس الأشاعرة عن نصوص الصفات: (يجب القطع فيها بأن مراد الله تعالى منها شيء غير ظاهرها ثم يجب تفويض معناها إلى الله تعالى ولا يجوز الخوض في تفسيرها) أساس التقديس (ص 236)
ومن هذه النصوص نعلم أن المفوضة يفوضون المعنى ويدعون الجهل به مطلقا وقد سماهم أهل السنة أهل التجهيل؛ لأن قولهم يعني تجهيل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والصحابة رضي الله عنهم وعدم علمهم بمعاني ألفاظ القرآن.
واما قول السلف: " أمروها كما جاءت "وقولهم: " من غير تفسير لا كيف ولا معنى " وقولهم: " تفسيرها قراءتها " فكلها عبارات مترادفة تدل على معنى واحد وهو أن معنى اللفظ في اللغة هو تفسيرها الذي تقرأه في القرآن وإلا كنت تقرأ طلاسم لا تعرف معانيها وهذا يعارض ما يذكره الله في أكثر من موضع أنه أنزل القرآن لنتدبره ونعقله ونفهم معناه، و السلف يقولون ذلك في مقابل قول أهل التعطيل الذين يؤلون الصفات بكيفية أو معنى غير مراد.
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[30 - 06 - 07, 06:50 م]ـ
الشيخ الفاضل ابا حازم قلت:
(فهم أثبتوا اللفظ الوارد في الصفة ثم أولوه) وهذا فعل المؤولة منهم 00
فما هو فعل متقدمى الاشاعرة كالاشعرى والباقلانى وغيرهما؟ وذلك وفق قولك بانهم يثبتون
هنا (فينبغي أن يعلم أن متقدمي الأشاعرة على إثباتها من غير تأويل وهو قول أبي الحسن الأشعري وأئمة أصحابه00)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[30 - 06 - 07, 08:21 م]ـ
أخي الكريم أبا محمد بارك الله فيك وبعد:
أبو الحسن الأشعري وأصحابه المتقدمون يثبتون الصفات الخبرية بنحو إثبات السلف في الجملة وهذه بعض النصوص عن أبي الحسن _ ذكرت منها الشاهد وتركت تفاصيل كلامه _ والباقلاني تبين ذلك:
1 - قال أبو الحسن الشعري: (الإجماع السابع
وأجمعوا على أنه عز وجل يسمع ويرى وأن له تعالى يدين مبسوطتين وأن الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه من غير أن يكون جوارحا وأن يديه تعالى غير نعمته) رسالة إلى أهل الثغر (ص 225 – 226)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/214)
2 - وقال: (الإجماع الثامن
وأجمعوا على أنه عز وجل يجيء يوم القيامة والملك صفا صفا لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها فيغفر لمن يشاء من المذنبين ويعذب منهم من يشاء .... وأنه عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كما روى عن النبي ... ) رسالة إلى أهل الثغر (ص 227 – 229)
3 – وقال: (وأنه تعالى فوق سمواته على عرشه دون أرضه وقد دل على ذلك بقوله أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض وقال إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقال الرحمن على العرش استوى وليس استواؤه لى العرش استيلاء كما قال أهل القدر لأنه عز وجل لم يزل مستوليا على كل شيء) رسالة إلى أهل الثغر (ص 232 – 234)
4 – وقال: (الإجماع العاشر
وأجمعوا على وصف الله تعالى بجميع ما وصف به نفسه ووصفه به نبيه من غير اعتراض فيه ولا تكيف له وأن الإيمان به واجب وترك التكييف له لازم) رسالة إلى أهل الثغر (ص 236)
5 – وقال في الإبانة (ص 57): (وجملة قولنا أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله .. وأن الله استوى على عرشه كما قال: (الرحمن على العرش استوى) وأن له وجها بلا كيف كما قال: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)
وأن له يدين بلا كيف كما قال: (خلقت بيدي) وأن له عينا بلا كيف كما قال تجري بأعيننا) .... )
6 – ويقول: (ونقول إن كلام الله غير مخلوق وأنه لم يخلق شيئا إلا وقد قال له كن فيكون كما قال: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) .. ) الإبانة (ص 58) ويقول: (ونقول إن القرآن كلام الله غير مخلوق وأن من قال بخلق القرآن فهو كافر) الإبانة (ص 60)
7 – ويقول الباقلاني: (أبواب شتى في الصفات باب في أن الله وجها ويدين:
فإن قال قائل: فما الحجة في أن لله عز وجل وجها ويدين يل له قوله تعالى لله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وقوله: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) فأثبت لنفسه وجها ويدين.
فإن قالوا: فما أنكرتم أن يكون المعنى في قوله خلقت بيدي أنه خلقه بقدرته أو بنعمته لأن اليد في اللغة قد تكون عنى النعمة وبمعنى القدرة كما يقال لي عند فلان يد بيضاء يراد به نعمة وكما يقال هذا الشيء في يد فلان وتحت يد فلان يراد به أنه تحت قدرته وفي ملكه
ويقال رجل أيد إذا كان قادرا، وكما قال الله تعالى: (خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما) يريد عملنا بقدرتنا.
وقال الشاعر:
إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقاها عرابة باليمين
فكذلك قوله: (خلقت بيدي) يعني بقدرتي أو نعمتي.
يقال لهم: هذا باطل لأن قوله بيدي يقتضي إثبات يدين هما صفة له فلو كان المراد بهما القدرة لوجب أن يكون له قدرتان وأنتم فلا تزعمون أن للباري سبحانه قدرة واحدا فكيف يجوز أن تثبتوا له قدرتين وقد أجمع المسلمون من مثبتي الصفات والنافين لها على أنه لا يجوز أن يكون له تعالى قدرتان فبطل ما قلتم وكذلك لا يجوز أن يكون الله تعالى خلق آدم بنعمتين لأن نعم الله تعالى على آدم وعلى غيره لا تحصى.
ولأن القائل لا يجوز أن يقول رفعت الشيء بيدي أو وضعته بيدي أو توليته بيدي وهو يعني نعمته وكذلك لا يجوز أن يقال لي عند فلان يدان يعني نعمتين وإنما يقال لي عنده يدان بيضاوان؛ لأن القول يد لا يستعمل إلا في اليد التي هي صفة للذات .... ) التمهيد (ص 295)
ـ[توبة]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:39 ص]ـ
جازاكم الله خيرا.
هناك سؤال آخر ..
[ quote= أبو حازم الكاتب;624502]
فأقول الناس في التعامل مع نصوص الصفات ثلاثة أقسام:
1 - من لا يثبت أي معنى للفظة أي أنها لفظة مجهولة بالنسبة لنا كالحروف المقطعة طس كهيعص وهكذا وهم المفوضة ومنهم من يجريها على ظاهرها لكن يقول لا يعلم تأويلها إلا الله فهو يؤول إلى نفي المعنى وهذا هو الذي أنكره ابن عقيل على شيخه أبي يعلى وكلا النوعين تفويض معنى.
2 - من يثبت معنى الصفة لكن يفوض كنه وحقيقة الصفة وهم السلف.
3 - من يثبت معنى الصفة ويثبت الكيفية والكنه فيقول هي كصفات المخلوقين وهؤلا هم الممثلة المجسمة.
فأصبح الأمر فيه ثلاث درجات:
إما لا معنى مطلقاً وإما القدر المفهوم من اللفظ دون الكيفية والكنه و إما المعنى والكيفية.
ما الفرق بين الكنه والمعنى؟
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[01 - 07 - 07, 04:34 ص]ـ
الشيخ ابا حازم قلت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/215)
أبو الحسن الأشعري وأصحابه المتقدمون يثبتون الصفات الخبرية بنحو إثبات السلف في الجملة 00
هل يعنى ذلك انهم لايخافون اهل السنة فى الصفات ويخالفونهم فى ابواب اخرى؟
ام انهم يثبتونها فى الجملة أمر فيه تفصيل؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[01 - 07 - 07, 01:00 م]ـ
الأخت توبة بارك الله فيك بينت فيما سبق أن هناك فرقا بين الأمرين
وكنه الشيء أي حقيقته ونهايته تقول اعرفه كنه المعرفة يعني أعرف حقيقته وكل شيء فيه.
فصفات الله عز وجل كذاته لا يمكن أن يدرك المرء كنهها وكيفيتها وحقيقتها وهذا امر متفق عليه بين أهل السنة والأشاعرة والماتريدية.
لكن معاني هذه الصفات في لسان العرب معروفة كاليد والوجه والقدم والأصبع والكلام والغضب والرضا والضحك؛ لأن الله وصف القرآن بأنه بيان كما في قوله تعالى: (هذا بيان للناس) ووصفه بأنه مفصل فقال تعالى: (كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون) ووصفه بأنه عربي كما في قوله تعالى: (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) ووصفه بأنه هدى كما في قوله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات) وأمرنا بتعقله فقال تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) وقال: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) وأخبر أن القرآن ميسر فقال: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر).
فبعد كل هذا الوصف للقرآن يزعم هؤلاء أن صفات الله عز وجل المذكورة فيه لا يعلم معناها وأنه مجهولة ولا يعلم المراد بها مع العلم أنه قل ان توجد آية إلا ويذكر فيها صفة من صفات الله عز وجل فكيف تكون معرفة صفات الله عز وجل التي هي من أهم مسائل الدين مجهولة ومعرفة فرعون وهامان وقارون وقصص السابقين قوم نوح وثمود وعاد معلومة، ثم بعد هذا كله تكون وظيفة البيان والتبليغ التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم والذي وصفه الله بقوله: (الرحمن فاسأل به خبيرا) بعد هذا كله تكون وظيفته صلى الله عليه وسلم بيان أحكام الصلاة والطهارة والصوم والآداب ويغفل معرفة الله عز وجل.
هذا المذهب هو من شر أقوال أهل البدع والإلحاد كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية لما يترتب عليه ويلزم من لوازم خطيرة كالقدح في حكمة الله عز وجل وتعطيل صفاته وتجهيل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والطعن في نصوص الكتاب والسنة.
والمقصود أن عندنا معنى تدل عليه اللغة فهذا نثبته وأما ما زاد عليه من بيان كنه وحقيقة وكيفية الصفة فهذا نفوضه كما قال مالك رحمه الله: الاستواء والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) فوصف الاستواء بأنه معلوم المعنى في اللغة.
فنصوص الصفات كغيره مفهومة المعنى فيفهم منها بعض ما دلت عليه وليست من قبيل المتشابه كما زعم المفوضة ولم ينقل ذلك عن احد من السلف كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
واما ما سألت عنه أخي الكريم ابا محمد فمرادي بقولي يثبتون الصفات بنحو إثبات السلف في الجملة أنهم يخالفون السلف في أمور منها:
1 – أنهم لا يثبتون الصفات الخبرية الفعلية أي الاختيارية وهي المتعلقة بمشيئة الله وإرادته كالغضب والرضا والفرح والمجيء والإتيان والنزول والاستواء وكذا ما كانت فعلية ذاتية كالكلام يثبتون منها صفة الذات فقط.
2 – أنهم يستعملون بعض المصطلحات الكلامية في كلامهم على الصفات كنفي الأجسام والأعراض والحركة والانتقال والزوال ونحوها والأصل في هذا الاقتصار على ما ورد في النصوص وتحقيق معنى الصفة مع التجوز في العبارات، كما أن الإثبات مقرونا بهذه الألفاظ ضرب من التفويض، وأبو الحسن الأشعري يثبت بعض الصفات هذه مع هذه المصطلحات ليؤول الصفة بالمفعولات فهو يرى أنها لا تقوم بذات الله عز وجل وقد بين ذلك أتباعه بأن الله يحدث فعلا يسمى نزولا وفعلا يسمى استواء وفعلا يسمى مجيئا.
والكلام على تفاصيل معتقد الأشعري في الصفات يطول وقد أطل أهل العلم قديما وحديثا في بيان معتقده مع خلط كثير من اتباعه في نسبة بعض الأقوال إليه.
وليس مرادي هنا في كونه يثبت بنحو مذهب السلف في الجملة كل مسائل العقيدة؛ لأن هذا ايضا يطول الكلام فيه ويمكن معرفته بقراءة كتبه الإبانة ورسالة إلى اهل الثغر ومقالات الإسلاميين وما ذكره عنه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله وينظر كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة للشيخ الدكتور عبد الرحمن المحمود ومنهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى تأليف خالد بن عبد اللطيف بن محمد نور وغيرها من الكتب.
ـ[توبة]ــــــــ[01 - 07 - 07, 01:54 م]ـ
جازاكم الله خير الجزاء. وإنما سألت عن الفرق بينهما للتأكد،لأن الأخ أبا قحافة ذكر في نقله لكلام الشيخ صالح،أعلاه، أن الكنه هو الكيفية، و أجد في نقولات أخرى عدم التفريق بين الكنه وبين المعنى،وقد وضحتم بما فيه الكفاية.
شكر الله لكم هذا المجهود الطيب وجعله في ميزان حسناتكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/216)
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[02 - 07 - 07, 02:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخ ابا حازم الكاتب
هل هناك يا شيخ ابا حازم كتاب او بحث معاصر يذكر صفات الله عز وجل (تحديدا) ويذكر كلام السلف فى شرحهاو توضيحها بشكل فيه تجميع لاراء كثير من السلف
ـ[توبة]ــــــــ[05 - 07 - 07, 05:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا الفاضل أبا حازم، رجاء الإستزادة من إفاداتكم القيمة، هل لكم أن توضحوا أكثر هذه النقطة التي تحدثتم عنها هنا:
أبو حازم الكاتب:
والذي يتبين من حال الأشاعرة والماتريدية أنهم جمعوا بين المسلكين التأويل والتفويض، وربما غلب أحدهما حسب المؤثرات على الشخص من بيئة أو سياسة دولة أو شيوخ أو كتب أو منهج سار عليه إما عقلي أو نقلي.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[06 - 07 - 07, 07:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا محمد البكري وفقني الله وإياك وبعد:
فإني أعتذر عن التاخر بالرد إذ لم أر السؤال إلا بعد أن رفعت الأخت توبة الموضوع.
وأما بالنسبة للكتب المبسطة في هذا الباب فمنها:
1 – العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية وشروحها كشرح الشيخ محمد العثيمين رحمه الله والشيخ صالح الفوزان والشيخ محمد خليل هراس وغيرها.
2 – العقيدة الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
3 – لمعة الاعتقاد لابن قدامة بشرح الشيخ محمد العثيمين رحمه الله.
4 – شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي.
5 – القواعد المثلى للشيخ محمد العثيمين رحمه الله.
6 - صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي السقاف
7 – القواعد الطيبات في الأسماء والصفات من كلام ابن القيم والشنقيطي والشيخ محمد العثيمين رحمهم الله جمع أشرف عبد المقصود.
ثم هناك كتب أوسع من هذا وأصعب وهي في مقام دفع الشبه كالتدمرية وبيان تلبيس الجهمية ودرء تعارض العقل والنقل ونحوها لشيخ الإسلام ابن تيمية وهناك عدة رسائل لابن تيمية في هذا الباب في الجزء (5، 6) من مجموع الفتاوى.
وهناك كتب مطولة كأصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لأبي القاسم اللالكائي والإبانة لابن بطة والسنة لعبد الله بن أحمد والسنة للخلال والتوحيد لابن خزيمة والتوحيد والإيمان لابن منده والصفات للدارقطني والشريعة للآجري والأسماء والصفات للبيهقي (الرواية فقط بدون شرح البيهقي رحمه الله؛ لأنه أشعري).
وكتب الردود كالرد على الجهمية والرد على بشر المريسي للدارمي.
وهناك بعض الكتب الخاصة ببعض مسائل الصفات مثل اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم يتحدث عن صفة العلو وكتاب العلو للذهبي وكتب كثيرة جدا في مسألة الكلام والرد على من قال بخلق القرآن قديما وحديثا ومن أجودها حديثا كتاب العقيدة السلفية في كلام رب البرية للشيخ عبد الله بن يوسف الجديع، وكتب في الرؤية كالرؤية للدارقطني وكتاب الرؤية للدكتور أحمد الحمد من المعاصرين.
وعلى كل فالكتب في هذا الباب كثيرة المختصرة والمطولة الخاصة ببعض المسائل والعامة في مقام التأصيل وفي مقام الرد
أما بالنسبة لسؤال الأخت توبة فمرادي بهذا ان عقيدة المرء تتأثر غالبا بمثل هذه الأمور _ كما يحصل مثل ذلك في المذاهب الفقهية _ سواء من أهل السنة أو المعتزلة أو الأشاعرة او الماتريدية أو الرافضة أو الخوارج او غيرهم:
1 – الشيوخ ولذلك رأينا تأثر البيهقي رحمه الله بابن فورك والحليمي من شيوخه وتأثر ابن عقيل بشيخه أبي يعلى وتأثر ابن الجوزي بشيخه ابن عقيل وأمثلة هذا كثيرة.
2 – الكتب: قد يتأثر كثير من الناس ببعض الشيوخ عن طريق كتبهم لا عن طريقهم التتلمذ المباشر فمثلا البيهقي تأثر كثيرا بالخطابي عن طريق كتبه.
3 – البيئة سواء بيئة البلد العامة أو بيئة الشخص الخاصة وهم جلساؤه ففي بعض البلدان ينتشر المذهب الأشعري أو الماتريدي فينشأ المرء على هذه العقيدة ثم يكون موقفه من العقائد الأخرى موقف الرد والتفنيد لصعوبة الخروج عما نشأ عليه غالبا إلا من أراد الله هدايته وكان طالبا للحق.
ومن ذلك البيئة الخاصة وهو أن يجالس بعض الطوائف كما حصل لابن عقيل بسبب مجالسته للمعتزلة فإنه تأثر بأقوالهم ثم تاب كما هو مشهور في ترجمته.
4 – سياسة الدولة وذلك أن بعض الدول تنصر مذهب معينا كما نصر المأمون والمعتصم والواثق المعتزلة، وكما نصرت الدولة الأيوبية والغزنوية والسلاجقة ودولة الموحدين الأشاعرة، وكما نصرت السمانية في بلاد ما وراء النهر الماتريدية ثم بعد ذلك الدولة العثمانية، وكما نرى الآن الرافضة في إيران والإباضية في عمان وهكذا.
5 – ومن المؤثرات ارتباط المذهب العقدي بالمذهب الفقهي غالبا كالمذهب الحنفي مع المعتقد الماتريدي.
6 – ومن المؤثرات الاتجاه الذي سار عليه المرء في العلم فهناك من يميل لعلم الأثر والنقل ودراسة الحديث وهؤلاء منهم من كان من أهل السنة ومنهم من كان من الأشاعرة والماتريدية فمن كان من هؤلاء من الأشاعرة والماتريدية فإنهم يميلون إلى التفويض كابن حجر وهناك من ينهج منهج المتكلمين فيغلب عليه التأويل كابن فورك والفخر الرازي والجويني في أول أمره وكذا من كان من أهل الحديث لكنه تأثر بمؤثرات أخرى كالخطابي والبيهقي والنووي ونحوهم ثم هؤلاء مضطربون فتارة يغلب عليهم المنهج النقلي الأثري فيفوضون وتارة يغلب عليهم منهج المتكلمين فيؤولون.
ملحوظة: حتى يصل هذا الرد بقيت ثلاثة ايام وانا أحاول الدخول للملتقى والتصفح فيه فلا أستطيع؛ إذ التصفح فيه بطيء جدا حتى اني فتحت الموضوع أكثر من عشر مرات وأكتب الرد ولا يتم الإرسال وحتى حينما استعملت الرابط الثاني بعد صعوبة في الوصول إليه وجدت صعوبة في الدخول ولا أدري هل المشلكة في الموقع او من عندي فالمعذرة على التأخر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/217)
ـ[توبة]ــــــــ[06 - 07 - 07, 07:28 م]ـ
أجدتم وأفدتم،شيخنا أبا حازم هل هناك رسالة أو كتاب تناولت هذه النقطة بالتفصيل؟
وأذكر يا شيخ أنا لا نرضى من أنفسنا إلا حسن الظن بأمثالكم، بارك الله كل هذه الجهود الطيبة وجعلهافي ميزان الحسنات.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[06 - 07 - 07, 08:17 م]ـ
بارك الله فيك.
لا يحضرني الآن كتاب معين جمع هذه المسائل لكنها مبثوثة في كتب أهل العلم ومن ذلك:
1 - مجموع فتاوى ابن تيمية (3/ 346، 395) (4/ 151) (5/ 320) (10/ 266) اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 73 - 76، 584، 684) درء تعارض العقل والنقل (1/ 149، 183) (5/ 360) منهاج السنة (8/ 24) بيان تلبيس الجهمية (2/ 527)
2 - الاعتصام للشاطبي (1/ 260) (2/ 180)
3 - قال اللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 15): (ومقالة أهل البدع لم تظهر إلا بسلطان قاهر أو بشيطان معاند فاجر يضل الناس خفيا ببدعته أو يقهر ذاك بسيفه وسوطه أو يستميل قلبه بماله ليضله عن سبيل الله حمية لبدعته وذبا عن ضلالته ليرد المسلمين على أعقابهم ويفتنهم عن أديانهم بعد أن استجابوا لله وللرسول طوعا وكرها ودخلوا في دينهما رغبة أو قهرا حتى كملت الدعوة واستقرت الشريعة)
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[08 - 07 - 07, 07:37 ص]ـ
الشيخ ابو حازم عذرا
سؤال خارجى
تفسير الاستواء بالاستقرار
هل ضعفه احد؟ هل من نقول
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 07 - 07, 01:27 م]ـ
سبق أن بُحثت هذه المسألة في الملتقى ويمكنك الرجوع عن طريق البحث وقد ذكرتُ في بحث المسألة أن الاستقرار من معاني الاستواء لغة وهي أربعة معان (العلو والارتفاع والصعود والاستقرار) وقد أثبته ابن قتيبة وابن المبارك وابن عبد البر والبغوي وابن تيمية وابن القيم وابن قدامة والشيخ محمد العثيمين رحمهم الله وهو مروي عن مقاتل والكلبي وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا يثبت.
وقد أنكر معنى الاستقرار الذهبي في العلو والشيخ الألباني في مختصر العلو والحكمي في معارج القبول.
ولا إشكال في إثبات هذا المعنى لكونه مرويا عن السلف ولدلالة اللغة وليس في إثباته محذور كما هو القاعدة عند أهل السنة والجماعة إثبات بلا تمثيل ولا تكييف ولا تحريف ولا تعطيل كما يليق به سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.(42/218)
طلب قراءة المنظومة اللأمية لشيخ الإسلام
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[22 - 06 - 07, 11:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أريد قراءة للمنظومة اللأمية لشيخ الإسلام فقد بحثت في منتدى العقيدة في هذا الملتقى المبارك بإذنه تعالى فلم أجدها ,وياحبذ أرفاق قول العلماء في صحة نسبتها لشيخ الإسلام ,الرجاء أن تكون بنقاط حتى يسهل حصرها فالتنقيط الميسر يساعد على تسهيل العلم والرغبة في القراءة
وجزاكم الله خيرا
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[23 - 06 - 07, 08:31 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102634
الحمد لله لقد بحثت جيدا عندما لم يرد أحد فعثرت عليه في هذا الملتقى بارك الله فيه ,وقد وضعته هنا لمن يرد الاستفادة
ـ[حسن شريف]ــــــــ[26 - 06 - 07, 02:49 ص]ـ
السلام عليكم اختي في الله:
المنظومه اللاميه لشيخ الاسلام بن تيميه رحمه اله تعالى قد تكلم عنها في هدا الموقع المبارك و جرت مناقشات بين الاخوه الافاضل في اثبات صحتها و هناك رساله قيمه في تحقيق هده المنظومه للشيخ خالد بن علي بن محمد الحيان طبعه دار الاثير ن دكر في مقدمتها صحه نسبتها الى شيخ الاسلام بن تيميه و تمثلت في النقاط التاليه:
1ـدكرها الامام اللآلوسي ت<1317> صاحب كتاب جلاء العينين في محاكمة الاحمدين.
2ـمحمد بن عبد العزيز المانع<1385> في كتاب القول السديد فيما يجب لله على العبيد.
3ـالشيخ السليم <1410> في عقيده المسليمن.
4ـالشيخ السلمان<1422> في مجموعه القصايد الزهديات.
5ـو هده هي قاسمه الظهر ان للاميه نسخه مخطوط في مكتبه الملك عبد العزيز بالمدينه المنوره في قسم المحمودية ضمن مجموعه من رسائل شيخ الاسلام و كاتب هده المخطوطه اسمه: علي بن عمر بن عبد العزيز بن عبد اللطيف بن تيميه أ] من اقرباء شيخ الاسلام و هدا الاخير متوفى سنه<862> أي بينه و بين شيخ الاسلام قرابه 34 سنه!
مما يزيد توثيقا من شرحها من العلماء و منهم مما تقدم:
1ـ احمد بن عبد الله المرداوي و هناك ثلاث يتفقون في هدا الاسم:
.......... الاول متوفى سنه 787
.......... الثاني سنه824
......... الثالث سنه1188 و هو صاحب الشرح سماه {اللآلئ البهية شرح لاميه بن تيميه} و قلنا انه هو لانه نقل عن العلامه السفّاريني من اللوامع و غير ها من كتبه، و قد طبع هدا الشرح بتحقيق صاحب الفضيله الشيخ العلامه الفوازان حفظه الله تعالى.
2ـ شرح فضيله الشيخ الجبرين حفظه الله تعالى.
3ـ شرح فضيله الشيخ علي حسن في اشرطه. و له تحقيق لها كما ن/
مما يزيد في التوثيق ان شيخ الاسلام رحمه الله تعالى استشهد ببية منها في المجلد السادس صفحه 297.
و كدلك هناك دراسه لصحة هده المنظومه في مجله الحكمه ساتي لك بعددها ان شاء الله تعالى
و الله اعلم
اخوك الجزائري
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 02:56 ص]ـ
السلام عليكم اختي في الله:
المنظومه اللاميه لشيخ الاسلام بن تيميه رحمه اله تعالى قد تكلم عنها في هدا الموقع المبارك و جرت مناقشات بين الاخوه الافاضل في اثبات صحتها و هناك رساله قيمه في تحقيق هده المنظومه للشيخ خالد بن علي بن محمد الحيان طبعه دار الاثير ن دكر في مقدمتها صحه نسبتها الى شيخ الاسلام بن تيميه و تمثلت في النقاط التاليه:
1ـدكرها الامام اللآلوسي ت<1317> صاحب كتاب جلاء العينين في محاكمة الاحمدين.
2ـمحمد بن عبد العزيز المانع<1385> في كتاب القول السديد فيما يجب لله على العبيد.
3ـالشيخ السليم <1410> في عقيده المسليمن.
4ـالشيخ السلمان<1422> في مجموعه القصايد الزهديات.
5ـو هده هي قاسمه الظهر ان للاميه نسخه مخطوط في مكتبه الملك عبد العزيز بالمدينه المنوره في قسم المحمودية ضمن مجموعه من رسائل شيخ الاسلام و كاتب هده المخطوطه اسمه: علي بن عمر بن عبد العزيز بن عبد اللطيف بن تيميه أ] من اقرباء شيخ الاسلام و هدا الاخير متوفى سنه<862> أي بينه و بين شيخ الاسلام قرابه 34 سنه!
مما يزيد توثيقا من شرحها من العلماء و منهم مما تقدم:
1ـ احمد بن عبد الله المرداوي و هناك ثلاث يتفقون في هدا الاسم:
.......... الاول متوفى سنه 787
.......... الثاني سنه824
......... الثالث سنه1188 و هو صاحب الشرح سماه {اللآلئ البهية شرح لاميه بن تيميه} و قلنا انه هو لانه نقل عن العلامه السفّاريني من اللوامع و غير ها من كتبه، و قد طبع هدا الشرح بتحقيق صاحب الفضيله الشيخ العلامه الفوازان حفظه الله تعالى.
2ـ شرح فضيله الشيخ الجبرين حفظه الله تعالى.
3ـ شرح فضيله الشيخ علي حسن في اشرطه. و له تحقيق لها كما ن/
مما يزيد في التوثيق ان شيخ الاسلام رحمه الله تعالى استشهد ببية منها في المجلد السادس صفحه 297.
و كدلك هناك دراسه لصحة هده المنظومه في مجله الحكمه ساتي لك بعددها ان شاء الله تعالى
و الله اعلم
اخوك الجزائري
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد القيمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/219)
ـ[حسن شريف]ــــــــ[26 - 06 - 07, 03:02 ص]ـ
و احسن الله اليك و الى والديك
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[26 - 06 - 07, 08:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا ورفعك الله دنيا وآخرة
ـ[حسن شريف]ــــــــ[26 - 06 - 07, 07:39 م]ـ
الله يعطيكم العافيه
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[07 - 07 - 07, 06:33 ص]ـ
إليكم إخواني على هذا الرابط
عَقِيدَتِي عَقِيدَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ والْجماعةِ و هي عَقِيدَةُ الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ ((اللامية)) وهي منسو بة للإمام ابن تيمية فالله أعلم بصوت محمود داود
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=pNm65z5a2
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[18 - 07 - 07, 04:22 ص]ـ
الرابط الجديد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الإخوة النبلاء إليكم عقيدة الأئمة الأربعة المنسوبة للإمام ابن تيميَّة (بصوت محمود داود)
http://upload.9q9q.net/file/mmIssqMm...------.rm.html (http://upload.9q9q.net/file/mmIssqMmJ/-----------------------------.rm.html)(42/220)
سؤال حول (الإحتفال بالمولد) أرجو الإجابة
ـ[ماجد العريفي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 04:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت أن (الإحتفال بالمولد) نشأ في الدولة الفاطمية، وأنهم قد أخذوه من المسيحية.
(أي تقليد للمسيحية) فهل هذا صحيح؟
أتمنى الإجابة مع ذكر المراجع إن كان هناك مراجع
وجزاكم الله خيرا
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 05:08 م]ـ
بدعة المولد النبوي مجلدين توزعه اللجنة الدائمة للأفتاء فيه كل ما تريد معرفته
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 06:19 م]ـ
http://saaid.net/mktarat/Maoled/index.htm
ـ[ماجد العريفي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 06:48 م]ـ
اشكرك أخي وكيع الكويتي
وجزاك الله خيرا على اجابتك
ولكنها لم تشفني
أنا أسئل عن نقطه معينه وأنت لم تجبني
أقول
هل بدعة المولد منشئها من الفاطميين وهل أخذوها من النصارى؟
وهل هناك مرجع يتحدث عن مصدر ونشأة المولد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ماجد العريفي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 06:53 م]ـ
أشكرك ياشيخ سليمان الخراشي
فرحت كثيرا عندما رايت اسمك
وأشكرك أيضا على الموقع الذي وضعته
ولكني الآ، أسئل عن نقطه معينة هل أجد لها إجابة
وهي
هل الفاطميين أول من ابتدع المولد؟
وهل كان هذا تقليدا لنصارى؟
وهل هناك مرجع يتحدث عن مصدر ونشأة المولد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 07:07 م]ـ
اشكرك أخي وكيع الكويتي
وجزاك الله خيرا على اجابتك
ولكنها لم تشفني
أنا أسئل عن نقطه معينه وأنت لم تجبني
أقول
هل بدعة المولد منشئها من الفاطميين وهل أخذوها من النصارى؟
وهل هناك مرجع يتحدث عن مصدر ونشأة المولد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحلتك على مليء لكن أبشر بما يسرك.
قال تقي الدين المقريزي - رحمه الله - في "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار"
(1/ 490)؛ تحت عنوان "ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم": (كان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم، وهي موسم رأس السنة وموسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبي (، ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومولد الحسن ومولد الحسين عليهما السلام، ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أول رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان، وليلة نصفه ... ) اهـ.
2 - وقال مفتي الديار المصرية سابقاً الشيخ محمد بن بخيت المطيعي في "أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام" (ص44): (مما أحدث وكثر السؤال عنه الموالد، فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله .. الخ).
3 - وقال الشيخ علي محفوظ - رحمه الله - وهو من كبار علماء مصر- في "الإبداع في
مضار الابتداع" (ص251): (قيل أول من أحدثها - أي الموالد- بالقاهرة الخلفاء الفاطميون
في القرن الرابع، فابتدعوا ستة موالد: المولد النبوي، ومولد الإمام علي - رضي الله عنه -، ومولد السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ومولد الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومولد
الخليفة الحاضر ... الخ).
4 - وقال الدكتوران حسن إبراهيم حسن مدير جامعة أسيوط سابقاً وطه أحمد شرف مفتش المواد الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم في كتابهما "المعز لدين الله" (ص284) تحت عنوان "الحفلات والأعياد": (ان المعز كان يشترك مع رعاياه في الاحتفال بعيد رأس السنة الهجرية، ومولد النبي (، وليلة أول رجب ونصفه، وأول شعبان ونصفه، وموسم غرة رمضان، حتى لا يثير نفوس السنيين! ويقرب مسافة الخلف بين المبادئ السنية والعقائد الشيعية!! وكذلك كان المعز لدين الله يستغل هذه الأعياد التي كان زخر بها عهده في نشر خصائص المذهب الإسماعيلي وعقائده!! لذلك كان يحتفل بيوم عاشوراء ليحيي فيها ذكرى الحسين رضي الله عنه، كما كان يحي ذكرى مولد كثير من الأئمة، وذكرى مولد الخليفة القائم بالأمر، وهكذا اتخذ المعز من الاحتفال بهذه الأعياد وسيلة لجذب رعاياه إليه ونشر مبادئ المذهب الإسماعيلي) اهـ.
المصدر
من "القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل" للعلامة إسماعيل الأنصاري رحمه الله (ص64 - 72)
ضمن المجموع التي قلت لك
ـ[ماجد العريفي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 07:26 م]ـ
جزاك الله عني خيرا
ورفع الله قدرك في الدنيا والآخرة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(42/221)
كتاب الجمع والتجريد وكتاب المعتصر
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 11:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد وجدت كتاب التجمع والتجريد لشرح كتاب التوحيد للشيخ علي الخضير ولكن غير مكتمل، ولا أعلم هل أكتمل، وهل له كتاب المعتصر في التوحيد؟
ـ أحتاج كتاب الايضاح في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الله الدويش.
ـ ومن لديه شروحات لكتاب التوحيد فيدلني عليها.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 06:30 م]ـ
لماذا لا أحد يشارك، مستحيل كل ألي دخلوا وقرءوا ما عندهم جواب.
ياليت الاجابة على الطلب للأهمية.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - 06 - 07, 06:36 م]ـ
شرح الشيخ صالح آل الشيخ على كتاب التوحيد وبقية شروحاته في العقيدة
http://www.islamspirit.com/
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 08:07 م]ـ
شرح الشيخ صالح موجود لدي وقراءته وهو شرح فائق للغاية وتأصيلاته على كتاب التوحيد وترتيبه قلما تجدها عند أحد، لكن من كان لديه مأشرت إليه فليساعدني.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[25 - 06 - 07, 01:45 ص]ـ
شرح الشيخ صالح موجود لدي وقراءته وهو شرح فائق للغاية وتأصيلاته على كتاب التوحيد وترتيبه قلما تجدها عند أحد، لكن من كان لديه مأشرت إليه فليساعدني.
ظننتك تسألين عن شرح على كتاب التوحيد
على كل حال قراءة فتح المجيد بعد فهم الشرح الشيخ صالح ممتاز!
والله أعلم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[25 - 06 - 07, 01:46 ص]ـ
شرح الشيخ صالح موجود لدي وقراءته وهو شرح فائق للغاية وتأصيلاته على كتاب التوحيد وترتيبه قلما تجدها عند أحد، لكن من كان لديه مأشرت إليه فليساعدني.
ظننتك تسألين عن شرح على كتاب التوحيد
على كل حال قراءة فتح المجيد بعد فهم شرح الشيخ صالح ممتاز!
والله أعلم
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[06 - 07 - 07, 11:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد وجدت كتاب التجمع والتجريد لشرح كتاب التوحيد للشيخ علي الخضير ولكن غير مكتمل، ولا أعلم هل أكتمل، وهل له كتاب المعتصر في التوحيد؟
ـ ومن لديه شروحات لكتاب التوحيد فيدلني عليها.
وجزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... اختنا الكريمة
بالنسبة لكتاب الشيخ على الخضير حفظة الله ونفعنا بعلمة الجمع والتجريد .. نعم اكتمل *
وهل له المعتصر هذا والله اعلم لم اسمع به وانما الموجود له مطبوع هذة الكتب:
كتاب الحقائق في التوحيد، وكتاب الجمع والتجريد في شرح كتاب التوحيد،وكتاب التوضيح والتتمات على كشف الشبهات، وكتاب المحكي فيه الإجماع من الأحكام الفقهية.
وأما شرحات كتاب التوحيد فهي كثيرة جدا" .. احصيت معظمها في شرح للعبد الفقير .. سميتة_ هداية المُريد الى شرح دُرركتاب التوحيد_ انتهيت فيه من المجلد الأول وهو مازال مخطوط فأسأل الله أن ييسروأن يتمه على خير.
وجزاكم الله خيرا"
ـ[بدر سعد]ــــــــ[06 - 07 - 07, 02:47 م]ـ
نعم له كتاب المعتصر في شرح كتاب التوحيد وهو مكتمل، ولا اظن انه موجود على النت.
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 02:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سألت عن كتب الشيخ علي الخضير في مكتبات الرياض فقالوا غير موجودة، فأين أجد كتاب الجمع والتجريد بالكامل أحتاجه ضروري. وهل بالامكان الاستفادة من كتابكم الذي أشرتم إليه؟ أتمنى ذلك.
والاستاذ بدر سعد ذكر أن كتاب المعتصر موجود، فهل هو مطبوع وأين أجده في المكتبات؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[10 - 07 - 07, 01:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على مساعدتكم، أنا حمّلت شرحه لكنه شرح الأبواب السته الأولى، ولم أجد بقية الكتاب حتى موقع الشيخ ما أستطعت فتحه.فأرجو منكم إن كان كاملا لديكم أن ترسلوه لي
على الأميل:
ksz123@naseej.com
وأكن لكم شاكرة.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[10 - 07 - 07, 05:04 ص]ـ
من الكتب النافعة في شرح كتاب التوحيد:
الدر النضيد للشيخ سليمان بن حمدان (وقد اهتم بشرح المسائل)
وشرح شيخنا الامام ابن باز في عشرة اشرطة.
وفي توقيعي تعليقات لطيفة للشيخ ايضا انتقاها بعض طلبة العلم.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 06:21 ص]ـ
أخي ابى عبدالرحمن
الرابط الاول
كتاب التوحيد
شرح فضيلة الشيخ هاني بن عبد الله بن جبير
القاضي المحكمة الكبرى
الرابط الثاني
معطوب
الرابط الثالث
جزاك الله خيراً
ونفع بك.
ولعلك ترفعه مره اخرى.
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[14 - 07 - 07, 12:40 ص]ـ
أخي ابى عبدالرحمن
الرابط الاول
كتاب التوحيد
شرح فضيلة الشيخ هاني بن عبد الله بن جبير
القاضي المحكمة الكبرى
الرابط الثاني
معطوب
الرابط الثالث
جزاك الله خيراً
ونفع بك.
ولعلك ترفعه مره اخرى.
السلام عليكم ورحمة الله / ... اخينا نايف
______________________________________
من ذا الذي ماساء قط ومن له الحسنى فقط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/222)
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[25 - 03 - 08, 03:17 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[25 - 03 - 08, 03:51 م]ـ
هناك شرح لكتاب التوحيد للشيخ الدكتور عبدالرحمن الشمسان يوم الجمعه والاحد والثلاثاء ويبث على هذالرابط
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=8318&action=listen&sid= الساعه 8:30مساء
ـ[ابو هيلة]ــــــــ[04 - 09 - 09, 06:00 م]ـ
وكتاب المحكي فيه الإجماع من الأحكام الفقهية.
اين اجد هذا الكتاب للشيخ علي الخضير للاهمية القصوى
ـ[ابو حفص النفيسي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 12:15 ص]ـ
كتب الشيخ علي الخضير موجودة على صفحته في موقع صيد الفوائد واظن هذا هو الطريق الوحيد اليها ويبدو ان المعتصر هو عوضا عن الجمع والتجريد(42/223)
من يتحفنا بشرح صوتي لمقدمة ابن أبي زيد القيرواني
ـ[أبو الفضل مهدي المغربي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 03:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من يتحفنا بشرح صوتي لمقدمة ابن أبي زيد القيرواني.
وأتمنى لو تتحيفونا بشرح الشيخ عبد المحسن عباد بارك الله فيكم.
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[04 - 07 - 07, 08:12 ص]ـ
http://www.rabania.com/media/subcat.php?subcatid=31
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[04 - 07 - 07, 08:19 ص]ـ
http://www.ilmsahih.com/tapes/?dir=/Salah_Suhaymi/ شرح%20مقدمة%20القيرواني
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[11 - 07 - 07, 03:55 ص]ـ
يوجد شرح ماتع للشيخ عبد الرحيم العزاوي وهو من طلبة الشيخ عبد المحسن العباد - حفظه الله -
أنصحك به، ففيه من الدرر و الفوائد الشيء الكثير
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[11 - 07 - 07, 05:49 ص]ـ
لقد أستمعت إلى شرح الشيخ عبد المحسن العباد فوجدته شرحا عظيما
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 07:05 ص]ـ
شرح الشيخ عبدالعزيز الطريفي
هنا ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33832)
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[11 - 07 - 07, 08:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
شرح العلامة ابن جبرين حفظه الله تجده في موقعه:
http://www.ibn-jebreen.com
ـ[بوعلي التميمي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 10:32 ص]ـ
شرح الرسالة الشيخ عبدالرزاق العباد في دورة امام الهجرة بالمدينة 1428هـ
شرح طيب , إن وصلني السيدي سأحول رفعه لكم
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[11 - 07 - 07, 12:31 م]ـ
شرح الشيخ عبد المحسن العباد موجود على موقع العلم الصحيح فابحث عنه(42/224)
لفظة: فأستأذن على ربي في - داره -
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[23 - 06 - 07, 03:41 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
أخرج البخاري في صحيحه:
وقال حجاج بن منهال حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة
عن أنس رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يهموا بذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا فيأتون آدم فيقولون أنت آدم أبو الناس خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شئ لتشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. قال فيقول لست هناكم قال ويذكر خطيئته التي أصاب أكله من الشجرة وقد نهي عنها ولكن ائتوا نوحا أول نبي بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب سؤاله ربه بغير علم ولكن ائوا إبراهيم خليل الرحمن قال فيأتون إبراهيم فيقول إني لست هناكم ويذكر ثلاث كلمات كذبهن ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه وقربه نجيا قال فيأتون موسى فيقول إني لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب قتله النفس ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وروح الله وكلمته قال فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني فيقول ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعط قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة وسمعته أيضا يقول فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - ثم أعود فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعط قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه قال ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة وسمعته يقول فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - ثم أعود الثالثة فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعطه قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه قال ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة وقد سمعته يقول فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن). أي وجب عليه الخلود. قال ثم تلا هذه الآية {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}. قال وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم صلى الله عليه وسلم.
قال ابن حجر - رحمه الله -:
وقال حجاج بن منهال حدثنا همام كذا عند الجميع إلا في رواية أبي زيد المروزي عن الفربري فقال فيها حدثنا حجاج , وقد وصله الإسماعيلي من طريق إسحاق بن إبراهيم وأبو نعيم من طريق محمد بن أسلم الطوسي قالا حدثنا حجاج بن منهال فذكره بطوله وساقوا الحديث كله إلا النسفي فساق منه إلى قوله خلقك الله بيده ثم قال فذكر الحديث.
الفتح (13|429)
وقد اختلف العلماء في هذه اللفظة بين مثبت وناف ومؤول
1 - فقد حكم شيخنا الألباني رحمه الله في مختصر العلو (88) على هذه اللفظة (فأستأذن على ربي في داره) بالشذوذ.
فقد تفرد بهذه اللفظة همام بن يحيى.
وعليه يدل كلام ابن حجر في الفتح (11|436)
فقد أخرج البخاري الحديث بدون هذه الزيادة - داره -من طريق
أ- هشام حدثنا قتادة عن أنس
ب-أبي عوانة عن قتادة عن أنس
ت-معبد بن هلال العنزي قال: اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت البناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة
ث- وأخرج أحمد الحديث في مسنده من طريق ابن أبي عروبة ثنا قتادة عن أنس بن مالك - بدون هذه اللفظة أيضا وقد روى الحديث غير أنس أبو هريرة وأبو سعيد وحذيفة
وابن عباس ولم يأت في حديثهم هذه اللفظة.2 - وعلى فرض ثبوتها فقد أجاب العلماء عن ذلك
قال ابن حجر:
والإذن له إنما هو في دخول الدار وهي الجنة وأضيفت إلى الله تعالى إضافة تشريف , ومنه {والله يدعو إلى دار السلام} على القول بأن المراد بالسلام هنا الاسم العظيم وهو من أسماء الله تعالى.
الفتح (11|436)
وقال الخطابي: وإنما معناه في داره الذي اتخذها لأوليائه وهي الجنة وهي دار السلام وأضيفت إليه إضافة تشريف مثل بيت الله وحرم الله.
الفتح (13|429)
وقال ابن القيم رحمه الله:
وفي بعض ألفاظ البخاري في صحيحه فاستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه.
قال عبد الحق في الجمع بين الصحيحين هكذا قال في داره في المواضع الثلاث يريد مواضع الشفاعات التي يسجد فيها ثم يرفع رأسه.
اجتماع الجيوش الإسلامية (53)
والله أعلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 11:29 م]ـ
جزاك الله خيرا.
وقال الشيخ العلامة ابن عثيمين في شرحه على كتاب التوحيد من صحيح البخاري على هذا الحديث:
[هذا الحديث ليس فيه إشكال إلا قوله: " أستأذن على ربي في داره "، فيقال: إن دار الله عزوجل التي جاءت في هذا الحديث لا تشبه دور البشر، تكنه من الحر ومن البرد ومن المطر، ومن الرياح، لكن هي دار الله أعلم بها، ولعلها – والله أعلم – حُجُب النور التي احتجب بها الله – عز وجل – كما جاء في الحديث الصحيح " حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه "].
وقال الشيخ الغنيمان في شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري:
[ ... وسيأتي في باب الرؤية في هذا الحديث " فأستأذن على ربي في داره " وقد قيل: إن المراد بداره هنا الجنة. فالله أعلم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/225)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[23 - 06 - 07, 11:54 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[28 - 06 - 07, 12:39 ص]ـ
وإتماما للفائدة وقفت على هذا الكلام لشيخ الإسلام في الحديث على لفظة " فأعود إلى ربي فأجده بمكانه " أو في مكانه "
قال أبو سليمان الخطابي في الرسالة الناصحة لما تكلم على الصفات ومما يجب أن يعلم من هذا الباب ويحكم القول فيه أنه لا يجوز أن يعتمد في الصفات إلا الأحاديث المشهورة التي قد ثبتت بصحة
أسانيدها وعدالة ناقليها فإن قوما من أهل الحديث قد تعلقوا منها بألفاظ لا تصح من طريق السند وإنما هي من رواية المفاريد والشواذ فجعلوها أصلا في الصفات وأدخلوها في جملتها كحديث الشفاعة وما روي فيه من قوله:" فاعود الى ربي فأجده بمكانه أو في مكانه" فزعموا على هذا المعنى أن لله مكانا تعالى الله عن ذلك وإنما هذه اللفظة تفرد بها في هذه القصة شريك بن عبد الله بن أبي نمر وخالفه أصحابه فيها ولم يتابعوه عليها وسبيل مثل هذه الزيادة أن ترد ولا تقبل لاستحالتها ولأن مخالفة أصحاب الراوي له في الرواية كخلاف البينة للبينة إذا تعارضت البينتان سقطتا معا وقد تحتمل هذه اللفظة لو كانت صحيحة أن يكون معناها أنه يجد ربه بمكانه الأول من الإجابة في الشفاعة والإسعاف بالمسألة إذا كان مرويا في الخبر أنه يعود مرارا فيسأل ربه في المذنبين من أمته كل ذلك يشفعه ويسعفه بمسألته فيهم
قال شيخ الإسلام: هذا في حديث المعراج بحديث الشفاعة ولكن في حديث الشفاعة فأستأذن من رواية شريك ولكن غلظ الخطابي في بذلك فاشتبه عليه حديث المعراج على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا ذكر ذلك ثلاث مرات.
وهذا في الصحيح من رواية قتادة عن أنس وأما تلك اللفظة فهي في حديث المعراج من رواية شريك وليس هذا موضع الكلام في ذلك.
بيان تلبيس الجهمية (2|170)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 12:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-----
وقال الشيخ العلامة ابن عثيمين في شرحه على كتاب التوحيد من صحيح البخاري على هذا الحديث:
[هذا الحديث ليس فيه إشكال إلا قوله: " أستأذن على ربي في داره "، فيقال: إن دار الله عزوجل التي جاءت في هذا الحديث لا تشبه دور البشر، تكنه من الحر ومن البرد ومن المطر، ومن الرياح، لكن هي دار الله أعلم بها، ولعلها – والله أعلم – حُجُب النور التي احتجب بها الله – عز وجل – كما جاء في الحديث الصحيح " حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه "].
-------
هل معنى هذا أن الشيخ يقول أن لله داراً ولكنها لا تشبه دار العباد؟ أى دار على وجه الحقيقة وتمر كما جاءت دون تشبيه أو تمثيل أو تحريف أو تعطيل؟
أم أنى فهمت خطأ قول الشيخ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله.
هو ذاك.(42/226)
نقولات قيمة عن الشافعي في ذم الكلام
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 07:23 ص]ـ
قال رضي الله عنه: بعد مناظرة حفص الفرد: لقد اطلعت من أهل الكلام على شئ والله ما توهمته قط، ولأن يبتلى المرء بجميع ما نهى الله عنه ما خلا الشرك بالله خير من أن يبتليه الله بالكلام. 1/ 453 - 454
قال الشافعي للمزني بعد أن رد عليه في مسائل في الكلام باحضر جواب:
هذا علم إن أنت أصبت فيه لم تؤجر وإن أخطأت فيه كفرت، فهل لك في علم إن أصبت فيه أجرت، وإن أخطأت لم تأثم؟ قلت: وما هو؟ قال: الفقه. فلزَمْه، فتعلمت منه الفقه، ودرست عليه.
قال المزني: وكنت يوما عنده إذ دخل عليه حفص الفرد، فسأله عن سؤالات كثيرة، فبينما الكلام يجري بينهما، وقد دق حتى لا أفهمه، إذ التفت إلي الشافعي مسرعا، فقال: يا مزني، قلت: لبيك. قال: تدري ما قال حفص؟ قلت: لا، قال: خير لك أن لا تدري
طبقات الشافعية الكبري للسبكي: 2/ 98 دار هجر الطبعة الثانية، 1992.2
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 10:11 م]ـ
أخي الفاضل
هل تستطيع اسعافنا بالمزيد من اقوال ائمة الشافعية المتقدمين في العقيدة (سواء في ذم الكلام أو حول مسألة كلام الله أو الرؤية والنزول واصول الدين بشكل عام)
وبارك الله فيك
أخوك
معاذ القيسي
ـ[المقدادي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 12:20 ص]ـ
أخي الفاضل
هل تستطيع اسعافنا بالمزيد من اقوال ائمة الشافعية المتقدمين في العقيدة (سواء في ذم الكلام أو حول مسألة كلام الله أو الرؤية والنزول واصول الدين بشكل عام)
وبارك الله فيك
أخوك
معاذ القيسي
لعل هذا الموضوع يفيدك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6113&highlight=%C3%C6%E3%C9+%C7%E1%D4%C7%DD%DA%ED%C9
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 08:08 م]ـ
راجع مناقب الشافعي للبيهقي، ففيه الكثير من كلامه في العقيدة وذم الكلان(42/227)
جدليات الملحدين ومغالطاتهم
ـ[الديولي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 02:21 م]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني في كتابه القيم (ضوابط المعرفة وأصول الإستدلال والمناظرة):
وقد قرأت جدليات طائفة من الملحدين وأحصيت مغالطاتهم فيها، فرأيت أنها ترجع إلى العناصر التالية:
1 - تعميم أمر خاص، والمغالطة هنا تنسب إلى بعض أفراد العام ما ليس له من أحكام، بغية التضليل
2 - تخصيص أمر عام، والمغالطة هنا تنفي عن بعض أفراد العام ماليس له من أحكام، بغية التضليل
3 - ضم زيادات وإضافات ليست في الأصل
4 - حذف قيود وشروط لازمة، يؤدي حذفها إلى تغيير الحقيقة
5 - التلاعب في معاني النصوص لإبطال حق أو إحقاق باطل
6 - طرح فكرة مختلفة من أساسها للتظليل بها
7 - تصيّد بعض الإجتهادات الضعيفة لبعض العلماء وجعلها هي الإسلام، مع أنها اجتهادات منتقدة مردودة من قبل مجتهدين آخرين، أو من قبل جمهور علماء المسلمين
8 - التقاط مفاهيم شاذة موجودة عند بعض الفرق التي تنسب إلى الإسلام، وإطلاقها على أنها مفاهيم إسلامية مسلّم بها عند المسلمين، والإسلام منها برئ براءة الحق من الباطل
9 - نسبة أقوال أو نصوص إلى غير قائليها أو إلى غير رواتها
10 - كتمان أقوال صحيحة وعدم التعرض إليها مطلقا مع العلم بها وشهرتها
11 - الإيهام بأن العلوم المادية قائمة على الإلحاد، على خلاف ماهي عليه في الواقع
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[02 - 07 - 07, 09:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[04 - 07 - 07, 09:02 م]ـ
أحسنت، وجزى الله الشيخ خيرا.(42/228)
عقائد وعبادات صوفية
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 03:39 م]ـ
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1468&selected_id=-1469&page_size=5&links=False&gate_id=0
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 03:43 م]ـ
بدايته شاذلية
محمد رشيد رضا
هو محمد رشيد بن علي رضا بن شمس الدين بن بهاء الدين القلموني الحسيني .. يرجع نسبه لآل البيت .. ولد في 27/ 5/1282هـ في قرية قلمون جنوب طرابلس الشام .. بدأ طلب العلم بحفظ القرآن والخط والحساب .. ثم درس في مدرسة "الرشدية" وكان التعليم بها بالتركية، ولكن ما لبث أن تركها بعد سنة ليلتحق بالمدرسة الوطنية الإسلامية التي أسسها ويدرس بها شيخه حسين الجسر، ودرس بها سبعة سنوات أثرت وغيرت في مجرى حياته .. وبدأت مرحلة تصوفه ..
بدايته شاذلية:
لقد بدأ تصوف رشيد حين كان يقرؤه شيخه حسين الجسر بعض كتب الصوفية ومنها بعض الفصول من الفتوحات المكية، وفصول من الفارياق ...
وقد كان يقرأ ورد السحر؛ وعندما يبلغ البيت التالي:
ودموع العين تسابقني من خوفك تجري
كان يمتنع عن قراءته، لأن دموعه لم تكن تجري، فكان امتناعه عن قراءة البيت حياءً من الله أن يكذب عليه .. وبعد أن تضلع بالعلم وأصول الدين أدرك أن قراءة هذا الورد من البدع .. فتركه وانصرف إلى تلاوة القرآن.
ودرس على شيخه أبي المحاسن القاوقجي ونال الإجازة في كتاب دلائل الخيرات .. ثم بان له أن هذا الكتاب أغلبه أكاذيب على النبي صلى الله عليه وسلم فتركه .. وأقبل على قراءة أذكار وأوراد في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثابتة.
سلوكه الطريقة النقشبندية:
يذكر رشيد في هذا المجال أن الذي حبب إليه التصوف هو كتاب "إحياء علوم الدين للغزالي" ..
ثم طلب من شيخه الشاذلي محمد القاوقجي أن يسلكه الطريقة الشاذلية الصورية فاعتذر الشيخ وقال: يا بني إنني لست أهلاً لما تطلبه فهذا بساط قد طوي وانقرض أهله.
ثم يذكر رشيد أن صديقه محمد الحسيني قد ظفر بصوفي خفي من النقشبندية يرى أنه وصل إلى مرتبة المرشد الكامل .. فسلك رشيد طريقة النقشبندية على يديه وقطع أشواطاً كبيرة فيها، ثم يقول: "ورأيت في أثناء ذلك كثيراً من الأمور الروحية الخارقة للعادة كنت أتأول الكثير منها عجزت عن تأويل بعضها" ثم يقول: "ولكن هذه الثمرات الذوقية غير الطبيعية لا تدل على أن جميع وسائلها مشروعة أو تبيح ما كان منها بدعة كما حققت ذلك بعد"
ويصف رشيد الورد اليومي في طريقة النقشبندية بأنه ذكر اسم الجلالة (الله) بالقلب دون اللسان خمسة آلاف مرة مع تغميض العينين وحبس النفس بقدر الطاقة وربط القلب بقلب الشيخ. ثم يذكر أن هذا الورد بدعة كما تبين له بعد ذلك؛ بل يصل إلى الشرك الخفي حين يربط الشخص قلبه بقلب شيخه فإنه مقتضى التوحيد أن يتوجه العبد في كل عبادته إلى الله وحده حنيفاً مسلماً له الدين.
وذكر أموراً كثيرة ..
يقول عن هذه التجربة الصوفية:
((وجملة القول أنني كنت أعتقد أن سلوك طريقة المعرفة وتهذيب النفس والوقوف على أسرارها جائز شرعاً لا حظر فيه، وأنه نافع يرجى به معرفة الله ما لا يوصل إليه بدونه))
هدايته من الصوفية إلى السلفية:
يعبر عن هذه التجربة الصوفية بعد سنوات طويلة جداً في التصوف:
" إنني قد سلكت الطريقة النقشبندية، وعرفت الخفي والأخفى من لطائفها وأسرارها، وخضت بحر التصوف ورأيت ما استقر باطنه من الدرر، وما تقذف أمواجه من الجيف، ثم انتهيت إلى مذهب السلف الصالحين، وعلمت أن كل ما خالفه فهو ضلال مبين"
وقد تأثر بمجلة العروة الوثقى ومقالات العلماء والأدباء .. فتأثر بالأفغاني ومحمد عبده .. وتأثر بشدة وأصبح شيخه الذي حرك عقله وفكره لنبذ البدع والجمع بين العلوم الدينية والعصرية والسعي لتمكين الأمة .. ثم تأثر بشدة بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب –رحمهم الله تعالى- .. لقد أحدثت له حركة ونشاطاً بدل الخمول وغيبة الوعي والانغماس في البدع والضلال كما في الصوفية ..
إنكاره على أهل الطرق الصوفية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/229)
أول حادثة قام بها علناً منكراً سلوك الطرق الصوفية .. ذات يوم وبعد صلاة الجمعة أقام أهل إحدى الطرق الصوفية ما يسميه رشيد "مقابلة المولوية" ويقول رشيد في ذلك: "حتى إذا ما آن وقت المقابلة تراءى أما دراويش المولوية قد اجتمعوا في مجلسهم تجاه إيوان بالنظارة، وفي صدره شيخهم الرسمي، وإذا بغلمان منهم مرد حسان الوجوه يلبسون غلائل بيض ناصعة كجلابيب العرائس، يرقصون بها على نغمات الناي المشجية، يدورون دوراناً فنياً سريعاً تنفرج به غلائلهم فتكوّن دوائر متقاربة، على أبعاد متناسبة لا يبغي بعضها على بعض، ويمدون سواعدهم، ويميلون أعناقهم، ويمرون واحداً بعد آخر أمام شيخهم فيركعون"
أزعج هذا المنظر رشيد رضا وآلمه أن تصل حالة المسلمين إلى هذا المستوى من البدع والخرافات والتلاعب في عقائد الناس وعقولهم. وكان الذي آلمه كثيراً هو أن هؤلاء بألاعيبهم البدعية قد اعتبروا أنفسهم في عبادة يتقربون بها إلى الله سبحانه وتعالى؛ بل يعتبرون سماع ومشاهدة ذلك عبادة مشروعة ولهذا لم يترك رشيد هذه الحادثة تمر دون أن يقوم بواجبه الإصلاحي الذي استقاه من قراءته دراسة بمدرسته السلفية التي يدرسها من خلال مجلاتها وكتبها .. فقام حيث قال: "قلتُ: ما هذا؟! قيل: هذا ذكر طريقة مولانا جلال الدين الرومي صاحب المثنوي الشريف، لم أملك نفسي أن وقفت في بهوة النظارة وصحت بأعلى صوتي بما معناه أيها الناس والمسلمون إن هذا منكر لا يجوز النظر إليه ولا السكوت عنه لأنه إقرار له وإنه يصدق عليه مقترفيه قوله تعالى: {اتخذوا دينهم هزواً ولعباً} وأنني قد أديت الواجب عليّ فاخرجوا رحمكم الله" ثم خرج رشيد مسرعاً إلى المدينة .. وكانت لصيحته السلفية هذه أن اتبعه عدد قليل إلا أن صيحته لاقت صدى في مجتمعات الناي بين مؤيد ومعارض ..
ورغم كثرة من عارضه وأنكر عليه من مشايخ الصوفية فقد صمم أن يسير في طريقه نحو إصلاح مجتمعه من هذه الضلالات والبدع. ومن الغريب في الأمر أن ممن أنكر عليه شيخه الشاذلي حسين الجسر فقد كان رأيه ألا يتعرض لأصحاب الطرق الصوفية وبدعهم لا من قريب ولا من بعيد وقال لرشيد: إني أنصحك لك أن تكف عن أهل الطريقة. فرد عليه رشيد منكراً: "هل لأهل الطريقة أحكام شرعية غير الأحكام العامة لجميع المسلمين؟
فقال: لا؛ ولكن لهؤلاء نية غير نية سائر الناس ووجهة غير وجهتهم وسأل الجسر رشيد: لماذا يقصر إنكارك على أهل الطريق دون أهل اللهو والفساد. فرد عليه رشيد قائلاً: إن أهل الطريق ذنبهم أكبر من أهل اللهو لأنهم جعلوا سماع المنكر ورقص الحسان عبادة مشروعة فشرعوا لأنفسهم من الدين ما لم يأذن به الله على أني لم أر منكراً آخر ولم أنكره.
ومع قوة حجة رشيد على أستاذه إلا أن شيخه تمسك برأيه لأن له حضرة ووجاهة!!
وبقي الخلاف بينهما، واشتد بعد هجرة رشيد لمصر وإنكاره الشديد على أهل الطرق الصوفية في مجلة المنار، بعد أن رأى طرق الصوفية بمصر والبدع الكبيرة هناك وما يحصل في الموالد، وقد رد الجسر على رشيد، ورد رشيد على الجسر في مجلته.
وقد قام على القبوريين من الصوفية وغيرهم بعد استفادته من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم إضافة إلى كتاب ابن حجر (الزواجر عن اقتراف الكبائر) .. وقد اطلع على كتاب للألوسي (جلاء العينين في محاكمة الأحمدين) فكان من أسباب تبصره بخلل الصوفية، ونقاء دعوة شيخ الإسلام .. وأن كلام الهيثمي وغيره لم يأت إلا من هوى وهوس الصوفية!!
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1035&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 04:23 م]ـ
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=823&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 04:23 م]ـ
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 04:25 م]ـ
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=2&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 04:26 م]ـ
الإمام ابن حزم الأندلسي
قال الإمام أبو محمد ابن حزم الأندلسي - رحمه الله - في كتابه "الفصل في الملل والأهواء والنحل" عن التصوف والصوفية، صفحة (30ـ31):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/230)
ادعت طائفة من الصوفية أن في أولياء الله تعالى من هو أفضل من جميع الأنبياء والرسل، وقالوا: من بلغ الغاية القصوى من الولاية سقطت عنه الشرائع كلها، من الصلاة والصيام والزكاة وغير ذلك، وحلت له المحرمات كلها من الزنا والخمر وغير ذلك.
واستباحوا بهذا نساء غيرهم، وقالوا: إننا نرى الله ونكلمه، وكل ما قذف في نفوسنا فهو حق. ورأيت لرجل منهم يعرف بابن شمعون كلماً نصه: إن الله تعالى ماية اسم وأن الموفي ماية هو ستة وثلاثون حرفاً ليس منها في حروف الهجاء شيء إلا واحد فقط وبذلك الواحد يصل أهل المقامات إلى الحق، وقال أيضاً: أخبرني بعض من رُسم لمجالسة الحق أنه مد رجله يوماً فنودي: ما هكذا مجالس الملوك.!! فلم يمد رجله بعدها، يعني أنه كان مديماً لمجالسة الله تعالى.
وقال أبو حاضر النصيبي ـ من أهل نصيبين ـ وأبو الصياح السمرقندي وأصحابهما: إن الخلق لم يزالوا مع الله تعالى. وقال أبو الصياح: لا تحل ذبائح أهل الكتاب، وخطأ فعل أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قتال أهل الردة، وصوب قول الصحابة الذين رجعوا عنه في حربهم.
وقال أبو شعيب القلال: إن ربه جسم في صورة إنسان، لحم ودم، ويفرح ويحزن، ويمرض ويفيق.
وقال بعض الصوفية: إن ربه يمشي في الأزقة، حتى أنه يمشي في صورة مجنون يتبعه الصبيان بالحجارة حتى تدموا عقبيه.
فاعلموا رحمكم الله: إن هذه كلها كفرات صلع وأقوال قوم يكيدون الإسلام.
وقال أيضاً: واعلموا أن كل من كفر هذه الكفرات الفاحشة ممن ينتمي إلى الإسلام فإنما عنصرهم الشيعة والصوفية، فإن من الصوفية من يقول: إن من عرف الله تعالى سقطت عنه الشرايع، وزاد بعضهم واتصل بالله تعالى.
وبلغنا أن بنيسابور اليوم في عصرنا هذا رجلاً يكنى أبا سعيد أبا الخير هكذا معاً من الصوفية مرة يلبس الصوف ومرة يلبس الحرير المحرم على الرجال ومرة يصلي في اليوم ألف ركعة ومرة لا يصلي لا فرضية ولا نافلة وهذا كفر محض ونعوذ بالله من الضلال.
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1597&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
ـ[شتا العربي]ــــــــ[27 - 09 - 07, 02:42 م]ـ
صوفيات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=676936#post676936(42/231)
ما هي عقيده الشيخ رشيد رضا؟
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 05:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نريد ان نعرف بارك الله فيكم عقيده الشيخ رشيد رضا حيث ان الهالك ابو ريه صاحب الظلمات يدعي انه تأثر بمدرسه هذا الرجل ومدرسه محمد عبده؟
وجزاكم الله كل خير
ـ[أبو محمد]ــــــــ[25 - 06 - 07, 07:08 ص]ـ
عليك برسالة الأخ تامر محمد متولي: منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة - رسالة ماجستير بقسم العقيدة بالجامعة الإسلامية .. طبعتها دار ماجد عسيري بجدة .. وهي متوفرة بالأسواق.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - 06 - 07, 06:40 م]ـ
اريد تحميلها من النت احسن الله اليكم لو تدلونى على الرابط
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:25 م]ـ
هناك رسالة ماجستير للشيخ خالد بن فوزي آل حمزة السكندري المصري بعنوان "محمد رشيد رضا طود وإصلاح دعوة وداعية جهاده في خدمة العقيدة وأثره في الاتجاهات المعاصرة" ماحستير من المعهد العالي لإعداد الأئمة والدعاة بمكة تحت إشراف د. عبد العزيز الحميدي وقام بالمناقشة د. مصطفى حلمي ود. علي أبو جريشة ومنح درجة الامتياز ط مؤسسة قرطبة بمصر وأظنها طبعت أيضاً في السعودية.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:22 م]ـ
منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33348)
ملاحظة مهمة
لا تحمل المرفق الأول وإنما حمل المرفق الثاني ففيه الرسالة كاملة بإذن الله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:46 م]ـ
جزاك الله خيرا اخى نضال وان كان من الاخوة من قرأ هذه الرسالة فليفيدنا برأيه عن مدى انصافها
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 09:24 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي نضال وبارك الله فيك
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[01 - 07 - 07, 11:37 م]ـ
وفيكم بارك إنه سميع مجيب
ـ[أبو صفوان العوفي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 06:19 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قبل التعليق على موضوع الأخ أريد أن أنبه الاخوة انه لم يرد أي أحد منهم على تحية الاخ صاحب الموضوع.
أما التعليق فهو:
المصلح الكبير محمد رشيد رضا من الصوفية إلى السلفية
الشيخ المصلح الكبير محمد رشيد رضا، ومن لا يعرف الشمس في منتصف النهار؟!
سيرة هذا المصلح من السير التي أثارت وجداني، وتعلق قلبي، لمعرفة المزيد عن هذ المصلح .. شخصية لا كالشخصيات .. تجارب الدنيا قد عصفت برشيد حتى بان له الطريق .. بحث عن الحق بدليله .. وجاهد من أجل التبليغ وقمع البدع ونشر ما يعتقد أنه الحق .. درس ورحل ليعكف عند من ينير له أفاق المعرفة بالدليل .. وبعد مدرسة خاضت تجارب عديدة استقر الحال بأن وفقه الله لسلوك طريق الصالحين .. فحمل لواء السلفية ناشراً ومعلماً ومنافحاً ومناظراً .. فولد على يديه جيل من المثقفين الذين نهجوا طريق شيخه .. ولزموا منهاج السلف ..
محمد رشيد رضا .. حين أتكلم عن الأعلام .. فليسكت الأقزام .. ولترفع الأقلام .. ولتَعْزِفْ الأنغام .. أنشودة السلام .. فقصتنا مع مصلح هُمام ..
في الحقيقة .. لا أدري هل أترجم له؟!
أم أذكر قصة هدايته؟!
أم أرسل القلم ليكتب ما خطر في البال؟!
فجاءني الجواب في الحال .. لك ما تشاء ..
فهو محمد رشيد بن علي رضا بن شمس الدين بن بهاء الدين القلموني الحسيني .. يرجع نسبه لآل البيت .. ولد في 27/ 5/1282هـ في قرية قلمون جنوب طرابلس الشام .. بدأ طلب العلم بحفظ القرآن والخط والحساب .. ثم درس في مدرسة "الرشدية" وكان التعليم بها بالتركية، ولكن ما لبث أن تركها بعد سنة ليلتحق بالمدرسة الوطنية الإسلامية التي أسسها ويدرس بها شيخه حسين الجسر، ودرس بها سبعة سنوات أثرت وغيرت في مجرى حياته .. وبدأت مرحلة تصوفه ..
بداية شاذلية:
لقد بدأ تصوف رشيد حين كان يقرأه شيخه حسين الجسر بعض كتب الصوفية ومنها بعض الفصول من الفتوحات المكية، وفصول من الفارياق ...
وقد كان يقرأ ورد السحر؛ وعندما يبلغ البيت التالي:
ودموع العين تسابقني ... من خوفك تجري
كان يمتنع عن قراءته، لأن دموعه لم تكن تجري، فكان امتناعه عن قراءة البيت حياءً من الله أن يكذب عليه .. وبعد أن تضلع بالعلم وأصول الدين أدرك أن قراءة هذا الورد من البدع .. فتركه وانصرف إلى تلاوة القرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/232)
ودرس على شيخه أبي المحاسن القاوقجي ونال الإجازة في كتاب دلائل الخيرات .. ثم بان له أن هذا الكتاب أغلبه أكاذيب على النبي صلى الله عليه وسلم فتركه .. وأقبل على قراءة أذكار وأوراد في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثابتة.
سلوكه الطريقة النقشبندية:
يذكر رشيد في هذا المجال أن الذي حبب إليه التصوف هو كتاب "إحياء علوم الدين للغزالي" ..
ثم طلب من شيخه الشاذلي محمد القاوقجي أن يسلكه الطريقة الشاذلية الصورية فأعتذر الشيخ وقال: يا بني إنني لست أهلاً لما تطلبه فهذا بساط قد طوي وانقرض أهله
ثم يذكر رشيد أن صديقه محمد الحسيني قد ظفر بصوفي خفي من النقشبندية يرى أنه وصل إلى مرتبة المرشد الكامل .. فسلك رشيد طريقة النقشبندية على يديه وقطع أشواطاً كبيرة فيها، ثم يقول: "ورأيت في أثناء ذلك كثيراً من الأمور الروحية الخارقة للعادة كنت أتأول الكثير منها عجزت عن تأويل بعضها" ثم يقول: "ولكن هذه الثمرات الذوقية غير الطبيعية لا تدل على أن جميع وسائلها مشروعة أو تبيح ما كان منها بدعة كما حققت ذلك بعد"
ويصف رشيد الورد اليومي في طريقة النقشبندية بأنه ذكر اسم الجلالة (الله) بالقلب دون اللسان خمسة آلاف مرة مع تغميض العينين وحبس النفس بقدر الطاقة وربط القلب بقلب الشيخ. ثم يذكر أن هذا الورد بدعة كما تبين له بعد ذلك؛ بل يصل إلى الشرك الخفي حين يربط الشخص قلبه بقلب شيخه فإنه مقتضى التوحيد أن يتوجه العبد في كل عبادته إلى الله وحده حنيفاً مسلماً له الدين.
وذكر أمور كثيرة ..
يقول عن هذه التجربة الصوفية:
"وجملة القول أنني كنت أعتقد أن سلوك طريقة المعرفة وتهذيب النفس والوقوف على أسرارها جائز شرعاً لا حظر فيه، وأنه نافع يرجى به معرفة الله ما لا يوصل إليه بدونه"
هدايته من الصوفية إلى السلفية:
يعبر عن هذه التجربة الصوفية بعد سنوات طويلة جداً في التصوف:
" إنني قد سلكت الطريقة النقشبندية، وعرفت الخفي والأخفى من لطائفها وأسرارها، وخضت بحر التصوف ورأيت ما استقر باطنه من الدرر، وما تقذف أمواجه من الجيف، ثم انتهيت إلى مذهب السلف الصالحين، وعلمت أن كل ما خالفه فهو ضلال مبين"
وقد تأثر بمجلة العروى الوثقى ومقالات العلماء والأدباء .. فتأثر بالأفغاني ومحمد عبده .. وتأثر بشدة وأصبح شيخه الذي حرك عقله وفكره لنبذ البدع والجمع بين العلوم الدينية والعصرية والسعي لتمكين الأمة .. ثم تأثر بشدة بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب –رحمهم الله تعالى- .. لقد أحدثت له حركة ونشاط بدل الخمول وغيبة الوعي والانغماس في البدع والضلال كما في الصوفية ..
إنكاره على أهل الطرق الصوفية:
أول حادثة قام بها علناً منكراً سلوك الطرق الصوفية .. ذات يوم وبعد صلاة الجمعة أقام أهل إحدى الطرق الصوفية ما يسميه رشيد "مقابلة المولوية" ويقول رشيد في ذلك: "حتى إذا ما آن وقت المقابلة تراءى أما دراويش المولوية قد اجتمعوا في مجلسهم تجاه ايوان بالنظارة، وفي صدره شيخهم الرسمي، وإذا بغلمان منهم مرد حسان الوجوه يلبسون غلائل بيض ناصعة كجلابيب العرائس، يرقصون بها على نغمات الناي المشجية، يدورون دوراناً فنياً سريعاً تنفرج به غلائلهم فتكوّن دوائر متقاربة، على أبعاد متناسبة لا يبغي بعضها على بعض، ويمدون سواعدهم، ويميلون أعناقهم، ويمرون واحداً بعد آخر أمام شيخهم فيركعون"
أزعج هذا المنظر رشيد رضا وآلمه أن تصل حالة المسلمين إلى هذا المستوى من البدع والخرافات والتلاعب في عقائد الناس وعقولهم. وكان الذي آلمه كثيراً هو أن هؤلاء بالأعيبهم البدعية قد اعتبروا أنفسهم في عبادة يتقربون بها إلى الله سبحانه وتعالى؛ بل يعتبرون سماع ومشاهدة ذلك عبادة مشروعة ولهذا لم يترك رشيد هذه الحادثة تمر دون أن يقوم بواجبه الإصلاحي الذي استقاه من قراءته دراسة بمدرسته السلفية التي يدرسها من خلال مجلاتها وكتبها .. فقام حيث قال: "قلتُ: ما هذا؟! قيل: هذا ذكر طريقة مولانا جلال الدين الرومي صاحب المثنوي الشريف، لم أملك نفسي أن وقفت في بهوة النظارة وصحت بأعلى صوتي بما معناه أيها الناس والمسلمون إن هذا منكر لا يجوز النظر إليه ولا السكوت عليه لأنه إقرار له وإن يصدق عليه مقترفيه قوله تعالى: {اتخذوا دينهم هزواً ولعباً} وأنني قد أديت الواجب عليّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/233)
فاخرجوا رحمك الله" ثم خرج رشيد مسرعاً إلى المدينة .. وكانت لصيحته السلفية هذه أن أتبعه عدد قليل إلا أن صيحته لاقت صدى في مجتمعات الناي بين مؤيد ومعارض ..
ورغم كثرة من عارضه وأنكر عليه من مشايخ الصوفية فقد صمم أن يسير في طريقه نحو إصلاح مجتمعه من هذه الضلالات والبدع. ومن الغريب في الأمر أن ممن أنكر عليه شيخه الشاذلي حسين الجسر فقد كان رأيه ألا يتعرض لأصحاب الطرق الصوفية وبدعهم لا من قريب ولا من بعيد وقال لرشيد: إن أنصحك لك أن تكف عن أهل الطريق. فرد عليه رشيد منكراً: "هل لأهل الطريقة أحكام شرعية غير الأحكام العامة لجميع المسلمين؟
فقال: لا؛ ولكن لهؤلاء نية غير نية سائر الناس ووجهة غير وجهتهم وسأل الجسر رشيد: لماذا يقصر إنكارك على أهل الطريق دون أهل اللهو والفساد. فرد عليه رشيد قائلاً: إن أهل الطريق ذنبهم أكبر من أهل اللهو لأنهم جعلوا سماع المنكر ورقص الحسان عبادة مشروعة فشرعوا لأنفسهم من الدين ما لم يأذن به الله على أني لم أر منكراً آخر ولم أنكره.
ومع قوة حجة رشيد على أستاذه إلا أن شيخه تمسك برأيه لأن له حضرة ووجاهة!!
وبقي الخلاف بينهما، واشتد بعد هجرة رشيد لمصر وإنكاره الشديد على أهل الطرق الصوفية في مجلة المنار، بعد أن رأى طرق الصوفية بمصر والبدع الكبيرة هناك وما يحصل في الموالد، وقد رد الجسر على رشيد، ورد رشيد على الجسر في مجلته.
وقد قام على القبوريين من الصوفية وغيرهم بعد استفادته من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم إضافة إلى كتاب ابن حجر (الزواجر عن اقتراف الكبائر) .. وقد اطلع على كتاب للألوسي (جلاء العينين في محاكمة الأحمدين) فكان من أسباب تبصره بخلل الصوفية، ونقاء دعوة شيخ الإسلام .. وأن كلام الهيثمي وغيره لم يأتي إلا من هوى وهوس الصوفية!!
فرحم الله الشيخ المصلح الكبير محمد رشيد رضا على ما قدم وبذل في نصح وفضح الصوفية .. وتقبل الله توبته وأوبته من الطرق المضلة .. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبها
أبو عمر المنهجي - شبكة الدفاع عن السنة
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[02 - 07 - 07, 11:39 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم ابا صفوان العوفي على الإفادة
ـ[أبو ثابت المترجم]ــــــــ[02 - 07 - 07, 03:53 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - 07 - 07, 04:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا سمعت الشيخ محمد اسماعيل المقدم انه حدثه احد الثقات ان الشيخ محمد رشيد رضا كان بعد ما يكتب العدد من مجلته المنار كان يطبعها فى المطبعة بنفسه ويحملها على كتفه ويدور بها فى الشوارع ينادى عليها حتى تنفد الكمية رحمه الله رحمة واسعة
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 04:45 م]ـ
اخي ابو صفوان بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[أبو صفوان العوفي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 05:32 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم ابا صفوان العوفي على الإفاد
واياكم اخي نضال
اخي ابو صفوان بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
وفيكم بارك الله اخي معمر الشرقي
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[05 - 07 - 07, 08:31 م]ـ
من شريط " رحلة الشيخ في طلب العلم " لقاء مع الشيخ محمد صالح العثيمين في منزله في عنيزه:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=55381
يقول ُالشيخُ العثيمين - رحمَهُ اللهُ - في الشريطِ بالدقيقةِ رقم 26 تقريبا
عندما سُئِلَ عمن تأثرَبهم:
فقال:
تأثرت بمنهاجِ الشيخِ محمد رشيد رضا لأنهُ- رحمه الله - جيدٌ في عقدِ المسائلِ وفي إتحافِهِ الفكريِ. وإن كان عليه بعض ما أخطأ و لا أحد يسلَمُ إلا المعصومُ ولكن على كل حال له أثر في منهجه: تحقيق المسائل وما أشبه ذلك.
وجزاكم الله خيرا(42/234)
كلمة لإحسان إلهي ظهير وتعليق، على هامش مناظرة الرفاعي/عبد الخالق.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[25 - 06 - 07, 08:16 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
قال الشيخ إحسان إلهي ظهير-رحمه الله رحمة واسعة-
" ... والشيعي لا يكون شيعيا إلا حين يكون مغاليا متطرفا، وكذلك الصوفي تماما،فمن لا يعتقد اتصاف الخلق بأوصاف الخالق، لا يمكن أن يكون صوفيا ووليا من أولياء الله."
هذه المقولة ليست عبارة منسوجة على منوال خاطرة بديعة بليغة،بل هي خلاصة عمر الرجل وثمرة بحث شاق مضن امتد لسنوات إلى أن زحفت إليه حية البدعة والظلام في حادثة اغتيال لئيمة -فقد قدمت له قنبلة مدسوسة في باقة ورد على منهج الشيعة في التقية وعلى أسلوب الصوفي في التمسكن -
-الغلو شرط في التشيع والتصوف.
هذه رسالة إحسان إلهي ظهير إلى الأمة. فجدير بنا أن نتمثلها ونعرض عمن يبحث عن اعتدال في الرفض -أو ربيبته التصوف.-
تقسيم التصوف والتشيع إلى معتدل وغال ... هي حيلة المتصوفين والشيعة .... وأسلوبهم في النفاق والتقية. فكلما حوصروا إذا نشرت أمام أعينهم دواوين شركهم وكفرهم ودسهم للدين .. ادعوا أنهم غير مسؤولين وأن تلك الدواوين من مذهب الغلاة والمتفلسفين منهم ..
يقولون ذلك تقية فقط وإلا فإنهم إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم.
فعن أي اعتدال يتحدثون؟
يتمسك الصوفي بالقشة التي يمدها إليهم الجنيد-عفا الله عنه- فيقول:
"طريقتنا هذه مقيدة بالكتاب والسنة."
هذه دعواه لتمرير التصوف إلى المسلمين-أو إن شئت لتمرير قنبلته في باقة الزهور-ولكن هذه القشة متهافتة- فعلى فرض صدقهم معها –لا نجد فيها إلا حكما على أنفسهم بمشاقة الرسول صلى الله عليه وسلم ...
نحن نقول- انطلاقا من معنى عبارتكم نفسها-:
التصوف سلم أسفله بدعة وأعلاه زندقة ...
-فما هذه الطريقة التي قيدتموها بالكتاب والسنة؟
-وما مرد الضمير في قولكم "نا"؟
أولا:
لا يخلو:
أن تكون طريقتكم هي الكتاب والسنة ...
أن تكون طريقتكم غير الكتاب والسنة.
فعلى الأول: سقطت عبارتكم لأنها تمحضت لغوا: فما معنى أن يقيد الشيء بنفسه؟ ذلك لأن مآل عبارتكم: مذهب القرآن والسنة مقيد بالقرآن والسنة .. هذا لغو يتنزه عنه العقلاء والفصحاء ... فكيف تتخذونه حجة ودفاعا.!!
وعلى الثاني: سقط دفاعكم فقد أثبتم لأنفسكم مذهبا غير القرآن والسنة، ونحلة لم يعرفها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه .. وكان مآل عبارتكم:
بدعتنا هذه مقيدة بالقرآن والسنة!!!
ولا ندري كيف تقيد البدعة بالسنة ....
إن كنتم تعقلون فالسنة تنفي البدعة،والبدعة تنفي السنة فكيف تتجاوران في دينكم؟
أول دركة في التصوف بدعة ... ثم لا بد من التدحرج إلى الزندقة آجلا أو عاجلا.
ثانيا:
ما مرد الضمير في قولكم "طريقتنا"؟
هنا أيضا شهدتم على أنفسكم بفراق الجماعة ... فأنتم طائفة خاصة مختلفة عن جماعة المسلمين .. لكم طريقتكم ولكم صفاتكم التي تضفونها على أنفسكم خالصة لكم من دون المسلمين: أهل الله، الخاصة، أهل الحق، أصحاب الحقيقة ...
وغيركم:محجوبون، ظاهريون، قشوريون ....
وأمعنتم في التميز: فلكم لباس ولهم لباس ... ولكم زوايا ولهم مساجد ولكم مزارات ولهم حج ...
بعد هذا هل يجوز لاحد أن يقول: الصوفية هم من أهل السنة والجماعة؟!
ـ[الحسن بن عبد الله الصياغي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 08:47 م]ـ
السلام عليكم أخي الكريم
أرجو منك اخي الكريم ان تعطي كل ذي حق حقه وأن تنزل كل واحد منزلته التي يستحقها والا تعمم الاحكام، فالجنيد مثلا ليس ابن عربي وابن أدهم ليس الحلاج وبشر الحافي ليس البسطامي، ولنا في السلف الصالح الاسوة الحسنة في الإنصاف. والسلام(42/235)
مكتوب في النهي عن الخوض في الحرف و الصوت للسلطان الملك الناصر يوسف بن أيوب.
ـ[حسن شريف]ــــــــ[25 - 06 - 07, 11:24 م]ـ
بسم الله و الصلاه و السلام على رسول الله و بعد: من الكتب والمراسيم عن السلطان الملك الناصر يوسف بن أيوب:
'' {لئن لم ينته المنافقون و الذين في قلوبهم مرض} الاية، خرج امرنا الى كل قائم في صف، او قاعد في امام و خلف، أن لا يتكلم في الحرف بصوتن و لا في الصوت بحرف، و من يتكلم بعدها كان الجدير بالتكليم، {فاليحذر الذين يخالفون عن امره أن تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم}.
و سألأ النواب القبض على مخالفي هذا الخطاب، و بسط العذاب، و لا يسمع لمتفقه في ذلك تحرير جواب، و لا يقبل عن هذا الذنب متاب، و من رجع الى هذا الايراد بعد الاعلان، و ليس الخبر كالعيان، رجع أخسر من صفقة أبي غشبان، و ليعلن بقراءة هذا لامر على المنابر، ليعلم به الحاضر البادي، و يستوي فيه البادي الحاضر، و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل'' انتهى
أنظر طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (7/ 351)
و حسن المحاضرة للسيوطي (2/ 19)
؟؟؟ لا اله الا الله
فاين متل هؤلاء الحكام و الله الموفق لهدياه الانام.
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 12:28 ص]ـ
الأحاديث و الأثار في إثبات الحرف و الصوت كثيرة و استدل بها أئمة أهل السنة و الجماعة كالإمام أحمد بن حنبل و البخاري و غيرهما
و الأشاعرة على نفي ذلك , فلا حجة في كلام سلطان او حاكم او عالم خالف الكتاب و السنة
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 12:42 ص]ـ
أحسنت يا مقدادي فهذا ضلال عريض
إذ أن نسبة الحرف والصوت لكلام الله نطقت به النصوص
والدعوة إلى ترك الكلام في هذا دعوة إلى تعطيل فهم النصوص
وقد أثبت البخاري صفة الصوت لله في خلق أفعال العباد
وقبله الإمام أحمد كما في السنة لابنه عبدالله والرد على من يقول بخلق القرآن للنجاد
وقد صنف ابن نصر السجزي كتاباً رائقاً في الرد على من أنكر الحرف والصوت
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[26 - 06 - 07, 12:56 ص]ـ
فاين مثل هؤلاء الحكام و الله الموفق لهدياه الانام
هلكوا مع الهالكين .. ويأبى الله إلا أن يتم نوره!
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 01:03 ص]ـ
بارك الله فيك اخي عبدالله
فائدة:
قال الإمام ابن النجار الفتوحي رحمه الله في كتابه شرح الكوكب المنير عند كلامه على الاحاديث الواردة في إثبات الحرف و الصوت:
: (وَفِي أَحَادِيثَ أُخَرَ تَبْلُغُ نَحْوَ الثَّلاثِينَ وَارِدَةٌ فِي الْحَرْفِ وَالصَّوْتِ، بَعْضُهَا صِحَاحٌ وَبَعْضُهَا حِسَانٌ، وَيُحْتَجُّ بِهَا أَخْرَجَهَا الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ وَغَيْرُهُ. وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ غَالِبَهَا، وَاحْتَجَّ بِهِ، وَأَخْرَجَ غَالِبَهَا أَيْضًا ابْنُ حَجَرٍ فِي شَرْحِ الْبُخَارِيِّ، و َاحْتَجَّ بِهَا الْبُخَارِيُّ أَيْضًا وَغَيْرُهُ مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ يَتَكَلَّمُ بِحَرْفٍ وَصَوْتٍ. وَقَدْ صَحَّحُوا هَذِهِ الأَحَادِيثَ وَاعْتَقَدُوهَا مَعَ مَا فِيهَا، وَاعْتَمَدُوا عَلَيْهَا، مُنَزِّهِينَ اللَّهَ عَمَّا لا يَلِيقُ بِجَلالِهِ مِنْ شُبُهَاتِ الْحُدُوثِ وَغَيْرِهَا، كَمَا قَالُوا فِي سَائِرِ الصِّفَاتِ. فَإِذَا رَأَيْنَا أَحَدًا مِنْ النَّاسِ مَا يُقَدَّرُ عُشْرَ مِعْشَارِ هَؤُلاءِ يَقُولُ لَمْ يَصِحَّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثٌ وَاحِدٌ أَنَّهُ تَكَلَّمَ بِصَوْتٍ. وَرَأَيْنَا هَؤُلاءِ الأَئِمَّةَ أَئِمَّةَ الإِسْلامِ الَّذِينَ اعْتَمَدَ أَهْلُ الإِسْلامِ عَلَى أَقْوَالِهِمْ وَعَمِلُوا بِهَا وَدَوَّنُوهَا وَدَانُوا اللَّهَ بِهَا صَرَّحُوا بِأَنَّ اللَّهَ تَكَلَّمَ بِحَرْفٍ وَصَوْتٍ لا يُشْبِهَانِ صَوْتَ مَخْلُوقٍ وَلا حَرْفَهُ بِوَجْهٍ أَلْبَتَّةَ. مُعْتَمَدِينَ عَلَى مَا صَحَّ عِنْدَهُمْ عَنْ صَاحِبِ الشَّرِيعَةِ الْمَعْصُومِ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ، الَّذِي لا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى، إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى، مَعَ اعْتِقَادِهِمْ الْجَازِمِ بِهِ، الَّذِي لا يَعْتَرِيهِ شَكٌّ وَلا وَهْمٌ وَلا خَيَالٌ: نَفْيَ التَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ وَالتَّعْطِيلِ وَالتَّكْيِيفِ، وَأَنَّهُمْ قَائِلُونَ فِي صِفَةِ الْكَلامِ كَمَا يَقُولُونَ فِي سَائِرِ الصِّفَاتِ لِلَّهِ تَعَالَى، مِنْ النُّزُولِ وَالاسْتِوَاءِ وَالْمَجِيءِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْيَدِ وَالْقَدَمِ وَالْوَجْهِ وَالْعَيْنِ وَغَيْرِهَا، كَمَا قَالَهُ سَلَفُ الأُمَّةِ، مَعَ إثْبَاتِهِمْ لَهَا. فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إلاَّ الضَّلالُ، وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ.) اهـ (ص 132 - 133 الجزء 1)
ـ[حسن شريف]ــــــــ[26 - 06 - 07, 02:23 ص]ـ
بارك الله فيكم على التعاليق الحسان، و لكن يا إخوان ليس مراد السلطان هو نفي صفه الرحمن، و انما مراده نهيه عن الخوض فيها و قمع كيد كل فتان، فلما استعجلتم و النظر ما امعنتم؟؟؟؟
ارايتم الى سلطان في هدا الزمن يحارب متلا الطرقية و يهدد من يراه ملتبسا بشئ من نجاستها أ و بشئ من قدارتها؟؟
إانما كان هدا منهج اهل السنه و الجماعه في كل عصر و مصر النهي عن الخوض في مسايل الاعتقاد لان هدا يوجب الفتنه، كما قرره العلماء؟؟
فلا ادري لما استعجلتم اخوتي الكرام Question
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/236)
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 02:30 ص]ـ
يا اخي الكريم المقصد واضح و سياق السبكي لها واضح جدا فمراده الرد على أهل السنة
و ليس في الامر خوض , و مكتوب السلطان صلاح الدين هذا إنما كتبه بإيعاز من أشاعرة و لا ريب للرد على الحنابلة و أهل الحديث
هذا ما في الأمر
و معلوم ان أهل السنة و الحديث يقررون إثبات الصوت و الحرف في عقيدتهم
و معلوم إستنصار الأشاعرة بالحكام و السلاطين على أهل السنة و لا سيما في تلك العصور
اما قولك: " ارايتم الى سلطان في هدا الزمن يحارب متلا الطرقية و يهدد من يراه ملتبسا بشئ من نجاستها أ و بشئ من قدارتها؟؟ "
فقياس مع الفارق
فالأول يحارب أهل السنة و ينذرهم بالعذاب إذا قرروا عقيدتهم هذه فما ذنبهم؟ و ما تهمتهم سوى إيمانهم بما جاء في الكتاب و السنة؟؟؟
اما مثالك فلو حصل فهذا هو المبتغى و هو محاربة أهل البدع و الضلال
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[26 - 06 - 07, 02:36 ص]ـ
بارك الله فيكم على التعاليق الحسان، و لكن يا إخوان ليس مراد السلطان هو نفي صفه الرحمن، و انما مراده نهيه عن الخوض فيها و قمع كيد كل فتان، فلما استعجلتم و النظر ما امعنتم؟؟؟؟
ارايتم الى سلطان في هدا الزمن يحارب متلا الطرقية و يهدد من يراه ملتبسا بشئ من نجاستها أ و بشئ من قدارتها؟؟
إانما كان هدا منهج اهل السنه و الجماعه في كل عصر و مصر النهي عن الخوض في مسايل الاعتقاد لان هدا يوجب الفتنه، كما قرره العلماء؟؟
فلا ادري لما استعجلتم اخوتي الكرام Question
ما لا تعرفه أيها الفاضل أن الناصر صلاح الدين على عقيدة الأشاعرة رحمه الله وقد أوقف على مدارس الأشاعرة!
في الفتنة وعدم السؤال وقمع الفتن لا يكون على حساب الدين الحق وذلك أن ديننا ولله الحمد والمنة على الفطرة
(فطرة الله التي فطر الناس عليها ... )
رحمه الله هذا الملك وغيره من المسلمين الذين قصدوا الهدى والرشاد
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 02:44 ص]ـ
إانما كان هدا منهج اهل السنه و الجماعه في كل عصر و مصر النهي عن الخوض في مسايل الاعتقاد لان هدا يوجب الفتنه، كما قرره العلماء؟؟
Question
ان كنتَ تقصد اخي الكريم بالخوض = إثبات الصفات لله تعالى و تقريرها و الرد على من خالف ذلك و شنّع على أهل السنة
إن كان هذا ما تقصده بالخوض , فليس من منهج أهل السنة ما ذكرته - بارك الله فيك - انهم في كل عصر و مصر ينهون عن الخوض في مسائل الاعتقاد
بل منهجهم رحمهم الله في كل عصر و مصر تقرير عقيدتهم من الكتاب و السنة و الرد على من خالف ذلك
أما الأشاعرة و غيرهم إن استشعروا ضعف حججهم و قلة حيلتهم في الرد على أهل السنة استنصروا بالسلاطين و الحكام و قالوا: إنما أرادوا الفتنة! فعاقبوهم و صبوا عليهم العذاب!
و هذا له نظائر كثيرة
ـ[حسن شريف]ــــــــ[26 - 06 - 07, 02:58 ص]ـ
انما اردت بارك الله فيكم عدم الخوض و السكوت عن المسايل لا عدم التقرير فهدا واضح لان التقرير شئ و الخوض شئ اخر.
أما كون السلطان على مدهب الاشاعر ه فهدا مما خفي علي و بارك اللله فيكم على هده الفايده اللتي تساوي رحله {ابتسامه}(42/237)
طلب ـ أريد كلام السلف في معنَى تحقيق التوحيد؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 06 - 07, 01:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله
دلوني على كلام السلف في تعريف التوحيد، وفي معنَى تحقيق التوحيد.
و جزاكم الله خيرا.
ـ[حسن شريف]ــــــــ[26 - 06 - 07, 04:04 ص]ـ
اخي الكريم هناك رساله قيمه للامام بن رجب كلمه الاخلاص و تحقيق معناها انظرها فانها مفيده
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[27 - 06 - 07, 11:15 م]ـ
ممكن نتحصل على رابط لتحميلها؟؟
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:32 م]ـ
http://www.islamav.com/doc_html/kalemat_aleklaas.htm
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:55 م]ـ
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=10&book=1267
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:55 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي الكريم(42/238)
هل للبيئة تأثير في اعتقاد المسلم؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 05:57 م]ـ
يُذكر عن بعض العلماء أن سبب تأثره بالاتجاه الأشعري هو البيئة التي عاش فيها.
فهل يعرف أحد الإخوة الكرام من ناقش هذه المسألة أو كتاباً توسع في ذلك، وفصّل فيها؟(42/239)
مامعنى لا تفتننا
ـ[إبنة الخطاب]ــــــــ[28 - 06 - 07, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم
مامعنى قولنا في ادعاء
"اللهم لا تفتنا في ديننا "
اتمنى كتابة المصدر
::
وجزاكم الله خير
ـ[توبة]ــــــــ[28 - 06 - 07, 03:36 ص]ـ
المقصود به أن يجنبنا الفتن في الدين، و يقابله الدعاء المأثور يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، وكلاهما يحمل فيما معناه الإستعانة بالله أن يثبت القلب على الحق وينجيه من الفتن.
وانظري هذا الرابط لعل فيه ما يفيدك على فهمه أكثر:
أعظم الفتن الفتنة في الدين ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=DisplayLec&page=Mawqef00002.Htm&docid=38)(42/240)
النحلة الشيطانية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - 06 - 07, 02:21 ص]ـ
النحلة الشيطانية
الحمدلله رب العالمين، و العاقبة للمتقين، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، و لا عدوان إلاَّ على الظالمين الملحدين، أتباع الشياطين.
و بعد فهذا بحث مختصر عن أصل نحلة "عبادة الشيطان"، حيث كثُر في الآونة الاخيرة ذكرهم في كثير من المنتديات، و أصبحت وسائل الإعلام تتناقل أخبارهم دون أدنى غضاضة أو أقل انتقاد، و هذا بحث مختصر عن تاريخ أشنع ملة،و أصل أقذع نحلة، أما فساد نحلتهم فهو واضح للعيان، و لا يحتاج إلى أدنى دليل أو برهان.
...............................................
عبادة الشياطين ـ في حقيقة الأمرـ قديمة قدم الشرك، و قدم الديانات الوثنية نفسها ـ، إذكانت موجودة منذ تحوَّل الناس عن الحنفية التي نزل بها آدم عليه السلام إلى الشرك و اتخاذ الأنداد من دون الله.
و عبادة الشياطين لها جذور في معظم الحضارات القديمة و التي كانت في الغالب حضارات وثنية، حيث تتطلب الممارسات الوثنية و من الكهنة طقوساً سحرية خاصةً تقدم لعالم "الأرواح الشريرة" للاستعانة بهم في تحقيق مرادات الكهنة و مرتاديهم، و بالتالي نستطيع أن نستنتج بداية تاريخ هذه العبادة من خلال تاريخ السحر نفسه.
أمَّا بالنسبة إلى عبادة إبليس نفسه لكونه رمزا لغلبة الشر المحض، فقد أشار القرآن الكريم إلى عبادة الشيطان في عدة مواضع، قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين}.
وعندما يخاطب إبراهيم عليه السلام والده ـ ناصحاً له ـ فإنه يقول له: {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا}.
هذه الآيات وغيرها دليل على وجود عبادة الشيطان منذ القدم، ولكنها قد تختلف بعض الشيء عن وقتنا الحاضر من ناحية الأفكار التي تحملها وطرق تأديتها.
ـ و من أقدم ما ذكر في تاريخ هذه النحلة الشيطانية:
1ـ ما كان في بابل و أشور، حيث تذكر الأساطير البابلية و الآشورية أن هناك آلهة للنور وآلهة للشر، و أنهما كانا في صراع دائم.
2ـ و يبدو أن البداية المعتمدة أو الجذور المعروفة لهذه الديانة ترجع إلى أرض فارس، حيث بدأت عبادة شياطين الليل المفزعة، ثم تطورت لتعبر عن مطلق الشر، ثم تطورت ـ مرةً أخرى ـ لتعبر عن الشر بالظلمة، والخير بالنور، من خلال العقائد الثنوية التي كانت تؤمن بإلهين؛الأول إله النور الفاعل لكل ما هو خير؛ والثاني إله الظلمة الفاعل لكل ما هو شر و هو الشيطان؛ و يقتسم ـ في زعمهم ـ الإلهان السيطرة علي الكون.
وتفرض المثنوية لإله الشر في بعض الأزمنة سلطانا أكبر من سلطان إله الخير على الأرض، فترى أن النور و الخير منفردان بالسماوات، و أن الظلمة و الشر غالبان على الأرضين.
و تقوم سلسلة الديانات ا لفارسية "الثنوية" على معتقد أن العالم مركب من أصلين "اثنين" قديمين أحدهما النور والآخر الظلمة، و من الديانات الثنوية الزرادشتية و المزدكية، وكذلك المجوسيبة التي تعبد النار بصفتها معدن الشيطان و أصله.
، و تبعهم في ذلك طوائف عدة تعبد الشيطان منها الشامانية والمانوية، و اللتان تؤمنان بقوة إله الشر و الظلمة "الشيطان" وتعبدانِه، ومازال لهما بعض الأتباع في أواسط آسيا يقدمون له الضحايا والقرابين
3ـ وكان لدى الفراعنة كما تشير الكتب إلهين، الأول إله الخير وهو ما يعرف بأوزريس والآخر إله الشر ويعرف بإيزيس أو بـ ست - أحياناً يسمى ساتان- وكان المصريون يقدمون له القرابين اتقاءً لشره، وكلاهما كان مقدسا لديهم. .
4ـ وكذلك الهنود كان لديهم أكثر من إله من ضمنها إله الشر المعروف بـ شو، وكان للشيطان دور كبير في حياتهم الدينية، حيث عبروا عنه باسم الراكشا.
5ـ وفي التراث الإفريقي، ما زال يعتبر سحر الفودو، وهو السحر الرسمي الوحيد في العالم كنوع من تقديس الشيطان، والحصول منه على قدرات خارقة للسيطرة على بعض الناس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/241)
6ـ كما تولدت نسخة جديدة مسيحية من العقائد الثنوية علي يد "ماني" متأثرا بدوره بالعقائد المسيحية، فيزعم ماني أن الإله نصب عرشه في مملكة النور، ولكن لأنه كان نقيا غير أهل للصراع مع الشر فقد استدعى "أم الحياة" التي استدعت بدورها "الإنسان القديم" وهذا الثالوث هو استنساخ عن الثالوث المسيحي"الأب والأم والابن".
7 ـ كما انتشرت فكرة عبادة الشيطان داخل الطائفة اليزيدية التي تعبد إلهين: واحد للخير والآخر للشر، و يعتذر اليزيديون عن ذلك بزعمهم أنهم يعبدون الله وحده، بينما يقدسون الشيطان "طاووس ملك" خوفاً منه لا إيماناً بربوبيته.
8ـ كما ظهرت في العصر العباسي (المقنعة) و (الخرمية)، ولوحظ ارتباطها منذ البداية بـ (المجوسية) و (الزردشتية).
9ـ كما ظهرت عبادة الشيطان في طائفة (الصابئة) في الشيطان في منطقة حران بشمال العراق، ولما زارهم الخليفة المأمون سنة 170 هجرية وجدهم قد أطالوا لحاهم وشعورهم وأظافرهم.
10 ـ كما انتشرت فكرة عبادة الشيطان من خلال بعض الأفكار الغنوصية التي صاحبت انتشار المسيحية في اوربا، و التي ترى في العالم أنه في الحقيقة هو الجحيم المطلق, وأنه عالم الشر ولا يمكن أن يخلقه إله خير , وهم يعتبرون أن كل القصص التي تتحدث عن الخلق في الديانات السماوية مغلوطة، و لَمَّا كانت المسيحية نفسها لا تنفي غلبة الشيطان على العالم الأرضي، أدَّى ذلك إلى تكريس فكرة عبادة الشياطين اتقاءً لشرها المزعوم.
11 ـ كما يجدر بالملاحظة أن المسيحية دخلت آسيا و أوربا الشرقية و عشائرها مؤمنة بالسحر والشياطين؛ فاختلطت المسيحية هنالك بكثير من عقائد تلك الشعوب من اثبات تغلب الشياطين و مشاركتهم العالم السفلي و، و مدافعتهم
12ـ كما ظلت نحلة " البيوجوميل" (النحلة الشيطانية) غالبة علي عشائر البلغار و البلقان لعدة قرون.
كما يرجع البعض أسباب شيوع هذه النحل الشيطانية في الفترة التي كانت المسيحية في توهجها الأول إلى موقف المسيحية نفسها من تعظيم قدرات الشيطان، بالإضافة لانتشار المظالم الاجتماعية؛ وتفسيرها بأنها من ثوابت القدر، مما دعى البعض إلي الكفر ـ عياذاً بالله ـ بالإله السماوي؛ والإقبال علي عبادة الشيطان المتمرد.
13 ـ أمَّا في القرون الوسطى، فظهرت في أوروبا عدة جماعات تتخذ من الشيطان إلها ومعبوداً، منها جماعة "فرسان الهيكل" التي ظهرت في فرنسا، وكان لها اجتماعات ليلية مغلقة تبتهل فيها للشيطان، وتزعم أنه يزورها بصورة امرأة، وتقوم هذه الجماعة بسب المسيح وأمه وحوارييه، وتدعو أتباعها إلى تدنيس كل ما هو مقدس.
وكان فرسان الهيكل يتميزون بلبس قميص أسود يسمونه "الكميسية". وقد انتشرت هذه الجماعة في فرنسا وإنجلترا والنمسا، ثم اكتشفتها الكنيسة، وقامت بحرق مجموعة من أتباعها، وقتلت زعيمها ما بين عامي 1310ـ 1335م، وقد قالت إحدى عضوات هذه المجموعة قبل حرقها: "إن الله ملك السماء، والشيطان ملك الأرض، وهما ندّان متساويان، ويتساجلان النصر والهزيمة، ويتفرد الشيطان بالنصر في العصر الحاضر".
ـ وفي القرن الرابع عشر أيضاً (و حين انتشر الطاعون في أوروبا وقتل ثلث سكانها) ارتد عدد كبير عن المسيحية وعبدوا الشيطان بدعوى أنه اغتصب مملكة السماء (سبحانه وتعالى عما يصفون) ..
14ـ ثم ظهرت عدة جماعات مشابهة بعد ذلك، أخذ بعضها يمارس تعذيب الأطفال وقتلهم، وقد خطف لهذا الغرض مئات الأطفال بين عامي 1432ـ 1440م، والبعض الآخر أخذ يقوم بتسميم الآبار والينابيع مثل "جمعية الصليب الوردي".
15ـ وفي القرن السابع عشر ظهرت جمعية تسمى "ياكين" تمارس الطقوس نفسها، وقد أعدم منها فوق الثلاثين فرداً.
16ـ ثم ظهرت جمعيات أخرى مثل: الشعلة البافارية، و الشعلة الفرنسية، وأخوة آسيا.
17ـ وفي 1770، أسس الألماني آدم وايزهاويت مذهباً مشابهاً باسم "النورانيين" أو "حملة النور الشيطاني"، وقد أغلقت حكومة بافاريا محافل هذا المذهب سنة 1785، وحظرت أي نشاط لها، ثم اختفت هذه الأفكار لتعاود الظهور في منتصف الأربعينات من القرن العشرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/242)
18ـ و ظلت طوائف الشيطان في دائرة الظل حتى تم الاعتراف بها - لأول مرة - بشكل رسمي وعلني في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1966، و ذلك حين تحولت أول كنيسة إلى عبادة الشيطان في سان فرانسيسكو تحت حماية قانون كاليفورنيا لحرية الأديان (الذي صدر في نفس العام). وقد أنشأها قس مرتد يدعى انطوان لافي ارتد عن النصرانية وادعى انه عقد اتفاقا مباشرا مع الشيطان لتبجيله وعبادته.
19ـ وفي السنوات التالية تشكلت أعداد أخرى من الكنائس «الإبليسية» و اتخذت شعارات مضادة لعبارات الانجيل؛ فعلى سبيل المثال بدلا من «طوبى للضعفاء سيرثون الأرض» هناك «طوبى للأقوياء سيدمرون العالم» وبدلا من «من ضربك على خدك الأيمن أدر له خدك الأيسر» هناك «من ضربك على خدك الأيمن حطم فكه الأيسر» .. كما ألغت «التعاليم العشرة» وشجعت على ممارسة «الخطايا العشر» كالقتل والكذب والسرقة والاغتصاب .. !.
20ـ و تعتبر الولايات المتحدة مهد الطوائف الشيطانية الحديثة، فبالإضافة للكنائس المنحرفة هناك معابد وثنية صرفة يحميها القانون (ظهر أولها بشيكاغو في نهاية الستينيات ويقدر عددها اليوم بالآلاف) ..
21ـ وهناك طوائف وجمعيات لا تحصى لممارسة السحر الأسود والشعوذة الشيطانية - أكبرها بزعامة امرأة تدعى سيجل ليبك تدعي أنها بالاصل ساحرة ولدت عام 1134.
22ـ وحاليا يوجد في المدن الأمريكية مكتبات ومراكز متخصصة لتزويد الجمهور بما يحتاجونه لعبادة الشيطان و ممارسة السحر والاتصال بالجان. فهناك مثلا محلات نيو ايجز التي تنتشر - كمحلات الهامبرجر - في كل مكان وتبيع كل ماله علاقة بالسحر والشعوذة وعبادة إبليس. ويعتبر المركز الميتافيزيقي في سان فرانسيسكو من أكبر المراكز المتخصصة في عبادة الشيطان ويحقق شهريا أكثر من 200,000 دولار نظير بيع وتأجير «المراجع الروحية» وبيع التعاويذ والأبخرة والأعشاب والكرات البلورية!.
23ـ و مؤخراً بدأت هذه الممارسات تزدهر علنا في دول أوروبية كثيرة. ففي إنجلترا مثلا هناك تسعة ملايين شخص ينتمون إلى كنائس الشيطان - ومثلهم تقريبا في ألمانيا وإيطاليا. وفي فرنسا هناك مجلة وبرنامج خاص لعبدة الشيطان تقدمه عرافة تدعى «مدام سولي». وفي سويسرا وإيطاليا والنمسا يمارس آلاف الأشخاص بانتظام ما يسمى بالقداس الأسود عند اكتمال البدر ..
24ـ كما أعلن المتحدث الرسمي للجيش البريطاني مؤخرا تعيين الرقيب البحري كريس كرانمر رئيسا للطائفة الشيطانية، وهذا الاعتراف يعني أحقية الأعضاء في هذه الطائفة بممارسة شعائرهم الدينية وإقامة صلواتهم الخاصة - بل ودفن موتاهم من خلال طقوس شيطانية خاصة.
فنحمد لله على نعمة الدين، و على كوننا من عباد الله المسلمين، و لعنة الله على الظالمين، و جنود ابليس أجمعين.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[11 - 11 - 07, 03:01 م]ـ
للرفع(42/243)
كتاب الاسماء والصفات للقرطبي
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 06:22 ص]ـ
سؤال مهم
هل كتاب العلامة القرطبي في الاسماء والصفات فيه تاثر بالعقيدة الاشعرية إن كان نعم أرجو ضرب بعض الامثلة
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 05:01 م]ـ
اسم كتاب القرطبي: الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، ولم يتأثر بالأشاعرة في كتابه فحسب بل شرح فيه عقيدة الأشاعرة بطول نفس.
يقول القرطبي في كتابه "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى" بعد ذكره لـ 14 قولاً في الاستواء:
"وأظهر هذه الأقوال -وإن كنت لا أقول به ولا أختارهما تظاهرت به الآي والأخبار إن الله سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف بائن من جميع خلقه هذا جملة مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات حسب ماتقدم) "
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 06:15 ص]ـ
بورك فيك أخي محمد قد حقق الكتاب أحد طلبة العلم بإشراف العدوي فهل علق على مواضع الخلل فيها (الكتاب غير موجود عندي لاكني سئُلت عنه)
ـ[توبة]ــــــــ[30 - 06 - 07, 09:13 ص]ـ
لعلّ بعض ما في هذه الروابط يفيدك أخي الكريم
ما هي عقيدة القرطبي في الأسماء والصفات؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101095&highlight=%DA%DE%ED%CF%C9+%C7%E1%DE%D1%D8%C8%ED)
كلام غريب للقرطبي حول صفة الإستواء ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10450&highlight=%DA%DE%ED%CF%C9+%C7%E1%DE%D1%D8%C8%E)(42/244)
المتشابه .... سؤال هام
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[29 - 06 - 07, 02:45 ص]ـ
س1:ما هو المتشابه الذى يجب الإيمان به لفظا و ترك التعرض لمعناه؟ أريد مثالا على هذا.
س2: أليس هذا من تفويض المعنى؟ و هذا على خلاف عقيدة أهل السنة و الجماعة.
ما أجيب به نفسى أن المتشابه هذا، هو الكيفية، و المقصود بالمعنى هنا، هو الكيفية. و لكنى فى شك من الإجابة. أريد النصح بارك الله فيكم.
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 01:42 م]ـ
هذا يظهر من سياق قائل هذا الكلام
فائدة:
من السلف من يريد بترك التعرض للمعنى: المعنى الذي وضعه الجهمية و راجع كلام الإمام الترمذي في جامعه فهو مفيد في معرفة خوض الجهمية في المعنى و قولهم ان اليد تعني القوة و غير ذلك من خوضهم في صفات الله تعالى
و منهم من يريد بذلك: الكيفية , و هذا موجود في كلامهم
و لفظ المتشابه قد يُقصد به الكيفية او المعنى التكييفي
و الله أعلم
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 04:47 م]ـ
المتشابه على أحد القولين في تفسير قوله تعالى " وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ "
يعني ما تفرد الله بعلمه وهذا على القول بالوقف في الآية عند قوله تعالى " وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ "
فهذا لا سبيل لمعرفة معناه وفي مثل هذا يقال كما جاء في سؤالك " يجب الإيمان به لفظا و ترك التعرض لمعناه "
ولا أعرف مثالا لذلك إلا الحروف المقطعة في أوائل بعض السور.
لكن يمكن أن يقع هذا في بعض المسائل لآحاد الناس بحيث لا يظهر له المعنى لقلة علمه في تلك المسألة , فحينئذ يكل الأمر إلى الله ... وبهذا اعتذر بعض أهل العلم لابن قدامة في عقيدته.
وأما على القول بالوصل فالمتشابه ما يعرف معناه من غيره كأن يرد للمحكم فهذا يعرف معناه أهل العلم .. فلا يقال فيه "يجب الإيمان به لفظا و ترك التعرض لمعناه " ومثاله آيات وأحاديث الصفات فأهل العلم يعرفون معناها وأما الكيفية فهي التي يرد أمرها إلى الله لأن النصوص لم تتعرض لها .. وبهذا يظهر لك براءة أهل السنة من مذهب التفويض .. والله أعلم(42/245)
ترميم المساجد التي فيها أضرحة
ـ[أنس زيدان]ــــــــ[29 - 06 - 07, 03:34 ص]ـ
سؤالي حول ترميم المساجد التي فيها أضرحة .. هل يعد شركاً أكبر؟ وهل هناك تفصيل في الأمر .. بمعنى يعذر فاعله في حال دون أخرى؟
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 04:12 م]ـ
ترميم المساجد التي فيها أضرحة .. هل يعد شركاً أكبر؟
الأخ الحبيب:
المسجد الذي به قبر هو في حكم المقبرة كما قرر ذلك شيخ الإسلام .. فالظاهر أن العمل بذاته وهو ترميم المسجد الذي به قبر لا يجوز بل الواجب إزالة القبر أو هدم المسجد وتفصيل ذلك تجده في مبثوثا في رسائل شيخ الإسلام أو كتاب الشيخ الألباني (تحذير الساجد) أو القول المفيد لشيخنا ابن عثيمين.
أما الشرك فهو دعاء صاحب الضريح أو النذر له أو الطواف بقبره أو غير ذلك من الأعمال التي تنافي أصل التوحيد .. أما إذا قام أحدهم بهذا العمل وهو ترميم المسجد بنية الإعانة على الشرك ولو كان لايعد هذا العمل شركا فهذا حكمه يختلف عمن قام بالترميم بنية إصلاح المسجد الذي يعبد فيه الله ... أما ما يتعلق بالجهل وهل يعذر الواقع في هذا العمل بجهله فالأمر كما هو مقرر في موضعه أن الجهل جهلان جهل يمكن دفعه بسؤال أهل العلم فهذا لا يعذر به صاحبه وجهل لا يمكن دفعه فهذا يعذر به صاحبه .. والله أعلم(42/246)
سؤال في غاية الاهمية عن اقوال ابن تيمية؟
ـ[أبوالزهراء السلفي الحنبلي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 05:13 ص]ـ
من المعروف ان المرجع الي فهم القران والحديث هو القران واللغة وقول الرسول والصحابي وكذلك فان الله تعالى قد تعهد بحفظ كتابه وعليه فيلزم حفظ بيان كتابه حتى لا يترك الفهم للاهواء المخالفة للشرع ,والكلام في الاسماء والصفات محل ضل فيه من ضل وهدى الله فيه من شاء
والكلام في الصفات يفهم بمقتضى اللغة التي نزل بها القران فنجد ان شيخ الاسلام يقول ان الصفات تجري على ظاهرها فيقال له من المخالف: الظاهر تمثيل وتجسيم, فيقول: الظاهر مراد والحقيقة ثابتة على الوجه اللائق, فيقول المخالف: اللغة التي بين ايدينا التي حفظها الله لنا لفهم كتابه لا ترشدنا الا الي التمثيل والتجسيم, فيقول: ان لفظ اليد في اصل اللغة لم يوضع للدلالة على ايدي المخلوقين بل لقد مشترك ويتميز بالاضافة فعليه لاتكون يد المخلوق كيد الخالق.
فيقول المخالف الطلوب الرد على ما يلي:
1ما الدليل على القدر المشترك الذي ادعيتموه؟
2كيف لا يحفظ القول بالقدر المشترك حتى عصركم المبارك؟
3ادعائكم ان المعنى المشترك _او ادعاء اتباعه_ليس هو ما دون في المعاجم الموجودة الان وعليه يلزم ان التبين للمعنى القراني من خلال لغة العرب ليس له وجود في حاضرنا الواقع وعليه فالبيان اللغوي مفقود وهو يتنافى مع فهم القران بمقتضى اللغة؟
4ولماذا يعتمد على المعاجم الحالية في فهم باقي القران دون الصفات؟
قالوا للتمثيل. قيل فالتفويض للكنه والمراد, قالوا تعطيل, قيل اللغة تدفعنا الي التمثيل لانا لا ندرك الا ما افاد التمثيل, قال واتباعه: اللغة القديمة
فيقال له:
اثبت اللغة القديمة؟ اثبت وجودها وضياعها؟ او اثبت ما تقول فيه انه اصل اللغة مثل ان يقال: ان اليد وضعت لكذا وكذا والمراد منها كذا. وكيف لا يحفظ هذا في بطون الكتب على مر العصور حتى لا يقع الاختلاف في صفات الرب جل وعلا؟ بل ان القول بان اصل المعاني لم يحفظ منه الا ما دونه المتاخرين في كتب اللغة يعود على التبيان بالمزاحمة والنزاع. مثال: القدم لا تعني فيما وصلنا من اللغة الا الجارحة, فيقول لا هذا في حق الادمي وفي حق الله معنى اخر وهو حقيقي فيقال له اللغة التي نعلمها لا تدل الا على التجسيم فنحن نثبت اللفظ وثبوته لله تعالى ومعناه لا نعلمه لان لا سبيل اليه الا اللغة واللغة تفيد التمثيل فيقول ابن تيمية: اصل القدم في اللغة كذا وكذا وتعرف وتتميز بالاضافة فيقولون له:اثبته نقلا؟؟؟
ويقال هل يتوافق ضياع اللغة القديمة او عدم نقلها مع التعهد بحفظ القران وما به يفهم القران؟
ويقال ما المانع من التعبد بالايمان الاجمالي بالصفات مع تفويض الحقيقة المرادة؟
ويقال له من من الائمة فهم نفس فهمكم لكلام السلف الذي نقلتموه ثم ادعيتم ان المراد منه اثبات حقائق هي ظاهر اللغة وكذلك على الوجه اللائق بالمولى عز وجل؟ اليس هذا تناقض؟ اليس هذا تفويضا مع الايمان بما ورد وامراره كما جاء؟
قال: لا بل هذا تعطيل فان الصفات تفهم بظاهر اللغة وهي حقيقة على الوجه اللائق ,.فيقال ظاهر اللغة التمثيل والتجسيم فاما التاويل واما التفويض مع الايمان الاجمالي بما ورد.
5ويقال له ايضا ما دور العوام تجاه هذه الصفات؟ وهل ايمانهم الاجمالي طاعن في دينهم ام هو كاف؟ وهل انزل الله تعالى القران للعلماء والنظار فقط ام لكل البشر؟ وهل يطالب العامي بمعرفة القدر المشترك والتميز بالاضافة وان المراد اجراء اللفظ على ظاهره مع عدم التمثيل فيضرب كف على كف متعجبا من التناقض؟
فنرجو من افاضل المشايخ الرد على هذه الكلمات التي طرحها بعضهم ,وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 07:48 ص]ـ
لست من المشايخ، ولكن أحببت أن أدلي بدلوي في بيان ما في هذا الكلام من مجازفات واضحات، وضلالات بينات.
أولا: قائل هذه الكلمات جمع بين عدة أمور:
= الجدل المذموم.
= الجهل بشرع رب العالمين.
= الاعتراض على نصوص الشرع الثابتة بالتواتر المعنوي القطعي.
= تجهيل وتسفيه الصحابة والتابعين ومن بعدهم، بل تسفيه النبي صلى الله عليه وسلم، وحاشاه!
= الكلام فيما لا يحسن من العلوم كاللغة.
وما كان هذا حاله فينبغي تعليمه وتأديبه أولا قبل الرد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/247)
ثانيا: الاعتراض على أي أمر من الأمور، وعلى أي قول من الأقوال يمكن نظيره بمثل هذه الاعتراضات، وبمثل هذه التلبيسات، فكل ما ذكره يمكن إيراد مثله على أي مسألة من مسائل الشرع، فيلزم من ذلك أحد أمرين: إما أن لا يقر بشرع ولا يعترف بدين، وهذا كفر مبين، وإما أن يجيب عن هذه الاعتراضات بجوابات صحيحة، فما كان جوابه عنها فهو جوابه هنا ولا فرق بين الموضعين.
ثالثا: لو افترضنا أن هذه اللوازم تلزم القائلين بإثبات الصفات، وافترضنا أن هذه اللوازم فيها شناعة أو تناقض أو نحو ذلك، فإننا نلزم القائلين بالتفويض أو بالنفي لوازم أكثر شناعة وأعظم تناقضا، وأكبر طعنا في الشرع وفي صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم،
فإذا كان أي قول من الأقوال يسقط لما يلزمه من الشناعات لزم سقوط مذهبهم، وإن كان يمكنهم قبول قولهم بما فيه من الشناعات لزمهم قبول قولنا لأنه أقل شناعة.
رابعا: أنتم فرقتم بين الصفات، فقبلتم سبعا منها، ورفضتم الباقي، وجميع هذه الاعتراضات التي ذكرتموها واردة على القسمين جميعا، فما كان جوابكم عنها في السبع فهو جوابنا في الباقي.
خامسا: جميع الاعتراضات المذكورة يستطيع الفلاسفة أيضا استعمالها في إنكار المعاد الجسماني، ويستطيع الباطنية استعمالها في إنكار ظواهر الشريعة، وأنتم كفرتموهم بهذا القول، ولهذا قال بعض الحذاق: إن مذهب الفلاسفة أقرب للعقل من مذهبكم، فإن كانت هذه الاعتراضات باطلة سقط كلامكم، وإن كانت هذه الاعتراضات صحيحة لزمكم قبول مذهب الفلاسفة والباطنية.
سادسا: أنتم بنيتم مذهبكم على عدد من الكلمات مثل (الجهة والتحيز - التجسيم - القدم والحدوث - الجوهر الفرد - التركيب - .... إلخ)، ومعلوم أن حقائق هذه الألفاظ في اللغة يختلف عن المعاني التي تفهمونها من هذه الألفاظ، فإن كانت هذه المعاني التي أثبتموها لهذه الألفاظ صحيحة لزمكم إثبات معانٍ ليست مذكورة في المعاجم وحينئذ يبطل كلامكم، وإن كانت هذه المعاني باطلة سقط مذهبكم.
سابعا: حقيقة التفويض (عدم الإثبات وعدم النفي)، وأنتم تفوضون المعنى وتنفون ظاهر اللفظ، وهذا مخالف لعموم التفويض، فيلزمكم أن تفوضوا أيضا في ظاهر اللفظ فلا تنفوه كما لا تثبتوه، وحينئذ لا يصح أن تحكموا على الإثبات بخطأ أو صواب، فيلزمكم ألا تحكموا على مذهبنا بأنه خطأ، ونحن نحكم على مذهبكم بأنه خطأ مخالف لإجماع سلف الأمة، ولا شك أن القاطع بقوله أولى بالقبول من المتردد.
ثامنا: الله عز وجل خاطب عباده بكلامه وتعبدهم به وفرضه عليهم قبل تعجيم المعاجم، وقبل تصنيف كتب اللغة، فإن كان المرجع في فهم الخطاب لا يمكن ولا يصح ولا يصلح إلا بالرجوع إلى هذه المعاجم لزمكم إبطال لزوم الشرع للناس قبل ذلك، وإن جوزتم فهم الكلام استنادا إلى غير هذه المعاجم بطل مذهبكم.
تاسعا: الناس منذ أن خلق الله آدم إلى الآن يتفاهمون فيما بينهم ويتكلمون بكلام مفهوم لمن حولهم، والطفل يسمع كلام أبيه أو أمه فلا يشك في مقصد أحدهما، والإنسان يسمع كلام صديقه أو جاره فيقطع بمراده من هذا الكلام، وهؤلاء جميعا لا يرجعون إلى معجم ولا يستندون إلى كتاب لغوي في معظم الأحيان، ولم يمنع هذا من فهمهم للكلام بل قطعهم بمقصود المتكلم.
عاشرا: العربي القح الذي عاش حياته كلها في بادية لا يرى إلا الصحراء والشمس والناقة والخيمة، إذا قلت له: إن أعظم ملك من ملوك الدنيا يسكن في بيت - لم يشك لحظة إن كان ذا عقل سديد أن بيت هذا الملك لا يشبه بيته المصنوع من الشعر! ومع ذلك فهو لا يشك لحظة إن كان ذا عقل سديد أن بيت هذا الملك مفهوم المعنى.
حادي عشر: الإنسان لا يستطيع أن يتصور المعاني المجردة في الذهن إلا بتصور أشباهها في الخارج، ومع ذلك فهو يعرف ويقطع بأن المعاني المجردة ليست هي الموجودة في الخارج، لأن المعاني المجردة ليست ذات وجود حقيقي في الخارج، وإنما هي تقديرات ذهنية، فإذا رأيت فرسا وأسدا وفيلا وغيرها من أصناف الحيوان، فأنت تقدر في الذهن معنى مجردا هو الحيوان، ولكن هذا المعنى الذي هو (الحيوانية) ليس له وجود في الخارج، وإنما هو تقدير ذهني، وهذا التقدير الذهني يستطيع أي عاقل أن يفترضه ويتصوره في ذهنه، ومع ذلك فهو لا يستطيع أن يذكر لك المعنى المشترك بين هذه الأصناف، وإن كان لا يشك لحظة إن كان عاقلا أن معنى الحيوانية مفهوم عنده.
ثاني عشر: الشريعة جاءت بإثبات هذه الصفات، وأمرت بالتعبد بها، وتمدح بها رب العالمين، وأمرنا أن نثني عليه بها، ونحن وأنتم لا نتنازع في أن ظواهر النصوص الشريعة إثبات هذه الصفات، ولكن خلافكم فقط في وجوب نفي هذه الظواهر، ويلزم من ذلك إما تمدح رب العالمين بما ليس مفهوما لنا، وهذا خلاف الغرض من التشريع، وإما ترك التعبد بها مطلقا، وهو خلاف إجماعنا وإجماعكم.
ثالث عشر: إن جاز لكم هذا التفويض مع نفي الظواهر في النصوص الشرعية، جاز مثله في كلام الصحابة الذين نقلوا لنا الشريعة، وجاز مثله في كلام من بعدهم من أهل العلم، وجاز مثله في المعجمات التي تعتمدون عليها وأنتم أجهل الناس بها، ويلزم من ذلك أن لا يُوثق بكلام أحد من الخلق، ولا يقطع بمراد فرد من الناس، وأن لا يمكن إقامة الحجة من دين رب العالمين، والعجيب أن هذا ما صرح به إمام أئمتكم أبو عبد الله الرازي، فذكر أنه لا يمكن القطع بالسمعيات مطلقا سواء منها المتواتر والآحاد، ولما بلغ هذا الكلام أبا عمرو بن الصلاح قال: عليه لعنة الله، طعن في الشريعة وأسقطها جملة!
رابع عشر: جميع ما ذكرته سابقا هو من الجوابات الجملية والاعتراضات الكلية لإسقاط كلامكم ومذهبكم، وأما الجواب المفصل فمن مئات الوجوه التي فصلها أهل السنة في كتبهم بما لم يدع مقالا لقائل، ولكن المشكلة أنكم لا تقرءون!
وأكاد أقطع أنْ لو كان قرأ أئمتكم كتاب (بيان تلبيس الجهمية)، وكتاب (درء تعارض العقل والنقل) وغيرها من الكتب المطولة لرجعوا عن أقوالهم إلى أقوال أهل الإثبات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/248)
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 12:43 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا أبا مالك العوضي فقد أجدتم و أفدتم
و هذه إضافة يسيرة على أسئلة ذاك الأشعري الذي نقلها أخونا الكريم - و المعذرة على التقدم بين أيدي مشايخنا الأفاضل -
=================
1ما الدليل على القدر المشترك الذي ادعيتموه؟
عندما نقول ان الله حي و الإنسان حي
هل حياة الله تعالى كحياة الإنسان؟؟ قطعا لا!
فلفظ الحياة قدر مشترك أم لا؟؟؟؟
إن قلتَ: نعم , فقد نطقت بالحق
و إن قلتَ: لا , فأنت مكابر و لا غرو!
2كيف لا يحفظ القول بالقدر المشترك حتى عصركم المبارك؟
ألفاظ العرب مفهومة و لا يلزم ذلك تعريفها
و الغزالي الأشعري بعد ان ذكر جملة من تعاريف العلم توصل الى نتيجة ان لفظ العلم صريح في وصفه مفصح عن معناه! و لو شنّع مشنّع على الغزالي لقال: قد اعترف بعجزه عن تحديد معنى العلم!!
قال الغزالي في المنخول:
(والمختار أن العلم لا حد له إذ العلم صريح في وصفه مفصح عن معناه ولا عبارة أبين منه وعجزنا عن التحديد لا يدل على جهلنا بنفس العلم)
3ادعائكم ان المعنى المشترك _او ادعاء اتباعه_ليس هو ما دون في المعاجم الموجودة الان وعليه يلزم ان التبين للمعنى القراني من خلال لغة العرب ليس له وجود في حاضرنا الواقع وعليه فالبيان اللغوي مفقود وهو يتنافى مع فهم القران بمقتضى اللغة؟
هذا ليس شرطاً
ففي المعاجم ما هو منه تفسير بما يختص بالمخلوق ومنها ما هو تفسير بالمعنى العام الذي يصلح أن يضاف إلى الخلق وأن يضاف إلى المخلوق
و حاصل الكلام: إن المفوض يدّعي جهلاً و زورا أنه لا يقر في نفسه شيء من معنى الكلمة كما إذا قيل: (ينزل ربنا الى سماء الدنيا .. ) الحديث فيقول انه لا يعلم معنى النزول!
و هو بين أمرين:
1 - إما انه يقصد الكيف و الكنه و يصطلح على ذلك بالمعنى تلبيسا و تدليساً
2 - أو انه يريد حداً مانعا جامعا للنزول فهذا الحد الذي يريده إما ان يكون خاصا المخلوق فيستدعي ذلك تفسير الماهية المتعارف عليها في حق المخلوق , أو يكون مجردا و قدراً مشتركا , أو أن يكون خاصا بالخالق عز و جل و هذا ما لا نعلمه , فإذا قيل له: القدر المشترك الذي نثبته هو الهبوط قال: فما معنى الهبوط! و هكذا يستمر في التدليس والتلبيس لهوى في نفسه
4ولماذا يعتمد على المعاجم الحالية في فهم باقي القران دون الصفات؟
قد مر الجواب على هذا بأعلاه و حاصل الكلام ان معاني الألفاظ في المعاجم منها ما هو قدر مشترك كلي و منها ما هو خاص بالمخلوق
اثبت اللغة القديمة؟ اثبت وجودها وضياعها؟ او اثبت ما تقول فيه انه اصل اللغة مثل ان يقال: ان اليد وضعت لكذا وكذا والمراد منها كذا. وكيف لا يحفظ هذا في بطون الكتب على مر العصور حتى لا يقع الاختلاف في صفات الرب جل وعلا؟
بل ان القول بان اصل المعاني لم يحفظ منه الا ما دونه المتاخرين في كتب اللغة يعود على التبيان بالمزاحمة والنزاع. مثال: القدم لا تعني فيما وصلنا من اللغة الا الجارحة, فيقول لا هذا في حق الادمي وفي حق الله معنى اخر وهو حقيقي فيقال له اللغة التي نعلمها لا تدل الا على التجسيم فنحن نثبت اللفظ وثبوته لله تعالى ومعناه لا نعلمه لان لا سبيل اليه الا اللغة واللغة تفيد التمثيل فيقول ابن تيمية: اصل القدم في اللغة كذا وكذا وتعرف وتتميز بالاضافة فيقولون له:اثبته نقلا؟؟؟
ويقال هل يتوافق ضياع اللغة القديمة او عدم نقلها مع التعهد بحفظ القران وما به يفهم القران؟
و هذا من الجهل المدقع - عافانا الله و إياكم منه - فالقدر المشترك لا يُشترط له حد مانع جامع و لكنه معقول بالنسبة للعربي , فإذا اتصف بها مخلوق علمنا منه ما نعرفه من هذا المخلوق من كنه و كيفية و إن أتصف بها من ليس كمثله شيء جهلنا كنه ذلك و حقيقته
و القول بأن أصل اليد هو الجارحة ليس بصحيح و على المدّعي إثبات ذلك من كلام العرب
و اليد نعرف من أحكامها القبض و البسط و غير ذلك و قد جاء إثبات ذلك لله تعالى فعلمنا ان اليد يد حقيقية لا مجازية
و هذا القدر كاف بالنسبة لنا و لا نخوض فيما وراء ذلك
و ليُعلم إن إثبات الكتاب و السنة و السلف الصالح لمعاني الصفات قد جاء على هذا النحو:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/249)
1 - فمنه: تبيان معناه بألفاظ معينة كما في صفة الإستواء حينما قال السلف انه العلو و الإرتفاع ردا على من تأوله بالإستيلاء و كالنزول حيث فُسر بالهبوط في الحديث الشريف
2 - و منه: تحقيق معنى الصفة كما فعل نبينا محمد صلى الله عليه و سلم غير مرة و كما فعل السلف كذلك , كما في صفات القبض و البسط و السمع و البصر و غيرها.
3 - و منه: ذكر بعض لوازمه و ما يقتضيه كما في صفتي الضحك و النزول
4 - و منه: ذكر بعض أحكام هذه الصفة و تنبيه السامع بمثال ينبه على ذلك كما صفة اليد و الوجه و الرؤية و غيرها
هذه مجمل الطرق التي جاءت في إثبات المعاني و هذا ما يقال لهم دائما , و لكن المبتدعة قوم بهت لا يفهمون
ويقال ما المانع من التعبد بالايمان الاجمالي بالصفات مع تفويض الحقيقة المرادة؟
لفظ الإيمان الإجمالي: فيه إجمال! فإن قصدت إثبات نزول الله تعالى الى سماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل و انه يغفر لمن يشاء فهذا حق
و إن قصد بإيمانك الإجمالي نفي صفة النزول و الإدعاء بأن رحمة الله تعالى تتنزل في الثلث الأخير من الليل فهذا باطل
ويقال له من من الائمة فهم نفس فهمكم لكلام السلف الذي نقلتموه ثم ادعيتم ان المراد منه اثبات حقائق هي ظاهر اللغة وكذلك على الوجه اللائق بالمولى عز وجل؟ اليس هذا تناقض؟ اليس هذا تفويضا مع الايمان بما ورد وامراره كما جاء؟
قال: لا بل هذا تعطيل فان الصفات تفهم بظاهر اللغة وهي حقيقة على الوجه اللائق ,.فيقال ظاهر اللغة التمثيل والتجسيم فاما التاويل واما التفويض مع الايمان الاجمالي بما ورد.
قد مر ذكر الطرق التي جاءت في الكتاب و السنة و فهم السلف الصالح في إثبات المعاني فراجعها ,و ظاهر اللغة فيه إجمال: فإن قصدت أصل المعنى الذي يقر به العربي القح و يقر في نفسه شيء منه فهذا حق فهمه سلفنا رضوان الله عليهم
و إن قصدتَ بظاهر اللغة: التفسير الخاص بالمخلوق و تصطلح على ذلك بظاهر اللغة فهذا باطل لم نقل به - و هذا الذي يظهر من كلامك لانك قلت ان ظاهر اللغة تمثيل و تجسيم!
5ويقال له ايضا ما دور العوام تجاه هذه الصفات؟ وهل ايمانهم الاجمالي طاعن في دينهم ام هو كاف؟ وهل انزل الله تعالى القران للعلماء والنظار فقط ام لكل البشر؟ وهل يطالب العامي بمعرفة القدر المشترك والتميز بالاضافة وان المراد اجراء اللفظ على ظاهره مع عدم التمثيل فيضرب كف على كف متعجبا من التناقض؟
العامي الموحد ممن لم تتلوث فطرته بمخلفات اليونان و زبالات الإغريق سيقر في نفسه المعنى مع الإجلال العظيم لله تعالى , و هذا كاف للجميع , و هذا باب يستوي فيه العالم و الجاهل
و الله أعلم
ـ[أبوالزهراء السلفي الحنبلي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 05:18 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء في الدارين وزادكما علما عملا
ولعلي ان بليت بما قد بليت به من هذه الشبهات المردودات اتيتكم بها لتفنيدها والرد العلمي عليها
فاحسن الله تعالى لكل من ذب عن عقيدة اهل السنة ونصرها وحافظ على تقوية عقيدة اربابها
ـ[فيصل]ــــــــ[30 - 06 - 07, 03:08 ص]ـ
قال الماتريدي إمام المذهب في التوحيد ص42 ط دار الجامعات المصرية: ((والأصل في حرف التوحيد أن ابتداءه تشبيه وانتهاءه توحيد، دفعت إلى ذلك الضرورة، إذ بالمدرك المفهوم يستدل على ما قصرت الأفهام من إدارك ما عن الأوهام، نحو ما يدرك ثواب الآخرة وعقابها بلذات الدنيا والأذيات التي فيها، وكذا وصف الله تعالى بالمدرك من خلقه للدلالة والعبارة فقيل "عالم وقادر" ونحو ذلك، إذ الإمساك عن ذلك تعطيل وفي تحقيق المعنى [أي الكيفية] الموجود في خلقه تشبيه فوصل به "لا كالعلماء" ونحو ليجعل نفي التشبيه ضمن الإثبات، فهذا ما ألزمت ضرورة العقل القول به والسمع جميعاً)) انتهى المراد وفي ص93 شيء قريب من هذا.
وللرازي إعتراف في هذا ينظر بيان تلبيس الجهمية 1/ 381 - 382 بتصحيح وتعليق ابن قاسم
ـ[أبوالزهراء السلفي الحنبلي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:31 ص]ـ
اذا قال السلفي:انا اثبت لله تعالى العلم والسمع واليد والوجه.
قال المخالف: انا اثبت العلم والسمع دون اليد والوجه لانه لا يعلم منه الا ماهو مشاهد
قال السلفي: السمع والعلم واليد والوجه اما ان تنفي الجميع او تثبت الجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/250)
قال المخالف: العلم والسمع وما من جنسهما معاني لا يترتب على اثباتها فساد ولا مماثلة بل يترتب على نفيها اثبات ضدها لعدم جواز خلو المحل من النقيضين وهو الفساد بعينه, وهي صفات تتفاوت بالكمال والنقص فيثبت الكمال في حق الله تعالى والنقص في حق المخلوق.
ولكن اليد والوجه نفيه لا يخل بالكمال, ولايتفاوت بالكمال والنقص, وهي اعيان لا معاني. فان قلت لي:النص ورد بها؟ قلت تأولها.
فبماذا يرد السلفي؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:40 م]ـ
اذا قال السلفي:انا اثبت لله تعالى العلم والسمع واليد والوجه.
قال المخالف: انا اثبت العلم والسمع دون اليد والوجه لانه لا يعلم منه الا ماهو مشاهد
قال السلفي: السمع والعلم واليد والوجه اما ان تنفي الجميع او تثبت الجميع
قال المخالف: العلم والسمع وما من جنسهما معاني لا يترتب على اثباتها فساد ولا مماثلة بل يترتب على نفيها اثبات ضدها لعدم جواز خلو المحل من النقيضين وهو الفساد بعينه, وهي صفات تتفاوت بالكمال والنقص فيثبت الكمال في حق الله تعالى والنقص في حق المخلوق.
ولكن اليد والوجه نفيه لا يخل بالكمال, ولايتفاوت بالكمال والنقص, وهي اعيان لا معاني. فان قلت لي:النص ورد بها؟ قلت تأولها.
فبماذا يرد السلفي؟
الجواب على هرطقته من وجوه كثيرة
فمنها:
أن يقال له: إعترافك بأن الوجه و اليد و غيرها صفات في حد ذاته أمر جيد و لذلك تذهب بها الى التأويل هو في حد ذاته عليك لا لك
و من مسألة التأويل يُناقش في تأويله لليد و الوجه و عليك بالصواعق المرسلة للإمام المحقق ابن القيم فقد ذكر أوجهاً كثيرة تزيد عن 30 وجها في الرد على من تأول الوجه و اليد
و منها: أن يقال له: ما أنا وصفته تعالى باليد و الوجه لتأتي بلوازمك الباطلة , بل هو وصف نفسه بذلك
فإما أن يكون تعالى قد وصف نفسه بالنقص و العياذ بالله
و إما ان يكون قد وصف نفسه بصفات الكمال
و منها: أن يقال له: نفيك للوجه و اليد تعطيل و على هذا السلف رحمهم الله تعالى , و النصوص في هذا كثيرة جدا لا تُحصر
و قد ذكر سلفنا الصالح عن الجهمية انهم يقولون ان الله تعالى لم يخلق آدم بيده! و ان اليد معناها القوة!
و هذا المخالف ينحو نحو هؤلاء الجهمية و لا فرق! فتأصيله من تأصيلات الجهمية بشهادة سلفنا رضي الله عنه
و منها: أن يقال له: أن إثباتك لله تعالى و وجوده وصفاته كلها , هو إثبات معنوي لا حقيقي , و هذه حقيقة كل جهمي لأنه ينفر مما أثبته الله تعالى لنفسه من صفات فيفرّق بين هذه و تلك لأنه عقل هذه في الخلق فشبّه ثم عطّل , و لو آمن بأن الله تعالى ليس كمثله شيء و ان وجهه و يده تعالى ليست كأيدي أحد من خلقه لما قال بهذه الهرطقات
فالإثبات عندهم في أذهانهم فقط فلا يُثبتون وجود خالق على الحقيقة له الصفات العلا و يباين الخلق
و منها: ان قوله " نفي الوجه و اليد لا يخل بالكمال " كذب و إفتراء فهذا الكلام من أين عرفه؟ و من أين علمه؟
رب العالمين يُثبت ذلك لنفسه و هذا المخالف يتجشم عناء النفي بدعوى انه لا يخل بالكمال!!
فإن قالها من عند نفسه فهو كذاب ضال , يفتري على الله تعالى و كأنه يقول: أنا أعلم بالله تعالى من نفسه! - و العياذ بالله من سوء الأدب و بما يفضي الى الكفر -
و ان نقلها من أشياخه فهو مقلد لهم في هذا الضلال
و هذه الجملة لا يُسلّم لها عاقل من المسلمين , لأنه كقول القائل: نفي الرحمة و الإرادة لا يخل بالكمال
و لا فرق , فهذه أتت مثبتة لله تعالى و تلك - أي صفات الوجه و اليد و غيرها - أتت مثبتة لله تعالى
بل و حتى في معقول المخلوقات - و لله المثل الأعلى إنما نقرّب للجهمية لعلهم يفهمون - لو كان الطائر مكسور الجناج او لا جناح له لكان أنقص من غير من الطيور
و كذا إن كان مسلوب الإرادة لكان أنقص من غيره
فإن كان هذا في معقول المخلوقات يُسمى نقصا لا كمالا - بالنسبة لبعضها البعض - فما بالك بالجبار - جل في علاه - رب السموات و الأرض؟؟؟
فكيف تنفي صفاته تعالى التي وصف نفسه بها ثم تدّعي انه لا يخل بالكمال؟؟؟
و منها: أن تفريقه بين الصفات لم يُعرف عن السلف الصالح فمن سلفه في ذلك و من قدوته؟
و يُناقش في سلفه الذين قالوا بنفي هذه الصفات عن الله تعالى لأنها صفات نقص عندهم لا كمال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/251)
و قائل هذه العبارة لا ريب أنه من الضلاّل و لا غرو
و هناك وجوه كثيرة للرد على هذا الجاهل و عليك أخي بدراسة العقيدة و قراءة كتب شيخ الإسلام و ابن القيم في الرد على المعطلة و قبل ذلك قراءة كتب السلف في الرد على الجهمية فإن هؤلاء إنما أخذوا عقيدتهم و ضلالهم عن الجهمية فهذه التأويلات إنما تأويلات المريسي و جهم بن صفوان و غيرهما و زادوا عليه بعض الشبهات حتى تمكنت في نفوسهم و العياذ بالله
و الله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:57 م]ـ
قوله (هذه الصفات أعيان لا معانٍ) كلام باطل؛ لأن الشريعة لم تحدد لنا أن بعض الصفات معانٍ وبعضها أعيان، فهذا من قياس الغائب على الشاهد وهو باطل؛ لأنه تشبيه لله عز وجل بخلقه، فحقيقة قول هؤلاء أنهم يشبهون الله عز وجل بخلقه.
فحقيقة قولهم أنهم يفهمون قدرة الله وعلمه كما يفهمون قدرة الإنسان وعلمه، ومن المعلوم أن هذا باطل؛ لأن قدرة الله عز وجل لا تشبه قدرة أحد من الخلق، وعلمه كذلك لا يشبه علم أحد من الخلق.
ثم نقول له: هل أنت تثبت كل المعاني؟ الجواب (لا)
فالنزول معنى وهو لا يثبته، والمجيء معنى وهو لا يثبته، والضحك معنى وهو لا يثبته؛ لأنه يزعم أن الضحك مثلا يستلزم النقص، فلا يثبت لله عز وجل، وبهذا يظهر أن قوله في التفريق بين المعاني والأعيان باطل، لأنه ينفي بعض المعاني أيضا بسبب اللوازم الباطلة، فإذا كانت العبرة عنده في النفي باللوازم الباطلة في الشاهد فالعلم والقدرة أيضا في الشاهد لها لوازم باطلة؛ لأن العلم في الشاهد لا يتم إلا بلوازم نقص، والقدرة في الشاهد لا تتم إلا بلوازم نقص، فإما أن يثبت جميع الصفات مع نفي اللوازم الباطلة، وهذا قول أهل السنة، وإما أن ينفي الجميع.
وكلامهم هذا هو الذي جعل الجهمية يطمعون فيهم، فألزموهم نفي صفات الذات من العلم والقدرة كما نفوا الصفات الأخرى.
وكذلك أيضا يلزمهم أن يقولوا بقول الفلاسفة بأن الذات شيء واحد لا يتميز منه شيء عن شيء؛ لأن هذه الصفات التي أثبوتها تقتضي التعدد عند الفلاسفة، وهو نقص.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 04:01 م]ـ
قال المخالف: العلم والسمع وما من جنسهما معاني لا يترتب على اثباتها فساد ولا مماثلة بل يترتب على نفيها اثبات ضدها لعدم جواز خلو المحل من النقيضين وهو الفساد بعينه
سبحان الله!
وهل هم يقولون بذلك أصلا؟!
إمامهم الكبير، وعالمهم الأوحد (أبو عبد الله الرازي) يقول بأن الله ليس داخل العالم ولا خارجه، وليس محايثا ولا مباينا، فهو يثبت النقيضين وهو الفساد بعينه كما تقولون، فكيف تعتدون بقوله؟
ـ[محمد العبد]ــــــــ[02 - 07 - 07, 06:41 م]ـ
من المعروف ان المرجع الي فهم القران والحديث هو القران واللغة وقول الرسول والصحابي.
أخي الكريم أبو الزهراء معذرة أني لن اشارك في موضوعك وأترك المشاركة لأخواني الكرام الذين هم _ إن شاء الله _ أفضل مني علما ولكني أحببت أن أنبه على قولك (والصحابي) فإن فيه إطلاق غير مرضي فإنه لابد من تقييضه حتى على قول من يرى أن قول الصحابي حجة ولا يخفاك أخي أن الصحابة رضي الله عنهما كثيرا ما اختلفوا فأي فهم نتبع عند الإختلاف؟. أرجو أن يكون ما أردت التنبيه عليه قد وصل إليك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 06:55 م]ـ
الأخ الكريم (محمد العبد)
أرجو أن تعيد التأمل في كلامك وفي عبارة الأخ.
لأنه إذا كان اعتراضك فقط منصبا على ما إذا اختلف الصحابة، فهذا وارد أيضا على النصوص الشرعية، ووارد أيضا على اللغة، فإذا اختلفت الآيات في الظاهر فأي آية نتبع؟ وإذا اختلفت الأحاديث في الظاهر فأي حديث نتبع، وإذا اختلف علماء اللغة فأي عالم نتبع؟!
إن قلت: عند اختلاف النصوص يجب الجمع أو الترجيح عند تعذر الجمع، فهذا أيضا وارد على أقوال الصحابة، ووارد على أقوال علماء اللغة.
والمقصود أن الكلام ليس فيه أدنى إشارة إلى الاحتجاج بقول الصحابي عند اختلاف الصحابة، فهذا لم يقل به أحد من أهل العلم، فليس قول الصحابي حجة على غيره من الصحابة اتفاقا، فإما أن يجمع بين أقوالهم وإما أن يرجح بينها ولا يخرج منها.
فلا ينبغي أن يُحمل الكلام على معنى مخالف للإجماع كما هو واضح.
واختلاف الصحابة إنما هو في أمور يسيرة من الفروع، ولم يختلفوا في المسائل العقدية التي هي موضوع الأخ السائل.
ـ[أبوالزهراء السلفي الحنبلي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 08:08 م]ـ
ما معنى ان وجود جنس الحوادث في الازل ممكن لا يمتنع؟ وان جاز الجنس فلما لا يجوز النوع
والافراد والاحاد طالم ان الكلام في الامكان والجواز لا الوقوع؟
ـ[أبوالزهراء السلفي الحنبلي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 08:31 م]ـ
ما الفرق بين القوانين والعقليات التي استخدمها الشيخ في الاثبات والتي اعتمد عليها المخالف مع ان كلاهما عقلي وكلاهما مبني على المشاهد فالشيخ اعتمد عليه في الاثبات والمخالف اعتمد عليه في النفي؟
وهذا فيما يظهر لي ان كنت مصيبا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/252)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 08:39 م]ـ
ما الفرق بين القوانين والعقليات التي استخدمها الشيخ في الاثبات والتي اعتمد عليها المخالف مع ان كلاهما عقلي وكلاهما مبني على المشاهد فالشيخ اعتمد عليه في الاثبات والمخالف اعتمد عليه في النفي؟
وهذا فيما يظهر لي ان كنت مصيبا
لعلك تقصد ابن تيمية
والفرق بينهما واضح وضوح الشمس، وهو أن هذه العقليات المستعملة في الإثبات موافقة للسمعيات أي مطابقة للنصوص للنصوص الشرعية، وعقليات الأشاعرة والجهمية مناقضة للسمعيات، أي مخالفة للنصوص الشرعية.
ولا شك أن العقليات لا يمكن أن تخالف السمعيات، قال تعالى: {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير}، وقال تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها}، وقال تعالى: {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون}.
فإذا افترضنا وجود منهجين عقليين أحدهما موافق للسمعيات والآخر مخالف للسمعيات فلا شك عند كل عاقل أن المنهج الموافق للسمعيات أولى بالقبول.
وقد أطال شيخ الإسلام رحمه الله النفس في تقرير هذا الأصل في (درء التعارض)
ـ[أبوالزهراء السلفي الحنبلي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 12:35 ص]ـ
ما معنى ان وجود جنس الحوادث في الازل ممكن لا يمتنع؟ وان جاز الجنس فلما لا يجوز النوع
والافراد والاحاد طالم ان الكلام في الامكان والجواز لا الوقوع؟
بعبارة اخرى لما التنصيص على الجنس مع ان الجواز الصق بالاحاد والافراد عند من يجوز امكان حوادث لا اول لها؟ ام العبارة خرجت مخرج الغالب؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 01:46 ص]ـ
انظر هنا:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=113
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 02:37 م]ـ
لمن لم تساعده نفسه على قراءة درء التعارض و التلبيس
فهناك رسالة قيمة للدكتور عبدالقادر محمد عطا صوفي و هي رسالة دكتوراة من الجامعة الاسلامية
و اسم الرسالة (الأصول التي بنى عليهم المبتدعة مذهبهم في الصفات والرد عليهم من كلام شيخ - الإسلام ابن تيمية)
ـ[محمد العبد]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:22 م]ـ
الأخ الفاضل أبي مالك لقد قلت
لأنه إذا كان اعتراضك فقط منصبا على ما إذا اختلف الصحابة، فهذا وارد أيضا على النصوص الشرعية، ووارد أيضا على اللغة، فإذا اختلفت الآيات في الظاهر فأي آية نتبع؟ وإذا اختلفت الأحاديث في الظاهر فأي حديث نتبع، وإذا اختلف علماء اللغة فأي عالم نتبع؟!
إن قلت: عند اختلاف النصوص يجب الجمع أو الترجيح عند تعذر الجمع، فهذا أيضا وارد على أقوال الصحابة، ووارد على أقوال علماء اللغة.
فأقول أخي الكريم أن هذا ليس جوابي بل أقول إن اختلاف الأفراد من الصحابة أو من بعدهم ليس كالإختلاف بين النصوص فالبون بينهم بعيد فإن الأفراد كثيرا ما يختلفون مع بعضهم اختلاف تضاد أما النصوص فاختلافها إنما يكون بحسب الفهم لها لا أنها في حقيقة أمرها متضادة وانظر في قول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) فإنه لو كان الإختلاف واحدا لما كان هناك فائدة في إرجاع الأمر عند الإختلاف للنصوص.أما بالنسبة للغة فأجيب عليها فيما بعد.
وأما قولك يا أخي
والمقصود أن الكلام ليس فيه أدنى إشارة إلى الاحتجاج بقول الصحابي عند اختلاف الصحابة، فهذا لم يقل به أحد من أهل العلم، فليس قول الصحابي حجة على غيره من الصحابة اتفاقا، فإما أن يجمع بين أقوالهم وإما أن يرجح بينها ولا يخرج منها.
فلا ينبغي أن يُحمل الكلام على معنى مخالف للإجماع كما هو واضح.
فالحق أنك مصيب في أنه لاينبغي حمل الكلام على معنى يخالف اإجماع ولكن يبدو أن رغبتي في عدم الدخول في نقاش مثل الذي أنا فيه الآن جعلتني أذهل عن ذلك وأنقل الصورة المجمع عليها حتى أتفادى النقاش أو جذب الإخوة إلى مواضيع جانبية وأن يقتصر الأمر على النصح وإلا فإن اعتراضي أكبر من حصره في هذه الصورة وهنا يأتي وقت الكلام على مسألة اختلاف علماء اللغة
فأقول أن علماء الأمة لم يختلفوا في الإحتجاج باللغة والرجوع إليها لفهم النصوص ولكنهم اختلفوا في مسألة فهم الصحابي وإنما اتفقوا في صورة واحدة وهي الإجماع واختلفوا في باقي الصور فكيف يقال في مسألة خلافية مثل هذه (ومن المعلوم) إن هذا ينافي أدب الخلاف بل كان ينبغي أن يقال على الراجح عندي أو في أظهر أقوال أهل العلم وما أشبه ذلك.
كما أنك أخي الكريم قلت
واختلاف الصحابة إنما هو في أمور يسيرة من الفروع، ولم يختلفوا في المسائل العقدية التي هي موضوع الأخ السائل.
فوصفك لخلاف الصحابة في الفروع بأنه قليل هو من أغرب ما سمعت وهو يخالف ما قرأته وما سمعته من الشيوخ الكرام ولولا أن يطول المقام لأكثرت النقل لمواطن اختلافهم في الفروع.
وأما في مسائل الإعتقاد أخي الكريم فأقول بل قد اختلفوا كما في مسألة رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لربه عز وجل. والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/253)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:41 م]ـ
أنت كان اعتراضك منصبا على إدخال الأخ كلمة (الصحابة) في الموضوع.
فإما أن يكون قصدك عند اتفاق الصحابة وإما أن يكون قصدك عند اختلافهم
فإن كان قصدك عند اتفاقهم فقد ذكرنا أن هذا القصد باطل
وإن كان قصدك عند اختلافهم فقد ذكرنا أن هذا وارد أيضا على علماء اللغة (وليس النصوص تنزلا)
فإذا اختلف علماء اللغة فبقول من نأخذ؟
إن قلت: نأخذ ما اتفقوا عليه ونرجح عند اختلافهم، فهذا أيضا ما نصنعه مع أقوال الصحابة.
فالمقصود أن اعتراضك على (الصحابة) وارد أيضا على (اللغة).
وأما قولك إن علماء الأمة لم يختلفوا في الاحتجاج باللغة، فنقول: وأيضا علماء الأمة لم يختلفوا في الاحتجاج بإجماع الصحابة، فإن قلت: هذا خاص بالإجماع، قلنا: وأيضا الاحتجاج باللغة خاص بالإجماع وأما عند الاختلاف فلا يحتج بقول بعضهم على الآخر.
والخلاصة أنه لا يظهر لي فرق بين اعتراضك على (الصحابة) وعدم اعتراضك على (اللغة)
وأما قوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء ... } إلخ، فالمقصود عند الجهل بموارد النصوص، أما عند معرفة النصوص والاختلاف في فهمها، فيكون الرجوع لأفهم الخلق لهذه النصوص، وهم الصحابة، فلو جاء النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلفنا في فهمه وجب الرجوع لفهم السلف وخيرهم الصحابة.
ولا معنى لانتساب الإنسان لأهل السنة إلا بهذا القيد، فإن جميع الطوائف كالمعتزلة والجهمية والروافض والخوارج - بل الفلاسفة والباطنية - يزعمون أنهم يأخذون من الكتاب والسنة، فإذا لم يقيد هذا الأمر بفهم السلف فهو ضلال كما هو مبين في غير هذا الموضع.
وأما اختلاف الصحابة في العقائد فالمقصود ما يجب على الإنسان اعتقاده من أصول دينه، ومسألة الرؤية يسعنا الخلاف فيها.
أما مسائل الفروع الفقهية فالمقصود من قلة اختلاف الصحابة القلة النسبية، أي قلة ذلك موازنة بمن جاء بعدهم، وهذا المعنى - أعني قلة اختلاف السلف بجانب اختلاف المتأخرين - نص عليه غير واحد من أهل العلم، منهم شيخ الإسلام ابن تيمية في غير موضع.
ـ[محمد العبد]ــــــــ[04 - 07 - 07, 09:55 م]ـ
الأخ الفاضل أبو مالك لا أعلم لم جعلت الكلام كله يدور على صورتين اختلاف الصحاية وإجماعهم مع أن هناك صور أخرى معلومة لمن نظر في علم الأصول ولعل الوهم نشأ من أنك ذكرت أن الكلمة المعترض عليها هي (الصحابة) وهذا وهم أخي الكريم بل الكلمة المعترض عليها هي (الصحابي) عطفا على (قول الرسول) يعني يقصد قول الصحابي وهنا الإشكال فإنه لو قال كما ذكرت أنت (قول الصحابة) لما كان عندي إشكال ولكن كلمته يدخل فيها قول الصحاب الذي لايعلم فيها مخالف بصورتيها:
أولا إذا انتشر قوله.
ثانيا إذا لم ينتشر قوله.
وكلتا الصورتين فيهما خلاف معروف بين أهل العلم وعموما أخي الفاضل فأخونا ابو الزهراء السلفي الحنبلي يستطيع أن يحل الإشكال ويضح ماهو قصده فيزيل الإيهام الذي في كلامه.
أما بالنسبة لردك على تعليقاتي على كلامك فانظر أخي الحبيب كيف أنك تقول في كل مرة (المقصود) وهذا هو الذي أحاول أن أنصح إخواني به , وهو أن يبتعدوا عن الكلام الموهم الذي لا يقصدون ظاهره لأن هذه الطريقة تسببت في مشاكل كبيرة خاصة في كلام بعض علمائنا المعاصرين فكنت أبغي أن تتدارك الأجيال القادمة هذا الخطأ , وأحاول أن أساهم في ذلك بالتنبيه.
زادني الله وإياك فضلا وعلما.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 01:02 ص]ـ
أخي الكريم
وفقك الله وسدد خطاك
أنت تتكلم عن مذاهب الأصوليين في حجية قول الصحابي، وتفصيلات ذلك.
وهذا كلام عام، ونحن نتكلم هنا عن شيء خاص، وهو تفسير الصحابي للنصوص الشرعية، وليس مطلق قول الصحابي.
فإن الصحابي إذا قال: هذا النص المعين معناه كذا وكذا، أو الرسول عليه الصلاة والسلام يقصد من قوله كذا: كذا وكذا، فلا محيد عن الرجوع إلى قوله، لا سيما في العقيدة.
وإذا قال الصحابي: إن قول الله عز وجل كذا وكذا يقصد به كذا وكذا فلا إشكال في الأخذ بذلك.
وهذا إذا لم يعارضه غيره من الصحابة كما هو واضح.
وهذا يختلف عما إذا سئل في مسألة فأفتى فيها أو حكي عنه قول مرسل من الأقوال.
ولهذا قال الحافظ العراقي في الألفية:
وعد ما فسره الصحابي ........... رفعا فمحمول على الأسباب
وإذا كنا نرجع إلى أقوال أهل اللغة بالاتفاق في فهم النصوص الشرعية، فالرجوع إلى الصحابي في ذلك أولى؛ لأنه من أهل اللغة وزيادة، فقد جمع إلى علمه باللغة مشاهدته لأحوال الرسول عليه الصلاة والسلام ومعرفة القرائن التي تخفى علينا.
وقد ذكر ابن القيم في أعلام الموقعين فصلا طويلا في الاحتجاج بأقوال الصحابة من أكثر من خمسين وجها، من أمتع ما يكون.
ثم إن مطلق الرجوع أعم من الاحتجاج والإلزام، والخلاف بين أهل العلم إنما هو في حجية قول الصحابي، وليس في مطلق الرجوع إليها، ولا يلزم من رجوعي لأقوال الصحابة أن أحتج على غيري بها كما لا يخفى.
وإذا كان أهل العلم قد اختلفوا في الاحتجاج بقول الصحابي ولهم تفصيل في ذلك، فإنهم لم يختلوا في مطلق الرجوع إلى أقوالهم كما يعرف ذلك بالتتبع والاستقراء لكلامهم ومصنفاتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/254)
ـ[محمد العبد]ــــــــ[05 - 07 - 07, 12:31 م]ـ
كما قلت لك أخي الحبيب من قبل غرضي هو دفع الإيهام في الكلام , بارك الله فيك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 05:36 م]ـ
زادك الله حرصا، وجزاك الله خيرا
ـ[فيصل]ــــــــ[01 - 08 - 07, 04:47 ص]ـ
قوله (هذه الصفات أعيان لا معانٍ) كلام باطل؛ لأن الشريعة لم تحدد لنا أن بعض الصفات معانٍ وبعضها أعيان، فهذا من قياس الغائب على الشاهد وهو باطل؛ لأنه تشبيه لله عز وجل بخلقه، فحقيقة قول هؤلاء أنهم يشبهون الله عز وجل بخلقه ..
تصحيح: السلف والأئمة لا يجعلون هذه الصفات الذاتية الخبرية من جنس الصفات المعنوية الخبرية أو العقلية ينظر بيان التلبيس ج1/ 330 و 3/ 37
ـ[أبو أويس الأثري الجزائري]ــــــــ[06 - 08 - 07, 02:13 م]ـ
أرجو من الأخوة بارك الله فيهم تزويدي بمعلومات حول رسالة الذهبي لإبن تيمية(42/255)
ما هي الكتب التي تيبن منهج أهل السنة و الجماعة في الرد على المخالف و موقف أهل السنة
ـ[مصطفى بن مسعود]ــــــــ[29 - 06 - 07, 06:31 ص]ـ
السلام عليكم
ما هي الكتب التي تيبن منهج أهل السنة و الجماعة في الرد على المخالف و موقف أهل السنة من أهل البدع؟
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 03:57 م]ـ
ما هي الكتب التي تيبن منهج أهل السنة و الجماعة في الرد على المخالف و موقف أهل السنة من أهل البدع؟
الأخ الفاضل الكتب في هذا الباب كثيرة ومنها:
الإبانة لابن بطة
شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي
كتب الجرح والتعديل مثل الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الرازي
اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية
سير أعلام النبلاء وميزان الإعتدال للذهبي
ومن الكتب المعاصرة
الرد على المخالف وحكم المبتدع كلاهما للشيخ بكر أبو زيد
هذا الذي استحضره الآن ..
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[29 - 06 - 07, 04:12 م]ـ
رسالة الدكتوراة للشيخ إبراهيم الرحيلي موقف أهل السنة من أهل البدع مجلدين طبعة مكتبة العلوم والحكم
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 04:52 م]ـ
رسالة الدكتوراة للشيخ إبراهيم الرحيلي موقف أهل السنة من أهل البدع مجلدين طبعة مكتبة العلوم والحكم
الرسالة نفيسة فى بابها ومن اجمع الرسائل فى موضوعها
ـ[مصطفى بن مسعود]ــــــــ[30 - 06 - 07, 06:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا(42/256)
هل من العلماء من أطلق البدعة على المعصية توسّعا في العبارة؟
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 06:16 م]ـ
هل يوجد في كام العلماء إطلاق البدعة على المعصية من باب التوسّع في العبارة. وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:08 م]ـ
الذي وجدته في كلام بعض من يدعي العلم أنهم يطلقون اسم البدعة على معاصي الشهوات كالزنا وشرب الخمر من باب تسليك بدعهم وصرف النصوص الواردة في البدع عن كثير من أعمالهم التي يحكم أهل السنة بأنها بدعة.
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 12:30 ص]ـ
الذي وجدته في كلام بعض من يدعي العلم أنهم يطلقون اسم البدعة على معاصي الشهوات كالزنا وشرب الخمر من باب تسليك بدعهم وصرف النصوص الواردة في البدع عن كثير من أعمالهم التي يحكم أهل السنة بأنها بدعة.
هذا كلام صحيح
وسأنقل لكم كلام للجفري الصوفي في كتابه (معالم سلوك المرأة) والرد عليه من كلام الدكتور خلدون في كتابه (الى اين ايها الجفري):
يقول الدكتور خلدون:
وفي الصفحة 61 , وعند حديثه عن البدعة , وطبعاً هو لا يرى في المسلمين على مدى الأربعة عشر قرناً الماضية أي بدعة حاصلة سوى ما كان من التحذير منها , فهو بنظر الجفري من البِدَع!! خلط بين البدعة في عرف اللغة والبدعة في عُرف الشرع وأخذ كلام بعض العلماء في انقسام البدعة في عُرف اللغة إلى الأحكام الخمسة وأسقطَهُ على البدعة في عُرف الشرع مع العلم أنّ العلماء يقولون إنّ البدعة شرعاً (يعني في العبادات) تنقسم إلى حكمين فقط , إمّا الحرمة أو الكراهة.
في حين أنّ البدعة لغةً , إضافةً إلى هذين الحكمين , يمكن أن تكون مباحة أو مندوبة أو واجبة كجمع المصحف وبناء المدارس الشرعيّة وإقامة الدروس وأمثالها. قال الإمام ابن حجر: ((فالبدعةُ في عُرْفِ الشرع مذمومةُ بخلاف اللغة , فإن كل شيء أُحدث على غير مثال يسمى بدعة سواء كان محموداً أو مذموماً)) انتهى ((1)) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=626067#_ftn1)
وقال أيضاً: ( .. وأما ((البِدَع)) فهو جمع بدعة وهي كل شيء ليس له مثال تقدّم فيشمل لغةً ما يُحْمد ويذمّ , ويختص في عُرفِ أهل الشرع بما يُذمّ وإن وردت في المحمود فعلى معناها اللغوي)) انتهى ((2)) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=626067#_ftn2) ولمّا وصل الجفري إلى الموقف الحرج , وهو ما معنى تحذير النبي r من البدعة وتشديده في ذلك! اخترع هذه البدعة فقال:
((وهناك بدع محرّمة وهي التي نهى عنها رسول الله التي تخالف شريعة رسول الله ليس لها أصل في الدّين قال رسول الله r : (( صنفان من أهل النار لم أرهما)) ابتدعوا شيئاً جديداً ((أمّا الأول فرجال يضربون الناس بسياط كأذناب البقر وأما الثاني فنساءُ كاسياتُ عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها .... )) على اختلاف الروايات , هذا نوع من الابتداع نهى عنه الله جلّ جلاله في الدين .. لأنّ حكم الدين الحجاب ... ابتدعن سفور النساء فخالفن هذا الحكم)). انتهى
أرأيتم كيف يكون تحريف الكلم عن مواضعه؟ لقد أدرج جملةً في أثناء كلامة من اختراعه فقال: ((ابتدعوا شيئاً جديداً))! فجعل الآثام والمعاصي وإتيان المحرم هي البدع! إذاً فشارب الخمر مبتدع وآكل الرّبا مبتدع والزّاني مبتدع والسّارق مبتدع والكذّاب الأشر مبتدع ... وهكذا.
ونحن لم نسمع أنّ عالماً واحداً من علماء المسلمين سمّى هذه المعاصي بدعاً وإنما هي محرّمات وكبائر.
ولكنّ الجفري لا يعلم أنّ العلماء عرّفوا البدعة فقالوا: ((هي طريقة في الدّين مخترعةُ تُضاهي الشّرعيّة , يُقصد بالسلوك عليها المبالغة في التَّعبُّد لله سبحانه)) (3)) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=626067#_ftn3)
إذا البدعةُ مخترعةُ في الدين والمعاصي ليست مخترعة بل هي قديمة وجاء الشرع لينهى عنها!!
ثمّ البدعة تُضاهي الشريعة أي تٌحاكيها وتماثلها , وأين وجه الشّبه بين الحجاب والسفور؟
ثمّ إنّ البدعة يقصد منها التقرب إلى الله وهل في المعاصي تقربُ إلى الله؟!
فما جواب الجفري عن ذلك؟
ورَحم الله عمر بن عبدالعزيز القائل ((من عمل في غير علم كان مايفسد أكثر مما يصلح)) (4))
(1) فتح الباري , باب الاقتداء بسنن رسول الله r (132/311).
(2) فتح الباري , باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلوِّ في الدين والبدع (13/ 340).
(1) انظر كتاب الاعتصام لإمام الشاطبي (1/ 37). والعلاّمة الشاطبي إمام مالكي محقق أصولي كبير (790هـ) , نظر في جميع تعاريف البدعة التي سبقت للعلماء قبله , ونظر في أوصاف البدع التي أُجدثت على مرّ القرون ثمّ صاغ هذا التعريف الجتمع المانع الدّقيق وجرى عليه العلماءُ من بعده رحمه الله.
(2) رواه الإمام ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/ 27).(42/257)
هل هناك فرق بين الإجماع في باب الاعتقاد وبين باب الفقه أعني الإجماع بعد خلاف مستقر
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[29 - 06 - 07, 07:58 م]ـ
هل هناك فرق بين الإجماع في باب الاعتقاد وبين باب الفقه أعني الإجماع بعد خلاف مستقر
أرجوا الإفادة مع المصدر
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[30 - 06 - 07, 12:09 ص]ـ
بارك الله فيك
أفيدك بشيئين:
الأول: أن الإجماع في باب الاعتقاد لا عبرة فيه بخلاف غير السلف أو غير أهل السنة بخلاف الإجماع في باب الفقه ذكره آل الشيخ في شرح الواسطية
الثاني: في الواسطية لأبي العباس أن علماء أهل السنة كان منهم من يقدم علي على عثمان
ثم استقر إجماعهم على تقديم عثمان على علي رضي الله عنهما
والله أعلم
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[30 - 06 - 07, 12:11 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:26 ص]ـ
ما قاله العلماء في كتب أصول الفقه في حجية الإجماع شامل لكل إجماع، أعني شامل للإجماع في المسائل الإعتقادية وللمسائل الفقهية بلا فرق.
ولكن الشأن في ثبوت الإجماع في نفس الأمر.
فمثلاً تجد بعض الفقهاء ينقلون الإجماع في مسائل فقهية مع أن الخلاف فيها مشتهر حتى يأتي بعض المتعقبين فيعجب من هذه لبغفلة عن الخلاف، وهكذا، وإليك المثال في كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه نقد مراتب الإجماع لابن حزم، ففيه بيان المسائل التي نقل فيها ابن حزم الإجماع مع وجود الخلاف فيها، بل وقد يكون الصواب في ما نقل ابن حزم الإجماع بخلافه؟!!
وعلى كل؛ فهذا ليس بخاص في الفقه، فكذلك مسائل العقيدة، كثيرا ما تجد نقل الإجماع على مسألة من مسائلها مع أن مذهب السلف بخلافها، فكيف يتم إجماع بخلاف السلف؟؟؟؟
ولذلك أود أنبه أخانا السائل أنه كما أنه لا يتصور تعارض نصين صحيحين صريحين البتتة، كذلك لا يتصور تعارض إجماعين صحيحين صريحين البتة. فما تجده في كتب الأشاعرة أو الماتريدية من نقل الإجماع فهو مخالف في كثير منه لما أجمع عليه السلف بيقين، فأي الإجماعين نقبل؟!!
لا شك أن إجماع السلف هو المقبول، وأن ما نقلوه من إجماع على مخالفة السلف هو في الحقيقة ليس بإجماع أبدا بل غاية ما فيه تعجل بنقل الإجماع وعدم استقراء تام من صاحبه.
والمعصوم من عصمه الله تعالى.
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:08 م]ـ
كلام لشيخ الإسلام في ضبط الإجماع وأنواعه وحجيته
"وَمَنْ ادَّعَى إجْمَاعًا يُخَالِفُ نَصَّ الرَّسُولِ مِنْ غَيْرِ نَصٍّ يَكُونُ مُوَافِقًا لِمَا يَدَّعِيه؛ وَاعْتَقَدَ جَوَازَ مُخَالَفَةِ أَهْلِ الْإِجْمَاعِ لِلرَّسُولِ بِرَأْيِهِمْ؛ وَأَنَّ الْإِجْمَاعَ يَنْسَخُ النَّصَّ كَمَا تَقُولُهُ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ وَالرَّأْيِ فَهَذَا مِنْ جِنْسِ هَؤُلَاءِ. وَأَمَّا إنْ كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّ الْإِجْمَاعَ يَدُلُّ عَلَى نَصٍّ لَمْ يَبْلُغْنَا يَكُونُ نَاسِخًا لِلْأَوَّلِ. فَهَذَا وَإِنْ كَانَ لَمْ يَقُلْ قَوْلًا سَدِيدًا فَهُوَ مُجْتَهِدٌ فِي ذَلِكَ يُبَيِّنُ لَهُ فَسَادَ مَا قَالَهُ كَمَنْ عَارَضَ حَدِيثًا صَحِيحًا بِحَدِيثٍ ضَعِيفٍ اعْتَقَدَ صِحَّتَهُ فَإِنَّ قَوْلَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَقًّا لَكِنْ يُبَيِّنُ لَهُ ضَعْفَهُ وَذَلِكَ بِأَنْ يُبَيِّنَ لَهُ عَدَمَ الْإِجْمَاعِ الْمُخَالِفِ لِلنَّصِّ أَوْ يُبَيِّنَ لَهُ أَنَّهُ لَمْ تَجْتَمِعْ الْأُمَّةُ عَلَى مُخَالَفَةِ نَصٍّ إلَّا وَمَعَهَا نَصٌّ مَعْلُومٌ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ النَّاسِخُ لِلْأَوَّلِ فَدَعْوَى تَعَارُضِ النَّصِّ وَالْإِجْمَاعِ بَاطِلَةٌ وَيُبَيِّنُ لَهُ أَنَّ مِثْلَ هَذَا لَا يَجُوزُ؛ فَإِنَّ النُّصُوصَ مَعْلُومَةٌ مَحْفُوظَةٌ وَالْأُمَّةُ مَأْمُورَةٌ بِتَتَبُّعِهَا وَاتِّبَاعِهَا وَأَمَّا ثُبُوتُ الْإِجْمَاعِ عَلَى خِلَافِهَا بِغَيْرِ نَصٍّ فَهَذَا لَا يُمْكِنُ الْعِلْمُ بِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ خَالَفَ ذَلِكَ النَّصَّ. وَالْإِجْمَاعُ نَوْعَانِ: قَطْعِيٌّ. فَهَذَا لَا سَبِيلَ إلَى أَنْ يُعْلَمَ إجْمَاعٌ قَطْعِيٌّ عَلَى خِلَافِ النَّصِّ. وَأَمَّا الظَّنِّيُّ فَهُوَ الْإِجْمَاعُ الإقراري والاستقرائي: بِأَنْ يَسْتَقْرِئَ أَقْوَالَ الْعُلَمَاءِ فَلَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/258)
يَجِدُ فِي ذَلِكَ خِلَافًا أَوْ يَشْتَهِرُ الْقَوْلُ فِي الْقُرْآنِ وَلَا يَعْلَمُ أَحَدًا أَنْكَرَهُ فَهَذَا الْإِجْمَاعُ وَإِنْ جَازَ الِاحْتِجَاجُ بِهِفَلَا يَجُوزُ أَنْ تُدْفَعَ النُّصُوصُ الْمَعْلُومَةُ بِهِ لِأَنَّ هَذَا حُجَّةٌ ظَنِّيَّةٌ لَا يَجْزِمُ الْإِنْسَانُ بِصِحَّتِهَا؛ فَإِنَّهُ لَا يَجْزِمُ بِانْتِفَاءِ الْمُخَالِفِ وَحَيْثُ قَطَعَ بِانْتِفَاءِ الْمُخَالِفِ فَالْإِجْمَاعُ قَطْعِيٌّ. وَأَمَّا إذَا كَانَ يَظُنُّ عَدَمَهُ وَلَا يَقْطَعُ بِهِ فَهُوَ حُجَّةٌ ظَنِّيَّةٌ وَالظَّنِّيُّ لَا يُدْفَعُ بِهِ النَّصُّ الْمَعْلُومُ لَكِنْ يُحْتَجُّ بِهِ وَيُقَدَّمُ عَلَى مَا هُوَ دُونَهُ بِالظَّنِّ وَيُقَدَّمُ عَلَيْهِ الظَّنُّ الَّذِي هُوَ أَقْوَى مِنْهُ فَمَتَى كَانَ ظَنُّهُ لِدَلَالَةِ النَّصِّ أَقْوَى مِنْ ظَنِّهِ بِثُبُوتِ الْإِجْمَاعِ قَدَّمَ دَلَالَةَ النَّصِّ وَمَتَى كَانَ ظَنُّهُ لِلْإِجْمَاعِ أَقْوَى قَدَّمَ هَذَا وَالْمُصِيبُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ وَاحِدٌ. وَإِنْ كَانَ قَدْ نُقِلَ لَهُ فِي الْمَسْأَلَةِ فُرُوعٌ وَلَمْ يَتَعَيَّنْ صِحَّتُهُ فَهَذَا يُوجِبُ لَهُ أَنْ لَا يَظُنَّ الْإِجْمَاعَ إنْ لَمْ يَظُنَّ بُطْلَانَ ذَلِكَ النَّقْلِ وَإِلَّا فَمَتَى جُوِّزَ أَنْ يَكُونَ نَاقِلُ النِّزَاعِ صَادِقًا وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ كَاذِبًا يَبْقَى شَاكًّا فِي ثُبُوتِ الْإِجْمَاعِ وَمَعَ الشَّكِّ لَا يَكُونُ مَعَهُ عِلْمٌ وَلَا ظَنٌّ بِالْإِجْمَاعِ وَلَا تُدْفَعُ الْأَدِلَّةُ الشَّرْعِيَّةُ بِهَذَا الْمُشْتَبَهِ مَعَ أَنَّ هَذَا لَا يَكُونُ فَلَا يَكُونُ قَطُّ إجْمَاعٌ يَجِبُ اتِّبَاعُهُ مَعَ مُعَارَضَتِهِ لِنَصٍّ آخَرَ لَا مُخَالِفَ لَهُ وَلَا يَكُونُ قَطُّ نَصٌّ يَجِبُ اتِّبَاعُهُ وَلَيْسَ فِي الْأُمَّةِ قَائِلٌ بِهِ بَلْ قَدْ يَخْفَى الْقَائِلُ بِهِ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: كُلُّ حَدِيثٍ فِي كِتَابِي قَدْ عَمِلَ بِهِ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إلَّا حَدِيثَيْنِ: حَدِيثَ الْجَمْعِ؛ وَقَتْلِ الشَّارِبِ. وَمَعَ هَذَا فَكِلَا الْحَدِيثَيْنِ قَدْ عَمِلَ بِهِ طَائِفَةٌ وَحَدِيثُ الْجَمْعِ قَدْ عَمِلَ بِهِ أَحْمَد وَغَيْرُهُ.وَلَكِنْ مَنْ ثَبَتَ عِنْدَهُ نَصٌّ وَلَمْ يَعْلَمْ قَائِلًا بِهِ وَهُوَ لَا يَدْرِي: أَجْمَعَ عَلَى نَقِيضِهِ أَمْ لَا؟ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ رَأَى دَلِيلًا عَارَضَهُ آخَرُ وَهُوَ بَعْدُ لَمْ يَعْلَمْ رُجْحَانَ أَحَدِهِمَا فَهَذَا يَقِفُ إلَى أَنْ يَتَبَيَّنَ لَهُ رُجْحَانُ هَذَا أَوْ هَذَا فَلَا يَقُولُ قَوْلًا بِلَا عِلْمٍ وَلَا يَتَّبِعُ نَصًّا. . . (1) مَعَ ظَنِّ نَسْخِهِ وَعَدَمِ نَسْخِهِ عِنْدَهُ سَوَاءٌ لِمَا عَارَضَهُ عِنْدَهُ مِنْ نَصٍّ آخَرَ أَوْ ظَنِّ إجْمَاعٍ وَلَا عَامًّا ظَنُّ تَخْصِيصِهِ وَعَدَمِ تَخْصِيصِهِ عِنْدَهُ سَوَاءٌ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ الدَّلِيلُ سَالِمًا عَنْ الْمُعَارِضِ الْمُقَاوِمِ فَيَغْلِبُ عَلَى ظَنِّهِ نَفْيُ الْمُعَارِضِ الْمُقَاوِمِ وَإِلَّا وُقِفَ. وَأَيْضًا فَمَنْ ظَنَّ أَنَّ مِثْلَ هَذَا الْإِجْمَاعِ يُحْتَجُّ بِهِ فِي خِلَافِ النَّصِّ إنْ لَمْ يَتَرَجَّحْ عِنْدَهُ ثُبُوتُ الْإِجْمَاعِ أَوْ يَكُونُ مَعَهُ نَصٌّ آخَرُ يُنْسَخُ الْأَوَّلُ وَمَا يَظُنُّهُ مِنْ الْإِجْمَاعِ مَعَهُ. وَأَكْثَرُ مَسَائِلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الَّتِي يَحْتَجُّونَ فِيهَا بِالْعَمَلِ يَكُونُ مَعَهُمْ فِيهَا نَصٌّ فَالنَّصُّ الَّذِي مَعَهُ الْعَمَلُ مُقَدَّمٌ عَلَى الْآخَرِ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ كَتَقْدِيمِ حَدِيثِ عُثْمَانَ: {لَا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ} عَلَى حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/259)
وَأَمَّا رَدُّ النَّصِّ بِمُجَرَّدِ الْعَمَلِ فَهَذَا بَاطِلٌ عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ وَقَدْ تَنَازَعَ النَّاسُ فِي مُخَالِفِ الْإِجْمَاعِ: هَلْ يَكْفُرُ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ.وَالتَّحْقِيقُ: أَنَّ الْإِجْمَاعَ الْمَعْلُومَ يَكْفُرُ مُخَالِفُهُ كَمَا يَكْفُرُ مُخَالِفُ النَّصِّ بِتَرْكِهِ لَكِنَّ هَذَا لَا يَكُونُ إلَّا فِيمَا عَلِمَ ثُبُوتَ النَّصِّ بِهِ. وَأَمَّا الْعِلْمُ بِثُبُوتِ الْإِجْمَاعِ فِي مَسْأَلَةٍ لَا نَصَّ فِيهَا فَهَذَا لَا يَقَعُ وَأَمَّا غَيْرُ الْمَعْلُومِ فَيَمْتَنِعُ تَكْفِيرُهُ. وَحِينَئِذٍ فَالْإِجْمَاعُ مَعَ النَّصِّ دَلِيلَانِ كَالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
وَتَنَازَعُوا فِي الْإِجْمَاعِ: هَلْ هُوَ حُجَّةٌ قَطْعِيَّةٌ أَوْ ظَنِّيَّةٌ؟ وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ قَطْعِيَّهُ قَطْعِيٌّ وَظَنِّيَّهُ ظَنِّيٌّ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .............
وَإِذَا نَقَلَ عَالِمُ الْإِجْمَاعِ وَنَقَلَ آخَرُ النِّزَاعَ: إمَّا نَقْلًا سُمِّيَ قَائِلُهُ؛ وَإِمَّا نَقْلًا بِخِلَافٍ مُطْلَقًا وَلَمْ يُسَمَّ قَائِلُهُ فَلَيْسَ لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ نَقْلًا لِخِلَافٍ لَمْ يَثْبُتْ؛ فَإِنَّهُ مُقَابِلٌ بِأَنْ يُقَالَ وَلَا يَثْبُتُ نَقْلُ الْإِجْمَاعِ بَلْ نَاقِلُ الْإِجْمَاعِ نَافٍ لِلْخِلَافِ وَهَذَا مُثْبِتٌ لَهُ وَالْمُثْبِتُ مُقَدَّمٌ عَلَى النَّافِي. وَإِذَا قِيلَ: يَجُوزُ فِي نَاقِلِ النِّزَاعِ أَنْ يَكُونَ قَدْ غَلِطَ فِيمَا أَثْبَتَهُ مِنْ الْخِلَافِ: إمَّا لِضَعْفِ الْإِسْنَادِ؛ أَوْ لِعَدَمِ الدَّلَالَةِ قِيلَ لَهُ: وَنَافِي النِّزَاعِ غَلَطُهُ أجوز؛ فَإِنَّهُ قَدْ يَكُونُ فِي الْمَسْأَلَةِ أَقْوَالٌ لَمْ تَبْلُغْهُ؛ أَوْ بَلَغَتْهُ وَظَنَّ ضَعْفَ إسْنَادِهَا وَكَانَتْ صَحِيحَةً عِنْدَ غَيْرِهِ؛ أَوْ ظَنَّ عَدَمَ الدَّلَالَةِ وَكَانَتْ دَالَّةً فَكُلُّ مَا يَجُوزُ عَلَى الْمُثْبِتِ مِنْ الْغَلَطِ يَجُوزُ عَلَى النَّافِي مَعَ زِيَادَةِ عَدَمِ الْعِلْمِ بِالْخِلَافِ. وَهَذَا يَشْتَرِكُ فِيهِ عَامَّةُ الْخِلَافِ؛ فَإِنَّ عَدَمَ الْعِلْمِ لَيْسَ عِلْمًا بِالْعَدَمِ لَا سِيَّمَا فِي أَقْوَالِ عُلَمَاءِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي لَا يُحْصِيهَا إلَّا رَبُّ الْعَالَمِينَ؛ وَلِهَذَا قَالَ أَحْمَد وَغَيْرُهُ مِنْ الْعُلَمَاءِ: مَنْ ادَّعَى الْإِجْمَاعَ فَقَدْ كَذَبَ؛ هَذِهِ دَعْوَى الْمَرِيسِيَّ وَالْأَصَمِّ؛ وَلَكِنْ يَقُولُ: لَا أَعْلَمُ نِزَاعًا وَاَلَّذِينَ كَانُوا يَذْكُرُونَ الْإِجْمَاعَ كَالشَّافِعِيِّ وَأَبِي ثَوْرٍ وَغَيْرِهِمَا يُفَسِّرُونَ مُرَادَهُمْ: بِأَنَّا لَا نَعْلَمُ نِزَاعًا وَيَقُولُونَ هَذَا هُوَ الْإِجْمَاعُ الَّذِي نَدَّعِيه. فَتَبَيَّنَ أَنَّ مِثْلَ هَذَا الْإِجْمَاعِ الَّذِي قُوبِلَ بِنَقْلِ نِزَاعٍ وَلَمْ يُثْبِتْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا لَا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ وَمَنْ لَمْ يَتَرَجَّحْ عِنْدَهُ نَقْلُ مُثْبِتِ النِّزَاعِ عَلَى نَافِيهِ وَلَا نَافِيهِ عَلَى مُثْبِتِهِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْضًا أَنْ يُقَدِّمَهُ عَلَى النَّصِّ وَلَا يُقَدِّمَ النَّصَّ عَلَيْهِ بَلْ يَقِفُ لِعَدَمِ رُجْحَانِ أَحَدِهِمَا عِنْدَهُ؛ فَإِنْ تَرَجَّحَ عِنْدَهُ الْمُثْبِتُ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ أَنَّ النَّصَّ لَمْ يُعَارِضْهُ إجْمَاعٌ يَعْمَلُ بِهِ وَيَنْظُرُ فِي ذَلِكَ إلَى مُثْبِتِ الْإِجْمَاعِ وَالنِّزَاعِ فَمَنْ عُرِفَ مِنْهُ كَثْرَةُ مَا يَدَّعِيه مِنْ الْإِجْمَاعِ وَالْأَمْرِ بِخِلَافِهِ لَيْسَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ لَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ إثْبَاتُ إجْمَاعٍ عُلِمَ انْتِفَاؤُهُ وَكَذَلِكَ مَنْ عُلِمَ مِنْهُ فِي نَقْلِ النِّزَاعِ أَنَّهُ لَا يَغْلَطُ إلَّا نَادِرًا لَيْسَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ عُلِمَ مِنْهُ كَثْرَةُ الْغَلَطِ. وَإِذَا تَضَافَرَ عَلَى نَقْلِ النِّزَاعِ اثْنَانِ لَمْ يَأْخُذْ أَحَدُهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ فَهَذَا يَثْبُتُ بِهِ النِّزَاعُ بِخِلَافِ دَعْوَى الْإِجْمَاعِ؛ فَإِنَّهُ لَوْ تَضَافَرَ عَلَيْهِ عَدَدٌ لَمْ يُسْتَفَدْ بِذَلِكَ إلَّا عَدَمُ عِلْمِهِمْ بِالنِّزَاعِ وَهَذَا لِمَنْ أَثْبَتَ النِّزَاعَ فِي جَمْعِ الثَّلَاثِ وَمَنْ نَفَى النِّزَاعَ مَعَ أَنَّ عَامَّةَ مَنْ أَثْبَتَ النِّزَاعَ يَذْكُرُ نَقْلًا صَحِيحًا لَا يُمْكِنُ دَفْعُهُ وَلَيْسَ مَعَ النَّافِي مَا يُبْطِلُهُ." اهـ 19/ 268 وما بعدها
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:25 م]ـ
إخواني أردت بسؤالي الإجماع بعد خلاف مستقر
فهناك مسائل استقر عليها الإجماع بعد خلاف مستقر سواء كان في باب الاعتقاد أو الفقه
أرجوا الإفادة مع المصدر(42/260)
(بروتوكولات الفريسيين) ـ الحلقة الثانية.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[30 - 06 - 07, 02:13 ص]ـ
[الحلقة الثانية:
[
CENTER]( بروتوكولات الفريسيين داخل الديانة النصرانية) [/ CENTER]
" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ
أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا
بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ
بِأَنَّا مُسْلِمُونَ "
النصرانية هي الرسالة التي أُنزلت على عيسى عليه الصلاة والسلام، مكمِّلة لرسالة موسى عليه الصلاة والسلام، ومتممة لما جاء في التوراة من تعاليم، موجهة إلى بني إسرائيل بعد أن انحرفوا وزاغوا عن شريعة موسى عليه السلام، وغلبت عليهم النزعات المادية، وافترقوا بسبب ذلك إلى فرق شتى،.
فأرسل الله عز وجل عيسى عليه السلام داعياً إلى التوحيد والفضيلة والتسامح.
فالمسيح عليه السلام هو رسولٌ كريم مِن أولي العزم من الرسل، أرسل إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ?116? مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ... ) المائدة.
و قد رفع الله المسيح عليه السلام من بين أيدي اليهود إلى السماء كما هو مصرح في القرآن (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ?157? بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ?158? سورة النساء
وكذلك ً صرَّح الإنجيل: (فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه أسفل. أما هو فجاز في وسطهم ومضى) لوقا 4: 29 - 30، و كذلك أيضا ورد في الانجيل: (مكتوب أنه يوصي ملائكته بك فعلى أيادِيهم يحملونك (متى 4: 6، ولوقا 4: 10 - 11
ولكن النصرانية لقيت مقاومة واضطهاداً شديداً، فسرعان ما فقدت أصولها، مما ساعد على امتداد يد التحريف إليها، فابتعدت كثيراً عن أصولها الأولى لامتزاجها بمعتقدات وفلسفات وثنية.، و لقد مرت النصرانية بعدة مراحل وأطوار تاريخية مختلفة، انتقلت فيها من رسالة منزلة من عند الله تعالى إلى ديانة مُحرَّفة ومبدلة، تضافر على صنعها بعض الكهان ورجال السياسة، و امتدت إليه أيدي اليهود بالتحريف و التبديل.
اليهود الفريسيون و تحريف النصرانيه:
بعدما رفع المسيح عليه السلام، اشتد إيذاء اليهود الفريسيين " الربانيين" للنصارى، وللحواريين بوجه خاص، و استعانوا على ذلك بالدولة الرومانية التي كانت تسيطر آنذاك على غالبية الشام و مصر، وكان من أكبر المحرضين على الحواريين و تلامذتهم شيطان من شياطين الإنس يقال له:" شاول" الطرسوسي اليهودي الفريسي المولود لأبوين يهوديين في مدينة طرسوس في آسيا الصغرى (تركيا القديمة) في العام الرابع للميلاد تقريبا و"تلميذ أشهر علماء اليهود في زمانه "عمالائيل".
و كان شاول على علم كبير و دراية بمختلف الثقافات والمدارس الفلسفية والحضارات في عصره، و كان معادياً للنصرانية بشكل رهيب جداً، و كان فبل دخوله في النصرانية بشكلٍ مفاجئ يتولى مسؤولية تعذيب النصارى الأوائل؛ فيحكي سفر الأعمال أيضا عن اضطهاد شاول للكنيسة فيقول:
(َأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَسْطُو عَلَى الْكَنِيسَةِ وَهُوَ يَدْخُلُ الْبُيُوتَ وَيَجُرُّ رِجَالاً وَنِسَاءً وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى السِّجْن)، و على الرغم من أن شاؤول كان من معاصري المسيح عليه السلام، ألا أنهما لم يلتقيا أبدا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/261)
و من مظاهر التعذيب الذي و قع على الحواريين و تلامذتهم ـ على يد شاول و جلاوته ـ
آنذاك:
1ـ قتل يعقوب بن زيدي أخو يوحنا الصياد، و الذي كان أول من قتل من الحواريين.
2ـ وسجن بطرس.
3ـ و تعذيب سائر التلاميذ.
ـ وحدثت فتنة عظيمة لأتباع المسيح عليه السلام، حتى كاد الحواريون و تلامذتهم أن يفنوا.
الضعف يولَّد القوة:
و لكن في الحقيقة إن صبر الحواريين الموحَّدين و شدة تضحيتهم كان يقابل بكثير من الإكبار و الإعجاب الأممي، لا سيما في الشارع الاسرائيلي، مما خشي منه الفريسيون أن يؤدي إلى دخول اليهود كلهم في النصرانية، لا سيما و أن الفريسيون " الربانيون" كانوا ممقوتين جدا من كافة الشعب الاسرائيلي.
و لذلك رأى الفريسيون الذين كانوا يسيطرون ـ بشكل منفرد ـ على الوضع الديني و كذلك السياسي اليهوديين ـ بما عُرِف عنهم من مكرٍ و خبثٍ يهوديين ـ تغيير خطة مواجهة النصرانية، و ذلك بالتسلل إلى النصرانية نقسها و فصلها عن الدين اليهودي و عن العهد القديم، و توجيهها إلى شعوب أخرى غير الشعب الاسرائيلي اليهودي.
بروتوكولات الفريسيين داخل النصرانية:
1ـ رأى الفريسيون أن خير طريقة للتخلص من النصرانية هو التسلل إليها عبر تظاهر بعض الفريسيين النشطاء والمتمكنين من الثقافات و الفلسفات و المذاهب الفكرية المختلفة باعتناق النصرانية، و لم يكن هناك أنسب من عدو النصرانية اللدود و جلاد النصارى شاول الطرسوسي.
2ـ يعمل الفريسيون بعد تسللهم إلى الديانة النصرانية إلى فصلها عن الديانة اليهودية و التوراة " العهد القديم "، و ذلك لضمان عدم تأثيرهم على الشعب الاسرائيلي.
3ـ يقوم الفريسيون ببث الفكر الوثني، و طمس الحنيفية، و نزع التوحيد من النصرانية، و ذلك من خلال بثهم لمختلف الثقافات و الفلسفات الوثنية و التي كان شاول يتقنها جيدا، لإبعاد النصارى عن رسالة السماء و وسائل و أسباب النصر، و حرمانهم من الخلاص رالأبدي.
4ـ استعان شاول بالثقافة و الاساطير الاغريقية في تقرير طبيعتي المسيح الإلهية و البشرية ـ التي زعمهما ـ، و كذلك في فكرة الأقانيم التي نقلها إلى المسيحية، فمن المعلوم أن الفلسفة اليونانية لا سيما الافلاطونية منها تمهد للوثنية بتبريرات جاهزة للميثولوجيا الاغريقية حيث تضع وسيطا بين الإله المتعالي الواحد المنزه التنزيه الكامل، وبين الكون والإنسان• حيث ينادي أفلاطون "بضرورة التمييز بين الإله المتعالي، وبين الإله الصانع الذي يرجع إليه صنع العالم وتدبيره "، وقد انتشرت هذه الفكرة بعده واتخذت صيغا مختلفة لدى التيارات التي يجمعها اسم ''الأفلاطونية المحدثة''.
5ـ كما استعان بالثقافة الهندوسية في التمهيد لبذر عقيدة التثليث.
قصة التثليث:
في القرن الخامس عشر قبل الميلاد وصل الغزاة الآريون إلى الهند مارِّين في طريقهم بالفرس "الإيرانيين"، ممَّا أثَّر كثيرا في معتقدات الغزاة الآريين، و حين استقر الآريون في الهند حصل تمازج بين خليط تلك المعتقدات الوثنية مما ولَّد الهندوسية كدين ذي معتقدات بدائية من عبادة الطبيعة والأجداد والبقر بشكل خاص وكان هناك سكان الهند الأصليين من الزنوج الذين كانت لهم أفكار ومعتقدات بدائية.
•و منذ أن وصل الآريون شكلوا طبقات ما تزال قائمة إلى الآن، إذ تنصُّ قوانين "منو" الهندوسية على الترتيب الطبقي التالي:
1ـ البراهمية: وهم الذين خلقهم الإله براهما من فمه: منهم المعلم والكاهن، والقاضي، ولهم يلجأ الجميع في حالات الزواج والوفاة، ولا يجوز تقديم القرابين إلا في حضرتهم.
2ـ الكاشتر: وهم الذين خلقهم الإله من ذراعيه: يتعلمون ويقدمون القرابين ويحملون السلاح للدفاع.
3ـ الويش: وهم الذين خلقهم الإله من فخذه: يزرعون ويتاجرون ويجمعون المال، وينفقون على المعاهد الدينية
. و في القرنين التاسع و الثامن قبل الميلاد و عندما وضع الكهنة ـ الذين يزعمون أن في طبائعهم عنصراً إلهياً ـ مذهب البرهمية وقالوا بعبادة براهما أدخل الكهنة عقيدة التثليث في الهندوسية عن طريق جمع الآلهة في إله واحد أخرج العالم من ذاته وهو الذي أسموه بـ:
1 - براهما: من حيث هو موجود
. 2 - فشنو: من حيث هو حافظ
. 3 - سيفا: من حيث هو مهلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/262)
فمن يعبد أحد الآلهة الثلاثة فقد عبدها جميعاً أو عبد الواحد الأعلى ولا يوجد أي فارق بينها، و هكذا وجد التثليث عند الهندوس، لينتقل بعدها إلى النصرانية بمجهودات شاؤول اليهودي غير المشكورة.
و نهناك نصٌّ قاطع في القرآن الكريم بشير إلى انتقال عقيدة بنوة المسيح لله عز وجل إلى النصارى من ثقافات سابقة على اليهود و النصارى في قوله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يضاهؤون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون} سورة التوبة - سورة 9 - آية 30.
بينما عقيدة بنوة المسيح لله عز وجل ـ تعالى الله عما يصفون ـ هي المرحلة الأولية للتثليث، فإنه إذا وجد الأب و الابن وجدت الأم كضرورة عقلية.
من هو بولس الرسول:
ـ كان شاول الطرطوسي متخصصاً بإذاقة أتباع المسيح سوء العذاب، إلاَّ أنه عاد بعد ذلك ليعلن إيمانه بالمسيح ـ بشكل مفاجئ ـ بعد زعمه رؤيته للمسيح أثناء عودة شاول من دمشق، مؤنباً له على اضطهاده لأتباعه، آمرا له بنشر تعاليمه بين الأمم.
فيذكر سفر الأعمال تنصر شاول المفاجئ و انقلابه دون مقدمات تقدمت لهذا الإنتقال، و لا تمهيدات مهدت له بعد زعمه أنَّه قد رأى المسيح - بعد رفعه بسنوات -، فبينما هو ذاهب إلى دمشق ـ في مهمة لرؤساء الكهنة ـ إذ تجلى له المسيح من بين جميع أفراد القافلة التي كان يسير معها، و زعم َ شاول أن المسيح منحه حينئذ منصب الرسالة.
والعجيب أن بولس الرسول ـ الذي تنتسب المسيحية المحرفة إلى رسائله و أسفاره ـ لم يكن إلاَّ ذلك اليهودي الفريسي المسمَّى "شاول"، و الذي تسمَّى فيما بعد ببولس، ولقِّب "بولس الرسول".
و أثرُ بولس في النصرانية ظاهر بل إن النصرانية المحرفة تكاد أن تكون مسيحية بولس التي طغت على النصرانية الموحِّدة التي نادى بها المسيح وتلاميذه من بعده ..
و يُعتبر بولس أشهر كَتَبة العهد الجديد، وأهم الإنجيليين على الإطلاق، فمن بين السبعة و عشرين سفرا من كتاب العهد الجديد قد ألف منهم أربعة عشر، وفيها فقط تجد العديد من العقائد النصرانية المحرفة و كذلك التصريح بالثالوث المقدس عندهم، بل أن هناك من ينسب إلى بولس كلٍ من من انجيلي مرقس و لوقا و كذلك سفر أعمال الرسل،، و هذا جعل الكثيرين من المؤرخين يجزمون أنه مؤسس المسيحية و واضع عقائدها.
ـ وكان مما ادَّعى بولس أن المسيح عليه السلام قاله له:
(16وَلَكِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ لأَنِّي لِهَذَا ظَهَرْتُ لَكَ لأَنْتَخِبَكَ خَادِماً وَشَاهِداً بِمَا رَأَيْتَ وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ بِهِ مُنْقِذاً إِيَّاكَ مِنَ الشَّعْبِ وَمِنَ الْأُمَمِ الَّذِينَ أَنَا الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ حَتَّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ الْخَطَايَا وَنَصِيباً مَعَ الْمُقَدَّسِين).
و بعد ذلك مكث بولس بدمشق ثلاثة أيام غادرها بعدها الى العربية كما يقص في رسالته الى أهل غلاطية:
(وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضاً إِلَى دِمَشْقَ. 18ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً)
و عندما عاد إلى دمشق حاول أن يرافق الحواريين خلال تنقلاتهم التبشيرية (حوالي عام 40 م)، و استخف تلاميذ المسيح النصارى بكلام بولس غير أنهم أوجسوا منه خيفةً لماضيه، فما كانوا يصدقون أنه قد تنصر، لأن المسيح كان قد أمرهم: "بطريق الأمم لاتمضوا" فكيف يغير كلامه الذى حرص عليه طوال رسالته بأن يدعوا اليهود فقط فلم يصدقوه نظرا لأنه كان من أشد اليهود تعصبا ضد النصارى وأنه كان يربط النصارى بالسلاسل للعذاب الى الموت الى أن أصبحت عظامهم زرقاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/263)
ـ إلا أن برنابا الحواري الذى كان من أقرب الناس للمسيح دافع عنه وقدمه إلى الحواريين فقبلوه، وبما يمتلكه شاول من حدة ذكاء وقوة حيلة ووفرة نشاط استطاع تغيير توجه الدعوه الى الأمم ووضع نظام للكنيسه واستطاع أن يأخذ مكاناً مرموقاً بين الحواريين وتسمى بـ بولس فأخذه برنابا تلميذ المسيح و قربه منهم حتى خرجوا جميعا يبشرون بديانتهم في أنحاء البلدة.
وتذكر كتب التاريخ النصراني بأن "متى" ذهب إلى الحبشة، وقُتل هناك بعد أن أسس أول مدرسة لاهوتية وكنيسة فيها بتوجيه من بطرس الذي أسس كنيسة روما وقتل في عهد نيرون عام 62م. – أما بولس فذهب إلى روما وأفسس وأثينا وأنطاكية، وأسس فيها كنائس نصرانية نظير كنيسة أورشليم ورسم لهم أساقفه.
وفي أحد جولاته في أنطاكية صحبه برنابا فنشأ خلافٌ حادٌّ حول طريقة بولس بعدم إكراه الأمميين على اتباع شريعة التوراة فعادا إلى بيت المقدس لعرض الأمر على الحواريين لحسم الخلاف بينهما والذى زاد حِدَّةَ الخلاف بينهما الأسلوب الذى اتبعه بولس بأن جعل الناس يتصورون أنهم آلهه، ويمكن مراجعه كتاب أعمال الرسل: «إِنَّ الآلِهَةَ تَشَبَّهُوا بِالنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا». 12فَكَانُوا يَدْعُونَ بَرْنَابَا «زَفْسَ» وَبُولُسَ «هَرْمَسَ».
ـ ثُمَّ أَتَى يَهُودٌ مِنْ أَنْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَةَ وَأَقْنَعُوا الْجُمُوعَ فَرَجَمُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ ظَانِّينَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ. فَحَصَلَ بَيْنَهُمَا مُشَاجَرَةٌ حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ. وَبَرْنَابَا أَخَذَ مَرْقُسَ وَسَافَرَ فِي الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ. وَأَمَّا بُولُسُ َ فَاجْتَازَ فِي سُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ يُشَيِّدُ الْكَنَائِسَ.
و كان لبولس دور كبير في صياغة سائر المعتقدات النصرانية، ليظهر التثليث و الذي انتقل من العقائد الهندوسية إلى النصرانية كعقيدة جلية في كتابات ترتليان الذي عاش في القرن الثاني الميلادي، و ليصبح عقيدة رسمية للنصارى عام 381م في مجمع القسطنطينية.
مراحل تحريف الفريسين للتصرانية:
ـ فيما بين عام 51 - 55م عقد أول مجمع يجمع بين الحواريين - مجمع أورشليم - تحت رئاسة يعقوب بن يوسف النجار المقتول رجماً سنة 62م ليناقش دعوى استثناء الأمميين من أحكام الشريعه، وفيه تقرر - إعمالاً لأعظم المصلحتين - استثناء غير اليهود من الالتزام بشريعة التوراة، و قد استطاع بولس إقناع الحواريين بكون ذلك من التسهيل الذي سيكون دافعاً للأمميين للانخلاع من ربقة الوثنية و الدخول في النصرانية، و كذلك لكسب الوثنيين الرومان والذين كانوا يحكمون البلاد ولهم الأمر.
ـ كما قُرِّر في المجمع ـ أيضاً ـ تحريم الزنا، وأكل المنخنقة، والدم، وما ذبح للأوثان.
ـ بينما أبيحت فيه الخمر ولحم الخنزير والربا، مع أنها محرمة في التوراة، و ذلك بحجة دعوة الأمميين و كسب الرومان الوثنيين.
- عاد شاول اليهودي "بولس" بصحبة برنابا إلى أنطاكية مرة أخرى، وبعد صحبة غير قصيرة انفصلا وحدث بينهما مشادة عظيمة نتيجة لإعلان بولس ما جنح به كلِّيةً عن الدين، فمن ذلك:
1ـ تسمية الدين النصراني بالمسيحيه.
2ـ نسخ أحكام التوراة وابطالها، و قوله عن التوراة أنها: " كانت لعنة تخلصنا منها إلى الأبد "، و " أن المسيح جاء ليبدل عهداً قديماً بعهد جديد " مخالفا لتعاليم المسيح من أنه ماجاء لينقض بل ليكمل.
2ـ كما استعار شاول اليهودي من فلاسفة اليونان فكرة الأقنوم وهى اتصال الإله بالأرض عن طريق الكلمة، أو ابن الإله، أو الروح القدس.
4ـ و قوله بعقيدة الصلب والفداء، و كذلك قيامة المسيح.
5ـ وأن الغرض الأساسى لرسالة المسيح كان تخليص اليهود بخاصَّة من الخطيئه، و هاهنا جنح كُلِّيةً إلى مصلحة الدين اليهودي، ثم لما خشي من اتهامه باليهودية عاد فغيَّرها كليةً بنظريةٍ أخرى أكثر تعميما، و هو أن المسيح جاء ليخلِّص الأمم جمعاء، وأن الصلب كان هو الغرض من رسالته و من صعوده إلى السماء.
6ـ كما استعار بولس بذور النثليث من عقائد الهندوس و البراهمة.
وهكذا بدأ الانفصال عن شريعة التوراة، التى تعتقد بوحدانيه الله بدون شريك، والتى أنبثقت منها النصرانيه ـ من اليهود الذين آمنوا بالمسيح عليه السلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/264)
و هكذا أيضا بُذِرت عقيده التثليث الوثنية التي سماها بولس المسيحيه، و التي آمن بها الوثنيون لأنها تتماشى مع مبادئهم، أما باقي الحواريين والرسل فإنهم قتلوا على يد الوثنيين في البلدان التي ذهبوا إليها للتبشير فيها
ردود فعل تجاه التحريف:
1ـ نتيجةً لأفكار بولس حدثت بينه و بين برنابا مشادة عظيمة أدَّت إلى فرقة نهائية بعد صحبة غير قصيرة.
2ـ و نتيجة لنفس الأفكار أيضاً اصطدم بولس مع بطرس أيضاً الذي هاجمه وانفصل عنه مما أثار الناس ضده، برنابا إلى أنطاكية مرة أخرى، وبعد صحبة غير قصيرة انفصلا وحدث بينهما مشادة عظيمة، فكل ما ذكر عن برنابا وبطرس في رسائل بولس فإنما هو قبل الافتراق.
2ـ و لهذا كتب بولس رسالة إلى أهل غلاطية ضمنها عقيدته ومبادئه، و من ثم واصل جولاته بصحبة تلاميذه إلى أوروبا وآسيا الصغرى ليلقى حتفه أخيراً في روما في عهد نيرون سنة 65م.
3ـ وقد استمرت المقاومة الشديدة لأفكار بولس عبر القرون الثلاثة الأولى: ففي القرن الثاني الميلادي تصدى هيولتس، وإيبيي فايتس، وأوريجين لها، وأنكروا أن بولس كان رسولا، وظهر بولس الشمشاطي في القرن الثالث، وتبعه فرقته البولسية إلا أنها كانت محدودة التأثير.
.
من هو برنابا؟
وأمّا برنابا فهو أحد التلاميذ (الحواريين) الملازمين لعيسى عليه السلام، و يعرف بابن الواعظ وهو لاوي قبرصي،، وهو خال مرقص، و كان رجلا صادقا طاهرا نقيا كما ذكرته كتب العهد الجديد ومن أكثر التلاميذ (الحواريين) ورعاً وحفظا للوصايا والتعاليم إذ ورد في سفر أعمال الرسل الإصحاح الحادي عشر الفقرة رقم (22 - 24):
((فسمع الخبر عنهم في آذان الكنيسة التي في أورشليم فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى إنطاكية الذي لمّا أتى ورأى نعمة الله فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب لأنه كان رجلاً صالحاً وممتلئاً من الروح القدس والإيمان، فأنضمّ إلى الربّ جمع غفير)).
إنجيل برنابا ...
يكفي لمعرفة أهمية هذا الانجيل أن مؤلفه هو برنابا تلميذ المسيح عليه السلام المعاصر للأحداث، وأول نسخة اكتشفت منه كانت في قعر الكنيسة الكاثوليكية، في مكتبة البابا سكتس الخامس بروما، إلاَّ أن هذا الانجيل يختلف عن الأناجيل الأربعة بما يلي:
1ـ (الله) عنده هو رب العالمين خالق السماوات
2 ـ الذبيح من أبناء إبراهيم إنما هو إسماعيل لا إسحاق.
3ـ يبشر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
4ـ لا يقول بصلب المسيح بل يؤكد بأن الله قد ألقى الشبه على يهوذا الإسخريوطي.
5ـ يحث على الختان.
6ـ يعتبر عيسى نبيًا لا أكثر.
و لذلك فقد فكان جزاء هذا الإنجيل الطرد من الكتاب المقدس وذلك بقرار البابا جلاسيوس عام 492م؛ لأنه يعارض الكتاب المقدس فيما يدّعونه بألوهية المسيح، إلى أن جاء فيما بعد الراهب اللاتيني " فرامرينو " الذي حصل عليه من مكتبة البابوية وأعلن إسلامه بعد قراءته له كما ذكر ذلك الدكتور النصراني خليل سعادة في مقدمة ترجمته لإنجيل برنابا ...
ورد في الفصل السادس والتسعون الفقرات من 1 - 15 صفحة 146:
(((1) ولما انتهت الصلاة قال الكاهن بصوت عال: " قف يا يسوع لأنه يجب علينا أن نعرف من أنت تسكيناً لامتنا "
(2) أجاب يسوع: " أنا يسوع بن مريم من نسل داود، بشر مائت ويخاف الله وأطلب أن لا يعطى الإكرام والمجد إلا لله "
(3) أجاب الكاهن: " انه مكتوب في كتاب موسى أن الهنا سيرسل لنا مسيّا الذي سيأتي ليخبرنا بما يريد الله وسيأتي للعالم برحمة الله (4) لذلك أرجوك أن تقول لنا الحق هل أنت مسيّا الله < تعني رسول الله> الذي ننتظره؟ "
(5) أجاب يسوع: " حقاً أن الله وعد هكذا ولكني لست هو لأنه خلق قبلي وسيأتي بعدي "
(6) أجاب الكاهن إننا نعتقد من كلامك وآياتك على كل حال أنك نبي وقدوس الله
(7) لذلك أرجوك بإسم اليهودية كلها وإسرائيل أن تفيدنا حباً في الله بأية كيفيه سيأتي مسيّا "
(8) أجاب يسوع " لعمر الله الذي تقف بحضرته نفسي أنّي لست مسيّا الذي تنتظره كل قبائل الأرض كما وعد الله أبانا إبراهيم قائلاّ: بنسلك أبارك كل قبائل الأرض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/265)
(9) ولكن عندما يأخذني الله من العالم سيثير الشيطان مرة أخرى هذه الفتنة الملعونة بأن يحمل عادم التقوى على الاعتقاد بأني الله وابن الله (10) فيتنجّس بسبب هذا كلامي وتعليمي حتى لا يكاد يبقى ثلاثون مؤمناً (11) حينئذٍ يرحم الله العالم ويرسل رسوله الذي خلق كل الأشياء لأجله (12) الذي سيأتي من الجنوب بقوّة وسيبيد الأصنام وعبدة الأصنام (13) وسينتزع من الشيطان سلطته على البشر (14) وسيأتي برحمة الله لخلاص الذين يؤمنون به (15) وسيكون من يؤمن بكلامه مباركاً)).
وفيما يلي صورة أصلية لهذه الفقرات من هذا الإنجيل (برنابا):
و فيما يتعلّق بالبشارة فقد ورد اسم محمد صلى الله عليه وسلّم في هذا الإنجيل صريحاّ اسماً وصفةً:
فقد ورد أيضاً في الفصل السابع والتسعون الفقرات من 4 - 10:
((فقال حينئذٍ يسوع: " إن كلامكم لا يعزيني لأنه يأتي ظلام حيث ترجون النور ولكن تعزيتي هي في مجيء الرسول الذي سيبيد كل رأي كاذب فيّ وسيمتدّ دينه ويعمّ العالم بأسره لأنه هكذا وعد الله أبانا إبراهيم وأن ما يعزيني هو أن لا نهاية لدينه لأن الله سيحفظه صحيحاً " أجاب الكاهن: " أيأتي رسل آخرون بعد مجيء رسول الله؟ "
فأجاب يسوع: "لا يأتي بعده أنبياء صادقون مرسلون من الله، ولكن يأتي عدد غفير من الأنبياء الكذبة وهو ما يحزنني لأن الشيطان سيثيرهم بحكم الله العادل فيتسترون بدعوى إنجيلي"
وأمّا عن ذكر اسم محمد (صلى الله عليه?وسلم) فقد ورد في الفقرات من 13 - 18:
((فقال حينئذٍ الكاهن: " ماذا يسمّى مسيّا وما هي العلامة التي تعلن مجيئه؟ "
أجاب يسوع " إن اسم مسيّا عجيب لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي قال الله: " اصبر يا محمد لأنّي لأجلك أريد أن اخلق الجنّه، العالم وجماً غفيراً من الخلائق التي أهبها لك حتى أن من يباركك يكون مباركاً ومن يلعنك يكون ملعوناً ومتى أرسلتك إلى العالم أجعلك رسولي للخلاص وتكون كلمتك صادقة حتّى أن السماء والأرض تهنان ولكن إيمانك لا يهن أبداً إن اسمه المبارك محمّد"
حينئذٍ رفع الجمهور أصواتهم قائلين: " يا الله أرسل لنا رسولك، يا محمد تعال سريعاً لخلاص العالم! " ... )).
وفيما يلي صورة أصلية لهذه الفقرات من هذا الإنجيل (برنابا):
دخول النصرانية إلى مصر
حين بدأت النصرانية في الانتشارفي الامبراطورية الرومانية، و منها الولاية المصرية، كان ذلك بين الجماهير ـ كما هي العادة في كل دين ـ.
و قبل أن تنتقل إلى الحكام، ونظراً إلى أن بيئة شعوب الإمبراطورية كانت مختلفة عن البيئة التي شهدت ميلاد المسيحية، وبعضها كان متشبعاً بالثقافتين اليونانية واللاتينية فقد كان من البديهي أن تصبح لمعتنقي المسيحية وخاصة الطبقة المثقفة نظرات فلسفية، و نظرا إلى أنه لا يُبنى على الباطل إلا الباطل، فقد بدأ مقدَّموهم البحث في أمور لاهوتية أشد غرابة و تعقيداً، من أهمها:
1ـ هل للمسيح عليه السلام طبيعة واحدة إلهية أم له طبيعتان أحداهما إلهية والأخرى إنسانية؟.
2ـ وهل له مشيئتان أم مشيئة واحدة؟ وهل له طاقتان أم طاقة واحدة؟
3ـ هو مساو له في الجوهر أم لا؟
4ـ السيدة مريم ـ عليها السلام ـ يصح أن يطلق عليها " أم الإله ".
5ـ إذا جاز ذلك فهل أمومتها له تشمل الطبيعة الإنسانية أم الطبيعتين الإلهية والإنسانية؟
وهي كما يرى القارئ مسائل فلسفية مبنية على عقائد وثنية أدخِلت في النصرانية عن طريق شاول اليهودي أو من جاء من بعده، ممَّا جعل من الخلاف حول
طبيعة المسيح عليه السلام: هل هي طبيعة واحدة أم طبيعتان؟ هو الأشد ضراوة حتى أدى ذلك إلى شطر الكنيسة المسيحية إلى كنيستين سنة 45م وانقسم اتباع عيسى عليه السلام إلى كاثوليك (المؤمنين بالطبيعتين) والارثوذكس (المؤمنين بالطبيعة الواحدة) (ويتبعهم السريان الذين أطلق عليم اليعاقبة).
و تعددت أثناء ذلك المذاهب مثل:
الإثناسية، الأريوسية، البلاجيوسية، النسطورية، الدوناتية .... الخ.
و لما كانت علاقة مصر بالمسيحية قد ابتدأت مبكرا، و ذلك برحلة "العائلة المقدسة" الى مصر هروباً من الاضطهاد الروماني واليهودي. وقد دخلت المسيحية مصر على يد القديس مرقس الحوارى، و بدخوله إلى مصر يبدأ تاريخ المسيحية في مصر كما يقول المؤرخون المسيحيون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/266)
و في عام 61 م في وقت عانى فيه المصريون مظالم الحكم الروماني واضطهاده الشديد للمصريين بفرض الضرائب الكبيرة التي أجبرت أصحاب الأراضي الزراعية إلى تركها بسبب عجزهم عن دفع الضرائب وهروباً من أعمال السخرة التي فرضها عليهم الرومان. وقد تكونت جماعة مسيحية في مصر امتدت إلى أن أصبحت الكنيسة القبطية أقدم مؤسسة مسيحية وقد استمر الاضطهاد الروماني للمسيحية في مصر منذ القرن الأول الميلادي. وبلغت هذه الاضطهادات ذروتها في استشهاد القديس مرقس عام 68م. وفي القرن الثالث وقع أكبر اضطهاد بالجماعة المسيحية على يد الإمبراطور دقلديانوس 248 - 305 م، وسمي عصره بعصر الشهداء ويبدأ التقويم المسيحي المسمى بتقويم الشهداء بالسنة الأولى من حكم دقلديانوس (عام 284 م).
لماذا دخل الرومان في النصرانية؟؟:
كان الرومان قبل عهد الامبراطور قسطنطين وثنيين يعبدون أشكالا متعددة من الآلهة و الأوثان، إلاَّ أنَّ الإمبراطور قسطنطين أعلن في عام (324م) تحوله إلى الدين النصراني واعترافه بالمسيحية ديناً رسمياً للإمبراطورية البيزنطية وذلك عندما أحس ببداية سريان الضعف في الامبراطورية الرومانية، فرأى نقل العاصمة من روما إلى مدينةبيزنطة، و التي سمَّاها بالقسطنطينية.
و مع أن قسطنطين كان في الحقيقة وثنيا، إذ أنه لم يتعمدَّ مسيحيا إلاَّ قبيل وفاته بثلاثة أيام فقط ـ و هو في فراش الموت ـ، إلاَّ أنه رأى مسايرة الشق الشرقي من الامبراطورية الرومانية باعتناق الدين النصراني الذي يعتنقه كثير من شعوب تلك المناطق بعد خلطه بالوثنية التي كان قد تربَّى عليها، و ذلك لعدة أسباب:
1ـ التوفيق بين المسيحية التي يعتنقها غالبية شعوب الشق الشرقي من الامبراطورية الرومانية و "الوثنية التي كانت دين الامبراطورية الرسمي".
2ـ كون الدين المسيحبي دين سماوي الأصل، و بالتالي فإنه سيؤدي إلى تلاحم و قوة الامبراطورية الرومانية، بعكس الأمم الوثنية التي كانت تعبد أوثانا متعددة، و بالتالي تختلف مذاهبها باختلاف مناطقها و معبوداتها.
3ـ التقرب إلى شعوب تلك المناطق الشرقية تمهيدا لنتقل العاصمة الرومانية إلى القسطنطينية.
وقد لاحظ قسطنطين انتشار الدين النصراني بشكل واسع في ممالكه الشرقية، و لذلك فإن الامبراطور قسطنطين قد أعلن ميوله وعطفه على النصارى من أجل الحفاظ على مقومات النصر على خصمه، فأعلن عن دفاعه عن مذهب أثناسيوس القائل بالتثليث حينما كانت عاصمة دولته في روما.
ومن أجل ذلك رأس مجمع نيقية سنة 325م، وتذكر مصادر النصارى أن أولئك الثلاثمائة والثمانية عشر لم يكونوا مجمعين على القول بألوهية المسيح، ولكن إجماعهم كان تحت سلطان الإغراء بالسلطة الذي قام به قسطنطين بدفعه إليهم شارة ملكه ليتحكموا في المملكة، فقد دفعهم حب السلطان إلى أن يوافقوا هوى قسطنطين الذي ظهر في عقد مجلس خاص بهم دون الباقين، لاعتقاده إمكان إغرائهم، فأمضى أولئك ذلك القرار تحت سلطان الترغيب أو الترهيب، أوهما معاً، وبذلك قرروا ألوهية المسيح،ليبيعوا بذلك نصرانية عيسى عليه السلام بمسيحية بولس المحرفة، و مِن ثَمَّ برغمون الناس على اعتناقها بقوة السيف ورهبة الحكام، وحينما صدر قرار مجمع نيقية ضد أريوس وحرمانه، وتجريده من رتبته الدينية، صادَق قسطنطين على ذلك القرار.
4ـ إلاَّ أن قسطنطين كان قد عزم على نقل عاصمة الإمبراطورية الرومانية من روما إلى بيزنطة، والتي يوجد فيها أكثرية نصرانية تعتنق مذهب أريوس، و تم له ذلك في عام 335م وأصبح يطلق عليها القسطنطينية، و لذلك أحضر أريوس قبل ذلك وعفا عنه، يقول فاسيليف:
((عندما شرع قسطنطين في نقل عاصمته إلى الشرق، وأحس بالحاجة إلى استرضاء سكان القسم الشرقي من الامبراطورية لم يجد غضاضة في تغيير عقيدته أوميوله نحو المذهب الأريوسي))، فاستدعى أريوس من منفاه سنة 327م، وعقد له مجمع صور سنة 334م، وألغى قرار الطرد (و ستأتي هذه القضية بشيء من التفصيل).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/267)
ويقال: أن أول امبراطور تعمَّد باسم الثالوث المقدَّس حسب عقيدة النصارى، هو الامبراطور ثيودوسيوس الكبير الذي رعى عقد مجمع القسطنطينية، وأنه وقادة الكنيسة تنفسوا الصعداء وشعروا كما شعر الامبراطور قسطنطين وقادة الكنيسة بعد قبول قانون الإيمان النيقوي في سنة 325 م، بسرور وارتياح عظيمين؛ لأنهم ظنوا بأن مجمع نيقية استطاع أن يستأصل الهرطقة من جذورها، وأن يعيدوا الوحدة إلى الامبراطورية وإلى الكنيسة المهددتين بالانقسام والاضطراب.
وعندما تقرر رسمياً إقرار الاعتقاد بألوهية الروح القدس في مجمع القسطنطينية سنة 381م، أصدر الامبراطور ثودوسيوس الكبير مرسوماً أعلن فيه ما يلي:
((حسب تعليم الرسل وحق الإنجيل، يجب علينا أن نؤمن بلاهوت الأب والابن والروح القدس، المتساوي في السلطان، وكل من يخالف ذلك يجب عليه أن ينتظر منا العقوبات الصارمة التي تقتضي سلطتنا بإرشاد الحكمة السماوية أن نوقعها به، علاوة على دينونة الله العادل)).
من هو اريوس:
و كرد فعل للأفكار المسيحية المحرفة،وفي حوالي عام323 للميلاد ـ عيَّنت كنيسة بوكاليس في الإسكندرية في منصب أسقف في الإسكندرية أسقف أصله من ليبيا واسمه آريوس Arius, Arrious. ، وكان هذا الرجل قد درس في أنطاكية حيث تأثر بمذهب النصارى الموحدين، ثم جاء إلى الإسكندرية لمتابعة الدراسة فصار يدعو إلى التوحيد و يحارب بدعة التثليث، وكان فصيحا قوي الشخصية، وقد شنها ثورة عارمة على القول بألوهية المسيح، مؤكدا بشريته، مقررا أن الله وحده عز و جل هو الإله الخ• فتبعه كثير من رجال الدين وجمهور الشعب ومن هنا وُصِف هو وأتباعه بـ''الموحدين''•
وكان يقول: ''إذا كان الله الآب مطلق الكمال، ومطلق السمو، ومطلق الثبات، وإذا كان منشئ كل الأشياء دون أن يكون ذاته صادراً عن أي شيء آخر فإنه من الواضح أنّ كل شيء وكل شخص آخر في العالم منفصل عن الله، وإذا كان كل شيء منفصلاً عن الله، فلابد إذن أن يكون يسوع أيضاً منفصلاً عن الله''•
أحدثت آراء أريوس الجريئة هذه أزمة خطيرة على الصعيدين الديني والسياسي في الإمبراطورية البيزنطية، فانقسم رجال الدين والجمهور المسيحي حولها إلى مؤيدين ومعارضين•
كان جل مؤيدي أريوس من عامة الشعب والفقراء خاصة، بينما كان معارضوه من أعمدة النظام الكهنوتي وأشياعه• فكانت أزمة استمرت أزيد من سنتين (318 - 320م) • ومن أجل وضع حد لهذه الأزمة تدخل الإمبراطور ''قسطنطين '' إلى جانب أريوس أولا، ثم ما لبث أن عاد فوقف إلى جانب الكنيسة ورجالها• وللفصل في الأمر دعا رجال الدين إلى عقد مجمع مسكوني في نيقيه عام 325م، لإيجاد حل كهنوتي لهذه المسألة• وقد قرر هذا المجمع طرد آريوس وأصحابه على أساس أنهم فرقة ضالة مبتدعة، ووضع المجمع ''قانون الإيمان'' المسيحي الذي ينص على ألوهية المسيح، ويرسِّم عقيدة التثليت•
قامت معارضة شديدة واسعة في وجه ''قانون الإيمان'' ذاك• حيث رفضه أريوس وعارضه كثير من أتباعه، الذين نشطوا في الدعاية لمذهبهم التوحيدي ''التنزيهي''، فاستطاعوا التأثير على كثير من أعضاء الكنيسة في فترات متقطعة لسنوات عديدة بعد مجمع نيقيه•
ومع أن المجمع المسكوني المنعقد عام 381م في القسطنطينية قد رسَّم ''قانون الإيمان'' المكرس للتثليث، إلا أن أتباع أريوس قد استطاعوا الاستمرار في نشر مذهبهم التوحيدي في أنحاء كثيرة من الإمبراطورية البيزنطية، وفي شمال الجزيرة العربية بصفة خاصة: في سوريا وفلسطين والأردن والعراق•• الخ• أما المذهب الرسمي فلم يلبث أن شهد هو الآخر انقسامات داخله، فظهرت جماعات أخرى ما لبثت أن دخلت في صراعات مع بعضها بعضا، منها جماعات قالت بآراء جديدة تحاول الجمع بين الطبيعتين، اللاهوتية والناسوتية، في شخص السيد المسيح فاعتبرت هي الأخرى مبتدعة•
الرومان يكملون مسيرة التحريف:
ليبدأ النصارى بعد ذلك عهداً جديداً من تأليه المسيح عليه الصلاة والسلام وظهور اسم المسيحية، و خلال هذه المرحلة ظهرت الرهبانية في النصرانية في مصر أولاً على يد القديس بولس الطبي 241 - 356م والقديس أنطوان المعاصر له، إلا أن الديرية - حركة بناء الأديرة - نشأت أيضاً في صعيد مصر عام 315 - 320م أنشأها القديس باخوم، ومنها انتشرت في الشام وآسيا الصغرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/268)
وبعد اعلان قسطنطين النصرانية دينا للامبراطورية الرومانية كان أباطرة بيزنطة من المؤمنين بالطبيعتين، وخالفتهم في ذلك كنيستا الإسكندرية وإنطاكية على وجه الخصوص ويمكن القول أن الشعوب الشرقية (الشام ومصر) كانت قبل ذلك قد تمذهبت جميعها برأي أو عقيدة الطبيعة الواحدة للمسيح عليه السلام.
وفي نفس الوقت دخلت غرب أوروبا على يد القديس كاسليان 370 - 420م ومارتن التوري 316 - 387م، كما ظهر مجموعة من الآباء المتأثرين بمدرسة الإسكندرية الفلسفية (الأفلاطونية الحديثة) وبالفلسفة الغنوصية، مثل كليمنت الإسكندري 150 - 215م أوريجانوس 185 - 245م وغيرهم أعلى الصفحه العصر الذهبي للنصارى - يطلق مؤرخو الكنيسة اسم العهد الذهبي للنصارى ابتداء من تربع الإمبراطور قسطنطين على عرش الإمبراطورية الرومانية عام 312م لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل تاريخ النصرانية. ويمكن تقسيم ذلك العهد إلى مرحلتين رئيسيتين: • مرحلة جمع النصارى على عقيدة واحدة (عصر المجامع أو عهد الخلافات والمناقشات)
: - ما إن أعلن قسطنطين إعلان ميلان حتى قرَّب النصارى وأسند إليهم الوظائف الكبيرة في بلاط قصره، وأظهر لهم التسامح، وبنى لهم الكنائس، وزعمت أمه هيلينا اكتشاف الصليب المقدس، الذي اتخذه شعاراً لدولته بجانب شعارها الوثني،فنشطت الدعوة إلى النصرانية، ودخل الكثير من الوثنيين وأصحاب الفلسفات في النصرانية، مما كان له أثره البالغ في ظهور الكثير من العقائد والآراء المتضاربة، والأناجيل المتناقضة، حيث ظهر أكثر من خمسين إنجيلاً، وكل فرقة تدعي أن إنجيلها هو الصحيح وترفض الأناجيل الأخرى. .
- وفي وسط هذه العقائد المختلفة والفرق المتضاربة ما بين من يؤله المسيح وأمه (الريمتين) أو من يؤله المسيح فقط. أو يدعي وجود ثلاثة آلهة: إله صالح وإله طالح، وآخر عدل بينهما (مقالة مرقيون). أعلن آريوس أحد قساوسة كنيسة الإسكندرية صرخته المدوية بأن المسيح عليه السلام ليس أزلياً، وإنما هو مخلوق من الأب، وأن الابن ليس مساوياً للأب في الجوهر، فالتف حوله الأنصار وكثر أتباعه في شرق الإمبراطورية حتى ساد مذهبه التوحيدي كنائس مصر والإسكندرية وأسيوط وفلسطين ومقدونيا والقسطنطينية وأنطاكية وبابل، مما أثار بطريرك الإسكندرية بطرس ضده ولعنه وطرده من الكنيسة، وكذلك فعل خلفه البطريرك إسكندر، ثم الشماس إثناسيوس، وضماناً لاستقرار الدولة أمر الإمبراطور قسطنطين عام 325م بعقد اجتماع عام يجمع كل أصحاب هذه الآراء للاتفاق على عقيدة واحدة يجمع الناس حولها، فاجتمع في نقية 2048 أسقفاً منهم 338 يقولون بألوهية المسيح، وانتهى ذلك المجمع بانحياز الإمبراطور إلى القول بألوهية المسيح ولينفض على القرارات التالية:
1 - لعن آريوس الذي يقول بالتوحيد ونفيه وحرق كتبه، ووضع قانون الإيمان النيقاوي (الأثناسيوسي) الذي ينص على ألوهية المسيح.
2 - وضع عشرين قانوناً لتنظيم أمور الكنيسة والأحكام الخاصة بالأكليريوس.
3 - الاعتراف بأربعة أناجيل فقط: (متى، لوقا، مرقس، يوحنا) وبعض رسائل العهد الجديد والقديم، وحرق باقي الأناجيل لخلافها عقيدة المجمع.
- للتغلب على عوامل انهيار وتفكك الإمبراطورية أنشأ قسطنطين مدينة روما الجديدة عام 324م في بيزنطة القديمة باليونان على نفس تصميم روما العديمة، وأنشأ بها كنيسة كبيرة (أجيا صوفيا) ورسم لهم بطريركاً مساوياً لبطاركة الإسكندرية وأنطاكية في المرتبة على أن الإمبراطور هو الرئيس الأعلى للكنيسة. وعرفت فيما بعد بالقسطنطينية، ولذلك أطلق عليها بلاد الروم، وعلى كنيستها كنيسة الروم الشرقية أو كنسية الروم الأرثوذكس.
- تمهيداً لانتقال العاصمة إلى روما الجديدة (القسطنطينية) اجتمع قسطنطين بآريوس حيث يدين أهل القسطنطينية والجزء الشرقي من الإمبراطورية بعقيدته، وإحساساً منه بالحاجة إلى استرضاء سكان هذا القسم أعلن الإمبراطور موافقته لآريوس على عقيدته، وعقد مجمع صور سنة 334 م ليعلي من عقيدة آريوس، ويلغي قرارات مجمع نيقية، ويقرر العفو عن آريوس وأتباعه. ولعن أثناسيوس ونفيه، وهكذا انتشرت تعاليم آريوس أكثر بمساعدة الإمبراطور قسطنطين أعلى الصفحه.
تقسيم الامبراطورية الرومانية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/269)
قسم قسطنطين الإمبراطورية قبل وفاته عام 337م على أبنائه الثلاثة: فأخذ قسطنطين الثاني الغرب، وقسطنطيوس الشرق، وأخذ قنسطانس الجزء الأوسط من شمال إفريقيا، وعمد كل منهم إلى تأييد المذهب السائد في بلاده لترسيخ حكمه.
ـ فاتجه قسطنطيوس إلى تشجيع المذهب الآريوسي؟
ـ بينما شجع أخوه قسطنطين الثاني المذهب الأثناسيوسي مما أصل الخلاف بين الشرق اليوناني والغرب اللاتيني؟؟.
- توحدت الإمبراطورية تحت حكم قسطنطيوس عام 353 - 361م بعد وفاة قسطنطين الثاني، ومقتل قنسطانس، ووجد الفرصة سانحة لفرض مذهبه الأريوسي على جميع أجزاء الإمبراطورية شرقاً وغرباً.
- لم يلبث الأمر طويلاً حتى اعتلى فلؤديوس عرش الإمبراطورية 379 - 395م الذي اجتهد في إلغاء المذهب الآريوسي والتنكيل بأصحابه، والانتصار للمذهب الأثناسيوسي. - ولذلك ظهرت في عهده دعوات تنكر الأقانيم الثلاثة ولاهوت الروح القدس، فقرر عقد مجمع القسطنطينية الأول 382م، وفيه فرض الإمبراطور العقوبات المشددة على أتباع المذهب الآريوسي. كما تقرر فيه أن روح القدس هو روح الله وحياته، وأنه من اللاهوت الإلهي، وتم زيادته في قانون الإيمان النيقاوي، ولعن من أنكره مثل مكدنيوس، وذلك بالإضافة إلى عدة قوانين تنظيمية وإدارية تتعلق بنظام الكنيسة وسياستها.
نشأة البابوية:
على إثر تقسيم الإمبراطورية إلى شرقية وغربية، ونتيجة لضعف الإمبراطورية الغربية تم الفصل بين سلطان الدولة والكنيسة، بعكس الأمر في الإمبراطورية الشرقية حيث رسخ الإمبراطور قسطنطين مبدأ القيصرية البابوية، ومن هنا زادت سلطات أسقف روما وتحول كرسيه إلى بابوية لها السيادة العليا على الكنيسة في بلدان العالم المسيحي الغربي (روما - قرطاجة). وقد لعب البابا داماسوس الأول 366 - 384م دوراً هاماً في إبراز مكانة كرسي روما الأسقفي - سيادة البابوية -، وفي عهده تم ترجمة الإنجيل إلى اللغة اللاتينية، ثم تابعه خلفه البابا سيري كيوس 384 - 399م في تأليف المراسم البابوية.
بداية الصراع والتنافس بين الكنيستين:
- ظهر الصراع والتنافس بين كنيسة روما بما تدعي لها من ميراث ديني، وبين كنيسة القسطنطينية عاصمة الدولة ومركز أباطرتها في مجمع أفسس الأول عام 431م حيث نادى نسطور أسقف القسطنطينية بانفصال طبيعة اللاهوت عن الناسوت في السيد المسيح عليه السلام، وبالتالي فإن اللاهوت لم يولد ولم يصلب، ولم يقم مع الناسوت، وأن المسيح يحمل الطبيعتين منفصلتين: اللاهوتية والناسوتية، وأنه ليس إلها، وأمه لا يجوز تسميتها بوالدة الإله، وقد حضر المجمع مائتان من الأساقفة بدعوة من الإمبراطور ثؤديوس الصغير الذي انتهى بلعن نسطور ونفيه، والنص في قانون الإيمان بأن مريم العذراء والدة الإله.
- و ظهرت حينذاك دعوى أرطاخي باتحاد الطبيعتين في السيد المسيح، و لذلك فقد عقد له أسقف القسطنطينية فلافيانوس مجمعاً محلياً وقرر فيه قطعه من الكنيسة ولعنه، لكن الإمبراطور ثاؤديوس الصغير قبل التماس أرضاخي، وقرر إعادة محاكمته، ودعا لانعقاد مجمع أفسس الثاني عام 449م برئاسة بطريرك الإسكندرية ديسقورس لينتهي بقرار براءته مما نسب إليه.
انفصال الكنيسه مذهبيا:لم يعترف أسقف روما ليو الأول بقرارات مجمع أفسس الثاني 449م وسعى الإمبراطور مركيانوس لعقد مجمع آخر للنظر في قرارات ذلك المجمع، فوافق الإمبراطور على عقد المجمع في القسطنطينية، ثم في كلدونية 451م لمناقشة مقالة بابا الإسكندرية ديسقورس: من أن للمسيح طبيعتين في طبيعة واحدة (المذهب الطبيعي - المونوفيزتية)، ليتقرر لعن ديسقورس وكل من شايعه ونفيه، وتقرير أن للمسيح طبيعتين منفصلتين. فكان ذلك دافعاً ألاَّ تعترف الكنيسة المصرية بهذا المجمع ولا بالذي يليه من المجامع. ومنذ ذلك التاريخ انفصلت الكنيسة مستقلة تحت اسم الكنيسة المرقسية - الأرثوذكسية - أو القبطية تحت رئاسة بطريرك الإسكندرية، وانفصلت معها كنيسة الحبشة وغيرها، لييدأ الانفصال المذهبي عن الغربية. بينما اعترفت كنيسة أورشليم الأرثوذكسية بقرارات مجمع كلدونية وصارت بطريركية مستقلة تحت رئاسة البطريرك يوفيناليوس • نشأة الكنيسة اليعقوبية: - واجه الإمبراطور جستنيان 527 - 565م صعوبة بالغة في تحقيق طموحه بتوحيد مذهبي الإمبراطورية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/270)
لتتحقق له سلطة الإمبراطورية والبابوية معاً. بعد انتصاره في إيطاليا ودخل جيوش روما حاول إرضاء زوجته بفرض مذهب الطبيعة الواحدة (المونوفيزتية) على البابا فجليوس الذي رفض ذلك بشدة، مما عرضه إلى القبض عليه وترحيله إلى القسطنطينية، ليعقد مجمع القسطنطينية الخامس سنة 553م الذي انتهى بتقرير مذهب الطبيعة الواحدة، ولعن أصحاب فكرة تناسخ الأرواح، وتقرير أن عيسى عليه السلام كان شخصية حقيقة وليست بخيالية.
- ومن آثار هذا المجمع استقلال أصحاب مذهب الطبيعة الواحدة إقامة كنسية الرهامما زاد في عداء البابوية للإمبراطورية الشرقية. • نشأة الكنيسة المارونية: - في عام 678 - 681م عمل الإمبراطور قسطنطين الرابع على استرضاء البابا أجاثون بعدما فقد المراكز الرئيسية لمذهب الطبيعة الواحدة في مصر والشام لفتح المسلمين لهما، فتم عقد مجمع القسطنطينية الثالث عام 680م للفصل في قول يوحنا مارون من أن للمسيح طبيعتين ومشيئة واحدة. وفيه تقرر أن للمسيح طبيعتين ومشسئتين، ولعن وطرد من يقول بالطبيعة الواحدة أو بالمشيئة الواحدة، ولذلك انفصلت طائفة المارونية ولحقت بسابقتها من الكنائس المنفصلة
-انفصال الكنيسه إداريا –
جاء هذا الانفصال بعد النزاع والصراع الطويل ابتداء من الإمبراطور ليو الثالث 726م الذي أصدر مرسوماً يحرم فيه عبادة الأيقونات، ويقضي بإزالة التماثيل والصور الدينية والصلبان من الكنائس والأديرة والبيوت على أنها ضرب من الوثنية، متأثراً بدعوة المسلمين لإزالة هذه التماثيل التي بالكنائس في داخل الدولة الإسلامية. - تصدى لهذه الدعوة البابا جريجوري الثاني، ثم خلفه البابا جريجوري الثالث ليصدر الإمبراطور قراراً بحرمان الكراسي الأسقفية في صقلية وجنوب إيطاليا من سلطة البابا الدينية والقضائية وجعلها تحت سلطان بطريرك القسطنطينية. واستمر الوضع على ذلك إلى أن جاء الإمبراطور قسطنطين الخامس 741 - 775م، وازدادت الثورات اشتعالاً ضد دعاة اللاأيقونية، فعقد مجمعاً، ولم يحضره سوى ثلاثمائة وأربعين أسقفاً تحت رئاسة بطريرك القسطنطينية ليقضي بتحريم تصوير المسيح في أي شكل، وكذلك تحريم عبادة صور القديسين، وتحريم طلب الشفاعة من مريم، لأن كل هذا من ضروب الوثنية.
. - ولكن هذه القرارات لم تدم طويلاً حيث أمرت الإمبراطورة الأيقونية إبرين التي خلفت زوجها الإمبراطور ليو الخزري بعقد مجمع نيقية عام 787م بعد تعيينها للبطريرك خرسيوس المتحمس للأيقونية بطريركاً على القسطنطينية، وانتهى المجمع على تقديس صور المسيح ووالدته والقديسين،ووضع الصور في الكنائس والأديرة والبيوت والطرقات بزعم أن النظر إليهم يدعو للتفكير فيها. - في عمان 869م أثار بطريرك القسطنطينية فوسيوس مسألة الروح القدس من الأب وحده فعارضه - كالعادة - بطريرك روما وقال إن انبثاق الروح القدس من الأب والابن معاً، وعقد لذلك مجمع القسطنطينية الرابع 869م (مجمع الغرب اللاتيني) الذي تقرر فيه أن الروح القدس منبثقة من الأب والابن معاً، وأن جميع المسيحيين في العالم خاضعون لمراسيم بابا روما، وأن من يريد معرفة ما يتعلق بالمسيحيه وعقائدها عليه برفع دعواه إلى بابا روما. ولذلك تم لعن وعزل فوسيوس وحرمانه وأتباعه، إلا أن فسيوس استطاع أن يعود إلى مركزه مرة أخرى. وفي عام 879م عقد المجمع الشرقي اليوناني (القسطنطينية الخامس) ليلغي قرارات المجمع السابق، ويعلن أن الروح والقدس منبثقة من الأب وحده ويدعو إلى عدم الاعتراف إلا بالمجامع السبعة التي آخرها مجمع نيقية 787م.
- وهكذا تم الانفصال المذهبي للكنيسة الشرقية تحت مسمى الكنيسة الشرقية والأرثوذكسية، أو كنيسة الروم الأرثوذكس برئاسة بطريرك القسطنطينية ومذهباً بأن الروح القدس منبثقة من الأب وحده، على أن الكنيسة الغربية أيضاً تميزت باسم الكنيسة البطرسية الكاثوليكية، ويزعم أن لبابا روما سيادة على كنائس الإمبراطورية وأنها أم الكنائس ومعلمتهن، وتميزت بالقول بأن الروح القدس منبثقة عن الأب والابن معاً. ولم يتم الانفصال النهائي - الإداري - إلا في عام (1054م)، وبذلك انتهى عهد المجامع المسكونية،وحلت محلها المؤتمرات الإقليمية أو سلطات البابا المعصوم لتستكمل مسيرة الإنحراف والتغيير في رسالة عيسى عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/271)
السلام. - ومن أبرز سمات هذه المرحلة الأخيرة - القرون الوسطى - الفساد، ومحاربة العلم والعلماء والتنكيل بهم والاضطهاد لهم، وتقرير أن البابا معصوم له حق الغفران، مما دفع إلى قيام العديد من الحركات الداعية لإصلاح فساد الكنيسة، وفي وسط هذا الجو الثائر ضد رجال الكنيسة انعقد مؤتمر تزنت عام 1542 - 1563م لبحث مبادئ مارتن لوثر التي تؤيدها الحكومة والشعب الألماني،وانتهى إلى عدم آراء الثائرين أصحاب دعوة الإصلاح الديني. ومن هنا انشقت كنيسة جديدة هي كنيسة البروتستانت ليستقر فارب النصرانية بين أمواج المجامع التي عصفت بتاريخها على ثلاث كنائس رئيسية لها النفوذ في العالم إلى اليوم، ولكل منها نحلة وعقيدة مستقلة، وهي: الأرثوذكس، الكاثوليك، البروتستانت، بالإضافة إلى الكنائس المحدودة مثل: المارونية، والنسطورية، واليعقوبية، وطائفة الموحدين، وغيرهم وأهم الأفكار والمعتقدات يمكن إجمال أفكار معتقدات النصرانية بشكل عام فيما يلي: علماً بأنه سيفصل فيما بينهم من خلاف في المباحث التالية: • الألوهية والتثليث: مع أن النصرانية في جوهرها تعني بالتهذيب الوجداني، وشريعتها هي شريعة موسى عليه السلام.
اضطهاد الرومان لللنصرانية:عانت الدعوة النصرانية أشد المعاناة من سلسلة الاضطهادات والتنكيل على أيدي اليهود الذين كانت لهم السيطرة الدينية، ومن الرومان الذين كانت لهم السيطرة والحكم، ولذلك فإن نصيب النصارى في فلسطين ومصر كان أشد من غيرهم، حيث اتخذ التعذيب والقتل أشكالاً عديدة، ما بين الحمل على الخشب، والنشر بالمناشير، إلى التمشيط ما بين اللحم والعظم، والإحراق بالنار. - من أعنف الاضطهادات وأشدها:
1 - اضطهاد نيرون سنة 64م الذي قتل فيه بطرس وبولس.
2 - واضطهاد دمتيانوس سنة 90م وفيه كتب يوحنا إنجيله في أفسس باللغة اليونانية.
3 - واضطهاد تراجان سنة 106م وفيه أمر الإمبراطور بإبادة النصارى وحرق كتبهم، فحدثت مذابح مروعة قتل فيها يعقوب البار أسقف أورشليم.
4 - ومن أشدها قسوة وأعنفها اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس 284م الذي صمم على أن لا يكف عن قتل النصارى حتى تصل الدماء إلى ركبة فرسه، وقد نفذ تصميمه، وهدم الكنائس وأحرق الكتب، وأذاقهم من العذاب صنوفاً وألوناً، مما دفع النصارى من أقباط مصر إلى اتخاذ يوم 29 أغسطس 284ن بداية لتقويمهم تخليداً لذكرى ضحاياهم.
- وهكذا استمر الاضطهاد يتصاعد إلى أن استسلم الامبراطور جالير لفكرة التسامح مع النصارى لكنه مات بعدها، ليعتلي قسطنطين عرش الإمبراطورية.
- سعى قسطنطين بما لأبيه من علاقات حسنة مع الشرق، فأعلن مرسوم ميلان الذي يقضي بمنحهم الحرية في الدعوة والترخيص لديانتهم ومساواتها بغيرها من ديانات الإمبراطورية الرومانية، وشيد لهم الكنائس، و بالرغم من أن أغلب كتب التاريخ التي تتعلق بتلك الفترة تؤكد أن الإمبراطور فيليب "العربي" و الذي تولَّى عرش الامبراطورية عام 244م أي قبل تولِّي قسطنطين بثمانين عام كان مسيحياً منذ صغره وبالمقابل قسطنطين لم يتعمد إلا قبل وفاته بأيام إلاَّ أن التواريخ الرومانية تجعل من حدث إعلان قسطنطين للنصرانية مذهبا رسميا للدولة تاريخا لاقتران الامبراطورية الرومانية بالمسيحية، وبذلك انتهت أسوأ مراحل التاريخ النصراني قسوة، التي ضاع فيها إنجيل عيسى عليه السلام، وقتل الحواريين والرسل، وبدأ الانحراف والانسلاخ عن شريعة التوراة.
اضطهاد الرومان لأقباط مصر خاصة:
كان من المفروض أن تنتهي الاضطهادات الرومانية للأقباط بدخول قسطنطين في المسيحية، إلاَّ أن الاضطهادات الرومانية زادت حِدَّتُها بعد أن اتخذت منحىً آخر.
حيث أوجدت الصراعات المسيحية العقدية بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة روما والقسطنطينية، الأمر الذي انتهى إلى انقسام الكنيسة بعد مؤتمر خليقودنية عام 451م وخلال حكم الإمبراطور البيزنطي مرقيانوس 450 - 457م الى مذهبين: مذهب الطبيعة الواحدة للمسيح بزعامة كنيسة الإسكندرية ومذهب الطبيعتين وتتزعمه كنيستا روما والقسطنطينية. وتسمى الكنيسة القبطية المصرية بكنيسة الإسكندرية، لأن الإسكندرية كانت أول بلد نزل به القديس مرقس وتكونت فيه أول جماعة مسيحية مصرية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/272)
وآمن الرومان الذين كانوا يحتلون مصر حينذاك بالمذهب الكاثوليكي، إلاَّ أن الأباطرة الرومان لم تتسع صدورهم لمخالفيهم في المذهب فأذاقوا الأقباط أشد أنواع العذاب ليعدلوا عن مذهبهم،فقد مورست أنواع من التعصب والتعنت البالغين ضد فرقاء من مواطني الإمبراطورية الرومانية الشرقية و في مقدمتهم أقباط مصر، و كانت الجموع و القيادات القبطية تحاكم وتقتل باسم محاربة الهرطقة، و تقول الروايات إن شقيق البطريرك القبطي قتلوه بإسالة شحمه بالشموع المشتعلة، ووضعوه في جِرابٍ مثقَّب وأنزلوه في البحر عدة مرات، وهرب البطريرك (رئيس الكنيسة) واختفى عشرات السنين في الكهوف والجبال والأديرة البعيدة عن رقابة الرومان، مما جعلهم يضيقون ذرعاً بحكامها حتى تمنوا زوالها ـ وان اتحدوا معهم في الملة ـ بل عمل بعضهم على ذلك.
و شايع البطارقة أباطرة الدولة الرومانية الشرقية و تابعوهم في تعصبهم المقيت ضد الأقباط، فقد كانوا يدورون في فلكهم حيث داروا، فأخذوا يضطهدون مخاليفهم القائلين بالطبيعة الواحدة حتى أنهم أطلقوا عليهم لقب "الهراطقة"، والواقع أنه لم يكن في القرن الخامس الميلادي مسألة اشتد حولها الخلاف مثل مسألة الطبيعة الواحدة والطبيعة المزدوجة في المسيح أو حول الطبيعة التي يمكن التعبير عنها باتحاد الطبيعتين تعبيراً دقيقاً.
و في عهد إنسطانيوس (492/ 518م) سادت فترة هدوء نسبي ولكن لما تولى الحكم الإمبراطور يوستنيوس الأول (جوستين الأول 518/ 527 م) اشتد الاضطهاد إذ أمر بغلق الكنائس في مصر، ولم يجد الشعب المصري مكانا للصلاة، فبنوا كنيستين سراً في المكان المعروف باسم السواري غربي الإسكندرية ... وقد خطا يوستنيوس خطوة أوسع في اضطهاد المصريين وإرغامهم على قبول مذهب الطبيعتين .. وشهد عهده مذبحة كبرى قتل فيها عدد من أفراد الشعب الذين رفضوا اتباع عقيدته.
وكان جوستينيان من الأباطرة الذين أمعنوا في اضطهاد أصحاب مذهب الطبيعة الواحدة وهم " المونوفيزتيون " ولو أنه حاول التوفيق بين المذهبين وهادن خصومه بعض الوقت ولكن جهوده تلك ذهبت أدراج الرياح فعاد إلى التنكيل بهم بشتى السبل منها: منع نسخ كتبهم وقطع إيدي نساخها وتشريد أحبارهم ورهبانهم وبطاركتهم وقسوسهم ولم يخف جوسنتيان بغضه الشديد تجاه الطوائف المسيحية التي لا تدين بمذهب الدولة لأنهم " لا يستحقون إلا كل ازدراء " على حد قوله، هذا فضلاً عن أنه جعل اعتناق المذهب الخلقيدوني شرطاً أساسياً في شغل وظائف الدولة، وبذلك أعطى امتيازاً لأتباع مذهب الدولة على باقي الطوائف وعمل على تطبيق هذا القانون بكل حزم
وبعد جوستيان زاد اضطهاد الرومان للأقباط حتى أن الرومان حرموا الأقباط من الكنيستين اللتين بنوهما سراً في غرب الإسكندرية ... وفي 631م عين هرقل بطريكاً ملكانياً أو ملكياً اسمه " كيرس " وهو الذي اشتهر باسم " المقوقس " وهو الذي عاصر فتح العرب بمصر، زاد اضطهاد المصريين اضطهاداً رهيباً مما نفرهم منها في وقت كانت فيه محتاجة أشد الاحتياج إلى استرضاء الأقباط بسبب حرج موقفها في حربها مع الفرس.
و استمر الاضطهاد الروماني للأقباط و للكنيسة الفبطية حتى انتهى نفوذالرومان في مصر بالفتوحات الاسلامية في القرن الأول الهجري.
يقول والتر السون فيلبس في كتابه " تاريخ العالم": (وكانت النتيجة المحتومة أن رحبت الشعوب المضطهدة ومنهم المصريون أيما ترحيب بالفاتحين " العرب " لينقذوهم مما يشكون من اضطهاد).
وهذا ما أجمع عليه المؤرخون كافة، يقول هـ. أ. ل فيشر في كتابه "تاريخ أوروبا ـ العصور الوسطى ":
(أن تلك الشقوق - أي الناجمة عن الاضطهاد ـ ظلت تتسع اتساعاً مضطرداً فأضعفت روح الولاء نحو الامبراطورية الرومانية)، مما فتح الباب على مصراعيه للفاتحين الجدد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/273)
وتتفق روايات ألد المؤرخين عداوة للإسلام على أنه لو لم يقع الفتح الإسلامي لأبيد الأقباط بإبادة كنيستهم وفتنتهم عن دينهم، وقد ورد في نص عهد عمرو بن العاص الى أهل مصر: "هذا ما أعطى عمرو بن العاص الى أهل مصر من الأمان لأنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، لا ينتقص شيء من ذلك ولا يساكنهم أحد من غير ملتهم". وتم النص دائما في العلاقة بين الولاة المسلمين والأقباط على رعاية أهل الذمة والوصية بأهل الكتاب عملا بالسنة والعناية بمصالح الأقباط وغيرهم من أهل الأديان. وحرص الولاة المسلمون على تقدير الرئاسة الدينية القبطية واحترامها ومخاطبتها بألقاب الشرف والتكريم.
و قد كان الأقباط هم عامة أهل مصر عندما فتحها المسلمون بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه في عهد الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إلاَّ أن حسن معاملة الفاتحين المسلمين نقل وصف الأغلبية إلى السكان المسلمين، و ذلك بتحول الأقباط تدريجيا إلى الاسلام.
وهذا يفسر التحول البطئ لأبناء هذه الأغلبية القبطية من المسيحيين إلى الإسلام، والذى استغرق حوالى أربعة قرون فالعرب المسلمون الفاتحون لم يمارسوا أى ضغوط لتحويل الأقباط إلى الإسلام، كما أن الأقباط بدورهم لم يلمسوا أي تضيق على حرياتهم الدينية اعتقادا وممارسة.
النصرانية في وقت بعثة النبي عليه الصلاة و السلام:كانت النصرانية في وقت بعثة النبي عليه الصلاة و السلام قد أطبقت على التحريف، و أجمعت على التثليث أو القول بالطبيعتين كما حكاه القرآن عنهم:يقول الله عز و جل عن تلبس النصارى بالتثليث:
قال الله تعالى {لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم} سورة المائدة - آية 73
و قال تعالى {يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم انما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد له ما في السماوات وما في الارض وكفى بالله وكيلا} سورة النساء - آية 171.
و قال عز و جل {واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب} سورة المائدة - آية 116.
و قال تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يضاهؤون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون} سورة التوبة - سورة 9 - آية 30
إلاَّ ما كان من بقية الأريوسيين "الموحدين"، إذ يبدو أن حركة الأريوسيين كانت متغلغلة في كل من الشام و مصر في زمن بعثة النبي صلى الله عليه و سلم كما تدل عليه قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه، الني رواها ابن اسحاق و غيره يقول سلمان رضي الله عنه:
(كنت رجلا من أهل أصبهان, وكان أبي دهقان أرضه. وكنت من أحب عباد الله اليه، وقد اجتهدت في المجوسية, حتى كنت قاطن النار التي نوقدها, ولا نتركها تخبو، وكان لأبي ضيعة, أرسلني اليها يوما, فخرجت, فمررت بكنيسة للنصارى, فسمعتهم يصلون, فدخلت عليهم أنظر ما يصنعون, فأعجبني ما رأيت من صلاتهم, وقلت لنفسي هذا خير من ديننا الذي نحن عليه, فما برحتهم حتى غابت الشمس, ولا ذهبت الى ضيعة أبي, ولا رجعت اليه حتى بعث في أثري، وسألت النصارى حين أعجبني أمرهم و صلاتهم عن أصل دينهم, فقالوا في الشام.، وقلت لأبي حين عدت اليه: اني مررت على قوم يصلون في كنيسة لهم فأعجبتني صلاتهم, ورأيت أن دينهم خير من ديننا، فحاورني وحاورته .. ثم جعل في رجلي حديدا وحبسني. وأرسلت الى النصارى أخبرهم أني دخلت في دينهم وسألتهم اذا قدم عليهم ركب من الشام, أن يخبروني قبل عودتهم اليها لأرحل الى الشام معهم, وقد فعلوا, فحطمت الحديد وخرجت, وانطلقت معهم الى الشام، وهناك سألت عن عالمهم, فقيل لي هو الأسقف, صاحب الكنيسة, فأتيته وأخبرته خبري, فأقمت معه أخدم, وأصلي وأتعلم. وكان هذا الأسقف رجل سوء في دينه, اذ كان يجمع الصدقات من الانس ليوزعها, ثم يكتنزها لنفسه، ثم مات، وجاءوا بآخر فجعلوه مكانه,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/274)
فما رأيت رجلا على دينهم خيرا منه, ولا أعظم منه رغبة في الآخرة, وزهدا في الدنيا ودأبا على العبادة، وأحببته حبا ما علمت أني أحببت أحدا مثله قبله .. فلما حضر قدره قلت له: انه قد حضرك من أمر الله تعالى ما ترى, فبم تأمرني والى من توصي بي؟؟ قال: أي بني, ما أعرف أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه الا رجلا بالموصل ..
فلما توفي, أتيت صاحب الموصل, فأخبرته الخبر, وأقمت معه ما شاء الله أن أقيم, ثم حضرته الوفاة, سألته فأمرني أن ألحق برجل في عمورية في بلاد الروم, فرحلت اليه, وأقمت معه, واصطنعت لمعاشي بقرات وغنمات، ثم حضرته الوفاة, فقلت له: الى من توصي بي؟ فقال لي: يا بني ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه, آمرك أن تأتيه, ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين ابراهيم حنيفا .. يهاجر الى أرض ذات نخل بين حرّتين, فان استطعت أن تخلص اليه فافعل، وان له آيات لا تخفى, فهو لا يأكل الصدقة .. ويقبل الهدية. وان بين كتفيه خاتم النبوة, اذا رأيته عرفته) إلى آخر القصة المشهورة.
فهذه القصة تبين أن المذهب الأريوسي كان موجودا في الشام و مصر وقت بعثة النبي محمد عليه الصلاة و السلام فإن الأريوسية كانت قد انحصر فيها التوحيد دون بقية مذاهب النصارى، و كان النبي عليه الصلاة و السلام يعلم ذلك بوحي من ربه عز وجل، ففي أواخر السنة السادسة للهجرة أرسل النبي صلى الله عليه وسلم، إلى كل من هرقل إمبراطور الروم والمقوقس حاكم الإسكندرية رسالة إلى هرقل ذكر فيها بصريح العبارة اسم 'الأريسيين'
و هذا نص رسالة المصطفى عليه الصلاة و السلام إلى هرقل:
'بسم الله الرحمن الرحيم• من محمد عبدالله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم• سلام على من اتبع الهدى• أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام: أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين• فإن توليت فعليك إثم الأريسيين• و'يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضا أَرْبَابا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ' (آل عمران 64) •
وقد تم العثور على النسخة الأصلية لهذه الرسالة
و ذكر ابن اسحق وغيره أن هرقل أجاب مبعوث الرسول إليه، واسمه دحية بن خليفة قائلا: 'إني لأعلم أن صاحبك نبي مرسل، وأنه الذي كنا ننتظره ونجده في كتابنا، ولكني أخاف الروم على نفسي، ولولا ذلك لاتبعته، فاذهب إلى 'ضغاطر' الأسقف، فاذكر له أمر صاحبكم فهو والله أعظم في الروم مني، وأجوَز قولا عندهم مني، فانظر ما يقول'• وتضيف الرواية أن دحية ذهب إلى 'ضغاطر' هذا فأخبره بما جاء به من رسول الله إلى هرقل وبما يدعوه إليه فقال ضغاطر: 'صاحبك والله نبي مرسل نعرفه بصفته ونجده في كتبنا باسمه'• ثم دخل فألقى ثيابا كانت عليه سودا ولبس ثيابا بيضاء ثم أخذ عصاه فخرج على الروم وهم في الكنيسة فقال: 'يا معشر الروم إنه قد جاءنا كتاب من أحمد يدعونا فيه إلى الله عز وجل• وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن أحمد عبده ورسوله'• قال دحية: 'فوثبوا عليه وثبة رجل واحد فضربوه حتى 'قتلوه' (كذا!) '• فلما رجع دحية إلى هرقل وأخبره الخبر قال: 'قد قلت لك إنا نخافهم على أنفسنا• فـ'ضغاطر' والله كان أعظم عندهم وأجوز قولا مني
'• و كان جواب هرقل على الرسول عليه السلام بما يلي:'إلى أحمد رسول الله الذي بشر به عيسى، من قيصر الروم: إنه جاءني كتابك مع رسولك، وإني أشهد أنك رسول الله، نجدك عندنا في الإنجيل، بشرنا بك عيسى بن مريم• وإني دعوت الروم إلى أن يؤمنوا بك فأبوا• ولو أطاعوني لكان خيرا لهم، ولوددت أني عندك فأخدمك وأغسل قدميك'•
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/275)
و ذُكِر أن النبي عليه السلام كتب رسالة إلى 'ضغاطر' الأسقف ـ و كلمة "ضغاطر " تعريب لكلمة أوتوكراتور autocrator, وهي كلمة إغريقية تعني 'الحبر الأعظم'،أي: خلَفُ السيد المسيح على الأرض ـ بعد أن علم من مبعوثه بموقفه وإعلان إسلامه قبل قتل النصارى له، وهذا نصها:'إلى ضغاطر الأسقف• سلام على من آمن• أما على إثر ذلك فإن عيسى بن مريم روح الله وكلمة ألقاها إلى مريم الزكية• وإني أومن بالله وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون• والسلام على من اتبع الهدى'•
ـ كما أن هناك رسالة أخرى من رسائل النبي بنفس المناسبة إلى حكام الأقطار المجاورة، يكاد نصها ـ و ردُّ الفعل الذي أثارته ـ يتطابقان مع الرسالة التي بعثها إلى هرقل وما تولد عنها من ردود الفعل، و هي رسالته عليه السلام إلى المقوقس حاكم الإسكندرية، واسمه جريج بن مينا، حملها إليه حاطب بن أبي بلتَعة على رأس وفد من ستة أشخاص• وفيما يلي نص الرسالة التي تم العثور على أصلها قرب أخميم في صعيد مصر.
نص رسالة النبي إلى المقوقس:
'بسم الله الرحمن الرحيم• من محمد عبدالله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط سلام على من اتبع الهدى• أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين• فإن توليت فعليك إثم القبط• 'يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ ولا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضا أَرْبَابا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ' (آل عمران 64) •
و هذا نص جواب المقوقس:
'لمحمد بن عبدالله من المقوقس سلام، أما بعد، فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبيا قد بقي، وقد كنت أظن أنه يخرج بالشام• وقد أكرمت رسلك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديت إليك بغلة لتركبها، والسلام'•
فكانت إحدى الجاريتين هي مارية القبطية التي ولدت للنبي ابنه إبراهيم•
ومما يجدر ذكره في هذا الصدد أن أتباع أريوس قد تمكنوا من نشر دعوتهم في جهات مختلفة من حوض البحر الأبيض المتوسط، فكان لها حضور قوي في إسبانيا، إذ استطاع الأريوسيون تحويل الفزيقوط سكانها إلى الأريوسية بقيادة الكاهن أولفيلا (أو وولفيلا) 311 - 383 Ulfila, Ulfilas ou Wulfila الذي اعتنق مذهب أريوس وترجم التوراة إلى لغة الفيزيقوط• وقد اتخذت الأريوسية في إسبانيا طابعا سياسيا فاستقلت عن الإمبراطورية الرومانية عندما سقطت روما سنة 476م تحت ضغط ثوار النواحي (الباربار)، وقام هؤلاء الثوار في كل مكان بعزل الأساقفة التابعين لكنيسة الدين الرسمي للدولة ونصبوا مكانهم أساقفة من أتباع أريوس
استمر المذهب الأريوسي قائما في إسبانيا ولم يتم القضاء عليه فيها إلا عندما اعتنق الملك ريكاريد الأول الكاثوليكية عام 559م• ويرى بعض الباحثين في هذا التغلغل لمذهب أريوس في إسبانيا عاملا كان له تأثير كبير في تحولها إلى الإسلام بسهولة عندما فتحها طارق بن زياد عام 92هـ الموافق لـ 711 ميلادية•
تعرف المسلمون على مذهب أريوس وسموا أصحابه بـ''الموحدين'' كما أفاض بعض المؤرخين المسلمين في الحديث عنه وعلى رأسهم ابن خلدون الذي نقل في تاريخه صفحات طويلة من كتاب لمؤرخ روماني قريب العهد بالفترة التي نتحدث عنها، وكان هذا الكتاب قد ترجم إلى العربية في الأندلس•
الأيدي اليهودية كانت وراء ظهور المذهب البروتستانتي
لا شك أن كان من أهداف اليهود القديمة ـ بقدم النصرانية نفسها ـ التوغل في الدين النصراني و تحويره من أجل قيادة العالم المسيحي إلى أهداف يهودية صهيونية بحتة.
بدءاًُ بجهود بولس المضنية في هذا المجال، و مروراً بتوجيه و دعم ما سُمِّي بحركة الإصلاح الديني المسيحي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/276)
و قد كان استشراء الفساد الذي كانت تمر به الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر الميلادي من أقوى العوامل التي ساعدت على تهيئة الأوضاع المناسبة لقيام حركة "إصلاحية" دينية، و التي أطلقها أحد القس الألماني اليهودي الأصل (مارتن لوثر) في عام 1517م، حيث قام في هذه السنة بتعليق خمس وتسعين رسالة دينية على جدار الكنيسة في ألمانيا، وأرسل نسخاً من هذه الرسائل التي يحتج فيها على فساد الكنيسة إلى باقي الكنائس الأخرى.
وفي سنة 1520م أرسل مارتن لوثر خطاباً حاداً إلى البابا (ليو العاشر) جاء فيه:
(إنك ترعى ما يسمى بهيئة الكهنوت الرومانية التي لا تستطيع أنت ولا غيرك أن تنكر أنها أشد فساداً من بابل وسدوم، وقد أظهرتُ احتقاري، وانتابني الغضب لأن الشعب المسيحي يخدع تحت ستار اسمك، واسم الكنيسة المسيحية، لهذا قاومت، وسأظل أقاوم ما وجد فيّ عرق ينبض بروح الإيمانى).
لقد كانت جميع أعمال "لوثر" إنما تشكل إعلاناً تاريخياً عن بدء الحركة الإصلاحية البروتستانتية التي أحدثت انشطاراً في الكنيسة الكاثوليكية التي يتزعمها بابا الفاتيكان في روما، و مهدت لاختراق يهودي سافر للنصرانية الكاثوليكية، و التي أدخل بموجبها (مارتن لوثر) «إصلاحات» جذرية على الديانة النصرانية،؛ حيث جعل مارتن لوثر كتاب التوراة مرجعاً حرفياً للنصارى، فأصبح كل ما يدين به اليهود من النصوص الحرفية للتوراة يدين به النصارى الذين أطلق عليهم بعد ذلك التحريف اسم: (البروتستانت)، و بذلك أصبحت النصرانية المخترقة قريبة جداً من الديانة اليهودية، ليأتي من بعده (جون كالفن) الذي صاغ الفكر البروتستانتي ليصبح متمرداً على الفكر الكاثوليكي، واستطاع به أن يسحب البساط من تحت أقدام الكاثوليك بدعوى التميز البروتستانتي عرقياً ودينياً، وتمكن من نقل معتقد (الشعب المختار) بشكله التوراتي الحرفي إلى الديانة البروتستانتية الجديدة، حتى أصبحت الشعوب التي تدين بهذا المذهب وفي طليعتهم الإنجليز يستشعرون أنهم وحدهم يمثلون الامتداد الطبيعي لـ (شعب الله المختار) المسؤول وحده عن قيادة العالم والوصاية عليه باسم الأنجلوساكسونية البروتستانتية.
و قد انطوى هذا المذهب الثوري الجديد على طمس واضح للركائزالتي قامت عليها الكنيسة البابوية، مثل:
1ـ عدد أسفار العهد القديم عند البروتستانت ستة وستون سفراً وهي الأسفار القانونية، أما باقي الأسفار وعددها أربعة عشر، فتسميها الأبوكريفيا أي غير الصحيحة فلا تعترف بها.
2ـ كما لا تؤمن الكنائس البروتستانتية بعصمة البابا أو رجال الدين، وتهاجم بيع صكوك الغفران حيث ترى أن الخلاص والفوز في الآخرة لا يكون إلا برحمة الله وكرمه وفي الدنيا في الالتزام بالفرائض والكرازة – التبشير بالإنجيل.
3ـ منع البروتستانت اتخاذ الصور والتماثيل في الكنائس والسجود لها، معتقدين أن ذلك منهي عنه في التوراة.
4ـ إلاَّ أن أخطر ما في المذهب البروتستانتي هوالخضوع الكامل لنصوص الكتاب المقدس وحده، حيث إن الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد،يقول لوثر: "يجب أن يكون الكتاب المقدس مرجعنا الأخير للعقيدة أو أداء الشعائر".
مما يجعل من النصرانية البروتستانتية مجرد تابعة لنصوص التوراة، و بالتالي للدين اليهودي، و من ثمَّ للحركة الصهيونية.
5 ـ تؤمن أكثر الكنائس البروتستانتية "الإنجيلية – الصهيونية " أن شرط المجيء الثاني للمسيح هو إقامة دولة إسرائيل في فلسطين.
ـ وفي عام 1523م أصدر مارتن لوثر كتاباً بعنوان (عيسى ولد يهودياً) قال فيه: (إن الروح القدس أنزل كل أسفار الكتاب المقدس عن طريق اليهود وحدهم، إن اليهود هم أبناء الله، ونحن الضيوف الغرباء، ولذلك فإن علينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل ما يسقط من فتات مائدة أسيادها)
كذلك دعا مارتن لوثر إلى تفضيل الطقوس العبرية في العبادة على تعقيدات الطقوس الكاثوليكية، كما دعا إلى دراسة العبرية على أنها (كلام الله في الناس) ثم قام بترجمة التوراة إلى اللغة الألمانية.
كل ما سبق دفع الكنيسة الكاثوليكية إلى إصدار قرار الحرمان ضد مارتن لوثر، متهمة إياه أنه من اليهود الذين تنصروا من أجل هدم الكنيسة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/277)
وثيقة تاريخية:هذا وقد أثبتت الأيام تحالف (مارتن لوثر) مع اليهود حيث نشرت مجلة (كاثوليك جازيت) في عام 1936م وثيقة يهودية مهمة تبين دور اليهود في نشأة المذهب البروتستانتي، ومما جاء في تلك الوثيقة:
(والآن دعونا نوضح لكم كيف مضينا في سبيل الإسراع بقصم الكنيسة الكاثوليكية، فاستطعنا التسرب إلى دخائلها الخصوصية، وأغوينا البعض من رعيتها [قساوستها] ليكونوا رواداً في حركتنا، ويعلمون من أجلنا .. أمرنا عدداً من أبنائنا بالدخول في جسم الكاثوليكية، مع تعليمات صريحة بوجوب العمل الدقيق، والكفيل بتخريب الكنيسة من قلبها، عن طريق اختلاق فضائح داخلية، ونكون بذلك قد عملنا بنصيحة أمير اليهود، الذي أوصانا بحكمة بالغة: دعوا بعض أبنائكم يكونون كهنة ورعاة أبرشيات [من أماكن العبادة عند النصارى]، فيهدمون كنائسهم.
ومع الأسف الشديد، لم يبرهن جميع اليهود من أبناء العهد عن إخلاصهم للمهمة الموكلة إليهم، فخان كثيرون العهد، لكن الآخرين حافظوا على عهدهم، ونفذوا مهماتهم بشرف وأمانة.
نحن أباء جميع الثورات التي قامت في العالم، ونستطيع التصريح اليوم بأننا نحن الذين خلقنا حركة الإصلاح الديني للمسيحية. فكالفن [هو أحد القساوسة الذين أدوا دوراً مشابهاً لدور مارتن لوثر] كان واحداً من أولادنا، يهودي الأصل، أمر بحمل الأمانة، بتشجيع المسؤولين اليهود، ودعم المال اليهودي، فنفذ مخطط الإصلاح الديني، كما أذعن (مارتن لوثر) لإيحاءات أصدقائه اليهود، وهنا أيضاً نجح برنامجه ضد الكنيسة الكاثوليكية، بإدارة المسؤولين اليهود وتمويلهم، ونحن نشكر البروتستانت على إخلاصهم لرغباتنا، برغم أن معظهم، وهم يخلصون الإيمان لدينهم، لا يعون مدى إخلاصهم لنا، إننا جد ممتنون للعون القيم الذي قدموه لنا في حربنا ضد معاقل المدنية والمسيحية، استعداداً لبلوغ مواقع السيطرة الكاملة في العالم).
وفي عام 1544م نشر (مارتن لوثر) أفكاره الصهيونية عن عودة اليهود إلى فلسطين بحجة التخلص منهم، حيث ذكر في كتابه (اليهود وأكاذيبهم) ما نصه: (من الذي يحول دون اليهود وعودتهم إلى يهودا، لا أحد ... إننا سنزودهم بكل ما يحتاجون لرحيلهم النهائي، لا لشيء إلا لنتخلص منهم، إنهم عبء ثقيل علينا) (.
وهذا النص هو أول نص يدعو من خلاله قس نصراني إلى عودة اليهود إلى فلسطين بجهد وتدخل من البشر، وعدم ترك ذلك إلى قدر الله، وهو ما كان يؤمن به اليهود، حيث كانوا ينظرون إلى النبوءة المزعومة الواردة في سفر التكوين من توراتهم المحرفة والمتعلقة بزعمهم أن الله سبحانه وتعالى قد خاطب إبراهيم عليه السلام ووعده أنه سيعطي فلسطين لنسله، كانوا ينظرون إلى أن تحقيق تلك النبوءة متروك لقدر الله، وليس للبشر حق في التدخل لتحقيق هذه النبوءة.
و حيث أن الصهيونية هي: حركة سياسية دينية تقوم على تدخل البشر في تحقيق النبوءة المزعومة عن عودة اليهود إلى فلسطين، وأما صهيون الذي اشتقت منه تسمية هذه الحركة فهو: اسم جبل في القدس، وقيل إنه من أسماء القدس.
فيكون بذلك (مارتن لوثر) أول من أطلق شرارة الصهيونية المسيحية والتي يعد ظهورها سابقاً على ظهور الصهيونية اليهودية بعدة قرون.
الصهيونية المسيحية:
كان لليهود المهاجرين من أسبانيا إلى أوربا ـ وبخاصة فرنسا وهولندا ـ أثرهم البالغ في تسرب الأفكار اليهودية إلى النصرانية من خلال حركة الإصلاح، وبخاصة الاعتقاد بالوعد الإلهي بأرض الميعاد، و بأن اليهود هم الأمة المفضلة و شعب الله المختار، كذلك أحقيتهم في ميراث الأرض المباركة.
وكانت هزيمة القوات الكاثوليكية وقيام جمهورية هولندا على أساس المبادئ البروتستانتية الكالفينية عام 1609م بمثابة انطلاقة للحركة الصهيونية المسيحية في أوربا، مما ساعد على ظهور جمعيات وكنائس وأحزاب سياسية عملت جميعاً على تمكين اليهود من إقامة وطن قومي لهم في فلسطين. ومن أبرز هذه الحركات: ا
1ـ لحركة البيوريتانية التطهيرية التي تأسست على المبادئ الكالفينية بزعامة السياسي البريطاني أوليفر كروميل 1649 - 1659م الذي دعا حكومته إلى حمل شرف إعادة إسرائيل إلى أرض أجدادهم حسب زعمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/278)
2ـ و في عام 1807م أُنشئت في إنجلترا جمعية لندن لتعزيز اليهودية بين النصارى وقد أطلق اللورد ريرل شانتسبري 1801 - 1885م، أحد كبار زعمائها شعار: "وطن بلا شعب لشعب بلا وطن" الأمر الذي أدى إلى أن يكون أول نائب لقنصل بريطانيا في القدس وليم برنج أحد أتباعها، ويعتبر اللورد بالمرستون وزير خارجية بريطانيا 1784 - 1765م من أكبر المتعاطفين مع أفكار تلك المدرسة الصهيونية المسيحية وأيضاً فإن تشارلز. هـ. تشرشل الجد الأعلى لونستون تشرشل – رئيس الحكومة البريطانية الأسبق – أحدُ كبار أنصارها.
من انجلترا إلى أمريكا:
انتقلت الصهيونية المسيحية مع البروتسانتية إلى أمريكا من خلال الهجرات المبكرة لأنصارها نتيجة للاضطهاد الكاثوليكي، وقد استطاعت تأسيس عدة كنائس هناك من أشهرها الكنيسة المورمونية، كما يعتبر سايسروس سكلوفليد 1843م الأب اللاهوتي للصهيونية المسيحية في أمريكا.
و قد لعبت تلك الكنائس دوراً هامًّا في تمكين اليهود من احتلال فلسطين واستمرار دعم الحكومات الأمريكية لهم من خلال العديد من اللجان والمنظمات والأحزاب التي أنشئت من أجل ذلك ومن أبرزها:
1ـ الفيدرالية الأمريكية المؤيدة لفلسطين التي أسسها القس تشارلز راسل عام 1930م.
2ـ واللجنة الفلسطينية الأمريكية التي أسسها في عام 1932م السناتور روبرت واضر، وضمَّت 68 عضواً من مجلس الشيوخ، و200 عضواً من مجلس النواب وعدد من رجال الدين الإنجيليين، ورفعت هذه المنظمات شعارات: الأرض الموعودة، والشعب المختار.
كما اهتمت الكنيسة البروتستانتية بنشر الإنجيل في أوروبا وأمريكا منذ القرن الثامن عشر والتاسع عشر، ثم تطور عملها في شكل منظمات وإرساليات، ووضعت اللوائح والقوانين المنظمة لها وكذلك الميزانيات اللازمة. ومن ثم انتقل العمل التبشيري البروتستانتي إلى القارتين الأفريقية والآسيوية، وبخاصة التي كانت تستعمرها الدول الغربية ذات العقيدة البروتستانتية. ومن أوائل الذين قادوا حركة التبشير: جوف وسلي، ووليام ولبرفورس، ووليام كيري، أبو المبشرين المحدثين.
وفي العصر الحديث تعتبر الطائفة التدبيرية التي يبلغ عدد أتباعها 40 مليون نسمة تقريباً والمعروفة باسم الأنجلو ساكسون، البروتستانت البيض من أكثر الطوائف مغالاة في تأييد الصهيونية، وفي التأثير على السياسة الأمريكية في العصر الحاضر، ومن أشهر رجالها اللاهوتيين: بيل جراهام، وجيري فولويل، و المبشر المشهور "جيمي سويجارت". ومن أبرز رجالها السياسيين الرئيس الأمريكي السابق "رونالد ريجان".
...
ومضات:
ـ لم تكن عقيدة التثليث معروفة في عصر الحواريين (العصر الرسولي)، بل تعترف دائرة المعارف الفرنسية أنَّ: " تلاميذ المسيح الأولين الذين عرفوا شخصه وسمعوا قوله كانوا أبعد الناس عن اعتقاد أنه أحد الأركان الثلاثة المكونة لذات الخالق، وما كان بطرس حواريه يعتبره أكثر من رجل يوحى إليه من عند الله ". وتستشهد على ذلك بأقوال قدماء المؤرخين مثل جوستن ماراستر من القرن الثاني الميلادي حيث يصرح بأنه كان في زمنه في الكنيسة مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح، ويعتبرونه إنساناً بحتاً، وأنه كان أرقى من غيره من الناس، وحدث بعد ذلك أنه كلما تنصر عدد من الوثنيين ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل. • لضياع النصوص الأصلية من الإنجيل نتيجة للاضطهاد من جانب وللاحتكاك والتأثر بالفلسفات والحضارات الشرقية والوثنية من جانب آخر.
ـ حملت الديانة النصرانية المحرفة عوامل اختلافها وتناقض نصوصها، الذي ظهر بشكل واضح من خلال المجامع المختلفة التي عقدت وضع أصول الدين وتشريعاته بشكل لم يرد عن المسيح عليه السلام ولا عن حوارييه. • سيطرت عقائد وأفكار بولس على النصرانية، بقول دبليو ريد " إن بولس قد غير النصرانية لدرجة أنه أمسى مؤسسها الثاني، إنه في الواقع مؤسس المسيحية الكنسية ". ويؤيده لوني دنيله، وستون استيورت، و جيمبرلين في أن بولس أضفى على المسيحية بتمزيقها إطاراً غير اليهودية ولذلك فقد صار مؤسساً لللكنائس التي أسست باسم اليسوع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/279)
و كل ما ذكر عن برنابا وبطرس في رسائل بولس فإنما هو قبل الافتراق، حيث كان لتلاميذ بولس من أمثال لوقا ويوحنا دور كبير في إخفاء تاريخها بعد الخلاف بينهما، وهذا ما أيدته دائرة المعارف البريطانية من أن قوة نفوذ وأتباع بولس أخفت تاريخ كل من يعارض بولس مثل برنابا وبطرس.
- هناك رسالتان تنسبان لبطرس يوافق فيهما أفكار بولس، أثبتت دائرة المعارف البريطانية أنهما ليستا له وأنهما مزورتان عليه حيث تتعلق بتاريخ ما بعد موته، ولم تقبلها كنيسة روما إلا في سنة (264م) بينما اعترفت بهما الإسكندرية في القرن الثالث.
- بل إن هناك نصوصاً عديدة في الرسائل تثبت زيف زعم بولس بأنه يوحى إليه، وتبين كذلك تناقضه مع نفسه ومع عيسى عليه السلام.
ـ وكذلك بالنسبة للرسالة المنسوبة ليعقوب السرياني، حيث يؤكد المؤرخون عدم صحة نسبتها إليه أيضاً، إذ أن يعقوب كان ينتقد بولس كثيرا لعدم عدم عمله بشريعة التوراة، و يلزمه بأداء الكفارة لمخالفته لها، بينما هذه الرسالة المزعومة تخالف ما هو ثابتٌ عن يعقوب.
ـ لم تعرف الأناجيل الأربعة المتفق عليها عند النصارى اليوم المعرفة الكاملة قبل مجمع نيقية (335م) حيث تم اختيارها من بين عشرات الأناجيل، وأما الرسائل السبع فلم يعترف المجمع المذكور بالكثير منها، وإنما تم الاعتراف فها فيما بعد.
- إن تلاميذ المسيح عليه السلام ليسوا بكتاب هذه الأناجيل فهي مقطوعة الإسناد، والنصوص الأصلية المترجم عنها مفقودة، بل ونصوص الإنجيل الواحد متناقضة مع بعضها فضلاً عن تناقضها مع غيرها من نصوص الأناجيل الأخرى مما يبطل دعوى أنها كتبت بإلهام من الله تعالى.
- هناك مئات النصوص في الأناجيل الأربعة تدل على أن عيسى إنسان وليس إلها، وأنه ابن الإنسان وليس ابن الله، وأنه جاء رسولاً إلى بني إسرائيل فقط، مكملاً لشريعة موسى وليس ناقضاً لها.
- وهناك نصوص أخرى تدل على أن عيسى لم يصلب وإنما أنجاه الله ورفعه إلى السماء، وتدحض كذلك عقيدة الغفران، وتبين أن الغفران يُنال بالتوبة وصلاح الأعمال.
ـ هناك نصوص إنجيلية تؤكد بشارة عيسى بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ لقد تدخلت السياسة والحكام في تقرير عقائد الكنيسة وتبديلها من خلال المجامع المختلفة، وأن الأصل في الخلاف بين الكنيستين الشرقية والغربية لا ينشأ عن موقف عقدي يقدر ما هو محاولة إثبات الوجود والسيطرة.
ـ للقارئ أن يقارن هذا الاضطهاد المسيحي المسيحي داخل الديانة الواحدة بروح التسامح التي باشر بها الفاتحون المسلمون فتح تلك الممالك النصرانية فعلى سبيل المثال فحين افتح عمر رضي اله عنه بيت المقدس كتب لأهل بيت المقدس من النصارى عهدا ـ و الذي يُعد نصا تاريخيا هاماً و مرجعاً تشريعيا لدى المسلمين ـ، هذا نصُّه:
(?بِسْمِ اللهِ الرّحْمَنِ الرّحيمِ
هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل?إيلياء من الأمان - وإيلياء هي القدس - أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم?وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا?ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على?دينهم، ولا يضارَّ أحد منهم)
و أما عن تسامح عمر رضي الله عنه مع يهود بيت المقدس فإنه لما فتح بيت المقدس أمر بتحقيق موضع الصخرة، فلما وجدت أمر بإزالة ما عليها من?الكناسة حتى قيل أنه كنسها بردائه، و كان النصارى لما حكموا بيت المقدس?قبل البعثة بنحو من ثلثمائة سنة طهَّروا مكان القمامة واتخذوه كنيسة هائلة بنتها هيلانة أم?الملك قسطنطين، ثم أمرت ابنها فبنى للنصارى بيت لحم على موضع الميلاد، و اتخذ النصارى مكان قبلة اليهود مزبلة أيضا في مقابلة ما صنعوا من قبلُ بالنصارى.
محمد بن حسن المبارك 16/ 7/1428هـ.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - 03 - 08, 11:25 م]ـ
للرفع.(42/280)
أين أجد مناظرة شيخ الإسلام ابن تيمية مع الصوفي ابن عطاء السكندري؟؟؟
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[30 - 06 - 07, 06:51 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 01:39 م]ـ
أهلا وسهلا بأهل الأسكندرية
هذه المناظرة مكذوبة وقد ذكرها عبد الرحمن الشرقاوي في كتابه "ابن تيمية الفقيه المعذب"
أرجو أن تبلغ سلامي للإخوة هنالك فقد أعتدت أن أزورهم في الصيف لكن يظهر أنني لن أستطيع أن أراهم هذا الصيف
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[30 - 06 - 07, 01:44 م]ـ
هل ذكرها عبد الرحمن الشرقاوي على أنها مكذوبة أم صحيحة؟
وكيف نثبت بالأدلة العلمية أنها مكذوبة
فلقد رأيتُ أجزاءً منها في مجلة " الإسلام وطن " الصوفية للطريقة العزمية المبتدعَة
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[01 - 07 - 07, 01:45 م]ـ
هذه المناظرة فعلاً مكذوبة ومن نشرها أصلاً هو السيد الجميلي صاحب الطامات في التأليف والتحقيق والتخريج حاطب ليل جمع الكثير من الأفاعي ولعلي آتيك بمصدر كلامه فليس بين يدي الآن.
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:03 م]ـ
المصدر
الدكتور سيد الجميلي مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 1، 1985 م، ص2إلى 12
وراجع هذا الرابط
http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?t=82
http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?t=2515
ـ[حارث همام]ــــــــ[02 - 07 - 07, 12:43 م]ـ
كنت قد علقت تعليقاً يبين كذبها قديماً في هذا المنتدى ولم أجده الآن.
ـ[حارث همام]ــــــــ[02 - 07 - 07, 12:47 م]ـ
نعم وجدت الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=220989(42/281)
ما رأيكم في مفتي يشرب الأرقيلة أو الشيشة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[30 - 06 - 07, 01:25 م]ـ
ما رأيكم في مفتي يشرب الأرقيلة أو الشيشة
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 01:45 م]ـ
كبر عليه أربعا
ـ[البتيري]ــــــــ[02 - 07 - 07, 03:58 م]ـ
من هو؟
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[02 - 07 - 07, 04:11 م]ـ
قال ابن سيرين رحمه الله: إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[02 - 07 - 07, 08:31 م]ـ
حاله ليس ببعيد عن بعض المسندين الذين اشتهر عنهم شرب الشيشة حتى اثناء القراءة عليهم بل ينعت بمسند الدنيا!!!
حدثنا بهذا بعض من قرأ عليه!
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 08:38 م]ـ
والله كان أحد أساتذتنا في الجامعة يفسر لنا القراّن وفي فمه السيجار!!
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 03:48 ص]ـ
يقولون انه على ايام هؤلاء لم يُظهٍر الطب ان التدخين له اضرار ومحرم
فكان من المشايخ من يشرب الدخان.
والله اعلم
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[03 - 07 - 07, 10:34 ص]ـ
لدخان لم يحرم بالكلية الا من وقت قريب
(بعد ان عرفت اضرارة)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 10:52 ص]ـ
دكتورنا كان من زمن بعيد من حوالي شهرين (ابتسامة)
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:18 م]ـ
و الله الذي لا إله غيره حدثني جملة من الطلبة من جيراننا ان لهم أستاذا في الثانوية يدرسهم مادة التربية الإسلامية و هو سكران ............ و لا يزال لحد الساعة يدرس هذه المادة رغم الشكاوى التي أصدرت في حقه و ذلك منذ سنين خلت ..... لكن هل من ........... ؟؟؟؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:20 م]ـ
طيب ايه رأيك يا أستاذ معاذ في أستاذ للتربية الإسلامية يسب الدين؟؟ والعياذ بالله
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:37 م]ـ
طيب ايه رأيك يا أستاذ معاذ في أستاذ للتربية الإسلامية يسب الدين؟؟ والعياذ بالله
نسأل الله العافية
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[04 - 07 - 07, 12:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
{ألا لعنت الله على الظالمين}
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[04 - 07 - 07, 12:59 ص]ـ
اعرف استاذا للتربية الاسلامية درس في الماضي وبلغ السبعين وحسب اقوال من حوله لا يصلي حتى الآن
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[04 - 07 - 07, 02:01 ص]ـ
ماذا يقول فيه إبراهيم التيمي - رحمه الله - وهو القائل: إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - 07 - 07, 02:03 م]ـ
قبل سنوات كثيرة حضرت محاضرة رائعة في فناء إحدى الجامعات لرجل يعتبر من أشهر الدعاة على مستوى العالم الإسلامي، وقد قدم على ربه منذ سنوات، وبعد المحاضرة رأيته جالساً في ناحية مع جلَّة القوم وقد أشعل سيجارته!
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 02:16 م]ـ
نسأل الله العافية والسلامة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[09 - 07 - 07, 04:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا أنا من فلسطين وهذا المفتي من المبتدعة ولا يصلي الفجر والعصر في المسجد أيضا ةيحتفل بليلة النصف من شعبان وهو كفيف هل يغني عنه ذلك مع أن الله تعالى يقول ليس على الأعمى حرج
ـ[بن غنيم الجهني]ــــــــ[09 - 07 - 07, 09:46 م]ـ
وأنا أعرف (عالما) يحلل لناس الذهاب لسحرة والمشعوذين والعياذ بالله بحجة فك السحر!!
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[21 - 07 - 07, 04:24 م]ـ
أما انا فقد درست النحو على يد عالما من علماء النحو وهو نصراني يحفظ القرأن كاملا.
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[21 - 07 - 07, 04:41 م]ـ
نسال الله لهم الهداية جميعا وأن يعافينا مما ابتلوا به
ـ[الاحسائي]ــــــــ[23 - 07 - 07, 11:53 م]ـ
أعرضوا عمن يميتون القلوب والهمم , واذكروا من هم بضد ذلك.(42/282)
(الخوارج والتكفير بالكبيرة)
ـ[أبو ريحانة]ــــــــ[30 - 06 - 07, 09:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الخوارج والتكفير بالكبيرة).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الأخيار الطيبين.
وبعد:
يظن الكثير أن التكفير بالكبيرة هو الوصف العام المميز للخوراج على اختلاف فرقهم وتشعب أقوالهم.
وقولنا الوصف العام يعني الذي يجتمع عليه طوائف الخوارج، وقولنا المميز يعني الذي يخص فرقة الخوارج فتتميز به عن غيرها من الفرق.
وقضية هذا البحث الكبيرة مجردة عن غيرها من المعاني، وإلا فالربط بين الكبيرة والتكفير بوجه من وجوه الدلالات المشبوهة أو الخاطئة موجود متناثر بين القدامي والمعاصرين، كما سنضرب لذلك بعض الأمثلة.
بهذا المعنى نستطيع أن نقول إن التكفير بالكبيرة ليس هو الوصف العام المميز لفرقة الخوارج، وهذا من وجوه:
الوجه الأول: أنه لم يأت في كلام النبي صلى الله عليه وسلم كوصف يتعلق به أحكامه في الخوارج. مع شدة الحاجة لبيان أوصافهم، لما رتبه صلى الله عليه وسلم في حقهم من العقوبة الشديدة كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ((لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)) (1) يعني قتلاً مستأصلاً، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث علي رضي الله عنه: ((أينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة)) (2)، وفي رواية لحديث علي رضي الله عنه: ((طوبى لمن قتلهم طوبى لمن قتلوه)) (3).
فهذه أخبار بمعنى الأمر بقتلهم قتلاً مستأصلاً، فإذا انضم إلى ذلك شدة اجتهادهم في العبادة، كما أخبر صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد رضي الله عنه ((يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم)) مع قوله صلى الله عليه وسلم ((يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية))، وقد حمله بعض أهل العلم على الكفر، كان ذلك أدعى للنص على كل ما يتعلق بهم من أوصاف مخافة أن يلتبس أمرهم على المسلمين.
ولم يأت في وصفه صلى الله عليه وسلم لهم بأنهم يكفرون بالكبيرة، إنما الذي جاء في وصفهم: خروجهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومفارقة جماعتهم ووضع السيف فيهم.
كما في طرف حديث أبي سعيد، قال النبي صلى الله عليه وسلم ((يقتلون أهل الإيمان، ويَدَعون أهل الأوثان)).
وقد ترجم له النسائي بقوله: " باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس " (4)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عميّة يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه)) (5)
وقد ترجم أبو عوانة لهذا الحديث بقوله: " بيان الخبر الموجب للإخراج من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من قاتل للعصبية، ومن يخرج عليها يضرب برها وفاجرها، ومن يخرج من الطاعة " أهـ.
فهذا الخبر أصل في معرفة أقسام العداة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ومنهم الخوارج قطعاً، فقول النبي صلى الله عليه وسلم ((يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها)) فيه شهر السيف ووضعه في الناس التي هي سمة الخوارج كما في حديث ذي الخويصرة، وهذا مبين لصفة الخروج على الأمة في قوله ((خرج على أمتي)) أما قوله صلى الله عليه وسلم ((ولا يفي لذي عهد بعهده)) ففيه بيان صفة صنف من الخوارج غير الصنف الأول الذي كان يفي لأهل العهد والذمة كما في قوله صلى الله عليه وسلم ((ويدعون أهل الأوثان)).
وأول من أحدث هذا الحدث من الخوارج هم " النجدات " أصحاب نجدة بن عامر الحروري قال الشهرستاني:" واستحل نجدة بن عامر دماء أهل العهد والذمة وأموالهم في دار التقية وحكم بالبراءة ممن حرمها " (6) أهـ فكان هذا مما أحدثه نجدة بن عامر في قول الخوارج بعد إذ كانوا على تحريمها.
لذلك قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وقال ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ في بعضهم ((يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)) (7).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/283)
وقد ترجم الإمام مسلم لحديث أبي هريرة السالف الذكر بقوله: " وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة " أهـ.
وذكر في نفس الباب أيضاً، حديث ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات فميتة جاهلية ((
والسؤال: تبويب مسلم للأحاديث بمفارقة الجماعة ((وفارق الجماعة ((هل يدخل فيه الخوارج أم لا؟
نترك الجواب لأبي داود:
أخرج أبو داود حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فارق الجماعة شبراً فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه)) (8).
ترجم له أبو داود فقال: " باب الخوارج ".فهذا دال على أن الخوارج داخلون في هذا المعنى، بل هم أولى من تحقق به.
وقال صاحب عون المعبود ـ في حديث التارك لدينه المفارق للجماعة ـ
فقوله (المفارق للجماعة صفة مؤكدة للتارك لدينه، قال النووي: وهو عام في كل مرتد عن الإسلام بأي ردة كانت، فيجب قتله إن لم يرجع إلى الإسلام.
قال العلماء: ويتناول أيضاً كل خارج عن الجماعة ببدعة أو بغي أو غيرها، وكذا الخوارج ((9) أهـ.
إذن فصفة الخوارج في كلام النبي صلى الله عليه وسلم:
شهر السيف ووضعه في المسلمين.
ومفارقة الجماعة.
والثاني من لوازم الأول.
فإن قيل فهذا قد يشترك فيه غير الخوارج من العداة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟.
فالجواب: يضبط هذا ارتباطه بتكفير الخوارج للراية التي تعلو الدار، ثم التكفير لعموم الدار، والاستحلال العام للدار تبعاً لذلك، كما فعل الخوارج الأول مع علي رضي الله عنه، فهذا هو المميز لهم عن غيرهم من العداة؛ فخروجهم على الأمة بأسرها؛ إذ ليست القضية المميزة لهم في خطأ حكمهم على الراية التي تعلو الدار، إنما القضية المميزة في تعدية حكمهم على الراية إلى الدار، بحيث تصبح غير ممنوعة بعهد ولا إسلام. وهذا وضع السيف في الناس، وهو الاستحلال العام للدار، والذي من صوره استعمال ما يعم بالقتل في بلاد المسلمين، كاستعمال التفجيرات التي هي في معنى الإغارة والتبييت.
وبكل حال لم يأت في نصوص النبي صلى الله عليه وسلم ضبط وصفهم بالتكفير بالكبائر كالزنا والسرقة والقذف ونحو ذلك.
ولم يأت في صفة الخوارج الأول أنهم استحلوا الدار تبعاً لذلك. بل هم استحلوا الدار تبعاً لتكفيرهم علي رضي الله عنه ومن كان على رأيه، ومن ثم استحلوا عموم الدار، فقتلوا وأغاروا على سرح الناس يعني ماشيتهم السائمة.
وهذا الوجه وحده كاف في حسم القضية بما لا مزيد عليه.
ومن باب التأكيد نقول:
الوجه الثاني: إن التكفير بالكبيرة كالزنا والسرقة والقذف ونحو ذلك غير منضبط عند الخوارج فلا يصلح وصفاً جامعاً لطوائفهم فارقاً بينهم وبين غيرهم وهذا من طرق:
الطريق الأول: أن النجدية من أكبر فرق الخوارج، لا يرون التكفير بالكبيرة، قال أبو الحسن في وصف قول الخوارج في أصحاب الكبائر: " وأجمعوا أن كل كبيرة كفر إلا النجدات، فإنها لا تقول بذلك " (10) أهـ.
ومما يضبط حقيقة مذهب النجدات ويؤكده في هذه المسألة، ما ذكر البغدادي فيما اجتمع عليه الخوارج الأولون قال: " وقد اختلفوا فيما يجمع الخوارج على افتراق مذاهبها، فذكر الكعبى في مقالاته أن الذى يجمع الخوارج على افتراق مذاهبها إكفار علي وعثمان، والحكمين، وأصحاب الجمل، وكل من رضى بتحكيم الحكمين، والإكفار بارتكاب الذنوب، ووجوب الخروج على الإمام الجائر.
وقال شيخنا أبو الحسن الذى يجمعها إكفار علي وعثمان وأصحاب الجمل، والحكمين ومن رضى بالتحكيم، وصوب الحكمين أو أحدهما، ووجوب الخروج على السلطان الجائر. ولم يرض ما حكاه الكعبى من إجماعهم على تكفير مرتكبى الذنوب.
قال البغدادي: والصواب ما حكاه شيخنا أبو الحسن عنهم، وقد أخطأ الكعبى في دعواه إجماع الخوارج على تكفير مرتكبى الذنوب منهم، وذلك ان النجدات من الخوراج لا يكفرون أصحاب الحدود من موافقتهم.
وقد قال قوم من الخوارج: إن التكفير إنما يكون بالذنوب التي ليس فيها وعيد مخصوص، فأما الذى فيه حد أو وعيد في القرآن فلا يزاد صاحبه على الاسم الذى ورد فيه مثل تسميته زانياً وسارقاً ونحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/284)
وقد قالت النجدات إن صاحب الكبيرة من موافقتهم كافر نعمة وليس فيه كفر دين وفى هذا بيان خطأ الكعبى في حكايته عن جميع الخوارج تكفير أصحاب الذنوب كلهم منهم ومن غيرهم. وإنما الصواب فيما يجمع الخوارج كلها ما حكاه شيخنا الحسن رحمه الله من تكفيرهم علياً وعثمان وأصحاب الجمل والحكمين ومن صوبهما أو صوب أحدهما أو رضى بالتحكيم) (11) أهـ.
نحن نلحظ في هذا النص الآتي:
أ ـ أن الكعبي جعل تكفير مرتكبي الذنوب مما أجمع عليه الخوارج القدامي.
ب ـ أن أبا الحسن لم يرض منه ذلك، يعني إجماع الخوارج على تكفير مرتكبي الذنوب.
جـ ـ استدلال البغدادي بأمرين:
الأول: أن النجدات لا تكفر أصحاب الكبائر إذا كانوا منهم؛ يعني لم يكن من ديار مخالفيهم.
الثاني: أن هناك فرقة من الخوارج تفرق بين الذنوب، وحقيقة مذهب هذه الطائفة كما سيأتي في كلام أبي الحسن، أنها تكفر بترك بعض الأعمال التي لا تختص بها الخوارج كترك الصلاة والصيام، والتكفير بهذا أقوال عند أهل السنة.
د ـ رجح البغدادي قول أبي الحسن على قول الكعبي، في أن التكفير بالذنوب ليس مما اجتمع عليه الخوارج الأولون.
فهذا إذن ظاهر بأن التكفير بالكبيرة مما اضطرب فيه رأي الخوارج الأولون، وأنه ليس مما اجتمعوا عليه.
وقد أقر ذلك العلامة الشيخ عبد الرزاق عفيفي قال: " ومن أصولهم- أيضًا-: التكفير بالكبائر، فمن ارتكب كبيرة فهو كافر. وتخليد من ارتكب كبيرة في النار إلا النجدات في الأخيرين. ولذا سموا وعيدية " (12) أهـ.
هـ ـ لم يأت فيما اجتمع عليه الخوارج، أنهم كفروا كل أحد في الدار. وفي هذه المسألة تفصيل، وأكثر رأيهم على أن أهل ديار مخالفيهم خلط، وهي نفس نظرية مجهول الحال التي قال بها في هذا العصر عبد المجيد الشاذلي، وسيد إمام، وإن كان الأول أكثر توسعاً من الثاني.
و ـ أما ما نقل عن تفرقتهم في التكفير بالكبائر بين موافقيهم ومخالفيهم، فهذا جار على الأصل العام للخوارج في الربط بين حكمهم على الراية التي تعلو ديار مخالفيهم وبين من تحتها، وهذا وصف عام لجميع فرق الخوارج على امتداد الزمان.
بل وهناك من المعاصرة من يربط بين الراية التي تعلو الدار وبين المعاصي التي ترتكب تحتها إذا كانت مندرجة تحت قاعدة قانونية تحميها. فيجعلها من الكفر.
يقول عبد المجيد الشاذلي: " الطاعة في التشريع لها حكم التشريع، وحكم التشريع كفر " (13) ويقول قبل ذلك: " وختاماً نقول: إن قبول التحريم والتحليل أو غير ذلك من أحكام التلكيف يثبت ويترتب ويتحقق بالطاعة في جزئية من جزئيات التشريع، لأنه بطاعته له فيها يعطي هذا الذي أطاعه حق التشريع له وممارسته سلطان التكليف عليه إلا في حالات الإكراه بضوابطها الشرعية.
ولا يهم أن يحل المكلَف ويحرم بتحليل المكلِف وتحريمه، بل المهم أن يطيعه في هذا التحريم والتحليل مما يخرجه فيه عن داعية هواه بقاعدة عامة ومجردة لها صفة القانون وأن يتبعه فيه، وأن يخضع لمقتضيات هذا التحليل والتحريم والإيجاب والوضع بموجب دخوله في عموم المخاطبين بهذا التشريع، أما بالنسبة لارتكاب معصية استجابة لغواية ووسوسة على مقتضى هواه واسترساله الطبيعي فلا يثبت بها ولا يتحقق قبول التحريم والتحليل " (14) أهـ.
فالذي يأكل الربا أو يمارس الزنا المندرج تحت قاعدة قانونية تحميه مطيع في تحليل وتحريم، وهذا كفر، وإن لم يحل هو أويحرم وهذا قوله " ولا يهم أن يحل المكلف ويحرم " بخلاف الذي يفعل ذلك إذا كان غير مندرج تحت قاعدة قانونية.
لماذا؟ لأن القاعدة القانونية ستجعله يخضع لمقتضيات هذا التحليل والتحريم والإيجاب والوضع بموجب دخوله في عموم المخاطبين بهذا التشريع ".
كذا قال عبد المجيد.
إن لهذا الكلام معنى وحيد، وهو أن الراية التي تعلو الدار ممثلة في القاعدة القانونية ستخرج المكلف حتماً عن داعية هواه، إلى التحليل والتحريم وهو كفر.
وهذا ربط بين الراية والمعاصي شبيه بربط النجدات السالف الذكر بين الكبائر وديار مخالفيهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/285)
ولا شك أن هذه صور مشبوهة حاصلة عن التأصيل الخارجي في الربط بين الراية والدار، وهذا الربط له صور متعددة، وهي إن تعددت إنما تصدر عن أصل واحد، هو السمة البارزة للخوارج، وهذه التخريجات المشبوهة متناثرة في كلام القدامى والمعاصرين، لكنها ليست عقدة البحث هنا، فالبحث كما قلنا في الكبيرة مجردة عن غيرها من المعاني، وهذه هي قضية البحث الذي دار في كتب المقالات، كما تقدم بين الكعبي وأبي الحسن والبغدادي.
وقد عارض بعض الناس القول في أن النجدات لا تكفر بالكبيرة بمسألتين:
الأولى: مسألة الإصرار عند النجدات.
الثانية: مسألة تكفير القعدة.
ونحن ـ إن شاء الله ـ نبين زيف هذا الاعتراض.
المسألة الأولى: الإصرار عند النجدات
نقل أبو الحسن عن النجدات في تكفير المصر قال: " وزعموا أن من نظر نظرة صغيرة أو كذب كذبة صغيرة ثم أصر فهو مشرك، وإن زنى وسرق وشرب الخمر غير مصر فهو مسلم " (15) أهـ.
فالكلام على ذلك من وجوه:
الأول أنهم لا يخصون التكفير بالإصرار على الصغيرة بل والكبيرة أيضاً، وهذا لا يحتاج إلى بيان، وقال ابن حزم: " وقالوا من كذب كذبة صغيرة أو عمل عملاً صغيراً فأصر على ذلك فهو كافر مشرك، وكذلك أيضا في الكبائر، وأن من عمل من الكبائر غير مصر عليها فهو مسلم " (16).
إذن فقضية الكلام التفرقة بين الذنب عموماً صغيراً كان أو كبيراً، وبين الإصرار عليه الذي هو حال المذنب. فالإصرار ذنب برأسه.
والظاهر أن هذا ليس قول النجدات وحدهم، ومما يؤكد ذلك أن أبا الحسن قد نقله عن الإباضية، وهم من أخف فرق الخوارج في التكفير، ونظرتهم إلى مخالفيهم في الجملة أخف، قال أبو الحسن: " وقال بعضهم: ذلك ـ يعني جحد الله وإنكاره ـ شرك، وكل جحد بأي جهة كان فهو شرك وكفر، وقالوا: الإصرار على أي ذنب كان كفر " (17) أهـ.
وقضية التكفير بالإصرار لاسيما على الصغيرة مع النص على عدم التكفير بالكبيرة في سياق واحد، يعني أن النظر هنا إلى حال المذنب لا الذنب. وهذا يعني أنهم أرادوا بالإصرار الاستحلال والجحد.
ويقوي ذلك أننا إذا قلنا: إن الإصرار على الصغيرة ـ فضلاً عن الإصرار على الكبيرة ـ كبيرة أو في حكمها، فلماذا لم يلحقهم أبو الحسن الأشعري ـ وهو الخبير بمقالات الناس ـ بسائر فرق الخوارج في هذا الباب؟ ولماذا عارض بهم الكعبي وتبعه على ذلك أصحابه كما رأينا في كلام البغدادي؟
لا شك أن هذا مما يقوي حملهم الإصرار على معنى الاستحلال والجحد.
والسؤال الآن: هل في معاني الإصرار على الذنب ما يحتمل الاستحلال؟ نحتاج أن ننظر إلى معاني الإصرار عند أهل السنة أنفسهم:
فالإصرار في كلام العلماء يأتي على وجوه:
منها: معاودة الذنب ولو صغيراً من غير أن يتخلل المعاودة توبة ولا عزم. قال ابن الجوزي: " فأما الإصرار فقال الزجاج: الإقامة على الشيء ... وللمفسرين في المراد بالإصرار ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه مواقعة الذنب عند الاهتمام به. وهذا مذهب مجاهد.
الثاني: أنه الثبوت عليه من غير استغفار، وهذا مذهب قتادة وابن إسحاق.
والثالث: أنه ترك الاستغفار منه، وهذا مذهب السدي " (18) أهـ.
فعلى هذا الذي يستغفر بين الذنب والعود إليه ليس مصراً.
ومنها العزم على الذنب ولو كان صغيراً.
قال أبو حيان: " الإصرار: اعتزام الدوام على الأمر، وترك الإقلاع عنه، من صر الدنانير ربط عليها " (19) أهـ.
وقال الشوكاني: " وقد تقدم تفسير الإصرار، والمراد به هنا العزم على معاودة الذنب " (20) أهـ.
ويجمع الوجهين السابقين ما نقله النووي عن أبي عمرو بن الصلاح قال: " المصر من تلبس من أضداد التوبة باسم العزم على المعاودة، أو باستدامة الفعل بحيث يدخل به ذنبه في حيز ما يطلق عليه الوصف بصيرورته كبيراً عظيماً، وليس لزمان ذلك وعدده حصر والله أعلم " (21) أهـ.
لكن التفرقة المهمة هنا بين معاني الإصرار هي من جهة الحامل عليه:
الأول: غلبة الشهوة.
الثاني: التهاون وعدم المبالاة.
الثالث: الاستهانة بالذنب والاحتقار له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/286)
وقد فرق ابن عابدين بين المعنيين فقال: " لكن كونه سنة مؤكدة لا يستلزم الإثم بتركه مرة واحدة بلا عذر، فيتعين تقييد الترك بالاعتياد والإصرار توفيقاً بين كلامهم كما قدمنا، فإن الظاهر أن الحامل على الإصرار هو الاستخاف بمعنى التهاون وعدم المبالاة، لا بمعنى الاستهانة والاحتقار، وإلا كان كفراً كما مر " (22) أهـ.
وقال أبو السعود: " والفسق في الشريعة الخروج عن طاعة الله عز وجل بارتكاب الكبيرة التي من جملتها الإصرار على الصغيرة له طبقات ثلاث:
الأولى: التغابي وهو ارتكابها أحياناً مستقبحاً لها.
الثانية: الانهماك في تعاطيها.
الثالثة: المثابرة عليها مع جحود قبحها.
وهذه الطبقة من مراتب الكفر فما لم يبلغها الفاسق لا يسلب عنه اسم المؤمن لاتصافه بالتصديق الذي عليه يدور الإيمان، ولقوله تعالى ((وإن طائفتان من المؤمنين اقتلوا " (23). أهـ.
إذن فمن معاني الإصرار كما في كلام علماء أهل السنة الأطهار الجحد والاحتقار للذنب وهذا من مراتب الكفر، والجحد عند أهل السنة على معنيين: التكذيب بأن الله حرمه، ونقض الالتزام بالطاعة للرسول صلى الله عليه وسلم في تحريمه.
لكن من كان فيه ميل لقول جهم في الإيمان لا يعد ذلك الأخير من الكفر.
إذن فظاهر أن جمع النجدات بين مسألة الإصرار خصوصاً على الصغيرة، مع عدم التكفير بالكبائر في سياق واحد، يدل على أن مرادهم بالإصرار هنا هو الجحد بمعنى عدم الالتزام بالطاعة. وهذا في غاية الظهور.
ويؤكده سياق ما نقل أبو الحسن عن الإباضية كما تقدم: " " وقال بعضهم: ذلك ـ يعني جحد الله وإنكاره ـ شرك، وكل جحد بأي جهة كان فهو شرك وكفر، وقالوا: الإصرار على أي ذنب كان كفر " أهـ.
فقوله " الإصرار على أي ذنب كان كفر " بعد قوله " وكل جحد بأي جهة كان فهو شرك وكفر " ظاهر في أنه من باب عطف الخاص على العام. والله أعلم.
فالحاصل: أن في لفظ الإصرار من الإجمال ما يبطل استدلال هذا البعض من الناس به. بل نحن نذكره فنقول له: لولا ما في لفظ الإصرار من الإجمال والاحتمال لما كان في جواب الشيخ الحويني ـ حفظه الله ـ عن نفسه أي مستمسك. لازم قولك أن تجعله مع النجدات في قارب واحد.
أما نحن فلا نشك أبداً أن مراده من اللفظ كان النقض بالالتزام بالطاعة. وإن كنت أعتقد خطأ تخريج مقالته من وجهين:
الأول: أنه لم يعهد في كلام السلف ـ فيما أعلم ـ دلالة (لا أفعل) على نقض الالتزام بالطاعة إلا في المباني الأربعة، وعلى خلاف مشهور بينهم، كأن يقول " الصيام علي ولن أصوم " والجبن عن كل ما سكتوا عنه في مسألة الإيمان أصل أصيل.
الثاني: ضرورة تنزيه هذا الباب عن الألفاظ المجملة.
لكن المقطوع به أنه لم يرد بلفظ الإصرار سوى نقض الالتزام بالطاعة. فالأصل صحيح والتنزيل غير صحيح، لكن هذا شيء آخر غير التكفير بالكبيرة المجردة عن الدلالات والمعاني؛ ومن ثم فهذا شيء آخر غير قضيتنا.
والحاصل: أن في جمع النجدات بين عدم التكفير بالكبيرة، والتكفير بالإصرار لا سيما على الصغيرة في سياق واحد دلالة ظاهرة على إرادة الجحد الذي هو بمعنى عدم الالتزام بالطاعة. وهذا يبطل استدلال هذا البعض من الناس بمسألة الإصرار عند النجدات على تكفيرهم بالكبيرة كسائر الخوارج. ويستظهر على ذلك بما دار بين الكعبي وأبي الحسن. والله أعلم.
المسألة الثانية: استحلال النجدات دم القعدة وأموالهم.
وقال بعض الناس في الاستدلال على أن النجدات كغيرهم من فرق الخوارج تكفر بالكبيرة:" كما نقل ابن حزم والشهرستاني أن النجدات يستحلون دماء القعدة عنهم وأموالهم، وهذا كاف في وصفهم بالخارجية لأن الاستحلال مبني على التكفير ولا ريب " انتهى قول بعض الناس.
فأقول: هذا الكلام من بعض الناس فيه إطلاق مبني إما على الكذب وإما على الجهل بمعاني الكلام. وذلك من وجوه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/287)
الأول: إن المعروف عن النجدات خلاف ذلك، وإنما هذا قول نافع بن الأزرق، فهو أول من أحدثه. بل كان هذا الإحداث من ضمن أسباب رياسة نجدة كما قال البغدادي: " ذكر النجدات منهم هؤلاء أتباع نجدة بن عامر الحنفى وكان السبب في رياسته وزعامته؛ أن نافع بن الازرق لما أظهر البراءة من القعدة عنه، إن كانوا على رايه وسماهم مشركين، واستحل قتل أطفال مخالفيه ونسائهم وفارقه أبو قديل وعطية الحنفى، وراشد الطويل ومقلاص وأيوب الأزرق وجماعة من أتباعهم وذهبوا إلى اليمامة فاستقبلهم نجدة بن عامر في جند من الخوارج يريدون اللحوق بعسكر نافع فاخبروهم بأحداث نافع وردوهم إلى اليمامة وبايعوا بها نجدة بن عامر، وأكفروا من قال بإكفار القعدة منهم عن الهجرة إليهم، وأكفروا من قال بإمامة نافع وأقاموا على إمامة نجدة إلى أن اختلفوا عليه في أمور نقموها منه " (24) أهـ.
وهذا نص ما نقله الشهرستاني " النجدات العاذرية: أصحاب نجدة بن عامر الحنفي، وقيل عاصم، وكان من شأنه أنه خرج من اليمامة مع عسكره يريد اللحوق بالأزارقة فاستقبله أبو فديك وعطية بن الأسود الحنفي في الطائفة الذين خالفوا نافع بن الأزرق، فأخبروه بما أحدثه نافع من الخلاف بتكفير القعدة عنه وسائر البدع، وبايعوا نجدة وسموه بأمير المؤمنين " (25) أهـ.
وفي قول البغدادي ((وأكفروا من قال بإكفار القعدة منهم عن الهجرة إليهم)) ما يدل بوضوح على أن النجدات لم يكفروا القعدة عنهم حتى لو كانوا في دار التقية.
فضلاً عن القعدة عن القتال في دار العلانية التي ظهرت فيها أحكام الخوارج. والذي أحدثه نافع بن الأزرق أيضاً. وجعله شركاً استدل له بقوله تعالى ((وقعد الذين كذبوا الله ورسوله)).
الثاني: أما قول هذا البعض من الناس " كما نقل الشهرستاني وابن حزم أن النجدات يستحلون دماء القعدة عنهم وأموالهم ". ففاسد جداً فليس في الملل والنحل للشهرستاني ما يدل على هذا لا من قريب ولا من بعيد، بل فيه ما يدل على خلافه.
أما الذي ذكره ابن حزم فمع عدم دقته ليس مطلقاً، قال ابن حزم: " وقالوا من ضعف عن الهجرة الى عسكرهم فهو منافق واستحلوا دم القعدة وأموالهم " أهـ.
فهذا إذن مقيد بالقعدة في دار التقية إذا ثقلوا عن الهجرة إليهم، هذا ظاهر عبارة ابن حزم وإن كانت غير دقيقة. والظاهر أنها مأخوذة من كلام أبي الحسن، وعبارة أبي الحسن أدق، قال: " وقالوا: ومن ثقل عن هجرتهم فهو منافق، وحكي ـ تأمل وحكي ـ عنهم أنهم استحلوا دماء أهل المقام وأموالهم في دار التقية، وبرئوا ممن حرمها " (26) أهـ.
فأبو الحسن قيد العبارة بدار التقية، وصدر العبارة بـ " حكي " التي تفيد التضعيف لماذا؟
لأن الظاهر من مذهب النجدات إعذار القعدة في دار التقية أيضاً وترك تكفيرهم؛ لأن هذا كان من ضمن ما نقموا على نافع من الإحداث، وأكفروه لأجله.
والظاهر كذلك من الرسائل المتبادلة بين نجدة ونافع أن نجدة كان يرى التقية. بخلاف نافع الذي أحدث في الخوارج عدم التقية في قول أو عمل.
الثالث: لو سلمنا جدلاً بأن النجدات يستحلون دماء القعدة عن الهجرة إليهم ـ وهو غير مسلم ـ إذا لم يتثاقلوا عن ذلك، لكان هذا فرع عن التكفير العام للدار واستحلال عمومها تبعاً للحكم بالكفر على الراية التي تعلوها. ولا يلزم من الاستحلال العام للدار تكفير كل أحد في الدار، فأكثر الخوارج على أن أهل ديار مخالفيهم خلط. وإن كان هذا لا يمنعهم من الاستحلال العام للدار.
الرابع: لو سلم أنهم يستحلون دماء القعدة عنهم في دار التقية لتكفيرهم، لكان لتثاقلهم ونفاقهم كما قالوا (ومن ثقل عن هجرتهم فهو منافق)، ولكان استدلالهم مثل استدلال نافع، الذي استدل على ذلك بقوله تعالى: ((إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا)). وسماهم مشركين استدلالاً بقوله تعالى (وقعد الذين كذبوا الله ورسوله).
فهذا يبين حقيقة قول " ضعف عن الهجرة إليهم في قول ابن حزم " و قول " ثقل " في قول أبي الحسن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/288)
وهذا يخرج المسألة ـ عندهم ـ عن باب التكفير بالكبائر جملة وتفصيلاً، ويلحقها بقضية الشرك ـ يعني عندهم ـ وأصل المسألة والبحث: هل اجتمع الخوارج على التكفير بالكبيرة مجردة عن غيرها من المعاني؟.
كما هي حقيقة البحث بين أبي الحسن والكعبي. ففلج أبو الحسن.
ففي هذا مع ما قبله ما يدل على أن مذهب النجدات عدم التكفير بالكبيرة، وبطلان وجوه المعارضة لذلك.
فهذا تمام الكلام على الوجه الأول من وجوه عدم انضباط التكفير بالكبيرة في أقوال الخوارج.
الوجه الثاني من وجوه عدم انضباط التكفير بالكبيرة في أقوال الخوارج: ما نقل أبو الحسن في المقالات عن طائفة من الخوارج: إن ما كان عليه حد واقع لا يتعدى الاسم، فيقال: زاني، قاذف، وما كان من الأعمال ليس عليه حد كترك الصلاة والصيام فهو كافر (27).
يعني يقال زاني، ويقال سارق، ولا يقال كافر، أما قوله " وما كان من الأعمال ليس عليه حد كترك الصلاة والصيام فهو كافر " فهو داخل في قضية التكفير بالمباني الأربعة وهذه أقوال مشهورة لأهل السنة بعضها أقوى من بعض. فهذا قوي في الطعن في الاجتماع على التكفير بالكبيرة.
والظاهر أن هذه الفرقة هي نفس التي قصدها البغدادي في الطعن في قول الكعبي باجتماع الخوارج على التكفير بالكبيرة والله أعلم.
الوجه الثالث: قال أبو الحسن: " والإباضية يقولون بأن كل كبيرة فهي كفر نعمة لا كفر شرك، وأن مرتكبي الكبائر في النار مخلدون " (28).
فقولهم كفر نعمة لا كفر شرك إزالة لحقيقة الكفر، وكونهم في النار مخلدون يشتركون فيه مع المعتزلة، فليس هذا بوصف مميز للخوارج عن غيرهم.
الوجه الرابع: حكى أبو الحسن عن قوم من الصفرية أنه لا يكفر صاحب الذنب حتى يقام عليه الحد، فإذا حد فهو كافر. وقبل الحد فهو مؤمن.
وهم موافقون لبعض البيهسية في ذلك. إلا أن الأخيرة لا تصفهم قبل الحد بإيمان ولا كفر (29).
وهذا أيضاً من الاضطراب الظاهر.
الوجه الخامس: أن الكبيرة في كلام أصحاب المقالات عند الخوارج الذين قاتلوا علياً رضي الله عنه، لم تكن في الأصل الزنا، والسرقة، والقتل، ونحو ذلك، وإنما كانت في التحكيم والرضا بالحكمين أو أحدهما. ومقصودهم بالكبيرة هنا يعني أن هذا كان ـ يعني عند الخوارج ـ دون الشرك.
ومن المفيد أن نختم بمقالة الشيخ الدكتور سفر الحوالي ـ حفظه الله ـ فيهم.
قال: " لقد اشتطت الخوارج، وغلت في النظرة لمرتكب الكبيرة وتشعب بها الخلاف في أحكامه، حتى كفّر بعض فرقها بعضاً.
لكن ليس هذا فحسب، وإنما الرزية كل الرزية أن مرتكب الكبيرة عندهم ليس هو الزاني أو السارق أو الكاذب ونحوهم من عصاة الأمة، وإنما هو علي، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعائشة، وأبو موسى، وعمرو بن العاص، ومعاوية، وأمثالهم من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فالحكم على هؤلاء بالكفر هو أصل عقيدة الخوارج، وحادثة التحكيم هي التي أثارت ذلك كما سبق.
وهذه هي البداية المهمة في تاريخهم " أهـ.
وهذه الوجوه كلها تجعل التكفير بالكبيرة وصفاً غير منضبط، وهم مختلفون فيه غاية الاختلاف يكفر بعضهم بعضاً لأجله، ومن رؤوسهم من لا يقول به أصلاً، ومن ثم فليس بصالح لأن يكون الوصف العام الجامع لطوائفهم؛ فضلاً لتمييزهم عمن عداهم.
إنما المعتبر في معرفتهم هو وصف النبي صلى الله عليه وسلم لهم كما تقدم.
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البخاري (ح/3344)، ومسلم (ح/1064).
(2) البخاري (ح/3415)، ومسلم (ح/1066).
(3) أحمد (1/ 151).
(4) النسائي (2/ 311).
(5) مسلم (ح/1848).
(6) الملل والنحل (1/ 118).
(7) منهاج السنة (5/ 150).
(8) ح (4758).
(9) عون المعبود (12/ 5).
(10) مقالات الإسلاميين (ص86).
(11) الفرق بين الفرق (ص55).
(12) مذكرة التوحيد - (ص 121)
(13) حد الإسلام (ص432).
(14) حد الإسلام (ص418).
(15) مقالات الإسلاميين (ص91).
(16) الفصل في الملل والنحل (4/ 145).
(17) مقالات الإسلاميين (ص107).
(18) زاد المسير (1/ 417).
(19) البحر المحيط ـ موسوعة ـ (3/ 387).
(20) فتح القدير (2/ 25).
(21) مسلم شرح النووي ـ موسوعة ـ (1/ 189).
(22) رد المحتار ـ موسوعة ـ (3/ 478).
(23) في إرشاد العقل السليم ـ موسوعة ـ (1/ 95).
(24) الفرق بين الفرق: " الفرق بين الفرق ص66.
(25) الملل والنحل (1/ 166).
(26) مقالات الإسلاميين ص 91.
(27) انظر المقالات ص 102.
(28) مقالات ص110.
(29) انظر المقالات ص119.
ـ[أبو ريحانة]ــــــــ[01 - 07 - 07, 12:06 ص]ـ
تنبيه عن سقط: قولي " وإنما كانت في التحكيم والرضا بالحكمين أو أحدهما. ومقصودهم بالكبيرة هنا يعني أن هذا كان ـ يعني عند الخوارج ـ دون الشرك ".
له تتمة وهي: " والأدق التفصيل والتمييز بين تكفير علي والحكمين، وبين التكفير بالكبائر كما تقدم من حكاية البغدادي عن كل من أبي الحسن والكعبي في معرض تحقيقه الخلاف بينهما فيما اجتمع عليه الخوارج "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/289)
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:37 ص]ـ
بحث جيد لكن يظهر أنه سيسبب لك مشاكل كثيرة ..
على كل حال:
قال ابن كثير في البداية والنهاية (14/ 23):
" وقد تكلم الناس في كيفية قتال هؤلاء التتر من أي قبيل هو فإنهم يظهرون الإسلام وليسوا بغاة على الإمام فإنهم لم يكونوا في طاعته في وقت ثم خالفوه فقال الشيخ تقي الدين هؤلاء من جنس الخوارج الذين خرجوا على علي ومعاوية ورأوا أنهم أحق بالأمر منهما وهؤلاء يزعمون أنهم أحق بإقامة الحق من المسلمين ويعيبون على المسلمين ما هم متلبسون به من المعاصي والظلم وهم متلبسون بما هو أعظم منه بأضعاف مضاعفة فتفطن العلماء والناس لذلك وكان يقول للناس إذا رأيتموني من ذلك الجانب وعلى رأسي مصحف فاقتلوني فتشجع الناس في قتال التتار وقويت قلوبهم ونياتهم ولله الحمد ".
تأمل هذه الحادثة وستجد أن هذا هو فهم الأكابر أن الخوارج ليس من شرطهم أن يكفروا بكل كبيرة كما يموه بعضهم!
ـ[أبو ريحانة]ــــــــ[01 - 07 - 07, 07:11 ص]ـ
الأخ أبو عبد الرحمن السعدي، جزاك الله خيراً على هذه الفائدة الحسنة.
وبالمناسبة أحب أن أنص على بعض الأمور مخافة الالتباس:
* كل من كفر بالكبيرة من الخوارج. لكن من الخوارج من لم ير التكفير بالكبيرة.
* تقدم أن هناك تشابه بين الإباضية ـ وهم من الخوارج ـ وبين المعتزلة في مسألة الكبيرة.
* مشهور مذهب الإمام أحمد في مسألة الصلاة التكفير بتركها تركاً مجرداً. وهو ظاهر جداً.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:56 م]ـ
مما يثري البحث:
1 - صرح السالمي الإباضي في كتابه: مشارق أنوار العقول (431 - ط: الاستقامة) بأن الخلاف بين الإباضية والمعتزلة يعتبر اختلافا لفظيا حيث قال -بعد نقل قول المعتزلة-: (والخلاف بيننا لفظي؛ لأنهم خصوا اسم الكفر بالمشرك، ومنعوا إطلاقه على الفاسق، ونحن نطلقه عليه لكن نقيده بكفر النعمة ولا نجري عليه أحكام المؤمنين إلا في الولاية وقبول الشهادة ونحوهما من الأحكام المختصة بالعدول، وليست التسمية بنفسها موجبة خلافا معنويا بين الفرق وإنما الموجب لذلك الخلاف بناء الأحكام على الأسماء).
2 - السالمي الإباضي في مشارق العقول (484) صرح أن الإصرار كبيرة، وأنه كفر نعمة، فهو عندهم كبيرة وليس المقصود به الجحد.
3 - الأضبط لهذا الموضوع أن يقال: إن التكفير بالكبيرة قولُ جمهور الخوارج.
وأعتقد أن وجود شذوذ في الفرقة شيء عام موجود في كل الفرق تقريبا .. ومع ذلك نجد أهل لعلم يطلقون القول بأن هذه الفرقة تقول بكذا بناء على الأغلب .. وإن كانت الدقة تقتضي التفصيل.
4 - بدا لي أن البحث مجتزأ أو شيء من هذا القبيل .. لأنه في أثناء الكلام ورد ذكر الشيخ الحويني بكلام مبني على شيء سابق ومعلوم لدى القارئ .. ولم أدر ما صلته بالبحث .. وقد أكون لم أستوعب جيدا.
والله أعلم.
ـ[أبو ريحانة]ــــــــ[01 - 07 - 07, 07:06 م]ـ
الأخ الكريم أبو محمد شكراً لفوائدك القيمة.
وأصل الكلام في: هل التكفير بالكبيرة شرط في الوصف؟ أما كونه قول جمهورهم فلا نزاع فيه.
أما كون ـ عدم التكفير بالكبيرة ـ شذوذاً في الخوارج فلا يظهر لي؛ قال أبو الحسن ص101: " وأصل قول الخوارج انما هو قول الأزارقة، والإباضية، والصفرية، والنجدية وكل الأصناف سوى الأزارقة، والإباضية، والنجدية فإنما تفرعوا من الصفرية " أهـ
فإذا كان قول النجدات ـ وهم من أكبر فرق الخوارج ـ هو عدم التكفير بالكبيرة.
وكان الخلاف بين المعتزلة والإباضية ـ وهم من أكبر الطوائف ـ لفظي كما تفضلت.
وكان من بعض الطوائف من يقتصر على التكفير بالأعمال التي يشارك أهل السنة في التكفير بها.
وبعضهم يتوقف في إطلاق التكفير.
فلا أظن ـ والشأن هكذا ـ أن عدم التكفير بالكبيرة شذوذ في قول الخوارج، بل هو قول طوائف معتبرة منهم، ومن ثم فعدم التكفير بالكبيرة ليس مانعاً من صحة الوصف، وهذا هو المقصود من البحث.
أما ذكر الشيخ الحويني ـ حفظه الله ـ فإنما جاء لقوله ((أما الرجل المصر على المعصية وهو يعلم أنها معصية فهذا مستحل وهذا كفره ظاهر)).
ومثل له بمن يقول " الربا حرام وسأكله، والزنا حرام وسأفعله ".
فشنع عليه بعض الناس بأنه يكفر بالكبيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/290)
والمقصود من ذكره في البحث الاعتذار له بتخريج كلامه على وجه تحتمله معاني الإصرار غير التكفير بالكبيرة. مع عدم التسليم بما مثل به. والتأكيد على خطئه في استعمال الألفاظ المحتملة في هذا الباب.
ومن ثم تذكير الخصم بأنه لولا ما في لفظ الإصرار من الإجمال والاحتمال لما كان لدفاع الشيخ عن نفسه وجه.
والله أعلم.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[01 - 07 - 07, 09:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك أبا ريحانة بحث لطيف ودقيق غير أني أوافق أبا محمد على ما قال
والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إنما أراد أن يبين حكم الله فيهم ويبين ما قد يغتر به من أعمالهم من كثرة العبادة وإلا فلهم سمات خاصة بهم أخرى غير ما ذكر كالتكفير والخروج على الأئمة وهذه أهم سماتهم.
وهم يسمون الخوارج لخروجهم ويسمون المارقة لوصف النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالمروق من الدين ويسمون المحكمة والحرورية والشراة والمكفرة وأهل النهروان والناصبة وربما يكون بعض هذه الأسماء خاصة ببعض الطوائف الأولى نسبة لمكان أوعمل مؤقت.
وإنما يقال إن من سمات الخوارج ومميزاتهم التكفير بالكبيرة لأمور:
1 – أنهم أول من قال بهذا وهذا مشهور قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وهم أول من كفر أهل القبلة بالذنوب بل بما يرونه هم من الذنوب واستحلوا دماء أهل القبلة بذلك) مجموع الفتاوى (7/ 481) وينظر مجموع الفتاوى (3/ 279)
2 – أنه قول جمهورهم وهذا يكفي في كون المعتقد سمة وميزة تميزهم وكون بعض طوائفهم لا تقول بذلك لا يقدح في هذا الحكم الأغلبي وهذا موجود في غير طائفة الخوارج وانظر لكلام أبي الحسن الشعري في نقل الإجماع على هذا واستثناء النجدات فإنه يوحي بأن الأصل من مذهبهم تكفير مرتكب الكبيرة وأن النجدات خروج عن الأصل.
3 – أن هذا أكثر ما يميزهم عن غيرهم فلا يوجد في للطوائف من يكفر بالكبيرة غيرهم بينما قد يوجد الخروج عند غيرهم وقد كان بعض السلف يسمى أهل الأهواء جميعا خوارج، ولذلك يقول ابن عمر رضي الله عنهما: " انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين " رواه البخاري فذكرهم بأهم ما يميزهم وأخطره.
4 – أن النجدات القائلين بعدم التكفير انقرضوا كما انقرض الأزارقة والصفرية فرجع المر إلى أن أهم ما يميز الخوارج بعد انقراض النجدات هو التكفير بالكبيرة.
5 – أن الخروج على الأئمة وشهر السيف ومفارقة الجماعة كلها تنتج عن هذا المعتقد وهو التكفير بالكبيرة.
6 – أن الوصف الذي ذكره النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - علامة أول من يخرج منهم وهم بعد ذلك اختلفوا وتفرقوا وتشققوا وليسوا كلهم الان على وصف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لهم من كثرة العبادة ونحوها ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وهذه العلامة التي ذكرها النبي هي علامة أول من يخرج منهم ليسوا مخصوصين بأولئك القوم فإنه قد أخبر في غير هذا الحديث أنهم لا يزالون يخرجون إلى زمن الدجال وقد اتفق المسلمون على أن الخوارج ليسوا مختصين بذلك العسكر) مجموع الفتاوى (28/ 495)
7 / أن إشهار السيف وحده ومفارقة الجماعة دون التكفير لا يقتصر على الخوارج فيدخل فيه غيرهم من أهل البدع ويدخل فيه البغاة لكنه مع التكفير يختص بالخوارج.
8 / أن هذا هو المشهور عند اكثر من تكلم عن الخوارج يقول الرازي: (ساير فرقهم متفقون على ان العبد يصير كافرا بالذنب) اعتقادات فرق المسلمين والمشركين (ص 46)
وقال الشهرستاني: (وكبار فرق الخوارج ستة: والأزارقة والنجدات والعجاردة والثعالبة والإباضية والصفرية والباقون فروعهم.
ويجمعهم القول بالتبرئ من عثمان وعلي رضي الله عنهما ويقدمون ذلك على طاعة ولا يصححون المناكحات إلا على ذلك ويكفرون أصحاب الكبائر ويرون الخروج على الإمام إذا خالف السنة حقا واجبا) الملل والنحل (1/ 113)
ويقول السكسي: ( .. وقالوا من أذنب كبيرة فهو كافر إلا النجدات فإنها لا تكفر من أذنب منهم وتكفر من اذنب من غيرهم .. ) البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان (ص 19)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/291)
ويقول المقدسي: (وأصل مذهبهم إكفار علي بن أبي طالب رضي الله عنه والتبرؤ من عثمان، والتكفير بالذنب والخروج على الإمام الجائر) البدء والتاريخ (5/ 135)
ـ[أبو محمد]ــــــــ[01 - 07 - 07, 11:58 م]ـ
وفقك الله أخي أبا ريحانة .. وكذا أخي أبا حازم .. ونفعنا بعلمكما ..
أنا لم أقصد بالشذوذ ما تبادر لذهنك أيها الفاضل .. وإنما أردت أنه قول قلة منهم .. والجمهور على الرأي الأول .. وأردت بهذا توجيه كلام كثير من أهل العلم حين يتكلمون عن الخوارج فينسبون لهم التكفير بالذنوب .. فتصرفهم مبني على الغالب في هذه الفرقة، كما هو الشأن في نسبة الأقوال في جل الفرق.
المشكلة أخي الكريم -كما لا يخفاك- أن البحث في الخوارج متعب! فالتشعبات والخلافات بينهم -بل بين أهل الفرقة الواحدة منهم- واختلاف النقل عنهم - كثير جدا ..
وسأمثل بمن أشرت إليهم -بارك الله فيك- .. وهذا قد يكون مبررا لإطلاق من أطلق من العلماء عليهم هذا الوصف.
النجدات .. نُقل عنهم ما تفضلت بنقله .. ونقل ابن حزم وغيره عنهم رأيا آخر .. وهو أن مرتكب الكبيرة منهم غير كافر ومن غيرهم كافر! الفصل 5/ 53
وعلى هذا يكون قولهم هو قول الجمهور .. أو قريبا جدا منه ..
مثال آخر: بعض الإباضية يخالفون رأي أكثرهم .. وهم الحسينية -من إباضية المغرب- يرون -كما هو الحال عند النجدات في الرأي الآخر- كفر مرتكب الكبيرة من مخالفيهم .. بخلاف من كان منهم! وهذا نقله الأشعري عنهم في المقالات.
فاتضح أن قضية التكفير بالكبيرة قضية بارزة جدا في هذا المذهب .. ومنقولة حتى عند بعض الفرق المستثناة من هذا الحكم العام .. وهذا -فيما يظهر- سبب وصم أهل العلم لهم بهذه الوصمة ..
ولو أنه كلما وجد رأي مغاير للرأي المشهور عند الفرقة امتنع وصفهم بهذه العلامة لصعب ضبط حال الفرق .. ولأضحت طريقة أكثر العلماء خاطئة ..
مثال ذلك .. لا أحد يشك أن إنفاذ الوعيد في أهل الكبائر سمة بارزة للمعتزلة .. ومع ذلك فمنهم من رأى التوقف .. أي جواز مغفرة الله لأهل الكبار بلا توبة .. كما نقل هذا عنهم صاحب الفرق بين الفرق 116 .. ومع ذلك تبقى هذه القضية سمة لهم وأصلا من أصولهم عند إطلاق القول في عقيدة المعتزلة.
ومهما يكن من شيء .. فتنبيهك الكريم في هذا الموضوع على أن التكفير مذهب جمهور الخوارج لا جميعهم في محله.
ومن باب الفائدة: قد نبه على هذا أيضا الدكتور غالب العواجي في كتابه: الخوارج.
وفقك الله وسدد خطاك ونفع بك.
ـ[أبو ريحانة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 12:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وفيك بارك أخي الكريم أبا حازم الكاتب.
ثم هذه إطلالة مختصرة على كلامكم فأقول:
وأنا أيضاً أوافقه ـ يعني أبا محمد ـ وأوافقك على أن التكفير بالكبيرة سمة بارزة للخوارج، وهذا حقيقة قولك وقوله. وإنما يكون ذلك رداً عليَّ لو أني قلت " إن التكفير بالذنوب ليست سمة من سمات الخوارج " وقد نصصت على أنه سمة بارزة لهم.
وإنما الكلام في الشرطية: هل من شرط الخارجي أن يكفر بالذنب، بمعنى هل عدم التكفير بالذنوب مانع من الوصف؟
هذه عقدة البحث فهل تريد أن تقول بأن التكفير بالكبيرة شرط، وأن عدم التكفير بالكبيرة مانع من الوصف؟
إن كنت تريد أن تقول ذلك فصرح به بارك الله فيك.
أما مسألة الانقراض فلا علاقة لها بتحقيق الوصف الشرعي فلا علاقة لها بما نحن فيه من قريب أو بعيد.
أما قولك بارك الله فيك: (1 – أنهم أول من قال بهذا وهذا مشهور قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وهم أول من كفر أهل القبلة بالذنوب بل بما يرونه هم من الذنوب واستحلوا دماء أهل القبلة بذلك) مجموع الفتاوى (7/ 481) وينظر مجموع الفتاوى (3/ 279 (
فأقول: قول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ (بل بما يرونه هم من الذنوب) يوضح ما ختمت به مقالي عن الشيخ سفر بأن أول التكفير كان لأجل واقعة التحكيم.
فكفروا علياً لذلك ثم عدوا حكمهم على الدار واستحلوها تبعاً لذلك، فهذا قول شيخ الإسلام (واستحلوا دماء أهل القبلة بذلك).
فهذا موافق للوصف المميز للخوارج الذي ذكرته في بحثي، وهو الربط بين حكمهم على الراية وبين من تحتها بالتكفير والاستحلال لعموم الدار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/292)
لذلك قلت من الدقة التفريق بين تكفيرهم لعلي وبين التكفير بالذنوب المتفق على أنها ذنوب. كما فعل أبو الحسن والكعبي والبغدادي وغيرهم.
فشكراً لك على هذا النقل.
لذلك فقولك:.
5 – أن الخروج على الأئمة وشهر السيف ومفارقة الجماعة كلها تنتج عن هذا المعتقد وهو التكفير بالكبيرة).
أقول: يحتاج إلى تحرير، فخروجهم على الأئمة نتج عن التكفير بما عدوه هم ذنباً، كما تفضلت بالنقل عن ابن تيمية، وهو التحكيم، أما شهر السيف ووضعه في أمة محمد، ومفارقة الجماعة، نتج عن تعدية حكمهم على الراية التي تعلو الدار ـ تكفير من يحكمها ـ إلى من تحتها.
بذلك استحلوا دماء أهل القبلة، ولم يستحلوها لأنهم زناة أو سراق أو قذفة كما تقدم في كلام الشيخ الدكتور سفر.
أما قولكم بارك الله فيكم بأن بعض أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم للخوارج الأول قد تتغير فهذا صحيح لكن يبقى الوصف العام المميز لهم، وهو التشوف لدماء أهل القبلة واستحلالها تبعاً لحكمهم على الراية التي تعلوها.
أما قولكم بارك الله فيك:) 7 / أن إشهار السيف وحده ومفارقة الجماعة دون التكفير لا يقتصر على الخوارج فيدخل فيه غيرهم من أهل البدع ويدخل فيه البغاة لكنه مع التكفير يختص بالخوارج).
فأقول: نعم صحيح، وهذا ما قلته في أول البحث فراجعه، لكن لم يكن ذلك لأجل تكفير كل أحد في الدار، فأكثر الخوارج على أن أهل ديار مخالفيهم خلط كما هو معلوم، ولم يكن لأجل تكفير الزناة والسراق في الدار، لكن التكفير العام للدار والاستحلال العام كان لأجل حكمهم على الراية التي تعلوها. وهذا الذي يميز الخوارج على طول الزمان.
أما قولكم بارك الله فيكم: (3 – أن هذا أكثر ما يميزهم عن غيرهم فلا يوجد في للطوائف من يكفر بالكبيرة غيرهم)
فأقول: قولك هذا يرد عليه أمران:
الأول: أن التكفير بالكبيرة لا يجمع طوائف الخوارج كما تقدم، وشرط الوصف المميز أن يكون جامعاً فارقاً.
الثاني: أنك بذلك ستخرج المعتزلة لفظاً ومعنى، والمعتزلة سيأخذون الإباضية معهم، ومن ثم لن يبقى لك في الخوارج غير الأزارقة والصفرية، ومن فرق الصفرية من يقول بعدم التكفير، وبعض أصحاب المقالات يكفر الأزارقة لشدة غلوهم. والنجدات قد علمت قولهم، فلن يبقى لك ممن يكفر بالكبيرة شيء يعول عليه.
ولا يخفى عليك أن كلام أبي الحسن في الفرق أدق وأقرب عهداً بها، ويحسن التنبيه إلى أن الإباضية يحقدون عليه كثيراً ويحاولون إسقاط مصداقيته.
لكن أريد أن ألفت نظركم بارك الله فيكم، أن المعارضة لكلامي تكون بالنص على الشرطية، شرطية التكفير بالكبيرة، وأن عدم التكفير بالكبيرة مانع من الوصف.
هذا هو المحك وبهذا نختلف ومن ثم يبدأ تحقيق الخلاف.
وجزاكم الله خيراً أخي المبارك ونفعنا بعلومك.
ـ[أبو ريحانة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 12:37 ص]ـ
الأخ المكرم أبو محمد سلمه الله:
قولك: " النجدات .. نُقل عنهم ما تفضلت بنقله .. ونقل ابن حزم وغيره عنهم رأيا آخر .. وهو أن مرتكب الكبيرة منهم غير كافر ومن غيرهم كافر! الفصل 5/ 53
وعلى هذا يكون قولهم هو قول الجمهور .. أو قريبا جدا منه .. "
قد ذكرته في معرض تحقيق الخلاف بين الكعبي وأبي الحسن، وبينت وجهه بأنه ليس تكفيراً بالذنب مجرداً ولكن لما اقترن به من دلالة اختلاف الدار. وهو مخرج عن أصل الخوارج في ذلك، وأصل البحث في التكفير بالذنب مجرداً. فراجعه مشكوراً.
حقيقة أشعر بالفخر لوجودي في هذا المنتدى بين أمثالكم.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[02 - 07 - 07, 12:37 ص]ـ
أخانا الحبيب الشيخ أبا ريحانة.
من قال واصفا الخوارج بأنهم الذى يكفرون بالكبيرة, بناءا على كلامك المذكور أعلاه, هل أخطأ هذا الواصف؟ و أين الخطأ فى وصفه إن كان ثم خطأ؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[02 - 07 - 07, 12:45 ص]ـ
أخي الكريم أبا ريحانة وفقني الله وإياك:
إذاً قبل أن نتباحث مسألة التكفير بالكبيرة أسأل سؤال حتى نحدد المحك كما ذكرت بارك الله فيك فأقول ما هو الشرط الذي يجب توفره حتى يسمى خارجياً؟
ـ[أبو ريحانة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:15 ص]ـ
الأخ الكريم خطاب القاهري أنا لست الشيخ أبا ريحانة أنا الأخ أبو ريحانة.
أما جوابك أيها الأخ الحبيب فأقول لا لم يخطئ إلا إذا تقدم عهد بالحصر لفظاً أو معنى أو حكماً.
الأخ الكريم أبو حازم الكاتب رفع الله قدره:
أجزم بأني أجبت عن سؤالك في بحثي، ومع ذلك سأعتبر أني لم أجب، وسأجيبك، لكن في السبر تنحية الأوصاف غير المناسبة أولاً.
جاء أعرابي إلى النبي فقال جامعت في نهار رمضان.
أولاً نبحث عن الأوصاف غير المناسبة ككونه أعرابي فنخرجها.
فتعال في بحثنا نخرج ما ليس بشرط أولاً.
لقد أثير التكفير بالكبيرة.
فما رأيك في التكفير بالكبيرة؟
شرط هو أو نخرجه؟
أظن هكذا يجب أن نبدأ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/293)
ـ[أبو محمد]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:16 ص]ـ
الأخ المفضال أبا ريحانة .. زادك الله علما وتوفيقا ..
أعدت قراءة كلامك الكريم مرة أخرى .. كلامك يا رعاك الله يتعلق بتكفير القعدة .. وليس هذا ما نقلته.
مهما يكن من شيء .. دعنا مع كلامك الأخير ..
وجهت -سلمك الله- تكفيرهم لغيرهم بأن مناطه: اختلاف الدار .. فيلزم على هذا أن يكون فعل الكبيرة وصفا غير مؤثر!
بمعنى: لو كان هذا مناط التكفير عندهم لاستوى أهل الكبائر مع غيرهم في التكفير .. والمنقول عنهم -في هذا النقل- تكفير مرتكب الكبيرة!
إذن هذا التوجيه -حسب فهمي- فيه نظر.
وأمر آخر .. سلمت بارك الله فيك بأن تكفير مرتكب الكبيرة مذهب جمهورهم .. لكنك رجعت وأوهنت من ذلك في ردك على الأخ أبي ريحانة: (فلن يبقى لك ممن يكفر بالكبيرة شيء يعول عليه).
فهل المستقر عندك أن هذا قول جمهورهم أم لا؟
وأمر ثالث: يبدو أن محك الخلاف فعلا .. وهو الذي ينبغي أن توجه العناية إلى تحقيقه هو: ما الضابط للإلحاق بالفرقة؟
هل هو ما تفضلت به: (وشرط الوصف المميز أن يكون جامعاً فارقاً).
أو هو الموافقة فيما عليه جمهور هذه الفرقة؟
ولو أخذنا بالأول .. فأحسب أنه سيشكل عند مقارنته بتطبيق العلماء.
وأخيرا .. كلامك -أخي الكريم- يشير إلى أن الوصف المميز لهم هو: الاستحلال العام.
فهل هذا -عندك- وصف مميز جامع فارق؟
وهذا تتمة لسؤال الأخ الكريم أبي حازم.
وفقك الله وأسعدك في الدارين.
ـ[أبو ريحانة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:44 ص]ـ
أخي الكريم أبو محمد ـ سلمه الله ـ
قولك: كلامك يتعلق بتكفير القعدة.
أقول لا، ليس هذا هو الموضع، الموضع يبدأ من هنا:
و ـ أما ما نقل عن تفرقتهم في التكفير بالكبائر بين موافقيهم ومخالفيهم، فهذا جار على الأصل العام للخوارج في الربط بين حكمهم على الراية التي تعلو ديار مخالفيهم وبين من تحتها، وهذا وصف عام لجميع فرق الخوارج على امتداد الزمان
بل وهناك من المعاصرة من يربط بين الراية التي تعلو الدار وبين المعاصي التي ترتكب تحتها إذا كانت مندرجة تحت قاعدة قانونية تحميها. فيجعلها من الكفر ....
ــــــــــــــــــــ
أما قولك: " وجهت -سلمك الله- تكفيرهم لغيرهم بأن مناطه: اختلاف الدار .. فيلزم على هذا أن يكون فعل الكبيرة وصفا غير مؤثر! "
فأقول: لا ليس كذلك، اختلاف الدار في هذه الحالة شرط في التأثير ـ يعني عندهم ـ وهذا معروف في الأصول ولا أظنه يخفى عليكم. وإذا أردت التوضيح وضحت. فالراية التي تعلو الدار ستغير حكم المعصية إلى كفر، كما تقدم الكلام عن تفرقة عبد المجيد الشاذلي بين المعصية المندرجة تحت قاعدة قانونية، وبين المعصية في غير ذلك، فراجعه مشكوراً.
ــــــــــــــــــــــــ
وردي على الأخ أبي حازم كان على سبيل الإلزام له وهو واضح. لا أني أوهنت أن التكفير بالكبيرة قول جمهورهم.
ــــــــــــــــــــــــ
قولك: " وأخيرا .. كلامك -أخي الكريم- يشير إلى أن الوصف المميز لهم هو: الاستحلال العام.
فهل هذا -عندك- وصف مميز جامع فارق؟
أقول: لا أنا قلت: هو تعدية حكمهم على الراية إلى من تحتها بالتكفير لعموم الدار واستحلالها تبعاً لذلك. يعني التكفير لعموم الدار واستحلالها تبعاً لحكمهم على الراية التي تعلوها.
لكن الإنصاف ـ فيما أحسب ـ أن ننتهي من شرطية التكفير بالكبيرة أولاً، فهل تقول أخي المبارك: إن التكفير بالكبيرة شرط في الوصف؟ وعدم التكفير بالكبيرة مانع من الوصف.
وأستأذنكم أخي المبارك إلى الغد لأني مجهد.
أسأل الله أن يبارك في عمرك ووقتك.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[02 - 07 - 07, 02:02 ص]ـ
أخي الكريم أبا ريحانة وفقك الله
لم تجب على سؤالي؟ بل أجبت بسؤال وأنا أكرره واقول أنت رفضت ان يكون التكفير بالكبيرة هو الشرط في إطلاق لقب خارجي على الشخص وأن تكفير مرتكب الكبيرة هو سمة للخوارج فقط.
وأنا أريد أن أعرف من هو الخارجي عندك؟ ما هو الشرط الأساس والوصف المعتبر الذي إذا وجد قلنا بأن هذا الشخص خارجي أرجو ان تجيب بارك الله فيك؛ لأن هذا هو صلب موضوعك المطروح.
لا أعتقد أن لقب خارجي عندك لا ضابط له وإلا لم نستطع ان نطلقه على اي احد وبهذا يزول هذا اللقب من قاموس اهل السنة ولذلك أخي الكريم وحتى لا نستمر بتبادل الأسئلة سأسلم لك جدلا حتى يتم النقاش بأن ارتكاب الكبيرة ليس شرطا كافيا _ وسيأتي نقاشه فيما بعد _ فما هو الشرط عندك أخي الكريم؟
ـ[أبو ريحانة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 12:20 م]ـ
الأخ المبارك: أبو حازم الكاتب ـ سلمه الله ـ
قولكم بارك الله في عمرك: " سأسلم لك جدلا حتى يتم النقاش بأن ارتكاب الكبيرة ليس شرطا كافيا _ وسيأتي نقاشه فيما بعد _ فما هو الشرط عندك أخي الكريم؟ "
أقول: جدلاً هذه ليست كافية فيما نحن فيه من السبر، لابد أن تسلم تماماً بأنه ليس شرطاً بحيث تصبح المسألة منتهية.
مع الإشارة إلى أنه ليس هناك شرط كافي، وشرط غير كافي. أنا أعلم أنك لا تقصد ولكن الإشارة للقراء المتابعين من غير أعضاء هذا المنتدى العلمي المبارك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/294)
ـ[أبو ريحانة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 02:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فوائد:
* لو كان النجدات يكفرون بالكبيرة لكفروا أتباعهم بها باعتبارهم أهل الحق.
* النجدات تزعم أن من خالفها في دينها دخل النار، ذكر ذلك أصحاب المقالات وقال الشيخ الدكتور سفر قال: النجدات: فرقة من فرق الخوارج أتباع نجدة بن عامر الحنفي، زعم أن من يخالفه في دينه يدخل نار جهنم."
* تكفير النجدات لمن خالفها بالكبائر ليس باعتبار الذنب مجرداً، ولكن كالتكفير بالكبيرة بشرط مكفر، كمن يقول: الكبيرة بشرط الاستحلال كفر.
* يرى عبد المجيد الشاذلي من المعاصرين: أن ارتكاب المعصية المندرجة تحت قاعدة قانونية تحميها كفر. لأنها معصية بشرط الطاعة في التحليل والتحريم. وقد نقلت في بحثي عن كتابه حد الإسلام فليراجع.
* النجدات أول من أدخل شرط الاستحلال من الخوارج.
* من البين أن النجدات لا تكفر بأي كبيرة حتى بما كفر به أهل السنة كترك الصلاة.
* يرى الشيخ الدكتور سفر الحوالي أن الخوارج هم أول من أسس وأدخل الإرجاء على الأمة الإسلامية، وباعتبار ذاتي. وهذا نص عبارته: " وقد استوقفتني هذه الحقيقة كثيراً -أعني: حقيقة أن أصل المرجئة هم الخوارج لا بطريق التضاد في الغلو بل ذاتاً وحقيقة- وليس سبب ذلك عدم ثبوتها، ولكنه عدم وضوح تعليلها الذي تبين بعد بالتتبع الدقيق لفرق الخوارج ".
والظاهر أنه يقصد أن النجدات هم أول من أدخل ذلك. ونص على ذلك في غيرهم أيضاً.
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[02 - 07 - 07, 03:02 م]ـ
أخي أبا ريحانة وفقني الله وإياك وبعد:
إذاً سأذكر لك ما أراه في المسألة
الخارجي هو من يكفر المسلمين بمطلق الذنب أي بما دون الكفر الذي يكفر به بنصوص الكتاب والسنة وهذا الوصف كاف في مذهب الخوارج.
وحتى أنزل عند رغبتك في دليل السبر والتقسيم أقول لك أخي الكريم:
الخارجي إما أنه من يخرج على الإمام والمسلمين أو هو من يعتقد تكفيرهم
- لا يجوز أن يكون هو كل من يخرج على الإمام؛ لأن هناك من يخرج على الإمام من غير الخوارج كالبغاة.
فهو إذا من يعتقد تكفيرهم وهو لا يخلو من حالين:
إما أن يكفر الإمام أو يكفر المسلمين:
- إن كفر المسلمين فهو الخارجي فأهل السنة لا يكفرون المسلمين وتكفير الخوارج هنا سيكون بما دون الكفر بلا شك.
- وإن كان مكفراً للإمام فهو لا يخلو من حالين:
- إما أن يكفره بما هو كفر فهذا مذهب أهل السنة ولا يصح أن يكون مذهب الخوارج فإن قلت هو مذهب الخوارج جعلت الخوارج وأهل السنة سواء.
- وإن كان يكفره بما دون الكفر فهو مذهب الخوارج وهو المطلوب فعاد الأمر إلى أن الخارجي هو من يكفر بما دون الكفر.
وحتى لا تورد قول من لا يكفر إلا بالإصرار قلت يكفرون بالذنب ليعم الكبيرة وغيرها أي بما دون الكفر وهذا قد يكون لعظم الذنب كالكبيرة وقد يكون للإصرار كقول النجدات.
وأقول إن هذا هو الشرط في الوصف لأمور:
1 - أنهم أول من ابتدع هذا القول والمقرر في كتب الفرق والنحل أن القول ينسب لأول من قال به كما ينسب كثير من الاعتقادات لجهم بن صفوان في الصفات والقدر والإيمان.
2 - أن هذا الوصف هو المشهور في كتب أهل العلم فإذا أطلق التكفير بالذنب نسب للخوارج وإذا تكلم عن الخوارج ذكر التكفير بالذنب كأهم ما يميزهم عن غيرهم ولذلك نجد في كتب اهل السنة كثيرا قولهم (ولا يكفرون بالذنب كالخوارج).
3 - أن العلماء يجعلون الخوارج هم رأس الوعيدية فأشهر ما يعرف عنهم هو هذا الباب.
4 - أن التكفير بالذنب لا يعرف إلا عند الخوارج والوصف المعتبر في الفرق هو أكثر ما يميزهم عن غيرهم من الفرق وتأتي بقية المعتقدات تبع.
5 - أن كل ما يذكر من الاستحلال وغيرهم هو لازم التكفير فهو راجع إليه ولا استحلال بدون تكفير.
وأخيرا أذكر لك ما قرره الشيخ الدكتور سفر الحوالي عن الخوارج لأنك استدللك بقولهم في تقرير مذهبهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/295)
يقول حفظه الله: (الخوارج: هم الفرق التي تكفر المسلمين بمجرد الذنوب؛ بالأمور التي لم يكفّر بها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعليه فلفظ الخوارج علم على هذه الفرقة، تحت أي اسم، وفي أي مكان أو زمان كانوا، وسواءً خرجوا على الإمام أم لم يخرجوا.
وليس كل من خرج على الإمام يكون خارجياً فقد يكونون غير خوارج من حيث العقيدة فيسمون (بغاة)، و (الباغي) من الناحية اللغوية: هو الظالم، وكذلك كل من خرج عن شيء ما فهو (خارج) من الناحية اللغوية، لكن من الناحية الاصطلاحية العقدية: (البغاة) اصطلاح على فئة معينة، والخوارج اصطلاح على فئة معينة، وقد يخلط بينهما بعض الناس فيسمون البغاة خوارج، وممكن أن تصح هذه التسمية، لكن هذا الإطلاق خطأ من الناحية التاريخية ومن الناحية العلمية، فمن الناحية التاريخية: ليس كل من خرج على علي رضي الله عنه يقال: إنه من الخوارج، فمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه -مثلاً- ومن كان معه من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين خرجوا عن طاعة علي رضي الله عنه، فهل سماهم خوارج؟ أو اعتبرهم خوارج؟ لا. إذاً: هذا من الناحية التاريخية.
وعليه فليس كل من خرج على الإمام الحق يسمى خارجياً هذا من الواقع التاريخي، وأيضاً من حيث الاستدلال المجرد نقول: إن الإنسان قد يخرج على الإمام الحق وهو معتقد بعقيدة أهل السنة والجماعة، وقد يظل في طاعة الإمام وهو معتقد لأحد مذاهب الخوارج، فليست القضية مرتبطة بطاعة الإمام أو اعتقاد ولاية الإمام الحق، وإنما هي مرتبطة بالعقيدة، وقد يكون الإمام والباغي الذي خرج عليه على عقيدة واحدة؛ كل منهما -مثلاً- على عقيدة أهل السنة أو غيرها، المهم أنه لا يشترط أن يكون هذا الخارج على عقيدة الخوارج، لكنه أخطأ إذ خرج على الإمام الحق، وسمي باغياً لخروجه وعدم دخوله في طاعته، أما (الخارجي) فسواء كان داخلاً تحت حكم الإمام أو خارجاً عنه، قاتل المسلمين أو لم يقاتلهم فيطلق عليه (خارجي)، وليس شرطاً أن يكون له إمام؛ فمن فرق الخوارج من عينت إماماً، ومنهم من يعتقد عقيدة الخوارج وليس له إمام معين، فإذاً: نحن بهذا نكون قد ميزنا بين اصطلاحين: وهما الخوارج و (البغاة))
شرح الطحاوية الحلقة (15) وهو موجود في موقع الشيخ.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[02 - 07 - 07, 03:26 م]ـ
أخي الكريم أبا ريحانة .. بارك الله في علمه
وجهت حفظك الله كلام النجدات في مسألة اختلاف الدار في ضوء كلام الشاذلي .. وهذا غير مسلم.
بمعنى: ما الحجة في أن النجدات إنما قالوا بكفر أهل الكبائر من غيرهم بناء على قاعدة أن اختلاف الدار يصير الكبيرة إلى كفر؟ هل صرحوا هم بذلك؟
أما كلام الشاذلي فتصور تصوره هو لا نستطيع إلزام النجدات به.
ولقائل أن يقول: ربما كان هذا التصرف منهم بناء على عقيدة الإرجاء -وقد أشرت إليها فيما نقلته- فهم على قاعدة جل الخوارج في التكفير بالكبيرة .. واستثنوا من كان منهم لشبهة الإرجاء.
ألا ترى هذا التوجيه أقرب؟
أما عن سؤالك أخي الكريم ..
فهذا هو المحك الذي أشرتُ إليه سابقا ..
هل الضابط هو الشيء الغالب على الفرقة أم ما تفضلت به؟
ومثل هذا المرجع فيه إلى تطبيقات العلماء .. وقد ألمحت إليه سابقا ..
دعنا الآن مع أهم نقطة في تعقيبك الكريم أيها الكريم ..
قلت -سلمك الله-: (أنا قلت: هو تعدية حكمهم على الراية إلى من تحتها بالتكفير لعموم الدار واستحلالها تبعاً لذلك. يعني التكفير لعموم الدار واستحلالها تبعاً لحكمهم على الراية التي تعلوها).
فهل تسمح بارك الله فيك بالتعليق على ما أذكره وتبين لي وجه انطباق هذا الضابط على الفرق الآتية؟
ذكر الملطي في التنبيه والرد (51 - 54) جملة من فرق الخوارج .. وكان فيما ذكر:
1 - العمرية: (وهؤلاء أقل الخوارج شرا؛ لأنهم لا يرون إهراق دماء المسلمين ولا غنم أموالهم ولا سبي ذراريهم، ولكن يقولون: المعاصي كفر).
2 - أصحاب شبيب الخارجي: (وكان لا يقاتل أحدا ولا يسبي ولا يستحل شيئا مما حرم الله إلا ما يستحل من الحجاج [أي ابن يوسف، وكان شديدا في قتاله] وأصحابه، غير أنه كان يكفر السلف والخلف).
3 - الصفرية: (خرجوا على الحجاج مع يزيد بن المهلب، فقاتلوا الحجاج ولم يؤذوا الناس ولا كفروا الأمة ولا قالوا بقول الخوارج الذين تقدم ذكرهم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/296)
4 - الشراة: (وهم لا يستحلون أموال الناس ولا يسبون النساء ولا يخالفون في دين ولا سنة، وهم يقولون: العصاة كفار نعمة لا كفار شرك).
فهل ينطبق -نفع الله بك- الضابط الذي تفضلت بذكره على هؤلاء؟
ـ[أبو ريحانة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 09:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الأخيار الطيبين.
الأخ الكريم أبو محمد ـ سلمه الله ونفعنا بعلومه ـ:
أولاً: أخي الكريم النجدات يقولون بأن مخالفيهم في نار جهنم كما تقدم في المشاركة السابقة. وقد وضحت في المشاركة السابقة الأمر فاطلع عليه مشكوراً.
ثانياً: أخي الحبيب أنت تنقل عن كتب غير معتمدة وفي نقلك عنها أخطاء فاحشة جداً:
قلتَ ـ سلمك الله:
1 - العمرية: (وهؤلاء أقل الخوارج شرا؛ لأنهم لا يرون إهراق دماء المسلمين ولا غنم أموالهم ولا سبي ذراريهم، ولكن يقولون: المعاصي كفر).
أقول: أخي الكريم العمرية هذه من فرق المعتزلة أصحاب عمرو بن عبيد وليسوا من فرق الخوارج انظر الفرق بين الفرق وغيره.
قلتَ:
2 - أصحاب شبيب الخارجي: (وكان لا يقاتل أحدا ولا يسبي ولا يستحل شيئا مما حرم الله إلا ما يستحل من الحجاج [أي ابن يوسف، وكان شديدا في قتاله] وأصحابه، غير أنه كان يكفر السلف والخلف).
أقول: يا أخي انظر ما نقله البغدادي ضمن ما نقله عن أخبار شبيب في الفرق بين الفرق قال: (إنه كبس الكوفة ليلاً ومعه ألف من الخوارج، ومعه أمة غزالة وامرأته جهزية فى مائتين من نساء الخوارج قد اعتقلن الرماح، وتقلدن السيوف فلما كبس الكوفة ليلاً قصد المسجد الجامع، وقتل حراس المسجد والمعتكفين فيه ونصب أمه غزالة على المنبر حتى خطبت)
تأمل أخي بارك الله فيك: كبس الكوفة ليلاً ـ قصد المسجد الجامع ـ قتل حراس المسجد والمعتكفين فيه.
قلتَ:
3 - الصفرية: (خرجوا على الحجاج مع يزيد بن المهلب، فقاتلوا الحجاج ولم يؤذوا الناس ولا كفروا الأمة ولا قالوا بقول الخوارج الذين تقدم ذكرهم).
أقول: أما الصفرية ففي غاية القرب من الأزارقة أشد الخوارج غلواً، وشاعرهم المعروف المشهور عمران بن حطين. والفرق بينهم وبين الأزارقة عدم استحلال قتل نساء وأطفال مخالفيهم، وهذا مشهور متداول في كتب المقالات.
قلتَ:
4 - الشراة: (وهم لا يستحلون أموال الناس ولا يسبون النساء ولا يخالفون في دين ولا سنة، وهم يقولون: العصاة كفار نعمة لا كفار شرك).
أقول: أما الشراة فمن المعروف أنها من الألقاب التي تطلق على من حارب علياً رضي الله عنه كما بين ذلك أبو الحسن وغيره وابن تيمية في منهاج السنة. وابن تيمية ذكر فيما نقله أخونا أبو حازم الكاتب أنهم استحلوا دماء أهل القبلة بما عدوه ذنوباً. وقتلوا عبد الله بن خباب، وبقروا بطن أم ولده، وأغاروا على بيته وقتلوا ما فيه من النساء.، وأغاروا على سرح الناس، وقال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ((يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان).
ثالثاً: أخي الكريم أين جواب السؤال:
هل عدم التكفير بالكبيرة مانع من الوصف بالخروج.
ليكن أخي الكريم الجواب بـ: نعم أو لا.
نعم أنت قلت هو قول جمهورهم، وقلت أن عدم التكفير بالكبيرة قول طوائف منهم، وهذا صريح في عدم الشرطية. وهذا يحسم القضية.
لكن أنا أريد منك النص حتى نبدأ على صفحة بيضاء في غاية الوضوح للمتابعين.
ـــــــــــــــــــــــــــ
أخي الحبيب أبو حازم الكاتب ـ سلمه الله، ونفعنا بعلومه ـ
نحن يا أخي الكريم كأننا ندور في حلقة مفرغة، أنت بارك الله فيك أكثرت من استعمال كلمة الخارجي الذي يقول كذا وكذا. ..
هذا بارك الله فيك يصح أن يستعمل باعتبار الغالب. وكلامنا في الشرطية. والفرق بينهما بعيد.
انظر مثلاً إلى ما نقلتَ عن الشيخ سفر:
(الخوارج: هم الفرق التي تكفر المسلمين بمجرد الذنوب؛ بالأمور التي لم يكفّر بها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعليه فلفظ الخوارج علم على هذه الفرقة، تحت أي اسم، وفي أي مكان أو زمان كانوا، وسواءً خرجوا على الإمام أم لم يخرجوا).
أقول أخي الكريم أولاً: أنا أنقل عن الشيخ سفر ـ حفظه الله ـ ما ينقله عن كتب المقالات من أقوال الفرق مقراً له، ثم يا أخي الكريم قوله هذا الذي ذكرت لا يخفى عليَّ، وهو إن كان باعتبار الغالب ـ وهذا ما يليق بعلمه ـ فصحيح وإن كان باعتبار الحصر فخطأ بين وغير مسلم أبداً. بل من كلام الشيخ نفسه.
أما استدلالك على أن الخارجي الذي يقول كذا وكذا فقد تقدمت وقد تقدم جوابي عنها وأنها لا تفيد الحصر. فجوابي عنها قد تقدم في المشاركة رقم 9 لمن أراد أن يراجعه.
أخي الحبيب لقد سألتك سؤالاً محدداً:
هل عدم التكفير بالكبيرة مانع من الوصف؟
من حقي عليك أن تجيب بنعم أو لا؟
من هنا نبدأ؟
ما عدا ذلك أخشى أن يكون حيدة.
نعم أنت وافقت الأخ أبو محمد الكاتب على أن التكفير بالكبيرة قول جمهورهم، وأن بعضهم يقول بعدم التكفير بالكبيرة، وفي هذا ما يدل على نفي الشرطية، ويحسم القضية، ولكني أريد منك النص على هذا.
حتى نبدأ على وضوح تام للمتابع.
أخيراً: أخواني الكرام، سأكون معكم في غاية الصراحة، أنا أعاني من مشاكل صحية حرجة إلى حد بعيد، وأتكلف جهداً كبيراً للبقاء في الحوار، من أجل الفائدة لي قبل الجميع.
فإذا ظل بنا الحال هكذا فالراحة أولى لي وأنفع، وأشد طاعة لله عز وجل. ثم إن هناك موضوع آخر أحب أن أكتب فيه.
فاسمحوا لي إن لم أجد حتى الغد مشاركة صريحة بنعم أو لا، فسأعتذر عن إكمال الحوار مع خالص محبتي وتقديري لعلمكم وفضلكم. وسروري وفخري بوجودي هذه الفترة بين طلاب علم فضلاء أمثالكم.
وجزاكم الله خيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/297)
ـ[أبو محمد]ــــــــ[03 - 07 - 07, 12:39 ص]ـ
أخي المفضال أبا ريحانة .. مع كوني لا أحب طريقة الحوار بأسلوب: بيع وشرط! فسأعلق على ما تفضلت به.
وقبل ذلك أقول: لا بأس عليك، طهور إن شاء الله، وأسأل الله أن يعجل لك بالشفاء العاجل ويجعل مع ذلك ثوابا موفورا .. وأن يرزقك الزواج بأربع .. لعل شفاءك يكون في ذلك!
أخي المفضال .. اسمح لي أن أقول: وأنا أشعر أن إجاباتك تجعلنا في حلقة مفرغة ..
فقضية توجيه كلام النجدات -على القول الثاني المنقول عنهم- هو اجتهاد منك ليس له مستند مقنع .. وإحالتك على ما سلف لم أفد منها شيئا.
على كل .. دعنا من هذه الآن .. فقد جاء ما هو أعظم!
قلت رعاك الله: (أخي الحبيب أنت تنقل عن كتب غير معتمدة وفي نقلك عنها أخطاء فاحشة جداً) وهذا خطأ لم أتوقعه منك ..
بهذه السهولة تنسف كتب أهل العلم وتصمها بأنها غير معتمدة!
التنبيه والرد لأبي الحسين الملطي المتوفى سنة 377هـ غير معتمد! مع كونه من أقدم كتب المقالات وصاحبه من أصح المصنفين في هذا الباب اعتقادا .. وشهرته لا تخفى على أصغر مهتم بهذا الفن .. ومع ذا فهو غير معتمد؟
من أين لك هذه المعلومة؟ ومن سبقك إليها يا رعاك الله؟
أنا يكفيني من الحوار أن نصل إلى هذه النقطة ..
ومع ذلك أقول: لا يخفاك -بارك الله فيك- أن الخوارج ليس لهم كتب مؤلفة بين أيدينا -سوى الإباضية- وإنما المعتمد في هذا على ما ينقله أهل المقالات في كتبهم .. وقد نص على هذا شيخ الإسلام رحمه الله.
وقد نص أيضا على أن أصحاب كتب المقالات إنما يعتمد بعضهم على بعض .. فالبغدادي يعتمد على أبي الحسن وغيره .. وأبو الحسن معتمده -كما يقول شيخ الإسلام- على كتب المعتزلة .. ومثله الشهرستاني ..
لذا .. فإن كان هناك مغمز .. فهو بالفرق بين الفرق ونحوه أليق ..
كتاب التنبيه والرد له ميزة التقدم .. وهذه مهمة جدا في ضبط أحوال الفرق التي ليس بين أيدينا كتب مصنفة منهم.
لذا .. فوصفك لهذا الكتاب أعتبره -مع احترامي وتقديري لك- مجازفة علمية .. ربما أنتجها العجلة وعدم التأمل.
وأمر آخر ..
ما تفضلت به من تعليق وقعت فيه في أخطاء أيضا ..
1 - أما العمرية فهم ليسوا أتباع عمرو بن عبيد المعتزلة .. وإنما فرقة أخرى تشبهها في الاسم، وهم أتباع عمر بن قتادة وهم من الخوارج كما نص على هذا الملطي ..
ويكفيني انخرام الضابط الذي وضعته بهذه الفرقة فقط .. فهي فرقة ثابتة .. ولا دليل لك في نفيها.
2 - كلام الملطي لا إشكال فيه عن أتباع شبيب .. لأن ما استحلوه من الكوفة إنما كان لحراس المسجد وهم من جند الحجاج .. ولا يخفاك ما ذكره العلماء من الواقعة الكبيرة التي حصلت بين جنود الحجاج وأتباع شبيب في سوق الكوفة ..
فأين قتلهم لعامة أهل الكوفة إن كان الاستحلال عندهم عاما؟
وأما قتلهم للمعتكفين .. فليس شيئا متفقا على نقله .. فلم يذكره الاسفراييني في التبصير في الدين وإنما ذكر قتل الحراس فقط (ص60) ..
وعلى كل ربما قاوموهم فقتلوهم .. وربما ظنوهم من أتباع الحجاج .. ومهما يكن من شيء فهي قضية عين .. وسببها نذر أم شبيب -غزالة- التي نذرته بالخطبة على منبر الكوفة .. فهي إذن قصة خاصة لها سببها الخاص وليست قضية عامة ..
3 - وأما كلامك عن الصفرية .. فيكفي أنهم فارقوا الأزارقة في عدم استحلال النساء والصبيان قرينةً يترجح بها جانب ما نقله الملطي الذي رددته بلا برهان.
4 - وأما الشراة .. فليس ما ذكرته مانعا من أن يتلقب بهذا اللقب العام طائفة مخصوصة منهم .. والمثبت (الملطي) مقدم على النافي.
والخلاصة .. أنت -أيها الأخ المفضال زادك الله توفيقا- تريد وصفا منضبطا للخوارج .. وجعلت هذا الوصف ما تقدم في كلامك .. وقد نقلت لك ما يدل على أن هذا ليس الوصف العام المنضبط .. فرددت هذا بما لا طائل تحته -من وجهة نظري- ..
وعليه فجوابي لسؤالك هو: ليس هذان الوصفان منضبطين تماما بحيث لا يتخلفان البتة ..
التكفير بالكبيرة يخرج به الإباضية ونحوهم ..
واستحلال المخالفين لهم عموما أيضا خرج به ما أوردته لك آنفا ..
وعليه فالقضية أغلبية ..
فأقرب وصف للخوارج: من جمع بين التكفير والخروج .. والخروج فرع عن التكفير كما وضحه الأخ الكريم أبو حازم .. والتكفير ألصق بهم وعلامة غارقة لهم أيضا لكونهم تفردوا به بين باقي الفرق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/298)
وعليه أكون قد أجبت سؤالك .. وخلاصة الجواب: عدم التكفير بالكبيرة مانع من الوصف بالخروج .. باستثناء الإباضية ومن ذُكر في كتب العلماء.
مع التأكيد على أن ما وضعته من ضابط ليس بمضطرد .. والله أعلم.
وإن أحببت إيقاف الحوار من جهتي فحبا وكرامة .. لأني أرى أنه قد لا يكون هناك جديد .. وأهم من هذا أن صحتك تهمني أيضا .. شفاك الله وعافاك.
سرني كثيرا هذا الحوار معك أخي الكريم .. نفعنا الله بعلمك .. وبانتظار مشاركاتك وفوائدك.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 12:44 ص]ـ
أخي الكريم أبا ريحانة وفقني الله وإياك.
نحن لا ندور في حلقة مفرغة بل أنتم _ بارك الله فيكم _ طلبتم مني الجواب عن سؤالكم وهو:
هل عدم التكفير بالكبيرة مانع من الوصف؟
وأنا أجبتك على وجهين:
الوجه الأول: التعريف وأظن أنه لا يخفاك أن شرط التعريف أن يكون جامعا مانعا وذكرت لك تعريف الشيخ سفر حفظه الله الذي احتججت بكلامه أكثر من مرة.
الوجه الثاني: قلت لك أخي الفاضل: (وأقول إن هذا هو الشرط في الوصف لأمور: ... )
واعتقد أن هذين جوابين لسؤالك فإن لم يكف فأنا أعيده وأقول نعم عدم التكفير بالذنب مانع من الوصف وسأذكر لك أدلة ذلك ونصوص أهل العلم وحقيقة مذهب الخوارج بفرقهم المشهورة بعد أن تجيب على سؤالي وبدون حيدة:
ما هو شرط الوصف بخارجي؟
إن قلت التكفير بالذنب فقد كفيتنا الاستمرار وارتفع الخلاف.
وإن قلت غيره فأرجو أن تذكره وبعد ذلك سيدور الكلام والنقاش حول الشرطين (الشرط الذي ذكرتُه لك والشرط الذي تذكره) وأرجو أن لا تنصرف عن الجواب فتناقش شرطي فنبقى فعلا في حلقة مفرغة.
أخيرا أخي الكريم أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك وأن يسبغ عليك أتم الصحة والعافية وأن يجعل ذلك تكفيراً لسيئاتك ورفعاً لدرجاتك.
ثم يا أخي الكريم أنت بسعة إن شئت تعرض عن الموضوع أو ترد بعد يوم أو يومين أو أسبوع فلسنا في حلبة مصارعة إنما نحن إخوة نتباحث في مسألة علمية مع حسن الظن وحفظ الود ولولا أنه يترتب عليها أمر جسيم لأعرضت عن المناظرة فالأمر عندئذ واسع، وإنه ليشق علي أن أثقل عليك أخي الكريم.
ـ[أبو ريحانة]ــــــــ[03 - 07 - 07, 03:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الأخيار الطيبين.
الأخ الكريم أبو محمد ـ سلمه الله ـ
المسألة ليست مسألة بيع وشرط، وقد وضحت عذري، وعندي غيره، وجزاكم الله خيراً على الدعاء لاسيما على الأربع، وأقول وإياك.
المهم أخي الكريم أقول:
أولاً: أنا مع احترامي لك، ولأصغر طالب في هذا الشأن، أرى أن كتاب الملطي غير معتمد في حكاية وتحقيق مقالات الفرق، والمسألة في حكاية المقالات ليست صحة المعتقد فقط، هناك أيضاً الدقة والتفصيل.
ولا يمكن أبداً أن نقارن كتاب الملطي بكتاب المقالات، ولا الفرق بين الفرق.
أخي الكريم كتاب الملطي في الجملة يعتمد على الوقائع التاريخية، بل وفيه ما يشبه الحواديت، خذ مثلاً قوله " فشقوا صدره وأخرجوا قلبه فوجدوه أسوداً، وكانوا يضربون به الصخر فيرتد مثل قامة الرجل ".
المهم أن الاعتماد على الوقائع في حكاية المقالات مبدأ غير صحيح يوقع في الخطأ، فالخوارج مثلاً لهم أحكام في دار التقية غير الأحكام في دار العلانية التي ظهرت فيها أحكامهم.
فعلى سبيل المثال منهم من يرى صحة زواج المرأة منهم من كفار دار التقية.
فلا يصح حكاية مقالاتهم بناء على الوقائع التاريخية.
والآن تعال إلى مسألة العمرية كنموذج مثالي:
* فقد ورد على ذهني مباشرة أنهم أتباع عمرو بن عبيد لأن هذا هو المتداول المشهور. وقد رجعت إلى الموضع فوجدت في نقلك خلل كبير جداً لا يليق إلا على سبيل السهو والخطأ والظن بك ذلك.
سأذكر لكم الموضع وألون باللون الأحمر ما حذفتَه في نقلك من كلام الملطي: مع العلم بأني أنقل من الموسوعة: التنبيه والرد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/299)
(وإما الثانية من الخوارج فهم الأزارقة والعمرية أصحاب عبد الله بن الأزرق وعمرو بن قتادة وهؤلاء أقل الخوارج شراً لأنهم لا يرون إهراق دماء المسلمين ولا غنم أموالهم ولا سبى ذراريهم، ولكن يقولون المعاصى كفر ويتبرؤن من عثمان وعلي ويتولون أبا بكر وعمر وهم أصحاب ليل وورع واجتهاد وقد فقد هؤلاء بحمد الله لم يبق منهم أحد) انتهى من موسوعة العقائد.
قلتُ: وقد كان من قبل قد قال: (التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع
فأما الفرقة الأولى من الخوارج فهم المحكمة).
فهو إذن يحكي عن الفرقة الثانية، فبين أنه جعل الأزارقة والعمرية فرقة واحدة، لا أنه خص العمرية بالذكر، والمقصود بالطبع الأزارقة أصحاب نافع بن الأزرق. وقول (عبد الله بن الأزرق) تصحيف. وهو جعلهما فرقة واحدة، فالكلام لابد عائد على الأزارقة، والقول بأن الأزارقة أقل الناس شراً كارثة علمية بلا أدنى شك. والموافقة عليها لا تليق لا بك، ولا بأقل طالب علم في هذا الفن.
والظاهر أن عمرو بن قتادة تصحيف أيضاً، والصواب عمرو القنا لأنه من أصحاب نافع.
والمقصود: أن إفرادك العمرية عن الأزارقة في حكاية كلام الملطي غير موافق للحقيقة. بل هو جمعهما معاً. كما نقلت من السياق. والظاهر أنه جرى على سبيل السهو والخطأ الذي لا يخلو منه إنسان.
وهذا مثال واضح على أن كتاب التنبيه غير دقيق ولا معتمد في هذا الفن.
* خذ مثلاً قوله الذي نقلته في الشراة مع أن أقوالهم مشهورة، إلا أنه خالفها جملة وتفصيلاً بالحكاية عن بعض الشراة، قطعاً كانوا في حال ضعف وتقية.
فالشراة يعني ما كان عليه الشراة الأول، وأقوالهم مشهورة متداولة، خذ مثلاً قول صاحب معجم البلدان في حكايته فعل بعض الشراة: ج3/ص227: " وأما أهل عدن فإنهم يقولون لم يدخلها من الروم أحد، ولكن كان لأهلها الرهبانية ثم فنوا وسكنها مهرة وقوم من الشراة، وظهرت فيها دعوة الإسلام ثم كثر بها الشراة فعدوا على من بها من المسلمين وقتلوهم غير عشرة أناسية وبها مسجد بموضع يقال له السوق) أهـ.
فهذا صنف من الشراة يقابل الصنف الذي أفاض الملطي في ذكر رقة قلبه على المسلمين.
الفرق فقط " ثم كثر بها الشراة " يعني صارت لهم قوة ومنعة.
فهذا مثال ظاهر على أن الكتاب غير دقيق ولا يصلح لتحقيق أقوال الفرق عند أدنى طالب علم في هذا الفن.
* أما حكايته عن الصفرية فعجيب جداً، وأعجب منه، قولك بأن اختلافهم مع الأزارقة في قتل النساء والأطفال فقط، يكفي في صحة ما حكاه الملطي. فاسمح لي أن أعددت هذا تسرعاً منك، وعذرك أن في المناقشات يجري أكثر من هذا.
والمقصود أن الاعتماد في حكاية مقالات الناس على كتاب التنبيه خطأ، وإنما هو على اسمه تنبيه يعني إشارة إلى أهل الأهواء، ورد عليها.
ثم أريد أن أهمس في أذنك: ليس من شرط الخارجي أن يقتل بلا غرض، هذا من شرط المجنون، وإنما الخارجي الذي إذا عرض له غرض في القتل لم تمنعه عصمة الإسلام من ذلك.
ثانياً: أما قولك يا أخي أبا محمد: "
التكفير بالكبيرة يخرج به الإباضية ونحوهم .. "
فيعني أن التكفير بالكبيرة ليس بشرط. وهو موافق لكلامك الأول.
أما قولك:
(وخلاصة الجواب: عدم التكفير بالكبيرة مانع من الوصف بالخروج .. باستثناء الإباضية ومن ذُكر في كتب العلماء. (
فحيرة. فقد أخذت بالشمال ما أعطيت باليمين.
فقولك: " عدم التكفير بالكبيرة مانع من الوصف بالخروج".
يعني أن التكفير بالكبيرة ـ في أقل الأحوال ـ شرط.
وقولك في نفس السياق:
(باستثناء الإباضية ومن ذكر في كتب العلم).
يعني أنه ليس بشرط.
إذ لم يقل أحد من أهل العلم أن الشرط يصح أن يتخلف عن مشروطه في بعض المواضع.
أما قولك: " وجعلت هذا الوصف ما تقدم في كلامك .. وقد نقلت لك ما يدل على أن هذا ليس الوصف العام المنضبط .. فرددت هذا بما لا طائل تحته -من وجهة نظري- ..
فأقول: قولك (وقد نقلت لك ما يدل على أن هذا ليس الوصف العام المنضبط) ليس صحيحاً، بل أنت نقلت ما يؤكده، ويؤكد أن كتاب التنبيه لا يعتمد عليه في تحقيق ما نحن فيه.
أما قولك (فرددت هذا بما لا طائل تحته ـ من وجهة نظري).
فأقول: أرجو أن تكون قد أعدت النظر في وجهة نظرك هذه.
أما قولك:
(وإن أحببت إيقاف الحوار من جهتي فحبا وكرامة .. لأني أرى أنه قد لا يكون هناك جديد .. وأهم من هذا أن صحتك تهمني أيضا .. شفاك الله وعافاك.)
فصحيح لن يكون هناك جديد، وشكراً لك على اهتمامك، وجزاك الله خيراً على الدعاء.
ودمت عزيزاً كريماً موفقاً. ولقد سعدت جداً بالحوار معك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
أخي الكريم الحبيب أبو حازم الكاتب ـ سلمه الله ـ
أولاً: ما بيننا من الحوار أنزه بكثير أن يكون حلبة مصارعة، ولكن أخي الكريم ليس كل أحد يسعفه الوقت. وقد أبنت عذري واعتذاري.
أما قولك: " هذا ـ يعني التكفير بالكبيرة ـ هو الشرط في الوصف ".
فأذكرك أنه رجوع عن موافقتك لأبي محمد السالفة الذكر، فالشرط لا يتخلف لا شرعاً ولا عقلاً ولا عادة.
أما قولك " أرجو ألا تنصرف عن الجواب فتناقش شرطي ".
فلا، لابد من التحقيق: أشرط هو؟ أو نبحث عن غيره. كذا السبر.
وأخيراً أنا أحبك في الله. أشعر بطيبة قلبك جزاك الله خيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/300)
ـ[أبو محمد]ــــــــ[04 - 07 - 07, 03:21 ص]ـ
الأخ الكريم أبا ريحانة .. وفقك الله وسددك ..
في نفسي كلام كثير وبحوث أرغب في مناقشتها معك .. لكني أرى حبل النقاش قد طال .. ولا أحب هذا لنفسي .. لكن سأعلق على أمور في نقاط سريعة ..
أولا: طلبتك يا رعاك الله أن تذكر لي سلفك أو مصدرك لقولك: (أما ما نقل عن تفرقتهم في التكفير بالكبائر بين موافقيهم ومخالفيهم، فهذا جار على الأصل العام للخوارج في الربط بين حكمهم على الراية التي تعلو ديار مخالفيهم وبين من تحتها، وهذا وصف عام لجميع فرق الخوارج على امتداد الزمان).
ولا أزال راغبا في الاستفادة.
ثانيا: أظنك تتفق معي أن العلم سلسلة متصلة ببعضها .. فهل تذكر أحدا سبقك إلى شن هذا الهجوم على كتاب التنبيه والرد .. فإني لم أطلع -مع بحثي في هذه المسألة- على من نقد هذا الكتاب ورماه بأنه غير معتمد ..
ثالثا: أما وصفه بأنه يبني أحكامه على الوقائع التاريخية .. فليس بمسلم .. فالوقائع التاريخية قد تفسر شيئا من المواقف العقدية .. ولكن أن يكون هذا معتمد الملطي فهذا يفتقر إلى دليل.
والعجيب أنك رددت على الملطي -في شأن الشبيبية- بواقعة تاريخية!
وأما "الحواديت" .. فأسألك: هل يخلو منها أكثر كتب المقالات؟ وهل تريد أمثلة لها؟
وأما الأخطاء العلمية فهي واردة .. ولو تركنا كل كتاب لأن به أخطاء -أو كوارث! كما وصفت- لتركنا كتبا كثيرة .. خذ مثلا في موضوع الخوارج: هل ترى الجهم بن صفوان خارجيا؟ وهل ينطبق عليه ضابطك؟
الشهرستاني صنفه ضمن رجالات الخوارج .. فهل نرمي بالملل والنحل لأجل ذلك؟
وأما عن الأمثلة التي أوردتها .. فمبنى ردك قائم على اعتبار التنبيه والرد مرجعا غير موثوق .. وأنا أخالفك في هذا .. ولا أحسب أحدا سبقك إلى هذا .. لذا فمعلوماته عندي مقبولة حتى يقوم دليل على ردها ..
أخي المكرم .. موضوع الخوارج نحن مضطرون فيه إلى النقل .. فليس بين أيدينا كتبهم .. فأبو الحسن والبغدادي ينقلان عمن قبلهم -لا سيما المعنزلة- .. والملطي ينقل أيضا .. فمن أين لنا أن نجزم أنه غير معتمد وغيره هو المعتمد؟
يبقى أن نرجح قولا على آخر .. وهذا شيء .. ورمي الكتاب بالكلية شيء آخر.
بالنسبة للأمثلة: لا تزال رعاك الله تذكر معلومات بلا برهان ..
قلت سابقا: إن العمرية أتباع عمرو بن عبيد المعتزلي .. والآن استظهرت أنه عمرو القنا .. مع أن الذي في الكتاب: عمر -لا عمرو- بن قتادة .. فما دليلك على التصحيف؟ هو طرح الثقة بالكتاب قطعا!
وأما عدم ذكري للأزارقة .. فليس إخفاء للحقيقة -والله شاهد- وإنما وقع في ذهني -ولا يزال هذا عندي راجحا- أنهما فرقتان لا فرقة .. ولعل المؤلف ضمهما لقرب أو اتحاد آرائهما .. وإنما أغفلت قول الأزارقة لأني أعلم أن هذا رأي غير مشهور عنهم .. وهل هو لهم أو لغيرهم .. وهل يصح عنهم أو لا .. وسندخل في نقاش طويل في ذلك ..
والذي وقع في ذهني أنه رأي آخر منقول عنهم -كما هو الشأن في النجدات- فأعرضت عن ذكرهم لأجل أني أمثل .. والتمثيل لا يشترط فيه الحصر .. فاكتفيت بمن لا رأي آخر يُنقل عنهم وهم العمرية .. ولو كنت أعلم أن ذكرهم شيء مهم عندك لذكرتهم .. فالمعذرة.
ومهما يكن من شيء .. إذا كان المؤلف جانب الصواب في الأزارقة فلا يلزم أن يجانبه في العمرية .. هذا على اعتبار أنهما فرقتان .. وهذا عندي أرجح؛ لأنه ذكر الأزارقة ونسبهم إلى شيخهم، وذكر العمرية ونسبهم إلى شيخهم .. ولو كانوا فرقة واحدة ما احتاج إلى هذا.
وعلى كل .. هو مثال .. فإن كانوا فرقة واحدة فأنا أتراجع عنه ..
والمسألة بحاجة إلى مزيد تحرير .. فهل هذا قول بعض الأزارقة؟ أو هم طائفة أخرى تشابهت في الاسم مع الأزارقة المشهورين؟ وهذا الاحتمال يلفت النظر إليه تسمية شيخهم: عبد الله وليس نافعا .. أو هو وهم من المؤلف؟
على كل هذا محل بحث.
وأما بقية الفرق .. فلا جديد عندي على ما ذكرته سابقا .. ولا أرى ما أوردته أخي الكريم كافيا في الرد .. والمسألة برمتها بيت القصيد فيها أنك ترى الملطي مصدرا غير موثوق .. وهذا ما أخالفك فيه.
بقي أن أقول: ذكرت وفقك الله الضابط في الوصف بالخروج وهو: (تكفير الراية التي تعلو الدار، ثم التكفير لعموم الدار، والاستحلال العام للدار تبعاً لذلك)
وأنا أقول: مما يستدرك على هذا الضابط -أيضا- الإباضية .. فهذا الوصف لا ينطبق عليهم .. ولدي الدليل من كتبهم وكتب غيرهم .. وعليه فيلزم أنهم ليسوا من الخوارج .. أو انخرام الضابط.
ثم إنني أريد -أيضا- أن أهمس في أذنك أخي .. فقولك: (وإنما الخارجي الذي إذا عرض له غرض في القتل لم تمنعه عصمة الإسلام من ذلك).
هل تراه وصفا منضبطا؟
وعليه فكل قاتل -قتل لمال أو كان باغيا- يكون خارجيا .. فتأمل.
وأخيرا .. ما يتعلق بتعليقك على استثناء الإباضية وغيرهم من المذكورين في كتب العلماء ..
قد بينت سابقا أن تطبيق العلماء -فيما أحسب- هو اعتبار الضابط أغلبيا ..
ولذا فكثير من العلماء ضبطوا الخوارج بأنهم المكفرون بالكبيرة -بناء على الوصف الأغلب والبارز- واستثناء الإباضية لكونهم لا يرون الخروج من الإسلام بفعل الكبيرة .. لكنهم يتفقون مع الخوارج في أمور أخرى تجعلهم من ضمنهم .. وإن كانوا أقرب الفرق إلى أهل السنة كما يقول ابن حزم ..
أقول: هذا الاستثناء الذي ذكرته بناء على أن الحكم أغلبي .. ولا ضابط لا ينخرم في هذا الموضوع!
ولست بدعا في هذا الاستثناء .. فقد ذكره غير واحد .. ومنهم الإسفراييني في التبصير في الدين حيث قال: ( ... وكلهم متفقون على أمرين لا مزيد عليهما في الكفر والبدعة.
أحدهما: أنهم يزعمون أن عليا و ...
والثاني: أنهم يزعمون أن كل من أذنب ذنبا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر ويكون في النار خالدا مخلدا، إلا النجدات منهم؛ فإنهم قالوا: إن الفاسق كافر على معنى أنه كافر نعمة ربه؛ فيكون إطلاق هذه التسمية عند هؤلاء على معنى الكفران لا على معنى الكفر.
ومما يجمعهم أيضا تجويزهم الخروج على الإمام الجائر) ص 45.
وفقك الله أخي الفاضل وشفاك وعافاك وسلمك من جميع الآفات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/301)
ـ[أبو ريحانة]ــــــــ[04 - 07 - 07, 03:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الأخيار الطيبين.
أخي الحبيب أبو محمد ـ سلمه الله ـ
مع أنك أنت الذي رحبت بانهاء الحوار معكم، إلا أنك أكبر في عيني من أن تأتي بجديد فلا أرد عليه. فهذه إطلالة سريعة على الجديد في كلامكم بحسب الأهمية:
* ما تفضلت به من المعارضة بالإباضية جوابه أنه يؤكد الضابط ولا يعارضه، لأن العبرة في الضابط بديار المخالفين ـ يعني للخوارج ـ من أهل الصلاة، والإباضية تقصر دار مخالفيهم على معسكر السلطان فقط، فهو كما ترى يؤكد الضابط ولا يعارضه. فهذا كما ترى تكفير بالعموم واستحلال لديار مخالفيهم من أهل الصلاة تبعاً لحكمهم على الراية التي تعلو الدار، يعني دار مخالفيهم.
وبالمناسبة قول الإباضية هذا قريب من قول بعض المعاصرين الذي كفر كل حكام الدول الإسلامية، ثم كفر تبعاً لذلك كل عساكرهم بما في ذلك الشرطة بما في ذلك حراس المنشأت، واستحل دمائهم بذلك. فهذا تكفير واستحلال بالعموم تبعاً لحكم الراية.
* أنا قلت الاعتماد على الوقائع التاريخية فقط طريقة غير دقيقة. تأمل كلمة فقط.
* ولا شك أن الملطي اعتمد في بعض أهم المواضع على وقائع تاريخية فقط، فسبب ذلك خلط كبير جداً، يعني في حكاية المقالات، أما الكتاب باعتبار ما فيه من الرد على أهل الأهواء فهذا شيء آخر غير ما نتكلم فيه.
* أخي الحبيب أبا محمد اسمح لي عندما تسئل عن الشرط، فتجيب بأنه شرط إلا في كذا وكذا، فهذا كلام أوله يخاصم آخره. وإنما أردت أن يستوثق المتابع بالنص منكم على عدم الشرطية، وإلا فالمسألة لفظية بحته، فكلامك من أوله إلى آخره ظاهر بأن التكفير بالكبيرة ليس شرطاً إلا إذا تراجعت عن قولك الأول.
* لستَ في حاجة إلى الاعتذار يا أبا محمد بأنك ما أردت اخفاء الحقيقة ـ وإن كانت قد خفيت ـ فقد اعتذرت لك قبل بالخطأ والسهو الذي لا يخلو منه إنسان، فلا تقف أمام هذه المسألة كثيراً، انساها.
* الذي نص على أن (الأزارقة والعمرية) فرقة واحده هو الملطي نفسه كما قد تقدم، وذلك قوله: الفرقة الثانية: الأزارقة والعمرية. ثم أكده بقوله (أتباع عبد الله بن الأزرق، وعمر بن قتادة) فهذا من الكلام البين بنفسه أنه يتكلم عن فرقة واحدة هي الثانية من فرق الخوارج ـ الأولى كانت المحكمة ـ ومن أشهر قادتها فلان وفلان، فالكلام عن فرقة واحدة بلا شك. هذا فيما أحسب من الكلام الذي يبين سياقه معناه من طريق النص.
* المشهور في كتب الفرق أن العمرية هم أصحاب عمرو بن عبيد. ولم أر من ذكر العمرية في الخوارج. واحتمال التصحيف عندي فيما نقل عن الملطي قوي لأسباب، وسأحاول الرجوع إلى المخطوط.
لكن رجاء لا تنسب لي أني أقول هي كذا أو كذا، أنا أقول تحتاج مراجعة فقط لا غير.
* المقطوع به أن الفرقة تنسب لأصلها وأصل الأزارقة نافع بن الأزرق، وليس عبد الله بن الأزرق فهذا دليل على التصحيف الأول.
* وقوله (أصحاب عبد الله بن الأزرق، وعمر بن قتادة) بعد قوله الفرقة الثانية: يعني من الخوارج، دليل على أن عمر بن قتادة من أصحاب عبد الله بن الأزرق المعروفين المعهود ذكرهم في كتب أهل المقالات والتواريخ. والمعروف ذكره في أهل المقالات والتواريخ ضمن أصحاب نافع هو " عمرو القنا ".
* عمرو القنا أشهر من نار على علم، وكان من أخبث الأزارقة، يقول الزركلي: " فهو عمرو بن عميرة العنبري، من بني سعد بن زيد مناة، من تميم: شاعر فحل.
كان من رؤساء الازارقة (الخوارج) وفرسانهم الشجعان الاشداء.
يعرف بعمرو القنا.
ويكنى بأبي المصدى.
اشتهر
بوقائعه في حروبهم مع المهلب ".
وكان حيا أيام اختلاف الازارقة فيما بينهم (سنة 77 ه).
له أبيات دالية من أجود الشعر " أهـ.
قلت: اختلاف الأزراقة الذي يقصده هو اختلافهم على قطري بن الفجاءة واستعمال عبد ربه الكبير.
* وعمرو القنا كان حرورياً ظل مع نافع بعد خلافه مع قطري بن الفجاءة وذهاب الأخير إلى طبرستان. ثم لحق به بعد وفاة نافع فهو قطري أيضاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/302)
* لذلك أنا في شك من كلمة " العمرية " وأظن أنها محرفة هي أيضاً، فعمرو القنا لم يكن رجل مقالات لتنسب إليه فرقة، وإنما كان رجل سيف، ويذكر أن المهلب دس على معسكرهم رجلاً نصرانياً ليحدث فتنة بينهما، وقد كان فاختلفوا وكادوا يتقاتلون فصاح فيهم عمرو القنا، أيها المحلون هل لكم في الطراد فقريب ثلاثين يوماً والكفار ـ يقصد المسلمين ـ على خفض، فتهايجوا إلى السلاح ونسوا ما بينهم.
وإنما رجل النظر والبحث وإمام الخوارج هو قطري بن الفجاءة. فالمسألة تحتاج إلى الرجوع إلى المخطوط.
مرة أخرى أقول: لكن رجاء لا تنسب لي أني أقول هي كذا أو كذا، أنا أقول تحتاج مراجعة فقط لا غير.
* قطري بن الفجاءة كان على رأي نافع وأشد، وكان كسائر الأزارقة يرى الامتحان لمن قصد عسكره مهاجراً، وامتحان الأزارقة بأن يُدفع لمن قصدهم أسير من المسلمين ويأمر بقتله بالسيف، فإن قتله قبلوه، وإلا كفروه وقتلوه.
* ومن الطرائف أن المهلب دس عليه رجلاً يسألهم عن رجلين قصد عسكرهم فمات أحدهما في الطريق، وامتحن الثاني فلم يجاوز المحنة يعني لم يقتل الأسير، فأجاب قطري بأن الأول مؤمن والثاني كافر.
* ومن وقائع عمرو بن القنا المشهورة أنه كبس سابور يوم الأضحى والمهلب على المنبر يخطب.
* ولا يخفى عليك أن كلمة " كبس " هنا، أو قول " كبس ليلاً " كما جاء في حكاية شبيب تعني الإغارة والتبييت، وهي صفة الدار غير الممنوعة بعهد ولا إسلام كما نص على ذلك الشافعي وغيره.
* ومن الوقائع المؤلمة التي حدثت في زمان قطري بن الفجاءة، أنهم أسروا امرأة من أشراف العرب، فنصبوها في السوق مكشوفة بادية المحاسن لمن يشتري، فتنافس العرب والموالي عليها، حتى وصلت إلى تسعين ألفاً، فجاء رجل من الخوارج من خلفها فضربها بالسيف فقطع رأسها، فرفع إلى قطري بن الفجاءة: لماذا ضيعت على بيت المال تسعين ألفاً، وأمة من إماء المسلمين، فقال رأيت الناس اختلفوا وكادوا يقتتلون ففوات تسعين ألفاً أهون.
* إن هذا كله يدل على مبلغ دقة ما تفضلت بنقله عن الملطي بأن العمرية وهم ـ إن كان لهم وجود ـ من الأزارقة أقل الناس شراً ولا يرون السبي والقتل إلخ.
* وللعلم كتاب الملطي كتاب صغير جداً، يفتقر إلى التفاصيل، وعنايته بالرد أكثر من عنايته بالحكاية عن مقالات الناس، ويكفي أن جل اعتماد الباحثين في المقالات على غيره.
* وقد طبع مرتين، الأولى بتحقيق الكوثري، والثانية بتحقيق يمان المارديني، ولم يفعل الثاني كبير شيء، فالتصحيف والأخطاء نفسها. وهو نفس الذي في الموسوعة، والمتداول الكتاب الثاني، وأظن أن كتاب الملطي بتحقيق الكوثري عند أخي الشيخ فيصل، لأنه كتب موضوع يتعلق بالملطي وبكلام الكوثري، هذا فيما أظن، والله أعلم.
* أخي الكريم أبو محمد كتاب الملطي في حاجة إلى خدمة وتحقيق، ما رأيك أن تنهض لهذا فأنا أرى أن لك عناية بالفرق.
* لو سلمنا أن (عبد الله بن الأزرق، وعمر بن قتادة) ليس من التصحيف فليس من الدقيق أبداً أن نعتمد في حكاية مقالات الفرقة على كلام يصدره بقوله: الفرقة الثانية: الأزارقة والعمرية أتباع عبد الله بن الأزرق، وعمر بن قتادة. ثم يحكي ما يحكي لأن الكلام بالطبع يدخل فيه الأزارقة كذلك. لأنه كما تقدم يتكلم عن فرقة واحدة، ومقالات الأزارقة معروفة مشهورة متداولة، فهذا مثال بين على عدم الاعتماد على الكتاب.
* الخلاصة: خلك مع مقالات أبي الحسن فقد قرأت الكتاب من أوله إلى آخره أكثر من مرة، ولم أر أجود منه، فهو يرتب مسائله كما يرتب الفقهاء مسائلهم في كتب الفقه، والكل عالة عليه، واعتماد الباحثين عليه بين لا يخفى.
* أخي أبو محمد قلتَ لقد طال النقاش وأنت لا تحب ذلك، وأنا لا أحب ذلك. هب أننا اختلفنا في مسألة أو مسألتين أو أكثر من ذلك بكثير، أفلا يسعنا أن نظل أحباب.
معذرة على الارتجال.
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[04 - 07 - 07, 04:20 م]ـ
الأخ الكريم أبا ريحانة
الحقيقة لا أجد في موضوعك إلا نفيا دون إثبات شيء، فأنت تريد ألا تجعل التكفير بالكبيرة شرطًا في وصف الخوارج، بينما لا تأتينا بالضابط الصحيح الذي به يُعرف الخارجي من غيره.
فأكثر الخوارج على أن أهل ديار مخالفيهم خلط كما هو معلوم، ولم يكن لأجل تكفير الزناة والسراق في الدار، لكن التكفير العام للدار والاستحلال العام كان لأجل حكمهم على الراية التي تعلوها. وهذا الذي يميز الخوارج على طول الزمان
هذا الذي يميز الخوارج عن غيرهم موجود في أغلب طوائف الشيعة.
وها أنا أكرر عليك سؤال الأخ أبي حازم:
لم تجب على سؤالي؟ بل أجبت بسؤال وأنا أكرره واقول أنت رفضت ان يكون التكفير بالكبيرة هو الشرط في إطلاق لقب خارجي على الشخص وأن تكفير مرتكب الكبيرة هو سمة للخوارج فقط.
وأنا أريد أن أعرف من هو الخارجي عندك؟ ما هو الشرط الأساس والوصف المعتبر الذي إذا وجد قلنا بأن هذا الشخص خارجي أرجو ان تجيب بارك الله فيك؛ لأن هذا هو صلب موضوعك المطروح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/303)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[04 - 07 - 07, 04:36 م]ـ
بحثك أخ أبو ريحانة مفيد جدا لكن بعض الأخوة يظن أن الخوارج فرقة واحدة!!
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[04 - 07 - 07, 04:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا ريحانه وفقني الله وإياك وبعد:
أحبك الله الذي أحببتني فيه وجعلني عند حسن ظنك، وحقيقة وقبل أن اذكر ما يتعلق بهذه المسألة ينبغي ان يعلم أن هذه المسالة ليست مما يخاصم عليها لكنها مسألة مهمة لا سيما في الوقت الحاضر لما يترتب على تقرير هذا القول من ثمرات وتسميات فمن هذه الجهة أتكلم لا من جهة رأيك الخاص اخي الكريم والذي يبدو لي أنكم أخي الكريم لم تبدو رأيا واضحاً في المسألة ولعل السبب يعود إلى أمرين:
1 - عدم وضوح المسألة جيداً مما يجعلكم تتجرأون على قول صريح فيها.
2 - عدم وجود قول سابق يؤيد قولكم فليس فيما ذكرته أخي الكريم من النصوص ما يؤيد قولكم ولذلك تريد ان تسلك مسلك السبر حتى لا تقرر ما تراه إلا بعد إبطال الأوصاف الأخرى لكن هذا ليس كافياً في ثبوت الوصف الذي تريد إثباته فأنت تحتاج إلى أمرين:
- تبطل ما سواه من الأوصاف.
- وتثبت الوصف المراد عندك أخي الكريم.
وحيث إني ذكرت بعض ما يتعلق بهذا الأمر سابقا وأطلت أحيانا مما جعل الرد يكون على بعض الوجوه دون بعض وإغفال الأوجه القوية الواردة فلن أسلك مسلك التكرار وأحيل في بعض الأمور على ما سبق لكني أقرر ما ذكرته سابقا من أن:
التكفير بالذنب هو الوصف الحقيقي وعمد التكفير بالكبيرة يعتبر مانعا للوصف فمن كفر فهو خارجي ومن لم يكفر فليس بخارجي لما سبق تقريره.
وأحب أن أنبه على أمرين:
الأمر الأول: انه يبدو من كلامك أن لا إشكال عندك في وصف من يكفر بالكبيرة بالخارجي فهو وصف جامع عندك لكنه ليس واصفا مانعا فأنت تريد أن تدخل في الخوارج من لم يكفر بالكبيرة وهنا يأتي السؤال ما هو الوصف الاخر الذي تدخل به الشخص ضمن الخوارج.
هذا الوصف لا يخلو من حالين:
إما أن يكون عمليا وإما ان يكون اعتقاديا فالعملي هو الخروج وأعتقد أننا متفقون على عدم وصف الشخص بأنه خارجي لمجرد الخروج لدخول غيرهم فيه كالبغاة.
مع انك ذكرت ان مجرد الخروج وصف يدخلهم لكن صعب عليك و صفهم بذلك دون اعتقاد وذلك حينما ذكرت نصوص الخروج ومفارقة الجماعة وتبويب مسلم وأبي داود فاضطررت ان ترجع إلى ربط المسألة بالاعتقاد الذي هو التكفير.
الأمر الثاني: قولك: (يضبط هذا ارتباطه بتكفير الخوارج للراية التي تعلو الدار، ثم التكفير لعموم الدار، والاستحلال العام للدار تبعاً لذلك) فيه سؤال:
هل تكفير الراية هنا بمكفر أو بما هو دونه عند أهل السنة؟
إن قلت بمكفر فلا فرق هل بين أهل السنة والخوارج وعليه جعلتهم في منزلة واحدة.
وإن قلت بما هو دون الكفر فأنت رجعت إلى ما نفيته سابقاً وهو التكفير بالكبيرة.
فإن قلت: إنك لا تكتفي بالتكفير بل لا بد من شهر السيف معه؛ لأنه الوصف الوارد في الحديث أجيب عنه بجوابين:
الأول: أن التكفير لازمه الخروج ولا يلزم من الخروج التكفير فكل تكفير يوجب الخروج عند الخوارج وليس كل خروج في فرق الإسلام جميعها يوجب التكفير.
الثاني: أن التكفير سابق للخروج وهو الاعتقاد ومذهب الخوارج مذهب عقدي لا عملي وعليه فلو كان يكفر بما دون الكفر ويرى الخروج ولم يقدر فهو خارجي بل لو كفر فقط فهو خارجي.
يبقى سؤال ربما تورده أخي الكريم وهو إذا كان عدم التكفير بالذنب مانعا من الوصف فما الجواب عن قول النجدات والإباضية؟
هنا أقول الجواب باختصار ولعله يفي بالمقصود:
أما النجدات فالجواب عنهم بما يلي:
الجواب الأول:
أن القاعدة الكلية لا يؤثر فيها المستثنيات وتبقى على كليتها وعمومها ولا تنخرم كليتها بقضايا الأعيان والجزئيات وإنما تنخرم إذا كانت قضايا كلية عقلية بخلاف القضايا الكلية الاستقرائية، وهذا مطرد في مختلف الفنون في الفقه والتفسير والحديث والعقيدة والنحو وقد قرر هذه القاعدة الشاطبي في الموافقات (3/ 260) وكذا من تكلم عن القواعد الفقهية وهل هي كلية أو أغلبية وقرر من رجح أنها كلية أن وجود المستثنيات لا يخرم كليتها ولهذا أمثلة ونماذج كثيرة لا أحب أن أطيل فيها لكن على سبيل المثال في قواعد الفقه قاعدة "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/304)
الأمور بمقاصدها " يستثنى منها من طلق زوجته في مرض موته المتصل بقصد حرمانها من الإرث، ومع هذا فالقاعدة كلية مطردة.
وفي الأصول أفعال النبي صلى الله عليه وسلم تقتضي التشريع ولا يقدح في هذه القاعدة وجود مستثنيات في الأفعال الجبلية مثلاً.
الجواب الثاني:
أن النجدات فرقة حدثت ردة فعل لمذهب الأزارقة وما حصل من نافع بن الأزرق في قضية التكفير ففارقه نجدة بن عامر الحنفي وقصة انشقاقهم عنهم معروفة وخالفوا الخوارج في غير هذه المسألة فخالفوهم في حكم نصب الإمام وقالوا لا حاجة إلى نصب إمام قط وهو خلاف مذهب الخوارج، ثم إنهم بعد ذلك تفرقوا ثلاث فرق:
فرقة بقيت مع نجدة، وفرقة مع عطية بن الأسود الحنفي وهم العطوية، وفرقة مع أبي فديك، ومن فارقه كفره بأمور نقموها عليه بعضها من الكبائر.
ثم إن هذه الفرقة انقرضت ولا يوجد في مذاهب الخوارج بعد انقراض هذه الفرقة ممن يأخذ بمذهب الخوارج ويقول بقول هذه الفرقة.
قال ابن حزم في الفصل (4/ 149): (وهذه فرقة ما نرى بقي منهم أحد وهم المنسوبون إلى نجدة بن الحنفي القائم باليمامة) وقال (5/ 53): (وقد بادت النجدات) وقال (5/ 53): (ولم يبق اليوم من فرق الخوارج إلا الإباضية والصفرية فقط)
الجواب الثالث:
أن مذهب النجدات في التكفير قد حصل في ضبطه اضطراب بين من كتب في الفرق ومن ذلك:
1 - قال البغدادي في الفرق بين الفرق (ص 97): (وزعمت النجدات من الخوارج أن صاحب الذنب الذي أجمعت الأمة على تحريمه كافر مشرك وصاحب الذنب الذي اختلفت الأمة فيه حكم على اجتهاد أهل الفقه فيه وعذروا مرتكب مالا يعلم تحريمه بجهالة تحريمه إلى أن تقوم الحجة عليه فيه)
وقال البغدادي (ص 55): (وقد قالت النجدات إن صاحب الكبيرة من موافقتهم كافر نعمة وليس فيه كفر دين وفى هذا بيان خطأ الكعبي في حكايته عن جميع الخوارج تكفير أصحاب الذنوب كلهم منهم ومن غيرهم)
2 - وقال ابن حزم: (وقالت النجدات وهم أصحاب نجدة بن عويمر _ كذا في الأصل _ الحنفي ليس على الناس أن يتخذوا إماما إنما هم عليهم أن يتعاطوا الحق بينهم وقالوا من ضعف عن الهجرة إلى عسكرهم فهو منافق واستحلوا دم العقدة وأموالهم وقالوا من كذب كذبة صغيرة أو عمل عملا صغيراً فأصر على ذلك فهو كافر مشرك وكذلك أيضا في الكبائر وان من عمل من الكبائر غير مصر عليها فهو مسلم وقال جائز أن يعذب الله المؤمنين بذنوبهم لكن في غير النار وإما النار فلا وقالوا أصحاب الكبائر منهم ليسوا كفاراً وأصحاب الكبائر من غيرهم كفار) الفصل (5/ 53)
3 - قال الإيجي في المواقف (3/ 693): (النجدات: هو نجدة بن عامر الحنفي منهم العاذرية عذروا بالجهالات في الفروع وقالوا لا حاجة إلى الإمام ويجوز لهم نصبه وخالفوا الأزارقة في غير التكفير)
وقال أيضا (3/ 696) عن النجدات: (وخالفوا الأزارقة في غير التكفير أي وافقوهم في التكفير وخالفوهم في الأحكام الباقية)
4 - قال السفاريني في لوائح الأنوار (1/ 328): (الرابعة من فرق الخوارج النجدية أتباع نجدة بن عامر الحنفي ومن رأيهم أنه لا حاجة إلى الإمام ويجوز نصبه ووافقوا الأزارقة على التكفير).
فهنا نجد اضطرابا كثيراً في تقرير مذهب النجدات فتارة يربط بكون المكفر به مجمعاً عليه وتارة يلحقون بالأزارقة في التكفير مطلقاً، وتارة في التفريق بين الموافق لهم والمخالف، وتارة يربط الحكم بالإصرار.
الجواب الرابع:
أن النجدات يكفرون بالإصرار وهذا لا يخرج قولهم عن التكفير بما هو دون الكفر فسواء كان كبيرة أو صغيرة بالإصرار فهو تكفير بما هو دون الكفر وهو المقصود.
الجواب الخامس:
أنهم أخذوا بلوازم التكفير مثل استحلال الدماء والأموال في الدنيا والخلود في النار وإنكار الشفاعة في الآخرة.
واما الإباضية: فمن وجهين بالإضافة غلى بعض الأوجه السابقة:
الوجه الأول: أن هناك مناقشات ومباحثات في إدراج الإباضية ضمن فرق الخوارج لا سيما عند المتأخرين من الإباضية وغيرهم وهو وغن كان خلاف الراجح والمشهور كما سيأتي إلا أنه يدل على عدم الاتفاق على إدراج الإباضية في الخوارج لمخالفتهم لهم في بعض المسائل والتي من أهمها مسألة تكفير المسلمين بالكبيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/305)
ويقول علي يحي معمر _ وهو من علماء الإباضية _ في كتابه الإباضية في موكب التاريخ (1/ 38): (و الإباضية حسب أصولهم العلمية و حسب تعاملهم مع بقية المسلمين ممن خالفهم، وحسب السيرة الواقعية التي سجلها لهم التاريخ في مختلف العصور يعتبرون أبعد الفرق الإسلامية جميعاً عن الخوارج)
ويقول عوض خليفات في كتابه " الأصول التاريخية للفرقة الإباضية " (ص53): " ويمكن للباحث المطلع على ما كتب عن الأحداث أن يسجل الملاحظات التالية حول بعض الأمور التي لا تزال محل نقاش وجدل بين الباحثين المفكرين:
- أن الإباضيين ليسوا خوارج كما تزعم بعض كتب المقالات و الملل والنحل، كما يدعي بعض الكتاب المحدثين الذين قلدوا هذه المؤلفات دون تدقيق وتمحيص، و الواقع أن الإباضية لا يجمعهم بالخوارج سوى إنكار التحكيم)
وذكر من يرى هذا الرأي أنهم يفارقون الخوارج في أمور:
1 – أنهم لم يرفعوا السيف على أحد كما صنع الخوارج.
2 – أنهم يتزاوجون مع غيرهم بخلاف الخوارج.
3 – في مصادر الاستدلال يقولون بحجية القياس خلافا للخوارج. درء تعارض العقل والنقل (3/ 370)
كما يذكر أصحاب هذا القول نصوصا تدل على براءة عبد الله بن إباض من مذهب نافع الأزرق وعقائده كما في رسالته لعبد الملك بن مروان والتي يقول فيها: (و كتبت إليّ تحذّرني الغلوّ في الدّين أعوذ باللّه من الغلوّ، و سأبيّن لك الغلوّ إذا جهلته. الغلوّ في الدّين أن يقال على اللّه غير الحقّ، و يعمل بغير كتاب اللّه الذي بيّن، و سنّة نبيّه التي سنّ ... "، ثمّ يقول: " إنّنا براء إلى اللّه من ابن الأزرق و صنيعه و أتباعه، لقد كان حين خرج على الإسلام فيما ظهر لنا، و لكنّه أحدث و ارتدّ و كفر بعد إسلامه، فنبرأ إلى اللّه منهم) الجواهر المنتقاة لإبراهيم البرادي (ص164)
و قال الشيخ محمد رشيد رضا تعليقا على شرح رسالة التوحيد لمحمد عبده (ص12) عندما قال محمد عبده: (و غلا الخوارج فكفّروا من عداهم ... و بقيت منهم بقيّة في أطراف إفريقيا و ناحية من جزيرة العرب) قال الشيخ محمد رشيد رضا: (إنه يعني بهذه البقية الإباضية و لكنّ الإباضية يتبرّءون من الخوارج الذين يكفّرون من يخالفهم كالصّفرية والأزارقة)
ويشكك كثير من هؤلاء بما كتبه أبو الحسن الشعري وكل من جاء بعده مقلدا له كالشهرستاني والبغدادي والأسفراييني وابن حزم في إدراجهم الإباضية ضمن الخوارج:
يقول علي يحي معمر الإباضي: (إن أبا الحسن الأشعري رغم أنه كتب عن الإباضية كثيراً فإنه لا يعرف عن الإباضية شيئاً) الإباضية بين الفرق الإسلامية (ص 19)
فهذا الاضطراب في إدراج الإباضية ضمن الخوارج يهز قوة انتمائهم إليهم وإن كان الأظهر أنهم خوارج لأمور:
1 - أن كثيراً ممن ذكر فرق الخوارج ذكر الإباضية ضمنهم كالأشعري والشهرستاني والبغدادي والأسفراييني وابن حزم وغيرهم.
2 - موافقتهم لهم في كثير من مسائل العقيدة.
3 - موافقتهم لهم في الفقه.
4 - شعرهم وادبهم يمثل شعر وأدب الخوارج.
5 - مواقفهم من الصحابة والخلفاء كمواقف الخوارج.
6 - حتى في مسألة التكفير بالذنب قولهم يرجع إلى قول الخوارج كما سيأتي.
الوجه الثاني: ان الإباضية أربع فرق كما ذكر المتقدمون ممن تكلم عنهم كأبي الحسن الأشعري والشهرستاني والبغدادي والأسفراييني وابن حزم وغيرهم وهي:
1 – اليزيدية 2 – والحارثية 3 – والحفصية 4 – وأصحاب طاعة لا يراد الله بها.
أما اليزيدية وهم أتباع يزيد بن أبى أنيسة فهم غلاة كفار أخرجهم الإباضية وغيرهم من الفرق من الإسلام لما قالوا به من معتقدات كفرية، وحالهم كحال الميمونية من العجاردة فهاتان الفرقتان من الخوارج غلاة كفار بالاتفاق. التبصير في الدين للأسفراييني (ص 24) الفرق بين الفرق للبغدادي (ص 18، 55، 263)
ومع هذا فهم يقولون: (كل ذنب صغير أو كبير فهو شرك) الملل والنحل (1/ 133) المواقف للإيجي (3/ 694)
قال أبو الحسن الأشعري: (خالفوا الحفصية في الإكفار والتشريك وقالوا بقول الجمهور) مقالات الإسلاميين (ص 103)
وأما الحارثية فهم أتباع الحارث بن مزيد الأباضي وكانوا يقولون بقول القدرية في القدر والإستطاعة وسائر الأباضية كانوا يكفرونهم بسبب ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/306)
وأما الحفصية فهم أصحاب حفص بن أبي المقدام قالوا: من عرف الله تعالى وكفر بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهو كافر وليس بمشرك وان جهل الله تعالى أو جحده فهو حينئذ مشرك
قال الشهرستاني عنهم قالوا: (إن بين الشرك والإيمان خصلة واحدة وهي معرفة الله تعالى وحده فمن عرفه ثم كفر بما سواه من رسول أو كتاب أو قيامة أو جنة أو نار أو ارتكب الكبائر من الزنا والسرقة وشرب الخمر فهو كافر لكنه بريء من الشرك) الملل والنحل (1/ 133)
وقال الإيجي عنهم: (زادوا أن بين الإيمان والشرك معرفة الله تعالى فمن عرف الله وكفر بما سواه أو بارتكاب كبيرة فكافر لا مشرك) المواقف (3/ 694)
وقال ابو الحسن الشعري: (ومن الخوارج الاباضية فالفرقة الاولى منهم يقال لهم الحفصية كان امامهم حفص بن ابى المقدام زعم ان بين الشرك والايمان معرفة الله وحده فمن عرف الله سبحانه ثم كفر بما سواه من رسول او جنة او نار او عمل بجميع الخبائث من قتل النفس واستحلال الزنا وسائر ما حرم الله سبحانه من فروج النساء فهو كافر برىء من الشرك وكذلك من اشتغل بسائر ما حرم الله سبحانه مما يؤكل ويشرب فهو كافر برىء من الشرك ومن جهل الله سبحانه وأنكره فهو مشرك) مقالات الإسلاميين (ص 102)
يتبين من هذه النقول أن الحفصية يجعلون الأسماء ثلاثة:
1 – الإيمان 2 – الشرك 3 – الكفر
والكفر عندهم مرتبة بين الإيمان والشرك وهو ما يوجد فيه المعرفة فقط وهذا كمعرفة إبليس وفرعون وهو ما يسمى الإيمان عند جهم وهم يصفون بالكفر من فعل كبيرة ومن فعل كفرا كالكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم أو الجنة أو النار أو استحل المحرمات و بهذا نعلم أن قولهم ليس كقول المعتزلة في القول بالمنزلة بين المنزلتين فالخلاف ليس لفظياً كما يدعي بعضهم؛ إذ المعتزلة يكفرون من أتى مكفراً ويخرجونه عن الملة وهو ما يوازي الشرك عند هؤلاء.
وأما أصحاب طاعة لا يراد الله بها فهم يوافقون في التكفير بالمرتبة المتوسطة التي هي كفر النفاق
قال البغدادي وهو يتكلم عن الإباضية عموما: (واختلفوا في النفاق على ثلاثة أقوال فقال فريق منهم إن النفاق براءة من الشرك والإيمان جميعا واحتجوا بقول الله عز وجل في المنافقين مذبذين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وفرقة منهم قالت كل نفاق شرك لأنه يضاد التوحيد وفرقة ثالثة قالت لا نزيل اسم النفاق عن موضعه ولا نسمى بالنفاق غير القوم الذين سماهم الله تعالى منافقين ومن قال منهم بأن المنافق ليس بمشرك زعم أن المنافقين على عهد رسول الله كانوا موحدين وكانوا أصحاب كبائر فكفروا وإن لم يدخلوا في حد الشرك) الفرق بين الفرق (ص 84) وينظر مقالات الإسلاميين (ص 105)
فالكفر الذي هو مرتبة بين الإيمان والشرك وهو المسمى عندهم كفر النعمة هو كفر النفاق وهم مختلفون في النفاق على ثلاثة أقوال ترجع إلى قولين:
احدهما أن النفاق شرك وبهذا يوافقون بقية الخوارج في التكفير بالكبيرة صراحة.
والثاني: أن النفاق منزلة بين الشرك والإيمان وهو الكفر وهو ما سبق بيانه من قصره على مجرد المعرفة والذي هو في حقيقته كفر مخرج عن الملة.
الوجه الثالث:
أنهم قالوا بلوازم التكفير كاستحلال الدم في الدنيا والخلود بالنار وإنكار الشفاعة في الآخرة.
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[04 - 07 - 07, 05:43 م]ـ
الأخ الكريم أبو حازم الكاتب جزاك الله كل خير على إفادتك التي تدل على عمق فهمك وحدة ذكائك.
والحقيقة التي ربما لا يوافقني عليها بعض الإخوة أن للأخ أبي ريحانة مقصدًا يرمي إليه أحببت ألا أصرح به إلا بعد أن يبين ضابطه لمعرفة الخوارج وتمييزهم عن غيرهم وبعدها. . يظهر المخبوء. .(42/307)
من هو ابن تومرت؟
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[01 - 07 - 07, 07:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أرجو منكم إفادتي بالتعريف عن ابن تومرت!
وقد اطلعت على ما أسموه " العقيدة المرشدة" المنسوبة إليه، وكان الشيخ فخر الدين ابن عساكر رحمه الله (620هـ) يقرئها بدمشق،
وابن تومرت كما ذكروه محمد بن عبدالله الحسني (524هـ)، وهاكم العقيدة المرشدة نقلتها
[ FONT=Times New Roman] سم الله الرحمن الرحيم
العقيدة المرشدة
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وءاله وصحبه وبعد.
فإن صاحب العقيدة المرشدة هو ابْنُ تُوْمَرتَ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَسَنِي، مَاتَ فِيءاخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
نسب العقيدةَ المرشدة إلى ابن تومرت:
الذهبيُّ في سير أعلام النبلاءج 19/ 540 - 541، وعمر كحالة في معجم المؤلفين ج 10/ 206، وابن كثير في تاريخه ج12/ 231، والبرزلي في نوازله ج 6/ 366، وغيرهم.
وفي طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي ج5 / ص 69 - 70:
أن الشيخ فخر الدين ابن عساكر رحمه الله {المتوفى سنة 620 هـ} كان يقرىء بدمشق العقيدة المرشدة.
وقال فيها الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكَلَدِي العلائي رحمه الله: " وهذه العقيدةُ المُرشِدةُ جرى قائلها على المنهاج القويم والعقد المستقيم وأصاب فيما نزه به العلي العظيم ".
ثم قال تاج السبكي:ونحن نرى أن نسوق هذه العقيدة المرشدة وهي: اعلم أرشدنا الله وإياك أنه يجب على كل مكلفٍ أن يعلم أن الله عز وجل واحدٌ في مُلكِه خلقَ العالمَ بأسرِه العُلوي والسُّفلي والعرشَ والكرسيَّ والسمواتِ والأرضَ وما فيهما وما بينهما جميعُ الخلائق مقهورون بقدرته لا تتحرَّك ذرّة إلا بإذنه ليس معه مدبِّرٌ في الخلق ولا شريكٌ في الملك حيٌّ قيوم {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} {لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَىءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ} {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} {أَحَاطَ بِكُلِّ شَىءٍ عِلْمًا} {وَأَحْصَى كُلَّ شَىءٍ عَدَدًا} {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} قادرٌ على ما يشاءُ، له الملك وله الغنى، وله العز والبقاء، وله الحكمُ والقضاء وله الأسماءُ الحسنى، لا دافِعَ لما قضى ولا مانع لما أعطى يفعل في مُلكه ما يريد ويحكم في خلقه بما يشاء لا يرجو ثوابا ولا يخاف عقابا ليس عليه حقٌّ {يلزمه} ولا عليه حكم وكل نعمة منه فضلٌ وكل نِقمة منه عدلٌ {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} موجودٌ قبل الخلق ليس له قبلٌ ولا بعدٌ،ولا فوق ولا تحتٌ ولا يمينٌ ولا شِمالٌ ولا أمامٌ ولا خَلفٌ ولا كلٌّ ولا بعضٌ ولا يقال متى كان ولا أين كان ولا كيف، كان ولا مكان كوَّن الأكوان ودبَّر الزمان لا يتقيد بالزمان ولا يتخصص بالمكان ولا يشغله شأنٌ عن شأن ولا يلحقه وهم ولا يكتنفه عقل ولا يتخصص بالذهن ولا يتمثل في النفس ولا يُتصوَّر في الوهم ولا يتكيف في العقل لا تلحقه الأوهام والأفكار {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} قال السبكي: هذا ءاخر العقيدة وليس فيها ما يُنكِره سُنِّي" اهـ.
[ SIZE=3] ولكني فوجئت بما ذكره ابن القيم (751هـ) في "المنار المنيف في الصحيح والضعيف" ص 141 (ط دار الكتب العلمية بيروت) عندما تحدث عن حديث المهدي قائلا: "أما مهدي المغاربة محمد بن تومرت فإنه رجل كذاب ظالم متغلب بالباطل، ملك بالظلم والتغلب والتحيل، فقتل النفوس وأباح حريم المسلمين وسبى ذراريهم وأخذ أموالهم وكان شرا على الملة من الحجاج بن يوسف بكثير، وكان يودع بطن الأرض في القبور جماعة من أصحابه أحياء، يأمرهم أن يقولوا للناس إنه المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يردم عليهم ليلا لئلا يكذبوه بعد ذلك، وسمى أصحابه الجهمية ...... واستباح قتل من خالفهم من اهل العلم والإيمان وتسمى بالمهدي المعصوم "،
فهل هما شخصان مختلفان أو شخص واحد؟ والله يجزيكم خيرا.
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 07:55 م]ـ
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=369&highlight= عقيدة& soption=0
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 09:00 م]ـ
ابن تومرت ضال مضل
و عقيدته هذه فيها مخالفة لعقيدة أهل السنة و الجماعة
ـ[الغدير]ــــــــ[01 - 07 - 07, 11:41 م]ـ
انظر الفتاوى لابن تيمية 11/ 476 - 491
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابن تومرت من الذين أصلوا للبدعة في بدلدنا الحبيب المغرب ولعل ما نراه اليوم من بدع وشركيات
يعود أصل مجملها إلى عهده بعد أن ترسخت السنة وشرفت في عهد المرابطين وخاصة يوسف بن تاشفين
وهناك من بناديه بالمهدي المعصوم وككنه غوي مضل
والله أعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/308)
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 02:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هذا الرجل ادعي المهديه واسس دوله الموحدين التي قضت علي دوله الملرابطين في الاندلس وكان قيام هذه الدوله المهدويه الضاله الاثر الكبير جدا ولعل الاقرب والصواب هي السبب في سقوط الاندلس
ولا حول ولا قوه الا بالله
ـ[عصام البشير]ــــــــ[02 - 07 - 07, 11:47 ص]ـ
هذا الرجل ادعي المهديه واسس دوله الموحدين التي قضت علي دوله الملرابطين في الاندلس وكان قيام هذه الدوله المهدويه الضاله الاثر الكبير جدا ولعل الاقرب والصواب هي السبب في سقوط الاندلس
بين قيام دولة الموحدين وسقوط الأندلس مفاوز!!
وهؤلاء الموحدون - على ضلالهم المعروف - كانت لهم صولات مع الإفرنج في بلاد الأندلس، وما خبر وقعة الأرك عنك بعيد.
والله يحب الإنصاف.
أما ابن تومرت فدجال مضل، سفاك للدماء المحرمة.
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 04:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخي عصام البشير بارك الله فيك ونفع بك في خدمه دعوته جزاك الله خيرا علي هذا التعليق ولكن انا كنت اقصد ان هذه الحركه كانت من الاسباب الكبري في سقوط دوله الاسلام في الاندلس كما صرح بذلك عددا من الكتاب الذين كتبوا في هذا الموضوع
يقول الشيخ الدكتور \ محمد اسماعيل المقدم في كتابه الماتع المهدي:
اهم المآخد علي حركه ابن تومرت
1 - ادعاؤه المهديه
2 - ادعاؤه العصمه لنفسه
3 - تبنيه القاعده المكيافليه ((الغايه تسوغ الوسيله))
4 - انه اول من ادخل التأويل الكلامي علي اهل المغرب الاسلامي
5 - وهذا هو الشاهد
تسببه في القضاء علي دوله المرابطين السنيه السلفيه:
يقول الشيخ حفظه الله:
وكانت بدايه هذه الجنايه مبالغته في الانكار علي ابن تاشفين الذي اتق الله فيه وتورع عن قتله او حبسه فأستغل ابن تومرت تسامحه معه وتوصل به الي شق عصا الطاعه وتفريق الجماعه وتمزيق دوله المرابطين والقضاء عليها مستحلا ذلك كله بسبب تكفيره للمرابطين بدل ان يبذل النصح المخلص بالوسائل الشرعيه لذلك الملك الذي قال فيه ابن خلكان رحمه الله وكان ملكا عظيما حليما ورعا عادلا متواضعا ووصفه عبد الواحد المراكشي بأنه يعد من الزهاد والمتبتلين اقرب منه الي ان يعد من الملوك والمتغلبين)) المعجب ص 252
لقد اسهمت حركه ابن تومرت علي المدي البعيد في ضياع الاندلس وسقوطها بيد النصاري ومع عبد المؤمن اقام مملكه شاسعه امتدت الي الاندلس الا ان الواقع ان تضحيات المرابطين في الاندلس كانت من اكبر الاسباب التي مكنت المواحدين المصامده من التغلب والنصر يقول الدكتور الصلابي:
في هذا الوقت استطاع ابن تومرت بواسطه المؤمنين بمهديته ان يطيحوا بدوله المرابطين فأثلج ذلك قلوب النصاري الذين ادركوا ان الخلاص من الوجود الاسلامي في الاندلس اضحي وشيكا (دوله الموحدين في الاندلس) ص 181
وقال الشيخ المقدم معلقا علي هذه الاحداث في الحاشيه:
ولا شك ان في هذا عبرة تاريخيه تؤكد ان فساد العقيده يترتب عليه اضمحلال احوال الامه لان العقيده الصحيحه هي خط الدفاع الاول الذي ينهار بانهيارة ما بعده ولا يمكن ان تعود الامه لعزها ومجدها الا بتصحيح العقيده كما قال صلي الله عليه وسلم ((ثم تكون خلافه علي منهاج النبوة)) الحديث في مجمع الزوائد (5/ 189)
انتهي بتصرف
اخي عصام بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[الغدير]ــــــــ[02 - 07 - 07, 08:07 م]ـ
هنا نقطة
هو والله أعلم أن أمراء أو خلفاء الدولة الموحدية تملصوا من ا?فكار المخالفة لمذهب السنة والجماعة
ومن أشهر هؤلاء ا?مراء بطل معركة ا?رك أبو يوسف يعقوب المنصور الذي كان لا يعترف بعصمة ابن تومرت وحمل الناس على ا?خذ بالقرآن وكتب السنة المشهورة وحارب ما عداهما
ـ[عصام البشير]ــــــــ[02 - 07 - 07, 09:20 م]ـ
حياكم الله.
لقد اسهمت حركه ابن تومرت علي المدي البعيد في ضياع الاندلس وسقوطها بيد النصاري ومع عبد المؤمن اقام مملكه شاسعه امتدت الي الاندلس الا ان الواقع ان تضحيات المرابطين في الاندلس كانت من اكبر الاسباب التي مكنت المواحدين المصامده من التغلب والنصر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/309)
لا يوجد دليل معتبر على أن قيام دولة الموحدين البدعية أدى إلى سقوط الأندلس بعد ذلك بقرون. بل المعروف من كتب التاريخ أن المسلمين بالأندلس كانوا بغاية القوة زمن الموحدين، وحققوا انتصارات عسكرية هائلة، في عهد الملوك الثلاثة: عبد المؤمن بن علي، وابنه يوسف، وابنه يعقوب المنصور.
وينبغي أن يعلم أن مساحة الأندلس تقلصت كثيرا في أواخر العصر الأموي وعهد دول الطوائف، ولم يستطع يوسف بن تاشفين رحمه الله أن يسترجع ما ضاع من الأراضي الأندلسية الهامة مثل مدينة طركونة، وبراغة وقلمرية ووادي الحجارة ومجريط (مدريد) وطليطلة، فضلا عن المدن التي ضاعت قبل هذا العهد. إذ من المعلوم أن النفوذ الإسلامي كان يقارب تخوم فرنسا الحالية في زمن الولاة، ثم تقلص زمن الأمويين، ثم تقلص أكثر في أواخر الدولة الأموية بالأندلس.
أما بين عهد المرابطين وعهد الموحدين فلا يوجد كبير فرق في المساحة الإجمالية للأندلس.
يقول الدكتور الصلابي:
في هذا الوقت استطاع ابن تومرت بواسطه المؤمنين بمهديته ان يطيحوا بدوله المرابطين فأثلج ذلك قلوب النصاري الذين ادركوا ان الخلاص من الوجود الاسلامي في الاندلس اضحي وشيكا (دوله الموحدين في الاندلس) ص 181
هذا صحيح.
ثم لم يلبث الموحدون بعد استقرار الوضع لهم بالمغرب أن عاودوا الاهتمام بالأندلس، فكان عبور عبد المؤمن ومن بعده مرات إلى العدوة الأخرى بقصد الجهاد. وتوج ذلك بوقعة الأرك المشهورة زمن يعقوب المنصور، وقد كان من نتائجها أن وصلت عساكر المسلمين إلى حدود طليطلة، في قلب الأراضي القشتالية. وهذا أمر بالغ الخطورة بالمقاييس العسكرية لذلك الوقت.
بل حتى بعد وقعة العقاب المشؤومة، لا يمكن الجزم بأن (الوجود الاسلامي في الاندلس اضحي وشيكا)، فكيف يقال هذا بعد سقوط المرابطين - مع ما تبع ذلك من انتصارات باهرة للمسلمين هناك؟
وبالجملة، فالدراسات التاريخية تحتاج إلى كثير من الإنصاف.
ويشهد الله أننا نحب الدولة المرابطية السنية كثيرا، ونبغض دوة ابن تومرت أشد البغض. لكن لا علاقة لذلك بسقوط الأندلس، إلا بكثير من التعسف والتكلف.
والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[04 - 07 - 07, 02:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ماذا عن كتاب ابن تومرت اعز ما يطلب
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[08 - 07 - 07, 12:54 ص]ـ
في الإنتظار(42/310)
إشكال في كلام ابن عثيمين
ـ[عبدالله البلجيكي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 03:02 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد
لقد قرأت كلاما لابن عثيمين يشكل علي كثيرا و هو في شرح رياض الصالحين في كتاب التوبة ج 1 ص 76:
هناك قسم ثالث فاسق مارد ماجن يتحدّث بالزنا افتخارا و العياذ بالله يقول إنه سافر إلى البلد الفلاني و فجر و فعل الزنى بعدة نساء و ما أشبه ذلك يفتخر بهذا! هذا يجب أن يستتاب فإن تاب و إلا قتل لأن الذي يفتخر بالزنا مقتضى حاله أنه استحلّ الزنا و العياذ بالله و من استحلّ الزنا فهو كافر. و يوجد بعض الناس الفسقة يفعل ذلك الذين أصيب المسلمون بالمصائب من أجلهم و من أجل أفعاله. يوجد من يتبجح بهذا الأمر إذا سافر إلى بلد معروف بالفسق و المجون مثل بانكوك و غيرها من البلاد الخبيثة التي كلها زنى و لواط و خمر و غير ذلك رجع إلى أصحابه يتبجح بما فعل. هذا كما ذكرت يجب أن يستتاب فإن تاب و إلا قتل لأن من استحلّ الزنا أو غيره من المحرمات الظاهرة المجمع عليها فإنه يكفر.
فهل يصح أن مجرد الافتخار بالذنوب يكون دليلا قطعيا على الامتناع أو الاستحلال؟
ـ[توبة]ــــــــ[03 - 07 - 07, 03:09 ص]ـ
أخي الكريم، قد سبق و أثير هذا الإشكال في المنتدى، في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93164
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 01:29 م]ـ
الأخ الحبيب سدده الله:
يظهر أن الشيخ روجع في هذا الكلام فتراجع عنه لأنه قد تم حذفه من المطبوع والله أعلم.
وبالمناسبة أرجو أن تتحرى في أسئلتك ما تحدث به الفائدة لا مجرد إثارة شبهات .. وفقك الله
ـ[عبدالله البلجيكي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 02:38 م]ـ
الأخ الحبيب سدده الله:
يظهر أن الشيخ روجع في هذا الكلام فتراجع عنه لأنه قد تم حذفه من المطبوع والله أعلم.
وبالمناسبة أرجو أن تتحرى في أسئلتك ما تحدث به الفائدة لا مجرد إثارة شبهات .. وفقك الله
السلام عليكم
فلو أقرأ في كتاب كلاما يشكل علي مثل هذا الكلام ألا أستحق أن أطلب من الإخوة إزالة الإشكال؟ هل ترى أن طلب إزالة الإشكال هو إثارة الشبهات سبحان الله العظيم خصوصا إن كان الكلام ممن هو معروف عند كثير من الناس بسليمة المعتقد كابن عثيمين؟ و هل كنت عالما بأن الشيخ تراجع و كيف أعرف أنه حذف هذا الكلام مع أنه موجود في المطبوع الذي بين يدي و الذي هو في البرامج و حقيقة ما رأيت يوما ما مطبوع شرح رياض الصالحين إلا و هذا الكلام موجود في! عليك بحسن الظن في إخوانك و لا تتهمهم بإثارة الشبهات
و السلام
ـ[محمد العبد]ــــــــ[03 - 07 - 07, 03:45 م]ـ
الأخ السعدي عجيب ما قلته لأخينا البلجيكي فإن ما فعله هو الذي ينبغي أن يفعله أي طالب علم خاصة في مثل هذه المسائل الهامة وما كان يجوز لك أن تنحى هذا المنحى وربنا عز وجل يقول في كتابه الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ).
وأنا أرى أن عليك حق الإعتذار لأخيك وغفر الله لك زلاتك.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:28 م]ـ
بل العجيب قولك:
وما كان يجوز لك أن تنحى هذا المنحى
فأنا قدمت لأخي نصيحة بعد أن رأيت المشرفين وفقهم الله قد حذفوا له عدة مشاركات لهذا السبب.
وكان الأجدر بك أن تتريث ولا تتسرع في الحكم.
وهذا مايدل على قصدي بارك الله فيكما.
الظلم ظلمات يوم القيامة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101026)(42/311)
ما معنى قول أهل السنة عن المعتزلة - مشبهة الأفعال؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 06:57 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما بعد:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
والمقصود هنا أن مسألة التحسين و التقبيح ليست ملازمة لمسألة القدر و إذا عرف هذا فالناس فى مسألة التحسين و التقبيح على ثلاثة أقوال طرفان و وسط
الطرف الواحد قول من يقول بالحسن و القبح و يجعل ذلك صفات ذاتية للفعل لازمة له و لا يجعل الشرع إلا كاشفا عن تلك الصفات لاسببا لشيء من الصفات فهذا قول المعتزلة و هو ضعيف و إذا ضم الى ذلك قياس الرب على خلقه فقيل ما حسن من المخلوق حسن من الخالق و ما قبح من المخلوق قبح من الخالق ترتب على ذلك أقوال القدرية الباطلة و ما ذكروه فى التجويز و التعديل و هم مشبهة الأفعال يشبهون الخالق بالمخلوق و المخلوق بالخالق فى الأفعال و هذا قول باطل كما أن تمثيل الخالق بالمخلوق و المخلوق بالخالق في الصفات باطل.
مجموع الفتاوى (8|431)
وقال ابن القيم رحمه الله:
وللناس في تفسير هذا الظلم ثلاثة أقوال بحسب أصولهم وقواعدهم
أحدها: أن الظلم الذي حرمه وتنزه عن فعله وإرادته هو نظير الظلم من الآدميين بعضهم لبعض وشبهوه في الأفعال ما يحسن منهما وما لا يحسن بعباده فضربوا له من قبل أنفسهم الأمثال وصاروا بذلك مشبهة ممثلة في الأفعال فامتنعوا من إثبات المثل الأعلى الذي أثبته لنفسه ثم ضربوا له الأمثال ومثلوه في أفعاله بخلقه كما أن الجهمية المعطلة امتنعت من إثبات المثل الأعلى الذي أثبته لنفسه ثم ضربوا له الأمثال ومثلوه في صفاته بالجمادات الناقصة بل بالمعدومات وأهل السنة نزهوه عن هذا وهذا وأثبتوا له ما أثبته لنفسه من صفات الكمال ونزهوه فيها عن الشبه والمثال فأثبتوا له المثل الأعلى ولم يضربوا له الأمثال فكانوا أسعد الطوائف بمعرفته وأحقهم بالإيمان به وبولايته ومحبته وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
مفتاح دار السعادة (2|106)
والله أعلم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[03 - 07 - 07, 07:15 ص]ـ
المراد بارك الله فيك في إيجابهم على الخالق أشياء وهي مسألة هل على الله جل وعلى أن يفعل الأصلح وكلها متفرعة عن مسألة التحسين والتقبيح العقلي
مثاله في مسائل إضلال بعض العباد! لماذا قالوا بنفي القدر لأنهم قالوا لو أنه قدر لهم الضلال ثم عذبهم كان ظالما لهم وهذا لأنهم قاسوا افعال الخالق بأفعال خلقه فأصبحوا من هذا الباب مشبهة في الأفعال والله أعلم (للمدارسة)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 02:30 م]ـ
وفيك بارك الله والكلام واضح فأهل السنة لما قالوا بهذه القاعدة {ليس كمثله شيء}
أي في صفاته وأفعاله ومن أمثلة ذلك المثال الذي ذكره شيخ الإسلام وابن القيم رحمهما الله
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 03:19 م]ـ
قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى 1/ 122):
هَؤُلَاءِ يَأْخُذُونَ الْقَدْرَ الْمُشْتَرَكَ فِي الْأَفْعَالِ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ عِبَادِهِ فَمَا حَسُنَ مِنْ اللَّهِ حَسُنَ مِنْ الْعَبْدِ وَمَا قَبُحَ مِنْ الْعَبْدِ قَبُحَ مِنْ اللَّهِ؛ وَلِهَذَا سَمَّاهُمْ النَّاسُ مُشَبِّهَةَ الْأَفْعَالِ(42/312)
فائدتان (أفرأيتم اللات والعزى) ثم حقيقة كفرهم باسم الرحمن
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 11:55 ص]ـ
قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)
حقيقة سياق الآيات واضح وهو في عبادتهم الملائكة الذين يسمونهم بأسماء اشتقوها من أسماء الله فاخترعوا بنات لله لها أسماء معينة وجعلوا لها أنصاباً ثم عبدوها
وهذا المعنى للأسف غير واضح في فتح المجيد وإنما استفدته بهذا الوضوح من الشيخ ياسر برهامي والآيات من أولها لآخرها تتكلم عن عبادتهم للملائكة، و هناك تفسير آخر للات بقراءة تشديد التاء وأنه رجل كان يلت السويق للحاج فلما مات عكفوا على قبره
والله أعلم
الفائدة الثانية وهو سؤال كنت طرحته ولم يجني عليه أحد وهو في حقيقة إنكار المشركين لاسم الله الرحمن وقد نقله الشيخ عبد الرزاق البدر في القول السديد عن ابن كثير
قال ابن كثير رحمه الله (والظاهر أن إنكارهم هذا إنما هو جحود وعناد وتعنت في كفرهم فإنه قد وجد في أشعارهم في الجاهلية تسمية الله تعالى بالرحمن)
وقد أحال الشيخ إلى التفسير 1\ 36 لعله في تفسير البسملة أو الفاتحة(42/313)
أهل النبي
ـ[إيهوم محند]ــــــــ[03 - 07 - 07, 12:39 م]ـ
أهل الحديث هم أهلُ النبي وإن * لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا(42/314)
هل بني الجامع الأموي على القبر أم أن القبر أضيف إلى الجامع بعد تمام بناءه؟
ـ[بسام قاروت]ــــــــ[04 - 07 - 07, 04:35 ص]ـ
زرت الجامع الأموي في دمشق قبل فترة قصيرة وأدهشني وجود قبر في وسط الجامع،يقولون أنه قبر يحيى عليه السلام!!
والسؤال الذي حيرني:
هل بني الجامع الأموي على القبر أم أن القبر أضيف إلى الجامع بعد تمام بناءه؟
أرجو الإجابة ممن لديه خبرة تاريخية عن هذا المسجد ..
وفق الله الجميع،،،
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[04 - 07 - 07, 07:54 ص]ـ
تذكر الروايات التاريخية أنه عثر على رأس النبي يحيى مدفونا عند حفر الأساسات فأمر الوليد بأن يحافظ عليه و يوضع فوقه عمود مميز.
المصدر
http://safitaclub.com/vb/showthread.php?t=7006
http://www.alchamaa.com/damas4.htm
ـ[بسام قاروت]ــــــــ[04 - 07 - 07, 10:01 ص]ـ
http://www.safitaclub.com/vb/uploaded/166_1159457393.jpg
أشكرك أخي الكريم ولدي استفساران لم أجد إجابة لهما في الموقعين:
وكيف عرفوا أنه رأس يحيى عليه السلام؟
وهل كانت عقيدة الوليد جواز الصلاة في القبور؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - 07 - 07, 01:57 م]ـ
الكلام المحال إليه غير موثق
ومن المستحيل وضع قبر داخل المسجد في عصر الصحابة والتابعين
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[04 - 07 - 07, 03:57 م]ـ
الكلام المحال إليه غير موثق
ومن المستحيل وضع قبر داخل المسجد في عصر الصحابة والتابعين
وفي أي العصور أُدخل قبر النبي في المسجد؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[04 - 07 - 07, 03:59 م]ـ
[
وهل كانت عقيدة الوليد جواز الصلاة في القبور؟
هناك مخالفات كثيرة وقع فيها الوليد غير هذا، وعليك بالبداية والنهاية، وتاريخ الإسلام، والتاريخ لمحمود شاكر. وفعل الوليد ليس حجة. ورحمة الله على الجميع.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[04 - 07 - 07, 04:12 م]ـ
وفي أي العصور أُدخل قبر النبي في المسجد؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=5128#Book4000029
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - 07 - 07, 06:48 م]ـ
وفي أي العصور أُدخل قبر النبي في المسجد؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا أدري!
أفدنا حفظك الله
وإن كان لك رأي في المسألة فصرِّح به!
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[05 - 07 - 07, 04:22 ص]ـ
http://www.masaged.info/jam3.php?jid=4&nid=&cid=5&cn=%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 04:41 ص]ـ
الشيخ الألباني ترك الصلاة في المسجد الأموي بسبب هذا
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[05 - 07 - 07, 04:44 ص]ـ
http://www.masaged.info/jam3.php?jid=4&nid=&cid=5&cn=%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82
http://travel.maktoob.com/vb/showthread.php?t=93847
http://www.islamictourism.com/news_A.php?country=26&id=1951
http://syriasteps.com/index.php?d=152&id=1173
http://www.shamyat.ru/modules.php?name=News&file=article&sid=679
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[05 - 07 - 07, 08:49 م]ـ
http://www.altareekh.com/vb/showthread.php?t=36317
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[05 - 07 - 07, 08:50 م]ـ
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=17&book=952
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 10:51 م]ـ
قال العلامة الشيخ عبد القادربدران في كتابه الماتع: " منادمة الأطلال ومسامرة الخيال ": ص 357
حرفالهمزةالجامع (الأموي)
[[هو أعظم جوامع دمشق،وللناس فيه قصائد وأقوال يضيق عنها الحصر، ولهم في بانيه الأول مذاهب، لا يعلمالمحقق ما الثابت منها وما المختلق لطول الزمان وبنائها على الظن والتخمين، وإناذاكرون هنا ما نراه أقرب إلى العقل وإلى طبع الزمان، تاركين الباقي لأصحابه، وممانراه ما بين بين ما قاله عز الدين بن شداد، قال: أخبرني أحمد بن عبد الكريم،المعروف ابن الخلال الحمصي أنه وقف على كتاب ألف لبعض الوزراء، وفيه أن الوزير قالوهو بحضرة العلاء المعري: إن الوليد لما هدم الحائط الشرقي حائط الجامع أن يعمقأساسه، وبينما هم يحفرون إذا بهم انتهوا إلى حائط، فأمرهم الوليد أن يحفروا أمامه ‘ فوجدوا فيه بابا ففتحوه، فوجدوا خلفه صخرة عليها كتابة، فحملت إليه فأحضر منقرأها، فإذا بها ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/315)
صورته:
لماكان العالم محدثا ثبت أن له محدِثا أحدثه، وصانعا صنعه، فبني هذا الهيكل لمضيثلاثة آلاف وسبعمائة سنة لأهل الأسطوان، فإن رأى الداخل إليه أن يذكر بانيه بخيرفعل والسلام.
فقيل لأبي العلاء: من أهل الأسطوان؟ فقال: لا أعرف، وأنشد:
سيسأل قوم ما الحجيج وما منى ** كما قال قوم من جديس وماطسم؟ يعني أن بعد العهدبالأوائل ينسي آثارهم، ويطمس المنار دون أخبارهم.
.....
إلى أن قال رحمه الله تعالى (العلامة بدران):
وأيا ما كان فإن المؤرخ لايطمع في أن يعرف الزمن الذي أنشئت فيه دمشق وأسس جامعها، وكل ما يقال فيه فإنهتخرصات وأوهام لا يقف صاحبها على حقيقة، وغاية أمرنا هنا أن نذكر تاريخ جعله جامعا، على أن ذلك التاريخ أيضا يحار فيه الناظر، فلا يقدر أن يفرق بين الصحيح وغيرهلما تغشاه من المبالغات، كما هو شأن كتب التاريخ عندنا، حتى أنهم أوصدوا أمر هذاالجامع إلى ما وراء العقول، وذلك لأنهم ينقلون كل خبر يسمعونه، ثم لا يحكمونعقولهم في التفرقة بين جيده ورديئه!، ولو أخذت أذكر جميع ما قاله المؤرخون عنهلكان موضوعنا هزءا عند أهل زماننا، لأن التاريخ عندهم لبس ثوبا غير ثوبه الأول،فأسس على التحقيق والتدقيق لا على التسليم بقول القائل أيا ما كان، فلذلك أضربتكثير مما ذكره ابن عساكر وغيره من أضرابه، واكتفيت بما تراه، وسأمهد لعذري شذرةمما قيل ليعلم المطالع ما كان عليه بعض القوم، فقد قال ياقوت في " معجم البلدان ": "" لو عاش الإنسان ألف سنة، وجعل يتردد كل يوم من أيامها إلى الجامع لكان يرى فياليوم ما لا يراه بأمسه!! "" فتأمل هذه المبالغة التي دونها قول المتنبي:
وأخفت أهل الشرك حتى أنه ** لتخافك النطف التي لم تخلق!!
ومثل هذا كثير فاعلم ذلك، وإليك ما نرويه منسوبا لقائله: قال الحافظ الذهبي في " مختصر تاريخ الإسلام ": [إن الوليد بن عبد الملك هو الذيبنى جامع دمشق أيام سلطنته وزخرفه، وكان نصفه الغربي كنيسة للنصارى، والنصف الآخرمسجدا للمسلمين، فأرضى الوليد النصارى بعدة كنائس صالحهم عليها، ثم هدمه إلاحيطانه الأربعة، وأنشأ قبة النسر والقناطر، وحلاه بالذهب والجواهر وستور الحرير،وبقي فيه العمل تسع سنين، وأنفق عليه الأموال العظيمة حتى جعله نزهة للناظرين]. انتهى.
وكان الابتداء به سنةسبع وثمانين.
...... إلى أن قال (العلامة بدران):
[وروى ابنعساكر بسنده إلى زيد بن واقد، قال: وكلني الوليد على العمال في بناء جامع دمشقفبينما نحن في العمل إذ وجدنا مغارة، فعرّفنا الوليد ذلك، فلما كان الليل وافىوبين يديه الشموع، فنزل فإذا هي كنيسة لطيفة ثلاثة أذرع في ثلاثة أذرع، وإذا فيهاصندوق ففتح، فإذا فيه سفط، وفي السفط رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام، قال: فرد إلى مكانه بأمر الوليد، وقال: اجعلوا العمود الذي فوقه مغيرا عن بقية الأعمدة، فجعل عليه عمود مسفط الرأس".
قال زيد: قد رأيت الرأس الشريف حين أرادوا بناء الجامع، وقد أخرج من تحت ركن من أركان القبة، وشعره وبشرته لم يتغيرا، ويقال: إن الرأسالشريف نقل من دمشق إلى بعلبك، ومنها إلى حمص فحلب، فجعل في قلعتها في جرن منالرخام، ثم نقل منها إلى الجامع لما استولى التتار عليه، كذا قيل والله أعلمبحقيقة الأمر.]. {قلت (علي) وهذه القصة ضعفها العلامة الألباني وقال:" إسنادهضعيف جدا" كما سيأتي في كلام المحدث الألباني الذي سأنقله}.
وقد أطال ابن عساكر، وأورد أقوالا متناقضة تارة تثبتشيئا وتارة تنفيه كما هي عادته في نقل كل ما يسمعه ويتصل به من غير تمحيص]]. انتهىالمقصود من كلام العلامة البدران.
قال الشيخ العلامة الألباني في كتابه العجيب " تحذيرالساجد " في الحاشية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/316)
[ ... وإنماالعمدة على اتفاق المؤرخين على أن إدخال الحجرة إلى المسجد (النبوي) كان في ولايةالوليد، وهذا القدر كاف في إثبات أن ذلك كان بعد موت الصحابة الذين كانوا فيالمدينة حسبما بينه الحافظ لكن يعكر عليه ما رواه أبو عبدالله الرازي في مشيخته (218/ 1) عن محمد بن الربيع الحيزري:" توفي سهل بن سعد بالمدينة هو ابن مائة سنةوكانت وفاته سنة إحدى وتسعين وهو آخر من مات بالمدينة من أصحاب النبي صلى الله عليهوسلم. لكن الجيزي هذا لم أعرفه ثم هو معضل، وقد ذكر مثله الحافظ بن حجر في " الإصابة " (2/ 87) عن الزهري من قوله فهو معضل أيضاً أو مرسل، ثم عقبه بقوله:" وقيل قبل ذلك، وزعم ابن أبي داود أنه مات بالإسكندرية "، وجزم في " التقريب " أنهمات سنة 88 فالله أعلم.
وخلاصةالقول أنه ليس لدينا نص تقوم به الحجة على أن أحداً من الصحابة كان في عهد عمليةالتغيير هذه، فمن ادعى خلاف ذلك فعليه الدليل، فما جاء في شريح مسلم " (5/ 13ـ14) أن ذلك كان في عهد الصحابة، لعل مستنده تلك الرواية المعضلة أو المرسلة، وبمثلهالا تقوم حجة، على أنها أخص من الدعوى، فإنها لو صحت إنما تثبت وجود واحد منالصحابة حينذاك، لا (الصحابة).
وأما قول بعض من كتب في هذه المسألة بغير علم:
" فمسجد النبي صلى الله عليهوسلم منذ وسعه عثمان رضي الله عنه وأدخل في المسجد ما لم يكن منه، فصارت القبورالثلاثة محاطة بالمسجد لم ينكر أحد من السلف ذلك ".
فمن جهالاتهم التي لا حدود لها ـ ولا أريد أن أقول: إنها من افتراءاتهم ـ فإن أحدا من العلماء لم يقل إن إدخال القبور الثلاثة كان فيعهد عثمان رضي الله عنه، بل اتفقوا على أن ذلك كان في عهد الوليد بن عبد الملك كماسبق، أي بعد عثمان بنحو نصف قرن ولكنهم يهرفون بما لا يعرفون * ذلك لأن عثمان رضيالله عنه فعل خلاف ما نسبوا إليه، فإنه لما وسع المسجد النبوي الشريف احترز منالوقوع في مخالفة الأحاديث المشار إليها، فلم يوسع المسجد من جهة الحجرات، ولميدخلها فيه، وهذا عين ما صنعه سلفه عمر بن الخطاب رضي الله عنهم جميعاً، بل أشارهذا إلى أن التوسيع من الجهة المشار إليها فيه المحذور المذكور في الأحاديثالمتقدمة كما سيأتي ذلك عنه قريباً.
وأما قولهم:" ولم ينكر أحد من السلف ذلك ".
فنقول: وما أدراكم بذلك؟ **! فإن من أصعب الأشياء على العقلاء إثبات نفي شيء يمكن أن يقع ولم يعلم، كما هومعروف عند العلماء، لأن ذلك يستلزم الاستقراء التام والإحاطة بكل ما جرى، وما قيلحول الحادثة التي يتعلق بها الأمر المراد نفيه عنها، وأنى لمثل هذا البعض المشارإليه أن يفعلوا ذلك لو استطاعوا، ولو أنهم راجعوا بعض الكتب لهذه المسألة لماوقعوا في تلك الجهالة الفاضحة،
= ولوجدوا ما يحملهم على أن لا ينكروا ما لم يحيطوابعلمه، فقد قال الحافظ ابن كثير في تاريخه (75ج9) بعد أن ساق قصة إدخال القبرالنبوي في المسجد:
" ويحكي أنسعيد بن المسيب أنكر إدخال حجرة عائشة في المسجد كأنه خشي أن يتخذ القبر مسجداً ".
وأنا لا يهمني كثيراً صحة هذهالرواية، أو عدم صحتها، لأننا لا نبني عليها حكماً شرعياً، لكن الظن بسعيد بنالمسيب وغيره من العلماء الذين أدركوا ذلك التغيير، أنهم أنكروا ذلك أشد الإنكار،لمنافاته تلك الأحاديث المتقدمة منافاة بينة، وخاصة منها رواية عائشة التي تقول:" فلولا ذاك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً "
فما خشي الصحابة رضي الله عنهم قد وقع ــ مع الأسفالشديد ـ بإدخال القبر في المسجد، إذ لافارق بين أن يكونوا دفنوه صلى الله عليهوسلم حين مات في المسجد ـ وحاشاهم عن ذلك ـ وبين ما فعله الذين بعدهم من إدخال قبرهفي المسجد بتوسيعه، فالمحذور حاصل على كل حال كما تقدم عن الحافظ العراقي، وشيخالإسلام ابن تيمية، ويؤيد هذا الظن أن سعيد بن المسيب أحد رواة الحديث الثاني كماسبق، فهل اللائق بمن يعترف بعلمه وفضله وجرأته في الحق أن يظن به أنه أنكر على منخالف الحديث الذي هو رواته، أم أن ينسب إليه عدم إنكاره ذلك، كما زعم هؤلاءالمشار إليهم حين قالوا " لم ينكر أحد من السلف ذلك "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/317)
والحقيقة أن قولهم هذا يتضمن طعناً ظاهراً ـ لو كانوايعلمون ـ في جميع السلف، لأن إدخال القبر إلى المسجد منكر ظاهر عند كل من علم بتلكالأحاديث المتقدمة وبمعانيها، ومن المحال أن ننسب إلى جميع السلف جهلهم بذلك، فهم، أو على الأقل بعضهم يعلم ذلك يقيناً، وإذا كان الأمر كذلك فلا بد من القول بأنهمأنكروا ذلك، ولو لم نقف فيه على نص، لأن التاريخ لم يحفظ لنا كل ما وقع، فكيفيقال: إنهم لم ينكروا ذلك؟ اللهم غفرا.
ومن جهالتهم قولهم عطفاً على قولهمالسابق: "وكذا مسجد بني أمته دخل المسلمون دمشق من الصحابةوغيرهم والقبر ضمن المسجد لمن ينكر أحد ذلك "! إن منطق هؤلاء عجيب غريب! إنهمليتوهمون أن كل ما يشاهدونه الآن في مسجد بني أمية كان موجوداً في عهد منشئه الأولالوليد بن عبد الملك ن فهل يقول بهذا عاقل؟! كلا لا يقول ذلك غير هؤلاء! ونحننقطع ببطلان قولهم، وأن أحداً من الصحابة والتابعين لم ير قبراً ظاهراً في مسجدبني أمية أو غيره، بل غاية ما جاء فيه بعض الروايات عن زيد بن أرقم بن واقد أنهمفي أثناء العمليات وجدوا مغارة فيها صندوق فيه سفط (وعاء كامل) وفي السفط رأسيحيى بن زكريا عليهما السلام، مكتوب عليه: هذا رأي يحيى عليه السلام، فأمر بهالوليد فرد إلى المكان وقال: اجعلوا العمود الذي فوقه مغيراً من الأعمدة، فجعلعليه عمود مسبك بسفط الرأس. رواه أبو الحسن الربعي في فضائل الشام (33) ومن طريقهابن عساكر في تاريخه (ج2ق9/ 10) وإسناده ضعيف جداً، فيه إبراهيم بن هشام الغسانيكذبه أبو حاتم وأبو زرعة، وقال الذهبي " متروك ". ومع هذا فإننا نقطع أنه لم يكنفي المسجد صورة قبر حتى أواخر القرن الثاني لما أخرجه الربعي وبن عساكر عن الوليدبن مسلم أنه سئل أين بلغك رأس يحى بن زكريا؟ قال: بلغني أنه ثم، وأشار بيده إلىالعمود المسفط الرابع من الركن الشرقي، فهذا يدل على أنه لم يكن هناك قبر في عهدالوليد بن مسلم وقد توفي سنة أربع وتسعين ومائة.= وأما كون ذلك الرأس هو رأس يحى عليهالسلام فلا يمكن أن إثباته، ولذلك اختلف المؤرخون اختلافاً كثيراً، وجمهورهم علىأن رأس يحيى عليه السلام مدفون في مسجد حلب ليس في مسجد دمشق، كما حققه شيخنا فيالإجازة العلامة محمد راغب الطباخ في بحث له نشره في مجلة المجمع العلمي العربيبدمشق (ج1ص 41ـ 1482) تحت عنوان " رأس يحيى ورأس زكريا" فليراجعه من شاء. ونحنلا يهمنا من الوجهة الشرعية ثبوت هذا أو ذاك، سواء عندنا أكان الرأس الكريم في هذاالمسجد أو ذاك، بل لو تقينا عدم وجوده في كل من المسجدين، فوجود صورة القبر فيهماكاف في المخالفة، لأن أحكام الشريعة المطهرة إنما تبنى عل الظاهر، لا الباطن كماهو معروف، وسيأتي ما يشهد لهذا من كلام بعض العلماء، وأشد ما تكون المخالفة إذاكان القبر في قبلة المسجد، كما هو الحال في مسجد حلب، ولا منكر لذلك من علمائها!. واعلم أنه لا يجدي في رفع المخالفة أن القبر في المسجدضمن مقصورة كما زعم مؤلفوا الرسالة، لأنه على كل حال ظاهر، ومقصود من العامةوأشباههم من الخاصة بما لا يقصد به إلا الله تعالى، من التوجه إليه، والاستغاثةبه من دون الله تبارك وتعالى، فظهور القبر هو سبب المحذور كما سيأتي عن النوويرحمه الله. وخلاصة الكلام أن قول من أشرنا إليهم أن قبر يحيى عليهالسلام كان ضمن المسجد الأموي منذ دخل دمشق الصحابة وغيرهم لم ينكر ذلك أحد منهم إنهو إلا محض اختلاق].انتهى كلامه – رحمه الله تعالى -.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 11:02 م]ـ
قال العلامة الشيخ عبد القادر بدران في كتابه الماتع: " منادمة الأطلال ومسامرة الخيال ": ص 357
حرف الهمزة
الجامع (الأموي)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/318)
[[هو أعظم جوامع دمشق، وللناس فيه قصائد وأقوال يضيق عنها الحصر، ولهم في بانيه الأول مذاهب، لا يعلم المحقق ما الثابت منها وما المختلق لطول الزمان وبنائها على الظن والتخمين، وإنا ذاكرون هنا ما نراه أقرب إلى العقل وإلى طبع الزمان، تاركين الباقي لأصحابه، ومما نراه ما بين بين ما قاله عز الدين بن شداد، قال: أخبرني أحمد بن عبد الكريم، المعروف ابن الخلال الحمصي أنه وقف على كتاب ألف لبعض الوزراء، وفيه أن الوزير قال وهو بحضرة العلاء المعري: إن الوليد لما هدم الحائط الشرقي حائط الجامع أن يعمق أساسه، وبينما هم يحفرون إذا بهم انتهوا إلى حائط، فأمرهم الوليد أن يحفروا أمامه ‘ فوجدوا فيه بابا ففتحوه، فوجدوا خلفه صخرة عليها كتابة، فحملت إليه فأحضر من قرأها، فإذا بها ما صورته:
لما كان العالم محدثا ثبت أن له محدِثا أحدثه، وصانعا صنعه، فبني هذا الهيكل لمضي ثلاثة آلاف وسبعمائة سنة لأهل الأسطوان، فإن رأى الداخل إليه أن يذكر بانيه بخير فعل والسلام.
فقيل لأبي العلاء: من أهل الأسطوان؟ فقال: لا أعرف، وأنشد:
سيسأل قوم ما الحجيج وما منى ** كما قال قوم من جديس وما طسم؟
يعني أن بعد العهد بالأوائل ينسي آثارهم، ويطمس المنار دون أخبارهم.
.....
إلى أن قال رحمه الله تعالى (العلامة بدران):
وأيا ما كان فإن المؤرخ لا يطمع في أن يعرف الزمن الذي أنشئت فيه دمشق وأسس جامعها، وكل ما يقال فيه فإنه تخرصات وأوهام لا يقف صاحبها على حقيقة، وغاية أمرنا هنا أن نذكر تاريخ جعله جامعا، على أن ذلك التاريخ أيضا يحار فيه الناظر، فلا يقدر أن يفرق بين الصحيح وغيره لما تغشاه من المبالغات، كما هو شأن كتب التاريخ عندنا، حتى أنهم أوصدوا أمر هذا الجامع إلى ما وراء العقول، وذلك لأنهم ينقلون كل خبر يسمعونه، ثم لا يحكمون عقولهم في التفرقة بين جيده ورديئه!، ولو أخذت أذكر جميع ما قاله المؤرخون عنه لكان موضوعنا هزءا عند أهل زماننا، لأن التاريخ عندهم لبس ثوبا غير ثوبه الأول، فأسس على التحقيق والتدقيق لا على التسليم بقول القائل أيا ما كان، فلذلك أضربت كثير مما ذكره ابن عساكر وغيره من أضرابه، واكتفيت بما تراه، وسأمهد لعذري شذرة مما قيل ليعلم المطالع ما كان عليه بعض القوم، فقد قال ياقوت في " معجم البلدان ": "" لو عاش الإنسان ألف سنة، وجعل يتردد كل يوم من أيامها إلى الجامع لكان يرى في اليوم ما لا يراه بأمسه!! "" فتأمل هذه المبالغة التي دونها قول المتنبي:
وأخفت أهل الشرك حتى أنه ** لتخافك النطف التي لم تخلق!!
ومثل هذا كثير فاعلم ذلك، وإليك ما نرويه منسوبا لقائله: قال الحافظ الذهبي في " مختصر تاريخ الإسلام ": [إن الوليد بن عبد الملك هو الذي بنى جامع دمشق أيام سلطنته وزخرفه، وكان نصفه الغربي كنيسة للنصارى، والنصف الآخر مسجدا للمسلمين، فأرضى الوليد النصارى بعدة كنائس صالحهم عليها، ثم هدمه إلا حيطانه الأربعة، وأنشأ قبة النسر والقناطر، وحلاه بالذهب والجواهر وستور الحرير، وبقي فيه العمل تسع سنين، وأنفق عليه الأموال العظيمة حتى جعله نزهة للناظرين]. انتهى.
وكان الابتداء به سنة سبع وثمانين.
...... إلى أن قال (العلامة بدران):
[وروى ابن عساكر بسنده إلى زيد بن واقد، قال: وكلني الوليد على العمال في بناء جامع دمشق فبينما نحن في العمل إذ وجدنا مغارة، فعرّفنا الوليد ذلك، فلما كان الليل وافى وبين يديه الشموع، فنزل فإذا هي كنيسة لطيفة ثلاثة أذرع في ثلاثة أذرع، وإذا فيها صندوق ففتح، فإذا فيه سفط، وفي السفط رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام، قال: فرد إلى مكانه بأمر الوليد، وقال: اجعلوا العمود الذي فوقه مغيرا عن بقية الأعمدة، فجعل عليه عمود مسفط الرأس".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/319)
قال زيد: قد رأيت الرأس الشريف حين أرادوا بناء الجامع، وقد أخرج من تحت ركن من أركان القبة، وشعره وبشرته لم يتغيرا، ويقال: إن الرأس الشريف نقل من دمشق إلى بعلبك، ومنها إلى حمص فحلب، فجعل في قلعتها في جرن من الرخام، ثم نقل منها إلى الجامع لما استولى التتار عليه، كذا قيل والله أعلم بحقيقة الأمر.]. {قلت (علي) وهذه القصة ضعفها العلامة الألباني وقال:" إسناده ضعيف جدا" كما سيأتي في كلام المحدث الألباني الذي سأنقله}.
وقد أطال ابن عساكر، وأورد أقوالا متناقضة تارة تثبت شيئا وتارة تنفيه كما هي عادته في نقل كل ما يسمعه ويتصل به من غير تمحيص]]. انتهى المقصود من كلام العلامة البدران.
قال الشيخ العلامة الألباني في كتابه العجيب " تحذير الساجد " في الحاشية:
[ ... وإنما العمدة على اتفاق المؤرخين على أن إدخال الحجرة إلى المسجد (النبوي) كان في ولاية الوليد، وهذا القدر كاف في إثبات أن ذلك كان بعد موت الصحابة الذين كانوا في المدينة حسبما بينه الحافظ لكن يعكر عليه ما رواه أبو عبدالله الرازي في مشيخته (218/ 1) عن محمد بن الربيع الحيزري:" توفي سهل بن سعد بالمدينة هو ابن مائة سنة وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين وهو آخر من مات بالمدينة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. لكن الجيزي هذا لم أعرفه ثم هو معضل، وقد ذكر مثله الحافظ بن حجر في " الإصابة " (2/ 87) عن الزهري من قوله فهو معضل أيضاً أو مرسل، ثم عقبه بقوله:" وقيل قبل ذلك، وزعم ابن أبي داود أنه مات بالإسكندرية "، وجزم في " التقريب " أنه مات سنة 88 فالله أعلم.
وخلاصة القول أنه ليس لدينا نص تقوم به الحجة على أن أحداً من الصحابة كان في عهد عملية التغيير هذه، فمن ادعى خلاف ذلك فعليه الدليل، فما جاء في شرح مسلم " (5/ 13ـ14) أن ذلك كان في عهد الصحابة، لعل مستنده تلك الرواية المعضلة أو المرسلة، وبمثلها لا تقوم حجة، على أنها أخص من الدعوى، فإنها لو صحت إنما تثبت وجود واحد من الصحابة حينذاك، لا (الصحابة).
وأما قول بعض من كتب في هذه المسألة بغير علم:
" فمسجد النبي صلى الله عليه وسلم منذ وسعه عثمان رضي الله عنه وأدخل في المسجد ما لم يكن منه، فصارت القبور الثلاثة محاطة بالمسجد لم ينكر أحد من السلف ذلك ".
فمن جهالاتهم التي لا حدود لها ـ ولا أريد أن أقول: إنها من افتراءاتهم ـ فإن أحدا من العلماء لم يقل إن إدخال القبور الثلاثة كان في عهد عثمان رضي الله عنه، بل اتفقوا على أن ذلك كان في عهد الوليد بن عبد الملك كما سبق، أي بعد عثمان بنحو نصف قرن ولكنهم يهرفون بما لا يعرفون * ذلك لأن عثمان رضي الله عنه فعل خلاف ما نسبوا إليه، فإنه لما وسع المسجد النبوي الشريف احترز من الوقوع في مخالفة الأحاديث المشار إليها، فلم يوسع المسجد من جهة الحجرات، ولم يدخلها فيه، وهذا عين ما صنعه سلفه عمر بن الخطاب رضي الله عنهم جميعاً، بل أشار هذا إلى أن التوسيع من الجهة المشار إليها فيه المحذور المذكور في الأحاديث المتقدمة كما سيأتي ذلك عنه قريباً.
وأما قولهم:" ولم ينكر أحد من السلف ذلك ".
فنقول: وما أدراكم بذلك؟ **! فإن من أصعب الأشياء على العقلاء إثبات نفي شيء يمكن أن يقع ولم يعلم، كما هو معروف عند العلماء، لأن ذلك يستلزم الاستقراء التام والإحاطة بكل ما جرى، وما قيل حول الحادثة التي يتعلق بها الأمر المراد نفيه عنها، وأنى لمثل هذا البعض المشار إليه أن يفعلوا ذلك لو استطاعوا، ولو أنهم راجعوا بعض الكتب لهذه المسألة لما وقعوا في تلك الجهالة الفاضحة،
= ولوجدوا ما يحملهم على أن لا ينكروا ما لم يحيطوا بعلمه، فقد قال الحافظ ابن كثير في تاريخه (75ج9) بعد أن ساق قصة إدخال القبر النبوي في المسجد:
" ويحكي أن سعيد بن المسيب أنكر إدخال حجرة عائشة في المسجد كأنه خشي أن يتخذ القبر مسجداً ".
وأنا لا يهمني كثيراً صحة هذه الرواية، أو عدم صحتها، لأننا لا نبني عليها حكماً شرعياً، لكن الظن بسعيد بن المسيب وغيره من العلماء الذين أدركوا ذلك التغيير، أنهم أنكروا ذلك أشد الإنكار، لمنافاته تلك الأحاديث المتقدمة منافاة بينة، وخاصة منها رواية عائشة التي تقول:" فلولا ذاك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/320)
فما خشي الصحابة رضي الله عنهم قد وقع ــ مع الأسف الشديد ـ بإدخال القبر في المسجد، إذ لافارق بين أن يكونوا دفنوه صلى الله عليه وسلم حين مات في المسجد ـ وحاشاهم عن ذلك ـ وبين ما فعله الذين بعدهم من إدخال قبره في المسجد بتوسيعه، فالمحذور حاصل على كل حال كما تقدم عن الحافظ العراقي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، ويؤيد هذا الظن أن سعيد بن المسيب أحد رواة الحديث الثاني كما سبق، فهل اللائق بمن يعترف بعلمه وفضله وجرأته في الحق أن يظن به أنه أنكر على من خالف الحديث الذي هو رواته، أم أن ينسب إليه عدم إنكاره ذلك، كما زعم هؤلاء المشار إليهم حين قالوا " لم ينكر أحد من السلف ذلك "*
والحقيقة أن قولهم هذا يتضمن طعناً ظاهراً ـ لو كانوا يعلمون ـ في جميع السلف، لأن إدخال القبر إلى المسجد منكر ظاهر عند كل من علم بتلك الأحاديث المتقدمة وبمعانيها، ومن المحال أن ننسب إلى جميع السلف جهلهم بذلك، فهم، أو على الأقل بعضهم يعلم ذلك يقيناً، وإذا كان الأمر كذلك فلا بد من القول بأنهم أنكروا ذلك، ولو لم نقف فيه على نص، لأن التاريخ لم يحفظ لنا كل ما وقع، فكيف يقال: إنهم لم ينكروا ذلك؟ * اللهم غفرا.
ومن جهالتهم قولهم عطفاً على قولهم السابق:
"وكذا مسجد بني أمية دخل المسلمون دمشق من الصحابة وغيرهم والقبر ضمن المسجد لمن ينكر أحد ذلك "*!
إن منطق هؤلاء عجيب غريب! إنهم ليتوهمون أن كل ما يشاهدونه الآن في مسجد بني أمية كان موجوداً في عهد منشئه الأول الوليد بن عبد الملك ن فهل يقول بهذا عاقل؟! كلا لا يقول ذلك غير هؤلاء! ونحن نقطع ببطلان قولهم، وأن أحداً من الصحابة والتابعين لم ير قبراً ظاهراً في مسجد بني أمية أو غيره، بل غاية ما جاء فيه بعض الروايات عن زيد بن أرقم بن واقد أنهم في أثناء العمليات وجدوا مغارة فيها صندوق فيه سفط (وعاء كامل) وفي السفط رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام، مكتوب عليه: هذا رأي يحيى عليه السلام، فأمر به الوليد فرد إلى المكان وقال: اجعلوا العمود الذي فوقه مغيراً من الأعمدة، فجعل عليه عمود مسبك بسفط الرأس. رواه أبو الحسن الربعي في فضائل الشام (33) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ج2ق9/ 10) وإسناده ضعيف جداً، فيه إبراهيم بن هشام الغساني كذبه أبو حاتم وأبو زرعة، وقال الذهبي " متروك ". ومع هذا فإننا نقطع أنه لم يكن في المسجد صورة قبر حتى أواخر القرن الثاني لما أخرجه الربعي وابن عساكر عن الوليد بن مسلم أنه سئل أين بلغك رأس يحى بن زكريا؟ قال: بلغني أنه ثم، وأشار بيده إلى العمود المسفط الرابع من الركن الشرقي، فهذا يدل على أنه لم يكن هناك قبر في عهد الوليد بن مسلم وقد توفي سنة أربع وتسعين ومائة.
= وأما كون ذلك الرأس هو رأس يحى عليه السلام فلا يمكن أن إثباته، ولذلك اختلف المؤرخون اختلافاً كثيراً، وجمهورهم على أن رأس يحيى عليه السلام مدفون في مسجد حلب ليس في مسجد دمشق، كما حققه شيخنا في الإجازة العلامة محمد راغب الطباخ في بحث له نشره في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق (ج1ص 41ـ 1482) تحت عنوان " رأس يحيى ورأس زكريا" فليراجعه من شاء.
ونحن لا يهمنا من الوجهة الشرعية ثبوت هذا أو ذاك، سواء عندنا أكان الرأس الكريم في هذا المسجد أو ذاك، بل لو تقينا عدم وجوده في كل من المسجدين، فوجود صورة القبر فيهما كاف في المخالفة، لأن أحكام الشريعة المطهرة إنما تبنى عل الظاهر، لا الباطن كما هو معروف، وسيأتي ما يشهد لهذا من كلام بعض العلماء، وأشد ما تكون المخالفة إذا كان القبر في قبلة المسجد، كما هو الحال في مسجد حلب، ولا منكر لذلك من علمائها!.
واعلم أنه لا يجدي في رفع المخالفة أن القبر في المسجد ضمن مقصورة كما زعم مؤلفوا الرسالة، لأنه على كل حال ظاهر، ومقصود من العامة وأشباههم من الخاصة بما لا يقصد به إلا الله تعالى، من التوجه إليه، والاستغاثة به من دون الله تبارك وتعالى، فظهور القبر هو سبب المحذور كما سيأتي عن النووي رحمه الله.
وخلاصة الكلام أن قول من أشرنا إليهم أن قبر يحيى عليه السلام كان ضمن المسجد الأموي منذ دخل دمشق الصحابة وغيرهم لم ينكر ذلك أحد منهم إن هو إلا محض اختلاق].
انتهى كلامه – رحمه الله تعالى -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/321)
ـ[بسام قاروت]ــــــــ[05 - 07 - 07, 11:26 م]ـ
بارك الله فيكم ..
لكن متى أدخل الضريح إلى المسجد ومن أدخله؟
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[06 - 07 - 07, 01:55 ص]ـ
قال العلامة الألباني رحمه الله في تحذير الساجد ص83: ومن جهالتهم قولهم عطفا على قولهم السابق
وكذا مسجد بني امة منذ دخل المسلمون دمشق من الصحابة وغيرهم والقبر ضمن المسجد لم ينكر ذلك أحد
إن منطق هؤلاء عجيب غريب! إنهم ليتوهمون أن كل ما يشاهدونه الان في مسجد بني امية كان موجودا في عهد منشئه الأول الوليد بن عبد الملك فهل يقول بهذا عاقل! كلا لا يقول ذلك غير هؤلاء ونحن نقطع ببطلان قولهم وأن أحدا من الصحابة والتابعين لم ير قبرا ظاهرا في مسجد بني امية أو غيره بل غاية ما جاء في بعض الروايات عن زيد بن واقد أنهم أثناء العمليات وجدوا مغارة فيها صندوق فيه سفط.
(وعاء كالقفه) وفي السفط رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام مكتوب عليه هذا رأس يحيى عليه السلام فأمر به الوليد فرد الى المكان وقال اجعلوا العمود الذي فوقه مغيرا في الأعمدةفجعل عليه عمود مسبك مسفط الرأس. رواه أبو الحسن الربعي في فضائل الشام 33 ومن طريقه ابن عساكرفي تاريخه ج2ق1ص9 - 10 واسناده ضعيف جدا فيه ابراهيم ابن هشام الغساني كذبه أبو حاتم وأبو زرعة وقال الذهبي متروك ومع هذا فإننا نقطع أنه لم يكن في المسجد صورة قبر حتى أواخر القرن الثاني لما أخرج الربعي وابن عساكر عن الوليد بن مسلم أنه سئل أين بلغك رأس يحيى بن زكريا؟ قال بلغني أنه ثم وأشار بيده الى العمود المسفط الرابع من الركن الشرقي فهذا يدل على انه لم يكن هناك قبر في عهد الوليد بن مسلم وقد توفي سنة أربع وتسعين ومائة
وأما كون ذلك الرأس هو رأس يحيى عليه السلام فلا يمكن اثباته ولذلك اختلف المؤرخون اختلافا كثيرا وجمهورهم على ان رأس يحيى عليه السلام مدفون في مسجد حلب ليس في مسجد دمشق كما حققه شيخنا في الاجازة العلامة الشيخ محمد راغب الطباخ في بحث له في مجله المجمع العربي بدمشق (ج1ص41 - 1482) تحت عنوان (رأس يحيى ورأس زكريا) فليراجعه من شاء
-------------------
والله تعالى أعلم
ـ[أبو سارة المدني]ــــــــ[06 - 07 - 07, 07:15 ص]ـ
بارك الله فيك صالح بن علي ..(42/322)
جديد لشيخ الزاهد / عبد الكريم الحميد (جواب لمن سأل)
ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[04 - 07 - 07, 05:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(جواب لمن سأل)
رسالة قصيرة وضح فيها فضيلة الشيخ / عبد الكريم بن صالح الحميد ـــ حفظه الله تعالى ـــ كثيرا من الأمور الخاطئة التي تنسب لفضيلة وهذه الرسالة خرجت بعد ما كثر السؤال من كثير من تلامذته ومحبيه عن حقيقة بعض ما ينسب للشيخ
خاصة وانه كثير ما يتطرق بعض كتاب الصحف والمجلات إلى حياة الشيخ بصفته حالة غريبة عنهم وعن دنياهم والمشكلة ليست هنا فالشيخ شخصية عامة له منهج مطروح وكتبه تملأ المكتبات وقد طرح منهجه الذي هومنهج السلف فيها ويحق للكل مناقشة متبني هذا المنهج فلا احد يستطيع منعهم من الكتابة عنه ولكن المشكلة تكمن حين لا يجد ذلك الصحفي أو الكاتب من المصادر عن حياة الشيخ ما يساعده على كتابة الحقيقة كما هي ليس كما يريدها فيلجأ
إلى قاعدة إستفتِ قلبك فيأتي بالعجب العجاج وما يحير ألألباب
في هذه الرسالة
ذكر الشيخ أنما يكتب عنه وما قد كتب أعظم ما يثار فيها تركه الكهرباء والسيارات وسكنى البيت الطيني ويستغرب الشيخ كيف أنهم يستغربون منه مخالفتهم عن ماهم فيه من دنياهم وكأنهم القران لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأن أكثر هؤلا لا يبالون لو خالف أحد القران
نفى الشيخ ما يشاع عنه منذ زمن من انه كان يعمل مترجم في شركة ارامكو
ذكر الشيخ رفضه التام وعدم رضاه من ان يكتب عنه (وهذا لا يناقض ما قررناه سابقا بيد ان الكتابة لا تكون عن ذات الشيخ وحياته بل تكون الكتابة عن منهجه وطرحه)
يرى الشيخ أن حياتنا اليوم مخالفة للفطرة مفسدة للشرعة وهي عبارة عن دنيا الكفار رُحلت إلينا بجملتها وطردة دنيانا القديمة المناسبة لفطرتنا وديننا
في آخر الرسالة فصل عن الآمش أضافه الشيخ لمناسبته لهذه الرسالة وهو عبارة عن مقال كتب في مجلة البيان في رجب1421هـ (الشيخ لا يقراء كتب المعاصرين ولا يوصي بها فضل عن المجلات)
للتحميل - إختر أحد الروابط التاليه.
(وورد / word )
http://www.baa7r.net/download.php?filename=723a3808c1.rar
http://upload.9q9q.net/file/oPlFebGlg/1------------.rar.html
http://www.wz63.com/Loading.gif (http://www.wz63.com/up/uploads/6ee40eb7e4.rar)
( أكروبات / pdf )
http://upload.9q9q.net/file/pQmwVRljg/------------.pdf.html
التحميل من هنا ( http://www.al-mobile.org/File/1183548665.pdf)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
كتبها في / جمادى الآخرة 1428 هـ
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[17 - 07 - 07, 08:26 م]ـ
أسأل الله ان يفرج كربة الشيخ وأن ينتقم له ممن ظلمه.(42/323)
مقدمة " شذا العرف في فن الصرف " لأحمد الحملاوي " هل من نظرة عقدية عليها للتعليق "؟؟؟
ـ[أبو دجانة الأثري]ــــــــ[05 - 07 - 07, 02:00 م]ـ
مقدمة الشيخ أحمد بن محمد الحملاوي
اللهمَّ إنا نحمدُك يا مصرِّف القلوب على مَزيد نعمك، ومترادِف جودك وكرمك، غمرتَنَا بإحسانك، الذى مَصدرُه مجرَّد فضلك، وشملتنا بمُضاعَف نعَمِك وطَوْلك.
فسبحانَك تعالتْ صفاتك عن الشبيه والمثال، وتنزهت أفعالك عن النقص والإعلال؛ لا رادَّ لماضى أمرك، ولا وُصول لقدْرِك حقَّ قدرك ..
ونستمطرك غيثَ صلواتك الهامِية، وتسليماتك الباهرة الباهية، على نبيك إنسان عين الوجود، المشتقّ من ساطع نوره كلُّ موجود، "محمد" المصطفى من خير العالمين نسبًا، وأرفعهم قَدْرًا، وأشرفهم حسبًا، الذى صغَّر بصحيح عزمه جيشَ الجهالة، ومزّق بسالم حَزمه شمْلَ الضلالةِ، وعلى آله مَظاهر الحِكَمِ، وصَحْبهِ مَصادرِ الهِممِ، الذين مَهَّدوا بلفيف جمعهم المقرون بالسّداد، سبيلَ الهُدى ومعالمَ الرَّشادَ.
ننتظر تعليقات الأخوة عما هو باللون الأحمر وهل يوافق عقيدة أهل السنة؟؟
وما معنى قوله " ونستمطرك غيثَ صلواتك الهامِية، وتسليماتك الباهرة الباهية "؟؟؟
ـ[أبو حميد المدني]ــــــــ[05 - 07 - 07, 02:52 م]ـ
اخي الكريم مارأيت مايستنكر في هذا اللهم الا
قوله (المشتق من ساطع نوره كل موجود) ولعله استنتجها من حديث موضوع
(اول ماخلق الله نور نبيك ياجابر) وغير ذلك من الاحاديث التي لازمام لها ولاخطام
ولعل الاخوة الاكارم يدلون بدلوهم
ـ[أبو دجانة الأثري]ــــــــ[05 - 07 - 07, 03:57 م]ـ
على نبيك إنسان عين الوجود
؟؟؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 07 - 07, 01:05 ص]ـ
الجزء الأحمر الأول (المثال) لا أظن أن فيه محظورا، بل هي منطوق الشرع (ليس كمثله شئ).
أما بقية كلامه فصوفي بائس ـ رحمه الله ـ وكله يدور حول خلق نور وجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل كل مخلوق، ثم خلق الأنوار والعوالم من نوره، ومداره على حديث جابر الموضوع بلا خلاف بين المحققين من المحدثين على اختلاف مشاربهم.
وقضية (إنسان عين الوجود) يطلقها الكثير من غير إدراك معناها وقد يقصدون بها معنى حسنا، وهو أن النبي أشرف الخلق وسيدهم، فهو عين الشئ يعني أنفسه وأجمله، لكن لا شك أن اصل العبارة فيه إشارة إلى (الحقيقة المحمدية) المزعومة عند الصوفية، وهي من الخرافات الصوفية الذائعة، التي مدارها أيضا على أولية خلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنه من نور.
والله أعلم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 07 - 07, 01:10 ص]ـ
مقدمة الشيخ أحمد بن محمد الحملاوي
وما معنى قوله " ونستمطرك غيثَ صلواتك الهامِية، وتسليماتك الباهرة الباهية "؟؟؟
معناها أنه يسأل الله تعالى أن يصلي صلاة عظيمة كثيرة مديدة، ويسلم تسليما باهرا بهيا على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وفيه تشبيهات رائقة، فقوله (نستمطرك غيث صلواتك) فيه إضافة المشبه به للمشبه، فشبه الصلاة بالغيث وأضافها إليه، والأصل (نستمطرك صلواتك التي كالغيث)، والهامية من (همى المطر) إذا هطل بغزارة.
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[06 - 07 - 07, 01:55 ص]ـ
لكن لا شك أن اصل العبارة فيه إشارة إلى (الحقيقة المحمدية) المزعومة عند الصوفية، وهي من الخرافات الصوفية الذائعة، التي مدارها أيضا على أولية خلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنه من نور.
والله أعلم.
هل من توضيح للحقيقة المحمدية عند الصوفية.
وجزاكم الله خيرا
ـ[توبة]ــــــــ[06 - 07 - 07, 03:29 ص]ـ
هل من توضيح للحقيقة المحمدية عند الصوفية.
وجزاكم الله خيرا
*هذا تعريف لها مع بعض 'التجميل '
مفهوم الحقيقة المحمدية ( http://www.islamic-council.com/mafaheemux/7/36.asp)
* وهذه حقيقتها بعد إزالة المساحيق"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/324)
وأما أولئك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم عندهم غير ذلك تماماً، فالرسول صلى الله عليه وسلم عند هؤلاء هو أول من خلق الله من الهباء -في زعمهم- وهو المستوي على عرش الله، والذي من نوره هُوَ خلق العرش والكرسي والسموات والأرض، والملائكة والجن والإنس وسائر المخلوقات وهذه عقيدة ابن عربي (صاحب الفصوص والفتوحات المكية)، واقرأ في ذلك (الذهب الإبريز لعبد العزيز بن مبارك السجلماسي) وانظر كتابنا (الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة) باب: (الحقيقة المحمدية) (ص 151) وانظر فيه ما قاله محمد عبده البرهامي في كتابه (تبرئة الذمة في نصح الأمة (!!
والذي يدّعي فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لجبريل من يأتيك بالوحي يا جبريل؟ فقال جبريل: "تمتد يد من خلف الحجاب فتعطني الآيات فآتيك بها"، فكشف الرسول صلى الله عليه وسلم في زعمهم -عن يده وقال مثل هذه يا جبريل؟! فقال جبريل متعجباً: "منك وإليك يا محمد" فانظر هذه هي عقيدتهم في الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أنزل الوحي من السماء وتلقاه في الأرض.
وقد فصَّل هذه العقيدة عبد الكريم الجيلي الصوفي الزنديق في كتابه (الإنسان الكامل) .. فانظره إن شئت.
فالرسول صلى الله عليه وسلم عندهم ليس هو الرسول عندنا بل هو عند أساطينهم ومحققيهم هو الله المستوي على العرش، وعند جهلائهم وأغبيائهم هو المخلوق من نور العرش، أو من نور الله وهؤلاء ربما يعتقدون أن الله موجود قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن العرش مخلوق قبل الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولكن أولئك (المحققين في زعمهم) يعتقدون أن وجود الرسول صلى الله عليه وسلم سابق على وجود العرش بل وجود كل مخلوق لأنه أول (التعينات) أي أول من أصبح عيناً أي شيئاً معيناً ومن نوره تخلقت كل الخلائق بعد ذلك.
وأما المغفّلون منهم فيقول" يا أول خلق الله، ظانين أنه مخلوق قبل كل البشر فهو عندهم مخلوق قبل آدم نفسه، وأولئك يقولون يا أول خلق الله على الأرض قبل العرش والكرسي والسموات والأرض والجنة والنار، بل كل هذه في زعمهم خلقت من نور الرسول صلى الله عليه وسلم.
http://akhawat.islamway.com/forum/lofiversion/index.php?t50769.html
وانظر هنا للمزيد
http://www.h-alali.net/z_print.php?id=58f6c390-ead4-1029-a62a-0010dc91cf69
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=6176
ولكن أحب أن أنوه للأمانة هنا، أن الكاتب من أهل الأدب والنحو،ومعروف عن بعضهم حبهم للسجع وغريب التراكيب ومبالغتهم في التكلف، فلا يحق لنا أن نحكم عليه من خلال كلمات ساقها في تعبيره، ونتهمه بغير وجه حق.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[06 - 07 - 07, 06:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
وفيه تشبيهات رائقة، فقوله (نستمطرك غيث صلواتك) فيه إضافة المشبه به للمشبه، فشبه الصلاة بالغيث وأضافها إليه، والأصل (نستمطرك صلواتك التي كالغيث)، والهامية من (همى المطر) إذا هطل بغزارة.
ولعل سبب هذه التشبيهات الرائقة أنه رحمه الله وتجاوز عنه يقدم لكتاب في علم اللغة.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[06 - 07 - 07, 06:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
وفيه تشبيهات رائقة، فقوله (نستمطرك غيث صلواتك) فيه إضافة المشبه به للمشبه، فشبه الصلاة بالغيث وأضافها إليه، والأصل (نستمطرك صلواتك التي كالغيث)، والهامية من (همى المطر) إذا هطل بغزارة.
ولعل سبب هذه التشبيهات الرائقة أنه رحمه الله وتجاوز عنه يقدم لكتاب في علم اللغة.(42/325)
ما حكم إنسان سب النبي " عليه الصلاة والسلام " لقتل كافرا محاربا؟؟
ـ[أبو دجانة الأثري]ــــــــ[05 - 07 - 07, 03:59 م]ـ
ما حكم إنسان سب النبي " عليه الصلاة والسلام " لقتل كافرا محاربا من باب المداهنة وخدعة الحرب؟؟
فهل " سب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هذه الحالة " يعد رخصة لقتل كافرا محاربا؟؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[05 - 07 - 07, 05:51 م]ـ
هذا يحتاج أذن من النبي صلى الله عليه وسلم وهيهات لهم بهذا
أيفتى بسب النبي صلى الله عليه وسلم لأجل أن يقتل محارب سبحان الله(42/326)
حكم لبس الصليب أو نجمة داود لإنقاذ مسلم أم مسلمة في الكنيسة أو المعبد؟؟
ـ[أبو دجانة الأثري]ــــــــ[05 - 07 - 07, 04:08 م]ـ
حكم لبس الصليب أو نجمة داود لإنقاذ مسلم أم مسلمة في الكنيسة أو المعبد؟؟
مسلم عَلِمَ أن هناك كنيسة أو معبدا قامت بأسر مسلمين فأراد أن يدخلها لإنقاذهم فلبس صليبا أو نجمةَ داود لدخول الكنيسة فهل هذا جائز؟؟
ـ[سالم عدود]ــــــــ[05 - 07 - 07, 05:04 م]ـ
السلام عليكم
أخي الحبيب أرى أن لا تسأل الا عما هو واقع ودع عنك الارائيات
ـ[أبو هلال الأفريقي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 05:37 م]ـ
يبدو أن الأخ أبا دجانه لقد سمع مناظرات الشيخ عدنان مع الفزازي حيث أثيرت هذه النقطه
بين قائل بالكفر وعدمه
وحقيقة أنا لا أعرف الراجح
فنترك التعليق للأخوة
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 07 - 07, 09:49 م]ـ
مناط الكلام عن اشتراط الاستحلال فى وقوع الكفر، والتفريق بين قصد الفعل، ونية الكفر التي لا ينويها أحد إلا ماشاء الله.
والمسئلة قتلت بحثا ولا سيما لو يراجع الأخ السائل إجابة كبار أهل العلم كاللجنة الدائمة والشيخ الفوزان والبراك وغيرهم والكلام عن اشتراط الاستحلال القلبي للكفر، ويقرأ كتاب الشيخ السقاف (التوسط و الاقتصاد في أن الكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77825(42/327)
إنتقال اليهود والنصارى من الهدى إلى الضلال
ـ[عبد القادر الفلسطيني]ــــــــ[05 - 07 - 07, 07:00 م]ـ
لقد مر اليهود والنصارى بمرحلتين الأولى كانوا فيها مؤمنين والثانية أصبحوا بعدها ضلالا فما هي نقطة التحول عند كل فريق
ـ[عبد القادر الفلسطيني]ــــــــ[07 - 07 - 07, 11:37 م]ـ
يا أهل العقيدة أجيبوني وذلك للأهمية البالغة أو أحيلوني على مجيب رحمكم الله
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 04:09 م]ـ
الظاهر أنك تعني بالضلال الكفر - وان لم تقصد ذلك فاليهود كثير منهم ضل في حياة موسى عليه السلام -
أما الكفر أو الشرك فقد طلبوا من موسى أن يجعل لهم إلهاً، ثم عبد - لعله البعض منهم - العجل عند ذهاب موسى لميقات الله
ثم كان منهم قتل الأنبياء والكفر بعيسى عليه السلام والسعي في قتله
وكان منهم تحريف التوراة ولا أدري هل هناك تحديد متى بدأ تحريفها وهذا كفر بالله
وكان منهم من يتخذ أحبارهم أرباباً من دون الله يلون الحرام ويحرمون الحلال
ما أدري يمكن أن نقول إن كفرهم بعيسى يمثل نقطة تحول فيهم مع أن الكفر كان موجوداً عند بعضهم قبل بعثته
أما النصارى فارجع إلى الكتب التي تتحدث عنهم ومتى حصل فيهم القول بألوهية المسيح عليه السلام - لعلك تجدها في كتاب الشيخ محمد أبو زهرة محاضرات في النصرانية - وأنبه هنا أن من اعتقد من النصارى بصلب المسيح قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليس بكافر - إذا بقي على التوحيد - لأنه لم تقم عليه الحجة بأنه ما صلب وهذا نص عليه ابن تيمية.
والله أعلم(42/328)
ما الفرق بين التوقف والتفويض في الصفات؟
ـ[توبة]ــــــــ[05 - 07 - 07, 10:54 م]ـ
في كتاب مذهب أهل التفويض،ذكر الشيخ أحمد القاضي،الإتجاهات المتمايزة لدى أهل القبلة في مواجهة نصوص الصفات، وهي:
عند المقريزي [افتراق الناس في الصفات على خمسة أقوال:
أحدها اعتقاد ما يفهم مثله في اللغة، و ثانيها السكوت عنها مطلقا، و ثالثها السكوت عنها بعد نفي إرادة الظاهر، و رابعها حملها على المجاز، و خامسها حملها على الإشتراك]
و عند الواسطي على أربعة أقسام [تأويل الصفات وتحريفها،أو إمرارها،أو الوقوف فيها، أو إثباتها بلا تأويل و لا تعطيل و لا تشبيه و لا تمثيل]
وعند شيخ الإسلام ستة أقسام
[قسمان يقولان تجري على ظاهرها:
-مع جعل الظاهر من جنس صفات المخلوقين، وهم المشبهة.
-والآخر يجر ها على ظاهرها اللائق بجلال الله. وهم أهل السنة والجماعة.
وقسمان يقولان هي على خلاف ظاهرها: أو ينفيان ظاهرها
-منهم من يتأولون ويعيّنون المراد منها، وهم المؤولة والمتكلمين.
-وآخرون يقولون الله أعلم بما أراد منها، ولكنّا -والكلام لابن تيمية-نعلم أنهم لم يريدوا إثبات صفة خارجية، عما علمناه.
وقسمان يسكتون:وفيه قال أما القسمان الواقفان يجوز أن يكون ظاهرها المراد اللائق بجلال الله، ويجوز أن يكون المراد صفة الله ونحو ذلك، فهذه طريقة الفقهاء وغيرهم، وقوم يسكتون عن هذا ولا يزيدون على تلاوة القرآن وقراءة الحديث معرضين بقلوبهم والسنتهم عن هذه التقديرات. اهـ]
ومن خلال المقارنة والجمع بين تقسيمات الثلاثة،خرج الكاتب بتحديد خمسة اتجاهات في الصفات:
الإتجاه الأول:التمثيل أو التشبيه ويقابله القسم الأول عند المقريزي أي اعتقاد ما يفهم مثله في اللغة.
الإتجاه الثاني:التأويل ويقابله القسم الرابع عند المقريزي أي حملها على المجاز.
الإتجاه الثالث: التوقف والسكوت ويقابله القسم الثاني عند المقريزي أي السكوت عنها مطلقا.
الإتجاه الرابع: التفويض ويقابله القسم الثالث عند المقريزي والإمرار عند الواسطي أي السكوت عنها بعد نفي الظاهر.
الإتجاه الخامس: وهو الإثبات من غير تأويل ولا تحريف ولا تشبيه، وهو عند المقريزي حملها على الإشتراك أي القسم الأخير.
الإشكال عندي هو في الإتجاه الثالث، أو ما سماه ابن تيمية قسم 'التوقف والسكوت'،كيف يتم التفريق بينه وبين إتجاه التفويض، ما الدليل على نفي الظاهر؟
وما موقف هذا الإتجاه من عقيدة أهل السنة والجماعة؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[07 - 07 - 07, 01:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخت توبة بارك الله فيك
الفرق بينهما ظاهر فالواقف الساكت لا ينفي بل يكتفي بمجرد القراءة للقرآن والسنة معرضا عن المعنى لا يثبت ولا ينفي.
أما المفوضة فهم ينفون المعنى الظاهر.
فإن قيل ما دليلهم على ذلك؟
قيل: هم يرون أن إثبات المعنى الظاهر يستلزم التشبيه والتجسيم فيجب نفيه عندئذ أما عن مراده الحقيقي فلا نثبت بعد ذلك شيئا من المعاني للفظ؛ لأنه من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله كما قال تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله}.
وهذا خطأ من وجوه:
1 - أنهم متناقضون في قولهم هذا كما ذكر ابن تيمية وابن القيم _ رحمهما الله _ وقد ذكرت هذا في موضوع (سؤال هام حول تفويض الصفات) ووجه التناقض أنهم نفوا الظاهر ثم ادعوا أنه متشابه لا يعلمه إلا الله فلماذا لم يفوضوا المعنى دون نفي كما فعل الواقفة الساكتون؟ ألا يجوز عقلا أن يكون المراد باللفظ المذكور هو المعنى الذي نفوه فكيف يتقدمون بين يدي الله ورسوله ويتقولون على الله وهم يزعمون أنه متشابه لا يعلمه إلا الله؟ بل إن الظاهر هو المرجح من المعاني المحتملة التي فوضوها؛ لأنه الأصل في خطاب القرآن فقد نزل بلسان عربي مبين.
2 - أنهم نفوا لتصورهم إمكان التماثل بين الخالق والمخلوق وهذا خطأ فلا يجوز تصور ذلك أصلا فالله عز وجل لا تماثل صفاته صفات المخلوقين كما أن ذاته لا تماثل ذوات المخلوقين سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
3 - أن هذه النصوص ليست من المتشابه ولم يقل أحد من السلف لا من الصحابة ولا من التابعين ولا من أئمة أهل السنة والجماعة أنه لا يفهم معناها.
وللفائدة فهناك كتاب في مسألة النفي في الصفات وهو كتاب (النفي في باب صفات الله عز وجل بين أهل السنة والجماعة والمعطلة) وهو عبارة عن رسالة ماجستير في قسم العقيدة في كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية وهي من إعداد أبي محمد أزرقي بن محمد سعيداني وقد أجيزت بامتياز مرتفع مع مرتبة الشرف الأولى وقد نوقشت سنة 1424 هـ وطبع الكتاب سنة 1426هـ والكتاب من مطبوعات مكتبة دار المنهاج بالرياض (مجلد واحد في 780 صفحة).
ـ[توبة]ــــــــ[07 - 07 - 07, 01:51 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
لعلي لم أحسن صياغة السؤال
قصدي ما الدليل على أن الساكت لا يفوض المعنى، أو لا ينفيه، أليس معنى سكوته إمرارا لللّفظ ونفيا لظاهره، ما دام لا يقره؟
وما هو موقف الساكتين 'أو الواقفين' من أهل السنة والجماعة،إن كانوا لا ينفون ولا يثبتون؟!
(إنما شفاء العي السؤال .... )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/329)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[07 - 07 - 07, 02:31 ص]ـ
بارك الله فيك السكوت لا يدل على النفي.
والنفي حكم فالحكم إسناد شيء لشيء نفياً أو إثباتا.
أما السكوت والوقف فليس فيهما إسناد شيء لشيء فهو لم يثبت ولم ينفِ وبالتالي لم يصدر منه حكم.
أما المفوض فينفي الظاهر فصدر منه حكم تجاه اللفظ.
أبين ذلك بالمثال:
قوله تعالى: {لما خلقت بيدي}:
الساكتون يقرأونها ولا يعلقون بشيء نقرأ فقط ولا ننفي ولا نثبت كأن النص أساسا لم يأتِ (فهنا لا يصدر منهم حكم تجاه الصفة)
المفوضة يقولون:
1 - ليس المراد باليد هنا اليد الحقيقية؛ لأن هذا يستلزم التشبيه والتجسيم. (هذا حكم وهو النفي)
2 - لا نعلم ما المراد باليد فهي من المتشابه فنفوض المراد بها إلى الله.
أهل السنة يقولون: اليد هنا حقيقية تليق بالله عز وجل ليست كأيدي المخلوقين.
ـ[توبة]ــــــــ[07 - 07 - 07, 02:48 ص]ـ
باررك الله فيكم ونفع بعلمكم.(42/330)
سؤال في الأسماء والصفات هل يجوز أن نقول عند الدعاء يا مغيث ويا ذا النعم؟
ـ[أبويونس]ــــــــ[05 - 07 - 07, 11:01 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين
هل يجوز أن نقول عند الدعاء يا مغيث ويا ذا النعم؟
في انتظار أجوبتكم أسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يتوب علينا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[07 - 07 - 07, 07:48 ص]ـ
إذا كان من باب الإخبار عن الله فنعم يجوز لأن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء وإن أردت أنها من أسماء الله فأسماء الله توقيفية ولم تثبت هذه الأسماء لله
والله أعلم(42/331)
إمام أهل السنة
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[06 - 07 - 07, 10:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
من خلال قراءات عديدة لكتب العقائد والفرق يتبين أن هنالكم شخصين لقبا بإمام أهل السنة والجماعة وهما الإمام أحمد بن حنبل وأبو الحسن الأشعري! فأيهما يقدم في الإمامة؟
2. ولماذا اشتهر الأشعري بالإمامة لأهل السنة دون الأول؟
3. وهل هنالكم قصة تقتضي ذلكم؟ مع العلم بأن الإمام أحمد كان يفتتن بحادث خلق القرآن والسجن والعذاب، ولكن الثاني ليس تحت التهذيد أو التعذيب! والله يجزيكم عني خيرا.
ـ[ابو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[06 - 07 - 07, 04:55 م]ـ
اخي نظمي
لأنك لم تفرق بين كتب اهل السنه وبين كتب الاشاعرة
وتعلم منهج ومعتقد المؤلف
جمعت بين الثري والثريا
وسؤالك ينم عن عدم التوجه الصحيح في القراءه
ولو ذكرت الكتب التي قرأتها
سيوجهك اخوانك ان شاء الله
ولا تفهم ان ابو الحسن الاشعري ليس من اهل العلم
ولكن البون شاسع
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[07 - 07 - 07, 03:51 ص]ـ
بل العكس هو الصحيح الامام أحمد هو من اشتهر بامامته لأهل السنة و هو من التزم الأكابر من فحول النظار و أذكياء العالم معتقده بدءا من الامام الأشعري نفسه و الامام البخاري و امام الأئمة ابن خزيمة و الامام ابن قتيبة و الامام الدارقطني و الامام البيهقي و الامام الباقلاني و الامام ابن حزم و غيرهم و بعض هؤلاء من أئمة المؤلفين في علم الفرق و المقالات و ممن كانوا لا يرتضون التقليد في دينهم و مع ذلك جعلوه امام أهل السنة و انتسبوا اليه و لم يشتهر القول بامامة الأشعري لأهل السنة الا في كتب متأخري الأشاعرة ممن كان ينابذ الحنابلة بعد الفتنة و كأنهم ارادوا اقامة الامام الأشعري في مقابل الا مام أحمد امام الحنابلة و لذلك ألحوا على شيخ الاسلام أن ينسب ما صنفه في الاعتقاد الى قول الحنابلة دون الأشاعرة فأبى عليهم و بين بوضوح أن متقدمي الأشاعرة ينتسبون الى الامام أحمد و بين أن للأشعري قول واحد لا قولان و أنه و أئمة أصحابه ينتصرون لأقوال الامام أحمد على أقوال الجهمية التي اعتنقها متأخرو الأشاعرة و أن الحنابلة و أعيان اصحاب الأشعري كانوا متوافقين متآلفين قبل الفتنة و من ثم تحول الأشاعرة الى المنهج الجهمي و أن ما بينه من اتباث معاني الصفات على ظاهرها هو قول عامة المتقدمين ممن عرف بالمنافحة عن السنة و كلهم منتسب الى الامام أحمد و ان قصر بعضهم في ذلك و يعجبني قول لشيخ الاسلام يقلب فيه الطاولة على متاخري الأشاعرة ممن يدعون أنهم أكثر الأمة و ان الامام الأشعري هو الامام الأوحد في الاعتقاد و ينبزون من اثبت صفات الله على مراد الله بالحشوية و يغضون من منزلة الامام أحمد و يلمزونه و يعظمون أهل الفلسفة و الالحاد من حلولية المتجهمة من النظار و العباد
قال رحمه الله في مجموع الفتاوى
" بل أئمة المتكلين يثبتون الصفات الخبرية في الجملة وإن كان لهم فيها طرق كأبي سعيد ابن كلاب وأبي الحسن الأشعري وأئمة أصحابه كأبي عبدالله ابن مجاهد وأبي الحسن الباهلي والقاضي أبي بكر بن الباقلاني وأبي إسحق الاسفرائيني وأبي بكر بن فورك وأبي محمد بن اللبان وأبي علي بن شاذان وأبي القاسم القشيري وأبي بكر البيهقي وغير هؤلاء فما من هؤلاء إلا من
يثبت من الصفات الخبرية ما شاء الله تعالى وعماد المذهب عنهم إثبات كل صفة في القرآن
وأما الصفات التي في الحديث فمنهم من يثبتها ومنهم من لا يثبتها
فإذا كنت تذم جميع أهل الإثبات من سلفك وغيرهم لم يبق معك إلا الجهمية من المعتزلة ومن وافقهم على نفي الصفات الخبرية من متأخري الأشعرية ونحوهم ولم تذكر حجة تعتمد
فأي ذم لقوم في أنهم لا يتحاشون مما عليه سلف الأمة وأئمتها وأئمة الذام لهم
وإن لم تدخل في اسم الحشوية من يثبت الصفات الخبرية لم ينفعك هذا الكلام بل قد ذكرت أنت في غير هذا الموضع هذا القول
وإذا كان الكلام لا يخرج به الإنسان عن أن يذم نفسه أو يذم سلفه الذين يقر هو بإمامتهم وأنهم أفضل ممن اتبعهم كان هو المذموم بهذا الذم على التقديرين وكان له نصيب من الخوارج الذين قال النبي لأولهم لقد خبت وخسرت إن لم أعدل يقول إذا كنت مقرا بأني رسول الله وأنت تزعم أني أظلم فأنت خائب خاسر وهكذامن ذم من يقر بأنهم خيار الأمة وأفضلها وأن طائفته إنما تلقت العلم والإيمان منهم هو خائب خاسر في هذا الذم وهذه حال الرافضة في ذم الصحابة"
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[07 - 07 - 07, 07:22 ص]ـ
بل إنما نفق الأشعري بانتسابه إلى الإمام أحمد رحم الله الجميع
كما قال أبو اسحاق الشيرازى: إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة.
مجموع الفتاوى (3|228)
ـ[محمود البكري]ــــــــ[07 - 07 - 07, 12:18 م]ـ
هل الأشعرية منتسبون إلى الإمام أحمد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/332)
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[07 - 07 - 07, 01:33 م]ـ
هل الأشعرية منتسبون إلى الإمام أحمد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
المتقدمون فقط واما المتأخرون يدعون ذلك البعض وليس الكل
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 02:50 ص]ـ
الأخ نظمي توفيق وفقه الله
نعم إشتهر عند المتأخرين من الأشاعرة أن أبو الحسن الأشعري هو إمام أهل السنة
والمراد بأهل السنة عندهم هم الأشاعرة وسبب ذلك هو المنزلة العالية التي بلغها أبو الحسن في
تقرير المذهب والتنظير له,
ولكن إعلم أخي الحبيب أن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة وعليه فلن يكون أبو الحسن إماما في
السنة بل هو إمام في مذهب الأشاعرة,
ولقد رجع ابو الحسن رحمه الله عن مذهبه الباطل وإنتحل مذهب السلف وسار على طريقة الأمام
المبجل ابوعبدالله احمد بن حنبل إما أهل السنة حقاً.
وللأسف أن في كثير من الكتب الفكرية والدعوية ثناء وتبجيل لمذهب الأشاعرة فلا عجب أن يغتر
بعض الشباب بمثل ذلك
ففي كتاب" للدعاة فقط" للشيخ جاسم مهلهل ياسين على سبيل المثال ذكر أن الأمة سلمت أمر العقائد لرجلين هما ابومنصور الماتوريدي وأبوالحسن الأشعري!!
وفق الله الجميع لكل خير,,,(42/333)
هل في هذه الأبيات مخافة عقدية؟
ـ[توبة]ــــــــ[06 - 07 - 07, 12:33 م]ـ
يا رب أين ترى تقام جهنمٌ
للكافرين غدا وللأشرارِ
لم يبق عفوك في السماوات العلى
والأرض شبرا خاليا للنار
يا رب أهلني لفضلك واكفني
شطط العقول وفتنة الأفكار
ومر الوجود يشف عنك لكى أرى
غضب اللطيف .. ورحمة الجبار
يا عالم الأسرار حسبي محنة
علمي بأنك عالم الأسرار
هل في مفهوم البيتين الأولين مخالفة عقدية، أم هما من باب الرجاء فقط؟
أفيدوني يرحمكم الله
تنبيه للمشرف حفظه الله:أرجو تعديل العنوان إلى "مخالفة عقدية"
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[06 - 07 - 07, 02:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
يا رب أين ترى تقام جهنمٌ ** للكافرين غدا وللأشرارِ
لم يبق عفوك في السماوات العلى ** والأرض شبرا خاليا للنار
يا رب أهلني لفضلك واكفني ** شطط العقول وفتنة الأفكار
ومر الوجود يشف عنك لكى أرى ** غضب اللطيف ورحمة الجبار
يا عالم الأسرار حسبي محنة ** علمي بأنك عالم الأسرار
من صاحبها؟
وأما بالنسبة الى سؤاله المحير أين تقام جهنم؟
روى الضحاك عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: {لو أن السموات السبع والأرصين السبع، بسطن ثم وصلن بعضهن الى بعض، ما كن في سعة المرسي إلا بمنزلة الحلقة بالمفازة}.
وقال أبو ذر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: {ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهراني فلاة (صحراء) من أرض}.
ووى ابن مردويه بسنده عن أبي ذر الغفاري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه سأل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن الكرسي، فقال: {والذي نفسي بيده ما السموات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة}.
وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {إن أهل الجنة ليترائون الغرف كما يترائى أهل الأرض الكوكب الدري في السماء}، ونحن بيننا وبين الكواكب مئات السنين الضوئية ...
والشاهد أن عقل الإنسان خلقه الله وهو قاصر عن إدراك المغيبات، فلتمر كما جائت.
والله تعالى أعلم.
ـ[توبة]ــــــــ[06 - 07 - 07, 05:15 م]ـ
جازاك الله خيرا أخي الفاضل
أولا الأبيات للشاعر المصري اسماعيل صبري باشا، وهو من شعراء الطبقة الأولى، عاصر فحول أدباء العصر الحديث أحمد شوقي،حافظ ابراهيم،الرافعي وغيرهم، وشعره جميل بسيط التراكيب وعذب المعاني.
وكذا هي هذه الأبيات،عدا البيتين الأولين،محل السؤال ..
أما عن مقصوده من الأبيات،ففي رأيي هو لا يقصد السؤال صريحا أي 'أين تقام جهنم'، وإنما يقصد ما جاء في مضمون هذه الآيات والأحاديث
{رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا}
{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}
وقوله: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}
و حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لما قضى الله عز وجل الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش، إن رحمتي غلبت غضبي"
وغيرها من الأثار التي وردت في هذا الباب.
كأنه يقول، أن رحمته وعفوه سبحانه وتعالى وسع كل شيء في السموات والأرض، فلا يبقى مكان لعذاب الكفار والأشرار، هذا مافهمته،
في انتظار توضيحاتكم ..
أكرر رجائي للمشرف أن يقوم بتعديل العنوان، مشكورا.
ـ[توبة]ــــــــ[07 - 07 - 07, 02:52 ص]ـ
أرجو التوضيح والإفادة.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[07 - 07 - 07, 07:32 ص]ـ
ما ذكره الأخ توبة لعله والله أعلم هو الأقرب وفي البيتين الأولين نعم مخالفة لأنه يصادم ما قرره الله تعالى في كتابه {لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} ثم إن الله تعالى قيد عفوه ورحمته بشرط الطاعة والاتباع كما قال تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويأتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول الأمي .. }
والله أعلم
ـ[توبة]ــــــــ[07 - 07 - 07, 09:06 ص]ـ
بارك الله فيكم،
وكذلك الآية: قال تعالى: ?الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ? [غافر:7].
ويقول العلماء في معاني الآيات السابقة، أن رحمة الله عامة وخاصة، في الدنيا هي عامة لكل خلقه، وفي الآخرة خص بها المؤمنين من عباده.
وقد روي أنّ عمر بن عبد العزيز – رحمه الله تعالى -كان يدعو:
"اللهم إن لم أكن أهلاً أن أبلغ رحمتك، فإن رحمتك أهل أن تبلغني، رحمتك وسعت كل شيء وأنا شيء، فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنك خلقت قوماً فأطاعوك فيما أمرتهم، وعملوا في الذي خلقتهم له، فرحمتك إياهم كانت قبل طاعتهم لك يا أرحم الراحمين".
ولكن ما حملني على السؤال،هو احتمال قول هذيين البيتين، كناية عن سعة رحمة الله، و من باب الرجاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/334)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[07 - 07 - 07, 03:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يظهر لي والله أعلم أنه لا إشكال في استفهامه هذا؛ لأنه استفهام تعجب يريد به تصوير سعة رحمة الله عز وجل وليس استفهاماً إنكاريا، ومتى أمكن حمله على هذا كان أولى بالنظر إلى الكلام فقط لا المتكلم.
لكن الإشكال هو في قوله:
ومر الوجود يشف عنك لكى أرى ** غضب اللطيف ورحمة الجبار
فإن هذا البيت يقرر القول بوحدة الوجود؛ إذ معناه أن الله حال في الوجود لكن الوجود معتم فهو يطلب من الله أن يجعل الوجود شفافا ليكشف عن الله وترى صفاته.
نعم يمكن أن يحمل على رؤية آثار الصفات لكن هذا بعيد فظاهر قوله (يكشف عنك) أن المراد ذات الله.
والله عز وجل مستوٍ على عرشه بائن من خلقه تبارك وتعالى.
ـ[توبة]ــــــــ[07 - 07 - 07, 04:56 م]ـ
بارك الله فيكم،قد أكدتم ظني أن الأبيات يمكن أن تكون كناية عن سعة رحمة الله،و ليس المقصود منها الإنكار.
ولم أنتبه إلى ما يقود إليه معنى البيت المشار إليه، فشكرا على الإفادة.
وكما قلتم أن مفهوم الأبيات متى أمكن حملها على هذا كان أولى بالنظر إلى الكلام فقط لا المتكلم.
جازاكم الله خير الجزاء.(42/335)
القول بالقدم النوعى للعالم, هل هو إجماع للسلف؟
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[06 - 07 - 07, 06:46 م]ـ
و جزاكم الله خير الجزاء.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[07 - 07 - 07, 07:42 ص]ـ
مذا تقصد بالقدم النوعي للعالم:
1 - إن أردت أن هذا العالم - المحدثات - موجبا بالذات أي ملازمة لزوم الذات فهو باطل لأن الله كان ولم يكن شيء قبله.
2 - وإن أردت قدم نوع الصفة فهو حق وإجماع لأهل السنة أن الله متصف بصفات الكمال منذ الأزل كما قال الطحاوي:ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا
ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري
له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالقية ولا مخلوق
وكما أنه محيي الموتى بعدما أحياهم استحق هذا الاسم قبل إحيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[07 - 07 - 07, 09:05 م]ـ
ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري
له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالقية ولا مخلوق
وكما أنه محيي الموتى بعدما أحياهم استحق هذا الاسم قبل إحيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم
قال الشارح ابن أبي العز رحمه الله:
" الماتن رحمه الله يمنع تسلسل الحوادث في الماضي، وإن كان سيأتي أنه يثبت التسلسل في المستقبل "
فلو ذكرت أخي الكريم قول من يثبت التسلسل في الماضي وهو الذي له تعلق بسؤال أخينا لكان أولى
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[08 - 07 - 07, 01:41 ص]ـ
الفاضلين عبد الباسط و أبا عبد الرحمن,
بارك الله فيكما ..
شيخنا عبد الباسط ..
كلام الطحاوى الذى نقلت أخى الحبيب يفهم من ظاهره أن الطحاوى رحمه الله يقول بالقدم النوعى للعالم, و لكن كلام ابن أبى العز الذى وافانا به الكريم أبو عبد الرحمن, يدل على أن مقصود الطحاوى خلاف ما فهمنا .. أليس كذلك؟
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 10:18 م]ـ
الأخ خطاب حياك الله ... فقد ذكرتني بخطاب رحمه الله
أخي الحبيب حتى تفهم هذه المسألة وإن كانت مسألة طويلة وعظيمة فعليك بكلام الإمام ابن أبي العز فقد لخص كلام شيخ الإسلام رحمهما الله
وشيخ الإسلام قد تعرض لهذه المسألة عند رده على ابن المطهر الرافضي وناسب ذلك ذكر كلام الرازي وبراهينه العشرة في إثبات أن الحوادث لها أول فرد عليه شيخ الإسلام بكلام يدل على تقدمه وحدة ذكائه رحمه الله.
والقول بحوادث لها أول يلزم منه تعطيل الله عن صفة الفعل فترة من الزمن وهذا يعارض قوله تعالى (فعال لما يريد)
والقول بحوادث لا أول لها لا يلزم منه قدم العالم كما تقول الفلاسفة لأن ماعدا الله حادث والله هو الذي خلق الخلق فكيف يقال بأن هنالك مخلوق معين أزلي مع الله.
وبهذا تعرف أهمية هذه المسألة في الرد على المعطلة الذين ينفون صفات الأفعال لله بحجة أنها حادثة وأنه يلزم من ذلك أن يكون الله معطلا عن الصفات قبل حدوثها كما يقولون.
يقول الإمام ابن أبي العز رحمه الله:
"والقول بأن الحوادث لها أول، يلزم منه التعطيل قبل ذلك، وأن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لم يزل غير فاعل، ثُمَّ صار فاعلاً. ولا يلزم من ذلك قدم العالم، لأن كل ما سوى الله تَعَالَى محدث ممكن الوجود، موجود بإيجاد الله تَعَالَى له، ليس له من نفسه إلا العدم، والفقر، والاحتياج وصف ذاتي لازم لكل ما سوى الله تعالى، والله تَعَالَى واجب الوجود لذاته، غني لذاته، والغنى وصف ذاتي لازم له سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"
وفي موضع آخر قال:
"ومن المعلوم بالفطرة أن كون المفعول مقارناً -لفاعله لم يزل ولا يزال معه- ممتنع محال ولما كَانَ تسلسل الحوادث في المستقبل. لا يمنع أن يكون الرب سبحانه هو الآخر الذي ليس بعده شيء، فكذا تسلسل الحوادث في الماضي لا يمنع أن يكون الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو الأول الذي ليس قبله شيء"
فهذا كلام متين من هذا الإمام فعض عليه .. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 12:27 ص]ـ
IZE=5] يقول الإمام ابن أبي العز رحمه الله: [/ SIZE]
" والقول بأن الحوادث لها أول، يلزم منه التعطيل قبل ذلك، وأن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لم يزل غير فاعل، ثُمَّ صار فاعلاً. [/ COLOR][/CENTER]
لماذا يلزم ذلك.
ألا يمكن أن يقال أن الله لم يزل فعالا لما يريد، لكن شاء سبحانه ألا يفعل أو يخلق شئ إلى أن خلق الخلق، فهو يفعل ما يشاء متى شاء، فلو لم يشأ أن يخلق الخلق، ما خلقهم ومازال متصفا بصفة الخلق، فهي صفة لازمة له سبحانه.
فهو سبحانه: لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته
ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري
فلو شاء ألا يخلق، لم يلزم ذلك أن لا يكون خالقا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/336)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - 07 - 07, 01:52 ص]ـ
مذا تقصد بالقدم النوعي للعالم:
1 - إن أردت أن هذا العالم - المحدثات - موجبا بالذات أي ملازمة لزوم الذات فهو باطل لأن الله كان ولم يكن شيء قبله.
2 - وإن أردت قدم نوع الصفة فهو حق وإجماع لأهل السنة أن الله متصف بصفات الكمال منذ الأزل كما قال الطحاوي:ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا
ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري
له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالقية ولا مخلوق
وكما أنه محيي الموتى بعدما أحياهم استحق هذا الاسم قبل إحيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم
السؤال أخي العزيز عن القدم النوعي للعالم، و ليس للخالق عز و حل.
و السلف يطلقون صفة القدم مقترنة بالأزلية على الله عز و جل.
أما العالم فمحدث لا قديم، و القول بقدم العالم هو قول الفلاسفة الملاحدة كابن سينا و أضرابه.
و الله أعلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[09 - 07 - 07, 07:55 ص]ـ
قال ابن أبي العز الحنفي رحمة الله عن التسلسل: وهو ينقسم إلى واجب وممتنع وممكن؛ فالتسلسل في المؤثرين محال ممتنع لذاته وهو أن يكون مؤثرون كل واحد منهم استفاد تأثيره مما قبله لا إلى غاية.
"شرح الطحاوية" (130)
وهو فرض أن المخلوقات كلها متوالدة عن بعضها إلى ما لا نهاية بحيث يكون كل واحد منها معلولاً بما قبله , وعلة لما بعده دون أن تتبع هذه السلسلة أخيراً علة واجبة.
" كبرى اليقينيات" (82)
والتسلسل الواجب ما دل عليه العقل والشرع من دوام أفعال الرب تعالى في الأبد , وأنه كلما انقضى لأهل الجنة نعيم أحدث لهم نعيماً آخر لا نفاد له , وكذلك التسلسل في أفعاله سبحانه من طرف الأزل , وأن كل فعل مسبوق بفعل آخر فهذا واجب في كلامه؛ فإنه لم يزل متكلماً إذا شاء , ولم تحدث له صفة الكلام في وقت , وهكذا أفعاله التي هي من لوازم حياته؛ فإن كل حي فعال , والفرق بين الحي والميت الفعل.
ولهذا قال غير واحد من السلف: الحي الفعال.
وقال عثمان بن سعيد: كل حي فعال , ولم يكن ربنا تعالى قط في وقت من الأوقات معطلاً عن كماله من الكلام والإرادة والفعل.
"شرح الطحاوية " (130)
قلت: وهذا هو الذي ينكره الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والذين يزعمون أن إثبات ذلك يلزم قيام الحوادث به , والذي يلزم من ذلك مشابهته للمخلوق , ولذلك جعلوا من أثبت قيام الأفعال الاختيارية به ألزموه بالقول بقدم العالم.
قال رحمه الله: وأصل هذا الكلام من الجهمية؛ فإنهم قالوا إن دوام الحوادث ممتنع , وأنه يجب أن يكون للحوادث مبدأ لامتناع حوادث لا أول؛ فيمتنع أن يكون الباري عز وجل لم يزل فاعلاً متكلماً بمشيئته بل يمتنع أن يكون قادراً على ذلك لأن القدرة على الممتنع ممتنعة وهذا فاسد.
ولذلك قرر الإمام الطحاوي في عقيدته الرد على أولئك الجهمية وأضرابهم.
بقوله:" ليس بعد الخلق استفاد اسم الخالق , ولا بإحداثه البرية استفاد اسم الباري له معنى الربوبية ولا مربوب , ومعنى الخالق ولا مخلوق , وكما أنه محي الموتى بعد ما أحيا استحق هذا الاسم قبل أحيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم.
قلت: وهو الذي يسميه المتكلمون بقدم النوع.
3 - وأما التسلسل الممكن فالتسلسل في مفعولاته من هذا الطرف كما تتسلسل في طرف الأبد؛ فإذا لم يزل حياً قادراً مريداً متكلماً , وذلك من لوازم ذاته فالفعل ممكن له بموجب هذه الصفات له - أي يمكن أن يخلق وأن لا يخلق أن يتكلم , وأن لا يتكلم سبحانه فهو يفعل ما يشاء - وأن يفعل أكمل من أن لا يفعل , ولا يلزم من هذا أنه لم يزل الخلق معه فإنه سبحانه متقدم على كل فرد من مخلوقاته تقدما لا أول له؛ فلكل مخلوق أول , والخالق سبحانه لا أول له؛ فهو وحده الخالق , وكل ما سواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن.
"شرح الطحاوية" (130)
وقال أيضاً:
والمقصود أن الذي دل عليه الشرع والعقل أن كل ما سوى الله تعالى محدث كائن بعد أن لم يكن؛ أما كون الرب تعالى لم يزل معطلاً عن الفعل ثم فعل؛ فليس في الشرع , ولا في العقل ما يثبته بل كلاهما يدل على نقيضه.
"شرح الطحاوية " (131)
وهذا التسلسل الممكن هو الذي قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو واضح بين , و فرق بين هذا القول , وبين قول الفلاسفة القائلين بقدم العالم وبحوادث لا أول لها موجبة بالذات _ أي ملازمة لذات الله لا تنفك عنه-.
ولذلك قال ابن أبي العز رحمه الله:
" ومن المعلوم بالفطرة أن كون المفعول مقارناً لفاعله لم يزل ولا يزال معه ممتنع محال , ولما كان تسلسل الحوادث في المستقبل لا يمنع أن يكون الرب سبحانه هو الآخر الذي ليس بعده شيء؛ فكذا تسلسل الحوادث في الماضي لا يمنع أن يكون سبحانه هو الأول الذي ليس قبله شيء؛ فالرب سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال يفعل ما يشاء ويتكلم إذا شاء قال تعالى: {قال كذلك الله يفعل ما يشاء} وقال تعالى {ولكن الله يفعل ما يريد} وقال تعالى {ذو العرش المجيد فعال لما يريد} وقال تعالى: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله} وقال تعالى {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قيل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا}.
" شرح الطحاوية" (129)
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/337)
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 02:19 م]ـ
الأخ عبد الباسط كلامك فيه تناقض ظاهر .. أرجو أن تعيد النظر في هذه المسألة .. كما أن الاحتجاج بكلام الأشاعرة في هذا الباب لا يصح بارك الله فيك
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[09 - 07 - 07, 04:53 م]ـ
القدم النوعي للعالم!
افهموا هذه المغالطة اللفظية البائسة التي يرددها البوطي والسقاف وسائر المبتدعة المعاصرين!
يريدون إلصاق أهل السنة بملاحدة الفلاسفة الذين يقولون بأن العالم قديم من غير خلق ولا خالق.
ويقول البوطي في المستقلة ما حاصله أن ابن تيمية يستحق التكفير لأجل هذه المقولة، ولكن البوطي يتورع عن تكفيره ويريد أن يعقد صفقة لمنع الطرف الآخر من تكفير ابن عربي!
إلى هذا الحد ينظرون إلى خطورة التهمة!
ولكن أهل السنة يعترفون بالخلق والخالق ويقولون بحدوث العالم!
فيقول البوطي وأمثاله: لا يكفي! يجب أن يقرّروا أيضاً أن صفة الخلق نفسها مخلوقة، وإلا فيلزمهم إمكان أن يكون هذا العالم مسبوقاً بعالم آخر، وآخر وآخر إلى ما لا نهاية، فيكون العالم عندهم قديماً من حيث النوع وإن كان حادثاً من حيث الأفراد (كما أن النخلة التي في فناء منزلك حديثة بينما جنس النخل قديم)، وهذا كفر وإلحاد لا يكاد يختلف عن إلحاد الفلاسفة!
وطبعاً لا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ولا علماء الإسلام عرفوا هذا اللفظ المخيف: القدم النوعي للعالم! وأخشى أن تكون العبارة من مخترعات البوطي! والغرض منها على أي حال هو التهويل والتشنيع اللفظي على شيخ الإسلام، كما فعلوا مع لفظة (المخانيث)!
ومثالها أن يرى أحدهم أنه زنا في المنام، ويقول له المفتي: لا شيء عليك، فيضع خصم المفتي عنوانا بالخط الأحمر العريض (الشيخ فلان يجيز نوع الزنا!)، وسوف يثير هذا العنوان البلبلة عند الذين يحسنون الظن بالخصم، بل قد يظن بعض المنصفين أن الشيخ يريد الخروج من ورطته بدعوى أن الفتوى كانت بشأن حلم!
وما حكاية الشاب الأمرد عنا ببعيد!
المضحك أن هذه الألفاظ الفلسفية الهائلة مآلها إلى السراب، كما ذهبت فلسفة المعلم الأول (ثنائية الهيولى والصورة) إلى مزبلة التاريخ أعزكم الله! وإذا شُرح كلام البوطي لرجل من عامة الناس فسوف يتعجب من عقل الرجل ويسأل الله السلامة! والعامي يدرك بالفطرة أن كون نوع النخل قديماً لا يعني أن يكون قديماً بلا نهاية.
وإذن فإمكان أن يكون هذا العالم مسبوقاً بعوالم أخرى لا يلزم منه أن يكون النوع قديماً بلا نهاية، لأن كل عالم مخلوق هو حادث بالضرورة مهما كان عدد العوالم وامتداد الزمان. بل من البديهي أن صفة الخلق تكون سابقة على حادثة الخلق، كما أن قدرة الكلام عند الإنسان توجد أولاً ثم يوجد الكلام نفسه، والمهندس يتعلم الهندسة ثم يبني ... إلخ. ولله المثل الأعلى سبحانه وتعالى.
وإذن فقد مكر القوم وأتعبوا أنفسهم على غير طائل، وأعلنوا عن إفلاسهم ما دام أنهم لم يجدوا ما يتعلقون به على شيخ الإسلام وأتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم إلا هذه الفرية وأمثالها من الترّهات والسفسطات والمغالطات المفتريات!
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 08:28 م]ـ
الأخ الفاضل (خزانة الأدب):
يظهر لي أن آخر كلامك لا يتناسب مع إنكارك على الأشعري البوطي ...
وبيان ذلك:
أن البوطي يقصد بقدم نوع العالم أي هذا العالم المشاهد يدل على ذلك قوله (فيلزمهم إمكان أن يكون هذا العالم مسبوقاً بعالم آخر، وآخر وآخر إلى ما لا نهاية) فالنوع عنده يعني الشيء نفسه كما يقول أحدنا (نوع هذه السيارة غالي)
وهذا يدل على عدم فهمه لكلام من ينكر عليهم لأن القوم ليس عندهم إلا فاعل ومفعول ولذلك ضلوا ..
وأما شيخ الإسلام فيتكلم عن القدم النوعي بمعنى وجوده شيئا فشيئا ولا يتكلم عن قدم نوع العالم ..
يقول رحمه الله في الصفدية (2/ 144):
"ولكن النوع أزلي بمعنى وجوده شيئاً فشيئاً "
ثم قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/338)
"ولفظ القديم والأزلي فيه إجمال. فقد يراد بالقديم الشيء المعين الذي ما زال موجوداً ليس لوجوده أول، ويراد بالقديم الشيء الذي يكون شيئاً بعد شيء، فنوعه المتوالي قديم، وليس شيء منه بعينه قديماً ولا مجموعه قديم، ولكن هو في نفسه قديم بهذا الاعتبار، فالتأثير الدائم الذي يكون شيئاً بعد شيء، وهو من لوازم ذاته، هو قديم النوع، وليس شيء من أعيانه قديماً "
وخلاصة الكلام: أن قولنا بحوادث لا أول لها نحتاجه في الرد على الفلاسفة الذين يقولون بقدم العالم كما نحتاجه في الرد على الجهمية الذين يعطلون الصفات ..
والذي يظهر لي أن القول بحوادث لا أول لها في غير هذين الموضعين لا يضر بخلاف القول بحوادث لا أول لوجودها فهذا باطل.
ويمكن أن تتضح المسألة إذا ناقشناها من الطرف الآخر وهو المستقبل .. فنحن نقول إن نعيم الجنة وأهلها خالدون إلى مالا نهاية وهذا لا يتعارض مع اعتقادنا أن الله هو الآخر فليس بعده شيء ولو قلنا أن ذلك النعيم لا آخر له بمعنى أن البقاء واجب له لذاته لكان كفرا ... والله أعلم
قال الشيخ بخيت المطيعي في سلم الوصول لشرح نهاية السول (2/ 103):
" ولزوم حوادث لا أول لها لا يضر العقيدة إلا إذا قلنا لا أول لها بمعنى لا أول لوجودها وهذا مما لم يقل به أحد بل الكل متفق على ان ما سوى الله تعالى مما كان أو يكون حادث أي موجود بعد العدم بقطع النظر عن أن تقف آحاده عند حد من جانبي الماضي والمستقبل أو لا تقف عند حد من جانبهما أو من أحدهما الا ترى ان الإجماع قام على أن نعيم الجنة لا يتناهى ولا يقف عند حد في المستقبل وبعد كونه حادثاً بمعنى أنه موجود بعد العدم لا يضرنا أن نقول لا
آخر له بمعنى عدم انقطاع آحاده وعدم وقوفها عند حد ولو قلنا أنه لا آخر لها بمعنى أن البقاء واجب لها لذاتها لكان كفرا، فكذلك من جانب الماضي نقول حوادث لا أول لها بمعنى أنها لا تقف آحادها عند حد تنتهي اليه وكل واحد منها موجود بعد العدم ولكنها لا تتناهى في دائرة ما لا يزال ولو قلنا أنها لا أول لوجودها ولا افتتاح له لكان ذلك قولاً بقدمها وذلك كفر وعليك بكتابنا القول المفيد وحواشي الخريدة ا0هـ
بقي الجواب عن سؤال أخينا أبي زكريا الشافعي:
لماذا يلزم ذلك. ألا يمكن أن يقال أن الله لم يزل فعالا لما يريد، لكن شاء سبحانه ألا يفعل أو يخلق شئ إلى أن خلق الخلق، فهو يفعل ما يشاء متى شاء، فلو لم يشأ أن يخلق الخلق، ما خلقهم ومازال متصفا بصفة الخلق، فهي صفة لازمة له سبحانه.
وهو سؤال جدير بالإجابة ... وعندي جوابه .. لكن لعلي أكتبه لكم لاحقا إن شاء الله.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - 07 - 07, 05:33 م]ـ
الأخ الكريم أبا عبدالرحمن:
1 - أشكرك على التعقيب والكلام المفيد
2 - قولي غير مرة (بلا نهاية) سبق مفاتيح! والصواب طبعاً (بلا بداية).
3 - هذه الجملة (فيلزمهم إمكان أن يكون هذا العالم مسبوقاً بعالم آخر، وآخر وآخر إلى ما لا نهاية) هي من إنشائي تلخيصاً لرأي البوطي كما فهمته، فلا ينبغي أن تنسب إليه. ومعناه أن هذا العالم له بداية، ولكن إذا كان مسبوقاً بعوالم أخرى لا حصر لها فالنتيجة عند البوطي أن شيخ الإسلام يقول بقدم النوع. و لا أظن أن البوطي يذهب إلى اتهام شيخ الإسلام بقدم هذا العالم، ولا يستطيع ذلك! ولذلك عدل البوطي عن عبارات الشيخ إلى العبارة المخيفة (القدم النوعي للعالم)، من أجل تمرير هاتين الكلمتين (قدم العالم) مع تقييدهما بهذا القيد الذي لا يدرك معناه كل أحد، وهذا هو المكر الذي أشرت إليه! لأن الشخص العادي سيظن أن الشيخ يقف مع الملاحدة القائلين بقدم العالم أو على مسافة قريبة منهم!
4 - ولذلك فقولك حفظك الله (فالنوع عنده يعني الشيء نفسه كما يقول أحدنا: نوع هذه السيارة غالي)، غير مسلَّم، لأن الكلام هو على صفة الوجود التي يتفاوت فيها أفراد النوع، لا على الصفات التي لا تنفكّ عن أفراد النوع، كغلاء الثمن. وهناك فرق ظاهر بين قولنا (جميع أفراد هذا النوع غالي) وقولنا (جميع أفراد هذا النوع موجود الآن)
5 - أما قول شيخ الإسلام (فنوعه المتوالي قديم، وليس شيء منه بعينه قديماً ولا مجموعه قديم، ولكن هو في نفسه قديم بهذا الاعتبار، فالتأثير الدائم الذي يكون شيئاً بعد شيء، وهو من لوازم ذاته، هو قديم النوع، وليس شيء من أعيانه قديماً)، وإيضاحه لذلك بالخلود في المستقبل، فهو يكشف معنى القدم عنده بوضوح ما بعده وضوح، ولا يخفى ذلك على البوطي طبعاً، غير أنه لا يستطيع تكفير شيخ الإسلام إلا بتحريف كلامه واصطفاء ما ينتج المطلوب منه.
6 - كلام الشيخ بخيت المطيعي يكاد يكون بعينه كلام شيخ الإسلام ولعله مأخوذ منه
6 - لم أدرك وجه نقدك (لآخر كلامي)
بانتظار جوابك بارك الله فيك
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - 07 - 07, 01:14 ص]ـ
الأخ أبو عبد الرحمن السعدي وفقه الله
أما احتجاجي بكلام البوطي في كبرى اليقينيات إنما هو لتوضيح معنى قولهم: التسلسل في المؤثرين وهو الذي أطلق عليه ابن أبي العز بالتسلسل الممتنع أما دعوى التناقض فأنا لم أنقل إلا كلام ابن أبي العز الحنفي مع توضيح يسير فبين لي التناقض لأستفد منك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/339)
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 05:24 ص]ـ
الأخ الحبيب أرجو أن تعذرني فقد قصدت قولك:
ولذلك قرر الإمام الطحاوي في عقيدته الرد على أولئك الجهمية وأضرابهم.
بقوله:" ليس بعد الخلق استفاد اسم الخالق , ولا بإحداثه البرية استفاد اسم الباري له معنى الربوبية ولا مربوب , ومعنى الخالق ولا مخلوق , وكما أنه محي الموتى بعد ما أحيا استحق هذا الاسم قبل أحيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم.
أرجو أن تقارن هذا بأول رد عليك!
ـ[يحيى بن يحيى]ــــــــ[11 - 07 - 07, 05:19 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه ثم أما بعد
لماذا يلزم ذلك.
ألا يمكن أن يقال أن الله لم يزل فعالا لما يريد، لكن شاء سبحانه ألا يفعل أو يخلق شئ إلى أن خلق الخلق، فهو يفعل ما يشاء متى شاء، فلو لم يشأ أن يخلق الخلق، ما خلقهم ومازال متصفا بصفة الخلق، فهي صفة لازمة له سبحانه.
فهو سبحانه: لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته
ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري
فلو شاء ألا يخلق، لم يلزم ذلك أن لا يكون خالقا
أخي الكريم أبو زكريا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما تقوله يا أخي عين الصواب و هو إعتقاد أهل السنة و الجماعة و لكن هناك إلزامات و لتأخذ المثال الآتي
عندما تقول ما قررته أنت آنفا يأتي إليك المبتدع فيقول بما أن الله لم يزل خالقا قبل أن يخلق فإمكانية الخلق موجودة من قبل أن يخلق هذا العالم؟
فتقول أنت نعم
فيقول المبتدع إذا فإذا وجدت الإمكانية فلا شيء يمنع من خلق عالم آخر قبل هذا العالم, لأن انعدام الإمكانية أو استحالتها ينفي وجود هذه القدرة؟
فتقول أنت نعم لا شيء يمنع الله من خلق عالم قبل هذا العالم
فيقول و عالم آخر قبل ذاك العالم و هكذا إلى الأذل؟
فإن قلت لا فقد وافقته فيداهمك قائلا "إذا لم يكن الله خالقا من قبل" و هو مراده إن كان جهمي
و إنت قلت بل كان موجودا منذ الأذل تكون وافقت الفلاسفة القائلين بقدم العالم
فما ردك؟؟؟؟؟؟؟
ما قاله شيخ الإسلام عليه رحمة الله و قام الأخوة الأفاضل أبو عبد الرحمن في مداخلة رقم 5 و عبد الباسط في مداخلة رقم 8 و هو اعتقاد أهل السنة و الجماعة بلاريب
و هو "إمكانية خلق عوالم (أي محدثة) يخلقها ربنا منذ الأذل لأن الله لم يزل خالقا و هذا لا يعني مشاركة هذه العوالم لرب العزة في الأولية لأن الفاعل متقدم على المفعول بلا ريب"
فالله سبحانه و تعالى الأول فليس قبله شيء
و هو ما يسمى "بالقدم النوعي لعالم"
و نقل شيخ الإسلام الإجماع على ذلك
أرجو أن يكون الرد شافي و الله أعلم
و هذا رابط لمن أراد زيادة فائدة اصبر و اقرأه للنهاية تجد علما جما إن شاء الله و الله أعلم
http://saaid.net/monawein/taimiah/9.htm
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[14 - 07 - 07, 02:54 ص]ـ
جزى الله مشايخنا و إخواننا خير الجزاء على إثراء الموضوع, و إن كان مازال السؤال مطروحا, و أضيف إليه سؤال آخر, أو لنقل إشكال آخر, برز خلال نقاشى مع أحد الإخوة, و هو ما تكلم عنه أخى الكريم أبو زكريا الشافعي, و رد عليه الأخ يحيى بالآتى:
عندما تقول ما قررته أنت آنفا يأتي إليك المبتدع فيقول بما أن الله لم يزل خالقا قبل أن يخلق فإمكانية الخلق موجودة من قبل أن يخلق هذا العالم؟
فتقول أنت نعم
فيقول المبتدع إذا فإذا وجدت الإمكانية فلا شيء يمنع من خلق عالم آخر قبل هذا العالم, لأن انعدام الإمكانية أو استحالتها ينفي وجود هذه القدرة؟
فتقول أنت نعم لا شيء يمنع الله من خلق عالم قبل هذا العالم
فيقول و عالم آخر قبل ذاك العالم و هكذا إلى الأذل؟
فإن قلت لا فقد وافقته فيداهمك قائلا "إذا لم يكن الله خالقا من قبل" و هو مراده إن كان جهمي
و إنت قلت بل كان موجودا منذ الأذل تكون وافقت الفلاسفة القائلين بقدم العالم
فما ردك؟؟؟؟؟؟؟
http://saaid.net/monawein/taimiah/9.htm
و ردى أخى الكريم يحيى ما هو إلا تكرار لكلام أبى زكريا, و هو أن كونه سبحانه لم يكن يخلق فى فترة ما, لا يلزم منه ألا يكون متصفا بصفة الخلق, بل هو سبحانه يخلق وقتما شاء, و لو شاء ألا يخلق شيئا فى فترة ما, ما خلق, و ما أجبره أحدا سبحانه أن يخلق, و ليس هو مضطرا إلى أن يخلق ..
و السؤال الرئيس, هل انعقد إجماع السلف على القول بحوادث لا أول لها؟
بارك الله فيكم, و أرجو مواصلة النقاش, فقد استفدنا كثيرا, و نطمع فى مزيد بيان.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 - 07 - 07, 06:03 ص]ـ
الإخوة الأفاضل:
نقاشكم مفيد ... لكنكم تحاشيتم نقطة الحسم ...
والحسم يأتي من هذا السؤال:
ما النوع؟ وما طبيعته؟ هل هو من المعقولات التي لا توجد إلا في الذهن أم هو موجود في الخارج؟
هؤلاء المتكالبون على شيخ الإسلام مثل البوطي وفودة والسقاف دأبهم التشنيع بالمجان ... فهم يعرفون جيدا أن النوع من المعقولات الثانية وهذه لا يصح أن تكون في الخارج فهي اعتبارات ذهنبة يخترعها العقل لتنظيم العالم فقط وليس لها تحصيل في الخارج ... لأنه لا يوجد في الخارج إلا ما هو جزئي .. والنوع كلي قطعا فلا ينتمي إلا للذهن ...
قال هؤلاء:
بعتقد ابن تيمية أن هذا العالم قبله عالم وقبله عالم لا إلى بداية ....
وأن العرش قبله عرش وقبله عرش لا إلى بداية ...
إذن فنوع العالم قديم ونوع العرش قديم ... فتعدد القدماء!!
يقال لهم:
النوع اعتباري فقط موجود بوجود المعتبر أي الذهن .. فإذا ذهب العقل ذهب النوع ...
ثم يقال لهم:
استحالة وجود شريك الباري هل هو قديم أم جديد؟
فإن قالوا جديد كفروا ... لأنهم جوزوا وجود الشريك في زمن من الأزمان ...
وإن قالوا قديم .... قلنا لهم هنا قديمان: وجود الباري واستحالة وجود شريك الباري ...
فإن قالوا الاستحالة اعتبار عقلي لا وجود له في الخارج قلنا لهم وكذلك النوع ... فلم كفرتم ابن تيمية!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/340)
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[14 - 07 - 07, 09:55 م]ـ
بورك فيك أخى الكريم أبا عبد المعز على فوائدك المعتادة, و لكن أخى لكريم, سؤالى عن الإجماع فى المسألة, هل انعقد, أم أن المسألة وقع فيها الخلاف بين السلف, فلا يخفاك أن بعض علمائنا المعاصرين يخالف شيخ الإسلام فى المسألة ..
و إشكال آخر عندى, و هو أننى غير مقتنع بأن القول بحوادث لها أول يلزم منه تعطيل البارى عن صفة الخلق لفترة ما قبل خلق عالمنا, كما أوضحت اعتراضى فى المشاركة السابقة.
ـ[المقدادي]ــــــــ[14 - 07 - 07, 10:39 م]ـ
هل تسلسل الحوادث في المستقبل يمنع أن يكون الله سبحانه و تعالى هو الآخر الذي ليس بعده شيء؟؟؟
ان قيل: نعم فقد قال بقول الجهمية
و ان قيل: لا فيقال له: فكذا تسلسل الحوادث في الماضي لا يمنع أن يكون سبحانه هو الأول الذي ليس قبله شيء فكما عقلت ذاك اعقل هذا
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[15 - 07 - 07, 06:31 ص]ـ
و ردى أخى الكريم يحيى ما هو إلا تكرار لكلام أبى زكريا, و هو أن كونه سبحانه لم يكن يخلق فى فترة ما, لا يلزم منه ألا يكون متصفا بصفة الخلق, بل هو سبحانه يخلق وقتما شاء, و لو شاء ألا يخلق شيئا فى فترة ما, ما خلق, و ما أجبره أحدا سبحانه أن يخلق, و ليس هو مضطرا إلى أن يخلق ..
هذا القول يلزم منه لوازم قد توقع صاحبها في الكفر والعياذ بالله!
قال الشيخ محمد عبده في حاشيته على (شرح الدواني للعقائد العضدية):
" وقد استشهد الحكماء على قدم الممكنات بدليل نقلي، وهو ما ذم الله به اليهود (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان).
وبيانه: أنه لو قيل بحدوث العالم فقد قيل بأنه الحق في أزليته لم يزل معطلاً عن الفيض والجود أزمنة غير متناهية لا ابتداء لها ثم أخذ يعطي الوجود، ومعلوم أنه على فرض أنه لم يزل خلاّقاً إلى الأبد فكل ما خلقه فهو متناهٍ، ونسبة المتناهي إلى غير المتناهي كلا نسبة (أي لاتذكر)، وذلك جلي التصور، فنسبة إعطاء الحق للوجود إلى منعه عن كل موجود ليست بشيء، وإن هذا إلا غل اليد، حيث أن الإعطاء ليس بشيء يذكر في جانب المنع، وهذا من الشناعة بمكان ".
إذا علم هذا ظهر لطالب العلم أن المسألة ليست بهذه البساطة التي ظنها الإخوة المشار إليهم وكأن قولهم ذاك أرادوا به الخروج من الخلاف فوقعوا فيما هو أشر مما أرادوا الهروب منه.
ولبيان المسألة على الوجه الصحيح أنقل لكم كلاما لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله .. قال في شرحه للعقيدة السفارينية:
"قال بعض العلماء: نعم، أتى عليه وقت لم يكن يفعل شيئاً، ثم حدث الفعل، لأنك إن لم تقل بذلك لزم أن تجعل المفعول قديماً، فإنك إذا اثبت لله فعلاً - فلا فعل إلا بمفعول - وحينئذٍ يلزمك أن تقول بقِدم المفعولات، فتقع في الضلال.
ولهذا اختلف الناس في هذه المسالة .... لكن ليكن معلوماً أن الله لم يزل ولا يزال خلاقًا، وأن هناك مخلوقات غير السماء والأرض؛ لأن المصلي يقول: ((ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد)، فهناك مخلوقات قبل السموات وقبل العرش لا نعرف ما هي؛ لأن الله لم يزل ولا يزال فعالا، ولا يلزم من هذا أن قدم المفعول كقدم الفاعل؛ لأنه باتفاق العقلاء أن المفعول مسبوق بالفاعل؛ لأن المفعول نتيجة فعل الفاعل،وفعل الفاعل وصف له، ولابد أن يكون الموصوف سابقا على الصفة، ثم المفعول بعد الصفة.
يعني لما كان عندنا مفعول وفعل وفاعل، فالمفعول لا شك أنه متأخر عن فعل الفاعل، وفعل الفاعل متأخر عن الفاعل، وعلى ذلك فلا يلزم من قولنا بقدم الحوادث أن تكون قديمة كقدم الله، وأن تكون شريكة لله في الوجود.
وهذا هو الحق الذي ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقد شنع عليه خصومه تشنيعاً عظيماً، وقالوا: هذا قول الفلاسفة، وهذا قول باطل، ولكنه رحمه الله تخلص منهم بأنه لا يلزم من قدم المفعول أن يكون مساوياً للفاعل، لأنه بضرورة العقل أن المفعول لابد أن يكون مسبوقاً بفعل، والفعل لابد أن يكون مسبوقاً بفاعل، وهذا هو الحق.
وقول المؤلف: (وضل من أثنى عليها بالقدم) إن أراد من أثنى عليها بالنوع فليس بصحيح، وإن أراد من أثنى عليها بالعين فهذا صحيح؛ لأن ما من شيء من المخلوقات يكون قديما ليس له أول أبدا.
وخلاصة القول في ذلك أنه ليس في الوجود إلا خالق ومخلوقا، وأن الخالق جل وعلا لم يزل ولا يزال موجوداً، وأما المخلوق فالأزل في حقه ممتنع، فليس هناك شيء من المخلوقات يكون أزلياً أبداً، بل ما من مخلوق إلا وهو حادث بعد أن لم يكن؛ فالسموات والأرض والجبال والشجر والدواب والعرش والكرسي والقلم وغير ذلك كله مخلوق من العدم، ولم يقل أحد بقدمه إلا الفلاسفة.
فالفلاسفة هم الذين قالوا بقدم العالم، وأن العالم لم يزل ولا يزول، ولهذا يقولون: إن المادة لا تفنى كما أنها ليست حادثة، وهذا لا شك أنه شرك مخرج عن الملة،ومن ادعى أن مع الله شريكاً في الوجود فهو مشرك."انتهى
وخلاصة الكلام:
أن الله فعال لما يريد فما أراده فعله وما فعله فقد أراده بخلاف العبد الضعيف فإنه يريد ما لا يفعل ويفعل مالا يريد.
ففعله سبحانه وإرادته متلازمان وماثم فعّال لما يريد إلا الله وحده.
قال ابن أبي العز:
"والقول بأن الحوادث لها أول، يلزم منه التعطيل قبل ذلك، وأن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لم يزل غير فاعل، ثُمَّ صار فاعلاً.".
قلت فمن وفقه الله لفهم هذه المسألة عرف الرد على الفلاسفة الذين يقولون بقدم العالم وكذلك عرف الرد على الجهمية المعطلة الذين يقولون بنفي الصفات الفعلية لله تعالى .. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/341)
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[15 - 07 - 07, 07:14 ص]ـ
أخى الكريم أبا عبد الرحمن.
جزاك الله خيرا, فقد أفدت بمشاركتك الأخيرة, و أفدت بما سبقها أيضا بارك الله فيك.
و الفائدة التى استفدتها, هى أن القول بحوادث لها أول يلزم منه تعطيل صفة الخلق لمدة لا تتناسب مع المدة التى يخلق فيها بعد حدوث هذا العالم, و هى لا شىء, فكأنه سبحانه معطل عن صفة الخلق, و لكن مازال عندى اعتراض هاهنا, و هو أنه:
كيف يقال أن قول المخالف يلزم منه أن الفترة التى يخلق الله فيها متناهية, فهى كلا شىء بالنسبة لفترة ما قبل خلق العالم, مع أن الله لا يزال يخلق إلى الأبد, ففترة خلقه بعد حدوث العالم غير متناهية أيضا؟
أما قولك أخى الكريم:
أن الله فعال لما يريد فما أراده فعله وما فعله فقد أراده بخلاف العبد الضعيف فإنه يريد ما لا يفعل ويفعل مالا يريد.
ففعله سبحانه وإرادته متلازمان وماثم فعّال لما يريد إلا الله وحده
فلم يتبين لى حتى الآن مناسبته لمحل النزاع و وجه احتجاجك به على من يقول بحوادث لها أول و يثبت فى نفس الوقت أن الله لم يزل متصفا بصفة الخلق, إذ له أن يقول: أن الله ما أراد أن يخلق, و لما أراد أن يخلق, خلق الخلق, و إرادته و فعله جل و علا متلازمان.
بارك الله فيك و بقية المشايخ على الإفادة و الصبر على أخيهم.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[17 - 07 - 07, 04:31 م]ـ
؟؟؟
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[17 - 07 - 07, 08:35 م]ـ
أخى الكريم أبا عبد الرحمن.
جزاك الله خيرا, فقد أفدت بمشاركتك الأخيرة, و أفدت بما سبقها أيضا بارك الله فيك.
و الفائدة التى استفدتها, هى أن القول بحوادث لها أول يلزم منه تعطيل صفة الخلق لمدة لا تتناسب مع المدة التى يخلق فيها بعد حدوث هذا العالم, و هى لا شىء, فكأنه سبحانه معطل عن صفة الخلق, و لكن مازال عندى اعتراض هاهنا, و هو أنه:
كيف يقال أن قول المخالف يلزم منه أن الفترة التى يخلق الله فيها متناهية, فهى كلا شىء بالنسبة لفترة ما قبل خلق العالم, مع أن الله لا يزال يخلق إلى الأبد, ففترة خلقه بعد حدوث العالم غير متناهية أيضا؟
أما قولك أخى الكريم:
أن الله فعال لما يريد فما أراده فعله وما فعله فقد أراده بخلاف العبد الضعيف فإنه يريد ما لا يفعل ويفعل مالا يريد.
ففعله سبحانه وإرادته متلازمان وماثم فعّال لما يريد إلا الله وحده
فلم يتبين لى حتى الآن مناسبته لمحل النزاع و وجه احتجاجك به على من يقول بحوادث لها أول و يثبت فى نفس الوقت أن الله لم يزل متصفا بصفة الخلق, إذ له أن يقول: أن الله ما أراد أن يخلق, و لما أراد أن يخلق, خلق الخلق, و إرادته و فعله جل و علا متلازمان.
بارك الله فيك و بقية المشايخ على الإفادة و الصبر على أخيهم.
لما كان الله فعالا لما يريد وخالقا، فما قلته عن الخلق يلزمك أن تقوله عن الإرادة في الفعل، فإذا عوضنا الخلق في جملتك بالإرادة في الفعل سنحصل على جملة متناقضة:
أن الله ما أراد أن [يخلق] , و لما أراد أن [يخلق] , [خلق الخلق] , و إرادته و فعله جل و علا متلازمان
أن الله ما أراد أن [يفعل ما يريد] , و لما أراد أن [يفعل ما يريد] , [فعل ما يريد] , و إرادته و فعله جل و علا متلازمان
ـ[الحسن بن عبد الله الصياغي]ــــــــ[17 - 07 - 07, 11:27 م]ـ
هل خاض الصحابة رضي الله عنهم في هذا البحر الذي لايكاد ينجو من خطره خائض؟
نسال الله السلامة والعافية
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[18 - 07 - 07, 01:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله المتصف بصفات الكمال،ذى الجلال والجمال، خالق الخلق من العدم، فصاروا حادثين و لاقدم، و الصلاة والسلام على محمد_خير ولد ادم يوم القيامة_الذى علق الله السعادة على اتباعه، و جعل على مخالفيه الشقاوة و الندامة، وعلى اله و صحبه الذين جاءهم الحق فقبلوه، ورأوا النور فاتبعوه .......................... وبعد فمن المعلوم ان الفلاسفة_طيبهم وخبيثهم، صالحهم وطالحهم_أفسدوا الدين، وعكروه بعد صفو بمسائلهم العقلية وافتراضاتهم الخيالية وجاءوا باقوال ما قال بها احد من السلف الصالح، والزموا الناس بها، و ارغموهم على القول بقولهم .... و حقيقة الامر ان ماءهم اسن، و موردهم عطن،و انوفهم مزكومة، واذا وردوا الماء العذب السلسبيل فلا ينتفعون به؛ فما وردوه ليشربوا منه، او ليغسلوا ابدانهم ويجلوا الادران التى فى اجوافهم، بل وردوه ليجادلوا ويفتنوا الناس فى دينهم ....... يا اهل الايمان اقال بقولكم هذا ابو بكر؟ هل علم مسألتكم تلك عمر؟ فهذان الخيران_اللذان شهد لهما رسول الله بالجنة_ماتا على دين صحيح صريح ولم يؤثر عنهم_بنقل صحيح ولا ضعيف ولاموضوع_أنهم تعرضوا لقولتكم تلك او انها دارت فى رؤوسهم ....................... خلوا الناس على فطرهم السليمة وملتهم القويمة .... و للحديث بقية ..... و السلام عليكم ورحمة الله و بلركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/342)
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[18 - 07 - 07, 05:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله المتصف بصفات الكمال،ذى الجلال والجمال، خالق الخلق من العدم، فصاروا حادثين و لاقدم، و الصلاة والسلام على محمد_خير ولد ادم يوم القيامة_الذى علق الله السعادة على اتباعه، و جعل على مخالفيه الشقاوة و الندامة، وعلى اله و صحبه الذين جاءهم الحق فقبلوه، ورأوا النور فاتبعوه .......................... وبعد فمن المعلوم ان الفلاسفة_طيبهم وخبيثهم، صالحهم وطالحهم_أفسدوا الدين، وعكروه بعد صفو بمسائلهم العقلية وافتراضاتهم الخيالية وجاءوا باقوال ما قال بها احد من السلف الصالح، والزموا الناس بها، و ارغموهم على القول بقولهم .... و حقيقة الامر ان ماءهم اسن، و موردهم عطن،و انوفهم مزكومة، واذا وردوا الماء العذب السلسبيل فلا ينتفعون به؛ فما وردوه ليشربوا منه، او ليغسلوا ابدانهم ويجلوا الادران التى فى اجوافهم، بل وردوه ليجادلوا ويفتنوا الناس فى دينهم ....... يا اهل الايمان اقال بقولكم هذا ابو بكر؟ هل علم مسألتكم تلك عمر؟ فهذان الخيران_اللذان شهد لهما رسول الله بالجنة_ماتا على دين صحيح صريح ولم يؤثر عنهم_بنقل صحيح ولا ضعيف ولاموضوع_أنهم تعرضوا لقولتكم تلك او انها دارت فى رؤوسهم ....................... خلوا الناس على فطرهم السليمة وملتهم القويمة .... و للحديث بقية ..... و السلام عليكم ورحمة الله و بلركاته
وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
ما دخلت في الموضوع، إلا لأوضح للأخ؛ أن جملته يناقض أولها آخرها، أما بالنسبة لك فقد قلت: خلوا الناس على فطرهم السليمة وملتهم القويمة
بعد أن قلت: أن الله خالق الخلق من العدم
كلمة العدم هذه. هل تجد لها أصلا في كتاب الله أو في سنة نبيه الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟. وهل قال سبحانه وتعالى بأنه يخلق الخلق من العدم (الغير شيء)، أو من الشيء؟
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ
الطور 35
كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ
المعارج 39
هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا
الإنسان 1
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا
الإنسان 2
الإنسان ما كان، ولكنه خلق من خلق آخر؛ فلا التراب إنسان، ولا النطفة إنسان، ولا العلقة إنسان، ولا المضغة إنسان.
النوع الانسان خلق من نوع آخر التراب.
النوع الجن خلق من نوع آخر النار.
...
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
الحجر 26
وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومْ
الحجر 27
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاءٍ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
النور 45
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ
الروم 19
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ
الروم 20
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
الروم 21
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ
السجدة 7
ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ
السجدة 8
ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ
السجدة 9
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/343)
وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
ال عمران 49
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
ال عمران 59
وإذا اتضح لك الأمر، فإننا لم نخرج عن الموضوع. أي أن هذا العالم لم يخلق من العدم كما يتصور، ولكن الله خلقه من نوع آخر. وما جاء في الحديث الشريف عن عمران بن حصين:
دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعقلت ناقتي بالباب، فأتاه ناس من بني تميم، فقال: (اقبلوا البشرى يا بني تميم). قالوا: قد بشرتنا فأعطنا، مرتين، ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن، فقال: (اقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم). قالوا: قد قبلنا يا رسول الله، قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر، قال: (كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السماوات والأرض). فنادى مناد: ذهبت ناقتك يا ابن الحصين، فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب، فوالله لوددت أني كنت تركتها.
السائل فيه يقصد بهذا الأمر؛ العالم أي السماوات والأرض، وجواب الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولم يكن شيء غيره أي؛ من هذا العالم. لأن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال؛ وكان عرشه على الماء. أي أن العرش والماء كانا. وأيضا هذا الحديث لا ينفي أن العالم خلق من خلق ما من مخلوقات الله، وبالتالي نوع العالم ليس قديما. وإذا كان لا بد لكل نوع من نوع آخر يخلق منه؛ فإنه ليس هناك مخلوق قديم مع الله الذي يبدء الخلق ثم يعيده، وقد أشار إلى هذا ابن حزم في معرض تعليقه على تعريف الفساد، وذكر اعتقاد المسلمين في هذا الأمر:
[معنى الفساد: "خروجه من الوجوب والوجود إلى البطلان والعدم" وذلك واجب في الأعراض متوهم على الأجرام إن شاء خالقها تعالى فيما شاء منها، والفساد عندنا على الحقيقة؛ افتراق الجسم على أشياء كثيرة وذهاب أعراضه وحدوث أعراض أخر عليه، وأما الأجرام كلها فغير معدومة الأعيان أبدا بوجه من الوجوه.]
فهو ينفي العدم عن الأشياء ويذكر أنه مرتبط بالأعراض فقط ولكن الأعراض أيضا مرتبطة بالنوع الأول فلم يأت في القرآن أني أخلق لكم من الطين كهيئة الحوت مثلا فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ولكنه جاء: أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ الله.
والله أعلم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[18 - 07 - 07, 03:42 م]ـ
إذا علم هذا ظهر لطالب العلم أن المسألة ليست بهذه البساطة التي ظنها الإخوة المشار إليهم وكأن قولهم ذاك أرادوا به الخروج من الخلاف فوقعوا فيما هو أشر مما أرادوا الهروب منه.
سبحان الله!
المسألة كانت بهذه البساطة عند الصحابة والتابعين، ولا تزال بهذه البساطة عند 99% أو أكثر من المسلمين، الذين لا يتساءلون إن كان هذا العالم مسبوقاً بعوالم أخرى، ويرون الاشتغال بهذا السؤال وأمثاله سفسطة وثرثرة ومضيعة للوقت، وهو كذلك!
انظر إلى دعوى تعطيل صفة الخلق، كم هي هزيلة! هل يجب على رب العالمين أن يخلق عالَماً جديداً في كل لحظة، وأن يتكلم ويخلق ويرزق ويحيي ويميت ويرحم ويعاقب في كل لحظة من الأزل إلى الأبد، وإلا فقد تعطَّلت الصفة لديه؟!
وليُعلم أن شيخ الإسلام ما نظر في هذا الموضوع وفي أمثاله إلا لهدم قواعد الفلسفة ودحض حجج المتفلسفة من علماء الكلام، الذين يتطاولون بعقولهم اليونانية إلى التشريع لرب العالمين، والإذن له بكذا وتحريم كذا عليه، وأنه قادر على كذا وعاجز عن كذا، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
رب العالمين يقول: الإيمان بالله، ويقولون هم: معرفة الله!
رب العالمين يقول: الإيمان بالغيب، ويقولون هم: معرفة الغيب!
وأما في عصرنا فالأمر أظهر من ذلك بحمد الله، بعد أن نبذ العالم كله الفلسفة اليونانية ومنطقها، إلا الأشاعرة والمعتزلة الذين لا يزالون يظنون أن طريقة الخلف أعلم وأحكم!
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[18 - 07 - 07, 07:03 م]ـ
الإخوة الذين اعترضوا على الخوض في هذه المسألة .. ما أظن اعتراضهم هذا إلا كمثل من اعترض على من قال إن القرآن (منزل غير مخلوق) فقالوا لفرط نجابتهم نحن نبقى على الأصل وعلى ما كان عليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فلا نقول مخلوق ولا نقول غير مخلوق ..
ولمثل هؤلاء كان يقول إمام السنة رحمه الله (اسكتوا نسكت)
قبل أن ينكر الواحد منا على الخائضين في مثل هذه المسائل ينبغي أن يسأل نفسه لماذا خاض العلماء من أمثال شيخ الإسلام في هذه المسائل ثم بعد ذلك ينظر هل هو أهل لهذا الإنكار أم لا .. وللأسف فقد ذكرت بعض المبررات في كلامي أعلاه .. ولكنهم قوم لا يقرأون وإذا قرأوا لا ...
وعلى كل حال نقول .. لقد عرفتم شيئا وفاتتكم أشياء .. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/344)
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[18 - 07 - 07, 07:20 م]ـ
كيف يقال أن قول المخالف يلزم منه أن الفترة التى يخلق الله فيها متناهية, فهى كلا شىء بالنسبة لفترة ما قبل خلق العالم, مع أن الله لا يزال يخلق إلى الأبد, ففترة خلقه بعد حدوث العالم غير متناهية أيضا؟
أما قولك أخى الكريم:
أن الله فعال لما يريد فما أراده فعله وما فعله فقد أراده بخلاف العبد الضعيف فإنه يريد ما لا يفعل ويفعل مالا يريد.
ففعله سبحانه وإرادته متلازمان وماثم فعّال لما يريد إلا الله وحده
فلم يتبين لى حتى الآن مناسبته لمحل النزاع و وجه احتجاجك به على من يقول بحوادث لها أول و يثبت فى نفس الوقت أن الله لم يزل متصفا بصفة الخلق, إذ له أن يقول: أن الله ما أراد أن يخلق, و لما أراد أن يخلق, خلق الخلق, و إرادته و فعله جل و علا متلازمان.
.
أكرر شكرى للأحبة من المشايخ الأفاضل ..
و أرجو من أخى أبى عبد الرحمن السعدى أن يجيب على اعتراضاتى أعلاه, و نسأل الله أن يكتب له الأجر غير منقوص.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 07 - 07, 07:43 م]ـ
الحمد لله وحده ...
إن كان السؤال مفتَتح الموضوع يراد به مسألة تسلسل الحوادث في الماضي، فإجابته أن للناس في هذه المسألة أقوالاً ثلاثة:
الأول: قول أئمّة السنّة والحديث وأئمّة الفلاسفة، أن التسلسل في الماضي وفي المستقبل جائز بإطلاق.
غير أن أهل السنة فارقوا الفلاسفة بأن قالوا: إن كلّ ما سوى الله حادث مخلوق، أما الفلاسفة فقد قالوا إن العالَم قديم ليس مخلوقًا حادثًا، وهذا كفر وزندقة لم يقل به المسلمون من سائر الطوائف.
الثاني: قول من يقول إن التسلسل ممتنع في الماضي وفي المستقبل.
وهو قول الجهم لعنه الله، وأبو الهذيل العلاف من المعتزلة (رأس الهذيلية).
و (لعل) نتاج هذا أن قال من قال من الجهميّة بفناء الجنّة والنار جميعًا، لعلمهم أن القول ببقاء الجنّة أو النار يلزم منه القول بالتسلسل في المستقبل.
الثالث: يجوز في المستقبل دون الماضي.
وهذا قول متكلمي المعتزلة، والأشاعرة، والجهمية.
وقد وافق هؤلاء بعض من وافق، لكنّ أئمة أهل السنة والحديث على القول الأوّل.
وأما اعتراضاتك ـ حفظك الله ـ فما أهونها لمن قرأ كلام أهل السنّة في المسألة.
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[18 - 07 - 07, 07:46 م]ـ
سبحان الله!
المسألة كانت بهذه البساطة عند الصحابة والتابعين، ولا تزال بهذه البساطة عند 99% أو أكثر من المسلمين، الذين لا يتساءلون إن كان هذا العالم مسبوقاً بعوالم أخرى، ويرون الاشتغال بهذا السؤال وأمثاله سفسطة وثرثرة ومضيعة للوقت، وهو كذلك!
انظر إلى دعوى تعطيل صفة الخلق، كم هي هزيلة! هل يجب على رب العالمين أن يخلق عالَماً جديداً في كل لحظة، وأن يتكلم ويخلق ويرزق ويحيي ويميت ويرحم ويعاقب في كل لحظة من الأزل إلى الأبد، وإلا فقد تعطَّلت الصفة لديه؟!
وليُعلم أن شيخ الإسلام ما نظر في هذا الموضوع وفي أمثاله إلا لهدم قواعد الفلسفة ودحض حجج المتفلسفة من علماء الكلام، الذين يتطاولون بعقولهم اليونانية إلى التشريع لرب العالمين، والإذن له بكذا وتحريم كذا عليه، وأنه قادر على كذا وعاجز عن كذا، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
رب العالمين يقول: الإيمان بالله، ويقولون هم: معرفة الله!
رب العالمين يقول: الإيمان بالغيب، ويقولون هم: معرفة الغيب!
وأما في عصرنا فالأمر أظهر من ذلك بحمد الله، بعد أن نبذ العالم كله الفلسفة اليونانية ومنطقها، إلا الأشاعرة والمعتزلة الذين لا يزالون يظنون أن طريقة الخلف أعلم وأحكم!
لم ينبذ العالم كل الفلسفة اليونانية وخصوصا منطقها فمثلا إذا كان علم الرياضيات يستخدم في كل العلوم وملك العلوم كما قيل؛ فإن أسلوب الإستنباط المنطقي الذي به النتائج (المعارف الجديدة) تكتسب من مقدمات (المعارف القديمة) من خلال تطبيق براهين سليمة (القياس المنطقي، وقواعد الاستدلال) وضعه قدماء الاغريق، وأصبح المبدأ الاساسي للرياضيات الحديثة.
مع العلم أن الرياضيات الحديثة التي تقوم على مبدأ نظرية المجموعات لا يمكن أن تكون متماسكة؛ وقد برهن على هذا كوت كودل في الثلاثينات، أي أنه بالضرورة تنتج متناقضات.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[18 - 07 - 07, 08:03 م]ـ
الحمد لله وحده ...
إن كان السؤال مفتَتح الموضوع يراد به مسألة تسلسل الحوادث في الماضي، فإجابته أن للناس في هذه المسألة أقوالاً ثلاثة:
الأول: قول أئمّة السنّة والحديث وأئمّة الفلاسفة، أن التسلسل في الماضي وفي المستقبل جائز بإطلاق.
.
.
.
لكنّ أئمة أهل السنة والحديث على القول الأوّل.
وأما اعتراضاتك ـ حفظك الله ـ فما أهونها لمن قرأ كلام أهل السنّة في المسألة.
إذن هل هو إجماع للسلف؟
و بالنسبة للاعتراضات الهينة التى سطرتها لعدم اطلاعى على كلام أهل السنة فى المسألة, فأتمنى لو تفيد أخاك و محبك بالرد عليها إن كنت قد طالعت نقضها, و احتسب الأجر عند خالقك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/345)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 07 - 07, 08:22 م]ـ
المسألة اتفاقية ولاشك وهي من لوازم اثبات صفات الكلام وإنما قل كلام السلف فيها وندر؛ لغلبة النزاع في فروعها وقتها كمسألة الكلام وغيرها؛لأن السلف سلكوا في إبطال قول المبتدعة بهذه الفروع=مسلك الرد بالدليل النقلي ... ثم لما كثرت الحجج المنطقية بعد القرن الرابع ذرأ الله لأهل الحق ذلكم الرجل الذي لولا تيسير الله له لكنا اسرى في يدي الجهمية والفلاسفة إلى يوم الناس هذا ...
رحمك الله ياشيخ الإسلام فلقد شهدنا أناساً يتناولون كلامك نقضاً ورداً،بتفيهق وتعالم، ولربما لايساوي بعضهم حجاماً كان يجلس في آخر حلقتك ....
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[18 - 07 - 07, 08:44 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا فهر ..
هل نقل شيخ الإسلام أو غيره الإجماع عليها؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 07 - 07, 08:54 م]ـ
هو مقتضى كلامه وكلام ابن أبي العز الذي نقله الأزهري فلم يذكرا قولاً آخر للسلف وأهل الحديث في المسألة وهذا يكفي في مسائل الاعتقاد والسنة ...
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[19 - 07 - 07, 01:39 ص]ـ
بسم الله الأول _بلا ابتداء ولا شىءقبله_الاخر_ بلا انتهاءو لا شىء بعده_،الذى كان وحده (اى منفردا) ولم يكن معه غيره، الخالق البارئ الموسوم باسمائه المتصف بصفاته من قبل ان يخلق الخلق و من بعد خلقهم و من بعد ان يصيرهم مصائرهم، القائل: (ما أشهدتهم خلق السماوات والارض،ولاخلق انفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا)،والصلاة و السلام على نبى الله و رسوله الخاتم محمد بن عبد الله ........... و بعد؛ فانى اعتذر مقدما؛لان حديثى سيكون مقتضبا؛ لان ثمة امر يشغلنى ... اقول_و بالله التوفيق_: (فالشىء اما ان يكون موجودا واما ان يكون معدوما؛ يقول اهل اللغة: عدم_بفتح اوله وكسر ثانيه_يعدم_بفتح الدال_فقد_بفتحات- فالله (عز وجل) كان موجودا و غيره كان معدوما_اى مفقودا بكينونته ومادته_الا فى علم الله،و قبل ان يعترض احد فيقول:1_ (هل الله شىء؟) اقول: نعم؛ قال الله تعالى: (قل: أى شىءاكبر شهادة؟ قل: الله)،2_هل يجوز ان نقول:الله موجود؟ اقول: لا اعلم _مع بضاعتى المزجاة_ان احدا من اهل العلم المعتبرين استنكرها، ثم هى تحمل على ان المخلوقات_ لما صارت بعد ان لم تكن_وجدت الله سابقا لها ثم انبأهم بانه خالقهم فاذعنوا له، اما الكلمة الستقبحة الكفرية فهى (موجد) بفتح الجيم ........ هذا اولا، و ثانيا: اقرأ الحديث بتؤدة وعلى مهل ....... هل فعلت؟ اسمع اذا: قال النبى (صلى الله عليه وسلم): (كان الله) ومعلوم ان الزمن لا اعتبار له فى جنب الله، ثم قوله: (وكان عرشه على الماء) فالواو بمعنى (ثم) لوجود القرينة وهى قرينة ذهنية مفهومة من سباق الكلام_الكلام السابق؛ فالكلام سباق وسياق ولحاق_ الذى معناه (كان الله _وحده_ثم خلق العرش والماء فجعل العرش مستعليا الماء، ثم لو كانت الاشياء الاخرى التى وجدت منها الاشياء الاخرى_هكذاتقولون_موجودة؛ لماكان لقوله _عز وجل_: (كان الله ولم يكن شىء غيره) معنى، و من المقرر فى الاصول (أن النكرة فى سياق النفى تفيد العموم)،اضف الى ذلك ان (كان) فعل كينونة ووجود فيكون تقدير الكلام (وجد الله_ولا أقول: (أوجد) حاش لله، ولم يوجد شىء غيره) او (كان الله موجودا ولم يكن شىء موجودا غيره) ففعل (كان) غير مذكور فى الكلام ب (كائنا) او (موجودا) وغير الموجود مفقود او معدوم. هذه هى لغة العرب، وهذا كلامهم الذى نزل به القرآن الكريما،اماقول: (أن هذا العالم لم يخلق من العدم_كما يتصور_ولكن الله خلقه من نوع آخر) دعوى تحتاج الى دليل، ثم ما ذا النوع الآخر الذى خلق الله منه هذا العالم؟ نبئونى بعلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اما دليلى انا فكلام العرب وفهم العرب ولما سكت الوحيان_الكتاب والسنة_دل سكوتهما على الاقرار؛ لأنه لايجوز تأخير البيان وقت الحاجة؛ وأى حاجة والمسألة عقدية تعبدية، هذه واحدة، و الاخرى؛ مقتضى كلامك أن النوع الآخر خلق من نوع آخر والنوع الآخر_الثالث فى الترتيب الكلامى_خلق من نوع آخر، والنوع الآخر_الرابع _خلق من نوع آخر ....................... وهكذا الى مالا يعلمه الا الله وهو قول من ابطل الاقاويل، اما كلام ابن حزم _ان كان هذا كلامه ولم يلتبس عليك الامر_فلا افهمه؛فانا لا أحب الفلسفةولا الجدل العقلى. اما قولك_ انت_: ( ....... هذا الحديث لاينفى أن العالم خلق من خلق ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/346)
من مخلوقات الله؛ وبالتالى (فان) نوع العالم ليس قديما ... ) أقول: (اثبت العرش _اولا_ثم انقش؛ ما دليلك على أن العلم خلق من خلق آخر؟ وماهذا الخلق الآخر؟ فهذا الحديث_ان لم ينف ..... لو افترضنا صحة ما تقول فانه لا يثبته، قولك: (و بالتالى ...... ) لا يثبت _ايضا عند التحقيق_فلو سلمنا بصحة زعمك لوجدنا الكلام يتناقض؛ فمادة هذا العالم _كما زعمت_متحولة من مادة قديمة_المخلوق الآخر_فى صورة جديدة، وهذا العالم صورة جديدة لمادة قديمة ... وهذاباطل بالمقاييس كلها ........ و قولك: (و اذاكان لا بد لكل نوع من نوع آخر يخلق منه؛ فانه ليس هناك مخلوق قديم مع الله) باطل _أيضا_؛فبمنطقك_انت_الذى عبرت عنه بكلماتك، وسطرته ببنانك_هناك مخلوق قديم مع الله؛ الا وهو مادة المخلوق الاول الذى تتغير صورته وتبقى مادته ..... هذا بالنسبة لكلامك_انت_اما بالنسبة لاستدلالك بالآيات الكريمات فهو عليك لا لك، وانا لم اقل: (ان المادة التى خلق منها آدم_عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام_كانت معدومة، كيف و الماء والطين كانا موجودين؛ اذ الارض كانت موجودة،قال تعالى: (منها خلقناكم) اى الارض، ثم اكل آدم الطعام_ذا المادة الموجودة_و اكلت زوجه الطعام الذى تحول فيهما الى ماء_منى_فتجامعا ثم انجباذرية من ماء مهين مخلوق موجود وهو الامر الذى عنف الله_عز و جل_من اجله الكافرين فى قوله: (أم خلقوا من غير شىء) اما المادة الأولى التى خلق منها الكون فكانت معدومة ....... (اللهم انى ابرأ اليك ان اكون من اهل الباطل، او اكون من الذين يدافعون عن الباطل، اللهم ارنى الحق حقا وارزقنى اتباعه، وارنى الباطل باطلا وارزقنى اجتنابه، اللهم انى اسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلا ان ترزقنا ايمانا صحيحا، وتوحيداصافيا خالصا من الشرك والكفر والتعطيل و التجهم ... آمين. هذا بالنسبةلكلام اخى و حبيبى فى الله العيساوى منصور_نصره الله دائما بنصره لحزبه،وارجو من الله (تقدست اسماؤه و جل ثناؤه) الاتكون للعلقة فى قلب اخى العيساوى حظ .......... ثانيا: اعتذر عن جملة (خلوا الناس ....... ) تقول اللغة: (خلا يخلو خلوا_المصدر_و خلاء_الاسم؛ فرغ، قال الشاعر: خلت الديار فسدت _غير مسود .... ومن العناء تفردى بالسؤدد) وهو الامر الذى لم اقصده، انما قصدت دعوا الناس على فطرهم السليمةو على ملتهم القويمة ......... هذا ان كان الامر يناقش بين اهل السنة و الجماعة، اما ان كان مثارا من اهل الاهواء_كالجهمية و المعطلة_فاقعدوا لهم كل مرصد،واضربوا منهم كل بنان، اما الامر _عندنا فى مصر_آطم و اعم. ثالثا: بخصوص المسألةالمثارة موضوع الحوار؛ فمن البدهى ان الانسان الناطق المتكلم_ولله المثل الاعلى_اذا سكت لم يدل سكوته على أنه عي اخرس بل يدل على انه ذو ارادة؛ اذا شاء تكلم و اذا شاء سكت، وان صفة الكلام لم تنفك عنه، هذا فى حق المخلوق الضعيف الذى قدتسلب منه الصفة فما بالنا بالله الذى لايعجزه شىء، ولايحول بين ارادته وبين ما اراد مانع و لا حائل، وقولهم (ان الله لم يكن خالقا قبل ان يخلق الخلق، ثم صار خالقا بعد ان خلق الخلق) من ابطل الباطل و امحل المحال، فمعنى كلامهم ان صفة الخالق محدثةفهذا تأباه الفطر السليمة و العقول القويمة، وهم بهذا ينسبون نقصا لله-هو منزه عنه_بل شابهوه بخلقه_او بعض خلقه_كالنحات الذى سيقال له: أحى ما خلقت؟ وهو من قبل ان ينحت لم يكن خالقا ثم اكتسب الاسم بعد نحته، كل من يعبد_ من دون الله- آلهةيوقرها ويعظمها و ينزهها الا الفلاسفة والجهمية والمعطلة؛ فانهم ينسبون لله_تعالى عما يقولون علوا كبيرا_كل نقص،ولا حول ولا قوة الا بالله .......... سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اشهد ان لا اله الا انت،استغفرك واتوب اليك ................ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[19 - 07 - 07, 05:28 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/347)
بسم الله الأول _بلا ابتداء ولا شىءقبله_الاخر_ بلا انتهاءو لا شىء بعده_،الذى كان وحده (اى منفردا) ولم يكن معه غيره، الخالق البارئ الموسوم باسمائه المتصف بصفاته من قبل ان يخلق الخلق و من بعد خلقهم و من بعد ان يصيرهم مصائرهم، القائل: (ما أشهدتهم خلق السماوات والارض،ولاخلق انفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا)،والصلاة و السلام على نبى الله و رسوله الخاتم محمد بن عبد الله ........... و بعد؛ فانى اعتذر مقدما؛لان حديثى سيكون مقتضبا؛ لان ثمة امر يشغلنى ... اقول_و بالله التوفيق_: (فالشىء اما ان يكون موجودا واما ان يكون معدوما؛ يقول اهل اللغة: عدم_بفتح اوله وكسر ثانيه_يعدم_بفتح الدال_فقد_بفتحات- فالله (عز وجل) كان موجودا و غيره كان معدوما_اى مفقودا بكينونته ومادته_الا فى علم الله،و قبل ان يعترض احد فيقول:1_ (هل الله شىء؟) اقول: نعم؛ قال الله تعالى: (قل: أى شىءاكبر شهادة؟ قل: الله)،2_هل يجوز ان نقول:الله موجود؟ اقول: لا اعلم _مع بضاعتى المزجاة_ان احدا من اهل العلم المعتبرين استنكرها، ثم هى تحمل على ان المخلوقات_ لما صارت بعد ان لم تكن_وجدت الله سابقا لها ثم انبأهم بانه خالقهم فاذعنوا له، اما الكلمة الستقبحة الكفرية فهى (موجد) بفتح الجيم ........ هذا اولا، و ثانيا: اقرأ الحديث بتؤدة وعلى مهل ....... هل فعلت؟ اسمع اذا: قال النبى (صلى الله عليه وسلم): (كان الله) ومعلوم ان الزمن لا اعتبار له فى جنب الله، ثم قوله: (وكان عرشه على الماء) فالواو بمعنى (ثم) لوجود القرينة وهى قرينة ذهنية مفهومة من سباق الكلام_الكلام السابق؛ فالكلام سباق وسياق ولحاق_ الذى معناه (كان الله _وحده_ثم خلق العرش والماء فجعل العرش مستعليا الماء، ثم لو كانت الاشياء الاخرى التى وجدت منها الاشياء الاخرى_هكذاتقولون_موجودة؛ لماكان لقوله _عز وجل_: (كان الله ولم يكن شىء غيره) معنى، و من المقرر فى الاصول (أن النكرة فى سياق النفى تفيد العموم)،اضف الى ذلك ان (كان) فعل كينونة ووجود فيكون تقدير الكلام (وجد الله_ولا أقول: (أوجد) حاش لله، ولم يوجد شىء غيره) او (كان الله موجودا ولم يكن شىء موجودا غيره) ففعل (كان) غير مذكور فى الكلام ب (كائنا) او (موجودا) وغير الموجود مفقود او معدوم. هذه هى لغة العرب، وهذا كلامهم الذى نزل به القرآن الكريما،اماقول: (أن هذا العالم لم يخلق من العدم_كما يتصور_ولكن الله خلقه من نوع آخر) دعوى تحتاج الى دليل، ثم ما ذا النوع الآخر الذى خلق الله منه هذا العالم؟ نبئونى بعلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اما دليلى انا فكلام العرب وفهم العرب ولما سكت الوحيان_الكتاب والسنة_دل سكوتهما على الاقرار؛ لأنه لايجوز تأخير البيان وقت الحاجة؛ وأى حاجة والمسألة عقدية تعبدية، هذه واحدة، و الاخرى؛ مقتضى كلامك أن النوع الآخر خلق من نوع آخر والنوع الآخر_الثالث فى الترتيب الكلامى_خلق من نوع آخر، والنوع الآخر_الرابع _خلق من نوع آخر ....................... وهكذا الى مالا يعلمه الا الله وهو قول من ابطل الاقاويل، اما كلام ابن حزم _ان كان هذا كلامه ولم يلتبس عليك الامر_فلا افهمه؛فانا لا أحب الفلسفةولا الجدل العقلى. اما قولك_ انت_: ( ....... هذا الحديث لاينفى أن العالم خلق من خلق ما من مخلوقات الله؛ وبالتالى (فان) نوع العالم ليس قديما ... ) أقول: (اثبت العرش _اولا_ثم انقش؛ ما دليلك على أن العلم خلق من خلق آخر؟ وماهذا الخلق الآخر؟ فهذا الحديث_ان لم ينف ..... لو افترضنا صحة ما تقول فانه لا يثبته، قولك: (و بالتالى ...... ) لا يثبت _ايضا عند التحقيق_فلو سلمنا بصحة زعمك لوجدنا الكلام يتناقض؛ فمادة هذا العالم _كما زعمت_متحولة من مادة قديمة_المخلوق الآخر_فى صورة جديدة، وهذا العالم صورة جديدة لمادة قديمة ... وهذاباطل بالمقاييس كلها ........ و قولك: (و اذاكان لا بد لكل نوع من نوع آخر يخلق منه؛ فانه ليس هناك مخلوق قديم مع الله) باطل _أيضا_؛فبمنطقك_انت_الذى عبرت عنه بكلماتك، وسطرته ببنانك_هناك مخلوق قديم مع الله؛ الا وهو مادة المخلوق الاول الذى تتغير صورته وتبقى مادته ..... هذا بالنسبة لكلامك_انت_اما بالنسبة لاستدلالك بالآيات الكريمات فهو عليك لا لك، وانا لم اقل: (ان المادة التى خلق منها آدم_عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام_كانت معدومة، كيف و الماء والطين كانا موجودين؛ اذ الارض كانت موجودة،قال تعالى: (منها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/348)
خلقناكم) اى الارض، ثم اكل آدم الطعام_ذا المادة الموجودة_و اكلت زوجه الطعام الذى تحول فيهما الى ماء_منى_فتجامعا ثم انجباذرية من ماء مهين مخلوق موجود وهو الامر الذى عنف الله_عز و جل_من اجله الكافرين فى قوله: (أم خلقوا من غير شىء) اما المادة الأولى التى خلق منها الكون فكانت معدومة ....... (اللهم انى ابرأ اليك ان اكون من اهل الباطل، او اكون من الذين يدافعون عن الباطل، اللهم ارنى الحق حقا وارزقنى اتباعه، وارنى الباطل باطلا وارزقنى اجتنابه، اللهم انى اسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلا ان ترزقنا ايمانا صحيحا، وتوحيداصافيا خالصا من الشرك والكفر والتعطيل و التجهم ... آمين. هذا بالنسبةلكلام اخى و حبيبى فى الله العيساوى منصور_نصره الله دائما بنصره لحزبه،وارجو من الله (تقدست اسماؤه و جل ثناؤه) الاتكون للعلقة فى قلب اخى العيساوى حظ .......... ثانيا: اعتذر عن جملة (خلوا الناس ....... ) تقول اللغة: (خلا يخلو خلوا_المصدر_و خلاء_الاسم؛ فرغ، قال الشاعر: خلت الديار فسدت _غير مسود .... ومن العناء تفردى بالسؤدد) وهو الامر الذى لم اقصده، انما قصدت دعوا الناس على فطرهم السليمةو على ملتهم القويمة ......... هذا ان كان الامر يناقش بين اهل السنة و الجماعة، اما ان كان مثارا من اهل الاهواء_كالجهمية و المعطلة_فاقعدوا لهم كل مرصد،واضربوا منهم كل بنان، اما الامر _عندنا فى مصر_آطم و اعم. ثالثا: بخصوص المسألةالمثارة موضوع الحوار؛ فمن البدهى ان الانسان الناطق المتكلم_ولله المثل الاعلى_اذا سكت لم يدل سكوته على أنه عي اخرس بل يدل على انه ذو ارادة؛ اذا شاء تكلم و اذا شاء سكت، وان صفة الكلام لم تنفك عنه، هذا فى حق المخلوق الضعيف الذى قدتسلب منه الصفة فما بالنا بالله الذى لايعجزه شىء، ولايحول بين ارادته وبين ما اراد مانع و لا حائل، وقولهم (ان الله لم يكن خالقا قبل ان يخلق الخلق، ثم صار خالقا بعد ان خلق الخلق) من ابطل الباطل و امحل المحال، فمعنى كلامهم ان صفة الخالق محدثةفهذا تأباه الفطر السليمة و العقول القويمة، وهم بهذا ينسبون نقصا لله-هو منزه عنه_بل شابهوه بخلقه_او بعض خلقه_كالنحات الذى سيقال له: أحى ما خلقت؟ وهو من قبل ان ينحت لم يكن خالقا ثم اكتسب الاسم بعد نحته، كل من يعبد_ من دون الله- آلهةيوقرها ويعظمها و ينزهها الا الفلاسفة والجهمية والمعطلة؛ فانهم ينسبون لله_تعالى عما يقولون علوا كبيرا_كل نقص،ولا حول ولا قوة الا بالله .......... سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اشهد ان لا اله الا انت،استغفرك واتوب اليك ................ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيك أخي الحبيب
اعلم أحسن الله إليك أن صدق أي برهان مرتبط بصدق مقدماته، والمقدمة الكلية التي بنيت عليها برهانك هي: الشىء اما ان يكون موجودا واما ان يكون معدوما وبما أن معرفة الجزئيات متقدمة على معرفة الكلية فيلزمك تعريف ما هو الشيء وما هو الموجود وما هو المعدوم.
الفلاسفة يختصرون ويقولون: الشيء إما موجود أو غير موجود. ولكنك أضفت وقلت: فالشىء اما ان يكون موجودا واما ان يكون معدوما. وأنت قلت (كان) فعل كينونة ووجود، فهل للمعدوم كينونة ووجود؟ فالمعدوم إذن موجود!
وإسم المفعول في المقدمة موجود هو من فعل أوجد، وليس من فعل وجد وإلا لكنت قلت: فالشىء اما ان يكون موجودا واما ان يكون مفقودا. وفَقَدْتُ الشيءَ أفْقِدُهُ فَقْداً وفِقْداناً وفُقْداناً. وكذلك الافْتِقادُ. وتَفَقدْتُهُ، أي طلبته عند غيبته. أي أنه كان حاضرا ثم غاب. ولا يجوز قول موجود من فعل أوجد على الله سبحانه وتعالى، لأن الموجود هو ما أوجده الله. أما إن كنت تقصد بالموجود من فعل الكينونة كان، فلا حاجة لك بذكر كلمة الموجود لأنه حشو في مقدمة، وكان الله ذكرت كثيرا في الكتاب والسنة، فتكون المقدمة: الشيء إما أن يكون أو لا يكون.
من الصحاح للجوهري
الشَيْءُ تصغيره شُيَيْءٌ وشِيَيْءٌ أيضاً بكسر الشين وضمِّها، ولا تقل شُوَيٌّ، والجمع أشياءُ غيرُ مصروفٍ. والمشيئة: الإرادة، وقد شئتُ الشَّيْءَ أَشاؤُهُ. وقولهم: كل شيء بِشِيئَةِ الله، بكسر الشين أي بمشيئة الله تعالى. الأصمعي: شَيَّأتُ الرَّجُلَ على الأمر: حَمَلْتثهُ عليه. وأشاءَهُ لغة في أَجاءَهُ أي أَلْجَأَهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/349)
فالشيء كل أمر أراده الله الفعال لما يريد، وإذا كان كل ما أراده الله فعله، فإن كل شيء يكون، وليس كل شيء يكون أو لا يكون.
انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ( http://**********<b></b>:showAya(36,82)) يس (آية:82) ( http://**********<b></b>:showAya(36,82))
والمشيئة هنا هي مشيئة الله لأننا في موضوع خلق العالم، أما ما يريده العبد فقد يكون أو لا يكون فذلك مرتبط بأمر الله تعالى، وما أراده العبد ولم يأمر به الله فهو باطل وليس حق؛ كأرض أخرى في الفضاء أو رجال الفضاء ...
وقولك:
اما المادة الأولى التى خلق منها الكون فكانت معدومة
في حديث النحات الذى سيقال له: أحى ما خلقت؟ فقد خلق مثلا صنما فهذا الصنم مخلوق لكنه لم يكن، فهناك فرق بين الخلق والكينونة التي تكون بعد الخلق، وكذلك سيدنا عيسى يخلق من الطين كهيئة الطير قبل أن يكون، ويكون بعد أن ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله.
واذ قال ربك للملائكه اني خالق بشرا من صلصال من حما مسنون ( http://**********<b></b>:showAya(15,28)) الحجر (آية:28) ( http://**********<b></b>:showAya(15,28))
فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ( http://**********<b></b>:showAya(15,29))
الحجر (آية:29 ( http://**********<b></b>:showAya(15,29)))
فهل ما قصدته بالعدم أن السماوات والأرض كانت دون أن تخلق؟ فالخلق كما بينا يكون من مادة معلومة، أي أن الله سبحانه وتعالى قال للسماوات والأرض كن فكانت دون أن يسبق ذلك خلق؟ وهذا يتناقض مع ما جاء في الكتاب والسنة من أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام خلقا وإبداعا.
وهو الذي خلق السماوات والارض في سته ايام وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا ولئن قلت انكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين ( http://**********<b></b>:showAya(11,7)) هود (آية:7) ( http://**********<b></b>:showAya(11,7))
وقد ذكرتَ الماء والعرش؛ فمن سبق؟ خلق الماء والعرش أم خلق السماوات والأرض؟
قلت: يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم، قال: آية الكرسي، ثم قال: يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة.
والحديث الآخر: يبين أن سؤال أهل اليمن كان حول السماوات والأرض، لذلك قال لهم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكن شيء غيره أي من السماوات والأرض.
وَرَوَى الْبُخَارِيّ عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْن. قَالَ: كُنْت عِنْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ قَوْم مِنْ بَنِي تَمِيم فَقَالَ: (اِقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيم) قَالُوا: بَشَّرْتنَا فَأَعْطِنَا [مَرَّتَيْنِ] فَدَخَلَ نَاس مِنْ أَهْل الْيَمَن فَقَالَ: (اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْل الْيَمَن إِذْ لَمْ يَقْبَلهَا بَنُو تَمِيم) قَالُوا: قَبِلْنَا , جِئْنَا لِنَتَفَقَّه فِي الدِّين , وَلِنَسْأَلك عَنْ هَذَا الْأَمْر مَا كَانَ؟ قَالَ: (كَانَ اللَّه وَلَمْ يَكُنْ شَيْء غَيْره وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَكَتَبَ فِي الذِّكْر كُلّ شَيْء) ثُمَّ أَتَانِي رَجُل فَقَالَ: يَا عِمْرَان أَدْرِكْ نَاقَتك فَقَدْ ذَهَبَتْ , فَانْطَلَقْت أَطْلُبهَا فَإِذَا هِيَ يَقْطَع دُونهَا السَّرَاب ; وَاَيْم اللَّه لَوَدِدْت أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ وَلَمْ أَقُمْ.
وهذا حديث من تفسير الطبري يذكر أن الماوات والأرض خلقتا من صفاء الماء:
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: ثَنَا إِسْحَاق , قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الْكَرِيم , قَالَ: ثني عَبْد الصَّمَد بْن مَعْقِل , قَالَ: سَمِعْت وَهْب بْن مُنَبِّه يَقُول: إِنَّ الْعَرْش كَانَ قَبْل أَنْ يَخْلُق اللَّه السَّمَوَات وَالْأَرْض , ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَة مِنْ صَفَاء الْمَاء , ثُمَّ فَتَحَ الْقَبْضَة فَارْتَفَعَ دُخَان , ثُمَّ قَضَاهُنَّ سَبْع سَمَوَات فِي يَوْمَيْنِ , ثُمَّ أَخَذَ طِينَة مِنْ الْمَاء فَوَضَعَهَا مَكَان الْبَيْت , ثُمَّ دَحَا الْأَرْض مِنْهَا , ثُمَّ خَلَقَ الْأَقْوَات فِي يَوْمَيْنِ وَالسَّمَوَات فِي يَوْمَيْنِ وَخَلَقَ الْأَرْض فِي يَوْمَيْنِ , ثُمَّ فَرَغَ مِنْ آخِر الْخَلْق يَوْم السَّابِع
ومن سورة فصلت:
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9}
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ {10}
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ {11}
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {12}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/350)
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[19 - 07 - 07, 10:32 م]ـ
بسم الله، والحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، أقول _اختصارا، ثم لنا لقاء آخر أطيل فيه_:اولا: الفعل (وجد) بفتحات (ثلاثى ماض)،ومضارعه (يجد) بفتح ثم كسر، و اصله (يوجد) بفتح فسكون ثم كسر، حذفت الواو الساكنة لوقوعها بين عدوتيها الفتحة و الكسرة .. ،اسم الفاعل منه (واجد)،و اسم المفعول (موجود)،،،،اما الفعل (أوجد) فمضارعه (يوجد) بضم فسكون ثم كسر، بقيت الواو الساكنة لمناسبة الضمة قبلها لها .. ،اسم الفاعل منه (موجد) بضم الميم وكسر الجيم، واسم المفعول (موجد) بضم الميم وفتح الواو ........ (فتنبه) اما الفلاسفة؛ فدعنى منهم ومن اقوالهم، وانا _بفضل الله_أعلم ان العرش والماء خلقهما سابق لخلق السماوات والارض، اما سؤال اليمنين عن هذا الامر، فليس سؤالا عن السماوات والارض _فقط_ (معذرةساذهب لصلام العشاء ثم اعود)
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[20 - 07 - 07, 08:38 ص]ـ
أوجد بمعنى أغنى إسم المفعول منها موجد، أما أوجد بمعنى أوجده الله من عدم فإسم المفعول منها موجود وأصحاب معاجم اللغة يبينون إسم المفعول منها، فالجوهري يقول في الصحاح:
ووُجِدَ الشيء عن عدمٍ فهو موجودٌ. وأوْجَدَهُ الله.
ويقول ابن منظور في لسان العرب:
ووُجِدَ الشيءُ عن عدَم، فهو موجود، مثل حُمّ فهو محموم؛ وأَوجَدَه الله ولا يقال وجَدَه، كما لا يقال حَمّه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 07 - 07, 09:43 ص]ـ
القائلون بامتناع حوادث لا أول لها ...
هل يقولون بأن هذا الامتناع ثابت بالعقل أو بالنقل؟
لا يقال إنه ثابت بالنقل؛ لأنهم أصلا يستدلون بهذا الامتناع في إثبات واجب الوجود، وهذا أمر سابق على إثبات النقل، فثبت أنهم يقولون بأن هذا الامتناع ثابت عندهم بالعقل.
وبناء على ما سبق فيقال لهم:
الجليل سبحانه وتعالى في الِقَدم، هل كان قادرا على إحداث الحوادث في القدم أو لا؟
إن قالوا: (لم يكن قادرا على ذلك) فقد سلبوه صفة القدرة، وهذا قول الجهمية، والأشاعرة لا يقولون بذلك.
وإن قالوا: (كان قادرا على ذلك)، فنقول لهم: الممكنات من المقدورات ليست ممتنعة عقلا، فثبت المطلوب.
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[20 - 07 - 07, 08:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله الذى لم يتركنا هملا؛ فأرسل الينا نبيا رسولا، وصل اللهم على نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،وآته الوسيلة و الفضيلة وابعثه المقام المحمود ... وبعد ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اعتذر _اولا_؛لانى لم اتم حديثى البارحة. ثانيا: اشكر اخى وحبيبى _فى الله_العيساوى منصور؛ لأنه اعادنى لمطالعة المعاجم العربية_فهى روحى ومتنفسى_و من قبل كنت اجيب من حافظتى، فجزاه الله عنى خير الجزاء. ثالثا: أظن ان الامور قد اتضحت امام اخى العيساوى؛ لانه _هو_الذى نقل كلام ابن منظور الذى فيه: {(وجد) -بضم فكسر_ الشىء عن عدم فهو موجود}،و كذا قال الجوهرى، واضيف_نقلا عن (تاج العروس) _مادة الدال، باب الواو_: {قال الفيومى:الموجود خلاف المعدوم، واوجد الله الشىء من العدم، فوجد_ بفتح فضم ثم كسر_فهو موجود}،اذا فاهل اللغة يقسمون الامر الى موجود و معدوم لا كماتقول الفلاسفة_زادهم الله خسارا وتجارتهم بوارا_:موجود و غير موجود، و من المعلوم ان القرآن نزل بلسان عربى مبين ليخاطب امة عربية صرفا. و للحديث بقية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[21 - 07 - 07, 01:41 م]ـ
لم ينبذ العالم كل الفلسفة اليونانية وخصوصا منطقها فمثلا إذا كان علم الرياضيات يستخدم في كل العلوم وملك العلوم كما قيل؛ فإن أسلوب الإستنباط المنطقي الذي به النتائج (المعارف الجديدة) تكتسب من مقدمات (المعارف القديمة) من خلال تطبيق براهين سليمة (القياس المنطقي، وقواعد الاستدلال) وضعه قدماء الاغريق، وأصبح المبدأ الاساسي للرياضيات الحديثة.
مع العلم أن الرياضيات الحديثة التي تقوم على مبدأ نظرية المجموعات لا يمكن أن تكون متماسكة؛ وقد برهن على هذا كوت كودل في الثلاثينات، أي أنه بالضرورة تنتج متناقضات.
بالأمس تساوي بين التنجيم (الذي هو عمل السحرة) وبين علم الفلك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106079
والآن تستنكر ما هو معروف بالضرورة، وهو أن العالم المعاصر قد هجر الفلسفة اليونانية:
(1) قسم الإلهيات الذي يدور عليه البحث.
(2) وقسم الطبيعيات (مع أن بعض كلام أرسطو في الطبيعيات صحيح ولكن العلم الحديث أثبته بالتجربة لا لأنه كلام أرسطو).
(3) وقسم المنطق (بدليل أن المسلم يذهب إلى أوربا وأمريكا ويعود بدرجة الدكتوراه من غير أن يُطلب منه ولا من غيره دراسة المنطق الأرسطي.
وهذا الهجران للفلسفة اليونانية عمره الآن ثلاثة قرون، ولم تنهض أروربا نهضتها المادية إلا بعد طلاقها لخرافات اليونان العلمية، وإذا أردت معرفة ذلك فارجع إلى كتاب ابن رشد والرشدية لرينان
المشكلة أن المعتزلة والأشاعرة لا يزالون يعتمدون المنطق الأرسطي، ويقولون عنه كما قال الغزالي رحمه الله (معيار العلم!). وسمعت من شيخي لي أزهري أشعري: أن المنطق يعصم الجنان كما يعصم النحو اللسان!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/351)
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[22 - 07 - 07, 04:49 ص]ـ
بالأمس تساوي بين التنجيم (الذي هو عمل السحرة) وبين علم الفلك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106079
والآن تستنكر ما هو معروف بالضرورة، وهو أن العالم المعاصر قد هجر الفلسفة اليونانية:
(1) قسم الإلهيات الذي يدور عليه البحث.
(2) وقسم الطبيعيات (مع أن بعض كلام أرسطو في الطبيعيات صحيح ولكن العلم الحديث أثبته بالتجربة لا لأنه كلام أرسطو).
(3) وقسم المنطق (بدليل أن المسلم يذهب إلى أوربا وأمريكا ويعود بدرجة الدكتوراه من غير أن يُطلب منه ولا من غيره دراسة المنطق الأرسطي.
وهذا الهجران للفلسفة اليونانية عمره الآن ثلاثة قرون، ولم تنهض أروربا نهضتها المادية إلا بعد طلاقها لخرافات اليونان العلمية، وإذا أردت معرفة ذلك فارجع إلى كتاب ابن رشد والرشدية لرينان
المشكلة أن المعتزلة والأشاعرة لا يزالون يعتمدون المنطق الأرسطي، ويقولون عنه كما قال الغزالي رحمه الله (معيار العلم!). وسمعت من شيخي لي أزهري أشعري: أن المنطق يعصم الجنان كما يعصم النحو اللسان!
إذا عرف السبب بطل العجب!!!
ما عرفت سبب مداخلتك تلك، ولما كان سبب ذلك هو أنك فهمت أنني أساوي بين علم الفلك و التنجيم، فأنا أعتذر منك وجد متأسف لما قلته في حقك، ومهما بلغ أدب المرء فسيكون رده أكثر قسوة من ردك ذاك على من يساوي بين علم الفلك والتنجيم، واعلم عزيزي أنني ما قصدت ذلك الأمر، ربما عجزت عن التعبير عما أردت قوله، فاعذرني وتجاوز الأمر، بارك الله فيك.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[22 - 07 - 07, 01:04 م]ـ
بارك الله فيك ونفعك ونفع بك.
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[22 - 07 - 07, 03:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
الأخوة الأكارم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم بعض كلام الشيخ الألباني رحمه الله من الصحيحه برقم 133 قال:
133 - " إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم و أمره أن يكتب كل شيء يكون ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 207:
رواه أبو يعلى (126/ 1) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " (ص 271) من طريق أحمد: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا رباح ابن زيد عن عمر بن حبيب عن القاسم بن أبي بزة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا.
من فوائد الحديث:
و في الحديث إشارة إلى ما يتناقله الناس حتى صار ذلك عقيدة راسخة في قلوب كثيرة منهم و هو أن النور المحمدي هو أول ما خلق الله تبارك و تعالى. و ليس لذلك أساس من الصحة، و حديث عبد الرزاق غير معروف إسناده. و لعلنا نفرده بالكلام في " الأحاديث الضعيفة " إن شاء الله تعالى.
و فيه رد على من يقول بأن العرش هو أول مخلوق، و لا نص في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، و إنما يقول به من قاله كابن تيمية و غيره - استنباطا واجتهادا فالأخذ بهذا الحديث - و في معناه أحاديث أخرى - أولى لأنه نص في المسألة، ولا اجتهاد في مورد النص كما هو معلوم.
وتأويله بأن القلم مخلوق بعد العرش باطل، لأنه يصح مثل هذا التأويل لو كان هناك نص قاطع على أن العرش أول المخلوقات كلها ومنها القلم، أما ومثل هذا النص مفقود، فلا يجوز هذا التأويل.
وفيه رد أيضا على من يقول بحوادث لا أول لها، و أنه ما من مخلوق، إلا
و مسبوق بمخلوق قبله، و هكذا إلى مالا بداية له، بحيث لا يمكن أن يقال: هذا أول مخلوق.
فالحديث يبطل هذا القول و يعين أن القلم هو أول مخلوق، فليس قبله قطعا أي مخلوق. ولقد أطال ابن تيمية رحمه الله الكلام في رده على الفلاسفة محاولا إثبات حوادث لا أول لها، و جاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول، و لا تقبله أكثر القلوب، حتى اتهمه خصومه بأنه يقول بأن المخلوقات قديمة لا أول لها، مع أنه يقول و يصرح بأن ما من مخلوق إلا و هو مسبوق بالعدم، و لكنه
مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له. كما يقول هو و غيره بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية، فذلك القول منه غير مقبول، بل هو مرفوض بهذا الحديث وكم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج، لأن الكلام فيه شبيه بالفلسفة و علم الكلام الذي تعلمنا منه التحذير و التنفير منه، و لكن صدق الإمام مالك رحمه الله حين قال: " ما منا من أحد إلا رد و رد عليه إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم ". أ. هـ
وأرى أن الكلام على صحة هذا الحديث هو المهم في تلك المسألة، فإن صح هذا الحديث فلا مجال لرد كلام المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وهو أعلم الخلق بالله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 07 - 07, 03:15 م]ـ
كلام الشيخ الألباني رحمه الله إنما قاله بادي الرأي، وكلام شيخ الإسلام واضح كالشمس، وقد أعاد فيه وأبدى في كثير من كتبه، وينظر هذا الرابط:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=113
والقول بسبق العرش للقلم الذي ضعفه الشيخ الألباني هو قول الجمهور، فلم يتفرد به ابن تيمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/352)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 07 - 07, 03:19 م]ـ
الحمد لله وحده ...
هذا من أخطاء الشيخ ولم يكن من المحررين في هذه المسائل، وأقتبس عبارة الشيخ فأقول: كم كنا نود ألا يلج الألباني رحمه الله هذا المولج، فيوافق المتكلّمين الأشاعرة والكرامية والمعتزلة فيعطّل الله عن بعض صفاته.
ثم الألباني رحمه الله يقول أيضًا عن شيخ الإسلام ابن تيمية: (يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له. كما يقول هو و غيره بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية، فذلك القول منه غير مقبول) أهـ
وظاهره أنه لا يقول أيضًا بالتسلسل في المستقبل، وهذا منه غير مقبول، وحينها سيخالف الألباني رحمه الله الفلاسفة وأئمّة السنة والمتكلمين ولن يبقى له موافق غير الجهم بن صفوان وأبو هذيل العلاف المعتزلي.
ولأننا ننزّه الشيخ عن مثل هذه الأقوال نرجو من الإخوة ألا ينقلوا كلامه في مثل هذه المباحث.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 07 - 07, 03:30 م]ـ
الحمد لله وحده ...
وبخصوص الحديث يكفي مطالعة الكتاب الذي وضع رابطه أخونا أبو مالك.
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[24 - 07 - 07, 01:52 ص]ـ
هذا مما قاله ابن تيمية رحمه الله:
وأما جنس الحوادث شيئاً بعد شيء تنازع فيه الناس فقيل أن ذلك ممتنع في الماضي والمستقبل كقول الجهم وأبي الهذيل فقال الجهم: بفناء الجنة والنار.
وقال أبو الهذيل: بفناء حركات أهلهما وقيل بل هو جائز في المستقبل دون الماضي لأن الماضي دخل في الوجود دون المستقبل وهو قول كثير من طوائف النظار.
وقيل بل هو جائز في الماضي والمستقبل وهذا قول أئمة أهل الملل وأئمة السنة كعبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما ممن يقول بأن الله لم يزل متكلماً إذا شاء وإن كلمات الله لا نهاية لها وهي قائمة بذاته وهو متكلم بمشيئته وقدرته. وهو أيضاً قول أئمة الفلاسفة لكن أرسطو وأتباعه مدعون ذلك في حركات الفلك ويقولون إنه قديم أزلي وخالفوا في ذلك جمهور الفلاسفة مع مخالفة الأنبياء والمرسلين وجماهير العقلاء فإنهم متفقون على أن الله خلق السموات والأرض بل هو خالق كل شيء وكل ما سوى الله مخلوق حادث كائن بعد أن لم يكن.
وإذا كان التسلسل هو اعتقاد أهل الملل فإنه اعتقاد الصحابة رضي الله عنهم، وعندما يخاطبهم الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالحديث المذكور آنفا:
133 - " إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم و أمره أن يكتب كل شيء يكون ".
فإنهم ولا بد عالمون أي بداية خلق يعنيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، -لأنه سبحانه وتعالى يبدأ الخلق ثم يعيده- هل هي بداية خلق الانسان؟ أم هي بداية خلق الدواب، أم هي بداية خلق السماوات والأرض، أم أنه في أي بداية خلق، يخلق الله القلم.
وخلق الله القلم ليكتب القدر، والقدر أتت في القرآن مرتبة بعد خلق الأشياء {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} قال القرطبي: أَيْ قَدَّرَ كُلّ شَيْء مِمَّا خَلَقَ بِحِكْمَتِهِ عَلَى مَا أَرَادَ , لَا عَنْ سَهْوَة وَغَفْلَة , بَلْ جَرَتْ الْمَقَادِير عَلَى مَا خَلَقَ اللَّه إِلَى يَوْم الْقِيَامَة , وَبَعْد الْقِيَامَة , فَهُوَ الْخَالِق الْمُقَدِّر ; فَإِيَّاهُ فَاعْبُدُوهُ. {مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ - ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ}
" فَقَدَّرَهُ " فِي بَطْن أُمّه. كَذَا رَوَى الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس: أَيْ قَدَّرَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَعَيْنَيْهِ وَسَائِر آرَابِهِ , وَحَسَنًا وَدَمِيمًا , وَقَصِيرًا وَطَوِيلًا , وَشَقِيًّا وَسَعِيدًا.
وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن طَاهِر يَسَّرَ عَلَى كُلّ أَحَد مَا خَلَقَهُ لَهُ وَقَدَّرَهُ عَلَيْهِ ; دَلِيله قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: [اِعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّر لِمَا خُلِقَ لَهُ].
وفي هذا الحديث الصحيح من تاريخ الطبري:
عن ابن عباس قال أول شيء خلق الله تعالى القلم فقال له اكتب فكتب ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ثم خلق النون فوق الماء ثم كبس الأرض عليه
يتضح أن الله سبحانه وتعالى خلق القلم قبل خلق الدواب وهذا بعد خلق الأرض وتصدقه الآية الكريمة: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9}
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ {10} أي أن الله سبحانه وتعالى قدر في الأرض أقواتها بعد أن خلقها.
أما ما ذكره الأخ الحبيب ابو محمد المصرى الأثرى:
1_ (هل الله شىء؟) اقول: نعم؛ قال الله تعالى: (قل: أى شىءاكبر شهادة؟ قل: الله).
فأقول له والله الموفق؛ أنه لا يجوز قول _الله شيء_على العموم، لأن الآية التي استشهد بها مقيدة بالشهادة؛ أي أن شيء تنوب عن الشهداء -أي الشهداء أكبر شهادة- {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} وكلمة شيء تكون دائما مقيدة بصفة فقد تنوب عن المخلوقين {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} -خالق كل مخلوق- وقد يقال مثلا -أي شيء أكثر نوما أو أكلا- وغيره مما لا يجوز في الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/353)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 05:41 م]ـ
[ right] أما ما ذكره الأخ الحبيب ابو محمد المصرى الأثرى:
[ size=5] فأقول له والله الموفق ...
أقول لك والله الموفق، ليتك راجعتَ كتب عقائد أهل السنّة وفهمتَ كلامهم قبل هذا الذي قلته في إطلاق الشيء على الله.
فإن أهل السنّة قد قالوا إن الله شيء، وقد أخبر عن نفسه بذلك.
ويقولون إن النبي صلى الله عليه وسلّم قد سمى بعض صفات الله شيئًا.
وأما ما تفضّلتَ به من التقييد فخارج عن محل البحث ..
فالبحث في: (هل يقال إن الله شيء).
والجواب الذي هو معتقد أهل السنّة: نعم ..
ويستدل على ذلك بأدلة منها الآية المذكورة.
وليس البحث في: (هل الله شيء يأكل) أو (شيء ينام) .. ليلزم التقييد على ما تفضّلت.
فهذا زائد عن محل البحث فلا داعي له.
والصحيح أنه يجوز أن يخبر عن الله بأنه شيء مطلقًا، ثم إذا كان هناك زيادة في الإخبار فينظر في هذه الزيادة.
وهذا مثل أن يقال: هل الله موجود؟
فالجواب: نعم.
فيأتي من يعترض ويقول: ينبغي التقييد، لأن الله موجود حي قيوم.
وليس موجودًا ميتًا محتاجًا.
فهذا نقول له: ليس هذا محل البحث بل زائد عليه ..
ونرجو من الإخوة أن يراجعوا أقوال أهل العلم قبل أن يتجشموا عناء الكتابة في صفات الرب ..
حتى يقول بعضهم يجوز
ويقول الآخرون لا يجوز
والكلام في صفات الملك الحق سبحانه وتعالى وعز وجلّ وليس في مسألة فقهيّة عمليّة اجتهادية
فهذا الأمر من أعظم البلاء ..
سبحان الله الصبور الحليم ..
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[24 - 07 - 07, 08:47 م]ـ
يجوز الاخبار عن الله ب "شيء"، ويكون الخبر هو أن الله يشهد. ولذلك يكون الأمر متعلق بالخبر وليس بلفظة "شيء"، فمثلها كمثل فعل "كان" والضمير "هو"
ففعل "كانَ" إذا جعلته عبارةً عمَّا مضى من الزمان احتاج إلى خبر، لأنَّه دلَّ على الزمان فقط. تقول: كان زيدٌ عالماً. وإذا جعلته عبارةً عن حدوث الشيء ووقوعه: استغنى عن الخبر، لأنَّه دلَّ على معنًى وزمانٍ. و "شيء" يخبر بها وليست خبرا.
ومداخلتك ناقصة لم تحلنا فيها على كتاب ولا على موقع، ويكون من الأفضل نقل ما قاله أهل العلم، وعليك أن توضح هل هو إجماع السلف أو أنه رأي أحد العلماء كما حدث آنفا من رأي الألباني الغير ملزم لأن ابن تيمية نقل إجماع العلماء:
http://www.alalbany.name/audio/798/798_11.rm
ويصدقه قول ابن حزم الذي نقلته لكم سابقا.
أما الموجود فهو لفظ مستحدث بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخير، فلا تجد له أصلا في الكتاب والسنة ولا في معاجم اللغة للقرون الثلاثة الأولى، وهو من لغة الفلاسفة والعلماء الذين ناظروا الفلاسفة كانوا يناظرونهم بلغتهم، وإذا اطلعت على العقيدة الواسطية أو على العقيدة الطحاوية أو غيرها لعلاء أهل السنة والجماعة لن تجد لها ذكرا، بينما تجد ابن عربي الصوفي في عقيدته يستعمل هذه اللغة ويستعمل لفظة موجود.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 07 - 07, 12:07 ص]ـ
يجوز الاخبار عن الله ب "شيء"، ويكون الخبر هو أن الله يشهد. ولذلك يكون الأمر متعلق بالخبر وليس بلفظة "شيء"، فمثلها كمثل فعل "كان" والضمير "هو"
ففعل "كانَ" إذا جعلته عبارةً عمَّا مضى من الزمان احتاج إلى خبر، لأنَّه دلَّ على الزمان فقط. تقول: كان زيدٌ عالماً. وإذا جعلته عبارةً عن حدوث الشيء ووقوعه: استغنى عن الخبر، لأنَّه دلَّ على معنًى وزمانٍ. و"شيء" يخبر بها وليست خبرا.
ومداخلتك ناقصة لم تحلنا فيها على كتاب ولا على موقع، ويكون من الأفضل نقل ما قاله أهل العلم، وعليك أن توضح هل هو إجماع السلف أو أنه رأي أحد العلماء كما حدث آنفا من رأي الألباني الغير ملزم لأن ابن تيمية نقل إجماع العلماء:
http://www.alalbany.name/audio/798/798_11.rm
ويصدقه قول ابن حزم الذي نقلته لكم سابقا.
أما الموجود فهو لفظ مستحدث بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخير، فلا تجد له أصلا في الكتاب والسنة ولا في معاجم اللغة للقرون الثلاثة الأولى، وهو من لغة الفلاسفة والعلماء الذين ناظروا الفلاسفة كانوا يناظرونهم بلغتهم، وإذا اطلعت على العقيدة الواسطية أو على العقيدة الطحاوية أو غيرها لعلاء أهل السنة والجماعة لن تجد لها ذكرا، بينما تجد ابن عربي الصوفي في عقيدته يستعمل هذه اللغة ويستعمل لفظة موجود.
الحمد لله وحده ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/354)
أخي الحبيب!
هل هذا الذي لونتُه من كلامك من باب الدعابة أو ماذا؟!
الإحالة على الكتب وكلام أهل العلم سهل جدًّا إن شاء الله، وبالجزء والصفحة أيضًا إذا أردتَ، فهل تريد؟؟
لكنني متعجّب منك جدًّا ..
وأسألك أن تتأمّل مشاركتك أنت التي عقبتُ عليها وتقول لي:
هل ترى فيها إحالة على كتاب أو على موقع؟؟
هل ترى فيها إحالة على واحد فقط من أهل العلم؟؟
هل ترى فيها أنك أوضحتَ هل هو إجماع أهل العلم أو رأي أحد العلماء أو هو رأيك أنت المجرّد؟؟؟
إن مشاركتك أنقص أخي الحبيب،
فقد أحلتك على كتب أهل العلم من أهل السنة والجماعة، فيمكنك أن تذهب ثم تقول لي بم سترجع.
فإلى أي شيئ أحلت أنت؟؟
أخي الحبيب ..
أرجو منك أن تتأنى قليلا وأنت تتكلم عن ذات الله عز وجل ..
فالإثبات يحتاج إلى دليل والنفي كذلك يحتاج إلى دليل ..
وحتى أرجع غدًا إن شاء الله إلى حيث الكتب، يمكنك أن تتأمّل موضوع الأسئلة الموجه للشيخ البراك في منتدى العقيدة هنا
السؤال الخامس ..
وتأمل إجابة الشيخ ..
وفي صحيح البخاري/ كتاب التوحيد/ الباب رقم 21
وهو في 9/ 124 من الطبعة السلطانية.
قال البخاري:
[[باب {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله} فسمى الله تعالى نفسه شيئًا، وسمى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن شيئًا وهو صفة من صفات الله، وقال {كل شيء هالك إلا وجهه}.]]
ثم أسند حديث سهل بن سعد (رضي الله عنه) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل أمعك من القرآن شيء قال نعم سورة كذا وسورة كذا لسور سماها.
فهذا البخاري والبراك من أهل السنة والجماعة وبينهما من أهل العلم ما الله به عليم ..
وربما قاله مَن قبل البخاري أيضًا ..
بل قال بجواز ذلك بعض المتكلمين من غير أهل السنّة أيضًا .. ولو أردتَ لأحلتك ..
والآن ..
هل تستطيع أن تعزو أنت على كتاب واحد أو على عالم واحد أو على موقع واحد فيه شيء من كلامك مضافًا لسنّيّ؟؟
أم أن هذا مما أطالب به أنا وحدي؟؟
ولي عودة إن شاء الله ..
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[25 - 07 - 07, 05:03 ص]ـ
كنت قلت لك أن مداخلتك ناقصة لأنك قلت؛ "ليتك راجعتَ كتب عقائد أهل السنّة وفهمتَ كلامهم"،وهذا يلزمك نقل ما قيل.
أما كلامي الذي سقته عن "شيء" موضوع الخلاف، فإني لا أجد أنه يتعارض مع ما نقلته، وقد قال ابن تيمية: لفظ كل شيء يعم في كل موضع بحسب ما سيقت له.
[وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الحديث الآخر الصحيح " كان الله ولا شيء قبله وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السماوات والأرض " يراد به انه كتب كل ما اراد خلقه من ذلك فان لفظ كل شيء يعم في كل موضع بحسب ما سيقت له كما في قوله) {بكل شيء عليم ( http://**********<b></b>:openquran(1,29,29))} - { والله على كل شيء قدير ( http://**********<b></b>:openquran(1,284,284))} ( وقوله) {الله *خالق كل شيء ( http://**********<b></b>:openquran(12,16,16))} - * { وتدمر كل شيء ( http://**********<b></b>:openquran(45,25,25))} - * { واوتيت من كل شيء ( http://**********<b></b>:openquran(26,23,23))} - * { وفتحنا عليهم ابواب كل شيء ( http://**********<b></b>:openquran(5,44,44))} - * { ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ( http://**********<b></b>:openquran(50,49,49))} ]
اقرأ جيدا أخي الحبيب كلام شيخ الاسلام ليتبين لك أنه نفس ما شرحته آنفا، وهو شرح ينطبق على كل الآيات، ولا يمكنك أن تفسر آيات كثيرة بما اعترضت به كالتي ذكرها ابن تيمية رحمه الله*.
هذا نابع من اعتراضي على من قال "ان الحوادث لها ابتداء وان جنس الحوادث مسبوق بالعدم". أما قولي "أن الخلق إنما يكون من خلق آخر ولا يكون أبدا من عدم" تجده في رد أحمد ابن حنبل على من قالوا بخلق القرآن: "قال أحمد ابن حنبل رحمه الله: إن الذين قالوا إنه مخلوق قالوا خلقه في غيره عبداً فبدا من ذلك المخلوق فقال السلف: منه بدا أي هو المتكلم به لم يخلقه في غيره فيكون كلاماً لذلك المحل الذي خلقه فيه." أي أن خلق القرآن له معنى واحد، وهو أنه خلق في غيره (خلق آخر)، ولم يذكروا معنى ثان (خلق من عدم) لأنه لا معنى آخر غير الذي ذكروه.
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[26 - 07 - 07, 05:37 م]ـ
هل تستطيع أن تعزو أنت على كتاب واحد أو على عالم واحد أو على موقع واحد فيه شيء من كلامك مضافًا لسنّيّ؟؟
ما نقلته من صحيح البخاري هي زيادات كعناوين داخلية قام بها المحقق، ولا تصح نسبتها إلى البخاري.
وفي صحيح البخاري/ كتاب التوحيد/ الباب رقم 21
وهو في 9/ 124 من الطبعة السلطانية.
قال البخاري:
[[باب {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله} فسمى الله تعالى نفسه شيئًا، وسمى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن شيئًا وهو صفة من صفات الله، وقال {كل شيء هالك إلا وجهه}.]]
لفظ كل شيء يعم في كل موضع بحسب ما سيقت له.
{قل أي شيء أكبر شهادة قل الله} شيء هنا تعم كل من يشهد، والله تعالى على كل شيء شهيد.
{كل شيء هالك إلا وجهه} شيء هنا تعم كل من هو يحيى والله حي لا يموت.
قال عبد الله بن مسعود: "إن أول شيء خلقه الله عز وجل من خلقه القلم فقال له اكتب فكتب كل شيء يكون في الدنيا إلى يوم القيامة فيجمع بين الكتاب الأول وبين أعمال العباد فلا يخالف ألفا ولا واوا وميما" التقدير هنا هو أعمال العباد وهو التقدير الثاني بعد التقدير الأول وسياق الحديث يدل على أن شيء الأولى تعم العباد وشيء الثانية تعم أعمال العباد.
وقل ابن القيم: وكتابة القلم للقدر كان في الساعة التي خلق فيها وهو يقسم القدر إلى:
1. تقدير المقادير قبل خلق السماوات والأرض.
2. تقدير الرب تعالى شقاوة العباد وسعادتهم وأرزاقهم وآجالهم قبل خلقهم وهو تقدير ثان بعد الأول.
3. التقدير الثالث والجنين في بطن أمه.
4. التقدير الرابع ليلة القدر.
5. التقدير الخامس اليومي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/355)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[26 - 07 - 07, 07:21 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أنت عجول جدًّا!
ما نقلتُه من صحيح البخاري هو تبويب البخاري كتبه بقلمه.
أي محقق هذا الذي زادها؟!!
ألم تسمع قطّ بالتراجم التي يكتبها البخاري ويصدّر بها الأبواب؟؟!!
أي عناوين داخليّة؟؟
وأي محقق زادها؟؟
هذا ما كتبه البخاري بنفسه في صحيحه ..
لماذا هذه الجرأة وفي موضوع عن الذي يجوز أو لا يجوز في حق الرب تعالى؟؟
هداك الله وأصلح بالك ..
والله إن هذا في غاية الإيلام ..
وإلى الآن لم تأت لنا بعالم واحد يقول (لا يقال عن الله شيء).
لا أهل السنة ولا غيرهم!
وتنقل كلاما لا علاقة له بالموضوع ..
وتزداد كل يوم تمسّكًا برأيك فالله يصلحك.
نعم كلامك الذي تنقله صحيح .. لكن لا تعلق له بتاتًا بغلطك الذي تصر عليه ..
أنت تقول:
لفظ [(كل) شيء] يعم في كل موضع بحسب ما سيقت له ..
وهذا كلام صحيح .. قد ذكره أهل العلم ..
قال الله: (وخلق كل شيء).
وقال الله: (تدمّر كل شيءٍ بأمر ربها).
لكننا لم نقل إن الله (كلّ شيء)
بل نقول إن الله يجوز أن يقال عنه ويخبر عنه بأنه: (شيء)
كما يقول أهل العلم من أهل السنة وغيرهم.
يا أخي لم تأت بواحد يقول قولك، وهو خلاف معتقد أهل السنّة، بل خلاف ما يقوله غيرهم من المتكلمين أيضًا ..
قولك خلاف معتقد أهل السنة في الإخبار عن الله ..
الإخبار عن الله!
ألا تخيفك هذه العبارة؟؟
وتطالبني بقائل بقولي وهم أكثر من أن يحصون ..
وليس لك واحد فقط موافق ..
إنا لله وإنا إليه راجعون!
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[27 - 07 - 07, 04:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم .............. الحمد لله الذى خلق كل شىء فاحسنه، ثم اعلم على لسان نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه يحب اذاعمل أحدنا عملا ان يتقنه،وصل اللهم على عبدك ونبيك ورسولك محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذى قال: (أنا زعيم ببيت فى ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا)،وعلى آله وصحبه الذين استكملوا الايمان والتوحيد فلم يأتوا بشىء يشينه. و بعد، ما الهدف من تحاورنا هذا؟؟؟؟؟؟؟؟ أن نظهر الحق وتستبين سبيل المؤمنين ام أن ننتصر لانفسنا_ولو كنا مخطئين_؟ للشيخ الشنقيطى _رحمه الله تعالى برحمته التى وسعت كل شىء_مقدمة ماتعة فى كتابه (أضواء البيان)،ذكر فيها منهجه فى التفسير و انه يفسر القرآن بالقرآن بالقرآت السبعية، ثم سيتعرض للاحكام الفقهية متتبعا الاحاديث الصحيحة مناقشا للآراء المذهبية، يبين ما لها وما عليها، غير ناظر للقائل بل للقول ........... وقال كلاما جميلا مفيداماتعا رائعا حتى أننى حفظت منها الشىء الكثير ... الى ان قال-معذرة فانا اقول من الحافظة-: (الم تر ان ملكة سبأ_حال كونها تعبد و قومها الشمس من دون الله_لما وافقت الحق صدقها الله فقالت: (ان الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة) فقال الله -تعالى-: (وكذلك يفعلون) و لله در الشاعر الذى قال: لا تحقرن الرأى وهو موافق حكم الصواباذا أتى من ناقص،فالدر وهو اعز شىء يقتنى ما حط قيمته هوان الغائص. (او اشياء من هذا القبيل).و لنا لقاء آخر ان شاء الله.
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[27 - 07 - 07, 04:07 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أنت عجول جدًّا!
ما نقلتُه من صحيح البخاري هو تبويب البخاري كتبه بقلمه.
أي محقق هذا الذي زادها؟!!
ألم تسمع قطّ بالتراجم التي يكتبها البخاري ويصدّر بها الأبواب؟؟!!
أي عناوين داخليّة؟؟
وأي محقق زادها؟؟
هذا ما كتبه البخاري بنفسه في صحيحه ..
لماذا هذه الجرأة وفي موضوع عن الذي يجوز أو لا يجوز في حق الرب تعالى؟؟
هداك الله وأصلح بالك ..
والله إن هذا في غاية الإيلام ..
وإلى الآن لم تأت لنا بعالم واحد يقول (لا يقال عن الله شيء).
لا أهل السنة ولا غيرهم!
وتنقل كلاما لا علاقة له بالموضوع ..
وتزداد كل يوم تمسّكًا برأيك فالله يصلحك.
نعم كلامك الذي تنقله صحيح .. لكن لا تعلق له بتاتًا بغلطك الذي تصر عليه ..
أنت تقول:
لفظ [(كل) شيء] يعم في كل موضع بحسب ما سيقت له ..
وهذا كلام صحيح .. قد ذكره أهل العلم ..
قال الله: (وخلق كل شيء).
وقال الله: (تدمّر كل شيءٍ بأمر ربها).
لكننا لم نقل إن الله (كلّ شيء)
بل نقول إن الله يجوز أن يقال عنه ويخبر عنه بأنه: (شيء)
كما يقول أهل العلم من أهل السنة وغيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/356)
يا أخي لم تأت بواحد يقول قولك، وهو خلاف معتقد أهل السنّة، بل خلاف ما يقوله غيرهم من المتكلمين أيضًا ..
قولك خلاف معتقد أهل السنة في الإخبار عن الله ..
الإخبار عن الله!
ألا تخيفك هذه العبارة؟؟
وتطالبني بقائل بقولي وهم أكثر من أن يحصون ..
وليس لك واحد فقط موافق ..
إنا لله وإنا إليه راجعون!
يا حبيب، الموضوع الذي نحن بصدده؛ هو القدم النوعي للعالم، وقادنا الأمر إلى الكلام عن الحوادث التي لا أول لها وذُكرت فتوى الألباني حول المسألة ومآخذاته على ابن تيمية في المسألة، وقلت أنت أن المسألة واضحة وضوح الشمس، وأردتنا أن نعرض عن الموضوع، لكن أين الخلل؟ وما الذي قاد الألباني إلى قول ما قال؟
لذلك لم أرى رأيك بترك الموضوع وعزوت الأمر إلى تعريفه الخاطئ ل شيء.
فما هو التعريف الصحيح لشيء؟
بالنسبة لك لم تعطنا التعريف الذي تراه صحيحا لشيء وكل ما تفعله هو التعليق على التعريف الذي أدليت به وتقولني ما لم أقل، يجوز الاخبار عن الله تعالى بأنه شيء ولكن! ما هو شيء؟ وما هو الاخبار؟
فإذا كان عندك علم، كان عليك أن تدلي به في أول تعليق، وإلا فإنك كاتم علم!
ربما لا تريد البوح لأنك غير مقتنع بما لديك.
أما فعلته من القفز على السطور وعلامات الاستفهام، فلم تقدم معلومة، ربما أشرت إلى معلومة تخصني، وسأريحك لأقول لك بأنني لست مختصا في علم من العلوم الشرعية وإنما تخصصي رياضيات، لذلك الأمر وارد أن تصدر عني بعض الأخطاء لعدم الالمام الواسع بالعلوم الشرعية. وأصحح الأمر وأقول؛ ما ذكرته من صحيح البخاري ليس جزءا من حديث شريف، وقد يكون قولا للبخاري وقد لا يكون، لأن رواية النسفي كما جاء في الفتح البارئ لا تشمل تلك الإضافة؛ وسقطت الترجمة من رواية النسفي وذكر قوله " قل أي شيء أكبر شهادة " وهو يقول فَسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى نَفْسَهُ شَيْئًا وأنت تقول إخبار، فما الفرق بين الإخبار والتسمية؟
وابن حجر العسقلاني يعرف شيء ويقول: والشيء يساوي الموجود لغة وعرفا،
وتبنيك لهذا التعريف يلزمك تعريف ما هو الموجود؟ وهل إذا فسرت شيء بالموجود في الحديث المذكور آنفا، سيكون رأيك مع الألباني أو مع ابن تيمية؟
133 - " إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم و أمره أن يكتب كل شيء يكون ".
وأذكرك بمقدمة ابن القيم لكتابه شفاء العليل:
فيا أيها المتأمل له الواقف عليه لك غنمه، وعلى مؤلفه غرمه، ولك فائدته، وعليه عائدته، فلا تعجل بإنكار ما لم يتقدم لك أسباب معرفته ولا يحملنك شنآن مؤلفه وأصحابه على أن تحرم ما فيه من الفوائد التي لعلك لا تظفر بها في كتاب ولعل أكثر من تعظمه ماتوا بحسرتها ولم يصلوا إلى معرفتها والله يقسم فضله بين خلقه بعلمه وحكمته وهو العليم الحكيم والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وانت تتابع فتقول:
لفظ [(كل) شيء] يعم في كل موضع بحسب ما سيقت له ..
وهذا كلام صحيح .. قد ذكره أهل العلم ..
وهل قلت أنا غير هذا الذي ذكرت؟، وأنكرت علي وطالبتني بأقوال أهل العلم، وعندما آتيك بما فوجئت به، ترد وكأنه قد كان لك سابق معرفة بهذا.
لذلك أعود وأقول؛ إذا كان كل شيء يعم في كل موضع بحسب ما سيقت له.
فإن شيء تعني في كل موضع بحسب ما سيقت له
ويجوز الإخبار بشيء التي هذا معناها عن الله سبحانه وتعالى.
لذلك لم نختلف أنا وأنت حول الإخبار عن الله تعالى ولكننا اختلفنا حول تعريف شيء.
ولأختصر عليك الطريق، إذا تساءلت وقلت؛ هل المعدوم شيء؟ وهل العدم شيء؟
سأجيبك وأقول لك؛ فهل للعدم أو للمعدوم معنى حتى يكون أشياء؟
والله أعلم
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[03 - 08 - 07, 05:01 ص]ـ
احتجاجك بالترجمة التي سقطت من رواية النسفي، توجب عليك أن تحتج بالحديث الذي سقط هو أيضا من هذه الرواية؛ _أي حديث سهل بن سعد بعد أثرى أبي العالية ومجاهد في تفسير (استوى على العرش) (**********: openquran(6,54,54)) وهو:
قال ابن عباس المجيد الكريم، والودود الحبيب. يقال حميد مجيد كأنه فعيل من ماجد، محمود من حميد. -
على من قال بأن الماجد لم ترد في حديث صحيح وبالتالي لم يعدها من الأسماء، ولعلمك فإنها وردت أيضا في حديث آخر في كتاب التفسير من صحيح البخاري:
4730 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " قال الله عز وجل أنفق أنفق عليك ـ وقال ـ يد الله ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار ـ وقال ـ أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع ". {اعتراك} افتعلت من عروته أى أصبته، ومنه يعروه واعتراني {آخذ بناصيتها} (**********: openquran(10,56,56)) أى في ملكه وسلطانه. عنيد وعنود وعاند واحد، هو تأكيد التجبر، {استعمركم} جعلكم عمارا، أعمرته الدار فهى عمرى جعلتها له. {نكرهم} وأنكرهم واستنكرهم واحد {حميد مجيد} (**********: openquran(10,73,73)) كأنه فعيل من ماجد. محمود من حمد. سجيل الشديد الكبير. سجيل وسجين واللام والنون أختان، وقال تميم بن مقبل ورجلة يضربون البيض ضاحية ضربا تواصى به الأبطال سجينا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/357)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 01:41 م]ـ
ما نقلته من صحيح البخاري هي زيادات كعناوين داخلية قام بها المحقق، ولا تصح نسبتها إلى البخاري.
عزيزي المشرف ...
كنت أسمع قديماً عن حذف المشاركة؛لتهافتها وضعفها العلمي ..
ألا تعلم أين ذهب هذا الحذف المبارك؟؟؟
كان راجل محترم والله ...
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[05 - 08 - 07, 04:28 ص]ـ
عزيزي المشرف ...
كنت أسمع قديماً عن حذف المشاركة؛لتهافتها وضعفها العلمي ..
ألا تعلم أين ذهب هذا الحذف المبارك؟؟؟
كان راجل محترم والله ...
الواضح أنك لا تريد حذف المشاركة ولكنك تريد الإستهزاء، لأن هذه النقطة وضحت وصحح المراد منها في مداخلتي التي بعدها، ولكن لا بأس، لنعد إلى عهد الرجولة هذا الذي تريده، وإلى القدم حيث كانت تحذف المشاركات المتهافتة والضعيفة:
أما فعل (أوجد) بمعنى أحدث و اسم الفاعل منه (موجد) بكسر الجيم و اسم المفعول بفتحها و مصدره (إيجاد)، فلا تجوز نسبته لله.
هذه من مشاركة في سنة 2004، يقصد أن إسم المفعول هو موجَد، وقد نقلنا سابقا من المعاجم بأن إسم المفعول من أوجد بمعنى أحدث هو موجود.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23365
وفي هذه المشاركة يتعرض أحدهم لانتشار المذهب المالكي في المغرب العربي والأندلس وكأنه كره انتشار هذا المذهب ويعزو ذلك إلى السلطان ويذكر الإمام مالك بأسلوب غير لائق وهذا في سنة 2005 من ذلك:
ومع شدة احترامنا لمالك رضي الله عنه فإنه كانت له ميول أموية وهذا شرحه الشيخ محمد أبوزهرة في كتابه عن مالك ..
وله كلمة عن علي رضي الله عنه في مقدمة ترتيب المدارك كنا نود أن لا يذكرها ..
وإذا كان الشافعي ينتصر لمالك في بغداد فإنه انحرف عنه في مصر ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26806&highlight=%E3%C7%E5%ED+%C3%D3%C8%C7%C8+%C7%E4%CA%D 4%C7%D1+%C7%E1%E3%D0%E5%C8+%C7%E1%E3%C7%E1%DF%ED+% C7%E1%E3%DB%D1%C8
أظن يكفيك هذا، أم أنك تريد المزيد!!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 05:24 ص]ـ
مزيد من إيه بالضبط .... هو مين مع مين ياعم؟؟؟؟
وقد يكون قولا للبخاري وقد لا يكون، لأن رواية النسفي كما جاء في الفتح البارئ لا تشمل تلك الإضافة؛ وسقطت (قال أبو فهر: واتفقت عليها باقي الروايات) الترجمة من رواية النسفي
صباح اللخبطة والعجن ............ والضعف العلمي ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 05:18 م]ـ
جزاكم الله خيرًا جميعًا عن فوائدكم.
- أفضل من رأيته تكلم عن المسألة ولخصها: الدكتور المحمود في " موقف ابن تيمية من الأشاعرة ".
- الألباني لم يفهم كلام شيخ الإسلام.
- خصوم شيخ الإسلام بعضهم لم يفهم وبعضهم يتغافل؛ ليُلحقه بالفلاسفة! الذين يرى شيخ الإسلام أن قولهم بقدم العالم كفر! (منهم البوطي في رسالته عن السلفية، ورد عليه الأستاذ خالد السوسي بكتاب، ناقش فيه هذه المسألة، ووضح الفرق بين قول الشيخ وقول الفلاسفة).
وهنا رابط مفيد: http://saaid.net/monawein/taimiah/9.htm
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[06 - 08 - 07, 04:26 ص]ـ
مزيد من إيه بالضبط .... هو مين مع مين ياعم؟؟؟؟
صباح اللخبطة والعجن ............ والضعف العلمي ..
لاحظ يا عزيزي بأنك انتقلت من الخطاب باللغة _وليست أية لغة إنها لغة القرآن_ إلى الخطاب بلهجة!!!
كما انتقلت من تحية الإسلام إلى تحية ليست بأفضل من تحية الجاهلية؛ عم صباحا. صباح اللخبطة والعجن!!!
أما عن موضوعنا: فَسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى نَفْسَهُ شَيْئًا
قال فسمى ولم يقل أخبر، أي أنها تسمية وليست إخبار!!!
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[07 - 08 - 07, 08:23 ص]ـ
نأمل ممن لايرى نفسه أهلا للخوض في مثل هذه الأمور تركها لغيره خاصة إذا لم يكن عنده خبرة بكتب السنة وتبويباتها.
ـ[يحيى بن يحيى]ــــــــ[08 - 08 - 07, 11:31 ص]ـ
أخي الكريم العيسوى منصور كلام بن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد تجده في الرابط التالي
و لكي تصل إليه بسرعة أكتب "فائدة جليلة ما يجري صفة أو خبرا على الرب " في محرك البحث داخل الصفحة
http://islamport.com/d/3/qym/1/16/99.html?zoom_highlightsub=%22%ED%C7+%E3%E6%CC%E6%C F%22
نفعنا الله و إياكم به
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[10 - 08 - 07, 09:38 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/358)
شكرا على طرح موضعك المفيد والشيق
تقبل مروري
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[19 - 08 - 07, 03:46 ص]ـ
شيخنا سليمان الخراشي بما أنكم دخلتم هدا الرابط أستغل الفرصة لأسألكم عن النقطة الجوهرية التي تساءل عنها بالحاح الفاضل خطاب و لم يركز أحد في الاجابة عنها
و الأسئلة هي
لا ننكر أن تفصيل شيخ الاسلام في مسألة القول بحوادث لااول لها ضربة قاضية للجهمية و الملاحدة فهو يضرب انكار صفات الأفعال و قدم العالم بحجر واحد و هو المخرج الوحيد للاجهاز على المعضلة الزباء و الداهية الدهياء التي أوردها الملاحدة على برهان الخلق من احتياج كل مؤثر لسبب مؤثر و الا كان ترجيحا بغير مرجح و مشكلة العدم و معناه ... فهو يجعل نوع القدم أو جنسه معنى عقليا لاوجود له بالخارج حيث لا توجد الا المخلوقات باعيانها وهو ما أقر به أئمة الفلاسفة بعد ابن تيمية كديكارت .. و لكن ما نتساءل عنه و نرجو من أصحاب الاختصاص و المعرفة بأصول أقوال السلف ارشادنا اليه هو هل قال شيخ الاسلام و السلف قبله بامكان وقوع حوادث لا أول لها أم لم يقتصروا على دلك و قالوا بوجوب الوقوع؟
أي بمعنى آخر ما وجه التلازم بين القول بحوادث لا أول لها و تعطيل صفة الخلق عن الله كما قال الفاضل خطاب " و هو أن كونه سبحانه لم يكن يخلق فى فترة ما, لا يلزم منه ألا يكون متصفا بصفة الخلق, بل هو سبحانه يخلق وقتما شاء, و لو شاء ألا يخلق شيئا فى فترة ما, ما خلق, و ما أجبره أحدا سبحانه أن يخلق, و ليس هو مضطرا إلى أن يخلق .. " أي ما الدي يلزمنا ان قلنا أن صفة الخلق قديمة أن الله لم يتوقف قط عن الخلق؟
و سؤال آخر ان كان القول بأن جنس العالم قديم هو مجرد اعتبار دهني ليس موجودا بالخارج و بالتالي لا يعني وجود قديم في الخارج مع الله ألا يلزم من هدا عدم قدم القرآن و الصفات القديمة التي يقال فيها انها قديمة الجنس حادثة الآحاد فيؤول الأمر الى القول بان القرآن مخلوق و الصفات مخلوقة على الحقيقة؟
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[20 - 08 - 07, 12:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد؛ مازال الاخ الكريم العيساوى منصور لا يستسيغ قولنا بأن العالم خلق من عدم!!!!!!!!!!!!! وكذا لايقبل ان الله اخبر عن نفسه انه_سبحانه_شىء، وجعل يقول كلاما لا أفهمه_وأظنه هو نفسه لا يفهمه_سمى ولم يخبر!!! ثم ينقل عن اهل اللغة كلاما يناقض دعواه ظانا انه فى صالحه وهو عليه_وما اظن ذاك؛الا لان دراسته كانت الرياضيات،وكلنا يعلم انها لغة قاسية_اقصد لغة الارقام_وكنت اود ان اجلى له الامرلكننى للاسف مشغول بتحقيق مخطوطة؛ ولكن اقول-فى عجالة -:اذا كان لا يرضيك تبويب البخارى؛ الذى هو تبويبه نفسه، لا تبويب تلامذته الذين كتبوا الصحيح؛ حتى ان العلماء يقولون: فقه الامام البخارى فى تراجم ابواب صحيحه،ولا اخفى عنك سرا؛ فقد كنت اظن ان الامر قد التبس عليك،فخلطت بين صحيح البخارى وصحيح مسلم؛ فان الامام النووى هو الذى بوب الاخير لا مسلم-وهذا امر جائز دخوله عليك؛ فانت لست من اهل الفن و لا الصنعة، فاذكر_جيدا انى قرات فى مسند الامام احمد_رحمه الله_حديثا_فى مسند ابن مسعود_اخبر فيه (صلى الله عليه وسلم):ان الله شيء، ولكنى مشغول كما اخبرت فعذرا، واقول-ولنا لقاء آخر_:اذا لم تر القمر بازغا .... فسلم لناس رأوه بالابصار. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[سالم عدود]ــــــــ[10 - 09 - 07, 03:30 م]ـ
السلام عليكم
الكلام في هذه المسألة طنطنة لا فائدة منه والملاحظ أن بعض الاخوة يتعاملون مع كلام شيخ الاسلام رحمه الله تعالى و كأنه وحي يوحى ألا يجوز أن نقول بأنه خاض فيما لو نزه قلمه عنه لكان أسلم وأين ابن تيمية ممن هو أجل منه ومع ذالك ما دخل السلف في مثل هذا(42/359)
معنى الحديث القدسي " يؤذيني ابن آدم ... "
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[06 - 07 - 07, 09:04 م]ـ
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار).
المطلوب من إخواني في هذا الملتقى الطيب المبارك أن ينقلوا لنا أقوال المذاهب العقدية في هذا الحديث مع بيان الراجح منها، مع عزو كل قول إلى قائله، وذكر مصدره.
بارك الله فيكم ولا حرمكم الأجر.(42/360)
هنا: كتاب ملخص في ورقة واحدة.
ـ[الاحسائي]ــــــــ[06 - 07 - 07, 11:32 م]ـ
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله ومن والاه ..
أما بعد ..
قصة هذا الملخص:
هو أننا قرأنا على أحد المشائخ الفضلاء كتاب تقريب التدمرية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله وطلب منا الشيخ الفاضل تلخيصا لهذا الكتاب وكنت ممن عيّنهم الشيخ للقيام بهذه المهمة , ولما رأى الملخصات طلب منا نشرها لتعم الفائدة والخير. (علما بأن هذه المشاركة هي أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك بإذن الله)
قد علمنا مما سبق أن الكتاب هو: (تقريب التدمرية) لابن عثيمين رحمه الله , وقد لخصته في ورقة من وجهين: حتى إن شيخنا سمى هذا التلخيص: (تلخيص التلخيص) وهو كالآتي:
تكلم المؤلف رحمه الله عن مسألتين رئيسيتين , هما:
المسألة الأولى: الكلام في التوحيد والصفات , ويكون من باب الخبر (الدائر بين النفي والإثبات) , والواجب علينا نحوه التصديق والإيمان به.
المسألة الثانية: الكلام في الشرع والقدر , ويكون من باب الطلب (الدائر بين الأمر والنهي) , والواجب علينا نحوه هو امتثاله من غير غلو ولا تقصير.
الأصل في الصفات: أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصف به رسله إثباتا بلا تمثيل وتنزيهها بلا تعطيل.
-الجمع بين النفي والإثبات هو حقيقة التوحيد.
-أما الصفات الثبوتية فهي صفات كمال , وقد يأتي فيها إجمال.
-أما الصفات المنفية فهي صفات نقص , وقد يأتي فيها تفصيل , وذلك لأسباب منها:
1 - نفي ما ادعاه الكاذبون. 2 - دفع توهم في كماله سبحانه.
- الإشتراك في الأسماء والصفات لا يستلزم تماثل المسميات والمواصفات.
الزائغون في أسماء الله وصفاته: قسمان: 1 - الممثلة. 2 - المعطلة.
أما الممثلة, فطريقتهم: إثبات الصفات لكن على وجه يماثل صفات المخلوقين.
وأما المعطلة, فهم على أربع طوائف:
1 - الأشاعرة والماتريدية وغيرهم وطريقتهم: إثبات الأسماء وبعض الصفات.
2 - المعتزلة وأتباعهم من أهل الكلام وغيرهم: وطريقتهم: إثبات الأسماء أعلاما محضة ونفي الصفات.
3 - غلاة الجهمية والقرامطة والباطنية ومن تبعهم, وطريقتهم: إنكار الأسماء والصفات , ولا يصفون الله إلا بالنفي المجرد عن الإثبات.
4 - غلاة الغلاة من الفلاسفة والجهمية والقرامطة والباطنية وغيرهم, وطريقتهم: إنكار الإثبات والنفي في الحق الله تعالى.
واشتركت هذه الطوائف في خمسة محاذير وقعوا فيها:
1 - مخالفة طريق السلف.
2 - تعطيل النصوص عن المراد بها.
3 - تحريفها إلى معانٍ غير مرادة بها.
4 - تعطيل الله تعالى عن صفات الكمال التي تضمنتها هذه النصوص.
5 - تناقض طريقتهم في الإثبات والنفي.
الرد عليهم: بأصلين , ومثلين , وخاتمة:
أما الأصلين فهما: 1 - أن القول في بعض الصفات كالقول في بعض. 2 - أن القول في الصفات كالقول في الذات.
وأما المثلين: 1 - نعيم الجنة. 2 - الروح.
وأما الخاتمة, ففيها قواعد:
1 - أن الله موصوف بالنفي والإثبات.
2 - وجوب الإيمان بما أخبر به الله ورسوله سواء عُرِف معناه أو لم يُعْرَف.
3 - إجراء النصوص على ظاهرها.
4 - توهم بعض الناس في نصوص الصفات والمحاذير المترتبة على ذلك.
5 - في علمنا بما أخبر به عن نفسه.
6 - في ضابط ما يجوز لله ويمتنع عنه نفيا وإثباتا. أما ضابط النفي: أن ننفى عن الله تعالى: أ-كل صفة عيب, ب-كل صفة في كماله. ج-مماثلة المخلوقين.
وأما ضابط الإثبات: بأن نثبت لله تعالى ما أثبته انفسه من صفات الكمال على وجه لا نقص فيه بأي حال من الأحوال.
-تعريف التأويل: هو رد الكلام إلى الغاية المرادة منه , بشرح معناه , أو حصول مقتضاه ... ويطلق على ثلاث معان:
1 - التفسير: وهو توضيح الكلام بذكر معناه المراد به.
2 - مآل الكلام إلى حقيقته: وهو إما أن يكون خبراً: فتأويله نفس حقيقة المخبَر عنه , وذلك في حق الله تعالى , وإما أن يكون طلبا؛ فتأويله إمتثال المطلوب.
3 - صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقتضيه.
-وُصف القرآن:1 - بأنه محكم. 2 - وبأنه متشابه. 3 - وبأن بعضه محكم وبعضه متشابه.
-التشابه الواقع في القرآن نوعان:1 - حقيقي: وهو مالا يعلمه إلا الله. 2 - نسبي: وهو المتشابه على بعض الناس دون بعض.
الأصل الثاني: في القدر والشرع:
القدر: هو تقدير الله لما كان وما يكون أزلاً وأبداً.
مراتب القدر أربعة:1 - العلم. 2 - الكتابة. 3 - المشيئة. 4 - الخلق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/361)
-أقسام الناس في الأسباب القدرية والشرعية:
1 - النفاة: أنكروا تأثير الأسباب , وجعلوها مجرد علامات يحصل الشيء عندها لا بها.
2 - الغلاة: أثبتوا تأثير الأسباب , لكنهم غلوا في ذلك وجعلوها مؤثرة في ذاتها.
3 - الوسط: أثبتوا تأثير الأسباب لكن لا بذاتها.
-إنقسام الناس في الإيمان بالقدر والشرع إلى قسمين:
1 - أهل الهدى الذين آمنوا بقضاء الله وقدره على مراتبه الأربع وآمنوا بشرعه فقاموا بأمره ونهيه وآمنوا بما ترتب على ذلك من الجزاء , ولم يحتجوا بقدره على شرعه.
2 - أهل الضلال: وهم ثلاث فرق:
أ-مجوسية: وهم القدرية الذين آمنوا بشرع الله وكذبوا بقدره , فغلاتهم أنكروا عموم علم الله تعالى, ومقتصِدوهم آمنوا بعلم الله بها قبل وقوعها, وهؤلاء هم المعتزلة ومن وافقهم.
ب-مشركية: وهو الذين أقروا بقدر الله , واحتجوا به على شرعه.
ج-إبليسية: وهو الذين أقروا بالأمرين , ولكن جعلوا ذلك تناقضاً من الله تعالى.
الشرع: وهو ما جاءت به الرسل من عبادة الله تعالى التي من أجلها خلق الله الجن والإنس , وهو الإسلام , وللإسلام معنيان: عام وخاص: أما العام: فهو الإستسلام لله وحده بالطاعة , فعلاً للمأمور وتركاً للمحظور , في كل زمان ومكان كانت الشريعة فيه قائمة.
وأما الخاص: فيختص بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
أقسام التوحيد ثلاثة:
1 - توحيد الربوبية: وهو إفراد الله بأفعاله.
2 - توحيد الألوهية: وهو إفراد الله بالعبادة.
3 - توحيد الأسماء والصفات: وهو إفراد الله بأسمائه وصفاته.
-العبادة تطلق على معنين:1 - التعبد: وهو فعل العابد , وهي بمعنى التذلل للمعبود حباً وتعظيماً , وهما أساس العبادة.
2 - المتعبد به: وهي اسم جامع لكل ما يُتعبد به لله تعالى من صلاة وصوم ونحو ذلك.
-وللعبادة شرطان:1 - الإخلاص لله تعالى. 2 - المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
-أقسام الناس في النصوص الواردة في الصفات , وهم ستة أقسام:
1 - من أجروها على ظاهرها اللائق بالله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
2 - من أجروها على ظاهرها , ولكن جعلوها من جنس صفات المخلوقين , وهؤلاء هم الممثلة.
3 - من أجروها على خلاف ظاهرها , وعيَّنوا لها معان بعقولهم , وحرفوا من أجلها النصوص , وهؤلاء هم أهل التعطيل , فمنهم من عطل تعطيلا كبيرا وهم الجهمية والمعتزلة ونحوهم , ومنهم من عطل دون ذلك كالأشاعرة.
4 - من قالوا الله أعلم بما أراد بها , ففوضوا علم معانيها إلى الله وحده , وهؤلاء هم أهل التجهيل المفوضة.
5 - من قالوا يجوز أن يكون المراد بهذه النصوص إثبات صفة تليق بالله تعالى , وألا يكون المراد ذلك , وهؤلاء كثير من الفقهاء وغيرهم.
6 - من أعرضوا بقلوبهم وأمسكوا بألسنتهم عن هذا كله , واقتصروا على قراءة النصوص ولم يقولوا فيها بشيء.
-تقسيم التوحيد عند المتكلمين على ثلاثة أنواع:
1 - أن الله واحد في ذاته , لا قسيم له , أو لا جزء له , أو لا بعض له. 2 - أنه واحد في صفاته , لا شبيه له. 3 - أنه واحد في أفعاله , لا شريك له.
-الفناء اصطلاحا على ثلاثة أقسام:1 - ديني شرعي: وهو الفناء عن إرادة السِّوى: وهو إرادة ما سوى الله عز وجل.
2 - صوفي بدعي: وهو الفناء عن شهود السِّوى: أي عن شهود ما سوى الله , وذلك أنه غاب عن قلبه كل ما سوى الله عز وجل.
3 - إلحادي كفري: وهو الفناء عن وجود السِّوى: أي عن وجود ما سوى الله تعالى بحيث يرى أن الخالق عين المخلوق , وأن الموجود عين الموجِد.
-البرآءة نوعان: 1 - برآءة من عمل: وهي واجبة من كل عمل محرم.
2 - البرآءة من العامل: فإن كان عمله كفراً وجبت البرآءة من كل حال من كل وجه , وإن كان عمله دون الكفر؛ وجبت البرآءة منه من وجه دون وجه.
-المؤمن مأمور بفعل المأمور , وترك المحظور , والصبر على المقدور: فأما الأمر فله أصلان:1 - أصل قبل العمل أو المقارنة له: وهو الإجتهاد في الإمتثال علماً وعملاً.
2 - أصل بعد العمل: وهو الإستغفار والتوبة من التفريط فيه أو التعدي في المحظور.
وأما الأصلان في القدر: 1 - أصل قبل المقدور: وهو الإستعانة بالله تعالى والإستعاذة به ...
2 - أصل بعد المقدور: وهو الصبر على المقدور.
-الناس في مقام الشرع والقدر على أربعة أقسام:
1 - من حققوا هذه الأصول الأربعة_أصلي الشرع وأصلي القدر_وهم المؤمنون المتقون.
2 - من فاتهم التحقيق في أصلي القدر. 3 - من فاتهم التحقيق في أصلي الشرع.
4 - من فاتهم تحقيق أصلي الشرع وأصلي القدر.
انتهى.
علما بأن هذا العمل عمل بشري يحتمل الخطأ والصواب فلاتبخلوا عليّ بنصحكم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[07 - 07 - 07, 07:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا تلخيص طيب نافع
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[09 - 07 - 07, 06:39 ص]ـ
أختصار الكتب طريقة سار عليها العلماء وهي من أنفع الطرق لتحصيل العلم.
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 09:12 ص]ـ
الله يكتب أجرك ونسأل الله أن ينفعك الله بها وإخوانك المسلمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/362)
ـ[أبو محمد]ــــــــ[09 - 07 - 07, 02:31 م]ـ
أحسنت .. بارك الله فيك.
أرجو مراجعة فقرة (ب) من ضابط النفي في الصفات.
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[09 - 07 - 07, 06:44 م]ـ
تلخيص رائع جزاك الله خيرا"
ـ[الاحسائي]ــــــــ[10 - 07 - 07, 06:46 م]ـ
أشكر الأخوان على الإطلاع والمرور.
وأخص بالشكر أبومحمد ولكن كيف أعدل السقط , أم أنها لاتكون إلا ضمن الردود.(42/363)
مقالات في الإحسان ومكارم الأخلاق (صلة الأرحام)
ـ[الأستاذ يحيى]ــــــــ[07 - 07 - 07, 03:19 ص]ـ
مقالات عن الإحسان بأنواعه
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم كم استعبد الإحسان إنسان
صلة الرحم
إعداد: الأستاذ يحي بن ناصر الشمراني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
أحبابي الكرام: خلق الله تعالى الخلق وخلق أبونا آدم من تراب وخلق من ضلعه أمنا حواء ثم جعلنا خلفاء الأرض حيث تكاثرت الذرية وتعدد النسل وهكذا ولذلك قال تعالى (ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء .... ) (1)
واتبع المولى الآية بقوله (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً)
وصانا المولى أولاً:بتقواه والخشية منه وذلك باتباع أوامره وطاعته واجتناب نواهيه ومعصيته
ثانياً: بيّن لنا المولى أصلنا ومنشأنا من أبونا آدم وأمنا حواء
ثالثاً: وصانا بالإرحام وذلك بالإحسان إليهم ومواصلتهم وعدم قطعهم
قال تعالى (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ... ) (2) يعني صلة الأرحام
سؤال: من هم الأرحام؟
الجواب: إن الأرحام قسمان:
القسم الأول: هم الأقارب في النسب من جهة الأم والأب إن علوا أو نزلوا (3)
أما أهل الزوج والزوجة فهم الأصهار
القسم الثاني من الأرحام هم أهل الملة (4)
ـــــــــــــــــــــ
1 - سورة النساء (1): بث: فرق ونشر
2 - سورة الرعد الآية12
3 - علو أي الأجداد ونزلوا أي الأحفاد
4 - أهل الملة هم الموحدون على ملة إبراهيم
أيها الأحبة الكرام:يجب علينا صلة أرحامنا وذلك بالتالي:
ـ: بمخالطتهم والسؤال عنهم (1)
ـ: مساعدتهم قدر الإستطاعة مادياً أو معنوياً (2)
ـ: السعي لتحقيق مصالحهم وإرضائهم
ـ: مواساتهم والوقوف بجانبهم عند حدوث مكروه لاسمح الله
ويحرم مقاطعتهم من أجل الدنيا ومتاعها ولاتقطع الصلة بهم وإن قطعوك ولاتتململ من زيارتهم وإن أبغضوك (3)
ولايجوز هجرهم ومخاصمتمهم إلا لأجل الله تعالى إن عصوه بشرط أن يكون في الهجر تأثيراً عليهم وأنه أداة للإقلاع عن معصيتهم وإن استمروا على المعصية فعليك بالنصح لهم والإنكار عليهم والإخلاص في ذلك حتى يقلعوا (4)
وأما قطع الصلة به ففي ذلك وعيد شديد من رب العالمين قال تعالى
{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي ?لأَرْضِ وَتُقَطِّعُو?اْ أَرْحَامَكُمْ * أَوْلَـ?ئِكَ ?لَّذِينَ لَعَنَهُمُ ?للَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى? أَبْصَارَهُمْ}
عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرغ مِنْهُمْ تَعَلَّقَتِ الرَّحِمُ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ» فَقالَ مَهْ: فَقالَتْ: هَذَا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: أَفمَا تَرْضَيْنَ أنْ أقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، وأصِلَ مَنْ وَصَلَكِ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ: فَذلكِ لَكِ. (5)
قال سليمان في حديثه: قال أبو هريرة: اقرأوا إن شئتم فَهَلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ) (6)
ــــــــــــــــــــــــ
1 - -مخاطتهم: الاختلاط بهم والجلوس معهم
2 - مادياً: بالمال والمتاع معنوياً: بالمشاعر والأحاسيس
3 - حول هذا يرى بعض أهل العلم وجوب هجرهم حتى يقلعوا وهم الآثمون في هذا الهجر والله أعلم
5 - سورة محمد الآية22
6 - حقو الرحمن: قامت الرَّحِمُ فأَخَذَت بِحَقْو العَرْشِ. لمَّا جعلَ الرَّحِمَ شَجْنة من الرحمن استعار لها الاستمساك به كما يَستمسك القريبُ بقريبه والنَّسيب بنسيبهِ(42/364)
كتاب دمعة على التوحيد لا تفوتكم قراءته
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[07 - 07 - 07, 07:17 م]ـ
كتاب دمعة على التوحيد لا تفوتكم قراءته وهو أحد كتب (البيان)
لعدد من الكتاب أصله أبحاث نشرت في مجلة البيان
صدقاً رائعة
ـ[توبة]ــــــــ[07 - 07 - 07, 07:42 م]ـ
جازاكم الله خيرالجزاء، قد شوقتنا لقراءة الكتاب.
بحثت عن رابطه في الشبكة ووجدت هذا الرابط:
مهذب كتاب دمعة على التوحيد ( http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=2986)
وهو عبارة عن تهذيب للمقالات الصادرة عن مجلة البيان، قام به عبد الباسط بن يوسف الغريب، وأظنه عضواً الذي معنا بالملتقى،جزاه الله عنا خيرا.
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 12:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي
وتم التحميل
ـ[محمد أبو مالك المغربي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 04:33 ص]ـ
كتاب جيد في بابه. اشتريته رفقة المجلة قبل سنة.(42/365)
ما حكم الإسلام في الفلسفة؟
ـ[أبو صفوان العوفي]ــــــــ[07 - 07 - 07, 08:10 م]ـ
السلام عليكم
ما حكم الفلسفة؟ وحكم الاشتغال بها؟
المرجو أن تكون الأجوبة مدعمة بالأدلة الشرعية
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو صفوان العوفي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 07:30 م]ـ
أظن أنني لم أضع الموضوع في منتداه المخصص
المرجو نقله للمنتدى الشرعي العام
ـ[أبو صفوان العوفي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 10:26 م]ـ
مازلنا ننتظر ..
ـ[محمد اقصبي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 01:11 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اليس لفظ الفلسفة الاسم العصري لعلم الكلام؟؟؟
ان كان كذلك فتحذير علماء السلف منه معروف.
ـ[يحيى الأول]ــــــــ[07 - 08 - 07, 04:09 م]ـ
الفلسفة علم واسع يشمل علوم كثيرة
المحظور هو علم الإلهيات من الفلسفة لأنه يخوض في ذات الإله سبحانه رجما بالغيب
ومن علوم الفلسفة علم المنطق وعلم الرياضيات وهي من العلوم النافعة(42/366)
صفة الجلوس
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[08 - 07 - 07, 05:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أرجو منكم إفادتي بما يتضمنه هذا النص:
ذكر الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ في فتح المجيد وهو شرح كتاب التوحيد، ط مؤسسة قرطبة، القاهرة، تحقيق أشرف عبدالمقصود، ص 587، باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات، ذكر قول الذهبي: حدث وكيع عن إسرائيل بحديث "إذا جلس الرب على الكرسي .. " فاقشعر رجل عند وكيع فغضب وكيع وقال:أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها، أخرجه عبدالله بن أحمد في كتاب الرد على الجهمية.
1. هل صفة الجلوس ثابتة لله تعالى؟
2. وهل يصح حديث "إذا جلس الرب .. " عند المحدثين؟
3. وهل السلف رحمهم الله يثبتون صفة الجلوس لله تعالى كما ورد فيه؟
والله يجزيكم عني خيرا.
"
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 05:35 ص]ـ
فاقشعر رجل عند وكيع فغضب وكيع وقال:أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها، أخرجه عبدالله بن أحمد في كتاب الرد على الجهمية."
القاعدة أن باب الأسماء والصفات مرجعه إلى النقل وليس إلى العقل كما عند الجهمية.
فمن صح عنده مثل هذه الآثار ليس له إلا أن يثبت ماورد فيها على الوجه الذي يليق بالله لقوله تعالى (أأنتم أعلم أم الله) وقوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع العليم).
وهذا هو أقرب الأقوال في تفسير ماورد عن السلف في هذا الباب فهم يصححون بعض تلك الآثار ولذلك نجدهم يقولون بظاهرها فمن اقشعر جلده ينكرون عليه لأنه لم يحصل له هذا إلا بسبب شبهة التشبيه .. ولذلك قال أهل العلم كل معطل مشبه.
ونحن أيضا نسير على القاعدة التي سار عليها السلف لكن إذا لم يصح عندنا الحديث أو الأثر فإننا لا نثبت ما ورد فيه من صفات ليس لأن عقولنا لا تقبل تلك الصفة كما يفعل المعطلة وإنما لعدم صحة الدليل ... والذي أعلمه أنه لم يصح في صفة الجلوس شيء .. ولعل الإخوة الذين درسوا الآثار في هذا الباب أن يفيدونا .. والله أعلم.(42/367)
وصفهم "إنسان عين الوجود"
ـ[السني]ــــــــ[08 - 07 - 07, 05:36 ص]ـ
ماذا يقصد من يصف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأنه "إنسان عين الوجود"، ويقول البعض بأن التعبير بهذه الجملة يقصد به بيان مكانة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهو بالنسبة إلى غيره كمكانة بؤبؤ العين.
نرجو التوضيح والبيان
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 07:00 م]ـ
إنسان عين الوجود والسبب في كل موجود عين أعيان خلقك المتقدم من نور ضيائك
هذا من أقوال غلاة الصوفية
ذكره الجزولي في دلائل الخيرات والجفري في المنحة الإلهية وغيرهما كثير
والمقصود:
أنه أصل الوجود وأن الكائنات خلقت من نوره، وأن نوره أول مخلوق، وأنه الواسطة بين الله وباقي المخلوقات.
قال محمد البكري:
قبضة النور من قديم ارتنا
في جميع الشؤون قبضا وبسطا
وهي أصل لكل أصل تبدى
بسطت فضلها على الكون بسطا
ثم قال:
ولدت شكلها فأنتج شكلا
بشريا أقام للعدل قسطا
إلى أن قال:
كل شيء معناه والكل منه
وعليه مبناه ما احتل شرطا.
وفي الصلاة المشيشية (لابن مشيش):
" اللهم صل على من منه انشقت الأسرار، وانفلقت الأنوار، وفيه ارتقت الحقائق ونزلت علوم آدم بأعجز الخلائق وله تضاءلت الفهوم فلم يدركه سابق ولا لا حق فرياض الملكوت بزهر جماله مؤنقة وحياض الجبروت بفيض أنواره متدفقه ولا شيء إلا هو به منوط إذ لولا الواسطة لذهب كما قيل الموسوط ".
.
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[08 - 07 - 07, 07:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكرمنا برسالة نبينا محمد السهلة الواضحة المباشرة التي لا تعقيد فيها ولا تقعر
الحمد لله الذي أرسل إلينا محمد النبي الأمي الكريم ببيان واضح يسر ولم يحملنا ما لا طاقة لنا به من تعقيد الكلام والتشبيهات والاستعارات المعقدة التي أكاد أجزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو سمعها لذمها وأعرض عنها وأنكر على قائلها - وقد مدحه أصحابه الكرام فأجادوا ولم يبالغوا وتبعهم خلق في أزمنة أخرى أرادوا أن يزيدوا في الثناء عليه فوقعوا في المبالغة والتعقيد المذمومين
والله أعلم - وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً(42/368)
سؤالان حول مسألة عصمة الأنبياء ونبوة الأسباط
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 04:29 م]ـ
ذكر الشيخ سفر الحوالي في كتاب منهج الأشاعرة في العقيدة أنهم يتأولون ذنوب الأنبياء الواردة في كتاب الله وأن هذا من جنس تأويلات الجهمية وغيرهم
وقد ذكر هذا ابن تيمية على ما نقله الشيخ الفوزان عنه وهو ملون بالأحمر فيما سأنقل - وأرجو ممن يعرف أين أجد كلام ابن تيمية الذي نقله الشيخ أن يرشدني إليه مشكورا -
الإشكال هل هذه بدعة لا سيما أن الشيخ صالح الفوزان ذكر أن هذا قول الجمهور فلا إجماع في المسألة وقد استوقفتني هذه المسألة حين تعرض لها الشيخ ياسر برهامي في كتاب شرح منة الرحمن حيث أنه تأولها - أو كثير منها - تأولاً مستكرهاً!!
فهل هي من المسائل التي يخالف فيها أهل السنة الأشاعرة مثل ما ذكر الشيخ الحوالي؟
وقد استوقفتني مسألة أخرى وهي أن ابن تيمية ذكر أن الأسباط نبئوا ولم تمنعه ذنوبهم من القول بذلك خلافاً للشيخ ياسر البرهامي حيث جعل ذلك دليلا على أنهم ليسوا بأنبياء هل يوجد تفصيل لهذه المسألة
وجزاكم الله خيراً
قال الشيخ صالح الفوزان في كتابه الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد
عصمة الأنبياء:
(العصمة): المنعة، و (العاصم): المانع الحامي، و (الاعتصام): الامتساك بالشيء. والمراد بالعصمة هنا حفظ الله لأنبيائه من الذنوب والمعاصي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية حاكيا للخلاف ومبينا الراجح في هذه المسألة: "الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون فيما يخبرون عن الله سبحانه وفي تبليغ رسالاته باتفاق الأمة، ولهذا وجب الإيمان بكل ما أوتوه، كما قال تعالى: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.
وقال: وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ.
وقال: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
قال: "وهذه العصمة الثابتة للأنبياء هي التي يحصل بها مقصود النبوة والرسالة، فإن النبي هو المنبئ عن الله، والرسول هو الذي أرسله الله تعالى، وكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا، والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة، فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمين ... ".
إلى أن قال: "وأما العصمة في غير ما يتعلق بتبليغ الرسالة، فللناس فيه نزاع: هل هو ثابت بالعقل أو بالسمع؟ ومتنازعون في العصمة من الكبائر والصغائر أو من بعضها؟ أم هل العصمة إنما هي في الإقرار عليها لا في فعلها؟ أم لا يجب القول بالعصمة إلا في التبليغ فقط؟ وهل تجب العصمة من الكفر والذنوب قبل المبعث أو لا؟
والقول الذي عليه جمهور الناس - وهو الموافق للآثار المنقولة من السلف - إثبات العصمة من الإقرار على الذنوب مطلقا، والرد على من يقول: إنه يجوز إقرارهم عليها. وحجج القائلين بالعصمة إذا حررت إنما تدل على هذا القول، وحجج النفاة لا تدل على وقوع ذنب أقر عليه الأنبياء، فإن القائلين بالعصمة احتجوا بأن التأسي بهم إنما هو مشروع فيما أقروا عليه دون ما نهوا عنه ورجعوا عنه، كما أن الأمر والنهي إنما تجب طاعتهم فيما لم ينسخ منه، فأما ما نسخ من الأمر والنهي، فلا يجوز جعله مأمورا به ولا منهيا عنه فضلا عن وجوب اتباعه والطاعة فيه. وكذلك ما احتجوا به من أن الذنوب تنافي الكمال، أو أنها ممن عظمت عليه النعمة أقبح، أو أنها توجب التغيير، أو نحو ذلك من الحجج العقلية، فهذا إنما يكون مع البقاء على ذلك وعدم الرجوع، وإلا فالتوبة النصوح التي يقبلها الله يرفع بها صاحبها إلى أعظم مما كان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/369)
عليه، كما قال بعض السلف: كان داود عليه السلام بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة. وقال آخر: لو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه، لما ابتلى بالذنب أكرم الخلق عليه، وقد ثبت في الصحاح حديث التوبة: لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا ... الحديث.
إلى أن قال: "وفي الكتاب والسنة الصحيحة والكتب التي أنزلت قبل القرآن مما يوافق هذا القول ما يتعذر إحصاؤه، والرادون لذلك تأولوا ذلك بمثل تأويلات الجهمية والقدرية والدهرية لنصوص الأسماء والصفات ونصوص القدر ونصوص المعاد، وهي من جنس تأويلات القرامطة الباطنية التي يعلم بالاضطرار أنها باطلة، وأنها من باب تحريف الكلم عن مواضعه، وهؤلاء يقصد أحدهم تعظيم الأنبياء فيقع في تكذيبهم، ويريد الإيمان بهم فيقع في الكفر بهم.
ثم إن العصمة المعلومة بدليل الشرع والعقل والإجماع - وهي العصمة في التبليغ - لم ينتفعوا بها إذ كانوا لا يقرون بموجب ما بلغته الأنبياء، وإنما يقرون بلفظ حرموا معناه، أو كانوا فيه كالأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني. والعصمة التي كانوا ادعوها لو كانت ثابتة، لم ينتفعوا بها، ولا حاجة بهم إليها عندهم، فإنها متعلقة بغيرهم، لا بما أمروا بالإيمان به، فيتكلم أحدهم فيها على الأنبياء بغير سلطان من الله، ويدع ما يجب عليه من تصديق الأنبياء وطاعتهم، وهو الذي تحصل به السعادة وبضده تحصل الشقاوة، وقال تعالى: فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ
والله تعالى لم يذكر في القرآن شيئا من ذلك عن نبي من الأنبياء، إلا مقرونا بالتوبة والاستغفار:
كقول آدم وزوجته: قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
وقول نوح: قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
وقول الخليل عليه السلام: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ، وقوله: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ.
وقول موسى: أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ، وقوله: قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي وقوله: فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ.
وقوله تعالى عن داود: فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ.
وقوله تعالى عن سليمان: قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.
وأما يوسف الصديق، فلم يذكر الله عنه ذنبا، فلهذا لم يذكر الله عنه ما يناسب الذنب من الاستغفار، بل قال: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ، فأخبر أنه صرف عنه السوء والفحشاء، وهذا يدل على أنه لم يصدر منه سوء ولا فحشاء، وأما قوله: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ، فالهم: اسم جنس تحته نوعان، كما قال الإمام أحمد: " الهم نوعان: هم خطرات، وهمّ إصرار "، وقد ثبت في " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن العبد إذا هم بسيئة، لم تكتب عليه، وإذا تركها، كتبت له حسنة، وإن عملها، كتبت له سيئة واحدة، وإن تركها من غير أن يتركها لله، لم تكتب له حسنة ولا تكتب عليه سيئة، ويوسف صلى الله عليه وسلم هم هما تركه لله، ولذلك صرف الله عنه السوء والفحشاء لإخلاصه، وذلك إنما يكون إذا قام المقتضي للذنب - وهو الهم - وعارضه الإخلاص الموجب لانصراف القلب عن الذنب لله، فيوسف عليه السلام لم يصدر منه إلا حسنة يثاب عليها، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/370)
إلى أن قال: "وبهذا يظهر جواب شبهة من يقول: إن الله لا يبعث نبيا إلا من كان معصوما قبل النبوة. كما يقول ذلك طائفة من الرافضة وغيرهم، وكذلك من قال: إنه لا يبعث نبيا إلا من كان مؤمنا قبل النبوة، فإن هؤلاء توهموا أن الذنوب تكون خفضا وإن تاب التائب منها، وهذا منشأ غلطهم، فمن ظن أن صاحب الذنوب مع التوبة النصوح يكون ناقصا، فهو غالط غلطا عظيما، فإن الذم والعقاب الذي يلحق أهل الذنوب لا يلحق التائب منها شيء أصلا، لكن إن قدم التوبة، لم يلحقه شيء، وإن أخر التوبة، فقد يلحقه ما بين الذنوب والتوبة من الذم والعقاب ما يناسب حاله.
والأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه كانوا لا يؤخرون التوبة، بل يسارعون إليها ويسابقون إليها، لا يؤخرون ولا يصرون على الذنب، بل هم معصومون من ذلك، ومن أخر ذلك زمنا قليلا، كفر الله ذلك بما يبتليه به، كما فعل بذي النون صلى الله عليه وسلم، هذا على المشهور أن إلقاءه كان بعد النبوة، وأما من قال: إن إلقاءه كان قبل النبوة، فلا يحتاج إلى هذا. والتائب من الكفر والذنوب قد يكون أفضل ممن لم يقع في الكفر والذنوب، وإذا كان قد يكون أفضل، فالأفضل أحق بالنبوة ممن ليس مثله في الفضيلة. وقد أخبر الله عن إخوة يوسف بما أخبر من ذنوبهم، وهم الأسباط الذين نبأهم الله تعالى.
وقد قال تعالى: فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي، فآمن لوط لإبراهيم عليه السلام، ثم أرسله الله تعالى إلى قوم لوط. وقد قال الله تعالى في قصة شعيب: قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ.
وقال تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا.
وإذا عرف أن الاعتبار بكمال النهاية لا بنقص البداية، وهذا الكمال إنما يحصل بالتوبة والاستغفار، ولا بد لكل عبد من التوبة، وهي واجبة على الأولين والآخرين، كما قال تعالى: لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا.
وقد أخبرنا الله سبحانه بتوبة آدم ونوح ومن بعدهما إلى خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وآخر ما نزل عليه - أو: من آخر ما نزل عليه - قوله تعالى: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا
ثم ذكر نصوصا كثيرة في استغفار النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "ونصوص الكتاب والسنة في هذا الباب كثيرة متظاهرة، والآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين كثيرة، ولكن المنازعون يتأولون هذه النصوص من جنس تأويلات الجهمية والباطنية، كما فعل ذلك من فعله في هذا الباب، وتأويلاتهم تبين لمن تدبرها أنها فاسدة، من باب تحريف الكلم عن مواضعه، كتأويلهم قوله: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، المتقدم ذنب آدم، والمتأخر ذنب أمته، وهذا معلوم البطلان".
وقال أيضا: "والجمهور الذين يقولون بجواز الصغائر عليهم، يقولون: إنهم معصومون من الإقرار عليها، وحينئذ، فما وصفوهم إلا بما فيه كمالهم، فإن الأعمال بالخواتيم، وقول المخالف يلزم عليه كون النبي لا يتوب إلى الله ... " انتهى المقصود.
ويمكن تلخيص هذا الموضوع فيما يلي:
عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام منها ما هو مجمع عليه بداية ونهاية، ومنها ما هو مختلف فيه بداية لا نهاية، وبيان ذلك:
1 - أجمعوا على عصمتهم فيما يخبرون عن الله تعالى وفي تبليغ رسالاته؛ لأن هذه العصمة هي التي يحصل بها مقصود الرسالة والنبوة.
2 - واختلفوا في عصمتهم من المعاصي، فقال بعضهم بعصمتهم منها مطلقا كبائرها وصغائرها؛ لأن منصب النبوة يجل عن مواقعتها ومخالفة الله تعالى عمدا، ولأننا أمرنا بالتأسي بهم، وذلك لا يجوز مع وقوع المعصية في أفعالهم؛ لأن الأمر بالاقتداء بهم يلزم منه أن تكون أفعالهم كلها طاعة، وتأولوا الآيات والأحاديث الواردة بإثبات شيء من ذلك، وقال الجمهور بجواز وقوع الصغائر منهم بدليل ما ورد في القرآن والأخبار، لكنهم لا يصرون عليها، فيتوبون منها ويرجعون عنها، كما مر تفصيله، فيكونون معصومين من الإصرار عليها، ويكون الاقتداء بهم في التوبة منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/371)
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 06:14 م]ـ
لعلي أكون قد فهمت سؤالك أرجو ذلك ...
قال شيخ الإسلام (20/ 88):
"وهذا القول يقوله طوائف من أهل البدع والكلام والشيعة وكثير من المعتزلة وبعض الأشعرية وغيرهم ممن يوجب عصمة الأنبياء من الصغائر وهؤلاء فروا من شيء ووقعوا فيما هو اعظم منه فى تحريف كلام الله عن مواضعه وأما السلف قاطبة من القرون الثلاثة الذين هم خير قرون الأمة وأهل الحديث والتفسير وأهل كتب قصص الأنبياء والمبتدأ وجمهور الفقهاء والصوفية وكثير من أهل الكلام كجمهور الاشعرية وغيرهم وعموم المؤمنين فعلى ما دل عليه الكتاب والسنة مثل قوله تعالى وعصى آدم ربه فغوى وقوله ربنا ظلمنا أنفسنا وأن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين بعد أن قال لهما ألم أنهكماعن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين وقوله تعالى فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم مع أنه عوقب باخراجه من الجنة وهذه نصوص لا ترد إلا بنوع من تحريف الكلم عن مواضعه "
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 09:47 م]ـ
جزاك الله خيرا
كأني أفهم أن ابن تيمية يجعل المسألة مجمعا عليها
خلافا للشيخ الفوزان
في سؤالي السابق خطأ وهو أنني أعني من هم الأسباط هل هم اخوة يوسف أم لا
أما كون الأسباط من الأنبياء لا خلاف فيه
ـ[أبو مصعب السكندري]ــــــــ[09 - 07 - 07, 02:04 ص]ـ
بارك الله فيكم أخوتي،،
ما قاله الدكتور ياسر برهامي في كتاب فقه الخلاف، في ذكر الأمثلة على الخلاف السائغ قال:
"اتفق العلماء على عصمة الرسل عن الكفر والشرك وكتمان تبليغ الرسالة والكبائر والصغائر المريبة واختلفوا في الصغائر فرجح طائفة منهم شيخ الإسلام ابن تيمية عدم عصمتهم منها ابتداءً ولكن يتوبون منها إحتجاجاً بظواهر الكتاب والسنة كقوله تعالى ((وعصى أدم ربه فغوى)) وقوله عن موسى ((قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي)) وقوله ((ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وما تأخر)) وفي حديث الشفاعة عن أولي العزم من الرسل ((فيذكر خطيئته التي أصاب)) عدا عيسى -عليه السلام-،
ورجحت طائفة أخرى عصمتهم من تعمد جميع الذنوب وأن ما ورد من تسميته ذنوب هي من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين ونسبه النووي -رحمه الله- إلى طائفة من المحققين ورجحه القرطبي وابن حزم وهذا أرجح إن شاء الله فمعصية أدم كانت نسيانا وقتل موسى كان خطأ غير مقصود وكذبات إبراهم كانت تعريضاً وذنب محمد كان غيناً على قلبه (فتور الذكر) وخطأ غير مقصود في الإجتهاد ومن أدلة القول قول النبى -صلى الله عليه وسلم-: ((فمن يطع الله إن عصيته)) رواه مُسلم "
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 08:46 ص]ـ
أخي أبو مصعب جزاك الله خيراً
لعلك ترجع إلى كتاب الشيخ ياسر المنة شرح اعتقاد أهل السنة الطبعة الأولى من ص 267 إلى 272
يعني التكلف في التأويل واضح كما يذكر ابن تيمية - ومع هذا ففي بعض كلامه فوائد وحق -
زالتناقض من أول كلامه (أما أنهم وقع منهم ما يسمى معصية وذنباً فهذا لا نزاع فيه لأن القرآن صرّح بذلك .. ثم قال فما الذنب الذي وقع من الأنبياء؟) ثم ذكر تأويلاته حفظه الله لهذه الذنوب وبعض ما تكلم عليه جيد من غير الذنوب الواضح وقوعها
أنبه أني لم أذكر كلامي للطعن في الشيخ ياسر مع أني أخالفه في مسألة مهمة أخرى في كتابه وهو قوله ببدعة الإرجاء ثم اتهامه الشيخ سفر بأنه متأثر بالمنهج القطبي!! منبع بدعة التكفير بترك جنس العمل!
أنا أحفظ للشيخ احترامه وأوقره وقد قرأت له كتابه المنة هذا وشرح العبودية وشرح رسالة الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان واستفدت منها جميعاً ولله الحمد.
وأنا لست من أصحاب منهج شطب الشيخ إذا كانت له زلة أو خطأ باجتهاد
وفي النية شراء الكتاب الذي ذكرت - فقه الخلاف - حيث نصح به الشيخ رضا صمدي
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[09 - 07 - 07, 09:44 ص]ـ
هذا الموضوع وهو موضوع عصمة الأنبياء وأقوال الطوائف فيها أشبعها بالبحث الدكتور يوسف السعيد في عددين من أعداد مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأطال النفس فيها.
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 10:46 ص]ـ
أخي سليمان هل هي موجودة وإن لم تكن فلعلك تلخص لي البحث ولو في كلمات يسيرة(42/372)
هل الكافر مهان
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - 07 - 07, 06:37 م]ـ
هل الكافر كريم باعتبار انه من بنى ادم ام مهان باعتباره كافر بالله ام كريم باعتبار ومهان باعتبار
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[23 - 07 - 07, 01:25 م]ـ
هل الكافر كريم باعتبار انه من بنى ادم ام مهان باعتباره كافر بالله ام كريم باعتبار ومهان باعتبار
قال الله عزَّ وجلَّ {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم وَحَمَلْنَاهُم فِي البَرِ وَالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِنَ الطَيِّبَاتِ وَفَضَّلنَاهُم عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} , ولأن الكافر داخل في جنس بني آدم فقد كُرِّم بأشياءٍ منها:
1 - أنه يمشي على رجلين , وغيره من الحيوانات يمشي على بطنه أو على أربع.
2 - له سمع وبصر وفؤاد , {وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمهَاتِكُم لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُم السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَكُم تَشْكُرُونَ}.
3 - خُلِق في أحسن تقويم , {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}.
4 - الإستمتاع في الحياة الدنيا {وَيَومَ يُعْرَضُ الَّذْينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُم طَيبَاتِكُم فِي حَيَاتِكُم الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَاليَومَ تُجْزَونَ عَذَابَ الهُونِ بِمِا كُنتُم تَستَكْبِرُونَ فِي الأرضِ بِغَيرِ الحَقِّ وَبِمَا كُنتَم تَفْسُقُونَ} ..
ومع هذا إلا أن الله سبحانه وتعالى ذمَّ الكافرين في كتابه في أكثر من موضع , فمن هذه المواضع قوله تعالى {إِنْهُم إِلَّا كَالأنعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً}؛ وقال جلَّ ثناؤه {إنَّمَا المُشرِكُونَ نَجِسٌ} ..... وغيرهامن الآيات
وهذا يدل على أنه كُرِّم في خِلقِيَّتِه , ومُهان في دينه وكفره .. والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين. وهو حسبي ونِعمَ الوكيل
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[24 - 07 - 07, 11:22 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله:وما جعل الله سبحانه فيمن عصاه كما قال الحسن إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين فإن المعصية لا تفارق رقابهم أبي الله إلا أن يذل من عصاه
وقد جعل الله سبحانه العز قرين طاعته والذل قرين معصيته فقال تعالى: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} وقال تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}
والإيمان قول وعمل ظاهر وباطن
وقال تعالى: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} أي من كان يريد العزة فيطلبها بطاعة الله وذكره من الكلم الطيب والعمل الصالح وفي دعاء القنوت إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت
ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه وله من العز بحسب طاعته ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه وله من الذل بحسب معصيته.
عن الجواب الكافي (126)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - 08 - 07, 06:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[01 - 09 - 07, 09:25 م]ـ
للرفع(42/373)
ما عمنى قول: أهل السنة إن الصفات معلومة المعاني؟
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[09 - 07 - 07, 09:55 ص]ـ
هل مراده أن معانيها معلومة بلغة العرب؟ إذا كان الأمر كذلك فلو سأل سائل وقال: ما معنى اليد؟ وما معنى الرجل؟ وما معنى الإصبع؟ وما معنى الساق ... ؟ إلى غير ذلك من الصفات، فبن نفسر اليد له؟
سؤال آخر يبنى على هذا وهو أنه إذا كان الأمر كذلك، فلو أردنا ترجمة معنى اليد أو الساق إلى لغة أخرى فماذا نقول؟ إن قلنا: إنها اليد التي تفهم من أيدي المخلوقين وقعنا في التمثيل، وإن قلنا: اليد معلومة المعنى فإننا لم نوضح الجواب للمترجم له ولا للسائل.
فما الجواب عنها؟
ـ[بن عفان]ــــــــ[10 - 07 - 07, 12:24 ص]ـ
السلف يُثبتون المعنى دون الكيف، فالمعنى معلوم والكيف مجهول
روى أبو بكر الخلال في كتاب السنة عن الأوزاعي قال: سئل مكحول والزهري عن تفسير الأحاديث، فقال: أمرُّوها كما جاءت.
وروى أيضا عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي عن الأخبار التي جاءت في الصفات، فقالوا: أمروها كما جاءت، وفي رواية، فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف. وكذاك قال الشافعي حكاه عنه البيهقي.
فالكيفيات من خواص المخلوقات.
هذا ليس مُمتنِعاً في حق الله إلا لجهلنا بكيفية الغيبيّات عموما، حتى ما يتعلّق بالحياة البرزخية – مثلا – لا يُسأل عنه بـ (كيف) مع تعلّقه بالمخلوق.
أما معنى الاستواء فقد أطال ابن جرير الطبري في تفسيره في ذِكر معنى الاستواء
وقد أطال في تقرير مسألة الاستواء في أوائل سورة البقرة عند تفسيره لقوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ) وقد استغرق تحقيق هذه المسألة عشر صفحات وقرر المسألة وناقش المخالِف.
ورجّح ما رآه في الآية فقال: وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ) علا عليهن وارتفع، فدبّرهن بقدرته، وخلقهن سبع سماوات.
فائدة:
العلماء يُفرِّقون بين (استوى إلى) وبين (استوى على) وبين (استوى) مُجرّدة
فالاستواء في اللغة يُطلق على معان تدور على الكمال والانتهاء، وقد ورد في القرآن على ثلاثة وجوه:
1 - مُطلق، كقوله تعالى: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى) أي كَمُل.
2 - مُقيّد بـ " إلى "، كقوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ) أي قَصَد بإرادة تامة.
3 - ومُقيّد بـ " على "، كقوله تعالى (لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ) ومعناه حينئذ: العلو والاستقرار.
فاستواء الله على عرشه معناه: علوه واستقراره عليه علوا واستقراراً يليق بجلاله وعظمته. انتهى من فتح رب البرية بتلخيص الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية، والتلخيص للشيخ ابن عثيمين.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[10 - 07 - 07, 01:18 ص]ـ
هل مراده أن معانيها معلومة بلغة العرب؟ إذا كان الأمر كذلك فلو سأل سائل وقال: ما معنى اليد؟ وما معنى الرجل؟ وما معنى الإصبع؟ وما معنى الساق ... ؟ إلى غير ذلك من الصفات، فبن نفسر اليد له؟
سؤال آخر يبنى على هذا وهو أنه إذا كان الأمر كذلك، فلو أردنا ترجمة معنى اليد أو الساق إلى لغة أخرى فماذا نقول؟ إن قلنا: إنها اليد التي تفهم من أيدي المخلوقين وقعنا في التمثيل، وإن قلنا: اليد معلومة المعنى فإننا لم نوضح الجواب للمترجم له ولا للسائل.
فما الجواب عنها؟
تسألنا سؤال في العقيدة وأنت الذي يبحث عن عنوان رسالة الماجستير واخبرتنا أنك تدرس في الجامعة الإسلامية في الدراسات العليا!!!
تترك العلماء خلفك الذي لا يعجزك أن تسألهم إلى سؤال مجاهيل وتأخذ عقيدتك منهم!!! سبحان الله أخي الكريم لعلك بهذا السؤال تختبر ما عندنا لتعلمنا لا لتعلم منا!! (هذا غاية إحسان الظن)
أعذرني أخي الحبيب إن علتني حدة في الأسلوب!!! ولكن من هول ما أرى أحيانا
والله المستعان
أجيب سؤالك
سألت الشيخ الفوزان عن اليد ما معناها
قال لي أنت لك يد قلت نعم
قال اليد الحقيقة. أو كلاما نحوه قبل ثلاثة أعوام
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - 07 - 07, 06:26 م]ـ
راجع لقاء الشيخ عبدالرحمن البراك الموجود في المنتدى ففيه جواب أسئلتك
و كلام المفوضة هذا قد تكرر مناقشته مرارا و تكرارا و تم الرد عليه هنا من قِبل المشايخ
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 07 - 07, 12:11 ص]ـ
قولنا معلومة المعاني واضح
فمثلاً صفة اليد
نؤمن أن لله يدان مبسوطتان كلتاهما يمين ويقبض سبحانه بيده ويبسط وبهما خلق آدم وغرس الجنة وكتب التوراة
وهما غير القدرة والنعمة قطعاً _ وهذا الجزم فيصلٌ بيننا وبين أهل التأويل والتفويض _
وخذ مثالاً صفة السمع كيف يثبتها الأشاعرة وهي من صفات المعاني
يثبتونها على أنها صفة ذاتية قديمة يدرك الله بها المسموعات ويجزمون بأنها غير العلم
واطرد هذا في الصفات كلها
اذكر متعلقات الصفة ثم اجزم بنفي التأويل تجد نفسك قد عينت المعنى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/374)
ـ[سعدسعود]ــــــــ[17 - 07 - 07, 01:19 م]ـ
السلف رحمهم الله يقولون المعنى معقول والكيف مجهول ومعنى قولهم المعنى معقول يعني ان العقل يدركه ويفهمه ومن الغبي الذي سيسأل عن معنى اليد؟؟؟؟؟؟ عفواً اخي اقصد الذي يسألك،لأنها معلومه ولله الحمد عند كافة العقلاء، وعليه فيكون السائل احد رجلين إما مريد للعلم وإما مكابر وممن يثير الشبه.
فأما الأول فجوابه ان يعلم القواعد في الصفات ومنها:
1 - المعنى معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعه.
2 - الاثبات من غير تشبيه ولا تمثيل ولاتكييف ولاتعطيل على حد قول تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وغيرها من القواعد.
3 - ثم هذا سؤال افتراضي والسلف نهو اغلوطات المسائل وعمن يتبعون المتشابه إذ اليد معلومة المعنى ولايسأل عنها الا
النوع الثاني وهو من يتبع المتشابه فهذا ليس له إلا درة عمر مع صبيغ
والعذر ان كان هناك قسوه
وفقنا الله واياك لكل خير
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[24 - 07 - 07, 03:06 ص]ـ
إلى /أبي الحسن الأثري - بارك الله فيه-.
تترك العلماء خلفك الذي لا يعجزك أن تسألهم إلى سؤال مجاهيل وتأخذ عقيدتك منهم!!!
أنا معك أن نُعظم أمر العلماء , ولكن ....
هذا الأمر لا يَجعلنا نبخس حق الآخرين - الأخوة الأفاضل أعضاء هذا المنتدى المبارك سواء كانوا شيوخاً أو طلبة علم- ونطلق عليهم مجاهيل!!!
وأنا -واللهِ الَّذِي لا إِله غيره- أعلم أنَّكَ أفضل منِّي , وكيف لا؟!!
وقد رزقك الله لقاءاً مع العلامة / الفوزان -بارك اللهُ في عُمرِه , وأحسنَ عَمَلَه- وهذا فضلٌ من اللهِ لا يعرفه إلا الَّذِي لم يُرزَقْهُ ...
وهذا دليل على أنَّ اللهَ فضَّلك عليّ , مِمَّا يدل على إنَّك خيرٌ مني؛
وأقول: ربنا {وَلَا تَجْعَل فِي قُلُوبِنَا غِلاًَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}
وأنا عندما قرأتُ قولكتسألنا سؤال في العقيدة وأنت الذي يبحث عن عنوان رسالة الماجستير واخبرتنا أنك تدرس في الجامعة الإسلامية في الدراسات العليا!!! علمتُ أن أخانا/ سليمان -حفظه الله وإياك- كان يدارسنا ويعلِّمنا بطريقة (طرح الأسئلة) كما كان يفعل النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , وجبريل في حديثه المشهور.
وجزاك الله خيراً على إعتزارك على شِدَتِك لأخيك.
ولا تنسَ {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخَوَةٌ}
والله المستعان .. وهو حسبي ونِعمَ الوكيل
ـ[وليد بن محمد الجزائري]ــــــــ[25 - 07 - 07, 12:11 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سؤال الى الاخوة الأفاضل
عندما نقول المعنى معلوم هل نقصد معنى الصفة قبل الاضافة أو بعد الاضافة الى الله جلا و على؟
معنى الصفة قبل الاضافة معلوم فهل هو معلوم بعدها؟
أو نقول أن معناها أنها (اليد) هي التي يبطش بها و خلق بها أدم و أنه ينفق بها أم هذا من لوازم الصفة؟
أم أن اثبات المعنى هو اثبات وجود مع معرفة لوازمها و أثارها فقط أو هو أكثر من هذا؟
فان كان أكثر من هذا فما معنى يد الله بعد الاضافة اليه لا قبلها؟ بارك الله فيكم.
و لمن يستطيع لأن ينحي عني هذه الشبه فله مني خالص الدعاء.
ـ[المقدادي]ــــــــ[25 - 07 - 07, 12:30 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سؤال الى الاخوة الأفاضل
عندما نقول المعنى معلوم هل نقصد معنى الصفة قبل الاضافة أو بعد الاضافة الى الله جلا و على؟
معنى الصفة قبل الاضافة معلوم فهل هو معلوم بعدها؟
.
المقصود المعنى قبل الإضافة اما بعد الإضافة فتكون الصفة تابعة للموصوف و هو ما يقال عنه الكيف أو الكنه و هذا لا نعرفه بل نفوّضه الى الله تعالى و لو شاء الله ان يبيّن لنا ذلك لفعل فآمنا بمحكمه و كففنا عن الذي يتشابه
و قد تكلم مشايخ السنة في هذا الأمر كثيرا فراجع كلامهم(42/375)
ماذا تعرف عن حزب الله؟
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[09 - 07 - 07, 04:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(هذا بيان للناس ولينذروا به .... )
الكتاب الآن في صورة موقع اضغط على الصورة وادخل الموقع
http://www.d-sunnah.net/hizballah/images/hezb1.jpg (http://www.d-sunnah.net/hizballah/)
ـ[بن عفان]ــــــــ[09 - 07 - 07, 11:55 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[10 - 07 - 07, 12:10 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عزالدين محمد]ــــــــ[13 - 07 - 07, 07:59 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خير الجزاء و أضيف قطرة من بحر من فظائعهم و كرههم لنا
و كما يسميهم البعض (حزب اللات)
-----------------------------
http://www.alarabiya.net/articles/2007/01/25/31059.htm
استفزاز من أنصار حزب الله الشيعي في لبنان ومهاجمتهم مدرسة سنية
-----------------------------
ثانيا::: مواقع الشيعة الرسمية وبعض المنتديات الشيعية المعترف بها::
الوقع الاول هو: المجلس الاسلامي الشيعي في لبنان التابع لحزب الله
http://www.shiitecouncil.gov.lb/text/14.php
-----------------------------
http://www.shiitecouncil.gov.lb/sounds/sounds2.php?mqtaa=918
يا علي يا عظيم يا غفور يا رحيم
انت الرب العظيم الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
-----------------------------
http://www.shiitecouncil.gov.lb/text/14.php
المعصومون الاربعة عشر
-----------------------------
http://www.shiitecouncil.gov.lb/text/index.php?action=display&less_id=111
اتهام عمر بن الخطاب أنه صرف أنظار الناس عن الخلافة حتى يأتي أبو بكر::
و المظنون أنه لم يكن ليخفى عليه موت النبي صلى الله عليه وآله و أن الذي دعاه إلى ذلك أمر سياسي في المقامين فأراد في المقام الأول صرف الناس عن أمر الصحيفة و في المقام الثاني صرفهم عن التكلم في أمر الخلافة و إشغالهم بشي ء حتى يحضر أبو بكر و الله أعلم.
--------------------------------------------------
http://www.shiitecouncil.gov.lb/text/index.php?action=display&less_id=213
اختلاقهم لحديث يقول النبي صلى الله عليه و سلم فيه: رضي الرب برسالتي والولاية لعلي من بعدي:::
ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: *اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا* (سورة المائدة-الآية 3)
فقال رسول الله (ص): الله أكبر على إكمال الدين، واتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي من بعدي، ثم طفق القوم يهنئون أمير المؤمنين صلوات الله عليه وممن هنأه في مقدم الصحابة: الشيخان أبو بكر وعمر، وكان كل منهما يقول:"بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة". وقال ابن عباس:"وجبت والله في أعناق القوم"، فقال حسان: ائذن لي يا رسول الله أن أقول في علي أبياتاً تسمعهن، فقال (ص):"قل على بركة الله"، فقام حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية
.....
----------------------------
http://www.shiitecouncil.gov.lb/text/index.php?action=display&less_id=135
افتراء واتهام معاوية بسب علي رضي الله عنه
-----------------------
.. اتهام معاوية رضي الله عنه بدس السم للحسن و سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما .. بما يرونه من أحاديث باطلة لا تقوم على الصحة و انظر كتاب مسودة فضائل معاوية رضي الله عنه
فيها الرد على هذه الشبهات الباطلة الخبيثة و أن كتب التاريخ ذكرتها على سبيل النقل و ليس الإعتقاد بها و أهل التاريخ هم أهل السنة و الحمد للهرابط الكتاب
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/moawya.zip
قال أبو الفرج و أراد معاوية البيعة لابنه يزيد فلم يكن شي ء أثقل عليه من أمر الحسن بن علي و سعد بن أبي وقاص فدس إليهما سما فماتا منه أرسل إلى ابنة الأشعث أني مزوجك بيزيد ابني على أن تسمي الحسن و بعث إليها بمائة ألف درهم فسوغها المال و لم يزوجها منه فخلف علها رجل من آل طلحة فأولدها فكان إذا وقع بينهم و بين بطون قريش كلام عيروهم و قالوا يا بني مسمة الأزواج و كان ذلك بعد ما مضى من إمارة معاوية عشر سنين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/376)
و قال ابن عبد البر في الإستيعاب قال قتادة و أبو بكر بن حفص: سم الحسن بن علي سمته امرأته بنت الأشعث بن قيس الكندي و قالت طائفة كان ذلك منه بتدسيس معاوية إليها و ما بذل لها في ذلك (اه)، و قال المدائني دس إليه معاوية سما على يد جعدة بنت الأشعث بن قيس زوجة الحسن و قال لها إن قتلته بالسم فلك مائة ألف و أزوجك يزيد ابني فمرض أربعين يوما فلما مات وفى لها بالمال و لم يزوجها من يزيد و قال أخشى أن تصنعي بابني ما صنعت بابن رسول الله صلى الله عليه وآلهو قال المفيد: لما تم لمعاوية عشر سنين من إمارته و عزم على البيعة لابنه يزيد دس إلى جعدة بنت الأشعث بن قيس و كانت زوجة الحسن عليه السلام من حملها على سمه و ضمن لها أن يزوجها بابنه يزيد فأرسل إليها مائة ألف درهم فسقته جعدة السم فبقي أربعين يوما و مضى لسبيل،
إنا لله و إنا إليه راجعون!!!
-----------------------------
http://www.shiitecouncil.gov.lb/text/index.php?action=display&less_id=121
( الثاني و العشرون)
قال عدوه و مبغضه الذي يجتهد في وصمه و عيبه معاوية بن أبي سفيان لمحفن بن أبي محفن الضبي لما قال له جئتك من عند أبخل الناس فقال ويحك كيف تقول إنه أبخل الناس و لو ملك بيتا من تبر و بيتا من تبن لأنفق تبره قبل تبنه. و هو الذي كان يكنس بيوت الأموال و يصلي فيها و هو الذي قال يا صفراء و يا بيضاء غري غيري و هو الذي لم يخلف ميراثا و كانت الدنيا كلها بيده إلا ما كان من الشام» اه «.
-----------------------------
http://www.shiitecouncil.gov.lb/text/index.php?action=display&less_id=143
و كان معاوية قبل وفاته قد حذر يزيد من أربعة: الحسين بن علي و عبد الله بن الزبير و عبد الله بن عمر و عبد الرحمن بن أبي بكر و لا سيما من الحسين و ابن الزبير أما ابن الزبير فهرب الى مكة على طريق الفرع هو و أخوه جعفر ليس معهما ثالث و أرسل الوليد خلفه أحد و ثمانين راكبا فلم يدركوه و كان ابن عمر بمكة
-----------------------------
http://www.shiitecouncil.gov.lb/text/index.php?action=display&less_id=150
الطعن في دين يزيد بن معاوية
و ذلك أن أهل المدينة وفدوا على يزيد بن معاوية بالشام فلما رأوا من أعماله و تهتكه و استهانته بالدين ما رأوا عزموا على خلعه
-----------------------------
ما يسمى باللطميات وهو صوت فقط وفي اسفل رسالة يوجد فيديو لهذه اللطميات ...... مع أن الصحابة لم ينوحوا ولم يلطموا على موت النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعظم البشر!!!!
http://www.shiitecouncil.gov.lb/sounds/sounds.php?tasneef=10
----------------
إنا لله و إنا إليه راجعون!!!(42/377)
الأحباش
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[09 - 07 - 07, 07:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
1. ما هي نقاط الاجتماع والافتراق بين جماعة الأحباش والأشاعرة أو الماتريدية في العقيدة؟
لقد كثر في هذه الأزمنة من ينتسب إلى جمعية المشاريع الخيرية في بلاد المسلمين غير العربية ويقومون بنشر أفكارهم وترهاتهم بدعوى أنهم أشاعرة في العقيدة ويتبجحون بها ويحصلون على الدعم الكامل من حكوماتها ويهاجمون على متمسكي عقيدة السلف بألقاب نابية وأساليب غير مرتضية!
2. ومن هم في الحقيقة؟
3. وكيف الخلاص منهم؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[10 - 07 - 07, 02:27 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كتيب: الحبشي شذوذه وأخطاؤه للشيخ عبد الرحمن دمشقية
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=2410
وهذه المقالات للشيخ تجدها على الرابط في الأسفل
الأحباش .. جماعة دينية أم سياسية؟!!
الرد على الحبشي في كتابه الدليل الشرعي
الرد القوي على مالك الحبشي الغوي
http://saaid.net/Doat/dimashqiah/index.htm(42/378)
هل ممن يخدمنا بهذا الموضوع (الإمام أحمد وخلق القرآن)
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[10 - 07 - 07, 12:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طلب خدمة بسيطة هل ممن يخدمنا بهذا الموضوع (الإمام أحمد وخلق القرآن)
والخدمة هي نريد هذه المحنة بطريقة التنقيط حتى يسهل على طلابنا حفظها بسهوله ولك نحبب لهم الأئمة رحمهم الله
فهل من مساعد وجزاكم الله خيرا
ـ[الديولي]ــــــــ[10 - 07 - 07, 01:29 م]ـ
السلام عليكم
أختي الفاضلة
لو قرأت كتاب الحيدة للكناني فهو كأنه نقاط ومفيد في هذا الموضوع جدا
ـ[صخر]ــــــــ[11 - 08 - 07, 05:36 م]ـ
["] الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم.
ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين ......
(مقتبس من كلام الإمام أحمد بن حنبل، الرد على الجهمية (1/ 6).) [/]
"
وبعد فهاهي القصة وبعض شخصياتها وابطالها الذين اسهموا في تشخيص أحداثها ووقائعها
الزمان:القرن الثالث الهجري
المكان: بغداد عاصمة الخلافة ومركز العلم والعلماء ومهوى أفئدة المحدثين والفقهاء.
الشخصيات:" الإمام احمد بن حنبل " إمام أهل السنة البطل الممتحَن" محمد بن نوح "رفيق الإمام وزميله في المحنة ". المأمون الخليفة الممتحِن. ابن أبي دؤاد "عالم السوء المبتدع"
أحداث القصة:
كان الخليفة العباسي المأمون متأثرا بكتب فلاسفة اليونان حتى ترجم منها الكثير؛ وقد تلوث فكره بما تتقيؤه هذه الكتب من العقائد المنحرفة؛ وكان يريد أن يظهر القول: بأن القرآن مخلوق؛ [والذي عليه المسلمون أن القرآن كلام الله غير مخلوق ومن اعتقد غير ذلك فإنه كافر، وذلك لأن الهدف من هذا القول الباطل نفي صفات الله عز وجل ونفي صفة الكلام لله-عز وجل-، والله سبحانه يوصف بأنه يتكلم كلاما يليق بجلاله] 0
فلما كان عام مائتين وأربعة عشر للهجرة؛ حمل المأمون الناس على الفتنة؛ وأظهر ذلك القول الباطل، وامتحن به أهل العلم؛ فمنهم من خاف السيف وتأول بين يدي المامون ظاهرا مكرها؛ ومنهم من ثبت على الحق ظاهرا وباطنا ولم يُجب الخليفة إلى ما دعا إليه ... وكان ممن رد هذه المقالة الإمام أحمد بن حنبل-إمام أهل السنة والجماعة- ومحمد بن نوح رفيقه في المحنة الذي قال فيه الإمام احمد "رأيت أحدا على حداثة سنه أقوم بأمر الله من محمد بن نوح؛ وإني لأرجو أن يكون قد ختم له بخير"
[الإمام أحمد] يساق إلى [المأمون] مقيدًا بالأغلال، وقد توعده وعيدًا شديدًا قبل أن يصل إليه و أقسم بقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لئن لم تجبه ليقتلنك بذلك السيف، وهنا يأتي الصالحون، أهل البصيرة لينتهزوا الفرصة ليلقوا بالوصايا التي تثبت في المواقف الحرجة ففي السير: أن [أبا جعفر الأنباري] قال:ما حُمل الإمام أحمد إلى المأمون أخبرت، فعبرت الفرات، وجئته، فسلمت عليه، وقلت: يا إمام أنت اليوم رأس، والناس يقتدون بك؛ فوالله لئن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبنَّ خلق كثير، وإن لم تجب ليمتنعن خلق كثير، ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك فإنك تموت، لابد من الموت فاتق الله ولا تجبه، والإمام أحمد في سياق رحلته إلى [المأمون] يقول: وصلنا إلى رحبة، ورحلنا منها في جوف الليل، قال: فعرض لنا رجل، فقال: أيكم أحمد ابن حنبل؟ فقيل: هذا، فقال: يا هذا ما عليك أن تقتل هاهنا وتدخل الجنة، ثم قال: أستودعك الله، ومضى. وأعرابي يعترضه، ويقول: يا هذا إنك وافد الناس فلا تكن شؤمًا عليهم، إنك رأس الناس فإياك أن تجيبهم إلى ما يدعونك إليه؛ فيجيبوا فتحمل أوزارهم يوم القيامة إن كنت تحب الله فاصبر؛ فوالله ما بينك وبين الجنة إلاّ أن تقتل، [/ ويقول الإمام أحمد: ما سمعت كلمة مذ وقعت في هذا الأمر أقوى من كلمة أعرابي كلمني بها في <رحبة طو>، قال: يا أحمد إن يقتلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/379)
الحق مت شهيدًا، وإن عشت عشت حميداً فقوَّى بها قلبي
لما وصلا للمأمون جاء خادم للإمام احمد بن حنبل وهو يكفكف دموعه ويقول:"عز علي يا أبا عبدالله أنْ جرد أمير المؤمنين سيفاً لم يجرده قط؛ وبسط نطعا لم يبسطه قط ... "
فبرك أحمد على ركبتيه ولحظ إلى السماء بعينه ثم قال: سيدي غر هذا الفاجر حلمك، حتى تجرأ على أوليائك بالضرب والقتل؛اللهم فإن يكنْ القرآنُ كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤنته؛فما مضى الثلث الأول من الليل إلا وقد جاء الصريخ: لقد مات أمير المؤمنين؛ وذلك في عام مائتين وثمانية عشر
ثم تولى بعده المعتصم؛وقد اتخذله مستشارا مبتدعا يسمى أحمد بن أبي دؤاد؛ فسمم أفكاره؛ ولم يزل بتحريضه على أهل السنة
وهكذا يعذب [الإمام أحمد] في سبيل عقيدته ,تُخلَع يداه، ويُجلد بالسياطَ الكثيرة، يختار الظالمون له عددًا من قساة القلوب، وغلاظ الأفئدة ليجلده كل واحدٍ منهم سوطيْن بكل ما أوتيَ من قوة، وهم يتعاقبون عليه، وهو ثابت كالطَّوْد الأشمِّ، لا يتراجع أبدًا، يغمى عليه من شدة التعذيب ثم يفيق، فيعرض عليه الأمر فلا يتراجع،.
قال أحمد: في اليوم الذي خرجت فيه للسياط ومدت يداي للعقابين إذا أنا بإنسان يجذب ثوبي من ورائي ويقول: تعرفني؟ قلت: لا؛قال: أنا أبو الهيثم العيار، اللصُّ الطرار، مكتوب في ديوان أمير المؤمنين إني ضربت ثمانية عشر ألف سوط بالتفاريق، وصبرت في ذلك على طاعة الشيطان لأجل الدنيا، فاصبر فأنت في طاعة الرحمن لأجل الدين.
فكان الإمام أحمد دائما يقول: رحم الله أبا الهيثم، غفر الله لأبي الهيثم؛ عفا الله عن أبي الهيثم؛
ولا زالوا به يعذبون ولكن أنى لهم مع امام جبل همام انتصر بإيمانه وبناء نفسه، وبتوفيق الله قبل هذا وذاك، وكان انتصاره دليلاً على الإخلاص والعزم والقوة. لقد خرج الإمام من المحنة خروج السيف من الجلاء، والبدر من الظلماء، أُدخل في الكِير، فخرج ذهبًا أحمر، وتواطأت القلوب على محبته، حتى أصبح حبه شعارًا لأهل السنة. فأين الذين عارضوه؟ وأين الذين عذَّبوه؟ وأين الذين نالوا منه؟ ذهبوا إلى ما قدموا.
وبقي حيًّا بذكره ... والذكر للإنسان عمر ثانٍ
العاقبة:
وفي عام مائتين واثنين وثلاثين تولى المتوكل رحمه الله، فنصر الله به الدين؛ وأقام به السنة؛ وأظهر عقيدة السلف أهل السنةودعا إليها؛ بعد ابتلاء أهلها وفتنتهم وامتحانهم على عهد ثلاثة من الخلفاء قبله
وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102) لما أهينَ الإمامُ أحمد عليه رحمةُ اللهِ من قبل أبن أبي دؤاد، رفع يديه إلى من ينصر المظلوم وقال:
(اللهم إنه ظلمني ومالي من ناصرٍ إلا أنت، اللهم أحبسهُ في جلده وعذِبه).
فما ماتَ هذا حتى أصابه الفالج فيبست نصف جسمه وبقي نصف جسمه حي.
دخلوا عليه وهو يخورُ كما يخور الثور ويقول:
أصابتني دعوةُ الإمامِ أحمد، مالي وللإمامِ أحمد، مالي وللإمامِ أحمد. ثم يقول واللهِ لو وقعَ ذبابُ على نصفِ جسمي لكأنَ جبال الدنيا وضعت عليه، أما النصف الآخر فلو قرضَ بالمقاريض ما أحسستُ به.
هذه احداث محنة الإمام احمد بن حنبل مع فتنة القول بخلق القرآن يستفيد منها طالب العلم والسالك إلى مجموعة من الدروس والعبر فالإمام احمد بن حنبل كما تقول الكاتبة د. هيفاء السنعوسي (لا أعرف لماذا لا يغادر احمد بن حنبل ذاكرتي كرجل مهم وبارز في التاريخ الاسلامي، فهو يقف بشموخ في الصفحات الاولى في تاريخ ابطال المحن, وقد صبر على الاذى فانتصر للحق، وسحق الباطل، تمنحنا قصة هذا العالم الجليل بمواقفها كلها دروسا عظيمة لا يمكن ان تنسى، وتحقن مشاعرنا بالجلد والثبات على القيمة والمبدأ، وتضاعف في نفوسنا الجانب الايماني لذا، فهو يدخل في باب القصص العظيمة التي تشفي اوجاعنا النفسية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/380)
اعرض هذا العالم الزاهد عن ملذات الحياة، وانصرف عن متعها الى علوم الدين, آثر الترحال في الصحاري الحارة بين الشام والعراق والحجاز واليمن، حاملا متاعه على ظهره في سبيل تحصيل العلم, نجده وبعد ان صار اماما في الحديث والفقه معا، يلقى اشد الوان العذاب لوقوفه الى جانب كلمة الحق, ومن منا يواجه محنة تقل عن هذه بكثير؟! كان رأيه في مسألة (خلق القرآن) مختلفا عن آراء عصره, فقد قال بثبات (القرآن كلام الله) وأصر على رأيه، ولكنه دفع ثمنا غاليا، فقد وضعوه في السجن وتعرض للجلد بوحشية، الا ان خفقة الايمان في قلبه لم تتوقف، فقد كانت زاده في محنته تقوي روحه، وتمنحه صبرا عظيما لذا، فلا عجب ان تكون قصته درسا من الدروس الكبيرة التي نتعلم منها الكثير في رحلتنا الحياتية التي قد تعترضها الصعاب والمحن.
لم يستطع المخالفون لرأيه ان يحتملوا ثباته، فالقوا به في السجن مكبلا بالاغلال حتى يحسم الخليفة امره, مات المأمون وجاء من بعده المعتصم الذي امر باحضاره، فجاؤوا به مثقلاً بكهولته وبما يحمل ويجر من قيود وأغلال ليناقشه العلماء في حضرة الخليفة, وكلما اسقط حججهم وفند براهينهم اعادوه الى السجن من جديد، وتكرر هذا المشهد المؤلم مرات ومرات فما كان من المعتصم الا ان أمر بتعذيبه، فانهالوا عليه بالسياط، وكلما غاب عن الوعي افاقوه ليسألوه ان كان قد عدل عن رأيه، وكلما تمسك برأيه اشتد التعذيب، حتى شارف على الموت، كان -رحمه الله- منهوك القوى، يعتصره الم التعذيب، الا انه حافظـ على صلاته وصيامه كان في عالم لا يدركه الاخرون، انه عالم البصيرة واليقين والتقوى والايمان، وباع ابن حنبل الدنيا واشترى الاخرة، فهل نتعلم هذا الدرس العظيم؟)
اهـ
هذا مااستطعت ان أفيدك به اختي الفاضلة ندى الشمرية فيما يتعلق بمحنة الإمام احمد بن حنبل فلئن كانت محنة له نال فيها الاذى والتعذيب فهي ايضا منحة لنا وله اذ بها ترقى في شموخ إلى علياء المجد وبها صار إمام السنة وهي منحة لنا اذ استفد منها من الدروس والعبر مالايمكن ان تقدمه لنا جامعات الدنيا بأسرها فاحمد بن حنبل مدرسة في حد ذاتها
فاللهم ارحم إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل واجزه عنا وعن المسلمين خير الجزاء
مراجعي
بتصرف من رسالة للشيخ احمد سالم العجمي محنة الإمام احمد بن حنبل
شريط هكذا علمتني الحياة للشيخ علي عبد الخالق القرني
شريط عوامل بناء النفس للشيخ علي عبد الخالق القرني
والله تعالى اعلى واعلم
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[12 - 08 - 07, 03:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أسلوب ممتاز ومعلومة وافيه ماشاء الله
وأسأل الله أن لانضيع ماصبر عليه أحمد بن حنيل رحمه الله ألا وهو الدفاع عن الحق والصبر عليه فبهذا ترتقي النفس وتسموا بالصبر نرتقي
أما القرآن الكريم فهو محفوظ إلى يوم الدين (أنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
ـ[صخر]ــــــــ[12 - 08 - 07, 05:35 م]ـ
وجزاك اختي الفاضلة ندى
فقط تنبيه على الاية "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وليس "أنا"
فقط للتنبيه وأسأل الله تعالى ان يوفقنا للخير ويعيننا عليه
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 08 - 07, 02:46 ص]ـ
أنظر:
1مناقب الامام أحمد لابن الجوزي
2محنة الا مام أحمد للمقدسي ابن قدامة
3 أختصاص القران بعوده الي الرحمن الرحيم للمقدسي المعرف بالضياء
4حكاية المناظرة في القران مع أهل البدع للمقدسي ابن قدامة
5جزءفيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والصوات للنووى
6رسالة في أن القران غير مخلوق لإيراهيم الحربي
7رسالة إمام أهل السنة والجماعة أحمد ابن حنبل إلى الخليفة المتوكل مسألة القران
8البرهان في بيان القران لابن قدامة
9الرد على من يقول ألم حرف لينفي الألف واللام والميم عن كلام الله لابن منده
10الحيده للكناني
11جزء في الاصو ل أصول الدين مسألة القرآن لأبي الوفاء ابن عقيل الحنبلي
12مجموع فتاوى ابن تيميه الجزء 12
13الردعلى من يقول القرآن مخلوق أحمد النجاد
14تنبيه الإخوان على الأخطاء في مسألة خلق القرآن حمود التويجري
15العقيدة السلفية في كلام رب البرية عبدالله الجديع
16مسألةخلق القرآن وموقف علماء القيروان منها أ. د.فهد الرومي
هذا مأعرفه من كتب مستقلة
ـ[احمد ابو سهيل]ــــــــ[15 - 08 - 07, 09:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جمعيا ..
هل يوجد رابط لهذا الكتاب (مناقب الامام أحمد لابن الجوزي)(42/381)
من هو العربي عند السلف؟
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[11 - 07 - 07, 02:28 م]ـ
إن كان معروفا من هو العربي حين البعثة وقبلها فإنه مع الفتوح الإسلامية اختلط الأمر، فقد انقسمت العربية نسبا ولسانا ودارا، وابن تيمية يذكر أن أكثر الناس في زمانه مجهولو الأصل لا يدرون أمن نسل العرب هم أو من نسل العجم سواء كانوا عرب الدار واللسان أو عجما في أحدهما، وابن خلدون يذكر أن العرب الذين هاجروا إلى المغرب مثلا قد تفرقوا على القبائل، وكانت هجرات معاكسة كهجرة قبيلة كتامة المغربية إلى المشرق مع رابع الخلفاء الفاطميين المعز واختطوا القاهرة، ولم يتبق منهم في مواطنهم إلا القليل، لذلك أفلت المغرب من قبضتهم حينها.
فإذا كانت العربية قد انقسمت نسبا ولسانا ودارا فإن الأحكام تختلف باختلاف هذا الانقسام خصوصا النسب واللسان
فإن ما ذكرناه من تحريم الصدقة على بني هاشم واستحقاق نصيب من الخمس ثبت لهم باعتبار النسب وإن صارت ألسنتهم أعجمية
وما ذكرنا من حكم اللسان العربي وأخلاق العرب يثبت لمن كان كذلك وإن كان أصله فارسيا وينتفي عمن لم يكن كذلك وإن كان أصله هاشميا
والمقصود هنا أن ما ذكرته من النهي عن التشبه بالأعاجم إنما العبرة فيه بما كان عليه صدر الإسلام من السابقين الأولين فكل ما كان إلى هداهم أقرب فهو المفضل وكل ما خالف ذلك فهو المخالف سواء كان المخالف ذلك اليوم عربي النسب أو عربي اللسان وهكذا جاء عن السلف
فروى الحافظ أبو طاهر السلفي في فضل العرب بإسناده عن أبي شهاب الحناط حدثنا جبار بن موسى عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي قال من ولد في الإسلام فهو عربي
وهذا الذي يروى عن أبي جعفر لأن من ولد في الإسلام فقد ولد في دار العرب واعتاد خطابها وهكذا كان الأمر
وروى السلفي عن المؤتمر الساجي عن أبي القاسم الخلال أنبأنا أبو محمد الحسن بن الحسين التولخي حدثنا علي بن عبد الله بن بشر حدثنا محمد بن حرب النشائي حدثنا إسحاق الأزرق عن هشام بن حسان عن الحسن عن أبي هريرة يرفعه قال من تكلم بالعربية فهو عربي ومن أدرك له اثنان في الإسلام فهو عربي هكذا فيه وأظنه ومن أدرك له أبوان
فهنا إن صح هذا الحديث فقد علقت العربية فيه بمجرد اللسان وعلقت في النسب بأن يدرك له أبوان في الدولة الإسلامية العربية
وقد يحتج بهذا القول أبو حنيفة على أن من ليس له أبوان في الإسلام أو في الحرية ليس كفؤا لمن له أبوان في ذلك وإن كان في العجمية والعتاقة
ومذهب أبي يوسف ذو الأب الواحد كذي الأبوان
ومذهب الشافعي وأحمد لا عبرة بذلك ونص عليه أحمد
لذلك فالعروبة شيء والنسب شيء آخر فليس بعربي من يتبنى ثقافة أعجمية وينسى العربية. كما أن أغلب علماء المسلمين كانوا من أصول غير عربية ينسبون إلى الفرس وإلى غيرهم وما خطوا حرفا واحدا بفارسية أو غيرها وكان لسانهم عربيا.
ومن تشبه من العرب بالعجم لحق بهم ومن تشبه من العجم بالعرب لحق بهم ولهذا كان الذين تناولوا العلم والإيمان من أبناء فارس إنما حصل ذلك بمتابعتهم للدين الحنيف بلوازمه من العربية وغيرها ومن نقص من العرب إنما نقص بتخليهم عن هذا وإما بموافقتهم للعجم فيما جاءت السنة أن يخالفوا فيه فهذا أوجه
وأيضا فإن الله لما أنزل كتابه باللسان العربي وجعل رسوله مبلغا عنه الكتاب والحكمة بلسانه العربي وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان وصارت معرفته من الدين وصار اعتياد التكلم به أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله
العربية لغة الإسلام
جاء في اقتضاءالصراط لابن تيمية:
ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية وارض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم وهكذا كانت خراسان قديما ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم ولا ريب أن هذا مكروه وإنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/382)
لقد اعتاد أهل الشام ومصر والعراق والمغرب العربية فأصبحوا عربا وترك أهل خراسان العربية فعادوا فرسا كما كانوا ومعهم من يساكنهم من الأصول العربية. لكن رغم مرور الزمن وتغير اللغات وتبدلها لا زالت العربية على حالها فقد حفظها الله بالقرآن، في حين تغيرت اللاتينية وتفرعت عنها عدة لغات رغم جهود الكنيسة من أجل الحفاظ عليها فلم يعد لرجال الدين أنفسهم دراية بها، ولازالت اللغات تتبدل وتتغير رغم اختراع المطابع التي حدت شيئا ما من هذا التغير، فتجد للفرنسية مثلا معاجم للقرن 14 ومعاجم للقرن 15 ... وبالأمس القريب كانت الأنجليزية لكن اليوم هناك أنجليزية وأمريكية. ورغم جمالية اللغة العربية وبنائها المنطقي تجد حاليا أبناءها معرضون عنها وظهرت حركات هنا وهناك مدعومة بالصهيونية تدعو إلى نبذ العربية وتبني بعض اللهجات كلغات رسمية، لأنها لغة الآباء والأجداد، فإن كانت اللاتينية لم تصمد فمن يضمن أن هذه اللهجات هي نفسها التي استعملها الأجداد؟ ومن يضمن أن العربية كانت لتصمد بدون القرآن؟ فأين هم الشعراء من عامة أعراب الجزيرة العربية وعربها؟
لذلك فالعربية هي لغة الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية هي حضارة عربية.
ولا تعارض مع أحكام الدين حين نسمي المغرب العربي فلا عبرة بالأنساب في هذا الحكم.
اعتياد الخطاب بغير العربية مكروه ومعرفتها فرض واجب
من كتاب اقتضاء الصراط لابن تيمية:
وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله ولأهل الدار وللرجل مع صاحبه ولأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم وهو مكروه
ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية وارض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم وهكذا كانت خراسان قديما ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم ولا ريب أن هذا مكروه
وإنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية حتى يتلقنها الصغار في الدور والمكاتب فيظهر شعار الإسلام وأهله ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معاني الكتاب والسنة وكلام السلف بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى فإنه يصعب عليه.
واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق
وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
ثم منها ما هو واجب على الأعيان ومنها ما هو واجب على الكفاية
وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن يزيد قال كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أما بعد فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي
وفي حديث آخر عن عمر رضي الله عنه أنه قال تعلموا العربية فإنها من دينكم وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم
وهذا الذي أمر به عمر رضي الله عنه من فقه العربية وفقه الشريعة يجمع ما يحتاج إليه لأن الدين فيه فقه أقوال وأعمال ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله وفقه السنة هو الطريق إلى فقه أعماله
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[12 - 07 - 07, 10:08 ص]ـ
لا أعلم لم لا يتم التعاطي مع هذا الموضوع المهم، الذي يجهله الكثير من المسلمين؟
مفهوم العربي، هل هو مفهوم عرقي أو مفهوم ثقافي؟
وكما تبين من كلام شيخ الإسلام أنه أمر ثقافي، كما يحدث حاليا في الغرب أنهم يجنسون كل من يتقن لغتهم، مما يجعل ثقافتهم تسود وكذلك حضارتهم، فتجد المبدعين بالأنجليزية من كل الأجناس، وهو أمر يجعلنا نراجع أنفسنا وما نحن عليه من التغريب وهجران لهذه اللغة التي جعلها الله سبحانه وتعالى لغة القرآن وشعار الإسلام.
فهل الذي يعتقد بأن العروبة في الإسلام عرق ودماء تجري هو أكثر عروبة من صاحب صناعة النحو: سيبويه، والفارسي من بعده، والزجاج من بعدهما، وكلهم عجم في أنسابهم، وغيرهم من الذين قاموا بحفظ العلم وتدوينه؛ من حملة الحديث وعلماء أصول الفقه وحملة علم الكلام وأكثر المفسرين؟
وهل العالم الذي يدرس بلغة أجنبية علما من العلوم ولا يحمل هم ترجمة ما يعلمه إلى العربية يعتبر عربيا وإن كان نسبه كذلك؟(42/383)
حوار ماتع فى العقيدة
ـ[سالم عدود]ــــــــ[11 - 07 - 07, 05:42 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوانى الكرام هذا حوار فى العقيدة الأسلامية بين الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني وشيخ أشعري مدرس فى جامعة الأزهر و يحضر دكتوراه فى الأسماء و الصفات و شيوخه على جمعة و محمد المسير
يدير الحوار فضيلة الشيخ حسن أبو الأشبال
حوار أكثر من رائع لأكثر من ثلاث ساعات بين فيه الشيخ محمودعقيدة أهل السنة و الجماعة و رد على كثير من الشبه الأشعرية أنصح اخوانى جميعا بالأستماع إلى هذا الحوار فقد أجاد الشيخ حفظه الله فى توضيح كثير من المسائل المتعلقة بمنهج السلف فى الأسماء و الصفات فجزاه الله عنا خير الجزاء
الجزء الأول
http://ia340935.us.archive.org/2/items/MONAZRA/01.rm (http://ia340935.us.archive.org/2/items/MONAZRA/01.rm)
الجزء الثانى
http://ia340935.us.archive.org/2/items/MONAZRA/02.rm (http://ia340935.us.archive.org/2/items/MONAZRA/02.rm)
( منقول من منتدى التوحيد لأهميته)
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[10 - 09 - 10, 10:53 ص]ـ
جزاك اله خرا
يامن تشبه في اسمه بشيخنا(42/384)
حصريا: ابن بطوطة يفتري على ابن تيمية .. للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله
ـ[أبو عساف]ــــــــ[11 - 07 - 07, 08:59 م]ـ
< P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5><FONT color=red> ابن بطوطة يفتري الكذب على ابن تيمية<? xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p></FONT></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><o:p><FONT face="Times New Roman" size=5> </FONT></o:p></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> مما افتراه الخراصون على شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه أنه كان يوما يعظ الناس على منبر جامع دمشق، فكان من جملة كلامه أنه قال: ((إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا، ونزل درجة من درج المنبر))، ومن العجب المقنع بالأعاجيب أن هذه الفرية المفتراة وجدت من يصدقها ويذيعها، ويدب بها صِلَّا غداراً جباناً ينفث بها سمومه.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> فليس في كتب الإمام ابن تيمية، ولا في فتاويه التي خلفها شية من ذلك البهتان، ولا آثاره تنم عن هذه الفرية في ظنونها الآثمة، فابن تيمية المؤمن الصادق الموحد من أعلم الناس بربه، وما ينبغي لجلاله، إن ابن تيمية كان نداء الإيمان القوي الذي دوى، فأيقظ المسلمين من سبات الغفلة الجاهلة، كان نورا شعاعاً يمزق عن العقول أسداف التقليد.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> إن ابن تيمية وجد القلوب يتنازع هواها جيفٌُ فهم فيها الضالون الربوبية من دون الله، فحاول جمعها على محبة الله الحي القيوم، وجد المسلمين قد لوثت عقولهم الفلسفة الحيرى، ومزق اعتقادهم علم الكلام المضطرب، وأضلت قلوبهم الصوفية الزنديقة، وشتت دينهم الفقهاء المتنابذون، فأعلن في جرأة الحق وصولة الإيمان القوي، غير هياب ولا وجل، أن كلمة الله هي العليا، وأن الدين نبعٌ من كتاب الله وإشراقٌ من سنة رسول الله، أعلن أن الدين ليس فلسفة ولا كلاماً ولا صوفية، ولا ((فقهنة)) بل إن الدين هدي يستهل إشراقاً من الذكر الحكيم، ومن سنة النبي الكريم، فأنّى لابن تيمية الخاضع الضارع الخشوع لله أن يشبه نزول ربه بنزوله هو من على منبره؟! .. آه لو تجردت العقول من الهوى، ولو رفع عنها حجب التقليد العمياء الصماء، لرأت الحق أبلج البرهان، ولشهدت الهدى علوي البيان!!.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> بدهتني هذه الفرية منذ زمن، فطالعت من كتب شيخ الإسلام ما ثبّت يقيني أن الشيخ بريء من هذه الفرية؛ ولكني ساءلت نفسي: أيقنا بكذب الفرية، ولكن أين؟ ومن هو المفتري؟! ومن ذا الذي تسرب بها في ثنايا التاريخ أفعواناً يدب على ختل وغدر؟ وما زلت تصرفني الصوارف، ثم يعود بي الفكر كلما جادلني مجادل مقلد، ومضى يُرجف بهذه الفرية، ويبدهني بهُجره: حسبكم ضلالاً يا أنصار السنة قولكم وقول ابن تيمية: إن الله ينزل من فوق عرشه كنزولكم من على منابركم. ثم أحيله إلى كتب شيخ الإسلام فينفر مذعوراً غبي الجوف قائلاً: أأقرأ في كتب ابن تيمية ليهدم عقيدتي؟! كلا!! إنها سم زعاف!!.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> نعم يا رجل: سم زعاف لطاغوتك، وصاعقة تدمر على رءوسها أصنامك!! < o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/385)
< P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> وما زلت حتى أعثرني الله على المفتري الكذوب، وبدهي أن أشنع الكذب ما كانت الماديات المحسة تكذبه، وما كانت حقائق التاريخ الجلية ترميه بالبهتان .. < o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> ها هو كتاب ((مهذب رحلة ابن بطوطة)) في يدي، وهأنذا أطالع من جزئه الأول ما يأتي: ((وصلت يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المعظم عام ستة وعشرين إلى مدينة دمشق الشام)) (1)، ثم أطالع بعدها فأجد ابن بطوطة يقول: ((وكان بدمشق من كبار فقهاء الحنابلة تقي الدين بن تيمية كبير الشام يتكلم في الفنون إلا أن في عقله شيئاً (2)، وكان أهل الشام يعظمونه أشد التعظيم ويعظهم على المنبر)) ثم يقول: ((حضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم، فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا، ونزل درجة من درج المنبر)) (3) ... < o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> هذا هو بيت القصيد كما يعبرون، فابن بطوطة الحقود على الإمام يريد رميه بما ابتدعه المبتدعة: بالتجسيم، يريد رميه بأنه يشبه صفات الخالق بصفات المخلوق، وأن هناك حركة متجسدة محسة يتحركها الإله، وبأن هنالك مسافات تطوى وتجشه جهدا كالإنسان، سبحان ربنا وتعالى.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> تلك هي فرية الحقد وبهتان الحسد، ويقيني أنها المصدر الأول لكل حاقد مبغض لابن تيمية ولمقدريه، ولكن الله الذي يؤيد بالنصر أولياءه، ويقيم بالحق أود الحق، ويشيع نور العدل في حوالك الجور، أقول: إن الله العدل الخبير جعل لنا من الحقائق المادية التي يكاد يلمسها الحس حجة على ابن بطوطة تدمغه بالإفك، وتجعل من بهتانه فرية ((مُسَيلميّة)) النسب، ((بهائية)) الدعوى ... < o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> يقول ابن بطوطة: إنه وصل دمشق في يوم الخميس التاسع من شهر رمضان عام ستة وعشرين وسبعمائة هجرية، فهو يحدد تحديدا دقيقا باليوم، وبالشهر وبالسنة، وقت دخوله دمشق، ولا ريب أنه سمع ابن تيمية –كما يفتري- بعد ذلك، لأنه سمعه يوم الجمعة، فلا ريب يكون مراده أنه سمعه يوم العاشر من رمضان، إن لم يكن بعد ذلك، وإنه بهذا التحديد الدقيق أقام الحجة على كذبه الكذوب، وإليك الدليل:< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> هاهو كتاب العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية (4) بيدي، وهأنذا أقرأ فيه: ((فلما كان في سنة ست وعشرين وسبعمائة وقع الكلام في مسألة شد الرحال وإعمال المطي إلى قبور الأنبياء والصالحين، وظفروا للشيخ بجواب سؤال في ذلك كان قد كتبه من سنين كثيرة يتضمن حكاية قولين في المسألة وحجة كل قول منهما، وكان للشيخ في هذه المسألة كلام متقدم أقدم من الجواب المذكور بكثير ذكره في كتاب ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (5) وغيره وفيه ما هو أبلغ من هذا الجواب الذي ظفروا به)).< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/386)
< P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> ويقول في صفحة تسع وعشرين وثلاثمائة: ((ولما كان يوم الإثنين بعد العصر السادس من شعبان من السنة المذكورة ((726 هـ)) حضر إلى الشيخ من جهة نائب السطلنة بدمشق مِشَدُّ الأوقاف، وابن خطير، أحد الحجاب، وأخبراه: أن مرسوم السلطان ورد بأن يكون في القلعة، وأحضرا معهما مركوباً، فأظهر الشيخ السرور بذلك، وقال: أنا كنت منتظراً ذلك، وهذا فيه خير عظيم، وركبوا جميعاً من داره إلى باب القلعة، وأخليت له قاعة حسنة، وأجرى إليها الماء، ورسم له بالإقامة فيها، وأقام معه أخوه زين الدين يخدمه بإذن السلطان، ورسم له بما يقوم بكفايته وفي يوم الجمعة عاشر الشهر المذكور قرئ بجامع دمشق الكتاب السلطاني الوارد بذلك وبمنعه من الفتيا، وفي يوم الأربعاء منتصف شعبان أمر القاضي الشافعي بحبس جماعة من أصحاب الشيخ بسجن الحكم، وذلك بمرسوم النائب له، في فعل ما يقتضيه الشرع في أمرهم، وأوذي جماعة من أصحابه، واختفى آخرون، وعزر جماعة، ونودي عليهم، ثم أطلقوا، سوى الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر إمام الجوزية فإنه حبس بالقلعة وسكنت القضية))، ويقول ابن عبد الهادي بعد ذلك: ((ثم إن الشيخ رحمه الله بقي مقيماً بالقلعة سنتين وثلاثة أشهر وأياماً، ثم توفي إلى رحمة الله ورضوانه، وما برح في هذه المدة مكباً على العبادة والتلاوة وتصنيف الكتب والرد على المخالفين)) (6).< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> ويقول ابن عبد الهادي –راوياً عن الشيخ علم الدين- ما يأتي: ((وفي ليلة الإثنين لعشرين من ذي القعدة من سنة ثمان وعشرين وسبعمائة توفي الشيخ الإمام العلامة الفقيه، الحافظ، الزاهد، القدوة، شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس، أحمد بن شيخنا الإمام المفتي شهاب الدين، أبي المحاسن عبد الحليم، بن الشيخ الإمام شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات، عبد السلام بن عبد الله، بن أبي القاسم، بن محمد بن تيمية الحراني ثم الدمشقي، بقلعة دمشق، التي كان محبوساً (7) فيها)).< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> ومن هذه النصوص نفهم أن ابن تيمية سجن في شعبان سنة 726، ونفهم أنه دخل سجنه بالقلعة في دمشق، ومكث فيها عامين لم يخرج فيهما مطلقاً حتى توفي رضي الله عنه في ذي القعدة سنة 728، والذي يقص لنا كل هذا تلميذه الصدوق ابن عبد الهادي، ومن أرخوا لابن تيمية حدودا هذه التواريخ المذكورة من قبل.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><o:p><FONT face="Times New Roman" size=5> </FONT></o:p></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> بعد تقرير هذا نعود لمناقشة ابن بطوطة على ضوء مشرق من هذه الحقائق< SPAN style="mso-spacerun: yes"> </SPAN> التاريخية الثابتة اليقين.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> يقول ابن بطوطة:< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> إنه دخل دمشق في تسع خلت من رمضان عام 726 هـ وأنه سمع يوم الجمعة بنفسه وأذنه ابن تيمية يخاطب على المنبر في الجامع بدمشق مشبهاً نزول الله-جل الله سبحانه- بنزوله من على منبره.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/387)
< P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> والثابت من تاريخ ابن تيمية أنه سجن في 6 شعبان سنة 726 هـ بالقلعة وأنه ظل في سجنه حتى مات، لم يخرج منه بعد عامية وثلاثة أشهر وأيام سنة 728 هـ.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> يثبت من هذا أن ابن بطوطة دخل دمشق بعد أن سجن ابن تيمية بشهر يزيد قليلا فابن تيمية سجن في 6 شعبان بعد أن مضى على سجنه أربعة وثلاثون يوماً، ياللكذب الفاضح المفضوح؟؟!! < o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> ابن تيمية سجين القلعة حين دخل ابن بطوطة دمشق!. فمتى سمع ابن بطوطة خطبة ابن تيمية؟! إن ابن تيمية ما كان يغادر محبسه مطلقاً، لعل شيطان ابن بطوطة تمثل بابن تيمية فخطب على الجامع فسمعه ابن بطوطة!!! من هذا التحقيق الجلي لواقع التاريخ يعلن التاريخ في قوة وجلاء، بل يصرخ في وجه ابن بطوطة راميا إياه بالافتراء والكذب على ابن تيمية، فمن المستحيل المادي المحس الواقعي أن يكون ابن بطوطة قد سمع ابن تيمية.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> بقى أن نعرف سر حقد ابن بطوطة على شيخ الإسلام ابن تيمية وافترائه عليه هذه الفرية، لو قرأت رحلة ابن بطوطة لفهمت السر ... إن ابن بطوطة كان ممن يعبدون من يسميهم أولياء، ويستشفع بقبورهم، ويثبت لأولياءه علم الغيب، والقدرة على التصرف، وكتابه مشحون بأمثال هذه الوثنيات وما من بلد نزل فيها إلا ويثبت لقبر فيها كرامة وتصريفاً، وأنه استشفع بالقبر فأجيبت شفاعته ولو نقلنا عنه بعض ما ذكر لطال بنا المقام فحسبنا الإشارة إلى ذلك، < o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 172.3pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> وابن تيمية كان في عصره المعول القوي الذي دك هياكل الأصنام والطواغيت على سدنتها وعبادها، لقد أشعلها لظى تمور على البدع والأساطير والخرافات، وابن بطوطة من السدنة العباد، فلم لا يشنع على ابن تيمية بهذا؟!!! < o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 172.3pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> ها نحن كذبنا من الناحية التاريخية تلك الفرية، بقي أن نكذبها من الناحية الموضوعية، ولو ذهبنا نتقصى كتب ابن تيمية عن النزول وسواه من صفات الله وأسمائه في كتبه لطال بنا الوقت، ولطال المقام كثيراً، والسطر اليوم في المجلة بقدر وحساب فنكتفي بذكر ما يأتي وأمرنا إلى الله.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 172.3pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> يقول شيخ الإسلام: ((مذهب السلف والأئمة اثبات الصفات ونفي مماثلتها لصفات المخلوق، فالله تعالى موصوف بصفات الكمال الذي لا نقص فيه، منزه عن صفات النقص مطلقاً، ومنزه عن أن يماثله غيره في صفات كماله، فهذان المعنيان جمعا التنزيه، وقد دل عليهما قول الله تعالى: ((قل هو الله أحد، الله الصمد)) فالأسم ((الصمد)) يتضمن صفات الكمال، والأسم ((الأحد))، يتضمن نفي المثل، .... فالقول في صفاته كالقول في ذاته، والله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله)).< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/388)
< P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 172.3pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> أفمن يقول هذا يشبه نزول الله إلى سماء الدنيا بنزوله هو؟ أم هو الحقد الحقود من ابن بطوطة وعبد الطاغوت على شيخ الإسلام ابن تيمية؟! < o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 172.3pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> ولعلنا لا نجد بعد ذلك من قوم يبغضون كل حق على لسان عربي، ويقدسون كل باطل على لسان أعجمي.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 172.3pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> عبد الرحمن الوكيل.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 172.3pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5> ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 172.3pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5>(1) ص 68 من مهذب رحلة ابن بطوطة ج1 ص 939.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 172.3pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5>(2) تأمل حقد ابن بطوطة على شيخ الإسلام ابن تيمية حيث يفتري عليه هذه الفرية،< SPAN style="mso-spacerun: yes"> </SPAN> ولست أدري كيف يكون ابن تيمية مخبولا ثم يعظمه أهل الشام هذا التعظيم؟ إلا أن يكونوا جميعا مخبولين،< SPAN style="mso-spacerun: yes"> </SPAN> وكيف يخلف من "في عقله شيء" هذا التراث الأدبي الفكري الرائع الذي يسمو به العقل البشري إلى الآفاق العلوية الذرى في العقيدة الناصعة< SPAN style="mso-spacerun: yes"> </SPAN> والعمل الصالح؟ < o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 172.3pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5>(3) ص 77 ج 1 المرجع السابق.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 172.3pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5>(4) تأليف الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد ابن عبد الهادي تلميذ ابن تيمية، بتحقيق فضيلة الأستاذ الكبير الشيخ محمد حامد الفقي ط 1938، ص 327.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 172.3pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5>(5) طبعت مطبعة السنة المحمدية هذا الكتاب القيم الجليل بتحقيق العالم المحقق محمد حامد الفقي، طبعة متقنة فخمة بفهارس جيدة، والكتاب كله علم وحق وحكمة، فانظر فيه الحجة والدليل على ما يذكر ابن عبد الهادي في أكثر من صفحة.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 172.3pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman"><FONT size=5>(6) ص 361 من كتاب العقود الدرية.< o:p></o:p></FONT></FONT></SPAN></P>
<P class=MsoNormal dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 172.3pt"><SPAN lang=AR-EG style="FONT-SIZE: 24pt"><FONT face="Times New Roman" size=5>(7) ص 369 من كتاب العقود الدرية.</ FONT></SPAN><SPAN dir=ltr style="FONT-SIZE: 24pt"><o:p></o:p></SPAN></P>
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[14 - 07 - 07, 02:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/389)
رغم ما أوردت من اعتراضك عن أن الحادثة مختلقة إلا أنني أرى أنها وإن صحت فليس فيها ما يشين، لأن ما أراده ابن تيمية هو قول أن النزول معلوم، وهذا نزول ابن تيمية الكيف فيه معلوم أما نزول الرب سبحانه وتعالى فالكيف فيه مجهول، وعندما قال الصادق المصدوق - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
ترون ربكم عيانا كما ترون القمر ليلة البدر
فهو - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يشبه الله سبحانه وتعالى بالقمر ولكنه أخبر بأنها رؤية معلومة.
وهذا ما قاله ابن تيمية في كتاب مجموع الفتاوي في هذا الباب:
ولما سئل مالك بن أنس رحمه الله تعالى فقيل له يا أبا عبدالله الرحمن على العرش استوى كيف استوى فأطرق مالك وعلاه الرحضاء يعني العرق وانتظر القوم ما يجيء منه فيه فرفع رأسه إلى السائل وقال الإستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأحسبك رجل سوء وأمر به فأخرج.
ومن أول الإستواء بالإستيلاء فقد أجاب بغير ما أجاب به مالك وسلك غير سبيله وهذا الجواب من مالك رحمه الله في الإستواء شاف كاف في جميع الصفات مثل النزول والمجيء واليد والوجه وغيره.
فيقال في مثل النزول: النزول معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وهكذا يقال في سائر الصفات إذ هي بمثابة الإستواء الوارد به الكتاب والسنة.
وثبت عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة أنه قال اتفق الفقهاء كلهم من الشرق والغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز وجل من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه فمن فسر شيئا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي وفارق الجماعة فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا ولكن آمنوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة انتهى.
فانظر رحمك الله إلى هذا الإمام كيف حكى الإجماع في هذه المسألة ولا خير فيما خرج عنإجماعهم ولو لزم التجسيم من السكوت عن تأويلها لفروا منه وأولوا ذلك فإنهم أعرف الأمة بما يجوز على الله وما يمتنع عليه.
وإذا كان الاستواء استواء وليس استيلاء فإن السمع سمع وليس علم وكذلك الرؤية رؤية وليست شيئا آخر.
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[14 - 07 - 07, 03:47 م]ـ
السلام عليكم
أنا سمعت من الشيخ أشرف عبد المقصود حفظه الله:
أولا: ابن بطوطة عندما ذهب الى دمشق كان ابن تيمية فى السجن
ثانيا: هذه الرحلة من رحلات ابن بطوطة بالذات لم يكتبها بنفسه و انما كتبها أحد مساعديه
هذا من الذاكرة و الله أعلم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[14 - 07 - 07, 05:40 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=53026&scholar_id=33&series_id=1425
ـ[البلوشي]ــــــــ[14 - 07 - 07, 11:21 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[15 - 07 - 07, 05:54 م]ـ
ولعلنا لا نجد بعد ذلك من قوم يبغضون كل حق على لسان عربي، ويقدسون كل باطل على لسان أعجمي
وهل ابن تيمية رحمه الله عربي النسب؟ إنه ينسب إلى حران وهي منطقة كردية.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106441
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[16 - 07 - 07, 02:34 ص]ـ
رابط مهم ذو صلة بالموضوع.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101049
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 07 - 07, 03:03 ص]ـ
وهل ابن تيمية رحمه الله عربي النسب؟ إنه ينسب إلى حران وهي منطقة كردية.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106441
بل هو عربي النسب رحمه الله
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 07 - 07, 03:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رغم ما أوردت من اعتراضك عن أن الحادثة مختلقة إلا أنني أرى أنها وإن صحت فليس فيها ما يشين، لأن ما أراده ابن تيمية هو قول أن النزول معلوم، وهذا نزول ابن تيمية الكيف فيه معلوم أما نزول الرب سبحانه وتعالى فالكيف فيه مجهول، وعندما قال الصادق المصدوق - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
.
كلام عجيب منك
هذه قصة مختلقة و لا شك و ما أنكرها من انكرها - زيادة على الكذب في الزمان و الوقت فيها - إلا لأن فيها شناعة لا يمكن ان تصدر من هذه الجبل رحمه الله الذي لم يتجاوز الكتاب و السنة و فهم سلف الأمة في تحقيق صفات الله تعالى
و من قال نزول الله تعالى الى السماء الدنيا كنزولي فقد شبّه
قال الإمام اسحاق بن راهويه رحمه الله إِنَّمَا يَكُونُ التَّشْبِيهُ إِذَا قَالَ يَدٌ كَيَدٍ أَوْ مِثْلُ يَدٍ أَوْ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ فَإِذَا قَالَ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ فَهَذَا التَّشْبِيهُ وَأَمَّا إِذَا قَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَدٌ وَسَمْعٌ وَبَصَرٌ وَلَا يَقُولُ كَيْفَ وَلَا يَقُولُ مِثْلُ سَمْعٍ وَلَا كَسَمْعٍ فَهَذَا لَا يَكُونُ تَشْبِيهًا وَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابهِ
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
اما إستدلالك بحديث الرؤية فهو قياس مع الفارق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/390)
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[16 - 07 - 07, 07:15 ص]ـ
صدقت أخي المقدادي ..
لأن قوله صلى الله عليه وسلم "كما ترون ربكم" هو تشبيه للرؤية البشرية .. وأنها جلية لا لبس فيها ..
أي كما أن رؤية القمر لا يضام فيها .. كذلك رؤية الله تعالى يوم القيامة ..
فليس هو قياسا مع الفارق عندي .. بل استشهاد في غير محله من أصله
والله أعلم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[16 - 07 - 07, 01:00 م]ـ
موضوع ابن بطوطة مكرر مراراً في هذا المنتدى
والذي سبق إلى كشف المسألة هو الشيخ محمد بهجة البيطار، في كتابه عن ابن تيمية المطبوع من قديم، ولعل أصله مقالات في مجلات
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[16 - 07 - 07, 08:08 م]ـ
بل هو عربي النسب رحمه الله
ما هو المرجع الذي استندت عليه؟
احتمال أن يكون ابن تيمية عربياً غير وارد، لأننا لا نجد في سلسلة نسبه أية إشارة إلى انتمائه العربي، ولو كان عربياً لما تردّد هو أو أحد أفراد أسرته- ومعظمهم من العلماء- في ذكر قبيلته.
ولو كان ابن تيمية عربي النسب لما تردّد من كتب سيرته قديماً وحديثاً في الإشارة إلى ذلك؛ هذا مع العلم أن الإشارة إلى الأصل العربي للأعلام كان أمراً معهوداً في كتب التراجم القديمة، حتى إذا كان العلَم من سكان بلاد بعيدة جداً من بلاد العرب، كإسحاق بن راهويه، فقد أشير إلى نسبه الحنظلي التميميى؛ رغم أن اسمه (راهويه) فارسي وأنه كان في خراسان. وأبو عبد الله بن مسلم القُشَيْري صاحب (الرسالة القُشيرية) في التصوف، إذ رغم أنه من سكان بلاد فارس فقد ورد اسم قبيلته بني قُشَير في ترجمته.
http://www.islam2all.com/vb/showthread.php?t=12229
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[16 - 07 - 07, 09:12 م]ـ
هو عربي ينتسب إلى قبيلة نمير
وهذا في نسبه كما بين غير واحد من تلامذته .. أنه نميري
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[16 - 07 - 07, 11:21 م]ـ
و ممن ذكرها جهلا عبد الرحمن الشرقاوى فى روايته " الفقيه المعذب ابن تيمية".
ـ[المقدادي]ــــــــ[17 - 07 - 07, 12:26 ص]ـ
ما هو المرجع الذي استندت عليه؟
احتمال أن يكون ابن تيمية عربياً غير وارد، لأننا لا نجد في سلسلة نسبه أية إشارة إلى انتمائه العربي، ولو كان عربياً لما تردّد هو أو أحد أفراد أسرته- ومعظمهم من العلماء- في ذكر قبيلته.
ولو كان ابن تيمية عربي النسب لما تردّد من كتب سيرته قديماً وحديثاً في الإشارة إلى ذلك؛ هذا مع العلم أن الإشارة إلى الأصل العربي للأعلام كان أمراً معهوداً في كتب التراجم القديمة، حتى إذا كان العلَم من سكان بلاد بعيدة جداً من بلاد العرب، كإسحاق بن راهويه، فقد أشير إلى نسبه الحنظلي التميميى؛ رغم أن اسمه (راهويه) فارسي وأنه كان في خراسان. وأبو عبد الله بن مسلم القُشَيْري صاحب (الرسالة القُشيرية) في التصوف، إذ رغم أنه من سكان بلاد فارس فقد ورد اسم قبيلته بني قُشَير في ترجمته.
http://www.islam2all.com/vb/showthread.php?t=12229
قد أجابك المقدسي وفقه الله
و قد أشار الى ذلك الشيخ بكر أبو زيد
و أرجو ان لا تجزم في أمور لا علم لك فيها فلربما كان جواب ما لا تعلمه عند غيرك
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[17 - 07 - 07, 12:55 م]ـ
قد أجابك المقدسي وفقه الله
و قد أشار الى ذلك الشيخ بكر أبو زيد
و أرجو ان لا تجزم في أمور لا علم لك فيها فلربما كان جواب ما لا تعلمه عند غيرك
إذا انتبهت إلى الرابط ستجد أنني أنقل لك من جزم بذلك ولم يعقب عليه أحد:
http://www.islam2all.com/vb/showthread.php?t=12229 (http://www.islam2all.com/vb/showthread.php?t=12229)
أما بالنسبة لي لا فرق أن يكون ابن تيمية عربي الأصل أو عجميا لأنه لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى وإنما هو اعتراض على صاحب الموضوع الذي ذكر العربي والأعجمي، ولا سبيل إلى حشو هذا الأمر في الموضوع، إلا أن يكون كاتب الموضوع غير مطلع على حكم السلف فيما هو عربي على لسان ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106441
وابن تيمية رحمه الله لم يبلغ ما بلغه بنسبه، فليس كل نميري ابن تيمية.
وما فائدة أن يكون لسان من تبقى من النميريين تركيا أو كرديا لا يتقنون لغة القرآن مع أن نسبهم عربي؟(42/391)
سؤال في باب الايمان: جزاك الله خيرا أخي الأزهري السلفي
ـ[أبو الوليد التونسي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 09:38 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا أخي الأزهري السلفي فهذا عين ما كنت أبحث عنه (الرد على ما جاء في شرح الطحاوية في باب الايمان) , و لقد رفع الاشكال الذي كان عندي و الحمد لله.
و لكن عندي استفسار لإدارة المنتدى ,حيث أني لم أفهم لماذا تم حذف الموضوع؟ هل هناك اشكال عقدي؟ و ان كان , ألا يعتبر هذا من باب المناقشة العلمية؟ فلقد استفدت كثيرا بما ارسله لي الاخ , جزاه الله خيرا , لاني بحثت في السابق عن ذلك و لم أتمكن من ايجاد شيء؟ و لعل اخوة آخرون يستفيدون من ذلك اذا تم الابقاء عليه. ام ان هناك اسباب اخرى لا اعلمها , فإني جديد في هذا المنتدى كما ترون و لا اعلم كثيرا من قوانينه؟
ارجوا الايضاح , و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[11 - 07 - 07, 10:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
من عجائب الإتفاقات أنك لما ذكرت أنك جديد في هذا المنتدى نظرت الى مشاركاتك بسرعة، ثم أخذت أكمل القراءة فوجدتك تقول كما ترون، فسبحان الله! (ابتسامة).
وبما أنك جديد أخي فلن تفهم قصدي بعجائب الإتفاقات، فلعلك تسأل صاحب هذه الفكرة الشيخ أبو مالك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84233
ـ[أبو الوليد التونسي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 11:19 م]ـ
فهمت قصدك أخي العزيز , و قد أضحكتني المداخلة اللطيفة , أضحك الله سنك
حفظك الله و رعاك و جعل الجنة مأوانا و مأواك(42/392)
من مقدمة فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: سفر الحوالي لكتاب قدم العالم وابن تيمية.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[11 - 07 - 07, 10:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من مقدمة فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: سفر الحوالي لكتاب قدم العالم وابن تيمية.
الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، والصلاة والسلام على معلم البشرية كل خير وهدى نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فإن الله تعالى برحمته التي وسعت كل شيء قد يسر القرآن للذكر، وأغنى بالوحي عن وساوس القلوب وأوهام الفكر، وجعل هذه الأمة أكمل الأمم عقولاً وأعمقها إيماناً، فهم الآخرون زماناً السابقون فضلاً وإحساناً، أمة أمية لم تكن تحسب ولا تكتب ولكنها أصح الأمم حساباً (1) وأحفظها كتاباً، تنال المطالب العالية بالوسائل العادية بل تمشي رويداً وتجيء في الأول، عجائزها في البادية تفقه من حقائق الوجود ما تقاصرت عنه أكابر العقول في الفلسفات كلها، الآيات الجلية في متناول يديها بلا عناء والبراهين العقلية تجري على ألسنتها بلا كلفة، منطقها في نفس لغتها، وتفكيرها بنفس قلوبها، فلا محادة بين القلب والفكر ولا مناكرة بين العقل والنقل.
هذا ما وهبها الله واختصها به، ولكن سبق القلم باقتفائها آثار من سبقها من الأمم فأبت طائفة منها إلا عبور المضايق الدقيقة وركوب اللجج العميقة بلا
_______
(1) يعرف هذا من يقارن اضطراب الأمم النصرانية في أعيادها ومواسم عبادتها وثبات هذه الأمة وقل اختلافها ورجوعه غالباً إلى اختلاف المطالع وهذا ثابت حساً وشرعاً، وبهذه المناسبة نقول ليت الساعين لإزالة اختلاف الأمة في هذه الفروع العملية القابلة للاختلاف يصرفونه إلى إزالة الاختلاف في العقيدة والولاء وإلى الدعوة إلى الاجتماع على تحكيم الكتاب والسنة.
ـــــــــــــ
دليل معصوم ولا اهتداء بالنجوم، وإنما اعتمدوا فيما يزعمون على عقولهم المجردة، فتاهوا وضاعوا ولم يجدوا هناك إلا حطام من تاه قبلهم وضاع من مغامري الأمم المحرومة من نور الوحي، وخيرهم من عاد إلى الشاطىء كسير الفؤاد حسير النظر ورضي بالتسول مع العجائز المعدمات على أبواب أهل اليقين والثبات.
إن هؤلاء – وبدون إتهام لمقاصدهم وتنقيص لعقولهم – لم يفقهوا أن النظر العقلي كالنظر البصري له حدوده التي لا يتجاوزها مهما تطورت وسائله واتسعت آفاقه.
الا ترى أن أكبر مرصد فلكي في العالم ينقلب خاسئاً وهو حسير إذا تعمق في أبعاد الكون، كما كان ينقلب طرف العربي قبل أربعة عشر قرناً حين يقلبه في السماء مجرداً من كل آلة.
ألا ترى أن حقائق الرياضيات التي تقطع الأمل في اجتياز حدود العقل البشري لم تتغير في جوهرها منذ " أرخميدس " حتى الآن، وإن تغيرت الوسائل وتطورت النظريات، والفرق أن " أرخميدس " كان يعد الأشياء بعدد ذرات الرمل أما العلم الحديث فيقيسها بذرات الكون بل بمحتوى الذرة، ويستخدم أرقاماً خيالية لا يمكن تسميتها ولا كتابتها فيقول مثلاً: إنك لو افترضت رقماً هو عبارة عن واحد وعلى يمينه من الأصفار ما لو جعلت الأرض ورقة واحدة لوصل خط الأصفار إلى نهايتها بل لو ضاعفت الورقة مليارات الأضعاف ثم قارنت هذا الرقم باللانهاية لكانت نسبته هو والرقم (واحد) سواء (1).
ويقول هذا العلم: إن الكون نشأ عن الانفجار العظيم وظل يتمدد ولا يزال، والسؤال: أين يتمدد بل أين وقع الانفجار؟ إن العقل البشري لا يستطيع أن يتخيل الانفجار والتمدد إلا في مكان وزمان، ولكن العلم يقول: إن هذا التخيل خطأ قطعاً! فالزمان والمكان إنما وجدا داخل العالم لا قبله ولا خارجه، وإذن فلا جواب على هذا السؤال أبداً!.
وهكذا فالزمان والمكان وكل ما تدركه حواسنا من الموجودات هي من النسبية بحيث لا يحق لنا ادعاء تصور كنه حقائقها فضلاً عن التحدث عنها وصدق الله تعالى:) وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً (وصدق جل شأنه حين قال:) ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم (وإذا ثبت هذا في المحسوسات فما بالك بما لا يدخل تحت الحواس، بل لا يمكن أن يدخل تحت خيالنا المحدود، فأي سخافة وحماقة ترتكبها أمة الوحي المعصوم حين ترجع في
________
(1) وقد ضرب شيخ الإسلام لذلك مثلاً بأنه لو فرض وجود مدائن أضعاف مدائن الأرض في كل مدينة من الخردل ما يملؤها وقدر أنه كلما مضت ألف ألف سنة فنيت خردلة في الخردل كله والزل لم ينته ولو قدر ذلك أضعافاً لا تنتهي. وهكذا يتضح أن استدلال المتكلمين ببرهان التطبيق فاسد فلا فرق بين عالم واحد أو حادث واحد وبين ألوف المليارات من العوالم أو الحوادث ما دام أحد طرفي السلسلة لا نهائياً. وإذا قصرت عقولنا عن تصور عدد ما من العوالم أو الحوادث مهما كبر فنحن عن تصور ما لا نهاية له أعجز وبالتالي يكون نفي وجود هذه العوالم غير المتناهية إنما هو هروب من الإقرار بعجز عقولنا والفرض الصحيح هو أن نقر بأن كلا طرفي السلسلة لا نهائي!!
(2) انظر الكون، ص19 تأليف كارل ساغان، عالم المعرفة الكويت رقم 178. .
ـــــــــــ
هذه الحقائق إلى عقل طاليس وأرسطو وأفلاطون وغيرهم من خراصي الأزمان الغابرة، في حين أن علماء الكون من سلالة هؤلاء وجنسهم لا يعتدون لهم برأي بل لا يذكرون آراءهم إلا على سبيل التمثيل للسذاجة العلمية والبدائية في التفكير، ولا يخدعنك وصف كبار المتكلمين لهم بأنهم جهابذة الحكماء أو هرامسة الدهور، فما أدخل الأمة في جحر الضب إلا هؤلاء وأشباههم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/393)
ـ[إسماعيل حسن]ــــــــ[28 - 01 - 09, 10:13 ص]ـ
لعلك أخي الكريم تكمل لنا ما بقي من كلام الشيخ سفر مشكورا ..(42/394)
استفسار عن قصيدة لأبي حامد الغزالي
ـ[توبة]ــــــــ[11 - 07 - 07, 10:31 م]ـ
سأل الزمخشري أبا حامد الغزالي عن آية (و رحمتي وسعت كل شيء) فأجابه بقوله: إذا استحال أن تعرف نفسك بكيفية أو أينية، فكيف يليق بعبوديتك أن تصف الربوبية بأين أو كيف، و هو مقدس عن الأين و الكيف؟! ثم جعل يقول:
قل لمن يفهم عني ما أقول قصّر القول فذا شرح يطول
ثَمَّ سرٌّ غامض من دونه قَصرت و الله أعناق الفحول
أنت لا تعرف إيّاك و لا تدر من أنت و لا كيف الوصول
لا ولا تدري صفات رُّكبت فيك حارت في خفاياه العقول
أين منك الروح في جوهره هل تراها فترى كيف تجول
و كذا الأنفاس هل تحصرها لا و لا تدري متى عنك تزول
أين منك العقل و الفهم إذا غلب النوم فقل لي يا جهول
أنت أكل الخبز لا تعرفه كيف يجري منك أم كيف تبول
فإذا كانت طواياك التي بين جنبيك كذا فيها ضلول
كيف تدري من على العرش استوى لا تقل كيف استوى كيف النزول
كيف يحكي الرب أم كيف يرى فلعمري ليس ذا إلا فضول
فهو لا أين و لا كيف له و هو رب الكيف و الكيف يحول
و هو فوق الفوق لا فوق له و هو في كل النواحي لا يزول
جلّ ذاتا و صفات و سما و تعالى قدره عمّا تقول
وجدت هذه القصيدة المنسوبة إلى الإمام الغزالي رحمه الله،
أولا أود التأكد من صحة نسبتها إليه؟
ثانيا من خلال القصيدة، هل نستطيع معرفة في أية مرحلة قالها هذا الإمام؟ لقراءتي أن فكره العقدي تنقل عبر مراحل مختلفة في حياته الزاخرة،وأنه مات وهو مكب على كتب السنة وأهل الحديث.
ـ[توبة]ــــــــ[14 - 07 - 07, 02:02 ص]ـ
...............
ـ[أبو حميد المدني]ــــــــ[14 - 07 - 07, 04:40 م]ـ
وافيدونا هل ثبت لقيا الزمخشري لابي حامد الغزالي
ويشم منها انها كانت في الطور التقريري لمذهب الاشاعرة
اذ فيها انكار الاين ونسبة الباري لكل مكان والله اعلم
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[14 - 07 - 07, 05:34 م]ـ
وافيدونا هل ثبت لقيا الزمخشري لابي حامد الغزالي
ويشم منها انها كانت في الطور التقريري لمذهب الاشاعرة
اذ فيها انكار الاين ونسبة الباري لكل مكان والله اعلم
الزمخشري مات بعد الغزالي بثلاثين سنة تقريبا ..
لكن ذكر بعضهم أنه التقاه.
والأبيات ذكرها الشيخ زروق في شرح الرسالة .. دون أن ينسبها إلى أحد
وذكرها اللقاني في شرحه للجوهرة في التوحيد (عقيدة أشعرية) منسوبة إلى الغزالي، وأن الزمخشري أرسل يسأله عن آية الاستواء فأرسل إليه بهذا الجواب ..
لكن لا أدري,, كأن أثر الوضع على هذه القصة بادٍ، فكيف يسأل الزمخشري، رأس المعتزلو وقتها. أبا حامد رأس الأشاعرة .. عن آية في صفات الباري؟؟؟!
كأن الأشاعرة وضعوا القصة .. وإن صحت نسبة الأبيات إلى أبي حامد!
(هذا تخمين فقط .. )
ـ[توبة]ــــــــ[15 - 07 - 07, 01:21 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم مالك،على هذه الإفادة القيمة.
وأنتظر المزيد.(42/395)
أين أجد الإرشاد؟
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[12 - 07 - 07, 03:00 ص]ـ
أبحث عن كتاب الإرشاد للإمام أبي المعالي الجويني على الشبكة لتحميله؟
أو بحث يتناول هذا الكتاب بالدراسة. جزاكم الله خيرا.
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[17 - 07 - 07, 01:46 م]ـ
كيف نرد على المخالف، ولا نقرأ كتبه.
نريد كتاب الإرشاد يا أهل الملتقى
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 07 - 07, 06:47 م]ـ
أبشر يا أخي الكريم، يأتيك الإرشاد والرسالة النظامية أيضا
وانظر هنا ابتداء:
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=17&book=1558
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[18 - 07 - 07, 03:59 ص]ـ
إن كنت من أهل مصر فهى تباع بمكتبة الأزهرية بدرب الأتراك بالأزهر
وهناك طبعة تباع بمكتبة ابن تيمية
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[18 - 07 - 07, 10:55 م]ـ
أخي العوضي جزاك ربي أعظم الجزاء
بالنسبة للعقيدة النظامية فهي موجودة عندي طبعت بمطبعة الأنوار الزاهرة بالقاهرة، بتعليق الإمام الكوثري. وأما الإرشاد للجويني فلا زلت أبحث عنه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 07 - 07, 11:07 م]ـ
وهل عندك (الشامل) له أيضا، وكذلك (الكافية في الجدل)؟(42/396)
ممن يكون عنده شروح على (الواسطية أوالطحاوية أولمعة الاعتقادوغيرها من كتب السنة)
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 06:40 ص]ـ
الاخوة الكرام أرجو ممن يكون عنده شروح على (الواسطية أوالطحاوية أولمعة الاعتقادوغيرها من كتب السنة) أرجو أن يضعها هنا ليتم حملها
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[12 - 07 - 07, 07:09 ص]ـ
شرح العقيدة الواسطية للشيخ يوسف الغفيص نسخة رائعة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91723&highlight=%C7%E1%E6%C7%D3%D8%ED%C9)
ملخص شرحي الهراس والعثيمين للعقيدة الواسطية بالسؤال والجواب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89923&highlight=%C7%E1%E6%C7%D3%D8%ED%C9)
كتاب الكتروني: شرح العقيدة الواسطية، الشيخ محمد خليل هراس ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41715&highlight=%C7%E1%E6%C7%D3%D8%ED%C9)
مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية
المؤلف الشيخ عبد العزيز السلمان
( http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=111)
كتاب ((شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية)) للشيخ: خالد المصلح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5699&highlight=%C7%E1%E6%C7%D3%D8%ED%C9)
شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح الفوزان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22400&highlight=%C7%E1%E6%C7%D3%D8%ED%C9)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[12 - 07 - 07, 07:15 ص]ـ
للشاملة 2: أربع شروحات للعقيدة الطحاوية (ابن أبي العز والفوزان والراجحي وآل الشيخ)
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=75419&highlight=%C7%E1%D8%CD%C7%E6%ED%C9)
شرح ضخم للطحاوية مفرغ من صوتيات سفر الحوالي ما يقرب 2000صفحة من صفحات الشاملة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=75552&highlight=%C7%E1%D8%CD%C7%E6%ED%C9)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[12 - 07 - 07, 07:20 ص]ـ
حمل الإسعاد في شرح لمعة الاعتقاد - عبدالرزاق بن موسى الجزائري (وورد)
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9329&highlight=%E1%E3%DA%C9)
شرح كتاب لمعة الاعتقاد لابن جبرين ( http://www.taimiah.org/tree.asp?t=book13&pid=1)
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 06:12 م]ـ
جزيت خيرا على هذه الفوائد
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 06:27 م]ـ
الاخ نضال بارك الله فيك بعض الشروح لم تفتح معي لان البرمج غير متوفرة عندي من ذلك شروح الطحاوية ارجو من سعادتك التكرم بوضعها فب برمج متوفرة مثل الورد أو pdf(42/397)
شرح الشيخ محمد عبد الكريم لمنظومة سلم الوصول -
ـ[ابو محاسن]ــــــــ[12 - 07 - 07, 08:55 ص]ـ
الاخوة فى منتدى عقيدة اهل السنة والجماعة
نظرا لعدم التمكن من فتح ملفات شرح الشيخ محمد عبد الكريم لمنظومة سلم الوصول فى المنتدى والصعوبة البالغة فى تحميلها فاننى احيلكم الى هذا الرابط الجديد وبامكانكم تنزيلها بكل سهوله، ولا تنسونا من الدعاء
تجدون فيه شرح الشيخ محمد عبد الكريم لمنظومة سلم الوصول
http://www.meshkat.net/new/list.php?catid=3&root=3114 (http://www.meshkat.net/new/list.php?catid=3&root=3114)(42/398)
أحد الأشاعرة يعترف أن الإمام أحمد أخطأ والمعتزلة كانوا على صواب!
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - 07 - 07, 10:46 ص]ـ
السلام عليكم
صفحات من كتاب الشيخ محمد أبو زهرة في سيرة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (لا اذكر عنوان الكتاب الآن لكنه موجود في المكتبة الوقفية)
يقول فيها بأن الإمام أحمد أخطأ والمعتزلة كانوا على صواب:
انظر المرفق
(ملاحظة: حفظت هذه الصفحات من منتدى آخر في موضوع لشخص اعتبره ثقة - نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا -، ولم اتمكن من تحميل الكتاب من المكتبة الوقفية لأن رابطه لا يعمل، فارجو ممن لديه الكتاب محمل على الجهاز او في مكتبته في البيت ان يراجع الصفحات ليتأكد)
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 07:40 م]ـ
بارك الله فيك
ننتظر اي معلومات جديدة عن الكتاب
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 08:58 م]ـ
اعوذ بالله
نسأل الله الثبات حتى الممات
الرد على من قال بخلق القرآن للشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله ( http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=7&book=93&toc=6607&page=5835&subid=32618)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[15 - 07 - 07, 11:26 م]ـ
وللماتريدي الكوثري كلام شبيه بهذا لا أذكره، نسال الله العافية
ـ[فيصل]ــــــــ[16 - 07 - 07, 03:28 م]ـ
الأشاعرة يقرون بقول المعتزلة في خلق القرآن العربي لذا فمن الطبيعي أن يقولوا هذا وتكفير السلف لمن قال بخلق القرآن العربي عندهم غير منطقي وغير صحيح إذ قول المعتزلة بخلق القرآن العربي -المختلف فيه بينهم وبين السلف- مقبول صحيح وقد قالها الرازي بصريح العبارة!
ففي نهاية العقول قال: ((الأصل التاسع: في كونه متكلماً وفيه أربعة فصول، الفصل الأول: في البحث عن محل النزاع ... وأعلم أن التحقيق أنه لا نزاع بيننا وبينهم [أي المعتزلة] في كونه متكلماً بالمعنى الذي ذكروه!! لان النزاع إما في المعنى وإما في اللفظ ... )) ثم بين أنه لا نزاع بينهم لا لفظاً ولا معنى!! ولكن الفرق أن الأشاعرة يثبتون بعد ذلك كلام نفسي إستصعب الأشاعرةأنفسهم والرازي له كلام قريب في الأربعين حيث يقول: ((فثبت بما ذكرنا أن كونه متكلماً بالمعنى الذي يقوله المعتزلة مما نقول به ونعترف به ولا ننكره بوجه من الوجوه إنما الخلاف بيننا وبينهم في انا نثبت أمراً آخر وراء ذلك وهم ينكرونه. وسنذكر أن ذلك الشيء ماهو!!!)) الأربعين ص171وينظر أيضاً خلق القرآن للفخر الرازي ص58 تحقيق السقا وهو نفس ما ورد في الأربعين وينظر محصل أفكار المتقدمين ص250 أيضاً.
وهذا الكلام النفسي –كلام الخرسان-لهم فيه خبط عجيب واستشكالات لا تنتهي لم يستطيعوا أن يجيبوا عليها وهذا حال بالطبع من فارق الكتاب و السنة ولينظر كتاب الشيخ الخميس حوار مع أشعري ص111 ومابعدها فقد أجاد حتى نقل عن البهشتي أحد كبار الماتريدية المتوفى سنة 979 قال: ((إن ثبوت الكلام النفسي دونه خرط القتاد!!!)) حاشيته على حاشية الخيالي على شرح العقائد النسفية ص67 بواسطة كتاب الخميس.
وقد قال عمر كامل -في رده على العلامة سفر الحوالي- عن صفة الكلام أخرسه الله إن لم يهده: ((دلالة النقل على كونه كلام الله تعالى صفة له قائمة بذاته هي دلالة لم ترتق إلى مرتبه القطعيات وأهل السنة في قولهم بأن الكلام ثابت لله تعالى على سبيل أنه صفة له قائمة بذاته هي دلالة لم ترتق إلى مرتبه القطعيات!!))
وللبوطي كلام خطير جداً نقله الدكتور محقق الحيدة للكناني في مقدمتة -فيما أذكر- وقد رأيته قديماً على الشبكة وقد بحثت عنه ولم أجده.
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[17 - 07 - 07, 01:38 ص]ـ
قال الشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود:
الأشاعرة يوافقون المعتزلة في إثبات خلق القرآن العربي , ولكنهم يفارقونهم من وجهين:
أحدهما: أن المعتزلة يقولون: المخلوق كلام الله , والأشاعرة يقولون: إنه ليس كلام الله , لكن يسمى كلام الله مجازاً , وهذا قول جمهورهم , ومن قال من متأخريهم إنه يطلق على المعنى وعلى القرآن العربي بالاشتراك اللفظي فإنه ينتقض عليهم أصلهم في إبطال قيام الكلام بغير متكلم به.
وعند المفاضلة بين قولي المعتزلة والأشاعرة هنا يلحظ أن الأشاعرة لا يقولون عن القرآن العربي هو كلام الله حقيقة , أما المعتزلة فيقولون هو كلام الله حقيقة ـ مع اتفاقهم أنه مخلوق , فقول الأشاعرة شر من قول المعتزلة , لأنهم زادوا عليهم بالقول أن القرآن العربي ليس كلام الله.
والثاني: أن الأشاعرة يثبتون لله كلاماً هو معنى قائم بذاته , والمعتزلة يقولون: لا يقوم به الكلام.
ومن هذا الوجه فالأشاعرة خير من المعتزلة. وإن كان جمهور الناس يقولون: إن إثبات الأشاعرة للكلام النفسي , وقولهم إنه معنى واحد هو الأمر والنهي والخبر , إن عبر عنه بالعربية كان قرآناً , وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة ـ يؤدي في النهاية إلى أن لا يثبتوا لله كلاماً حقيقة غير مخلوق.
وبهذا يصبح قول الأشاعرة في القرآن أشد بطلاناً وفساداً من أقوال المعتزلة الذين أجمع السلف على تبديعهم والإنكار عليهم.
موقف بن تيمية من الأشاعرة (3/ 1304)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/399)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - 06 - 09, 11:13 ص]ـ
السلام عليكم
وهنا اعتراف البوطي
انظر الصور المرفقة من كتابه "كبرى اليقينيات الكونية" خاصة صفحة 127
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[12 - 06 - 09, 01:49 م]ـ
الحقيقة هذا النقل لم أكن أظن ليخرج من د محمد أبو زهرة لكن على أية حال هذه عقيدة الأشاعرة حتى قال قائلهم لا نقول إن القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم وقد ذكره البيجوري في شرحه على جوهرتهم في التوحيد ...
بل قد تكلموا فيما هو وراء ذلك,, قالوا: هل القرآن الذي بين أيدينا أفضل أم سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم والتحقيق عندهم أن محمدا عليه الصلاة والسلام أفضل لأنه أفضل من كل مخلوق!!!!!!!!(42/400)
ما الرد على هذه الشبهه
ـ[عَامِّيَّةُ]ــــــــ[12 - 07 - 07, 11:27 ص]ـ
من كتاب "البدعة الحسنة أصل من أصول التشريع" للصوفى الحميري
ما نصه:-
((((جاء في كتاب: (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية للحافظ عمر بن علي البزار): "وكان قد عُرِفَتْ عادته؛ لا يكلمه أحد بغير ضرورة بعد صلاة الفجر , فلا يزال في الذكر يسمع نفسه وربما يسمع ذكره من إلى جانبه، مع كونه في خلال ذلك يكثر في تقليب بصره نحو السماء .. هكذا دأْبُه حتى ترتفع الشمس ويزول وقت النهي عن الصلاة".
وكنت مدة إقامتي بدمشق ملازمه جل النهار وكثيراً من الليل .. وكان يدنيني منه حتى يجلسني إلى جانبه، وكنت أسمع ما يتلو وما يذكر حينئذ، فرأيته يقرأ الفاتحة ويكررها ويقطع ذلك الوقت كله - أعني من الفجر إلى ارتفاع الشمس - في تكرير تلاوتها .. ففكرت في ذلك؛ لمَ قد لزم هذه السورة دون غيرها؟ فبان لي - والله أعلم - أن قصده بذلك أن يجمع بتلاوتها حينئذ ما ورد في الأحاديث، وما ذكره العلماء: هل يستحب حينئذ تقديم الأذكار الواردة على تلاوة القرآن أو العكس؟ .. فرأى رضي الله عنه أن في الفاتحة وتكرارها حينئذ جمعاً بين القولين وتحصيلاً للفضيلتين، وهذا من قوة فطنته وثاقب بصيرته".انتهى.
قلت:
هذا الأمر محض ابتداع من ابن تيمية؛ حيث خصَّ ذكراً بعينه مبتَدَعاً من عنده، دون أن يَرِدَ عن النبي r فيه دليل .. وجعله في وقت مخصوص لم يرد فيه نص أيضاً.
وهنا نتساءل وكلنا حيرة وعجب: لِمَ يُمْتَدَحُ ابن تيمية بمثل هذه البدع، ويعد ذلك من قوة فطنته وثاقب بصيرته؟ ثم تُعد أوراد الصوفية التي اتخذوها لأنفسهم - كما فعل ابن تيمية - من بدعهم ومنكراتهم؟!!
وأين أتباع ابن تيمية الذين يعدونه شيخ الإسلام من بدعته هذه؟! وأين إنكارهم عليه عبادته التي اتخذها لنفسه ولم ترد عن النبي r ، ولا عن الصحابة ولا التابعين؟ أم أن البدع في نظرهم تُنْكَرُ على أقوام وتُقَرُّ لأقوام؟ سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.))))
فما الرد على هذه الشبهه-بارك الله فيكم وفى وقتكم-
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - 07 - 07, 01:32 م]ـ
هذه محاولتي المتواضعة للرد على هذه الشبهة
سأرد عليها في نقاط
1_ بالنسبة لتخصيص الوقت:
فمن السنة تخصيص هذا الوقت (بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس) للذكر.
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ)
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ قَالَ وَسَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَعِيلَ عَنْ أَبِي ظِلَالٍ فَقَالَ هُوَ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ قَالَ مُحَمَّدٌ وَاسْمُهُ هِلَالٌ
فتخصيصه لهذا الوقت للذكر من السنة.
وليس هناك ذكر معين لهذا الوقت حسب علمي (ارجو تصحيحي إذا اخطأت) فللمسلم ان يتخير ما شاء من الذكر والدعاء، ويقوله إلى ان تطلع الشمس.
2_ بالنسبة لتخصيص ذكر معين:
كان ابن تيمية رحمه الله، كما في سيرته المذكورة فوق، يردد سورة الفاتحة في ذلك الوقت.
وقال الصوفي الضال:
هذا الأمر محض ابتداع من ابن تيمية؛ حيث خصَّ ذكراً بعينه مبتَدَعاً من عنده، دون أن يَرِدَ عن النبي r فيه دليل
فالرد عليه:
في قول البزار:
أن قصده بذلك أن يجمع بتلاوتها حينئذ ما ورد في الأحاديث، وما ذكره العلماء: هل يستحب حينئذ تقديم الأذكار الواردة على تلاوة القرآن أو العكس؟ .. فرأى رضي الله عنه أن في الفاتحة وتكرارها حينئذ جمعاً بين القولين وتحصيلاً للفضيلتين
فلأن الفاتحة من القرآن والذكر يجوز تلاوته في ذلك الوقت، كما يجوز قول اي دعاء او ذكر في ذلك الوقت مما هو مأثور، فاختار ابن تيمية رحمه الله ان يتلوا الفاتحة بدل غيرها، للجمع بين قولي العلماء ولتحصيل الفضيلتين.
وهو لم يقل بأن تخصيص تلاوة الفاتحة في ذلك الوقت هو السنة، ولا امر الناس بذلك، ولكنه هو اختار هذا الذكر ليذكره في ذلك الوقت حتى طلوع الشمس.
وغيره يختار ذكرا آخر، وكل يتخير ما يعجبه من الذكر والدعاء المأثور ليقوله في ذلك الوقت، فليس هناك شيء مخصص له، وهو مخصص للذكر المطلق.
أما هؤلاء الصوفية، فيخصصون ذكرا معينا وينشرونه بين الناس كأنه سنة، ويقولون لهم بأن لكم اجر كذا وكذا إذا قلتوا هذا الذكر بعدد كذا في وقت كذا، ولم يرد هناك نص في ذلك كله، فهذه هي البدعة بعينها!
والله أعلم
ـ[عَامِّيَّةُ]ــــــــ[12 - 07 - 07, 01:50 م]ـ
جزاك الله خيرا واسكنك الفردوس
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 07:38 م]ـ
الذكر والدعاء والقرآن ... من العبادات المطلقة التي اطلق الشرع فعلها في كل وقت وزمان .. ومن وضع لنفسه قراءة لسورة لها فضل معين .. وتكرارها .. او ذكرمعين من الأذكار التي وردت في السنة فضلها .... أو دعاء يدعو به الله سبحانه ملحا مكررا إياه بينه وبين ربه. فهذا لم يقل أحد أنه مبتدع
وبشرط الا يلزم الناس به ..
فالامر طبيعي اذا ً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/401)
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[21 - 07 - 07, 06:09 ص]ـ
جزى الله المشاركين خيراً
(((الحمد لله))) دائماً أهل البدع يفضحون أنفسهم أنهم لا يفقهون ولو عندهم ذرة فهم للغة العرب لما تفوهوا بمثل تلك الترهات فهم بذلك قد جمعوا بين بليتين: الجهل والبدع وكما قال العرب أحشفاً وسوء كَيْلة؟؟!! الإمام ابن تيميَّة ما قال هذه سنة حدثني بها إما قلبي عن ربي أو حدثني بها الرسول صلى الله عليه وسلم أو الخضر ولم يجعل لها ثواباً ولمن تركها عقاباً بل لو قلت لأي صاحب بدعة اترك ورد شيخك وخذ ورداً آخر لشيخ آخر ل ... ويقولون المريد بين شيخين كالرقبة بين سيفين و أمثلة أخرى سخيفة.
(((الإمام ابن تيميَّة))) سيظل ذكره شجاً في حلوق المبتدعين.
(((الإمام ابن تيميَّة))) ليس معصوماً ونحن أهل السنة والجماعة ليس عندنا معصوم إلا الذي لا ينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأقول بما قالوه وأيضاً هناك أشياء:
أولا: الفاتحة دعآء. وهذا الاسم أحد 25 اسماً للفاتحة كما ذكر الإمام السيوطي في إتقانه وهل يوجد نص صحيح صريح يحدد كيفية وذكراً لو تركناهما أثمنا؟.
ثانياً: الإمام ابن تيميَّة ما قال لتلميذه البزار [العراقي وليس هو صاحب المسند فذلك متقدم عليهم] هذه سنة خذها عني أو انشرها أو ... ولا قال البزار خذوا هذا الأمر وواظبوا عليه فأنا كهدهد سليمان عليه السلام بل إنه عالم يضع كل أمر في موضعه وإنما هو ذكر قاله كدعاء جامع ... ولم يداوم عليه كما فهم ذلك الطاعن بل إن الإمام ابن القيم كان ألصق به منه وحُبس معه و صلى بجانبه فجراً وحكى كثرة ذكره دون تحديد فلربما قال ذلك الدعاء لغرض معين ونحن كمسلمين الواحد منا إن مرض لا يدعو ولا يذكر إلا بأحاديث الشفاء وآيات الشفاء فهب أن إنساناً رآنا في تلك الحالة فماذا سينقل عنا؟
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 06:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخى محمد عبد الكريم محمد
ـ[عَامِّيَّةُ]ــــــــ[21 - 07 - 07, 09:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم(42/402)
أفدني بما عندك حول الطريقة العزمية
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 05:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
حدثت فتنة حولي بكتاب صادر عن لجنة البحوث والدراسات للطريقة العزمية .. وتحضيرا لقتل هذا الكتاب المتهافت في الهجوم على التوحيد وأهله أردت معرفة صاحب هذا الكتاب (الطريقة العزمية) وإذا كان ثمة ردود على كتاباتها على الشبكة.
وملاحظة: درسان حديثان للشيخ المقدم: الوهابيون والمصريون & الوهابية والعثمانية .. وقد ذكر هذه الطريقة وسعيها في تشويه دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
كذلك حبذا أن تقدموا لي المواقع التي تعرف بالدعوة وتذب عنها.
ـ[بن عفان]ــــــــ[13 - 07 - 07, 12:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
ــــــــــــــــــــ
الطريقة العزمية واحدة من مئات - بل آلاف - الطرق الصوفية، لها ما للصوفية المعاصرة - إن كان للتصوف شيء - وعليها ما عليها، والعزمية ينتسبون إلى جدهم الشيخ محمد ماضي أبو العزائم - الذي كان يعمل أستاذًا في الشريعة -، ويقولون عن دعوتهم - كما في صدر مجلتهم التي يصدرونها تحت عنوان " الإسلام وطن ": " دعوتنا أفق أعلى للدعوة الإسلامية، وآية صادقة لهدى السلف الصالح، ودعوة وسطية، لا تتبع سبيل الخوراج البغاة؛ لأننا هداة ندعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا ننهج مسالك المتصوفة الغلاة، لأننا حماة للإسلام من دعاة الجهالة ".
وغايتهم - كما في إصدارتهم الشهرية -: " غايتنا إعادة المجد الذي فقده المسلمون، والذي لن يتحقق إلا بعودة الخلافة الإسلامية، هي الضالة التي ننشدها، والمجد الذي فقده المسلمون ونسعى لتجديده ".
أما وسائلهم لتحقيق تلك الغاية فيجدونها بالإسلام - كما يقولون -:
" وسائلنا: أولاً: الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها. ثانياً: الإسلام نسب يوصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثالثاً: الإسلام وطن والمسلمون جميعاً أهله "، وأما شعارهم الذي يرفعونه فهو " الله معبودنا، والرسول مقصودنا، والقرآن حجتنا، والجهاد خلقنا، والخلافة غايتنا، وأبو العزائم إمامنا "
ولكن ماهو التصوف ومن هم الصوفية الذين ينتمي إليهم العزمية؟
يقول محمد صبري يوسف - في كتابه " دور المتصوّفة في تاريخ مصر في العصر العثماني ص 14: " هناك آراء متعددة قيلت في تعريف التصوف، وجعلت تعريفه أمراً نسبياً، فقد أربت تلك التعاريف - عند مؤرخي التصوف القدماء - على الألف، وزادت فيما بعد وتضاعفت الآن، حتى إنه يمكن القول باطمئان أن التصوف يستعصي على التعريف الجامع المانع سواء أكان هذا التعريف قديماً جدًّا أم معاصراً جدًّا .. ".
ويقول أيضًا ص 15: " لقد كان مفهوم التصوف في بادئ الأمر بسيطًا، ولم يخرج عن حدود القرآن والحديث، والتشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، وأولياء الدين والزهد والتعبد، وتقديم الآخرة على الدنيا، إلا أن الصوفية - أتباع التصوف - تباينوا فيما بعد، وانعكس ذلك على تعريفهم للتصوف، وقد ظهر التباين بين صوفية فارس والعراق وانعكس ذلك على تعريفهم للتصوف، بل وظهر عند الصوفي الواحد أكثر من تعريف، فالجنيد مثلاً بلغت تعريفاته أكثر من عشرة تعريفات ".
" وكانت هذه التعريفات - كما يقول الدكتور محمد مصطفي حلمي في كتابه " الحياة الروحية في الإسلام " -: تعبر عما ينطوي عليه التصوف من المعاني الأخلاقية، والأحوال النفسية، من فناء العبد من نفسه وبقائه بربه، ومن تحقق بالفقر والافتقار، واسقاط للتدبير والاختيار، وإقبال على الذكر، وخضوع لسلطان الوجد، وأخذ النفس بالأعمال التي لا تنافي الكتاب والسنة ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/403)
وقد توسع مفهوم التصوف بالتدريج حتى اتّسع خرقه على كل راتق، وأصبح مطّاطاً لكل لقيط من القول أو الفعل يدخله الصوفيه فيه، وتعاظم عدد ألقاب شيوخه، حتى زاحمت أوصاف النبوة والرسالة والولاية!! وذهب ذلك الزمان الذي شهد بساطة التصوف والمتصوفة، يقول معروف الكرخي (ت: 200 هـ / 815) - كما نقل ذلك السهروردي في عوارف المعارف -: " التصوف هو الأخذ بالحقائق، واليأس مما في أيدي الخلائق، فمن لم يتحقق بالفقر لم يتحقق بالتصوف "، ويقول ذو النون المصري (ت: حوالي 245هـ / 852) - كما نقل السهروردي أيضاً - عن الصوفية: " هم قوم آثروا الله تعالى على كل شيء، فآثرهم الله على كل شيء ".
نعم ذهب ذلك الزمان، وبقينا في خلف من الصوفية آثروا كل شيء على الله تعالى، حتى ليصدق عليهم أن نقول إنهم عارفون بكل شيء إلا الله عز وجل.
أما من ناحية اللغة فقد رجّح ابن تيمية يرحمه الله - كما يقول الدكتور مصطفي حلمي في كتابه أعمال القلوب -: " أن تكون نسبة الصوفية إلى لبسة الصوف التي كانت دأب الأنبياء عليهم السلام، والصديقين وشعار المساكين المتنسكين، لأنه لو كان نسبة - أي صوفي - إلى الصف المقدم بين يدي الله لقيل صَفّي، وإذا قيل نسبة إلى الصفوة من خلق الله لكان الاسم الصحيح صفوي، وإذا كانت النسبة إلى صوفة بن بشر بن أد بن طابخة، من القبيلة المجاورة لمكة منذ الزمن القديم ـ الذين ينسب إليهم النساك ـ فإنه قول ضعيف؛ لأنه لو نسب النساك إلى هؤلاء لعرف هذا النسب في زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم، كما لا يرضى صوفي أن يكون مضافاً إلى قبيلة في الجاهلية لا وجود لها في الإسلام، فالأصح إذن أن الصوفية نسبوا إلى اللبسة الظاهرة من الصوف، فقيل في أحدهم صوفيّ، وليس طريقهم مقيّداً بلباس الصوف، ولا هم أوجبوا ذلك ولا علقوا الأمر به، لكن أضيفوا إليه لكونه ظاهر الحال.
ويذهب - أيضاً ابن تيمية - إلى أن لفظ الصوفية لم يكن مشهوراً في القرون الثلاثة الأولى، وإنما اشتهر التكلم به بعدها، ويعرض للاحتمالات حول الزمن الذي ظهر فيه.
وقيل إن أول من وصف باسم الصوفي هو جابر بن حيان الكيميائي الشيعي، وأبو هاشم وكانا بالكوفة.
متى بدأت العزمية ومن ومن هو مؤسسها؟
ونعود فنقول: بدأت العزمية بتأسيس شيخها لجماعة آل العزائم سنة 1311 هـ الموافق 1893، ثم أسس بعد ذلك الطريقة العزمية 1353 الموافق 1934، ومقرها 114 شارع مجلس الشعب بالقاهرة.
أما المؤسس فهو السيد / محمد ماضي أبو العزائم، الذي ولد يوم الاثنين 27 رجب 1276 هـ الموافق 2/ 11/1869 بمسجد زغلول برشيد، لأب حسيني وأم حسنية - كما تذكر مصادر الطريقة - وقد عمل بالتدريس، وتدرج حتى صار أستاذًا للشريعة الإسلامية بجامعة الخرطوم، ثم أقاله الحاكم الإنجليزي العام من وظيفته في سنة 1915 م، وأسس الطريقة في سنة 1934م.
وكانت وفاته في ليلة الاثنين 27 رجب 1356 هـ الموافق 1937 م، ودفن بمسجده بشارع مجلس الشعب بالقاهرة، وعجيب أن يتفق يوم مولده (الاثنين) مع ليلة وفاته (الاثنين) وكلاهما يوافق 27 رجب (وهو التاريخ الذي يحتفل فيه الصوفية بذكرى الإسراء والمعراج)!!
وقد ترك أبو العزائم كتباً في التفسير وفي الفقه وعلم الكلام والتصوف والمواجيد وغيرها، وخلفه على الطريقة ابنه أحمد محمد ماضي أبو العزائم، الذي توفي في سنة 1970هـ، وخلفه ابنه عز الدين أحمد أبو العزائم، وخلف عز الدين أخوه علاء الدين وهو شيخ الطريقة الآن.
ومن هذا يتضح أن العزمية بدأت بأبي العزائم (محمد ماضي)، ولا وجود لها قبله بحسب المصادر التي تعدد أصول الطرق وفروعها وبيوتها، فالأصول مثل القادرية، والرفاعية، والأحمدية، والبرهانية، والشاذلية، والسهروردية، والنقشبدنية، والحسنية، الكشيرية، والمدينية، والفردوسية، والهمذانية، والطيغورية .. إلى آخر هذه الأسماء ليس فيها العزمية، وتفرع عن بعض الأصول فروع عديدة، ليس منها كذلك العزمية، وفي بعض الطرق توجد لها بيوت مثل الرفاعية مثلاً وبيوتها ثلاثة هي: البازية، والملكية، والحبيبية، وكلها تحت شيخ واحد ليس فيها - كما نرى - العزمية!! والفرق بين الفروع والبيوت أن الفروع مستقلة كل فرع له شيخه، أما البيوت فشيخها واحد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/404)
ماذا وراء العزمية؟
قلنا إن العزمية من الصوفية، لهم ما للصوفية من بدع وخرافات، وعليهم ما على الصوفية من افتراءات وانحرافات وحديثنا إنما هو عن الصوفية المعاصرة التي تحمل كل هذا الدخن والدجل والكذب، وليس على تلك الصوفية الأولى، والتصوف الأول الذي كان يردّ إلى الله ورسوله كل توجه وحركة، وكان يتمسك بما عليه أهل السنة الجماعة، حتى إن واحدًا من هؤلاء السلف يعلن في إصرار: -
أنا حنبلي ما حيين وإن أمت فوصيتي للناس أن يتحنبلوا
وهو عبد الله الأنصاري الهروي، صاحب كتاب " ذم الكلام "، الذي توفي سنة481 هـ، وكان قد اختار التصوف، لكن على طريقة السلف، فحاول المتصوفة انتزاع ما يؤيد حلولهم واتحادهم من كتاباته، ولكن الثقات من العلماء برؤوه من ذلك، مثل الذهبي وابن القيم وغيرهم، وعدا عن الهروي فقد اختار السلف لفظة الزهد - كما عند أحمد بن حنبل وغيره - لأنه الطريق الصحيح، وتركوا التصوف؛ لأن الزهد هو النتيجة المتحصلة للتصوف - إذا استقام - فلماذا يتركوا هذه النتيجة لوسيلة قد تصل بهم - إن استقامت لهم - وقد لا تصل؟!! وهذا هو الغالب - إن لم تستقم -، ومن هنا نفهم تشدد ابن تيمية رحمه الله في تصحيح النظريات الخاطئة أيًّا كان قائلوها، في كل ما يمسّ عقيدة التوحيد التي انحرف بها بعض الصوفية، ولا سيما في حديثهم عن مقام الفناء الذي يؤدي بالسالك فيه إما إلى الوقوع فيما يشبه عقيدة الحلول، أو ادعاء زوال التكليف عنه، كما حدث لأبي يزيد البسطامي، حيث كان يردد أحيانًا " أنا الحق، سبحاني سبحاني وما في الجبة إلا الله "، ومن هنا أيضاً نفهم مكانة تصوف عبد القادر الجيلاني الممتازة عند ابن تيمية؛ فقد كان الجيلاني متمسكاً في مسائل الصفات والقدر ونحوهما بالسنة، مبالغًا في الردّ على من خالفها، وكان كذلك معظمًا للأمر والنهي، فالعبادة لله، والطاعة له ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وهي إنما تكون بامتثال الأمر الشرعي.
أما الصوفية المعاصرة ـ التي تنتسب إليها، وولدت من مخاضها العزمية ـ فلها شأن آخر، وهي وإن كانت امتداداً للصوفية المنحرفة التي بدأت بعد قرون الخير والفضل، إلا أنها غالت في عدائها لأهل السنة والجماعة، واعتبرت كل من عدا الصوفية هم من الخوارج بلا استثناء، وتكفينا بعض النقول من كلماتهم لتدل على أحوالهم في هذا الباب، ومن ذلك كتابات عز الدين أبو العزائم ـ شيخ الطريقة السابق ـ في افتتاحية مجلتهم " الإسلام وطن "، فقد كان يكتب باستمرار تحت عنوان " إسلام الصوفية هو الحل لا إسلام الخوارج "، والخوارج الذين يقصدهم هم الإخوان والجهاد والسلفيون، وغيرهم، ممن ينكرون على الصوفية نهجهم وانحرافهم، ولذلك نرى مجلتهم ومطبوعاتهم تنبني على هذه الحرب ... فمثلاً العدد 79 في أغسطس 1993 من مجلة " الإسلام وطن " يحمل ملفاً كاملاً عن البداية الصوفية والنهاية الخارجية للإخوان المسلمين، وعلى رأسهم حسن البنا، ويتصدر غلاف العدد) يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان .. بداية صوفية ونهاية خارجية (، وفي افتتاحية العدد نفسه يقول: (إن الغناء لتحريك المحبة الكامنة في القلب تختلف أحكامه باختلاف موضوعه: فقد يكون مندوبًا، أو مباحًا، أو حراماً " .. وفي تدليله على حلّ الغناء يسوق دليلاً عجيباً، لا يكون في هذا المكان ولا يصلح للاستدلال به في هذا الموضع، يقول في أدلة حليّة الغناء من الكتاب والسنة وعمل الصحابة والتابعين، فمن الكتاب قوله تعالى: " ورتّل القرآن ترتيلاً "، فجعل السيد عز الدين هذه الآية الكريمة دليلاً على حلّ الغناء!!
وليس موضوع الغناء هو الذي يشغلنا هنا، ولكن الذي يشغلنا هنا هو نهج هؤلاء الصوفية، فبعد قليل من تدليله الفاسد على حلّ الغناء يتغامز السيد عز الدين بسبّ من قال بحرمة الغناء فيقول: " لعله خيال هجس ببال أبواق ثالوث التكفير لتحريم السماع، بزعم إجماع المسلمين على تحريمه "، ولا أدري أمن الخيال تحريم السماع بدليل شرعي قوي؟! أم أن الخيال الحق هو تحليل السماع بغير دليل معتبر؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/405)
على كل حال ليس هذا هو اجتهاده الأول ولا الأخير فكتابه " الاحتفال بموالد الأنبياء والأولياء مشترع لا مبتدع " يحمل الكثير الكثير من الاجتهاد الغث، ومن أسف أنهم لا يرجعون إلى الحق إذا ذكّروا به، وكأن الحق سبحانه وتعالى يحكي أحوالهم في الآية الكريمة: " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعاً) (الكهف: 103 - 104)، يقول أحد العزمية - سميح قنديل - في مقاله " أعزنا الله بك يا أغلى الرجال " في مجلة الإسلام وطن العدد 79 ": " وعندما قيل له ـ عز الدين ـ: إن بعض العلماء غاضبون منك؛ لأنك تهاجم بعض علماء الإسلام السابقين بشدة وصراحة زائدة مع أنهم يعتبرونهم شيوخ الإسلام، كان رده عليهم واضحًا وقوياً عندما قال " ولماذا لم يغضبوا عندما افترى هؤلاء على الله الكذب فشبهوه سبحانه بالخلق، ووصفوه بالتجسيم، وبما لا يليق بجنابه العلي، ولم يتأدبوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومنعوا الناس من زيارته، والتوسل بحضرته، والسيادة له عليه الصلاة والسلام؟ ولماذا لم يغضبوا عندما هاجم هؤلاء أولياء الله الصالحين، ونعتوهم بأقبح الصفات، ومنعوا الناس من زيارتهم، والتبرك بهم؟ إن كان غضبهم لله فليغضبوا وإن كان لغير ذلك فليراجعوا أنفسهم " ... ".
وفي هذا النقل الأخير حوت كلمات كبير العزمية بعضًا من عقائدهم التي لا يختلفون فيها عن بقية الطرق الصوفية، من القبورية، والشرك، والتوسل بالأموات وغير ذلك، وحوت أيضًا نوعًا من الخفة، وعدم الرسوخ بالتمادي وراء الخطأ، وعدم الرجوع إلى الحق.
إننا هنا لا نناقش أحوال الصوفية، وعقائدهم الكبرى من الحلول والاتحاد، ووحدة الوجود، وعبادة الأولياء، بقدر مانرثي لسلوك هذه الطغمة الفاسدة من الناس تجاه عقائد أهل السنة والجماعة الثابتة بالكتاب والسنة، وبين أيدينا نقل آخر لأحد المفتين فيهم، يسفر عن عداوة ظاهرة للحق وأهله .. يقول عاشور محمود أيوب في مقاله " شعائر الحج هذا العام بين الوهابية وعلماء الإسلام " المنشور في " الإسلام وطن " أغسطس 93: " وأنتم معشر الوهابية قد ظلمتم أنفسكم بمعاداتكم لأولياء الله، وليس ذلك في خطب عرفات فقط، وإنما محاربتكم للأولياء من صميم رسالتكم .. فيا أيها الشيخ ابن باز: اتق الله أنت ومن معك من دعاة الوهابية، وكفّوا جميعاً عن محاربة أوليائه، بل كفّوا عن الفتاوى الضارة لا النافعة الفاسدة الباطلة والتي شتتت شمل الأمة " .. وهذا ديدنهم، نسأل الله أن يجعلنا وشيخنا ابن باز رحمه الله - من المتقين، وليس غريباً منهم هذا التوجه، فأهل السنة والجماعة ومنهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، دأبوا على تصحيح العقائد الفاسدة، وردّ الفتاوى الباطلة، وإنكار السلوكيات المنحرفة، وهذه كلها بضاعة رائجة في صفوف الصوفية، فمن الطبيعي أن يردّوا عن أنفسهم - بالباطل - بالهجوم على أعلام أهل السنة، والجماعة. وقد وقف السيد عز الدين أبو العزائم شيخ العزمية يوم 5/ 1/1998 في مجلس الشعب المصري ينادي بضرورة التصدي لخوارج الإسلام ومكافحة إرهابهم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بعض النقول من الفتاوى والأشعار العزمية
1/ اعتقادهم في إمامهم وشيخ طريقتهم: ومن ذلك أنهم ينزلون أشعار إمامهم محمد ماضي أبو العزائم، وكلام أبنائه من بعده منزلة الدليل على شرعية وصدق قضاياهم؛ ولذلك لا تخلو خطبة من خطبهم الوعظية والمنبرية من شعر أبي العزائم، وأخبار آل العزائم؛ بل تعتبر الخطبة أو المحاضرة منقوصة - عندهم - إذا خلت من هذا الاستدلال.
2/ تعاملهم مع الموتى من أئمتهم وكبرائهم على أنهم أحياء يستأذنون ويستشارون ويستهدى بهم، وهذا ركب خليفتهم يدخل قبر الحسين رضي الله عنه في المسجد بالقاهرة - ووجود رأس الحسين فيه أمر مكذوب كما أثبت الإمامان ابن تيمية وابن كثير - ويقف الخليفة بالباب يستأذن: -
أتى نجلكم يرتجي وصلكم فمنّوا عليه بإذن الدخول
فإذا أذن - ولا أدري كيف إذنه - نشطوا إلى الذكر بالبدن، وبأشعار أبي العزائم - وانقلب المسجد أو الضريح إلى مرقص !! ..
هذا عدا عن تعاملهم مع القبر نفسه، يقول محمد الفاتح أحمد مرزوق عن شيخه عز الدين:-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/406)
يا من بروضة مصطفانا النور كم وضع الجبين وقبّل العتبات
ولا بأس - عندهم - أن يستمدوا المدد والعون من هذا الميت، فهذا محمد أمين حسين - طبيب - يطلب من سيده عز الدين المتوفى أن يمدّ علاء الدين الخليفة بما يعينه على الخلافة يقول: -
هذا علاء أتى يرضى خلافتكم من بعد تكليفكم تأييدكم بادي
أمّده سيدي بالعون مكرمة حتى يقوم مقام الفرد والحادي
ويزعم الطبيب أن سيده سدرة المنتهى يقول: -
يادوحة غمر الإخوان بلسمها يا سدرة المنتهى عن خير أجداد.
3/ أشعارهم وكتاباتهم التي تسفر عن فساد مهين بالعقيدة والدين، ومنها: -
ما قاله جمال أمين: -
في محكم القرآن أخبر ربنا طه وعترته أمان الخائفين
عز العزائم فرد طه المصطفى نوراً تجسم في الختام الواصلين
دحض الخوراج في عقار ديارهم عرّاهموا بلسان عربي مبين
سند لأهل الله بل هو عزهم ببيانه هوت الخوارج سافلين
مولاي بالسيد علاء تولّنا دنيا وأخرى في عداد الصالحين
وما قاله على محمد عبد المجيد: -
الله يرفع قدركم فوق السحاب الهاطل
فانظر إلينا نظرة فيها الهدى للجاهل
وما قاله محمد أمين حسين في سيده أحمد ماضي أبو العزائم:-
مالي أهيم إذا نزلت رحابكم وأغيب عني هل لذاك جواب
هذا لأني سابح في حظوة علوية تدنو لها الأسباب
في سدرة العبد المجمل بالبهاء تجلى المشاهد ليس ثمَّ حساب
هو كعبة بل روضة بل جنة الفردوس بل أعلى وذاك صواب
رؤياه ذكر بل شهود في صفا بل حضرة تسعى لها الطلاب
يا طالبين السرّ تلك حقائق وبحان ماضي دارت الأكواب
وما قاله سميح قنديل نثرًا: -
" إن سيدي عز الدين ـ وبعيدًا عن زحام الفضائل، وتكاثر الشمائل ـ نعمة كبرى أنعم الله بها على آل العزائم خاصة، وعلى الأمة الإسلامية جمعاء " (الإسلام وطن عدد 79).
وما قاله بعض المفتين فيهم مما يعبر عن معتقد الكل:-
أ- البناء على القبور مشروع لا ممنوع، والصلاة في القبور ومساجدها قربى وبركة.
ب- أفضلية ليلة مولد النبي على ليلة القدر.
ج - قولهم بوجود خاتم الأولياء، الذي يعلو قدرًا عن الأنبياء والرسل.
وما قاله الدكتور جودة محمد أبو يزيد المهدي:-
" في خضم الأنوار الإلهية تسبح أرواح العارفين الربانيين المتخلقين بأخلاق الحق تعالى، الهائمين في بحار المحبة، الساجدين بأبدانهم على بساط النجوى، الطوافين بقلوبهم حول العرش المتنعمين ... المعية الاصطفائية فهم دائمًا وأبدًا مع الحق بالحق للحق، يحظون بالتجلي الشهودي ويعاينون الجمال المطلق؛ حيث يناجون معشوقهم .. " مجلة التصوف الإسلامي العدد 4 السنة 20، أغسطس 97
ونكتفي بهذا لأن المقام يضيق إذا استرسلنا في هذه النقول، ولأن بعضها يدل على بعض، فكفى ببعضها دليلاً عليها.
وهذه بيعتهم لشيخهم، وما تحتويه من الدخن وضيق العطن:
بيعة آل العزائم بمصر والسودان والعالم الإسلامي
لشيخ الطريقة العزمية
السيد علاء الدين ماضي أبو العزائم
بسم الله الرحمن الرحيم: اللهم صلّ على سيدنا محمد صلاة تحل بها العُقد، وتفرج بها الكرب، وتزيل بها الضرر، وتهون بها الأمور الصعاب، وترضيك وترضيه، وترضى بها عنا يا رب العالمين.
اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا أعبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علىّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
تبنا إلى الله، ورجعنا إلى الله، وندمنا على ما فعلنا، وعزمنا على ألا نعود إلى المعاصي جملة وتفصيلاً، وعلينا القصد وعلى الله التوفيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم - ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .. بايعنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والإمام المجدد السيد محمد ماضي أبا العزائم - بايعناه في شخص الخليفة القائم السيد علاء الدين ماضي أبي العزائم، بايعناه شيخًا عامًا للطريقة العزمية، بيعة صدق ووفاء على كتاب الله تعالى، وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهدى الأمة من السلف الصالح، ونعاهد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والإمام أن نحافظ على الطاعات، والعبادات، والقربات، ومجالس الإخوان ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، ونعاهد الله تعالى أن نطيع الشيخ القائم، ما أطاع الله تعالى ورسوله فينا، وأن نكون له عوناً في المنشط والمكره، في الحل والترحال، باذلين أنفسنا وأموالنا في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، وعلينا القصد وعلى الله التوفيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
لا إله إلا الله " 3 مرات "، سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم - بسم الله الرحمن الرحيم: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً) صدق الله العظيم.
اللهم تقبل بيعتنا، وتقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، ونقنا من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس يارب العالمين، اللهم باعد بيننا وبين المعاصي كما باعدت بين المشرق والمغرب، ووفقنا إلى ما تحبه وترضاه من صالح القول والعمل والحال والاعتقاد.
اللهم اجعل هذه البيعة بيعة صدق ووفاء لشيخنا القائم السيد علاء الدين ماضي أبي العزائم، وألبسه يا الله حلل آبائه وأجداده، وجمّله يا ألله بحلة الكمال والجمال المحمدي، واجعلنا وإياه يا ألله تحت نظر أستاذنا ومرشدنا الإمام أبي العزائم / في دائرة المعية الكبرى يا رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين.
بعضهم من بعض:
وبعد .. فليست العزمية قضية قائمة بذاتها، ولكنها جزء خطير من قضية الصوفية الكبرى التي تنخر في عقائد الإسلام، وتنسب إليه ما ليس منه.
نسأل الله أن يطهر قلوبنا وعقائدنا من الزور والكذب والدجل والضلال والانحراف، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله، وصلى الله على عبده ونبيه محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا والله أعلي وأعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/407)
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 11:12 م]ـ
لا أدري قرأت مجملاً للكلام فلعلي أفيدك
أولاً تفيدك كل المراجع التي ترد على الصوفية وشبهاتهم
ابحث عنها غلى النت وستجدها بواسطة الجوجل
مثل هذه مفاهيمنا لصالح آل الشيخ
الصوفية لعبد الرحمن عبد الخالق - لعل اسمه هذه هي الصوفية-
كتاب دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
المؤلف عبدالعزيز بن محمد العبداللطيف
http://saaid.net/book/open.php?cat=7&book=980
وهذه صفحة مخصصة لهذا الموضوع
http://saaid.net/monawein/index.htm
وهذه صفحة الصوفية في ميزان الشريعة
http://saaid.net/feraq/sufyah/index.htm
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[15 - 07 - 07, 06:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
للرفع
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[17 - 07 - 10, 08:05 م]ـ
للفائدة:
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?p=1012668
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=115990
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=41675
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=85051
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=86023
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[18 - 07 - 10, 05:51 م]ـ
من أخطر الفرق الصوفية ضلالا وتشويها لدعوة الشيخ ابن عبدالوهاب
وقد نشرت عددا من الكتب لتشويه الدعوة السلفية ونقدها للشيخ ابن عبدالوهاب وهي التي طبعت رد الشيخ سليمان بن عبدالوهاب على الشيخ محمد عبدالوهاب
http://www.saaid.net/monawein/sh/19.htm
وقد أهداني بعض الدكاترة (المشرف على رسالتي هداه الله) خمس ردود على الدعوة الوهابية كلها من طبعات هذه الفرقة
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[18 - 07 - 10, 07:08 م]ـ
اختراق الشيعة الإمامية للطريقة العزمية .. بحث موثق بالصور
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=600
الصوفي أبو العزائم شيخ عموم الطريقة العزمية يقول معاوية بن أبى سفيان لا يستحق لقب سيدنا
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=6604
إلى عبد الحليم العزمي .. إلا كتاب الله عز وجل
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=1092
تنظيم العزمية التكفيري وإعلان هزيمته
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=3914(42/408)
هل (الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة) ... هل هذه الرسالة موجود على الإنترنت؟
ـ[أكرم بن محمد]ــــــــ[12 - 07 - 07, 06:14 م]ـ
هل هذه الرسالة موجود على الإنترنت؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 08:25 م]ـ
لا أظن انها موجودة
و هي من تحقيق الشيخ علي الشبل فيما أذكر
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[13 - 07 - 07, 01:57 ص]ـ
الرسالة مفيدة وقد نفخها الشبل هداه الله حتى اصبحت في مجلدين كبير وصغير فالاول دراسة والثاني نص الكتاب مع تعليقات وحواشي.
مع ان الكتاب الاصل لايصل الى اربعين ورقة مخطوطة بل اقل من ذلك.
فليت احد اهل العلم يخرج لنا الكتاب مضبوطا بتعليقات بسيطة او بدون شيء فيكفينا ما كتبه المؤلف.
ـ[عبدالله أبو محمد]ــــــــ[25 - 07 - 07, 12:49 م]ـ
الفاضل/ عبد المصور
الشيخ علي وفقه الله وضعها في مجلدين لأن هذه رسالته العلمية (الماجستير) كما تعلم، فلا بد من وضع الدراسة قبل النص المحقق
وكما تفضلت لعله يقترح على الشيخ الفاضل/ علي أن يفرد الرسالة دون الدراسة(42/409)
هل الأشاعرة أكثر الأمة؟
ـ[الزيادي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 03:36 ص]ـ
قال شيخنا فيصل قزار الجاسم في كتابه: الأشاعرة في ميزان أهل السنة.
قال:
الفصل الخامس
إبطال دعوى الأشاعرة أنهم أكثر الأمة
لقد تكررت دعوى الأشاعرة بأنهم أكثر الأمة، وأصبح يتناقلها الكثير منهم في كتبهم ومحاضراتهم، يغرون بها الجهال ممن لا علم لهم بحقيقة الأمر.
قال الأشعريان (ص248): (ومذهب الأشاعرة ومن وافقهم من أهل السنة الذي عليه سواد الأمة، وأكابر أهل الفضل فيها) اهـ.
وقالا (ص31): (هذا المذهب الذي يدين به تسعة أعشار أمة الإسلام، وسوادها الأعظم وعلماؤها ودهماؤها) اهـ.
ولا ريب أنها دعوى مجردة عن الدليل، ويكذبها الواقع التاريخي، ويكفي في إبطالها ما سبق تفصيله في بيان مذهب السلف وطريقهم وبيان مخالفة الأشعرية له، وخروجهم عنه.
وجميع من نقلنا نصوصهم في هذا الكتاب بدءاً من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة رضي الله عنهم، ومن لم ننقل عنهم من السلف، جميعهم مخالفون للأشاعرة ومبطلون لأقوالهم ومذهبهم. فكيف يُدّعى أن الأشاعرة هم أكثر الأمة، والقرون المفضلة الأولى مخالفون لهم؟!!
ولقد كان المسلمون على جادة السنة والطريق حتى ظهرت الفرق الكلامية، وحصلت الفتن وابتُلي المسلمون، فلما جاء أواخر القرن الرابع وأوائل الخامس وقويت شوكة الأشاعرة وغيرهم من أهل الكلام، انتفض السلفيون لدحر هذه الفتنة، وكشف زيفها وأباطيلها، حتى كتب الخليفة العباسي القادر بالله تلك العقيدة المعروفة بالقادرية والتي سبق أن ذكرنا طرفاً منها، وأمر أن يُرسل بها إلى أنحاء الدولة العباسية وأطراف الأمة الإسلامية.
قال ابن كثير في أحداث سنة 433هـ: (وفيها قرئ الاعتقاد القادري الذي جمعه الخليفة القادر، وأخذت خطوط العلماء والزهاد عليه بأنه اعتقاد المسلمين، ومن خالفه فسق وكفر، وكان أول من كتب عليه الشيخ أبو الحسن علي بن عمر القزويني ثم كتب بعده العلماء، وقد سرده الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي بتمامه في منتظمه، وفيه جملة جيدة من إعتقاد السلف) اهـ.
وكان ممن وقع عليه القاضي أبو يعلى كما سبق نقل كلام ابنه في الطبقات.
وممن عمل بهذا الأمر من نشر العقيدة ودعوة الناس إليها أعظم ملوك الدولة الغزنوية وفاتح الهند العظيم محمود بن سبكتكين، وكان يحكم أكثر المشرق الإسلامي إلى الهند، فقد أمر بالسنة واتباعها، وأمر بلعن أهل البدع بأصنافهم على المنابر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (اعتمد محمود بن سبكتكين نحو هذا – من فعل القادر من نشر السنة وقمع البدعة – في مملكته، وزاد عليه بأن أمر بلعنة أهل البدع على المنابر، فلعنت الجهمية والرافضة والحلولية والمعتزلة والقدرية، ولعنت أيضاً الأشعرية .. ) اهـ.
وقال أيضاً: (ولهذا اهتم كثير من الملوك والعلماء بأمر الإسلام وجهاد أعدائه حتى صاروا يلعنون الرافضة والجهمية وغيرهم على المنابر، حتى لعنوا كل طائفة رأوا فيها بدعة، فلعنوا الكلابية والأشعرية كما كان في مملكة الأمير محمود بن سبكتكين .. ) اهـ.
وقال الذهبي: (وامتثل ابن سبكتكين أمر القادر فبث السنة بممالكه، وتهدد بقتل الرافضة والإسماعيلية والقرامطة والمشبهة والجهمية والمعتزلة ولعنوا على المنابر) اهـ.
فانظر إلى هذه الانتفاضة في الإنكار على أهل البدع ومنهم الأشاعرة، ثم انظر إلى ما قاله الأشعريان (ص252) عاكسَيْن للحال: (بل نزيد ونقول إنه لا يبعد أن يكون –أي ابن جرير- انتسب إليه – أي الأشعري - فيما لم يصلنا من كتبه، فقد ذكرت كتب التاريخ أنه انتهض لنصرة طريقة الإمام أبي الحسن والإمام أبي منصور جميع أهل السنة في العالم الإسلامي) اهـ.
وقد ذكر المقريزي في خططه أسباب انتشار العقيدة الأشعرية في القرون المتأخرة فقال: (فانتشر مذهب أبي الحسن الأشعريّ في العراق من نحو سنة ثمانين وثلاثمائة وانتقل منه إلى الشام، فلما ملك السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ديار مصر، كان هو وقاضيه صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس المارانيّ على هذا المذهب، قد نشآ عليه منذ كانا في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري، وصار يحفظها صغار أولاده، فلذلك عقدوا الخناصر وشدّوا البنان على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/410)
مذهب الأشعري، وحملوا في أيام مواليهم كافة الناس على التزامه، فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك، واتفق مع ذلك توجه أبي عبد الله محمد بن تومرت أحد رجالات المغرب إلى العراق، وأخذ عن أبي حامد الغزاليّ مذهب الأشعريّ، فلما عاد إلى بلاد المغرب وقّام في المصامدة يفقههم ويعلمهم، وضع لهم عقيدة لقفها عنه عامّتهم، ثم مات فخلفه بعد موته عبد المؤمن بن عليّ الميسيّ، وتلقب بأمير المؤمنين، وغلب على ممالك المغرب هو وأولاده من بعد مدّة سنين، وتسموا بالموحدين، فلذلك صارتّ دولة الموحدين ببلاد المغرب تستبيح دماء من خالف عقيدة ابن تومرت، إذ هو عندهم الإمام المعلوم، المهديّ المعصوم، فكم أراقوا بسبب ذلك من دماء خلائق لا يحصيها إلاّ اللّه خالقها سبحانه وتعالى، كما هو معروف في كتب التاريخ، فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعريّ وانتشاره في أمصار الإسلام، بحيث نُسي غيره من المذاهب، وجُهل حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه، إلاّ أن يكون مذهب الحنابلة أتباع الإمام أبي عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل رضي اللّه عنه، فإنهم كانوا على ماكان عليه السلف، لايرون تأويل ماورد من الصفات، إلى أن كان بعد السبعمائة من سني الهجرة، اشتهر بدمشق وأعمالها تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحكم بن عبد السلام بن تيمية الحرّانيّ، فتصدّى للانتصار لمذهب السلف وبالغ في الردّ على مذهب الأشاعرة، وصدع بالنكير عليهم وعلى الرافضة، وعلى الصوفية .. ) اهـ.
وكلام المقريزي هنا يبين وقت وسبب انتشار المذهب الأشعري، وأنه كان بسبب فرضه على الناس، إلى حد قد يصل في بعض الأحايين إلى القوة والقتل كما حصل من ابن تومرت لما حكم المغرب والأندلس. وحصل مثله لشيخ الإسلام ابن تيمية، فقد أوذي وسجن بسبب تبيينه لمنهج أهل السنة والرد على المخالفين.
وأما ما يتعلق بعوام المسلمين، فلا ريب أنهم إن تُركوا من غير تلقين فإنهم على الفطرة السليمة، وعلى اعتقاد السلف وأهل الحديث، لا يعرفون أصول الكلام، ولا تأويل الصفات، ولا شيئاً من ذلك. ولا يمكن لأحد أن يدّعي خلاف ذلك إلا أن مكابرةً.
فلا يعرف العامي إلا أن الله في السماء على عرشه فوق خلقه، لا يعرف ما يقوله الأشاعرة من أنه ليس داخل العالم ولا خارجه، ولا فوق ولا تحت.
ولا يعرف العامي إلا ان الله يتكلم، وأنه كلم موسى فسمع موسى كلام الله، لا يعرف الكلام النفسي الذي هو: أمر ونهي وخبر واستخبار.
ولا يعرف العامي إلا أن الله يحب التوابين، ويبغض الكافرين، ويرضى عن الطائعين، ويسخط على العاصين، لا يعرف أن هذه الصفات كلها راجعة إلى الإرادة.
ولا يعرف العامي إلا أن الله أقدر العبد على الفعل، وجعل له إرادة لها تأثير فيه، لا يعرف الكسب الذي هو اقتران القدرة الحادثة بالقدرة القديمة، وأن الحادثة لا تأثير لها في الفعل البتة.
وسل إن شأت جماعات المسلمين يخبروك بحقيقة الحال.
فدعوى أن الأشعرية هو المذهب الذي يدين به عامة الأمة ودهماؤها، دعوى باطلة جملة وتفصيلاً.
نقلا من كتابه قبل صدوره وقبل إضافات الشيخ عليه.
ـ[الاحسائي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 12:08 ص]ـ
لا أظن أن حامل الحق وهو مستيقن به لا يضره مثل هذه الأمور , حتى ولو أن الناس كلهم كفر بالله تعالى.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[24 - 07 - 07, 12:29 ص]ـ
وهذه أسباب أخرى أدت إلى انتشار مذهب الأشاعرة ذكرها الشيخ عبدالرحمن المحمود في كتابه القيم "موقف ابن تيمية من الأشاعرة "وذكرها غيره
1 - نشأة المذهب في حاضرة الخلافة العباسية «بغداد»، ولا شك أن أنظار الناس في شتى الأقطار تتجه في الغالب إلى دار الخلافة، ففيها الفقهاء والمحدثون والمقرئون، كما أنها من أهم البلدان التي يرحل إليها العلماء ليسمعوا الروايات أو يحدثوا فيها بمروياتهم، فلما نشأ المذهب الأشعري في بغداد وهي على هذه الحالة كثر المتلقون لهذا المذهب، الناقلون له إلى كل مكان، وهذا – مثلا – بخلاف مذهب الماتريدي الذي نشأ في زمن الأشعري لكنه كان في بلاد ما وراء النهر فلم ينتشر كانتشار المذهب الأشعري ().
2 - تبني بعض الأمراء والوزراء لمذهب الأشاعرة واحتضان رجالهم له، ومن أبرز هؤلاء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/411)
- الوزير نظام الملك ()، الذي تولى الوزارة لسلاطين السلاجقة، فتولى الوزارة لالب أرسلان وملكشاة مدة ثلاثين سنة، من سنة 455 - 485هـ، والسلاجقة جاءوا على أثر البويهيين الشيعة الذين كانوا يوالون الدولة الفاطمية الباطنية، ولما استولى السلاجقة على بغداد وقضوا عليهم سنة 447هـ لم تمض سنوات قليلة حتى حدثت فتنة البساسيري – أحد القواد الأتراك الموالين لبني بويه – وكان ذلك سنة 450 هـ، وكان من آثارها أن احتل بغداد وأعلن الخطبة للخليفة المستنصر بالله العلوي العبيدي، وأمر بان يؤذن بحي على خير العمل، و عزل الخليفة العباسي القائم بأمر الله وكتب عليه عهدا أن لا حق له في الخلافة ولا لبني العباس وأرسل العهد إلى الخليفة الفاطمي في القاهرة، وقد استمرت فتنة البسايري سنة كاملة حتى قضي عليها السلاجقة وأعيد الخليفة العباسي. لذلك جاءت دولة السلاجقة لتنصر أهل السنة ضد أهل الرفض والبدعة، والوزير نظام الملك من اعظم وزرائهم أثرا وخطرا وكانت له جهود عظيمة في حرب الحركات الباطنية والإسماعلية وتحدث عنها طويلا في كتابه المشهور سياست تامة أو سير الملوك ()، ومن أهم آثاره المدارس النظامية التي أنشئت في مدن عديدة منها: البصرة، أصفهان، وبلخ، وهراة، ومرو، والموصل، وأهمها وأكبرها المدرسة النظامية في نيسابور وفي بغداد، وقد جعلهما مع أوقافهما وقفا على أصحاب الشافعي أصلا وفرعا ()، وكان نظام الملك معظما للصوفية وللقشيري والجويني وغيرهما من أعلام الأشعرية، وقد كان هؤلاء يلقون دروسهم في هذه المدارس على المذهب الشافعي، ويدرسون أصول العقيدة الأشعرية، فكان لذلك دور عظيم في نشرها ().
- المهدي بن تومرت، مهدي الموحدين، توفي سنة 524 هـ، فقد دعا إلى المذهب الأشعري و تبناه وكان له دور عظيم في نشره ().
جـ- نور الدين محمود بن زنكي، الذي جاهد الصلبيين، وقد ولد سنة 511 هـ وتوفي سنة 569هـ ()، وكان من آثاره أنه بنى أكبر دار للحديث في دمشق ووكل مشيختها إلى ابن عساكر صاحب «تبيين كذب المفتري «()، كذلك أنشأ في حلب سنة 544هـ المدرسة النفرية النورية، وكانت للشافعية، وتولى التدريس فيها قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري ()، وكان أحد أساتذة المدرسة النظامية في نيسابور، وكان أحد أعلام أهل الكلام على المذهب الأشعري، وفي عهد نور الدين بدأت صلة قطب الدين مسعود بصلاح الدين الأيوبي، وتوثقت فيما بعد – كما سيأتي -.
ولا شك أن لهذه المدارس، والمدارس النظامية ()، متمثلة بأولئك العلماء الذين درسوا فيها أثرا عظيما في مقاومة التيار الباطني الإسماعيلي، ومعلوم أن من أعظم آثار نور الدين وصلاح الدين القضاء على الدولة الفاطمية الباطنية في مصر، حيث حلت محلها دولة سنية حكمها صلاح الدين الأيوبي نائبا لنور الدين ثم مستقلا بعد وفاته – رحمهم الله -.
د- صلاح الدين الأيوبي: يقول المقريزي: «وأما العقائد فإن السلطان صلاح الدين حمل الكافة على عقيدة أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري تلميذ أبي علي الجبائي، وشرط ذلك في أوقافه التي بديار مصر كالمدرسة الناصرية بجوار قبر الإمام الشافعي من القرافة، والمدرسة الناصرية التي عرفت بالشريفية «()،ثم يقول عن المذهب الأشعري: «فلما ملك السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ديار مصر كان هو وقاضيه صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس الماراني ()، على هذا المذهب قد نشأ عليه منذ كانا في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري، وصار يحفظها صغار أولاده، فلذلك عقدوا الخناصر وشدوا البنان على مذهب الأشعري، وحملوا في أيام دولتهم كافة الناس على التزامه، فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك ()، وإذا كان قطب الدين مسعود قد ألف لصلاح الدين عقيدة ()، فإن الفخر الرازي قد ألف كتابه المشهور «أساس التقديس» - الذي نقضه شيخ الإسلام ابن تيمية- للملك العادل محمد بن أيوب بن شادي أخو صلاح الدين. المتوفى سنة 615 هـ ()، أما ابنه الأشرف بن العادل فقد مال إلى الحنابلة وأهل السنة في العقيدة، وجرت بينه وبي العز بن عبد السلام- وهو أشعري – مناقشة ومحنة طويلة ().
4 - ومن أسباب انتشار المذهب الأشعري أن جمهرة من العلماء اعتمدوه ونصروه، وخاصة فقهاء الشافعية والمالكية المتأخيرن ()، والأعلام الذين تبنوه: الباقلاني، وابن فورك، والبيهقي، والإسفراييني، والشيرازي، والجويني، والقشيري، والبغدادي، والغزالي، والرازي، والآمدي، والعز ابن عبد السلام، وبدر الدين ابن جماعة، والسبكي، وغيرهم كثير، ولم يكن هؤلاء أشاعرة فقط، بل كانوا مؤلفين ودعاة إلى هذا المذهب، ولذلك ألفوا الكتب العديدة، وتخرج على أيديهم عدد كبير من التلاميذ.
كما انتشر في أنحاء عديدة بواسطة هؤلاء، ففي الحجاز انتقل إليه المذهب الأشعري بواسطة أبي ذر الهروي ()، كما انتقل عن طريقه إلى المغرب عن طريق المغاربة الذين كانوا يأتون إلى الحج، وكان ممن له أثر في نشره في المغرب بين المالكية أبو بكر الأبهري، والباقلاني وتلامذته ()، والباجي وابن العربي ()، وغيرهم، كما دافع كل من ابن أبي زيد القيرواني، وأبي الحسن القابس عن الأشعري ().
ويذكر المقريزي أنه قد انتشر في العراق نحو سنة 380هـ وانتقل منه إلى الشام ()، وممن انتشر على يديه في الشام أبو الحسن عبد العزيز بن محمد الطبري المعروف بالدمل ().
وفي العصور المتأخرة كان لتبني كثير من دور العلم والجامعات عقيدة ومذهب الأشاعرة دور في نشره، ومن أهمها الجامع الأزهر في مصر مع ماله من مكانة علمية في العالم الإسلامي.
هذه أهم أسباب انتشار المذهب الأشعري، وهي تدل على مدى تغلغل هذا المذهب بين الناس، وإن كانت الجمهرة الغالبة للمسلمين تؤمن بهذا الدين وعقيدته بإجمال وتعظم السلف ومنهجهم، لأنه لا تعرف المداخل الكلامية والقضايا العقلية التي يعتمدها أهل الكلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/412)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[25 - 06 - 08, 10:35 م]ـ
بارك الله فيك أخى الزيادى على هذا النقل المفيد
4 - ومن أسباب انتشار المذهب الأشعري أن جمهرة من العلماء اعتمدوه ونصروه، وخاصة فقهاء الشافعية والمالكية المتأخيرن ()، والأعلام الذين تبنوه: الباقلاني، وابن فورك، والبيهقي، والإسفراييني، والشيرازي، والجويني، والقشيري، والبغدادي، والغزالي، والرازي، والآمدي، والعز ابن عبد السلام، وبدر الدين ابن جماعة، والسبكي، وغيرهم كثير، ولم يكن هؤلاء أشاعرة فقط، بل كانوا مؤلفين ودعاة إلى هذا المذهب، ولذلك ألفوا الكتب العديدة، وتخرج على أيديهم عدد كبير من التلاميذ.
كما انتشر في أنحاء عديدة بواسطة هؤلاء، ففي الحجاز انتقل إليه المذهب الأشعري بواسطة أبي ذر الهروي ()، كما انتقل عن طريقه إلى المغرب عن طريق المغاربة الذين كانوا يأتون إلى الحج، وكان ممن له أثر في نشره في المغرب بين المالكية أبو بكر الأبهري، والباقلاني وتلامذته ()، والباجي وابن العربي ()، وغيرهم، كما دافع كل من ابن أبي زيد القيرواني، وأبي الحسن القابس عن الأشعري ().
ويذكر المقريزي أنه قد انتشر في العراق نحو سنة 380هـ وانتقل منه إلى الشام ()، وممن انتشر على يديه في الشام أبو الحسن عبد العزيز بن محمد الطبري المعروف بالدمل ().
وفي العصور المتأخرة كان لتبني كثير من دور العلم والجامعات عقيدة ومذهب الأشاعرة دور في نشره، ومن أهمها الجامع الأزهر في مصر مع ماله من مكانة علمية في العالم الإسلامي.
هذه أهم أسباب انتشار المذهب الأشعري، وهي تدل على مدى تغلغل هذا المذهب بين الناس، وإن كانت الجمهرة الغالبة للمسلمين تؤمن بهذا الدين وعقيدته بإجمال وتعظم السلف ومنهجهم، لأنه لا تعرف المداخل الكلامية والقضايا العقلية التي يعتمدها أهل الكلام.
أليس من هؤلاء العلماء من عاد إلى مذهب السلف كالجوينى؟؟؟
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 01:13 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين في " القواعد المثلى":
[إذا قال قائل: قد عرفنا بطلان مذهب أهل التأويل في باب الصفات، ومن المعلوم أن الأشاعرة من أهل التأويل لأكثر الصفات، فكيف يكون مذهبهم باطلاً، وقد قيل إنهم يمثلون اليوم خمسة وتسعين بالمائة من المسلمين؟.
وكيف يكون باطلاً وقدوتهم في ذلك أبو الحسن الأشعري؟.
وكيف يكون باطلاً وفيهم فلان وفلان من العلماء المعروفين بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم؟.
قلنا: الجواب عن السؤال الأول: أننا لا نسلم أن تكون نسبة الأشاعرة بهذا القدر بالنسبة لسائر فرق المسلمين، فإن هذه دعوى تحتاج إلى إثبات عن طريق الإحصاء الدقيق.
ثم لو سلمنا أنهم بهذا القدر أو أكثر فإنه لا يقتضي عصمتهم من الخطأ، لأن العصمة في إجماع المسلمين لا في الأكثر.
ثم نقول: إن إجماع المسلمين قديما ثابت على خلاف ما كان عليه أهل التأويل، فإن السلف الصالح من صدر هذه الأمة، وهم الصحابة الذين هم خير القرون والتابعون لهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم، كانوا مجمعين على إثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات، وإجراء النصوص على ظاهرها اللائق بالله تعالى، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.
وهم خير القرون بنص الرسول صلى الله عليه وسلم، وإجماعهم حجة ملزمة، لأنه مقتضى الكتاب والسنة، وقد سبق نقل الإجماع عنهم في القاعدة الرابعة من قواعد نصوص الصفات.
والجواب عن السؤال الثاني: أن أبا الحسن الأشعري وغيره من أئمة المسلمين لا يدعون لأنفسهم العصمة من الخطأ، بل لم ينالوا الإمامة في الدين إلا حين عرفوا قدر أنفسهم، ونزّلوها منزلتها، وكان في قلوبهم من تعظيم الكتاب والسنة ما استحقوا به أن يكونوا أئمة، قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ}، وقال عن إبراهيم: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
ثم إن هؤلاء المتأخرين الذين ينتسبون إليه لم يقتدوا به الإقتداء الذي ينبغي أن يكونوا عليه، وذلك أن أبا الحسن كان له مراحل ثلاث في العقيدة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/413)
المرحلة الأولى: مرحلة الاعتزال.
اعتنق مذهب المعتزلة أربعين عاما، يقرره، ويناظر عليه، ثم رجع عنه، وصرح بتضليل المعتزلة، وبالغ في الرد عليهم
المرحلة الثانية: مرحلة بين الاعتزال المحض والسنة المحضة.
سلك فيها طريق أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب (1)، قال شيخ الإسلام ابن تيميه (ص 471) من المجلد السادس عشر من "مجموع الفتاوى" لابن قاسم: "والأشعري وأمثاله برزخ بين السلف والجهمية، أخذوا من هؤلاء كلاما صحيحا، ومن هؤلاء أصولاً عقلية ظنوها صحيحة، وهي فاسدة" اه.
المرحلة الثالثة: مرحلة اعتناق مذهب أهل السنة والحديث.
مقتديا بالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، كما قرره في كتابه: "الإبانة عن أصول الديانة"، وهو من آخر كتبه أو آخرها.
قال في مقدمته: "جاءنا يعني النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، جمع فيه علم الأولين، وأكمل به الفرائض والدين، فهو صراط الله المستقيم، وحبله المتين، من تمسك به نجا، ومن خالفه ضل وغوى، وفي الجهل تردى.
وحث الله في كتابه على التمسك بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} " إلى أن قال: "فأمرهم بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم كما أمرهم بطاعته، ودعاهم إلى التمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما أمرهم بالعمل بكتابه، فنبذ كثير ممن غلبت شقوته، واستحوذ عليهم الشيطان، سنن نبي الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم، وعدلوا إلى أسلاف لهم قلدوهم بدينهم، ودانوا بديانتهم، وأبطلوا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفضوها، وأنكروها وجحدوها افتراء منهم على الله، قد ضلوا وما كانوا مهتدين"
ثم ذكر رحمه الله أصولاً من أصول المبتدعة وأشار إلى بطلانها .................. والأشعري أبو الحسن رحمه الله كان في آخر عمره على مذهب أهل السنة والحديث، وهو إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
ومذهب الإنسان ما قاله أخيرًا إذا صرح بحصر قوله فيه، كما هي الحال في أبي الحسن، كما يعلم من كلامه في "الإبانة".
وعلى هذا: فتمام تقليده اتباع ما كان عليه أخيرًا، وهو التزام مذهب أهل الحديث والسنة، لأنه المذهب الصحيح الواجب الاتباع، الذي التزم به أبو الحسن نفسه.] ا. هـ (و من أراد التفصيل فليرجع إلى باقي الكلام ففيه فوائد جمة)
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[16 - 07 - 08, 11:35 ص]ـ
فليكونوا أكثر أهل الأرض!!
قال تعالى: (وان تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)
والكثرة كما يعتبرها كثير من المغفلين, ليست ميزانا بين الحق والباطل, فقد يكون أهل الحق إثنان وقد يكونوا ثلاثة.
فقد ورد عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: "عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان والنبي ومعه الرهط والنبي وليس معه أحد ... " متفق عليه
فهل يا ترى هذا النبي الذي ليس معه أحد هل هو على حق أم باطل؟؟
وهل هؤلاء الأنبياء صلوات الله عليهم ليسوا على حق
والكثرة لم يذكرها الله عز وجل في كتابه إلا على سبيل الذم:
قال تعالى: (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)
وقال: (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون, إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا)
قال: (وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين)
وقال: (ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) الرعد
وعلى النقيض من ذلك فلم يذكر أهل القلة إلا سبيل المدح:
قال تعالى: (اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور)
وقال: ( .. وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم ... )
وقال تعالى أيضا: (حتى إِذا جاء أَمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأَهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل)
وما ورد في الآثار كثير أيضا في ذم أهل الكثرة ومدح أهل القلة:
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا, فطوبى للغرباء" رواه مسلم
وسئل عنهم فقال صلى الله عليه وسلم: "ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم" رواه الإمام أحمد وصححه الشيخ الألباني
وعن معاوية –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمَّة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلاّ واحدة وهي الجماعة"
فهي واحدة من ثلاث وسبعين فرقة, فمن الأكثر ومن الأقل؟؟
وقال ابن مسعود –رضي الله عنهما-: "الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك "
وعن الفضيل بن عياض قال: "اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين واياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين"
فهذا هو ميزان الحق, ميزان أهل الهدى والتقى, لا ميزان أهل الغي والضلالة.
فـ (ويل للمطففيين, الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون, وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون)
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/414)
ـ[ليث بجيلة]ــــــــ[16 - 07 - 08, 11:52 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
الذي يظهر أن عامة المسلمين حالهم كحال من قال لحبيبي بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم: أما والله ما أحسن دندنتك، ولا دندنة معاذ، فقال صلى الله عليه وسلم: (حولهما ندندن).
فهم لا يعرفون الفلسفة ولا يحسنون علم الكلام بل يفهمون النص ويحملونه على ما يجب أن يحمل في الغالب بفطرتهم، ولكن الأمر الذي يدمي القلوب كثرة الشركيات والخرافات كالحلف بغير الله وزيارة قبور الأولياء والدعاء والتوسل بهم وغيرها مما بليت به الأمة.
أما أن يقال أن عامة الأمة من الأشعرية فكلام مردود وليس عليه دليل حسي ولا معنوي.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[16 - 07 - 08, 01:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقول بداية إخواني أن الأشاعرة منهم علماء كبار ومنهم من خدم الدين, وفي بعض المشاركات السابقة شدة جاوز فيها الاخوان الحد, ووصف الأشاعرة البعض بصفات هي للكفار أقرب من صفات المسلمين, فاليتذكر الاخوة الأفاضل اخوة الاسلام والحرص على هداية الآخر لتكثير سواد العقيدة الصحيحة.
أما بالنسبة لدعوى أن أكثر هذه الأمة على عقيدة الأشاعرة فهذه دعوى عجيبة جدا, ولو ادعى قائلها أن عامة الأمة هم من علماء الذرة والفيزياء لكان أقرب الى الصواب!!
فعقائد القوم لا يدركها الا من تعمق في دراستها ((وحل ألغازها)) وطلاسمها طوال سنوات طوال, فاين هذه الدراسة وفك الشيفرات من عامة الأمة!! شيء لا يدرك إلا بعد دراسة طويلة جداً ورياضة عقلية عالية يدركه كل الناس, هذا خلاف (((((المنطق))))) الذي بنى الأشاعرة عليه كثير من مسلماتهم.
ولو أنهم فصلوا الدين عن المنطق وأقروا بما صح على ظاهره لكان خيراً للأمة جميعاً.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[16 - 07 - 08, 03:54 م]ـ
إذا كان الأمر متعلقا بأكثر الأمة، فإن أكثر الأمة لو حدثته و أخبرته أن الله ليس في السماء فإنه سيضربك ضربا مبرحا! أو يكفرك و يرحل عنك! أو يسخر منك!
و مثله مع أهل البدع، فإنك لو جلست لأكثر الأمة و أصبحت تعلمهم عقيدة الحلول و الاتحاد، فلربما أقاموا عليك حد الردة!!
و هكذا مع جميع المخالفين ممن يدعي أن أكثر الأمة معه.(42/415)
أريد شرحا موسعا لنواقض الاسلام
ـ[محمد أبو مالك المغربي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 04:07 ص]ـ
بارك الله فيكم
من يدلني على شرح متقن وموسع شيئا ما لنواقض الاسلام العشرة لشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
لأن بعض الصوتيات المسجلة لبعض المشايخ لم تف بالغرض من حيث التأصيل العلمي .. وهذا ليش طعنا في المشايخ ولكن ربما هي معلومة لأهل تلك البلد. أما أنا فوجدت استشكالات كثيرة.ولهذا من يجد لنا ما طلبنا وله منا دعوة بظهر الغيب.
ـ[أم البراء]ــــــــ[13 - 07 - 07, 08:22 ص]ـ
كتاب نواقض الإيمان القولية والعملية للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف
http://www.islamtoday.net/questions/show_ResearchScholar_*******.cfm?Res_ID=86&Sch_ID=90
ويمكن تحميل الكتاب من هنا
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=93
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 12:31 م]ـ
سبقتني أم البراء
ولكن لم تكمل الاحالة:)
الكتابان رسالتان جامعيتان وقد ذكر في المقدمة من راجعهما
العنوان نواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط التكفير عند السلف
المؤلف د. محمد بن عبد الله الوهيبي
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1279
ـ[حسن شريف]ــــــــ[13 - 07 - 07, 09:52 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=15941
هدا اخي كتا الاسلام للشيخ ب التبيين شرح نواقضالعلوان حفظه الله تعالى
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[14 - 07 - 07, 11:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1ـ شرح نواقض الاسلام للشيخ صالح الفوزان وهوكتاب رائع.
2ـ تيسير ذي الجلال بشرح نواقض الإسلام للشيخ محمد القحطاني، تقريظ المحدث الشيخ عبدالله السعد
3ـ الاعلام بشرح نواقض الاسلام للطريفي.
والله الموفق.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[15 - 07 - 07, 07:42 ص]ـ
3ـ الاعلام بشرح نواقض الاسلام للطريفي.
والله الموفق.
الكتاب غير موجود في المكتبات؟؟؟؟؟؟؟
وتجده هنا ....................
ـ[معاذ المزحم]ــــــــ[15 - 07 - 07, 08:32 ص]ـ
أفضلها وأوسعها وأسلمها شرح العلامة صالح الفوزان فهو أمكن من غيره في هذا العلم والكتاب مطبوع
ـ[شبيب القحطاني]ــــــــ[29 - 07 - 07, 05:57 ص]ـ
بارك الله فيك(42/416)
سؤال في الطائفة الممتنعة؟
ـ[الغُندر]ــــــــ[13 - 07 - 07, 08:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال هل الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الدين الضاهره كافره بمجرد الامتناع؟ ام تكفر اذا قاتلت؟ وهل يشترط ان تكون ذات شوكة؟ وهل من العلماء من فرق بين اركان الإسلام وغيرها؟
أرجو الأجابة وجزاكم الله خير ا.
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 12:24 م]ـ
لعل فيما يلي إجابة عن بعض ما سألت
نواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط التكفير عند السلف
المؤلف د. محمد بن عبد الله الوهيبي
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1279
ثانياً: هل يلزم من قتال الطائفة الممتنعة كفرها؟
اختلف أهل العلم في هذه المسألة، فمنهم من جعل قتال الطائفة الممتنعة بمنزلة قتال البغاة، ومنهم من جعل قتال الممتنعة ومنهم مانعي الزكاة، والخوارج بمنزلة المرتدين. قال شيخ الإسلام في حكاية الخلاف: ( ... ولهذا كان فيهم (أي الخوارج) وجهان في مذهب أحمد وغيره: أحدهما: أنهم بغاة، الثاني: أنهم كفار كالمرتدين، يجوز قتلهم ابتداءًا، وقتل أسيرهم، واتباع مدبرهم، ومن قدر عليه منهم استتيب كالمرتد، فإن تاب وإلا قتل: كما أن مذهبه في مانعي الزكاة إذا قاتلوا الإمام عليها هل يكفرون مع الإقرار بوجوبها؟ على روايتين") (.
وقال أيضاً: " .... وكذلك مانعو الزكاة، فإن الصديق والصحابة ابتداؤا قتالهم، قال الصديق: والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه. وهم يقاتلون إذا امتنعوا من أداء الواجبات وإن أقروا بالوجوب، ثم تنازع الفقهاء في كفر من منعها وقاتل الإمام عليها مع إقراره بالوجوب؟ على قولين، هما روايتان عن أحمد، كالرويتين عنه في تكفير الخوارج، وأما أهل البغي المجرد فلا يكفرون باتفاق أئمة الدين، فإن القرآن قد نص على إيمانهم وأخوتهم مع وجود الاقتتال والبغي والله أعلم") (.
وشيخ الإسلام – رحمه الله يرجع تكفير الممتنع عن الشرائع الظاهرة المتواترة إذا كانوا طائفة وقاتلوا الإمام على ذلك. قال – رحمه الله -: "وهؤلاء إذا كان لهم طائفة ممتنعة، فهل يجوز اتباع مدبرهم، وقتل أسيرهم، والإجهاز على جريحهم؟ على قولين للعلماء مشهورين، … والصواب أن هؤلاء ليسوا من البغاة المتأولين، فإن هؤلاء ليس لهم تأويل سائغ أصلاً، وإنما هم من جنس الخوارج المارقين ومانعي الزكاة، وأهل الطائف، والخزمية، ونحوهم ممن قاتلوا على ما خرجوا عنه من شرائع الإسلام، وهذا موضع اشتبه فيه على كثير من الناس من الفقهاء، فإن المصنفين في قتال أهل البغي جعلوا قتال مانعي الزكاة، وقتال الخوارج، وقتال علي لأهل البصرة، وقتاله لمعاوية وأتباعه، من قتال أهل البغي وذلك كله مأمور به، وفرعوا مسائل ذلك تفريع من يرى ذلك بين الناس، وقد غلطوا، بل الصواب ما عليه أئمة الحديث والسنة وأهل المدينة، كالأوزاعي، والثوري، ومالك، وأحمد بن حنبل وغيرهم: أنه يفرق بين هذا وهذا، فقتال علي للخوارج ثابت بالنصوص الصريحة عن النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق المسلمين، وأما القتال يوم صفين ونحوه فلم يتفق عليه الصحابة، بل صد عنه أكابر الصحابة، مثل سعد بن أبي وقاص، ومحمد بن مسلمة وأسامة بن زيد، وعبد الله بن عمر وغيرهم ... إلى أن يقول: فالفتن مثل الحروب التي تكون بين ملوك المسلمين، وطوائف المسلمين، مع أن كل واحد من الطائفين ملتزمة لشرائع الإسلام مثل ما كان من أهل الجمل وصفين، وإنما اقتتلوا لشبه وأمور عرضت، وأما قتال الخوارج ومانعي الزكاة، وأهل الطائف الذين لم يكونوا يحرمون الربا، فهؤلاء يقاتلون حتى يدخلوا في الشرائع الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء إذا كان لهم طائفة ممتنعة، فلا ريب أنه قتل أسيرهم واتباع مدبرهم، والإجهاز على جريحهم، فإن هؤلاء إذا كانوا مقيمين ببلادهم على ما هم عليه، فإنه يجب على المسلمين أن يقصدوهم في بلادهم لقتالهم، حتى يكون الدين كله لله ... ") (وقال في نص فيه التصريح بردة الممتنعين: "وقد اتفق الصحابة والأئمة بعدهم على قتال مانعي الزكاة وإن كانوا يصلون الخمس، ويصومون شهر رمضان، وهؤلاء لم يكن له شبهة سائغة، فلهذا كانوا مرتدين، وهم يقاتلون على منعها، وإن أقروا بالوجوب .... ") (.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/417)
ومن النصوص الصريحة لشيخ الإسلام قوله عن مانعي الزكاة: "والصحابة لم يقولوا هل أنت مقر بوجوبها أو جاحد لها؟ هذا لم يعهد من الصحابة بحال، بل قال الصديق لعمر – رضي الله عنها -: والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلهم على منعها. فجعل المبيح للقتال مجرد المنع، لا جحد وجوبها، وقد روي أن طوائف منهم كانوا يقرون بالوجوب، لكن بخلوا بها، ومع هذا فسيرة الخلفاء فيهم سيرة واحدة وهي قتل مقاتلتهم، وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم والشهادة على قتلاهم بالنار وسموه جميعاً أهل الردة ... ") (.
ثالثا: الفرق بين الطائفة والفرد
هذا حكم الممتنعين عن شرائع الإسلام إذا كانوا طائفة ممتنعة، أما إذا كان الممتنع فرداً فالصحيح أنه لا يكفر، ولا يقتل إلا إذا أصر على ترك الصلاة فيقتل كفراً – على الصحيح – كما بينا سابقاً عند الكلام عن الإعراض لأن إصراره على الترك حتى يقتل يدل على عدم اعتقاده لوجوبها، وهذا الحالة تختلف عن الترك كسلاً وتهاوناً، أما إذا أصر على منع الزكاة، فيؤخذ منه قهراً كما في حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ومعاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أعطى زكاة ماله مؤتجراً فله أجرها، ومن منعها فإما آخذوها وشطر ماله، عزمة من عزمات ربنا، ليس لآل محمد منها شيء") (، قال ابن الأثير في معنى (عزمة من عزمات ربنا) مرفوع لأنه خبر مبتدأ محذوف، تقديره: ذلك عزمه، والعزم ضد الرخصة وهي ما يجب فعله") (، أما من رأى قتل مانع الزكاة إذا كان فرداً فقد استدل بحديث ابن عمر السابق "أمرت أن أقاتل الناس .. " الحديث قال ابن رجب – رحمه الله -: " ... وأما قتل الواحد الممتنع عنها، فأكثر العلماء على أنه يقتل الممتنع عن الصلاة، وهو قول مالك والشافعي وأحمد وأبي عبيد وغيرهم ... وأما قتل الممتنع عن أداء الزكاة ففيه قولان لمن قال يقتل الممتنع من فعل الصلاة: أحدهما: يقتل أيضاً وهو المشهور عن أحمد – رحمه الله – ويستدل له بحديث ابن عمر هذا، والثاني:
لا يقتل وهو قول مالك والشافعي وأحمد في رواية ... ") (.
وأجاب الحافظ ابن حجر عن هذا الاستدلال بأن هناك فرقاً بين القتل والمقاتلة "والفرق أن الممتنع من إيتاء الزكاة يمكن أن تؤخذ منه قهراً، بخلاف الصلاة، فإذا انتهى إلى نصب القتال ليمنع الزكاة قوتل، وبهذه الصورة قاتل الصديق مانعي الزكاة، ولم ينقل أنه قتل أحداً منهم صبراً، وعلى هذا ففي الاستدلال بهذا الحديث على قتل تارك الصلاة) (نظر، للفرق بين صيغة أقاتل وأقتل والله أعلم") (، إذاً القتال أوسع من القتل "كما يقاتل الصائلون العداة والمعتدون البغاة، وإن كان أحدهم إذا قدر عليه لم يعاقب إلا بما أمر الله ورسوله به") (.
مما سبق نستنتج: أن الفرد الممتنع عن الشرائع، والزكاة خاصة يلزم بها وتؤخذ منه بالقوة ولا يكفر – على الصحيح – إلا ما ذكرنا في ترك الصلاة، ويرى شيخ الإسلام – رحمه الله – جواز قتل الواحد المقدور عليه من الخوارج، والرافضة ونحوهم ممن فيه فساد، إذا لم يندفع فساده إلا بالقتل، ولكن لا يجب قتل كل واحد منهم إذا لم يظهر هذا القول، أو كان في قتله مفسدة راجحة) (339 - 342
ارجع للكتاب إذا أردت الهوامش حيث لم تظهر!
وإذا أردت فصل الإجماع على قتالهم فهو قبل هذا الفصل في الكتاب
ـ[الغُندر]ــــــــ[13 - 07 - 07, 02:45 م]ـ
جزاك الله خيراً ابا عمر.(42/418)
بخصوص البرمجة اللُّغوية العصبية .. وتحذير د: محمود عبد الرازق منها ..
ـ[محبة القرآن والعربية]ــــــــ[13 - 07 - 07, 08:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الإخوة والأخوات الكِرام حفظ الله الجميع ..
شيخنا الفاضل د: محمود عبد الرازق كان له تحذيرات عدة بخصوص علوم البرمجة اللغوية العصبية ..
وأوصانا فى دروسه بمعهد العزيز بالله بنشر الوعى بين المسلمين بخطورة تلك الأمور ..
والحمد لله نقلت كل ما قاله فى دروس المعهد بخصوص هذا الأمر ..
لكننى أحتاج أن أجمع معلومات عدّة عن هذا الأمر حتى يكون الموضوع شاملاً ووافيًا .. ولم أجد - فيما بحثت - على النت سوى النَّذر اليسير من آراء أهل العلم المُجملة .. مثل د: سفر الحوالى والشيخ محمد صالح المنجد و د: يوسف القرضاوى ..
و لا تفصيل فيها يعالج الموضوع ويحيط به من جوانبه الدقيقة .. بل هى مُجملة ..
والحمد لله فى كل حال ..
فهل هناك من يستطيع الإمداد بمعلومات أو مراجع أكثر عن هذه الأمور حتى يكون الموضوع شاملاً ومُفصّلا .. حتى يستطيع فهمه طالب العلم ومتخصصو تلك العلوم وغيرهم من عامة الناس الذين يتجهون لأخذ دورات تدريبية فى ذلك؟
لأن صدقًا الأمر به مالا يُغَض عنه البصر!
وجزاكم الله خيرًا ..
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[19 - 07 - 07, 10:44 ص]ـ
يرفع للأهمية ...
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[19 - 07 - 07, 03:02 م]ـ
راجعي ما كتبته د/ فوز كردي عنها
وأظن أن ماقيل في الملتقى يكفي وزيادة فقد طرحه الأخ عامر بهجة ونوقشت نقاشا طويلا.
ـ[عبد]ــــــــ[20 - 07 - 07, 02:43 ص]ـ
كنت قد كتبت فيه بحثاً بعد أن حضرت دروتين كاملتين: الدبلوم و الممارس، عند الأستاذ الفاضل: محمد عاشور وفقه الله، وهو ذا:
البرمجة اللغوية العصبية: منهج حياة أم علم كسائر العلوم؟
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وبعد:
قبل الإجابة على السؤال أعلاه اود أن أطرح قاعدة شرعية نافعة للجميع بإذن الله، وهي تتعلق بموقفنا كمسلمين من التعامل مع العلوم الدنيوية. ويمكن جعل هذه القضية قسمين: القسم الأول يتعلق بواقعنا تجاه حكم هذه العلوم الدنيوية القسم الثاني يتعلق بالمرجو منا والمأمول تجاه هذه العلوم.
القسم الأول: موقفنا الواقعي تجاه العلوم الدنيوية: بالجملة وبوجه عام واقعنا يقول:"الأصل في العلوم الدنيوية الوافدة الحظر حتى يتبين حلها وجوازها ". وهذا أمر مؤسف وساهم هذا النمط من التفكير في تراجعنا تراجعا واضحا عن الاستفادة من كثير من العلوم الدنيوية النافعة لأن نفوسنا تربت على مواجهتها بارتياب وتشكيك وخوف ورهبة وبلسان حال توحي بحظر هذه العلوم قبل فهم طبيعتها. لا تصلح أبداً الفتوى الشرعية التي يصدرها صاحبها بناء على هذ الاستعداد النفسي المسبق لأن التجرد هنا معدوم او ناقص وبناء عليه لا يصلح أبداً أن تبرر النتيجة على أنها من باب سد الذرائع لأن المبني على فاسد فاسد.
القسم الثاني: المأمول والمرجو منا تجاه العلوم الدنيوية: المفترض بالطبع هو تربية النفوس المسلمة على أن:"الأصل في العلوم الدنيوية الإباحة حتى يتبين عدم جوازها" ويدخل في ذلك كافة العلوم، البرمجة اللغوية وغيرها. وبذلك يتبين الخطأ الفادح الذي يرتكبه بعض المتقدمين بين يدي الله ورسوله بتحريم بعض العلوم دون استبانة أمرها وفهم حقيقتها. إننا متى ما تربينا على هذه القاعدة الشرعية العظيمة فإننا سنتقدم أشواطا كبيرة للتقدم والتعلم. أما مسألة التحريم والحظر فإننا ندعها للعالم التقي الذي تثق في علمه وأمانته الأمة (مستعينا بمشورة المتخصصين الأمناء في أي من هذه العلوم) لتقرير الحكم الشرعي.
والآن عودة إلى الموضوع الرئيسي. إن التساؤل الذي افتتحت به هذا المقال ظل مستحوذاً على تفكيري فترة من الزمن ليست بالقصيرة. إنني إن قلت: "البرمجة اللغوية العصبية منهج حياة" فهذا صحيح من وجه وغير صحيح من وجه آخر. وإن قلت:"لا، كلا ... إن البرمجة ما هي إلا علم كسائر العلوم لكان ذلك صحيح من وجه وغير صحيح من وجه آخر". ولكن المعضلة الحقيقية هي في إقتضاء لوازم النفي في كل من العبارتين لإيجاب العبارة الأخرى أو العكس: اقتضاء إيجاب أحدهما لنفي العبارة الأخرى. كيف يكون ذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/419)
الجواب: إني إن قلت إن البرمجة ليست منهج حياة فهي مجرد علم كسائر العلوم وإن قلت منهج حياة فهي ليست علم كسائر العلوم وإن قلت إن البرمجة ليست منهج حياة ولا علم كسائر العلوم فما قيمتها؟ وإن قلت أنها علم كسائر العلوم ومنهج حياة فهذه إشكالية أعظم لنا كمسلمين. وسواء كانت العلاقة بين الإثنين علاقة جزء من كل ( hyponymy) أو سبب ونتيجة أو وسيلة وغاية فإن العلاقة العكسية لا زالت موجودة ولا يصح هنا ان نقول بانفصال العلاقة بين منهج الحياة كمستوى منطقي علوي والوسائل المؤدية والمغذية لهذا المنهج (ومنها وسيلة العلم) كمستوى منطقى أدنى من السابق والمتخصصون في البرمجة يفهمون ما أقصده بمصطلح (المستويات المنطقية) ولا يمنع ان يوجد من غيرهم من له دراية بمعنى هذا المصطلح أيضاَ.
ولذلك يأتي بعض مدربي البرمجة ويقول:"إن زينة وميزة البرمجة في هذه الإشكالية ذاتها .. نعم إن جمال البرمجة في هذه "الخلطة" المتنوعة التي لا تخضع لتعريف جامع مانع" أما وجهة نظري الشخصية فهذه من أكبر سلبيات البرمجة لأنها تجعل البرمجة ذات طبيعة زئبقية، قابلة لتفسيرات متعددة الأمر الذي يعطي المدافعين عنها مجالاً واسعاً للتفلت من مقتضيات السؤال والتي من أهمها تحديد ما هية البرمجة. ولأن ما هية البرمجة كمفهوم مستقل عن الأذهان غير محددة بصفات ومعايير - لا أقول جامعة مانعة - وإنما على الأقل كلية تجد اختلافاً كبيرا بين المدربين في تعريفها وبيان طبيعتها. وهذه هي الإشكالية لأن هذا الخلاف المستمر والمتغاير حول تحديد معناها يجعل البرمجة من باب "النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون" وهذا هو الحاصل بالفعل في الساحة الإجتماعية لأننا ترى تفرقاً من جهة واختلافا من جهة وتناحرا من جهة وفي بعض الأحيان استماتة في سبيل الدفاع عنها.
والسؤال الذي ما فتئت أسأله هو:"هل الناس عامة والمسلمين خاصة "بحاجة" إلى البرمجة اللغوية العصبية حتى تستحق كل هذا الخلاف؟
الجواب: نعم من جهة ولا من جهة أخرى. وسبب عدم اقتناعي بجواب واحد هو طبيعة البرمجة كما ذكرت لكم. لا تستطيع أن تجزم بجواب واحد لأن تعريف البرمجة ليس خاضعاً للتصنيف الواضح البين ( dichotomous). ولكن قد يأتي بعض من يدافع عن البرمجة فيقول:"العبرة ليست بالتعريف النظري ولكن في الفائدة والنفع الذي تقدمه على أرض الواقع" ولكن هذه عبارة يوجد لها استثناءات كثيرة من أرض الواقع كذلك ويصعب على أي مدافع عنها أن يقول بأنها لم تفد أحدا أو تنفعه لأن المشكلة ليست في فائدتها من عدم فائدتها ولكن في "مدى" الفائدة والنفع الحاصل من قولنا "الفائدة" و "النفع". إذاً قولنا بفائدة البرمجة إطلاق لا يصح، بل من يستطيع أن يقول إنه لا يوجد لها مضار؟ لا أقول من يستطيع ان يقول أن فائدتها قليلة ولكن من يستطيع أن يقول أنها خالية من المضار بل، لمزيد من التطرف الإفتراضي، من يجرؤ على القول بأنها تدفع المضار وتجلب المنافع؟!!
إن من يجرؤ على إدعاء أقل الطرحين تطرفاً ليقع في المشكلة التي تحذر منها البرمجة اللغوية العصبية نفسها من "تعميم" و "حذف" و "تشويه" في العبارات والافتراضات اللغوية. ولذلك انا أعتب كثيرا جدا على بعض إخواني الذين يدربون البرمجة ويأنفون عن بيان الحقيقة للناس تجردأ لله سبحانه أولاً ثم تجردأ لمبدأ العدل والمصداقية ثانياً. اعتب على بعض إخواني مدربي البرمجة الذين يصورون البرمجة للمساكين من الناس في المجتمع وكأنها علم يحتاجه الناس "لكي يعيشوا حياة ناجحة سعيدة موفقة".
ويزداد أسفي إذا كان الدافع الذي يدفع ببعض إخواني في التدريب هو مخافة اندثار سوق البرمجة المادي الذي يدر أرباحاً لا يتخيلها الشخص العادي. ولو قُدمت البرمجة بما لها وما عليها واعترف بعض المتعصبين للبرمجة "ولو ببعض" مثالبها لقل الخلاف والشجار بين الناس ولزدات ثقة المجتمع في تقبلها ولأقبل عليها المهتمون بها لتعلمها. ولذلك يظن بعض مدربي البرمجة اللغوية العصبية أن أفضل وسيلة لتسويق البرمجة وإشهار أمرها هو بتبرءتها من العيوب وإقناع الناس بحاجتهم لها كحاجتهم للماء والهواء، ولكن مع الأسف هذا ظلم للناس وإخفاء لجانب من الحقيقة وإبراز لجانب، والله أمرنا بالعدل حتى ولو كان ذلك ضد مصالحنا الآنية وأهواءنا الشخصية. لو صدقنا مع الناس لشعر الناس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/420)
أننا نحترم عقولهم ولشعر الناس أننا نأخذ آراءهم بعين الاعتبار لأنه يوجد الكثير من الناس من آتاه الله الحكمة والبصيرة والقدرة على التمحيص دون ان يدرس البرمجة ومن ثم يستطيع أن يستبين كثيرا من مبالغات مدربي البرمجة ويغض الطرف عنهم وهو يضحك عليهم. إنني أقول هذا الكلام عن تجربة حقيقية عشتها مع البرمجة ومع الناس.
عودا على بدء، نسأل السؤال:"هل يحتاج الناس عامة والمسلمون خاصة البرمجة اللغوية العصبية؟ "
? الجواب الأول: هم في حاجة إليها بقدر حاجتهم إليها.
? الجواب الثاني: الناس لا يحتاجون إليها بقدر عدم حاجتهم إليها.
? الجواب الثالث: الناس لا "يحتاجونها" وإنما "يستفيدون منها".
تفصيل الجواب الأول: الجواب الأول يبين خطر قولنا أن الناس محتاجون إلى البرمجة. والكلمات التي تحتها خط توضح ما أقصده إذ يجب بيان: "من هؤلاء الناس؟ " و "وما مدى هذه الحاجة؟ " و"وما طبيعة هذه الحاجة؟ ". ولذلك فالعبارة الإطلاقية الأولى صحيح أنها جذابة وقوية ولكن هل هي صادقة وعادلة ومنصفة وقابلة للتعميم ( generalization)؟
تفصيل الجواب الثاني: قد يقول قائل أن الجواب الثاني صياغة مختلفة لنفس معنى الجواب الأول. ولكن هذا لا يصح لأن هذا لا يلزم وذلك أن العبارة الأولى تنطبق على الفئة من الناس التي تريد الإقبال على تعلم البرمجة ابتداء والعبارة الثانية تنطبق على الفئة من الناس التي لا تريد أن تتعلم البرمجة ابتداء. ولذلك فالعبارة الثانية تبين لنا معشر القراء كيف أنه لا يبنغي افتراض عدم حاجة الناس إليها هكذا مطلقا وأما العبارة الأولى فتبين لنا كيف أنه لا ينبغي افتراض حاجة الناس إليها مطلقاً. وهكذا نعدل وننصف ونؤتي كل ذي حق حقه، بل إننا ننصف البرمجة نفسها لأنها (أي البرمجة) تدرب الناس على اجتناب الإطلاقات والتعميمات.
تفصيل الجواب الثالث: إننا عندما نقول الناس محتاجون فإننا نستورد جميع الدلالات الظاهرة ( denotations) والمؤولة ( connotations) لقولنا: "محتاجون". وبتكرار هذه الكلمة من قبل بعض مدربي البرمجة يتكرس في أذهان البسطاء من الناس تنوعاً كبيرا من جميع أو بعض الاحتمالات المفترضة لهذه الكلمة. والحقيقة أننا لا نحب للناس إلا ما نحب لأنفسنا ولذلك ينبغي أن نحذر من أن نساهم (كمتخصصين في البرمجة) في انجراف بسطاء المسلمين بلا تعقل وظبط وراء العبارة أعلاه وهي مسؤوليتنا بالدرجة الأولى كمتخصصين في البرمجة اللغوية العصبية وهذا مما تقتضيه الأمانة في التعامل مع مشاعر الناس وعواطفهم وقيمهم ومعتقداتهم. فالناس ليسوا بالضرورة "محتاجون" وإنما "مستفيدون" أكثر مما هم محتاجون لهذا العلم ولهذا عندما نقرر ككمارسين أو مدربين مساعدة فلان من الناس بواسطة البرمجة فإنه نسميه "مستفيد" ونسمي العملية التي نساعد بها الشخص "مساندة" ولا نسميه "مريض" أو "معلول" ولانسمي عملية المساندة "علاج" أو "دواء" أو غيرها من التسميات التي توحي بحاجة الناس الماسة لهذا العلم ولو كان الناس "المستفيدون" من هذا العلم "مرضى" لكانت البرمجة اللغوية العصبية داخلة في دائرة "الضروريات" وفي أقل الأحوال دائرة "الحاجيات" على حسب تصنيف علم الأصول في الشريعة فيما يتعلق بدرجات ومراتب المصالح، مع أن هناك احوال كثيرة لاتتعدى فيها البرمجة كونها منطلقة من دائرة "التحسينيات" فحسب وهذا يختلف باختلاف حاجة الناس للبرمجة فبعضهم لا تضيف له البرمجة شيئا والبعض الآخر "يستفيد" منها كثيراً وهكذا ولذلك من أفضل التعاريف التي اقترحها شخصيا للبرمجة هي:
"علم أو فن (أو شيء!!) يبعث في الناس المستفيدين أشياء (طاقات، مهارات، قيم، معتقدات ... الخ) كان من المفترض أن تكون فيهم ولديهم من دون أن يدرسوا البرمجة ولكن البرمجة جاءت لتساعد على بعثها وشحذها او تعزيزها فيمن يملكونها او يملكون بعضها من قبل"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/421)
هذا التعريف ينفي انتفاء استفادة الناس من البرمجة وفي ذات الوقت يعترف بقدرة الإنسان على بلوغ هدفه القيمي والأخلاقي في الحياة بنجاح من دون أن يلجأ إلى البرمجة. ولذلك كانت البرمجة، وخاصة النمذجة فيها، اصلها مستنبطة من معايرة سلوك المتفوقين والناجحين في بعض جوانب حياتهم كفرجينيا ساتير وميلتون وغيرهم ولم تأت البرمجة بشيء غير ما ينبغي ويفترض أن يكون في طبيعة النفس البشرية من وسائل محققة لتفوق معين لا التفوق المطلق. ولذلك فالذي عرف نفسه ورغباته وحققها من دون دراسة البرمجة أكمل وأفضل من ناحية السبق والتقدم والرتبة (لا من حيث الأصل) ممن لم يعرف نفسه وأهدافه وقيمه إلا بعد دراسة البرمجة. ولذلك تجد من الناس من لم تضف له البرمجة شيئا في حياته لأنه بفضل من الله قد عرف نفسه وقدراته واهدافه من قبل وتجد من الناس من يتفاجأ بفائدة البرمجة لأنها ساعدته على "اكتشاف نفسه" و "معرفة قدراته" التي لم يكن يدري عنها قبل ذلك فيظن هذا الأخير أن الناس كلهم مثله من حيث الاحتياج لها فيهرع إلى كل الناس يبشرهم بالفائدة المدهشة للعلم الجديد. ومن هنا يتبين لنا نسبية فائدة هذا العلم (إن شئتم أن نسميه علماً أو فناً أو غيره) للناس الذين يباشرونه. كما أن الناس يتفاوتون من حيث استفادتها من هذا العلم فيكون من يستفيد منه استفادة بالغة ممن يروج للبرمجة ضمن دائرة الضروريات ومن استفاد منه استفادة متوسطة يروج له ضمن دائرة الحاجيات ومن استفاد منه استفادة ترفية سطحية أو قل استفادة قليلة يروج له ضمن دائرة التحسينيات وعليه فأنصح إخواني من بعض مدربي البرمجة ألا يروجوا للبرمجة وكأنها لا تنتمي إلا لدائرة الضروريات أو الحاجيات كما أنصح، بالمقابل، بعض إخواني ممن لم يقف على حقيقتها ألا يحصروا البرمجة ضمن دائرة التحسينيات فحسب هكذا على الإطلاق لأن كل بحسبه ولكل مقام مقال.
تنبيه: ولكن تبقى مسألة جوهرية هنا وهي ضرورة التنبه إلى أن البرمجة وإن كانت تتعامل مع القيم والمعتقدات الإنسانية فإن هذا التعامل لا يعني اعتباطاً أن البرمجة تدعو إلى فكر معين أو توجه المستفيد إلى قيم أو معتقدات معينة (كالحداثة، والوجودية، والنسبية وإن كانت النسبية موجودة في بعض فرضياتها وخاصة فرضية "الخارطة ليست هي الحقيقة" مثلاً) وإنما تبين (أي البرمجة) وتشرح للمستفيد عمليا ونظريا كيف أن تغير القيم والمعتقدات له أعظم التأثير على سلوك النفس البشرية وهي تشرح ذلك على نحو ممنهج في معايير مفهومة يستفيد منها الشخص العادي "لمساعدته" على تغيير معتقداته وقيمه السلبية عن نفسه أولاً والعالم من حوله ثانياً، وهي في نظري من محاسن البرمجة مادام أنها على تلك الحال .. أي لا تدعو لقيم أو معتقدات معينة.
ولكن المسألة الخلافية المتبقية هي استقلال البرمجة عن توضيح معيارالخطأ والصواب والحق والباطل والشر وخير، والبعض يعتبرهذه مزية لها من باب قولنا بالعامية:"كثر الله خيرها إنها كذا .. لا تدعو إلى فكر أو اعتقاد .. أقل شي أحسن من بعض التيارات الوافدة". والبعض يعتبرها إشكالية لأنها لا تدعنا على البيضاء ليلها كنهارها، لأنها لا تهتم بطبيعة الفرقان الفاصل بين الشر والخير وما هو نافع وما هو ضار، لأنها تقول ما هو صواب عندك ولو اعتقدت أنه أصاب كبد الحقيقة قد يكون عندي هو من أعظم الخطأ والشطط ... مجانباً للحقيقة مجانبة تامة، ولذلك تكثر في مناقشات بعض المتخرجين من مدرسة البرمجة لخصومهم عبارات مثل:"لا يلزمني أن اوفقك لأن هذا فقط مجرد ما تراه أنت .. وما تظنه أنت ... إنما هي خارطتك الذهنية عن هذا الموضوع".
وهذا في رأيي يعبر عن حالة الكبت التي كان يعاني منها بعض الناس قبل قدوم البرمجة فلما جاءت البرمجة بهذا الأسلوب الزئبقي لتفادي قبول آراء الطرف الآخر وجد بعض دارسيها متنفسا مريحا و "مسرح عمليات" فسيح يردون به كل الآراء التي لا تروق لهم ويصادرون بها كل الأفكار اللتي لا تتماشى مع "خارطتهم الذهنية!! ". ولكنها والحق يقال فرضية جميلة متى ما فهمت فهماً صحيحا وطبقت وبحكمة لأنها "تساعد" على فتح آفاق التفكير وزيادة درجة التسامح وكسر خوذة العبودية لآراء المخلوقين مادامت هذه الآراء غير مستندة إلى أصول الدين ومسائله المعلومة منه بالضرورة كتابا وسنة ... أي أننا نستطيع أن نعتبرها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/422)
إعادة صياغة لقول مالك رحمه الله:"كل يؤخذ من قوله ويرد إلا هذا" يقصد به الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكن، كما ذكرت لكم، المشكلة تكمن في استعمال هذه الفرضية بإفراطٍ فج وغلوٍ قبيح يتمرد به الشخص على إخوانه من حوله حتى يقطع أواصر "الألفة" بينه وبين الآخرين وهو أمر لا تحبذه البرمجة نفسها إذا أن من أهم مبادئها السعي لتحقيق "الألفة" مع الآخرين.
ومن هذا المنطلق يتبين لنا أن السؤال:"هل الناس عامة والمسلمون خاصة محتاجون لتعلم البرمجة؟ " سؤال غير منطقي من أصله وذلك من حيث مفردات هذا السؤال كقولنا:"محتاجون" ومن حيث الافتراض بأنه لا يوجد إلا جواب واحد وهذا خطأ لأن السؤال وكذلك الجواب عليه فيه تفصيل كما أوضحت أعلاه.
هذه مسالة. أما المسألة الثانية فإن لها تعلق بالسؤال الذي افتتحت به مقالي وهو:" البرمجة اللغوية العصبية: منهج حياة أم علم كسائر العلوم؟ "
وكما ذكرت في المقدمة: إن قلت: "البرمجة اللغوية العصبية منهج حياة" فهذا صحيح من وجه وغير صحيح من وجه آخر. وإن قلت:"لا، كلا ... إن البرمجة ما هي إلا علم كسائر العلوم لكان ذلك صحيح من وجه وغير صحيح من وجه آخر". ولكن المعضلة الحقيقية هي في إقتضاء لوازم النفي في كل من العبارتين لإيجاب العبارة الأخرى أو العكس: اقتضاء إيجاب أحدهما لنفي العبارة الأخرى. كيف يكون ذلك؟
وكان االجواب الذي طرحته: أني إن قلت إن البرمجة ليست منهج حياة فهي مجرد علم كسائر العلوم وإن قلت منهج حياة فهي ليست فقط علم كسائر العلوم وإن قلت إن البرمجة ليست منهج حياة ولا علم كسائر العلوم فما قيمتها؟ وإن قلت أنها علم كسائر العلوم ومنهج حياة فهذه إشكالية أعظم لنا كمسلمين. وسواء كانت العلاقة بين الإثنين علاقة جزء من كل ( hyponymy) أو سبب ونتيجة ( cause-effect) أو وسيلة وغاية ( mean and purpose) فإن العلاقة العكسية لا زالت موجودة ولا يصح هنا ان نقول بانفصال العلاقة بين منهج الحياة كمستوى منطقي علوي والوسائل المؤدية والمغذية لهذا المنهج (ومنها العلم) كمستوى منطقى أدنى من السابق والمتخصصون في البرمجة يفهمون ما أقصده بمصطلح (المستويات المنطقية) ولا يمنع ان يوجد من غيرهم من له دراية بمعنى هذا المصطلح أيضاَ.
ولا زلت اتذكر القصة التي ذكرها لنا مدربي في دورات البرمجة (وهو من أهل الكفاءة والأمانة إن شاء الله وهومعروف بذلك ومشهورولا أزكيه على الله) والتي ذكر فيها أنه أتاه مجموعة من المتدربين الجدد وسألوه السؤال أعلاه:"هل البرمجة منهج حياة أم علم كسائر العلوم؟ " وبعد ذلك عبر لنا المدرب عن اندهاشه من هذا السؤال وأنه ما كان ينبغي أن يطرح لأن الجواب معروف حيث أن البرمجة لا يمكن ان تكون منهج حياة (وهو يتحدث بذلك باعتبار أنه مسلم يعبد الله). أما أنا فإني أفرق بين القول النظري بأن البرمجة لا يمكن ان تكون منهج حياة وقول ان البرمجة يمكن أن تصبح من حيث الواقع عند بعض الناس منهج حياة بالفعل. ولذلك فإني لا اندهش من تجرؤ السائلين بطرحهم هذا السؤال وسوف أبين لكم ذلك وكيف انهم لا يلامون على خوفهم واسترابتهم من البرمجة إلى هذا الحد.
إن الإشكالية التي قلما يتنبه لها بعض من مدربي البرمجة هي أن البرمجة يمكن ان تصبح عند بعض المستفيدين منهج حياة فيستبدل الذي هو أدنى (البرمجة) بالذي هو خير (الوسائل الشرعية) فتحل البرمجة محل الديانة من حيث لا يشعر المتدرب او المستفيد وغيرهم. والسبب في ذلك حقيقة خفية قد لا يسهل إدراكها من قبل بعض الناس وساهم في تعتيمها وإخفاؤها بعض مدربي البرمجة سامحهم الله في سياق دفاعهم المتحمس عن البرمجة وهي أن البرمجة اللغوية العصبية تتعاطى وتعالج وتباشر نفس المستوى المنطقي في النفس البشرية الذي تعالجه وتتعاطاه وتباشره الشريعة الإسلامية (المتخصصون في البرمجة يدركون معنى المستويات المنطقية) فالبرمجة تتعامل مع قضايا القيم والمعتقدات والسلوك، مع المفاهيم العميقة والتصور للحياة و طبيعة النفس الإنسانية وهي نفس القضايا التي تتعامل معها الشريعة الإسلامية وتخاطبها وتعالجها. لهذا السبب شكك كثيرون في البرمجة وارتابوا منها وأعتقد أن لديهم كامل العذر في ذلك واعتب كثيراً على بعض مدربي البرمجة الذين يقللون من شأن ردود الأفعال هذه ويشخصون المشكلة بأنها ناتجة عن الخوف من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/423)
التغيير ورهبة مواجهة الجديد إلى غير ذلك من العبارات المسكنة. ولكن هذا تصرف أقرب ما يكون من دس النعامة رأسها في الرمل دون النظر في المشكلة وتحليليها كما يبنغي. الآن لدينا إنسان يتعامل مع قيمه ومعتقداته وسلوكه مفهومان مختلفان: البرمجة والشريعة، ومختلفان لأننا جميعا نتفق أنه لا يمكن أن تكون البرمجة كالشريعة في تعاملها مع نفس المستوى المنطقي للقيم والمعتقدات وإلا وقعنا في إشكال آخر. ولذلك يهرع بعض مدربي البرمجة إلى ضرب الأمثال والقياسات التي لا تصح لكي يحلوا هذه المعضلة فيقول أحدهم:" إن البرمجة ما هي إلا علم كسائر العلوم المفيدة التي وفدت علينا من الغرب: كالفيزياء والكيمياء والهندسة أخذناها من الغرب لنستفيد منها فلماذا ترفض يا هذا البرمجة وتقبل سائر العلوم مع انها من معين واحد؟ "
الجواب: لا شك أنها من معين واحد وأن لكل منها فائدته ولكن المسألة التي يغفل عنها كثيرون هي ان الفيزياء والكيمياء والهندسة وما شابهها لا تتعامل مع مستوى القيم والمعتقدات والسلوك وإنما تتعامل مع العلم المادي المستقل عن النفس البشرية بل حتى الطب البشري نفسه على قربه من النفس فإنه لا يتعامل مع معتقدات النفس وقيمها وسلوكها وإنما يتعامل مع الأعضاء والعمليات الجراحية والأدوية الحسية المادية والتي هي مباحة بنصوص الشرع أم البرمجة فإنها تتعامل مع القيم الباطنية والمعتقدات التي تتحكم في سلوك النفس البشرية إذاً هي تتعامل مع ذلك المستوى المنطقى العلوي الذي تباشره الشريعة متمثلة في القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ولكن بعض مدربي البرمجة يرد على هذا الإشكال فيقول:"صحيح أن كلاهما يتعاملان مع مستوى القيم والمعتقدات والسلوك ولكن البرمجة ما هي إلا وسيلة أو سبب من الأسباب لا غاية من الغايات وبما أنها كذلك فقد أمرتنا الشريعة بالأخذ بالأسباب كما يأخذ المريض الدواء ليشفى وهكذا؟ " ولكن هنا إشكال آخر وهوتشبيه البرمجة بالأسباب الحسية كالدواء والحركة والأخذ والعطاء وغير ذلك وهذا مستوى منطقي مختلف لأن البرمجة كما ذكرت لكم تباشر قيم المرء ومعتقداته وتصوراته المجردة عن الحياة ليقوم نتيجة ذلك ببلورتها على نحو حسي سلوكي. ولذلك فإن أخذ الدواء الحسي (البنادول مثلاً) لا يمكن أن يتقبله الشخص إذا كان عنده "اعتقاد" سلبي عن هذا الدواء فالبرمجة تتعامل مع هذا الإعتقاد السلبي لتزيله لكي يأخذ الإنسان بدوره هذا العلاج، أرأيتم الفرق واختلاف المستويات؟ وقس على ذلك أموراً كثيرة في الحياة. فالخوف كل الخوف والمحذور كل المحذورأن تصبح البرمجة بتقنياتها ومفاهيمها توجهاً مسيطراً على حياة الفرد المسلم فيقل الإيمان والعمل بقوله تعالى:"هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين" وإذا حصل ذلك وكل الله الإنسان إلى نفسه. واعظم خطرا من ذلك أن يتعاطى الإنسان البرمجة ثم يجعلها البوصلة التي تسيره في الحياة وأخطر منه أيضا أن يغتر الإنسان بنفسه ويظن أن لا ملجأ ولا منجا من البرمجة إلا إليها، قال تعالى:"إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى" ولذلك فشعور الإستغناء عن تسديد الله وهدايته وتوفيقه وعدم التوكل عليه والإعتراف بالضعف قد يكون استدراجا للعبد من حيث لا يعلم.
والمقصود هنا أيها الأفاضل ليس إلغاء البرمجة من قاموس الوجود أو حتى الدعوة إلى حظرها مخالفا بذلك القاعدة التي وضعتها في أول المقال بشأن العلوم الدنيوية ولكن المقصود تعاطيها بحكمة وتمحيص ولو سأل المرء ربه خيرها وتعوذ من شرها و سأله أن يجعلها معينة له على فعل الخير واجتناب الشر لكان حسناً. أعطيكم مثالاً يبين تعامل كل من البرمجة والشريعة مع نفس المستوى المنطقي للنفس وهو حالة الحسد التي تعتري الإنسان. هناك وسيلة برمجية مثل مساعدة الشخص على الإنفصال عن الذات ومعالجة المعتقدات السلبية ولكن الشريعة أيضاً وضعت دعاء الله تعالى وسؤال العافية وقول:"ما شاء الله لا قوة إلا بالله". فالمحذور مثلا أن يصبح ديدن الإنسان بعد تعلم البرمجة اللجوء المستمر إلى "نفسه" لتحقيق الإنفصال إلى موقع المراقب ومحاسبة النفس وتقويمها ذاتياً والإهمال التدريجي في التعبد لله بانتهاج النهج الشرعي وذلك أن النهج الشرعي ليس وسيلة أو سبب مجرد وعادي كوسيلة البرمجة وإنما هو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/424)
تشريع نتعبد الله به ونتقرب به إلى الله أما تقنية مواقع الإدراك (أو المساندة على خط الزمن) فإنما هي وسيلة عادية قد تتحول إلى طاعة إذا نوى بها الإنسان تحقيق مرضاة الله. وقس على ذلك مسائل مماثلة (وليس مشابهة!).
ومن هنا يتبين كيف أن البرمجة يمكن أن تصبح منهج حياة موازي للشريعة الإسلامية وهو احتمال لا يبنغي أبداُ اهماله أو التغاضي عنه.
ما هو الحل إذاً؟
والجواب: يمكن الجمع بين الإثنين وذلك بإدراج البرمجة في مستوى منطقي دون المستوى المنطقي الذي تحتله الشريعة فتكون الشريعة مسيطرة في هذه الحالة على البرمجة التي هي في مستوى منطقي دون الشريعة وبذلك تحتل الشريعة أعلى مستوى منطقي يتحكم في طبيعة النفس البشرية ومكوناتها بما فيها البرمجة. ومن ثم تكون البرمجة بتقنياهتا المباحة خادمة مذللة للدين عاملة تحت سلطانه لا نداَ ونظيراَ للدين تتنافس معه ولا سلطاناً مسيطراً عليه فتستعمل الدين تارة وتنحيه وتبعده تارة أخرى.
وبناء عليه أجيب على التساؤل الأصلي الذي هو عنوان هذا المقال:" البرمجة اللغوية العصبية: منهج حياة أم علم كسائر العلوم؟
والجواب: البرمجة منهج حياة باعتبار مباشرتها لقيم ومعتقدات الإنسان وباعتبار انفصالها عن الشريعة وعملها باستقلال موازي أو معتلٍ للشريعة ولكنها علم كسائر العلوم باعتبار الوسائل والتقنيات والأدوات التي تسخرها وتذللها في سبيل التعامل مع هذه المعتقدات والقيم. ولكن بما أننا قد وضعنا البرمجة في مكانها المناسب بحيث لا توازي الشريعة ولا تعلو عليها وإنما تحتل (أي البرمجة) المستوى المنطقى الذي تسيطر وتشرف عليه الشريعة، أقول بما أننا صنعنا ذلك فإن البرمجة تصبح بأجمعها حينئذ مجرد وسيلة من الوسائل التي تخدم منهج الحياة الكامل الذي هو الشريعة الكاملة فلا تتقدم (أي البرمجة) حينئذ بين يدي الدين ولا تفرض نفسها عليه.
ـ[الاحسائي]ــــــــ[23 - 07 - 07, 11:58 م]ـ
ألا نفرق -بارك الله فيكم- في الحكم بين الملقي أو المتلقي لهذا العلم إذا كان طالب علم شرعي أو لا؟؟
ـ[طالبة علم الشريعة]ــــــــ[01 - 10 - 07, 08:44 ص]ـ
انصح الأخت بقراءة كتاب البرمجة اللغوية العصبية للشيخ الزهراني
كذلك كتاب الوثنية في ثوبها الجديد للدكتورة نجاح الظهار
كذلك كتاب فلسفة الماكروبيوتك للدكتورة نجاح
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 02:47 ص]ـ
هذه ثلاثة ابحاث
http://www.alfowz.com/index.php?opti...d=21&Itemid=30
وهذا بحث آخر
خمسون سؤالاً
عن البرمجة اللغوية العصبية
د. أحمد الزهراني
http://up1.m5zn.com/d7e4d90994.doc.htm(42/425)
طلب مساعدتي في الوصول لإيجاد تقرير في صفات الأنبياء الجائزة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[13 - 07 - 07, 12:07 م]ـ
الرجاء من الإخوة في منتدى العقيدة مساعدتي في الوصول لإيجاد تقرير في صفات الأنبياء الجائزة وبارك الله فيكم
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 12:10 م]ـ
الرجاء من الإخوة في منتدى العقيدة مساعدتي في الوصول لإيجاد تقرير في صفات الأنبياء الجائزة وبارك الله فيكم
ماذا تعني صفات الأنبياء الجائزة؟
ـ[توبة]ــــــــ[13 - 07 - 07, 12:35 م]ـ
بارك الله فيكم،قد تبادر إلى ذهني هذا السؤال، ووجدت هذا التعريف:
- ماهي صفات الرسل والأنبياء الجائزة والواجبة والمستحيلة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فصفات الرسل والأنبياء الواجبة في حقهم هي: الصدق، والأمانة، والفطانة. والتبليغ في حق الرسل خاصة، على مذهب الجمهور بأن الأنبياء غير مأمورين بالتبليغ. والصفات المستحيلة في حقهم أضداد الواجبة وهي: الكذب، والخيانة، والبلادة، والكتمان. والصفات الجائزة في حقهم هي كل صفة يمكن اتصافهم بها باعتبارهم بشرًا يفعلون ما يفعل سائر البشر كالنكاح، ويصيبهم ما يصيب البشر من الأعراض كالأمراض المعتادة، وقيل غير المنفرة، هذا التقسيم ذكره بعض علماء العقائد، وهو تقسيم صحيح لا يعارض دليلاً نقليًّا ولا عقليًّا. والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=35386&Option=FatwaId
ويظهر من خلال هذه الإجابة أن الأمر فيه سعة، حبذا لو أفدتنا أكثر أخي الكريم عن المقصود من الصفات الجائزة في حق الأنبياء، مشكورا.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[16 - 07 - 07, 01:26 م]ـ
الرجاء من الإخوة في منتدى العقيدة مساعدتي في الوصول لإيجاد تقرير في صفات الأنبياء الجائزة وبارك الله فيكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ....
أما إذا كنت تقصد تقرير مكتوب في هذا الأمر ,
عفواً .. فلا أعرف ,, ولكن ....
من الممكن تتصل بإدارة المنتدى. هذا ....
وإن كنت تريد المساعدة في الوصول إلى صفات الأنبياء الجائزة , فإليك بعضها - على قدر استطاعتي - من القرآن والسنة:
1 - قول الله تعالى {ولقد أرسلنا رُسُلاً مِن قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذريةً} [الرعد:38].
2 - وقوله {وما أرسلنا مِن قبلك إلا رجالا نوحي إليهم مِن أهل القُرى} [يوسف:109].
3 - عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: ((ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم)) ,فقال أصحابه:وأنت يا رسول الله؟ فقال: ((نعم, كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة)) رواه البخاري
ولعل يكون بعد ذلك باقية. والله المستعان وهو حسبي ونعم الوكيل(42/426)
الفاظ دخيلة
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[13 - 07 - 07, 03:09 م]ـ
مصطلحات يهودية نرددها، يجب استبدالها بكلمات اسلامية
فهاكم بعضها:
خطأ أن نقول الدول العربية
والصحيح أن نقول الدول الإسلامية
خطأ أن نقول: الشرق الأوسط
والصحيح أن نقول: المشرق الإسلامي
خطأ أن نقول: دولة إسرائيل
والصحيح أن نقول: بنو اسراءيل أوالكيان اليهودي
خطأ أن نقول: التطبيع
والصحيح أن نقول: الاستسلام
خطأ أن نقول: المطالب الفلسطينية
والصحيح أن نقول: الحقوق الفلسطينية
خطأ أن نقول: عرب إسرائيل
والصحيح أن نقول: فلسطينيو الـ48
خطأ أن نقول: أرض الميعاد
والصحيح أن نقول: أرض فلسطين
خطأ أن نقول: حائط المبكى
والصحيح أن نقول: حائط البراق
خطأ أن نقول النزاع العربي الاسراءيلي
والصحيح أن نقول حرب المسلمين اليهود لاننا معهم في حرب حتى يخرجو من ارضنا.
خطأ أن نقول: يهودا والسامرة والجليل
والصحيح أن نقول: فلسطين المحتلة
خطأ أن نقول: المهاجرون اليهود
والصحيح أن نقول: المحتلون اليهود
خطأ أن نقول: الإسرائيليون
والصحيح أن نقول: اليهود أو بنو اسراءيل
خطأ أن نقول: الإرهاب والعنف الفلسطيني
والصحيح أن نقول: الجهاد ومقاومة الاحتلال
خطأ أن نقول: المعتقل الفلسطيني
والصحيح أن نقول: الأسير الفلسطيني
خطأ أن نقول: الأرض مقابل السلام
والصحيح أن نقول: الاستسلام مقابل السلام
خطأ أن نقول: العمليات الانتحارية
والصحيح أن نقول: العمليات الجهادية
خطأ أن نقول: جيش الدفاع الإسرائيلي
والصحيح أن نقول: قوات الاحتلال اليهودي
خطأ أن نقول: المستوطنون اليهود
والصحيح أن نقول: المغتصبون اليهود
خطأ أن نقول: المستوطنات الإسرائيلية
والصحيح أن نقول: المحتلات اليهودية
خطأ أن نقول: جبل الهيكل
والصحيح أن نقول: جبل بيت المقدس
خطأ أن نقول: هيكل سليمان
والصحيح أن نقول: المسجد الأقصى
خطأ أن نقول: مدينة داود
والصحيح أن نقول: القدس الشريف
خطأ أن نقول: إسطبلات سليمان
والصحيح أن نقول: المصلى المروان
خطأ أن نقول: قُدس الأقداس
والصحيح أن نقول: صخرة بيت المقدس
خطأ أن نقول: الحوض المقدس
والصحيح أن نقول: البلدة القديمة
خطأ أن نقول: القدس الشرقية أوالغربية
والصحيح أن نقول: القدس المحتلة
خطأ أن نقول: حارة اليهود
والصحيح أن نقول: حارة المغاربة وحارة الشرف
خطأ أن نقول: المحرقة الكبرى " الهولوكست "
والصحيح أن نقول: أسطورة المحرقة النازية
خطأ أن نقول: الكنيست الإسرائيلي
والصحيح أن نقول: المجلس النيابي للكيان اليهود
خطأ أن نقول: حرب الأيام الستة
والصحيح أن نقول: حرب عام 1967م
خطأ أن نقول: نجمة داود
والصحيح أن نقول: النجمة السداسية
ـ[أبو صفوان العوفي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 05:59 م]ـ
- خطأ أن نقول: دولة إسرائيل
والصحيح أن نقول: العدو الصهيوني
- خطأ أن نقول: الأفغان العرب
والصحيح أن نقول: المجاهدون العرب في أفغانستان
- خطأ أن نقول: الشرعية الدولية
والصحيح أن نقول: القوانين الوضعية
- خطأ أن نقول: الهيئات الإغاثية الغربية
والصحيح أن نقول: المنظمات التنصيرية
- خطأ أن نقول: التحالف الدولي ضد الإرهاب
والصحيح أن نقول: التخالف الكافر ضد الإسلام
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[14 - 07 - 07, 12:20 ص]ـ
سماهم الله اليهود وبني اسراءيل اما الصهاينة فهومستحدث(42/427)
ليس القرآن مادة!
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 07:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ عبد الكريم الحميد في رده على الشعراوي:
قال - أي الشعراوي - في صفحة 54 عن القرآن: مادته ليست من جنس أعلى من مادة البشر.
الجواب: القرآن كلام الله ولا يجوز أن يطلق عليه اسم المادة لأن المادة تطلق على الأشياء المخلوقة , وأهل هذا الوقت يستعملون هذه اللفظة في ذكرهم للقرآن , يقولون: المادة قرآن , وهو خطأ فاحش.
المرجع: إقامة الحجة والبرهان على من زعن أن الله في كل مكان - رد على محمد متولي الشعراوي.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[15 - 07 - 07, 06:21 ص]ـ
اضافات رائعة على هذا الرابط.
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4910(42/428)
تفضل العدد [3] من مجلة الصوفية ...
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 07 - 07, 06:02 ص]ـ
http://www.alsoufia.com/rtb_uploaded_images/magazine_331.gif
على هذا الرابط
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=2018&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
وتجد كذلك الأعداد القديمة
وبارك الله في الأخوة القائمين على موقع الصوفية على جهودهم الطيبة ...
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[14 - 07 - 07, 06:39 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك كل خير
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[14 - 07 - 07, 06:40 ص]ـ
لو سمحتم هل يوجد cd يفضح الصوفية المنحرفة
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[14 - 07 - 07, 06:50 ص]ـ
جزاك الله كل خير(42/429)
الإحتفال بمولد النبوي بداية من بدعية إيقاد الشموع ونهاية بعبادة أهل القبور
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 07 - 07, 06:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إيقاد الشموع، ونهاية بعبادة قبره صلى الله عليه وسلم
الحمد لله الواحد الأحد، الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد والصلاة والسلام على النبي أحمد، ثم أما بعد: لكل أمة عظماء في تاريخهم ومبدأ نشأة دولهم وحضاراتهم أو إمبراطوريتهم، ولكل أمة طريقة خاصة في تمجيد عظماءهم، وساداتهم وزعماءهم، فمنهم من يعبدهم من دون الله تعالى، ويخلص لهم في الحياة والممات، ومنهم من يشهد لهم بالتنبأ ونزول الوحي عليهم من غير سلطان من الله، ومنهم من يشهد لهم بالعصمة ومنهم من يصفهم بالإلهام والتسديد والتوفيق في كل شيء، ومنهم من ينعتهم بالنورانيين والملائكة، ومنهم من يزعم عودتهم قبل قيام الأرواح بغير نص من شريعة الله، ومنهم من يسمهم بما لا يليق بالبشر، أو مما هو من صفات الله وحده، ومنهم من يبتكر لهم خرافات بهلوانية، وينسج لهم أساطير من الخيال حتى يعظمهم في أعين العامة وأهل الجهل، فيجعلهم بذلك يخلدون في ذاكرة الأجيال، ومنهم من يحدث لهم كرامات ومعجزات تشبه معجزات الأنبياء، وفي الحقيقة هي خزعبلات تدليس أهل الدجل وشطحات من تلبيس أهل البهتان والكذب والإفتراء، ومنهم من يخدم قبورهم من بعدهم حتى يكون لهم مخلصا، فيعكف عليها ويبني عليها المباني، ويشيدها بالعمران والزخرفة والتحف، حتى تبدو في ذهن الغفل من الناس أنها خارجة عن العادة، وتحدث للمرء الخوارق من الأحوال التي لا يستطيعها أحد من البشر، وغير ذلك من العادات الفاسدة الكفرية، والبدع العوائد الشركية، والعبادات الإبليسية التي خدع بها إبليس بني آدم، ولا يزال يفعل بهم الأعاجيب من الأفاعيل المضحكة، وشرها المبكية في نفس الوقت، فبداية الشرك بالصغيرة من العقائد الكفرية الباطلة، ونهايته بالشرك الأكبر المخرج من الملة، ولقد جاء في كتب الدرر السنية في بيان حقيقة التوحيد وحد الشرك في الإسلام عند مشايخ التوحيد من أهل نجد: (ج1ص85): أن أول من أدخل الشرك في هذه الأمة هم الرافضة، الذين يدعون علياً وغيره، ويطلبون منهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، فمعلوم ما قد عمت به البلوى من حوادث الأمور، التي أعظمها الإشراك بالله، والتوجه إلى الموتى وسؤالهم النصر على الأعداء، وقضاء الحاجات، وتفريج الكربات، التي لا يقدر عليها إلا رب الأرض والسموات، وكذلك التقرب إليهم بالنذور، وذبح القربان، والاستغاثة بهم في كشف الشدائد، وجلب الفوائد، إلى غير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله، وصرف شيء من أنواع العبادة لغير الله: كصرف جميعها، لأنه سبحانه أغنى الشركاء عن الشرك، ولا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا، كما قال تعالى {فاعبد الله مخلصاً له الدين، إلا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدى من هو كاذب كفار} [الزمر:2 - 3>، فأخبر سبحانه: أنه لا يرضى من الدين إلا ما كان خالصاً لوجهه، وأخبر أن المشركين يدعون الملائكة، والأنبياء والصالحين، ليقربوهم إلى الله زلفى، ويشفعوا لهم عنده، وأخبر أنه لا يهدي من هو كاذب كفار فكذبهم في هذه الدعوى، وكفرهم، فقال {إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار} وقال تعالى: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون} [يونس:18>، فاخبر أن من جعل بينه وبين الله وسائط، يسألهم الشفاعة، فقد عبدهم، وأشرك بهم، وذلك أن الشفاعة كلها لله، كما قال تعالى {قل لله الشفاعة جميعاً} [الزمر:44>، فلا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، كما قال تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} [البقرة:255>، وقال تعالى: {يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن و رضي له قولاً} [طه:109> وهو سبحانه لا يرضى إلا التوحيد، كما قال تعالى: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} [الأنبياء:28> وقال تعالى: {قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير، ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} [سبأ:22 - 23> فالشفاعة حق ولا تطلب في دار الدنيا إلا من الله تعالى، كما قال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً} [الجن:18>، وقال {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين}، فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو سيد الشفعاء، وصاحب المقام المحمود، وآدم فمن دونه تحت لوائه، لا يشفع إلا بإذن الله، لا يشفع ابتداء، بل يأتي فيخر ساجداً فيحمده بمحامد يعلمه إياها، ثم يقال: [ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع، ثم يحد له حداً فيدخلهم الجنة >، فكيف بغيره من الأنبياء، والأولياء، " وهذا الذي ذكرناه: لا يخالف فيه أحد من علماء المسلمين، بل قد أجمع عليه السلف الصالح، من الصحابة" {انتهى}،
فبداية البدع بالإحداث في الدين بإيقاد الشموع، ونهايته بسؤال أهل القبور، وطلب قضاء الحوائج منهم، وتفريج الكربات، والمعصوم من عصمه الله تعالى من الكفر والشرك الحلول والإتحاد والله المستعان.
http://merath.30mb.com/play.php?catsmktba=4&&id=43&&cat=33(42/430)
ما حكم الصلاة في مسجد قربه قبر
ـ[محمد اقصبي]ــــــــ[14 - 07 - 07, 12:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الحمد للّه نستعينه ونستغفره، ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا، من يهده اللّه فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديَ له وأشهد أن لا إله إلاَّ اللّه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع اللّه ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإِنه لا يضر إلا نفسه، ولا يضر اللّه شيئاً".
اما بعد
في بلدتنا مسجد هو الجامع لا تقام الجمعة الا فيه، ومؤخرا لما مات امامه دفن هذا الامام قربه وليس داخله، وهنا موضع الشبهة ان كانت.ما حكم الصلاة في هكذا مسجد؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[23 - 07 - 07, 12:24 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ومؤخرا لما مات امامه دفن هذا الامام قربه وليس داخله
سؤال 1:في أي جهةٍ يكون القبر من المسجد؟
سؤال 2:هل هناك (حاجز / فاصل) بين القبر والمسجد؟
زادك الله حرصاً , وجزاك خيراً ..
والحمد لله رب العالمين ..
ـ[محمد اقصبي]ــــــــ[23 - 07 - 07, 01:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جوابا على سؤالك الاول: يوجد في غير جهة القبلة ,المسجد بين القبر و القبلة.
اماعلى سؤالك الثاني: نعم يوجد حاجز بين القبر والمسجد.
وحديثا بني على هذا القبر, اكثر من ذلك هذا المكان زاوية للصوفية.
المرجو النصوص الشرعية جزاك الله خيرا.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[24 - 07 - 07, 01:18 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أين تُصَلِّي الجُمْعَةَ مُنذُ طَرْحَك لهذا السؤال؟
بارك الله فيك ..
ـ[محمد اقصبي]ــــــــ[25 - 07 - 07, 03:27 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
أخي الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في غالب الأحيان أصلي في البلدة التي اعمل فيها غير التي اسكن فيها.
لكن زادك الله علما سؤالي ليس طلب فتوى توافق حالي انما استفسارا عن النصوص التي تبين حكم الصلاة في ذاك المسجد لمن لا يتيسر له ان يصلي في غيره ,لاني اختلفت في المسالة مع بعض من اعرف, فاحتج بان الفتوى (فتوى الشيخ ابن باز وهي: السؤال: هل تصح الصلاة في المساجد التي يوجد فيها قبور؟
الجواب:
المساجد التي فيها قبور لا يصلى فيها، ويجب أن تنبش القبور وينقل رفاتها إلى المقابر العامة ويجعل رفات كل قبر في حفرة خاصة كسائر القبور، ولا يجوز أن يبقى في المساجد قبور، لا قبر ولي ولا غيره؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى وحذر من ذلك، ولعن اليهود والنصارى على عملهم ذلك، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قالت عائشة رضي الله عنها يحذر ما صنعوا " أخرجه البخاري (1330) ومسلم (529).
وقال عليه الصلاة والسلام لما أخبرته أم سلمة وأم حبيبة بكنيسة في الحبشة فيها تصاوير فقال: " أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله " متفق على صحته (خ/ 427، م/ 528).
وقال عليه الصلاة والسلام: " ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك " خرجه مسلم في صحيحه (532) عن جندب بن عبد الله البجلي. فنهى عليه الصلاة والسلام عن اتخاذ القبور مساجد ولعن من فعل ذلك، وأخبر: أنهم شرار الخلق، فالواجب الحذر من ذلك.
ومعلوم أن كل من صلى عند قبر فقد اتخذه مسجدا، ومن بنى عليه مسجدا فقد اتخذه مسجدا، فالواجب أن تبعد القبور عن المساجد، وألا يجعل فيها قبور؛ امتثالا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وحذرا من اللعنة التي صدرت من ربنا عز وجل لمن بنى المساجد على القبور؛ لأنه إذا صلى في مسجد فيه قبور قد يزين له الشيطان دعوة الميت، أو الاستغاثة به، أو الصلاة له، أو السجود له، فيقع الشرك الأكبر، ولأن هذا من عمل اليهود والنصارى، فوجب أن نخالفهم، وأن نبتعد عن طريقهم، وعن عملهم السيئ. لكن لو كانت القبور هي القديمة ثم بني عليها المسجد، فالواجب هدمه وإزالته؛ لأنه هو المحدث، كما نص على ذلك أهل العلم؛ حسما لأسباب الشرك وسدا لذرائعه. والله ولي التوفيق.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله (10/ 246)
فاحتج علي بان موضوع الفتوى هو المسجد الذي بداخله قبر وليس ان كان القبر بالقرب منه بينهما حاجز. وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[28 - 07 - 07, 12:40 ص]ـ
أنا أحمد الله على أن القبر ليس أمام المسجد, وذلك لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال ((لا تجلسوا إلى القبور , ولا تُصلُّوا إليها)). رواه مسلم. عن أبي مرثد الغنوي1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ولذلك سألتكسؤال 1:في أي جهةٍ يكون القبر من المسجد؟
وكذلك أحمد الله على أن القبر بينه وبين المسجد حاجز.
فهذا يجعل القبر قي مكان لوحده , ليس له دخل بالمسجد, ولهذا سألتك سؤال 2:هل هناك (حاجز / فاصل) بين القبر والمسجد؟
ولله الحمد والمنة.
وأرى أُخيَّ .. أن صاحبَك قد أصاب. والعلم عند الله.
والذي يظهر بعد ما قلتَه أنَّ الصلاة فيه جائزة. والله أعلم.
وهو حسبي ونِعمَ الوكيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/431)
ـ[محمد اقصبي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 03:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[29 - 07 - 07, 09:11 ص]ـ
وجزاك ... أُخَيَّ.
وزادك علماً ..... وحرصاً(42/432)
ضوابط للمشاركة في قسم العقيدة
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[14 - 07 - 07, 09:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض الضوابط التي يرجى التنبه لها قبل الكتابة في هذا القسم:
1 - لابد أن تكون المواضيع و الردود موافقة للكتاب والسنة الصحيحة وعقيدة السلف الصالح.
2 - عدم الكتابة فيما يتعلق بالمسائل المتعلقة بالتكفير والإرجاء والعذر بالجهل والنوازل الكبرى، والاكتفاء بكلام العلماء الكبار في هذه المسائل.
3 - من كان عنده نقاش حول بعض المسائل المخالفة للعقيدة السلفية فلا يسمح له بطرحها في هذا القسم، نسأل الله التوفيق للجميع.
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[16 - 07 - 07, 08:06 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
جزاكم الله خيرا" على التنبيه .. وحقيقة" تخصيص قسم للمناظرات أمر رائع أسأل الله أن يتمه على خير. وأن يبارك في أهل الملتقى والقائمين عليه .. امين أمين
اخوكم ابو عبدالرحمن الفلازوني
ـ[الشويلعي]ــــــــ[26 - 07 - 07, 03:27 م]ـ
السلام عليكم
وجزاكم الله خير الجزاء
على هذا الموقع المفيد
نفع الله به وبكم
وجعله في موازين حسنات القائمين عليه
اللهم آمين
ـ[الموسى]ــــــــ[21 - 08 - 07, 03:48 م]ـ
استفتاء ..
لو أراد شخص ان ينقل كلام المخالفين ومن ثم الرد عليهم؟ فهل يسمح له ذلك
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[04 - 09 - 07, 07:36 م]ـ
الله المستعان
ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[11 - 11 - 07, 12:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سلمان الفريجي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 01:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن متى يفتح قسم المناظرات
ـ[أبو طاهر الوراق]ــــــــ[13 - 12 - 07, 05:12 ص]ـ
نعم أحسنتم بارك الله فيكم
ونفع بكم
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[13 - 12 - 07, 11:11 ص]ـ
ليتكم تعيدوا قتح القسم الخاص بالمناظرات
يعلم الله كم كنا نستفيد
ـ[شاكر زكريا]ــــــــ[23 - 12 - 07, 01:49 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ووفقكم إلى ما فيه خيري الدنيا الآخرة
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 04:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا ووفقكم
وهذا من الاحتياط المحمود إن شاء الله.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 - 12 - 07, 05:10 م]ـ
جزاكم الله بكل خير ...
وأرى أن تنبهوا -حفظكم الله-على أمر آخر وهو: ضرورة استعمال الفصحى في الكتابة والردود ... فقد لاحظت أن بعض المتحاورين -هداهم الله-يعتمدون التعابير العامية .. فينتج عن ذلك ما يلي:
-التقليل من هيبة المنتدى ووقاره العلمي ... فالتعابير المتداولة بين العوام في الموالد لا مكان لها بين طلبة العلم في منتدى له سمعة طيبة والحمد لله مثل منتدى أهل الحديث ..
-العامية تفقد الحوار جديته وتشجع الإسفاف والتضاحك مع أن الموضوع قد يكون مسألة جنة أو نار ...
-النزول إلى العامية استبدال للذي هو أدنى بالذي هو خير ...
-المنتدى ينبغي أن تكون له وظيفة تربوية وتعليمية .. تشجع على الفصاحة والبلاغة ... وتحث الكاتب على محاولة الأفصح والأبلغ ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[01 - 01 - 08, 04:59 ص]ـ
جزاكم الله بكل خير ...
وأرى أن تنبهوا -حفظكم الله-على أمر آخر وهو: ضرورة استعمال الفصحى في الكتابة والردود ... فقد لاحظت أن بعض المتحاورين -هداهم الله-يعتمدون التعابير العامية .. فينتج عن ذلك ما يلي:
-التقليل من هيبة المنتدى ووقاره العلمي ... فالتعابير المتداولة بين العوام في الموالد لا مكان لها بين طلبة العلم في منتدى له سمعة طيبة والحمد لله مثل منتدى أهل الحديث ..
-العامية تفقد الحوار جديته وتشجع الإسفاف والتضاحك مع أن الموضوع قد يكون مسألة جنة أو نار ...
-النزول إلى العامية استبدال للذي هو أدنى بالذي هو خير ...
-المنتدى ينبغي أن تكون له وظيفة تربوية وتعليمية .. تشجع على الفصاحة والبلاغة ... وتحث الكاتب على محاولة الأفصح والأبلغ ..
الحمد لله وحده ..
أحسنت بارك الله فيك ..
كما ينبغي ويجب على الإدارة ألا يكون الإغلاق هو كلّ تصرّفها مع كل المخالفات، فبعض المشاركات وبعض المشاركين يحتاجون إلى حذف مشاركتهم على وجه الخصوص دون بقية الموضوع مع التقريع من المشرف.
ـ[محمود الأسيوطي]ــــــــ[26 - 02 - 08, 02:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
نعم فتحنت الصفحة ووجدت فيها:
نعتذر عن التوقف،،،،،،سنعود قريبا إن شاء الله.
ونتمنى ذالك بإذن الله تعالى
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
والسلام عليكم
ـ[عمر بن سعيد]ــــــــ[20 - 03 - 08, 11:36 ص]ـ
جزاكم الله خير على ضوابط الدخول في قسم العقيدة اخوكم عمر بن سعيد
ـ[السوالمي]ــــــــ[25 - 04 - 08, 06:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بارك الله فيك اخي الفاضل على هذه الضوابط المفيدة والموفقة!!!
ـ[سمير السكندرى]ــــــــ[04 - 05 - 08, 09:55 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ووفقكم إلى ما فيه خيري الدنيا الآخرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/433)
ـ[أبو أنس الحريري]ــــــــ[09 - 05 - 08, 11:08 م]ـ
أحسن الله إليكم يا أهل الحديث
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
ـ[نايف عبدالرحمن]ــــــــ[11 - 05 - 08, 12:33 ص]ـ
أخي الكريم المبارك شكرا لكم على هذه الضوابط الجيدة ولكن لوو حررتم مالمراد بمصطلح كبار العلماء هل المقصود به أحمد والشافعي ومالك واللالكائي وابن منده وابن خزيمة وغيرهم أم الكبار من المعاصرين. لأن هذا حقيقة له تأثير كبير فقد يكون اتفق رأي الكبار المتأخرين على رأي مع أن الكبار المتقدمين قد تكون المسألة عندهم محل نقاش واختلاف وأخذ ورد. فأرجو منكم تكرما توضيح هذا المصطلح.
ـ[أبو عبد الرحمن المدينى]ــــــــ[13 - 05 - 08, 01:09 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الضوابط النافعة وليت كل أخ قبل أن يكتب يتذكر قوله تعالى:
ستكتب شهادتهم ويسألون
والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله لا رب غيره ولا إله سواه هو الهادى للخيرات الموفق للطاعات
ـ[أبو عمر الفاروقي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 03:19 ص]ـ
شكر الله لكم
ـ[السيد زكي]ــــــــ[18 - 05 - 08, 09:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا علي هذا التنبيه
ـ[ابن العيد]ــــــــ[21 - 05 - 08, 11:51 م]ـ
شكرا على التنبيه
فمعنى: عقيدة أهل السنة والجماعة
خاص
ـ[ابن العيد]ــــــــ[21 - 05 - 08, 11:59 م]ـ
مغلق!!!
ـ[أبو تسنيم محمد]ــــــــ[23 - 05 - 08, 10:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[31 - 05 - 08, 12:54 م]ـ
إخواني جزاكم الله خيراً أجمعين وجعل لكم لسان صدق في الآخرين
وبالنسبة للأخ المشرف بارك الله فيك على هذا العنوان الماتع ومطلبي هو:
1 - التنبيه على الإخوة الأجلة عدم ذكر شبهة لتطرح للنقاش؛ لأن ضررها سيكون أكثر من خيرها.
2 - التنبيه على الإخوة الأجلة أن لا يذكروا أي شيخ تكلم في الأمور العقدية ولو كان مشهوراً في الوعظ فالأمور العقدية تحتاج إلى معايير لا يستطيع كل من تكلم فيها أن يتقنها.
3 - التنبيه على الإخوة الأجلة أن لا يتعجل الإخوة بعرض مسألة يظن هو (لاعتبارات: إما لكونه حديث الالتزام أو .... ) أنها مُشكل المسائل الكبار وهي من مسلمات عقيدة أهل السنة والجماعة (ويكون ذلك لعدم ذكر المسألة أمامه أو أن شيخه أو أنه ما اطلع عليها) ويذهب الإخوة في الرد والبحث (جزى الله الجميع خيراً) فتضيع أوقاتهم فيما لو كانت في غيرها لكان أوجب.
4 - التنبيه على الإخوة الأجلة أن لا يطرحوا من الأسئلة إلا التي لا يعرفونها حقاً ولا نفعل كأهل الألغاز فنجد واحداً قال شبهة وبعد مشاركات كريمة من بعض الإخوة فإذا بالأخ يأتي بأدلة ويصول ويجول هنا وهناك!!!
ما أعرف ما السبب؟!
وجزاكم الله خيراً
ـ[ابو حمزة المحلى]ــــــــ[31 - 05 - 08, 01:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ارجوا من الاخوة مساعدتى فى الحصول على اسئلة امتحانات فى كتب العقيدة واولها الاصول الثلاثة و القواعد الاربع ولمعة الاعتقاد
وشكرا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[02 - 06 - 08, 11:02 م]ـ
متى سيفتح منتدى المناظرات .. ؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 06 - 08, 03:59 م]ـ
عدم الكتابة فيما يتعلق بالمسائل المتعلقة بالتكفير والإرجاء والعذر بالجهل والنوازل الكبرى، والاكتفاء بكلام العلماء الكبار في هذه المسائل.
هذا الشرط يحتاج إلى ضبط لنعرف الممنوع من المسموح.
وفي الملتقى كتابات كثيرة مخالفة له إن كان هكذا بإطلاقه.
وما المراد بالنوازل الكبرى؟
والاكتفاء بكلام العلماء الكبار في هذه المسائل.
ما المراد بالاكتفاء هنا؟.
هل يعني الاكتفاء بمعرفته دون كتابة المواضيع التي فيها نقل عنهم؟
أرجو أن لا أكون اثقلت على المشايخ بهذه الأسئلة .. لكنها قد تتبادر لذهن أي أحد.
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[12 - 06 - 08, 11:23 ص]ـ
جزاكم الله كل الخير
ـ[أبو عبد المعين]ــــــــ[12 - 06 - 08, 12:53 م]ـ
الالتزام بالضوابط يبعد الإحن والمحن والفرقة
اللهم اجمع بين قلوبنا وآلف بين أرواحنا
ـ[أسامة]ــــــــ[14 - 06 - 08, 04:14 م]ـ
اقتباس:
((2 - عدم الكتابة فيما يتعلق بالمسائل المتعلقة بالتكفير والإرجاء والعذر بالجهل والنوازل الكبرى، والاكتفاء بكلام العلماء الكبار في هذه المسائل)).
--------------------
أرجو إعادة النظر في هذا الشرط، فإن هذه المسائل من أهم وأبرز مسائل العقيدة، و لا تكاد توجد مسألة في العقيدة إلا وهي متعلقة بوجه ما بهذه المسائل، و المفترض أن هذا المنتدى ملتقى لطلبة العلم، فإن لم يتباحثوا في هذه المسائل فيما بينهم و يستفد بعضهم من بعض فيها ففيم يتباحثون؟!
ونحن نجد نه قد طرحت بعض المواضيع المتعلقة بهذه المسائل في المنتدى و دار فيها نقاش مثرٍ ومفيد، و بأدب واحترام، فلماذا نُحرم من هذه الفوائد؟!
نعم إذا حصل في بعضها تجاوز فيكون دور المشرف أن يتدخل لتصحيح الخطأ.
هذه وجهة نظري والله أعلم بالصواب.
ـ[أبو عبد المعين]ــــــــ[16 - 06 - 08, 11:58 ص]ـ
أقترح أن لايسمح بالكتابة في مواضيع من مثل (التكفير والإرجاء وو) إلا من قبل العلماء المتخصصين الأحياء في الإجابة على الشبهات وهم أنفسهم من يأخذ بكتابات العلماء السابقين ويستدلون بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/434)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[16 - 06 - 08, 12:31 م]ـ
نصيحة الشيخ ابن عثيمين لطلبة العلم في مسألة الإيمان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134779)
-
ـ[عبدالعزيز الأمير]ــــــــ[01 - 07 - 08, 02:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو ربيع الليبي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 06:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا على التنبيه وبارك فيكم وفي علمكم ومنهجكم
يشهد الله أني أحبكم في الله
ـ[محمد حسن الزهراني]ــــــــ[16 - 05 - 09, 11:30 م]ـ
جزاكم الله خير ...
أثابكم الله
ورفع الله قدركم في الدنيا والآخره ..
ـ[أبويوسف أحمد]ــــــــ[08 - 07 - 09, 06:47 م]ـ
بسم الله
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا ياطيب
نفعكم الله ونفع بكم .. آمين
ـ[صالح محمد العجمي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 06:59 ص]ـ
جزاكم الله خير ...
ـ[أبومهدي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 11:39 م]ـ
جزى الله القائمين على هذا الموقع خير الجزاء، و نسأل الله أن ينفعهم به في الدنيا و الآخرة.
ـ[احمد السقار]ــــــــ[22 - 09 - 09, 08:30 م]ـ
جزيتم الجنة
ـ[سعد العجمي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 08:05 ص]ـ
وفقك الله اخي على هذه الظوابط المفيده ..
ـ[عمر جرادات]ــــــــ[30 - 09 - 09, 03:37 م]ـ
ارجوا ان يكون هناك قسم للفتاوى كون الملتقى له جمهور واسع وسيكون ذو فائده اكبر والله اعلم
ـ[عمار محمد أعظم الله]ــــــــ[02 - 10 - 09, 09:41 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
حقيقة رائع أن يكون لأهل السنة مثل هذه المواقع دون مضايقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصاحب الأردى فتردى مع الردي
Alhussam10@hotmail.com
أخوكم في الله/ الحسام
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[11 - 10 - 09, 12:01 ص]ـ
جزيتم خيرا
ـ[عبدالإله الأسلمي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 02:54 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء ونفع بهذا الملتقى المبارك ..
ـ[أبو خلاد الأثري]ــــــــ[14 - 10 - 09, 12:35 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[طه بن إبراهيم]ــــــــ[18 - 10 - 09, 11:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا 00000
1) الكلام باللغه الفصحى أفضل بكثير من العاميه خاصة فى المجامع العلميه كهذا الملتقى0
2) عرض المسائل العقديه (كالإرجاء وغيرها) لا شيىء فيها بشرط أن لا يشارك فى الرد إلا من تضلع فى الباب وليس من كان شيخه كتاب0
3) بخصوص منتدى المناظرات 0بعد مشاهدة الأقوال والردود فى بعض المواضيع فى الملتقى نرى أنه عندما يسخن الحوار قد يصل إلى التعصب أو الإستهزاءبالآخر أو التشهير به أو التنابز بالألقاب وقد يصل إلى الرمى بالبدع وهذا كلام لا يليق بطلبة العلم مطلقا من وجوه
1 - أن نتعود فيما بيننا على الحلم والرحمه حتى مع مخالفينا.
2 - أن نعود صغار الطلبه الذين يشاركونا الحوار على الأدب العملى لأن مشكلتنا الحاليه فعلا أن الجانب العملى قديكون بعيدا بعض الشىء عن الجانب القولى إلا من رحم الله.
3 - إذا لم نصبر على المخالف لنا ونبذناه بالكلام الشديد وشددنا عليه الوطأة وهذا أمر من السهولة بمكان ولكنه لن يقبل الكلام منا فى المسأله التى نتحاور فيها ولن يقبل منا بعد ذلك شيئا أبد. وكما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم فى معنى حديثه (لو أنى تركتكم على هذا الأعرابى فضربتموه فخرج من عندكم فمات على كفره فدخل النار).
أقول كلمة لإخوانى. إذا اضطررنا لمثل هذا الأمر مع بعض المعاندين هداهم الله. فلتكن المناظره برفق ولين وحكمه شديده ولا نتكلم فيها بكلام جارح لشخص المحاور. وندعوا الله له بالهدايه والرشاد.
أسأل الله أن يبصرنا بالحق وأن يوفقنا لمتابعته وبالباطل ومجانبته إنه ولى ذلك والقادر عليه.
هذه نظرتى ولا أزعم أنها الصحيحه. والحق أحق ان يتبع. والله المستعان.
ـ[أبو حمزة العسقلاني]ــــــــ[23 - 10 - 09, 10:41 ص]ـ
بارك الله فيكم
وأكثر من هذه الوجوه الطيبة
أسأل الله ألا يحرمنا العلم والعمل به
أخوكم أبو حمزة العسقلاني ...... عضو جديد
ـ[أبو عاصم البركاتي]ــــــــ[09 - 12 - 09, 09:43 م]ـ
عُلِم، جزاكم الله خيرا.
ـ[إبراهيم بن سعيد بن سليمان]ــــــــ[22 - 03 - 10, 10:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
ضوابط في محلها (لابد أن تكون المواضيع و الردود موافقة للكتاب والسنة الصحيحة وعقيدة السلف الصالح.)
وهذا ما نريده.
اللهم وفقنا لما تحب وترضى
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[23 - 03 - 10, 09:46 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[27 - 04 - 10, 02:47 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يجعلكم مفاتيح للخير مغاليق للشر
ـ[العريشي]ــــــــ[27 - 04 - 10, 09:21 م]ـ
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[28 - 04 - 10, 08:48 م]ـ
لقد اقفلتم باب شر جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/435)
ـ[ابو سمية الأثري]ــــــــ[29 - 04 - 10, 03:51 م]ـ
بارك الله فيك وربنا يوفقك
وادعوا للامه الاسلاميه بان يعز اسلامها ويهدي الجميع الى طريق الحق
وهو الطريق الى الجنه
ـ[جمال بن محمد]ــــــــ[05 - 05 - 10, 09:58 م]ـ
بارك الله فيك وربنا يوفقك
ـ[ابو محمد حسام محمد]ــــــــ[25 - 05 - 10, 03:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[28 - 05 - 10, 10:04 م]ـ
ليتكم تعيدوا قتح القسم الخاص بالمناظرات
نرجوا من المشرفين أن يقبلوا هذا الطلب لما فيه من كبير نفع وفائدة - جزاكم الله خيرا -
ـ[أبو جهاد الأنصاري]ــــــــ[03 - 06 - 10, 12:12 ص]ـ
2 - عدم الكتابة فيما يتعلق بالمسائل المتعلقة بالتكفير والإرجاء و ( http://www.ansarsunna.com/index.php) العذر بالجهل والنوازل الكبرى، ( http://www.ansarsunna.com) والاكتفاء بكلام العلماء الكبار في هذه المسائل. ( http://www.ansarsunna.com/vb)
أرجو أخى أن يوضع مختصر لعقيدة أهل الحديث فى هذه الأمور ليعلمها الناس، وليعلموا المنهج التى يسير عليه المنتدى منعاً لعرض أمور خلافية. وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو حمد العبداني]ــــــــ[07 - 08 - 10, 10:56 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم
ـ[أبوعلي المدني]ــــــــ[26 - 08 - 10, 06:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير على جهودكم المباركه
اخوكم ابوعلي المدني
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[08 - 10 - 10, 03:06 ص]ـ
شكرا لكم
ـ[أبوأنس إسماعيل الجزائري]ــــــــ[12 - 10 - 10, 09:11 م]ـ
صحيح جزاكم الله خيراً
ـ[سراج الأفغاني]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:09 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم الإسلام والمسلمين, وجمعنا على الهدى والتقى والصلاح في أمر الدين والدنيا.
ـ[مصطفى جزا الشريف]ــــــــ[20 - 10 - 10, 11:00 ص]ـ
أرجو أن تكون هناك ضوابط و معايير صحيحة تفرض على كل من يريد الاشتراك في هذا القسم الجديد من قبل الادارة حتى لاتكن الصفحة نافذة لنشر الشبهات و السموم الى الآخرين و موضعا للمهاترات .... الخ , وبما أن الغاية هداية الناس الى الحق و الصواب بمقتضى النقل الصحيح و العقل الرشيد فبادروا بالخير و الله المستعان و هو الهادي الى الحق و طريق مستقيم
ـ[سلمان الحديدي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 02:06 م]ـ
موفقين جميعا اخوتي بارك الله فيكم ونفع الاسلام والمسلمين بكم
ـ[سليمان محمد الشافعي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 01:13 م]ـ
بارك الله فيكم
اللهم علمنا بما ينفعنا
ـ[حفيظ التلمساني السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 03:01 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخونا المشرف
أخواني في ملتقى أهل الحديث
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الفاضل على هذه النقاط الجديرة بالاتباع وأحسن الله إليكم
لكن أخي المشرف أو القائمين على هذا الموقع المبارك:
رأيت في المنتدى أني عضو جديد ولا يتم مراقبة ردودي قبل الظهور في المنتدى فحقيقة لم يعجبني الأمر.
فما يمنعني من المشاركة برد غير لائق مثلا (لولا أني أخاف الله)
فما الذي يمنع ظهور مثل هذه المشاركات الممنوعة.
وما الذين يمنع القارئ الكريم من قراءة هذه الترهات (إن صح التعبير)
وما فائدة أن تقرأ من طرف قارئ لا يفصل بين الحق الباطل (مثلي ربما) ويقع في الشبهات ومن ثم يأتي المشرف ويقرأ الموضوع ثم يراه غير مناسب أو مخالف فيقوم بالمحو أو الإخفاء.
أرى أخي الفاضل وحرصا على هذه الزبدة من العلم في هذا الملتقى المشرّف
أن يتم قراءة المشاركات والردود ممن هم أهل العلم من المشرفين قبل ظهورها في المنتديات.
وبالأخص المبتدئين الذين لا تعلمون من أعمالهم شيئا وذلك بدأً مني فصاعدا.
والله أعلم.
وصل اللهم وسلم على نبي الأمة محمد وآله.(42/436)
طلب ـ استفسار عن كلام لابن خزيمة ـ رحمه الله ـ
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[14 - 07 - 07, 09:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد أطلعني أحد الإخوة الكرام على هذا الكلام لإمام الأئمة ابن خزيمة (ت 311) ـ رحمه الله ـ الذي نصه: (وإنما قال ـ يقصد النبي صلى الله عليه وسلم ـ: إذا خلص المؤمنون من النار وأمنوا، فما مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا ثم ساق ما بعد هذا من الحديث، قال أبو بكر: هذه اللفظة لم يعملوا خيرا قط من الجنس الذي يقول العرب: ينفى الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال والتمام، فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل، لم يعملوا خيرا قط، على التمام والكمال، لا على ما أوجب عليه وأمر به، وقد بينت هذا المعنى في مواضع من كتبي) اهـ كلامه (كتاب التوحيد - ج 2 / ص 3).
* * * * *
ماذا يقصد ابن خزيمة ـ رحمه الله ـ بقوله: (لم يعملوا خيرا قط، على التمام والكمال، لا على ما أوجب عليه وأمر به)؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[15 - 07 - 07, 02:30 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[15 - 07 - 07, 05:05 ص]ـ
قال الشيخ محمد خليل هراس في التعليق على قول ابن خزيمة: (لا بل ظاهرها أنهم لم يعملوا خيراً قط كما صرح به في بعض الروايات أنهم جاءوا بإيمان مجرد لم يضموا إليه شيئاً من العمل) اهـ. ص (309) ط. دار الدعوة السلفية الإسكندرية.
وقال الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان: (ينبغي أن يؤخذ الكلام هنا على ظاهره وهو أنهم لم يعملوا خيراً قط كما صرح به في بعض الروايات أنهم جاءوا بإيمان مجرد لم يضموا إليه شيئاً من العمل) اهـ. (2/ 732) ط. دار الرشد تقديم الشيخ الفوزان.
وراجع هذه المشاركة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=624829&postcount=4
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[15 - 07 - 07, 06:49 ص]ـ
الأخ الحبيب أبا سلمى وفقك الله .. لا يخفاك أن هذه اللفظة في الحديث من الألفاظ التي أشكلت على بعض أهل العلم .. فلو فسرناها على ظاهرها لعارض ذلك كثيرا من الأحاديث ومن أعظمها ما دل على أن آخر الذين يخرجون من النار هم من أهل الصلاة فإذا أضفنا إلى ذلك أنهم يشهدون الشاهدتين فمعنى ذلك أنهم عملوا خيراً ...
لذلك رجح ابن خزيمة أن معنى لم يعملوا خيرا قط: أي على التمام والكمال، لا على ما أوجب عليه وأمر به.
والمعنى واضح:
أي أنهم وإن أتوا ببعض الواجبات إلا أنهم لم يأتوا بها على التمام والكمال بل اقتصروا على الوجه المجزيء.
والذي يظهر لي أننا لو اكتفينا بقول لم يعملوا خيرا قط على التمام والكمال لكان ذلك أقرب لأن المكلف قد يصلي لكنه لو أخل أحيانا ببعض واجبات الصلاة لم تقبل منه ومع ذلك لايكون تاركا للصلاة فلا يستحق الخلود في النار ولا النجاة منها .. وهذا ينطبق عليه أنه لم يعمل خيرا قط على التمام والكمال وهذا يعم الكمال الواجب والمستحب ولا شك أن صاحب هذه المنزلة أقل إيمانا ممن لم يعمل خيرا قط على التمام والكمال لا على ما أوجب عليه وأمر به كما قال إمام الأئمة .. فإذا أضيف إلى ذلك تركه لبعض الواجبات الأخرى غير الصلاة والوقوع في بعض المحرمات فإنه حينئذ يمكن لنا أن نقول إنه من أقل أهل التوحيد إيمانا فلا يخرج إلا بشفاعة الرحمان .. والله أعلم.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[15 - 07 - 07, 04:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الذي أشكل علي أنا و فهمته من كلام ابن خزيمة أنه يقصد الذين أتوا بالواجبات واقتصروا عليها، فقلت في نفسي: كيف يدخل الله النار من أتى بالواجب؟ أبسبب أنه كان مقتصدا ولم يكن سباقاً بالخيرات؟؟
ـ[غزوان العزاوي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 02:31 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد فان لفظة لم يعملوا خيراقط اي تنفي كمال الشيء وليس اصله والا فان لا اله الا الله هل هي من الخير ام لا ولا يوجد عاقل يقول يقول انها ليست من الخير اذا اللفظه نفت فعلهم للخير بكماله وليس في اصله وو التوحيد الذي هو قول وفعل واعتقاد جنان كما قال القحطاني ايماننا بالله بين ثللاثة قول وففعل واعتقاد جنان ويزيد بالتقوى وينقص بالردى وكلاهما في القلب يعتلجان وذكر الشيخ صالح ال شيخ ان اهل الارجاء يلبسون على الناس بهذا الحديث ومن الله التوفيق(42/437)
هل ترك الجمعة كفر؟
ـ[عبدالرحمن الخطيب]ــــــــ[15 - 07 - 07, 06:50 ص]ـ
سمعت من بعض العوام هذه المعلومة وأردت أن أتحقق منها على يدكم فأرجو أن ترشدوني:
(من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتاليات فقد كفر).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 07 - 07, 07:07 ص]ـ
سمعت من بعض العوام (من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتاليات فقد كفر).
الأصل في معلومات العوام العدم حتى تثبت، خاصة في المسائل التي لم تشتهر، والمسائل المستغربة، ومسألتك منها، فترك صلاة الجمعة ترك لصلاة الجماعة - مع توكد فرضية حضور الجمعة -، لكنها كلها تركها معصية لا يرتقي إلى الكفر المخرج عن الملة.
والله أعلم.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[15 - 07 - 07, 11:54 ص]ـ
روى مسلم في صحيحه (865) عن عبد الله بن عمر و أبي هريرة أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه يقول على أعواد منبره ((لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين))
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[15 - 07 - 07, 12:03 م]ـ
قال النووي في شرحه على مسلم:
معنى"الختم":الطبع والتغطية,
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[15 - 07 - 07, 12:24 م]ـ
إذا كان قول العوام بالكفر المخرج من الملة ,فهذا لا يلتفت إليه , وذلك لعدم وجود دليل بكفر تارك صلاة الجمعة وحدها.
أما إذا كانوا يقصدون بأن تارك صلاة الجمعة قريب من الكفر ,فقد يكون له وجه إذا قالوا بقول من قال: (خلق الكفر في صدر تارك صلاة الجمعة)
وإلا ففيه نظر:
لأن كيف يخلق الكفر في صدر الانسان الذي قال الله تعالى فيه (((إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا))). والله أعلم
تنبيه:
هذه المشاركة ليست كفتوى إنما هي مطالعة ومذاكرة.
ـ[ريان حماد]ــــــــ[16 - 07 - 07, 04:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عقوبة عدم حضور صلاة الجمعة
السؤال:
ما هي عقوبة عدم حضور صلاة الجمعة؟ وما هي الأحاديث الدالة على ذلك؟.
الجواب:
الحمد لله
ترك الجمعة ممن تجب عليه من غير عذر كبيرة من كبائر الذنوب. ومن ترك ثلاث جمعٍ تهاوناً طُبع على قلبه وكان من الغافلين، كما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، وابن عمر رضي الله عنهما، أنهما سمعا النبي عليه الصلاة والسلام يقول على أعواد منبره: " لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين "، وفي حديثٍ آخر " من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع على قلبه ". وهذه عقوبة قلبية، وهي أشدُّ من العقوبة الجسدية بالسجن أو الجلد، وعلى وليِّ الأمر أن يعاقب المتخلفين عن صلاة الجمعة بلا عذر، بما يكون رادعاً لهم عن جريمتهم، فليتق الله كل مسلم أن يضيع فريضة من فرائض الله، فيعرض نفسه لعقاب الله، وليحافظ على ما أو جب الله عليه ليفوز بثواب الله، والله يؤتي فضله من يشاء.
كتبه
فضيلة الشيخ
عبدالرحمن بن ناصر البراك
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[16 - 07 - 07, 05:10 م]ـ
لا كلام بعد فتوى الشيخ/البراك -حفظه الله-.
ووالله لودتتُ أن أجلس تحت قدميه طلباً لما عنده من العلم, لكن ..
لا سبيل لي للوصول إليه.فالله المستعان وهو حسبي ونعم الوكيل(42/438)
من أول من قسم شروط لا إله إلا الله؟
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[15 - 07 - 07, 11:09 ص]ـ
من أول من قسم شروط لا إله إلا الله؟
ـ[ابن اليماني]ــــــــ[16 - 07 - 07, 02:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقسيم شروط لااله الا الله
أخذها العلماء من خلال التتبع والاستقراء لنصوص الكاتب والسنة فالعلماء رحمة الله عليهم تتبعوا و أستقرأوا ما جاء في القرآن الكريم وما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن خلال هذا التتبع والاستقراء توصلوا إلى هذه الشروط ويمكن أن نقول بعبارة أخرى أنه من خلال النظر إلى النصوص التي جاءت في شأن لا إله إلا الله وجدوا أن هناك نصوص مطلقه ووجدوا نصوصاً مقيده فحملوا المطلق على المقيد ...
ارجع الى هذا الرابط
http://www.ibnalislam.com/vb/showthread.php?p=4806
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[16 - 07 - 07, 05:40 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
جزاكم الله خيرا ..
كنت أعلمه, ولكن ..
هل تستطيع أن تذكر من أول من ذكر الشروط كاملا ,,
مع العلم أن شيخ الاسلام /محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- لم يذكرها كاملا-ولم يُنبه عليها- , مع اهتمامه الأول بتوحيد الألوهية. (1)
والحمد لله رب العالمين
---------------------------------------------------
(1) أرى أني قرَّبت لك مقصدي.
ـ[سعدسعود]ــــــــ[16 - 07 - 07, 09:08 م]ـ
هذه الشروط موجوده ومنثوره في كتب السلف المتقدمه ولكن بدون تحديد وتقسيم كالطبري في تفسيره و اخذها من اتى بعدهم من العلماء وجمعها لما ظهر الجهل بها في القرون المتأخره.
ـ[ابن اليماني]ــــــــ[17 - 07 - 07, 01:34 ص]ـ
لا اعلم اول من قسمها لكنها صحيحه في ذاتها لا نها مستقاه من الكتاب والسنة
ـ[أبو محمد]ــــــــ[17 - 07 - 07, 03:43 ص]ـ
إن كنت تقصد: من ذكر الشروط السبعة المشهورة ..
فبالتتبع لم يذكرها أحد مجموعة قبل الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله .. حتى إن الشيخ ابن سحمان رحمه الله أشار في موضع في الدرر السنية إلى ذلك فقال: الشروط التي ذكرها الشيخ عبد الرحمن .. أو عبارة نحوها.
لكن تلقاها العلماء عنه بالقبول .. وهي صحيحة في نفسها دون شك .. جمعها من استقراء النصوص .. رحمه الله رحمة واسعة.
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[17 - 07 - 07, 03:43 ص]ـ
يظهر لي أن أول من عدها سبعا: عبدالرحمن بن حسن , وتبعه جماعة من بعده. الدرر 2/ 244,246, 253, 359 وغرها من المواطن
وابنه عبداللطيف لم يعدها كما عدها أبيه بل ذكر عدا آخر
والمحصل أن طرائق العلماء قد اختلفت في عد الشروط فمنهم من عدها سبعة , ومنهم من عدها ثمانية ومنهم من عدها خمسة
وهذا الاختلاف من باب اختلاف التنوع والله أعلم
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[21 - 07 - 07, 03:44 ص]ـ
إلى أخي / سعد ...
هلا ذكرت لنا الأماكن التي ذكر فيها الطبري -رحمه الله - الشروط - وإن كانت متناثرة- ..
بارك الله فيك ,
وذلك للتعلم والإستفادة.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[21 - 07 - 07, 03:49 ص]ـ
إلى/ أبي محمد ..
جزاك الله خيرا
سؤال: أين العزو إلى المصادر -بارك الله فيك-؟!!
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[21 - 07 - 07, 03:53 ص]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[21 - 07 - 07, 04:56 ص]ـ
أخى أبا بكر، بارك الله فيك.
تقول:"هل تستطيع أن تذكر من أول من ذكر الشروط كاملا ,,
مع العلم أن شيخ الاسلام /محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- لم يذكرها كاملا-ولم يُنبه عليها- , مع اهتمامه الأول بتوحيد الألوهية. (1) "
لعل الكمال عندك كونها ثمانية شروط، فإن كان كذلك، فهو الشيخ عبد العزيز بن باز، رحمة الله عليه، والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[21 - 07 - 07, 05:09 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
وبعد ..
أخي / محمد -حفظك الله - ..
إذا كنت تقصد أن (الولاء والبراء) هو الشرط الثامن , فهو داخل في الشرط السابع (المحبة) .. هذا أولاً.
وثانياً: أما الذي ذكر أنهم ثمانية , فهو الشيخ/ حافظ حكمي-رحمه الله -, كذا حدثني شيخي. والله أعلم
وقصدي (الشروط السبعة) بارك الله فيك.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[21 - 07 - 07, 05:46 ص]ـ
عفوا ....
وجدت الشيخ ابن باز مسبوقا إلى الثمانية.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[21 - 07 - 07, 06:36 ص]ـ
قال الشيخ سليمان السحمان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/439)
_______________________
ومن لم يقيدها بكل شروطها
.
ولكن على آراء كل ملدد
.
فليس على نهج الشريعة سالكاً
.
من الجهل، إن الجهل ليس بمسعد
.
فأولها: العلم المنافي لضده
.
بمدلولها يوماً فبالجهل مرتد
.
فلو كان ذا علم كثير وجاهلاً
.
هو الرد فافهم ذلك القيد ترشد
.
وثانيها: وهو القبول وضده
.
وردوه لما أن عتوا في التمرد
.
كحال قريش حين لم يقبلوا الهدى
.
تدل على توحيده والتفرد
.
وقد علموا منها المراد وأنها
.
بسورة ص فاعلمن ذاك تهتد
.
فقالوا كما قد قاله الله عنهم
.
حلالاً وأغناماً لكل موحد
.
فصارت به أموالهم ودمائهم
.
هو الشرك بالمعبود في كل مقصد
.
وثالثها: الإخلاص، فاعلم وضده
.
بسورة تنزيل الكتاب الممجد
.
كما أمر الله الكريم نبيه
.
محباً لما دلت عليه من الهدي
.
ورابعها: شرط المحبة، فلتكن
.
كذا النفي للشرك المفند والدد
.
وإخلاص أنواع العبادة كلها
.
يتم بحب الدين دين محمد
.
ومن كان ذا حب لمولاه إنما
.
ووال الذي والاه من كل مهتد
.
فعاد الذي عادى لدين محمد
.
إلى الله والتقوى وأكمل مرشد
.
وأحبب رسول الله أكمل من دعا
.
جميع الورى والمال من كل أتلد
.
أحب من الأولاد والنفس بل ومن
.
بآبائنا والأمهات فتفتدى
.
وطارفه والوالدين كليهما
.
وأبغض لبعض الله أهل التمرد
.
وأحبب لحب الله من كان مؤمناً
.
كذاك البرا من كل غاو ومعتد
.
وما الدين إلا الحب والبغض والولا
.
هو الترك للمأمور أو فعل مفسد
.
وخامسها: فالانقياد وضده
.
وتعمل بالمفروض حتماً وتقتدى
.
فتنقاد حقاً بالحقوق جميعها
.
ومستسلماً لله بالقلب ترشد
.
وتترك ما قد حرم الله طائعاً
.
ولم يك طوعاً بالجوارح ينقد
.
فمن لم يكن لله بالقلب مسلماً
.
وإن خال رشداً ما أتى من تعبد
.
فليس على نهج الشريعة سالكاً
.
هو: الشك في الدين القويم المحمدي
.
وسادسها: وهو اليقين، وضده
.
ويعلم أن قد جاء يوماً بمؤيد
.
ومن شك فليبكى على رفض دينه
.
عن السيد المعصوم أكمل مرشد
.
بها قلبه مستيقناً جاء ذكره
.
إذا لم يكن مستقيناً ذا تجرد
.
ولا تنفع المرء الشهادة فاعلمن
.
من الكذب الداعي إلى كل مفسد
.
وسابعها: الصدق، المنافي لضده
.
لها عاملاً بالمقتضى فهو مهتد
.
وعارف معناها إذا كان قابلاً
.
وعن واجبات الدين لم يتبلد
.
وطابق فيها قلبه للسانه
.
بقائلها يوماً فليس على الهدى
.
____________ا. هـ
أيهما أسبق السحمان أم حكمى؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[21 - 07 - 07, 06:45 ص]ـ
أخى أبا بكر، تقول:"إذا كنت تقصد أن (الولاء والبراء) هو الشرط الثامن , فهو داخل في الشرط السابع (المحبة) .. هذا أولاً"
لا يا أخى، ليس هذا ماقصدت و إنما أقصد ما ذكره ابن باز ناقلا عن أهل العلم قول أحدهم و الذى لا أدرى من هو حتى الآن:
و زيد ثامنها الكفران منك بما ............ سوى الإله من الأوثان قد ألها.
و قصدت أيضا ما ذكره الشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله فى مقال على موقعه، قال:
"8 - ومع هذه الشروط مجتمعة، لابد من الإقامة على هذه الكلمة، ليختم للعبد بها ختامًا حسنًا، فإنما الأعمال بالخواتيم، ففي حديث مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة»."ا. هـ
و هو شرط بلا شك، و إن كنت لا أعرف لما أهمله الشيخ حكمى وبقية المشايخ ولم ينصوا عليه.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[21 - 07 - 07, 03:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخي / محمد البيلي ..
قلت: أيهما أسبق السحمان أم حكمي؟
ماذا تقصد في السبقية؟ هل للثامنة أم في كل الشروط؟
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[21 - 07 - 07, 03:06 م]ـ
إذا كنت تقصد الشروط فقد سبق السحمان آخرون ..
أما إذا كنت تقصد الثامنة ,
عفواً ... بَيِّنها لي في كلام السحمان -رحمه الله-.
بارك الله فيك
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[21 - 07 - 07, 05:56 م]ـ
أخى الحبيب، أقصد أيهما أسبق عمرا، أيهما المتقدم فى الزمان.
الشيخ سليمان بن سحمان وفاته كانت فى 1349 هـ، الموافق 1930م. (الأعلام للزركلى)
و الشيخ حافظ حكمى كانت ولادته 1345 هـ والموافق 1924 م، و كانت وفاته فى 1379 هـ، الموافق 1958م. على ما أظن. يعنى الشيخ سليمان قد سبقه فى تقسيم الشروط السبعة، لأنه متقدم عليه.
___________________
ملحوظة 1، فهمت كلامك على وجه الخطأ أخى أبا بكر، فظننتك تقصد أن جواب سؤالك هو الشيخ حكمى، لذلك أتيت بكلام السحمان و لفت النظر لأنه متقدم عليه، فقد سبقه إذن فى نظم السبعة، عذرا و لا تؤاخذنى بما غفلت عنه.
ملحوظة 2، أين توجد الثمانية شروط عند حكمى، ففى كتابه 200 سؤال و جواب، جعلها سبعة؟ أين العزو إلى المصادر أخى الحبيب. (ابتسامة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/440)
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[23 - 07 - 07, 11:28 ص]ـ
(ابتسامة) وثانياً: أما الذي ذكر أنهم ثمانية , فهو الشيخ/ حافظ حكمي-رحمه الله -, كذا حدثني شيخي. والله أعلم
عزوي إليك كان: بذكر شيخي مشافهةً لي بذلك.
وفي الحقيقة: أنا مازلتُ أبحث عن هذا أيضاً (ابتسامة)؛ ولكن ........
سأسأل شيخي -إن شاء الله-
والله المستعان , وهو حسبي ونِعمَ الوكيل
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[24 - 07 - 07, 11:53 م]ـ
أشار العلماء إلى بعضها قبل علماء الدعوة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:وبالجملة فمعنا أصلان عظيمان أحدهما أن لا نعبد إلا الله والثانى أن لا نعبده إلا بما شرع لا نعبده بعبادة مبتدعة
وهذان الأصلان هما تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله كما قال تعالى {ليبلوكم أيكم أحسن عملا}
قال الفضيل بن عياض أخلصه وأصوبه قالوا: يا أبا على ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ان يكون لله والصواب أن يكون على السنة وذلك تحقيق قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.
مجموع الفتاوى (1|333)
ومعلوم أن الإخلاص والانقياد من شروط لا إله إلا الله وعند التحقيق أن مرجع جميع الشروط إلى هذين الأصلين فمن لوازم الإخلاص العلم والقبول ..
ومن لوازم الانقياد المحبة ..
ومعلوم أنه لا مشاحة في الاصطلاح إلا إذا تضمن معنى فاسدا
وإذا احتاج العلماء إلى توضيح وتقسيم للمصطلح فلا محذور في ذلك
وأضرب على ذلك مثالا
درج العلماء المتقدمون إلى تقسيم التوحيد إلى توحيد المعرفة والإثبات وإلى توحيد القصد والطلب
ثم تطلب الأمر بعد ذلك إلى تقسيمه لزيادة التوضيح والبيان
إلى
توحيد الربوبية
وتوحيد الألوهية
وتوحيد الأسماء والصفات
ثم زاد بعض العلماء قسما آخر هو ضمن هذه الأقسام وهو الإيمان بوجود الله كما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح حديث جبريل
وهنا أيضا فمن ذكر الولاء والبراء وعده شرطا ثامنا من شروط لا إله إلا الله فهو لم يأت بشيء جديد لأن هذا الشرط مندرج مثلا تحت شرط الانقياد والقبول.
وهنا نفس الأمر في هذه المسألة
ملحوظة: أنبه إلى أن بعض الكتاب المعاصرين قد أنكروا عد هذه الشروط وزعموا أنه لا دليل عليها وأن أئمة الدعوة لم يسبقوا إلى ذكرها كما صنع صاحب كتاب " الإصابة في شرح حديث من كان آخر كلمته لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوما من الدهر وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه " غسان بدر"
وهو متعقب بما ذكرنا والله أعلم
ـ[أبو محمد الشايعي الكويتي]ــــــــ[25 - 07 - 07, 12:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اذا ما خانتني ذاكرتي ان الحسن البصري ذكر انه كلمة لا اله الا الله لها شروط
سمعتها في محاضره
لعلا احدكم انشط من ذاكرتي
كلامي يعطيه طرف حبل يتذكر شي من ذلك
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[25 - 07 - 07, 01:56 ص]ـ
ومعلوم أنه لا مشاحة في الاصطلاح إلا إذا تضمن معنى فاسدا
وإذا احتاج العلماء إلى توضيح وتقسيم للمصطلح فلا محذور في ذلك
جزاك الله خيراً ..
أنا معك فيما قلته هذا ..
وقد قال لي شيخي: لا بأس أن يأتي عالم راسخ بشرط من شروطها-شروط لا إله إلا الله - ولو وصلت إلى عشرة ... أو أكثر؛ بس يكون عالماً راسخاً.
كذا قال لي ..
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[25 - 07 - 07, 04:33 ص]ـ
أنت لها يا شيخ عبد الباسط
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[25 - 07 - 07, 05:03 ص]ـ
أخى الحبيب أبا بكر، قلت أن قصدك هو الشروط السبعة، و قبلها قلت أن الإمام ابن عبد الوهاب لم يذكرها كاملة و لم ينبه عليها. و هذا خطأ محض، فإن الإمام قد نص عليها فى كتابه" الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم". تجده على الشاملة الجديدة عندى، فاحلل أهلا و انزل سهلا،تجد مبتغاك.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[27 - 07 - 07, 11:44 م]ـ
ما شاء الله ...
جزاك الله خيراً أخي/ محمد على هذا التنبيه الرائع ..
كم أنا الآن في سعادة بالغة أني وجدت شيخ الإسلام / ابن عبد الوهاب ذكرها في كتابه الممتع (الواجبات المتحتمات) ..
وإليكم إخواني -إذا سمحتم- ما قاله الشيخ: ..
أصل الدين وقاعدته أمران
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/441)
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه.
الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله.
شروط لا إله إلا الله
...
الأول: العلم بمعناها نفياً وإثباتاً.
الثاني: اليقين، وهو: كمال العلم بها، المنافي للشك والريب.
الثالث: الإخلاص المنافي للكذب.
الرابع: الصدق المنافي للكذب.
الخامس: المحبة لهذه الكلمة، ولما دلت عليه، والسرور بذلك.
السادس: الانقياد لحقوقها، وهي: الأعمال الواجبة، إخلاصاً لله، وطلباً لمرضاته.
السابع: القبول المنافي للرد.
أدلة هذه الشروط من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
دليل العلم: قوله تعالى: {فأعلم أنه لا إله إلا الله} وقوله: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} أي بـ " لا إله إلا الله " {وهم يعلمون} بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم.
ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة).
ودليل اليقين: قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا -أي لم يشكوا - فأما المرتاب فهو من المنافقين.
ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة) وفي رواية: (لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة). وعن أبي هريرة أيضاً من حديث طويل: (من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها من قلبه فبشره بالجنة).
ودليل الإخلاص: قوله تعالى: {ألا لله الدين الخالص} وقوله سبحانه: {وما من أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}.
ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أسعد الناس بشفاعتي من قال لاإله إلا الله خالصاً من قلبه -أو من نفسه -) وفي الصحيح عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل) وللنسائي في " اليوم والليلة "من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، مخلصاً بها من قلبه، يصدق بها لسانه. . . إلا فتق الله السماء فتقاً، حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض، وحق لعبد نظر إليه الله أن يعطيه سؤله).
ودليل الصدق: قوله تعالى: {الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذببين} وقوله تعالى: {ومن الناس من يقول ءامنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}.
ومن السنة: ما ثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، صادقاً من قلبه، إلا حرمه الله على النار).
ودليل المحبة: قوله تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حباً لله} وقوله: {يأيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم}.
ومن السنة: ما ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه، قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار).
ودليل الانقياد: ما دل عليه قوله تعالى: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون} وقوله: {ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن} وقوله: {ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى} أي بـ " لا إله إلا الله "، وقوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً}.
ومن السنة: قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) وهذا هو تمام الانقياد وغايته.
ودليل القبول: قوله تعالى: {وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا ءاباءنا على أمة وإنا على ءاثارهم مقتدون * قال أولوا جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه ءاباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون * فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين} وقوله تعالى: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أإنا لتاركوا ءالهتنا لشاعر مجنون}.
ومن السنة: ما ثبت في الصحيح عن أبى موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، أصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك الماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك راساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به) (1).
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) (الواجبات المتحتمات /4:1)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/442)
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[27 - 07 - 07, 11:53 م]ـ
ماشاء الله ..
جزاك الله خيراً
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[28 - 07 - 07, 12:02 ص]ـ
كم أنا في سعادة غامرة لمعرفتي بهذا ..
واسمحوا لي إخوتاه .. أن أنقل لكم كلام الشيخ-رحمه الله-:
أصل الدين وقاعدته أمران
...
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه.
الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله.
شروط لا إله إلا الله ...
الأول: العلم بمعناها نفياً وإثباتاً.
الثاني: اليقين، وهو: كمال العلم بها، المنافي للشك والريب.
الثالث: الإخلاص المنافي للكذب.
الرابع: الصدق المنافي للكذب.
الخامس: المحبة لهذه الكلمة، ولما دلت عليه، والسرور بذلك.
السادس: الانقياد لحقوقها، وهي: الأعمال الواجبة، إخلاصاً لله، وطلباً لمرضاته.
السابع: القبول المنافي للرد.
أدلة هذه الشروط من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
دليل العلم: قوله تعالى: {فأعلم أنه لا إله إلا الله} وقوله: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} أي بـ " لا إله إلا الله " {وهم يعلمون} بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم.
ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة).
ودليل اليقين: قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا -أي لم يشكوا - فأما المرتاب فهو من المنافقين.
ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة) وفي رواية: (لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة). وعن أبي هريرة أيضاً من حديث طويل: (من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها من قلبه فبشره بالجنة).
ودليل الإخلاص: قوله تعالى: {ألا لله الدين الخالص} وقوله سبحانه: {وما من أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}.
ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أسعد الناس بشفاعتي من قال لاإله إلا الله خالصاً من قلبه -أو من نفسه -) وفي الصحيح عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل) وللنسائي في " اليوم والليلة "من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، مخلصاً بها من قلبه، يصدق بها لسانه. . . إلا فتق الله السماء فتقاً، حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض، وحق لعبد نظر إليه الله أن يعطيه سؤله).
ودليل الصدق: قوله تعالى: {الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذببين} وقوله تعالى: {ومن الناس من يقول ءامنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}.
ومن السنة: ما ثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، صادقاً من قلبه، إلا حرمه الله على النار).
ودليل المحبة: قوله تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حباً لله} وقوله: {يأيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/443)
ومن السنة: ما ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه، قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار).
ودليل الانقياد: ما دل عليه قوله تعالى: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون} وقوله: {ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن} وقوله: {ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى} أي بـ " لا إله إلا الله "، وقوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً}
ومن السنة: قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) وهذا هو تمام الانقياد وغايته.
ودليل القبول: قوله تعالى: {وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا ءاباءنا على أمة وإنا على ءاثارهم مقتدون * قال أولوا جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه ءاباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون * فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين} وقوله تعالى: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أإنا لتاركوا ءالهتنا لشاعر مجنون}.
ومن السنة: ما ثبت في الصحيح عن أبى موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، أصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك الماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك راساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به). (1)
ــــــــــــــــــــــــ
(1): (الواجبات المتحتمات: الشيخ / محمد بن عبد الوهاب /4:1)
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[28 - 07 - 07, 12:19 ص]ـ
وللنسائي في " اليوم والليلة "من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، مخلصاً بها من قلبه، يصدق بها لسانه. . . إلا فتق الله السماء فتقاً، حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض، وحق لعبد نظر إليه الله أن يعطيه سؤله).
قال الشيخ الألباني: منكر.
(ضعيف الترغيب والترهيب/1 - 234/ ح 932)
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[28 - 07 - 07, 01:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه و التابعين.
أخى أبا بكر، لعل هذا يعوضك:
قال النبى صلى الله عليه و سلم:" ما من نفس تموت وهي تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله يرجع ذلك إلى قلب موقن؛ إلا غفر الله لها " حسنه الألبانى فى الصحيحة.
قال رحمه الله معقبا " (حسن). وهو بمعنى أحاديث أخرى في الباب منها حديث أنس مرفوعا بلفظ: من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صادقا من قلبه؛ دخل الجنة]. أخرجه أحمد والنسائي وإسناده صحيح "
ففيه معنى الحديث المنكر آنف الذكر.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[28 - 07 - 07, 11:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[03 - 08 - 07, 06:59 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد.
فقد وجدتُ في كتاب (التوحيد لابن رجب) أو " كلمة الإخلاص" أنه بوَّب شروط لا إله إلا الله فقال - رحمه الله-:
شروط لا إله إلا الله
وقالت طائفة من العلماء: المراد من هذه الأحاديث أن لا إله إلا الله سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، ومقتض لذلك، ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه، أو لوجود مانع، وهذا قول الحسن ووهب ابن منبه وهو الأظهر.
وقال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة. قال الحسن: [نعم] إن لـ ((لا إله إلا الله)) شروطاً، فاياك وقذف المحصنة! [وروي عنه أنه قال للفرزدق: هذا العمود فأين الطنب؟].
وقيل للحسن: إن ناساً يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة؟ فقال: من قال: لا إله إلا الله، فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.
وقال وهب بن منبه لمن سأله: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.
وهذا الحديث: ((إن مفتاح الجنة لا إله إلا الله))، خرجه الإمام أحمد بإسناد منقطع.
ويدل على هذا القول، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص. كما في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجلاً قال: يا رسول الله! أخبرني بعمل يدخلني الجنة. فقال: ((تعبد الله، لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم)).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلاً قال:يا رسول الله! دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة. قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان)) فقال رجل: والذي نفسي بيده، لا أزيد على هذا شيئاً،ولا أنقص منه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)). أ. هـ باختصار
وجزاكم الله خيراً , وهو حسبي ونِعم الوكيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/444)
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 07:40 م]ـ
هذه الشروط ذكرها بكاملها ابن القيم رحمه الله، بل ذكر في مدارج السالكين خسمة مجتمعة ... انظر مدارج السالكين وإغاثة اللهفان وغيرها من كتبه
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[03 - 08 - 07, 07:46 م]ـ
إلى أخي / محمد الباهلي
بل ذكر في مدارج السالكين خسمة مجتمعة ... انظر مدارج السالكين وإغاثة اللهفان وغيرها من كتبهلو أتيتني بالعزو إلى الكتب لوفرت عليَّ جهداً ووقتاً.
وجزاكم الله خيراً ..
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 06:23 ص]ـ
إلى أخي / محمد الباهلي
لو أتيتني بالعزو إلى الكتب لوفرت عليَّ جهداً ووقتاً.
وجزاكم الله خيراً ..
أبشر يا أخي الفاضل بما تريد .. أنا الآن بعيد عن مكتبتي أول ما أصل أراجع كتب ابن القيم وأتحفك بالعزو .... وإن أردت المزيد فراجع فتح المجيد شرح كتاب التوحيد فتجد الشيخ عبدالرحمن بن حسن دائما ً ينقل عن ابن القيم رحمهما الله.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[05 - 08 - 07, 08:08 ص]ـ
.. أنا الآن بعيد عن مكتبتي أول ما أصل أراجع كتب ابن القيم وأتحفك بالعزو جزاك الله خيراً .....
في انتظارك .......
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[05 - 08 - 07, 01:33 م]ـ
"8 - ومع هذه الشروط مجتمعة، لابد من الإقامة على هذه الكلمة، ليختم للعبد بها ختامًا حسنًا، فإنما الأعمال بالخواتيم، ففي حديث مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة»."ا. هـ
و هو شرط بلا شك، و إن كنت لا أعرف لما أهمله الشيخ حكمى وبقية المشايخ ولم ينصوا عليه.
هذا غير صحيح. فالشرط هو "ما يلزم من عدمه العدم, ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته". فانتفاء الشرط يعني انتفاء المشروط, فجعل ثبوت الشرط حال حصول المشروط شرطاً إضافياً هو تحصيل حاصل أولاً, ودوَر ثانياً. وشأنه شأن من يقول بأن الاحتفاظ بالوضوء شرط من شروط الصلاة. وهذا فاسد اصطلاحاً. والله أعلم
وهنا ملاحظة: أين الخوف والرجاء والتعظيم من هذه الشروط المعدود سبعة منها؟
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 07:50 ص]ـ
هذه مجموعة من المواضع التي تكلم فيها ابن القيم رحمه الله تعالى عن الشهادتين أخذتها من كتاب الشيخ بكر أبوزيد التقريب لعوم ابن القيم:
1 ـ زاد المعاد: 1/ 1ـ 2، 5، 13 ـ 14، 95
3/ 42ـ 41
2ـ مفتاح دار السعادة ص 102
3 ـ مدارج السالكين 1/ 330، 329
4 ـ بدائع الفوائد 4/ 168
5 ـ طريق الهجرتين 716
6 ـ الداء والدواء 285 ـ 290
7 ـ إعلام الموقعين 1/ 171ـ 177.
8 ـ شفاء العليل: ص 592 ـ 593، 631.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[08 - 08 - 07, 12:48 ص]ـ
أحسن الله إليك أيها الباهلى.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[17 - 08 - 07, 06:52 م]ـ
إلى أخي / الباهلي -حفظه الله - ..
جزاك الله خيراً على هذه الفوائد الجمَّة , ولكن ..
ليس عندي كل هذه الكتب , ونظرت في المكتبة الشاملة فوجدت العزو إلى هذه الكتب غير صحيح - طبعا لأنك عزوت على المطبوع , فالعيب مني أنا -.
وكنتُ قد وددتُ أن تنقل كلاما في أصل الموضوع - مع العلم أني استفدتُ من هذه النقولات كثيراً , فجزاك الله خيراً -.
فهل عندك شيء جديد؟
وجزاك الله خيراً ..
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[17 - 08 - 07, 07:25 م]ـ
أحسنت يا شيخنا القاهرى، و أتوب إلى الله من قولى " و هو شرط بلا شك "، و أستغفره.
ـ[عدنان الاسعد]ــــــــ[17 - 08 - 07, 09:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المشاركات
لقد ذكر الحافظ الحكمي هذه الشروط مجموعة في منظومته المسماة سلم الوصول الى علم الاصول بقوله:
العلم واليقين والقبول والانقياد فادري مااقول
الصدق والاخلاص والمحبة وفقك الله لما احبه
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[18 - 08 - 07, 01:28 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي (محمد البيلى). ما أنا بشيخ فضلاً عن أن أكون لمثلك شيخاً.
ـ[هنَّاد]ــــــــ[19 - 08 - 07, 12:45 م]ـ
السلام عليكم ..
أستاذنكم إخوتي الفضلاء في هذه الإضافة ..
أولاً:
العلماء رحمهم الله ينصون على تلك الشروط في الدين والإيمان،
دون أن يصفوها بشروط لا إله إلا الله.
وأول من ذكرها مجتمعة ونص على اشتراطها لـ (لا إله إلا الله) - حسب علمي -
هو صاحب فتح المجيد الإمام عبد الرحمن بن حسن رحمه الله.
وبالنظر للأمر نظر تدقيق فإنا نجد أن الادلة؛
إنما نصت على اشتراط أربعة من تلك الشروط نصاً صريحا،
وهي: العلم - الإخلاص - اليقين - الصدق.
أما ما يذكره الشراح رحمهم الله وينقله الإخوة هنا؛
فهي أدلة عامة دلت على اشتراط الانقياد والمحبة وغيرها في الإيمان وفي الدين،
لا في كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) بعينها.
ثانياً:
التقسيم المذكور، وما زاده عليه بعض أهل العلم غير حاصر؛
ولعلهم رحمهم الله اقتصروا على ما يحتاج للتذكير به بعينه في وقتهم.
وإلا فالناظر للنصوص العامة والأصول الشرعية؛
فإنه يقطع باشتراط شروط زائدة على ما ذكر
كـ: أصل الخوف - أصل الرجاء - أصل الخشية ... إلخ.
وعلى طالب العلم أن يكون دقيقاً في استدلالاته،
إذ لا يكفي مجرد اشتراط (الانقياد) في بقاء الدين والإيمان
دليلاً على اشتراطه بعينه نصاً في كلمة التوحيد.
ثالثاً:
تسميتها بالشروط يتعارض مع مسمى الشرط الاصطلاحي،
إذ إن الشرط يخرج عن ماهية الشيء،
بينما تلك الشروط المذكورة هي من أصل الإيمان لا خارجه.
فتلخص مما سبق أن في ذلك التقسيم البديع ثلاثة أمور:
1. عدم وجود دليل ينص على اشتراط بعض الشروط المذكورة.
2. مع كونه غير حاصر لجميع ما قد يشترط في (لا إله إلا الله) بالنظر للأدلة العامة.
3. تسميتها بالشروط تسمية غير مستقيمة؛ فالأولى التعبير بالركنية لا الشرطية.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/445)
ـ[هنَّاد]ــــــــ[19 - 08 - 07, 12:58 م]ـ
عذراً؛
الرد لا يقبل التعديل ..
لكن نسيت إضافة ركن (الصدق) لأركان (لا إله إلا الله).
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[19 - 08 - 07, 06:09 م]ـ
وأول من ذكرها مجتمعة ونص على اشتراطها لـ (لا إله إلا الله) - حسب علمي -
هو صاحب فتح المجيد الإمام عبد الرحمن بن حسن رحمه الله.
نص عليها الإمام ابن عبد الوهاب أخى الفاضل. راجع المداخلات الآنفة.
3. تسميتها بالشروط تسمية غير مستقيمة؛ فالأولى التعبير بالركنية لا الشرطية
أما هذه فطيبة، لكنى فى اعتذار تعليق المشايخ لأن من سموها بالشروط ليسوا بمتعالمين، و إنما هم ياقوتة فى تاج علم هذا الزمان.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[19 - 08 - 07, 06:10 م]ـ
وأول من ذكرها مجتمعة ونص على اشتراطها لـ (لا إله إلا الله) - حسب علمي -
هو صاحب فتح المجيد الإمام عبد الرحمن بن حسن رحمه الله.
نص عليها الإمام ابن عبد الوهاب أخى الفاضل. راجع المداخلات الآنفة.
3. تسميتها بالشروط تسمية غير مستقيمة؛ فالأولى التعبير بالركنية لا الشرطية
أما هذه فطيبة، لكنى فى انتظار تعليق المشايخ لأن من سموها بالشروط ليسوا بمتعالمين، و إنما هم ياقوتة فى تاج علم هذا الزمان.
ـ[هنَّاد]ــــــــ[19 - 08 - 07, 09:16 م]ـ
أما هذه فطيبة، لكنى فى انتظار تعليق المشايخ لأن من سموها بالشروط ليسوا بمتعالمين، و إنما هم ياقوتة فى تاج علم هذا الزمان.
أخي الكريم - وفقك الله -:
لا تجد في نفسك حرجاً من التخطئة في الخطإ البيِّن مع الاعتذار للعالِم وحفظ قدره.
فلا عصمة لأحد بعد رسول الله.
واعلم أن الدين لا يقوم على المجاملة في الخطإ،
كما أنها أول الدرجات في سُلَّم الغلو.
أقولها لشخصك الكريم مع الإجلال والاحترام على سبيل النصح
لا على وجه الاتهام.
وفقك الله لكل خير وبارك فيك ..(42/446)
هل تصلح رسالة ماجستير في هذا العناوين
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[15 - 07 - 07, 12:44 م]ـ
هل تصلح رسالة ماجستير في هذا العناوين 1 - عقيدة ابن العربي المالكي
2 - جهود ابن ابي عاصم في تقرير عقيدة السلف وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[15 - 07 - 07, 01:17 م]ـ
بارك الله فيك
نعم يصلح,
ولو حبذا الثاني وجزاكم الله خيرا
ـ[الاحسائي]ــــــــ[15 - 07 - 07, 06:29 م]ـ
كلا العناونين جيد ولكن أوصيك بالتالي:
1 - الإخلاص لله تعالى في كتابته هذه الرسالة التي ستعينها.
2 - البحث عن أمثال عنوان الرسالة التي ستكتبها فربما يوجد أحد سبقك إليها أو شابهها , فحينها يكون البحث عن عنوان آخر أولى.
3 - استشارت كبار أهل العلم المحيطين بك خصوصا من لهم باع في هذا المجال , ولا تقف عند واحد أو اثنان فقط.
4 - الحرص على كتم عنوان الرسالة , لئلا تسرق ونحوه , لا سيما إذا كان العنوان جديدا أوجذابا.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[15 - 07 - 07, 08:21 م]ـ
أنا أوافق أخي الإحسائي-حفظه الله - على ما قال.
وبالله التوفيق.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[15 - 07 - 07, 10:29 م]ـ
وأضف إلى كلام أخي (الإحسائي):
2 - أن تصلي ركعتين استخارة , فأنت في حيرة من أمرك ,
فاستخير ربك,
واستشير صحبك.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[22 - 07 - 07, 04:24 ص]ـ
لعلى الأول هو الأفضل من جهة تقديمة للحصول على الرسالة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[22 - 07 - 07, 12:47 م]ـ
لماذا اذكر السبب أخي الكريم
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[23 - 07 - 07, 12:04 م]ـ
{احرِص عَلَى ما يَنْفَعك , واستَعِن باللهِ ولا تعجز}
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[20 - 07 - 09, 07:25 م]ـ
للرفع
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 01:12 ص]ـ
بالنسبة لابي بكر بن العربي فقد قام به د. عمار طالبي في الجزائر والله اعلم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[21 - 07 - 09, 04:10 ص]ـ
إضافة إلى أن عقيدة ابن العربي مشهورة متضحة، فهو أشعري تقليدي، يعني لا يمثل انتقالا في المذهب، أو له مذهب فكري خاص، أو ملتبسة حاله، فالرسالة فيه ستكون تقليدية.
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 10:42 م]ـ
أيهما يقدم صياغة عنوان الموضوع أم البحث فيه؟
أستغرب سؤال بعض الإخوة الذي يطلبون اقتراح عناوين لرسائل جامعية يريدون تحضيرها، وطبيعة الباحث أن يكون له اهتمام بموضوع أو مواضيع معينة سبق له أن جال فيها واكتشف أن بها زوايا مهمة تحتاج إلى تجلية وتوضيح، وللقدماء ضوابط للتأليف معروفة، وإذا لم يكن بين الباحث وموضوعه صلة قربى فلن يضيف لحقل المعرفة إلا أكواما من الورق منها شهادته الجامعية.
هذه الخاطرة قديمة أحببت أن أشارك بها اليوم بعد غياب طويل، ولا علاقة لها بما قدمه الأخ السلفي وفقه الله وسدد خطاه.(42/447)
يهودية تعتنق الإسلام ولله الحمد
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[15 - 07 - 07, 04:22 م]ـ
ذكرت الجزيرة نت"أن موران" اليهودية أسلمت وبدلت اسمها ب"آية" تيمناً بآيات القرآن الكريموهي تتطلع للحج والعمرة ومستعدة لتحمل كل الصعاب من أجل دينها ولا يهمها -حسب ما تقول- سوى طاعة الله.
وموران أو آية سيدة يهودية من مدينة عكا ( http://www.aljazeera.net/news/archive/archive?ArchiveId=332961) داخل أراضي 48 أشهرت إسلامها يوم الجمعة رغم احتجاجات شديدة من والديها، وقالت إنها ذاقت طعم الطمأنينة والتقوى للمرة الأولى في حياتها.
تقول آية (31 عاما) التي تزوجت من شاب عربي قبل بضع سنوات إن تعاليم الإسلام كانت تستهويها منذ تعرفت عليها بفضل مجاورة أهلها للمسلمين في عكا واحتكاكها مع ذوي زوجها.
وتضيف آية التي تتحدث بلغة تخلط بين العربية والعبرية "اعتدت قبل إسلامي أن أصلي خمس مرات باليوم إلى أن اعتنقت الإسلام وبدأت أحس بمخافة الله بشكل حقيقي".
وتقول "رغم أني لم أمارس طقوس الديانة اليهودية، لكن الإيمان بالله كان ينمو في قلبي، وكنت أبحث عن الأمان والطمأنينة والراحة النفسية فلم أجدها سوى بالسجود بين يديه".
وعن قرار اعتناقها الإسلام قالت آية للجزيرة نت إنها قررت إشهار إيمانها الجديد خلال أدائها صلاة العصر في مسجد الجزار حيث تواظب على أداء الصلوات فيه يوميا مع أخواتها المسلمات اللواتي رحبن بها بحرارة، كما تقول.
وأعربت عن سعادتها بقرارها النابع من "تفهمي لدين الإسلام وجوهره والمعاملة الحسنة التي تلقيتها من المسلمين الذين وقفوا إلى جانبي"، وهو ما شدها إلى الإسلام، حسب قولها. http://www.aljazeera.net/News/
قال الشيخ الألباني :
Engine/imgs/top-page.gif (http://www.aljazeera.net/News/Templates/Postings/DetailedPage.aspx?FRAMELESS=false&NRNODEGUID=%7b0FB0A442-D10F-4AF9-ADD2-87B92A7A17E8%7d&NRORIGINALURL=%2fNR%2fexeres%2f0FB0A442-D10F-4AF9-ADD2-87B92A7A17E8&NRCACHEHINT=Guest#) الحلم
ويبدو أن آية لم تكتف بإشهار دينها، بل تتحين الفرصة لتحقيق حلمها بزيارة قبر النبي الأكرم وأداء فريضة الحج، كما لم تكتف بحصولها على الطمأنينة وحدها فسارعت لتسجيل أولادها الثلاثة رامي وتمام وعمري، في مدرسة عربية بعدما غيرت اسمي ابنتيها إلى آمنة أم الرسول وفاطمة ابنته، داعية النساء المسلمات الالتزام بعبادة الله وتعاليمه.
وتعتبر آية التي تتمتع بسماع الأناشيد الدينية وأغاني المغني البريطاني سامي يوسف أن الله كتب لها عمرا جديدا بمنحها هذه الطمأنينة، وهي تكثر من ترديد (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) و "يا الله يا رب العالمين احفظني مسلمة ليوم الدين".
وذكرت أنها عندما توجهت لمجلس الحاخامات اليهودية في القدس للتنازل عن الديانة اليهودية سألها أحد الحاخامات عن تحولها لدين الإسلام فأجابته "أنت لن تعرف ما أشعر به بعد النطق بشهادة الإسلام"."
الفتنة ستحقق لإسرائيل أعذب أحلامها للتخلص من القضية الفلسطينية
"صدمة الوالد
اعتناق الابنة الشابة للإسلام صدم عائلتها، حسب ما ذكرته، لكن والدتها كانت أكثر تفهما ولفتت إلى أنها تأمل أن يغير الله موقف والدها الرافض لاعتناقها الإسلام.
[ RIGHT] وأضافت "أنا مستعدة لتحمل أي صعاب لأجل دين الإسلام، ولا يهمني سوى طاعة الله، لقد أخبرت والدي بأني ألبس الحجاب وبأنني مسلمة ومستعدة أن أقّبل أيديكما وجبينكما مرضاة لله الذي أوصى برضى الوالدين".
الاقتتال فتنة
وبحزن تحدثت آية عن مشاهد اقتتال الأشقاء في غزة، وشددت على أن ما أسمته بـ"الفتنة" ستحقق لإسرائيل أعذب أحلامها للتخلص من القضية الفلسطينية.
آية وجهت أول مناشدة لها لفرقاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس ( http://www.aljazeera.net/NR/exeres/69B04F97-E44F-47A1-9BAB-FE684FA0F435.htm)) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح ( http://www.aljazeera.net/NR/exeres/B2285940-B3C2-4324-B4B9-3E01EB66F37A.htm)) بالاحتكام للقرآن الكريم والعمل بحكم الصلاح بين الطائفتين المتقاتلتين.
وأضافت "سألت عن موقف الدين في حال نشوب الخلافات بين المسلمين، فعلمتني إحدى الأخوات في مسجد الجزار في عكا سورة الحجرات وأذكرهم بالآية القائلة "وأقسطوا إن الله يحب المقسطين".
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[15 - 07 - 07, 05:08 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
عندنا في فلسطين عائلة يهودية كاملة اسلمت قبل فترة ونشرت الجرائد والصحف الخبر وحصلت ضجة على إسلامهم واعرف شخصا يسكن بالقرب مني كان نصراني وأسلم وتزوج مسلمة والحمد لله
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[15 - 07 - 07, 05:30 م]ـ
لا أعرف أي مركز في القدس وعند عرب الداخل متخصص لدعوة اليهود والنصارى للإسلام
ومع ذلك فهناك أعداد جيدة منهم تدخل الإسلام
تقصيرنا في فلسطين في دعوتهم كبير كبير جداً
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[15 - 07 - 07, 05:32 م]ـ
الحمد لله على انتشار الإسلام وإقبال الناس عليه من كل الأديان
ولم لا إنه دين الحق ودين العلم ودين الحرية ودين السلام قال تعالى {وإن جنحو للسلم فاجنح لها}
يبقى المشكل أننا لانحسن الدعوة الى الله بالسلوك والمعاملات،
ولا أدل على ذلك مايقع بين الفلسطينين أبناء الدين الواحد والهدف الواحد والمصير الواحد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/448)
ـ[موسى الفيفي]ــــــــ[15 - 07 - 07, 06:32 م]ـ
السلام عليكم:
إن دين الاسلام ينقصه أن كثيرا من رجاله لا يحمل هم الدعوة إليه
ـ[ابن جامع]ــــــــ[15 - 07 - 07, 06:53 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
له الفضل اولا و اخرا ...
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[16 - 07 - 07, 02:23 ص]ـ
دخولهم في الإسلام هو أفضل انتصار للمسلمين.
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 05:37 م]ـ
ما شاء الله لا قوة الا بالله
نسأل الله لها الثبات
اللهم ثبت آية على دينك يا كريم و أعنها على طاعتك
اللهم آمين
ـ[أبوهمام الهمام]ــــــــ[27 - 07 - 09, 04:09 م]ـ
هذا من الله والحمد على اسلامها
وسلوكها الصراط المستقيم.
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[30 - 07 - 09, 07:19 ص]ـ
ثبتها الله تعالى وهدى غيرها من اهل ملتها
ـ[البركاتي الشريف]ــــــــ[19 - 10 - 09, 01:38 ص]ـ
الحمد لله انه انجاها من براثن الكفر
ثبتنا الله واياها جميع المسلمين(42/449)
هل من شروح للعقيدة السفارينية على الشبكة الإلكترونية؟
ـ[ابن الصالح]ــــــــ[15 - 07 - 07, 06:38 م]ـ
إخواني رواد منتدى أهل الحديث!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضلاً أيها الأعزاء، أريد منكم شروحاً للعقيدة السفارينية، على سبيل المثال:
1) شرح الدرة المضية للشيخ صالح الفوزان (على الوورد).
2) مختصر لوامع الأنوار البهية لابن سلوم.
3) حاشية الدرة المضية. لابن قاسم.
4) حاشية على الدرة المضية لابن مانع.
ولكم شكري ودعائي.
أخوكم / ابن الصالح.
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[15 - 07 - 07, 10:02 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
شرح ابن عثيمين:
http://www.ibnothaimeen.com/all/index/article_17097.shtml
بحثت بالجوجل فوجدت أيضاً:
حمل شرح كتاب العقيدة السفارينية- الشيخ العلامة صالح الفوزان -لعله تابع للشاملة لم يفتح بواسطة الوورد
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?p=3039(42/450)
هام جدا كتب عن العلمانيه والعقلانيه
ـ[ابو الريم]ــــــــ[16 - 07 - 07, 01:51 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين
امابعد
ارجو من الاخوه مساعدتي بالكتب التي تتحدث عن العلمانيه والعقلانيه الحديثه غير كتابا الشيخين العقل والحوالي
مع ذكر الدار الناشره للكتاب
جزا الله من اعان اخيه خير الجزاء
ـ[أبو شرحبيل]ــــــــ[16 - 07 - 07, 06:21 م]ـ
كتاب مذاهب فكرية للأستاذ محمد قطب
الناشر دار الشروق
يوجد نسخة من الكتاب على شبكة الانترنت
كتاب كواشف الزيوف للشيخ عبد الرحمن بن حسن حبنكة
لا أدري الناشر إنما هو أحد الدور الشامية
موقف أهل السنة والجماعة من العلمانية لمحمد عبد الهادي المصري
يوجد نسخة من الكتاب على شبكة الانترنت
العلمانية .. التاريخ والفكرة د. عوض بن محمد القرني
يوجد نسخة من الكتاب على شبكة الانترنت
.
ـ[ابو الريم]ــــــــ[16 - 07 - 07, 08:24 م]ـ
رفع الله قدرك
وجزيت خيرا
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[17 - 07 - 07, 12:02 ص]ـ
من افضل ما كتب في الفكر المعاصر كتب الاستاذ البارع محمد قطب حفظه الله و امد في عمره
و كتبه متوفره خارج المملكه و على الانترنت
و من اميزها واقعنا المعاصر، و له كتاب قبل عدة سنوات و هو من اواخر ما كتب (قضية التنوير في العالم الاسلامي)
و هناك رساله قيمة بدات فيها و لم اكملها الى الان عن العصرانيين و التنويريين للاستاذ:
ابراهيم السكران (مألات الخطاب المدني)
و صدر الجزء الاول منها و يتكون في من 170 ص، و هي من اجود و اعمق ما كتب و فيها فضح لهم من داخلهم و السكران يعرفهم جيدا.
تجدها في مجله العصر
ـ[ابو الريم]ــــــــ[17 - 07 - 07, 12:06 ص]ـ
اسأل الله ان لا يحرمك الأجر
وجزيت خيرا
ـ[حامد تميم]ــــــــ[21 - 07 - 07, 02:09 ص]ـ
إليك هذا الرابط عن العلمانية:
http://saaid.net/mktarat/almani/r.htm
وهذا الرابط عن بعض الكتب التي تكلمت عن العقلانية والعصرانية للشيخ سليمان الخراشي:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/k.htm
والله يرعاكم.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[21 - 07 - 07, 09:16 ص]ـ
تفضل يا أخى جامع الكتب والابحاث فى الرد على الالحاد والمذاهب الفكرية المعاصرة
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2456
وأيضاً فهرس به مقالات عديدة فى نقد العلمانية والعقلانية
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2533
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 02:04 م]ـ
البيان لخطر الأحزاب العلمانية والليبرالية على الدين والأخلاق وشريعة القرآن للشيخ حامد بن عبدالله العلي
http://h-alali.info/b_open.php?id=86beb272-fb6b-1029-a701-0010dc91cf69
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[22 - 07 - 07, 04:10 ص]ـ
كسر الوثن العلماني
كتاب جيد
ـ[أبو أنس أحمد عبد اللطيف]ــــــــ[29 - 04 - 08, 11:23 م]ـ
هذا الرابط فيه كتب حول العلمانية
http://saaid.net/mktarat/almani/m-k.htm(42/451)
سؤال ـ حول القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[16 - 07 - 07, 03:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الأفاضل
السؤال الأول: هل الإمام ابن خزيمة [ت 311] من أهل القرون الثلاثة المفضلة المشهود لها بالخيرية أم هو من دونهم؟؟؟
السؤال الثاني: كيف نحدد القرون الثلاثة؟؟ يعني كيف نظبط؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 07 - 07, 04:07 م]ـ
الحمد لله وحده ...
القرون الثلاثة هي الأجيال الثلاثة الأولى، كما ذكر أهل العلم.
أي: الطبقات الثلاثة الأولى في الأمّة.
طبقة الصحابة، ثم طبقة التابعين، ثم طبقة تابعي التابعين.
والمراد بالصحابي هنا هو: من لقي النبي صلى الله عليه وسلّم مؤمنًا به ومات على الإسلام.
والمراد بالتابعي: من لقي الصحابي مؤمنًا بالنبي صلى الله عليه وسلّم ومات على الإسلام.
وتابع التابعي: من لقي التابعي مؤمنًا بالنبي صلى الله عليه وسلّم ومات على الإسلام.
وليس المراد بالقرون الثلاثة من عاش في الثلاثمائة سنة الهجرية الأولى كما يظنّ بعضهم.
إذا علمتَ ذلك علمتَ أنّ الإمام ابن خزيمة بل ومن مات قبله بسنوات طويلات ليس من السّلف.
أي: ليس من القرون الثلاثة الخيرية.
وهو مع ذلك إمام من أئمّة أهل السنّة والجماعة المتّبِعين للسّلف المتَّبعين.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 07 - 07, 01:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا اخي الكريم
لكن هل من مزيد بيان بأكثر دقة؟؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[23 - 07 - 07, 02:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله في الشيخ الكريم الأزهري السلفي على هذا الجواب الدقيق، وذلك أن بعض أهل العلم حدد القرن بمائة سنة وبعضهم بثمانين وبعضهم بأقل وأكثر والذي حرره شيخ الإسلام ابن تيمية أن القرن يعتبر بجمهور أهله فنهاية القرن الأول أي قرن الصحابة هو بموت جمهور الصحابة.
قال ابن تيمية رحمه الله: (فإن الاعتبار في القرون الثلاثة بجمهور أهل القرن، وهم وسطه، وجمهور الصحابة انقرضوا بانقراض خلافة الخلفاء الأربعة حتى إنه لم يكن بقي من أهل بدر إلا نفر قليل، وجمهور التابعين باحسان انقرضوا في أواخر عصر أصاغر الصحابة في إمارة ابن الزبير وعبد الملك، وجمهور تابعي التابعين انقرضوا في أواخر الدوله الأموية وأوائل الدولة العباسية .. ) مجموع الفتاوى (10/ 357)
بمعنى أن القرن الأول انتهى بانتهاء خلافة الخلفاء الأربعة سنة 40هـ، والقرن الثاني انتهى في السبعين إلى الثمانين، والقرن الثالث انتهى سنة 130 هـ تقريباً.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 07 - 07, 03:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا الكريم
ـ[همام النجدي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 04:57 ص]ـ
هل من زيادة من كلام اهل العلم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[06 - 10 - 10, 10:38 ص]ـ
هل من زيادة من كلام أهل العلم
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[07 - 10 - 10, 12:09 ص]ـ
اعجبني الموضوع وتعقيبات الاخوة الافاضل جزاهم الله خيرا فقد افادو واجادو
وزاد اعجابي بتوقيعك اخي ابو سلمى
جزاك الله خيرا
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[07 - 10 - 10, 12:11 ص]ـ
اعجبني الموضوع وتعقيبات الاخوة الافاضل جزاهم الله خيرا فقد افادو واجادو
وزاد اعجابي بتوقيعك اخي ابو سلمى
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[07 - 10 - 10, 12:13 ص]ـ
والفاهم يفهم
وجزاك الله بمثله يا أخي محمد
الله يبارك فيك
:)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 12:35 ص]ـ
القرون الثلاثة في لسان أهل العلم والعربية هي كما قال ابن بطال: ((القرون الثلاثة الصحابة والتابعين وتابعيهم)).
وقال شيخ الإسلام نفسه: ((فَإِنَّ الِاعْتِبَارَ فِي الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ بِجُمْهُورِ أَهْلِ الْقَرْنِ وَهُمْ وَسَطُهُ وَجُمْهُورُ الصَّحَابَةِ انْقَرَضُوا بِانْقِرَاضِ خِلَافَةِ الْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعَةِ حَتَّى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَقِيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ إلَّا نَفَرٌ قَلِيلٌ وَجُمْهُورُ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانِ. انْقَرَضُوا فِي أَوَاخِرِ عَصْرِ أَصَاغِرِ الصَّحَابَةِ فِي إمَارَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَعَبْدِ الْمَلِكِ، وَجُمْهُورُ تَابِعِي التَّابِعِينَ انْقَرَضُوا فِي أَوَاخِرِ الدَّوْلَةِ الْأُمَوِيَّةِ))
وقال الشيخ ((وَإِنَّمَا حَدَثَ هَذَا بَعْدَ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ. قَرْنِ
الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ)).
وقال الشيخ: ((فَإِنَّ هَذَا لَمْ يَكُنْ يُعْرَفْ فِي الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ لَا عِنْدَ قَبْرِهِ وَلَا قَبْرِ غَيْرِهِ لَا فِي زَمَنِ الصَّحَابَةِ وَلَا التَّابِعِينَ وَلَا تَابِعِيهِمْ))
وبعد انقضاء هذه القرون الثلاثة الصحابة والتابعون وأتباعهم زادت البدع خاصة بدع اليونان كالمجاز، ولذا أناط بانقضائها الشيخ وغيره كثيراً من البدع، ولذا قال غير ابن تيمية: ((وقد توسع من تأخر عن القرون الثلاثة الفاضلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم ولم يقتنعوا بذلك حتى مزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان)).
وهذا الزمان زمان أتباع التابعين ينتهي جمهور طبقته في حدود سنة 170 هجرية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/452)
ـ[همام النجدي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 04:37 ص]ـ
احسنت ابافهر
ولاكن مابال الكتابة متلاصقة
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 10 - 10, 08:52 م]ـ
من أعجب ما وقفت عليه من كلام من أدخل في (السلف) من ليس منهم، بل من أعدائهم الطاعنين فيهم، ما قاله الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله في خاتمة رسالة له قصيرة بعنوان ((نماذج من رسائل الأئمة السلف وأدبهم العلمي))، قال تحت عنوان: " نبذة من أخبار الأئمة السلف في الحفاظ على المودة والأخوة مع اختلافهم في المذهب والمنزع " (!) ص48: " 8 - وقد وقع لعمرو بن عبيد أنه قال في مسألة رأياً فأخطأ فيه فناقشه واصل بن عطاء (!!)، فتبين لعمرو بن عبيد خطؤه في تلك المسألة، فرجع إلى الحق قائلاً ما بيني وبين الحق من عدواة " ثم قال في الهامش: من المنية والأمل لابن المرتضى ص51!!.
فعمرو بن عبيد وواصل بن عطاء إماما الضلالة والاعتزال الطاعنين في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين هم سلفنا المتبعون، هما عند الشيخ - غفر الله له - من أئمة السلف!! بل وينقل قصتهما من كتاب لشيعي معجباً بها داعياً إلى التأسي بهما!!
ومثل هذا الخطأ الفاحش لا أجد له تبريراً ولا تفسيراً!
ولمعرفة حال عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء انظر ترجمتهما في سير أعلام النبلاء أو ميزان الاعتدال أو لسان الميزان وهذا الأخير طبعه أبو غدة بعنايته!
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 10 - 10, 10:22 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد
ولمعرفة حال أبي غدة راجع السلسلة الصحيحة والسلسلة الضعيفة للعلامة المحدّث الفقيه السلفي محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -
ولا ما نع من إلقاء نظرة هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215909
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 10:37 م]ـ
ولمعرفة حال عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء انظر ترجمتهما في سير أعلام النبلاء أو ميزان الاعتدال أو لسان الميزان وهذا الأخير طبعه أبو غدة بعنايته!
وعلى ذكره، فلمعرفة حاله كذلك يقرأ (جزء فيه من أخبار عمرو بن عبيد) للحافظ الدارقطني
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 10:45 م]ـ
وكان هو وواصل بن عطاء من أهل التأله والعبادة والتصون عن المحرمات والتباعد عن المعاصي ..
فسبحان من جمع في قلوب عباده إيماناً وكفراً!!
اللهم ثبت قلوبنا على دينك ولا تغررنا بطاعة المطيع عن خطئه وضلاله، ولا تحرمنا مع الصواب العبادة والطاعة، وارزقنا سداد القول والعمل ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:03 م]ـ
أحسن الله إليكما.
ومن (عجائب الاتفاقات)، أنني عندما كنت أستمع اليوم لخطيب الجمعة - وهو رجل عامِّي وكانت خطبته عن الغيبة - شرد ذهني فلا أدري ما الذي ذكرني بهذا النقل الذي نقلته عن عمرو بن عبيد، فقررت حينها أن أكتبه في هذا الموضوع، وإذا بالخطيب يقول: وقال عمرو بن عبيد وهو من كبار أئمة التابعين!!، ونقل عنه كلاماً في ذم الغيبة - نسيته -، فجلست معه بعد الخطبة وقلت له: عمرو بن عبيد ليس من كبار أئمة التابعين، بل هو من أئمة المعتزلة المبتدعة، فتلكأ ثم قال: هذه سمعتها بالأمس من الشيخ محمد حسان! فقلت له: مستحيل أن يكون الشيخ محمد حسان قد قالها فربما كان الرجل المنقول عنه غير عمرو بن عبيد! فقال: ربما شيخ ثاني .. يمكن شيخ سوري!! ثم قال لي: " يا زلمة روح .. (صرماية) المعتزلة بتسوى كثير من المشايخ تبعون اليوم "
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:09 م]ـ
مامعنى " يا زلمة روح .. (صرماية) المعتزلة بتسوى كثير من المشايخ تبعون اليوم "؟
وخصوصا معنى صرماية؟
أضحككم الله وبارك فيكم ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:24 م]ـ
وفيك بارك ..
زلمة: رجل.
روح: اذهب.
الصرماية - مع احترامي للقارئين -: النعل أو الحذاء.
بتسوى: تساوي.
المشايخ تبعون اليوم: يقصد مشايخ هذا الزمن، ولعله شاهد من سوء أخلاق بعض المتدينين في هذا الزمان ما دعاه لما قال.
ـ[أبوسفيان زهيرعبدالله السلفى]ــــــــ[09 - 10 - 10, 01:34 ص]ـ
جزل الله خيرا
اسأل الله ينفع بك ويجعلك فى خدمه الاسلام والمسلمين
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:30 ص]ـ
لخطيب الجمعة - وهو رجل عامِّي
خطيب الجمعة رجل عامي؟؟
السلام على وزارات الدين في الدول العربية
لم يبق على قيام الساعة إلا القليل
ـ[همام النجدي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 04:24 ص]ـ
ابافهر
قمت بزيادة اربعين عام بعد سقوط الدولة الاموية
فلما ذلك
والاقرب في كلام شيخ الاسلام في حدود عام 135
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 04:26 ص]ـ
نعم قولك صواب ..
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[09 - 10 - 10, 05:36 ص]ـ
على رأي شيخ الإسلام - أن القرن بجمهوره و هم وسطه - تكون نهاية القرون الخيرية كما ذكر الأخ همام قرابة 135 هـ، وإن كان المشهور أنه سنة 220 هـ بموت آخر أتباع التابعين، ذكره الحافظ و غيره .. !
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/453)
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[09 - 10 - 10, 01:00 م]ـ
ماذا يفهم من هذا الحديث؟
روى البخاري:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ
صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةٍ لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ فَوَهِلَ النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ وَإِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّهَا تَخْرِمُ ذَلِكَ الْقَرْنَ
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:27 م]ـ
تخرم ذلك القرن يعني تخرم ذلك الجيل، وأن النبي أطلق المائة وأراد الجيل، لأن الغالب أنه لا يعيش أحد حتى يدركها أو يتعداها.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:39 م]ـ
الحمد لله وحده ...
هذا الموضوع له أكثر من سنتين.
ولي بحث قبله بسنوات في المسألة، وقد وقفت على كلام شيخ الإسلام - الذي تفضل الشيخ أبو حازم بنقله - قديمًا وهو أهم مقصود من قولي في المشاركة السابقة: (كما ذكر أهل العلم).
ومنذ ذلك الحين وأنا في تأمل طويل، إذ كثير من أتباع التابعين قد توفي بين 170 - 190، وبعضهم بعد ذلك.
هذا مع اعتبار كون تابع التابعي هو ما ذكرته فوق بشرط الإطلاق.
ومن دواعي التأمل ما قيل في التحاق خلف بن خليفة بالتابعين وجعله آخرهم موتًا على خلاف فيه مشهور بين أهل العلم، هذا؛ مع أنني لا أرى صحة التحاقه بهم، إذا أنكره أحمد وغيره بعد الطعن في دليله.
لكن إن كان مختلفًا في كونه تابعيًا وقد توفي في 180
فكيف يقال إن جمهور جيل أتباع التابعين توفي في حدود 135؟!
ومن دواعيه أيضًا ما وقع عند البخاري (ت 256) من ثلاثيات.
ولا يقال إن هذا لا يشكل إذ المراد انقراض جمهورهم، لأن المقصود أنه إذا كانت الراوية باقية عن أتباع التابعين حتى 256 (وربما بعد ذلك) فيبعد أن يكون الجمهور قد انقرض قبل هذا التاريخ ب 121 عامًا.
وقد أحصيت أقوامًا من أعيان أتباع التابعين من أهل الصلاح والتقوى، والعلم والعمل ممن توفي بعد 160.
والأمر بحاجة إلى مزيد بحث.
والله أعلم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 03:04 م]ـ
وكان هو وواصل بن عطاء من أهل التأله والعبادة والتصون عن المحرمات والتباعد عن المعاصي ..
فسبحان من جمع في قلوب عباده إيماناً وكفراً!!
اللهم ثبت قلوبنا على دينك ولا تغررنا بطاعة المطيع عن خطئه وضلاله، ولا تحرمنا مع الصواب العبادة والطاعة، وارزقنا سداد القول والعمل ..
الحمد لله وحده ...
نقرأ هذا في بعض تراجم الرجلين ..
وهو مما يعجب له ويتوقف عنده طويلا أيضًا.
إذ القاعدة المطردة التي لا تنخرم أن الخلل في العلم والقصد لا بد أن يلتحق به خلل في العمل!
فكيف وهما من أئمة الإخلال بالاتباع، ومن أساطين الابتداع؟!
ولعل المراد كونهم أمثل أئمة البدعة والكفر حالا، لا أن ظاهرهم هو ظاهر المتألهين المتعبدين ممن كان في عصرهم من أهل السنة كما قد يتوهم من هذه الإطلاقات.
وهذا يمكن عدم النزاع فيه.
والله وحده أعلم.
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[09 - 10 - 10, 03:08 م]ـ
قارل رسول الله صلى الله عليه وسلم (يعيش هذا الغلام قرنا. فعاش مائة سنة.) رواه الحاكم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 03:32 م]ـ
نعم على الغالب كما ذكرنا
لا تنافي
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 03:38 م]ـ
قال الحافظ:
قَوْله: (خَيْر أُمَّتِي قَرْنِي)
أَيْ أَهْل قَرْنِي، وَالْقَرْن أَهْل زَمَان وَاحِد مُتَقَارِب اِشْتَرَكُوا فِي أَمْر مِنْ الْأُمُور الْمَقْصُودَة، وَيُقَال إِنَّ ذَلِكَ مَخْصُوص بِمَا إِذَا اِجْتَمَعُوا فِي زَمَن نَبِيّ أَوْ رَئِيس يَجْمَعهُمْ عَلَى مِلَّة أَوْ مَذْهَب أَوْ عَمَل، وَيُطْلَق الْقَرْن عَلَى مُدَّة مِنْ الزَّمَان، وَاخْتَلَفُوا فِي تَحْدِيدهَا مِنْ عَشَرَة أَعْوَام إِلَى مِائَة وَعِشْرِينَ لَكِنْ لَمْ أَرَ مَنْ صَرَّحَ بِالسَّبْعِينَ وَلَا بِمِائَةٍ وَعَشَرَة، وَمَا عَدَا ذَلِكَ فَقَدْ قَالَ بِهِ قَائِل. وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيّ بَيْن الثَّلَاثِينَ وَالثَّمَانِينَ، وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن بُسْر عِنْد مُسْلِم مَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْقَرْن مِائَة وَهُوَ الْمَشْهُور، وَقَالَ صَاحِب الْمَطَالِع: الْقَرْن أُمَّة هَلَكَتْ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَد، وَثَبَتَتْ الْمِائَة فِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن بُسْر وَهِيَ مَا عِنْد أَكْثَر أَهْل الْعِرَاق، وَلَمْ يَذْكُر صَاحِب " الْمُحْكَم " الْخَمْسِينَ وَذَكَرَ مِنْ عَشْر إِلَى سَبْعِينَ ثُمَّ قَالَ: هَذَا هُوَ الْقَدْر الْمُتَوَسِّط مِنْ أَعْمَار أَهْل كُلّ زَمَن، وَهَذَا أَعْدَل الْأَقْوَال وَبِهِ صَرَّحَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ وَقَالَ: إِنَّهُ مَأْخُوذ مِنْ الْأَقْرَان، وَيُمْكِن أَنْ يُحْمَل عَلَيْهِ الْمُخْتَلَف مِنْ الْأَقْوَال الْمُتَقَدِّمَة مِمَّنْ قَالَ إِنَّ الْقَرْن أَرْبَعُونَ فَصَاعِدًا، أَمَّا مَنْ قَالَ إِنَّهُ دُون ذَلِكَ فَلَا يَلْتَئِم عَلَى هَذَا الْقَوْل وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَالْمُرَاد بِقَرْنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيث الصَّحَابَة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/454)
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[09 - 10 - 10, 03:51 م]ـ
روى ابن سعد:
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يَقُولُ: الْقَرْنُ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ عَامًا، قَالَ: فَبُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَرْنٍ كَانَ الْعَامُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. أهـ
زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى: روى حديث خير أمتي القرن الذي بعثت فيه ....
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - 10 - 10, 05:10 م]ـ
الحمد لله وحده ...
نقرأ هذا في بعض تراجم الرجلين ..
وهو مما يعجب له ويتوقف عنده طويلا أيضًا.
إذ القاعدة المطردة التي لا تنخرم أن الخلل في العلم والقصد لا بد أن يلتحق به خلل في العمل!
اعذرني على جهلي
ولكن ما مصدر تلك القاعدة؟
وما الدليل على أنها مطردة لا تنخرم
فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن الخوارج الحرورية فقال:
(يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ وَلَا صَلَاتُكُمْ إِلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ وَلَا صِيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ .. )
صحيح مسلم
فلم يكن الخلل في العمل (العبادات) مع وجود الخلل في الاعتقاد وتفسير نصوص الوعيد
غلوا فهلكوا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 05:14 م]ـ
خبر الحاكم لا يثبت في أحد أسانيده مجهول وفي الآخر ضعيف وكلاهما يروي عن شيخ واحد ..
وخبر طبقات بن سعد فيه أبو محمد لم أعينه فأقف له على ترجمة ..
فالخبران لا يركن إليهما ..
====
أخي الكريم الأزهري السلفي ..
العمل قد يقع من المبتدع إن كان ما فيه من خلل العلم ليس زندقة ونفاقاً،وإنما أتى ما أتى وهو يظن أن ذلك الحق ..
وهذا الظن قد ينفعه وقد لا ينفعه، ولكن الكلام في حل الإشكال؛فالعمل إن لم يكن رياء وسمعة فهو من شواهد عدم زندقة ونفاق المبتدع ...
ومن أشهر أدلة العمل الحسن مع البدعة القبيحة = الخوارج ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 05:31 م]ـ
الحمد لله وحده ...
دخلت لأكتب ردًّا مختصرا على الأخت فوجدت مشاركة أبي فهر.
والأمر ليس مقصورًا على الزندقة والنفاق لنحصر الكلام فيه.
ومع ذلك فقد قيل في عمرو وواصل ما تعرف.
وعلى كل حال ليس مقصدي أن أنفي كل عمل خير عن كل مبتدع في الظاهر، بل ولا في الباطن.
إنما المقصود إنكار كون المبتدع - أيًّا كان - من (أهل التأله والعبادة والتصون عن المحرمات والتباعد عن المعاصي .. )
هذا وصف أئمة العمل والعلم والمشايخ من أهل السنة، وأما المبتدع فواقع في شر أنواع المعاصي سواء كفر ببدعته أو لم يكفر.
والخلل في العلم أو في العمل يمتنع معه هذا (الإطلاق).
===
ولذلك قلتُ سابقًا بوضوح تام: (ولعل المراد كونهم أمثل أئمة البدعة والكفر حالا، لا أن ظاهرهم هو ظاهر المتألهين المتعبدين ممن كان في عصرهم من أهل السنة كما قد يتوهم من هذه الإطلاقات).
====
وبعبارة أخرى:
إذا أراد المرء أن يترجم لإمام سني نقي الزاهر والباطن، فمن أرفع ما يمكن أن يقوله هذه العبارة: (هو من أهل التأله والعبادة والتصون عن المحرمات والتباعد عن المعاصي) ..
وهذه العبارة لا تنطبق على مبتدع واحد
فكيف تنطبق على أئمة البدع المغلظة؟!!
وكيف يوصف إمام في البدعة بأنه من أهل التباعد عن المعاصي والمحرمات
وأنه من أهل التصون والتأله والعبادة؟
وماذا بقي للأئمة؟!
هذا الوصف خطأ محض بلا شك.
والخلل عند أي لمبتدع واقع في الظاهر والباطن معًا بلا شك.
فكيف بإمام من أئمة البدعة والضلال ..
وأما القدْر الذي أشرتُ إليه سابقًا فيمكن عدم النزاع فيه ..
====
الأخت السائلة ..
الدليل على هذه القاعدة ما يذكره أهل العلم في مبحث التلازم بين الظاهر والباطن.
والكلام عن الخوارج مثل الكلام عن غيرهم، فعندهم خلل في العلم والقصد لزم منه خلل في العمل بحسبه.
بل؛ والخلل في الباطن أنواع، ويلزم منه نوع من الخلل في الظاهر بحسبه.
هذا محكم.
والله وحده أعلم.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[09 - 10 - 10, 05:41 م]ـ
اعذرني على جهلي
ولكن ما مصدر تلك القاعدة؟
وما الدليل على أنها مطردة لا تنخرم
فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن الخوارج الحرورية فقال:
(يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ وَلَا صَلَاتُكُمْ إِلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ وَلَا صِيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ .. )
صحيح مسلم
فلم يكن الخلل في العمل (العبادات) مع وجود الخلل في الاعتقاد وتفسير نصوص الوعيد
غلوا فهلكوا
والخلل في عبادتهم منصوص عليها في الحديث اعلاه * لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ* وفي رواية يقرؤن القران لا يجاوز حناجرهم اي لا ينتفعون به فهو حجة عليهم لا لهم وكذالك مروقهم من الاسلام وفي رواية يمروقون من الدين اي من التدين الى الفسق والفسق هو الخروج عن الطاعة اي ملازم للمعصية وهو خلل في العبادة
واطراد القاعدة لا يحتاج الى ان يستدل له كما قال بخاري باب العلم قبل القول والعمل
والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/455)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:02 م]ـ
والخلل في عبادتهم منصوص عليها في الحديث اعلاه * لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ* وفي رواية يقرؤن القران لا يجاوز حناجرهم اي لا ينتفعون به فهو حجة عليهم لا لهم وكذالك مروقهم من الاسلام وفي رواية يمروقون من الدين اي من التدين الى الفسق والفسق هو الخروج عن الطاعة اي ملازم للمعصية وهو خلل في العبادة
واطراد القاعدة لا يحتاج الى ان يستدل له كما قال بخاري باب العلم قبل القول والعمل
والله اعلم
الأخ الفاضل أبو هند
الفسق لا يمنع قبول العمل إذا كان العمل خالصا لله عز وجل وموافقا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم
فيظهر لي من الحديث - والله أعلم - هو أنه غير مقبول لأنهم خرجوا من الدين أي الملة وليس خروج من التدين إلى الفسق
فالفسق لا يضر العمل إذا كان موافقا للشرطين المعروفين
وقد أكون مخطئة في فهمي لقلة علمي ... ولكن هذا ما ظهر لي والله أعلم
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:05 م]ـ
الأخ الفاضل أبو هند
الفسق لا يمنع قبول العمل إذا كان العمل خالصا لله عز وجل وموافقا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم
فيظهر لي من الحديث - والله أعلم - هو أنه غير مقبول لأنهم خرجوا من الدين أي الملة وليس خروج من التدين إلى الفسق
فالفسق لا يضر العمل إذا كان موافقا للشرطين المعروفين
وقد أكون مخطئة في فهمي لقلة علمي ... ولكن هذا ما ظهر لي والله أعلم
قال تعالى * انما يتقبل الله من المتقين*
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:07 م]ـ
لا أظن أن نقاشنا يتوارد على محل واحد يا أبا حمزة ..
فالذي يصف أولئك بالتأله والعبادة والتصون عن المحرمات إنما يعني شعب الإيمان الظاهرة من الصلاة والصيام والصدقة وشعب المعاصي الظاهرة من الفواحش والكذب ونحو ذلك ..
أما ما وراء ذلك من حال القلب فقدمنا أن هذه العبادات قد تكون مع نفاق وقد تكون مع رياء ..
بقت صورة واحدة: وهي إن لم تكن هذه العبادات مع نفاق ولا رياء ولكن كان معها فسق البدعة ..
والذي أراه أن صاحب البدعة لو أتاها يظنها هي الدين الذي يرضاه الله منه = أن ذلك لا يتعارض مع كثرة عمله الظاهر واستقامته،بل يكون متألهاً في بدعته وفي عبادته جميعاً ..
ثم قد ينتفع بهذه العبادة وقد لا ينتفع بحسب عذر الله له على البدعة المكفرة من عدمه أما إن كانت بدعته غير مكفرة فتكون في كِفة وعبادته في أخرى ..
فكلامنا: كيف يستقيم العمل الظاهر الحسن الكثير مع البدعة، والجواب: أن البدعة وإن كان معصية إلا أنها عند صاحبها طاعة فهو يأتي ببدعته طاعة كما يأتي بعبادته طاعة ونفسه رضية بهذا ترى أنها تزداد كل يوم خيراً ..
والسبكي والسيوطي وابن حجر وغيرهم ممن نطالع سيرتهم، بل محمد بن شجاع الثلجي الذي مات ساجداً بين يدي الله ولا يخفى عليك من هو = كل أولئك شواهد هذا الأصل، أن المبتدع يبلغ من العبادات الظاهرة مبلغاً عظيماً ولا تضعفه بدعته؛ لأنه في بدعته وعبادته عند نفسه طائع متأله ..
فالخلل في العلم والاتباع لم يؤثر في عبادتهم؛ لأن هذا الخلل عندهم هو نفسه اتباع ..
وإنما تظهر صور هذا الخلل في جهات أخرى كنقص عبادات من لا يثبت أسماء الله أو صفاته، وعدم تمتعه بالعبادة بآثار ومقتضيات الأسماء والصفات، أو وقوع البدع العملية والشركيات العملية التي يتجلى بها وفيها نقص الظاهر الذي أنتجه نقص الباطن ..
وكون المبتدع يكون أتم حالاً -أحياناً- من السني في العبادات الظاهرة والمعاصي الظاهرة = هذا لا ينازع فيه أحد ..
والبدعة سيئة والسنة حسنة، وقد يكون مع البدعة حسنات أخرى تغمرها-على ثقل سيئة البدعة- وقد تكون من السنة سيئات أخرى تغمرها على ثقل حسنة السنة ..
وعبادات الخوارج عبادات من غير فقه؛ لذا لم تنفعهم و تردهم عن بدعتهم، ولكنها تبقى عبادات شرعية، توضع في موازين حسناتهم، مالم تكن رياء أو نفاقاً ..
أما الإطلاق فلم يكن؛ فأنا نصصت على عبادتهم وتألهم وبعدهم عن المعاصي ثم ذكرت ما في قلوبهم من الإيمان والكفر وسياق الكلام بين جداً في أن الطاعات المذكورة غير البدع المعلومة ..
ويكون ميزان الأمر الذي يتحرر به محل النزاع: إذا استوى السني والبدعي في إتيان العبادات الظاهرة والتصون عن المحرمات الظاهرة وإرادة الطاعة فما أثر السنة وأثر البدعة؟
والجواب: أن السني حينها سيكون معه من العلم واتباع السنة ما يُنتج الأعمال الظاهرة التي يقتضيها العلم بالسنة (كآثار الإيمان بالأسماء والصفات وآثار الإيمان بالقدر) = وهذا ما يرجح كفة ظاهره على المبتدع الذي سيفوته من ذلك بقدر نقص علمه الذي أورثته إياه بدعته ..
وهذا هو المفهوم الصحيح لزيادة ظاهر السني بزيادة علمه واتباعه ونقص ظاهر المبتدع بنقص علمه واتباعه ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:10 م]ـ
تنبيه: شيخ المجهول في رواية الحاكم غير شيخ الراوي الضعيف ولكن شيخ الراوي الضعيف مجهول آخر،فلا ينتفع الإسنادان ببعضهما مع ما في قلبي أن مردهما إلى طريق واحد ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/456)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:18 م]ـ
خبر الحاكم لا يثبت في أحد أسانيده مجهول وفي الآخر ضعيف وكلاهما يروي عن شيخ واحد ..
وخبر طبقات بن سعد فيه أبو محمد لم أعينه فأقف له على ترجمة ..
فالخبران لا يركن إليهما ..
قال الشيخ الألباني - رحمه الله في السلسلة الصحيحة " 6/ 343:
2660 - " يعيش هذا الغلام قرنا. فعاش مائة سنة. يعني عبد الله بن بسر ".
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (1/ 1 /323) و في " الصغير " (ص 93) و الحاكم (4/ 500) و البيهقي في " دلائل النبوة " (6/ 503) و الطبراني في " مسند الشاميين " (836) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (9/ 4 / 2) من طريق البخاري و غيره عن إبراهيم بن محمد بن زياد الألهاني عن أبيه عن عبد الله بن بسر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ... فذكره. قلت: و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد رجاله كلهم ثقات معروفون غير إبراهيم هذا، و قد ترجمه ابن أبي حاتم (1/ 1 / 127) برواية ثقتين عنه، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا، و هو على شرط ابن حبان في " ثقاته "، و قد أورده في " أتباع التابعين " منه (2/ 7 - مخطوطة الظاهرية). و تابعه أبو عبد الله الحسن بن أيوب الحضرمي قال: أراني عبد الله بن بسر شامة في قرنه، فوضعت أصبعي عليها، فقال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعه عليها ثم قال: " لتبلغن قرنا ". قال أبو عبد الله: و كان ذا جمة. أخرجه أحمد (4/ 189) و عنه ابن عساكر،
و الدولابي في " الكنى " (2/ 55) و البزار في " مسنده " (3/ 280 – كشف الأستار). قلت: و إسناده ثلاثي جيد. و قال الهيثمي (9/ 405): " رواه الطبراني و أحمد بنحوه، و رجال أحمد رجال " الصحيح " غير الحسن بن أيوب، و هو ثقة، و رجال الطبراني ثقات ". و أورده بنحوه من رواية الطبراني و البزار و قال: " و رجال أحد إسنادي البزار رجال " الصحيح " غير الحسن بن أيوب الحضرمي، و هو ثقة ". و تابعه سلامة بن جواس: أخبرنا محمد بن القاسم الطائي عن عبد الله بن بسر به و زاد: " قلت: بأبي و أمي يا رسول الله! و كم القرن؟ قال:
مائة سنة. قال عبد الله: فلقد عشت خمسا و تسعين سنة. و بقيت خمس سنين إلى أن يتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال محمد: فحسبنا بعد ذلك خمس سنين ثم مات ". أخرجه ابن عساكر. و محمد بن القاسم الطائي ترجمه ابن أبي حاتم (4/ 1 / 64 - 65) برواية جمع آخر من الثقات، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا، و هو على شرط ابن حبان في " ثقاته "، و لم أره في النسخة المطبوعة منه في الهند، و لا في مخطوطة الظاهرية أيضا. و سلامة بن جواس، قال ابن أبي حاتم (2/ 1 / 302): " روى عنه أبو زرعة و محمد بن عوف الحمصي ". قلت: فهو ثقة، لأن أبا زرعة لا يروي إلا عن ثقة، كما هو معلوم، ثم هو على شرط ابن حبان أيضا، و قد أورده في " ثقاته " (8/ 300). و قد تابعه يحيى بن صالح: حدثنا محمد بن القاسم الطائي .. به. رواه البزار أيضا. و يحيى ثقة. و تابعه جنادة بن مروان الرقي: حدثنا محمد بن القاسم الطائي. رواه الحاكم أيضا إن كان محفوظا. و تابعه الوليد بن مروان بن عبد الله بن أخي جنادة بن مروان: حدثني محمد بن القاسم أبو القاسم الحمصي عن عبد الله بن بسر - و كان عبد الله بن بسر شريكا
لأبيه في قرية يقال لها (تموينة) <1> يرعيان فيها خيلا لهم - قال أبو القاسم: سمعت عبد الله بن بسر يقول: " أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلنا مع أبي، فقام أبي إلى قطيفة لنا قليلة الخمل فجمعها بيده، ثم ألقاها للنبي صلى الله عليه وسلم فقعد عليها. ثم قال أبي لأمي: هل عندك شيء تطعمينا؟ فقالت: نعم، شيء من حيس. قال: فقربته إليهما، فأكلا، ثم دعا رسول الله صلى الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/457)
عليه وسلم، ثم التفت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنا غلام، فمسح بيده على رأسي، ثم قال: فذكره ". قال أبو القاسم: فعاش مائة سنة. أخرجه تمام في " الفوائد " (ق 55/ 2) و عنه ابن عساكر (9/ 4 / 2 و 17/ 447 / 2) في موضعين أحدهما في ترجمة الوليد هذا، و لم يزد فيها على أن ساق له هذا الحديث، الأمر الذي يشعر بأنه مجهول، و أنا أظن أنه الذي في " الجرح و التعديل " (4/ 2 / 18): " الوليد بن مروان، روى عن غيلان بن جرير روى عنه معتمر بن سليمان، سمعت أبي يقول: هو مجهول ". و نحوه في " الميزان " و " اللسان ". أقول:
لكن القصة التي ذكرها قد جاءت من طريق أخرى مطولة و مختصرة، و أتمها ما رواه صفوان بن عمرو قال: حدثني عبد الله بن بسر المازني قال: " بعثني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعوه إلى الطعام، فجاء معي، فلما دنوت المنزل أسرعت فأعلمت أبوي، فخرجا فتلقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم و رحبا به، و وضعا له قطيفة كانت عند زبيرته <2> فقعد عليها، ثم قال أبي لأمي: هات طعامك، فجاءت بقصعة فيها دقيق قد عصدته بماء و ملح، فوضعته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " خذوا بسم الله من حواليها، و ذروا ذروتها، فإن البركة فيها ". فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم و أكلنا معه، و فضل منها فضلة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر لهم و ارحمهم و بارك عليهم، و وسع عليهم في أرزاقهم ". أخرجه أحمد (4/ 688) و إسناده ثلاثي صحيح، و أخرجه هو و مسلم (6/ 122) من طريق يزيد بن جعفر بن عبد الله بن بسر مختصرا. و له عند أحمد و غيره طرق أخرى، يزيد بعضهم على بعض.
(فائدة): القرن: أهل كل زمان، و اختلفوا في تحديده على أقوال ذكرها ابن الأثير و غيره، منها أنه مائة سنة، و هذا الحديث يشهد له، و إليه مال الحافظ في " الفتح " (7/ 4)، فقال: " و قد وقع في حديث عبد الله بن بسر عند مسلم (!) ما يدل على أن القرن مائة، و هو المشهور ". و عزوه لمسلم وهم، سببه أن أصله فيه كما سبقت الإشارة إليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] لم أرها في " معجم البلدان " و الظاهر أنها قرية من قرى حمص، فإن في ترجمة عبد الله بن بسر أنه كان سكن حمص. و الله أعلم. ثم تبين أنه محرف (تنوينة) من قرى حمص في " معجم البلدان " (2/ 50).
[2] كذا الأصل، و في " لسان العرب " - و قد ذكر الحديث بلفظ: " ... فوضعنا له قطيفة زبيرة " -: قال ابن المظفر: كبش زبير أي ضخم ... "، لكن لا يساعد على هذا المعنى قوله في رواية أحمد: " ... كانت عند زبيرته "، فليتأمل فإنه موضع نظر. اهـ.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:22 م]ـ
بارك الله فيك أبا هند
عزاه ابن حجر إلى مسلم في الفتح كما نقلتُ فوق، و لعله وهم، أو أن في صحيح مسلم حديثا آخر يفهم منه هذا، غير الصريح الذي في الحاكم، وهو الذي ذكره الشيخ الألباني في الصحيحة كما نقلت َ
و ردي عليه فوق كان على التسليم بصحته، لما راجعت الشيخ الألباني فوجدته صححه ..
لكن كما قال الشيخ ابو فهر إن الحديث ضعيف حقا ..
وبهذا تخلو المعارضة به من معناها
وإن كانت لا تنفع في التحديد، ولو مع قيامها
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:27 م]ـ
بارك الله فيك أبا سلمى ..
ولم يزد كلام الشيخ شيئاً عن أن مدار الحديث على إسنادين في كلاهما من لم يوثقه معتبر
1 - إبراهيم بن محمد بن زياد.
2 - القاسم بن محمد الحمصي.
وهذان الإسنادان لا يغنيان شيئاً ولا يتقويان ببعضهما مع وجود هذين المجهولين الحمصيين، ولذلك قلت إني أخشى أن مردهما لإسناد واحد ..
فإذا أضفتَ لهذا أن أصل الحديث في مسلم من غير هذه الزيادة = زادت ثقتك بعدم ثبوتها ..
خاصة إذا جعلت مدار الإسناد على عبد الله بن بسر ووزنت الرواة عنه وكثرتهم وثقتهم بمحمد بن زياد الإلهاني الذي أتت من طريقه هذه الرواية ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:31 م]ـ
ثم إن قول الشيخ ـ رحمه الله ـ إن كون القرن مائة هو ما مال إليه الحافظ، غير ظاهر
بل أطلق عليه الشهرة
أما الذي مال إليه فهو الذي صرح بتقويته: (وَلَمْ يَذْكُر صَاحِب " الْمُحْكَم " الْخَمْسِينَ وَذَكَرَ مِنْ عَشْر إِلَى سَبْعِينَ ثُمَّ قَالَ: هَذَا هُوَ الْقَدْر الْمُتَوَسِّط مِنْ أَعْمَار أَهْل كُلّ زَمَن، وَهَذَا أَعْدَل الْأَقْوَال وَبِهِ صَرَّحَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ وَقَالَ: إِنَّهُ مَأْخُوذ مِنْ الْأَقْرَان، وَيُمْكِن أَنْ يُحْمَل عَلَيْهِ الْمُخْتَلَف مِنْ الْأَقْوَال الْمُتَقَدِّمَة مِمَّنْ قَالَ إِنَّ الْقَرْن أَرْبَعُونَ فَصَاعِدًا، أَمَّا مَنْ قَالَ إِنَّهُ دُون ذَلِكَ فَلَا يَلْتَئِم عَلَى هَذَا الْقَوْل وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَالْمُرَاد بِقَرْنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيث الصَّحَابَة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/458)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:35 م]ـ
تنبيه: البحث في هل من دلالات لفظ (القرن) في العربية لسان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته أنه يكون بمعنى مائة سنة؟
أما القرن في الحديث المذكور خصوصاً فالذي لا دليل على غيره وعليه أكثر أهل العلم أنهم الجيل والطبقة ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:36 م]ـ
أبا فهر
تأصيلكم فوق عن المبتدع وطاعاته،ألا يتفق مع المذكور من التأصيل هاهنا في المداخلة 16
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=222462
أرجو إبداء الرأي والملاحظ
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:45 م]ـ
قال تعالى * انما يتقبل الله من المتقين*
بارك الله فيكم
معناها المتقين في عملهم وهناك قول بأن معناها من اتقى الشرك
فقد نزلت هذه الآية في قابيل وهابيل، وقابيل لم يتقي الله في عمله (قربانه) وغش فيه فلم يقبله الله منه
فالخلل في العمل هنا هو عدم تقوى الله فيه
وهذه ليست حالة الخوارج في عباداتهم بظاهر النص بل أنهم كانوا أفضل عبادة من الصحابة في الظاهر، فالخلل لم يكن في العمل، وإنما في الاعتقاد.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:56 م]ـ
كلام حسن حسن مع ملاحظة أن تفضيل جنس البدعة على جنس المعصية ليس مطلقاً يقول شيخ الإسلام: ((وجنس البدع وإن كان شرا لكن الفجور شر من وجه آخر وذلك أن الفاجر المؤمن لا يجعل الفجور شرا من الوجه الآخر الذي هو حرام محض لكن مقرونا بأعتقاده لتحريمه وتلك حسنة في أصل الاعتقاد وأما المبتدع فلا بد ان تشتمل بدعته على حق وباطل لكن يعتقد ان باطلها حق أيضا ففيه من الحسن ما ليس في الفجور ومن السئ ما ليس في الفجور وكذلك بالعكس)).
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 07:06 م]ـ
هذه نكتة نفيسة بارك الله فيك
وإن كان الكلام المشهور تفضيل جنس البدعة مطلقا، لمفارقة رجاء التوبة من الخاطئ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[09 - 10 - 10, 07:43 م]ـ
الاخوة الأفاضل:
قلتم بارك الله فيكم جميعاً وزادكم من فضله
وقال شيخ الإسلام نفسه: ((
فَإِنَّ الِاعْتِبَارَ فِيالْقُرُونِ الثَّلَاثَةِبِجُمْهُورِ أَهْلِ الْقَرْنِ وَهُمْوَسَطُهُ وَجُمْهُورُالصَّحَابَةِانْقَرَضُوابِانْقِرَاضِ خِلَافَةِ الْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعَةِ حَتَّى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْبَقِيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ إلَّا نَفَرٌ قَلِيلٌ وَجُمْهُورُالتَّابِعِينَبِإِحْسَانِ. انْقَرَضُوا فِي أَوَاخِرِ عَصْرِأَصَاغِرِ الصَّحَابَةِ فِي إمَارَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَعَبْدِ الْمَلِكِ،وَجُمْهُورُتَابِعِي التَّابِعِينَانْقَرَضُوا فِيأَوَاخِرِ الدَّوْلَةِ الْأُمَوِيَّةِ))
قمت بزيادة اربعين عام بعد سقوط الدولة الاموية
فلما ذلك
والاقرب في كلام شيخ الاسلام في حدود عام 135
على رأي شيخ الإسلام - أن القرن بجمهوره و هم وسطه - تكون نهاية القرون الخيرية كما ذكر الأخ همام قرابة 135 هـ، وإن كان المشهور أنه سنة 220 هـ بموت آخر أتباع التابعين، ذكره الحافظ و غيره .. !
فالظاهر من المشاركات ترجيح كلام شيخ الاسلام ولم يذمر مخالف الا الذي ولم يتم الاجابة عليه
فذكرت الاحاديث
حتى يتم تحريركم للمسألة وتفيدونا باراء العلماء وهل كلام ابن تيمية راجح وهكذا
بارك الله فيكم جميعاً وزادكم من فضله
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:12 م]ـ
- للفائدة:
روى أبو نعيم في الحلية (3/ 9) عن التابعي الجليل أيوب السختياني البصري المتوفى سنة 131 هـ رحمه الله تعالى قال: " ما ازداد صاحبُ بدعةٍ اجتهاداً إلا ازداد من الله بعداً ".
وأيوب معاصر لعمرو بن عبيد، وكلاهما بصري قال حماد بن زيد: كنت مع أيوب ويونس وابن عون، فمر بهم عمرو بن عبيد، فسلم عليهم ووقف فلم يردوا عليه السلام.
وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى في سياق كلام له عن أبي المعالي الجويني في التسعينية (3/ 926): " لَيْسَ الْفَضْلُ بِكَثْرَةِ الِاجْتِهَادِ وَلَكِنْ بِالْهُدَى وَالسَّدَادِ ".
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:55 م]ـ
كلام شيخ الإسلام رحمه الله في الاجتهاد العلمي لا العملي كما يظهر: " ولا ريب أن سبب هذا كله ضعف العلم بالآثار النبوية والآثار السلفية وإلا فلو كان لأبي المعالي وأمثاله بذلك علم راسخ وكانوا قد عضوا عليه بضرس قاطع لكانوا ملحقين بأئمة المسلمين لما كان فيهم من الاستعداد لأسباب الاجتهاد ولكن اتبع أهل الكلام المحدث والرأي الضعيف للظن وما تهوى الأنفس الذي ينقض صاحبه إلى حيث جعله الله مستحقا لذلك وإن كان له من الاجتهاد في تلك الطريقة ما ليس لغيره فليس الفضل بكثرة الاجتهاد ولكن بالهدى والسداد كما جاء في الأثر: «ما ازداد مبتدع اجتهادا إلا ازداد من الله بعدا»
وهذا قريب من كلام السختياني، ومؤداه أن المجتهد كلما اجتهد في تأصيل بدعته والاحتجاج لها، والدفع عنها، كلما كان أبعد عن الحق.
أما عدم رد السلام على المبتدع إن كان رأسا في بدعته، فهو مشروع على سبيل الزجر و التغليظ، لاسيما من رؤوس أهل السنة المقتدى بهم، أما من حيث الجملة فإن المبتدع ما بقي مسلما فله على المسلمين إخوانه الحقوق التي تثبت بمجرد الإسلام، ومنها رد السلام، ومثل ذلك كله الصلاة عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/459)
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:00 م]ـ
ومؤداه أن المجتهد كلما اجتهد في تأصيل بدعته والاحتجاج لها، والدفع عنها، كلما كان أبعد عن الحق
أحسن الله إليك.
لا يخفاك أن لفظ: " اجتهاداً " في قول أيوب: " ما ازداد صاحبُ بدعةٍ اجتهاداً إلا ازداد من الله بعداً "، نكرة في سياق النفي، فهي من ألفاظ العموم، فتخصيصك إياه بما ذكرته ((الاجتهاد في تأصيل بدعته والاحتجاج لها، والدفع عنها)) يحتاج إلى دليل وتعليل.
أما قولك:
كلام شيخ الإسلام رحمه الله في الاجتهاد العلمي لا العملي
أقول: بل كلام شيخ الإسلام فيهما جميعاً، فلو أننا أكملنا النقل الذي تفضلت بنقله لوجدناه يذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج: " وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَوَارِجِ يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَقِرَاءَتَهُ مَعَ قِرَاءَتِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّة ".
ولا يخفى أن الاجتهاد في الصلاة والصيام وقراءة القرآن من الاجتهاد (العملي)!
ثم قال: " وَيُوجَدُ لِأَهْلِ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ لِكَثِيرٍ مِنْ الرَّافِضَةِ وَالْقَدَرِيَّةِ وَالْجَهْمِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الِاجْتِهَادِ مَا لَا يُوجَدُ لِأَهْلِ السُّنَّةِ فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ ".
وهنا - أيضاً - لفظ (الاجتهاد) لفظ عام، تخصيصك إياه بما ذكرت لا دليل عليه، بل ذكره - أعني ابن تيمية - الحديث السابق دال على بطلان ما ذكرتَه.
فالنقلان اللذان نقلتُهما هما بعمومهما - بحمد الله - صالحان في المقصود.
ولم أفهم حصرك وتخصيصك الذي أتيت به إلا أنه ناتج عن رغبة في بيان عدم صلاحية ما نقلتُه في المقصود، وإلا لو تأملت لعلمت أنه لا معنى لتخصيصك البتة!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 10 - 10, 12:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا
لم يكن مقصودي شيئا من ذلك تحديدا، وإنما هو محاولة لفهم الكلام فهما مقاربا ..
1 ـ ليس مؤثرا كون النكرة في سياق نفي أو إثبات لأن التعامل مع كلام السلف لا يشترط فيه الضبط الأصولي وكأنه ينزل تنزيل النص الشرعي، ويعتري كلامهم من القرائن والأحوال ما يبين معناه.
2 ـ أما أن ما ذكرته يحتاج تعليلا وتدليلا، فليس في كلامي تخصيص كلي كما فهمته، وأنا أقول من المبتدعة من لا تزيده (عبادته) إلا بعدا، ومنهم من ليس كذلك أيضا، باعتبار معذوريته من عدمها، ومدى كون بدعته صدرت منه على وجه التشهي والهوي.
3 ـ تكملة النقل لم تخفني، ولكن الكلام المذكور كان عن الجويني، وليس يعرف الجويني بمزيد تنسك عن غيره، فكلام الشيخ في حقه كان عن الاجتهاد العلمي بلا ريب.
4 ـ ثم استطرد الشيخ في ذكر الخوارج، وذكر أن في صنوف المبتدعة من لهم نوع اجتهاد في العبادة والعمل، فذكره على سبيل التقرير والتسليم، ولكن لم يذكر له دخولا أو خروجا في قاعدة البعد والقرب من الله، وإنما الذي ذكره هو أن الذي يراد هو الحسن من ذلك (يعني العلم والعمل) وذكر مقالة الفضيل بن عياض، وهذا مطرد في السني والبدعي، فكذا البدعي إن عمل العمل خالصا لله متحريا إصابته السنة حسن المقصد فإن عذره الله فلا أحد أحب إليه العذر منه.
والله أعلم
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 10 - 10, 12:43 ص]ـ
أخي عمرو حفظك الله:
صيغ العموم التي يذكرها الأصوليون هي كذلك بالنسبة للنص الشرعي وغيره من الكلام الفصيح، وقول أيوب من جملة ذلك.
فكلامه عام يبقى على عمومه ما لم يأت على تخصيصه مخصص من المخصصات المعروفة.
وبما أنك نفيت ما فهمتُه، فلماذا علقت -أصلاً- وجعلت (مؤدى) القول ما ذكرتَه؟! ألم يكن الأولى بك أن تترك عبارة أيوب رحمه الله على عمومها وإطلاقها؟!
ثم تقول: " وأنا أقول من المبتدعة من لا تزيده (عبادته) إلا بعدا "، أقول - مع احترامي لك -: وما شأننا بما تقوله وما لا تقوله؟! البحث في ما يقوله أيوب وليس في ما يقوله حضرتك!!
وكلمة شيخ الإسلام التي نقلتُها: " لَيْسَ الْفَضْلُ بِكَثْرَةِ الِاجْتِهَادِ وَلَكِنْ بِالْهُدَى وَالسَّدَادِ " ليست في حق الجويني وحده، حتى تقول: " فكلام الشيخ في حقه كان عن الاجتهاد العلمي بلا ريب "، بل من الواضح أنها كلمة عامة يصح أن يقال: إنها تجري مجرى المثل!!
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[10 - 10 - 10, 12:56 ص]ـ
بارك الله فيكم
معناها المتقين في عملهم وهناك قول بأن معناها من اتقى الشرك
فقد نزلت هذه الآية في قابيل وهابيل، وقابيل لم يتقي الله في عمله (قربانه) وغش فيه فلم يقبله الله منه
فالخلل في العمل هنا هو عدم تقوى الله فيه
وهذه ليست حالة الخوارج في عباداتهم بظاهر النص بل أنهم كانوا أفضل عبادة من الصحابة في الظاهر، فالخلل لم يكن في العمل، وإنما في الاعتقاد.
قال تعالى *هل اتاك حديث الغاشية جوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية*
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/460)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 10 - 10, 12:57 ص]ـ
عندك وفرة في علامات التعجب (ابتسامة)
صيغ العموم وغيرها مدى انضباطها في النص الشرعي يختلف عن انضباطها في كل البشر غير المعصوم، بل يتغير تغيرا جذريا في حالات كثيرة ...
والاحتكام إلى كلام السلف وتفسيره كتفسير النص الشرعي، سبب لعديد من المنتسبين للسنة إشكالا بسبب ذلك الاجتزاء، وبمناسبة الإطلاق والعموم ونحوه، أيام مسائل الإيمان كنت أكلم بعض الإخوان في بعض عبارات السلف عن نقص الإيمان وعدم كماله وهل كلامهم كله في عدم الكمال الاصطلاحي، وكانوا يدخلون في (موال) العموم أم الإطلاق، وأتذكر جيدا لما قلت لأحدهم ما قولك فيمن يقول (فلو آمن عبد به ولم يؤمن برسوله: لم يقع عليه اسم كمال الإيمان أبدا، حتى يؤمن برسوله معه)، فقال هذا ليس بمسلم، ثم بعد كلام طويل فيما يكون معنى كمال الإيمان في كلام القائل، ويستحيل في فصيح الكلام والشرع إلخ، ثم تنظر إليه عندما تقول له طيب قائل هذا هو الشافعي (ابتسامة عريضة)
فأين المخصصات المعروفة ..
بل يكفي كتاب الله وسنة رسوله من حيث الإحكام، فلا يقال لكلام السلف أين مخصصه إن أتى عاما، إلا أن يفهم في إطار كتاب الله وسنة رسول ومحكمات الشرع ومقتضى العدل والإنصاف ..
هذا فضلا عن كون كلام أيوب السختياني أصلا ليس دليلا شرعيا، ولا من جنس الأدلة ..
أما كلمة شيخ الإسلام فكونها تجري مجرى المثل لا يخلعها عن كونه قالها في حق الجويني، وينقاس عليه مثله، أما كلامه عن الخوارج فهو استطراد، وللشيخ كلام كثير يفهم منه إطلاقه هاهنا، في كلامه في العذر والجهل والظلم والهوى ..
أما عن أنك لم ترد وجهة نظر حضرتي، وإنما فهم كلام أيوب، فحاضر متقرأهاش (ابتسامة)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 03:14 ص]ـ
وبقطع النظر عن تفسير العبارة المعينة، فكلام السلف في هذه الأبواب إجرائه على إطلاقاته وصك قوانين عامة منه = باب فساد كبير ..
ولذلك يقول شيخ الإسلام: ((وَكَثِيرٌ مِنْ أَجْوِبَةِ الْإِمَامِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ مِنْ الْأَئِمَّةِ خَرَجَ عَلَى سُؤَالِ سَائِلٍ قَدْ عَلِمَ الْمَسْئُولَ حَالَهُ أَوْ خَرَجَ خِطَابًا لِمُعَيَّنِ قَدْ عَلِمَ حَالَهُ فَيَكُونُ بِمَنْزِلَةِ قَضَايَا الْأَعْيَانِ الصَّادِرَةِ عَنْ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّمَا يَثْبُتُ حُكْمُهَا فِي نَظِيرِهَا. فَإِنَّ أَقْوَامًا جَعَلُوا ذَلِكَ عَامًّا فَاسْتَعْمَلُوا مِنْ الْهَجْرِ وَالْإِنْكَارِ مَا لَمْ يُؤْمَرُوا بِهِ فَلَا يَجِبُ وَلَا يُسْتَحَبُّ وَرُبَّمَا تَرَكُوا بِهِ وَاجِبَاتٍ أَوْ مُسْتَحَبَّاتٍ وَفَعَلُوا بِهِ مُحَرَّمَاتٍ. وَآخَرُونَ أَعْرَضُوا عَنْ ذَلِكَ بِالْكُلِّيَّةِ فَلَمْ يَهْجُرُوا مَا أُمِرُوا بِهَجْرِهِ مِنْ السَّيِّئَاتِ الْبِدْعِيَّةِ؛ بَلْ تَرَكُوهَا تَرْكَ الْمُعْرِضِ؛ لَا تَرْكَ الْمُنْتَهِي الْكَارِهِ أَوْ وَقَعُوا فِيهَا وَقَدْ يَتْرُكُونَهَا تَرْكَ الْمُنْتَهِي الْكَارِهِ وَلَا يَنْهَوْنَ عَنْهَا غَيْرَهُمْ وَلَا يُعَاقِبُونَ بِالْهِجْرَةِ وَنَحْوِهَا مَنْ يَسْتَحِقُّ الْعُقُوبَةَ عَلَيْهَا فَيَكُونُونَ قَدْ ضَيَّعُوا مِنْ النَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ مَا أُمِرُوا بِهِ إيجَابًا أَوْ اسْتِحْبَابًا فَهُمْ بَيْنَ فِعْلِ الْمُنْكَرِ أَوْ تَرْكِ النَّهْيِ عَنْهُ وَذَلِكَ فِعْلُ مَا نُهُوا عَنْهُ وَتَرْكُ مَا أُمِرُوا بِهِ. فَهَذَا هَذَا. وَدِينُ اللَّهِ وَسَطٌ بَيْنَ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ)).
وفي الكلام المخصوص هنا: فإن عبارة السختياني ومثلها عبارة شيخ الإسلام = لا تعارضان فضلاً عن أن تخدشا الأصول المحكمة من أن من يعمل مثقال ذرة خيراً يره وأن من يعمل مثقال ذرة شراً يره وأن الله لا يظلم العباد شيئا، وأن لحسنات العباد وسيئاتهم ميزان توزنان بهم وأن العبد لا يحرم أجر حسنة صحيحة فعلها لأجل سيئة ركبها، وأن العمل لا تحبطه إلا الردة ..
فنعم العبرة بالهدى والسداد وليس بالاجتهاد،ولكن هذا حكم جملي ولكن حسنات المبتدع باجتهاده قد تربو على حسنة هدى المهتدي؛لتقصيره وكثرة سيئاته ..
أما زيادة المبتدع بعداً بازدياد الاجتهاد فهذا فيمن كانت بدعته هي محل اجتهاده كمن يصلي صلوات كثيرة مبتدعة وسواء قلنا هذا أو جعلنا أيوب يقصد الاجتهاد العام والبعد العام، فسيقى هذا حكمه هو على غلبة رأي اطمئن لها ولكنها لا تخدش المحكمات من أن المبتدع قد يعذر فتقربه عباداته الصخحية ولا يحمل من وزر سيئاته شيء، ولو لم يعذر فسيبقى في حيز الإمكان العقلي والشرعي أن تغلب حسناته سيئاته ..
وهذا الإمكان العقلي والشرعي لا ترفعه عبارات السلف تلك ولكن مجراها إما مجرى إرادتهم قوم معينين وإما المبتدع الذي يتبع هواه على بينة وإما أن تكون تنفيراً وتشنيعاً ..
أما محكمات الشرع وعدم الحجة على رفع هذا الإمكان الشرعي فهما من ثوابت الباب التي يحمل عليها غيرها ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/461)
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 10 - 10, 04:37 ص]ـ
يا إخوتي الأحبة:
بل كلام أيوب رحمه الله تعالى كلام عام مطلق، وقانون عام.
وما تفضل به الأخ عمرو من أن: " صيغ العموم وغيرها مدى انضباطها في النص الشرعي يختلف عن انضباطها في كل البشر غير المعصوم "، خطأ محض، صدوره من مثل الأخ عمرو يستحق ألف علامة تعجب، فالعصمة وعدمها ليست العلة في انضباط صيغ العموم في كلام المتكلم، وإنما الضابط في ذلك هو الفصاحة، فحيثما كان المتكلم فصيحاً قادراً على استخدام الألفاظ في إيصال المعاني المكنونة في صدره: كان استخدامه لصيغ العموم منضبطاً دالاً على معناها عند العرب ..
وبمناسبة ذكرك (مسائل الإيمان)، فهذا الباب نفسه كان سبباً لإنكار طائفة من المرجئة العموم في اللغة والشرع، قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (6/ 441): " وَمِنْ أَهْلِ الْمُرْجِئَةِ مَنْ ضَاقَ عَطَنُهُ لَمَّا نَاظَرَهُ الوعيدية بِعُمُومِ آيَاتِ الْوَعِيدِ وَأَحَادِيثِهِ فَاضْطَرَّهُ ذَلِكَ إلَى أَنْ جَحَدَ الْعُمُومَ فِي اللُّغَةِ وَالشَّرْعِ فَكَانُوا فِيمَا فَرُّوا إلَيْهِ مِنْ هَذَا الْجَحْدِ كَالْمُسْتَجِيرِ مِنْ الرَّمْضَاءِ بِالنَّارِ "!
وحالك شبيه بحال هؤلاء جداً!
من جهة أنك لما لم تستطع الجواب عن إيرادي بضرورة الإتيان بمخصص، جحدت صيغ العموم في غير كلام المعصوم .. أو قاربت!
والحق: أنه لا فرق بين كلام المعصوم وغير المعصوم في هذا الباب ما دام المتكلم عربياً فصيحاً، ولهذا كما أن الوعيدية أخطأوا في فهم عمومات بعض آيات الوعيد، فإن قوماً أخطأوا في فهم نصوص السلف والأئمة في إطلاقهم الكفر على بعض المبتدعة، ولم يكن الأمر موجباً لجحد العموم في كلا الحالتين، قال شيخ الإسلام (12/ 487) في سياق كلام له في هذه المسألة: " وَحَقِيقَةُ الْأَمْرِ أَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ فِي أَلْفَاظِ الْعُمُومِ فِي كَلَامِ الْأَئِمَّةِ مَا أَصَابَ الْأَوَّلِينَ فِي أَلْفَاظِ الْعُمُومِ فِي نُصُوصِ الشَّارِعِ " ..
فتفريقك هذا بين كلام المعصوم وغير المعصوم من اختراعاتك التي لا أظن أن أحداً سبقك إليها، والله أعلم
أما ما ذكرته بعد ذلك من أن " كلام أيوب السختياني أصلا ليس دليلا شرعيا، ولا من جنس الأدلة " فهذا تخليط ظاهر، فالبحث في دلالة كلام أيوب لا في حجيته كما لا يخفى، وعلى أي حال فلو كان كلامه اجتهاداً منه فهو خير من اجتهاد من يقرن كلامه بكلام أئمة السلف ويقول: " وأنا أقول كذا وكذا .. ! "
على أنني ظفرت ببحث للإمام أبي إسحاق الشاطبي في كتابه الاعتصام في هذه المسألة، يصلح أن يقال: إنه بين فيه أن كلام أيوب قانون عام، وأصل سلفي، قال فيه (1/ 183): " فاعملوا أن البدعة لا يقبل معها عبادة من صلاةولا صيام ولا صدقة ولا غير ها من القربات ".
ثم نقل كلام أيوب وهشام بن حسان وغيرهما من الأئمة، ثم قال: " وهذه الأحاديث وما كان نحوها مما ذكرناه أو لم نذكره، وإن لم نتضمن عهدة صحتها كلها، فإن المعنى المقرر فيها له في الشريعة أصل صحيح لا مطعن فيه ".
ثم بين ذلك من أكثر من وجه ..
ثم قال (1/ 204): " وأما أنه يزداد من الله بعدا فلما روي عن الحسن أنه قال: " صاحب البدعة ما يزداد من الله اجتهاداً: صياماً وصلاة إلا ازداد من الله بعداً ".
وعن أيوب السختياني قال: ما ازداد صاحب بدعة اجتهادا إلا ازداد من الله بعداً.
ويصحح هذا النقل ما أشار إليه الحديث الصحيح في قوله عليه الصلاة و السلام في الخوارج: " يخرج من ضئضىء هذا قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم ـ إلى أن قال: يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
فبين أولاً اجتهادهم، ثم بين آخراً بعدهم من الله تعالى.
وهو بَيِّن أيضاً من جهة أنه لا يقبل منه صرف ولا عدل، كما تقدم، فكل عمل يعمله على البدعة فكما لو لم يعمله.
ويزيد على تارك العمل بالعناد الذي تضمنه ابتداعه، والفساد الداخل على الناس به في أصل الشريعة، وفي فروع الأعمال والاعتقادات وهو يظن مع ذلك أن بدعته تقربه من الله وتوصله إلى الجنة
وقد ثبت بالنقل الصحيح الصريح بأنه لا يقربه إلى الله إلا العمل بما شرع وعلى الوجه الذي شرع ـ وهو تاركه - وأن البدع تحبط الأعمال ـ وهو ينتحلها - ".
قلت: وبمناسبة ذكر حديث الخوارج، فمن اللطيف أن الخطيب أخرج في تاريخه (12/ 172) عن سلام بن أبى مطيع قال: قال سعيد لأيوب: يا أبا بكر إن عمرو بن عبيد قد رجع عن قوله!
قال سلام: وكان الناس قد قالوا ذلك تلك الأيام؛ أنه قد رجع.
قال: إنه لم يرجع. قالها غير مرة.
ثم قال أيوب: ما سمعتَ إلى قوله - يعنى في الحديث -: " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم على فوقه "؟! إنه لا يرجع ابداً! ".
ومن اللطيف أيضاً أن الذين روي عنهم هذا الأصل معظمهم بصريون: الحسن وأيوب وهشام بن حسان، والبصرة كانت بلد عمرو بن عبيد وواصل، وفيها ظهرت بدعة القدر والاعتزال، وأيضاً: سيد هؤلاء عبد الله بن عمر رضي الله عنه لما بلغه قول القدرية البصريين قال: " لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر "، وهذا الحديث ذكره الشاطبي (1/ 186) - والعزو لنسخة مشهور - في الأدلة على أن المبتدع لا تقبل منه عبادة.
أما كلامك عن كلمة شيخ الإسلام: فهو أيضاً لا (يخلعها) عن عمومها في الاجتهاد العلمي والعملي ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/462)
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 10 - 10, 04:57 ص]ـ
أما دندنتك حول مسألة العذر وعدمه فهو تخليط مشهور أيضاً، وهو عين التخليط الذي وقع فيه من ذكرهم شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (12/ 487).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 05:29 ص]ـ
أخي محمد ..
البدعة التي لا ينتفع فيها صاحبه بعمله هي أن يكون نفس العمل بدعة وقد نص على هذا الوجه في معنى بعض هذه الآثار = الشاطبي نفسه، أما إذا انفكت الجهة بين عمله وبدعته بأن كان هذا في باب وهذا في باب فلا حجة على أن هذا العمل لا يقبل بل القول بعدم قبول أعماله وهو مسلم = قول ضعيف لا يعرف عن واحد من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ..
ومن وقع هذا القول منه من أهل السنة فحمله على المحكم أن يجعل كما قال شيخ الإسلام في أجناس معينة من المبتدعة وليس عاماً،أو على البدع المكفرة، أو على إرادة التشديد والتنفير،وإلا فهو قول ضعيف مخالف لنصوص الوحي القاطعة ..
ولبيان محل البحث:
أرجو أن تجيبني عن هذه الأسئلة:
1 - عمرو بن عبيد إذا صلى الفجر في جماعة من غير رياء ولا نفاق يثاب وتأتي هذه الحسنة في ميزان حسناته أم لا؟
2 - وواصل بن عطاء إذا ترك الزنا تقرباً لله من غير نفاق ولا رياء يثاب وتأتي هذه الحسنة في ميزان أعماله أم لا؟
3 - هل عندك بينة على أن واصل وصاحبه كافرين مخلدين في النار في أحكام الآخرة؟
4 - قتادة بن دعامة السدوسي -وكان يقول بالقدر-هل يثاب على مجالس التحديث التي عقدها من غير نفاق ولا رياء وتأتي في ميزان حسناته؟
5 - هل يثاب الشاطبي-وهو أشعري- على تأليفه لكتاب الاعتصام من غير نفاق ولا رياء ويأتي في ميزان حسناته؟
وسؤال خارج عن عن تحرير محل البحث:
ما الميزان العلمي لنفي أيوب-رحمه الله- رجوعهم استدلالاً بالحديث، وقد رجعت الخوارج مع ابن عباس كما هو معلوم، وشهدنا في أيامنا هذه رجوع كثير من الخوارج بل وموتهم على السنة والحمد لله ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 10 - 10, 08:17 ص]ـ
الأخ محمد براء جزاك الله خيرا
1 ـ قلل من علامات التعجب ..
2 ـ ليس في كلامي أنني أنكر صيغ العموم في غير الوحي، وإنما تكلمت عن مدى انضباطه واطراده في غير النص المعصوم، و ممن ذكر ذلك ـ لأنه ليس من اختراعاتي كما زعمت ـ شيخ الإسلام في كلامه عن عبارات السلف في هجر المبتدعة والتغليظ عليها ـ كما عبارة أيوب تلك ـ و اعتمادها أصولا مطردة في تلك الأبواب، والغفلة عن النظرفي محكمات الشرع، ومحكمات أفعال السلف أنفسهم ...
وفي هذا الباب غلط طوائف من المعاصرين (غلاة هجر المبتدع) حتى شاب كلامهم في المبتدع نوع خروج، فلم يجوزوا رد سلامه و لا عيادته ولا صلاة عليه، ولا أدري ـ ولا يدرون ـ ماذا يفيده اسم الإسلام إذا (انخلعت) تلك الحقوق عنه؟
وفعلك هاهنا من هذا الباب،
تفهم أن المسلم المبتدع إن قام وصلى وتفطرت قدمه مخلصا موافقا للسنة في فعله ـ فتكون بدعته في غير مورد فعله ـ أو غير مصيبا لها في نفس الأمر، لكنه مجتهد اجتهادا يعذر فيه ـ كمصل للتسابيح ـ = أنه يستفيد مما سبق مقت الله وسخطه!!
أما السني الذي يشخر في ظلمات الليالي = يزداد من الله قربا!
نعم، قد يكون للسني المقصر في الأعمال من الحسنات ما يجبر تقصير عمله، وقد يكون للمبتدع المجتهد في أعماله من السيئات ـ من ظلمه وهواه ـ ما يزيد كفة حسناته ,,,
لكنه ليس محل النزاع!
3 ـ نقلك كلام الشيخ في (إنكار) المرجئة للعموم في اللغة والشرع، وقولك إن حالي شبيه بهؤلاء، تهويل قبيح، ومجازفة، وإلا فهاك كلام الشيخ في جعل (عمومات) من تلك الأقوال قضايا عين، وذلك تفقها في أحوال السلف، لا جمودا وقلة فقه، وإلا فالقائل إن العمومات الشرعية (قضايا عين) زنديق!!
4 ـ أما أن العبرة في فهم كلام أيوب، ففهم كلامه على ما ذكرته ـ وفق محكم الكتاب والسنة و ثابت الشرع ومستقيم الفطرة ـ خير من الاعتساف في فهمه، وتحميله ضيق النظر وظلم الناس ـ ولو كانوا مبتدعة ـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/463)
5 ـ أما كلام (الإمام) الشاطبي _ فاعملوا أن البدعة لا يقبل معها عبادة من صلاةولا صيام ولا صدقة ولا غير ها من القربات)، فالشاطبي أشعري جلد، يقول بأبواب من البدع في نفس الأمر كفر، كإنكار العلو و خلق حروف القرآن، فياهل ترى (الإمام) الشاطبي لما يصلي الفجر حاضر = يزداد من الله بعدا أم قربا؟
ولن أقول في تأليفه كتابه كما قال أبو فهر، فإن هذا مما لا يجب أن ينازع فيه أحد!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 08:29 ص]ـ
ومثل إطلاقات بعض السلف في نفي قبول طاعة المبتدع = إطلاقات بعضهم في نفي قبول توبة المبتدع ..
كقول الحسن: ((أبى الله تبارك وتعالى أن يأذن لصاحب هوى بتوبة)).
وقول الثوري: ((المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها)).
وقول الشاطبي في نفس السياق الذي نقلتَه: ((وليس له من توبة)).
وأترك أخي محمد براء يتأمل كيف عرض شيخ الإسلام هذه الإطلاقات على المحكم فغلَّط فهم الإطلاق منها وحمل كلام السلف على أحسن محامله، وكيف أنه لم يتعلق بعموم قد يكون غير مراد لصاحبه أو أراده ولكنه غلط منكر ..
يقول الشيخ: ((وَلِهَذَا قَالَ طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ - مِنْهُمْ الثَّوْرِيُّ -: الْبِدْعَةُ أَحَبُّ إلَى إبْلِيسَ مِنْ الْمَعْصِيَةِ لِأَنَّ الْمَعْصِيَةَ يُتَابُ مِنْهَا وَالْبِدْعَةُ لَا يُتَابُ مِنْهَا. وَهَذَا مَعْنَى مَا رُوِيَ عَنْ طَائِفَةٍ أَنَّهُمْ قَالُوا: إنَّ اللَّهَ حَجَرَ التَّوْبَةَ عَلَى كُلِّ صَاحِبِ بِدْعَةٍ بِمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَتُوبُ مِنْهَا؛ لِأَنَّهُ يَحْسَبُ أَنَّهُ عَلَى هُدًى وَلَوْ تَابَ= لَتَابَ عَلَيْهِ كَمَا يَتُوبُ عَلَى الْكَافِرِ.
ومَنْ قَالَ: إنَّهُ لَا يُقْبَلُ تَوْبَةُ مُبْتَدِعٍ مُطْلَقًا فَقَدْ غَلِطَ غَلَطًا مُنْكَرًا. وَمَنْ قَالَ: مَا أَذِنَ اللَّهُ لِصَاحِبِ بِدْعَةٍ فِي تَوْبَةٍ. فَمَعْنَاهُ مَا دَامَ مُبْتَدِعًا يَرَاهَا حَسَنَةً لَا يَتُوبُ مِنْهَا فَأَمَّا إذَا أَرَاهُ اللَّهُ أَنَّهَا قَبِيحَةٌ فَإِنَّهُ يَتُوبُ مِنْهَا كَمَا يَرَى الْكَافِرُ أَنَّهُ عَلَى ضَلَالٍ؛ وَإِلَّا فَمَعْلُومٌ أَنَّ كَثِيرًا مِمَّنْ كَانَ عَلَى بِدْعَةٍ تَبَيَّنَ لَهُ ضَلَالُهَا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْهَا. وَهَؤُلَاءِ لَا يُحْصِيهِمْ إلَّا اللَّهُ)).
والأخ محمد فيه خير وعقل وفهم وآمل منه أن يتأمل في فقه هذا الباب جيداً ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 11:40 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
نعم يا أبا فهر ..
ظننت بالفعل للحظة - أمس - أننا نتكلم في مسألتين .. وأنك خرجت عن مرادي أصلا ونحوت بالموضوع إلى حيث لم أنح به.
لكن لا يمنع من أنني حين رأيت مشاركتك أمس خالفتك في غير شيء منها.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 03:59 م]ـ
المهم إني بشوفك يا مولانا ..
رضي الله عنك وأرضاك ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 10 - 10, 07:21 م]ـ
تنبيه هام جداً:
كأن الأخ أبو فهر فهم مني خلاف ما قرره بقوله: " ومن وقع هذا القول منه من أهل السنة فحمله على المحكم أن يجعل كما قال شيخ الإسلام في أجناس معينة من المبتدعة وليس عاماً.
و على البدع المكفرة.
أو على إرادة التشديد والتنفير.
وإلا فهو قول ضعيف مخالف لنصوص الوحي القاطعة "
فسألني ما سألني، وما قرره هنا بجملته حق وصواب ما قلت كلمة واحدة قصدت بها خلافه، أما قولي: " بل كلام أيوب رحمه الله تعالى كلام عام مطلق، وقانون عام "، فإنما عنيت عموم لفظ الاجتهاد، ثم حصل استطراد سببه تقريرات الأخ عمرو التي يخترعها ثم للأسف يتمادى بنسبتها إلى شيخ الإسلام، أما عمومه - أعني قول أيوب - في أهل البدع سواء من وقع منهم في بدعة مكفر أم لا أو خصوصه فلم أتعرض له البتة، وقد كنت أنوي أن أكتب هذه العبارة في آخر مشاركتي السابقة دفعاً لمثل هذا الفهم: " ومراد هؤلاء الأئمة بالبدعة بحاجة إلى تحرير " لكنني نسيت ..
ومقصودي الآن: أن هذه النقول عن أئمة السلف: الحسن وأيوب وهشام والأوزاعي وأسد وغيرهم، يكون التعامل معها كالتعامل مع نصوص الوعيد من جهة النظر في عمومها وخصوصها، والجمع بينها وبين الأصول المحكمة، وما قلت قط إنها تفهم بمعزل عن الأصول المحكمة في أن الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة .. إلخ، أما أن يدعى أنها آ- بجملتها - رأي خاص أو أنها " لا يشترط فيها الضبط الأصولي "، أو أن يدعى أن ثمة أدنى فرق بين طريقة فهمها وطريقة فهم النصوص الشرعية، أو أن يدعى أن أقوال السلف الأخذ بها بعمومها وإطلاقها باب فساد كبير؛ وكأن ذلك ميزة لها دون غيرها: هذا هو الذي كتبت من أجل دفعه وتفسيده ..
ولعل هذا التوضيح يغني عن الجواب عن أسئلتك الخمسة في تحرير محل البحث
وسأحاول أن أكتب تعليقاً على تلك الكلمات المنقولة عن السلف وتعليق الشاطبي عليها إن شاء الله ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/464)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 07:30 م]ـ
ومقصودي الآن: أن هذه النقول عن أئمة السلف: الحسن وأيوب وهشام والأوزاعي وأسد وغيرهم، يكون التعامل معها كالتعامل مع نصوص الوعيد من جهة النظر في عمومها وخصوصها، والجمع بينها وبين الأصول المحكمة
أحسنتَ وجزاك الله خيراً ..(42/465)
العقائد السلفية بأدلتها النقلية و العقلية
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[17 - 07 - 07, 11:46 ص]ـ
........................................
العقائد السلفية بادلتها النقلية و العقلية وهو شرح لمنظومة المؤلف في العقيدة
واسمه أحمد ال بوطامي
ما رايكم في هذا الكتاب بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[17 - 07 - 07, 01:38 م]ـ
الرجل معروف بالعقيدة السلفية الطيبة، وكتابه شاهد على ذلك، والله الموفق.
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[17 - 07 - 07, 02:44 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أحمد أبو يوسف]ــــــــ[01 - 02 - 08, 04:28 م]ـ
عجل لنا بالنظم جزيت الجنة
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[04 - 02 - 08, 07:38 م]ـ
علو الله سبحانه على خلقه دل عليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه أهل السنة والجماعة رحمة الله عليهم من أن الله سبحانه وتعالى استوى على عرشه فعلى على جميع خلقه علوا يليق بذاته، ويناسب جلاله – سبحانه - ولم يخالف في ذلك إلا الجهمية والمعتزلة من طمس الله بصيرتهم وأعمى قلوبهم فأعرضوا عن كتاب الله وسنة نبيه وحكموا عقولهم الفاسدة وأهوائهم الكاسدة.
وعلو الله سبحانه ثابت في الكتاب والسنة والعقل والفطرة:
فأما الكتاب:
فهو مملوء بالنصوص المحكمة الدالة على علوه سبحانه وتعالى بذاته وقدره وصفاته فوق جميع مخلوقاته، وقد جاءت هذه النصوص بأساليب مختلفة، وصيغ متعددة، نحو أحد عشر نوعا من الأدلة:ـ
النوع الأول: التصريح بالاستواء مقرونا بأداة " على " وقد جاء مختصا بالعرش، الذي هو سقف المخلوقات في سبعة مواضع في القرآن الكريم:
الموضع الأول قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ()
الموضع الثاني قوله تعالى {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} ()
الموضع الثالث قوله تعالى {اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} () الموضع الرابع قوله تعالى في سورة طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ()
الموضع الخامس قوله تعالى في سورة الفرقان: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} ()
الموضع السادس قوله تعالى في سورة السجدة: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} ()
الموضع السابع قوله تعالى في سورة الحديد: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} ()
النوع الثاني التصريح بفوقية الله تعالى على خلقه مقرونا بأداة " من " المعينة للفوقية بالذات، كقوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} ().
الثالث:ذكر الفوقية مجردة عن الأداة، كقوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} ()
الرابع:التصريح بالعروج إليه نحو: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} () ....
الخامس: التصريح بالصعود إليه. كقوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/466)
السادس: التصريح برفعه بعض المخلوقات إليه، كقوله تعالى: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} (). وقوله: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} ().
السابع: التصريح بالعلو المطلق، الدال على جميع مراتب العلو، ذاتا وقدرا وشرفا، كقوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} ()، {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} ()، {إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} ().
الثامن: التصريح بتنزيل الكتاب منه، كقوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} ()، {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} ()، {تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ()، {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} ()، {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} ()، {حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} ().
التاسع: التصريح باختصاص بعض المخلوقات بأنها عنده، وأن بعضها أقرب إليه من بعض، كقوله: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ} (). {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ} (). ففرق بين " من له " عموما وبين " من عنده " من ملائكته وعبيده خصوصا ....
العاشر: التصريح بأنه تعالى في السماء، قال تعالى: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ. أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ()
وهذا عند المفسرين من أهل السنة على أحد وجهين: إما أن تكون " في " بمعنى " على "، وإما أن يراد بالسماء العلو، لا يختلفون في ذلك، ولا يجوز الحمل على غيره.
الحادي عشر: إخباره تعالى عن فرعون أنه رام الصعود إلى السماء، ليطلع إلى إله موسى فيكذبه فيما أخبره من أنه سبحانه فوق السماوات، فقال: {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ} {أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} () قال أبو الحسن الأشعري كذب (أي فرعون) موسى عليه السلام في قوله: إن الله سبحانه فوق السماوات ()
وأما السنة: فهي طافحة بالأحاديث الدالة على علو الله على خلقه بصيغ متعددة وبنحو سبعة أنواع من الأساليب المتنوعة، والتي لا تحتمل التأويل أصلا
النوع الأول: تصريح الرسول – صلى الله عليه وسلم - بنزول الله تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا، والنزول المعقول عند جميع الأمم يقتضي علو من نزل. مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «يَنْزل ربُّنا إِلى السماءِ الدُّنْيا كلَّ ليلة، حين يَبْقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يَدعوني، فأستجيب له؟ مَنُ يسألني، فأعطيه؟ من يَستغفرني، فأغفرَ له؟» ().
النوع الثاني: إخباره صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى في السماء: قال – عليه الصلاة والسلام - «ألا تَأْمنوني وأنا أمين مَنْ في السَّماء» ().
النوع الثالث: التصريح برفع الأيدي إلى الله تعالى، كقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا.» ()
النوع الرابع: الإشارة إليه حسا إلى العلو، كما أشار إليه من هو أعلم بربه وبما يجب له ويمتنع عليه من جميع البشر، لما كان بالمجمع الأعظم الذي لم يجتمع لأحد مثله، في اليوم الأعظم، في المكان الأعظم، يوم أن خطبهم في حجة الوداع خطبته البليغة فبين لهم ما أوجب الله عليهم وما حرم عليهم وأوصاهم بكتاب الله إلى أن قال لهم: «وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون». قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: «اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات» ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/467)
النوع الخامس: التصريح بلفظ " الأين " في حديث الجارية وهو – صلى الله عليه وسلم - أعلم الخلق بربه، وأكملهم إيمانا، وأعرفهم بما يجوز وما يمتنع في حقه تعالى، وأنصحه الخلق لأمته، وأفصحهم بيانا عن المعنى الصحيح، وقد قال بلفظ لا يوهم باطلا بوجه: " أين الله "، في حديث الجارية الطويل وهو في صحيح مسلم فقد قال- صلى الله عليه وسلم- للجارية: «أينَ الله؟ قالت: في السماء، قال: مَنْ أنا؟ قالت: أنتَ رسول الله، قال: أعتِقها فإِنَّها مؤمِنةٌ» ().
النوع السادس: شهادته صلى الله عليه وسلم لمن قال إن ربه في السماء – بالإيمان كما في الحديث المتقدم
النوع السابع: إخباره صلى الله عليه وسلم: أنه تردد بين موسى عليه السلام وبين ربه ليلة المعراج بسبب تخفيف الصلاة، فيصعد إلى ربه ثم يعود إلى موسى عدة مرار.
النوع الثامن التصريح بعروج الملائكة إليه سبحانه وصعود الكلم الطيب إليه كما في قوله عليه السلام: في حديث تعاقب الملائكة: «ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم» (). الحديث، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من تصدق بعدل ثمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب» الحديث ()
وللصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم آثار كثيرة جدا عن عُلُوِ الله وفوقِيَّتِه، جمعها الذهبي في ((العُلُو)) وابن القيم في اجتماع الجيوش وابن قدامة في إثبات صفة العلو وفيما ذكرناه من الأدلة كفاية.
إجماع السلف الصالح وأئمة الهدى على علو الباريء سبحانه فوق عرشه وتضليلهم لقول الجهمية والمعتزلة بأن الله في كل مكان:
وقد أجمع السلف الصالح رضي الله عنهم على الإيمان بما دلت عليه هذه الآيات والأحاديث المتقدمة وأطبقوا كلهم على التصديق بأن الله تعالى في السماء عال على عرشه المجيد وفوق جميع المخلوقات وقطعوا الطمع عن إدراك كنه ذلك أو كيفيته، ومما تلقاه المسلمون بالقبول قول مالك وأئمة الهدى الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق والتسليم، وهكذا قولهم في جميع آيات الأسماء والصفات وأحاديثها: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}، {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.
وقد ضلل السلف –رضي الله عنه- الجهمية والمعتزلة الذين أنكروا علو الله على خلقه حتى
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[04 - 02 - 08, 07:42 م]ـ
علو الله سبحانه على خلقه دل عليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم وأجمع عليه أهل السنة والجماعة رحمة الله عليهم من أن الله سبحانه وتعالى استوى على عرشه فعلى على جميع خلقه علوا يليق بذاته، ويناسب جلاله – سبحانه - ولم يخالف في ذلك إلا الجهمية والمعتزلة من طمس الله بصيرتهم وأعمى قلوبهم فأعرضوا عن كتاب الله وسنة نبيه وحكموا عقولهم الفاسدة وأهوائهم الكاسدة.
وعلو الله سبحانه ثابت في الكتاب والسنة والعقل والفطرة:
فأما الكتاب:
فهو مملوء بالنصوص المحكمة الدالة على علوه سبحانه وتعالى بذاته وقدره وصفاته فوق جميع مخلوقاته، وقد جاءت هذه النصوص بأساليب مختلفة، وصيغ متعددة، نحو أحد عشر نوعا من الأدلة:ـ
النوع الأول: التصريح بالاستواء مقرونا بأداة " على " وقد جاء مختصا بالعرش، الذي هو سقف المخلوقات في سبعة مواضع في القرآن الكريم:
الموضع الأول قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ()
الموضع الثاني قوله تعالى {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/468)
الموضع الثالث قوله تعالى {اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} () الموضع الرابع قوله تعالى في سورة طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ()
الموضع الخامس قوله تعالى في سورة الفرقان: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} ()
الموضع السادس قوله تعالى في سورة السجدة: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} ()
الموضع السابع قوله تعالى في سورة الحديد: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} ()
النوع الثاني التصريح بفوقية الله تعالى على خلقه مقرونا بأداة " من " المعينة للفوقية بالذات، كقوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} ().
الثالث:ذكر الفوقية مجردة عن الأداة، كقوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} ()
الرابع:التصريح بالعروج إليه نحو: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} () ....
الخامس: التصريح بالصعود إليه. كقوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} ().
السادس: التصريح برفعه بعض المخلوقات إليه، كقوله تعالى: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} (). وقوله: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} ().
السابع: التصريح بالعلو المطلق، الدال على جميع مراتب العلو، ذاتا وقدرا وشرفا، كقوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} ()، {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} ()، {إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} ().
الثامن: التصريح بتنزيل الكتاب منه، كقوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} ()، {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} ()، {تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ()، {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} ()، {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} ()، {حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} ().
التاسع: التصريح باختصاص بعض المخلوقات بأنها عنده، وأن بعضها أقرب إليه من بعض، كقوله: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ} (). {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ} (). ففرق بين " من له " عموما وبين " من عنده " من ملائكته وعبيده خصوصا ....
العاشر: التصريح بأنه تعالى في السماء، قال تعالى: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ. أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ()
وهذا عند المفسرين من أهل السنة على أحد وجهين: إما أن تكون " في " بمعنى " على "، وإما أن يراد بالسماء العلو، لا يختلفون في ذلك، ولا يجوز الحمل على غيره.
الحادي عشر: إخباره تعالى عن فرعون أنه رام الصعود إلى السماء، ليطلع إلى إله موسى فيكذبه فيما أخبره من أنه سبحانه فوق السماوات، فقال: {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ} {أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} () قال أبو الحسن الأشعري كذب (أي فرعون) موسى عليه السلام في قوله: إن الله سبحانه فوق السماوات ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/469)
وأما السنة: فهي طافحة بالأحاديث الدالة على علو الله على خلقه بصيغ متعددة وبنحو سبعة أنواع من الأساليب المتنوعة، والتي لا تحتمل التأويل أصلا
النوع الأول: تصريح الرسول – صلى الله عليه وسلم - بنزول الله تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا، والنزول المعقول عند جميع الأمم يقتضي علو من نزل. مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «يَنْزل ربُّنا إِلى السماءِ الدُّنْيا كلَّ ليلة، حين يَبْقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يَدعوني، فأستجيب له؟ مَنُ يسألني، فأعطيه؟ من يَستغفرني، فأغفرَ له؟» ().
النوع الثاني: إخباره صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى في السماء: قال – عليه الصلاة والسلام - «ألا تَأْمنوني وأنا أمين مَنْ في السَّماء» ().
النوع الثالث: التصريح برفع الأيدي إلى الله تعالى، كقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا.» ()
النوع الرابع: الإشارة إليه حسا إلى العلو، كما أشار إليه من هو أعلم بربه وبما يجب له ويمتنع عليه من جميع البشر، لما كان بالمجمع الأعظم الذي لم يجتمع لأحد مثله، في اليوم الأعظم، في المكان الأعظم، يوم أن خطبهم في حجة الوداع خطبته البليغة فبين لهم ما أوجب الله عليهم وما حرم عليهم وأوصاهم بكتاب الله إلى أن قال لهم: «وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون». قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: «اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات» ()
النوع الخامس: التصريح بلفظ " الأين " في حديث الجارية وهو – صلى الله عليه وسلم - أعلم الخلق بربه، وأكملهم إيمانا، وأعرفهم بما يجوز وما يمتنع في حقه تعالى، وأنصحه الخلق لأمته، وأفصحهم بيانا عن المعنى الصحيح، وقد قال بلفظ لا يوهم باطلا بوجه: " أين الله "، في حديث الجارية الطويل وهو في صحيح مسلم فقد قال- صلى الله عليه وسلم- للجارية: «أينَ الله؟ قالت: في السماء، قال: مَنْ أنا؟ قالت: أنتَ رسول الله، قال: أعتِقها فإِنَّها مؤمِنةٌ» ().
النوع السادس: شهادته صلى الله عليه وسلم لمن قال إن ربه في السماء – بالإيمان كما في الحديث المتقدم
النوع السابع: إخباره صلى الله عليه وسلم: أنه تردد بين موسى عليه السلام وبين ربه ليلة المعراج بسبب تخفيف الصلاة، فيصعد إلى ربه ثم يعود إلى موسى عدة مرار.
النوع الثامن التصريح بعروج الملائكة إليه سبحانه وصعود الكلم الطيب إليه كما في قوله عليه السلام: في حديث تعاقب الملائكة: «ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم» (). الحديث، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من تصدق بعدل ثمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب» الحديث ()
وللصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم آثار كثيرة جدا عن عُلُوِ الله وفوقِيَّتِه، جمعها الذهبي في ((العُلُو)) وابن القيم في اجتماع الجيوش وابن قدامة في إثبات صفة العلو وفيما ذكرناه من الأدلة كفاية.
إجماع السلف الصالح وأئمة الهدى على علو الباريء سبحانه فوق عرشه وتضليلهم لقول الجهمية والمعتزلة بأن الله في كل مكان:
وقد أجمع السلف الصالح رضي الله عنهم على الإيمان بما دلت عليه هذه الآيات والأحاديث المتقدمة وأطبقوا كلهم على التصديق بأن الله تعالى في السماء عال على عرشه المجيد وفوق جميع المخلوقات وقطعوا الطمع عن إدراك كنه ذلك أو كيفيته، ومما تلقاه المسلمون بالقبول قول مالك وأئمة الهدى الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق والتسليم، وهكذا قولهم في جميع آيات الأسماء والصفات وأحاديثها: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}، {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.
وقد ضلل السلف –رضي الله عنه- الجهمية والمعتزلة الذين أنكروا علو الله على خلقه حتى
ـ[العارض]ــــــــ[04 - 02 - 08, 07:57 م]ـ
أود التنبيه بأن الشيخ رحمه الله أعتبر العمل شرط كمال في الإيمان فليتنبه لذالك بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[05 - 02 - 08, 12:00 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/470)
أود التنبيه بأن الشيخ رحمه الله أعتبر العمل شرط كمال في الإيمان فليتنبه لذالك بارك الله فيكم
أين ذكره؟
ـ[العارض]ــــــــ[05 - 02 - 08, 01:39 م]ـ
عفى الله عنك أخي أبو محمد ذكر ذالك في المجلد الأول لما تكلم عن الفرق بين السلف والخوارج في إعتبار العمل في مسمى الإيمان صفحة 404 مع قراءة آخر سطر من صفحة403 ليتضح سياق الكلام:الطبعة الأولى 1415هـ
ـ[محمد بشري]ــــــــ[05 - 02 - 08, 06:01 م]ـ
أخي الكريم هذه القضية لا تلغي كون الكتاب نفيس للغاية.
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[06 - 02 - 08, 12:55 ص]ـ
وقد استحسن من مالك رحمه الله – قوله إن الله في السماء وعلمه في كل مكان " () وقيل لابن المبارك بماذا تعرف ربنا؟ قال " بأنه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه " ()، و قيل لأبي عبد الله - الإمام أحمد - الله فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه وقدرته وعلمه بكل مكان؟ قال «نعم هو على عرشه ولا يخلو شيء من علمه» ()
وقال الشافعي: " خلافة أبي بكر قضاها الله في سمائه وجمع عليها قلوب أوليائه " ().
وأما الأمام أبو حنيفة فقد كفر من يشك في علو الله – عز وجل – فضلا عن من يعتقد حلوله تعالى في جميع الأماكن كالجهمية والمعتزلة – تعالى الله عن قولهم، فقد قال – رحمه الله -: من قال لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض فقد كفر لأن الله تعالى يقول: {الرحمن على العرش استوى} وعرشه فوق سبع سماوات ().
قال الإمام أبو الحسن الأشعري في رسالته لأهل الثغر: "وأجمعوا على أنه تعالى فوق سماواته على عرشه دون أرضه" وقد دل على ذلك بقوله: "أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا. . ." وقال: (الرحمن على العرش استوى) وليس استواؤه على العرش استيلاؤه كما قال أهل القدر لأنه عز وجل لم يزل مستوليا على كل شيء وأنه يعلم السر وأخفى من السر ولا يغيب عنه شيء في السماوات والأرض كأنه حاضر مع كل شيء وقد دل الله عز وجل على ذلك بقوله (وهو معكم أينما كنتم) وفسر ذلك أهل العلم بالتأويل: "أن علمه محيط بهم حيث كانوا" ()
وقال رحمه الله في الإبانة: وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية: إن قول الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} أنه استولى وقهر وملك، وأن الله تعالى في كل مكان، وجحدوا أن يكون الله على عرشه - كما قال أهل الحق- وذهبوا في الاستواء للقدرة ولو كان هذا كما ذكروه كان لا فرق بين العرش والأرض، فالله سبحانه قادر عليها وعلى الحشوش وعلى كل ما في العالم، فلو كان الله مستوياً على العرش بمعنى الاستيلاء -وهو سبحانه مستولٍ على الأشياء كلها- لكان مستوياً على العرش وعلى الأرض وعلى السماء وعلى الحشوش والأقذار لأنه قادر على الأشياء مستولٍ عليها، وإذا كان قادر على الأشياء كلها - ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول: إن الله عز وجل مستو على الحشوش والأخلية- لم يجيز أن يكون الاستواء على العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها فوجب أن يكون معناه استواء يختص العرش دون الأشياء كلها. وزعمت المعتزلة والحرورية والجهمية أن الله عز وجل في كل مكان، فلزمهم أنه في بطن مريم وفي الحشوش والأخلية، وهذا خلاف الدين، تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً ()
وقال الإمام، حافظ المغرب، أبو عمر بن عبد البر لما شرح "ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا ... " الذي في الموطأ قال: "هذا الحديث لم يختلف أهل الحديث في صحته، وفيه دليل على أن الله في السماء على العرش من فوق سبع سموات، كما قالت الجماعة، وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم إن الله عز وجل في كل مكان وليس على العرش ....
فإن احتجوا بقول الله عز وجل وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وبقوله وهو الله في السموات وفي الأرض وبقوله ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم الآية وزعموا أن الله تبارك وتعالى في كل مكان بنفسه وذاته تبارك وتعالى قيل لهم لا خلاف بيننا وبينكم وبين سائر الأمة أنه ليس في الأرض دون السماء بذاته فوجب حمل هذه الآيات على المعنى الصحيح المجتمع عليه وذلك أنه في السماء إله معبود من أهل السماء وفي الأرض إله معبود من أهل الأرض وكذلك قال أهل العلم بالتفسير فظاهر التنزيل يشهد أنه على العرش والاختلاف في ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/471)
بيننا فقط وأسعد الناس به من ساعده الظاهر وأما قوله في الآية الأخرى وفي الأرض إله فالإجماع والاتفاق قد بين المراد بأنه معبود من أهل الأرض فتدبر هذا فإنه قاطع إن شاء الله ومن الحجة أيضا في أنه عز وجل على العرش فوق السموات السبع أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى أكثر من حكايته لأنه اضطرار لم يؤنبهم عليه أحد ولا أنكره عليهم مسلم ... (2).
(و) ... علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل، قالوا في تأويل قوله {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ} هو على العرش، وعلمه بكل مكان، وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله" ()
ويرد الإمام الباقلاني على الذين يقولون إن الله في كل مكان فيقول- رحمه الله-» فإن قالوا: فهل تقولون إنه في كل مكان؟ قيل: معاذ لله، بل هومستو على العرش، كما خبرّ في كتابه فقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:5)، وقال تعالى:) إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (فاطر:10)، وقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ} (الملك:16)، ولو كان في كل مكان لكان في جوف الإنسان وفمه وفي الحشوش والمواضع التي يرغب عن ذكرها تعالى عن ذلك، وأوجب أن يزيد بزيادة الأماكي إذا خلق منها ما لم يكن خلقه، وينقص بنقصانها إذا بطل منها ما كان، ولصح أن يرغب إليه إلى نحو الأرض وإلى وراء ظهورنا وعن أيماننا وشمائلنا، وهذا ما قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله «()
قال الشيخ صديق حسن خان – رحمه الله - فإن احتج مبتدع ومخالف بقول الله عز وجل:. . . {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} ()
وبقوله:. . . {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}. . () ونحو هذا من متشابه القرآن فقل إنما يعني العلم لأن الله عز وجل فوق السماء السابعة العليا يعلم ذلك كله وهو بائن من خلقه، لا يخلو عن علمه مكان، وليس معنى ذلك أن الله في جوف السماء، وأن السماء تحصره وتحويه فإن هذا لم يقله أحد من سلف الأمة وأئمتها بل هم متفقون على أن الله فوق سماواته على عرشه، بائن من خلقه ليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته .... أ. هـ) ()
الحواشي
سورة الأعراف آية 54
سورة يونس آية 3
سورة الرعد آية 2
سورة طه آية 5
سورة الفرقان آية 59
سورة السجدة آية 4
سورة الحديد آية 4
سورة النحل آية 50
سورة الأنعام آية 18
سورة المعارج آية 4
سورة فاطر آية 10
سورة النساء آية 158
سورة آل عمران آية 55
سورة البقرة آية 255.
سورة سبأ آية 23
سورة الشورى آية 51
سورة غافر آية 2
سورة الزمر آية 1
سورة فصلت آية 2
سورة فصلت آية 42
سورة النحل آية 102
سورة الدخان الآيات 1 - 5.
سورة الأعراف آية 206.
سورة الأنبياء آية 19
سورة الملك الآيتان16، 17
سورة غافر الآيتان 36 - 37
انظر شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ص 319 - 322: المكتب الإسلامي: بيروت سنة 1391 الطبعة الرابعة
بتصرف و انظر أيضا اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية لابن القيم (ص 45 - 48) / دار الكتب العلمية -: بيروت سنة 1404 = 1984 الطبعة الأولى وانظر الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ص 106 - دار الأنصار – القاهرة سنة النشر:: 1397 / الطبعة الأولى
أخرجه البخاري في كتاب التهجد، باب الدعاء في الصلاة من آخر الليل. . .: (1145)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإِجابة فيه: (758)، وأبو داود في كتاب السنة، باب في الرد على الجهمية: (4733)، والترمذي في كتاب الدعوات، باب ما جاء في عقد التسبيح باليد: (3498)، وابن ماجه في كتاب إِقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في أي ساعات الليل أفضل: (1366)، وأحمد في مسنده: (2/ 264، 267)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/472)
أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: (تعرج الملائكة. .): (7432)، ومسلم في كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم: (1064)، وأحمد في مسنده: (3/ 4)
) أخرجه الإمام أحمد (5/ 438).وابن ماجه (رقم3865).والترمذي (رقم 3556).والطبراني في الكبير (6/ 314 رقم6184)، وفي كتاب الدعاء (رقم203).وابن حبان في صحيحه (رقم2400) - موارد. وابن عدي في الكامل (2/ 562).والحاكم في المستدرك (1/ 497) وانظر ((صحيح الجامع)) (1757).
أخرجه مسلم من حديث جابر عبد الله في حجة النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (1218).
أخرجه مسلم كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة. . . إِلخ: (537)، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب تشميت العاطس. . . إِلخ: (930)، والنسائي في كتاب السهو، باب الكلام في الصلاة: (1218)، وأحمد في مسنده: (5/ 447)
رواه البخاري (555، 3223)، ومسلم (مساجد / 210).
رواه البخاري (7430، 1410)، ومسلم (الزكاة / 63).
أخرجه الإمام عبد الله في «السنة» (ص 5) وأبو داود في «مسائل الإمام أحمد» (ص 263).
رواه عبد الله في «السنة» (ص 5 و 72) والدارمي في الرد على المريسي (ص 24 و 103) وفي «الرد على الجهمية» (ص 50) وقال ابن القيم في «اجتماع الجيوش» (ص 84): قد صح عنه صحة قريبة من التواتر.
رواه الخلال في «السنة» كما في «اجتماع الجيوش» (ص 77)
ذكره ابن القيم في «اجتماع الجيوش» (ص 59) وصححه
شرح الطحاوية 322.
(رسالة إلى أهل الثغر لأبي الحسن الأشعري (ص 232 وما بعدها) دار النشر / مكتبة العلوم والحكم، دمشق سنة النشر 1988الطبعة الأولى)
الإبانة ص109 - 110.
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (7/ 138 - 139لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري توقي سنة 463هـ / طبعة وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية/ المغرب سنة 1387
) التمهيد (ص: 260) - ت مكارثي-.
سورة ق آية 16.
. سورة المجادلة آية 7
قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر للشيخ محمد صديق حسن خان القنوجي ص 49 الطبعة: الأولى الناشر: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية سنة 1421هـ
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[06 - 02 - 08, 01:00 ص]ـ
عفى الله عنك أخي أبو محمد ذكر ذالك في المجلد الأول لما تكلم عن الفرق بين السلف والخوارج في إعتبار العمل في مسمى الإيمان صفحة 404 مع قراءة آخر سطر من صفحة403 ليتضح سياق الكلام:الطبعة الأولى 1415هـ
جزاك الله خيراً. . .
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[06 - 02 - 08, 01:04 ص]ـ
الأخ العارض - سددك الله -
ما رأيك في الحاشية رقم 2 من نفس الصفحة 404
هل تظن أن الشيخ نقل تلك العبرة من شيخه أحمد نور؟
لأني حاولت أن أعرف من أين بدأ النقل عن شيخه فلم أهتدِ لذلك.
فعلك تفدنا. . .
وجزاك الله خيراً
ـ[العارض]ــــــــ[11 - 02 - 08, 11:26 ص]ـ
أخي / أبو محمد بارك الله فيك.
عذراً على التأخير
أقول بارك الله قال الشيخ رحمه الله:
(والخلاصة: أن الخلاف في كون الإيمان مركباً أو بسيطاً يرجع إلى خمسة أقوال) ثم ذكر القول الخامس فقال:
(والقول الخامس هو:
قول واعتقاد وعمل، وهذا مذهب السلف والخوارج والمعتزلة، والخلاف بيننا وبينهم،هل العمل شرط كمال، أم شرط صحة، أم لا؟ وسبق الكلام عن ذلك) فلو قرأت المبحث كاملاً تجد كلام الشيخ فهذا يدل على أن الشيخ يعتبر العمل شرط كمال في الإيمان و ليس ركناً كما هو قول السلف كما لايخفاكم
ويضاف أن الشيخ نص في الحاشية بأن نقله كان (تحت قوله في النظم في بيان معتقدات المعتزلة عندهم مرتكب الكبيرة ... لا مؤمن لا كافر السريرة) وذالك من شرح شيخه فيكون نقله من قوله والمعتزله فيما يظهر والله وأعلم
(محمد بشري) أخي الكريم هذه القضية لا تلغي كون الكتاب نفيس للغاية
نعم أخي محمد بسبب أن الكتاب نفيس أحببت التنبية على ذالك.
و لم يكن قصدي التنقص من قيمة الكتاب وأنتم أعلم مني بذالك بارك الله فيكم.
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 08:55 م]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 10:30 م]ـ
هل من سبيل لايجاد المنظومة التي شرحها المؤلف كاملة؟؟
ـ[أبو ابراهيم الحربي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 11:05 م]ـ
هناك رسالة دكتورة في الجامعة الاسلامية في بيان جهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين(42/473)
من هو ابن القشيري الذي أحدث الفتنة بين الأشاعرة و الحنابلة؟
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[17 - 07 - 07, 12:21 م]ـ
من هو ابن القشيري الذي أحدث الفتنة بين الأشاعرة و الحنابلة؟
أريد مظان ترجمته؟
و ما هي الفتنة التي أحدثها؟
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[17 - 07 - 07, 12:36 م]ـ
http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=14916
مَن القشيري صاحب [التيسير في علم التفسير]: لأبي القاسم أَمْ لأبي النصر؟
لعدة قرون ظل الخلط بين القشيري الأب أبي القاسم عبد الكريم والقشيري الابن أبي النصر عبد الرحيم في ميدان التفسير. ذلك أن الإمامين الجليلين كليهما كتبا تفسيرا كبيرا للقرآن الكريم أصبح فيما بعد مصدرا لكثير من المفسرين.
نبذة عن حياة الإمام القشيري:
عبد الكريم ابن هوازن ابن عبد الملك ابن طلحة ابن محمد المعروف بأبي القاسم القشيري ولد في عام 375 - 986 في قرية استوا – بضم التاء – المتواجدة في ناحية نيسابور، العاصمة القديمة لخراسان. نسبة القشيري ترجع في أرجح الأقوال إلى قبيلة يمنية [تنتهي إلى قشير ابن كعب]. أما والدته فهي من قبيلة بني سليم. فقد أباه وهو لا يزال صغيرا، لكنه استطاع أن ينتقل إلى نيسابور رغبة في طلب علم الاستيفاء – و ذلك لأن قريته كانت تشكو من ارتفاع الضرائب -. عندما وصل إليها حضر مجلس أبي علي الدقاق [توفي 405 - 1021] فصادف هوى في نفسه فاعتنق التصوف كسلوك إلى الله. أعجب الشيخ الدقاق بهذا الفتى فقربه إليه و نصحه أن يجمع بين علوم الحقيقة و علوم الشريعة. و توطدت العلاقة بينهما حينما تزوج القشيري بابنة الدقاق فاطمة [توفيت 480 - 1087] و التي كانت عابدة و عالمة بالحديث.
بعد دراسة الأدب على يد أبي القاسم اليمني، طلب الفقه عند الشافعي أبي بكر محمد الطوسي [ت 420 - 1029] و علم الكلام و أصول الفقه على يدي أبي بكر ابن فورك [ت 406 - 1015] و أبي اسحاق الاسفرائيني [ت 418 - 1027] و الحديث مع أبي الحسن ابن بشران و أبي الحسن الخفاف [ت 392 - 1001]. سافر إلى بغداد و الحجاز لطلب الحديث، و عقد لنفسه مجلس الإملاء في بغداد عام 437 - 1045 و في نيسابور عام 455 - 1063 إثر عودته من المنفى. يجب التنبيه أيضا إلى أن أبي عبد الرحمن محمد ابن الحسين ابن موسى الأزدي السلمي [ت 412 - 1021] كان من شيوخ القشيري في طريق التصوف و كذا في علم الحديث. يمكن الإشارة إلى أن القشيري رغم تصوفه و تفرغه للعلم إلا أنه كان يهوى الفروسية حتى برع فيها و كان يحسن كتابة الخط المنسوب.
يعرف عن القشيري ذوده عن المذهب الأشعري و ذلك في كتاباته و مواقفه الجريئة أمام سلطان السلاجقة. فلا يمكن ذكر الفتنة التي تعرض لها الأشاعرة في تلك الفترة دون ذكر اسمه و اسم الجويني. بعد أن وقعت نيسابور تحت الهيمنة السلجوقية استطاع الوزير الكندري أن يؤلب ضد الأشاعرة _ الشافعية السلطان نفسه طغرلبك [في الحكم بين 1038 - 1063] فأمر بلعنهم على المنابر. كانت مسألة خلق القرآن التي ظننا أنها انتهت و خمدت نيرانها تثير الفتنة و القتال بين المسلمين. كتب القشيري رسالة وجيزة سماها شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة دفاعا عن أبي الحسن الأشعري و مذهبه، وهي رسالة حفظها لنا تاج الدين السبكي في الطبقات. بعد محاولة يائسة لإقناع السلطان السلجوقي و تفنيد ادعاءات الكندري رمي به في السجن بضعة أيام، لكن أنصاره استخرجوه بالقوة و لم يجد بدا من الهجرة إلى بغداد ليبقى فيها عشرة أعوام. في منفاه أكرمه الخليفة العباسي القائم بأمر الله [ولي الخلافة بين 1031 - 1075] و عقد مجلسا للوعظ و الحديث. بعد أن استطاع الوزير نظام الملك [ت 485 - 1092] أن يعيد توازن القوى بين الأشاعرة و الأحناف و خاصة بعد إعدام الكندري عاد القشيري إلى نيسابور عام 456 هـ و عاش فيها إلى أن توفاه الله يوم الأحد 16 ربيع الثاني 465 هـ الموافق لـ 30 ديسمبر 1072 م و دفن قريبا من ضريح شيخه الدقاق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/474)
خلف القشيري سبعة أولاد عرفوا بالعلم و العبادة. و يعتبر ولده الرابع أبو النصر عبد الرحيم (ت، 514 - 1120) أشهرهم. و هو الذي درّس في المدرسة النظامية بعد أن كان تلميذا للجويني. لكن تعصبه لمذهب الأشعرية أدى إلى إشعال نار الفتنة بين أنصاره و الحنابلة مما أدى إلى الاقتتال بينهم. استطاع نظام الملك أن يسكن هذه الفتنة بعزل ابن القشيري عن التدريس في النظامية.
مما لا شك فيه أن أبا النصر القشيري ألف تفسيرا للقرآن الكريم، وذلك لأن المصادر التاريخية ذكرته أكثر مما ذكرت تفسير القشيري الأب، مما أدى إلى الخلط بينهما. و قد استدل به القرطبي أكثر من مرة في تفسيره و كذا ابن حجر العسقلاني في فتح الباري و غيرهما. .
مؤلفات القشيري الأب:
يعرف عن القشيري عدد لا بأس به من المؤلفات، منها ما طبع و منها ما يزال مخطوطا و منها ما فقد. مجاله المفضل هو التصوف و التفسير و العقيدة. من هذه المؤلفات:
_ الرسالة: المعروفة بالرسالة القشيرية في علم التصوف و هي التي عرف بها القشيري. ترجمت إلى عدة لغات منها التركية، الفارسية، الألمانية، الإنجليزية و الفرنسية …الخ. و قد ذيلها زكريا الأنصاري بحاشية شرح فيها المصطلحات الصوفية التي وردت فيها. هذه الرسالة تناول فيها القشيري أهم المصطلحات الصوفية من مقامات و أحوال، و كذا نبذة عن حياة ثلة من شيوخ التصوف و أقوالهم. و قد لقيت قبولا واسعا عند العامة و الأوساط العلمية لتميزها بالاختصار و الوضوح، ناهيك عن كون مؤلفها معروفا بالاعتدال و طول باعه في العلوم الشرعية. و قد ذكر اا
_ لطائف الإشارات: و هو تفسير إشاري صوفي للقرآن الكريم. و هو أول تفسير كامل للقرآن بلغنا إلى هذا اليوم. طبعه في مصر الدكتور ابراهيم بسيوني و هي الطبعة العلمية المعتمدة. طبع طبعات أخرى في الأعوام الأخيرة و لكنها لم تعتمد مخطوطات أخر بل التزمت إلى حد ما طبعة بسيوني. كتبه القشيري عام 434 – 1042. ذكره السيوطي في طبقات المفسرين و رفع من قيمته.
-التيسير في علم التفسير: و يعرف أيضا بـ التفسير الكبير، و هو تفسير كامل للقرآن لا يزال مخطوطا. قال عنه السيوطي أنه من أحسن التفاسير. هذا التفسير هو أول ما كتبه القشيري [عام 410 – 1019] و اهتم فيه بالجانب اللغوي و أسباب النزول و الحديث …الخ. و هذا التفسير رجح المستشرق ريتر كونه من تأليف ابن القشيري: أبي النصر عبد الرحيم [توفي 514 هـ – 1120] أما التفسير الكبير فهو من تأليف القشيري الأب. و هو ما يعتقده المستشرق بوورينج [ Bowering . G] بعد مقارنة مخطوطة ليدن [ Leiden] تحت رقم 1659 و مخطوطة جامعة اسطنبول [ Istanbul universitesi] تحت رقم 3228. و هو قول وارد خاصة إذا علمنا أن أبا النصر القشيري قد ذكره السيوطي في طبقات المفسرين و السبكي في الطبقات الكبرى و ابن خلكان كمفسر للقرآن.
المراجع
عن حياة القشيري يمكن الرجوع إلى:
- ابن عساكر، تبيين كذب المفتري، مطبعة التوفيق، دمشق، 1347، ص. 271 - 276.
- شمس الدين الذهبي، سير أعلام النيلاء، مؤسسة الرسالة، 1993، ج 18، ص 227 - 233.
- تاج الدين السبكي، طبقات الشافعية الكبرى مطبعة هجر، 1992، ج 5، ص 153 - 162.
- ابن خلكان، وفيات الأعيان، دار الثقافة، 1968، ج 3، ص 207 - 208.
- ابراهيم بسيوني، الإمام القشيري، سيرته آثاره، مذهبه في التصوف، مجمع البحوث الإسلامية، 1972.
- و الترجمة الألمانية للرسالة القشيرية [وهي ترجمة ممتازة و موثقة]، ريشارد غرامليش
- Das sendschreiben al-Qushayris uber das sufitum, Franz Steiner, Verlag Wiesbaden GMBH, 1989.
أبو الفرج ابن الجوزي: المنتظم، دار صادر، 1939، ج 8، ص 157.
هذا النوع من الخط العربي بدأ في بغداد في القرن الثالث للهجرة على يد ابن مقلة [ت 328 - 940] ثم بعد ذلك مع ابن البواب [413 - 1022] و ياقوت المستعصمي.
السيوطي: طبقات المفسرين، ج 1، ص 65. ابن خلكان: وفيات الأعيان، ج 3، 208.
رغم أسبقية تفسير سهل التستري و حقائق التفسير لعبد الرحمن السلمي إلا أن حجم الآيات التي تعرض لها القشيري يفوق بكثير التفسيرين المذكورين. و تفسير جعفر الصادق [توفي 148 - 765] و إن كان بعضه مطبوعا إلا أنه يبقى غير كامل [طبعه بول نويه تحت عنوان:
le tafsir mystique attribué à Ja ‘far as-Sadiq, édition critique, mélanges de l’université saint-Joseph , tome XLIII .
السيوطي: طبقات المفسرين، ص 126. و ذكره أيضا: تاج الدين السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، ج 5، ص 159. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 18، ص 229.
ذكر ابراهيم بسيوني في مقدمته لكتاب التحبير في التذكير للقشيري أنه صور المخطوطة السوفياتية لهذا التفسير ليتولى طبعه بعد ذلك، لكننا لم نعثر في بحوثنا عن أية طبعة لهذا الكتاب القيم. المخطوطة الأخرى موجودة في جامعة اسطنبول [تحت رقم 3228 A].
المصدر السابق: ص 126 و ذكره أيضا: ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 3، ص 206. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 18، ص 229. .
Bowering . G ; The light verse : Qur’anic text and sufi interpretation, ORIENS ( Journal de la société internationale d’études orientales ) , Volume 36, Brill, Lieden, 2001, pp. 113-144.
Bowering . G ; The mystical vision of existence in classical islam , the Qur’anic hermeneutics of the sufi Sahl at-Tustari , Walter de Gruyter, Berlin-New York, 1980, p. 31.
المرجع السابق.
ابن خلكان: وفيات الأعيان، ج 3، ص 208.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/475)
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[17 - 07 - 07, 01:05 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[المرزوقي ح]ــــــــ[20 - 07 - 07, 05:34 م]ـ
ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي الجزء الأول.
ترجمة عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن معبد بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، الشريف أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي العباسي:
وآخر ذلك كله: فتنة ابن القشيري، قام فيها الشريف قيامًا كليًا، ومات في عقبها.
ومضمون ذلك: أن أبا نصر بن القشيري ورد بغداد، سنة تسع وستين وأربعمائة، وجلس في النظامية. وأخذ يذم الحنابلة، وينسبهم إلى التجسيم. وكان المتعصب له أبو سعد الصوفي، ومال إلى نصره أبو إسحاق الشيرازي، وكتب إلى نظام الملك الوزير يشكو الحنابلة، ويسأله المعونة. فاتفق جماعة من أتباعه على الهجوم على الشريف أبي جعفر في مسجده، والإيقاع به، فرتب الشريف جماعة أعدهم لرد خصومه إن وقعت. فلما وصل أولئك إلى باب المسجد رماهم هؤلاء بالآجر. فوقعت الفتنة، وقتل من أولئك رجل من العامة، وجرح آخرون، وأخذت ثياب.
وأغلق أتباع بن القشيري أبواب سوق مدرسة النظام، وصاحوا: المستنصر بالله، يا منصور- يعنون العُبَيدي صاحب مصر- وقصدوا بذلك التشنيع على الخليفة العباسي، وأنه ممالىء للحنابلة، لا سيما والشريف أبو جعفر ابن عمه.
وغصب أبو إسحاق، وأظهر التأهب للسفر. وكاتب فقهاءُ الشافعية نظام الملك بما جرى، فورد كتابه بالامتعاض من ذلك، والغَضَب لتسلط الحنابلة على الطائفة الأخرى. وكان الخليفة يخاف من السلطان ووزيره نظام الملك ويداريهما.
وحكى أبو المعالي صالح بن شافع، عن شيخه أبي الفتح الحلواني وغيره، ممن شاهد الحال: أن الخليفة لما خاف من تشنيع الشافعية عليه عند النظام أمر الوزير أن يجيل الفكر فيما تنحسم به الفتنة. فاستدعى الشريف أبا جعفر بجماعة من الرؤساء منهم ابن جردة، فتلطفوا به حتى حضر في الليل، وحضر أبو إسحاق، وأبو سعد الصوفي، وأبو صر بن القشيري. فلما حضر الشريف عظَّمه الوزير ورفعه، وقال: إن أمير المؤمنين ساءه ما جرى من اختلاف المسلمين في عقائدهم، وهؤلاء يصالحونك على ما تريد، وأَمَرهم بالدنوّ من الشريف. فقام إليه أبو إسحاق، وكان يتردد في أيام المناظرة إلى مسجده بدرب المطبخ، فقال: أنا ذاك الذي تعرف، وهذه كتبي في أصول الفقه، أقول فيها: خلافًا للأشعرية، ثم قبل رأسه.
فقال له الشريف: قد كان ما تقول، إلاَ أنك لما كنت فقيرَاً لم تُظهِر لنا ما في نفسك، فلما جاء الأعوان والسلطان خواجا بُزُرْك- يعني النظام- أبديتَ ما كان مخفيًا.
ثم قام أبو سعد الصوفي، فقبّل يد الشريف، وتَلطف به، فالتفت مغضباً وقال: أيها الشيخ، إنّ الفقهاء إذا تكلموا في مسائل الأصول فلهم فيها مدخل، وأَما أنت: فصاحبُ لهو وسَماع وتعبير ممَنْ، زاحمك على ذلك حتى داخلتَ المتكلمين والفقهاء، فأقمتَ سوق التعصب.
ثم قام ابن القشيري- وكان أقلَّهُم احترامًا للشريف- فقال الشريف: من هذا. فقيل: أبو نصر بن القشيري، فقال لو جاز: أن يشكر أحد على بدعته لكان هِذا الشاب لأنه باد هنا بما في نفسه، ولم ينافقنا كما فعل هذان. ثم التفت إلى الوزير فقال: أي صلح يكون بيننا. إنما يكون الصلح بين مختصمين على ولاية، أو دنيا، أو تنازع في ملك. فأما هؤلاء القوم: فإنهم يزعمون أنَّا كفار، نحن نزعم أن من لا يعتقد ما نعتقده كان كافراً، فأيُّ صلح بيننا. وهذا الإمام يصدع المسلمين، وقد كان جدَاه- القائم والقادر- أَخرجا اعتقادهما للناس، وقرىء عليهم في دواوينهم، وحمله عنهم الخراسانيون والحجيج إلى أطراف الأرض، ونحن على اعتقادهما.
وأنهى الوزير إلى الخليفة ما جرى، فخرج في الجواب: عرف ما أنهيته من حضور ابن العم- كَثر اللّهُ في الأولياء مثلَه- وحضور من حضر من أهل العلم. والحمد لله الذي جمع الكلمة، وضم الألفة، فليؤذن للجماعة في الانصراف، وليقل لابن أبي موسى: إنه قد أفرد له موضع قريبٌ من الخدمة ليراجَع في كثير من الأمور المهمة، وليتبرك بمكانه.
فلما سمع الشريف هذا قال: فعلتموها.
فحُمل إلى موضع أفرد له بدار الخلافة. وكان الناس يدخلون عليه مدة مديدة. ثم قيل له: قد كثر استطراق الناس دار الخلافة، فاقتصر على من تُعين دْخوله، فقال: ما لي غرض في دخول أحد عليّ. فامتنع الناس.
ثم إن الشريف مرض مرضًا أثر في رجليه فانتفختا. فيقال: إن بعض المتفقِّهة من الأعداء ترك له في مداسه سمًا. والله تعالى أعلم.
ثم إن أبا نصر بن القشيري أُخرج من بغداد، وأُمر بملازمة بلده لقطع الفتنة وذلك نفي في الحقيقة.
قال ابن النجار: كوتب نظام الملك الوزير بأن يأمره بالرجوع إلى وطنه، وقطع هذه الثائرة، فبعث واستحضره، وأَمرَه بلزوم وطنه، فأقام به إلى حين وفاته.
قال القاضي أبو الحسين: أخذ الشريف أبو جعفر في فتنة أبي نصر بن القشيري، وحُبِس أياماً، فسَردَ الصوم ما أكل لأحد شيئاً.
قال: ودخلتُ عليه في تلك الأيام ورأيتُه يقرأ في المصحف، فقال لي: قال الله تعالى: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَاَلصَّلاَةِ" البقرة: 45، تدري ما الصبر? قلت: لا، قال: هو الصوم. ولم يفطر إلى أن بلغ منه المرض، وضج الناس من حبسه. وأُخرج إلى الحريم الطاهري بالجانب الغربي فمات هناك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/476)