ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:43 م]ـ
زقزوق اعتبرها أكثر إساءة للنبي من الرسوم الدانماركية .. شيخ الأزهر يفشل في إخماد حرب التصريحات التي أشعلتها فتوى "بول الرسول"
كتب محمد رشيد (المصريون):: بتاريخ 4 - 6 - 2007
فشل الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف في مسعاه لمعالجة الأزمة التي أثارتها فتوى المفتي الدكتور علي جمعة بشأن تبرك الصحابة ببول الرسول صلى الله عليه وسلم، بعدما أثارت جدلاً واسعًا، بعد أن أشعلت حرب تصريحات بين أعضاء مجمع البحوث الإسلامية، شارك فيها الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف والدكتور عبد المعطي بيومي الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو المجمع.
وقالت مصادر بمشيخة الأزهر لـ "المصريون"، إن الدكتور طنطاوي كثف من اتصالاته بكافة الأطراف لوقف سيل التصريحات والتعقيبات على الفتوى المثيرة للجدل، بعد أن فتحت باب الانتقاد واسعًا على قمة المؤسسة الإسلامية، واستغلها البعض للهجوم على قياداتها والنيل منها عبر الصحف وفي وسائل الإعلام، والتي يرى أنها كانت الموقد لتلك الأزمة.
لكن ورغم محاولات شيخ الأزهر، لم تخمد حرب التصريحات وخاصة على لسان زقزوق وبيومي تجاه الفتوى، بعد أن اعتبرها وزير الأوقاف تسيء للإسلام أكثر من الرسوم الدانماركية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، وقال إن العقل والمنطق يرفضها وتعافها النفس البشرية وتخرج الرسول عن طبيعته البشرية.
في حين وصفها بيومي بأنها أشد خطرًا من فتوى "إرضاع الكبير" التي أثارت هي الأخرى جدلاً محتدمًا في أوساط المؤسسة الدينية، لأنها تضرب في العقيدة وتشوه التصور الإسلامي والاعتقاد الحقيقي في رسول الله وهي مجرد شطحات صوفية لا يمكن أن تصبح مصدرًا للأحكام الشرعية، حسب قوله.
وأشارت المصادر إلى أن شيخ الأزهر لم يفلح في جلسة مجمع البحوث الإسلامية التي عقدت الأربعاء الماضي في ترميم أجواء العلاقة المتوترة بين المفتي والدكتور بيومي في غياب وزير الأوقاف بسبب سفره إلى سويسرا.
ورفضت المصادر التعليق على ما يردده البعض من أن الدكتور بيومي يهدف من هجومه غير المسبوق على المفتي إلى تحقيق مكاسب شخصية عبر إبراز نفسه في الواجهة أمام القيادة السياسية والظهور بموقف عالم الإسلام المستنير، في ضوء ترشيحه أكثر من مرة لتولي منصب وزير الأوقاف، وقالت إنها ليست معنية بالخوض في مثل هذه الأمور.
وكان مجمع البحوث قد أدان ضمنيًا المفتي على فتواه، بعدما اعتبرها غير ملائمة لظروف العصر , وأنها لم ترد علي النحو الذي يدعو إلى التبرك فعلاً , وإنما وردت على سبيل التدارك لخطأ شرب بول النبي عن غير قصد.
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=35177&Page=6
ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[05 - 06 - 07, 03:42 م]ـ
المفزع حقا أن المسكين صاحب فتوى رضاع الكبير التى وإن افتقدت ذوق الملائمة فإنها تستند إلى دليل يقبل التأويل، وقد سبقه ووافقه عليها أناس من أهل العلم في القديم والجديد، ويعذره أن تكون أم المؤمنين عائشة ممن قال بها - إن صح في ذلك الخبر - فإن السادة قد أحالوا الدكتور عزت إلى التحقيق - على ما نشر اليوم - أما مولانا المفتي فاعتذر ضمنا بيد أن واقعته أخطر وأفدح، وكأني بقومي هداهم الله قد سرق فيهم الشريف فتركوه واعتذروا عنه، وسرق فيهم الضعيف فأقاموا عليه الحد. اللهم سلم
ـ[أحمد الشهاب]ــــــــ[06 - 06 - 07, 11:11 ص]ـ
الفيصل في ذلك كله هو الشرع الشريف، وهذا الشرع الشريف لما أجاز التداوي بشرب أبوال الإبل تداويتم بها واستعملتموها ولم تجدوا غضاضة في ذلك، فإذا دل الشرع على أن النبي صلى الله عليه وسلم طاهر في الظاهر والباطن لم نجادل ولم نمار ونزاحم ما دل عليه الشرع بعقول نكدة ونفوس كثيفة أثقلتها المادة.
وفيما يلي نصوص من المذاهب الأربعة المتبعة تبين أن القول بما قال فضيلة المفتي ليس شذوذا ولا خطئا بل هو قول مقرر مقبول لم يخل مذهب من قائل به.
الحنفية:
جاء في تنقيح الفتاوى الحامدية لابن عابدين 2/ 331:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/353)
"فضلاته عليه الصلاة والسلام طاهرة كما جزم به البغوي وغيره وهو المعتمد لأن أم أيمن بركة الحبشية شربت بوله صلى الله عليه وسلم فقال: لن يلج النار بطنك صححه الدارقطني، وقال أبو جعفر الترمذي: دم النبي صلى الله عليه وسلم طاهر؛ لأن أبا طيبة شربه وفعل مثل ذلك ابن الزبير وهو غلام حين أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم دم حجامته ليدفنه فشربه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: من خالط دمه دمي لم تمسه النار، وهذه الأحاديث مذكورة في كتب الحديث الصحيحة وذكرها فقهاؤنا وتبعهم الشافعية كالشربيني في شرح الغاية وفقهاء المالكية, والحنابلة فكانت كالمجمع عليها فحيث ثبت أن فضلاته عليه الصلاة والسلام تنجي من النار فكيف من ربي من دمها ولحمها وربي في بطنها ومن كان أصل خلقته الشريفة منه يدخل النار هذا ما جرى به لسان القلم".
المالكية:
- وحكى الخلاف في طهارة الحدثين من النبي صلى الله عليه وسلم القاضي عياض في الشفا في فصل نظافة جسمه صلى الله عليه وسلم وطيب ريحه وعرقه ونزاهته عن الأقذار وعورات الجسد، وأمعن في الاستدلال للقول بالطهارة. [الشفا 1/ 353 وما بعدها، مع شرح الخفاجي]
- وقال الإمام أبو بكر ابن العربي: "بول النبي صلى الله عليه وسلم ونحوه طاهران". نقله عنه الملا علي القاري في شرح الشفا مطبوع بهامش شرح الخفاجي 1/ 354.
الشافعية:
- وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب 3/ 106:
" (وكان يتبرك ويستشفى ببوله ودمه) روى الدارقطني أن أم أيمن شربت بوله فقال إذا لا تلج النار بطنك. لكنه ضعيف , وروى ابن حبان في الضعفاء أن غلاما حجم النبي صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من حجامته شرب دمه فقال ويحك ما صنعت بالدم قال: غيبته في بطني قال اذهب فقد أحرزت نفسك من النار, قال شيخنا المذكور آنفًا: وكأن السر في ذلك ما صنعه الملكان من غسلهما جوفه".
- وقال العلامة الشربيني في الإقناع 1/ 314، 315 مع حاشية البيجرمي:
"فائدة: هذه الفضلات من النبي صلى الله عليه وسلم طاهرة كما جزم به البغوي وغيره, وصححه القاضي وغيره وهو المعتمد خلافًا لما في الشرح الصغير , والتحقيق من النجاسة".
الحنابلة:
قال البهوتي في كشاف القناع 5/ 31:
" (والنجس منا طاهر منه) صلى الله عليه وسلم ومن سائر الأنبياء وبجواز أن يستشفى ببوله ودمه ... قال الحافظ ابن حجر وكان السر في ذلك ما صنعه الملكان من غسلهما جوفه".
وأما حديث شرب أم أيمن لفضلته الشريفة صلى الله عليه وسلم فقد قواه جمع من الأئمة وقبلوه؛ فقد رواه الحاكم في المستدرك 4/ 70 وصححه، وأقره عليه الذهبي في التلخيص، ونقل الشهاب الخفاجي في شرح الشفا 1/ 354 أن الإمام النووي قال: حديث شرب البول صحيح حسن.
وصححه القاضي عياض في الشفا 1/ 361 - مع شرح الشهاب-، ونَقَل عن الدارقطني أنه ألزم الشيخين البخاري ومسلمًا إخراجه في الصحيح. قال شارحه الشهاب: "يعني أنه مستجمع لشرطهما".
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 09:12 م]ـ
قد سبق الجواب على هذا كله في كلام د. عبد المعطي بيومي المذكور في هذا الرابط سابقا
فلماذا تكرر ما أجاب الناس عنه؟
والغريب أن المفتي نفسه قد اعتذر عن فتواه هذه وألزمه مجمع البحوث الإسلامية برئاسة شيخ الأزهر بسحب كتابه من السوق
فلماذا تصحح فتواه التي اعتذر هو نفسه عنها وسحب كتابه لأجل الخطأ فيها؟
هذا الموقف يشبه موقف الأشاعرة الذين انتسبوا ولا زالوا لأبي الحسن الأشعري رغم أنه كان أول الذين تبرأوا من مذهب الأشاعرة وتاب منه ورجع لمذهب أهل السنة والجماعة رحمه الله.
فلماذا التمسك بما رجع عنه أصحابه؟!
هداني الله وإياك لما فيه رضاه
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[10 - 06 - 07, 12:34 ص]ـ
قد سبق الجواب على هذا كله في كلام د. عبد المعطي بيومي المذكور في هذا الرابط سابقا
فلماذا تكرر ما أجاب الناس عنه؟
والغريب أن المفتي نفسه قد اعتذر عن فتواه هذه وألزمه مجمع البحوث الإسلامية برئاسة شيخ الأزهر بسحب كتابه من السوق
فلماذا تصحح فتواه التي اعتذر هو نفسه عنها وسحب كتابه لأجل الخطأ فيها؟
هذا الموقف يشبه موقف الأشاعرة الذين انتسبوا ولا زالوا لأبي الحسن الأشعري رغم أنه كان أول الذين تبرأوا من مذهب الأشاعرة وتاب منه ورجع لمذهب أهل السنة والجماعة رحمه الله.
فلماذا التمسك بما رجع عنه أصحابه؟!
هداني الله وإياك لما فيه رضاه
ألجواب أخي بارك الله بك، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادا كالكوز مجخياً لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه) رواه أحمد وغيره بالفاظ مقاربة.
أخوكم /سليمان سعود الصقر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/354)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 04:15 ص]ـ
المفتي يفرض حظرًا على ظهوره بالفضائيات تفاديًا للعاصفة ويخرج مشيخة الأزهر من حساباته
كتب عمر القليوبي ومحمد رشيد (المصريون):: بتاريخ 9 - 6 - 2007
فرض الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، حظرًا إعلاميًا على نفسه، إلى أن تهدأ حدة العاصفة التي أثارتها فتواه المثيرة للجدل حول فتوى جواز التبرك ببول النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لا تُستغل أي تصريحات تصدر عنه في تصعيد الحملة ضده.
وقالت مصادر مقربة من الدكتور جمعة إنه أبلغ المقربين منه، نيته تقليل ظهوره الإعلامي خلال الفترة القادمة، إلى أن تتوقف حملة الهجوم عليه، حتى لا يستغل دفاعه عن فتواه من قبل خصومه في تصعيد حملة الهجوم ضده بشكل يسيء إلى صورته.
وربطت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها بين قرار المفتي بالتراجع عن الظهور في الفضائيات والخروج بتصريحات صحفية، والحملة الشرسة التي شنت ضده داخل المؤسسة الدينية بشكل دفعه للخوف على مستقبله في منصبه، وتطلعه لشغل منصب شيخ الأزهر.
وكان مجمع البحوث الإسلامية قد رفض في اجتماعه الأخير فتوى جمعة ومطالبته له بسحب كتابه الذي أثار الضجة الكبيرة من الأسواق، وهو موقف لم يكن يتوقعه المفتي الذي كان يراهن على دعم أعضاء المجمع، الذي يمثل أعلى هيئة بالأزهر الشريف.
وأدان المجمع بشكل ضمني المفتي، بعدما اعتبر فتواه غير ملائمة لظروف الوقت الراهن , وأنها لم ترد علي النحو الذي يدعو إلى التبرك فعلاً , وإنما وردت على سبيل التدارك لخطأ شرب بول النبي عن غير قصد
ونقلت المصادر المقربة من جمعة، أنه يعتبر حملة الهجوم الذي تعرض له بشكل خاص من الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، والدكتور عبد المعطي بيومي بمثابة تصفية حسابات ضده، لاسيما من جانب الأخير الذي يتطلع بقوة للوصول إلى دار الإفتاء.
وكان زقزوق اعتبر الفتوى تسيء للإسلام أكثر من الرسوم الدانماركية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، وقال إن العقل والمنطق يرفضها وتعافها النفس البشرية وتخرج الرسول عن طبيعته البشرية.
في حين وصفها بيومي بأنها أشد خطرًا من فتوى "إرضاع الكبير" التي أثارت هي الأخرى جدلاً محتدمًا في أوساط المؤسسة الدينية، لأنها تضرب في العقيدة وتشوه التصور الإسلامي والاعتقاد الحقيقي في رسول الله وهي مجرد شطحات صوفية لا يمكن أن تصبح مصدرًا للأحكام الشرعية، حسب قوله.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن تلك الأزمة خلقت يقينًا لدى جمعة بتضاؤل فرصه
في تولي مشيخة الأزهر، وهو المنصب الذي كان يعد أحد أبرز المرشحين لشغله مع اشتداد المرض على الدكتور طنطاوي خلال الفترة الأخيرة، بعد أن أدرك أن الحملة ضده نجحت في تشويه صورته وحرقه سياسيًا وشرعيًا أمام القيادة السياسية والرأي العام.
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=35375&Page=1
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 04:21 ص]ـ
ألجواب أخي بارك الله بك، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادا كالكوز مجخياً لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه) رواه أحمد وغيره بالفاظ مقاربة.
أخوكم /سليمان سعود الصقر
صدقتم أخي الحبيب بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير الجزاء
وحياكم الله
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 01:23 م]ـ
آخر صدمات المفتي: أجاز وأد البنات في القرن الواحد وعشرين وهاجم الخلافة وقال أنها لا أساس لها في الإسلام وزعم أن الليبرالية منظومة شرعية ... ويعلن عدم اعتذاره عن فتوى "بول الرسول" .. كرم جبر يلبس عباءة الشعراوي ويدعو لمبارك بالعون على تحمل المصريين
المصريون: بتاريخ 10 - 6 - 2007 خاص-المصريون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/355)
الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية هو بطل التغطيات الصحفية لهذا الأسبوع الساخن بفتاواه الشاذة وآرائه المستفزة .. فقد حملت جريدة الأسبوع في عددها الصادر هذا السبت كارثة صدمة جديدة ساندها علي جمعة بفتوى قالت الأسبوع أنها منشورة على الموقع الرسمي لدار الإفتاء .. ففي تقرير له كتب مصطفى سليمان عن مراكز إخصاب في مصر تستخدم تقنية dep الوراثية لتعديل بعض الخلل الوراثي في الأجنة لكن المراكز المصرية تستغل هذه القضية في التحايل على الفطرة ولتحديد نوع الجنين بالتخلص من الإناث .... وهو ما يمثل عودة للجاهلية بوأد الإناث في عالم الأجنة .. الكارثة الحقيقية في الأمر أن تقرير مصطفى سليمان كشف أن فتوى منشورة على موقع دار الإفتاء تجيز هذا الفعل الآن تحت زعم أن هذا تعرض لنعمة المولى وأن تحديد الجنين مباح لأن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص في التحريم .. وكأن المفتي
كان يريد أن ينزل نص بتحريم استخدام الهندسة الوراثية في تحديد نوع الجنين ...
وعن المفتي أيضا خصصت مجلة روز اليوسف في عدد هذا الأسبوع ملفا حول زلات المفتي وكوارثه "فتواه" ... ملف روز اليوزسف ركز على صفة قال أنها موجودة في شخصية المفتي .. هي صفة الخيلاء ... وبحسب مل ف روزا .. تتضح هذه الصفة في التأنق الشديد الذي يظهر بع المفتي في التليفزيون وحرصه على الظهور المبالغ فيه في وسائل الإعلام ... وضمن ملف روزا أيضا تقرير عن خطاب علي جمعة في المؤتمر الدولي الذي حمل عنوان "الإسلام والمسلمون في العالم" الذي عقد في لندن في يوليو الجاري
في ذلك المؤتمر هاجم جمعة الخلافة الإسلامية وزعم أنها لا أساس لها في الإسلام وأشاد بالليبرالية واعتبروها من الإسلام؟ .. وعن المفتي أيضا نقلت جريدة المصري اليوم في عدد الأحد نفي المفتي صحة ما تردد أنه اعتذر عن فتواه الشاذة حول التبرك ببول الرسول ..
وعودة لعدد مجلة روزاليوسف لهذا اليوسف حيث صدر كرم جبر مقاله الافتتاحي بالدعاء الشهير الذي خاطب به الشيخ الشعراوى الرئيس مبا رك (فليعينك الله علي أن تتحملنا) .. ومن عدد الاثنين من المصري اليوم نعرف أن الانبا شنودة صادر كتابا يحمل أفكار الأب متى المسكين وهو كتاب مترجم عن اللغة الروسية.
*مقالات:
مقالات:
في جريدة الأسبوع كتب أسامة أيوب تحت عنوان: "فقه الاضمحلال" ... مقارنة بين التهييس الفقهي الذي تعيشه مصر حاليا متمثلا في فتاوى البول و رضاعة الكبير والعبث الفقهي الذي كان ساريا في بغداد الخلافة التي انهارت تحت سنابك خيل المغول ... نقرأ:
هذا الجدل الفقهي الدائر في مصر حاليا حول قضايا دينية هامشية لا نفع منها بل ضرر كبير،* ?في مقدمتها فتوي* "?إرضاع الكبير" ?وفتوي المفتي بتبرك الصحابة بشرب بول الرسول صلي الله عليه وسلم،* ?والتي استدعت أن ينعقد المجلس الأعلي للشئون الإسلامية بقضه وقضيضه لحسم الخلاف* .. ?هذا الجدل يعيد إلي الأذهان ذلك الذي كان دائرا بين علماء وفقهاء الإسلام عندما كانت جحافل جيش المغول علي أبواب بغداد عاصمة الخلافة العباسية بعد أن اجتاحت واحتلت الأطراف الشرقية للدولة الإسلامية الكبري*.?
فرغم الخطر الداهم المحدق كان الفقهاء والعلماء والمسلمين جميعا خاصتهم وعامتهم منشغلين بقضايا تافهة* .. ?غارقين في خلافات فقهية حادة حول قضايا مفترضة مختلقة* - ?يعف القلم عن ذكرها* - ?لا مجال لحدوثها في الواقع*.?
وبينما كان الجدل الفقهي دائرا ومحتدما،* ?كانت الدولة تتحلل وتتفكك* .. ?الخليفة* ?غارق في ملذاته*. ?كبار أمراء الدولة تفرغوا للمؤامرات والصراع علي السلطة وجمع الأموال والجواري* .. ?أثرياء الأمة ومترفوها يعيشون حياة اللهو والسفه* .. ?فقراؤها يتضورون جوعا والمغول اخترقوا الدولة وجندوا منهم العملاء*. ?هذه الأوضاع كانت مقدمة طبيعية لنتيجة حتمية وهي سقوط بغداد وانهيار الدولة الإسلامية الكبري بانتهاء الخلافة العباسية*! ?
وإذا كان من المؤكد أن انشغال علماء الإسلام في بغداد بتلك الخلافات الفقهية التافهة والفتاوي المثيرة للفتنة* .. ?لم يكن هو السبب في اجتياح المغول لعاصمة الدولة العباسية،* ?إلا أنه في حقيقة الأمر كان مظهرا من مظاهر اضمحلال الفكر والثقافة بل اضمحلال الفقه الديني ذاته،* ?وعلي النحو الذي عكس اضمحلال الدولة كلها*.?
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/356)
ورغم الفارق الزمني الكبير إلا أن الجدل الفقهي الدائر في مصر هذه الأيام يؤكد أن التاريخ يعيد نفسه دائما،* ?إذ بدا* ?غير مفهوم وغير مقبول أن يخرج علينا الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية بفتواه العجيبة عن تبرك الصحابة ببول الرسول صلي الله عليه وسلم،* ?فماذا يفيد المسلمون بهذه الفتوي التي ذكرها في كتاب له* (?حسنا فعل بسحبه من التداول*) ?وهل كانت رسالته ومعجزته صلي الله عليه وسلم في* "بوله*" ?أم في كتاب الله المنزل والشريعة السمحاء الداعية إلي اعمال العقل والفكر والعلم واعمار الدنيا وإعلاء قيمة الإنسان باعتباره أكرم المخلوقات؟ *! ?
ولعل فتوي المفتي* (?وهو بالمناسبة ليس أزهريا في الأساس*) ?تؤكد ضرورة إعادة النظر في قرار اختيار مفتي البلاد بل شيخ الأزهر ايضا،* ?والعودة مرة أخري إلي تشكيل هيئة كبار العلماء التي كانت بدورها تختار من بينها شيخ الأزهر،* ?والتي يتعين أن تختار ايضا المفتي،* ?باعتبار أن المنصبين الجليلين يتطلبان مواصفات ومقومات خاصة،* ?وعلماء الأزهر هم الأجدر علي تحديدها ثم اختيار من تتوافر فيه*.?
لقد كان من المفترض أن ينشغل علماء وفقهاء الإسلام في مصر وعلي رأسهم شيخ الأزهر والمفتي بقضايا الوطن والناس وهي كثيرة ومتعددة،* ?كان عليهم الدعوة إلي التمسك بالفضائل والقيم والأخلاقية التي حض عليها الدين* .. ?وفي مقدمتها الصدق والتراحم والاخلاص في العمل والتكافل الاجتماعي في كافة المعاملات باعتبار أن الدين ليس كله عبادات،* ?وإنما الدين المعاملة*.?
كان من المفترض أن ينشغل علماء وفقهاء الإسلام في مصر بالدعوة إلي نبذ الكذب والغش والخداع والسرقة والسطو علي المال العام* .. ?داعين أثرياء هذا البلد ورجال الأعمال والتجار إلي الرحمة بالناس والامتناع عن الاحتكار والمغالاة في الأسعار والتهرب من دفع الضرائب وايتاء الزكاة عن أموالهم المكدسة*.?
من المفترض ايضا أن يتصدي علماء وفقهاء الإسلام في مصر لظاهرة الفساد بكل أشكاله والذي استطرق واستشري في المجتمع ينخر في أوصاله وجذوره يكاد يدمر الوطن*.?
* ?كان علي علماء وفقهاء الإسلام في مصر أن ينشغلوا بالبحث عن حلول من الشريعة الإسلامية لقضايا البطالة والفقر والغلاء وأزمة الإسكان وتأخر سن الزواج وارتفاع معدلات العنوسة،* ?وكان عليهم الانشغال بظاهرة العنف الاجتماعي والأسري الذي استشري علي نحو خطير وكيف يمكن وبالشريعة الإسلامية التصدي لهذه الظاهرة صونا* ?لأمن المجتمع وأمانه*.?
أما تلك الفتاوي المثيرة للبلبلة،* ?وما يتبعها من جدل فقهي عقيم حول أمور تافهة وهامشية لا تنفع الناس في دينهم أو دنياهم فهي دليل مرض أو هي عرض لمرض هو اضمحلال فكري وثقافي وفقهي ناتج عن اضمحلال سياسي واقتصادي واجتماعي*.?
يا علماء الأزهر* .. ?يا فقهاء الإسلام في مصر*: ?أوقفوا هذا العبث الفقهي لأنه فقه اضمحلال،* ?فالأزهر كان دائما منارة الإسلام والفقه المستنير والصحوة والنهضة*.?
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=35401&Page=11(41/357)
هل هذا صحيح؟
ـ[أسنج]ــــــــ[26 - 05 - 07, 06:23 م]ـ
أي نَّ اللهَ سُبحانَهُ وتَعالى وَصَفَ نَفسَهُ بِالعُلوِّ فَقالَ (سَبِّحِ اسمَ رَبِّكَ الأَعلى) وقالَ (هُوَ العَلِيُّ) قالَ (إنَّهُ العَلِيُّ القَدِيرُ). فَعُلوُّ اللهِ سُبحَانَهُ وتَعالى لا يَتَمارى فِيهِ أَحدٌ ولا يَجُوزُ لِمُسلِمٍ أَن يَقُولَ سِوى ذَلِكَ. أَمّا أَن تَقُولَ كَيفَ؟ فَهَذا لَيسَ مَطلوباً مِنكَ. قَد وَرَدَ حَدِيثُ آحادٍ وهوَ أَنَّ أَمَةً جاءَ بِها سَيُّدها لِيعَتِقَها إلى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَليه وسَلَّمَ فَقالَ لَها: أَينَ الله؟. وَرَدَ هَذا الحَدِيثُ؛ حَدِيثُ آحادٍ ولَم يَرِد فِي أَيِّ مَكانٍ آخَر أَنَّهُ صَلّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ سَأَلَ أَحَداً هَذا السُّؤالَ ولا أَنَّ أَحَداً مِنَ السَّلَفِ كان يَسأَلُ هَذا السُّؤالَ. فَمِثلُ هَذِهِ الأَسئلَةِ لَيسَت مَطلُوبَةً ولَيسَت مَرغُوبَةً؟؟؟؟؟؟ ....... ثم قال بعد قليل:
هَذا لَيسَ مِنَ الأُمُورِ العَمَلِيَّةِ. إنَّ اللهَ يَسأَلُكَ عَن أَعمالِكِ ولا يَسأَلُكَ عَن ذاتِهِ يَومَ القِيامَةِ.
و
فَالخِلافُ حَولَ هَذا وإثارَةُ الجَدَلِ حَولَ المَكانِ وحَولَ الزَّمانِ؛ هَذا أَمرٌ لَم يَكُن مِن صَنِيعِ السَّلَفِ وهوَ مُخالِفٌ لَما عَلَيهِ السَّلَفُ.؟؟؟؟؟
binbayyah.com
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[28 - 05 - 07, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم كل ما ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من قول أو عمل أو وصف أو تقرير فإنه سنة وهو حجة بنفسه كما قال الإمام الشافعي وليس من شرط السنة أن تتكرر وإلا لأهملنا معظم الشريعة وهذه شبهة أشعرية وجهمية ووالله الذي لآ إله غيره ما قدر الله تعالى ولا وقر النبي محمداً من خرجت منه تلك الشبهة. وإليك هذا البحث الماتع عن علو الله تعالى
وهو عبارة عن إحدى تعليقات الشيخ عبد الرحيم الطحان على العقيدة الطحاوية
مبحث علو الرحمن وفوقيته على مخلوقاته
هو أشرف مباحث علم التوحيد وأجلها وهو العَلَم الفارق بين أهل السنة وبين سائر فرق المبتدعة فالمؤمن السني الموحد يقول: الله فوق عرشه على سمواته بائن من خلقه، والمبتدع عندما تقول له أين الله؟، يقول لك كيف تقول أين؟ الله لا يُقال عنه أين، الله لا فوق ولا تحت ولا شمال ولا يمين ولا أمام ولا وراء ولا داخل العالم ولا خارجه، لا جوهر ولا عرض، قل له، يا مسكين هذا ليس حي قيوم بل هو إله معدوم، وهذا كمن يزعم أن في بيته نخلةٍ ثم تسأله عن أوصافها، فيقول لك لا أوصاف لها فقل له إذن هذه نخلة في ذهنك لذلك حقيقة قول المعطلة تقضي إلى أن الله عدم لذلك قال أئمتنا: المعطل يعبد عدماً والممثل يعبد صنماً وهذه المسألة سأقرر أدلتها المتنوعة وهي خمسة:
1) أدلة الكتاب.
2) السنة.
3) الإجماع الصحيح القطعي.
4) العقل الصريح.
5) الفطرة المستقيمة.
أولاً أدلة الكتاب:
دل على أن الله فوق عباده على عرشه سبحانه وتعالى، من أوجه كثيرة أحاول أن أوجزها وأن أجمعها في سبعة أوجه:
الوجه الأول: تصريح آيات القرآن بأن ربنا الرحمن فوق عباده ومخلوقاته (فوق) قال الله جل وعلا: (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون) في حق الملائكة. وقال جل وعلا: (وهو القاهر فوق عباده). وهذا الدليل في منتهى الظهور والوضوح، وهذه الفوقية شاملة لفوقية الذات ويلزم منها فوقية القَدْر المنزلة والرتبة والمكانة فذاته عالية فوقنا ومنزلته ورتبته أيضاً فوقاً فله الفوقية من جميع الاعتبارات.
وقبل الانتقال إلى الدليل الثاني سأذكر تأويل المبتدعة للفوقية وندحضه إن شاء الله ثم نذهب إلى الوجه الثاني من أدلة القرآن، وقبل أن أذكر الوجوه دائماً إذا مررت على شبهة فندتها حتى لا نفرد الشبهة في مبحث مستقل.
تأويل لبعض المبتدعة حول هذا الوجه:
قالوا: المراد من الفوقية هنا الفوقية المعنوية، أي هو فوق عباده في الرتبة والمنزلة أي شأنه أعلى من شأنهم (يخافون ربهم من فوقهم) أي يخافون ربهم الذي هو أعلى منهم رتبة ومنزلة، كما تقول الملك فوق الوزير رتبة، وحقيقة قد يخدعون كثيراً من السذج والدهماء بهذه العبارات المعسولة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/358)
ونجيب: لو صح ما قلتم لكان في هذا ذمٌ لربكم، إن قالوا: كيف؟ نقول: أنتم تقولون: إنه فوقهم في الرتبة فإذن عندنا فاضل ومفضول اشتركا في فضيلة فالمفضول هو المخلوق والفاضل هو الله جل وعلا، أي أنه يشترك مع عباده في الفضائل لكنه يزيد عليهم في الفضالة، كما لو قلت الدينار فوق الدرهم فإن بإمكانك أن تشتري بالدينار وبالدرهم، فهناك قدر يشتركان فيه – أي الدرهم والدينار – لذلك نقول لهم: أف لكم ولتأويلكم، فما المزايا التي اشترك فيها المخلوق مع الخالق حتى قلنا إن الخالق أفضل من المخلوق؟!! والله إن هذا ذمٌ للخالق من حيث لا يشعرون.
ولو قال إنسان عندي سكين أَحدُ من الخشبة لاتهمناه بالخرف لأنه لا مفاضلة بينهما بل إن المفاضلة بينهما عين الذم. وهذا كما لو قال شخص الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل من اليهود وأبي جهل، فهذا ذم له صلى الله عليه وسلم لأنه لا فضيلة فيهم بل لا قيمة لهم حتى تفاضل بينهما، لكن لو قلت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل النبيين لكان كلامك وجيهاً وفي محله.
إذن فكيف ستفاضل بين الخالق والمخلوق وقد تقدم معنا أن أخص وصف في المخلوق الفقر وأخص وصف في الخالق الغنى فأين فضل الفقير حتى تفاضل بينه وبين الغنى؟!! وكيف ستسووا بينهما؟!! لكننا نقول (وهو القاهر فوق عباده) أي هو فوق عرشه على سمواته، فيدخل العلو الذاتي والمعنوي (المنزلة) لا علو المنزلة فقط كما يزعمون.
إذن فلا تُعقد المفاضلة إلا بين موصوفين يشتركان في فضائل ويزيد أحدهما على الآخر وإذا كانت المفاضلة بين السيف والعصا ذم للسيف فكيف بعقد مفاضلة بين الفاني والباقي.
ألم تر أن السيف ينقص قدره
\\\
إذا قيل السيف أمضى من العصا
فإن قيل (اعتراض): جاءت نصوص في التنزيل فيها تفضيل الخالق على المخلوق وهذا خلاف ما تقولونه قال الله تعالى في سورة يوسف مخبراً عن نبيه يوسف لما قال لصاحبه في السجن (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) فهذا فيه عقد مفاضلة بين أوثان وبين الله، وقال تعالى (آلله ([1]) خير أما تشركون).
وهكذا قول السحرة في سورة طه (والله خير وأبقى)، ففي هذه الآيات عقد مفاضلة فكيف تقولون لا تجوز المفاضلة بين الخالق والمخلوق؟
والجواب: تفضيل الخالق على المخلوق ابتداءً يعتبر نقصاً لكن إذا كان الكلام خرج لمجادلة الخصم الذي يزعم أنه لآلهته شأن ومنزلة فلا حرج به حينئذ فنبي الله يوسف يريد أن يبين لهم زيف آلهتهم المتنوعة فلم يخرج الكلام منه قضية مبتدأة أنما هو جدال مع مشركين يرون لآلهتهم شأناً، أي أنتم تقولون أن للآلهة شأناً فلو سلمنا لكم بذلك فأي الشأنين أعظم شأن آلهتكم أم شأن الله؟ فسيقولون كلهم شأن الله، فتكون نتيجة النقاش اطرحوا آلهتكم ما دمتم تسلمون بأن الله شأنه أعظم.
وهكذا (والله خير وأبقى) منك يا فرعون يا من تدعي أنك رب وأنك ملك مصر فالله خير منك وما عنده لا ينفذ وما عندك نافذ ونظير هذا قول الله تعالى في سورة النور (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون) أي خير لكم من الدخول بغير استئذان وخير لكم من تحية الجاهلية.
نقول: هل للدخول بغير استئذان والتحية بتحية أهل الجاهلية خيرية؟
لا، ولا خيرية لها، لكن لأنهم كانوا يرون في دخولهم بغير استئذان عزة والوقوف على الباب ذلة لهم، فكأن الله يخيرهم أنه لو كان في فعلكم خير فهناك خير منه وهو الاستئذان فافعلوه لأنه هو أخيرهما، وإن كان لم يثبت لفعلهم خيرية لكن هذا على سبيل المجادلة.
ونظير هذا النوع من الجدال والخصام مجادلة إبراهيم عليه السلام للنمرود حين حاجه بعد أن ادعى أنه يحيي ويميت فحاجه بأمر آخر وكأنه من باب التسليم له وتنزلاً له فحاجه بقضية أخرى تسكته وهي أن يطلع الشمس من مغربها.
ولهذا إذا تجادلت مع مكابر فدع ما فيه نزاع وانتقل إلى ما لا نزاع فيه.
الوجه الثاني: إخبار الله جل وعلا في كتابه بصعود العمل الصالح إليه ورفع بعض المخلوقات إليه، ومن المعلوم أن الصعود والرفع يكون من أسفل إلى أعلى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/359)
قال الله جل وعلا في كتابه (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وقال جل وعلا في حق عيسى عليه السلام (بل رفعه الله إليه) وقال جل وعلا (يا عيسى إني متوفيك ([2]) ورافعك إليّ) وهذا الرفع وهذا الصعود معلوم ضرورة في اللغة أنه من، أنزل إلى أعلى ومن أسفل إلى أعلى، والدلالة واضحة.
الوجه الثالث: تصريح الله في كتابه بأنه عليّ، قال تعالى في آية الكرسي: (وهو العلي العظيم)، وهكذا قوله تعالى: (إن الله كان علياً كبيراً) وهناك آيات كثيرة تصف الله بالعلو وتسميته بأنه عليّ وهذا يفيد علو الذات وعلو الصفات وعلو المنزلة والقدر، ويقال فيه ما يقال في الفوقية، فهو فوقهم وهو عليّ عليهم , إذا ثبتت الفوقية والعلو فكيف تقولون يا مبتدعة لا يجوز أن نقول إنه فوقنا وأعلى منا؟!.
الوجه الرابع: تصريح الله جل وعلا في كتابه بتنزيل أشياء من عنده، قال جل وعلا: (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم)، (تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم)، (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) إلى غير ذلك من الآيات، والنزول ضد الصعود فهو هبوط من أعلى إلى أسفل، فالقرآن نزل من الرحمن أي هبط من أعلى إلينا، لذلك قال أئمتنا:
لفظ الإنزال للقرآن يدل على فوقية ذي الجلال والإكرام.
الوجه الخامس: إخبار الله جل وعلا عن الملائكة بأنهم عنده في جواره الكريم، والملائكة فوقنا وأعلى منا ومسكنها السموات المباركة، قال الله جل وعلا في آخر آية من سورة الأعراف: ( ... إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون)، وفي سورة حم السجدة (فصلت) آية 38 (فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون) وهكذا في سورة الأنبياء (وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستسحرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون) وهكذا في سورة الزخرف (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً ... ) هذه قراءة، وقرأ المدنيان نافع وشيخه يزيد بن القعقاع وابن عامر وابن كثير قارئ مكة ويعقوب قارئ البصرة: (وجعلوا الملائكة هم عند الرحمن) وكلا القراءتين متواترتان، فهم عباده وهم عنده.
وهذه العندية تحدد لنا أين رب البرية، فالملائكة في السموات العلى والله هو العلي الأعلى ولو كانت هذه العندية الثابتة لهم عنديتنا لما كان لهم ميزة علينا ولما كان لتخصيصهم بالعندية فائدة، بل لهم مزيد من قرب إلى الرب جل وعلا.
الوجه السادس: تصريح الله جل وعلا بأنه في السموات في آيات كثيرة متواترة غراء: (أأمنتم من في السماء ([3])).
علماء الكلام أصحاب الثرثرة والهذيان أكثروا اللغظ والشغب والخصام حول هذا الدليل من القرآن فقالوا: الآية لا تدل على علو الله وفوقيته، لأنه ليس المراد من كون الله في السماء وذاته في العلو بل المراد سلطانه وقهره.
وهذا التأويل أبرد من الثلج كتأويل الضالين السابقين في الفوقية، لأنه إن كان هو السلطان في السماء فمن إذن السلطان في الأرض؟!!.
السلطان هو الله في السماء والأرض لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه، لذلك يقول الله جل وعلا (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) أي بسلطان منه وتمكين وقوة وقدرة إذا أمدكم بذلك فيمكنكم لكن هو جعلكم ضعفاء وعاجزين لا يخرج أحد منكم من سلطانه سبحانه وتعالى.
ومما يقرر هذا أن العاتي فرعون عليه لعنة الله قال لقومه عندما أراد أن يلبس على قومه: (يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى) فهذا يفيد أن نبي الله موسى أخبر قومه ومنهم فرعون بأن الله في العلو على السموات فوق العرش فاستغل فرعون هذه الدعوى فطلب من هامان أن يبني له بناءً عالياً لينظر إلى إله موسى الذي هو في السماء.
ولو كان كلام فرعون باطلاً لرد عليه موسى عليه السلام بأن الله ليس في السماء وفرعون يكذب وهذه القصة التي جرت من فرعون جرت من بعض المشايخ المصريين وقد أفضى لما قدم إذ أنه لما تناقل الناس خبر الصعود إلى القمر فسُأل هل الصعود للقمر ممكن أم لا؟ فقال لهم: أخبركم بالجواب غداً. ففي اليوم التالي امتلأ جامع الأزهر بالناس وجلس الشيخ وقال: هؤلاء كذابون دجالون لأني بقيت البارحة أنظر إلى القمر فلم أر شيئاً!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/360)
ولا أعلم جوابه هذا كان من باب البله والغفلة أم هو من باب العتو كفرعون إذ كيف سيرى القمر وهو في الأرض؟! كيف سيراه بعينه المجردة؟ فالأفضل لو أنه سكت عن الجواب ولم يجب بهذا.
ولذلك قال أئمتنا: من نفى علو الله فهو فرعوني، ومن أقر بعلو الله فهو موسوي ([4]) محمدي بعد أن قالوا إن المراد بمن في السماء أي بمن في السماء سلطانه قالوا: توجد آيات تعكر على قولكم تدل على أن الله في السموات وفي الأرض كقوله تعالى في سورة الأنعام: (وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون)، فلماذا تقولون إنه فوق عرشه على سمواته وهذه الآية ترد عليكم؟.
نقول: من سوء فهمكن أتيتم وجعلتم الآيات تتضارب ويرد بعضها بعضاً فهذه الآية تحتمل ثلاث معان ٍ كلها صحيحة:
المعنى الأول: عليه جمهور السلف أن الوقف لازم على لفظ (السموات) فيكون معنى (في) أي ظرفية أي في العلو المطلق، والأرض متعلقة بيعلم أي ويعلم سركم وجهركم وما تكسبون في الأرض، أي مع علوه لا تخفى عليه خافيه من أمركم، وانظر هذا المعنى الذي نقل عن جمهور السلف تدل عليه آية الاستواء في سورة الحديد (هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير) فهذه الآية كآية سورة الأنعام حث أخبرنا بأنه فوق السموات على العرش ومع ذلك يعلم ما يلج في الأرض، وهذا الوجه هو أرجح الوجوه وأقواها.
المعنى الثاني: (في السموات وفي الأرض) متعلق بيعلم، والآية لم تسق لبيان أين الله بل لبيان إحاطة الله وعلمه بكل شيء، والتقدير: وهو الله يعلم سركم وجهركم أينما كنتم في السموات أو في الأرض فهو يعلم ما تكسبون ولهذا قال أئمتنا هذا وقف حسن على لفظ الجلالة (وهو الله) ثم تستأنف كلاماً آخر يعلم سركم وجهركم في السموات وفي الأرض ... ، وانظروا هذا في كتاب منار الهدى في الوقف والابتداء للإمام الأشموني، يقول: الوقف على لفظ الجلالة، ويتم المعنى بذلك.
المعنى الثالث: الآية لم تسق لبيان أين الله ولا لبيان إحاطة علمه بكل شيء، إنما سيقت لبيان أنه هو الإله الحق المعبود الذي يجب على أهل السموات وأهل الأرض أن يألهوه ويعبدوه ولا يشركون به شيئاً فالإله هو المألوه أي المعبود، والتقدير: وهو المعبود في السموات وفي الأرض .... فأين الفهم الذي فهمتموه؟!! وهذه المعاني الثلاثة أمامكم ليس في واحدة منها أن الله موجود في الأرض كما تزعمون وأوردوا آية ثانية ليقروا هذا الضلال وهي قوله تعالى في سورة الزخرف (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم) يقولون: إذن فهو موجود في السماء والأرض وليس في السماء كما تقولون.
والجواب: هذه الآية معناها كالمعنى الثالث لآية سورة الأنعام، أي وهو المعبود في السماء وفي الأرض وهو إله من في السماء وإله من في الأرض وهو المألوه في السماء وهو المألوه في الأرض، فلا إله إلا هو.
ونحن نقول لهم أيضاً إن كان في الأرض فعلام يصعد الكلم الطيب إليه وعلام يعرج إليه أشياء ويرفع أشياء؟!! ولو كان الله في الأرض فلماذا عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ما فوق السماء السابعة؟!!.
الوجه السابع: تصريح الله في كتابه بأنه استوى على عرشه في سبع آيات من كتابه ضمن سبع سور:
1) آية سورة الأعراف آية 54: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يُغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين).
2) آية سورة يونس: آية رقم 3.
3) آية سورة الرعد: آية رقم 2.
4) آية سورة طه: آية رقم 5.
5) آية سورة الفرقان: آية رقم 59.
6) آية سورة السجدة: آية رقم 17.
7) آية سورة الحديد: آية رقم 4.
والمفسرون بحثوا مسألة الاستواء عند أول آية وهي آية سورة الأعراف إلا شيخنا المبارك الشيخ محمد الأمين الشنقيطي فإنه تكلم على الاستواء في الآية الثالثة من سورة يونس (الموضع الثاني) في أضواء البيان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/361)
والاستواء معناه في اللغة: يأتي لأربعة معان ٍ: استقر، وارتفع، وعلا، وصعد، وقد ثبت في صحيح البخاري عن مجاهد أنه قال (الرحمن على العرش استوى) قال: علا، انظر صحيح البخاري في كتاب التوحيد (13/ 403 - مع الفتح) وفيه أيضاً – أي في صحيح البخاري – قال أبو العالية: (الرحمن على العرش استوى): ارتفع، وقد ورد هذا في التفسير الثاني في معالم التنزيل للبغوي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
هذا تفسير الاستواء في اللغة فله العلو والارتفاع والفوقية على سائر مخلوقاته، وهذا الدليل والواضح (سبع آياتٍ) جاء المؤولة وتلاعبوا فيه وقالوا: استوى أي: استولى وقال فريق منهم: كناية عن الهيمنة والسيطرة وتدبير الملك. هذا تفسير باطل قطعاً وجزماً لغةً ومعنىً.
أما اللغة فلا تشهد لهذا قطعاً، أي تفسير استوى باستولي لا يعرفه علماء اللغة كما قال الأزهري في تهذيب اللغة وابن الأعرابي وهو من أئمة اللغة. وقد أبطل الإمام ابن القيم تفسير استوى باستولي باثنين وأربعين وجهاً في كتابه الصواعق المرسلة في الرد على الجهنمية والمعطلة، انظروا مختصر الصواعق (2/ 126 - 152)، أما المعنى فهو معنىً باطل بل هو أبطل من بطلانه من ناحية اللغة لأن الاستواء أخذ الشيء بعد غلبة ومنازعة، فهل كان العرش في ملك أحد غير الله حتى نازعه الله فقهره حتى غلبه وانتصر عليه وأخذ العرش واستولى عليه؟!! لا، يقولون: هذا استيلاء بلا غلبة ولا منازعة، كما قال الأخطل:
قد استوى بِشْرٌ [5] على العراق
\\
من غير سيف ودم مراق
فهو استوى على العراق من غير منازعة بالسيف أو بقتل وإراقة الدماء.
نقول: لا زلنا معكم، يعني هل كان في يد غيره ثم أخذه منه؟ يعني هل خرج العرش عن ملك الله طرفة عين حتى تقول إنه استولى عليه إذن فكلا جوابيكم باطل وقلتم استولي بغلبة ومنازعة أو بدون ذلك، ثم إنه لا يجوز الاستدلال بهذا البيت على تفسير استوى باستولى لأن هذا مخلوق والله ليس كمثله شيء، ولأن البصرة حقيقة لم تكن في أمرته ولا تحت ولايته بل عهد إليه أخوه عبد الملك بذلك فيصح أن نقول إنه استولى، لكن هل كان العرش كذلك؟ لا والله، فهو لم يخرج عن ملكه طرفة عين، ولذلك يقول الإمام ابن تيمية:
قبحاً لمن نبذ الكتاب وراءه
\\\
وإذا استدل يقول قال الأخطل
ويقول الإمام ابن القيم:
ولهم في ذلك بيت قاله
\\\
فيما يقال الأخطل النصراني
نون اليهود ولام جهميًّ هما
\\\
في وحي رب العرش زائدتان
(نون اليهود) قال الله لهم قولوا حطة أي حُط َّ الذنوب عنا، فلم يقولوها وزادوا نوناُ فقالوا: حنطة أو حبة حنطة أو حنطة في شعرة استهزءوا بكلام الله جل وعلا، وهذا حال اليهود، فانظر كيف بدلوا كلام الرب المعبود.
والجهمية زادوا لاماً، فهى استوى فزادوها استولى، ومعنى (هما في وحي رب العرش زائدتان) أي لم ينزل رب العالمين لا نون اليهود ولا لام الجهمية.
ولذلك قال الإمام مالك وشيخه ربيعة وأمنا أم سلمة رضي الله عنها والإسناد ثابت إلى مالك وإلى ربيعة ولكنه ضعيف عن أمنا أم سلمة رضي الله عنها وثبت عن الإمام أبي جعفر الترمذي ليس صاحب السنة أبو عيسى الترمذي، قالوا: "الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة".
(الاستواء معلوم) أي معلوم في اللغة استقر، ارتفع، علا.
(والكيف مجهول) أي كيفية استواء الرب مجهولة لان الصفة تتبع الموصوف، فإذا كانت الذات مجهولة فالصفات كذلك ولذلك إيماننا بصفات ربنا كإيماننا بذاته، والمخلوقات تتفق في مسمى الصفة وتختلف في حقيقتها، فمثلاً لك يد للقط يد لكن لم تشبه اليدان بعضهما، فكيف ستشبه يد المخلوق الخالق!! فلكل موصوف ما يناسبه من الصفات (ليس كمثله شيء).
(والإيمان به واجب) لأنه ورد في كتاب الله وإذا تركته فقد ضللت.
(والسؤال عنه بدعة) وكان بدعة لأمرين: الأمر الأول: لأنه سؤال عما لا يمكن لعقول البشر أن تدركه، والأمر الثاني: لأنه لم يجر هذا السؤال في عهد خير هذه الأمة وأطهرها وأبرها، والبدعة ما حدث بعدهم فلم يسأل الصحابة رضوان الله عليهم النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية صفة بل يسألون عن الإيمان بها وثبوتها وهكذا المؤمن يسأل في القدر – كما تقدم معنا – من الحكم ووجوده لا عن العلة من الحكمة، ولذلك لا تقل لم؟ بل قل بم؟.
ثبت في مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجه بسند حسن عن أبي رزين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ضحك ربنا عند قنوط عباده وقرب غِيَرِه ([6]) ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب فقال أبو رزين: أوَ يضحك ربنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، فقال: لن نعدم من رب يضحك خيراً]، فسأل أبو رزين هنا عن ثبوت صفة الضحك لا عن الكيفية ومن ضحك الله له لن يحاسبه كما ورد في الحديث، أي من فعل فعلاً أضحك به الرب فلن يحاسبه الله، وهذا الاستواء كما يليق بربنا.(41/362)
سؤال وجزاكم الله خيرا هل يجوز الصلاه فى مسجد به قبر
ـ[الشريف حسن]ــــــــ[26 - 05 - 07, 09:27 م]ـ
اخوانى
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل يجوز الصلاه فى مسجد به قبر
ولكن القبر بجوار المسجد ولايتم دخول القبر من اى حهه من المسجد ولكنهما متجاوران
كحجرتين منفصلتين
لكل منهما باب مختلف
ولكن يوجد جدار مشترك بين المسجد والقبر
وجزاكم الله خيرا(41/363)
تأكيد الأقوال السنيّة لعلماء المذاهب الفقهيّة أن الأشاعرة ليست من المرضيّة
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 11:56 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ثم أما بعد,
فقد كتب الله الانتشار لرسالة الشيخ د. سفر الحوالي (منهج الأشاعرة في العقيدة) وهي رسالة صغيرة قد حوت على أهم الانتقادات على الأشاعرة وقد أثنى عليها فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين , ومن أهم ما ذُكر في الرسالة حكم فقهاء المذاهب الأربعة في الأشاعرة , وقد شاغب بعض المتعالمين (حسن السقاف , عمر كامل) فردوا على هذه الرسالة ردّا هزيلا وتناقلته الأشاعرة في كثير من المنتديات فرحين بهذه الردود وخصوصا ردّهم على حكم أئمة المذاهب الأربعة في الأشعرية , فعزمت الرد على ردهم في هذه الجزئية مستعينا بالله وقد سميته:
(تأكيد الأقوال السنيّة
لعلماء المذاهب الفقهيّة
أن الأشاعرة ليست من المرضيّة)
والله أسأل التوفيق والسداد ,,,
قال (السقاف وصاحبه):
إن أئمة المذاهب الأربعة قد توفاهم الله تعالى قبل أن يخرج , بل قبل أن يولد الإمام أبو الحسن الأشعري سنة (260) هـ , وآخر الأئمة موتاً هو أحمد بن حنبل توفي سنة (241) هـ فكيف يحكمون على الأشعري الذي ولد بعد وفاتهم؟
.................................................. ................................
أقول: اقرأ جيداً!!! ألا ترى قول د. الحوالي (وسنأتي بحكمهم عند أئمة المذاهب الأربعة من الفقهاء) ولم يقل أئمة المذاهب الأربعة المتبوعين بل قال (من الفقهاء) فدل على أن قصده فقهاء المذاهب الأربعة, ثم أنظر إلى السياق فإنه جاء في ذكر الفقهاء الذين أدركوا الأشعرية فيتبين لك مراد المؤلف.
المالكية
قال د. سفر الحوالي:
عند المالكية:
روى حافظ المغرب وعلمها الفذ ابن عبد البر بسنده عن فقيه المالكية بالمشرق ابن خويز منداد أنه قال في كتاب الشهادات شرحاً لقول مالك: لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء، وقال:
((أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته، فإن تمادى عليها استتيب منها)) ا. ه
وروى ابن عبد البر نفسه في الانتقاء عن الأئمة الثلاثة ((مالك وأبي حنيفة والشافعي)) نهيهم عن الكلام وزجر أصحابه وتبديعهم وتعزيرهم، ومثله ابن القيم في ((اجتماع الجيوش الإسلامية)) فماذا يكون الأشاعرة إن لم يكونوا أصحاب كلام؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال (السقاف وصاحبه):
قلنا له: يكذبك كلامك الذي أوردته بعد ذلك الآخذ بتلابيبك لأنك أوردت كلام مالك في القضية نقلاً عن ابن خويز منداد الذي هو متهم عند المالكية وعند علماء الجرح والتعديل الذين تلوك بفمك وتردد اسمهم متبجحاً!! وإليك ذلك:
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في " لسان الميزان" (5/ 291من الطبعة الهندية).ما نصه:
((عنده -ابن خويز منداد -شواذ عن مالك , واختيارات وتأويلات لم يعرج عليها حذاق المذهب كقوله إن العبيد لا يدخلون في خطاب الأحرار وأن خبر الواحد مفيد العلم .... وقد تكلم فيه أبو الوليد الباجي ولم يكن بالجيد النظر ولا بالقوي في الفقه وكان يزعم أن مذهب مالك أنه لا يشهد جنازة متكلم ولا يجوز شهادتهم ولا مناكحتهم ولا أماناتهم , وطعن ابن عبد البر فيه أيضا)) انتهى كلام الإمام الحافظ ابن حجر.
.................................................. ................................................
أقول: هذا التلبيس مفضوح لأن الدكتور لم ينقل عن الأئمة الأربعة بل نقل عن أئمة وفقهاء المذاهب الأربعة الذين أدركوا الأشعرية فقال أولا: (عند الملكية) ولم يقل عند الإمام مالك , فإن سلمنا لكم أن الخبر هذا شاذ عن مالك، -و الشذوذ لا يقدح في عدالة الراوي فهو (مخالفة (الثقة) لمن هو أولى منه) ولا يكون متهما, كما هو معلوم عند من لديه أدنى مسكة علم في فن مصطلح الحديث-
فهو صحيح عن ابن خويز منداد –وهو احد أئمة المذهب المشهورين قال ابن غزي في ديوان الإسلام (ج 1 / ص 40): (الإمام العلامة شيخ المالكية أبو بكر البغدادي، له مصنفات في الفقه والأصول.)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/364)
وصحيح كذلك عن (سائر أصحابنا) أي المالكية ,
ونقلُ ابن عبد البر لهذا الخبر إقرار لكلام ابن خويز بل قال بعده ((ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصا في كتاب الله أو صح عن رسول صلى الله عليه وسلم أو أجمعت عليه الأمة وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه)) وكلامه هذا قاعدة عند أهل السنة و الجماعة.
أتعلم من ابن عبد البر!!!
قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء (18/ 153 - 161)
((الامام العلامة، حافظ المغرب، شيخ الاسلام، ... أدرك الكبار، وطال عمره، وعلا سنده، وتكاثر عليه الطلبة، وجمع وصنف، ووثق وضعف، وسارت بتصانيفه الركبان، وخضع لعلمه علماء الزمان، ... كان إماما دينا، ثقة، متقنا، علامة، متبرحا، صاحب سنة واتباع، وكان أولا أثريا ظاهريا فيما قيل، ثم تحول مالكيا مع ميل بين إلى فقه الشافعي في مسائل ...
وكان في أصول الديانة على مذهب السلف، لم يدخل في علم الكلام، بل قفا آثار مشايخه رحمهم الله.))
الحنفية
قال د. سفر الحوالي:
عند الحنفية:
معلوم أن واضع الطحاوية وشارحها كلاهما حنفيان، وكان الإمام الطحاوي معاصراً للأشعري وكتب هذه العقيدة لبيان معتقد الإمام أبي حنيفة وأصحابه، وهي مشابهة لما في الفقه الأكبر عنه وقد نقلوا عن الإمام أنه صرح بكفر من قال إن الله ليس على العرش أو توقف فيه، وتلميذه أبو يوسف كفر بشراً المريسي، ومعلوم أن الأشاعرة ينفون العلو وينكرون كونه تعالى على العرش
ومعلوم أيضاً أن أصولهم مستمدة من بشر المريسي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال (السقاف وصاحبه):
قال الطحاوي في عقيدته:
((وهو مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وبما فوقه))
وأنتم تقولون في السماء وعلى العرش مستقر أي جالس تعالى الله عن ذلك!!
ويقول أيضا الإمام الطحاوي:
((تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات
الست كسائر المبتدعات))
أما عن شارح الطحاوية ابن أبي العز الحنفي ...
يا من تعتمدون على شرحه!!
أتعلم ما ذا قال فيه الشيخ القاري في ((شرح الفقه الأكبر)) ص (172)
قال: ((والحاصل أن الشارح يقول بعلو المكان مع نفي التشبيه وتبع فيه طائفة من أهل البدعة)) وابن أبي العز هذا مطعون في عقيدته عند علماء عصره لأنه قال أقوالا مستشنعة منها أنه قدح في عصمة النبي كما ذكره الحافظ ابن حجر في أنباء الغمر (2/ 96)
(وقوله أن الراجح تفضيل الملائكة على الرسول صلى الله عليه وسلم!!)
وممن أنكر على ابن أبي العز من الحنابلة:
((زين الدين ابن رجب , تقي الدين ابن مفلح))
.................................................. ..........................................
أقول:
سبحان الله ما هذا الافتراء العظيم!؟ , فمن قال أن أهل السنة يقولون أن الله محتاجا للعرش , والعرش محيطا به- تعالى الله عن ذلك-
... أولا: قول الطحاوي: و مراد الطحاوي كما بينه الشارح-المفترى عليه وسنبين ذلك- فقال ابن أبي العز في شرحه على الطحاوية (2/ 175):
(وإنما قال الشيخ رحمه الله هذا الكلام هنا، لأنه لما ذكر العرش والكرسي، ذكر بعد ذلك غناه سبحانه عن العرش وما دون العرش، ليبين أن خلقه للعرش واستواءه عليه، ليس لحاجته إليه، بل له في ذلك حكمة اقتضته، وكون العالي فوقا للسافل، لا يلزم أن يكون السافل حاويا للعالي، محيطا به، حاملا له، و لا أن يكون الأعلى مفتقرا إليه. فانظر إلى السماء، كيف هي فوق الأرض وليست مفتقرة إليها؟ فالرب تعالى أعظم شأنا وأجل من أن يلزم من علوه ذلك) أ. ه
وأين أنتم من قول الطحاوي (1/ 401):
(لا نَدْخُلُ فِي ذَلِكَ مُتَأَوِّلِينَ بِآرَائِنَا وَلَا مُتَوَهِّمِينَ بِأَهْوَائِنَا، فَإِنَّهُ مَا سَلِمَ فِي دِينِهِ إِلَّا مَنْ سَلَّمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أ. ه
قال الشارح (ج 1/ 437 - 438):
(فَإِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ كَلَامَهُ بَيَانًا وَهُدًى، فَإِذَا أَرَادَ بِهِ خِلَافَ ظَاهِرِهِ، وَلَمْ يَحُفَّ بِهِ قَرَائِنَ تَدُلُّ عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي يَتَبَادَرُ غَيْرُهُ إِلَى فَهْمِ كُلِّ أَحَدٍ، لَم يَكُنْ بَيَانًا وَلَا هُدًى) أ. ه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/365)
وأما قول الطحاوي: (تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات
الست كسائر المبتدعات) أ. ه
1 - فأما الحدود:
قال الشارح (2/ 19 - 22):
(وَالشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ أَرَادَ الرَّدَّ بِهَذَا الْكَلَامِ عَلَى الْمُشَبِّهَةِ الْقَائِلِينَ: إِنَّ اللَّهَ جِسْمٌ، وَإِنَّهُ جُثَّةٌ وَأَعْضَاءٌ وَغَيْرُ ذَلِكَ، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا. فَالْمَعْنَى الَّذِي أَرَادَهُ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنَ النَّفْيِ الَّذِي ذَكَرَهُ هُنَا حَقٌّ، لَكِنْ حَدَثَ بَعْدَهُ مَنْ أَدْخَلَ فِي عُمُومِ نَفْيِهِ حَقًّا وَبَاطِلًا، فَيَحْتَاجُ إِلَى بَيَانِ ذَلِكَ. وَهُوَ: أَنَّ السَّلَفَ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ الْبَشَرَ لَا يَعْلَمُونَ لِلَّهِ حَدًّا، وَأَنَّهُمْ لَا يَحُدُّونَ شَيْئًا مِنْ صِفَاتِهِ.
وَسَيَأْتِي فِي كَلَامِ الشَّيْخِ: ((وَقَدْ أَعْجَزَ خَلْقَهُ عَنِ الْإِحَاطَةِ بِهِ.)) فَعُلِمَ أَنَّ مُرَادَهُ أَنَّ اللَّهَ يَتَعَالَى عَنْ أَنْ يُحِيطَ أَحَدٌ بِحَدِّهِ. والحد يقال على ما ينفصل به الشيء ويتميز به عن غيره , والله تعالى غير حال في خلقه بل هو القيوم سبحانه ,فالحد بهذا المعنى ليس فيه منازعة لأن وراء نفيه نفي وجود الرب ونفي حقيقته , وأما الحد بمعنى العلم والإحاطة فهو منفي عن الله ?) أ. ه ملخصا
2 - وأما الأركان والأعضاء والأدوات:
قال الشارح (2 / ص 23 - 26): (وَأَمَّا لَفْظُ الْأَرْكَانِ وَالْأَعْضَاءِ وَالْأَدَوَاتِ فَيَسْتَدِلّ بِهَا النُّفَاةُ عَلَى نَفْيِ بَعْضِ الصِّفَاتِ الثَّابِتَةِ بِالْأَدِلَّةِ الْقَطْعِيَّةِ، كَالْيَدِ وَالْوَجْهِ ,والإمام أبو حنيفة أثبت هذه الصفات الذاتية الخبرية ونفى أن تكون اليد بمعنى الإرادة كما في (الفقه الأكبر) وما أثبته الإمام ثابت بالأدلة القاطعة قال تعالى (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) ولَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ بِقُدْرَتِي مَعَ تَثْنِيَةِ الْيَدِ، وَلَوْ صَحَّ ذَلِكَ لَقَالَ إِبْلِيسُ: وَأَنَا أَيْضًا خَلَقْتَنِي بِقُدْرَتِكَ، فَلَا فَضْلَ لَهُ عَلَيَّ بِذَلِكَ ... ) أ. ه بتصرف
وقال (وَلَكِنْ لَا يُقَالُ لِهَذِهِ الصِّفَاتِ إِنَّهَا أَعْضَاءٌ، أَوْ جَوَارِحٌ، أَوْ أَدَوَاتٌ، أَوْ أَرْكَانٌ، لِأَنَّ الرُّكْنَ جُزْءُ الْمَاهِيَّةِ، وَاللَّهُ تَعَالَى هُوَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، لَا يَتَجَزَّأُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَالْأَعْضَاءُ فِيهَا مَعْنَى التَّفْرِيقِ وَالتَّعْضِيَةِ (التقطيع)، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ وَالْجَوَارِحُ فِيهَا مَعْنَى الِاكْتِسَابِ وَالِانْتِفَاعِ. وَكَذَلِكَ الْأَدَوَاتُ هِيَ الْآلَاتُ الَّتِي يُنْتَفَعُ بِهَا فِي جَلْبِ الْمَنْفَعَةِ وَدَفْعِ الْمَضَرَّةِ. وَكُلُّ هَذِهِ الْمَعَانِي مُنْتَفِيَةٌ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَلِهَذَا لَمْ يَرِدْ ذِكْرُهَا فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى. فَالْأَلْفَاظُ الشَّرْعِيَّةُ صَحِيحَةُ الْمَعَانِي، سَالِمَةٌ مِنَ الِاحْتِمَالَاتِ الْفَاسِدَةِ، فَكَذَلِكَ يَجِبُ أَنْ لَا يُعْدَلَ عَنِ الْأَلْفَاظِ الشَّرْعِيَّةِ نَفْيًا وَلَا إِثْبَاتًا، لِئَلَّا يَثْبُتَ مَعْنًى فَاسِدٌ، أَوْ يُنْفَى مَعْنًى صَحِيحٌ) أ. ه بتصرف يسير
3 - وأما الجهة:
قال الشارح (2/ 28 - 30): (وَأَمَّا لَفْظُ الْجِهَةِ، فَقَدْ يُرَادُ بِهِ مَا هُوَ مَوْجُودٌ، وَقَدْ يُرَادُ بِهِ مَا هُوَ مَعْدُومٌ، وَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّهُ لَا مَوْجُودَ إِلَّا الْخَالِقُ وَالْمَخْلُوقُ، فَإِذَا أُرِيدَ بِالْجِهَةِ أَمْرٌ مَوْجُودٌ غَيْرُ اللَّهِ تَعَالَى كَانَ مَخْلُوقًا، وَاللَّهُ تَعَالَى لَا يَحْصُرُهُ شَيْءٌ، وَلَا يُحِيطُ بِهِ شَيْءٌ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ. وَإِنْ أُرِيدَ بِالْجِهَةِ أَمْرٌ عَدَمِيٌّ، وَهُوَ مَا فَوْقَ الْعَالَمِ، فَلَيْسَ هُنَاكَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ ... )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/366)
وقال: (وَقَوْلُ الشَّيْخِ رَحِمَهُ اللَّهُ: ((لَا تَحْوِيهِ الْجِهَاتُ السِّتُّ كَسَائِرِ الْمُبْتَدَعَاتِ)) هُوَ حَقٌّ، بِاعْتِبَارِ أَنَّهُ لَا يُحِيطُ بِهِ شَيْءٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ، بَلْ هُوَ مُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْءٍ وَفَوْقَهُ. وَهَذَا الْمَعْنَى هُوَ الَّذِي أَرَادَهُ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ، لِمَا يَأْتِي فِي كَلَامِهِ: أَنَّهُ تَعَالَى مُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْءٍ وَفَوْقَهُ. فَإِذَا جُمِعَ بَيْنَ كَلَامِهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: (لَا تَحْوِيهِ الْجِهَاتُ السِّتُّ كَسَائِرِ الْمُبْتَدَعَاتِ) وَقَوْلُهُ: (مُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْءٍ وَفَوْقَهُ) عُلِمَ أَنَّ مُرَادَهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَحْوِيهِ شَيْءٌ، وَلَا يُحِيطُ بِهِ شَيْءٌ، كَمَا يَكُونُ لِغَيْرِهِ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ، وَأَنَّهُ تَعَالَى هُوَ الْمُحِيطُ بِكُلِّ شَيْءٍ، الْعَالِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ) أ. ه
... ثانيا: طعنك في الشارح
وأما طعنك في عقيدة ابن أبي العز -رحمه الله- وافترائك عليه أنه طعن بعصمة رسول الله ? وأنه قال أقوال مستشنعة فغير صحيح , وحاصل الأمر كما جاء في (تاريخ ابن قاضي شهبة) (ص89) (أن ابن أبي العز أنكر بعض ما جاء في قصيدة ابن ايبك في مدح النبي ? -وقد غلا فيها- , ومما جاء فيها قوله (حسبي رسول الله) فقال: لا يقال: هذا إلا عن الله تعالى ,وقوله (أشفع لي) قال: لا تطلب منه الشفاعة , وقوله: (المعصوم من الزلل) فقال: إلا زلة العتاب, وقوله: (يا خير خلق الله) زعم أن الراجح تفضيل الملائكة ... ) أ. هـ بتصرف
التعليق عل هذه المسائل:
1 - (حسبي رسول الله) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى - (ج 1 / ص 306)
قال تعالى: (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) ومعنى ذلك عند جماهير السلف والخلف أن الله وحده حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين)
قال ابن القيم في زاد المعاد (ج 1 / ص 36):
(فَإِنّ " الْحَسْبَ " و " الْكِفَايَةَ " لِلّهِ وَحْدَهُ كَالتّوَكّلِ وَالتّقْوَى وَالْعِبَادَةِ قَالَ اللّهُ تَعَالَى: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الّذِي أَيّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [الْأَنْفَالُ 62]. فَفَرّقَ بَيْنَ الْحَسْبِ وَالتّأْيِيدِ فَجَعَلَ الْحَسْبَ لَهُ وَحْدَهُ وَجَعَلَ التّأْيِيدَ لَهُ بِنَصْرِهِ وَبِعِبَادِهِ وَأَثْنَى اللّه سُبْحَانَهُ عَلَى أَهْلِ التّوْحِيدِ وَالتّوَكّلِ مِنْ عِبَادِهِ حَيْثُ أَفْرَدُوهُ بِالْحَسْبِ فَقَالَ تَعَالَى: {الّذِينَ قَالَ لَهُمُ النّاسُ إِنّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عِمْرَانَ 173]. وَلَمْ يَقُولُوا: حَسْبُنَا اللّهُ وَرَسُولُهُ فَإِذَا كَانَ هَذَا قَوْلَهُمْ وَمَدَحَ الرّبّ تَعَالَى لَهُمْ بِذَلِكَ فَكَيْفَ يَقُولُ لِرَسُولِهِ اللّهُ وَأَتْبَاعُك حَسْبُك وَأَتْبَاعُهُ قَدْ أَفْرَدُوا الرّبّ تَعَالَى بِالْحَسْبِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِهِ فِيهِ فَكَيْفَ يُشْرِكُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ فِي حَسْبِ رَسُولِهِ؟ هَذَا مِنْ أَمْحَلْ الْمُحَالِ وَأَبْطَلْ الْبَاطِلِ) أ. ه
فابن أبي العز لم يأتي بشيء من عنده بل وافق قول شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهم ...
2 - وأما قوله لا يجوز أن يقال: (أشفع لي) , وإنما يقال: اللهم شفعه فيَّ , فقد نزع فيه إلى حديث عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي ? (فقال: ادع الله أن يعافيني, قال: إن شئت دعوت ,وإن شئت صبرت فهو خير لك, قال: فادعه, قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي, اللهم فشفِّعه فيَّ ... )
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (1/ 233)
(وأما دعاء الرسول وطلب الحوائج منه وطلب شفاعته عند قبره أو بعد موته فهذا لم يفعله أحد من السلف ومعلوم أنه لو كان قصد الدعاء عند القبر مشروعا لفعله الصحابة والتابعون وكذلك السؤال به فكيف بدعائه وسؤاله بعد موته)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/367)
3 - (المعصوم من الزلل) هذا إطلاق غير صحيح فالأنبياء معصومون في التبليغ و معصومون من الكبائر دون الصغائر وهو قول أهل السنة وكذلك قول أكثر الأشعرية قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 319): (القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف حتى إنه قول أكثر أهل الكلام كما ذكر أبو الحسن الآمدى أن هذا قول أكثر الأشعرية وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء بل هو لم ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول)
فسبحان الله أنظر كيف الهوى يفعل بصاحبه فابن أبي العز أصبح قادحا في عصمة النبي ? والأشاعرة الموافقين لقوله ليسوا كذلك (وإن تعجب فعجب قولهم)
4 - وأما تفضيل الملائكة على صالحي البشر فهذه مسألة لا فائدة منها فإن الواجب علينا الإيمان بالملائكة و النبيين ,وليس أن نعتقد أي الفريقين أفضل، وقال شيخ الشافعية في زمانه عبد الرحمن الفزاري المعروف بالفركاح في كتابه (الإشارة في البشارة في تفضيل البشر على الملك) بعد عرض المسألة: (وحاصل الكلام أن هذه المسألة من فضول المسائل, ولهذا لم يتعرض لها كثير من أهل الأصول, وتوقف أبو حنيفة رحمه الله في الجواب عنها كما تقدم والله أعلم بالصواب) أ. هـ ولو كانت من المسائل التي يضلل المخطئ بها لما سكت وتوقف عنها الإمام أبو حنيفة و الطحاوي و (كثير من أهل الأصول) , وأما قول ابن أبي العز – رحمه الله – بتفضيل الملائكة قد جانب فيه الصواب ولكن هذا لا يقدح في عقيدته.
الشافعية
قال د. سفر الحوالي:
- عند الشافعية:
قال الإمام أبو العباس بن سريج الملقب بالشافعي الثاني، وقد كان معاصراً للأشعري: ((لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية و الجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل)).ه
قال الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس الشافعية ما نصه: ((لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرؤون مما بنى الأشعري مذهبه عليه وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة))، وضرب مثالاً بشيخ الشافعية في عصره الإمام أبو حامد الإسفرائيني ((الملقب الشافعي))
((ومعلوم شدة الشيخ على أصحاب الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري، وعلق عنه أبو بكر الراذقاني وهو عندي، و به اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه اللمع والتبصرة حتى لو وافق قول الأشعري وجهاً لأصحابنا ميزه وقال: ((هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية ولم يعدهم من أصحاب الشافعي، استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلاً عن أصول الدين)).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال (السقاف وصاحبه):
أولا: أقول: هذا كلام باطل غير صحيح اعلم أنّ ابن سريج لم يقل هذا وذلك لأنّ ابن سريج مات قبل الأشعري بـ (21) سنة، وأبو الحسن الأشعري عاش (64) سنة ولما مات ابن سريج كان عمره (43) سنة ولم يظهر إذ ذاك مذهب الأشعري بعد، لأنه كما ذكر عنه أنه صحب الجباني يدرس عليه ويتعلم ويأخذ عنه (40) سنة، وهو خاله، وكم كان عمره لما بدأ بالأخذ عنه؟ ربما كان عشر سنوات أو ثمانية مثلاً فيستحيل إذ ذاك أن يدرك ابن سريج الأشاعرة حتى تقول ما نقلته عنه!!
وأمر آخر أن د. سفر الحوالي نقل هذا الكلام اعتمادا على ابن القيم في "إجتماع الجيوش" والذي فيه مروي بسند فيه إنقطاع بين الزنجاني وابن سريج
وابن القيم مخطئ في ذلك!! بل مدّلس وقليل نظر وتحقيق!! فإنه بعد أن ذكر تلك العبارة المكذوبة عن ابن سريج
وثانيا: تقول:
أما ما نقلته عن الكرجي فغير صحيح بين ذلك الإمام السبكي في طبقات الشافعية عند ترجمته للكرجي ومما جاء فيها: (( ... وقد حكى الحافظ أبو محمد الدمياطي .. وذكر أن هذا الكرجي من أكابر أصحاب الشيخ أبي إسحاق ... ثم قال ابن السمعاني وله قصيدة بائية في السنة شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف تزيد على مائتي بيت قرأتها عليه في داره بالكرج.)) اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/368)
فأقول: ثبت لنا بهذا الكلام أن ابن السمعاني قال إن لهذا الرجل قصيدة في الإعتقاد على مذهب السلف موافقة للسنة وابن السمعاني كان أشعري العقيدة فلا يعترف بأن القصيدة على السنة واعتقاد السلف إلا إذا وافقت ما يعتقد أنه كذلك وهو رأي الأشعري.
أم ما قلته عن أبو الحسن الكرجي فأقول: ا ن هذا الكلام مكذوب على الكرجى كما نص على ذلك الحافظ عبد الوهاب السبكي رحمه الله تعالى في" طبقات الشافعية الكبرى" (6/ 140 - 146)
والكرجي هذا شبه مجهول عند الشافعية وليس هو من أئمتهم البتة!!
.................................................. ...............................
أقول: فأما قولك أن ابن سريج لم يدرك الأشعرية فهذا تضليل وتلاعب ساذج:
أعلم أولا:
أن أبا الحسن الأشعري ولد سنة ستين ومائتين (260) هـ , طبقات الشافعية (ج 1 / ص 11)
وابن سريج توفي سنة ست وثلاث مائة (306) هـ , الوافي بالوفيات (ج 2 / ص 468)
العبر في خبر من غبر (ج 1 / ص 111) ,
فقولك: (ولما مات ابن سريج كان عمره-أي الأشعري- (43) سنة) فهذا باطل بل كان عمره (46) سنة لأن بين ولادة أبي الحسن (260) و وفاة ابن سريج (306) , ستة وأربعين سنة (46)
وأيضا قولك (وكم كان عمره لما بدأ بالأخذ عنه؟ ربما كان عشر سنوات أو ثمانية مثلاً فيستحيل إذ ذاك أن يدرك ابن سريج الأشاعرة) من أبطل الباطل , فلماذا بدأتَ بعدِّ السنين بعد أن بلغ عمره العشرة سنين؟؟ ألا تعلم أن أبا علي الجبائي هو زوج أمه (المختصر في أخبار البشر (ج 1 / ص 210)) وقد ولد في كنفه’ فالأشعري صحب الجبائي من صغره بل ربى عنده ,
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ... ) أو يعزلانه- فيصبح معتزلي- أو يمشعرانه!!!
فحين بلغ الأربعين تاب من الاعتزال في بداية سنة (300) هـ وحينها ظهرت الأشعريه أفلا تكفي ست (6) سنين كي ينتشر المذهب فيدركه ابن سريج!!؟
وأما قولك (ابن القيم مخطئ في ذلك!! بل مدّلس وقليل نظر وتحقيق!! فإنه بعد أن ذكر تلك العبارة المكذوبة عن ابن سريج (في اجتماع جيوشه)) أ. ه ,
فيه قلة أدب , وتعالم ,وجهل مركب, وافتراء على ابن القيم, فهذا الخبر لم ينقله ابن القيم وحده كي (يكذب) بل ذكره الزنجاني نفسه في رسالته –وهي مخطوطة لم تطبع- وهي موجودة في الجامعة الأسلامية ورقة (36/بالى 40/أ) والذهبي في الأربعين (ح95 ص90) وفي تذكرة الحفاظ (3/ 813) إذا فهل الزنجاني و الذهبي كذلك مدلسان وقليلا نظر وتحقيق وكاذبان؟!!! تأدب مع العلماء واكفهم لسانك الزفر. هذا أولا ,
أما ثانيا: فإنك لو تأملت الخبر جيداً من بدايته لوجدت قول الزنجاني (سألت أيدك الله تعالى بتوفيقه بيان ما صح لدي وتأدى حقيقته إلى من سلك مذهب السلف وصالحي الخلف في الصفات الواردة في الكتاب المنزل والسنة المنقولة بالطرق الصحيحة برواية الثقات الأثبات، عن النبي صلى الله عليه وسلم بوجيز من القول، واختصار في الجواب، فاستخرت اللّه سبحانه وتعالى، وأجبت – أي الزنجاني- عنه جواب بعض الأئمة الفقهاء وهو أبو العباس ... ) فإن سلمنا ((جدلا)) أن هناك انقطاع , فيكفينا أنه قول الزنجاني وحكمه على الأشاعرة , وهاك أقوال العلماء فيه:
(قال السمعاني: كان جليل القدر عالما زاهدا) , (قال ابن طاهر: ما رأيت مثله.)
وسئل إسماعيل التيمي الحافظ عن سعد الزنجاني فقال: إمام كبير , عارف بالسنة) أ. ه
أنظر الأنساب (6/ 326 - 327) , السير (18/ 385) , تاريخ الإسلام (ص40) (وفيات سنة 471).
وتغافلت ولم تتكلم في أبو حامد الإسفرائيني ((الملقب الشافعي)) وموقفه من الأشاعرة؟!!!
ثانيا: نقدك لكلام الكرجي:
سبحان الله لم هذه المكابرة؟! , فأنت لم تتعرض للخبر ولم تتكلم فيه رواية ولا دراية!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/369)
بل أتيت بكلام ابن السمعاني , فسبحان الله من أعلم بعقيدة الكرجي؟ الكرجي نفسه (حين استنكف وتبرأ من الأشاعرة) أم ابن السمعاني؟!! وليته كان نقلا صحيح , ففوق كل هذا تبين أن النص مبتور فلم يأتي بكلام السبكي في هذه القصيدة (وقال السبكي في الطبقات الكبرى: قد وقفنا على قصيدة تعزى إلى هذا الشيخ ... وباح فيها بالتجسيم،) طبقات الشافعية (ج 1 / ص 54)
طبعا (التجسيم) في نظر السبكي هو منهج أهل السنة والجماعة ألا وهو الإثبات و التنزيه.
وأما دعواك أنه مجهول و ليس من أئمة الشافعية فهذا من جهلك!!!
(قال ابن السمعاني: وهو إمام ورع فقيه مفت محدث خير أديب شاعر. أفنى عمره في جمع العلم ونشره.) طبقات الشافعية (ج 1 / ص 54) , ثم إن السبكي لا يقبل قوله في أهل السنة قال فيه عز الدين الكناني (819) هـ: (هو رجل قليل الأدب، عديم الإنصاف جاهل بأهل السنة ورتبهم) (الإعلان للسخاوي: 469 فما بعد) و (معجم الشافعية لابن عبد الهادي، الورقة: 48 47 (الظاهرية))
الحنابلة
قال د. سفر الحوالي:
عند الحنابلة:
موقف الحنابلة من الأشاعرة أشهر من أن يذكر فمنذ بدّع الإمام أحمد
((ابن كلاب)) وأمر بهجره – وهو المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري –
لم يزل الحنابلة معهم في معركة طويلة، وحتى في أيام دولة نظام الملك –
التي استطالوا فيها – وبعدها كان الحنابلة يخرجون من بغداد كل واعظ يخلط
قصصه بشيء من مذهب الأشاعرة، ولم يكن ابن القشيري إلا واحداً ممن تعرض
لذلك، وبسبب انتشار مذهبهم وإجماع علماء الدولة سيما الحنابلة على محاربته
أصدر الخليفة القادر منشور ((الاعتقاد القادر))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال (السقاف وصاحبه):
أما قولك أن مذهب الحنابلة يحكم بضلال الأشاعرة فحكم واهي , فالمعروف أن الإمام أحمد يؤول بعض انصوص في الصفات كما قال ابن كثير في البداية والنهاية (10/ 327):
روى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل
تأول قول الله تعالى ((وجاء ربك)) أنه جاء ثوابه .. !! ثم قال البيهقي هذا إسناد لا غبار علي .. !!
والإمام احمد لا يقول بقولكم أن الله في السماء أو أنه يحل فيها!!
إليك الدليل: إن الإمام أحمد كان يقول في عقيدته:
((والله تعالى لم يلحقه تغير ولا تبدل , ولا تلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش))
المصدر طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (2/ 297)
وكذلك الإمام أحمد:
أنكر على من يقول بأن الله جسم , ولم يجي ففي الشريعة ذلك فبطل!! المصدر طبقات الحنابلة (2/ 298)
يعني الإمام أحمد يقول بقول الأشاعرة!!
.................................................. ........................................
أقول: هذا تدليس ليس بعده تدليس فالأمام أحمد أشهر من نار على علم وعقيدته هي عقيدة أهل السنة أهل الحديث ليست الأشعرية وهذا لاينكره إلا من به خلل في عقله.
فزعمك أن الإمام أحمد أوّل مجيء الله بمجيء الثواب مردود من وجهين:
الأول: أن راوي هذا الخبر عن الإمام أحمد هو (حنبل) وهو لا شك أنه ثقة , ولكن لديه غرائب و تفرد عن الإمام أحمد بهذه الرواية.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 13 / ص 52): (له مسائل كثيرة عن أحمد، ويتفرد، ويغرب) أ. ه
وذكره أبو بكر الخلال فقال: (قد جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية وأغرب بشيء يسير وإذا نظرت في مسائله شبهتها في حسنها وإشباعها وجودتها بمسائل الأثرم) أ. ه طبقات الحنابلة (1/ 55) و المنهج الأحمد (1/ 245).
فهذه المسألة من التي أغرب و تفرد بها حنبل و دليل ذلك:
قالَ ابن رجب في فتح الباري (ج 7 / ص 238 - 239):
(وقد ذهب إليه طائفة ممن يميل إلى الكلام من أصحابنا، وخرجوه عن أحمد من رواية حنبل عنه في قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} [الفجر: 22]، أن المراد: وجاء أمر ربك.
وقال ابن حماد: رأيت بعض أصحابنا حكى عن أبي عبد الله في الإتيان، أنه قال: تأتي قدرته.
قال: وهذا على حد الوهم من قائله، وخطأ في إضافته إليه-أي الإمام أحمد-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/370)
والفرقة الثالثة: أطلقت النزول كما ورد، ولم تتعد ما ورد، ونفت الكيفية عنه، وعلموا أن نزول الله تعالى ليس كنزول المخلوق.وهذا قول أئمة السلف: حماد بن زيد، وأحمد؛ فإن حماد بن زيد سئل عن النزول، فقال: هو في مكانه، يقرب من خلقه كيف شاء.إلى أن قال:
وقال حنبل: قلت لأبي عبد الله: ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا؟ قال: نعم. قلت: نزوله بعلمه، أو بماذا؟ قال لي: اسكت عن هذا، مالك ولهذا؟ لِلَّهِ أمض الحديث على ما روي، بلا كيف ولا حد-إحاطة-؛ إلا بما جاءت به الآثار وبما جاء به الكتاب؛ قال الله عزوجل: {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ} [النحل: 74]، ينزل كيف شاء بعلمه وقدرته وعظمته، أحاط بكل شيء علماً، لا يبلغ قدره واصف، ولا ينأى عنه هارب. انتهى.) أ. ه
فالتأويل هذا خطأ في إضافته إلى الإمام أحمد كما قال ابن حماد ,
ثم إن الرواية الأخيرة هي الموافقة لسائر الروايات عن أحمد مما يدل على أن الرواية الأولى الذي ذكرها -السقاف – غريبة من الغرائب فهي غير مقبولة.
الثاني: إن هذا الخبر من زيادات إحدى نسخ البداية والنهاية، وهي النسخة المصرية، وباقي النسخ لم يرد فيها هذا الخبر، فيتبين أن هذا النقل عن البيهقي من زيادة الناسخ , لأن هذه النسخة فيها الكثير مما استدركها الناسخ على ابن كثير كإعادة تراجم الحسن وابن سيرين وغيرهما , وقد اختلط
كلام الناسخ مع كلام ابن كثير.
وأما قولك عن الإمام (والله تعالى لم يلحقه تغير ولا تبدل ... ) و (أنكر على من يقول بأن الله جسم .. )
فأقول:
أولا: سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ من قال من أهل السنة أن الله يلحقه تبدل وتغير وأنه جسم؟!! هذا دليل على جهلكم في اعتقاد السلفيين فالحكم على الشيء فرع عن تصوره وأنتم ليس لديكم أدنى علم و تصور لاعتقاد أهل السنة فكيف رميتموهم بالتجسيم.؟!!!
ثانيا: أن هناك بتر مفضوح قبل هذا الكلام, ولا نستغربه منكم فهذا هو ديدنكم!! - فالشبه بينكم وبين الرافضة كبير- فالنص بتمامه (وكان يقول في معنى الاستواء هو العلو والارتفاع ولم يزل الله تعالى عاليا رفيعا قبل أن يخلق عرشه فهو فوق كل شيء والعالي على كل شيء وإنما خص الله العرش لمعنى فيه مخالف لسائر الأشياء والعرش أفضل الأشياء وأرفعها فامتدح الله نفسه بأنه على العرش أستوى أي عليه علا ولا يجوز أن يقال أستوى بمماسة ولا بملاقاة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والله تعالى لم يلحقه تغير ولا تبدل ولا تلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش) أ. هـ
فالآن يتبن اعتقاد الإمام أحمد وهذا هو ما نعتقده ولا نقول أن الله مماس للعرش لعدم ورود النص ولأنه من الكيفية والكيف نفوضه إلى الله.
ثالثا: أن هذا الكلام ليس موجود في (طبقات الحنابلة) بل هو موجود في (اعتقاد الإمام أحمد) لأبي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث، التميمي البغدادي الحنبلي. المتوفى سنة عشر وأربع مئة (410) هـ (سير أعلام النبلاء (17/ 273) ,
وهو الذي روى هذا الاعتقاد مباشرة عن الإمام أحمد , وطبعا هو لم يدرك الإمام أحمد (241هـ) بل بينه وبين الإمام أحمد سنين كثيرة فهذا الكتاب وإن كان في أغلبه يوافق معتقد أهل السنة إلا أنه غير ثابت عن الأمام أحمد , فاعتقاد الإمام أحمد معروف من كتبه الموثوقة مثل أصول السنة و الرد على الجهمية و ....
وبعد بيان هذا تبين لك من يدلس , ويبتر النصوص , ويحمل الكلام مالا يتحمل , ويفتري على مخالفيه بكلام ينكرونه ويتبرؤون منه , ومن يقل أدبه على العلماء ويفتري عليهم افتراءات عظيمة.
ويتبن لك أيضا أن الأشاعرة مقطوعون مبتورون عن السلف , فليس لهم من يوافقهم ويقول بآرائهم من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة , بل العلماء الذين أدركوا الأشعرية كانوا يأنفون ويستنكفون ويتبرؤون من الأشعرية , فإذاً هذا المذهب محدث ما نزل به كتاب ولا سنة ,,,
والحمد لله على نعمة الإسلام و السنة ,,,
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره وتبع سنته إلى يوم الدين ..........
كتبه: أبو سعيد السلفي
Salafiii@hotmail.com
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 09:38 ص]ـ
جميل , بارك الله فيك.
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[28 - 05 - 07, 09:53 ص]ـ
نفع الله بك وزادك من فضله
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:58 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على مروركم على الموضوع
وبورك فيكم
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 01:50 ص]ـ
رد موفق ان شاء الله بارك الله فيك
ـ[عبدالله الرحابي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 07:20 ص]ـ
شَكَرَ اللهُ لكم ونَفَعَ بكم.
ردٌ موفقٌ.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[29 - 05 - 07, 04:08 م]ـ
بارك الله فيكم، والعنوان متكلَّف!
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 05:30 ص]ـ
لعل التكلف أتى من ضيق المساحة المخصصة للعناوين:)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/371)
ـ[محمد العبد]ــــــــ[02 - 06 - 07, 03:00 ص]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز وأحسنت في ردك غير أني أحب أن أنبهك إلى أن هناك فائدة في معرفة من الأفضل (الملائكة أم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) وهي اعتقاد مادلت عليه الأدلة وهي فائدة جليلة لا تخفى عليك - إن شاء الله - , وأعود وأقول جزالك الله خيرا على ما قدمت من جميل الرد.
ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[02 - 06 - 07, 12:19 م]ـ
في الحقيقة أكثر وجمهور ومحققوا أتباع المذاهب على الأشعرية والماتريدية
وما ذكرتهم قلة وقد لا يسلمون في بعض الأمور وقد لا تسلم صحة النقول عنهم
والذين ذكرتهم لا يمثلون ربع العشر
فلا يصح عنوانك عندي
تأكيد الأقوال السنيّة لعلماء المذاهب الفقهيّة أن الأشاعرة ليست من المرضيّة
وفي السلف بارك الله فيك غنية عن هؤلاء (أتباع المذاهب)
فوالله لو عددت لك الأشاعرة منهم لوجدتهم أهل التحقيق والمعتمد في الفتيا عندهم
فالسلف السلف
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 08:21 م]ـ
في الحقيقة أكثر وجمهور ومحققوا أتباع المذاهب على الأشعرية والماتريدية
وما ذكرتهم قلة وقد لا يسلمون في بعض الأمور وقد لا تسلم صحة النقول عنهم
والذين ذكرتهم لا يمثلون ربع العشر
فلا يصح عنوانك عندي
تأكيد الأقوال السنيّة لعلماء المذاهب الفقهيّة أن الأشاعرة ليست من المرضيّة
وفي السلف بارك الله فيك غنية عن هؤلاء (أتباع المذاهب)
فوالله لو عددت لك الأشاعرة منهم لوجدتهم أهل التحقيق والمعتمد في الفتيا عندهم
فالسلف السلف
السلف السلف من أهل القرون الفاضلة لم يكن فيهم واحد يقول بالكلام النفسي أو الجوهر والعرض وأن الله لا داخل العالم ولا خارجة وغيرها من البدع المستقبحة
والأشعرية مذهب متطور ويكفي أن تقرأ الأسماء والصفات للبيهقي ثم تقارنه بما يكتبه شراح الجوهرة وغيرهم من المتأخرين لترى الفرق
ولكن يأبى بعض عديمي الإنصاف إلا أن يحشر هؤلاء جميعاً في زمرةٍ واحدة
ولو تأملت النقول السابقة لوجدت أنها تمثل حقبة زمنية معينة _ في بداية ظهور مذهب الأشعري _
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 03:47 م]ـ
في الحقيقة أكثر وجمهور ومحققوا أتباع المذاهب على الأشعرية والماتريدية
وما ذكرتهم قلة وقد لا يسلمون في بعض الأمور وقد لا تسلم صحة النقول عنهم
والذين ذكرتهم لا يمثلون ربع العشر
أقول سبحان الله فأن قولك شابه قول دعاة الأشعرية:
إلا أن العلماء في كل زمان ومكان تنبهوا إلى هذه المقولة وردوا عليها وتبرؤا من الأشاعرة
وقد ذكر ابن المبرد في كتابه ((جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر))
أكثر من أربعمائة عالم منهم الفقيه والمحدث والعابد والإمام كلهم متبرؤون من الأشاعرة ذامون لهم
بدءاً من عصر الأشعري وحتى وقته
صدرهم بأبي الحسن البربهاري , وختمهم بجمال الدين يوسف بن محمد المرداوي صاحب كتاب ((الإنصاف)) ثم قال بعد ذلك: ((والله ثم والله ثم والله لما تركنا أكثر مما ذكرنا , ولو ذهبنا نستقصي ونتتبع كل من جانبهم من يومهم إلى الآن لزادوا على عشرة آلاف نفس)) جمع الجيوش (ص281)
فهل أكثر من (400) عالم ليسوا في نظرك شيء
وأما قولك (وقد لا تسلم صحة النقول عنهم)
فهذا دليل على انك لم تقرأ الموضوع فما موضوعي إلا ردا على السقاف في طعنه بصحة النقول
فلا يصح عنوانك عندي
تأكيد الأقوال السنيّة لعلماء المذاهب الفقهيّة أن الأشاعرة ليست من المرضيّة
لا يهمني أصح العنوان عندك أم لم يصح!!!
وفي السلف بارك الله فيك غنية عن هؤلاء (أتباع المذاهب)
فوالله لو عددت لك الأشاعرة منهم لوجدتهم أهل التحقيق والمعتمد في الفتيا عندهم
فالسلف السلف
ومن قال غير ذلك أن في السلف غنية
وهذا دليل آخر على أنك لم تقرأ الموضوع فالحكم على الشيء فرع عن تصوره وانت ليس لديك أدنى تصور
فهو -بارك الله فيك- ردا على السقاف في طعنه بكتاب الدكتور سفر الحوالي ولم أرد منه إثبات اعتقاد السلف ولا شك أن اعتقاد السلف هو اعتقاد أهل السنة وليس معنى هذا أن نبتر أنفسنا عن أهل العلم أتباع المذاهب فهم على اعتقاد أهل السنة فنحن أحق بهم من الأشاعرة
وأني لأعجب ممن جند نفسه للدفاع عن الأشعرية (جمهور العلماء اتباع المذاهب بزعمه) وينشر شبههم أهو أشعري متستر؟!!
ام المسألة كلها (استعراض عضلات)!!!
ولا يسعني في نهاية كلامي هذا إلا أن أذكر بقول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 06:07 م]ـ
يجب ان يفرق بين الانتساب الى المذهب الأشعري و القول به فمنذ المنشور القادري سرت عادة الفقهاء بالانتساب الى مذهب الأشعري كانتسابهم للمذاهب الفقهية في مقابل اهل الاعتزال و الرفض الا أنه عند التحقيق تجده بعد أن أزاح عن نفسه ربقة التقليد قد خرج من المذهب جزئيا او كليا على قدر اهتمامه بالجديث و اتقانه له فهكذا قد تجد من ينسب نفسه او ينسبه غيره الى المذهب الأشعري مع أنه في كل أو بعض او معظم أقواله يخرج عنه كالنووي و القاضي عياض و البيهقي و الباقلاني و ابن دقيق العيد و القرطبي وابن العربي و ابن حجر بل و المزي و ابن كثير و الذهبي ....
و الله أعلم بالحال و المآل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/372)
ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[03 - 06 - 07, 06:32 م]ـ
الأشاعرة مبتدعة
وأنا قرأت موضوعك وهو رد وليس ردا هذا أولا واللبيب يفهم
ثانيا أنا أنقل حقيقة حسب علمي
اذكر لي أنت من عليه التحقيق والمعتمد والفتيا من المذاهب
تجدهم أشاعرة أو موافقين لهم
ابدأ بالأحناف
ثم المالكية
ثم الشافعية
ثم الحنابلة
وسأناقشك فيهم
توكل على الله
ـ[عبدالله الرحابي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:43 ص]ـ
أكرر الشكر للكاتب
وأتمنى من الأخ المكرم فارس عدم الخروج بالموضوع عن المراد.
وفق الله الجميع.
ـ[حرملة بن عبد الله]ــــــــ[22 - 06 - 07, 05:52 م]ـ
لا أرى فائدة في رد الآراء الضالة بأخرى فجة وعبارات منفوخة
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[05 - 12 - 08, 05:08 ص]ـ
قال د. سفر الحوالي:
عند المالكية:
روى حافظ المغرب وعلمها الفذ ابن عبد البر بسنده عن فقيه المالكية بالمشرق ابن خويز منداد أنه قال في كتاب الشهادات شرحاً لقول مالك: لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء، وقال:
((أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته، فإن تمادى عليها استتيب منها)) ا. ه
وروى ابن عبد البر نفسه في الانتقاء عن الأئمة الثلاثة ((مالك وأبي حنيفة والشافعي)) نهيهم عن الكلام وزجر أصحابه وتبديعهم وتعزيرهم، ومثله ابن القيم في ((اجتماع الجيوش الإسلامية)) فماذا يكون الأشاعرة إن لم يكونوا أصحاب كلام؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال (السقاف وصاحبه):
قلنا له: يكذبك كلامك الذي أوردته بعد ذلك الآخذ بتلابيبك لأنك أوردت كلام مالك في القضية نقلاً عن ابن خويز منداد الذي هو متهم عند المالكية وعند علماء الجرح والتعديل الذين تلوك بفمك وتردد اسمهم متبجحاً!! وإليك ذلك:
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في " لسان الميزان" (5/ 291من الطبعة الهندية).ما نصه:
((عنده -ابن خويز منداد -شواذ عن مالك , واختيارات وتأويلات لم يعرج عليها حذاق المذهب كقوله إن العبيد لا يدخلون في خطاب الأحرار وأن خبر الواحد مفيد العلم .... وقد تكلم فيه أبو الوليد الباجي ولم يكن بالجيد النظر ولا بالقوي في الفقه وكان يزعم أن مذهب مالك أنه لا يشهد جنازة متكلم ولا يجوز شهادتهم ولا مناكحتهم ولا أماناتهم , وطعن ابن عبد البر فيه أيضا)) انتهى كلام الإمام الحافظ ابن حجر.
.................................................. ................................................
أقول: هذا التلبيس مفضوح لأن الدكتور لم ينقل عن الأئمة الأربعة بل نقل عن أئمة وفقهاء المذاهب الأربعة الذين أدركوا الأشعرية فقال أولا: (عند الملكية) ولم يقل عند الإمام مالك , فإن سلمنا لكم أن الخبر هذا شاذ عن مالك، -و الشذوذ لا يقدح في عدالة الراوي فهو (مخالفة (الثقة) لمن هو أولى منه) ولا يكون متهما, كما هو معلوم عند من لديه أدنى مسكة علم في فن مصطلح الحديث-
فهو صحيح عن ابن خويز منداد –وهو احد أئمة المذهب المشهورين قال ابن غزي في ديوان الإسلام (ج 1 / ص 40): (الإمام العلامة شيخ المالكية أبو بكر البغدادي، له مصنفات في الفقه والأصول.)
وصحيح كذلك عن (سائر أصحابنا) أي المالكية ,
ونقلُ ابن عبد البر لهذا الخبر إقرار لكلام ابن خويز بل قال بعده ((ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصا في كتاب الله أو صح عن رسول صلى الله عليه وسلم أو أجمعت عليه الأمة وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه)) وكلامه هذا قاعدة عند أهل السنة و الجماعة.
أتعلم من ابن عبد البر!!!
قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء (18/ 153 - 161)
((الامام العلامة، حافظ المغرب، شيخ الاسلام، ... أدرك الكبار، وطال عمره، وعلا سنده، وتكاثر عليه الطلبة، وجمع وصنف، ووثق وضعف، وسارت بتصانيفه الركبان، وخضع لعلمه علماء الزمان، ... كان إماما دينا، ثقة، متقنا، علامة، متبرحا، صاحب سنة واتباع، وكان أولا أثريا ظاهريا فيما قيل، ثم تحول مالكيا مع ميل بين إلى فقه الشافعي في مسائل ...
وكان في أصول الديانة على مذهب السلف، لم يدخل في علم الكلام، بل قفا آثار مشايخه رحمهم الله.))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/373)
وفي مقدمة هذا الكتاب ترجمة وافية لابن خويز منداد
http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=1175 (http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=1175)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 10, 09:54 ص]ـ
المالكية
قال د. سفر الحوالي:
عند المالكية:
روى حافظ المغرب وعلمها الفذ ابن عبد البر بسنده عن فقيه المالكية بالمشرق ابن خويز منداد أنه قال في كتاب الشهادات شرحاً لقول مالك: لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء، وقال:
((أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته، فإن تمادى عليها استتيب منها)) ا. ه
وروى ابن عبد البر نفسه في الانتقاء عن الأئمة الثلاثة ((مالك وأبي حنيفة والشافعي)) نهيهم عن الكلام وزجر أصحابه وتبديعهم وتعزيرهم، ومثله ابن القيم في ((اجتماع الجيوش الإسلامية)) فماذا يكون الأشاعرة إن لم يكونوا أصحاب كلام؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال (السقاف وصاحبه):
قلنا له: يكذبك كلامك الذي أوردته بعد ذلك الآخذ بتلابيبك لأنك أوردت كلام مالك في القضية نقلاً عن ابن خويز منداد الذي هو متهم عند المالكية وعند علماء الجرح والتعديل الذين تلوك بفمك وتردد اسمهم متبجحاً!! وإليك ذلك:
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في " لسان الميزان" (5/ 291من الطبعة الهندية).ما نصه:
((عنده -ابن خويز منداد -شواذ عن مالك , واختيارات وتأويلات لم يعرج عليها حذاق المذهب كقوله إن العبيد لا يدخلون في خطاب الأحرار وأن خبر الواحد مفيد العلم .... وقد تكلم فيه أبو الوليد الباجي ولم يكن بالجيد النظر ولا بالقوي في الفقه وكان يزعم أن مذهب مالك أنه لا يشهد جنازة متكلم ولا يجوز شهادتهم ولا مناكحتهم ولا أماناتهم , وطعن ابن عبد البر فيه أيضا)) انتهى كلام الإمام الحافظ ابن حجر.
.................................................. ................................................
أقول: هذا التلبيس مفضوح لأن الدكتور لم ينقل عن الأئمة الأربعة بل نقل عن أئمة وفقهاء المذاهب الأربعة الذين أدركوا الأشعرية فقال أولا: (عند الملكية) ولم يقل عند الإمام مالك , فإن سلمنا لكم أن الخبر هذا شاذ عن مالك، -و الشذوذ لا يقدح في عدالة الراوي فهو (مخالفة (الثقة) لمن هو أولى منه) ولا يكون متهما, كما هو معلوم عند من لديه أدنى مسكة علم في فن مصطلح الحديث-
فهو صحيح عن ابن خويز منداد –وهو احد أئمة المذهب المشهورين قال ابن غزي في ديوان الإسلام (ج 1 / ص 40): (الإمام العلامة شيخ المالكية أبو بكر البغدادي، له مصنفات في الفقه والأصول.)
وصحيح كذلك عن (سائر أصحابنا) أي المالكية ,
ونقلُ ابن عبد البر لهذا الخبر إقرار لكلام ابن خويز بل قال بعده ((ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصا في كتاب الله أو صح عن رسول صلى الله عليه وسلم أو أجمعت عليه الأمة وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه)) وكلامه هذا قاعدة عند أهل السنة و الجماعة.
أتعلم من ابن عبد البر!!!
قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء (18/ 153 - 161)
((الامام العلامة، حافظ المغرب، شيخ الاسلام، ... أدرك الكبار، وطال عمره، وعلا سنده، وتكاثر عليه الطلبة، وجمع وصنف، ووثق وضعف، وسارت بتصانيفه الركبان، وخضع لعلمه علماء الزمان، ... كان إماما دينا، ثقة، متقنا، علامة، متبرحا، صاحب سنة واتباع، وكان أولا أثريا ظاهريا فيما قيل، ثم تحول مالكيا مع ميل بين إلى فقه الشافعي في مسائل ...
وكان في أصول الديانة على مذهب السلف، لم يدخل في علم الكلام، بل قفا آثار مشايخه رحمهم الله.))
وفي مقدمة هذا الكتاب ترجمة وافية لابن خويز منداد
http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=1175
(http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=1175)
جزاكما الله خيرا و بارك فيكما و نفع بكما(41/374)
هل صحّ عن ابن تيمية وابن القيم القول بفناء النار وانها تبيد؟
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[27 - 05 - 07, 12:16 ص]ـ
الاخوة الأفاضل
سلام من الله عليكم
هل صحّ عن ابن تيمية وابن القيم القول بفناء النار وانها تبيد؟؟؟!!!
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[27 - 05 - 07, 12:55 ص]ـ
هل الصواب ان ابن القيم يقول بفناء النار؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70336&highlight=%C8%DD%E4%C7%C1)
هل قال ابن تيمية بفناء النار ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21421&highlight=%C8%DD%E4%C7%C1)
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[27 - 05 - 07, 12:46 م]ـ
حمل كلام ابن القيم في كتابه الروح وغيره على القول بفناء نار الموحدين
وأما كلام شيخ الإسلام فإنه من المتشابه الذي ينبغي رده للمحكم من كلامهرحمه الله, وإلا كيف يقول شيخ الإسلام هذا القول وله رسالة في الرد على من قال بفناء النار وهذه الرسالة أخرجها الدكتور السمهري في كتاب خاص.
ولكم مني جزيل الشكر والإحترام.(41/375)
من تكلم من غير السلفيين في البدعة واصولها!
ـ[حامد تميم]ــــــــ[27 - 05 - 07, 12:47 ص]ـ
طلب مساعدة أيها الإخوة الأعزاء ..............
نرجو منكم المساعدة في اعطائي أسماء كتب لبعض العلماء، أمثال: الحافظ ابن حجر والسخاوي والمناوي والسيوطي والملا علي القاري، تكلموه فيها عن البدع واصولها، والله يرعاكم.
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[27 - 05 - 07, 03:39 ص]ـ
منهم الإمام الشاطبي رحمه الله فهو ممن قعد للبدع و أصل لها ...
و عقيدته أشعرية
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 05:16 ص]ـ
الاخ حامد تميم بارك الله فيك
ارجو منك تغيير العنوان لما فيه من اتهام لهؤلاء العلماء رحمهم الله
وارجو تغيير العنوان من قبل المشرفين
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[28 - 05 - 07, 03:25 ص]ـ
كذا أبو بكر الطرطوشي صاحب كتاب" الحواث و البدع "
و هو أشعري العقيدة ...
و كتابه فيه تأصيلات و تقعيدات للمبتدعات ...
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 04:09 ص]ـ
و الامام العز بن عبد السلام وهو اشعري جلد
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 07:22 م]ـ
أخي الكريم يرجى التنبه
لعنوان موضوعك
فزلات العلماء التي اجتهدوا فيها
و بلغوا الوسع في ذلك و وقعت لهم أوهام في ذلك
فخطأهم مغفور لا يخرجهم من السلفية و السنة أبدا
خاصة إذا عرف هذا العالم بالسنة و الجهاد في الذب عنها
و هاك عبارات ذهبيات من الإمام الذهبي
تكتب بماء الذهب
قال رحمه الله تعالى:
"لو أنّا كلّما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل
خطأً مغفورا له , قمنا عليه و بدّعناه و هجرناه
لما سلم معنا
لا ابن نصر و لاابن منده
و لا من هو أكبر منهما , و الله هو هادي الخلق
إلى الحق , و هو أرحم الراحمين
فنعوذ بالله من الهوى و الفظاظة. "اهـ
السير 14/ 39.
وقال أيضا رحمه الله تعالى:
((وبكل حال هو -يعني علي بن محمد الماوردي الفقيه المفسر- مع بدعة فيه من كبار العلماء, فلو أننا أهدرنا كل عالم زل لما سلم معنا إلا القليل.
فلا تحط -يا أخي- على العلماء مطلقا , و لا تبالغ في تقريظهم مطلقا, إسأل الله أن يتوفاك على التوحيد ...
اهـ.
//تاريخ الإسلام -وفيات 441هـ -450 هـ ص 226//.
ـ[حامد تميم]ــــــــ[29 - 05 - 07, 10:40 ص]ـ
أشكر جميع الإخوة الذين تجابوا مع الموضوع، ولتوضيح والبيان فإذا كان العنوان فيه تنقص من أحدٍ من أهل العلم، فلا أقصد ذلك، ولكن ذكرت هذا العنوان؛ لأن المصطلح السائد عند بعض المخالفين، أن كل من تكلم في البدعة والمبتدعة هم: أحمد بن حنبل والحنابلة وابن تيمية وتلاميذه، والإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب وابنائه وتلاميذه -رحم الله الجميع-، وللعلم فإن جميع علماء الإسلام الذين اتبعوا الحق واجتهدوا في ذلك كلهم قدوة، وجزى الله خيراً ورحمه؛ لأنه أهدى إلي عيوبي وتقصيري، فالمؤمن مرآة اخيه، وفق الله لما يحب ويرضا.
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[29 - 05 - 07, 08:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أوله وآخره
من أهل الهند الذين حاربوا البدع في الفترة الزمنية قبل وبعد سنة 1000 للهجرة:
الشيخ أحمد الفاروقي السرهندي النقشبندي!!!! حيث رفض البدع التي يأتي بها المتصوفة وغيرهم وحاربها - ورفض خرافات وحدة الوجود المنسوبة لابن عربي وما رافقها من كفريات - ورفض ما يسمى بالبدعة الحسنة - وسجن لأجل ذلك ثلاث سنوات ولم يخرج من السجن إلا بعد موت ملك الهند المبتدع "أكبر" - وحلول ابنه "شاهجهان" مكانه - وكان حفيد هذا الملك واسمه أورنك زيب من طلاب الشيخ السرهندي - وبعد أن أصبح ملك الهند أقام الجهاد وقمع البدع وحاربها - وجمع علماء الهند لصياغة كتاب جامع في الفقه ليعتمده في التشريع والقضاء في دولته وهو من أرقى المراجع في الفقه الحنفي واسمه (الفتاوى الهندية)
هذا الكلام منقول عن كتاب "الإمام السرهندي" للشيخ: أبو الحسن محمد الحسني الندوي من علماء الهند المعاصرين - والذي كانت وفاته قبل سبعة أعوام تقريباً - رحمه الله.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[29 - 05 - 07, 08:24 م]ـ
هذا الكلام منقول عن كتاب "الإمام السرهندي" للشيخ: أبو الحسن محمد الحسني الندوي من علماء الهند المعاصرين - والذي كانت وفاته قبل سبعة أعوام تقريباً - رحمه الله.
للفائدة فهذا الكتاب قد منعه شيخنا الجليل الامام ابن باز رحمه الله (من الدخول للملكة)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 08:32 م]ـ
[ quote= أبو محمد عباد;607023] بسم الله الرحمن الرحيم أوله وآخره
من أهل الهند الذين حاربوا البدع في الفترة الزمنية قبل وبعد سنة 1000 للهجرة:
الشيخ أحمد الفاروقي السرهندي النقشبندي!!!! حيث رفض البدع التي يأتي بها المتصوفة وغيرهم وحاربها - ورفض خرافات وحدة الوجود المنسوبة لابن عربي وما رافقها من كفريات - ورفض ما يسمى بالبدعة الحسنة - وسجن لأجل ذلك ثلاث سنوات ولم يخرج من السجن إلا بعد موت ملك الهند المبتدع "أكبر" - وحلول ابنه "شاهجهان" مكانه - وكان حفيد هذا الملك واسمه أورنك زيب من طلاب الشيخ السرهندي - وبعد أن أصبح ملك الهند أقام الجهاد وقمع البدع وحاربها - وجمع علماء الهند لصياغة كتاب جامع في الفقه ليعتمده في التشريع والقضاء في دولته وهو من أرقى المراجع في الفقه الحنفي واسمه (الفتاوى الهندية)
هذا الكلام منقول عن كتاب "الإمام السرهندي" للشيخ: أبو الحسن محمد الحسني الندوي من علماء الهند المعاصرين - والذي كانت وفاته قبل سبعة أعوام تقريباً - رحمه الله. [/ quote
السرهندي هو نفسه عنده الكثير من البدع التي تجدها في ((مكتوبات الإمام الرباني))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/376)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 05:07 ص]ـ
أشكر جميع الإخوة الذين تجابوا مع الموضوع، ولتوضيح والبيان فإذا كان العنوان فيه تنقص من أحدٍ من أهل العلم، فلا أقصد ذلك، ولكن ذكرت هذا العنوان؛ لأن المصطلح السائد عند بعض المخالفين، أن كل من تكلم في البدعة والمبتدعة هم: أحمد بن حنبل والحنابلة وابن تيمية وتلاميذه، والإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب وابنائه وتلاميذه -رحم الله الجميع-، وللعلم فإن جميع علماء الإسلام الذين اتبعوا الحق واجتهدوا في ذلك كلهم قدوة، وجزى الله خيراً ورحمه؛ لأنه أهدى إلي عيوبي وتقصيري، فالمؤمن مرآة اخيه، وفق الله لما يحب ويرضا.
هذا فيه بعض الحق فلم يقم بعلم البدع أحد من المتأخرين مثل شيخ الاسلام حتى صار المرجع الأوحد فيه عند غالبية المتأخرين من الفقهاء من كافة المذاهب و الطوائف و ليس فقط عند اهل السنة(41/377)
حوار مع قبوري
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 09:43 ص]ـ
حوار مع قبوري
: إعداد / خالد أبو صالح:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن التزم هديه إلى يوم الدين
أما بعد:
فقد جاء إلي بوجه عبوس غاضب .. ثم إبتدرني قائلا: لماذا تحرمون كل شيئ؟ وماذا فعل الأولياء لكم حتى تبغضوهم وتناصبوهم العداء؟
قلت له: لا تطلق الكلام هكذا جزافا ولكن حدد ما تريد أن تقوله لأراجع نفسي فيه, فإن كنت مخطئا , اعترفت لك بخطئي , وإن كنت مصيبا حاورتك وبينت لك وجة نظري ومنطلقي الشرعي.
قال صاحبي: أنت تعلم ما أقول .. فأنتم تحرمون تشييد القبور وبناء المساجد عليها .. وتحرمون الصلاة عند القبور ,والمجاورة والإجتماع عندها , وتحمون الذبح والنذر لأولياء الله , وشد الرحال إلى قبورهم, وتحرمون الإستغاثة بأولياء الله وطلب الحوائج منهم, بل إنكم تحمون تقبيل عتبات الأولياء وأضرحتهم والتمسح بها. هل علمت كيف أنكم تعادون أولياء الله ولا تحبونهم؟!
قلت له: الآن وضحت الصورة, ولنتفق أولا على بعض المقدمات قبل أن أبدأ في محاورتك حول ما أشرت غليه من أمور:
أولا: إن الذي يملك حق التحريم والتحليل ليس أنا ولا أنت, وإنما هو الله تبارك وتعالى ,ورسوله المبلغ ,فالذي يقول عن شيئ: هو حلال أو حرام لا بد أن يأتي بدليل من الكتاب أو من السنة وإلا كان من الذين يفترون على الله الكذب كما قال سبحانه وتعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ}.وقال سبحانه: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}.وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.وقال سبحانه: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ}.فهل تتفق معي على أن صاحب التحليل والتحريم هو الله تبارك وتعالى, ثم رسوله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله عنه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}.وقال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى, إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}.
قال صاحبي:نعم أتفق معك في ذلك.
قلت: الأمر الثاني هو: من تقصد بالأولياء؟
قال صاحبي: أولياء الله الصالحون الذين لهم قبور معروفة يقصدها الناس بالزيارة والتعظيم.
قلت: ومن ليست لهم قبور معروفة من سادات الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أهل الفضل أليسوا من أولياء الله الصالحين؟! ألم يكن أبو هريرة رضي الله عنه وليا لله؟
قال صاحبي:بلى! قلت: ابن عمر وابن عباس وأنس بن مالك وغيرهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم يكونوا من أولياء الله الصالحين؟ قال صاحبي: بلى. قلت: هؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم من سادات التابعين ومن بعدهم من العلماء والصالحين ليست لهم قبور مشيدة ,فلما حصرتم ولاية الله في طائفة قليلة ممن شُيدة قبورهم وزخرفت وقصدها الناس بالزيارة والتعظيم؟
إن كانت محبتكم لهؤلاء محبة شرعية فلماذا فرطتم في محبة سائر الصحابة والتابعين وأهل الفضل؟ أليس هذا يعد تقصيرا منكم؟
فأولياء الله تعالى هم أهل الإيمان والتقوى والعمل الصالح, كما قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ,الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} , فكل من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا ولذلك فنحن نحب جميع أولياء الله تعالى وأنصاره, وأنتم الذين قصَرتم محبتكم على طائفة قليلة من أصحاب القبور والمشاهد.
الأمر الثالث: أن المحبة تنقسم إلى قسمين: محبة شرعية, ومحبة شركية, فالمحبة في الله عز وجل التي لا مخالفة فيها لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هي المحبة الشرعية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/378)
والمحبة مع الله التي فيها صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله عز وجل هي المحبة الشركية.فالمحبة في الله إيمان, والمحبة مع الله شرك .. ودعني أقول لك: إنكم تركتم المحبة الشرعية وأحببتم هؤلاء محبة شركية فشيدتم لهم القبور وطلبتم منهم قضاء الحوائج واستغثتم بهم عند الشدائد .. وصرفتم لهم جل أنواع العبادة من الدعاء والإستغاثة والذبح والنذر وشددتم الرحال إلى قبورهم وجعلتم قبورهم أعيادا وعكفتم عليها وهذا عين الشرك وسبب ضلال الأولين؟ عند ذلك قاطعني قائلا: لقد قلت في بداية حديثك إن الذي له حق التحريم والتحليل هو الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ,وأراك تخالف ذلك حيث حرمت هذه الأمور التي ذكرتها ووصفتها بالشرك والضلال فما حجتك على ما تقول؟
قلت له: حسنا لقد قصرت عي المسافة وأشكرك على حرصك على معرفة الحجه والدليل, ولكن لا تقاطعني إلا إذا وجدت في كلامي خللا أو مجانبة للصواب ...
القول في تشييد القبور
أما تشييد القبور فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه وأمر بتسويتها فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي رضي الله عنه قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى اله عليه وسلم:"لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته", وفي صحيح مسلم أيضا عن ثمامة بن شفي قال: كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس فتوفي صاحب لنا, فأمر فضالة بقبره فسوي ثم قال:"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها"فهذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي بالغتم في مخالفته ,فرفعتم القبور عن الأرض كالبيوت وجعلتم عليها القباب وكل ذلك مخالف لما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من تسوية القبور. بل إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تجصيص القبر والبناء عليه والقعود عليه والصلاة إليها, فعن جابر قال:"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يُقعد عليه وأن يبنى عليه".وعن أبي مرثد الغنوي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول"لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها".وقال إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون الآجرَّ على قبورهم.وأوصى أبو هريرة حين حضرته الوفاة ألا تضربوا عليَّ فسطاطا.
بناء المساجد على القبور والصلاة إليها
وأما بناء المساجد على القبور فالأمر فيه أشد فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ولعن فاعله .. فعن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما قالا:"لما نُزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك:"لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"يحذر مما صنعوا".وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".وعن عائشة رضي الله عنها قالت:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: لعن اله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".ولولا ذلك لأُبرز قبره, غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا. فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن اتخاذ القبور مساجد في آخر حياته, ثم إنه لعن وهو في سياق الموت من فعل ذلك من أهل الكتاب ليحذ أمته أن يفعلوا ذلك وقد حصل ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فشيدت القبور واتخذت مساجد وصار الذي ينكر ذلك متهم بالتعصب والغلو.
وأبلغ من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة إلى القبر فلا يكون القبر بين المصلي وبين القبلة فقال عليه الصلاة والسلام:"لا تجلسوا إلى القبور ولا تصلوا إليها",كل ذلك سدا لذرائع الشرك وغلقا لخفي أبوابه ودقيق طرقه.
اتخاذ القبور أعيادا
وأما اتخاذ القبور أعيادا بحيث يقصدها الناس في أوقات معينة فيذهبون إليها بأبنائهم وذراريهم بطعامهم وشرابهم ويجعلونها أماكن للتجمع من أجل الطعام والشراب ,أو حتى من أجل العبادة, فهذا من البدع الشركية التي أبطلها الإسلام ونهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/379)
قال ابن القيم:"والعيد مأخوذ من المعاودة والإعتياد فإذا كان اسما للمكان فهو المكان الذي يقصد الإجتماع فيه وانتيابه للعبادة أو لغيرها, كما أن المسجد الحرام ومنى ومزدلفة وعرفة المشاعر جعلها الله تعالى عيدا للحنفاء ومثابة كما جعل أيام التعبد فيها عيدا. وكان للمشركين أعيادا زمانية ومكانية, فلما جاء الله بالإسلام أبطلها, وعوض الحنفاء منها عيد الفطر وعيد النحر وأيام منى كما عوضهم عن أعياد المشركين المكانية بالكعبة البيت الحرام وعرفة ومنى والمشاعر.
فاتخاذ القبور عيدا هو من أعياد المشركين التي كانوا عليها قبل الإسلام وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم.
فروى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم"وهذا كلام حسن رواته كلهم ثقات مشاهير.انتهى كلام ابن القيم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"ووجه الدلالة أن قبر الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل قبر على وجه
الأرض, وقد نهى عن اتخاذه عيدا فقبر غيره أولى بالنهى كائنا من كان"ومن هنا كان الإجتماع عند القبور والمجاورة بها وجعل يوم في العام لكل بر يجعلونه مولدا لصاحب هذا القبر فيحتفلون به في هذا اليوم, كل ذلك من البدع المحدثة والمنكرات العظيمة التي تؤدي إلى أعظم المفاسد والشرور ..
مفاسد اتخاذ القبور أعيادا
قال صاحبي: وما هي المفاسد في ذلك؟
قلت: المفاسد في ذلك لا تعد ولا تحصى منها:
1 - الصلاة إليها وقد مر النهي عن ذلك.
2 - الطواف بها, والطواف لا يكون إلا بالبيت الحرام.
3 - تقبيلها واستلامها وهذا-أيضا-لا يجوز, لأن تقبيل الأماكن المعظمة واستلامها عبادة لا تجوز إلا بأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل إلا الحجر الأسود ,ولم يستلم إلا الركنين اليمانيين, لم يستلم الركنين الشاميين ولا غيرهما من جوانب البيت ولا مقام إبراهيم ولا غيره من المشاعر ولهذا قال عمر رضي الله عنه في شأن الحجر الأسود:"والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك".
قال ابن تيمية: ولهذا ل يُسن بإتفاق الأئمة أن يقبل الرجل جدران البيت ولا مقام إبراهيم ولا صخرة بيت المقدس ولا قبر أحد من الأنبياء والصالحين ".
4 - ومن المفاسد الخوف والرهبة الذي يجده عباد القبور حال وجودهم عندها, والخوف والرهبة عبادة لا يجوز صرفها إلا لله تعالى, وبينما هذا حالهم عند القبور نجد أن حالهم في المساجد وفي الصلاة بخلاف ذلك, وكان الأولى بهم أن يدركهم الخوف والرهبة بين يدي الله تبارك وتعالى.
5 - ومن مفاسد اتخاذ القبور أعيادا الإستغاثة بأصحابه وسؤالهم النصر والرزق والعافية وقضاء الديون وتفريج الكربات وإغاثة اللهفان وغير ذلك من أنواع الطلبات التي كان عباد الأوثان يسألونها أوثانهم وهذا والله عين الشرك وأصل الضلال وما زاد المشركون بأوثانهم على ما فعل هؤلاء. قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِير, وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}.وقال تعالى: {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً}.وقال سبحانه: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}.وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.وقال تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ}.والآيات في منع دعاء غير الله عز وجل واللجوء إليه لجلب نفع أو دفع شرر أو طلب شفاعة كثيرة جدا لا يتسع المقام لذكرها جميعا وما ذكرته كاف في بيان المطلوب. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لإبن عباس:"إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ".والحاصل أن من يأتي إلى قبر نبي أو رجل صالح ويسأله ويستنجده فهذا على ثلاث درجات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/380)
أحدها: أن يسأل مالا يقدر عليه إلا الله مثل أن يسأله أن يزيل مرضه أو يقضي دينه أو ينتقم له من عدوه فهذا شرك صريح يجب أن يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا عد مرتدا.
الثانية: أن يقول: إنما أسأله لكونه أقرب إلى الله تعالى مني ليشفع لي في هذه الأمور فأنا أسأله ليسأل لي ربه كما يُتوسل إلى السلطان بخواصه وأعوانه, فهذا من أفعال المشركين والنصارى فإنهم قالوا: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}.فهذا أيضا جهل وضلال ,فمن أعظم الشرك أن يستغيث الرجل بالرجل الميت عند المصائب والشدائد.
الثالثة: أن يقول: أنا لا أسأله أن يفرج هو بنفسه كربتي أو ينقذني من شدتي وغنما أطلب منه الدعاء إلى الله تعالى فإن دعاءه لي أفضل من دعائي لنفسي ,وهذا أيضا منتهى الجهل ,لأن الميت قد انقطع عمله فلا يستطيع أن يدعو لنفسه فضلا عن غيره , فطلب الدعاء من الميت سواء أكان من الأنبياء أو الصالحين ليس بمشروع, بل هو بدعة منكرة ووسيلة إلى الشرك والعياذ بالله.
6 - ومن مفاسد اتخاذ القبور أعيادا: الذبح والنذر فالذبح والنذر عبادتان لا يجوز صرفهما إلا لله تعالى ولا ملك ولا صاحب قبر, فالذبح للأموات أو للقبور شرك , قال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}.والذبح عند القبر محرم ومنهي عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا عقر في الإسلام".
قال عبد الرزاق في معنى الحديث: كانوا يعقرون عند القبر بقرة أو شاة. وقال الإمام أحمد في تفسيره: كانوا إذا مات لهم الميت نحروا جزورا على قبره , فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك , وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لعن الله من ذبح لغير الله ".
أما النذر فإنه منهي عنه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل" فإذا كان نذر الطاعات لله المعلقة بشرط لا فائدة فيه, ولا يأتي بخير كما قال الصادق المصدوق ,فما الظن بالنذر لما لا يضر ولا ينفع؟ وما الظن بالنذر للقبور أو لشجرة أو لصخرة فلا شك أن هذا نذر معصية لا يجوز, بل على الإنسان أن يتوب ويستغفر الله تعالى منه.
شد الرحال إلى القبور
7 - ومن المفاسد أيضا شد الرحال إلى القبور والسفر إليها فإنه محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد: المسجد الحرام, والمسجد الأقصى ومسجدي هذا".أما زيارة القبور بدون شد الرحال ,فإنها مستحبة للرجال, لقول انبي صلى الله عليه وسلم:"كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها".
فهذا اعتقادنا - يا صاحبي - وهو كما ترى مبني على ثوابت قوية من الكتاب والسنة وليس كما زعمت أننا نحلل ونحرم بأهوائنا فإذا كان فيما سمعت خطأ, فأفدني وإن كان هناك خلل فأرشدني أرشدك الله إلى الصواب.
قال صاحبي: بل أنت الذي أرشدتني ومحضت لي النصح وإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل فجزاك الله خيرا وزادك علما وتوفيقا وهدى.
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[27 - 05 - 07, 12:09 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 02:05 ص]ـ
وفيك بارك وجزاك الله كل خير.
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[31 - 05 - 07, 08:34 م]ـ
المقامات عندنا في فلسطين لا تزال شامخة محمية: منها مقام الشيخ مشرف ومقام الشيخ الدسوقي ومقام سيدنا علي وغيرها كثير، وبلغ من ضعف المسلمين هنا أنهم لم يستطيعوا إلى الآن هدم هذه المقامات .. وإن نهدمها فسيقولون هدموا معلمًا تاريخيًّا أثريًّا. حسبنا الله.
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[31 - 05 - 07, 08:37 م]ـ
والعجب أني وجدت نصّا في المذهب الشافعي وأنا شافعي يجعل بناء المشاهد على قبور الأولياء مندوبًا، وهو في كتاب (التقريرات السديدة في المسائل المفيدة) لحسن الكاف اليمني الحضرمي.
فواعجبا للتقليد الأعمى كيف يبلد الذهن ويضل عن سواء السبيل.(41/381)
الفصام النكد بين العلماء والمثقفين- لفضيلة الشيخ القاضي محمد الصادق مغلس المراني
ـ[أبو عبد الله السعيدي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 02:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
المجتمع المسلم كالجسد:
فإن المجتمع شأنه كشأن الفرد، وكما أن جسد الفرد يتكون من أعضاء يجمع بينها وينسق بين وظائفها الرأس، فيكون الكيان بجميع أعضائه موحداً يسعى إلى غايات محددة، فكذلك المجتمع لا بد من رأس ينسق بين تكويناته ويربط بين طاقات كيانه، وهذه حقيقة معلومة لكل ذي لب وإدراك.
وتمشياً مع هذه الحقيقة فقد عبرَّ عنها الرسول صلى الله عليه وسلم بعبارته الجامعة حين قال -كما في الحديث المتفق عليه-: {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد}.
وكما أن الجسد السويّ لا يوجد بين أعضائه تنافر وفصام، فكذلك المجتمع السويّ لا يوجد بين تكويناته تنافر وفصام، وإنما انسجام ووئام.
وإذا وجد في جسد شذوذ في بعض الأعضاء، أو تمرد في بعض الخلايا؛ فإن ذلك يعتبر مرضاً لا بد من الإسراع في معالجته، فإن حصل العلاج تعافى الجسد، وإلاَّ فإن الداء يستشري، وربما شمل الجسد كله وقضى عليه، كما في حال الخلايا السرطانية المتمردة على نظام الجسد ووئامه.
وهذا ما نرى مثيله في بلاد المسلمين، إذ نجد أن نمو الشذوذات والانشقاقات فيها قد أدّى إلى تسرطنات قضت على وحدة الكيان وقتلت ذاتيته، وجعلته نهباً للسيطرة الخارجية، تماماً كالأمراض القاتلة التي تقتل الجسد، وتجعله نهباً للجراثيم والديدان والكائنات الأخرى.
.............................. .............................
الجسد (الكيان) الإسلامي رأسه العلماء:
إن الجسد الإسلامي كان رأسه الخلافة التي تنظم نشاطاته وتربط بين تكويناته، والخلافة تجمع بين الولاية والعلم الشرعي؛ لأنها خلافة للنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يجمع بينهما في حياته بحكم النبوة.
وأحق الناس بهذه الخلافة العلماء؛ لأنهم ورثة الأنبياء، كما في الحديث الذي رواه أحمد والأربعة وابن حبان عن أبي الدرداء، وذكر الألباني في (صحيح الجامع) أنه صحيح.
وما كان يتولى الخلافة في دولة الإسلام إلا العلماء، ثم تطرّق الخلل في بعض أطوار التاريخ الإسلامي إلى الحكم، وتولىَّ غير العلماء الخلافة، فإنهم مع ذلك كانوا يجلُّون العلماء ولا يخرجون عموماً عن توجيهاتهم ومرجعيتهم، واستمرت هذه الحال إلى آخر خلافة حكمت المسلمين، وهي الخلافة العثمانية.
ولم تكن مرجعية العلماء محل نزاع؛ لأن الله أعطاهم هذه المكانة الرفيعة، وجعلها بعد مكانة النبوة، قال تعالى: ((يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)) [المجادلة:11].
.............................. .............................
التاريخ الإسلامي مملوء بأخبار العلماء الذين أوتوا العلم درجات:
والتاريخ الإسلامي مملوء بأخبار العلماء الذين كانت كلمة الحق منهم وأحكامهم على الحكام، كأخبار طاووس وابن طاووس والحسن البصري وسعيد بن جبير ورجاء بن حيوة وأبي حازم، وغيرهم مع ملوك بني أمية وأمرائهم.
وأخبار أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وسفيان والفضيل بن عياض وعبد القادر الجيلاني وغيرهم مع ملوك بني العباس.
وأخبار العز بن عبد السلام وابن تيمية والنووي وغيرهم مع ملوك المماليك.
وكان من الحكام من يعرف هذه المرجعية للعلماء؛ فيعطيهم حقهم، ومنهم من يتجاهل؛ فيفرضها عليهم العلماء إلى حد كبير ومعهم الرأي العام.
وصدق القائل:
إن الملوك على العباد حكومة وعلى الملوك حكومة العلماء
إن الأمة بخير ما دامت مرجعيتها إلى العلماء، فهي بتلك المرجعية محمية من الضلال والانحراف، محروسة من المستوردات الباطلة والأهواء، وهذه هي الضمانة التي جعلها الله للهداية في المجتمع الإسلامي، وبدونها يضل المجتمع حكاماً ومحكومين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/382)
وذلك كما هو الحال في آخر الزمان بسبب وقوع الموت والفناء على العلماء، قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن عمرو: {إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبضه بموت العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالماً؛ اتخذ الناس رؤساء جُهالاً، فسُئلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلُّوا وأضلُّوا}.
وقريب من موت العلماء وفنائهم ما يجري عليهم من العزل والإبعاد والإقصاء عن التأثير.
.............................. .............................
العلماء والمثقفون:
المقصود بالعلماء كما قال الشوكاني في (فتح القدير) في تفسيره لآية: ((شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) [آل عمران:18]، هم علماء الكتاب والسنة، وما يتوصل به إلى معرفتها، أي أنهم المتخصصون في العلوم الشرعية.
وليس هذا التعريف سائباً؛ فيدخل فيه كل من ادعاه، كلَّا: بل إنه لا يدخل فيه إلا من شهد له علماء الشريعة أنفسهم بشهادة أو إجازة وفق الضوابط الموضوعة عندهم لذلك، تماماً كالعلوم الأخرى لا يعتبر متخصصاً فيها إلا من شهد له أصحاب التخصص.
ولا يعتبر عالم الشرع عالماً حقاً إلا بعلمه، وفي مقدمة ذلك أن تتحقق فيه خشية الله، قال تعالى: ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)) [فاطر:28].
وأما المثقفون فهم الذين حازوا الثقافة، وهي كما عرَفها مجمع اللغة العربية -كما في المعجم الوسيط-: العلوم والمعارف والفنون المطلوب الحذْق فيها.
فالمثقف هو الذي عنده اطلاع على علوم ومعارفِ وفنونِ عصره، وليس بالضرورة أن يكون اطلاعاً عميقاً، وقد يكون متخصصاً في أحدها أو في بعضها، وقد لا يكون، فالمثقف في عصرنا مثلاً عنده اطلاع على التاريخ وعلى الأدب وعلى الجغرافيا والفلك، وعلى عادات الناس، وعلى السياسات وعلى الأنظمة والقوانين، وعنده معرفة بأسباب الصحة وأنواع الغذاء والوقاية من الأمراض، له نصيب من المهارات الشائعة المنتشرة، يعرف كيف يأخذ وكيف يردّ وكيف يتعامل مع الآخرين، وقد يكون متخصصاً في فن من الفنون: كالطب أو الفلك أو التاريخ أو الكتابة أو الصحافة، وقد يكون متخصصاً في علم الشريعة.
ومن الضروري أن يكون العالم الشرعي مثقفاً بثقافة عصره، ولا يلزم أن يكون المثقف عالماً.
وضرورة أن يكون العالم مثقفاً ضرورة تفرضها تبعاتُ ومسئوليات العلم الشرعي نفسه؛ لأن العالم لا بد لكي يكون مرجعاً للناس من أن يُلمّ بثقافة عصره، ويعرف واقعه معرفة كافية، فهذا جزءٌ من البصيرة الواردة في قوله تعالى: ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)) [يوسف:108].
.............................. .............................
دور العلماء والمثقفين:
دور العلماء كما ذكرنا بمجموعهم هو دور القيادة والتوجيه في المجتمع المسلم، ودور المثقفين الصالحين المتمسكين بدينهم – بما عندهم من قدرات – هو دور المعاونين للعلماء في نشر الوعي الإسلامي والالتزام بدين الله في] أواسط الحكام والمثقفين الآخرين، وفي أوساط العوام، ومع الأمم الأخرى بمثقفيها وعامتهم، ويسعى الجميع بقياده العلماء لإعادة مكانة ووحدة المسلمين وخلافتهم.
وهناك سلبيات كثيرة بسببها ضاع دور العلماء أو كاد.
وضاع دور المثقفين كذلك، ومن هذه السلبيات: خلوّ! بعض العلماء من ثقافة عصرهم فلا يحسنون التعامل مع العصر.
ومنها: تهميش الحكام للعلماء.
ومنها: تحالف القوى العلمانية في بلاد المسلمين مع القوى الكافرة الأجنبية لمحاربة العلم الشرعي والعلماء، فهم يتمنون بقاء الأمة واستغلالهم لمقدّراتها.
ومنها: تفرق كلمة العلماء أنفسهم، فإلى اليوم لم يجتمع علماء العالم الإسلامي في مؤسسة واحدة وبصورة جادة، ليكون خطابهم الديني للأمة واحداً في القضايا الكبرى، وليقودوا الأمة.
وقد نجح النصارى -على سبيل المثال- في أن تكون لهم مرجعية دينية واحدة تتمثل في مؤسسة الفاتيكان، مما جعلهم كتلة دينية، وأعطاهم ثقلاً عالمياً كبيراً، في حين يفتقد ذلك المسلمون اليوم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/383)
ومنها: أن كثيراً من المثقفين الصالحين – فضلاً عن غير الصالحين– عندهم تشويش وتردّد وعدم تسليم بمرجعية العلماء الشرعيين وقيادتهم، فالحركات الإسلامية اليوم –وأتباعها بالملايين– منتسبوها كثير، منهم مثقفون صالحون -ولا نزكيهم على الله- ولكن لا يقودون هذه الحركات، شأنهم كشأن سائر الأعضاء غالباً .. فصوت العالِم كصوت أي عضو مثقف في أجهزة تلك الحركات المختلفة، سواء في القضايا العامة أم في القضايا الشرعية، وليس للعلماء مجالسهم الشرعية المرجعية الخاصة الفعّالة، باستثناء الروافض الذين لعلمائهم مجالسهم المرجعية النافذة، ولكن انحرافهم معلوم في جوانب أخرى.
وقد كانت نتيجة ذلك تهميش العلماء مرة أخرى، فبجانب تهميش الحكام للعلماء همّشتهم الحركات، فلم تجعلهم كقطاع علمي شرعي قيادي متميز.
وهذه سلبية كبيرة يجب على الحركات -وعلى العلماء أنفسهم- تلافيها.
فهذه الحركات التي تقدم نفسها اليوم بأنها تمثل دوراً طليعاً في الأمة، أولى بها أن تنتبه لذلك، لا سيما بعد مرور عقود كثيرة على هذه الحركات تقارب القرن أو تجاوزه، وهي لم تحقق هدفها بعودة الخلافة وتمكين الدين، بل صار الغالب عليها التآكل والتساهل، وضعف الأدوار والتفاؤل، رغم ضخامة الأحجام والإمكانات، ووصول بعضها إلى الحكم.
هذا الضعف الذي يعود –والله أعلم– إلى غلبة الطابع السياسي الجزئي الحزبي الضيق القاصر، على الطابع العلمي الشرعي الكلي الرحْب الرشيد الجامع للأمة؛ فقد ورثت تلك الحركات عن مؤسسيها رحمهم الله الجموع، وواصلت التجمع والتوسع، ولكنها لم تنجح في التوظيف والتصريف، كالقاصر الذي ورث الكنوز والأموال، ثم لم يتمكن من تصريفها في قضاء حاجاته، فيظهر في مظهر الفقير أحياناً وليس بفقير، ينقصه في الحقيقة الولي كامل الأهلية، ولا يعني هذا أن ننجس هذه الحركات جهودها في الإحياء الإسلامي في هذا العصر –معاذ الله– فهي جهود كبيرة مشهورة مشكورة.
.............................. .............................
تقديم العلماء لا يعني تقديس أشخاصهم:
إن تقديم العلماء إنما هو بسبب ما يحملونه من العلم الذي يحوي النصوص المعصومة، وهو علم الكتاب والسنة، فالتقديم في الحقيقة هو لذلك العلم الشريف الذي قال الله عنه لنبيه: ((إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً)) [المزمل:5]، وهو الذكر، والذين يقوون على حمله تشرفوا بشرف ذلك العلم أو الذكر، وأطلق عليهم أهل الذكر، فهم مرجعية الناس في معرفة ذلك الذكر؛ لكي يعمل الناس به ((فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) [النحل:43].
وكل من تحمّل المشاق وتعلم الذكر؛ انضم إلى قائمة أهل الذكر، إذ ليست القائمة محتكرة على صنف من الناس، بل كل شخص عنده استعداد يمكنه أن يتعلّم ويصبح عالماً، وهذا يدل على أنه لا توجد قداسة ذاتية للعلماء.
إن العلماء هم مرجعية الناس في الأمور الدينية التي تحكم حياتهم، كما أن المتمكنين من العلوم والفنون الأخرى هم مرجعية الناس في تلك العلوم والفنون، والناس لا يعترضون على مرجعية العلماء بالطب في مجال الطب، ولا على مرجعية العلماء بالهندسة في مجال الهندسة، ولا على مرجعية العلماء بالفلك في مجال الفلك وهكذا، فكذلك لا يجوز الاعتراض على مرجعية علماء الشرع والدين في المجالات التي نظمها الشرع والدين في حياة الناس.
وإذا كانت العلوم متفاوتة في أهميتها وفي مكانة كل علم منها، فكذلك تتفاوت أهمية ومكانة حاملي العلوم.
يدل على أنهم كالجسد رأس يقوم الجسد ويربط بين أجهزته وأعضائه، وهذا الرأس استحق تلك المكانة بحكم التخصص والمقدرة، وليس في ذلك إذلال ولا تحقير للأجهزة والأعضاء الأخرى، فكذلك المجتمع المسلم كيان وجسد له رأسه المتخصص وهم العلماء بالشرع، وإذا اتخذ المسلمون في مجتمعاتهم رؤوساً أخرى غير المتخصصين في الشرع، أو غير الذين لا يرجعون على الأقل إلى المتخصصين؛ فقد اتخذوا رؤوساً جهالاً -كما في الحديث المتفق عليه المذكور من قبل- {فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلوا}، وذلك مثل ما لو اتخذ الناس قائد طائرة لم يدرس الطيران، أو طبيباً جرّاحاً لم يدرس الطب والجراحة؛ فيكون هذا الاتخاذ سبباً في جلب الإضرار والهلاك.
.............................. .............................
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/384)
الأسباب التي ذهبت بالعلاقة السلمية بين العلماء والمثقفين:
كان العلماء محل إجلال واحترام سائر فئات المجتمع المسلم، بمن في ذلك المثقفون؛ لأن التربية الإسلامية صنعت فيهم ذلك، قال عليه الصلاة والسلام: {ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه}، رواه أحمد والحاكم عن عبادة بن الصامت، وذكر الألباني في (صحيح الجامع) أنه حسن.
فلما دخل الاستعمار بلاد المسلمين، ودخلت أفكاره في البلاد التي لم يدخلها من بلاد المسلمين؛ أخذ الفكر الاستعماري -الذي ستحق بعد رحيل المستعمر- يحارب العلماء ويقلل من شأنهم، ويعزلهم عن الأعمال القيادية في المجتمع، ويجهز لهذه الأعمال أشخاصاً علمهم -بلغته وثقافته- المناهضة للدين وللعلماء، ويعطيهم الصدارة، ويعمل على تجفيف التعليم الشرعي، ويضايق العلماء في مرتباتهم وأرزاقهم، ويسخر منهم في وسائل الإعلام المختلفة التي يشرف عليها، ويجعلهم مع طلابهم موضع تندر وفكاهة.
وأذكر أنني مررت بالقاهرة أواخر القرن الجاري الماضي، فلفت نظري –أنني منذ خرجت من المطار إلى أن انتهيت إلى المكان الذي نزلت منه– انتشار صُوَر شيخ أزهري بعمامته ولحيته، وبجانبه علبة أو إبريق الشاي، ومكتوب تحت ذلك (شاي الشيخ الشِّرِّيب) أي: أن العالم الشرعي صارت صورته دعاية للشاي!! هل كان يمكن أن تستخدم صورةُ ذي وجاهة أو وزير مثلاً، ويوصف بذلك الوصف الذي وصف به الشيخ كمادة للدعاية المُسفة؟! كل ذلك يجري إضافة على السخرية من العلم الشرعي والدين نفسه ونشر الشبهات حوله في كل اتجاه، بأساليب متنوعة مما غير نظرة أبناء المسلمين للعلماء وللعلم الشرعي، فبعد أن كان يندب له أذكى الطلاب، ويعامل المتخرج منه أحسن المعاملة، ويرتقي في المجتمع حتى يصير مرجعاً للناس، أصبح لا يلتحق بالمنشآت التعليمية الشرعية -القليلة المتبقية التي شوهت- إلا الطلاب ذو الدرجات المنخفضة، أو المصابون بعاهات إلا في بعض البلاد التي لم تتعمق فيها ثقافة المستعمر، وقد عمت هذه السياسة معظم بلاد المسلمين، ولولا القوة الذاتية للإسلام وحفظ الله له لكان قد قُضى عليه وعلى علمائه تماماً، لكن الله سبحانه قيض علماء ودعاة وحلقات مسجديه ومؤسسات أهلية، وكانت نتيجة ذلك تخرُّج علماء أقوياء لازالوا يشكلون مرجعية، ويواصلون مسيرة العلم الشرعي والدعوة إلى الله قدر الإمكان.
أمام التشويه المذكور ضعفت مكانة العلماء -كما ذكرنا- وكادت تضيع، وجاء الفكر الديمقراطي المذوق إضافة إلى ضعف الوعي الإسلامي ليعمق قضية المساواة بين غير المتساوين، جاء ذلك الفكر ليسوي بين العالم القوي المتمكن والجاهل المغرور المتعلق، بل يسوي بين المسلم وغير المسلم، وأصبح يُنظر إلى تلك التسوية أنها مكسب عظيم للإسلام، وأنه صار للعالم فرصة أن يتكلم، ويعرض ما لديه بدلاً من السخرية منه، أو رميه في أحد السجون، وأنه يمكنه أن ينافس الآخرين وينزل بدعايته وشهادته وصوره مثلهم إلى الشوارع وإلى المكاتب، ثم قد يسمح له ولقليل من أمثاله، بعد جهد جهيد وبذْلٍ ليس وراءه مزيد، يسمح لهم بفرص محددة محسوبة للوصول إلى بعض الكراسي أو المواقع؛ لكي يطرحوا بعض ما لديهم مما يسمح به الفكر الديمقراطي وبضوابطه، لكي يطرحوا بعض ما يحملونه من النصوص الشرعية المعصومة بجوار ما يطرحه الآخرون مما قد يتناقض مع ذلك، ويكون الطرحان على قدم المساواة.
وهنا تأتي المفارقة، ففي حين يفرح الفرحون بما يضنونه الفرصة الذهبية لعرض بعض الحق كيفما كان العرض، يصاب بالغم ذوو النظر الآخر؛ إذ يجدون الظلم بلغ مداه في التسوية بين العالم وغير العالم، والتسوية بين طرح نصوص الوحي وطرح ما قد يعارضها من كلام البشر جنباً إلى جنب للاختيار، وقد يومض في ذهن بعض المغتمين مثل السياق القرني الذي وردت فيه الآيات: ((قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ)) [الشعراء:96] * ((تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)) [الشعراء:97] * ((إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)) [الشعراء:98]، وتُلح عليهم ضرورة البحث والسؤال عن مدى التقارب أو التباعد بين التسويتين والصورتين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/385)
فأين هذه النظرة الديمقراطية للعالم الشرعي التي تسمح بمنافسته ونزوله مع الآخرين للمفاضلة ونحو ذلك مما سبق، مع النظرة التي كانت سائدة من قبل في المجتمع الإسلامي تجله العالم المبنية على التربية الإسلامية الأصيلة التي يظهر شيء منها خلال هذا الأثر الذي رواه ابن عبد البر رحمه الله في كتابه (جامع بيان العلم وفضله) بسنده عن علي رضي الله عنه أنه قال: [[أن من حق العالم أن لا تكثر عليه بالسؤال، ولا تُعْنتَهُ في الجواب .... إلى أن يقول: وعليك أن توقره وتعظمه لله تعالى ما دام يحفظ أمر الله تعالى، ولا تجلس أمامه -يعني لا تتقدم عليه- وإن كانت حاجة سبقت القوم إلى خدمته]].
إن مجموع ما ذُكر وغيره قضى على العلاقة السلمية بين العلماء وبين المثقفين وبقية أفراد المجتمع، بحيث صار المثقف وغيره عموماً لا يعرفون للعالم حقه إلا من رحم الله، ولا يتعاونون مع العالم التعاون المطلوب، ولا ينضوون تحت توجيهه وإشرافه في التربية والتزكية والتعليم ونشر الدعوة، وصار العلماء عموماً أيضاً إلا من رحم الله يصبرون على الناس -بمن فيهم المثقفون- للوصول بهم إلى مستوى ذلك المنهج الرفيع، وإنما يسايرون الأوضاع، وقد يؤصلون للمستوردات الغربية، وقد يخطبون وُدّ المتنفذين سواء كانوا في جهات رسمية أم داخل جماعات؛ يسايرون لأنهم يستصعبون الموقف القدوة لخاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم الذي من المفترض أنهم يرثونه ويقتدون به في كل أحواله، ومن ذلك موقفه حين ألحت عليه البيئة التي حوله في أن يسودوه على طريقتهم أو يملكوه أو يموِّلوه ... إلخ، ولكنه عليه الصلاة والسلام رفض المسايرة، وأبى الالتزام بخصوصية المنهج في غايته ووسائله، حتى وصل بفضل الله إلى النجاح المثالي.
اليوم يتنازل بعض السائرين المستعصيين للموقف النبوي وخصوصية المنهج، فيقبلون طريقة الآخرين ويسايرونهم فيما يزعمونه من تحقيق مكاسب في السلطة والسيادة والمال، ويظنون أنهم بذلك سوف يخدمون الإسلام.
والعلماء الماضون في هذه المسايرة يفتقدون وراثة النبي صلى الله علية وسلم على النحو المطلوب، ويفتقدون مكانة الرفعة والإجلال وخصوصية المنهج، ولا يجنون سوى الوهم والسراب، وتضيع في أثناء ذلك العلاقة السلمية بين العلماء والناس، وهي علاقة التلقي والتعلم والاحترام والاستجابة، وتحل محلها علاقة الندية وعدم التقديم، وأنه ليس أحد أولى من أحد في الأخذ عنه أو التلقي منه.
.............................. .............................
الاستغلال السياسي للطاقات المثقفة لضرب العلماء:
لقد قامت الحملات المعادية للدين الصادرة من تحالف العلمانيين في بلاد المسلين مع القوى الأجنبية بإثارة نعرة التمرد عند المثقفين على مرجعية العلماء، وجندت فئات من المثقفين من الكتاب والصحفيين والمحامين والمدرسين وأساتذة الجامعات والأطباء والباحثين والموظفين والدبلوماسيين والضباط وغيرهم من كافة التخصصات للوقوف معها، واتهام مرجعية العلماء بأنها نوع من الكهنوت والتسلط، وأن سيطرة العلماء تعنى حظر مظاهر الحضارة والانفتاح والتمدن، أو على الأقل تقليصها، وأن الالتزام بالدين لمن يرغب في الالتزام يمكن أن يتم من خلال الاطلاع الشخصي، وأن الدين سهل ويمكن أن يفهمه كل أحد، ولا يحتاج إلى مرجعية، إلى غير ذلك من الشبهات في هذا الباب، والتي تحولت في بعض البلاد إلى ثقافة شاملة، وإلى كتب ومناهج تعليمية، وإلى مادة لوسائل الإعلام، وشعارات وثوابت يتغنى بها ويحرسها الكثير.
هذه الثقافة جعلت كثيراً من العلماء يقفون في موقف الدفاع، ومن أجل التخلص من التهم قد يبالغ بعضهم في المسايرة والموافقة والتأصل للمساواة بين غير المتساوين، بين العالم وغير العالم.
وقد استفاد بعض السياسيين إلى حد كبير وعملوا على تعميقها؛ لأنها تكفل لهم البقاء في بعض المواقع التي لا يجوز أن يشغلها شرعاً ومنطقاً إلا علماء متخصصون في الشرع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/386)
وظل العلماء الحريصون على استعادة مكانة العلم الشرعي يعانون من الإقصاء والإبعاد ومصادرة الحقوق والاضطهاد الفكري، وربما القمع والمحاكمات بتهمة الشذوذ والتطرف!! وأخيراً تم تعميم مصطلح الإرهاب وقائمة الإرهاب من أجل مزيد من الملاحقات والاختطافات وحتى الاغتيالات؛ وذلك من أجل مزيد من الإرهاب لهذه الشريحة، حتى في مؤسساتها التعليمية المتبقية القليلة.
ومع اتساع دوائر العداء والابتلاء وانحسار دائرة العلماء وطلاب العلم الشرعي؛ تضافرت الطاقات لتسديد الضربات على العلماء ومن معهم من كل حدب وصوب، وانطلقت مؤامرة القوى الأجنبية مع حلفائها من العلمانيين على معظم المثقفين في بلاد المسلمين، بمن فيهم كثير من مثقفي الحركات الإسلامية كما ذكرنا من قبل، ولم يُعد الأمر في الفترات الخيرة مقتصراً على التقليل من أهمية العلماء ومرجعيتهم، وإنما تعداه عند بعض الحركات إلى حد إهمال الدفاع عن هؤلاء العلماء وخذلانهم، وتركهم يواجهون الدعايات والتهم الكاذبة بمفردهم، واتخاذ مواقف شبيهة بالتبرؤ منهم والله المستعان.
.............................. .............................
خطوات مطلوبة من العلماء والمثقفين لإعادة العلاقة السلمية:
فإن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل -كما في الحديث الصحيح- وأن يصبروا ويزدادوا ثباتاً على ذلك المنهج، فإن العاقبة في الآخرة بإذن الله لهم، وكذلك في الدنيا إن شاء الله لمن طال بهم العمر؛ لأن الدلائل والإرهاصات والتمايز إلى فسطاطين وإفلاس كل الطروحات، كل ذلك يشير إلى أن الالتزام بالمنهج الشرعي السليم هو الملاذ للأمة، وأنها تُدفع إليه دفعاً، هذا بالإضافة إلى النصوص القرآنية والنبوية المبشرة بظلم في آخر الزمان، وبعودة الخلافة الراشدة التي قوامها مرجعية العلم الشرعي، وأنها سوف تعم الأرض كلها، ويظهر الإسلام على الدين كله بصورة لم يسبق لها مثيل ((لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)) [التوبة:33]، {ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر} رواه أحمد والحاكم وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وذكر البنا في (الفتح الرباني) أن سنده جيد، وذكر الوادعي أن بعض رجاله ليسوا عند البخاري في صحيحه، ولم يعترض على التصحيح.
.............................. .............................
ثانياً: المطلوب من العلماء المسايرين للأوضاع:
أن يتقوا الله؛ فإنهم سوف يندمون في الدنيا قبل الآخرة على تساهلاتهم وتنازلاتهم ومسايراتهم للتيار في غير مواضع الرخصة، وأن يدركوا أن التأصيل من بعضهم للانحراف هو نوع من التحريف لدين الله، وإذا لم يقدروا على قول كلمة الحق؛ فلا يجوز لهم أن يقولوا الباطل باسم الدين، ولن نسوق لهم الأدلة من النصوص؛ فهم على علم بها، وليعلموا أنه لن يتحقق غرضهم في الدنيا بتمكين الدين بغير منهجية الدين، وإذا لم يرضوا الله؛ فلن يرضوا الناس، ولا يمكن أن يهادنهم الأعداء، ولا أن يقبلوا منهم، ولا يليق بهم أن يصيروا بتساهلاتهم وفتاواهم فتنة للناس، ومن فقد الاتزان صار في النهاية عبرة للآخرين.
فهرول ما بين هذا وذا فلا ذا تأتىَّ ولاَ ذَا حصل
ويجب على العلماء جميعاً في ديار المسلمين -العاملين في جهات رسمية، أو المنتظمين في جماعات ظلوا معتزلين- أن يمدوا الجسور فيما بينهم، وأن يكثفوا الحوارات في أوساطهم، دون أن يستأذنوا في أداء واجبهم من أحد أو ينتظروا توجيهاته؛ فإن الله كلفهم ومنحهم الإمامة في الدين، وأخذ عليهم الميثاق، وحذرهم من التهاون، فإذا اجتمعوا جمعوا كلمتهم أو قاربوا، وإذا فعلوا ذلك؛ وحدوا الخطاب الديني أو كادوا، وأغلقوا الطريق على الذين يزعمون تمثيل هذا الخطاب وليست لهم شرعية كافية ولا أهلية وافية.
إن اجتماع العلماء أو معظمهم مع تحررهم من التبعية الرسمية والحزبية يجعل الناس تلقائياً تبعاً لهم، فيأخذون بأيديهم بأذن الله إلى سواء السبيل.
.............................. ...................
ثالثاً: المطلوب من المثقفين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/387)
المطلوب من المثقفين الملتزمين -بالذات سواء الذين لم يرتبطوا بجماعات، أم الذين يشكلون جمهور الجماعات- أن يتقوا الله، وأن يعلموا أنهم يمارسون احترام التخصص بشكل يومي في كل صغيرة وكبيرة، فإذا مرض أحدهم لجأ إلى الطبيب، وإذا احتاج لعملية جراحية اتجه إلى الجرَّاح، وإذا أراد بناء بيت طلب من المهندس وضع المخطط والإشراف على البناء، وإذا تعطلت سيارته أو جهاز من أجهزة البيت أو العمل أو آلة من الآلات ذهب إلى المختص، ولا يجد في شيء من ذلك غضاضة ولا استنكافاً، ولا يعتبر ذلك تسلطاً من ذوى الاختصاص أو كهنوتية يمارسونها عليه، كما أنه لا يدعي أن هذه التخصصات بسيطة، وأنه يمكن له ولأي أحد أن يقوم بعمل الطبيب أو الجراح أو المهندس، كذلك لا يدعي أنه يستوي العالم بالطب مع غير العالم بأي فن مع الذي لم يتخصص فيه، بل إنه إذا عرضت قضية طبية أو عملية جراحية أو قضية عسكرية تحتاج إلى عدد من الأطباء أو الجراحين أو الضباط الكبار؛ فإنه يجتمع معهم في التصويت سواهم، ولا يطرح أحد هنا حجة المساواة بين الناس؛ لأن المساواة معهم في التصويت سواهم، ولا يطرح أحد هنا حجة المساواة بين الناس؛ لأن المساواة بين غير المتساويين، بين غير المختص وغير المختص ظلم شنيع وخلل فظيع.
فإذا كانت هذه الأمور محل تسليم منطقاً وشرعاً؛ فلماذا لا تسري كذلك على المختصين بالعلم الشرعي؟ فيتم احترامهم واحترام تخصصهم، والرجوع إليهم دون غيرهم في الأمور التي نظمها الدين؛ لأنهم أعلم بها، ويكون لا رجوعاً بدون حساسية ولا أنفة، وإذا احتاج الأمر إلى أن يتداولوا فيما بينهم في مجالسهم؛ انحصر التصويت فيما بينهم دون مشاركة من ليس منهم، وخرجوا للناس بالحلول الشرعية، فهذا هو المنهج الذي رضيه الله لعباده في هذا الباب وبلغه رسوله، والعلماء ورثة الأنبياء ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) [النساء:65].
ومن أراد الالتحاق بالعلماء أهل الحل والعقد فلا حجر عليه، ولكن لا بد من أن يحقق شرط الشرع، وهو العلم كما فعل عمر رضي الله عنه لما ألحق ابن عباس رضي الله عنهما بمجلس شوراه، فلما سمع من يقول: [[لماذا يدخل هذا ولنا أبناء مثله؟]]؛ أراد عمر أن يظهر كفاءة ابن عباس فسأل الجميع عن الغرض من نزول سوره النصر، فكان ذلك الجواب المتميز من ابن عباس الذي دل على توفر شرط العلم لديه، مما جعله مؤهلاً ليكون مع علماء الصحابة في مجلس شورى عمر، وذلك كما هو ثابت في الحديث الذي رواه البخاري.
وإذا اقتنع المثقفون بذلك -ولا بد أن يقتنعوا إذا أرادوا الالتزام الصحيح بدينهم- فسوف يتحلون جميعاً بمختلف طاقاتهم للالتزام والاقتناع بمكانة العلماء: الكاتب منهم والصحفي والمحامي والضابط والاقتصادي والاجتماعي وهكذا.
وسيجدون أن العالم الشرعي نفسه يمارس احترام التخصص عند لجوئه إلى الطبيب للعلاج، وإلى الصحفي الثقة لأخذ الخبر والتحليل الصحفي، وإلى السياسي الكفء لإدراك الموقف السياسي السليم، وهكذا، تماماً كتسليم الأعضاء في الجسد للرأس بالتوجيه، واستجابة الأعضاء له الاستجابة التامة، رغم احتياج خلايا الرأس على الدم الذي يضخه القلب، والهواء الذي يأتي من الرئتين، والغذاء القادم من جهاز الهضم، وهلم جر ... في تعاون وتكامل وتنسيق مع خضوع كلي تام لخلايا الرأس ذي المكانة والطبيعة القائدة، والمؤمنون كالجسد الواحد كما بين عليه الصلاة والسلام.
هذه بعض خطوات يمكن أن يمضي فيها العلماء والمثقفون لإعادة المياه إلى مجاريها، أوردناها بعد شيء من التشخيص وإلقاء الضوء على الفصام الواقع في زماننا بين العلماء والمثقفين، ونسأل الله تعالى أن يرد الأمة بمجوعها إلى دينها ردًّ جميلاً، وأن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل .. آمين.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،،،(41/388)
ما رأي السادة المشايخ فيما قاله الشيخ الددو حفظه الله حول "المذاهب الثلاثة"؟
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[28 - 05 - 07, 04:08 ص]ـ
قال حفظه الله تعالى:
((وإنما كانت هذه المذاهب الثلاثة [يقصد: الحنابلة، والأشاعرة، والماتريدية] من مذاهب أهل السنة لأنها لم يكن أصحابها ينطلقون من الابتداع وإنما كانوا يجتهدون في طلب الحق ويعتمدون على الدليل من الوحي، فما أصابوا فيه فلهم فيه أجران وما أخطؤوا فيه عذروا فيه باجتهادهم، فالحنابلة والأشاعرة والماتريدية، بهذا المعنى كلهم من مذاهب أهل السنة، وليس معنى هذا أن من كان من أهل السنة معناه أنه شهد له بالجنة، أو أن من ليس من أهل السنة أنه شهد عليه بالنار، بل المقصود أن هؤلاء يجمعهم انطلاقهم من الاجتهاد في طلب الحق، ومن أصاب منهم فله أجران في ذلك ومن أخطأ فله أجر وليس عليه وزر في خطئه، فليسوا من المبتدعة، وإن كان بعضهم قد أخطأ في اجتهادات كثيرة، فهذه المذاهب كلها لا تخلو من أخطاء في الاجتهاد، وبعضها أكثر أخطاء من بعض لكنها مثل مذاهب أهل السنة في الناحية الفقهية، فأهل السنة من الناحية الفقهية اليوم يشتهر من مذاهبهم أربعة المذهب الحنفي والمذهب المالكي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلي، وليس مذهب منها خاليا من الأخطاء، بل كلها اجتهادات رجال فيها الصواب والخطأ، لكن من المعلوم أن ما أخطأ فيه أصحابها لم يقصدوا به الرد على الله ورسوله ولم يقصدوا به الابتداع وإنما اجتهدوا في الوصول إلى الحق بقدر علمهم وبقدر ما أوتوا وعذروا فيما أخطأوا فيه، والذين يزعمون أن بعض هذه المذاهب ليس من أهل السنة يقصدون بذلك ليسوا على صواب في تلك المسألة، كالذين يقولون الأشاعرة أو الماتريدية في باب الصفات المشكلة أو الصفات التي يسمونها بالمشكلة ليسوا من أهل السنة، يقصدوا بذلك لم يصيبوا، لكن ليس معناه إخراجهم من أهل السنة بمعنى أنهم مبتدعة، فالمبتدعة هم القدرية والجبرية والمعتزلة والخوارج والجهمية والمشبهة، هؤلاء هم كبار فرق المبتدعة في ذلك الزمان، وهذه المذاهب الثلاثة الأخرى كلها مرجعها إلى النص ومأخذها من الدليل، وإن أخطأ بعضها بالاجتهاد، وإن استعمل بعضها بعض الطرق التي يستعملها المعتزلة في تقرير المذاهب من الأدلة العقلية فكذلك المذاهب السنية في الفقه استعملت أيضا ما يستعمله المعتزلة من البراهين العقلية، ومن قرأ أصول الفقه وجد ذلك واضحا، فالناس في أصول الفقه على مدرستين، مدرسة الحنفية التي تسمى بمدرسة الفقهاء، ومدرسة المتكلمين التي أخذ بها المالكية والشافعية والحنابلة، فلا بد من التَّنَبُّه لهذا، ولذلك فقد أصبح كثير من الناس اليوم يتجاسرون على بعض أئمة الدين من أهل السنة كالحافظ بن حجر والنووي والقرطبي وحتى البيهقي والحاكم النيسابوري فيقولون هؤلاء ليسوا من أهل السنة، وهذا غلط فاحش يقصدون ليسوا من الحنابلة في مذهبهم الذي هو أقرب المذاهب إلى الصواب في هذه الصفات، ولا يقتضي ذلك إخراجهم من أهل السنة بل ما أخطأوا فيه إنما أخطأوا فيه عن اجتهاد وطلب للحق، وأخذ بالدليل الذي وصل إليه علمهم، فخطؤهم في ذلك مثل الخلافات الفقهية التي يُخَطَّأُ فيها بعض المذاهب ويكون خطؤه منطلقا من مستوى ما وصل إليه علمه ومن الدليل الذي أخذ به والدلالة التي في مذهبه، وهذا التصنيف بإدخال بعض الناس في السنة وبعضهم في البدعة وهم جميعا غير مبتدعة ولا ملغين لشيء من النصوص لا يؤدي إلا إلى التعصب والشحناء والفتن ولذلك قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: لم يزل الحنابلة والأشاعرة يدا واحدة حتى حصلت فتنة القشيري ببغداد، والله يعلم أني كنت من أشد الناس حرصا على جمع الكلمة، فقد كان ابن تيمية رحمه الله من أشد الناس حرصا على جمع الكلمة بين الحنابلة والأشاعرة، وإنما اتسع الخرق على الراقع بسبب فتنة القشيري ببغداد، وكل ذلك من التعصبات المذهبية، فجمهور ما اختلفوا فيه مسائل محصورة وهي ترجع إلى أربع مسائل فقط، وما سوى ذلك لا يمكن أن ينسب إلى الأشاعرة جميعا أو الماتريدية جميعا أو الحنابلة جميعا بل هو آراء شخصية لبعض أتباع هذه المذاهب وليست هي المذهب لدى الأشاعرة ولا لدى الحنابلة ولا لدى الماتريدية، وأصحاب التعصب يأخذون أي قول قال به من انتسب إلى مذهب من المذاهب فيجعلونه ملزما لجميع من انتسب إلى ذلك المذهب، وهذا هو من التعصب البين الذي هو من عمل أهل الضلالة نسأل الله السلامة والعافية، وهو مناف للعدل والإنصاف، فلا بد من التنبه لهذا ووضع الكلام في نصابه ومحله)) أ. هـ
منقول من موقع الشيخ حفظه الله
http://www.dedew.net/index.php?k=2&A__=2&type=3&linkid=24&PHPSESSID=0102b72e86d05fb62bdafdeaf7537d73
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 05 - 07, 06:23 ص]ـ
يا أخي هذا خطأ من الشيخ غفر الله له قد يكون بسبب تأثره بالبيئة التي تربى فيها
الأشاعرة والمتريدية من أهل البدع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68231&highlight=%C7%E1%CF%CF%E6+%C7%E1%C3%D4%C7%DA%D1%C9 +%C7%E1%E3%C7%CA%D1%ED%CF%ED%C9
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/389)
ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[28 - 05 - 07, 07:08 ص]ـ
حقيقة
قف شعر رأسي لكلام الشيخ الأخير لا سيما فى الفضائية
فقلنا نحمله على متقدمي الفرق التى عناها أو بعض من تلبس بأقوالهم
وإن كان فى حملنا لكلامه تكلفا إلا أنا لا نجد غيره
والله المستعان
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[28 - 05 - 07, 09:22 ص]ـ
أولا: نقول: هداه الله للحق ورده للصواب, فالذي يتتبع دروس -الشيخ هداه الله- وكتاباته يراه يدندن حول نقطة! ويبدئ فيها ويعيد!! وهي: ان الخلاف بين اهل السنة والاشاعرة خلاف سائغ!! وفي نفس الوقت هو قليل!!.
ووالله أن من عرف مذهب الأشاعرة كما قرره شيخ الإسلام ومن قرأ كتبهم وعرف مقصودهم!! ليستحي أن يقول أن الخلاف بسيط أو قليل!! وما أدري هل العبرة بكون الخلاف قليل!! وربما كان المخالف قد خالف في مسألة واحدة فعُدّ مبتدعاً ضالا!! وليس هذا بخافي عليكم!! وكان السلف يعدون من أنكر الرؤية-رؤية الله-
زائغا ضالا مبتدعا لا يجالس ولا يكلم!! بل قالوا كافر!! فكيف من جمع أعظم من هذا!!.
وكما قال بن القيم:
(فلا إله إلا الله والله أكبر!! كم هدمت بهذه المعاول من معاقل الإيمان وثلمت بها حصون حقائق السنة والقرآن!! وكم أطلقت في نصوص الوحي من لسان كل جاهل أخرق ومنافق أرعن! وطرقت لأعداء الدين الطريق وفتحت الباب لكل مبتدع وزنديق)!!
ووالله ما أدري! هل يريد الشيخ –بل هذا هو الظاهر من كلامه- أن نهدم كل ما كتبه العلماء الأجلاء في ضلال هذه الفرقة وزيغها وانحرافها!! ونضعها في سلة المهملات!؟ ولماذا؟؟ لأن الخلاف سائغ!! غفر الله لك يا شيخ!!
أخي القارئ رعاك الله, والله ما نتشرت عندنا في الكويت البدع والخرافات وضياع معالم الدين!! ونودي بالطواف حول القبور –تحت مضلة الخلاف- إلا من هولاء الأشاعرة!!
ولقد عهدنا أحدهم – حمد سنان الأشعري المحترق- وقد كان في لجنة إختبار الأئمة –أئمة المساجد- إذا أراد أن يختبر الطالب يقول:الله على العرش استوى!!؟
ويعبر-الشيخ هداه الله- أحياناً بلفظ الحنابلة قاصدا به مذهب أهل السنة!! وكما تعلمون أن لفظ الحنابلة قد أصبح في كثير من البلدان العربية غير مرغوب فيه!! وعليه علامات تعجب!! فاستخدام هذا اللفظ ما كان ينبغي للشيخ لما فيها من الصد عن الحق! هدانا الله وإياه للحق!.
لنبقَ مع بعض المقاطع من كلام الشيخ, وما فيها من التقعيد والتنظير لما يريده!! قال الشيخ:
1 - (البدء بنقاط الاتفاق قبل نقاط الاختلاف)!!
هذا أول ما يقرره الشيخ ويدندن حوله!!
ومن حقنا أن نقول: ولماذا لا تستخدم-هذه القاعدة- مع باقي الفرق!! أم للأشاعرة خصوصية؟!
وما الهدف أن نبدأ بنقاط الإتفاق؟! وقد علمنا أن هناك قدر مشترك بين الفرق!! اذن لماذا؟؟ يجيب الشيخ قائلا:
2 - (فإذا حصرنا نقاط الاتفاق هانت نقاط الخلاف وذابت!!)
إذا ًهل هذا هو الهدف؟؟ رحمك الله يا شيخ, وهل العبرة أن يهون الخلاف؟! وما الفائدة في أن يهون هذا الخلاف ويضيع الدين وتندرس معالم السنة!!
الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة -:
فهؤلاء-الرافضة وغيرهم- اختلقوا عليه ألفاظا وضعوها وهؤلاء-الأشاعرة- اختلقوا في كلامه معاني ابتدعوها فيا محنة الكتاب والسنة بين الفريقين!! وما نازلة نزلت بالإسلام إلا من الطائفتين فهما عدوان للإسلام كائدان وعن الصراط المستقيم ناكبان وعن قصد السبيل جائران!! فلو رأيت ما يصرف إليه المحرفون أحسن الكلام وأبينه وأفصحه وأحقه بكل هدى وبيان وعلم من المعاني الباطلة والتأويلات الفاسدة لكدت تقضي من ذلك عجبا وتتخذ في بطن الأرض سربا!!))
فهل نظرت يا شيخ -غفر الله لك- في متانة هذا الكلام؟ وهل قارنته بكلامك؟!
بل نقول أنّ العبرة هي أن ننظر في ماهية هذا الخلاف .......
ثم يكمل الشيخ قائلاً:
3 - (وسهل تجاوزها!! أو الاتفاق فيها على أمر)!!
هل هذا هو الهدف الثاني؟ التجاوز!! بعد أن يهون الخلاف, يسهل تجاوزها!!
وهل يشرح لي أحد مالمقصود بهذا التجاوز؟!!
ثم يبدأ الشيخ هداه الله, بزعزعة معتقدنا-أهل السنة- بأن أكثر المختلف فيه لم يحسم!!! بل هي اجتهادية!!!
4 - (من أشهر الخلافات بين المسلمين اليوم -وبالأخص بين أهل السنة-: الخلاف في بعض المسائل العقدية، وأكثرها! اجتهادية! لم تحسم بالنص)!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله! والله أني أتسائل! ماذا تريد يا شيخ!؟
أكثر المعتقد لم يحسم بل هو اجتهاد!!! وليس عليها نص!! أي معتقد إذن هذا!! غفر الله لك!
إن أصغر طالب علم ليعلم أن العقيدة لابد فيها من نص من الكتاب أو السنة!! ولا يجوز غير هذا!!
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 05 - 07, 03:01 م]ـ
تم الكلام عند عرض احد الأخوة ترجمته في الملتقى لهذه الأشياء التي أتى بها
وقد سمعته في سلسلة العلوم الشرعية هداه الله ووفقه لكل خير يهون من شأن الخلاف بين أهل السنة والأشاعرة والماتريدية أضف إلى هذا أنه استدل بالقرآن على ان السلف لم ترد في النصوص إلى على سبيل الذم ومع ذلك يقول أنه لا بأس بالانتساب للسلف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/390)
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[28 - 05 - 07, 03:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً أخي الكريم (أبو شهاب الأزهري) وأسأل الله تعالى أن يجعل لك من اسمك نصيباً: فتكون شهاباً على ال ..... ويمن عليك بعلم الأزهر الغزير وبارك الله تعالى فيك على هذه الإشارة الهامة ومنها ينبغي أن يتريث طلاب العلم فلا يميلون ميلة واحدة لأجل براعة في شئ ووراء ذلك ما الله وحده به عليم
ماقاله الشيخ خطأ فاحش وأسأل الله تعالى أن يكون هذا الخطأ ناتجاً عن لبس وليس عن عمد
### أهل السنة غير منحصرين في الحنابلة فضلاً عن غيرهم.
### عقيدة أهل السنة والجماعة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ولها أئمتها الأبرار.
### القول بأن الأشاعرة (بحالهم المعروف) من أهل السنة كذب وافتراء ومن أراد التأكد من ذلك فليراجع كتبهم بلا استثناء.
### في عقيدة غير أهل السنة والجماعة يجعلون الأشاعرة والماتُريدية أهل السنة (كما في كتب الأزهر ببلاد مصر).
### الإمام ابن تيميَّة قرر أن الأشاعرة يُعتبرون مِنْ أو هم أهل السنة في البلاد التي فيها الإلحاد بأنواعه.
### أنصح إخواني بالرجوع إلى كتاب ماتع عظيم النفع وهو موقف ابن تيمية من الأشاعرة لفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الرحمن المحمود
ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[28 - 05 - 07, 03:49 م]ـ
الله المستعان
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 04:06 م]ـ
ما قاله الشيخ الددو خطأ مركب من أمرين:
1 - إدخاله أهل البدع في أهل السنة. وطلاب العلم يعلمون البون الشاسع بين الفريقين في مسائل عديدة.
2 - حشره للحنابلة في الموضوع!! وكأنهم في مقابل الأشاعرة! وهذا تخليط. فالحنابلة مذهب فقهي كغيره من المذاهب الفقهية السنية الثلاثة. ويوجد داخله من هو سني العقيدة ومن هو أشعريها. فتسمية السنة بالحنابلة جهالة.
والله الهادي ..
ـ[الداودي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 04:20 م]ـ
أيها الإخوة الفضلاء
رويدكم فالشيخ الددو يعد من كبار علماء هذا الزمن .. ومن يرد عليه ينبغي أن يكون عالما مثله وإلا فليعط القوس باريها ....
ـ[محمد المصراتي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 04:33 م]ـ
ينبغي -والله أعلم- تحرير الحد الذي يكون به المسلم من أهل السنة أو لا، ننظر ونعتبر حال الرجل (أو الجماعة) ومنهجه (بعلم وعدل) لنعرف من أين يأخذ دينه وبم يستدل عليه (مصادر التلقي)، فإن كان مصدره ومعتمده الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة من الصحابة وأئمة الهدى في القرون الثلاثة الأولى وهو يبذل الوسع في ذلك فهو من أهل السنة والجماعة.
ولا يُخرجه من ذلك أخطاءٌ ارتكبها في تطبيق هذا المنهج صغُرت أم كبُرت، في العقيدة أو غيرها- ما دام يتحرى الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة.
ومن ثبت له ذلك فلا يتزحزح عن هذا الحكم (بأنه من أهل السنة والجماعة) إلا بثبوت تغير مصادر التلقي لديه عما ذكرناه آنفاً.
الأشاعرة والماتريدية -مثلهم مثل أهل البدع الأخرى- لا يُسلمون بمصادر التلقي هذه، بل يحرمون الأخذ بظواهر نصوص العقيدة، ويوجبون الأخذ بأحكامهم العقلية (زعموا) وطرح الكتاب والسنة كمصدر للعقيدة، فأين السنة في هذا؟؟!!! ....
اختلافهم مع أهل السنة في الأصول ومصادر التلقي، وليس -كما يحدث بين المذاهب الأربعة- مجرد فهم مختلف للنصوص أو تصحيح وتضعيف، بل هم يطرحون النصوص أصلاً.
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 05:19 م]ـ
كثير من الحنابلة المتأخرين المصنفين في العقائد يدخلون الأشاعرة والماتريدية في أهل السنة والجماعة كالسفاريني ومرعي الكرمي.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 05:28 م]ـ
الأخ الكعبي .. تقول:
(كثير من الحنابلة المتأخرين المصنفين في العقائد يدخلون الأشاعرة والماتريدية في أهل السنة والجماعة كالسفاريني ومرعي الكرمي).
فهل أنت معهم؟
رأيي - قبل الحكم - أن تقرأ العقيدة الأشعرية والماتريدية لتعلم هل توافق السنة أو لا؟
ولاتكفي العواطف هنا، فيخلط لأجلها السني بالبدعي، فهذا من التلبيس على المسلمين، وفيه تغرير لأهل البدعة أن يبقوا على بدعتهم فلا يغادروها للسنة. وأظنه لا يرضيك هذا.
ولايعني هذا: تكفيرهم أو الهجوم على علمائهم، بل نستفيد منهم، ونتجنب خطأهم.
تكرمًا: طالع الرابط التالي لتعرف حقيقتهم بإيجاز:
http://saaid.net/book/open.php?cat=89&book=539
وفقكم الله ..
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 05:55 م]ـ
كلامه صحيح وفيه خطا ......
وهل من اهل العلم كالشيخ صالح الفوزان او المفتي او الشيخ صالح ال الشيخ.
تكلم عن هذه العقيدة التي قاله بها الددو الشنقيطي.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[28 - 05 - 07, 08:24 م]ـ
الخطأ يرد على صاحبه مهما كان عنده من العلم ,ولا ينبغي ان نتعصب للأشخاص فلعصبيه والغيرة تكون للعقيدة الصحيحة وأنا أقول لجميع الأخوة ينبغي علينا أن ننصح الشيخ ونبين له عقيدة أهل السنة والجماعة ويبين له الفرق بينها وبين عقيدة الأشاعرة والماتردية لعل الله أن يريه الحق حقا ويرزقه اتباعه آمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/391)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 05 - 07, 10:20 م]ـ
أيها الإخوة الفضلاء
رويدكم فالشيخ الددو يعد من كبار علماء هذا الزمن .. ومن يرد عليه ينبغي أن يكون عالما مثله وإلا فليعط القوس باريها ....
هذا التأصيل فيه نظر .... فقد يرد من هو أقل علما على من هو أعلم فالعبرة بالدليل والحجة مع من قال ابن القيم رحمه الله في معرض رده على الهروي في المدارج (فمن كان عنده فضل علم فليجد به أو فليعذر ولا يبادر إلى الإنكار فكم بين الهدهد ونبي الله سليمان وهو يقول له (أحطت بما لم تحط به) وليس شيخ الإسلام أعلم من نبي الله ولا المعترض أجهل من الهدهد)
أخي الكريم توقير أهل العلم والفضل شيء والرد على الأخطاء شيء آخر قد أكون من المجهولين ولكن الشيخ الخراشي من المعروفين فإن كان ردي ومن سبقني على الددو كلام مجهول فأظن أن هذا لا ينسحب على كلام الأخ سليمان الخراشي وفقه الله
كثير من الحنابلة المتأخرين المصنفين في العقائد يدخلون الأشاعرة والماتريدية في أهل السنة والجماعة كالسفاريني ومرعي الكرمي.
هل أثنان كثير عندك!!
وهل هما حجة على الحق إن خالفاه لا سيما في مثل هذا الأمر الذي رده عليهم من شرح من أهل العلم كتبهم كابن عثيمين ..
(سؤال أخير وأرجو الإجابة عليه هل هذا ما تعتقد أم دفاع عن الددو فإن كان دفاعا عن الددو فتلك مصيبة وإن كان ما تعتقد فالمصيبة أعظم)
نسأل الله للددو الهداية(41/392)
ماذا تعني لك كلمة (أخي)؟!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 03:37 م]ـ
الحمد لله وحده ..
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
وبعد.
أكثرنا ينادي أخاه في هذا الموقع أو في غيره من المواقع بكلمة (أخي) فهلا ذكرتم لنا ماذا تعني لكم هذه الكلمة؟
أبدأ بنفسي حيث أنها تعني لي الكثير وسأذكر بعض ذلك الآن:
1 - عظمة هذا الدين الذين يربط بين أبنائه برباط وثيق رغم تباعد الديار والأوطان بل ورغم جهل كل منهم بصاحبه.
فأنا لم يسبق لي التعرف على (الحسام) (خزانة الأدب) (أبو فلان) (أبو فلانة) كما أنهم لم يسبق لهم التعرف عليَّ.
الذي يهزُّني من داخلي بحق كيف أناديهم (أخي) وينادونني (أخي الحبيب)؟
(حبيب) مع أنهم لا صلة لهم بي ولا يعرفون من أنا؟
عندما نظرتُ حولي لم أجد أي دين بل ولا حتى أي رباط في هذا الكون يربط بين المؤمنين به كما فعل الإسلام.
أصدقكم القول: بكيت فرحا وطربا وإعجابا إلى حد التيه والفخر والزهو بهذا الإسلام العظيم.
وصرختُ في المكان: انتصرنا.
نعم انتصرنا لأن النصر لا يكمن في عجزنا وضعفنا ولا في قوتنا وشجاعتنا وإنما يكمن في هذا الدين ومدى التزامنا به.
نعم انتصرنا لأن النصر من هناك وليس من هنا.
وشفقة بالنفس أتوقف الآن هنا.
فماذا تعني لكم هذه الكلمة أيها الأحباب الكرام الأفاضل؟
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[29 - 05 - 07, 06:35 م]ـ
أخي الحبيب أحبك الله تعالى كما أحببت إخوانك فيه وأنت لم ترهم ولم يرونك فاللهم كما اجتمعوا على حبك في الدنيا فاجمعهم عندك في الفردوس الأعلى بصحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقاً
أخي الكريم هذه عظمة ديننا اقرأ قول الله العزيز الحكيم سبحانه:
{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} الأنفال63 واقرأ قول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم كما تحدثنا أمنا الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما ولعن لاعنيهما إذ تقول السيدة عائشة رضي الله عنها
: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر اختلف). رواه الإمام أحمد و البخاري ومسلم وأبو داود والحاكم وابن حبان ورواه البخاري في الأدب المفرد بسند صحيح. ولا يغيب عنك حديث نبيك محمد صلى الله عليه وسلم:
عن أبي موسى رضي الله عنه قال
: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال: (المرء مع من أحب). رواه الإمام مالك والإمام أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه وابن حبان
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[29 - 05 - 07, 07:21 م]ـ
أذكركم بقول الشاعر ربما تستحق الطرح ...
يا صاحبي هل لي بقولةِ يا أخي
فَبِكُمْ وإن عزَّ الرجاءُ رجائي
فأنا أخوكَ بحُكْمِ خمسٍ قد بَدَتْ
إلا لصاحبِ مقلةٍ عمياءِ
أوَ ليسَ في شرعِ الإله شريعةٌ
فَرَضَتْ عليكم نُصرتي وإخائي
دينٌ حنيفٌ عزَّ مكةَ إذ بنا
فيها أساساً تحتَ خيرِ بناءِ
وعروبةٌ من نسلها جاء الهدى
فتبدَّلتْ ظُلُمَاتها بضياءِ
وبلادنا شَمِلَتْ رُباها قُدسَنا
فَتقَّدسَتْ وتجمَّلَتْ بسناءِ
وحنينُنا أبداً وإن طالَ المدى
مثلُ الرمالِ يعودُ للصحراءِ
ولقد رمتني في طريقك عَبرةٌ
أنشدتها من حرقتي وعنائي
فَسَمِعْتها و أتيتَ نحوي مُصْغياً
وأحقَّ من قولي أرى إصغائي(41/393)
رجل ذو قبرين
ـ[أبو محمد الفرحي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 03:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
عندنا في بلدنا حكاية متواترة عن رجل تُوُفِيَ واختصمت فيه قبيلتان كل قبيلة تريد أن يدفن عندها حتى أوشكوا أن يقتتلوا فكانت المفاجئة أن وجدوا الرجل وقد صار له جثتان فاحتملت كل قبيلة جثة وانتهى النزاع واشتهر بذي القبرين (بيننا وبين زمن هذه الواقعة حوالي 11 جيلا)
هل سمعتم بمثل هذه القصة وهل ورد شيء عن السلف في مثل هذا الأمر؟
سلام
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[30 - 05 - 07, 11:05 م]ـ
مثل هذه الحكاية الغريبة وقعت لجد الشيخ أحمد بن الصديق الغماري المسمى أحمد بن عبد المومن بمدشر تجكان من قبيلة غمارة، و نص الحكاية كاملة، موجودة في كتاب المؤذن بأخبار أحمد بن عبد المومن، و هو مخطوط في الخزانة العامة بالرباط، و كتاب التصور و التصديق في أخبار الشيخ محمد بن الصديق، مطبوع.
و أما عن السلف فالله أعلم.(41/394)
الإمام محمد عبدة والشيعة ـ د. محمد عمارة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:33 م]ـ
الإمام محمد عبدة والشيعة ـ د. محمد عمارة
د. محمد عمارة: بتاريخ 28 - 5 - 2007
تجمع تفسيرات علماء الشيعة لآية سورة آل عمران 61 الواردة في "المباهلة" مع نصارى نجران سنة 11 ه " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين "
يجمعون على أن المراد هنا هو الإمام علي وزوجه فاطمة وابنيهما الحسن والحسين ..
لكن الإمام محمد عبده {1266م – 1323ه 1849م – 1905م} يرفض هذا التفسير الشيعي .. ويرفض كل الروايات التي تؤيدها .. ويقول في تفسير هذه الآية:" الروايات متفقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم اختار للمباهلة عليا وفاطمة وولديهما ويحملون كلمة "نساءنا" على فاطمة وكلمة أنفسنا على "علي" فقط .. ومصادر هذه الروايات شيعية ومقصدهم معروف وقد اجتهدوا في ترويجها واستطاعوا حتى راجت على كثير من أهل السنة
ولكن واضعيها لم يحسنوا تطبيقها على الآية فإن كلمة "نساءنا" لا يقولها العربي ويريد بها بنته لاسيما إذا كان له أزواج ولا يفهم هذا من لغتهم وأبعد من ذلك أن يراد "بأنفسنا" علي ـ عليه الرضوان ـ وهذا الإشكال وارد على قول الشيعة ومن شايعهم ..
فهل يكون شيعيا من يتهم الشيعة بالوضع أي الكذب المتعمد وبترويج هذا الكذب ودسه في كتب التفسير .. ثم ينقض بالدراية والفقه هذه الروايات التي وضعوها؟! ..
وإذا كان عمدة عقائد الشيعة في الإمامة هي عصمة الأئمة .. فإن الإمام محمد عبده يرفض هذه العقيدة الشيعية من أساسها ويرفض تفسير الشيعة لأولي الأمر في الآية القرآنية "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم " النساء 59، بأنهم أئمتهم المعصومون يرفض الشيخ محمد عبده هذه العقيدة الشيعية المحورية في مذهب ـ عصمة الأئمة ـ ويقول في تفسير هذه الآية " وقالت الشيعة: إنهم الأئمة المعصومون وهذا مردود إذ لا دليل على هذه العصمة ولو أريد ذلك لصرحت الآية.
وبعد رفضه لهذه العقيدة الشيعية المحورية يقدم تفسيره لأولي الأمر:" إن المراد بأولى الأمر جماعة أهل الحل والعقد من المسلمين وهم الأمراء والحكام والعلماء ورؤساء الجند وسائر الرؤساء والزعماء الذين يرجع إليهم الناس في الحاجات والمصالح العامة ".
وهو بهذا التفسير لأولي الأمر يجعل السلطة في الأمة عن طريق ممثليها وليس في الأئمة المعصومين كما هي عقيدة الشيعة في الإمامة والسلطة والدولة.
ثم يضرب الإمام محمد عبده مثلا على المؤسسات الشورية الإسلامية التي جسدت
سلطة أولى الأمر في عهد الخلافة الراشدة خلافة الفاروق عمر بن الخطاب الذي يكفره الشيعة ويلعنونه فيقول محمد عبده:" وذلك كالديوان الذي أنشأه عمر باستشارة أهل الرأي من الصحابة رضي الله عنهم وغيره من المصالح التي أحدثها عمر برأي أولى الأمر من الصحابة ولم تكن زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعترض أحد من علمائهم على ذلك " ..
فهل هذا الفكر الواضح الحاسم الذي يرفض عقيدة الشيعة في عصمة الأئمة وينحاز إلى الشورى بدلا من الأئمة المعصومين ويتخذ هذا الموقف من الصحابة رضي الله عنهم الذين يكفرهم الشيعة ويلعنونهم هل يمكن أن يكون هذا الفكر فكر متحول عن السنة إلى الشيعة كما يدعي المرتزقة الكاذبون؟؟. http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=34846&Page=7&Part=1
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 - 05 - 07, 07:17 ص]ـ
--
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 01:45 م]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
واضح تغير فكر الدكتور عمارة في الفترة الأخيرة في مسألة ((الشيعة)) والموقف منهم. فقد علمته الأحداث صدق نظرة السنة لهم.
فلنستفد من موقفه في ضرب الرافضة. ولكن لنحذر من شطحاته التي لم يتراجع عنها إلى الآن؛ كرفضه - كما يقول - للدولة الدينية! ودعوته للمدنية التي تساوي بين المسلم والكافر!
وقد ردد هذا منذ أيام في إحدى القنوات.
وحبذا التواصل معه من أهل السنة في مصر .. لعل وعسى.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[31 - 05 - 07, 06:17 م]ـ
بارك الله فيكم شيخ سليمان ولكن شيخنا العزيز ألا ترون من خلال دراستكم لفكر هؤلأ أنهم يتغيرون حسب الأحداث فقط دون تغير في فكرهم ومتى سنحت فرصة جاهروا مرة أخرى بما أخفوا من قبل؟! وكثير من هذه المواقف من أكبر أسباب تلبيس هؤلأ على بعض طلبة العلم، ولذا ينبغي على من ينقل عنهم شيئا أن يوضح أن هذا النقل للإلزام وبيان أن منهج أهل السنة ونظرة علمائه هي الصحيحة وأن منهجهم لا يتغير بتغير الأحداث السياسية كما هو حال المتلونين.
وإنما ذكرت هذا لأن الكثيرين لا يعلمون حال محمد عمارة وإذا رأوا النقل عنه في أماكن محترمة كملتقانا هذا ربما اغتروا بكلامه في مسائل أخرى، لا سيما وقد ظهر على بعض القنوات التي يتابعها الملتزمون كقناة المجد وكانت له طامات في حواره مع جمال سلطان وللأسف لم يرد عليه شيئا مع أن جمال سلطان في كتبه القديمة كان يشن حملات على عمارة ومن نحا نحوه ... فما رأيكم بارك الله فيكم؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/395)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 - 05 - 07, 06:54 م]ـ
ذكر الشيخ الخراشي - وفقه الله
(واضح تغير فكر الدكتور عمارة في الفترة الأخيرة في مسألة ((الشيعة)) والموقف منهم. فقد علمته الأحداث صدق نظرة السنة لهم.)
وذكر الشيخ أبو عمرو المصري - وفقه الله\
(لكن شيخنا العزيز ألا ترون من خلال دراستكم لفكر هؤلأ أنهم يتغيرون حسب الأحداث فقط دون تغير في فكرهم ومتى سنحت فرصة جاهروا مرة أخرى بما أخفوا من قب)
انتهى
أنا علقت في المشاركة رقم 2 على بعض ما ورد
ثم قمت بحذف المشاركة
أقول
محمد عمارة يدافع عن محمد عبده والأفغاني
وإذا عرف السبب بطل العجب
وطبعا محمد عمارة لا يتهم محمد عبده بأنه شيعي
ولا يتهم الأفغاني
ففكره لم يتغير
هو نفسه
فقط تحدث عن الشيعة هذه الأيام لأسباب
وهذا موقفه من الشيعة وليس موقف متولد من الأحداث
فقط هو يصرح بأمور ويخفي أمور حسب المصلحة التي يراها
وهي عادة بعض الجماعات
وهي تبع للمصلحة الشرعية التي يرونها
فموقفه تابع لهذا
وأما بخصوص مسألة تشيع محمد عبده فينظر شرح نهج البلاغة
وفرق بين التشيع وبين الرفض المطلق
والباحث إذا وجد في كلام رجل من أب سني كلام يوافق مذهب أهل السنة في الجملة
ثم يوجد الباحث كلام لذات الرجل في التشيع
فينبغي النظر في الكلام الشيعي بانصاف
لأنه ناقل عن الأصل
والناقل عن الأصل ينبغي التأمل فيه
ولا يكفي في رده وجود أقوال له موافقة لمذهب السنة
نعم هذا هو الأصل فيه
فينظر في الناقل عن الأصل
وما مدى قوته وهل يصل بالرجل إلى الرفض مثلا
أم هو تشيع فقط
ونحو ذلك
وأما دفاع محمد عمارة عن محمد عبده فهذا معروف وقديم والسبب أيضا معروف
ـ[شتا العربي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 07:29 م]ـ
فلنستفد من موقفه في ضرب الرافضة. ولكن لنحذر من شطحاته التي لم يتراجع عنها إلى الآن جزاكم الله خير الجزاء شيخنا الكريم
وما اقتسبته من كلامكم هو المقصود من هذا النقل.
فنحن لا ننقل عن د. عمارة كل كلامه ولا نوافقه على كل ما يقول، وكذلك نحن لا ندافع عن محمد عبده في كل شيء، ولكننا ندافع عنه ضد أكاذيب الروافض الخبثاء التي تكذب لتمرير باطلها عن طريق أسماء أمثال محمد عبده وغيره ممن تلصق بهم تهمة التشيع والرفض الكامل لتغرر بالسذج وتبين لهم أن مذهب الشيعة قد اختاره فلان وفلان من المشاهير
وهذا كذب شيعي مفضوح ولكنهم أهل كذب ونفاق بل النفاق (التقية) ركن من أركان مذهبهم قاتلهم الله ولعنهم لعنا كبيرا.
وكلام المشايخ الكرام الخراشي وغيره من المشايخ واضح في التنبيه على هذه المسألة فجزاهم الله خير الجزاء.
ويمكننا أن نقول باختصار: نوافق محمد عمارة في عدم نفي التشيع والرفض عن محمد عبده، ولا يلزم من هذا موافقة عمارة في كل شيء، كما أنه لا يلزم منه الدفاع عن محمد عبده في كل شيء فمواقفه وكلامه العقلاني معروف.
والحمد لله الذي هدانا للسنة وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 - 05 - 07, 07:57 م]ـ
بارك الله فيك
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=13716&page=2
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 - 05 - 07, 08:12 م]ـ
(حتى قال الشيخ محمد رشيد رضا: إن للشيخ محمد عبده رأياً في الشيعة أشد من رأي ابن تيمية فيهم، ............. )
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=9774
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 08:42 م]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ..
الأخ الكريم أباعمرو: صدقت في قولك: (ولذا ينبغي على من ينقل عنهم شيئا أن يوضح أن هذا النقل للإلزام وبيان أن منهج أهل السنة ونظرة علمائه هي الصحيحة وأن منهجهم لا يتغير بتغير الأحداث السياسية كما هو حال المتلونين).
ولايمنع هذا ضربه بالشيعة والاستفادة من ردوده عليهم؛ كما كان يفعل شيخ الإسلام مع الفرق البدعية.
كتابي عن محمد عماره وفكره:
http://www.kabah.info/uploaders/Mohamedamara.rar
فائدة: أخبرني الشيخ عائض الدوسري - وفقه الله - أن له كتابًا عن شيخ الإسلام، وقد قدم له محمد عمارة مقدمة حافلة بالثناء على شيخ الإسلام!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/396)
قد يعترض البعض ويقول: ينبغي عدم تصدير الرجل، والانخداع بمواقفه المتلونة. وقد يقول البعض عكس ذلك: لابد من احتواء الرجل والاستفادة منه لتمرير منهج أهل السنة بين المفكرين ممن يعظمونه، لاسيما وهو صاحب حضور إعلامي. والرأيان قابلان للنقاش.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[31 - 05 - 07, 09:12 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم الله خيرا ونفع بكم.
ـ[الديولي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 09:19 م]ـ
ما سبب ثناء العلامه أحمد شاكر لمحمد عبده؟!!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 - 05 - 07, 09:35 م]ـ
شيخنا الفاضل سليمان الخراشي
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكتابكم
ولكم جهود كبيرة في الرد على العصرانيين
فبارك الله فيكم ونفع بكم
فائدة
(وقد قدم له محمد عمارة مقدمة حافلة بالثناء على شيخ الإسلام)
لا يستغرب هذا من محمد عمارة وقد أثنى على محمد بن عبدالوهاب في كتاب
وفكره مختلف عن منهج محمد بن عبد الوهاب
ولكن هنا فائدة
ابن تيمية يستشهد به كثير ممن وقع في بعض البدع أو شابه بعض أهل البدع
وكمثال
الذين يغلون في التكفير يستشهدون بكلام ابن تيمية
والذين يغلون في الإرجاء يستشهدون بكلام ابن تيمية
وأخيرا أصحاب المنهج العصراني
وكذا غيرهم
ولكن الكلام هنا عن أصحاب المنهج العصراني
هولاء يمدحون أو يثنون على ابن تيمية من جهة أنه كان عصرانيا مثلهم
ومتسامحا ووو إلخ ذلك
وكل أن تتصور أن طائفة من الطوائف المذكورة أعلاه تقول أن ابن تيمية يمثلهم
ومنهج ابن تيمية مختلف عن منهج هولاء جميعا
ولكنهم يحملون كل نص لابن تيمية على منهجهم
أو يأتون بنصوص ابن تيمية التي يرون أنها توافق ما ذهبوا إليه وأيدوه
هذا ممن يدافع عن ابن تيمية أصالة وممن يقول أنه على فكره
فما بالك بمن يعتبر ابن تيمية مصلح كغيره من المصلحين
فابن تيمية كمحمد عبده كجمال الأفغاني
فالمسألة عنده هو المنهج العصراني الذي يسميه هو التجديد
فهو يثني على ابن تيمية من هذه الجهة
فهو مصلح عظيم وهو مثال للعصرنة وهكذا
وأما ماذكرتم (وقد يقول البعض عكس ذلك: لابد من احتواء الرجل والاستفادة منه لتمرير منهج أهل السنة بين المفكرين ممن يعظمونه، لاسيما وهو صاحب حضور إعلامي)
الذين يعظمونه لا يعظمون شخصه
بل يعظمون فكره
وأغلبهم ممن يشابهونه في الفكر
أو يقاربوه
وأغلب أتباعه هم من الطبقة التي تدعي أنها مثقفة
وأما أن له حضور إعلامي فنعم والرجل يستطيع توصيل المعلمومة بطريقة
فالرجل داهية من الدهاة
فلما يحمل على من يسمون بالعلمانيين ففي حملته قوة خصوصا أن له معرفة سابقة بهم
وهذا حسن
ومدحه لابن تيمية في نظري كثناء معتزلي على الإمام أحمد
فالفكر مختلف والمنهج مختلف
طبعا هذه المسائل اجتهادية أقصد ما تكرم بذكره الشيخ الجليل الخراشي - نفع الله به
ولكن ينبغي النظر في أمر آخر وهو أن لايكون هناك نوع تنازل من أصحاب المنهج الصحيح
وأما بخصوص تقديم كتاب أو نحوه فالعلماء لما يترجموا للرجل ينقلون عن خصوم الرجل تحديدا
فلا بأس أن يقدم للكتاب
لأنه يقال هذا (عصراني) ويثني على فكر ابن تيمية
ولكن لا يجوز أن يقال عنه المفكر الإسلامي الكبير
فيكتفى بذكر اسمه أو يقال الدكتور محمد عمارة بن مصطفى بن عمارة المصري
أو نحو ذلك
وهو علم مشهور
فإذا قيل محمد عمارة فإن هذا يكفي
ولكن كما أسلفت لا ينبغي أن يقال عنه المفكر الإسلامي الكبير
فضلا عن أن يقال عنه المفكر الإسلامي المستنير
والله أعلم بالصواب وصلى على نبينا محمد وعلى آله وسلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 06 - 07, 09:35 م]ـ
وللفائدة
استمع إلى الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي
العلمانية في طورها الجديد
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=23779
وففيه فوائد عديدة وبين الخطط الجديدة للعلمانيين
وفيه كلام عن بعض رموز العصرنة أيضا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 05:13 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 05:49 م]ـ
أما زال محمد عمارة ماضيا في مشروعه في احياء التيار الاعتزالي؟
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:48 م]ـ
السلطة عند السنة والشيعة ـ د. محمد عمارة
د. محمد عمارة: بتاريخ 4 - 6 - 2007
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/397)
لم يقف الغلو الشيعي في أئمتهم عند مفكريهم القدماء .. الذين قرروا عصمة الأئمة، وجعلوهم يعلمون كل العلوم وجميع اللغات دون أن يتتلمذوا على معلم .. ويجيبون فورا ... ودون تفكير ... أو حتى تأمل .. على كل المسائل! .. ورفعوا مقامهم فوق مقام الأنبياء والمرسلين ...
لم يقف هذا الغلو الشيعي في الأئمة ـ الذي وازى وساوى غلو الكنيسة الكاثوليكية في الباباوات الذين زعموا أنهم نواب عن السماء يحكمون بالحق الإلهي والتفويض السماوي، فعالون لما يريدون ولا يُسألون من الأمة عما يفعلون ـ حتى لقد شابهت الشيعة في هذه العقيدة أن تكون "كنيسة" .. و"كهانة كنسية" تحت رايات الإسلام!
.. لم يقف هذا الغلو الشيعي عند مفكريهم القدماء .. فها هو الإمام الخميني {1902 - 1989م} يتبنى هذا الغلو .. ويعلن عنه .. فيقول في كتابه "الحكومة الإسلامية" .. :"إن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل وبموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأعظم والأئمة كانوا قبل هذا العالم أنوارا فجعلهم الله بعرشه محدقين وجعل لهم من المنزلة الزلفى ما لا يعلمه إلا الله ".
فللإمام ـ عند الشيعة ـ وبنص كلمات الخميني ـ " خلافة تكوينية يخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون"!! .. أي أنه المتحكم في ذرات هذا الوجود!!! وله مقام لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مر سل!!! ..
ولم يقف غلو الخميني عند هذا الحد ـ الذي يشاركه فيه كل علماء الشيعة ـ وإنما ذهب ـ كي يؤسس لولاية الفقيه .. ولسلطته .. التي جعلها شاملة لكل سلطات الإمام .. التي هي سلطات الرسول .. التي هي سلطات الله!! ... ذهب على درب الغلو في سلطة الفقيه ـ "نائب الإمام" فقال: " لأن الفقيه هو وصي الرسول بعد الإمام، والحجة على الناس كما كان الرسول حجة عليهم. وفي عصر الغيبة يكون "الفقيه النائب" هو إمام المسلمين دون سواه .. وله كل سلطات الإمام الذي هو حجة الله ... الذي عينه الله .. فالله جعل الرسول وليا للمؤمنين جميعا ومن بعده كان الإمام وليا .. ونفس هذه الولاية و الحاكمية موجودة لدى الفقيه .. فالقيم على الشعب بأسره لا تختلف مهمته عن القيم على الصغار إلا من ناحية الكم!! ..
نعم هكذا تحدث الخميني عن سلطة الفقيه مرشد الثورة ... نائب الإمام .. القيم على الشعب بأسره كالقيم على الصغار!! .. وبهذه الكهانة والسلطة الدينية يؤمن علماء وفقهاء .. بل وفلاسفة ومفكرون كبار! ..
أما الإمام محمد عبده {1266 – 1323 ه 1849 – 1905م} الذي زعم بعض المرتزقة الكذبة أنه متشيع فإنه هو الهادم لهذه الكهانة والسلطة الدينية .. والقائل: " أصل من أصول الإسلام قلب السلطة الدينية والإتيان عليها من أساسها .. إن الرسول كان مبلغا ومذكرا لا مهيمنا ولا مسيطرا .. والمسلمون يقيمون أمة وجماعة تدعو إلى الخير وهم المراقبون عليها .. والله لم يجعل للخليفة ولا للقاضي ولا للمفتي ولا لشيخ الإسلام أدنى سلطة على العقائد .. وكل سلطة تناولها واحد من هؤلاء هي سلطة مدنية .. ومع أن الإسلام كمال للشخص وألفة في البيت ونظام للملك .. فليس فيه سلطة دينية سوى سلطة الموعظة الحسنة .. وهي سلطة أعطاها الله لعموم المسلمين "
فهل يعي هذه الحقائق .. وهذه الفروق .. الذين يهرفون بما لا يعرفون؟ http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=35141&Page=7&Part=1
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:51 م]ـ
تابع الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=610850#post610850
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:51 م]ـ
تابع الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=609728#post609728
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 11:55 م]ـ
==(41/398)
هل يجوز الحلف بالصفات الخبرية؟
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 02:26 م]ـ
هل يجوز الحلف بالصفات الخبرية كالوجه واليدين فيقال ووجه الله، ويد الله أم لا
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[29 - 05 - 07, 06:07 م]ـ
لئلا يكون جواباً عن البعض دون البعض مع قيام السبب المقتضي للتعميم وهذا التقدير في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} المائدة: 87] إلى قوله: {ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم} المائدة: 89] وأيضاً فإن الصحابة فهمت العموم وكذلك العلماء عامتهم حملوا الآية على اليمين ب الله وغيرها وأيضاً فنقول: على الرأس سلمنا أن اليمين المذكورة في الآية المراد بها اليمين ب الله تعالى وإن ما سوى اليمين ب الله تعالى لا يلزم بها حكم فمعلوم أن من حلف بصفاته كالحلف به كما لو قال: وعزةِ الله تعالى أو لعمرِ الله أو والقرآن العظيم فإنه قد ثبت جواز الحلف بالصفات ونحوها عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ولأن الحلف بصفاته كالاَستعاذة بها وإن كانت الإستعاذة لا تكون إلا ب الله في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: > أعوذ بوجهك < و > أعوذ بكلمات الله التامات < و > أعوذ برضاك من سخطك < ونحو ذلك وهذا أمر متقرر عند العلماء وإذا كان كذلك فالحلف بالنذر والطلاق ونحوهما هو الحلف بصفات الله فإنه إذا قال إن فعلت كذا فعلي الحج فقد حلف بإيجاب الحج عليه وإيجاب الحج عليه حكم من أحكام الله تعالى وهو من صفاته وكذلك لو قال: فعلي تحرير رقبة وإذا قال: فامرأتي طالق وعبدي حر فقد حلف بإزالة ملكه الذي هو تحريمه عليه والتحريم من صفات الله كما أن الإيجاب من صفات الله تعالى وقد جعل الله ذلك من آياته في قوله: {ولا تتخذوا آيات الله هزواً} البقرة: 231] فجعل صدوره في النكاح والطلاق والخلع من آياته لكنه إذا حلف بالإيجاب والتحريم فقد عقد اليمين لله كما يعقد النذر لله فإن قوله: علي الحج والصوم عقد
ولكن إذا كان حالفاً فهو لم يقصد العقد لله بل قصد الحلف به فإذا حنث ولم يوف به فقد ترك ما عقد الله كما أنه إذا فعل المحلوف فقد ترك ما عقده ب الله. يوضح ذلك: أنه إذا حلف ب الله أو بغير الله مما يعظمه بالحلف فإنما حلف به ليعقد به المحلوف عليه به ليعقد به المحلوف عليه ويربطه به لأنه يعظمه في قلبه إذا ربط به شيئاً لم يجده فإذا حل ما ربطه به فقد انتقصت عظمته من قلبه وقطع السبب الذي بينه وبينه وكما قال بعضهم: اليمين العقد على نفسه لحق من له حق ولهذا إذا كانت اليمين غموساً كانت من الكبائر الموجبة للنار كما قال تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا
كتاب الفتاوى الكبرى، الجزء 3، صفحة 519.
منقول
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 07:14 ص]ـ
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى -:
[الحَلِف باسم من أسماء الله فهذه واضحة، مثل: والله، والرحمن، والعزيز، والسميع، وابصير، كذلك بصفة من صفاته مثل: وعزة الله لأفعلن كذا وكذا، أما الصفات الخبرية المحضة فلا يحلف بها إلا الوجه؛ فلا يحلف بيد الله مثلا ولا بعين الله، إلا الوجه، لأن الوجه يطلق على الذات كما في قوله تعالى: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، {كل شيء هالك إلا وجهه}.
فيجوز أن يحلف بوجه الله، فيقول: ووجه الله، أو بوجه الله لأفعلن كذا وكذا.
الأسماء إذن يحلف بها، الصفات المعنوية يحلف بها،
الصفات الخبرية المحضة كالوجه، واليدين، والعينين، واليدين، والساق، والقدم لا يحلف بها إلا الوجه، ووجه التفريق بينه وبين غيره أن الوجه يطلق على الذات، فلو قال: بوجه الله، فكأنما قال: بالله].
انتهى من تعليق الشيخ على " القواعد والأصول الجامعة ".
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[31 - 05 - 07, 03:19 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 07:02 م]ـ
جزيتم خيرا
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[08 - 06 - 07, 12:03 م]ـ
أدلك على مصدر جمع شتات الموضوع وستسفيد منه إن شاء الله وهو بحث في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية باسم ((الحلف والأيمان دراسة عقدية)) كتبه الدكتور يوسف بن محمد السعيد وأنا بصفة شخصية استفدت منه جدا لأنه جمع أطراف الموضوعات التي يحتاج الناس إليها ودرسها وبين حكمها جزاه الله خيرا
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 11:33 م]ـ
بارك الله فيكم
أدلك على مصدر جمع شتات الموضوع وستسفيد منه إن شاء الله وهو بحث في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية باسم ((الحلف والأيمان دراسة عقدية)) كتبه الدكتور يوسف بن محمد السعيد وأنا بصفة شخصية استفدت منه جدا لأنه جمع أطراف الموضوعات التي يحتاج الناس إليها ودرسها وبين حكمها جزاه الله خيرا
اخي اين اجد هذا الكتاب فقد نشر في مجلة جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية العدد 39 فاين اجدها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/399)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[07 - 04 - 09, 12:35 ص]ـ
ما وجه تفريق الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بين بعض الصفات وبعضها الاخر؟
مع أن الأصل أن باب الأسماء والصفات واحد والقول في الصفات كالقول في الذات والقول في بعض الصفات كالقول في بعضها الآخر.
وكنت قد سمعت من شيخنا عمر العيد أنه يجوز الحلف بالصفة ولا يجوز دعاءها .. لئلا يتوهم حين دعائها أنها منفصلة عن الذات.
فما وجه التفريق وفقكم الله ... لعل من عنده زيادة علم يفيدنا.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[07 - 04 - 09, 12:37 ص]ـ
بارك الله فيكم وكيف يكون الحلف بالطلاق ونحوه هو من صفات الله أو أنا فهمت خطأ الكلام المنقول عن شيخ الاسلام للأخ الشهري؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:11 ص]ـ
ما وجه تفريق الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بين بعض الصفات وبعضها الاخر؟
مع أن الأصل أن باب الأسماء والصفات واحد والقول في الصفات كالقول في الذات والقول في بعض الصفات كالقول في بعضها الآخر.
وكنت قد سمعت من شيخنا عمر العيد أنه يجوز الحلف بالصفة ولا يجوز دعاءها .. لئلا يتوهم حين دعائها أنها منفصلة عن الذات.
فما وجه التفريق وفقكم الله ... لعل من عنده زيادة علم يفيدنا.
وجهه ما في هذا السؤال:
السؤال:
عندنا بعض العوام يقسم بعين الله هل هذا جائز؟
الجواب:
(أعوذ بالله، أعوذ بالله، هذا حرام، ولا يحل، لأن الله تعالى لم يطلق عينه على ذاته، والحلف إنما يجوز بالله عز وجل، ولهذا نقول: يجوز أن يقسم بوجه الله؛ لأن الله أطلق الوجه على ذاته في قوله تعالى: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ [الرحمن:27] أما عين الله ويد الله فهذا لا يجوز.
وسبحان الله العظيم الشيطان يؤز الإنسان أزاً إلى المعاصي، ما بقي شيء يحلف به إلا عين الله؟!!) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (215) ب.
ـ[أبو أميمة احمد]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:53 ص]ـ
أتمنى أيها الأخوة إشباع الموضوع أكثر، لأنها مسألة مهمة بارك الله فيكم
وش رأيكم ياإخوة
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[13 - 04 - 09, 10:32 م]ـ
وجهه ما في هذا السؤال:
السؤال:
عندنا بعض العوام يقسم بعين الله هل هذا جائز؟
الجواب:
(أعوذ بالله، أعوذ بالله، هذا حرام، ولا يحل، لأن الله تعالى لم يطلق عينه على ذاته، والحلف إنما يجوز بالله عز وجل، ولهذا نقول: يجوز أن يقسم بوجه الله؛ لأن الله أطلق الوجه على ذاته في قوله تعالى: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ [الرحمن:27] أما عين الله ويد الله فهذا لا يجوز.
وسبحان الله العظيم الشيطان يؤز الإنسان أزاً إلى المعاصي، ما بقي شيء يحلف به إلا عين الله؟!!) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (215) ب.
لم تأت بجديد بارك الله فيك الشيخ حرم القسم بصفة العين وأنا سؤالي إنما هو ما وجه التفريق بين جواز الإقسام بالصفات الدالة على الذات والحلف بباقي الصفات. فيبقى السؤال قائما .. وتفسير الوجه بالذات في هذه الآية أعني آية ويبقى وجه ربك قد أول الأشاعرة فيها الوجه بأنه الذات وهذا لا يصح ولا يقصده الشيخ بل هذه الاية دلالة أن الصفة الوجه الحقيقية دلالة على الذات الحقيقية.
فبقي السؤال مطروحا.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[13 - 04 - 09, 10:49 م]ـ
قال البيهقي رحمه الله في سننه الكبرى:
13 باب ما جاء في الحلف بصفات الله تعالى كالعزة والقدرة والجلال والكبرياء والعظمة والكلام والسمع ونحو ذلك
وساق تحته أحاديث منها ...
19682 - وأخبرنا الشريفان أبو الفتح وأبو علي قالا أنبأ عبد الرحمن بن أبي شريح أنبأ عبد الله ثنا علي بن الجعد أنبأ شريك عن زياد بن فياض عن أبي عياض قال: سألت بن عمر أو سئل بن عمر رضي الله عنهما وأنا أسمع عن الخمر فقال لا وسمع الله عز وجل لا يحل بيعها ولا ابتياعها ..
فلعل سمع الله كالحلف بعين الله ونحوها.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 06:48 ص]ـ
لم تأت بجديد بارك الله فيك الشيخ حرم القسم بصفة العين وأنا سؤالي إنما هو ما وجه التفريق بين جواز الإقسام بالصفات الدالة على الذات والحلف بباقي الصفات. فيبقى السؤال قائما .. وتفسير الوجه بالذات في هذه الآية أعني آية ويبقى وجه ربك قد أول الأشاعرة فيها الوجه بأنه الذات وهذا لا يصح ولا يقصده الشيخ بل هذه الاية دلالة أن الصفة الوجه الحقيقية دلالة على الذات الحقيقية.
فبقي السؤال مطروحا.
أخي الكريم أحمد:
أليس هذا سؤالك؟!!:
ما وجه تفريق الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بين بعض الصفات وبعضها الاخر؟
وأظن أن سؤالك واضح جدا!
فكان الجواب الذي نقلته لك وفيه:
لأن الله تعالى لم يطلق عينه على ذاته، والحلف إنما يجوز بالله عز وجل
وأما سؤالك أخيرا فيختلف عن السؤال الأول، فسؤالك الأخير مبني على جواب الشيخ الذي نقلته لك.
وحتى سؤالك الأخير: يظهر لي أن الجواب هو الجواب، لكن تأمله يا رعاك الله.
على كل حال القصد هو أن أفيدك بمذهب الشيخ
والله الهادي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/400)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[14 - 04 - 09, 02:40 م]ـ
بارك الله فيك وجزيت خيرا على ما نقلت أخانا علي لكن لعل سؤالي الثاني يوضح الأول وبعد تاملي كما طلبت لكلام الشيخ والنظر فيما رواه البيهقي من قول ابن عمر في الحلف بسمع الله الذي ذكرته آنفا يظهر لي أنه لا وجه للتفريق بين الصفات الدالة على الذات وغيرها .. وإن كنت أرى أن العين صفة ذاتية كالسمع والبصر وغيرها كلها دالة على ذات الله .. مع اعتقاد أن هذه الصفات قائمة بذات الله ليست بائنة منه سبحانه ولا تدل على تعدد القدماء كقول المعتزلة.
والله الموفق للصواب.(41/401)
هل يجوز الحلف بالمصحف بإطلاق أم هنا ك تفصيل؟
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 02:27 م]ـ
هل يجوز الحلف بالمصحف بإطلاق أم هناك تفصيل؟
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[29 - 05 - 07, 04:16 م]ـ
أخي الكريم الحلف بالمصحف المقصود من ذلك الكلام وليس المداد ولا الورق وعلى هذا فالحلف بالمصحف هو حلف بكلام الله تعالى وهو غير مخلوق وهذا المعتقد نحو القرآن الكريم أنه (كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود) باتفاق أهل السنة والجماعة
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[29 - 05 - 07, 06:15 م]ـ
ما حكم الحلف بالمصحف؟
الجواب:
هذا السؤال ينبغي أن نبسط الجواب فيه وذلك أن القسم بالشيء يدل على تعظيم ذلك المقسم به تعظيمًا خاصًا لدى المقسم، ولهذا لا يجوز لأحد أن يحلف إلا بالله – تعالى – بأحد أسمائه، أو بصفة من صفاته مثل أن يقول والله لأفعلن، ورب الكعبة لأفعلن، وعزة الله لأفعلن، وما أشبه ذلك من صفاته الله تعالى.
والمصحف يتضمن كلام الله، وكلام الله – تعالى – من صفاته وهو – أعني كلام الله– صفة ذاتية فعلية، لأنه بالنظر إلى أصله وأن الله لم يزل ولا يزال موصوفًا لأن الكلام كمال فهو من هذه الناحية من صفاته الله الذاتية إذ لم يزل ولا يزال متكلمًا فعالاً لما يريده، وبالنظر إلى آحاده يكون من الصفات الفعلية لأنه يتكلم متى شاء قال الله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (يس:82)
فقرن القول بالإرادة وهو دليل على أن كلام الله يتعلق بإرادته ومشيئته – سبحانه وتعالى – والنصوص في هذا متضافرة كثيرة وأن كلام الله تحدث آحاده حسب ما تقتضيه حكمته، وبهذا نعرف بطلان قول من يقول إن كلام الله أزلي، ولا يمكن أن يكون تابعًا لمشيئته، وأنه هو المعنى القائم بنفسه، وليس هو الشيء المسموع الذي يسمعه من يكلمه الله – عز وجل – فإن هذا قول باطل حقيقته أن قائله جعل كلام الله المسموع خلقًا.
وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – كتابًا يعرف باسم " التسعينية " بين فيه بطلان هذا القول من تسعين وجهًا.
فإذا كان المصحف يتضمن كلام الله، وكلام الله – تعالى – من صفاته فإنه يجوز الحلف بالمصحف بأن يقول الإنسان: والمصحف، ويقصد ما فيه من كلام الله – عز وجل – وقد نص على ذلك فقهاء الحنابلة – رحمهم الله – ومع هذا فإن الأولى للإنسان أن يحلف بما لا يشوش على السامعين بأن يحلف باسم الله – عز وجل – فيقول والله رب الكعبة، أو الذي نفسي بيده وما أبه ذلك من الأشياء التي لا تستنكرها العامة ولا يحصل لديهم فيها تشويش، فإن تحديث الناس بما يعرفون وتطمئن إليه قلوبهم خير وأولى، وإذا كان الحلف إنما يكون بالله وأسمائه وصفاته فإنه لا يجوز أن يحلف أحد بغير الله لا بالنبي، صلى الله عليه وسلم، ولا بجبريل، ولا بالكعبة، ولا بغير ذلك من المخلوقات، قال النبي صلي الله عليه وسلم: ((من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت)) فإذا سمع الإنسان شخصًا يحلف بالنبي، أو بحياة النبي، أو بحياة شخص آخر فلينهه عن ذلك، وليبين له أن هذا حرام ولا يجوز، ولكن ليكن نهيه وبيانه على وفق الحكمة حيث يكون باللطف واللين والإقبال على الشخص وهو يريد نصحه وانتشاله من هذا المحرم، لأن بعض الناس تأخذه الغيرة عند الأمر والنهي فيغضب ويحمر وجهه وتنتفخ أوداجه وربما يشعر في هذه الحالة أنه ينهاه انتقامًا لنفسه فيلقي الشيطان في نفسه هذه العلة، ولو أن الإنسان أنزل الناس منازلهم ودعا إلى الله بالحكمة واللين والرفق لكان ذلك أقرب إلى القبول وقد ثبت عن النبي، صلي الله عليه وسلم: ((إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف))، ولا يخفى على الكثير ما حصل من النبي، صلى الله عليه وسلم، في قصة الأعرابي الذي جاء إلى المسجد فبال في طائفة منه فزجره الناس، وصاحوا به، فنهاهم النبي، صلي الله عليه وسلم، عن ذلك فلما قضى بوله دعاه النبي، عليه الصلاة والسلام، وقال: ((إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى أو القذر وإنما هي للتكبير والتسبيح وقراءة القرآن)) أو كما قال، صلى الله عليه وسلم، ثم أمر أصحابه أن يصبوا على البول ذنوبًا من ماء، فبهذا زالت المفسدة وطهر المكان، وحصل المقصود بالنسبة لنصيحة الأعرابي الجاهل، وهكذا ينبغي لنا نحن في دعوة عباد الله إلى دين الله أن نكون داعين إلى الله – سبحانه وتعالى – فنسلك الطريق التي تكون أقرب إلى إيصال الحق إلى قلوب الخلق وإصلاحهم والله الموفق.
الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[08 - 06 - 07, 12:06 م]ـ
أرشدك إلى بحث الدكتور يوسف بن محمد السعيد في مجلة جامعة الإمام باسم ((الحلف والأيمان دراسة عقدية)) فهو تطرق إلى موضوعك هذا وبين كلام العلماء فيه
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[08 - 06 - 07, 05:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا(41/402)
هل يجوز تقصد الحلف في الأماكن الشريفة؟
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 02:29 م]ـ
هل يجوز تقصد الحلف في الأماكن الشريفة والمقدسة كالكعبة، المسجد، المقام ... ؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[31 - 05 - 07, 01:44 ص]ـ
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): التوحيد والعقيدة
السؤال: سؤاله الآخر يقول هل يجوز الحلف بغير الله سبحانه وتعالى فإني أرى بعض الناس يحلفون بالكعبة وبالقرآن وبمحمد وإذا ناقشتهم في ذلك قالوا إن الله سبحانه وتعالى قال (والشمس وضحاها) أو يقولون إنه قال (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى) فما حكم هذا؟
الجواب
الشيخ: الحلف بغير الله أو صفة من صفاته محرم وهو نوع من الشرك ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تحلفوا بآبائكم من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت) وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) وثبت عنه أنه قال (من قال واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله) وهذا إشارة إلى أن الحلف بغير الله شرك يطهر بكلمة الإخلاص لا إله إلا الله وعلى هذا فيحرم على المسلم أن يحلف بغير الله سبحانه وتعالى لا بالكعبة ولا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بجبريل ولا بميكائيل ولا بولي من أولياء الله ولا بخليفة من خلفاء المسلمين ولا بالشرف ولا بالقومية ولا بالوطنية كل حلف بغير الله محرم وهو نوع من الشرك والكفر والعياذ بالله وأما الحلف بالقرآن الذي هو كلام الله فإنه لا بأس به لأن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى تكلم الله به حقيقة في لفظه مريداً لمعناه وهو سبحانه وتعالى موصوف بالكلام فعليه يكون الحلف بالقرآن حلفاً بصفة من صفات الله سبحانه وتعالى وهو جائز وأما معارضة من تنصحه عن ذلك بقوله تعالى (والليل إذا يغشى) (والشمس وضحاها) وما أشبهها فإن هذا من أعمال أهل الزيغ الذين يتبعون ما تشابه من وحي الله سبحانه وتعالى فيعارضون به المحكم فهذا الحلف ربنا سبحانه وتعالى هو الذي حلف به ولله تعالى أن يحلف بما شاء من مخلوقاته الدالة على عظمته وقدرته وهو سبحانه وتعالى قد نهانا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أن نحلف بغيره فعلينا أن نمتثل الأمر وليس علينا أن نعارض أمر الله بما تكلم الله به فإن الله يفعل ما يشاء.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_735.shtml
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 07:06 م]ـ
سؤالي ليس في الحلف بغير الله إنَّما تقصُّد أماكن مشرَّفة للحلف فيها.(41/403)
هل من الممكن أن تكون لفظة [لم يعمل خيرا قط] غير دالة على الذم؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[29 - 05 - 07, 02:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة والمشايخ الكرام
سؤال
في لفظة [لم يعمل خيرا قط]:
هل هذه اللفظة ـ التي ظاهرها الذم ـ ممكن أن تكون غير دالة على الذم في أحد الأحاديث التي وردت فيها؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 07:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة والمشايخ الكرام
سؤال
في لفظة [لم يعمل خيرا قط]:
هل هذه اللفظة ـ التي ظاهرها الذم ـ ممكن أن تكون غير دالة على الذم في أحد الأحاديث التي وردت فيها؟؟
وجزاكم الله خيرا
للرفع
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 07:25 م]ـ
ما أظن ذلك. فالمراد بها نفي كمال العمل و تمامه كما قال ابن خزيمة:
" هذه اللفظة لم يعملوا خيرا قط من الجنس الذي يقول العرب ينفي الاسم عن الشيء لنقصة عن الكمال والتمام فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل لم يعملوا خيرا قط على التمام والكمال لا على ما أوجب عليه وأمر به وقد بينت هذا المعنى في مواضع من كتبي".
و ظاهر الأمر أن من لم يأتي بما قد أُوجب عليه فهو مذموم تحت الوعيد و المشيئة.و الله أعلم.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 07:41 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[31 - 05 - 07, 03:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة والمشايخ الكرام
سؤال
في لفظة [لم يعمل خيرا قط]:
هل هذه اللفظة ـ التي ظاهرها الذم ـ ممكن أن تكون غير دالة على الذم في أحد الأحاديث التي وردت فيها؟؟
وجزاكم الله خيرا
للرفع
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[10 - 06 - 07, 02:00 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[11 - 06 - 07, 01:54 ص]ـ
للرفع(41/404)
تحقيق القول في موقف الشهرستاني من الشيعة والباطنية
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 08:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لعل بعض طلبة العلم قد قرأ قول شيخ الإسلام عن الشهرستاني صاحب كتاب " الملل والنِحل " في رده على الرافضي، قال:
"أما قوله إن الشهرستاني من أشد المتعصبين على الإمامية. فليس كذلك، بل يميل كثيراً إلى أشياء من أمورهم، بل يذكر أحياناً أشياء من كلام الإسماعيلية الباطنية منهم ويوجهه ولذا اتهمه الناس بأنه من الإسماعيلية، وإن لم يكن الأمر كذلك، وقد ذكر من التهمه شواهد من كلامه وسيرته، وقد يقال: هو مع الشيعة بوجه، ومع أصحاب الأشعري بوجه ... وبالجملة فالشهرستاني يظهر الميل إلى الشيعة إما بباطنه وإما مداهنة لهم ... ". (منهاج السنة 6/ 306).
ومن قرأ كتاب " الملل والنِحل " لا يتبين له بوضوح ماذكره شيخ الإسلام.
وقد وجدتُ الأخ الكريم محمد بن ناصر السحيباني – وفقه الله – قد حقق هذه المسألة في رسالته للماجستير: " منهج الشهرستاني في كتابه الملل والنِحل – عرض وتقويم "، فأحببتُ نقله للإخوة الكرام:
ذكر المبحث الرابع: (اتهامه بالميل إلى الفلاسفة الباطنية): ونقل عمن نسبه.
ثم قال (ص 82 - 83):المطلب الثاني: ميله إلى الفلاسفة ونصرة مذاهبهم والذب عنها.
أولاً: المؤلف –كما سبق- اشتغل بعلم الكلام والفلسفة وما يتعلق بهما، ووجه نشاطه، وأفرغ جهده في ذلك، تعلماً وتحصيلاً، ومن ثم تعليماً وتلقيناً للناس، مع إهمال العلوم الشرعية –التي اشتغل بتحصيلها في أول عمره كما يظهر من أقواله- سواء تحصيلاً أو تعليماً. ومؤلفاته شاهدة بذلك – كما سبق ذكرها-؛ إذ تكاد تخلو من مؤلف في العلوم الشرعية، إذا ما استثنينا علم التفسير، الذي لم يسلم من ذلك، بل تضمن مسائل وأصولاً باطنية- كما سيأتي بيانه.
ثانياً: حديث المؤلف عن الفلاسفة: فقد توسع في الحديث عنهم، وفصّل القول في جوانب من آرائهم وحكمهم، وكذلك سعى في إظهارهم بصورة مقبولة وحسنة أمام الناس، وذلك بإضفاء صبغة التوحيد، والإيمان بوجود الله عز وجل عليهم؛ إذ تحدث عنهم بصورة الموحدين المقرين بالله عز وجل كما في كتابه الملل والنحل وهذا خلاف ما عرف واشتهر عنهم من الوثنية والشرك والإلحاد.
ثالثاً: إن كثرة إطلاع المؤلف، وكثرة حديثه عنهم والخوض في آرائهم فيه دلالة على الميل إليهم أو الاستئناس بذكرهم، وخاصة إذا كان على الصورة السابقة.
إضافة إلى موافقته –كغيره من المتكلمين- للفلاسفة في بعض المسائل والآراء، بل إن المنهج الذي سار عليه في مؤلفاته ومناقشته مستمد من أولئك، وهو تقديم الجانب العقلي على الجانب الشرعي في المسائل والآراء التي يوردها.
إلا أن ذلك لا يعني أن المؤلف أصبح كأحدهم أو من في حكمهم، فهو مع تأثره بهم إلا أنه انتقد أكثر آرائهم ورد عليهم في مواضع من كتبه، فهو لم يخرج عن كونه أحد المتكلمين من الأشاعرة ".
ثم قال (ص 86 - 87):
" إن المتأمل في كتاب الملل والنحل والمستعرض لما تضمنه يلحظ في ثنايا عرض المؤلف بعض الأفكار التي تشعر بميله إلى بعض مبادئ وأفكار الرافضة، ومن جملة ذلك ما يلي:
1 - حديثه عن الخلافات التي وقعت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقوله بعد ذكره ما حصل في عهد علي -رضي الله عنه- وقد خصه بذلك دون الخلفاء الثلاثة: "وفي الجملة كان علي –رضي الله عنه- مع الحق والحق معه" وذكرها أيضاً في موضع آخر.
2 - إطراؤه بعض أئمة آل البيت، ومبالغته في ذلك: كمحمد بن الحنفية، وجعفر الصادق في غير موضع، ووصفهما بصفات أعلى من صفات البشرية.
3 - ميله للقول بالوصية والإمامة، وأن بعضها مستقر، وبعضها مستودع، في أكثر من موضع،
4 - قوله بمسألة النور الخفي، وتقريرها بمنحى باطني.
5 - إطراؤه الشديد وثناؤه على آباء الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة عبدالمطلب، وغير ذلك.
إن المتأمل في تلك المواضع يلحظ تأثر المؤلف بالتشيع، والتأثر محصور في ميله إلى بعض أفكار الرافضة في آل البيت؛ من محبتهم والغلو فيهم، حيث حكى بعض ما قاله أولئك الرافضة عن آل البيت، المتضمن الغلو فيهم، ورفعهم فوق مرتبتهم ومنزلتهم البشرية.
وقد يقول قائل: إن هذه الإشارات والأمثلة يسيرة، ولا تدل دلالة صريحة وقطعية على ميل المؤلف إلى الفكر الباطني أو التأثر به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/405)
فيجاب بأن هذا الالتماس حسن ومقبول، لو لم تقم أدلة غير تلك، بيد أن هناك شواهد وأدلة أخرى تؤكد هذا الاتهام وتوثقه، وهي ما أورده في كتابه "مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار"، حيث تضمن –معظمه- أفكاراً باطنية وآراء رافضية، أكثر وضوحاً وصراحة مما جاء في كتاب الملل؛ مما يؤكد تأثر المؤلف وجنوحه إلى الأفكار والمبادئ الباطنية. وهذا ما سيتضح فيما يلي إن شاء الله ".
ثم قال بعد استعراضه الكتاب (ص 99):
" فمن خلال استعراض الكتاب نجد الأدلة الواضحة، والبراهين الظاهرة الدالة على تأثر المؤلف التأثر الواضح، والميل الظاهر إلى طائفة الرافضة، حيث حشد المؤلف في التفسير أقوالاً كثيرة جداً، وآراء كثيرة مما تقول به وتعتقده تلك الطائفة.
فالتفسير تضمن جانبين:
الأول: التفسير الظاهر وهو ما ذكره المفسرون من أهل السنة على اختلافهم، وهذا الجانب يذكر فيه ما يتعلق بالآية من حيث اللغة، والنحو، والتفسير، والمعاني.
الثاني: التفسير الباطني ومعظمه منسوب إلى آل البيت –كما زعم- حيث ضمنه أقوالاً كثيرة لأهل الرفض والتشيع، وهذا الجانب يذكر فيه الأسرار والمعاني المتعلقة بالآية. ويأتي هذا التفسير عقب التفسير الظاهر للآية دائماً، حيث يختم المؤلف حديثه عن الآية المفسرة بذكر تلك الأسرار ".
ثم قال (ص 100 - 114):
" ثانيا- أمثلة لما تضمنه الكتاب من الآراء والمسائل الباطنية: ومن جملة الآراء والمسائل التي تضمنها الكتاب ما يلي:
أولاً: قوله بوجود مصحف علي كما تزعم الرافضة.
أولاً: دعوى أن علياً هو أولى الصحابة بجمع القرآن.
ثانياً: لمز الصحابة رضوان الله عليهم خاصة، وأهل السنة عامة.
رابعاً: أثار شبهات حول جمع القرآن وكتابته وذلك بإيراد الروايات الضعيفة في ذلك، ومنها:
أ -ما روي عن عثمان أنه قال: إن فيه لحنا وستقيمه العرب.
ب- ما روي عن ابن عباس قوله: إن الكاتب كتبه وهو ناعس.
خامساً: تأول حفظ الله تعالى للقرآن تأويلاً باطلاً.
سادساً: ذكر دعوى خطيرة وهي: عدم استبعاد وجود نسختين للقرآن لا تختلفان اختلاف التضاد، وكلاهما كلام الله –عز وجل-. قياساً على التوراة والإنجيل على حد زعمه ودعواه.
ثانياً: زعمه اختصاص آل البيت بشيء من العلوم
ثالثاً: قوله بالوصية والإمامة.
رابعاً: القول بتقديم علي –رضي الله عنه- على غيره من الصحابة، وأنه أحق بالإمامة منهم.
خامساً: تفسيره للآيات تفسيراً باطنيا.
ومما يؤيد وجود النزعة الباطنية لدى المؤلف –إضافة إلى ما في هذا الكتاب- الأمور التالية:
1 - تضمن كتابه "مجلس الخلق والأمر" علامات باطنية، حسب ما يذكره محمد تقي دانش كما في قوله: "وفي أيدينا الآن مجلس من هذه المجالس، ويقال: أنها كانت مثار ضجة حتى إنها كانت تثير دواراً في الرأس "حركة باطنية في الفكر" وإثارتها هذه الحركة –كما يذكرون- بسبب ظهور علامات باطنية إسماعيلية فيها ... ".
2 - تفسيره سورة يوسف كما ذكر ذلك شيخ الإسلام في قوله: "وقد قيل: إنه صنف تفسيره سورة يوسف على مذهب الإسماعيلية: ملاحدة الشيعة، وإما ملاحدة الباطنية المنسوبين إلى الصوفية".
3 - صلته الوثيقة بأعيان وكبار الشيعة، فكما سبق كان من المقربين لنقيب ترمذ أبي القاسم، وقد أهدى إليه كتابيه "الملل والنحل" و"مصارعة الفلاسفة".
4 - وجود بعض الأفكار في كتابه الملل والنحل، كما سبقت الإشارة إليها.
5 - ما تقدم من أقوال بعض المعاصرين له، والعلماء؛ من اتهامه بذلك.
6 - هذا ما يتصل بما يؤيد صحة تلك التهمة الموجهة إلى المؤلف.
ومع ذلك كله فقد ورد في بعض كتبه ما يعارض ما ذكر ويناقضه، كما سيتضح فيما يأتي ".
ثم ذكر ما يُعارض التهمة السابقة، ومنه (ص 116 – 122):
" -موقف المؤلف من الرافضة:
تعرض المؤلف في كتابه نهاية الإقدام إلى بعض آراء الرافضة وأبطل معظم ما ذكره عنهم ورد عليهم، مما يدل على عدم ميل المؤلف إلى شيء من آرائهم وأفكارهم، وخاصة فيما يتعلق بالإمامة، والقول بتعيين إمامة علي بالنص، كما سيأتي بيانه.
1 - بيانه براءة أئمة أهل البيت –وخاصة جعفر الصادق- من خصائص مذاهب الشيعة وحماقاتهم.
2 - نقد المؤلف بعض عقائدهم، وبين معارضتها، ومخالفتها لما ثبت في الكتاب والسنة وكذلك العقل: كالطعن في الصحابة، وغيبة المهدي، وغير ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/406)
3 - بيانه أنهم وقعوا في غلو وتقصير فيما يجب لله تعالى من حقوق وصفات، بل وأن غلاتهم اقتبسوا آراءهم وأفكارهم من أديان ومذاهب باطلة.
4 - بيان حيرتهم في أصل المسائل وأعظمها –لديهم- وهي "الإمامة" فهم، مختلفون ومتحيرون في سوقها وخاصة بعد جعفر الصادق.
5 - بيان اختلافهم الشديد وتفرقهم في أصول المسائل حتى أصبحوا –كما يذكر- ما بين معتزلة وعيدية أو تفضيلية، وإخبارية: مشبهة أو سلفية. ثم قال عقب ذلك: "ومن ضل في الطريق وتاه، لم يبال الله في أي واد أهلكه".
هذا ما يتعلق بالإمامية، أما سائر فرق الشيعة الأخرى، فهي لا تقل عما ذكره عن الإمامية، إذ إن عباراته قاسية، وأوصافه لبعضهم جارحة، بل نص على أن تشويش الدين، وفتنة الناس مقصورة على الباطنية منهم، كما في قوله "لقد كان في كل أمة من الأمم قوم مثل الإباحية والزنادقة، والقرامطة، كان تشويش ذلك الدين منهم، وفتنة الناس مقصورة عليهم"، وذكر أن من ألقاب الإسماعيلية: الباطنية، والقرامطة والمزدكية.
وقد بيّن المؤلف في كتابه الملل بطلان عقائد الباطنية وانتقد آراءها، وذكر أنها تخالف الاثنتين والسبعين فرقة.
-كلام المؤلف في الصحابة رضي الله عنهم:
تقدم بعض أقوال المؤلف التي تبين أنه أنكر على الشيعة موقفهم من الصحابة من الطعن فيهم، والقدح في عدالتهم. واستنكر أن يستجيز ذو دين الطعن فيهم، ونسبة الكفر إليهم، ورد على ما أثاروه من شبهات نحوهم، وبين أنها افتراءات وترهات لا يصلح أن تُشحن بها الكتب، أو يجري بها القلم، حيث قال: "واعلم أنه لا شبه في المسألة إلا ما ذكرناه. وما تذكره الإمامية من سوء القول في الصحابة -رضي الله عنهم- وافتراء الأحاديث على الرسول، فكل ذلك ترهات لا يصلح أن تشحن بها الكتب، أو يجري بها القلم"، بل ذكر أن ما روي عن الصحابة مما يقدح في عدالتهم، ويطعن فيهم؛ إنما هو كذب وافتراء عليهم، من قبل الرافضة، ونبّه القارئ إلى تدبر النقل والتأكد في ذلك.
-كلام المؤلف في القرآن الكريم:
تحدث المؤلف في كتابه نهاية الإقدام عن القرآن وذكر أنه الدليل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم. وبين إعجازه سواء من حيث لفظه أو معناه، فمن حيث اللفظ: بلاغته، ونظمه، وفصاحته، والتحدي بالإتيان بمثله بل بسورة من مثله. ومن حيث المعنى: فما اشتمل عليه القرآن من غرائب الحكم، وبدائع المعاني، دليل على إعجازه. ومع توسعه في الحديث عن القرآن فلم يتضمن أي إشارة مما ذكره في التفسير عن مصحف علي أو ما أثير حول جمع القرآن مما يقدح فيه، ونحو ذلك ".
ثم قال (ص 123 - 124):
" الخلاصة: وأخيراً بعد دراسة ما يتعلق بالتهمة الموجهة إلى المؤلف من الميل إلى الباطنية من كلا الجانبين –أي ما يؤيدها أو يعارضها- نخلص من ذلك بالقول:
إن حال المؤلف تجاه ما ذكره لا يخلو من:
1 - وجود التناقض والاضطراب في مواقفه وآرائه، وعدم استقراره على مذهب أو رأي معين؛ فيذكر في كتاب ما يناقض ما ذكره في كتاب آخر، ونحو ذلك. وهذه سمة معظم المتكلمين والمتفلسفين.
2 - أن ما كتبه المؤلف في التفسير لم يكن عن اعتقاد وتصديق وإنما مداهنة وتزلفاً للرافضة، ولعله لأحد كبارهم وهو نقيب ترمذ الذي أهدى له كتابه الملل والنحل –كما سبق بيانه- وهذا الوجه أشار إليه شيخ الإسلام –رحمه الله تعالى- بقوله: "وبالجملة فالشهرستاني يظهر الميل إلى الشيعة، إما بباطنه، وإما مداهنة لهم، فإن هذا الكتاب –كتاب الملل والنحل- صنف لرئيس من رؤسائهم، وكانت له ولاية ديوانية، وكان للشهرستاني مقصود في استعطافه له. وكذلك صنف له كتاب "المصارعة" بينه وبين ابن سينا لميله إلى التشيع والفلسفة، وأحسن أحواله أن يكون من الشيعة، إن لم يكن من الإسماعيلية، أعني المصنف له، ولهذا تحامل فيه للشيعة تحاملاً بيناً ... ".
3 - رجوع المؤلف واستقراره على أحد المذهبين. ولا يمكن معرفة أي المذهبين إلا بمعرفة المتأخر من الكتب. وكما سبق فكتاب الملل لا إشكال فيه، فهو متقدم تأليفاً على كتابي: "نهاية الإقدام"، و"مفاتيح الأسرار"، بدليل الإحالة عليه في كلا الكتابين.
أما التفسير ونهاية الإقدام فلم أطلع على ما يدل على المتقدم منهما، ولذا لا يمكن الجزم في هذا الأمر.
إلا أنه قد يلتمس بعض أوجه الاحتمالات التي قد تدل على تأخير كتاب "نهاية الإقدام" عن كتاب "مفاتيح الأسرار" تأليفاً. ومن تلك الأوجه:
أ -أن المؤلف في أول كتاب نهاية الإقدام –كما تقدم - أنشد:
لقد طفت في تلك المعاهد كلها
وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كف حائر
على ذقن أو قارعاً سن نادم
فالبيتان تضمنا ما يدل على تطوفه على المعاهد كلها، وندمه على ما مضى من عمره، ولعل من جملة تلك المعاهد التي طاف بها "الباطنية" التي كان لها أثر ظاهر في بعض كتبه؛ كالتفسير.
ب - أن المؤلف كان مقرباً لدى نقيب ترمذ –وهو رافضي- الذي ألف له كتابي الملل والمصارعة. ولا يستبعد أن يتبع الكتابين بكتاب مفاتيح الأسرار سواء كان ببادرة منه، أو بطلب من ذلك النقيب.
أما نهاية الإقدام، فقد كتبه بعد بُعده عن ذلك النقيب، في آخر عمره بعد تطوافه بالمعاهد كلها وإعلان حيرته وندمه على ما سلف من عمره.
هذه هي الأوجه المحتملة لحال المؤلف، ولا يمكن القطع بأحدها والأخذ به؛ إذ لا دليل على ذلك -فيما أعلم- إلا أن الاحتمال الثالث هو أقوى الاحتمالات وأرجحها - فيما ظهر لي- لما تقدم بيانه والله أعلم ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/407)
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[30 - 05 - 07, 05:24 ص]ـ
جزاك الله خير يا شيخ سليمان
لاكن ما رأيك في كتابة الملل والنحل (من حيث البحث والتمحيص)
واذا تعرف كتاب اوسع منه تحيلنا علية تكون مشكورا
لانني قرأته ثلاث مرات كاملا وانوي في هذا الصيف ان استمتع بقرأته للمرة الرابعة
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 11:48 ص]ـ
بارك الله فيك.
ـ[فيصل]ــــــــ[02 - 06 - 07, 04:17 م]ـ
بارك الله فيك.
وقد وقفت على نص فات نقله على الشيخ السحيباني فيما ذكره في المبحث الرابع من ((ذكر أقوال العلماء والباحثين في ذلك)):
قال ابن دحية بعد أن نقل للشهرستاني كلاماً في الرؤية عن كتابه النهاية يميل فيه إلى أن المسألة سمعية والدلالة العقلية على الجواز مشكلة!
قال ابن دحية: ((هذا كلامه مع أنه أدق نظراً عند أصحابه، وأميل إلى المعقول من المنقول، وأنا بريءمن اعتقاده لفساد طويته، وخبث سريرته، أخبرني عنه جماعة من أشياخي بخراسان أنه كان من أهل الإلحاد والطغيان، وأنه كان لا يعتقد ديناً من الأديان.
وكذلك قال لنا الشيخ الفقيه شهاب الدين الطوسي رحمه الله)) انتهى الابتهاج لابن دحية 91 - 92 والطوسي هذا فقيه شافعي معروف ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة وتوفى سنة ست وتسعين وخمسمائة.(41/408)
الطبيعة البشرية للرسول
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 06:53 م]ـ
الطبيعة البشرية للرسول
بقلم د. عبد المعطي بيومي 30/ 5/2007
(1)
صدم الناس في الأيام الأخيرة بفتويين غريبتين: الفتوي الأولي: جواز إرضاع الكبير .. الفتوي الثانية: جواز التبرك بشرب بول الرسول صلي الله عليه وسلم .. ولكل من الفتويين خطأ وخطر.
أما الخطأ فهو ناتج من التعميم، وفساد الاستدلال، وأما الخطر فلما يقع ويترتب علي إرضاع الكبير من مفاسد وفواحش، ولما يترتب علي الثانية (جواز التبرك بشرب بول الرسول صلي الله عليه وسلم) من فساد العقيدة حول بشرية الرسول صلي الله عليه وسلم، ولذلك كانت هذه الفتوي أشد خطراً، لأن الأولي تقع في باب الأحكام الشرعية والفرعية، لكن الثانية تقع في مجال العقيدة وما يترتب علي فساد العقيدة في الرسول من شبهات الشرك، ووقوع التوهم في طبيعة الأنبياء عبر تاريخ الأمم أوقعها في فساد الاعتقاد في الله ورسله وهو أصل الإيمان وجوهر التوحيد.
كما أن خطر الفتوي الأولي انتهي باعتذار صاحبها وإعلان رجوعه إلي الحق، لكن خطر غلو فتوي البول يظل قائماً بمكابرة صاحبها وإصراره علي معاندة الحق بدل الرجوع إليه، والتوافق مع إخوانه العلماء.
(2)
ونحن نعلم أن أساس الاعتقاد في الإسلام قام علي حقيقة أن أنبياء الله ورسله بشر يعتريهم ما يعتري الطبيعة البشرية من قوة وضعف وصحة ومرض، يأكلون مما يأكل الناس منه ويشربون مما يشربون ويعتريهم كل ما يعتري البشر.
وقد كان هذا مثار استغراب غير المؤمنين، لأنهم يحسبون أنه مادام الله قد اصطفي أحداً ليكون رسولاً فلابد أن يكون أعلي من البشر بأن يكون ملكاً، وعلي الأقل يتنزل معه ملك.
يقول تعالي: «وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيراً» (الفرقان 7)، وقال تعالي: «وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثم لا ينظرون. ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً وللبسنا عليهم ما يلبسون» (الأنعام 8 و9).
وقال سبحانه: «وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدي إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولا. قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً» (الإسراء 94، 95)، أي لو كان المرسل إليهم ملائكة لنزلنا إليهم ملكاً رسولاً، ولكنهم ماداموا بشراً فإن الحكمة والملاءمة تقتضي أن يبعث إليهم بشر مثلهم، وأوحي الله إلي نبيه أن يقول لهؤلاء الذين يتوقعون أن يرسل الله إليهم من يكون مختلفاً عن البشر: «قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً» (الإسراء 93).
وما كان هذا الإصرار علي تأكيد بشرية الرسول في القرآن الكريم وجعلها أساساً في الاعتقاد إلا لأمرين في غاية الأهمية في العقيدة، وهما:
1 - تحديد الصفات الإلهية وأن أحداً من البشر بمن فيهم الأنبياء والرسل رغم معجزاتهم البالغة لا تعتريهم طبيعة إلهية بوجه من الوجوه حتي لا يعبدوا من دون الله، خاصة أن المنزلق الذي كانت تنزلق فيه العقول منذ فجر التاريخ أن الناس كانوا سرعان ما يؤلهون ذوي القوي من الملوك أو الرسل فيجعلونهم آلهة أو أبناء آلهة، حدث ذلك في الحضارة المصرية القديمة وفي الحضارة الفارسية، وحدث كثيراً في التاريخ الإنساني كله في الماضي، فها هو زرادشت مثلاً نبي قدامي الإيرانيين كما يقال عنه تحول إلي معبود، ولعلنا نلاحظ بوضوح أمر الله لنبينا محمد صلي الله عليه وسلم يتكرر في القرآن الكريم: «قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي أنما إلهكم إله واحد» (الكهف 110، فصلت 6).
فمن أجل التأكيد علي عقيدة التوحيد يتم تأكيد عقيدة بشرية الرسول، فإذا حدث خلط وتغليط في بشرية الرسول يتم الخلط والتغليط في عقيدة التوحيد بنفس القدر، وقد ظلت العقيدة الإسلامية كل هذه القرون قائمة علي عقيدة التوحيد الخالص لله والبشرية الخالصة للرسول صلي الله عليه وسلم، ولم تفلح الشطحات الصوفية التي يتجاوز بها مقام الحب عندهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم، وعدم إحكام العاطفة المتأججة بضوابط الشريعة أن تشوه العقيدة الإسلامية في بشرية الرسول وأنه ليس ملكاً أو إلهاً أو ابن إله وإنما هو بشر أو كما قال عليه الصلاة والسلام: «ابن امرأة من قريش».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/409)
2 - إن التأكيد علي بشرية الرسول يقطع حجة العباد علي الله بأنه لم يرسل إليهم بشراً مثلهم، لأن الرسول إذا لم يكن بشراً تفوت الغاية من إرساله، لأنهم -أي الرسل- إذا لم يكونوا بشراً يتأتي للناس كلما أمرهم رسولهم بأمر أو نهاهم عن أمر أن يقولوا لست بشراً مثلنا لا تحس بإحساسنا فإذا أمرهم بالصوم أو الصلاة مثلاً تعللوا باختلاف طاقتهم عن طاقته لكنه إذا كان بشراً وأمرهم وفعل هو ما أمرهم به دل علي إمكان قيامهم بالأمر وتنفيذه أو انتهائهم عما ينهون عنه، وبذلك تتم فائدة الرسالة وتتحقق غايتها، يقول تعالي: «رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماًَ» (النساء 165).
(3)
هذا التأسيس العقائدي الذي يكشف حقيقة بشرية الرسول في الإسلام، يكشف خطأ وخطورة فتوي البركة المزعومة لبول رسول الله صلي الله عليه وسلم، فبالإضافة إلي فساد الاستدلال فقد «خبطت في قلب» عقيدة بشرية الرسول وعرضتها للتضليل والتشويه.
ويبدو فساد الاستدلال واضحاً من الاعتماد علي حادثة فردية غير مقصودة إطلاقاً.
فقد روي القاضي عياض في كتابه «الشفا .. بتعريف حقوق المصطفي» (ص 50، جـ1، ط. دار الحديث، القاهرة) أن السيدة بركة «أم أيمن» شربت ما شربت، وهي لا تعلم أصلاً أن هذا بول، ولا أنه بول رسول الله صلي الله عليه وسلم، فلم تكن هناك نية في التبرك إطلاقاً، يقول القاضي عياض إن هذه السيدة «كانت تخدم النبي صلي الله عليه وسلم قالت: وكان لرسول الله صلي الله عليه وسلم قدح من عيدان يوضع تحت سريره يبول فيه من الليل، فبال فيه ليلة، ثم افتقده فلم يجد فيه شيئاً، فسأل بركة عنه، فقالت: قمت وأنا عطشانة فشربته وأنا لا أعلم».
وهذا هو موضع الاستدلال لأنه يكشف حقيقة نية السيدة، وأنها لم تكن عامدة قاصدة شرب بوله صلي الله عليه وسلم بنية البركة، ولكن صاحب الفتوي -ويبدو أنه لم يقرأ هذا المصدر وكان يجب عليه أن يقرأه لأن هذا الكتاب مصدر رئيسي في أوصاف المصطفي صلي الله عليه وسلم وحقوقه- ولذلك نراه يترك هذه الكلمة المهمة «وأنا لا أعلم» في هذه الرواية الصحيحة للحديث بهذه العبارة وقد قال القاضي عياض إن الحديث لهذه الرواية صحيح ألزم الدارقطني مسلما والبخاري إخراجه في الصحيح ثم أورد الحديث بهذه العبارة وليس فيها تعليق لرسول الله صلي الله عليه وسلم، وقد أخذ القاضي عياض هذه الرواية دون تعليق من رسول الله صلي الله عليه وسلم أيضاً،
وقد روي هذا الحديث ابن جريج وغيره، وسواء كانت هذه الرواية لأم أيمن خادمة أم حبيبة أو خادمة رسول الله صلي الله عليه وسلم التي أخرج ابن السكن من طريق عبدالملك بن حصين، عن نافع بن عطاء، عن الوليد بن عبدالرحمن، عن أم أيمن قالت كان للنبي صلي الله عليه وسلم فخارة يبول فيها بالليل، فكنت إذا أصبحت صببتها، فنمت ليلة وأنا عطشانة، فغلطت فشربتها، فذكرت ذلك للنبي صلي الله عليه وسلم فقال: «إنك لا تشتكين بطنك بعد هذا» فإننا نري تأكيد هذه الرواية هي الأخري أن السيدة بركة غلطت فشربتها، أي لم تكن هناك نية تبرك، وسواء كان تعليق رسول الله في هذه الرواية أنها لا تشتكي بطنها بعد هذا، أو أنها لا تجرجر في جهنم كما أورد صاحب الفتوي،
وهناك رواية ثالثة لم يرد فيها تعليق أصلاً من الرسول عليه الصلاة والسلام، فهي زيادة علي الرواية الصحيحة ولو ثبتت فلا تعني أكثر من أنه صلي الله عليه وسلم أراد أن يطمئن السيدة علي أنها غير معاقبة علي هذا الغلط، لأنه وقع عن غير قصد منها، أو أنه لن يضرها، ومناط الحساب ثواباً أو عقاباً علي القصد والنوايا، كما قرر صلي الله عليه وسلم القاعدة الذهبية في تقويم الأعمال «إنما الأعمال بالنيات» ولذلك لم يذكر القرطبي في الاستيعاب هذه الزيادة أيضاً مما يوهنها كما لم يذكرها ابن حجر وهو يتحدث عن بركة الحبشية علي أننا يجب أن نفهم هذه الزيادة في ضوء تحريمه صلي الله عليه وسلم شرب أبوال الناس وهو من الناس بدلالة القرآن: «قل إنما أنا بشر مثلكم» حتي في حالة التعرض للهلاك، فالمشرف علي الموت يجوز له أن يأكل الميتة، ولا يجوز له أن يشرب البول الآدمي (البخاري كتاب 4، باب 15) وقوله صلي الله عليه وسلم إن الله ما جعل شفاء أمتي فيما حرم عليها، فهل ينهي الرسول عن شر أو شيء ويأتي بمثله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/410)
وإذا كان فساد الاستدلال واضحاً في زعم «التبرك» الذي تنفيه السيدة صاحبة الواقعة مما يعيب هذه الفتوي فإن ما يعيبها أمران آخران أشد خطأ، وأفدح خطورة علي الاعتقاد.
ذلك أن صاحب الفتوي في برنامج له بالتليفزيون راح يدافع عن فتواه باللجوء إلي أحاديث وروايات كثيرة بعضها صحيح وأغلبها ضعيف، عن كمالات رسول الله صلي الله عليه وسلم وطهارته وإعداده بشق صدره وتطهيره، إلي حد القول صراحة باختلافه صلي الله عليه وسلم عن البشر مما مثل كارثة حقيقية في هذا البرنامج أدت إلي تزييف العقيدة في بشرية الرسول.
ومع أننا نسلم بإعداده صلي الله عليه وسلم وطهارته ونظافته إلا أن العقيدة الإسلامية تقوم علي أن إعداده صلي الله عليه وسلم بكل الكمالات البشرية وإعداده لتلقي الوحي لا يخرجه عن البشرية فما يطهر منه يطهر في البشر من عرقه وطيب ريحه، وما يوجب وضوءه واغتساله يوجب وضوء واغتسال البشر، وقد كان يتوضأ لكل صلاة ويغتسل للجنابة فإذا كان بوله وبرازه طاهرين فهل كان يصلي بغير وضوء، إنه صلي الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاة بينما خفف علي البشر بالوضوء عند الحدث وكان صلي الله عليه وسلم يغتسل للجنابة مما هو من بداءة الفقه الإسلامي، ولم يقل بطهارة الحدثين عنده إلا بعض الشافعية الذين لم يعنهم القاضي عياض، وليس هناك إجماع كما ادعي صاحب الفتوي علي التليفزيون،
ذلك مما أوجد حالة من تزييف الاعتقاد والتضليل في تصور الناس لرسول الله صلي الله عليه وسلم بأنه مختلف عن البشر، بهذا النص (تراجع حلقة البرنامج) والذي يمثل طامة كبري في الفتوي مما يؤكد تصوره لاختلاف الرسول عن البشر قوله فيها بالنص: «وليعلم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم فرد جليل لم يأت مثله في العالمين، ولن يأتي إلي يوم الدين» إلي أن قال: «وأنه -أي الله تعالي عن ذلك- جعله عين الحضرة القدسية»، فما الحضرة القدسية؟ إنها عند الصوفية حضرة جناب الحق تبارك وتعالي، وبذا يكون الرسول صلي الله عليه وسلم عين هذه الحضرة .. عين الله!! وبذلك تزيف البشرية ويكون للرسول طبيعة إلهية، ويقع الغلو والتطرف في حقيقته صلي الله عليه وسلم إلي هذا الحد، فإذا كانت أمم أخري جعلت أنبياءها ابناً لله كما حكي القرآن الكريم فها نحن نجعل نبينا عين الحضرة القدسية!
هل باتت شطحات بعض الصوفية مصدراً للإفتاء؟ ومرجعاً لتزييف العقيدة لدي الناس؟
وثالثة الأثافي في هذه الفتوي الغريبة ما يورده صاحبها -غفر الله له- من أن الرسول صلي الله عليه وسلم نفسه كان يشرب الماء المستعمل من طهارة المسلمين، فيقول في نهاية «الفتوي» والبركة ليست خاصة بالنبي صلي الله عليه وسلم فقط كما يظن بعضهم، فقد أخرج الطبراني في الأوسط، وأبونعيم في الحلية: أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يبعث إلي «المطاهر» فيؤتي بالماء فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين، كما في صحيح الجامع -كما قال ولا تعليق.
لكننا سنعود إلي هذه الأحاديث وغيرها مع ملاحظة أن هذا المصدر الذي ينقل عنه مليء بالأحاديث الضعيفة التي لا تصلح في منهج الإفتاء مصدراً للإفتاء ولا مرجعاً، ولا سبيل أمامها إلا إسقاط الاستدلال بها إن كانت ضعيفة، أو تأويلها إن كان فيها شيء من الصحة.
وإن كنا نتمني أن تغلق هذه الفتاوي الخاطئة التي تضلل الناس في العقيدة باعتذار صاحب الفتوي ورجوعه شأن العلماء الحقيقيين الأثبات إلي الحق، الذين يصيخون السمع لقول الله تعالي عن الذين أنابوا إلي الله «لهم البشري فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب».
علي أن أمل المسلمين في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن يعامل هذه الفتوي بمعاملة الفتوي زميلتها (إرضاع الكبير) من حيث اعتذار صاحبها ولو دون تحقيق وهو قمين بهذا لأنه الجهة التي تعقب علي الفتاوي جميعاً، وهو لا يمكن أن يفعل كما كان يفعل بعض الأمم من أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد .. معاذ الله.
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=62653
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 08:06 م]ـ
وانظر هذا الرابط:
محامي يطالب بحبس المفتي بتهمة سب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=102199
ـ[خالد مرزوق]ــــــــ[31 - 05 - 07, 12:37 ص]ـ
شكرا اخى الكريم
بارك الله فيك
وجزاك الله خير الجزاء
ماذا نتوقع من رجل يقول ان النبى مخلوق من نور
وقد سمعت هذا الكلام من لسانه فى سؤال بعد خطبه فى مسجده
ولكن المصبيه ان كثير من الاخوه من اهل السنه معجبين بهذا المفتون
ولك جزيل الشكر
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 01:37 م]ـ
ولك جزيل الشكر أخي الحبيب
وفي انتظار إفاداتكم بحال هذا الرجل الذي قرأنا كثيرا من شذوذاته في الفترة الأخيرة خاصة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/411)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 02:21 م]ـ
المفتي يسحب كتابه من السوق بعد أن رفض الأزهر فتوى التبرك ببول النبي صلى الله عليه وسلم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=609621#post609621
ـ[شتا العربي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 10:57 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104898
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - 07 - 07, 01:45 ص]ـ
==
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[23 - 07 - 07, 10:24 ص]ـ
أخي الكريم أحياناً لا نعطي المسألة حقها
إلي أن قال: «وأنه -أي الله تعالي عن ذلك- جعله عين الحضرة القدسية»،
من يقول بوحدة الوجود نناقشه في قضية التبرك بشرب بول النبي صلى الله عليه وسلم
فقوله هذا وسيلة إلى الشرك وليس شركاً أكبر
ولكن قللي أي إسلام بقي لأمثال هؤلاء وهم يقولون بوحدة الوجود بل أي عقل عندهم وهل نناقشهم في الشرك الأصغر وكفرهم تجاوز كفر مشركي العرب!
أعتقد أنه كان على الشيخ أن يبين حقيقة عقيدة وحدة الوجود عند أولئك الأنجاس - بدلا من الاستغفار لهم!! - وأن يفهم الناس سبب تكفير العلماء لكبار أئمتهم وأن مشايخهم في الدين والولاية هم ألد أعداء الله تعالى
ثم بعد ذلك يأتي للمسألة التي يريد أن يبينها لعامة الناس ..
ـ[أبو الأشبال البريطاني]ــــــــ[24 - 07 - 07, 04:40 ص]ـ
ومن الطرائف والشئ بالشئ يذكر أني كنت أدرس مع هذا الرجل في الثمانينيات من القرن الماضي وكان يترك سيارته دون أن يغلقها بالمفتاح فلما سألته عن السبب قل (أنا معزم عليها)
ولم تمض أيام حتى رأيته يوقف سيارة أجرة فلما سألته وأين سيارتك قال لى ... سرقت
ولله في خلقه شؤون
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[24 - 07 - 07, 07:38 ص]ـ
_ابتسامة_اضحك الله سنك اخينا ابو الأشبال .. اي والله لله فى خلقه شئون
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 02:56 ص]ـ
فتاوي علي جمعة .. مرجعية لأقباط المهجر
المصريون: بتاريخ 7 - 8 - 2007
كشف تقرير نشرته جريدة بريطانية أن أقباط المهجر المصريين أظهروا احتفاء بالغا بفتاوى الدكتور علي جمعة الأخيرة بشأن تحريم ختان الإناث وبشأن عدم معاقبة المرتد عن الإسلام في الحياة الدنيا ... وقالت الجريدة في تقريرها أن القنوات الفضائية المسيحية التابعة لأقباط المهجر تلقت الآلاف من الاتصالات الهاتفية التي تشيد بفتاوى جمعة ...
http://www.almesryoon.com/ShowDetail...=37030&Page=13
ـ[شتا العربي]ــــــــ[27 - 09 - 07, 02:50 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104898(41/412)
يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 10:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله تعالى:
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي ** رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَل
اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه ** لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ ** وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ ** لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل
وأُقِرُّ بِالقُرآنِ ما جاءَتْ بِهً ** آياتُهُ فَهُوَ القَديمُ المُنْزَلُ
وجميعُ آياتِ الصِّفاتِ أُمِرُّها ** حَقاً كما نَقَلَ الطِّرازُ الأَوَّلُ
وأَرُدُّ عُقْبَتَها إلى نُقَّالِها ** وأصونُها عن كُلِّ ما يُتَخَيَّلُ
قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ الكِّتابَ وراءَهُ ** وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ
والمؤمنون يَرَوْنَ حقاً ربَّهُمْ ** وإلى السَّماءِ بِغَيْرِ كَيْفٍ يَنْزِلُ
وأُقِرُ بالميزانِ والحَوضِ الذي ** أَرجو بأنِّي مِنْهُ رَيّاً أَنْهَلُ
وكذا الصِّراطُ يُمَدُّ فوقَ جَهَنَّمٍ ** فَمُوَحِّدٌ نَاجٍ وآخَرَ مُهْمِلُ
والنَّارُ يَصْلاها الشَّقيُّ بِحِكْمَةٍ ** وكذا التَّقِيُّ إلى الجِنَانِ سَيَدْخُلُ
ولِكُلِّ حَيٍّ عاقلٍ في قَبرِهِ ** عَمَلٌ يُقارِنُهُ هناك وَيُسْأَلُ
هذا اعتقادُ الشافِعيِّ ومالكٍ ** وأبي حنيفةَ ثم أحمدَ يَنْقِلُ
فإِنِ اتَّبَعْتَ سبيلَهُمْ فَمُوَحِّدٌ ** وإنِ ابْتَدَعْتَ فَما عَلَيْكَ مُعَوَّلًًًً
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 10:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً وتفضل بسماعها هنا على هذا الرابط
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=pNm65z5a2
عَقِيدَتِي عَقِيدَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ والْجماعةِ و هي عَقِيدَةُ الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ وهي منسو بة للإمام ابن تيمية فالله أعلم
لا تنسونا من صالح الدعاء(41/413)
هل نعت الحافظ ابن حجر الإمام ابن تيمية بشيخ الإسلام؟
ـ[طالب شريف]ــــــــ[31 - 05 - 07, 06:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم.
أرجو ذكر اسم الكتاب والصفحة والجزء.
وليت بعض الإخوة يجمع مَن نعتَ الإمام ابن تيمية بشيخ الإسلام من الأشاعرة!!
بعض الناس ينكرون نعته بالإمام بَلْهَ شيخ الإسلام، وكأنَّ الأمة ما حلَّ بها ما حلَّ إلا لذاك!
رحمهم الله تعالى، وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[31 - 05 - 07, 07:09 ص]ـ
هذا كتاب في ثناء أكابر العلماء على ابن تيمية رحمه الله ووصفهم له بأنه:"شيخ الإسلام" واسمه:"الرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر " وفي الكتاب من هم من الأشاعرة
الرابط:
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alrd%20alwafer.zip
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 12:12 م]ـ
وفي خاتمة الكتاب تقريظ ابن حجر الكتابَ وموافقته على ما حواه.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
###إخواني الكرام كلام الحافظ ابن حجر في الدرر إنما هو ناقل لأقوال المخالفين وليس بقائل
### أما قول الحافظ ابن حجر كما في تقريظه للرد الوافر ص 246 فهو: ((وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين أشهر من الشمس وتلقيبه بشيخ الإسلام في عصره باقٍ إلى الآن على الألسنة الزكية ويستمر غداً كما كان بالأمس ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره أو تجنب الإنصاف)) أ. هـ
### وقد ألمع الإمام ابن حجر إلى موقف صنفي العلماء من هذا الإمام بقوله كما في الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي ص 247: ((ولقد قام على الشيخ تقي الدين جماعة من العلماء مراراً؛ بسبب أشياء أنكروها عليه من الأصول والفروع، وعقدت له بسبب ذلك عدة مجالس بالقاهرة وبدمشق ولا يحفظ من أحد منهم أنه أفتى بزندقته ولا حكم بسفك دمه مع شدة المتعصبين عليه حينئذ من أهل الدولة حتى حبس بالقاهرة ثم بالإسكندرية ومع ذلك فكلهم معترف بسعة علمه وكثرة ورعه وزهده ووصفه بالسخاء والشجاعة وغير ذلك من قيامه في نصر الإسلام والدعاء إلى الله تعالى في السر والعلانية)) أ. هـ
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[10 - 06 - 07, 11:23 م]ـ
جاء في كتاب الرد الوافر ص 283في جواب لابن حجر:
((لا يطلق في ابن تيمية انه كافر الا احد رجلينك اما كافر حقيقة واما جاهل بحاله, فإن الرجل كان من كبار المسلمينوالا أن له مسائل اختارها من مقالات المسلمين يلزم من بعضها الكفر عند بعض أهل العلم دون بعض, ولازم المذهب ليس بمذهب)).
وقد علق المحقق زهير الشاويش: عجيب مثل هذا القول المطلق ولو انه ذكر من هذا لظهر الحكم على حقيقته واما هذا الاطلاق فلا يسلم له. ا.هـ
فلماذا هذا التشنيع على شيخ الاسلام وان كان ابن حجر قد رقع كلامه: عند بعض أهل العلم دون بعض .......
لازم المذهب ليس بمذهب ....
فهذا لايعفيه مما ذكر
ورحمة الله على الامام شيخ الاسلام ابن تيمية ,فاني في موضعين من الرد الوافر كلاهما لابن حجر لم أره ترحم ((هو)) على ابن تيمية!
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[11 - 06 - 07, 12:24 ص]ـ
نحن معشر أهل السنة و الجماعة
نترحم علي الجميع و لا نطعن في أحد من هؤلاء الأئمة
أما غيرنا
فهم يتلذذون بأكل لحم العلماء!!!!!!!!!!!
ما أكثرهم وهم الأقلون
لا بارك الله فيمن حقر من شأن علمائنا
ـ[أبوعمر وصهيب]ــــــــ[11 - 06 - 07, 01:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم.
أرجو ذكر اسم الكتاب والصفحة والجزء.
وليت بعض الإخوة يجمع مَن نعتَ الإمام ابن تيمية بشيخ الإسلام من الأشاعرة!!
بعض الناس ينكرون نعته بالإمام بَلْهَ شيخ الإسلام، وكأنَّ الأمة ما حلَّ بها ما حلَّ إلا لذاك!
رحمهم الله تعالى، وجزاكم الله خيراً.
أخى الحبيب
هناك رسالة مطبوعة فى مجلدين بعنوان
البدر التمام فى من لُقب من العلماء بشيخ الإسلام
للأستاذ سعد فهمى
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[11 - 06 - 07, 01:10 ص]ـ
رحم الله علماء هذه الأمة
الذين أمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر
وحملوا إلينا الحديث الشريف باذلين الجهد في بيان صحيحه من ضعيفه.
سؤال أيها الإخوة، والتمسوا العذر، فأنتم تعذرون بالجهل، كما يقال
أليس من الأفضل أن نقول: فلان شيخ المسلمين بدلا من شيخ الإسلام؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/414)
أرجو من كل واحد من إخواني أن يفكر في معنى: شيخ الإسلام
وهل كان هذا اللقب يطلق في أيام خير القرون الأولى؟
فحسب فهمي المذكور أعلاه أن الشيخ أعلى من التلميذ.
ومتى كان الإسلام تلميذا ليكون فلان شيخه؟
ألم أقل لكم اعذروني بالجهل؟!!!!!
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[13 - 06 - 07, 05:32 ص]ـ
ثناء الحافظ ابن حجر لابن تيمية ووصفه بشيخ الاسلام
إن أهم الأدلة على ثناء الحافظ ابن حجر على ابن تيمية ما قاله فيه عند تقريظه كتاب الرد الوافر على من زعم ان ابن تيمية كافر لابن ناصر الدين الدمشقي كما أثبته السخاوي في كتابه الجواهر والدرر في ترجمة الحافظ ابن حجر قال فيه ما نصه
قال السخاوي في الجواهر والدرر في ترجمة الحافظ ابن حجر - المخطوطة موجودة في مكتبة طوبقبو بتركيا رقم المخطوط 1992 - في معرض سرد تقريظات ابن حجر للكتب ما نصه:
» ومن ذلك ما كتب به على الرد الوافر على من زعم أن ابن تيمة شيخ الاسلام كافر لحافظ الشام ابن ناصر الدين في سنة خمس وثلاثين وحدث به في أواخر السنة التي تليها بالشام بقراءة صاحبنا النجم الهاشم:
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. وقفت على هذا التأليف النافع والمجموع الذي هو للمقاصد التي جمع لأجلها جامع. فتحفقت سعة اطلاع الامام الذي صنفه، وتضلعه من العلوم النافعة بما عظّمه بين العلماء وشرّفه.
وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين أشهر من الشمس، وتلقيبه بشيخ الاسلام في عصره باق الى الآن على الألسنة الزكية ويستمر غدا كما كان بالأمس، ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره أو تجنب الإنصاف، مما أكثر غلط من تعاطى ذلك وأكثر عثاره، فالله تعالى هو المسؤول أن يقينا شرور أنفسنا وحصائد ألسنتنا بمنّه وفضله.
ولو لم يكن من الدليل على إمامة هذا الرجل الا ما نبّه عليه الحافظ الشهير علم الدين البرزالي في تاريخه أنه لم يوجد في الاسلام من اجتمع في جنازته لمّا مات ما اجتمع في جنازة الشيخ تقي الدين، وأشار الى أن جنازة الإمام أحمد كانت حافلة جدا، شهدها ما بين مئي ألوف، ولكن لو كان بدمشق من الخلائق نظير من كان ببغداد بل أضعاف ذلك لما تأخر أحد منهم عن شهود جنازته.
وأيضا فجميع من كان ببغداد إلا الأقل كانوا يعتقدون إمامة الإمام أحمد وكان أمير بغداد وخليفة الوقت إذ ذاك في غاية المحبة له والتعظيم، بخلاف ابن تيمية، فكان أمير البد حين مات غائبا، وكان أكثر من في البلد من الفقهاء. فتعصبوا عليه حين مات محبوسا بالقلعة، ومع هذا فلم يتخلف منهم عن حضور جنازته والترحم عليه والتأسف عليه الا ثلاثة أنفس تأخروا خشية على أنفسهم من العامة.
ومع حضور هذا الجمع العظيم فلم يكن لذلك باعث إلا اعتقاد إمامته وبركته لا بجمع سلطان ولا غيره.
وقد صح عن النبي e أنه قال أنتم شهود الله في الأرض.
ولقد قام على الشيخ تقي الدين جماعة من العلماء مرارا بسبب أشياء أنكروها عليه من الأصول والفروع وعقدت له بسبب ذلك عدة مجالس بالقاهرة ودمشق. ولا يحفظ عن أحد منهم أنه أفتى بزندقته ولا حكم بسفك دمه مع شدة المتعصبين عليه حينئذ من أهل الدولة، حتى حُبس بالقاهرة ثم بالاسكندرية، ومع ذلك فكلهم معترف بسعة علمه وكثرة ورعه وزهده، ووصفه بالسخاء والشجاعة وغير ذلك من قيامه في نصر الاسلام والدعاء الى الله تعالى في السر والعلانية.
فكيف لا ينكر على من أطلق أنه كان كافرا بل من أطلق على من سماه شيخ الاسلام الكفر. وليس في تسميته بذلك ما يقتضي ذلك، فإنه شيخ الاسلام بلا ريب.
والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عنادا.
وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبري منه، ومع ذلك فهو بشر يخطىء ويصيب فالذي أصاب فيه - وهو الأكثر - يستفاد منه ويترحم عليه بسببه، والذي أخطأ فيه - بل هو معذور - لأن أئمة عصره شهدوا له بأن أدوات الاجتهاد اجتمعت فيه، حتى كان أشد المتشغبين عليه القائمين في إيصال الشر اليه وهو كمال الدين الزملكاني يشهد له بذلك، وكذلك الشيخ صدر الدين ابن الوكيل الذي لم يثبت لمناظرته غيره.
ومن أعجب العجب أن هذا الرجل كان أعظم قياما على أهل البدع من الروافض والحلولية والاتحادية، وتصانيفه في ذلك كثيرة شهيرة، وفتاويه فيهم لا يدخل تحت الحصر
فيا قرة أعينهم اذا سمعوا تكفيره، ويا سرورهم اذا رأوا من يكفره من أهل العلم.
فالواجب على من تلبس بالعلم وكان له عقل أن يتأمل كلام الرجل من تصانيفه المشهورة أو من ألسنة من يوثق به من أهل النقل فيفرد من ذلك ما ينكر فيحذر منه على قصد النصح، ويثني عليه بفضائله فيما أصاب من ذلك كدأب غيره من العلماء.
ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب الا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف لكان غاية في الدلالة على عظيم منزلته. فكيف وقد شهد له بالتقدم في العلوم والتميز في المنطوق والمفهوم أئمة عصره من الشافعية وغيرهم فضلا عن الحنابلة.
فالذي يطلق عليه - مع هذه الأشياء - الكفر أو على من سماه شيخ الاسلام: لا يلتفت اليه ولا يعول في هذا المقام عليه بل يجب ردعه عن ذلك الى أن يراجع الحق ويذعن للصواب.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وحسبنا الله ونعم الوكيل».
انتهى كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله وهو كلام نفيس جدا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/415)
ـ[أبو محمد]ــــــــ[13 - 06 - 07, 06:10 ص]ـ
أخي الحاج عادل .. ليس المقصود من هذا اللقب أن العالم شيخ والإسلام تلميذ! فلا يقول هذا عاقل .. إنما المقصود: شيخٌ له قدم صدق في الإسلام .. فهو شيخٌ في الإسلام وليس شيخا للإسلام.
ومن لطيف ما يذكر في هذا الباب أنه روى اللالكائي في السنة في باب جماع فضائل الصحابة أثرا عن علي رضي الله عنه فيه تلقيب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بشيخي الإسلام.
ـ[طالب شريف]ــــــــ[27 - 06 - 07, 01:50 م]ـ
جزاكم الله خيراً على الفوائد، زادكم الله علماً، وبارك فيكم.
أخى الحبيب
هناك رسالة مطبوعة فى مجلدين بعنوان
البدر التمام فى من لُقب من العلماء بشيخ الإسلام
للأستاذ سعد فهمى
أين طُبعت أخي الكريم؟ وجزاكم الله خيراً.(41/416)
ما هي الأسماء التي لا تصح نسبتها لله من الأسماء التسعة والتسعين المشتهرة؟
ـ[أبو عبد الرحمن الحسن]ــــــــ[31 - 05 - 07, 08:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني أحبكم في الله .. وأسأل الله أن يزيد من علمكم ومن نفع المسلمين بكم ..
سؤالي هو ..
ما هي الأسماء التي لا تصح نسبتها لله عز وجل من الأسماء التسعة والتسعين المشتهرة بين العوام؟
أرجو رد علمي مفصل كافي شافي ..
أريد معرفتها لأوقن بأن باقي التسع وتسعين اسما هي من أسماء الله سبحانه وتعالى يقينا ولا أتشكك في هذا ..
وجزاكم الله خيرا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[31 - 05 - 07, 08:11 م]ـ
هذا كتاب الدكتور محمود عبد الرزاق الرضواني - حفظه الله تعالى -:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1668(41/417)
حياة الآخرة - حقيقية أم معنوية
ـ[الشيشاني]ــــــــ[31 - 05 - 07, 11:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
سئلت اليوم عن هذا السؤال، وأنا متيقن من الجواب و هو أن حياة الآخرة حقيقية حسية، وليست معنوية خيالية.
لكن هل تعرض أحد من علمائنا لهذه "الشبهة"؟
وكيف يمكننا الرد والجواب العلمي لهذا السؤال؟
من لديه إفادة فليفدنا مشكورا.
والسلام عليكم!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 06 - 07, 01:07 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يمكنك حفظك الله مراجعة الرسالة الحموية للإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
مجموع الفتاوى لابن تيمية - (5/ 31)
وأما المنحرفون عن طريقهم: فهم " ثلاث طوائف ": أهل التخييل وأهل التأويل وأهل التجهيل.
فأهل التخييل: هم المتفلسفة ومن سلك سبيلهم من متكلم ومتصوف ومتفقه. فإنهم يقولون: إن ما ذكره الرسول من أمر الإيمان بالله واليوم الآخر إنما هو تخييل للحقائق لينتفع به الجمهور لا أنه بين به الحق ولا هدى به الخلق ولا أوضح به الحقائق.
ثم هم على قسمين: منهم من يقول: إن الرسول لم يعلم الحقائق على ما هي عليه. ويقولون: إن من الفلاسفة الإلهية من علمها الذين يسمونهم الأولياء من علمها ويزعمون أن من الفلاسفة والأولياء من هو أعلم بالله واليوم الآخر من المرسلين.
وهذه مقالة غلاة الملحدين من الفلاسفة والباطنية: باطنية الشيعة وباطنية الصوفية.
ومنهم من يقول: بل الرسول علمها لكن لم يبينها وإنما تكلم بما يناقضها وأراد من الخلق فهم ما يناقضها؛ لأن مصلحة الخلق في هذه الاعتقادات التي لا تطابق الحق. ويقول هؤلاء: يجب على الرسول أن يدعو الناس إلى اعتقاد التجسيم مع أنه باطل وإلى اعتقاد معاد الأبدان مع أنه باطل ويخبرهم بأن أهل الجنة يأكلون ويشربون مع أن ذلك باطل.
قالوا: لأنه لا يمكن دعوة الخلق إلا بهذه الطريق التي تتضمن الكذب لمصلحة العباد. فهذا قول هؤلاء في نصوص الإيمان بالله واليوم الآخر. (وأما الأعمال فمنهم من يقرها ومنهم من يجريها هذا المجرى. ويقول: إنما يؤمر بها بعض الناس دون بعض ويؤمر بها العامة دون الخاصة فهذه طريقة الباطنية الملاحدة والإسماعيلية ونحوهم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 06 - 07, 01:31 ص]ـ
وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله في درء التعارض - (1/ 9)
فأهل الوهم والتخييل هم الذين يقولون: إن الأنبياء أخبروا عن الله وعن اليوم الآخر وعن الجنة والنار بل وعن الملائكة بأمور غير مطابقة للأمر في نفسه ولكنهم خاطبوهم بما يتخيلون به ويتوهمون به أن الله جسم عظيم وأن الأبدان تعاد وأن لهم نعيما محسوسا وعقابا محسوسا وإن كان الأمر ليس كذلك في نفس الأمر لأن من مصلحة الجمهور أن يخاطبوا بما يتوهمون به ويتخيلون أن الأمر هكذا وإن كان هذا كذبا فهو كذب لمصلحة الجمهور إذ كانت دعوتهم ومصلحتهم لا تمكن إلا بهذه الطريق
وقد وضع ابن سينا وأمثاله قانونهم علي هذا الأصل كالقانون الذي ذكره في رسالته الأضحوية وهؤلاء يقولون: الأنبياء قصدوا بهذه الألفاظ ظواهرها وقصدوا أن يفهم الجمهور منها هذه الظواهر وإن كانت الظواهر في نفس الأمر كذبا وباطلا ومخالفة للحق فقصدوا إفهام الجمهور بالكذب والباطل للمصلحة
ثم من هؤلاء من يقول: النبي كان يعلم الحق ولكن أظهر خلافه للمصلحة
ومنهم من يقول: ما كان يعلم الحق كما يعلمه نظار الفلاسفة وأمثالهم وهؤلاء يفضلون الفيلسوف الكامل علي النبي ويفضلون الولي الكامل الذي له هذا المشهد علي النبي كما يفضل ابن عربي الطائي خاتم الأولياء ـ في زعمه ـ علي الأنبياء وكما يفضل الفارابي و مبشر بن فاتك وغيرهما الفيلسوف علي النبي
وأما الذين يقولون: إن النبي كان يعلم ذلك فقد يقولون: إن النبي أفضل من الفيلسوف لأنه علم ما علمه الفيلسوف وزيادة وأمكنه أن يخاطب الجمهور بطريقة يعجز عن مثلها الفيلسوف وابن سينا وأمثاله من هؤلاء
وهذا في الجملة قول المتفلسفة والباطنية كالملاحدة الإسماعيلية وأصحاب رسائل إخوان الصفاء والفارابي و ابن سينا والسهروردي المقتول وابن رشد الحفيد وملاحدة الصوفية الخارجين عن طريقة المشايخ المتقدمين من أهل الكتاب والسنة ابن عربي و ابن سبعين و ابن الطفيل صاحب رسالة حي بن يقظان وخلق كثير غير هؤلاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/418)
ومن الناس من يوافق هؤلاء فيما أخبرت به الأنبياء عن الله: أنهم قصدوا به التخييل دون التحقيق وبيان الأمر على ما هو عليه دون اليوم الآخر
ومنهم من يقول: بل قصدوا هذا في بعض ما أخبروا به عن الله كالصفات الخبرية من الاستواء والنزول وغير ذلك.
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتح رب البرية بتلخيص الحموية
فأما أهل التخييل: فهم الفلاسفة، والباطنية ومن سلك سبيلهم من المتكلمين وغيرهم. وحقيقة مذهبهم أن ما جاءت به الأنبياء مما يتعلق بالإيمان بالله واليوم الآخر أمثال وتخييلات لا حقيقة لها في الواقع، وإنما المقصود بها انتفاع العامة وجمهور الناس، لأن الناس إذا قيل لهم: إن لكم ربا عظيما، قادرا، رحيما، قاهرا، وأمامكم يوما عظيما تبعثون فيه، وتجازون بأعمالكم ونحو ذلك استقاموا على الطريقة المطلوبة منهم، وإن كان هذا لا حقيقة له على زعم هؤلاء.
ثم إن هؤلاء على قسمين: غلاة، وغير غلاة.
فأما الغلاة فيزعمون أن الأنبياء لا يعلمون حقائق هذه الأمور وأن من المتفلسفة الإلهية ومن يزعمونهم أولياء من يعلم هذه الحقائق، فزعموا أن من الفلاسفة من هو أعلم بالله واليوم الآخر من النبيين الذين هم أعلم الناس بذلك.
وأما غير الغلاة فيزعمون أن الأنبياء يعلمون حقائق هذه الأمور ولكنهم ذكروا للناس أمورا تخييلية لا تطابق الحق لتقوم مصلحة الناس، فزعموا أن مصلحة العباد لا تقوم إلا بهذه الطريقة التي تتضمن كذب الأنبياء في أعظم الأمور وأهمها.
فالطائفة الأولى حكمت على الرسل بالجهل. والطائفة الثانية حكمت عليهم بالخيانة والكذب.
هذا هو قول أهل التخييل فيما يتعلق بالإيمان بالله واليوم الآخر.
أما في الأعمال فمنهم من يجعلها حقائق يؤمر بها كل أحد، ومنهم من يجعلها تخييلات ورموزا يؤمر بها العامة دون الخاصة فيؤولون الصلاة بمعرفة أسرارهم، والصيام بكتمانها، والحج بالسفر إلى شيوخهم ونحو ذلك. وهؤلاء هم الملاحدة من الإسماعيلية والباطنية ونحوهم.
وفساد قول هؤلاء معلوم بضرورة الحس، والعقل، والشرع فإننا نشاهد من الآيات الدالة على وجود الله وكمال صفاته ما لا يمكن حصره:
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
فإن هذه الحوادث المنتظمة لا يمكن أن تحدث إلا بمدبر حكيم قادر على كل شيء.
والإيمان باليوم الآخر دلت عليه جميع الشرائع واقتضته حكمة الله البالغة، ولا ينكره إلا مكابر، أو مجنون، وأهل التخييل لا يحتاجون في الرد عليهم إلى شيء كثير، لأن نفور الناس عنهم معلوم ظاهر.
ـ[الشيشاني]ــــــــ[01 - 06 - 07, 02:50 ص]ـ
أخي الشيخ عبد الرحمن - حفظك الله
جزاك الله خيرا على هذه النقول.
واستوقفني فيها ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية لابن رشد الحفيد:
وهذا في الجملة قول المتفلسفة والباطنية كالملاحدة الإسماعيلية وأصحاب رسائل إخوان الصفاء والفارابي و ابن سينا والسهروردي المقتول وابن رشد الحفيد وملاحدة الصوفية
هل ابن رشد - صاحب "بداية المجتهد" - فعلا ممن يقول بأن ما يتعلق باليوم الآخر إنما هو خيال؟ وإذا كان الأمر كذلك، فالتساؤل وارد بالضرورة: فما فائدة تأليفه لهذا الكتاب؟
ثم هل من تفصيل أكثر لهذه المسألة عند الإخوة الآخرين؟
ومن خلال التحاور مع صاحب السؤال ذكر لي أن طائفة من أصحاب نبي الله عيسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - كانوا لا يؤمنون إلا بالله، لا يؤمنون بالملائكة ولا باليوم الآخر. وهذا من عقائد اليهود أيضا - أعني عدم الإيمان باليوم الآخر - كما ذكره د. عمر الأشقر في كتابه "الجنة ولنار".
فهل يمكن أن تكون هناك علاقة وصلة بين طوائف الفلاسفة والملاحدة واليهود والنصارى؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 06 - 07, 03:05 ص]ـ
بارك الله فيكم
نعم هو ابن رشد الفيلسوف صاحب البداية
وفي هذا الرابط ما يفيد حول عقيدته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=169055#post169055(41/419)
تنبيه على معنى كشف الحجاب
ـ[ابو عبد الله المرابط]ــــــــ[01 - 06 - 07, 04:19 ص]ـ
هذا جزء من المحاضرة السابعة لعادل رفوش في شرح مجمل اعتقاد السلف للعلامة محمد سالم ولد عدود و قد شرح ابو عامر الكشف و رفع الحجاب بقول الاشاعرة قال: فقال حفظه الله يكشف, و هذه صفةثبتت لله عز و جل على وجوه فثبتت على انه يكشف عن ساقه و ثبتت على انه يكشف عن وجهه و المراد بالكشف انه يكشف غيره لرؤية ما اراد منه وليس معناه ان الله تعالى يكون محجوب فيكشف عن نفسه لا فاءنالله عز و جل كما وصف نفسه هو الاول و الآخر والظاهر و هم المحجوبون عالباطن فهو ظاهر ايما ظهور كما قال النبي عليه الصلاة والسلام و انت الظاهر فليس فوقك شيء
الله عز وجل ظاهر لا يحتاج ان يكشف على نفسه الله عز و جل ظاهر لكل عين ظاهر لكل قلب و بصيرة ولا يحتاج ان يكشف عن نفسه و انما الذي يكشف عنه انما هم الخلائق
فهم المحجوبون عن ربهم و هم الذين يحتاجون الى كرامة توصلهم الى التنعم بما في ربهم من جليل صفاته و جميل وجهه فينعم الله على من يشاء باءزالة الحجاب عنهم كي يرو منه ما شاء تبارك و تعالى
ثم قال وقلنا ان الكشف انماهو عن غيرالله لا لله ...
و قال عن الحجاب: فمعناه لو ان الحجاب الذي يفصل الاشياء عن الله تبارك و تعالى ازيل عنها لاصابهاالاحراق بنور الله عز و جل اذن فالحجب متعلق بالمخلوقين لا بالخالق تبارك و تعالى
و هذا بيان الحق من شرح الشيخ الغنيمان على كتاب التوحيد من صحيح البخاري
قوله: ((ولا حجاب يحجبه)) أي: ليس بين العبد وبين ربه ما يمنع رؤيته ومشاهدته. وهذا ظاهر الدلالة على رؤية المؤمن ربه يوم يحاسبه، وعلى سماعه كلامه.
وفيه دليل على أن لله تعالى حجاباً يحتجب به عن خلقه، والأدلة على ذلك كثيرة، وأهل البدع ينكرون حجاب الله تعالى، فهو عندهم كما يقول الفخر الرازي: ((هو عبارة عن الجسم المتوسط بين جسمين آخرين. وهذا محال على الله)) ().
ونقل الحافظ عن ابن بطال، أن الحجاب هو: الآفة المانعة من النظر التي تكون على أبصار المؤمنين، ومعنى رفع الحجاب: إزالة الآفة من أبصار المؤمنين المانعة لهم من الرؤية، فيرونه لارتفاعها عنهم، بخلق ضدها فيهم)) ().
ومقتضى هذا الكلام أن الذي يمنع المؤمنين في الدنيا من رؤية الله تعالى هو الآفة التي على أبصارهم، ولو زالت تلك الآفة لرأوه.
فالحجاب عند هؤلاء: هو عدم الإدراك في أبصار الخلق، وما وصف به الله – تعالى – من الحجاب راجع إلى الخلق. وشبهتهم: أن ما ستر بالحجاب، فالحجاب أكبر منه، ويكون متناهياً، ومحاذياً للحجاب، وهذا لا يكون إلا للأجسام.
نقل ابن حجر، عن العلائي قوله: ((المراد بالحاجب، والحجاب: نفي المانع من الرؤية)) ثم قال: ((وقد ورد ذكر الحجاب في عدة أحاديث صحيحة.
والله – سبحانه – منزه عما يحجبه، إذ الحجاب إنما يحيط بمقدر محسوس، ولكن المراد بحجابه: منعه أبصار خلقه، وبصائرهم، بما شاء متى شاء كيف شاء، وإذا شاء كشف ذلك عنهم)) ().
وهكذا شراح الحديث وغيرهم – الأشاعرة – ساروا على هذا المنوال.
ويلزم من ذلك أن الله – تعالى – وصف نفسه وكذلك رسوله وصفه بما يجب أن ينزه عنه، فهؤلاء المبتدعة أعلم من الله، ومن رسوله بالله، وأحرص على تنزيه الله من الله ورسوله، ? كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا? ().
قال الله تعالى: ? وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا? ().
وقال تعالى: ? كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ? ()، وعدم الإدراك الذي زعموا ليس شيئاً موجوداً فيكون حائلاً دون رؤيتهم ربهم، بل هو عدم، والعدم لا وجود له.
وقال تعالى: ? وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ? ().
فتجليه للجبل يدل على أنه محتجب بحجاب كشف للجبل منه ما جعله دكاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/420)
وفي صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، قال: قام فينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: ((إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)) ().
ومعلوم أن بصر الله تعالى لا ينتهي دون شيء، ولا يحول دونه شيء، فهو بكل شيء بصير، فلولا الحجاب الذي احتجب به لما بقي شيء من المخلوقات إلا ذاب واحترق، فكيف جاز لهؤلاء الذين جعلوا أقيستهم وعقولهم هي الحكم على ما يوصف الله – تعالى – به، وما يمتنع عليه.
وسيأتي حديث أبي موسى، وفيه: ((وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن)).
وفي ((صحيح مسلم))، عن صهيب، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال يقول الله – تبارك وتعالى -: ((تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتُنَجِّنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم – عز وجل)) ()
والنصوص في إثبات الحجب لله – تعالى – كثيرة، يؤمن بها أتباع رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ويعلمون بما ورثوه من نور النبوة بأن الله – تعالى – احتجب بالنور، وبالنار، وبما شاء من الحجب، وأنه لو كشف عن وجهه الكريم الحجاب لما قام لنوره شيء من الخلق، بل يحترق، ولكنه تعالى في الدار الآخرة يكمل خلق المؤمنين ويقويهم على النظر إليه – تعالى – فينعمون بذلك، بل هو أعلى نعيمهم يوم القيامة.
وقد تولى شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – إبطال شبه هؤلاء المنكرين لحجب الله – تعالى -، في كتابه ((نقض تأسيس الجهمية، وإبطال بدعهم الكلامية)) بوجوه كثيرة، أكثر من أربعين وجهاً، كل وجه منها كاف في إبطال قولهم.
قال – رحمه الله -: ((أحدها: أنهم يقولون: إن الحجاب هو ما يخلقه الله في العين من الرؤية المتعلقة به تعالى.
وهذا باطل بالضرورة؛ لأنهم فسروا الحجاب بعدم الإدراك في أبصارهم، والعدم لا يخلق ولا وجود له، فهو ليس شيئاً.
الثاني: أنه ثبت في الحديث قوله: ((فيكشف الحجاب، فينظرون إليه)).
وكشف الشيء: إزالته ورفعه، وهذا لا يوصف به المعدوم، فإنه لا يزال، ولا يرفع، وإنما الذي يُزال ويُرفع: الموجود.
الثالث: أنه قال: ((فيكشف الحجاب فينظرون إليه)) فجعل النظر متعقباً لكشف الحجاب. وعند هؤلاء المبتدعة: الحجاب هو عدم خلق الرؤية، وضده خلق الرؤية، فيكون زوال ذلك العدم هو عين الرؤية، لا يكون شيئاً يتعقب [كشف] الحجاب، وتقدم أن العدم ليس شيئاً.
الرابع: أن في الحديث: ((حجابة النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه)).
ولو كان كما زعموا هو خلق الرؤية لم يكن كشف ذلك يحرق شيئاً. فالمؤمنون يرون ربهم في عرصات القيامة، وفي الجنة، ولا تحرق رؤيتهم شيئاً.
الخامس: [أنه] ثبت في ((الصحيحين)): ((وما بين القوم وبين أن ينظرون إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه، في جنة عدن)).
وعلى قول هؤلاء: ما بينهم وبين أن ينظرون إليه إلا زوال ذلك العدم بخلق الرؤية في أعينهم.
ومعلوم أن عدم خلق الرؤية فيهم ليس هو رداء الكبرياء، ولا هو على وجه الله الكريم، ولا هو في جنة عدن، ولا هو شيء أصلاً حتى يوصف بصفات الموجود.
السادس: أن من تأمل نصوص الكتاب والسُّنَّة، وما ورد في ذلك من الآثار عن الصحابة والتابعين، علم بالضرورة علماً يقيناً لا يستريب فيه أن لله حجاباً، وحجباً منفصلة عن العباد، يكشفها إذا شاء، فيتجلى، وإذا شاء لم يكشفها.
وإذا كان الحجاب كما يقول الرازي وذووه: ((هو الجسم المتوسط بين جسمين)) فلازم الحق حق، لا يمكن أن يدفع حيث علم بالاضطرار من دين المرسلين، فلا يدفع بما أحدثه سلف الرازي، وأئمته، ولا بما يشنعون به على أهل السُّنَّة من اصطلاحات، وألفاظ ابتدعوها، ما أنزل الله بها من سلطان.
فإن من أعظم بدعهم: قولهم: إن الله ليس بجوهر ولا جسم، وهذا هو الصنم الأكبر الذي صدوا به عباد الله عن معرفته، والإيمان به.
وهو الذي عُطل الله به من أسمائه وصفاته.
بل هو أساس الشرك والردة، والنفاق، وإن كان قد اغتر به طوائف من أهل الإيمان، لم يعلموا ما قصده واضعوه الذين أفسدوا به فطرة العباد التي فطرهم الله عليها، وأفسدوا به معاني كتاب الله، وصدوا به عن سبيل الله.
وهو لهؤلاء المبتدعة كاللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى للمشركين القدماء.
فإن الله – تعالى – لم ينزل في شيء من كتبه، ولا قال أحد من رسله، ولا أحد من ورثتهم: إن الله ليس بجوهر ولا جسم، وإن كان إثبات ذلك أيضاً بدعة وضلالة، إلا أن نفيه أعظم وأضل.
السابع: أن الله – تعالى – قال: ? وَمَا كَاَنَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ اللهُ إِلاَّ وَحيًا أَو مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ? ومعلوم أن هذا التكليم مثل ما حصل لموسى، وهو أرفع درجة من التكليم بالوحي، وإرسال الرسول باتفاق المسلمين، كما دل على ذلك الكتاب والسُّنَّة.
فإذا كان الحجاب كما يقول هؤلاء: هو عدم خلق الرؤية، فذلك مشترك بين الأقسام الثلاثة، فلا يكون لمن كلم من وراء حجاب ميزة.
وبطلان ذلك ظاهر.
وقوله تعالى: ? مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ? معناه: من خلف حجاب، وعدم خلق الرؤية عدم محض، ليس له خلف، ولا أمام، فعلم أن الحق إثبات الحجاب لله حقيقة؛ لأنه موجود.
والتقدير على قولهم: أن يقال: ((أو من وراء عدم خلق الرؤية)) وهذا يشبه كلام المجانين، ولا يجعل هذا معنى كلام الله إلا زنديق متلاعب بالقرآن.
الثامن: أنه تعالى قال في الكفار:? كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ?))، فجعل حجابهم يوم القيامة، ولو كان الحجاب هو عدم خلق الرؤية لكانوا محجوبين في الدنيا والآخرة، ولكان المؤمنون أيضاً داخلين في ذلك، معذبين بهذا الحجاب الذي عذب به الكفار في الآخرة.
ولكنه حجاب خاص يحجب الله به الكفار حين يتجلى للأبرار.
ثم هذا الذي قالوه في الحجاب حمل للفظ على ما لا تحتمله اللغة بوجه من الوجوه فهو تبديل للغة، كما هو تحريف للقرآن وتبديل لمعانيه)) ().
و الله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/421)
ـ[ابو عبد الله المرابط]ــــــــ[04 - 06 - 07, 12:25 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هذا رابط فيه دروس علماء اهل السنة و اوصيكم بشرح الطحاوية للعلامة محمد امان الجامي رحمه الله
http://www.ilmsahih.com/sound/index.php
ـ[زانها دينها]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:01 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي
ـ[الديولي الكويتي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:48 م]ـ
جوزيتا خيرا(41/422)
من تأويلات ابن حجر في الفتح .. هل من رد عليها؟
ـ[أم عمر القفاص]ــــــــ[01 - 06 - 07, 05:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مر علينا في فتح الباري تأويل ابن حجر لصفة النظر
وذلك في ج 10 ص258
قال ابن حجر -رحمه الله-:
قوله لا ينظر الله أي لا يرحمه
فالنظر إذا أضيف إلى الله كان مجازا
وإذا أضيف إلى المخلوق كان كناية
ويحتمل أن يكون المراد لا ينظر الله إليه نظر رحمة
وقال شيخنا في شرح الترمذي: عبر عن المعنى الكائن عند النظر بالنظر لأن من نظر إلى متواضع رحمه ومن نظر إلى متكبر مقته فالرحمة والمقت متسببان عن النظر
وقال الكرماني نسبة النظر لمن يجوز عليه النظر كناية لأن من اعتد بالشخص التفت إليه ثم كثر حتى صار عبارة عن الإحسان وأن لم يكن هناك نظر ولمن لا يجوز عليه حقيقة النظر وهو تقليب الحدقة والله منزه عن ذلك فهو بمعنى الإحسان مجاز عما وقع في حق غيره كناية.
سؤالي لكم ..
كيف أستطيع الرد على هذا التأويل ردا شافيا ...
وما هي المراجع التي أستطيع الرجوع إليها؟
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 06:00 م]ـ
التنبيه على
المخالفات العقدية
في
فتح الباري
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 06:00 م]ـ
راجعي هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15293&highlight=%C7%E1%D4%C8%E1+%C7%C8%E4+%CD%CC%D1
و فيه:
قال الحافظ 10/ 270: "قوله: (لا ينظر الله) أي لا يرحمه، فالنظر إذا أضيف إلى الله كان مجازاً، وإذا أضيف إلى المخلوق كان كناية، ويحتمل أن يكون المراد لا ينظر الله إليه نظر رحمة ….
وقال الكرماني: نسبة النظر لمن يجوز عليه النظر كناية؛ لأن من اعتد بالشخص التفت إليه، ثم كثر حتى صار عبارة عن الإحسان وإن لم يكن هناك نظر، ولمن لا يجوز عليه حقيقة النظر وهو تقليب الحدقة، والله منزه عن ذلك، فهو بمعنى الإحسان مجاز عما وقع في حق غيره كناية … ويؤيد ما ذكر من حمل النظر على الرحمة أو المقت … " اهـ.
ت: هذا كله تأويل لصفة نظر الله وصرف لها عن ظاهرها. والواجب في هذا – وغيره من نصوص الصفات – حمله على ظاهره وحقيقته اللائقة بالله عز وجل، من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، وأن النظر جائز على الله لثبوته في النصوص الصحيحة من الكتاب والسنة. كما يجب عدم تكلف تفسير ذلك بمحض الأدلة العقلية.
وتنزيه الله سبحانه هو بإثبات ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والوقوف فيما عدا ذلك، ومقته سبحانه من صفات أفعاله كنظره، والله أعلم.
* * *
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[01 - 06 - 07, 06:33 م]ـ
وكتاب الشيخ عبد الرحمن البرَّاك - حفظه الله - في الكلام عن تأويلات الإمام ابن حجر - رحمه الله - قويُّ ومتين جدًّا، مع تقديرنا لجهد الشيخ الشبل - حفظه الله -.
ـ[أم عمر القفاص]ــــــــ[01 - 06 - 07, 07:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن الشيخ علي الشبل -حفظه الله - رد ردا مجملا يصلح لكل التأويلات
وأنا أريد ردا علميا مدعما بالأدلة النقلية والعقلية.
هل يمكن لمن لديه كتاب الشيخ البراك أن يمدني بما كتبه في هذا الحديث، ردا على هذا التأويل؟
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[01 - 06 - 07, 08:29 م]ـ
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78111
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[08 - 06 - 07, 12:12 م]ـ
الذي ناقش هذه المسائل هو الأستاذ محمد إسحاق كندو في رسالته للماجستير من الجامعة الإسلامية عقيدة الحافظ ابن حجر من خلال فتح الباري وهي رسالة مطبوعة وهو أحسن ما رأيت.(41/423)
الشييع والتنصير وخطورتهما
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[02 - 06 - 07, 10:23 ص]ـ
التشييع والتنصير في بلاد المسلمين سيان
فما الفرق بين من يحاول زعزعة عقيدتك بل وتحريفها باسم آل البيت
وأهل البيت منهم براء.
ومن يحاول إخراج المسلم من عقيدته السليمة الى عقيدة التثليث
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[02 - 06 - 07, 02:45 م]ـ
أخي الكريم أحب أن أشارك فأقول الفرق أن الشيعة أشد خطورة من النصارى بل وأشد قبحاً فالتشيع ظاهره محبة وتعظيم آل البيت وباطنهم اليهوديه البحته وقد شابهوا اليهود في أغلب معتقداتهم ومؤسس عقيدتهم معلوم وقد ضُلِّلَ على العوام وخاصة الفترة الأخيرة فقد عملوا عليهم من الله ما يستحقون على التشيع السياسي الذي هو طريق التشيع الديني والله المستعان أما التنصير وإن كان لا يستهان بجهودهم الخبيثة لكن يتضح ويفتضح أمرهم حتى للعامه
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[02 - 06 - 07, 05:49 م]ـ
أحسنت أخي الكريم على التوضيح(41/424)
طلب مساعدة حول مخطوطة في العقيدة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[02 - 06 - 07, 08:16 م]ـ
الرجاء مساعدتي في اختيار مخطوطة في العقيدة تصلح لتحقيقها كرسالة ماجستير وجزاكم الله خيرا(41/425)
سؤال عما دار بين الإمامين ابن عبد الوهاب و الأمير الصنعانى.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[02 - 06 - 07, 11:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل يصح أن الأمير الصنعانى نظم قصيدة يعيب فيها الإمام محمد بن عبد الوهاب و يعتذر عن مدحه المسبق له، لأنه بلغه عنه وقتها غير ما كان بلغه من قبل؟
ـ[محمود المصري]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:07 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
راجع هذه الروابط:
الصنعاني صاحب السبل عقيده ومنهجه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=57892#post57892)
قول الصنعاني: (تراجعت عن قولي الذي قلت في النجدي) هل يصح عنه؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=23745#post23745).
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[06 - 06 - 07, 06:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 04:25 ص]ـ
يقول الصنعاني: سلامي على نجد ومن حل في نجد
وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
سلامي على نجدومن حل سوحها
به يهتدي من ضل عن منهج الرشد
محمد الهادي لسنة احمد
فيا حبذا الهدي وياحبذا المهدي
* يقول الشيخ سليمان بن ناصر العلوان: عن (رجعت عن القول الذي قلت في النجدي) انها غير صحيحة ..(41/426)
حول أهل الفترة
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[03 - 06 - 07, 10:05 ص]ـ
تنبيه
كان عنوان الموضوع (والد الرسول صلى الله عليه وسلم (ناجٍ) يوم القيامة!)
## المشرف ##
حديث أنس عند مسلم: أن رجلاً قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: " في النار "، فلما قفا دعاه، فقال: " إن أبي وأباك في النار"، ففي هذا الحديث تصريح بأن كافر أهل الفترة في النار
الجواب: أن الحديث متناول لاثنين فقط، فيحتمل أنهما حصل لهما اطلاع على دعوة نبي سابق خارج الجزيرة أو في أطرافها، ولا يبعد ذلك عمن عرف بالرحلة للتجارة أو لغير ذلك، وأما ما عدا هما من مشركي أهل الفترة فباقون على حكم قول الله -تعالى -" (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)
القول الثاني: أنه ناج وهو قول جمهور السلف، الأئمة الأربعة وغيرهم وأبي الحسن الأشعري وأصحابه، وابن تيمية، وابن القيم،وابن كثير، وابن حجر، وغيرهم، واحتجوا لقولهم بأمرين:
أحدها:عموم الآيات الدالة على أن ا لله لا يعذب أحداً قبل ورود الرسل، كقوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)، وقوله تعالى: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)، وقوله تعالى: (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير)، وقوله تعالى: (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا)، وقوله تعالى: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير)
الثاني: حديث سعد بن عبادة في الصحيحين مرفوعاً:" ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين "
كتبه د. عبدالعزيز البجادي جامعة القصيم
_______________________________________
ماذا يقول أهل التوحيد؟
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 11:07 ص]ـ
قد جاء البلاغ لقوم النبي صلى الله وسلم حتى قبل بعثته والدليل على ذلك التصاوير التي كانت في الكعبة لابراهيم على انه كان يستسقم بالازلام ولم يفعل ذلك وكذبهم النبي صلى الله عليه وسلم فدل ذلك على علمهم وثانيا قول الاخ فقال: " إن أبي وأباك في النار"، ففي هذا الحديث تصريح بأن كافر أهل الفترة في النار
فنقول اثبت العرش ثم انقش والحق ما ذكر سابقا والدليل الاكبر تصريح النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[03 - 06 - 07, 02:13 م]ـ
حديث أنس عند مسلم: أن رجلاً قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: " في النار "، فلما قفا دعاه، فقال: " إن أبي وأباك في النار"، ففي هذا الحديث تصريح بأن كافر أهل الفترة في النار
الجواب: أن الحديث متناول لاثنين فقط، فيحتمل أنهما حصل لهما اطلاع على دعوة نبي سابق خارج الجزيرة أو في أطرافها، ولا يبعد ذلك عمن عرف بالرحلة للتجارة أو لغير ذلك، وأما ما عدا هما من مشركي أهل الفترة فباقون على حكم قول الله -تعالى -" (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)
القول الثاني: أنه ناج وهو قول جمهور السلف، الأئمة الأربعة وغيرهم وأبي الحسن الأشعري وأصحابه، وابن تيمية، وابن القيم،وابن كثير، وابن حجر، وغيرهم، واحتجوا لقولهم بأمرين:
أحدها:عموم الآيات الدالة على أن ا لله لا يعذب أحداً قبل ورود الرسل، كقوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)، وقوله تعالى: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)، وقوله تعالى: (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير)، وقوله تعالى: (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا)، وقوله تعالى: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير)
الثاني: حديث سعد بن عبادة في الصحيحين مرفوعاً:" ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين "
كتبه د. عبدالعزيز البجادي جامعة القصيم
_______________________________________
ماذا يقول أهل التوحيد؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبا عمر الناصر هداني الله وإيَّاك إلى الحق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/427)
من اطلع على الفتوى الكاملة للشيخ عرف أنه لم يقصد ما عنونت به الجزء المبتور من فتواه، ولا أدري هل فعلت ذلك عن قصد أم أنك لم تتنبه إلى أن بترك للكلام غيَّر صورة الفتوى
والموضوع سبق النِّقاش حوله في الملتقى على هذا الرابط وغيره
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35656&highlight=%E6%C7%E1%CF%ED
اقرأ الفتوى كاملة وستعرف الفارق الكبير بن عنوانك الذي وضعته للموضوع والعنوان الذي وضعه الشيخ لفتواه.
حكم من مات قبل البعثة، أو قبل أن يصله الدين
د. عبد العزيز بن أحمد البجادي الأستاذ بجامعة الإمام فرع القصيم
13/ 9/1423 _ 18/ 11/2002
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد كان السلف يتحاشون الخوض في مسألتي أهل الفترة، وأطفال المشركين، حتى لقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما – وبعضهم يرفعه – أنه قال: " لا يزال أمر هذه الأمة مواتياً أو مقارباً حتى يتكلموا أو ينظروا في الأطفال والقدر "، وكان ابن المبارك لما سمع قول ابن عباس - رضي الله عنهما - هذا قال: " أفيسكت الإنسان على الجهل؟ " فقيل له: فتأمر بالكلام؟ فسكت، ولما تكلم ربيعة الرأي في أطفال المشركين قال القاسم بن محمد " إذا الله انتهى عن شيء فانتهوا وقفوا عنده" قال الراوي: " فكأنما كانت ناراً فانطفأت ".
وكأن من منع الخوض في ذلك رأى أن العلم فيه مشتبه، ومتى اشتبه العلم وجب الإمساك بإجماع أهل السنة، ولهذا قال ابن القيم - رحمه الله - عن قول ابن عباس - رضي الله عنهما-: " وبالجملة فإنما يدل على ذم من تكلم فيهم بغير علم، أو ضرب الأحاديث فيهم بعضها ببعض، كما فعل مع الذين أنكر كلامهم في القدر، وأما من تكلم فيهم بعلم وحق فلا يذم".
إذا علم ذلك فقد تحصل من أقوال العلماء في مسألتي أهل الفترة، والأطفال ما يزول به الاشتباه، ويندفع الحرج عن البحث فيه، فأقول مستعيناً بالله:
المسألة الأولى:الحكم فيمن مات قبل البعثة، فمن كانت هذه حاله فهو من أهل الفترة، ويلحق به من مات قبل أن يصله الدين، والفترة هي الزمن الذي يكون بين رسولين، فلم يدخل أهلها في رسالة الأول، ولم يدركوا رسالة الثاني، قال تعالى: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير)، وقد كانت الفترة بين عيسى ومحمد -صلى الله عليه وسلم- ستمائة سنة على ما في صحيح البخاري.
فمن كان من أهل الفترة فإما أن يكون قد بلغته دعوة نبي سابق، وإما أن لا يكون كذلك، فإن كان قد بلغته وآمن بها كقس بن ساعدة، وزيد بن عمرو بن نفيل كان من أهل التوحيد بلا نزاع، وقد جاء عند البيهقي بإسناد صحيح عن أسماء أنها قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره إلى الكعبة، وهو يقول: ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري، وكان يقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم، قال: وذكره النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" يبعث يوم القيامة أمة وحده بيني وبين عيسى"
وإن كان ممن بلغته الدعوة فلم يؤمن بها، كعمرو بن لحي الخزاعي فهو من أهل النار، وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً: " رأيت عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار وكان أول من سيب السوائب"
وأما من لم تبلغه دعوة نبي ففي الحكم عليه بالنار قولان:
القول الأول: أنه في النار، وهو قول المعتزلة، وجه في مذهب أبي حنيفة قال به بعض أصحابه الماتريدية، واحتجوا لذلك بأمور:
أحدها: عموم الآيات القاضية بأن من مات كافراً فهو في النار، كقول الله -تعالى -: (ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً)، وقوله -تعالى -: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به)، وقوله تعالى: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون، وقوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
والجواب:أن هذه العمومات مخصوصة بقول الله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) وبغير ذلك مما يأتي بيانه -إن شاء الله-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/428)
الثاني:حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند مسلم مرفوعاً: " استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها، فأذن لي "، فلو لم تكن من أهل النار لأذن له.
والجواب: أن منع الاستغفار لكونها مشركة، ولا نزاع في أنها مشركة، لكن النزاع في مصير مشركي أهل الفترة.
الثالث: حديث أنس عند مسلم: أن رجلاً قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: " في النار "، فلما قفا دعاه، فقال: " إن أبي وأباك في النار"، ففي هذا الحديث تصريح بأن كافر أهل الفترة في النار
الجواب: أن الحديث متناول لاثنين فقط، فيحتمل أنهما حصل لهما اطلاع على دعوة نبي سابق خارج الجزيرة أو في أطرافها، ولا يبعد ذلك عمن عرف بالرحلة للتجارة أو لغير ذلك، وأما ما عدا هما من مشركي أهل الفترة فباقون على حكم قول الله -تعالى -" (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)
القول الثاني: أنه ناج وهو قول جمهور السلف، الأئمة الأربعة وغيرهم وأبي الحسن الأشعري وأصحابه، وابن تيمية، وابن القيم،وابن كثير، وابن حجر، وغيرهم، واحتجوا لقولهم بأمرين:
أحدها:عموم الآيات الدالة على أن ا لله لا يعذب أحداً قبل ورود الرسل، كقوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)، وقوله تعالى: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)، وقوله تعالى: (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير)، وقوله تعالى: (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا)، وقوله تعالى: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير)
الثاني: حديث سعد بن عبادة في الصحيحين مرفوعاً:" ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين "
ثم إن هؤلاء القائلين بنجاتهم مختلفون هل يدخلون الجنة أو يمتحنون في عرصات القيامة، فيؤجج لهم نار، فيؤمرون بدخولها، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يدخلها فقد عصى الله، فيدخله الله فيها؟
وسبب خلافهم حديث الأسود بن سريع عند أحمد مرفوعاً:" أربعة يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة " فأما الأصم فيقول: ربي لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعُنه، فيرسل إليهم: أن ادخلوا النار " قال: فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً ".
فلو ثبت هذا الحديث لكان فاصلا في النزاع الأول والنزاع الثاني، ولكنه معتل المتن والإسناد، أما اعتلال المتن فهو أن فيه تكليفاً بالمحال، وهو دخول النار، والله سبحانه لا يكلف نفساً إلا وسعها، وأما اعتلال الإسناد فهو الاختلاف على معاذ بن هشام، فقد رواه مرة عن أبيه عن قتادة، عن الأحنف، عن الأسود بن سريع ومرة عن أبيه، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة وكلتا الروايتين عند أحمد، وعلى التسليم بعدم الاختلاف فإن قتادة والحسن ثقتان مدلسان وقد عنعنا في روايتهما.
وأما ما ورد في معنى هذا الحديث مرفوعاً عن أنس عند أبي يعلى والبزار، وعن أبي سعيد عند البزار، وعن معاذ عند الطبراني، فلم يسلم إسناد أحدهما من ضعيف أو متروك. وبذلك يظهر أن الدليل مع من حكم بنجاة أهل الفترة دون امتحان لهم في الآخرة، لأن الأصل عدمه، ولم يثبت في شيء من نصوص الوحيين، لا سيما وقد تضمن تكليفاً بالمحال، بل قال القرطبي:" إنه لا يقتضي ما تعطيه الشريعة من أن الآخرة ليست دار تكليف "، وقال الحليمي:" ليس هذا الحديث بثابت، وهو مخالف لأصول المسلمين، لأن الآخرة ليست بدار امتحان" والله -تعالى- أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/429)
المسألة الثانية: حكم من مات طفلا، فليس بين العلماء نزاع في أن الطفل من أطفال المسلمين إذا مات أنه في الجنة، نقل الإجماع في ذلك الإمام أحمد، وأكده جماعة كابن تيمية وغيره، إلا أن النووي نقله إجماع من يعتد به، وكأنه نظر إلى نزاع الحمادين وابن المبارك وإسحاق وبعض المتكلمة، فقد نقل عنهم التوقف في ذلك، لحديث عائشة - رضي الله عنها - عند مسلم قالت: توفي صبي من الأنصار، فقلت: طوبى له، عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل بالسوء، ولم يدركه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أو غير ذلك يا عائشة! إن الله خلق للجنة أهلاً، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلاً، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم.
وقد أجاب جماعة من العلماء بأن الحديث محمول على الزجر عن التسرع في القطع من غير دليل، أو بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل علمه أنهم في الجنة، ثم قال: ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الجنة بفضل رحمته إياهم "، أخرجه البخاري من حديث أنس.
ولم يتنازع العلماء أن من مات من أطفال المسلمين له في الدنيا حكم المسلمين، وإنما خالف مالك في ذلك إذا كان أبوه كافراً وأمه مسلمة فلم يجعل له حكم المسلم، والجمهور على أنه له حكم المسلم ما دام أحد والديه مسلماً.
وأما من يموت من أطفال المشركين فلم يشتهر بين السلف خلاف في الحكم عليهم بالكفر، وإنما الخلاف المشهور عنهم في الحكم عليهم بالنار أو الجنة، والمأثور عنهم في ذلك أقوال، لكنها تجتمع عند التأمل في قولين:
القول الأول: أنهم في النار، وهو قول جماعة من المتكلمة وأهل التفسير، وخطّأ السبكيُ النوويَ في نسبته هذا القول إلى الأكثر، وغلّط ابن تيمية من عزاه إلى أحمد، وإنما هو قول أبي يعلى من أصحابه، ودليل هذا القول أمور:
أحدها: قول الله -تعالى-: (وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً، إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً)، فإذا كان الكافر لا يلد إلا كافراً كان الوالد والمولود في النار.
والجواب: أن نوحاً -عليه السلام- يئس من أن يلقى أحداً من قومه يؤمن بما جاء به، ومعلوم أن الأطفال لا يعرض عليهم الدين صغاراً حتى يكبروا، وإنما أيقن نوح أن كل من يلده قومه يرد رسالة ربه بعدما يبلغ الحنث، فأطلق وصف الكفر عليه باعتبار ما سيكون.
الثاني:قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الوائدة والموؤودة في النار "، وفي لفظ: " إلا أن تدرك الوائدة الإسلام، فيغفر الله لها؟ "
ومعلوم أن الموؤدة من أطفال المشركين وقد حكم عليها النبي صلى الله عليه وسلم بالنار.
والجواب: أن الحديث أخرجه أبو داود من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي مرسلاً، ثم علقه أبو داود عن زكريا، عن أبي إسحاق السبيعي عن الشعبي، عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعاً،- وبهذا لو لم يكن معلقاً - وهو كذلك عند الطبراني في الكبير من طريق ضعيفة – لما صح الاحتجاج به لاختلاط أبي إسحاق، لا سيما وقد خالفه داود بن أبي هند عند أحمد، فجعله من مسند سلمة بن يزيد، لا من مسند ابن مسعود، وكأن حديث ابن أبي هند حرياً بالقبول لولا أن إسماعيل بن أبي خالد خالفه – كما في علل الدار قطني – فرواه عن الشعبي عن ابني أبي مليكة، دون ذكر لعلقمة ولا لابن مسعود، وله طرق عن غير الشعبي عند أحمد والبزار وغيرهما مضطربة، فتبين بذلك أنه لا يصح له إسناد.
لكن لو سلم بصحة إسناده فإنه – كما يقول ابن عبد البر- محتمل أن يكون خرج على جواب السائل في عين مقصوده، فكانت الإشارة إليها، يريد أنها مثل الغلام الذي قتله الخضر، وهو كذلك فإنه برواية أحمد بلفظ: "إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم، وتقري الضيف، وتفعل وتفعل، هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئاً؟ قال: "لا"، قال: فإنها كانت وأدت أختاً لنا في الجاهلية، فهل ذلك نافعها شيئاً، قال: الوائدة والموؤدة في النار، إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فبعفو الله عنها ".
الثالث:حديث عائشة عند أحمد: أنها ذكرت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أطفال المشركين، فقال: " إن شئت أسمعتك تضاغيهم في النار: أي أصواتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/430)
الجواب: أنه من رواية أبي عقيل بن المتوكل عن بُهَيَّة، عن عائشة، وأبو عقيل ضعيف فلا حجة في حديثه.
الرابع: حديث علي، قال: سألت خديجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ولدين لها في الجاهلية فقال: "هما في النار "، فلما رأى الكراهية في وجهها قال: " لو رأيت مكانهما أبغضتهما "، قالت: يا رسول الله فولداي منك؟ قال: " في الجنة "، ثم قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: " إن المسلمين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار" ثم قرأ: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين".
والجواب:أن هذا الحديث أخرجه أحمد من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن زاذان، عن علي، ومحمد بن عثمان مجهول، وزاذان لم يدرك علياً فلا حجة في هذا الحديث.
القول الثاني:أنهم ناجون، وهو قول مالك، وإحدى الروايتين عن أبي حنيفة وأحمد، واختاره كثير من المحققين، كالبخاري، وابن حزم وابن تيمية وابن القيم وابن حجر، وغيرهم ودليلهم أمور
أحدها: عموم الآيات القاضية بأن الله لا يعذب من لم يرسل إليه رسولاً، وقد تقدم سردها.
الثاني:قول الله -تعالى-: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، فكيف يعذب الله الأطفال لأجل شرك آبائهم؟
الثالث:حديث سمرة عند البخاري مرفوعا: " والشيخ في أصل الشجرة إبراهيم عليه السلام، والصبيان حوله فأولاد الناس "، وأولاد الناس " لفظ عام يشمل أولاد المسلمين وأولاد المشركين.
وقد اختلف أصحاب هذا القول، هل يدخلون الجنة، أو يمتحنون بنار تؤجج لهم، كما في المسألة السابقة؟ والقول في هذه استدلالاً وجواباً كالقول في تلك، وقد ترجح هناك أن الامتحان لم يثبت بدليل صحيح فلا يصح القول به، وهو كذلك هنا، وقد قال ابن عبد البر في الحديث المسوق هناك: " ليس من أحاديث الأئمة الفقهاء، وهو أصل عظيم، والقطع فيه بمثل هذه الأحاديث ضعيف في العلم والنظر، مع أنه عارضها ما هو أقوى منها".
هذا وقد نقل عن بعض المتقدمين التوقف عن اختيار قول في هذه المسألة، فسكت بعضهم، وقال آخرون: الله أعلم بهم، وقال آخرون: هم تحت المشيئة، تأولاً لحديث أبي هريرة في الصحيحين مرفوعاً:" الله أعلم بما كانوا عاملين "، وليس السكوت عند المحققين قولاً، ثم إن المراد بالحديث: أن الله يعلم ما سيعملونه لو عاشوا، أو أن الله يعلم ما سيعملونه عند الامتحان في الآخرة، على القولين في إثبات الامتحان وليس المراد به أن النبي صلى الله عليه وسلم قد توقف في أمرهم.
وأما ما نقل عن بعضهم أن أطفال المشركين من أهل الأعراف، فليس قولاً مخالفاً للقولين المتقدمين، لأن الأعراف ليست قراراً، فأهلها يؤولون إما إلى الجنة، وإما إلى النار.
قال ابن تيمية:" لا أعرفه عن خبر، ولا أثر، ولا يعارضه ما مر من قوله تعالى: (ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً) لأنه مختص بحي عاش منهم إلى أن يبلغ"، وقال السبكي: " هذا القول لا أعرفه، ولا أعرف حديثاً ورد به، ولا قاله أحد من العلماء فيما علمت".
وأما ما نقل عن بعضهم أنهم خدم لأهل الجنة فليس قولاً، وإنما فيه حديث عن أنس وسمرة مرفوعاً، وعن سلمان موقوفاً، وعن طاؤوس مرسلاً، ولم يصح فيه شيء،فأما حديث أنس فأخرجه أبو داود الطيالسي وأبو يعلى من طريق يزيد الرقاشي، عن أنس، والرقاشي ضعيف، وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق مقاتل بن سليمان، عن قتادة، عنه، ومقاتل قد أجمعوا على تركه، وأما حديث سمرة فأخرجه الطبراني في الكبير والأوسط من طريق عباد بن منصور، عن أبي رجاء، عنه، وعباد ضعيف، وأما حديث سلمان فأخرجه معمر في الجامع عن قتادة، عن الحسن، عنه، وقتادة والحسن قد عنعنا في الإسناد وهما مدلسان، ولو صح فهو موقوف على سلمان، وأما حديث طاؤوس فأخرجه معمر في الجامع عن ابن طاؤوس عن أبيه، وهو مرسل، قال بن القيم:" روي فيه حديث لا يثبت".
والحاصل: أن القول الثاني أظهر القولين، وهو أنهم ناجون، وأنه لا يصح الجزم بأنهم يمتحنون يوم القيامة، بل التحقيق نفي وقوعه،والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=1555
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[03 - 06 - 07, 05:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخانا خالد بن عمر على التوضيح
فلقد ظننت في أول الأمر أن الهاء في كلام أخينا أبو عمر عائدة علي أبى النبي صلى الله عليه و سلم في قوله
القول الثاني: أنه ناج وهو قول جمهور السلف،
بارك الله فيك
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[15 - 06 - 07, 07:11 م]ـ
أرشدك إلى رسالة ماجستير مطبوعة وموجودة في الأسواق بعنوان ((أهل الفترة ومن في حكمهم)) أشرف عليها الشيخ الدكتور عبد العزيز الراجحي، ففيها فوائد كبيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/431)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[11 - 04 - 08, 11:23 ص]ـ
هل موجودة على الشبكة بارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[12 - 04 - 08, 03:31 م]ـ
لكن أهل الجاهلية ليسوا من أهل الفترة
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[15 - 04 - 08, 10:53 م]ـ
لكن أهل الجاهلية ليسوا من أهل الفترةيا اخي حفظك الله: اظن ان معظم اهل العلم فى مصر يقولون بل يجزمون بذالك ولكن ما الدليل.؟ ..
يقول تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (19) سورة المائدةوأذكر ان ابن القيم له كلام جميل فى هذا الامر اظنة في كتابة طريق الهجرتين.
___________________________________
الكاتب ليس {الشيخ الفلازونى} ولكن اخوة
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[16 - 04 - 08, 10:36 م]ـ
أخي الفلازوني
ليس في الأية أن أهل الجاهلية من أهل الفترة التي يعنيها أهل الاصطلاح
وأما كلام ابن القيم الجميل الذي تقصده في طريق الهجرتين فليس فيه أن أهل الجاهلية من أهل الفترة وإنما كان الكلام على طبقات المكلفين فذكر حكم من لم تبلغه دعوة نبي
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في أحكام أهل الذمة في سياق الكلام على من يختبر في العرصات
فقال
حدثنا_أي محمد بن نصر_ محمد بن يحيى حدثنا محمد بن الصباح ثنا ريحان بن سعيد الناجي عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مولى رسول الله أنه سمع رسول الله يقول إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية أحكام أهل الذمة
يحملون أوثانهم على ظهورهم فيسألهم ربهم ما كنتم تعبدون؟ فيقولون ربنا لم ترسل إلينا رسولا ولم يأتنا لك أمر ولو أرسلت إلينا رسولا لكنا أطوع عبادك لك فيقول لهم ربهم أرأيتم إن أمرتكم بأمر تطيعونني؟ فيقولون نعم فيؤمرون أن يعمدوا إلى جهنم فيدخلوها فينطلقون حتى إذا رأوها فإذا لها تغيظ وزفير فيهابونها فيرجعون إلى ربهم فيقولون يا ربنا فرقنا منها فيقول ربهم تبارك وتعالى تزعمون أنكم إن أمرتكم بأمر أطعتموني فيأخذ مواثيقهم فيقول اعمدوا إليها فادخلوها فينطلقون حتى إذا رأوها فرقوا ورجعوا إلى ربهم فقالوا ربنا فرقنا منها فيقول ألم تعطوني مواثيقكم لتطيعوني؟ اعمدوا إليها فادخلوها فينطلقون حتى إذا رأوها فزعوا ورجعوا فقالوا فرقنا يا رب ولا نستطيع أن ندخلها فيقول ادخلوها داخرين قال نبي الله لو دخلوها أول مرة كانت عليهم بردا وسلاما
وهذه فتوى شيخ الإسلام
سُئِلَ شَّيْخُ الإسلام ابن تيمية - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -:
هَلْ صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَحْيَا لَهُ أَبَوَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَا عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ مَاتَا بَعْدَ ذَلِكَ؟
فَأَجَابَ:
لَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ؛ بَلْ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَذِبٌ مُخْتَلَقٌ وَإِنْ كَانَ قَدْ رَوَى فِي ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي الْخَطِيبَ - فِي كِتَابِهِ " السَّابِقِ وَاللَّاحِقِ " وَذَكَرَهُ أَبُو الْقَاسِمِ السهيلي فِي " شَرْحِ السِّيرَةِ " بِإِسْنَادِ فِيهِ مَجَاهِيلُ وَذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُرْطُبِيُّ فِي " التَّذْكِرَةِ " وَأَمْثَالِ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ فَلَا نِزَاعَ بَيْنَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ أَنَّهُ مِنْ أَظْهَر الْمَوْضُوعَاتِ كَذِبًا كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي الْحَدِيثِ؛ لَا فِي الصَّحِيحِ وَلَا فِي السُّنَنِ وَلَا فِي الْمَسَانِيدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ الْمَعْرُوفَةِ وَلَا ذَكَرَهُ أَهْلُ كُتُبِ الْمَغَازِي وَالتَّفْسِيرِ وَإِنْ كَانُوا قَدْ يَرْوُونَ الضَّعِيفَ مَعَ الصَّحِيحِ. لِأَنَّ ظُهُورَ كَذِبِ ذَلِكَ لَا يَخْفَى عَلَى مُتَدَيِّنٍ فَإِنَّ مِثْلَ هَذَا لَوْ وَقَعَ لَكَانَ مِمَّا تَتَوَافَرُ الْهِمَمُ وَالدَّوَاعِي عَلَى نَقْلِهِ فَإِنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ الْأُمُورِ خَرْقًا لِلْعَادَةِ مِنْ وَجْهَيْنِ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/432)
مِنْ جِهَةِ إحْيَاءِ الْمَوْتَى: وَمِنْ جِهَةِ الْإِيمَانِ بَعْدَ الْمَوْتِ. فَكَانَ نَقْلُ مِثْلِ هَذَا أَوْلَى مِنْ نَقْلِ غَيْرِهِ فَلَمَّا لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْ الثِّقَاتِ عُلِمَ أَنَّهُ كَذِبٌ. وَالْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ هُوَ فِي كِتَابِ " السَّابِقِ وَاللَّاحِقِ " مَقْصُودُهُ أَنْ يَذْكُرَ مَنْ تَقَدَّمَ وَمَنْ تَأَخَّرَ مِنْ الْمُحَدِّثِينَ عَنْ شَخْصٍ وَاحِدٍ سَوَاءٌ كَانَ الَّذِي يَرْوُونَهُ صِدْقًا أَوْ كَذِبًا وَابْنُ شَاهِينَ يَرْوِي الْغَثَّ وَالسَّمِينَ. والسهيلي إنَّمَا ذَكَرَ ذَلِكَ بِإِسْنَادِ فِيهِ مَجَاهِيلُ. ثُمَّ هَذَا خِلَافُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ وَالْإِجْمَاعِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ}. فَبَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَّهُ لَا تَوْبَةَ لِمَنْ مَاتَ كَافِرًا. وَقَالَ تَعَالَى: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ} فَأَخْبَرَ أَنَّ سُنَّتَهُ فِي عِبَادِهِ أَنَّهُ لَا يَنْفَعُ الْإِيمَانُ بَعْدَ رُؤْيَةِ الْبَأْسِ؛ فَكَيْفَ بَعْدَ الْمَوْتِ؟ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ النُّصُوصِ. وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: " {أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْنَ أَبِي؟ قَالَ: إنَّ أَبَاك فِي النَّارِ. فَلَمَّا أَدْبَرَ دَعَاهُ فَقَالَ: إنَّ أَبِي وَأَبَاك فِي النَّارِ} ". وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ: " {اسْتَأْذَنْت رَبِّي أَنْ أَزُورَ قَبْرَ أُمِّي فَأَذِنَ لِي وَاسْتَأْذَنْته فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي. فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْآخِرَةَ} ". وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي فِي الْمُسْنَدِ وَغَيْرِهِ قَالَ: " {إنَّ أُمِّي مَعَ أُمِّك فِي النَّارِ} " فَإِنْ قِيلَ: هَذَا فِي عَامِ الْفَتْحِ وَالْإِحْيَاءِ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَلِهَذَا ذَكَرَ ذَلِكَ مَنْ ذَكَرَهُ وَبِهَذَا اعْتَذَرَ صَاحِبُ التَّذْكِرَةِ وَهَذَا بَاطِلٌ لِوُجُوهِ: - (الْأَوَّلُ: إنَّ الْخَبَرَ عَمَّا كَانَ وَيَكُونُ لَا يَدْخُلُهُ نَسْخٌ كَقَوْلِهِ فِي أَبِي لَهَبٍ: {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} وَكَقَوْلِهِ فِي الْوَلِيدِ: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا}. وَكَذَلِكَ فِي: " {إنَّ أَبِي وَأَبَاك فِي النَّارِ} " وَ " {إنَّ أُمِّي وَأُمَّك فِي النَّارِ} " وَهَذَا لَيْسَ خَبَرًا عَنْ نَارٍ يَخْرُجُ مِنْهَا صَاحِبُهَا كَأَهْلِ الْكَبَائِرِ؛ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَجَازَ الِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا وَلَوْ كَانَ قَدْ سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ إيمَانُهُمَا لَمْ يَنْهَهُ عَنْ ذَلِكَ فَإِنَّ الْأَعْمَالَ بِالْخَوَاتِيمِ وَمَنْ مَاتَ مُؤْمِنًا فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لَهُ فَلَا يَكُونُ الِاسْتِغْفَارُ لَهُ مُمْتَنِعًا. (الثَّانِي: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ لِأَنَّهَا كَانَتْ بِطَرِيقِهِ " بِالْحَجُونِ " عِنْدَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَأَمَّا أَبُوهُ فَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ وَلَمْ يَزُرْهُ إذْ كَانَ مَدْفُونًا بِالشَّامِ فِي غَيْرِ طَرِيقِهِ فَكَيْفَ يُقَالُ: أُحْيِيَ لَهُ؟. (الثَّالِثُ: إنَّهُمَا لَوْ كَانَا مُؤْمِنَيْنِ إيمَانًا يَنْفَعُ كَانَا أَحَقّ بِالشُّهْرَةِ وَالذِّكْرِ مِنْ عَمَّيْهِ: حَمْزَةَ وَالْعَبَّاسِ؛ وَهَذَا أَبْعَد مِمَّا يَقُولُهُ الْجُهَّالُ مِنْ الرَّافِضَةِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ آمَنَ وَيَحْتَجُّونَ بِمَا فِي " السِّيرَةِ " مِنْ الْحَدِيثِ الضَّعِيفِ وَفِيهِ أَنَّهُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/433)
تَكَلَّمَ بِكَلَامِ خَفِيٍّ وَقْتَ الْمَوْتِ. وَلَوْ أَنَّ الْعَبَّاسَ ذَكَرَ أَنَّهُ آمَنَ لَمَا كَانَ {قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمُّك الشَّيْخُ الضَّالُّ كَانَ يَنْفَعُك فَهَلْ نَفَعْته بِشَيْءِ؟ فَقَالَ: وَجَدْته فِي غَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَشَفَعْت فِيهِ حَتَّى صَارَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ فِي رِجْلَيْهِ نَعْلَانِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ} ". هَذَا بَاطِلٌ مُخَالِفٌ لِمَا فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ فَإِنَّهُ كَانَ آخِرَ شَيْءٍ قَالَهُ: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَنَّ الْعَبَّاسَ لَمْ يَشْهَدْ مَوْتَهُ مَعَ أَنَّ ذَلِكَ لَوْ صَحَّ لَكَانَ أَبُو طَالِبٍ أَحَقّ بِالشُّهْرَةِ مِنْ حَمْزَةَ وَالْعَبَّاسِ فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْعِلْمِ الْمُتَوَاتِرِ الْمُسْتَفِيضِ بَيْنَ الْأُمَّةِ خَلَفًا عَنْ سَلَفٍ أَنَّهُ لَمْ يُذْكَرْ أَبُو طَالِبٍ وَلَا أَبَوَاهُ فِي جُمْلَةِ مَنْ يُذْكَرُ مَنْ أَهْلِهِ الْمُؤْمِنِينَ كَحَمْزَةِ وَالْعَبَّاسِ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَانَ هَذَا مِنْ أَبْيَنِ الْأَدِلَّةِ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَذِبٌ. (الرَّابِعُ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ} - إلَى قَوْلِهِ - {لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} الْآيَةَ. وَقَالَ تَعَالَى {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ}. فَأُمِرَ بِالتَّأَسِّي بِإِبْرَاهِيمَ وَاَلَّذِينَ مَعَهُ؛ إلَّا فِي وَعْدِ إبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ بِالِاسْتِغْفَارِ. وَأُخْبِرَ أَنَّهُ لَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
وقد توجهت إلى الشيخ ابن باز رحمه الله بسؤال عن أبو ي النبي
فأجابني أنهما ماتا على ما مات عليه أهل الجاهلية
وذكر لي حديث مسلم المتقدم(41/434)
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي؟ .. (بحث مميز وواضح)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحثٌ موجز مُيسر يبين للقارئ بداية تسلل الفكر الليبرالي العلماني إلى البلاد الإسلامية، ويكشف أبرز الشخصيات التي اعتنقته، وساهمت في نشره، وهو يقتصر على البلاد المصرية؛ بسبب أنها البوابة التي تنتقل منها الأفكار والتجارب الغربية إلى بقية دول العالم الإسلامي؛ كما في التمثيل، والمسرح، والصحافة .. الخ. وهذا المبحث منقول بتصرف يسير من كتاب الدكتور بسام البطوش " الفكر الاجتماعي في مصر " (ص 93 - 184)؛ وجدته متميزًا بتسلسله ووضوحه، أنقله هنا ليعرف من خلاله القارئ كيفية التسلل الليبرالي، وسيكتشف عند قراءته أن الأساليب التي استخدمها أتباع الغرب من الليبراليين المصريين هي نفسها ما يستخدمه الآن أشباههم في بلاد أخرى؛ ومنها " المملكة العربية السعودية " حرسها الله، وأدام عليها نعمة الإيمان والأمن، والله الهادي.
تابع هنا: http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/28.htm
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 03:58 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابن عايض]ــــــــ[03 - 06 - 07, 04:17 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 04:57 م]ـ
وفيكما ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 08:13 م]ـ
دائما سباق إلى نفع الإخوة. وفقك الله
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[16 - 06 - 07, 02:16 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - 06 - 07, 05:04 م]ـ
وجزاكما ..
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[18 - 06 - 07, 05:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحثٌ موجز مُيسر يبين للقارئ بداية تسلل الفكر الليبرالي العلماني إلى البلاد الإسلامية، ويكشف أبرز الشخصيات التي اعتنقته، وساهمت في نشره، وهو يقتصر على البلاد المصرية؛ بسبب أنها البوابة التي تنتقل منها الأفكار والتجارب الغربية إلى بقية دول العالم الإسلامي؛ كما في التمثيل، والمسرح، والصحافة .. الخ. وهذا المبحث منقول بتصرف يسير من كتاب الدكتور بسام البطوش " الفكر الاجتماعي في مصر " (ص 93 - 184)؛ وجدته متميزًا بتسلسله ووضوحه، أنقله هنا ليعرف من خلاله القارئ كيفية التسلل الليبرالي، وسيكتشف عند قراءته أن الأساليب التي استخدمها أتباع الغرب من الليبراليين المصريين هي نفسها ما يستخدمه الآن أشباههم في بلاد أخرى؛ ومنها " المملكة العربية السعودية " حرسها الله، وأدام عليها نعمة الإيمان والأمن، والله الهادي.
تابع هنا: http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/28.htm
بارك الله فيك أخي الكريم
1 - مفهوم الليبرالية:
مصطلح الليبرالية مذهب ينادي بالحرية الكاملة، وفي ميادين الحياة المختلفة، لاتقيدها أحكام الدين. والليبرالية كغيرها من المذاهب السياسية والاجتماعية تعدّ نمطاً فكرياً عاماً، ومنظومة متشابكة من المعتقدات والقيم، تشكلت عبر قرون عدة، منذ القرن السابع عشر
تابع في الرابط في الاقتباس أو أعلى الصفحة، وجزاكم الله خيرا
ـ[فيصل]ــــــــ[19 - 06 - 07, 12:27 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[20 - 06 - 07, 04:38 م]ـ
شيخنا الخراشي. جزاك الله خيرا لقد انتفعنا كثيرا بما دللتنا عليه، ولكن هل يتيسر لكم رفع الكتاب الأصلي الحياة الاجتماعية في مصر، فالمشكلة كما تفضلتم بتحريرها أن ما جرى على الواقع المصري يجري الآن بتفصيلاته الدقيقة في دول الخليج وأنا شاهد عيان على ما يجري، و التبصرة بالمكيدة ودعم من يملكون ما يدفعون به في وجوه الكائدين وتنبيه المستهدفين تحفيز لهم على مداومة الرباط والصد، وأحسب أن الكتاب الأصل مفيد لذلك. أثابك الله ويسرك للدفاع عن دينه وأمة حبيبه.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 06:31 م]ـ
جزاكم الله خيرًا .. جميعًا.
أخي أحمد: الكتاب مطبوع في الأردن، وهو رسالة جامعية أكاديمية النَفَس، لم تُصغ صياغة إسلامية، تحدث فيها عن الفكر الاشتراكي والليبرالي والإسلامي في مصر. نقلتُ ما يتعلق بالليبرالي.
وفقك الله ..
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 11:51 م]ـ
جزاك الله خيراً ...(41/435)
هل من يرشدني الى رسالة الدكتور علي الشبل؟
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:47 م]ـ
هل من يرشدني الى رسالة الدكتور علي الشبل؟
وهي بعنوان" مسالة الايمان" ط. دار ايلاف (انا من مصر)
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 04:10 ص]ـ
أسأل الله ان يوفقنا وإياك ..
الذي اذكره انها موجودة في مكتبة موقع (صيد الفوائد) ..
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[09 - 06 - 07, 10:07 م]ـ
أخي الحبيب إن لم تجدها فعليك ب:
براءة أهل الحديث و السنة من بدعة المرجئة , لمحمد بن سعيد بن عبد الله الكثيري
قواعد في بيان حقيقة الإيمان , لعادل بن حمحد بن علي الشيخاني.
ففيهما الغنية فرسالة الشيخ الشبل رسالة مختصرة , أما الكتابان فأسهبا في توضيح مذهب أهل السنة والجماعة ,لا سيما براءة أهل الحديث فالكتاب صنف في مسألة جنس العمل التي اختلطت على كثير من المعاصرين.
وستجدهما إن شاء الله في دار الإبانة , أو العلوم والحكم.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 12:34 ص]ـ
وأرشح لك وفقك الله كتاب ذ الكثيري بتقديم الشيخ المحمود فهو كاشف حقيقة لما عليه المرجئة قديما وحديثا بأسلوب سلس،وبقواعد أهل العلم ........
ومقصودي رسالة براءة أهل الحديث، وهاك وفقك الله رابط الكتاب إن لم تجده في المكتبات:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=3045
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[18 - 10 - 07, 08:51 ص]ـ
قال أحد المشائخ وهو دكتو ر في العقيدة أفضل كتا ب ألف في مرجئة الفقهاء هو كتاب الكثيري
ثم أستطرد في أهمية الكتاب وميزاته
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[20 - 10 - 07, 11:01 ص]ـ
قال أحد المشائخ وهو دكتو ر في العقيدة أفضل كتا ب ألف في مرجئة الفقهاء هو كتاب الكثيري
ثم أستطرد في أهمية الكتاب وميزاته
هل من كتب للعلماء أو تزكيات من العلماء. . . بارك الله فيكم.
.
وأمور كهذه لا مجال فيها للكلام بالإيماء و المجاهيل.(41/436)
فتوى في النصيرية للشيخ حمود بن عقلة الشعيبي.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[03 - 06 - 07, 02:50 م]ـ
فتوى في النصيرية
حمود بن عقلاء الشعيبي
فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله من كل سوء:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من هم النصيرية؟ والى من ينتسبون؟ وفي أي تاريخ نشأت هذه الطائفة؟ وفي أي بلد تتواجد؟ وما هي ديانتهم؟ وما رأي علماء الأمة فيهم؟ وهل تجوز تهنئتهم بأفراحهم وتعزيتهم في أحزانهم بمصابهم؟ وهل تجوز الصلاة على من مات منهم؟
أفتونا عن هذه الأسئلة مأجورين، وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الإجابة على هذه الأسئلة تحتمل مجلدا ولكن سنختصر في الجواب:
النصيرية طائفة من غلاة الشيعة، نشأت في القرن الثالث الهجري، ودخل فيها طوائف كفرية من غيرها - كالباطنية والإسماعيلية والبوذية وغيرهم من الفرق الكافرة والمنحدرة من اصل مجوسي -
وهي تكثر في سوريا، ولها وجود في البلدان المجاورة لسوريا.
وهي تنسب إلى رجل يدعى محمد بن نصير النميري، الذي ادعى النبوة وزعم أن أبا لحسن العسكري - الإمام الحادي عشر من الشيعة - كان ربا وانه هو الذي أرسله نبيا.
أما ديانتهم فهي تقوم على معتقدات فاسدة وطقوس بالية ملفقة من اليهودية والنصرانية والبوذية والإسلام ...
ومن هذه المعتقدات الفاسدة لهذه الطائفة:
أولا: الغلو في الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه والاعتقاد بأنه إله ورب، وانه خلق السماوات والأرض وجميع الكائنات، ومن عباداتهم في الغلو بعلي رضي الله عنه قولهم: (لا إله إلا حيدرة الانزع البطين، ولا حجاب عليه إلا محمد الصادق الأمين، ولا طريق إليه إلا سلمان ذو القوة المتين .. ) وبهذا القول يتبين انهم اكفر من اليهود والنصارى والمشركين .. لأنهم بعبارتهم هذه اسندوا الخلق والتدبير إلى الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه، أما اليهود والنصارى والمشركون فإنهم مقرون بان الله تعالى الخالق المدبر المتصرف بشؤون الخلق.
ثانيا: القول بتناسخ الأرواح: وهو أن الإنسان إذا مات خرجت روحه وسكنت بدن حيوان آخر إما إنسان وإما حيوان على حسب سلوك الشخص الميت الذي خرجت منه، إن كان فاضلا سكنت بدن حيوان فاضل، وان كان سيئا سكنت بدن حيوان حقير كالكلاب وغيرها .. وحقيقة هذا المذهب أن الدنيا لا تخرب ولا تنتهي وانه لا بعث ولا جنة ولا نار، بل تستمر الأرواح بالتنقل من بدن إلى بدن إلى مالا نهاية، وهذا المعتقد الفاسد أخذوه عن البوذية لأن من أصول مذهب البوذيين تناسخ الأرواح.
ومن الأمور المتأصلة في مذهب النصيرية شدة عدائهم للإسلام والمسلمين وبغضهم لهم، ومن شدة عدائهم للإسلام انهم يلقبون الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه " بإبليس الأبالسة " ويليه في الإبليسية أبو بكر ثم عثمان ..
ويحرمون زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأن في جواره أبى بكر وعمر رضي الله عنهما.
وهذه الطائفة كانت محصورة في مكان في بلاد الشام لا يمكنون من الوظائف ولا من التعليم بناءا على فتوى صادرة بذلك من شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله، وما زالوا كذلك إلى أن احتلت فرنسا بلاد الشام فأخرجتهم ولقبتهم بالعلويين ومكنتهم من المناصب الهامة بالدولة.
أما رأي علماء الإسلام فيهم فهو الحكم عليهم بالخروج من الملة، لما يقوم عليه مذهبهم من الشرك والقول بتناسخ الأرواح وإنكار البعث والجنة والنار.
وقد سئل شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله عليه عن النصيرية فأجاب بما نصه: الحمد لله رب العالمين .. هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية اكفر من اليهود والنصارى بل اكفر بكثير من المشركين، وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه ولا بأمر ولا بنهي ولا ثواب ولا عقاب ولا بجنة ولا بنار ولا بأحد من المرسلين قبل محمد صلى الله عليه وسلم ولا بملة من الملل ولا بدين من الأديان السالفة بل يأخذون من كلام الله ورسوله المعروف عند علماء المسلمين ويتأولونه على أمور يفترونها ويدعون أنها علم الباطن من جنس ما ذكره السائل …) ثم استمر رحمه الله في الجواب إلى أن قال: (ومن المعروف عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من وجهتهم - أي وجهة النصيرية - وهم مع كل عدو للمسلمين، ومن اعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار .. ) والفتوى طويلة نكتفي منها بما ذكر.
أما تهنئتهم بأفراحهم وتعزيتهم بمصابهم والصلاة على موتاهم فهذه أمور محرمة ولا تجوز، لمخالفتها قاعدة الولاء والبراء التي هي اصل مهم من أصول التوحيد.
هذا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
أملاه / حمود بن عقلاء الشعيبي | 25/ 3/1421 هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/437)
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 08:56 م]ـ
رحمه الله الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي
وبارك الله فيك يا أخي
وهذه سيرة الشيخ رحمه الله
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:35 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم معلومات قيمة من شيخ عظيم - رحمه الله -
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:02 ص]ـ
رحم الله هذا الإمام الجليل ...
ـ[أبو شرحبيل]ــــــــ[21 - 06 - 07, 10:47 م]ـ
رحم الله الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي
وهذا موقع الشيخ بعنوان (موقع حراس العقيدة)
http://www.al-oglaa.com/
ـ[محمد العبد]ــــــــ[21 - 06 - 07, 11:04 م]ـ
الشيخ رحمه الله كان من أكابر أهل العلم وكان ممن يجهرون بالحق ولا يخاف في الله لومة لائم هكذا أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا ,
وأسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة وأن يغفر له ويحفظ لنا علمه.
ـ[أبو شرحبيل]ــــــــ[28 - 06 - 07, 10:58 م]ـ
أردت التنبيه إلى توافر جميع كتب الشيخ العقلاء على هذا الموقع وكذلك رسائله وخطاباته والكثير عن سيرته وترجمته، نسأل الله أن ينفع بها
http://www.al-oglaa.com
رابط الكتب
http://www.al-oglaa.com/?section=Menu&MenuID=2
ـ[أم البراء]ــــــــ[29 - 06 - 07, 01:16 ص]ـ
رحم الله جبل العقيدة رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
ـ[أنس زيدان]ــــــــ[29 - 06 - 07, 03:42 ص]ـ
أردت السؤال حول النصيرية ..
من هم أبرز علمائها في العصر الحالي؟؟
وهل لهم كتب معتمدة من علمائهم فيها شرح عقائدهم في هذا العصر؟
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 04:08 ص]ـ
رحم الله الشيخ الفاضل العلامة الشيخ حمود الشعيبي، وأسكنه أعلى الجنان (مع الذين أنعم الله عليهم) وبارك الله فيك "أبو حمدان".
وأظن موقع الشيخ حمود موقوفا الآن .. لا؟!
ـ[أبو شرحبيل]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:09 م]ـ
الأخ أنس زيدان هذه نبذة سريعة عن النصيرية
نقلاً عن كتاب ثبات العقيدة الإسلامية أمام التحديات لفضيلة الشيخ عبدالله الغنيمان
(ومن هذا المذهب الخبيث -يتحدث عن مذهب التشيع- تفرعت نحل الإلحاد والفساد، كالباطنية القرامطة من الإسماعيلية والنصيرية، الذين يقول فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية: ظاهرهم الرفض، وباطنهم الكفر المحض، بل هم أشر الكفار مذهبا، وأضرهم على الإسلام وأهله. حيث يقولون ويفعلون ما يناقض الإسلام وينافيه، زاعمين أن أفعالهم هذه هي روح الدين، كقولهم أن الصلاة المرادة شرعا ليست هذه التي يصليها المسلمون، أو أن هذه الصلاة يأمر بها العامة، وأما الصلاة المرادة، أو الصلاة الخاصة فهي معرفة أسرارنا والصيام كتمان أسرارنا، والحج السفر إلى زيارة شيوخنا المقدسين، ويقولون: إن الجنة هي التمتع في هذه الدنيا باللذات وأنواع المشتهيات، والنار هي التزام الشرائع، والدخول تحت أثقالها، ويقولون: إن الدابة التي يخرجها الله في آخر الزمان هو العالم بمذهبهم الناطق به في كل وقت وأوان، واسرافيل الذي ينفخ في الصور، هو العالم الذي ينفخ بعلمه في القلوب حتى تحيي بمعرفة مذهبهم، وجبريل هو العقل الفعال الذي تستمد منه الموجودات، والقلم هو العقل الأول، والكواكب والقمر والشمس التي رآها إبراهيم، هي النفس والعقل وواجب الوجود، والأنهار الأربعة التي رآها النبي – صلى الله عليه وسلم – ليلة المعراج هي العناصر الأربعة، والأنبياء الذين رآهم في السماء هم الكواكب، فآدم هو القمر، ويوسف هو الزهرة، وإدريس هو الشمس، ويقولون في قوله تعالى: (وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) إنه علي بن أبي طالب، وبقوله (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) هما أبو بكر وعمر، وبقوله (فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْر) [سورة التوبة: آية12] هم طلحة والزبير، (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآن) [سورة الإسراء: آية60] بنو أمية، في أمثالٍ لهذه الضلالات، والسخافات كثير.
وهم ينتسبون إلى رجل يقال له محمد بن نصير، كان من موالي بني نُمير وكان من أتباع الحسن العسكري، الحادي عشر من أئمة الإمامية ولما توفي الحسن ادعى هذا الرجل أن له ولدا اسمه محمد، وأنه اختفى في سرداب دار أبيه، أن الإمامة انتقلت إليه، ثم زعم أنه هو بابه الذي يأخذ منه، ولكن الشيعة اختارت رجلاً غيره ليكون باب المهدي المزعوم، فترك دعواه، وأسس فرقة النصيرية، مستمد أصولها من السبئية اليهودية، والمجوسية، والنصرانية، والشيعة الإثني عشرية، وزعم أن إله السماوات والأرض هو علي بن أبي طالب، وقال بتناسخ الأرواح، وأحيا أعياد المجوس، وحقيقة الأمر أنها مؤسسة الحادية منبثقة من المؤسسة الكبرى اليهودية المجوسية هدفها إنكار وجود الله ومحاربة العقيدة الإسلامية، تنفذه نصيرية اليوم)
أسأل الله أن ينفعنا جميعا بهذا النقل وبارك الله فيكم(41/438)
ما الفرق بين الاسم والصفة في هذين البابين
ـ[تابع السلف]ــــــــ[04 - 06 - 07, 09:57 ص]ـ
1 - التعبيد في أسماء المخلوقين
2 - الحلف والقسم
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[04 - 06 - 07, 06:32 م]ـ
أخي الكريم ابحث في الملتقى فاحسب أن الأخوة قد اشبعوا هذا الموضوع
ـ[تابع السلف]ــــــــ[05 - 06 - 07, 09:38 ص]ـ
صدقني قمت بالبحث لكن لم أعثر على الإجابة
ـ[هنَّاد]ــــــــ[22 - 06 - 07, 05:45 ص]ـ
1 - التعبيد في أسماء المخلوقين
2 - الحلف والقسم
التعبيد والدعاء خاصان بالاسم.
والحلف والاستعاذة بهما.
فنقول: عبد الرحيم.
ولا نقول: عبد الرحمة.
ونقول: يا رحيم.
ولا نقول: يا رحمة الله.
ونقول: والله.
ونقول: ورب محمد، والذي نفس محمد بيده.
ومسألة الحلف بالصفة تحتاج لتحرير أكثر.
ونقول: أعوذ بالله.
ونقول: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر.
لكن الأهم:
كيف نعرف الاسم من الصفة؟
من أسهل الطرق أن تأتي بالكلمة المراد اختبارها وتختمها بهاء الضمير؛
فإن استقام المعنى فهي صفة، وإلا فاسم.
مثال ذلك:
الرحمة - الرحيم
رحمته: كلمة مستقيمة المعنى؛ فهي صفه.
رحيمه: كلمة غير مستقيمة المعنى؛ فهي اسم.
وهناك طرق أخرى غير هذه.
ـ[تابع السلف]ــــــــ[01 - 09 - 07, 12:55 م]ـ
بالفعل لم ألاحظ الرد
جزاك الله خيرا
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[30 - 08 - 10, 08:06 ص]ـ
بارك الله فيك
ويرفع للفائدة(41/439)
العدل بين القرضاوي ومفتي مصر
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[04 - 06 - 07, 05:34 م]ـ
الانتقادات الموجهة ضد مفتي مصر تبقى في الملتقى دون حذف.
وجميع هذه الانتقادات صحيحة، وعادلة، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر.
أرجو أن يتساوى العدل بين كل انتقاد، وهذا هو الأمل في القائمين على هذا الملتقى.
أقول:
استمعتُ منذ قليل، وأعتقد أن غيري قد استمع، على إحدى القنوات الفضائية، لا أعرف إن كانت شروط الملتقى تسمح بذكر الاسم أو لا، إلى يوسف القرضاوي، سأله مقدم البرنامج:
هل يصح تربية الكلاب في البيوت؟
قال يوسف: الشيخ أبو زيد القيرواني كان يربي كلبًا في بيته!!
أيها الإخوة، هذه هي حجة يوسف: ابو زيد القيرواني.
كأن الله لم يبعث رسولا، وصلى الله عليه وسلم.
كأن الله لم يأمر برد النزاع إليه صلى الله عليه وسلم.
وكأن البخاري كان يروي الأحاديث لأُمَّة أُخرى، ماتت (من زمان).
وأقسم لكم بالله أنه ورد في كتاب فتاوى معاصرة لعلي جمعة، أن الدليل على الطواف بقبور الأولياء، والتمسح بالمقصورة؛ هو قول قيس بن الملوح:
أمر على الديار، ديار ليلى ... أُقَبِّل ذا الحدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديار
نعم قيس وليلى
أبو زيد، الأغاني للأصفهاني، مراجع لعلماء أشراط الساعة.
أيها الإخوة؛
لقد جاء محمد صلى الله عليه وسلم، نعم والله لقد جاء، وقال، وفعل، وبلَّغ، ونصح.
فابحثوا عنه، وكل فتوى ليس فيه القرآن، ولا محمد، فهذا من عمل الشيطان.
ابحثوا عنه، وإلا فالبديل: قال جورج بوش!!!!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 05:55 م]ـ
ومن يكون أبو زيد القيراوني؟
وانظر هنا أخي فستجد أن المجال مفتوح للكلام حول أي موضوع بعدل فيما أحسب والله حسيب الناس هنا ولا نزكي على الله أحدا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101970
فهذا موضوع لي عن ابن القرضاوي ولم يحذف الموضوع أخي
وجزاكم الله خيرا على غيرتكم على الدين
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[04 - 06 - 07, 05:56 م]ـ
{أفمن زين له سؤ عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون}
{وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور}
أما افترآئاته بالطواف على القبور فقد استهزاء بمن سماهم الوهابيه بكلامٍ لا أظنه قاله في اليهود ولكن حسبنا الله عليه
وجزاك الله خيراً أخي على غيرتك وأسأل الله أن لايحرمك الأجر
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 06:06 م]ـ
وأقسم لكم بالله أنه ورد في كتاب فتاوى معاصرة لعلي جمعة، أن الدليل على الطواف بقبور الأولياء، والتمسح بالمقصورة؛ هو قول قيس بن الملوح:
أمر على الديار، ديار ليلى ... أُقَبِّل ذا الحدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديار
جزاكم الله خير الجزاء
انظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102960
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102199
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=610331#post610331
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 06 - 07, 06:09 م]ـ
مراد الشيخ يوسف القرضاوي
ابن أبي زيد القيرواني
ولكن الكلب الذي اتخذه للحراسة
وقد نقل عن ابن أبي زيد أنه قيل له
له: أتتخذ كلباً وقد كرهه مالك؟ فقال لو كان مالك في زماننا لاتخذ أسداً ضارياً)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 06 - 07, 06:20 م]ـ
م الفتوى: 1026
عنوان الفتوى: اقتناء الكلب للحراسة جائز
تاريخ الفتوى: 24 جمادي الثانية 1422/ 13 - 09 - 2001
السؤال
هل يجوز شرعا اقتناء كلب في البيت بهدف الحراسة؟ وإذا كان الشخص قد أمن على نفسه فهل يجوز اقتناء الكلب وفي نيته أن يكون هذا الكلب للحراسة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد جوز العلماء اقتناء الكلب لأغراض صحيحة كحراسة الزرع أو الغنم أو من كان له أعداء يخاف من شرهم والكلب ينبهه على ذلك أو يدفع عنه شرهم فلا بأس، شريطة أن يبعده عن متناول أولاده وأهله، لأن الكلب نجس العين، فلا يمكن للمسلم أن يمسه أو يحمله. والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=1026&Option=FatwaId
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 06:21 م]ـ
مراد الشيخ يوسف القرضاوي
ابن أبي زيد القيرواني
ولكن الكلب الذي اتخذه للحراسة
وقد نقل عن ابن أبي زيد أنه قيل له
له: أتتخذ كلباً وقد كرهه مالك؟ فقال لو كان مالك في زماننا لاتخذ أسداً ضارياً)
بارك الله فيك على هذا التوضيح
فلم أعرف من يكون (أبو زيد القيرواني) المنقول أعلاه والآن اتضح الأمر
وكلب الحراسة يختلف عن بقية الكلاب كما هو معلوم فالحق أن الأمر لا يستدعي التشنيع على الشيخ القرضاوي في هذه المسألة ما دامت كذلك.
ولو وجدتُ (فيلا بذلومة)!! لاتخذته للحراسة في هذا الزمان!!!! ولعل هناك من يوافقني في هذا!!!! (ابتسامة)
ملاحظة: أخي إذا أردتَ العدل فالقرضاوي لا يقاس بالمفتي المذكور أبدا
القرضاوي رجل درس وتعلم وافقناه أو خالفناه
أما الثاني فهو خريج تجارة كما رأينا في ترجمته ودخل الأزهر على كبر ومع هذا فقد خرجت له كل هذه الفتاوى التي أنكرها عليه القريب والبعيد وأثارت جدلا واسعا
ولهذا تجد القرضاوي أكثر شهرة وأكثر علما من الثاني
فالقياس هنا مع الفارق
مع الاحتفاظ بأننا لا نوافق الشيخ القرضاوي على كل ما يقول لكن هناك ما نوافقه فيه
لكن لا أدري حقيقة هل هناك ما يمكن أن يتفق فيه المفتي مع بعض الناس هنا أم لا؟ لأني لا أعلم له (على حدود علمي القاصر) فتوى غير مثيرة للجدل حتى الآن.
ولله في خلقه شئون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/440)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 06:24 م]ـ
الشيخ (ابن وهب) بارك الله فيك
عفوا الظاهر أننا كنا نكتب المشاركات الأخيرة معا
فلم أر مشاركتكم الثانية بالفتوى المذكورة إلا بعد أن أرسلتُ مشاركتي الأخيرة
جزاكم الله خيرا
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[05 - 06 - 07, 02:06 ص]ـ
أخي شتا؛
أنت تقول:
إذا أردتَ العدل فالقرضاوي لا يقاس بالمفتي المذكور أبدا
القرضاوي رجل درس وتعلم وافقناه أو خالفناه
أما الثاني فهو خريج تجارة كما رأينا في ترجمته ودخل الأزهر على كبر ومع هذا فقد خرجت له كل هذه الفتاوى التي أنكرها عليه القريب والبعيد وأثارت جدلا واسعا
ولهذا تجد القرضاوي أكثر شهرة وأكثر علما من الثاني. انتهى كلامك.
واسمح لي بمخافتك فيه؛
المفتى درس في المكان عينه الذي درس فيه القرضاوي.
وحصل على نفس الدرجة العلمية التي حصل عليها.
والمفتي له في خدمة الحديث الشريف أضعاف أضعاف ما للقرضاوي.
ـ المفتي أشرف على جمعية المكنز، في مصر، التي أخرجت مسند أحمد، وسنن الدارمي، وصحيحي البخاري ومسلم، وسنن أبي داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي.
وهذه الآن مطبوعة، وعلى أقراص، والمقدمة للكتب تشهد بدور المفتي، ومعه الدكتور أحمد معبد عبد الكريم.
ـ المفتي أخرج كتاب "جمع الجوامع" للسيوطي، في صورة لم يُسبق إليها، وعندي الكتاب كاملا، ولو شئتم لوضعته لكم هنا ككتاب للشاملة.
ـ المفتي واظب على دروس أصول الفقه داخل الجامع الأزهر، أكثر من سبع سنوات متواصلة.
أما إذا كان القرضاوي أشهر، فأنت تعلم أن القرضاوي أشهر من الأخرم الأسدي الصحابي الذي لا يعرفه أحد، فالشهرة ليست دليلاً على خير أوشر.
وأنا هنا لا أدافع عنه، وأعوذ بالله من ذلك، فإن عقيدته وفتاواه، تدل على استدراج إلى السوء والعياذ بالله.
وأقول لأخي ابن وهب:
اعذرني؛ فأنا رجلٌ ضعيف، لا أستمع إلى قال فلان، وأفتى فلان، وقات في مشاركتي:
ابحثوا عن محمد صلى الله عليه وسلم.
ولو نطق أهل الأرض جميعا مسلمهم وكافرهم، وجميع لجان الفتوى، بحلال أو حرام، فأنا الفقير المسكين لا يعنيني شيءٌ من هذا، وأعتقد لا يعني أيضًا أي مسلم.
لأن الله سبحانه قال:
"رُسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا" [النساء:165].
فالحجة يا أخي في محمد صلى الله عليه وسلم، وكفى.
والحديث؛
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ:
لاَ تَدْخُلُ الْمَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي.
ومن حديثك فهمتَ أنك استمعت إلى البرنامج الذي تحدث فيه القرضاوي.
والمذيع قال له: في أوربا الآن جميع البيوت فيها كلاب، فهل يمكن تغيير فتوى اقتناء الكلاب الآن لانتشار هذه الظاهرة، وهنا رَدَّ القرضاوي الأمر لأبي زيد القيرواني.
وسوف أحاول تسجيل الحلقة إن كانت في أرشيف الفضائية.
أخي ابن وهب، أنت نقلتَ:
وقد جوز العلماء اقتناء الكلب لأغراض صحيحة كحراسة الزرع أو الغنم أو من كان له أعداء يخاف من شرهم والكلب ينبهه على ذلك أو يدفع عنه شرهم فلا بأس، شريطة أن يبعده عن متناول أولاده وأهله، لأن الكلب نجس العين، فلا يمكن للمسلم أن يمسه أو يحمله. والله أعلم. انتهى نقلك.
أين النبي صلى الله عليه وسلم يا أخي الفاضل؟
ولقد قلتُ لك: لقد جوز أكثر العلماء تأويل الأسماء والصفات، ستقبل إذا كنتَ سلفيًّا؟
أما الحديث الصحيح:
1ـ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ r أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلاَبِ إِلاَّ كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ كَلْبَ غَنَمٍ أَوْ مَاشِيَةٍ.
أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي.
2ـ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?:
"مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ، إِلاَّ كَلْبَ حَرْثٍ، أَوْ مَاشِيَةٍ.".
ـ وفي رواية: "مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا إِلاَّ كَلْبَ صَيْدٍ، أَوْ زَرْعٍ، أَوْ مَاشِيَةٍ، نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ.".
أخرجه أحمد، والبُخاريّ، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسَائيُّ.
هذا ما ورد من طرق صحيحة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس عن فلان وفلان، لأن فلانًا وفلانًا، اختلف معهما ألفُ فلان آخر، وهكذا لا ينتهي الضلال.
ـ كلب صيد، وهذا خارج البيت.
ـ كلب غنم أو ماشية، وهذا خارج البيت.
ـ كلب حرث (زرع)، وهذا خارج البيت.
والسؤال الأخير:
هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه؛
من كان له أعداء يخاف من شرهم والكلب ينبهه على ذلك أو يدفع عنه شرهم فلا بأس، شريطة أن يبعده عن متناول أولاده وأهله، لأن الكلب نجس العين، فلا يمكن للمسلم أن يمسه أو يحمله. والله أعلم.
الحمد لله الذي يسر لنا رد الأمر إلى الله ورسوله؛
فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاًّ مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء:65].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/441)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 06 - 07, 11:04 ص]ـ
(ومن حديثك فهمتَ أنك استمعت إلى البرنامج الذي تحدث فيه القرضاوي)
أخي الحبيب
ما شاهدت البرنامج وإنما علقت بناء على نقلك
علقت
على عبارة أبو زيد
فقلت
يقصد ابن أبي زيد
ونقلت فتوى بعض العلماء في مسألة اتخاذ الكلاب للحراسة
لا تربية الكلاب على طريقة الغربيين النصارى
هذا كل ما في الأمر
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 06 - 07, 11:45 ص]ـ
قال الدكتور أبو أسامة المحلي
(" هذا وربما وجدنا في ديارنا أناساً من عشاق الغرب، يزعمون لأنفسهم الرقة الحانية والإنسانية العالية، والعطف على كل كائن حي، وينكرون على الإسلام أن يحذر من هذا الحيوان الوديع الأليف الأمين!! فإلى هؤلاء نسوق هذا المقال العلمي القيم، الذي كتبه عالم ألماني متخصص في مجلة ألمانية، بيّن فيه بجلاء الأخطار التي تنشأ عن اقتناء الكلاب أو الاقتراب منها: ... إن الأخطار التي تهدد صحة الإنسان وحياته بسبب اقتناء الكلاب ومداعبتها ليست مما يستهان بها، فإن كثيراً من الناس قد يدفع ثمناً غالياً لطيشه، إذ كانت الدودة الشريطية بالكلاب سبباً في الأدواء المزمنة المستعصية، بل كثيراً ما أودت بحياة المصابين بأمراضها ... ")
انتهى من كتاب نقلا عن
تنبيه ما رجعت إلى المصدر الأصلي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 06 - 07, 11:56 ص]ـ
قال الشيخ محمد الحسن الددو
(فلا بد من التفريق بين ثوابت الشرع وهي ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وكان وحيا منزلا وبين اجتهادات أهل العلم التي تتقيد بحسب ظروفهم كما قال ابن أبي زيد رحمه الله لما اتخذ كلبا للحراسة عندما ظهر العبيديون بالمهدية بتونس وكانوا يغتالون أئمة أهل السنة، فاتخذ كلبا للحراسة، فقيل له: قد نص مالك على تحريم اتخاذ الكلب للحراسة، فقال: رحم الله مالكا، لو كان في زماننا لاتخذ أسدا ضارياا، وأهل الأصول يذكرون أن المجتهد الحي أولى بالتقليد من المجتهد الميت لأنه عاصر الأمور ولو كان المجتهد الميت حيا لغير اجتهاده لما يتجدد من الظروف.)
http://www.dedew.net/index.php?A__=2&k=2&type=
1&linkid
150&PHPSESSID=f651c4f27f6686fa2dfc38500401257d
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 06 - 07, 11:58 ص]ـ
مكرر
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 06 - 07, 12:17 م]ـ
وهذا لشيخنا إحسان العتيبي
http://saaid.net/Doat/ehsan/133.htm
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 12:34 م]ـ
أخي شتا؛
أنت تقول:
إذا أردتَ العدل فالقرضاوي لا يقاس بالمفتي المذكور أبدا
القرضاوي رجل درس وتعلم وافقناه أو خالفناه
أما الثاني فهو خريج تجارة كما رأينا في ترجمته ودخل الأزهر على كبر ومع هذا فقد خرجت له كل هذه الفتاوى التي أنكرها عليه القريب والبعيد وأثارت جدلا واسعا
ولهذا تجد القرضاوي أكثر شهرة وأكثر علما من الثاني. انتهى كلامك.
واسمح لي بمخافتك فيه؛
المفتى درس في المكان عينه الذي درس فيه القرضاوي.
وحصل على نفس الدرجة العلمية التي حصل عليها.
والمفتي له في خدمة الحديث الشريف أضعاف أضعاف ما للقرضاوي.
ـ المفتي أشرف على جمعية المكنز، في مصر، التي أخرجت مسند أحمد، وسنن الدارمي، وصحيحي البخاري ومسلم، وسنن أبي داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي.
وهذه الآن مطبوعة، وعلى أقراص، والمقدمة للكتب تشهد بدور المفتي، ومعه الدكتور أحمد معبد عبد الكريم.
ـ المفتي أخرج كتاب "جمع الجوامع" للسيوطي، في صورة لم يُسبق إليها، وعندي الكتاب كاملا، ولو شئتم لوضعته لكم هنا ككتاب للشاملة.
ـ المفتي واظب على دروس أصول الفقه داخل الجامع الأزهر، أكثر من سبع سنوات متواصلة.
أما إذا كان القرضاوي أشهر، فأنت تعلم أن القرضاوي أشهر من الأخرم الأسدي الصحابي الذي لا يعرفه أحد، فالشهرة ليست دليلاً على خير أوشر.
وأنا هنا لا أدافع عنه، وأعوذ بالله من ذلك، فإن عقيدته وفتاواه، تدل على استدراج إلى السوء والعياذ بالله.
أخي الإشراف الذي تتكلم عليه لا يدل على كونه أعلم من فلان أو فلان فقد يستأجر بعض أصحاب الأموال من هم أعلم منه ويشرف عليهم فيخرجون أعمالا نافعة لا يدري بما فيها ولا يسمع سوى بعناوينها وفقط
فلا يقال حينئذ بأنه قد صار بإنفاقه أعلم ممن عملوا وسهروا واجتهدوا بعقولهم وعلمهم! فضلا أن يُنسب إليه جهد الإخراج والعمل أو أنه لم يُسبق إلى كذا أو كذا
لأنه لم يعمل شيئا حتى يُسبق أو لا يُسبق
وإذا كانت المسألة ستقاس بالإشرافات والمناصب فهذا مفتي أما القرضاوي فهو رئيس اتحاد علماء المسلمين! (ابتسامة)
لكن الأدلة الملموسة في ترجمة هذا وذاك تقول بأن القرضاوي بدأ من صغره في حفظ القرآن الكريم ثم الالتحاق بالأزهر بخلاف المفتي الذي ظل بعيدا عن هذا كله حتى انتهى من كلية التجارة جامعة عين شمس! ثم تحول للأزهر
فلا يستوي أخي التعليم في الصغر مع التعليم في الكبر
فهناك مساحة زمنية كبيرة جدا كما ترى تقف في صف الدكتور القرضاوي
وإن كان الزمن وحده ليس كافيا في الترجيح
لكن أخي انظر في كتب الرجلين التي ألّفاها بيديهما ستجد البون شاسعا بين الرجلين فالقرضاوي أكبر مائة مرة ولا مجال للمقارنة بينهما أصلا
ويكفيك أن شذوذات القرضاوي التي لا نوافقه عليها أبدا لا تقاس أبدا بشذوذات المفتي التي لا يمكن أن يقبلها عقل وآخرها كما لا يخفى عليك مشروعية (الإمام الالكتروني)!
وحقيقة وضع الرجلين معا في سلة واحدة ليس من العدل أبدا
مع تحفظي على المخالفات المعروفة عندهما فلا يمكن أن نقبلها أبدا.
والمجال لا يسمح بالنقاش في هذه المسألة الفرعية حتى لا يظن بعض الناس أننا نمدح هذا أو ذاك أو أننا نروّج لأحدهما فنعوذ بالله من الترويج لغير أهل الحديث ومنهج أهل الحديث وعقيدة أهل الحديث وحب أهل الحديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/442)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 06 - 07, 12:38 م]ـ
أما إن القرضاوي أعلم من علي بن جمعة فهذا مما لا ينبغي أن يكون فيه خلاف
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 12:41 م]ـ
أما إن القرضاوي أعلم من علي بن جمعة فهذا مما لا ينبغي أن يكون فيه خلافصدقتم شيخنا بارك الله فيكم(41/443)
التحسين والتقبيح العقليان
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[04 - 06 - 07, 11:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه مسألة مختصرة مهمة وهي من المسائل المشتركة بين العقيدة و أصول الفقه وهي مسألة التحسين والتقبيح العقليين وسوف أذكر المسألة بدون توثيقات ليسهل فهمها وأرفق المسألة موثقة في ملف في نهايتها فأقول مستعيناً بالله:
التحسين والتقبيح العقليان وفيه مسائل:
المسألة الأولى: حقيقة التحسين والتقبيح العقليين:
الحُسْن والقُبْح يطلقان باعتبارات ثلاثة:
الاعتبار الأول: أن الحُسْن هو ملاءمة الطبع، والقُبْح هو منافرته كقولنا: إنقاذ الغريق حسن، وإتهام البريء قبيح.
الاعتبار الثاني: أن الحُسْن هو الكمال، والقُبْح هو النقص كقولنا: العلم حسن، والجهل قبيح.
الاعتبار الثالث: أن الحُسْن هو استحقاق الثواب والمدح، والقُبْح استحقاق العقاب والذم.
قال القرافي: (والأولان عقليَّان إجماعاً)، وإنما وقع الخلاف في الثالث.
المسألة الثانية: الأقوال في المسألة:
والخلاف فيها بين أهل القبلة يرجع إلى ثلاثة أقوال:
القول الأول:
أن حُسْن الأشياء وقُبْحها،والثواب عليها والعقاب يعرف من جهة الشرع، وهو قول جماهير الأشاعرة.
القول الثاني:
أن حُسْن الأشياء وقُبْحها،والثواب عليها والعقاب يعرف من جهة العقل،
وهو قول المعتزلة والرَّافضة.
القول الثالث:
أن حُسْن الأشياء وقُبْحها، والثواب عليها والعقاب يعرف من جهة العقل دون ترتيب ثواب أو عقاب على ذلك، وهو قول أهل السنة والجماعة من السلف ومن تبعهم، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم واختاره الزركشي من الشافعية، وهو قول الماتريديَّة والكرَّاميَّة.
المسألة الثالثة: أدلة هذه الأقوال:
أولاً: أدلة نفاة الحسن والقبح العقليين:
أ – أدلتهم النقليَّة: استدلَّ الأشاعرة لنفي التحسين والتقبيح العقليين بقوله تعالى {وما كنَّا مُعذِّبِيْنَ حتى نبعث رسولاً} وقوله تعالى: {رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس حجةٌ بعد الرسل} وقوله تعالى: {وما كان ربُّك مهلك القرى حتى يبعث في أمِّها رسولاً يتلو عليهم آياتنا} ونظائرها من الآيات.
ووجه الاستدلال عندهم بالآيات المذكورة:
أنَّ الله رتَّب الجزاء على بعثة الرسل لا على الادراك بالعقل؛ فدلَّ ذلك على أنَّ العقل لا مجال له في إدراك حُسْن الأفعال وقُبْحها.
وقد أجاب المثبتون من أهل السنَّة عن هذا الاستدلال: بأنَّ هذه الآيات ونحوها لا تنفي اشتمال الأفعال على الصفات الحسنة والسيئة،والتي تقتضي المدح والذم، ولكنها تنفي العذاب والعقوبة قبل بلوغ الشرع وبعثة الرسل ونحن نسلم بهذا، وإثبات الحُسْن والقُبْح العقليين لا يستلزم التعذيب، وإنَّما الذي يستلزمه مخالفة الرسل بعد بلوغ الشرع وبعثة الرسل.
ب – أدلتهم العقليَّة، ومن أشهر مسالكهم في أدلتهم العقليَّة ما يلي:
1 – مسلك الفخر الرازي وهو:
أنَّ فعل العبد غير اختياري، وما ليس بفعل اختياري لا يكون حسناً ولا قبيحاً عقلاً بالاتفاق؛لأن القائلين بالحُسْن والقُبْح العقليين يعترفون بأنَّه إنَّما يكون كذلك إذا كان اختيارياً،وقد ثبت أنَّه اضطراري فلا يوصف بحُسْن ولا قُبْح على المذهبين، أما بيان كونه غير اختياري فلأنه إن لم يتمكن العبد من فعله وتركه فواضح، وإن كان متمكناً من فعله وتركه كان جائزاً فإمَّا أن يفتقر ترجيح الفاعليِّة على التاركيِّة إلى مرجِّح أولا، فإن لم يفتقر كان اتفاقيِّاً، والاتفاق لا يوصف بالحسن والقبح، وإن افتقر إلى مرجِّح فهو مع مرجِّحه إمَّا أن يكون لازماً وإمَّا جائزاً، فإن كان لازماً فهو اضطراري وإن كان جائزاً عاد التقسيم، فإما أن ينتهى إلى ما يكون لازماً فيكون ضرورياً أولا فينتهى إليه فيتسلسل، وهو مُحَال أن يكون اتفاقياً فلا يوصف بحُسْن ولا قُبْح.
وقد أجاب عن هذا الدليل ابن القيم من اثني عشر وجها ً أهمُّها:
الوجه الأول: أنَّ فيه التسوية بين الحركة الضروريِّة والاختياريِّة من العبد وعدم التفريق بينهما، وهذا باطل؛لأنَّه مخالف لما يقضي به الواقع والحسّ والشرع فهو بمنزلة الاستدلال على الجمع بين النقيضين، وعلى وجود المُحَال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/444)
الثاني: لو صحَّ الدليل المذكور لزم منه أن يكون الرب تعالى غير مختار في فعله؛لأنَّ التقسيم المذكور والترديد جارٍ فيه بعينه بأن يقال فعله تعالى إمَّا أن يكون لازماً أو جائزاً،فإن كان لازماً كان ضروريِّاً،وإن كان جائزاً فإن احتاج إلى مرجِّح عاد التقسيم،وإلا فهو اتفاقيِّ، ويكفي في بطلان الدليل المذكور أن يستلزم كون الربّ غير مختار.
الثالث: أنَّ الدليل المذكور لو صحَّ لزم بطلان الحُسْن والقُبْح الشرعيّين؛لأنَّ فعل العبد ضروريّ أو اتفاقيّ،وما كان كذلك فإنَّ الشرع لا يحسِّنه ولا يقبِّحه؛ لأنَّه لا يرد بالتكليف به فضلاً عن أن يجعله متعلق الحُسْن والقُبْح.
الرابع: أنَّ هذا الدليل لو صحَّ لزم بطلان الشرائع والتكاليف جملةً؛ لأنَّ التكليف إنَّما يكون بالأفعال الاختياريِّة؛ إذ يستحيل أن يكلَّف المرتعش بحركة يده، وأن يكلَّف المحموم بتسخين جلده، وإذا كانت الأفعال اضطراريَّة غير اختياريَّة لم يُتصوَّر تعلُّق التكليف والأمر والنَّهى بها.
2 – مسلك القاضي أبي بكر الباقلاني وهو:
أنَّ الحُسْن والقُبْح لو كانا صفتين ذاتيتين للفعل لما اختلفا باختلاف الأحوال والمتعلقات والأزمان، ولاستحال ورود النَّسخ على الفعل؛ لأنَّ ما ثبت للذَّات فهو باقٍ ببقائها لا يزول، وهي باقية، ومعلوم أنَّ الكذب يكون حسناً إذا تضمَّن عصمة دم نبيٍ أو مسلمٍ، ولو كان قبحه ذاتياً له لكان قبيحاً أين وجد، وكذلك ما نُسخ من الشريعة لو كان حسناً لذاته لم يستحل قبيحاً، ولو كان قبحه لذاته لم يستحل حسناً بالنَّسخ.
وأجيب عن هذا الدليل من أوجه:
الوجه الأول: أنَّ كون الفعل حسناً أو قبيحاً لذاته،أو لصفةٍ لم يُعْن به أنَّ ذلك يقوم بحقيقة لا ينفك عنها بحال مثل كونه عرَضَاً، وكونه مفتقراً إلى محلٍّ يقوم به، وكون الحركة حركةً والسواد لوناً، وإنَّما يراد بكونه حسناً أو قبيحاً لذاته، أو لصفته أنَّه في نفسه منشأ للمصلحة والمفسدة،وترتيبهما عليه كترتيب المسببات على أسبابها المقتضية لها، وهذا كترتيب الريّ على الشرب، والشبع على الأكل، وترتب منافع الأغذية والأدوية ومضارها عليها، فحسن الفعل أو قبحه هو من جنس كون الدواء الفلاني حسناً نافعاً، أو قبيحاً ضارَّاً، وكذلك الغذاء واللباس والمسكن والجماع والاستفراغ والنوم والرياضة وغيرها.
الثاني: أنَّه يجوز اقتضاء الذَّات الواحدة لأمرين متنافيين بحسب شرطين متنافيين فيقتضى التبريد مثلاً في محلِّ معيَّن بشرطٍ معيَّن، والتَّسخين في محلٍّ آخر بشرطٍ آخر، والجسم في حيِّزه يقتضي السكون فإذا خرج عن حيِّزه اقتضى الحركة.
الثالث: أنَّ قولكم: يحسن الكذب إذا تضمَّن عصمة نبىٍّ أو مسلمٍ لا يسلَّم، بل لا يكون الكذب إلَّا قبيحاً، وأمَّا الذي يحسن فهو التعريض والتورية كما وردت به السنَّة النبويِّة، ثم لو سُلِّم ذلك فإنَّ تخلُّف القُبْح عن الكذب لفوات شرطٍ،أو قيام مانعٍ يقتضي مصلحةً راجعةً على الصدق لا تخرجه عن كونه قبيحاً لذاته.
3 – مسلك أبي الحسن الآمدي وهو:
أنَّه لو كان فعل من الأفعال حسناً أو قبيحاً لذاته فالمفهوم من كونه قبيحاً وحسناً ليس هو نفس ذات الفعل، وإلَّا كان من علم حقيقة الفعل عالماً بحُسْنه وقُبْحه، وليس كذلك لجواز أن يعلم حقيقة الفعل ويتوقف العلم بحُسْنه وقُبْحه على النَّظر كحُسْن الصدق الضّارّ وقُبْح الكذب النَّافع، وإن كان مفهومه زائداً على مفهوم الفعل الموصوف به فهو صفة وجوديِّة؛ لأنَّ نقيضه وهو لا حُسْن ولا قُبْح صفة للعدم المحض فكان عدمياً، ويلزم من ذلك كون الحُسْن والقُبْح وجودياً،وهو قائم بالفعل لكونه صفةً له، ويلزم من ذلك قيام العَرَض بالعَرَض وهو محال.
وأجيب عن هذا الدليل من أوجه:
الوجه الأول: أنَّه منقوضٌ بما لا يحصى من المعاني التي توصف بالمعاني كما يقال علمٌ ضروريّ، وعلمٌ كسبيّ، وإرادةٌ جازمةٌ، وحركةٌ سريعةٌ، وحركةٌ بطيئةٌ، وحركةٌ مستديرةٌ، وحركةٌ مستقيمةٌ، ومزاجٌ معتدلٌ، ومزاجٌ منحرفٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/445)
الثاني: أنَّ قوله: يلزم منه قيام العَرَض بالعَرَض غير صحيح بل العَرَض يوصف بالعَرَض، ويقوم به تبعاً لقيامه بالجوهر الذي هو المحلّ فيكون العرضان جميعاً قائمين بالمحلّ،وأحدهما تابعٌ للآخر،وكلاهما تبعٌ للمحلّ فما قام العَرَض بالعَرَض، وإنَّما قام العَرَضان جميعاً بالجوهر، فالحركة والسرعة قائمتان بالمتحرِّك، والصوت وشجاه وغلظه ودقته وحسنه وقبحه قائمةٌ بالحامل له، والمُحال إنَّما هو قيام العَرَض بالعَرَض من غير أن يكون لهما حامل، فأمَّا إذا كان لهما حامل وأحدهما صفة للآخر وكلاهما قام بالمحلّ الحامل فليس بمُحَال.
الثالث: أنَّ حُسْن الفعل وقُبْحه شرعاً أمرٌ زائدٌ عليه؛ لأنَّ المفهوم منه زائد على المفهوم من نفس الفعل، وهما وجوديَّان لا عدميَّان؛ لأن نقيضهما يحمل على العدم فهو عدمي، فهما إذا وجوديَّان؛ لأن كون أحد النقيضين عدمياً يستلزم كون نقيضه وجودياً فلو صحَّ الدليل المذكور لزم أن لا يوصف بالحُسْن والقُبْح شرعاً، ولا خلاص عن هذا إلَّا بالتزام كون الحُسْن والقُبْح الشرعيّين عدميّين، ولا سبيل إليه؛ لأن الثواب والعقاب والمدح والذم مرتَّب عليهما ترتب الآثر على مؤثِّره المقتضى على مقتضيه، وما كان كذلك لم يكن عدماً محضاً؛ إذ العدم المحض لا يترتب عليه ثواب ولا عقاب ولا مدح ولا ذم.
4 – مسلك القرافي وهو:
" أنَّ العالم حادث؛ فهو إمَّا أن يكون فيه مصالح أو لا يكون، فإن كان الأول فقد أخَّر الله تعالى فعل المصالح دهوراً لا نهاية لها، فلا يقال: إنَّ الله تعالى لا يهمل المصالح، وحينئذٍ لا يجزم العقل بثبوت الأحكام قبل الشرائع ولا بمراعاة المصالح، وإن كان العالم ليس فيه مصالح، وقد فعل الله تعالى ما لا مصلحة فيه، فلا يكون العقل جازماً بأنَّ الله تعالى لا يفعل إلا ما فيه مصلحة، بل يجوز عليه فعل لا حكمة فيه على رأيهم، وذلك يخرم قاعدة الحكمة بتفسيرهم، فهذا برهانٌ قاطعٌ على بطلان الحُسْن والقُبْح العقليين ".
ويجاب عن هذا الدليل: بأنَّ هذا وارد في حقِّ المعتزلة كما سيأتي؛ لأنهم يوجبون فعل الأصلح على الله تعالى،أمَّا أهل السنَّة فيثبتون الحُسْن والقُبْح العقليّين دون الثواب والعقاب،ووجوب فعل الصَّلاح والأصْلَح وغيرها مما يوجبه المعتزلة، وعليه فقول القرافي _ رحمه الله _: (أقول في إبطال الحُسْن والقُبْح: رعاية المصالح غير واجبة على الله تعالى عقلاً؛ فالحُسْن والقُبْح العقليَّان باطلان) _ إنَّما يصحُّ في نقض قول المعتزلة؛ لأنهم يربطون بين المسألتين.
ثانيا: أدلة مثبتي الحُسْن والقُبْح العقليين:
وهم أهل السنَّة والماتريديَّة والمعتزلة: واستدلوا بأدلة نقليَّة وعقليَّة:
أ – الأدلة النقليَّة:
1 – قوله تعالى: {وإذا فعلوا فاحشةً قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إنَّ الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون}.
وجه الاستدلال: أنَّ الله أخبر عن نفسه في سياق الإنكار عليهم أنَّه لا يأمر بالفحشاء فدلَّ ذلك على أنَّه منزهٌ عنه فلو كان جائزاً عليه لم يتنزَّه عنه فعُلِمَ أنَّه لا يجوز عليه الأمر بالفحشاء، وذلك لا يكون إلاَّ إذا كان الفعل في نفسه سيئاً وقبيحاً.
2 – قوله تعالى: {ولا تقربوا الزِّنا إنه كان فاحشةً وساءَ سبيلاً}.
وجه الاستدلال: أن الله علَّل النَّهي عنه بما اشتمل عليه من أنَّه فاحشة وأنَّه ساءَ سبيلاً، فلو كان إنَّما صار فاحشةً وساء سبيلاً بالنَّهي لما صحَّ ذلك؛ لأنَّ العلَّة تسبق المعلول لا تتبعه.
3 – قوله تعالى: {وأن استغفروا ربكم ثمَّ توبوا إليه يمتِّعكم متاعاً حسناً إلى أجلٍ مسمَّى ويؤتِ كلَّ ذي فضلٍ فضله}
وجه الاستدلال: أنَّ الله أمر الناس أن يتوبوا ويستغفروا ممَّا فعلوه فلو كان كالمباح المستوى الطرفين والمعفو عنه وكفعل الصبيان والمجانين ما أمر بالاستغفار والتوبة فعلم أنَّه كان من السيئات القبيحة لكنَّ الله لا يعاقب إلاَّ بعد إقامة الحجة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/446)
4 - أخبر الله تعالى عن قُبْح أعمال الكفار قبل أن يأتيهم الرسول كقوله لموسى: {اذهب إلى فرعون إنَّه طغى فقل هل لك إلى أن تزكَّى وأهديك إلى ربِّك فتخشى} وقال تعالى: {إنَّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبِّح أبناءهم ويستحيى نساءهم إنَّه كان من المفسدين} فهذا خبرٌ عن حاله قبل أن يولد موسى _ عليه السلام _ وحين كان صغيراً قبل أن يأتيه برسالة أنَّه كان طاغياً مفسداً، وقال تعالى: {ولقد مننَّا عليك مرةً أخرى إذ أوحينا إلى أمِّك ما يوحى أن اقذفيه في التَّابوت فاقذفيه في اليمِّ فليلقه اليمُّ بالساحل يأخذه عدوٌ لي وعدوٌ له وألقيت عليك محبةً منِّي ولتُصنع على عيني}، والعدو فرعون فهو إذ ذاك عدوٌ لله ولم يكن جاءته الرسالة بعد.
5 – قوله تعالى: {ويحلُّ لهم الطيبات ويحرِّم عليهم الخبائِث}
وجه الاستدلال: أنَّ الآية صريحةٌ في أنَّ الحلال كان طيباً قبل حلِّه وأنَّ الخبيث كان خبيثاً قبل تحريمه، ولم يستفد طيب هذا وخُبْث هذا من نفس الحلّ والتحريم؛ لأنَّ هذا علم من أعلام نبوته التي احتج الله بها على أهل الكتاب فلو كان الطيب والخبيث إنَّما استفيد من التحريم والتحليل لم يكن في ذلك دليل؛ فإنَّه بمنزلة أن يقال: يحلُّ لهم ما يحلُّ ويحرِّم عليهم ما يحرِّم وهذا باطل؛ فإنه لا فائدة فيه.
6 – أنَّ الله تبارك وتعالى أنكر على من نسب إلى حكمته التسوية بين المختلفين كالتسوية بين الأبرار والفجَّار فقال تعالى: {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتَّقين كالفجَّار}، وقال تعالى: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون} فدلَّ على أنَّ هذا حكمٌ سيءٌ قبيحٌ ينزَّه الله عنه، ولم ينكره سبحانه من جهة أنَّه أخبر بأنَّه لا يكون وإنما أنكره من جهة قُبْحه في نفسه وأنه حكمٌ سيءٌ يتعالى ويتنزَّه عنه لمنافاته لحكمته وغناه وكماله، ووقوع أفعاله كلِّها على السَّداد والصَّواب والحكمة فلا يليق به أن يجعل البرَّ كالفاجر، ولا المحسن كالمسيء، ولا المؤمن كالمفسد في الأرض فدلَّ على أنَّ هذا قبيحٌ في نفسه تعالى الله عن فعله.
ب – الأدلة العقليَّة:
1 – أنَّ من أنكر أن يكون للفعل صفات ذاتية لم يحْسُن إلا لتعلق الأمر به، وأنَّ الأحكام بمجرد نسبة الخطاب إلى الفعل فقط فقد أنكر ما جاءت به الشرائع من المصالح والمفاسد والمعروف والمنكر، وما في الشريعة من المناسبات بين الأحكام وعللها، وأنكر خاصةً الفقه في الدين الذي هو معرفة حكمة الشريعة ومقاصدها ومحاسنها.
2 – أنَّ نفي الحُسْن والقُبْح العقليين مطلقاً لم يقله أحد من سلف الأمَّة ولا أئمتها، وهذا يؤخذ من كلام الأئمَّة والسلف في تعليل الأحكام وبيان حكمة الله في خلقه وأمره، فنفي ذلك من البدع التي حدثت في الإسلام.
3 – أنَّ من قال: إنَّ الأفعال ليس فيها صفات تقتضي الحُسْن والقُبْح فهو بمنزلة قوله ليس في الأجسام صفات تقتضي التسخين والتبريد والاشباع والإرواء، فسلبُ صفات الأعيان المقتضية للآثار كسلب صفات الأفعال المقتضية للآثار.
4 – قال المعتزلة: إنَّ الحُسْن والقُبْح يستوي في معرفتهما الملحد والموحِّد؛ فالملحدة يعرفون قُبْح الظلم ولا مستند لهم إلا محض العقل فالملحدة لا يعرفون النَّهي والنَّاهي.
5 – وقال المعتزلة أيضاً: لو لم يكن الحكم بالحُسْن والقُبْح إلا بالشرع لحَسُن من الله كلُّ شيء فحَسُن منه إظهار المعجزة على يد الكاذب، ولو حسن منه ذلك لما أمكننا التمييز بين النبي والمتنبئ، وذلك يفضي إلى بطلان الشرائع.
فهذه جملة من أدلة المثبتين للتحسين والتقبيح العقليين، وهي مشتركة بين أهل السنَّة والماتريديَّة والمعتزلة، ثم افترقوا في إثبات الثواب والعقاب بالعقل فأثبت ذلك المعتزلة كما سبق محتجِّين بما ذكرنا من أدلة
ونفى ذلك أهل السنَّة مستدلين بأدلة منها:
1 – النُّصوص الكثيرة في القرآن التي تدل على أن الله لا يعذب أحداً إلا بعد بلوغ الرسالة كقوله تعالى: {وما كنَّا مُعذِّبِيْنَ حتى نبعث رسولاً}، وقوله تعالى: {رسلاً مبشرين ومنذرين لئلَّا يكون للناس حجةٌ بعد الرسل}، وقوله تعالى: {وما كان ربُّك مهلك القرى حتى يبعث في أمِّها رسولاً يتلو عليهم آياتنا} وغير ذلك من الآيات التي تؤكِّد هذا المعنى.
2 - أنَّ الله تعالى قد أخبر في غير موضع أنَّه لا يكلف نفساً إلا وسعها كقوله: {لا يكلِّف الله نفساً إلا وسعها} وقوله تعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلِّف نفساً إلَّا وسعها} وقوله: {لا تكلَّف نفسٌ إلا وسعها} وقوله: {لا يكلِّف الله نفساً إلا ما آتاها} فهذه الآيات وأمثالها تدل على أنَّ المكلَّف لا يؤاخذ بما فعله أو تركه ممَّا لم ينه عنه الشرع، أولم يأمر به؛ لأنَّه خارج عن قدرته واستطاعته.
3 – أنَّ مؤاخذة وتعذيب من لم يأت إليه شرع ظلم، والله سبحانه وتعالى نزَّه نفسه عن الظلم في مواضع كثيرة من القرآن كما في قوله تعالى: {ذلك أن لم يكُ ربُّك مهلك القرى بظلمٍ وأهلها غافلون}.
فهذه أدلة أهل السنَّة والجماعة في إثبات التحسين والتقبيح العقليين دون ترتيب الثواب والعقاب عليهما، وهو ظاهر القوة والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/447)
ـ[العيدان]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:39 ص]ـ
بارك الله فيك و نفع بك ..
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:46 ص]ـ
بارك الله فيك تلخيص جميل و تنظيم أجمل
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[05 - 06 - 07, 12:43 م]ـ
القول الثالث:
أن حُسْن الأشياء وقُبْحها، والثواب عليها والعقاب يعرف من جهة العقل دون ترتيب ثواب أو عقاب على ذلك
التعبير الانسب ان يقال ان العقاب مشروط ببعث الرسل
ـ[أبو عمر السلمي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 02:42 ص]ـ
أخي الكريم-أبو حازم الكاتب-:
ما الفرق بين القول الأول والثالث؟
وهما:
(القول الأول:
أن حُسْن الأشياء وقُبْحها،والثواب عليها والعقاب يعرف من جهة الشرع)
و:
(القول الثالث:
أن حُسْن الأشياء وقُبْحها، والثواب عليها والعقاب يعرف من جهة العقل دون ترتيب ثواب أو عقاب على ذلك)
ووجه الإشكال:
أن القولين اتفقا على: أن ترتب الثواب والعقاب على العمل لايدركه العقل؟!
هكذا بدا لي .. ؟
وأرجو التمثيل لذلك لتتضح الصورة ..
بارك الله فيك ..
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[07 - 06 - 07, 04:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا سلمان وفقك الله حبذا لو ذكرت سبب كون ما تذكره هو الأنسب.
أخي الكريم أبا عمر السلمي وفقك الله وبعد:
الفرق أخي الكريم بين القولين أن أهل السنة يرون:
1 - العقل يحسن ويقبح.
2 - ترتيب الثواب والعقاب على الأفعال شرعي.
وأما الاشاعرة فهم يرون أن العقل لا يحسن ولا يقبح ولا يرتب عليه الثواب والعقاب بل الأمران يعلمان من جهة الشرع.
مثال ذلك:
شرب الخمر قبيح عقلاً عند أهل السنة والمعتزلة وهو ليس كذلك عند الأشاعرة بل علم قبحه عندهم من جهة الشرع.
ثم العقاب على شارب الخمر يعلم من جهة الشرع عند أهل السنة والأشاعرة ويعلم من جهة العقل عند المعتزلة.
فأهل السنة يوافقون المعتزلة في شطر ويوافقون الأشاعرة في الشطر الثاني.
ومسألة ترتيب الثواب والعقاب ليست من صلب المسألة وإنما هي نتيجة وأثر وإلا فأصل المسألة هو في التحسين والتقبيح للأفعال والأحكام لكن ذكرت ضمن المسألة ليعلم الفرق بين قول المعتزلة وأهل السنة ولذلك ذكرت القول الثالث بهذه الصيغة لا بما ذكره الأخ الكريم أبو سلمان وإلا لكان قول الأشاعرة وأهل السنة قولاً واحداً لو ذكرته بالصيغة التي أشار إليها أخونا أبو سلمان.
والله أعلم.
ـ[أبو عمر السلمي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 10:06 م]ـ
الفرق أخي الكريم بين القولين أن أهل السنة يرون:
1 - العقل يحسن ويقبح.
2 - ترتيب الثواب والعقاب على الأفعال شرعي.
وأما الاشاعرة فهم يرون أن العقل لا يحسن ولا يقبح ولا يرتب عليه الثواب والعقاب بل الأمران يعلمان من جهة الشرع.
مثال ذلك:
شرب الخمر قبيح عقلاً عند أهل السنة والمعتزلة وهو ليس كذلك عند الأشاعرة بل علم قبحه عندهم من جهة الشرع.
ثم العقاب على شارب الخمر يعلم من جهة الشرع عند أهل السنة والأشاعرة ويعلم من جهة العقل عند المعتزلة.
بارك الله فيك:
هناك استفساران:
1 - هل الخلاف بين القولين: خلافٌ في شيء ظني أم قطعي؟
بمعنى هناك راجح ومرجوح؟ أم: سنة وبدعة؟
2 - المثال هل هم-الأشاعرة- ذكروه؟ لأني أظنه لايستقيم!
إذ ربما يدخل في أحد الإعتبارين الأولين: فقد يقال شارب الخمر قبيح عقلا باعتبار: منافرته للطبع، أو قبيح عقلا باعتبار: كونه نقصاً؟
فما توجيهكم؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 06 - 07, 12:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا عمر وفقك الله:
المسألة في التحسين والتقبيح عقدية وهي مرتبطة بمسائل أخرى إما مسائل هي منشأ الخلاف أو مسائل هي ثمرة للخلاف فالمعتزلة يعتقدون أن الله يجب عليه فعل الصلاح والأصلح في حق الخلق وبالتالي يجب على الله أن يحرم ما يقبحه العقل ويبيح ما يحسنه العقل هذا أمر وأمر آخر وهو أنه لما كان العقل _ عند المعتزلة _ يستقل بالتحسين والتقبيح فبناء عليه فالمقدم العقل فيما لو تعارض العقل والنقل.
وأما الأشاعرة فحينما أنكروا تحسين العقل وتقبيحه أنكروا تعليل أفعال الله تبارك وتعالى فقالوا أفعال الله لا تعلل فهي مجردة عن الحكمة والعلة وقد وافق الأشاعرة على هذا الظاهرية والشيعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/448)
ومن العجيب في هذا أن الأشاعرة أنكروا التعليل في أبواب التوحيد والإيمان ولما جاءوا إلى أصول الفقه أثبتوه في باب القياس والمصلحة ونحوهما وقد ذكر هذا ابن تيمية _ رحمه الله _ حيث يقول: (إذا خاضوا في الشرع احتاجوا أن يسلكوا مسالك أئمة الدين في إثبات محاسن الشريعة، وما فيها من الأمر بمصالح العباد، وما ينفعهم من النهي عن مفاسدهم وما يضرهم .. ) مجموع الفتاوى (17/ 177)
وقال أيضا: (وأمَّا تعليل أفعال الله وأحكامه بالحكمة ففيه قولان مشهوران، والغالب عليهم عند الكلام في الفقه وغيره التعليل، وأما في الأصول فمنهم من يصرح بالتعليل ومنهم من يأباه) منهاج السنة النبوية (1/ 455)
ويقول الشاطبي _ رحمه الله _: (وزعم الرازي أن أحكام الله ليست معللة بعلة ألبته، كما أن أفعاله كذلك ... ، ولما اضطر في علم أصول الفقه إلى إثبات العلل للأحكام الشرعية أثبت ذلك) الموافقات (2/ 322)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (تنازعوا في مسألتين:
إحداهما أن العباد هل يعلمون بعقولهم حسن بعض الأفعال ويعلمون أن الله متصف بفعله ويعلمون قبح بعض الأفعال ويعلمون أن الله منزه عنه على قولين معروفين:
أحدهما أن العقل لا يعلم به حسن فعل ولا قبحه أما في خلق الله فلأن القبيح منه ممتنع لذاته وأما في حق العباد فلأن الحسن والقبح لا يثبت إلا بالشرع وهذا قول الأشعري وأتباعه وكثير من الفقهاء من أصحاب مالك والشافعي وأحمد ....
والقول الثاني أن العقل قد يعلم به حسن كثير من الأفعال وقبحها في حق الله وحق عباده وهذا مع أنه قول المعتزلة فهو قول الكرامية وغيرهم من الطوائف وهو قول جمهور الحنفية وكثير من أصحاب مالك والشافعي وأحمد كأبي بكر الأبهري وغيره من أصحاب ماللك وأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب الكلوذاني من أصحاب أحمد وذكر أن هذا القول قول أكثر أهل العلم وهو قول أبي علي بن أبي هريرة وأبي بكر القفال وغيرهما من أصحاب الشافعي وهو قول طوائف من أئمة أهل الحديث
وعدو القول الأول من أقوال أهل البدع كما ذكر ذلك أبو نصر السجزى في رسالته المعروفة في السنة وذكره صاحبه أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني في شرح قصيدته المعروفة في السنة ... ) منهاج السنة النبوية (1/ 450)
واما المسائل الأصولية التي بنيت على هذا الأصل فكثيرة مشهورة.
وأما التمثيل بشرب الخمر فليس شرب الخمر منافراً للطبع بل هو محبوب عند كثير من الخلق وكان أهل الجاهلية يستلذونه ويتمتعون به بل وكثير ممن يشرب الخمر إلى الآن يتلذذ به وقد جعل الخمر من شراب أهل الجنة.
وأما كونه نقصاً فهذا إنما علم بعد معرفة آثاره ومفاسده التي علم عقلاً قبحها من زوال العقل وتصرف السكران بما يضره وما لا يفعله حال صحوه ولذلك استقبحها العقلاء قبل الإسلام فهناك من لم يشرب الخمر حتى قبل الإسلام، كما أن النقص أيضاً علم من جهة الشرع.
وهنا تنبيه لا بد من معرفته وهو أن أهل السنة لا يريدون بقولهم إن العقل يحسن ويقبح أنه يحسن ويقبح كل شيء كما أنهم لا يقولون إن العقل فقط هو الذي يحسن ويقبح وأن الشرع لا يحسن ولا يقبح بل عندهم التحسين والتقبيح يعلم من جهة العقل والشرع لكن لما كان الشرع متفقاً عليه بين الجميع في كونه يحسن ويقبح انصب الخلاف على تحسين وتقبيح العقل فالمعتزلة يرون أن العقل يستقل بمعرفة الحسن والقبح في كل شيء ولا يحتاج إلى تحسين وتقبيح الشرع وبالعكس قول الأشاعرة يرون أن التحسين والتقبيح شرعي فقط والعقل لادور له في ذلك وأهل السنة وسط بينهما كما سبق.
ـ[توبة]ــــــــ[08 - 06 - 07, 01:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ومن العجيب في هذا أن الأشاعرة أنكروا التعليل في أبواب التوحيد والإيمان ولما جاءوا إلى أصول الفقه أثبتوه في باب القياس والمصلحة ونحوهما وقد ذكر هذا ابن تيمية _ رحمه الله _ حيث يقول: (إذا خاضوا في الشرع احتاجوا أن يسلكوا مسالك أئمة الدين في إثبات محاسن الشريعة، وما فيها من الأمر بمصالح العباد، وما ينفعهم من النهي عن مفاسدهم وما يضرهم .. ) مجموع الفتاوى (17/ 177)
قد تبادر إلى ذهني أول ما قرأت موقف الأشاعرة من التحسين والتقبيح العقلي قولهم بحجية المصالح المرسلة فعجبت للتناقض الصارخ إذ على حد علمي أن الأخيرة تكون بالإستنباط او الإستدلال العقلي والذي لا يخلو من تحسين وتقبيح ثم تراجعت و قلت ربما حصل تقصير فهم مني.
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 07:22 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بعلمك و زادك من فضله
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[08 - 06 - 07, 07:49 م]ـ
الأخ أبا حازم وفقه الله
لم أجد لهذه المسألة العظيمة ـ عند أصحاب المدارس العقلية ـ أي ثمرة إلا أنها تمكّنهم من التشريع لرب العالمين جلّ جلاله، ليقرّروا بعقولهم ما يجب عليه وما يستحسن منه وما يمتنع عليه.
فأرجو النظر في الأمر من هذه الزاوية، بارك الله فيكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/449)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 06 - 07, 10:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم توبة نعم هو كذلك وهو كما ذكر ابن تيمية والشاطبي وغيرهما أن الأشاعرة المتكلمين الذين صنفوا في أصول الفقه اضطربوا؛ لأنه لا يستقيم لهم إثبات القياس إلا بالتعليل والتعليل يحتاج إلى علة ومن نفى التحسين والتقبيح لا يقول بالتعليل، وهذا الاضطراب سنةٌ متكررةٌ عند الأشاعرة ولذا فالمعتزلة وإن كانوا أبعد عن أهل السنة من الأشاعرة إلا أنهم أقل اضطراباً وكثير من قواعدهم مطردة وعلى سبيل المثال المعتزلة نفوا الصفات جميعها بعلة نفي التجسيم والتشبيه بالمخلوق بينما الأشاعرة أثبتوا بعض الصفات ونفوا البقية وكان علتهم فيما نفوه هي علة المعتزلة لكنهم اضطربوا في إثبات الصفات السبع ولذلك قال ابن تيمية كما في التدمرية وغيرها: (يلزمكم فيما أثبتموه نظير ما يلزمكم فيما نفيتموه) وهم في القدر فروا من قول المعتزلة القدرية فوقعوا في الجبر وهو ما يعبرون عنه بالكسب واضطربوا فيه اضطرابا كثيراً.
أخي الكريم أبا حمزة بارك الله فيك وجزيت خيراً وزادني وإياك علماً وعملاً.
أخي الكريم خزانة الأدب وفقك الله
الذي يظهر أن هناك مسائل عقدية وأصولية متفرعة عن التحسين والتقبيح العقليين ومن ذلك:
1 - تعليل أفعال الله تبارك وتعالى وأحكامه فنفاة التحسين والتقبيح العقليين نفوا تعليل أفعال الله تعالى ثم اختلفوا في الأحكام فالظاهرة نفوا التعليل فيها أيضاً واما الأشاعرة فأثبتوها.
2 - وجوب فعل الصلاح والأصلح عند المعتزلة وتحكيم العقل في الأحكام ومنه الاستصحااب العقلي الذي يذكر في أنواع الاستصحاب وهو الخاص بالمعتزلة.
3 - وجوب شكر المنعم فعند مثبتي التحسين والتقبيح العقليين يجب شكر المنعم عقلاً ولا يجب عند النفاة.
علماً أن الأشاعرة يجعلون مسألة التحسين والتقبيح والتعليل ومسألة خلق أفعال العباد متلازمة ولذلك ذكر الفخر الرازي في المحصول أن القول بالجبر يلزم منه نفي التحسين والتقبيح العقليين والقول بالجبر هو قول الأشاعرة كما هو معلوم وإن كانوا يطلقون عليه الكسب.
ولذلك يقال من باب الفائدة: الأشاعرة جمعوا ثلاث جيمات: (مرجئة في الإيمان وجهمية في الصفات وجبرية في القدر)
وأما في المسائل الأصولية المتفرعة عن مسألة التحسين والتقبيح العقليين فمنها:
1 - مسألة نسخ الأخبار.
2 - مسألة التخصيص بالعقل عند بعضهم.
3 - التعليل في أبواب القياس والمناسبة فيه.
4 - حجية القياس فبعض من نفى القياس احتج بكونه قبيح عقلاً كما ذكر الجويني في البرهان.
5 - النسخ قبل حضور وقت الفعل.
6 - حكم الأعيان المنتفع بها قبل ورود الشرع وبعبارة أخرى: الأصل في الأشياء الإباحة أو الحظر؟
ولما كانت مسألة التعليل من ثمرات التحسين والتقبيح العقليين ولها ارتباط بها فإني أرفق ملفاً في هذه المسألة وفي خاتمته مسألة التعليل في العبادات فإن البعض يخلط بين مسألة الأصل في العبادات التوقيف وبين التعليل في العبادات.
ـ[أبو عمر السلمي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 06:10 ص]ـ
بورك فيك ..
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم توبة نعم هو كذلك وهو كما ذكر ابن تيمية والشاطبي وغيرهما أن الأشاعرة المتكلمين الذين صنفوا في أصول الفقه اضطربوا؛ لأنه لا يستقيم لهم إثبات القياس إلا بالتعليل والتعليل يحتاج إلى علة ومن نفى التحسين والتقبيح لا يقول بالتعليل ....
هلا أفدتني بما ذكره الإمام الشاطبي-لأنه في ظني أشعري إن لم أخطئ-؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[09 - 06 - 07, 07:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا عمر وفقك الله:
قد ذكرت كلام الشاطبي في اضطراب الفخر الرازي فيما سبق حيث يقول: (وزعم الرازي أن أحكام الله ليست معللة بعلة ألبته، كما أن أفعاله كذلك ... ، ولما اضطر في علم أصول الفقه إلى إثبات العلل للأحكام الشرعية أثبت ذلك) الموافقات (2/ 322)
وهذا الأمر ينجر على مذهب الأشاعرة عموما وليس الرازي فقط كما ذكر ذلك ابن تيمية أيضا وذكره ابن السبكي حيث يقول: (المشتهر عن المتكلمين أنَّ أحكام الله تعالى لا تعلل، واشتهر عن الفقهاء التعليل) الإبهاج في شرح المنهاج (3/ 41)
واما عن عقيدة الشاطبي _ رحمه الله _ فالأمر مشكل؛ لأنه لم يؤلف كتاباً في ذلك يبين فيه عقيدته لكن الأمر كما قلت أخي هو في أكثر المسائل العقدية يقرر مذهب الأشاعرة ويمكنك الرجوع إلى كتاب (الإمام الشاطبي عقيدته وموقفه من البدع وأهلها) للمؤلف عبد الرحمن آدم علي (رسالة ماجستير) من مطبوعات مكتبة الرشد وهو موجود إلكترونيا في المكتبة الوقفية.
وانتهى الباحث إلى أن الشاطبي يميل إلى المذهب الأشعري في عقيدته.
ويظهر عند الشاطبي تقرير عقيدة الأشاعرة في تأويل الأسماء والصفات وهو يرى أن الخلاف فيها بين أهل السنة والأشاعرة خلاف في الفروع واجتهاد سائغ، وفي باب القدر والأسباب يقرر أيضاً مذهب الأشاعرة الجبرية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/450)
ـ[توبة]ــــــــ[09 - 06 - 07, 08:31 م]ـ
هل هناك -سواء من المثبتين أو النفاة- من فرق في القول بحجّية التحسين والتقبيح العقليين، بين العادات والعبادات؟
أرجو التوضيح ...
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[09 - 06 - 07, 08:48 م]ـ
شكرا لابى حازم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[09 - 06 - 07, 11:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الفاضل مصطفى سعد جزيت خيراً ووفقك الله لكل خير.
أخي الكريم توبة وفقك الله:
لا أعلم من فرق بين العبادات والعادات، نعم اختار الرازي في آخر مصنفاته القول بالتحسين والتقبيح العقليين في أفعال العباد دون أفعال الله تعالى كما ذكر ابن تيمية _ رحمه الله _ في منهاج السنة النبوية (1/ 450)
ونرى بعض الحنفية كالسرخسي وغيره يبستدلون لإثبات حجية العادة والعرف بأن " نزع الناس عن عاداتهم فيه مشقة وحرج ".
كما أن هناك كثير من الأصوليين يستدلون لحجية العرف والعادة بأن الأصل في الأشياء أو المنافع الإباحة.
ولا شك أن مسألة رفع الحرج ورفع المشقة والأصل في الأشياء كلها تعود في تأصيلها إلى أصل التعليل في أفعال الله عز وجل وأحكامه وسبق بيان الارتباط بين التعليل والتحسين والتقبيح العقليين.
فمن هذه الجهة البعيدة كما نرى يكون هناك نوع ارتباط بين العادات والتحسين والتقبيح العقليين.
كما أن بعض الأصوليين يعرفون العادة بأنها ما يتكرر من غير دلالة عقلية ويريدون بذلك إخراج ماتكرر بالعقل كالأثر والمؤثر فكلما تكرر الأثر تكرر المؤثر ويعني ذلك أن مستند تكرار العادة ليس العقل، لكننا من جهة أخرى نعلم أن الخلق لا يعتادون فعل شيء بالأغلبية _ وهو العرف أو العادة المحتج بها _ إلا إذا كان مستحسناً لديهم. والله أعلم
ـ[توبة]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:07 ص]ـ
جازاكم الله خير الجزاء .....
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[15 - 06 - 07, 07:15 م]ـ
نوقش في جامعة الملك سعود بحث بعنوان التحسين والتقبيح وهو في كلية التربية، فلعله يفيد في هذا الباب.
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 08 - 08, 01:36 ص]ـ
بارك الله فيك
ممن طرح المسألة بشكل جيد الدكتور محمد حسين الجيزاني في معالم الأصول فقال:
مسألة التحسين والتقبيح العقليين
والكلام على هذه المسألة يمكن ضبطه في النقاط التالية:
أ- المراد بالحُسْن والقبح.
ب- الأقوال في المسألة.
جـ- أصول مهمة عند أهل السنة.
د- تفصيل مذهب أهل السنة.
ه- مذهب أهل السنة وسط بين الطرفين.
و- تنبيهات.
أ- المراد بالحُسْن والقُبْح:
يطلق الحسن والقبح بثلاثة اعتبارات ():
الاعتبار الأول: بمعنى ملاءمة الطبع ومنافرته، فما لاءم الطبع فهو حسن؛ كإنقاذ الغريق، وما نافر الطبع فهو قبيح؛ كاتهام البريء.
الاعتبار الثاني: بمعنى الكمال والنقص، فالحسن: ما أشعر بالكمال؛ كصفة العلم، والقبيح: ما أشعر بالنقص؛ كصفة الجهل.
والحسن والقبح بهذين الاعتبارين: لا خلاف أنهما عقليان، بمعنى أن العقل يستقل بإدراكهما من غير توقف على الشرع.
والاعتبار الثالث: بمعنى المدح والثواب، والذم والعقاب.
والحسن والقبح بهذا الاعتبار: محل نزاع بين الطوائف، وذلك على النحو الآتي:
ب- الأقوال في المسألة:
القول الأول: إثبات الحسن والقبح العقليين، بمعنى أن العقل يدرك الحسن والقبح، فهو يحسن ويقبح، وهذا مذهب المعتزلة ().
القول الثاني: نفي الحسن والقبح العقليين، بمعنى أن العقل لا يدرك الحُسن والقُبح، فالعقل لا يحسن ولا يقبح، وهذا مذهب الأشاعرة ().
القول الثالث: مذهب أهل السنة، وهم وسط بين الطرفين، وقبل تفصيل مذهبهم في هذه المسألة لا بد من ذكر أصولٍ لهم يُحتاج إلى بيانها في هذا المقام:
جـ- أصول مهمة عند أهل السنة:
? الأصل الأول: أنهم يثبتون الحكمة والتعليل في أفعال الله سبحانه وتعالى وأحكامه، فجميع الأوامر والنواهي مشتملة على مصالح العباد ().
قال ابن القيم: "كيف والقرآن وسنة رسول الله ? مملوآن من تعليل الأحكام بالحكم والمصالح وتعليل الخلق بهما والتنبيه على وجود الحكم التي لأجلها شرع تلك الأحكام، ولأجلها خلق تلك الأعيان، ولو كان هذا في القرآن والسنة في نحو مائة موضعٍ أو مائتين لسقناها، ولكنه يزيد على ألف موضع بطرق متنوعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/451)
فتارة يذكر لام التعليل الصريحة، وتارة يذكر المفعول لأجله، الذي هو المقصود بالفعل، وتارة يذكر "من أجل" الصريحة في التعليل، وتارة يذكر أداة "كي"، وتارة يذكر "الفاء" و"إن"، وتارة يذكر أداة "لعل" المتضمنة للتعليل المجردة عن معنى الرجاء المضاف إلى المخلوق، وتارة ينبه على السبب بذكره صريحًا، .... وتارة يخبر بكمال حكمته وعلمه المقتضي أنه لا يفرق بين متماثلين ولا يسوي بين مختلفين وأنه ينزل الأشياء منازلها ويرتبها مراتبها" ().
? الأصل الثاني: أن أفعال الله سبحانه كلها حسنةٌ جميلة، لا يقبح منها شيء، قال تعالى:] الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ [[السجدة: 7].
وقال ?: «إن الله جميل يحب الجمال» ()، فأفعال الله إذن مباينة لأفعال المخلوقين تمامًا ().
? الأصل الثالث: أنهم يصفون الله سبحانه بما وصف به نفسه وما وصفه به رسوله ? من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، فلا يجوز نفي ما أثبته الله لنفسه من الصفات، ولا أن تمثل صفاته بصفات المخلوقين، ولا أفعاله سبحانه بأفعال المخلوقين ().
? الأصل الرابع: أنهم لا يوجبون على الله شيئًا إلا ما أوجبه سبحانه على نفسه تفضلاً منه وتكرمًا، كما قال تعالى:] لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [[الأنبياء: 23].
قال ابن تيمية: "وأما الإيجاب عليه سبحانه وتعالى والتحريم بالقياس على خلقه، فهذا قول القدرية، وهو قول مبتدع مخالف لصحيح المنقول وصريح المعقول، وأهل السنة متفقون على أنه سبحانه خالق كل شيء وربه ومليكه، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأن العباد لا يوجبون عليه شيئًا" ().
? الأصل الخامس: أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدًا إلا بعد إقامة الحجة عليه برسله وكتبه ()، قال تعالى:] وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا [[الإسراء: 15]، وقال تعالى:] رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [[النساء: 165].
وقال ?: «ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين» ().
? الأصل السادس: أن الشرع جاء بتقرير ما هو مستقر في الفطر والعقول –ومن ذلك تحسين الحسن والأمر به، وتقبيح القبيح والنهي عنه– فلا تعارض بين الشرع والعقل،] أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطِيفُ الْخَبِيرُ [[الملك: 14].
قال ابن القيم: "وأنه [أي الشرع] لم يجئ بما يخالف العقل والفطرة، وإن جاء بما يعجز العقول عن أحواله والاستقلال به، فالشرائع جاءت بمحارات () العقول لا محالاتها، وفرق بين ما لا تُدرك العقولُ حسنه وبين ما تشهد بقبحه، فالأول مما يأتي به الرسل دون الثاني" ().
? الأصل السابع: أن العقل لا مدخل له في إثبات الأحكام الشرعية، ولا في تعلق المدح والذم بالأفعال عاجلاً أو تعلق الثواب والعقاب بها آجلاً، وإنما طريق ذلك السمع المجرد ().
د- تفصيل مذهب أهل السنة:
يمكن إيضاح مذهب أهل السنة في هذه المسألة وأدلتهم عليه في ثلاث نقاط ():
1 - أن الحسن والقبح صفات ثابتة للأفعال، وهذا الثبوت قد يكون بطريق العقل، وقد يكون بطريق الفطرة، وقد يكون بطريق الشرع، فالعقل والفطرة يحسنان ويقبحان، ولا يمكن أن يأتي الشرع على خلاف ذلك، والشرع أيضًا يحسن ويقبح فكل ما أمر به الشرع فهو حسن، وكل ما نهى عنه فهو قبيح. فثبت إذن أن الحسن والقبح قد يعرفان بالعقل، وقد يعرفان بالفطرة، وقد يعرفان بالشرع.
2 - أن ما أدرك العقلُ أو الفطرة حسنه أو قبحه فحكمته معلومة لدينا ولا شك، أما ما عرف حسنه وقبحه بطريق الشرع فقد تغيب حكمته وعلته عن عقولنا القاصرة، ولكن الأمر الذي لا شك فيه أن جميع ما حسنه الشرع أو قبحه له علة وحكمة يعلمها الله – والواجب التسليم لشرع الله – فإن من صفاته العلم والحكمة، وهذا يقتضي أيضًا أنه لا يجوز عليه سبحانه أن يأمر بالظلم وينهي عن العدل، لكمال حكمته سبحانه.
3 - أن ما عُرف حسنُه وقبحُه بطريق العقل والفطرة لا يترتب عليه مدح ولا ذم، ولا ثواب ولا عقاب ما لم تأتِ به الرسل؛ لأن الدليل الشرعي إنما أثبت المدح والذم والثواب والعقاب على من قامت عليهم الحجة بالرسل والكتب، فالمدح والذم والثواب والعقاب إنما يترتب على ما عُرف حسنه وقبحه بطريق الشرع فقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/452)
وبهذا التفصيل يتبين لنا أن مذهب أهل السنة وسط بين الطرفين، وبيان ذلك كالآتي:
ه- مذهب أهل السنة وسط بين الطرفين ():
ذلك أن المعتزلة الذين أثبتوا التحسين والتقبيح العقليين ارتكبوا عدة محاذير عندما قالوا: إن العقل يحسن ويقبح:
المحذور الأول: أنهم مجدوا العقل وجعلوا ما أدركته عقولهم أصلاً قاطعًا، فالحسن ما حسنته عقولهم والقبيح ما قبحته عقولهم، والشرع عندهم إنما هو كاشف عن حكم العقل.
والمحذور الثاني: أنهم رتبوا على تحسين العقل وتقبيحه أن أوجبوا على الله فعل الأصلح، وهو الأمر بما حسنته عقولهم والنهي عما قبحته.
والمحذور الثالث: أنهم رتبوا على تحسين العقل: المدح والثواب، وعلى تقبيحه: الذم والعقاب، ومعلوم أن المدح والذم والثواب والعقاب مما لا يدرك إلا بالسمع المجرد.
والمحذور الرابع: أنهم شبهوا الله سبحانه وتعالى بخلقه، وذلك أنهم قالوا: ما حَسُنَ من المخلوق حَسُنَ من الخالق، وما قَبُحَ من المخلوق قَبُحَ من الخالق، ومن المعلوم أنه سبحانه لكمال حكمته لا يقبح منه شيء أبدًا، ولا يجوز أيضًا تشبيه الله بخلقه، لا في صفاته، ولا في أسمائه، ولا في أفعاله.
ومن جهة أخرى نجد أن الأشاعرة الذين نفوا التحسين والتقبيح العقليين ارتكبوا عدة محاذير عندما صاروا إلى ذلك:
المحذور الأول: أنهم خالفوا بداهة العقل والفطرة السليمة، ذلك أنهم قالوا باستواء الأفعال حسنها وقبيحها، فلا فرق عندهم بين الظلم والفواحش وبين العدل والإحسان، بل قالوا: إنه يجوز أن يأمر الله بالشرك وينهي عن التوحيد، ومعلوم أن الشرع موافق للفطرة والعقل، ولا يمكن أن يستقر في العقول والفطر ما يناقض الشرع، فالعقل يدرك حسن عبادة الله وحده وقبح عبادة ما سواه.
والمحذور الثاني: أنهم نفوا عن الله الحكمة والتعليل في أفعاله، إذ قالوا: إن الله يأمر وينهى لا لحكمة، ولا يخلق الله شيئًا لحكمة لكن نفس المشيئة أوجبت وقوع ما وقع، فهم لا يثبتون إلا محض الإرادة، وهذا مما علم بطلانه بأدلة الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، ومخالف أيضًا للمعقول الصريح ()، فإن الله وصف نفسه بالحكمة في غير موضع، ونزه نفسه عن الفحشاء، فقال:] إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ [[الأعراف: 28]، ونزه نفسه عن التسوية بين الخير والشر، فقال تعالى:] أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ [[القلم: 35]، وقال:] أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ [[ص: 28].
والمحذور الثالث: أنهم جعلوا انتفاء العذاب قبل بعثه الرسل دليلاً على انتفاء التحسين والتقبيح العقليين واستواء الأفعال في أنفسها، ومعلوم أنه لا يلزم من إثبات التحسين والتقبيح العقليين إثبات الثواب والعقاب؛ لأن الثواب والعقاب من الأمور التي لا تثبت إلا بالسمع المجرد.
أما أهل السنة فقد توسطوا بين الطرفين ولم يرتكبوا شيئًا من المحاذير التي وقع فيها الفريقان، فإنهم: أثبتوا ما أثبته الله لنفسه من الحكمة والتعليل ونزهوا الله سبحانه وتعالى عن أن يأمر بالقبائح والنقائص لكمال حكمته وعلمه وعدله، ولذلك لا يمكن أن يجيء الشرع عندهم بما يخالف العقل والفطرة، وإن جاء بما يعجز العقل عن فهمه وإدراكه، ولذلك أيضًا أثبت أهل السنة تحسين العقل وتقبيحه، لكن لا يترتب عندهم على ذلك مدح ولا ذم، ولا ثواب ولا عقاب؛ لأن ترتيب ذلك مما لا يثبت بالعقل، وإنما يستقل السمع المجرد في إثباته.
و- تنبيهات:
1 - بُني على مسألة التحسين والتقبيح العقليين مسألة: شكر المنعم، هل هو واجب سمعًا أو عقلاً؟
فمن قال: إن العقل يحسن ويقبح قال: إن شكر المنعم واجب عقلاً، وهؤلاء هم المعتزلة.
ومن نفى كون العقل يحسن ويقبح قال: إن شكر المنعم واجب سمعًا لا عقلاً وهؤلاء هم الأشاعرة.
أما أهل السنة فعندهم أن شكر المنعم واجب بالسمع والعقل والفطرة ().
2 - كثر الخلط بين مذهب أهل السنة ومذهب الأشاعرة في مسألة التحسين والتقبيح العقليين، وكذلك في مسألة شكر المنعم، بل جعل البعض المذهبين مذهبًا واحدًا، فقال: إن أهل السنة والأشاعرة متفقون على أن العقل لا يحسن ولا يقبح.
وهذا خلط عظيم ()، سببه: اتفاق الفريقين في بعض الجوانب؛ إذ الكل متفق على إثبات أن الشرع يحسن ويقبح، ويوجب ويحرم، وأن الثواب والعقاب والمدح والذم لا يعرف بالعقل، وإنما يعرف ذلك بالشرع وحده، وفي حقيقة الأمر نجد أن هناك جوانب أخرى في المسألة اختلفوا فيها، فأهل السنة يثبتون للعقل دورًا في التحسين والتقبيح بينما ينكر الأِشاعرة دور العقل تمامًا، وأهل السنة أيضًا يثبتون لله الحكمة والتعليل في أفعاله، بينما ينفي الأِشاعرة ذلك، إلى غير ذلك من الأمور التي سبق بيانها في النقاط السابقة.
وبذلك يتبين تباعد الفريقين وافتراق المذهبين.
3 - يمكن إرجاع الخلاف في هذه المسألة إلى اللفظ إذا فسر الحسن بكون الفعل نافعًا للفاعل ملائمًا له، والقبح بكون الفعل ضارًا للفاعل منافرًا له، أو فسر الحسن بمعنى الكمال، والقبح بمعنى النقص. وذلك بأن يُعطى هذا المعنى حقه وتلتزم لوازمه.
إذ الجميع متفق على أن الحسن والقبح بهذين المعنيين عقليان، بمعنى أن العقل يمكنه معرفة ما يلائم الطبع وما ينافره، وما هو صفة كمال أو نقص، إذ يلزم من الملائمة والمنافرة الكمال والنقص، ولا شك أن المدح والذم مرتب على الحب والبغض المستلزم للكمال والنقص ().
انظر المرفقات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/453)
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[06 - 09 - 08, 12:53 م]ـ
بارك الله فيكم
لي سؤال:
كيف يمكن أن نفهم كلام الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه عندما قال:
"لو كان الدين بالرأي لكان مسح باطن الخف أولى من ظاهره "
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[06 - 09 - 08, 01:09 م]ـ
بارك الله فيكم ولكن يا إخوة كيف نستطيع ان نبين عقيدة هؤلاء في الميزان يوم القيامة من خلال التحسين والتقبيح العقليين أرجوا التوضيح
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 11 - 08, 09:05 ص]ـ
وقد أفرد هذه المسألة بالتصنيف نجم الدين الطوفي في كتابه (درء القول القبيح بالتحسين والتقبيح)، وفي كلامه تحريرات وإيضاحات نفيسة، وقد مال فيه إلى مذهب السلف، وإن كان له خلط في بعض الأحيان.
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb140752-101175&search=books
بارك الله فيكم
لي سؤال:
كيف يمكن أن نفهم كلام الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه عندما قال:
"لو كان الدين بالرأي لكان مسح باطن الخف أولى من ظاهره "
إن كنت تقصد الاستدلال بهذا الأثر على صحة مذهب الأشاعرة، فهذا بعيد جدا.
وكثير من الناس يخطئون في رواية هذا الأثر فيقولون (لو كان الدين بالعقل .... ) إلخ
وهذا خطأ فاحش؛ فإن معرفة الدين لا يمكن أن تستقيم بغير العقل، والعقل لا يمكن أن يخالف النقل بتاتا؛ لأن العقل خلق الله والدين شرع الله.
والفرق بين (الرأي) و (العقل) أن الأول هو ما يستحسنه بعض العقلاء، والثاني هو ما يتفق عليه العقلاء.
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[12 - 11 - 08, 01:43 م]ـ
وقفت على رسالة علمية طبعت حديثا في هذا الموضوع
التحسين والتقبيح العقليان
وأثرهما في مسائل أصول الفقه
تأليف
د. عايض الشهراني
وقد أشار صاحب الرسالة الى الدراسات السابقة ومنها رسالة الطوفي وكتاب الجيزاني وغيرها
ـ[العيدان]ــــــــ[12 - 11 - 08, 10:32 م]ـ
ولشيخنا الفاضل: عايض الشهراني رسالة دكتوراه بهذا العنوان
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[13 - 11 - 08, 06:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد براء]ــــــــ[06 - 03 - 09, 12:19 ص]ـ
......................
ـ[محمد براء]ــــــــ[06 - 03 - 09, 12:20 ص]ـ
[ QUOTE= أبو مالك العوضي;927531] وقد أفرد هذه المسألة بالتصنيف نجم الدين الطوفي في كتابه (درء القول القبيح بالتحسين والتقبيح)، وفي كلامه تحريرات وإيضاحات نفيسة، وقد مال فيه إلى مذهب السلف، وإن كان له خلط في بعض الأحيان.
الذي ظهر لي من كلام الطوفي رحمه الله أنه وافق الأشعرية في المسألة موافقة تامة، وذلك بعبارات صريحة واضحة.
وهذا ظاهر أصلا من عنوان الكتاب
وإن كان خالفهم في التعليل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 10:06 ص]ـ
الذي ظهر لي من كلام الطوفي رحمه الله أنه وافق الأشعرية في المسألة موافقة تامة، وذلك بعبارات صريحة واضحة.
وهذا ظاهر أصلا من عنوان الكتاب
وإن كان خالفهم في التعليل.
وفقك الله وسدد خطاك
الكتاب طالعتُه منذ مدة، وليس بين يدي الآن، فلو تكرمت بتفصيل ما ذكرته؟
وجزاك الله خيرا.
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 06 - 09, 03:31 م]ـ
موافقته للأشعرية أظهر من أن أنقل عبارات من الكتاب تدل عليها.
والكتاب أصلاً موضوع لمسألة القدر، كما صرح ص95، وكلامه في التحسين والتقبيح اعتمد فيه على نقول الزركشي في البحر المحيط كما ظهر لي بالمقارنة، وهي نقول عن أئمة الأشعرية من ذلك اعتماده لدليل الآمدي في المسألة ص85، وهذا الدليل نقده ابن القيم في مفتاح دار السعادة، وتعرض له شيخ الإسلام في التسعينية.
أما مخالفته لهم في مسألة التعليل فإنه قال ص98: " قول القائل: أفعال الله تعالى معللة بالأغراض ": إن أراد بذلك أغراضاً تفيده كمالاً ليس له – كما في حقنا، حيث يعمل أحدنا سريراً لينام عليه، أو يقاتل أعداءه ليملك أرضهم ويرأس عليهم، ونحو ذلك – فهذا ممتنع في حق الله، إذ كماله ذاتي أزلي سرمدي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/454)
وإن أراد أغراضاً هي حكمٌ، الأفعال مقتضيات وغايات لها، كتصرف الملوك في ممالكهم، فهذا لا وجه لمنعه، والقرآن مملوء بالتصريح به، كقوله: ? وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ?، وقوله: ? جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا ?، ? وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ?، ? أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ?، ونحوه كثير.
وبالجملة، ما فعل الله سبحانه لا يفعل فعلاً إلا لحكمة من مقتض وغاية، لقوله تعالى: ?أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ? إلى قوله: ? فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ? أي: عن العبث وما ينسب إليه من الشرك ".
وإثبات التعليل دون التحسين والتقبيح تناقض ظاهر.
والطوفي له شرح لقصيدة شيخ الإسلام في القدر، وافق فيه الأشعرية في المسألة ذاتها، قال الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد في تحقيق القصيدة التائية في القدر عند كلامه عن شرح الطوفي: "وهذا الشرح - أعني شرح الطوفي - يتميز بتحليل الألفاظ، وشرحها شرحاً لغوياً وأصولياً.
كما أنه شرح موافق لما عليه عقيدة السلف في الجملة، وإن كان عليه بعض المآخذ؛ حيث يوافق أهل الكلام، والأشاعرة على وجه الخصوص في بعض المسائل، كحديثه عن إثبات النبوة بالمعجزات فحسب، ومسألة التحسين والتقبيح، ومسألة الكسب عند الأشاعرة، كما أنه يورد بعض الأحاديث الضعيفة ".
وهذا الكلام يدل على اضطراب في عقيدة الشيخ رحمه الله.
فائدة:
قال الشيخ سفيان الحكمي في مقاله عن الشيخ عدود: حين طلبتُ منه أن ينظم لنا متناً في قواعد التفسير، إذ لايوجد متن في هذا العلم يجمع بين الشمول وسلامة النظم، فقال: هل تعرفون متناً مناسباً للعقد - إي للنظم - فإن كتب المعاصرين لاتصلح للعقد.
قلت له: يا شيخنا إذا كنت لم تجد كتاباً شاملاً في هذا الباب يصلح للعقد، فهل سنجد نحن الجهلة مايصلح لذلك؟!
ولما كنت شديد الرغبة في نظم متن في هذا العلم الجليل قلت له: يا شيخنا ما رأيك في نظم كتاب ((الإكسير في علم التفسير)) للطوفيّ الصرصريّ، فقال: - وهذا هو الشاهد من القصة - لديّ تحفظ عليه بسبب ما أثير حوله رحمه الله تعالى من كلام في أمور الاعتقاد ".
http://www.almtoon.com/show.php?id=3
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 07:59 م]ـ
وهناك تحفظ أهم من ذلك!
وهو أن كتاب الإكسير أصلا ليس له علاقة بقواعد التفسير على الإطلاق!!
فهو كتاب بلاغي صرف، وما هو إلا سلخ لكتاب الجامع الكبير لابن الأثير في البلاغة.
وغاية ما هنالك أن الطوفي قد قدم لكتابه بمقدمة جعلها قانونا كليا في التفسير، وبعد هذه المقدمة فلا يوجد حرف واحد في الكتاب له علاقة بقواعد التفسير.(41/455)
لفظ الله موجود
ـ[حذيفة الفلسطيني]ــــــــ[05 - 06 - 07, 12:44 ص]ـ
هل يجوز إطلاق لفظ " الله موجود " وما الدليل على ذلك؟
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:22 ص]ـ
أخي الكريم:
كل شيء بين موجود ومعدوم ..
فإذا انتفى أحدهما ثبت الآخر ..
ولعله أشكل عليك:أن موجود .. اسم مفعول ..
ولكنه كذلك من فعل: وجد .. وليس من فعل أوجد ..
وقال الفضيل: من وجد الله فماذا فقد؟
فلله وجود لا كوجود غيره .. وهذا محل إجماع كل الأديان والفرق والطوائف إلا الملحدين ..
بل الملحدون يثبتون وجود شيء خفي يدبر الأمر .. لكنهم يسمونه: قوة .. أو طبيعة .. !
فالله موجود .. لأنه لو لم يكن موجودا .. لكان معدوما! ..
فهذا لا يتطلب له الدليل لأنه مسألة بدهية ..
قال تعالى"قالت رسلهم أفي الله شك"؟
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[05 - 06 - 07, 10:14 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=98893
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23365
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[08 - 06 - 07, 03:59 ص]ـ
و أيضا معني موجود أي له وجود
من كلام شبخ الإسلام
ـ[حازم المصري]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:48 ص]ـ
بالملتقى يوجد رسالة بعنوان (شرعية الإخبار عن الله تعالى بما لم يأت به قرآن و لا سنة)
من هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68802
ونسخة المكتبة الشاملة من هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74461
ـ[ابو حازم ناصر المصرى]ــــــــ[24 - 05 - 09, 11:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الثالث من الفتوى رقم (6245):
س3: لم أجد في أسماء الله وصفاته اسم (الموجود) وإنما وجدت اسم (الواجد) وعلمت في اللغة أن الموجود على وزن مفعول ولا بد أن يكون لكل موجود موجد كما أن لكل مفعول فاعل، ومحال أن يوجد لله موجد. ورأيت أن الواجد يشبه اسم الخالق والموجود يشبه اسم المخلوق، وكما أن لكل موجود موجد فلكل مخلوق خالق، فهل لي بعد ذلك أن أصف الله بأنه موجود؟
ج3: وجود الله معلوم من الدين بالضرورة، وهو صفة لله بإجماع المسلمين، بل صفة لله عند جميع العقلاء حتى المشركين لا ينازع في ذلك إلا ملحد دهري. ولا يلزم من إثبات الوجود صفة لله أن يكون له موجد؛ لأن الوجود نوعان:
الأول: وجود ذاتي وهو ما كان وجوده ثابتا له في نفسه لا مكسوبا له من غيره، وهذا هو وجود الله سبحانه وصفاته، فإن وجوده لم يسبقه عدم ولا يلحقه عدم: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
الثاني: وجود حادث وهو ما كان حادثا بعد عدم فهذا الذي لا بد له من موجد يوجده وخالق يحدثه وهو الله سبحانه، قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} (1) وقال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} {أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} (2) وعلى هذا يوصف الله تعالى بأنه موجود ويخبر عنه بذلك في الكلام فيقال: الله موجود، وليس الوجود اسما، بل صفة.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
السؤال الرابع من الفتوى رقم (6915):
س4: سؤالي في خطابي السابق عن كلمة الموجود لم يكن استفهاما عن وجود الله، فأنا أعلم علم اليقين أن الله هو واجب الوجود بذاته، ووجود الله قبل، والآن، وبعد؛ ثابت بالنقل وبالعقل ولا يماري في ذلك إلا ملحد دهري، لذلك تعجبت عندما وجدت أن الرد على سؤالي انصبت أدلته جمعاء على إثبات وجود الله ففهمت أن السؤال أخذ على غير مراد؛ لذلك رأيت أن أتوسع قليلا في طريقة عرض السؤال هذه المرة حتى يتضح بإذن الله تعالى .. من المعلوم أنه لا يصف الله أعلم بالله من الله: {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} (1) ولا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (2) فيجب على كل مؤمن أن لا يصف الله إلا بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/456)
ولو نظرنا إلى أسماء الله وصفاته لوجدنا لفظ الواجد، فإذا ما بحثنا في كلمة (الموجود) لم نجدها في الأسماء والصفات وإنما جرى استخدامها للتعبير عن وجود الله عز وجل، لكن التعبير عن وجود الله ليس بقاصر على استخدام لفظ الموجود بل يمكن التعبير عن وجود الله بأي اسم من أسمائه الثابتة في الحديث الشريف فساعة أن أؤمن وأنطق بأن الله حي أو بأنه هو الأول والآخر فهذا إقرار مني باستمرارية وجود الله من أزل الآزال إلى أبد الآباد، ولكنك قلت بالنص في الخطاب السابق ردا على سؤالي (الوجود نوعان: الأول: وجود ذاتي وهو ما كان وجوده ثابتا له في نفسه لا مكسوبا له من غيره وهذا هو وجود الله سبحانه). اهـ.
وعندما نظرت في الرد وجدت أنك قسمت لي الوجود نوعان ولكن لم تقل الموجود نوعان، على الرغم من أن سؤالي كان يدور حول لفظ الموجود لا عن كلمة الوجود ثم انتقلت بعد ذلك إلى قولك: (وعلى هذا يوصف الله تعالى بأنه موجود ويخبر بذلك في الكلام فيقال: الله موجود وليس اسما بل صفة) .. وهذا هو محل سؤالي: رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف الله تعالى بأنه الواجد في حديثه الشريف ولم يصفه بأنه الموجود فلا بد أن كلمة الموجود ليست بضرورية للتعبير عن وجود الله (دليل نقلي) كما سنجد في أسماء الله تعالى وصفاته كلمة الخالق التي تكاد تتطابق مع كلمة الواجد وهما من أسماء الله وصفاته، وكلمة الموجود أو المخلوق على وزن مفعول ولا بد أن يكون لكل مفعول فاعل ولكل مخلوق خالق ولكل موجود واجد فهل بعد ذلك يصح لي أن أعبر عن وجود الله باستخدام لفظ (الموجود) الذي إن دل على شيء فإنما يدل على الحدوث بعد العدم وهذا لا يحق إلا في حق المخلوقين؟ أفتونا مأجورين.
ج4: أولا: الواجد ليس اسما من أسماء الله ولا صفة من صفاته، والحديث الذي ورد فيه تسميته بذلك ليس بصحيح.
ثانيا: إنما قسمنا الوجود إلى قسمين؛ لأنك قلت في سؤالك: (إن كلمة الموجود على وزن مفعول ولا بد لكل موجود من موجد كما أن لكل مفعول فاعل) وهذا غير صحيح، بل الموجود قسمان موجود لذاته لا يحتاج إلى من يوجده وليس مثل المخلوق، وموجود حادث يحتاج في وجوده إلى غيره يخرجه من العدم، فقسمنا الوجود إلى نوعين؛ لتعرف من ذلك أن الموجود المشتق منه نوعان، وأن الذي يحتاج منهما إلى موجد إنما هو الموجود الحادث. وبذلك تعرف أننا فهمنا السؤال وأجبناك عليه لكنك لم تفهم الجواب، ونسأل الله لنا ولك التوفيق لفهم الصواب.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
ـ[ابو حازم ناصر المصرى]ــــــــ[24 - 05 - 09, 11:51 ص]ـ
قال الميموني: قال لي أحمد: يا أبا الحسن، إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.(41/457)
ماذا يقصد بهذه العقيدة التي نقلها ابن القيم؟
ـ[رائد محمد]ــــــــ[05 - 06 - 07, 02:47 ص]ـ
ذكر ابن القيم عقيدة أحد أهل السنة في اجتماع الجيوش الإسلامية ص185:
((لا أصلي خلف من: ينكر الصفات، ولا خلف من يقول بقول أهل الفساد، ولا خلف من لم يثبت القرآن في المصحف، ولا يثبت النبوة قبل الماء والطين إلى يوم الدين ...... .
فما هو معنى إثبات النبوة قبل الماء والطين؟
ـ[حازم المصري]ــــــــ[09 - 06 - 07, 04:01 ص]ـ
إثبات النبوة قبل الماء و الطين معناه إثبات علم الله الأزلي بمن سيكون نبياً ومن لن يكون.
الماء = ماء النكاح
والطين = طين الخلقة.
هذا رأي أوَّلي سريع ==> وجاري المراجعة.
والله أعلم.
ـ[رائد محمد]ــــــــ[09 - 06 - 07, 04:23 م]ـ
جزاك الله خيرا .... وبانتظار المزيد منك
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 04:28 م]ـ
(كنت نبيا وآدم بين الماء والطين وكنت نبيا ولا آدم ولا ماء ولا طين)
قال ابن تيمية موضوع.
راجع http://www.al-eman.com/islamLib/viewchp.asp?BID=242&CID=33
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 05:36 م]ـ
لكن أخي الوائلي قد صح الحديث بهذا اللفظ:
عن أبي هريرة قال: قالوا يا رسول الله: متى وجبت لك النبوة؟
قال: [وآدم بين الروح والجسد]. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب، وصححه الألباني.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 07:27 ص]ـ
نعم أخي علي , وشيخ الاسلام ذكر هذا , وراجع المعنى في الرابط أعلاه ..
ثم مثل هذه الأحاديث يستدل بها الصوفية على أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول الخلق , وهذا باطل , وإنما معناه أنه كتب هذا وقدّر.
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[15 - 06 - 07, 07:06 م]ـ
إثبات النبوة قبل الماء و الطين معناه إثبات علم الله الأزلي بمن سيكون نبياً ومن لن يكون.
الماء = ماء النكاح
والطين = طين الخلقة.
هذا رأي أوَّلي سريع ==> وجاري المراجعة.
والله أعلم.
يا أخ حازم، الموضوع موضوع عقائد، فلا يصلح أن يتكلم الإنسان بغير علم ويقول: هذا رد أولي وسريع، لا تتكلم إلا بعد التحرير؛ لأن مثل هذا الملتقى المبارك يطلع عليه آلاف من الناس، وهل كل أحد سيرجع إلى قولك النهائي المحرر.
بارك الله في وفيك.
ـ[رائد محمد]ــــــــ[16 - 06 - 07, 03:55 ص]ـ
ما زال السؤال قائما .... ولم يتضح الأمر على وجهه بعد!
ـ[حازم المصري]ــــــــ[24 - 12 - 08, 12:33 ص]ـ
يا أخ حازم، الموضوع موضوع عقائد، فلا يصلح أن يتكلم الإنسان بغير علم ويقول: هذا رد أولي وسريع، لا تتكلم إلا بعد التحرير؛ لأن مثل هذا الملتقى المبارك يطلع عليه آلاف من الناس، وهل كل أحد سيرجع إلى قولك النهائي المحرر.
بارك الله في وفيك.
سبحان الله و كأني أرى مشاركتي السابقة لأول مرة و قد استنكرتها بنفسي عند القراءة ثم فوجئت أني صاحبها.
كلامك صحيح أخي الفاضل وبالفعل جاري المراجعة هذه المرة
زادك الله علماً و رزقناه.
ـ[رائد محمد]ــــــــ[25 - 10 - 09, 04:05 م]ـ
هل من بيان لقول ابن القيم؟(41/458)
ما هى عقيدة مجد الدين أبى البركات عبد السلام ابن تيمية؟
ـ[ابو عبد الرحمن المنصوري]ــــــــ[05 - 06 - 07, 03:21 ص]ـ
ما هى عقيدة شيخ الإسلام مجد الدين أبى البركات عبد السلام ابن تيمية؟
أرجو التوضيح.
ـ[فيصل]ــــــــ[05 - 06 - 07, 09:02 ص]ـ
تفضل منهج المجد رحمه الله في العقيدة والمعذرة على رداءة التصوير:
http://up.3ash8.com//folder4/3ash8_H0pCVFa33.zip
والكتاب المصور منه هو رساله علمية بعنوان جهود علماء السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها في القرن السابع رسالة دكتوراة لعلي محمد الشهراني من جامعة الإمام 1420 هـ، لم تنشر بعد وهي مفيدة جداً في بابها.
ـ[ابو عبد الرحمن المنصوري]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:44 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخى الكريم(41/459)
ماحكم التعلق والتمسح بالكعبة؟
ـ[فؤاد بن ماضي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:35 ص]ـ
ماحكم التعلق والتمسح بالكعبة؟
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 07:35 ص]ـ
سؤال:
في أثناء الطواف يشاهد بعض الناس يتمسحون بجدار الكعبة وبكسوتها، وبمقام إبراهيم، فما حكم ذلك العمل؟.
الجواب:
الحمد لله
عرض هذا السؤال على الشيخ محمد ابن عثيمين – رحمه الله – فقال:
" هذا العمل يفعله الناس، يريدون به التقرب إلى الله عز وجل والتعبد له، وكل عمل تريد به التقرب إلى الله والتعبد له، وليس له أصل في الشرع فإنه بدعة، حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة " رواه الترمذي (2676) وأبو داوود (4607).
ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح سوى الركن اليماني والحجر الأسود.
وعليه فإذا مسح الإنسان أي ركن من أركان الكعبة أو جهة من جهاتها، غير الركن اليماني والحجر الأسود، فإنه يعتبر مبتدعا، ولما رأى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما يمسح الركنين الشماليين، نهاه، فقال له معاوية رضي الله عنه: ليس شيء من البيت مهجورا، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) الأحزاب / 21
وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح الركنين اليمانيين، يعني الركن اليماني والحجر الأسود، فرجع معاوية رضي الله عنه إلى قول ابن عباس.
ومن باب أولى في البدعة، ما يفعله بعض الناس من التمسح بمقام إبراهيم، فإن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تمسح في أي جهة من جهات المقام.
وكذلك ما يفعله بعض الناس من التمسح بزمزم، والتمسح بأعمدة الرواق – وهي أعمدة المبنى العثماني القديمة -، وكل ذلك مما لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم فكله بدعة، وكل بدعة ضلالة "
انتهى من دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=36644&ln=ara
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[12 - 06 - 07, 06:36 ص]ـ
السلام عليكم
لماذا لا يمكن أن يكون شرك أصغر؟
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[13 - 06 - 07, 12:35 ص]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ:
أما التعلق بأستار الكعبة رجاء البركة: فهذا من وسائل الشرك , ويكون من الشرك الأصغر إذا اعتقد أن ذلك التبرك سبب لتحقيق مطلوبه , أما إذا اعتقد أن الكعبة ترفع أمره إلى الله , أو أنه إذا فعل ذلك عظم قدره عند الله , وأن الكعبة يكون لها شفاعة عند الله , أو نحو تلك الإعتقادات التي فيها اتخاذ الوسائل إلى الله فإن هذا التبرك على هذا النحو يكون شركاً أكبر , ولهذا يقول كثير من أهل العلم: إن التمسح بحيطان المسجد الحرام , أوبالكعبة , أو بمقام إبراهيم ,ونحوها ,رجاء بركتها , هو من وسائل الشرك الأكبر , بل هو من الشرك الأصغر , كما قرر ذلك الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ.
شرح كتاب التوحيد ((463))
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[13 - 06 - 07, 01:05 ص]ـ
كان العرب يعتبرون مكة أمنامن القتل وهدر الدم خاصة إذاتعلق أحدهم بأستار الكعبة ولذلك قد دعارسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمراء جيشه عند فتح مكة وأوصاهم بالدخولمن دون إراقة أيّة دماء ولهذا امرهم ان لا يقاتلوا إلاّ من قاتلهم، إلاّ أنه أمر بقتل ابعض منهم ولو وُجدوا تحت أستار الكعبة لأنهم حاربوا الله ورسوله الأيعد هذا دليلا على الجواز
خصوصا إذا فرقنا بين التعلق والتمسح فالتعلق لأجل التضرع الى الله وهي من الأماكن الذي يستحب فيها الدعاء، أما التمسح فلا.
أرجوا نمن الإخوة التحقيق في المسألة وعدم التسرع في الفتوى ثم لننظر في كلام القدامى كابن تيمية وابن القيم وغيرهما هل لهم في المسألة كلام أرجوا افادتي.
ـ[أبو عمار المسلم]ــــــــ[30 - 07 - 09, 09:31 م]ـ
قال شيخ الاسلام في مجموع فتاواه:
َلَمَّا كَانَتْ الْكَعْبَةُ بَيْتَ اللَّهِ الَّذِي يُدْعَى وَيُذْكَرُ عِنْدَهُ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ يُسْتَجَارُ بِهِ هُنَاكَ وَقَدْ يُسْتَمْسَكُ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ كَمَا يَتَعَلَّقُ الْمُتَعَلِّقُ بِأَذْيَالِ مَنْ يَسْتَجِيرُ بِهِ كَمَا قَالَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ: إنَّ الْحَرَمَ لَا يُعِيذُ عَاصِيًا وَلَا فَارًّا بِدَمِ وَلَا فَارًّا بِخَرِبَةِ. وَفِي الصَّحِيحِ: {يَعُوذُ عَائِذٌ بِهَذَا الْبَيْتِ}.
وذكر الشيخ السحيم:
وأما التعلق بأستار الكعبة من غير تمسح أو طلب تبرّك فلا حرج فيه، وكان ذلك معروفاً، وهو يدلّ على اللجوء والاستعاذة بالله.
وقد روى البخاري ومسلم عن أنس – رضي الله عنه – أنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم عام الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاء رجل فقال: إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة! فقال: اقتلوه.
وذلك أنه قتل رجلاً من الأنصار ثم ارتد ولحق بالمشركين.
وقال عليه الصلاة والسلام في نفر من المجرمين: اقتلوهم وأن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة.
مما يدلّ على أن هذا الفعل له أصل، وكان معروفاً، ولم يُنكره النبي صلى الله عليه على آله وسلم.
إلا أنه لا يُتعلّق بأستار الكعبة تبركاً.
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/145.htm
وأيضا هو مذكور عند كتب الحنفية ..
المبسوط، تبين الحقائق شرح كنز الدقائق ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/460)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[03 - 08 - 09, 06:18 م]ـ
جاء في (البخاري)
عن عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ
أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا
قال البخاري حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ) وقال ابن حجر في "الفتح" (وجدت الحديث في " الأدب المفرد " للبخاري وقد أخرجه بهذا السند المذكور هنا بعينه وقال " على سلم الكعبة " فالله أعلم. وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت " إني أخاف الخبيث أن يجردني، فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها " [1]
وقد أخرج عبد الرزاق عن ابن جريج هذا الحديث مطولا، وأخرجه ابن عبد البر في " الاستيعاب " من طريق حجاج بن محمد عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم أنه سمع طاوسا يقول " كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالمجانين فيضرب صدر أحدهم فيبرأ، فأتي بمجنونة يقال لها أم زفر، فضرب صدرها فلم تبرأ، قال ابن جريج وأخبرني عطاء " فذكر كالذي هنا)
وقال شيخ الإسلام في (مجموع الفتاوى- (ج 15 / ص 227))
وَلَمَّا كَانَتْ الْكَعْبَةُ بَيْتَ اللَّهِ الَّذِي يُدْعَى وَيُذْكَرُ عِنْدَهُ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ يُسْتَجَارُ بِهِ هُنَاكَ وَقَدْ يُسْتَمْسَكُ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ كَمَا يَتَعَلَّقُ الْمُتَعَلِّقُ بِأَذْيَالِ مَنْ يَسْتَجِيرُ بِهِ كَمَا قَالَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ: إنَّ الْحَرَمَ لَا يُعِيذُ عَاصِيًا وَلَا فَارًّا بِدَمِ وَلَا فَارًّا بِخَرِبَةِ. وَفِي الصَّحِيحِ: {يَعُوذُ عَائِذٌ بِهَذَا الْبَيْتِ}.
و قال في (الرد على البكري - (ج 2 / ص 24)
ولما كانت الكعبة بيت الله الذي يدعى و يذكر عنده فإنه سبحانه يستجار به و يستغاث به هناك وقد يتمسك المتمسك بأستار الكعبة كما يتعلق المتعلق بأذيال من يستجير به ومنه قول عمرو بن سعيد لأبي شريح إن الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم و لا فارا بخربة
وفي الحديث الصحيح يعوذ عائذ بهذا البيت
و منه قول القائل ... ستور بيتك ذيل الأمن منك وقد ... علقتها مستجيرا أيها الباري ...
... وما أظنك لما أن علقت بها ... خوفا من النار تدنيني من النار ...
ويسمى ذلك المكان المستجارة وقد كان من السلف من يدخل بين الكعبة و أستارها فيستعيذ و يستجير بالله و يدعوه و يتضرع إليه هناك)
و قال في (جامع المسائل لابن تيمية - عزير شمس - (ج 3 / ص 107)
وهذا رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد أمرنا أن نصلِّيَ عليه ونُسلِّم تسليمًا في حياتِه ومماتِه، وعلى آل بيتِه، وأمَرنا أن ندعو للمؤمنين والمؤمنات في محياهم ومماتهم، عند قبورهم وغير قبورِهم، ونهانا الله أن نجعل له أندادًا، أو نُشبِّه بيتَ المخلوق الذي هو قبرُه ببيتِ الله الذي هو الكعبةُ البيت الحرامُ، فإنّ الله أمرنا أن نحجّ ونُصلّي إليه ونطوفَ به، وشرعَ لنا أن نَستلم أركانَه، ونُقبِّلَ الحجرَ الأسودَ الذي جعلَه الله بمنزلة يمينه. قال ابن عباس: "الحجر الأسود يمينُ الله في الأرض، فمن استلَمه وصافحَه فكأنما صافحَ الله وقَبَّلَ يمينَه".
وشرعَ كسوةَ الكعبةِ وتعليقَ الأستارِ عليها، وكان يتعلَّق من يتعلَّق بأستار الكعبة كالمتعلق بأذيال المستجار به، فلا يجوز أن تُضاهَى بيوتُ المخلوقين ببيت الخالق.
ولهذا كان السلف ينهون من زَارَ قبرَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يُقَبِّلَه، بل يُسلِّم عليه -بأبي هو وأمي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويُصلِّي عليه، كما كان السلف يفعلون.)
[1] ضعفه الهيثمي في" المجمع" بفرقد السبخي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/461)
ـ[محمد محمد الهاشمي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 10:12 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو عبد الرحمن
ـ[مسلم الخولاني]ــــــــ[15 - 01 - 10, 10:35 م]ـ
رفع الله قدرك أخي أبو عبد الرحمن بن أحمد
وبارك الله في الجميع
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[16 - 01 - 10, 09:03 ص]ـ
لا يجوز التمسح بالمقام أو بجدرن الكعبة أو بالكسوة
رأيت الناس يتمسحون بالمقام ويحبونه ويتمسحون بأطراف الكعبة، وضح الحكم في ذلك؟
التمسح بالمقام أو بجدران الكعبة أو بالكسوة كل هذا أمر لا يجوز ولا أصل له في الشريعة، ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما قبَّل الحجر الأسود واستلمه واستلم جدران الكعبة من الداخل، لما دخل الكعبة ألصق صدره وذراعيه وخده في جدارها وكبر في نواحيها ودعا. أما في الخارج فلم يفعل صلى الله عليه وسلم شيئاً من ذلك فيما ثبت عنه، وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه التزم الملتزم بين الركن والباب، ولكنها رواية ضعيفة، وإنما فعل ذلك بعض الصحابة رضوان الله عليهم. فمن فعله فلا حرج، والملتزم لا بأس به، وهكذا تقبيل الحجر سنة. أما كونه يتعلق بكسوة الكعبة أو بجدرانها أو يلتصق بها، فكل ذلك لا أصل له ولا ينبغي فعله؛ لعدم نقله عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم، وكذلك التمسح بمقام إبراهيم أو تقبليه كل هذا لا أصل له ولا يجوز فعله؛ لأنه من البدع التي أحدثها الناس.
أما سؤال الكعبة أو دعاؤها أو طلب البركة منها فهذا شرك أكبر لا يجوز، وهو عبادة لغير الله، فالذي يطلب من الكعبة أن تشفي مريضه أو يتمسح بالمقام يرجو الشفاء منه فهذا لا يجوز، بل هو شرك أكبر نسأل الله السلامة.
نشر في مجلة (التوعية الإسلامية في الحج) العدد 10 في 11/ 12/1410هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السابع عشر
ما حكم التمسح بحيطان الكعبة وفي كسوتها، وبالمقام والحجر؟
بدعة، كله بدعة لا يجوز؛ لأن الرسول ما فعل ذلك، ويقول الرسول: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، ويقول رسول - صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، ويقول: (إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)، وإذا قصد أن التمسح بالجدار أو بالكسوة يحصل له البركة من نفس الكسوة أو من الجدار؛ شرك أكبر، أما إذا ظن أنها مباركة وأن الله شرع هذا، يحسب أن شرع هذا، مشروع أنه يقبل هذا الجدار أو الكسوة؛ فهذه بدعة تصير بدعة، أما إذا فعله يطلب البركة شركٌ أكبر نسأل الله العافية، إنما يشرع تقبيل الحجر الأسود، يقبل الحجر يستلمه يقبله، هذا سنه فعله النبي - صلى الله عليه وسلم-، وهكذا الركن اليماني يستلمه بيده ويقول: بسم الله والله أكبر ولا يقبله، لما قبل عمر - رضي الله عنه – الحجر قال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- ما قبلتك)، فنحن نقبله تأسياً بالنبي-صلى الله عليه وسلم-، ولا نطلب البركة من الحجر، إنما تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم-، واتباعاً له وعملاً بسنته، لقوله - صلى الله عليه وسلم-: (خذوا عني مناسككم)، وقال: (صلوا كما رأيتموني أصلي)، فنصلي كما صلّى ونحج كما حج عيه الصلاة والسلام، ولا نتمسح بمقام إبراهيم ولا بالجداران ولا بالشبابيك ولا بالكسوة كل هذا لا أصل له من البدعة، أما الملتزم .. هذه عبادة، جعل وجهه يُقصد الملتزم من الركن إلى الباب هذا عبادة لله، مو بطلب من الكعبة ولا تبرك بها بل خضوع لله عند الباب وهكذا في داخل الكعبة إذا طاف بنواحيها وكبر في نواحيها أو التزمها، جعل صدره عليها ويديه ودعا كما فعله النبي-صلى الله عليه وسلم-؛كل هذا لا بأس به، هذا من باب التعبد والتقرب إلى الله جل وعلا.
http://www.binbaz.org.sa/mat/9819 (http://www.binbaz.org.sa/mat/9819)
العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[16 - 01 - 10, 09:07 ص]ـ
السؤال: يقول أيضاً ما حكم التمسك بالكعبة المشرفة ومسح الخدود عليها ولحسها باللسان ومسحها بالكفوف ثم وضعها على صدر الحاج؟ الجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/462)
الشيخ: هذا من البدع التي لا ينبغي وهي إلي التحريم أقرب لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وغاية ما ورد في مثل هذا الأمر هو الالتزام بحيث يضع الإنسان صدره وخده ويديه على الكعبة فيما بين الحجر الأسود والباب لا في جميع جوانب الكعبة كما يفعله جهال الحجاج اليوم وأما اللحس باللسان أو التمسح بالكعبة ثم مسح الصدر به أو الجسد فهذه بدعة بكل حال لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وبهذه المناسبة أود أن ألفت نظر الحجاج إلا أن المقصود بمسح الحجر الأسود والركن اليماني هو التعبد لله تعالى بمسحهما لا التبرك بمسحهما خلافاً لما يظنه الجهلة حيث يظنون إن المقصود هو التبرك ولهذا ترى بعضهم يمسح الركن اليماني أو الحجر الأسود ثم يمسح بيده على صدره أو على وجهه أو على صدر طفله أو على وجهه وهذا ليس بمشروع وهو اعتقاد لا أصل له ففرق بين التعبد والتبرك ويدل على أن المقصود التعبد المحض دون التبرك أن عمر رضي الله عنه قال وهو عند الحجر إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك وبهذه المناسبة أيضاً أود أن أُبين أن ما يفعله كثير من الجهلة يتمسحون بجميع جدران الكعبة وجميع أركانها فإن هذا لا أصل له وهو بدعة ينهى عنه ولما رأى عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما معاوية رضي الله عنه يستلم الأركان كلها أنكر عليه فقال له معاوية ليس شيء من البيت مهجوراً فأجابه ابن عباس (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح الركنين اليمانيين فرجع معاوية إلى قول ابن عباس رضي الله عنهما فدل هذا على أن مسح الكعبة أو التعبد لله تعالى بمسحها أو مسح أركانها إنما هو عبادة يجب أن تُتبع فيه آثار النبي صلى الله عليه وسلم فقط.
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): الحج والجهاد </ B>
السؤال: يقول أيضاً ما حكم التمسك بالكعبة المشرفة ومسح الخدود عليها ولحسها باللسان ومسحها بالكفوف ثم وضعها على صدر الحاج؟ الجواب
الشيخ: هذا من البدع التي لا ينبغي وهي إلي التحريم أقرب لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وغاية ما ورد في مثل هذا الأمر هو الالتزام بحيث يضع الإنسان صدره وخده ويديه على الكعبة فيما بين الحجر الأسود والباب لا في جميع جوانب الكعبة كما يفعله جهال الحجاج اليوم وأما اللحس باللسان أو التمسح بالكعبة ثم مسح الصدر به أو الجسد فهذه بدعة بكل حال لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وبهذه المناسبة أود أن ألفت نظر الحجاج إلا أن المقصود بمسح الحجر الأسود والركن اليماني هو التعبد لله تعالى بمسحهما لا التبرك بمسحهما خلافاً لما يظنه الجهلة حيث يظنون إن المقصود هو التبرك ولهذا ترى بعضهم يمسح الركن اليماني أو الحجر الأسود ثم يمسح بيده على صدره أو على وجهه أو على صدر طفله أو على وجهه وهذا ليس بمشروع وهو اعتقاد لا أصل له ففرق بين التعبد والتبرك ويدل على أن المقصود التعبد المحض دون التبرك أن عمر رضي الله عنه قال وهو عند الحجر إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك وبهذه المناسبة أيضاً أود أن أُبين أن ما يفعله كثير من الجهلة يتمسحون بجميع جدران الكعبة وجميع أركانها فإن هذا لا أصل له وهو بدعة ينهى عنه ولما رأى عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما معاوية رضي الله عنه يستلم الأركان كلها أنكر عليه فقال له معاوية ليس شيء من البيت مهجوراً فأجابه ابن عباس (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح الركنين اليمانيين فرجع معاوية إلى قول ابن عباس رضي الله عنهما فدل هذا على أن مسح الكعبة أو التعبد لله تعالى بمسحها أو مسح أركانها إنما هو عبادة يجب أن تُتبع فيه آثار النبي صلى الله عليه وسلم فقط
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_715.shtml (http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_715.shtml)
ـ[مسلم الخولاني]ــــــــ[14 - 02 - 10, 02:50 م]ـ
روى البخاري ومسلم عن أنس أنه قال: دخل رسول الله عام الفتح وعلى رأسه الْمِغْفَر، فلمانَزَعه جاء رجل فقال: إن ابن خَطل مُتَعَلِّق بأستار الكعبة!! فقال: اقتلوه.
ـ[سفيان ابو شيماء]ــــــــ[19 - 02 - 10, 10:43 ص]ـ
يا اخوة بارك الله فيكم على هدا البحث القيم
ما يلاحظ ان كلام اهل العلم فرقق بين المتعلق بالكعبة طالبا العياد و اللياد من الله و بين المتمسح
فما اجمعوا عليه ان التمسح بدعة حتى و ان اتجه بدعاءه الى الله
و اما غير دلك من طلب البركة فكما قال الشيخ صالح ان هدا يدخل في الشرك
فارجو التصحيح فان هدا البحث حقيقة يستحق التدقيق فيه لانه مما عمت به البلوى
و جزاكم الله خيرا(41/463)
طلب من كل مؤمن يدافع عن عقيدته بنزول عيسى عليه السلام
ـ[عبد القاهر]ــــــــ[05 - 06 - 07, 12:50 م]ـ
أنا أخوكم عبد القاهر من تركيا
ههنا جماعة كبيرة تسمى بـ"جماعة النور" ورئيسهم قد أخرج مسئلة نزول عيسى من المسائل التي يجب أن يؤمن بها المسلم قائلا بأن هذه المسئلة لم تذكر في كتب العقيدة والكلام إلا قليلا جدا
ونحن نحتاج إلى قائمة "أسماء كتب العقيدة والكلام " -خصوصا الكتب القديمة- التي يذكر نزول عيسى عليه السلام كمسئلة اعتقادية لندافع عن عقيدتنا في هذه المسئلة
وأؤكد طلبي بأننا نحتاج إلى كتب العقيدة والكلام، لا إلى كتب أخرى لأن ادعاء الخصم هو هذا: "مسئلة نزول عيسى لم تذكر في كتب العقيدة والكلام، ولو كان من مسائل الاعتقاد لكان يذكر"
إخواني في الله هذه المسئلة مهمة جدا للمسلمين في تركيا لذا ننتظر اهتمامكم وأجوبتكم إلى مساء يوم الخميس حتى نستطيع أن ننشره في يوم الجمعة
أخوكم في الله عبد القاهر
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[05 - 06 - 07, 12:59 م]ـ
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1073
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:04 م]ـ
وهذا جواب لشيخنا الامام ابن باز رحمه الله
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن سار سيرته واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد:
فقد ورد لي سؤال من الباكستان بإمضاء الأخ في الله الشيخ منظور أحمد رئيس الجامعة العربية جنيوت بباكستان الغربية وهذا نص السؤال:
(ما قول السادة العلماء الكرام في حياة سيدنا عيسى عليه السلام ورفعه إلى السماء بجسده العنصري الشريف ثم نزوله من السماء إلى الأرض قرب يوم القيامة، وأن ذلك النزول من أشراط الساعة، وما حكم من أنكر نزوله قرب يوم القيامة، وادعى أنه صلب وأنه لم يمت بذلك بل هاجر إلى كشمير (الهند) وعاش فيها طويلا ومات فيها بموت طبيعي وأنه لا ينزل قبل الساعة بل يأتي مثيله، أفتونا مأجورين؟) انتهى.
الجواب: وبالله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، قد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة على أن عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله عليه الصلاة والسلام رفع إلى السماء بجسده الشريف وروحه، وأنه لم يمت ولم يقتل ولم يصلب، وأنه ينزل آخر الزمان فيقتل الدجال ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام، وثبت أن ذلك النزول من أشراط الساعة. وقد أجمع علماء الإسلام الذين يعتمد على أقوالهم على ما ذكرناه وإنما اختلفوا في التوفي المذكور في قول الله عز وجل: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [1] على أقوال أحدهما: أن المراد بذلك وفاة الموت لأنه الظاهر من الآية بالنسبة إلى من لم يتأمل بقية الأدلة. ولأن ذلك قد تكرر في القرآن الكريم بهذا المعنى مثل قوله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} [2] وقوله سبحانه وتعالى. {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ} [3] في آيات أخرى قد ذكر فيها التوفي بمعنى الموت وعلى هذا المعنى يكون في الآية تقديم وتأخير.
القول الثاني: معناه القبض، نقل ذلك ابن جرير في تفسيره عن جماعة من السلف، واختاره ورجحه على ما سواه، وعليه فيكون معنى الآية: إني قابضك من عالم الأرض إلى عالم السماء وأنت حي ورافعك إلي. ومن هذا المعنى قول العرب: توفيت مالي من فلان أي قبضته كله وافيا.
والقول الثالث: إن المراد بذلك وفاة النوم؛ لأن النوم يسمى وفاة وقد دلت الأدلة على عدم موته عليه السلام فوجب حمل الآية على وفاة النوم جمعا بين الأدلة كقوله سبحانه وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ} [4] وقوله عز وجل: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [5] والقولان الأخيران أرجح من القول الأول، وبكل حال فالحق الذي دلت عليه الأدلة البينة وتظاهرت عليه البراهين أنه عليه الصلاة والسلام رفع إلى السماء حياً، وأنه لم يمت بل لم يزل عليه السلام حيا في السماء إلى أن ينزل في آخر الزمان ويقوم بأداء المهمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/464)
التي أسندت إليه المبينة في أحاديث صحيحة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يموت بعد ذلك الموتة التي كتبها الله عليه ومن هنا يعلم أن تفسير التوفي بالموت قول ضعيف مرجوح، وعلى فرض صحته فالمراد بذلك التوفي الذي يكون بعد نزوله في آخر الزمان فيكون ذكره في الآية قبل الرفع من باب المقدم ومعناه التأخير. لأن الواو لا تقتضي الترتيب كما نبه عليه أهل العلم والله الموفق.
وأما من زعم أنه قد قتل أو صلب فصريح القرآن يرد قوله ويبطله وهكذا قول من قال إنه لم يرفع إلى السماء وإنما هاجر إلى كشمير وعاش بها طويلا ومات فيها بموت طبيعي وإنه لا ينزل قبل الساعة وإنما يأتي مثيله فقوله ظاهر البطلان بل هو من أعظم الفرية على الله تعالى والكذب عليه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم.
فإن المسيح عليه السلام لم ينزل إلى وقتنا هذا وسوف ينزل في مستقبل الزمان كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومما تقدم يعلم السائل وغيره أن من قال إن المسيح قتل أو صلب، أو قال إنه هاجر إلى كشمير ومات بها موتا طبيعيا ولم يرفع إلى السماء، أو قال إنه قد أتى أو سيأتي مثيله، وإنه ليس هناك مسيح ينزل من السماء فقد أعظم على الله الفرية بل هو مكذب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومن كذب الله ورسوله فقد كفر، والواجب أن يستتاب من قال مثل هذه الأقوال، وأن توضح له الأدلة من الكتاب والسنة فإن تاب ورجع إلى الحق وإلا قتل كافرا.
والأدلة على ذلك كثيرة معلومة منها قوله سبحانه في شأن عيسى عليه السلام في سورة النساء: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [6] ومنها ما توافرت به الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عليه الصلاة والسلام ينزل في آخر الزمان حكما مقسطا فيقتل مسيح الضلالة ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام، وهي أحاديث متواترة مقطوع بصحتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أجمع علماء الإسلام على تلقيها بالقبول والإيمان بما دلت عليه وذكروها في كتب العقائد، فمن أنكرها متعلقا بأنها أخبار آحاد لا تفيد القطع، أو أولها على أن المراد بذلك تمسك الناس في آخر الزمان بأخلاق المسيح عليه السلام من الرحمة والعطف، وأخذ الناس بروح الشريعة ومقاصدها ولبابها لا بظواهرها، فقوله ظاهر البطلان مخالف لما عليه أئمة الإسلام بل هو صريح في رد النصوص الثابتة المتواترة، وجناية على الشريعة الغراء، وجرأة شنيعة على الإسلام، وأخبار المعصوم عليه الصلاة والسلام، وتحكيم للظن والهوى، وخروج عن جادة الحق والهدى، لا يقدم عليه من له قدم راسخ في علم الشريعة وإيمان صادق بمن جاء بها، وتعظيم لأحكامها ونصوصها، والقول بأن أحاديث المسيح أخبار آحاد لا تفيد القطع قول ظاهر الفساد؛ لأنها أحاديث كثيرة مخرجة في الصحاح والسنن والمسانيد متنوعة الأسانيد والطرق، متعددة المخارج قد توافرت فيها شروط التواتر، فكيف يجوز لمن له أدنى بصيرة في الشريعة أن يقول باطراحها وعدم الاعتماد عليها. ولو سلمنا أنها أخبار آحاد فليس كل أخبار الآحاد لا تفيد القطع بل الصحيح الذي عليه أهل التحقيق من أهل العلم أن أخبار الآحاد إذا تعددت طرقها واستقامت أسانيدها وسلمت من المعارض المقاوم تفيد القطع، والأحاديث في هذا الباب بهذا المعنى فإنها أحاديث مقطوع بصحتها متعددة الطرق والمخارج ليس في الباب ما يعارضها فهي مفيدة للقطع سواء قلنا إنها أخبار آحاد أو متواترة، وبذلك يعلم السائل وغيره بطلان هذه الشبهة، وانحراف قائلها عن جادة الحق والصواب، وأشنع من ذلك وأعظم في البطلان والجرأة على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم قول من تأولها على غير ما دلت عليه فإنه قد جمع بين تكذيب النصوص وإبطالها، وعدم الإيمان بما دلت عليه، من نزول عيسى عليه السلام وحكمه بين الناس بالقسط، وقتله الدجال وغير ذلك مما جاء في الأحاديث، وبين نسبة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو أنصح الناس وأعلمهم بشريعة الله إلى التمويه والتلبيس وإرادة غير ما يظهر من كلامه وتدل عليه ألفاظه، وهذا غاية في الكذب والافتراء والغش للأمة الذي يجب أن يتنزه عنه مقام الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا القول يشبه قول الملاحدة الذين نسبوا الرسل عليهم الصلاة والسلام إلى التخييل والتلبيس لمصلحة الجمهور، وأنهم ما أرادوا مما قالوه الحقيقة. وقد رد عليهم أهل العلم والإيمان، وأبطلوا مقالاتهم بغاية البيان وساطع البرهان، فنعوذ بالله من زيغ القلوب والتباس الأمور ومضلات الفتن ونزغات الشيطان، ونسأله عز وجل أن يعصمنا والمسلمين من طاعة الهوى والشيطان إنه على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ونرجو أن يكون فيما ذكرناه مقنع للسائل وإيضاح للحق والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=191
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/465)
ـ[محمود المصري]ــــــــ[05 - 06 - 07, 05:26 م]ـ
أنا أخوكم عبد القاهر من تركيا
ههنا جماعة كبيرة تسمى بـ"جماعة النور" ورئيسهم قد أخرج مسئلة نزول عيسى من المسائل التي يجب أن يؤمن بها المسلم قائلا بأن هذه المسئلة لم تذكر في كتب العقيدة والكلام إلا قليلا جدا
كلامه هذا مردود, ولكن على فرض صحة كلامه فما هو العدد الذي يرى فضيلته أنه يجب أن تذكر فيه المسألة في كتب العقيدة حتى يؤمن بها المسلم؟؟ منهج فاسد لا يعتمد على دين ولا عقل من رئيس تلك المجموعة هداهم الله
ومن كان الغراب له دليلا * يمر به على جيف الكلاب
أخي هذا زمن هوجمت فيه ثوابت المسلمين التي لم يكن يتجرأ أن يتكلم فيها المنافقين الذين علم نفاقهم. والله المستعان
ونحن نحتاج إلى قائمة "أسماء كتب العقيدة والكلام " -خصوصا الكتب القديمة- التي يذكر نزول عيسى عليه السلام كمسئلة اعتقادية لندافع عن عقيدتنا في هذه المسئلة
وأؤكد طلبي بأننا نحتاج إلى كتب العقيدة والكلام، لا إلى كتب أخرى لأن ادعاء الخصم هو هذا: "مسئلة نزول عيسى لم تذكر في كتب العقيدة والكلام، ولو كان من مسائل الاعتقاد لكان يذكر"
هاك بعض ما وجدت أخي وهناك الكثير من المواضع الأخرى فمسألة نزول عيسى عليه السلام متواترة ذكرها البخاري ومسلم وغيرهم من أئمة الحديث, فراجع إن شئت هذه الكتب وشروح العلماء عليها.
اسأل الله أن ينصركم عليهم ويجعل هدايتهم على يديكم.
قال الإمام أبو حنيفة في الفقه الأكبر بعد أن ذكر بعض العلامات: " وسائر علامات يوم القيامة على ما وردت به الأخبار الصحيحة حق كائن ".
قال الإمام أحمد رحمه الله: " أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والاقتداء بهم وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة " ثم ذكر جملة من عقيدة أهل السنة، فقال: " والإيمان أن المسيح الدجال خارج مكتوب بين عينيه (كافر)، والأحاديث التي جاءت فيه والإيمان بأن ذلك كائن، وأن عيسى ابن مريم عليه السلام ينزل فيقتله بباب لد " طبقات الحنابلة للقاضي أبي يعلى (1/ 241 - 243).
وقال أبو الحسن الأشعري رحمه الله في سرده لعقيدة أهل الحديث والسنة: " جملة ما عليه أهل الحديث وأهل السنة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وما جاء من عند الله، وما رواه الثقات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لا يردون من ذلك شيئاً. . . . . . إلى أن قال: ويصدقون بخروج الدجال، وأن عيسى عليه الصلاة والسلام يقتله "، ثم قال في آخر كلامه: " وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول، وإليه نذهب "، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين (1/ 345 - 348).
وقال الإمام ابن قدامة المقدسي في " لمعة الاعتقاد ": " يجب الإيمان بكل ما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وصح به النقل عنه فيما شهدناه أو غاب عنا، نعلم أنه حق وصدق، سواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه، ولم نطلع على حقيقة معناه. . . . . ثم قال: " ومن ذلك أشراط الساعة مثل خروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام فيقتله، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها، وأشباه ذلك مما صح به النقل " أهـ.
وقال الطحاوي في عقيدته المشهورة: " ونؤمن بأشراط الساعة من خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام من السماء " (شرح العقيدة الطحاوية 564).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " والمسيح - صلى الله عليه - وعلى سائر النبين لا بد أن ينزل إلى الأرض. . . . . . كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة، ولهذا كان في السماء الثانية، مع أنه أفضل من يوسف و إدريس و هارون، لأنه يريد النزول إلى الأرض قبل يوم القيامة بخلاف غيره، وآدم كان فى سماء الدنيا، لأن نسم بنيه تعرض عليه ". (مجموع الفتاوى (4/ 329).
وقال القرطبي في التذكرة: " الإيمان بوجود الدجال وخروجه حق، وهذا هو مذهب أهل السنة وعامة أهل الفقه والحديث ".
ونقل النووي عن القاضي عياض قوله: " ونزول عيسى وقتله الدجال حق وصحيح عند أهل السنة للأحاديث الصحيحة في ذلك، وليس في العقل ولا في الشرع ما يبطله فوجب إثباته ".
القضايا الكلية للاعتقاد في الكتاب والسنة - عبد الرحمن عبد الخالق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/466)
(59) ونؤمن ونشهد أن بيننا وبين الساعة علامات كبرى وصغرى ذكر الله بعضها في كتابه وفصلها الرسول صلى الله عليه وسلم في خطابه وأن من العلامات الكبرى الدابة، والدجال ويأجوج ومأجوج ونار تخرج من قعر عدن تحشر الناس إلى أرض المحشر، ونزول المسيح عيسى ابن مريم من السماء في دمشق حيث يحكم بالقرآن ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية.
شرح الطحاوية في العقيدة السلفية - بن أبي العز الحنفي
قَوْلُهُ: (وَنُؤْمِنُ بِأَشْرَاطِ السَّاعَةِ: مِنْ خُرُوجِ الدَّجَّالِ، وَنُزُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ السَّمَاءِ، وَنُؤْمِنُ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجِ دَابَّةِ الْأَرْضِ مِنْ مَوْضِعِهَا).
وَإِنْ كَانَ الدَّجَّالُ وَنُزُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ السَّمَاءِ قَبْلَ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ خُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ، قَالَ: «اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ، فَقَالَ: " مَا تَذَاكَرُونَ "؟ قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، فَقَالَ: " إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ [قَبْلَهَا] عَشْرَ آيَاتٍ "، [فَذَكَرَ]: " الدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، وَالدَّابَّةُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَثَلَاثَةُ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ (1).
وَإِذَا نَزَلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْأَرْضِ، إِنَّمَا يَحْكُمُ بِشَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ
أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة - حافظ بن أحمد الحكيمي
س: ما مثال أمارات الساعة من السنة؟
جـ: مثل أحاديث طلوع الشمس من مغربها، وأحاديث الدابة، وأحاديث الفتن كالدجال والملاحم، وأحاديث نزول عيسى، وخروج يأجوج ومأجوج، وأحاديث الدخان، وأحاديث الريح التي تقبض كل نفس مؤمنة، وأحاديث النار التي تظهر، وأحاديث الخسوف وغيرها.
مجمل اعتقاد أئمة السلف - عبد الله بن عبد المحسن التركي
والإِيمان أن المسيح الدجال خارج، مكتوب بين عَينيه: كافر، والأحاديث التي جاءت فيه، والإِيمان بأن ذلك كائن، وأن عيسى ابن مريم ينزل فيقتله بباب لُد.
كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة - نخبة من العلماء
العلامة الثالثة: نزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء إلى الأرض حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقضي على الدجال كما دلت على ذلك النصوص من الكتاب والسنة. أما الكتاب فيقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} (الزخرف: 61)، وقد استدل بهذه الآية على نزول عيسى كثير من المفسرين وينقل هذا عن ابن عباس على ما أخرج أحمد في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية قال: «هو خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة» (1). كما دلت على نزول عيسى عليه السلام الأحاديث الصحيحة: ففيِ الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم: «والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها» (2).
قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر – محمد صديق حسن خان القنوجي
ومن ذلك: أشراط الساعة، وإن الدجال الأعور خارج في هذه الأمة لا محالة، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، لا شك في ذلك، ولا ارتياب، وهو أكذب الكاذبين (2).
وأن عيسى ابن مريم [عليهما (3)] السلام، نازل ينزل على المنارة البيضاء، شرقي دمشق، فيأتيه - أي الدجال - وقد حصر المسلمين على عقبة أفيق، فيهرب منه، ويقتله عند باب لُد الشرقي - ولُد أرض [بفسلطين بالقرب] (4) من الرملة نحو ميلين - (5).
وهذه روابط قد تساعد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=496279#post496279
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=554172#post554172
http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=70176
ـ[عبد القاهر]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:04 م]ـ
إخواني في الله
أشكر لكم وأدعوا لكم
أحمد الله بأني إذا ضاقت علي مسئلة أجد إخوة كرام صواحب علم يجيبوني
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[08 - 06 - 07, 04:01 م]ـ
إخواني في الله
أشكر لكم وأدعوا لكم
أحمد الله بأني إذا ضاقت علي مسئلة أجد إخوة كرام صواحب علم يجيبوني
بارك الله فيك لكن صواحب تقال للمؤنث _حسب علمي_ كما في الحديث ((انكن صواحب يوسف))
وللمذكر أصحاب, وان كان الوصف لا ينطبق على اخيك نسأل الله الستر والصيانة.(41/467)
من لدية معلومات عن هذا الكتاب
ـ[القحطاني]ــــــــ[05 - 06 - 07, 05:30 م]ـ
سألني احد الاقارب عن كتاب في اشراط الساعه بعنوان (اقترب خروج المسيح الدجال) تأليف (هشام كمال عبدالحميد .. طبع دار الكتاب العربي .. ولم اطلع عليه .. فهل اطلع احدكم ياأحبه لعله يفديني عنه](41/468)
سؤال للمقربين من ابن باز رحمه الله .. هل يعذر مرتكب الشرك الأكبر
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[05 - 06 - 07, 07:55 م]ـ
الاخوة الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود انا اعرف هل العلامة ابن باز رحمة الله تعالى كان يعذر بالجهل في امور الشرك الأكبر ام لا؟
فأن الواضح من فتاويه رحمه الله انه لايعذر, ولاكنا بعض المشايخ الذين يطلقون القول بالعذر مطلق"_اي عذر فاعل الشرك والكفر الأكبر _يقسمون بالله ان العلامة ابن باز يعذر هذا الصنف من الناس؟
وما هو الرأي الراجح عند علماء الحجاز في هذة القضية,؟
فرجاء لمن كان مقرب من الشيخ رحمه الله ان يجلي لي وللأخوة الرأي الصحيح للشيخ رحمه الله؟
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[05 - 06 - 07, 10:30 م]ـ
يقسمون بالله ان العلامة ابن باز يعذر هذا الصنف من الناس؟
البينة على المدعي.
والذي سمعناه من شيخنا رحمه الله في دروسه وفي فتاواه هو ما كان عليه سلفه من أئمة الدعوة السلفية رحمهم الله جميعا. ولم يعذر الشيخ الا في المسائل التي تخفى على البعض او يكون الشخص في مكان بحيث لم يبلغه الكتاب والسنة فحكمه حكم اهل الفترة.
وهذا سؤال وجواب للشيخ رحمه الله:
السؤال:
لقد أجبت يا سماحة الشيخ على أحد الأسئلة المطروحة من أحد السائلين فيما يتعلق بالعذر بالجهل، متى يُعذر ومتى لا يُعذر، وذكرت بأن الأمر فيه تفصيل، ومما ذكرت بأنه لا يُعذر أحد بالجهل في أمور العقيدة، أقول يا سماحة الشيخ إذا مات رجل وهو لا يستغيث بالأموات ولا يفعل مثل هذه الأمور المنهي عنها إلا أنه فعل ذلك مرة واحدة فيما أعلم، حيث استغاث بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلم أن ذلك حرام وشرك، ثم حج بعد ذلك دون أن ينبِّه أحد على ذلك، ودون أن يعرف الحكم فيما أظن حتى توفاه الله وكان هذا الرجل يُصلي ويستغفر الله لكنه لا يعرف أن تلك المرة التي فعلها وهو يجهل مثل ذلك، هل يُعتبر مشركاً؟ نرجو التوضيح والتوجيه جزاكم الله خيراً.
الجواب:
إن كان من ذكرته تاب إلى الله بعد المرة التي ذكرت، ورجع إليه سبحانه واستغفر من ذلك زال حكم ذلك وثبت إسلامه، أما إذا كان استمر على العقيدة التي هي الاستغاثة بغير الله ولم يتب إلى الله من ذلك فإنه يبقى على شركه ولو صلى وصام حتى يتوب إلى الله مما هو فيه من الشرك.
وهكذا لو أن إنساناً يسب الله ورسوله، أو يسب دين الله، أو يستهزئ بدين الله، أو بالجنة أو بالنار فإنه لا ينفعه كونه يُصلي ويصوم، إذا وجد منه الناقض من نواقض الإسلام بطلت الأعمال حتى يتوب إلى الله من ذلك هذه قاعدة مهمة، قال تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [1]، وقال سبحانه: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ (66)} [2] وأمُّ النبي صلى الله عليه وسلم ماتت في الجاهلية واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه ليستغفر لها فلم يؤذن له.
وقال صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن أبيه: ((إن أبي وأباك في النار)) [3] وقد ماتا في الجاهلية.
والمقصود أن من مات على الشرك لا يُستغفر له ولا يُدعى له، ولا يُتصدق عنه إلا إذا عُلِمَ أنه تاب إلى الله من ذلك، هذه هي القاعدة المعروفة عند أهل العلم، والله ولي التوفيق.
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=4151
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[08 - 06 - 07, 03:54 ص]ـ
الحكم ثابت بالكتاب و السنة و الإجماع
و لكن الفتوة تختلف حسب الزمان و الأحوال و الأشخاص
سنكمل إن شاء الله
ـ[حازم المصري]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:34 ص]ـ
للشيخ محمد عبد المقصود عفيفي سلسلة في شرح قاعدة العذر بالجهل.
وأيضاً في سلسلة تصحيح المفاهيم (58 شريط) حكى في أحد الشرائط - لا أذكر رقمه - لقائه بالشيخ ابن باز و عدم عذر ابن باز رحمه الله بالجهل في مسائل التوحيد.
خلاصة ما فهمته عن منهج الشيخ ابن باز في هذه المسألة أنه لا يعذر بالجهل في مسائل التوحيد
(كالإستغاثة و النذر و الذبح للأموات).
وكأن الشيخ - رحمه الله و أدخله فسيح جناته - يحكم على هذه الأمور أنها من المعلومات من الدين بالضرورة , وهذا حق في المملكة السعودية ولعل هذا لا ينطبق على باقي الدول الإسلامية وقد يمتد لبعض الاطراف الشرقية من المملكة.
والله أعلم.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[09 - 06 - 07, 01:41 م]ـ
, وهذا حق في المملكة السعودية ولعل هذا لا ينطبق على باقي الدول الإسلامية وقد يمتد لبعض الاطراف الشرقية من المملكة.
والله أعلم.
هل يفهم من كلامك معذرة الرافضة عبدة القبور وآل البيت؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 05:46 م]ـ
هل يفهم من كلامك معذرة الرافضة عبدة القبور وآل البيت؟
أحسنت أخي عبد المصور.
لئن كان يعذر أمثال هؤلاء الزنادقة إنها لإحدى الكبر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/469)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 05:52 م]ـ
بعد تتبع مني لكلام علماء الدعوة النجدية في سنين طويلة، فما وجدت الشيخ ابن باز يخالفهم في ذلك قيد أنملة.
فهم يعذرون في حدود ضيقة جدا، كالذي نشأ في بلاد الكفر أو في بادية بعيدة عن معالم المسلمين، أو من كان حديث عهد بكفر.(41/470)
كرسي الاعتراف لقائي مع (أعظم قساوسة أوسلو) عام 2001
ـ[علي الابنوي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 01:25 ص]ـ
جُبِل ابن آدم على الندم والاستغفار بعد الذنب متى عاد إلى فطرته، فيجد صوت الضمير يؤنبه من الداخل، ولربما ظهر على بعض جوارحه من الخجل والاستحياء ما يجعله يمتنع من مقابلة أحد من الناس، أو مقابلة من يتصور منه أنه سيلَُومه، أو اطلع على معاصيه.
وقد استغلت الديانة النصرانية هذه الفطرة السليمة، وقادتها لمآربها الدنيئة،فاخترع البابا وأعوانه ما يسمى بكرسي الاعتراف بالذنوب، وغفرانها لمرتكبيها، مقابل رسوم مادية يدفعها طالب المغفرة، وكم كنت أتشوق عند تدريسي لهذه الجزئية أن أراها كواقع عملي ملموس، لأن الممارسة أثبت من القول المجرد، وأتقن عند التحدث وبيان الواقع.
وشاء الله جل جلاله أن اخرج في رحلة للتعرف على أحوال إخواني من المسلمين في القارة الأوربية، فوضعت رحالي في أوسلو عاصمة النرويج، أقصى دولة في شمال العالم، وكان الثلج آنذاك يرتفع على شوارعها أكثر من مترين، وكادت مياه البحر أن تتجمد لتتوقف حركة البواخر وتسير السيارات على المياه المتجمدة، فترتبط جزر النرويج بعضها ببعض عن طريق السيارات، وطالبني الإخوة بالبقاء في النرويج لمدة أسبوعين لأرى السيارات وهي تسير على المياه المتجمدة في القطب الشمالي.
ففي 7/شوال/1421 هـ 3/ 1/2001 م طلبت من أعظم قساوسة أوسلو أن يجري معي طقوس الاعتراف للقسيس فكانت كالتالي ـ وقد عَمِلْتُ ذلك بناءً على القواعد الشرعية حاكي الكفر ليس بكافر، إنما الأعمال بالنيات .... ، ولو لم امتثل لما تمكنت من ذكر الدقائق التفصيلية، ولما تحقق قول الحق تبارك وتعالى (ولتستبين سبيل المجرمين) ــ
أدخلني إلى غرفة منتحية في الكنيسة، فدخلتها ومعي مترجم نرويجي مسلم، فلبس القسيس جلباباً خاصاً مطرزاً أشبه ما يكون بالجبة الأزهرية، إلا أنها مغلقة من الأمام، وأجلسني على كرسي وجلس هو على كرسي آخر عن يساري،ووضع يده اليمنى على رأسي، وأمامي صورة ورقية للمسيح عيسى ابن مريم،مبروزة في زجاج، موضوعة بميلانٍ على طاولة، وأخذ يقرأ فقرأت من الإنجيل باللغة النرويجية، مفادها أني أغفر لك ذنوبك بموجب ما أعطيت من السلطات الروحية من الإله المسيح.
ثم توقف برهة من الزمن، وأمرني بالقيام والانحناء أمام الصورة،كحالة ركوع للمصلى،وكانت أمامي منضدة صغيرة بارتفاع 30سم،وأمرني بوضع ركبتي عليها، ثم أخذ يقرأ فقرأت من الإنجيل باللغة النرويجية مرة أخرى، وأمرني بإعادتها خلفه، مفادها أني معترف بكل ذنوبي، وأطلب المسيح أن يغفر زلتي وذنوبي، وأمرني بعدم رفع البصر إلى الصورة.
ثم عاد فأجلسني على الكرسي مرة أخرى، ووضع يمنى يديه على رأسي، وأخذ يقرأ فقرات من العهد الجديد {الإنجيل} ما يقرب من ثلاث دقائق، ثم خاطبني بقوله لقد انتهى أداء هذه الشعيرة.
هذا وقد وجدت داخل الغرفة ما يقرب من عشرين كرسياً، فسألته عنها، فقال تأتينا أحياناً أفواج وجماعات تريد التوبة الجماعية، فنجلسهم على هذه الكراسي، ونقبل اعترافاتهم، وما اقترفوه من الآثام، ويجب علينا سترها، وعدم كشفها أمام أحد، بل نخلوا ببعضهم أحيانا لكبر الذنب وضخامته، بعد استيفاء الرسوم المطلوبة.
ولا شك أن الناس ترقب وتلاحظ، وتحلل الحدث من منطلق العقل، ويروي التاريخ الأوربي في القرن السابع عشر، أن أحد النصارى أدرك أضحوكة الاعتراف للقسيس وغفران الذنوب، فدفع الرسوم ودخل على القسيس فأجلسه على الكرسي، وطالبه بالاعتراف، فقال إنه لم يرتكب ذنبا حتى يغفر له، بل جاء لشراء النار لتصبح مُلْكُه.
فطالبه القسيس بتغيير الطلب، فألَّحَ عليه بتلبية البيع، فحرر له القسيس صكاً ببيع النار، وأنها مُلْكُه، فخرج على الناس وخاطب طالبي المغفرة المنتظرين للدخول بقوله لماذا تدخلون على القسيس؟ لغفران الذنوب وضمان دخول الجنة؟
ها إني قد شريت النار، فهي ملكي، لن أدخل أحدكم النار فكلكم إلى الجنة ونعيمها.
فالبابا والكرادلة والقساوسة والرهبان ..... يضحكون على الناس والناس تضحك عليهم، استغفال متبادل، تضحك علَيَّ أضحك عليك.
ما أعظمك ربي حين حَصَرْتَ غفران الذنوب فيمن يملك ويخلق، ولا مالك ولا خالق إلا أنت، فأنت الحكم وأنت الغافر إهد عبادك إلى توحيدك (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) سورة آل عمران آية 135.
كتبه المشرف على موقع صوت الحق
د/ خادم حسين إلهي بخش
www.soutulhaq.com
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 04:21 ص]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله , أي ضوابط شرعية و أي نيات يتحدث عنها صاحب المقال و هو قد ركع لطاغوت يُعبد من غير الله مختاراً ذلك بنفسه. إنا لله و إنا إليه راجعون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/471)
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[06 - 06 - 07, 07:01 ص]ـ
صدق اخى ابو الوليد السلفى حب الاستطلاع والفضول ليس معناه ارتكاب الكفريات والاستشهاد بمقولة ناقل الكفر ليس بكافر فى غير محله لانه هنا فاعل للكفر لاناقل له وقد كان يمكن ان يتفق مع نصرانى ان يدخل معه للمشاهده فقط غفر الله لنا وله والحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمه
ـ[أحمد موسى الجزائري]ــــــــ[06 - 06 - 07, 08:31 ص]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله هل هناك مسلم يفعل مافعله هذا ال!!!!!!!!!!!!!؟
ـ[ابوجندل]ــــــــ[06 - 06 - 07, 02:36 م]ـ
الله المستعان
الغاية لا تبرر الوسيلة
هداك الله يا اخي
ـ[علي الابنوي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 02:56 م]ـ
اشكركم على حرصكم على النقد الهادف واتمنى منكم ان تراسلوا كاتب المقال
www.soutulhaq.com(41/472)
ما هو الحق في رؤى الأنبياء عليهم السلام؟
ـ[متعلم في سبيل النجاة]ــــــــ[06 - 06 - 07, 03:47 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,
ما الذي قاله علماء أهل السنة و الجماعة حول ما يراه الأنبياء عليهم السلا في مناماتهم؟
هل هي كلها حق؟
و ما هي الأحاديث المروية في هذا المجال؟
متعلم في سبيل النجاة
ـ[متعلم في سبيل النجاة]ــــــــ[07 - 06 - 07, 03:08 ص]ـ
يرفع ...
ننتظر الإجابة بحسب قواعد و عقائد أهل السنة و الجماعة!
ـ[متعلم في سبيل النجاة]ــــــــ[09 - 06 - 07, 01:00 ص]ـ
انا جاهل .. و انتم العلماء ..
و العلماء محاسبون لعدم القيام بتكليفهم بالإجابة على أسئلة الجهلاء ..
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 11:48 م]ـ
رؤيا الأنبياء حق(41/473)
هل تصح نسبة هذه القصائد للقاضي عياض رحمه الله.
ـ[الخريبكي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 05:51 م]ـ
لقد اطلعت على كتاب" القاضي عياض شاعرا وأديبا"للاستاذ عبد السلام شقور.
نسب للقاضي عياض رحمه الله قصائد في الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم. ومنها.
يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي+++++ فالعبد ضيف وضيف الله لم يظم
أنا فقير الى عفو ومغفرة +++++وأنت أهل الرضى يا سيد الأمم
فقد أتيتك أرجوا منك مكرمة +++++و أنت أدرى بما في القلب من ألم
وقال. هذه قصائد وجدناها مخطوطة في كل من الخزانة العامة بالرباط. وخزانة تطوان. وهي للقاضي عياض رحمه الله.
وهذه القصائد مليئة بالشرك والكفر والعياذ بالله.
نقول للاخوة طلبة العلم والمحققيين أتصح نسبة هذه القصائد للقاضي عياض رحمه الله.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/progress.gif
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[06 - 06 - 07, 11:31 م]ـ
وفقك الله.
ليت هذا السؤال كان قبل كتابة ما هنا:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=606565&postcount=26
وقد شكك في نسبة هذه القصائد للقاضي عياض - رحمه الله - قديما بعض المحققين ... ولعله محقق أزهار الرياض.
ـ[الخريبكي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 12:41 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم.
لقد أفادني بذلك أحد الاخوة. ولم يخطر ببالي أنها قد تكون منسوبة اليه.
لذلك نريد منك أدلة لا تخمينات.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[07 - 06 - 07, 02:35 ص]ـ
يبدو أنك لم تفهم - للأسف - ما كتبته لك.
والأدلة على المثبت - وهو أنت - خلافا لابن حزم رحمه الله .... مع العلم أني لم أثبت ولم أنف لساعتنا هذه.
ـ[الخريبكي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 02:14 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم. ولعلك أنت كذلك لم تفهم. وعن أي ابن حزم تتكلم وأنا لم أتكلم معك على ابن حزم. وانما اعترضت على قولك"ولقد شكك في نسبة هذه القصائد بعض المحققين.ولعله محقق أزهار الرياض"فقد صدرت هذه الجملة بلعل التي تفيد التخمين. والاحتمال. فمن هو محقق أزهار الرياض ومن هم هؤلاء المحققون ألا ذكرتهم لنا حتى نستفيد.
ومعلوم لديك أن ما تطرق اليه الاحتمال بطل به الاستدلال. فتنبه.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[10 - 06 - 07, 03:38 ص]ـ
وفقك الله.
لعل عند أهل العلم تفيد الترجي والتوقع ... وقد سألتَ - وفقك الله - عن صحة نسبة القصائد المذكورة للقاضي عياض - رحمه الله - فرجوتُ أن تجد جوابك حيث ذكرتُ لك ... ولأني لستُ على يقين من وجود ذلك الكلام هناك ... احتطت لنفسي بلعل ... وكان حقك أن تذهب لأزهار الرياض فتبحث ... فتتذوق حلاوة البحث والتنقيب ... وتتعرف على محققه ... فإن لم تجد بغيتك ... ربما أعانك بعض إخوانك ...
وبمناسبة ذكرك لمقولة " الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال " مع أني لم استدل وإنما دللت = انظر هنا لعلك تعود بفوائد:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42466&highlight=%D3%DE%D8
وابن حزم إمام أهل الظاهر في زمانه - رحمه الله - وفخر الأندلس في أوانه ... يقول: إن الدليل كما يجب على المثبت - وهو أنت في حالك الأول - يجب على النافي ... وخالفه في هذا جماعة من أهل العلم من مذهبه وغيرهم ... فقالوا لا دليل على النافي ... لأن النفي ليس علما فلا يحتاج لدليل ... ولذا تراهم يقدمون المثبت لما معه من زيادة علم على من معه مجرد النفي ...(41/474)
من درر ابن الوزير رحمه الله ومن مخازي القوم!!
ـ[فيصل]ــــــــ[07 - 06 - 07, 06:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
من درر ابن الوزير رحمه الله ما نقله الشيخ الغتيمان في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري ج1/ 77 - 80 عن كتاب ابن الوزير" إيثار الحق على الخلق " (1)
قال ابن الوزير:
"الأمر الثاني: وهو النقص في الدين، برد النصوص والظواهر، ورد حقائقها إلى المجاز، من غير حجة قاطعة، تدل على ثبوت الموجب للتأويل، إلا مجرد التقليد لبعض أهل الكلام في قواعد لم يتفقوا عليها، وأفحش ذلك مذهب القرامطة الباطنية في تأويل الأسماء الحسنى كلها، وفيها عن الله-تعالى-، على سبيل التنزيه له عنها، وتحقيق التوحيد بذلك، ودعوى أن إطلاقها يقتضي التشبيه، حتى قالوا: لا يقال" إنه موجود، ولا معدوم.
فكما أن كل مسلم يعلم أن هذا كفر صريح، فكذلك المحدث الذي طالت مطالعته للآثار، وقد يعلم أن تأويل بعض المتكلمين مثل ذلك.
ومن الضروري ورود أسماء الله الحسنى في كتابه على سبيل التمدح بها والثناء العظيم عليه بها، ألا ترى-مثلاً- أن الرحمن الرحيم متلوان في جميع الصلوات، مذكوران في أكثر محافل المسلمين، مجمعين على أنهما أحسن الثناء على الله- تعالى- متقربين إلى الله-تعالى- بمدحه بهما؟
وكرر-تعالى- التمدح بالرحمة في كتابه أكثر من خمسمائة مرة، باسم الرحمن أكثر من مائة وستين مرة، وباسمه الرحيم أكثر من مائتي مرة، وجمعهما مائة وستين مرة. وجاء الرحيم مقترناً مع التواب مراراً، ومراراً مع الرؤوف، والرأفة أشد الرحمة، مراراً مع الغفور، وهي كثيرة، عرفت منها سبعة وستين موضعاً.
وقد فطر الله العقول على معرفة رحمة الله، وسعة علمه، وكمال قدرته.
فما هو المانع من إثبات صفة الرحمة ونحوها مما أثبته الله ورسوله، مع نفي النقائص المتعلقة بصفات المخلوقين في حياتهم، وكذلك كل صفة يتصف بها الرب-تعالى- ويوصف بها العبد. فإنه –
جل وعلا- يوصف بها على أكمل وجه، خالية عن جميع النقائص، والعبد يوصف بها على ما يناسبه، من نقص وضعف، وبهذا فسر أهل السنة نفي التشبيه، ولم يفسروه بنفي الصفات كما فعل المعطلة.
ومما يدل على بطلان التأويل: كون المعتزلة يسخرون من تأويل الأشعرية للحكيم، والأشعرية تسخر من تأويل بعض المعتزلة للسميع البصير، وأهل السنة يسخرون من تأويل الفريقين للرحمن الرحيم، وما أشبههما، والكل يسخر من تأويل القرامطة. فيجب إثبات ما وصف الله به ذاته الكريمة، من غير تأويل، ولا تعطيل.
ولا يجوز القول بأن ظاهر هذه الأسماء كفر، وضلال، وأن الصحابة والسلف الصالح لم يفهموا ذلك، أو أنهم فهموه ولم يقوموا بالواجب من نصح المسلمين وبيان التأويل الحق؛ لأمرين:
الأول: قاطع ضروري، وهو أن العادة توجب أن ما كان كذلك أن يظهر التحذير منه، من رسول الله-صلى الله عليه وسلم ومن أصحابه، ويتواتر أعظم من تحذيرهم من الدجال الكذاب، ولا يجوز-مع كمال عقولهم وأديانهم- أن يتركوا صبيانهم ونساءهم وعامتهم يسمعون ما ظاهره كفر، منسوباً إلى الله- تعالى- ورسوله ويسكتون عليه، مع بلادة الأكثرين.
ولو تركوا بيان ذلك، ثقة بنظر العقول الدقيق، لتركوا التحذير من فتنة الدجال، فإن بطلان ربوبيته أظهر في العقول من ذلك، ألا ترى أن المتكلمين لما اعتقدوا قبح هذه الظواهر، تواتر عنهم التحذير عنها، وتأويلها، فصنفوا في ذلك، وأيقظوا الغافلين، وعلموا الجاهلين، وكفروا المخالفين، وأشاعوا ذلك بين المسلمين، بل بين العالمين، فكان أحق منهم بذلك سيد المرسلين وقدماء السابقين، وأنصار الدين، لو كان ذلك حقاً.
الثاني: أنه ثبت تحريم الزيادة في الدين، فلا يصح سكوت الشرع عن النص على ما يحتاج إليه، من مهمات الدين، فالإسلام متبع، لا مخترع، ولذلك كفر من أنكر شيئاً من أركان الدين؛ لأنها معلومة ضرورة، فأولى وأحرى أن لا يجيء الشرع بالباطل منطوقاً متكرراً من غير تنبيه على ذلك، لاسيما إذا كان ما سموه باطلاً، هو المعروف في جميع كتب الله، ولم يأت ما يعارضه من طريق شرعي، ولا عقلي، حتى يجب التأويل.
وكثير منهم يزعم أنه ما جاء التصريح بالحق في آية واحدة تكون هي المحكمة التي رد إليها جميع المتشابه، والله-تعالى- ذكر أنه أنزل في كتابه آيات محكمات، ترد إليها المتشابهات، ولم يذكر أن جميع كتابه متشابه، فبطل ما يقولون.
وقد اعترف الرازي- في كتابه "الأربعين"- وهو من أكبر خصوم أهل السنة- أن جميع الكتب السماوية جاءت بصفات الله تعالى ولم ينص الله-تعالى في آية واحدة على أنه منزه عن الوصف بالرحمة والحلم الحكمة، وما أشبه ذلك. والأمر ظاهر وإن لم يعترف به، وهذه الكتب السماوية موجودة.
وهبك تقول: هذا الصبح ليل ** أيعمى العالمون عن الضياء"
فلله دره على هذا الكلام القوي ولا شك أن نفي صفة الرحمه من فضائح القوم ومخازيهم.
([1]) " إيثار الحق على الخلق" (ص129 - 139) بتلخيص وتصرف الشيخ. وهو في طبعة الدار اليمنية -رسالة ماجستير - ص326 - 341.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/475)
ـ[المقدادي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 12:14 ص]ـ
بارك الله فيك اخي فيصل
و رحم الله هذا العلامة الجليل
ـ[فيصل]ــــــــ[11 - 06 - 07, 02:40 ص]ـ
بارك الله فيك والأشعري لا يصرح بنفي صفة الرحمة أمام الناس وفي الحوارات والمنتديات بل لعل هذا يكون فقط في مقام التعليم!
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[11 - 06 - 07, 01:22 م]ـ
بارك الله فيك شيخ فيصل ونفعنا بعلمك.
وأرجو أن لا تحرمنا من مشاركاتك.
ـ[فيصل]ــــــــ[19 - 06 - 07, 12:28 م]ـ
وفيكم مع العلم أنني لست بشيخ(41/476)
هل صحيح أن الإمام محمد بن عبد الوهاب قال هذه المقالة التي يقال إنها اشتهرت منه
ـ[عبد الغفور ميمون]ــــــــ[07 - 06 - 07, 05:05 م]ـ
هل صحيح أن الإمام محمد بن عبد الوهاب قال هذه المقالة التي يقال إنها اشتهرت منه , وهي:
"الفكر والكفر سيان لأنهما من نفس الحروف "
في أي كتاب, وفي أي مناسبة؟ وما معناها , وما مغزاها؟ فكثيرا ما أشاعها الليبراليون هذه المقولة, وأنها صادرة منه.
عبد الغفور
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 08:12 م]ـ
لا أظن ذلك أخي الكريم. والفكر كلمة معاصرة.
وهنا فوائد:
http://saaid.net/monawein/index.htm
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[14 - 06 - 07, 06:59 م]ـ
أخي الحبيب من أراد أن ينسب شيئاً (خصوصاً لإمام) فلابد من العزو فإنه من بركة العلم أن يُنسب القول إلى قائله فيتثبت أولاً نت نسبة الأقوال إلى قائليها ثم ينقل عنهم وينسب الأقوال لقائليها ولو فيها ما يخالف ما يعتقده وليعلم أن في نقله لأقوال هؤلاء المخالفين شكر اً لقائليها وشكراً لهذا العلم فإنه يقال: ((من بركة العلم أن يضاف القول إلى قائله)) كما ذكر ذلك الإمام القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، جـ1 ص3، وانظر-غير مأمور- المزهر في علوم اللغة وأنواعها، للإمام السيوطي، جـ 2 ص 39، الخُطط المقريزية، للإمام المقريزي (صاحب الحافظ ابن حجر)، جـ2 ص520
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[14 - 06 - 07, 11:40 م]ـ
لوذكرت لنا أخي عبد الغفور من نسب هذا إلى الشيخ،لأنك قلت: (يقال) و (اللبراليون)!!!!(41/477)
أشهر من رمي بالنصب
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[07 - 06 - 07, 10:45 م]ـ
أشهر من رمي بالنصب
قال السيوطي: إسحق بن سويد العدوي بهز بن أسد حريز بن عثمان حصين بن نمير الواسطي خالد بن سلمة الفأفاء عبد الله بن سالم الأشعري قيس بن أبي حازم هؤلاء رموا بالنصب وهو بغض علي رضي الله عنه وتقديم غيره عليه. تدريب الراوي ج1/ص328
1 - أحمد بن عبدة بن موسى الضبي أبو عبد الله البصري ثقة رمي بالنصب من العاشرة مات سنة خمس وأربعين م 4 تقريب التهذيب
2 - إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني بضم الجيم الأولى وزاي وجيم نزيل دمشق ثقة حافظ رمي بالنصب من الحادية عشرة مات سنة تسع وخمسين. تقريب التهذيب
3 - حريز بفتح أوله وكسر الراء وآخره زاي بن عثمان الرحبي بفتح الراء والحاء المهملة بعدها موحدة الحمصي ثقة ثبت رمي بالنصب من الخامسة مات سنة ثلاث وستين وله ثلاث وثمانون سنة خ 4 تقريب التهذيب
4 - حصين بن نمير بالنون مصغر الواسطي أبو محصن الضرير كوفي الأصل لا بأس به رمي بالنصب من الثامنة خ د ت س.
تقريب التهذيب
5 - زياد بن علاقة بكسر المهملة وبالقاف الثعلبي بالمثلثة والمهملة أبو مالك الكوفي ثقة رمي بالنصب من الثالثة مات سنة خمس وثلاثين وقد جاز المائة ع. تقريب التهذيب
6 - سليمان بن عبد الحميد بن رافع البهراني أبو أيوب الحمصي صدوق رمي بالنصب وأفحش النسائي القول فيه من الحادية عشرة مات سنة أربع وسبعين د.
تقريب التهذيب
7 - عبد الله بن سالم الأشعري أبو يوسف الحمصي ثقة رمي بالنصب من السابعة مات سنة تسع وسبعين خ د س. تقريب التهذيب
8 - الهيثم بن الأسود المذحجي بفتح الميم والمهملة بينهما معجمة ثم جيم أبو العريان بضم المهملة وسكون الراء بعدها تحتانية الكوفي شاعر صدوق رمي بالنصب من الثالثة مات بعد الثمانين بخ. تقريب التهذيب
تقريب التهذيب
9 - نعيم بن أبي هند النعمان بن أشيم الأشجعي ثقة رمي بالنصب من الرابعة مات سنة عشر ومائة خت م مد ت س ق
ناصبي رافضي!!
أخبرنا عمرو بن بحر الجاحظ سنة ثلاث وخمسين ومائتين قال حدثني ثمامة بن أشرس قال شهدت رجلا يوما من الأيام وقد قدم خصما الى بعض الولاة فقال أصلحك الله ناصبي رافضي جهمي مشبه مجبر قدري يشتم الحجاج بن الزبير الذي هدم الكعبة على علي بن أبي سفيان ويلعن معاوية بن أبي طالب فقال له الوالي ما أدري مما أتعجب من علمك بالأنساب أو من معرفتك بالمقالات فقال أصلحك الله ما خرجت من الكتاب حتى تعلمت هذا كله. تاريخ بغداد ج7/ص146
من عجائب الزمان كوفي ناصبي!!
الفأفاء
الإمام الفقيه أبو سلمة خالد بن سلمة بن العاص بن هشام بن المغيرة القرشي المخزومي الكوفي الفأفاء قتل في أواخر سنة اثنتين وثلاثين ومئة وهو من عجائب الزمان كوفي ناصبي ويندر أن تجد كوفيا إلا وهو يتشيع. سير أعلام النبلاء ج5/ص373
لون غريب كوفي ناصبي!
قيل للثوري لم لم تسمع من نعيم بن أبي هند قال كان يتناول عليا رضي الله عنه
قلت ولأبيه أبي هند النعمان بن أسماء الأشجعي صحبه و نعيم لون غريب كوفي ناصبي
قال أبو حاتم صدوق. ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج7/ص46
راجع هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=66052
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[07 - 06 - 07, 10:53 م]ـ
قصة في انتشار النصب في الشام
13 - - حكى المدائني أنه أدخل على المأمون فحدثه بأحاديث في علي فلعن بني أمية فقلت حدثني أخو المثنى بن عبد الله الانصاري قال كنت بالشام فجعلت لا أسمع عليا ولا حسنا إنما اسمع معاوية، يزيد، الوليد، فمررت برجل على بابه فقال اسقه يا حسن فقلت أسميت حسنا فقال أولادي حسن وحسين وجعفر فإن أهل الشام يسمون أولادهم بأسماء خلفاء الله ثم يلعن الرجل ولده ويشتمه قلت ظننتك خير أهل الشام وإذا ليس في جهنم شر منك فقال المأمون لا جرم قد جعل الله من يلعن أحياءهم وأمواتهم يريد الناصبة. سير أعلام النبلاء ج10/ص402
معجم الأدباء ج4/ص222
14 - يجلسون يسبون علي
1 - أسد بن وداعة شامي حدثنا محمد حدثنا عباس قال سمعت يحيى قال حدثنا أزهر الحراني وأسد بن وداعة وجماعة يجلسون يسبون علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان ثور بن يزيد في ناحية لا يسب فإذا لم يسب جروا برجله. ضعفاء العقيلي ج1/ص26. الكامل في ضعفاء الرجال ج2/ص102 (أزهر الحراني) قلت:الصواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/478)
أزهر (الحرازي) الحمصي
2 - قال ابن حجر: أسد بن وداعة شامي من صغار التابعين ناصبي يسب قال بن معين كان هو وأزهر الحراني (الصواب الحرازي) وجماعة يسبون عليا وقال النسائي ثقة انتهى وبقية كلام بن معين من رواية الدوري عنه وكان ثور لا يسب عليا فإذا لم يسب جروا برجله ونقله أبو العرب وقال بعده من سب الصحابة فليس بثقة ولا مأمون وذكره بن حبان في الثقات.
لسان الميزان ج1/ص385
تهذيب الكمال ج4/ص427
3 - سمعت يحيى يقول أزهر الحرازي وأسد بن وداعة وجماعة كانوا يجلسون يشتمون علي بن أبي طالب وكان ثور بن يزيد في ناحية لا يسب عليا فإذا لم يسب جروا برجله. تاريخ ابن معين (رواية الدوري) ج4/ص423
4 - ثور بن يزيد بزيادة تحتانية في أول اسم أبيه أبو خالد الحمصي ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر من السابعة مات سنة خمسين وقيل ثلاث أو خمس وخمسين ع. تقريب التهذيب 135
لمازة بن زبار البصري
1 - لمازة بن زبار أبو الوليد بصرى حضر وقعة الجمل وكان ناصبيا ينال من علي رضي الله عنه تقدم في ترجمة بشر بن إبراهيم الأنصاري المفلوج ويمدح يزيد. لسان الميزان ج4/ص492
2 - قال ابن ماكولا: وأبو لبيد لمازة بن زبار يروي عن علي بن أبي طالب وعروة بن أبي الجعد البارقي روى عنه ابن الزبير بن خريت ومحمد بن ذكوان كان منحرفا عن علي رضي الله عنه. الإكمال ج4/ص174
3 - أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال وأما زبار فلمازة بن زبار أبو لبيد يروي عن علي بن أبي طالب وعروة بن أبي الجعد البارقي روى عنه الزبير بن الخريت ومحمد بن ذكوان كان منحرفا عن علي عليه السلام يقول كيف أحبه وقد قتل من أهلي في غداة واحدة كذا وكذا. تاريخ مدينة دمشق ج50/ص304
4 - أنبأنا حماد بن زيد قال رأيت أبا عبد الرحمن يصفر لحيته وكانت لحيته تبلغ سرته وقد قاتل عليا يوم الجمل. تاريخ مدينة دمشق ج50/ص305
5 - -عن حماد بن زيد (ثقة) عن الزبير بن الخريت (ثقة) قال قيل لأبي لبيد أتحب عليا قال كيف أحب رجلا قتل من قومي حين كانت الشمس من ههنا إلى أن صارت من ههنا ألفين وخمسمائة.
تاريخ مدينة دمشق ج50/ص306
6 - حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا مطر بن حمران قال كنا عند أبي لبيد فقيل له أتحب عليا فقال أحب عليا وقد قتل من قومي في غداة واحدة ستة آلاف. تاريخ مدينة دمشق ج50/ص306
7 - مطر بن حمرن ذكره ابن حبان في الثقات
الثقات (ج7/ص495)
قال: مطر بن حمران يروى عن أبى لبيد عن على روى عنه حميد بن هلال.
8 - حدثنا يحيى بن معين حدثنا وهب بن جرير عن أبيه عن أبي لبيد وكان شتاما قلت ليحيى بن معين من كان يشتم قال نرى انه كان يشتم علي بن أبي طالب. تاريخ مدينة دمشق ج50/ص306
9 - قال ابن حجر: تقريب التهذيب ج1/ص464
ِلمازة بكسر اللام وتخفيف الميم وبالزاي بن زياد بفتح الزاي وتثقيل الموحدة وآخره راء الأزدي الجهضمي أبو لبيد البصري صدوق ناصبي من الثالثة د ت ق
قلت: بن زياد (خطأ مطبعي) والصواب (بن زبَّار)
10 - قال الذهبي:
أبو لبيد شيخ جرير بن حازم صدوق ناصبي قال جرير كان شتاما.
المغني في الضعفاء ج2/ص804
ممن رمي بالنصي (هشام بن إسماعيل المخزومي)
والي المدينة من قبل عبدالملك بن مروان وكان خالاً لهشام بن عبدالملك بن مروان
وهشام (بن عبدالملك) وأمه أم هشام عائشة فيما قاله المدائني بنت هشام بن إسماعيل المخزومي. البداية والنهاية ج9/ص68
1 - حدثنا إسحاق قال أخبرنا وهب (ثقة) قال حدثنا أبي قال (ثقة) سمعت يعلى بن حكيم (ثقة) عن نافع (مولى ابن عمر ثقة) أراد هشام بن إسماعيل يزيد بن أمية أبا سنان الدؤلي (وكان ولد زمن وقعة أحد) أن يسب عليا قال لا إن شئت ذكرت أيامه الصالحة ومواطنه!!. التاريخ الأوسط ج1/ص206.
2 - قال البخاري: يزيد بن أمية أبو سنان الدؤلي قال لي بن منصور نا وهب قال حدثني أبي قال سمعت يعلى بن حكيم عن نافع قال أراد هشام بن إسماعيل يزيد بن أمية أبا سنان الديلي (وكان ولد زمن أحد) على أن يسب عليا فقال لا أسبه ولكن أن شئت قمت فذكرت أيامه الصالحة ومواطنه
التاريخ الكبير ج8/ص319
3 - ق يزيد بن أمية أبو سنان الدؤلي المدني والد سنان بن أبي سنان ويقال اسمه ربيعة روى عن عبد الله بن عباس د س ق وعلي بن أبي طالب وأبي واقد الليثي روى عنه زيد بن أسلم ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري د س ق ونافع مولى بن عمر قال أبو زرعة ثقة. تهذيب الكمال ج32/ص86
الإصابة في تمييز الصحابة ج6/ص694
4 - يزيد بن أمية الدؤلي أبو سنان الدؤلي روى عن علي وأبي واقد الليثي وابن عباس روى عنه نافع والزهري وزيد بن أسلم ذكره أبو عمر في الصحابة مختصرا وقال ولد عام أحد في حين الوقعة قال أبو حاتم ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أخذه عن الواقدي ولا يثبت
5 - الوليد بن مسلم سمعت الأوزاعي يقول كانوا يستحبون أن يحدثوا أهل الشام بفضائل أهل البيت ليرجعوا عما كانوا عليه
تاريخ مدينة دمشق ج1/ص364
سمعت يوسف بن أسباط يقول سمعت الثوري يقول إذا كنت بالشام فحدث بفضائل علي وإذا كنت بالعراق فحدث بفضائل عثمان
وهذا لما كان في أهل الشام من الانحراف عن أهل بيت الرسول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/479)
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 04:43 م]ـ
أراك تحاملت على الشام أرض المحشر والأنبياء فلماذا؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[17 - 06 - 07, 03:25 م]ـ
أراك تحاملت على الشام أرض المحشر والأنبياء فلماذا؟
الأخ الكريم لا يوجد تحامل وأنا أنقل بالأسانيد وهو قليل من كثير وأناأعلم أن المعلومات التي ذكرتها تخفى على الكثير من طلاب العلم وربما لأول مرة تطرق على مسامعهم!
ولذلك أنا ترددت كثيرا في طرح بحثي هذا ولم أكمله كله بسبب هذا الجهل النسبي الموجود
لدى بعض طلاب العلم والله الموفق
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[17 - 06 - 07, 06:40 م]ـ
الأخ الكريم لا يوجد تحامل وأنا أنقل بالأسانيد وهو قليل من كثير وأناأعلم أن المعلومات التي ذكرتها تخفى على الكثير من طلاب العلم وربما لأول مرة تطرق على مسامعهم!
ولذلك أنا ترددت كثيرا في طرح بحثي هذا ولم أكمله كله بسبب هذا الجهل النسبي الموجود
لدى بعض طلاب العلم والله الموفق
أخي الكريم كثير من طلبة العلم الذين نسبتهم إلى الجهل بمثل وجود النواصب فيمن روى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمون ولكن ليس كل ما يعلم ينشر ويقال
قال علي رضي الله عنه
حدثوا الناس بما يعقلون أتريدون أن يكذب الله ورسوله
وفقك الله أخي أبو حاتم وحفظك
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[18 - 06 - 07, 11:44 م]ـ
أخي الكريم كثير من طلبة العلم الذين نسبتهم إلى الجهل بمثل وجود النواصب فيمن روى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمون ولكن ليس كل ما يعلم ينشر ويقال
قال علي رضي الله عنه
حدثوا الناس بما يعقلون أتريدون أن يكذب الله ورسوله
وفقك الله أخي أبو حاتم وحفظك
أخي الكريم لست متحمسا لنشر الموضوع! فإن كنتَ ترى أن الموضوع غير مناسب نشره
فلا مانع عندي من إيقافه فالموضوع لا يستحق عندي كل هذا الاهتمام
بالرغم من أني أعلم أن الكثير من الباحثين والمهتمين بالتاريخ ينفون أشياء واضحة لاتقبل النقاش
وقصدت من بحثي المتواضع تبصير هذه الطبقة والله الموفق(41/480)
هل يصح القول بأن التكفير لا يجري في المسائل الخلافية؟
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[08 - 06 - 07, 11:29 ص]ـ
هل يجوز التكفير بالمختلف فيه؟ وإذا كان كذلك فلماذا الصلاة يكفر بها أقوام ويمنع من التكفير بها أقوام آخرون؟ وهل من مصادر في بحث هذه المسألة؟
ـ[سارة أم محمد]ــــــــ[08 - 06 - 07, 03:26 م]ـ
نعم هذه مسألة كبيرة، وينبني عليها مسألة أخرى وهي أنه إذا صارت المسألة الخلافية يكفر بها، فهل من يحرمها يجوز له تكفير من يبيحها من العلماء؟
وهذه المسألة أرى أن يقوم بعض طلبة العلم بعرضها على كبار المتخصصين في العقيدة لبحثها.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 12:12 ص]ـ
المقصود أنه لا يجوز تكفير أحد قال بقول في مسألة مختلف فيها و ليس المقصود أنه لا يجوز أن تحكم بالكفر في مسألة لأن غيرك لا يقول بالتكفير فيها فمثلا في مثال تكفير تارك الصلاة قد اختلف في تكفيره فمن مكفر و من مانع للتكفير و لكن - طبقا للقاعدة المذكورة- لا يجوز لك أن تكفر القائل بتكفير تارك الصلاة و لا القائل بعدم تكفيره فهنا المناط الذي تربط به القاعدة المذكورة لا انه لا يجوز لك ان تكفر تارك الصلاة نفسه ...
أما بخصوص القاعدة نفسها و صحتها فأذكر أن الامام القرافي من المالكية قد اختار أن الخلاف في المسألة يعد مانعا من موانع التكفير في كتابه الأحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات القاضي والإمام و هو كتاب مفيد في هذا الباب
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 08:40 م]ـ
رجاءً مراجعة أبواب الردة وكذلك فتاوي شيخ الإسلام(41/481)
مسائل في العقيدة - أرجو التوضيح قبل الإمتحان
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[08 - 06 - 07, 01:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على تواصلكم في هذا الملتقى الثري بالمعلومات القيمة وأشكر جهودكم لمساعدتنا نحن طلبة العلم - جعله الله في ميزان حسناتكم - بتوضيح ما صعب علينا وإرشانا إلى المراجع المتخصصة.
أرجو ممن لديه علم في موضوع العقيدة الواسطية مساعدتي في فهم هذه الأمور وتوضبحها حيث أن لدي امتحان في هذه المادة يوم الأثنين 18 يونيو. علما بأن الكتاب المقرر علينا هو شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / تأليف العلامة محمد خليل هراس.
ومن هذه الأمور غير الواضحة بالنسبة لي – أو بالأصح أرغب بالاستزادة في الفهم وأدلة أكثر مما هو موجود في الكتاب المقرر:
· تنكر الأشاعرة الصفات الخبرية عن الله تعالى – كاليد والعين، بل وتؤلها بالنعمة والرعاية ... كيف نرد عليهم من خلال الأدلة من القرآن الكريم والسنة الصحيحة.
· الإستواء صفة من صفات الله تعالى – أنكرها البعض، وأولها آخرون – كيف نبين ذلك وما تأويلهم؟ وكيف نرد عليهم بإثباتها من الأدلة.
· يتهم الأشاعرة أهل السلف بأنهم مؤولة للنصوص – بدليل قوله عليه الصلاة والسلام: " الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن استلمه بحق فكأنما صافح الله " – فأولوه بأن هذا العبد موفق من الله تعالى، وظاهر الحديث يدل على أن العبد يصافح الله – فكيف نرد عليهم وندحض حجتهم وافترائهم على أهل السلف مع ذكر الأدلة.
· قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -:"كل معطل للصفة هو مشبه في الأصل – وأنه ما عطل إلا بعد أن شبه " – أريد توضيح لهذه العبارة بذكر مثالين كالعين واليد مع الأدلة.
· إذا سئلت " أين الله "؟ بم نجيب؟ وما الأدلة على صدق ما نذهب إليه؟
· من الصفات الفعلية لله تعالى: المحبة والرضا وفي المقابل الكره والسخط ما الأدلة التي تثبت كل منها على حدا.
· على ما يدل إنكار إبراهيم عليه السلام على المشركين عبادتهم للأصنام في قوله تعالى: " هل يسمعونكم إذ تدعون "؟
· ما معنى المكر في قوله تعالى: " ويمكرون ويمكر الله "؟
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا وإن شاء الله لم أثقل عليكم بالمسائل والله يشهد أني ما طلبت ذلك إلا بقصد العلم والمعرفة والاستزادة حيث ات الكتاب بين يدي ولكن أعلم بأن هذا الملتقى فيه من طلبة العلم من كل مكان ومنهم من هو متخصص في العقيدة لذا أردت توسيع دائرة معرفتي.
ويارب يجعله في ميزان حسناتكم .. ويفتح لي ولكم أبواب المعرفة والعلم والمغفرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المقدادي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 10:10 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
· تنكر الأشاعرة الصفات الخبرية عن الله تعالى – كاليد والعين، بل وتؤلها بالنعمة والرعاية ... كيف نرد عليهم من خلال الأدلة من القرآن الكريم والسنة الصحيحة.
من أدلة إثبات صفة اليد لله تعالى من القرآن الكريم:
قال تعالى:
(بَل يَدَاهُ مَبسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيفَ يشَاءُ)
(مَا منعَكَ أَن تسجد َلِمَا خلًقت بيديّ)
(وَقَالتَ اَليهُودُ يد الله مغلولة غلُت أَيدِيهِم وَلعنُواْ)
{بِيَدِهِ الْمُلْكُ}
{بِيَدِكَ الْخَيْرُ}
من السنة:
جاء في الحديث الشريف:
"إن اللّه (عز وجل) خلق ثلاثة أشياء بيده: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس جنة عدن بيده".
و من أدلة إثبات صفة العين لله تعالى من الكتاب:
قوله تعالى: (وَاصْبِر لِحُكمِ رَبِِكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا)
وقوله تعالى (وَحَمَلنَاَهُ عَكَ ذَاتِ أَلْوَاحٍ ودُسُرِ تَجْرِى بِأَعيُننَا جَزَاءً لِمَن كاَنَ كُفِرَ)
و قوله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}
و من السنة:
ما رواه الامام البخاري في صحيحه حيث عقد في كتاب التوحيد في صحيحه باب قول الله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}، وقوله جل ذكره: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}،: ذُكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الله لا يخفى عليكم، إن الله ليس بأعور - وأشار بيده إلى عينه - وإن المسيح أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية»
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/482)
· الإستواء صفة من صفات الله تعالى – أنكرها البعض، وأولها آخرون – كيف نبين ذلك وما تأويلهم؟ وكيف نرد عليهم بإثباتها من الأدلة.
قد ورد إثبات صفة الإستواء على العرش لله تعالى في ستة مواضع من كتاب الله تعالى،
قال تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه، الآية: 5].
قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [سورة الأعراف، الآية: 54].
وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [سورة الرعد، الآية: 2]،
و قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [سورة السجدة، الآية: 4].
وقال عز وجل: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ} [سورة الحديد، الآية: 4].
وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [سورة الفرقان، الآية: 59].
وهذه الآيات تدل على استواء الله على عرشه وعلوه على خلقه تبارك وتعالى، وكلها بلفظ استوى المتعدي بعلى، وقد فسره أئمة السنة كأبي العالية ومجاهد وغيرهم بالعلو والارتفاع كما ذكر ذلك الامام البخاري في صحيحه
أما تأويل الاشاعرة للإستواء فهم يقولون انه الإستيلاء , و هذا باطل لا يُعرف من لغة العرب
و قد ورد عن أئمة العربية إنكار ذلك - يُراجع اجتماع الجيوش لابن القيم و العلو للذهبي -
و استند الاشاعرة على بيت منسوب للأخطل حيث يقول:
قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق
و لا يقال استوى على الشئ إذ كان ذلك الشئ عاصيا عليه قبل استيلائه عليه، [/ COLOR] كاستيلاء بشر على العراق، واستيلاء الملك على المدينة بعد عصيانها عليه، وعرش الرب لم يكن ممتنعا عليه نفسا واحدا، حتى يقال استوى عليه، أو معنى الاستواء الاستيلاء
قال الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية ج 9 ص290:
" وكان الاخطل من نصارى العرب المتنصرة، قبحه الله وأبعد مثواه، وهو الذي أنشد بشر بن مروان قصيدته التي يقول فيها:
قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق
وهذا البيت تستدل به الجهمية على أن الاستواء على العرش بمعني الاستيلاء، وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل على ذلك، ولا أراد الله عز وجل باستوائه على عرشه استيلاءه عليه، تعالى الله عن قول الجهمية علوا كبيرا.
فإنه إنما يقال استوى على الشئ إذ كان ذلك الشئ عاصيا عليه قبل استيلائه عليه، كاستيلاء بشر على العراق، واستيلاء الملك على المدينة بعد عصيانها عليه، وعرش الرب لم يكن ممتنعا عليه نفسا واحدا، حتى يقال استوى عليه، أو معنى الاستواء الاستيلاء، ولا تجد أضعف من حجج الجهمية، حتى أداهم الافلاس من الحجج إلى بيت هذا النصراني المقبوح وليس فيه حجة والله أعلم. "
· إذا سئلت " أين الله "؟ بم نجيب؟ وما الأدلة على صدق ما نذهب إليه؟
الله في السماء
و الدليل حديث الجارية الذي في صحيح مسلم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[09 - 06 - 07, 12:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ذكر الأخ الفاضل المقدادي إجابة بعض الأسئلة وهذا جواب البقية:
قولك:
(يتهم الأشاعرة أهل السلف بأنهم مؤولة للنصوص – بدليل قوله عليه الصلاة والسلام: " الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن استلمه بحق فكأنما صافح الله " – فأولوه بأن هذا العبد موفق من الله تعالى، وظاهر الحديث يدل على أن العبد يصافح الله – فكيف نرد عليهم وندحض حجتهم وافترائهم على أهل السلف مع ذكر الأدلة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/483)
أولا: هذا الحديث لا يثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقد روي من حديث جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند ابن عدي في الكامل والخطيب في تاريخ بغداد وابن الجوزي في العلل وفيه إسحاق بن بشر الكاهلي في عداد من يضع الحديث كما قال ابن عدي والدارقطني وقال ابن العربي حديث باطل وضعفه ابن الجوزي وقال المحدث الألباني منكر.
ورواه ابن خزيمة والحاكم في المستدرك والطبرني في الأوسط وابن الجوزي في العلل من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وفي إسناده عبد الله بن المؤمل ضعيف.
ورواه عبد الرزاق في المصنف وابن قتيبة في غريب الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا عليه وهو الأظهر أنه موقوف على ابن عباس لكن مع هذا الموقوف لا يصح فيه إبراهيم بن يزيد متروك كما قال أحمد والنسائي وقال أبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني منكر الحديث، وضعفه ابن معين وابن المديني.
ثانيا: لو صح الحديث فتأويله جائز؛ لأن في الحديث ما يدل على التأويل وهما أمران:
الأول أنه قال: " يمين الله في الأرض " والله عز وجل في علوه مستو على عرشه.
الثاني: أنه قال: " فمن استلمه بحق فكأنما صافح الله " ومعلوم أن المشبه ليس هو المشبه به ففى نفس الحديث بيان أن مستلمه ليس مصافحا لله وأنه ليس هو نفس يمينه فإذا قلنا زيد مثل عمرو معلوم أن زيدا ليس هو عمرا.
قولك: (قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -:"كل معطل للصفة هو مشبه في الأصل – وأنه ما عطل إلا بعد أن شبه " – أريد توضيح لهذه العبارة بذكر مثالين كالعين واليد مع الأدلة)
كل معطل مشبه وكل مشبه معطل:
أي أن من شبه الله بخلقه فقد عطل الصفة لأنه أثبتها على وجه غير مراد فهو عطلها عن الوجه المراد فحينما يقول عين الله ويده مثل عين المخلوق ويده فهنا عطل الصفة عن معناها الحقيقي؛ لأن معناها الحقيقي ليش التشبيه قطعا.
وكل معطل مشبه؛ لأنه ما عطل الصفة ونفاها إلا أنه وقع في ذهنه التشبيه فأراد أن ينفيه خشية تشبيه الله بخلقه فإذا عطل صفة العين واليد ونفاها عن الله فهو إنما عطلها لأنه تصور في ذهنه أن إثباتها يقتضي تشبيه صفة العين واليد لله بصفة العين واليد للمخلوق.
دليل المحبة قوله تعالى: {إن الله يحب المحسنين} وقوله: {إن الله يحب المتقين} وقوله: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه}.
ودليل الرضا قوله تعالى: {رضي الله عنهم ورضوا عنه} وقوله: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} وفي الحديث " اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك " رواه مسلم
ودليل الكره قوله تعالى: {ولكن كره الله انبعاثهم} وفي الحديث: " إن الله كره لكم ثلاثاً " متفق عليه.
ودليل السخط قوله تعالى: {لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم} وفي الحديث " أعوذ برضاك من سخطك "
يدل إنكار إبراهيم عليه السلام على المشركين عبادتهم للأصنام في قوله تعالى: " هل يسمعونكم إذ تدعون " هذه الآية تحتمل ثلاث معان:
الأول: هل يسمعونكم أي يسمعون دعائكم أم هم جماد صم.
الثاني: هل يسمعون منكم الدعاء فيجيبونه ويستجيبون لدعائكم.فيكون على تقدير حذف المضاف.
الثالث: هل يُسمعونكم _ بضم الياء _ وهي قراءة قتادة: أي هل يُسمعونكم أصواتهم وكلامهم.
وفي الحالات كلها بيان نقص هذه الآلهة التي يدعونها من دون الله وأنها نقصها في السمع وافجابة دليل بطلان ألوهيتها فالإله لا بد أن يكون كاملاص لا نقص فيه وهو لا يكون إلا في حق الله عز وجل فهذا السؤال سؤال استنكار وسؤال تقرير.
واما قوله تعالى: {ويمكرون ويمكر الله}:
فالمكر إيصال الشيء الى الغير بطريق خفي وكذلك الكيد والمخادعة ولكنه نوعان:
قبيح وهو إيصال ذلك لمن لا يستحقه وهو مذموم.
وحسن وهو إيصاله الى مستحقه عقوبة له وهو ممدوح والرب تعالى إنما يفعل من ذلك ما يحمد عليه عدلا منه وحكمة وهو تعالى يأخذ الظالم والفاجر من حيث لا يحتسب لا كما يفعل الظلمة بعباده.
فالمكر هنا على سبيل الحقيقة وهو أصوب من قول من حمله على الاستعارة والمقابلة نحو قوله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} ونحو قوله: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 08:42 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[12 - 06 - 07, 01:03 م]ـ
المقدادي
أبو حازم الكاتب
أبو المجاهد السكندري
بارك الله فيكم. . . وجزاكم الله خير
لدي سؤال آخر ...
ما صحة هذا الحوار؟؟!!
إلى الذي يسأل أين الله؟ قال الملحدون لأبي حنيفة: في أيسنة وجد ربك؟ قال: (الله موجود قبل التاريخ والأزمنة لا أول لوجوده (
قال لهم: ماذا قبل الأربعة؟ قالوا: ثلاثة ..
قال لهم:ماذا قبل الثلاثة؟ قالوا: إثنان ..
قال لهم: ماذا قبل الإثنين؟ قالوا: واحد ..
قال لهم: وما قبل الواحد؟ قالوا: لاشئ قبله ..
قال لهم: إذا كان الواحد الحسابي لا شئ قبله فكيف بالواحدالحقيقي وهو الله! إنه قديم لا أول لوجوده ..
قالوا: في أي جهة يتجه ربك؟ قال: لو أحضرتم مصباحا في مكان مظلم إلى أي جهة يتجه النور؟ قالوا: في كل مكان ..
قال: إذا كان هذا النور الصناعي فكيف بنورالسماوات والأرض!؟ قالوا: عرّفنا شيئا عن ذات ربك؟ أهي صلبة كالحديد أوسائلة كالماء؟ أم غازية كالدخان والبخار؟ فقال: هل جلستم بجوار مريض مشرفعلى النزع الأخير؟ قالوا: جلسنا ..
قال: هل كلمكم بعدما أسكتهالموت؟ قالوا: لا.
قال: هل كان قبل الموت يتكلم ويتحرك؟ قالوا: نعم.
قال: ما الذي غيره؟ قالوا: خروج روحه.
قال: أخرجت روحه؟ قالوا: نعم.
قال: صفوا لي هذه الروح، هل هي صلبة كالحديد أم سائلة كالماء؟ أم غازية كالدخان والبخار؟ قالوا: لا نعرف شيئا عنها!!
قال: إذا كانت الروح المخلوقة لا يمكنكم الوصولإلى كنهها فكيف تريدون مني أن اصف لكم الذات الإلهية؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/484)
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[12 - 06 - 07, 02:26 م]ـ
هذه القصة كذب على ابو حنيفة
ولو كانت صحيحة لاحتج بها اهل الضلال
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[12 - 06 - 07, 06:59 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التوضيح وبارك الله فيك
للأسف أراها متداولة في البريد الالكتروني
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[13 - 06 - 07, 12:20 م]ـ
سؤال آخر جزاكم الله خيرا ... وآسفة على الإزعاج
أعلم بأن الإرادة نوعان إرادة كونية وإرادة شرعية
الكونية:
تتعلق بما يشاء الله فعله وإحداثه وفيما يتعلق بالخلق والتكوين (ومن آياته خلق السموات والأرض) الروم
لاتتعلق بمثل إيمان الكافر وطاعة الفاسق
إن ما أراده الله لابد أن يقع فلا يتخلف (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) يس
أعم من جهة بما لا يحبه الله ويرضاه من الكفر والمعاصي
أخص لا تتعلق بإيمان كافر وطاعة فاسقالشرعية:
تتعلق بما أمره الله عباده مما يحبه ويرضاه (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) البقرة
إن الله يريد شيئا مثال يريد من الخلق أن يعبدوه (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ولا يلزم من ذلك أن يعبدوه أو لا
أعم من جهة تعلقها بكل مأمور واقعا كان أو غير واقع
أخص بأن ما يقع في الكون غير مأمور بهأما قضاء الله - عز وجل - ينقسم إلى قسمين:
قضاء شرعي: يجوز وقوعه من المقضي عليه وعدمه، ولا يكون إلا فيما يحبه الله ومثال ذلك قوله تعالى: ((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه)) الإسراء
قضاء كوني: لا بد من وقوعه، ويكون فيما أحبه الله، وفيما لا يحبه ومثال ذلك قوله تعالى: ((وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا)) الإسراء
السؤال ..
* هل هناك أدلة أخرى على القضاء الكوني والشرعي؟؟
*ما الفرق بين الإرادة والقضاء؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[13 - 06 - 07, 02:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي بعض المسائل أردت التأكد من صحتها إن أمكن:
يعتبر قوله تعالى " فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما " دليل على قياس الأولى
أنكرت غلاة المعتزلة علم الله تعالى بأفعال العباد حتى يعملوها
المعتزلة توجب على الله تعالى عقاب المطيع
ذهبت الأشاعرة في قوله تعالى: " وإن من شيء إلا يسبح بحمده " إلى تسبيح الجمادات بأنه بلسان الحال وليس بلسان المقال
الأشاعرة توجب على الله تعالى عقاب المسيء
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[15 - 06 - 07, 12:59 م]ـ
ما زلت بانتظار الإجابة جزاكم الله خيرا
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[17 - 06 - 07, 12:17 ص]ـ
بقي من الزمن يوم واحد
وما زلت بانتظار تفضلكم وتكرمكم بالإجابة والتوضيح
ما هو الفرق بين الإرادة والقضاء؟؟؟؟!!!!
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 01:43 ص]ـ
القضاء الشرعي هو الحكم بما أراده الله شرعا ..
فقوله تعالى"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه" .. أي حكم وأمر ..
والقضاء الكوني هو كتابة ما أراده الله كونا ..
فقول الله"وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب" .. أي كتبنا ذلك عليهم
فالفرق بينهما دقيق ..
والله تعالى أعلم
ـ[توبة]ــــــــ[17 - 06 - 07, 04:27 ص]ـ
أرجو أن يفيدك هذا أخت 'أم أبي بكر
هل أراد الله ـ تعالى المعصية من خلقه أم لا؟
لفظ [الإرادة] مجمل له معنيان: فيقصد به المشيئة لما خلقه، ويقصد به المحبة والرضا لما أمر به.
فإن كان مقصود السائل: أنه أحب المعاصي ورضيها وأمر بها فلم يردها بهذا المعنى، فإن الله لا يحب الفساد، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يأمر بالفحشاء، بل قال لما نهى عنه: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} [الإسراء: 38]. وإن أراد أنها من جملة ما شاءه وخلقه، فالله خالق كل شيء وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولا يكون في الوجود إلا ما شاء.
وقد ذكر الله في موضع أنه يريدها، وفي موضع أنه لا يريدها، والمراد بالأول أنه شاءها خلقًا، وبالثاني أنه لا يحبها ولا يرضاها أمرًا، كما قال تعالى: {فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام: 125]، وقال نوح: {وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ} [هود: 34]، وقال في الثاني: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، وقال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا. يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 26 - 28]، وقال: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ} [المائدة: 6]، وقال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33].
من مجموع الفتاوى لإبن تيمية المجلد الثامن
http://islamtoday.al-eman.com/feqh/viewchp.asp?BID=252&CID=158&SI=q23#q23
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/485)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[17 - 06 - 07, 06:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
من أدلة القضاء الكوني:
1 - قوله تعالى: {ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً}
2 - وقوله تعالى: {إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}
3 - وقوله تعالى: {إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم}
4 - وقوله تعالى: {وإذا قضى أمراً فغنما يقول له كن فيكون}
5 - وقوله تعالى: {فيمسك التي قضى عليها الموت}
من أدلة القضاء الشرعي:
1 - قوله تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}.
2 - عن سهل بن سعد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن رجلا من الأنصار جاء إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: يا رسول الله أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله أم كيف يفعل؟ فأنزل الله في شأنه ما ذكر في القرآن من أمر المتلاعنين فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " قد قضى الله فيك وفي امرأتك ". قال فتلاعنا في المسجد وانا شاهد فلما فرغا قال كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها فطلقها ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حين فرغا من التلاعن ففارقها عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فكان ذلك تفريقا بين كل متلاعنين " رواه البخاري.
3 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءتني بريرة فقالت كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية فأعينيني فقلت إن أحب أهلك أن أعدها لهم ويكون ولاؤك لي فعلت. فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم فأبوا عليها فجاءت من عندهم ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جالس فقالت إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم فسمع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأخبرت عائشة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: " خذيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق ". ففعلت عائشة ثم قام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " أما بعد ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط قضاء الله أحق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق "
أما الفرق بين الإرادة والقضاء فلم أجد نصاً يفرق بينهما لكن يفهم من كلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله أنهما يفترقان فيما يلي:
1 - الإرادة هي تخصيص لأحد المثلين وهذا لا يلزم أن يكون موجوداً في القضاء.
2 - الله عز وجل يريد وتتعلق به الإرادة فهو يريد ويُراد من خلقه سبحانه وتعالى خلافاً للأشاعرة بخلاف القضاء فهو يقضي ولا يقضى عليه سبحانه.
3 - الإرادة الشرعية بمعنى المحبة والرضا، والقضاء الديني لا يعني المحبة وإن كان يستلزمها.
4 - الإرادة الكونية تعني المشيئة وهي مرتبة من مراتب القدر وهي المرتبة الرابعة منه، والقضاء الكوني اختلف في علاقته بالقدر فقيل هما بمعنى واحد فلا فرق بينهما وعليه فيكون القضاء أعم من الإرادة عندئذٍ.
هذا ما ظهر لي من كلام الشيخين والله أعلم.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[17 - 06 - 07, 06:25 ص]ـ
تصويب: 4 - وقوله تعالى: {وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون}
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[17 - 06 - 07, 10:47 ص]ـ
أبو القاسم المقدسي
توبة
أبو حازم الكاتب
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا وجعله في ميزان حسناتكم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[18 - 06 - 07, 10:55 م]ـ
وجزاك الله خيراً.
تصويب: المشيئة هي المرتبة الثالثة على حسب الترتيب وهو أربع مراتب:
1 - العلم.
2 - الكتابة.
3 - المشيئة.
4 - الخلق.(41/486)
هل من أدلة على جواز اشتقاق أسماء لله عز و جل من صفاته و أفعاله.
ـ[حازم المصري]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:38 ص]ـ
حيث ان هذا الأمر قد أحدث جدلاً بين بعض طلبة العلم بين مؤيد و معارض.
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[09 - 06 - 07, 06:04 ص]ـ
سألت شيخنا الأستاذ الدكتور يوسف السعيد أستاذ العقيدة بجامعة الإمام قبل قليل فأجاب بأن الأسماء لا تشتق من الصفات ولا من الأفعال وذكر لي ما يأتي
1 ـ الصفة تشتق من الاسم ولامن الفعل.
2 ـ الاسم لا يشتق من الصفة فلا يقال من أسمائه الماكر أخذا من قوله تعالى (ويمكر الله) وذكر لي أن شيخ افسلام ابن تيمية وابن القيم ذكروا هذه المسألة في كثير من المواضع.
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[09 - 06 - 07, 08:57 ص]ـ
هذا جزء من فوائد من تعليقات الشيخ البراك حفظه الله على القواعد المثلى للشيخ بن عثيمين رحمه الله وهو على هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80882 :
[ لا يشتق لله من كل صفة أو فعل إسم]
ومن القواعد أنه لا يشتق لله من كل صفة أو فعل إسم,
[أمثلة توضح ذلك]
فلا يقال إنه الغاضب أو الغضبان أو الراضي,
كما من باب أولى أنه لا يشتق له من فعل المكر ماكر, لكنه خير الماكرين,
وهكذا مدَمْدِم من (فدمدم عليهم ربهم) و مدمِّر من (فدمرناها تدميرا) ,
فلا يشتق لله تعالى من هذه أسماء,
[بعض الأفعال يمكن أن يشتق منها اسماء ومثال ذلك]
لكن بعض الأفعال يمكن أن يكون الأمر فيها أوسع مثل المنعم فقد يقال إنه صحيح, لأنه من معنى الرب فالرب هو المنعم ومن معانيه المنعم فيتضمن أنه المنعم مطلقا بجميع النعم,
والمحسن يذكر أنه ورد, وهو من جنس المنعم, فالمحسن مطلقا هو الله تعالى,
فهو المنعم بجميع النعم وهو المحسن الى عباده بكل أنواع الإحسان,
وبهذا الإعتبار تكون الأسماء كثيرة جدا فيدخل في ذلك الرفيق (إن الله رفيق) والجميل والمسعر (إن الله هو المسعر) والقابض والباسط والرازق فهو الرازق وهو الرزّاق وهو أسرع الحاسبين.
و للعلماء كلام كثير في الأسماء ومصنفات وشروح وتوسعات ومنها تأليف الشيخ لهذا الكتاب فإنه ضمن هذا الكتاب سرد الأسماء الحسنى.(41/487)
مطوية للرد على الرافضة
ـ[عبد الحميد أبو بكر]ــــــــ[09 - 06 - 07, 06:01 م]ـ
السلام عليكم
نريد أن نطبع مطوية فيها رد قوي وتحذير شديد من بدعة الرفض. موجهة لأهل السنة.
من اطلع على عمل جاهز في ذلك فليفدنا به.
ومن كان عنده اقتراحات أو عمل خاص فليبعثه.
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 08:35 م]ـ
أقترح ان تقسم المطوية إلي
1ــ فضل أبي بكر و عمر و عثمان و علي و معاوية
2ــ أقوال الرافضة المخالفة لنصوص الوحيين
3ــ تاريخ الرافضة الأسود ضد الفتوح الإسلامية
4ــ حكم الرافضة عند أهل السنة
5ـقائمةبأسماء المراجع المهمة للرد علي الرافضة
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[10 - 06 - 07, 10:14 م]ـ
لعلها تكون مطويات بدل مطوية واحدة، في كل مطوية يركز على بدعة مما عند القوم(41/488)
أسئلة للشيعة!! موضوع هدى الكثير من شباب و عامة الشيعة إلى الطريق الصواب
ـ[محمدالمسلم]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, هذه أسئلة حصرية للشيعة, نتمنى ردودكم ...
و لكن قبل ذلك, هناك من السنة و من الشيعة و من فرق أخرى من يقول بأن الأوضاع يجب أن تبقى على حالها, أي الشيعي يبقى شيعيا و السني سنيا ... و لكن, أليس الإسلام بدين التوحيد؟ يعني أليس من واجبنا قبل أن ندعو من هو كافر للإسلام, أن ندعو المسلمين إلى طريق الحق؟ (أعني بالمسلمين هنا من يشهد أن لا إلاه إلا الله و أن محمدا رسول الله".
إخواني الشيعة أريد منكم قراءة هذه الأسئلة و التفكر في حقيقة أمركم و ما أنتم عليه الآن ... ,
أنتم تعلمون أن الرسول صلى الله عليه و سلم بشر أبا بكر و عمر و عثمان و علي بالجنة؟ أتنكرون العشرة المبشرين بالجنة؟
أليس كل ما يقوله رسول الله صلى الله عليه و سلم هو من وحي رب العزة؟ أليس الرسول بمعصوم من الذنوب؟ إذن فهل الرسول أخطأ حينما بشر هؤلاء العشرة بالجنة؟ (أعوذ بالله من قول ذلك).
أنقل إليكم موضوعا غاية في الأهمية فهلا تفضلتم بقرائته؟ جزاكم الله خيرا: (عنوان الموضوع: أسئلة قادت شباب و عامة الشيعة إلى الحق).
لا يستطيع الشيعة أن ينكروا أن أبابكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين قد بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، وأن الله أخبر بأنه قد رضي عنهم وعلم ما في قلوبهم، فكيف يليق بالشيعة بعد هذا أن يكفروا بخبر الله تعالى، ويزعموا خلافه؟! فكأنهم يقولون
(أنت يا رب لا تعلم عنهم ما نعلم)! ـ والعياذ بالله ـ.
بينما نجد الشيعة يتقربون إلى الله بسب كبار الصحابة، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الثلاثة: أبوبكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، لا نجد سنيًا واحدًا يسب واحدًا من آل البيت! بل يتقربون إلى الله بحبهم.
وهذا ما لم يستطع الشيعة إنكاره، ولو بالكذب.
طالما ردد الشيعة في كتبهم عن مقتل الحسين رضي الله عنه أنه مات عطشانا في المعركة، ولذلك تراهم يكتبون على مخازن المياه العبارة التالية (اشرب الماء وتذكر عطش الحسين)!
والسؤال: مادام الأئمة حسب مفهوم الشيعة يعلمون الغيب:
ألم يكن باستطاعة الحسين أن يعلم حاجته إلى الماء أثناء القتال، وأنه سوف يموت عطشاً، وبهذا يستطيع أن يجمع كمية من الماء كافية للمعركة؟!
ثم: أليس توفير المياه أثناء القتال يدخل في باب الأخذ بالأسباب؟! والله يقول: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال:60].
لقد اكتمل دين الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3]، ومذهب الشيعةإنما ظهر بعد وفاته صلى الله عليه وسلم؟!
لقد أنزل الله عز وجل براءة عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك الشهيرة، وطهرها من هذا السوء، ثم نجد بعض الشيعة لا زالوا يرمونها بالخيانة!! ـ والعياذ بالله ـ. وهذا كما أن فيه طعنًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فيه طعن بالله عز وجل الذي يعلم الغيب، ولم يخبر نبيه بأن زوجته خائنة؟! ـ حاشاها من ذلك ـ.
وبئس المذهب مذهبًا يطعن في زوجات خير البشر وأمهات المؤمنين.
إذا كان لعلي وولديه رضوان الله عليهم كل تلك الخوارق التي ترويها كتب الشيعة، وهم ينفعونهم الآن وهم أموات ـ كما يزعمون ـ فلماذا لم ينفعوا أنفسهم وهم أحياء؟!
فقد وجدنا عليًا رضي الله عنه لم يستقر له أمر الخلافة، ثم مات مقتولاً، ووجدنا الحسن كذلك يضطر للتنازل عن الخلافة لمعاوية، ووجدنا الحسين يتعرض للتضييق ثم للقتل ولم يحصل له مبتغاه .. وهكذا من بعدهم!
فأين تلك الخوارق التي كانت عندهم؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/489)
يزعم الشيعة أن فضائل علي متواترة عن طريق الشيعة، وكذا النص على إمامته. فيقال: أما الشيعة الذين ليسوا من الصحابة فإنهم لم يروا النبى صلى الله عليه وسلم ولم يسمعوا كلامه، فنقلهم هو نقل مرسل منقطع إن لم يسندوه إلى الصحابة لم يكن صحيحا، والصحابة الذين تواليهم الشيعة نفر قليل بضعة عشر أو نحو ذلك، وهؤلاء لا يثبت التواتر بنقلهم! والجمهور الأعظم من الصحابة الذين نقلوا فضائله تقدح الشيعة فيهم وتتهمهم بالكفر!
ثم يلزمهم إذا جوزوا على الجمهور الذين أثنى عليهم القرآن الكذب والكتمان فتجويز ذلك على نفر قليل أولى وأجوز!
يدعي الشيعة: أن أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم كان قصدهم الرياسة والملك فظلموا غيرهم بالولاية، فيقال لهم: هؤلاء لم يقاتلوا مسلما على الولاية، وإنما قاتلوا المرتدين والكفار، وهم الذين كسروا كسرى وقيصر وفتحوا بلاد فارس وأقاموا الإسلام، وأعزوا الايمان وأهله وأذلوا الكفر وأهله، وعثمان وهو دون أبي بكر وعمر فى المنزلة طلب الثوار قتله وهو في ولايته فلم يقاتل المسلمين ولا قتل مسلما على ولايته وخلافته.
فإذا جوّز الشيعة على هؤلاء أنهم كانوا ظالمين فى ولايتهم أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم، لزمهم أن يقولو مثل ذلك في علي رضي الله عنه!!
لقد كفرت القاديانية بادعائها النبوة لزعيمها، فما الفرق بينها وبين الشيعة الذين يزعمون لأئمتهم خصائص الأنبياء وزيادة؟!
أليس هذا مدعاة للكفر؟! أو يذكرون لنا الفروق الجوهرية بين الإمام والرسول؟! وهل جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبشرنا باثني عشر ـ إماماً ـ أقوالهم كأقواله وأفعالهم كأفعاله معصومون مثله تماماً ... ؟
كيف يُدفن رسول الله صلى الله علية وسلم في حجرة عائشة رضي الله عنها؟! وأنتم تتهمونها بالكفر والنفاق والعياذ بالله؟! أليس هذا دليلاً على حبها ورضاه عنها؟ 5 مثله: كيف يدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر، وهما ـ في نظركم ـ كافران؟! والمسلم لا يدفن بين الكفار، فكيف بالنبي صلى الله عليه وسلم؟! لم يحفظه الله من مجاورة الكافرين في مماتة ـ حسب زعمكم ـ.
ثم أين علي رضي الله عنه من ذلك كله؟! لماذا لم يعارض هذا الأمر الخطير؟!
يلزمكم: أن أبابكر وعمر رضي الله عنهما مسلمان، وقد أنالهم الله هذا الشرف لشرفهم عنده وعند رسوله صلى الله عليه وسلم ـ وهذا هو الحق ـ، أو أن يكون عليًا رضي الله عنه قد داهن في دينه!! وحاشاه عن ذلك. وإلا فكيف لنبي مختار أن يدفن معه كفره فجار كما تزعمون؟
يدعي الشيعة أن النص على إمامة علي رضي الله عنه، واستحقاقه الخلافة ثابت في القرآن ولكن الصحابة كتموه.
وهذه دعوى باطلة؛ لأننا وجدنا الصحابة رضي الله عنهم لم يكتموا الأحاديث التي يستشهد بها الشيعة على إمامة علي؛ مثل حديث «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» وغيره من الأحاديث المشابهة، فلماذا لم يكتموها أيضًا؟!
لقد كان الخليفة الحق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر الصديق؛ والدليل على هذا:
1 - اتفاق الصحابة وإجماعهم على طاعته وانقيادهم لأوامره ونواهيه وتركهم الإنكار عليه، ولو لم يكن خليفة حقا لما تركوا ذلك، ولما أطاعوه، وهم من هم زهدًا وورعًا وديانة، وكانت لا تأخذهم في الله لومة لائم.
2 - أن عليًا رضي الله عنه ما خالفه ولا قاتله، ولا يخلو: إما أن يكون تركه لقتاله خوفًا من الفتنة والشر، أو لعجز، أو لعلمه أن الحق مع أبي بكر.
ولا يمكن أن يكون تركه لأجل اتقاء الفتنة وخوف الشر؛ لأنه قاتل معاوية رضي الله عنه، وقتل في الحرب الخلق الكثير، وقاتل طلحة والزبير رضي الله عنهما وقاتل عائشة رضي الله عنها حين علم أن الحق له ولم يترك ذلك خوفًا من الفتنة!
ولا يمكن أن يكون عاجزًا؛ لأن الذين نصروه في زمن معاوية كانوا على الإيمان يوم السقيفة ويوم استخلاف عمر ويوم الشورى، فلو علموا أن الحق له لنصروه أمام أبي بكر رضوان الله عليه؛ لأنه أولى من معاوية رضي الله عنه بالمحاربة والقتال.
فثبت أنه ترك ذلك لعلمه أن الحق مع أبي بكر رضي الله عنهما!
يدعي الشيعة أن معاوية رضي الله عنه كان كافرًا مرتدًا!، ويلزمهم لو كان الأمر كما يقولون: القدح في علي وابنه الحسن رضي الله عنهما، وتوضيح هذا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/490)
أن يكون عليٌّ مغلوبًا من المرتدين، وأن الحسن قد سلم أمر المسلمين إلى المرتدين. بينما نجد أن خالد بن الوليد قد حارب المرتدين زمن أبي بكر وقهرهم، فيكون نصر الله لخالد على الكفار أعظم من نصره لعلي! والله سبحانه وتعالى عدل لا يظلم واحدًا منهما، فيكون أفضل عند الله منه، بل إن جيوش أبي بكر وعمر وعثمان ونوابهم كانوا منصورين على الكفار، بينما علي عاجز عن مقاومة المرتدين!
أيضا: فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} ـ[آل عمران:139]، ويقول: {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} ـ[محمد:35]، وعلي رضي الله عنه دعا معاوية إلى السلم في آخر الأمر لما عجز عن دفعه عن بلاده، وطلب منه أن يبقى كل واحد منهما على ما هو عليه، فإن كان أصحابه مؤمنين وأولئك مرتدين ـ كما تزعم الشيعة ـ وجب أن يكون أصحابه هم الأعلون، وهو خلاف الواقع!
إن الشيعة تعجز عن إثبات إيمان علي وعدالته، ولا يمكنهم ذلك إلا إذا صاروا من أهل السنة؛ لأنه إذا قالت لهم الخوارج وغيرهم ممن يكفرون عليًا أو يفسقونه: لا نسلم أنه كان مؤمنًا، بل كان كافرا أو ظالما ـ كما يقول الشيعة في أبي بكر وعمرـ لم يكن لهم دليل على إيمانه وعدالته إلا وذلك الدليل على إيمان أبي بكر وعمر وعثمان أدل.
فإن احتجوا بما تواتر من إسلامه وهجرته وجهاده، فقد تواتر ذلك عن هؤلاء، بل تواتر إسلام معاوية وخلفاء بني أمية وبني العباس وصلاتهم وصيامهم وجهادهم للكفار!
فإن ادعوا في واحد من هؤلاء النفاق أمكن الخارجي أن يدعي في علي النفاق!
وإن ذكروا شبهة ذكر ما هو أعظم منها!
وإن قالوا ما تقوله أهل الفرية من أن أبا بكر وعمر كانا منافقين في الباطن عدوين للنبي صلى الله عليه وسلم أفسدا دينه بحسب الإمكان، أمكن الخارجي أن يقول ذلك في علي، ويوجه ذلك بأن يقول كان يحسد ابن عمه ـ والعداوة في الأهل ـ وكان يريد فساد دينه، فلم يتمكن من ذلك في حياته وحياة الخلفاء الثلاثة حتى سعى في قتل الخليفة الثالث وأوقد الفتنة، حتى تمكن من قتل أصحاب محمد وأمته بغضا له وعداوة، وكان مباطناً للمنافقين الذين ادعوا فيه الإلهية والنبوة، وكان يظهر خلاف ما يبطن لأن دينه التقية، ولهذا كانت الباطنية من أتباعه وعندهم سره وهم ينقلون عنه الباطن الذين ينتحلونه!
وإن أرادوا إثبات إيمانه وعدالته بنص القرآن عليه، قيل لهم: القرآن عام وتناوله له ليس بأعظم من تناوله لغيره، وما من آية يدعون اختصاصها به إلا أمكن أن يدعى اختصاصها واختصاص مثلها أو أعظم منها بأبي بكر وعمر، فباب الدعوى بلا حجة ممكنة، والدعوى في فضل الشيخين أمكن منها في فضل غيرهما.
وإن قالوا: ثبت ذلك بالنقل والرواية، فالنقل والرواية في أولئك أشهر وأكثر، فإن ادعوا تواترا فالتواتر هناك أصح، وإن اعتمدوا على نقل الصحابة فنقلهم لفضائل أبي بكر وعمر أكثر!
يزعم الشيعة أن عليًا كان أحق الناس بالإمامة لثبوت فضله على جميع الصحابة ـ كما يدعون ـ ولكثرة فضائله دونهم، فنقول: هبكم وجدتم لعلي رضي الله عنه فضائل معلومة؛ كالسبق إلى الإسلام والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسعة العلم والزهد، فهل وجدتم مثل ذلك للحسن والحسين رضي الله عنهما في مقابل سعد بن أبي وقاص وعبدالرحمن بن عوف وعبد الله بن عمر وغيرهم من المهاجرين والأنصار؟!
هذا ما لا يقدر أحد على أن يدعيه لهما، فلم يبق إلا دعوى النص عليهما، وهذا مالا يعجز عن مثله أحد، ولو استحلت الأموية ـ مثلا ـ أن تجاهر بالكذب في دعوى النص على معاوية لكان أمرهم في ذلك أقوى من أمر الشيعة؛ لقوله تعالى: {وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً} ـ[الإسراء:33]
فسيقولون: المظلوم هو عثمان بن عفان، وقد نصر الله معاوية لتوليه دم عثمان!
تزعم الشيعة أن أبابكر وعمر اغتصبا الخلافة من علي وتآمرا عليه لكي يمنعوه منها .. الخ افترائهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/491)
نقول: لو كان ما ذكرتموه حقا فما الذي دعا عمر إلى إدخاله في الشورى مع من أدخله فيها؟ ولو أخرجه منها كما أخرج سعيد بن زيد أو قصد إلى رجل غيره فولاه ما اعترض عليه أحد في ذلك بكلمة؟!
فصح ضرورة بما ذكرنا أن القوم أنزلوه منزلته غير غالين ولا مقصرين، رضي الله عنهم أجمعين، وأنهم قدموا الأحق فالأحق والأفضل فالأفضل، وساووه بنظرائه منهم.
ويؤكد هذا: البرهان التالي؛ وهو: أن علياً رضي الله عنه لما تولى بعد قتل عثمان رضي الله عنه سارعت طوائف المهاجرين والأنصار إلى بيعته، فهل ذكر أحد من الناس أن أحدا منهم اعتذر إليه مما سلف من بيعتهم لأبي بكر وعمر وعثمان؟! أو هل تاب أحد منهم من جحده للنص على إمامته؟! أو قال أحد منهم: لقد ذكرت هذا النص الذي كنت أنسيته في أمر علي؟!
لقد نازع الأنصار رضي الله عنهم أبا بكر رضي الله عنه ودعوا إلى بيعة سعد بن عبادة رضي الله عنه، وقعد علي رضي الله عنه في بيته لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، فلا يخلو رجوع الأنصار كلهم إلى بيعة أبي بكر من أن يكون بسبب من هذه الأسباب:
1 - أن يكون بالقوة.
2 - أو أن يكون عن ظهور حق أبي بكر بالخلافة؛ فأوجب ذلك الانقياد لبيعته.
3 - أو فعلوا ذلك لغير معنى. ولا سبيل إلى قسم رابع بوجه من الوجوه.
فإن قال الشيعة: إنما بايعوه بالقوة، فهذا كذب؛ لأنه لم يكن هنالك قتال ولا تضارب ولا سباب ولا تهديد ولا سلاح، ومحال أن يرهب الأنصار وهم أزيد من ألفي فارس أبطال كلهم عشيرة واحدة قد ظهر من شجاعتهم ما لا مرمى وراءه وهو أنهم بقوا ثمانية أعوام متصلة محاربين لجميع العرب في أقطار بلادهم، موطنين على الموت متعرضين مع ذلك للحرب مع قيصر الروم بمؤتة وغيرها، محال أن يرهبوا أبا بكر ورجلين أتيا معه فقط لا يرجع إلى عشيرة كثيرة ولا إلى موال ولا إلى عصبة ولا مال، فيرجعوا إليه وهو عندهم مبطل! بل بايعوه بلا تردد ولا تطويل.
وكذلك يبطل أن يرجعوا عن قولهم وما كانوا قد رأوه من أن الحق حقهم وعن بيعة ابن عمهم، فمن المحال اتفاق أهواء هذا العدد العظيم على ما يعرفون أنه باطل دون خوف يضطرهم إلى ذلك، ودون طمع يتعجلونه من مال أو جاه، ثم يسلمون كل ذلك إلى رجل لا عشيرة له ولا منعة ولا حاجب ولا حرس على بابه ولا قصر ممتنع فيه ولا موالي ولا مال.
وإذ قد بطل كل هذا فلم يبق إلا أن الأنصار رضي الله عنهم إنما رجعوا إلى بيعة أبي بكر رضي الله عنهم لبرهان حق صح عندهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا لاجتهاد كاجتهادهم ولا لظن كظنونهم.
فإذا بطل أن يكون الأمر في الأنصار وزالت الرياسة عنهم، فما الذي حملهم كلهم أولهم عن آخرهم على أن يتفقوا على جحد نص النبي صلى الله عليه وسلم على خلافة علي؟! ومن المحال أن تتفق آراؤهم كلهم على معونة من ظلمهم وغصبهم حقهم!!
بما أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قد نجحا في تنحية علي رضي الله عنه عن الخلافة ـ كما تزعم الشيعة ـ، فما هي المكاسب التي حققوها لأنفسهم؟!
ولماذا لم يخلف أبو بكر أحد أولاده على الحكم، كما فعل علي؟!
ولماذا لم يخلف عمر أحد أولاده على الحكم كما فعل علي؟!
لقد وجدنا أن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ابن عفان رضي الله عنهم، أمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله تعالى عنهم، فجدته هي فاطمة رضي الله عنها، وجده عثمان بن عفان رضي الله عنه!
وهنا سؤال محرج للشيعة: هل يصح عندهم أن يكون لفاطمة رضي الله عنها حفيدٌ ملعونٌ؟! لأن بني أمية عند الشيعة ـ ومنهم محمد الذي ذكرناه سابقًا ـ هم (الشجرة الملعونة في القرآن)!
لقد جمع الشيعة لأئمتهم بين العصمة والتقية، وهما ضدان لا يجتمعان. لأنه ما الفائدة من عصمة أئمتكم إذا كنتم لا تدرون صحة ما يقولونه ويعملونه، طالما أن تسعة أعشار دينكم التقية؟!
وبما أنكم تجعلون التقية ثوابها ومرتبتها بمرتبة الصلاة، بحيث أن «تارك التقية كتارك الصلاة» وأن «تسعة أعشار الدين هو التقية»، فلا شك أن أئمتكم قد عملوا بكل الأعشار التسعة! وهذا يضاد عصمتهم المزعومة!
يتناقض الشيعة عندما يستدلون على إمامة أئمتهم بحديث الثقلين، ثم نجدهم يكفرون من طعن في الثقل الأصغر؛ وهم أهل البيت، بخلاف من طعن في الثقل الأكبر وهو القرآن، بل يقولون إنه مجتهد مخطئ فقط، ولا يكفرونه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/492)
يزعم الشيعة أن الصحابة ارتدوا كلهم إلا عددا قليلاً، لا يتجاوز سبعة (على أكثر تقدير).
والسؤال: أين بقية أهل البيت؛ كأولاد جعفر وأولاد علي .. وغيرهم، هل ارتدوا مع من ارتد؟!
جاء في حديث المهدي: «لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي»، والرسول صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم اسمه: محمد بن عبد الله صلى الله علية وسلم، والمهدي عند الشيعة اسمه محمد ابن الحسن! هذه إشكالية عظيمة!
ولهذا حل أحد شيوخ الشيعة هذه الإشكالية بجواب طريف! حيث قال: (كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سبطان أبو محمد الحسن وأبو عبد الله الحسين، ولما كان الحجة ـ أي المنتظرـ من ولد الحسين أبي عبد الله، وكانت كنية الحسين أبا عبد الله، فأطلق النبي صلى الله عليه وسلم على الكنية لفظ الاسم، لأجل المقابلة بالاسم في حق أبيه، وأطلق على الجد لفظة الأب)!!.
تناقضات في حياة مهدي الشيعة المنتظر:
1 - من هي أم المهدي؟
هل هي جارية اسمها نرجس، أم جارية اسمها صقيل، أم جارية اسمها مليكة، أم جارية اسمها خمط، أم جارية اسمها حكيمة، أم جارية اسمها ريحانة، أم سوسن، أم هي حرة اسمها مريم؟!
2 - ومتى ولد؟
هل ولد بعد وفاة أبيه بثمانية أشهر، أم ولد قبل وفاة أبيه سنة 252، أم ولد سنة255،أم ولد سنة 256، أم ولد سنة 257، أم ولد سنة 258، أم ولد في 8 من ذي القعدة، أم ولد في 8 من شعبان، أم ولد في 15 من شعبان، أم ولد في 15 من رمضان؟!
3 - كيف حملت به أمه؟
هل حملت به في بطنها كما يحمل سائر النساء؟ أم حملته في جنبها ليس كسائر النساء؟!
4 - كيف ولدته أمه؟
هل ولدته من فرجها كسائر النساء؟ أم من فخذها على غير عادة النساء؟
5 - كيف نشأ؟
رووا عن أبي الحسن: (إنا معاشر الأوصياء ننشأ في اليوم مثلما ينشأ غيرنا في الجمعة)!.
وعن أبي الحسن قال: (إن الصبي منا إذا أتى عليه شهر كان كمن أتى عليه سنة)!.
وعن أبي الحسن أنه قال: (إنا معاشر الأئمة ننشأ في اليوم كما ينشأ غيرنا في السنة)!.
6 - أين يقيم؟
قالوا: في طيبة، ثم قالوا: بل في جبل رضوى بالروحاء، ثم قالوا: بل في مكة بذي طوى، ثم قالوا: بل هو في سامراء!
حتى قال بعضهم:
(ليت شعري أين استقرت بك النوى … بل أي أرض تقلك أو ثرى، أبرضوى أم بغيرها أم بذي طوى… أم في اليمن بوادي شمروخ أم في الجزيرة الخضراء).
7 - هل يعود شاباً أو يعود شيخاً كبيراً؟
عن المفضل قال سألت الصادق: يا سيدي يعود شابا أو يظهر في شيبه؟ قال: (سبحان الله، وهل يعرف ذلك، يظهر كيف شاء وبأي صورة شاء).
و في رواية أخرى (يظهر في صورة شاب موفق ابن اثنين وثلاثين سنة).
و في وراية أخرى: (يخرج وهو ابن إحدى وخمسين سنة).
و في رواية أخرى (يظهر في صورة شاب موفق ابن ثلاثين سنة).
8 - كم مدة ملكه؟
قال محمد الصدر: (وهي أخبار كثيرة ولكنها متضاربة في المضمون إلى حد كبير حتى أوقع كثيراً من المؤلفين في الحيرة والذهول).
وقيل: (ملك القائم منا 19سنة) وفي رواية: (سبع سنين، يطول الله له في الأيام والليالي حتى تكون السنة من سنيه مكان عشر سنين فيكون سني ملكه 70 سنة من سنيكم).
وفي رواية أخرى أن القائم يملك 309 سنة كما لبث أهل الكهف في كهفهم.
9 - كم مدة غيبته؟
رووا عن على بن أبي طالب أنه قال: (تكون له ـ أي للمهدي ـ غيبة وحيرة، يضل فيها أقوام ويهتدي آخرون، فلما سئل: كم تكون الحيرة؟ قال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين).
وعن أبي عبد الله أنه قال: (ليس بين خروج القائم وقتل النفس الزكية إلا خمس عشرة ليلة)، يعني 140 للهجرة!
قال محمد الصدر عن هذا الخبر: خبر موثوق قابل للإثبات التاريخي ـ بحسب منهج هذا الكتاب ـ فقد رواه المفيد في الإرشاد عن ثعلبة بن ميمون عن شعيب الحداد عن صالح بن ميتم الجمال، وكل هؤلاء الرجال موثقون أجلاء!
فلما لم يظهر كما حددت الرواية السابقة! جاءت رواية أخرى عنه أنه قال: (يا ثابت إن الله كان وقت هذا الأمر في السبعين، فلما أن قتل الحسين اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى أربعين ومائة: فحدثناكم أنه سيخرج سنة 140، فأذعتم الحديث وكشفتم قناع الستر، فلم يجعل الله له بعد ذلك عندنا وقتا)!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/493)
ثم جاءت رواية تكذب كل ما سبق عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: (كذب الوقاتون إنا أهل البيت لا نوقّت).
و (ما وقتنا فيما مضى، ولا نوقت فيما يُستقبل).
يروي الشيعة عن علي رضي الله عنه أنه لما خرج على أصحابه محزونا يتنفس، قال http://www.bahrainforums.com/images/smilies/frown.gif كيف أنتم وزمان قد أظلكم تعطل فيه الحدود ويتخذ المال فيه دولا , ويعادى فيه أولياء اللّه , ويوالى فيه أعداء اللّه)؟ قالوا: يا أمير المؤمنين فإن أدركنا ذلك الزمان فكيف نصنع؟ قال: (كونوا كأصحاب عيسى (ع): نشروا بالمناشير , وصلبوا على الخشب، موت في طاعة اللّه عز وجل خير من حياة في معصية اللّه).
فأين هذا من تقية الشيعة؟!
ما الذي أجبر أبا بكر رضي الله عنه على مرافقة النبي عليه الصلاة والسلام في هجرته؟!
فلو كان منافقًا ـ كما يقول الشيعة ـ فلماذا يهرب من قومه الكفار وهم المسيطرون ولهم العزة في مكة؟! وإن كان نفاقه لمصلحة دنيوية، فأي مصلحة كان يرجوها مع النبي تلك الساعة، والنبي صلى الله عليه وسلم وحيد طريد؟! مع أنه قد يتعرض للقتل من الكفار الذين لن يصدقوه!
لقد أثنى الله عزو جل على الصحابة في أكثر من موضع في كتابه الكريم، فقال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف:156 - 157].
وقال تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ {172} الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} ـ[آل عمران:172، 173].
وقال تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ {62} وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ـ[الأنفال:62، 63]
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} ـ الأنفال:64]
قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} ـ[آل عمران:110].
وآيات أخرى كثيرة جدًا.
والشيعة يقرُّون بإيمان الصحابة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنهم يزعمون أنهم ارتدُّوا بعد ذلك! فيا لله العجب، كيف اتفق أن يُجمعَ كل صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم على الارتداد بعد موته؟ ولماذا؟
كيف ينصرون النبي صلى الله عليه وسلم وقت الشدَّة واللأواء، ويفدونه بالنفس والنفيس، ثمَّ يرتدون بعد موته دون سبب؟!
إلاَّ أن تقولوا إنَّ ارتدادهم كان بتوليتهم أبي بكر رضي الله عنه عليهم، فيقال لكم:
لماذا يُجمِعُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة أبي بكر، وماذا كانوا يخشون من أبي بكر؟ وهل كان أبو بكر رضي الله عنه ذا سطوة وسلطان عليهم فيجبرهم على مبايعته قسراً؟ ثمَّ إنَّ أبا بكر رضي الله عنه من بني تيم من قريش، وقد كانوا من أقل قريش عددا، وإنما كان الشأن والعدد في قريش لبني هاشم وبني عبدالدار وبني مخزوم.
فإذا لم يكن قادراً على قسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على مبايعته، فلماذا يضحي الصحابة رضوان الله عليهم بجهادهم وإيمانهم ونصرتهم وسابقتهم ودنياهم وأُخراهم لحظِّ غيرهم، وهو أبو بكر رضي الله عنه؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/494)
إذا كان الصحابة ارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ـ كما تزعمون ـ فكيف قاتلوا المرتدين من أصحاب مسيلمة وأصحاب طليحة بن خويلد وأصحاب الأسود العنسي، وأصحاب سجاح وغيرهم وأرجعوهم إلى الإسلام؟! فهلا كانوا مناصرين لهم، أو تاركين، ماداموا مثلهم مرتدين ـ كما تدعون ـ؟!
السنن الكونية والشرعيَّة تشهد بأن أصحاب لأنبياء هم أفضل أهل دينهم، فإنَّه لو سئل أهل كل دين عن خير أهل ملتهم لقالوا: أصحاب الرسل.
فلو سئل أهل التوراة عن خير أهل ملتهم لقالوا أصحاب موسى ـ عليه السلام ـ، ولو سئل أهل الإنجيل عن خير أهل ملتهم لقالوا: أصحاب عيسى ـ عليه السلام ـ وكذلك أصحاب سائر الأنبياء، لأنَّ عهد أصحاب الرسل بالوحي أقرب وأعمق، ومعرفتهم بالنبوة والأنبياء عليهم السلام أقوى وأوثق.
فإذن ما بالُ نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي اختصَّه الله بالرسالة الخالدة الشاملة، والشريعة السمحة الكاملة، والذي وطَّأ لظهوره الرسل والأنبياء من قبله، وبشَّرت به الكتب السماويَّة السابقة، يَكفُرُ به ـ في زعمكم ـ أصحابُه الذين آمنوا به ونصروه، وعزروه ووقروه؟! فأيُّ معنىً أبقيتم لهذه الرسالة المحمديَّة، وأيُّ وزنٍ أقمتم لهذه الشريعة الربانية، بعد أن تخلَّى عنها في زعمكم خواصُّ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وارتدُّوا على أعقابهم؟! فمن جاء بعدهم أولى بالكفر والارتداد والخسران، ممَّن فارقوا لنصرة الرسول الأهل والأوطان، وقاتلوا دونه الآباء والإخوان، وافتتحوا من بعد وفاته الأقطار والبلدان، بالعلم والقرآن والتبيان، ثمَّ بالسيف والسنان.
لقد وجدنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يعمل بالتقية في مواقف عصيبة، والشيعة تدعي ـ كما سبق ـ أن هذه التقية تسعة أعشار الدين! وأن أئمتهم استعملوها كثيرًا. فما بالهم لم يكونوا كجدهم صلى الله عليه وسلم؟!
لقد وجدنا عليًا رضي الله عنه لم يكفر خصومه، حتى الخوارج الذين حاربوه وآذوه وكفروه. فما بال الشيعة لا يقتدون به؟! وهم الذين يكفرون خيرة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، بل وزوجاته أمهات المؤمنين؟!
الإجماع عند الشيعة ليس بحجة بذاته، بل بسبب وجود المعصوم -كما يقولون -، وهذا فضول من القول؛ لأنه لا داعي للإجماع إذن.
لقد وجدنا الشيعة يكفرون الزيدية، مع أن الزيدية موالون لآل البيت، فعلمنا أن العمدة عندهم هي بغض الصحابة والسلف الصالح لا محبة آل البيت كما يدعون.
لقد وجدنا الشيعة يردون إجماع الأمة في قضايا عديدة بدعوى أنه ليس فيها قول المعصوم، ثم نجدهم يقبلون قول امرأة يسمونها حكيمة ـ الله أعلم بها وبحالها ـ في قضية وجود مهديهم المنتظر!
يزعم الشيعة أن عليًا يستحق الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى». ثم نجد أن هارون لم يخلف موسى ـ عليهما السلام ـ! بل خلفه يوشع بن نون!
لقد جرأ الشيعة أتباعهم على ارتكاب الآثام والموبقات بدعواهم أن (حب علي حسنة لا تضر معها معصية)، وهذه دعوى يكذبها القرآن الذي يحذر في معظم آياته من المخالفات والنواهي تحت أي دعوى، ويقرر أنه {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً} [النساء: 123].
يعتقد الشيعة عقيدة (البداء)، ثم يدعون أن أئمتهم يعلمون الغيب! فهل الأئمة أعظم من الله؟!
يحدثنا التاريخ أن الشيعة كانوا مناصرين لأعداء الإسلام من اليهود والنصارى والمشركين في حوادث كثيرة؛ من أبرزها: سقوط بغداد بيد المغول، وسقوط القدس بيد النصارى .. ، فهل يفعل المسلم الصادق ما فعلوه، ويخالف الآيات الناهية عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء؟! وهل فعل علي أو أحد من أبنائه وأحفاده رضي الله عنهم فعلهم؟!
لقد وجدنا كثيرًا من الشيعة يقعون في الحسن بن علي رضي الله عنهما ويذمونه وذريته، رغم أنه أحد أئمتهم، ومن أهل البيت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/495)
من يتأمل الشيعة يجد كثرة الانقسامات في مذهبهم، وكثرة تنازعهم وتكفير بعضهم بعضًا في وقت متقارب، ومن أوضح الأمثلة على ذلك: أن شيخهم أحمد الأحسائي أنشأ فرقة عرفت فيما بعد بالشيخيَّة، ثم جاء تلميذة كاظم الرشتي فأنشأ فرقة الكشفية، ثم أنشأ تلميذه محمد كريم خان فرقة الكريمخانية، وأنشأت تلميذته الأخرى قرة العين فرقة عرفت باسم القرتية، وأنشأ ميرزا علي الشيرازي فرقة البابية، وأنشأ ميرزا حسين علي فرقة البهائية.
فانظر كيف نبغت كل هذه الفرق من الشيعة في عصر واحد، وفي وقتٍ متقارب، وصدق الله العظيم القائل: {وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} [الأنعام:153 - 163].
لقد وجدنا أهل الفتنة البغاة لمَّا حاصروا دار عثمان ابن عفان رضي الله عنه دافع عنه علي رضي الله عنه وطرد الناس عنه، وأنفذ إليه ولديه الحسن والحسين وابن أخيه عبدالله بن جعفر لولا أن عثمان رضي الله عنه عزم على الناس أن يدعوا أسلحتهم ويلزموا بيوتهم. وهذا يدل على بطلان ماتزعمه الشيعة من التباغض والعداوة بينهما.
لقد كان عمر رضي الله عنه باتفاق السنة والشيعة يشاور عليًا رضي الله عنه في أمور كثيرة، ولو كان ظالمًا ـ كما تدعون ـ لما شاور أهل الحق؛ لأن الظالم لا يطلب الحق!
ثبت بالاتفاق أن سلمان الفارسي رضي الله عنه قد تأمر على المدائن زمن خلافة عمر، وأن عمار بن ياسر قد تأمر على الكوفة، وهما ممن يدعي الشيعة أنهما كانا مناصرين لعلي رضي الله عنه ومن شيعته. فلو كان عمر عندهم مرتدًا أو ظالمًا باغيًا على علي لما قبلا بذلك، إذ كيف يعينان الظلمة والمرتدين؟! والله يقول {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} ـ[هود:113].
يزعم الشيعة أن أئمتهم معصومون، وأن مهديهم موجود، يتصل به بعض علماء مذهبهم، قيل إنهم ثلاثون رجلاً، فكيف بعد هذا الزعم يسوغ الاختلاف والخلاف في مذهبهم، الذي لا يكاد يوجد له نظيرٌ في جميع الفرق والطوائف، حتى إنَّه يكاد أن يكون لكل مجتهدٍ أو مرجعٍ من علمائهم مذهب خاص به؟! مع أنَّهم يدعون وجوب وجود إمام تقوم به الحجة على الناس، وهو المهدي المنتظر، فما بالهم أكثر أهل الأرض اختلافًا مع وجود إمامهم وقائمهم واتصالهم به؟!، ثم تقولون إن المجلسي ذكر حديث أن الإمام الغائب لا يُرى ومن ادعى أنه قد رأى الإمام المهدي فقد كذب ثم نقرأ أن علماءكم قد رأو الإمام المهدي مرات كثيرة.
يقال للشيعة: أنتم تقولون بأنَّه لا يصح خلو الزمان من قائم لله بالحجَّة وهو الإمام، فإذا كانت التقية ـ عندكم ـ تسعة أعشار الدين، وهي له سائغة، بل مندوبة، بل منقبة وفضيلة، إذ إنه أتقى الناس، فكيف تتمُّ الحجة به على الخلق؟!
يزعم الشيعة أن معرفة الأئمة شرط لصحة الإيمان، فما قولهم فيمن مات قبل اكتمال الأئمة الإثني عشر؟! وما الجواب إذا كان الميت إماماً؟
وبعض أئمتكم لم يكن يعرف من هو الإمام بعده! فكيف جعلتم ذلك شرطًا للإيمان؟!
يروي صاحب «نهج البلاغة» أن علياً لما بلغه ادعاء الأنصار أن الإمامة فيهم قال: «فهلا احتججتم عليهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصى بأن يحسن إلى محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم؟ قالوا: وما في هذا من الحجة عليهم؟ قال: لو كانت الإمامة فيهم لم تكن الوصية بهم». فيقال للشيعة: وأيضاً فقد أوصى صلى الله عليه وسلم بأهل البيت في قوله: «أذكركم الله في أهل بيتي» فلو كانت الإمامة حقاً خاصاً لهم دون غيرهم لم تكن الوصية بهم؟!
__________________
بالله عليكم يا إخواننا الشيعة, بالله عليكم, أناشدكم بالمولى الذي لا إلاه إلا هو, أن تعيدوا التفكير في طريقكم, و بالله عليكم أن تصلحوا أنفسكم مادام باب التوبة مفتوحا لكل مسلم و مسلمة
http://forum.hudasun.com/styles/Alqafelh_Green/statusicon/user_offline.gif
هذا موضوع شيق جدا عن الشيعة ... و أتمنى من الجميع الدخول و الرد حول الموضوع
http://forum.hudasun.com/showthread.php?t=422
موضوع هدى الكثير من شباب و عامة الشيعة إلى الطريق المستقيم
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[21 - 06 - 07, 07:11 ص]ـ
لو عرضت مشاركتك في منتدى الرد على المخالفين لكان أفضل.
حيث هذا المنتدى خاص بأهل السنة والجماعة.
للعلم فقط وجزاك الله خيرا ...
ـ[محمدالمسلم]ــــــــ[21 - 06 - 07, 02:51 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي, و أدام التواصل بيننا إن شاء الله في هذا الملتقى الطيب ..
و شكرا للنصيحة, مواضيعي القادمة إن شاء الله سأحاول أن أفكر في مكانها المناسب قبل طرحها
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[22 - 06 - 07, 01:01 ص]ـ
حياك الله أخي في الله ونفع بك ....(41/496)
إشكالات في حكم الرافضة، وهل يصح هذا الحكم؟
ـ[محمد البراك]ــــــــ[11 - 06 - 07, 08:38 ص]ـ
اختصاراً، وبلا مقدمات /
تابعت رأي أهل العلم المعاصرين في أهل الرفض فوجدتهم على ثلاثة أقوال:
قول: يرى أنهم منافقون، كمثل شيخنا الشيخ عبد الرحمن البراك .. لكن الشيخ في الوقت ذاته يمنع من أكل لحوم الرافضة (احتياطاً)، فإذا كنا نعدهم منافقين فما المانع من أكل ذبائحهم، فإن قلنا لوقوعهم في الشرك فإن شركهم معلن لا خفي!
قول: يرى أنهم مرتدون .. لكن ما هو الإسلام الذي دخلوا فيه كي نحكم عليهم بالردة، فهم منذ أن نشأوا وعرفوا الدنيا وهم يرضعون الشرك والكفر من أثداء أمهاتهم!!
قول: يرى أنهم كفار أصليون، وهو قول قريب الصواب، ويميل له القلب ورأيت بعض أهل العلم وطلبته يفتي به .. فهم لم يدخلوا في الإسلام لقيامهم على الشرك ونشأتهم عليه، ولأنهم قطعاً ولدوا بعد ردة آبائهم .. لكن القائلين بهذا القول على قسمين حسب رأيهم في مسألة أخرى هي (العذر بالجهل)، فأحد الشيوخ من العاذرين بالجهل مطلقاً يرى أن هذا الحكم (القول بأنهم كفار أصليون) خاص بالعرب الرافضة الذين نعلم قطعاً بلوغ الحجة إليهم بفهمهم القرآن .. فلا يشمل العجم كرافضة إيران .. وشيخ آخر ممن لا يعذر هو سائر على أصله فلا إشكال عنده في عربي أو أعجمي ..
ما رأي الإخوة هنا؟!
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 07, 02:50 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الفاضل، ليتك توضّح ما نسبته إلى الشيخ البراك حفظه الله أو تنقل نصّ كلامه (وهو أفضل)، بارك الله فيك.
ـ[محمد البراك]ــــــــ[13 - 06 - 07, 07:28 م]ـ
الأخ الكريم ..
شيخنا الشيخ عبد الرحمن البراك يرى أن الشيعة (الرافضة) ينطبق عليهم أحكام المنافقين، وهذا جواب لسؤال سألته إياه سابقاً، لكنه في ذات الوقت ينهى أن أكل ذبائح الرافضة احتياطاً لأجل شركهم، وهو في رأيي عدم اطراد في رأي الشيخ .. هكذا رأيتُ، لأن المنافق تنطبق عليه أحكام المسلمين كافة حتى في أكل الذبائح!!
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[16 - 06 - 07, 12:23 ص]ـ
أخي محمد البراك،،
أمر الرافضة يعود إلى أيام الصحابة رضوان الله عليهم وأثناء الخلافة الراشدة.
وثبت أن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حرق جماعة من الزنادقة:فعن عكرمة عن ابن عباس ( http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=11) أنه لما بلغه قال: لو كنت أنا ما أحرقتهم؟ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تعذبوا بعذاب الله ( http://www.islamweb.net/ver2/Library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=46&ID=1946#)} , ولقتلتهم " ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {من ترك دينه فاقتلوه ( http://www.islamweb.net/ver2/Library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=46&ID=1946#)} . رواه البخاري وغيره.
ومن هؤلاء أو مثلهم عبد الله بن سبأ اليهودي / عدو الله/ فاولا أردت أن أقول أن أولئك الزنادقة لا يمكن أن يكونوا أشد من هؤلاء الروافض، لأنه لم يبق شيء في الإسلام إلا نقضوه ........ مثل القول بتحريف القرآن وتكذيب الصحابة وحلول الله في المخلوقات (الأئمة) وعقيدة البدا و و وو وهذا معروف ولا يمكن أن يوصف ..............
والذي أردت أن أقوله أن لأهل العلم أقوال في هؤلاء المارقين عبر القرون، فلماذا البلبة في شأنهم؟؟؟ ولماذا لا نرجع لأقوال جماهير أهل العلم هذا إن لم يكن إجماعهم؟؟ لماذا المداهنة في شأنهم؟؟
وأهل العلم على أنهم كفار خارج الملة المحمدية بالتمام والكمال علمائهم وعوامهم ...
ولو قال عالم أنهم ظلمة فالمقصود أنه ظلم الكفر لأنه يقول في مكان آخر ذلك!!
أما المنافق فهو الذي يظهر الإسلام ويخفي الكفر!! فأي إسلام يظهر هؤلاء؟؟
وإذا أعذرنا عوامهم أو عجمهم، فلماذا لا نعذر عوام النصارى واليهود وعجمهم إذا؟؟
أو عوام الفرق المصرحة بالخروج من الإسلام بأنفسهم مثل البهائية والدروز والقاديانية وغيرها؟؟.
فالحمد لله لا أقول هذا والله رياء ولكن لتبيين الحق، أن ما قرأت في سير علماء الإسلام ورجال الحديث - للأئمة شمس الدين الذهبي وابن عبد البر وغيرهم ربما حتى إطلالة القرن الرابع الهجري -تقريبا- أنه ما ذكر الرافضة عند إمام من ألأئمة إلا كان على تقبيحهم وشتمهم وربما لعنهم ما يفهم منه أنهم كفار، سواء أصلا أو مرتدين، ولم أسمع أحد يبرىء عوامهم، أو عجمهم ورحم الله الشيخ إحسان إلهي ظهير الذي قضى شهيدا إنشاء الله على ايديهم في سبيل فضحهم وبيان كفرهم، ومعلوم أن الشيخ ظهير كان يتكلم عن شيعة القارة الهندية فضلا عن شيعة أيران أو شيعة العرب ...
هذا باختصار شديد جدا ونأسف لأية أخطاء إملائية للسرعة في الكتابة.
أخوكم سليمان سعود الصقر
ـ[محمد البراك]ــــــــ[27 - 06 - 07, 08:14 ص]ـ
رأيت جمعاً من المشايخ وطلبة العلم يقولون بأن الرافضة كفار أصليون:
منهم: وعبد العزيز بن فيصل الراجحي، والشيخ بشر بن فهد البشر غير أنه يخص الحكم بالعرب الرافضة لمذهبه في العذر بالجهل في مسائل الشرك، إذ يرى أن العرب لا عذر لهم والقرآن بين أيديهم يفهمونه بخلاف رافضة العجم الفرس وغيرهم.
وأيضاً الشيخ إبراهيم الفارس .. يرى أنهم كفار أصليون لم يدخلوا في الإسلام أصلاً كي يخرجوا منه!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/497)
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[05 - 07 - 07, 07:21 ص]ـ
قد حكى شيخ الاسلام الاجماع على عدم تكفير الزيدية، وذكر الخلاف فى شأن الرافضة
قال فى مجموع الفتاوى (3/ 352) " وأما الخوارج والروافض ففى تكفيرهم نزاع وتردد عن أحمد وغيره "
وهذا من شيخ الإسلام على سبيل حكاية مذاهب العلماء وأما تحقيقه هو للمسألة فيقول فى مجموع الفتاوى (28/ 500) " وأما تكفيرهم وتخليدهم ففيه أيضا للعلماء قولان مشهوران، وهما روايتان عن أحمد والقولان فى الخوارج والمارقين من الحرورية والروافض ونحوهم، والصحيح أن هذه الأقوال التى يقولونها والتى يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر، وكذلك أفعالهم التى هى من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هى كفر أيضاً، وقد ذكرت دلائل ذلك فى غير هذا الموضع، ولكن تكفير الواحد المعين منهم والحكم بتخليده فى النار موقوف على ثبوت شروط التكفير وإنتفاء موانعه، فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق ولا نحكم للمعين بدخوله فى ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذى لا معارض له وقد بسطت هذه القاعدة فى قاعدة التكفير"
وهذا يوضح أن شيخ الإسلام بعد أن ذكر خلاف العلماء رجح أن أقوالهم كفرية بينما لا يكفر المعين منهم إلا بعد إقامة الحجة، وهذا من إنصاف شيخ الإسلام وضبطه لمواطن الخلاف ومواطن الإجماع مما ننصح الجميع أن يلتزم به حتى لا نجعل مسائل وسعت السلف مسائل ولاء وبراء فنكون بذلك مخالفين لمنهج السلف دون أن ندرى.
وأما تفضيل اليهود والنصارى عليهم فقد أجاب شيخ الإسلام بن تيميه عن ذلك فى مجموع الفتاوى (35/ 201) " سئل رحمه الله تعالى عن رجل يفضل اليهود والنصارى على الرافضة فأجاب "الحمد لله، كل من كان مؤمنا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو خير من كل من كفر به وإن كان فى المؤمن بذلك نوع من البدعة، سواء أكانت بدعة الخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية أو غيرهم، فإن اليهود والنصارى كفار كفراً معلوماً بالاضطرار من دين الإسلام، والمبتدع إذا كان يحسب أنه موافق للرسول صلى الله عليه وسلم لا مخالف له لم يكن كافرا به، ولو قدر أنه يكفر فليس كفره مثل كفر من كذب الرسول صلى الله عليه وسلم".
مع أن الذى يقرأ منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام بن تيمية يعلم أن كل ما نعانى منه من شيعة زماننا من موالاة لأعداء الله وإعمال للسيف فى أهل السنة عانى منه المسلمون فى زمن شيخ الإسلام بل أشد ولكن أهل السنة كما وصفهم شيخ الإسلام "يعرفون الحق ويرحمون الخلق".
ـ[الجعفري]ــــــــ[05 - 07 - 07, 07:49 ص]ـ
إذا تبين لك أن هؤلاء من المنافقين النفاق الأكبر - وهو ظاهر فيهم ورأي شيخنا البراك فيهم كما ذكرت- ما المانع من الاحتياط من أكل ذبائحهم وتركه أليس المنافقون من الكفار؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[05 - 07 - 07, 04:27 م]ـ
الأخ الكريم ..
شيخنا الشيخ عبد الرحمن البراك يرى أن الشيعة (الرافضة) ينطبق عليهم أحكام المنافقين، وهذا جواب لسؤال سألته إياه سابقاً، لكنه في ذات الوقت ينهى أن أكل ذبائح الرافضة احتياطاً لأجل شركهم، وهو في رأيي عدم اطراد في رأي الشيخ .. هكذا رأيتُ، لأن المنافق تنطبق عليه أحكام المسلمين كافة حتى في أكل الذبائح!!
إن كنت تدرس عند الشيخ البراك فهذا منك عجيب كيف تسأل المجاهيل وتترك الشيخ الذي قال هذه الكلمة!!
وهو في رأيي عدم اطراد في رأي الشيخ
ما عرفت للشيخ قدره والله المستعان
هكذا رأيتُ، لأن المنافق تنطبق عليه أحكام المسلمين كافة حتى في أكل الذبائح!!
أجعل رأيت عند ذلك الكوكب
الشيخ وفقه الله يقول بعدم الأكل من ذبائحهم احتياطا لأنهم قد يسمون عليها غير اسم الله عز وجل وهي في ذلك ميته أما معاملة المنافقين فهذا على أن تجري لهم أحكام الإسلام الظاهرة من عدم أخذ الجزية والقتل ردة وغيرها من الأحكام ............ فكلام الشيخ مطرد وهذا ما عليه علماء نجد منذ القدم.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[05 - 07 - 07, 06:31 م]ـ
علماء الرافضة زنادقة كفار
لكن عوامهم ليسوا كذلك فأمرهم يحتاج إلى تفصيل
خاصة في ظل التسلط الفكري والإرهاب العقدي الذي يمارسه علمائهم على عوامهم، فكثير من عوام الشيعة يحرم قراءة الكتب إلا بعد استشارة المرجع وتوصيته
وهناك قصص كثيرة تبين ما ذكرنا
ـ[خالد عرب]ــــــــ[07 - 07 - 07, 04:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تحدث الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي في ذلك كثيراً ونهى عن اتهام أي مسلم يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله بالكفر وحذر من مغبة ذلك فنحن المسلون في وقت عصيب يجب أن نجتمع ونتحد ولا نجعل لأعدائنا مدخلا ليزيدوا تعبثاً بنا. والأجدر أن ندعوا لبعضنا بالهداية وأن يلهمنا طريق الرشاد والسير على الطريق المستقيم.
ومن هنا فإنه يقع على علمائنا مسؤولية توحيد الصفوف ونبذ الخلافات لنعود كما كنا نملأ الأرض نوراً وعدلاً. (ومثال ذلك اشتغال أهل العراق ببعضهم بدلا من تكاتفهم معاً لطرد العدو المحتل .. )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/498)
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[07 - 07 - 07, 01:57 م]ـ
أخي العزيز خالد عرب: أريد التعليق على قولك التالي:
(ومن هنا فإنه يقع على علمائنا مسؤولية توحيد الصفوف ونبذ الخلافات لنعود كما كنا نملأ الأرض نوراً وعدلاً)
فلا يمكن الأجتماع إلا على ألحق الذقال تعالى:
(هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين. وألف بين قلوبهم، لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم) الأنفال/ 62 - 63).
وقال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقواواذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم) آل عمران
وهذه المعاني كثيرة جدا في كتاب الله وسنة نبيه، ان الإجتماع وتأليف القلوب لا يكون إلا على الإسلام الحق وليس على ما قام خلافه حقيقة ولو زعم خلاف ذلك!!.
أما قول الكبيسي المذكور في مقالتك، فهو غير صحيح ومنقوض بقول الله تعالى:
(وأنهم كانوا إذا قيل لهم لا إلاه إلا الله يستكبرون* ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون) الصافات.
فهذا مشركوا قريش والعرب علموا أن قول (لا إلاه إلا الله) المطلوب منهم يقتضي ترك ما هم عليه من عبادة الأوثان!!.
فمعلون أن من قال لا إلاه إلا الله يكفر إذا جاء بناقض لها.
أخي العزيز خالد عرب: أريد التعليق على قولك التالي:
(ومن هنا فإنه يقع على علمائنا مسؤولية توحيد الصفوف ونبذ الخلافات لنعود كما كنا نملأ الأرض نوراً وعدلاً)
فلا يمكن الأجتماع إلا على ألحق الذقال تعالى:
(هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين. وألف بين قلوبهم، لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم) الأنفال/ 62 - 63).
وقال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقواواذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم) آل عمران
وهذه المعاني كثيرة جدا في كتاب الله وسنة نبيه، ان الإجتماع وتأليف القلوب لا يكون إلا على الإسلام الحق وليس على ما قام خلافه حقيقة ولو زعم خلاف ذلك!!.
أما قول الكبيسي المذكور في مقالتك، فهو غير صحيح ومنقوض بقول الله تعالى:
(وأنهم كانوا إذا قيل لهم لا إلاه إلا الله يستكبرون* ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون) الصافات.
فهذا مشركوا قريش والعرب علموا أن قول (لا إلاه إلا الله) المطلوب منهم يقتضي ترك ما هم عليه من عبادة الأوثان!!.
فمعلون أن من قال لا إلاه إلا الله يكفر إذا جاء بناقض لها.
وفي الصحيح عن ابن المسيَّب عن أبيه قال "لمَّا حَضَرَتْ أبا طالب الوفاةُ جاءهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبد الله بن أبي أُميّة وأبو جهلٍ فقال له: يا عمً، قل لا إله إلا الله، كلمةً أحاجُّ لك بها عند الله" فقالا له أَترغبُ عن مِلَّة عبد المطلب؟ فأعاد النبي صلى الله عليه وسلم، فأعادا، فكان آخر ما قال: هو على مِلَّة عبد المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لأستغْفِرَنَّ لك، ما لم أُنهْ عن- متفق عليه. فلم يكن أمام أبي طالب غير كلمة لا إلاه إلا الله حيث كان على فراش الموت ولا يرجى من شيء من العمل الصالح خلافها.
ولو علم النبي صلى الله عليه خير لعمه في هذه الكلمة مع البقاء على ملة عبد المطلب –الشرك، لما تواني صلى الله عليه وسلم من أن يقول كلمة التوحيد مع البقاء على الشرك، لأن الجميع يعلم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان تواقا جدا إلى ينقذ عمه بأي شكل كان!! والله يقول في ذلك (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) ويقول أيضا (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مسلمين).
ولكن ملة عبد المطلب (الشرك) وكلمة التوحيد جعلا متناقضين فلا يمكن أن يجتمعا!!.
وكفار قريش ما كانوا يتخذون الأصنام إلا وسيلة لعبادة الله .. قال تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)
وقال تعالى:
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ)
وقال تعالى (قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)
فكيف يريد من يريد أن نجتمع مع الرافضة وهم يعبدون أشياء من دون الله!!
ويكذبون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والله يثني عليهم بآيته. وقد وصل الينا الإسلام من خلال هؤلاء الأصحاب رضي الله عنهم، فعلا قولهم لا يوجد دين أبدا لأن ما هو بين يدينا من الحكام جاء من طريق أناس تجنوا على الحق ...
وكذلك القرآن محرف عندهم، فأي اسلام نجتمع عليه معهم بالله عليك يا أخ خالد عرب؟؟؟
جزاك الله خيرا وبارك بك
أخوكم سليمان سعود الصقر
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[07 - 07 - 07, 03:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تحدث الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي في ذلك كثيراً ونهى عن اتهام أي مسلم يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله بالكفر وحذر من مغبة ذلك فنحن المسلون في وقت عصيب يجب أن نجتمع ونتحد ولا نجعل لأعدائنا مدخلا ليزيدوا تعبثاً بنا. والأجدر أن ندعوا لبعضنا بالهداية وأن يلهمنا طريق الرشاد والسير على الطريق المستقيم.
ومن هنا فإنه يقع على علمائنا مسؤولية توحيد الصفوف ونبذ الخلافات لنعود كما كنا نملأ الأرض نوراً وعدلاً. (ومثال ذلك اشتغال أهل العراق ببعضهم بدلا من تكاتفهم معاً لطرد العدو المحتل .. )
والله لقد ضاق صدري وسئمتُ من كثرة مثل هذه الآراء مؤخّرًا.
إنه الخذلان، وبمثل هذا لا يستقيم أمر الدين ولا الدنيا.
مال توحيد الصفوف بمعرفة المرتد من المسلم؟؟
أقول لكم ..
ما رأيكم بإلغاء ما يُسمّى بـ (باب الردّة) و (حكم المرتد) من كتب الفقه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/499)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[07 - 07 - 07, 03:25 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي أبا العباس السكندري ..
سؤال:
هل هناك فرق بين الشيعي الغالي وغير الغالي؟
وما حد الغالي؟
ومن أي النوعين ما يسمى بـ (الدولة الصفوية)؟
ومتى نشأتْ هذه الدولة؟
بعد شيخ الإسلام أم قبله؟
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[07 - 07 - 07, 09:10 م]ـ
حكم الرافضة
ويشتمل على:
المبحث الأول: حكم بعض أهل العلم عليهم بأنهم مبتدعة لا كفار.
المبحث الثاني: القول بتكفيرهم.
المبحث الأول
الحكم عليهم بأنهم مبتدعة وليسوا بكفرة
قال الإمام النووي"إن المذهب الصحيح المختار الذي قاله الأكثرون والمحققون أن الخوارج لا يكفرون كسائر أهل البدع" اهـ.
[شرح النووي على صحيح مسلم: 2/ 50].
وقد فهم الشيخ ملا علي القاري من هذا النص أن النووي لا يرى تكفير الروافض لدخولهم في "أهل البدع" ولكنه أشار إلى أن الرافضة يتطور مذهبها ويتغير، وأن متأخري الرافضة ليسوا كسابقيهم، وأن رافضة زمانه غير الرافضة الذين تحدث عنهم النووي وغيره من أهل العلم. فعقب على كلام النووي هذا وقال:
"قلت: وهذا في غير حق الرافضة الخارجة في زماننا فإنهم يعتقدون كفر أكثر الصحابة فضلاً عن سائر أهل السنة والجماعة، فهم كفرة بالإجماع بلا نزاع" [مرقاة المفاتيح: 9/ 137].
وأقول: إن الدليل على أن الإمامية في عصر النووي لا يكفرون الصحابة، أو أن الإمام - رحمه الله - لم يعرف ذلك عنهم وهذا الأقرب لوجود روايات تكفر الصحابة في أصول الرافضة الموضوعة من قِبَل النووي، الدليل على ذلك أن النووي يذكر في شرح مسلم أن الإمامية لا يكفرون الصحابة، ويرى أن التكفير إنما هو عند غلاة الشيعة.
[انظر: النووي/ شرح مسلم: 15/ 173].
المبحث الثاني: القول بتكفيرهم
ذهب إلى هذا كبار أئمة الإسلام كالإمام مالك، وأحمد، والبخاري، وغيرهم.
وفيما يلي نصوص فتاوى أئمة الإسلام وعلمائه في الروافض المسمون بالاثني عشرية والجعفرية [انظر: "أصول مذهب الشيعة الإمامية عرض ونقد" (1/ ص103، 107، 109)].
وفي مقالاتهم التي اشتهروا بها، وثبتت في مدوناتهم الأساسية.
وأبدأ بذكر فتوى الإمام مالك، ثم الإمام أحمد، ثم الإمام البخاري، ثم أذكر بعد ذلك فتاوى الأئمة الباقين حسب تاريخ وفياتهم .. وقد اخترتُ -د. ناصر القفاري- فتاوى الأئمة الكبار، أو من عاش مع الروافض في بلد واحد، أو كتب عنهم ودرس مذهبهم من علماء المسلمين.
الإمام مالك:
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد الله يقول: قال الإمام مالك: الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم - أو قال -: نصيب في الإسلام [الخلال/ السنة: 2/ 557، قال محقق الرسالة: إسناده صحيح].
[وقد ثبت أنهم يرون اللعن للصحابة دينًا وشرعة ويصرحون بتكفيرهم إلا ما يتجاوز أصابع اليد].
وقال ابن كثير - عند قوله سبحانه -: ? مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ .. ? [الفتح 29].
قال: "ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه وفي رواية عنه بتكفير الروافض الذي يبغضون الصحابة رضي الله عنهم، قال: لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك".
[تفسير ابن كثير: 4/ 219، وانظر: روح المعاني للألوسي: 26/ 116، وانظر أيضًا في استنباط وجه تكفيرهم من الآية: الصارم المسلول: ص579].
قال القرطبي: "لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمنت نقص واحدًا منهم، أو طعن عليه في روايته -انظر قول مرجع الشيعة في هذا العصر أن روايات الصحابة كأبي هريرة وعمرو بن العاص وسمرة بن جندب لا تساوي عندهم جناح بعوضة "أصول مذهب الشيعة" (1/ 343) - فقد ردّ على الله رب العالمين، وأبطل شرائع المسلمين" اهـ.
[تفسير القرطبي: 16/ 297].
الإمام أحمد:
رويت عنه روايات عديدة في تكفيرهم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/500)
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال: ما أراه على الإسلام.
[الخلال/ السنة: 2/ 557 قال محقق الرسالة: "إسناده صحيح" وانظر: شرح السنة لابن بطة: ص161، الصارم المسلول: ص571].
وقال الخلال: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد قال: سمعت أبا عبد الله قال: من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض، ثم قال: من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين [الخلال/ السنة: 2/ 558 قال محقق الرسالة: "إسناده صحيح"].
وقال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أراه على الإسلام [الخلال/ السنة: 2/ 558، وانظر: مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي: ص214].
وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله عن الرافضة: "هم الذين يتبرؤون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونهم، ويتنقصون ويكفرون الأئمة إلا أربعة: علي، وعمار، والمقداد، وسلمان، وليست الرافضة من الإسلام في شيء" [السنة للإمام أحمد: ص82، تصحيح الشيخ إسماعيل الأنصاري].
والاثنا عشرية تكفر الصحابة إلا قليلاً لا يتجاوز عدد أصابع اليد وتلعنهم في دعواتها وزياراتها، ومشاهدها، وأمهات كتبها .. وتكفر أتباعهم إلى يوم الدين.
[انظر: " أصول مذهب الشيعة" (2/ 716) وما بعدها].
قال ابن عبد القوي: "وكان الإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم (أي الصحابة) ومن سب عائشة أم المؤمنين ورماها مما برّأها الله منه وكان يقرأ: ?يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ? [الآية رقم (17) من سورة النور، والنص من كتاب ما يذهب إليه الإمام أحمد/ للإمام أبي محمد رزق الله بن عبد القوي التميمي، المتوفى سنة (480هـ) الورقة 21].
ولكن ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى أن في تكفير الروافض نزاعًا عن أحمد وغيره [الفتاوى: 3/ 352].
وما مضى من نصوص عن الإمام أحمد صريحة في قوله بتكفيرهم، وقد نبه شيخ الإسلام ابن تيمية إلى وجه من لم يكفر الروافض في سبهم للصحابة، وبه يزول التعارض المتوهم في نصوص أحمد .. فقال:
"وأما من سبهم سبًا لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن، أو قلة العلم، أو عدم الزهد ونحو ذلك فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير، ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك، وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من أهل العلم".
[الصارم المسلول: ص 586، وانظر: ص 571 في توجيه القاضي أبي يعلى لرواية عدم التكفير].
يعني: فمن سبهم سباً يقدح في عدالتهم ودينهم فيحكم بكفره عند أهل العلم. فكيف الحال إذن بمن يحكم بردتهم؟
البخاري (ت256هـ):
قال - رحمه الله -: ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافض، أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم [الإمام البخاري/ خلق أفعال العباد: ص125].
عبد الله بن إدريس [عبد الله بن إدريس بن زيد بن عبد الرحمن الأودي: قال أبو حاتم: هو حجة يحتج بها، وهو إمام من أئمة المسلمين، وقال أحمد: كان نسيجا ًوحده، وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً كثير الحديث، حجة، صاحب سنة وجماعة، توفي سنة (192هـ). (تهذيب التهذيب: 5/ 144 - 145، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 5/ 8 - 9) وهو من أعيان أئمة الكوفة (الصارم المسلول: ص570). والكوفة مطلع الرفض هو أدرى بهم وبمذاهبهم، لأن أهل البيت أدرى بما فيه]:
قال: "ليس لرافضي شفعة إلا لمسلم" [الصارم المسلول: ص570، السيف المسلول على من سب الرسول/ علي بن عبد الكافي السبكي، الورقة 71أ (مخطوط)].
عبد الرحمن بن مهدي:
قال البخاري: قال عبد الرحمن بن مهدي: هما ملتان: الجهمية والرافضية [خلق أفعال العباد للبخاري: ص125، وانظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: 35/ 415].
الفريابي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/1)
روى الخلال، قال: أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني، قال: حدثنا موسى بن هارون بن زياد قال: سمعت الفرياني ورجل يسأله عمن شتم أبا بكر: قال: كافر، قال: فيصلي عليه؟ قال: لا، وسألته كيف يصنع به وهو يقول: لا إله إلا الله؟ قال: لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته [الخلال/ السنة: 2/ 566، قال محقق الكتاب: "في إسناده موسى بن هارون بن زياد لم أتوصل إلى معرفته". وقد نسبه شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلوم ص570 إلى الفريابي على سبيل الجزم].
أحمد بن يونس:
قال: لو أن يهوديًا ذبح شاة، وذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي، ولم آكل ذبيحة الرافضي؛ لأنه مرتد عن الإسلام.
[الصارم المسلول ص570، ومثل هذا المعنى قاله أبو بكر بن هانئ (الموضع نفسه من المصدر السابق)، وانظر: السيف المسلول على من سب الرسول/ علي بن عبد الكافي السبكي: الورقة 71أ (مخطوط).].
أبو زرعة الرازي:
قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، لأن مؤدى قوله إلى إبطال القرآن والسنة.
[انظر: الكفاية ص49، ومضى نصه بتمامه ص (767)].
ابن قتيبة:
قال: بأن غلو الرافضة في حب علي المتمثل في تقديمه على من قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته عليه، وادعائهم له شركة النبي صلى الله عليه وسلم في نبوته، وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية قد جمعت إلى الكذب والكفر إفراط الجهل والغباوة [الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة: ص47، مطبعة السعادة بمصر 1349هـ.].
عبد القادر البغدادي:
يقول: "وأما أهل الأهواء الجارودية الهاشمية والجهمية، والإمامية الذين أكفروا خيار الصحابة .. فإنا نكفرهم، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم".
[الفرق بين الفرق: ص357].
وقال: "وتكفير هؤلاء واجب في إجازتهم على الله البداء، وقولهم بأنه قد يريد شيئاً ثم يبدو له، وقد زعموا أنه إذا أمر بشيء ثم نسخه، فإنما نسخه لأنه بدا له فيه ..
وما رأينا ولا سمعنا بنوع من الكفر إلا وجدنا شعبة منه في مذهب الراوافض .. " [الملل والنحل: ص52 - 53، تحقيق ألبير نصري نادر].
القاضي أبو يعلى:
قال: وأما الرافضة فالحكم فيهم .. إنْ كفر الصحابة، أو فسهم بمعنى يستوجب به النار فهو كافر [المعتمد: ص267].
والروافض كما تبين بعد انتشار أصولهم يكفرون أكثر الصحابة.
ابن حزم:
قال: وأما قولهم (يعني النصارى) في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين -يعني فلا حاجة في كلامهم على المسلمين، ولا على كتابهم-، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة. وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر.
[الفصل: 2/ 213].
وقال: "ومن قول الإمامية قديمًا وحديثًا أن القرآن مبدل .. " ... ثم قال: القول بأن بين اللوحين تبديلاً كفر صريح وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم" [الفصل: 5/ 40].
وقال: "ولا خلاف بين أحد من الفرق المنتمية إلى المسلمين من أهل السنة، والمعتزلة والخوارج، والمرجئة والزيدية في وجوب الأخذ بما في القرآن وأنه المتلو عندنا .. وإنما خالف في ذلك قوم من غلاة الروافض وهم كفار بذلك مشركون عند جميع أهل الإسلام وليس كلامنا مع هؤلاء، وإنما كلامنا مع أهل ملتنا" [الأحكام في أصول الأحكام: 1/ 96].
وقال: "واعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتم من الشريعة كلمة فما فوقها، ولا أطلع أخص الناس به من ابنة أو ابن عم أو زوجة أو صاحب على شيء من الشريعة كتمه عن الأحمر والأسود ورعاة الغنم، ولا كان عنده عليه السلام سر ولا رمز ولا باطن غير ما دعا الناس كلهم إليه، فلو كتمهم شيئاً لما بلغ كما أمر، ومن قال هذا فهو كافر .. " [الفصل: 2/ 274 - 275، وهذا الاعتقاد الذي يكفر ابن حزم معتقده قد أصبح اليوم من أصول الاثني عشرية، ويؤكد على القول به شيوخهم المعاصرون، والغابرون.
انظر: " أصول مذهب الشيعة" (1/ 315)
الإسفراييني:
نقل جملة من عقائدهم كتكفير الصحابة، وقولهم: إن القرآن قد غيّر عما كان، ووقع فيها الزيادة والنقصان، وانتظارهم لمهدي يخرج إليهم ويعلمهم الشريعة .. وقال: بأن جميع الفرق الإمامية التي ذكرناها متفقون على هذا، ثم حكم عليهم بقوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/2)
"وليسوا في الحال على شيء من الدين، ولا مزيد على هذا النوع من الكفر إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين" [التبصير في الدين: ص24 - 25].
أبو حامد الغزالي:
قال: "ولأجل قصور فهم الروافض -من درس مذهب الرافضة في البداء عرف أنه ليس بقصور فهم، ولكنه نهج متعمد ساقهم إليه غلوهم في الأئمة، وهذا القول من الغزالي يشبه كلام الآمدي (في الإحكام: 3/ 109) حيث قال: إن الرافضة خفي عليها الفرق بين النسخ والبداء، وقد علق على ذلك الشيخ عبد الرزاق عفيفي فقال:
"من تبين حال الرافضة ووقف على فساد دخيلتهم، وزندقتهم بإبطال الكفر وإظهار الإسلام، وأنهم ورثوا مبادئهم عن اليهود، ونهجوا في الكيد للإسلام منهجهم عرف أن ما قالوه من الزور والبهتان (يعني في أمر البداء) إنما كان عن قصد سيء وحسد للحق وأهله وعصبة ممقوته دفعتهم إلى الدس والخداع وإعمال معاول الهدم سراً وعلناً للشرائع ودولها القائمة عليها".
(الإحكام في أصول الأحكام: 3/ 109 - 110 - عنه ارتكبوا البداء، ونقلوا عن علي رضي الله عنه أنه كان لا يخبر عن الغيب مخافة أن يبدو له تعالى فيه فيغيره -وهذه الرواية موجودة عن المجلسي في البحار، وعزاها إلى "قرب الإسناد" (بحار الأنوار: 4/ 97)، وفي خبر آخر نسبوا هذا القول إلى علي بن الحسين (انظر: تفسير العياشي: 2/ 215، بحار الأنوار: 4/ 118، البرهان: 2/ 299، تفسير الصافي: 3/ 75) -، وحكوا عن جعفر بن محمد أنه قال: ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل أي في أمره بذبحه -انظر: هذه الرواية في كتاب التوحيد لابن بابويه ص336 - ... وهذا هو الكفر الصريح، ونسبة الإله تعالى إلى الجهل والتغير، ويدل على استحالته ما دل على أنه محيط بكل شيء علماً" [المستصفى: 1/ 110].
ويقول الغزالي: فلو صرح مصرح بكفر أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - فقد خالف الإجماع وخرقه، ورد ما جاء في حقهم من الوعد بالجنة والثناء عليهم والحكم بصحة دينهم وثبات يقينهم وتقدمهم على سائر الخلق في أخبار كثيرة .. ثم قال: "فقائل ذلك إن بلغته الأخبار واعتقد مع ذلك كفرهم فهو كافر .. بتكذيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن كذبه بكلمة من أقاويله فهو كافر بالإجماع" [فضائح الباطنية: ص149].
القاضي عياض:
قال رحمه الله: "نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم إن الأئمة أفضل من الأنبياء" -انظر: " أصول مذهب الشيعة" (2/ 614) -، والشيعة المعاصرون يعدون هذا الكفر من ضرورات مذهبم ومنكر الضروري كافر عندهم -انظر: "أصول مذهب الشيعة" (3/ 1116) -.
يقول شيخهم الممقاني: "ومن ضروريات مذهبنا أن الأئمة عليهم السلام أفضل من أنبياء بني إسرائيل كما نطقت بذلك النصوص المتواترة .. ولا شبهة عند كل ممارس لأخبار أهل البيت عليهم السلام -يعني أئمته الاثني عشر- أنه كان يصدر من الأئمة عليهم السلام خوارق للعادة نظير ما كان يصدر من الأنبياء بل أزيد، وأن الأنبياء والسلف انفتحت لهم باب أو بابان من العلم، وانفتحت للأئمة عليهم السلام بسبب العبادة والطاعة التي تذر العبد مثل الله إذا قال لشيء كن فيكون جميع الأبواب" (تنقيح المثال: 3/ 232).
فانظر كيف فضلهم في البداية على الأنبياء، وانتهى إلى أنهم مثل الله تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً .. فماذا بعد هذا من زندقة وإلحاد؟
وكذلك يحكم بكفر من قال: بمشاركة علي في الرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم وبعده، وأن كل إمام يقول مقام النبي صلى الله عليه وسلم في النبوة والحجة، وأشار بأن هذا مذهب أكثر الرافضة -ونجد ذلك عند الاثني عشرية في زعمهم أن الإمامة أرفع درجة من النبوة. انظر: " أصول مذهب الشيعة" (2/ 656) وأن الأئمة حجة على الناس كالرسل.
انظر: (2/ 623)
وكذلك من ادعى منهم أنه يوحى إليه وإن لم يدع النبوة -وهذا ما يقول به الروافض انظر: " أصول مذهب الشيعة" (1/ 310) وما بعده-.
وقال: وكذلك نكفر "من أنكر القرآن أو حرفًا منه، أو غير شيئًا منه، أو زاد فيه كفعل الباطنية أو الإسماعيلية".
[هنا ملاحظة مهمة وهي أن بعض الأئمة ينسبون القول بتغيير القرآن إلى الإسماعيلية، في حين أنه من أقوال الاثني عشرية، والإسماعيلية لم تخض في القرآن بهذا القول، وإنما سلكت التأويل الباطني].
السمعاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/3)
قال رحمه الله: "واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة، وينكرون إجماعهم وينسبون إلى ما يليق بهم".
[قوله: "إلى ما يليق بهم" كذا في الأصل، وإذا كان الضمير يعود إلى الرافضة، فالعبارة مستقيمة أي ينسبون الصحابة إلى ضلال يليق بالرافضة أنفسهم، إما إذا كان الضمير يعود إلى الصحابة، ففي العبارة تصحيف، ولعل صحتها "إلى ما لا يليق بهم"] [الأنساب: 6/ 341].
الرازي:
يذكر الرازي أن أصحابه من الأشاعرة يكفرون الروافض من ثلاثة وجوه:
أولها: أنهم كفروا سادات المسلمين، وكل من كفر مسلماً فهو كافر لقوله عليه السلام: "من قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما" فإذن يجب تكفيرهم.
وثانيها: أنهم كفروا قومًا نص الرسول عليه السلام بالثناء عليهم وتعظيم شأنهم، فيكون تكفيرهم تكذيبًا للرسول عليه السلام.
وثالثها: إجماع الأمة على تكفير من كفر سادات الصحابة.
[الرازي/ نهاية العقول، الورقة 212 (مخطوط).].
ابن تيمية:
قال رحمه الله: من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة، فلا خلاف في كفرهم.
ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً، أو إنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضاً في كفره؛ لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم.
بل من يشكك في كفر مثل هذا؟ فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وأن هذه الآية التي هي: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران 110] وخيرها هو القرن الأول، كان عامتهم كفاراً، أو فساقاً، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها وكفر هذه مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام [الصارم المسلول: ص 586 - 587].
وقال شيخ الإسلام: "إنهم شر من عامة أهل الأهواء، وأحق بالقتال من الخوارج" [مجموع فتاوى شيخ الإسلام: 28/ 482].
وأنهم كفروا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بما لا يحصيه إلا الله، فتارة يكذبون بالنصوص الثابتة عنه، وتارة يكذبون بمعاني التنزيل.
فإن الله قد ذكر في كتابه من الثناء على الصحابة، والرضوان عليهم والاستغفار لهم ما هم كافرون بحقيقته، وذكر في كتابه من الأمر بالجمعة والأمر بالجهاد وبطاعة أولي الأمر ما هم خارجون عنه.
وذكر في كتابه من موالاة المؤمنين وموادتهم والإصلاح بينهم ما هم عنه خارجون.
وذكر في كتابه من النهي عن موالاة الكفار وموادتهم ما هو خارجون عنه.
وذكر في كتابه من تحريم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم وتحريم الغيبة والهمز واللمز ما هو أعظم الناس استحلالاً له.
وذكر في كتابه من الأمر بالجماعة والائتلاف، والنهي عن الفرقة والاختلاف ما هم أبعد الناس عنه.
وذكر في كتابه من طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبته واتباع حكمه ما هم خارجون عنه وذكر في كتابه من حقوق أزواجه ما هم براء منه.
وذكر في كتابه من توحيده وإخلاص الملك له وعبادته وحده لا شريك له ما هم خارجون عنه، فإنهم مشركون لأنهم أشد الناس تعظيماً للمقابر التي اتخذت أوثاناً من دون الله.
وقد ذكر في كتابه من أسمائه وصفاته ما هم كافرون به.
وذكر في كتابه أنه على كل شيء قدير وأنه خالق كل شيء وأنه ما شاء الله لا قوة إلا بالله ما هم كافرون به.
ثم قال شيخ الإسلام: ومن اعتقد من المنتسبين إلى العلم أو غيره أن قتال هؤلاء بمنزلة قتال البغاة الخارجين عن الإمام بتأويل سائغ .. فهو غالط جاهل بحقيقة شريعة الإسلام .. لأن هؤلاء خارجون عن نفس شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته شراً من خروج الحرورية، وليس لهم تأويل سائغ [انظر: الفتاوى 28/ 484 - 485]، فإن التأويل السائغ هو الجائز الذي يقر صاحبه عليه إذا لم يكن فيه جواب كتأويل العلماء المتنازعين في موارد الاجتهاد.
وهؤلاء ليس لهم ذلك بالكتاب والسنة والإجماع، ولكن لهم تأويل من جنس تأويل اليهود والنصارى، وتأويلهم شر تأويلات أهل الأهواء [انظر: الفتاوى 28/ 486].
ولكن شيخ الإسلام وهو يكفر أصحاب هذه المقالات، إلا أن تكفيره للمعين مشروط عنده بقيام الحجة وبلوغ الرسالة، ولذلك أفتى في الرافضة الذين تم القبض عليهم بالفتوى التالية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/4)
فتوى شيخ الإسلام في الرافضة بعد الاستيلاء عليهم:
يقول - رحمه الله -: "وقد علم أنه كان بساحل الشام جبل كبير فيه ألوف من الرافضة يسفكون دماء الناس ويأخذون أموالهم، وقتلوا خلقاً عظيماً، وأخذوا أموالهم، ولما انكسر المسلمون سنة غازان [انظر ص: (1216) من هذه الرسالة] أخذوا الخيل والسلاح والأسارى وباعوهم للكفار والنصارى بقبرص، وأخذوا من مر بهم من الجند وكانوا أضرّ على المسلمين من جميع الأعداء، وحمل بعضهم أمرائهم راية النصارى، وقالوا له: أيما خير المسلمون أو النصارى؟ فقال: بل النصارى، فقالوا له: مع من تحشر يوم القيامة؟ فقال: مع النصارى، وسلموا إليهم بعض بلاد المسلمين.
ومع هذا فلما استشار أهل ولاة الأمر في غزوهم وكتبت جواباً مبسوطاً في غزوهم [لعله من جاء في الفتاوى: 28/ 398] ..
وذهبنا إلى ناحيتهم، وحضر عندي جماعة منهم وجري بيني وبينهم مناظرات ومفاوضات يطول وصفها، فلما فتح المسلمون بلدهم، وتمكن المسلمون منهم نهيتهم عن قلتهم، وعن سبيهم، وأنزلناهم في بلاد المسلمين متفرقين لئلا يجتمعوا" [منهاج السنة: 3/ 39].
وهذه الفتوى من إمام أهل السنة في وقته تبين أن أهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول، ولا يكفرون كل من خالفهم فيه؛ بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق بخلاف أهل الأهواء الذين يبتدعون رأيًا ويكفرون من خالفهم فيه [منهاج السنة: 3/ 39].
ابن كثير:
ساق ابن كثير بعض الأحاديث الثابتة في السنة، والمتضمنة نفي دعوى النص والوصية التي تدعيها الرافضة لعلي، ثم عقب عليها بقوله:
"ولو كان الأمر كما زعموا لما رد ذلك أحد من الصحابة فإنهم كانوا أطوع لله ولرسوله في حياته وبعد وفاته، من أن يفتاتوا عليه فيقدموا غير من قدمه، ويؤخروا من قدمه بنصه، حاشا وكلا، ومن ظن بالصحابة رضوان الله عليهم ذلك فقد نسبهم بأجمعهم إلى الفجور، والتواطؤ على معاندة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومضادتهم في حكمه ونصه، ومن وصل من الناس إلى هذا المقام فقد خلع ربقة الإسلام، وكفر بإجماع الأئمة الأعلام، وكان إراقة دمه أحل من إراقة المدام" [البداية والنهاية: 5/ 252].
ومن الثابت عن الرافضة أنها تدعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم نص على علي، وأن الصحابة ردوا النص، وارتدوا بسبب ذلك، وهذا ما يقوله المعاصرون وأسلافهم من الروافض [انظر: " أصول مذهب الشيعة" (1/ 716) و (3/ 1099)].
حكم الإمام محمد بن عبد الوهاب على جملة من عقائد الاثني عشرية بأنها كفر، ومن ذلك قال - رحمه الله - بعد أن عرض عقيدة الاثني عشرية في سب الصحابة ولعنهم، وما قاله الله ورسوله في الثناء عليهم - قال:
"فإذا عرفت أن آيات القرآن تكاثرت في فضلهم، والأحاديث المتواترة بمجموعها ناصة على كمالهم؛ فمن اعتقد فسقهم أو فسق مجموعهم، وارتدادهم وارتداد معظمهم عن الدين، أو اعتقد حقية سبهم وإباحته، أو سبهم مع اعتقاد حقية سبهم، أو حليته فقد كفر بالله تعالى ورسوله ... والجهل بالتواتر القاطع ليس بعذر، وتأويله وصرفه من غير دليل معتبر غير مفيد، كمن أنكر فرضية الصلوات الخمس جهلاً لفرضيتها، فإنه بهذا الجهل يصير كافراً، وكذا لو أولها على غير المعنى الذي نعرفه فقد كفر، لأن العلم الحاصل من نصوص القرآن والأحاديث الدالة على فضلهم قطعي.
ومن خص بعضهم بالسب فإن كان ممن تواتر النقل في فضله وكماله كالخلفاء فإن اعتقد حقية سبه أو إباحته فقد كفر لتكذيبه ما ثبت قطعياً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكذبه كافر، وإن سبه من غير اعتقاد حقية سبه أو إباحته فقد تفسق؛ لأن سباب المسلم فسوق، وقد حكم بعض فيمن سب الشيخين بالكفر مطلقاً.
وإن كان ممن لم يتواتر النقل في فضله وكماله، فالظاهر أن سابه فاسق إلا أن يسبه من حيث صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك كفر.
وغالب هؤلاء الرافضة الذين يسبون الصحابة يعتقدون حقية سبهم أو إباحته بل وجوبه، لأنهم يتقربون بذلك إلى الله تعالى ويرون ذلك من أجل أمور دينهم" [رسالة في الرد على الرافضة: ص18 - 19]. [بل تجاوزوا أمر السب إلى التكفير، بل قالوا بأن من اعتقد في أبي بكر وعمر الإسلام فلا ينظر الله إليه ولا يكلمه وله عذاب أليم (انظر: ص724 من هذه الرسالة).
فشناعاتهم في أمر الصحابة تزيد وتغلو على مر الأيام حتى استقرت اليوم على الغلو الذي ما بعده شيء.].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/5)
ثم قال - رحمه الله -: "وما صح عن العلماء من أنه لا يكفر أهل القبلة فمحمول على من لم يكن بدعته مكفرة .. ولا شك أن تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه قطعاً كفر، والجهل في مثل ذلك ليس بعذر" [رسالة في الرد على الرافضة: ص20.].
وقال – رحمه الله – بعد عرض ما جاء في كتبهم من دعواهم نقص القرآن وتغييره: "يلزم من هذا تكفير الصحابة حتى علي، حيث رضوا بذلك ... وتكذيب قوله تعالى: {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت 42] وقوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر 9]. ومن اعتقد عدم صحة حفظه من الإسقاط، واعتقد ما ليس منه أنه فقد كفر" [رسالة في الرد على الرفضة: ص 14 - 15.].
وقال الشيخ - رحمه الله - فيمن اتخذ بينه وبين الله وسائط ... كحال الرافضة في أئمتها: "ومن جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة، ويتوكل عليهم كفر إجماعاً" [رسالة نواقض الإسلام: ص283 (ضمن الجامع الفريد ط: الجميح).].
وكذلك قال بأن من فضل الأئمة على الأنبياء كفر بالإجماع كما نقله غير واحد من أهل العلم [رسالة في الرد على الرافضة: ص29، وانظر: ص614 من هذا الكتاب.].
محمد بن علي الشوكاني:
قال: إن أصل دعوة الروافض كياد الدين، ومخالفة شريعة المسلمين.
والعجب كل العجب من علماء الإسلام، وسلاطين الدين، كيف تركوهم على هذا المنكر البالغ في القبح إلى غايته ونهايته، فإن هؤلاء المخذولين لما أرادوا رد هذه الشريعة المطهرة ومخالفتها طعنوا في أعراض الحاملين لها، الذين لا طريق لنا إليها إلا من طريقهم، واستزلوا أهل العقول الضعيفة بهذه الذريعة الملعونة، والوسيلة الشيطانية، فهم يظهرون السب واللعن لخير الخليقة، ويضمرون العناد للشريعة، ورفع أحكامها عن العباد.
وليس في الكبائر أشنع من هذه الوسيلة إلا ما توسلوا بها إليه، فإنه أقبح منها، لأنه عناد لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولشريعته.
فكان حاصل ما هم فيه من ذلك أربع كبائر كل واحدة منها كفر بواح:
الأولى: العناد لله عز وجل.
والثانية: العناد لرسول صلى الله عليه وسلم.
والثالثة: العناد لشريعتهم المطهرة ومحاولة إبطالها.
والرابعة: تكفير الصحابة رضي الله عنهم، الموصوفين في كتاب الله سبحانه بأنهم أشداء على الكفار، وأن الله تعالى يغيظ بهم الكفار، وأنه قد رضي عنهم، مع أنه قد ثبت في هذه الشريعة المطهرة أن من كفر مسلماً كفر كما في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الرجل لأخيه: يا كفر، فقد باء بهما أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه".
وبهذا يتبين أن كل رافضي خبيث يصير كافراً بتكفيره لصحابي واحد، فكيف بمن كفر كل الصحابة، واستثنى أفراداً يسيرة تغطية لما هو فيه من الضلال على الطغام الذين لا يعلقون الحجج؟!
[الشوكاني/ نثر الجوهر على حديث أبي ذر، الورقة: 15 - 16 (مخطوط).].
ويلاحظ هنا عدة أمور:
أولاً: إن هذا حكمهم - رحمة الله عليهم - قبل انتشار كتب الروافض، ومجاهرتهم بعقائدهم بمثل ما هو واقع اليوم .. ولهذا تضمنت صفحات هذا البحث عقائد للاثني عشرية كان ينسبها علماء الإسلام للقرامطة الباطنية كمسألة نقص القرآن وتحريفه، والذي استفاض أمرها في كتبهم، وكذلك جملة مما جاء في اعتقادهم في أصول الدين، وهناك عقائد لم تكن معروفة كعقيدة الطينة ونحوها ..
ومعنى هذا أن حكمهم اليوم عليهم أشد.
ثانياً أن الرافضة المتأخرين والمعاصرين جمعوا أخس المذاهب وأخطرها ..
جمعوا مقالة القدرية في نفي القدر، والجهمية في نفي الصفات، وقولهم إن القرآن مخلوق، والصوفية - عند جملة من رؤساء مذهبهم - في ضلالة الوحدة والاتحاد، والسبيئة في تأليه علي، والخوارج والوعيدية في تكفير المسلمين، والمرجئة في قولهم: إن حب علي حسنة لا يضر معها سيئة .. بل ساروا في سبيل أهل الشرك في تعظيم القبور، والطواف حولها، بل ويصلون إليها مستدبرين القبلة، إلى غير ذلك مما هو عين مذهب المشركين.
[انظر تفصيل ذلك كله وإثبات أن الاثني عشرية تقول بهذه المذاهب، الباب الثاني من " أصول مذهب الشيعة" (3/ 1069) وما بعدها].
فهل يبقى بعد ذلك شك في أن هذه الطائفة ارتضت لنفسها مذهبًا غير مذهب المسلمين؟! فهم إن شهدوا الشهادتين إلا أنهم نقضوا بنواقض كثيرة كما ترى.
لكن مما يجب مراعاته حسب منهج أهل السنة في التكفير "أن هذه الأقوال التي يقولونها والتي يعلم أنها مخالفة لما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم هي كفر، وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي أيضًا كفر .. لكن تكفير الواحد المعين من أهل القبلة والحكم بتخليده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير، وانتفاء موانعه؛ فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق ولا يحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضي الذي لا معارض له، ولهذا لا يكفر العلماء من استحل شيئًا من المحرمات لقرب عهده بالإسلام أو لنشأته ببادية بعيدة، فإن حكم الكفر لا يكون إلا بعد بلوغ الرسالة، ومن هؤلاء من لا يكون بلغته النصوص المخالفة لما يراه، ولا يعلم أن الرسول بعث بذلك، فيطلق أن هذا القول كفر، ويكفر من قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها دون غيره".
[الفتاوى: 28/ 500 - 501، وانظر لتفصيل هذه المسألة: الفتاوى: 12/ 466 وما بعدها، 23/ 345 وما بعدها].
اختصرتُ الكلام قدر الطاقة ومن شاء مزيد توسع فعنده الكثير من الكتب مثل " مسألة التقريب"، و"أصول مذهب الشيعة"، و"الرد على الرافضة"، و"جاء دور المجوس"، وغيرها الكثير.
وقد استفدتُ كثيرًا عند دراسة التاريخ من تتبع حالة الشيعة الروافض -عليهم لعنة الله- في العصر العباسي الثاني (232هـ -606هـ) وكأن التاريخ يعيد نفسه!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/6)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 07 - 07, 10:49 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي علاء
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[08 - 07 - 07, 12:50 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،،،
أخي علاء:
جزاك الله خيرا وبارك بك، وابق أفدنا في هذا الباب وغيره ...
أخوكم /سليمان سعود الصقر.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 03:08 م]ـ
الحمد لله وحده ...
بارك الله فيك أخي الحبيب علاء، وكتب أجرك كاملا غير منقوص.
هكذا فليتكن المشاركات، وهكذا فليكن التأني في فهم كلام الأئمّة ومعرفة دليلهم وتعليلهم، وتنزيل ذلك على الواقع.
فليس الاشتراك في الاسم موجبا للاشتراك في الحكم.
وما هذه أول مشاركاتك التي تدل على الأناة والبحث.
أحسبك على خير والله حسيبك، ولا أزكيك على الله.
ـ[محمد العبد]ــــــــ[08 - 07 - 07, 03:30 م]ـ
والله لقد ضاق صدري وسئمتُ من كثرة مثل هذه الآراء مؤخّرًا.
إنه الخذلان، وبمثل هذا لا يستقيم أمر الدين ولا الدنيا.
مال توحيد الصفوف بمعرفة المرتد من المسلم؟؟
أقول لكم ..
ما رأيكم بإلغاء ما يُسمّى بـ (باب الردّة) و (حكم المرتد) من كتب الفقه؟
أحسنت وفقك الله , والحمد لله الذي عافانا.
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 03:42 م]ـ
من شهد الشهادتين وصلى وصام وحج وزكى ولم ينكر معلوما من الدين بالضرورة فهو مسلم، ثم يأتي التفصيل بعد ذلك على كل معصية على حده، فالابتداع في الأصول ضلال، والتكفير يجب أن يكون قطعيا، ويمكن حمل كلام أهل العلم في التكفير على أنه واقعة حال لا عموم لها.
وهذا ماذهب اليه مجمع الفقه الاسلامي وسائر المجامع الاسلامية، لأن الرافضة أعضاء فيها.
وهم يحجون ويعتمرون في دولة التوحيد وعلى مرأى ومسمع من كبار العلماء ولانسمع بطلب منعهم من الحج أو العمرة.
وٌقدأحسن شيخ الاسلام رحمه الله بنقل الخلاف بين أهل العلم.
وينبغي أن نفرق بين علمائهم وبين عوامهم.والله أعلم.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[08 - 07 - 07, 05:12 م]ـ
فهم ينكروا معظم تالمعلومات من الدين:
مثبل تخوين الصحابة رضوان الله عليهم
ومثل القول بأن القرآن يقع عليه التحريف والتبديل -حاشى لله -
ومثل ومثل ..................... !!!
والراجح الثابت أنه لا فرق بينهم في الكفر،، ولكن يمكن القول بأن علمائهم على زيادة في الكفر
وقد شرح
11111111111111111111111111111111111111111111111111 11111111111111111111111111111111111111111111111111 1111
خونا الأزهري أقوال أهل العلم فيهم، وجزاه الله خيرا ونكتفي بأقوال العلماء فيهم.
والله أعلم
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[08 - 07 - 07, 10:01 م]ـ
عبدالله الخليفي المنتفجي
جزاك الله خيرًا
أبوعامر الصقر
جزاك الله خيرًا .. الله المستعان إن كان عندي شيء أُفيد به فعلتُ وإلا فمستفيد منكم -إن شاء الله-
الأزهري السلفي
جزاك الله خيرًا ... وأحبك الله الذي أحببتني فيه ... يعلم الله كم استفدتُ ولازلتُ من مشاركاتك أنت -حفظك الله تعالى- وأسأل الله -تعالى- أن يكون فيَّ شيئًا مما ذكرتَ، والله المستعان
ـ[المؤذن ابوعبد]ــــــــ[09 - 07 - 07, 12:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صراحة الموضوع مهم جداويجب التئني بهذه المسائل وعدم اطلاق الاحكام جزافا والاخ الذي نقل عن الكبيسي الصوفي هل الصوفية لهم اقوال بالرافضة ام هم من االمشابهين لهم والقريبين منهم باعتقادتهم بالاولياء
ارجوا ان توجه سؤال للكبيسي عن حكم الطواف بالقبوروحكم الصلاةفي المساجد التي فيها قبور وحكم التقريب بين اهل السنةوالجماعة والرافضة قبل ان تاتي وتنقل لنافتوة عنه (سبحان الله يفتي بعد)
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[09 - 07 - 07, 12:33 ص]ـ
أريد أن أنوه أنني لم أقصد أن تكون مشاركتي السابقة مخربطة كتابيا هكذا، فأرجوا من أخواني المعذرة.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[09 - 07 - 07, 12:40 ص]ـ
ألصوفية، جماعات سيئة وبعيدة عن المنهج الحق، وأفضل فرقهم بعيدة عن الحق، ومنهم من لا يختلف عن الرافضة شيئا، والعياذ بالله ....
ومع ذلك لا يتوروعون عن الكلام في الدين، وعندهم المسألة كأنها مسألة تبادل آراء فقط، ولا يرجعون إلى أصول ولا شيء، وهم من أول من ينتصب لرد الحق،
وتراهم إذا اقتنصوا "زلة" عالم من العلماء الأبرار، وتكون هذه الزلة توافق أهوائهم ولو من بعيد، طاروا بها فرحا، لصد الحق .............
فنسأل الله العافية من مدخلهم.
أخوكم / سليمان سعود الصقر
ـ[ابو عبيدة العراقي]ــــــــ[15 - 07 - 07, 11:12 م]ـ
من قال ان الرافضة مبتدعة وليسو كفارا من اهل العلم كان قبل ان تدخل القبورية وتحريف القرآن الى عقائدهم. وكانو مقتصرين على سب الصحابة والتبرأ منهم. فلما دخلت هذه العقائد كفروا بها
ـ[محمد البراك]ــــــــ[16 - 07 - 07, 10:26 ص]ـ
لم أعهد ولم أسمع أن الرافضة تسمي على الذبيحة بغير الله، بل إني سألت شيخنا الشيخ عبد الرحمن البراك عن سبب الحيطة في عدم الأكل من ذبائحهم فذكر الشرك ولم يذكر شيئاً آخر.
والقول بمعاملة الشخص معاملة المنافقين معناه أن يعامل معاملة المسلمين في كافة الأحكام فلا تتبعض الأحكام هنا، وإلا وجب أن يقال فيه غير النفاق.
أما أنا فإن رأيي هو كرأي الإخوة المشايخ أمثال الشيخ بشر البشر، والشيخ إبراهيم الفارس، والشيخ عبد العزيز بن فيصل الراجحي في القول أن الرافضة كفار أصليون، لأنهم قائمون على الردة نشأوا عليها، وينطبق هذا الحكم على كل من نشأ على كفر من صوفية وغيرها.
والله يحفظ الجميع!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/7)
ـ[يحيى بن يحيى]ــــــــ[17 - 07 - 07, 11:23 ص]ـ
إن كنت تدرس عند الشيخ البراك فهذا منك عجيب كيف تسأل المجاهيل وتترك الشيخ الذي قال هذه الكلمة!!
ما عرفت للشيخ قدره والله المستعان
أجعل رأيت عند ذلك الكوكب
الشيخ وفقه الله يقول بعدم الأكل من ذبائحهم احتياطا لأنهم قد يسمون عليها غير اسم الله عز وجل وهي في ذلك ميته أما معاملة المنافقين فهذا على أن تجري لهم أحكام الإسلام الظاهرة من عدم أخذ الجزية والقتل ردة وغيرها من الأحكام ............ فكلام الشيخ مطرد وهذا ما عليه علماء نجد منذ القدم.
سلمت يداك يا أبا الحسن و جزاك الله خيرا
ـ[يحيى بن يحيى]ــــــــ[17 - 07 - 07, 11:53 ص]ـ
والله لقد ضاق صدري وسئمتُ من كثرة مثل هذه الآراء مؤخّرًا.
إنه الخذلان، وبمثل هذا لا يستقيم أمر الدين ولا الدنيا.
مال توحيد الصفوف بمعرفة المرتد من المسلم؟؟
أقول لكم ..
ما رأيكم بإلغاء ما يُسمّى بـ (باب الردّة) و (حكم المرتد) من كتب الفقه؟
الأخ الكريم الأزهري السلفي شرح الله صدرك و أبعد عنك كل ضيق
ستجد هذا دوما أخي الكريم طالما وجد من يروج له من السنة فرفقا رفقا
لا سيما بمن لم يطلع على حقيقتهم بعد و ظني بك أنك أهل للتفرقة بين المسترشد و المجادل إن شاء الله
فمن بانت له الحقائق و أقيمت عليه الحجة فيدنا معك عليه إن شاء الله
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
و جزاك الله خيرا
ـ[سعدسعود]ــــــــ[17 - 07 - 07, 12:49 م]ـ
خالد عرب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الاجتماع المحمود والذي دل عليه الكتاب والسنه هو الاجتماع على الحق اما الباطل فلايجتمع والحق أبدا وهناك اصل يغفل عنه من يدعون الى التقارب مع الرافضه وغيرهم من الفرق الضاله يقيمونه في جانب ويغفلون عنه او يتغافلون عنه في جانب الا وهو الولاء والبراء فيقيمونه في جانب الكفار الأصليين بل إن بعضهم قد يغلوا في هذا الجانب فيجني على الاسلام والمسلمين ويظلم، ويتركه بل يحاربه في جانب اهل البدع ويتقرب اليهم ويتنازل عن السنن بدعوى نحن مسلمون يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه حتى ولو كان الشرك لاينكره بل يلتمس له الاعذار تلو الاعذار ولاحول ولاقوة الا بالله.
فالنبي صلى الله عليه وسلم دعا الى الله وهو في حال الضعف في مكه ولم يتنازل عمن يعبدون اللات والعزى ومناة وغيرها كما هو معلوم واليوم تأتي الي الداعية قد شابت لحيته وتراه يسكت عن الشرك ويتقرب الى هذا المجاهر بشركه او ببدعته ولا ينكر عليه بل قد يشاركه بحجة اجتماع الكلمه (ربنا لانزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا).
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 10 - 09, 02:36 م]ـ
قال الشيخ العلامة / عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل حفظه الله في كتاب: (كشكول ابن عقيل) ص88:
(شين) الشيعة
(كان رجل إذا ذكر له الشيعة غضب وأربد وجهه وزوى من حاجبيه، فقيل له: يرحمك الله، ما الذي تكرهه من الشيعة؟.
قال: ما أكره منهم إلا هذه "الشين" في أول اسمهم، فإني لم أجدها قط إلا في كل: شر، وشؤم، وشيطان، وشغب، وشقاء، وشنار، وشرر، وشَين، وشوك، وشكوى، وشهوة، وشتم، وشح). أ. هـ*
--
(*) ملخصا من العقد الفريد (2/ 251) وذكرها ابن مفلح في الآداب الشرعية.
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[17 - 10 - 09, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم ...
وبعد،
إن صح أن كل الشيعة على منهج واحد وعقيدة كفرية واحدة لا مجال فيها للتأويل فإن تكفيرهم صحيح ..
فهل كل الشيعة يكفّرون الصحابة ويقدّسون الإمام علي؟
هل كلهم يقولون إن القرآن الذي نؤمن به ناقص ومحرّف؟
هل فتاوى علماء الشيعة في النجف وقم هي مطابقة لفتاوى علماء الشيعة في لبنان وعلماء الشيعة في المنطقة الشرقية في السعودية؟
إن وجدنا شيخاً من شيوخهم ينفي كفر الصحابة ولايجيز لعنهم ولايقول بتحريف القرآن .. هل نحاكمه بظاهر مايقوله ويفتي به أم نرفض ذلك؟
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[17 - 10 - 09, 10:39 ص]ـ
(8079)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/8)
سؤال: كثر الرافضة في البلاد إمامية وإسماعيلية يعملون مع أهل السنة، وانخدع بعض الشباب بهم وعاملوهم كأخوة مسلمين مع أنهم يصلون في المساجد صلاتهم الخرافية؟
الجواب: على أهل السنة الحذر منهم ومعرفة أنهم ليسوا مسلمين والشرك ظاهر في أعمالهم، وكذا رد السنة وتكفير سلف الأمة والطعن في القرآن، فعليكم الحذر منهم والتحقير لشأنهم. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
25/ 12/1416هـ
(7909)
سؤال: يوجد في بعض المناطق من الروافض من يُصلون في بيوت الله مُنفردين عن صلاة الجماعة بصلاتهم التي تُخالف صلاة أهل السُنة والجماعة، ما حكم وجودهم في بيوت الله بصلاتهم التي ذكرنا، وما الذي ينبغي للمسلم إذا رآهم في هذه الحالة؟ وما حكم بناء المساجد الخاصة بهم؟
الجواب: هؤلاء الروافض يكفرونكم ويرون الصلاة خلفكم باطلة لأنكم تترضون عن الخلفاء الثلاثة وهم أبو بكر وعمر وعثمان، وكذا غالب الصحابة كأبي هريرة وابن عمر وأنس ونحوهم، حيث يزعمون أن الصحابة ارتدوا وكفروا لأنهم كتموا الوصية النبوية بالإمامة لعلي وقدموا عليه أبا بكر ويزعمون أن من أحب هؤلاء الصحابة فهو عدو لأهل البيت الذين هم عندهم علي وابناه وزوجته وذريتهما فقط، ثم يزعمون أن الصلاة لا تصح إلا خلف معصوم وهو الإمام المُنتظر الذي دخل في زعمهم سرداب سامرًا في القرن الثالث الهجري وهم ينتظرون خروجه إلى الآن، وعلى هذا فإن من كفر أهل السنة فهو الكافر لقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "من قال لأخيه يا عدو الله أو يا كافر وليس كذلك إلا حار عليه" أو كما قال، فلا يجوز أن يمكنوا من مساجدنا حيث يكفروننا فلا يصلون خلف أئمتنا بل لا يجوز إقرارهم بين أهل السُنة الذين هم كفار في زعمهم ولا يمكنون من بناء مساجد في وسط بلاد أهل السنة لما في ذلك من التمكين لهم فيظهروا شعائرهم وبدعهم في الأذان بالنداء بقولهم حي على خير العمل أو قولهم أشهد أن عليًا ولي الله، وما في ذلك من شركهم الظاهر بدعاء علي ودعاء الحسن والحسين وسائر أهل البيت، فأهل البيت براء منهم ولا يرضون أن يشركوهم في الدعاء مع الله كما على أهل السنة الحذر من دعاياتهم ومن الإصغاء إلى شُبهاتهم في أنهم مسلمون موحدون رغم تكفيرهم لأهل السنة وللصحابة وردهم لأحاديثهم ولو كانت في الصحيحين ?هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون? والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
19/ 8/1414هـ
(33)
سؤال: نحن مجموعة من الموظفين العاملين في إحدى الدوائر الحكومية، دُعينا إلى حضور وليمة أقامها بعض الزملاء الذين تمت ترقيتهم، ومن ضمن المدعوين بعض الرافضة العاملين بالدائرة.
فضيلة الشيخ:
هل يجوز دعوة الرافضة لمثل هذه الوليمة؟
وهل يجوز الأكل والشرب ومبادلة الحديث معهم في غير مكان العمل؟
الجواب: إن كان هؤلاء الرافضة يصلون معكم بصلاتكم خلف إمامكم كما تصلون فهم مسلمون ولا بأس بدعوتهم ومجالستهم، فإن كانوا يعتزلونكم في الصلاة ولا يرضون الصلاة معكم بل يصلون وحدهم على صفة خاصة فهم يكفرونكم ويعتقدون أن إمامكم كافر لا تصح الصلاة خلفه، فإن صلوا خلفه أعادوا فعلى هذا من كفركم فكفروه ولا تعزوه ولا تجالسوه ولا تدعوه لوليمة أو غيرها وذلك ليشعروا بحقارتهم وهوانهم، وهذا واجب في كل من كفر المسلمين لا يجوز إكرامه ولا مؤانسته ولا الأكل والشرب معه ولا مبادلة الحديث معهم في مكان العمل أو غيره. والله أعلم. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
26/ 12/1413 هـ
(18)
سؤال: يوجد بعض مراكز تحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه بالبحرين تقبل أبناء وبنات الشيعة للدراسة فيها، فهل يجوز شرعًا ذلك، وهل يجوز للدولة أن تفرض على المراكز السنية قبول الطلبة والطالبات الشيعة للدراسة فيها؟
الجواب: وبعد حيث أن هذه المدارس الخيرية يمدها أهل السنة وينفقون عليها وليست حكومية ولا ينفق عليها أحد من الرافضة فأرى أنها تختص بطلاب أهل السنة ذكورًا وإناثًا وأيضًا فإن الرافضة يعتقدون أن القرآن الموجود محرف وقد نقصه الصحابة أكثر من ثلثيه كما يدل عليه كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) لأحد أكابرهم وكما يعتقدون الاستغناء عن القرآن بمصحف فاطمة الذي هو مثل مصحفنا ثلاث مرات ما فيه من مصحفنا حرف واحد كما نقلوا ذلك عن جعفر الصادق وكذبوا عليه وذلك مذكور في (الخطوط العريضة) للشيخ محب الدين الخطيب ونقل ذلك في كتابهم (أصول الكافي) وغيره من كتبهم فكيف مع ذلك يطلبون قراءة القرآن في هذه المدارس الخيرية، فإن تابوا ورجعوا إلى السنة وتبرؤا من عقائدهم الباطلة ومن رؤسائهم دعاة الضلال أمثال الكليني والنوري وأشباههم فهم من أهل السنة لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وإلا فنحن براء ممن يطعن في القرآن الكريم ويكفر الصحابة ويتقرب بلعن الخلفاء الثلاثة الراشدين ويعبدون عليًا وذريته من دون الله تعالى، والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
27/ 1/1421 هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/9)
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[17 - 10 - 09, 10:51 ص]ـ
(10731)
سؤال: كثيراً ما نسمع من الشيعة المعاصرين إنكارهم لبعض معتقدات سلفهم المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة، فتارة يقولون بأنها روايات ضعيفة (مثل ما ورد في اعتقادهم بتحريف القرآن) أو أنها مكذوبة لا أصل لها (مثل شخصية عبد الله بن سبأ) فيتهمون أهل السنة والجماعة بانشغالهم في تفريق المسلمين بدلاً من أن يستغلوا في مواجهة العدو الحقيقي (الكفار)، لكن الغريب من الأمر أن المسلم عندما يكون في صلة معهم يشرعون بالتدريج في التشكيك في بعض عقائده، أو على الأقل بالاستهزاء بها حتى يتركها ويعتقد بتأويلاتهم، لهذا نرجو من فضيلتكم أن توضحوا هذه المسألة بدقة حتى لا يلبس على الشاب المسلم، وجزاكم الله خيراً.
الجواب: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اعلم أن الشيعة الذين هم الروافض عندهم مبدأ ((التقية)) يرون أنها أصل من أصول اعتقادهم، ويقولون: ((من لا تقية له لا دين له)) وهذا من صفة المنافقين، قال الله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَالُوا ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} فهم عندما ينكرون هذه العقائد، يريدون بذلك أن يقربوا من أهل السنة، حتى يجتذبوا من استطاعوا إليهم، ويكونون مثلهم، وقد كذبوا على إمامهم محمد بن علي، ونقلوا عنه أنه قال: " التقية ديني ودين آبائي " وقد ألصقوا به أقوالاً كثيرة لا حقيقة لها، فما يقولونه لكم هو من باب التقية، فأما تحريف القرآن فلا يقدرون أن ينكروا ما يقولونه في ذلك، ومن أدل ما يفضحهم كتاب النوري الطبرسي الذي سمى كتابه: ((فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)) كما ذكر ذلك حسين الموسوي في كتابه: ((لله ثم للتاريخ)) ذكر أنه جمع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف، وجمع فيه أقوال جميع الفقهاء وعلماء الشيعة في التصريح بتحريف القرآن الموجود بين أيدي المسلمين، وأن علماء الشيعة المتقدمين والمتأخرين يقولون أن هذا القرآن الموجود بين أيدي المسلمين محرف، وقال السيد أبو الحسن العامري: " وعندي في وضوح صحة هذا القول، بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع"، وقال نعمة الله الجزائري في كتابه: ((الأنوار النعمانية)): " إن تسليم تواتره يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة مع أن أصحابنا أطبقوا على صحتها "، وقال غيره: " ما ادعى أحد أنه جمع القرآن إلا كذاب، وما جمعه إلا علي والأئمة بعده " ويراجع كتاب الموسوي: ((لله ثم للتاريخ))، وأما شخصية عبد الله بن سبأ وإنكارهم لوجوده، فهذا أيضاً من التقية، وقد نقل حسين الموسوي عبارات عن كتبهم تدل على أنه موجود، فنقل عن أبي جعفر قال: "إن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين هو الله تعالى"، ونقل عن أبي عبد الله جعفر الصادق قوله: " لعن الله ابن سبأ إنه ادعى الربوبية لعلي"، ويراجع كتاب: ((معرفة أخبار الرجال)) للكشي، و ((تنقيح المقال)) للمعمقاني، وكتاب: ((فرق الشيعة)) للنوبختي، وكتاب: ((المقالات والفرق)) لسعد القمي، و ((شرح نهج البلاغة)) لابن أبي الحديد، وغيرها من النقول في كتاب: ((لله ثم للتاريخ)) الذي لا يستطيعون إنكاره، فيقال لهؤلاء الرافضة: عليكم أن تحرقوا هذه الكتب، وتلعنوا مؤلفيها بدل ما تلعنون أبا بكر وعمر، وننصح المسلم ألا يصغي إلى شبهاتهم، ولا يلتبس عليه أمرهم، فإنهم منافقون، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، وإذا وجدوا الجاهل من أهل السنة، أخذوا يشككونه في عقيدته ويدعونه إلى عقائدهم، ويتنقصون عقائد أهل السنة ويردون عليه الشبهات، فلأجل ذلك لا يجالسهم إلا من هو على عقيدة راسخة، وعنده اطلاع بكتبهم، معرفة باضطرابهم، حتى يفضحهم فيما يقولون.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
6/ 2/1424هـ
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[17 - 10 - 09, 10:58 ص]ـ
(11933)
سؤال: يدعي البعض أن أهل السنة والجماعة وعلماءهم يظلمون الشيعة حقهم أو أنهم يفتاتون عليهم، ويكذبون عليهم وعلى علمائهم فهل هذا صحيح؟
الجواب: هذا كذب صريح، فإن الشيعة هو الذين يكفرون أهل السنة، ويلعنون أكابر الصحابة، كأبي بكر وعمر، ويقولون في أورادهم: اللهم العن صنمي قريش، وجبتيهما، وطاغوتيهما، وابنتيهما، ويقولون أن قوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} أبو بكر وعمر، ويقولون إن قوله: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} إن يديه أبو بكر وعمر، ويقولون إن قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} أن البقرة عائشة، وقد فضحتهم كتبهم التي ظهرت وانتشرت، ككتاب الكافي للكليني، وهو عندهم كصحيح البخاري، وكبحار الأنوار للمجلسي، وغيرها، وقد فضحهم بعضهم، كصاحب كتاب: ((لله ثم للتاريخ)) و كالموسوي في ذكره عقائدهم في كتابه: ((الشيعة والتصحيح))، فهذه الكتب هي التي فضحتهم وسائر كتبهم، فأهل السنة لا يقولون شيئًا من قبل أنفسهم، فإذا كان الشيعة ينكرون ذلك فعليهم أن يحرقوا كتبهم، ويلعنوا أئمتهم الذين أثبتوا تلك الأكاذيب في سب الصحابة وفي الطعن في القرآن، ككتاب النوري الطبرسي: ((فصل الخطاب)) وغيره، أما إذا اعترفوا بفضل هؤلاء العلماء وقدسوهم فإنهم هم الكاذبون، وقد أكثروا في كتبهم من الطعن في أهل السنة وتكفيرهم وعدم الصلاة خلفهم، واعتقاد نجاستهم نجاسة عينينة، وإضمار الحسد والبغضاء لهم، كما ذكر ذلك صاحب كتاب: ((لله ثم للتاريخ)) وغيره ممن كتبوا عنهم. والله أعلم
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
15/ 2/1425هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/10)
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[17 - 10 - 09, 02:42 م]ـ
السلام عليكم ..
إن كان هؤلاء الرافضة يصلون معكم بصلاتكم خلف إمامكم كما تصلون فهم مسلمون ولا بأس بدعوتهم ومجالستهم ...
نعم ..
وكذلك من لا يقول إن القرآن ناقص ومحرف .. وهم كثيرون وإن كان أكثرهم لايصلي خلف السني ويقول ان القرآن ناقص ومحرّف ..
ونحن مأمورون بأن نحكم على الأعيان بالظاهر والله يتولى السرائر .. ولا ننقب عن الباطن وما في الصدور
..
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[17 - 10 - 09, 04:19 م]ـ
من عرف رافضة عصرنا كما عرفتهم لم يتوقف في تكفيرهم. و إنما يتوقف في أمرهم أحد رجلين، جاهل او متخاذل متجاهل والله المستعان.
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[17 - 10 - 09, 09:30 م]ـ
من عرف رافضة عصرنا كما عرفتهم لم يتوقف في تكفيرهم. و إنما يتوقف في أمرهم أحد رجلين، جاهل او متخاذل متجاهل والله المستعان.
حياك الله ...
كأنك قد عايشت وسايرت كل الشيعة في كل مكان ... !
حتى اليهود والنصارى فرّق الله عز وجل بينهم ولم يحكم عليهم كلهم حكماً واحداً ..
القرآن أمامك .. تأمل فيه ..
مثل هذه الأحكام التعميمية صدرت عن الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في حكمه على (الزيدية) بناءً على ما قاله سلفه وأقرانه وما يروج له خصوم الزيدية ..
http://www.binbaz.org.sa/mat/8491
ثم تراجع عن فتواه امتثالاً للحق ولم يخش من فضيلة الاعتراف بالصواب ..
أنا لا أبرئ الشيعة من (كل) ما ينسب إليهم .. ولا أنفي أن فيهم أبشع صفات الفجور والكفر والشرك ..
لكن لا أحكم على كل شيعي إلا بما يظهر منه .. أحكم على الشخص بظاهر قوله وفعله ..
لله عز وجل وحده محاكمة النوايا ومعرفة ما في الصدور ..
عد وأقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تعامله مع المنافقين .. وتأمل قصة أسامة بن زيد(42/11)
من يساعدني في اختيار مخطوطة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[11 - 06 - 07, 09:10 ص]ـ
الرجاء من الإخوة المتخصصين في العقيدة والمخطوطات خاصة اختيار مخطوطة في العقيدة تحتاج لتحقيق لرسالة ماجستير وجزاكم الله خيرا -} الرجاء الأخذ الموضوع بجدية.(42/12)
ما حكم هذه اللفظة إن قدر الله لي الخير سأعود
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[11 - 06 - 07, 11:10 ص]ـ
السلام عليكم
إن قدر الله لي الخير سأعود(42/13)
رسالة الشيخ مرعي الكرمي رحمه الله .. غير معتمدة في معرفة مذهب السلف في الصفات
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 11:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لعل كثيرًا من طلبة العلم قرأ رسالة الشيخ مرعي الكرمي - رحمه الله - " أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات "، التي حققها الشيخ شعيب الأرنؤوط، وطبعتها مؤسسة الرسالة عام 1406هـ. ولقد تبين لي من قراءتها:
1 - أن الشيخ مرعي يخلط بين مذهب السلف في الصفات (تفويض الكيفية)، ومذهب المفوضة (تفويض المعنى)، وهو مذهب كثير من الأشاعرة، ولهذا اضطربت عباراته ونقولاته.
مثلا: في ص 61 يقول: (إن مذهب السلف هو عدم الخوض في مثل هذا، والسكوت عنه، وتفويض علمه إلى الله تعالى). وفي ص 65 يقول: (وجمهور أهل السنة، منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان بها، وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى، ولا نُفسرها، مع تنزيهنا له عن حقيقتها)، وفي ص 200 ينقل عن البيهقي قوله: ( .. التفويض أسلم)، ثم يُتبعه بقوله: (قلتُ: وبمذهب السلف أقول، وأدين الله تعالى به، وأسأله سبحانه الموت عليه). وانظر: ص 118و181و197.
2 - أنه – رغم ذلك – يُجيز التأويل! فينقل – مثلا – عن ابن الهمام الحنفي ص 132قوله عن صفة الاستواء: (أما كون الاستواء بمعنى الاستيلاء على العرش مع نفي التشبيه فأمر جائز ... – إلى أن قال – إذا خيف على العامة عدم فهم الاستواء إلا بالاتصال ونحوه من لوازم الجسمية، فلا بأس بصرف فهمهم إلى الاستيلاء)!!
3 - أنه ينقل تأويلات بعض الأشاعرة كابن فورك وغيره دون تعقب. انظر مثلا: ص 141 و 151 و155.
4 - أنه يجعل صفات الله من المتشابه، انظر: ص 149و 173و182.
5 - أنه ينقل كلامًا خطيرًا لابن الجوزي مؤيدًا له. وهو قوله ص 210: (وأكثر الخلق لا يعرفون من الإثبات إلا بما يعلمون من الشاهد، فيُقنع منهم بذلك إلى أن يفهموا معنى التنزيه)!! والتنزيه عنده هو التأويل. وهذا يُذكرني بمذهب بعض فلاسفة المسلمين، الذين يجعلون للشريعة ظاهرًا للعوام، وباطنًا لأهل الحكمة!
الغريب بعد كل هذا أن محقق الرسالة (شعيب الأرنؤوط) لم يُعلق على كثير من أخطائه السابقة، والسبب في نظري أن المحقق نفسه كالمصنف يخلط بين مذهب السلف؛ فيظنه التفويض، ودليل هذا أنه ينقل في المقدمة رجوع بعض الأشاعرة؛ كالجويني والشهرستاني إلى مذهب السلف، وهم إنما رجعوا إلى مذهب التفويض، وهو المذهب الثاني للأشاعرة. (ومن الغريب أيضًا أن للشيخ خالد الشايع كتابًا فيه تعقبات على الأرنؤوط لتأويله الصفات في مواضع كثيرة من تعليقاته على الكتب! وهذا مناقض لدعوته في مقدمة رسالة الكرمي القارئ إلى اعتناق مذهب السلف وأنه " أمثل المناهج وأقومها وأهداها "! ص 8).
ثم اطلعت على تحقيق الأستاذ جميل القرارعة لرسالة الكرمي (وهي رسالة جامعية لم تُطبع حسب علمي)، فوجدته يقول ص 39: (دأب المصنف على ترجيح رأي السلف أو ما يعتقد أنه كذلك، ولكننا رغم ذلك نخالفه في بعض مما رجح، وفي كون هذا الذي رجحه هو رأي السلف على التحقيق، وقد أشرنا إلى ذلك في مواضع من الرسالة، والذي نريد أن ننبه عليه هنا أن المصنف رحمه الله قد اضطربت عبارته في تحديد رأي السلف في الصفات، فعلى حين نجده قد حدد رأي السلف من خلال نقوله عن شيخ الإسلام ابن تيمية 90، 181، 305 ومن خلال نقله عن غيره من العلماء 101، 297، 298 ومن كلامه هو أحياناً أخرى، على حين نجده يحدد رأي السلف في هذا المواضع وفي سواها أيضاً بأنه وصف الله بما وصف به نفسه وبما وصف به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل وأنهم كانوا يثبتون لله حقائق هذه الصفات، فإننا نجده في أماكن أخرى كما في نقوله عن الرازي 72 والسيوطي 82 والنووي ..... وغيرها –يجعل رأي السلف كون الظاهر غير مراد وأنهم كانوا يفوضون علم المعنى المراد لله تعالى).
الخلاصة: أن رسالة الشيخ مرعي غفر الله له غير معتمدة في معرفة مذهب السلف وتقريره، بل إنها ستكون " مُشوشة " لذهن القارئ. والله أعلم.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[11 - 06 - 07, 12:55 م]ـ
جزاك الله خيرا
وهذا داء كثير من متأخري الحنابلة الذين لم يلتزموا من مذهب احمد الا ما ترجح عند متاخري فقهاء المذهب "في الغالب"اما في العقيدة فقد سلكوا مذهب الاشاعرة والمفوضة وتلطخوا بطرق الصوفية, الا من رحم الله.
قال شيخ مشايخنا الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمهم الله –:
(في تعليقه على قول البهوتي في الروض المربع شرح زاد المستنقع (الرحمن الرحيم) قال: الموصوف بكمال الإنعام أو بإرادة ذلك). هذا جرى فيه الشارح على آثار الشرّاح، وهذا من اعتقاد الأشاعرة، ومن المعلوم أنه شعبة من المذهب الجهمي الوبي.
وقد اشتهر في النفي مذاهب أربعة: المعتزلة، والأشاعرة، والجهمية، والماتريدية. والماتريدية قريبة من الأشعرية إلا أن بينها فروق مذكورة في مواضعها. {فتاوى ابن إبراهيم (1/ 201)}.
وقال الشيخ العلامة سليمان بن سحمان – رحمهما الله-
((وكان من المعلوم أيضاً عندنا أن آل الشطي من أئمة الضلال وممن يدعون إلى دعاء الأنبياء والأولياء والصالحين ويجيزون الاستغاثة بهم في المهمات والملمات، ومن كان هذا سبيله فليس هو عندنا من الأئمة الأعلام ولا من أفاضل أهل الإسلام وإن كانوا من الحنابلة. (تنبيه ذوي الألباب السليمة ص3).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/14)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 08:59 م]ـ
وجزاك ربي مثله .. وشكرًا لفوائدك.
- قال الشيخ صالح آل الشيخ - وفقه الله - في تعليقاته الرائعة على الحموية ص395:
(والعقيدة النظامية - للجويني - على طريقة الأشاعرة، والأشاعرة في آيات الصفات والغيبيات على فرقتين:منهم من يؤول، ومنهم من يفوض المعنى .. وفي هذه العقيدة النظامية جرى فيها على التفويض، تفويض المعنى، ويظن أن هذا هو مذهب السلف. وهذا كثير في المتكلمين الذين تابوا، وتركوا طريقة أهل البدع والكلام إلى ما يظنونه طريقة أهل الحديث والسنة، يظنون أن طريقة السلف هي تفويض المعاني وترك التعرض لها ... الخ كلامه النفيس).
ولمعرفة المزيد عن مذهب التفويض: تُنظر رسالة الدكتور أحمد القاضي " مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات: عرض ونقد ". والله الهادي ..
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[11 - 06 - 07, 09:58 م]ـ
هذا من اروع ما قرات للشيخ سليمان الخراشى عود حميد ايها الشيخ الفاضل وشكرا لعبد المصور السنى على اضافته الجميلة
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[12 - 06 - 07, 02:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا سليمان ..
و قد نقل عنه رحمه الله و غفر له الشيخ الدكتور محمود عبد الرازق الرضوانى فى رسالته "المحكم و المتشابه و علاقته بقضية التفويض", نقل عنه من رسالته التى ذكرت قوله الآتى:
"و من المتشابه الاستواء فى قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) و هو مذكور فى سبع آيات من القرآن, فأما السلف فإنهم لم يتكلموا فى ذلك بشىء جريا على عادتهم فى المتشابه, من عدم الخوض فيه مع تفويض علمه إلى الله تعالى و الإيمان به" .. ثم ينقل الدكتور أنه استدل على ذلك بقول الإمام مالك المشهور "الاستواء معلوم ... الخ" ..
ـ[فيصل]ــــــــ[13 - 06 - 07, 04:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا سليمان ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - 06 - 07, 12:03 م]ـ
الإخوة الكرام الأفاضل: مصطفى سعد - خطاب القاهري - فيصل:
بارك الله فيكم جميعًا .. وأشكر مروركم وتشريفكم .. ومنكم نستفيد.
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[15 - 06 - 07, 04:00 م]ـ
نعم ياشيخ سليمان.
مرعي بن يوسف الكرمي والسفاريني رحمهم الله ليسوا ممن يحكون القول الصحيح للسلف، وإنما لديهم خلط وهو الأخذ بطريقة متأخري الأشعرية الذين يجمعون بين التفويض والتأويل على حد قول صاحب الجوهرة، كما يوافقون أحيانا بعض المنتسبين إلى السنة من الحنابلة الذين لم يفهموا طريقة أحمد كالقاضي أبي يعلى وابن الزاغوني.
وأذكر أن أحد المشايخ الذين درسوتا في الجامعة الإسلامية في الدراسات العليا أشار علينا لو نبحث في مخالفات الحنابلة لأحمد في الاعتقاد وحينما بحثت وجدت شيئا من هذا في المتقدمين منهم والمتأخرين ولهذا فإنه لايجوز لأحد أن ينسب لأحمد أو لأهل السنة بمجرد ما ذكره السفاريني أو مرعي بن يوسف الكرمي.
هكذا نريد الموضوعات في هذا الملتقى المبارك أعتي الأبحاث المبنية على علم.
ـ[المقدادي]ــــــــ[15 - 06 - 07, 05:07 م]ـ
الامام السفاريني رحمه الله من أبعد الناس عن التأويل و التمشعر و له في ذم التأويل كلام متفرق في كتبه , و كذا في النصح بإتباع السلف و ترك كلام الخلف
و السفاريني نفسه تعقب الشيخ مرعي في احد مواضع رسالته: أقاويل الثقات وبيّن ان ما قاله في هذا الموضع هو على طريقة الخلف
و للسفاريني رحمه الله كلام حسن في تقرير التوحيد و السنة موجود في كتبه المتفرقة , و كثيرا ما ينقل عن السلف و من تبعهم من العلماء كشيخ الإسلام و غيره و قد درّس بعض علماء الدعوة النجدية بعضا من كتبه العقدية و اعتنوا بها
و له شرح على نونية الإمام ابن القيم و لكنه فيما يظهر مفقود و الله أعلم
و قد أخذوا عليه قوله في نفي الجسم و الجوهر دون تفصيل , و ليس هذا مذهب الامام احمد و معلوم محاولة الجهمية في محنة الامام احمد أخذ كلام منه رحمه الله في الجسم فامتنع و قرأ: ((قل الله أحد))
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[15 - 06 - 07, 06:59 م]ـ
لا شك أن كلام السفاريني أفضل من كلام الشيخ مرعي رحم الله الجميع، لكنه ليس على الجادة كما ينبغي، وقد تعقبه المشايخ أبا بطين وابن سحمان وغيرهم، ولا يخفاك أن ذكر أن أهل السنة ثلاث طوائف: الشعرية والماتريدية وأهل الحديث.
وأرجو أن لا تقول إنه أراد أهل السنة الذين في مقابل الرافضة، فليس هذا مراده، وله تأويلات في القرآن وكلام الله من جنس قول الأشعرية، وكذلك في قوله:
وجائز له تعذيب الورى من غير ما ذنب ولا جرم جرى
ولا يخفاك أن هذا ليس هو قول أهل السنة والجماعة.
ولكن ـ كما أشرت بارك الله فيك ـ هو أحسن حالا من الشيخ مرعي.
اللهم اغفر لهم وارحهم وتجاوز عنا وعنهم، فهم أئمة أعلام، نصحوا ـ فيما يظهر لنا ـ لله ولرسوله، جزاهم الله عنا خيرا، وجمعنا وإياكم بهم مع محمد صلى الله عليه وسلم في دار كرامته.
وأنا راجع عن كل خطأ في أي مقال لي، والأصل فيما أقوله أنه مشوب إلا ما أنقله من القرآن والسنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/15)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 06 - 07, 07:13 م]ـ
بارك الله فيكم.
هل توجد رسالة الدكتور القاضي على الإنترنت؟(42/16)
إعادة بناء سقيفة بني ساعدة بالمدينة .. فتنة جديدة
ـ[أبو محمد]ــــــــ[11 - 06 - 07, 09:45 م]ـ
نشر في الصحافة –عكاظ في 14/ 5/1428هـ- خبر إعادة بناء سقيفة بني ساعدة بجوار المسجد النبوي، وسيكون مبنى متعدد الأدوار، فيه قاعة للمؤتمرات والندوات والمعارض، وسكن لاستقبال ضيوف الدولة ... إلخ.
ولست أشك أن هذا المبنى سيكون فتنة جديدة لجهال المسلمين من الزوار والحجاج .. وسيُقصد للتبرك والتمسح، ولنا فيما يحصل في المساجد السبعة وجبل أحد والمساجد الأثرية بجوار المسجد النبوي، والمكتبة التي يشاع أنها مكان مولد النبي عليه الصلاة والسلام بمكة – عبرة.
إن قضية العناية بالآثار وتضخيمها وطرحها طرحا لافتا في وسائل الإعلام -في الفترة الأخيرة- أسلوب نجح أهل البدع من خلاله في الوصول إلى غايات معروفة عندهم .. وذاك تحت ستار شعارات خداعة: الحفاظ على هوية الأمة .. ربط الأجيال القادمة بماضيها التليد .. الحرص على المكتسبات الحضارية للأمة ... إلخ هذه الشنشنة التي إن فتشت تحتها وجدت خطرا محدقا بعقيدة المسلمين .. يدرك هذا حق قدره من أدرك إدراكا جيدا القاعدة المؤصلة: حماية جناب التوحيد وسد كل طريق يوصل للشرك.
إنه لو سُلم جدلا أن هذه الأطروحات السابقة لها حظ من الأهمية؛ فإن هذه الأهمية ستتلاشى حين مقارنتها بالمفسدة العقدية المترتبة على الاحتفاء بهذه الآثار وإبرازها للعامة .. ولسنا أغبياء حتى يقال لنا: هذه أوهام .. وهذا سوء ظن بالمسلمين .. إنها حقائق نلمسها ذات اليمين وذات الشمال .. وإن تعامى عنها الجاهلون.
إن على أهل السنة وحماة التوحيد في هذا الزمن الذي نعيشه مسئولية عظمى .. فالقوم قد دبروا لدعوة التوحيد في هذه البلاد الأمور .. وكادوا المكائد ..
أو لم تقرأوا فرحهم وابتهاجهم بهذا الخبر .. حتى لقد قائل قائل منهم: إعادة بناء السقيفة .. ضربةٌ للوهابية!
وإن مما يحز في النفس أن بعض بني جلدتنا .. لا أدري ما الذي أصابهم .. ميوعة وتساهل في مسائل التوحيد وذرائع الشرك .. حتى إنني والله لا أكاد أصدق أن منهم من درس التوحيد منذ عهد الطفولة وإلى حصوله على أعلى الرتب .. أقول: إن هؤلاء مع الأسف الشديد أصبحوا يسايرون أولئك في هذه الدعوة نفسها .. جهلا منهم أو تجاهلا بحقيقتها .. والله أعلم بالحال ..
أو ما اطلعتم على ما قاله بعض المتصدرين للفتوى في وسائل الإعلام منكرا على من دعا إلى هدم المسجد المزعوم أنه مسجد البيعة بمنى؟ وحجته من جنس العبارات الرنانة السابقة .. فماذا كانت النتيجة في حج العام الماضي؟ منكرات عقدية عظيمة .. بكى منها أهل التوحيد بكاء حارا.
يا إخوتاه .. ليقم كل منا بما عليه .. دعوة وإنكارا .. توجيها ومناقشة .. تنبيها لأهل العلم وذوي الكلمة والسلطان .. إبراء ومعذرة إلى ربكم.
وتذكروا يا أهل التوحيد أن التوحيد أعظم نعمة .. (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم).
وتذكروا أيضا .. (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).
ـ[عبدالله آل أبو راجح]ــــــــ[12 - 06 - 07, 07:30 ص]ـ
الأخ الكريم أبا محمد وفقه الله
جزاك الباري خير الجزاء على غيرتك على التوحيد ..
ليس لنا عذر في السكوت على أعمال أهل الباطل من الخرافيين و غيرهم ..
أسأل الله أن يرحم ضعفنا و أن يبصرنا و كافة المسلمين بالتوحيد الذي هو حق الله على العبيد
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[12 - 06 - 07, 04:43 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم ولو لا حظت أهل البدع وهم منذ زمن غير قريب ينادون بإعادة مجد الآباء ثم قالوا أن ذلك لا يكون إلا بربطهم بتاريخهم وهذا كلامٌ جيد لكن في الفترة الأخيرة اجتهدوا في غيهم ونادوا بإعادة بناء معابدهم بل اشهد الله أني سمعت أحدهم في احدى محاضراته يقول لماذا قبور الأولياء مجهولة أماكنها غير معلومة ولماذا لا تذاع ويخبر عن اماكنها ويبنى عليها وكما قلت أخي الكريم الذريعه أن نربط الأجيال بماضيها التليد فلما أنكرنا عليه وسط المحاضره وقاطعناه حيث لا يحتمل المسلم أن يحصل الشرك أمامه وهو لا يحرك ساكناً حصل ما حصل أسأل الله أن يجعله في سبيله ثم جاء أهل الأهواء وصدموا بقاعدة سد الذرائع التي قطعت عليهم طريق شركهم فما وجدوا بدَّاً من انكارها وأنها ليست من الدين في شيء فأنكروها وهي معلومة من الدين بالضرورة لكن {من يرد الله به خيراً يفقه في الدين} ومفهوم المخالفة أن الذي لم يرد الله به خيراً لم يفقه في الدين والفقه هو الفهم فهم يفهمون ولكن {أولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى أبصارهم} وهناك اتحاد عظيم غريب في الزمن المتأخر بين الصوفية والعلمانية ولعل ذلك يبين اتفاق أهل البدع على هدم السنن ولكن كلا والله سنقارعهم بإذن الله بالحجة والدليل والبيان حتى يميز الله الحق من الباطل وجزاك الله خيراً أبا محمد
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[12 - 06 - 07, 10:15 م]ـ
إنه لو سُلم جدلا أن هذه الأطروحات السابقة لها حظ من الأهمية؛ فإن هذه الأهمية ستتلاشى حين مقارنتها بالمفسدة العقدية المترتبة على الاحتفاء بهذه الآثار وإبرازها للعامة .. ولسنا أغبياء حتى يقال لنا: هذه أوهام .. وهذا سوء ظن بالمسلمين .. إنها حقائق نلمسها ذات اليمين وذات الشمال .. وإن تعامى عنها الجاهلون.
.
...........
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/17)
ـ[هاني الصقر السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 07, 11:08 م]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله ..
هل من ضارب بيد من حديد على أيدي هؤلاء الصوفية الضلال؟
من لها يا بلد التوحيد .. ؟
الله المستعان ..
ـ[أبو محمد]ــــــــ[13 - 06 - 07, 06:23 ص]ـ
الإخوة المشايخ الكرام .. عبد الله ومجاهدا وأبا زكريا وهاني .. جزاكم الله خيرا على مروركم وتعليقكم.
وأتمنى أن يكون هناك خطوة عملية -حتى يكون لكلامنا ثمرة- فمن كان له مقترح عملي فحبذا لو أتحفنا به ..
وأنا أبدأ .. أقترح أن يتم التواصل مع مشايخنا: أصحاب الفضيلة: سماحة المفتي .. رئيس مجلس القضاء الأعلى .. أعضاء اللجنة الدائمة .. وزير الشئون الإسلامية .. وكذلك رئيس مجلس الشورى .. ومن أمكن من المشايخ الكرام والقضاة وأئمة الحرمين وغيرهم .. وأيضا من عرف بالخير من الأمراء -والخير موجود ولله الحمد- ..
وأجزم -والله أعلم- أنه لو تحرك هؤلاء الأفاضل وكلموا ذوي الشأن فسيقف المشروع ويوأد في مهده .. والله المستعان.
فكل من له صلة بهؤلاء أو غيرهم فحبذا لو احتسب في إبلاغه .. وما يدريك أن الله تعالى يجري على عمل يسير منك خيرا كثيرا.
وتجدون خبر الصحيفة في موقعها -غالبا- بالتاريخ المشار إليه.
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[13 - 06 - 07, 05:42 م]ـ
أعدكم إن شاء الله بأن أبلغ الشيخ سفر في أقرب زيارة بإذن الله وجزاك الله خيراً أبا محمد على الغيرة والتحرك للدين وتقدم إلى الأمام
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[13 - 06 - 07, 06:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
تحركوا يا إخوة فأنتم حماة بيضة الإسلام في تلك البلاد حفظها الله.(42/18)
ءآسئلةٌ للترقي في درجات النعيم أم للتردي في دركات الجحيم؟
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[11 - 06 - 07, 11:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله منزل القرآن للمؤمنين شرعةًَ ومنهاجاً، رب العالمين وهاديهم إليه فضلاً منه لا احتياجاً، مكرمهم برؤيته يوم القيامة؛ ليزدادوا سروراً وابتهاجاً، ونشكره على نعمه التي غمرتنا جماعاتٍ وأفراداً، ونستعينه ونستهديه ونستغفره على زللٍ فعلناه جهلاً وتقصيراً لا اعتقاداً، ونصلي ونسلم على من اصطفاه ربه فأدناه منه اقتراباً، سيدنا محمدٍ الذي أرسله ربه هادياً للعالمين وسراجاً وهاجاً، فبلغ دينه وأبان للخلق الإسلام علماً وقولاًَ وعملاً واعتقاداً، وعلى آله وصحبه وتابعيهم كلما ذكر الله الذاكرون صباحاً ومساءً و هجاداً.
أما بعد
فالسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
هذه رسالة إلى سائل عن (8) شبهات
.... الموحد ينجو بتوحيده وعمله الذي وفقه الله تعالى إليه ....... وهذه هي رسالتي له على كلا الاحتمالين أدناه
أخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبادئ ذي بدءٍ فإنني أحمد الله تعالى القادر على كل شئ ــــــ والمطلع على ما تضمره النفوس من خير أو شر ـــــــ أن هدانا وإياك إلى الإسلام ونجانا وإياك من براثن الكفر والضلال كما أسأله سبحانه وتعالى أن يثبتنا وإياك على دينه وأن يستخدمنا وإياك لنصرة دينه وإظهار شريعته جل في علاه ......
وأما ما يتعلق بتلك الشبه الإبليسية الرافضية التي أتت إليك [اليهود والنصارى لا يثيرون مثل هذه الشبه] فإنني أسأل الله تعالى وحده أن يبعدها عنك ويحفظك بحفظه إنه على كل شئ قدير ولا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء. واسمع رعاك الله تعالى (رقم 22ثم23 ثم 25 ثم 26) هنا: http://www.tahhansite.com/pages/17.htm (http://www.tahhansite.com/pages/17.htm)
أخي الحبيب من رحمة الله تعالى بنا أن جعلنا مسلمين وهذه منة عظيمة أتحفنا بها ربنا الكريم كما قال سبحانه: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} الحجرات17 ... وهذا يستوجب علينا أن نشكره سبحانه دوماً على هذه الهداية كما قال أهل الجنة: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} الأعراف 43
فاحمدِ الله تعالى [أيها المسلم الملتزم بالكتاب والسنة] عند قراءتك لهذه الآية ثلاث مرات:
1 - للإسلام.
2 - للالتزام بدين الله تعالى وشريعته.
لكونك على الفهم الصحيح وغيرك فهومهم في الردى. 3 -
أيسرك من خلال أسئلتك أن تثبت أن دين الله تعالى باطل؟؟!!
أيسرك أن تترك بعد موتك تلك الشبهات؟! أما سألت نفسك لم؟ ولحساب من؟ ولم في هذا الوقت؟ أما سألت نفسك لِمَ لَمْ يسأل هذه الأسئلة الصحابة الكرام رضي الله عنهم؟ ولم يسألها علماء المسلمين عبر العصور؟ أما شعرت أن طائفة معينة هي التي تثير مثل هذه الشبهات؟ أخي الحبيب أرشدك الله لطاعتك أن من دعا إلى ضلالة فإن وزر من تبعوه أو تأثروا بضلاله سوف يلحق الداعي إلى ذلك الضلال كما ثبت ذلك في موطأ الإمام مالك وهذا لفظه أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من داع يدعو إلى هدى إلا كان له مثل أجر من أتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً وما من داع يدعو إلى ضلالة إلا كان عليه مثل أوزارهم لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً)). والحديث أخرجه الإمام أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجَهْ وابن حبان في صحيحه وهذا لفظ الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/19)
: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)). وماقال النبي صلى الله عليه وسلم هو تطبيق عملي لما قرره الله تعالى في كتابه إذ يقول: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} المائدة2 وبقوله: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} النحل25 وبقوله سبحانه: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} العنكبوت12 وحينئذٍ يتبرأ بعضهم من بعض كما قال الله تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} البقرة 166 وبقوله سبحانه: {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} البقرة167 {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} القصص63 {قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ} الأعراف38 {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} فصلت29 {وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سبأ 33
لا تجعل عُرف قوم حاكماً على الشرع قدوة لك أولا طاغوتاً يُتبع من دون الله تعالى واسمع-غير – مأمور هنا (رقم 1و2و3و4) ( http://www.tahhansite.com/pages/F.htm (http://www.tahhansite.com/pages/F.htm) واعلم أرشدك الله لهداه أن هناك محبطات للأعمال واسمع تعالى واسمع-غير – مأمور- هنا (رقم17و18و19) http://www.tahhansite.com/pages/A.htm (http://www.tahhansite.com/pages/A.htm)
أخي الحبيب اعلم وفقك الله تعالى لطاعته أن دين الله الأصل فيه رضا الله تعالى عن العبد إن آمن واتبع هدي المصطفى *وليس الأمر بطول لحية على ضلالة فكم وكم من أناس لحاهم طوال .... ولكن أين هم من الإسلام؟
أخي الحبيب اعلم أرشدك الله تعالى لطاعته *إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ* (المائدة:27
وأن الكرامة عنده للتقوى كما قال سبحانه: *يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ* (الحجرات:13 وقد بين الرسول محمد صلى الله عليه و سلم أن الله لا ينظر الصور والأجساد ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال كما ثبت ذلك عنه في صحيح مسلم 4 (/1986) رقم 2564 وهذا لفظه: ((إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)) والحديث أخرجه الإمام أحمد وابن حبان وابن ماجَهْ والبيهقي في شُعب الإيمان في أبو نُعَيْم الحِلْية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/20)
## أخي الحبيب لا تجعل للعقل حُكماً على الشرع بلِ اجعلهُ تابعاً له واسمع هنا (رقم 96و97و98و99و100) http://www.tahhansite.com/pages/G.htm (http://www.tahhansite.com/pages/G.htm) ......
هذا أخي اللبيب إن كان الذي جاء بالشبهة مسلم والتبس عليه الأمرفسيأتيه الجواب بأمر الله تعالى و أمااااااا إن كان قائل هذه العبارة لك رافضيٌّ حقاً أو يتكلم على لسان مسلم ذي شُبهة فألقمه بهذا الرد المفحم لشيخ الإسلام ابن تيميَّة (مسموعاً) حينما تكلم معتزلي بلسان يهودي فأجابه الإمام كما ستسمع هنا http://up.9q9q.net/up/index.php?f=
قال الشيخ الألباني :
jHeD9IHh (http://up.9q9q.net/up/index.php?f=
قال الشيخ الألباني :
jHeD9IHh)
وسيخسأ عدونا وعدوك بأمر الله تعالى.
الشبهة الأولى: حول الصحابة رضي الله عنهم:
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الخبيث الماكر: لماذا الصحابة؟ ..... ولماذا كل هذا للصحابة؟
الجواب:؛ وذلك لأن السائل إما أن يكون ممن يؤمن بأن القرآن الكريم كلام الله تعالى لا كلام غيره أنزله الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل الأمين عليه السلام أو لا يكون كذلك!!!!!!!
فإن كان الجواب بلا (والعياذ بالله تعالى) فإن السائل على خطر عظيم؛ ذلك أنه إن لم يكن حديث عهد بإسلام أو نشأ بعيداً عن المسلمين ..... فإنه مرتد؛ ذلك أن القرآن الكريم إنما جاءنا متواتراً عن طريق أولئك الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
وإن كان الجواب بنعم فالحمد لله والسائل مسلم موحد لكن طرأت عليه شبهة نسأل الله تعالى أن يزيلها عنه كما قال الله تعالى في محكم التنزيل: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} الفرقان33
وقال جل شأنه: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} الأنبياء18 .... ويتضح ذلك كما يلي:
### الله تعالى يقول: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} التوبة 100
### ويقول سبحانه: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} الفتح29
### يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:: ((:لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ". متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وقال صلى الله عليه وسلم: كما في رواية ابن ماجَهْ بإسناد صحيح: ((عن جابر بن سمرة قال خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا مثل مقامي فيكم فقال احفظوني في أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يشهد الرجل وما يستشهد ويحلف وما يستحلف)). وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا ذكر أصحابي فأمسكوا و إذا ذكرت النجوم فأمسكوا و إذا ذكر القدر فأمسكوا)). رواه الطبراني في معجمه الكبير عن ابن مسعود رضي الله عنه بإسناد صحيح ورواه ابن عدي في الكامل عن ابن مسعود وثوبان وعمر رضي الله عنهم أجمعين
### في طبقات الحنابلة جـ 1 ص 110 سأل ((أحمدُ بنُ الحسن الترمذي الإمامَ أحمدَ بنَ محمد بن حنبل فقال له أحمدُ بن ُالحسن: يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال: أصحاب الحديث قوم سوء فقام أبو عبد الله وهو ينفض ثوبه وقال زنديق زنديق زنديق ودخل البيت)) أ. هـ هذا قول الإمام أحمد فيمن تكلم في أصحاب الحديث فكيف لو قيل هذا في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/21)
### يقول الإمام أبو زُرعة الرازي كما في تهذيب الكمال للإمام المِزِّيِّ جـ 19ص 96و تاريخ دمشق للإمام ابن عساكر جـ 38 ص 32: ((إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح أولى بهم، وهم زنادقة)) أ. هـ.
وروى ابن بطة بالإسناد الصحيح عن عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي حدثنا معاوية حدثنا رجاء عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((لا تسبوا أصحاب محمد فإن الله قد أمر بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون)).
وفي منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية للإمام ابن تيميَّة جـ 1 ص 27 ((وفُضِّلَتِ اليهودُ والنصارى على الرافضة بخصلتين سئلت اليهود من خير أهل ملتكم قالوا أصحاب موسى وسئلت النصارى من خير أهل ملتكم قالوا حواري عيسى وسئلت الرافضة من شر أهل ملتكم قالوا أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم فالسيف عليهم مسلول إلى يوم القيامة لا تقوم لهم راية ولا يثبت لهم قدم ولا تجتمع لهم كلمة ولا تجاب لهم دعوة)) أ. هـ
ووهناك مشابهة بين الروافض و اليهود هتك سترها الإمام ابن تيميَّة في منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية جـ 1 ص 22 - 33 حيث قال: ((ولهذا كان بينهم وبين اليهود من المشابهة في الخبث واتباع الهوى وغير ذلك من أخلاق اليهود وبينهم وبين النصارى من المشابهة في الغلو والجهل وغير ذلك من أخلاق النصارى ما أشبهوا به هؤلاء من وجه وهؤلاء من وجه وما زال الناس يصفونهم بذلك
ومن أخبر الناس بهم الشعبي وأمثاله من علماء الكوفة وقد ثبت عن الشعبي أنه قال ما رأيت أحمق من الخشبية لو كانوا من الطير لكانوا رخما ولو كانوا من البهائم لكانوا حمرا والله لو طلبت منهم أن يملئوا لي هذا البيت ذهبا على أن أكذب على علي لأعطوني ووالله ما أكذب عليه أبدا وقد روى هذا الكلام مبسوطا عنه أكثر من هذا لكن الأظهر أن المبسوط من كلام غيره كما روى أبو حفص بن شاهين في كتاب اللطيف في السنة حدثنا محمد بن أبي القاسم بن هارون حدثنا أحمد بن الوليد الواسطي حدثني جعفر بن نصير الطوسي الواسطي عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن أبيه قال قال لي الشعبي أحذركم هذه الأهواء المضلة وشرها الرافضة لم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة ولكن مقتا لأهل الإسلام وبغيا عليهم قد حرقهم علي رضي الله عنه بالنار ونفاهم إلى البلدان منهم عبد الله ابن سبأ يهودي من يهود صنعاء نفاه الى ساباط وعبد الله بن يسار نفاه إلى خازر وآية ذلك أن محنة الرافضة محنة اليهود قالت اليهود لا يصلح الملك إلا في آل داود وقالت الرافضة لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي وقالت اليهود لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال وينزل سيف من السماء وقالت الرافضة لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينادي مناد من السماء واليهود يؤخرون الصلاة إلى اشتباك النجوم وكذلك الرافضة يؤخرون المغرب إلى اشتباك النجوم والحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لا تزال أمتي على الفطرة مالم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم واليهود تزول عن القبلة شيئا وكذلك الرافضة واليهود تنود في الصلاة وكذلك الرافضة واليهود تسدل أثوابها في الصلاة وكذلك الرافضة واليهود لا يرون على النساء عدة وكذلك الرافضة واليهود حرفوا التوراة وكذلك الرافضة حرفوا القرآن واليهود قالوا افترض الله علينا خمسين صلاة وكذلك الرافضة واليهود لا يخلصون السلام على المؤمنين إنما يقولون السام عليكم والسام الموت وكذلك الرافضة واليهود لا يأكلون الجري والمرماهى والذناب وكذلك الرافضة واليهود لا يرون المسح على الخفين وكذلك الرافضة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/22)
واليهود يستحلون أموال الناس كلهم وكذلك الرافضة وقد أخبرنا الله عنهم بذلك في القرآن أنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل سورة آل عمران 75 وكذلك الرافضة واليهود تسجد على قرونها في الصلاة وكذلك الرافضة واليهود لا تسجد حتى تخفق برؤوسها مرارا شبه الركوع وكذلك الرافضة واليهود تبغض جبريل ويقولون هو عدونا من الملائكة وكذلك الرافضة يقولون غلط جبريل بالوحي على محمد صلى الله عليه و سلم وكذلك الرافضة وافقوا النصارى في خصلة النصارى ليس لنسائهم صداق إنما يتمتعون بهن تمتعا وكذلك الرافضة يتزوجون بالمتعة ويستحلون المتعة
وفضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين سئلت اليهود من خير أهل ملتكم قالوا أصحاب موسى وسئلت النصاري من خير أهل ملتكم قالوا حواري عيسى وسئلت الرافضة من شر أهل ملتكم قالوا أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم فالسيف عليهم مسلول إلى يوم القيامة لا تقوم لهم راية ولا يثبت لهم قدم ولا تجتمع لهم كلمة ولا تجاب لهم دعوة دعوتهم مدحوضة وكلمتهم مختلفة وجمعهم متفرق كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله
قلت هذا الكلام بعضه ثابت عن الشعبي كقوله لو كانت الشيعة من البهائم لكانوا حمرا ولو كانت من الطير لكانوا رخما فإن هذا ثابت عنه
قال ابن شاهين حدثنا محمد بن العباس النحوي حدثنا إبراهيم الحربي حدثنا ابو الربيع الزهراني حدثنا وكيع بن الجراح حدثنا مالك بن مغول فذكره وأما السياق المذكور فهو معروف عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن أبيه عن الشعبي
وروى أبو عاصم خشيش بن أصرم في كتابه ورواه من طريقه أبو عمرو الطلمنكي في كتابه في الأصول قال أبو عاصم حدثنا أحمد بن محمد وعبد الوارث ابن إبراهيم حدثنا السندي بن سليمان الفارسي حدثنى عبد الله بن جعفر الرقى عن عبدالرحمن بن مالك بن مغول عن أبيه قال قلت لعامر الشعبي ما ردك عن هؤلاء القوم وقد كنت فيهم رأسا قال رأيتهم يأخذون بأعجاز لا صدور لها ثم قال لي يا مالك لو أردت أن يعطوني رقابهم عبيدا أو يملئوا لي بيتي ذهبا أو يحجوا إلى بيتي هذا على أن أكذب على علي رضي الله عنه لفعلوا ولا والله لا أكذب عليه أبدا يا مالك إني قد درست الأهواء فلم أر فيها أحمق من الخشبية فلو كانوا من الطير لكانوا رخما ولو كانوا من الدواب لكانوا حمرا يا مالك لم يدخلوا في الإسلام رغبة فيه لله ولا رهبة من الله ولكن مقتا من الله عليهم وبغيا منهم على أهل الإسلام يريدون أن يغمصوا دين الإسلام كما غمص بولص بن يوشع ملك اليهود دين النصرانية ولا تجاوز صلاتهم آذانهم قد حرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار ونفاهم من البلاد منهم عبد الله بن سبأ يهودي من يهود صنعاء نفاه إلى ساباط وأبو بكر الكروس نفاه إلى الجابية وحرق منهم قوما أتوه فقالوا أنت هو فقال من أنا فقالوا أنت ربنا فأمر بنار فاججت فألقوا فيها وفيهم قال على رضى الله عنه ... لما رأيت الأمر أمرا منكرا ... اججت ثاري ودعوت قنبرا ...
يا مالك إن محنتهم محنة اليهود قالت اليهود لا يصلح الملك إلا في آل داود وكذلك قالت الرافضة لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي وقالت اليهود لا جهاد في سبيل الله حتى يبعث الله المسيح الدجال وينزل سيف من السماء وكذلك الرافضة قالوا لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج الرضا من ال محمد وينادي مناد من السماء اتبعوه
وقالت اليهود فرض الله علينا خمسين صلاة في كل يوم وليلة وكذلك الرافضة واليهود لا يصلون المغرب حتى تشتبك النجوم وقد جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم لا تزال أمتي على الإسلام ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم مضاهاة لليهود وكذلك الرافضة واليهود إذا صلوا زالوا عن القبلة شيئا وكذلك الرافضة
واليهود تنود في صلاتها وكذلك الرافضة واليهود يسدلون أثوابهم في الصلاة وقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر برجل سادل ثوبه فعطفه عليه واليهود يسجدون في صلاة الفجر الكندرة وكذلك الرافضة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/23)
واليهود لا يخلصون بالسلام إنما يقولون سام عليكم وهو الموت وكذلك الرافضة واليهود حرفوا التوراة وكذلك الرافضة حرفوا القرآن واليهود عادوا جبريل فقالوا هو عدونا وكذلك الرافضة قالوا أخطأ جبريل بالوحي واليهود يستحلون أمول الناس وقد نبأنا الله عنهم أنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل سورة آل عمران 75 وكذلك الرافضة يستحلون مال كل مسلم واليهود يستحلون دم كل مسلم وكذلك الرافضة واليهود يرون غش الناس وكذلك الرافضة واليهود لا يعدون الطلاق شيئا إلا عند كل حيضة وكذلك الرافضة واليهود ليس لنسائهم صداق إنما يمتعوهن وكذلك الرافضة يستحلون المتعة واليهود لا يرون العزل عن السرارى وكذلك الرافضة
واليهود يحرمون الجري والمرماهى وكذلك الرافضة واليهود حرموا الأرنب والطحال وكذلك الرافضة واليهود لا يرون المسح على الخفين وكذلك الرافضة
واليهود لا يلحدون وكذلك الرافضة وقد ألحد لنبينا صلى الله عليه و سلم واليهود يدخلون مع موتاهم في الكفن سعفة رطبة وكذلك الرافضة
ثم قال لي يا مالك وفضلتهم اليهود والنصارى بخصلة قيل لليهود من خير أهل ملتكم قالوا أصحاب موسى وقيل للنصارى من خير أهل ملتكم قالوا حواري عيسى وقيل للرافضة من شر أهل ملتكم قالوا حواري محمد)) أ. هـ وقال في جـ 3 ص 154 من مجموع الفتاوى واصفاً معتقد أهل السنة والجماعة: ((ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث قال يوم غدير خم أذكركم الله فى أهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى وقال أيضا للعباس عمه وقد اشتكى إليه ان بعض قريش يجفو بنى هاشم فقال والذى نفسى بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتى وقال: ((ان الله اصطفى بنى اسماعيل واصطفى من بنى اسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بنى هاشم واصطفانى من بنى هاشم))
ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم أمهات المؤمنين ويؤمنون بأنهن أزواجه فى الآخرة خصوصا خديجة رضى الله عنها أم أكثر أولاده وأول من آمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة بنت الصديق رضى الله عنهما التى قال فيها النبى فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
ويتبرءون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم
ومن طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل ويمسكون عما شجر بين الصحابة)) أ.هـ ثم بين أحقية الصحابة رضي الله عنهم بالمغفرة من غيرهم فقال كما في جـ 3 ص 155 - 156 من مجموع الفتاوى: ((ويقولون إن هذه الآثار المروية فى مساويهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون
وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره بل تجوز عليهم الذنوب فى الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم ان صدر حتى انه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم لأن لهم من الحسنات التى تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم وقد ثبت بقول رسول الله أنهم خير القرون وان المد من أحدهم اذا تصدق به كان أفضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم
ثم اذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد صلى الله عليه و سلم الذى هم احق الناس بشفاعته أو ابتلى ببلاء فى الدنيا كفر به عنه فإذا كان هذا فى الذنوب المحققة فكيف بالامور التى كانوا فيها مجتهدين إن أصابوا فلهم أجران وان اخطأوا فلهم اجر واحد والخطأ مغفور لهم ومن نظر فى سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم هم الصفوة من قرون هذه الامة التى هى خير الامم وأكرمها على الله تعالى)) أ. هـ
فهذه عقيدتنا نحو أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذين اختارهم الله تعالى لصحبة خير أنبيائه عليهم جميعاً الصلاة والسلام و هذا معتقدنا حيال منتقصيهم وللوقوف على الأدلة الدالة على فضل الصحابة رضي الله عنهم بعد تعديل الله تعالى لهم و تفضيلهم على من بعدهم اسمع [12 شريطاً] هنا أرقام (1و2و3و 4):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/24)
http://www.tahhansite.com/pages/17.htm (http://www.tahhansite.com/pages/17.htm)
### والمسلمون أجمعون يعتقدون بأن:
1 - الصحابة رضي الله عنهم ذكرهم الله تعالى ذكر امتنان في أعظم ثلاثة كتب أنزلها وهي: التوراة والإنجيل والقرآن الكريم ودليل ذلك قوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} الفتح29.
2 - الصحابة رضي الله عنهم امتدحهم الله تعالى في القرآن الكريم ولم يستثنِ منهم أحداً فقال العليم الحكيم سبحانه وتعالى: الله تعالى يقول: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} التوبة 100
ثم إني أوجه سؤالاً للسائل وهو: هل الله تعالى يعلم أو لا يعلم ما تكن صدور الصحابة؟ ثم أوجه سؤالاً آخر وهو: لماذا سكت القرآن الكريم عن فضح الصحابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟ [حاشاهم رضي الله عنهم أجمعين].
3 - الصحابة رضي الله عنهم جيل فريد [كما وصفهم بذلك الأستاذان: سيد ومحمد قطب]؛ إذ كانت الأوامر كلها عندهم سواء والنواهي كلها عندهم سواء فما جاء افعل فيبتدرون إلى فعله وإن جاء لا تفعل يقلعون فوراً.
4 - الصحابة رضي الله عنهم أجمعين لو كانوا منافقين في قرارة أنفسهم لكذبهم القرآن ولبين حقيقتهم؛ لأن (تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز) ولو استطاعوا أن يكذبوا على النبي صلى الله عليه وسلم فهل استطاعوا أن يكذبوا على الله تعالى؟ بم يجيب السائل؟ بنعم أم لا؟ والله تعالى عالم السر وأخفى وهو سبحانه يقول: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} التوبة101.
5 - الصحابة رضي الله عنهم أجمعين سبهم سب للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم أصحابه رباهم على عينه وبين يديه ثم فوق ذلك هو سب لله تعالى؛ لأنه سبحانه اختارهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم والله أعلم بما خلق كما قال تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} الملك14
6 - الصحابة رضي الله عنهم هم أحق الناس بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم كما قرر ذلك الإمام ابن تيميَّة في مجموع الفتاوىجـ 3 ص 155 - 156 بقوله: ((ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم ان صدر حتى انه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم لأن لهم من الحسنات التى تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم وقد ثبت بقول رسول الله أنهم خير القرون وان المد من أحدهم اذا تصدق به كان أفضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم
ثم اذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد صلى الله عليه و سلم الذى هم احق الناس بشفاعته أو ابتلى ببلاء فى الدنيا كفر به عنه فإذا كان هذا فى الذنوب المحققة فكيف بالامور التى كانوا فيها مجتهدين إن أصابوا فلهم أجران وان اخطأوا فلهم اجر واحد والخطأ مغفور لهم ومن نظر فى سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم هم الصفوة من قرون هذه الأمة التى هى خير الامم وأكرمها على الله تعالى)) أ. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/25)
7 - الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ما عابهم أحد من أهل العلم من الأئمة الأربعة ولا غيرهم من المجددين والمصلحين على مر العصور وهل هناك دليل واحد لأحد من أئمة الإسلام طعن في الصحابة؟ ولسان كل مسلم يقول: ((فبعد تعديل الله تعالى ورسوله [صلى الله عليه وسلم] للصحابة [رضي الله عنهم أجمعين] وإجماع الأمة على عدالتهم لا يحتاج أحد منهم إلى تعديل أحد.
على أنه لو لم يرد من الله تعالى ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام شئ في تعديلهم لوجب تعديلهم؛ لما كانوا عليه من دعم الدين والدفاع عنه ومناصرتهم للرسول صلى الله عليه وسلم والهجرة إليه والجهاد بين يديه والبذل السخي من الأموال والأرواح في سبيل الله [تعالى] والمحافظة على الدين والتشدد في امتثال أوامر الله تعالى ورسوله [صلى الله عليه وسلم] واندفاعهم العظيم بصدق وإخلاص وتضحية وجرأة في سبيل ذلك فنراهم يوم بدر يقتحمون الموت ويتسابقون لتنفيذ أوامر القائد العظيم محمد صلى الله عليه وسلم عنه)) أ. هـ د محمد عجاج الخطيب (وهو من نسل سيدنا علي رضي الله عنه)، أبو هريرة راوية الإسلام، ص 37
8 - الصحابة رضي الله عنهم أجمعين هم ((الذين علت نفوسهم وصفت قلوبهم وسمت مُثُلُهم بعد أن ذاقوا حلاوة الإيمان فحافظوا على الشريعة بكل ما أوتوه من قوة سراً وعلانية حتى إنا نرى بعض من أخطأ منهم كان يقدم نفسه للرسول صلى الله عليه وسلم لينال جزاءه في الدنيا قبل الآخرة)) أ. هـ أ أ. هـ د محمد عجاج الخطيب (وهو من نسل سيدنا علي رضي الله عنه)، أبو هريرة راوية الإسلام، ص 37.هـ د محمد عجاج الخطيب (وهو من نسل سيدنا علي رضي الله عنه)، أبو هريرة راوية الإسلام، ص38
9 - الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وصفهم الله تعالى مع الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} البقرة285 بينما وصف غيرهم بقوله سبحانه: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} البقرة93
وبقوله سبحانه: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} النساء46
10 - الصحابة رضي الله عنهم أجمعين طبقوا الدين عملياً في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ومازال الوحي بينهم فلو كانوا يضمرون خلاف ما يظهرون لكذبهم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أم يقرونهم على كفرهم؟ .... أترك الجواب للسائل. وأوجه إليه سؤالاً وهو: أبعد كل هذه الأمور تأتي شرذمة من حثالة الخلق وطماطم الرجال وأقماعهم وأراذلهم فتفتري على الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وتطعن فيهم من غير دليل ولا برهان ثم تُصَدَّق؟؟
وفي النهاية أدعو السائل إلى أمور لعل الله وحده يهديه إلى حسن الاعتقاد والعمل والسلوك ...
1 - قراءة القرآن الكريم مع فهم لمعناه كما فسره أئمة الإسلام.
2 - قراءة سنة النبي صلى الله عليه وسلم مع شرحها كما شرحها أئمة الإسلام.
3 - قراءة سير السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.
4 - قراءة كتاب منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية للإمام ابن تيميَّة وهو في (10) مجلدات وهو رد على كتاب منهاج الكرامة لابن الطاهر الحِلِّيِّ الرافضيِّ وهو من (80) صفحة.
5 - قراءة كتاب وجاء دور المجوس:
الأبعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية للدكتور عبد الله محمد الغريب.
مواقعالسرداب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/26)
http://www.alserdaab.com (http://www.alserdaab.com/)
فيصل نور
http://www.fnoor.com/ (http://www.fnoor.com/)
البينة
http://www.albainah.net/ (http://www.albainah.net/)
أنصار الحسين
http://www.ansar.org (http://www.ansar.org/)
موقع آلالبيت: يخاطب آل البيت حول العالم
http://www.alalbayt.com/ (http://www.alalbayt.com/)
الموسوعة الشاملة عن الرافضة والشيعة
http://islamicweb.com/arabic/shia (http://islamicweb.com/arabic/shia)
موقع الشيخ عثمانالخميس (المنهج)
http://www.almanhaj.net (http://www.almanhaj.net/)
الحقائق الخفية في مذهب الرافضةالاثني عشرية
http://www.shiaa.org/ (http://www.shiaa.org/)
الفرقان
http://www.frqan.com (http://www.frqan.com/)
كسرالصنم
http://www.kasralsanam.com (http://www.kasralsanam.com/)
مهتدون
http://www.wylsh.com/ (http://www.wylsh.com/)
كتب
http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=21 (http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=21)
http://saaid.net/book/list.php?cat=89 (http://saaid.net/book/list.php?cat=89)
عليك بكتاب
بذل المجهود في أثبات مشابهة الرافضة لليهود
على هذا الرابط تجد تهذيب الكتاب
http://saaid.net/book/open.php?cat=89&book=3286 (http://saaid.net/book/open.php?cat=89&book=3286)
http://www.ansar.org/arabic/books.htm (http://www.ansar.org/arabic/books.htm)
وهذه الكتب
- 1لله ثم للتاريخوفيه: ((نظرة الشيعة إلى أهل السنة بقلم
حسين الموسوي
ملاحظه: الكلام على لسان الأخ وهو شيعي سابق هداه الله تعالى إلى العودة للمنهج الصواب
عندما نطالع كتبنا المعتبرة وأقوال فقهائنا ومجتهدينا نجد أن العدو الوحيد للشيعة هم أهل السنة، ولذا وصفوهم بأوصاف وسموهم بأسماء: فسموهم (العامة) وسموهم النواصب، وما زال الاعتقاد عند معاشر الشيعة أن لكل فرد من أهل السنة ذيلاً في دبره، وإذا شتم أحدهم الآخر وأراد أن يغلظ له في الشتيمة قال له: (عظم سني في قبر أبيك) وذلك لنجاسة السني في نظرهم إلى درجة لو اغتسل ألف مرة لما طهر ولما ذهبت عنه نجاسته.
ما زلت أذكر أن والدي رحمه الله التقى رجلاً غريباً في أحد أسواق المدينة، وكان والدي رحمه الله محباً للخير إلى حد بعيد، فجاء به إلى دارنا ليحل ضيفاً عندنا في تلك الليلة فأكرمناه بما شاء الله تعالى، وجلسنا للسمر بعد العشاء وكنت وقتها شاباً في أول دراستي في الحوزة، ومن خلال حديثنا تبين أن الرجل سني المذهب ومن أطراف سامراء جاء إلى النجف لحاجة ما، بات الرجل تلك الليلة، ولما أصبح أتيناه بطعام الإفطار فتناول طعامه ثم هم بالرحيل، فعرض عليه والدي رحمه الله مبلغاً من المال فلربما يحتاجه في سفره، شكر الرجل حسن ضيافتنا، فلما غادر أمر والدي بحرق الفراش الذي نام فيه وتطهير الإناء الذي أكل فيه تطهيراً جيداً لاعتقاده بنجاسة السني وهذا اعتقاد الشيعة جميعاً، إذ أن فقهاءنا قرنوا السني بالكافر والمشرك والخنزير وجعلوه من الأعيان النجسة ولهذا:
1 - وجب الاختلاف معهم: فقد روى الصدوق عن علي بن أسباط قال: "قلت للرضا -عليه السلام-: يحدث الأمر لا أجد بداً من معرفته، وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك؟ قال: فقال: ائت فقيه البلد فاستفته في أمرك فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإن الحق فيه" (عيون أخبار الرضا 1/ 275 ط. طهران).
وعن الحسين بن خالد عن الرضا أنه قال: "شيعتنا المسلمون لأمرنا، الآخذون بقولنا المخالفون لأعدائنا، فمن لم يكن كذلك فليس منا" (الفصول المهمة 225 ط. قم).
وعن المفضل بن عمر عن جعفر أنه قال: "كذب من زعم أنه من شيعتنا وهو متوثق بعروة غيرنا" (الفصول المهمة 225).
2 - عدم جواز العمل بما يوافق العامة ويوافق طريقتهم:
وهذا باب عقده الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة فقال: "والأحاديث في ذلك متواترة .. فمن ذلك قول الصادق -عليه السلام- في الحديثين المختلفين: أعرضوهما على أخبار العامة، فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه".
وقال الصادق -عليه السلام-: "إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم".
وقال -عليه السلام-: "خذ بما فيه خلاف العامة، وقال: ما خالف العامة ففيه الرشاد".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/27)
وقال -عليه السلام-: "ما أنتم والله على شيء مما هم فيه، ولا هم على شيء مما أنتم فيه فخالفوهم فما هم من الحنيفية على شيء".
وقوله -عليه السلام-: "والله ما جعل الله لأحد خيرة في أتباع غيرنا، وإن من وافقنا خالف عدونا، ومن وافق عدونا في قول أو عمل فليس منا ولا نحن منه".
وقول العبد الصالح -عليه السلام- في الحديثين المختلفين: "خذ بما خالف القوم، وما وافق القوم فاجتنبه".
وقول الرضا -عليه السلام-: "إذا ورد عليكم خبران متعارضان فانظروا إلى ما يخالف منهما العامة فخذوه، وانظروا بما يوافق أخبارهم فدعوه".
وقول الصادق -عليه السلام-: "والله ما بقي في أيديهم شيء من الحق إلا استقبال القبلة"؛ (انظر الفصول المهمة 325 - 326).
وقال الحر عن هذه الأخبار بأنها: "قد تجاوزت حد التواتر، فالعجب من بعض المتأخرين حيث ظن أن الدليل هنا خبر واحد".
وقال أيضاً: "واعلم أنه يظهر من هذه الأحاديث المتواترة بطلان أكثر القواعد الأصولية المذكورة في كتب العامة" (الفصول المهمة 326).
3 - أنهم لا يجتمعون مع السنة على شيء:
قال السيد نعمة الله الجزائري: "إنا لا نجتمع معهم -أي مع السنة- على إله ولا على نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبو بكر. ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذاك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا" (الأنوار الجزائرية 2/ 278)، باب نور في حقيقة دين الإمامية.
والعلة التي من أجلها يجب الأخذ بخلاف ما تقوله العامة، عقد الصدوق هذا الباب في علل الشرائع فقال: "عن أبي إسحاق الأرجائي رفعه قال: قال أبو عبد الله -عليه السلام-: أتدري لم أمرتم بالأخذ بخلاف ما تقوله العامة؟ فقلت: لا ندري. فقال: إن علياً لم يكن يدين الله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره إرادة لإبطال أمره. وكانوا يسألون أمير المؤمنين -عليه السلام- عن الشيء الذي لا يعلمونه فإذا أفتاهم جعلوا له ضداً من عندهم ليلبسوا على الناس" (531 طبع إيران).
ويتبادر إلى الأذهان السؤال الآتي:
لو فرضنا أن الحق كان مع العامة في مسألة ما أيجب علينا أن نأخذ بخلاف قولهم؟ أجابني السيد محمد باقر الصدر مرة فقال: "نعم يجب الأخذ بخلاف قولهم، لأن الأخذ بخلاف قولهم وإن كان خطأ فهو أهون من موافقتهم على افتراض وجود الحق عندهم في تلك المسألة".
إن كراهية الشيعة لأهل السنة ليست وليدة اليوم، ولا تختص بالسنة المعاصرين بل هي كراهية عميقة تمتد إلى الجيل الأول لأهل السنة وأعني الصحابة ما عدا ثلاثة منهم وهم أبو ذر والمقداد وسلمان، ولهذا روى الكليني عن أبي جعفر قال: "كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة المقداد بن الأسود وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري" (روضة الكافي 8/ 246).
لو سألنا اليهود: من هم أفضل الناس في ملتكم؟
لقالوا: إنهم أصحاب موسى.
ولو سألنا النصارى: من هم أفضل الناس في أمتكم؟
لقالوا: إنهم حواريو عيسى.
ولو سألنا الشيعة: من هم أسوأ الناس في نظركم وعقيدتكم؟
لقالوا: إنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله.
إن أصحاب محمد هم أكثر الناس تعرضاً لسب الشيعة ولعنهم وطعنهم وبالذات أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة زوجتا النبي صلوات الله عليه، ولهذا ورد في دعاء صنمي قريش: "اللهم العن صنمي قريش -أبو بكر وعمر- وجبتيهما وطاغوتيهما، وابنتيهما -عائشة وحفصة .. الخ" وهذا دعاء منصوص عليه في الكتب المعتبرة. وكان الإمام الخميني يقوله بعد صلاة الصبح كل يوم.
عن حمزة بن محمد الطيار أنه قال: ذكرنا محمد بن أبي بكر عند أبي عبد الله -عليه السلام- فقال: "رحمه الله وصلى عليه، قال محمد بن أبي بكر لأمير المؤمنين يوماً من الأيام: أبسط يدك أبايعك، فقال: أو ما فعلت؟ قال: بلى، فبسط يده، فقال: أشهد أنك إمام مفترض طاعته، وإن أبي - يريد أبا بكر أباه - في النار" (رجال الكشي 61).
وعن شعيب عن أبي عبد الله -عليه السلام- قال: "ما من أهل بيت إلا وفيهم نجيب من أنفسهم، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء محمد بن أبي بكر" (الكشي 61).
وأما عمر فقال السيد نعمة الله الجزائري: "إن عمر بن الخطاب كان مصاباً بداء في دبره لا يهدأ إلا بماء الرجال" (الأنوار النعمانية 1/ 63).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/28)
واعلم أن في مدينة كاشان الإيرانية في منطقة تسمى "باغي فين" مشهداً على غرار الجندي المجهول فيه قبر وهمي لأبي لؤلؤة فيروز الفارسي المجوسي قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، حيث أطلقوا عليه ما معناه بالعربية "مرقد باب شجاع الدين" وباب شجاع الدين هو لقب أطلقوه على أبي لؤلؤة لقتله عمر بن الخطاب، وقد كتب على جدران هذا المشهد بالفارسي "مرك بر أبو بكر، مرك بر عمر، مرك بر عثمان" ومعناه بالعربية: "الموت لأبي بكر الموت لعمر الموت لعثمان".
وهذا المشهد يزار من قبل الإيرانيين، وتلقى فيه الأموال والتبرعات، وقد رأيت هذا المشهد بنفسي، وكانت وزارة الإرشاد الإيرانية قد باشرت بتوسيعه وتجديده، وفوق ذلك قاموا بطبع صورة المشهد على كارتات تستخدم لإرسال الرسائل والمكاتيب.
روى الكليني عن أبي جعفر -عليه السلام- قال: " .. إن الشيخين -أبا بكر وعمر- فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين -عليه السلام- فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" (روضة الكافي 8/ 246).
وأما عثمان فعن علي بن يونس البياضي: "كان عثمان ممن يلعب به وكان مخنثاً" (الصراط المستقيم 2/ 30).
وأما عائشة فقد قال ابن رجب البرسي: "إن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة" (مشارف أنوار اليقين 86).
وإني أتساءل: إذا كان الخلفاء الثلاثة بهذه الصفات فلم بايعهم أمير المؤمنين -عليه السلام-؟ ولم صار وزيراً لثلاثتهم طيلة مدة خلافتهم؟ أكان يخافهم؟ معاذ الله.
ثم اذا كان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب مصاباً بداء في دبره ولا يهدأ إلا بماء الرجال كما قال السيد الجزائري، فكيف إذن زوجه أمير المؤمنين -عليه السلام- ابنته أم كلثوم؟ أكانت إصابته بهذا الداء، خافية على أمير المؤمنين -عليه السلام- وعرفها السيد الجزائري؟! .. إن الموضوع لا يحتاج إلى أكثر من استعمال العقل للحظات.
وروى الكليني: "إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا" (الروضة 8/ 135).
ولهذا أباحوا دماء أهل السنة وأموالهم فعن داود بن فرقد قال: "قلت لأبي عبد الله -عليه السلام-: ما تقول في قتل الناصب؟ فقال: حلال الدم، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل" (وسائل الشيعة 18/ 463)، (بحار الأنوار 27/ 231).
وعلق الإمام الخميني على هذا بقوله: فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه، وابعث إلينا بالخمس.
وقال السيد نعمة الله الجزائري: "إن علي بن يقطين وزير الرشيد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين، فأمر غلمانه وهدموا أسقف المحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل" (الأنوار النعمانية 3/ 308).
وتحدثنا كتب التاريخ عما جرى في بغداد عند دخول هولاكو فيها، فإنه ارتكب أكبر مجزرة عرفها التاريخ، بحيث صبغ نهر دجلة باللون الأحمر لكثرة من قتل من أهل السنة، فانهار من الدماء جرت في نهر دجلة، حتى تغير لونه فصار أحمر، وصبغ مرة أخرى باللون الأزرق لكثرة الكتب التي ألقيت فيه، وكل هذا بسبب الوزيرين النصير الطوسي ومحمد بن العلقمي فقد كانا وزيرين للخليفة العباسي، وكانا شيعيين، وكانت تجري بينهما وبين هولاكو مراسلات سرية حيث تمكنا من إقناع هولاكو بدخول بغداد وإسقاط الخلافة العباسية التي كانا وزيرين فيها، وكانت لهما اليد الطولى في الحكم، ولكنهما لم يرتضيا تلك الخلافة لأنها تدين بمذهب أهل السنة، فدخل هولاكو بغداد وأسقط الخلافة العباسية، ثم ما لبثا حتى صارا وزيرين لهولاكو مع أن هولاكو كان وثنياً.
ومع ذلك فإن الإمام الخميني يترضى على ابن يقطين والطوسي والعلقمي، ويعتبر ما قاموا به من أعظم الخدمات الجليلة لدين الإسلام.
وأختم هذا الباب بكلمة أخيرة وهي شاملة وجامعة في هذا الباب قول السيد نعمة الله الجزائري في حكم النواصب (أهل السنة) فقال: "إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية، وإنهم شر من اليهود والنصارى، وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة" (الأنوار النعمانية 2/ 206 - 207).
وهكذا نرى أن حكم الشيعة في أهل السنة يتلخص بما يأتي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/29)
أنهم كفار، أنجاس، شر من اليهود والنصارى، أولاد بغايا، يجب قتلهم وأخذ أموالهم، لا يمكن الالتقاء معهم في شيء لا في رب ولا في نبي ولا في إمام ولا يجوز موافقتهم في قول أو عمل، ويجب لعنهم وشتمهم وبالذات الجيل الأول أولئك الذين أثنى الله تعالى عليهم في القرآن الكريم، والذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في دعوته وجهاده .. وإلا فقل لي بالله عليك من الذي كان مع النبي صلوات الله عليه في كل المعارك التي خاضها مع الكفار؟، فمشاركتهم في تلك الحروب كلها دليل على صدق إيمانهم وجهادهم فلا يلتفت إلى ما يقوله فقهاؤنا.
لما انتهى حكم آل بهلوي في إيران على أثر قيام الثورة الإسلامية وتسلم الإمام الخميني زمام الأمور فيها، توجب على علماء الشيعة زيارة وتهنئة الإمام بهذا النصر العظيم لقيام أول دولة شيعية في العصر الحديث يحكمها الفقهاء.
وكان واجب التهنئة يقع علي شخصياً أكثر من غيري لعلاقتي الوثيقة بالإمام الخميني، فزرت إيران بعد شهر ونصف -وربما أكثر- من دخول الإمام طهران إثر عودته من منفاه باريس، فرحب بي كثيراً، وكانت زيارتي منفردة عن زيارة وفد علماء الشيعة في العراق.
وفي جلسة خاصة مع الإمام قال لي: "سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم، سنسفك دماء النواصب ونقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم، ولن نترك أحداً منهم يفلت من العقاب، وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت، وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة، قبلة للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها، وما بقي إلا التنفيذ!! ".
ملاحظة:
اعلم أن حقد الشيعة على العامة -أهل السنة- حقد لا مثيل له، ولهذا أجاز فقهاؤنا الكذب على أهل السنة وإلصاق التهم الكاذبة بهم والافتراء عليهم ووصفهم بالقبائح.
والآن ينظر الشيعة إلى أهل السنة نظرة حاقدة بناء على توجيهات صدرت من مراجع عليا، وصدرت التوجيهات إلى أفراد الشيعة بوجوب التغلغل في أجهزة الدولة ومؤسساتها وبخاصة المهمة منها كالجيش والأمن والمخابرات وغيرها من المسالك المهمة فضلاً عن صفوف الحزب.
وينتظر الجميع -بفارغ الصبر- ساعة الصفر لإعلان الجهاد والانقضاض على أهل السنة، حيث يتصور عموم الشيعة أنهم بذلك يقدمون خدمة لأهل البيت صلوات الله عليهم، ونسوا أن الذي يدفعهم إلى هذا أناس يعملون وراء الكواليس. ((أ. هـ
2 - حقبه من التاريخ للشيخ عثمان الخميس
3 - كشف الجانيمحمد التيجاني للخميس ايضا
4 - اصول مذهب الشيعه الاماميه الاثني عشريه للشيخالقفاري (وهو كتاب ماتع جامع في بابه)
5 - مع الاثني عشريه في الاصول والفروعللسالوس
6 - كسر الصنم للبرقعي 7 - الخطوط العريضة التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الإثني عشرية" للسيد محب الدين الخطيب
تعرَّف بإيجازٍ على المبتدعة (الرافضة الإمامية) -
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ملف حول المبتدعة (الرافضة الإمامية) يسعف طالب العلم. وهو منقول من موقع (المنبر) جزاهم الله خيرا.
وها هو النص لمن أراد أن يقرأه على الشبكة:
--------------------------------
الشيعة الإمامية.
أولاً: الشيعة الإمامية:
هي فرقة لها عدة أسماء، فإذا قيل عنهم: الرافضة فهم الذين يرفضون إمامة الشيخين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ويسبون ويشتمون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا قيل عنهم: الشيعة فهم الذين شايعوا علياً رضي الله عنه على الخصوص، وقالوا بإمامته، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده، وإذا قيل لهم: الاثنا عشرية فلاعتقادهم بإمامة اثنتي عشر إماماً، آخرهم الذي دخل السرداب، وهو محمد بن الحسن العسكري، وإذا قيل لهم: الإمامية فلأنهم جعلوا الإمامة ركناً خامساً من أركان الإسلام، وإذا قيل لهم: جعفرية فلنسبتهم إلى الإمام جعفر الصادق، وهو الإمام السادس عندهم، الذي كان من فقهاء عصره، وينسب إليه كذبا وزوراً فقه هذه الفرقة.
ثانياً: أشهر شخصيات ومؤلفات الشيعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/30)
فنقول: إخواني في الله، من أشهر شخصيات الشيعة الإمامية هم الاثنا عشر إماماً الذين يتخذهم الشيعة الإمامية أئمة لهم، وهؤلاء الأئمة يبرؤون إلى الله تعالى من اعتقادات الشيعة، وما ينسبونه إليهم من كذب وزور وبهتان، حيث ترتِّبهم الشيعة الإمامية الاثنا عشرية على النحو التالي:
الإمام الأول: علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويلقبونه بالمرتضى، وكنيته أبو الحسن، وهو رابع الخلفاء الراشدين، وصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتله الضال المضل عبد الرحمن بن ملجم في مسجد الكوفة.
الإمام الثاني: الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، ويلقبونه بالمجتبى، وقيل: بالزكي، وكنيته أبو محمد.
الإمام الثالث: الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، ويلقبونه بالشهيد، وهو حقاً كذلك رضي الله عنه، وقيل: بسيد الشهداء، وكنيته أبو عبد الله.
الإمام الرابع: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ويلقبونه بالسجاد، وقيل: بزين العابدين، وكنيته أبو محمد.
الإمام الخامس: محمد بن علي بن الحسين، ويلقبونه بالباقر، وكنيته أبو جعفر.
الإمام السادس: جعفر بن محمد بن علي، ويلقبونه بالصادق، وكنيته أبو عبد الله.
الإمام السابع: موسى بن جعفر الصادق، ويلقبونه بالكاظم، وكنيته أبو إبراهيم.
الإمام الثامن: علي بن موسى بن جعفر، ويلقبونه بالرضا، وكنيته أبو الحسن.
الإمام التاسع: محمد بن علي بن موسى، ويلقبونه بالتقي، وقيل: بالجواد، وكنيته أبو جعفر.
الإمام العاشر: علي بن محمد بن علي، ويلقبونه بالنقي، وقيل: بالهادي وكنيته أبو الحسن.
الإمام الحادي عشر: الحسن بن علي بن محمد، ويلقبونه بالزكي، وقيل: بالعسكري وكنيته أبو محمد.
الإمام الثاني عشر والأخير: هو محمد بن الحسن العسكري، ويلقبونه: بالمهدي، وقيل: بالحجة القائم المنتظر وكنيته أبو القاسم، وهو الحجة الغائب عند الشيعة، وقيل: إنه ولد في سنة 256 للهجرة، وغاب غيبة صغرى سنة 260 للهجرة، وغيبة كبرى سنة 329 للهجرة، كما تعتقد الشيعة أيضاً أن هذا الإمام الثاني عشر قد دخل سرداباً في دار أبيه بسرّ من رأى ولم يخرج إلى الآن.
ننتقل ـ أحبتي في الله ـ إلى شخصيات أخرى للشيعة، ومن هذه الشخصيات:
عبد الله بن سبأ اليهودي، ويعد المؤسس الأول لمعتقدهم الفاسد، وهو يهودي من يهود اليمن، ويلقب بابن السوداء نسبة إلى أمه الحبشية. وقد أظهر الإسلام ليهدمه من الداخل، وهو أول من قال بأن القرآن جزء من تسعة أجزاء، وعِلمُه عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو الذي ألب الأحزاب على ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو أول من قال بالرجعة والبداء والنسيان على الله عز وجل، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
من شخصياتهم أيضاً علي بن إبراهيم القمي أبو الحسن الهالك في عام 307 للهجرة، والمشهور بتفسيره المسمى بتفسير القمي، وقد صرح فيه عدو الله بتحريف القرآن الكريم، كما له عدة مؤلفات مثل كتاب التاريخ، وكتاب الشرائع، وكتاب الحيض، وكتاب التوحيد والشرك، وكتاب فضائل أمير المؤمنين، وكتاب المغازي وغيرها من الكتب.
من شيوخهم أيضاً وأئمتهم محمد بن يعقوب الكليني أبو جعفر الهالك في عام 328 للهجرة، صاحب كتاب الكافي الذي ذكر فيه تحريف القرآن في اثنين وعشرين صفحة من هذا الكتاب في جزئه الأول والثاني فقط، وهو كتاب كبير يشتمل على أقسام ثلاثة: الأصول والفروع والروضة.
من شخصياتهم أيضاً ـ إخواني في الله ـ محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، والمعروف بالصدوق، الهالك في عام 381هـ، صاحب كتاب: "من لا يحضره الفقيه".
محمد بن الحسن الطوسي الهالك في عام 460هـ صاحب كتاب: "تهذيب الأحكام"، وكتاب: "الاستبصار"، وكتاب: "التبيان"، وكتاب: "الغيبة"، وكتاب: "أمالي الطوسي"، و"الفهرست"، و"رجال الطوسي".
الحاج ميرزا حسين محمد النوري الطبرسي من أئمتهم، الهالك في عام 1320هـ بالنجف، صاحب كتاب: "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب"، والذي يدعي فيه هذا الزنديق أن القرآن الكريم فيه تحريف وزيادة ونقصان، وقد طبع هذا الكتاب في دولة إيران عام 1289هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/31)
من شخصياتهم آية الله المامقاني، صاحب كتاب: "تنقيح المقال في أصول الرجال"، وهو إمامهم في الجرح والتعديل، وأطلق في هذا الكتاب على أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما لقب: الجبت والطاغوت، وقد طبع هذا الكتاب في عام 1352هـ بالمطبعة المرتضوية بالنجف.
من أئمتهم محمد باقر المجلسي شيخ الدولة الصفويّة في زمانه، الهالك في عام 1111هـ، صاحب كتاب: "بحار الأنوار". ومن أئمتهم أيضاً نعمة الله الجزائري الهالك في عام 1112هـ، وهو صاحب كتاب: "الأنوار النعمانية".
وأبو منصور الطبرسي الهالك عام 620هـ، صاحب كتاب: "الاحتجاج".
وأبو عبد الله المفيد الهالك عام 413هـ، صاحب كتاب: "الإرشاد"، وكتاب: "أمالي المفيد".
ومحمد بن الحسن العامري الهالك عام 1104هـ، صاحب كتاب: "الإيقاظ من الهجعة في إثبات الرجعة".
وننتقل إلى إمام من أئمتهم المعاصرين، وهو آية الله الخميني، واسمه: روح الله مصطفى أحمد الموسوي الخميني، هاجر جده أحمد من الهند إلى إيران عام 1885م، وكان مولد الخميني في قرية خمين، بالقرب من مدينة قم عام 1320هـ، وقتل والده بعد عام من ولادته، ولما قارب سن البلوغ ماتت أمه، فرعاه أخوه الأكبر، وقد كان من رجال الدين عند الشيعة، ومن مؤلفات الخميني كتاب: "كشف الأسرار" الذي يقول فيه عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما في (ص116) ما نصه: "إن أعمال عمر نابعة من أعمال الكفر والزندقة والمخالفات لآيات ورد ذكرها في القرآن" انتهى كلامه.
كما أن للخميني ـ إخواني في الله ـ كتاب: "تحرير الوسيلة"، وكتاب: "الحكومة الإسلامية" الذي يقول فيه في (ص13) ما نصه: "إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن، يجب تنفيذها واتباعها" انتهى.
وقد هلك الخميني في عام 1989م عن عمر يناهز التاسعة والثمانين عاماً. وقد أودع المقربون إليه جسده في نعش زجاجي، ووضعوه في أكبر ساحة في طهران عاريَ الوجه، يطوف حوله المريدون، وقد سار خلفه نحو عشرة ملايين رافضي، قد تزاحموا عليه بالمناكب، وهم يلطمون الخدود، وتضربون الصدور، كما قرر المتاجرون بجسد الخميني أن يبنوا عليه بنيانا تعلوه أرفع قبة في إيران، مطلية بالذهب، تشرف على قرية اختار لها ابنه أحمد اسما هو: روح الإسلام، وقد قيل: إن تكلفة هذه القبة قرابة السبعة مليارات من الدولارات في بلد به أكثر من خمسة ملايين عاطل.
ثالثاً: عقيدة الشيعة الإمامية في توحيد الربوبية:
أولاً: اعتقاد الشيعة الإمامية بأن الرب هو الإمام:
حيث تعتقد الشيعة بأن الرب هو الإمام الذي يسكن الأرض، كما جاء في كتابهم: "مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار" (ص59) أن علياً كما يفترون عليه قال: أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به، وكقول إمامهم العياشي في تفسيره المجلد (2/ 353) لقول الله تعالى: {وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا} [الكهف:110]، قال العياشي ما نصه: "يعني التسليم لعلي رضي الله عنه، ولا يشرك معه في الخلافة من ليس له ذلك ولا هو من أهله" انتهى كلامه.
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى شيخهم حسين الفهيد الأحسائي وهو ينادي علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويصفه بأنه وجه رب الكون عياذاً بالله تعالى، بل ويزعم حسين الأحسائي أن علياً بن أبي طالب رضي الله عنه هو الذي علَّم آدم عليه الصلاة والسلام كيف يتوب في الجنة عياذاً بالله تعالى من ذلك، ولاحظ ـ أخي في الله ـ أصوات النساء وهن يبكين بعد ندائه فاستمع ماذا يقول:
علي يا وجه رب الكون ... علي علمت آدم يتوب ...
ثانياً: اعتقاد الشيعة الإمامية بأن الدنيا والآخرة بيد الإمام:
وكذلك تعتقد الشيعة أن الدنيا والآخرة كلها للإمام يتصرف بها كيف يشاء، وقد عقد إمامهم الكليني في كتابه الكافي (1/ 407 - 410) باباً بعنوان: "باب أن الأرض كلها للإمام" جاء فيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "أما علمت أن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء؟! " انتهى كلامه.
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى أحد شيوخهم في الخليج وهو يغلو في فاطمة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما فيقول: لولا فاطمة لما خلق الله عز وجل علي بن أبي طالب ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولولا علي بن أبي طالب لما خلق الله محمداً صلى الله عليه وسلم، فاستمع ماذا يقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/32)
"فاطمة وما أدراك ما فاطمة، سيدة نساء العالمين، فاطمة الزهراء محور الخلق، يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، لولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما صلوا على محمد وآله".
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى شيخهم سيد الفالي الذي يقول في إحدى محاضراته: إن نبي الله عيسى عليه السلام يتشرف أن يكون عبداً من عبيد علي بن أبي طالب رضي الله عنه فاستمع ماذا يقول: "يا قوم قبل أيام كان عيد ميلاد السيد المسيح الذي يتشرف أن يكون عبداً لعلي بن أبي طالب، وقد ملأ المسيحيون الخافقين بعيد ميلاد المسيح، حتى في بلادنا الإسلامية .. لماذا تتعزّى عن علي بن أبي طالب؟ ما الذي ضرنا لو كنا نهتف باسمه؟ ".
ثالثاً: إسناد الحوادث الكونية لأئمتهم:
كما تسند الشيعة الحوادث الكونية التي لا يتصرف فيها إلا الله تعالى إلى أئمتهم، فكل ما يجري في هذا الكون من رعد وبرق وغير ذلك فأمره إلى أئمتهم كما ذكر ذلك إمامهم المجلسي في كتابه "بحار الأنوار" (27/ 33) عن سماعة بن مهران قال: كنت عندي أبي عبد الله عليه السلام فأرعدت السماء وأبرقت فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما إنه ما كان من هذا الرعد ومن هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم، قلت: من صاحبنا؟ قال: أمير المؤمنين عليه السلام.
رابعاً: اعتقاد الشيعة الإمامية أن علياً يركب السحاب:
وهذه العقيدة يتوافق بها الشيعة الإمامية والشيعة النصيرية التي سوف نفصِّل في درسها بإذن الله تعالى، فقد أثبت هذا شيخهم المجلسي في كتابه "بحار والأنوار" (27/ 34) أن علياً أومأ إلى سحابتين فأصبحت كل سحابة كأنها بساط موضوع، فركب على سحابة بمفرده، وركب بعض أصحابه على الأخرى وقال فوقها ما نصه: "أنا عين الله في أرضه، أنا لسان الله الناطق في خلقه، أنا نور الله الذي لا يطفأ، أنا باب الله الذي يؤتى منه حجته على عباده" انتهى.
خامساً: اعتقاد الشيعة الإمامية أن أئمتهم يعلمون الغيب:
وكذلك تعتقد الشيعة الإمامية ـ إخواني في الله ـ بأن أئمتهم يعلمون الغيب، حيث أقر هذه العقيدة شيخهم الكليني، إذ بوب في كتابه الكافي (1/ 258) باباً بعنوان" باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم"، وكذلك بوب في كتابه الكافي (1/ 260) باباً بعنوان: "باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء". وكذلك روى إمامهم المجلسي في كتابه "بحار الأنوار" (26/ 27 - 28) عن الصادق عليه السلام كذباً وزوراً أنه قال: "والله لقد أُعطينا علم الأولين والآخرين، فقال له رجل من أصحابه: جُعلتُ فداك أعندكم علم الغيب؟ فقال له: ويحك إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء" انتهى عياذاً بالله.
سادساً: اعتقاد الشيعة بأن أئمتهم ينزل عليهم الوحي:
وكذلك تعتقد الشيعة الإمامية بنزول الوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أئمتهم عن طريق جبريل عليه السلام، بل عن طريق ملك أعظم من جبريل وأفضل، فهم بذلك يشرعون ويعلمون الغيب، وكل ما هو كائن إلى يوم القيامة، وهذه العقيدة ـ إخواني في الله ـ متناثرة في كتب الشيعة ككتب الحديث والتفسير بروايات عديدة. فقد أورد إمامهم محمد بن الحسن الصفار المتوفى عام 290هـ للهجرة، والذي يعدونه من أصحاب الإمام المعصوم الحادي عشر، كما يعدونه من أقدم المحدثين لديهم، بالإضافة إلى أنه شيخ الكليني الذي يلقب عندهم بحجة الإسلام، فقد روى إمامهم الصفار في كتابه المشهور "بصائر الدرجات الكبرى" والذي هو عبارة عن عشرة أجزاء أخباراً كثيرة لا تحصى ولا تعد في إثبات نزول الوحي على أئمتهم عن طريق الملائكة الكرام، ففي الباب السادس عشر من الجزء الثامن: "باب في أمير المؤمنين أن الله ناجاه بالطائف وغيرها ونزل بينهما جبريل"، روى تحت هذا الباب قرابة عشر روايات، منها عن حمران بن أعين قال: "قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جُعلت فداك، بلغني أن الله تبارك وتعالى قد ناجا علي عليه السلام، قال: أجل قد كان بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبريل" انتهى لفظه.
هذا ـ إخواني في الله ـ في كتاب "بصائر الدرجات الكبرى" لإمامهم الصفار الجزء الثامن الباب السادس عشر (ص430) طبعة إيران.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/33)
كما أن هذا الأمر لا يختص به علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بل يشاركه فيه جميع الأئمة عند الشيعة الاثنا عشرية، كما روى الصفار في كتابه: "بصائر الدرجات" في الجزء التاسع تحت عنوان: "الباب الخامس عشر: في الأئمة عليهم السلام أن روح القدس يتلقاهم إذا احتاجوا إليه"، يعني جبريل عليه السلام. وقد روى تحت هذا الباب قريباً من ثلاث عشرة رواية منها: عن أسباط عن أبي عبد الله جعفر أنه قال: قلت: تُسأَلون عن الشيء فلا يكون عندكم علمه، قال: ربما كان ذلك، قلت: كيف تصنعون؟ قال: تلقانا به روح القدس". وكذلك ذكر الصفار في كتابه "بصائر الدرجات" عن أبي عبد الله أنه قال: "إنا لنزاد في الليل والنهار، ولو لم نزد لنفد ما عندنا" يعني: لو لم ينزل علينا الوحي ولم نزِد في هذا العلم في الليل والنهار لانتهى ما عندنا، قال أبو بصير: جُعلت فداك من يأتيكم به؟ قال: إن منا من يعاين أي يرى، وإن منا من ينقر في قلبه كيت وكيت، وإن منا لمن يسمع بأذنه وقعاً كوقع السلسلة في الطشت، قال فقلت له: من الذي يأتيكم بذلك؟ قال: خلق أعظم من جبريل وميكائيل" هذا في كتاب "بصائر الدرجات الكبرى" للصفار الباب السابع من الجزء الخامس (ص252).
وكذلك ـ إخواني في الله ـ روى الكليني مثل هذه العقيدة، في كتابه الكافي تحت عنوان: باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة عليهم السلام: "فعن أسباط بن سالم قال: سأل رجل من أهل بيتي أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا} [الشورى:52]، فقال: منذ أن أنزل الله عز وجل ذلك الروح ـ يعني: جبريل عليه السلام ـ على محمد صلى الله عليه وآله ما صعد إلى السماء وإنه لفينا، وفي رواية: كان مع رسول الله يخبره ويسدده، وهو مع الأئمة من بعده" انتهى.
هذا ـ إخواني في الله ـ في كتاب الكافي لحجة الإسلام عندهم محمد بن يعقوب الكليني في الأصول كتاب الحجة 1/ 273) طبعة طهران.
كما روى الكليني في كتابه الكافي في الأصول (1/ 261) طبعة إيران، عن أبي عبد الله قال: إني أعلم ما في السموات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة والنار، وأعلم ما كان وما يكون" انتهى.
وكذلك عقد شيخهم الحر العامري باباً في كتابه "الفصول المهمة في أصول الأئمة" باب أربعة وتسعين (ص145) جاء فيه ما نصه: "إن الملائكة ينزلون ليلة القدر إلى الأرض، ويخبرون الأئمة عليهم السلام بجميع ما يكون في تلك السنة من قضاء وقدر، وإنهم ـ أي: الأئمة يعلمون علم الأنبياء عليهم السلام".
واستمع ـ أخي في الله وحبيبي في الله ـ إلى أحد شيوخهم وهو يصرح بأن أئمتهم المعصومين يرون الملائكة، بل إن الملائكة الكرام خدمٌ عند أئمتهم المعصومين فاستمع ماذا يقول: "ونحن نعتقد أن الأئمة أيضاً كانوا يرون الملائكة، وهذا ليس من الشيء الغريب حتى واحد يستنكر علينا، لأن الملائكة مخلوقات مطيعة لله، والأنبياء والأئمة المعصومون [أفضل] المخلوقات، بيُمنهم رُزق الورى، فليس من العجيب والغريب أن تأتي إلى بيت النبي وبيت علي كخدم لهم هذه عقيدتنا".
سابعاً: اعتقاد الشيعة بأن جزءاً من النور الإلهي حل في علي رضي الله عنه:
وكذلك تعتقد الشيعة بأن جزءاً من النور الإلهي قد حل بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، كما نقل ذلك إمامهم الكليني في أصول الكافي (1/ 440): "قال أبو عبد الله: ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا"، ونقل أيضاً ما نصه: "ولكن الله خلطنا بنفسه".
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى أحد شيوخ الشيعة وهو يغلو في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فيذكر أنه هو الذي خلق مروان بن الحكم من دون الله تعالى فاستمع ماذا يقول: "مروان بن الحكم لعنه الله، صعد على منبر رسول الله في المدينة، وأخذ يشتم الإمام علي بن أبي طالب، والرواية موجودة في جوامع الكلم، يشتم الإمام علي بن أبي طالب، فبينما الناس جلوس إذ خرجت كفان من قبر رسول الله مكتوباً عليهما وقيل: يد واحدة مكتوباً عليها: أتشتم علي بن أبي طالب وهو الذي خلقك؟! أتشتم من خلقك؟! هذه العظمة ما تتخصص إلا في أناس، ومعاجز كرامات وألفاظ لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، لا تعد ولا تحصى، مستحيل أحد يحصيها، ومستحيل أحد أن يكون يعدّها تحويل الجماد إلى حياة، وتحويل الحياة إلى جماد من شأن أهل البيت".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/34)
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى منشد الشيعة المشهور باسم الكربلائي الذي يغلو في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حضور شيوخ الشيعة، حيث يصفه بأنه هو الذي يعلِّم جبريل عليه السلام، وأن اسم علي ذكر في التوراة والزبور والإنجيل، وأن سفينة نوح عليه السلام لم تسِر إلا بفعل علي بن أبي طالب، وأن آدم عليه السلام حينما عصى ربه في الجنة تقرب باسم علي رضي الله عنه، وأن علياً هو الذي رفع عيسى عليه السلام، وقبله إدريس عليه السلام، فاستمع هذا الغلو في قوله: " .... علي يا من علمت جبريل، اسمك نزل في التوراة والزبور والصحف والإنجيل، يا كوكب خُبَر مُسند إلى تحت العرش مسند لولاك أنفنى الإسلام، يا علي لا عابد ولا معبد، ولا سارت سفينة نوح ولا سجلت ... وآدم من عصى وأبعد باسمك يا علي تقرَّب، يا رافع لابن مريم عيسى وقبل عيسى إدريس، برد وسلام لإبراهيم، نار البسمة تلهب، إي والله علي عالي".
ثامناً: اعتقاد الشيعة الإمامية بأن الأعمال تعرض على الأئمة:
وكذلك يعتقد الشيعة الإمامية بأن أعمال العباد تعرض على الأئمة في كل يوم وليلة، كما نقل ذلك إمامهم وحجتهم الكليني في الأصول من الكافي (1/ 219)، عن الرضى عليه السلام: أن رجلاً: قال له: أدع الله لي ولأهل بيتي، فقال: "أولست أفعل؟! والله إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة" انتهى.
رابعاً: عقيدة الشيعة الإمامية في توحيد الألوهية:
أولاً: اعتقاد الشيعة بأن أئمتهم الواسطة بين الله وبين خلقه:
فتعتقد الشيعة الإمامية بأن أئمتهم الاثني عشر هم الواسطة بين الله وبين خلقه، حيث قال إمامهم المجلسي في كتابه "بحار الأنوار" (23/ 97) عن أئمتهم ما نصه: "فإنهم حجب الرب والوسائط بينه وبين الخلق"، وكما بوب شيخهم المجلسي في كتابه المذكور آنفاً باباً بعنوان: "باب أن الناس لا يهتدون إلا بهم ـ يعني: بالأئمة ـ وأنهم الوسائل بين الخلق وبين الله، وأنه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم" انتهى.
ثانياً: استغاثة الشيعة الإمامية بقبور أئمتهم:
حيث تستغيث الشيعة الإمامية بأئمتهم في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى، وأن أئمتهم الشفاء الأكبر والدواء الأعظم لمن استشفى بهم، كما قال المجلسي في كتابه "بحار الأنوار" (94/ 29) والمطبوع بدار إحياء التراث العربي في بيروت ما نصه: "إذا كان لك حاجة إلى الله عز وجل فاكتب رقعة على بركة الله، واطرحها على قبر من قبور الأئمة إن شئت أو فشدها واختمها واعجن طينا نظيفا واجعلها فيه، واطرحها في نهر جار أو بئر عميقة أو غدير ماء، فإنها تصل إلى السيد عليه السلام، وهو يتولى قضاء حاجتك بنفسه" انتهى.
ثالثاً: اعتقاد الشيعة الإمامية بأن أئمتهم لهم حق التحليل والتحريم في شرع الله تعالى:
وكذلك يعتقد الشيعة الإمامية ـ إخواني في الله ـ بأن أئمتهم لهم حق التحريم والتحليل والتشريع، حيث ذكر إمامهم الكليني في أصول الكافي (1/ 441)، والمجلسي في "بحار الأنوار" (25/ 340) ما نصه: "خلق الله محمداً وعلياً وفاطمة فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها، وأجرى طاعتهم عليها، وفوض أمورهم إليها، فهم يحلون ما يشاؤون ويحرمون ما يشاؤون" انتهى كلامه.
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى إمامهم المعاصر سيد الفالي، والذي يؤصِّل عقيدة الغلو في الأئمة حيث يذكر أن الذي يحاسب جميع الخلائق يوم القيامة هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حتى إنه يحاسب جميع علماء أهل السنة والجماعة، بل هو الذي يقسِّم الناس في اعتقادهم إلى الجنة أو إلى النار عياذاً بالله تعالى من هذا الكفر والضلال فاستمع ماذا يقول: "يوم القيامة أعمالنا تُعرض على ميزان الأعمال وهو أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه. إذاً فالمعنى صار واضح، ذُكر في زيارة الجامع الكبيرة، انظروا إخواني [يجمع] الكلمات، لازم، نحن الزيارات نتشرف بها، ولكن رجائي منكم يا شباب المجلس خصوصاً، الكبار الحمد لله أحسن يعرفوا، أنتم الشباب لما تقرؤوا الكلمة حققوا فيها، ما معنى أن تقف مقابل الإمام المعصوم تقول له: حساب الخلق إليكم، عليكم، إياب الخلق إليكم وحسابه عليكم، وفصل الخطاب عندكم، كل شيء يوم القيامة بأيديكم، حتى السنة حتى علماء كبار السنة لما يصل إلى أمير المؤمنين سلام الله عليه يقول: علي حبُّه جُنة، قسيم النار والجنة،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/35)
ما معنى قسيم النار والجنة، أمير المؤمنين هو الميزان، أمير المؤمنين يبين لك يقول لك: أنت من أهل الجنة إن شاء من أهل الجنة، أو من أهل النار والعياذ بالله".
رابعاً: عبادة الشيعة الإمامية لقبور أئمتهم، والذبح والنذر عندهم:
كذلك ـ إخواني في الله ـ فإن الشيعة الإمامية يعبدون قبور أئمتهم فيذبحون عندها وينذرون لها ويحلفون بها، ويطلبون منها حاجاتهم وحوائجهم، فيستغيثون بها، ويستعينون بها، كما يسجدون ويركعون عندها، وينذرون الأموال لهذه الأضرحة والمشاهد، حتى بلغ الأمر أن لكل قبر وضريح في إيران رقماً خاصاً به في البنوك تجتمع فيه النذور والتبرعات.
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى أحد شيوخهم في الخليج وهو يستغيث بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من دون الله عز وجل، بل ويطلبون منه قضاء حوائجهم وشفاء مرضاهم من دون الله سبحانه وتعالى فاستمع ماذا يقول: "عن قلوب ثابتة على الولاية مطمئنة بالولاية مطمئنة بأمير المؤمنين، ومفوضة الأمر هذه الليلة، كل هذه الوجوه المستنيرة مفوضة الأمر إليك يا علي بن أبي طالب، يستندون إليك يستغيثون بك، يفوضون أحوالهم مرضاهم، يفوضون حوائجهم، يفوضون كل الأحوال التي جرت عليهم إليك يا علي بن أبي طالب، نحن هذه الليلة نتوسل إليك يا أمير المؤمنين، فانظر إلى شيعتك بعين الرحمة، فانظر إلى شيعتك بعين الرأفة، محبيك بعين العطف، عندهم حاجات والليلة الجمعة يا علي، عندهم مرضى واليوم الجمعة يا علي، يا بعلي مظهراً عجائب تجده عوناً لك في النوائب كل هم وغم سينجلي بولايتك يا علي، يا والي الولي يا قاهر العدو، يا مظهر العجائب يا مرتضى علي، ما عندنا أحد نتجه إليه يا أمير المؤمنين، فنحن هذه الليلة نقسم عليك بمنحر أبي عبد الله، إلا أنك نظرت إلى مرضانا بنظرة الشفاء والعافية، ونظرت إلى المحتاجين بنظرة قضاء حوائجهم، وتيسير أمورهم، يا أمير المؤمنين يا وجيهاً عند الله، ادفع لنا عند الله نقسم عليك بحق رضيك الحوراء زينب، مولاتك الحوراء زينب، أقسم على أمير المؤمنين بزينب ما يخيبك أمير المؤمنين خصوصاً هذه الليلة، ليلة جمعة، ونحيي رزية من رزايا الحوراء زينب وبهذه الرزية تقسم على أمير المؤمنين".
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى أحد شيوخ الشيعة، وهو يذكر للحاضرين أن فاطمة الزهراء رضي الله عنها سوف توزِّع لهم في مجلسهم أوراق العتق والبراءة من نار جهنم، وصكوك تفريج الحاجات عياذاً بالله فاستمع ماذا يقول: "السيدة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء سلام الله عليها تتشكر بجهود الحريم المؤمنات الصالحات، نشارك في مجالس الحسين، خلي فاطمة الزهراء توزع عليكم الأوراق إن شاء الله أوراق البراء من النار، إن شاء الله أوراق العتق من نار جهنم، إن شاء الله أوراق قضاء الحوائج، ... إن شاء الله حوائجكم مقضية بقلوب مفحمة بالإيمان بالطيب، تروحون إلى بيوتكم والحمد لله، … قضيناها في مصابك أبا عبد الله تبكيك عيني.
خامساً: اعتقاد الشيعة الإمامية الاثنا عشرية أن قبر الحسين عليه السلام شفاء من كل داء:
فتعتقد الشيعة أيضاً أن قبر الحسين بن علي شفاء من كل داء، فقد ذكر شيخهم المجلسي قرابة من ثلاث وثمانين رواية، في كتابه "بحار الأنوار" عن تربة الحسين وفضائلها وأحكامها وآدابها ومنها قوله: "قال أبو عبد الله: حنكوا أولادكم بتربة الحسين فإنه أمان". وقال أيضاً: "ثم يقوم ويتعلق بالضريح ويقول: يا مولاي يا ابن رسول الله، إني آخذ من تربتك، بإذنك اللهم فاجعلها شفاء من كل داء، وعزاً من كل ذل، وأمنا من كل خوف، وغنىً من كل فقر" انتهى ما جاء في كتاب بحار الأنوار للمجلسي.
كما أفتى الخميني لأتباعه ومريديه بأن يأكلوا من تربة الحسين للاستشفاء بها، حيث أنه يرى لها فضيلة لا تلحق بها أي تربة، حتى تربة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال في كتابه تحرير الوسيلة (2/ 164) ما نصه: " يستشفى من الطين، طين قبر سيدنا أبي عبد الله الحسين عليه السلام للاستشفاء، ولا يجوز أكله بغيره ولا أكل ما زاد عن قدر الحمصة المتوسطة ولا يلحق به طين غير قبره، حتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم والأئمة عليهم السلام" انتهى كلام الخميني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/36)
أقول: إخواني في الله، قد غلت الشيعة الإمامية الاثنا عشرية في الحسين بن علي رضي الله عنهما، حتى إنك ترى ثلجات الماء التي يضعونها للشرب في شوارع وطرقات دولتهم إيران قد كتب عليها بهذه اللفظة: "بنو شيب بنام حسين" أي: "اشرب باسم الحسين" عياذاً بالله تعالى من هذا الشرك.
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى غلو الشيعة في الحسين رضي الله عنه حيث يقول أحد شيوخهم: إن جميع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وجميع الأوصياء لهم يوم القيامة شفاعة واحدة أما الحسين فله وحده تسع وتسعون شفاعة، عياذاً بالله تعالى من هذا الضلال، فاستمع ماذا يقول: "إخوان، قرأتُ في كتاب التكامل في الإسلام الجزء السادس، عما يتعلق بالحسين، يقول هذا العالم وهذا المؤلف الكبير أحمد أمين النجفي بالنصوص المعتبرة، التي يأخذها عن الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم، حينما يتكلم عن الحسين وشأن الحسين وشفاعة الحسين، يأتي بالخبر عن رسول الله، قال: إن يوم القيامة، الله تعالى يعطي جزءاً من شفاعة للأنبياء وللأوصياء وللحسين لوحده تسعا وتسعين".
سادساً: اعتقاد الشيعة بأن زيارة قبور أئمتهم أعظم من الحج:
كذلك ـ إخواني في الله ـ تعتقد الشيعة الإمامية بأن زيارة مشاهد وقبور أئمتهم أعظم من الحج إلى بيت الله العتيق، قال شيخهم وإمامهم الكليني في فروع الكافي (ص59) ما نصه: "إن زيارة قبر الحسين تعدل عشرين حجة، وأفضل من عشرين عمرة وحجة".
وسأبين لكم ـ إخواني في الله ـ مدى ما وصل إليه الشيعة الاثنا عشرية من غلوٍ فاحش في أئمتهم وزيارة قبور أئمتهم وذلك عندما أقرأ عليكم بعض أبواب وفهارس الكتب المعتمدة عند الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، والتي تبين غلوهم في أئمتهم، ومن هذه الكتب ما يأتي: نقرأ في فهارس كتاب الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني طبعة دار التعارف بيروت. من فهارس هذا الكتاب ـ إخواني في الله ـ ما يأتي واسمع جيداً:
باب أن الأئمة عليهم السلام ولاة أمر الله وخزنة علمه.
باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل.
باب أن الأئمة عليهم السلام إذا شاءوا أن يعلموا علموا.
باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم.
باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء.
باب عرض الأعمال على النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام.
باب أن الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة.
باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم.
باب أن الأئمة عليهم السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها.
باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة عليهم السلام.
باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل عليهم السلام عياذاً بالله تعالى.
ننتقل إلى فهارس كتاب بحار الأنوار لمحمد باقر المجلسي طبعة دار إحياء التراث العربي في بيروت، من فهارس هذا الكتاب ـ إخواني في الله ـ ما يلي:
باب أن الله تعالى يرفع للإمام عموداً ينظر إلى أعمال العباد.
باب أنه لا يحجب عنهم ـ يعني الأئمة ـ شيء من أحوال شيعتهم وما تحتاج إليه الأئمة من جميع العلوم، وأنهم يعلمون ما يصيبهم من البلايا ويصبرون عليها، وأنهم يعلمون ما في الضمائر، وعلم المنايا والبلايا، وفصل الخطاب والمواليد.
هذا كله تعلمه الأئمة في عقيدة الشيعة الاثنا عشرية.
باب أن عندهم ـ أي الأئمة ـ جميع علوم الملائكة والأنبياء وأنهم أعطوا ما أعطاه الله الأنبياء وأن كل إمام يعلم جميع علم الإمام الذي قبله.
باب أنهم أعلم من الأنبياء عليهم السلام.
باب أنهم يعلمون متى يموتون، وأنه لا يقع ذلك إلا باختيارهم.
باب أحوالهم بعد الموت، وأن لحومهم حرام على الأرض، وأنهم يرفعون إلى السماء.
باب أنهم يظهرون بعد موتهم، ويظهر منهم الغرائب.
باب أن أسماءهم عليهم السلام مكتوبة على العرش والكرسي واللوح وجباه الملائكة وباب الجنة وغيرها.
باب أن الجن خدامهم يظهرون لهم ويسألونهم عن معالم دينهم.
باب أنهم يقدرون على إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وجميع معجزات الأنبياء عليهم السلام.
باب أن الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم، وأنهم يرونهم صلوات الله عليهم أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/37)
باب أنهم عليهم السلام لا يحجب عنهم علم السماء والأرض والجنة والنار، وأنه عرض عليهم ملكوت السموات والأرض ويعلمون علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة. أعوذ بالله من هذا الغلو الفاحش.
ننتقل ـ أحبتي في الله ـ إلى كتابهم الثالث، وهو كتاب بصائر الدرجات لأبي جعفر محمد بن الحسن الصفار طبعة الأعلمي في إيران، من فهارس هذا الكتاب الذي يدلل على غلوهم في هؤلاء الأئمة، ورفعهم إلى مرتبة الله عز وجل ما يأتي:
باب أن الأعمال تعرض على رسول الله والأئمة عليهم السلام.
باب عرض الأعمال على الأئمة الأحياء والأموات.
باب في أن الإمام يرى ما بين المشرق والمغرب.
باب في الأئمة أنهم يحيون الموتى ويبرئون الأكمه والأبرص بإذن الله.
باب في أمير المؤمنين أن الله ناجاه بالطائف، وغيرها ونزل بينهما جبريل، يعني: كان جبريل ينزل على قلب علي بن أبي طالب كما كان ينزل على قلب رسول الله، عياذاً بالله من هذا الكفر.
باب في علم الأئمة بما في السموات والأرض والجنة والنار وما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة.
ننتقل إلى كتاب كامل الزيارات لإمامهم جعفر بن محمد بن قولويه، وهذه بعض الأبواب ـ يا إخواني ـ من فهارس هذا الكتاب، تبين غلوهم في أئمتهم، والكتاب طبعة دار السرور في بيروت عام 1997 للميلاد، يعني الطبعة الحديثة فأقول:
باب من زار الحسين كان كمن زار الله في عرشه.
باب إن زيارة الحسين والأئمة عليهم السلام تعدل زيارة قبر رسول الله وآله.
باب إن زيارة الحسين تحط الذنوب.
باب إن زيارة الحسين تعدل عمرة.
باب إن زيارة الحسين تعدل حجة.
باب إن زيارة الحسين تعدل حجة وعمرة.
باب إن زيارة الحسين ينفس بها الكرب ويقضى بها.
باب ما يستحب من طين قبر الحسين وأنه شفاء.
باب إن طين قبر الحسين شفاء وأمان.
باب ما يقول الرجل إذا أكل طين قبر الحسين.
باب إن زائري الحسين يدخلون الجنة قبل الناس.
ننتقل إلى كتاب "نور العين في المشي إلى زيارة قبر الحسين" للإمام محمد بن حسن طبعة دار الميزان في بيروت، ومن أبواب هذه الفهارس ـ إخواني في الله ـ:
باب إن زائر الحسين عليه السلام يعطى له يوم القيامة نور يضيء لنوره ما بين المشرق والمغرب.
باب إن زيارته عليه السلام توجب العتق من النار.
باب إن زيارته غفران ذنوب خمسين سنة.
باب إن زيارة الحسين عليه السلام تعدل الإعتاق والجهاد والصدقة والصيام.
باب إن زيارة الحسين عليه السلام تعدل اثنتين وعشرين عمرة.
باب إن زيارة الحسين عليه السلام تعدل حجة لمن لم يتهيأ له الحج، وتعدل عمرة لمن لم تتهيأ له عمرة.
باب إن الله تبارك وتعالى يتجلى لزوار قبر الحسين عليه السلام ويخاطبهم بنفسه.
باب إن الله جل وعلا يزور الحسين عليه السلام في كل ليلة جمعة.
باب عن الأنبياء يسألون الله في زيارة الحسين عليه السلام، انظر إلى الغلو.
باب أن النبي الأعظم ـ يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ـ والعترة الطاهرة يزورون الحسين عليه السلام.
باب إن إبراهيم الخليل عليه السلام يزور الحسين عليه السلام.
باب إن موسى بن عمران سأل الله جل وعلا أن يأذن له في زيارة قبر الحسين عليه السلام.
باب الملائكة يسألون الله عز وجل أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين عليه السلام.
باب ما من ليلة تمضي إلا وجبريل وميكائيل يزورانه صلوات الله عليه.
باب إن زيارة الحسين عليه السلام تعدل ثلاثين حجة مبرورة متقبلة زاكية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
باب من زار قبر الحسين عليه السلام كان كمن زار الله فوق عرشه.
باب من زار قبر الحسين عليه السلام كان كمن زار الله فوق كُرْسيه.
باب من زار قبر الحسين عليه السلام كتبه الله في أعلى عليين، وأعوذ بالله من هذا الغلو، وهذا التقديس الفاحش في حق هؤلاء الأئمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/38)
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى شيخهم حسين الأحسائي وهو يذكر خطبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. تعتقد الشيعة الإمامية أن علياً رضي الله عنه قد قالها قبل موته والتي فيها من الشرك العظيم والكفر المبين ما تقشعر منه جلود المؤمنين الموحدين، فاستمع ماذا يقول: "من خطبة له صلى الله عليه وآله يقول فيها: أنا عندي مفاتيح الغيب لا يعلمها بعد رسول الله إلا أنا، أنا ذو القرنين المذكور في الصحف الأولى، أنا صاحب خاتم سليمان، أنا ولي الحساب، أنا صاحب الصراط والموقف، أنا قاسم الجنة والنار بأمر ربي، أنا آدم الأول، أنا نوح الأول، أنا آية الجبار، أنا حقيقة الأسرار، أنا مورِّق الأشجار، أنا مونع الثمار، أنا مفجِّر العيون، أنا مجري الأنهار، أنا خازن العلم، أنا طول الحلم، أنا أمير المؤمنين، أنا عين اليقين، أنا حجة الله في السموات والأرض، أنا الراجفة أنا الصاعقة، أنا الصيحة بالحق، أنا الساعة لمن كذب بها، أنا ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه، أنا الأسماء الحسنى التي أمر أن يُدعى بها، أنا ذلك النور الذي اقتبِس منه الهدى، أنا صاحب الصور، أنا مخرج من في القبور، أنا صاحب يوم النشور، أنا صاحب نوح ومُنجيه، أنا صاحب أيوب المبتلى وشافيه، أنا أقمت السموات بأمر بي، أنا صاحب إبراهيم، أنا سر الكليم، أنا الناظر في الملكوت، أنا أمر الحي الذي لا يموت، أنا ولي الحق على سائر الخلق، أنا الذي لا يبدَّل القول لدي، وحساب الخلق إلي، أنا المفوضَة إلي أمر الخلائق، أنا خليفة الإله الخالق، أنا سر الله في بلاده، وحجته على عباده، أنا أمر الله والروح كما قال سبحانه: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ ?لرُّوحِ قُلِ ?لرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبّى} [الإسراء:85]، أنا أرسيت الجبال الشامخات، وفجرت العيون الجاريات، أنا غارس الأشجار، ومخرج الألوان والثمار، أنا مقدر الأقوات، أنا ناشر الأموات، أنا منزل القبر، أنا منوِّر الشمس والقمر والنجوم، أنا أقيم القيامة، أنا ألقيم الساعة، أنا الواجب له من الله الطاعة، أنا سر الله المخزون، أنا العالم بما كان وما يكون، أنا صلوات المؤمنين وصيامهم، لنا صاحب بدر وحنين، أنا الطور أنا الكتاب المسطور، أنا البحر المسجور، أنا البيت المعمور، أنا الذي دعا الله الخلائق إلى طاعتي فكفرت وأصرت فمسخت، وأجابت أمة فنجت وأزلقت، أنا الذي بيدي مفاتيح الجنان، ومقاليد النيران، كرامة من الله، أنا مع رسول الله في الأرض وفي السماء، أنا المسيح حيث لا روح يتحرك ولا نفس يتنفس غيري، أنا صاحب القرون الأولى، أنا الصامت ومحمد الناطق، أنا جاوزت بموسى في البحر، وأغرقت فرعون وجنوده، وأنا أعلم هماهم البهائم ومنطق الطير، أنا الذي أجوز السموات السبع والأرضين السبع في طرفة عين، أنا المتكلم على لسان عيسى في المهد، أنا الذي يصلي عيسى خلفي، أنا الذي أنقلب في الصور كيف شاء الله".
خامساً: عقيدة الشيعة في توحيد الأسماء والصفات:
أولاً: الشيعة ـ إخواني في الله ـ هم نفاة في صفات الله:
ولذا فقد نفوا عن الله تعالى صفاته فقالوا: ليس لله سمع ولا بصر، وليس له وجه ولا يد، ولا هو داخل العالم ولا خارجه، ووافقوا بذلك شيوخهم من المعتزلة بل ألصقوا أسماء الله تعالى وصفاته بأئمتهم، كما روى إمامهم الكليني في الأصول من الكافي (1/ 143) قوله: "قال جعفر بن محمد عليه السلام في قوله تعالى: {وَللَّهِ ?لاسْمَاء ?لْحُسْنَى? فَ?دْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:80]، نحن والله الأسماء الحسنى يعني الأئمة التي لا يقبل الله من عباده عملاً إلا بمعرفتنا" انتهى.
ثانياً: اعتقاد الشيعة بأن القرآن مخلوق عياذاً بالله:
فكذلك فإن الشيعة الاثنا عشرية ـ إخواني في الله ـ وافقوا الجهمية، بأن القرآن مخلوق، فقد عقد شيخهم المجلسي في كتابه "بحار الأنوار" في كتاب القرآن بابا بعنوان: باب أن القرآن مخلوق ذكر فيه إحدى عشرة رواية على هذا المعتقد الفاسد الضال، وهو كفر صريح قد أجمع عليه أهل القبلة والملة والدين.
ثالثاً: إنكار الشيعة الإمامية رؤية الله يوم القيامة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/39)
فكذلك نفت الشيعة ـ إخواني في الله ـ رؤية الله يوم القيامة، وقد ذكر ذلك شيخهم ابن بابويه في كتابه التوحيد، وجمعها المجلسي في كتابه "بحار الأنوار" على أن الله تعالى لا يرى يوم القيامة، فوافقوا بذلك الجهمية والمعتزلة، والخوارج، وباقي الفرق الضالة المضلة.
سادساً: عقيدة الشيعة الإمامية الاثنا عشرية في القرآن الكريم:
فنقول ـ إخواني في الله ـ: القرآن الكريم هو المنزل من عند الله تعالى على قلب الإمام المعصوم الأوحد عند أهل السنة والجماعة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، المعجز في أسلوبه ونظمه، الذي فيه نبأ من قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم ما بيننا، هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم الذي لا تزيغ به الأهواء, ولا تلتبس به ألسنة الضعفاء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق من كثرة الترديد، ولا تنقضي عجائبه، من قال به ـ إخواني في الله ـ صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعي إليه هدي إلى صراط مستقيم، والذي تحدى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فصحاء العرب، وأرباب البلاغة وفرسان اللغة، إنه القرآن الكريم ـ إخواني في الله ـ الذي يعتقد فيه أهل السنة والجماعة بأنه كلام الله، الذي أنزله على قلب رسوله صلى الله عليه وسلم، من اعتقد أن فيه حرفاً زائداً أو ناقصاً فهو مرتد، قد خلع ربقة الإسلام من عنقه، ولا يقبل الله منه عدلاً ولا صرفاً يوم القيامة، هذا اعتقاد أهل السنة في هذا القرآن، فماذا تعتقد الشيعة الإمامية الاثنا عشرية في هذا القرآن؟
أقول ـ إخواني في الله ـ: إنهم يعتقدون أن القرآن الكريم قد وقع فيه التحريف والتبديل، والزيادة والنقص، بل إن الذي نقص هو ما يعادل ضعفي القرآن الموجود بين يدي أهل السنة، وأن الذي قام بهذه الجريمة بزعم الشيعة هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين، واستمع ـ أخي في الله ـ إلى الدكتور عدنان الوايل وهو من شيعة الكويت، كيف يحرف القرآن الكريم، أمام جموع من الشيعة في كلمة له، حينما قرأ قول الله تعالى: {يَـ?أَيُّهَا ?لرَّسُولُ بَلّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة:67]، حيث حرفها هذا الشيخ فحذف قوله تعالى: {مِن رَّبّكَ} ووضع مكانها قوله في علي اعتقاداً من الشيعة بأن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم هم الذين قاموا بذلك، فاستمع ماذا يقول: "الشوق يحدونا، الشوق هو الذي جاء بنا إلى هذا المكان، لا لكي نحتفل، ولكن لكي نجدد العهد بالولاية بسيدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه. عندما نزلت الآية: {يَـ?أَيُّهَا ?لرَّسُولُ بَلّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ?للَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ?لنَّاسِ} ".
فهذه روايات الشيعة التي تجاوزت أكثر من ألفي رواية منتشرة في كتبهم المعتمدة والأصلية، التي تصرح بتحريف القرآن الكريم، الذي هو بين يدي أهل السنة والجماعة، وقد نقل هذا الكفر وهذه الزندقة مشاهير أئمتهم وكبار شيوخ طريقتهم الضالة ومنهم إمامهم الأول الذي قال بتحريف القرآن هو علي بن إبراهيم القمي، وقد ذكر أن القرآن محرف في مقدمة تفسيره (1/ 36 - 37) طبعة دار السرور في بيروت حيث يقول إمامهم: "وأما ما هو على خلاف ما أنزل فهو قوله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِ?لْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ?لْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِ?للَّهِ} [آل عمران:110]، فقال أبو عبد الله عليه السلام لقارئ هذه الآية: خير أمة، يقتُلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن علي عليهم السلام؟! فقيل له: وكيف نزلت يا ابن رسول الله؟ فقال: إنما نزلت: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} " انتهى كلامه من تفسيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/40)
إمامهم الثاني ـ إخواني في الله ـ الذي قال بتحريف القرآن هو نعمة الله الجزائري، هذا المجرم الذي صرح بتحريف القرآن الكريم، على يد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، حيث يقول في كتابه الأنوار النعمانية (1/ 97) ما نصه: "ولا تعجب من كثرة الأخبار الموضوعة، فإنهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم قد غيروا وبدلوا ـ يقصد هنا الخبيث أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ في الدين ما هو أعظم من هذا، كتغييرهم القرآن وتحريف كلماته وحذف ما فيه من مدائح آل الرسول والأئمة الطاهرين" انتهى كلامه من كتابه الأنوار النعمانية.
ننتقل إلى إمامهم الثالث، الذي قال بتحريف القرآن وهو الفيض الكاشاني وهو من كبار مفسريهم ـ إخواني في الله ـ وصاحب كتاب الصافي، وهو من منشورات مكتبة الصدر في طهران بإيران، والذي بدأ كتابه باثنتي عشرة مقدمة، ذكر في المقدمة السادسة أن القرآن محرف، وجعل لهذه المقدمة عنوان: هو المقدمة السادسة في نبذ مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويل ذلك" انتهى.
وقال أيضاً في تفسيره السابق (1/ 49) ما نصه: "والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه ـ يعني ما هو كامل ـ كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مغير محرف، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة، منها اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع، ومنها لفظة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها"، طبعاً يعني بالمنافقين هنا هم الصحابة رضوان الله عليهم إلى أن قال: "ومنها غير ذلك وأنه ليس أيضاً على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم" انتهى كلامه.
ننتقل ـ أحبتي في الله ـ إلى إمامهم الرابع الذي قال بتحريف القرآن، وهو أبو منصور أحمد بن منصور الطبرسي، وهو كذلك قد صرح بتحريف القرآن الكريم على أيدي الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، حيث يقول في كتابه الاحتجاج (1/ 249) ما نصه: "إن الكناية عن أسماء أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ليست من فعله تعالى، وإنها من فعل المغيرين والمبدلين الذين جعلوا القرآن عضين، واعتاضوا الدنيا من الدين" انتهى.
ويقول كذلك في كتابه المذكور آنفاً (1/ 254) ما نصه: "ولو شرحت لك ما أسقط وحرف وبدّل ـ يعني في القرآن الكريم ـ مما يجري هذا المجرى لطال، وظهر ما تحضر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء" انتهى كلامه.
ننتقل ـ إخواني في الله ـ إلى إمامهم الخامس الذي قال بتحريف القرآن وهو محمد بن باقر المجلسي، الذي بوب في كتابه "بحار الأنوار" (89/ 66) باباً بعنوان: "باب التحريف في الآيات التي هي خلاف ما أنزل الله" انتهى كلامه.
وبالمناسبة ـ إخواني في الله ـ هذا الكتاب بحار الأنوار يتكون من مائة وعشر مجلد قام بجمعها هذا الرجل المجلسي وهو شيخ الدولة الصفوية، عامله الله بعدله وبما يستحق.
ننتقل ـ إخواني في الله ـ إلى إمامهم السادس الذي قال بتحريف القرآن وهو محمد بن محمد النعمان والملقب بالمفيد، الذي قال في كتابه أوائل المقالات (ص48، 49) ما نصه: "واتفقوا ـ يعني أئمة الشيعة ـ أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم" انتهى. ويعني هنا بأئمة الضلال الصحابة رضوان الله عليهم.
وقال أيضاً في كتابه السابق (ص525) ما نصه: "إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن، وما أحدثه الظالمون فيه من الحذف والنقصان"، ويقصد أيضاً هنا بالظالمين هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.
ننتقل ـ أحبتي في الله ـ إلى إمامهم السابع الذي قال بتحريف القرآن وهو أبو الحسن العاملي الذي قال في المقدمة الثانية لتفسيره مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار (ص36) ما نصه: "اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة وغيرها، أن هذا القرآن الذي في أيدينا، قد وقع فيه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من التغييرات، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات" انتهى كلامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/41)
ننتقل إلى إمامهم الثامن الذي قال بتحريف القرآن وهو سلطان محمد بن حيدر الخرساني والذي قال في كتابه بيان السعادة في مقامات العبادة، (1/ 12) ما نصه: "اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه ـ يعني: القرآن الكريم ـ بحيث لا يكاد يقع شك في صدور بعضها منهم ـ يعني من أصحاب رسول الله ـ" انتهى كلامه.
إمامهم التاسع الذي قال بتحريف القرآن هو مرزا حسين النوري الطبرسي والذي ألف كتابه فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" في عام 1292 للهجرة، وقد حصل لهذا الكتاب ضجة كبيرة بين أوساط علماء الشيعة؛ لأن خروج مثل هذا الكتاب يكون حجة لخصوم الاثنا عشرية، فقام مرزا حسين هذا المدعو بتأليف كتابه الثاني، الذي يدافع فيه عن كتابه الأول، وسماه "رد بعض الشبهات عن فضل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" وكان تأليف هذا الكتاب قبل هلاك هذا المجرم بسنتين تقريباً.
وقد ذكر الطبرسي في مقدمة كتابه فصل الخطاب في إثبات تحريف كلام رب الأرباب ما نصه حيث يقول: "وبعد: فيقول العبد المذنب المسيء حسين بن محمد تقي النور الطبرسي، جعله الله من الواقفين ببابه، المتمسكين بكتابه، هذا كتاب لطيف وسفر شريف في إثبات تحريف القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان ـ يعني: الصحابة رضوان الله عليهم ـ وسميته فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب، وجعلت له ثلاث مقدمات وبابين، وأودعت فيه من بدائع الحكمة ما تقر به كل عين" انتهى كلامه عياذاً بالله تعالى.
ننتقل ـ إخواني في الله ـ إلى إمامهم العاشر الذي قال بتحريف القرآن وهو محمد بن يعقوب الكليني، والذي ذكر في أصول الكافي في كتاب الحُجة، (1/ 284) ما نصه: "عن جابر قال: سمعت أبي جعفر عليه السلام يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزل الله تعالى إلا علي بن أبي طالب عليه السلام، والأئمة من بعده عليهم السلام" يعني: جمع القرآن في عقيدتهم محصور في علي بن أبي طالب والأئمة الإحدى عشر من بعده، أما الصحابة الذين حفظوا هذا القرآن فهؤلاء لا يؤمنون بهذا الجمع ولا بهذا القرآن الذي يعتقده أهل السنة والجماعة.
ننتقل ـ أحبتي في الله ـ إلى إمامهم الحادي عشر الذي قال بتحريف القرآن، وهو محمد بن مسعود والمعروف بالعياشي، حيث ذكر في تفسيره المشهور (1/ 25) ما نصه: "عن أبي عبد الله أنه قال: لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمَّين" انتهى، أي: لو لم يحرف القرآن الكريم بزعمهم، لوجدت أسماء الأئمة الاثني عشر موجودة.
أقول: إخواني في الله، إذاً لماذا تقرأ الشيعة الاثنا عشرية القرآن الذي بين أيدي أهل السنة والجماعة، مع اعتقادهم بأنه محرف، وكثير من أهل السنة يرون عامة الشيعة، إن لم يكن جل الشيعة يقرؤون القرآن وأهل السنة ينظرون إليهم؟! فكيف يقرؤون وهم يعتقدون أنه محرف.
أقول: هذا السؤال الذي يسأله أهل السنة يجيب عليه إمامهم ومرجعهم نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية (2/ 360) حيث يقول هذا الإمام جواباً على سؤال أهل السنة ما نصه: "فإن قلت: كيف جاز القراءة في هذا القرآن مع ما لحقه من التغيير قلت: قد روي في الأخبار أنهم عليهم السلام ـ يعني: الأئمة ـ أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها، والعمل بأحكامه، حتى يظهر مولانا صاحب الزمان، فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس، ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين عليه السلام، فيقرأ ويعمل بأحكامه" انتهى كلامه.
إذاً الجواب واضح حينما يسأل أهل السنة والجماعة: لماذا تقرأ الشيعة هذا القرآن المحرف عندهم؟! لأن أئمتهم أمروهم بهذا، حتى يخرج صاحب السرداب محمد بن الحسن العسكري، فينزع هذا القرآن ويرفعه، ثم يخرج القرآن الذي جمعه علي بن أبي طالب، فيحكم به الأرض عياذاً بالله تعالى من هذا الكفر ومن هذا النفاق.
سابعاً: عقيدة الشيعة في الصحابة رضوان الله عليهم:
ونتكلم أولاً عن فضل الصحابة رضوان الله عليهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/42)
فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ إخواني في الله ـ هم خير الخليقة بعد الأنبياء والمرسلين، وهم الذين اصطفاهم الله تعالى لصحبة نبيه وخليله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا خير أصحاب وخير أصهار، مدحهم الله تعالى في كتابه الكريم، وأثنى عليهم وعلى ما حملوه من إيمان عظيم، فقال تعالى مبيناً حقهم وعظيم أجرهم: {وَ?لسَّـ?بِقُونَ ?لاْوَّلُونَ مِنَ ?لْمُهَـ?جِرِينَ وَ?لانْصَـ?رِ وَ?لَّذِينَ ?تَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ ?للَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـ?تٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ?لانْهَـ?رُ خَـ?لِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذ?لِكَ ?لْفَوْزُ ?لْعَظِيمُ} [التوبة:100]. أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بذلوا الأموال والأرواح والمهج رخيصة في سبيل الله تعالى، حتى جعلت الواحد منهم يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (نحري دون نحرك يا رسول الله) فتفجرت بذلك دماؤهم الزكية، وتناثرت أشلاؤهم الطاهرة في الجهاد في سبيل الله، وهم يذبون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويرفعون كلمة التوحيد خفاقة، حتى انتشر الإيمان والإسلام في أرجاء المعمورة وأطرافها، واندحر الشرك ـ إخواني في الله ـ والإلحاد تحت سنابك خيولهم، فكانوا أحق الناس بكلمة التقوى وأهلها حيث قال الله تعالى عنهم: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ ?لتَّقْوَى? وَكَانُواْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} [الفتح:26]، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الصادقون في إسلامهم، أصحاب المنزلة الرفيعة والمكانة العلية، العدول الأثبات الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم ففد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه)) رواه الترمذي.
ولهذا إخواني في الله، أجمع أهل السنة والجماعة على فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يخالف في ذلك إلا الشيعة الاثنا عشرية، حيث حكموا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالردة والخروج من الدين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قال التستري وهو من كبار علمائهم في كتابه إحقاق الحق ما نصه: "كما جاء موسى للهداية، وهدى خلقاً كثيراً من بني إسرائيل وغيرهم، فارتدوا في أيام حياته، ولم يبق فيهم أحد على إيمانه سوى هارون عليه السلام، كذلك جاء محمد صلى الله عليه وسلم، وهدى خلقاً كثيراً، لكنهم بعد وفاته ارتدوا على أعقابهم" انتهى. كما ذكر الكليني في الكَافي والعياشي في تفسيره، والمجلسي في "بحار الأنوار" ما نسبوه كذباً وزوراً إلى محمد بن علي الباقر أنه قال: "كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة" انتهى.
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى أحد شيوخ الشيعة الإمامية وهو يقول: إن جميع الناس يعني: الصحابة رضوان الله عليهم قد ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أربعة عياذاً بالله تعالى، فاستمع ماذا يقول: "يقول الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام: ارتد الناس بعد الحسين إلا قليل، كما ارتد الناس بعد رسول الله إلا أربعة أشخاص، ارتد الناس بعد مقتل الحسين عليه الصلاة وأزكى السلام إلا قليل، هكذا كان الوضع عندما تسلَّم الإمام السجاد أزمة الأمور وأزمة العالم بأجمعه".
كما سأبين لك ـ أخي في الله ـ بعض أقوالهم في أعظم وأحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنرى مدى جراءة وافتراء وظلم الشيعة في حق الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وإلى أولهم:
عائشة رضي الله عنها فهي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق، الطاهرة المطهرة التي نشأت في بستان الطهر، وتربت في واحة العفة والحياء، حبيبة حبيب الله صلى الله عليه وسلم، وصديقة فراشه العفيفة المبرّأة من فوق سبع سموات، والتي مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه الشريف بين سحرها ونحرها، وريقه الشريف قد خالط ريقها، والتي قبض ودفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها وهو راضٍ عنها، والتي يقدمها أهل السنة والجماعة على عشائرهم وقبائلهم، بل والله على أمهاتهم وآبائهم لقربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحبه الشديد لها، حيث سئل صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال: ((عائشة)) رواه البخاري، والتي تغنى بها وبتقواها وبطهرها شعراء أهل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/43)
السنة، حتى قال قائلهم:
أكرم بعائشة الرضا من حرة بكر مطهرة الإزار حصانِ
هي زوج خير الأنبياء وبكره وعروسه من جملة النسوان
هي عرسه هي أنسه هي إلفه هي حبه صدقاً بلا ادهان
هذا هو اعتقاد أهل السنة والجماعة، أصحاب القلوب البيضاء في الطاهرة العفيفة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والتي نفديها بالأهل والعشائر ونقدمها على الآباء والأمهات لقربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحبه الشديد لها.
فماذا تعتقد الشيعة الإمامية الاثنا عشرية في حق هذه الطّاهرة المطهرة إخواني في الله ...
{مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَـ?ثًا} [النحل:92]، عائشة هي نكثت إيمانها" انتهى عياذاً بالله.
كما تعتقد الشيعة الاثنا عشرية في العفيفة الطاهرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأن لها باباً من أبواب النار تدخل منها عياذاً بالله، حيث ذكر إمامهم العياشي في تفسيره (2/ 243) ما أسنده إلى جعفر الصادق كذباً وزوراً أنه قال في تفسير قوله تعالى حكاية عن النار {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ} [الحجر:44]، قال: يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب ... إلى أن قال: والباب السادس لعسكر. يعني: هذا الباب السادس مخصص لعسكر.
أقول أحبتي في الله: وعسكر هو كناية عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، كما ذكر ذلك المجلسي في كتابه "بحار الأنوار"، ووجه الكناية عن هذا الاسم كونها كانت تركب جملاً في موقعة الجمل، يقال له: عسكر، هذا ـ إخواني في الله ـ اعتقاد الشيعة في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وننتقل إلى طعن الشيعة في أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما:
فأقول: إخواني في الله، أولاً: هما خير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيراه، فأبو بكر الصديق هو السابق إلى التصديق، والملقب بالعتيق، وهو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في الحضر والأسفار، ورفيقه الشفيق في جميع الأطوار، وضجيعه بعد الموت في الروضة المحفوفة بالأنوار، المخصوص في الذكر الحكيم حيث قال عالم الأسرار: {ثَانِيَ ?ثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى ?لْغَارِ} [التوبة:40]. أول الصحابة إسلاماً، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كذبه الناس، وواسى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وماله، حتى قال فيه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: ((إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت، وواساني بنفسه وماله)) رواه البخاري. أسلم على يديه صفوة الأصحاب، وأعتق بماله الكثير من الرقاب، سماه الرسول صلى الله عليه وسلم صديقاً، وما انتقل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه إلا وهو عنه راض.
أما عمر بن الخطاب فهو الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل، أفضل الصحابة بعد الصديق، أسلم فكان إسلامه عزاً للمسلمين، كان قوياً في دينه، شديداً في الحق لا تأخذه في الله لومة لائم، ثاقب الرأي، حاد الذكاء، جعل الله الحق على لسانه وقلبه، تولى الخلافة بعد الصديق، فكانت خلافته فتحاً للإسلام، حيث تهاوت في أيامه عروش كسرى وقيصر، والذي قال فيه الحبيب صلى الله عليه وسلم: ((بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر، فذكرت غيرته فوليت مدبراً)) فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟! رواه البخاري.
فهذا ـ إخواني في الله ـ أبو بكر الصديق وهذا عمر الفاروق رضي الله عنهما بكل هذه الفضائل والمناقب والمحاسن، فماذا تعتقد الشيعة الإمامية الاثنا عشرية في حق هذين الإمامين العظيمين؟
أقول: إخواني في الله، إن الشيعة الإمامية تعتقد بوجود لعنهما، وقد افترت الشيعة الاثنا عشرية أدعية كثيرة في شتم وسب ولعن الشيخين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ونثروها في كتبهم، ومن هذه الأدعية التي تروجها الشيعة ما يسمى بدعاء صنمي قريش، والذي يلعنون فيه أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وابنتيهما أمهات المؤمنين عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر رضي الله عنهم أجمعين. وسأستعرض لك ـ أخي في الله ـ دعاء صنمي قريش عند الإمامية الاثنا عشرية كاملاً، ونصه موجود في كتاب "بحار الأنوار" للمجلسي (85/ 260) الرواية الخامسة باب رقم (33) جاء في هذا الدعاء ما نصه واسمع أخي في الله، يقولون: "اللهم العن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وإفكيهما وابنتيهما ـ يعني: حفصة وعائشة رضي الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/44)
عنهما ـ اللذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك وقلبا دينك وحرفا كتابك، وعطلا أحكامك وأبطلا فرائضك، وألحدا في آياتك وعاديا أولياءك، وواليا أعداءك وخربا بلادك، وأفسدا عبادك، اللهم العنهما وأنصارهما فقد أخربا بيت النبوة" عياذاً بالله. هذا كله ـ إخواني في الله ـ في أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة رضي الله عنهم أجمعين. ثم يقول هذا الدعاء: "وردما بابه ونقضا سقفه، وألحقا سماءه بأرضه، وعاليه بسافله، وظاهره بباطنه، واستأصلا أهله وأبادا أنصاره وقتلا أطفاله، وأخليا منبره من وصيه ووارثه، وجحدا نبوته، وأشركا بربهما فعظم ذنبهما ـ عياذاً بالله ـ وخلدهما في سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر، اللهم العنهم بعدد كل منكر أتوه وحق أخفوه ومنبر علوه ومنافق ولوه، ومؤمن أرجوه، وولي آذوه وطريد آووه، وصادق طردوه، وكافر نصروه، وإمام قهروه، وفرض غيروه وأثر أنكروه، وشر أضمروه، ودم أراقوه، وخبر بدلوه، وحكم قلبوه، وكفر أبدعوه وكذب دلسوه، وإرث غصبوه، وفيء اقتطعوه" عياذاً بالله تعالى من هذا الكفر ومن هذه الزندقة، كل هذا في حق أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة رضي الله عنهم أجمعين، انتهى هذا الدعاء يا إخواني.
وقد اهتم علماء الشيعة الإمامية بهذا الدعاء اهتماماً بالغاً، حيث قاموا بشرحه حتى بلغت شروحه أكثر من عشرة شروح، منهم شرح الإمام الكفحمين في كتابه "البلد الأمين"، والإمام الكاشاني في علم اليقين، والنوري الطبرسي في فصل الخطاب، والطهراني الحائري في مفتاح الجنان، والكركي في نفحات اللاهوت، وإمامهم المجلسي في بحار الأنوار، والتستري في إحقاق الحق، والحائري في كتابه إلزام الناصب، والمقصود بالناصب هو السني، وقد وضعوا له كذباً وزوراً وبهتاناً فضائل ومحاسن، ومن هذه الفضائل أن من قرأه مرة واحدة كتب الله له سبعين ألف حسنة. انظر، يشتم أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة ويكتب الله له سبعين ألف حسنة!!! فمن قرأ هذا الدعاء مرة واحدة كتب الله له سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف درجة، ويقضى له سبعون ألف ألف حاجة. هذا ثابت في كتابهم ضياء الصالحين (ص513) وأن من يلعن أبا بكر وعمر في الصباح لم يكتب عليه ذنب حتى يمسي، ومن لعنهما في المساء لم يكتب عليه ذنب حتى يصبح، عياذاً بالله تعالى من هذا.
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى أحد علماء شيعة الخليج وهو يسب أبا بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما، في مكالمة هاتفية بينه وبين أحد أتباعه من الشيعة حيث يشتم هذا الرافضي الخبيث أبا بكر وعمر، بل ويلعن أبو أسلافهم كما يقول ثم يصرح بعد ذلك أنه إذا ذهب إلى أهل السنة وضعوه فوق رؤوسهم فاستمع ماذا يقول: "أنا أسألك سؤالا: نحن ما نسب أبا بكر وعمر؟! نسب أو ما نسب؟! نسب أبا بكر وعمر ونلعن أبو أسلافهم، لكن لما نروح عند السنة ونحن نسبهم يحترموننا ويحطوننا فوق رؤوسهم، يا أخي كل الشيعة يسبون أبا بكر وعمر، هذا واضح ما فيه مغالاة".
ونتكلم بعد ذلك ـ إخواني في الله ـ عن طعن الشيعة في عثمان بن عفان رضي الله عنه ونتكلم قبلها عن فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه، فهو أفضل الصحابة بعد الصديق أبي بكر والفاروق عمر رضي الله عنهم أجمعين، زوَّجه الرسول صلى الله عليه وسلم بابنتيه الواحدة تلو الأخرى، ولهذا سمي بذي النورين، كان شديد الحياء رضي الله عنه، قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة)) رواه مسلم.
أسلم رضي الله عنه فكان من أتقى الناس، وأورع الناس، وأجود الناس. شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد، وتولى الخلافة بعد أبي بكر وعمر، فسار بالناس بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان قواماً صواماً كثير قراءة القرآن الكريم، بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ثلاث مرات، قتل وهو يقرأ القرآن الكريم رضي الله عنه وعن جميع الصحابة الكرام. فهذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه ذو النورين، صاحب الخصال الحميدة والأخلاق الفاضلة، فماذا تعتقد الشيعة الاثنا عشرية في حق هذا الصحابي الجليل.
أقول: إخواني في الله:
أولاً اعتقاد الشيعة بأن عثمان بن عفان من المنافقين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/45)
إن الشيعة يزعمون أن ذا النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه كان منافقاً يظهر الإسلام، ويبطن النفاق، عياذاً بالله تعالى. قال شيخهم نعمة الله الجزائري في كتابه "الأنوار النعمانية" (1/ 81) ما نصه: "عثمان كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله ممن أظهر الإسلام وأبطن النفاق" انتهى كلامه، كما أن شيوخ الشيعة ـ إخواني في الله ـ يوجبون على أتباعهم عداوة عثمان بن عفان رضي الله عنه، واستحلال عرضه واعتقاد كفره، كما قال شيخهم الكركي في كتابه "نفحات اللاهوت" ما نصه: "إن من لم يجد في قلبه عداوة لعثمان ولم يستحل عرضه، ولم يعتقد كفره، فهو عدو لله ورسوله كافر بما أنزل الله" انتهى كلامه.
ثانياً: اعتقاد الشيعة بأن عثمان بن عفان لا يهمه إلا فرجه وبطنه:
كذلك ـ إخواني في الله ـ تعتقد الشيعة الإمامية الاثنا عشرية أن ذا النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه لا يهمه إلا بطنه وفرجه، فقد روى الكليني في كتاب "الكافي" كذبا وزورا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في إحدى خطبه ما نصه: "سبق الرجلان ـ يعني: أبو بكر وعمر رضي الله عنهم ـ وقام الثالث ـ يعني: عثمان رضي الله عنه ـ وقام الثالث كالغراب، همته بطنه وفرجه يا ويحه لو قص جناحاه وقطع رأسه لكان خيراً له" انتهى كلامه.
فرضي الله تعالى عن الشهيد المظلوم ذي النورين عثمان بن عفان، وعامل الله من عاداه وأبغضه بعدله وانتقامه.
واستمع ـ أخي الحبيب ـ إلى شيخ من شيوخ الشيعة الإمامية وهو يقول لأتباعه في أحد دروسه، أننا نحن الشيعة نحقد على أبي بكر وعثمان، بل نكرههم ونلعنهم؛ لأنهم أعادوا المسلمين إلى الجاهلية الأولى عياذاً بالله تعالى، فاستمع ماذا يقول: "ولذلك نحن الشيعة إذا رأيتم نكره أبو بكر وعمر وعثمان صحابة الرسول وصاحبوا الرسول .. في الواقع نحن نحقد عليهم، ونبغضهم ونلعنهم لأنهم كانوا يعني بداية انحطاط الأمة، لأنهم قاموا بثورة مضادة للعودة بالمسلم عن الإسلام إلى القيم الجاهلية المادية السابقة".
واستمع ـ أخي الحبيب ـ إلى شيخ من شيوخ الشيعة الإمامية، وهو يخطئ رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لأنه مات ولم يوص بالخلافة لعلي بن أبي طالب بل يقول هذا الخبيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يتحمل تبعات ومسؤولية الفتن والضياع والبلبلة التي وقعت في هذه الأمة عياذاً بالله تعالى فاستمع ماذا يقول هذا الخبيث: "صلى الله عليك يا رسول الله، أخطأت خطأً كبيراً حين خرجت من الدنيا ولم توص إلا أحد تتحمل تبعات هذه الأمة، وأنت تتحمل مسؤولية هذه الأمة، وبلبلة هذه الأمة، وضياع هذه الأمة وفتنة هذه الأمة، هلا أوصيت يا رسول الله".
ثامناً: عقيدة الشيعة السرية في الطينة:
أقول: إخواني في الله، تعتقد الشيعة الاثنا عشرية بهذه العقيدة السرية لديهم والتي يتواصى كبار أئمتهم بكتمانها عن عوامهم، لأنه لو علم العامي منهم لأفسد عليهم البلاد والعباد، ومختصر هذه العقيدة هو أن الشيعي خلق من طينة خاصة أخذت من أرض طيبة طاهرة قد أجرى عليها الماء العذب سبعة أيام مع لياليها، أما المسلم السني والذي يسمونه الناصب فقد خلق من طين أسود ملعون منتن في غاية الفساد والعفونة، ثم تم الخلط بين الطينتين بوجه عام فما كان في الشيعي من المعاصي والجرائم فهو من تأثره بطينة السني، وما كان في السني من صلاح وتقوى فهو من تأثره بطينة الشيعي، فإذا كان يوم القيامة، فإن سيئات وكبائر الشيعة توضع في صحائف أهل السنة، وحسنات أهل السنة توضع في صحائف الشيعة، وقد ذكر هذه العقيدة الكثير من أئمتهم وشيوخهم كنعمة الله الجزائري في كتابه "الأنوار النعمانية" والمجلسي في كتابه "بحار الأنوار"، كما تولى تثبيت هذه العقيدة الفاسدة وإرسائها شيخهم الكليني في كتابه "الكافي"، والذي بوب لها بعنوان "باب طينة المؤمن والكافر"، ذكر فيها سبعة أحاديث في عقيدة الطينة هذه، وكذلك عقد المجلسي في كتابه "بحار الأنوار" باب بعنوان: "الطينة والميثاق" ذكر تحته سبعة وستين حديثاً، ليؤصل هذه العقيدة عند عوام الشيعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/46)
ومن هذه الروايات ما يقول إمامهم ما نصه: "يا إسحاق ـ وهو راوي الخبر ـ ليس تدرون من أين أتيتم؟ قلت: لا والله، جُعلت فداك إلا أن تخبرني فقال: يا إسحاق، إن الله عز وجل لما كان متفرداً بالوحدانية، ابتدأ الأشياء لا من شيء، فأجرى الماء العذب على أرض طيبة طاهرة سبعة أيام مع لياليها ثم نضب الماء عنها، فقبض قبضة من صفاوة ذلك الطين، وهي طينتنا أهل البيت، ثم قبض قبضة من أسفل ذلك الطين، وهي طينة شيعتنا، ثم اصطفانا لنفسه، فلو أن طينة شيعتنا تركت كما تركت طينتنها لما زنى أحد منهم، ولا سرق ولا لاط ولا شرب المسكر، ولا اكتسب شيئاً مما ذكرت، ولكن الله عز وجل أجرى الماء المالح على أرض ملعونة سبعة أيام ولياليها، ثم نضب الماء عنها، ثم قبض قبضة، وهي طينة ملعونة من حمأ مسنون ـ أي طين أسود متغير منتن ـ وهي طينة خبال وهي أعدائنا ـ يعني: أهل السنة ـ فلو أن الله عز وجل ترك طينتهم كما أخذها، لم تروهم في خلق الآدميين، ـ لاحظ وهذه نفس عقيدة اليهود الذين يعتقدون أن البشر لم يخلقوا على هيئة الآدميين إلا لكي يستطيعوا أن يخدموا اليهود، وإلا هم كالحمير هذا في اعتقاد اليهود والشيعة تتفق، لهذا يقولون ـ: لم تروهم في خلق الآدميين، ولم يقروا بالشهادتين، ولم يصوموا، ولم يصلوا، ولم يزكوا، ولم يحجوا البيت، ولم تروا أحداً بحسن خلقٍ، ولكن الله تبارك وتعالى جمع الطينتين طينتكم وطينتهم فخلطهما، وعركهما عرك الأديم، ومزجهما بالمائين، فما رأيت من أخيك من شر اللفظ أو زنا، أو شيء مما ذكرت من شرب مسكر أو غيره، ليس من جوهريته وليس من إيمانه، إنما هو بمسحة الناصب، ـ والناصب إخواني في الله يطلقونها على أهل السنة والجماعة ـ، إنما هو بمسحة الناصب، اجترح هذه السيئات التي ذكرت، وما رأيت من الناصب من حسن وجه، وحسن خلق، أو صوم أو صلاة أو حج بيت أو صدقة أو معروف، فليس من جوهريته، إنما تلك الأفاعيل من مسحة الإيمان اكتسبها ـ يعني من الشيعي ـ وهو اكتساب مسحة الإيمان. قلت: ـ أي يقول ذلك السائل لهذا الإمام ـ، قلت: جعلت فداك فإذا كان يوم القيامة فَمَهْ؟ يعني ماذا يكون، قال لي أي الإمام: يا إسحاق، أيجمع الله الخير والشر في موضع واحد؟! إذا كان يوم القيامة نزع الله عز وجل مسحة الإيمان منهم ـ يعني من أهل السنة ـ فردها إلى شيعتنا، ونزع مسحة الناصب بجميع ما اكتسبوا من السيئات فردها على أعدائنا وعاد كل شيء إلى عنصره الأول، قلت أي السائل: جعلت فداك تؤخذ حسناتهم فترد إلينا؟! يريد أن يتأكد، يعني هل تؤخذ حسنات أهل السنة وتوضع على شيعتنا؟! قلت: جعلت فداك تؤخذ حسناتهم فترد إلينا، وتؤخذ سيئاتنا فترد إليهم، قال أي الإمام: إي والله الذي لا إله إلا هو" انتهى من كتاب "بحار الأنوار" للمجلسي (5/ 247 - 248).
تاسعاً: عقيدة الشيعة في الغيبة:
وهذه العقيدة الشيعية ترجع في أصولها ـ إخواني في الله ـ إلى عقائد المجوس الذين يعتقدون أن لهم إماماً مهدياً حياً لم يمت، من ولد بشتاسِف بن بهراسف يدعى أبشاوثن، وانه قد اختفى وغاب في داخل حصن عظيم بين خرسان والصين.
كذلك تعتقد الشيعة الاثنا عشرية نفس هذه العقيدة المجوسية، وهي عقيدة الغيبة التي يقول عنها شيخهم القمي الملقب عندهم بالصدوق في كتابه إكمال الدين ما نصه: "من أنكر القائم عليه السلام في غيبته مثل إبليس في امتناعه في السجود لآدم" انتهى.
والغيبة ـ إخواني في الله ـ عند الشيعة هي أن إمامهم الحادي عشر الحسن العسكري قد ولد له ولد، هو محمد بن الحسن إمامهم الثاني عشر، وأن هذا الولد قد دخل سرداباً في دار أبيه بمدينة سر من رأى، وعمره خمس سنوات وغاب غيبتين غيبة صغرى وغيبة كبرى، فالغيبة الصغرى هي الغيبة التي كان السفراء الواسطة فيها بين هذا الإمام وبين بقية الشيعة، ولا يعلم بمكان هذا الإمام إلا خاصته من الشيعة، وقد كانت مدة هذه الغيبة أربعاً وسبعين سنة على خلاف بينهم في تحديد هذه المدة، أما الغيبة الكبرى ـ إخواني في الله ـ فهي التي اختفى فيها الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري عن السفراء، وعن خاصته من الشيعة بدخوله السرداب في دار أبيه، ومن أجل هذا فالشيعة يجتمعون كل ليلة بعد صلاة المغرب أمام باب السرداب، ويهتفون باسمه ويدعونه للخروج حتى تشتبك النجوم، وللشيعة الإمامية أدعية عند زيارة الإمام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/47)
الغائب ذكرها علماؤهم في كتبهم المعتمدة لديهم، ككتاب "بحار الأنوار" للمجلسي، وكتاب "كلمة المهدي" للشيرازي، وكتاب "المزار الكبير" لمحمد المشهدي، وكتاب "مصباح الزائر" لعلي بن طاووس، جاء فيها ما نصه: "ثم ائتي سرداب الغيبة، وقِف بين البابين، ماسكاً جانب الباب بيدك، ثم تنحنح كالمستأذن وسم وانزل، وعليك السكينة والوقار، وصل ركعين في عرضة السرداب، وقل: اللهم طال الانتظار وشمت بنا الفجار وصعب علينا الانتظار، اللهم أرنا وجه وليك الميمون، في حياتنا وبعد المنون، اللهم إني أدين لك بالرجعة، وبين يدي صاحبي هذه البقعة، الغوث الغوث الغوث، يا صاحب الزمان ـ عياذاً بالله تعالى من هذا الشرك ـ هجرتُ لزيارتك الأوطانِ، وأخفيت أمري عن أهل البلدان، لتكون شفيعاً عند ربي وربك إلى أن قالوا: يا مولاي يا ابن الحسن بن علي، جئتك زائراً لك" انتهى نص الدعاء.
عاشراً: عقيدة الشيعة في الرجعة:
وهي من العقائد التي تسربت وجاءت للشيعة الإمامية الاثنا عشرية عن طريق بعض الديانات الفارسية مثل: الديانة الزَرَادَشتية، وعقيدة الرجعة تعد من أصول دين الشيعة، بل ومن أشهر عقائدهم التي بينها علماؤهم في كتبهم القديمة والحديثة في أكثر من خمسين مؤلفاً، بل هذه العقيدة محل إجماع جميع الشيعة الإمامية، وأنها من ضروريات مذهب الإمامية.
وملخَّص هذه العقيدة أي: عقيدة الرجعة، هو رجوع وعودة إمامهم الثاني عشر صاحب السرداب محمد بن الحسن العسكري، والملقب عندهم بالحجة الغائب، فماذا سيفعل هذا الحجة الغائب بعد الرجعة؟ هذا ما سنذكره في الخطوات والفقرات التالية:
أولاً: هدم الحجرة النبوية وصلب الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما على يد مهدي الشيعة المنتظر:
حيث جاء في كتاب "بحار الأنوار" لإمامهم المجلسي (53/ 39) ما نصه: "وأجيء إلى يثرب، فأهدم الحجرة ـ يعني: الحجرة النبوية ـ وأخرج من بها وهما طريان ـ يعني: أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لأنهما دفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته وبجوار قبره ـ فآمر بهما تجاه البقيع، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما، فتورقان من تحتهما ـ يعني: تشتعلان ـ فيفتتن الناس بهما أشد من الأولى، فينادي مناد الفتنة من السماء: يا سماء أنبذي ويا أرض خذي، فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلا مؤمن" انتهى كلامه.
كما يؤكد ـ إخواني في الله ـ هذه العقيدة شيخهم الأحسائي في كتابه "الرجعة" (ص186) في رواية يرويها المفضل عن جعفر الصادق، وفيها ما نصه: "قال المفضل: يا سيدي، ثم يسير المهدي إلى أين؟ قال عليه السلام: إلى مدينة جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يعني: المدينة المنورة ـ فيقول أي: هذا المهدي في رجعته: يا معشر الخلائق هذا قبر جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولون: نعم يا مهدي آل محمد، فيقول: ومن معه في القبر؟ فيقولون: صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر، فيقول أي: الإمام: أخرجوهما من قبريهما، فيخرجان غضين طريين، فيكشف عنهما أكفانهما، ويأمر برفعهما على دوحة يابسة نخرة فيصلبهما عليها" انتهى كلامه عياذاً بالله تعالى.
وجاء في نص آخر في كتاب الأحسائي ما نصه: "وهذا القائم هو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللات والعزى ـ يعني: أبا بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ـ طريين فيحرقهما" انتهى كلامه.
ثانياً: مهدي الشيعة يقيم الحد على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
وهذا ما يفعله ـ إخواني في الله ـ مهديهم في رجعته المزعومة بأم المؤمنين الطاهرة المطهرة عائشة رضي الله عنها، حيث ذكر شيخهم الحر العاملي في كتابه "الإيقاظ من الهجعة" والمجلسي في "بحار الأنوار" عن عبد الرحمن القصير، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: "أما لو قد قام قائمنا ـ يعني: خرج الإمام في رجعته ـ لقد ردت إليه الحميراء، ـ والحميراء إخواني في الله تصغير الحمراء، وهي الطاهرة عائشة أم المؤمنين، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يناديها بهذا الاسم لشدة بياضها وجمالها رضي الله عنها ـ حتى يجلدها الحد" انتهى كلامه عياذاً بالله.
ثالثاً: الذي يفعله إمامهم المهدي، قتل الحجاج بين الصفا والمروة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/48)
فمن أعمال مهدي الشيعة المنتظر ـ إخواني في الله ـ والذي سيظهر في آخر الزمان في اعتقاد الشيعة هو قتل المسلمين الحجاج الأبرياء بين الصفا والمروة، فقد روى إمامهم المجلسي في "بحار الأنوار" (53/ 40) ما نصه: "كأني بحمران بن أعين وميسرة بن عبد العزيز يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة" انتهى.
رابعاً: قطع أيدي وأرجل المشرفين على الحرم على يدي مهدي الشيعة:
فعند خروج مهدي الشيعة ـ إخواني في الله ـ يقوم بتعذيب المشرفين على الحرمين الشريفين، زادهما الله عزاً وتشريفاً، وكل هذا الحقد الدفين لأنهم يقومون بخدمة حجاج بيت الله الحرام، وينظمون مسيرة الحج، ويهيئون المشاعر المقدسة لاستقبال زوار بيت الله تعالى، الذي أسأل الله عز وجل أن يوفق ولاة أمورنا في هذه البلاد لكل ما يحبه الله ويرضاه، وأن يجعلهم ممن يخدمون حجاج بيت الله عز وجل، إنه على كل شيء قدير.
فقد روى شيخهم النعماني في كتابه الغيبة ما نصه: "كيف بكم لو قد قطّعت أيديكم وأرجلكم وعلّقت في الكعبة، ثم يقال لكم: نادوا: نحن سراق الكعبة" انتهى كلامه. كما روى شيخهم المفيد في كتابه "الإرشاد" والطوسي في كتابه "الغيبة" ما نصه: "إذا قام المهدي هدم المسجد الحرام" إلى أن قال: "وقطع أيدي بني شيبة، وعلقها بالكعبة، وكتب عليها: هؤلاء سراق الكعبة" انتهى كلامه.
وجاء في نص ثالث لهم أنه يجرد السيف، أي: أن هذا الإمام الذي يخرج في الرجعة أنه يجرّد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجاً، فأول ما يبدأ ببني شيبة، فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة، وينادي مناديه: هؤلاء سراق الله، ثم يتناول قريشاً، فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف" انتهى كلامه من كتاب الغيبة.
خامساً: سرقة أموال أهل السنة واغتصابها:
كذلك من عقائد الشيعة الإمامية استحلال ممتلكات أهل السنة الذين يسمونهم بالنواصب، حيث يبيحون لأتباعهم الاستيلاء عليها كلما حانت لهم الفرصة وتيسّر طريق ذلك لهم، وهذه نفس عقائد اليهود الذين يستحلون أموال وأعراض الأمميين، والذي سوف نوضحه في درس اليهودية بإذن الله تعالى.
أقول: فقد روى إمامهم الطوسي في كتابه تهذيب الأحكام (1/ 384) ما نصه: "خذ مال الناصب ـ يعني: السني ـ حيثما وجدته، وادفع إلينا الخمس" انتهى كلامه. وقال أيضاً ما نصه: "مال الناصب وكل شيء يملكه حلال" انتهى كلامه.
واستمع ـ أخي الحبيب ـ إلى شيخهم المهاجري وهو يستنكر على بعض الشيعة التقارب مع أهل السنة في أسبوع الوحدة بين السنة والشيعة، فاستمع ماذا يقول: "يمرّ يوم الغدير ولا أحد يذكره نهائياً، خصوصاً إذا كان أسبوع الوحدة بين المسلمين، أسبوع وحدة فلازم نحن ما نذكر يوم الغدير، وما نذكر مظلومية أهل البيت، وما نذكر مظلومية الزهراء، لأن هذه تخدش مشاعر بقية المسلمين، لاحظ كيف، وقسم بلغ به الأمر للحفاظ على أسبوع الحدة أنه يقول للخطباء الحاضرين: أنتم الآن مقبلون على شهر محرم، وأنا أرى أن ذكر يزيد بن معاوية يسبب انشقاقاً بين المسلمين، فلا تذكروا يزيد، لاحظ، ذكر يزيد بن معاوية أنه قتل الحسين يسبب انشقاقاً بين المسلمين، وغير متصدعة أبداً بحيث ذكر عاشوراء يسبب انشقاقاً، أو أن ذكر معاوية يجرح مشاعر بني أمية، يا سلام على مشاعر بني أمية، إشلون يجرح مشاعرهم؟! لا تُذكر، وهكذا لما تعطي مجالاً بعد ذلك يقول لك: أترك كل شيء وخلاص، انتهى، هؤلاء بنو أمية ارفع رايتهم على المنبر، وانتهي الأمر، وبعد ذلك إلى جهنم وبئس المصير، تنزل معهم لأنه ما يصير تتركهم وحدهم في النار، لازم واحد يروح إلى جهنم معهم؟! يرى هناك الأمر كيف هو؟ عرفتم؟ سبحان الله، هكذا؟! لو كان من أجل الوحدة نترك إمامة أهل البيت وعصمة الزهراء!! كما قال أحدهم: نحن نتنازل عن عصمة الزهراء من أجل وحدة المسلمين، الله يلعن هذه الوحدة في الدنيا والآخرة".
سادساً: قذف الشيعة لحجاج بيت الله تعالى بالزنا وأنهم أولاد زنا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/49)
كما أن من عقيدة الشيعة الإمامية كره حجاج بيت الله تعالى، حتى إنهم يعدون الحجاج الذين يقفون في يوم عرفة من الزناة، فقد روى شيخهم وإمامهم الكاشاني في كتابه "الوافي" ما نصه: "إن الله يبدأ بالنظر إلى زوار الحسين بن علي عشية عرفة قبل نظره إلى أهل الموقف ـ يعني: الذين يقفون بعرفة ـ لأن أولئك ـ يعني: حجاج بيت الله ـ أولاد زنا، وليس في هؤلاء زناة" انتهى كلامه.
كذلك عقد شيخهم المجلسي في كتابه "بحار الأنوار" باباً لهذه العقيدة بعنوان: باب أنه يُدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وذكر فيه اثنتي عشرة رواية، كما جاء في كتاب "الكافي" لشيخهم الكليني ما يثبت هذه العقيدة حيث قال ما نصه: "إن الناس كلهم أولاد بغايا ـ يعني: أولاد زنا ـ ما خلا شيعتنا" انتهى كلامه.
كما ذكر إمامهم العياشي في تفسيره (2/ 237) ما نصه: "ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته، فإن علم أن المولود من شيعتنا حجبه من ذلك الشيطان، وإن لم يكن المولود من شيعتنا ـ يعني: من أهل السنة ـ أثبت الشيطان إصبعه في دبر الغلام، فكان مأبوناً ـ ومعنى المأبون إخواني في الله أي: المزني فيه عياذا بالله ـ، وفي فرج الجارية فكانت فاجرة" انتهى كلامه عياذاً بالله.
سابعاً: نزع الحجر الأسود من الكعبة، ونقله إلى مدينتهم المقدسة الكوفة:
فكذلك من عقائد الشيعة الإمامية نزع الحجر الأسود، وقلعه من مكة المكرمة شرّفها الله تعالى، وترحيله إلى مدينتهم المقدسة الكوفة، كما نقل ذلك إمامهم الفيض الكاشاني في كتابه الوافي ما نصه: "يا أهل الكوفة، لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب أحداً من فضل، مصلاكم بيت آدم، وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم ... إلى أن قال: ولا تذهب الأيام والليالي حتى ينصب الحجر الأسود فيه" انتهى كلامه.
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى شيعة الخليج وهم يستغيثون بإمامهم الغائب، ويطلبون منه العودة والخروج من السرداب، وذلك لأن أهل السنة والذين يسمونهم بالأعداء يحيطون بهم من كل مكان، ولاحظ ـ أخي في الله ـ تلك الأصوات التي سوف تسمعها والتي هي نتيجة لضرب صدورهم، فاستمع ماذا يقولون: "وينك، وينك، يا راعي العالم، ليه ما تجينا، ما تجينا، وينك، وينك، يا راعي العالم، ما تجينا ما تجينا .. ما تجي وتشوف حالي بعد عينك .... تحيط بي الأعداء بالضرب والرعوب، وامشي بالذلة بعد ما أنت .. تشوف .. على تلك الهزل حايرة ... ما فيهم رجل، غير والين علي بن الحسين، وحسيناه حجة الله".
حادي عشر: عقيدة الشيعة الإمامية في التقية:
فهي من أهم عقائد الشيعة الإمامية، بل هي ركن من أركان الدين عندهم والتقية ـ إخواني في الله ـ عند الشيعة كما يعرفها الخميني في كتابه "كشف الأسرار" هي: "أن يقول الإنسان قولاً مغايراً للواقع، أو يأتي بعمل مناقض لموازين الشريعة، وذلك حفاظاً لدمه أو عرضه أو ماله" انتهى كلامه.
أما عن مكانة هذه العقيدة في دين الشيعة الإمامية، فهي عندهم ليست رخصة من الرخص، بل هي ركن من أركان دينهم، كالصلاة أو أعظم، قال شيخهم ابن بابويه ما نصه: "اعتقادنا في التقية أنها واجبة، من تركها بمنزلة من ترك الصلاة" انتهى كلامه. كما عقد إمامهم الكليني في كتابه "الكافي" باباً خاصاً لهذه العقيدة بعنوان: "باب التقية"، ذكر فيها ثلاثة وعشرين حديثاً تؤيد هذه العقيدة، ثم ألحق باباً بعد هذا الباب ـ أي: بعد باب التقية ـ بعنوان: باب الكتمان، وذكر فيه ستة عشر حديثاً كلها تأمر الشيعة الإمامية بكتمان دينهم وعقيدتهم. وكذلك ذكر شيخهم المجلسي في كتابه "بحار الأنوار" مائة وتسع روايات، تقرر هذه العقيدة تحت باب عقده بعنوان: "باب التقية والمداراة".
ومن أمثلة عقيدة التقية مع أهل السنة، ما رواه شيخهم الصدوق عن أبي عبد الله أنه قال: "ما منكم أحد يصلي صلاة فريضة في وقتها، ثم يصلي معهم ـ يعني: يصلي مع أهل السنة ـ صلاة تقية وهو متوضئ إلا كتب الله لها بها خمساً وعشرين درجة فارغبوا في ذلك" انتهى كلامه.
كما أن الشيعة الاثنا عشرية يطلقون على ديار أهل السنة بدار التقية ويرون وجوب التقية فيها كما جاء في كتاب "بحار الأنوار" للمجلسي (75/ 411) ما نصه: "والتقية في دار التقية واجب" انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/50)
وكذلك يطلقون على ديار أهل السنة بدولة الباطل، كما ذكر المجلسي ما نصه: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يتكلم في دولة الباطل إلا بالتقية" انتهى كلامه من كتابه "بحار الأنوار" (75/ 412).
كما تعتقد الشيعة الإمامية ـ إخواني في الله ـ بوجوب مخالطة أهل السنة بعقيدة التقية، حيث أكد شيخهم الحر العاملي في كتابه "وسائل الشيعة" (11/ 479) هذه العقيدة تحت باب بعنوان "وجوب عشرة العامة ـ يعني: أهل السنة والعامة هم أهل السنة عند الشيعة ـ بالتقية" انتهى كلامه.
وجاء في كتاب "بحار الأنوار" للمجلسي ما نصه: "من صلى خلف المنافقين ـ والمنافقون هنا هم أهل السنة والجماعة ـ بتقية كان كمن صلى خلف الأئمة" انتهى كلامه.
نذكر الآن أمثلة لاستعمال الشيعة الإمامية لعقيدة التقية:
ومن هذه الأمثلة ما ذكره بعض علماء السنة، أن في قريتهم رجلاً من أهل السنة تزوج بامرأة شيعية، وقد كانت تظهر محبتها للسنة وأهلها، ثم حملت هذه المرأة وأنجبت طفلاً، فأمر هذا العالم والد الطفل أن يسميه عمر، فذهب الزوج إلى زوجته وهي مريضة بسبب متاعب الحمل، وقال لها: إني أريد تسمية ابني، فقالت المرأة بمنتهى الأدب: أنت أبو الولد والأمر إليك، فقال الوالد: إنني سميته عمر، فيقول الزوج بعد ذلك: يا عجب ما رأيت، لقد نهضت المرأة بسرعة مذهلة من فراشها، وصاحت بصوت مرتفع قائلة: لم تجد من الأسماء غير هذا الاسم؟! وذلك لأن الشيعة ـ إخواني في الله ـ يكرهون الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وكذلك من الدلائل المشاهدة والملموسة بين أهل السنة، هو اختلاط الكثير من هؤلاء الشيعة الإمامية ببعض أهل السنة لفترات طويلة، تصل إلى عدة سنين بدون أن يظهر هذا الرافضي عقيدته الفاسدة، وكل هذا تحت عقيدة التقية التي يدينون بها.
ثاني عشر: عقيدة الشيعة الاثنا عشرية في نكاح المتعة:
فتعريف نكاح المتعة عند الشيعة الإمامية هو الزواج المؤقت والاتفاق السري بين الرجل والمرأة، على ممارسة الجنس بينهما بشرط واحد فقط، وهو أن لا تكون المرأة في عصمة رجل آخر. وحينئذ يجوز نكاحها بعد أداء صيغة الزواج بين الرجل والمرأة المتمتع بها، حيث لا يحتاج الأمر فيه إلى شهود، ولا إلى إعلان، بل ولا حتى إلى إذن وليها.
قال شيخهم الطوسي في النهاية ما نصه: "يجوز أن يتمتع بها من غير إذن أبيها وبلا شهود ولا إعلان" انتهى كلامه.
وأما عن صيغة هذا الزواج ـ إخواني في الله ـ الذي تباح فيه فروج النساء عياذاً بالله عند الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، فهي كلمات يقولها الرجل أمام المرأة المتمتع بها عند الخلوة بها، فقد روى شيخهم الكليني في الفروع من كتابه الكافي (5/ 455): "أن جعفر الصادق سئل: كيف أقول لها إذا خلوتُ بها؟ ـ يعني: إذا خلا بهذه المرأة التي يريد أن يتمتع بها ـ، قال: تقول أتزوجك متعة على كتاب الله وسنة نبيه، لا وارثة ولا موروثة كذا وكذا يوم، وإن شئت كذا كذا سنة بكذا وكذا درهماً، وتسمي من الأجر ما تراضيتما عليه، قليلاً كان أم كثيراً" انتهى كلامه.
ننتقل إلى فضل نكاح المتعة ومكانته عند الشيعة الإمامية:
أقول: إخواني في الله، إن الشيعة الإمامية الاثنا عشرية قد وضعوا أحاديث وروايات ترغب وتدعو إلى نكاح المتعة، حتى جعلوا ممارسة هذه الفاحشة واستحلال فروج النساء سراً من أعظم القربات والطاعات التي يتقرب بها الشيعة إلى الله تعالى، فزعموا أن الله عز وجل يغفر للمتمتع بعد فراغه من هذه الجريمة، وقيامه من على هذه الفاحشة بقدر الماء الذي مر على رأسه عند اغتساله، فقد روى إمامهم المجلسي في كتابه "بحار الأنوار" (100/ 306) ما نصه: "عن صالح بن عقبة عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: للمتمتع ثواب؟ ـ هذا سائل يسأل ـ قال ـ أي الإمام ـ: إن كان يريد بذلك وجه الله تعالى وخلافاً على من أنكرها ـ يعني: على أهل السنة ـ لم يكلمها ـ يقصد هنا المرأة التي يرتكب معها هذه الفاحشة وهذه الجريمة التي تقدَّم وتعرض باسم الإسلام والدين ـ كلمة إلا كتب الله له بها حسنة، ولم يمد يده إليها ـ أي: إلى المرأة المتمتع بها ـ إلا كتب الله له حسنة، فإذا دنا منها غفر الله له بذلك ذنباً، فإذا اغتسل ـ أي بعد أن انتهى من هذه الجريمة والعياذ بالله ـ غفر الله له بقدر ما صب من الماء على شعره، قلت: ـ أي يسأل هذا ـ بعدد الشعر؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/51)
قال: بعدد الشعر" انتهى كلامه.
ننتقل إلى مقدار مهر المرأة المتمتع بها عند الشيعة الإمامية:
أقول: إخواني في الله، فإن الشيعة قد يسروا لنسائهم ورجالهم هذه الفاحشة، فيجزئ فيه مقدار درهم واحد فقط، أو حتى كف من طعام أو دقيق أو تمر، فقد روى شيخهم الكليني في الفروع من كتابه الكافي ما نصه: "عن أبي جعفر أنه سئل عن متعة النساء قال: حلال وإنه يجزئ فيه درهم فما فوقه" انتهى كلامه.
بل وصل ثمن جسد المرأة عند الشيعة الإمامية إلى أقل من ذلك، وذلك ببركة وتشجيع شيوخهم وأئمتهم، حيث جعلوا لهم ممارسة المتعة بالنساء لا تساوي سوى كف من دقيق. أو سويق تمر، يدفعها الشيعي لتلك الشيعية، ليستحل بعد ذلك فرجها عياذاً بالله تعالى. فقد روى شيخهم الكليني في الفروع من الكافي ما نصه: "عن أبي بصيرة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أدنى مهر المتعة ما هو؟ قال: كف من طعام دقيق أو سَوِيق تمر" انتهى كلامه.
وقد ذكرت مجلة الشراع الشيعية في عددها رقم (684) للسنة الرابعة أن رئيس دولة إيران رفسنجاني أشار إلى وجود ربع مليون لقيط ـ يعني: أكثر من (250) ألف طفل لقيط في إيران ـ، بسبب زواج المتعة، وهدد هذا الرئيس بمنع وتعطيل هذا النكاح، بسبب المشاكل التي خلفها، كما ذكرت الكاتبة شهلة الحائري في كتابها: "المتعة في إيران" حينما وصفت مدينة مشهد الشيعية الإيرانية، والتي شاع فيها زواج المتعة وانتشر، بأنها المدينة الأكثر انحلالاً على الصعيد الأخلاقي في آسيا" انتهى كلامها.
ويقول الإمام حسين الموسوي رحمه الله تعالى الذي تحول إلى مذهب أهل السنة بعد أن كان من أقرب تلاميذ الإمام الخميني، في كتابه "لله ثم للتاريخ" (ص 44) ما نصه: "وكم من متمتع جمع بين المرأة وأمها، وبين المرأة وأختها، وبين المرأة وعمتها أو خالتها وهو يدري"، يقول: "جاءتني امرأة يستفسر مني عن حادثة حصلت معها، إذ أخبرتني أن أحد السادة، وهو السيد حسين الصدر، كان قد تمتع بها قبل أكثر من عشرين سنة، فحملت منه، فلما أشبع رغبته منها فارقها، وبعد مدة رزقت ببنت، وأقسمت أي هذه المرأة أنها حملت منه هو، إذ لم يتمتع بها وقت ذاك أحد غيره، وبعد أن كبرت البنت وصارت شابة جميلة متأهلة للزواج، اكتشفت الأم أن ابنتها حبلى، فلما سألتها عن سبب حملها، أخبرتها البنت أن السيد المذكور استمتع بها فحملت منه، فدهشت الأم وفقدت صوابها، إذ أخبرت ابنتها أن هذا السيد هو أبوها، وأخبرتها القصة فكيف يتمتع بالأم، واليوم يأتي ليتمتع بابنتها التي هي ابنته هو، ثم جاءتني مستفسره عن موقف السيد المذكور منها ومن ابنتها التي ولدتها منه وما زال يقول الشيخ: إن الحوادث من هذا النوع كثيرة جداً، فقد تمتع أحدهم بفتاة تبين له فيما بعد أنها أخته من المتعة، ومنهم من تمتع بامرأة أبيه" انتهى كلام الإمام حسين الموسوي ـ رحمه الله تعالى ـ.
ننتقل ـ إخواني في الله ـ إلى فقرة تالية، وهي عدد النساء اللاتي يتمتع بهن الشيعي: كم عدد النساء التي يتمتع بهن الشيعي؟
أقول: فإن الشيعة الإمامية، قد فتحوا باب التعدد في نكاح النساء المتمتع بهن، وذلك لأنهن خليلات مستأجرات، فيجوز للشيعي أن يتمتع بأكثر من مائة امرأة شيعية، أربعة نسوة لا يكفينه، بل يجوز له أن يتمتع بالمئات من نساء الشيعة وفي وقت واحد، فقد روى شيخهم الكليني في الفروع من الكافي والطوسي في كتابيه الاستبصار والتهذيب ما نصه: "عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكرت له المتعة، أهي من الأربع؟ ـ يعني: هل هن من الأربع الحرائر؟ ـ فقال: ـ أي: قال ذلك الإمام ـ تزوج منهن ألفاً فإنهن مستأجرات" انتهى كلامه. وروى شيخهم الطوسي في كتابه الاستبصار ما نصه: "إن أبا جعفر قال: المتعة ليست من الأربع ـ يعني ليست من نساء الحرائر الأربع ـ لأنها لا تطلق ولا تورث ولا ترث، وإنما هي مستأجرة" انتهى كلامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/52)
وكذلك ـ إخوان في الله ـ تعتقد الشيعة الإمامية بأن المرأة المتمتع بها هي بمنزلة الجارية والأمة التي لا كرامة لها ولا حرية، بل هي بمثابة اللعبة التي تقضي أوقاتها بين أحضان الرجال، واحداً بعد الآخر، فقد روى إمامهم القمي في كتابه "من لا يحضره الفقيه" ما نصه: "عن محمد بن علي بن الحسين عن الفضيل بن يسار أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن المتعة فقال: هي كبعض إمائك ـ يعني: جواريك" انتهى كلامه.
ننتقل إلى موضوع مهم في نكاح المتعة، وهو أمر يشد الأنفس، وذلك هو التمتع بالعذارى والأبكار عند الشيعة الإمامية:
فإن الشيعة ـ إخواني في الله ـ وأنا أقول بعضهم لم يسلم من شذوذهم الجنسي حتى العذارى والأبكار، فقد أجازوا التمتع بهن بدون أخذ الموافقة من وليها، بشرط أن لا يحاول فضّ بكارتها، فقد روى إمامهم الكيليني في الفروع من الكافي (2/ 46) ما نصه: "عن زياد بن أبي الحلال قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا بأس أن يتمتع بالبكر ما لم يفض إليها كراهية العيب على أهلها" انتهى كلامه، يعني: لا يفض بكارتها، والرواية القادمة تؤكد هذا وتبينه.
أقول: وكذلك جاء في الفروع من الكافي ما نصه: "عن محمد بن أبي حمزة عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام في البكر يتزوجها الرجل متعة قال: ـ أي قال هذا الإمام ـ لا بأس ما لم يفتضها" انتهى كلامه.
ننتقل ـ إخواني في الله ـ إلى التمتع بالصبية الصغيرة عند الشيعة الإمامية الاثنا عشرية.
حيث أجاز شيوخ الشيعة التمتع بالطفلة الصغيرة، فقد روى إمامهم الطوسي في كتاب الاستبصار والكليني في الفروع من الكافي ما نصه: "سئل عن الجارية يتمتع بها الرجل قال: نعم إلا أن تكون صبية تخدع، قال: قلت: أصلحك الله فكم حد الذي إذا بلغت ولم تخدع قال: بنت عشر سنين" انتهى كلامه.
ننتقل ـ إخواني الله ـ إلى هذه القصة التي يقشعر منها جلد الموحدين، حيث روى العلامة حسين الموسوي رحمة الله عليه، وهو من أقرب تلاميذ الإمام الخميني في كتابه: "لله ثم للتاريخ"، والذي قتل رحمه الله تعالى بعد تأليفه لهذا الكتاب ما نصه يقول هذا الإمام: "لما كان الإمام الخميني مقيماً في العراق، كنا نتردد إليه، ونطلب منه العلم حتى صارت علاقتنا معه وثيقة جداً، وقد اتفق مرة أن وجهت إليه دعوة، فطلبني للسفر معه، فسافرت معه، فاستقبلونا وأكرمونا غاية الكرم، ولما انتهت مدة السفر ورجعنا وفي طريق عودتنا ومرورنا في بغداد أراد الإمام أن نرتاح من عناء السفر، فأمر بالتوجه إلى منطقة العطيفية، حيث يسكن هناك رجل إيراني الأصل يقال له: سيد صاحب، كان بينه وبين الإمام معرفة قوية. فرح سيد صاحب بمجيئنا وكان وصولنا إليه عند الظهر. فصنع لنا غداء فاخراً، واتصل ببعض أقاربه فحضروا، وازدحم منزله احتفاء بنا، وطلب سيد صاحب إلينا أن المبيت عنده تلك الليلة، فوافق الإمام، ثم لما كان العشاء، أتونا بالعشاء، وكان الحاضرون يقبلون يد الإمام ويسألونه ويجيب عن أسئلتهم، ولما حان وقت النوم، وكان الحاضرون قد انصرفوا إلا أهل الدار، أبصر الإمام الخميني صبية بعمر أربع سنوات أو خمس ولكنها جميلة جداً، فطلب الإمام من أبيها سيد صاحب إحضارها للتمتع بها، فوافق أبوها بفرح بالغ، فبات الإمام الخميني والصبية في حضنه ونحن نسمع بكاءها وصريخها. إلى أن قال الشيخ المهم أنه أمضى تلك الليلة ـ أي: الخميني ـ فلما أصبح الصباح وجلسنا لتناول الإفطار، نظر إلي ـ يعني نظر الإمام الخميني إلى حسين الموسوي ـ فوجد علامات الإنكار واضحة في وجهي، إذ كيف يتمتع بهذه الطفلة الصغيرة وفي الدار شابات بالغات راشدات. كان بإمكانه التمتع بإحداهن فلم يفعل، فقال لي: ـ يعني: الخميني ـ سيد حسين ما تقول في التمتع بالطفلة؟ فقلت له: سيد القول قولك والصواب فعلك وأنت إمام مجتهد، ولا يمكن لمثلي أن يرى أو يقول إلا ما تراه أنت أو تقوله. ومعلوم أني لا يمكنني الاعتراض وقت ذاك. فقال: ـ يعني: الخميني ـ سيد حسين، إن التمتع بها جائز ولكن بالمداعبة والتقبيل والتفخيذ أما الجماع فإنها لا تقوى عليه" انتهى كلام العلامة حسين الموسوي ـ رحمه الله ـ من كتاب "لله ثم للتاريخ".
ننتقل ـ إخواني في الله ـ إلى التمتع بالمرأة في دبرها عياذاً بالله عند الشيعة الإمامية الاثنا عشرية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/53)
فإن الشيعة الإمامية الاثنا عشرية يعتقدون بجواز إتيان النساء في أدبارهن، بل يرونه حقاً من حقوق الزوج الشيعي كما روى ذلك شيخهم الكيليني في الفروع من الكافي والطوسي في الاستبصار ما نصه: "عن الرضى أنه سأله صفوان بن يحيى أن رجلاً من مواليك أمرني أن أسألك قال: ـ أي الإمام ـ وما هي؟ قلت: الرجل يأتي امرأته في دبرها قال: ذلك له، قال: قلت له: فأنت تفعل؟ قال: إنا لا نفعل ذلك" انتهى كلامه.
كما أباح هذا الجريمة شيخ من شيوخهم في هذا العصر، وهو المدعو الخميني حيث قال في كتابه تحرير الوسيلة. (2/ 241) ما نصه: "والأقوى والأظهر جواز وطء الزوجة مع الدبر" انتهى كلامه.
ثالث عشر: أعياد الشيعة الإمامية الاثنا عشرية:
فإن للشيعة الإمامية ـ إخواني في الله ـ العديد من الأعياد والمناسبات التي يحتفلون بها، وينتظرونها بكل لهف وشوق، ومن هذه الأعياد والمناسبات ما يأتي:
عيد غدِير خُمْ وهو عندهم في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة ويفضلونه على عيدي الفطر والأضحى، ويسمونه بالعيد الأكبر وهم يصومون يومه.
عيد النَيْرُوز وهو من أعياد الفرس المجوس، ومعناه اليوم الجديد، وقد كان الفرس تعتقد أنه اليوم الذي خلق الله فيه النور، وبعضهم يزعم أنه أول الزمان الذي ابتدأ الفلك فيه بالدوران، وقد أفتى شيخهم الخميني بجواز الغسل والصيام في عيدي الغدير والنيروز، كما جاء في كتابه تحرير الوسيلة.
عيد بابا شجاع الدين، وهو أبو لؤلؤة المجوسي، الذي قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويزعمون أنه في اليوم التاسع من ربيع الأول، ويسمونه بيوم المفاخرة، ويوم التبجيل، ويوم الزكاة العظمى، ويوم البركة، ويوم التسلية، وهم يحتفلون فيه بمقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد هذا المجوسي الخبيث.
احتفالهم بيوم عاشوراء، وهو في اليوم العاشر من شهر محرم ويقيمون فيه حفلات العزاء والنياحة والجزع وضرب الصدور، وشج الرؤوس بالسيوف والخناجر والسلاسل. وكل هذا حزناً على مقتل الحسين رضي الله عنه.
رابع عشر: الخطة السرية للعلماء وآيات الشيعة الإمامية في تشييع المناطق والدول المجاورة لدولتهم إيران:
وقد قام بنشر هذه الخطة السرية والخطيرة في محتواها ومضمونها رابطة أهل السنة في إيران، كما نشرت في بعض الدوريات والمجلات التي توزع في بلاد أهل السنة، ومنها مجلة البيان في عددها رقم (123) لشهر ذي القعدة عام 1418 للهجرة، الموافق لشهر مارس عام 1998 للميلاد.
وهذه الخطة ـ إخواني في الله ـ هي عبارة عن رسالة سرية وجهت من المجلس الأعلى الثقافي لشورى الثورة الإيرانية إلى جميع المحافظين ورجال الدين في مختلف الولايات الإيرانية، وهي عبارة عن خطة زمنية طويلة المدى، تستغرق خمسين سنة، هدفها تشييع أهل السنة في المناطق الإيرانية، وكذلك تشييع الدول المجاورة لإيران، إضافة إلى السيطرة الكاملة على هذه الدول عقدياً واجتماعياً وثقافياً بل وعسكرياً، وذلك بمحاولة إطاحة هذه الدول وأنظمتها كدول الخليج العربي وغيرها من الدول.
نص المخطط الرافضي تشييع الدول المجاورة لإيران وعلى رأسها دول الخليج:
يقول نص الرسالة: "إذا لم نكن قادرين على تصدير ثورتنا إلى البلاد الإسلامية المجاورة، فلا شك أن ثقافة تلك البلاد الممزوجة بثقافة الغرب سوف تهاجمنا وتنتصر علينا، وقد قامت الآن بفضل الله وتضحية أمة الإمام الباسلة دولة الاثنا عشرية في إيران بعد قرون عديدة، ولذلك فنحن وبناءً على إرشادات الزعماء الشيعة المبجلين نحمل واجباً خطيراً وثقيلاً وهو تصدير الثورة، ولهذا فإننا خلال ثلاث جلسات وبآراء شبه إجماعية من المشاركين وأعضاء اللجان، وضعنا خطة خمسينية تشمل خمس مراحل، ومدة كل مرحلة عشر سنوات، لنقوم بتصدير الثورة الإسلامية إلى جميع الدول المجاورة ونوحد الإسلام أولاً.
أقول: إخواني في الله، أي لا يكون الممثل الوحيد للإسلام على وجه الأرض إلا العقيدة الرافضية الاثنا عشرية التي تكفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلعنهم وتتقرب إلى الله تعالى ببغضهم.
ثم تقول الخطة أيضاًً: لأن الخطر الذي يواجهنا من الحكام الوهابيين وذوي الأصول السنية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/54)
ولهذا ـ إخواني في الله ـ قالت المخابرات الإيرانية للعلامة الشيخ محمد صالح ضياء، قبل أن يمزقوه إرباً إرباً: إن الطلاب الذين أرسلتهم للدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة أخطر علينا من صواريخ صدام حسين.
ثم تقول الخطبة أيضاً: بناءً على هذا يجب علينا أن نزيد نفوذنا في المناطق السنية داخل إيران، وبخاصة المدن الحدودية، ونزيد من عدد مساجدنا والحسينيات، ونقيم الاحتفالات المذهبية أكثر من ذي قبل وبجدية أكثر، ويجب أن نهيئ الجو في المدن التي يسكنها تسعين إلى مائة في المائة من السنة، حتى يتم ترحيل أعداد كبيرة من الشيعة من المدن والقرى الداخلية إليها، ويقيمون فيها إلى الأبد للسكنى والعمل والتجارة.
ثم ننتقل مع هذه الخطة السرية ـ إخواني في الله ـ إلى الدول المجاورة، فتقول هذه الخطة: إذا استطعنا أن نزلزل كيان تلك الحكومات بإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، ونشتت أصحاب رؤوس الأموال في تلك البلاد، ونجذبها إلى بلادنا أو إلى بلاد أخرى في العالم، نكون بلا ريب قد حققنا نجاحاً باهراً وملفتاً للنظر، لأننا أفقدناهم تلك الأركان الثلاثة، وأما بقية الشعوب التي تشكل سبعين إلى ثمانين في المائة من سكان كل بلد، فهم اتباع القوة والحكم، ومنهمكون في أمور معيشتهم وتحصيل رزقهم من الخبز والمأوى. ولذا هم يدافعون عن من يملكون القوة، ولهذه المنطقة بالذات أهمية كبرى، سواءً في الماضي أو في الحاضر، كما أنها تعتبر حلقوم الكرة الأرضية من حيث النفط، ولا توجد في العالم نقطة أكثر حساسية منها، ويملك حكام هذه المناطق بسبب بيع النفط أفضل إمكانيات الحياة.
ثم تقسم ـ إخواني في الله ـ الخطة السرية الشيعية شعوب مناطق النفط إلى ثلاث فئات، فتقول الخطة: فئات شعوب المنطقة وسكان هذه البلاد هم ثلاث فئات:
الفئة الأولى هم البدو وأهل الصحراء الذين يعود وجودهم في هذه البلاد إلى مئات السنين.
والفئة الثانية هم الذين هاجروا من الجزر والموانئ التي تعتبر من أرضنا اليوم، وبدأت هجرتهم منذ عهد الشاه إسماعيل الصفوي.
والفئة الثالثة هم من الدول العربية الأخرى ومن مدن إيران الداخلية.
أما التجار وشركات الاستيراد والتصدير والبناء، فيسيطر عليها في الغالب غير المواطنين الأصليين، ويعيش السكان الداخليون من هذه البلاد على إيجار البنايات وبيع الأراضي وشرائها، وأما أقرباء ذوي النفوذ فهم يعيشون على الرواتب العائدة من بيع النفط، وقد قام كثير منهم بشراء الشقق وأسهم المصانع وإيداع رؤوس الأموال في أوربا وأمريكا، وخاصة في اليابان وانجلترا والسويد وسويسرا خوفاً من الخراب المستقبلي لبلادهم، إن سيطرتنا على هذه الدول تعني السيطرة على نصف العالم.
أسلوب تنفيذ الخطة المعدة: ولإجراء هذه الخطة الخمسينية يجب علينا بَادِئ ذي بدء أن نحسن علاقتنا مع دول الجوار، ويجب أن يكون هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم، وفي حال وجود علاقات ثقافية وسياسية واقتصادية بيننا وبينهم، فسوف يهاجر بلا ريب عدد من الإيرانيين إلى هذه الدول، ويمكننا من خلالهم إرسال عدد من العلملاء كمهاجرين ظاهراً، ويكونون في الحقيقة من العاملين في النظام، وسوف تحدد وظائفهم حين الخدمة والإرسال.
أقول: إخواني في الله، قد تكون هذه العلاقات الثقافية بتبادل العلوم والتعاون العلمي، من خلال الجامعات في دولة إيران، وجامعات الدول المجاورة لها، إضافة إلى فتح المجال للمفكرين والمثقفين والطلاب الشيعة في جامعات إيران لبث سمومهم وعقائدهم الضالة من خلال الأطروحات والزيارات العلمية التي تلقى في جامعات أهل السنة المستهدفة في هذه الخطة، وكل ذلك تحت ستار التعاون الثقافي المتبادل، أو تحت شعار تبادل التراث الإسلامي بين أبناء المنطقة الواحدة.
وقد تكون هذه العلاقات السياسية ـ إخواني في الله ـ بتبادل الخبرات في المجال العسكري، تحت ستار المصالح المشتركة أو استتاب الأمن في المنطقة، وعلى إثر ذلك يكون تبادل الخبراء العسكريين من الطرفين فيأتي الخبراء الإيرانيون على أنهم مستشارون في هذه القطاعات العسكرية الحساسة عند أهل السنة، ومن خلاله تتسرب المعلومات المهمة والحساسة عن وضع الجيوش المسلمة من حيث قوتها وعتادها وغير ذلك من الأمور الخطيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/55)
وقد تكون هذه العلاقات الاقتصادية التي جاءت في الخطة عن طريق التبادل التجاري الواسع على جميع المستويات، حيث احتمال قيام شركات كبيرة وضخمة ذات رؤوس أموال مشتركة شيعية سنية، إضافة إلى الزيارات الرسمية التجارية المتبادلة، والتي قد يتم تنسيقها عن طريق وزارة التجارة الإيرانية ونظيراتها في الدول المجاورة.
ثم تقول الخطة أيضاً ـ إخواني في الله ـ ما نصه: "مراحل مهمة في طريقنا:
أولاً: ليس لدينا مشكلة في ترويج المذهب في أفغانستان وباكستان وتركيا والعراق والبحرين، وسنجعل هذه الخطة العشرية الثانية هي الأولى في هذه الدول الخمس، وعلى ذلك فمن واجب مهاجرين ـ أي العملاء ـ والمكلفين في بقية الدول ثلاثة أشياء، أولاً شراء الأراضي والبيوت والشقق وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة لأبناء مذهبهم ليعيشوا في تلك البيوت ويزدادوا تعداداً للسكان.
أقول: إخواني في الله، وهذا تماماً نفس مخطط اليهود، وهو الذي يفعلونه تماماً في أرض الجهاد وأرض الشهداء، وأرض الأنبياء فلسطين، حيث توسعوا في بناء المستوطنات اليهودية حول القدس الشريف، وما زالوا في التوسع وعندها تصبح هذه الأراضي ملكاً شرعياً لهم، فيصعب إخراجهم منها بعد ذلك.
ثانياً: العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال في السوق والموظفين الإداريين خاصة الرؤوس الكبار والمشاهير والأفراد الذين يتمتعون بنفوذ وافر في الدوائر الحكومية.
ثالثاً: هناك في بعض هذه الدول قرى متفرقة في طور البناء، وهناك خطط لبناء عشرات القرى والنواحي والمدن الصغيرة الأخرى، فيجب أن يشتري هؤلاء المهاجرون العملاء الذين أرسلناهم أكبر عدد ممكن من البيوت في تلك القرى ويبيع في مراكز المدن، وبهذه الخطة تكون المدن ذات الكثافة السكانية قد أخرجت من أيديهم.
كما توصي الخطة السرية أبناءهم الشيعة، المتواجدين في الدول المجاورة بقولها: يجب حث الناس ـ أي الشيعة ـ على احترام القانون وطاعة منفذ القانون وموظفي الدولة، والحصول على تراخيص رسمية للاحتفالات المذهبية وبناء المساجد والحسينيات، لأن هذه التراخيص الرسمية سوف تطرح مستقبلاً على اعتبار أنها وثائق رسمية. ولإيجاد الأعمال الحرة يجب أن نفكر في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية، لنجعلها موضع المناقشة في المواقع الحساسة، ويجب على الأفراد في هاتين المرحلتين أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الأصدقاء، وتقديم الهدايا الثمينة.
أقول: إخواني في الله، قد يكون هؤلاء الأصدقاء هم من في المناصب الحساسة والمهمة في الدول المجاورة، من وزراء ورؤساء القطاعات العسكرية والتعليمية والاقتصادية وغيرها من الأماكن المهمة، بل قد يصل خبث هؤلاء الشيعة إلى إنشاء بعض العلاقات التجارية مع بعض أبناء الأسر الحاكمة، والذين قد يغرر بهم وهم لا يعلمون مخططات هؤلاء المنافقين الباطنيين، وقد تكون هذه الهدايا الثمينة ـ إخواني في الله ـ عبارة عن رشاوي وأموال تغدق على هؤلاء الأصدقاء لكي تشترى بها ذممهم ليخونوا بها دينهم وعقيدتهم وبلادهم عياذاً بالله تعالى، كما قد تكون هذه الهدايا الثمينة عبارة عن نساء مجندات فارسيات، يجدن اللغة العربية، ويتصفن بذكاء حاد وقوة للشخصية إضافة إلى جمال منتقى بمنتهى الخبث والدهاء، ليكون مصيدة لوقوع الفريسة المراد احتواؤها من الأصدقاء المغفلين عن طريق العلاقات السرية الداعرة والمشبوهة تحت ستار نكاح المتعة.
وتستمر الخطة السرية ـ إخواني في الله ـ فتقول: وعليهم أن يرغبوا الشباب ـ يعني: شباب الشيعة ـ بالعمل في الوظائف الحكومية والانخراط في سلك الجندية.
أقول: إخواني في الله، قد بدؤوا بالفعل الدخول في الكليات العسكرية، بعد تغيير أسمائهم التي تدل على عقيدتهم، وتسموا ببعض أسماء أهل السنة، حتى لا يتعرف أحد على مخططاتهم، وعلى سبيل المثال فإن الشيعة قد انتشروا في صفوف القوات المسلحة في إحدى الدول الخليجية حتى بلغت نسبتهم حوالي 30% من تعداد الجيش، ويزيدون بنسب أعلى في صفوف الضباط، أما عن سلاح الطيران في هذه الدولة المقصودة فقد بلغت نسبتهم فيه حوالي 40% بحيث يستطيع العاملون في هذا الجهاز استخدام من يشاؤون من هذه المطارات من أبناء جلدتهم وأبناء عقيدتهم، وبدون علم المسؤولين وولاة الأمر في تلك البلاد، وكذلك بدأت آثار انتشارهم في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/56)
قطاعات التعليم والصحة في الكثير من الدول المجاورة لدولتهم إيران، مما أخاف كثيراً من المخلصين والمراقبين، فقد دخلوا في مناصب مهمة وحساسة مثل سلك التدريس بجميع مستوياته الابتدائي والمتوسط والثانوي، وأصبحوا ذَوي تأثير على أبناء أهل السنة، كذلك تولى البعض منهم وظائف طبية حساسة في المختبرات وغرف العمليات، وأقسام الأشعة في مستشفيات أهل السنة.
وتستمر الخطة السرية الخبيثة ـ إخواني في الله ـ فتقول: وفي النصف الثاني من هذه الخطة العشرية، يجب بطريقة سرية غير مباشرة استثارة علماء السنة الوهابية ضد الفساد الاجتماعي والأعمال المخالفة للإسلام الموجودة بكثرة في تلك البلاد، وذلك عبر توزيع منشورات انتقادية باسم بعض السلطات الدينية والشخصيات المذهبية من البلاد الأخرى، ولا ريب أن هذا سيكون سبباً في إثارة أعداد كبيرة من تلك الشعوب، وفي النهاية إما أن يلقوا القبض على تلك الديانات الدينية أو الشخصيات المذهبية، أو أنهم سيكذبون كل ما نشر بأسمائهم، وسوف يدافع المتدينون ـ يعني المطاوعة ـ عن تلك المنشورات بشدة بالغة، وستقع أعمال مريبة وستؤدي إلى إيقاف عدد من المسؤولين السابقين أو تبديلهم، وهذه الأعمال ستكون سبباً في سوء ظن الحكام بجميع المتدينين في بلادهم وهم لذلك سوف لن يعملوا على نشر الدين وبناء المساجد والأماكن الدينية، وسوف يعتبرون كل الخطابات الدينية والاحتفالات المذهبية أعمالاً مناهضة لنظامهم، وفضلاً عن هذا سينمو الحقد والنفرة بين العلماء والحكام في تلك البلاد، وحتى أهل السنة والوهابية سيفقدون حماية مراكزهم الداخلية، ولن يكون لهم حماية خارجية إطلاقاً.
ثالثاً: وفي هذه المرحلة حيث تكون ترسخت صداقة عملائنا ـ يعني: الجواسيس الإيرانيين لأصحاب رؤوس الأموال والموظفين الكبار، ومنهم عدد كبير في السلك العسكري والقوة التنفيذية، وهم يعملون بكل هدوء ودأب، ولا يتدخلون في الأنشطة الدينية، فسوف يطمئن لهم الحكام أكثر من ذي قبل، وفي هذه المرحلة، حيث تنشأ خلافات وفرقة، كرد بين أهل الدين والحكام، فإنه يتوجب على مشايخنا المشهورين من أهل تلك البلاد ـ يعني: مشايخ الشيعة ـ أن يعلنوا ولاءهم ودفاعهم عن حكام هذه البلاد، وخاصة في المواسم المذهبية، ويبرزوا التشيع كمذهب لا خطر منه عليهم، وإذا أمكنهم أن يعلنوا ذلك للناس عبر وسائل الإعلام فعليهم أن لا يترددوا ليلفتوا نظر الحكام، ويحوزوا على رضاهم فيقلدوهم الوظائف الحكومية دون خوف منهم أو وجل، وفي هذه المرحلة ومع حدوث تحولات في الموانئ والجزر والمدن الأخرى في بلادنا، إضافة إلى الأرصدة البنكية التي سوف نستحدثها، سيكون هناك مخططات لضرب الاقتصاد في دول الجوار، ولا شك في أن أصحاب رؤوس الأموال وفي سبيل الربح والأمن والثبات الاقتصادي، سوف يرسلون جميع أرصدتهم إلى بلادنا.
رابعاً: وفي المرحلة الرابعة سيكون قد تهيأ أمامنا دول بين علمائها وحكامها مشاحنات والتجار فيها على وشك الإفلاس والفرار، والناس مضطربون ومستعدون لبيع ممتلكاتهم بنصف قيمتها، ليتمكنوا من السفر إلى أي أماكن آمنة، وفي وسط هذه المعمعة فإن عملاءنا ومهاجرينا سيعتبرون وحدهم حماة السلطة والحكم، وإذا عمل هؤلاء العملاء بيقظة فسيمكنهم أن يتبوؤوا كبرى الوظائف المدنية والعسكرية، ويضيقوا المسافة بينهم وبين المؤسسات الحاكمة والحكام، ومن مواقع كهذه يمكننا بسهولة بالغة أن نشي بالمخلصين لدى الحاكم على أنهم خونة، وهذا سيؤدي إلى توقيفهم أو طردهم واستبدالهم بعناصرنا ولهذا العمل ذاته ثمرتان إيجابيتان:
الأولى: أن عناصرنا سيكسبون ثقة الحكام أكثر من ذي قبل.
الثانية: أن سخط أهل السنة على الحكام ـ أي: على حكام أهل السنة ـ سيزداد بسبب ازدياد قدرة الشيعة في الدوائر الحكومية، وسيقوم أهل السنة من جراء هذا بأعمال مناوئة أكثر ضد الحكام، وفي هذه الفترة يتوجب على أفرادنا أن يقفوا إلى جانب الحكام، ويدعوا الناس إلى الصلح والهدوء، ويشتروا في الوقت نفسه بيوت الذين هم على وشك الفرار وأملاكهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/57)
وتستمر الخطة السرية الخبيثة ـ إخواني في الله ـ فتقول: وفي العشرية الخامسة فإن الجو سيكون قد أصبح مهيأً للثورة؛ لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة التي اشتملت على الأمن والهدوء والراحة، والهيئة الحاكمة ستبدو كسفينة وسط الطوفان مشرفة على الغرق تقبل كل اقتراح للنجاة بأرواحها، وفي هذه الفترة سنقترح عبر شخصيات معتمدة ومشهورة تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع وسنساعد الحكام ـ يعني صوريا ـ في المراقبة على الدوائر وضبط البلد، ولا ريب أنهم سيقبلون ذلك، وسيحوز مرشحونا وبأكثرية مطلقة على معظم كراسي المجلس، وهذا الأمر سوف يسبب فرار التجار والعلماء، حتى الخدمة المخلصين، وبذلك سوف نستطيع تصدير ثورتنا الإسلامية إلى بلاد كثيرة دون حرب أو إراقة للدماء، وعلى فرض أن هذه الخطة لم تثمر في المرحلة العشرية الأخيرة، فإنه يمكننا أن نقيم ثورة شعبية ونسلب السلطة من الحكام، وإذا كان في الظاهر أن عناصرنا الشيعة هم أهل تلك البلاد ومواطنوها وساكنوها، لكننا نكون قد قمنا بأداء الواجب أمام الله والدين وأمام مذهبنا، وليس من أهدافنا إيصال شخص معين إلى سدة الحكم، فإن الهدف هو فقط تصدير الثورة، وعندئذ نستطيع رفع لواء هذا الدين الإلهي، وأن نظهر قيامنا في جميع الدول، وسنتقدم إلى عالم الكفر بقوة أكبر، ونزين العالم بنور الإسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود" انتهى نص الرسالة.
خامس عشر: الاغتيالات والجرائم والمجازر التي قام بها الشيعة في حق أهل السنة والجماعة من العلماء والقضاة والملوك والأمراء والوزراء والعامة على مدار التاريخ:
أقول: إخواني في الله، فلقد ذهب ضحية إجرام الشيعة على اختلاف طوائفهم عدد كبير من العلماء والأمراء والقضاة والوعاظ والملوك والخلفاء والوزراء، حتى بلغ الأمر أنه إذا أظهر أي عالم أو فقيه أو واعظ مبادئ هؤلاء، وأخذ يبين زيف عقائدهم الباطلة وأفكارهم المنحرفة، قاموا بتصفيته جسدياً على أيدي رجال الجناح العسكري، ونذكر أمثلة على ذلك عبر التاريخ منها ما يأتي:
محاولة نبش وسرقة وحرق جسد الخليفتين الراشدين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهم على أيدي شيعة الشام لعنهم الله. وذلك أنه جاء قوم من شيعة حلب، كما ذكر ذلك صاحب كتاب الدر الثمين، وأغروا أمير المدينة آنذاك بالأموال الجزيلة، لكي يمكنهم من نقل جثمان أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهم ليحرقوهم فأجابهم الأمير لذلك؛ لأن الشيعة في ذلك الوقت كان لهم نفوذ في الحجاز، فذهب الأمير إلى شيخ خدام المسجد النبوي الشريف واسمه شمس الدين صواب، وكان رجلاً صالحاً ومنفقاً وقال له ـ أي قال الأمير ـ: يا صواب يدق عليك الليلة أقوام باب المسجد فافتح لهم ومكنهم مما أرادوا، وكان شمس الدين صواب قد علم بما أرادوا فأصابه همّ وغمّ واشتد بكاؤه وكاد يختل عقله، وبعد أن خرج الناس من المسجد بعد صلاة العشاء، وأغلقت أبواب المسجد، وإذا بالباب يدق وهو باب السلام الذي كان يسمى بباب مروان فتح لهم الباب وإذا بهم أربعون رجلاً ومعهم المساحي والمعاول وآلام الهدم والحفر، واتجهوا إلى الحجرة النبوية الشريفة، وقبيل أن يصلوا إلى المنبر انفتحت لهم الأرض وابتلعتهم بما معهم وذلك أمام عين شيخ خدام المسجد النبوي الشريف شمس الدين صواب، فكاد يطير من الفرح وزال عنه الهم والغمّ، فلما استبطأهم الأمير جاء يسأل عنهم شيخ الخدام فقال: تعال أريكهم، فأخذه بيده وأدخله المسجد، وإذا بهم في حفرة من الأرض تنزل بهم وتنخسف شيئاً فشيئاً وهم يصيحون ويستغيثون، فارتاع الأمير وعاد وهدد شمس الدين بأنه إذا أعلم أي أحد بما وقع فسوف يقتله ويصلبه، فأصبحوا وقد توارت الأرض فوقهم.
ننتقل إلى قتل الإمام آية الله أبو الفضل البرقعي، فهو الإمام العالم المجاهد العلامة السيد أبو الفضل بن الرضا البرقعي، تلقى علومه في الحوزة العلمية في وقم بإيران، ونال درجة الاجتهاد في المذهب الجعفري الاثنا عشري، له مئات التصانيف والمؤلفات والبحوث والرسائل، هداه الله تعالى إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة، وألف عدة كتب يرد فيها على الشيعة الإمامية، ومنها كتابه القيم النفيس "كسر الصنم" وقد حاول رجال حرس الثورة الإيراني الشيعي اغتياله بالرصاص الحي في قعر داره، وهكذا أثناء صلاته أطلقت عليه أعيرة نارية فأصابت منه الخد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/58)
الأيسر لتخرج من الخد الأيمن مسببة له بعض الأذى في سمعه، علماً بأن عمر الشيخ رحمه الله تعالى تجاوز الثمانين من عمره، وفي المستشفى حيث تم نقله للعلاج صدرت الأوامر للأطباء بعدم معالجته، فغادر المستشفى إلى منزله ليتداوى فيه، ولم يتراجع قيد أنملة وبعدها تم اعتقاله إلى السجن، ولكن هذه المرة إلى سجن أوين الذي يعتبر من أقسى السجون السياسية في إيران، من حيث طرق التعذيب فيه، حيث أمضى في غياهبه قرابة السنة ثُم تَم نفيه إلى مدينة يزد، ثم أعيد إلى السجن مرة أخرى حيث جاءت الأخبار بوفاته رحمه الله تعالى في عام 1992 للميلاد. ولا يستبعد ـ إخواني في الله ـ أن يكون قد تم اغتياله في داخل السجن، كما أوصى رحمه الله تعالى أن لا يدفن في مقابر الشيعة وأسأل الله تعالى أن يغمسه في أنهار جنة الفردوس آمين.
ننتقل ـ أحبتي في الله ـ إلى قتل العلامة المجاهد إحسان إلهي ظهير، ففي عام 1407هـ، كان العلامة إحسان إلهي ظهير يحاضر في جمعية أهل الحديث بلاهور في باكستان، حيث انفجرت عبوة ناسفة كانت قريبة من مكان الندوة المنعقدة، مما أدى إلى مقتل ثمانية عشر شخص في الحال وإصابة أكثر من مئة شخص إضافة إلى سقوط بعض العمارات والبيوت القريبة من مكان الحادث، وقد أصيب العلامة إحسان إلهي ظهير إصابات بالغة في العين اليسرى والرقبة، والصدر والذراعين، وعلى إثر ذلك طلب سماحة الإمام العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى من خادم الحرمين الشريفين وفقه الله تعالى بأن يعالج في مستشفيات الرياض، فأمر الملك من بنقله من باكستان إلى الرياض، ولكن وافته المنية قبل أن يكمل علاجه، فغسل هناك وصلى عليه جمع كثير من أهله وطلابه ومحبيه، وعلى رأسهم سماحة الإمام العلامة عبد العزيز بن باز حيث صلى عليه، فسمع البكاء والنشيج من الناس، حزناً على هذا المجاهد الكبير، ثم نقل جثمانه الطاهر بعد ذلك بالطائرة إلى المدينة المنورة حيث دفن في مقبرة البقيع مع الذين كان يذب عنهم ويدافع عنهم وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين، وآل البيت رضي الله عنهم أجمعين، ورحم الله العلامة إحسان إلهي ظهير.
ننتقل ـ إخواني ـ إلى اغتيال علماء السنة في إيران بعد الثورة الخمينية ومنهم العلامة السيد بهمن شكوري الذي كان معلماً في زمن الشاه، ثم سجن خلال عهد الشاه كثيراً ومنع من التدريس قرابة عشر سنين، وقد كان رحمه الله تعالى يتنقل بين السجن وخارجه حتى قتل بعد الثورة الخمينية بسنتين تقريباً وهو صائم في سجن أُوين السياسي، والذي يعد من أشرس السجون السياسية في بلاد الشيعة، حيث كانت تهمته وجريمته رحمه الله أنه كان يحذر من تعظيم وتقديس المزارات والمشاهد لأئمة الشيعة.
ومن هؤلاء أيضاً العلامة المجاهد أحمد مفتي زاده والذي سجن قرابة العشر سنوات في سجون الآيات والأئمة، وبعد انتهاء المدة ولأنه لم يتب تركوه سنوات عديدة أخرى، فأصيب في السجن رحمه الله تعالى بأمراض مزمنة، ولم يعالجوه حتى اطمأنوا إلى أنه ميت لا محالة، فأخرجوه في آخر أيامه ليموت خارج السجن، وقد كان رحمه الله تعالى في آخر حياته ملقى في الفراش، له نفسية كنفسية الأسد في جسم ضعيف كالعجوز، مع أنه كان قبل ذلك قوي الجسم طويل القامة رحمة الله عليه.
كما قتلت الشيعة الإمامية في السجن الطبيب الجراح الدكتور علي مظفرياني رحمة الله عليه الذي كان شيعياً ثم أصبح من أهل السنة.
كذلك قتل الشيخ عبد الحق الذي تخرج من جامعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في باكستان بتهمة الوهابية.
كما قتل الكثير من المشايخ والعلماء من أهل السنة كالشيخ العلامة السلفي ناصر السبحاني رحمه الله تعالى الذي قبل حبل المشنقة قبل قتله مباشرة وقال: "إني أرى هناك ما لا ترونه أنتم" رحمة الله عليه.
كما تم إعدام العلامة الشيخ عبد الوهاب صديقي وسجن السيد عبد الباعث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/59)
ننتقل إلى الحدث العظيم، وهو اغتيال الملك الصالح والإمام العادل، الملك عبد العزيز بن محمد بن سعود رحمه الله على يد الشيعة الإمامية، ففي سنة 1218هـ، وفي العشر الأواخر من رجب قتل ذلك الإمام الورع التقي عبد العزيز بن محمد بن سعود في مسجد الطريف المعروف في الدرعية، وهو ساجد أثناء صلاة العصر، فوثب عليه القاتل من الصف الثالث والناس سجود فطعنه في خاصرته أسفل البطن بخنجر معه قد أخفاها وأعدها لذلك، فاضطرب أهل المسجد، وماج بعضهم في بعض، ولم يكن يدرون ما الأمر، فمنهم المنهزم ومنهم الواقف، ولما طعن المجرم الإمام عبد العزيز أهوى على أخيه عبد الله، وهو إلى جانبه وبرك عليه ليطعنه فنهض عليه وتصارعا، وجرح عبد العزيز جرحاً شديداً ثم إن عبد الله صرعه وضربه بالسيف، وتكاثروا عليه الناس وقتلوه، ثم بعد ذلك حمل الإمام إلى قصره، وقد غاب ذهنه، وقرب نزعه لأن الطعنة قد هوت إلى جوفه فلم يلبث أن توفي بعدما صعدوا به إلى القصر رحمه الله، قال العلامة المؤرخ ابن بشر في كتابه "عنوان المجد في تاريخ نجد" ما نصه: "وقيل إن هذا الدرويش الذي قتل عبد العزيز من أهل بلد الحسين رافضي خبيث" انتهى كلامه رحمه الله تعالى، وقال الأمير سعود بن هذلول في كتابه "تاريخ ملوك آل سعود" عن القاتل ما نصه: "قتله رجل رافضي اسمه عثمان من أهل النجف في العراق، جاء إلى الدرعية متنكراً، وغدر بهذا الإمام" انتهى كلامه رحمه الله.
ننتقل ـ أحبتي في الله ـ إلى محاولة اغتيال الإمام الصالح الملك عبد العزيز آل سعود على يد شيعة اليمن، حيث حاول شيعة اليمن اغتيال ذلك الإمام العادل الذي وحد جزيرة العرب على كلمة التوحيد، وهو الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله تعالى، ولكن الله خيب آمال أولئك المبتدعة الضلال، ففي يوم الجمعة عشر ذي الحجة، الساعة الواحدة صباحاً من يوم النحر عام 1353هـ، شرع الملك عبد العزيز، وحضرة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سعود ورجال الحاشية والحرس ومعهم ثلة من رجال الشرطة، يطوفون بالبيت الحرام طواف الإفاضة، وبعد انتهاء الشوط الرابع، واستلام الحجر الأسود تقدم الملك سائراً في شوطه الخامس وولي عهده وحاشيته يسيرون خلفه، إذا برجل يخرج فجأة من حجر إسماعيل، شاهراً خنجراً قد انتضاها في يده، وهو يصيح بصوت غير مفهوم، متقدماً من الملك عبد العزيز يريد طعنه فاعترضه أحد جنود الشرطة وهو يدعى أحمد بن موسى العسيري، فطعنه ذلك الرجل فأرداه قتيلاً، فأمسك به آخر يسمى مجدوع بن شباب فطعنه أيضاً، فعاجل المجرم عبدٌ من عبيد الملك يدعى عبد الله البرقاوي بطلق ناري من سلاحه فأرداه قتيلاً قبل أن يتمكن من الوصول إلى الملك عبد العزيز، وفي هذه اللحظة شوهد مجرم ثان رفيقاً للمجرم الأول يجري من خلف الملك يريد القضاء على ولي العهد الأمير سعود، خارجاً من حجر إسماعيل من جهة الركن اليماني للبيت الشريف، شاهراً خنجراً أيضاً، فعاجله عبد من عبيد ولي العهد يدعى خير الله بطلق ناري من سلاحه فقتله، وحينما رأى المجرم الثالث ما حل بأصحابه وكان قد خرج فيما يظهر من حجر إسماعيل مع المجرم الثاني هرب مسرعاً يريد الفرار فأطلق عليه جنود الشرطة رصاص بنادقهم، فخرّ صريعاً وظل على قيد الحياة مدة ساعة واحدة، تمكن المحققون في أثنائها من معرفة اسمه بقوله: "أنا علي" فنجى الله عز وجل الملك الصالح عبد العزيز آل سعود رحمه الله تعالى من خبث وإجرام أولئك المبتدعة.
ننتقل ـ أحبتي في الله ـ إلى مجزرة بغداد، وقتل الخليفة العباسي المستعصم على يد وزيره الشيعي ابن العلقمي لعنه الله، ففي عام 656هـ كاتب الوزير الشيعي ابن العلقمي ملك التتار هُولاكُو سرًّا وقال له: إن جئتَ إلى بغداد سلمتُها لك، فرد عليه هولاكو قائلاً: إن عساكر بغداد كثيرة، فإن كنت صادقاً فيما قلته، وداخلاً في طاعتنا، فرق عساكر بغداد ونحن نحضر، وعندها أشار الوزير الشيعي على الخليفة العباسي المستعصم بتسريح أكبر عدد من الجند والعساكر المرابطين في عاصمة الخلافة بغداد، بحجة تخفيف الأعباء المالية الثقيلة في ميزانية الدولة العباسية، عندها وافق الخليفة على ذلك، فخرج هذا الوزير الشيعي على الفور ومحا اسم خمسة عشر ألف من عساكر بغداد، ثم نفاهم من بغداد ومنعهم من الإقامة بها، ثم بعد شهر فعل مثل فعلته الأولى ومحا اسم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/60)
عشرين ألفاً من ديوان الجند، واستمر هذا الوزير الخبيث الشيعي يجتهد في صرف جيوش أهل السنة وإسقاط أسمائهم من ديوان الجند، حتى أصبح عدد المسجلين في ديوان الجند عشرة آلاف، بعد أن كانوا في آخر أيام الخليفة المستنصر أكثر من مائة ألف مقاتل من أهل السنة، وعندما توجه القائد التتري هولاكو إلى بغداد، من جهة البر الشرقي، وأحاط ببغداد، أشار الوزير الشيعي على الخليفة العباسي بمصالحتهم، وقال له: ـ أي: قال الشيعي لهذا الخليفة ـ أخرج أنا إليهم من أجل الصلح، فخرج هذا الخبيث، وتوثق لنفسه ولشيعته، ثم رجع إلى الخليفة قائلاً: إن السلطان ـ يا مولانا ـ أمير المؤمنين، يريد أن يزوج بنته بابنك الأمير أبي بكر ويبقيك في منصب الخلافة، فخرج إليه الخليفة العباسي المستعصم المغرر به ومعه سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والأمراء ورجال الدولة وأعيان العاصمة الإسلامية من أهل السنة، فلما اقتربوا من مكان إقامة السفاح هولاكو قُبض عليهم جميعاً إلا سبعة عشر نفساً، فدخل الخليفة العباسي بهؤلاء إلى هولاكو، وأنزل الباقون من مراكبهم، ونهبت ثم قتلوا عن آخرهم، ثم أحضر أبناء الخليفة، فضربت أعناقهم أمام الجميع، أما الخليفة العباسي فقيل: إنه طلبه ليلاً ثم أمر به ليقتل فقال خواص هولاكو ومستشاريه: إن هذا إن سكب دمه أظلمت الدنيا فإنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندها خاف هولاكو وهاب أن يقتله، فقام الخبيث الشيعي نصير الدين الطوسي وقال: يقتل ولا يسكب دمه، قالوا: كيف؟ قال: ضعوه في بساط، وارفسوه حتى يموت فلا يسكب دمه ففعلوا، وقيل: بل خنقوه وقيل بل أحرق رحمه الله تعالى.
ثم بعد ذلك اجتاح التتار عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد بمساعدة الرافضيين الخبيثين ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي، ودخلوا دار الخلافة، ونهبوا كثيراً من الذهب والحلي والمصاغي والجواهر والأشياء الثمينة، ثم مالوا على أهل السنة في بغداد، فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان، حتى دخل كثير من المسلمين في الآبار وأماكن الحشوش والوسخ، فكان الناس يجتمعون في الدار ويغلقون عليهم الأبواب، فيأتي التتار برئاسة الشيعي الخبيث ابن العلقمي فيفتحونه، إما بالكسر وإما بالنار ثم يدخلون عليهم ويقتلونهم، حتى جرت الميازيب من كثرة الدماء، وبلغ عدد الذين قتلوا في بغداد مليوناً وثمانمائة ألف مسلم موحد من أهل السنة، على يد الشيعي الخبيث نصير الدين الطوسي الذي قال عنه الخميني في كتابه "الحكومة الإسلامية" (ص128) ما نصه: "ويشعر الناس بالخسارة أيضاً بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأمثاله، ممن قدموا خدمات جليلة للإسلام" انتهى كلامه عدو الله.
ننتقل ـ إخواني في الله ـ إلى مجزرة المخيمات الفلسطينية على يد حزب أمل الشيعي:
وحزب أمل ـ إخواني في الله ـ هي حركة شيعية لبنانية مسلحة، ذات عقيدة إمامية اثنا عشرية، أسسها موسى الصدر في لبنان عام 1975م للدفاع عن مصالح الشيعة، وأطلق عليها بعد ذلك اسم أفواج المقاومة اللبنانية.
أما عن المجزرة التي ارتكبتها هذه المنظمة الشيعية الاثنا عشرية:
ففي يوم الأحد 19/ 5/1485م الساعة التاسعة مساءً كانت دورية مسلحة شيعية تابعة لحزب أمل تجوب مخيم صبرا الفلسطيني، حيث توقفت الدورية قرب فتى يحمل مسدساً حربياً، وهي ظاهرة مألوفة في لبنان في ذلك الوقت، فحاولت الدورية اعتقال الفتى لكنهم فشلوا، وأفلت الفتى من أيديهم، وانطلق يعدو هارباً، وكانت هذه الحادثة بداية حرب دامية لم تنته إلا بعد شهر كامل، وفي اليوم التالي اقتحمت مليشيات أمل الشيعية مخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطيني، وقامت باعتقال جميع العاملين في مستشفى غزة وساقوهم مرفوعي الأيدي إلى مكتب أمل في أرض جليل، كما منعت القوات الشيعية الهلال الأحمر وسيارات الأجهزة الطبية من دخول المخيمات الفلسطينية، كما قطعت القوات الشيعية لحزب أمل إمدادات المياه والكهرباء عن المستشفيات الفلسطينية، وأفاد بعض شهود العيان أن الحرائق شبت في مستشفى غزة، وفي الساعة السابعة من نفس اليوم تعرض مخيم برج البراجنة الفلسطيني لقصف عنيف بقذائف الهاون من عدة جهات عندما أصدر الشيعي الخبيث نبيه بري أوامره لقيادة اللواء السادس في الجيش اللبناني بمشاركة قوات حزب أمل، في ذبح مسلمين السنة في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/61)
لبنان، ومن الجدير بالذكر ـ إخواني في الله ـ أن جميع أفراد اللواء اللبناني السادس كلهم من طائفة الشيعة الحاقدة على أهل السنة، حيث خاض هذا اللواء معارك في منتهى الشراسة ضد المسلمين العزل من أهل السنة، في بيروت الغربية.
وفي يوم الثلاثاء 21/ 5/1985م وفي تمام الساعة السابعة صباحاً وجه اللواء السادس الشيعي اللبناني نداءات بواسطة مكبرات الصوت، إلى سكان المخيمات الفلسطينية السنة تطالبهم بإخلاء هذه المخيمات وعندها سارعت العائلات على الفور بالفرار من منازلها واللجوء إلى المدارس والمساجد والأحياء الآمنة، وبعد نصف ساعة تماماً أي: في تمام الساعة السابعة والنصف، بدأ القصف الشيعي المركَّز من قبل حزب أمل حتى إن بعض التقارير قالت: إن طفلاً من المصابين يموت كل خمس دقائق، حيث بلغ عدد القتلى في هذين اليومين الاثنين والثلاثاء إلى مائة قتيل وخمسمائة جريح من أهل السنة، سكان المخيمات الفلسطينية، حيث حصد حزب أمل الشيعي الرجال والنساء والأطفال، ولم يتوقفوا عند هذا الحد، بل امتدت أيديهم القذرة لتطول المستشفيات ودار العجزة لأهل السنة، ومن الفظائع التي ارتكبتها قوات أمل الشيعية الاثنا عشرية بحق الفلسطينيين الآمنين في المخيمات ما ذكرته صحيفة ريبو بليكة الإيطالية من أن فلسطينيا من المعاقين لم يكن يستطيع السير منذ سنوات رفع يديه مستغيثاً في مخيم شاتيلا أمام عناصر أمل الشيعية طالباً منهم الرحمة، فكان الرد عليه عدة طلقات غادرة استقرت في جسده البريء. كما ذكر مراسل صحيفة الساندي تليغراف في بيروت أن عدداً من الفلسطينيين قتلوا في مستشفيات بيروت، وأن مجموعة من الجثث الفلسطينية قد ذبح أصحابها من أعناقهم كما تذبح الشياه، وكشف ناطق فلسطيني النقاب عن قيام قوات أمل الشيعية بنسف أحد الملاجئ في يوم 26/ 5/1985م والذي كان يتواجد فيه المئات من الشيوخ والأطفال والنساء في عملية دنيئة بربرية، وذكرت شاهدة عيان أنها رأت أحد أفراد مليشيا قوات أمل الشيعية يذبح بحربة بندقيته ممرضة فلسطينية في مستشفى غزة لأنها احتجت على قتل جريح أمامها، كما ذكرت بعض وكالات الأنباء بأن قوات أمل الشيعية قامت باغتصاب 25 فتاة فلسطينية من أهالي مخيم صبرا، وعلى مرأى من أهالي المخيم فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ننتقل ـ أحبتي في الله ـ إلى تفجيرات عام 1409 للهجرة في مكة المكرمة على يد شيعة كويت:
ففي عام 1409هـ قامت مجموعة من شيعة الكويت والمنتسبون إلى خلية السائرون على خط الإمام الخميني، والمتفرعة من حزب الله، وهم كلٌّ من منصور حسن المحميد، وعلي عبد الله كاظم، وعبد العزيز حسين شمس، وعبد الوهاب حسين بارول، وهاني حبيب السري، وحسن عبد الجليل الحسيني، وعادل محمد خليفة، وصالح عبد الرسول ياسين، الذين قاموا بتفجيرات بمكة المكرمة شرفها الله تعالى وحرسها، في موسم الحج لعام 1409 للهجرة، بجوار بيت الله المعظم بعد أن تم تسليم المواد المتفجرة لهؤلاء الجناة من قبل مسؤول السفارة الإيرانية في دولة الكويت واسمه محمد رضا غلول، ونتج عن هذه التفجيرات قتل وجرح العديد من حجاج بيت الله، حيث بلغت الإصابات في ضيوف بيت الله تعالى إلى حروق شديدة وخطيرة، إضافة إلى تجمعات دموية في الصدر وانفجار في طبلات الأذن، وجروح متهتكة، ونزيف داخلي، إضافة إلى تمزق أوتار العضلات وشلل في الأقدام.
ننتقل إلى هدم مسجد فيض السني في مدينة مشهد الإيرانية على أيد الشيعة الاثنا عشرية عام 1414 للهجرة.
ففي ليلة الاثنين 19/ 8/1414هـ والموافق لذكرى وصول الخميني إلى إيران، وحيث تحتفل الدولة الإيرانية بتلك المناسبة أشد الاحتفالات، حاصرت المخابرات الإيرانية مسجد فيض لأهل السنة في مدينة مشهد حصاراً عنيفاً، ثم استقدمت خمس عشرة جرافة كبيرة، وبعد منع الناس من التردد حول المسجد، بدأت الجرافات الشيعية في العمل من خارج المسجد طوال الليل في هدم الجدران والأبواب باتجاه الداخل، دون أن يفرغ المسجد من المصاحف والسجادات والمكتبة الموجودة فيه، واقتيد إلى السجن كل من كان في المسجد، غير من قتل تحت الجرافات من أهل السنة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
سادس عشر: حكم علماء الإسلام وفتاواهم في الشيعة الإمامية الاثنا عشرية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/62)
أقول: إخواني في الله، إن الشيعة الإمامية الاثنا عشرية من فرق الضلال التي جمعت في عقيدتها كل شر وانحراف موجود في باقي الفرق والنحل، ولهذا حكم جمهور العلماء بكفرهم وزندقتهم، وفي مقدمتهم سيد الأولين والآخرين وإمام العلماء والمتقين وخاتم النبيين والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرك الشيعة الإمامية، بل أمر صلى الله عليه وسلم بقتلهم وأوصى بذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده علي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا علي، سيكون في أمتي قوم ينتحلون حبَّنا أهل البيت، لهم نبز يسمَّون الرافضة فاقتلوهم فإنهم مشركون)) رواه الإمام الطبراني في المعجم الكبير (12/ 242) حديث رقم (12998) وإسناده حسن.
قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (سيكون بعدنا قوم ينتحلون مودتنا، يكذبون علينا مارقة، آية ذلك أنهم يسبون أبا بكر وعمر) وهم الشيعة الإمامية.
قول عمار بن ياسر رضي الله عنه:
فعن عمرو بن غالب أن رجلاً نال من عائشة رضي الله عنها عند عمار رضي الله عنه فقال: (اغرب مقبوحاً، أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!) رواه الترمذي بإسناد حسن.
وأقول: كل الشيعة يطعنون في عائشة رضي الله عنها.
قول عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه:
فعن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال: قلت لأبي: ما تقول في رجل سب أبا بكر؟ قال: يقتل، قلت: ما تقول في رجل سب عمر؟ قال: يقتل.
والشيعة الإمامية يسبون ويلعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين، كما سمعت ذلك آنفاً من قول إمامهم وبصوته.
قول جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب:
فعن سالم بن أبي حفصة وهو شيعي قال: سألت أبا جعفر وابنه جعفر عن أبي بكر وعمر، فقال: يا سالم، تولهما وابرأ من عدوّهما، فإنهما كانا إمامي هدى، ثم قال جعفر: يا سالم، أيسب الرجل جده؟! أبو بكر جدي، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما، وأبرأ من عدوهما، انتهى.
وقال أيضاً رضي الله عنه: "برئ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر" انتهى قوله رحمه الحديث.
قول الإمام عبد الله بن المبارك:
قال رحمه الله تعالى: "الدين لأهل الحديث، والكلام والحيل لأهل الرأي، والكذب للرافضة" يعني للشيعة.
قول سفيان الثوري أمير المؤمنين في حديث رسول الله:
فعن إبراهيم بن المغيرة قال: سألت الثوري: يصلَّى خلف من يسب أبا بكر وعمر؟ قال: لا.
قول الإمام الزهري قال الإمام الزهري: "ما رأيت قوماً أشبه بالنصارى من السبئية، قال الإمام أحمد بن يونس: هم الرافضة.
قول الإمام سفيان بن عيينة:
قال رحمه الله تعالى: "لا تصلوا خلف الرافضي ـ يعني الشيعي ـ ولا خلف الجهمي، ولا خلف القدري، ولا خلف المرجئي" انتهى.
قول علقمة بن قيس النخعي:
قال رحمه الله تعالى: "لقد غلت هذه الشيعة في علي رضي الله عنه كما غلت النصارى في عيسى بن مريم" انتهى.
قول أبي يوسف القاضي:
قال رحمه الله تعالى: "لا أصلي خلف الجهمي أو رافضي ـ يعني الشيعي ـ ولا قدري" انتهى.
قول الإمام يزيد بن هارون الواسطي:
قال مؤمل بن إهاب: سمعت يزيد بن هارون يقول: "يكتب عن كل مبتدع إذا لم يكن داعية إلا الرافضة ـ يعني الشيعة ـ فإنهم يكذبون" انتهى.
قول الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام:
قال هذا الإمام رحمة الله عليه: "لا حظ للرافضي ـ يعني الشيعي ـ في الفيء والغنيمة. انتهى. وقال كذلك رحمه الله: " عاشرت الناس وكلمتُ أهل الكلام وكذا، فما رأيت أوسخ وسخاً ولا أقذر قذراً ولا أضعف حجة ولا أحمق من الرافضة"، يعني: الشيعة. انتهى.
قول الإمام الأعمش:
قال معاوية بن خازن: سمعت الأعمش يقول: أدركت الناس وما يسمونهم إلا بكذابين، يعني: الرافضة، انتهى.
قول الإمام مالك بن أنس، إمام دار الهجرة:
قال هذا الإمام: "الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم ـ أو قال: نصيب ـ في الإسلام. كما سئل الإمام مالك عن الرافضة الشيعة، فقال: لا تكلمهم ولا ترد عنهم فإنهم يكذبون. انتهى.
قول الإمام الشافعي:
قال حرملة: سمعت الشافعي يقول: لم أر أحداً أشهد بالزور من الرافضة. يعني: الشيعة، انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/63)
قول الإمام أحمد بن حنبل:
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سألت أبا عبد الله ـ يعني: أحمد بن حنبل ـ عن من يشتم أبا بكر وعمر وعائشة قال ـ أي: قال الإمام أحمد ـ ما أراه على الإسلام، انتهى.
وقال الخلال: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد قال: سمعت أبا عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ قال: من شتم ـ يعني: أصحاب رسول الله ـ أخاف عليه الكفر مثل الروافض، ثم قال: من شتم. أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق من الدين ـ أي: خرج من الدين ـ، انتهى.
وقال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ـ أي: الإمام أحمد ـ ما أراه على الإسلام. انتهى.
وجاء عن الإمام أحمد بن حنبل قوله عن الرافضة الشيعة ما نصه: هم الذين يتبرؤون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم ويكفرون الأئمة إلا أربعة ـ يعني: الصحابة إلا أربعة ـ علي وعمار المقداد وسلمان، وليست الرافضة في الإسلام من شيء. انتهى.
وقال ابن عبد القوي: كان الإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم ـ أي: من الصحابة ـ ومن سب عائشة أم المؤمنين مما برأها الله منه، وكان يقرأ ـ أي: الإمام أحمد رحمة الله عليه ـ قوله تعالى: {يَعِظُكُمُ ?للَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} [النور:17]، انتهى.
وسئل الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن الذي يشتم معاوية: أيصلى خلفه؟ قال: لا يصلى خلفه، ولا كرامه. انتهى.
قول الإمام البخاري:
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى: ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي ـ يعني: الشيعي ـ أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يسلَّم عليهم ولا يعادون ـ أي: لا يزارون في مرضهم ـ ولا يناكحون ولا يشهدون ـ أي: لا تشهد جنائزهم ـ لأنهم ماتوا على غير ملة الإسلام، ولا تؤكل ذبائحهم. انتهى قول الإمام البخاري رحمه الله تعالى.
ننتقل إلى قول طلحة بن مصرف:
قال هذا الإمام رحمه الله: الرافضة لا تنكح نساؤهم، ولا تؤكل ذبائحهم لأنهم أهل ردة. انتهى.
قول الإمام الفريابي:
روى الخلال قال: أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني، قال: حدثنا موسى بن هارون بن زياد قال: سمعت الفريابي ورجل يسأله عن من شتم أبا بكر، قال: ـ أي: الإمام الفريابي ـ كافر، قال: ـ أي: السائل ـ فيصلى عليه؟ قال: لا، وسألته: كيف يصنع به وهو يقول لا إله إلا الله؟! قال: لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب، حتى تواروه في حفرته. انتهى.
وقال أيضاً رحمه الله: ما أرى الرافضة ـ يعني: الشيعة ـ والجهمية إلا زنادقة، انتهى.
قول الإمام محمد بن الحسين الآجري.
قال هذا الإمام وهذا العَلَم رحمه الله تعالى وهو إمام من أئمة أهل الحديث رحمة الله على أهل الحديث قال: وقد تقدم ذكرنا لمذهب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذريته الطيبة ينكرون على الرافضة ـ يعني الشيعة ـ سوء مذاهبهم، ويتبرؤون منهم، وقد أجل الله الكريم أهلَ بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مذاهبهم القذرة التي لا تشبه المسلمين، انتهى.
وقال أيضاً الإمام الآجري ما نصه: إن الرافضة أسوأ الناس حالة وإنهم كذبة فجرة، وإن علياً رضي الله عنه وذريته الطيبة أبرياء مما تمْحله الرافضة إليهم، وقد برأ الله الكريم علياً رضي الله عنه وذريته الطيبة من مذاهب الرافضة الأنجاس الأرجاس، انتهى كلامه.
ننتقل إلى قول الإمام أحمد بن يونس:
قال هذا الإمام: لو أن يهودياً ذبح شاةً وذبح رافضي ـ يعني: شيعي ـ لأكلت ذبيحة اليهودي ولم آكل ذبيحة الرافضي لأنه مرتد عن الإسلام، انتهى.
قول إمام الجرح والتعديل أبي زرعة الرازي رحمة الله عليه:
قال هذا الإمام ما نصه: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعلم أنه زنديق لأن مؤدَّى قوله إلى إبطال القرآن والسنة، انتهى كلامه.
قول الإمام البربهاري:
قال هذا الإمام رحمه الله تعالى: واعلم أن الأهواء كلها ردية تدعو إلى السيف، وأردؤها وأكفرها الرافضة ـ يعني الشيعة ـ والمعتزلة والجهمية، فإنهم يريدون الناس على التعطيل والزندقة، انتهى كلامه رحمة الله عليه.
قول الإمام بن الجوزي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/64)
قال رحمه الله تعالى: وغلو الرافضة في حب علي رضي الله عنه حملهم على أن وضعوا أحاديث كثيرة في فضائله، أكثرها تشينه وتؤذيه ثم لهم خرافات لا يسندونها إلى مستند، ولهم مذاهب في الفقه ابتدعوها وخرافات تخالف الإجماع ومسائل كثيرة يطول ذكرها خرقوا فيها الإجماع وسوّل لهم إبليس وضعها. انتهى.
قول عبد القاهر البغدادي:
قال ما نصه: وأما أهل الأهواء من الجارودية والهاشمية والجهمية والإمامية ـ يعني: الشيعة الاثنا عشرية ـ الذين أكفروا خيار الصحابة، فإنا نكفرهم، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم. انتهى.
وقال أيضاً: وما رأينا ولا سمعنا بنوع من الكفر إلا وجدنا شعبة منه في مذهب الروافض. انتهى.
قول الإمام ابن حزم الظاهري:
قال هذا الإمام: وأما قولهم ـ يعني النصارى ـ في دعوى الروافض تبديل القرآن، فإن الروافض ليسوا من الإسلام، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة، وهي طائفة ـ استمع أخي ماذا يقول ابن حزم ـ تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر. انتهى كلامه.
قول الإمام القاضي عياض:
قال رحمه الله تعالى: نقطع بتكفير غلاة الروافض في قولهم: إن الأئمة أفضل من الأنبياء. انتهى.
قول الإمام السمعاني:
قال هذا الإمام رحمه الله تعالى ما نصه: واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية ـ يعني الشيعة الاثنا عشرية ـ لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم، وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم. انتهى كلامه.
قول الجبل وهذا الإمام وهو شيخ الإسلام ابن تيمية:
قال هذا الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه: من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة فلا خلاف في كفرهم، ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً، أو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضاً في كفره، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين، انتهى كلامه.
بل ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بوجوب قتال الشيعة، وأن قتالهم أولى وأحق من قتال الخوارج، وأن أئمتهم ـ أي: أئمة الشيعة ـ من الزنادقة حيث قال: إنهم شر من عامة أهل الأهواء، وأحق بالقتال من الخوارج، وأيضاً فغالب أئمتهم زنادقة، إنما يظهرون الرفض، لأنه طريق إلى هدم الإسلام كما فعلته أئمة الملاحدة. انتهى.
وقال أيضاً: وفي الجملة فمن جرب الرافضة ـ يعني: الشيعة ـ في كتابهم وخطابهم، علم أنهم من أكذب خلق الله، انتهى.
وقال أنها في مجموع الفتاوى: فإن الذي ابتدع الرفض كان يهودياً أظهر الإسلام نفاقاً، ودس إلى الجهال دسائس يقدح بها في أصل الدين، ولهذا كان الرفض ـ يعني: التشيع ـ أعظم أبواب النفاق والزندقة، ولهذا انضمت إلى الرافضة أئمة الزنادقة من الإسماعيلية والنصيرية وأنواعهم من القرامطة والباطنية والدرزية، وأمثالهم من طوائف الزندقة والنفاق، انتهى.
وقال أيضاً رحمه الله تعالى في منهاج السنة النبوية ما نصه: فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه، وما يقرب في زمانه من الفتن والشرور والفساد في الإسلام فإنه يجد معظم ذلك من قبل الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتناً وشراً. انتهى كلامه.
ننتقل إلى قول الإمام ابن القيم:
قال بن قيم رحمه الله في مفتاح دارا لسعادة ما نصه: واقرأ نسخة الخنازير من صور أشباههم، ولا سيما أعداء خيار خلق الله بعد الرسل وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذه النسخة ظاهرة في وجوه الرافضة أي في الشيعة، يقرؤها كل مؤمن كاتب وغير كاتب، وهي تظهر وتخفى بحسب خنزيرية القلب وخبثه، فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعاً، ومن خاصيته أنه يدع الطيبات فلا يأكلها، ويقوم الإنسان عن رجيعه فيبادر إليه. انتهى.
وقال أيضاً: وأخرج الروافض الإلحاد والكفر، والقدح في سادات الصاحبة وحزب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأوليائه وأنصاره في قالب محبة أهل البيت والتعصب لهم وموالاتهم. انتهى.
قول الإمام الذهبي:
قال الإمام الذهبي: في كتاب الكبائر ما نصه: فمن طعن فيهم أو سبهم ـ يعني: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فقد خرج من الدين، ومرق من ملة المسلمين. انتهى.
قول الإمام محمد المقدسي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/65)
قال هذا الإمام إخواني في الله: لا يخفى على كل ذي بصيرة وفهم من المسلمين أن أكثر ما قدمناه من الباب قبله من عقائد هذه الطائفة الرافضة على اختلاف أصنافها كفر صريح، وعناد مع جهل قبيح، لا يتوقف الواقف عليه من تكفيرهم، والحكم عليهم بالمروق من دين الإسلام. انتهى.
قول الإمام علي بن سلطان القارئ: قال رحمه الله تعالى: وأما من سب أحداً من الصحابة فهو فاسق ومبتدع بالإجماع، إلا إذا اعتقد أنه مباح، كما عليه بعض الشيعة وأصحابهم، أو يترتب عليه ثواب كما هو دأب كلامهم، أو اعتقد كفر الصحابة وأهل السنة فإنه كافر بالإجماع. انتهى كلامه.
ننتقل إلى قول الإمام المجدد، مجدد الدعوة السلفية في الجزيرة العربية وهو الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه:
فكذلك حكم ـ إخواني في الله ـ هذا الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى يكفر الشيعة الاثنا عشرية، وذلك لسبهم الصحابة رضوان الله عليهم ولعنهم حيث قال: فإذا عرفت أن آيات القرآن تكاثرت في فضلهم ـ يعني: في فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ والأحاديث المتواترة بمجموعها ناصة على كمالهم فمن اعتقد فسقهم أو فسق مجموعهم، وارتدادهم وارتداد معظمهم عن الدين، فقد كفر بالله تعالى ورسوله. انتهى.
وقال أيضاً: وبهذا وأمثاله تعرف أن الرافضة أكثر الناس تركاً لما أمر الله، وإتياناً لما حرمه، وأن كثيراً منهم ناشئ من نطفة خبيثة، موضوع في رحم حرام ـ يقصد هنا الشيخ رحمة الله عليه نكاح المتعة عندهم ـ ولذا لا ترى منهم إلا الخبيث اعتقاداً وعملاً، وقد قيل: كل شيء يرجع إلى أصله. انتهى كلامه.
وقال رحمه الله أيضاً: فهؤلاء الإمامية ـ يعني: الشيعة الاثنا عشرية ـ خارجون عن السنة، بل عن الملة، واقعون في الزنا ـ يعني: في نكاح المتعة ـ وما أكثر ما فتحوا على أنفسهم أبواب الزنا في القبل والدبر، فما أحقهم أن يكونوا أولاد زنا. انتهى كلامه رحمة الله عليه.
ننتقل إلى قول الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمة الله عليه:
قال هذا الإمام ما نصه: وعندهم المشهد الحسيني، وقد اتخذه الرافضة وثنا بل رباً مدبراً، وخالقاً ميسراً وأعادوا به المجوسية، وأحيوا به معاهد اللات والعزى، وما كان عليه أهل الجاهلية، وكذلك مشهد العباس ومشهد علي ... إلى أن قال: والرافضة يصلون لتلك المشاهد ويركعون ويسجدون لمن في تلك المعاهد، وقد صرفوا من الأموال والنذور لسكان تلك الأجداث والقبور ما لا يصرف عشر معشاره للملك العلي الغفور ... إلى أن قال: وكذلك جميع قرى الشط والمجرى على غاية من الجهل، والمعروف في القطيف والبحرين من البدع الرافضة، والأحداث المجوسية، والمقامات الوثنية، ما يضاد ويصادم أصول الملة الحنيفية. انتهى كلامه رحمة الله عليه من كتاب مجموعة الرسائل والمسائل النجدية.
ننتقل إلى قول الإمام محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ:
قال هذا الجبل وهذا العَلَم وهذا الإمام ما نصه: وأما مجرد السلام على الرافضة ومصاحبتهم ومعاشرتهم مع اعتقاد كفرهم وضلالهم فخطر عظيم وذنب وخيم، يخاف على مرتكبه من موت قلبه وانتكاسه ... إلى أن قال: وزوال الإيمان فلا يجادل في جوازه إلا بنفسه مغرور مستعبد لفلسه، فمثل هذا يقابل بالهجر وعدم الخوض معه في هذه المباحث التي لا يدريها إلا من تربى بين يدي أهل هذه الدعوة الإسلامية والطريقة المحمدية. انتهى.
وقال أيضاً الإمام محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ ما نصه: فهذا حكم الرافضة في الأصل، وأما الآن فحالهم أقبح وأشنع لأنهم أضافوا إلى ذلك الغلو في الأولياء والصالحين من أهل البيت، فمن توقف في كفرهم والحالة هذه وارتاب فيه فهو جاهل بحقيقة ما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب، فليراجع دينه قبل حلول رمسه. انتهى كلامه رحمة الله عليه من كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية.
ننتقل إلى قول الجبل والإمام عبد الرحمن بن حسن:
قال رحمه الله تعالى: فأصل الرافضة خرجوا في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ... إلى أن قال: وهم الذين أحدثوا الشرك في صدر هذه الأمة، بنوا على القبور، وعمت بهم البلوى، ولهم عقائد سوء يطول ذكرها. انتهى كلامه من مجموعة الرسائل والمسائل النجدية.
ننتقل إلى قول الإمام عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/66)
قال رحمه الله تعالى: فهذا حكم الرافضة في الأصل، فأما حكم متأخريهم الآن فجمعوا بين الرفض والشرك بالله العظيم بالذي يفعلونه عند المشاهد، وهم الذين ما بلغهم شرك العرب الذين بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى كلامه من مجموعة الرسائل والمسائل النجدية.
قول الإمام سليمان بن سحمان رحمة الله عليه:
قال هذا الإمام: وقد تقدم قريباً من كلام أهل السنة في شأن هؤلاء الأرفاض ـ يعني الرافضة ـ من مقالاتهم الشنيعة وأوضاعهم الخاطئة الكاذبة الوضيعة ما تمجه الطباع، وتستكّ عن سماعه الأسماع، فمن كان ما تقدم ذكره عنهم هذه نحلته، وهذا دينه، فهم عند جماهير المسملين ليسوا من أهل الإسلام. انتهى كلامه.
وقال أيضاً رحمه الله: ولم يخالف فيما ذكرناه إلا هؤلاء الملاحدة كالرافضة والإمامية وعباد القبور والمشاهد وهؤلاء لا عبرة بخلافهم فيما قالوا من المخرقة والخزعبلات التي لا تفيد، فلا يقول بها إلا كل كفار عنيد. انتهى كلامه رحمه الله من كتابه العظيم الحجج الواضحة الإسلامية في رد شبهات الرافضة والإمامية.
ننتقل إلى قول الإمام المحدث شاه عبد العزيز الدهلوي:
قال الإمام عبد العزيز الدهلوي، وهو من محدثي القارة الهندية، بعد أن اطلع على كتب الشيعة الاثنا عشرية ما نصه: ومن استكشف عقادئهم وما انطووا عليه علم أن ليس لهم في الإسلام نصيب، وتحقق كفرهم لديه. انتهى كلامه من كتابه العظيم مختصر التحفة الاثنا عشرية.
قول إمام اليمن ومحدث اليمن الشوكاني:
قال هذا الإمام رحمة الله عليه ما نصه: وبهذا يتبين أن كل رافضي خبيث يصير كافراً بتكفيره لصحابي واحد، فكيف بمن كفر كل الصحابة واستثنى أفراداً يسيرة، تغطية لما هو فيه من الضلال. انتهى كلامه من كتاب نثر الجوهر على حديث أبي ذر.
وقال أيضاً الشوكاني ما نصه: لا أمانه لرافضي قط على من يخالفه في مذهبه، ويدين بغير الرفض، بل يستحلّ ماله ودمه عند أدنى فرصة تلوح له، لأنه عنده مباح الدم والمال، وكل ما يظهره من المودة فهو تقية، يذهب أثره بمجرد إمكان الفرصة. انتهى كلامه من كتابه طلب العلم.
ننتقل إلى قول الإمام المحدث محمد صديق حسن خان القنوجي: قال رحمه الله تعالى: وأقول: ما أصدق هذا المقال ... إلى أن قال: فإنه دل دلالة واضحة صريحة لا سترة عليها على أن الرافضة كفار كفراً بواحاً ... إلى أن قال: فينبغي أن يجري حكم الكفار عليهم في جميع المسائل والأحكام من ترك المناكحة بهم والجهاد معهم، والرد على مذهبهم والإنكار على صنيعهم، والاعتقاد بعدم إسلامهم، وبكونهم أخبث الطوائف في الدنيا. انتهى كلامه من كتابه العظيم الدين الخالص.
ننتقل إلى الإمام المجاهد محمود شكري الألوسي:
قال العلامة محمود شكري الألوسي رحمه الله تعالى ما نصه: وقد زعم الروافض أن جميع الصحابة رضي الله تعالى عنهم إلا من استثني قد ظلموا عياذاً بالله ... إلى أن قال: ولعمري إن كفرهم أشهر من كفر إبليس. انتهى كلامه من كتابه العظيم هبّ العذاب على من سب الأصحاب.
قول علماء ما وراء النهر:
قال الإمام الألوسي صاحب التفسير ما نصه: وكالاثنا عشرية فقد كفرهم معظم علماء ما وراء النهر، وحكموا بإباحة دمائهم وأموالهم وفروج نسائهم، حيث أنهم يسبون الصحابة رضي الله تعالى عنهم، لا سيما الشيخين رضي الله تعالى عنهما، وهما السمع والبصر منه عليه الصلاة والسلام. انتهى من كتاب صب العذاب على من سب الأصحاب.
قول الإمام والجبل محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ مفتي الديار السعودية:
قال الإمام العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله ما نصه: وهؤلاء الروافض قد ارتكبوا بهذا الصنيع عدة جرائم شنيعة منها الاستهزاء بأفاضل الصحابة رضوان الله عليهم، وسبهم ولعنهم ... إلى أن قال: وهذا يدل على خبثهم وشدة عداوتهم للإسلام والمسلمين، فيجب على المسلمين أن يغاروا لأفضال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يقوموا على هؤلاء الروافض قيام صدق لله تعالى، وأن يحاكموهم محاكمة قوية دقيقة، ويوقعوا عليهم الجزاء الصارم البليغ، سواء كان القتل أو غيره. انتهى كلامه رحمة الله عليه من فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم (1/ 249 - 250).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/67)
كما أفتى سماحته رحمه الله تعالى بقتل أحد الدعاة من الرافضة، الذي قام بتأليف كتاب ينشر فيه معتقده الخبيث حيث قال رحمه الله تعالى ما نصه: والذي أراه أنه يسوغ قتل هذا الخبيث تعزيراً، لأن ما أبداه رأس فتنة إن قطع خمدت، وإن تسوهل في شأنه عادت بأفظع من هذا الكتاب ... إلى أن قال: وقتل مثل هذا تعزيراً إذا رآه الإمام ردعاً للمفسدين، وحسماً لمادة البدعة، وسداً لهذا الباب.
وقال أيضاً رحمه الله تعالى: فالرافضة أحبت أهل البيت ولكنها غلت، حتى صار الروافض هم أئمة كل شرك وخرافة، فهم أول من بنى المساجد على القبور. انتهى كلامه رحمه الله تعالى من كتابه فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية.
ننتقل إلى قول وفتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية:
وهم كل من العلامة والإمام والمحدث وبقية السلف عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه، والعلامة عبد الرزاق عفيفي، والعلامة عبد الله بن غديان، والعلامة عبد الله بن قعود حيث وجه إلى اللجنة الدائمة سؤال عن حكم أكل ذبائح جماعة من الجعفرية الإمامية الاثنا عشرية، فأجابت اللجنة بقولها ما نصه: إذا كان الأمر كما ذكر السائل من أن الجماعة الذين لديه من الجعفرية يدعون عليا والحسن والحسين وسادتهم، فهم مشركون مرتدون عن الإسلام والعياذ بالله، لا يحل الأكل من ذبائحهم لأنها ميتة ولو ذكروا عليها اسم الله. انتهى.
وقالت اللجنة في جواب آخر ما نصه: إذا كان الواقع كما ذكرت من دعائهم عليا والحسن والحسين ونحوهم فهم مشركون شركاً أكبر، يخرج من ملة الإسلام، فلا يحل أن نزوجهم المسلمات، ولا يحل لنا أن نتزوج من نسائهم، ولا يحل لنا أن نأكل من ذبائحهم. انتهى.
كما أجابة اللجنة الدائمة في جواب آخر عن حكم من يعتقد أن القرآن قد وقع فيه التحريف، كما تعتقده الشيعة الإمامية بقولها ما نصه: ومن قال إنه غير محفوظ أو دخله شيء من التحريف أو النقص فهو ضال مضل، يستتاب فإن تاب وإلا وجب على ولي الأمر قتله مرتداً ... إلى أن قالت هذه اللجنة: ولهذا أنكر علماء الإسلام على الشيعة الباطنية زعمهم أن القرآن الذي بين أيدي المسلمين ناقص، وأن الذي عندهم هو الكامل، وهذا من أبطل الباطل. انتهى كلامهم رحمة الله عليهم، من فتاوى اللجنة الدائمة.
ننتقل إلى قول مؤتمر رابطة العالم الإسلام الثالث:
حيث جاء في بيانه الصادر في ربيع الأول لعام 1408هـ ما نصه: لقد تبين للمشاركين في المؤتمر أن الخميني داعية ضلال، جر على المسلمين من المصائب والفتن ما مزق الشمل، وأن منهجه خارج على الإسلام وتعاليمه، ويشكل خطورة على أمة الإسلام، لذا فإنهم يطلبون الحكام والمنظمات والشعوب الإسلام بمقاطعته على مختلف المستويات، والتصدي لتحركاته على الساحة الإسلامية. انتهى.
ننتقل إلى قول الإمام وبقية السلف المحدث عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمة الله عليه مفتي الديار السعودية سابقاً:
قال هذا الإمام ـ إخواني في الله ـ في الشيعة الاثنا عشرية ما نصه: وأفيدكم بأن الشيعة فرق كثيرة، وكل فرقة لديها أنواع من البدع، وأخطرها فرقة الرافضة الخمينية الاثنا عشرية لكثرة الدعاة إليها، ولما فيها من الشرك الأكبر، كالاستغاثة بأهل البيت واعتقاد أنهم يعلمون الغيب، ولا سيما الأئمة الاثنا عشر حسب زعمهم، ولكونهم يكفرون ويسبون غالب الصحابة كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، نسأَلُ الله السلامة مما هم عليه من الباطل. انتهى كلامه، مجموع فتاوى ومقالات الإمام عبد العزيز بن باز (4/ 439).
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى الإمام العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى مفتي الديار السعودية، وهو يحذر من الفرق الضالة والديانات المنحرفة، ومنها فرقة الشيعة الإمامية فاستمع ماذا يقول رحمه الله تعالى: وبذلك نكتشف بطلان جميع المذاهب الهدامة والأكثر منحلة، لأن من علم شرع الله وتبصر في دينه وتفقه في ذلك اتضح له كل مذهب باطل وكل فكر فاسد، سواء كان ذلك فكراً خارجا عن الدين بالكلية، أو فكراً يزعم صاحبه أنه من الإسلام وليس من الإسلام، فتعرف المذاهب الهدامة من شيوعية وغيرها، وهكذا الأفكار والدعوات المنحرفة، من الإمامية أو قومية أو غير ذلك مما يدعو إليه كثير من الناس، فالقرآن الكريم والسنة المطهرة يحاربان كل هذه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/68)
الدعوات الباطلة، فلا قومية ولا علمانية ولا شيوعية ولا بعثية ولا شيعية ولا بوذية ولا نصرانية ولا يهودية ولا غير ذلك، كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يحاربون هذه المذاهب الباطلة وهذه الأفكار الزائفة، ويبين القرآن والسنة أن الحق في اتباع كتاب الله العظيم وسنة رسول الله الأمين فقط.
ننتقل إلى قول محدث العصر الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمة الله عليه:
قال العلامة المحدث الألباني مجيباً لسؤال وجه إليه عن حكمه في المدعو الخميني ما نصه:
فقد وقفت على الأقوال الخمسة التي نقلتموها عن كتب المسمى بروح الله الخميني، راغبين مني بيان حكمي فيها وفي قائلها، فأقول وبالله تعالى وحده أستعين: إن كل قول من تلك الأقوال الخمسة كفر بواح وشرك صراح لمخالفته للقرآن والسنة المطهرة وإجماع الأمة، وما هو معلوم من الدين بالضرورة، ولذلك فكل من قال بها معتقداً ولو ببعض ما فيها فهو مشرك كافر، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم. انتهى كلامه رحمة الله عليه من كتاب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية في ميزان الإسلام لربيع السعود.
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى وهو يؤكد أن الخلاف الذي بين أهل السنة وبين الشيعة الإمامية هو خلاف في الأصول لأنهم يعتقدون بأن القرآن الكريم محرف عندهم، بل ويحكم الإمام الألباني بأن الذي يدعو إليه إمام الشيعة الخميني من الكفر الذي لا شك فيه، فاستمع ماذا يقول رحمه الله تعالى: "وهذا ما كنت أجابه به الشيعة وأنا في دمشق، فكنت أقول لهم: أنتم مثلاً لا تعتمدون على صحيح البخاري، ونحن لا نعتمد على الكليني، وهم يزعمون وهذا أمر خطير جداً أنه لا خلاف بين المسلمين في الأصول، كثير من الدعاة الإسلاميين اليوم أنه لا خلاف بين المسلمين في الأصول، وهذا الذي ورّط طائفة من الشباب المسلم حينما أعلن الخميني دولته، فسارعوا إلى مبايعته وإلى مساندته وو ... إلخ، ذلك لأنهم يتوهمون أنه لا خلاف بيننا وبين الشيعة إلا في الفروع؛ لأنهم يجهلون ما في بطون كتب الشيعة من الخلاف في الأصول، وأي أصل مثلاً بالنسبة إليهم بعد القرآن؟! إذا كانوا يعتقدون بأن القرآن الذي بين أيدينا هو ربع مصحف فاطمة، فأي أصل بعد ذلك يصح أن يخالف؟! مثلاً الخميني أعلن عن عقيدته بما سماه الحكومة الإسلامية، وهذا كفر بلا شك.
ننتقل إلى قول الشيخ الفاضل والإمام المجتهد عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين:
قال هذا الشيخ ما نصه: "فالرافضة بلا شك كفار إلى ... أن قال: ومن شك في ذلك فليقرأ كتب الرد عليهم ككتاب القفاري في تفنيد مذهبهم، وكتاب الخطوط العريضة، وكتاب إحسان إلهي ظهير وغيرها. انتهى كلامه من كتابه اللؤلؤ المكنون.
هذا واستمع ـ أخي في الله ـ إلى العلامة عبد الله بن جبرين، عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، وهو يحكم بشرك الرافضة، وأن الحجة قد قامت عليهم، بل ويذكر هذا الإمام حال إخواننا من أهل السنة في دولة إيران وكيف أنهم مضطهدون، ومنبوذون عند الشيعة هناك، وأن الشيعة لو تمكنوا من رقاب أهل السنة لفعلوا الأفاعيل الخبيثة في حق أهل السنة، فاستمع ماذا يقول حفظه الله تعالى: لقد ذكرنا أن الموجودين الآن من الرافضة غالباً مشركون، لأنهم يدعون علياً والحسن والحسين وغيرهم في الملمات عوامهم وخواصهم، والآن قد قامت عليهم الحجة، وقد عرفوا أن هذا شرك، سيما الذين في المملكة، ولكنهم لا يقبلون، بل يعيبون من أنكر عليهم، ويسموننا وهابيين فلا يتقبلون منا، فنقول: هذا من المكفرات، كونهم يدعون عليا حتى في الملمات وفي الأزمات والشدائد، ويدخل في ذلك عامتهم، فأظهروا ذلك. فالواجب علينا إذا رأينا إعلاناتهم هذه وأعمالهم أن ننكر عليهم، وأن نسعى إلى ولاة الأمور، ونأمرهم بأن يأخذوا على أيديهم، فلا يظهروا بدعتهم ببلاد الإسلام، ومن أراد منهم أن يظهر بدعته فليذهب إلى البلاد التي يحكمها الرافضة كبلاد إيران أو العراق، هنالك يفعلون ما يريدون، أما بلاد تحكم بالشريعة فلا يجوز أن يمكنوا من إظهار هذه البدعة، هناك في بلاد إيران مجموعة كبيرة من أهل السنة، نحو اثني عشر المليون من أهل السنة، ولكنهم مضطهدون في غاية من الذل، وفي غاية من الإهانة، لما كانت الكثرة الكاثرة إلى الرافضة فلا يقدرون أن يعلنوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/69)
إسلامهم وعباداتهم، ولا يتولون شيئاً من الولايات التي لها أهمية، فليس منهم خطباء، وليس منهم دعاة، وليس منهم موظفون مدراء ولا مدرسون، ولا غيرهم بل محتقرون، إنما يتكسبون بما يستطيعونه من الكسب بأيديهم وبأعمالهم، أما الولايات الحكومية فليس لهم منها نصيب أبداً، لماذا؟ لأنهم أهل سنة، والغالبية على الولاية أنهم رافضة، أما في ولايتنا ... على الدولة تدين بالسنة والولاية، الأكثرية والحمد لله لأهل السنة، فإن هؤلاء الرافضة تمكنوا لما أنهم مكنوا من الدراسة، ودرسوا في دراسات صناعية وحملوا مؤهلات متنوعة، فتولوا وللأسف كثيراً من الولايات، بسبب أنهم جاؤوا بهذه المؤهلات وهذه الشهادات، ودخلوا المسابقات، وانطبقت عليهم الشروط، وصدق عليهم أنهم مواطنون وأنهم سعوديون، ولم ينظر إلى معتقدهم، ولم يتفطن القائمون على هذه الوظائف بخبث طواياهم وولوهم هذه الولايات، وهم لا يشعرون، فيخاف أن يكيدوا فيما بعد بالإسلام والمسلمين، فهم إذا تولوا التدريس فالغالب أنهم لا يدرسون تدريساً صحيحاً في العقيدة لأبناء المسلمين، بل إما أن يشككوهم في عقيدتهم، وإما أن يتركوهم على جهلهم بالعقيدة الصحيحة السليمة، وهم إذا تولوا مثلاً الطب فلا يؤمنون إذا عالجوا أهل السنة أن يمكروا بهم، وأن يكيدوا لهم ما يسبب زيادة المرض أو الموت أو العقم أو ما أشبه ذلك، وكذلك إذا تولوا توليد النساء لم يؤمن في الأطفال المواليد أن يضروهم كما ذكر ذلك في كثير من المولدين ونحوهم، ربما اجتذبوا للطفل وهو صغير، فانخلعت قدمه، أو حصل به خلل خلقي بسبب توليهم ذلك، لا شك أنهم غير مأمونين.
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ?للَّهِ بِأَفْو?هِهِمْ وَ?للَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ?لْكَـ?فِرُونَ} [الصف:8].
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى توبة أحد الشيعة واسمه حمزة أمام أحد الدعاة من أهل السنة عن طريق الاتصال عبر الإنترنت وما يعرف بالبالتولك، واستمع إليه كيف يذكر الشهادة وهو يبكي بعد أن شرح الله صدره للإسلام، واستمع إليه ـ أخي الحبيب ـ وهو يدافع عن الصحابة وعن أمهات المؤمنين بعد توبته، فاستمع إلى هذا اللقاء المؤثر: "ولكن الآن أقول: الحمد لله الذي هداني لهذا الدين، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتني، وفليعلم الجميع أني ما كنت صاحب علم، لكن صاحب علم في مذهبي، ولكن عندي العلم القليل الذي أخذته من بعض الحسينيات وبعض الجلسات، ولكن أقول: الحمد لله الحمد لله الحمد لله أني لم أغرغر، أن الله سبحانه وتعالى لم يمتني، أنا الحمد لله الآن عائش بين إخواني المسلمين، الحمد لله الذي جعلني الآن أقدر أقول لكم: الحين أنا مسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
قال الداعية: الله أكبر الله أكبر ... يأبى الله يا إخواني إلا أن يظهر نوره، إلا أن يعز الإسلام، أبشر، يا حمزة أبشر والله إنك أخ حبيب لنا، والله لأنت أحب إلينا من بعض أبنائنا، أبشر هذه الدمعات، أبشر إن شاء الله، عينان لن تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، فأنت على خير، فأنت على خير، أرجو منك أخي الحبيب أن تتابع، لحظة يا مناصر أخي الحبيب لحظة شوية بارك الله فيك، تفضل يا حمزة، حمزة حبيبي تفضل.
حمزة: جزاك الله خيراً يا أخي، أنا لا أحب أن أطيل عليكم إلا في كلمة أخيرة أقولها لكم إن شاء الله، أقول: اللهم العن من سب الصحابة، أو إحدى أمهات المؤمنين، هؤلاء أمهاتنا ونحن نفتديهم، وهم أشرف منا وأشرف من أزواجنا وأشرف من أمهاتنا وأخواتنا وأبنائنا، والله إن هذا كان في قلبي، والله يشهد الله أن هذا في قلبي من زمان، ولكن ما كنا نقدر نقول هذا الكلام ... من البدع التي كنا فيها، ولكن أقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، ولو أتاني ملك الموت الآن لأني أفرح ... وإني أعتقد أني سوف أدخل الجنة، ولكن على مذهب الشيعة للأسف، أني كنت أعرف أنني على شفا حفرة من النار، فأنجاني الله سبحانه وتعالى و .... يقول الداعية: أسأل الله أن يحفظك، الحمد لله الذي أنقذ أخانا من النار، الحمد لله الذي أنقذك من النار، والله يا أخي الحبيب، والله لأنت أحب إلينا من بعض أبنائنا، يشهد الله عز وجل، لذلك إخواني هذا من فضل الله علينا، ثم من فضل مشايخنا، حقيقة الأمر إخواني الذين كان لهم الصبر على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/70)
أمثال هؤلاء، والله يا إخواني، والله لا يشكر الله من لا يشكر الناس، والله يا إخوة على كل حال، يا حمزة يا أخي الحبيب، نريد منك أن تشرح لنا، يعني ما كانت عقيدتك بارك الله فيك، ومن كان له الأثر على إيصال هذا الخير لك حفظك الله، ولو بإسهاب بارك الله فيك.
حمزة: والله يا أخي كان أخ سعد عندكم في البالتولك والأخ الثاني اسمه أبو علي، وبصراحة بكلام الشيخ أبو منتصر الذي كان له أثر يعني بصراحة، وكنت دائما عناوين يعني على البالتولك، يعني تتكلم عن الشيعة، فكنت أدخلها بصراحة، أي عنوان كنتم تحطونه، أنا كنت أدخل هذا العنوان فأطالع أموراً من البدع، للأسف يعني والله إنها أكاذيب، ولكن رأيت ... حقيقة وفي الآونة الأخيرة عند أهل السنة انتشر كتاب اسمه كتاب لله ثم للتاريخ، لما قرأت الكتاب، قرأته ممكن مرتين أو ثلاث مرات، فوالله إني ظننت أن هذا الكلام بدعة، يعني بدعة الكلام علينا، ولكن فتحت المراجع عندنا، والله رأيت كل الأمور موجود فعلاً، وكل الأمر الذي كتبه سيد حسين مساوي فعلاً موجود، بالمراجع بالكلمة بالنص بالصفحة، فإن كان هذا الكلام فعلاً موجوداً فهذا ليس ديناً هذا كارثة، كارثة على الأمة وفاجعة على الأمة الإسلامية، فالحمد لله، ولكن الآن أخبرك أنني أقوى، والله ثم والله أكثر الشيعة عندهم شك في دينهم، أنا واحد من الناس الذين كان لي شك في ديني، ومثلي كثير بالآلاف، والله على البالتولك وخارج البالتولك، مجرد أنك تقيم عليهم الحجة، لا يستطيعون أتدرون لماذا؟ لأننا لا نستطيع المجادلة، لا نقدر على الكلام، أنتم أهل الحجة، ونحن كنا ضعفاء، نحن ما عندنا إلا ... أما أنتم عندكم دائماً ألاحظكم تقولون: قال الله، قال رسول الله، نحن لا، قال: أبو عبد الله عليه السلام، قال الحسين، قال الإمام الفلاني، ما عندنا من يقول: قال رسول الله، والله أكبر والله المستعان.
قال الداعية: الله أكبر يا إخوان، أسأل الله أن يثبتك يا أخي الحبيب.
{قُلْ ي?عِبَادِىَ ?لَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى? أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ?للَّهِ إِنَّ ?للَّهَ يَغْفِرُ ?لذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ?لْغَفُورُ ?لرَّحِيمُ} [الزمر:53].
هذا وإلى لقاء قادم، أحبتي في الله بإذن الله تعالى، مع فرق وديانات جديدة، وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
للتواصل:
kslhj@hotmailak.com (kslhj@hotmailak.com)
2- - الشيعةطائفة شرك وردة.
3 - شبهات وردود للشيخ عثمان الخميس.
4 - الفتاوى المعاصرة في الرافضة.
5 - حتى لا ننخدع
ثم أختم الكلام على ما يتعلق بشبهة حول الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين بآيتين:
الأولى امتدح الله تعالى فيها قوماً والأخرى ذم الله تعالى فيها قوماً آخرين فليسأل كل واحد منا نفسه أي الآيتين يتبع؟؟
أما الآية الأولى فهي قوله تعالى في وصف أهل الجنة: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} الحشر 10
وأما الآية الثانية فهي قوله نعالى في وصف أهل النار
{قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ} الأعراف38
الشبهة الثانية:حول الشورى
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الإمام ابن تيميَّة في كتابه الماتع العظيم الذي يعتبر شجاً وغصة في حلوق الروافض [منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية] جـ 7 ص 441: ((والكلام مع الشيعة أكثره مبني على النقل فمن كان خبيراً بما وقع وبالأخبار الصادقة التي توجب العلم اليقيني علم انتفاء ما يناقض ذلك يقيناً ولهذا ليس في أهل العلم بالأحاديث النبوية إلا ما يوجب العلم بفضل الشيخين وصحة إمامتهما وكذب ما تدعيه الرافضة)) أ.هـ
عدم تطبيق الشورى عند المسلمين في العصر الأول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/71)
قائل هذه العبارة لو يعي ما يقول لكفر بما يقول؛ لأن هنا لازمين لتلك الكلمة الخبيثة فيهما تكذيب للقرآن
اللازم الأول: لأن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالشورى في سورة آل عمران فقال سبحانه: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} آل عمران159 فهل النبي صلى الله عليه وسلم خالف كلام ربه؟ وهل كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب؟ يأتي الأمر في لغة العرب بأكثر من (17) معنىً .... ؛ لذلك يجب فهم الأدلة الشرعية ومقاصدها بلغة العرب لا بالجهل فيصبح بذلك هذا الصنف لا يفهم كلام الأئمة ولادراية له بمجاز العرب (ينظر لزاماً كتاب الموافقات للإمام الشاطبي، ك المقاصد أول مسألة جـ 2ص 47 - 48ومجموع الفتاوى للإمام ابن تيمية في مواطن عدة منها: جـ4 ص 128،133،289 وجـ18 ص 338 و جـ 31 ص 137 والفتاوى الكبرى جـ4ص 312)
اللازم الثاني: مدح القرآن الكريم حال المؤمنين بأن أمرهم شورى بينهم وينبغي أن يكون كذلك فقال سبحانه: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} الشورى38 وهل مدح القرآن الكريم لعمل المؤمنين بالشورى يستلزم إيجاب الشورى عليهم أم هناك فرق المدح على فعل شئ والأمر بوجوب فعله؟ فالقرآن الكريم امتدح الموفين بالنذر فهل يستلزم ذلك وجوب النذر على المؤمنين؟ الجواب لا ويؤكد هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن النذر وعلل ذلك بأنه لا يستخرج إلا من البخيل ثبت ذلك النهي في صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود والنسائي وابن ماجَهْ عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم
((نهى عن النذر)) وفي رواية النسائي وابن ماجَهْ بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنه لا يأتي بخير إنما يُستخرج به من البخيل)).
و لقد سمى الله تعالى السورة باسم الشورى فمن قال بعدم وقوع الشورى فقد كذب القرآن الكريم ولو فعل ذلك لكفر وصار من أصحاب الجحيم.
وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه ومن تبعهم الأسوة في ذلك وقبل إيرادي وتعدادي لبعض مواطن الشورى التي تمت في العصر الأول أود أن أشير إلى شئ وهو أن الشورى خلق وفعل طيب وهي معروفة منذ الأزل أي كان يعمل بها العقلاء والحكام سواء كانوا موحدين أم كانوا ملحدين ولكن جاء القرآن الكريم فزكى هذا الأمر الطيب للمؤمن؛ لأنه أحق الخلق به وفي القرآن الكريم عدة استشارات منها:
### طلب سيدنا موسى عليه السلام من الله تعالى أن يجعل معه أخاه هارون عليه السلام وزيراً.
### استشارة سليمان عليه السلام لمن حوله في أمر بلقيس.
### استشارة بلقيس لقومها وكانت كافرة.
### استشارة فرعون لملائه.
### استشارة الكفار بعضهم البعض.
أما تطبيق الشورى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فكثيرة منها:
1 - في مكان بقاء الجيش في غزوة بدر.
2 - . في أسرى بدر.
3 - في الخروج للمشركين في أحد
4 - في حفر الخندق كما في غزوة الأحزاب.
5 - في الحديبية استشار أم سلمة رضي الله عنها.
6 - في حادثة الإفك.
وأما تشاور الصحابة رضي الله عنهم فكثيرة منها:
1 - تَشَاوَرُوا فِي أَمْرِ الرِّدَّةِ، فَاسْتَقَرَّ رَأْيُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى الْقِتَالِ.
2 - ََتَشَاوَرُوا فِي الْجَدِّ وَمِيرَاثِهِ.
3 - َتَشَاوَرُواَ فِي حَدِّ الْخَمْرِ وَعَدَدِهِ عَلَى الْوُجُوهِ الْمَذْكُورَةِ فِي كُتُبِ الْفِقْهِ.
4 - َتَشَاوَرُوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحُرُوبِ، حَتَّى شَاوَرَ عُمَرَ رضي الله عنه الْهُرْمُزَانَ حِينَ وَفَدَ عَلَيْهِ مُسْلِمًا فِي الْمَغَازِي.
5 - تشاوروا عند نزول كثير من المسائل.
6 - تشاوروا في أمر الطاعون.
7 - أبو بكر الصديق رضي الله عنه طلب من أسامة بن زيد أن يبقي عنده عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المدينة للمشورة.
8 - مشورة عمر لعلي رضي الله عنهما.
### مسألة الخلافة والشورى ###
في الشريعة الإسلامية لا يوجد نص صحيح صريح لا في كتاب ولا في سنة يوجب طريقة معينة في اختيار حاكم للمسلمين ..... المهم أنه يحكم بالشرع ..... ولو كان عبداً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/72)
((وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجَهْ وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
مادام يحكم بالشرع ويقيموا الصلاة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " خيار أئمتكم الذين يحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذي تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنوكم " قال: قلنا: يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: " لا ما أقاموا فيكم الصلاة لا ما أقاموا فيكم الصلاة ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة ". رواه مسلم عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه .... إذاً فلا إشكال في كيفية ونوع أو اسم الحاكم المهم أنه يطبق شرع الله تعالى؛ ولذلك الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم أمرهم كان كما يلي:
1 - إما بالنص.
2 - وإما بالإيماء.
3 - وإما بالاستخلاف.
4 - وإما بالشورى.
5 - وإما باجتماع أهل الحل والعقد على مبايعته أو بمبايعة واحد منهم له فيجب التزامها.
6 - بقهر واحد من الناس على طاعته فتجب لئلا يؤدي ذلك إلى الشقاق والاختلاف.
وقد قرر هذا الإمام ابن كثير في تفسيره جـ 1 ص 221 بقوله: ((والإمامة تنال بالنص كما يقوله طائفة من أهل السنة في أبي بكر، أو بالإيماء إليه كما يقول آخرون منهم، أو باستخلاف الخليفة آخر بعده كما فعل الصديق بعمر بن الخطاب، أو بتركه شورى في جماعة صالحين كذلك كما فعله عمر، أو باجتماع أهل الحل والعقد على مبايعته أو بمبايعة واحد منهم له فيجب التزامها عند الجمهور وحكى على ذلك (4) إمام الحرمين الإجماع، والله أعلم، أو بقهر واحد الناس على طاعته فتجب لئلا يؤدي ذلك إلى الشقاق والاختلاف، وقد نص عليه الشافعي)) أ. هـ
وقال الإمام ابن تيميَّة في منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية جـ 6 ص 142 مبيناً أن الأصل في ذلك حصول المصلحة للمسلمين: ((وأمرهم شورى بينهم سورة الشورى 38 وقال وشاورهم في الأمر سورة آل عمران 159 فكان ما فعله من الشورى مصلحة وكان ما فعله أبو بكر رضي الله عنه من تعيين عمر هو المصلحة أيضا فإن أبا بكر تبين له من كمال عمر وفضله واستحقاقه للأمر ما لم يحتج معه إلى الشورى وظهر أثر هذا الرأي المبارك الميمون على المسلمين فإن كل عاقل منصف يعلم أن عثمان أو عليا أو طلحة أو الزبير أو سعدا أو عبد الرحمن بن عوف لا يقوم مقام عمر فكان تعيين عمر في الاستحقاق كتعيين أبي بكر في مبايعتهم له
ولهذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أفرس الناس ثلاثة بنت صاحب مدين حيث قالت يا أبت أستأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين سورة القصص 26 وامرأة العزيز حيث قالت عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا سورة القصص 9 وأبو بكر حيث استخلف عمر)) أ. هـ
وإليك أقوال أهل العلم في الشورى:
### يقول الإمام أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن جـ 7 ص 86)) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ رَكِبَ فَرَسًا يَشُورُهُ.
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ: الشُّورَى أُلْفَةٌ لِلْجَمَاعَةِ، وَمِسْبَارٌ لِلْعُقُولِ، وَسَبَبٌ إلَى الصَّوَابِ، وَمَا تَشَاوَرَ قَوْمٌ إلَّا هُدُوا.
وَقَدْ قَالَ حَكِيمٌ: إذَا بَلَغَ الرَّأْيُ الْمَشُورَةَ فَاسْتَعِنْ بِرَأْيِ لَبِيبٍ أَوْ مَشُورَةِ حَازِمٍ وَلَا تَجْعَلْ الشُّورَى عَلَيْك غَضَاضَةً فَإِنَّ الْخَوَافِيَ نَافِعٌ لِلْقَوَادِمِ الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ: مَدَحَ اللَّهُ الْمُشَاوِرَ فِي الْأُمُورِ، وَمَدَحَ الْقَوْمَ الَّذِينَ يَمْتَثِلُونَ ذَلِكَ، وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشَاوِرُ أَصْحَابَهُ فِي الْأُمُورِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِمَصَالِحِ الْحُرُوبِ، وَذَلِكَ فِي الْآثَارِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يُشَاوِرْهُمْ فِي الْأَحْكَامِ؛ لِأَنَّهَا مُنَزَّلَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَلَى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/73)
جَمِيعِ الْأَقْسَامِ: مِنْ الْفَرْضِ، وَالنَّدْبِ، وَالْمَكْرُوهِ، وَالْمُبَاحِ، وَالْحَرَامِ.
فَأَمَّا الصَّحَابَةُ بَعْدَ اسْتِئْثَارِ اللَّهِ بِهِ عَلَيْنَا فَكَانُوا يَتَشَاوَرُونَ فِي الْأَحْكَامِ، وَيَسْتَنْبِطُونَهُ ا مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ وَإِنَّ أَوَّلَ مَا تَشَاوَرَ فِيهِ الصَّحَابَةُ الْخِلَافَةَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَنُصَّ عَلَيْهَا حَتَّى كَانَ فِيهَا بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَالْأَنْصَارِ مَا سَبَقَ بَيَانُهُ.
وَقَالَ عُمَرُ: نَرْضَى لِدُنْيَانَا مَنْ رَضِيَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِدِينِنَا.
وَتَشَاوَرُوا فِي أَمْرِ الرِّدَّةِ، فَاسْتَقَرَّ رَأْيُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى الْقِتَالِ.
وَتَشَاوَرُوا فِي الْجَدِّ وَمِيرَاثِهِ، وَفِي حَدِّ الْخَمْرِ وَعَدَدِهِ عَلَى الْوُجُوهِ الْمَذْكُورَةِ فِي كُتُبِ الْفِقْهِ.
وَتَشَاوَرُوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحُرُوبِ، حَتَّى شَاوَرَ عُمَرَ الْهُرْمُزَانَ حِينَ وَفَدَ عَلَيْهِ مُسْلِمًا فِي الْمَغَازِي، فَقَالَ لَهُ.
الْهُرْمُزَانُ: إنَّ مَثَلَهَا وَمَثَلَ مَنْ فِيهَا مِنْ عَدُوِّ الْمُسْلِمِينَ مِثْلُ طَائِرٍ لَهُ رَأْسٌ وَلَهُ جَنَاحَانِ وَرِجْلَانِ، فَإِنْ كُسِرَ أَحَدُ الْجَنَاحَيْنِ نَهَضَتْ الرِّجْلَانِ بِجَنَاحٍ وَالرَّأْسِ، وَإِنْ كُسِرَ الْجَنَاحُ الْآخَرُ نَهَضَتْ الرِّجْلَانِ وَالرَّأْسُ، وَإِنْ شُدِخَ الرَّأْسُ ذَهَبَتْ الرِّجْلَانِ وَالْجَنَاحَانِ، وَالرَّأْسُ كِسْرَى وَالْجَنَاحُ الْوَاحِدُ قَيْصَرُ، وَالْآخَرُ فَارِسُ.
فَمُرْ الْمُسْلِمِينَ فَلْيَنْفِرُوا إلَى كِسْرَى وَذَكَرَ الْحَدِيثَ إلَى آخِرِهِ وَقَالَ بَعْضُ الْعُقَلَاءِ: مَا أَخْطَأْت قَطُّ؛ إذَا حَزَبَنِي أَمْرٌ شَاوَرْت قَوْمِي، فَفَعَلْت الَّذِي يَرَوْنَ، فَإِنْ أَصَبْت فَهُمْ الْمُصِيبُونَ، وَإِنْ أَخْطَأْت فَهُمْ الْمُخْطِئُونَ، وَهَذَا أَبْيَنُ مِنْ إطْنَابٍ فِيهِ.)) أ. هـ
### يقول الإمام القرطبي في تفسيره:جـ 4ص 249 - 253: ((قوله تعالى: (فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر) الأولى - قال العلماء: أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بهذه الأوامر التي هي بتدريج بليغ، وذلك أنه أمره بأن يعفو عنهم ما له في خاصته عليهم من تبعة، فلما صاروا في هذه الدرجة أمره أن يستغفر فيما لله عليهم من تبعة أيضا، فإذا صاروا في هذه الدرجة صاروا أهلا للاستشارة في الأمور.
قال أهل اللغة: الاستشارة مأخوذة من قول العرب: شرت الدابة وشورتها إذا علمت خبرها بجري أو غيره.
ويقال للموضع الذي تركض فيه: مشوار.
وقد يكون من قولهم: شرت العسل واسشترته فهو مشور ومشتار إذا أخذته من موضعه، قال عدي بن زيد في سماع يأذن الشيخ له * وحديث مثل ماذي مشار (4) الثانية - قال ابن عطية: والشورى من قواعد الشريعة وعزائم الاحكام، من لا يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب.
هذا ما لا خلاف فيه. وكيف ذلك؟ قال لا أفعل شيئا حتى أشاورهم.
وقال ابن خويز منداد: واجب على الولاة مشاورة العلماء فيما لا يعلمون، وفيما أشكل عليهم من أمور الدين، ووجوه الجيش فيما يتعلق بالحرب، ووجوه الناس فيما يتعلق بالمصالح، ووجوه الكتاب والوزراء والعمال فيما يتعلق بمصالح البلاد وعمارتها.
وكان يقال: ما ندم من استشار (1).
وكان يقال: من أعجب برأيه ضل.
الثالثة - قوله تعالى: (وشاورهم في الامر) يدل على جواز الاجتهاد في الامور والاخذ بالظنون مع إمكان الوحي، فإن الله أذن لرسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك.
واختلف أهل التأويل في المعنى الذي أمر الله نبيه عليه السلام أن يشاور فيه أصحابه، فقالت طائفة: ذلك في مكائد الحروب، وعند لقاء العدو، وتطييبا لنفوسهم، ورفعا لاقدارهم، وتألفا على دينهم، وإن كان الله تعالى قد أغناه عن رأيهم بوحيه.
روي هذا عن قتادة والربيع وابن إسحاق والشافعي.
قال الشافعي: هو كقوله (والبكر تستأمر) تطيبا لقلبها، لا أنه واجب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/74)
وقال مقاتل وقتادة والربيع: كانت سادات العرب إذا لم يشاوروا في الامر شق عليهم: فأمر الله تعالى، نبيه عليه السلام أن يشاورهم في الامر: فإن ذلك أعطف لهم عليه وأذهب لاضغانهم، وأطيب لنفوسهم.
فإذا شاورهم عرفوا إكرامه لهم.
وقال آخرون: ذلك فيما لم يأته فيه وحي.
روي ذلك عن الحسن البصري والضحاك قالا: ما أمر الله تعالى نبيه بالمشاورة لحاجة منه إلى رأيهم، وإنما أراد أن يعلمهم ما في المشاورة من الفضل، ولتقتدي به أمته من بعده.
وفي قراءة ابن عباس: " وشاورهم في بعض الامر " ولقد أحسن القائل: شاور صديقك في الخفي المشكل * واقبل نصيحة ناصح متفضل:
فالله قد أوصى بذاك نبيه * في قوله: (شاورهم) و (توكل) الرابعة - جاء في مصنف أبي داود عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المستشار مؤتمن).
قال العلماء: وصفة المستشار إن كان في الاحكام أن
__________
(1) هذا حديث رواه الطبري في أوسطه والقضاعي عن أنس وحسنه السيوطي وفى كشف الخفا: في سنده؟ ضعيف جدا. يكون عالما دينا، وقلما يكون ذلك إلا في عاقل.
قال الحسن: ما كمل دين امرئ ما لم يكمل عقله.
فإذا استشير من هذه صفته واجتهد في الصلاح وبذل جهده فوقعت الاشارة خطأ فلا غرامة عليه، قاله الخطابي وغيره.
الخامسة - وصفة المستشار في أمور الدنيا أن يكون عاقلا مجربا وادا في المستشير.
قال: شاور صديقك في الخفي المشكل * وقد تقدم.
وقال آخر: وإن باب أمر عليك التوى * فشاور لبيبا ولا تعصه في أبيات (1).
والشورى بركة.
وقال عليه السلام: (ما ندم من استشار ولا خاب من استخار).
وروى سهل بن سعد الساعدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما شقي قط عبد بمشورة وما سعد باستغناء رأي).
وقال بعضهم: شاور من جرب الامور، فإنه يعطيك من رأيه ما وقع عليه غاليا وأنت تأخذه مجانا.
وقد جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة - وهي أعظم النوازل - شورى.
قال البخاري: وكانت الائمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم يستشيرون الامناء من أهل العلم في الامور المباحة ليأخذوا بأسهلها.
وقال سفيان الثوري: ليكن أهل مشورتك أهل التقوى والامانة، ومن يخشى الله تعالى.
وقال الحسن: والله ما تشاور قوم بينهم إلا هداهم لافضل ما يحضر (2) بهم.
وروي عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه أحمد أو محمد فأدخلوه في مشورتهم إلا خير لهم).
__________
(1) وقيل البيت: إذا كنت في حاجة مرسلا * فأرسل حكيما ولا توصه وبعده: ونص الحديث إلى أهله * فإن الوثيقة في نصه إذا المرء أضمر خوف الال * - ه تبين ذلك في شخصه (2) في ب وج: ما بحضرتهم.
السادسة - والشورى مبنية على اختلاف الاراء، والمستشير ينظر في ذلك الخلاف، وينظر أقربها قولا إلى الكتاب والسنة إن أمكنه، فإذا أرشده الله تعالى إلى ما شاء منه عزم عليه وأنفذه متوكلا عليه، إذ هذه غاية الاجتهاد المطلوب، وبهذا أمر الله تعالى نبيه في هذه الاية.
السابعة - قوله تعالى: (فإذا عزمت فتوكل على الله) قال قتادة: أمر الله تعالى نبيه عليه السلام إذا عزم على أمر أن يمضي فيه ويتوكل على الله، لا على مشاورتهم.
والعزم هو الامر المروى المنقح، وليس ركوب الرأي دون روية عزما، إلا على مقطع المشيحين من فتاك العرب، كما قال (1): إذا هم ألقى بين عينيه عزمه * ونكب عن ذكر العواقب جانبا ولم يستشر في رأيه غير نفسه * ولم يرض إلا قائم السيف صاحبا وقال النقاش: العزم والحزم واحد، والحاء مبدلة من العين.
قال ابن عطية: وهذا خطأ، فالحزم جودة النظر في الامر وتنقيحه والحذر من الخطأ فيه.
والعزم قصد الامضاء، والله تعالى يقول: " وشاورهم في الامر فإذا عزمت ".
فالمشاورة وما كان في معناها هو الحزم.
والعرب تقول: قد أحزم لو أعزم (2).
وقرأ جعفر الصادق وجابر بن زيد: " فإذا عزمت " بضم التاء.
نسب العزم إلى نفسه سبحانه إذ هو بهدايته وتوفيقه، كما قال: " وما رميت
إذ رميت ولكن الله رمى " [الانفال: 17] (3).
ومعنى الكلام أي عزمت لك ووفقتك وأرشدتك " فتوكل على الله ".
والباقون بفتح التاء.
قال المهلب: وامتثل هذا النبي صلى الله عليه وسلم من أمر ربه فقال: (لا ينبغي لنبي يلبس لامته (4) أن يضعها حتى يحكم الله).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/75)
أي ليس ينبغي له إذا عزم أن ينصرف، لانه نقض للتوكل الذي شرطه الله عزوجل مع العزيمة.
فلبسه لامته صلى الله عليه وسلم حين أشار عليه بالخروج يوم أحد من أكرمه الله بالشهادة فيه، وهم صلحاء المؤمنين ممن كان فاتته بدر: يا رسول الله اخرج بنا إلى عدونا، دال على العزيمة.
وكان
__________
(1) هو سعد بن ناشب المازنى (عن الكامل للبرد وخزانة الادب للبغدادي).
(2) يقول: أعرف وجه الحزم، فإن عزمت فأمضيت الرأى فأنا حازم، وإن تركت الصواب وأنا أراه وضيعت العزم لم ينفضى حزمى.
(عن الكامل للبرد).
(3) راجع ج 7 ص 384.
(4) اللامة: الدرع، وقيل: السلاح.
ولامة الحرب: أداتها.
وقد يترك الهمز تخفيفا.
صلى الله عليه وسلم أشار بالقعود، وكذلك عبد الله بن أبي أشار بذلك وقال: أقم يا رسول الله ولا تخرج إليهم بالناس، فإن هم أقاموا أقاموا بشر مجلس، وإن جاءونا إلى المدينة قاتلناهم في الافنية وأفواه السكك، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من الاطام (1)، فو الله ما حاربنا قط عدو في هذه المدينة إلا غلبناه، ولا خرجنا منها إلى عدو إلا غلبنا.
وأبى هذا الرأي من ذكرنا، وشجعوا الناس ودعوا إلى الحرب.
فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة، ودخل إثر صلاته بيته ولبس سلاحه، فندم أولئك القوم وقالوا: أكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما خرج عليهم في سلاحه قالوا: يا رسول الله، أقم إن شئت فإنا لا نريد أن نكرهك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي لنبي إذا لبس سلاحه أن يضعها حتى
يقاتل).)) أ. هـ
### يقول الإمام ابن تيميَّة في مجموع الفتاوى جـ 28 ص386 - 387)): فصل
لاغنى لولى الأمر عن المشاورة فان الله تعالى امر بها نبيه فقال تعالى فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر فاذا عزمت فتوكل على الله إن الله يجب المتوكلين وقد روى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال لم يكن احد اكثر مشاورة لأصحابه من رسول وقد قيل ان الله أمر بها نبيه لتأليف قلوب أصحابه وليقتدى به من بعده وليستخرج بها منهم الرأى فيما لم ينزل فيه وحى من امر الحروب والأمور الجزئية وغير ذلك فغيره اولى بالمشورة
وقد اثنى الله على المؤمنين بذلك فى قوله وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش وإذا ماغضبوا هم يغفرون والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون واذا استشارهم فان بين له بعضهم ما يجب اتباعه من كتاب الله او سنة رسوله او إجماع المسلمين فعليه اتباع ذلك ولا طاعة لأحد فى خلاف ذلك وإن كان عظيما فى الدين والدنيا قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم
وإن كان أمرا قد تنازع فيه المسلمون فينبغى ان يستخرج من كل منهم رأيه ووجه رأيه فأى الآراء كان أشبه بكتاب الله وسنة رسوله عمل به كما قال تعالى فان تنازعتم فى شئ فردوه)) أ. هـ
### يقول الإمام ابن كثير في تفسيره جـ 7 ص 210: (({وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} أي: لا يبرمون أمرا حتى يتشاوروا (1) فيه، ليتساعدوا بآرائهم في مثل الحروب وما جرى مجراها، كما قال تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [آل عمران: 159] ولهذا كان عليه [الصلاة] (2) السلام، يشاورهم في الحروب ونحوها، ليطيب بذلك قلوبهم. وهكذا لما حضرت عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] (3) الوفاة حين طعن، جعل الأمر بعده شورى في ستة نفر، وهم: عثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنهم أجمعين، فاجتمع رأي الصحابة كلهم على تقديم عثمان عليهم، رضي الله عنهم، {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} وذلك بالإحسان إلى خلق الله، الأقرب إليهم منهم فالأقرب .. )) أ. هـ
### ويقول في جـ 8 ص 54:
((ولهذا قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، حين جعل الأمر شورى بعده في أولئك الستة، رضي الله عنهم: "ولو كان أبو عبيدة حيًّا لاستخل فته".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/76)
وقيل في قوله: {وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ} نزلت في أبي عبيده قتل أباه يوم بدر {أَوْ أَبْنَاءَهُمْ} في (1) الصديق، هَمَّ يومئذ بقتل ابنه عبد الرحمن، {أَوْ إِخْوَانَهُمْ} في مصعب بن عمير، قتل أخاه عبيد بن عمير يومئذ {أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} في عمر، قتل قريبا له يومئذ أيضًا، وفي حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث، قتلوا عتبة وشيبة والوليد بن عتبة يومئذ، والله أعلم.
قلت: ومن هذا القبيل حين استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في أسارى بدر، فأشار الصديق بأن يفادوا، فيكون ما يؤخذ منهم قوة للمسلمين، وهم بنو العم والعشيرة، ولعل الله أن يهديهم. وقال عمر: لا أرى ما رأى يا رسول الله، هل (2) تمكني من فلان-قريب لعمر-فأقتله، وتمكن عليًا من عقيل، وتمكن فلانًا من فلان، ليعلم الله أنه ليست (3) في قلوبنا هوادة للمشركين ... )) أ. هـ
فبعد هذه النقول أين تضع تلك المقولة الخبيثة؟! ولم التكلم عنها؟! أتريد أن يقال إن الإسلام دين باطل ومتناقض وليس من عند الله تعالى؟! وهل نحن عملنا بما في الشرع وحملنا هم الأمة وإرجاعها إلى الالتزام بالشرع بدءًا من الفرد المسلم وانتهاءً بعالمية الإسلام؟! وهل البحث عن تلك الأمور هو الدور المرتقب لك كمسلم يؤمن بالبعث وباليوم الآخر وله رسالة غيره كرس كل طاقاته في سبيل إعلائها والأمر كما قال الله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} الأحزاب 23
الشبهة الثالثة: حول أبي هريرة رضي الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
أبو هريرة رضي الله عنه
قبل الكلام حول الشبهة الموجهة ضد أبي هريرة رضي الله عنه أقول:
### الطاعنون [كأمثال جولد تسيهر والعاملي ومحمود أبي رية و ... ] يريدون هدم الأصول أو زعزعتها فإن تم لهم ذلك دخلواوهدموا الدين .... هذا معتقدهم والله تعالى يقول في كتابه العزيز: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} الصف 8 ويقول تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} الصف9 ويقول تعالى:
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} التوبة32 ويقول سبحانه: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} التوبة33 ويقول سبحانه: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} الأنفال8 ويقول تعالى: {وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} يونس82 ويقول تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} غافر14
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر.)) رواه ورواه ابن حبان في صحيحه وأبو عروبة في المنتقى من الطبقات وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني مرفوعا نحوه أخرجه الحاكم وصححه.
فهم يريدون هدم الباب فإذا تسنى لهم ذلك دخلوا حيث يشاؤون ويتضح ذلك من خلال ما يلي:
1 - الطعن في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..... فيعتقدون أنه لو تم لهم ذلك يستطيعون إنكار من وراءه من الأنبياء والمرسلين عليهم صلوات الله وسلامه.
2 - الطعن في القرآن الكريم .... فيعتقدون أنه لو تم لهم ذلك يستطيعون إنكار ما وراءه من كتب الله تعالى.
3 - الإسلام ... فيعتقدون أنه لو تم لهم ذلك يستطيعون إنكار ما وراءه من الأديان.
4 - سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه ... فيعتقدون أنه لو تم لهم ذلك يستطيعون إنكار من وراءه من حفاظ الأحاديث.
5 - الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى ... فيعتقدون أنه لو تم لهم ذلك يستطيعون إنكار من وراءه من أئمة الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/77)
والأمر العجيب حقاً [الروافض] مع أن أبا هريرة كان متعلقاً بحب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهناك دلآئل كثيرة منهاما يلي:
### روى ابن حبان في صحيحه والبيهقي في السنن الكبرى والإمام أحمد في مسنده وهذا لفظه 2/ 255 رقم (7455) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن أبي عدى عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال كنت مع الحسن بن على فلقينا أبو هريرة فقال: أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل قال القميصة قال فقبل سرته أ. هـ[وقصة أبي هريرة مشهورة لما رأى نعل الحسن رضي الله عنهما أصابه شئ فمسحه أبو هريرة رضي الله عنه بثوبه].
وفي نفس الوقت لم يكن متشيعاً لبني أمية:
### روى الإمام أحمدفي مسنده والبخاري وابن حبان في صحيحيهما والحديث رواه والطبراني في معجمه الكبيرو الحاكم في مستدركه وصححه ووافقه عليه الذهبي وهذا لفظ البخاري (3/ 1319 فتح) رقم 3410 - حدثنا أحمد بن محمد المكي حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده قال كنت مع مروان وأبي هريرة فسمعت أبا هريرة يقول
: سمعت الصادق المصدوق يقول: ((هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش). فقال مروان غلمة؟ قال أبو هريرة إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان)).
يقول الحافظ ابن حجر: ((كان ذلك زمن معاوية قوله ومعنا مروان هو بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الذي ولي الخلافة بعد ذلك وكان يلي لمعاوية امرة المدينة تارة وسعيد بن العاص والد عمرو يليها لمعاوية تارة قوله سمعت الصادق المصدوق)) أ. هـ فهل يقول هذا متشيع لبني أمية؟! وأيضاً
### ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه 7/ 461 رقم 37235 - حدثنا وكيع عن كامل أبي العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعوذوا بالله من رأس السبعين ومن إمرة الصبيان.
### وفي 7/ 463 رقم 37251 - حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا بن عون عن عمير بن إسحاق قال سمعت أبا هريرة يقول ويل للعرب من شر قد اقترب أظلت ورب الكعبة أظلت والله لهي أسرع إليهم من الفرس المضمر السريع الفتنة العمياء الصماء المشبهة يصبح الرجل فيها على أمر ويمسي على أمر القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ولو أحدثكم بكل الذي أعلم لقطعتم عنقي من ها هنا وأشار إلى قفاه يحرف كفه يخره ويقول اللهم لا يدرك أبا هريرة إمرة الصبيان
### وفي7/ 509 رقم 37627 - حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا بن عون عن عمير بن إسحاق قال سمعت أبا هريرة يقول ويل للعرب من شر قد اقترب أطلت والله لهي أسرع إليهم من الفرس المضمر السريع الفتنة الصماء المشبهة يصبح الرجل فيها على أمر ويمسي على أمر القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ولو أحدثكم بكل الذي أعلم لقطعتم عنقي من ها هنا وأخذ قفاه بحرف كفه اللهم لا تدركن أبا هريرة إمرة الصبيان ورفع يديه حتى جعل ظهورهما مما يلي بطن كفه
فماذا كان حااااااااااااااااله؟؟؟!!!
إنه قد ترك الفتنة وما دخل لا في حزب علي ولا في حزب معاوية رضي الله عنهم أجمعين:
يقول الكتور محمد عجاج الخطيب في كتابه (أبو هريرة راوية الإسلام) ص 112 - 113: ((لم يثبت عن أبي هريرة أنه اشترك في تلك الفتن والخلافات وأما ماذكره أبو جعفر الإسكافي من أن أبا هريرة كان مع النعمان بن بشير في قدومه من دمشق إلى علي رضي الله عنه في المدينة لرفع القتال وحقن دماء المسلمين على أن تكون الشام ومصر لمعاوية والحجاز والعراق لعلي.
فهذا الخبرلم يصح ولم يَرْوِهِ مؤرخٌ قطٌّ ولم أجده إلا في شرح نهج البلاغة (1/ 60) عن أبي جعفر من غير سند فكيف نحكم على صحته مع مخالفته لصحيح الأخبار.
ولو سلمنا جدلاً بصحة هذا الخبر فإنه لا يدل على اشتراك أبي هريرة في الفتنة كما لا يدل على تحزبه لمعاوية أو لعلي رضي الله عنهما وإنما يدل على حياده التام وعلى إجلال الصحابة له وعلى مكانته عند علي ومعاوية رضي الله عنهما مما حمله على محاولة طيبة: وهي إيقاف القتال وحقن الدماء ودعوة الفريقين إلى الصلح التام)) أ. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/78)
عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة رضي الله عنه هي [5374] وقد أراد الطاعنون الدخول من هذا الباب لكن حينما يأتي ما هو أكثر من ذلك في الإعلام يمر مر الكرام دون تفكير ولا يخطر ببال أولئك كيف هذا؟ ,,,لأنه ليس من الإسلام.
أما ما يتعلق بالإسلام فلا يكون تفكيرهم إلا الطعن والتكذيب والافتراء ....
وعلى كل فقوة حفظ أبي هريرة رضي الله عنه ليست خارقة حتى يأتي حثالة القوم من طماطم الناس وأقماعهم فيظهرون التعجب من ذلك ولكن غرضهم الطعن في الأحاديث ثم الطعن في الإسلام لكن بتدرج حتى يضمنوا أن فريستهم قد ابتلعتِ الطُّعْمَ فهنالك سيظهرون على حقيقة أمرهم والأمر كما قال الله تعالى: {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} البقرة14 وكما قال سبحانه: {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} آل عمران54 {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} الأنعام123 {وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سبأ33 ..... ؛ وذلك لأمور
الأمر الأول: لا ينكر العقل ولا العرف أن يتميز بعض الناس بشئ عن الآخرين فتكون لهم مزية عن غيرهم مع الاعتقاد أن [المزية لالالالالا تستلزم الأفضلية] وأبو هريرة رضي الله عنه لازم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين كاملة وهي ليست بالفترة اليسيرة بل تكفي لحفظ ذلك المقدار؛ وذلك إن توفرت عدة أمور:
1 - توفيق الله تعالى لأبي هريرة من خلال دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وتأمين النبي صلى الله عليه وسلم لدعاء أبي هريرة رضي الله عنه وشهادته له بالحرص على طلب الحديث وفي كل من هذه الأمور الثلاثة معجزة ظاهرة باهرة لصدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ...
# أما دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحيح ثابت
1 - رواه الإمام أحمد في مسنده والترمذي في سننه ورواه البخاري ومسلم في صحيحيهما الذين هما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى وهذا لفظ البخاري ((عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله أسمع منك أشياء فلا أحفظها قال ابسط رداءك فبسطته فحدث حديثا كثيرا فما نسيت شيئا حدثني به)).
وفي رواية الإمام أحمد بسند صحيح 2/ 333 رقم 8390 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا المبارك عن الحسن عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا من رجل يأخذ بما فرض الله ورسوله كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا فيجعلهن في طرف ردائه فيتعلمهن ويعلمهن قال أبو هريرة فقلت أنا يا رسول الله قال فابسط ثوبك قال فبسطت ثوبي فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ضم إليك فضممت ثوبي إلى صدري فإني لأرجو أن لا أكون نسيت حديثا سمعته منه بعد)).فهل يدعو النبي صلى الله عليه وسلم لكذاب مفترٍ؟! أم يصعب تحقيق معجزة خارقة للعادة على يدي النبي صلى الله عليه وسلم؟! ثم أولاً وأخيراً أين اللهُ تعالى من دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم إن صُرف إلى من لا يستحقه؟!
2 - الإمام أحمد في المسند والإمام مسلم وابن حبان في صحيحيهما ورواه الحاكم في مستدركه والطبراني في معجمه الكبير ولفظ الإمام مسلم4/ 1938 رقم 2491 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/79)
: ((كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي قلت يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اهد أم أبي هريرة فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف فسمعت أمي خشف قدمي فقالت مكانك يا أبا هريرة وسمعت خضخضة الماء قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح قال قلت يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا قال قلت يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عبادة المؤمنين ويحببهم إلينا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حبب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني)).
# وأما تأمين النبي صلى الله عليه وسلم لدعاء أبي هريرة رضي الله عنه فهو أيضاً صحيح ثابت رواه النسائي في الكبرى كتاب العلم بسند جيد والطبراني في معجمه الأوسط والحاكم في المستدرك 3/ 582 رقم 6158 وصححه وهذا لفظه: ((
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني ثنا الحسين بن حفص ثنا حماد بن شعيب عن إسماعيل بن أمية أن محمد بن قيس بن مخرمة حدثه أن رجلا جاء زيد بن ثابت فسأله عن شيء فقال له زيد: عليك بأبي هريرة فإنه بينا أنا و أبو هريرة و فلان في المسجد ذات يوم ندعو الله تعالى و نذكر ربنا خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى جلس إلينا قال: فجلس و سكتنا فقال عودوا للذي كنتم فيه قال زيد فدعوت أنا و صاحبي قبل أبي هريرة و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤمن على دعائنا قال: ثم دعا أبو هريرة فقال اللهم إني أسألك مثل الذي سألك صاحباي هذان و أسألك علما لا ينسى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: آمين فقلنا يا رسول الله و نحن نسأل الله علما لا ينسى فقال: سبقكما بها الدوسي)). فهل يؤمن النبي صلى الله عليه وسلم لدعاءكذاب مفترٍ؟! أم يصعب تحقيق معجزة خارقة للعادة على يدي النبي صلى الله عليه وسلم؟! ثم أولاً وأخيراً أين اللهُ تعالى من تأمين نبيه صلى الله عليه وسلم إن صُرف إلى من لا يستحقه؟!
الأمر الثاني: التفرغ من الشواغل الدنيوية؛ حيث لم يكن لأبي هريرة رضي الله عنه مال ولا ولد يشغله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت ذلك في مسند الإمام أحمد وصحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ((وعنه إنكم تقولون أكثر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم والله الموعد وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وإن إخوتي من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم وكنت امرأ مسكينا ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني وقال النبي صلى الله عليه وسلم يوما: " لن يبسط أحد منكم ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمعه إلى صدره فينسى من مقالتي شيئا أبدا " فبسطت نمرة ليس علي ثوب غيرها حتى قضى النبي صلى الله عليه وسلم مقالته ثم جمعتها إلى صدري فوالذي بعثه بالحق ما نسيت من مقالته تلك إلى يومي هذا)). فهل يدعو النبي صلى الله عليه وسلم لكذاب مفترٍ؟! أم يصعب تحقيق معجزة خارقة للعادة على يدي النبي صلى الله عليه وسلم؟! ثم أولاً وأخيراً أين اللهُ تعالى من دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم إن صُرف إلى من لا يستحقه؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/80)
# وأما شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لحرص أبي هريرة رضي الله عنه فهي ثابتة صحيحة رواها الإمام أحمد والحارث في مسنديهما والحديث ثابت في صحيح الإمام البخاري وفي صحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم وسنن النسائي الكبرى وهذا لفظ البخاري (1/ 49) رقم 99 عن أبي هريرة أنه قال: ((قلتُ: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لقد ظننت - يا أبا هريرة - أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه)). فهل يشهد النبي صلى الله عليه وسلم لكذاب مفترٍ؟! أم يصعب تحقيق معجزة خارقة للعادة على يدي النبي صلى الله عليه وسلم؟! ثم أولاً وأخيراً أين اللهُ تعالى من شهادة نبيه صلى الله عليه وسلم إن صُرف إلى من لا يستحقه؟!
الأمر الثالث: شهادة الصحابة رضي الله عنهم لأبي هريرة بالحفظ كما في مستدرك الحاكم بسند صحيح ((عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه: مر بأبي هريرة رضي الله عنه و هو يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم: من تبع جنازة فله قيراط فإن شهد دفنها فله قيراطان أعظم من أحد فقال ابن أبي هريرة انظر ما تحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام إليه أبو هريرة حتى انطلق إلى عائشة رضي الله عنها فقال لها: يا أم المؤمنين أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط و إن شهد دفنها فله قيراطان؟ فقالت: اللهم نعم فقال: أبو هريرة: إنه لم يكن يشغلنا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عرس و لا صفق بالأسواق إنما كنت أطلب من رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمة يعلمنيها او أكلة يطعمنيها فقال ابن عمر: يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه و سلم و أعلمنا بحديثه)) ومنها ما رواه البخاري في تاريخه والحاكم في مستدركه ((حدثنا علي بن حمشاد العدل ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني ابن أبي الزناد عن أبيه عن محمد بن عمرو بن حزم أنه قعد في مجلس فيه أبو هريرة: يحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ينكره بعضهم و يعرفه البعض حتى فعل ذلك مرارا فعرفت يومئذ أن أبا هريرة أحفظ الناس عن رسول الله صلى الله عليه)).
الأمر الرابع: ألا يوجد في كل عصر تلاميذ يحفظون لا أقول حديثاً بل كتباً ... وما حال أهل شِنْقِيط بموريتانيا عن العالم ببعيد!! إذ يحفظون الكتب بشروحها وهم بيننا الآن في عصر لا يحتاج فيه الطالب إلى حفظ.
والأمر كما قال الكتور /محمد عجاج الخطيب في كتابه: (أبو هريرة رضي الله عنه راوية الإسلام ص: 314: ((وإني أدعو العلماء المنصفين إلى استقراء مرويات أبي هريرة وأجمع مالدينا مسند الإمام أحمد [قلتُ:أصل المسند وزيادة ابنه عبد الله و هذا فيما ظهر للدكتور أثابه الله تعالى والصواب أن مسند بَقِيِّ بْنِ مَخْلَد الأندلسي (تلميذ الإمام أحمد بن حنبل) يزيد عنه بألفين كما حقق ذلك الدكتور أكرم ضياء العُمري أثابه الله تعالى] فإنهم لن يجدوا له حديثاً يخالف فيه الأصول العامة للشريعة أو ينفرد بحديث شاذ يُنكر عليه)) أ. هـ
وللوقوف على ترجمة علمية موسعة لأبي هريرة رضي الله عنه:
اقرأ – غير مأمور – ما يلي:
أ- دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين والكتاب المعاصرين وبيان الشبه الواردة على السنة قديماً وحديثاً وردها رداً علمياً صحيحاً للدكتور/ محمد محمد أبو شَهْبهْ.
ب- أبو هريرة رضي الله عنه راوية الإسلام للدكتور/ محمد عجاج الخطيب.
جـ - السنة قبل التدوين للدكتور/ محمد عجاج الخطيب.
د – السنة ومكانتها في التشريع للكتور/ مصطفى السباعي.
أوِ اسمع – غيرمأمور- مايلي:
أ -
رقم (27) http://www.tahhansite.com/pages/17.htm (http://www.tahhansite.com/pages/17.htm)
أو رقم (14) http://www.tahhansite.com/pages/E.htm (http://www.tahhansite.com/pages/E.htm)
ب -
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=99497&highlight=%E5%D1%ED (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=99497&highlight=%E5%D1%ED) %D1%C9
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/81)
وأخيراً ماذا يعني وجود أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه في سائر كتب الحديث؟! وماذا يعني قبول واستدلال الأئمة بأحاديث أبي هريرة رضي الله عنه؟! هل يعني أنهم مثله كذابون مفترون؟ أم دلسوا ولبسوا على الأمة دينها؟ أم أنهم ما عرفوا حقيقته (والتي رضيها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون)؟ أم يجب إبطال تلك الكتب الي احتوت على أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه؟!
الشبهة الرابعة: حول العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم
بسم الله الرحمن الرحيم
العشرة المبشرون بالجنة
السؤال: لِمَ همُ عشرة فقط؟!
والجواب أولاً: الحديث ثابت وصحيح في مسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجهْ في سننهم ورواه الطبراني في معاجمه الثلاثة والبغوي في شرح السنة وأبو يعلى والبزار في مسنديهما وابن أبي شيبة في مصنفه وأبو نُعَيْم في معرفة الصحابة وانظر _غير مأمور_ الروايات معزوة في جامع الأصول للإمام ابن الأثير ومجمع الزوائد للإمام الهيثمي.
ولفظ ابن حبان 29\ 44 رقم7128 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، والزبير في الجنة، وطلحة في الجنة، وابن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة».، قال أبو حاتم: ليس ذكر أبي عبيدة أنه في الجنة مضموما إلى العشرة إلا في هذا الخبر، وهؤلاء الذين ذكرناهم من أول هذا النوع إلى هذا الموضع هم أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أذكر بعد هؤلاء من رويت له فضيلة صحيحة، وكان موته في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم إلى جنته إن يسر الله ذلك وشاءه)) أ. هـ
وفي جامع الأصول للإمام ابن الأثير 8\ 6370 عنوان
ما اشترك فيه جماعة منهم بأسمائهم:
6370 - (أبو داود والترمذي) سعيد بن زيد - رضي الله عنه -: قال رِياح بن الحارث: «كنتُ قاعدا عند فلان في الكوفة في المسجد، وعنده أهلُ الكوفة، فجاء سعيدُ بنُ زيد بن عمرو بن نُفيل، فرّحب به وحيَّاه، وأقعده عند رجله على السرير، فجاء رجل من أهل الكوفة يقال له: قيسُ بنُ علقمةَ، فاستقبله، فسَبَّ وسَبَّ، فقال سعيد: مَن يَسُبُّ هذا الرجلُ؟ قال: يَسُبُّ عليّا، فقال: أَلا أَرى أصحابَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يُسَبُّون عندك، ثم لا تُنكِرُ ولا تُغَيِّر؟ أنا سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول - وَإِني لَغَنِيّ أَن أقول عليه ما لم يقل، فيسأَلني عنه غدا إِذا لَقيتُهُ -: أبو بكر في الجنةِ، وعمرُ في الجنة، وعثمانُ في الجنةِ، وعليّ في الجنة، وطلحةُ في الجنة، والزبيرُ في الجنة، وسعدُ بنُ مالك في الجنة، وعبد الرحمن بنُ عوف في الجنةِ، وأبو عُبَيْدَةَ بنُ الجرَّاح في الجنةِ، وسكت عن العاشر.))
وفي ص6371 6371 - (الترمذي) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أَبو بكر في الجنة، وعمرُ في الجنة، وعثمانُ في الجنة، وعليّ في الجنة، وطلحةُ في الجنة، والزُّبيرُ في الجنة، وعبد الرحمن بنُ عوف في الجنة، وسعدُ بنُ أبي وَقَّاص في الجنة، وسعيدُ بنُ زيد في الجنة، وأبو عبيدةَ بنُ الجراح في الجنة».
وفي رواية عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-[نحوه]، ولم يذكر عبد الرحمن بن عوف. أخرجه الترمذي)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/82)
ورواه أبو داود: باب باب في الخلفاء 9 جـ 2ص623رقم 4651 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ النَّمَرِىُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَخْنَسِ أَنَّهُ كَانَ فِى الْمَسْجِدِ فَذَكَرَ رَجُلٌ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَامَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنِّى سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ «عَشْرَةٌ فِى الْجَنَّةِ النَّبِىُّ فِى الْجَنَّةِ وَأَبُو بَكْرٍ فِى الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِى الْجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِى الْجَنَّةِ وَعَلِىٌّ فِى الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِى الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فِى الْجَنَّةِ وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِى الْجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِى الْجَنَّةِ». وَلَوْ شِئْتَ لَسَمَّيْتُ الْعَاشِرَ. قَالَ فَقَالُوا مَنْ هُوَ فَسَكَتَ قَالَ فَقَالُوا مَنْ هُوَ فَقَالَ هُوَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ.
ورواه الترمذي 13\ 358 رقم4112 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «أَبُو بَكْرٍ فِى الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِى الْجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِى الْجَنَّةِ وَعَلِىٌّ فِى الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِى الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِى الْجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِى الْجَنَّةِ وَسَعْدٌ فِى الْجَنَّةِ وَسَعِيدٌ فِى الْجَنَّةِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِى الْجَنَّةِ».
ورواه ابن ماجهْ 1\ 481 رقم 133 فضائل العشرة رضي الله عنهم - حدثنا هشام بن عمار. حدثنا عيسى بن يونس. حدثنا صدقة بن المثنى أبو المثنى النخعي عن جده رياح بن الحارث سمع سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يقول
: - كان رسول الله صلى الله عليه و سلم عاشر عشرة فقال (أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وسعد في الجنة وعبد الرحمن في الجنة) فقيل من التاسع؟ قال (أنا).
قال الشيخ الألباني: صحيح
ثانياً: الحديث وما شابهه لم يقصر الجنة على هؤلاء العشرة وفقط وليس فيه إشارة لها المعنى لا من قريب ولا من بعيد إذ هذا القول لا يصدر إلا من عقل بليد أو من إنسان حقود عنيد وإيضاح ذلك أن المبشرين بالجنة عيناً أكثر من هذا العدد بكثير وجاءت في ذلك أحاديث ثابتة صحيحة صريحة فمنهم:
1 - أهل بدر الذين قال الله تعالى فيهم كما في صحيحي البخاري ومسلم والحاكم في مستدركه وهذا لفظه رقم: ((7067 - أخبرني أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذا اللفظ على اليقين أن الله اطلع عليهم فغفر لهم، إنما أخرجاه على الظن وما يدريك لعل الله تعالى اطلع على أهل بدر». وكانوا أكثر من ثلاث مائة رضي الله عنهم
2 - أهل بيعة الرضوان نص القرآن كما قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} الفتح18 و ((أهل بيعة الرضوان الذين بايعوا تحت الشجرة وكانوا ألفاً وأربعمائة وكلهم في الجنة كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة)) أ. هـ مجموع فتاوى الإمام ابن تيميَّة جـ 11ص 164. أهل بدر.
3 - السيدة خديجة رضي الله عنها.
4 - السيدة فاطمة رضي الله عنها.
5 - ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه.
6 - الرجل الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ((رجل من أهل الجنة)) وهم ثلاثة:
أ- عبد الله بن سلام رضي الله عنه.
ب- الرجل الذي تبعه عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنهما.
جـ - الأعرابي الذي سأل الرسولَ صلى الله عليه وسلم عنِ الإسلام.
7 - الحسن والحسين رضي الله عنهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/83)
8 - سعد بن معاذ رضي الله عنه.
9 - عبد الله والد جابر رضي الله عنهما.
10 - عمار وأمه سمية وأبوه ياسر رضي الله عنهم.
11 - المرأة التي كانت تُصرع وتتكشف رضي الله عنها.
12 - عُكَّاشة بن مِحْصن رضي الله عنه.
13 - سلمان الفارسي رضي الله عنه.
14 - أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها.
15 - بلال بن رباح رضي الله عنه.
16 - جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.
17 - حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
18 - أم رُمَان (زوجة أبي بكر الصديق) رضي الله عنهما.
فأين ذلك الفهم السقيم للحديث؟
لكن الفهم القويم للحديث أن لهؤلاء العشرة فضل ومزية عن غيرهم (مع العلم بأن المزية لا تستلزم الأفضلية) فهنا بيان لفضلهم على غيرهم رضي الله تعالى عنهم أجمعين. وقد نص على ذلك أئمة الإسلام كما يلي:
1 - قال الإمام ابن حبان في صحيحه جـ ولفظ ابن حبان جـ 29ص44 رقم7128 - : ((وهؤلاء الذين ذكرناهم من أول هذا النوع إلى هذا الموضع هم أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أذكر بعد هؤلاء من رويت له فضيلة صحيحة، وكان موته في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم إلى جنته إن يسر الله ذلك وشاءه)) أ. هـ
2 - قال الإمام ابن تيميَّة في مجموع الفتاوى جـ11 ص129: ((فإنه قد ثبت بأدلة الكتاب والسنة ان أفضل الأمة أهل بدر ثم أهل بيعة الرضوان والعشرة مفضلون على غيرهم والخلفاء الأربعة أفضل الأمة)) أ. هـ
3 - قال الإمام ابن الأثير في جامع الأصول جـ8 ص 6370: عنوان
ما اشترك فيه جماعة منهم بأسمائهم:
6370 - (أبو داود والترمذي) سعيد بن زيد - رضي الله عنه -: قال رِياح بن الحارث: «كنتُ قاعدا عند فلان في الكوفة في المسجد، وعنده أهلُ الكوفة، فجاء سعيدُ بنُ زيد بن عمرو بن نُفيل، فرّحب به وحيَّاه، وأقعده عند رجله على السرير، فجاء رجل من أهل الكوفة يقال له: قيسُ بنُ علقمةَ، فاستقبله، فسَبَّ وسَبَّ، فقال سعيد: مَن يَسُبُّ هذا الرجلُ؟ قال: يَسُبُّ عليّا، فقال: أَلا أَرى أصحابَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يُسَبُّون عندك، ثم لا تُنكِرُ ولا تُغَيِّر؟ أنا سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول - وَإِني لَغَنِيّ أَن أقول عليه ما لم يقل، فيسأَلني عنه غدا إِذا لَقيتُهُ -: أبو بكر في الجنةِ، وعمرُ في الجنة، وعثمانُ في الجنةِ، وعليّ في الجنة، وطلحةُ في الجنة، والزبيرُ في الجنة، وسعدُ بنُ مالك في الجنة، وعبد الرحمن بنُ عوف في الجنةِ، وأبو عُبَيْدَةَ بنُ الجرَّاح في الجنةِ، وسكت عن العاشر.))
وفي ص6371 6371 - (الترمذي) عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أَبو بكر في الجنة، وعمرُ في الجنة، وعثمانُ في الجنة، وعليّ في الجنة، وطلحةُ في الجنة، والزُّبيرُ في الجنة، وعبد الرحمن بنُ عوف في الجنة، وسعدُ بنُ أبي وَقَّاص في الجنة، وسعيدُ بنُ زيد في الجنة، وأبو عبيدةَ بنُ الجراح في الجنة».
وفي رواية عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-[نحوه]، ولم يذكر عبد الرحمن بن عوف. أخرجه الترمذي)) أ. هـ
لذلك فإن معتقد أهل السنة والجماعة كما أشار إليه الإمام ابن تيميَّة بقوله في جـ18 ص312: ((فمن شهد له الني بالجنة شهدنا له بالجنة واما من لم يشهد له بالجنة)) أ. هـ
وقال في منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية جـ6 ص 204: ((بل نشهد أن العشرة في الجنة وأن أهل بيعة الرضوان في الجنة وأن أهل بدر في الجنة كما ثبت الخبر بذلك عن الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)) أ. هـ
ثالثاً: هذا الحديث الشريف ما قصد قصر الجنة على أولئك العشرة رضي الله عن الصحابة أجمعين أمور في شريعتنا الغراء ويتضح كما يلي:
1 - قول الله تعالى في مدح لقمان الحكيم رضي الله عنه: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} لقمان12هل يُفهم منه قصر القرآن الكريم الحكمة على لقمان الحكيم فقط ولم يؤتها أحد أم أن الآية هنا فيها إشارة إلى فضل لقمان الحكيم؟ فلو كان الجواب بـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/84)
أ- بقصرها عليه فقد كذبتم القرآن وصحيح السنة والعقل والواقع وفي نهايته يؤول بكم إلى الكفر؛ لأن هذا يؤدي إلى القول بعدم حكمة العليم الخبير وبعدم حكمة أنبيائه عليهم الصلاة والسلام.
ب- بعدم قصرها وإنما هنا الإشارة لفضل لقمان الحكيم فقط فقد أجبتم على أنفسكم وزال الإشكال بالنسبة لكم.
2 - قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحدة، من أحصاها دخل الجنة» رواه البخاري ومسلم وابن حبان في صحيحه.
2 - فهل يُفهم من هذا الحديث قصر الأسماء على هذا العدد؟ فلو كان الجواب بـ
أ- بقصرها عليه فقد كذبتم القرآن وصحيح السنة والعقل وفي نهايته يؤول بكم إلى الكفر؛ لأن هذا يؤدي إلى القول على الله تعالى بغير علم؛ لأن هناك أحاديث صحيحة ثابتة تدل على أن أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين منهاما يلي:
# قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ... )) ولم يقل: ((إن أسماء الله ... )).
## قول النبي صلى الله عليه وسلم كما روى ذلك الإمام أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير وابن أبي شيبة والحاكم والبزار وابن حبان في صحيحه جـ ـ4 ص437رقم977 وهذا لفظه: ((أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا فضيل بن مرزوق، قال: حدثنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، قال:، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما قال عبد قط، إذا أصابه هم أو حزن: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا»، قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات؟، قال: «أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن».
### أسماء الله تعالى: المحسن والسيد والطبيب والرب كما في مسند الإمام أحمد وأبي داود بلإسناد صحيح.
ب- بعدم قصرها وإنما هنا الإشارة لفضل محصيها وليس المراد قصرها على تسع وتسعين فقط فقد أجبتم على أنفسكم وزال الإشكال بالنسبة لكم. وهذا باتفاق العلماء قاطبة وقد قرر هذا المعنى الإمام النووي في شرحه لصحيح الإمام مسلم جـ 9 ص 39تحت رقم 4836 إذ يقول: ((وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ هَذَا الْحَدِيث لَيْسَ فِيهِ حَصْر لِأَسْمَائِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى، فَلَيْسَ مَعْنَاهُ: أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَسْمَاء غَيْر هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ، وَإِنَّمَا مَقْصُود الْحَدِيث أَنَّ هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة، فَالْمُرَاد الْإِخْبَار عَنْ دُخُول الْجَنَّة بِإِحْصَائِهَا لَا الْإِخْبَار بِحَصْرِ الْأَسْمَاء، وَلِهَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الْآخَر: " أَسْأَلك بِكُلِّ اِسْم سَمَّيْت بِهِ نَفْسك أَوْ اِسْتَأْثَرْت بِهِ فِي عِلْم الْغَيْب عِنْدك "، وَقَدْ ذَكَرَ الْحَافِظ أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ الْمَالِكِيّ عَنْ بَعْضهمْ أَنَّهُ قَالَ: لِلَّهِ تَعَالَى أَلْف اِسْم، قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ: وَهَذَا قَلِيل فِيهَا. وَاَللَّه أَعْلَم)).أ. هـ
وعلى هذا الفهم يُفهم الحديث ولا إشكال والحمد لله رب العالمين.
الشبهة الخامسة: موضوع عاشوراء
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع عاشوراء
1 - وجوب الانقياد لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم في كل كبيرة وصغيرة.
2 - النقل الصحيح لا يتعارض مع العقل الصريح المنصف البعيد عن الشهوات والشبهات وإن وجد تعارض بين نقل وعقل فننظر إما في صحة النقل أو في فساد العقل ولأمر كما قال القائل:
وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً ... وآفتُه من الفهمِ السقيمِ
ولكنْ تأخذُ الآذانُ منه ... على قدرِ القرائحِ والعلومِ
وكما قال الآخر:
دين النبي محمد أخبار ### نعم المطية للفتى الآثار
لا ترغبن عن الحديث وأهله### فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى أثر الهدى ### والشمس بازغة لها أنوار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/85)
3 - حديث عاشوراء في أعلى درجات الصحة؛ إذ رواه الأئمة: مالك في الموطأ و أحمد في المسند والبخاري ومسلم في صحيحيهما الذين هما أصح الكتب بعد القرآن الكريم ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجهْ في سننهم ورواه الحاكم في مستدركه ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.
4 - صيام يوم عاشوراء كان معظماً في قريش قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يصومونه.
5 - صام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمون يوم عاشوراء في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة حتى جاء فرض رمضان فخيرهم النبي صلى الله عليه وسلم في صيامه.
6 - النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب موافقة أهل الكتاب ومخالفة المشركين أهل التباب فيما لم يؤمر به حتى يأتيه الوحي؛ ذلك أن
(شرع من قبلن اشرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه) وهذه القاعدة نطبقها بأمرين اثنين معتبرين لاثالث لهما وهما كما في اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم جـ 1 ص 464:
((الأول: أن يثبت أن ذلك شُرع لهم بنقل موثوق به: مثل أن يخبرنا الله تعالى في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أو يُنقل بالتواتر ونحو ذلك
الثاني: أن لا يكون في شرعنا خاص في ذلك)).أهـ
.
7 - صام النبي والمسلمون معه يوم عاشوراء في المدينة (اختياراً بعد فرض رمضان) حتى السنة العاشرة من الهجرة ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((لئن بقيت إلى قابلٍ لأصومن التاسع يعني يوم عاشوراء وفي رواية أبي غطفان بن طريف المري عن ابن عباس قال حين صام رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله:إنه يومٌ يعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمت اليوم التاسع قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله {صلى الله عليه وسلم})). من أفراد مسلم
[س] لِمَ لَمْ تأتِ المخالفة إلا في ذلك التوقيت؟
[ج] الجواب: بعد حكمة الله العليم الخبير مايلي:
1 - أتى الأمر من السماء للنبي صلى الله عليه وسلم بمخالفة كل الكفار والمشركين في السنة العاشرة من الهجرة بعد أنِ استقر الإسلام وتم له التمكين ووجد له أعواناً يدافعون عنه بأرواحهم وصارت لهم دولة لها هيبتها أما مخالفة في وقت استضعاف لا تأتي من حكيم خبير وهذا مقرر عند علماء الأمة كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة في كتابه العملاق اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم وهوكتاب ماتع شارح لصدور و أرواح الموحدين و كاسر وخالع لقلوب أصحاب الجحيم. يقول جـ1 ص 177 - 178: ((ومما يوضح ذلك أن كل ما جاء من التشبه بهم إنما كان في صدر الهجرة ثم نسخ ذلك لأن اليهود إذ ذاك كانوا لا يميزون عن المسلمين لا في شعور ولا في لباس لا بعلامة ولا غيرها
ثم إنه ثبت بعد ذلك في الكتاب والسنة والإجماع الذي كمل ظهوره في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما شرعه الله من مخالفة الكافرين ومفارقتهم في الشعار والهدى
وسبب ذلك أن المخالفة لهم لا تكون إلا بعد ظهور الدين وعلوه كالجهاد وإلزامهم بالجزية والصغار فلما كان المسلمون في أول الأمر ضعفاء لم يشرع المخالفة لهم فلما كمل الدين وظهر وعلا شرع ذلك
ومثل ذلك اليوم لو أن المسلم بدار حرب أو دار كفر غير حرب لم يكن مأمورا بالمخالفة لهم في الهدي الظاهر لما عليه في ذلك من الضرر بل قد يستحب للرجل أو يجب عليه أن يشاركهم أحيانا في هديهم الظاهر إذا كان في ذلك
مصلحة دينية من دعوتهم إلى الدين والاطلاع على باطن أمرهم لإخبار المسلمين بذلك أو دفع ضررهم عن المسلمين ونحو ذلك من المقاصد الصالحة
فأما في دار الإسلام والهجرة التي أعز الله فيها دينه وجعل على الكافرين بها الصغار والجزية ففيها شرعت المخالفة وإذا ظهرت الموافقة والمخالفة لهم باختلاف الزمان ظهرت حقيقة الأحاديث في هذا
الوجه الثاني لو فرضنا أن ذلك لم ينسخ فالنبي صلى الله عليه و سلم وهو الذي كان له أن يوافقهم لأنه يعلم حقهم من باطلهم بما يعلمه الله إياه ونحن نتبعه فأما نحن فلا يجوز لنا أن نأخذ شيئا من الدين عنهم لا من أقوالهم ولا من أفعالهم بإجماع المسلمين المعلوم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه و سلم ولو قال رجل يستحب لنا موافقة أهل الكتاب الموجودين في زماننا لكان قد خرج عن دين الأمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/86)
الوجه الثالث أن نقول بموجبه كان يعجبه موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ثم إنه أمر بمخالفتهم وأمرنا نحن أن نتبع هديه وهدي أصحابه السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والكلام إنما هو في أنا منهيون عن التشبه بهم فيما لم يكن سلف الأمة عليه فأما ما كان سلف الأمة عليه فلا ريب فيه سواء فعلوه أو تركوه فإنا لا نترك ما أمر الله به لأجل أن الكفار تفعله مع أن الله لم يأمرنا بشيء يوافقونا عليه إلا ولا بد فيه من نوع مغايرة يتميز بها دين الله المحكم عما قد نسخ أو بدل
فصل
قد ذكرنا من دلائل الكتاب والسنة والإجماع والآثار والاعتبار ما دل على أن التشبه بهم في الجملة منهي عنه وأن مخالفتهم في هديهم مشروع إما إيجابا وإما استحبابا بحسب المواضع وقد تقدم بيان أن ما أمرنا الله ورسوله به من مخالفتهم مشروع سواء كان ذلك الفعل مما قصد فاعله التشبه بهم أو لم يقصد وكذلك ما نهى عنه من مشابهتهم يعم ما إذا قصدت مشابهتهم أو لم تقصد فإن عامة هذه الأعمال لم يكن المسلمون يقصدون المشابهة فيها وفيها مالا يتصور قصد المشابهة فيه كبياض الشعر وطول الشارب ونحو ذلك)).أهـ
2 - بعد أن كسر شوكة اليهود سواء كانوا: بني قريظة أم بني قينقاع أم بني النضير أم خيبر سنة 7 هـ.
3 - بعد كسر شوكة قريش في صلح الحديبية سنة 5هـ ثم في فتح مكة المكرمة سنة 8 هـ.
4 - بعد غزوة مؤتة سنة 8هـ.
5 - بعد تأمين الجهة الشمالية من الروم في غزوة تبوك سنة 9هـ.
6 - بعد كسر شوكة سائر قبائل العرب في شبه الجزيرة وإطلاع ملوك العالم على قوة الدولة الفتية الإسلامية في عام الوفود ودعوة ملوك العالم إلى الإسلام وذلك في سنة 9هـ ودخول الناس في دين الله تعالى أفواجاً كما قال سبحانه في محكم التنزيل: {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً} النصر2.
7 - بعد حجة الوداع سنة 10هـ وكمال الدين وتمام النعمة كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} المائدة3.
وإليك تفصيل الكلام على صوم يوم عاشوراء كما في اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم للإمام ابن تيميَّة جـ1 ص173 - 178 ((وأما حديث عاشوراء فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصومه قبل استخباره لليهود وكانت قريش تصومه
ففي الصحيحين من حديث الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت كانت قريش تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصومه فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصومه فلما فرض شهر رمضان قال من شاء صامه ومن شاء تركه وفي رواية وكان يوم تستر فيه الكعبة
وأخرجاه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصومه في الجاهلية فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان قال من شاء صامه ومن شاء تركه
وفيهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن أهل الجاهلية كانوا يصومون عاشوراء وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم صامه والمسلمون قبل أن يفرض رمضان فلما فرض رمضان قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه)) فإذا كان أصل صومه لم يكن موافقا لأهل الكتاب فيكون قوله فنحن أحق بموسى منكم تأكيدا لصومه وبيانا لليهود أن الذي تفعلونه من موافقة موسى نحن أيضا نفعله فنكون أولى بموسى منكم
ثم الجواب عن هذا وعن قوله كان يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء من وجوه
أحدها أن هذا كان متقدما ثم نسخ الله ذلك وشرع له مخالفة أهل الكتاب وأمره بذلك وفي متن هذا الحديث أنه سدل شعره موافقة لهم ثم فرق شعره بعد ولهذا صار الفرق شعار المسلمين وكان من الشروط المشروطة على أهل الذمة أن لا يفرقوا شعورهم وهذا كما أن الله شرع في أول الأمر استقبال بيت المقدس موافقة لأهل الكتاب ثم إنه نسخ ذلك وأمر باستقبال الكعبة واخبر عن اليهود وغيرهم من السفهاء أنهم سيقولون ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها وأخبر أنهم لا يرضون عن رسول الله حتى يتبع قبلتهم وأخبره أنه إن اتبع أهواءهم من بعد ما جاءه العلم ماله من الله من ولي ولا نصير وأخبره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/87)
أنه إن اتبع أهواءهم بعد الذي جاءه من العلم إنه إذن لمن الظالمين وأخبره أن لكل وجهة هو موليها وكذلك أخبره في غير موضع أنه جعل لكل شرعة ومنهاجا فالشعار من جملة الشرعة
والذي يوضح ذلك أن هذا اليوم عاشوراء الذي صامه وقال نحن أحق بموسى منكم قد شرع قبيل موته مخالفة اليهود في صومه وأمر صلى الله عليه و سلم بذلك ولهذا كان ابن عباس رضي الله عنهما وهو الذي كان يقول كان يعجبه موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء وهو الذي روى قوله نحن أحق بموسى منكم أشد الصحابة رضي الله عنهم أمر بمخالفة اليهود في صوم يوم عاشوراء وقد ذكرنا أنه هو الذي روى شرع المخالفة
وروى أيضا مسلم في صحيحه عن الحكم بن الأعرج قال انتهيت إلى ابن عباس وهو متوسد رداءه في زمزم فقلت له أخبرني عن صيام يوم عاشوراء فقال إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائما قلت هكذا كان يصومه محمد صلى الله عليه و سلم قال نعم
وروى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع يعني مع يوم عاشوراء
وقد مضى قول ابن عباس صم التاسع يعني والعاشر خالفوا اليهود هكذا ثبت عنه وعلله بمخالفة اليهود
قال يحيى بن منصور حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار سمع عطاء سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول صوموا التاسع والعاشر خالفوا اليهود
وروينا في فوائد داود بن عمرو عن إسماعيل بن علية قال ذكروا عند ابن أبي نجيح أن ابن عباس كان يقول يوم عاشوراء يوم التاسع فقال ابن أبي نجيح إنما قال ابن عباس أكره أن تصوم يوما فردا ولكن صوموا قبله يوما أو بعده يوما
ويحقق ذلك ما رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بصوم يوم عاشوراء العاشر من المحرم قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
وروى سعيد بن منصور في سننه عن هشيم عن ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن جده ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا يوما قبله أو يوما بعده رواه أحمد ولفظه صوموا قبله يوما أو بعده يوما
ولهذا نص أحمد على مثل ما رواه ابن عباس وأفتى به
فقال في رواية الأثر أنا أذهب في يوم عاشوراء إلى أن يصام يوم التاسع والعاشر لحديث ابن عباس صوموا التاسع والعاشر وقال حرب سألت أحمد عن صوم يوم عاشوراء فقال نصوم التاسع والعاشر
وقال في رواية الميموني وأبي الحارث من أراد أن يصوم عاشوراء صام التاسع والعاشر إلا أن تشكل الشهور فيصوم ثلاثة ايام ابن سيرين يقول ذلك
وقد قال بعض أصحابنا إن الأفضل صوم التاسع والعاشر وإن اقتصر على العاشر لم يكره
ومقتضى كلام أحمد أنه يكره الاقتصار على العاشر لأنه سئل عنه فأفتى بصوم يومين وأمر بذلك وجعل هذا هو السنة لمن أراد صوم عاشوراء واتبع في ذلك حديث ابن عباس وابن عباس كان يكره إفراد العاشر على ما هو مشهور عنه
ومما يوضح ذلك أن كل ما جاء من التشبه بهم إنما كان في صدر الهجرة ثم نسخ ذلك لأن اليهود إذ ذاك كانوا لا يميزون عن المسلمين لا في شعور ولا في لباس لا بعلامة ولا غيرها
ثم إنه ثبت بعد ذلك في الكتاب والسنة والإجماع الذي كمل ظهوره في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما شرعه الله من مخالفة الكافرين ومفارقتهم في الشعار والهدى
وسبب ذلك أن المخالفة لهم لا تكون إلا بعد ظهور الدين وعلوه كالجهاد وإلزامهم بالجزية والصغار فلما كان المسلمون في أول الأمر ضعفاء لم يشرع المخالفة لهم فلما كمل الدين وظهر وعلا شرع ذلك
ومثل ذلك اليوم لو أن المسلم بدار حرب أو دار كفر غير حرب لم يكن مأمورا بالمخالفة لهم في الهدي الظاهر لما عليه في ذلك من الضرر بل قد يستحب للرجل أو يجب عليه أن يشاركهم أحيانا في هديهم الظاهر إذا كان في ذلك مصلحة دينية من دعوتهم إلى الدين والاطلاع على باطن أمرهم لإخبار المسلمين بذلك أو دفع ضررهم عن المسلمين ونحو ذلك من المقاصد الصالحة
فأما في دار الإسلام والهجرة التي أعز الله فيها دينه وجعل على الكافرين بها الصغار والجزية ففيها شرعت المخالفة وإذا ظهرت الموافقة والمخالفة لهم باختلاف الزمان ظهرت حقيقة الأحاديث في هذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/88)
الوجه الثاني لو فرضنا أن ذلك لم ينسخ فالنبي صلى الله عليه و سلم وهو الذي كان له أن يوافقهم لأنه يعلم حقهم من باطلهم بما يعلمه الله إياه ونحن نتبعه فأما نحن فلا يجوز لنا أن نأخذ شيئا من الدين عنهم لا من أقوالهم ولا من أفعالهم بإجماع المسلمين المعلوم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه و سلم ولو قال رجل يستحب لنا موافقة أهل الكتاب الموجودين في زماننا لكان قد خرج عن دين الأمة
الوجه الثالث أن نقول بموجبه كان يعجبه موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ثم إنه أمر بمخالفتهم وأمرنا نحن أن نتبع هديه وهدي أصحابه السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والكلام إنما هو في أنا منهيون عن التشبه بهم فيما لم يكن سلف الأمة عليه فأما ما كان سلف الأمة عليه فلا ريب فيه سواء فعلوه أو تركوه فإنا لا نترك ما أمر الله به لأجل أن الكفار تفعله مع أن الله لم يأمرنا بشيء يوافقونا عليه إلا ولا بد فيه من نوع مغايرة يتميز بها دين الله المحكم عما قد نسخ أو بدل
فصل
قد ذكرنا من دلائل الكتاب والسنة والإجماع والآثار والاعتبار ما دل على أن التشبه بهم في الجملة منهي عنه وأن مخالفتهم في هديهم مشروع إما إيجابا وإما استحبابا بحسب المواضع وقد تقدم بيان أن ما أمرنا الله ورسوله به من مخالفتهم مشروع سواء كان ذلك الفعل مما قصد فاعله التشبه بهم أو لم يقصد وكذلك ما نهى عنه من مشابهتهم يعم ما إذا قصدت مشابهتهم أو لم تقصد فإن عامة هذه الأعمال لم يكن المسلمون يقصدون المشابهة فيها وفيها مالا يتصور قصد المشابهة فيه كبياض الشعر وطول الشارب ونحو ذلك
ثم اعلم أن أعمالهم ثلاثة أقسام
قسم مشروع في ديننا مع كونه كان مشروعا لهم أولا نعلم أنه كان مشروعا لهم لكنهم يفعلونه الآن
وقسم كان مشروعا ثم نسخه شرع القرآن
وقسم لم يكن مشروعا بحال وإنما هم أحدثوه
وهذه الأقسام الثلاثة إما ان تكون في العبادات المحضة وإما أن تكون في العادات المحضة وهي الآداب وإما أن تجمع العبادات والعادات فهذه تسعة أقسام
فأما القسم الأول وهو ما كان مشروعا في الشريعتين أو ما كان مشروعا لنا وهم يفعلونه فهذا كصوم عاشوراء أو كأصل الصلاة والصيام فهنا تقع المخالفة في صفة ذلك العمل كما سن لنا صوم تاسوعاء وعاشوراء كما أمرنا بتعجيل الفطر والمغرب مخالفة لأهل الكتاب وبتأخير السحور مخالفة لأهل الكتاب وكما أمرنا بالصلاة في النعلين مخالفة لليهود وهذا كثير في العبادات وكذلك في العادات)) أهـ
الشبهة السادسة: حول حديث البول قائماً
بسم الله الرحمن الرحيم
مسألة البول قائماً
أولاً: للوقوف على حقيقة أمرٍ مَّا لابد من الإمساك بجميع أطراف المسألة؛ حتى يتضح الأمر ويظهر لنا المراد بأمر الله تعالى.
ثانياً: بالنسبة لموضوع ((بال قائماً)) ما العجب فيها؟ أهي منقصة عند العرب؟ أم المتعجب أحاط بالسنة فما وجد دليلاً صحيحاً صريحاً يدل على الجواز؟ أم عنده دليل صحيح صريح يدل على النسخ؟ أم هو طعن وفقط؟ على كل حال يتضح موضوع البول قائماً من خلال ما يلي:
### غالب فعل النبي صلى الله عليه وسلم هو البول جالساً خاصة إن كان في بيته وهذا واضح وجلي لكل عاقل؛ إذِ الإنسان في بيته لا يمنعه مانع من مرض أو عدو أو حيوان مؤذٍ أوعدم وجود مكان يأمن عدم ارتداد البول عليه و ... فلا يمنعه مانع من الجلوس لقضاء الحاجة وفي بيته يضع ثيابه و ....
### أحياناً أو قلما ولو مرة يبول النبي صلى الله عليه وسلم قائماً وذلك لأمور:
أ - للتشريع وبيان جواز هذا الفعل؛ليرفع الحرج عن الأمة؛ إذ لو لم يقل أو لم يفعل لظن الناس أن هذا الفعل محرم.
ب - لمرضٍ (جرح) أصاب النبي صلى الله عليه وسلم في مَأْبِضِهِ (مَأْبِضُ على وزن مَجْلِس وهو باطن الركبة)؛ ليقيس الناس هذا الأمر عند أي ضرورة وأن هذا الفعل جائز ولا منقصة فيه ثم اقرأ _غير مأمور_ هذه الأحاديث
1 - ما رواه الإمام البيهقي في السنن الكبرى وضعفه وأقره الحافظ ابن حجر في فتح الباري والشيخ الألباني في الإرواء وقبلهما ضعفه الإمام الذهبي في تعليقه على المستدرك و الحديث صححه الحاكم في المستدرك 1\ 250 قال البيهقي في السنن الكبرى 1\ 101: ((وقد رُوِيَ في العلة في بوله قائماً حديث لا يثبت مثله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/89)
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم بال قائماً من جرح كان بِمَأْبِضِهِ (مأبض على وزن مجلس وهو باطن الركبة) قال الإمام رحمه الله تعالى: وقد قيل:كانت العرب تستشفي لوجع الصلب بالبول قائماً فلعله كان به إذ ذاك وجع الصلب وقد ذكره الشافعي رحمه الله تعالى بمعناه وقيل: إنما فعل ذلك لأنه لم يجد للقعود مكاناً أو موضعاً والله اعلم)).أهـ
2 - ما رواه الإمام مالك في الموطأ في باب كسب الحجام رقم 994 – ((أخبرنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر: أنه رآه (1) يبول قائماً
قال محمد: لا بأس بذلك والبول جالساً أفضل: (1) قوله: إنه رآه أي رأى عبدُ الله بن دينار ابنَ عمر يبول قائماً ولعله كان أحياناً اقتداءً بالنبي صلى الله عليه و سلم فإنه كان من أشد الناس اقتداءً به حتى في المباحات والاتفاقيات. وقد روى حذيفةُ أنه صلى الله عليه و سلم أتى سُباطة قوم فبال قائماً أخرجه أبو داود وغيره. وروى الحاكم والبيهقي عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه و سلم بال قائماً من جرح كان بِمَأْبِضِه وهو بهمزة ساكنة: عرق في باطن الركب. وأخرج ابن أبي شيبة في " المصنف " عن مجاهد قال: ما بال رسول الله صلى الله عليه و سلم قائماً إلا مرة في كثيب أعجبه. وعن الشافعي: كانت العرب تستشفي وجع الصلب بالبول قائماً. فلعله كان به إذ ذاك وجع صلب وقيل لم يكن هناك موضع للقعود فبال قائماً. وأخرج الطبراني عن سهل ابن سعد: أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم يبول قائماً. وهذا كله لبيان الجواز وإلا فالعادة المستمرة للنبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه هو البول قاعدا حتى قالت عائشة: من حدثكم أن رسول الله بال قائما فلا تصدقوه أخرجه النسائي والترمذي وقال: إنه أحسن شيء في الباب والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين كذا فصله السيوطي في " مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود " و " زهر الربى على المجتبى " وغيرهما.
3 - " لا تبل قائما ".
قال الشيخ الألباني في " سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة " (2/ 337):
ضعيف. رواه ابن حبان في " صحيحه " (135) عن هشام بن يوسف عن ابن جريج عن
نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: و
هذا سند ظاهره الصحة، فإن رجاله ثقات، لكنه معلول بعنعنة ابن جريج فإنه كان
مدلسا، و قد تبين أنه تلقاه عن بعض الضعفاء، فقال الترمذي في " سننه " (1 /
17): " و حديث عمر إنما روي من حديث عبد الكريم بن أبي المخارق عن نافع عن
ابن عمر عن عمر قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم و أنا أبول قائما فقال
: " يا عمر لا تبل قائما ". فما بلت قائما بعده ". قال الترمذي: " و إنما
رفع هذا الحديث عبد الكريم بن أبي المخارق و هو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه أبو
أيوب السختياني ". قلت: و قد أخرجه ابن ماجه (1/ 130) و تمام في " الفوائد
" (ق 123/ 2) و البيهقي في " السنن الكبرى " (1/ 102) عن عبد الرزاق
حدثنا ابن جريج عن عبد الكريم أبي أمية به. و عبد الكريم أبو أمية هو ابن أبي
المخارق، قال البوصيري في " الزوائد " (ق 23/ 2): خبر عبيد الله بن عمر
العمري الثقة المأمون المجمع على تثبته، و لا يغتر بتصحيح ابن حبان هذا الخبر
، فإنه قال بعده: أخاف أن يكون ابن جريج لم يسمعه من نافع. و قد صح ظنه، فإن
ابن جريج إنما سمعه من ابن المخارق كما ثبت من رواية ابن ماجه و الحاكم في "
المستدرك "، و اعتذر عن تخريجه بأنه إنما أخرجه في المتابعات، و حديث عبيد
الله العمري أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه و البزار في مسنده ". قلت: و
لم أعرف حديث عبيد الله الذي أشار إليه، و " المصنف " لا أطوله الآن، فإني
أكتب هذا و أنا في المدينة المنورة، و هو في المكتبة الظاهرية بدمشق، لكن
الظاهر أنه يعني مثل حديث عبد الله بن دينار أنه رأى عبد الله بن عمر بال قائما
. أخرجه البيهقي (1/ 102) و قال: " و هذا يضعف حديث عبد الكريم، و قد
روينا البول قائما عن عمر و علي و سهل بن سعد و أنس بن مالك ". و إذا عرفت ضعف
الحديث فلا شيء في البول قائما إذا أمن الرشاش، و قد قال الحافظ في " الفتح "
: " و لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عنه شيء ". ثم وقفت على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/90)
حديث عبيد الله العمري في " مصنف ابن أبي شيبة " (1/ 124 - طبع الهند) و
" مسند البزار " (ص 31 - زوائده)، فإذا هو لا يعارض حديث الترجمة - كما ادعى
البوصيري - فإنه رواه عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: " ما بلت قائما منذ
أسلمت ". و إسناده صحيح. فالأولى المعارضة بأثر عبد الله بن دينار المتقدم عن
ابن عمر، على اعتبار أنه هو الذي روى الحديث عنه كما هو ظاهر، ثم بما روى ابن
أبي شيبة أيضا قبيل الموضع المشار إلى صفحته آنفا من طريق أخرى عن زيد قال
: " رأيت عمر بال قائما ". و زيد هو ابن وهب الكوفي و هو ثقة كسائر من دونه،
فالإسناد صحيح أيضا، و لعل هذا وقع من عمر رضي الله عنه بعد قوله المتقدم.
و بعد ما تبين له أنه لا شيء في البول قائماً
4 - جاء في إرواء الشيخ الألباني 1\ 96 رقم 59 - (قال ابن مسعود: " إن من الجفاء أن تبول قائماً "). ص 19
وعلقه الترمذي في " سنته " فقال (1/ 18): " وقد روي عن عبد الله بن مسعود قال. . . . " فذكره. وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي: " هذا الأثر معلق بدون اسناد الشارح - يعني المبار كفوري -: لم أقف عل من وصله ". وأقره. قلت: قد وقفنا والحمد لله على من وصله موقوفا ومرفوعا. أما الموقوف فأخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " (2/ 285) عن قتادة عن ابن بريدة عن ابن مسعود انه يقول: " أربع من الجفاء: أن يبول الرجل قائما وصلاة الرجل والناس يمرون بين يده ولبس ببن يديه شئ يستره ومسح الرجل التراب عن وجهه وهو في صلاته وأن يسمع المؤذن فلا يجيبه في قوله ". وقال: " وكذلك رواه. الجريري عن ابن بريدة عن ابن مسعود ". قلت: فهو عنه صحيح موقوفا
وقد رواه. كهمس عن ابن بريدة قال: " كان يقال من الجفاء أن ينفخ الرجل في صلاته ". رواه. ابن أبي شيبة (2/ 41 / 2) بسند صحيح عنه. وأما المرفوع فأخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (2/ 1 / 454) والطبراني في " الأوسط " (ق 4 6/ 1) منه الجمع بينه وبين الصغير) عن أبي عبيدة الحداد ثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي ثنا عبد الله بن بريد عن أبيه مرفوعا بلفظ " ثلاث من الجفاء: مسح الرجل التراب عن وجهه قبل فراغه من صلاته ونفخه في الصلاة التراب لموضع وجهه وأن يبول قائما ". وأخرجه البخاري في " التاريخ " من طريقين آخرين عن سعيد به نحوه. وروى منه أبو الحسن بن شاذان في " حديث عبد الباقي وغبره " (ق 1 55/ 1 - 2) من هذا الوجه الفقرة التالية ورواه البزاز بتمامه نحوه من طريق عبد الله بن داود حدثنا سعبد بن عبيد الله به. وقال الهيثمي في " المجمع " (2/ 83): " رواه. البزاز والطبراني في الأوسط رجال البزاز رجال الصحيح وأورده عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام الكبرى " (ق 11/ 1) من طريق البزار ثم قال: " لا أعلم في هذا الحديث أكثرمن قول الترمذي: حديث بريدة غير محفوظ. وقال أبو بكر البزاز: لا نعلم رواه. عن عبد الله بن بريدة إلا سعيد بن عبيد الله. ولم يقل في سعبد شيئا. وسعبد هذا بصري ثقة مشهور ذكره أبو محمد بن أبى حاتم ". قلت: وقول الترمذي الذي نقله عبد الحق ذكره قبل أثر ابن مسعود هذا ولم يسق الحديث وهو في دلك تبع لشيخه البخاري فقد قال البيهقي بعد أن علق الحديث من هذا الوجه: " قال البخاري: هذا حديث منكر يضطربون فيه ". قلت: وجه الاضطراب المذكور أن قتادة والجريري روياه عن ابن بريدة عن ابن مسعود موقوفا كما تقدم. وخالفهما سعبد بن عبيد الله الثقفي فقال: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا كما رأيت. ولولا أن الثقفي هذا فيه بعض الضعف لحكمنا على حديثه بالصحة كما فعل العيني في " شرع البخاري " (3/ 135) ولكن قال الدارقطني فيه: " ليس بالقوي يحدث بأحاديث يسندها وغبره يوقفها. ولذلك أورده. الذهبي في " الميزان ". وقال الحافظ فيه: " صدوق ربما وهم ". قلت: فمثله لا يحتمل ما خالف فيه غيره ممن هو أوثق منه وأكثر كما هو الحال في هذا الحديث. والله أعلم. وقد روي هذا الأثر مرفوعا أيضا من حديث أبي هريره مثله. أخرحه البيهقي (2/ 286) والضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو " (ق 32/ 2) من طريق هارون بن هارون بن عبد الله بن الهدير التميمي عن الأعرج عنه. وقال البيهقي: "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/91)
قال أبو أحمد (يعني ابن عدي): أحاديثه عن الأعرج وغيره مما لا يتابعه الثقات عليه "
5 - جاء في إرواء الغليل للشيخ الألباني1\ 95 - 96 رقم 57 - (قال حذيفة: " انتهى النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى سُباطة قوم فبال قائماً " رواه الجماعة). ص 19 صحيح
أخرجه السنة في " الطهارة " وكذا أبو عوانة (1/ 198). والدارمي (1/ 1 71) والبيهقي (1/ 100، 270، 274) وأحمد (5/ 382، 4 0 2) كلهم عن الأعمش عن أبي وائل عنه. وقد صرح الأعمش بالتحدث عند أحمد في رواية وكذا عن الطيالسي (1/ 45). وتابعه منصور عن أبي وائل في الصحيحين وغيرهما. وله عند أحمد (5/ 394) طريق أخرى عن حذبفة
(السباطة) بضم السين المهملة: هي المزبلة والكناسة تكون في فناء الدور مرفقا لأهلها وتكون في الغالب سهلة لا يرتد فيها البول على البائل
(فائدة): استدل المؤلف بالحديث على عدم كراهة البول قائما. وهو الحق فإنه لم يثبت في النهي عنه شي. كما قال الحافظ ابن حجر والمطلوب تجنب الرشاش فبأيهما حصل بالقيام أو القعود وجب لقاعدة " ما لا يقوم الواجب الا به فهو واجب ". والله أعلم
(تنبيه): ولا يعارض هذا الحديث حديث عاثشة قالت: " من حدثكم أن النبي (ضلى الله عليه وسلم) كان يبول قائما فلا تصدقوه ما كان يبول الا قاعدا " أخرجه النسائي والترمذي وابن ماجه وأبو عوانة في " صحيحه " والحاكم والبيهقي وأحمد وسنده صحيح عل شرط مسلم كما بينته في " الأحاديث الصحيحة " قلت: لا يعارضه لأن كلا حدث بما علم ومن علم حجة على من لم يعلم.
6 - جاء في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1\ 200 رقم 201 - " من حدثكم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول قائما فلا تصدقوه، ما كان
يبول إلا قاعدا ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 345:
أخرجه النسائي (1/ 11) و الترمذي (1/ 17) و ابن ماجه (1/ 130)
و الطيالسي (1/ 45 من ترتيبه) كلهم عن شريك بن المقدام عن شريح عن أبيه عن
عائشة قالت ... فذكره.
و قال الترمذي:
" حديث عائشة أحسن شيء في الباب و أصح ".
قلت ... و هذا ليس معناه تحسين الحديث بله تصحيحه كما هو معروف في علم المصطلح
و كأن ذلك لضعف شريك القاضي، و لكنه لم ينفرد به. بل تابعه سفيان الثوري عن
المقدام بن شريح به.
أخرجه أبو عوانة في " صحيحه " (1/ 198) و الحاكم (1/ 181) و البيهقي
(1/ 101) و أحمد (1/ 136، 192، 213) من طرق عن سفيان به.
و قال الحاكم:
" صحيح على شرط الشيخين "، و وافقه الذهبي، و فيه نظر، فإن المقدام ابن شريح
و أبوه لم يحتج بهما البخاري فهو على شرط مسلم وحده.
و قال الذهبي في " المهذب " (1/ 22 / 2): " سنده صحيح ".
فتبين مما سبق أن الحديث صحيح بهذه المتابعة، و قد خفيت على الترمذي فلم يصحح
الحديث، و ليس ذلك غريبا، و لكن الغريب أن يخفى ذلك على غير واحد من الحفاظ
المتأخرين، أمثال العراقي و السيوطي و غيرهما، فأعلا الحديث بشريك، و ردا
على الحاكم تصحيحه إياه متوهمين أنه عنده من طريقه، و ليس كذلك كما عرفت،
و كنت اغتررت بكلامهم هذا لما وضعت التعليق على " مشكاة المصابيح "، و كان
تعليقا سريعا اقتضته ظروف خاصة، لم تساعدنا على استقصاء طرق الحديث كما هي
عادتنا، فقلت في التعليق على هذا الحديث من " المشكاة " (365).
" و إسناده ضعيف فيه شريك، و هو ابن عبد الله القاضي و هو سيء الحفظ ".
و الآن أجزم بصحة الحديث للمتابعة المذكورة. و نسأل الله تعالى أن لا يؤاخذنا
بتقصيرنا.
قلت آنفا: اغتررنا بكلام العراقي و السيوطي، و ذلك أن الأخير قال في " حاشيته
على النسائي " (1/ 12).
" قال الشيخ ولي الدين (هو العراقي): هذا الحديث فيه لين، لأن فيه شريكا
القاضي و هو متكلم فيه بسوء الحفظ، و ما قال الترمذي: إنه أصح شيء في هذا
الباب لا يدل على صحته، و لذلك قال ابن القطان: إنه لا يقال فيه: صحيح،
و تساهل الحاكم في التصحيح معروف، و كيف يكون على شرط الشيخين مع أن البخاري
لم يخرج لشريك بالكلية، و مسلم خرج له استشهادا، لا احتجاجا ".
نقله السيوطي و أقره! ثم تتابع العلماء على تقليدهما كالسندي في حاشيته على
النسائي، ثم الشيخ عبد الله الرحماني المباركفوري في " مرقاة المفاتيح شرح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/92)
مشكاة المصابيح " (1/ 253)، و غيرهم، و لم أجد حتى الآن من نبه على أوهام
هؤلاء العلماء، و لا على هذه المتابعة، إلا أن الحافظ رحمه الله كأنه أشار
إليها في " الفتح " (1/ 382) حين ذكر الحديث: و قال:
" رواه أبو عوانة في " صحيحه " و " الحاكم ".
فاقتصر في العزو عليهما لأنه ليس في طريقهما شريك، بخلاف أصحاب " السنن "
و لذلك لم يعزه إليهم، و الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن
هدانا الله.
و اعلم أن قول عائشة إنما هو باعتبار علمها، و إلا فقد ثبت في " الصحيحين "
و غيرهما من حديث حذيفة رضي الله عنه قال:
" أتى النبي صلى الله عليه وسلم سباطة قوم فبال قائما ".
و لذلك فالصواب جواز البول قاعدا و قائما، و المهم أمن الرشاش، فبأيهما حصل
وجب.
و أما النهي عن البول قائما فلم يصح فيه حديث، مثل حديث " لا تبل قائما " و قد
تكلمت عليه في " الأحاديث الضعيفة " رقم (938).
### حديث حذيفة أصح من حديث السيدة عائشة رضي الله عنهما؛ فقد رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجهْ وحديث السيدة عائشة رضي الله عنها ليس كذلك.
### كلا الحديثين صحيح وعلى هذا:
ماقالته السيدة عائشة رضي الله عنها صواب
وما قاله حذيفة رضي الله عنه صواب
[وذلك] لأن كل واحد منهما رضي الله عنهما حدث بما رأى فلا إشكال والحمد لله رب العالمين.
الشبهة السابعة: حول الأحابيش
بسم الله الرحمن الرحيم
رؤية السيدة عائشة رضي الله عنها للعب الأحابيش
طبعاً (!!!!) هنا ما تكلم السائل عن درجة الحديث وهل هو ثابت صحيح أم لا؟؟؟!!! أما سألنا أنفسنا لِمَ لَمْ يفعل هذا؟
الجواب لأنه لا يريد إزالة شبهة وقعت عليه في فهم هذا الحديث بل إنه أراد الطعن وفقط فافهم ألاعيب القوم يا من أرشده الله لطاعته؛ ذلك أن الحديث في أعلى درجات الصحة؛إذ رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاريُّ ومسلمٌ في صحيحيهما الذين هما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى
والجواب عن هذه الشبهة الباردة من وجهين اثنين معتبرين لا ثالث لهما:
الوجه الأول: لازم قولكم يؤول بكم إلى سب الله تعالى وسب نبيه صلى الله عليه وسلم؛ذلك أن السيدة عائشة (رضي الله عنها وعن أبيها ولعن لاعنيها) قد نظرت إلى منكر وحرام (بزعمكم الباطل) ورضي بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك رضي بذلك القرآن الكريم. أليس كذلك؟ فإن كان الجواب بالإثبات كفرتم،وبأي وجه سيلقى الواحد منكم ربه تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم؟ وإن كان الجواب بالنفي فإنه يؤول بكم إلى الكفر؛ لأنكم حكمتم على أنفسكم بالجهل وأثبتم على أنفسكم تهمة الطعن في عِرْض الرسول صلى الله عليه وسلم ووسمتم الرسول صلى الله عليه وسلم بالرضا عن الخنا وكذلك وصفتم القرآن الكريم بالرضا عن الخنا ووصفتم الله تعالى بعدم الإحاطة وبعدم العلم؛ لأنه اختار لنبيه صلى الله عليه وسلم امرأة ثم تبين أنها تفعل الخنا. قيسوا أنفسكم بإيمان هؤلاء الذين قال الله تعالى فيهم: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ} النور 12والذي يعتقده كل موحد يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً أن هذا الافتراء هو من جنس الإفك الأول الذي قال الله تعالى فيه: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} النور11 ((ووالله الذي لا إله غيره هؤلاء المفترون يرون العهر قربة وطاعة ولكنهم هنا فقط إنما يقصدون التلبيس))
وهنا ثلاثة أسئلة وهي:
السؤال الأول: هل نظرت إلى ذلك الحرام (بزعمكم الباطل) في غيبة النبي صلى الله عليه وسلم أم في حضوره؟
السؤال الثاني: هل رضي الرسول صلى الله عليه وسلم بالخنا والدياثة ووافق على نظرها للحرام أم لا؟
السؤال الثالث: هل أقر القرآن الكريم ذلك الخنا ورضي به أم جاء بالتحريم وتسفيه ذلك الفعل الشنيع؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/93)
أما السؤال الأول: فالجواب عنه أنها (رضي الله عنها وعن أبيها ولعن لاعنيها) نظرت في حضور النبي صلى الله عليه وسلم بل الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي عرض عليها أن تنظر إلى الأحابيش
وأما السؤال الثاني: فالجواب عنه هو أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم أبعد خلق الله تعالى على الإطلاق من الخنا وأكثر خلق الله تعالى على الإطلاق نهياً عن الخنا ودينه بيننا.
وأما ما يتعلق بالسؤال الثالث: فإن القرآن الكريم لا يقر الخنا وينهى عنه؛ ولذلك أرسل الله تعالى الرسل عليهم الصلاة والسلام بالنهي عن الخنا بعد أن يأمروا الناس بتوحيد الله تعالى وعدم الإ شراك به.
[إذن] فبما أن الحديث في أعلى درجات الصحة والسيدة عائشة (رضي الله عنها وعن أبيها ولعن لاعنيها) قد نظرت إلى الأحابيش في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم بل إنه هو صلى الله عليه وسلم الذي دعاها لتنظر وكذلك لم ينزل الوحي بالنهي عن ذلك ولا تسفيه ولا التعريض بمن فعل ذلك فكيف يُفْهمُ الحديث؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!
والجواب عن ذلك كما يلي:
للنظر أحكام مفصلة في شريعتنا الغراء تتضح كالآتي:
1 - نظر كل من الزوجين للآخر مباح ولا يستثنى شئ من ذلك وما جاء من نهي فلا يصح وفي ذلك نصوص شرعية ثابتة ليس هذا مجالها.
2 - نظر الرجل لعورة المرأة والعكس يجوز عند الضرورة كالتداوي.
3 - نظر الرجل للمرأة بشهوة أو العكس محرم بالكتاب وصحيح السنة.
4 - يجوز نظر الرجل للمرأة عند القضاء والشهادة وإثبات الحقوق.
5 - نظر الرجل للمرأة يختلف عن نظر المرأة للرجل فالرجل راغب والمرأة مرغوبة والمرأة أسدل الله تعالى عليها الحياء؛ ولهذا فرض العليم االحكيم الخبير الحجاب على المرأة ولم يفرضه على الرجل واقرأ _ غير مأمور_ ما قاله الإمام أبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدين 1\ 398: ((ولسنا نقول: إن وجه الرجل في حقها عورة كوجه المرأة في حقه، بل هو كوجه الصبي الأمرد في حق الرجل فيحرم النظر عند خوف الفتنة فقط، فإن لم تكن فتنة فلا، إذ لم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه والنساء يخرجن منتقبات ولو كان وجوه الرجال عورة في حق النساء لأمروا بالتنقب أو منعن من الخروج إلا لضرورة)) أهـ.
6 - الأفضل في حق الجنسين عدم النظر لا لضرورة ولا لغيرها سواء وجدت شهوة أم لا كما قالت السيدة فاطمة الزهراء: ((خير للمرأة أن لا ترى الرجال وأن لاترى الرجال)) بل أمرت بستر قبرها عند دفنها رضي الله عنها. و لعموم الأخبار وقد جمعها الإمام النووي في رياض الصالحين ص وبوب على ذلك باباً بعنوان باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية
والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية
قال الله تعالى: " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ " النور: 30 وقال تعالى: " إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً " الإسراء: 36. وقال تعالى: " يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ " غافر: 19. وقال تعالى: " إنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصَادِ " الفجر: 14.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدركٌ ذلك لا محالة: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه.
متفقٌ عليه. وهذا لفظ مسلمٍ، ورواية البخاري مختصرةٌ.
وعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والجلوس في الطرقات! قالوا: يا رسول الله مالنا من مجالسنا بدٌ: نتحدث فيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متفقٌ عليه.
وعن أبي طلحة زيد بن سهلٍ رضي الله عنه قال: كنا قعوداً بالأفنية نتحدث فيها فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام علينا فقال: ما لكم ولمجالس الصعدات؟ اجتنبوا مجالس الصعدات فقلنا: إنما قعدنا لغير ما بأس: قعدنا نتذاكر، ونتحدث. قال: إما لا فأدوا حقها: غض البصر، ورد السلام، وحسن الكلام رواه مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/94)
الصُّعُدات بضم الصاد والعين، أي: الطُّرُقات. وعن جريرٍ رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال: اصرف بصرك رواه مسلم.
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتومٍ، وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: احتجبا منه فقلنا: يا رسول الله أليس هو أعمى: لا يبصرنا، ولا يعرفنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه!؟ رواه أبو داود والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وعن أبي سعيدٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوبٍ واحدٍ، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد رواه مسلم.)) أ. هـ
7 - النظر لعموم المنظورين يختلف عن النظر لشخص معين بذاته:
فمثلاً لو مررت أنت وامرأتك على مسجد قد خرج منه شباب ملتزم بشرع ربه سيماهم في وجوههم من أثر السجود فقلت لزوجتك انظري إلى هؤلاء الشباب الملتزم بدينه وحقاً كما قال الله تعالى: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} الكهف13 وكما قال سبحانه: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى # فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} النازعات41 - 40
ففي فعلك هذا هل أنت أمرتها أن تنظر إلى عموم الشباب أم إلى شاب بعينه؟ وما الذي شجعك أليس هو التزامهم بطاعة ربهم؟.
وعلى هذا يُنزل حديث نظر السيدة عائشة (رضي الله عنها وعن أبيها ولعن لاعنيها) للعب الأحابيش في المسجد وهم يستعدون للجهاد فهي (رضي الله عنها وعن أبيها ولعن لاعنيها إنما نظرت إلى مجموع الأحابيش ولم تصوب النظر نحو واحد بعينه وكيف وإن كانت صغيرة أيضأً؟! وقد قرر هذا الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم جـ3 ص 288 حيث قال تحت رقم: ((1480 - قَوْله: (فِي أَيَّام مِنًى)
يَعْنِي الثَّلَاثَة بَعْد يَوْم النَّحْر، وَهِيَ أَيَّام التَّشْرِيق. فَفِيهِ أَنَّ هَذِهِ الْأَيَّام دَاخِلَة فِي أَيَّام الْعِيد، وَحُكْمه جَارٍ عَلَيْهِ فِي كَثِير مِنْ الْأَحْكَام لِجَوَازِ التَّضْحِيَة وَتَحْرِيم الصَّوْم وَاسْتِحْبَاب التَّكْبِير وَغَيْر ذَلِكَ.
قَوْلهَا: (رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرنِي بِرِدَائِهِ وَأَنَا أَنْظُر إِلَى الْحَبَشَة وَهُمْ يَلْعَبُونَ وَأَنَا جَارِيَة)
وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى (يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ فِي مَسْجِد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ جَوَاز اللَّعِب بِالسِّلَاحِ وَنَحْوه مِنْ آلَات الْحَرْب فِي الْمَسْجِد، وَيَلْتَحِق بِهِ فِي مَا مَعْنَاهُ مِنْ الْأَسْبَاب الْمُعِينَة عَلَى الْجِهَاد وَأَنْوَاع الْبِرّ وَفِيهِ جَوَاز نَظَر النِّسَاء إِلَى لَعِب الرِّجَال مِنْ غَيْر نَظَر إِلَى نَفْس الْبَدَن. وَأَمَّا نَظَر الْمَرْأَة إِلَى وَجْه الرَّجُل الْأَجْنَبِيّ فَإِنْ كَانَ بِشَهْوَةٍ فَحَرَام بِالِاتِّفَاقِ، وَإِنْ كَانَ بِغَيْرِ شَهْوَة وَلَا مَخَافَة فِتْنَة فَفِي جَوَازه وَجْهَانِ لِأَصْحَابِنَا: أَصَحّهمَا تَحْرِيمه لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارهنَّ} وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمِّ سَلَمَة وَأُمّ حَبِيبَة: (اِحْتَجِبَا عَنْهُ) أَيْ عَنْ اِبْن أُمّ مَكْتُوم فَقَالَتَا: إِنَّهُ أَعْمَى لَا يُبْصِرنَا فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا أَلَيْسَ تُبْصِرَانِهِ)؟ وَهُوَ حَدِيث حَسَن رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَغَيْره وَقَالَ: هُوَ حَدِيث حَسَن، وَعَلَى هَذَا أَجَابُوا عَنْ حَدِيث عَائِشَة بِجَوَابَيْنِ وَأَقْوَاهُمَا: أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ أَنَّهَا نَظَرَتْ إِلَى وُجُوههمْ وَأَبْدَانهمْ، وَإِنَّمَا نَظَرَتْ لَعِبهمْ وَحِرَابهمْ، وَلَا يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ تَعَمُّد النَّظَر إِلَى الْبَدَن وَإِنْ وَقَعَ النَّظَر بِلَا قَصْد صَرَفَتْهُ فِي الْحَال. وَالثَّانِي: لَعَلَّ هَذَا كَانَ قَبْل نُزُول الْآيَة فِي تَحْرِيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/95)
النَّظَر، وَأَنَّهَا كَانَتْ صَغِيرَة قَبْل بُلُوغهَا، فَلَمْ تَكُنْ مُكَلَّفَة عَلَى قَوْل مَنْ يَقُول: إِنَّ لِلصَّغِيرِ الْمُرَاهِق النَّظَر وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَفِي هَذَا الْحَدِيث بَيَان مَا كَانَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الرَّأْفَة وَالرَّحْمَة وَحُسْن الْخُلُق وَالْمُعَاشَرَة بِالْمَعْرُوفِ مَعَ الْأَهْل وَالْأَزْوَاج وَغَيْرهمْ
قَوْلهَا: (وَأَنَا جَارِيَة فَاقْدُرُوا قَدْر الْجَارِيَة الْعَرِبَة حَدِيثَة السِّنّ) مَعْنَاهُ: أَنَّهَا تُحِبّ اللَّهْو وَالتَّفَرُّج وَالنَّظَر إِلَى اللَّعِب حُبًّا بَلِيغًا وَتَحْرِص عَلَى إِدَامَته مَا أَمْكَنَهَا وَلَا تَمَلّ ذَلِكَ إِلَّا بِعُذْرٍ مِنْ تَطْوِيل)) أهـ.
وأختم جوابي بشئ أوجهه لمن آمن بأن القرآن كلام الله تعالى أنزله جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وهو
أن السيدة عائشة (رضي الله عنها وعن أبيها ولعن لاعنيها) أُمٌّ لكل الرجال: الأحابيش وغير الأحابيش كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} الأحزاب 6
وللوقوف على ترجمة وافية بالسيدة عائشة (رضي الله عنها وعن أبيها ولعن لاعنيها) اسمع هنا (35 - 45)
http://www.tahhansite.com/pages/E.htm
الشبهة الثامنة: حول تأبير النخل
بسم الله الرحمن الرحيم
تأبير النخل
السائل هنا (كعادة أهل الباطل) لا يسأل عن صحة الحديث؛ لأنه هنا في هذا الموضع لا يهتم إلا بالطعن .... وعلى كل فالحديث صحيح قد رواه الإمام مسلم في صحيحه ورواه ابن ماجهْ في سننه ورواه ابن حبان في صحيحه ورواه الطبراني في معجمه الكبير ورواه ابن عساكر في معجمه.
فالطاعن لا يريد الصحة بل يريد الشبهة. كفى الله الأمة منه ومن شره وليس هذا الدعاء هروباً من الجواب بل الجواب حاضر يفري قلب و لسان كل طاعن في الدين وسيكون هذا الجواب من خلال ما يلي:
أولاً: قول النبي صلى الله عليه وسلم في تأبير النخل خاصة
### كما في رواية الإمام مسلم 15\ 409 بشرح الإمام النووي رقم: (6276) عن رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ نَبِىُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَأْبُرُونَ النَّخْلَ يَقُولُونَ يُلَقِّحُونَ النَّخْلَ فَقَالَ «مَا تَصْنَعُونَ». قَالُوا كُنَّا نَصْنَعُهُ قَالَ «لَعَلَّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْرًا». فَتَرَكُوهُ فَنَفَضَتْ أَوْ فَنَقَصَتْ - قَالَ - فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَىْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَىْءٍ مِنْ رَأْىٍ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ». قَالَ عِكْرِمَةُ أَوْ نَحْوَ هَذَا. قَالَ الْمَعْقِرِىُّ فَنَفَضَتْ. وَلَمْ يَشُكَّ.
__________
معانى بعض الكلمات:
يأبر: يلقح
نفضت: أسقطت ثمرها))
### وفي رواية الإمام ابن ماجهْ (بتحقيق الشيخ الألباني) بإسناد صحيح رقم
2470 حدثنا علي بن محمد حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن سماك أنه سمع موسى بن طلحة بن عبيد الله يحدث عن أبيه قال مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل فرأى قوما يلقحون النخل فقال ما يصنع هؤلاء قالوا يأخذون من الذكر فيجعلونه في الأنثى قال ما أظن ذلك يغني شيئا فبلغهم فتركوه فنزلوا عنها فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنما هو الظن إن كان يغني شيئا فاصنعوه فإنما أنا بشر مثلكم وإن الظن يخطئ ويصيب ولكن ما قلت لكم قال الله فلن أكذب على الله.إسناده صحيح
2471### وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أصواتاً فقال ما هذا الصوت؟ قالوا النخل يؤبرونها فقال لو لم يفعلوا لصلح فلم يؤبروا عامئذٍ فصار شيصاً فذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن كان شيئا من أمر دنياكم فشأنكم به وإن كان من أمور دينكم فإلي. إسناده صحيح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/96)
### 2461 - حدثنا علي بن محمد حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن سماك أنه سمع موسى بن طلحة بن عبيد الله يحدث عن أبيه قال مررت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في نخل فرأى قوما يلقحون النخل فقال ما يصنع هؤلاء قالوا يأخذون من الذكر فيجعلونه في الأنثى قال ما أظن ذلك يغني شيئا فبلغهم فتركوه فنزلوا عنها فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فقال إنما هو الظن إن كان يغني شيئا فاصنعوه فإنما أنا بشر مثلكم وإن الظن يخطئ ويصيب ولكن ما قلت لكم قال الله فلن أكذب على الله. إسناده صحيح
ثانياً: قوله صلى الله عليه وسلم عموماً: كما رواه الإمام أحمد والإمام مسلم عن أنس رضي الله عنه وفي رواية الإمام ابن ماجهْ عن السيدة عائشة وأنس رضي الله عنهما كما في صحيح الجامع الصغير وزياداته بتحقيق الشيخ الألباني جـ1 ص 194 رقم (767) يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان شيء من أمر دنياكم فأنتم أعلم به و إذا كان شيء من أمر دينكم فإليَّ)).
والسائل أحد أصناف ثلاثة لارابع لها:
إما مستفهماً مسترشداً عن درجة الحديث هل هو صحيح ثابت أم لا؟؟
وإما مستفهماً مسترشداً عن لبس حصل له حول المقصود من هذا الحديث وكيف يتوجه معناه؟؟
وإما طاعناً خبيثاً ماكراً يريد إبطال الدين باسم الدين وما إخالُهُ إلا كذلك وحاله هذا ذكرني بحال أخٍ له في الضلال يُدعى السكاكيني وهو معتزلي خبيث سأل سؤالاً على لسان ذميٍّ وهو قصد إيقاع المسلمين في شبهة حول القدر فانبرى له الإمام ابن تيميَّة فنسف شبهته الغوية اسمعها غير مأمور هنا على هذا الرابط:
القصيدة ُالتَّائيَّةُ في حل المشكلة القدريَّةِ للإمام ابن تيميَّة بصوت محمود داود http://up.9q9q.net/up/index.php?f=
قال الشيخ الألباني :
jHeD9IHh
أما يتعلق بالأمر الأول فسبقت الإشارة إليه وأن الحديث صحيح ثابت.
وأما ما يتعلق بفهم الحديث والرد على شبهة الطاعنين فإليك الجواب السديد من أقوال أئمة الإسلام ذوي الفهم الرشيد وذلك كما يلي:
### سُئل شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّة كما في مجموع الفتاوى جـ 35 ص 99
((عن رجلين تكلما فى مسألة التأبير فقال احدهما من نقص الرسول او تكلم بما يدل على نقص الرسول كفر لكن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين فان بعض العلماء قد يتكلم فى مسألة بإجتهاده فيخطىء فيها فلا يكفر وان كان قد يكفر من قال ذلك القول اذا قامت عليه الحجة المكفرة ولو كفرنا كل عالم بمثل ذلك لزمنا ان نكفر فلانا وسمى بعض العلماء المشهورين الذين لا يستحقون التكفير وهو الغزالى فانه ذكر فى بعض كتبه تخطئة الرسول فى مسألة تأبير النخل فهل يكون هذا تنقيصا بالرسول بوجه من الوجوه وهل عليه فى تنزيه العلماء من الكفر اذا قالوا مثل ذلك تعزير ام لا واذا نقل ذلك وتعذر عليه فى الحال نفس الكتاب الذى نقله منه وهو معروف بالصدق فهل عليه فى ذلك تعزير ام لا وسواء أصاب فى النقل عن العالم أم أخطأ وهل يكون فى ذلك تنقيص بالرسول ومن اعتدى على مثل هذا او نسبه الى تنقيص بالرسول او العلماء وطلب عقوبته على ذلك فما يجب عليه أفتونا مأجورين فأجاب الحمد لله ليس فى هذا الكلام تنقص بالرسول بوجه من الوجوه بإتفاق علماء المسلمين ولا فيه تنقص لعلماء المسلمين بل مضمون هذا الكلام تعظيم الرسول وتوقيره وانه لا يتكلم فى حقه بكلام فيه نقص بل قد اطلق القائل تكفير من نقص الرسول او تكلم بما يدل على نقصه وهذا مبالغة فى تعظيمه ووجوب الاحتراز من الكلام الذى فيه دلالة على نقصه
ثم هو مع هذا بين ان علماء المسلمين المتكلمين فى الدنيا باجتهادهم لا يجوز تكفير احدهم بمجرد خطأ أخطأه فى كلامه وهذا كلام حسن تجب موافقته عليه فان تسليط الجهال على تكفير علماء المسلمين من اعظم المنكرات وانما اصل هذا من الخوارج والروافض الذين يكفرون ائمة المسلمين لما يعتقدون انهم اخطأوا فيه من الدين وقد اتفق اهل السنة والجماعة على ان علماء المسلمين لا يجوز تكفيرهم بمجرد الخطأ المحظ بل كل أحد يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله وليس كل من يترك بعض كلامه لخطأ أخطأه يكفر ولا يفسق بل ولا يأثم فان الله تعالى قال فى دعاء المؤمنين ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا وفى الصحيح عن النبى ان الله تعالى قال قد فعلت وإتفق علماء المسلمين على انه لا يكفر احد من علماء المسلمين المنازعين فى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/97)
عصمة الأنبياء والذين قالوا انه يجوز عليهم الصغائر والخطأ ولا يقرون على ذلك لم يكفر احد منهم باتفاق المسلمين فان هؤلاء يقولون إنهم معصومون من الاقرار على ذلك ولو كفر هؤلاء لزم تكفير كثير من الشافعية والمالكية والحنفية والحنبلية والأشعرية وأهل الحديث والتفسير والصوفية الذين ليسوا كفارا باتفاق المسلمين بل أئمة هؤلاء يقولون بذلك
فالذى حكاه عن الشيخ ابى حامد الغزالى قد قال مثله أئمة اصحاب الشافعى اصحاب الوجوه الذين هم أعظم فى مذهب الشافعى من ابى حامد كما قال الشيخ ابو حامد الأسفرائينى الذى هو امام المذهب بعد الشافعى وابن سريج فى تعليقه وذلك ان عندنا ان النبى يجوز عليه الخطأ كما يجوز علينا ولكن الفرق بيننا انا نقر على الخطأ والنبى لا يقر عليه وانما يسهو ليسن وروى عنه انه قال انما اسهو لأسن لكم
وهذه المسئلة قد ذكرها فى اصول الفقه هذا الشيخ ابو حامد وأبو الطيب الطبرى والشيخ ابو اسحاق الشيرازى وكذلك ذكرها بقية طوائف اهل العلم من اصحاب مالك والشافعى واحمد وابى حنيفة ومنهم من ادعى اجماع السلف على هذا القول كما ذكر ذلك عن ابى سليمان الخطابى ونحوه ومع هذا فقد اتفق المسلمون على انه لا يكفر احد من هؤلاء الأئمة ومن كفرهم بذلك استحق العقوبة الغليظة التى تزجره وقد ذكر القاضى عياض قبل هذا ان يقول القائل شيئا من انواع السب حاكيا له عن غيره وآثرا له عن سواه قال فهذا ينظر فى صورة حكايته وقرينة مقالته ويختلف الحكم باختلاف ذلك على اربعة وجوه الوجوب والندب والكراهة والتحريم ثم ذكر انه يحمل من ذلك ما ذكره على وجه الشهادة ونحوها مما فيه اقامة الحكم الشرعى على القائل او على وجه الرذاله والنقص على قائله بخلاف من ذكره لغير هذين قال وليس التفكه بعرض النبى صلى الله عليه و سلم والتمضمض بسوء ذكره لأحد لا ذاكرا ولا آثرا لغير غرض شرعى مباح
فقد تبين من كلام القاضى عياض انما ذكره هذا القائل ليس من هذا الباب فانه من مسائل الخلاف وانما كان من هذا الباب ليس لأحد أن يذكره لغير غرض شرعى مباح
وهذا القائل انما ذكر لدفع التكفير عن مثل الغزالى وامثاله من علماء المسلمين ومن المعلوم ان المنع من تكفير علماء المسلمين الذين تكلموا فى هذا الباب بل دفع التكفير عن علماء المسلمين وان اخطأوا هو من احق الأغراض الشرعية حتى لو فرض ان دفع التكفير عن القائل يعتقد انه ليس بكافر حماية له ونصرا لأخيه المسلم لكان هذا غرضا شرعيا حسنا وهو اذا اجتهد فى ذلك فأصاب فله اجران وان اجتهد فيه فأخطأ فله أجر واحد فبكل حال هذا القائل محمود على ما فعل مأجور على ذلك مثاب عليه اذا كانت له فيه نية حسنة والمنكر لما فعله احق بالتعزير منه فان هذا يقتضى قوله القدح فى علماء المسلمين من الكفر ومعلو ان الأول أحق بالتعزير من الثانى ان وجب التعزير لأحدهما وان كان كل منهما مجتهدا اجتهادا سائغا بحيث يقصد طاعة الله ورسوله بحسب استطاعته فلا اثم على واحد منهما وسواء اصاب فى هذا النقل او اخطأ فليس فى ذلك تنقيص للنبى صلى الله عليه و سلم
وكذلك أحضر النقل او لم يحضره فانه ليس فى حضوره فائدة اذ ما نقله عن الغزالى قد قال مثله من علماء المسلمين من لا يحصى عددهم الا الله تعالى وفيهم من هو اجل من الغزالى وفيهم من هو دونه ومن كفر هؤلاء استحق العقوبة بإتفاق المسلمين بل اكثر علماء المسلمين وجمهور السلف يقولون مثل ذلك حتى المتكلمون فان ابا الحسن الأشعرى قال اكثر الأشعرية والمعتزلة يقولون بذلك ذكره فى اصول الفقه وذكره صاحبه ابو عمرو بن الحاجب والمسئلة عندهم من الظنيات كما صرح بذلك الأستاذ ابو المعالى وابو الحسن الآمدى وغيرهما فكيف يكفر علماء المسلمين فى مسائل الظنون ام كيف يكفر جمهور علماء المسلمين او جمهور سلف الأئمة واعيان العلماء بغير حجة اصلا والله تعالى أعلم)) أ. هـ
### وقال في جـ 15ص186 - : ((187وكذلك ظن النبي كما قال فى تأبير النخل إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذونى بالظن ولكن إذا حدثتكم عن الله فإنى لن أكذب على الله فاستيئاس عمر وغيره من دخول ذلك هو استيئاس مما ظنوه موعودا به ولم يكن موعودا به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/98)
ومثل هذا لا يمتنع على الأنبياء أن يظنوا شيئا فيكون الأمر بخلاف ما ظنوه فقد يظنون فيما وعدوه تعيينا وصفات ولا يكون كما ظنوه فييأسون مما ظنوه فى الوعد لا من تعيين الوعد كما قال النبى صلى الله عليه و سلم رأيت أن أبا جهل قد أسلم فلما اسلم خالد ظنوه فلما أسلم عكرمة علم أنه هو وروى مسلم فى صحيحه أن النبى مر بقوم يلقحون فقال لو لم تفعلوا هذا لصلح قال فخرج سبتا فمر بهم فقال ما لفحلكم قالوا قلت كذا وكذا قال أنتم اعلم بأمر دنياكم وروى أيضا عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة ابن عبيد الله قال مررت مع رسول الله بقوم على رؤوس النخل فقال ما يصنع هؤلاء فقال يلحقونه يجعلون الذكر فى الأنثى فتلقح فقال رسول الله ما أظن يغنى ذلك شيئا فأخبروا بذلك فتركوه فأخبر رسول الله صلى عليه وسلم بذلك فقال إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه فإننى ظننت ظنا فلا تؤاخذونى بالظن ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به فإنى لنا أكذب على الله
فإذا كان النبى يأمرنا إذا حدثنا بشىء عن الله أن نأخذ به فإنه لن يكذب على الله فهو أتقانا لله وأعلمنا بما يتقى وهو أحق أن يكون آخذا بما يحدثنا عن الله فإذا أخبره الله بوعد كان علينا أن نصدق به وتصديقه هو به أعظم من تصديقنا ولم يكن لنا أن نشك فيه وهو بأبى أولى وأحرى أن لا يشك فيه لكن قد يظن ظنا كقوله إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذونى بالظن وإن كان أخبره به مطلقا فمستنده ظنون كقوله فى حديث ذى اليدين ما قصرت الصلاة ولا نسيت
وقد يظن الشىء ثم يبين الله الأمر على جليته)) أ. هـ
### وقال في جـ 29 ص 493: ((و الإيمان بالشيء مشروط بقيام دليل يدل عليه فعلم أن الأمور الغائبة عن المشاهدة قد تعلم بما يدل عليها فاذا قال أهل الخبرة انهم يعلمون ذلك كان المرجع إليهم في ذلك دون من لم يشاركهم فى ذلك و ان كان أعلم بالدين منهم كما قال النبي صلى الله عليه و سلم لهم في تأبير النخل أنتم اعلم بدنياكم فما كان من أمر دينكم فالي ثم يترتب الحكم الشرعي على ما تعلمه أهل الخبرة كما يترتب على التقويم و القيامة و الخرص و غير ذلك)) أ. هـ
### وقال الإمام ابن القيم في مفتاح دار السعادة ومنشور ولايتي العلم والإرادة جـ2 ص 267: ((وقد سلك بعضهم مسلكا آخر فقال ما يخبر به النبي صلى الله عليه و سلم نوعان:
أحدهما يخبر به عن الوحي فهذا خبر مطابق لمخبره من جميع الوجوه ذهنا وخارجا وهو الخبر المعصوم والثاني ما يخبر به عن ظنه من أمور الدنيا التي هم اعلم بها منه فهذا ليس في رتبة النوع الأول ولا تثبت له أحكامه وقد أخبر صلى الله عليه و سلم عن نفسه الكريمة بذلك تفريقا بين النوعين فإنه لما سمع أصواتهم في النخل يؤبرونها وهو التلقيح قال ما هذا فأخبروه بأنهم يلقحونها فقال ما أرى لو تركتموه يضوء شيئا فتركوه فجاء شيصا فقال إنما أخبرتكم عن ظني وأنتم أعلم بأمر دنياكم ولكن ما أخبرتكم عن الله والحديث صحيح مشهور وهو من أدلة بنوية وأعلامها فأن من خفي عليه مثل هذا من أمر الدينا وما أجرى الله به عادته فيها ثم جاء من العلوم التي لا يمكن البشر أن يطلع عليها البتة إلا بوحي من الله فأخبر عما كان وما يكون وما هو كائن من لدن خلق العالم إلى أن استقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار وعن غيب السموات والأرض وعن كل سبب دقيق أو جليل تنال به سعادة الدارين وكل سبب دقيق أو جليل تنال به شقاوة الدارين وعن مصالح الدنيا والآخرة وأسبابهما مع كون معرفتهم بالدنيا وأمورها وأسباب حصولها ووجوه تمامها أكثر من معرفته كما أنهم أعرف بالحساب والهندسة والصناعات والفلاحة وعمارة الأرض والكتابة)) أ. هـ
### وقال في جـ2 ص268: ((فهكذا إخباره عن عدم العدوى إخبار عن ظنه كإخباره عن عدم تأثير التلقيح لا سيما وأحد البابين قريب من الآخر بل هو في النوع واحد فإن اتصال الذكر بالأنثى وتأثره به كاتصال المُعْدى بالُمعْدِي وتأثره به ولا ريب أن كلهما من أمور الدنيا لا مما يتعلق به حكم من الشرع فليس الإخبار به كالإخبار عن الله سبحانه وصفاته وأسمائه وأحكامه قالوا فلما تبين له صلى الله عليه و سلم من أمر الدنيا الذى أجرى الله سبحانه عادته به ارتباط هذه الأ سباب بعضها ببعض التلقيح فى صلاح الثمار وتأثير إيراد الممرض على المصح أقرهم على تأبير النخل ونهاهم أن يورد ممرض على مصح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/99)
قالوا وإن سمى هذا نسخاً بهذا الاعتبار فلا مشاحة فى التسمية إذا ظهر المعنى)) أ. هـ
### وقال الإمام الطحاوي في تأويل مشكل الآثار جـ 4 ص 276 حول أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما أرى اللقاح شيئا «، فتركوا اللقاح، فجاء تمر الناس شيصا (1)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:» ما له، ما أنا بصاحب زرع ولا نخل لقحوا «قال قائل: فيما رويتم اضطراب شديد فمن ذلك ما في حديث طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:» ما أظن ذاك يغني شيئا «وفي حديثي عائشة وأنس أنه قال:» لو تركوه لصلح «وفي حديث جابر» لا لقاح أوما أرى اللقاح شيئا «فما وجه ذلك فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أنه قد يحتمل أن يكون الذي كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك أن الإناث في غير بني آدم لا تأخذ من الذكران شيئا، وهو الذي يغلب على القلوب، ولم يكن ذلك منه صلى الله عليه وسلم إخبارا عن وحي، وإنما كان منه على قول غير معقول ظاهر مما يتساوى فيه الناس في القول، ثم يختلفون فيتبين ذوو العلم به عمن سواهم من غير أهل العلم به، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن كان يعاني ذلك ولا من بلد يعانيه أهله؛ لأنه صلى الله عليه وسلم إنما بلده مكة، ولم تكن دار نخل يومئذ، وإنما كان النخل فيما سواها من المدينة التي صار إليها صلى الله عليه وسلم، وكان مع أهلها من معاناة النخل والعمل ما يصلحها ما ليس مثله مع أهل مكة، وكان القول في الأمر الذي قال: فيه ما قال: واسعا له أن يقول فيه وأن يكون ذلك القول منه على ما نفى ما يستحيل عنده ويكون منه على الظن به، فقال: صلى الله عليه وسلم ما حكاه عنه طلحة لبعض من رآه يعاني اللقاح ثم قال: ما حكته عنه عائشة وأنس في قوم آخرين ممن رآهم يعانون التلقيح، وقال: ما في حديث جابر لقوم آخرين، وأنهم يعانون التلقيح، فحكى كل من سمعه صلى الله عليه وسلم يقول: شيئا مما سمعه يقوله، وكلهم صادق فيما حكاه عنه، وكل أقواله التي قالها صلى الله عليه وسلم مما حكاه عنه هؤلاء القوم كما قال: وبالله التوفيق)) أ. هـ
__________
(1) الشيص: التمر الذي لا يَشْتَدُّ نوَاه ويَقْوى. وقد لا يكونُ له نَوىً أصلاً أ. هـ
### وقال الدكتور عماد السيد الشربيني في رد شبهات حول عصمة النبي صلى الله عليه وسلم ص 639 - 643)) ... وتأمل قوله: "إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به، فإنى لن أكذب على الله تعالى" فالكذب هنا بمعنى "الخطأ" (1) أى: فلن أخطأ فيما أبلغ من وحى الله تعالى؛ ولا يصح أن يكون المراد حقيقة الكذب، لأنه صلى الله عليه وسلم معصوم منه، حتى ولو حدث عن غير الله تعالى! إذن فمراده صلى الله عليه وسلم، أنه اجتهد، وفى اجتهاده أخطأ؛ بدليل ما جاء فى رواية رافع بن خديج من قوله عليه الصلاة والسلام: "إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشئ من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشئ من رأى فإنما أنا بشر".
... ولكن: هل هذا الاجتهاد فى قصة تأبير النخل معصوم فيه بوحى؟. أقول: نعم بدليل قوله بعد ذلك: "إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه" وقوله: "أنتم أعلم بأمر دنياكم" حيث صار هذا القول منه اجتهاد بعد اجتهاد (2) وأقره الوحي على اجتهاده الثانى (3) حيث لم يرد تنبيه أو تصويب ولا حتى عتاب، على هذا الاجتهاد فى القرآن الكريم ولا فى السنة المطهرة، وهو ما يعنى أن رب العزة أقره فى اجتهاده الثانى. أعنى: قوله صلى الله عليه وسلم: "إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه" وقوله: "أنتم أعلم بأمر دنياكم" وبهذا الإقرار صار اجتهاده هنا فى هذه المسألة وحى من الله تعالى، ولا يجوز مخالفته؛ وهو ما يقر به هنا الخصم حيث استدل بهذا الاجتهاد الثانى على ما يزعم، مع اختلافنا معه فى دلالة الحديث على ما يستدل به.
... فالخصم يستدل بقوله صلى الله عليه وسلم "أنتم أعلم بأمر دنياكم" على أن ما جاءت به السنة من شئون الدنيا يجوز مخالفته، حيث كل أمة فى زمانها أعلم بهذه الشئون من السنة؟.
... كما استدلوا بقوله السابق، على أن ما يصدر عنه صلى الله عليه وسلم بوصفه قاضياً، أو إماماً ورئيساً للدولة، سنة غير تشريعية ليست من الوحي؟ فهل هذه المعانى واردة ومرادة فيما استدلوا به؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/100)
.. بالقطع لا. فهذه المعانى ونحوها مستبعدة ولا تصح؛ لأن ما أطلقوا عليه سنة غير تشريعية منه الواجب والمحرم والمكروه والمندوب والمباح شرعاً على ما سبق تفصيله (4). ... كما أن ما أطلقوا عليه سنة غير تشريعية وضع له الإسلام قرآنا وسنة، أرقى أنواع التشريع، لأن ما يصدر عن القاضى والحاكم ونحو ذلك مما يطلقون عليه سنة غير تشريعية، له علاقة بالأفراد والجماعات وهذه العلاقة تحكمها دائماً قواعد وضوابط لئلا يحيف بعض الأطراف على بعض؛ فهل يعقل أن الله عز وجل يترك المعاملات من بيع وشراء، وتفصيل الربا، والرهن، والشركة، وغيرها من المعاملات دون تشريع؟.
... وهل يعقل أن يترك القاضى ورئيس الدولة ونحوهم دون تشريع ينظم علاقة كل منهما بمن تحت سلطانهم وحكمهم؟!.
وبالجملة: هل يعقل أن يترك البشرية هملاً فى شئون دنياهم يأكل بعضهم مال بعض، ويظلم بعضهم بعضاً تحت عنوان: "أنتم أعلم بشئون دنياكم"؟.
... هل يعقل أن يترك الله تعالى رسالة الإسلام (قرآناً وسنة) بما فيها من عقيدة وشريعة، ودين ودنيا، لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون رقابة أو تصحيح؟ فيخطئ، فتعمل الأمة مجتمعة بالخطأ أكثر من خمسة عشر قرناً حتى يبعث الله لها من يرعى مصالحها، أو يزعم أنه أعلم بمصالحها، ويخالف حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من تشريعات فى شئون الدنيا؟ أظن أن العقل المسلم السليم يستبعد ذلك كل الاستبعاد.
... ومن هنا فلا يصح أن يكون المعنى فى قوله صلى الله عليه وسلم: "أنتم أعلم بأمر دنياكم" أن كل فرد أو أمة أعلم من غيرها بشئون ومصالح نفسها فى الأمور الدنيوية؛ لأن هذا المعنى وإن صح فى المباحات، فلا يصح فى الواجبات والمحرمات، فالشرع وحده هو الذى حددها على أنها مصلحة بناء على سبق علمه الذى خلق. ... ثم إن هذا المعنى لا يتناسب مع القصة؛ فكما قلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتهد فى عدم تأبير النخل، وخالف اجتهاده الصواب، فجاء التصحيح لما اجتهد فيه بقوله: "أنتم أعلم بأمر دنياكم" والمراد: أنتم أيها الذين تلقحون النخل ومن على شاكلتكم من أهل الصناعات والمهارات والخبرات أعلم بصنائعكم منى. وممن ليس من أهل الصناعات، والكلام على التوزيع، على معنى: أن كل أهل صنعة أعلم بها ممن ليسوا من أهلها، كما يقال: أهل مكة أدرى بشعابها.
... ويصح أن يكون المعنى أيضاً: أنتم أيها الذين تلقحون النخل أعلم بما يصلح النخل منى وممن لا علم له بالزراعة، أى أنتم أعلم بشئون دنياكم هذه التى تباشرونها، والتى لم تنجح فيها مشاورتى الاجتهادية، أعلم منى ومن مثلى، فالحديث على هذا واقعة عين أو واقعة حال، لا يستدل بها على غيرها أصلاً.
... وعلى كل حال لا يصح الاستدلال بالحديث على إباحة التغيير فى المعاملات (5) أو غيرها من شئون الدنيا التى أطلقوا عليها سنة غير تشريعية. لأن الحديث - كما رأيت - تطرق إليه أكثر من احتمال فى معناه، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال.
... بقى سؤال يطرح نفسه، وربما يثور فى نفوس البعض وهو: لماذا ألهم الله رسوله صلى الله عليه وسلم، أن يشير عليهم بهذه الإشارة مع أنها لم تكن فى مصلحتهم؟.
... ولماذا جعلهم الله يستسلمون لمجرد الإشارة، وهم المعرفون بالمراجعة والنقاش وكثرة السؤال؟. ... ولماذا لم يتدارك الله هذا الاجتهاد بالتصحيح قبل أن تنتج شيصاً للمسلمين يسخر منه اليهود، وأعداء الإسلام حين يصح نخلهم، ويسوء نخل المسلمين بسبب مشورة نبيهم صلى الله عليه وسلم؟.
... الجواب: عن ذلك فى محاولة تلمس حكمة لهذه القصة، فإن حصلت بها قناعة واطمئنان فالحمد لله، وإلا فنحن مؤمنون أرسخ الإيمان بأن لله عز وجل فى ذلك حكمة، وهو الحكيم الخبير. ولعل الحكمة فى ذلك تدور حول ثلاث أمور:
أولاً: صرف بلاء الأعداء عن المؤمنين الذين لم تقو شوكتهم بعد: ألم يكن هذا من الجائز أن يطمع الكافرون فى المدينة وتمرها، فيهاجموها من أجل نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها؟ فخروج التمر شيصاً جعلها غير مطمع، وصرف الله بذلك هجوم الكافرين حتى يستعد المؤمنون؟ احتمال.
ثانياً: تعليمهم الأخذ بأسباب الحياة بهذا الدرس العملى الذى كان قاسياً عليهم فتنافسوا بعده فى أسباب الحياة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/101)
ثالثاً: اختبارهم فى صدق إيمانهم، فهذه القصة حتى اليوم فى هذا البحث ابتلاء واختبار، وقد نجح الصحابة رضى الله عنهم فى هذا الاختبار القاسى، وهم فى أول الإيمان، نجاحاً باهراً، فقد استمروا فى طاعة أوامره صلى الله عليه وسلم، ولم يرد إلينا ردة أحد بسببها، بل لم يرد عتاب أحد منهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم عليها رغم خسارتها، مما يشهد لهم بالإيمان الصادق المتين (6) ولعل تلك الحكمة الأخيرة هى أوجه الحكم فى هذه القصة. والله أعلم بحكمته أهـ.
وصلى الله وسلم وبارك على المعصوم
الهادى الأمين، ورزقنى الله حبه، ونصرته واتباعه، وشفاعته)) أ. هـ
__________
حواشي رد الشبهات: (1) استفدت جل ما ورد فى نقض دليل أن السنة ليست كلها وحى من "السنة والتشريع" لفضيلة الدكتور موسى شاهين ص32 - 47 بتصرف. وينظر: للاستزادة، السنة تشريع لازم ودائم للدكتور فتحى عبد الكريم ص32، 33، والأنوار الكاشفة لعبد الرحمن اليمانى ص27 - 40، والمدخل إلى السنة للدكتور عبد المهدى عبد القادر ص37 - 39.
__________
(2) يقول فضيلة الدكتور موسى شاهين: "إدخال المعاملات الممنوعة شرعاً تحت هذا الحديث هو الذى لم نسمع به من قبل، ولم يسبق به الدكتور عبد المنعم النمر على مدى علمى، وأرجو ألا يتبعه فى ذلك أحد" أهـ ينظر: السنة والتشريع ص34.
__________
(3) وقد تكرر هذا الاجتهاد منه، واستدراكه باجتهاد آخر على ما سبق فى أمره صلى الله عليه وسلم بالتحريق بالنار ثم رجوعه عن ذلك يراجع: نص الحديث وتخريجه ص407.
(4) سيأتى بعد قليل محاولة لالتماس الحكمة فى عدم تدارك رب العزة لهذا الاجتهاد بالتصحيح فى أول مرة.
(5) يراجع: ص416 - 419.
__________
(6) بدليل ما صح عنه صلى الله عليه وسلم من إطلاق هذه اللفظة "الكذب" فى حق بعض أصحابه، ولا يصح حملها على حقيقتها فى حقهم لعدالتهم، وإنما مراده بها "الخطأ" من ذلك قوله صلى الله عليه= =وسلم: "كذب من قال ذلك" فى الرد على ظن أن عامر بن الأكوع قتل نفسه فى غزوة خيبر حيث أصابه سيفه، وهو يبارز "مرحباً" ملك اليهود. الحديث أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الجهاد، باب غزوة خيبر 6/ 404 رقمى 1802، 1807 وقوله صلى الله عليه وسلم: "كذب أبو السنابل - حبة بن بعكك - ليس كما قال، قد قال قد حللت فانكحى" وذلك فى الرد على أبى السنابل الذى قال لسبيعه بنت الحارث وقد وضعت حملها بعد وفاة زوجها بأيام: إنك لا تحلين حتى تمكثى أربعة أشهر وعشراً، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كذب أبو السنابل، ليس كما قال" الحديث أخرجه سعيد بن منصور فى سننه كتاب الطلاق، باب عدة الحامل 1/ 350 رقمى 1506، 1508، وعلى نحو هذا الاستعمال لكلمة الكذب جاء استعمال الصحابة لها.(42/102)
القدر ليس حجه للعاصي على فعل المعصيه
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[12 - 06 - 07, 02:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أفعال العباد كلها من طاعات ومعاص كلها مخلوقة لله كما سبق ولكن ذلك ليس حجة للعاصى
على فعل المعصية.
وذلك الأدلة كثيرة منها:
1ـ أن الله أضاف عمل العبد إليه وجعله كسبا له فقال (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت) < غافر: 17 >. ولو لم يكن له اختيار فى الفعل وقدرة عليه مانسب إليه.
2ـ أن الله أمر العبد ونهاه، ولم يكلفه إلا ما يستطيع؛ لقوله تعالى: (لا يكلف الله نفساً إالا وسعها) <البقرة:286 >. (فاتقو الله ما استطعتم) <التغابن:16 >. ولو كان مجبورا على العمل ما كان مستطيعا على الفعل أو الكف؛ لأن المجبور لايستطيع التخلص.
3ـ أن كل واحد يعلم الفرق بين العمل الاختيارى، والإجبارى، وأن الأول يستطيع التخلص.
4ـ أن العاصى قبل أن يقدم على المعصية لا يدرى ماقدر له، وهو باستطاعته أن يفعل أو يترك، فكيف يسلك الطريق الخطأ ويحتج بالقدر المجهول؟ أليس من الأحرى أن يسلك الطريق الصحيح ويقول: هذا ماقدر لى؟
5ـ أن الله أخبر أنه أرسل الرسل لقطع الحجة: (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل). ولو كان القدر حجة للعاصى لم تنقطع بإرسال الرسل.
منقول شرح لمعة الاعتقاد
للعلامة ابن عثيمين رحمه الله
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[12 - 06 - 07, 04:48 م]ـ
جزاكم الله خيراً ورحم الله الشيخ الصالح
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[12 - 06 - 07, 06:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم(42/103)
موضوع للحوار: مع قدوم الاجازة .. دعوة للتجديد في طريقة تدريس العقيدة؟!
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[13 - 06 - 07, 01:22 ص]ـ
مع قدوم الاجازة ـ جعلها الله اجازة خير و بركة ـ تختلف توجهات الناس و اهتماتهم في طريقة استغلالها، فمنهم من يخصصها لطلب العلم، و ارخ للحفظ و الثالث للدعوة الى الله، و الموفق من استطاع الجمع بين هذه الامور و امورا اخرى معها.
و حديثي للاخوة الدعاة، انا لي ـ لا اقول تجربة ـ انما محاولة في الدعوة الى الله و تعليم الناس دين الله سبحانه ـ و اسأله سبحانه القبول و ان يجعله خالصا لوجهه ـ فطرأت لي بعض الافكار و الاقتراحات في طريقة تعليم الناس و تديسهم ... اطرحها بين ايديكم للحوار و النقاش حولها ...
ان العقيده هي من اهم الامور التي يجب على الداعية الالمام بها و تدريسها للناس و مخاطبة كل نفر من الناس بما عندهم من مخالفات او شركيات و بدع
و انطلاقا من احساسي بهذه الاهمية ارى ان هناك خلالا ففي طريقة ايصال العقيدة للناس و سأطرح ما ارى على شكل نقاط:
اولا: يجب ان يفرق الداعية بين ما يتعلمة و يؤصل نفسه به في علم العقيدة و بين ما يعلمة للناس، فما تعلمه المفترض ان يكون حصيلة و ركنا ركينا يعينة على ايصال العقيدة بالطريقة التي تناسبهم، لا ان يعلمهم بنفس الطريقة التي تعلمها.
ثانيا: ارى اننا في طريقة تعليمنا للعقيدة نسير في طريقة معقدة، و خصوصا اذاكنا نخاطب العامة، فنخاطبهم بنفس التقاسيم التي وضعها العلماء، و التفريعات، و ما كل ما كان للعلم يصلح للتعليم، فالهدف من التعليم التأثير فيجب ان اقيس التأثير لا اقيس الكم من المعلومات الموصلة للمتعلم.
ثالثا: يجب ان اخاطب كل ناس بما يناسبهم فمثلا: الذين ليس عندهم خلالا و دخلا في الاسماء و الصفات فلماذا احدثهم عن الاشاعره؟! او لماذا اعلمهم مذهب اهل السنة و الجماعه في الاسماء و الصفات؟!
رابعا: انا دعوتي ان نبسط العقيدة للعامة و الناس اجمعين كما كانت بسيطة في عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقد قال للجارية: اين الله؟! قالت: في السماء!! قال: اعتقها فانها مؤمنة.
فهل نحن نقدم العقيدة بهذا الاسلوب.
خامسا: ارى ان استغراق الكثير من طلبة العلم في دراستهم للعقيدة على المنهج الكلامي، و الذي هو السائد في الكتب المتاخره اذهب من العقيدة جوهرها و جمالها، و روحانيتها، و المشكلة اذا انجر هذا على طريقة التعليم.
سادسا: انا لا ارى ان تذكر تقاسيم التوحيد: الربوبية و الالوهية و الاسماء و الصفات، انما تغرس في الاذهان و الافهام دون الحاجة الى ذكر هذه التفاصيل.
مثلا: يكفي ان اقول ان الله هو الرازق او هو المحيي و المميت، او كذلك تعريفهم بربهم و برحمته و عظمته .. يكفي هذا للتدليل على الانواع الثلاثة، و يكفي كذلك لقطع الطريق امام كل بدعة قد تقف بين العبد و ربه.
سابعا: اعتقد انه من الخطأ السير على كتاب معين في التعليم، ةان المنهجية مهمة للترتيب الافكار، و لكي آمن على نفسي عدم التكرار و الالمام، و لكن لماذا ارتبط بشرح الفاظ المؤلف.
ثامنا: رأيت اناسا لا يعرفون قرأة الفاتحة، ففي ذمة من هؤلاء؟ و لماذا ضياع الوقت في شرح تفصيلات لا حاجة لها، ان العقيدة يجب ان تخاطب القلوب قبل العقول، فان القلب اذا اشرب العقيدة و حب الله سبحانه اصبح هينا لينا تشكلة كيف شئت.
اذكر كنا ندرسهم: قل هو الله احد ... فكان اذا اراد يرددها قال: الله احد. فاشار علي احد الاخوة ممن لهم خبرة قائلا: قل له ... قل قل هو الله احد.
فهو يفهم قل التي من السورة امر بالقراءة و ليست من صلب السورة.
ناهيك عن جهلهم باذكار الصلاة و غيرها من الامور.
تاسعا: ان خير كتاب يشرح هو كتاب الله سبحانه و سنة نبية - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فان المهم ربطهم به و شرح تلك الايات، و من المهم في الشرح الا تكون مسأله كثيرة انما التأكيد على بعض المسائل المهمه.
ان الخواطر كثيرة و الموضوع للحوار و قابل للاخذ و الرد، و لكني سأختم بالاتي:
لماذا لا نعود بالعقيده كما كانت في عهد الصحابة، لماذا لا نعلم الناس العقيدة التي تربى عليها اصحاب رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، عقيدة صافية نقية، بالتجربة ان افضل طريقة لتدريس العقيده هو الجانب الوعظي العلمي، الذي يجعل العقيده حية، من المهم اشعار المتعلم انك تتحدث عن الله سبحانه!! و ان تؤكد على هذا الامر، و كم من مرة القيت فيها كلمات يسيرات و يعلم الله انها قد تكون بقلب لاهي خالي يفكر في امور اخرى غير التي يتحدث بها اللسان فما ينبهني لما انا فيه من غفلة ـ و انا المعلم الواعظ!! ـ الا دمعات من قلوب المستمعين و هم من العامة الذين لا يقرؤن الفاتحه، كم مرة خجلت من نفسي المقصرة اذا رأيت تفاعل هؤلاء و بكائهم، بينما ارى ان البعض و هم اكثر علما مني و اكثر صلاحا و تقى و لكنهم بسبب تمسكهم بعبارات يشرحها قد يعرض عنهم المستمع.
و لعلي في رد اخر او موضوع اخر اذكر تجربتي مع الشيخ علي جابر الحكمي ـ رحمه الله رحمة واسعة و اسكنه فسيح جناته ـ في تديس العقيده في كلية الشريعه بالرياض.
هذه بعض الخواطر التي اتمنى ان يدور الحوار حولها، و بعلم الله اني لم اذكرها او اذكر بعضا من محاولتي للمشاركة في الدعوة الا ارادتي نفع الاخوان لا الحديث عن الذات، رزقني الله و اياكم الاخلاص في القول و العمل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/104)
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[13 - 06 - 07, 03:35 ص]ـ
مع دخول فصل الصيف يزداد وقت الفراغ،والمسلم لاينبغي له أن يضيع الوقت فيما لايفيد، وكيف نوصل هذه الرسالة لهؤلاء الذين كثر عددهم.
أولا: على الآباء أن يرغبواالأبناء في الاستفادة من الوقت.
ثانيا: يأتي دور الدعاة في بيان فضل قيمة الوقت في حياة المسلم،وأن ينزلو الى الواقع وأماكن الترفيه وهذا أمر في غاية الأهمية، ثم بعد ذلك يتم تشجيع الراغبين في حفظ القرآن، والتفقه في دين الله
.والله اعلم
وقد كتبته في عجالة قصد المشاركة فقط ولعلي أفتح بابا للرد.
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[25 - 06 - 07, 12:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا، اجتهاد تشكر عليه ...
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[25 - 06 - 07, 03:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
اخي الكريم عبد الرحمن النافع بارك الله فيك وموضوعك نافع ومفيد وأنا أوافقك الرأي في كثير مما قلت إلا في مسألة تقسيم التوحيد فأرى أن هذا التقسيم مهم ليتمكن السامع من التفريق بين ما يقر به المشركون سابقاً وما يرفضونه وبالتالي يدرك ما يقع من القبوريين ونحوهم في هذا الزمان فلا بد أن يدرك المسلم أن توحيده في الربوبية لا يكفي وبالتالي لا بد أن يعرف ما هو توحيد الربوبية وما هو توحيد الألوهية وإذا بلغ الأمر بالمسلم أنه يصعب عليه مثل هذا الفهم فكيف يكون موحداً؟ والله عز وجل أمرنا بتوحيده في هذه الأمور الثلاثة وهي أوجب الواجبات على المرء وإذا كان توحيد الألوهية هو أول وأعظم ما يجب على المكلفين فكيف يؤمن به المرء دون أن يعلم حقيقته وما يضاده والله عز وجل يقول: {فاعلم أنه لا إله إلا الله}، ومما يظهر به توحيد الألوهية بيان توحيد الربوبية فبيان الفرق بينهما يبين حقيقة توحيد الألوهية؛ لأن بعض الحقائق يتبين ببيان حدها وبعضها يتبين ببيان ضدها وبعضها يتبين ببيان ما يشبهها وما يفترق فيه عنها فكل هذه من وسائل البيان والتوضيح، وبأي طريقة أمكن توصيل هذه العقيدة بهذا الفهم فهو حسن.
ثم إنه ينبغي أن نلحظ أمرين:
الأمر الأول: أنه من المسلم به عند أهل السنة أن منهج السلف في تقرير مسائل العقيدة والأحكام هو أفضل المسالك وأعلمها واسلمها وأقلها تكلفاً لكن ينبغي مراعاة أمر مهم وهو وجود الفارق بين الصحابة وبين المسلمين في هذا العصر من جهة فهم اللغة وإدراك معاني النصوص من الكتاب والسنة فالصحابة عرب ويدركون مباشرة ألفاظ القرآن بخلاف غيرهم ولذلك لما دعى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - المشركين إلى شهادة أن لا إله إلا الله قالوا أجعل الآلهة إلهاً واحداً؟ ففهموا معنى توحيد الألوهية بخلاف الجهال في هذه العصور الذين يفسرون لا إله إلا الله بالربوبية فأولئك المشركون فهموها لمعرفتهم باللغة لمعنى الإله وجهلها هؤلاء.
الأمر الثاني: أن عوام المسلمين ليسوا طبقة واحدة ففيهم الجاهل الصرف الذي لا يستوعب شيئاً، وفيهم المتعلم والمثقف الذي يدرك كثيراً من التقسيمات المبسطة، ولا شك أنه كما ذكرت أخي الكريم يراعى في ذلك فهم المخاطب، والمقصود هو بلوغ العلم الواجب المطلوب من العبد في العقيدة وحيث استطاع الملقي تبليغ هذا الأمر بشكل تام وواضح فهو المطلوب وهذه التقسيمات اصطلاحية اجتهادية إن أمكن السامع أن يستوعبها فحسن، وإن لم يمكنه فتوصل بأي طريقة، وكثير من المسلمين في هذه البلاد لا سيما من درس منهم يكون قد قرأ كتاب التوحيد ونحوه من كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب _ رحمه الله _ وكذا العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ وذلك في المرحلة الابتدائية والمتوسطة.
وعموما أخي الكريم ما ذكرته من تبسيط هذا الفن وتسهيله للناس أمر مهم ينبغي الاعتناء به فبارك الله فيك وهذه النقاط المذكورة مركزة ومفيدة أسأل الله أن ينفع بها.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[25 - 06 - 07, 09:13 م]ـ
اخي الفاضل: احمد يخلف
جزاك الله خيرا، اضافتك اضافت للموضوع شيئا جديدا.
بقية الاخوة لي عودة لهم قريبا
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[26 - 06 - 07, 09:40 م]ـ
خواطر جميلة، أشكرك على طرحها، وبثها بين أهلها، خصوصاً القائمين على البرامج العلمية، والدورات العلمية، والمشرفين على المحاضن التربوية الصيفية.
بارك الله فيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/105)
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[03 - 07 - 07, 09:52 م]ـ
صلاح السعيد: شكرا لك على مشاركتك
ابو حازم الكاتب: مشاركة ثرية نفع الله بها و بك
و لي بعض التعليقات لعلي اعود لطرحها
شكرا لك
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[06 - 07 - 07, 11:24 ص]ـ
اخي ابو حازم الكاتب .... شكرا لك على اثرائك للموضوع و مداخلك الرائعة.
اخي الكريم
ما الحاجة في ان يفرق العامة بين ما يفعله اهل السنة و بين ما يفعله ما اهل القبور و اهل البدع، ما الحاجة الى معرفة ها الامر، علما بانه لم يعرف منهج اهل السنة، اعتقد انه يكفيني ان يعرف المرء مذهب اهل السنة صافيا نقيا، كما عرفته الجارية حينما قالت في السماء!!
يكفيني ان اصف الله تعالي بما وصف الله به نفسه و وصفه به رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فاحقق انواع التوحيد الثلاثة.
ولو رجعنا الى تاريخ التصنيف و التأليف في العقيدة، نجد انها خاضعة لمنهج المخالف او المبتدع و اتت المؤلفات مسايره لهم في شبهاتهم و منهجهم.
فمثلا اول ما بدأ التاليف كان جمع الاحاديث و الايات فقط، ثم لما اتى ابن خزيمة كان اقصى ما عمله هو اضافة عنواين، و اعتبرت هي الرد، ثم بعد هذه الحقبة تطور التأليف حتى اصبح مسايرا لاهل المنطق و الكلام، و هذا مما يحمد لاهل السنة لا عليهم اذ انهم خاطبوا اؤلئك باللغة التي يفهمونها.
اذا لماذا اتي بذلك المنهج و اقرره على عوام لا يعرفون كيفيه الصلاة و قراءة الفاتحه؟
بالنسبة للامر الاول الذي ذكرته:
اتفق معك فيما قلت و هو ان تقريرات اهل السنة في العقيدة هي المتفقه مع العقل و النقل و اسلم طريقة و ايسرها و ليس فيها تعقيد.
و لكن هل الطريقة كذلك؟!
الامر الثاني:
انا لا اتحدث عمن درس و تعلم، او انه مثقف انما اتحدث عن جاهل بسيط جدا، لا يفقه من دينه شيء، و لو انك قلت له: افعل كذا و كذا، من دون ذكر اي دليل لاستجاب لك، هؤلاء من اتحدث عنهم اما المثقفين و الواعين فلهم شأن اخر، و ان كنت اود من اعادة النظر في طريقة التدريس كذلك لهم و لكن حديثي عن الجهال او حديثي عهد باسلام.
لعل مما يذكر قصة ذكرها الشيد د. السميط يقول:
كان بعض الافارقة يصلي الجمعة ظهرا ـ على ما اظن المهم ان عندهم خطأ في صلاة الجمعه ـ يقول فحاولنا نقنعهم و اتينا بالايات و الاحاديث و الاقوال الماثورة و بالاساليب المتميزة في اقناعهم فما اقتنعوا، بل انهم رمونا بالبدعة و المروق من الدين و اغلقوا دورتنا، و طردونا من القرية، بعد ذلك ارسلنا ثلاثة افراد منهم للحج.
فلما رجعوا قالوا كيف اريت اهل مكه يصلون الجمعه فقال لهم: كذا و كذا، فقبلوا منهم و اعتذروا منا!!؟؟
و اخرين كذلك ـ و هذه تكررت كثيرا ـ انهم يحالون يعلمونهم الدين نقيا من كل بدعه و ما اكثرها في افريقيا، فلا يفيد معهم لا الاية و لا الحديث، و و نفاجأ انهم يسألوننا: ماذا يعمل اهل مكه؟!
فهل مثل هؤلاء يدخلون في التقسيمات و التفريعات و غير ذلك، و للاسف الشديد يحدثني احد الدعاة انهم في احد قرى افريقيا وجدنا من يحذر الناس من عقيدة الاشاعرة!!!
و هم للتو دخلوا في الاسلام
اشكرك اخي الكريم و انا اياك متفقين في اكثر الامور
تقبل تحياتي
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[06 - 07 - 07, 09:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم وفقني الله وإياك وبعد:
حينما نعلم العوام ذلك فليس هو من قبيل الرد بل هو من باب التأصيل وتفسير النصوص وأبسط ذلك فأقول حينما تريد أن تبين لهم معنى لا إله إلا الله فماذا ستقول؟ حينما تريد أن تبين لهم أن اعتقاد كون الله هو الخالق الرازق المحيي المميت لا يكفي للدخول في الإسلام ولا يكفي للنجاة من النار ماذا ستقول؟.
نعم قد يكتفى بتوحيد الأسماء والصفات بذكر مذهب أهل السنة إجمالا وعند وجود ما يخالفها يذكر ذلك.
لكن في بيان توحيد الله بالعبادة وتوحيده بالربوبية لا يكفي الإجمال؛ لأن هذا هو أصل الدين ومن لم يفهم ذلك ويستوعبه فكيف يكون مسلماً لا بد أن يعتقد هذا الأمر ويجزم به ويعلمه علماً.
ولا يقال _ كما ذكرت سابقا _ يكفي سرد النصوص وعدم التفصيل كالصحابة شتان بين الصحابة وبيننا أولئك أهل لغة يفهمون معاني النصوص ومالم يفهموه كانوا يسألون عنه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
إذا كنا نقول يفصل باحكام الطهارة والحيض و متى تطهر المرأة ومتى لا تطهر وأنواع النساء في الحيض نقوله لعوام النساء فما المانع من ذكر أنواع التوحيد وتفصيلها.
- ثم إن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب _ رحمه الله _ ومؤلفاته كالأصول الثلاثة وكتاب التوحيد ونحوهما كانت لعوام الناس وفهمها كثير منهم ورجعوا عن شركهم في كثير من البلدان فكيف لم يستصعبوها؟
- ثم إن تدريس هذا المر في بلادنا منذ عشرات السنين منذ الطفولة ولم يشتك أحد من صعوبة ذلك.
ثم إن الأمر لا يقف عند الموجودين الآن فنحن نضع في حسابنا الأجيال القادمة وحاجتهم إلى فهم ذلك.
نعم تقسيمات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليست وحياً لكنها أسهل الطرق في توصيل هذا الفهم للناس.(42/106)
رأىأبى عبيد القاسم بن سلام فى الرافضة
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[13 - 06 - 07, 05:46 ص]ـ
أخبرني الدوري، قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام، يقول: «عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام، وكذا، فما رأيت أوسخ وسخا، ولا أقذر قذرا، ولا أضعف حجة، ولا أحمق من الرافضة، ولقد وليت قضاء الثغور، فنفيت منهم ثلاثة رجال جهميين ورافضيا، أو رافضيين وجهميا، وقلت: مثلكم لا يساكن أهل الثغور، فأخرجتهم»
اخرجه ابو بكر الخلال رحمه الله فى كتابه السنة
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[25 - 06 - 07, 12:34 ص]ـ
صدق رحمه الله ...
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 06 - 07, 12:15 ص]ـ
قال طلحة بن مصرف - رحمه الله -: لولا أني على وضوء لحدثتكم بما تقول الرافضة.
المعجم لابن المقريء (651)
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 06:08 م]ـ
صدق ...
عليهم لعنات الله تترا ...
فاليوم زادت نجاستهم! ..
ـ[سلطان الشافعي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 11:26 م]ـ
رحم الله علماء الامة الذين عرفوا الارفضة على حقيقتهم ونقول متى يعي علمائنا المعاصرون خطر هذه الملة الخارجة عن الاسلام ويقوموا بواجبهم في فضح عقائد الرافضة البدعية والشركية؟(42/107)
ما هي المواضع التي تكلم فيها أهل السنة على جعل الأشاعرة للمشيئة نوعين من التعلق؟
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[13 - 06 - 07, 09:21 ص]ـ
ما هي المواضع التي تكلم فيها علماء أهل السنة على جعل الأشاعرة للمشيئة نوعين من التعلق: التنجيزي والصلوحي؟(42/108)
البروج
ـ[أم أنداء]ــــــــ[13 - 06 - 07, 01:04 م]ـ
ما قولكم فيمن يرى أن الله عز وجل جعل هذه البروج سببا وتأثيرا في صفات الناس فيقولون مثلا بأن المولود في برج الثور يكون كريما مخلصا .... ويقولون عند مجادلتهم باننا لا نقول أنها تؤثر بنفسها بل هي سبب ومؤثر هيأه الله للتأثير فيمن يولد فيها ... كمن يولد في البادية ألا يكون جافيا ... غليظا ... صبورا ...
علما بأني قرأت أن من يعتقد اعتقادهم يعد مشركا شركا أصغر ... فما تعليل ذلك؟ أرجو الإفادة وجزيتم خيرا.
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[13 - 06 - 07, 06:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
احبتي في الله هذه بعض الفتاوي و أراء الفقهاء في الأبراج جمعتها من أماكن متفرقة ... أتمني من الجميع الإطلاع عليها و قرأتها بتمعن و إدارك حتى نصل للحقيقة و الهدف المنشود و معرفة حكم ما نقوله و نكتبه
حكم الأبراج الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
السؤال: ما حكم الأبراج وما يكتب عنها في الجرائد والمجلات؟
الجواب: أما الأبراج فلا شك أنها كهانة، والعجيب -حتى نعرف أن هذا كذب ودجل- أن المجلة تطبع -أحياناً- مليون عدد، وفيها هذه الأبراج مثل (الثور أو الميزان) فيقرؤها مليون من البشر، فكيف يكونون كلهم في برج واحد؛ فهل ولدوا كلهم في يوم واحد؟! ويقع لهم الشيء نفسه؟! وهذا دليل واضح على أن هذا كذب، وإنما هو ضحك على الناس فقط لتُقرأ وتشترى هذه المجلة، ثم إنها تكون دائماً بكلام عام، فبعضها يقول: (لا يمكن لك أن تقدم على العمل الذي تريد، أو لا تتردد فيما تتوقع) فهو كلام عام يصلح لكل أحد، فيقول أحدهم: فعلاً -والله- قرأت وما ترددت فكان ذلك، وهذا كذب وبهتان -والعياذ بالله- من هذا الشيطان وأوليائه؛ فهذه من الكهانة وكما في الحديث {ومن اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر} فهذه شعبة من الكهانة ومن التنجيم ومن السحر.
ما حكم قراءة الأبراج مع العلم أني موقنة بأن الله وحده عالم الغيب؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
جعل الله النجوم لتزين السماء الدنيا وتكون رجوما للشياطين قال تعالى: {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين} الملك: 5
أما أن تتخذ النجوم والكواكب مادة لإشاعة الجهل في المجتمع وترويج الخزعبلات فهذا مما لا يرضاه الشرع، فليس معقولا أن تتحد صفات ملايين البشر بل المليارات منهم في صفات معينة، ثم بعد نرتب على هذا التصنيف أن فلانا يستطيع أن يتعاون مع فلان أو العكس فهذا من الأوهام.
وهذه الأبراج هي نوع من الكهانة لما روى الإمام أحمد في المسند والحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد.
وقراءة هذه الأبراج بدون تصديق من باب سؤال الكهنة والعرافين، وقد روى مسلم في صحيحه عن بعض أمهات المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
والله أعلم.
نقلاً عن موقع إسلام أون لاين
******
سؤال: ماحكم معرفة شخصيات الناس من خلال التعرف على ابراجهم وليس قراءة المستقبل
وهناك كتب تشرح شخصية الانسان من خلال برجه؟
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا رجم بالغيب بدون أدلة، وهو ممنوع شرعا، لقوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً، إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) (الجن:26 - 27).
والله تعالى أعلم.
*******
ماحكم قراءة كتب الأبراج .. وأنا متاكدة أنها لادخل لها في السحرة ولا الشياطين وأنها علم يدرس تاثير الكواكب بالإنسان .... ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/109)
فلا يجوز مطالعة كتب الأبراج ولا النظر فيها بدعوى أن لها تأثيراً في حياة الإنسان وأن هذا علم ثابت، فإن الكواكب والنجوم من آيات الله الدالة على عظمته وقدرته، المسبحة له الساجدة لعزته، قال تعالى: (ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس) [الحج: 18].
وقد جعل الله تعالى فيها منافع لعباده وسخرها لهم بأمره، قال تعالى: (والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره) [الأعراف: 54].
وقد بين عز ذكره أن من منافع النجوم أنها يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، قال تعالى: (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) [النحل:16].
وقال تعالى: (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون) [الأنعام: 97].
وأخبر تعالى أنها زينة السماء الدنيا وأن الشياطين ترجم بها، وإن كانت النجوم التي ترجم بها الشياطين من نوع آخر غير النجوم الثابتة في السماء التي يهتدى بها، فإن هذه لا تزول عن مكانها بخلاف التي يرمى بها فإن حقيقتها تخالف تلك، وإن كان اسم النجم يجمعها. قال تعالى: (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير) [الملك: 5].
ثم اعلمي- بارك الله فيك -أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر وأمر بالدعاء والاستغفار والصدقة وقال: "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا حياته" متفق عليه.
وفي رواية لمسلم:" ... آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده" فهذا ما قاله وأمر به صلى الله عليه وسلم رداً على قول بعض الناس ـ لما كسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن النبي صلىالله عليه وسلم ـ قالوا: إنها كسفت لموته، فبين أن حكمة ذلك تخويف العباد كما يخوفهم تعالى بسائر الآيات كالريح الشديدة والزلازل والبراكين ونحو ذلك، قال تعالى: (فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا) [العنكبوت: 40].
وقال تعالى: (وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً) [الإسراء: 59].
فإخباره تعالى بأنه يخوف عباده بذلك يبين أن هذه الآيات ربما كانت مقدمة لعذاب ينزل أو شيء يحدث، فإذا كنت قد أردت بقولكتأثير الكواكب) ما قد علم بالحس وغيره من هذه الأمور فهذا حق، ولكن الله قد أمر بالعبادات التي تدفع عنا ما تنذر به هذه الآيات من الشرور، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند هبوب الريح: " اللهم إنا نسألك خيرها وخير ما أرسلتْ به، ونعوذ بك من شرها وشر ما أرسلتْ به" رواه مسلم.
وأمر بالصلاة عند الكسوف أو الخسوف، والصدقة والدعاء، فالسنة أن يفعل العبد عند أسباب الخير الظاهرة من الأعمال الصالحة ما يجلب الله به المزيد، ويفعل من العبادات عند أسباب الشر الظاهرة ما يكون سبباً في دفعه ورفعه.
وأما ما يخفى من الأسباب فليس العبد مأموراً بأن يتكلفه ويتكلف معرفته، فإذا فعل ما أمر به وترك ما نهي عنه كفاه الله مؤنة الشر وهيأ له أسباب الخير قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً* ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً) [الطلاق: 2، 3].
وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر" رواه أبو داود.
والسحر محرم بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، ومعلوم أن علم التنجيم، الذي هو من السحر نوعان:
الأول: علمي، وهو الاستدلال بحركات النجوم على الحوادث، وهو من جنس الاستقسام الأزلام.
والثاني: عملي وهو الذي يقولون إنه القوى السماوية بالقوى المنفعلة الأرضية كالطلاسم ونحوها، وهذا من أرفع أنواع السحر.
وما حرمه الله ورسوله فضرره أكبر من نفعه، (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) [البقرة: 101].
فالنوع الثاني: وإن توهم المتوهمون أن فيه تقدمة للمعرفة بالحوادث، وأن ذلك ينفع فالجهل في ذلك عظيم، والضرر منه أكبر من المنفعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/110)
إذ مبنى علمهم أن الحركات العلوية هي السبب في الحوادث، والعلم بالسبب يوجب العلم بالمسبب، وهذا خطأ عظيم، لأن ذلك لا يكون إلا إذا علم السبب التام الذي لا يتخلف عنه حكمُه، وهؤلاء أكثر ما يعلمون إن علموا جزءاً يسيراً من جملة الأسباب الكثيرة ولا يعلمون بقية الأسباب ولا الشروط ولا الموانع، فهذا مثل من يعلم أن الشمس في الصيف تعلو الرأس حتى يشتد الحر، فيريد أن يعلم من هذا حينئذ أن العنب الذي في الأرض الفلانية يصير زبيبا، على أن هناك عنباً وأنه نضج وأن صاحبه نشره في الشمس وهذا، وإن كان يقع كثيراً لكن أخذ ذلك من مجرد حرارة الشمس جهل عظيم، إذ قد يكون هناك عنب وقد لا يكون، وقد يثمر الشجر وقد لا يثمر، وقد يؤكل العنب أو يعصر أو يسرق، وقد يزبب كذلك.
وفساد هذه البضاعة وحرمتها دل عليها آثار كثيرة، منها قوله صلىالله عليه وسلم: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً" رواه مسلم.
والعراف جاء في تعريفه: أنه اسم عام للكاهن والمنجم والرمال ممن يتكلم في تقدمة المعرفة والحوادث بهذه الطرق.
واعتقاد المعتقد أن النجم الفلاني أو البرج الفلاني هو المتولي لسعده ونحسه اعتقاد فاسد، بل لو اعتقد أن هذا البرج أو النجم هو المدبر له فهو كافر، وغاية ما يقول الفلكي أن يبنى علمه على مولد شخصٍ مما في طالع معين. وهذا القدر لا يؤثر وحده في أحوال هذا المولد بل غاية ذلك أن يكون جزءاً يسيراً من جملة الأسباب، وهذا القدر لا يوجب ما ذكر، بل ما علم حقيقة تأثيره فيه مثل حال الوالدين والبلد الذي نشأ فيه فهذه مثلاً أسباب محسوسة في أحوال المولود، ومع ذلك فليست بمستقلة لمعرفة حاله.
وقد ذكر عن الأوائل من المنجمين المشركين الصابئين وأتباعهم أنهم كانوا إذا ولد لهم المولود أخذوا طالع المولود، وسموا المولود باسم يدل على ذلك الطالع، فإذا كبر سئل عن اسمه وأخذ السائل حال الطالع، فجاء هؤلاء المنجمون يسألون الرجل عن اسمه واسم أمه يزعمون أنهم يأخذون من ذلك الدلالة على أحواله وهذه ظلمات بعضها فوق بعض، منافية للعقل والدين. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
أسال الله أن يعلمنا ما ينفعنا و ينفعنا بما علمنا أنه سميع مجيب(42/111)
هل حكم أحد على عبد الرحمن الكواكبي، لدعوته إلى العلمانية، بوقوعه في الكفر البواح؟
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[13 - 06 - 07, 02:53 م]ـ
الأخوة الأفاضل .. كنت أقرأ مقالاً في مجلة الآداب عدد5/ 6 عدد شهر مايو 2007م، مقالاً بعنوان (داء الطائفية ودواؤها في عصر نهضة بلاد الشام)، لكاتبه جان داية. فقد قرأت كلاماً غريباً عن علمانية الكواكبي (كما يدعي الكاتب).
وقبل أن أبدأ في سرد النصوص والنقول من المجلة، أرغب من القراء مناقشة علمية جادة، بعيداً عن طرح أسئلة بلا جدوى حقيقية .. كالقول ما الفائدة من هذا النقاش، ولماذا تطرح هذا الموضوع وما إلى ذلك ... فالهدف هو مناقشة لنص أمامنا، وليس الاتهام في النوايا.
أبدأ برأي الكاتب في عبد الرحمن الكواكبي، ثم أعرج على النصوص التي اجتمعت لدي.
يقول الكاتب في ص82، من المجلة، وكان يتحدث عن المسلمين الذين دعوا إلى العلمانية مبكراً:
"ومن الغريب المفاجئ أن الذي فتح الباب أمام المتنورين المسلمين هو الشيخ المعمم عبد الرحمن الكواكبي، ربما بتأثير من سليم البستاني الذي نوه به في مقدمة طبائع الاستبداد ..... ".
أود ممن لديه الكتاب أن ينقل لنا النص الذي يثني فيه الكواكبي على البستاني، لعلنا نعرف سبب هذا الإعجاب.
وهاكم النص الأول الذي استدل به الكاتب، على علمانية الكواكبي:
يقول الكاتب في ص83 من المجلة، متحدثاً عن الكواكبي:
" فهو يقول في فصل (الاستبداد والترقي) من كتابه طبائع الاستبداد (ص208،207) إن (الدين ما يدين يه الفرد، لا ما يدين به الجمع .. ) ويضيف [والكلام هنا للكاتب] مخاطباً أبناء حلب وعموم بلاد الشام:
(يا قوم ... أعيذكم من الخزي والخذلات بتفرقة الأديان، وأعيذكم من الجهل، جهل أن الدينونة لله، وهو سبحانه ولي السرائر والضمائر، ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ... يا قوم، أدعوكم إلى تناسي الإساءات والأحقاد، وما جناه الآباء والأجداد؛ فقد كفى ما فعل ذلك على أيدي المثيرين.
فهذه أمم أوستريا وأمريكا قد هداها العلم لطرائق شتى وأصول راسخة للاتحاد الوطني دون الديني، والوفاق الجنسي دون المذهبي، والارتباط السياسي دون الإداري فما بالنا نحن لا نفتكر في أن نتبع إحدى تلك الطرائق أو شبهها؟. فيقول عقلاؤنا لمثيري الشحناء من الأعاجم والأجانب" دعونا يا هؤلاء، نحن ندبر شأننا، نتفاهم بالفصحاء، ونتراحم بالإخاء، ونتواسى بالضراء، ونتساوى في السراء.
دعونا ندبر حياتنا الدنيا، ونجعل الأديان تحكم في الآخرة فقط. دعونا نجتمع على كلمات سواء، ألا وهي: فلتحي الأمة، فليحي الوطن، فلنحي طلقاء أعزاء).
ما أفهمه من هذه العبارات هو أن:
العلمانية دين يدين به الرجل. فهو يرفض أن يكون للدولة دين بقوله (لا ما يدين به الجمع).
ويرفض المفاضلة بين دين ودين بقوله (أعيذكم من الخزي والخذلان بتفرقة الأديان .. )،
ويرى أن الدول قد تهدى إلى صلاح الدنيا باتباع غير هدي الله باستشهاده بأمريكا وأوستريا (النمسا)،
ودعى إلى تطبيق نماذج هاتين الدولتين، أو ما شابههما
بل أبدى إعجابه بتنحية الدين عن نظام الدولة بقوله (فهذه أمم أوستريا وأمريكا قد هداها العلم لطرائق شتى وأصول راسخة للاتحاد الوطني دون الديني)، وهذا يماثل قول العلمانيين في رفضهم شريعة الله (لسنا وحدنا). أي لسنا نحكم المسلمين فقط، بل هناك ملل أخرى نحكمها ولا نرتضي لها شرع الله.
وتتجلى دعوته في تنحية الدين من الحياة بقوله (دعونا ندبر حياتنا الدنيا، ونجعل الأديان تحكم في الآخرة فقط)، وهذا يشبه شعار العلمانيين (الدين لله، والوطن للجميع)
سأعود إليكم ومعي نص آخر بإذن الله. أود منكم سماع أرائكم، في مدى صحة استنتاجي، وأريد ممن لديه نصوصاً تثبت علمانية الكواكبي، أو لديه موقف لأحد الفقهاء منه أن يذكرها في هذا الموضوع، فلا أريد أن أقتصر على السرد التاريخي دون تسجيل الموقف الشرعي منه .. وجزاه الله خيرا
ـ[ابن عايض]ــــــــ[15 - 06 - 07, 04:09 ص]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[15 - 06 - 07, 08:01 ص]ـ
إليكم النص الثاني الذي يكشف لنا شيئاً عن الكواكبي.
يقول كاتب المقال في ص83، من مجلة الاداب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/112)
"وزرع الكواكبي في كتابه الآخر، أم القرى، العديد من العبارات المماثلة. وعلى سبيل المثال، فهو يقول على لسان الأمير: (إن حضرة السلطان المعظم يصلح أن يكون عضداً عظيماً في الأمر، أي الدين. أما إذا أراد أن يكون هو القائم به، فلا يتم قطعياً، لأن الدين شيء والملك شيء آخر.
وعندما قال له الصاحب: ما فهمت المراد من أن الدين غيرُ الملْك، وأن السلطان غير الدولة.
أجابه الأمير: إن احترام الشعائر الدينية في أكثر ملوك آل عثمان ظواهر محضة. وليس في غرضهم، بل ولا من شأنهم، أن يقدموا الاهتمام بالدين على مصلحة الملك. وعلى فرض إرادتهم تقديم الدين على الملك، لا يقدرون على ذلك، ولا تساعدهم الظروف المحيطة بهم، حيث دولهم مؤلفة من لفيف أهل أديان ونحل مختلفة) [أم القرى ص229،228] ".
ثم يستمر الكاتب فيقول: "ويستهل الكواكبي مقالته الطويلة المنشورة في المقطم بالقول: (ههنا بحث لا بد لي أن أطرقه ولو كان قوم يخالفونني فيه، وهو أنه يجب على الخاصة منا أن يعلموا العامة التمييز بين الدين والدولة؛ لأن هذا التمييز أصبح من أعظم مقتضيات الزمان والمكان اللذين نحن فيهما) ويضيف:
إن الغرض المقصود من الدولة، والغاية التي تسعى الدولة إليها في زماننا هذا، هي غاية دنيوية محضة، وأعني بها تأمين الناس على أعراضهم وأموالهم، وسن الشرائع العادلة لهم وإنفاذها فيهم. وأما الدين، فالغاية المقصودة منه واحدة على اختلاف الزمان والمكان، وهي صلاح في هذه الدنيا حتى يدخلوا جنات النعيم في الآخرة"
ما أفهمه مما سبق هو:
• تأييد الكواكبي لمبدأ فصل الدين عن الدولة: والدليل قوله (وعلى فرض إرادتهم تقديم الدين على الملك، لا يقدرون على ذلك، ولا تساعدهم الظروف المحيطة بهم، حيث دولهم مؤلفة من لفيف أهل أديان ونحل مختلفة).
• تأييد الكواكبي للطاغوت: والدليل قوله: ( ... وسن الشرائع العادلة لهم وإنفاذها فيهم). فقد فصل الشرائع في عبارته عن الدين، مما يدل على عدم ورود أي تفكير للكواكبي بارتباط التشريع بدين الله.
السؤال: هل هنالك من يرى خلاف ما رأيت؟
الأخ ابن عايض قد أرسل لي رسالة على البريد الخاص، ولو أنني لم أرد أن ينحى موضوعي باتجاه آخر لكنت قد نشرته هنا، وناقشته.
وللحديث بقية .. اكلمها حين يتيسر الأمر بإذن الله
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 06 - 07, 09:35 م]ـ
علمانية الكواكبي معروفة، وكتاباته عليها سمة ماسونية ظاهرة. وأحسب أن الشيخ عبد الله عزام قد تعرض لذكره في كتابه العظيم عن القومية العربية (تحطيم وثن القوميين).
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 07:35 ص]ـ
وأصل إلى آخر مقطع حول الكواكبي .. وهنا سنجد شيئاَ مريباً في موقف شأن محمد رشيد رضا من علمانيته
يقول الكاتب في ص 84: " ... فقد شن عليه الإمام محمد رشيد رضا حملة تخوينية في مجلته المنار. صحيح أنه تصالح معه فيما بعد، وبدأ ينشر، على حلقات، كتابه أم القرى؛ لكن حين استشهد الكواكبي مسموماً من قبل السلطان والخديوي، رثاه رضا بكلمات موضوعية وإيجابية من دون أن ينسى التنويه بـ (المسائل التي خالفنا الفقيد فيها، وأهمها الفصل بين السلطتين الدينية والسياسية) " أ. هـ وقد عزاه الكاتب إلى مجلة المنار، عدد أيار وحزيران 1902م.
أقول: ليس مستغرباً هذا الموقف من رشيد رضا، وهو الذي قد تستر على مقولات كفرية قالها محمد عبده في شيخه جمال الدين الأفغاني، على حد قول الشيخ فهد الرومي في كتابه (منهج المدرسة العقلية في التفسير).
الأخ محمد الأمين ... أشكر لك مشاركتك الإيجابية. ولككن هل لك أن تنقل النص الذي تعرض فيه عزام للكواكبي؟
وهل قال أحد من العلماء بكفر الكواكبي .. ؟؟ أرغب في جمع نصوص من رد وعارض الكواكبي في طروحاته.
ـ[الرايه]ــــــــ[17 - 06 - 07, 02:03 م]ـ
الأخ الكريم
أبو مالك العربي
بارك الله في ونفع بك على هذه النقول.
اعتقد ان أهمية التحذير من الفكر الذي سار عليه الكواكبي و محمد عبده وجمال الدين الإيراني او الافغاني وغيرهم.
أهم بكثير من البحث او النقاش في تكفير الكواكبي او غيره.
لان الحديث والنقاش غالباً يكون موضوعياً اذا كان حول منهج او فكر،
اما اذا كان حول تكفير شخص معين فانه في الغالب يتشعب ويتفرع الى امور ليست من صلب الموضوع.
- وهذا في رأيي المتواضع أخي الكريم -
اما الكواكبي
فهو عبد الرحمن بن أحمد الكواكبي
يلقب بالسيد الفراتي، سجن في سوريا،
وخسر أمواله، رحل إلى مصر وساح في أفريقيا، وتوفي في القاهرة (1320) هـ.
يقول فضيلة الدكتور سفر الحوالي في كتابه العلمانية نشأتها وتطورها وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة
[وقد عاصر محمد عبده رجل آخر من دعاة الإصلاح أيضاً هو عبد الرحمن الكواكبي (ت1902) يحق لنا أن نقول: إنه أول من نادى بفكرة العلمانية حسب مفهومها الأوروبي الصريح فهو يقول:
((يا قوم وأعني بكم الناطقين بالضاد من غير المسلمين
أدعوكم إلى تناسي الإساءات والأحقاد، وما جناه الآباء والأجداد، فقد كفى ما فعل ذلك على أيدي المثيرين، وأجلكم من ألا تهتدوا لوسائل الاتحاد وأنتم المتنورون السابقون، فهذه أمم أوروبا وأميركا قد هداها العلم لطرائق الاتحاد الوطني دون الديني، والوفاق الجنسي دون المذهبي، والارتباط السياسي دون الإداري ...
دعونا ندبر حياتنا الدنيا، ونجعل الأديان تحكم الأخرى فقط (!) دعونا نجتمع على كلمات سواء، ألا وهي فلتحيى الأمة، فليحيى الوطن، فلنحيى طلقاء أعزاء.))
طبائع الاستبداد 112 - 113.
واقتفى هذين عدد من الكتاب والصحفيين المشبوهين - من أدعياء الإسلام وغيرهم، يطالبون بضرورة فصل الدين عن السياسة وإبعاده عن واقع الحياة، وأن ذلك هو الحل الوحيد لمشاكل الشرق، وكان لسموم المستشرقين ودسائس المبشرين أعظم الأثر في ذلك.]
وقال في شرح رسالة تحكيم القوانين
[ومن العجيب أن كل من يكتب في تنحية شرع الله أمثال جمال الدين الأفغاني وعبد الرحمن الكواكبي ومدحت باشا في اصطلاح المفكرين الغربيين والمستشرقين وأذنابهم يسمونهم: المصلحين أو زعماء الإصلاح]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/113)
ـ[الرايه]ــــــــ[17 - 06 - 07, 11:26 م]ـ
للفائدة
النظر إلى المناهج لا إلى الأشخاص
للشيخ سفر الحوالي
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=3430&keywords= هويدي
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 07:26 م]ـ
الأخ الراية .. شكراً على مشاركتك القيمة ..
دعني أخبرك شيئاً
طريقة تفكيرك تختلف عن طريقتي تماماً. فأنا لا أريد بحث المنهج. بل أريد بحث تكفير هؤلاء. وأريد من موضوعي أن يتشعب إلى ما تظنه (ليس من صلب الموضوع). ربما قلت تلك العبارة على عجالة. فأنا صاحب الموضوع وأعرف ماذا أريد من وراء السؤال وأعرف تشعبه إلى أين سيصل في الغالب. فأنا لست بصدد إلقاء محاضرة أو كتابة كتاب حول منهج هؤلاء.
مرة أخرى أشكرك على مشاركتك. وأريد المزيد من النقولات حول هذا الشخص. ففي موضوعي حول محمد عبده، اكتشفت أن بعضاً من معاصريه قال بكفره. بل إن جثة محمد عبده، بقيت نصف يوم في الأزهر، بسبب الجدل الذي دار حول جواز الصلاة عليه. حسب ما ذكر نجيب محفوظ.
لذا أظن بأن هناك الكثير الذي لا بد أن نعرفه
ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 06 - 07, 10:05 م]ـ
.. اكتشفت أن بعضاً من معاصريه قال بكفره. بل إن جثة محمد عبده، بقيت نصف يوم في الأزهر، بسبب الجدل الذي دار حول جواز الصلاة عليه. حسب ما ذكر نجيب محفوظ.
أي توثيق هذا؟
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[19 - 06 - 07, 09:04 ص]ـ
الأخ عصام ..
في موضوعي عن عبده، جاء الحديث عمن قال بكفره. وقد قرأت في مجلة لا أذكر اسمها الآن، وكان الراوي نجيب محفوظ من تردد الأزهريين في الصلاة عليه. لذا ربطت بين ما ورد في الملتقى، وبين ما قرأته.
أخي عصام .. أليس عندك أية نصوص دارت حول الكواكبي؟
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 12:50 ص]ـ
أرجو من الإخوان جزاهم الله خيراً أن يوضحوا لي مسألة النظر إلى المناهج لا إلا الأشخاص تحت ضوء عقيدة الولاء والبراء.
قال الله تعالى:
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} الممتحنة4
ففي هذه الآية البراءة من الأشخاص قبل المنهج .. والله أعلم
أيضاً استفسار آخر: هل يجوز أن نختلف أو أن نعرض عن تكفير من دعا إلى إبعاد الدين عن الدولة؟
لقد حكم الله تعالى بالكفر على من لم يرض حكم الله تعالى في نفسه فضلاً عن من دعا الناس إلى إماطة جميع الدين عن شأن الملك والحكم
{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} النساء65
لا أدري لكني لا أشك في كفر هذا الرجل وأمثاله من العلمانيين مثلما أني لا أشك في أن الله قد بعث محمداً بالحق نبياً .. فالله المستعان
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 07:36 ص]ـ
أرى أين يذهب الشيخ أبو مالك بهذا.
هؤلاء القوم مصلحون مجددون مثقفون، بخلاف أهل السنة والدين والعلم الذين يدعون إلى التخلف، والله المستعان.
فوجب تبيين حال هؤلاء!
مثلا. قالت لي سيدة عندها قدر من الثقافة أن محمد عبدوه هو من أفضل أهل العلم والتقوى، جهلا منها بحقيقته، وقد اشترت مجموع مقالاته التي طبعتها دار الشروق لتقرأ لهذا العَلَم.
ولن أتكلم عن عميد الأدب العربي!!!
ولي فيما قاله وكتبه الشيخ محمد اسماعيل المقدم عن طه حسين وقاسم أمين وسعد زغلول. من تربى بعضنا على أنهم قدوة!!! قدوة وأسوة لتحذير الناس من هؤلاء المخذولين
لذا وجب فضح هؤلاء الأشخاص وتحذير الناس منهم، والحكم على من كفر منهم بالكفر، لما يترتب على ذلك من أحكام، وإلا عطلنا الشرع وكفر من أراد أن يكفر ولن يقل له أحد أنت كفرت، ولا لأهله إلى غير ذلك من مسائل وأحكام الردة التي لا تكاد تجد لها أثر أو تطبيق في هذا الزمان كأن لا وجود لها، وإن ارتكب الكفر البواح الذي تعلم أختي الصغيرة أنه كفر، لكن هؤلاء صاروا معذورون بالجهل. أي جهل هذا. والله المستعان.
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:28 م]ـ
له كتاب اسمه اجتماع مكة لا يختلف في طرحة عن ما يطرحه الشيخ القرضاوي الآن حيث يرى الشيعة مذهب و يرى أن يجتمع العلماء في مكة كل عام ليشكلوا شيئا كمجلس أعلى لشورى الأمة أو شيء كهذا و قد وضع لائحة الاجتماع و المشاريع التي ستطرح وتوزيع المهام فيه وهو ضحية كغيرة في ذلك الوقت الى انهيار الدولة العثمانية و بروز العالم العربي بوهنه أمام المستعمر المتطور.
كتابه مطبوع وتشعر حين قراءته أنه لديه " شعور بالاسى على الوضع العام للمسلمين " لم ألاحظ خبثا واضحا في الكتاب ولم أقرأ له غيره.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/114)
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 08:30 ص]ـ
أرى أين يذهب الشيخ أبو مالك بهذا.
هؤلاء القوم مصلحون مجددون مثقفون، بخلاف أهل السنة والدين والعلم الذين يدعون إلى التخلف، والله المستعان.
فوجب تبيين حال هؤلاء!
مثلا. قالت لي سيدة عندها قدر من الثقافة أن محمد عبدوه هو من أفضل أهل العلم والتقوى، جهلا منها بحقيقته، وقد اشترت مجموع مقالاته التي طبعتها دار الشروق لتقرأ لهذا العَلَم.
ولن أتكلم عن عميد الأدب العربي!!!
ولي فيما قاله وكتبه الشيخ محمد اسماعيل المقدم عن طه حسين وقاسم أمين وسعد زغلول. من تربى بعضنا على أنهم قدوة!!! قدوة وأسوة لتحذير الناس من هؤلاء المخذولين
لذا وجب فضح هؤلاء الأشخاص وتحذير الناس منهم، والحكم على من كفر منهم بالكفر، لما يترتب على ذلك من أحكام، وإلا عطلنا الشرع وكفر من أراد أن يكفر ولن يقل له أحد أنت كفرت، ولا لأهله إلى غير ذلك من مسائل وأحكام الردة التي لا تكاد تجد لها أثر أو تطبيق في هذا الزمان كأن لا وجود لها، وإن ارتكب الكفر البواح الذي تعلم أختي الصغيرة أنه كفر، لكن هؤلاء صاروا معذورون بالجهل. أي جهل هذا. والله المستعان.
أخي أبا زكريا ...
للتو انتبهت إلى تعليقك .. وقد سررت به .. إذ أنني اعتدت على سماع أسطوانة صدئة تتهمني في بحث ما ليس بمفيد .. جزيت خيرا ..
وكما يقول إخواننا المصريين .. ربنا يجبر بخاطرك! (ابتسامة)
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 05:58 م]ـ
حياك الله يا ابى مالك
انا من المعجبين بمواضيعك (تقريباً قرأت جميع ما كتبت في هذا الملتقى).
واصل في فضح هؤلاء ممن اغتر به عوام المسلمين.
بارك الله فيك.
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[22 - 08 - 07, 04:48 ص]ـ
أبو البراء ................. جزيت الجنة
وجزا الله الجميع الجنة ........(42/115)
مايعتقده الفلاسفة
ـ[عبدالرحمن الخطيب]ــــــــ[14 - 06 - 07, 03:37 م]ـ
قرأت في بعض الكتب أن الفلاسفة يعتقدون اعتقادا تاما في أن الجنة والنار هي لمجرد تخويف العوام من أجل أن تسير عجلة الحياة على أفضل وجه بلا فوضى
وأن فكرة الآلهة خرافة كما يزعمون ولكنها خرافة نافعة وحجتهم في ذلك التالي:
ما الدليل على وجود الآلهة؟
فيقول المسلم: أن هذا الكون كله دليل على وجود الآلهة فلولا الخالق لما وجدت الحياة ولما انتظمت بهذا الشكل البديع المنتظم وللتأكيد على ذلك أننا لوقلنا لكم يامعشر الفلاسفة: أننا أردنا أن نعبر البحر فلم نجد قاربا أو سفينة ولكننا رأينا أخشابا تطفو وإذا بها تلتصق وتصير سفينة ثم تتوجه نحونا وتقلنا إلى الضفة الأخرى دون أن يكون فيها قبطان أو قائد فهل تصدقون ذلك؟
من المؤكد أنكم ستنكرون ذلك وستقولون هؤلاء مجانين فنقول لكم هكذا الكون أيضا لابد له من خالق وقائد يسيره حسب ما تقتضيه حكمته وعلمه.
وهنا يقول الفلاسفة: أتريدون أن تقولون بأن هذا الكون لابد له من خالق بينما هذا الخالق لا خالق له؟
أي: إذا كان هذا الكون قد خلقه خالق ولايمكن أن يكون وجد هكذا بدون صانع فأيضا هذا الخالق لابد له من خالق ولا يمكن أن يكون وجد هكذا بلا صانع؟
فكيف نرد عليهم؟
أجيبوني جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 06 - 07, 04:41 م]ـ
لا أحد من الفلاسفة (القدماء) يقول بهذه الحجة التي تفضلتَ بذكرها، بل هم متفقون على وجود الإله (واجب الوجود)؛ لأن كل موجود إما أن يتوقف وجوده على وجود غيره وإما أن لا يتوقف وجوده على وجود غيره، والأول معتمد على الثاني، فإذا نفينا الثاني فإما أن ننفي الوجود مطلقا وهو خلاف الحس وإما أن نفترض تسلسل أسباب الوجود إلى غير نهاية وهو خلاف العقل الصريح.
وإنما يقول بهذه الشبهة بعض السفسطائية وأشباههم، وجوابها سهل مقرر عند أهل العلم، وهي أنه لو فرض لزوم أن يكون للصانع صانع، فهذا الصانع الأول لا بد له من صانع، وهذا الصانع لا بد له من صانع، ويتسلسل الأمر إلى غير نهاية، وهو خلاف صريح العقل.
وأما اعتقاد الفلاسفة أن ما جاء في النصوص الشرعية من إثبات المعاد والجنة والنار إنما هو للتمثيل والتخويف، وأن المعاد روحاني لا جسماني، فهو قول بعض طوائف الفلاسفة، وقول النصارى، وظاهر قول بعض الفلاسفة المنتسبين للإسلام كابن رشد، وهذا كلام يجمع بين السفسطة والقرمطة كما قرر شيخ الإسلام ابن تيمية في غير موضع.
وقد كفرهم علماء المسلمين بهذا القول وأشباهه، كالغزالي في تهافت الفلاسفة.
وألزم شيخ الإسلام ابن تيمية الغزاليَّ وغيره من الأشاعرة أن يقولوا بقول الفلاسفة بناء على تأويلهم للصفات؛ لأنه لا فرق بين تأويل الصفات وتأويل المعاد.(42/116)
ردّ العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك في قول بندر العتيبي و قياسه للمشرّع بالمصوّر
ـ[عبدالله البلجيكي]ــــــــ[14 - 06 - 07, 06:37 م]ـ
السؤال من أبي الحسن من بلجيكا: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أرجو أن تكونوا على صحّة و بخير ثم سؤالي هو: قرأت من رجل يقول إنّ حكم من يشرّع من دون الله هو نفس حكم المصوّر فإنّ المصوّر جعل نفسه مصوّرا و خالقا مع الله لقوله صلّى الله عليه و سلّم: الذين يضاهون بخلق الله. فالمصوّر صاحب كبيرة إلا إن اعتقد أنه يضاهي الله فكذلك المشرّع فإنه يرتكب كبيرة إلا إن أعلن أنه يستحق التشريع و التقنين فما صحّة هذا؟
الجواب: لا إله إلا الله ... من يشرّع تشريعات تناقض شرع الله, فهذا قد جعل نفسه شريكا لله في الحكم: يحلّ و يحرّم. أما إذا شرع أحكاما, يعني وضع نظاما أو تنظيمات يرى أن فيها مصلحة من غير أن يجعل لها حرمة الشرع و وجوب الأخذ بها, فهذا مجتهد بحسب حاله و في نظره. أما من يشرّع تشريعات يضاد بها شرع الله و يجعلها بدلا عن شرع الله: ليس هذا بكبيرة, هذا هو ما جاء في تفسير قوله تعالى: اتّخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله ... يحلّون لهم الحرام و يحرّمون عليهم الحلال.
و أما التصوير, فهو يضاهي بتصويره الصورة التي خلقها الله. و ما أحد يعتقد أنه عندما يصوّر صورة إنه يبلغ أن يخلق خلق الله. لكن هذا مضاهات فقط, صحيح جاء في الحديث القدسي قوله تعالى و من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي. فهذه دلالة على تحريم التصوير فقط. و لا يصل التصوير إلى درجة دعوى المشاركة, الشركة في الربوبية.
حين لا يمكن لأحد يصوّر صورة إنسان أو حيوان يعتقد و يقول إني خلقت مثل خلق الله و إني أصل إلى أن أخلق كخلق الله. لكن مضاهات لهذه الصورة, مضاهات ... فالمصوّر مرتكب لكبيرة فقط, و لا أرى أن يكون فيه تقسيم و أحد يكون شرك و كفر و واحد يكون مرتكب كبيرة, لا! هذا أبدا كلّ مصوّر فإنه يضاهي بخلق الله: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله. هم يضاهون بخلق الله, (كلمة غير واضح) و هذا حرام عليه. بل أشكال أخرى مثل الشجرة كرسم الشجرة, الشجرة من خلق الله أيضا! لكن إنما جاءت التحريم في تصوير ما له روح على قول جماهير أهل العلم, ما له روح! بل الشجرة نفسها هل يستطيع أحد يصنع شجرة تنمو من صنعة؟ لا! مثال فقط, شكل, فقط! هي ميّتة: الحياة كلّها, مادة الحياة لا يقدر البشر على إيجادها في شيء. مادة الحياة. الحياة النمو أو حياة الحس و الحركة ... و الله أعلم
و كان هذا السؤال عرض على الشيخ في هذا الصباح الخميس / 28 - 5 - 1428 هـ - 14/ 06/2007 م في الساعة 4:20 فجزاه الشيخ خير الجزاء(42/117)
" مواقف التفتازاني الاعتقادية في كتابه شرح العقائد النسفية " .. رسالة جديرة بالنشر
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - 06 - 07, 08:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يعد شرح التفتازاني للعقائد النسفية من أهم الشروح عند الماتريدية والأشاعرة، ولمعرفة مكانة الشخصيتين (النسفي والتفتازاني) عندهم تُنظر رسالة الشمس الأفغاني – رحمه الله -: " الماتريدية وموقفهم من توحيد الأسماء والصفات " المجلد الأول.
وقد وقفتُ على رسالة جامعية في مجلدين بعنوان " مواقف التفتازاني الاعتقادية في كتابه شرح العقائد النسفية " للأستاذ محمد النورستاني، بإشراف الدكتور الفاضل سعود الخلف – وفقه الله -، نوقشت عام 1426بالجامعة الإسلامية، أضع خاتمتها هنا؛ لعل أحد الناشرين يسعى في طبعها.
قال النورستاني – وفقه الله -:
(وبعد دراسةٍ لمواقف التفتازاني الاعتقادية في (شرح العقائد النسفية) – وغيره من كتبه – ألخص هنا أبرز ما ورد فيها:
•النسفي: -صاحب المتن- من أئمة الماتريدية، وقد اختصر عقيدته من مصادر الماتريدية القديمة.
•التفتازاني: من أئمة أهل الكلام في مرحلته الأخيرة، والتي اختلط فيها بالفلسفة.
•يرى أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة، وأن نشأة (لقب أهل السنة والجماعة) مرتبطة بنشأة الأشاعرة، وقد تمت مناقشته في ذلك.
•ليس على منهج أهل السنة في موقفهم من النصوص، حيث أنها هي عمادهم في عقيدتهم وأعمالهم، وجميع شؤونهم، وكل ما يأتونه ويذرونه، أما موقف التفتازاني من النصوص: فيختلف كثيراً عن منهج السلف، وهو مبدأ انحراف جميع المبتدعة.
•من الأصول التي خالف فيها أهل السنة: تقديمه للعقل على النقل عند التعارض، وقد سبقت مناقشته في ذلك.
•اعتمد التفتازاني على المجاز في تأويله لكثير من نصوص الصفات، وقد بينتُ -من خلال أقوال أهل العلم- أن نشأة المجاز ليست لغوية بحتة، بل نشأته مرتبطة بأصول بعض أهل البدع، الذين أنشأوه لأغراض معينة، ونسبوه إلى اللغة، مستغلين بعض المظاهر اللغوية التي قد تساعدهم في بعض ما ذهبوا إليه.
•يرى التفتازاني أن علم الكلام أصل العلوم الشرعية، وقد بينت خطأه في ذلك، وأن علم الكلام من أصول الضلال.
•يختلف منهج التفتازاني في تعامله مع أهل السنة عن تعامله مع أصحابه، وقد تقدم تفصيله في موضعه.
•لم يعتمد التفتازاني في الاستدلال على وجود الله تعالى على أدلة القرآن، بل استند في ذلك على الطرق البدعية، كدليل الأعراض، ودليل الإمكان، وكان لذلك أثره السيئ في بقية أبواب العقيدة، حيث آثر طرده على حساب جملةٍ كبيرة من الأصول الاعتقادية المقطوع بها من حيث الدليل.
•اعتمد في إثبات الوحدانية على دليل التمانع، إلا أنه خالف أصحابه في منزلته، فقدح في قطعيته، وجزم بكونه ظنياً، وقد رد عليه كثير من أصحابه.
•فسّر (الألوهية) بـ "وجوب الوجود"، وأحسن أحواله أن يكون مع المتكلمين الذين يفسرون (الألوهية) بالربوبية، وقد سبق بيان ما فيه من الضلال.
•لم يخلو التفتازاني من التأثر بالأفكار الفلسفية، فوقع في بعض أخطر أنواع الشرك في الألوهية من حيث لا يشعر.
•اتبع التفتازاني المنهج العقلي البدعي في أبواب الأسماء والصفات، فلم يهتد إلى منهج أهل السنة والجماعة، المبني على جعل النصوص أصلاً في الباب، كما هو منهجهم في جميع الأبواب، وعليه: فقد خالف أهل السنة في أصول هذا الباب، وطبق مناهج الأشاعرة المتأخرين فيه.
•لم يعتصم التفتازاني بألفاظ الكتاب والسنة في أبواب الاعتقاد، بل سلك في ذلك منهج أصحابه في جعل ألفاظ مجملةٍ أصولاً تُحاكم النصوص إليها.
•خالف أهل السنة في بعض مسائل أفعال العباد، ولكنه لم يكن واضحاً في بعضها من حيث الأشعرية أو الماتريدية.
•خالف أهل السنة والجماعة في أكثر أبواب الإيمان، حيث لم ينطلق فيها من أصولهم، فأخطأ في التأصيل والتفريع والاستدلال.
•هذا الكتاب لا يُمثل عقيدة الإمام أبي حنيفة -رحمه الله تعالى-، ونسبة الكتاب إلى عقيدة الإمام خطأ، ولعله من باب استغلال سمعة الإمام لترويج بدع المتكلمين).
فائدة:
اطلعتُ على رسالة أخرى عن التفتازاني، بعنوان " التفتازاني و موقفه من الإلهيات: عرض و نقد "، إعداد الأستاذ: عبدالله بن علي الملا؛ بإشراف الدكتور: بركات عبدالفتاح دويدار. (4 مجلدات)، رسالة دكتوراة، بجامعة أم القرى.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 06 - 07, 09:20 م]ـ
بارك الله فيكم.
الحقيقة الشيخ محمد أحمدي - حفظه الله تعالى - متريث قليلا في طباعتها، مع أنه يتوق لطباعتها، وذلك لأسباب معينة، وإلا فالرسالة رائعة جدا، أسأل الله تعالى أن ييسر طباعتها.
وللشيخ كتاب آخر جميل في شرح أصول الإيمان طبعته الشؤون الفنية في وزارة الأوقاف في الكويت، واسم الكتاب " بريق الجمان بشرح أركان الإيمان ". وهذا الكتاب سلفي محض، وقررته الوزارة، على كل شخص يريد التقدم للإمامة فيها، وذا فضل الله يؤتيه من يشاء.
وللشيخ الدكتور محمد أحمدي النورستاني تحقيق لكتاب " القول العلي لشرح أثر الإمام علي " للسفاريني، سيطبع قريبا جدا.
وله رسالة قصيرة جميلة جدا عنوانها " التقليد بين تقديس المتمذهِبين وتشويه المتكلمين ".
متى ما أذن الشيخ لي سأنزلها قريبا في المنتدى إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/118)
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[15 - 06 - 07, 02:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ... اين الناشرون عن هذه المخبآت الثمينة؟!
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[15 - 06 - 07, 03:12 ص]ـ
اطلعتُ على رسالة أخرى عن التفتازاني، بعنوان " التفتازاني و موقفه من الإلهيات: عرض و نقد "، إعداد الأستاذ: عبدالله بن علي الملا؛ بإشراف الدكتور: بركات عبدالفتاح دويدار. (4 مجلدات)، رسالة دكتوراة، بجامعة أم القرى.
الشيخ سليمان وفقك الله صاحب هذه الرسالة (عبدالله الملا) ممن يذبون عن عقيدة الأشاعرة وهو رئيس قسم الدراسات الإسلامية في التعليم التطبيقي في الكويت ويقرر عقيدة الأشاعرة ولك أن تتصور ما ينسحب على هذا الاعتقاد في تعامل الرجل لكني أعجب كيف يتخرج هو أمثاله من الجامعات السعودية على هذه العقيدة والله المستعان
والشيخ النورستاني مقيم عندنا في الكويت ولي معه لقاءات رأيت فيه طالب علم عنده من التحقيق والتعظيم لعلماء السنة الشيء الذي يدل على حسن سلوك واعتقاد وفقنا الله وإياه لكل خير ... هكذا نحسبه ولا نزكي على الله أحد
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[15 - 06 - 07, 03:48 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ سليمان.
أنا كنت ممن حضر مناقشة الدكتور النورستاني وأثنى عليها ثناء شديدا الذين ناقشوه وهم الدكتور صالح العقيل والدكتور يوسف السعيد ووصفوا الرسالة بالأمانة العلمية وأعلن الدكتور صالح العقيل أن هذه الرسالة من الرسائل المتميزة جدا مع صعوبة موضوعها وأعلن الدكتور يوسف السعيد أثناء المناقشة أنه راجع الرسالة مرجعا مرجعا ولم يجد أي خطأ في النقل وأذكر أن لجنة المناقشة أوصت الجامعة الإسلامية بطباعتها فلا أدري لماذا لم تطبع إلى الآن ولعلني أسأل عميد الكلية عن السبب وأخبركم به إن شاء الله
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[05 - 09 - 08, 06:37 ص]ـ
الشيخ الدكتور محمد محمدي النورستاني أعرفه من قرابة الثمانية عشرة عاما وأحسبه والله حسيبه من خيرة طلاب العلم سلوكا وأدبا ومعتقدا ورسالته رسالة رجل سلفي أما رسالة الملا فرسالته كتبت بنفس المتكلمين وهو يهون كل خلاف مع الاشاعرة وقد سألت أحد المناقشين عنها فقال كان يخبأ عقيدته ولم أكن أعرفه ولو قرر العقيدة صراحة لما تهاون معه اهل العلم بجامعة ام القرى
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[22 - 03 - 10, 04:13 م]ـ
هل طبعت هذه الرسالة؟
وهل يمكن أن يرفعها لنا أهل الرفع مأجورين؟
ـ[أبو عبد الله الإيراني]ــــــــ[04 - 10 - 10, 03:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يا اليت الاخوه يضعون لنا رابط التحميل
وايضا كتاب التفتازاني و موقفه من الإلهيات
بارك الله فيكم واحسن اليكم
ـ[أبو عمار الأذرعي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 11:36 ص]ـ
إخواني الكرام: رسالة الدكتور النورستاني (مواقف التفتازاني الاعتقادية في كتابه شرح العقائد النسفية) تحت الطبع حالياً، فقد اتفق الشيخ مع وزارة الأوقاف القطرية على طباعتها.
والذي علمتُه من الشيخ نفسه أنه وقّع العقد معهم منذ سنة، وقد تأخرت طباعتها، لكن أظنها قريباً تكون في متناول الأيدي بإذن الله.
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:47 م]ـ
بشركم الله بالفردوس الأعلى
وأرجو ألا يطول بها الأمر عن ذاك
ـ[أبو عمر الضيفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:07 م]ـ
جزاك الله خيرا(42/119)
هل يعد ذلك من باب الخوف المنهي عنه؟
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[15 - 06 - 07, 06:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يعد الخوف من الشيخ المعلم او من الممتحن من باب الخوف المذموم الذي قال الله تعالى عنه "فلا تخشوا الناس واخشون"؟
والخوف الذي اقصده ليس هو الخوف الشائع الذي ياتي عن التقدير او المهابة وانما الخوف المستمر الذي قد يفقد بسببه المرء تركيزه وفعاليته.
ـ[أم حنان]ــــــــ[15 - 06 - 07, 11:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يعد الخوف من الشيخ المعلم او من الممتحن من باب الخوف المذموم الذي قال الله تعالى عنه "فلا تخشوا الناس واخشون"؟
والخوف الذي اقصده ليس هو الخوف الشائع الذي ياتي عن التقدير او المهابة وانما الخوف المستمر الذي قد يفقد بسببه المرء تركيزه وفعاليته.
بارك الله فيكم، ليس هذا من الخوف الشركي، بل هو حالة نفسية تنتاب بعض الناس عند الإختبار أو عند القراءة امام الاخرين، وحل هذه المشكلة يكون بالإستعاذه بالله من الشيطان
(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله)
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[15 - 06 - 07, 02:53 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[15 - 06 - 07, 06:10 م]ـ
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسير يوماً وخلفه الناس فنظر إليهم فسقطوا من الفزع والهيبه فبكى عمر رضي الله عنه؟؟؟!!!!
قصة مختصرة تحمل العديد من الفوائد
ـ[محمد المصراتي]ــــــــ[15 - 06 - 07, 06:41 م]ـ
سمعت الشيخ عبد الله الغنيمان يقول: الخوف المنهي عنه هو الخوف الغيبي وهو شرك، قال تعالى: (فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين).
أما الخوف الطبعي مثل الخوف من الأسد و بطش العدو فليس بشرك، قال تعالى في حكاية قصة موسى وفرعون على لسان موسى: (ففررت منكم لما خفتكم)
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[15 - 06 - 07, 07:32 م]ـ
الخوف ثلاثة أنواع:
1 - الطبيعي: كالخوف من عدو أو حيوان مفترس أو غيره , فهذا لا ينافي الإيمان , فإنه يوجد في المؤمن كما قال تعالى عن موسيى عليه السلام: (فأصبح في المدينة خائفا يترقب) , ولكن إن دعاه إلى ترك واجب فيصبح محرما.
2 - خوف السر: كخوف عباد القبور من المقبورين ومن الأولياء من أن يصابوا منهم بسوء , مثل خوف قوم هود: (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) , وهذا أيضا ذكره العلماء من الشرك.
4 - خوف العبادة: أن يعبده خوفا منه وهذا شرك أكبر , وهذا لا ينبغي إلا لله سبحانه.(42/120)
هل الشرك الأصغر واقع تحت المشيئة أم لا؟؟
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[15 - 06 - 07, 07:44 ص]ـ
هل الذي يموت على الشرك الأصغر
داخل تحت المشيئة يعذب أم لا يعذب ثم مئاله إلى الجنة
أم
معذب قطعا بسبب موته على الشرك ثم يدخل الجنة بعد ذلك؟؟
وهل المسألة خلافية بين أهل السنة وهل الخلاف سائغا؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 06 - 07, 01:27 م]ـ
في "القول المفيد" للشيخ العثيمين رحمه الله: (قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن الشرك لا يغفره الله لو كان أصغر، لعموم قوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به} [النساء: 116]، و {أن يشرك به} مؤول بمصدر تقديره: شركاً به، وهو نكر في سياق النفي، فيفيد العموم.
وقال بعض العلماء: إن الشرك الأصغر داخل تحت المشيئة، وإن المراد بقوله: {إن يشرك به} الشرك الأكبر، وأما الشرك الأصغر، فإنه يغفر لأنه لا يخرج من الملة، وكل ذنب لا يخرج من الملة، فإنه تحت المشيئة، وعلى كل، فصاحب الشرك الأصغر على خطر، وهو أكبر من كبائر الذنوب، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلى من أن أحلف بغيره صادقاً").
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[16 - 06 - 07, 05:26 م]ـ
يوجد تفصيل للعلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك أنصحك به و قد رفع في الملتقى أو تجده في موقعه جزاك الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[14 - 10 - 09, 02:52 م]ـ
للإثراء والمشاركة النافعة
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[15 - 10 - 09, 01:25 ص]ـ
ظاهر قول الطبري والفراء:
تفسير الطبري - (8/ 448)
فإن قوله:"أن يشرك به"، في موضع نصب بوقوع"يغفر" عليها وإن شئت بفقد الخافض الذي كان يخفضها لو كان ظاهرًا. وذلك أن يوجَّه معناه إلى: إن الله لا يغفر أن يشرك به، على تأويل الجزاء، كأنه قيل: إن الله لا يغفر ذنبًا مع شرك، أو عن شرك.)
وقال: في: (8/ 450)
وقد أبانت هذه الآية أنّ كل صاحب كبيرة ففي مشيئة الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه عليه، ما لم تكن كبيرة شركًا بالله.
ــــــــــــــ
معاني القرآن للفراء موافقا للمطبوع - (1/ 272)
فإن شئت جعلتها «3» فى مذهب خفض ثم تلقى الخافض فتنصبها يكون فى مذهب جزاء كأنك قلت: إن اللّه لا يغفر ذنبا مع شرك ولا عن شرك
ــــــــــــــــ
لأن الإجماع منعقد علي أن الشرك الأكبر هو الذي لا يغفر ذنب معه ولا عنه)
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[18 - 10 - 09, 05:27 م]ـ
قال شيخ الإسلام: وقد يقال الشرك لا يغفر منه شيء لا أكبر ولا أصغر على مقتضى عموم القرآن وإن كان صاحب الشرك الأصغر يموت مسلما لكن شركه لا يغفر له بل يعاقب عليه وإن دخل بعد ذلك الجنة. من الرد على البكري.
وقال: قال أصحابنا: وإن خرج إنسان غير حاج فظاهر كلام أبي العباس لا يودع وذكر ابن عقيل وابن الزاغوني: لا يودع البيت ظهره حتى يغيب
قال أبو العباس: هذا بدعة مكروهة ويحرم طوافه بغير البيت العتيق اتفاقاً واتفقوا أنه لا يقبله ولا يتمسح به فإنّه مِن الشرك والشرك لا يغفره الله. من الاختيارات والفتاوى الكبرى.
وقال ابن مفلح: قال شيخنا: يحرم طوافه بغير البيت العتيق, اتفاقا, قال: واتفقوا أنه لا يقبله ولا يتمسح به, فإنه من الشرك, وقال: والشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر. الفروع ومثله في كشاف القناع وغيرها من كتب الفقه الحنبلي.
هذا هو المعروف عن شيخ الإسلام فهل وجد أحد منكم عنه ما يدل على أن الشرك الأصغر تحت المشيئة، وأنا أعرف قول الشيخ ابن عثيمين في نقله أن شيخ الإسلام اختلف قوله في هذه المسألة، لكن من وجد ذلك في كتب شيخ الإسلام فليتحفنا به.
أقول هذا وقد بحثت فلم أقف على شيء من ذلك.
وأما تلميذه ابن القيم فعنه ما يدل على أن الشرك الأصغر تحت المشيئة، فقال: فأما نجاسة الشرك فهي نوعان: نجاسة مغلظة ونجاسة مخففة فالمغلظة: الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله عز وجل فإن الله لا يغفر أن يشرك به. والمخففة: الشرك الأصغر كيسير الرياء والتصنع للمخلوق والحلف به وخوفه ورجائه. من إغاثة اللهفان.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[19 - 10 - 09, 06:18 م]ـ
تقرير شيخ الإسلام مشهور لكن الأمر مجرد إثراء للمسألة فيتحفنا الإخوان بما يعرف
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 06:37 م]ـ
ينظر للفائدة:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=169111
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[20 - 10 - 09, 12:38 ص]ـ
تقرير شيخ الإسلام مشهور لكن الأمر مجرد إثراء للمسألة فيتحفنا الإخوان بما يعرف
ليس مجرد إثراء فحسب، بل المطلوب إثبات ذلك عن شيخ الإسلام، لأننا ننقل عنه ذلك ولم نقف عليه من كتبه، والمشهور عنه في كتبه وكتب أصحابه الذين ينقلون عنه أنه يرى أن الشرك الأصغر لا يغفره الله كما قدمت لك، وأما كونه تحت المشيئة فهذا لم أقف عليه، فمن وجده فليسعفنا به.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[20 - 10 - 09, 06:15 م]ـ
قصدت من قولي بأنه مشهور عن شيخ الإسلام أي أنه يرى أن الشرك لا يقع تحت المشيئة
وقد نقل في موطن أو أكثر قول بعض أهل العلم أن المشيئة تلحقه
ــــــــ
وكنت ظننت أن الأمر يتعلق بالمسألة عموما لذا أتيت بكلام أبي يعلى الفراء وأبي جعفر الطبري , فمعذرة
وسلام عليكم(42/121)
الروافظ،والنواصب، والشيعة أعداء السنة والصحابة
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[15 - 06 - 07, 02:19 م]ـ
ماأفجع اليوم وماأحزنه، يعتدى على الصحابة وهم أحياء، ويعتدى عليهم وهم أموات.الا فلعنة الله على الظالمين.
اليوم الروافظ ينسفون قبر الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
فمن هوهذا الصحاي اقرأ.
طلحة بن عبيد الله
طلحة بن عُبيد الله بن عثمان القُرشي التَّيمي المكي، أبو محمد.أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
كان ممن سبق إلى الإسلام، و أوذي في الله، ثم هاجر، فاتفق أنه غاب عن وقعة بدر في تجارة له بالشام، و تألم لغيبته، فضرب له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بسهمه و أجره.
وفي جامع أبي عيسى بإسناد حسن، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد: (أوجب طلحة).
قال ابن أبي خالد عن قيس قال: رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد شلاء.
عن جابر قال: لما كان يوم أحد، وولَّى الناس، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية اثنى عشر رجلاً، منهم طلحة، فأدركهم المشركون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من لِلقوم؟ قال طلحة: أنا، قال: كما أنت، فقال رجل: أنا، فقال: أنت، فقاتل حتى قُتل، ثم التفت فإذا المشركون،فقال: من لهم؟ قال طلحة: أنا، قال: كما أنت، فقال رجل من الأنصار: أنا، قال: أنت،فقاتل حتى قُتل، فلم يزل كذلك حتى بقي مع نبي الله طلحة، فقال: من للقوم؟ قال طلحلة: أنا، فقاتل طلحة، قتال الأحد عشر، حتى قُطعت أصابعُه،فقال: حَسَّ [كلمة تقال عند الألم]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو قلت:بسم الله لرفعتك الملائكة و الناس ينظرون)) ثم ردّ الله المشركين.
وفي صحيح مسلم من حديث أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو و أبو بكر، وعمر، وعثمان،و علي،و طلحة، و الزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله: ((اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد)).
عن طلحة بن يحيى، حدثتني جدتي سُعدى بنت عوف قالت: دخلتُ على طلحة يوماً وهو خاثر [غير نشيط] فقلت: مالك؟ لعل رابك من أهلك شيء؟ قال: لا والله،ونعم حَليلةُ المسلم أنت، ولكن مالٌ عندي قد غَمني فقلت: ما يَغُمُّك،عليك بقومك، قال: يا غلام! ادعُ لي قومي، فقسمه فيهم، فسألت الخازن: كم أعطى؟ قال: أربع مئة ألف.
عن علقمة بن وقاص الليثي، قال: لما خرج طلحة، و الزبيرُ،وعائشة للطلب بدم عثمان، عرَّجوا عن منصرفهم بذات عِرق، فاستصغروا عُروة بن الزبير، و أبا بكر بن عبد الرحمن فردُوهما، قال: ورأيت طلحة، و أحب المجالس إليه أخلاها، وهو ضارب بلحيته على زَوره، فقلت: ياأبا محمد! إني أراك و أحبُّ المجالس إليك أخلاها، إن كنت تكره هذا الأمر فدعه، فقال: ياعلقمة! لا تلمني، كنا أمس يداً واحدة على من سوانا، فأصبحنا اليوم جبلين من حديد، يزحف أحدنا إلى صاحبه، ولكنه كان مني شيء في أمر عثمان، مما لا أرى كفَّارته إلا سفك دمي، وطَلب دَمِهِ. قلتُ: الذي كان منه في حق عثمان تمغفل و تأليب، فعله باجتهاد، ثم تغير عندما شاهد مصرع عثمان، فندم على ترك نُصرته رضي الله عنهما، وكان طلحة أول من بايع علياً، أرهقه قَتلةُ عثمان، وأحضروه حتى بايع.
عن قيس قال: رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم، فوقع في ركبته، فمازال يَسنخُّ حتى مات.
عن جابر أنه سمع عمر يقول لطلحة: مالي أراك شَعِثتَ و اغبررت مُذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لعله أن مابك إمارة ابن عمك، يعني أبا بكر، قال: معاذ الله، إني سمعته يقول: ((إني لأعلم كلمة لا يقولها رجل يحضرهُ الموت، إلا وجد رُوحه لها رَوحاً حين تخرج من جسده، وكانت له نوراً يوم القيامة)). فلم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، ولم يخبرني بها، فذاك الذي دخلني. قال عمر: فأنا أعلمها، قال: فلله الحمد، فما هي؟ قال: الكلمة التي قالها لعمه، قال: صدقت.
وكان قتله في سنة ست وثلاثين، وهو ابن ثنتين و ستين سنة أو نحوها، وقبرهبظاهر البصرة.
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[15 - 06 - 07, 02:36 م]ـ
جزاك الله خيراً وقاتل الله الدسن الرافضي
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[22 - 10 - 09, 06:08 ص]ـ
اليوم الروافظ ينسفون قبر الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله
عفواً ماذا تعني بـ "ينسفون "؟!
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[22 - 10 - 09, 10:33 ص]ـ
أي يفجرون أخي الحبيب
اخي الكريم صاحب الموضوع أعلم علمني الله تعالى ووإياك أن الرافضة أشد الناس عداوةً للذين أمنو بل حقدهم الدفين على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وصل حداً كبيراً والله المستعان ,,
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[22 - 10 - 09, 08:09 م]ـ
أي يفجرون أخي الحبيب
واحسرتااااه , هل أنت جاد؟!
وكيف تم ذلك وأين علماء وحكام المسلمين
قبر صاحب رسول الله الشهيد يُفجّر؟!!!
حسبنا الله ونعم الوكيل
وكيف تم السكوت عن هذه الجريمة؟!
وما بقي لنا من المقدسات إذاً؟!(42/122)
لافتات في طريق الشيعة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 06 - 07, 02:52 م]ـ
اللافتة الأولى:
"كيف تضل الشياطين الشيعة؟! "
الشيطان ألصق بالرافضة ... لماذا؟!
أولا: لأن الله تعالى يقول في كتابه الكريم - وليس هو كتابهم- {{ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا}} وأي كفر أعظم من طلب الرزق والولد والشفاء و ... و ..... من علي - رضي الله عنه - ومن موسى الكاظم!!!!!!!!!!
ثانيا: رأينا الشياطين تستغفل الرافضة وتلعب عليهم في هذه المشاهد الشركية، حيث إن هذه المشاهد الشركيةمملوءة شياطين بأصنافها! فتعمد الشياطين فتقوم بمس كثير من أفراد الرافضة بنت أوطفل أو غيره وتنطق على لسان الممسوس تضليلا لهم فيقول الشيطان: أنا العباس!!! أوأنا السيد الفلاني!!! فيسمون هذا المسكين الممسوس: طريحة العباس!!! ويقول لهم أنتم مطالبون بنذر أو بذبيحة تذبحونها في مشهد العباس وسأشفي بنتكم أو ولدكم!!! وينطلق هؤلاء السذج المشركون إلى ذاك الوثن المزعوم المملوء بالجن والشياطين! فيذبحون للعباس!! وينذرون له!! ويطوفون بهذه الطريحة حول القبر المزعوم داخل هذاالوثن، فإذا فعلوا ذلك خرج الجن الخبيث منه إمعانا في التضليل حتى يظن هؤلاءالمشركون أن العباس قد شفاه!!! شرك ما بعده شرك!! فيجأرون بالصلاة على رسول الله صلي الله علية وسلم ابتهاجا وفرحا!!!، وربما - وهذا كثير فيهم - بقي الشيطان الجني متلبسا له، فيقولون: فلانة أو فلان يتكلم في رأسه العباس، ويبدأ الشيطان الخبيث يلعب بهم بطلباته تارة، وبإخباره بالمغيبات زعم تارة أخرى!!
فأينا أيها الحائرهو الحائر الضال و تلعب به الشياطين؟!!!
الحمد لله على نعمة التوحيد.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 06 - 07, 03:02 م]ـ
اللافتة الثانية:
أيها الرافضة هل أنتم أولياء الله حقا؟!!
أيها الرافضة إن كان ما تفعلونه عند القبور هو العبادةالحقة، وإن كنتم تعتقدون أنكم على الحق، وأنكم أولياء الله حقا، فلم يعذبكم الله عز وجل ويضيق عليكم تارة بالحروب، وتارة بالحصار، وتارة بالقتل، وتارة بالفقروتارة بفقد الأمان!
أيها الرافضة إن الله تبارك وتعالى عدل لا يَشُك في عدله إلا زنديق مارق، فالله سبحانه وتعالى لايظلم مثقال ذرة وحاشاه سبحانه، فها نحن أهل السنة - والحمد لله وحده في خير ونعمة وأمان في بلداننا! فكيف تكونون أولياء الله حقا، ونحن الكفار - عندكم - فيضيق الله عليكم منذ أن قام مذهب الرفض، ويوسع الله علينا منذ أن بعث الله محمدا صلي الله علية وسلم، وكيف تكونون أولياء الله حقا ونحن المبطلين، وهذه الكعبة بيت الله عز وجل بأيدينا - والحمد لله - ونحن القائمون عليها ... فهل الله يظلم أيها الرافضة؟!!!!!!! بيته وقبلة عباده بأيدي الوهابية - كما تجأرون -! والرافضة مضيق عليهم، والكعبة ليست بأيديهم!!! الله عدل أيها الرافضة! ما جعل الله تعالى بيته بأيدي أهل السنة إلا وهم أولياؤه حقا،فارجعوا إلى عقولكم أيها الرافضة فلستم أولياءَه!
قال الله تعالى - ناطقا بهذه الحجة العقلية شاهدا لها -: {{وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه،قل فلم يعذبكم بذنوبكم ...... }}.المائدة
والله الموفق.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 06 - 07, 03:20 م]ـ
اللافتة الثالثة:
القرآن مفقود عند مفقود!!! فمن أين تأخذون الهدى؟!!
نحن أهل السنة أعرف الناس بالحق وأرحم الناس بالخلق، ولذلك نحن نحاول قدر استطاعتنا أن ننتشل أكبر قدرممكن من الشيعة من بحر الضياع، ودوامة الحيرة، والحقيقة الحيرة أمر ملازم لكثيرمن الشيعة الرافضة!
وأصل الخلاف هوة ساحقة بيننا و بينهم، فهم الآن ليس عندهم أي شيء محفوظ يعتمدون عليه في إثبات حقهم المزعوم!!
وهذا أمر لا ينكره إلامكابر!! فنحن في حال النزاع سواء كان النزاع فقهيا أو عقديا نرجع كما أرشدنا الله تعالى لحل النزاع إلى القرآن والسنة!، قال تعالى: {وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} وتأمل قوله في الآية {إن كنتم تؤمنون ... } فنحن والحمدلله نؤمن بهذا الكتاب الذي بين أيديناونطيع الله تعالى في تحكيمه في كل شؤون حياتنا، لكن أنتم أيها الشيعة الرافضةالمساكين تصرحون بأن هذا القرآن الذي بين أيدينا محرف، وأن القرآن الصحيح مفقود عنكم ليس بين أيديكم!! بل هو عند مفقود آخر في السرداب!!! إذن قل لي بربك أيهاالشيعي من أين تأخذون الهدى؟!! كيف تفصلون في النزاعات؟!!! الحقيقة الخلاف هوته كبيرة جدا لا يمكن تجاوزها إلا بأحد أمرين: إما أن نكفر بهذا القرآن كما كفرتم فنكون سواء!!! وإما أن تؤمنوا بهذا القرآن الذي بين أيدينا!! فنكون مؤمنين جميعاوإخوة!! فأيهما تختار أيهاالشيعي؟!!!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 06 - 07, 04:06 م]ـ
اللافتة الرابعة:
عش رجبا ترى من الشيعة عجبا!!
نعم يا إخوتي، فكما يقال " إن كنت أنسى فلا أنسى" يوم أن ركبت مع صاحب تاكسي في جنوب العراق! وهو من الشيعة، فبدأت في طريقنا أدعوه إلى التوحيد، فقال لي: لكن هذا عليٌ وله جاه عند الله! بل كيف تلد امرأة دون أن تقول" يا علي؟!!! " فقلت له: الحمدلله هذه امرأتي ولدت دون أن تقول: "يا علي"!!
فقال لي: سبحان الله!! كيف ولدت امرأتك دون أن تقول "يا علي"!! فقلت: سبحان الله: فكيف تلد نساء اليهود والنصارى وهم لا يعرفون عليا- رضي الله عنه-؟!! فقال- مستغربا-: صحيح والله كيف يلدن وهن لايعرفن عليا؟!!!
فقلت له: لأن هذه عقيدة فاسدة في قلوبكم زينها لكم الشيطان وأضلكم عن السبيل، وسرعان ما وصلنا، فنزلت وأناأضرب أخماسا بأسداس متألما للحال الذي وصل إليه الشيعة!! والتطور الذي في عقيدتهم ويسير بهم إلى الهاوية!!.
والله المستعان والحمد لله على نعمة الهداية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/123)
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[15 - 06 - 07, 06:06 م]ـ
* جزاك الله خيراً
* القصة جميلة وجزلك الله خيراً على تعليمك الجاهل
* وهناك بعض أهل العلم من جعل الرافضة" حاخاماتهم" ليسوا من الإسلام ولا ممن يدخلون تحت حديث ((تفترق أمتي)) لأنهم ليسوا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيسمي عقيدتهم بالدين الرافضي؟؟؟!!
جزاك الله خيراً أخي الكريم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 06 - 07, 10:28 م]ـ
وإياك أخي مجاهد.
اللافتة الخامسة:
أيها الرافضة:
قال تعالى {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا}. وقال تعالى: {كان الناس أمة واحدةفبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس بالحق}.
ويحك أيها الرافضي يبدو أنك لم تفهم - ولا تثريب- لأنكم اعتدتم أن تعطلوا عقولكم عن التفكير!! ويلك أفق!
القرآن نذارة للعالمين، وحكم بين الناس، فإذا كان القرآن الذي بين أيدينا محرف!!،وأن الصحيح-كما تقولون!!! - عند الإمام الغائب من مئات السنين!!!! فبم تنذرون الناس؟!! وبم تحكمون بين الناس؟!!! وبم تعرفون الضال من المهتدي؟! ويلك فكرفكر فكر- ولن تموت إذا فكرت!!! ثم رد على أسئلتي بعدل وإنصاف.(42/124)
مارأيكم أن أقدم للماجستير موضوع النشرة؟
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[15 - 06 - 07, 03:53 م]ـ
النشرة الشرعية والنشرة المحرمة لا أعرف أنها بحثت في الجامعات إلا في ثنايا أبحاث ولم تفرد برسالة علمية مع أهمية موضوعها عندما تأملت الموضوع وجدته متشعبا وله أطراف لا بد من الإلمام بها وقد عن في خاطري أن أقدمه لقسم العقيدة في كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية ليكون موضوعا لرسالتي للماجستير واستشرت فيه فأشار علي بعضهم ببحثه فما رأيكم وهل تعينونني على وضع مخطط مبدئي أو ذكر المسائل التي تحتاج إلى بحث.
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[15 - 06 - 07, 07:15 م]ـ
توكل على الله
أخي الكريم
من المحاور ما هو حكم من خالف في المسألة (حل السحر بالسحر) ومن سبق الشيخ العبيكان إلى هذا القول!!
ـ[ابو هيلة]ــــــــ[12 - 08 - 09, 06:20 م]ـ
العبيكان قصد بحل السحر أن يكون بالشرك
ولم يسبق أن نقل عن السلف من قال بذلك
وابن تيمية نقل الاجماع على تحريم التداوي بالشرك والكفر مجموع الفتاوى 19/ 61
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[12 - 08 - 09, 06:50 م]ـ
توكل على الله
أخي الكريم
من المحاور ما هو حكم من خالف في المسألة (حل السحر بالسحر) ومن سبق الشيخ العبيكان إلى هذا القول!!
من حيث أنه لا يوجد من سبقه فهذا غير صحيح فقد سبقه ابن المسيب وقد نقله البخاري بصيغة الجزم ولم يحكى اجماع قبله بل قد روي عن الإمام أحمد أنه لا يرى به بأسا
وهو قول عطاء الخرساني
ملاحظة: نقلت الخلاف ولم أنقل رأيي
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[12 - 08 - 09, 08:25 م]ـ
لقد رأيتُ في منتدى بناء رابط صوتي لفتوى لابن عثيمين في اجازة ذلك وللأمانة لم اسمع الفتوى
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1467016&Sec=4
وقد تعرض لهذه المسألة بعض الباحثين في كتاب " أحكام الأدوية "
و للعبيكان نفسه بحث في موقعه ذكر فيه من هو سلفه
ـ[ابو هيلة]ــــــــ[13 - 08 - 09, 05:13 ص]ـ
الاخ ابو انس
هل النشرة على انواع.؟
وهل من الممكن ان تذكرها.؟
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[13 - 08 - 09, 07:37 ص]ـ
الاخ ابو انس
هل النشرة على انواع.؟
وهل من الممكن ان تذكرها.؟
النشرة نوعان:
الأولى: أن تكون بالقرآن والسنة والأدعية وهذه مجمع على جوازها
الثالنية: أن تكون بالسحر واختلف في جواز هذا النوع على قولين فمن أجازه من المتقدمين كسعيد بن المسيب والطبري أحمد في رواية والمتأخرين مثل الشيخ ابن عثيمين والشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمهم الله
ومنهم من حرمه من المتقدمين كالحسن البصري وابن قدامة وابن القيم وابن تيمية ومن المتأخرين وعليه أكثر مشائخنا
والخلاف وارد فيها وموجود في الكتب التي بين أيدينا
ملاحظة: نقلت الخلاف ولم أنقل رأيي
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[13 - 08 - 09, 11:43 ص]ـ
موضوع جيد
كشف المستور عن حكم فك السحر بسحر عن المسحور ... نجلاء بنت عبدالله الحربي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=150758)
وقد تستفيد من هذا الرابط كثير ا إن شاء الله
هنا كل ما يلزم من كتب علاج السحر والحسد والعين والمس والصرع ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120333)(42/125)
هل الكرامية مجسمة؟
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[15 - 06 - 07, 04:05 م]ـ
ذكر ابن البنا الحنبلي رحمه الله أن الكرمية مجسمة وعلق علينا شيخنا الكبير عبد الرزاق البدر حفظه الله في تعليقه على الكتاب بما معناه أنه ينبغي النظر في المراد بالتجسيم المنسوب إلى الكرامية لاحتمال أن يكون المراد هو إثبات الصفات أو أن خصومهم رموهم بهذا.
ورسالة التجسيم عند المسلمين بحثتها الباحثة على طريقة الأشعرية فلا فائدة من إيراد ما فيها لأن الأشعرية يرون إثبات الصفات الفعلية وبعض الصفات الذاتية على حقيقتها تجسيما، فما رأيكم؟
ـ[ابن السائح]ــــــــ[15 - 06 - 07, 05:27 م]ـ
من أحسن من حرر اعتقاد الكرامية في هذ الباب الشيخ جابر بن إدريس في كتابه مقالة التشبيه وموقف أهل السنة منها 1/ 302 - 314
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[15 - 06 - 07, 06:52 م]ـ
كفاك الله شر ما أهمك، ووفقك للعمل الصالح، لكن رسالة الشيخ لم تخرج عن الكتب المعروفة، وأنا أن تكون الأبحاث أكثر تحريرا، مع أن رسالة الشيخ جابر نافعة ومفيدة.(42/126)
اشكال على من يرى الحلف بغير الله ليس بشرك
ـ[أبو محمد الشايعي الكويتي]ــــــــ[15 - 06 - 07, 11:36 م]ـ
الحمدلله رب العالمين
وهو أنه أتى في كلام الله تعالى الامر لرسوله الكريم الحلف به
وذلك في ثلاث سور يونس و سبأ والتغابن على ما استفدته من ماده سمعيه للشيخ صالح بن عواد المغامسي حفظه الله
و على ما تعلمناه أنه كل ما امر به الشارع أو نهى عنه يكون عبادة
فهل يكون على هذا الحلف عبادة؟ و هل يكون الحالف بغير الله قد وقع في الشرك؟
يقول الله تعالى << و يستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين >> سورة يونس
و جزاكم الله كل خير(42/127)
المعطلة ورأس الديك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 06 - 07, 12:20 ص]ـ
الحمد لله وحده، وصلى على نبيه محمد وسلم تسليما
أما بعد:
فإن نعمة السلامة من البدع والأهواء، والطرق الكلامية من أعظم النعم، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
هذا مثل طريف صوّره الشيخ الزنداني لمن بُلوا بتأويل صفات الله تعالى وتحريف كلامه وكلام رسوله r وصرفه عن ظاهره، وما دل عليه من الكمال، بسبب ما وضعوه لأنفسهم من قوانين مبتدعة صدتهم عن نور الرسالة، واعتقاد الحق.
ذكره في محاضرة ألقاها في الجامعة الإسلامية مثلا للمؤولين لصفات الباري سبحانه وتعالى فقال:
«هؤلاء لم يروا إلا رأس الديك»
وقال في شرحه له:
يقال: إن رجلا أعمى رُدّ بصره عليه لحظة فرأى رأس ديك، ثم عاد أعمى كما كان.
فكان إذا قيل له: إن فلانا بنى قصرا عظيما.
قال: كيف هو من رأس الديك؟!
وإذا قيل له: وصلت اليوم الميناء سفينة ضخمة.
قال: كيف هي من رأس الديك؟!
وهكذا كلما ذكر له شيء قال: كيف هو من رأس الديك؟!
لأنه لم يشاهد غيره ويريد أن يقيس كل شيء على الذي شاهده.
وهكذا هؤلاء المؤولون لصفات الله تعالى، لم يشاهدوا إلا هذا المخلوق الضعيف الفاني المتصف بهذه الصفات الفانية بفنائه = فتوهموا أنهم إن أثبتوا لله هذه الصفات التي ذكرها في كتابه ـ وهو أعلم بنفسه من خلقه ـ أو أثبتها له رسوله r ـ وهو أعلم الخلق وأتقاهم وأخشاهم لله تعالى ـ فقد شبهوه بخلقه.
والله تعالى أجل وأعظم من كل ما شاهدته الأبصار، أو توهمته العقول.
من مقدمة الرد على الجهمية لابن منده، ت: د. علي الفقيهي. ص 21
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 11:28 م]ـ
المثال دكر مثله ابن خلدون في تقعيده لنظرية المعرفة
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[25 - 06 - 07, 12:29 ص]ـ
مثال محكم، جزى الله خيرا ناقله ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 06 - 07, 12:22 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[28 - 06 - 07, 01:27 ص]ـ
شيخ عبد الرحمن عندي سؤال نظرا لإن بريدك الخاص مغلق ...
هل تعرف أفضل كتاب مطبوع شرح نونية ابن القيم الجوزية .....
جزاك الله خيرا(42/128)
مسائل العقيدة المختلف فيها
ـ[عبد الحميد أبو بكر]ــــــــ[16 - 06 - 07, 01:51 ص]ـ
السلام عليكم
أقترح على أصحاب العقيدة السليمة المشاركة في جمع مسائل العقيدة التي اختلف العلماء فيها اختلافا معتبرا, وفائدة ذلك:
- حصر المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد في العقيدة.
- أن لا يدعى في هذه المسائل الإجماع وفي المسائل الأخرى الخلاف.
- تسهيل الوقوف على السبب الذي أدى إلى الخلاف في هذه المسائل دون غيرها.
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[21 - 06 - 07, 07:30 ص]ـ
كتب في هذا الموضوع الدكتور حمد التويجري وطبعته جامعة الملك سعود لكن هناك أخطأ الدكتور التويجري في نسبة الخلاف فيها لأهل السنة والجماعة فكل ما رأى أن فيه خلافا لمن ينتسب لأهل السنة والجماعة جعله خلافا في مذهب أهل السنة والجماعة ولهذا فهو لا يعول عليه في معرفة هذا الموضوع وأنا ذكرته لنحذر من أخذ كل ما فيه بالتسليم.
ـ[عبد الحميد أبو بكر]ــــــــ[21 - 06 - 07, 11:29 م]ـ
أشكرك أخي سليمان
وهل يمكن الحصول عليه على ال net ؟ فإني لم أره في المكتبات.(42/129)
إشكال حول صفة الحقو
ـ[عبد الحميد أبو بكر]ــــــــ[16 - 06 - 07, 01:55 ص]ـ
السلام عليكم
يرد عليّ إشكال أود أن أطرحه على إخواني أصحاب العقيدة السليمة:
1 - معلوم أن العظمة والكبرياء صفتان معنويتان, وهما اللتان وصفهما الله عز وجل بأنهما إزاره ورداؤه.
فيشكل هذا على جعل الحقو [بمعنى مأخذ الإزار] صفة ذاتية خبرية.
2 - هل أهل السنة متفقون على اعتباره صفة ذاتية؟
أرجو عدم العجلة في الجواب.
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 10:51 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الْحُجْزَةُ وَالْحَقْوُ
صفتان ذاتيان خبريَّتان ثابتتان بالسنة الصحيحة.
• الدليل:
1 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما: ((إنَّ الرحم شَجْنَةٌ آخذةٌ بحُجزة الرحمن؛ يصل من وصلها، ويقطع من قطعها)). رواه الإمام أحمد (2956 - شاكر)، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (538)؛ بإسناد حسن. وانظر: ((السلسلة الصحيحة)) (1602).
2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((خلق الله الخلق، فلما فرغ منه؛ قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن، فقال: مه! قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة000)).رواه البخاري (4830) وغيره.
و الحقو والحُجْزة: موضع عقد الإزار وشده.
قال الحافظ أبو موسى المديني في ((المجموع المغيث)) (1/ 405):
((وفي الحديث: ((إنَّ الرحم أخذت بحجزة الرحمن)) - ثم ذكر تفسيرين للحديث- ثم قال: وإجراؤه على ظاهره أولى)) اهـ.
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان في ((شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري)) (2/ 383) ناقلاً من ((نقض التأسيس)) لشيخ الإسلام، ومن ((إبطال التأويلات)) لأبي يعلى الفراء، ومعلقاً:
((قال شيخ الإسلام رحمه الله في رده على الرازي في زعمه أنَّ هذا الحديث: (يعني: حديث أبي هريرة المتقدم) يجب تأويله:
قال: فيقال له: بل هذا من الأخبار التي يقرها من يقر نظيره، والنِّزاع فيه كالنِّزاع في نظيره؛ فدعواك أنه لا بدَّ فيه من التأويل بلا حجة تخصه؛ لا تصح.
وقال: وهذا الحديث في الجملة من أحاديث الصفات، التي نص الأئمة على أنه يمر كما جاء، وردوا على من نفى موجبه، وما ذكره الخطابي وغيره أنَّ هذا الحديث مما يتأول بالاتفاق؛ فهذا بحسب علمه، حيث لم يبلغه فيه عن أحد من العلماء أنه جعله من أحاديث الصفات التي تمر كما جاءت.
قال ابن حامد: ومما يجب التصديق به: أنَّ لله حَقْواً.
قال المروزي: قرأت على أبي عبد الله كتاباً، فَمَرَّ فيه ذكر حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله خلق الرحم، حتى إذا فرغ منها؛ أخذت بحقو الرحمن)). فرفع المحدث رأسه، وقال: أخاف أنَّ تكون كفرت. قال أبو عبد الله: هذا جهمي.
وقال أبو طالب: سمعت أبا عبد الله يسأل عن حديث هشام بن عمار؛ أنه قريء عليه حديث الرحم: ((تجيء يوم القيامة فتعلق بالرحمن تعالى000))، فقال: أخاف أنَّ تكون قد كفرت. فقال: هذا شامي؛ ما له ولهذا؟ قلت: فما تقول؟ قال: يمضي كل حديث على ماجاء.
وقال القاضي أبو يعلى: اعلم أنه غير ممتنع حمل هذا الخبر على ظاهره، وأنَّ (الحقو) و (الحجزة) صفة ذات، لا على وجه الجارحة والبعض، وأنَّ الرحم آخذة بها، لا على وجه الاتصال والمماسة، بل نطلق ذلك تسمية كما أطلقها الشرع، وقد ذكر شيخنا أبو عبد الله - رحمه الله - هذا الحديث في كتابه، وأخذ بظاهره، وهو ظاهر كلام أحمد.
قلت: قوله: ((لا على وجه الجارحة والبعض))، وقوله: ((لا على وجه الاتصال والمماسة))؛ قول غير سديد، وهو من أقوال أهل البدع التي أفسدت عقولَ كثير من الناس؛ فمثل هذا الكلام المجمل لا يجوز نفيه مطلقاً، ولا إثباته مطلقاً؛ لأنه يحتمل حقاً وباطلاً، فلا بدَّ من التفصيل في ذلك، والإعراض عنه أولى؛ لأنَّ كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم خال منه، وليس هو بحاجة إليه؛ فهو واضح، وليس ظاهر هذا الحديث أنَّ لله إزاراً ورداءً من جنس الأزر والأردية التي يلبسها الناس، مما يصنع من الجلود والكتان والقطن وغيره، بل هذا الحديث نص في نفي هذا المعنى الفاسد؛ فإنه لو قيل عن بعض العباد: إنَّ العظمة إزاره والكبرياء رداؤه؛ لكان إخباره بذلك عن العظمة والكبرياء اللذين ليسا من جنس ما يلبس من الثياب.
فإذا كان هذا المعنى الفاسد لا يظهر من وصف المخلوق؛ لأنَّ تركيب اللفظ يمنع ذلك، وبين المعنى المراد؛ فكيف يدعى أنَّ هذا المعنى ظاهر اللفظ في حق الله تعالى، فإنَّ كل من يفهم الخطاب ويعرف اللغة؛ يعلم أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخبر عن ربه بلبس الأكسية والثياب، ولا أحد ممن يفهم الخطاب يدعي في قوله صلى الله عليه وسلم في خالد بن الوليد: ((إنه سيف الله))؛ أنَّ خالداً حديد، ولا في قوله صلى الله عليه وسلم في الفرس: ((إنا وجدناه بحراً))؛ أنَّ ظاهره أنَّ الفرس ماء كثير ونحو ذلك)) اهـ
نقلا عن كتاب صفات الله تعالى الواردة في الكتاب والسنة
للشيخ علوي السقاف
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=129
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/130)
ـ[عبد الحميد أبو بكر]ــــــــ[29 - 06 - 07, 02:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي,
لكن ما عن هذا سألتُ.
وقد قلتُ: أرجو عدم العجلة في الجواب.(42/131)
الأشاعرة وعلو الله
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[16 - 06 - 07, 11:34 ص]ـ
الأشاعرة الذين أدعوا أنهم من أهل السنة ينكرون علو الله ويقولون أن الله في كل مكان فما هو ردهم على هذا وهذه المسألة من الأمرو التي لم يخالف فيها أحد من السلف رحمهم الله فكيف يدعون أنهم متبعون للسلف أو أنهم من أهل السنة والجماعة.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 06 - 07, 11:06 م]ـ
الأشاعرة لا يقولون أن الله في كل مكان
بل يقولون هو موجود بلا مكان أو لا داخل العالم ولا خارجه
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[16 - 06 - 07, 11:19 م]ـ
إن أهل السنة والجماعة يثبتون لله - عز وجل - صفاته بقيود من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل
وهذه الآيات تدل على صفة العلو لله تعالى وأنه في السماء
ال عمران (آية:55) (**********: showAya(3,55)): اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامه ثم الي مرجعكم فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون (**********: showAya(3,55)) فاطر (آية:10) (**********: showAya(35,10)): من كان يريد العزه فلله العزه جميعا اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر اولئك هو يبور (**********: showAya(35,10))
سورة الملك: " أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16)
أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)
هاتان الآيتان من سورة الملك فيهما التصريح بأن الله - عز وجل -في السماء، ولا يجوز حمل ذلك على أن المراد به: العذاب، أو الأمر، أو الملك؛ كما يفعله المعطلة؛ لانه قال: " من "، وهي ((للعاقل))، وحملها على الملك إخراج اللفظ عن ظاهره بلا قرينة توجب ذلك.
ولا يجوز أن يفهم من قوله: " في السماء " أن السماء ظرف له سبحانه؛ بل إن أريد بالسماء هذه المعروفة؛ فـ"في" بمعنى على؛ كما في قوله تعالى: " ولأصلبنكم في جذوع النخل " طه 71، وغن أريد بها جهة العلو؛ فـ"في" على حقيقتها؛ فإنه سبحانه في أعلى العلو.
هذا والله أعلم ... فأنا طالبة علم وليس لي سوى المعرفة القليلة جدا في مسائل العقيدة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 07:54 ص]ـ
الأشاعرة لا يقولون أن الله في كل مكان
بل يقولون هو موجود بلا مكان أو لا داخل العالم ولا خارجه
هما طائفتان، طائفة تقول: لا داخل العالم ولا خارجه كما تفضلتم، كمثل الجويني والرازي وأتباعهما.
وطائفة أخرى تقول: هو في كل مكان، وهم الصوفية، كابن عربي وابن سبعين والتلمساني وأتباعهما.
وهؤلاء في الحقيقة جهمية؛ لأن الأشاعرة المتقدمين كأبي الحسن الأشعري والباقلاني وأشباههما يقولون: إن الله في السماء.
ـ[الحمزة]ــــــــ[17 - 06 - 07, 01:17 م]ـ
وطائفة أخرى تقول: هو في كل مكان، وهم الصوفية، كابن عربي وابن سبعين والتلمساني وأتباعهما.
بارك الله فيكم , واود الاستفسار:
قولكم "وهم الصوفية" , فهل قصدتم بذلك كل الصوفية؟
وقولكم "كابن عربي" ففي اي موضع قال ابن عربي "الله في كل مكان"؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 04:16 م]ـ
ليس كل الصوفية، ولكن المقصود المتأخرون كما وقع التمثيل
وابن عربي ذكر هذا الكلام في كل كتبه، كالفتوحات والفصوص، أعني قول أهل وحدة الوجود أن ليس ثم إلا الله أصلا في الوجود.
ـ[الحمزة]ــــــــ[17 - 06 - 07, 04:28 م]ـ
وابن عربي ذكر هذا الكلام في كل كتبه، كالفتوحات والفصوص، أعني قول أهل وحدة الوجود أن ليس ثم إلا الله أصلا في الوجود.
نعم شيخنا الجليل , وكنت اطمع ان تدلني على موضع في الفتوحات مثلا يصرح فيه ابن عربي او حتى يلمح الى مثل هذا , وارجو الا اثقل عليكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 04:43 م]ـ
وفقك الله، يصرح ابن عربي في مواضع من الفتوحات بأن "ليس في الوجود إلا الله"، وأنه "هو عين الوجود"، ويقول:
هو الوجود ومن في الكون صورته ........... فليس ثم سوى الرحمن موجود
وعباراته في الفتوحات مبهمة، ومحتملة للتأويل، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: كنت أحسن به الظن في الفتوحات حتى وقفت على كلامه في الفصوص، يعني أن الكفر في الفصوص صريح.
ـ[مهداوي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 10:38 م]ـ
مع التنبيه على أن ابن عربي ليس من الأشاعرة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 08:47 ص]ـ
(للتوضيح)
قول من يقول بأنه في كل مكان يختلف عن قول أصحاب وحدة الوجود، فأصحاب القول الأول يقولون إنه في كل مكان ولكنه ليس هو عين الموجودات، ويقال في المشهور عنهم (الله في هذا الكون كالزبد في هذا اللبن).
وهم مختلفون اختلافا كبيرا في هذه الأقوال كما بين أبو الحسن الأشعري في المقالات، ونسب هذا القول - أعني بأنه في كل مكان - إلى طوائف من المعتزلة والحرورية والجهمية.
وعزاه شيخ الإسلام إلى بعض المتكلمين كأبي معاذ، وكثير من الصوفية والسالمية كأبي طالب المكي وابن برجان.
ومن المعلوم أن الأشعرية المتأخرين وافقوا الجهمية في كثير من أصولهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/132)
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 11:54 ص]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا أبا مالك , و أظن أن من يقول أن الله هو الموجود الوحيد الحقيقي و الباقي صور لهذا الوجود هم من يقولون بوحدة الوجود , و أما من يقول بأن الله في كل مكان هم الحلولية. هذا و الفرقتان من أكفر أهل الأرض , إذ جعلوا من عبد وثناً أو شمساً كمن عبد الله الواحد القاهر , إذ الكل عندهم صور للخالق تعالى عما يقولون علواً كبيراً. و الله أعلم.(42/133)
هل حب الصحابة يتفاوت؟
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[16 - 06 - 07, 05:24 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أسأل الله أن يديم عليكم نعمه
إذا قلنا أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ليسوا على مرتبة واحدة فأفضلهم أبو بكر فهل يلزم من هذا أنني أحبه أكثر من عمر مثلا؟
فهل بحث هذا الموضوع في الملتقى الطيب و هل يوجد من يدل على كتاب تطرق لهذه المسألة؟
أحسن الله إليكم
ـ[حارث همام]ــــــــ[17 - 06 - 07, 01:08 م]ـ
إي والله يتفاوت وهل يستوي حب أبو بكر الذي حفظ الله به جرثومة الإسلام، ورد به إلى حظيرة الدين أهل الردة، ونفع به رسوله ما لم ينفعه بأحد غيره، وهو فوق ذلك كله أحب الرجال إليه صلوات ربي وسلامه عليه، فهل يستوي حبه في الله ولله بحب غيره وإن كان الفاروق شهيد المحراب عمر ابن الخطاب.
نعم قد يستوي حبنا لبعض الصحابة، بل كثير منهم ولاسيما أن أكثرهم قد طوى الله عنا علم منازلهم، وقد يحب بعضنا بعضهم لمقتضى خاص كثبوت بعض فضائل بعضهم وعلمه بمناقبهم وبالمقابل يقوى عند آخر حب صحابي آخر لمقتضي خاص به.
ولعل هذا أمره واسع إذا تجاوز الأربعة والستة ومن لهم في الإسلام أقدام مشهورة وأياد مشكورة مع استقرار حب جميعهم في سويداء الأفئدة، والتبرئ من شانئهم الطاعن فيهم.
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 01:49 م]ـ
ألا قبح الله قوما لم يعرفوا لهذه الشموس حقها، اللهم احشرنا في أنوارها ومتعنا اللهم بلذة النظر إليك، وبصحبة حبيبك عليه السلام.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[17 - 06 - 07, 02:24 م]ـ
إي والله يتفاوت وهل يستوي حب أبو بكر الذي حفظ الله به جرثومة الإسلام، ورد به إلى حظيرة الدين أهل الردة، ونفع به رسوله ما لم ينفعه بأحد غيره، وهو فوق ذلك كله أحب الرجال إليه صلوات ربي وسلامه عليه، فهل يستوي حبه في الله ولله بحب غيره وإن كان الفاروق شهيد المحراب عمر ابن الخطاب.
نعم قد يستوي حبنا لبعض الصحابة، بل كثير منهم ولاسيما أن أكثرهم قد طوى الله عنا علم منازلهم، وقد يحب بعضنا بعضهم لمقتضى خاص كثبوت بعض فضائل بعضهم وعلمه بمناقبهم وبالمقابل يقوى عند آخر حب صحابي آخر لمقتضي خاص به.
ولعل هذا أمره واسع إذا تجاوز الأربعة والستة ومن لهم في الإسلام أقدام مشهورة وأياد مشكورة مع استقرار حب جميعهم في سويداء الأفئدة، والتبرئ من شانئهم الطاعن فيهم.
جزاكم الله خيرا على هذا التأصيل النافع و أعلمكم أن الذي جعلني استفسر في هذا لأنني أجد في كثير من كتب العقيدة إذاذكروا مسألة الصحابة لا يتطرقون إلى هذا التفصيل
فأحببت أن أستشير أخواني لعلهم يدلوني على مصدر علمي تطرق لهذا الموضوع ككتب شيخ الاسلام مثلا.
أحسن الله إليكم
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[17 - 06 - 07, 09:40 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
قال تعالى:
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (الفتح:29)
وهنا تحضرني قصة مفيدة:
أستاذ من أساتذتي كانت فيه شدة على الصحابة قليلا،لا أدري كان لا يعجبني اسلوبه عندما يتحدث عن الصحابة، وكان هذا الأمر ملاحظا من غيري، وكان هذا الأستاذ عبقري بكل ما في الكلمة من معنى، لكن في يوم من الأيام أصابه أمر عطل مسيرته العلميه، ليته ما كان تفوه بما كان يقوله، اللهم اجعل ما حصل كفارة له.(42/134)
لقاء مع فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك -حفظه الله- حول شبهات للمفوضة
ـ[حارث همام]ــــــــ[16 - 06 - 07, 09:31 م]ـ
فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن ناصر البراك حفظه الله
السلام عليكم ورحمه وبركاته
هذه شبهة تفويضية يكثر المبتدعة الأشاعرة يا شيخنا الكريم من تردادها وهي قولهم:
قلتم يا سلفيون في جميع صفات الله سبحانه أنها معلومة المعنى مجهولة الكيف، فما جوابكم إن سألناكم عن معنى اليد والساق والرجل؟ وعن معنى الضحك والغضب؟ وهل المعنى الذي تثبتونه هو ما ورد في معاجم اللغة أم هو شيء آخر؟ فإن كان شيئاً آخر فبينوه فإن لم تذكروا شيئاً في بيان هذا المعنى فأنتم في الحقيقة مفوضة وإن كابرتم.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ...
مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو المذهب الحق الموافق لصحيح المنقول وصريح المعقول، وهو مبني على ثلاثة أصول: الإثبات لما أثبته الله لنفسه، ونفي مماثلته تعالى لخلقه، ونفي العلم بالكيفية.
فأما الإثبات فدليله قوله تعالى: (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير)، ونظائر هذه الآية، فمن الإيمان الإيمان بما وصف الله به نفسه أو صفه به رسوله.
ودليل نفي التمثيل قوله تعالى: (ولم يكن له كفواً أحد)، (ليس كمثله شيء)، ونحو ذلك.
ودليل نفي العلم بالكيفية قوله تعالى: (ولايحيطون به علماً)، وقوله تعالى: (ولاتقف ما ليس لك به علم)، وقوله تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لاتعلمون).
ومعلوم أن الأسماء والصفات التي جاءت مضافةً إلى الله أيضاً جاءت مضافة إلى العباد، بل بعض الصفات المضافة إلى الإنسان تأتي مضافة إلى الحيوان، كالوجه واليد والرأس والعين، ومعلوم أنه لايلزم من الاتفاق بين الإنسان والحيوان في هذه الأسماء أن يكون الإنسان مماثلاً للحيوان وإلاّ لصح أن يقال الإنسان كالقرد والخنزير والحمار أو غيرها من الحيوانات التي تضاف إليها تلك الصفات، ولكن لما كانت هذه المخلوقات مشاهدة كانت كيفياتها معلومة.
وكذلك بعض الصفات المضافة للإنسان كالوجه واليد والعين، أو المضافة إلى بعض الحيوان كالجناح، جاءت مضافة للملائكة، كما قال تعالى: (والملائكة باسطوا أيديهم)، وقال: (جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء).
ومعقول من معنى اليد المضافة للملائكة والإنسان أنها التي يكون بها الأخذ والعطاء والفعل والقبض والبسط.
ويكون بالجناح الطيران.
ولم يلزم من ذلك أن أيدي الملائكة كأيدي الناس والحيوان، ولا أجنحتهم كأجنحة هذه الطيور، فمعناها معقول وكيفيتها مجهولة، هذا مع أن الجميع مخلوق.
فصفات الملائكة مباينة لصفات الإنسان والحيوان ومعانيها مفهومة للمخاطبين، وشأن الله أعظم من ذلك، فكل موصوف صفاته مناسبة له، فإن كان الله لايماثل شيئاً من مخلوقاته ولايماثله شيء من خلقه فكذلك صفاته، فهو سبحانه ليس كمثله شيء لافي ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.
ومذهب أهل السنة في هذا الباب هو الصراط المستقيم، وكل من خالفهم فقد انحرف عن الصراط بدرجات متفاوتة، ومذهب أهل السنة مستقيم لاتناقض فيه ولا اضطراب، والمذاهب المخالفة متناقضة فيثبتون الشيء وينفون نظيره، وينفون الشيء ويثبتون نظيره، وهذا لازم لكل من نفى شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا مخرج لهم عن هذا التناقض إلاّ بالرجوع إلى الحق بإثبات كل ما أثبته الله لنفسه، وأثبته له رسوله على الوجه اللائق به سبحانه، أو ينتهي به الأمر إلى غاية الإلحاد بنفي وجود الله سبحانه وتعالى.
والمعطلة لجميع الصفات من الجهمية والمعتزلة بنوا مذهبهم على شبهات زعموها حججاً عقلية عارضوا بها نصوص الكتاب والسنة، وزعموا أن ما دلت عليه هذه الحجج هو الحق الذي يجب اعتقاده، وأن ظواهر النصوص كفر وباطل، فأوجبوا لذلك صرفها عن ظاهرها، بشتى التأويلات التي لادليل عليها، فجمعوا بين التعطيل لصفات الرب وتحريف كلامه وكلام رسوله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/135)
وأما الأشاعرة فقد شاركوا الجهمية والمعتزلة في كثير من باطلهم في هذا الباب، فنفوا أكثر الصفات وأثبتوا القليل منها، وحجتهم فيما نفوه هي حجة الجهمية والمعتزلة في نفي جميع الصفات، فشاركوهم في المذهب والاستدلال، وما أثبتوه من الصفات لم يسلم من التخليط، كما في مسألة كلام الله تعالى ومسألة الرؤيا، فكانوا بهذا الإثبات والنفي متناقضين أظهر تناقض، فما يحتجون به على ما نفوه يقتضي نفي ما أثبتوه، وما احتجوا به فيما أثبتوه يقتضي إثبات ما نفوه، فلزمهم إما إثبات الجميع أو نفي الجميع، ولكنهم اختلفوا في موقفهم من نصوص الصفات التي نفوها.
فمنهم من يوجب في هذه النصوص التأويل وذلك بصرفها عن ظاهرها إلى معاني محتملة مرجوحة، ومعاني بعيدة بغير حجة يجب المصير إليها، وسبيلهم في هذا سبيل الجهمية والمعتزلة فيجمعون بين التحريف والتعطيل والحكم على النصوص بأن ظاهرها هو التمثيل الباطل، ومنهم من يوجب في هذه النصوص التفويض وحقيقته أن هذه النصوص لا تدل على معنى مفهوم فلا يفهمها أحد لا الرسول ولا الصحابة فضلاً عن غيرهم، ولازم هذا المعنى بل حقيقته أن نصوص هذه الصفات ليس فيها بيان للناس، ولا هدى ولاشفاء ولا تكون من أحسن الحديث، فإن ما لا معنى له، وما لا يفهمه أحد لا يحصل به شيء من ذلك، وليس أهل التفويض من الأشاعرة وغيرهم بأقل ضلالاً وانحرافاً من أهل التأويل، فإنهم يشتركون في ما نفوا من الصفات، فيشتركون في التعطيل، ويشتركون كذلك في أن هذه النصوص لايجوز اعتقاد ظاهرها، فظاهرها غير مراد عندهم، ولا ريب أن من كان يعتقد أن ظاهرها التشبيه فإنه لا يجوز أن يكون هذا الظاهر مراداً، ولكن أهل السنة يأبون ذلك، فالله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم من أن يكون ظاهر كلامه هو تمثيله بخلقه، فإنه تعالى لم يخبر بما أخبر به من أسمائه وصفاته إلاّ مع تنزيهه عن مماثلة خلقه كما في قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، فأثبت لنفسه السمع والبصر ونفى أن يماثله شيء من خلقه، ومعاني أسمائه سبحانه وصفاته معلومة للمخاطبين فإن الله أنزل هذا القرآن بلسان عربي مبين، وبهذه النصوص المفهومة عرف المؤمنون ربهم بأنه ذو سمع حقيقة وسع الأصوات، وذو بصر حقيقة فلا يغيب عنه شيء، وذو حياة حقيقة فلا تأخذه سنة ولانوم، وهو الحي الذي لايموت، وهو ذو قدرة تامة فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وذو علم محيط بكل شيء فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وهو تعالى منزه عن أضداد هذه الصفات من الصمم والعمى والموت والعجز، وكما أنه سبحانه موصوف بهذه الصفات بمعانيها المفهومة للمخاطبين كذلك القول في سائر ما وصف الله به نفسه، من الاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير من الليل، والمحبة والرضا والغضب والفرح والضحك مما جاء في القرآن أو في السنة، معانيها معلومة وكيفياتها غير معقولة لنا، مع الجزم بأن ما يختص به الرب من هذه المعاني ليس مماثلاً لما يختص به المخلوق، حتى الوجود؛ الله موجود، والعبد موجود، وليس وجود الخالق كوجود المخلوق، ولا وجود المخلوق كوجود الخالق وإن كان كل منهما هو وجود ضد عدم، ولايلزم من الاتفاق في معنى كلي اتفاقهما فيما يختص بالخالق أو يختص بالمخلوق.
والتعبير عن الأسماء والمعاني التي في معاجم اللغة منه ما هو تفسير بما يختص بالمخلوق، كتفسير الغضب بغليان دم القلب، أو تفسير الرحمة بأنها رقة، وما أشبه ذلك، ومنها ما هو تفسير بالمعنى العام الذي يصلح أن يضاف إلى الخلق وأن يضاف إلى المخلوق، كما إذا قيل العلم ضد الجهل، والحياة ضد الموت، والسمع إدراك الأصوات، والبصر إدراك المرئيات، وكثير من المعاني يصعب التعبير عنها بحد جامع مانع لكنها معقولة، مثل المحبة والبغض، بل الحياة والسمع والبصر إنما تفسر بذكر أضدادها ومقتضياتها اللازمة لها، ولايعني ذلك نفي حقائقها فتثبت المحبة مثلاً وما تستلزمه من الثواب، والبغض وما يستلزمه من العقاب، ونفي الحقيقة وإثبات لازمها تعطيل مع ما فيه من التناقض، فإن إثبات اللازم يقتضي إثبات الملزوم، ونفي الملزوم يقتضي نفي اللازم.
وقد جاء عن أئمة أهل السنة القول الفصل المتضمن للحق الخالص فمن ذلك قول الإمام مالك لما سئل عن الاستواء: الاستواء معلوم، والكيف غير معقول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/136)
وقال غيره في نصوص الصفات: تمر كما جاءت بلا كيف، أي لايتعرض لها بالتأويل، بل يؤمن بها، والإيمان بها يتضمن الإيمان بألفاظها وبمعانيها فإن ما لامعنى له لايقال فيه: بلا كيف.
فيجب الإيمان بأنه تعالى كما وصف نفسه وكما وصفه رسوله وكل ما جاء من ذلك فهو حق على حقيقته اللائقة به سبحانه، فكما تقول الله تعالى حي والمخلوق حي وليس الحي كالحي، والله تعالى سميع بصير وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير، نقول كذلك إنه تعالى يحب ويرضى ويبغض والمخلوق يوصف بهذه الصفات وليس ما يضاف لله من هذه الصفات مثل ما يضاف للمخلوق، فنعرف ربنا بأنه يحب أولياءه ويرضى عنهم ويبغض أعداءه ويسخط عليهم، كذلك نؤمن بأنه يفرح بتوبة عبده كما أخبر أعلم الخلق به، وفرحه يتضمن محبته والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك ترغيباً في التوبة إلى الله، فإن الذي ينبغي للعبد أن يسارع إلى ما يحبه مولاه ويفرح به، وفرحه تعالى بتوبة عبده ذلك الفرح يدل على عظيم كرمه وإحسانه وهو تعالى أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
فنسأله تعالى أن يرحمنا وأن يتوب علينا.
السؤال الثاني: نريد تقويمك شيخنا لهذا لجواب وهو أن يقال:
<<إن السؤال عن معاني هذه الكلمات عي، لأنه إنما يكون هذا السؤال عن كلمة غريبة في اللغة وإلا فالسمع والوجود واليد والرجل والساق والرضا والغضب كلمات واضحة جلية للسامع وأئمة الأشاعرة لما أرادوا أن يوضحوا الواضح اضطربوا في هذا غاية الاضطراب حتى أن الغزالي في المنخول ص94 بعد أن زيف جميع تعاريف من سبقه لـ"العلم" قال: ((والمختار أن العلم لا حد له إذ العلم صريح في وصفه مفصح عن معناه ولا عبارة أبين منه، وعجزنا عن التحديد لا يدل على جهلنا بنفس العلم)) إلخ ما قال وأمثال هذه النصوص عن هؤلاء كثيرة. أما كيفية هذه الصفات وكنهها فهو مجهول لنا ولعل السائل إنما يسأل عن الكيف بصورة السؤال عن المعنى للتلبيس.
أما المعاجم فإما أن تعطي بالنسبة لهذه الألفاظ الواضحات:
1 - مفردة مرادفة للمعنى الكلي لـ "اللفظ" المراد البحث عن معناه أو ما يضاده في المعنى كأن يقال "القدم" هي "الرجل" و "العلم" هو "الإدراك" و"الرضا" ضد "الغضب" واللفظ المستفاد هنا كما هو واضح إما أن يكون أخفى من اللفظ الأول أو أنه مساوي له في الظهور وهنا سيعيد هذا السائل السؤال بالنسبة لمعنى اللفظ الآخر.
2 - أو تعطي هذه المعاجم بعض الأمثلة من حقائق هذا المسمى في الخارج لتقرب معناه الكلي من الذهن لكن لا يجوز أن يعتقد قط بأن كيفية صفات الله سبحانه تماثل كيفية صفات المخلوقين المذكورة تعالى الله سبحانه عن كل نقص وعيب.
فإن قيل فما هو المعنى المشترك لصفات ربنا سبحانه والذي قلتم بأنه واضح وجلي للسامع و الذي فارق به أهل السنة المفوضة المبتدعة قيل هو المعنى المتبادر الذي يفهم من خلاله أحكام الصفة والأفعال التي يصح تعلقها بها ولوازمها و آثارها ويفهم من خلاله -ولولاه لما فهمناهذا-ما يقارب اللفظ في المعنى وما يرادفه وما يضاده ونحو هذا. وهذا المعنى هو الذي يُفهم من لفظة الصفة في سياقها الوارد ويفهمه كل من سلمت فطرته من تغيير ممن يفهم بتلك اللغة ".
فما تعليقكم يا فضيلة الشيخ على هذا الجواب؟ >>.
الجواب:
الذي أرى أنه جواب سديد، ومداره على أن هذه الصفات المسؤول عنها واضحة المعنى مفهومة وأنها أوضح من كثير مما تفسر به، كما ورد الاستشهاد بذلك بما قال الغزالي في العلم، ويمكن أن يقال مثله في الحياة والمحبة والرحمة والفرح، ولهذا يلجأ بعض أهل اللغة أصحاب المعاجم إلى تفسيرها بذكر أضدادها، أو يقولون: معروف.
والموردون للسؤال من الأشاعرة عليهم أن يوردوا هذا السؤال على أنفسهم فيما أثبتوه فما يجيبون به هو جوابنا عن هذا السؤال فيما نفوه، فإن كان ما أثبتوه لله من الحياة والقدرة والسمع والبصر أثبتوها بمعانيها المعقولة المفهومة على الوجه اللائق به سبحانه، والمعقول من معاني هذه الأسماء أن الحياة ضد الموت، والعلم ضد الجهل، والقدرة ضد العجز، والسمع ضد الصمم، والبصر ضد العمى، فليقولوا مثل ذلك في سائر ما نفوا من صفات الله، سواء كانوا من أهل التأويل أو التفويض، وهذا هو المطلوب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/137)
وإن نفوا ما نفوا من الصفات فراراً من محذور فما زعموه لازماً من إثبات تلك الصفات هو لازم لهم فيما أثبتوه فلابد لهم من إثبات الجميع لله على ما يليق به أو نفي الجميع وحينئذ يخرجون عن مذهبهم المضطرب إما إلى الحق المستقيم، أو إلى ما هو أبطل مما ذهبوا إليه، ومن أراد الحق واجتهد في طلبه وتحريه هدي إليه، "فمن تدبر القرآن طالباً الهدى منه تبين له طريق الحق فإن الله لايخلف الميعاد، قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) ".
أما المعنى المشترك فهو القدر الذي يثبت لكل من يصدق عليه الاسم العام، ويسمى المتواطئ لأن أفراده تتفق في معناه إما مع التساوي أو مع التفاوت، فالأول كالإنسان فإنه اسم للنوع البشري. والثاني كالنور فإنه يصدق على نور الشمس، ونور السراج الضئيل، ومن هذا القبيل لفظ الوجود والموجود فإنهما يصدقان على كل وجود وكل موجود مع التباين العظيم كما في وجود البعوضة والعرش، وأعظم من ذلك التباين بين وجود الواجب ووجود الممكن، فالقدر المشترك هو مسمى الاسم المطلق فالوجود ضد العدم، والموجود ضد المعدوم، فهذا القدر لايختلف فيه موجود وموجود أو وجود ووجود والله أعلم.
السؤال الثالث: إذا صح أن يقال في صفات مثل الحياة والقدرة والغضب والرضا أن السؤال عنها عيٌّ حيث إن المرء لا يستطيع أن يعبر عن معاني هذه الصفات الخاصة به فهل يقال مثل ذلك في اليد والساق والضحك لاسيما وأن المرء يستطيع أن يعبر عن معاني هذه الصفات؟
الجواب:
السؤال عن هذه الصفات على وجهين؛ سؤال عن حقائقها وكيفياتها، وهذا هو السؤال الذي قال فيه الإمام مالك: "والسؤال عنه بدعة"، لأنه سؤال عما لاسبيل إليه، ولا يمكن أحداً الجوابُ عنه.
والثاني سؤال عن معانيها، وهذه الصفات مع وضوحها لايكون السؤال عنها إلاّ من متعنت متكلف، كالذي يسأل عن الماء والشمس والإنسان، ولا نقول إن هذه الألفاظ لايمكن التعبير عن معناها. بل كل لفظ يمكن تفسيره إما بمرادفه أو بذكر ضده أو بذكر بعض آثاره وما يحصل به، والمقصود هو إفهام المراد وتقريبه.
ولاريب أن المسميات منها أمور معنوية مدركة بالعقل، وأمور حسية تدرك بالحس، ومعلوم أن تصور الأمور المحسوسة أكما من تصور الأمور المعقولة، هذا ومن الأمور العقلية ما تكون معرفته والقطع به أعظم من المحسوس، وهذا يرجع إلى تفاوت المدارك، والقضايا من حيث الظهور والخفاء.
السؤال الرابع: هل من إشكال إذا قال قائل: اليد صفة لله بها يقبض و بها يبسط ... و هي يد حقيقية فليست القدرة أو القوة ... و لا يعرف حقيقتها إلا الله، وأننا إذا رأيناها يوم القيامةعرفناها، كما في الحديث أن الله سبحانه وتعالى يتجلى للمؤمنين بالوصف الذي كانوا يعرفونه به في الدنيا، و إننا لا نعرف ما وراء ذلك؟
الجواب:
إذا قال قائل اليد صفة لله تعالى يقبضها ويقبض بها ما شاء ويبسطها ... وهي يد حقيقة .. إلى آخر ما ذكر فلا إشكال فيه، أما رؤية اليد، فالرؤية لم ترد إلاّ مجملة أو إلى وجهه الكريم، فنثبت هذا والباقي نسكت عنه.
السؤال الخامس:
ما قولكم شيخنا فيمن يقول أنا لا أثبت إلا ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم أو ما أثبته أهل القرون الثلاثة الأولى و لا أزيد على ذلك حرفاً وإن كان صحيح المعنى إذ يسعني ما وسعهم، فيقول في قوله استوى أي علا وارتفع، ويقول إن الساق صفة حقيقية قد جعل الله كشفها يوم القيامة علامة يعرفه بها عباده المؤمنون، ويقول في القدم إنهما قدمان وإن الكرسي موضعهما وأنه سبحانه يضع قدمه في النار حتى تقول قط قط، فهل يجب عليه ما هو فوق ذلك؟
الجواب:
هذه الجملة تحتاج إلى تفسير، فكيف يكون صحيح المعنى ولم يثبته الله تعالى لنفسه ولا أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؟ لكن ينبغي أن يعلم أنه ليس كل ما صح أن يخبر به عن الله صح أن يكون اسماً له أو صفة يثنى بها عليه، فإن باب الأخبار أوسع من باب التسمية والنعت والثناء، وذلك كلفظ الشيء والموجود وواجب الوجود والقديم، فإن هذه الألفاظ يصح إطلاقها على الله على وجه الإخبار، فيقال: الله شيء وموجود وهو سبحانه واجب الوجود وهو قديم، وهذه وإن لم ترد ألفاظها فقد ورد ما يستلزمها ويتضمنها، بل لفظ شيء قد جاء في القرآن كما في قوله تعالى: (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله)،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/138)
وجاء في السنة: "لاشيء أغير من الله".
ثم إن قوله: (وما أثبته أهل القرون) قد يفهم منه أنهم قد يثبتون ما لم يرد به نص من كتاب أو سنة، وليس المعول في إثبات الصفات على مجرد الإجماع، بل كل ما اتفق عليه أهل السنة فقد جاءت به النصوص، كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في القاعدة الثانية من العقيدة التدمرية.
ثم إن بعض الفرق حدثت في القرون الثلاثة، فإن كان يريد الصحابة والتابعين فالمعنى صحيح، والله أعلم.
السؤال السادس:
هل الرجوع لكتب اللغة التي تعني بالأصول اللغوية للكلمات مفيد في معرفة المعنى الكلي المشترك للصفة ككتاب معجم مقاييس اللغة لابن فارس رحمه الله؟ وقد ورد في هذا الكتاب أن أصل الضحك هو "دليل الانكشاف والبروز " فهل يقال بأن هذا هو أصل معنى الضحك الذي نثبته ونفهمه فقط خصوصاً وأنه قد أدخل في هذا المعنى ضحك السحاب وضحك الزرع!؟ إن كان الجواب بنعم فلما قال الأعرابي "لن نعدم من رب يضحك خيراً"؟ ثم أليس هذا المعنى أخفى من لفظ الضحك نفسه الذي يفهمه كل أحد بحسب ما يضاف إليه؟
الجواب:
ما ذكره ابن فارس من معنى كلي للضحك ليس بصحيح، فلا يصح أن يقال ضحك الله انكشاف، بل الانكشاف لايفسر حقيقة الضحك، لكن هذه محاولة من ابن فارس ويظهر أنه قال ذلك بناء على أن ضحك الإنسان يتضمن انكشاف موضع الضحك، فيكون هذا التفسير أقرب لما يناسب المخلوق، وأما ضحك الرب فإنه معنى الله أعلم بحقيقته، لكن دلت موارده على أنه يتضمن الرحمة والرضا، كما في حديث يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، وحديث فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب، ولهذا قال الأعرابي: لن نعدم من رب يضحك خيراً.
السؤال السابع:
إذا كان المعنى المشترك الكلي هو أصل معنى اللفظ في لغة العرب وكان المنقول عن العرب أكثر من معنى لإطلاق اللفظ فكيف السبيل لمعرفة المعنى المشترك الكلي؟ فمثلاً ذكر بعض أهل اللغة أن اليد هي الكف وذكر بعضهم أنها من أطراف الأصابع إلى الكف وآخرون أنها من أطراف الأصابع إلى المنكب وغيرهم أنها من أطراف الأصابع إلى الكتف، وقد ثبت عن بعض الصحابة فمن بعدهم إطلاق اليد وإرادة من أطراف الأصابع إلى المنكب.
الجواب:
هذه التفسيرات من بعض أهل اللغة لليد راجعة إلى اختلاف المراد بها في مختلف سياقات الكلام، فتارة يراد بها هذا، وتارة يراد بها هذا، وتارة يراد بها هذا، فالسياق هو الذي يحدد المراد من هذه المعاني، وقد تحدد المراد أدلة خارجة عن السياق الذي ورد فيه لفظ اليد، ويد الإنسان يعلم بالحس أن لها أصابع وكفاً وذراعاً ومرفق وعضداً، ويعرف المراد من هذه بحسب ما يرد فيه ذكر اليد، ولايشتبه هذا على أكثر الناس، فإذا قيل فلان له يدان، شمل ذلك كل ما يدخل تحت هذا الاسم، وإذا قيل: لمسه بيده كان المتبادر أنه لمسه بكفه، وإذا قيل: قطعت يده، فالغالب أنه يراد قطع الكف، ولما أخبر سبحانه أنه خلق آدم بيديه وأنه يأخذ السماوات والأرض بيده، علمنا أن لله يدين يخلق بهما ويبسطهما ويقبضهما ويقبض ما شاء بهما، ولا نزيد على هذا إلاّ ما جاء به الدليل، كإثبات الأصابع له سبحانه وتعالى، ولا يجوز لنا أن نتخيل كيفية يده، فإن ذلك مما يستحيل الوصول إليه، ولايحيطون به علماً.
السؤال الثامن: هل يصح قول إن المعنى المشترك الكلي للصفات هو الظاهر المتبادر إلى ذهن الموحد سليم الفطرة الذي يفهم لغة العرب؟ وما دخل التوحيد والفطرة في هذا الأمر؟ وهل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا آيات الصفات قبل إسلامهم يتبادر إلى ذهنهم أمر مغاير لما يتبادر إليها بمجرد إسلامهم؟
الجواب:
الحمد لله لاريب أن الصحابة ممن من الله عليهم بالإسلام وغيرهم من أهل اللسان يفهمون معاني هذه الأسماء وهذه الألفاظ، فيعقلون معنى الحياة والسمع والبصر والعلم والقدرة والغضب والاستواء والعزة والرحمة والإرادة ومعنى الوجه والعين واليد وغير ذلك مما جاء مضافاً إلى الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/139)
ولكن من لم يؤمن بالقرآن ويدخل في الإسلام قد يكذب بذلك كله أو بعضه، وما يقر به قد تكون له تصورات تدور في خياله ويتوهمها، فقد يتصور تكيفاً أو يتصور تمثيلاً، ومنشأ ذلك الجهل ووساوس الشيطان، كما قد يتلقى شيئاً من ذلك من أبويه فيكون مقلداً لهما، ولمن قبلهما (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون)، وأما من من الله عليه بالإيمان بالله ورسوله، ودخل في الإسلام، فإنه يفهم معاني هذه الأسماء والألفاظ فهماً بريئاً من آثار الجاهلية، بل يفهمها على الوجه الموافق لبيان الله ورسوله، فإنه تعالى لما أخبر عن نفسه بهذه الأسماء وهذه الصفات بين أن ليس كمثله شيء وليس له ند ولا كفؤ ولاسمي، وبين تعالى أن العباد لايحيطون به علماً، فأثبت الصحابة والمؤمنون من بعدهم ما أثبته الله لنفسه كما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، فآمنوا بأنه تعالى ثابتة له هذه الصفات، ولكنها لاتماثل صفات المخلوقين، ولايحيطون بها علماً، فلا يعلمون حقائقها وكيفياتها، فهم يعلمون ويؤمنون بأنه تعالى حي قيوم سميع بصير عليم قدير، وأنه يتكلم ويغضب ويرضى إلى غير ذلك مما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله، ويفهمون معاني هذه الصفات، فالحياة ضد الموت، والسمع ضد الصمم وهو إدراك الأصوات، والبصر هو إدراك المرئيات، فيفهمون من معنى أنه سميع بصير أنه سميع لأصوات العباد، وأنه تعالى يراهم كما قال لموسى وهارون عليهما السلام: (إنني معكما أسمع وأرى)، وهم يؤمنون بأنه لا يلزم من إثبات هذه الصفات مماثلته تعالى لخلقه.
وإن كان بين أسمائه وصفاته، وأسماء بعض العباد وصفاتهم قدر مشترك، فإن توهم التشبيه بسبب ثبوت القدر المشترك هو من الباطل الذي قام عليه مذهب أهل التعطيل، حيث زعموا أن إثبات الصفات لله يستلزم التشبيه، وتفرع عن هذه الشبهة شبهات، وحصل الافتراق بين الأمة في هذا الباب، وعصم الله أهل السنة والجماعة فلزموا ما كان عليه الصدر الأول، قبل أن تحدث المحدثات، وتثار الشبهات، والله أسأل أن يهدينا إلى الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، والله أعلم.
السؤال التاسع: ما الحيلة فيمن تشوهت فطرته، وكيف سيفهم المعنى الصحيح للصفات الخبرية؟
الجواب:
من تشوهت فطرته فالحيلة أن يدعى ويعلم ويدعى له، وإذا صحت نيته في معرفة الحق فحري أن يهديه الله، وأن يلهمه الصواب، أما إن غلب عليه التعصب للمذهب والآراء والآباء والشيوخ فالأحرى به ألا يوفق لمعرفة الحق وقبوله، قال الله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)، وقال تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون)، ولا يملك هداية القلوب إلاّ الله: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، فالداعي إلى الله لا يملك إلاّ البلاغ كما هو شأن الرسل صلوات الله وسلامه عليهم: (فهل على الرسل إلاّ البلاغ المبين)، (إن عليك إلاّ البلاغ)، وقال تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلاّ بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم).
السؤال العاشر: هل المعنى المشترك الكلي لصفة ما هو المعنى الموجود في كل من يتصف بهذه الصفة على الحقيقة؟ وهل يكفي في معرفة هذا المعنى المشترك بين موصوفين بنفس الصفة مجرد اتصاف كل منهما بها، أم لا بد من شيء زائد إذ قد يكون في صفة أحدهما من المعاني ما ليس في نفس الصفة في الآخر؟ وإن كان الجواب نعم فما هو هذا الشيء الزائد؟
الجواب:
القدر المشترك هو مسمى الاسم المطلق، أي غير المضاف، ومسمى الاسم المطلق غير موجود في الخارج، لكنه ثابت لكل من صح إطلاق هذا الاسم عليه، كمطلق الوجود فإنه ثابت لكل موجود، وهذا حكم جميع الأسماء المتواطئة، أي المتفقة في معنى هذا الاسم العام، لكن إذا أضيف الاسم المطلق دل على القدر المشترك مقيداً بما يختص به المضاف إليه، فوجود الله هو وجودٌ واجبٌ قديمٌ لايجوز عليه الحدوث ولا العدم، ووجود المخلوق وجود ممكن محدث يجوز عليه العدم، وبهذا يعلم أنه لايوجد في الخارج إلاّ ما هو معين مختص، فكل من المسميين أو الموصوفين بصفة لايشركه فيها الآخر، لكنه يشركه في مطلق هذا الاسم وهذا الوصف؛ فالعالمان كل منهما مستقل بعلمه مختص به، لكنهما مشتركان في مطلق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/140)
العالِمية، أو مطلق عالِم، والمعنى المطلق للعالم أو العالمية مشترك بينهما، لكن هذا المشترك لايوجد إلاّ في الذهن، فعلم أن لا اشتراك بينهما في أمر موجود في الخارج، وقس على هذا سائر الأسماء المتواطئة، وهي الأسماء العامة سواء تفاضل المعنى في أفرادها أو تساوى، والله أعلم.
السؤال الحادي عشر: هل صواب أن يقال إن المعنى المشترك الكلي الذي نثبته لصفات الله عز وجل هو الذي يفهم من خلاله أحكام الصفات وأفعالها التي يصح تعلقها بها ولوازمها وآثارها؟
أو أن يقال إن المعنى المشترك الكلي هو الذي يفهم من خلال أحكام الصفة وأفعالها وآثارها ولوازمها التي أخبرنا الله عنها ويكون موجوداً في كل من يتصف بهذه الصفة؟
إذ على الثاني فإننا قد فهمنا من إخبار النبي عليه السلام عن صفة الأصابع أن الله عز وجل يقلب قلوب العباد بين أصبعين منها، وفهمنا من حديث الحبر أن الله سبحانه يضع الأرضين على إصبع والسماوات على إصبع والجبال على إصبع ... الحديث، فمعنى التقليب موجود في أصابع الإنسان فعلمنا بخبر النبي عليه السلام أنه معنى مشترك، ومعنى وضع الأشياء على الأصابع موجود في أصابع الإنسان فعلمنا بالخبر كذلك أنه معنى مشترك.
أما على الأول فإنه لو لم يأت الشرع بأي شيء عن صفة الأصابع سوى ذكر أن لله أصابع فإننا سنفهم من خلال المعنى المشترك ـ بعد أن نعرف ما هو أولاً ـ أحكام الأصابع والأفعال التي يصح تعلقها بها ولوازمها وآثارها، فهل يمكن إن صح هذا الأول أن يقال من معاني صفة الأصابع لله أنه يصح أن يشير بها سبحانه وأن هذا معنى مشترك بينها وبين أصابع الإنسان؟
الجواب:
تقدم أن المعنى المشترك أو القدر المشترك هو مسمى الاسم المطلق، فيثبت هذا المعنى لكل ما يصدق عليه هذا الاسم، وكل ما يثبت من الأحكام للمعنى المشترك يكون ثابتاً للمسمى بهذا الاسم، فلوازم القدر المشترك تثبت لكل من ثبت له القدر المشترك، فلوازم القدر المشترك مشتركة، لأن ثبوت الملزوم يقتضي ثبوت اللازم، وأحكامها من وجوب أو جواز أو امتناع هي كذلك مشتركة، فمثلاً الإنسان اسم لكل آدمي، فالقدر المشترك ثابت لكل فرد من بني آدم، وهذا القدر يستلزم وجوباً الآدمية والحيوانية والحدوث والإمكان، وثانياً: يستلزم امتناع أن يكون ملكاً أو جنياً والفرض أنه إنسان، وامتناع أن يكون واجب الوجود، ثالثاً: ويستلزم جواز أن يكون مؤمناً أو كافراً، عالماً أو جاهلاً، قادراً أو عاجزاً، فما ذكر من هذه الأحكام من وجوب أو جواز أو امتناع هي مشتركة بين من يسمى بهذا الاسم: (الإنسان)، ويقال مثل ذلك في كل اسم يطلق على الخالق والمخلوق، وكل صفة تطلق على الخالق والمخلوق؛ كالموجود والوجود، والحي والحياة، والسميع والسمع، والبصير والبصر، والعالم والعلم، وكل ما يستلزمه الاسم المطلق أي المجرد عن الإضافة وجوباً وجوازاً وامتناعاً فإنه مشترك، فإن كان الملزوم مشتركاً كان اللازم مشتركاً، فإن ثبوت الملزوم يقتضي ثبوت اللازم ولابد، فثبوت هذه الأسماء أو هذه الصفات يستلزم نفي ضدها، فهذا اللازم مشترك فيجب نفي ضد هذه الأسماء والصفات عن كل من ثبتت له.
ومطلق العلم أو السمع أو البصر يستلزم الحياة، فكل من ثبتت له هذه الصفات ثبت له هذا اللازم، فهذا اللازم مشترك لأنه من لوازم القدر المشترك للعلم والسمع والبصر.
وعلى هذا فالأصابع جاءت مضافة إلى الله ومضافة إلى الإنسان، فالقدر المشترك أن الأصابع التي يكون بها الفعل لليد، وعلى هذا فالله تعالى يفعل بيده وبأصابعه ما شاء على ما يليق به مما أخبرنا به أو لم يخبرنا به، فمما أخبرنا به في كتابه أو لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: خلق آدم بيديه، وأخذه السماوات والأرض بيديه، وجعله ما شاء على أصابعه، وكون القلوب بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وكل ذلك يثبت لله على ما يليق به، لايماثل صفات المخلوقين وأفعالهم.
والإنسان يفعل بيديه وبأصابعه ما يناسب قدرته وإرادته، فمطلق اليد والأصابع، والفعل باليد وبالأصابع ثابت للخالق والمخلوق، كل على ما يليق به، كما يقال ذلك في جميع الصفات التي تضاف إلى الخالق أو تضاف إلى المخلوق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/141)
والإشارة بالأصابع تدخل في جنس الفعل فيكون جوازها من لوازم القدر المشترك، وما ثبت جوازه على الرب فإنه لايجوز إثباته أو نفيه إلاّ بدليل، وثبوت مطلق الفعل لايستلزم القدرة على كل فعل، ولهذا اختص الرب بأنه فعال لما يريد وأنه على كل شيء قدير، واختص المخلوق بقصور القدرة وقصور الإرادة فلا يقدر على كل ما يريد، ولايفعل كل ما يريد، واختص الرب بكمال القدرة وكمال الإرادة، واختص المخلوق بالنقص في القدرة والفعل والإرادة، والله أعلم.
السؤال الثاني عشر: ما الجواب المناسب إذا قال المخالف في ما ورد في ضحك ربنا سبحانه: نحن لا نعرف الضحك إلا هذا الذي نشاهده في الإنسان وهو المتبادر للفظ الضحك بإطلاق فإما أن تشبهوا الله بالإنسان وإما أن تثبتوا الضحك كصفة فقط ويقال ما نعلمه من معنى ضحك الله هو فقط أن هذا الضحك دليل على إرادة الرحمة والإحسان كما قال الأعرابي: ((لن نعدم من رب يضحك خيراً))؟
الجواب:
ما ورد في هذا السؤال هو شبهة كل من نفى حقائق الصفات الفعلية من المحبة والرضا والغضب والفرح والضحك، بل هي شبهة كل من نفى صفات الله أو شيئاً منها، وهي أنهم لايعقلون من هذه الصفات إلاّ ما يشاهدونه ويعلمونه من أنفسهم فيلزم عندهم من إثبات هذه الصفات لله تشبيهه بالمخلوق، ففروا من ذلك بنفي حقائق الصفات عن الله، ورأوا أنها لاتثبت لله إلاّ على نحو ما هي ثابتة للمخلوق فيجب نفيها، ثم وقفوا من النصوص الدالة على إثبات هذه الصفات لله أحد موقفين:
إما التفويض والتجهيل، وأنه لاسبيل إلى فهم معانيها، وإما تأويلها بصرفها عن ظواهرها.
فالجهمية والمعتزلة طردوا هذا في جميع الصفات، والأشاعرة ونحوهم فرقوا بين الصفات بلا فرقان، فلزمهم التناقض في إثباتهم ونفيهم وتأويلهم، كما أن التناقض لازم للجهمية والمعتزلة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كل واحد من النفاة لما أخبر به الرسول من الصفات لا ينفي شيئاً فراراً مما هو محذور إلا وقد أثبت ما يلزمه فيه نظير ما فر منه".
فيقال لصاحب هذا السؤال يلزمك أن تقول مثل هذا في سائر صفات الله الفعلية بل والذاتية ليس هذا خاصاً بالضحك والفرح، وأهل السنة -ولله الحمد- يؤمنون بكل ما أخبر الله به عن نفسه، وما أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، وينزهونه عن مماثلة المخلوقات، ولايكيفون صفاته بل يفوضون العلم بالكيفيات فيقولون: لايعلم كيف هو إلاّ هو.
ولايعلم كيفية صفاته إلاّ هو على حد قول الإمام مالك وغيره: الاستواء معلوم، والكيف مجهول.
وقول الإمام مالك هذا منهج يحتزى في جميع الصفات، فيقال: النزول معلوم، والكيف مجهول، والغضب معلوم، والكيف مجهول، والفرح معلوم والكيف مجهول، والضحك معلوم والكيف مجهول، ومعلوم أن الفرح ضد الحزن، والضحك ضد البكاء، كما قال تعالى: (وأنه هو أضحك وأبكى)، فالله يوصف بالفرح دون الحزن، وبالضحك دون البكاء، وفرحه تعالى وضحكه من توابع محبته وتعجبه، كما في حديث لله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم ... الحديث، وحديث يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر ... الحديث، فمُورِد هذا السؤال في خصوص الضحك يلزمه أن يقول بقول الأشاعرة في ما نفوه ثم فوضوا أو تأولوا ما جاء في النصوص، بل يلزمه أن يقول ما قاله في صفة الضحك بقول المعتزلة والجهمية في جميع الصفات فإن الشبهة واحدة كما تقدم، والتناقض لازم له على كل تقدير، ولا يخلصه إلاّ الإيمان بكل ما جاء عن الله ورسوله على منهج السلف الصالح والصحابة والتابعين لهم بإحسان والله أعلم.
السؤال الثالث عشر: قال ابن فارس في المقاييس الضحك دليل الانكشاف والبروز، وقد قال أبو رزين رضي الله عنه لما علم من النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يضحك، لن نعدم من رب يضحك خيراً، فهل يصح أن يقال إن الضحك صفة فعلية متعلقة بمشيئة الله وإرادته و أنها تدل على عَجَب الله من خلقه أو فرحه بهم وأن من آثار معرفة العبد بها أن يعلم إرادة الخير منه سبحانه لخلقه بدليل إقرار النبي عليه السلام أبا رزين على فهمه؟ وهل اعتقاد أن ضحك الرب يُرى دون اعتقاد ما يلزم من ذلك مما لم يأت به الخبر كالفم والأسنان يكون تشبيهاً؟
جوابه يراجع فيه ما سبق؛ السؤال الثاني عشر، والسؤال الرابع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/142)
السؤال الرابع عشر: هل أصل معنى اليد هو الكف؟ وما الظاهر المتبادر من يد الله على حسب لغة العرب شيخنا الكريم؟ وما معنى الصفات التالية: الساق، الضحك، الإصبع.
الجواب:
يرجع في جواب هذا السؤال إلى الأسئلة المتقدمة؛ الثاني عشر لمعرفة الكلام في الضحك، والأول والسابع والحادي عشر لمعرفة الكلام في الضحك واليد، وأما الساق فقد دلت السنة الصحيحة عليها كما في صحيح البخاري: "ينادي مناد ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون"، وفيه "حتى يبقى من كان يعبد الله" ... "قال: فيأتيهم الجبار" ... "فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن" .. الحديث.
وأما الآية فقد اختلف فيها فمنهم من فسرها بالساق التي هي لربنا، ومنهم من فسرها بالشدة، والآية محتملة، لكن مع ورود الحديث يترجح حمل الساق على الصفة، ويُفَسِّر الآية، فإن الحديث والآية متطابقان.
والقول في الساق كالقول في اليد والأصابع؛ نثبت المعنى، من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف.
ونعلم أن الساق من شأن الرجل، كما أن الأصابع المذكورة في حديث الحبر من شأن اليد، والجميع عند أهل العلم والإيمان ليس فيه أي إشكال، وإنما تشكل على الذين يسبق إلى أذهانهم توهم التشبيه، فيلجأون إلى التعطيل مع التفويض، أو التأويل الذي حقيقته التحريف.
ومن عوفي فليحمد الله، وليسأل الله الهدى لما اختلف فيه من الحق بإذنه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
السؤال الخامس عشر والأخير: بالنسبة للطول والعرض في حق الله سبحانه، هل يقال بأن هذه الألفاظ مجملة فإن كان المقصود بان الله لا يرى منه شيء دون شيء ويعلم منه شيء دون شيء ويتميز منه شيء دون شيء وأنه يشار إليه وأن المخلوقات كلها في قبضته ((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) وكما قال عبد العزيز الماجشون: ((والله ما دلهم على عظيم ما وصف من نفسه، وما تحيط به قبضته الا صغر نظيرها منهم عندهم، إن ذلك الذى ألقى فى روعهم وخلق على معرفته قلوبهم)) فهذا المقصود حق والألفاظ مبتدعة وإن كان المقصود شيء آخر كأن يقبل أن ينقسم ويتفرق ونحو هذا فهذا باطل ينافي كمال الصمدية وإن كان شيء آخر فليبين. وهل "المقدار" مصطلح شرعي للتعبير عن المعنى الأول الصحيح استنباطاً من الآية السابقة يا شيخنا؟
الجواب:
قال الله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، وقال تعالى: (ولايحيطون به علماً)، وقال تعالى: (لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار)، ففي هذه الآيات دلالة على ما يجب الإيمان به، وهو مذهب أهل السنة والجماعة، من أنه تعالى لامثل له، فليس كمثله شيء في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولايحيط العباد به علماً ولا رؤية، وذلك يدل على امتناع العلم بكيفية ذاته، أو كيفية صفاته، فلا يعلم كيف هو إلاّ هو، ولا يعلم كيفية صفاته إلاّ هو، فالعباد لايعلمون من شأن الله إلاّ ما علمهم، ولا يرونه إلاّ كيف شاء، وما ورد في السؤال من ذكر الطول والعرض هو مما لايجوز التكلم به لانفياً ولا إثباتاً، لأنه يدخل في باب كيفية ذات الباري سبحانه وتعالى، والتفكير فيه هو من التفكير فيما لاسبيل إلى الوصول فيه إلى شيء، ونقول في مثله لا تُفكِر، ولا تسأل، ولا تحكم، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: تفكروا في مخلوقات الله، ولاتفكروا في ذات الله. ونقول آمنا بالله الحي القيوم، العلي العظيم، الكبير المتعال، لا علم لنا إلاّ ما علمناه، ونعوذ به أن نقفوا ما ليس لنا به علم، أو نكون من المتكلفين، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، هذا ما تيسر والله أعلم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - 06 - 07, 10:15 م]ـ
أسئلة رائعة.
بارك الله فيكم.
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[16 - 06 - 07, 11:36 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا حارث و نفع بكم.
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 11:25 ص]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[فيصل]ــــــــ[17 - 06 - 07, 12:08 م]ـ
بارك الله فيك، وعلى السني دوماً أن يراجع أهل العلم الكبار ليعرض عليه ما استشكله من مسائل العقيدة، لا أن يفعل هذا في منتديات ليرد عليه –للآسف- مجاهيل أو مشبوهين أو صغار إلخ فيضيع!.
والشيخ حسبما علمت يستقبل الأسئلة يومياً عدا الجمعة أثناء درس الفجر [بتوقيت الرياض]، على موقع البث الإسلامي الذي يبث درسه.
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 12:31 م]ـ
والشيخ حسبما علمت يستقبل الأسئلة يومياً عدا الجمعة أثناء درس الفجر [بتوقيت الرياض]، على موقع البث الإسلامي الذي يبث درسه.
نعم كما تفضلت.
و يستقبل كذلك الجمعة في درس بعد المغرب
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 06 - 07, 05:20 م]ـ
شكر الله للشيخ هذا البيان وهذا الإجابات المحررة التي تثلج صدر كل مسلم سلمت عقيدته من شبهات المتكلمين، وشكوك الزائغين.
وشكر الله للشيخ (حارث همام) على جهده ومتابعته مع الشيخ حتى خرجت هذه الإجابات إلى النور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/143)
ـ[حارث همام]ــــــــ[17 - 06 - 07, 06:00 م]ـ
شكر الله لكم جميعاً.
وأرجو أن يراعى تنبيه الشيخ فيصل.
وأقول للشيخ عبدالرحمن من يستحق الشكر على مجهوده مَنْ نشر الاستدراكات وأخرج الواسطية و .... غيرها.
ولا أكتمك إن قلت لك لم يكن القصد خالصاً للإفادة، بل دخلته رغبة الاستفادة فقد نبه الشيخ على أمور كانت غائبة ودقائق يعسر أن يعثر عليها بيسر.
ـ[المقدادي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 07:06 م]ـ
جزى الله الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك خير الجزاء و نفع بعلمه
و شكر الله للشيخ حارث همام على جهده و ما بذله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 06 - 07, 10:05 م]ـ
وبعد إذن الشيخ حارث وفقه الله
هذه الإجابات على ملف وورد، يحسن بك تحميلها ووضعها في جهازك.
ـ[خالد مرزوق]ــــــــ[18 - 06 - 07, 01:03 ص]ـ
الف شكر اخى الفاضل
بارك الله فيك
وجزاك الله خير الجزاء
وبارك الله فى شيخنا الجليل
اجابات اثلجت قلب كل مسلم
ولك جزيل الشكر
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[18 - 06 - 07, 01:09 ص]ـ
بارك الله في الشيخ وسدده ونفع الله به
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[18 - 06 - 07, 03:57 م]ـ
بارك الله في الشيخ وسدده ونفع الله به ... اللهم آمين
ـ[المقدادي]ــــــــ[14 - 07 - 07, 01:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو من الاخوة ان يفسروا لي أقوال العلماء التالية ..
قال ابن بطة العنكبري في الشرح والابانة على أصول السنة والديانة في باب صفات الله تعالى " .. فكل هذه الاحاديث وما شاكلها تمر كما جاءت .. لا تعارض ولا تضرب لها الامثال .. ولا يواضع فبها القول .. فقد رواها العلماء وتلقاها الا كابر منهم بالقبول .. وتركوا المسألة عن تفسيرها .. ورأوا ان العلم بها ترك الكلام في معانيها"
نقلا عن كتاب الصفات الخبرية للدكتور عياش الكبيسي ص 89
قال ابن عيينة - رحمه الله - كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه.
الذهبي في السير في إيراد هذا عن كثير من العلماء فمن ذلك ما ذكره في ترجمة أبي الخطاب الكلوذاني الحنبلي / السير 19/ 349 أنه قال شعراً:
قالوا: أتزعم أنْ على العرش استوى ... قلت الصوابُ كذلك خبّر سيدي
قالوا: فما معنى استواه أَبْنِ لنا ... فأجبتهم: هذا سؤال المعتدي
قول الإمام إسحاق بن راهويه في ما رواه عنه أبو الشيخ الأصبهاني في كتابه ((السنة)):
((و لا يعقل نبي مرسل و لا ملك مقرب تلك الصفات إلا بالأسماء التي عرفهم الرب تبارك و تعالى، فأما أن يدرك أحد من بني آدم معنى تلك الصفات فلا يدركه أحد
ابن حبان في صحيحه (15/ 46):
إن المصطفى صلى الله عليه وسلم ما خاطب أمته قط بشيء لم يعقل عنه ولا في سننه شيء لا يعلم معناه ومن زعم أن السنن إذا صحت يجب أن تروى ويؤمن بها من غير أن تفسر ويعقل معناها فقد قدح في الرسالة اللهم إلا أن تكون السنن من الأخبار التي فيها صفات الله جل وعلا التي لا يقع فيها التكييف بل على الناس الأيمان بها
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان مذهب السلف: بل أمروها كما جاءت وردوا علمها إلى قائلها؛ ومعناها إلى المتكلم بها.
قال الإمام "الذهبي":
"فقولنا في ذلك وبابه: الإقرار، والإمرار، وتفويض معناه إلى قائله الصادق المعصوم " اهـ السير 8/ 105.
قول الشيخ "عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ": نقر آيات الصفات وأحاديثها على ظاهرها، ونكل معناها مع اعتقاد حقائقها إلى الله" الدرر السنية (1/ 222).
الشيخ الفاضل السعدي في تفسيره القيم "تفسير الكريم الرحمن" عند تفسير سورة آل عمران الآية السابعة
هكذا يقال في سائر الصفات لمن سأل عن كيفيتها أن يقال كما قال الإمام مالك، تلك الصفة معلومة، وكيفيتها مجهولة، والإيمان بها واجب، والسؤال عنها بدعة، وقد أخبرنا الله بها ولم يخبرنا بكيفيتها، فيجب علينا الوقوف على ما حد لنا، فأهل الزيغ يتبعون هذه الأمور المشتبهات تعرضا لما لا يعني، وتكلفا لما لا سبيل لهم إلى علمه، لأنه لا يعلمها إلا الله، وأما الراسخون في العلم فيؤمنون بها ويكلون المعنى إلى الله فيسلمون ويسلمون"
ِ
تم الإجابة عن هذا في الملتقى مرات عديدة فابحث فيه , و هذا كلام ليس فيه ما يريده المفوضة
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 07 - 07, 11:05 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/144)
بالنسبة للكلام الموجود أعلاه في المشاركة التي اقتبسها الأخ المقدادي أود التعليق بكليمات
أولاً أقول الإجتزاء هو منهج أهل الأهواء يحتجون ببعض كلام العالم ويتركون البعض الآخر
فقول جماعة من أهل العلم ((نكل علم معانيها إلى الله))
فيعنون به الحقائق أو ما يسميه البعض الكيفية بدليل نصوصهم الأخرى في الإثبات
فمثلاً شيخ الإسلام ينقل عن السلف أنهم فسروا الإستواء بالعلو والإرتفاع
أليس هذا معنى؟
وابن بطة له كلامٌ كثير في إثبات الصفات
قال في الشرح والإبانة ((بَعْضُ اَلصِّفَاتِ اَلْخَبَرِيَّةِ
ثُمَّ اَلْإِيمَانُ وَالْقَبُولُ وَالتَّصْدِيقُ بِكُلِّ مَا رَوَتْهُ اَلْعُلَمَاءُ وَنَقَلَهُ () اَلثِّقَاتُ أَهْلُ اَلْآثَارِ عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ ? وَيَلْقَاهَا () بِالْقَبُولِ وَلَا تُرَدُّ بِالْمَعَارِيضِ وَلَا يُقَالُ لِمَ وَكَيْفَ وَلَا تُحْمَلُ عَلَى اَلْمَعْقُولِ وَلَا تُضْرَبُ لَهَا اَلْمَقَايِيسُ وَلَا يُعْمَلُ لَهَا اَلتَّفَاسِيرُ إِلَّا مَا فَسَّرَهُ رَسُولُ اَللَّهِ ? أَوْ رَجُلٌ مِنْ عُلَمَاءِ اَلْأُمَّةِ مِمَّنْ قَوْلُهُ شِفَاءٌ وَحُجَّةٌ مِثْلُ أَحَادِيثِ () اَلصِّفَاتِ () وَالرُّؤْيَةِ.
وَمِثْلُ مَا رُوِيَ أَنَّ اَللَّهَ ? يَضَعُ اَلسَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبُعٍ وَالْأَرَضِينَ () عَلَى إِصْبُعٍ.
[253] () وَأَنَّ اَللَّهَ ? يَضَعُ قَدَمَهُ فِي اَلنَّارِ فَتَقُولُ. قَطْ قَطْ.
[254] () وَقُلُوبُ اَلْعِبَادِ بَيْنَ إِصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اَلرَّحْمَنِ.
[255] () وَأَنَّ اَللَّهَ ? عَلَى اَلْعَرْشِ.
[256] () وَلِلْعَرْشِ أَطِيطٌ كَأَطِيطِ اَلرَّحْلِ اَلْجَدِيدِ ().
[257] () وَأَنَّ اَللَّهَ ? أَخَذَ اَلذُّرِّيَّةَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِيَدِهِ اَلْيُمْنَى وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ مُبَارَكَةٌ, فَقَالَ هَذِهِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِي.
[258] () وَلَا يُقَبَّحُ () اَلْوَجْهُ فَإِنَّ اَللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ.
[259] () وَقَالَ اَلنَّبِيُّ ? رَأَيْتُ رَبِّي فِي صُورَةِ كَذَا.
قَدْ رَوَى هَذِهِ اَلْأَحَادِيثَ اَلثِّقَاتُ مِنْ اَلصَّحَابَةِ وَالسَّادَاتُ مِنْ اَلْعُلَمَاءِ مِنْ بَعْدِهِمْ مِثْلُ اِبْنِ عُمَرَ وَعَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرِهِمْ.))
انظر كيف جزم بأن لبعضها تفسيراً وانظر كيف لم يفرق بين أحاديث الرؤية وأحاديث الصفات
وكلام ابن عيينة عام في جميع الصفات ونعلم جيداً أن أهل السنة مجمعون على أن العلم والسمع والبصر والكلام صفات معاني لله
ولا يظن بابن عيينة أنه يخالف هذا الإجماع فعليه يحمل كلامه على السكوت عن التأويل المخالف لما جاء عن السلف
وللكلام بقية
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 07 - 07, 11:25 م]ـ
ولكي يكون كلامي موثقاً
قال البغوي في تفسير آية الإستواء (1/ 59) ((: قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف: ارتفع إلى السماء))
أليس هذا معنى
والبغوي أشعري عند صاحبا كتاب ((أهل السنة الأشاعرة))
روى اللالكائي بسندٍ صحيح في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/ 397). عن بشر بن عمر قال: "سمعت غير واحد من المفسرين يقولون: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، قال: على العرش استوى: ارتفع"
أليس هذا معنى؟
وقد أثبت البخاري الصوت في كتاب خلق أفعال العباد
وقبله الإمام أحمد كما في السنة لابنه والرد على من يقول بخلق القرآن للنجاد
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 02:13 ص]ـ
بارك الله في شيخنا الحبيب
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[08 - 08 - 07, 07:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله تعالى شيخنا خيرا الجزاء
وجزى الله تعالى من اعان على نشر هذا التاصيل الماتع
ـ[السرماري]ــــــــ[22 - 08 - 07, 03:52 م]ـ
جزى الله تعالى .. شيخنا البراك خير الجزاء
اللهم أحينا وأمتنا على عقيدة أهل السنة والجماعة واحشرنا معهم يا رب العالمين
آمين
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[10 - 06 - 08, 10:10 م]ـ
للرفع(42/145)
دعوة للمناقشة. (حول الإنكار على المشاهد والبدع عند قبور الأولياء)
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 04:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي وسلم على خليلك وصفيك أمام الانبياء وسيد الأتقياء سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن إتبعه بإحسان إلى يوم الدين
وبعد
جمعني الله وإياكم في دار كرامته ومستقر رحمته إخوانا على سرر متقابلين ... آمين
مشايخي وأحبابي الفضلاء
إن من الأمور التي يتفتت لها قلب الموحد وتزيده هما وقلقا وحسرة كثرت المشاهد وقبور الأولياء- زعموا - والتي لا يخلو منها بلد ومدينة بل في بعض الأحيان كما قال العلامة السلفي البشير الإبراهيمي رحمه الله ... في كل حي عبد الحي - كناية على الولي - ... والتي أفتتن بها الناس وصدتهم عن دين الله ...
أطلب من أحبابنا ومشايخنا الكرام المشاركة بإقتراحاتهم وتجاربهم والتي يهمنا منها الجانب التطبيقي الميداني حول سبل محاربة هذا الخطر العظيم والشر المستطير .... فمثلا حين كنت في بلدي الجزائر كان ومازال هناك مسجد به قبر صاحبه يسمى سيدي عبد الرحمن الثعالبي .... يعبد من دون الله كما هو الحال في البلدان والأقطار الإسلامية- إلا من رحم الله- وقد كنا قد عزمنا حينها أن نقوم بتوزيع المناشير التي تبين الشرك بالله وعبادة غير الله عند مدخل ذلك القبر والحديث مع مريدي هذا الولي ... لكن خوفا من الفتنة و ورد فعل القائمين على هذا الوثن بالإضافة لسوء الأحوال في ذلك الوقت كما لا يخف عليكم أحجمنا عن فعل ذلك. فهذه مثلا محاولة ميدانية للتغير وتوعية الناس .. مقصودي من هذه المشاركة مناقشة طرق وأساليب محاربة هذا الشرك الأكبر ميدانيا فلا تحرمونا من آرائكم ومقترحاتكم وتجاربكم فيما يخص هذا الموضوع الهام وللحديث بقية ...
محبكم في الله وخادمكم
محمد
ـ[حسن شريف]ــــــــ[26 - 06 - 07, 03:30 ص]ـ
بارك الله فيك اخي محمد على هدا الاهتمام و نسال الله تعالى ان يريح بلادنا الحبيبه الجزائر و كل بلدان العالم الاسلامي من هده الشركيات، و لكن اخي اريد فقط ان انبهك على ان هدا العمل الميداني اللدي اردتم القيام به لا بد من النظر فيه الى المصالح و المفاسد، صحيح ان الشرك اكبر المفاسد على الاطلاق و اعماها و اقبحها و لكن اخي الكريم انت تعرف داك المقام الدي سميته و تعلق الناس به و العياد بالله، و انما الواجب علينا في هده المرحله دعوه الناس الى الحق و التعريف بالتوحيد و نهيهم عن الشرك و دكر اوزاره و مضاره في الدارين حتى يفتح الله لنا، و لا بد علينا ان لا نستعجل حتى ياتي النصر.
ولو تمعنت في دعوه الرسول صلي اللله عليه و سلم و دعوه العلماء من بعدهم كالشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله تعالى لرايت ان التغيير الميداني كما سميته ما كان الا بعد التمكين بقويتين متكاملتين:
1ـ القوه العلميه و هي اللتي نسعى اليها الان.
2ـ و القوه العتاديه و هي اللتي نفتقدها الان و مرادها السلطان الناصر الدي يعيننا على محاربة البدع و الشركيات و لكن؟؟؟؟
و لدلك كان يقول شيخ الاسلام دايما ان هدا الدين لن يقوم الا بالعلم النافعو الحديد القامعو الحديد القامع لا تعرف حدوده و شروطه الا بالعلم فعاد الخير كله للعلم.
اللهم اهد ولي امرنا عبد العزيز بو تفليقه الى ما تحبه و ترضاه الى تحكيم شريعتك و محاربه اعدائك، اللهم اصلح له البطانه و بعد عنه كل ثعبان و ثعبانة، اللهم اجعلنا من الامرين بالمعروف و الناهين عن المنكر بلاتهور و لا جبن يا رب العالمين.
اخوك الجزائري(42/146)
إثباتُ أنّ الحَنَّان صفة من صفات الله
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[17 - 06 - 07, 06:17 م]ـ
إثباتُ أنّ الحَنَّان صفة من صفات الله
الشيخ- سلطان بن فهد الطبيشي
وصف الله أسماءه بأنها حسنى في عدة آيات منها: قال تعالى: ولله الأسماء الحسنى" فادعوه بها (180) {الأعراف: 180}.
فأسماؤه سبحانه وتعالى بالغة الحسن؛ لأنها تضمنت صفات الكمال المطلق، الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه.
قال ابن القيم: أسماؤه - أي الله سبحانه وتعالى -كلها أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد؛ ولذلك كانت حسنى، وصفاته كلها صفات كمال، ونعوته كلها نعوت جلال، وأفعاله كلها حكمة ورحمة ومصلحة وعدل (1).
لذا لا يجوز لأي أحد أن يسمي الله سبحانه وتعالى باسم لم يثبت في القرآن، ولا في السنة الصحيحة له، وهو مذهب الجمهور من أهل السنة والجماعة أن أسماء الله توقيفية لا يجوز تسميته بما لم يرد به السمع.
قال ابن القيم: أسماء الله تعالى توقيفية، ولم يسم نفسه إلا بأحسن الأسماء (2).
وقال ابن الوزير: فأسماء الله وصفاته توقيفية شرعية، وهو أعز من أن يطلق عليه عبيده الجهلة ما رأوا من ذلك؛ فلا يجوز تسميته: رب الكلاب والخنازير ونحو ذلك من غير إذن شرعي، وإنما يسمى بما سمى به نفسه ولله الأسماء الحسنى" فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه180 {الأعراف: 180} (3).
وقال السفاريني: لكنها أي الأسماء الحسنى في القول الحق المعتمد عند أهل الحق توقيفية بنص الشرع وورود السمع بها ... والتوقيفي: ما ورد به كتاب، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع؛ لأنه لا يخرج عنهما، وأما السنة الضعيفة، والقياس فلا يثبت بهما (4).
وهذا هو الحق في أسماء الله الحسنى أنه لا يثبت لله اسم إلاّ بقرآن، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع، وأمّا السنة الضعيفة فلا يجوز إثبات اسم لله بها.
ونرى البعض من الناس يسمون الله بأسماء لم تثبت في قرآن ولا سنة صحيحة، ولا إجماع.
وفي هذا البحث المختصر سوف أتعرض لاسم من هذه الأسماء وهو اسم الله (الحنان)، وسأجمع الأحاديث التي ورد فيها لنرى مدى ثبوتها حتى نثبت هذا الاسم لله، أو ننفيه عنه.
أخرج البخاري، ومسلم، وغيرهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلاّ واحداً؛ من أحصاها دخل الجنة" (5).
وقد جاء من طرق أخرى في غير الصحيحين ذكر أسماء الله الحسنى بعد ذكر الحديث، وسردها، وذكر من بين الأسماء اسم الله (الحنان)، وجاءت أحاديث فيها لفظ (الحنان) وهي:
1 - طريق عبد العزيز بن الحصين عن أيوب السختياني وهشام بن حسان جميعاً عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة.
2 - طريق مجاهد عن أبي هريرة.
3 - حديث أنس، وله سندان ومتنان مختلفان.
4 - حديث أبي ذر.
5 - حديث جابر.
6 - حديث حذيفة.
7 - أثر علي.
8 - أثر عروة بن الزبير.
9 - أثر زيد بن عمرو بن نفيل.
10 - أثر الأسود بن يزيد.
أولاً: طريق عبد العزيز بن الحصين، عن أيوب السختياني، وهشام ابن حسان جميعاً عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي {:
أخرجه الحاكم من هذا الطريق ولفظه: "إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة: الله، الرحمن، الرحيم، ألآله، الرب، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، الباريء، المصور، الحليم، العليم، السميع، البصير، الحي، القيوم، الواسع، اللطيف، الخبير، الحنان، المنان، البديع، الودود، الغفور، الشكور، المجيد، المبديء، المعيد، النور، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الغفار، الوهاب، القادر، الأحد، الصمد، الكافي، الباقي، الوكيل، المجيد، المغيث، الدائم، المتعال، ذو الجلال والإكرام، المولى، النصير، الحق، المبين، الباعث، المجيب، المحيي، المميت، الجميل، الصادق، الحفيظ، الكبير، القريب، الرقيب، الفتاح، التواب، القديم، الوتر، الفاطر، الرزاق، العلام، العلي، العظيم، الغني، المليك، المقتدر، الأكرم، الرؤوف، المدبر، المالك، القدير، الهادي، الشاكر، الرفيع، الشهيد، الواحد، ذو الطول، ذو المعارج، ذو الفضل، الخلاق، الكفيل، الجليل، الكريم" (6).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/147)
ثم قال الحاكم: هذا حديث محفوظ من حديث أيوب، وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مختصراً دون ذكر الأسامي الزائدة فيها كلها في القرآن، وعبد العزيز بن الحصين بن الترجمان ثقة وإن لم يخرجاه وإنما جعلته شاهداً للحديث الأول- أي حديث الوليد بن مسلم -.
وتعقبه الحافظ ابن حجر بقوله: وفي كلامه مناقشات:
1 - جزمه بأن عبد العزيز ثقة مخالف لمن قبله، فقد ضعفه يحيى بن معين، والبخاري، وأبو حاتم وغيرهم حتى قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات.
2 - شرط الشاهد أن يكون موافقاً في المعنى، وهذا شديد المخالفة في كثير من الأسماء.
3 - جزمه بأنها كلها في القرآن ليس كذلك؛ فإن بعضها لم يرد في القرآن أصلاً وبعضها لم يرد بذكر الاسم (7). انتهى.
وأخرج هذا الطريق البيهقي في الأسماء والصفات، ثم قال: "تفرد بهذه الرواية عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وهو ضعيف الحديث عند أهل النقل؛ ضعفه يحيى بن معين، ومحمد بن إسماعيل البخاري" (8).
وحديث عبد العزيز بن الحصين ضعيف لعدة أمور؛ منها ما ذكره الحافظ ابن حجر،
ومنها ما يلي:
1 - أن لفظة (الحنان) التي ذكرها عبد العزيز بن الحصين في هذا الحديث لا توجد إلاّ عنده، والرواية الأخرى وهي الأصح من هذه الرواية لا يوجد بها هذه الرواية فهي زيادة منكرة.
2 - تفرد عبد العزيز بن الحصين بذكر الأسماء عن أيوب، وهي زيادة منكرة؛ فقد روى معمر عن أيوب هذا الحديث ولم يذكر الأسماء الحسنى (9)، ومعمر أوثق وأجل من عبد العزيز بن الحصين.
وروى العقيلي هذا الحديث في الضعفاء في ترجمة عبد العزيز بن الحصين، حيث ذكر له حديثين: أحدهما هذا الحديث، ثم قال: فلا يتابع عليهما جميعاً ... وكلا الحديثين الرواية فيهما من غير هذا الوجه مضطربة؛ فيها لين، وأما الرواية في تسعة وتسعين اسماً مجملة بأسانيد جياد عن أبي هريرة عن النبي {(10).
وقال ابن كثير: والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج (11). وكذا قال ابن حجر (12).
ثانياً: طريق مجاهد عن أبي هريرة: قال الحكيم الترمذي: حدثنا صالح بن أحمد بن أبي محمد، حدثنا يعلى بن هلال، عن ليث، عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها ... إلى أن قال:ثم يدخلون الجنة فيكتب في جباههم عتقاء الله من النار إلا رجلاً واحداً فإنه يمكث فيها بعدهم ألف سنة ثم ينادي يا حنان يا منان فيبعث الله إليه ملكاً ليخرجه ... إلى آخر الحديث (13).
وهذا السند فيه علل هي:
1 - صالح بن أحمد بن أبي محمد لم أجد له ترجمة.
2 - يعلى بن هلال لم أجد له ترجمة، ولعله معلى بن هلال، وهو مكثر عن الليث، وقد اتفق النقاد على تكذيبه (14)، فإذا لم يكن هو فهو مجهول.
3 - ليث بن أبي سليم، قال ابن حجر: صدوق، اختلط جداً، ولم يتميز حديثه فترك (15).
فواحدة من هذه العلل تكفي لرد الحديث فما بالك بهذه الثلاثة مجتمعة.
ثالثاً: حديث أنس الأول:
أخرج هذا الحديث الإمام أحمد فقال: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا سلام بن مسكين حدثنا أبو ظلال، عن أنس بن مالك، عن النبي قال: "إن عبداً في جهنم لينادي ألف سنة: يا حنان يا منان. قال: فيقول الله لجبريل: اذهب فأتني بعبدي هذا. فينطلق جبريل فيجد أهل النار منكبين يبكون، فيرجع إلى ربه فيخبره، فيقول: ائتني به، فإنه في مكان كذا وكذا، فيجيء به، فيوقفه على ربه فيقول له: يا عبدي، كيف وجدت مكانك ومقيلك؟ فيقول: أي رب، شر مكان، وشر مقيل. فيقول ردوا عبدي. فيقول: يا رب، ما كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تردني فيها. فيقول: دعوا عبدي" (16).
ورواه أبو يعلى في مسنده (17)، والبيهقي في شعب الإيمان (18)، وفي الأسماء والصفات (19)، والبغوي في شرح السنة (20)، وابن خزيمة في التوحيد (21)، وابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله (22) كلهم من طريق سلام بن مسكين به نحوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/148)
قال ابن حجر في القول المسدد: أورده - أي هذا الحديث - ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند أيضاً، وقال: هذا حديث ليس بصحيح. قال ابن معين: أبو ظلال ليس بشيء، وقال ابن حبان: كان مغفلاً يروي عن أنس ما ليس من حديثه؛ لا يجوز الاحتجاج به بحال. قلت: قد أخرج له الترمذي، وحسن له بعض حديثه، وعلق له البخاري حديثاً، وأخرج هذا الحديث ابن خزيمة في كتاب التوحيد من صحيحه إلاّ أنه ساقه بطريقة له تدل على أنه ليس على شرطه في الصحة، وفي الجملة ليس هو موضوعاً. انتهى كلام ابن حجر (23).
وأبو ظلال قال الذهبي فيه: ضعفوه (24). وقال ابن حجر: ضعيف مشهور بكنيته (25). فالرجل كما ترى ضعيف، ولم يتابع في روايته لهذا الحديث عن أنس.
رابعاً: حديث أنس الثاني:
أخرجه ابن حبان فقال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا خلف بن خليفة، قال: حدثنا حفص بن أخي أنس بن مالك، عن أنس ابن مالك قال: "كنت مع رسول الله {جالساً في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع سجد وتشهد دعا فقال في دعائه: اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان، المنان بديع السماوات، والأرض يا ذا الجلال، والإكرام يا حي يا قيام اللهم إني أسألك فقال النبي: أتدرون بما دعا؟. قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: والذي نفسي بيده لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى" (26).
ورواه الضياء المقدسي في المختارة من طريق شيخ ابن حبان السراج (27).
وزيادة لفظة (الحنان) في هذا الحديث خطأ ولعل الخطأ فيها من السراج وذلك لأمرين:
1 - أن النسائي روى هذا الحديث عن شيخه قتيبة (28)، ولم يذكر هذه الزيادة، والنسائي أجل وأحفظ من السراج.
2 - تلاميذ خلف بن خليفة مثل: نوح بن الهيثم حديثه عند البغوي (29)، وكذلك عفان بن مسلم، والحسين بن محمد شيخا الإمام أحمد في المسند (30)، وكذلك سعيد بن منصور حديثه عند الطبراني (31)، وعبدالرحمن الحلبي حديثه عند أبي داود (32)، وعلي بن خلف بن خليفة حديثه عند البخاري في الأدب المفرد (33)، فهذا الجمع يدلك على شذوذ رواية السراج، وأن الزيادة غير صحيحة في هذا الحديث.
وأما طريق الإمام أحمد الذي قال فيه: حدثنا حسين بن محمد، وعفان قالا: ثنا خلف بن خليفة، ثنا حفص بن عمر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالساً مع رسول الله في الحلقة، ورجل قائم يصلي فلما ركع، وسجد جلس، وتشهد ثم دعا فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلاّ أنت الحنان بديع السماوات والأرض ... الحديث.
وهذه اللفظة في هذا الطريق خطأ لأمرين:
1 - أن الضياء المقدسي روى هذا الحديث في المختارة من طريق الإمام أحمد بنفس السند (34)، ولم يذكر هذه اللفظة بل ذكر المنان.
2 - أن تلاميذ خلف بن خليفة الذين ذكرناهم قبل قليل لم يذكروا هذه اللفظة بل ذكروا المنان. فلعلها خطأ من النساخ.
وتابع حفص ابن أخي أنس بن مالك: أنس بن سيرين، أخرج حديثه ابن حبان في المجروحين فقال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا محمد ابن يزيد الرفاعي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا يوسف أبو خزيمة، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك أن النبي {سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك أنت الحنان بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام من فضلك ورحمتك فإنهما بيدك لا يملكهما غيرك، فقال: "لقد سألت باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى" (35).
وهذا السند فيه: يوسف أبو خزيمة، وهو: ابن ميمون أيضاً، قال فيه البخاري: منكر الحديث جداً، و قال أحمد: قدري ضعيف. و قال النسائي: ليس بالقوي، و قال في موضع آخر: ليس بثقة، وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأساً، وقال ابن حبان: شيخ يروي عن أنس بن سيرين أشياء لا تشبه حديث الثقات عنه استحب مجانبة حديثه إذا انفرد. وقال الذهبي: ضعيف (36).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/149)
وتابع حفص ابن أخي أنس بن مالك أيضاً: عاصم الأحول وثابت، أخرج حديثهما ابن عدي في الكامل فقال: ثنا ابن أبي سفيان الموصلي، ثنا محمد بن حمزة بن زياد، ثنا أبي، ثنا أبو عبيدة، عن عاصم الأحول، وثابت، عن أنس، عن النبي سمع رجلاً يدعو اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام أن تغفر لي، قال رسول الله: "إنه دعا الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب" (37).
وهذا السند فيه: أبو عبيدة وهو: سعيد بن زربي قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: عنده عجائب، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: ضعيف (38).
واختم كلامي حول هذا الطريق بعدم ثبوت هذه اللفظة فيه.
خامساً: حديث أبي ذر:
أخرج الحاكم: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، قال: ثنا جدي، قال: ثنا كثير بن يحيى، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي قال: "فلان في النار ينادي يا حنان يا منان".
قال أبو عوانة: قلت للأعمش سمعت هذا من إبراهيم؟ قال: لا حدثني به حكيم بن جبير عنه (39).
وهذا السند فيه حكيم بن جبير: قال أحمد بن حنبل فيه: ضعيف الحديث مضطرب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال يعقوب بن شيبة: ضعيف الحديث، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: في رأيه شيء، قلت: ما محله قال: الصدق - إن شاء الله-، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث، له رأي غير محمود نسأل الله السلامة غال في التشيع، وقال البخاري: كان شعبة يتكلم فيه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك (40).
فهذا الراوي كما ترى الضعف بينٌ عليه من خلال كلام أهل العلم فيه.
وله شاهد من حديث سعيد بن جبير. قال أبو نعيم حدثنا أبي، ومحمد بن أحمد قالا: عن الحسن بن محمد، ثنا محمد بن حميد، عن يعقوب ابن عبدالله القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد قال: "إن في النار لرجلاً أظنه في شعب من شعبها ينادي مقدار ألف عام يا حنان يا منان فيقول رب العزة لجبريل يا جبريل اخرج عبدي من النار؛ فيأتيها فيجدها مطبقة فيرجع فيقول يا رب إنها عليهم موصدة، فيقول يا جبريل ارجع ففكها فاخرج عبدي من النار، فيفكها فيخرج مثل الخيال فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعراً ولحماً ودماً" (41).
ورواه ابن جرير الطبري في تفسيره فقال: حدثنا ابن حميد قال ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد قال في النار رجل في شعب من شعابها ينادي به نحوه (42).
وفي سند هذا الحديث: محمد بن حميد الرازي. قال فيه الذهبي: ضعيف لا من قبل الحفظ، قال يعقوب ابن شيبة: كثير المناكير، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو زرعة: يكذب،
وقال النسائي: ليس بثقة (43). انتهى. فالرجل ضعيف جداً.
سادساً: حديث جابر:
أخرج الخطيب البغدادي حديثه فقال: أخبرني محمد بن احمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ، حدثنا أبو جعفر أحمد بن حمدان العابد ببغداد، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم الضبي، حدثنا خالد بن يزيد العمرى، حدثنا بن أبي ذئب، حدثنا محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: عرض هذا الدعاء على رسول الله فقال: "لو دعي به على شيء بين المشرق والمغرب في ساعة من يوم الجمعة لاستجيب لصاحبه لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام" (44).
وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية بسنده ثم قال: هذا حديث لا يصح، قال يحيى- أي ابن معين-، وأبو حاتم الرازي: خالد بن يزيد كذاب (45).
سابعاً: حديث حذيفة:
أخرج الطبراني (46) فقال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني، قال: حدثنا أبو جعفر، قال حدثنا موسى بن أعين، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، عن النبي قال: "أنا سيد الناس يوم القيامة، يدعوني ربي عز وجل فأقول: لبيك، وسعديك، والخير في يديك، تباركت وتعاليت لبيك، وحنانيك، والمهدي من هديت، عبدك بين يديك، لا ملجأ ولا منجى منك إلاّ إليك تباركت وتعاليت". ثم قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ليث؛ إلا موسى. وأخرجه الحاكم (47)، وأبو نعيم (48). من طريق موسى بن أعين به.
وهذا السند فيه علتان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/150)
1 - ليث بن أبي سليم، قال ابن حجر: صدوق، اختلط جداً، ولم يتميز حديثه فترك (49).
2 - اختلف في رفعه ووقفه، والصواب وقفه. قال ابن رجب: يروى من حديث حذيفة مرفوعاً، وموقوفاً، وهو أصح (50).
ثامناً: أثر علي بن أبي طالب
أخرج الخطيب البغدادي هذا الأثر فقال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد ابن أكينة بن عبد الله التميمي من لفظه، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي ابن أبي طالب وقد سئل عن الحنان المنان فقال: الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال (51).
وفي هذا السند فيه علتان:
1 - عبد العزيز بن الحارث أبو الحسن التميمي الحنبلي قال فيه الذهبي: من رؤساء الحنابلة، وأكابر البغاددة إلاّ أنه آذى نفسه ووضع حديثاً أو حديثين في مسند الإمام أحمد قال ابن رزقويه الحافظ كتبوا عليه محضراً بما فعل كتب فيه الدارقطني وغيره نسأل الله السلامة. ثم ذكر له الذهبي حديثاً وقال: المتهم به أبو الحسن.
2 - أكثر أجداده لا ذكر لهم لا في تاريخ ولا في أسماء رجال. قاله الذهبي (52).
تاسعاً: أثر عروة بن الزبير
أخرج هذا الأثر أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه فقال: حديث عروة بن الزبير أنه كان يقول في تلبيته: لبيك ربنا وحنانيك. قال: حدثناه أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه (53).
وفي هذا السند أبو معاوية. قال فيه ابن حجر: ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره (54). انتهى. وهو هنا عن غير الأعمش، ومع ذلك فهو سند جيد.
عاشراً: أثر زيد بن عمرو بن نفيل ذكر ابن الجوزي في غريبه (55)، وأبو موسى المديني في الغريبين (56)، وابن الأثير في النهاية (57) كلهم بدون سند عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه قال: حنانيك يارب.
الحادي عشر: أثر الأسود بن يزيد أخرج أثره ابن سعد فقال: قال أخبرنا الفضل بن دكين، قال حدثنا شريك، عن الأعمش، عن خيثمة قال: كان الأسود يقول في تلبيته: لبيك وحنانيك (58).
وهذا السند فيه: شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي. قال فيه ابن حجر: صدوق يخطيء كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلاً فاضلاً عابداً شديداً على أهل البدع (59).
وخلاصة ما سبق: أن جميع الأحاديث السابقة، لا يصح منها شيء، وأمّا الآثار فأقواها أثر عروة بن الزبير، والأسود بن يزيد وهما من التابعين.
ولا يؤخذ مما سبق أن لفظ (الحنان) اسم لله تعالى.
وقد ذهب إلى أن لفظ (الحنان) من أسماء الله: السمرقندي في تفسيره (60)، والبيهقي في الأسماء والصفات (61)، وأبو نعيم في جزئه (62)، والغزالي (63)، وابن الجوزي (64)، وابن الأثير (65). والأدلة التي ذكرتها لا تؤيدهم.
وكثير ممن شرح أسماء الله الحسنى لم يذكر هذا الاسم، ولعلهم اعتمدوا على رواية الوليد ابن مسلم.
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام مالك أنه كره للداعي أن يقول: ياسيدى ياسيدي، وقال: قل كما قالت الأنبياء يا رب يارب يا كريم، وكره أيضاً أن يقول: يا حنان، يا منان. فإنه ليس بمأثور عنه (66).
وقال الخطابي: ومما يدعو به الناس خاصهم وعامهم، وإن لم يثبت به الرواية عن رسول الله: الحنان.
وقال القرطبي في شرحه لهذا الاسم: لم يرد في القرآن ولا في حديث صحيح، بل ورد في طرق لا يعول عليها (67).
وقد قرأت هذا البحث على شيخنا الشيخ عبدالله بن قعود فقال: الذي أدين الله به أنها صفة لله تعالى، والدليل قوله تعالى: وحنانا من لدنا 13 {مريم: 13}.
وكذا ذكر لي الشيخ محمد بن عثيمين عندما سألته عن هذه اللفظة فقال: إنها صفة لله تعالى.
وكذا ذهب الشيخ بكر أبو زيد فقال: ليس من أسماء الله - سبحانه- " الحنَّان" بتشديد النون، ومعناه: ذو الرحمة، لذا فلا يقال: "عبدالحنان" وإنما هو صفة لله تعالى معنى الرحيم، من الحنَان - بتخفيف النون - وهو الرحمة، قال تعالى: وحنانا من لدنا 13 {مريم: 13} أي رحمة منا (68).
وهذا الصواب في هذه اللفظة أنها صفة لله، ولا يمكن أن يؤخذ منها الاسم، كما هو مقرر عند أهل العلم أن كل اسم صفة، وليس كل صفة اسماً؛ لذا لا يسمى "عبدالحنان" والله أعلم.
الهوامش:
(1) مدارج السالكين: (1 - 125).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/151)
(2) شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل ص: (270).
(3) إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات ص: (308).
(4) لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية: (1 - 124 - 25).
(5) صحيح البخاري رقم الحديث (2736)، (6410)، وصحيح مسلم رقم الحديث (2677).
(6) الحاكم في المستدرك على الصحيحين (1 - 17).
(7) الأمالي المطلقة ص: (244).
(8) الأسماء والصفات ص: (7).
(9) أخرج طريق معمر الإمام أحمد في مسنده (2 - 267)، ومسلم في صحيحه رقم الحديث (2677).
(10) الضعفاء الكبير (3 - 15).
(11) تفسير القرآن العظيم (2 - 269).
(12) فتح الباري (11 - 215).
(13) نوادر الأصول في أحاديث الرسول (2 - 36) بدون سند حسب النسخة المطبوعة، وذكر الإسناد والحديث تاماً السيوطي في كتابه الكشف عن مجاوزة هذه الأمة، وهو في الحاوي للفتاوى 2 - 249.
(14) تقريب التهذيب ص: (541).
(15) تقريب التهذيب ص: (464).
(16) مسند أحمد (3 - 230).
(17) مسند أبي يعلى (7 - 214)، رقم الحديث: (4210).
(18) شعب الإيمان رقم الحديث: (315).
(19) الأسماء والصفات ص: (84).
(20) شرح السنة (7 - 525).
(21) التوحيد، رقم الحديث: (479).
(22) حسن الظن بالله، رقم الحديث: (108).
(23) القول المسدد ص: (35).
(24) المغني في الضعفاء (2 - 793).
(25) تقريب التهذيب ص: (576).
(26) صحيح ابن حبان، رقم الحديث: (890).
(27) الأحاديث المختارة، رقم الحديث: (1884).
(28) السنن الصغرى: (3 - 52).
(29) شرح السنة، رقم الحديث: (1258).
(30) مسند أحمد: (3 - 158 - 245).
(31) الدعاء، رقم الحديث: (116).
(32) سنن أبي داود، رقم الحديث: (1495).
(33) الأدب المفرد، رقم الحديث: (705).
(34) الأحاديث المختارة، رقم الحديث: (1885).
(35) المجروحين: (3 - 132).
(36) ميزان الاعتدال: (4 - 474 - 476).
(37) الكامل: (/3 368).
(38) ميزان الاعتدال: (2 - 136).
(39) معرفة علوم الحديث ص: (105).
(40) انظر تهذيب التهذيب لابن حجر: (2 - 383).
(41) حلية الأولياء: (4 - 285).
(42) جامع البيان: (30 - 190).
(43) المغني في الضعفاء: (2 - 573).
(44) تاريخ بغداد: (4 - 116).
(45) العلل المتناهية: (2 - 362).
(46) المعجم الأوسط: (2 - 9)، رقم الحديث: (1058).
(47) المستدرك على الصحيحين: (4 - 617).
(48) حلية الأولياء: (4 - 349).
(49) تقريب التهذيب ص: (464).
(50) في كتابه شرح حديث لبيك اللهم لبيك ص: (26).
(51) تاريخ بغداد: (11 - 32).
(52) ميزان الاعتدال: (2 - 624).
53) غريب الحديث: (4 - 400).
(54) تقريب التهذيب ص: (475).
(55) غريب الحديث: (1 - 248).
(56) المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث: (1 - 514).
(57) النهاية في غريب الحديث: (1 - 453).
(58) الطبقات الكبرى: (6 - 72).
(59) تقريب التهذيب ص: (266).
(60) تفسيره بحر العلوم: (1 - 584).
(61) الأسماء والصفات ص 84.
(62) جزء فيه طرق حديث "إن لله تسعة وتسعين اسما" مخطوط.
(63) في المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى ص: (172).
(64) غريب الحديث: (1 - 248).
(65) النهاية في غريب الحديث: (1 - 453).
(66) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: (1 - 224).
(67) الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلا: (1 - 265).
(68) معجم المناهي اللفظية ص: (240 - 241).(42/152)
تعريف برسالة " الكتاب المقدس دراسة تاريخية تحليلة نقدية "
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 01:22 م]ـ
قد استعرضت هذه الرسالة منذ فترة فأحببت أن انشر التعريف بها لحق صاحبها علي، ولتعميم الفائدة على أعضاء الملتقى.
تعريف برسالة " الكتاب المقدس دراسة تاريخية تحليلة نقدية " إعداد د. مختار خضر حسن إبراهيم
رسالة ماجستير – جامعة أم درمان الإسلامية – كلية أصول الدين
(وهي قبل حوالي 20 سنة، مطبوعة بالآلة الكاتبة وتقع في 476 صفحة)
محتوياتها:
الباب الأول: العهد القديم: دراسة تاريخية تحليلية نقدية، وفيه ستة فصول:
الفصل الأول: التوراة وأسفار الأنبياء
الفصل الثاني: أسفار الأبوكريفا
الفصل الثالث: التلمود
الفصل الرابع: التأصيل التاريخي للعهد القديم: تناول نقدي
الفصل الخامس: النسخ والتحريف في العهد القديم
الفصل السادس: أصول العهد القديم ومصادره
الباب الثاني: العهد الجديد: دراسة تاريخية تحليلية نقدية، وفيه ستة فصول:
الفصل الأول: دور الحواريين والرسل والمجامع الكنسية في تقرير الكتب النصرانية.
الفصل الثاني: التأصيل التاريخي للعهد الجديد
الفصل الثالث: الإنجيل الرباعي: تناول نقدي
الفصل الرابع: الرسائل النصرانية: تناول نقدي
الفصل الخامس: نظرية الإلهام النصرانية
الفصل السادس: التحريف والنسخ في العهد الجديد
ثم الخاتمة وفيها نتائج البحث.
وقدم لذلك بتعريف بمنهج النقد التاريخي وتطوره واستخداماته المختلفة في دراسة الكتب المقدسة، وما أسفرت عنه الدراسات المختلفة التي استخدمت هذه المناهج والنتائج التي توصلت إليها.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[03 - 03 - 09, 10:42 ص]ـ
هل الرسالة مطبوعة فى مصر أو على الشبكة؟
ـ[صخر]ــــــــ[03 - 03 - 09, 11:53 ص]ـ
أرجوا تصوير الكتاب للضرورة القصوى ..
ـ[ابن همام المنصورى]ــــــــ[03 - 03 - 09, 01:59 م]ـ
نعم يا اخى يرجو تصوير الكتاب فيبدو انه مهم جدا فى بابه
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 05:00 م]ـ
للأسف الكتاب غير متوفر على الانترنت، ولم يطبع بعد، وهو مطبوع بالآلة الكاتبة فهي رسالة قديمة نوعا ما.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[06 - 03 - 09, 10:41 ص]ـ
أضم صوتى إلى صوت الإخوة فى تصوير الرسالة، ولو بعد استئذان صاحبها.
ـ[أبوبلال المصري]ــــــــ[24 - 09 - 09, 05:13 م]ـ
للرفع
الموضوع رائع لا نفرط فيه(42/153)
للأهمية: أريد الفروق بين مذهب أهل السنة والجماعة، والأشاعرة (فروق مختصرة)
ـ[صالح العقل]ــــــــ[18 - 06 - 07, 08:05 م]ـ
سلام عليكم ..
للأهمية: أريد الفروق بين مذهب أهل السنة والجماعة، والأشاعرة (فروق مختصرة)
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 10:35 م]ـ
وعليكم السلام
لا أدري هل تعرف كتيب للشيخ سفر الحوالي في موقعه منهج الأشاعرة في العقيدة
ـ[أبو الفضل مهدي المغربي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 04:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أما بعد:
فإن الفرق مابين أهل السنة والجماعة وبين الأشاعرة هو فرق فيما يخص الاعتقاد في باب أسماء الله تعالى وصفاته،وأذكرها كما يلي:
_ أهل السنة والجماعة: يثبتون أسماء الله تعالى وصفاته من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل، ولمنهج أهل السنة والجماعة في باب المعتقد سمات وهي:
1 - مصدر تلقي العقيدة هو كتاب الله و سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
2 - اتباع فهم السلف الصالح 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في فهم النصوص. لقوله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا}
3 - تقديم النقل على العقل: وهذا التعارض لا يكون إلا إذا كان النقل فيه ضعف أو العقل فيه خلل في الفهم وإلا فلا تعارض بين صحيح المنقول وصريح المعقول.
4 - قطع الطمع عن إدراك كنه صفات الله تعالى: فأهل السنة والجماعة لايفوضون ثبوت الصفة لله وإنما يفوضون كيف صفة الله تعالى، وهذا هو مراد قول إمامنا مالك بأن الكيف مجهول.
5 - اتفاقهم وعدم اختلافهم في أصول العقيدة وباب المعتقد: فرغم اختلاف أقطارهم وأمصارهم فهم متفقون في العقيدة وذلك لاتحاد مصادر التلقي، قال الامام أبو المظفر السمعاني وهو من أئمة القرن الخامس هجري: << ما حدثتني به نفسي إلا وطلبة له شاهدين من كتاب وسنة وإلا رددته >>.
_ الأشاعرة: يجب التفريق هنا بين الأشعرية الأولى التي كانت هي السائدة في فترة من الفترات وهم أقرب ما يكون من أهل السنة، وبين الأشعرية المتأخرة التي فسد منعقدها بربها وهي بعيدة عن أهل السنة من حيث المنعقد وأقرب إلى أهل السنة والجماعة من غيرها من الفرق، وبما أننا ذكرنا سمات منهج أهل السنة والجماعة سنذكر ما يقابله فيما يخص الأشاعرة:
1 - مصدر تلقي الشريعة هو العقل: وهذا أدى إلا نفيهم جميع الصفات إلا سبعة منها وذلك لموافقتها العقل وقبوله إياها، وقد رد عليهم شيخ الاسلام على هذا القول في كتاب التدمرية حيث أورد فيه أصلين ومثلين وهما - أي المثلين - الجنة والروح، حيث بين أن عدم ادراك كنه الروح،وعدم تشابه ما في الجنة من نعيم بما هو عندنا في الدنيا هو من باب عدم ادراك كنه صفات الله وعدم مشابهتها لصفات المخلوق.
2 - لايقبلون خبر الآحاد: ولو كان من السلف.
3 - تقديم العقل على النقل وإبطال المنقول لمخالفته المعقول.
4 - يقابلون صفات الله تعالى إما بالتأويل أو بالتفويض.
5 - اختلافهم فيما بينهم وذلك لاختلاف عقولهم التي جعلوها مرجعا لهم في إعتقادهم.
هذا ما وجدت لك في جعبتي رغم قلت الزاد وضعف النفس والهمة، فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطىء فمني ومن الشيطان وأعوذ بالله من أن أذكرك به وأنساه فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وإليك أخي هذا الرابط ففيه جهد محمود.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87858&highlight=%C7%E1%CA%CF%E3%D1%ED%C9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87858&highlight=%C7%E1%CA%CF%E3%D1%ED%C9)
والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 06:47 ص]ـ
حمل رسالة الشيخ سفر الحوالي (منهج الأشاعرة في العقيدة)
نسخة وورد + نسخة للشاملة
في المرفقات
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 04:13 م]ـ
إضافة إلى ما ذكر أن الأشاعرة مرجئة في باب الإيمان، جبرية في باب القدر.
والمتأخرون منهم جهمية خلص في الصفات ...
ـ[صالح العقل]ــــــــ[26 - 06 - 07, 06:21 م]ـ
رسالة الشيخ سفر الحوالي قيمة جدا في ذكر الفروق بين أهل السنة والجماعة وبين الأشاعرة
وقد اقتطفت لكم منها هذا النص:
يقول حفظه الله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/154)
مصطلح أهل السنة والجماعة يطلق ويراد به معنيان:
[أ] المعنى الأعم: وهو ما يقابل الشيعة، فيقال: المنتسبون للإسلام قسمان: أهل السنة والشيعة، مثلما عَنْوَنَ شَيْخ الإِسْلامِ كتابه في الرد على الرافضي " منهاج السنة"، وفيه بيَّن هذين المعنيين (2)، وصرح أن ما ذهبت إليه الطوائف المبتدعة [هي] من أهل السنة بالمعنى [الأعم].
__________
(1) وانظر عن القدامى: الرد الوافر على من زعم أن ابن تيمية شيخ الإسلام كافر، وكتاب الحصني دفع شبهة من تشبه وتمرد. وللعلم فبعض هذه الكتب المعاصرة باسم مستعار، وممن اعترف بموقفهم من شيخ الإسلام الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه ابن تيمية (ص:56)، ومن ذلك قول صاحب حواشي على شرح الكبرى لالسنوسي قوله: "ابن تيمية. أي الحنبلي المشهور زنديق وبغضه للدين وأهله لا يخفى" (ص:62). وانظر في كتاب وهبي غاوجي أركان الإيمان (ص:297 - 299).
(2) ج:2 ص:221) تحقيق محمد رشاد سالم.
(1/ 6)
وهذا المعنى يدخل فيه كل من سوى الشيعة كالأشاعرة، لاسيما والأشاعرة فيما يتعلق بموضوع الصحابة والخلفاء متفقون مع أهل السنة، وهي نقطة الاتفاق المنهجية الوحيدة كما سيأتي.
[ب] المعنى الأخص: وهو ما يقابل المبتدعة وأهل الأهواء وهو الأكثر استعمالاً وعليه كتب الجرح والتعديل، فإذا قالوا عن الرجل: إنه صاحب سنة أو كان سنياً أو من أهل السنة ونحوها، فالمراد أنه ليس من إحدى الطوائف البدعية كالخوارج والمعتزلة والشيعة، وليس صاحب كلام وهوى.
وهذا المعنى لا يدخل فيه الأشاعرة أبداً؛ بل هم خارجون عنه وقد نص الإمام أحمد وابن المديني على أن من خاض في شيء من علم الكلام لا يعتبر من أهل السنة وإن أصاب بكلامه السنة حتى يدع الجدل ويسلم للنصوص، فلم يشترطوا موافقة السنة فحسب بل التلقي والاستمداد منها (1).فمن تلقى من السنة فهو من أهلها وإن أخطأ، ومن تلقى من غيرها فقد أخطأ وإن وافقها في النتيجة.
والأشاعرة -كما سترى- تلقوا واستمدوا من غير السنة ولم يوافقوها في النتائج، فكيف يكونون من أهلها!!
وإذا كانت كتب الأشاعرة تتبرأ من "الحشوية والمجسمة والنابتة والمشبهة" وغير ذلك مما يلقبون به أهل السنة والجماعة، فكيف يكونون وهم سواء!!
حكم الأشاعرة عند أتباع الأئمة الأربعة:
وسنأتي بحكمهم عند أئمة المذاهب الأربعة من الفقهاء فما بالك بأئمة الجرح والتعديل من أصحاب الحديث:
[1] عند المالكية:
روى حافظ المغرب وعلمها الفذ ابن عبد البر بسنده عن فقيه المالكية بالمشرق ابن خويز منداد: أنه قال في كتاب الشهادات شرحاً لقول مالك لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء، وقال:
__________
(1) انظر شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة، اللالكائي، تحقيق الأخ أحمد بن سعد بن حمدان (1/ 157، 165).
(1/ 7)
"أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها" (1).
وروى ابن عبد البر نفسه في "الانتقاء" عن الأئمة الثلاثة" مالك وأبي حنيفة والشافعي نهيهم عن الكلام وزجر أصحابه وتبديعهم وتعزيرهم.
ومثله ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية، فماذا يكون الأشاعرة إن لم يكونوا أصحاب كلام؟!
[2] عند الشافعية:
قال الإمام أبو العباس بن سريج الملقب بالشافعي الثاني، وقد كان معاصراً للأشعري: "لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة، بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل".
__________
(1) جامع بيان العلم وفضله (2/ 117) تحقيق عثمان محمد عثمان وهو في (2/ 96) من الطبعة المنيرية.
(1/ 8)
قال الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس من الشافعية ما نصه: "لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرءون مما بنى الأشعري مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة" وضرب مثالاً بشيخ الشافعية في عصره الإمام أبي حامد الإسفرائيني الملقب "الشافعي الثالث" قائلاً: "ومعلوم شدة الشيخ على أصحاب الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري، وعلقه عنه أبو بكر الزاذقاني وهو عندي، وبه اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه اللمع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/155)
والتبصرة، حتى لو وافق قول الأشعري وجهاً لأصحابنا ميَّزَه وقال:" هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية ولم يعدهم من أصحاب الشافعي، استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلاً عن أصول الدين" (1).
وبنحو قوله بل أشد منه قال شَيْخ الإِسْلامِ الهروي الأنصاري (2).
[3] الحنفية:
__________
(1) توفي ابن سريج سنة (306): انظر تاريخ بغداد (4/ 290) وسير أعلام النبلاء (14/ 201) والظاهر أنه توفي قبل رجوع الأشعري لمذهب السلف، والأشعري توفي سنة (324) أو (330) على قولين. وانظر عقيدة ابن سريج في اجتماع الجيوش الإسلامية (62).
(2) يلاحظ أن كلاً من الشافعية والحنابلة يدعي الهروي لمذهبهم، ورجح شيخ الإسلام أنه يأخذ من كليهما ويتبع الأثر. انظر (شيخ الإسلام عبد الله الهروي ص:96)، وقوله فيهم نقله في التسعينية: (277) عن كتاب "ذم الكلام" وهو يحقق بجامعة الإمام كما قرأت. وانظر أيضاً عن موقف الشافعية درء التعارض (2/ 106).
(1/ 9)
معلوم أن واضع الطحاوية وشارحها كليهما حنفيان، وكان الإمام الطحاوي معاصراً للأشعري، وكتب هذه العقيدة لبيان معتقد الإمام أبي حنيفة وأصحابه وهي مشابهة لما في الفقه الأكبر عنه، وقد نقلوا عن الإمام أنه صرح بكفر من قال: إن الله ليس على العرش أو توقف فيه، وتلميذه أبو يوسف كفر بشراً المريسي، ومعلوم أن الأشاعرة ينفون العلو وينكرون كونه تعالى على العرش ومعلوم أيضاً أن أصولهم مستمدة من بشر المريسي (1).
[4] الحنابلة:
موقف الحنابلة من الأشاعرة أشهر من أن يذكر، فمنذ بدَّع الإمام أحمد "ابن كلاب" وأمر بهجره- وهو المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري -لم يزل الحنابلة معهم في معركة طويلة، وحتى في أيام دولة نظام الملك - التي استطالوا فيها - وبعدها كان الحنابلة يخرجون من بغداد كل واعظ يخلط قصصه بشيء من مذهب الأشاعرة، ولم يكن ابن القشيري إلا واحداً ممن تعرض لذلك، وبسبب انتشار مذهبهم وإجماع علماء الدولة لا سيما الحنابلة على محاربته أصدر الخليفة القادر منشور "الاعتقاد القادري" أوضح فيه العقيدة الواجب على الأمة اعتقادها سنة (433هـ) (2).
هذا وليس ذم الأشاعرة وتبديعهم خاصاً بأئمة المذاهب المعتبرين بل هو منقول أيضاً عن أئمة السلوك الذين كانوا أقرب إلى السنة واتباع السلف، فقد نقل شَيْخ الإِسْلامِ في الاستقامة كثيراً من أقوالهم في ذلك وأنهم يعتبرون عقيدة الأشعرية منافياً لسلوك طريق الولاية والاستقامة حتى أن عبد القادر الجيلاني لما سئل: هل كان لله ولي على غير اعتقاد أحمد بن حنبل؟ قال: "ما كان ولا يكون" (3).
__________
(1) انظر غير ما ذكر سير أعلام النبلاء ترجمة بشر (10/ 200 - 201) والحموية: (14 - 15) طبعة قصى الخطيب.
(2) انظر المنتظم لابن الجوزي أحداث سنة (433، 469، 475) وغيرها (ج:8 وج:9).
(3) الاستقامة: (81 - 89، 105 - 109).
(1/ 10)
فهذا موجز مختصر جداً لحكم الأشاعرة في المذاهب الأربعة، فما ظنك بحكم رجال الجرح والتعديل ممن يعلم أن مذهب الأشاعرة هو رد خبر الآحاد جملة، وأن في الصحيحين أحاديث موضوعة أدخلها الزنادقة .. وغيرها من الطوام!!
وانظر إن شئت ترجمة إمامهم المتأخر الفخر الرازي في الميزان ولسان الميزان.
فالحكم الصحيح في الأشاعرة أنهم من أهل القبلة ولاشك في ذلك، أما أنهم من أهل السنة فلا، وسيأتي تفصيل ذلك في الموضوعات التالية.
وهاهنا حقيقة كبرى أثبتها علماء الأشعرية الكبار بأنفسهم -كالجويني وابنه أبي المعالي والرازي والغزالي وغيرهم- وهي حقيقة إعلان حيرتهم وتوبتهم ورجوعهم إلى مذهب السلف، وكتب الأشعرية المتعصبة مثل طبقات الشافعية أوردت ذلك في تراجمهم أو بعضه فما دلالة ذلك؟
إذا كانوا من أصلهم على عقيدة أهل السنة والجماعة فعن أي شيء رجعوا؟ ولماذا رجعوا؟ وإلى أي عقيدة رجعوا؟
إثبات أن عوام المسلمين على مذهب أهل السنة:
رابعاً: دعوى الأشاعرة أن أكثر أئمة المسلمين على مذهبهم دعوى عارية عن الدليل يكذبها الواقع التاريخي، وكتب الأشاعرة نفسها عند تعريف مذهبي السلف والخلف تقول: إن مذهب السلف هو مذهب القرون الثلاثة وبعضها يقول: إنه مذهب القرون الخمسة (1) فماذا بقي بعد هذه القرون؟
وصدقوا، فالثابت تاريخياً أن مذهب الأشاعرة لم ينتشر إلا في القرن الخامس إثر انتشار كتب الباقلاني (2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/156)
ولولا ضيق المجال لسردت قائمة متوازية أذكر فيها كبار الأشاعرة ومن عاصرهم من كبار أهل السنة والجماعة الذين يفوقون أولئك عدداً وعلماً وفضلاً.
وحسبك ما جمعه ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية والذهبي في العلو وقبلهما اللالكائي.
__________
(1) ومنها شرح الباجوري أو البيجوري على الجوهرة (1/ 82) طبعة محمد علي صبيح.
(2) انظر الاستقامة: (105)، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر: (410) بتحقيق الكوثري.
(1/ 11)
أما عوام المسلمين فالأصل فيهم أنهم على عقيدة السلف؛ لأنها الفطرة التي يولد عليها الإنسان وينشأ عليها المسلم بلا تلقين ولا تعليم [من حيث الأصل] فكل من لم يلقنه المبتدعة بدعتهم ويدرسوه كتبهم فليس من حق أي فرقة أن تدعيه إلا أهل السنة والجماعة.
ومن الأدلة على ذلك الإنسان الذي يدخل في الإسلام حديثاً , فهل تستطيع أي فرقة أن تقول: إنه معتزلي أو أشعري؟
أما نحن فبمجرد إسلامه يصبح واحداً منا.
وإن شئت المثال على عقيدة العوام فاسأل الملايين من المسلمين شرقاً وغرباً هل فيهم من يعتقد أن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته كما تقول الأشاعرة؟!
أم أنهم كلهم مفطورون على أنه تعالى فوق المخلوقات، وهذه الفطرة تظل ثابتة في قلوبهم حتى وإن وجدوا من يلقنهم في أذهانهم تلك المقولة الموروثة عن فلاسفة اليونان (1).
وقس على هذا نظرية الكسب، والكلام النفسي، ونفي التأثير، وأشباهها مما سترى في عقائد الأشاعرة.
تحقيق نسبة ابن حجر وأمثاله لمذهب الأشاعرة:
على أن الموضوع الذي يجب التنبيه إليه هو التفريق بين متكلمي الأشاعرة، كالرازي والآمدي والشهرستاني والبغدادي والإيجي ونحوهم، وبين من تأثر بمذهبهم عن حسن نية واجتهاد، أو متابعة خاطئة، أو جهل بعلم الكلام، أو لاعتقاده أنه لا تعارض بين ما أخذ منهم وبين النصوص.
ومن هذا القسم أكثر الأفاضل الذين يحتج بذكرهم الصابوني وغيره وعلى رأسهم الحافظ ابن حجر -رحمه الله-.
__________
(1) بل إن متكلمي الأشاعرة الذين ينفون العلو بكل جرأة ويستندون إلى شبهات كثيرة، تجد في خبايا كلامهم إقراراً به دون أن يشعروا. لأن مغالبة الفطرة من أصعب الأمور. فالرازي مثلاً-مع إنكاره الشديد للعلو في (التأسيس والتفسير) قال في التفسير: (إن الله خسف بقارون فجعل الأرض فوقه ورفع محمداً صلى الله عليه وسلم فجعله قاب قوسين تحته) (1/ 248).ط. بيروت.
(1/ 12)
ولست أشك أن الموضوع يحتاج لبسط وإيضاح، ومع هذا فإنني أقدم للقراء لمحة موجزة عن موقف ابن حجر من الأشاعرة:
من المعلوم أن إمام الأشعرية المتأخر الذي ضبط المذهب وقعد أصوله هو الفخر الرازي [606 هـ] ثم خلفه الآمدي [631هـ] والأرموي [655هـ] فنشرا فكره في الشام ومصر واستوفيا بعض القضايا في المذهب.
ونَقْدُ فكر هؤلاء الثلاثة هو الموضوع الرئيسي في كتاب درء التعارض لشَيْخ الإِسْلامِ.
وأعقبهم الإيجي صاحب المواقف - الذي كان معاصراً لشَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية - فألف " المواقف" الذي هو تقنين وتنظيم لفكر الرازي ومدرسته، وهذا الكتاب هو عمدة المذهب قديماً وحديثاً.
وقد ترجم الحافظ الذهبي رحمه الله في الميزان وغيره للرازي والآمدي بما هم أهله، ثم جاء ابن السبكي -ذلك الأشعري المتعصب- فتعقبه وعنف عليه ظلماً.
ثم جاء ابن حجر رحمه الله فألف لسان الميزان فترجم لهما بطبيعة الحال - ناقلاً كلام ابن السبكي ونقده للذهبي (1) ولم يكن يخفى عليه مكانتهما وإمامتهما في المذهب كما ذكر طرفاً من شنائع الأرموي ضمن ترجمة الرازي.
فماذا كان موقف ابن حجر؛ لأن موقفه هو الذي يحدد انتماءه لفكر هؤلاء القوم أو عدمه؟
إن الذي يقرأ ترجمتيهما في اللسان لا يمكن أن يقول: إن ابن حجر على مذهبهما أبداً، كيف وقد أورد نقولاً كثيرة موثقة عن ضلالهما وشنائعهما التي لا يقرها أي مسلم فضلاً عمن هو في علم الحافظ وفضله.
على أنه قال في آخر ترجمة الرازي "أوصى بوصية تدل على أنه حسن اعتقاده".
وهذ العبارة التي قد يفهم منها أنها متعاطفة مع الرازي ضد مهاجميه هي شاهد لما نقول نحن هنا، فإن وصية الرازي التي نقلها ابن السبكي نفسه صريحة في رجوعه إلى مذهب السلف.
فبعد هذا نسأل:
أكان ابن حجر يعتقد أو يؤيد عقيدة الرازي التي في كتبه، أم عقيدته التي في وصيته؟
الإجابة واضحة من عبارته نفسها. هذه واحدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/157)
__________
(1) ترجمة الرازي: (4/ 426) والآمدي، (6/ 134) من اللسان.
(1/ 13)
الوجه الآخر: أن الحافظ في الفتح قد نقد الأشاعرة باسمهم الصريح وخالفهم فيما هو من خصائص مذهبهم فمثلاً:
خالفهم في الإيمان، وإن كان تقريره لمذهب السلف فيه يحتاج لتحرير.
ونقدهم في مسألة المعرفة، وأول واجب على المكلف في أول كتابه وآخره (1).
كما أنه نقد شيخهم في التأويل "ابن فورك" في تأويلاته التي نقلها عنه في شرح كتاب التوحيد من الفتح، وذم التأويل والمنطق مرجحاً منهج الثلاثة القرون الأولى.
كما أنه يخالفهم في الاحتجاج بحديث الآحاد في العقيدة (2).وغيرها من الأمور التي لا مجال لتفصيلها هنا.
والذي أراه أن الحافظ -رحمه الله- أقرب شيء إلى عقيدة مفوضة الحنابلة كأبي يعلى ونحوه ممن ذكرهم شَيْخ الإِسْلامِ في درء تعارض العقل والنقل، ووصفهم بمحبة الآثار والتمسك بها لكنهم وافقوا بعض أصول المتكلمين وتابعوهم ظانين صحتها عن حسن نية.
وقد كان من الحنابلة من ذهب إلى أبعد من هذا كابن الجوزي وابن عقيل وابن الزاغوني، ومع ذلك فهؤلاء كانوا أعداء ألدّاء للأشاعرة، ولا يجوز بحال أن يعتبروا أشاعرة فما بالك بأولئك!!
والظاهر أن سبب هذا الاشتباه في نسبة بعض العلماء للأشاعرة أو أهل السنة والجماعة هو أن الأشاعرة فرقة كلامية انشقت عن أصلها "المعتزلة" ووافقت السلف في بعض القضايا وتأثرت بمنهج الوحي، في حين أن بعض من هم على مذهب أهل السنة والجماعة في الأصل تأثروا بسبب من الأسباب بأهل الكلام في بعض القضايا وخالفوا فيها مذهب السلف.
فإذا نظر الناظر إلى المواضع التي يتفق فيها هؤلاء وهؤلاء ظن أن الطائفتين على مذهب واحد، فهذا التداخل بينهما هو مصدر اللبس.
__________
(1) انظر فتح الباري: (1/ 46) (3/ 357 - 361)، (13/ 347 - 350).
(2) المصدر السابق: (13/ 253، 259، 407) وغيرها كثير.
(1/ 14)
وكثيراً ما تجد في كتب الجرح والتعديل -ومنها لسان الميزان للحافظ ابن حجر- قولهم عن الرجل: إنه وافق المعتزلة في أشياء من مصنفاته أو وافق الخوارج في بعض أقوالهم وهكذا، ومع هذا لا يعتبرونه معتزلياً أو خارجياً.
وهذا المنهج إذا طبقناه على الحافظ وعلى النووي وأمثالهما لم يصح اعتبارهم أشاعرة؛ وإنما يقال: وافقوا الأشاعرة في أشياء، مع ضرورة بيان هذه الأشياء واستدراكها عليهم حتى يمكن الاستفادة من كتبهم بلا توجس في موضوعات العقيدة (1).
خامساً: قال فضيلة الشيخ الفوزان عن الأشاعرة: [نعم هم من أهل السنة والجماعة في بقية أبواب الإيمان والعقيدة وليسوا منهم في باب الصفات].
وهذا سبق قلم من فضيلته، ومثل هذه الدعوى هي التي يهش لها الأشاعرة المعاصرون ويروجونها، لأنه إذا كان الفارق هو الصفات فقط قالوا: إن الخلاف فيها أصله الاجتهاد والكل متفقون على التنزيه فكأنه لا خلاف إذاً! وربما قالوا: نحن مستعدون أن نثبت لله يداً وعيناً وسائر الصفات في سبيل توحيد الصف ووحدة الكلمة!!
وليكن معلوماً أن ابتداء أمر الأشاعرة أنهم توسلوا إلى أهل السنة أن يكفوا عن هجرهم وتبديعهم وتضليلهم وقالوا: نحن معكم ندافع عن الدين وننازل الملحدين (2).
__________
(1) وقد رأينا في واقعنا المعاصر علماء فضلاء وافقوا الاشتراكيين أو الديمقراطيين أو القوميين في أشياء للأسباب نفسها ولم يعدهم أحد اشتراكيين أو قوميين.
(2) انظر سير أعلام النبلاء: (15/ 90)، مقابلة الأشعري لإمام السنة في عصره "البربهاري" انظر ترجمته في طبقات الحنابلة ورسالته القيمة في السنة، التي ساقها صاحب الطبقات.
(1/ 15)
فاغتر بهذا بعض علماء أهل السنة وسكتوا عنهم، فتمكن الأشاعرة في الأمة ثم في النهاية استطالوا على أولئك واستأثروا بهذا الاسم دون أهله، وأصبحوا هم يضللون أهل السنة ويضطهدونهم ويلقبونهم بأشنع الألقاب، فحتى لا تتكرر هذه المشكلة وإحقاقاً للحق رأيتُ من واجبي أن أسهم بتفصيل مذهب الأشاعرة في كل أبواب العقيدة؛ ليتضح أنهم على منهج فكري مستقل في كل الأبواب والأصول، ويختلفون مع أهل السنة والجماعة من أول مصدر التلقي حتى آخر السمعيات ما عدا قضية واحدة فقط.
- الأصول المنهجية التي خالف فيها الأشاعرة أهل السنة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/158)
وإليك هذه الأصول المنهجية في مذهبهم موجزة وميسرة ما أمكن - عدا أقوالهم في الصفات وعدا الفرعيات التي لا تدخل تحت حصر - مع التنبيه مقدماً إلى ما بينها من تناقض لا يخفى على القارئ الفطن.
الأول مصدر التلقي:
أ- مصدر التلقي عند الأشاعرة هوالعقل، وقد صرح الجويني والرازي والبغدادي والغزالي والآمدي والإيجي وابن فورك والسنوسي وشراح الجوهرة وسائر أئمتهم بتقديم العقل على النقل عند التعارض، وعلى هذا جرى المعاصرون منهم، ومن هؤلاء السابقين من صرح بأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة أصل من أصول الكفر وبعضهم خففها فقال: هو أصل الضلالة!!
ولضرورة الاختصار أكتفي بمثالين مع الإحالة إلى ما في الحاشية لمن أراد المزيد:
الأول: وضع الرازي في أساس التقديس القانون الكلي للمذهب في ذلك فقال: "الفصل الثاني والثلاثون في أن البراهين العقلية إذا صارت معارضة بالظواهر النقلية فكيف يكون الحال فيها؟
اعلم أن الدلائل القطعية العقلية إذا قامت على ثبوت شيء ثم وجدنا أدلة نقلية يشعر ظاهرها بخلاف ذلك فهناك لا يخلو الحال من أحد أمور أربعة:
1 - إما أن يصدق مقتضى العقل والنقل فيلزم تصديق النقيضين وهو محال.
2 - وإما أن يبطل فيلزم تكذيب النقيضين وهو محال.
(1/ 16)
3 - وإما أن يصدق الظواهر النقلية ويكذب الظواهر العقلية وذلك باطل. لأنه لا يمكننا أن نعرف صحة الظواهر النقلية إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية إثبات الصانع وصفاته وكيفية دلالة المعجزة على صدق الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وظهور المعجزات على يد محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولو جوزنا القدح في الدلائل العقلية القطعية صار العقل متهماً غير مقبول القول، ولو كان كذلك لخرج أن يكون مقبول القول في هذه الأصول، وإذا لم تثبت هذه الأصول خرجت الدلائل النقلية عن كونها مفيدة.
فثبت أن القدح في العقل لتصحيح النقل يفضي إلى القدح في العقل والنقل معاً وأنه باطل، ولما بطلت الأقسام الأربعة (1) لم يبق إلا أن يقطع بمقتضى الدلائل العقلية القاطعة بأن هذه الدلائل النقلية إما أن يقال أنها غير صحيحة (2) أو يقال: إنها صحيحة إلا أن المراد منها غير ظواهرها.
ثم إن جوزنا التأويل اشتغلنا على سبيل التبرع بذكر تلك التأويلات على التفصيل (3).
وإن لم يجز التأويل فوضنا العلم بها إلى الله تعالى. فهذا هو القانون الكلي المرجوع إليه في جميع المتشابهات وبالله التوفيق" اهـ.
الثاني: يقول السنوسي [ت:885] في شرح الكبرى:
"وأما من زعم أن الطريق بَدْأً إلى معرفة الحق الكتابُ والسنةُ ويحرم ما سواهما، فالرد عليه أن حجتيهما لا تعرف إلا بالنظر العقلي، وأيضاً فقد وقعت فيهما ظواهر من اعتقدها على ظاهرها كفر عند جماعة وابتدع".
ويقول: " .. أصول الكفر ستة .. ذكر خمسة ثم قال:…
__________
(1) هو هكذا كما أساس التقديس (172 - 173) ولعل الصواب: الثلاثة؛ لأن الرابع هو ما سيأتي. (الناشر).
(2) يلاحظ أن الدلائل النقلية تشمل نصوص الكتاب والسنة معاً فكيف يقال أنها غير صحيحة دون تفريق بينهما. مع أن مجرد إطلاقها على السنة وحدها في غاية الخطورة.
(3) هل وصلت قيمة نصوص الوحي إلى حد أن الاشتغال بتأويلها-الذي هو تحريف لها - يعتبر تبرعاً وإحساناً؟!
(1/ 17)
سادساً: التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة، من غير عرضها على البراهين العقلية والقواطع الشرعية".
ب- صرح متكلموهم -ومنهم من سبق في فقرة "أ" أن نصوص الكتاب والسنة ظنية الدلالة، ولا تفيد اليقين إلا إذا سلمت من عشرة عوارض.
منها: الإضمار والتخصيص والنقل والاشتراك والمجاز ... إلخ، وسلمت بعد هذا من المعارض العقلي، بل قالوا: من احتمال المعارض العقلي!! (1).
ج- موقفهم من السنة خاصة أنه لا يثبت بها عقيدة، بل المتواتر منها يجب تأويله وآحادها لا يجب الاشتغال بها حتى على سبيل التأويل، حتى إن إمامهم الرازي قطع بأن رواية الصحابة كلهم مظنونة بالنسبة لعدالتهم وحفظهم سواء، وأنه في الصحيحين أحاديث وضعها الزنادقة .. إلى آخر مالا أستجيز نقله لغير المختصين، وهو في كتابه أساس التقديس والأربعين.
د- تقرأ في كتب عقيدتهم قديماً وحديثاً المائة صفحة أو أكثر، فلا تجد فيها آية ولا حديثاً لكنك قد تجد في كل فقرة "قال الحكماء" أو "قال المعلم الأول" أو "قالت الفلاسفة" ونحوها ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/159)
هـ- مذهب طائفة منهم وهم صوفيتهم -كالغزالي والجامي- (2). في مصدر التلقي هو تقديم الكشف والذوق على النص وتأويل النص ليوافقه، وقد يصححون بعض الأحاديث ويضعفونها حسب هذا الذوق كحديث إسلام أبوي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودخولهما الجنة بزعمهم.
__________
(1) انظر على سبيل المثال المواقف: (39 - 40) ومثله في المصادر المذكورة في الهامش (3).
(2) هو ملا عبد الرحمن الجامي له كتاب (الدرة الفاخرة في تحقيق مذهب الصوفية والمتكلمين والحكماء) مطبوع بذيل أساس التقديس لالرازي (الناشر).
(1/ 18)
ويسمون هذا "العلم اللدني" جرياً على قاعدة الصوفية "حدثني قلبي عن ربي" (1).
الثاني إثبات وجود الله:
معلوم أن مذهب السلف هو أن وجوده تعالى أمر فطري معلوم بالضرورة، والأدلة عليه في الكون والنفس والآثار والآفاق والوحي أجل من الحصر، ففي كل شيء له آية وعليه دليل.
أما الأشاعرة فعندهم دليل يتيم هو دليل: الحدوث والقدم.
وهو الاستدلال على وجود الله بأن الكون حادث، وكل حادث فلا بد له من محدث قديم، وأخص صفات هذا القديم مخالفته للحوادث وعدم حلولها فيه ومن مخالفته للحوادث إثبات أنه ليس جوهراً ولا عرضاً ولا جسماً ولا في جهة ولا مكان .. إلخ.
ثم أطالوا جداً في تقرير هذه القضايا، هذا وقد رتبوا عليه من الأصول الفاسدة ما لا يدخل تحت العد مثل إنكارهم لكثير من الصفات كالرضا والغضب والاستواء بشبهة نفي حلول الحوادث في القديم، ونفي الجوهرية والعرضية والجهة والجسمية .. إلى آخر المصطلحات البدعية التي جعلوا نفيها أصولاً وأنفقوا الأعمار والمداد في شرحها ونفيها.
__________
(1) انظر عن مصدر التلقي عندهم: درء تعارض العقل والنقل فهو كله رد عليهم وقد استفتحه بذكر قانونهم الكلي في التعارض. أساس التقديس للرازي: (168 - 173)، الشامل للجويني: (561)، الإرشاد له: (359 - 360)، شرح الكبرى للسنوسي: (502)، المواقف للإيجي: (39 - 40)، مختصر الصواعق (33، 258)، مشكل الحديث لابن فورك: مقدمته وخاتمته، أصول الدين للبغدادي: (12)، وكبرى اليقينيات: محمد سعيد رمضان البوطي الإهداء (32 - 33)، الرسالة اللدنية للغزالي: (1/ 114ـ 118) من مجموعة القصور العوالي.
(1/ 19)
ولو أنهم قالوا: الكون مخلوق، وكل مخلوق لابد له من خالق؛ لكان أيسر وأخصر مع أنه ليس الدليل الوحيد؛ ولكنهم تعمدوا موافقة الفلاسفة حتى في ألفاظهم (1).
الثالث التوحيد:
التوحيد عند أهل السنة والجماعة معروف بأقسامه الثلاثة، وهو عندهم أول واجب على المكلف.
أما الأشاعرة -قدماؤهم ومعاصروهم- فالتوحيد عندهم هو نفي التثنية أو التعدد، ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة أي حسب تعبيرهم "نفي الكمية المتصلة والكمية المنفصلة" ومن هذا المعنى فسروا الإله بأنه الخالق أو القادر على الاختراع وأنكروا بعض الصفات كالوجه واليد والعين لأنها تدل على التركيب والأجزاء عندهم.
أما التوحيد الحقيقي وما يقابله من الشرك ومعرفته والتحذير منه فلا ذكر له في كتب عقيدتهم إطلاقاً، ولا أدري أين يضعونه أفي كتب الفروع؟ فليس فيها.
أم يتركونه بالمرة؟ فهذا الذي أجزم به.
أما أول واجب عند الأشاعرة فهو النظر أو القصد إلى النظر أو أول جزء من النظر أو ... إلى آخر فلسفتهم المختلف فيها، وعندهم أن الإنسان إذا بلغ سن التكليف وجب عليه النظر ثم الإيمان، واختلفوا فيمن مات قبل النظر أو في أثنائه، أيحكم له بالإسلام أم بالكفر؟!
__________
(1) انظر الأبواب الأولى من إي كتاب في عقيدتهم، ومجموع الفتاوى: (2/ 7 - 23) وأول شرح الأصفهانية. ويلاحظ أن تعمدهم استخدام كلمة (حادث) سببه أنهم لو قالوا (مخلوق) لألزمهم الفلاسفة بأن هذا هو موضوع النزاع ولا يستدل بالدعوى على نفسها في نظرهم، ومع هذا فالفلاسفة يقولون الكون قديم ولا نسلم أنه حادث، فالأشاعرة كما قال شيخ الإسلام: (لا للإسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا).
(1/ 20)
وينكر الأشاعرة المعرفة الفطرية ويقولون: إن من آمن بالله بغير طريق النظر فإنما هو مقلِّد، ورجح بعضهم كفره واكتفى بعضهم بتعصيته، وهذا ما خالفهم فيه الحافظ ابن حجر رحمه الله ونقل أقوالاً كثيرة في الرد عليهم وأن لازم قولهم تكفير العوام بل تكفير الصدر الأول (1).
الرابع الإيمان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/160)
الأشاعرة في الإيمان مرجئة جهمية أجمعت كتبهم قاطبة على أن الإيمان هو التصديق القلبي.
واختلفوا في النطق بالشهادتين أيكفي عنه تصديق القلب أم لابد منه، قال صاحب الجوهرة:
وفسر الإيمان بالتصديقِ…والنطق فيه الخلف بالتحقيقِ
وقد رجح الشيخ حسن أيوب من المعاصرين أن المصدق بقلبه ناج عند الله وإن لم ينطق بهما ومال إليه البوطي.
فعلى كلامهم لا داعي لحرص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقول عمه أبو طالب [لا إله إلا الله]؛ لأنه لا شك في تصديقه له بقلبه، وهو ومن شابهه على مذهبهم من أهل الجنة!!
هذا وقد أولوا كل آية أو حديث ورد في زيادة الإيمان ونقصانه أو وصف بعض شعبه بأنها إيمان أو من الإيمان (2).
ولهذا أطال شَيْخ الإِسْلامِ رحمه الله الرد عليهم بأسمائهم كالأشعري والباقلاني والجويني وشراح كتبهم وقرر أنهم على مذهب جهم بعينه.
وفي رسالتي فصل طويل عن هذه القضية فلا أطيل بها هنا.
الخامس القرآن:
__________
(1) عن هذه الفقرة انظر: نهاية الإقدام للشهرستاني: (90)، شرح الكبرى: (304) غاية المرام للآمدي: (149)، كبرى اليقينيات: (92 - 93)، الله جل جلاله لسعيد حوى: (131) أركان الإيمان لوهبي غاوجي: (30).
(2) انظر الإنصاف: (55)، الإرشاد: (397)، غاية المرام: (311)، المواقف: (384)، الإيمان لشيخ الإسلام: أكثره رد عليهم فلا حاجة لتحديد الصفحات، تبسيط العقائد الإسلامية لحسن أيوب: (29 - 33)، كبرى اليقينيات: (196).
(1/ 21)
وقد أفردت موضوعه لأهميته القصوى، وهو نموذج بارز للمنهج الأشعري القائم على التلفيق الذي يسميه الأشاعرة المعاصرون "التوفيقية" حيث انتهج التوسط بين أهل السنة والجماعة وبين المعتزلة في كثير من الأصول فتناقض واضطرب.
فمذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأنه تعالى يتكلم بكلام مسموع تسمعه الملائكة وسمعه جبريل وسمعه موسى عليه السلام ويسمعه الخلائق يوم القيامة.
ومذهب المعتزلة أنه مخلوق.
أما مذهب الأشاعرة فمن منطلق التوفيقية -التي لم يحالفها التوفيق- فرقوا بين المعنى واللفظ.
فالكلام الذي يثبتونه لله تعالى هو معنى أزلي أبدي قائم بالنفس ليس بحرف ولا صوت ولا يوصف بالخبر ولا الإنشاء.
واستدلوا بالبيت المنسوب للأخطل النصراني:
إنَّ الكلامَ لفِي الفؤادِ وإنَّما…جُعْلِ اللسانُ على الفؤادِ دليلاً
أما الكتب المنزلة ذات الترتيب والنظم والحروف -ومنها القرآن- فليست هي كلامه تعالى على الحقيقة بل هي "عبارة" عن كلام الله النفسي.
والكلام النفسي شيء واحد في ذاته لكن إذا جاء التعبير عنه بالعبرانية فهو توراة، وإن جاء بالسريانية فهو إنجيل، وإن جاء بالعربية فهو قرآن، فهذه الكتب كلها مخلوقة ووصفها بأنها كلام الله مجازٌ لأنها تعبير عنه.
واختلفوا في القرآن خاصة فقال بعضهم: إن الله خلقه أولاً في اللوح المحفوظ ثم أنزله في صحائف إلى سماء الدنيا، فكان جبريل يقرأ هذا الكلام المخلوق ويبلغه لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال آخرون: إن الله أفهم جبريل كلامه النفسي، وأفهمه جبريل لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالنزول نزول إعلام وإفهام لا نزول حركة وانتقال [لأنهم ينكرون علو الله] ثم اختلفوا في الذي عبر عن الكلام النفسي بهذا اللفظ والنظم العربي من هو؟
فقال بعضهم: هو جبريل، وقال بعضهم: بل هو محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.!!
(1/ 22)
واستدلوا بمثل قوله تعالى: ((إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)) [الحاقة:40] في سورتي الحاقة والتكوير، حيث أضافه في الأولى إلى محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي الأخرى إلى جبريل بأن اللفظ لأحد الرسولين "جبريل أو محمد" وقد صرح الباقلاني بالأول وتابعه الجويني.
قال شَيْخ الإِسْلامِ: "وفي إضافته تعالى إلى الرسول تارة وإلى هذا تارة دليل على أنه إضافة بلاغ وأداء لا إضافة إحداث لشيء منه أو إنشاء كما يقول بعض المبتدعة الأشعرية من أن حروفه ابتداء جبريل أو محمد مضاهاة منهم في نصف قولهم لمن قال: إنه قول البشر من مشركي العرب" (1).
وعلى القول بأن القرآن الذي نقرؤه في المصاحف مخلوق سار الأشاعرة المعاصرون وصرحوا، فكشفوا بذلك ما أراد شارح الجوهرة أن يستره حين قال: "يمتنع أن يقال إن القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم" (2).
السادس القدر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/161)
أراد الأشاعرة هنا أن يوفقوا بين الجبرية والقدرية فجاءوا بنظرية الكسب وهي في مآلها جبرية خالصة لأنها تنفي أيَّ قدرة للعبد أو تأثير.
أما حقيقتها النظرية الفلسفية فقد عجز الأشاعرة أنفسهم عن فهمها فضلاً عن إفهامها لغيرهم ولهذا قيل:
مما يقال ولا حقيقة تحته …معقولة تدنو إلى الأفهام
الكسب عند الأشعري والحال عنـ…ـد البهشمي وطفرة النظام
ولهذا قال الرازي الذي عجز هو الآخر عن فهمها: "إن الإنسان مجبور في صورة مختار".
__________
(1) مجموع الفتاوى: (2/ 50).
(2) عن القرآن عندهم انظر: الإنصاف: (96 - 97) وما بعدها، الإرشاد: (128 - 137)، أصول الدين: (107)، المواقف (293)، شرح الباجوري على الجوهرة: (64 - 66، 84)، متن الدردير: (25) من مجموع مهمات المتون، التسعينية وقد استغرق موضوع الرد عليهم في القرآن أكثر مباحثها ومن أعظمها وأنفسها ما ذكره في الوجه السابع والسبعين فليراجع.
(1/ 23)
أما البغدادي فأراد أن يوضحها فذكر مثالاً لأحد أصحابه في تفسيرها شبه فيه اقتران قدرة الله بقدرة العبد مع نسبة الكسب إلى العبد "بالحجر الكبير قد يعجز عن حمله رجل ويقدر آخر على حمله منفرداً به فإذا اجتمعا جميعاً على حمله كان حصول الحمل بأقواهما، ولا خرج أضعفهما بذلك عن كونه حاملاً".
وعلى مثل هذا المثال الفاسد يعتمد الجبرية وبه يتجرأ القدرية المنكرون، لأنه لو أن الأقوى من الرجلين عذب الضعيف وعاقبه على حمل الحجر فإنه يكون ظالماً باتفاق العقلاء؛ لأن الضعيف لا دور له في الحمل، وهذه المشاركة الصورية لا تجعله مسئولاً عن حمل الحجر.
والإرادة عند الأشاعرة معناها [المحبة والرضا] وأولوا قوله تعالى: ((وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ)) [الزمر:7] بأنه لا يرضاه لعباده المؤمنين!
فبقي السؤال وارداً عليهم: وهل رضيه للكفار أم فعلوه وهو لم يرده؟
وفعلوا بسائر الآيات مثل ذلك، ومن هذا القبيل كلامهم في الاستطاعة.
والحاصل أنهم في هذا الباب خرجوا عن المنقول والمعقول ولم يعربوا عن مذهبهم فضلاً عن البرهنة عليه!! (1).
السابع السببية وأفعال المخلوقات:
ينكر الأشاعرة الربط العادي بإطلاق، وأن يكون شيءٌ يؤثر في شيء، وأنكروا كل "باء سببية" في القرآن، وكفروا وبدعوا من خالفهم.
ومأخذهم فيها هو مأخذهم في القدر، فمثلاً عندهم من قال: إن النار تحرق بطبعها أو هي علة الإحراق فهو كافر مشرك؛ لأنه لا فاعل عندهم إلا الله مطلقاً، حتى إن أحد نحاة الأندلس من دولة الموحدين التومرتية الأشعرية هدم [نظرية العامل] عند النحاة مدعياً أن الفاعل هو الله!!
__________
(1) الإنصاف: (45 - 46) بهوامش الكوثري، الإرشاد: (187 - 203)، أصول الدين: (133)، نهاية الإقدام: (77)، المواقف: (311)، شفاء العليل: (259 - 261) وغيرها.
(1/ 24)
ومن قال عندهم: إن النار تحرق بقوة أودعها الله فيها فهو مبتدع ضال، قالوا: إن فاعل الإحراق هو الله؛ ولكن فعله يقع مقترناً بشيء ظاهري مخلوق، فلا ارتباط عندهم بين سبب ومسبب أصلاً، وإنما المسألة اقتران كاقتران الزميلين من الأصدقاء في ذهابهما وإيابهما.
ومن متونهم في العقيدة:
والفعل في التأثير ليس إلا…للواحد القهار جل وعلا
ومن يقل بالطبع أو بالعلة…فذاك كفر عند أهل الملة
ومن يقل بالقوة المودعة…فذاك بدعي فلا تلتفت
والغريب أن هذا هو مذهب ما يسمى المدرسة الوضعية من المفكرين الغربيين المحدثين ومن وافقهم من ملاحدة العرب، وما ذاك إلا لأن الأشاعرة والوضعيين كليهما ناقل عن الفكر الفلسفي الإغريقي (1).
الثامن: الحكمة والغائية:
ينفي الأشاعرة قطعاً أن يكون لشيء من أفعال الله تعالى علة مشتملة على حكمة تقضي إيجاد ذلك الفعل أو عدمه، وهذا نص كلامهم تقريباً، وهو رد فعل لقول المعتزلة بالوجوب على الله؛ حتى أنكر الأشاعرة كل لام تعليل في القرآن، وقالوا: إن كونه يفعل شيئاً لعلة ينافي كونه مختاراً مريداً.
وهذا الأصل تسميه بعض كتبهم "نفي الغرض عن الله" ويعتبرونه من لوازم التنزيه، وجعلوا أفعاله تعالى كلها راجعة إلى محض المشيئة ولا تعلق لصفة أخرى -كالحكمة مثلاً- بها، ورتبوا على هذا أصولاً فاسدة كقولهم بجواز أن يخلد الله في النار أخلص أوليائه، ويخلد في الجنة أفجر الكفار، وجواز التكليف بما لا يطاق ونحوها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/162)
وسبب هذا التأصيل الباطل عدم فهمهم ألا تعارض بين المشيئة والحكمة أو المشيئة والرحمة.
__________
(1) المصادر السابقة في القدر، وشرح الكبرى: (184)، شرح أم البراهين: (11، 80، 81)، منظومة الدردير (240)، وقد أفردناها عن القدر؛ لأنهم يفردونها وقد يقدمونها باعتبارها من قضايا الكفر والإيمان!!
(1/ 25)
ولهذا لم يثبت الأشاعرة الحكمة مع الصفات السبع واكتفوا بإثبات الإرادة، مع أن الحكمة تقتضي الإرادة والعلم وزيادة، حتى إن من المعاصرين من أضافها مثل سعيد حوى (1).
التاسع: النبوات:
يختلف مذهب الأشاعرة عن مذهب أهل السنة والجماعة في النبوات اختلافاً بعيداً، فهم يقررون أن إرسال الرسل راجعٌ للمشيئة المحضة -كما في الفقرة السابقة- ثم يقررون أنه لا دليل على صدق النبي إلا المعجزة، ثم يقررون أن أفعال السحرة والكهان من جنس المعجزة لكنها لا تكون مقرونةً بادعاء النبوة والتحدي، قالوا: ولو ادعى الساحر أو الكاهن النبوة لسلبه الله معرفة السحر رأساً وإلا كان هذا إضلالاً من الله وهو يمتنع عليه الإضلال .. إلى آخر ما يقررونه مما يخالف المنقول والمعقول، ولضعف مذهبهم في النبوات مع كونها من أخطر أبواب العقيدة إذ كل أمورها متوقفة على ثبوت النبوة أغروا أعداء الإسلام بالنيل منهم واستطال عليهم الفلاسفة والملاحدة.
والصوفية منهم كالغزالي يفسرون الوحي تفسيراً قرمطياً فيقولون: هو انتقاش العلم الفائض من العقل الكلي في العقل الجزئي (2).
أما في موضوع العصمة فينكرون صدور الذنب عن الأنبياء، ويؤولون الآيات والأحاديث الكثيرة تأويلاً متعسفاً متكلفاً كالحال في تأويلات الصفات.
العاشر: التحسين والتقبيح:
__________
(1) انظر المواقف: (331)، شرح الكبرى (322 - 423)، شرح أم البراهين: 36، النبوات (163 - 230)، مجموع الفتاوى: (16/ 299)، وقد أطال ابن القيم في رد شبه الأشاعرة في شفاء العليل: انظر مثلاً من 391 إلى 521، حيث رد عليهم من 36 وجهاً، ومنهاج السنة: (1/ 128) الطبعة القديمة، الله جل جلاله: 90 وقد ذكر الحكمة ضمن الظواهر ولم يذكرها ضمن الصفات.
(2) انظر الإرشاد: (306، 356)، نهاية الإقدام: (461)، أصول الدين: (176)، المواقف: (359 - 361)، غاية المرام: (318)، الرسالة اللدنية: (1/ 114 - 118) (من مجموعة القصور العوالي).
(1/ 26)
ينكر الأشاعرة أن يكون للعقل والفطرة أي دور في الحكم على الأشياء بالحسن والقبح، ويقولون: مرد ذلك إلى الشرع وحده، وهذا رد فعل مغال لقول البراهمة والمعتزلة: إن العقل يوجب حسن الحسن وقبح القبيح، وهو مع منافاته للنصوص مكابرة للعقول، ومما يترتب من الأصول الفاسدة على قولهم: أن الشرع قد يأتي بما هو قبيح في العقل، فإلغاء دور العقل بالمرة أسلم من نسبة القبح إلى الشرع!
ومثلوا ذلك بذبح الحيوان فإنه إيلام له بلا ذنب وهو قبيح في العقل ومع ذلك أباحه الشرع، وهذا في الحقيقة هو قول البراهمة الذين يحرمون أكل الحيوان.
فلما عجز هؤلاء عن رد شبهتهم ووافقوهم عليها أنكروا حكم العقل من أصله، وتوهموا أنهم بهذا يدافعون عن الإسلام.
كما أن من أسباب ذلك مناقضة أصل من قال بوجوب الثواب والعقاب على الله بحكم العقل ومقتضاه (1).
الحادي عشر: التأويل:
ومعناه المبتدع: صرف اللفظ عن ظاهره الراجح إلى احتمال مرجوح لقرينة، فهو بهذا المعنى تحريف للكلام عن مواضعه كما قرر ذلك شَيْخ الإِسْلامِ.
وهو أصل منهجي من أصول الأشاعرة، وليس هو خاصاً بمبحث الصفات بل يشمل أكثر نصوص الإيمان خاصة ما يتعلق بإثبات زيادته ونقصانه وتسمية بعض شعبه إيماناً ونحوها، وكذا بعض نصوص الوعد والوعيد وقصص الأنبياء خصوصاً موضوع العصمة، وبعض الأوامر التكليفية أيضاً.
__________
(1) نهاية الإقدام: (370)، شرح الكبرى: (429)، غاية المرام (234)، المواقف (323)، مجموع الفتاوى (8/ 432 - 436)، التسعينية: (247).
(1/ 27)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/163)
وضرورته لمنهج عقيدتهم أصلها أنه لما تعارضت عندهم الأصول العقلية التي قرروها بعيداً عن الشرع مع النصوص الشرعية؛ وقعوا في مأزق رد الكل أو أخذ الكل فوجدوا في التأويل مهرباً عقلياً ومخرجاً من التعارض الذي اختلقته أوهامهم، ولهذا قالوا: إننا مضطرون للتأويل وإلا أوقعنا القرآن في التناقض. وإن الخلف لم يؤولوا عن هوىً ومكابرة وإنما عن حاجة واضطرار، فأي تناقض في كتاب الله يا مسلمون نضطر معه إلى رد بعضه أو الاعتراف للأعداء بتناقضه؟!
وقد اعترف الصابوني بأن في مذهب الأشاعرة "تأويلات غريبة" فما المعيار الذي عرف به الغريب من غير الغريب؟
وهنا لا بد من زيادة التأكيد على أن مذهب السلف لا تأويل فيه لنص من النصوص الشرعية إطلاقاً، ولا يوجد نص واحد -لا في الصفات ولا غيرها- اضطر السلف إلى تأويله ولله الحمد.
وكل الآيات والأحاديث التي ذكرها الصابوني وغيره تحمل في نفسها ما يدل على المعنى الصحيح الذي فهمه السلف منها، والذي يدل على تنزيه الله تعالى دون أدنى حاجة إلى التأويل.
أما التأويل في كلام السلف فله معنيان:
[1] التفسير: كما تجد في تفسير الطبري ونحوه "القول في تأويل هذه الآية" أي: تفسيرها.
[2] الحقيقة التي يصير إليها الشيء: كما في قوله تعالى: ((هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ)) [يوسف:100] أي تحقيقها، وقوله: ((يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ)) [الأعراف:53] أي: تحقيقه ووقوعه.
أما التأول فله مفهوم آخر: راجع الحاشية (1).
وإن تعجب فاعجب لهذه اللفظة النابية التي يستعملها الأشاعرة مع النصوص وهي: أنها [توهم] التشبيه ولهذا وجب تأويلها، فهل في كتاب الله إيهام أم أن العقول الكاسدة تتوهم والعقيدة ليست مجال توهم!!
فالعيب ليس في ظواهر النصوص -عياذاً بالله- ولكنه في الأفهام بل الأوهام السقيمة.
__________
(1) حاشية (1) (ص:31).
(1/ 28)
أما دعوى أن الإمام أحمد استثنى ثلاثة أحاديث وقال: لابد من تأويلها، فهي فرية عليه افتراها الغزالي في [الإحياء، وفيصل التفرقة] ونفاها شَيْخ الإِسْلامِ سنداً ومتناً.
وحسب الأشاعرة في باب التأويل ما فتحوه على الإسلام من شرور بسببه فإنهم لما أولوا ما أولوا تبعتهم الباطنية واحتجت عليهم في تأويل الحلال والحرام والصلاة والصوم والحج والحشر والحساب، وما من حجة يحتج بها الأشاعرة عليهم في الأحكام والآخرة إلا احتج الباطنية عليهم بمثلها أو أقوى منها من واقع تأويلهم للصفات.
وإلا فلماذا يكون تأويل الأشاعرة لعلو الله -الذي تقطع به العقول والفطر والشرائع- تنزيهاً وتوحيداً وتأويل الباطنية للبعث والحشر كفراً وردةً؟! (1).
أليس كل منهما رداً لظواهر النصوص مع أن نصوص العلو أكثر وأشهر من نصوص الحشر الجسماني؟.
ولماذا يكفّر الأشاعرةُ الباطنيةَ ثم يشاركونهم في أصل من أعظم أصولهم؟
الثاني عشر: السمعيات:
يقسم الأشاعرة أصول العقيدة بحسب مصدر التلقي إلى ثلاثة أقسام:
أ- قسم مصدره العقل وحده وهو معظم الأبواب ومنه باب الصفات ولهذا
يسمون الصفات السبع "عقلية" وهذا القسم هو "ما يحكم العقل بوجوبه"، دون توقف على الوحي عندهم.
2 - قسم مصدره العقل والنقل معاً كالرؤية -على خلاف بينهم فيها- وهذا القسم هو "ما يحكم العقل بجوازه" استقلالاً أو بمعاضدة الوحي.
3 - قسم مصدره النقل وحده وهو السمعيات أي المغيبات من أمور الآخرة كعذاب القبر والصراط والميزان وهو عندهم: ما لا يحكم العقل باستحالته لكن لو لم يرد به الوحي لم يستطع العقل إدراكه منفرداً، ويدخلون فيه التحسين والتقبيح والتحليل والتحريم.
والحاصل أنهم في صفات الله جعلوا العقل حاكماً، وفي إثبات الآخرة جعلوا العقل عاطلاً وفي الرؤية جعلوه مساوياً.
__________
(1) عن التأويل جملة انظر كتاب ابن فورك كاملاً، والإنصاف: 56، 165وغيرها، والإرشاد: فصل كامل له، أساس التقديس: فصل كامل أيضاً.
(1/ 29)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/164)
فهذه الأمور الغيبية نتفق معهم على إثباتها لكننا نخالفهم في المأخذ والمصدر، فهم يقولون عند ذكر أي أمر منها نؤمن به لأن العقل لا يحكم باستحالته ولأن الشرع جاء به ويكررون ذلك دائماً، أما في مذهب أهل السنة والجماعة فلا منافاة بين العقل والنقل أصلاً ولا تضخيم للعقل في جانب وإهدار في جانب وليس هناك أصل من أصول العقيدة يستقل العقل بإثباته أبداً، كما أنه ليس هناك أصل منها لا يستطيع العقل إثباته أبداً.
فالإيمان بالآخرة وهو أصل كل السمعيات، ليس هو في مذهب أهل السنة والجماعة سمعياً فقط؛ بل إن الأدلة عليه من القرآن هي في نفسها عقلية كما أن الفطر السليمة تشهد به، فهو حقيقة مركوزة في أذهان البشر ما لم يحرفهم عنها حارف.
لكن لو أن العقل حكم باستحالة شيء من تفصيلاته فرضاً وجدلاً فحكمه مردود وليس إيماننا به متوقفاً على حكم العقل.
وغاية الأمر أن العقل قد يعجز عن تصوره، أما أن يحكم باستحالته فغير وارد ولله الحمد (1).
الثالث عشر: التكفير:
التكفير عند أهل السنة والجماعة حق لله تعالى لا يطلق إلا على من يستحقه شرعاً، ولا تردد في إطلاقه على من ثبت كفره بشروطه الشرعية.
أما الأشاعرة فهم مضطربون اضطراباً كبيراً فتارةً يقولون: نحن لا نكفر أحداً، وتارة يقولون: نحن لا نكفر إلا من كفرنا، وتارة يكفرون بأمور لا تستوجب أكثر من التفسيق أو التبديع، وتارة يكفرون بأمور لا توجب مجرد التفسيق، وتارة يكفرون بأمور هي نفسها شرعية ويجب على كل مسلم أن يعتقدها.
فأما قولهم لا نكفر أحداً فباطل قطعاً، إذ في المنتسبين إلى الإسلام فضلاً عن غيرهم كفار لا شك في كفرهم.
وأما قولهم لا نكفر إلا من كفرنا فباطل كذلك، إذ ليس تكفير أحد لنا بمسوغ أن نكفره إلا إذا كان يستحق ذلك شرعاً.
__________
(1) انظر الإرشاد: (358، 340)، الإنصاف: (55)، المواقف: (23)، شرح الأصفهانية: (49)، النبوات: (48)، وانظر الجزء الثاني من مجموع الفتاوى (7 - 27).
(1/ 30)
وأما تكفير من لا يستحق سوى التبديع فمثل تصريحهم في أغلب كتبهم بتكفير من قال: إن الله جسم لا كالأجسام وهذا ليس بكافر بل هو ضال مبتدع لأنه أتى بلفظ لم يرد به الشرع، والأشاعرة تستعمل ما هو مثله وشر منه.
وأما تكفير من لا يستحق حتى مجرد الفسق أو المعصية فكما مر في الفقرة السابعة من تكفيرهم من قال: إن النار علة الإحراق والطعام علة الشبع.
وأما التكفير بما هو حق في نفسه يجب اعتقاده فنحو تكفيرهم لمن يثبت علو الله ومن لم يؤمن بالله على طريقة أهل الكلام، وكقولهم: إن الأخذ بظواهر النصوص من أصول الكفر، وكقولهم: إن عبادة الأصنام فرع عن مذهب المشبهة ويعنون بهم أهل السنة والجماعة.
ومن شواهد ذلك تكفير بعضهم قديماً وحديثاً لشَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية وابن القيم، وحسبك ما في كتب الكوثري وتلميذه مؤلف براءة الأشعريين (1).
الرابع عشر: الصحابة والإمامة:
من خلال استعراضي لأكثر أمهات كتب الأشاعرة وجدت أن موضوع الصحابة هو الموضوع الوحيد الذي يتفقون فيه مع أهل السنة والجماعة وقريب منه موضوع الإمامة.
ولا يعني هذا الاتفاق التام، بل هم مخالفون في تفصيلات كثيرة لكنها ليست داخلة في بحثنا هنا لأن غرضنا -كما في سائر الفقرات- إنما هو المنهج والأصول.
الخامس عشر: الصفات:
والحديث عنها يطول، وتناقضهم وتحكمهم فيها أشهر وأكثر، وكل مذهبهم في الصفات مركب من بدع سابقة، وأضافوا إليه بدعاً أحدثوها فأصبح غاية للتلفيق المتنافر.
ولن أتحدث عن هذا الباب هنا لأنني التزمت ببيان الأصول التي خالفوا فيها أهل السنة والجماعة عدا الصفات.
أما مخالفتهم في الصفات فمعروفة وإن كان كثير من أسس نظرياتهم فيها يحتاج لتجلية ونسف.
ولعل هذا ما يكون في الرد المتكامل بإذن الله.
هل بقي شك؟
__________
(1) انظر المواقف: (392)، ومصادر المبحث "السابع"، أساس التقديس: (16، 196)، شرح الكبرى (62)، أركان الإيمان (298 - 299).
(1/ 31)
بعد هذه المخالفات المنهجية في أبواب العقيدة كلها وبعد هذا التميز الفكري الواضح لمذهب الأشاعرة إضافة إلى التميز التاريخي.
هل بقي شك في خروجهم عن مذهب أهل السنة والجماعة الذي هو مذهب السلف الصالح؟
لا أظن أي عارف بالمذهبين ولو من خلال ما سبق هنا يتصور ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(42/165)