[2] كتاب " الفقه الأكبر " لأبي حنيفة، والخلاف في صحة نسبته إلى أبي حنيفة مشهور، ومع ذلك لم تتحرك لدى المفتري وأسلافه موجبات النقد والطعن في الأمانات بسبب ذلك، بل طالما احتجوا بكلام شرّاحه، واعتنوا به العناية الفائقة، فإذا كان الخلاف في نسبة الكتاب موجباً لطرحه ورفضه فما هو موقف هذا المفتري من هذا الكتاب؟!.
ولم ينتهِ الأمر عندكم إلى مجرد الاختلاف في نسبة كتابٍ إلى عالمٍ من العلماء، بل تجاوز الأمر إلى سبك الكلام وتزويقه، و وضع الكتب على العلماء!، ومن ذلك:
[3] الكتاب المختلق المصنوع المسمى بـ " الفقه الأكبر " والمنسوب كذباً وزوراً إلى الإمام الشافعي، والشافعي منه ومما فيه براء، ولم يذكره أحدٌ ممن ترجم للإمام الشافعي، كيف وفيه من باطل الكلام ما يصان جناب الشافعي عن القول بمثله، والكلام عن الجوهر والعرض والجسم والحيز وغير ذلك من الألفاظ الكلامية التي أشتهر إنكار الشافعي لها أشد الإنكار، بل فيه من الكفر بالله تعالى والقول باتحاد المخلوق بالخالق، ومع ذلك فقد نسب بنو حزبك هذا الكتاب إلى الإمام الشافعي، بل وقاموا بالعناية به وشرحه، وهذه مصورته:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=49100&stc=1&d=1182938623
وأقوى من هذا الكتاب ثبوتاً كتاب " اعتقاد الشافعي " رواه ابن قدامة في "العلو" وذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات"، وأقره جماعة.
[4] ألم يتبع بعضكم بعضاً في نسبة كتاب " تحفة الزوار إلى قبر النبي المختار " لابن حجر الهيتمي وهو قطعاً ليس له، ولم يذكره أحدٌ ممن ترجم له، ولا يوجد ما يثبت ذلك، بل في الكتاب المطبوع ما يدفع أن يكون لابن حجر الهيتمي، ولعل من أبرز ذلك حرقة كبد الهيتمي على شيخ الإسلام ابن تيمية والنيل منه في سائر مؤلفاته ومع ذلك ففي هذا الكتاب لم يمس جناب الإمام بشيء من ذلك بل احتج بكلامه في أكثر من موطن!!، مع أنه يناقش مسألة من كبريات المسائل التي شرق بها الهيتمي وغيره خلاف العقيدة الصحيحة التي دعا إليها شيخ الإسلام ابن تيمية كمسألة الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله، وكذا من مسائل الفروع كمسألة النهي عن شد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا كله مما يزيد الأمر تأكيداً على أن هذا الكتاب ليس لابن حجر الهيتمي.
وهذه مصورة الكتاب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=49097&stc=1&d=1182937641
[ 5 ] ألم يتتابع الكثير منكم على نسبة " النصيحة الذهبية " للذهبي، ولم يرد دليل يثبت ذلك ويصدقه، كيف و الواقع من تعظيم الذهبي لشيخه شيخ الإسلام ابن تيمية لا يحتاج إلى إثبات حتى بعد موته، وهو الذي يقول عن شيخه ابن تيمية: (ما رأت عيني مثله ولا رأت عينه مثل نفسه).
أيضاً هذه النصيحة المزورة فيها ما يؤكد عدم نسبتها للذهبي، وقد أجاد الشيخ أبو الفضل محمد بن عبدالله القونوي في كتابه " أضواء على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي " ط: دار المأمون، وحقق بطلان نسبة هذه الرسالة للحافظ الذهبي بقرائن قوية واضحة، ورجح قوة نسبتها إلى ابن السراج الصوفي [ت:743هـ].
وهذه مصورة الورقة الأولى من النصيحة التي ذكرها ابن قاضي شهبة!:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=49098&stc=1&d=1182938019
[ 6 ] ألم يجمع أتباع نحلتكم على اتهام العلامة الأمير الصنعاني بالرجوع عن ثنائه الشهير على شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، واعتباركم للقصيدة المنسوبة إليه زوراً وبهتانا، والتي يقول المفتري في أولها:
رجعت عن القول الذي قلت في النجدي ... فقد بان لي عنه غير الذي عندي
بل وسبكتم زوراً وكذباً عليها شرحاً نسبتموه إلى الصنعاني وسميتموه " إرشاد ذوي الألباب إلى حقيقة أقوال ابن عبدالوهاب "!.
وهي قصيدة مكذوبة على الأمير الصنعاني وشرحها كذلك كما حققه العلامة شيخ مشايخي سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى في كتابه " تبرئة الشيخين ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/54)
وقد كتبت في نقض هذه الفرية ورقاتٍ نشرت قبل فترة في الإنترنت، وأدرجتها ضمن كتابي " ذيل إظهار العوار "، ودلائل كذب هذه القصيدة كثيرة جداً، ومن نسبها للصنعاني من أهل السنة إنما تبع في ذلك وهم الشوكاني رحمه الله تعالى، وإلا ففي حقيقة الأمر هي مكذوبة عليه قطعاً.
وإن كنتم حقاً تقولون بصدق نسبتها للعلامة الصنعاني فما موقفكم من كتابه الآخر " تطهير الاعتقاد " الذي يقول فيه في عبّاد القبور مقالة أشد من سائر كلام الإمام محمد بن عبدالوهاب، فهو يرى فيه أن عباد القبور والأضرحة كفارٌ كفراً أصلياً لم يصح لهم إسلام قط!، حيث قال: (فإن قلتَ: هم جاهلون أنهم مشركون بما يفعلونه. قلتُ: قد صرح الفقهاء في كتب الفقه في باب الردة أن من تكلم بكلمة الكفر يكفر، وإن لم يقصد معناها، وهذا دال على أنهم لم يعرفوا حقيقة الإسلام ولا ماهية التوحيد، فصاروا حينئذ كفاراً كفراً أصلياً، فالله تعالى فرض على عباده إفراده بالعبادة (أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ) وإخلاصها له (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [البينة: 5] ومن نادى الله ليلا ونهاراً وسراً وجهاراً وخوفاً وطمعاً ثم نادى معه غيره فقد أشرك في العبادة، فإن الدعاء من العبادة، وقد سماه الله تعالى عبادة في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر: 60] بعد قوله: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) .... ) " تطهير الاعتقاد" [ص: 23].
ومن قال إنما أنكر على الإمام القتال لا التكفير، فقد قال رحمه الله في " تطهير الاعتقاد ": (فإن قلت: فإذا كانوا مشركين وجب جهادهم والسلوك فيهم ما سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في المشركين.
قلتُ: إلى هذا ذهب طائفة من أهل العلم، فقالوا: يجب أولا دعاؤهم إلى التوحيد وإبانة أن ما يعتقدونه ينفع ويضر لا يغني عنهم من الله شيئاً وأنهم أمثالهم وأن هذه الاعتقاد منهم فيه شرك لا يتم الإيمان بما جاءت به الرسل إلا بتركه والتوبة منه. وإفراد التوحيد اعتقاداً وعملا لله وحده، وهذا واجب على العلماء، أي بيان أن ذلك الاعتقاد الذي تفرعت عنه النذور والنحائر والطواف بالقبور شرك محرم، عين ما كان يفعله المشركون لأصنامهم. فإذا أبان العلماء ذلك للأئمة والملوك وجب على الأئمة والملوك بعث دعاة إلى الناس يدعونهم إلى إخلاص التوحيد لله، فمن رجع وأقر حقن عليه دمه وماله وذراريه، ومن أصر فقد أباح الله منه ما أباح لرسوله صلى الله عليه وسلم من المشركين) [ص: 23].
فها هو يرى قتالهم ويبيح منهم ما أباح النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين.
[7] ألم تتضارب الأصول الخطية في نسبة " شرح بدء الأمالي " لأبي بكر الرازي؟!، فقد اشتهر أنه لأبي بكر الرازي محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر الفقيه الصوفي [ت: 660هـ]، ومع ذلك ففي بعض الأصول الخطية نسب الشرح إلى أبي القاسم بن حسين البكري ولا أعرف له ترجمة!!، وقد طبعت بتحقيق بعضهم ونسبها لأبي بكر الجصاص الرازي المتوفى عام [370هـ] وغفل المسكين أن الناظم الأوشي صاحب المتن المشروح!! توفي عام [575هـ]!!.
وقد ذكر صاحب " كشف الظنون " شرح الرازي وشرح البكري، ونقل أول شرح الرازي، وأول شرح البكري كذلك، ومن تأمل أول شرح الرازي يجده بنصه في أول المخطوط المنسوب للبكري!، وتأمل الإشارة إلى هذا الاختلاف تحت الرابط التالي والعهدة على كاتبه.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85137
[ 8 ] ألم يختلق المفتري عيسى مانع الحميري في العصر الحديث " جزءً " يزعم بأنه المفقود من مصنف الإمام عبدالرزاق ليكذبوا فيه على رسول الله ?؟!، وساعده على هذه الجريمة الشيطانية داعية الضلالة محمود سعيد ممدوح، وقد رد عليه الشيخ الكريم أبو المكارم زياد التكلة حفظه الله تعالى.
وهذه صورة من المخطوط المزيف:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=49099&stc=1&d=1182938217
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/55)
وهذا الكذبات الست كافية في نقض حجة الأزهري، ورد الله بها كيد المفتري في نحره، وصان ما حاول إفساده و (إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) (يونس: 81)، وفي الجعبة عدد من تلك الكتب المزورة المفتراة، أو التي لا تثبت بإسناد صحيح لأصحابها تركت ذكرها اختصاراً.
فصل
في دراسة النسخة الخطية وسماعاتها
لم يتوفر لكتاب " شرح السنة " إلا نسخة خطية واحدة، وهي المصورة من مخطوطات المكتبة الظاهرية بدمشق ضمن المجموع (13) من (1ب-20أ) وصورتها في الجامعة الإسلامية برقمها العام (90).
قال في غلافه:
كتاب شرح السنة
عن أبي عبدالله أحمد بن محمد بن غالب الباهلي غلام خليل رحمه الله
رواية أبي بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي
رواية أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد الرملي الفقيه
إجازة عن أبي الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن الفرات (1)
عن أبي كامل
[السماع الأول]
رواية الـ الأجل الأمين أبي طالب عبدالقادر بن محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن يوسف
عن أبي إسحاق البرمكي
إجازة عن الفرات
إجازة عنه
[السماع الثاني]
رواية الشيخ الأجل الثقة أبي الحسين عبدالحق بن عبدالخالق بن أحمد بن عبدالقادر بن محمد بن يوسف عنه سماعاً
سمع منه الشيخ الإمام الصالح [أبي القاسم] عبدالله بن حمزة بن أبي طاهر بن .......... نفع الله به وبجميع المسلمين.
__________________________
(1) هو أبو الحسن محمد بن أبي العباس، أحمد بن الفرات البغدادي، ابن الحافظ، سمع من أبي عبد الله المحاملي وطبقته، وجمع ما لم يجمعه أحد في وقته. قال الخطيب: بلغني أنه كان عنده، عن عليّ بن محمد المصري وحده، ألف جزء، وأنه كتب مائة تفسير، ومائة تاريخ، وهو حجة ثقة.، توفي سنة (384هـ) " العبر في خبر من غبر " [1/ 167].
ثم كتب في آخر المخطوط:
كتب عبدالله بن حمزة بن سا .... ثم نقل صورة السماع في الأصل المنقول منه، فقال:
صورة السماع في الأصل نقلته:
سمع جميعه على الشيخ أبي طالب أمده الله بقراءة محمد بن ناصر بن محمد بن علي، وأولاد أخيه إبراهيم [و] وعبدالله، وأبو المعالي وأبو الفتح يوسف بنوا أحمد بن الفرج الدقاق، والأديب أبو منصور الجواليقي وأبو ........ ، وأبو .... الحناط المقرئ وأبو الفرج عبدالخالق بن أحمد بن عبدالقادر، وابنه عبدالحق، وابن أخيه يحيى بن علي الحناط، وأبو الفضل المخرمي، وصافي الـ ..... ، وهرارست الهروي، وأحمد بن محمد الفيومي، وحسين بن إبراهيم، وجماعة.
وسمع محمد بن أحمد بن محمد بن داود الأصبهاني وذلك في سنة ست أو أكثر وخمسمائة.
فيكون سند المخطوط كاملاً على هذا النحو:
انفرد بروايته عبدالله بن حمزة بن أبي طاهر بسماعه من عبدالحق بن عبدالخالق بن أحمد بن عبدالقادر بن محمد بن يوسف بسماعه من أبي طالب عبدالقادر بن محمد بن عبدالقادر بن محمد بن يوسف بسماعه من أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي إجازة عن محمد بن أبي العباس أحمد ابن الفرات إجازة من أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة مناولة من الباهلي.
دراسة الإسناد:
1 - الباهلي، تقدم طرفٌ من خبره.
2 - أحمد بن كامل القاضي، ثقة صاحب تصانيف، ولد عام 260هـ، وكان عمره حين وفاة الباهلي 15 سنة، وهذا يقّرب أن يكون وهماً من أحمد بن كامل أو من أحد رواة هذه النسخة، سأل أبو سعد الإسماعيلي أبا الحسن الدارقطني عن أبي بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي، فقال: كان متساهلا ربما حدث من حفظه ما ليس عنده في كتابه [سؤالات حمزة السهمي: رقم 176]، وهذا يدعو إلى احتمال حمل الوهم على أحمد بن كامل في ذكره للباهلي، فلعله أراد البربهاري فذكر الباهلي، خاصة وأن إدراكه لمدة طويلة من حياة البربهاري أكثر منه مع الباهلي، توفي أحمد بن كامل عام 350هـ.
3 - محمد بن أبي العباس أحمد بن الفرات، قال الذهبي: أبو الحسن محمد بن أبي العباس أحمد بن الفرات البغدادي، ابن الحافظ، سمع من أبي عبد الله المحاملي وطبقته، وجمع ما لم يجمعه أحد في وقته. قال الخطيب: بلغني أنه كان عنده عن عليّ بن محمد المصري وحده ألف جزء وأنه كتب مائة تفسير ومائة تاريخ، وهو حجة ثقة، ذكر ذلك في وفيات سنة 384هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/56)
4 - أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي الحنبلي، قال ابن أبي يعلى في "الطبقات" [1/ 246]: إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل أبو إسحاق البرمكي ... ولد في شهر رمضان سنة إحدى وستين وثلاثمائة وتوفي في ذي الحجة سنة خمس وأربعين وأربعمائة [445هـ].
قال عنه الخطيب البغدادي: كان صدوقا دينا، فقيها على مذهب أحمد، وقال السمعاني: كان صدوقا ثقة.
5 - أبو طالب عبدالقادر بن محمد بن عبدالقادر بن محمد بن يوسف، هو المعروف بأبي طالب اليوسفي وهو الشيخ الأمين الثقة العالم المسند أبو طالب عبدالقادر بن محمد بن عبدالقادر بن محمد بن يوسف البغدادي اليوسفي، ولد سنة نيف وثلاثين وأربع مائة، سمع المصنفات الكبار من أبي علي بن المذهب وأبي إسحاق البرمكي وأبي بكر بن بشران وأبي محمد الجوهري، وعدة، وتفرد في وقته حدث عنه السلفي وأبو العلاء العطار وهبة الله الصائن والشيخ عبدالقادر وعبدالحق اليوسفي وأبو القاسم يحيى بن أسعد الأزجي وأبو منصور محمد بن أحمد الدقاق وخلق كثير، قال السمعاني: شيخ صالح ثقة دين متحر في الرواية، كثير السماع، انتشرت عنه الروايات في البلدان، وقال السلفي: كان كامل الفضل، حسن الجملة ثقة متحرياً إلى غاية، ما عليها مزيد، قل من رأيت مثله، وكان أبوه أزهد خلق الله، توفي سنة ست عشرة وخمس مائة [516هـ] وقال ابن نقطة: كان من الثقات المأمونين المكثرين، ترجم له في " السير " (19/ 386) و "التقييد" (2/ 110) و " العبر " (4/ 38).
6 - عبدالحق بن عبدالخالق بن أحمد بن عبدالقادر بن محمد بن يوسف، قال الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (20/ 552): عبد الحق ابن الحافظ عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، الشيخ العالم الخير المسند الثقة، أبو الحسين البغدادي اليوسفي، من بيت الحديث والفضل، ولد سنة أربع وتسعين وأربع مئة. وأسمعه أبوه الكثير من أبي الحسين بن الطيوري، وأبي القاسم الربعي، وجعفر بن أحمد السراج، وأبي الحسن بن العلاف، وأبي سعد بن خشيش، وأبي القاسم بن بيان، وأبي طالب بن يوسف، وخلق، حدث عنه: أبو محمد بن الاخضر، وابن الحصري، وعبد القادر الرهاوي، وعبد الغني، وابن قدامة، وابن راجح، وحمد بن صديق، وأبو الحسن بن القطيعي، وعبد الرحمن بن بختيار، وعمر بن بطاح، وقيصر البواب، وإبراهيم بن الخير، وأعز بن العليق، وأبو الحسن بن الجميزي، ومحمد بن عبد الكريم السيدي، وخلق، قال أبو الفضل بن شافع: هو أثبت أقرانه، وقال ابن الأخضر: كان لا يحدث بما سمعه حضورا تورعا، وقال ابن الجوزي: كان حافظا لكتاب الله، دينا ثقة، وقال البهاء عبدالرحمن: سمعنا عليه كثيرا، وكان من بيت الحديث، وكان صالحا فقيرا، وكان عسرا في السماع جدا، ورزقت منه حظا، وكان يعيرني الأجزاء، فأكتبها، وكان يتلو في اليوم عشرين جزءا، قلت: مات في جمادي الأولى سنة خمس وسبعين وخمس مئة) انتهى كلام الذهبي.
وأبوه مفيد بغداد أبو الفرج عبدالخالق توفي سنة (548هـ)، وجده أبو الحسين أحمد بن عبدالقادر البغدادي توفي سنة (492هـ).
7 - عبدالله بن حمزة بن أبي طاهر سانو – هكذا رسمه في المخطوط في موطنين – وهو ناسخ المخطوط، نقله من نسخة عليها سند سماعي، وجاء في قيد السماع أسماء الذين سمعوه من أبي طالب اليوسفي، وكان من بينهم عبدالخالق بن أحمد وابنه عبدالحق، وحرر السماع الحافظ محمد بن أحمد بن محمد بن داود الأصبهاني، وذلك سنة ست أو أكثر وخمسمائة.
وكان ممن أدركه عبدالله بن حمزة بن أبي طاهر: عبدالحق بن عبدالخالق، وعنه رواه بالسماع.
وعبدالله بن حمزة لم أهتدِ إلى ترجمته، وقد جاء في ديباجة المخطوط تحليته بالإمام الصالح أبي القاسم عبدالله بن حمزة بن أبي طاهر.
كما أن الإسناد تتخلله الإجازة في راوية أبي إسحاق البرمكي عن ابن الفرات.
وخلاصة الأمر: أن الإسناد مع جلالة غالب طبقاته إلا أن وارد الوهم قويٌ من ناسخ الكتاب وراويه، والإجازة بين البرمكي وابن الفرات، وكذا في تساهل ابن كامل، مع انفراد الكتاب بهذا الإسناد مع تعدد أهل الرواية والإسناد، ومن دوّن في البرامج والأثبات، ومع ذلك لم يرووا هذا الكتاب بهذا الإسناد سواء قلنا بأنه للباهلي أم للبربهاري.
ولعل فاطمة الأوجه أن يقال ما سبق تقريره: كيفما كان نسبة الكتاب للبربهاري أو للباهلي فهو كتاب سنة وحق، ولكم دينكم ولنا ديننا، والله أعلم،،
وكتب
بدر بن علي بن طامي العتيبي
الطائف
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - 06 - 07, 11:04 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي عمر الإمبابي
ـ[أبو البركات]ــــــــ[29 - 06 - 07, 06:53 ص]ـ
بارك الله في الشيخ العتيبي على فضحة لهذا الأفاك الأثيم جعل الله هذا البحث الممتع في موازين حسناته .... بحث رائع ذكرنا بردود وبحوث شيخنا أبومحمد مجدي رده الله علينا ردا جميلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/57)
ـ[ابن الحسيني]ــــــــ[30 - 06 - 07, 09:51 م]ـ
وهذا الأزهرى الطاعن فى كتب السلف والمكفر لشيخ الإسلام ابن تيمية فى مجالسه الخاصة لم يجد إلا الطعن فى تراث المسلمين وكان الأولى عليه أن يشن الهجمات على الرافضة فى بلده وليس له جهد ما شاء الله إلا فى الرد على الوهابية وكان الأولى عليه ان يكتب باسمه صراحة بدل أن يستعير اسما على أنه هو عبدالرؤف بن مبارك بن جمعة بن حبيب آل حبيب الأزهرى البحرينى المالكى ويلقبونه بالمحدث الراوية الأديب المسند فإلى الله المشتكى
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 12:24 ص]ـ
وهذا الأزهرى الطاعن فى كتب السلف والمكفر لشيخ الإسلام ابن تيمية فى مجالسه الخاصة لم يجد إلا الطعن فى تراث المسلمين وكان الأولى عليه أن يشن الهجمات على الرافضة فى بلده وليس له جهد ما شاء الله إلا فى الرد على الوهابية وكان الأولى عليه ان يكتب باسمه صراحة بدل أن يستعير اسما على أنه هو عبدالرؤف بن مبارك بن جمعة بن حبيب آل حبيب الأزهرى البحرينى المالكى ويلقبونه بالمحدث الراوية الأديب المسند فإلى الله المشتكى
قتله الحسد على شيخ الإسلام و على دعاة التوحيد و السنة
و رحم الله الشيخ العلامة محمود شكري الألوسي العراقي حين قال:
("…لا تجد في عصر من الأعصار من يذب عنه - أي: عن شيخ الإسلام رحمه الله تعالى- ويختار قوله، ويسلك مسلكه، إلا وهو الفائق على غيره: ذكاء وفطنة وإنصافاً، ولا تجد من يخالفه ويعاديه، إلا وهو من أهل الغلو، والغباوة، وحب الدنيا والمخالف للسنة، والمعادي للحق… والثناء عليه في كل عصر من أفاضله، ومشاهير علمائه، لا يمكننا استقصائه
ولا الإحاطة به"
"غاية الأماني"للعلامة الآلوسي-رحمه الله تعالى (2/ 147 - 148)
و صدق رحمه الله
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 06:41 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو البركات]ــــــــ[03 - 07 - 07, 10:41 م]ـ
الراوية الأديب المسند فإلى الله المشتكى
إن كان يفقه بالرواية فطلاب الإبتدائية عندنا أعلم منه.
يا أخوان هذا الآدمي ماهو إلا مطبل يجيد عمل المسرحيات كما هو حال بعض المتعالمين من الرافضة، ولا شك لعله تأثر بهم فهم قريبين من موطنه،
وكما أخبرني أحد الثقاة أنه متهم بسرقة كتب (فتاوى بن عثيمين رحمه الله) من مكتبة المدرسة التي يعمل بها في البحرين.
الله يهديه إلى عقيدة أهل السنة.
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[09 - 05 - 08, 02:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
دائما تشنفون مسامعنا يا أهل الحديث
نسأل الله ألا يحرمنا منكم
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[04 - 08 - 08, 03:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[نواف البكري]ــــــــ[21 - 02 - 09, 01:43 م]ـ
حفظكم الله لنصرة السنة
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[21 - 02 - 09, 02:29 م]ـ
هداه الله هداه الله, آمين ...
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[21 - 02 - 09, 02:46 م]ـ
ظهر على الشبكة مؤخرا كتاب في تكذيب نسبة الكتاب للبربهاري، رمز مؤلفه لنفسه باسم: ليث مكة.
فهل اطلع عليه أحد؟
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 05:05 م]ـ
(ان الباطل كان زهوقا)(41/58)
بلسان عربي مبين
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 04:21 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد
فمما لا شك فيه أن أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم تظهر فيهم أي بدعة عقائدية مهما صغرت، وكان الرجل من الأعراب يأتي إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيسمع منه القرآن فيسلم دون أن يخطر على باله تمثيلات المجسمة أو تحريفات المعطلة، وظل المر على ذلك حتى بدأت ترجمة كتب الفلاسفة من اليونان والإغريق ودخل في الإسلام كثير من العجم ممن لا يفهمون اللسان العربي، فعندئذ ظهر في مقالات الإسلاميين التحريف والتمثيل وبدأ الجدال حول آيات وأحاديث الصفات، وصدق الحسن البصري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: أهلكتهم العجمة
ـ[أبو مريم السويسي]ــــــــ[15 - 02 - 08, 05:27 م]ـ
أكرم الله شيخنا، وهذه درر من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية أنقله إليكم:
ومن لم يعرف لغة الصحابة التي كانوا يتخاطبون بها، ويخاطبهم بها النبي _ صلى الله عليه وسلم _ وعادتهم في الكلام وإلا حرف الكلم عن مواضعه، فإن كثيرا من الناس ينشأ علي اصطلاح قومه وعادتهم في الألفاظ، ثم يجد تلك اللفاظ في كلام الله أو رسوله أو الصحابة، فيظن أن مراد الله أو رسوله أو الصحابة بتلك الألفاظ ما يريده أهل عادته واصطلاحه، ويكون مراد الله ورسوله والصحابة غير ذلك.
وهذا واقع لطوائف من الناس من أهل الكلام والنحو والعامة وغيرهم ...........
وكذلك لفظ الكلمة في القرآن والحديث ولغة العرب إنما يريد به الجملة التامة، كقوله:_ صلي الله عليه وسلم _ (كلمتان حبيبتان إلي الرحمن، / خفيفتان علي اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)، وقوله (إن أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد الا كل شئ ما خلا الله باطل)، ومنه قوله تعالي: (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) وقوله تعالي: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)، وأمثال ذلك ولا يوجد لفظ الكلام في لغة العرب إلا بهذا المعني.
والنحاة اصطلحوا على أن يسموا (الاسم) وحده، (والفعل)، والحرف كلمة، ثم يقول بعضهم: وقد يراد بالكلمة الكلام فيظن من اعتاد هذا أن هذا هو لغة العرب.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[02 - 05 - 08, 12:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة(41/59)
سؤال حيرني، هل هذه النية مدخولة؟!
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 08:06 ص]ـ
المشايخ الأفاضل
سؤال حيرني، وسأضرب مثالا لتقريبه:
رجل رزقه الله مثلا بعمل براتب كبير، فقرر في نفسه أن يخرج من هذا الراتب كل شهر جزء، ونيته في هذه الصدقة أن تكون سببا لاستمرار العمل.
فهل مثل هذه النية فيها إساءة أدب مع الله؟
وقد شاركت في منتدى الشريعة بهذه المشاركة ودارت عليه بعض المناقشات على هذا الرابط:
http://www.sharee3a.net/vb/showthread.php?t=3475
ومما ذكرت هناك تقريب الصورة بنحو نذر المجازاة.
فما رأي الأفاضل في هذه النية؟
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[20 - 05 - 07, 09:32 ص]ـ
ومالمانع ان يعدد النية فلاتكون فقط من اجل الزيادة فتكون الصدقة شكرا لله وتكون بنية مساعدة الفقراء ..................... ومع ذلك الزيادة (ولئن شكرتم لأزيدنكم)
صاحب الموضوع هو اعلم واحد بنيته(41/60)
ماهو منهج ابن كثير في تفسير آيات الصفات في تفسيره؟
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 12:42 م]ـ
الاخوه الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قرات في منتدى شبكة الدفاع عن السنه بحثا ((هل ان ابن كثير اشعريا أم سلفيا)).
تتبعت الردود والنقاش فوجدته بحاجه الى تمحيص ونظره ثاقبه من قبل اهل العلم.
فرجعت الى تفسيره فوجدته في سورة الاعراف يفسر الاستواء كتفسير اهل السنه والجماعه.
ولكن في صفات اليد والوجه والساق والعين والنفس وجدته يؤلها على غير ظاهرها مع نقله لاحاديث لعلماء اهل السنه كعكرمه ومجاهد وابن عباس رضي الله عنهما تفيد الظاهر من معناها وتفويض الكيف دون التاويل.
ارجوا منكم اخواني الكرام ان توضحوا لي هذا اللبس لانني كما اعلم فان الحافظ ابي الفداء اسماعيل ابن كثير هو من اهل السنه وقد أثنى على شيخ الاسلام ابن تيميه حتى يعتبره البعض من تلامذته.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[المقدادي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 02:20 م]ـ
هو يفسر باللازم و لكنه مثبتٌ للصفات
و هذا امر لاشيء فيه و قد سار عليه كثير من اهل التفسير مع إثباتهم للصفات
و في ذلك يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
(أما المثال الثاني: قال أهل التأويل: أنتم يا أهل السنة فسرتم قوله تعالى: (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) (القمر: من الآية14). أي بمرأى منا و هذا خلاف ظاهر اللفظ.
نقول لهم: ماذا تفهمون من هذا اللفظ؟ هل أحد يمكن أن يفهم أن الباء للظرفية، و أن سفينة نوح تجري في عين الله؟! أبداً لا أحد يفهم هذا إطلاقاً، و إتيان الباء للظرفية في بعض المواضع وارد لكن في هذه الآية لا يمكن أبداً أن يكون كذلك.
إذن فهذا الظاهر الذي زعمتم أنه ظاهر الآية لا نسلم أبداً أنه ظاهرها، لكن الذين فسروا: (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) (القمر: من الآية14). بمرأى منا هؤلاء فسروا اللفظ بلازمه، و ذلك صحيح، و ليس خروجاً باللفظ عن ظاهره، لأن دلالة اللفظ على معناه: إما دلالة مطابقة، أو دلالة تضمن، أو دلالة التزام، و كل من الدلالات لا يخرج اللفظ عن ظاهره) اهـ كلامه رحمه الله
و قد قال الحافظ ابن كثير في رسالته في " العقائد ": (فإذا نطق الكتاب العزيز و وردت الأخبار الصحيحة بإثبات السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة والعظمة والمشيئة والإرادة والقول والكلام والرضى والسخط والحب والبغض والفرح والضحك: وجب اعتقاد حقيقته، من غير تشبيه بشي من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، والانتهاء إلى ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله من غير إضافة ولا زيادة عليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه، ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير، وإزالة لفظه عما تعرفه العرب وتصرفه عليه، والإمساك عما سوى ذلك) [من كتاب " علاقة الإثبات والتفويض " لمعطي رضا نعسان: ص: 51].
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 04:43 م]ـ
أخي المقدادي.
جزاك الله خيرا.
اين اجد كتاب العقائد للامام ابن كثير.
أو كتاب " علاقة الإثبات والتفويض " لمعطي رضا نعسان.
وهل بامكانك ان تضع لنا الرابط.
نورتني الله ينور عليك.
ـ[المقدادي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 04:58 م]ـ
بارك الله فيك اخي عبدالرحمن العراقي
و كتاب علاقة الإثبات و التفويض للاستاذ معطي نعسان - و قد قدّم له العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله - غير موجود على الشبكة
و هذا النقل منه نقله اخونا فيصل منذ فترة و وضعه على الشبكة , و نرجو من الاخوة في المكتبة الوقفية ان يتحفونا بالكتاب
و رسالة الحافظ ابن كثير مخطوطة و عنها نقل الاستاذ رضا نعسان
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 09:39 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي المقدادي.
واظن ان كلام الشيخ ابن العثيمين هو في القواعد المثلى في شرح اسماء الله الحسنى وصفاته العلى أليس كذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
ـ[المقدادي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 09:46 م]ـ
بارك الله فيك اخي عبدالرحمن العراقي , و كلام الشيخ الإمام من كتابه " أسماء الله و صفاته و موقف أهل السنة منها "
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 12:18 ص]ـ
بارك الله فيك يااخي واحسن الله اليك وهل انت من المقداديه التابعه لديالى في العراق ام انه لقب لك خاص؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
على العموم فاني احبك في الله واساله تعالى ان يزيدك علما ويجعلك من الداعين اليه على بصيره.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 12:23 ص]ـ
لا هو ليس عراقياً
ـ[المقدادي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 12:39 ص]ـ
لا هو ليس عراقياً
الأمر ما قاله اخي عبدالله , و هذا لقب اخترته لأمر خاص
و أحبك الله الذي احببتني فيه اخي عبدالرحمن و ادعو لك بمثل ما دعوت
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 07:46 ص]ـ
الأمر ما قاله اخي عبدالله , و هذا لقب اخترته لأمر خاص
و أحبك الله الذي احببتني فيه اخي عبدالرحمن و ادعو لك بمثل ما دعوت
جزاك الله خيرا ياأخي واما بخصوص كتاب الشيخ ابن العثيمين فلقد وجدته ايضا في موقعه وحملته ولله الحمد وله نفس الكلام في ((القواعد المثلى في صفات الله واسمائه الحسنى)) في المثال التاسع والعاشر قوله تعالى ((تجري باعيننا)) وقوله: ((ولتصنع على عيني)) والجواب عنهما وبين ان تفسير السلف لهما هو ليس بصرف المعنى عن ظاهره او التأويل.
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
المهم ان الامام ابن كثير رحمه الله سلفي العقيده في الاسماء والصفات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/61)
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 07:51 ص]ـ
وهناك مقوله للشيخ سليم ابن عيد الهلالي بعنوان ((أعلام الدعوه السلفيه 000 الامام ابن كثير)) على هذا الرابط ارجوا الاطلاع عليها ايضا.
http://islamfuture.net/prog/display.php?linkid=7279(41/62)
الله سبحانه يتخلف عن الوعيد ولا يتخلف عن ا
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 04:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ان الله سبحانه لا يتخلف عن وعد وعده سبحانه ويتخلف كرما ورحمه عن العبد بالوعيد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل هي قاعدة عند اهل السنة والجماعة مختلف فيها او متفق عليها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل الله سبحانه وعد ابليس بالنار بالوعد لو بالوعيد؟؟؟ Question Question Question
ـ[شتا العربي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 04:51 م]ـ
المعروف أن نظرية البداء عقيدة يهودية أخذها عنهم الشيعة ومفادها أن الله عز وجل قد يرجع عن أمر اختاره إذا بدا له أمر آخر فيه
وهذه كما قلتُ عقيدة اليهود والشيعة لعنة الله عليهم
أما المسلمون فيؤمنون بقوله تعالى:
{رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ المِيعَادَ} (آل عمران:9)
{وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ المَوْتَى بَل لِّلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ المِيعَادَ} (الرعد:31)
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} (الحج:47)
{وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (الروم:6)
{لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ المِيعَادَ} (الزمر:20)
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 05:06 م]ـ
الله سبحانه وعد ابليس لو توعد ابليس بالنار
وهل القاعدة متفق عليها او لا بين اهل السنة
وضح كلامك ...
ـ[شتا العربي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 05:20 م]ـ
الله سبحانه وعد ابليس لو توعد ابليس بالنار
وهل القاعدة متفق عليها او لا بين اهل السنة
وضح كلامك ...
سأوضحه إذا وضحتَ أنت سؤالك مشكورا
فلم أفهم: (الله سبحانه وعد إبليس) (لو توعد إبليس بالنار)؟
ما معنى قولك: (وعد إبليس لو توعد إبليس)؟
لكني أكرر ما ذكرتُه في المشاركة السابقة بأن الله عز وجل لا يُخْلِف وعده كما صرحت الآيات السابقة بهذا صراحة وهذه هي عقيدة الحق وهي عقيدة المسلمين
أما اليهود والشيعة لعنهم الله فيُجَوِّزون على الله عز وجل أن يقول أو يَعِدَ بأمرٍ ثم يظهر له في نفس الأمر خلاف ما كان قد رآه من قبلُ والعياذ بالله وتعالى الله العلي القدير عن هذا الهراء اليهودي الشيعي لعنهم الله.
فالله عز وجل يعلم ما كان وما هو كائن وما يكون وهو بسابق علمه سبحانه وتعالى يعلم كل شيء
وهؤلاء اليهود والشيعة لعنهم الله بكلامهم هذا كأنهم يقولون بأن الله عز وجل لا يعلم ما سيكون والعياذ بالله.
وهذه هي عقيدة القدرية الذين قالوا إن الأمر أنف وتبرأ منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن أبيه شهيد الإسلام المطعون ظلما ولعنة الله على قاتله أبي لؤلؤة المجوسي حبيب الشيعة وعلى أحباء أبي لؤلؤة من الشيعة والمجوس.
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 05:54 م]ـ
اخي اوضح ماريد طرحه:
لله المثال الاعلى
مجرد مثال لو توعد لفلان من الناس بالجائزه التخلاف هنا يكون قبيح شرعا وعقلا
ولو توعدت بالوعيد بنك تضرب ابنك وتخلفت عن الوعيد يكون من باب الرحمة منك
السؤال هل يجوز التخلف عن الوعيد او لا وهل الله سبحانه توعد من الوعيد لو وعد ابليس بالنار
واليك كلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:
الوجه السادس: أن يقال: إن هذا من باب الوعيد، والوعيد يجوز إخلافه؛ لأنه انتقال من العدل إلى الكرم، والانتقال من العدل إلى الكرم كرم وثناء وأنشدوا عليه قول الشاعر:
وإني وإن أوعدته أو وعدته ** لمخلف إبعادي ومنجز موعدي
أوعدته بالعقوبة، ووعدته بالثواب، لمخلف إيعادي ومنجز موعدي.
وأنت إذا قلت لابنك: والله، إن ذهبت إلى السوق لأضربنك بهذا العصا، ثم ذهب إلى السوق، فلما رجع ضربته بيدك، فهذا العقاب أهون على ابنك، فإذا توعد الله عز وجل القاتل بهذا الوعيد، ثم عفا عنه، فهذا كرم.
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " (8/ 220، 221).
ارجو ان اتضح لك ...
ـ[شتا العربي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 06:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا
فهمت الآن ما تريده بارك الله فيكم
وقد سبق وبحث المشايخ الأفاضل هذا الأمر فأحيلك إليه مشكورا
تفضل:
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=67845&highlight=%C7%E1%E6%DA%CF+%C7%E1%E6%DA%ED%CF
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=28973&highlight=%C7%E1%E6%DA%CF+%C7%E1%E6%DA%ED%CF
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/63)
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 07:39 م]ـ
جزاك الله الخير
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[14 - 05 - 07, 09:49 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله، وبعد:
فلا بد من الإشارة إلى مسألة أتمّ بها المنقول عن الشيخ العثيمين - رحمه الله - وإن كان ما قال ليس وراءه زيادة، فأقول:
هذه المسألة من المسائل التي اختلف حولها أهل السنة مع المعتزلة، من حيث إن المعتزلة يرون عذاب أهل الكبائر -إن لم يموتوا على توبة - حتما لا يتخلف بحال، ولا يجوز على الله تعالى أن يخلفه، لأن ذلك - كما رأوا إخلاف وكذب، والله تعالى يستحيل عليه ذلك، أما أهل السنة فقد رأوا أن الله سبحانه قد يعفو عن أهل الكبائر برحمته، وقد يشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم ومن أذن له الله بالشفاعة فلا يدخل النار ولا يعذب، ودليل ذلك قوله سبحانه: (إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) النساء، وغير ذلك من الأحاديث المتواترة في الشفاعة لأهل الكبائر.
واعتبر أهل السنة أن إخلاف الوعيد ليس منقصة يذم عليها فاعلها، وإنما محمدة على النحو الذي ذكره العثيمين - رحمه الله تعالى.
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 03:00 م]ـ
اخي الحبيب الله هل توعد بالوعد بالنار لابليس
لو توعد بالوعيد ابليس
وعد لو وعيد اريد جواب على هذا فقط
ـ[الأشفقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 07:16 ص]ـ
أخي الكريم:آمل إعادة النظر في هذه الكلمة:" يتخلف" و "لا يتخلف"لو اقتصرنا على اللفظ القرآني لكان لنا غنية عن غيره،قال تعالى:"إن الله (لا يخلف) الميعاد "
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 01:59 م]ـ
حزاك ربي خير الجزاء على هذا التنبيه(41/64)
هل يكفر من ترك ركنا من أركان الإسلام عامدا؟
ـ[أبو حازم المحضار]ــــــــ[14 - 05 - 07, 08:33 م]ـ
هل يكفر من ترك ركنا من أركان الإسلام عامدا؟
قال ابن رجب الحنبلي في كتابه (جامع العلوم و الحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم):
الحديث الثالث:
عن أبي عبد الرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان رواه البخاري ومسلم.
ثم قال في سياق الشرح:
(وقال أبو أيوب السختياني ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه.
وذهب إلى هذا القول جماعة من السلف والخلف وهو قول ابن المبارك وأحمد وإسحاق وحكى إسحاق عليه إجماع أهل العلم.
وقال محمد بن نصر المروزي هو قول جمهور أهل الحديث وذهب طائفة منهم إلى أن من ترك شيئًا من أركان الإسلام الخمس عمدا أنه كافر وروى ذلك عن سعيد بن جبير ونافع والحكم وهو رواية عن الإمام أحمد اختارها طائفة من أصحابه وهو قول ابن حبيب من المالكية.) ا. هـ
و أضاف:
(وقد روي عن عمر رضي الله عنه ضرب الجزية على من لم يحج وقال ليسوا بمسلمين وعن ابن مسعود أن تارك الزكاة ليس بمسلم وعن أحمد رواية أن ترك الصلاة والزكاة خاصة كفر دون الصيام والحج.) ا. هـ
و أضاف:
(واعلم أن هذه الدعائم الخمس بعضها مرتبط ببعض وقد روي أنه لا يقبل بعضها بدون بعض كما في مسند الإمام أحمد عن زياد بن نعيم الحضرمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع فرضهن الله في الإسلام فمن أتي بثلاث لم يغنين عنه شيئًا حتى يأتي بهن جميعا الصلاة والزكاة وصوم رمضان وحج البيت وهذا مرسل وقد روي عن زياد عن عمار بن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم وروي عن عثمان بن عطاء الخرساني عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين خمس لا يقبل الله منهن شيئًا دون شيء شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالجنة والنار والحياة بعد الموت هذه واحدة والصلوات الخمس عمود الدين لا يقبل الله الإيمان إلا بالصلاة والزكاة طهور من الذنوب ولا يقبل الله الإيمان ولا الصلاة إلا بالزكاة فمن فعل هؤلاء الأربع ثم جاء رمضان فترك صيامه متعمدًا لم يقبل الله منه الإيمان ولا الصلاة ولا الزكاة فمن فعل هؤلاء الأربع ثم تيسر له الحج فلم يحج ولم يوصي بحجته ولم يحج عنه بعض أهله لم يقبل الله منه الأربع التي قبلها ذكره ابن أبي حاتم فقال سألت أبي عنه فقال هذا حديث منكر يحتمل أن هذا من كلام عطاء الخرساني قلت الظاهر أنه من تفسيره لحديث ابن عمر وعطاء من أجلاء علماء الشام) ا. هـ
قلت ..
و النصوص الشرعية الواردة في الكتاب والسنة لا يجوز صرفها عن دلالاتها الشرعيةالظاهرة إلى دلالات أخرى إلا بقرينة شرعية أخرى توجب وتفيد هذا الصرف والتأويل، ومندون هذا الضابط تضيع الأحكام، ونكون قد فتحنا بذلك باباً للصرف والتأويل يسمحلتأويلات وتحريفات الزنادقة الغلاة الولوج منه؛ حيث يجدون فيه المتسع لتسويغ وتمريرباطلهم وكفرهم .. كما أننا نكون قد سمينا الأشياء بغير المسمى التي سماها اللهتعالى به، وصرفنا لها المعاني والأوصاف غير المعاني التي أرادها الله تعالى ورسوله.
و قد دل ما نقله الحافظ بن رجب الحنبلي على خلاف السلف في مسألة كفر من ترك ركنا من أركان الإسلام عامدا، و الصواب في هذه المسألة أن نتجنب الظن، فما جاء النص على التصريح بكفره، و لم يتسن صرف الكفر عن معناه بقرينة محكمة الدلالة قطعية الثبوت توجب هذا الصرف، فلابد من القول بكفره، يدخل في ذلك القول بكفر تارك الصلاة و مانع الزكاة و تارك الحج مع الاستطاعة، و ذلك لتصريح النصوص بكفرهم مع غياب القرينة المحكمة الصارفة لمعنى الكفر.
تنبيه من المشرف:
مثل هذه المسائل تحتاج إلى تحر وتدقيق ومراجعة لأهل العلم، فلا يجزم بقول معين بدون ذلك.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 09:43 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[15 - 05 - 07, 12:09 ص]ـ
ما شاء الله
مانع الزكاة كافر! والذي لا يصوم رمضان كافر! وتارك الحج كافر!
ولماذا لا نتجنب الظن في تكفيره؟
هل بقي أحدٌ اليوم يقول بهذا؟
وعلى هذا المنهج المذكور: سنكفّر قاتل المسلم لحديث: (وقتاله كفر)، والطاعن في النسب، والنائحة، ومن أتى كاهناً، ..... وما أقرب هذا لمنهج الخوارج.
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[15 - 05 - 07, 01:44 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وَقَدْ اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّهُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بِالشَّهَادَتَيْنِ فَهُوَ كَافِرٌ وَأَمَّا الْأَعْمَالُ الْأَرْبَعَةُ فَاخْتَلَفُوا فِي تَكْفِيرِ تَارِكِهَا وَنَحْنُ إذَا قُلْنَا: أَهْلُ السُّنَّةِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ لَا يَكْفُرُ بِالذَّنْبِ فَإِنَّمَا نُرِيدُ بِهِ الْمَعَاصِيَ كَالزِّنَا وَالشُّرْبِ وَأَمَّا هَذِهِ الْمَبَانِي فَفِي تَكْفِيرِ تَارِكِهَا نِزَاعٌ مَشْهُورٌ. وَعَنْ أَحْمَد: فِي ذَلِكَ نِزَاعٌ وَإِحْدَى الرِّوَايَاتِ عَنْهُ: إنَّهُ يَكْفُرُ مَنْ تَرَكَ وَاحِدَةً مِنْهَا وَهُوَ اخْتِيَارُ أَبِي بَكْرٍ وَطَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ كَابْنِ حَبِيبٍ. وَعَنْهُ رِوَايَةٌ ثَانِيَةٌ: لَا يَكْفُرُ إلَّا بِتَرْكِ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فَقَطْ وَرِوَايَةٌ ثَالِثَةٌ: لَا يَكْفُرُ إلَّا بِتَرْكِ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ إذَا قَاتَلَ الْإِمَامَ عَلَيْهَا وَرَابِعَةٌ: لَا يَكْفُرُ إلَّا بِتَرْكِ الصَّلَاةِ. وَخَامِسَةٌ: لَا يَكْفُرُ بِتَرْكِ شَيْءٍ مِنْهُنَّ. وَهَذِهِ أَقْوَالٌ مَعْرُوفَةٌ لِلسَّلَفِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/65)
ـ[أبو موسى المغربي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 01:57 ص]ـ
ما شاء الله
مانع الزكاة كافر! والذي لا يصوم رمضان كافر! وتارك الحج كافر!
ولماذا لا نتجنب الظن في تكفيره؟
وعلى هذا المنهج المذكور: سنكفّر قاتل المسلم لحديث: (وقتاله كفر)، والطاعن في النسب، والنائحة، ومن أتى كاهناً، ..... وما أقرب هذا لمنهج الخوارج.
تريث يا أخي قليل ولا تستعجل
آلست تعلم أن بعض أهل العلم يرى تكفير من ترك أي ركن من أركان الإسلام.وهي رواية عن الإمام أحمد رحمه الله.وهو قول معتبر ولا يعد قولا للخوارج أو من يُسمون اليوم بالتكفريين!
وما قصة المرتدين في عهد أبي بكر رضي الله عنه عنك ببعيد. وما سمو بالمرتدين إلا بإجماعهم على ترك الزكاة مجرد الترك -أي بلا استحلال لتركها ولاجحود لوجوبها - كما هو مذهب أتباع جهم فكن على بينة
وأما ما أورد الفاضل وفقنا الله وإياه من النصوص أعلاه مثل
وقتاله كفر - والطاعن فب الأنساب في حديث:اثنان من الناس بهم كفر النياحة على الميت والطعن في الأنساب. والحديث صحيح.
نقول للأخ الكريم أن هذه النصوص قد ورد في الشرع ما يقيدها بالكفر الأصغر ويصرفها من الأكبر وهي القرينة.
وراجع أخي كتاب الصلاة وحكم تاركها للإمام ابن القيم ورسالة الثلاثينية في التحذير من الغلو في التكفير لبعض المعاصرين. والله الموفق.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[15 - 05 - 07, 02:50 ص]ـ
أتريث!!!
ألم تقرأ قول الأخ -هدانا الله وإياه وعفا عنا وعنه: (فما جاء النص على التصريح بكفره، و لم يتسن صرف الكفر عن معناه بقرينة محكمة الدلالة قطعية الثبوت توجب هذا الصرف، فلابد من القول بكفره، يدخل في ذلك القول بكفر تارك الصلاة و مانع الزكاة و تارك الحج مع الاستطاعة، و ذلك لتصريح النصوص بكفرهم مع غياب القرينة المحكمة الصارفة لمعنى الكفر).
ولا يخفاك أن المشهور عن أصحاب الإمام أحمد خلاف ذلك، وهو قول جماهير السلف والخلف، مع أنه خاص بهذه الأركان دون هذا التعميم العريض فيما نقلته عن الأخ الكريم.(41/66)
كيف أرد على من زعم أن الشيخ ابن باز يرد على المولد؟
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[14 - 05 - 07, 09:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مراهق في الأربعين خطيب في مسجد , يزعم أن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله يرد على من نقل عنه أنه يحرم المولد النبوي أنا أعلم يقينا أن هذا باطل لا خلاف فيه.
لكنه قال لي بعد الإستفسار:هذا موجود في كتاب تصحيح المفاهيم لأحد علمائكم السلفيين.هو كذاب دجال معروف لا إشكال في هذا وقد زعم مرة أن شيخ الإسلام يجيز التوسعة يوم عاشوراء - الكذاب لا يدعي هذا لأنه سيستحي لكن هذا لا يستحي - فشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله له رسالة لطيفة في الرد على هذه البدعة ضمن مجموع الفتاوى.
وأريد فقط التأكد من صحة هذا النقل وأين الكتاب؟ ومن مؤلفه؟ لعلها شبهة ما عرضت له , وإن كان أنا أعتبره زنديقا فهو معروف بسلاطة اللسان على السنة وأهلها أحتاجه هذا المرجع للرد عليه وعلى أتباعه العميان.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[14 - 05 - 07, 10:42 م]ـ
لعلك تقصد كتاب الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى ...
وهو باسم ((تصحيح المفاهيم في جوانب العقيدة)).
وهو في المرفقات
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[14 - 05 - 07, 11:09 م]ـ
بارك الله فيك على المرور العطر
هو عندي وليس بذاك
أرجوا الإفادة قدر المستطاع
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[15 - 05 - 07, 02:06 م]ـ
لعله رد الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله على محمد علوي المالكي (صاحب كتاب مفاهيم يجب أن تصحح) وهو بعنوان "هذه مفاهمينا"
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[15 - 05 - 07, 04:17 م]ـ
بارك الله فيك أخي حسن اطلعت عليه ولم أجد شيئا من ذلك
أنا وجدت سلسلة للشيخ عبد المقصود -ولا أعرف من هو - اسم السلسلة تصحيح المفاهيم 58 شريط ما أدري ما حالها , وكذلك كتاب- مفاهيم يجب أن تصحح- ولا يحضرني من المؤلف الآن وليس فيه شيء من الموضوع
في انتظار المزيد من الإخوة
ـ[صخر]ــــــــ[04 - 06 - 07, 04:53 م]ـ
تصحيح المفاهيم لعلوي المالكي الهالك
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[04 - 06 - 07, 06:15 م]ـ
أخي الكريم وفقك الله اطلب منه الكتاب ومؤلفه لعله والذي يظهر أنه مفتري ولم ينقل في كتاب ولاشيء
ـ[فواز الحربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 05:04 ص]ـ
سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله رد على من نقل عنه أنه يكفّر من يحتفل بالمولد، ولعل ذاك يقصد هذه و فاته التحقق و التثبّت فيما زعم.
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[05 - 06 - 07, 10:38 م]ـ
أخي الكريم وفقك الله اطلب منه الكتاب ومؤلفه لعله والذي يظهر أنه مفتري ولم ينقل في كتاب ولاشيء
هذا الذي أكاد أجزم به ولكن يجب البحث أولا قبل الحكم
بارك الله فيك
ـ[محمد العبد]ــــــــ[08 - 06 - 07, 07:56 م]ـ
أخي العزيز:
الشيخ محمد بن عبد المقصود هو الشيخ العلامة السلفي فقيه مصر والأصولي المحقق محمد بن عبد المقصود بن عفيفي وسلسلته التي أشرت إليها ليس فيها مطلوبك وإنما هي للرد على طائفة مرجئة التكفير وهي من أنفع ما أعلم في الرد على هذه الطائفة الحديثة.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 06 - 07, 08:04 م]ـ
طائفة مرجئة التكفير ... هذه الطائفة الحديثة.
ممكن نتحصل على معلومات مختصرة عنهم وعن أسمائهم وعن مكان تواجدهم؟
ـ[محمد العبد]ــــــــ[08 - 06 - 07, 08:30 م]ـ
أخي العزيز السلام عليكم ورحمة الله:
إجابة أسئلتك يمكن أن تحصل عليها إذا استمعت للسلسلة فإنها من أهم وأنفع ماتكون في الرد على هذه الطائفة التي انحرفت عن أهل السنة والجماعة في بعض مسائل الإيمان والكفر وحدث نتيجة ذلك خلل كبير في الحكم على مسائل من أخطر المسائل المتعلقة بواقع الأمة مع تفريق لوحدة الصف السلفي وخاصة مع تبني هذه المدرسة لمنهج مدرسة الجرح والتجريح , وأنا إن شاء الله أقوم بعنونة أشرطة السلسلة ليسهل على من يريد أن يستمع إليها أن ينتقي منها ما يريد إذ أنها طويلة فقد وصلت إلى بضع وخمسين شريطا ولكنها في غاية الأهمية.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 06 - 07, 08:41 م]ـ
والله عجيب أمرك يا أخي الكريم
ما رددت علي
ـ[محمد العبد]ــــــــ[08 - 06 - 07, 10:08 م]ـ
أخي أبا سلمى عمدا فعلت ذلك , وذلك لأني عندما يرأت سؤالك كنت أمام احتمالين الأول أنك تريد حقا ولغرض علمي معرفة إجابة هذه الأسئلة ,
والثاني أنك فهمت مقصودي وتريد أن تبدأ جدالا طويلا وأنا لاأنوي أن أدخل في مثل ذلك إذ أن وقت المسلم ثمين , ولأني أرى أن المناظرات الأفضل فيها أن تكون وجها لوجه.
ولذلك أجبت بإجابة لا أهمل فيها أي من الإحتمالين فأحلتك على المصدر الذي تحصل منه على ما تريد , وفي نفس الوقت أتفادى الدخول في جدل طويل إن كان هذا هدفك وعلى العموم ها أنا أضع لك رابط أحد أشرطة السلسلة الذي يتكلم فيه الشيخ عن رؤوسهم ففيه إجابة نصف أسئلتك. http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=6985&scholar_id=40&series_id=286
وأما عن منهجهم فاسمع السلسلة بارك الله فيك إن كان يهمك الأمر علميا ومعرفة للحق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/67)
ـ[محمد العبد]ــــــــ[08 - 06 - 07, 10:09 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=6985&scholar_id=40&series_id=286
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[09 - 06 - 07, 01:47 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد العيد وجزاك الله خيرا
ـ[محمد العبد]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:41 ص]ـ
وفيك أخي محمد بن سليمان ونفع بك وعذرا أني خرجت عن طلبك الأصلي.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:49 ص]ـ
كنت أمام احتمالين الأول أنك تريد حقا
والثاني ...
غفر الله لي ولك يا أخي وسدد لساني ولسانك إلى قول التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بيننا.
اعلم أخي أنني مثلك لا أريد الباطل أبداً.
أنا متأكد أنك أخطأت في ظنك بي.
عفاني الله وإياك من جرح مشاعر من نحبه ويحبنا في الله.
آمين
ـ[محمد العبد]ــــــــ[10 - 06 - 07, 02:27 ص]ـ
أخي الحبيب أبو سلمى ماظننت أن كلامي يغضبك فإني حاولت في أثناء كتابته تلافي ذلك وبالرغم من ذلك فليس كل ما يريده المرء يدركه , وأنا يا أخي الحبيب ما نسبت إليك شيئا من السوء إنما أردت أن أوضح أسبابي لعدم الرد وأزيدك هنا أنه يوجد على هذا المنتدى بعض اتباع هذا الفكر وهم يتميزون بسلاطة اللسان فكان لابد من الحيطة ليس من باب التهمة ولكن من باب الحذر ولو كنت أرى فيك السوء يقينا أو بظن غالب ما رددت عليك أصلا وما أرشدتك يا أخي لما فيه إجابتك ولقد يسرت عليك المهمة بإحالتك على شريط واحد فيه الرد على نصف إجابتك ولا تتجاوز مدته الأربعين دقيقة راجيا أن تنتفع به. فلا تحزن يا أخي من أخيك ولا تغضب منه فإنه لم يقصد نسبة السوء إليك أبدا.
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 04:40 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[صالح بن ناصر]ــــــــ[04 - 07 - 07, 09:35 م]ـ
لعلك تزور هذا الموقع والذي يحوي جميع تراث سماحة الشيخ ويشرف عليه نخبة من كبار طلاب سماحته والشيخ محمد المنجد واللجنة العلمية بمؤسسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الخيرية
http://www.binbaz.org.sa/
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[07 - 07 - 07, 01:41 م]ـ
بارك الله فيك(41/68)
كلمات سلفية في أركان الإيمان ...
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[15 - 05 - 07, 09:35 ص]ـ
إنَّ الْحمْد لِلهِ نحمده، ونسْتَعينُه، وَنستغفِره، ونعوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفسنا ومنْ سيّئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يهْده الله فلا مُضلَّ له، ومنْ يُضْللْ فَلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أَنْ لا إلهَ إلا الله، وحْدَه لا شَريكَ لهُ، وأشْهدُ أَنَّ مُحمدًا عبدهُ ورسُولُه.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} (آل عمران:102).
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء:1).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيما} (الأحزاب:70 - 71).
أما بعد؛ فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وشرَّ الأمورِ مُحْدَثَاتُهَا، وكُلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكُلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكُلَّ ضلالةٍ في النَّار.
إنَّ المتصفح للتاريخ الإسلامي يجد أن هذه الأمة الإسلامية الخاتمة كانت في سالف دهرها أمة موفورة الكرامة، عزيزة الجانب، مرهوبة القوة، قوية الشوكة، لكنها لما أضاعت أمر ربها، وبدلت سنة نبيها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وراجت أسواق الشرك والبدع والتبعية؛ صار أمرها إلى إدبار، وعزها إلى إذلال، ومجدها إلى زوال، فهذا حالها لا يخفي على أحد:
من ضياع للهوية، ومن تمييع للقضية، ومن إهدار للأهمية، ومن تجريد من الأفضلية، حتى صارت أمة ذليلة بين الأمم؛ يتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، ولولا أنها الأمة الخاتمة التي تعهد الرب بحفظها؛ لأصبحت تاريخاً دابراً تتحاكاه الأجيال تلو الأجيال؛ ولكنها سنن الله الربانية في الكون التي لا تحابي ولا تجامل أحداً.
قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد:11). (ا)
أقول: في خضم هذه الفتن والابتلاءات، وتلك الشبهات والشهوات، ما لمثلي أن تَخُطَ يداه، ثم هو يَزْعُمُ أنه من الناصحين لله، ومن الذابين المدافعين عن سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولكن لِمَا سبق من نية أرجو من الله عليها الإثابة، ومن رغبةٍ أرجو من الله لها استجابة؛ كيما يفيق من هذه الأمة شباب، يعظمون مقام ربهم، ويتمسكون بغرس نبيهم، ويرفعون شأن دينهم، بعقيدة سلفية أثرية، من البدع والأهواء والشبهات نقية، تقودهم في متاهات السبل، وغيابات الطرق، في عصر صار الإعراض عن دين محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عنوان، وصار لكل شاردة لسان، ولكل شاذة بنان، ولا حول ولا قوة إلا بالله المستعان.
فجمعت - بحول الملك الوهاب - كلمات من وحى الجنان، وخط البنان، من أقوال من سبق ولحق من العلماء الربانيين المحققين، ممن أفنوا في تقرير عقيدة السلف الصالح الأعمار، وسُفِكَتْ من أجل ذلك دماؤهم أنهار؛ فصاروا ممن تُسْتَنْزل بذكرهم الرحمات، وتعلوا بحبهم الدرجات، فجعلت:
أختصر اختصارًا كلام هذا، وأزيد تفصيلاً كلام هذا، وأبين مراد هذا، وخلاصة قصد هذا، وأضم شارد ذاك إلى هذا، ثم آثرت أن لا تخلوا هذه الكلماتب من فرائد الفوائد، ونكت اللطائف، لتكون هاديًا للشريد، ومعينًا للمريد، وزادًا للمستزيد.
وقد رتبتها على سبيل انتهجته، وطريق سلكته، أحسبه قريب من المبتدئين المقتصدين، غير بعيد من المتمرسين الدارسين، فبدأته ببيان لأهمية المعتقد الصحيح، ثم أتبعتها بمباحث رشيدة في كيفية تناول العقيدة، ثم تناولت صلب الكتاب وهو (أركان الإيمان)، بشيء من التفصيل، وذكر وعرض للدليل، وكيف لا أفعل؟! ونحن مع الدليل ندور؛ فنسير معه حيث سار، ونقف أينما حط الرحال. (ب)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/69)
هذا؛ وأني - في ذلك كله - على عقيدة السلف الصالح أسير؛ لا أبدل فيها ولا أزيد، ولا أزيغ عنها ولا أحيد، وهذا جهد المقل، وعلى الله ربنا التكلان.
قال الإمام المزني: لو عورض كتاب سبعين مرة لوجد فيه خطأً، أبى الله أن يكون كتابًا صحيحًا غير كتابه. (ج)
فإن تجد عيبًا فسد الخللا ... فجل من لا عيب فيه وعلا
وختاما؛ إني لأرجو أن تكون هذه الكلمات زادًا لي إلى إلهي ومولاي، وهادياً لي في ديني ودنياي، وأنيسًا لي في قبري ومثواي، وسببًا في شفاعة الشافعين لي في معادي وأخراي ... (د)
وهذا ما أردت تسطيره، ورمت تقريره، (واستمدادي المعونة والهداية والتوفيق والصيانة - في هذا وجميع أموري - من رب الأرضين والسماوات، واسأله التوفيق لحسن النيات، والإعانة على جميع أنواع الطاعات، وتيسيرها والهداية لها دائمًا في ازدياد حتى الممات، وأن يفعل ذلك بوالدي، ومشايخي، وأقربائي، وإخواني، وسائر من أحبه، أو يحبني فيه، وجميع المسلمين والمسلمات، وأن يجود علينا برضاه، ومحبته، ودوام طاعته، وغير ذلك من وجوه المسرات، وأن يطّهر قلوبنا وجوارحنا من جميع المخالفات، وأن يرزقنا التفويض إليه، والاعتماد عليه في جميع الحالات.
اعتصمت بالله، وتوكلت علي الله. ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، حسبي الله ونعم الوكيل). (هـ)
وعنك إشارتي، وإليك قصدي ... ومنك مسرتي، ولك انقيادي
وأنت ذخيرتي، وبك اعتمادي ... وفيك تألهي، وبك انتصاري
.................................
(ا) قال الإمام محمد بن جرير الطبري - عليه رحمة الله - في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}: (إن الله لا يغير ما بقوم، من عافية ونعمة، فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم، حتى يغيروا ما بأنفسهم من ذلك بظلم بعضهم بعضًا، واعتداء بعضهم على بعض، فَتَحلَّ بهم حينئذ عقوبته وتغييره) ا. هـ تفسير الطبري.
(ب) قال الحافظ ابن رجب الحنبلي - عليه رحمة الله -: (ولا نعلم أن الله أعطى أحدًا من البشر موثقًا من الغلط، وأمانًا من الخطأ، فيستنكف له منها، بل وصل عباده بالعجز، وقرنهم بالحاجة، ووصفهم بالضعف والعجلة، فقال: خلق الإنسان من عجل، وخلق الإنسان ضعيفا، وفوق كل ذي علم عليم.
ولا نعلمه خص بالعلم قومًا دون قوم، ولا وقفه على زمن دون زمن، بل جعله مشتركًا مقسومًا بين عباده، يفتح للآخر ما أغلقه عن الأول، وينبه المقل فيه على ما أغفل عنه المكثر، ويحييه بمتأخر يتعقب قول متقدم، وتال يعتبر على ماض، وأوجب على كل من علم شيئًا من الحق أن يظهره وينشره، وجعل ذلك زكاة العلم، كما جعل الصدقة زكاة المال.
وقد قيل لنا: (اتقوا زلة العالم)، وزلة العالم لا تعرف حتى تكشف، وإن لم تعرف هلك بها المقلدون، لأنهم يتلقونها من العالم بالقبول، ولا يرجعون إلا بالإظهار لها، وإقامة الدلائل عليها، وإحضار البراهين، وقد يظن أن هذا اغتياب للعلماء، وطعن على السلف، وذكر للموتى، وكان يقال: (اعف عن ذي قبر)، وليس كما ظنوا، لأن الغيبة سب الناس بلئيم الأخلاق، وذكرهم بالفواحش والشائنات، وهذا هو الأمر العظيم المشبه بأكل لحوم الميتة. فأما هفوة في حرف، أو زلة في معنى، أو إغفال أو وهم أو نسيان، فمعاذ الله أن يكون هذا من ذلك الباب، أو أن يكون له مشاكلا أو مقاربا، أو يكون المنبه عليه آثما، بل يكون مأجورا عند الله، مشكورا عند عباده الصالحين، الذين لا يميل بهم الهوى، ولا تدخلهم عصبية، ولا يجمعهم على الباطل تحزب، ولا يلفتهم عن استبانة الحق حسد.
وقد كنا زمانا نعتذر من الجهل، فقد صرنا الآن نحتاج إلى الاعتذار من العلم، وكنا نؤمل شكر الناس بالتنبيه والدلالة، فصرنا نرضى بالسلامة، وليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال، ولا ينكر مع تغير الزمان، وفي الله خلف وهو المستعان) ا. هـ "الفرق بين النصيحة والتعيير" نقلا عن "المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس" للشريف حاتم (صـ 6،7).
(ج) "موضح أوهام الجمع والتفريق" للخطيب البغدادي (1/ 6).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/70)
(د) هذا: وإني والله الذي في السماء لفي غاية الشوق لتصحيح أخ شفيق، وناصح رفيق، لما نبا عنه البال، وشط به الحال، من خطأ أو عزو أو زلل أو نسيان، فلا تحرمني أخي - مشرفا كنت أو عضوا - أي نصح مما خطر على بالك - أراح الله بالك من الهم والحزن - ولو كان قليلا يسيرا، أو حتى احتمالا، فالمرء بأخوانه، وإنما هي مذاكرة ... أدام الله علينا ستره الجميل في الدنيا والآخرة ...
(هـ) "مقدمة التنقيح في شرح الوسيط" للنووي (1/ 81).
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[15 - 05 - 07, 03:37 م]ـ
(المبحث الأول)
أهمية العقيدة الإسلامية
اتفق علماء الإسلام قديماً وحديثاً على أهمية تناول العقيدة الصحيحة - عقيدة السلف -:
روايةً ودرايةً، علمًا وعملاً، تعلماً وتعليماً، وهذا لما للعقيدة من أهمية عظيمة في الإسلام تتمثل في أنَّ:
1 - العقيدة هي أول الواجبات على المكلفين.
قال - جل وعلا -: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} (محمد:19).
وقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لمعاذ بن جبل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لما بعثه إلى اليمن:
إِنَّكَ تَقْدُمُ عَلَى قَوْمٍ [مِنْ] أَهْلِ [الـ] كِتَابٍ؛ [فَإِذَا جِئْتَهُمْ؛] فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إليه عِبَادَةُ الله،
[- وفي رواية - يُوَحِّدُوا الله]،
[- وفي رواية - شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّي رَسُولُ الله،]
فَإِذَا عَرَفُوا الله، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الله فَرَضَ عليهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا (ا)، فَأَخْبِرْهُمْ أَنّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عليهِمْ زَكَاةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا، فَخُذْ مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، [وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الله حِجَابٌ]. (ب)
......................
(ا) تدبر - أراك الله الحق - قوله {فَإِذَا فَعَلُوا}، بعد قوله {فَإِذَا عَرَفُوا} الأمر الذي ينبيك على أن المكلف بالشرع لن يؤديه على الوجه المرضي عنه إلا إذا كان صاحبه حسن الاعتقاد، فكأن العمل التكليفي المأتي به على الوجه الصحيح دليل وقرينه على ما يستكن في باطن المكلف من معاني الاعتقاد الشريفة.
(ب) متفق عليه: رواه البخاري (1395)، ومسلم (19) من حديث ابن عباس ...
ويبين هذا الحديث الجليل الخطوات التي يجب أن يسلكها الداعي إلى الله، فأول شيء من ذلك هو الدعوة إلى التوحيد، وإفراد الله وحده بالعبادة، والابتعاد عن الشرك صغيره وكبيره، وذلك يكون بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[15 - 05 - 07, 03:49 م]ـ
2 - العقيدة الصحيحة هي الأساس الذي يقوم عليه الدين، وتصح معه الأعمال، وتقبل به الأقوال؛ فمن صحت عقيدته؛ صح عمله، ومن فسدت عقيدته؛ فسد عمله.
قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (الكهف:110). (ا)
وقال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِين} (الزمر:65).
وقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ. (ب)
...................
(ا) (فائدة): اعلم - علمك الله العلم النافع - أن الله لا يقبل من العبد عملا حتى يتوفر فيه شرطان:
أحدهما: الإخلاص وهو شرط الباطن:
قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور} (الملك:2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/71)
وقال تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (الكهف:110)؛ فالعمل الصالح هو الموافق للسنة، والشرك نقيضه الإخلاص.
وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} (النساء:125). فإسلام الوجه هو الإخلاص، والإحسان هو متابعة سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وكان عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول: اللهم اجعل عملي كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل لأحدٍ فيه شيئا.
الثاني: متابعة سنة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو شرط الظاهر.
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عليهِ أَمْرُنَا، فَهُوَ رَدٌّ. (متفق عليه: رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة، وله ألفاظ.)
فهذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام، فكل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله، فقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (لَيْسَ عليهِ أَمْرُنَا) إشارة إلى أن أعمال العاملين كلها ينبغي أن تكون تحت أحكام الشريعة؛ فتكون أحكام الشريعة حاكمة علىها بأمرها ونهيها، فمن كان عمله جارياً تحت أحكام الشريعة، موافقاً لها، فهو مقبول. ومن كان خارجاً عن ذلك، فهو مردود، وقد أوجب الله علينا طاعة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ فقال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (الحشر:7).
قال يونس بن عبد الأعلى الصدفي: قلت للشافعي: إن صاحبنا الليث بن سعد كان يقول: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء؛ فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة.
فقال الشافعي: قصر الليث - رحمه الله -، بل إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء، ويطير في الهواء؛ فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب. (شرح العقيدة الطحاوية (1/ 502).)
وقال الإمام العلم الفضيل بن عياض - نور الله ضريحه - في قوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عملا} (هود: 7، الملك:2) قال: أخلصه وأصوبه. قيل: يا أبا علي، وما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص ما كان لله، والصواب ما كان على السنة. (حلية الأولياء (8/ 95).)
(ب) متفق عليه: رواه البخاري (52)،ومسلم (1599) من حديث النعمان بن بشير.
قال الإمام مسلم - رحمه الله -: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ. قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُولُ - وَأَهْوَى النُّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ-:
إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ؛ فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ، اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ، وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ. أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى الله مَحَارِمُهُ. أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ.
أجمع أهل العلم على عظم موقع هذا الحديث وكثرة فوائده وأنه أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، وسبب عظم موقعه أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبه فيه على إصلاح المطعم والمشرب والملبس وغيرها، وأنه ينبغي أن يكون حلالا، وأرشد إلى معرفة الحلال، وأنه ينبغي ترك المشتبهات، فإن ذلك سبب لحماية دينه وعرضه، وحذر من مواقعة الشبهات، وأوضح ذلك بضرب المثل بالحمى، ثم بين - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أهم الأمور وهو مراعاة القلب.
(أهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه) أي: مدهما إليهما ليأخذهما إشارة إلى استيقانه بالسمع. (الحلال بين، والحرام بين) معناه أن الأشياء ثلاثة أقسام: حلال بين واضح لا يخفى حله، وحرام بين واضح لا يخفى حرمته، ومشتبهات موجودة بين الحل والحرمة، ولم يظهر أمرها على التعيين، فلهذا لا يعرفها كثير من الناس، ولا يدركون حكمها، وأما العلماء فيعرفون حكمها بنص أو قياس أو استصحاب أو غير ذلك، فإذا تردد الشيء بين الحل والحرمة ولم يكن فيه نص ولا إجماع؛ اجتهد فيه المجتهد، فألحقه بأحدهما بالدليل الشرعي، فإذا الحقه به صار حلالا أو حراما، وقد يكون دليله غير خال من الإحتمال، فيكون الورع تركه، ويكون داخلا في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) أي: حصل له البراءة لدينه من النقص والذم الشرعي، وصان عرضه عن كلام الناس فيه، و (العرض) هو موضع الذم والمدح من الإنسان. (ألا وإن لكل ملك حمى وإن حمى الله محارمه) معناه: أن ملوك العرب وغيرهم يكون لكل مَلِك منهم حمى يحميه عن الناس، ويمنعهم دخوله، فمن دخله أوقع به العقوبة، ولله أيضا حمى وهي محارمه، أي: المعاصي التي حرمها الله فمن دخل محارم الله بارتكابه شيئا من المعاصي استحق العقوبة، ومن قاربه يوشك أن يقع فيه، فمن احتاط لنفسه لم يقاربه، ولم يتعلق بشيء يقربه من المعصية فلا يدخل في شيء من الشبهات. (مضغة) المضغة: القطعة من اللحم، سميت بذلك لأنها تمضغ في الفم لصغرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/72)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[15 - 05 - 07, 04:38 م]ـ
3 - التزام المنهج الإسلامي (ا) الصحيح هو طريق النجاة للفرد المسلم، وصلاح الأمة، وتوحيد كلمتها وصفوفها، ومن ثَمَّ التمكين لها في الأرض، والنصر على أعدائها. (ب)
قال - عز وجل -: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون} (النور:55). (ج)
..............................
(ا) (فصل): (الإسلام) لغة: الانقياد والاستسلام والخضوع.
وشرعا: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك ومعاداة أهله.
فالإسلام - بمعناه العام -: هو التعبد لله بما شرع، منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة، كما ذكر - جل وعلا - ذلك في آيات كثيرة؛ تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله. قال - جل وعلا - عن إبراهيم: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيم} (البقرة:128).
وقال - جل وعلا -: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ} (البقرة: 213).
والإسلام بمعناه الخاص- أي: بعد بعثة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -: يختص بما بُعث به نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لأن ما بعث به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نسخ جميع الشرائع السابقة، فصار من اتبعه مسلماً، ومن خالفه ليس بمسلم، فأَتْباع الرسل مسلمون في زمن رسلهم؛ فاليّهُود مسلمون في زمن موسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والنصارى مسلمون في زمن عيسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وأما حينما بعث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وكفروا به فليسوا بمسلمين. وهذا الدين الإسلامي هو الدين المقبول عند الله، النافع لصاحبه.
قال - جل وعلا -: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين} (آل عمران:85). وهذا الإسلام هو الإسلام الذي امتن به على محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأمته.
قال - جل وعلا -: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين} (المائدة:3).
(ب) اعلم - علمك الله - أن هذا الالتزام بالمنهج الرباني القويم هو السبيل لوحدة الدعاة إلى الله - جل وعلا -، ومن ثم وحدة المسلمين؛ تلك الوحدة التي ينشدها كل مؤمن مخلص. وكما قيل: كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة.
وروي الحافظ ابن عبد البر بسنده إلى إمام دار الهجرة مالك بن أنس قال: كان وهب بن كيسان يقعد إلينا، ولا يقوم أبدا حتى يقول لنا: اعلموا أنه لا يصلح آخر هذا الأمر إلا ما أصلح أوله. التمهيد (10/ 23).
وصاحب الاعتقاد لا يُغْلب على الإطلاق، فقد يكون أصحاب المعتقد قلة ضعيفة إلا أن العاقبة لهم ولا بد، وهذا في الحقيقة هو سر قوة المسلمين.
(ج) قال الإمام المفسر محمد بن جرير الطبري - طيب الله ثراه -: (يقول تعالى ذكره: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا) بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ (مِنكُمْ) أيها الناس، (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) يقول: وأطاعوا الله ورسوله فيما أمراه ونهياه؛ (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْض وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون) يقول: ليورثنهم الله أرض المشركين من العرب والعجم، فيجعلهم ملوكها وساستها (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) يقول: كما فعل منْ قبلهم ذلك ببني إسرائيل، إذ أهلك الجبابرة بالشأم، وجعلهم ملوكها وسكانها، (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/73)
دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ) يقول: وليوطئنّ لهم دينهم، يعني: ملتهم التي ارتضاها لهم، فأمرهم بها.
وقيل: وعد الله الذين آمنوا، ثم تلقى ذلك بجواب اليمين بقوله: (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم) لأن الوعد قول يصلح فيه (أن)، وجواب اليمين كقوله: وعدتك أن أكرمك، ووعدتك لأكرمنك ...
وقوله: (يَعْبُدُونَنِي) يقول: يخضعون لي بالطاعة، ويتذللون لأمري ونهيي، (لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) يقول: لا يشركون في عبادتهم إياي الأوثان والأصنام ولا شيئا غيرها، بل يخلصون لي العبادة فيفردونها إليَّ دون كل ما عبد من شيء غيري ... ) ا. هـ تفسير الطبري باختصار.
(توضيح): تدبر- أخي الكريم - قوله - جل وعلا -: (يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)؛ فجملة (يَعْبُدُونَنِي) في محل نصب الحال؛ أي: أن الأمة لابد أن تكون في كل أحوالها عابدة لله - جل وعلا -، ثم الجملة الثانية (لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) جملة أخري تصف حال الأمة في عبادتها لله - جل وعلا - يجب أن تكون عبودية خالصة خالية من كل شوائب الشرك والبدع والهوى.
(نقل): يقول الدكتور عمر سليمان الأشقر - حفظه الله -: (العقيدة الإسلامية وحدها هي التي تجيب عن التساؤلات التى شغلت، ولا تزال تشغل الفكر الإنساني، بل وتحيره:
من أين جئت؟ ومن أين جاء هذا الكون؟ وما الموجد؟ وما صفاته؟ وما أسماؤه؟ ولماذا أوجدنا، وأوجد الكون؟ وما دورنا في هذا الكون؟ وما علاقتنا بالخالق الذي خلقنا؟ وهل هناك عوالم غير منظورة وراء هذا العالم المشهود؟ وهل هناك مخلوقات عاقلة مفكرة غير هذا الإنسان؟ وهل بعد هذه الحياة من حياة أخرى نصير إليها؟ وكيف تكون تلك الحياة إن كان الجواب بالإيجاب؟
لا توجد عقيدة سوى العقيدة الإسلامية اليوم تجيب على هذه الأسئلة إجابة صادقة مقنعة، وكل من لم يعرف هذه العقيدة، أو لم يعتنقها، فإن حاله لن يختلف عن حال ذلك الشاعر البائس (أ) الذي لا يدري شيئًا:
جئت لا أعلم من أين، ولكني أتيت،
ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت،
وسأبقى سائرا إن شئت هذا أم أبيت،
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟ ... لست أدري
أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود؟
هل أنا حر طليق، أم أسير في قيود؟
هل أنا قائد نفسي في حياتي، أم مقود؟
أتمنى أنني أدري ولكني. ... لست أدري
وطريقي ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟
هل أنا أصعد، أم أهبط فيه وأغور؟
أأنا السائر في الدرب، أم الدرب تسير؟
أم كلانا واقف، والدهر يجري؟! ... لست أدري
ليت شعري, أنا في عالم الغيب الأمين،
أتراني كنت أدري أنني فيه دفين،
وبأني سوف أبدو، وبأني سأكون،
أم تراني كنت لا أدرك شيئا؟! ... لست أدري
أتراني قبلما أصبحت إنسانًا سويًا،
كنت محوًا أو محالًا أم تراني كنت شيئًا؟
ألهذا اللغز حل؟ أم سيبقى أبديا؟
لست أدري، ولماذا لست أدري؟ ... لست أدري
أي حيرة هذه؟! وأي قلق تجلبه هذه المجاهيل للنفس الإنسانية؟! ألا يستحق أبناء هذا القرن الذين فقدوا المعرفة بالحقائق الكبرى التي لا تستقيم حياتهم إلا بها هذه الهموم التي تملأ النفس وتسبب الأوجاع والعقد النفسية؟!
وأين هؤلاء من المسلم الذي يدري، ويعرف معرفة مستيقنة كل هذه الحقائق؟! فإذا به يجد برد اليقين، وهدوء البال، وإذا به يسير في طريق مستقيم إلى غاية مرسومة يعرف معالمها، يدري غايته ...
(لست أدري) تلك هي الإجابة عن التساؤلات الخالدة، ليست قولة شاعر فحسب، (فسقراط) الفيلسوف الذي يعد من عمالقة الفلاسفة، يقول بصريح العبارة: (الشيء الذي لا أزال أجهلة جيدًا أنني لست أدري) (ب)، بل إن (اللاأدرية) مذهب فلسفي قديم.
بالإسلام وحده يصبح الإنسان يدري من أين جاء؟ وإلى أين المصير؟ ويدري لماذا هو موجود؟ وما دوره في هذا الوجود؟ يدري ذلك حقًا وصدقًا، وفرق بين من يدري ومن لا يدري أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم (الملك: 22).)
ا. هـ "العقيدة في الله" (صـ:15، 16، 17).
...........................
(أ) هو إيليا أبو ماضي من قصيدة له طويلة بعنوان (الطلاسم) من ديوانه (الجداول) صـ: 106.
(ب) الدين: لداراز: 69.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[16 - 05 - 07, 08:17 ص]ـ
4 - الانحراف عن العقيدة الإسلامية الصحيحة بأصولها الثابتة، وأسسها السليمة، وقواعدها المتينة = مهلكة وضياع؛ حيث أنَّ العقيدة الصحيحة هي الدافع إلى العمل الصالح النافع.
فالفرد المسلم بغير عقيدة صحيحة يكون إنسانًا ضائعًا تائهًا، تتخطفه الفتن والأوهام والشكوك والشبهات (ا).
.................
(ا) ذلك لأن العقيدة هي الضابط الأمين الذي يحكم التصرفات، ويوجه السلوك، ويتوقف على مدى انضباطها وإحكامها كل ما يصدر عن النفس من كلمات أو حركات، بل حتى الخلجات التى تساور القلب والمشاعر التي تعمل في جنبات النفس، والهواجس التي تمر في الخيال، هذه كلها تتوقف على هذا الجهاز الحساس، فهي دماغ التصرفات، فإذا تعطل جزء منها أحدث فسادًا كبيرًا في التصرفات، وانفراجًا هائلاً عن سواء الصراط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/74)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[17 - 05 - 07, 10:11 ص]ـ
5 - المنهج العقدي السلفي (ا) ليس منهجًا فكريًا أو ثقافيًا، بل هو منهج متكامل الجوانب، واضح المعالم، صحيح الدليل، قوي الحجة، موافق للفطر السليمة، والعقول الصحيحة، والقلوب السويَّة.
منهج يتحرك به المسلم في العقيدة، والعمل، والعبادة، والدعوة، والسلوك، والأخلاق، والمعاملات؛ ويلتزم به في كل نواحي الحياة.
وإلا فما الفائدة من أن يُحْسِنَ المسلم المسائل العلمية (ب)، وهو لا يُحْسِنُ أن يتق الله.
...............
(ا) (فصل): السلفية:
لغة: نسبة لمن (سلف) أي: مضى؛ فيقال للماضي: السالف، وقال: (أسلمتَ على ما أسلفتَ من خير) (ا)، فالسلف لغة: هم من تقدمك من آبائك، وذوى قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل.
واصطلاحاً: هي ما كان عليه النبي والصحابة الكرام، والتابعين لهم، وأئمة الإسلام العدول التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، خلفًا عن سلف، مروراً بالأئمة الأربعة: أبي حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، والشافعي محمد بن إدريس، وأحمد بن حنبل، والسفيانين: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، والحمادين: حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وعبد الله بن المبارك، والليث بن سعد، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، وتلميذه محمد بن أبى بكر ابن القيم، والحافظ إسماعيل ابن كثير ... إلى عصرنا اليَوْم ... التزاماً بعقيدة أهل السنة والجماعة اعتقادًا وقصدًا وقولاً وعملاً؛ خلافاً للفرق الضالة والمبتدعة، (والتحديد الزمني ليس شرطًا في ذلك؛ بل الشرط هو موافقة الكتاب والسنَّة في العقيدة والأَحكام والسلوك بفهم السَّلف، فكل من وافق الكتاب والسُّنَة فهو من أتباع السَّلف، وإن باعد بينه وبينهم المكان والزمان، ومن خالفهم فليس منهم، وإن عاش بين ظهرانيهم). (ب)
وعليه: فالسلفية تربط المسلم بالسَّلف الصالح من الصحابة الكرام، وبمَن تبعهم على منهجهم القويم، الراسخين في العلم، المهتدين بهدي النبي، الحافظين لسنته، القائمين بأمره، والمدافعين عن دينه؛ فتزيده عزَّةً وإيمانًا وافتخارًا، فهم سادةُ الأولياء بحق، وأئمَّة الأتقياء بصدق؛ أفرغوا فى نصح الأمة نفعهم، وبذلوا فى مرضاة الله أنفسهم.
قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم) (التوبة:100).
وقد اشترط الله على جميع المسلمين أن تكون عقيدتهم مطابقة لعقيدة الصحابة فقال تعالى: (فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم) (البقرة:137).
والأمر كما قال ابن مسعود: (إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه؛ يقاتلون على دينه. فما رأى المسلمون حسنا، فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيء) (ج).
وكما ورد عن ابن عمر أنه قال: (مَن كان مستنًّا؛ فليستنَّ بمَن قد مات. أولئك أصحاب محمّد كانوا خيرَ هذه الأمة؛ أبرَّها قلوبًا، وأعمقَها علمًا، وأقلَّها تكلُّفًا، قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيِّه، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم كانوا على الهدى المستقيم، والله ربِّ الكعبة) (د).
(فائدة): أما عن الانتساب إلى مذهب السلف: فقد قال: فعليكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عليهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ. (هـ)
فـ (لا عيب على من أظهر مذهب السلف، وانتسب إليه، واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه باتفاق، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا). (و)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/75)
هذا (ولفظ (السَّلفيَّة) أَصبح علمًا على طريقة السلف الصَّالح في تلقي الإِسلام وفهمه وتطبيقه، وبهذا فإنَّ مفهوم السَّلفيَة يطلق على المتمسكين بكتاب الله، وما ثبت من سُنَّة رسول الله - صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم - تمسكًا كاملاً بفهم السَّلف) (ز)
(وإذا كان ذلك بعضاً من مزايا المنهج السلفي، فحق لنا أن نقول: نحن أهل سنة بلا فخر، وسلفيون بلا خجل، ونحن نعتقد أن السنة والسلفية ليستا حكرا علينا، بل كل من سلك السبيل، وأعتقد المعتقد الذي عليه سلف الأمة - رسول الله صلى الله عليه، وعلى آله وسلم وصحابته -، ومن تبع سبيلهم من العلماء؛ فهو سني سلفي، لكن ليتفقد كل امرئ نفسه، فإن الأمر دين، والسفر طويل، والعقبة شديدة، والحساب عند الذي يعلم السر وأخفى). (ح)
(فائدة): (السلفية) لم يؤسسها أحدٌ من البشر في أيِّ زمانٍ أو مكان؛ فلم يكن الأئمة الأربعة، ومَن سمَّيْنا من الأئمة، ولا التابعون، ولا أصحاب محمد، ولا محمدا، ولا مَن مضى مِن قبله من النبيين والمرسلين مؤسسين للسلفية، بل هي من عند الله جاءت؛ فالنبيون والمرسلون بلغوا عن الله ما أراده من الشرْع، ومَن بعدهم دعاة إلى الله وِفْق هذه الشَّرْعِية؛ ولهذا فإنه ليس لها مستند سوى (النص والإجماع)، فجميع أقوال الناس وأعمالهم ميزانها عندنا شيئان: (النص والإجماع)؛ فمن وافق نصًّا أو إجماعا قُبل منه، ومن خالف نصًا أو إجماعا؛ رُدَّ عليه ما جاء به من قول أو فعل كائنا مَن كان.
ثم إن كان هذا المخالف أصوله سنية، ودعوته شرعية، فإنَّ خطأَه يرد، ولا يُتابع على زلته، وتُحفظ كرامته، وإن كان ضالاًّ مبتدعا لم يعرف للسنة وزنًا، ولم تَقم لها عنده قائمة، مؤسسًا أصوله على الضلال، فإنه يُرد عليه كما يُرد على المبتدعة الضُلاَّل، ويقابل بالزَّجر والإغلاظ والتحذير منه، إلا إذا ترتبت مفسدة أكبر من التحذير منه.
.....
(ا) متفق عليه.
(ب) الوجيز في عقيدة السلف الصالح (أهل السنة والجماعة) للشيخ عبد الله بن عبد الحميد الأثري، مراجعة وتقديم الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
(ج) رواه أحمد (1/ 359)، والطبراني في "الكبير" (9/ 112)، وفي "الأوسط" (4/ 58)، والطيالسي (246)، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 375).
(د) رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 305).
(هـ) حديث صحيح، ويأتي تخريجه.
(و) مجموع الفتاوي.
(ز) "الوجيز في عقيدة السلف الصالح".
(ح) "أتحاف النبيل بأجوبة أسئلة علوم الحديث والعلل والجرح والتعديل" للشيخ أبي الحسن المأربي السليماني. (1/ 17).
(ب)
(فائدة): اتفق العلماء على أن العلم الشرعي من حيث وجوبه قسمان: فرض العين، وفرض الكفاية:
فرض العين: وهو ما يجب على كل مكلَّف (مسلم بالغ عاقل) أن يتعلمه - على حسب ما يقدر عليه من الاجتهاد لنفسه -، ولا يصح أن ينوب فيه بعض المسلمين عن بعض، وهو العلم الذي لا يتمكن المكلَّف من أداء الواجب الشرعي الذي تعين علىه فعله إلا بتعلمه. وهو نوعان:
1 - ما يجب أن يتعلمه المسلم ابتداءً، وذلك لتكرار وقوعه، وهذا أيضا قسمان:
(أ) - قسم عام (العلم الواجب العيني العام): وهو ما يشترك فيه جميع المكلفين، ويلزمهم معرفته بلا استثناء، كالإيمان المجمل (أصل التوحيد) من معرفة الله، وتوحيده وأسماءه وصفاته، وصدق رسله، وإفراده بالعبادة، وأحكام الطهارة والنجاسة، والصلاة وأركانها، وشروطها، والصيام، ومعرفة الحلال والحرام من المأكل والمشرب والملبس والأموال والدماء والفروج ... إلخ تلك الضروريات.
(ب) - قسم خاص (العلم الواجب العيني الخاص): وهو ما يجب على بعض المكلفين دون بعض:
إما لقدرتهم على أدائه كالزكاة والحج، وإما لشروعهم في عمل من الأعمال اختياراً كالنكاح والتجارة، وإما لتعيّن واجب علىهم كالقضاة وأمراء الجهاد؛ فمن تعيّن عليه واجب أو اشتغل بمباح كالنكاح والتجارة؛ وجب علىه تعلم أحكامه دون غيره.
2 – ما لا يجب أن يتعلمه المسلم ابتداء (النوازل): وهى الأشياء نادرة الحدوث، فإذا ألمت به لامة، ونزلت به نازلة؛ فلابد أن يعلم وجه الحق فيها وذلك: إما بتعلمها - بحثًا واستفراغًا للجهد في إصابة وجه الحق فيها حسب طاقته واستطاعته -، وإما بالسؤال عنها عند وقوعها أو عند توقع وقوعها.
وفرض الكفاية: وهو ما يجب على الأمة الإسلامية ككل تعلمه وحفظه، فإن قام بهذا البعض بما يكفي، كان لهم الفضل والثواب، وسقط الإثم عن الكل، وإن لم يقم به هذا البعض بما يكفي؛ أثم الكل.
ويشتمل هذا العلم تحصيل: ما لا بد للمسلمين منه في إقامة دينهم من العلوم الشرعية (علوم الألات)؛ كحفظ القرآن كله، والأحاديث وعلومها، والفقه، والأصول، واللغة، والسيرة، والنحو، والصرف، والمعاني والبيان، واجتماع العلماء وافتراقهم.
وما لا بد لهم منه في إقامة دنياهم (علوم الصناعات): كالفلاحة، والطب، والتجارة، والهندسة ... إلخ.
انظر "إحياء علوم الدين" للغزالي،
و"الجامع في طلب العلم" للشيخ عبد القادر عبد العزيز.
و"تحصيل المأمول" د. أحمد النقيب.
(تنبيه): واعلم - رحمك الله - أن: (على كل مسلم أن يجتهد ويبذل وسعه في معرفة أحكام الدين التي تتمثل في:
• معرفة الله.
• معرفة النبي.
• معرفة ما شرع الله، وما شرع نبيه.
• معرفة الصحابة الكرام، والترضي عليهم، ونصرتهم ...
• التمييز بين الحق و الباطل، والسنة والبدعة، ومواضع الافتراق والاتفاق ...
والمسلمون في كل هذا على درجات متفاوتة: فمنهم المقلد، ومنهم طالب العلم، ومنهم المتبع، ومنهم العالم، ومنهم المجتهد، وكلهم يجتمعون في أصل الاجتهاد على القدر الذي يوفقه الله فيه؛ كل حسب جهده واستطاعته ... ) من كلمات فضيلة الدكتور أحمد النقيب - حفظه الله.
(تفصيل): تنقسم الديانة (الإسلام) إلى قسمين:
أولاً: إعتقاديات (عقيدة): وهى التي تتعلق بالقلب؛ مثل اعتقاد ربوبية الله، وألوهيته، وبقية أركان الإيمان من الغيبيات والسمعيات.
ثانياً: عمليات (شريعة): وهى الأحكام العملية التي يُخَاطب بها المكلف؛ فهي تتعلق بكيفية العمل مثل: الصلاة و الزكاة والصيام والجهاد وبر الوالدين وسائر الأحكام العملية ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/76)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[22 - 05 - 07, 10:52 ص]ـ
7 - العقيدة هي المعيار الواضح الثابت الذي يوزن عليه كل شيء في هذه الحياة،
فعليها - وحدها - يوالي المسلم ويعادي،
وعليها - وحدها - يزن المسلم: الأحداث، والتصورات، والمناهج، والأفكار، والشعائر، والتقاليد، والأوضاع، والأحوال ...
لا على المعايير الفاسدة من معايير الهوى، والمصالح الدنيوية، مما ليس لها في دين الله حظ ولا نصيب.
فعلى كل مسلم أن يزن نفسه على هذا المعيار - معيار العقيدة -، سائلاً نفسه: هل أنا مسلم عقائدي، أم أنا مسلم هوائي دنيوي؟! (ا)
..............
(ا) من كلمات فضيلة الشيخ الدكتور أحمد النقيب -حفظه الله ورعاه -. محاضرة "نبذة عن عقيدة الشيعة".
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 02:46 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا البحث الجميل النافع
و بعض الناس هداه الله لا يُلقي بالاً للتوحيد، بل يقول: (الناس الحمد لله موحدين و إن شاء الله ما نخاف من الشرك)
أقول: سبحان الله! إبراهيم عليه الصلاة و السلام خاف على نفسه و على ذريته من الشرك و هو من؟ إمام الموحدين
فكيف لا نخاف من الشرك؟
جزاك الله خيرا يا أخي محمود آل زيد على طرح مثل هذا الموضوع
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[23 - 05 - 07, 12:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا آلاء الحدادي، وبارك فيك ...
واعتذر من الأخوة الكرام عن سقوط الحلقة السادسة، وها هي ...
6 - العقيدة الصحيحة هي السبيل إلى إصلاح القلوب والأعمال والأقوال (ا)،
فليس الهدف من تحصيل العلم هو (قيل وقال)، أو تتبع (الشاذ والنادر) من الأقوال، ولكنَّ العلم غايته العمل (ب)،
فمن عمل بلا علم فقد شابه النصارى، ومن علم ولم يعمل فقد شابه اليهود. (ج)
قال - عز وجل -: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيم * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّين} (الفاتحة:6 - 7). (د)
...................
(ا) (فائدة): قال الشيخ عبد الرازق البدر - حفظه الله -: (أود التنبيه على شيء قد نغفل عنه عند دراسة العقيدة، يقول ابن القيم - رحمه الله -: " كل علم وعمل لايزيد الإيمان واليقين قوة فمدخول، وكل إيمان لا يبعث على العمل فمدخول".
يعني: دخله شيء إما رياء , أو إرادة الدنيا , أو نحو ذلك، فلا ينتفع به , ولا يبارك فيه؛ ولهذا فإن حسن النية في دراسة العقيدة، وفي دراسة أمور الدين عمومًا أمر لابد منه، فعندما يتعلم العبد العقيدة لا يدرسها من أجل زيادة الاطلاع وكثرة المعرفة، وإنما عليه أن يتعلمها لأنها دين الله الذي أمر به عباده , ودعاهم إليه , وخلقهم لإجله , وأوجدهم لتحقيقه؛ فيجتهد في فهم أدلتها , ويتقرب الى الله ? باعتقادها، والايمان بها، ويرسخها في قلبه، ويمكن لها في فؤاده، فإذا درس العقيدة بهذه النية أثمرت فيه ثمرات عظيمة , وأثرت في سلوكه وأعماله وأخلاقه , وفي حياته كلها، أما اذا كانت دراسته للعقيدة مجرد جدل و نقاش!! ولم يعتن بجانب تزكية القلب بالايمان والثقة والاطمئنان بهذا الاعتقاد الذي أمر الله ? به عباده لم تكن مؤثرة!!
ومن الأمثلة على ذلك - فيما يتعلق بالايمان برؤيةالله -: قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون البدر، لا تضامون [- وفي رواية: لاتضارون - في رؤيته] , [وفي رواية: لاتضّامون في رؤيته - بتشديد الضاد -] فان استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا.
ثم قرأ: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) (طه: 130)، يعني: صلاة الفجر وصلاة العصر.
لاحظ الارتباط بين العقيدة والعمل: ذكر لهم العقيدة التي هي الايمان برؤية الله , ثم ذكر لهم العمل الذي هو ثمرة هذا الاعتقاد فقال لهم: فإن استطعتم ألا تغلبوا ...
فلو أن شخصًا درس أحاديث الرؤيا , وتتبع طرقها وأسانيدها، وناقش المتكلمين في شبهاتهم حولها , ثم إنه مع ذلك أخذ يفضل السهر في الليل ويضيع صلاة الفجر!!
بل قد لا يكون لهذه الصلاة وزن عنده!! ينادي المؤذن: (الصلاة خير من النوم) وهو بلسان حاله وفعله النوم عنده خير من الصلاة!!
فأي أثر لهذا الاعتقاد عليه!! نسأل الله العافية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/77)
إن مثل هذا يحتاج إلى تصحيح نيته، ومقصده في دراسة العقيدة حتى تثمر الثمرة المرجوة , وتحقق الآثار المباركة على صاحبها، فالمسلم يتعلم العقيدة لأنها عقيدته ودينه الذي امره الله ? به ويجتهد في أن تكون لها أثر عليه وعلى عبادته وتقربه الى الله ? ... )
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95390 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95390)
( ب)
ذلك لأن أصل العلم خشية الله ?، قال ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: ليس العلم بكثرة الرواية، إنَّما العلم الخشية. (أ)
ولما قال عِمْرَان الْمِنْقَرِىِّ للحسن البَصْري في شىءٍ قاله: يا أَبا سَعيد ليس هكَذا يَقولُ الفُقهاءُ! فقال: وَيْحَكَ! ورأيت أَْنت فقيهاً قطُّ؟!
إنَّما الفَقِيهُ الزَّاهدِ في الدُّنيا، الرَّاغبُ فى الآخرة، البصيرُ بأمْر دينه، المُدَاومُ على عبادة ربِّه. (ب)
وقال أحد السلف: كان يقال: العلماء ثلاثة؛ عالم بالله عالم بأمر الله، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله.
فالعالم بالله وبأمر الله: الذي يخشى الله، ويعلم الحدود والفرائض. والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله: الذي يخشى الله، ولا يعلم الحدود ولا الفرائض. والعالم بأمر الله ليس بعالم بالله: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى الله). (ج)
فـ[العالم بالله العالم بأمر الله] هو العالم الرباني، والعالم لا يكون ربانيًا إلا إذا كان عاملاً معلمًا.
و [عالم بالله ليس بعالم بأمر الله] هو الذي يحب الله ?، ويخشاه، إلا أنه يعبده علي طريقة غير مرضية، فيتقرب إلي الله ? من غير سبيل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فكم من مريدٍ للخير لا يدركه، ذلك لأن الخير له طريق واضح، وسبيل مستقيم.
قال ?: (وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا) (الإسراء:19)، فالآخرة لها سعي مخصوص، وطريق معروف.
فعن أبي الدّرداء ? قال: يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم، كيف يغبِطُنا سهر الحمقى وصومهم!! ولمثقال ذرة مع بِرٍّ ويقين أعظم عند الله من أمثال الجبال عبادةً من المغترين. (د)
و [عالم بأمر الله ليس عالما بالله] هو العالم الفاجر، يحفظ الكثير من مسائل الشرع، إلا أنه لا يخشى الله ?، لأن أصل العلم هو خشية الله ?. فكان من علامات العلم النافع هو أن يزيد صاحبه خشية من الله ?، وتواضعا لخلق الله ?.
وإذا قلبت نظريك في حال سلفنا الصالح؛ لوجدتهم ما كان يبتغون من علمهم سلطانًا، ولا جاهًا، ولا مالاً، بل كانوا أهل نسك وعباده، وورع وزهاده، أرضوا الله بعلمهم، وصانوا العلم فصانهم، وتضرعوا من الأعمال الصالحة بما زانهم، ولم يشنهم الحرص علي الدنيا وخدمة أهلها، بل أقبلوا علي طاعة الله ? التي خلقوا لأجلها فهؤلاء هم الفقهاء بحق.
وقال بعض السلف: قليل من هذا – أي: العلم - مع تقوى الله كثير، وكثير من هذا بغير تقوى الله قليل. (هـ)
وأوصى علي بن أبي طالب ? كميل بن زياد النخعي وصية جامعة: قال كميل بن زياد: أخذ على بن أبي طالب بيدي، فأخرجني إلى ناحية الجبان، فلما أصحر، جلس، ثم تنفس، ثم قال: يا كميل بن زياد، احفظ ما أقول لك:
القلوب أوعية، خيرها أوعاها.
الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق.
العلم خير من المال؛ العلم يحرسك، وأنت تحرس المال. العلم يزكو على العمل، والمال تنقصه النفقة. العلم حاكم، والمال محكوم علىه. وصنيعة المال تزول بزواله. محبة العالم دين يدان بها، تكسبه الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد موته، مات خزان الأموال وهم أحياء، العلماء باقون، ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/78)
هاه!! إن ها هنا - وأومأ بيده إلى صدره - علما لو أصبت له حملة، بلى! أصبته لقنا، غير مأمون علىه، يستعمل آلة الدين للدنيا، يستظهر بنعم الله على عباده، ويحججه على كتابه، أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في إحيائه، يقتدح الشك في قلبه، بأول عارض من شبهة، لا ذا، ولا ذاك، أو منهوما باللذة، سلس القياد للشهوات، أو فمغرى بجمع الأموال والادخار، ليسا من دعاة الدين، أقرب شبههمًا بهما الأنعام السائمة. كذلك يموت العلم بموت حامليه.
اللهم بلى؛ لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة، لكي لا تبطل حجج الله وبياناته، أولئك الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عن حججه، حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر؛ فاستلانوا ما استوعر منه المترفون، وأَنِسوا بما استوحش منه الجاهلون، وصاحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحمل الأعلى. ها ها!! شوقا إلى رؤيتهم، وأستغفر الله لي ولك، إذا شئت فقم. (و)
ولما حبس شيخ الإسلام ابن تيمية في المرة التي مات فيها، ومنع من الأوراق والإفتاء، أخذ - رحمه الله - يقلب نظره في كتاب الله ?، ففتح الله علىه من الخواطر والعبر ما جعله يندم ندماً شديدًا؛ أنه لم يفن عمره كله في تدبر هذا الكتاب الكريم؛ هذا على ما كانت تحفل به حياة شيخ الإسلام من جهاد ودعوة وعباده.
......................
(أ) رواه أحمد في "الزهد".
(ب) سنن الدارمي (302).
(ج) "الفقيه والمتفقه" للخطيب البغدادي.
(د) أحمد في "الزهد" (1/ 137)، وأبو نعيم (1/ 211) وابن أبي الدنيا في "اليقين" (8).
(هـ) "الفقيه والمتفقه" للخطيب.
(و) "الفقيه والمتفقه" (1/ 182، 183).
(ج)
(نقل): قال شيخ الإسلام ابن تيمية - طيب الله ثراه -: (فأما وسم اليهود بالغضب، والنصارى بالضلال: فله أسباب ظاهرة وباطنة ليس هذا موضعها. وجماع ذلك أن:
كفر اليهود أصله: من جهة عدم العمل بعلمهم، فهم يعلمون الحق، ولا يتبعونه قولاً أو عملاً، أو لا قولاً ولا عملاً.
وكفر النصارى: من جهة عملهم بلا علم، فهم يجتهدون في أصناف العبادات بلا شريعة من الله، ويقولون على الله مالا يعلمون.
ولهذا كان السلف كسفيان بن عيينة وغيره يقولون: من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى) ا. هـ "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" (صـ:5).
(د)
(حديث): عن عدي بن حاتم ? قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إِنَّ الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمُ الْيَهُودُ، وَإِنَّ الضَّالِّينَ النَّصَارَى). (*)
(نقل): قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: ( ... فإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق والعمل به، واليهود فقدوا العمل، والنصارى فقدوا العلم؛ ولهذا كان الغضب لليهود، والضلال للنصارى، لأن من علم وترك استحق الغضب، بخلاف من لم يعلم. والنصارى لما كانوا قاصدين شيئًا لكنهم لا يهتدون إلى طريقه، لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه، وهو اتباع الرسول الحق، ضلوا، وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليه، لكن أخص أوصاف اليهود الغضب، كما قال فيهم: (مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ) (المائدة:60). وأخص أوصاف النصارى الضلال، كما قال: (قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيل) (المائدة:77)، وبهذا جاءت الأحاديث والآثار، وذلك واضح بين) ا. هـ "تفسير القرآن العظيم" (1/ 141).
...
(*) صحيح: رواه أحمد والترمذي وابن حبان والطبراني في الكبير من حديث عباد بن حبيش عن عدي مرفوعا مطولا في قصة إسلامه، وتابعه الشعبي ومري بن قطري على هذه الفقرة كما عند الطبري في التفسير، وكذا له شاهد من مرسل عبد الله بن شقيق عند أحمد والطبري.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[23 - 05 - 07, 03:44 م]ـ
8 - علم العقيدة هو أشرف العلوم كلها:
حيث أنَّ شرف كل علم يرجع إلى شرف معلومه، وقدره يعظم بعظم محصوله.
ولذا كان العلم الدال على الله - عز وجل -، والمقرب منه - جل علا -، والمُسَيّر إليه - وفق المنهج الذي شرعه وارتضاه - بين زخارف الحياة الدنيا = هو أشرف العلوم بحق؛
فكان النفع به أعم، والفائدة منه أتم، والسعادة باقتنائه أدوم. (ا)
.........
(ا)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/79)
انظر هذه الفائدة في "جامع الأصول" (1/ 36)، و"زاد المسير" لابن الجوزي (1/ 3). و"هداية القاصد لنيل المقاصد" د. أحمد النقيب.
(نقل): قال العلامة بدر الدين بن جماعة - رحمه الله -: (شرف العلم يتبع شرف المعلوم، لكن بشرط أن لا يخرج عن مدلول الكتاب، والسنة الصحيحة، وإجماع العدول، وفهم العقول السليمة، في حدود القواعد الشرعية، وقواعد اللغة العربية الأصيلة) ا. هـ (ا)
(نقل): قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: ( ... فأصل العلم باللَه الذي يوجب خشيته، ومحبته، والقرب منه، والأنس به، والشوق إليه. ثم يتلوه العلم بأحكام اللَه، وما يحبه ويرضاه من العبد، من قول أو عمل أو حال أو اعتقاد؛ فمن تحقق بهذين العلمين، كان علمه علماً نافعًا، وحصل له العلم النافع، والقلب الخاشع، والنفس القانعة، والدعاء المسموع.
ومن فاته هذا العلم النافع، وقع في الأربع التي استعاذ منها النبي، وصار علمه وبالا، وحجة عليه، فلم ينتفع به، لأنه لم يخشع قلبه لربه، ولم تشبع نفسه من الدنيا، بل ازداد علىها حرصاً، ولها طلباً، ولم يسمع دعاؤه لعدم امتثاله لأوامر ربه، وعدم اجتنابه لما يسخطه ويكرهه ... (ب)
هذا إن كان علمه علماً يمكن الانتفاع به، وهو المتلقى من الكتاب والسنة، فإن كان متلقى من غير ذلك، فهو غير نافع في نفسه، ولا يمكن الانتفاع به، بل ضره أكثر من نفعه) ا. هـ (ج)
ونظم هذا المعنى صاحب العقيدة السفارينية فقال:
وبعد: فاعلم أن كل العلم * كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي
لأنه العلم الذي لا ينبغي * لعاقل لفهمه لم يبتغ
ويعلم الواجب والمحالا * كجائز في حقه تعالى
........................
(ا) "إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل".
(ب) يشير رحمه الله إلى ما رواه مسلم (2722) من حديث زيد بن أرقم أن النبي كَانَ يقول: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا.
(ج) "فضل علم السلف على الخلف".
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[24 - 05 - 07, 03:39 ص]ـ
9 - التعبد لله - جل وعلا - بمعرفته، وتوحيده، ومحبته، ومراقبته، والتقرب إليه، هي جنة الدنيا وصفو نعيمها. (ا)
...........
(ا) (فائدة): اعلم - علمك الله العلم النافع - أن حاجة العباد للتوحيد فوق كل حاجة، وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة، لأنه لا بد للعبد من معرفة ربه ومعبوده وفاطره بأسمائه وصفاته وأفعاله، ولا بد من حُبِهِ سبحانه؛ وهذا هو علم التوحيد.
فهذه العقيدة السلفية النقية تَكْفُل لمعتنقيها الحياة الكريمة؛ ففي ظلها يتحقق الأمن والحياة الكريمة؛ ذلك أنها تقوم على الإيمان بالله، ووجوب إفراده بالعبادة دون من سواه، وهذا هو سبب الأمن والخير والسعادة في الدارين؛ فالأمن قرين الإيمان، وإذا فقد الإيمان فقد الأمن.
قال - عز وجل -: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون} (الأنعام: 82).
فأهل التقوى والإيمان لهم الأمن التام، والاهتداء التام في الأولى والآخرة، وأهل الشرك والمعصية هم أهل الخوف وأولى الناس به، فهم مهددون بالعقوبات والنقمات في سائر الأوقات.
(نقل): قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو من أجمل ما خط بنانه - قدس الله روحه-: ( ... فَإِنِّي - وَاَللَّهِ الْعَظِيمِ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ - فِي نِعَمٍ مِنْ اللَّهِ مَا رَأَيْت مِثْلَهَا فِي عُمْرِي كُلِّهِ وَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ أَبْوَابِ فَضْلِهِ وَنِعْمَتِهِ وَخَزَائِنِ جُودِهِ وَرَحْمَتِهِ مَا لَمْ يَكُنْ بِالْبَالِ؛ وَلَا يَدُورُ فِي الْخَيَالِ مَا يَصِلُ الطَّرْفُ إلَيْهَا يَسَّرَهَا اللَّهُ تَعَالَى حَتَّى صَارَتْ مَقَاعِدَ وَهَذَا يَعْرِفُ بَعْضَهَا بِالذَّوْقِ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَتَوْحِيدِهِ وَحَقَائِقِ الْإِيمَانِ وَمَا هُوَ مَطْلُوبُ الْأَوَّلِينَ والآخرين مِنْ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ. فَإِنَّ اللَّذَّةَ وَالْفَرْحَةَ وَالسُّرُورَ وَطِيبَ الْوَقْتِ وَالنَّعِيمَ الَّذِي لَا يُمْكِنُ التَّعْبِيرُ عَنْهُ إنَّمَا هُوَ فِي مَعْرِفَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَتَوْحِيدِهِ وَالْإِيمَانِ بِهِ: وَانْفِتَاحِ الْحَقَائِقِ الْإِيمَانِيَّةِ وَالْمَعَارِفِ الْقُرْآنِيَّةِ كَمَا قَالَ بَعْضُ الشُّيُوخِ: لَقَدْ كُنْت فِي حَالٍ أَقُولُ فِيهَا: إنْ كَانَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي هَذِهِ الْحَالِ إنَّهُمْ لَفِي عَيْشٍ طَيِّبٍ. وَقَالَ آخَرُ: لَتَمُرُّ عَلَى الْقَلْبِ أَوْقَاتٌ يَرْقُصُ فِيهَا طَرَبًا وَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا نَعِيمٌ يُشْبِهُ نَعِيمَ الْآخِرَةِ إلَّا نَعِيمَ الْإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ.
ا. هـ "مجموع الفتاوى" (28/ 30، 31).
http://www.ahlelathar.com/vb/showthread.php?t=4189
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/80)
ـ[صخر]ــــــــ[24 - 05 - 07, 04:56 م]ـ
ماشاء الله تبارك الرحمان اللهم بارك أحسنت أخي محمود ....
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[27 - 05 - 07, 04:23 م]ـ
الأخ الفاضل إبا البركات إبراهيم السوسي، جزاك الله خيرا على مرورك العطر، وكلمات الرقيقة،،،
10 - الاعتقاد الصحيح أهم من العمل. (ا)
....................
(أ)
ومثال ذلك أن رجلاً ظل يعبد الله - جل وعلا - طول عمره، وهو يعتقد أن الله فقير، أو ظالم، أو مغلول اليد، فهذا لا تنفعه عبادته ولو شهد الأشهاد من الأنس والجن والملائكة بفضله وعلمه وعبادته - وما كانوا ليشهدوا -!
فنحمده - جل جلاله - على نعمة الإسلام والإيمان والسنة، ونسأله - تعالى - أن يتم علينا ستره الجميل في الدنيا والآخرة.
(فوائد): تعريف الإيمان (أي: من حيث الماهية) عند أهل السنة والجماعة - كما أجمع عليه أئمتهم وعلماؤهم سلفاً وخلفاً -:
(قول وعمل، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، ويتفاضل أهله فيه)
فهو (قول القلب، وقول اللسان، وعمل اللسان، وعمل القلب، وعمل الجوارح).
وبعبارة أخرى عندهم: (اعتقاد القلب، إقرار اللسان، عمل الجوارح).
وعليه: فمسمى الإيمان عند أهل السنة والجماعة يطلق على ثلاث خصال مجتمعة: لا يجزيء أحدها عن الآخرى، وهذه الأمور الثلاثة جامعة لدين الإسلام.
وقد حكى الإجماع على ذلك جمع من أهل العلم؛ حتى أصبح هذا القول من مميزات أهل السنة والجماعة، والفارقة بينهم وبين أهل البدع والأهواء.
قال شيخ الإسلام: (ومن أصول أهل السنة والجماعة: أن الدين والإيمان قول وعمل، قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح، وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية). (ا)
وقال: (ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان، فتارة يقولون: هو قول وعمل، وتارة يقولون: هو قول وعمل ونية، وتارة يقولون: قول وعمل ونية واتباع السنة، وتارة يقولون: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وكل هذا صحيح). (ب)
(فقول القلب): هو معرفته للحق، واعتقاده، وتصديقه، وإقراره، وإيقانه به؛ وهو ما عقد عليه القلب، وتمسك به، ولم يتردد فيه، فإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء.
قال - عز وجل -: {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون} (الزُّمَر:33).
وقال - عز وجل -: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون} (الحُجُرات:15)، وقوله - جل جلاله -: (لَمْ يَرْتَابُوا) أي: لم يشُكُّوا.
و (قول اللسان): هو النطق بالشهادتين، والإقرار بلوازمهما، أي: بما جاء من عند الله - عز وجل -، والشهادة له بالتوحيد، ولرسوله بالرسالة، ولجميع الأنبياء والرسل.
قال - عز وجل -: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون} (البقرة:136).
وأصل الإيمان هو شهادة أن (لا إله إلا الله)، ومن بلغه أن (محمداً رسول الله)، لزمه ذلك، وإلا لم تقبل منه شهادة (لا إله إلا الله)، لكن يتصور وجود شيء من الإيمان بوجود شهادة (لا إله إلا الله)، وهو لا يعلم أن محمداً؛ لعدم بلوغه خبره، أو لأنه كان قبل بعثته، فهو يكون مؤمنًا عند الله، بخلاف من بلغته الدعوة وهو يشرك بالله - عز وجل - فهو كافر.
قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا [ذَلِكَ]؛ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله) (ج).
فقول اللسان أمر لابد منه، فهو الأصل في ثبوت وصف الإيمان - في الظاهر -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/81)
والمراد بقول اللسان - الذي يكون إيمانًا في الباطن والحقيقة - هو الملازم لاعتقاد القلب، وتصديقه، وإلا فالقول المجرد عن اعتقاد الإيمان ليس إيماناً باتفاق المسلمين، بل هو عين النفاق، والعياذ بالله.
و (عمل القلب): وهو نيته، وإخلاصه، وإذعانه، وخضوعه، وإنقياده، وتوكله، ورجاؤه، وخشيته، وتعظيمه، وحبه، وغيرها من أعمال القلب.
فهو شيء زائد عن مجرد التصديق والعلم واليقين، الذي هو قول القلب.
ومثال ذلك: فرعون وهامان وقارون.
فنحن نعلم ونقر بوجودهم، ولكننا نكرههم ونبغضهم، فالإقرار بوجودهم شيء، ومحبتهم وتوليهم شيء آخر.
فالفرق بين قول القلب وعمل القلب يتمثل في أن قول القلب من التصديق والعلم واليقين شيء، وعمل القلب من محبة وإخلاص وانقياد وغيرها شيء آخر.
قال - عز وجل -: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (النساء:65).
وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق، فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان، وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب.
و (عمل اللسان): هو ما لا يؤدى إلا به: كتلاوة القرآن، والدعاء، والدعوة إلى الله، وسائر الأذكار؛ وغير ذلك من الأعمال التي تؤدى باللسان.
قال - عز وجل -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} (الأحزاب: 41).
و (عمل الجوارح): هو أفعال سائر الجوارح من فعل للمأمورات والواجبات، مثل (الصلاة، والصيام، والقيام، والركوع، والسجود، والصدقات، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وغير ذلك من شعب الإيمان ... )،
ومن ترك واجتناب للمنهيات والمحرمات، مثل (القتل، والسرقة، والزنا، والربا، والغلول، والكذب، والغش، والغيبة، والنميمة، والرياء، والحقد، والغل، والحسد ... ).
قال - عز وجل -: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (البقرة:143) أي: صلاتكم.
وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَة، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ. (د).
قال الإمام الحافظ البغوي: (واتفقت الصحابة والتابعون فمن بعدهم من علماء السنة على أن الأعمال من الإيمان لقوله - تعالى -: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون، فجعل الأعمال كلها إيمانا، وكما نطق به حديث أبي هريرة - يعني حديث الشعب -) ا. هـ.
وأعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب، ولازمة لها؛ فعدم الأعمال الظاهرة ينفي الإيمان الباطن، ولهذا ينفي الله الإيمان عمن انتفت عنه لوازمه، فإن انتفاء اللازم يقتضي انتفاء الملزوم، كقوله - عز وجل -: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُون} (المائدة:81).
فالظاهر والباطن متلازمان، ولا يكون الظاهر مستقيماً إلا مع استقامة الباطن، وإذا استقام الباطن، فلابد أن يستقيم الظاهر.
ومن ثم؛ فإنه يمتنع أن يكون الشخص مؤمناً بالله، مقراً بالفرائض، ومع ذلك فهو تارك لتلك الطاعات، ممتنع عن فعلها.
قال الإمام الأوزاعي: (لا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم الإيمان والقول إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بنية موافقة للسنة، فكان من مضى ممن سلف لا يفرقون بين الإيمان والعمل، العمل من الإيمان، والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم جامع كما جمع هذه الأديان اسمها، وتصديقه العمل، فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق ذلك بعمله، فذلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدق بعمله لم يقبل منه، وكان في الآخرة من الخاسرين). (هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/82)
قال الإمام الحافظ أبو بكر الآجري: (اعلموا - رحمنا الله تعالى وإياكم -: أن الذي عليه علماء المسلمين: أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح. ثم اعلموا: أنه لا تجزىء المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقًا، ولا تجزىء معرفة بالقلب ونطق باللسان حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الخصال الثلاث: كان مؤمنا. دل على ذلك الكتاب والسنة وقول علماء المسلمين). (و)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - طيب الله ثراه -: (وكان من مضى من سلفنا لا يفرقون بين الإيمان والعمل. العمل من الإيمان، والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم يجمع كما يجمع هذه الأديان اسمها ويصدقه العمل. فمن آمن بلسانه، وعرف بقلبه، وصدق بعمله، فتلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه، ولم يعرف بقلبه، ولم يصدق بعمله كان في الآخرة من الخاسرين. وهذا معروف عن غير واحد من السلف والخلف أنهم يجعلون العمل مصدقا للقول). (ز)
وقال الإمام ابن القيم: (حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل. والقول قسمان: قول القلب، وهو الاعتقاد، وقول اللسان، وهو التكلم بكلمة الإسلام. والعمل قسمان: عمل القلب، وهو نيته وإخلاصه، وعمل الجوارح؛ فإذا زالت هذه الأربعة، زال الإيمان بكماله) ا. هـ (ح)
* فليس الإيمان كما تقوله الجهمية: هو المعرفة بالقلب فقط.
* وليس كما تقوله الكرامية: قول باللسان فقط.
* وليس كما تقوله الأشاعرة: اعتقاد القلب فقط.
* وليس كما تقوله مرجئة الفقهاء: تصديق بالقلب، والإقرار باللسان، وجعلوا أعمال الجوارح ثمرة الإيمان، وليست من حقيقته، وإنما تسمي إيمانا مجازا ..
وقولهم محجوج بالكتاب والسنة، وقد أنكر السلف - رضى الله عنهم - على من أخرج الأعمال من الإيمان، وجعلوه قولا محدثا.
ولذلك اهتم أئمة الإسلام قديماً وحديثاً ببيان بطلان هذا المذهب والرد على أصحابه، وجعلوا لهذه المسألة باباً خاصاً في كتاب العقائد، بل ألفوا فيها مؤلفات مستقلة كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره.
وقال رحمه الله: (والسلف اشتد نكيرهم على المرجئة لما أخرجوا العمل من الإيمان، ولا ريب أن قولهم بتساوي إيمان الناس من أفحش الخطأ، بل لا يتساوى الناس في التصديق ولا في الحب ولا في الخشية ولا في العلم، بل يتفاضلون من وجوه كثيرة).
......................................
(ا) العقيدة الواسطية (صـ:14).
(ب) مجموع الفتاوى (7/ 170).
(ج) متفق عليه: رواه البخاري (25)، ومسلم (22) من حديث ابن عمر.
(د) متفق عليه: رواه البخاري (9)، ومسلم (35) واللفظ له من حديث أبي هريرة.
(هـ) "شرح أصول الاعتقاد" اللالكائي.
(و) "الشريعة" (1/ 125)
(ز) "مجموع الفتاوى" (7/ 296).
(ح) "حكم تارك الصلاة" (صـ70، 71).
وانظر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7510 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7510)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40588 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40588)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[02 - 06 - 07, 09:26 ص]ـ
(المبحث الثاني)
خصائص العقيدة الأسلامية
للعقيدة الإسلامية - عقيدة السلف - خصائص عديدة، لا توجد في أي عقيدة أخرى، ولا غرو في ذلك؛ إذ أن تلك العقيدة تُستَمد من الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ومنها:
1 - سلامة مصدر التلقي: وذلك باعتمادها على الكتاب والسنة، وإجماع السلف الصالح.
..........................
(ا)
(فائدة): مناهج الاستدلال:
القرآن الكريم: ويشمل جميع الأحرف السبعة والموجود منها الآن القراءات العشر.
السنة: يستدل أهل السنة والجماعة بما ثبت عن النبي، ولهذا يعني أهل السنة والجماعة بما صح من السنة النبوية، وبما لم يصح، فلا يستدل في مسائل الاعتقاد، والمسائل العظيمة بما لم يثبت عنه، لأن السنة الصحيحة حجة، فإذا ثبت الحديث بأنْ كان حديثا صحيحًا أو حسنًا؛ فإنه يحتج به، فهذا من التلقي عن رسول الله ...
فهم إذا سمعوا حديثًا من أحاديث رسول الله الصحيحة فكأنهم سمعوه من فِي الرسول؛ فيصدقون به، ويعملون به، ولا يقدمون عليه قولاً، ولا رأيًا، ولا ذوقًا، ولا قياسًا، ولا عقلاً.
الإجماع: يستدل أهل السنة والجماعة بما ثبت من إجماع الصحابة أو من بعدهم، فإذا قال أحد العلماء: أجمع العلماء على كذا. فإنه قد يكون له اصطلاح في الإجماع كما كان لابن المنذر اصطلاح في الإجماع، وكما كان لغيره إصلاح لكلمة (أجمعوا) كذلك (اتفقوا على كذا)، فإذا نقل أكثر من عالم هذا الإجماع، ولم يتعقب فإن هذا يدل على صحة هذا الإجماع، وكذلك ما اشتهر من الإجماعات؛ حتى غدا معروفا عند أهل السنة والجماعة بحيث لا يُحتاج فيه إلى إثبات نقل عليه؛ مثل تقديم أبي بكر للخلافة، لتقدمه في الفضل، ثم عمر، ثم عثمان، ثم على، فإننا نعلم أن الصحابة على هؤلاء الأربعة أجمعوا إجماعًا مستفيضًا لا يحتاج إلى النقول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/83)
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[02 - 06 - 07, 10:14 ص]ـ
أقلل عتابك فالبقاء قليل
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[04 - 06 - 07, 03:27 م]ـ
2 - التسليم لله - عز وجل - ولنبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: وذلك لأنها - أي: العقيدة - غيب، والغيب يقوم على التسليم؛ ذلك أن العقول لا تدرك الغيب، ولا تستقل بمعرفة الشرائع؛ لعجزها وقصورها عن ذلك. (ا)
....................
(ا) أهل السنة والجماعة ليس لهم إِمام مُعظَمٌ يأَخذون كلامه كلَه، ويدعُونَ ما خالَفه إِلا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وهم أَعلمُ الناسِ بأَحواله، وأَقواله، وأَفعاله، وحركاته وسكاناته، وهمساته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لذلك فهم أَشدُّ النَّاس حُبّا للسُّنَّة، وأَحرصهم على اتباعها، وأكثرهم موالاة لأَهلها.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[19 - 06 - 07, 09:19 ص]ـ
3 - موافقة الفطرة القويمة، والعقل السليم.
4 - اتصال سندها بالنبي والصحابة والتابعين وأئمة الدين قولاً، وعملاً، وقصدًا، واعتقاداً. (ا)
5 - الوضوح والسهولة والسلامة من الاضطراب والتناقض.
.............................
(ا) (توضيح): هذه الخصيصة من أعظم خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة، وذلك لأنه لا يوجد أصل من أصول أهل السنة والجماعة ليس له مستند من الكتاب والسنة، أو عن السلف الصالح، بخلاف العقائد الأخرى المبتدعة.
ـ[أحمد عادل غوينم]ــــــــ[30 - 06 - 07, 06:25 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخ/ محمود
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[14 - 07 - 07, 12:15 م]ـ
الأخ أحمد عادل وجزاك الله مثله، وأنا لا شيخ ولا شيئ؛ إنما أنا طويلب علم صغير، وإن شئت فقل متعلم على سبيل النجاة، ,أسأله تعالى أن يتم على ستره الجميل في الدنيا والآخرة،،،
6 - قد تأتي العقيدة الإسلامية بالمحار، ولكن لا تأتي بالمحال:
ففي العقيدة الإسلامية ما يبهر العقول، وما قد تحار فيه الأفهام، كأمور الغيب (أ): من عذاب القبر ونعيمه، والصراط، والحوض، وكيفية صفات الله، وغيرها.
فالعقول تحار في فهم حقيقة هذه الأمور، وكيفياتها، ولكنها لا تحيلها بل تُسَّلِّمُ لذلك وتنقاد؛ لأن ذلك صادر عن الوحي المنزل، الذي لا ينطق عن الهوى.
..........
(ا) الغيب: ماغاب عن الحس، فلا يدرك بشيء من الحواس الخمس: السمع والبصر واللمس والشم والذوق.
وعليه فإن جميع أمور ومسائل العقيدة الإسلامية التي يجب على العبد أن يؤمن بها، ويعتقدها غيبي، كالإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، وعذاب القبر ونعيمه، وغير ذلك من أمور الغيب التي يعتمد في الإيمان بها على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وقد أثنى الله تعالى على الذين يؤمنون بالغيب، فقال - سبحانه وتعالى - في صدر سورة البقرة: {ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}. (البقرة: 2 - 3).
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[15 - 07 - 07, 10:53 ص]ـ
7 - العموم والشمول والصلاح لكل حال وزمان ومكان. (ا)
..........
(ا) (يتضح شمول العقيدة في الأمور الثلاثة الآتية:
الأول: شمول [العبادة]، فالعبادة: اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. فالعبادة تشمل العبادات القلبية، كالمحبة، والخوف، والرجاء، والتوكل، وتشمل العبادات القولية كالذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقراءة القرآن، وتشمل العبادات الفعلية كالصلاة، والصوم، والحج، وتشمل العبادات المالية، كالزكاة، وصدقة التطوع.
وتشمل كذلك الشريعة كلها، فإن العبد إذا اجتنب المحرمات، وفعل الواجبات والمباحات مبتغياً بذلك وجه الله تعالى كان فعله ذلك عبادة يثاب عليها. وسيأتي الكلام على هذه المسألة بشيء من التفصيل عند الكلام على توحيد الألوهية.
الثاني: أنها تشمل [علاقة العبد بربه]، وعلاقة الإنسان بغيره من البشر، وذلك في مباحث التوحيد بأنواعه الثلاثة، وفي مبحث الولاء والبراء، وغيرها.
الثالث: أنها تشمل [حال الإنسان في الحياة الدنيا، وفي الحياة البرزخية (القبر)، وفي الحياة الأخروية].)
(خصائص العقيدة الإسلامية أ. د / عبد الله بن عبد العزيز الجبرين)
ـ[موسى الفيفي]ــــــــ[15 - 07 - 07, 06:33 م]ـ
السلام عليكم:
فتح الله عليك وسدد إلى الخير خطاك
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[18 - 07 - 07, 01:21 م]ـ
الأخ الفاضل موسي الفيفي: وعليك السلام ورحمة الله، جزاك الله خيرا على مرورك العطر، وبارك فيك،،،
8 - الثبات والاستقرار والخلود: فلقد ثبتت أمام الضربات المتوالية التي يقوم بها أعداء الإسلام؛ من اليهود، والنصارى، والمجوس، وغيرهم. (ا)
9 - أنها ترفع قدر أهلها: فمن اعتقدها، وزاد علماً بها، وعملاً بمقتضاها، ودعى الناس إليها أعلا الله قدره، ورفع له ذكره، ونشر بين العالمين فضله.
10 - الألفة والاجتماع:
فما اتحد المسلمون، وما اجتمعت كلمتهم في مختلف الأعصار والأمصار إلا بتمسكهم بعقيدتهم، وما تفرقوا واختلفوا إلا لبعدهم عنها.
............
(ا) فما إن يعتقد هؤلاء أن عظمها قد وهن، ونارها قد انطفأت، حتى تعود جذعة ناصعة نقية؛
فهي ثابتة إلى قيام الساعة، محفوظة بحفظ الله ? تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، لا يتطرق إليها التحريف، أو الزيادة، أو النقصان، أو التبديل. كيف لا والله - تعالى ذكره - هو الذي تكفل بحفظها، وبقائها ولم يكل ذلك إلى أحد من خلقه؟
قال عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} (الحجر: 9).
ولذلك تجد أن أهل السنة والجماعة أَعظمُ النَّاس صبرا على أَقوالهم، ومعتقداتهم، ودعوتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/84)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[20 - 07 - 07, 02:44 ص]ـ
11 - التميز والوسطية:
فهي عقيدة متميزة، وأهلها متميزون، فطريقتهم مستقيمة، وأهدافهم محددة. (ا)
.............
(ا) (فائدة) الوسطية هي أخص خصائص أهل السنة والجماعة، فهم أَهل الوسط والاعتدال بين الإفراط والتفريط، وبين الغلو والجفاء، سواء أكان في أبواب العقيدة أَم الأَحكام والسلوك، فكما أَنَّ الأُمة وسطٌ بين الملل، فأهل السنة وسطٌ بين فرق الأمَّة، وعقيدة أهل السنة والجماعة والتي هي عقيدة الإسلام الصحيحة وسط بين عقائد الفرق الضالة المنتسبة إلى دين الإسلام، فهي في كل باب من أبواب العقيدة وسط بين فريقين آراؤهما متضادة، أحدهما غلا في هذا الباب والآخر قصر فيه، أحدهما أفرط والثاني فرّط، فهي حق بين باطلين،
وأمثلة ذلك أنهم:
وسط في صفات الله - عز وجل - بين أهل التعطيل وأهل التمثيل:
فأهل التعطيل ينفون صفات الله - عز وجل -، وأهل التمثيل يثبتونها مماثلة لصفات المخلوقين ...
وأهل السنة أثبتوا صفات الله - عز وجل - إثباتًا بلا تمثيل، وينزهون الله تنزيهًا بلا تعطيل.
* وسط في باب أفعال العباد بين الجبرية والقدرية:
فالجبرية يقولون أن العبد مجبور على فعله، والقدرية يقولون أن العبد هو الخالق لأفعاله دون مشيئة الله،
وأهلَ السنة والجماعة وسط بين هاتين الفرقتين فقالوا: إن الله هو الخالق للعباد وأفعالِهِم، والعبادُ فاعلون حقيقة، ولهم قدرة على أعمالهم، والله خالقهم، وخالق أعمالهم وقدراتهم، وأثبتوا للعبد مشيئة واختيارًا تابعين لمشيئة الله.
وسط في باب وعيد الله بين الوعيدية والمرجئة:
فالمرجئة غلبوا نصوص الرجاء على نصوص الوعيد فقالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة. فعندهم أن الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان، وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وأن مرتكب الكبيرة كامل الإيمان.
والوعيدية غلبوا نصوص الوعيد على نصوص الوعد فقالوا: إن الله يجب عليه عقلاً أن يعذب العاصي، كما يجب عليه أن يُثيب الطائع، فمن مات على كبيرة، ولم يتب منها، فهو مخلد في النار، وهذا أصل من أصول المعتزلة، وبه تقول الخوارج.
أما أهل السنة والجماعة فقالوا: مرتكب الكبيرة إذا لم يستحلها، مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، أو مؤمن ناقص الإيمان، وإن ماتَ، ولم يتب فهو تحت مشيئة الله، إن شاء عفا عنه برحمته، وإن شاء عذبه بعدله بقدر ذنوبه، ثم يخرجه من النار.
* وسط في باب أسماء الدين والإيمان والأحكام بين الخوارج والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية:
(أ) الخوارج عندهم أنه لا يسمى مؤمنًا إلا من أدى جميع الواجبات، واجتنب الكبائر، ويقولون أن الدين والإيمان قول وعمل واعتقاد، ولكنه لا يزيد ولا ينقص؛ فمن أتى كبيرة كفر في الدنيا، وهو في الآخرة خالد مخلد في النار، إن لم يتب قبل الموت.
(ب) المعتزلة قالوا بقول الخوارج إلا أنه وقع الاتفاق بينهم في موضعين: نفي الإيمان عن مرتكب الكبيرة، وخلوده في النار مع الكافرين.
ووقع الخلاف بينهم في موضعين: الخوارج سموه في الدنيا كافرًا، والمعتزلة قالوا في منزلة بين المنزلتين: فهو خرج من الإيمان، ولم يدخل في الكفر.
والخوارج استحلوا دمه وماله، والمعتزلة لم يستحلوا ذلك.
(ج) المرجئة قالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، فهم يقولون أن الإيمان مجرد التصديق بالقلب، فمرتكب الكبيرة عندهم كامل الإيمان، ولا يستحق دخول النار، وهذا يبين أن إيمان أفسق الناس عندهم كإيمان أكمل الناس.
(د) الجهمية وافقوا المرجئة في ذلك تمامًا، فالجهم قد ابتدع التعطيل، والجبر، والإرجاء.
(هـ) أما أهل السنة والجماعة فوفقهم الله للوسطية بين هذين المذهبي الباطلين فقالوا: الإيمان قول وعمل (قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية)، فمرتكب الكبيرة عند أهل السنة مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، فلا ينفون عنه الإيمان أصلاً، ولا يقولون بأنه كامل الإيمان، أما حكمه في الآخرة فهو تحت مشيئة الله: إن شاء أدخله الجنة من أول وهلةٍ رحمةً منه وفضلا، وإن شاء عذبه بقدر معصيته عدلاً، ثم يخرجه بعد التطهير ويدخله الجنة، هذا إن لم يأتِ بناقض من نواقض الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/85)
* وسط في أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بين الروافض والخوارج:
فالرافضة غلوا في علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأهل البيت، ونصبوا العداوة لجمهور الصحابة كالخلفاء الثلاثة، وكفروهم ومن والاهم، وكفَّروا من قاتل عليًّا.
والخوارج قابلوا هؤلاء فكفرا عليًّا ومعاوية ومن معهما من الصحابة.
والنواصب نصبوا العداوة لأهل البيت، وطعنوا فيهم.
أما أهل السنة والجماعة: فلم يغلوا في عليٍّ وأهل البيت، ولم ينصبوا العداوة للصحابة، ولم يكفروهم، ولم يفعلوا كما فعل النواصب، بل يعترفون بحق الجميع وفضلهم ويدعون لهم، ويوالونهم، ويكفون عن الخوض فيما جرى بينهم، ويترحمون على جميع الصحابة.
قال الإمام أبو زرعة: إذا رأيت الرجل يتنقص أَحداً من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فاعلم أنه زنديق، وذلك أَن الرسول عندنا حق، والقرآن حق، وإِنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله، وإِنما يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة).
* وسط في التعامل مع العلماء:
فأهل السنة يحبون علماءَهم، ويتأدبون معهم، ويذبون عن أعراضهم، وينشرون محامدَهم، ويأخذون عنهم العلمَ بالأدلة، ويرون أن العلماء من البشر غير معصومين، إلا أنه إذا حصل شيء من الخطأ والنسيان والهوى لا ينقص ذلك من قدرهم؛ لأنهم ورثة الأنبياء، فلا يجوز سبهم ولا التشهير بهم، ولا تَتَبُّع عَثَراتِهم، ونشرها بين الناس، فلحومَ العلماءِ مسمومة، وعادةُ الله في هتكِ أستار منتقصيهم معلومة.
* وسط في التعامُلِ مع ولاة الأمور:
فهم وسط بين المُفْرِطِين والمفرِّطين، فأهل السنة والجماعة يحرمون الخروج على أئمة المسلمين، ويوجبون طاعتهم والسمع لهم في غير معصية الله، ويدعون لِوِلاتهم بالتوفيق والسداد.
... فهذه العقيدة الإسلامية الوسط كفيلة بحل جميع المشكلات، سواء مشكلات الفرقة والشتات، أو مشكلات السياسة والاقتصاد، أو مشكلات الجهل والمرض والفقر، أو غير ذلك ... فلقد جمع الله بها القلوب المشتتة، والأهواء المتفرقة، وأغنى بها المسلمين بعد العَيْلَة، وعلّمهم بها بعد الجهل، وبصّرهم بعد العمى، وأطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف.
- ولذلك تجد أَن أهل السنة والجماعة هم القدوة الصالحة؛ الذين يهدون إِلى الحقِ، ويرشدون إِلى الصراط المستقيم؛ بـ:
• ثباتهم على الحقِّ، وعدم تَقَلُبِهِمْ.
• واتِّفاقهم على أُمور العقيدة.
• وجمعهم بين العلم والعبادة.
• وبين التوكل على الله، والأَخذ بالأَسباب.
• وبين التوسع في الدُّنيا والورع فيها.
• وبين الخوف والرجاء.
• وبين الحب في الله والبغض في الله.
• وبين الرحمة واللين للمؤمنين، والشدةِ والغلظة على الكافرين.
• وعدم اختلافهم مع اختلاف الزمان والمكان.
(نقل) قال شيخ الإسلام في وصف أهل السنة والجماعة: (يأمرون بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا بمر القضاء، ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويعتقدون معنى قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)، ويندبون أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، ويأمرون ببر الوالدين، وصلة الأرحام، وحسن الجوار والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك، وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق، ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهون عن سفا سفها).
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[22 - 07 - 07, 05:12 م]ـ
12 - أنها تمنح معتنقيها الراحة النفسية والفكرية (ا): لأن هذه العقيدة تصل المؤمن بخالقه - جل وعلا -؛ فيرضى به رباً مدبراً، وحاكماً مشرعاً؛ فيطمئن قلبه بقدره، ويستنير فكره بمعرفته. (ب)
..............
(ا) فهذه العقيدة الإسلامية كفيلة بحل جميع المشكلات، سواء مشكلات الفرقة والشتات، أو مشكلات السياسة والاقتصاد، أو مشكلات الجهل والمرض والفقر، أو غير ذلك ...
فلقد جمع الله بها القلوب المشتتة، والأهواء المتفرقة، وأغنى بها المسلمين بعد العَيْلَة، وعلّمهم بها بعد الجهل، وبصّرهم بعد العمى، وأطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف.
(ب) ولذلك تجد أَن أهل السنة والجماعة هم القدوة الصالحة؛ الذين يهدون إِلى الحقِ، ويرشدون إِلى الصراط المستقيم؛ بـ:
• ثباتهم على الحقِّ، وعدم تَقَلُبِهِمْ.
• واتِّفاقهم على أُمور العقيدة.
• وجمعهم بين العلم والعبادة.
• وبين التوكل على الله، والأَخذ بالأَسباب.
• وبين التوسع في الدُّنيا والورع فيها.
• وبين الخوف والرجاء.
• وبين الحب في الله والبغض في الله.
• وبين الرحمة واللين للمؤمنين، والشدةِ والغلظة على الكافرين.
• وعدم اختلافهم مع اختلاف الزمان والمكان.
(نقل) قال شيخ الإسلام في وصف أهل السنة والجماعة: (يأمرون بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا بمر القضاء، ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويعتقدون معنى قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)، ويندبون أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، ويأمرون ببر الوالدين، وصلة الأرحام، وحسن الجوار والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك، وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق، ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهون عن سفا سفها).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/86)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[23 - 07 - 07, 12:12 ص]ـ
13 - تعترف بالعقل والعاطفة. (ا)
............
(ا) (توضيح): العقيدة الإسلامية تحترم العقل السوي، وترفع من شأنه، ولا تحجر عليه، بل تجمع بين مطالب الروح والجسد فهي تعترف بالعواطف الإنسانية، وتوجهها الوجهة الصحيحة.
فالعواطف أمر غريزي، ولا يتجرد منه أي إنسان سوي، والعقيدة الإسلامية عقيدة حيَّة، تعترف بالعواطف الإنسانية، وتقدرها حق قدرها، وفي الوقت نفسه لا تطلق العنان لها، بل تُقوِّمها، وتسمو بها، وتوجهها الوجهة الصحيحة، التي تجعل منها أداة خير وتعمير، بدلاً من أن تكون معولَ هدمٍ وتدمير.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[23 - 07 - 07, 11:11 ص]ـ
المبحث الثالث
(مفهوم العقيدة)
لغةً: مأخوذة من مادة (عَقَدَ) يَعْقِدُ، عَقْداً.
ومنه: (عقدَ العسلُ) أي: غَلُظَ. قال الفارسي: هو من الشدّ والربط (ا).
و (اعْتَقَدْتُ كذا) أي: عَقَدْتُ عليه القلب والضمير.
و (العَقِيدَةُ) هي: ما يدين الإنسان به، ولا يشك فيه.
وله (عَقِيدَةٌ حسنة) أي: سالمة من الشكّ. (ب)
............
(ا) "لسان العرب" (3/ 296) (مادة: عقد). وانظر أيضا " القاموس" (1/ 384).
(ب) "المصباح المنير" (2/ 421).
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[29 - 07 - 07, 12:53 ص]ـ
شرعاً واصطلاحاً (ا):
هي المسائل العلمية من أمور الدين التي ينعقد عليها قلب المسلم تصديقًا لله ورسوله. (ب)
............
(ا) (تذييل): لعلم العقيدة أسماء أخرى ترادفه، وتختلف هذه الأسماء بين أهل السنة وغيرهم، فمن مسميات هذا العلم عند أهل السنة:
العقيدة والاعتقاد، والعقائد: فيقال: عقيدة السلف وعقيدة أهل الأثر ونحوه ... فيقال: (عقيدة السلف أصحاب الحديث) للصابوني. و (الاعتقاد) للبيهقي.
التوحيد: لأنه يدور على توحيد الله في ألوهيته وربوبيته وأسماءه وصفاته، فالتوحيد هو أشرف مباحث علم العقيدة وهو غايتها، فسمي به هذا العلم عند السلف تغليباً ... فيقال: (كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب) لابن خزيمة. و (التوحيد) لابن منده. و (كتاب التوحيد) للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
السنة: والسنة هي الطريقة، فأطلق على عقيدة السلف السُّنة؛ لاتباعهم طريقة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأصحابه في ذلك. وهذا الإطلاق هو السائد في القرون الثلاثة الفاضلة ... فيقال: (السنة) للإمام أحمد. و (السنة) لعبد الله بن أحمد. و (السنة) للخلال. و (السنة) لأبي داود. و (السنة) لمحمد بن نصر المروزي. و (شرح السنة) للبربهاري.
أصول الدين وأصول الديانة: والأصول هي أركان الإيمان وأركان الإسلام، والمسائل القطعية، وما أجمع عليه الأئمة ... فيقال: (الشرح والإبانة عن أصول الديانة) لابن بطة. و (الإبانة عن أصول الديانة) للأشعري.
الفقه الأكبر: وهو يرادف أصول الدين، مقابل الفقه الأصغر وهو الأحكام الاجتهادية ... فيقال: (الفقه الأكبر) المنسوب لأبي حنيفة!
الشريعة: أي ما شرعه الله ورسوله من سنن الهدي وأعظمها أصول الدين ... فيقال: (الشريعة) للآجري.
الإيمان: أي الأصول الستة وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليَوْم الآخر والقدر خيره وشره.
وهذه هي أشهر إطلاقات أهل السنة على علم العقيدة، وقد يشركهم غيرهم في إطلاقها بالتبع، كبعض الأشاعرة - أهل الحديث منهم خاصة -.
وهناك اصطلاحات أخرى تطلقها الفرق - غير أهل السنة - على هذا العلم من أشهر ذلك:
علم الكلام: وهذا الإطلاق يعرف عند سائر الفرق المتكلمة من المتكلمين والفلاسفة، كالمعتزلة والأشاعرة، ومن يسلك سبيلهم ... فيقال: (شرح المقاصد في علم الكلام) للتفتازاني.
الفلسفة: والفلسفة كلمة يونانية دخيلة، مركبة من كلمتين هما: (فيلو) أي: محب، و (صوفيا) أي: الحكمة، فمعناها: محب الحكمة، وقد دخل مذهب الفلاسفة إلى المسلمين بواسطة الكتب التي ترجمت إلى العربية.
وهذا الإطلاق عند الفلاسفة ومن سلك سبيلهم، وهو إطلاق لا يجوز في العقيدة، لأن الفلسفة مبناها على الأوهام، والعقليات الخيالية، والتصورات الخرافية عن أمور الغيب ... ومن آراء معظم الفلاسفة: القول بقدم العالم، وإنكار النبوات، وإنكار البعث الجسمانى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/87)
التصوف: وهذا الإطلاق عند بعض المتصوفة والمريدين والمتزهدين ومن نحا نحوهم، وهو إطلاق مبتدع؛ لأنه ينبني على اعتبار شطحات المتصوفة وخرافاتهم.
الإلهيات: وهذا الإطلاق عند أهل الكلام والفلاسفة والمستشرقين وأتباعهم، وهو خطأ؛ لأن المقصود بها - عندهم - فلسفات الفلاسفة، وكلام المتكلمين والملاحدة فيما يتعلق بالله - عز وجل - ... وإلا فشيخ الإسلام ابن تيمية له كتاب "الإلهيات".
ما وراء الطبيعة (الميتافيزيقيا): كما يسميها الفلاسفة والكتاب الغربيون، ومن نحا نحوهم كما في الموسوعة العربية الميسرة (ميتافيزقيا)، وهي المعرفة بعالم ما وراء الطبيعة - العالم غير المنظور -، وما فيه من قوى الخير المتمثلة في الملائكة، وقوى الشر المتمثلة في إبليس وجنوده من الشياطين، ومنه أيضا المعرفة بعالم الجن.
هذا؛ ويطلق الناس على ما يؤمنون به ويعتنقونه من مبادئ وأفكار (عقائد)، وإن كانت باطلة، أو لا تستند إلى دليل عقلي ولا نقلي، فإن للعقيدة مفهوماً صحيحاً هو عقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من الكتاب والسنة الثابتة، وإجماع السلف الصالح القائم على الكتاب والسنة الصحيحة.
وللعقيدة أيضاً مفاهيم باطلة، وهي كل المعتقدات الناتجة عن أفكار وأهواء البشر التي تعارض أو تخالف ما جاء عن الله - عز وجل - وعن رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فإطلاق مفهوم العقيدة كمفهوم الدين، فالدين الحق (دين الله) يسمى ديناً، وكذلك تدين المشركين لغير الله يسمى ديناً. قال - عز وجل -: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين} (الكافرون:6)؛ فالنصراني واليّهُودي كل منهم يعتنق آراءً وأهواءً باطلة، ويسميها عقيدة وديناً.
أما العقيدة الإسلامية إذا أطلقت فهي عقيدة أهل السنة والجماعة، لأنها هي الإسلام الذي ارتضاه الله ديناً لعباده. ونسبة أقوال الناس والفرق ومعتقداتها المخالفة للسلف إلى الإسلام، لا تجعلها من العقيدة الإسلامية الحقة، بل هي معتقدات ُتنسب إلى أصحابها، والحق منها براء، وقد يسميها بعض الباحثين (إسلامية!)، من باب النسبة الجغرافية أو التاريخية، أو لمجرد دعوة الانتماء، أي: أن أصحابها ومعتقديها يدعوّن الإسلام ويسمونها إسلامية، لكن الأمر عند التحقيق يحتاج إلى العرض على الكتاب والسنة في أمر الاعتقاد، فما وافق الكتاب والسنة واستمد منهما فهو الحق، وما لم يكن كذلك فيرد على صاحبه ... راجع (مباحث في العقيدة) د. ناصر بن عبد الكريم العقل - حفظه الله -.
(ب) (تفصيل): العقيدة أمور علمية قلبية يقينية لا تقبل الشك؛ فهي الإيمان الجازم بالله (ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته)، وبملائكته، وكتبه، ورسله، واليَوْم الآخر، والقدر خيره وشره؛ حيث أجاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جبريل - عليه السلام - لما سأله عن الإيمان ... وكذا الإيمان بكل ما جاءت به النصوص من أصول الدين، وأمور الغيب، وما أجمع عليه السلف، والتسليم لله - عز وجل - طاعةً، ولرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اتباعاً ...
وبعبارة أخري يمكننا أن نقول أن العقيدة هي عبارة عن وجود (جمل ومسائل علمية، يعرفها المسلم، ثم يحبها، ثم يجمع عليها قلبه، فتكبر في القلب، حتى تغلظ وتشتد - أي: في القلب -، فتكون مع النية والحب والرجاء) ... من كلمات د. أحمد النقيب. وراجع "العقيدة في الله" د. عمر سليمان الأشقر (صـ: 12).
... وهذا المفهوم للعقيدة هو الذي أنزل الله به كتبه، وأرسل به رسله، وجعله وصيته - جل وعلا - للأولين والآخرين؛ فهي عقيده واحدة؛ لا تتبدل ولا تتغير بتبدل الزمان والمكان والأفراد والأقوام.
قال تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (الشورى:13).
وما شرعه الله لنا وللأمم من قبلنا هو أصول العقائد، وقواعد الإيمان، لا فروع الدين وشرائعه العملية؛ فإن لكل أمة من التشريعات العملية ما يتناسب مع ظروفها، وأحوالها، ومستواها الفكري والروحي. قال - عز وجل -: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (المائدة:48).
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[22 - 08 - 07, 06:19 م]ـ
(المبحث الرابع)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/88)
مصادر العقيدة
(أ)
اعلم - علمك الله العلم النافع - أنَّ العقيدة توقيفية؛ فلا يثبت الاعتقاد إلا بدليل من كتاب الله - عز وجل -، أو من سنة نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الصحيحة. (أ)
وأهل السنة والجماعة (ب) لا يأخذون معتقدهم إلا من الكتاب والسنة الصحيحة،
وليس لهم إلا هذان الأصلان العظيمان (ج)،
متبعين في فهمهما الفهم الذي سلكه السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم من أصحاب القرون الثلاثة المفضلة.
...................
(أ) فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.
قال - عز وجل -: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} (النجم:1 - 4).
قال الإمام ابن حزم - طيب الله ثراه -: (الوحي ينقسم من الله - عز وجل - إلى رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على قسمين:
(أحدهما): وحي متلو مؤلف تأليفا معجز النظام وهو القرآن.
و (الثاني): وحي مروي منقول غير مؤلف، ولا معجز النظام، ولا متلو، لكنه مقروء، وهو الخبر الوارد عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وهو المبين عن الله - سبحانه وتعالى - مراده منا.
قال الله - تعالى -: {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون} (النحل: 44)). ا. هـ " الإحكام " (1/ 93).
(تنبيه): يكفي في إثبات العقائد الحديث الصحيح أو الحسن، حتى ولو كان آحادا فلا يشترط في الحديث أن يكون متواترًا خلافا للمتكلمين، والأدلة على ذلك كثيرة مشتهرة.
(ب) (فصل): (أهل السنة والجماعة)
(السنَة) في اللغة مشتقة من: سَن يَسِن، سَنّا، فهو مَسْنُون. وسَن الأمرَ: بَينَه. والسَنَة: الطريقةُ والسِّيرة، محمودة كانت أَم مذمومة.
وفي الاصطلاح: هي الهديُ الذي كان عليه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأَصحابه، علما، واعتقادا، وقولا، وعملا، وتقريرا.
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: فإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدي فَسَيرى اخْتلافا كَثيرا؛ فَعَلَيْكُمْ بِسنّتي وسُنّةِ الخلَفَاءِ المَهْدِيينَ الرَّاشِدين.
(الجماعة) في اللغة: مأخوذةٌ من الجمعِ، وهو ضمُ الشيءِ بتقريبِ بعضِهِ من بعضٍ، يُقال: جَمعتُهُ، فاجْتَمَعَ. ومشتقة من الاجتماع، وهو ضد التفَرُّق، والفرْقَة. والجماعة: هم العدد الكثير من النَّاس يجمعهم غرض واحد.
وفي الاصطلاح: هي جماعة المسلمين، وهم سَلَفُ هذه الأُمة من الصحابة والتابعين ومن تَبعهُم بإِحسان إِلى يوم الدِّين = الذين اجتمعُوا على الكتاب والسُنَة، وساروا على ما كان عليه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ظاهرًا وباطنًا.
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: وَإِن هَذهِ الملة سَتفْتَرقُ عَلَى ثَلاث وَسَبعين، ثِنْتانِ وَسَبعونَ في النَّار، وَوَاحِدة في الجنة، وَهي: الجماعَة.
(أهلُ السُّنَّةِ والجماعة) هم المتمسكون بسُنٌة النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وأَصحابه، ومَن تبعهم، وسلكَ سبيلهم في الاعتقاد والقول والعمل = الذين استقاموا على الاتباع، وجانبوا الابتداع، وهم باقون ظاهرون منصورون إِلى يوم القيامة؛ فاتَباعُهم هُدى، وخِلافهم ضَلال.
(ج) (الكتاب): هو القرآن العظيم، كلام رب العالمين غير مخلوق، نزل به الروح الأمين جبريل - عليه السلام -، بلسان عربي مبين، على قلب محمد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ليكون من المنذرين للإنس والجن كافةً في كل ما يحتاجون إليه من مصالح دينهم ودنياهم، مقروء بالألسنة، مكتوب في المصاحف، محفوظ في الصدور، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وأما (السنة): فهي أقوال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وأفعاله، وأوصافه، وتقريراته على الأقوال والأفعال.
(لحق): علوم السنة (الحديث) من حيث الإجمال تنقسم إلى قسمين كلِّيِّين:
(الأول): علم رواية (القص والروى والنقل).
وموضعه: ما أضيف إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو من دونه من صحابي أو تابعي، من جهة العناية بنقل ذلك وروايته وضبطه وتحرير ألفاظه، فهو العناية بمتن الخبر من جهة نصِّه خاصة.
ويندرج تحته أصناف من علوم الحديث، منها: المرفوع، والموقوف، والمقطوع، وغريب الحديث، ومختلف الحديث ...
وصاحب هذا الفن يسمى: (المُسند).
(الثاني): علم دراية (معرفة).
وموضعه: السَّند والمتن من جهة العلم بأحوالهما ...
ويندرج تحته:
حقيقة الرواية: [نقل الرواية وإسنادها إلى صاحبها بتحديث أو اخبار ونحوهما، مثل: حدثنا وأخبرنا وعن وغيرها من صيغ التحمل ... ]،
وشروط الرواية: [تحمل الرواية بسماع أو بعرض أو بإيجاز أو بوجادة ... ]،
وأنواع الرواية: [اتصال وانقطاع ونحوهما]،
وأحكام الرواية: [تمييز المقبول والمردود]،
وحال الرواة: [من جرح وتعديل وتواريخ ... ]،
وشروط الرواة: [في التحمل والآداء]،
وأصناف المرويات: [أنواع المصنفات من مسانيد، ومعاجم، وأجزاء، وأمالي وغيرها ... ]،
وفقة الرواية: [فقة الحديث]،
وعلل الحديث، وغيرها ...
وصاحب هذا الفن يسمى: (المحدث).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/89)
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[27 - 10 - 07, 12:37 م]ـ
(ب)
قال - عز وجل -: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (النور:54).
وقال - جل وعلا -: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (النساء:113).
وقال - عز وجل - لنساء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} (الأحزاب:34)، والحكمة: هي سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. (ا)
..................................
(ا) قال الإمام الشافعي - طيب الله ثراه -: (سمعت بعض من أرض من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -). الاعتقاد للبيهقي (1/ 227).
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[20 - 11 - 07, 10:55 ص]ـ
(ج)
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ:
طَرَفَهُ بِيَدِ اللهِ، وَطَرَفَهُ بِأَيْدِيكُمْ؛ فَتَمَسَّكُوا بِهِ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا، وَلَنْ تَهْلَكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا. (ا)
................
(ا) صحيح: رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (6/ 125)، وعبد بن حميد (483)، وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (2302)، وابن حبان (122)، والطبراني في " الكبير " (22/ 188)، والبيهقي في " الشعب " (2013) من حديث أبي شريح الخزاعي.
قال الإمام سليمان بن أحمد - رحمه الله -: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا ابْنُ الأَصْبَهَانِيُّ، أَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بن جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بن أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَقَالَ:
أَبْشِرُوا، أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّه، ُ وَأَنِّي رَسُولُ الله؟
قَالُوا: بَلَى.
قَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ طَرَفَهُ بِيَدِ الله، وَطَرَفَهُ بِأَيْدِيكُمْ فَتَمَسَّكُوا بِهِ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا، وَلَنْ تَهْلَكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[20 - 11 - 07, 11:01 ص]ـ
(د)
وقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ.
أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ، [يَبْلُغُهُ الْحَدِيثُ عَنِّي، وَهُوَ مُتَّكِئٌ] عَلَى أَرِيكَتِهِ [أَنْ يُكَذِّبَنِي؛] يَقُولُ: عليكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ. [أَلاَ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مِثْلَ مَاَ حَرَّمَ الله]. (ا)
....................
(ا) صحيح: رواه أبو داود (4604) والسياق له، والترمذي (2664) وقال: حسن غريب. وابن ماجه (12)، وأحمد (4/ 133، 132)، وغيرهم من حديث المقدام بن معدي كرب.
وهو مروي عن جمع من الصحابة منهم العرباض بن سارية وأبي هريرة وابن عباس وأبي سعيد وجابر ... انظر الرسالة التبوكية تحقيق سليم بن عيد الهلالي صـ (113: 123)
(نقل): قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ليس الاعتقاد لي، ولا لمَن هو أَكبر منِي؛ بلْ الِاعتقادُ يُؤْخَذ عنْ اللهِ سبحانه وتعالى، ورسُولِه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وما أَجْمع عليه سلف الأمة) ا. هـ
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[20 - 11 - 07, 01:13 م]ـ
ماشاء الله بارك الله فيك أخى نتمنى منك عند الانتهاء منها أن تضعها فى ملف وورد وتنشرها على الملتقى
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[20 - 11 - 07, 01:58 م]ـ
ماشاء الله بارك الله فيك أخى نتمنى منك عند الانتهاء منها أن تضعها فى ملف وورد وتنشرها على الملتقى
الأخ (محمد حماصه) جزاك الله خيرا،
وبخصوص نشرها في الملتقى ...
فأقول: إنما هي مسودات للمذاكرة: كنوع من تنظيم الدراسة والتحصيل،
وإن تمت - إن شاء الله - على الوجة الذي ارتضيه أضعها في الملتقى - على ملفات (ورد) و ( PDF) يسر الله تمامها على خير حال، وتقبلها ربي زادا لي إلى دار المآل،،،
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[22 - 11 - 07, 11:16 ص]ـ
وإن تمت - إن شاء الله - على الوجة الذي ارتضيه أضعها في الملتقى - على ملفات (ورد) و ( PDF) يسر الله تمامها على خير حال
في الانتظار احسن الله اليك ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/90)
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[24 - 11 - 07, 05:33 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[29 - 11 - 07, 02:14 ص]ـ
الأخوان الفاضلان: زايد بن عيدروس، ومحمد عامر ياسين، بارك الله فيكما، وجزاكما خيرا الجزاء ...
هـ
وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: «كُلُّ أُمَّتِى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، إِلاَّ مَنْ أَبَى».
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَنْ يَأْبَى؟!
قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِى دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِى فَقَدْ أَبَى». (ا)
......................
(ا) صحيح: رواه البخاري (7280) من حديث أبي هريرة ...
(أبى) امتنع عن قبول الدعوة أو عن امتثال الأمر.
(حديث): قال الإمام البخاري – رحمه الله -: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَادَةَ. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ. حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ - وَأَثْنَى عَلَيْهِ -. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ.حَدَّثَنَا أَوْ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ:
جَاءَتْ مَلاَئِكَةٌ إِلَى النَّبِىِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهْوَ نَائِمٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ.
فَقَالُوا إِنَّ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا مَثَلاً فَاضْرِبُوا لَهُ مَثَلاً. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ.
فَقَالُوا: مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا، وَجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً وَبَعَثَ دَاعِيًا، فَمَنْ أَجَابَ الدَّاعِىَ دَخَلَ الدَّارَ وَأَكَلَ مِنَ الْمَأْدُبَةِ، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّاعِىَ لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الْمَأْدُبَةِ.
فَقَالُوا: أَوِّلُوهَا لَهُ يَفْقَهْهَا. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ. فَقَالُوا: فَالدَّارُ الْجَنَّةُ، وَالدَّاعِى مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَمَنْ أَطَاعَ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَدْ أَطَاعَ الله، وَمَنْ عَصَى مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَدْ عَصَى الله، وَمُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَرْقٌ بَيْنَ النَّاسِ.
صحيح: رواه البخاري (7281) ...
(وأثنى عليه) أي أثنى يزيد على سليم بن حيان والقائل بهذا هو محمد شيخ البخاري. (ملائكة) جاء أنهما جبريل وميكائيل. (مثله) صفته. (مأدبة) وليمة. (داعيا) من يدعو الناس إلى الوليمة. (أولوها) فسروها واكشفوها له كما هو تعبير الرؤيا. (يفقهها) يفهمها ويفهم المراد منها. (فرق) ميز المطيع من العاصي منهم.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[11 - 12 - 07, 09:53 ص]ـ
(و)
أما إجماع السلف الصالح فمبناه على الكتاب والسنة. (ا)
وأما الفطرة والعقل السليم فيوافقان الكتاب والسنة، ويدركان أصول الاعتقاد على سبيل الإجمال، لا على سبيل التفصيل. (ب)
......................
(ا) (نقل): قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
(فدين المسلمين مبني على اتباع كتاب الله، وسنة نبيه، وما اتفقت عليه الأمة: فهذه الثلاثة هى أصول معصومة، وما تنازعت فيه الأمة ردوه الى الله والرسول، وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصًا يدعو الى طريقته، ويوالي ويعادي عليها غير النبي، ولا ينصب لهم كلامًا يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله، وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصًا أو كلامًا يفرقون به بين الأمة؛ يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون). ا. هـ "مجموع الفتاوى" (20/ 164).
(ب) (فائدة):
العقل والفطرة يدركان وجود الله - عز وجل - وعظمته، وضرورة طاعته وعبادته، واتصافه بصفات العظمة والجلال على وجه العموم. كما أن العقل والفطرة السليمين يدركان ضرورة النبوات وإرسال الرسل، وضرورة البعث والجزاء على الأعمال، على الإجمال أيضا - لا على التفصيل -؛ ذلك لأن تفاصيل هذه الأمور، وسائر أمور الغيب، لا سبيل إلى إدراك شيء منها على التفصيل إلا عن طريق الوحي (الكتاب والسنة)، وإلا لما كانت غيباً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/91)
وتعارض النص الصحيح من الكتاب والسنة مع العقل السليم غير متصور أصلاً، بل هو مستحيل، فإذا جاء ما يوهم ذلك، فإن الوحي مقدّم وحاكم. لأنه صادر عن المعصوم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والعقل لا عصمة له، بل هو نظر البشر الناقص، وهو معرض للوهم والخطأ والنسيان والهوى والعجز.
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[14 - 12 - 07, 12:13 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا وزادك علما
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[15 - 12 - 07, 04:26 م]ـ
الأخ الفاضل (محمد الإسلام): جزاك الله خيرا، وبارك فيك،،،
(ز)
وعليه؛ فالعقيدة لا مجال فيها للرأي أو للاجتهاد؛
فليس لأحد - كائنًا من كان - أن يحدث أمراً من أمور الدين، زاعماً أنه يجب التزامه أو اعتقاده،
فإن الله - عز وجل - قد أكمل الدين لنبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فقال - عز وجل -: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة: 3).
وبلغ النبي الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هذه الرسالة أحسن البلاغ؛
فكان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خير معلم، وأحسن دليل، كيف لا وهو الذي بعثه ربنا - عز وجل - معلما وهاديا ومبشرا ونذيرا ...
فقال - عز وجل -: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (الجمعة: 2).
وقال - عز وجل -: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيم ٌ} (التوبة: 128).
وقال - عز وجل -: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين} (يوسف: 108).
وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
«إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ: أُعَلِّمُكُمْ ... ». (ا)
ثم إنه قد انقطع الوحي بموته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،
وختمت النبوة برسالته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
.........................
(ا) حسن: رواه أبو داود (8)، والنسائي (40)، وأحمد (2/ 250)، وغيرهم من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
(حديث): قال الإمام مسلم - رحمه الله -: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ إِسْحَقُ: أَخْبَرَنَا. وقَالَ زُهَيْر: ٌ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ الله بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَأَتَيْتُهُمْ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: الصَّلَاةَ جَامِعَةً. فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ:
إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ، فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ؛ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ؛ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ. فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ؛ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ. وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا؛ فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ؛ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ؛ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ.
فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْشُدُكَ الله آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ، وَقَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي. فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ، وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا، وَالله يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (النساء:29)، قَالَ: فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللَّه، ِ وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ الله.
صحيح: رواه مسلم (1844) ...
(ينتضل) من المناضلة وهي: المراماة بالنشاب. (جشره) هي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها. (الصلاة جامعة): هي بنصب الصلاة على الإغراء ونصب جامعة على الحال. (فيرقق بعضها بعضا) هذه اللفظة رويت على أوجه أحدها: يرقق أي يصير بعضها رقيقا أي خفيفا لعظم ما بعده فالثاني يجعل الأول رقيقا. وقيل: معناه يشبه بعضه بعضا. وقيل: يدور بعضها في بعض ويذهب ويجيء. وقيل: معناه يسوق بعضها إلى بعض بتحسينها وتسويلها. والثاني: فيرقق. والثالث: فيدقق: أي يدفع ويصب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/92)
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[15 - 12 - 07, 05:18 م]ـ
سدد الله بنانك و بارك لك في قلمك و نفعك بعلمك
واصل وصلك الله بطاعته و رزقك مرضاته
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[16 - 12 - 07, 12:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
جزاك الله خيرا شيخنا أبا محمود.
وهذه بتلك:)
ودمت موفقا.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[18 - 12 - 07, 09:28 ص]ـ
الأخ الفاضل (محمد عمارة): جزاك الله خيرا، وبارك الله فيك، أسعدني مرورك العطر.
الأخ الحبيب (أبا عائش وخويلد): جزاك الله خيرا، ودمت سالما لأخيك،،،
(ح)
قال رسول الله ?:
«مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عليه أَمْرُنَا، فَهُوَ رَدٌّ». (ا)
وعن العرباض بن سارية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: صَلَّى بِنَا رَسولُ الله ? ذَاتَ يَوْمٍ [الصُبْح]، ثمَّ أَقْبَلَ علينَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ الله! كَأَنَّ هَذِه مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إلينَا؟ فَقَالَ:
«[قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ.] أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا [مُجَدّعَاً،] فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي؛ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا. [فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ؛] فَعليكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عليهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ». (ب)
وعن عبد الله بن مسعودٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: خَطَّ رَسُولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خَطًّا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ الله مُسْتَقِيمًا».
ثُمَّ خَطَّ [خُطُوطًا] عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ:
«هَذِهِ السُّبُلُ [مُتَفَرِّقَةٌ؛] وَلَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عليهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إليه».
ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ [- للخَطِّ الَأوّلِ -] وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ [- لِلخطُوط -] فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام: 153). (ج)
............................
(ا) متفق عليه: رواه البخاري (2697)، ومسلم (1718) - واللفظ له - من حديث عائشة ...
وفي لفظ في الصحيحين أيضا: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد).
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: (هذا الحديث أصلٌ عظيم من أُصول الإسلام، وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها كما أنّ حديث: الأعمال بالنيَّات ميزان للأعمال في باطِنها، فكما أنَّ كل عمل لا يُراد به وجه الله - تعالى - ليس لعامله فيه ثواب، فكذلك كلُّ عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله، فهو مردودٌ على عامله، وكلُّ مَنْ أحدثَ في الدِّين ما لم يأذن به الله ورسوله، فليس مِنَ الدين في شيء).
(حديث): عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ.
صحيح: رواه مسلم (6 - المقدمة)، وأحمد (2/ 321، 349)، والحاكم (1/ 184) وقال: هذا حديث ذكره مسلم في خطبة الكتاب مع الحكايات، و لم يخرجاه في أبواب الكتاب، وهو صحيح على شرطهما جميعا، ومحتاج إليه في الجرح والتعديل، و لا أعلم له علة. وابن حبان (6766)، وأبو يعلى (6384) من حديث أبي هريرة.
(حديث آخر): قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إني قد تَرَكْتُ فِيكُمْ شيئين لَنْ تَضِلُّوا بعدهما [مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا]: كِتَابَ اللهِ، وَسُنَتِي. وَلَنْ يَتَفَرّقَا حَتَى يَرِدَا على الحَوضِ.
رواه الحاكم (1/ 171، 172)، ومن طريقه البيهقي (10/ 114) من حديث ابن عباس أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/93)
قال الحاكم: (وقد احتج البخاري بأحاديث عكرمة، واحتج مسلم بأبي أويس، وسائر رواته متفق عليهم).
وفيه (إسماعيل بن أبي أويس عبد الله) مشاه بعضهم، وله في الصحيح أحرف منتقاه، وعلى ضعفه كثير من النقاد وأفرط فيه النسائي فتركه، وكذبه ابن معين.
وأبوه (عبد الله بن عبد الله بن أويس المديني) القول فيه قول الحافظ: صدوق يهم.
والآجري في (الشريعة) من طريق أبي بكر بن أبي داود. ثنا عبد الله بن شبيب الربعي. ثنا محمد بن يحيى أبو غسان. ثني أبي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عكرمة به، وفيه ثم ذكر الخطبة بطولها ثم قال في أخرها: (ألا وإني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا بعده أبدا، كتاب الله، وسنة نبيه) ...
وعلى كل حال فالحديث من رواية ابن عباس مقارب.
هذا وقد رواه البيهقي في (الدلائل) من مرسل عروة بن الزبير - في حجة الوداع - وفيه محل الشاهد، وفيه (ابن لهيعة)، وكذا من معضل موسي بن عقبة.
* قال الحاكم: وقد وجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة. وهو الآتي أخرجه الحاكم (1/ 172)، واللالكائي في (اعتقاد أهل السنة) (89،90)، والبيهقي (10/ 114)، والدارقطني (4/ 245)، وابن عدي في الكامل (4/ 69)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 250) وغيرهم من طريق صالح بن موسى بن عبد الله، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به مرفوعا.
وفيه: (صالح بن موسي الطلحي) وهو واه ...
* وله شاهد من حديث أنس في (طبقات المحديثن) لأبي الشيخ (4/ 187)، بسند ضعيف جدا.
* وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند الخطيب في (الفقية والمتفقة) (1/ 306) بسند ضعيف تالف.
* وله شاهد في (جامع بيان العلم) (2/ 425)، وفي (التمهيد) (14/ 331) من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده مرفوعا، و (كثير) واه الحديث.قال ابن حبان: " روى عن أبيه عن جدّه نسخة موضوعة ".
* والحديث في (الموطأ) بلاغا (1594)؛ وقال الشيخ الألباني: ( ... إذا عرفت ما تقدم فالحديث - أي حديث كتاب الله وعترتي أهل بيتي - شاهد قوي لحديث (الموطأ) بلفظ: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله، وسنة رسوله). الصحيحة (1671)، وحسنه في المشكاة (186).
* قال الحافظ ابن عبد البر- طيب الله ثراه -: (وهذا أيضا محفوظ معروف مشهور عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عند أهل العلم شهرة يكاد يستغني بها عن الإسناد) ا. هـ "التمهيد" (14/ 331).
(قلت): ويستأنس للحديث بشواهد أخري كثيرة منها:
قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة ... ما أنا عليه اليوم وأصحابي) حديث حسن.
وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين، عضوا عليها) وهو حديث صحيح لغيره.
وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وهو في الصحيحين.
وانظر لمزيد تخريجه:
ما صحة حديث كتاب الله وسنتي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22425)
من يتحفنا بتخريج حديث "كتاب الله وسنتي" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111622)
حديث في الموطأ زعم بعض أهل العلم أنه لا اصل له ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11434)
( ب) صحيح بمجموع طرقه: رواه الترمذي (2676) وصححه، وابن ماجة (44)، وأحمد (4/ 126)، والحاكم (1/ 176، 177) متتبعاً طرقه، ثم صححه على شرطهما، وفيه نظر تعقبه الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم في بحث قيم فليراجع، وغيرهم من طريق خالد بن معدان، وضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض به ...
* ورواه مقرونا بحجر بن حجر، عن العرباض به مرفوعا أبو داود (4607)، وابن ماجه (43)، وأحمد (4/ 127)، والحاكم (1/ 177) وقال: صحيح ليس له علة - في كلام آخر تعقبه الحافظ ابن رجب أيضا -، ... قالا: أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيه وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ (التوبة:92)، فَسَلَّمْنَا، وَقُلْنَا: أَتَيْنَاكَ زَائِرِينَ، وَعَائِدِينَ، وَمُقْتَبِسِين. فقال: وساق الحديث ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/94)
و (عبد الرحمن) لم يوثقه غير ابن حبان، (وحجر) وثقه ابن حبان، وحشره الحاكم فيمن تابع عبد الرحمن من الثقات الأثبات من أهل الشام. قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": (أخرج الحاكم حديثه، وقال: كان من الثقات. وقال ابن القطان: لا يعرف) ا. هـ وقال الذهبي في "الكاشف" (1/ 638) (3277): صدوق ... وصحح حديثه غير واحد من أهل العلم.
وله طرق أخري عن العرباض منها:
• (خالد بن معدانَ، عن عبد الرحمن بن أَبي بلَال) عن عرباضِ به عند أحمد (1/ 127).
• (يحيي بن أبي المطاع القرشيُّ) - ابن أخت بلال- عن العرباض به، عند ابن ماجه (42)، والحاكم (1/ 178)، بسند صحيح، مصرحًا بالسماع من العرباض؛ إلا أن علماء الشام لا يثبتون ليحيي سماعا من العرباض، ويقولون عنها: مرسلة، مخطئين لفظة السماع في السند.
• (مهاصر بن حبيب) عن العرباض به نحوه، عند الطبراني في الكبير (18/ 248)، وفي مسند الشاميين (1/ 402) بسند صحيح، وصحح الشيخ العلامة الألباني هذا الطريق في الصحيحة (2735).
• (جُبَيْرِ بن نُفَيْر) عن العرباض به، عند الطبراني في الكبير (18/ 257) ولا يصح؛ إنما يرجع لطريق خالد بن معدان عن عبد الرحمن ... والله أعلم.
انظر المسند (28/ 368) رقم (17142) الرسالة.
(ج) صحيح: رواه أحمد (1/ 435)، والنسائي في "الكبرى" (6/ 343)، والحاكم (2/ 261،348) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه. ووافقه الذهبي. من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، وقال مرة: عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود به مرفوعا.
وعاصم لا يحتمل التعدد، وتابعه منصور بن المعتمر، وسليمان بن مهران الأعمش كلاهما عن أبي وائل به كما في مسند البزار (5/ 78، 94). وقال: وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن أبي وائل به ...
ثم رواه البزار من طريق الربيع بن خثيم، عن عبد الله به مرفوعا (5/ 251). وقال: وهذا الكلام قد روي عن عبد الله من غير وجه نحوه أو قريبا منه.
* قال الحاكم: وشاهده لفظا واحدا حديث الشعبي، عن جابر من وجه غير معتمد. رواه ابن ماجه (11)، وأحمد (3/ 397) عن مجالد عن الشعبي عن جابر بنحوه مختصرا. و (مجالد بن سعيد) ضعيف.
(حديث): قال الإمام أحمد - رحمه الله -: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ. حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ -، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ:
ضَرَبَ الله مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ؛ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا، وَلَا تَتَفَرَّجُوا. وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ؛ قَالَ: وَيْحَكَ!! لَا تَفْتَحْهُ؛ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ. وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ. وَالسُّورَانِ حُدُودُ الله - تعالى -. وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ الله - تعالى -. وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ الله U. وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ الله فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ.
صحيح: رواه أحمد (4/ 183)، والترمذي (2859).
(نقل): قال الإمام العالم ابن القيم – طيب الله ثراه -: (فصل الصراط المستقيم: وأما المسألة العشرون وهي ما هو الصراط المستقيم؟ فنذكر فيه قولاً وجيزًا؛ فإن الناس قد تنوعت عباراتهم فيه، وترجمتهم عنه بحسب صفاته، ومتعلقاته، وحقيقته شيء واحد وهو: طريق الله الذي يرتضيه لعباده، موصلاً لهم إليه، ولا طريق إليه سواه، بل الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا طريقه الذي نصبه على ألسن رسله وجعله موصلا لعباده إليه، وهو: إفراده بالعبودية، وإفراد رسوله بالطاعة؛ فلا يشرك به أحدًا في عبوديته، ولا يشرك برسوله أحدًا في طاعته؛ فيجرد التوحيد، ويجرد متابعة الرسول.
وهذا معنى قول بعض العارفين: (إن السعادة والفلاح كله مجموع في شيئين: صدق محبته، وحسن معاملته)، وهذا كله مضمون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فأي شيء فسر به الصراط فهو داخل في هذين الأصلين، ونكتة ذلك وعقده: أن تحبه بقلبك كله، وترضيه بجهدك كله؛ فلا يكون في قلبك موضع إلا معمور بحبه، ولا تكون لك إرادة إلا متعلقة بمرضاته:
فالأول يحصل بالتحقق بشهادة أن لا إله إلا الله، والثاني يحصل بالتحقق بشهادة أن محمدًا رسول الله، وهذا هو الهدي، ودين الحق، وهو معرفة الحق والعمل له، وهو معرفة ما بعث الله به رسله والقيام به.
فقل ما شئت من العبارات التي هذا أحسنها، وقطب رحاها، وهي معنى قول من قال: علوم وأعمال ظاهرة وباطنة مستفادة من مشكاة النبوة. ومعنى قول من قال: متابعة رسول الله ظاهرًا وباطنًا علمًا وعملاً. ومعنى قول من قال: الإقرار لله بالوحدانية، والاستقامة على أمره.
وأما ما عدا هذا من الأقوال، كقول من قال: الصلوات الخمس. وقول من قال: حب أبي بكر وعمر. وقول من قال: هو أركان الإسلام الخمس التي بني عليها. فكل هذه الأقوال تمثيل وتنويع، لا تفسير مطابق له، بل هي جزء من أجزائه، وحقيقته الجامعة ما تقدم. والله أعلم) ا. هـ بدائع الفوائد (452، 453).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/95)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[23 - 12 - 07, 09:59 م]ـ
الحبيب / محمود
جزاك الله خيرا
قمتُ بنسخها ووضعها بملف وورد، وأنا أقرأ منها و أستفيد استفادات عظيمة جعلها الله في ميزان حسناتك.
أحسن الله إليك
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[24 - 12 - 07, 09:29 ص]ـ
الشيخ الحبيب الموقر (يحيى صالح) - سدده الله -:
جزاك الله خيرا، وبارك في علمك، وسعيك، واهلك، وولدك،
وأدام عليك نعمتي الصحة والعافيه،،،
(ط)
وعلى ما دلت عليه هذه النقول؛ انعقد إجماع أهل السنة والجماعة على وجوب تلقى العقيدة من الوحيين - القرآن، والسنة - بفهم سلف الأمة،
مما صح عن الصحابة، والتابعين،
مما يوضح النص، ويعين على فهمه،
دون التعدي إلى غيرهما. (ا)
......................
(ا) (تفصيل): اعلم - علمك الله - أنّ هناك طوائف كثيرة خالفت هذا المنهج الرباني - منهج الكتاب والسنة - منها:
(أهل الكلام): الذين لا يأخذون معتقدهم إلا من عقولهم، فيجعلون (العقل) وحده أصل علمهم يثبت وينفي، ويجعلون الإيمان والقرآن (السمع والنقل) تابعًا له، معروضاً علىها فما وافق عقولهم من النقول أخذوه واعتمدوه - اعتضاداً لا اعتماداً -، وما خالفه ردوه واتهموه، فتارة يردونه؛ لأنه خبر آحاد، وتارة يردون المعنى بالتحريف الذي يسمونه تأويلاً، فيثبتون ما أثبتته عقولهم وإن لم يكن عليه دليل، ويردون ما ترده عقولهم وإن كانت عليه الأدلة المتواترة.
قال الإمام الشافعي - طيب الله ثراه -:
كُلُّ الْعُلُومِ سِوَى الْقُرْآنِ مَشْغَلَةٌ - إِلَّا الْحَدِيثَ وَإِلَّا الْفِقْهَ فِي الدِّينِ
الْعِلْمُ مَا كَانَ فِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا - وَمَا سِوَى ذَاكَ وَسْوَاسُ الشَّيَاطِينِ
(نقل): قال القرطبي - رحمه الله - في " المفهم شرح صحيح مسلم " - في شَرْح حَدِيث (أَبْغَض الرِّجَال إلى الله الْأَلَدُّ الْخَصِمُ) -: ( ... وأشد ذلك الخصومة في أصول الدين، كما يقع لأكثر المتكلمين المعرضين عن الطرق التي أرشد إليها كتاب الله، وسنة رسوله ?، وسلف أمته، إلى طرق مبتدعة، واصطلاحات مخترعة، وقوانين جدلية، وأمور صناعية؛ مدار أكثرها على آراء سوفسطائية، أو مناقضات لفظية؛ ينشأ بسببها على الآخذ فيها شبه ربما يعجز عنها، وشكوك يذهب الإيمان معها، وأحسنهم انفصالا عنها أجدلهم لا أعلمهم، فكم من عالم بفساد الشبهة لا يقوى على حلها. وكم من منفصل عنها لا يدرك حقيقة علمها. ثم إن هؤلاء قد ارتكبوا أنواعا من المحال لا يرتضيها البله ولا الأطفال، لما بحثوا عن تحيز (الجواهر) و (الألوان) و (الأحوال)، فأخذوا فيما أمسك عنه السلف الصالح من كيفيات تعلقات صفات الله - تعالى -، وتعديدها، واتحادها في نفسها، وهل هي الذات أو غيرها. وفي الكلام: هل هو متحد أو منقسم؟ وعلى الثاني: هل ينقسم بالنوع أو الوصف؟ وكيف تعلق في الأزل بالمأمور مع كونه حادثا؟ ثم إذا انعدم المأمور هل يبقى التعلق؟ وهل الأمر لزيد بالصلاة مثلا هو نفس الأمر لعمرو بالزكاة؟ إلى غير ذلك مما ابتدعوه مما لم يأمر به الشارع، وسكت عنه الصحابة، ومن سلك سبيلهم. بل نهوا عن الخوض فيها لعلمهم بأنه بحث عن كيفية ما لا تعلم كيفيته بالعقل؛ لكون العقول لها حد تقف عنده، ولا فرق بين البحث عن كيفية الذات وكيفية الصفات، ومن توقف في هذا فليعلم أنه إذا كان حجب عن كيفية نفسه مع وجودها، وعن كيفية إدراك ما يدرك به فهو عن إدراك غيره أعجز. وغاية علم العالم أن يقطع بوجود فاعل لهذه المصنوعات منزه عن الشبيه، مقدس عن النظير، متصف بصفات الكمال. ثم متى ثبت النقل عنه بشيء من أوصافه وأسمائه؛ قبلناه، واعتقدناه، وسكتنا عما عداه، كما هو طريق السلف، وما عداه لا يأمن صاحبه من الزلل. ويكفي في الردع عن الخوض في طرق المتكلمين ما ثبت عن الأئمة المتقدمين كعمر بن عبد العزيز، ومالك بن أنس، والشافعي، وقد قطع بعض الأئمة بأن الصحابة لم يخوضوا في الجوهر والعرض وما يتعلق بذلك من مباحث المتكلمين. فمن رغب عن طريقهم فكفاه ضلالا. وأفضى الكلام بكثير من أهله إلى الشك، وببعضهم إلى الإلحاد، وببعضهم إلى التهاون بوظائف العبادات، وسبب ذلك إعراضهم عن نصوص الشارع، وتطلبهم حقائق الأمور من غيره، وليس في قوة العقل ما يدرك ما في نصوص الشارع من الحكم التي استأثر بها ... ). نقلا عن فتح الباري (13/ 496).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/96)
(نقل) قال ابن خلدون في مقدمته (1/ 580 وما بعدها):
(العقل ميزان صحيح، فأحكامه يقينية لا كذب فيها. غير أنك لا تطمع أن تزن به أمور التوحيد، والآخرة، وحقيقة النبوة، وحقائق الصفات الإلهية، وكل ما وراء طوره، فإن ذلك طمع في محال.
ومثال ذلك مثال رجل رأى الميزان الذي يوزن به الذهب، فطمع أن يزن به الجبال، وهذا لا يدل على أن الميزان في أحكامه غير صادق، لكن للعقل حد يقف عنده ولا يتعدى طوره، حتى يكون له أن يحيط بالله وبصفاته، فإنه ذرة من ذرات الوجود الحاصل منه.) ا. هـ
الصوفية: الذين اعتمدوا في أخذ معتقداتهم على الدجل والخرافات والأحاديث الموضوعة والأحلام والمنامات التي لا وزن لها ولا قيمة، ثم هم يذمون العقل ويعيبونه، ويرون أن الأحوال العالية والمقامات الرفيعة، لا تحصل إلا مع عدمه ويقرون من الأمور بما يكذِّبه صريح العقل ...
وما يدعونه من المكاشفات وخوارق العادات هي في حقيقتها أحوال وخرافات شيطانية؛ ضلّل بها إبليس جبلاً كثيرًا من الجن والإنس؛ ولهم في ذلك عجائب يندى لها الجبين، ولعلى أذكر إحدى هذه العجائب كي تدرك أخي الكريم مدى ما يؤول إليه أمر هذه الأمة المحمدية إذا ما راجت أسواق البدع والخرافات ...
فمما ثبت عن بعض علماء الصوفية ممن كان يشار إليه بالبنان؛ أنه ما كان يخطب الجمعة إلا عاريًا، كما ولدته أمه!! ولا تجهد نفسك - أخي الكريم - في تصور مثل هذا الغثاء ... فإنها لا تعمى الأبصار؛ ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
(الرافضة): الذين اعتمدوا في أخذ معتقداتهم الخبيثة المحرفة على المرويات والنقول الكاذبة المكذوبة على آل البيت التي يستحي البنان أن يخط أمثالها عن أصحاب النبي الكريم، وأزواجه الطاهرات المطهرات ...
وصار مصحف فاطمة، وتحريف القرآن، وخطأ الرسالة، وعصمة الأئمة، وتكفير الصحابة، والتقية - وما خفي كان أدهى وأمر -، وغيرها من المعتقدات الكفرية هي ما يدين به القوم، ويتقربون به إلى رب العالمين ... حتى قال قائلهم - وما أشقاه -: اللهم العن طاغوتي الكفر!! وابنتيهما!! الذين بدلا دينك وحرفا كتابك!!. هل تعلم من هما طاغوتي الكفر، ومن هما ابنتيهما؟! إنهما الصديق والفاروق، وابنتيهما هما عائشة وحفصة!!
والأمثلة غير ذلك كثيرة، وإذا أردت أن تعرف حقيقة ذلك - أي حقيقة الانحراف - فتدبر قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: افْتَرَقَتْ اليّهُود عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفَرَّقَتْ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ....
فهذا الكم الهائل من الفرق كلها ضلت في أمور العقيدة؛ لأنها لم تعتمد في تلقيها لمعتقدها على كتاب ربها، وسنة نبيها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[24 - 12 - 07, 09:33 ص]ـ
الأخوة الكرام الفضلاء - حفظهم الله -:
تم - بحمد الله - جمع هذه المباحث السابقة وتنسيقها مع مزيد إضافات وتحقيقات على ملفات (ورد)، و ( Pdf)
وسأضعها - إن شاء الله - في خلال يوم على أقصي تقدير،،،
وأوضح أنها فقط الجزء الأول:
(المباحث العقدية)،
يسر الله تمام الكتاب (كلمات سلفية في أركان الإيمان) على خير حال،
والحمد لله ن على نعمه التي نراها بأعيننا ولا نحصيها عدا، فكيف نوفيها شكرا!!!
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[24 - 12 - 07, 10:52 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين،
في المرفقات:
(مباحث عقدية في العقيدة السلفية)
(ورد، pdf )
ولا تبخلوا على أخيكم بالنصيحة والإرشاد،
ولا تنسوني من دعوات الأسحار،
اسأل الله - عز وجل - أن يجعل هذا العمل لوجهه خالصا، ولا يجعل لأحد فيه شيئا،،،
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 11:26 ص]ـ
تقبل الله منك أخي محمود، وجعل ما قدمت نفعا للجميع .....
لعل هناك بعض الملاحظات التي ستكون بيننا على الخاص إن شاء الله ....
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[24 - 12 - 07, 11:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[24 - 12 - 07, 12:25 م]ـ
الشيخ الموقر (زايد بن عيدروس):
جزاك الله خيرا، وبارك فيك، أسعدني مرورك العطر،
أنا في اشتياق إلى ملاحظاتكم،،،
الأخ الحبيب (محمد عمارة):
جزاك الله خير الجزاء وأوفاه، وبارك الله فيك،،،
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[25 - 12 - 07, 08:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى الفاضل محمود أل زيد
وجعلها الله فى موازين حسناتك
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[25 - 12 - 07, 10:10 ص]ـ
الأخ الفاضل (محمد حماصة) - سلمه الله -:
وجزاك الله مثله، وبارك فيك،،،
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[03 - 01 - 08, 09:50 م]ـ
للرفع بارك الله فيكم
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[07 - 10 - 08, 04:05 ص]ـ
للرفع بارك الله فيكم,,,(41/97)
طلب مساعدة عاجلة في اختيار مخطوطة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[15 - 05 - 07, 12:22 م]ـ
أود من طلبة العقيدة والمتخصصين في المخطوطات البحث لنا عن مخطوطة في العقيدةو جزاكم الله خيرا.(41/98)
إشكالات حول حديث " افترقت اليهود ..
ـ[البتيري]ــــــــ[15 - 05 - 07, 01:30 م]ـ
بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
اود ان اسال عن حديث " افترقت اليهود على إحدى أواثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة. "
203 السلسلة الصحيحة
1 - هل هناك من تكلم على صحة الحديث؟
2 - يدعي احدهم ان الفرق التي تضل من امة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هي الفرق غير الاسلامية: فالعلمانيون من المسلمين فرقة، والليبراليون فرقة، والفلاسفة فرقة، ... الخ، اي انها ليست فرقا مبدؤها الاسلام كالمعتزلة والمرجئة والقدرية والمشبهة .. الخ
فكيف الرد عليه.
3 - ما معنى "في النار"
ان كان خلودا فما الدليل، وان لم يكن فما الدليل ايضا،
افيدونا
وجزاكم الله خيرا ....
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 01:34 م]ـ
بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
اود ان اسال عن حديث " افترقت اليهود على إحدى أواثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة. "
203 السلسلة الصحيحة
1 - هل هناك من تكلم على صحة الحديث؟
أخي الفاضل صرح علماء الحديث الجهابذة بصحة هذا الحديث ... والأكثر على أنه حديث حسن .... ولما كان هذا الحديث شوكة في حلوق المبتدعة رموه بالضعف ولله المستعان
2 - يدعي احدهم ان الفرق التي تضل من امة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هي الفرق غير الاسلامية: فالعلمانيون من المسلمين فرقة، والليبراليون فرقة، والفلاسفة فرقة، ... الخ، اي انها ليست فرقا مبدؤها الاسلام كالمعتزلة والمرجئة والقدرية والمشبهة .. الخ
فكيف الرد عليه.
أخي الحبيب هذا مما يثيرونه والرد عليهم يكون بسهولة
أن لفظ ((أمتي)) في الحديث فيه دلالات
منها أنهم من أمة محمد عليه اسلام أي أنهم مسلمون ... اذا ً هي الفرق التي تدعوا للإسلام لا لغيره كما هو حال العلمانيون وغيرهم وذلك أن الرسول قال كلهم في النار إلا واحدة وهي التي انتهجت في دعوتها منهج ((من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)) ... ثم إن أهل السنة قالوا سبب الافتراق هو البدع والاهواء ... بل صرح غير واحد من أهل السنة أن عدد ثلاث وسبعين ... هي أصول المبتدعة
3 - ما معنى "في النار"
ان كان خلودا فما الدليل، وان لم يكن فما الدليل ايضا،
افيدونا
قال أهل العلم والسنة في النار لها ثلاث معاني ودلالات
الأولى دخول النار والخلود فيها ((وهذا يكون للبدع الكفرية))
الثاني دخول النار ثم الخروج منها ... ((لمن فعل البدع المفسقة))
الثالث أناس يستحقون دخول النار ببدعهم ... لكن الله يعمهم بالمغفرة فلا يدخلوها رحمة بهم
ولعل تقسيم البدع الى بدعة مكفرة ومفسقة واضح لديكم ...
وجزاكم الله خيرا ....
لعلنا أفدناك
أخي الحبيب
والله أعلم
ـ[البتيري]ــــــــ[16 - 05 - 07, 02:24 م]ـ
جزاك الله خيرا
وزادك الله علما ..
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[17 - 05 - 07, 07:39 م]ـ
السلام عليكم
قولكم: الثالث أناس يستحقون دخول النار ببدعهم ... لكن الله يعمهم بالمغفرة فلا يدخلوها رحمة بهم
كي تعم الفائدة هلا ذكرت لنا من قال من العلماء بالقول الثالث.
و هل صحيح أن صاحب البدعة المكفرة يخرج من النار؟
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[17 - 05 - 07, 10:12 م]ـ
بشرى المشتاق بصحة حديث الافتراق ( http://www.maghrawi.net/modules.php?name=Splatt_Forums&file=viewtopic&topic=466&forum=14)
لأبي أسامة سليم بن عيد الهلالي
ـ[الحسن بن عبد الله الصياغي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 04:36 ص]ـ
السلام عليكم
هذا الرابط له علاقة بالموضوع
http://www.dedew.net/index.php?A__=3&k=1&type=1&linkid=110
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 05:16 ص]ـ
السلام عليكم
هذا الرابط له علاقة بالموضوع
http://www.dedew.net/index.php?A__=3&k=1&type=1&linkid=110
وهذا رابط فيه رد على بعض ما جاء في الرابط المذكور
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3076
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 06:12 ص]ـ
السلام عليكم
قولكم: الثالث أناس يستحقون دخول النار ببدعهم ... لكن الله يعمهم بالمغفرة فلا يدخلوها رحمة بهم
كي تعم الفائدة هلا ذكرت لنا من قال من العلماء بالقول الثالث.
و هل صحيح أن صاحب البدعة المكفرة يخرج من النار؟
وعليكم السلام
أخي الحبيب
القسم الثاني والثالث لأصحاب البدع المفسقة
أما المكفرة فنصيبها القسم الأول فقط
لعل التصور يتضح الآن
والله يقول
(ويغفر مادون ذلك لمن يشاء .. ))
وجزيت خيرا
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[19 - 05 - 07, 02:59 م]ـ
الآن استقام القول الثالث و جزيتم خيرا
ـ[الحسن بن عبد الله الصياغي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 03:16 ص]ـ
وهذا رابط فيه رد على بعض ما جاء في الرابط المذكور
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3076
اخي الكريم
أنقل لك رأي الشيخ من موقعه. فهو لم يضعف كل الحديث
"أن قول النبي افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة، هذا القدر من الحديث صحيح أخرجه الحاكم وغيره، وهو يصح برواياته المختلفة، أما الزيادة وهي كلها في النار إلا واحدة، أو كلها في الجنة إلا واحدة أو من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي فكل هذه الزيادات لا تصح، إذن الحديث الصحيح هو فقط إثبات الفرقة وهو علم من أعلام النبوة ودليل من دلائلها، لكن كونها في النار أو في الجنة أو أنه ما كان عليه هو وأصحابه هذا لا يصح منه شيء عن رسول الله "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/99)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 11:15 ص]ـ
اخي الكريم
أنقل لك رأي الشيخ من موقعه. فهو لم يضعف كل الحديث
"أن قول النبي افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة، هذا القدر من الحديث صحيح أخرجه الحاكم وغيره، وهو يصح برواياته المختلفة، أما الزيادة وهي كلها في النار إلا واحدة، أو كلها في الجنة إلا واحدة أو من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي فكل هذه الزيادات لا تصح، إذن الحديث الصحيح هو فقط إثبات الفرقة وهو علم من أعلام النبوة ودليل من دلائلها، لكن كونها في النار أو في الجنة أو أنه ما كان عليه هو وأصحابه هذا لا يصح منه شيء عن رسول الله "
انظر في الرابط جيداً فستدجني رددت على تضعيفه لزيادة الجماعة زيادة ((كلها في النار إلا واحدة)) ومن أجل لفظة الجماعة كتبت الموضوع المذكور
ـ[الحسن بن عبد الله الصياغي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 04:46 م]ـ
السلام عليكم، نفع الله بك شيخنا العزيز
اطلعت على مشاركتك في موقع الألوكة.والقارئ لبحثك يتوهم أنك عزوت للشيخ تضعيف الحديث جملة خاصة وأنك افتتحت المشاركة بقولك: فذكر المذيع حديث الإفتراق فبادره الشيخ الددو بقوله ((هذا حديث ضعيف))،وغير هذا مما ورد في المقال.
مع محبتي
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 07:05 م]ـ
السلام عليكم، نفع الله بك شيخنا العزيز
اطلعت على مشاركتك في موقع الألوكة.والقارئ لبحثك يتوهم أنك عزوت للشيخ تضعيف الحديث جملة خاصة وأنك افتتحت المشاركة بقولك: فذكر المذيع حديث الإفتراق فبادره الشيخ الددو بقوله ((هذا حديث ضعيف))،وغير هذا مما ورد في المقال.
مع محبتي
اقرأ كلامي كاملاً أنا قلت ((وفي أثناء متابعتي لفضائية اقرأ (الإسلامية)!! رأيت برنامجاً يستضاف فيه الشيخ محمد الحسن ولد الددو، وقد كنت سمعت الكثير عن علمه فحرصت على أن أسمع له وكان موضوع الحلقة عن الجماعة فأخذ الشيخ الددو والمذيع يستعرضان النصوص التي ورد فيها لفظ الجماعة
فذكر المذيع حديث الإفتراق فبادره الشيخ الددو بقوله ((هذا حديث ضعيف))))
لولما جاء أخونا الفاضل أبو حازم الكاتب بطريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
اعتذرت عن ذكر هذا الطريق لأنني لم أجد في متنه لفظ الجماعة
بل إنك لو قرأت مشاركتي الأولة لوجدت فيها ((وجاء الحديث من طريق معاوية بن أبي سفيان عند أحمد (4/ 102) والدارمي (2/ 241) و (أبو) داود (2/ 503_504) وفيه لفظ الجماعة _ هذا التخريج مستفاد من الشيخ الألباني وقد توسع أكثر في السلسلة الصحيحة))
تأمل تأكيدي على وجود لفظة الجماعة
علماً بأن قول الشيخ الددو لم يسبقه إليه أحد _ حسب علمي القاصر _
ـ[ابو عبد الله المرابط]ــــــــ[30 - 05 - 07, 04:45 ص]ـ
لو ان اماما كابن تيمية ضعف جل الطرق لكان كلامه على العين و الراس فهو امام قمع البدعة و اهلها و نصر السنة و الجماعة
و لكن بعض الناس لما صعب عليهم ترك التحزب و البدعة و وجدوا ان حديث الافتراق هو السد بينهم و بين اهوائهم ذهبوا لردمه و هذه لعبة قديمة لا تنطوي الا على السفهاء
ـ[الحسن بن عبد الله الصياغي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 11:01 م]ـ
و لكن بعض الناس لما صعب عليهم ترك التحزب و البدعة و وجدوا ان حديث الافتراق هو السد بينهم و بين اهوائهم ذهبوا لردمه و هذه لعبة قديمة لا تنطوي الا على السفهاء
أهكذا ياأخي يكون توقير العلماء؟ تلمز الشيخ وترميه بأنه صاحب بدعة وكونه إنما ضعف زيادات الحديث لهوى متبع؟
سبحانك هذا بهتان عظيم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 08:22 م]ـ
لو ان اماما كابن تيمية ضعف جل الطرق لكان كلامه على العين و الراس فهو امام قمع البدعة و اهلها و نصر السنة و الجماعة
و لكن بعض الناس لما صعب عليهم ترك التحزب و البدعة و وجدوا ان حديث الافتراق هو السد بينهم و بين اهوائهم ذهبوا لردمه و هذه لعبة قديمة لا تنطوي الا على السفهاء
الرد يكون علميا وبالدليل لا باللمز والغمز، والشيخ الددو ليس معصوماً لكنه عالم قل نظيره في هذا الزمن، وواجبنا إن وجدنا قولاً له جانب فيه الصواب أن نناقش القول، لاأن نجرح القائل ..
وهذا والله يدل على أن فهمنا لمنهج السلف فيه شيء من الخلل. والله المستعان
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[10 - 06 - 07, 06:47 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
بغض النظر عن صحة الحديث وضعفه فمسألة التصحيح والتضعيف مسألة نسبية تختلف فيها أنظار المجتهدين.
ولكن المقصود أن ما تضمنه الحديث من معاني ثابتةفي الشرع بأدلة أخرى.
فثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق , لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم , حتى يأتي أمر الله))
فتقرير إفتراق الأئمة ثابت بهذا الحديث.
كما أن إفتراق الأمةأمر واقع لا مجال لرفعه حتى لو لم يخبر به النبي , والوقوع دليل الجواز.
فتحصل أن ثبوت الحديث لا يؤثر في الحكم لثبوته بغيره.
وكما قدمت مسألة التصحيح والتضعيف مسألة نسبية تختلف فيها أنظار المجتهدين فلا ينبغي أن يعقد عليها لواء الولاء والبراء , أو أن تتسبب في تبديع أو تضليل المخالف.(41/100)
أكاذيب رافضية شيعية من العيار الثقيل
ـ[شتا العربي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 03:40 م]ـ
أكاذيب وأوهام من العيار الثقيل ـ د. محمد عمارة
د. محمد عمارة: بتاريخ 14 - 5 - 2007
إن الأوهام درجات .. منها البسيط ... والمتوسط .. والثقيل! ..
ولقد تمثلت ذروة الأوهام الشيعية في ذلك الذي ادعاه بعض الكذبة من تحول عدد من أئمة علماء أهل السنة والجماعة إلى المذهب الشيعي .. لقد ادعوا ذلك على شيخ الأزهر، ومفتي المالكية الشيخ سليم البشري {1248 - 1335ه 1837 - 1917م} ... وعلى الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت {1310 - 1383 ه 1893 - 1963م} .. بل وبلغ بهم "الوهم ـ الكاذب" إلى حد ادعاء ذلك على الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده {1266 - 1323ه 1849 - 1905م}!!
وإذا كان هذا "الفن" من فنون " الأوهام الكاذبة" و"الأكاذيب الوهمية" يحتاج في الرد عليه وتفنيده إلى دراسات متخصصة ومطولة .. فإننا نشير هنا ـ مجرد إشارات ـ إلى مكانة هذه الدعوى عن تحول محمد عبده إلى التشيع .. مكانتها من الحقائق البدهية، التي تمثلت وتجسدت ـ ولا تزال ـ في حياة الرجل وفي فكره ـ المجموع والمحقق في أعماله الكاملة ـ ..
لقد أعلن الشيخ محمد عبده عن مذهبه ومذهب أستاذه جمال الدين الأفغاني {1254 - 1314ه 1838 - 1897م} ومذهب {جمعية العروة الوثقى} التي رأسها الأفغاني .. وكان محمد عبده نائب رئيسها ـ أعلن عن مذهبهم فقال ـ في رسالة كتبها إلى أحد أعضاء هذه الجمعية:." .. وليعلم سيدي ـ أننا سنيون أشعريون أو ما تريدون وأننا في أعمال العبادات دائرون بين المذاهب الأربعة فمنها المالكي والشافعي والحنبلي والحنفي "
فهل يجوز أن يقال عن صاحب هذا "الإعلان" إنه تشيع، وتحول عن مذهب أهل السنة والجماعة إلى المذهب الشيعي؟! ..
وقال الإمام محمد عبده عن مذهب أستاذه الأفغاني ـ وهو يترجم له في مقدمته رسالة الرد على الدهريين ـ إن مذهبه "حنفي" كأهل أفغانستان السنة ـ وأنه كان من أشد الناس محافظة على مذهب إمامه أبي حنيفة النعمان {80 - 150ه 699 ـ 767 م} .. وبنص عبارة الشيخ محمد عبده عن مذهب الأفغاني ـ الذي زعموا أنه هو الآخر شيعي ـ:" أما مذهب الرجل فحنيفي حنفي وهو إن لم يكن في عقيدته مقلدا لكنه لم يفارق السنة الصحيحة مع ميل إلى مذهب السادة الصوفية ـ رضي الله عنهم ـ وله مثابرة شديدة على أداء الفرائض في مذهبه، وعرف بذلك بين معاشريه في مصر أيام إقامته بها، ولا يأتي من الأعمال إلا ما يحل في مذهب إمامه {أبي حنيفة} .. فهو أشد من رأيت في المحافظة على أصول مذهبه وفروعه ".
فهل يجوز لعاقل أن يدعي ـ بعد قراءة هذه الشهادات ـ أن محمد عبده أو الأفغاني كان شيعيا؟!
وإذ كانت نقطة انطلاق التشيع، ومعيار افتراقه عن مذهب أهل السنة والجماعة، هو رفض الشيعة إقامة الدولة والإمامة على الشورى والاختيار وسلطة الأمة ـ والادعاء بإقامتها على النص والوصية والتعيين من السماء .. وبعبارة العلامة محمد باقر الصدر:" فإن النبي لم يمارس عملية التوعية على نظام الشورى .. ولم يطرح الشورى كنظام للأمة " .. فهل يجوز لعاقل أن يدعي على محمد عبده التشيع، وهو الذي امتلأت صفحات أعماله الكاملة بالحديث عن الشورى باعتبارها روح النظام الإسلامي، وعماد تأسيس الدولة الإسلامية، والسبيل لاختيار الخلفاء وولاة الأمر بين المسلمين؟! أم أننا بإزاء أكاذيب وأوهام من العيار الثقيل "؟
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=34255&Page=7&Part=1
ـ[شتا العربي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 04:01 م]ـ
الكذب على شيوخ الأزهر بين أهل التشيع ودعاة التنصير! ـ أشرف عبد المقصود
أشرف عبد المقصود: بتاريخ 9 - 5 - 2007
في سياق الحملة المُغْرضة على الإسلام والمسلمين خَرَجَت علينا هذه الأيام بعض المؤسسات التي تخدم هدفَ التنصير بفيلم أمريكي مشبوه عن (المسيح والأزهر) اتهمت فيه شيخَ الأزهر الأسبق الشيخ محمد محمد الفحام رحمه الله بالرِّدة عن الدين الإسلامي قبل وفاته ثم اعتناقه للمسيحية وإجبار الرئيس السادات له على الخروج من مصر حتى لا يثير بلبلة وأنه خرج من مصر بلا رجعة ودفن بأوربا!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/101)
تذكرت وأنا أتابع صدى هذه الأكذوبة الجديدة قول الله تعالى: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}. فلا شكَّ أن الكذب أحد الأسلحة الفتاكة التي يقاتل بها أهلُ الباطل أهل الإسلام، وهو أحد الأساليب الخبيثة التي تستخدمها الفرق الهدامة للكيد لأهل السنة والهجوم على حملة السنة من الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وإذا كان أهل التنصير اليوم يستخدمون هذه الوسيلة الوقحة مع شيخ الأزهر الشيخ محمد الفحام رحمه الله بأنه ارتد وتنصَّرَ فقد استخدمها الشيعة من قبلُ مع شيخ الأزهر الشيخ سليم البشري رحمه الله وأنه تشيَّع وترك مذهب أهل السنة!! واستخدموها أيضا مع الشيخ محمد عبده والشيخ محمود شلتوت أيضا وأنهما تشيعا!! يقول الدكتور محمد عمارة في كتابه " فتنة التكفير " ص 100: ((وإذا كانت الأوهام درجات ومستويات فيها البسيط والمتوسط والثقيل فإن ذروة الأوهام الشيعية قد تمثلت في ذلك الذي ادَّعاه الكذبة – المرتزقة – من تحول عدد من أئمة أهل السنة والجماعة وأعلامهم إلى المذهب الشيعي، لقد ادَّعوا ذلك على شيخ الأزهر ومفتي المالكية الشيخ سليم البشري، وادَّعوه على الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت، بل وبلغ بهم الوهم الكاذب إلى حدِّ ادِّعاء ذلك على الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده!!)) اهـ
ولما كانت ظاهرة الكذب عل شيوخ الأزهر الراحلين قد استفحل أمْرُهَا إلى هذا الحد الذي ينذر بخطر على بسطاء أهل السنة - وفي الوقت الذي لم نسمع فيه للمؤسسة الأزهرية الرسمية حتى الآن بيانا يُكَذِّب هذه الافتراءات - فقد رأيت أن أقدم بعض الوقفات المهمة إيضاحًا للأمر وكشفًا للتلبيس وبيانًا لغرض هؤلاء ومكرهم وكيدهم، فأقول وبالله التوفيق ومنه أستمد الإعانة:
* * * *
(1) أما كذب أهل التنصير على شيخ الأزهر الأديب النحوي الشيخ محمد محمد الفحام رحمه الله (ت 1400هـ):
فيجاب عنه بما يلي:
أولا: الغرض من الأكذوبة ببساطة أيها السادة: هو تسهيل أمر الرِّدة على الناس، فإنهم يظنون بزعمهم أن ضعاف النفوس من المسلمين إذا رَأَوا أكبر رأس لمؤسسة دينية سنية بمصر قد ارتدَّ وتَنَصَّرَ فسيهون الأمر عليهم.
خاصة وهؤلاء الكذبة يبذلون كل جهد في التبشير والتنصير وإلقاء الشبهات والترغيب بكل ما يستطيعون، ومع ذلك لا طائل من وراء مايفعلون إلا الفلس. لاسيما وكتَّاب الإفك ممن يبيعون أنفسهم وأهليهم ودينهم لاهَمَّ لهم هذه الأيام إلا الطعن في حدِّ الرِّدة وإثارة اللغط حوله.
ثانيا: لماذا لم ينشر هذا الدَّجل أثناء واقعة الرِّدة المزعومة والرَّجل - حسب زعمهم - في دارهم بأوربا ومات ودفن فيها؟ فلماذا لم يظفروا منه بشيء يُدَلِّل على ما يقولون ويزعمون؟ فهم يقيمون الدنيا ويقعدوها إذا استضافوا روائيا أو كاتبا مغمورا قد ارتدَّ عن دينه! فيصنعون منه بطلًا ويعطونه أرفع الجوائز وتستضيفه الجامعات ودكاكين حقوق الإنسان تتحدث عنه في كل مكان، فماذا لو كان المرتد شيخا للأزهر أكانوا يسكتون عن هذا الحدث؟
ثالثا: حكى حفيد الشيخ الفحام رحمه الله المهندس محمد الفحام في حوار له بجريدة الأسبوع: ((أن جدَّه الدكتور الفحام كان رجلا صواما قواما حتى لاقى ربه، وأنه قبل وفاته بشهرين كان صائما وقام ليتوضأ فسقط على الأرض وأصيبت قدمه بكسر ونظرًا لظروف سنه - حيث كان قد بلغ ال 86 عاما - رفض الأطباء إجراء عملية جراحية له فلازم السرير لمدة شهرين حتى توفي ودفن بالإسكندرية)) اهـ.
ولا يكفي في هذا المقام ردُّ الحفيد بقوله: ((إن تاريخ جده الفحام أكبر من أي رد ومن أي محاولة للتصحيح))! فما يدرينا ماذا سيصنعون بعد ذلك؟ ربما يخرجون لنا كتبا تنسب للشيخ تطعن في الإسلام وتدعو المسلمين للردة عن الدين الحق. ولنا في أهل التشيع عبرة بما فعلوه مع شيخ الأزهر الشيخ سليم البشري رحمه الله كما سيأتي.
* * * *
(2) وأما دفع أكاذيب الشيعة على شيخ الأزهر ومفتي المالكية الشيخ سليم البشري رحمه الله:
فيحتاج منا لعدّة إيضاحات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/102)
أولا: القصة المزعومة لتشيع شيخ الأزهر الشيخ سليم البشري رحمه الله باختصار والغرض منها: أنه بعد وفاة الشيخ البشري بعشرين عاما خرج علينا أحد الكذابين المحتالين من الشيعة ويدعى عبد الحسين العاملي فنشر كتابا يسمى " المراجعات " زعم فيه أن هذه مراسلات بينه وبين شيخ الأزهر الشيخ سليم البشري انتهت بتشيعه.
- وأما الغرض من هذه الفرية الباطلة فهو إقناع السذج من أهل السنة أن هؤلاء العلماء الكبار تركوا التَّسنن فافعلوا مثلهم واقتدوا بهم وقد نشروا مؤخرا خمس مجلدات كبار مليئة بالإفك بعنوان (المتحولون) ذكروا فيها - كذبا - الكثير من العلماء والمفكرين ممن تحولوا من السنة للشيعة وفي مقدمتهم شيوخ البشري ومحمد عبده وشلتوت ووضعوا صورهم على أغلفة هذه المجلدات ترويجًا للتشيع!!
- ومن حِيلهم وألاعيبهم المكشوفة لنشر هذا الكتاب المفترى أنهم عمدوا لبعض المتشيعة الجدد بمؤلفات تدور حول فكرة مؤدَّها: إقناع السذج من أهل السنة بأن هذا الكتاب كان له الأثر البالغ في تشيعهم: ومنها: (ثم اهتديت) للمتشيع التيجاني، و (لماذا اخترت مذهب الشيعة) للمتشيع محمد مرعي الأنطاكي، و (ومن الحوار اكتشفت الحقيقة) للمتشيع هشام آل قطيط.
ثانيا: الكذب عند الشيعة من الإيمان؛ فهم يروون عن الصادق أنه قال: ((تسعة أعشار الدين في التقيَة ولا دين لمن لا تقيَّة له) بحار الأنوار (66/ 486)، ولذا فهم يتعمدون الكذب ويقولون: ((ديننا التقية))، وهو أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما في قلبه وهذا هو الكذب والنفاق. فإذا كانوا يكذبون على أهل البيت ويضعون عليهم الأحاديث فالكذب على من سِوَاهم أشد. وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: (مَا من أهل الأهواء أشهد بالزُّور من الرافضة). ولا تنس أن هذا العاملي المحتال هو الذي جمع الأكاذيب والقصص المفتراة على أبي هريرة وأودعها في كتاب له بعنوان " أبو هريرة ". هذا الكتاب الذي ينهل منه أصحاب النفوس المريضة ومن يبحثون عن كل نقيصة للطعن في السنة المطهرة وحملتها. وقد كشف الدكتور العلامة مصطفى السباعى في كتابه الرائع (السنة ومكانتها في التشريع) أكاذيب العاملي على أبي هريرة، وكذا نسفها العلامة محمد عجاج الخطيب في كتابه (أبو هريرة راوية الإسلام). كما ردَّ على كتاب المراجعات ونسف ما فيه من أباطيل وافتراءات غير واحد من العلماء والباحثين: منهم الدكتور علي أحمد السالوس في (المراجعات المفتراة على شيخ الأزهر البشري)، والشيخ الفاضل عثمان محمد الخميس في كتابه (المراجعات على المراجعات)، والشيخ أبي عبد الله النعماني في (مجمل عقائد الشيعة والمراجعات في الميزان).
ثالثا: يقول الدكتور علي السالوس عندما أوصلني المستشار طارق البشري بابن الإمام سليم البشري وتحدثت معه وسألته عن كتاب المراجعات قال لي: قرأت الحديث على أبي ثلاثين سنة وما ذكر لي شيئا عن الشيعة وما كان يخفي عني أي شيء. ونقل الشيخ السالوس من كتابين للبشري أحدهما: يسمى (وضح النهج) وهو مخطوط شرح فيه نهج البردة لأحمد شوقي والآخر: يسمى (عقود الجمان في عقائد أهل الإيمان) نقل منهما الكثير من فضائل الصحابة خاصة الشيخين أبي بكر وعمر مما لا يحبه ولا يطيقه أهل التشيع. ونقل الكثير من أقوال البشري التي يخالف بها أهل السُّنَّة الشيعة. وقد توفي رحمه الله سنة 1335هـ - 1916م عن عمر يناهز التسعين، ورثاه حافظ ابراهيم بقصيدة بليغة أشاد فيها بتمكنه من علم الحديث، ومطلعها:
أيدري المسلمون بمن أصيبوا * * * * * وقد واروا سليما في التراب
هو ركن الحديث فأي قطب * * * * * لطلاب الحقيقة والصواب
رابعا: الردود التفصيلية على هذا الكتاب مبسوطة فيما ذكرت من ردود، وأما الرَّدُّ العام فبسهولة شديدة يستطيع المرء أن يكشف زيف هذا الكتاب: فيقال لهذا الكذاب:
(1) أين صور الرسائل والمراسلات الخطية التي كتبها البشري لك؟ لاشيء. لا صورة ولا مخطوطة لرسائل البشري المزعومة التي بلغت ستا وخمسين رسالة!!
(2) ولماذا لم ينشر الكتاب في حياة البشري؟ لأن المحتال سينكشف كذبه وخزيه وسيفضحه البشري! فلما خلا له الجو بموت البشري انبرى لنشر الكذب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/103)
(3) أسلوب الحوار يكشف الحقيقة، يقول الشيخ عثمان محمد الخميس حفظه الله: ((القارئ لهذه الرسائل يرى الشيخ البشري تلميذا صغيرا يقف بين يدي معلمه يسأل ويستفهم ثم يُثني ويطري فقط لاغير مع ما عُلِمَ عند الخاص والعام من مكانة شيخ الأزهر في ذلك الوقت وعلمه وعلو كعبه، علما بأن الموسوي في تلك الفترة لم يتجاوز الأربعين من عمره بينما تجاوز البشري الستين تقريبا)) اهـ
* * * *
(3) وأما دفع أكاذيب الشيعة على شيخ الأزهر الشيخ محمد عبده رحمه الله:
فقد نقل الكذابون فيما نشروه من مجلدات الافتراء المسماة بـ (المتحولون) نقلا عن واعظ الإفك وسباب الصحابة المدعو حسن شحاتة قصة فجة تنتهي بتشيع الشيخ محمد عبده رحمه الله وتَرْكه لمذهب السنة!! والجواب:
أولا: هل حكايات الكذاب سابّ الصحابة حسن شحاتة - عامله الله بما يستحق - أصبحت دليلا من الأدلة على تشيُّع شيخ الأزهر الشيخ محمد عبده رحمه الله. نعوذ بالله من الخذلان!!
ثانيا: قد ردَّ هذه الدعوى بالتفصيل الدكتور محمد عمارة حفظه الله في كتابه (فتنة التكفير) ص (100 - 112) فقال: ((وإذا كان هذا الفن من فنون الأوهام الكاذبة والأكاذيب الوهمية يحتاج في الرد عليه وتفنيده إلى دراسة خاصة فإننا نشير هنا مجرد إشارات إلى مكانة هذه الدعوى عن تحول الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده إلى التشيع)) اهـ ثم نقل الكثير من ردود الشيخ محمد عبده على عقائد الشيعة وانحرافاتهم وذلك من (أعماله الكاملة) التي أشرف على جمعها وتحقيقها مما يدحض هذه الدعوى (1/ 381 - 399، 5/ 34 - 35، 5/ 229، 3/ 377، 3/ 285 – 289).
ثالثا: ثم يختم الدكتور محمد عمارة ص (110، 111) رده بقوله: ((وأخيرا: الضربة القاصمة والقاضية في هذا المقام دعوى تحول محمد عبده عن السنة إلى الشيعة تأتي صريحة وحاسمة وعلى لسان محمد عبده نفسه وبرواية تلميذه ومريده وموضع سره الإمام محمد رشيد رضا. روايته لرأي أستاذه محمد عبده في مذهب الشيعة. والذي بلغ من شدته الحد الذي جعل محمد عبده يطلب من رشيد رضا عدم إذاعته في حياته! بل وجعل رشيد رضا يتحرج من إذاعته بعد وفاة الأستاذ الإمام! ولنقرأ ما سجله الشيخ رشيد رضا في تاريخ الأستاذ الإمام (1/ 934) عن هذا الرأي لنعلم حقيقة موقف محمد عبده عن مذهب الشيعة .. : وذكر – أي الأستاذ الإمام – ما لم يأذن لي بنقله في حياته وأرى الحكمة في ترك التصريح به بعد وفاته وإنما أقول: إن حكمه عليهم (الشيعة) أشد من حكم شيخ الإسلام ابن تيمية. وقال (أي محمد عبده): هم أحوج الفرق إلى الإصلاح)) اهـ. ثم يقول د عمارة: ((وإذا كان إخواننا الشيعة – علماء وعامة – يعرفون جيدا حكم شيخ الإسلام عليهم – وهو ما لا نريد أن نذكره هنا – وإذا كان حكم الإمام محمد عبده على مذهبهم أشد من حكم ابن تيمية فكيف يليق بهم أن يفتحوا أبوابهم للكذبة المرتزقة ليزيفوا عليهم موقف محمد عبده من الشيعة والتشيع فيدعون تحوله من السنة إلى الشيعة لا بدليل ولا قرينة وإنما بحكايات خرافية هي أشبه ما تكون بحكايات العجائز لصغار الأطفال!! ثم يكتبون ذلك ويطبعونه وينشرونه فيما صنفوا عن (المتحولين)؟!)) اهـ
(3) وأما دفع أكاذيب الشيعة على شيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت رحمه الله:
فقد أودع الكذابون فيما نشروه من مجلدات الافتراء المسماة بـ (المتحولون) شيخ الأزهر محمود شلتوت ضمن من تشيعوا ووضعوا صورته على غلاف المجلد مستغلين الفتوى التي أفتى بها بجواز التعبد على مذهبهم في الفروع. والجواب:
أولا: قد بيَّنا من قبل - في مقال سابق - قصة هذه الفتوى وأنها تدور على العبادات والمعاملات وأن الشيخ شلتوت لم يتعرض فيها للعقائد ويؤكد ذلك قوله فيها: (ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات) اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/104)
ثانيا: قصة الفتوى يحكيها الشيخ محمد حسنين مخلوف رحمه الله ـ المفتي الأسبق وأحد الذين عاصروا هذه الفتوى، يتحدث فيقول: (بدأت فكرة التقريب بين أهل السنة والشيعة حين كان بمصر رجل شيعي اسمه " محمد القمي " وسعى في تكوين جماعة سماها " جماعة التقريب " وأصدر " مجلة التقريب " وكتب فيها بعض الناس وأنا لم أكن موافقا لا على التقريب ولا على المجلة ولذلك لم أكتب في المجلة ولم اجتمع مع جماعة التقريب في مسجد ما، وقد سعى " القمي " لدى شلتوت في أن يقرر تدريس مادة الفقه الشيعي الإمامي في الأزهر أسوة بالمذاهب الأربعة التي تدرس فيه، وأنا حين علمت بهذا السعي كتبت كلمة ضد هذه الفكرة وأنه لا يصح أن يدرس فقه الشيعة في الأزهر، ألا ترون أن الشيعة يجيزون نكاح المتعة ونحن في الفقه نقرر بطلان نكاح المتعة وأنه غير صحيح، وقد أبلغت هذا الرأي لأهل الحل والعقد في مصر إذ ذاك وأصدروا الأمر لشيخ الأزهر بأنه لا يجوز تدريس هذا الفقه ولم ينفذ والحمد لله) اهـ. نقلا عن (مسألة التقريب للدكتور ناصر القفاري 2: 358). فما ذكره الشيخ مخلوف رحمه الله أكده الشيخ شلتوت نفسه حين سئل عن زواج المتعة - وهو جزء من الفقه الشيعي - فأجاب الشيخ شلتوت بأن أمثال هذا الفقه الذي يبيح زواج المتعة لايمكن أن يكون شريعة الله. ففي " فتاويه " ص (275) يقول عن زواج المتعة: (إن الشريعة التي تبيح للمرأة أن تتزوج في السنة الواحدة أحد عشر رجلا وتبيح للرجل أن يتزوج كل يوم ما تمكَّن من النساء دون تحميله شيئا من تبعات الزواج؛ إن شريعة تبيح هذا لا يمكن أن تكون هي شريعة الله رب العالمين ولا شريعة الإحصان والإعفاف!!) اهـ
فبالله عليكم من يقول هذا الكلام يقال عنه تحول للمذهب الشيعي! وترى لو تكلم الشيخ شلتوت عن عقائدهم المنحرفة وتكفيرهم لأمهات المؤمنين وأبي بكر وعمر وعثمان فما هو قائل؟
* * * * * *
وختاما تبقى كلمة:
إننا نطالب شيخ الأزهر وعلماء الأزهر – لاسيما أقسام الفرق والمذاهب - ومجمع البحوث الإسلامية بالقيام بواجبهم في تفنيد هذه الأكاذيب على شيوخ الأزهر الراحلين وأن يصدروا بيانًا وردًا تفصيليًا ينفون فيه كذب المضللين وإفك المفترين:
1 - دفاعا عن مكانة هؤلاء الشيوخ الذين ينتسبون لهذه المؤسسة السُّنية العريقة.
2 - ونشرا للحقائق وردًّا على هذه الأباطيل التي قد يغتر بها بعض العوام والبسطاء من أهل السنة.
3 - وإثباتًا للتاريخ وحتى تعرف الأجيال المقبلة أن الأزهر ردَّ في حينه ووقته هذا الكذب والبهتان. لاسيما وقد ذكر الدكتور السالوس في مقدمة كتابه (المراجعات المفتراة) نقلا عن شيخ الأزهر الراحل الشيخ جاد الحق رحمه الله أنه في أسفاره قد حدثه الكثير من المسلمين عن تقصير الأزهر في عدم الرد على كتاب المراجعات! أسأل الله أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
Bokhary63@yahoo.com
========
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=34046
ـ[شتا العربي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 11:23 ص]ـ
....
ـ[شتا العربي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 10:48 ص]ـ
"إن سعيكم لشتى" ـ د. محمد عمارة
د. محمد عمارة:: بتاريخ 21 - 5 - 2007
كان أهل السنة والجماعة يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء أكان المراد بآل البيت نساء النبي كما هو المعنى في القرآن الكريم أو كان المراد بهم الصالحون من ذرية علي بن أبي طالب من السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عن الجميع لذلك فإن خلاف أهل السنة والجماعة مع الشيعة ليس حول حب آل البيت .. وإنما الخلاف معهم حول تكفير الشيعة للصحابة .. وحول غلوهم في آل البيت ..
لقد آله بعض الشيعة الباطنية الإمام علي بن أبي طالب .. وحتى الشيعة الاثني عشرية فإنهم قد غلو فيه غلوا شديدا .. فزعموا كما يقول الكليني {329 ه941م} في "الكافي" " أنه كان محدثا .. يحدثه قلبه " أي أنه كان يوحي إليه .. وزعموا أن روح القدس كان يمكث في أذنه!! ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/105)
وقالوا عن كل أئمتهم بعبارة محمد رضا المظفر في عقائد الإمامية:" إن قوة الإلهام عند الإمام التي تسمى بالقوة القدسية تبلغ الكمال في أعلى درجاته .. ومتى توجه الإمام إلى شيء من الأشياء وأراد معرفته استطاع عمله بتلك القوة القدسية الإلهامية بلا توقف ولا ترتيب مقدمات ولا تلقين معلم والأئمة لم يتربوا على أحد ولم يتعلموا على يد معلم من مبدأ طفولتهم إلى سن الرشد حتى القراءة والكتابة ولم يثبت عن أحدهم أنه دخل الكتاتيب أو تتلمذ على يد أستاذ في شيء من الأشياء مع مالهم من منزلة علمية لا تجارى وما سئلوا عن شيء من الأشياء إلا أجابوا عليه في وقته ولم تمر على ألسنتهم كلمة لا أدري ولا تأجيل الجواب إلى المراجعة أو التأمل أو نحو ذلك"!!!
وإذا كان قارئ هذا الكلام يعجب كيف يرفع مسلم مقام الإمام فوق مقام خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم الذي كان يؤكد القرآن على بشريته .. وعلى أنه لا يعلم من الغيب إلا ما يوحى إليه .. والذي كان يسأل كثيرا فينتظروا الوحي كي يجيب .. والذي كان يجتهد فيما لا وحي فيه فإذا جانب اجتهاده الأول نزل الوحي مصوبا .. وأحيانا معاتبا ..
إذا كان القارئ يعجب لمثل هذا الغلو الخرافي في الأئمة عند الشيعة ... فإن العجب يتزايد عندما يرى علماء وفلاسفة من إخواننا الشيعة يؤمنون بمثل هذا الكلام!
بل ويزداد العجب عندما نرى إخواننا الشيعة يكفرون من لا يؤمن بهذا الكلام فيقولون في كتابهم العمدة الكافي الموازي للبخاري عند أهل السنة والجماعة:" إن دفع الإمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر .. ولقد امتازت الإمامة على النبوة لأنها استمرت بأداء الرسالة بعد انتهاء دور النبوة .. فالنبوة لطف خاص والإمامة لطف عام "!!
فهذا الغلو الخرافي في الأئمة صار العقيدة الأم عند الشيعة التي يكفرون كل من يراجع أو يجادل فيها! ...
ولقد زعم بعض المرتزقة الكذبة أن الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده {1266 - 1323ه 1849 – 1905م} قد تحول عن عقلانية الفكر السني واعتنق هذا الغلو الشيعي .. مع أن محمد عبده هو الذي انتقد صراحة هذا الغلو فقال: " وغلا بعض الشيعة فرفعوا عليا وبعض ذريته إلى مقام الألوهية أو ما يقرب منه وتبع ذلك خلاف في كثير من العقائد " ..
نعم إن من الكلام ألوانا يبلغ بعضها الحد الذي يصعب ويستعصى فيه على التصديق .. وصدق الله العظيم {إن سعيكم لشتى} {ولكل وجهة هو موليها}.
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=34546&Page=7&Part=1
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 04:59 م]ـ
========
ـ[شتا العربي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 06:22 م]ـ
بيان حول قبر أبو لؤلؤة المجوسي
جمال سلطان: بتاريخ 12 - 6 - 2007
تفضل الدكتور محمد سليم العوا بأن أرسل لي خطابا ومرفقا به بيان من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتعلق بقضية مزار أبو لؤلؤة المجوسي المجرم الذي قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث أقيم المزار في إيران برعاية واحتفاء رسمي كولي من أولياء الله الصالحين!!، أما الخطاب فهو مرسل إلى الدكتور العوا من آية الله محمد علي التسخيري الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب، يفيد بأن جهوده نجحت في منع هذه الفتنة وأن السلطات اتخذت الإجراءات المناسبة، وأما البيان فهو ثناء على جهود التسخيري ودعوة إلى وأد الفتنة، في البداية أذكر الدكتور العوا بأن التسخيري كان قد كذبنا قبل ذلك بأن نفى وجود هذا المزار من أصله واعتبره دعاية طائفية، عندما علقت هنا على مؤتمر الدوحة، ثم عاد الآن بعد دهر لكي يعترف بالحقيقة ويقول بأن جهوده ضد المزار والاحتفال به أثمرت، ولكنه لم يعتذر عن تكذيبه لنا، لكن ما ساءني في بيان اتحاد العلماء الذي أصدره الدكتور العوا أنه ما زال يتحدث بلغة "المزار المزعوم"، وكأنه ما زال يكذبنا في ما اعترف به الإيرانيون أنفسهم، فقد تحدث البيان عن زيارة وفد الاتحاد إلى إيران وقال: (وقد عُني هذا الوفد عناية خاصة بما كانت قد نشرته بعض المواقع على الشبكة الدولية للمعلومات عن وجود مشهد مزعوم لأبي لؤلؤة المجوسي قاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه)، فما معنى "مشهد مزعوم"، وفيما الخلاف إذن طالما أنه "مزعوم" وعن أي شيئ يتحدث التسخيري إذا كان الأمر "مزعوم"، أعتقد أن النزعة إلى التهوين من "الجريمة"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/106)
تحت ضغط أشواق التقريب تجعلنا أحيانا نعاند الحقيقة أو نهرب منها وهي تطاردنا، غير أني عندما قرأت رسالة التسخيري لم أجد فيها أبدا ما يشير إلى أن "معالم الجريمة" قد زالت، وإنما تحدث الرجل بذكاء من يحسن "تطييب الخواطر" عن التضييق على المحتفلين بالمزار أو نحو ذلك متمنيا أن يزال هذا المشهد الإجرامي، بمعنى أنه ما زال باقيا ولم يزيلوه، ونص التسخيري الحرفي يقول: (أود إعلامكم بأن جهودنا أثمرت والحمد لله بإغلاق باب من أبواب الفتنة فقد رؤي أن قبرا لأحد الدراويش القدامى حوله بعض العوام إلى قبر للمجوسي أبي لؤلؤة وراحوا يحيطونه بشيئ من العناية ولكن المسؤولين هنا أغلقوا الطريق عليهم ومنعوا من تحقق مآربهم وأرجو أن يمحى تماما من الوجود)، انتهى النص، وهو يعني أن المشهد ما زال قائما، وأن إزالة المشهد ما زالت أمنية يرجوها التسخيري، وأن هناك إجراءات ضيقت على المحتفلين، وهو كلام غامض ومصاغ بحرفية المراوغين الذين لا تستطيع أن تمسك بمعنى محدد من نص كلامهم، وأنا مندهش، هل شخصية أبو لؤلؤة وهو مجوسي عابد للنار قبل أن يكون قاتلا، تملك كل هذا الخطر والحضور والشعبية لدرجة أن يصعب على الحكومة الإيرانية إزالة مزاره ومشهده، أمر يحير، كما أن رسالة التسخيري مؤرخة بيوم 2 يونيو الحالي، أي أنها جاءت بعد خمسة أشهر كاملة من زيارة وفد اتحاد علماء المسلمين لإيران، فهل احتاج الأمر إلى خمسة أشهر من أجل "التضييق" على زوار المشهد، إضافة إلى أن بيان اتحاد العلماء جاء مخيبا للآمال، لأنه أفاد بأن الوفد الذي زار إيران التقى بعدد من المسؤولين الإيرانيين يستوضحونهم، في حين أنه كان أسهل وأبسط وأجدى وأنفع وألزم للحجة وأقوم للشهادة أن يطلب الوفد زيارة المشهد نفسه والاطلاع على ما فيه، بدلا من "البحبحة" في فنادق طهران وتبادل التحيات والمشروبات مع السادة المسؤولين، وكأن المسألة جبر خواطر ورفع للعتب، على كل حال، أعتبر أن رسالة التسخيري تمثل اعتذارا ضمنيا لصحيفة المصريون ولصاحب هذه السطور عن التكذيب السابق، ونرجو، كما يرجو التسخيري، أن يتم إزالة هذا المشهد الإجرامي من الوجود.
gamal@almesryoon.com
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=35519&Page=1&Part=8
ـ[شتا العربي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 06:24 م]ـ
مراوغات "التسخيري"!
المصريون: بتاريخ 27 - 1 - 2007
جمال سلطان
كان الحوار الذي أجراه الزميل فراج إسماعيل في موقع قناة العربية مع المرجع الديني الشيعي الكبير آية الله محمد علي تسخيري، نموذجا للخداع وتضليل الرأي العام والهروب من استحقاقات الأمانة العلمية والأمانة الواقعية أيضا، لقد تمت مواجهة الرجل بالكلام الصريح والواقع الذي يعرفه الكافة، فمرة يدعي أنه سمع به ولكن لم يتحقق منه، رغم أنه يقترب من الثمانين من عمره، ومرة يدعي أنه لم يسمع كلام صاحبه رغم أنه كان رئيس الجلسة التي تحدث فيها، وغير ذلك من مراوغات تكشف عن "العبث" الذي يتم من خلال اللجان المزعومة للتقريب المذهبي، وهو ما يؤكد على أن هذا المطلب النبيل تم توسيده إلى غير أهله، ولا يصح أبدا أن تمنح قيادة مثل هذا العمل الأهلي والديني لشخصيات متواطئة مع النظام الإيراني، أو تعمل في خدمته ظاهرا وباطنا، كما هو حال التسخيري، عندما سأله عن مزار أبو لؤلؤة المجوسي في كاشان قال:إنه مجرد مكان وهمي ليس له اعتبار ولا يزوره أحد، أما أنه وهمي فهو تحصيل حاصل لأن هذا المجرم دفن في المدينة بعد جريمته النكراء باغتيال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ولكن المصيبة كلها في هذه "الرمزية" أن تقيم له الحكومة الإيرانية مقاما في أراضيها ليكون مزارا دينيا تكريما له وتعظيما، هذه دلالة إجرامية لا يمكن أن تغفل عنها عين ناصح ولا ضمير إنسان، وبالتالي عندما يهون من شأنه التسخيري فإنه "يضلل" الناس ويروغ من مواجهة الفضيحة ويدافع عنها بطريقة أخرى، ولذلك عندما طلب منه فراج إسماعيل أن يحدد موقفه من إزالة هذا المزار كمطلب، هرب من الإجابة وقال: أنا غير متأكد، مكتفيا بأنه لم يره شخصيا، ويتم حاليا التحقق منه لاقتلاع الفتنة من جذورها، ومشيرا إلى أنه ليس مبنى "فخما أو مهما" بالدرجة التي يجري الترويج لها، وطبعا سيموت تسخيري قبل أن يتحقق، رغم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/107)
أنه يمكنه خلال ساعتين فقط أن يتحقق، هذا بافتراض أنه قضى أكثر من سبعين عاما في إيران ولم يعرف بمزار أبو لؤلؤة، فقط أنا وأمثالي في القاهرة نعرف ذلك ويعرفه الملايين في كل مكان من العالم وصور احتفالاته متوفرة على مواقع الانترنت الشيعية ومكتوب معها "مزار الصحابي الجليل أبو لؤلؤة رضي الله عنه"!!، ثم يوغل التسخيري في التضليل عندما يقول:
لا يهتم بهذا المزار أو المشهد إلا بعض المتطرفين في ثقافتهم، ونحن غير مسؤولين عنه ولا نرى أحدا في إيران يهتم به، ومع الأسف يثيره أعداء "الثورة الإسلامية" ومثيرو الفرقة بين التشيع والتسنن، قضية سخيفة لا قيمة لها، مرة أخرى يحدثنا عن أعداء الثورة الإسلامية، ولكنه لم يتوقف لحظة ليسأل نفسه أو يجيبنا، لماذا لم تقم الثورة الإسلامية بإزالة هذا العار الإجرامي، بل حمته ورعته ويسرت الزيارة إليه وتدافع عنه حتى اليوم، هل هذا المزار أقامه مجموعة من قطاع الطرق ويدافع عنه الأمريكان والصهاينة لمنع الثورة الإسلامية من إزالته، ما هذا التهريج، وعندما سئل عن رأيه في اعترافات صديقه الدكتور محمد علي آذر شب الأستاذ في جامعة طهران عندما رفض طلب إزالة مقام أبي لؤلؤة واعتبر أنه يعبر عن تيار ديني في إيران وليس من حق دعاة التقريب أن يطالبوا بإزالته ادعى تسخيري أنه لم يسمع منه هذا الكلام، رغم أنه كان رئيس الجلسة التي قيل فيها هذا الكلام، ونقلته فضائية الجزيرة على الهواء ونشره موقعها بالنص الكامل وهو متاح لمن أراد، ثم أضاف التسخيري قوله: ولكني أوصي بعدم الاهتمام بهذا الموضوع إطلاقا فهو شيئ سخيف جدا"، طبعا والأسخف أن يكون في رعاية وحماية ودعم الثورة الإسلامية في إيران، أليس كذلك، هو بطبيعة الحال يعرف أن هذا عار يلحقهم جميعا ويفضحهم أمام الرأي العام الإسلامي في العالم كله، ولذلك يتمنى أن لا يتحدث أحد عنه ولا يذكره، ويؤلمه جدا أن يذكره أحد به ويذكر الناس به، ولذلك يزيد ويعيد على أنه "سخيف" ولا داعي للحديث عنه، ثم عندما سئل عن عمليات التشييع ونشر الكتب الداعية للتشيع ودعم الدعاة للتشيع في العواصم السنية، أبدى استغرابه ـ حسب ادعائه ـ من كلام الشيخ القرضاوي في هذا الشأن، ولكن تأملوا كلماته، قال تسخيري: أنا أؤمن بأنه يجب وقف أي تبشير أو استغلال لهذه المسألة، لكني أؤمن أيضا بأننا لا نستطيع أن نحجر على الإنسان أن يبين رأيه أو أن يستدل عليه. هذا أمر ليس بيد أحد ويخالف حقوق الإنسان والحقوق التي منحها له الإسلام"، أي أنه يخدع سامعه بما يوحي أنه أعطاه باليمين ثم يسلبه باليسار، ليخرج من "الورطة" كما الشعرة من العجين كما يقولون، يعني أنه في المحصلة يؤيد نشر التشيع في العالم السني ويعتبر أن هذا من حقوق الإنسان، ثم يزعم أنه شخصيا وحكومته لا تدعم ذلك، مع أن الصور والتسجيلات تفقأ عين المخادعين جميعا، للاحتفال الإيراني برموز الدعوة إلى التشيع وسب السنة والصحابة من شخصيات مصرية وسودانية وتونسية وغيرها، وتقديمهم على المنابر في قم وطهران وغيرها، ... هذه هي "طينة" الشخصيات الإيرانية التي أوجعوا رؤوسنا بحديثهم عن التقريب بين المذاهب.
gamal@almesryoon.com
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=29682
ـ[شتا العربي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 06:25 م]ـ
القرضاوي والتسخيري .. اللعبة انتهت!
المصريون: بتاريخ 22 - 1 - 2007
جمال سلطان
شهدت العاصمة القطرية الدوحة قبل أيام مؤتمرا إسلاميا للحوار بين المذاهب الإسلامية، فاجأ الشيخ يوسف القرضاوي الحضور في مفتتح اللقاء بانتقاده الحاد لسياسية "التشييع" التي تنتهجها إيران في المجتمعات الإسلامية السنية، وقال موجها كلامه إلى آية الله محمد علي تسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في إيران: «لا يجوز أن يحاول مذهب نشر مذهبه في بلاد خالصة للمذهب الآخر». وتساءل: «ماذا ينفعكم أن تدخلوا بلداً سنياً مثل مصر أو السودان أو المغرب أو الجزائر وغيرها من بلاد خالصة للشافعية والمالكية ... وأن تحاولوا أن تكسبوا أفرادا للمذهب الشيعي؟ ... هل ستكسبون 10 أو 20 أو 100 أو 200 لكن بعد ذلك تنجزون فتنة في البلد، وسيكرهكم الناس ويلعنونكم بعد ذلك»، كلام القرضاوي شديد المنطقية ومن رجل قضى سنوات طويلة من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/108)
عمره ينافح عن التقارب المذهبي وهو مبرأ من أي شبهة غلو مذهبي أو كراهية للآخر، أيضا في نفس المؤتمر تحدث المفكر الإسلامي السوداني ووزير الأوقاف السابق الدكتور عصام البشير، وهو حاليا الأمين العام لمركز الوسطية، تناول الموقف نفسه وأثار موضوع توزيع كتب لمراجع شيعية في معرض الكتاب الأخير في السودان، وتساءل عن مغزى ذلك في بلد كل أهله من السنة. ودعا مراجع الشيعة إلى اتخاذ إجراءات عملية لمنع الكتب التي تتناول الصحابة بالسباب والشتائم، ونبه إلى ضرورة صدور فتاوى منهم في هذا الشأن، هذا الكلام وما سبقه شديد الوضوح، فماذا قال الشيخ محمد علي تسخيري الأمين العام لما يسمى بالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في إيران، دافع عن إيران بشدة وحذر بعاطفية تمثيلية من المؤامرات التي تقوم بها قوى الاستعمار العالمي والصهيونية من أجل التفريق بين المسلمين وبث روح الفرقة، وهذا كلام أقل ما يوصف به أنه مراوغة لا تليق برجل دين، وهروب من مواجهة الأسئلة الصريحة المباشرة، وهو كلام نعبر عنه في العامية المصرية الدارجة بأنه "كلام في الهجايص"، ما دخل إسرائيل في قيام الجمهورية الإيرانية بنشر كتب في معرض القاهرة الدولي للكتاب تهاجم الصحابة وتسب في أهل السنة ورموزهم وتاريخهم ودولهم وتدعو إلى التشيع الصريح، هل هناك أصابع صهيونية هي التي اخترقت ـ مثلا ـ المؤسسة الدينية الإيرانية وحركت "رجالها" هناك من أجل إنتاج هذه الكتب وشحنها إلى القاهرة وعرضها للبيع برخص التراب وأحيانا توزع مجانا على المسلمين السنة، وما دخل الصهاينة أو الأمريكان في احتضان إيران لشخصيات مصرية تشيعت وإمدادها بالمال والكتب والاستقبالات المبهرة في طهران وقم لكي تعود تنشر سمومها وأحقادها على كل ما ينتمي للسنة في الصحف المصرية وتتباهى المواقع الشيعية الإيرانية وهي تنشر صورهم في احتفالات قم وغيرها محتضنين رموز الشيعة الإيرانيين، ونفس الشيئ في السودان، البلد السني تاريخيا وبالكامل، لماذا تنشط الحكومة الإيرانية ومؤسساتها الدينية من أجل نشر التشيع بين شبابه، هل هذه الجهود هي التي تصنع الألفة بين المذاهب الإسلامية، وهل هذه النشاطات هي التي تعزز التضامن أم أنها هي التي تخدم مخططات أعداء الأمة من أجل تعزيز الفرقة، وهنا يصح أن نقول بأن النشاطات الإيرانية هي الظهير الداعم للمخططات الإسرائيلية لتفتيت المنطقة وبث روح العصبية المذهبية فيها وتهييج الخواطر، بدون أي معنى، ومن حقنا أن نكرر ما قاله الشيخ يوسف القرضاوي: كم شخصا ستربحون لتشييعهم عشرة عشرون، ولكنكم ستكسبون عداوة الملايين وتبثون روح الكراهية بين جنبات الأمة وتخدمون بذلك مخططات الأعداء العابثة، إن معلوماتي المؤكدة تفيد بأن التسخيري الذي يقدم نفسه بأنه راعي الحوار بين المذاهب هو شخصيا المشرف على جهود التشييع في العالم السني، ولعل هذه المعلومات التي وصلت للشيخ القرضاوي هي التي استفزته مؤخرا عندما غضب في نقابة الصحفيين المصريين وفي جلساته الخاصة وفي مؤتمر الدوحة أخيرا، عندما وجد أن "التسخيري" وجماعته يخدعونه ويبتزون طيبته لأغراض دنيئة ويتخذون من كلماته التي تحض على السماحة مجرد غطاء لتمرير جهودهم السوداوية لتشييع شباب السنة في بلدان لا تعرف الفرق بين الشيعي والشيوعي فيثيرون اللغط والفتنة والقلق، ثم في النهاية يعطوننا الدروس عن أهمية الوحدة وخطورة مخططات الصهاينة والأمريكان والجن الأحمر.
gamal@almesryoon.com
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=29458
ـ[شتا العربي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 06:41 م]ـ
محمد عبده والمذهب الشيعي .. نقد ما جاء في كتاب "المتحولون"
د. محمد عمارة
د. محمد عمارة: بتاريخ 11 - 6 - 2007
لقد أصدر إخواننا الشيعة ـ في لبنان ـ كتابا من عدة أجزاء تحت عنوان "المتحولون" ذكروا فيه أسماء عديد من الذين زعموا أنهم تحولوا من مذهب أهل السنة والجماعة إلى المذهب الشيعي .. الأمر الذي يشعر قارئ هذا الكتاب بأن هذا التحول قد تم من دين إلى دين أخر .. أو على الأقل من الإسلام إلى إسلام مواز .. هو التشيع! ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/109)
وفي كتاب "المتحولون " هذا كتب "مرتزق ـ جاهل" لم يقرأ شيئا عن فكر الإمام محمد عبده "1266 - 1323هـ 1849 - 1905م" وهو فكر معروف ومجموع في أعماله الكاملة ـ كتب هذا "المرتزق ـ الجاهل "الذي كان يصعد منبر أحد المساجد ـ في القاهرة ـ ليسب أبا بكر وعمر وأم المؤمنين عائشة وسائر صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ!! .. كتب أن محمد عبده قد ترك مذهب أهل السنة والجماعة وأصبح شيعيا .. ولو قرأ هذا "الجاهل" نقد محمد عبده لعقيدة الشيعة في عصمة الأئمة ـ وهي عمدة العقائد الشيعية ـ وكلامه عن الشورى ـ التي يرفضها الشيعة كطريق للإمامة والدولة والخلافة ـ ورفضه للسلطة الدينية الكهنوتية ـ وهي من أمهات عقيدة الشيعة في الإمامة وولاية الفقيه ـ لو قرأ شيئا من فكر الإمام محمد عبده لما غرر بإخواننا الشيعة .. وباع لهم الوهم الكاذب.ولما نشروا في كتاب "المتحولون" ما كتبه هذا "المرتزق ـ الجاهل"في هذا الموضوع ..
بل لو قرأ حتى ما كتبه الشيخ محمد رشيد رضا "1282 - 1354هـ 1865 - 1935م" عن رأي محمد عبده في الشيعة ومذهبهم وهو رأي معروف ومنشور في كتابه "تاريخ الأستاذ الإمام" ج 1 ص 934 لما قال هذا الذي قال ..
لكن الأمر ليس أمر هذا "الكاتب" .. وإنما هو أمر إخواننا الشيعة الذين نشروا هذا الذي نشروه في كتاب "المتحولون " وهم يعلمون تمام العلم ما كتبه رشيد رضا عن الحوار الذي دار بينه وبين أستاذه محمد عبده حول البهائية .. ودعوى داعيتهم عباس ميرزا فضل الله "1260 - 1339هـ 1844 - 1921م" أنهم ـ أي البهائية ـ ما قاموا إلا "لإصلاح مذهب الشيعة وتقريبه من مذهب أهل السنة" ثم يقول رشيد رضا ـ في حكايته لهذا الحوار: ـ "وذكر ـ أي الشيخ محمد عبده ـ ما لم يأذن لي بنقله عنه في حياته .. وأرى الحكمة في ترك التصريح به بعد وفاته .. وإنما أقول: إن حكمه على الشيعة أشد من حكم شيخ الإسلام ابن تيمية وقال ـ أي محمد عبده ـ: هم أحوج الفرق إلى الإصلاح! ..
هذه شهادة رشيد رضا على رأي محمد عبده في الشيعة .. وحكمه عليهم الذي هو أشد من حكم ابن تيمية عليهم! ..
وإذا كان إخواننا الشيعة علماء وعامة يعرفون جيدا حكم ابن تيمية عليهم وإذا كان حكم محمد عبده عليهم أشد من حكم ابن تيمية فكيف يليق بهم أن ينشروا هذا الذي نشروه عن تحول محمد عبده من المذهب السني إلى المذهب الشيعي؟! ..
إن عقلية الأقلية الساعية إلى تكثير عددها لا تجيز مثل هذا العبث في مثل هذه الميادين .. والفضاء الشيعي ليس فقيرا في العلماء والمفكرين حتى يتسولوا كتابات ساقطة من مثل هذا الذي كتبوه في كتاب "المتحولون" عن محمد عبده وغيره من علماء الإسلام
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=35447
ـ[شتا العربي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 06:44 م]ـ
وانظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102469
ـ[شتا العربي]ــــــــ[27 - 09 - 07, 02:40 م]ـ
والله المستعان
ـ[شتا العربي]ــــــــ[01 - 10 - 07, 09:39 م]ـ
وانظر هنا أيضا
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=678908#post678908
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[02 - 10 - 07, 01:32 ص]ـ
أخي الفاضل بالنسبة لجمال الدين الافغاني فقد و صفه الكثير من أهل السنة بالماسوني و الرافضي!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[22 - 07 - 08, 02:48 م]ـ
قراءة هادئة لـ"المتحولون"
د. محمد عمارة
د. محمد عمارة: بتاريخ 21 - 7 - 2008
في بعض المذاهب هناك "مرتزقة" يتقربون إلى مراجع المذهب بما يرضيهم، حتى ولو كان التقرب مما يعد من العبث واللامعقول! ..
ومن هؤلاء المرتزقة من نشر في كتاب عنوانه (المتحولون) صفحات زعم فيها أن الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الشيخ محمود شلتوت {1310 ـ 1383 هـ ـ 1893 ـ 1913م} قد تحول عن مذهب أهل السنة والجماعة إلى مذهب إخواننا الشيعة الإمامية الأثنى عشرية! ..
والغريب، ليس هذا الذي كتبه هذا "المرتزق" وإنما تلقف إخواننا الشيعة لهذا الذي كتب، ونشره وإذاعته ـ مع الترحيب والاحتفاء ـ دون مراجعة ولا تدقيق ـ رغم امتلاء الفضاء الشيعي بالعلماء المحققين والمدققين ..
* إن الشيعة يقيمون نظرية الإمامة على "النص والوصية والتعيين"، ويرفضون "الشورى" كطريق للإمامة والخلافة ونظام الحكم "بينما يعلن شلتوت أن الشورى: أساس الحكم، وكل حكم لا يقوم على الشورى لا يكون شرعيا".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/110)
* والشيعة يعتبرون الإمام نائبا عن السماء، وليس عن الأمة، بينما يعلن شلتوت أن "الحاكم وكيل للأمة، وليس له عليها سيادة، بل هي سيدته، وهو خادمها الأمين".
* ويؤمن الشيعة بأن السلطة الحقيقية هي للإمام، المعين من السماء، بينما يعلن شلتوت أن "أهل الحل والعقد هم أهل العلم والرأي والخبرة في كل نواحي النشاط الحيوي بالأمة، وهم لسانها المعبر عن رضاها وسخطها، ومن حقهم ترشيح أصلحهم للخلافة، وتقديمه للأمة لترى رأيها فيه عن رضا واختيار، دون ضغط أو قهر، ومن حق كل مسلم أن يكون له رأي في اختيار الخليفة".
* وعصمة الأئمة عقيدة من أمهات عقائد الشيعة .. والإمام عندهم هو القيّم على الشريعة .. وعلى القرآن .. وهو مهبط الوحي، بينما يعلن شلتوت أن "الإسلام لا يخص أحد بحق الاستثناء بتفسير النصوص، ولا بحق إلزام الناس برأيه، بل يمنح هذا الحق لكل مسلم حائز لأهلية البحث .. والخليفة أو الإمام ليس معصوما من الخطأ، ولا هو مهبط الوحي، ولا أثرة له بالنظر والفهم، وليس له سوى النصح والإرشاد، وإقامة الحدود والأحكام في دائرة ما رسم الله، وهو نائب في وظيفته عن الأمة، توليه وتبقيه، وتطيعه ما دام قائما بمهمته، وقائما على حدود الله، وتعزله إذا انحرف عن الحدود، واقتحم حدود الله".
* وبينما يصر إخواننا الشيعة على "زواج المتعة .. الزواج المؤقت" نرى الشيخ شتلوت يرفض هذا الزواج، ويهاجم المتفونين بالدفاع عن حله .. ويسخر من ممارسته .. فيقول ـ بعد تفنيد حجمهم ـ ووصفه لآرائهم بأنها تحريف لآيات القرآن عن مواضعها ـ يقول "أقرأ هذه الآيات وأمثالها لتعلم أنها ـ على رغم ما يحاول المفتونون بمشروعية زواج المتعة من تحريفها عن مواضعها ـ بعيدة كل البعد عن زواجهم الذي يعلنون أنه مشروع، لغاية في نفوسهم، أو تعصبًا لآراء لا نعرفها حجة" ..
ثم يقول: "إن الشريعة التي تبيح للمرأة أن تتزوج في السنة الواحدة أحد عشر رجلا، وتبيح للرجل أن يتزوج كل يوم ما تمكن من النساء، دون تحميله شيئًا من تبعات الزواج، إن شريعة تبيح هذا لا يمكن أن تكون هي شريعة الله رب العالمين، ولا شريعة الإحصان والإعفاف"!.
وهكذا امتلأت الأعمال الفكرية للشيخ شلتوت بالآراء المناقضة والرافضة للعقائد الأساسية للشيعة .. ولو أن علماء الشيعة راجعوا هذه الأعمال لما جاز عليهم هذا الذي كتبه هذا "المرتزق" عن تحول الشيخ شلتوت عن مذهب أهل السنة والجماعة إلى مذهب الشيعة الإمامية .. ولا حول ولا قوة إلا بالله! ..
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=51549&Page=1&Part=2
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[22 - 07 - 08, 10:55 م]ـ
أخي الكريم , الكذب ديدن الرافضة , وقد قرأت ذات مرة في شبكة هجر الرافضية , طهر الله هجر من سكانها , فتوى للسيد علي السيستاني , في وثيقة صادرة من مكتبة وعليها توقيعه , يجيز فيها الكذب على المخالف , دفاعا عن مايعتقدون , وللأسف لا أستطيع أن أزودك بالرابط , لأن الموقوع قد حجب!
وقد كذبوا كثيرا في نسب إعتقادهم البغيض للعلماء , فقد نسبوا مذهبهم للخليل بن أحمد الفراهيدي!! , وجابربن حيان!! , سالم بن أبي الجعد!! وأخوته كلهم , وغيرهم الكثير!
ولعل أكبر كذبة رافضية سمعتها على الإطلاق والتي تفوق كل ماذكرت , هي إنكارهم أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم , بنات غير فاطمة رضي الله عنها!!!!!!!!!!!!!!
وقالوا كل ماسوا فاطمة فهن رباب , في حجر النبي صلى الله عليه وسلم , بنات لخديجة من زوج آخر!!!!!!!!
إنظر في هذا الرابط , تجد رافضيا ينكر على رافضي.
http://www.zalaal.net/ask/033.htm
ـ[أبو البركات]ــــــــ[23 - 07 - 08, 01:53 ص]ـ
جمال الدين الأفغاني مشتبه في دينه فلا يعرف هل هو رافضي أم ماسوني أم براهمي .... الله أعلم بحاله(41/111)
أين أجد متن الطحاوية مسموعا؟؟؟
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[15 - 05 - 07, 03:59 م]ـ
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[15 - 05 - 07, 06:10 م]ـ
تجده هنا
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=781hEdyXw
شرح الله صدرك وبارك فيك
ـ[أبو الحارث السنى]ــــــــ[18 - 05 - 07, 07:03 ص]ـ
الأخ محمد عبد الكريم
جزاك الله خيرا
لقد ساعدتنا كثيرا فى المتون والمواد الصوتيه
بارك الله فيك ولك
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[18 - 05 - 07, 09:45 ص]ـ
جزاكما الله خيراً وبارك فيكما وإن شاء الله انتظرا المزيد قريباً (متون جديدة وكتب مقروءة في المواد الشرعية واللُّغوية)
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[04 - 02 - 08, 02:47 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110798&highlight=%C8%D5%E6%CA+%E3%CD%E3%E6%CF+%CF%C7%E6%C F
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[06 - 02 - 08, 01:10 ص]ـ
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=115245
ـ[أبو يوسف النجدي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 11:38 م]ـ
بقراءة القارئ ياسر سلامة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=67292(41/112)
تعديات الإيمان أربع
ـ[أبوعبدالرحمان المهدي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 06:07 م]ـ
الذي درسناه على مشايخنا أن العلماء اتفقوا على أن الإيمان يتعدى بالباء واللام واختلفوا في تعديه بنفسه فهل من أخ كريم يحرر لنا القول في سبب اختلافهم في تعديه بنفسه. أضف إلى ذلك أني قرأت على أحد العلماء أن الإيمان كذلك يتعدى بعلى فهل من قول في ذلك
جزى الله إخوتي خيرا على المرور و التعليق
ـ[المجدد]ــــــــ[16 - 05 - 07, 03:57 ص]ـ
حياك الله أخي
قول الله تعالى: {الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4)}
ويكون معناه التأمين إذا تعدى بنفسه
ويكون معناه التصديق إذا عُدّيَ بالباء كقوله تعالى: {قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17)}
ويكون معناه الاستجابة أو الاتباع إذا عُدّيَ باللام كقوله تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)}
ولذلك والله أعلم يكون تعريف الإيمان شرعا هو: قبول (التصديق والاتباع) ما جاء في الوحيين بعد بلوغهما للعبد، فإن آمن حقاً كان له الأمن في الدارين
وانظر لقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82)}
أسأل الله لنا الأمن والأمان في الدارين
ـ[أبوعبدالرحمان المهدي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 08:33 م]ـ
أخي الكريم وقفت على أحد أقوال الشيخ ابن عثيمين ر حمه الله يقول فيه "أكثر أهل العلم يقولون إن الإيمان في اللغة التصديق ولكن في هذا نظر لان الكلمة إذا كانت بمعنى الكلمة فإنها تتعدى بتعديتها ومعلوم أن التصديق يتعدى بنفسه والإيمان لا يتعدى بنفسه فنقول مثلا صدقته ولا تقول آمنته بل تقول آمنت به أو آمنت له فلا يمكن ان نفسر فعلا لازما لا يتعدى إلا بحرف الجر بفعل متعد ينصب المفعول به بنفسه.شرح الواسطية
أخي هذا كلام الشيخ واعتراضه فهل لك من تقرير على هذا الخلاف الذي وقع لأني لا أستسيغ احتمال أن يكون قد غاب عن الشيخ رحمه الله دليل الآية الكريمة في سورة قريش "وآمنهم من خوف " أم له عليها قول آخر لا أعرفه فإن كان لك علم بهذا الأمر فأحطنا به حفظك الله.
ـ[أبوعبدالرحمان المهدي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 08:48 م]ـ
للرفع للأهمية
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[25 - 08 - 07, 03:56 ص]ـ
أنظر كتاب " الإيمان الأَكبَر " لابن تيمية فقد فَصَّل القول في المسألة هذه، و شاء الله أني بعيد عن مكتبتي فولا ذاك لكنت لكلامه ناقلا.
و لعله لي عودة بإذنه تعالى(41/113)
هل شبه ابن تيمية نزوله من المنبر بنزول الله إلى السماء الدنيا؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 07:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في الله حق جهاده وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلى الله عليه وعلى آله الطبين الطاهرين وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
نص التهمة
قال ابن بطوطة (57/ 1):" فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس - أي ابن تيمية - على المنبر ... ونزل درجة من درج المنبر وقال - أي ابن تيمية - هكذا ينزل الله إلى السماء الدنيا ونزل درجة " , يقول أبو ناصر: وحاشاه أن يقول ذلك شيخ الإسلام.
أتهم شيخ الإسلام ابن تيمية بتشبيه الله تعالى بخلقه أو التجسيم على كثرة ردوده على المشبهة والمجسمة كما كان يرد على القدرية والجهمية والمعتزلة وغيرهم من المؤولة والمعطلة وهو لا يزيد على ما وصف الله تعالى به نفسه في قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} فقط ,
أثبت في هذه الآية لنفسه ذاتا وصفاتا وفيهما التنزيه عن المماثلة وهو سبحانه كما وصف نفسه سبحا نه بقوله: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ} وكل شيء محتاج إليه وهو مستغني عما عداه وهو مالك العرش ومدبره فهو مستول على عالم الأجسام وأعظمها العرش كما هو مستول على عالم الروحانيات وهي مسخرة له.
لقد صدق كثير من العلماء والأدباء في مختلف العصور هذه الرواية الآتية في رحلة ابن بطوطة الشهير وجعلوها قضية مسلمة يروونها ويتوارثونها إلى عصرنا هذا حتى أن دائرة المعارف الإسلامية التي تنقل الآن إلى العربية في مصر قد ترجمت لإبن تيمية ترجمة بقلم الأستاذ محمد بن شنب فيها أغاليط كثيرة ونقلت عبارة ابن بطوطة هذه.
إن ابن بطوطة رحمه الله لم يسمع من ابن تيمية ولم يجتمع به إذ كان وصوله إلى دمشق يوم الخميس من شهر رمضان عام ست وعشرين وسبعمائة هجرية وكان سجن شيخ الإسلام في قلعة دمشق أوائل شعبان من ذلك العام إلى أن توفاه الله تعالى ليلة الإثنين لعشرين من ذي القعدة عام ثمان وعشرين وسبعمائة هجرية فكيف رآه ابن بطوطة يعظ على منبر الجامع وسمعه.
لم يكن ابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع كما زعم ابن بطوطة (57/ 1) " فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع " بل لم يكن يخطب أو يعظ على منبر الجمعة كما يوهمه قوله:" ونزل درجة من درج المنبر" وإنما كان يجلس على كرسي يعظ الناس ويكون الناس غاصا بأهله.
على إن ابن بطوطة لم يكتب رحلته بقلمه وإنما أملاها على ابن جزي الكلبي وقال هذا في المقدمة (ونقلت معاني كلام الشيخ أبي عبد الله بألفاظ موفية للمقاصد التي قصدها موضحة للمعاني التي اعتمدها) , فيجوز أن يكون ذلك من تحريف النساخ أو وسوسة بعض الخصوم والله أعلم.
وقال ابن خزي الكلبي في آخرها:" انتهى ما لخصته من تقييد الشيخ ابن بطوطة " وهذا دليل واضح على أن الرحلة لم تصلنا بألفاظ مؤلفها.
يقول زين العابدين: ولو قال ذلك شيخ الإسلام لطار بها ألد أعداء ابن تيمية ولم يتفرد بالإخبار عنها رحاله وهو ابن بطوطة.
المراجع
تحقيق شرح حديث النزول لإبن تيمية لمحمد الخميس , ترجمة شيخ الإسلام لبهجت البيطار عليه رحمة الله.
ـ[فيصل الفطاني]ــــــــ[16 - 05 - 07, 09:13 ص]ـ
هل صحيح ما ذكره ابن بطوطة عن شيخ الإسلام ابن تيمية؟؟
استدل كثير من خصوم ابن تيمية للنيل منه بقصة ذكرها ابن بطوطة في رحلته المشهورة، حيث زعم أنه شاهد ابن تيمية على منبر الجامع بدمشق يعظ بالناس ويشبع نزول الله إلى السماء الدنيا بنزوله هو من درجة المنبر!
ما صحة هذه الرواية؟
وما هي حقيقتها؟
وهل كان ابن تيمية حقاً يعتقد بالتشبيه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/114)
الحقيقة أن ما ذكره ابن بطوطة - غفر الله له - عن شيخ الإسلام ابن تيمية لا قيمة له ولا وزن في الميزان العلمي والبحثي، وقد قرر كبار الباحثين المختصين في تراث ابن بطوطة وابن تيمية بأن هذه القصة مختلقة ولا سند يدعهما أو يصححها، والسبب في ذلك .. فيما يلي:
أولاً: ثبوت عدم دقة وأمانة ابن بطوطة في رحلة.
تكلم كثير من العلماء عن رحلة ابن بطوطة، وتناولوها بالنقد والتحليل والدراسة، وخلصوا أنها مجرد مذكرات كتبها المؤلف، ولا تعد توثيقاً أميناً يمكن الاعتماد عليه.
فهذه الرحلة ليست من كتب التاريخ المعتبرة والمعتمدة، فضلاً عن مؤلفها الذي لم يكن معروفاً أنه من أهل الدراية والخبرة والعلم، وقد أثبت المحقق "حسن السائح" في تقديمه لكتاب (تاج المفرق في تحلية علماء المشرق) للشيخ خالد بن عيسى البلوي، أن ابن بطوطة ربما سمع باسم عالم من علماء البلد التي زارها، فيذكر اسمه في رحلته ولو لم يتصل به اتصالاً شخصياً، أو يقابله حقيقة، بل يستفيد مما سمعه ويضمنه رحلته وكأنه قابله أو شاهده، كما فعل في تونس حين ذكر علماً من أعلامها وهو ابن الغماز.
ومما يزيد الأمر وضوحاً .. أن رحلة ابن بطوطة تضمنت أموراً يقطع العلم بكذبها، كما قال إنه زار بعض الجزر والبلدان التي فيها نساء ذوات ثديِ واحدة!!!
وبعض العجائب والخرافات التي حكاها في رحلته يقطع الإنسان بأنها مختلقة ومجرد أساطير يتناقلها الناس، ويسجلها ابن بطوطة وكأنه شاهدها أو اتصل بها!
ثانياً: تحقيق ما نسبه ابن بطوطة لابن تيمية رحمهما الله.
من يحقق ويدقق فيما نقله ابن بطوطة عن ابن تيمية يقطع بكذبه، وذلك لأن ابن بطوطة ذكر أنه حضر يوم الجمعة وابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع ونزل من درجة المنبر وهو يقول إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا .. إلخ.
وهنا لنا وقفات نقدية علمية .. أهمها:
(1) أن ابن بطوطة -غفر الله له- كذب ولم يسمع من ابن تيمية ولم يجتمع به، إذا كان وصوله إلى دمشق يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المبارك عام ست وعشرين وسبعمائة هجرية، وكان سجن ابن تيمية في قلعة دمشق أوائل شعبان من ذلك العام، إلى أن توفاه الله تعالى ليلة الأثنين لعشرين من ذي القعدة عام ثمان وعشرين وسبعمائة هجرية!!
والسؤال الجوهري: كيف رآه ابن بطوطة يعظ على منبر الجامع وسمع منه؟؟!
(2) أن كل من ترجم لشيخ الإسلام ابن تيمية لم يذكر أبداً أنه كان يخطب أو يعظ على منبر الجمعة، ولو كان ذلك كذلك لذكره من ترجم له لأهميته، وإنما كان شيخ الإسلام يجلس على كرسي يعظ الناس، ويكون له مجلساً غاصاً بأهله.
(3) أن حادثة مشهورة جداً جداً مثل هذه الحادثة، فهي أمام الناس، وعلى منبر في مكان مشهور، ومن عالم مشهور ومحسود وله أعداء كثر، ويقول مالا يسع الناس السكوت عنه، ثم ينفرد بنقل هذه الحادثة -التي تتوافر جميع أسباب نقلها وتواترها فيها- ابن بطوطة!!!
ثالثاً: حقيقة كتاب رحلة ابن بطوطة.
وإذا حققنا القول في ذات كتاب الرحلة، وأنصفنا مؤلفه، فإننا قد نخلص إلى أن الكذب والتلفيق والخرافات الموجودة في هذا الكتاب ليست من صنع ابن بطوطة نفسه، بل من النسّاخ، وهذا كثير ما يحصل، حتى الكتب السماوية السابقة قد دخلها من النسّاخ التحريف الكثير.
وقد نبه الحافظ الإمام ابن حجر إلى أن ابن بطوطة -رحمه الله- لم يكتب تفاصيل رحلته وإنما الذي كتبها وجمعها هو أبو عبدالله بن جزي الكلبي وهو من نمقها، وكان العلامة البلفيقي يتهمه بالكذب والوضع!!
وبالرجوع إلى نفس الرحلة نجد أن ابن جزي الكلبي يقول في المقدمة:
(ونقلت معاني كلام الشيخ أبي عبدالله بألفاظ موفية للمقاصد التي قصدها، موضحة للمعاني التي اعتمدها)!!!
ويقول في آخر الكتاب: (انتهى ما لخضته من تقييد الشيخ أبي عبدالله محمد بن بطوطة).
وهذا يدل صراحة أن كتاب رحلة ابن بطوطة لم يصلنا بألفاظ مؤلفه، بل الناقل نص على تدخله في الألفاظ والكلمات.
رابعاً: عقيدة شيخ الإسلام المتواترة عنه تثبت اختلاق هذه القصة.
من كان له إلمام سطحي أو بسيط في تراث شيخ الإسلام ابن تيمية يقطع جازماً أن هذه القصة مختلقة، وليراجع من يشاء مجموع الفتاوى، أو درء التعارض ليعلم أن ابن تيمية يحارب هذا الفكر، ولا يؤمن إلا بما آمن به سلف الأمة رضوان الله عليهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/115)
بل فليراجع من يشاء كتاب "شرح حديث النزل" لابن تيمية ليتعرف عن قرب على عقيدته في نزول الرب سبحانه، وصفاته تعالى.
خامساً: شهادة أهل الإنصاف من العلماء.
إذا كان هناك من يستجيز الكذب والبهتان لينصر مذهبه، أو ليهزم خصمه، فإن كثيراً من العلماء وفي شتى المذاهب لا يبيعون دينهم فيكذبون لنصرته.
فهذا الشيخ العلامة "إبراهيم الكوراني الشافعي الأشعري" يقول في حاشيته المسماة (مجلى المعاني على شرح عقائد الدواني) ما نصه: (ابن تيمية ليس قائلاً بالتجسيم، فقد صرح بأن الله تعالى ليس جسماً في رسالة تكلم فيها على حديث النزول كل ليلة إلى السماء الدنيا، وقال في رسالة أخرى: "من قال إن الله تعالى مثل بدن الإنسان أو أن الله تعالى يماثل شيئاً من المخلوقات فهو مفتر على الله سبحانه").
ثم قال الشيخ العلامة إبراهيم الكوراني: (بل هو على مذهب السلف من الإيمان بالمتشابهات مع التنزيه بليس كمثله شيء).
وهذا المحقق الدكتور "علي المنتصر الكتاني" الذي حقق كتاب (رحلة ابن بطوطة) يقول عن هذه القصة: (هذا محض افتراء على الشيخ رحمه الله، فإنه كان قد سجن بقلعة دمشق قبل مجيء ابن بطوطة إليها بأكثر من شهر، فقد اتفق المؤرخون أنه اعتقل بقلعة دمشق لآخر مرة في اليوم السادس من شعبان سنة 726هـ ولم يخرج من السجن إلا ميتاً، بينما ذكر المؤلف -ابن بطوطة- في الصفحة 102 من كتابه أنه وصل دمشق في التاسع من رمضان)!!
وهذا الدكتور "محمد سعيد رمضان البوطي" يقول:
(ونحن نعجب عندما نجد غلاة يكفرون ابن تيمية رحمه الله ويقولون إنه كان مجسماً، ولقد بحثت طويلاً كي أجد الفكرة أو الكلمة التي كتبها أو قالها ابن تيمية والتي تدل على تجسيده فيما نقله عنه السبكي أو غيره فلم أجد كلاماً في هذا قط .. ورجعت إلى آخر ما كتبه أبو الحسن الأشعري وهو كتاب الإبانة فرأيته هو الآخر يقول كما يقول ابن تيمية، إذن فلماذا نحاول أن نعظم وهماً لا وجود له؟ ولماذا نحاول أن ننفخ في نار شقاق؟)
هذا ما تيسر لي في هذه العجالة ... سائلاً الله أن يوفقنا لخدمة دينه.
وكتبه: صخرة الخلاص
المصدر http://saaid.net/Minute/31.htm
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[16 - 05 - 07, 03:48 م]ـ
جزاكم الله خيراً وهذه مشاركة في دحض تلك الفرية
لقد افترى المفترون على الإمام ابن تيميَّة افتراءات وكلها شبهات ........ ومن هذه الشبهات:
"قالوا: إنه يرى أن ذات الله عز وجل مركبة بعضها يحتاج بعضها إلى بعض وأن الله له جسم وله جهات وينتقل من مكان إلى مكان آخر تعالى الله عما يقولون علواً
كبيراً، وهذا من الكذب الشنيع على شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فإنه – رحمه الله - في كل كتاباته ومؤلفاته يقرر مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان في أسماء الله وصفاته: وهو إثباتها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل على حد قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (1) وقال في مطلع الرسالة الحموية الكبرى لما سئل: ما قول السادة العلماء أئمة الدين في آيات الصفات وأحاديث الصفات فأجاب: (الحمد لله رب العالمين قولنا فيها ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان وما قاله أئمة الهدى بعد هؤلاء الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهذا هو الواجب على جميع الخلق في هذا الباب وغيره) (2) وقال أيضاً في موضوع الحركة والانتقال: " والذي يجب القطع به أن الله ليس كمثله شيء في جميع ما يصف به نفسه فمن وصفه بمثل صفات المخلوقين في شيء من الأشياء فهو مخطئ قطعاً كمن قال: إنه ينزل فيتحرك وينتقل كما ينزل الإنسان من السطح إلى أسفل الدار ... فهذا باطل يجب تنزيه الرب عنه كما تقدم وهذا هو الذي تقوم على نفيه وتنزيه الرب عنه الأدلة الشرعية والعقلية" (3) وقال في موضوع الجسم والتركيب: (فمن قال: إنه جسم وأراد أنه مركب من الأجزاء فهذا قول باطل ... وكذلك كل من نفى ما أثبته الله ورسوله وقال: إن هذا تجسيم فنفيه باطل وتسمية ذلك تجسيماً تلبيس منه) (4) وبهذه المنقولات من كلام شيخ الإسلام – رحمه الله- ظهر بطلان ما نسبه إليه أعداؤه الكذابون من هذه الأباطيل" (5) ومن هذه النقول وغيرها يظهر أن ما قاله الرحالة ابن بطوطة (6) إنما هو افتراء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/116)
محض؛ إذ قال عن الإمام ابن تيمية: "وكنت إذا ذاك بدمشق فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من درج المنبر" (1) ومما يدل على بطلان ذلك أيضاً ما يلي:
• " إن ابن بطوطة – رحمه الله- لم يسمع من ابن تيمية ولم يجتمع به؛ إذ كان وصوله إلى دمشق يوم الخميس التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام ستة وعشرين وسبعمائة هجرية وكان سجن شيخ الإسلام في قلعة دمشق أوائل شهر شعبان من ذلك العام ولبث فيه إلى أن توفاه الله تعالى فكيف رآه ابن بطوطة يعظ على منبر الجامع؟!
• لم يكن ابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع كما زعم ابن بطوطة بل كان يجلس على كرسي يعظ الناس.
• إنك لا تجد في جميع ما تراه من كتبه المخطوطة والمطبوعة غير تفسير مسهب لمثل قوله الذي نُقل عنه ومذهب السلف والأئمة الأربعة وغيرهم: إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل وليس لأحد أن يضع عقيدة ولا عبارة من عند نفسه بل عليه أن يتبع ولا يتبع ويقتدي ولا يبتدي" (2)
• شرح الإمام ابن تيمية حديث النزول شرحاً وافياً مسهباً وبيَّن فيه مذهب السلف الصالح وليس فيه ما افتراه عليه الرحالة ابن بطوطة.
• تتابع المحققين على أن الرحالة ابن بطوطة لم يكتب تفاصيل رحلته بل كتبها له غيره مع التنميق والترتيب.
• لم يجرؤ أحد ممن اتهموه بمثل قول ابن بطوطة أن يقول: كلامه في كتاب كذا أو في فتواه أو رسالته في مكان كذا بل كله إرسال للكلام دون عقال وإحكام وهذا بدور يدل على بطلان نسبة ذلك القول إليه.
1 - سورة الشورى الآية (11).
2 - الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، جـ5 ص5 - 6، مرجع سابق.
3 - نفس المرجع السابق، ص578 - 579.
4 - نفس المرجع السابق، جـ17 ص317.
5 - د. صالح بن فوزان، من أعلام المجددين، ص 37 - 39 بتصرف، دار الصميعي للنشر والتوزيع، بدون ط، الرياض – المملكة العربية السعودية، بدون ت.
الرحالة العربي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي، درس العلوم الدينية وتفقه وتعلم الأدب ومارس الشعر وتولى القضاء في عدة بلاد، كان مغرماً بالسفر وجمع الغرائب والعجائب، جمع في رحلته كل ما رآه أو سمع به في كتابه: تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، توفي سنة 770هـ.
1 - الشيخ محمد بهجة البيطار، حياة شيخ الإسلام ابن تيمية، ص46، مرجع سابق.
2 - نفس المرجع السابق، ص46 - 49 بتصرف.
ـ[أبوعبدالرحمان المهدي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 08:41 م]ـ
أخي هناك احتمال آخر وهو أن شيخ الإسلام رحمه الله شرح معنى النزول في اللغة لا الكيف وهذا يستساغ لكن النقل لم يكن أمينا والله أعلم أضف إلى ذلك ان ما تواتر عنه رضي الله عنه انه ضد عقيدة التجسيم فكيف لابن بطوطة أو غيره أن يفتري عليه هذا علما أن عقيدة الدولة المرينية التي كان تحت حكمها ابن بطوطة كانت عقيدة أشعرية
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[17 - 05 - 07, 12:34 ص]ـ
سمعت شريط للشيخ عبدالكريم الخضير وقد استعرض هذه التهمة وقال حتى لو كانت صحيحة فإن ابن بطوطة عنده بعض الشركيات ولا يقبل منه
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 01:36 ص]ـ
بورك فيكم على هذه الإضافة الرائعة.(41/117)
هل كان ابن الجوزي جهمي المعتقد؟
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[16 - 05 - 07, 08:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل كان ابن الجوزي بالفعل جهمي العقيدة؟ وما هي الادلة على ذلك؟
اود المساعدة ممن لديه علم بالامر
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 09:26 ص]ـ
أخي الكريم.
اليك هذا رابط تحميل كتاب ((زاد المسير في علم التفسير)) للامام ابن الجوزي واطلع على قوله في الاسماء والصفات ومنها الصفات الخبريه لتتبين عقيدة الرجل رحمه الله.
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=1839
وفي الرابط التالي وتحت عنوان ((نبذة عن بعض التفاسير والمفسرين)) يقول صاحب المقال:-
((** زاد المسير في علم التفسير .. لابن الجوزي (508 - 597هـ) **
عقيدته:
كان مضطرباً فيثبت بعض الصفات ويؤول بعضها.
قال شيخ الاسلام: إن أبا الفرج نفسه متناقض في هذا الباب، ولم يثبت على قدم النفي، ولا على قدم الاثبات، بل له في الكلام في الاثبات نظما
ونثرا وأثبت كثيراً من الصفات التي أنكرها في هذا المصنف، فهو في هذا الباب كما هو
كثيرين من الخائفين في هذا الباب من انواع الناس، يثبتون تاره وينفون في مواضع كثيرة.
كما هو حال (ابي الوفاء بن عقيل وابي حامد الغزالي).
وقال ابن قدامه: كان ابن الجوزي امام عصره، الا اننا لم نرتضي تصانيفه في السنه ولا طريقته فيها، وهو في تفسيره يذكر مذهب المؤوله، ومذهب المفوِّضه، ,
فقد ذكر في الاستواء: ان اجماع السلف منعقد على الا يزيد وا على قراءه الايه!! وهذا مذهب المفوِّضه.
وأول صفه الحياء بالخشيه، واول الوجه بالذات، والمجئ والاتيان بمجئ أمر الله وقدرته
وعطّل صفه النفس واليد، واوّل الفوقيه بالقهر والغلبه، والعين بالحفظ، وغير ذلك.
ومما يدل على انه كان لايرى السلف في الاثبات: ماذكره صيد الخاطر عن ابن البر صـ 97 قال: ولقد عجبت لرجل أندلسي يقال له: ابن البر صنّف كتاب التمهيد، فذكر فيه حديث النزول الى السماء الدنيا، فقال: هذا يدل على ان الله تعالى على العرش، لانه لولا ذلك لما كان لقوله (ينزل) معنى، وهذا كلام جاهل بمعرفه الله عز وجل، لانه هذا استعلف من حسه مايعرفه من نزول الاجسام فقاس صفه الحق عليه.
تنبيه:
مايستشهد به بعض المفسرين من وقوع التأويل من السلف فهذا كذب، لانه لم يرد حرف في التأويل عن السلف، وما ذكروه من ذلك: يجب فيه اولا: اثبات صحه السند لمن نقلوه عنه،
ثم يأتي النقاش بعد)).
http://www.lakii.com/vb/archive/index.php/t-172203.html
والله اعلم واترك النقاش في هذه لمسالة لاخواني اهل العلم فهم اولى واحق بتبيان ذلك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 09:35 ص]ـ
الشيخ ابن الجوزي رحمه الله لم يكن من المحققين في باب العقيدة و إطلاق التجهم عليه لا أظنه صوابا سيما انه مضطرب اصلا في هذا الباب فتارة يُثبت و تارة يتأول فهو مضطرب و شيخ الإسلام لم يصفه بالتجهم مثلما فعل مع الرازي حين قال عنه: " فيه تجهم قوي " بل وصفه بأنه متناقض في هذا الباب، لم يثبت على قدم النفي ولا على قدم الإثبات، بل له من الكلام في الإثبات نظماً ونثراً ما أثبت به كثيراً من الصفات التي أنكرها في كتابه دفع شبه التشبيه
و قال ايضا: ومن هو أقرب إلى أحمد والأئمة من مثل ابن عقيل وابن الجوزي ونحوهما .... - أقرب إلى السنة من كثير من أصحاب الأشعري المتأخرين الذين خرجوا عن كثير من قوله إلى قول المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة. انتهى
و لعل خير من يصف حاله الامام ابن رجب الحنبلي رحمه الله حيث قال في ذيل طبقات الحنابلة:
" ومع هذا فللناس فيه - رحمه اللّه - كلام من وجوه.
منها: كثرة أغلاطه في تصانيفه. وعذره في هذا واضح، وهو أنه كان مكثرًا من التصانيف، فيصنف الكتاب ولا يعتبره، بل يشتغل بغيره. وربما كتب في الوقت الواحد من تصانيف عديدة. ولولا ذلك لم يجتمع له هذه المصنفات الكثيرة. ومع هذا فكان تصنيفه في فنون من العلوم بمنزلة الاختصار من كتب في تلك العلوم، فينقل من التصانيف من غير أن يكون متقنًا لذلك العلم منا جهة الشيوخ والبحث، ولهذا نقل عنه أنه قال: أنا مُرتب، ولست بمصنف.
ومنها: ما يوجد في كلامه من الثناء، والترفع والتعاظم، كثرة الدعاوى. ولا ريب أنه كان عنده من ذلك طرف، والله يسامحه.
ومنها - وهو الذي من أجله نقم جماعة من مشايخ أصحابنا وأئمتهم من المقادسة والعلثيين - من ميله إلى التأويل في بعض كلامه، واشتد نكرهم عليه في ذلك. ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف، وهو وإن كان مطلعًا على الأحاديث والآثار في هذا الباب، فلم يكن خبيرًا بحل شبهة المتكلمين، وبيان فِسادها. وكان معظمًا لأبي الوفاء بن عقيل يتابعه في أكثر ما يجد في كلامه وإن كان قد ورد عليه في بعض المسائل. وكان ابن عقيل بارعًا في الكلام، ولم يكن تام الخبرة بالحديث والآثار. فلهذا يضطرب في هذا الباب، وتتلون فيه آراؤه. وأبو الفرج تابع له في هذا التلون.
قال الشيخ موفق الدين المقدسي: كان ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ، وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة. وكان صاحب قبول. وكان يدرس الفقه ويصنف فيه. وكان حافظًا للحديث. وصنف فيه، إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة، ولا طريقته فيها. انتهى." اهـ من ترجمة ابن الجوزي في ذيل الطبقات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/118)
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[16 - 05 - 07, 10:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخواني الكرام:
عبد الرحمن العراقي
المقدادي
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 08:28 م]ـ
وجزاك بمثل ماقلت اخي الكريم.
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[16 - 05 - 07, 08:48 م]ـ
الشيخ ابن الجوزي رحمه الله لم يكن من المحققين في باب العقيدة و إطلاق التجهم عليه لا أظنه صوابا سيما انه مضطرب اصلا في هذا الباب فتارة يُثبت و تارة يتأول فهو مضطرب و شيخ الإسلام لم يصفه بالتجهم مثلما فعل مع الرازي حين قال عنه: " فيه تجهم قوي " بل وصفه بأنه متناقض في هذا الباب، لم يثبت على قدم النفي ولا على قدم الإثبات، بل له من الكلام في الإثبات نظماً ونثراً ما أثبت به كثيراً من الصفات التي أنكرها في كتابه دفع شبه التشبيه
و قال ايضا: ومن هو أقرب إلى أحمد والأئمة من مثل ابن عقيل وابن الجوزي ونحوهما .... - أقرب إلى السنة من كثير من أصحاب الأشعري المتأخرين الذين خرجوا عن كثير من قوله إلى قول المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة. انتهى
و لعل خير من يصف حاله الامام ابن رجب الحنبلي رحمه الله حيث قال في ذيل طبقات الحنابلة:
" ومع هذا فللناس فيه - رحمه اللّه - كلام من وجوه.
منها: كثرة أغلاطه في تصانيفه. وعذره في هذا واضح، وهو أنه كان مكثرًا من التصانيف، فيصنف الكتاب ولا يعتبره، بل يشتغل بغيره. وربما كتب في الوقت الواحد من تصانيف عديدة. ولولا ذلك لم يجتمع له هذه المصنفات الكثيرة. ومع هذا فكان تصنيفه في فنون من العلوم بمنزلة الاختصار من كتب في تلك العلوم، فينقل من التصانيف من غير أن يكون متقنًا لذلك العلم منا جهة الشيوخ والبحث، ولهذا نقل عنه أنه قال: أنا مُرتب، ولست بمصنف.
ومنها: ما يوجد في كلامه من الثناء، والترفع والتعاظم، كثرة الدعاوى. ولا ريب أنه كان عنده من ذلك طرف، والله يسامحه.
ومنها - وهو الذي من أجله نقم جماعة من مشايخ أصحابنا وأئمتهم من المقادسة والعلثيين - من ميله إلى التأويل في بعض كلامه، واشتد نكرهم عليه في ذلك. ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف، وهو وإن كان مطلعًا على الأحاديث والآثار في هذا الباب، فلم يكن خبيرًا بحل شبهة المتكلمين، وبيان فِسادها. وكان معظمًا لأبي الوفاء بن عقيل يتابعه في أكثر ما يجد في كلامه وإن كان قد ورد عليه في بعض المسائل. وكان ابن عقيل بارعًا في الكلام، ولم يكن تام الخبرة بالحديث والآثار. فلهذا يضطرب في هذا الباب، وتتلون فيه آراؤه. وأبو الفرج تابع له في هذا التلون.
قال الشيخ موفق الدين المقدسي: كان ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ، وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة. وكان صاحب قبول. وكان يدرس الفقه ويصنف فيه. وكان حافظًا للحديث. وصنف فيه، إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة، ولا طريقته فيها. انتهى." اهـ من ترجمة ابن الجوزي في ذيل الطبقات
لا هجرة بعد الفتح(41/119)
ماهي الكتب التي يتم قراءتها في باب الاسماء والصفات ابتداءا وحتى الانتهاء؟
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 08:24 ص]ـ
الاخوة اصحاب العلم الافاضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من اجل التحصيل العلمي الصحيح ينصح العلماء في البداية في اي باب علمي ان يبدأ المبتديء بقراءة متن من المتون ثم يتوسع بعد ذلك.
من هذا الباب فماهي نصيحتكم لمن يريدالبدء بالاسماء والصفات تفصيلا من البدايه وحتى الانتهاء منها بالاقوال المتشعبه والردود على المخالفين.
كيف يبدأ التحصيل؟؟.
بمعنى كيف ترتب له الكتب اثناء القراءة ابتداءا من الاسهل وصولا الى مخاض هذا العلم ومن ثم الانتهاء منه؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
ارجوا الاجابة بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 01:40 م]ـ
السلام عليكم أهلا بالحبيب
في هذا الذي سألت عنه قد تختلف جهات النظر
وفي رأيي البسيط القاصر
أنه يبدأ في أحد متون العقيدة التي تشرح أقسام التوحيد الثلاثة ((مثابة مقدمة
في هذا الباب)) مثل متن الاصول الثلاثة ... ومتن كتاب التوحيد
ثم
يبدأ في الواسطية
ثم القواعد المثلى
ثم قواعد ابن القيم التي في البدائع
ثم تقرأ الرسائل العلمية الجديدة في هذا الباب
منها ... رسائل الدكتور محمد التميمي ((للعلم رتب رسائله بطريقة أعداد بحيث تناسب طالب العلم المبتدأ فيقرأ العدد الأول ثم الثاني وهكذا ولعله يختصر جواب سؤالك))
وكذا يحرص على اقتناء بعض الرسائل العلمية
كرسالة الدكتور وليد العلي حفظه الله
بعنوان ((جهود ابن القيم في باب الاسماء والصفات))
والله الموفق
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 01:52 م]ـ
أحسنت أخي بلال الرشيدي وبارك الله فيك وبانتظار المزيد من الايضاحات والمشورة من بقية اخواني اهل العلم وطلابه.
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[16 - 05 - 07, 01:55 م]ـ
أنه يبدأ في أحد متون العقيدة التي تشرح أقسام التوحيد الثلاثة ((مثابة مقدمة
في هذا الباب)) مثل متن الاصول الثلاثة ... ومتن كتاب التوحيد
أحسنت , فالبدء بشروح كتب التوحيد والإكثار من ذلك أفضل ما يستعان به في فهم الباب المطلوب مثل الكتب التي ذكرها الأخ بلال والإكثار من سماع الشروح عليها, فإنك ستجد مبادئ وفوائد في هذا العلم النبيل , والفائدة من ذلك تشبع النفس بتنزيه الله جل وعلى وتقديسه عن النقائص. وبعدها يبدأ الطالب بالتوسع في هذا الباب إلى القواعد المثلى بشروحها القيمة كشرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله صاحب الكتاب والشيخ أمان الجامي عليه رحمة الله وشرح الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن حفظه الله , ثم إلى تقريب التدمرية للشيخ ابن عثيمين ثم إلى التدمرية بشروحها القيمة , وهكذا يكون قد كون لنفسه قاعدة علمية متينة في باب الأسماء والصفات.
والنصيحة لنفسي وإياكم أن لا يهتم الطالب بمشكلات العلوم , إلا بعد أن ترسخ قدمه فيه فإن لكل علم مشكلاته كما يقول أهل العلم.
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 02:20 م]ـ
أحسنت , فالبدء بشروح كتب التوحيد والإكثار من ذلك أفضل ما يستعان به في فهم الباب المطلوب مثل الكتب التي ذكرها الأخ بلال والإكثار من سماع الشروح عليها, فإنك ستجد مبادئ وفوائد في هذا العلم النبيل , والفائدة من ذلك تشبع النفس بتنزيه الله جل وعلى وتقديسه عن النقائص. وبعدها يبدأ الطالب بالتوسع في هذا الباب إلى القواعد المثلى بشروحها القيمة كشرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله صاحب الكتاب والشيخ أمان الجامي عليه رحمة الله وشرح الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن حفظه الله , ثم إلى تقريب التدمرية للشيخ ابن عثيمين ثم إلى التدمرية بشروحها القيمة , وهكذا يكون قد كون لنفسه قاعدة علمية متينة في باب الأسماء والصفات.
والنصيحة لنفسي وإياكم أن لا يهتم الطالب بمشكلات العلوم , إلا بعد أن ترسخ قدمه فيه فإن لكل علم مشكلاته كما يقول أهل العلم.
والله تعالى أعلم.
بارك الله فيك اخي واحسن اليك نصحت واجدت وافدت.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[16 - 05 - 07, 05:53 م]ـ
كل ما ذكره الإخوة وفقهم الله طيب مبارك،وحبذا لو استصحب طالب العلم أن الغاية من دراسة الأسماء والصفات أولا قبل وكل شىء التعرف على خالقه ومعبوده،ثم التخلق بمقتضى تلك الأسماء الشريفة،وبعد ذلك إتقان القواعد التي يتمكن من خلالها الباحث من رد الشبه عن كيفية إثبات أسماء وصفات الباري جل وعلا،أما جعل الغاية إتقان القواعد الجدلية وترك المطالب العالية من هذا المبحث فقبيح جدا، فترى من يحسن إثبات المراد من القواعد ويحسن الرد على شبه المخالف،ومع ذلك يغش المسلمين في تجارته،وووووووووو بل ويصير ديدنه أخذ أموال الناس
فأين حقيقة الإيمان باسم اللله الرقيب، وأين الإيمان الحق بمعية الله جل وعلا ..... وهكذا في كثير من المسائل والقضايا التي نحتاج معها قيل كل شيىء إلى دراسة الغايات منها قبل الخوض في الجدل،وإن كان هو في نفسه من المقاصد الشريفة التي لا يستغنى عنها لتقرير الحق ...........
والله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/120)
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 07:13 م]ـ
كل ما ذكره الإخوة وفقهم الله طيب مبارك،وحبذا لو استصحب طالب العلم أن الغاية من دراسة الأسماء والصفات أولا قبل وكل شىء التعرف على خالقه ومعبوده،ثم التخلق بمقتضى تلك الأسماء الشريفة،وبعد ذلك إتقان القواعد التي يتمكن من خلالها الباحث من رد الشبه عن كيفية إثبات أسماء وصفات الباري جل وعلا،أما جعل الغاية إتقان القواعد الجدلية وترك المطالب العالية من هذا المبحث فقبيح جدا، فترى من يحسن إثبات المراد من القواعد ويحسن الرد على شبه المخالف،ومع ذلك يغش المسلمين في تجارته،وووووووووو بل ويصير ديدنه أخذ أموال الناس
فأين حقيقة الإيمان باسم اللله الرقيب، وأين الإيمان الحق بمعية الله جل وعلا ..... وهكذا في كثير من المسائل والقضايا التي نحتاج معها قيل كل شيىء إلى دراسة الغايات منها قبل الخوض في الجدل،وإن كان هو في نفسه من المقاصد الشريفة التي لا يستغنى عنها لتقرير الحق ...........
والله الموفق
جزاك الله خيرا يااخي نصحت واصبت وفقك الله وحفظك بحفظه وزادك علما ورفعه.
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 07:47 م]ـ
أنصحك بقراءة الكتب وفق هذا السلم:-
الأسماء الحسنى .. للدكتور المجيد عمر سليمان الأشقر
ثم شرح الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى المتقدم ذكره وهو مطبوع"القواعد المثلى"
ثم رسالة العلامة الشنقيطي
ثم بعد ذلك تنساح في كتب الإمامين ابن تيمية وابن القيم .. تنهل منهما ما شئت .. بخصوص الأسماء والصفات
والله تعالى أعلم
ووصيتي لنفسي ولك .. أن تعمل بمقتضى كل اسم .. فهذه غاية الإحصاء الموعود بالأجر عليه وهو الجنة ..
وتجعل لكل اسم من حياتك نصيبا .. كلما تعلمت معاني اسم من أسمائه سبحانه وتعالى
فإذا تعلمت المتكبر .. وفقهت معناه .. قادك ذلك إلى التواضع .. والذلة على المؤمنين ..
وإلى التعالي بإيمانك عن الكفرة والفجرة .. وغير ذلك
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 08:23 م]ـ
أنصحك بقراءة الكتب وفق هذا السلم:-
الأسماء الحسنى .. للدكتور المجيد عمر سليمان الأشقر
ثم شرح الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى المتقدم ذكره وهو مطبوع"القواعد المثلى"
ثم رسالة العلامة الشنقيطي
ثم بعد ذلك تنساح في كتب الإمامين ابن تيمية وابن القيم .. تنهل منهما ما شئت .. بخصوص الأسماء والصفات
والله تعالى أعلم
ووصيتي لنفسي ولك .. أن تعمل بمقتضى كل اسم .. فهذه غاية الإحصاء الموعود بالأجر عليه وهو الجنة ..
وتجعل لكل اسم من حياتك نصيبا .. كلما تعلمت معاني اسم من أسمائه سبحانه وتعالى
فإذا تعلمت المتكبر .. وفقهت معناه .. قادك ذلك إلى التواضع .. والذلة على المؤمنين ..
وإلى التعالي بإيمانك عن الكفرة والفجرة .. وغير ذلك
أحسنت يااخي وبارك الله فيك.
اللهم اني اعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ومن عذاب في النار وعذاب في القبر.
اللهم اجعلني ممن قلت فيهم اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين.
ـ[أبوعبدالرحمان المهدي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 08:49 م]ـ
من أهم الكتب في الأسماء والصفات كتاب التوحيد لابن خزيمة رحمه الله والسنة لابن أبي عاصم
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 11:35 م]ـ
من أهم الكتب في الأسماء والصفات كتاب التوحيد لابن خزيمة رحمه الله والسنة لابن أبي عاصم
بارك الله فيك اخي ابو عبدالرحمان واحسن اليك.
ـ[على بن محمد كمال]ــــــــ[17 - 05 - 07, 12:29 ص]ـ
من الكتب المهمة القواعد الكلية للأسماء و الصفات عند السلف للدكتور أبراهيم البريكان
طبع دار أبن القيم و بن عفان
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 08:18 م]ـ
من الكتب المهمة القواعد الكلية للأسماء و الصفات عند السلف للدكتور أبراهيم البريكان
طبع دار أبن القيم و بن عفان
جزيت خيرا واحسن الله اليك.
ـ[أبوالهمام القطري]ــــــــ[22 - 05 - 07, 10:58 م]ـ
الحمد لله وبعد
أيها الإخوة الأفاضل
أتمنى أن يتم تقسيم الكتب المراد قرائتها للتضلع في جانب الاسماء والصفات على النحو التالي:
1) شروح المتون
2) كتب الردود.
3) كتب الروايات والآثار.
وأن يعطى في كل قسم ما تيسر وذلك حتى تتم الفائدة ويحصل الترتيب والتنظيم ونبتعد عن التشتيت.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[23 - 05 - 07, 12:01 ص]ـ
{الحمد لله وبعد
أيها الإخوة الأفاضل
أتمنى أن يتم تقسيم الكتب المراد قرائتها للتضلع في جانب الاسماء والصفات على النحو التالي:
1) شروح المتون
2) كتب الردود.
3) كتب الروايات والآثار.
وأن يعطى في كل قسم ما تيسر وذلك حتى تتم الفائدة ويحصل الترتيب والتنظيم ونبتعد عن التشتيت.
وجزاكم الله خيراً.
كلام سديد سدد الله خطاك وعليه جاءت ردود الإخوة جزاك الله خيرا
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[29 - 05 - 07, 11:51 م]ـ
نصيحة مجرب
اقرأ القواعد المثلى واسمع ما سجل عليها من شروح واقرأ المكتوب ولا تكتفي بمرة واحدة بل اعدها وكررها وتأملها وستستفيد منها كثيرا
الشروح الصوتية:
الشيخ بن عثيمين له شرحان عليها
الشيخ الجامي
الشيخ الرحيلي
الشيخ العباد
الشيخ التميمي
أما المكتوب فالمجلى شرح القواعد المثلى قد اجادت فيه الشارحة وأفادت كما قال الشيخ البراك حفظه الله
ولا تنس التعليقات التي في الملتقى للشيخ البراك فهي غزيرة الفائدة لا غنية عنها:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80882(41/121)
منتدى جديد للمناظرات والرد على المخالفين لعقيدة أهل السنة والجماعة
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[16 - 05 - 07, 08:44 ص]ـ
الحمد لله وحده وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحيه
حيث أن عددا ممن يحمل بعض الشبهات والمخالفات لعقيدة أهل السنة والجماعة يأتي للملتقى ويطرح عددا من الشبهات وغيرها وهو مخالف لشروط الكتابة في الملتقى، فيتم شطب موضوعه مع إيقاف عضويته نتيجة مخالفته للشروط التي وافق عليها عند تسجيله في الملتقى.
وقد تم فتح مجال لمن أراد النقاش والمناظرة وذلك بفتح منتدى جديد يتبع ملتقى أهل الحديث على هذا الرابط
http://www.alaqida.com/vb/index.php
وتم فتحه أملا وحرصا على هداية من تلبس ببدعة أو خالف أهل السنة والجماعة في العقيدة، ونسأل الله تعالى أن ينفع به.
تنبيه:
من أراد من أهل السنة التسجيل هناك فلا بأس لمن يرى في نفسه الأهلية للرد على أهل البدع.
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 09:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع بكم
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[16 - 05 - 07, 10:41 ص]ـ
بارك الله فيكم نحن بحاجة لمثل هذه الاشياء
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[16 - 05 - 07, 11:08 ص]ـ
احسنتم بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[16 - 05 - 07, 04:22 م]ـ
بارك الله فيكم نحن بحاجة لمثل هذه الاشياء
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 04:28 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وجعله في حسناتكم
ـ[هانىء المنصورى]ــــــــ[16 - 05 - 07, 07:42 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[16 - 05 - 07, 11:56 م]ـ
بارك الله فيكم و سدد خطاكم المباركة ..
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[17 - 05 - 07, 01:04 ص]ـ
نفع الله به وجزاكم الله خيرا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 - 05 - 07, 01:08 ص]ـ
نفع الله به وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوعبدالرحمن القحطاني]ــــــــ[17 - 05 - 07, 06:22 م]ـ
رفع الله قدركم
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[18 - 05 - 07, 02:34 ص]ـ
نفع الله بهذا المنتدى كما نفع بملتقى أهل الحديث
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 07:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع بكم
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 11:31 م]ـ
سدد الله أقوالكم وأفعالكم
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[31 - 05 - 07, 11:52 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وجعله في حسناتكم
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[01 - 06 - 07, 12:28 ص]ـ
شكرا للمشرف المطارد (بكسر الراء) لاهل البدع والاهواء
ـ[أبو أنس الأنصاري]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:25 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[14 - 06 - 07, 02:07 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وشرح صدوركم وأعلى قدركم وجعل سعيكم مشكوراً وكفاكم شرفاً أن يوفقكم الله تعالى ويسخركم ويوفقكم ليستخدمكم في نشر توحيده الذي أنزله على رسله عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام لتقوموا مقام الرسل عليهم صلوات الله عليهم وسلامه أجمعين
ـ[فيصل]ــــــــ[16 - 06 - 07, 02:06 م]ـ
وتم فتحه أملا وحرصا على هداية من تلبس ببدعة أو خالف أهل السنة والجماعة في العقيدة، ونسأل الله تعالى أن ينفع به.
بارك الله فيكم وبيض الله وجوهكم على هذا المقصد النبيل، وهذا الغرض الذي من أجله فتح المنتدى، ينبغي أن يتبع بمتابعة إشرافية لصيقة حتى يؤدي هذا المنتدى غرضه وحتى لا يتحول المنتدى-كما تحول غيره- إما لساحة بث شبهات أو لساحة تبادل شتائم! وقد نأثم بدل أن نؤجر.
والله أعلم
ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سلطان الشافعي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 11:20 م]ـ
بارك الله فيكم وبيض الله وجوهكم فأهل الباطل قد تكاثروا في زماننا وعلى اهل العلم ان يقوموا بواجب التبيين للأمة حتى لا يخدعوا بالمنحرفين عن عقيدة الاسلام الصافية
ـ[أبو منة الله]ــــــــ[06 - 07 - 07, 03:14 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رجاءا تنقية منتدى المناظرات من الطرح المكرر و الشبه المعلبة التي يثيرها أهل البدع و حذف الكثير من المشاركات التي ليس لها معنى هناك
و جزاكم الله خيرا
ـ[بن عفان]ــــــــ[09 - 07 - 07, 11:45 م]ـ
وفقكم الله وسدد خُطاكم
ـ[أبو عساف]ــــــــ[11 - 07 - 07, 08:36 م]ـ
وفقكم الله وسدد خُطاكم
ـ[أبو عساف]ــــــــ[11 - 07 - 07, 08:37 م]ـ
وفقكم الله وسدد خُطاكم
...
ـ[ابو محاسن]ــــــــ[12 - 07 - 07, 10:08 ص]ـ
جزاكم الله ونفع بكم وسدد خطاكم
ـ[أبوعبدالرحمن القحطاني]ــــــــ[26 - 07 - 07, 12:30 ص]ـ
رفع الله قدركم
وأسأل الله أن يبيض وجوهكم في يوم تبيض فيه وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة
كما ذكر ذلك ابن عباس في تفسير الأية في سورة أل عمران
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[06 - 08 - 07, 02:21 م]ـ
رفع الله شأنكم يا مشرفنا العزيز
ـ[ابو الطيب العراقي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 09:34 م]ـ
قال ابنُ أمِّ عبدٍ رضي الله عنه وأرضاه: " من أراد الآخرة أضرَّ بالدنيا، ومن أراد الدنيا أضرَّ بالآخرة، يا قوم فأضروا بالفاني للباقي " السير 1/ 496
قال الإمام الذهبي - رحمه الله -: " ولو أنَّا كلما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له, قمنا عليه وبدَّعناه, وهجرناه, لما سَلِمَ معنا لا ابن نصر ولا ابن مندة ولا من هو أكبر منهما, والله الهادي إلى الحق, وهو أرحم الراحمين, فنعوذ بالله مِن الهوى والفظاظة " السير 14/ 40
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/122)
ـ[فهد الأطرم]ــــــــ[06 - 08 - 07, 11:52 م]ـ
جزاكم الله خير والله أسأل أن ينفع بكم الإسلام والمسلمين.
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[07 - 08 - 07, 11:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[ابوهادي]ــــــــ[08 - 08 - 07, 12:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ووفق العاملين عليه
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[11 - 08 - 07, 10:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع بكم
ـ[أبو الدرداء]ــــــــ[24 - 08 - 07, 08:08 م]ـ
بارك الله فيكم وأحسنتم على ما قمتم
ـ[عبداللطيف السعيد]ــــــــ[30 - 08 - 07, 01:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا المنتدى
ولكن أرجو منكم إلقاء نظرة عليه قبل الحكم عليه
فعليه ملاحظات مهمة
1 - فردود بعض إخواننا فيها ضعف ظاهر مع تهور في نقل المعلومة دون التأكد من صحتها
فضلا عن الاستهزاء المتبادل بين الأطراف المتناقشة
2 - نأمل منكم أن تبحثوا أولا وقبل كل شيء على طريقة جيدة لطرح المواضيع هناك حتى لا يكون المنتدى نسخة من كثير المنتديات التي لم يستفد منها المسلم كثيرا فلا أقل من أن يكون هناك قسم خاص لا يكتب فيه إلا طلبة العلم الكبار الذين نثق فيهم علما وأدبا حتى يتولوا الرد بهدوء على المواضيع المهمة.
3 - ألا يتم فتح المواضيع بهذا الشكل الكبير بل كل موضوع يأخذ دوره، فالكثير منا يلاحظ ان المخالفين يفتحون عشرات المواضيع ربما حتى في اليوم الواحد ورغم أن مواضيعهم يمكن الرد عليها بسهولة ولكن كثرتها تسبب للمسلم شتاتا، وهذا الأسلوب أخذه المخالفون كالشيعة من النصارى ونحوهم.
الخلاصة من كل هذا نأمل منكم انتخاب من يضع خطة متكاملة لذلك المنتدى خاصة وأن لديكم نخبة من طلبة العلم من أمثال السلمي والمقرئ والفقيه والكاتب وأسماء كثير كثيرة كثيرة جدا وأعتذر اشد الاعتذار إن كنت نسيتها الآن من القلب أعتذر
ـ[أبو مريم الظهوري]ــــــــ[01 - 09 - 07, 05:09 م]ـ
يا أخي المشرف إذا كان كلامي لا يعجبك فأوقف دخولي إلى المنتدى بالطرق المتعارف عليها أو وضح لي ما هو سبب حذف مشاركاتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أما أن أكتب وتقوم أنت بالحذف من دون توضيح فهذا ليس لك بخلق كما أظن!!!!
وكما قيل الإنصاف عزييييييييييييز.
وجزال الله خيرا
وعند الله تجتمع الخصوم.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[01 - 09 - 07, 07:06 م]ـ
فصبر جميل
ـ[أبو مريم الظهوري]ــــــــ[01 - 09 - 07, 09:17 م]ـ
غيري جنى وأنا المجرم فيكم#######فكأنني سبابة المتندم
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[01 - 09 - 07, 09:47 م]ـ
شارك بما يفيد في العلم والمسائل الشرعية، وغير ذلك لانسمح به في الملتقى كما هي شروط المشاركة.
ـ[عبداللطيف السعيد]ــــــــ[07 - 09 - 07, 04:13 م]ـ
ما شاء الله على ردودك يا أهل الحديث
والله فعلا تذكرني بردود الأنبياء عليهم السلام
الله يزيدكم خُلقا وعلما ورفقا ... ومن يحرم الرفق يحرم الخير.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[09 - 09 - 07, 02:18 م]ـ
الموقع معطّل منذ فترة!
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[10 - 09 - 07, 06:24 م]ـ
نعم هذا هو الواقع والحمد لله على كل حال
ـ[تامرمحمد]ــــــــ[13 - 09 - 07, 02:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[16 - 09 - 07, 08:03 م]ـ
و الله أنا معجب بالقائمين على ملتقى أهل الحديث
ـ[ابو عبدالرحمن الذماري]ــــــــ[23 - 09 - 07, 09:17 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
والله مارأيتُ منتدى افضل من هذا ولا انفع منه لطالب العلم
نسأل الله ان يجزي القائمين عليه خير الجزاء
ـ[وسام البغدادي]ــــــــ[24 - 09 - 07, 06:56 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير
ـ[كامل المصرى]ــــــــ[28 - 09 - 07, 12:38 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وجعله في حسناتكم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - 10 - 07, 01:01 ص]ـ
ما سر توقف المنتدى لهذة المدة الطويلة. . .؟
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[20 - 10 - 07, 11:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
الرد على المخالف من أصول أهل السنة و الجماعة.(41/123)
أهمية التوحيد
ـ[أسيرة طلب العلم]ــــــــ[16 - 05 - 07, 09:51 ص]ـ
هذا للشيخ الفوزان حفظه الله ورعاه.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[21 - 05 - 07, 06:20 م]ـ
جزاكم الله خيراً
و للتعرف على فضل التوحيد وثمرته
الاستماع من هنا http://www.tahhansite.com/pages/A.htm
القراءة من هنا http://www.tahhansite.com/pages/reading%20library/3.htm
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[22 - 05 - 07, 11:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 02:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 05:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أود من الإخوة الكرام - لمن عنده علم بذلك - وضع رابط لمحاضرة أهمية التوحيد لفضيلة العلامة: صالح بن فوزان الفوزان، والتي ألقاها بمدينة الطائف. (رابط صوتي)(41/124)
ماهي عقيدة الامام القرطبي في الاسماء والصفات؟
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 01:11 م]ـ
للإمام القرطبي
*وهو كتاب الجامع لأحكام القرآن، المشهور بـ "تفسير القرطبي"، تأليف أبو عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي.
قرأت في مناهج المفسرين للشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ص15 ((0000 الاشاعره لهم تفاسير كثيره على هذا النحو مثل القرطبي ومثل تفسير أبي السعود وتفسير الرازي وأشباه هذه التفاسير.
الماتوريديه: أيضا لهم تفاسير مثل تفسير النسفي وتفسير الآلوسي روح المعاني وغير هذه التفاسير , وهذا قسم فسروا القرآن من جهة العقيده وقد يكون لهم اعتناء باشياء اخر مثل الاعتناء بالفقه لهم اعتناء باللغه 00الخ)) انتهى كلامه.
ولكن الامام ابن القيم في كتابه ((إجتماع الجيوش الاسلاميه على غزو المعطله والجهميه)) وفي اثباته لصفة العلو والاستواء واثناء نقولاته من اقوال المفسرين قال:- ((قول أبي عبدالله القرطبي المالكي صاحب التفسير المشهور رحمه الله: قال في قوله تعالى ((الرحمن على العرش استوى)) هذا مسالة الاستواء وللعلماء فيها كلام , وذكر قول المتكلمين الذين يقولون: إذا وجب تنزيه الباريء عن الحيز فمن ضرورة ذلك تنزيهه عن الجهه , فليس بجهه فوق عندهم لما يلزم عن الحيز والمكان من الحركه والسكون والتغيير والحدوث , قال: هذا قول المتكلمين , ثم قال: وقد كان السلف الاول رضي الله عنهم لايقولون بنفي الجهه , ولاينطقون بذلك , بل نطقوا هم والعامة باثباتها لله كما نطق كتابه واخبرت به رسله , ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة , وانما جهلوا كيفية الاستواء , فانه لاتعلم حقيقته كما قال مالك الاستواء معلوم يعني في اللغه , والكيف مجهول والسؤال عنه بدعه.
هذا لفظه من تفسيره وهو من فقهاء المالكيه ومن علمائهم)) انتهى كلامه.
وقال الامام ابن القيم في كتابه أعلاه في نقله لاقوال الشارحين لاسماء الله الحسنى ((قول القرطبي في شرحه: قال: وقد كان الصدر الاول لاينفون الجهه بل نطقوا هم والكافة باثباتها لله تعالى , كما نطق كتابه واخبر نبيه صلى الله عليه وسلم ولم ينكر احد من السلف أنه استوى على العرش حقيقة , وخص العرش بذلك دون غيره , لانه اعظم مخلوقاته , وانما جهلوا كيفية الاستواء فانه لاتعلم حقيقته , كما قال مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عن الكيف بدعه , وكذلك قالت ام سلمه.
ثم ذكر كلام ابن الحضرمي في رسالته التي سماها ((بالايماء الى مسالة الاستواء)) وحكايته عن القاضي عبدالوهاب أنه استواء الذات على العرش , وذكر ان ذلك قول القاضي ابي بكر بن الطيب الاشعري كبير الطائفه , وان القاضي عبدالوهاب نقله عنه نصا , وانه قول الاشعري وابن فورك في بعض كتبه , وقول الخطابي وغيره من الفقهاء والمحدثين.
قال القرطبي: وهو قول أبي عمر بن عبدالبر والطلمنكي وغيرهما من الأندلسيين , ثم قال بعد ان حكى أربعة عشر قولا: وأظهر الاقوال ما تظاهرت عليه الآي والاخبار , وقال: جميع الفضلاء الأخيار: أن الله على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف بائن من جميع خلقه.
هذا مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات)) إنتهى كلامه.
فهل اجد من لاخوة اهل العلم من يزيل هذا اللبس بين كلام الامام ابن القيم عن القرطبي وان عقيدته سلفيه وكلام الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الذي يعتبر تفسيره من تفاسير الاشاعره.
وهل ان صاحب روح المعاني ماتوريدي؟؟؟؟؟؟؟؟.
جزاكم الله خيرا واحسن الينا واليكم.
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 01:24 م]ـ
اعلم اخي الكريم ان الاشاعرة يتفاوتون في القرب من عقيدة السنة و البعد عنها
فالأوائل من الاشاعرة ليسوا كالمتأخرين
فأبو الحسن الأشعري و جمع من اصحابه و تلامذتهم يُثبتون علو الله تعالى على عرشه
أما المتأخرين منهم فالأكثر على نفيه قولا واحدا و انه يلزم التحيز و الجهة .... الخ
و عليه:
لا نضع الاشاعرة كلهم في مركب واحد فليس من اثبت العلو و بعض الصفات كمن نفاه
اما الامام القرطبي فهو يتأول الإستواء و لا يُثبته
و قد اعترف ان مذهب السلف هو إثبات علو الله تعالى على عرشه و لكنه للأسف لم يتبنى هذه العقيدة بل عرضها على انها عقيدة السلف فقال:
(أظهر الأقوال ـ وإن كنت لا أقول به ولا أختاره ـ ما تظاهرت عليه الآي والأخبار، والفضلاء والأخيار، أن الله سبحانه على عرشه كماأخبر في كتابه بلا كيف، بائن من جميع خلقه، هذاجملة مذهب السلف الصالح) اهـ
و قد تعقبه غير واحد على كلمته هذه فقال الامام العلامة السفاريني - ت1188 هـ - في كتابه (لوئح الانوار السنية .. ) تعليقا على كلام القرطبي رحمة الله عليه:
" وفي قوله رحمه الله تعالى: (وإن كنت لا أقول به) غاية العجب لأنه اعترف بتظافر الآيات القرآنية عليه ودلالة الأخبار النبوية إليه وتعويل السلف الصالح الأخيار عليه فكيف يليق من مثله أن يقول: (وإن كنت لا أقول به ولا أختاره) مع الدلالات القرآنية والأحاديث النبوية، وكونه معتقد الرعيل الاول والحزب الذي عليه المعمول، ولعله إنما خاف من دسائس الحساد ودسائس أهل الزيغ والفساد وإفتراء ذوي البدع والإلحاد والله تعالى الموفق "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/125)
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 01:50 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي المقدادي.
1. لكن الامام ابن القيم هنا يستشهد باقواله لاثبات صفة الاستواء والعلو وكلامه واضح , فكيف نفهم كلامه في اجتماع الجيوش الاسلاميه؟؟؟؟.
2. والذي عليه اهل السنة والجماعة هو ان الامام القرطبي أشعري وتفسيره هو تفسير اشعري وليس سلفي؟؟؟؟؟؟؟.
افدني بارك الله فيك.
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 02:01 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي المقدادي.
1. لكن الامام ابن القيم هنا يستشهد باقواله لاثبات صفة الاستواء والعلو وكلامه واضح , فكيف نفهم كلامه في اجتماع الجيوش الاسلاميه؟؟؟؟.
2. والذي عليه اهل السنة والجماعة هو ان الامام القرطبي أشعري وتفسيره هو تفسير اشعري وليس سلفي؟؟؟؟؟؟؟.
افدني بارك الله فيك.
بارك الله فيك اخي عبدالرحمن
الامام ابن القيم رحمه الله جمع هذه الجيوش الإسلامية من مختلف الطوائف ليقيم الحجة عليهم , فكأنه يقول للأشاعرة: هاهو القرطبي الاشعري يعترف بأن هذا مذهب السلف - رغم انه لا يقول به و لا يختاره - فيقيم بذلك الحجة عليهم من أقوال شيوخهم
و كذلك نقل رحمه الله كلام الفيلسوف ابن رشد حيث قال:
(ذكر أقوال الفلاسفة المتقدمين والحكماء الأولين
فإنهم كانوا مثبتين لمسألة العلو والفوقية مخالفين لأرسطو وشيعته وقد نقل ذلك أعلم الناس بكلامهم وأشهرهم اعتناء بمقالاتهم ابن رشد الحفيد .. ) اهـ
و كل ذلك ليقيم الحجة على نفاة العلو فيحتج بأقوال ائمتهم
و هذا كان يفعله شيخه شيخ الإسلام حين يورد أقوال علماء الطوائف الاخرى في مسألة معينة و يحاجج بها اقوامهم
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 02:12 م]ـ
و قد اعترف ان مذهب السلف هو إثبات علو الله تعالى على عرشه و لكنه للأسف لم يتبنى هذه العقيدة بل عرضها على انها عقيدة السلف فقال:
(أظهر الأقوال ـ وإن كنت لا أقول به ولا أختاره ـ ما تظاهرت عليه الآي والأخبار، والفضلاء والأخيار، أن الله سبحانه على عرشه كماأخبر في كتابه بلا كيف، بائن من جميع خلقه، هذاجملة مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات حسب ما تقدم) اهـ
"
قوله هذا موجود في كتابه: الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى الجزء الثاني ص 132 دار الصحابة للتراث بطنطا الطبعة الاولى 1995 م
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 02:15 م]ـ
الله يحسن اليك يااخي ويبارك فيك.
يعني لاضير من الاستفاده من كلام الامام القرطبي وجامعه ((الجامع لاحكام القرآن)) مع التنبه
الى ان عقيدته في الاسماء والصفات هي عقيدة الاشاعره وكذلك بقية اصول الدين ام ان هنالك مخالفات اخرى ايضا في تفسيره غير هذا الذي ذكرت كان يعتمد على الرأي اكثر من اعتماده على الاثر أرجوا التوضيح حفظك الله بحفظه.
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 02:24 م]ـ
نعم يجب الحذر من الامور العقدية التي وقع في اخطاء فيها كالتأويل في الاسماء و الصفات , و ان كان ثمة امر اخر نرجو من مشايخنا إعلامنا ,و غير ذلك يُستفاد منه طبعا و لشيخ الإسلام كلام في ذلك حيث قال في مجموع الفتاوى (13/ 387) حول تفسير القرطبي في معرض كلامه عن تفسير الزمخشري:
" وتفسير القرطبي خير منه – أي خير من تفسير الزمخشري المعتزلي – بكثير , وأقرب إلى طريقة أهل الكتاب والسنة , وأبعد عن البدع , وإن كان كل هذه الكتب لا بد أن يشتمل على ما ينقد , لكن يجب العدل بينها , وإعطاء كل ذي حق حقه "
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 03:03 م]ـ
الله ينور عليك ويفتح عليك من بركاته ارحتني اراحك الله في الدنيا والآخره.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[16 - 05 - 07, 05:27 م]ـ
الإخوة الكرام ...
هل القرطبى صاحب التفسير و القرطبى صاحب المفهم شرح صحيح مسلم شخصان؟ أم شخص واحد؟
و من منهم صاحب التذكرة؟
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 07:11 م]ـ
أخي خطاب انا لااعرف اتمنى من الاخ المقدادي او غيره من اهل العلم الاجابه وحياك الله وبياك.
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 09:22 م]ـ
بارك الله فيك اخي عبدالرحمن و لك بمثل ما دعوت لي
اخي خطاب القاهري:
القرطبي صاحب التفسير هو نفسه صاحب التذكرة
اما صاحب المفهم فهو ابو العباس احمد القرطبي -شيخ القرطبي صاحب التفسير و التذكرة -
و الله اعلم
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[16 - 05 - 07, 09:59 م]ـ
بارك الله فيك اخي عبدالرحمن و لك بمثل ما دعوت لي
اخي خطاب القاهري:
القرطبي صاحب التفسير هو نفسه صاحب التذكرة
اما صاحب المفهم فهو ابو العباس احمد القرطبي -شيخ القرطبي صاحب التفسير و التذكرة -
و الله اعلم
بارك الله فيك أخى و شيخى الحبيب ..
لكن, هل الشيخ (أبو العباس) أشعرى كذلك؟
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 04:41 م]ـ
بارك الله فيك اخي المقدادي على التوضيح واتمنى لو اجبت على تساؤل اخينا خطاب القاهري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/126)
ـ[المقدادي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 10:07 م]ـ
يظهر من شرحه لصحيح مسلم انه يتأول الصفات
و قد تأول حديث الجارية و قرر عقيدته فيه على طريقة الاشاعرة
و الله اعلم
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 11:58 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي وبارك الله فيك.
ـ[الباحث]ــــــــ[18 - 05 - 07, 12:50 ص]ـ
للفائدة:
القرطبي صاحب (الجامع لأحكام القرآن) هو تلميذ القرطبي صاحب (المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم).
وكلاهما أشعريان.
توجد رسالة جامعية (رسالة دكتوراة) بعنوان:
آراء القرطبي والمازري من خلال شرحيهما لصحيح مسلم.
للمؤلف: عبد الله بن محمد بن رميان الرميان.
وقد حصلت هذه الرسالة على تقدير (امتياز) مع التوصية بطبع الرسالة وتبادلها بين الجامعات.
وقد خلص المؤلف وفقه الله إلى القرطبي - شيخ القرطبي المفسر - والمازري أشعريان.
إلا أن أشعرية القرطبي أخف من أشعرية المازري، فالمازري أشعري خالص!
ولكن القرطبي قد خالف الأشاعرة في بعض المسائل وأشهرها مثل أول واجب على المكلف.
على كل حال: هذه الرسالة مفيدة لطالب العلم وأنصح بها.
نفع الله الجميع.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 11:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الباحث واحسن اليك.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[18 - 05 - 07, 02:04 م]ـ
(أظهر الأقوال ـ وإن كنت لا أقول به ولا أختاره ـ ما تظاهرت عليه الآي والأخبار، والفضلاء والأخيار، أن الله سبحانه على عرشه كماأخبر في كتابه بلا كيف، بائن من جميع خلقه، هذاجملة مذهب السلف الصالح) اهـ
أظهر الاقوال ... وان كنت لااقول به ولا اختاره ...
ما أجرأه على الله.
ـ[صخر]ــــــــ[18 - 05 - 07, 03:41 م]ـ
هناك رسالة للشيخ المغراوي
المفسرون بين الإثبات والتأويل
القرطبي مثالا
ـ[أبو سارة حسام]ــــــــ[18 - 05 - 07, 05:49 م]ـ
لماذا لا يكون السؤال مرتبطأ بشخص
هل نحن نبحث عن مسألة أم شخص
الأفضل والأسلم السؤال عموماً دون ذكر شخص. هذا أفضل وأشمل
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 06:54 م]ـ
الاخ عبدالمصور السني بارك الله فيك.
الاخ صخر جزاك الله خيرا.
الاخ أبو سارة حسام كل المذاهب المخالفه لمنهج أهل السنه ارتبطت باشخاص كالجهميه والاشعريه والمعتزله وغيرها.
والامام القرطبي لديه مؤلفات كثيره اهمها تفسيره الجامع لاحكام القرآن فلابد من معرفة عقيدة الرجل لنعرف مايجب علينا اخذه من مؤلفاته والاستفاده منها ومايجب علينا تركه لان الحكم على الشخص هو حكم على منهجه والحكم على الفرع جزء من الحكم على الاصل.
أشكر مرورك الكريم وجزاك الله خيرا.(41/127)
نكته رائعه (فائده)) جدا للامام ابن القيم في خاتمة اجتماع الجيوش الاسلاميه!
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 01:58 م]ـ
قصة حمر الوحش
وفي هذا الباب قصة حمر الوحش المشهورة التي ذكرها غير واحد إنها انتهت إلى الماء لترده فوجدت الناس حوله فتأخرت عنه فلما جهدها العطش رفعت رأسها إلى السماء وجأرت إلى الله سبحانه بصوت واحد فأرسل الله سبحانه عليها السماء بالمطر حتى شربت وانصرفت
قول النبي أكرموا البقر
وذكر شيخ الإسلام الهروي بإسناده عن عبد الله بن وهب قال أكرموا البقر فإنها لم ترفع رأسها إلى السماء منذ عبد العجل حياء من الله عز وجل
وقد روي مرفوعا عن ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن أبي هند عن أنس قال قال رسول الله أكرموا البقر فإنها سيدة البهائم ما رفعت طرفها إلى السماء حياء من الله عز وجل منذ عبد العجل قلت ولا يثبت رفعه فإن أبا هند مجهول والمقصود أن هذه فطرة الله التي فطر عليها الحيوان حتى أبلد الحيوان الذي نضرب ببلادته المثل وهو البقر
فصل في جواب من يقول كيف يحتج علينا بأقوال الشعراء والجن وحمر الوحش
ولعل قائلا يقول كيف يحتج علينا في هذه المسألة بأقوال من حكيت قوله ممن ليس قوله حجة فاجلب بها ثم لم تقنع بذلك حتى حكيت أقوال الشعراء ثم لم يكفك ذلك حتى جئت بأقوال الجن ثم لم تقتصر حتى استشهدت بالنمل وحمر الوحش فأين الحجة في ذلك كله
وجواب هذا القائل أن نقول قد علم أن كلام الله تعالى ورسوله وسائر أنبيائه عليهم السلام والصحابة والتابعين رضي الله عنهم ليس عندكم حجة في هذه المسألة إذ غاية أقوالهم أن تكون ظواهر سمعية وأدلة
لفظية معزولة عن الثقة متواترها يدفع بالتأويل وآحادها يقابل بالتكذيب فنحن لم نحتج عليكم بما حكيناه وإنما كتبناه لأمور
منها أن يعلم بعض ما في الوجود ويعلم الحال من هو بها جاهل
ومنها أن نعلم أن أهل الإثبات أولى بالله سبحانه ورسوله والصحابة والتابعين وأئمة الإسلام وطبقات أهل العلم والدين من الجهمية والمعطلة
ومنها أن نعرف الجهمي النافي لمن خالف من طوائف المسلمين وعلى من شهد بالتشبيه والتمثيل وعلى من استحل بالتكفير وعرض يفترق من الأمة
ومنها أن نعرف عساكر الإسلام والسنة وأمراءها وعساكر البدع والتجهم ليتحيز المقاتل إلى إحدى الفئتين على بصيرة من أمره ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة وأن الله لسميع عليم
ومنها أن نعرف الجهمي النافي لمن قد بارز بالعداوة وبغي الغوائك وأسعر نار الحرب ونصب القتال أفيظن أفراج المعتزلة ومخانيث الجهمية ومقلدو اليونان أن يضعوا لواء رفعه الله تعالى وينكسوا علما نصبه الله تعالى ويهدموا بناء شاده الله ورفعه ويقلقلوا جبالا راسيات شادها وأرساها ويطمسوا كواكب نيرات أنارها وأعلاها هيهات هيهات بئسما منتهم أنفسهم لو كانوا يعقلون ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعملون (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) ولو شئنا لأتينا على هذه المسألة بألف دليل ولكن هذه نبذة يسيرة وجزء قليل من كثير لا يقال له قليل ومن يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له سبيلا تمت الرسالة والحمد لله أولا وآخرا
ـ[أبو الحارث اليمني]ــــــــ[17 - 05 - 07, 01:08 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 04:39 م]ـ
بارك الله فيك
وفيك بارك الله أخي ابو الحارث اليمني.(41/128)
هل علم الملائكة مكتسب أم بالإلهام من الله تعالى؟؟؟
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[16 - 05 - 07, 02:07 م]ـ
ولو كان بالإلهام فهل يكون بوحي الملائكة لبعضهم بعضا؟؟
أم هذا علم غيبي لا تخوض فيه؟؟
وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[19 - 05 - 07, 07:11 م]ـ
أين علماء العقيدة الذين يذودون عنها
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 01:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
أخي الكريم بامكانك أن تبحث في هذا الشأن. ألست طالب علم؟
المسألة ترتكز على الآيات التي ورد فيها ذكر الملائكة فقد ورد وصفهم بأن لهم قلوب
قال تعالى " حتى اذا فزع عن قلوبهم " و القلب هنا ليس كقلب الانسان بالطبع و لكن هو القلب الذي ذكره الله في قوله " لهم قلوب لا يفقهون بها " فالقلب للفقه و المعرفه.
و من له قلب فلا بد له من فقه و معرفه.
ثم إنه ثبت في الحديث الصحيح أن الله اذا احب عبد ... الحديث و فيه: ثم ينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه.
و لا شك أن هذا واضح في أنهم يكتسبون هذا اكتسابا فهو ابلاغ و اخبار.
و كذلك عندما جاء جبريل بهيئة رجل و كذلك الملائكة الذين جاءوا يختبرون صاحب الابل و البقر والغنم أحدهم اعمى و الثاني ابرص و الثالث أصلع.
ففي فعلهم امتحان و اختبار و تصنع حال و كل هذا يحتاج الى الى اجتهاد.
و أوضح من ذلك ما ورد في الذي قال:" الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه " فقالت الملائكة الربها إن عبدا من عبادك قال كلمة لا ندري كيف نكتبها " و ان كان فيه مقال ففي معناه أحاديث كثيرة. فهو يدل على تفكرها و تدبرها.
فهي لها علم مكتسب لا ريب.
أما حدود ذلك و غير ذلك من التفاصيل فالله أعلم به.
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 02:15 م]ـ
و أوضح من ذلك كله قولها لربها " أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك ونقدس لك * قال اني أعلم ما لا تعلمون "
فهذا اجتهاد من الملائكة لما سيكون عليه حال البشر في الأرض فرد الله تعالى هذا الاجتهاد بقوله " إني أعلم ما لا تعلمون ".
و كذلك قوله تعالى " و اعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون "
فلا بد أن ما كتموه كان خاطرا أو علما أو ظنا.
ولو كان وحياً من الله لما صح وصفه بأنه مكتوم ولكن عندما كان من كلام أنفس الملائكة صح أن يقال أنه مكتوم.
وقد قال الحسن البصري في ذلك إن الله لما خلق آدم رأت الملائكة خلقا عجيبا , فكأنهم دخلهم من ذلك شيء , فأقبل بعضهم إلى بعض , وأسروا ذلك بينهم , فقالوا: وما يهمكم من هذا المخلوق إن الله لم يخلق خلقا إلا كنا أكرم عليه منه.
و غير ذلك مثل حديث خلق الجنة والنار فلما رأتها لملائكة قالت: بعزتك لا يعلم بها أحد الا دخلها.
فهذا ظن و استنتاج واجتهاد منها.
و غير هذا الكثير.(41/129)
ماهي عقيدة عمر المختار وعبدالكريم الخطابي وعبدالقادر الجزائري وعزالدين القسام؟
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 03:26 م]ـ
إخواني الاعزاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
القادة في ادناه يعتبرون مضرب بالامثال والقيادة والجهاد والكثير من الصوفيه والاشاعره يقولون نحن لم نكن عونا للاستعمار في اي فترة من فتراته بل الذين كانوا يجاهدون هم الصوفيه والاشعريه ومنهم في العصر الحديث:
1. عمر المختار.
2. عبدالكريم الخطابي.
3. عبدالقادر الجزائري.
4. عز الدين القسام.
فهل هذا الكلام صحيح وماهو اعتقاد هؤلاء القاده وماهو موقفنا الشرعي منهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
ارجوا عدم المؤاخذه وهل كانا:-
1. محمد عبده.
2. جمال الدين الافغاني.
معتزليان ام جهميان أم أشعريان أم سلفيان أم عصرانيان دعوا الى الحداثه والتطوير واقحام الاسلام بالمفاهيم الغربيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
ارجو الايضاح حفظكم الله.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 04:21 م]ـ
التلبيس على الناس بهذه الأمور لا يفيد الأشاعرة ولا الصوفية في شيء لأننا قلنا مرارا وتكرارا بأن التصوف المذموم هو تصوف ابن عربي الصوفي وأمثاله كالحلاج وغيره من الزنادقة الصوفية لعنهم الله فهؤلاء وأتباعهم من الصوفية الذين يؤمنون بأقوالهم في وحدة الوجود فلعنة الله عليهم
أما خديعة الناس بمعنى الزهد والتلبيس عليهم حتى يظنوا بأنفسهم أو بالزهاد أنهم صوفية وهم في الحقيقة زهاد فهذا في الحقيقة ليس تصوفا وإنما هو زهد وورع مشروع
فالزهاد وإن خدعهم البعض أو خُدِع غيرهم فأطلق عليهم أو أطلقوا هم على أنفسهم بأنهم صوفية فهؤلاء في حقيقة الأمر ليسوا بصوفية لأنهم لا يشبهون ابن عربي وأمثاله من زنادقة الصوفية من قريب أو بعيد.
والجنيد الأمام السلفي الشهير والذي تتمسح فيه الصوفية مثلا كان ينادي رحمه الله بالعمل بالكتاب والسنة وكذلك الحال في الفضيل بن عياض وأمثالهم من الزهاد أو المجاهدين
فهؤلاء في الحقيقة ليسوا صوفية
فالذي يريد أن يقول بأن الصوفية قد أخرجتْ أئمة في الجهاد مثلا فيلزمه الدليل على ما يقول فإن قال: أخرجت فلان وفلان من الزهاد أو العباد أو المجاهدين الذين سمّوا أنفسهم أو سماهم غيرهم صوفية اغترارا بحال الصوفية أو لعدم معرفة بما عليه الصوفية من بلاء
فهؤلاء ليسوا صوفية بالمعنى الحقيقي الذي عليه أئمة الصوفية كالحلاج وابن عربي وابن سبعين والشعراني وغيرهم بلايا الصوفية وزنادقتهم
وأما إن قال بأن أتباع ابن عربي الصوفي قد خرج منهم أئمة في الجهاد فهذا من أكذب الكذب وأفجر الفجور
لأن قواعد ابن عربي أصلا ضد الجهاد
صوفية ابن عربي التي تؤمن وتعتقد بإيمان فرعون وإعذار الخليقة وأنهم معذورون فيما يفعلون وبأن الله قد حل والعياذ بالله في كل شيء هؤلاء يطلبون أعذار الخليقة ويعتذرون عن الخلق ويسالمونهم ولا يعادون أحدا قط
فمثل هؤلاء الزنادقة الصوفيين يستحيل أن يخرج منهم مجاهد في سبيل الله لأن هذا ضد قواعدهم فلو خرج منهم مجاهد فإما أنه قد تخلّى عن قواعدهم وإما أنه لم يكن يؤمن بها أصلا
فهؤلاء يرون أن جميع الخلق معذورون في جميع أفعالهم ويسالمون جميع الخلق بل ويرون الكفار الملعونين في الكتاب والسنة من أولياء الله الصالحين كفرعون لعنه الله
فهؤلاء لا يخرج من بينهم مجاهد في سبيل الله لأن الجهاد ضد معتقداتهم أصلا
فإن رأيت رجلا جاهد وهو منسوب للصوفية فاعلم أنه لم يكن يؤمن ببلاء الصوفية وزندقتها أو كان جاهلا بها لم يكن يعلم حقيقتها حتى وإن رددها على لسانه لأنه لو كان يعتقدها ما جاهد أصلا لمخالفة الجهاد لقواعدهم التي تقوم على مسالمة الخلق حتى الكفار منهم وعلى طلب أعذار الخليقة وتبرير أعمالهم
بل حتى إبليس اللعين قد صار لدى هؤلاء الزنادقة مؤمنا بالله
ومن يرى إبليس مؤمنا يستحيل أن يحارب أولاد إبليس لأنهم في نظره أولاد المؤمن وأحفاده والعياذ بالله
ولكن التلبيس يحصل عند الناس من الخلط بين كل الناس لمجرد التشابه بينهم في لفظ (الصوفية) وهذا خطأ شنيع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/130)
ومثال على ذلك كل الناس في هذه الأمة يقولون: بأنهم من المسلمين لكنهم في الحقيقة أطياف وألوان داخل هذا الانتماء فمنهم من هو مسلم بحق ومنهم من يدعي ذلك وليس بمسلم ولكنه من أعداء الإسلام لكنه يتظاهر بالإسلام ليكيد للإسلام كما فعل ابن سبأ اليهودي مؤسس فرقة الشيعة لعنهم الله
أرجو أن تكون الصورة اتضحت الآن لكل أحد.
أما بخصوص محمد عبده وجمال الدين الأفغاني فيمكن مراجعة ما كتبه الناس عنهم وهو كثير كثير وفي خزانة الكتب في هذا الملتقى كتاب عن الأفغاني اسمه (جمال الدين الأفغاني بين دارسيه)
فأحيلكم على هذه الكتب وأمثالها مما هو مشهور لا يخفى على أحد إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 07:10 م]ـ
جزاك الله خيراأخي شتا العربي.
وحقيقة مايدين به غلاة المتصوفه وغلاة الرافضه مما يشيب له الولدان ولااعتقد ان كل من قاتل المستعمر منهم قد تنازل عن عقيدته فابان الاستعمار الروسي لافغانستان قاتل المتصوفه وهم يرون السلفيه كفار بل لايجيزون الصلاة خلف السلفي كما نقله لنا الكثير.
وكيدهم بشيخ السلفيه جميل الرحمن معروف رحمه الله رحمة واسعه.
ورجال الطريقه النقشبنديه يقاتلون اليوم في العراق بل انا اعرف اناس عقائدهم حلوليه ومافتئوا يوما عن سب الائمه ابن تيميه وابن القيم ومحمدبن عبدالوهاب وابن باز وابن العثيمين والالباني واليوم الناس يجلونهم ويحترمونهم على اساس انهم مجاهدين ومطلوبين للامريكان.
ولكن كما قال صلى الله عليه وسلم ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)) وكلمة الله والشجرة الطيبه التي اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها هي كلمة التوحيد لااله الا الله.
وانا حقا بحاجه ماسه لمعرفة عقائد هؤلاء القاده رحمهم الله لان المعلومات المتوفرة لدي لاتسعفني لرسم صوره واضحه لعقائدهم.
كما انك اخي شتا قلت عن الجنيد رحمه الله بالامام السلفي الشهير فهو من الزهاد ويعتبره العلماء شيخ الطريقه الصوفيه فما هو دليلك على ماقلت بانه امام سلفي كبير؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
اشكرك على الاجابه الطيبه وارجوا ان تجيبني على تساؤلاتي فاني والله ليس عندي علم كاف بحقيقة هؤلاء القاده.
واما الشيخ محمد عبده والشيخ جمال الدين الافغاني فقرأت طرفا من افكارهم في كتاب العلمانيه للشيخ سفر الحوالي شافاه الله ولكن ايضا لااملك تصور وافي عنهم.
بارك الله فيك يااخي.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 07:58 م]ـ
ولااعتقد ان كل من قاتل المستعمر منهم قد تنازل عن عقيدته فابان الاستعمار الروسي لافغانستان قاتل المتصوفه وهم يرون السلفيه كفار بل لايجيزون الصلاة خلف السلفي كما نقله لنا الكثير.
وكيدهم بشيخ السلفيه جميل الرحمن معروف رحمه الله رحمة واسعه.
ورجال الطريقه النقشبنديه يقاتلون اليوم في العراق بل انا اعرف اناس عقائدهم حلوليه ومافتئوا يوما عن سب الائمه ابن تيميه وابن القيم ومحمدبن عبدالوهاب وابن باز وابن العثيمين والالباني واليوم الناس يجلونهم ويحترمونهم على اساس انهم مجاهدين ومطلوبين للامريكان.
كما قلت لك في كلامي السابق
فإن رأيت رجلا جاهد وهو منسوب للصوفية فاعلم أنه لم يكن يؤمن ببلاء الصوفية وزندقتها أو كان جاهلا بها لم يكن يعلم حقيقتها حتى وإن رددها على لسانه لأنه لو كان يعتقدها ما جاهد أصلا لمخالفة الجهاد لقواعدهم التي تقوم على مسالمة الخلق حتى الكفار منهم وعلى طلب أعذار الخليقة وتبرير أعمالهم
بل حتى إبليس اللعين قد صار لدى هؤلاء الزنادقة مؤمنا بالله
ومن يرى إبليس مؤمنا يستحيل أن يحارب أولاد إبليس لأنهم في نظره أولاد المؤمن وأحفاده والعياذ بالله
فهؤلاء الذين يقاتلون لاشك أنهم ممن لا زالت في قلوبهم بقية من خير مع جهل كبير بالصوفية وحقيقتها وربما كانوا يرددون كلاما صوفيا بذيئا بجهل منهم وعن تقليد لأكابر مجرميها
ولو أمعن هؤلاء في عقيدة الصوفية ومستلزماتها ومعناها كما هي عند أئمتها الزنادقة أمثال ابن عربي لما جاهدوا ولا قاتلوا
لأنه على عقيدتهم الفاسدة لا مجال لأن يقاتل الله نفسه ولا العبد ربه بناء على عقيدة الحلول التي تدعي بكفرهم بأن الله تعالى عن ذلك علوًّا كبيرا قد حلّ في المخلوقات وأنه لم يعد ثمة فرق في نظرهم المريض وفكرهم الفاجر بين الإله وبين العبد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/131)
ولهذا فهم يرون الله في كل المخلوقات وهذا هو السبب الذي لأجله قد صار فرعون مؤمنا بل وإبليس وليا من أولياء الله
حتى صرح بعض كفارهم بأنه على دين إبليس وصرح كافر آخر منهم بأنه على ملة فرعون فلعنة الله على إبليس وفرعون ومن هم على كفرهم
ومن ناحية ثانية كما ذكرت في كلامي السابق فإن الخلق كلهم لهم أعذار عند الصوفية حتى في كفرهم ولهذا فهم مسالمون لجميع الخلق لا يعادون أحدا من الخلق في أصل ملتهم الصوفية لكنهم بطبيعة الحال يتجاوزون عن هذه المسألة ويعادون المسلمين خاصة أهل السنة والجماعة
والذي لا يجد غضاضة في إيمان فرعون مثلا فلماذا يحارب فرعون ويحارب أتباعه؟!
هذا لا يقبله عقل ولا يمكن أن يكون في دين الصوفية
لكن هناك من ينتسب للصوفية بجهل أو عن طريق التقليد ويردد كلام الصوفية عن غير معرفة بقواعدها ومستلزمات مذاهبها الفاجرة ولهذا فهؤلاء المقلدة أو المتصوفة الجهلة وإن رددوا كلام الصوفية غير أنهم يملكون في قلوبهم بعض خير قد يظهر في الغيرة أو النخوة وجهاد المحتل أحيانا
لكن هؤلاء ليسوا هم قاعدة الصوفية بل وليسوا هم أكثر الصوفية وإما هم دائما طائفة لا تمثل شيئا بالنسبة لحجم التصوف.
يمكنك أن ترجع لكلام شيخ مشايخ الطرق الصوفية بمصر مثلا حينما التقى مع السفير الأمريكي هناك وانظر ماذا قال له حتى جعل السفير الأمريكي يصرح بإعجابه بالتصوف ويشبه التصوف بالروحانيات التي عند رهبان الكنيسة.
ولهذا ينشر الغرب التصوف في بلاد المسلمين بل وفي البلاد الغربية بصورة فاحشة لأنه يوافقهم ولا ضرر منه عليهم
وهذا دليل من الواقع لا يحتاج لتفسير ولا يمكن إنكاره
هل سمعت يوما بالغرب قد طبع مثلا مجموع فتاوى الشيخ ابن تيمية رحمه الله؟
لكن انظر إلى الملايين التي أنفقها الغرب في طبع كتب الزنديق ابن عربي وغيره من زنادقة الصوفية؟
فالذين انتسبوا للصوفية وأخذوا منها العداء للإسلام والمسلمين ولأهل السنة وفقط هؤلاء لا مانع أن يحاربوا المحتلين ما داموا لم يتورطوا في لزوميات القول بالحلول والقول بإعذار الخليقة إلى آخر الطابور الصوفي الخامس
أما بخصوص الجنيد فيمكنك أن تراجع كلام الإمام ابن تيمية أو الإمام ابن القيم عليه أو تراجع ترجمته في كتاب سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي التي قال فيها: (فرحمة الله على الجنيد، وأين مثل الجنيد في علمه وحاله؟).
وأما ادعاء الصوفية أنه منهم فإن قصدوا الزهد فهذا لا بأس به فقد كان الجنيد رحمه الله زاهدا عابدا وأما إن ادعوا أنه منهم في الحلول والاتحاد وغيرها من زندقة ابن عربي وأمثاله من المتصوفة فهيهات ثم هيهات
ولا يضر الجنيد أن ينسبه الصوفية لهم فقد نسبوا الفضيل بن عياض وغيره من الصالحين لهم فما ضر الفضيل ولا غيره بذلك؟
والحقيقة أن فقر الصوفية وغيرها من الفرق في الأتباع يجعلها تسرق أتباعا من مذاهب أخرى تلبيسا على الناس مثلما تكذب الشيعة كل يوم وتقول فلان تشيع وربما يكون فلان هذا لم يولد أصلا
بل وتكذب على الشيخ محمد عبده وغيره فما ذنب محمد عبده في أكاذيب الشيعة؟
ـ[أبوعبدالرحمان المهدي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 08:14 م]ـ
بالنسبة للمجاهد عبد القادر الجزائري رحمه الله شاهدت برنامجا كانت قد أعدته قناة فرنسية عنه tv5 ذكرت انه سلم نفسه في الأخير وأخذ إلى فرنسا هو وعائلته فكان بينه وبين أساقفة فرنسا كلام عن التوحد في المفاهيم اعتبروه أول حوار بين الديانتين وقالوا بأنه كان من أتباع ابن عربي حتى أنه لما نفي إلى سوريا سكن في داره ودافع عن المسيحيين يوم وقعت فتنة القتل بينهم وبين المسلمين و وشحه لهذا العمل بابا روما.واتهم بأنه من أتباع الماسونية والله أعلم.
تذكير لا أعلم مصداقية هذا الكلام رغم أنهم نقلوا ذلك بالصور وشاهدته أم عيناي وليحذر الإخوة وليتحروا صدقه لقوله تعالى "ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " هذا للفاسق فما بالكم بالكافر
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 08:16 م]ـ
جزاك الله خيرا وهذا هو السر التصوف كان محصور جدا في دول الخليج كالسعوديه والكويت والامارات وقطر وعمان والبحرين والآن صار لهم رؤوس هناك ويفتون ويكتبون ويناقشون وبدأ العلماء ومنهم الفوزان يرد على الصوفي الكويتي والشيخ عبدالرحمن دمشقيه يطلبه للمناظره والصحف الرافضيه تنشر لهم وما كان ذلك ليحصل قبل دخول الامريكان المنطقه وتمركزهم بالخليج والعراق فالامريكان يصرفون عليهم بلا حساب لهدم الاسلام واركانه واقتلاع جذوره الا خابوا وخسروا.
كما اريد منك اخي الحبيب ان كانت تتوفر لديك معلومات عن القاده الذين ذكرتهم في كتاباتي فيما يخص اعتقادهم ارجوا ان تسعف طلبي.
وجزاك الله خيرا وادخلك جنة خضرا ومن عليك وعلينا بالنظر الى وجهه الكريم فانها اعظم نعمه واعظم لذه مابعدها لذه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/132)
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 08:18 م]ـ
بالنسبة للمجاهد عبد القادر الجزائري رحمه الله شاهدت برنامجا كانت قد أعدته قناة فرنسية عنه tv5 ذكرت انه سلم نفسه في الأخير وأخذ إلى فرنسا هو وعائلته فكان بينه وبين أساقفة فرنسا كلام عن التوحد في المفاهيم اعتبروه أول حوار بين الديانتين وقالوا بأنه كان من أتباع ابن عربي حتى أنه لما نفي إلى سوريا سكن في داره ودافع عن المسيحيين يوم وقعت فتنة القتل بينهم وبين المسلمين و وشحه لهذا العمل بابا روما.واتهم بأنه من أتباع الماسونية والله أعلم.
تذكير لا أعلم مصداقية هذا الكلام رغم أنهم نقلوا ذلك بالصور وشاهدته أم عيناي وليحذر الإخوة وليتحروا صدقه لقوله تعالى "ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " هذا للفاسق فما بالكم بالكافر
بارك الله فيك اخي واسأل الله تعالى ان يعطينا الاخوه صوره واضحه ويصححوا لنا المفاهيم حول هؤلاء القاده.
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[16 - 05 - 07, 09:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما عبد القادر الجزائري إن كنتم تقصدون الملقب بالأمير فهو طرقي صوفي , كان يجمع نسخ شرح النووي على صحيح مسلم ليحرقها.والله المستعان.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 10:44 م]ـ
البحث ليس في انتماء فلان أو علان للصوفية من هؤلاء المذكورين أو غيرهم ولا هو في عداوتهم لأهل السنة والجماعة خاصة بل ولكثير من المسلمين أيضا
ولكن البحث في كيفية التوفيق بين مقاومة هؤلاء للمحتلين فيما ظهر للناس وبين الانتماء للصوفية؟ وهل يمكن لمتصوّف يؤمن بلزوميات مذاهب الصوفية الفاسدة أن يقاوم المحتلين أو يجاهد في سيبل الله؟
هذا هو البحث في نظري وهو ما كتبت بناء عليه المشاركات السابقة
قواعد الصوفية ولوازم مذاهبها تنافي الجهاد والغيرة على المحارم وقتال المحتلين فلم يبق سوى أن يقال: من انتسب للصوفية وحصل منه نوع غيرة أو دفاع فإما أن يكون جاهلا بالصوفية ويردد شيئا لا يعرف معناه وورث عداوة للمسلمين ولأهل السنة خاصة عن جهل منه وتقليد للمجرمين وإما أن لا يكون صوفيا أصلا لكنه مندس بين الصفوف لعلةٍ ما كما هو الحال الآن مثلا في كثير من البلاد العربية بخصوص الصوفية فقد اندس الشيعة الروافض في وسط الصوفية وكثيرا ما سمعنا عن متصوفة كشفوا وجههم الخبيث بعد احتلال العراق وأعلنوا عن تشيعهم وترفُّضهم
المهم أن البحث هو: هل قواعد الصوفية ولزوميات مذاهبها تؤيد الجهاد؟ الجواب لا
هل أئمة الصوفية كابن عربي الصوفي وأمثاله كانوا مجاهدين؟ الجواب لا
أما مسألة فلان أو علان انتسب للصوفية ومع ذلك جاهد فهنا يُنظر في أمره بناء على القاعدة السابقة
وبهذا نختصر الطريق من كلام كثير لا فائدة فيه من حيث البحث العلمي
وللفائدة هنا نقول: إما أن هؤلاء المقاومين للمحتلين عملوا بغير ما تستلزمه قواعد الصوفية فيكونوا بذلك خارجين عن بعض قواعدها على الأقل وفي هذا اعتراف عملي أو ضمني ببطلان هذه القواعد
أو يكونوا فعلوا هذا عن جهل بحقيقة مذاهب الصوفية ولزومياتها وهذا يُثبت الجهل في حق المتصوفة.
وعلى الاحتمالين فالعيب حاصل للصوفية
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 11:31 م]ـ
بارك الله بالاخ محمد بن سليمان الجزائري وبالاخ شتا العربي.
ولايهمني الان صوفية كانوا ام غير ذلك المهم كيف اتعرف اكثر على ماكانوايعتقدون لربما من باب الفضول
اتمنى ان يكونوا على اعتقاد طيب وان يرحمهم الله برحمته الواسعه.
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[17 - 05 - 07, 02:31 ص]ـ
السلام عليكم
السؤال الذي يجب طرحه هو ما هي صحة عقيدتك أنت و ما مبلغك من العلم؟ عوض التنقيب عن عقائد من أفضى إلى ما قدمت يداه
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 03:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما عبد القادر الجزائري إن كنتم تقصدون الملقب بالأمير فهو طرقي صوفي , كان يجمع نسخ شرح النووي على صحيح مسلم ليحرقها.والله المستعان.
.
السؤال الذي يجب طرحه هو ما هي صحة عقيدتك أنت و ما مبلغك من العلم؟ عوض التنقيب عن عقائد من أفضى إلى ما قدمت يداه.
لعمر الله إن هذا لحق.
ـ[الداودي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 03:33 ص]ـ
معك حق أخي أبا إسحاق ... اتقوا الله يا إخوة فمن أفضى إلى ربه ... لماذا التنقيب عنه ..
الأمير عبد القادر رجل الجزائري جاهد الفرنسيين قرابة 17 عاما .. كيف تهدر كل هاته السنوات بمجرد نقل عنه لاندري أصدق صاحبه أم لا كمن قال إنه أحرق شرح مسلم ...
أما عمر المختار .. أسد الصحراء من كانت ترهبه ليبيا فحدث عن البحر ولاحرج
وهكذا الحال بالنسبة لعبدالكريم الخطابي صاحب جهاد الريف المغربي
وعزالدين القسام من "اليهود" يرهبون مجرد اسمه إذا ذكر
أنا أتمنى من الاخوة التثبت واليقين والتواضع ... وأخشى أن نقع في الشراك الذي نصبه له العدو الكافر .. نمقت تاريخنا ومجاهدينا حتى نبقى أمة بلا تاريخ
اللهم قد بلغت ... اللهم فاشهد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/133)
ـ[الداودي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 03:40 ص]ـ
عفوا تصحيح بعض الكلمات
رجل جزائري
ترهبه ايطاليا
عزالدين القسام إلى الآن "اليهود" يرهبون من مجرد اسمه
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[17 - 05 - 07, 01:09 م]ـ
معك حق أخي أبا إسحاق ... اتقوا الله يا إخوة فمن أفضى إلى ربه ... لماذا التنقيب عنه ..
عجيب هذا أخي منك ,أتدري أن جيل الثورة يعقد ولاءه وبراءه على هذا الرجل؟ بل يمتحن به الناس فمن أحبه فهو المجاهد والمسلم ومن كرهه فهو العميل المنافق. وأهل مكة أدرى بشعابها ولعلك من مكة.
أنا أتمنى من الاخوة التثبت واليقين والتواضع ... وأخشى أن نقع في الشراك الذي نصبه له العدو الكافر .. نمقت تاريخنا ومجاهدينا حتى نبقى أمة بلا تاريخ
إليك ما طلبت سمعت هذا من الشيخ سليم الهلالي حفظه الله في شريط لا أتذكر العنوان الآن ,أظنه ولا أعزو إليه، فأشرطته كثيرة عندي شريط: -أسئلة منهجية معاصرة -, ونحن كنا نقرأ في المدرسة النظامية أنه طرقي ولكن لا ننتبه لجهلنا بالطرقية ما هي؟.
واعلم يقينا أننا لسنا مستعدين للمجازفة بدخول النار بسبب رجل أبدا أخي ,وإنما واجب البيان فقط.
وأشكرك على النصيحة القيمة بارك الله فيك.
ـ[أبو الفرج مهدي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 02:15 م]ـ
من ذا الذي ما ساء قط ... ومن له الحسنى فقط
إخوتي .. هؤلاء الذين ذكرتموهم كانوا أبطالا، نصر الله بهم الإسلام في أماكن وأزمنة قل فيها الناصر، وكانت لهم مواقف بطولية نخشى -والله- لو كنا في تلك المواقف لكنا أجبن الناس، فما أسهل الكلام عن الشجاعة وما أصعب أن تعيشها، ولو فتحنا القائمة في الطعن في مثل هؤلاء لوجدنا القائمة طويلة، وأنا أذكركم في هذا المقام بواحد من أولئك فقط، ألا وهو صلاح الدين الأيوبي، وما أدراك ما صلاح الدين، أعز الله به الإسلام حقا، ورفع راية المسلمين شامخة، ولكن .. كيف لو قلت لك إن صلاح الدين كان ممن نشر الأشعرية وحرص على ذلك أشد الحرص، هل يكون فعله هذا مسقطا لكل حسناته، لا والله، فما هذا بعدل! ّ! وإنما العدل أن يبين خطؤهم مع الحفاظ على حسناتهم.
فلا تمنعنا بطولاتهم من بيان معتقداتهم والتحذير منها، خاصة إن كانت لهم كتب يتداولها الناس، فيجب مثلا التحذير من كتب الأمير عبد القادر كالمواقف، وبيان ما فيه من ضلال وحلول، ولا تمنعنا معتقداتهم من ذكر حسناتهم، والكمال محال، ولكل مقام مقال.
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[17 - 05 - 07, 02:33 م]ـ
من ذا الذي ما ساء قط ... ومن له الحسنى فقط
إخوتي .. هؤلاء الذين ذكرتموهم كانوا أبطالا، نصر الله بهم الإسلام في أماكن وأزمنة قل فيها الناصر، وكانت لهم مواقف بطولية نخشى -والله- لو كنا في تلك المواقف لكنا أجبن الناس، فما أسهل الكلام عن الشجاعة وما أصعب أن تعيشها، ولو فتحنا القائمة في الطعن في مثل هؤلاء لوجدنا القائمة طويلة، وأنا أذكركم في هذا المقام بواحد من أولئك فقط، ألا وهو صلاح الدين الأيوبي، وما أدراك ما صلاح الدين، أعز الله به الإسلام حقا، ورفع راية المسلمين شامخة، ولكن .. كيف لو قلت لك إن صلاح الدين كان ممن نشر الأشعرية وحرص على ذلك أشد الحرص، هل يكون فعله هذا مسقطا لكل حسناته، لا والله، فما هذا بعدل! ّ! وإنما العدل أن يبين خطؤهم مع الحفاظ على حسناتهم.
فلا تمنعنا بطولاتهم من بيان معتقداتهم والتحذير منها، خاصة إن كانت لهم كتب يتداولها الناس، فيجب مثلا التحذير من كتب الأمير عبد القادر كالمواقف، وبيان ما فيه من ضلال وحلول، ولا تمنعنا معتقداتهم من ذكر حسناتهم، والكمال محال، ولكل مقام مقال.
أحسنت أحسن الله إليك
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 04:16 م]ـ
السلام عليكم
السؤال الذي يجب طرحه هو ما هي صحة عقيدتك أنت و ما مبلغك من العلم؟ عوض التنقيب عن عقائد من أفضى إلى ما قدمت يداه
عن أي أمر من عقيدتي تسال؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
حدد سؤالك لاجيبك بدقه جزاك الله خيرا.
يعني في باب الاسماء والصفات أم في الايمان ام في الغيبيات ام في الصحابة واهل البيت ام بالنبوات والعصمه ام بمسائل التكفير ام بالكرامات والمعجزات ام بخصال وصفات اهل السنة والجماعه.
عندما سالت عن هؤلاء القاده لانه اثير كلام بانهم كانوا صوفية اشعريه والاخ شتا العربي اجاد وافاد ولكننا ان كنا لانرى ضيرا بالكلام على عقيدة ابن حزم وعقيدة القرطبي وابن الجوزي وآخرين رحمهم الله وحفظ المعاصرين منهم ونتكلم عن ابن كثير وابن حجر فما الضير في ذلك ام انه لايسأل الا من كان حظه عظيم من العلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد واما ماهو مبلغي من العلم فانا طويلب علم اتطفل على موائد العلماء.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 04:18 م]ـ
.
.
لعمر الله إن هذا لحق.
عن أي أمر من عقيدتي تسال؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
حدد سؤالك لاجيبك بدقه جزاك الله خيرا.
يعني في باب الاسماء والصفات أم في الايمان ام في الغيبيات ام في الصحابة واهل البيت ام بالنبوات والعصمه ام بمسائل التكفير ام بالكرامات والمعجزات ام بخصال وصفات اهل السنة والجماعه.
عندما سالت عن هؤلاء القاده لانه اثير كلام بانهم كانوا صوفية اشعريه والاخ شتا العربي اجاد وافاد ولكننا ان كنا لانرى ضيرا بالكلام على عقيدة ابن حزم وعقيدة القرطبي وابن الجوزي وآخرين رحمهم الله وحفظ المعاصرين منهم ونتكلم عن ابن كثير وابن حجر فما الضير في ذلك ام انه لايسأل الا من كان حظه عظيم من العلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد واما ماهو مبلغي من العلم فانا طويلب علم اتطفل على موائد العلماء.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/progress.gif
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/134)
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 04:24 م]ـ
عن أي أمر من عقيدتي تسال؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
حدد سؤالك لاجيبك بدقه جزاك الله خيرا.
يعني في باب الاسماء والصفات أم في الايمان ام في الغيبيات ام في الصحابة واهل البيت ام بالنبوات والعصمه ام بمسائل التكفير ام بالكرامات والمعجزات ام بخصال وصفات اهل السنة والجماعه.
عندما سالت عن هؤلاء القاده لانه اثير كلام بانهم كانوا صوفية اشعريه والاخ شتا العربي اجاد وافاد ولكننا ان كنا لانرى ضيرا بالكلام على عقيدة ابن حزم وعقيدة القرطبي وابن الجوزي وآخرين رحمهم الله وحفظ المعاصرين منهم ونتكلم عن ابن كثير وابن حجر فما الضير في ذلك ام انه لايسأل الا من كان حظه عظيم من العلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد واما ماهو مبلغي من العلم فانا طويلب علم اتطفل على موائد العلماء.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/progress.gif
لو تمعنت وتأنيت لعلمت أن الأمر لم يكن على الوجه الذي حملته عليه، وإنما قصد الأخ الذي عقبت بقولي على كلامه أن على المرء أن يهتم بصلاح نفسه أولا، أما قوم أفضوا إلى ربهم فما حاجتنا بمعرفة عقائدهم، ما داموا ليسوا من أهل العلم المعتبرين الذي استشهدت بهم، فماذا سآخذ من الأمير عبد القادر من الناحية الشرعية، أو من عمر المختار، أو من عبد الكريم الخطابي، فكلهم وإن كانوا من حفظة القرءان فليسوا العلماء، صحيح ربما لو لم تكن الحروب لكان الأمر على غير ذلك ولكن نتعامل مع الواقع كما هو، وما أظن الأمر يبلغ أن نتهمك في عقيدتك التي نسلم أنها على الجادة إن شاء الله.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 04:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا
كما سبق وذكرتُ في كلامي السابق المشكلة ليست في هؤلاء المذكورين أو في غيرهم ولكن البحث في قواعد التصوف ولزومياتها هل تتماشى مع جهاد المحتلين أو غير ذلك؟
وهذا سبق الجواب عليه بالنفي: لا تتماشى لزوميات قواعد الصوفية ومذاهبها مع هذا.
لكن بخصوص هؤلاء أو غيرهم ممن قاوم المحتل مع الخطأ في الانتساب للأشعرية أو الصوفية أو غيرها أو السعي في نشر هذه المذاهب الباطلة بجوار جهادهم وما لهم من أعمال حسنة فهذا كله يؤيد أن قلوبهم لم تطمسها المذاهب الباطلة طمسا ولكن كانت لا زالت في قلوبهم بقية خير تصرفوا على أساسها.
والبغي كل البغي في إهدار ما فيهم من خير لما وقعوا فيه من أخطاء.
والعدل كل العدل في الاعتراف بما لهم من فضائل مع التنبيه على ما لهم من أخطاء.
وقد سبقت كل هذه المعاني في كلامكم
ولكني أحببت تأكيدها وتلخيصها هنا
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 04:28 م]ـ
الاخوه الكرام الداوودي ومحمد بن سليمان الجزائري وابو الفرج المهدي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1. الم يكن الخليفه العباسي المعتصم معتزليا وسير الجيوش من بغداد حتى البحر الاحمر للانتصار للمرأه التي قالت ((وامعتصماه)) هل منع موقفه هذا العلماء من تبيان عقيدته؟.
2. الم تدك جيوش الدولة الايوبية بقيادة الناصر البطل الشجاع صلاح الدين الايوبي قلاع الصليبيين وتحرر القدس من براثن الصليبيين ويقضي على دولة العبيديين ((الفاطميين)) ويخلص الناس من شرورها , هل منع ذلك العلماء من تبيان عقيدته ومنهجه؟.
هل نحن نعبد اشخاصا أم منهجا اسلاميا واضحا مبنيا على الكتاب والسنه؟؟؟؟؟؟؟؟.
لايوجد احد معصوم الا الانبياء , ولم اقل انهم كانوا رجال سوء معاذ الله , ولكنني وكثير من القراء يريد ان يتبين حقيقتهم.
واعتقد ان الملتقى اسمه ((ملتقى أهل الحديث)) يعني ((الجرح والتعديل بضوابط المحدثين)).
فاتقوا الله واحسنوا الظن باخوانكم ايها الاخوه الذين تنبزوننا بشق عصا المسلمين.
واما انتم اخواني فلكم كل الشكر والتقدير.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 04:41 م]ـ
أما قوم أفضوا إلى ربهم فما حاجتنا بمعرفة عقائدهم، ما داموا ليسوا من أهل العلم المعتبرين الذي استشهدت بهم، فماذا سآخذ من الأمير عبد القادر من الناحية الشرعية، أو من عمر المختار، أو من عبد الكريم الخطابي، فكلهم وإن كانوا من حفظة القرءان فليسوا العلماء.
فتح الله عليك
هذا هو لب الموضوع الذي يقضي على شبهات الأشعرية والمتصوفة المتعلقة بمثل هؤلاء واحتجاجهم بهم لأن موضع الحجة إنما هو في أهل العلم لا في عامة الناس أو قادة الجيوش وأمراء السرايا والملوك ونحو هذا
لأن الغالب على قادة الجيوش والأمراء والملوك في العصور المتأخرة ضعف العلم إن لم يكن ضحالته وغالبا ما يعتمدون على فقهاء الإسلام في كل أمورهم
ولم يعد هناك أمثال أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أو أمثال عمر بن عبد العزيز رحمه الله وأمثالهم من الفقهاء المجتهدين الذين حكموا المسلمين بفقه وعلمٍ.
ولهذا فلا حجة في أمثال الأمير الجزائري ولا في غيره من قادة الجيوش ومن يشبه حالهم في أبواب العلم لأنهم ليسوا من أهل العلم أصلا.
والحجة في كل باب هم أهله.
فعندما نتكلم عن الحروب ومسالكها فالحجة فيها هؤلاء القادة للجيوش.
ولكن عندما نتكلم عن العلم فلابد من الرجوع للعلماء فهم الحجة في بابهم.
فلا حجة للأشاعرة والصوفية علينا بأمثال هؤلاء لأنهم ليسوا بعلماء.
جزاكم الله خيرا(41/135)
سؤال عن قوله في العقيدة الطحاوية ... وهي من المسائل الكبار
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[16 - 05 - 07, 05:12 م]ـ
سؤال عن قوله في العقيدة الطحاوية ... وهي من المسائل الكبار
وذلك عندما تلكم عن اقوال أهل النظر في إمكانية دوام نوع الحوادث:
فهل من مبين لقوله وهي من المسائل الكبار
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 - 05 - 07, 12:23 م]ـ
أين انتم إخوتي بارك الله فيكم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 03:32 م]ـ
يا أخي
هذه العبارة هل وردت في متن الطحاوية أو شرح ابن أبي العز؟
وضّح أكثر
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[22 - 05 - 07, 03:42 م]ـ
هي وردت في الشرح والله أعلم
هل من تفصيل لها بارك الله فيك
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[23 - 05 - 07, 05:16 م]ـ
الحمد لله و بعد:
فقد ذُكرت هذه العبارة (و هي من المسائل الكبار)
في شرح الطحاوية لابن أبي العز، الجزء الأول صفحة 196.
و كثيرا ما نسمع هذه العبارة من مشايخنا مثل الشيخ صالح آل الشيخ و الشيخ عبد العزيز الراجحي في شروحهم لكتب العقيدة
يقولون مثلا عندما يتكلمون عن خلق القرآن أو رؤية الله .. أو غيرها .. ( .. و هذه من المسائل الكبار التي تنازع فيها أهل القبلة .. )
و الذي يُفهم من كلامهم
أنها مسائل كثرت فيها الشبه للمخافلين، و وقع فيها لبس كثير، و من ثمّ يحصل فيها التأصيل و التحرير الكثير في كتب العقيدة،
و الله تعالى أعلم.(41/136)
سؤال حيرني هل الزواج قدر أم هو فرصة؟
ـ[عبدالله طالب العلم]ــــــــ[16 - 05 - 07, 09:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
السؤال:
هل الزواج قدر أم هو فرصة؟
ـ[أبوعمر وصهيب]ــــــــ[17 - 05 - 07, 12:54 ص]ـ
أخى الحبيب
لن تتزوج إلا زوجتك
فهى قدر كتبه الله
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[17 - 05 - 07, 01:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
اخي الكريم عبد الله طالب العلم وفقك الله:
كل شيء في هذا الكون هو بقدر الله عز وجل علمه وكتبه وخلقه بمشيئته عز وجل، وقد قدر الله عليك كل شيء في اللوح المحفوظ ثم يوم نفخت فيك الروح.
وأما فرصة وصدفة وفجأة ونحوها فهذه ألفاظ بالنسبة للعبد لكونه لا يعلم ما قدره الله له.
ـ[عبدالله طالب العلم]ــــــــ[17 - 05 - 07, 05:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني الكرام أشكر لكم مروركم الكريم،وإجابتكم التي أفادتني. جعلكم الله ممن طال عمره وحسن عمله. اللهم آمين.
اللهم اجعلنا بالإيمان أعزة يا أرحم الراحمين. واجعل أعمالنا خالصة لوجهك يا أكرم الأكرمين. اللهم آمين.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[17 - 05 - 07, 06:07 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
جزاكم الله خيرا.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 04:47 م]ـ
لكن إذا كان أحدهم سيتكفل بتكاليف زواجك فهي فرصة نادرة لا تضيعها بارك الله فيك (ابتسامة)
ولا يكون في كون الله إلا ما قَدَّرَه الله عز وجل
وجزاكم الله خيرا
ـ[حاج]ــــــــ[17 - 05 - 07, 10:35 م]ـ
اتوقع تكون الاجابة
كل امورنا قدر
ولكن علينا السعي في الاسباب
ولن تنال إلا ما قسم الله لك
ـ[عبدالله طالب العلم]ــــــــ[18 - 05 - 07, 12:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني الكرام أشكر لكم مروركم الكريم،وإجابتكم التي أفادتني. جعلكم الله ممن طال عمره وحسن عمله. اللهم آمين.
لكن إذا كان أحدهم سيتكفل بتكاليف زواجك فهي فرصة نادرة لا تضيعها بارك الله فيك (ابتسامة)
أضحك الله سنك. ومن أكرم من أرحم الراحمين.
ـ[عبدالله طالب العلم]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم: حاج.
أخذت وقتا وأنا أفكر في عبارتك:
ولكن علينا السعي في الاسباب
أنا أعرف أن طلب الأسباب مهم، لكن فيما يخص المسألة المطروحة، عند نظري في القرآن الكريم أرى أن الله تعالى رزق موسى عليه السلام وزوجه من دون أن يتخذ الأسباب.
قال القرطبي:
"فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال: رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير وذلك أنه كان جائعا خائفا لا يأمن فسأل ربه ولم يسأل الناس فلم يفطن الرعاء وفطنت الجاريتان فلما رجعتا إلى أبيهما أخبرتاه بالقصة وبقوله"
وقال ابن عاشور:
" وقد أعقب إيواءه إلى الظل بمناجاته ربه إذ قال {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير}. لما استراح من مشقة المتح والسقي لماشية المرأتين والاقتحام بها في عدد الرعاء العديد، ووجد برد الظل تذكر بهذه النعمة نعماً سابقة أسداها الله إليه من نجاته من القتل وإيتائه الحكمة والعلم، وتخليصه من تبعة قتل القبطي، وإيصاله إلى أرض معمورة بأمة عظيمة بعد أن قطع فيافي ومفازات، تذكر جميع ذلك وهو في نعمة برد الظل والراحة من التعب فجاء بجملة جامعة للشكر والثناء والدعاء وهي {إني لما أنزلت إلي من خير فقير}. والفقير: المحتاج فقوله {إني لما أنزلت إلي من خير} شكر على نعم سلفت.
وقوله {إني لما أنزلت إلي من خير} ثناء على الله بأنه معطي الخير.
والخير: ما فيه نفع وملاءمة لمن يتعلق هو به فمنه خير الدنيا ومنه خير الآخرة الذي قد يرى في صورة مشقة فإن العبرة بالعواقب، قال تعالى {ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون} [التوبة: 85] "
وقال ابن السعدي:
"فرق لهما موسى عليه السلام ورحمهما {فَسَقَى لَهُمَا} غير طالب منهما الأجرة، ولا له قصد غير وجه اللّه تعالى، فلما سقى لهما، وكان ذلك وقت شدة حر، وسط النهار، بدليل قوله: {ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ} مستريحا لذلك الظلال بعد التعب.
{فَقَالَ} في تلك الحالة، مسترزقا ربه {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} أي: إني مفتقر للخير الذي تسوقه إليَّ وتيسره لي. وهذا سؤال منه بحاله، والسؤال بالحال أبلغ من السؤال بلسان المقال، فلم يزل في هذه الحالة داعيا ربه متملقا"
وورد في صحيح البخاري- حَدَّثَنَا مُعَلًّى حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ وَيَقُولُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَاكْشِفْ عَنْهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَأَقُولُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ"
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/137)
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[09 - 11 - 07, 10:00 م]ـ
المشاركة بواسطة أبو حازم الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
اخي الكريم عبد الله طالب العلم وفقك الله:
كل شيء في هذا الكون هو بقدر الله عز وجل علمه وكتبه وخلقه بمشيئته عز وجل، وقد قدر الله عليك كل شيء في اللوح المحفوظ ثم يوم نفخت فيك الروح.
وأما فرصة وصدفة وفجأة ونحوها فهذه ألفاظ بالنسبة للعبد لكونه لا يعلم ما قدره الله له.
وإن كان الزواج بقدر الله، فالظالمين لا يحق لهم الاحتجاج بالقدر:
1 - الأهل الذين يمنعون أولادهم من الزواج.
2 - الذين يلجؤون للسحرة لتعطيل زواج بعض خلق الله تعالى.
وغيرهم ...
والله أعلم وأحكم.
رابط مفيد:
http://http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=115860
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[11 - 11 - 07, 07:33 ص]ـ
تذكرت:
قال تعالى:
{وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} {فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} الذاريات (23 - 22)
والزواج رزق، قال تعالى:
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً} {يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً} {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} (نوح:12 - 11 - 10)
وهو رزق:
لأن سيدنا موسى عليه السلام عندما دعا الله تعالى قائلا: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}
زوجه الله تعالى.
وعندما قرأت قوله تعالى: {وَمَا تُوعَدُونَْْ}
تذكرت:
ما ورد في صحيح البخاري- حَدَّثَنَا مُعَلًّى حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ وَيَقُولُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَاكْشِفْ عَنْهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَأَقُولُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ "
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[11 - 11 - 07, 07:35 ص]ـ
رابط مفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=116158
ـ[أبو ناصر اليمني]ــــــــ[23 - 11 - 07, 10:11 م]ـ
قال تعالى {إنا كل شيء خلقناه بقدر}
فكل ما يصدر في هذا الكون من حركات وسكنات ومن خير ومن شر فهو بقدر الله وبحكمته البالغة.
أما مسألة أن بعض الأمور تحصل بلا سبب فهذا أيضاً من قدر الله (وهذا الذي يسميه الناس صدفة أو فجأة) والله قادر على أن لا تبلغ إلى هذا الشيء إلا بسبب.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[23 - 11 - 07, 10:58 م]ـ
المشاركة بواسطة أخي الكريم أبو ناصر اليمني
فكل ما يصدر في هذا الكون من حركات وسكنات ومن خير ومن شر فهو بقدر الله وبحكمته البالغة
نعم
{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (يوسف:100)
الرسالة التي أريدها أن تصل:
وخصوصا للفتاة المسلمة قبل الفتى، أن الزواج مقدر من الله تعالى، فلا تلتفت للإعلام الذي يبث سمومه،حيث اعتاد بعض الاعلاميين ربما بقصد أو بغير قصد على ترديد بعض العبارات التي تؤثر في بعض الفتيات، مما قد يتسبب في دفعها لأعمال غير سوية لتحصل على زوج.
{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (الروم:60)
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[12 - 12 - 07, 05:58 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[28 - 01 - 08, 08:37 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
جزاكم الله خيرا.
لطيفة:
يقول الأحنف:
وأنت من الدنيا نصيبي فإن مت **** فليتك من حور الجنان نصيبي
من كتاب ألفاظ الحضارة
في الشعر العربي في القرن:
الثاني الهجري.
****
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[29 - 01 - 08, 12:45 ص]ـ
وبعد
الزواج عين القدر، لكن
فلتحترز من: عبث القدر، القدر الأعمى، ضربة القدر، القدر العشوائي .. وما شابه
فهي ألفاظ نصرانية من صلب عقيدتهم، والله أعلم.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[29 - 01 - 08, 05:37 ص]ـ
الشيخ الفاضل إبراهيم الجزائري جزاك الله كل خير إشارة مهمة لطلاب العلم تعلمهم الأدب مع الله سبحانه و تعالى.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[29 - 01 - 08, 05:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا النقل الطيب المبارك وقال تعالى (إنا كل شيء خلقناه بقدر)
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[31 - 01 - 08, 06:27 ص]ـ
وجزاك الله كل خير أخي الفاضل محمد السلفي الفلسطيني.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 06:47 ص]ـ
كل امورنا بقضاء وقدر من زواج اورزق اوغير ذلك
ولكن علينا السعي في الاخذ بالاسباب فبعض الناس يبذل اسبابا كثيرة ولايتيسر له وبعض الناس يبذل اسبابا سهلة ويتيسر له وربما رزق العبد بدون سبب وكمافي الاية ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب)) والتوكل لاينافي الاخذ بالاسباب كما في الحديث
لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا)
ولن تنال إلا ما قسم الله لك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/138)
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[11 - 03 - 08, 07:34 ص]ـ
ولن تنال إلا ما قسم الله لك
أخي الفاضل: ابو محمد الغامدي.
جزاك الله خيرا على الإضافة الطيبة.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 01:43 م]ـ
وانت اخي الكريم جزاك الله خيرا
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[28 - 02 - 09, 08:59 ص]ـ
أنا مشترك مع نشرة الألوكة، وإذا بي أجد الفائدة التالية في آخر نشرة تخص هذا الموضوع، أضيفها لتنتفع بها أخواتي المؤمنات بإذن الله تعالى، جزا الله الشيخ السعد والقائمين على الألوكة كل خير.
...........
هل أقبل الخاطب الذي لا يصلِّي؟
إجابة الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي مراجعة وإجازة الشيخ سعد الحميد
تاريخ الإضافة: 19/ 08/2008 ميلادي - 16/ 8/1429 هجري
زيارة: 65
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إذا كان الخاطب لا يصلِّي، هل أقبله، ثُمَّ أشجِّعُه على الصلاة، أو أرفُضُه؟ وكيف يجب أن تكونَ صفةُ الخاطب كي أقبله؟ مع العلم بخُطَّاب هذه الأيام، انصحوني أرجوكم، وشكرًا جزيلاً.
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد بيَّنَّا - في فتاوى سابقة - أن تارك الصلاة كافر -على الراجح من أقوال أهل العلم-، فَلْيُرْجعْ إليها، ومن هذه الفتاوى: "حكم تارك الصلاة ( http://www.alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?CategoryID=139&FatwaID=1921)"، كما يرجى مراجعة فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز: "حكم تارك الصلاة عمدًا ( http://www.alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?FatwaID=1219)".
وبمراجعة الفتويين السابقتين يتبين أنه: لا يَحلُّ لامرأةٍ تُؤمِنُ بالله واليومِ الآخِر - أن تَقْبَل بشخصٍ لا يُصَلِّي زوجًا لها؛ إلا أن يَتوبَ إلى الله – تعالى - ويلتزِمَ بصلاتِه؛ لأنَّ تارك الصلاةِ كافرٌ، كما بيَّنَّا في الفتاوى المُحال عليها.
أمَّا صفات الخاطب التي تُوافق مُراد الشَّرع: فهو صاحِبُ الخُلُق والدِّين، إنْ أحبَّ المرأةَ أكرَمَها، وإن أبغضَها لَم يُهِنْها، شعارُه في ذلك قوله – تعالى -: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229].
ومِن هُنا؛ أوصى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلَّم - بِاختِيار صاحب هاتَيْنِ الصِّفتين؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أتاكُم مَن ترضَوْن دينَه وخُلُقَه، فأنكحوه))؛ أخرجَه التِّرمذي، وحسَّنه هو والألبانيُّ في "صحيح الترمذي".
وقد سُئِلَ الشَّيخ مُحمَّد بن صالح العُثيمين - رحِمه الله - عن أهمِّ الأُمور، التي على أساسِها تَختارُ الفتاةُ زوجَها، فقال: "أهمُّ الأوصاف التي يَنبغي للمرأةِ أن تَختارَ الخاطبَ من أجْلِها: هي الخلُق والدين، أمَّا المالُ والنَّسب، فهذا أمرٌ ثانوي، لكن أهم شيءٍ أن يكون الخاطبُ ذا دين وخلُق؛ لأنَّ صاحب الدِّين والخلُق لا تَفقد المرأة منه شيئًا؛ إن أمسكهَا أمسكها بمعروف، وإن سرَّحهَا سرَّحها بإحسان، ثمَّ إنَّ صاحب الدِّين والخلُق يكون مبارَكًا عليها وعلى ذُرِّيَّتها، تتعلَّم منه الأخلاق والدين، أمَّا إن كان غيرَ ذلك، فعليْها أن تبتعِدَ عنه، لاسيَّما بعضُ الذين يتهاونون بأداء الصلاة، أو مَن عُرِف بشرب الخمر - والعياذُ بالله - أمَّا الذين لا يصلُّون أبدًا، فهم كفَّار لا تَحلُّ لهم المؤمنات، ولاهم يَحلِّون لهنَّ، والمهم أن تركِّز المرأة على الخلق والدين، أمَّا النَّسب، فإن حصل فهذا أولى؛ لأن الرَّسول - صلى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا أتاكم مَن ترضَوْن دينَه وخلُقه، فأنْكِحوه))، ولكن إذا حصل التكافُؤُ فهو أفضل". اهـ. "فتاوى المرأة المسلمة" (2/ 702).
ونصيحتُنا للأُخْتِ السائلة: أن تَصبِرَ وتعلم أنَّ الزَّوج الصالح رِزْقٌ، يَسوقُه الله – تعالى - إلى المرأة الصالحة، وأنَّ هذا الرِّزْقَ له أجلٌ لا يتقدَّم ولا يتأخَّر، فقد يكون ما كتَبَهُ الله لها لم يَحِنْ أجلُه بعدُ، ولابد أن تعلم أيضًا أنَّ ما يُقَدِّره الله - عزَّ وجلَّ - خيرٌ للمؤمن ولا شكَّ، وقد وعَد - سبحانَه - أهلَ طاعتِه بالمزيد من فضله؛ فقال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
نسألُ الله - عزَّ وجلَّ - أن يُيَسِّر أمرَكِ، وأن يرزُقَكِ زوجًا صالحًا؛ يكونُ لك عونًا على طاعة الله - عزَّ وجلَّ،، والله أعلم.
http://www.alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?FatwaID=2995
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[28 - 02 - 09, 12:12 م]ـ
كل شيئ بقدر
حتى وضعك ليدك على خدك بقدر كما قال ذلك ابن عباس رضي الله عنهما
ـ[أم ديالى]ــــــــ[01 - 03 - 09, 02:22 ص]ـ
كل شيء قدره الله ولكن الزوج رزق من الارزاق مثله مثل المال ... تبذل الاسباب لتحصيله، اسباب شرعية (الاستغفار) واسباب مادية ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/139)
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[01 - 03 - 09, 05:53 ص]ـ
أخي الفاضل أبو عمر جزاك الله خيرا على إضافتك.
أختي الفاضلة أم ديالي ذكرتني بقولهم:
" سبحان مسبب الأسباب "
وبقول عمر ابن الخطاب:
" نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ "
لم يقل أحد أن لا تبذل المؤمنة أهم سبب وهو الدعاء،
ولعمري المتفكر في القرآن الكريم لن يجد في حد علمي إلا الدعاء هذا ما فعله الأنبياء.
أما التزين فهذا من جبلة المرأة:
{أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} (الزخرف:18)
فالمرأة حتى تصير جدة أبدا أبدا لا تترك التزين.
ولله در إحدى صديقات الوالدة - حفظها الله تعالى - فقد قالت: التي تتزين لا تكبر.
ولاحظي أختي هناك من تبذل الأسباب التي تظنين أنها أسباب ويؤخر الله زواجها لحكمة.
وهناك من تيأس النساء من زواجها، وهي في ظنهن لا تبذل الأسباب ولن تصل للمراد، ومن ثم وفجأة وإذا هي متزوجة من أفضل الرجال، تأملي حديث النساء.
فلا داعي لجعل النسوة يقتلن أنفسهن في اجتهاد قد يريق ما وجوههن ويعرضهن للمذلة في بعض الأحيان، بل وقد تسيء الظن في الله بعضهن فتتجرأ على عمل لا يليق بها، ومن أسباب ذلك هذا الكلام، فالاعتقاد غير الصحيح يوصل للنتيجة غير الصحيحة لولا رحمة الله بالبعض.
وأذكر الآن كلام أحد المشايخ الذي نصح البنات بالإكثار من حضور المناسبات حتى تراهن الأمهات نشيطات، فيحصلن على زوج، فيصبح التزاور مصالح وإجابة الدعوة للجلوة، والتي تكثر من القرار في البيت كسلانة، والله المستعان.
هذا والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[11 - 06 - 09, 06:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
نعاني من أزمة إيمان.
نريد أن تعود الحياة الإيمانية.
فلنشعل فتيل التربية الإيمانية في الأمة لتنعم بالاطمئنان والسكينة بيوت المسلمين.
ومناسبة هذا الكلام ما شاهدته في حلقة من برنامج المستشار في قناة دليل،
يا إخوة هذه الحلقة عجيبة استظيف فيها دكتور فاضل من جامعة سعودية فيها من العبر الشيء الكثير.
أولا عرض المقدم مشكلة أحد الفتيات على المتشار، وهي كالتالي:
تقول إنها بلغت الرابعة والعشرين ولم تتزوج حتى الآن وأمها تنصحا بالكلام على الشات مع الرجال حتى تجد زوجا، والفتاة حفظها الله ترفض هذا الأمر.
طبعا نصحها المستشار وأثنى على قرارها، ومما نصحهم به اتباع وسيلة اتبعها السلف الصالح وهي أن يبحث أولياء أمر الفتاة عن رجل صالح لها، وهذه النصيحة جيدة في حال توفر هذا الأمر.
أقول: وفي حال لم يتوفر، ماذا تفعل، أكيد أهم وسيلة هي الدعاء. فالعمل بالأسباب لابد أن لا ينسينا أن المقدر رب الأرباب وهو مسبب الأسباب.
وسبحان الله اتصلت أخت بعد ذلك واستشارت المستشار، تقول: انه قد تقدم لها عشرة خطاب وكلهم كما يظهر كانت هي مستعدة للاقتران بهم لكنهم يعتذرون في فترة الخطبة، وهي متعجبة من ذلك.
والمستشار جزاه الله خيرا، ذكرها بقضية القضاء والقدر، وأنها لابد أن تنتبه للأسباب، وركز على قضية وهي وجود فئة تنقل كلام عنها أو تنم عليها، وذكرني هذا بما قاله الشيخ سليمان الحصين:
" (وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا هل أنبئكم ما العَضَة هي النميمة، القالة بين الناس) رواه مسلم).
وهذا حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- رواه مسلم: (ألا أنبئكم ما العضة) والعضة هكذا تضبط عند أهل الحديث ويضبطها أهل اللغة العَضَة، أو العِضَة: هو القطع أو الكذب والتفريق، ويطلق على السحر والبهتان فالعضة فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنها النميمة لقالة بين الناس، فالعضة جعلت النميمة عضة بمعنى أنها نوع من السحر، وهذا وجه إدخال المؤلف -رحمه الله- لهذا الحديث تحت هذا الباب.
وجه تشبيه النميمة بالسحر لأمرين:
- الأمر الأول: لخفاء تأثيرها والسحر فيه شيء من الخفاء.
- الأمر الثاني: لكونها تفسد كما يفسد السحر؛ ولذلك قال يحيى بن كثير: "يفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة" فالنمام قد يفسد بالتفريق وربما هدم الدول والعلاقات وإيجاد البغضاء والعداوات في وقت قصير ما لا يفسده الساحر في وقت طويل؛ فلهذا شبهه النميمة بالسحر." أهـ
وعموما إذا أراد الله بعبد خيرا فلا راد لفضله، والله سيقدر لها ما فيه خير لها بإذن الله فكم من شر دفعه الله عنا ونحن لا ندري، وسيبقى للظالم وزره، ويبقى لها أجرها إن صبرت والذي هو بغير حساب.
وسأرجع للبرنامج اتصلت الثالثة وقالت:
إنها تزوجت منذ عشر سنوات وزوجاها منذ فترة طويلة يضربها على رأسها بكل ما تصل له يده وهي في بيت أهلها الآن.
ويال العجب، جميل أنها اتصلت لتعدل من الخطاب الإعلامي الذي يفكك الأمور، وينسى ارتباطها، يجعل الفتاة تعيش في ألم ويزيد من ضغطه عليها على أمر ليس بيدها في حال كونها عزباء، وكأنها فقدت حلما جميلا، وينسى ربط هذا بواقع الحياة، فالحياة صراع بين الحق والباطل جهاد، وصدقا بتنا نسعد عندما نسمع عن أسرة سعيدة وندعو الله أن يحفظهم مما نسمع من الطلاقات وتفكك الأسر، هذه هي الحقيقة.
لا بد أن نشجع على التربية الإيمانية والرضى بالقضاء والتوجه إلى الله، وبذل الأسباب المشروعة، مع عدم الإيمان بها بل الإيمان بمسببها، ولا نذل أنفسنا إلا لربنا.
من منا ليست عنده بنت أو أخت أو قريبة يتمنى زواجها من صالح، ويتمنى أن تعيش سعيدة إلى أن يأتيها نصيبها مكرمة مصونة لا تجرح بالكلام الذي يضر المجتمع ولا ينفعه.
إن الناس السعداء المكرمين هم هدف التربية الإيمانية، هم من تنشأ في أحضانهم الأسر السعيدة سواء كانوا أزواج أو أبناء أو إخوان.
أسأل الله أن ينير بصرنا وبصيرتنا وسبحان الذي قال:
{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد11)
اللهم رد أمة محمد إلى دينها ردا جميلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/140)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[11 - 06 - 09, 07:17 ص]ـ
الحمدللهِ قدْمَ منْ شاءَ بفضلهِ، وأخْرَ منْ شاء بعدْلهِ، لايعْترَضُ عليه
ذوعَقل ٍ بعقلهِ ولايسأله مخَلوقٌ عنْ علة
فِعْلهِ، هو الكريم الوهاب
أين أجد هذه المحاضرة؟
ـ[أبو خطاب المهاجر]ــــــــ[11 - 06 - 09, 07:49 ص]ـ
الحمدللهِ قدْمَ منْ شاءَ بفضلهِ، وأخْرَ منْ شاء بعدْلهِ، لايعْترَضُ عليه
ذوعَقل ٍ بعقلهِ ولايسأله مخَلوقٌ عنْ علة
فِعْلهِ، هو الكريم الوهاب
أين أجد هذه المحاضرة؟
ما تفضلتم به ما هو إلا مقدمة لمحاضرة يمكن لأى أحد أن يتحدث بها.
فهل هناك عنوان للمحاضرة يمكن البحث عنه أو اسم صاحب المحاضرة
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[11 - 06 - 09, 12:45 م]ـ
ما تفضلتم به ما هو إلا مقدمة لمحاضرة يمكن لأى أحد أن يتحدث بها.
فهل هناك عنوان للمحاضرة يمكن البحث عنه أو اسم صاحب المحاضرة [/ center]
هدانا الله وإياك للحق يا أخي ربما ألتبس عليكم الأمر ما رأيت كان تعقيب على موضوع الزواج ثم سألت عن المحاضرة التي تحدث عنها الأخ التي عرضت على قناة دليل فأنا أبحث عنها لأن ليس لدي تلفاز
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[12 - 06 - 09, 05:30 ص]ـ
هدانا الله وإياك للحق يا أخي ربما ألتبس عليكم الأمر ما رأيت كان تعقيب على موضوع الزواج ثم سألت عن المحاضرة التي تحدث عنها الأخ التي عرضت على قناة دليل فأنا أبحث عنها لأن ليس لدي تلفاز
ربما تجدين الحلقة يوما ما في: اليوتوب الإسلامي.
http://www.isyoutube.com/
ـ[عبد الرحيم الألباني]ــــــــ[17 - 06 - 09, 02:10 م]ـ
السؤال: هل الزواج قدر أم هو فرصة؟
الجواب: كثيرا ما تختلط الأمور بسبب المصطلحات. لذا قبل الكلام يجب تحرير المصطلحات ,
أقول: إن كنت تقصد بالفرصة أن الزواج قد يقع بسبب نادر فهذا صحيح ولكنه لا يخالف قولنا كل شيء بقدر. و إن كنت تقصد بالفرصة شيئا يخرج عن القدر فهذا خطأ و نقول أن الزواج بالقدر.
وسر المسألة: أن كثيرا من الناس يظنون أن القدر لا يكتب فيه إلا النتائج مثل: فلان تزوج بفلانة , وهذا خطأ , فالقدر المكتوب يشمل النتائج والأسباب كلها صغيرها وكبيرها. يكتب فيه , مثلا: أن فلانا سوف يتعب عشر سنين في البحث عن الزواج ثم في ليلة سيلتقي برجل لم يره من سنوات و كان هذا اللقاء النادر سببا في زواجه , هذا تمثيل تقريبي فقط. فالأمور كتبت في اللوح المحفوظ و سوف تحدث بالتفصيل النهائي كما هي مكتوبة بأسبابها ونتائجها. والله أعلم
أنصح بالرجوع إلى: شفاء العليل لابن القيم فهو أوفى ما كتب في هذا الباب.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[17 - 06 - 09, 06:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أخي الفاضل أشكرك لأنك استفسرت عن المعنى الذي قصدته،
ما أقصده ما يشير إليه البعض:
1 - إذا رفضت الفتاة المتقدم لها، أو رفض الشاب الزواج من فتاة ما هل ضيع الفرصة وفرط في نصيبه،البعض يعتقد هذا.
2 - البعض يعتقد أن الزواج فرصة لابد أن لا تضيعها الفتاة وإن كان المتقدم لا يصلي أو مقيم على معصية ومعروف بذلك،وحتى الشاب الصالح لماذا لا يقدم على الزواج من المتبرجة، لأنها الأقل عنادا والأسهل في التشكيل والمتدينة عصبية فإذا رأى فتاة بهذه المواصفات فهي فرصة.
3 - البعض يعتقد أن قبول الرجل الصالح في نظرهم وهذا بالنسبة للفتاة فرصة لها، ولكن قد يحدث ما يعرقل هذا الزواج لأمر خارج عن السيطرة، وكذلك بالنسبة للشاب الصالح، فهل ضيعا فرصتهما؟.
نحمل أفكارا في مجتمعاتنا أدت لأمور ونتائج، لماذا لا نراجع أنفسنا ونرى هل الدين قال لنا ذلك أم نحن الذين لم نفهمه.
أنا يا أخي متخصص في علم من علوم الشريعة وباحث لا أنتمي لأي جماعة ولا حزب ورزقي على الله،و بحثت في الأمور التربوية أيضا، فماذا وجدت؟ وجدت ما أبكاني.
ومن ثم هل أتكلم ما دام الرب من علي بالاشتراك في هذه الملتقيات الجادة وأحاول كسب الأجر أم أسكت ولا أعطي ديني أي وقت؟
وإذا فكرت في الخدمة الأكيدة لديني وأمتي سأفكر أولا بالأسرة فهي حجر الأساس والوقود الأقوى لنهضة الأمة من جديد.
وما أردته هو أن نحرص على أن تكون الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات، فالله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/141)
والله أعلم وأحكم.
وأنقل لك ما كتبته أيضا تعليقا على هذا الموضوع في ملتقى أهل التفسير:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أخي الفاضل
يقول الشيخ / حازم صلاح أبو إسماعيل حفظه الله:
" الطاقة التي تعمر الدنيا هي الطاقة التي تنبع من الزهد "
" الدنيا لا تصلح إلا على أيدي الزاهدين "
فأقول:
الأفضل للمجتمع أن يحث فتياته الفاضلات على الاشتغال في ما ينفعهن في وقت فراغهن ولا أحد يدري متى يأتي النصيب، بدل أن يشغلوهن في أحزان وهمية، فالسعيد سعيد بالله، ويقول الشيخ حازم:
" والرسول صلى الله عليه وسلم لا يقول قاطعوا الدنيا؛ لأن الإنسان ليس ملاكا فهو مخلوق للخلافة، قال تعالى:
{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ... } (القصص77)
وأشار إلى أن الدنيا لا تساوي شيئا عند الله.
وأقول:
لقد أشرت إلى الفتيات بالخصوص، لأن الفتاة الفاضلة مهمة جدا، فلابد أن تراعى، ولا يشتد الحصار عليها لتوافق على أي كان، فكم نحن محتاجون للأسر السعيدة المتماسكة، المقامة على منهج الشريعة، فالبيت المبارك بإذن هو البيت الذي يتأسس على التقوى منذ البداية، فمن وجد الله فما فقد ومن فقد الله فما وجد.
وقد نقلت أقوال الشيخ من برنامج وصايا نبينا في قناة اقرأ.
وقد ورد في سنن الترمذي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ
قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ"
والله أسأل أن يرد أمة محمد إلى دينها ردا جميلا.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13546(41/142)
حوار مع المشرف أجراه موقع "آل البيت" حول بيان الشيخ ابن جبرين عن مسألة نسب آل البيت
ـ[عبدالله طالب العلم]ــــــــ[17 - 05 - 07, 12:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين، وبعد:
فإن من رحمة الله بعباده صدورهم عن رأي العلماء، و الرجوع إليهم عند نزول الفتنة والتباس الأهواء، و من سابق قدره و حكمته أن قيض لهم القبول بلا مراء، فهم سادة الناس بما أوتوا من العلم و الحكمة عند وقوع البلاء.
وإن مما قدره الله تعالى، قضية فتيا سماحة الوالد الشيخ العلامة عبدالله الجبرين حفظه الله تعالى في مسألة "نسب آل البيت" تضمنت التشكيك في صحة انتساب السادة والأشراف المعاصرين إلى آل البيت، وقد كتب فضيلته بياناً توضيحياً في هذا الشأن، شكره عليه الأشراف وأثنوا عليه.
وقبل خروج البيان كانت هناك محاولات للتوفيق بين وجهات النظر و تضييق دائرة الخلاف، ساهم فيها عدد كبير من المشايخ و العلماء والأعيان من الأشراف و غيرهم، إذ القضية تهم الأمة الإسلامية كلها.
وإن ممن نحسبهم كذلك فضيلة الشيخ السيد علوي بن عبدالقادر السقاف حفظه الله تعالى، ويسر الموقع أن ينشر هذا الحوار السريع مع فضيلته حول "بيان الشيخ العلامة الجبرين" وملابسات صدوره، تبييناً للحق، وتوضيحاً للقراء.
والشيخ السيد علوي حفظه الله هو المشرف العام على موقع " الدرر السنية "، وهو من المواقع العلمية الكبار لأهل السنة والجماعة في " الانترنت " في هذا العصر، و للشيخ حفظه الله عدد من الإصدارات العلمية، منها كتاب " التوسط و الاقتصاد في أن الكفر يكون بالقول أو الفعل أوالاعتقاد "، و له كتاب " تحقيق شرح الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية للشيخ الهراس "، و له كتاب صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة و غيرها من الكتب.
وموقع آل البيت إذ ينشر هذا الحوار السريع، فإنه يشكر فضيلته على إتاحة هذه الفرصة لإفادة القراء و الزوار ...
- بداية نرحب بالشيخ، فأهلاً وسهلاً بكم
أهلاً وسهلاً وحياكم الله.
- فضيلة الشيخ، حوارنا هذا هو عن فتوى الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين حفظه الله تعالى، وعن البيان التوضيحي الذي أصدره مؤخراً، هل لك أن تبين لنا وللقراء ملابسات الموضوع؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين من علماء أهل السنة والجماعة الذين نحبهم في الله، والذين أفنوا أعمارهم في العلم والتعليم، وقد عرف فضل الشيخ القاصي والداني، صدرت عن فضيلته عدة فتاوى تتضمن التشكيك في صحة انتساب أُسر وقبائل آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الموجودة في عصرنا الحاضر إلى جدهم عليه الصلاة والسلام، وذلك لبعد العهد كما قال، مع أن الشيخ –حفظه الله- كثيراً ما يقرر في دروسه ومؤلفاته عقيدة أهل السنة في محبة أهل البيت وتوليهم، وقد كان لهذه الفتوى صداها الواسع، وتضايق منها كثيرٌ من عامة وعلماء أهل البيت، خصوصاً وأنها صادرة من مرجعية علمية موثوقة عند كثير من المسلمين، فهُم لم يروا صواب هذه الفتوى في نفسها، وآلمهم ما تضمنته من غمز في أنسابهم، وكذلك كبُر عليهم أن يكون ذلك من مثل فضيلته، ولذلك كتب بعض الوجهاء من الأشراف بياناً يوضحون فيه خطورة هذا الأمر، ويطلبون من الشيخ التراجع عن فتواه تلك، كذلك التقى به بعض العلماء وطلبة العلم، ووضحوا له خطورة هذا الأمر، وسعوا في شرح سبب الإشكال لفضيلته، فكتب هذا البيان التوضيحي، والذي يعتبر ناسخاً لكل فتوى قبله.
- قلتم حفظكم الله: كتب بعض الأشراف بيانا، هل لك أن تبين لنا مضمون البيان إن كنتم اطلعتم عليه، وما رأيكم فيه؟
البيان المذكور كتبه مجموعة من الأشراف ونُشر خبره في جريدة الوطن، و قد نشر خبر ذلك في موقع آل البيت نقلا عن جريدة الوطن، ولم أطّلع عليه كاملاً، لكن الظن فيمن كتبه أن يكون جيداً فقد وقعه خمسة من أشراف الحجاز من ذوي الفضل والمكانة، وفيهم الشريف الدكتور حاتم العوني وهو معروف بعلمه، وأنا كانت لي وجهة نظر أخرى.
- ما هي؟
كنت أرى أن يذهب مجموعة من السادة الأشراف، ويلتقوا بفضيلة الشيخ عبدالله الجبرين ويوضحوا له الأمر.
- وهل حدث ذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/143)
اتصلت بعدد من السادة الأشراف واتفقنا على ذلك، لكن لما علمنا أن الشيخ التقى بسماحة المفتي وبأعضاء هيئة كبار العلماء اكتفينا بذلك.
- بالمناسبة ولو خرجنا قليلا عن الموضوع، أراك تكرر كثيراً السادة الأشراف، هل هناك فرق بين السادة والأشراف، وما حكم التلقب بالسيد و الشريف؟
الواقع أنه ليس هناك فرق بينهما فكل سيد شريف، وكل شريف سيد، والمقصود بطبيعة الحال شرف وسيادة النسب، أما عند الله فـ {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} وهناك من يظن أن (ذرية الحسن) يطلق عليهم الأشراف و (ذرية الحسين) يطلق عليهم السادة، وهذا الاستعمال منتشر في الحجاز، وسببه –فيما أظن- أن أهل الحجاز يطلقون على من كان من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم الشريف، وأهل اليمن وحضرموت يطلقون عليه السيد، ولما كان أكثر أشراف الحجاز وخاصة بمكة حسنيون، وأكثر أشراف حضرموت حسينيون، ظن بعض الناس أن هذا مرتبط بذرية الحسن وذاك مرتبط بذرية الحسين، وهذا غير صحيح، وإلا فالحسنيون في اليمن وحضرموت يطلق عليهم السادة و في الحجاز يطلق عليهم الأشراف، فهو مصطلح حسب البلد. ما حكم التلقب بالشريف فلا حرج فيه، وللشيخ الشريف حاتم العوني بحث ماتع بعنوان: (مشروعية التلقب بالشريف) منتشر في الانترنت وأظنكم نشرتموه في الموقع، أما حكم التلقب بالسيِّد فلي بحث فيه أسأل الله أن يتممه.
- نعود فضيلة الشيخ إلى موضوع الشيخ ابن جبرين حفظه الله تعالى، ماذا بعد لقائه بالعلماء؟
الشيخُ جزاه الله خيرا، ذكر لهم أنه لم يقصد الإساءة لأحد وأبدى استعداده بكتابة بيان توضيحي، وهذا ما تم فعلا، حيث كتب حفظه الله البيان الأخير الذي تضمَّن توضيح رأيه، واعتذاره لكل من ساءته فتواه السابقة.
- لكن بعض الناس استغلوا هذه الفتاوى وطعنوا في العلماء، وخاصة من علماء نجد وادّعوا أنهم نواصب يبغضون آل البيت ولا يثبتون نسبهم، فما تعليقكم فضيلة الشيخ على ذلك؟
أمَّا أنهم نواصب، فلا يقول به إلا حاقد أو جاهل، فكتبهم تطفح بذكر محبة آل البيت، وينصون على هذا في شروحهم لكتب العقائد وأن ذلك من عقيدة أهل السنة والجماعة، وقد رأينا من كثير من طلبة العلم من النجديين –كما هو الحال مع غيرهم- من التقدير والرعاية لقضية إكرام أهل البيت، كيف وأن في بعض قبائل نجد في العصر الحاضر من يصح انتسابهم إلى بيت النبوة، أما الجفاء فهو موجود عند بعضهم وعند غيرهم للأسف. أمَّا إثباتهم للنسب الشريف، فهذا أمر معروف ومتقرِّر، ولكنه للأسف مما يجهله كثير من الناس مع أن أقوالهم وكتبهم منذ مؤسس الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله- إلى يومنا هذا مليئة بذلك، ونسب آل البيت واضح منير بحمد الله لا يحتاج إلى من يثبته، فهو أثبت وأشرف نسب وجد على وجه الأرض، كما قال ذلك الشيخ ابن جبرين نفسه في توضيحه الأخير، لكن أقول ذلك بياناً لموقف هؤلاء العلماء الذين سألت عنهم.
- لكن، يا شيخ بما أن هذا الأمر يجهله كثير من الناس ألا ترى أنه من المناسب جمعه في كتاب؟
فعل ذلك أحد محبي آل البيت، الشيخ خالد الزهراني وجمعه في كتاب بعنوان (الإمام محمد بن عبدالوهاب وأئمة الدعوة النجدية وموقفهم من آل البيت) وقد طبع في مؤسسة الدرر السنية.
- بلغنا أنكم ساهمتم مع آخرين في صياغة مسودة البيان التوضيحي والترتيب لها، فما صحة ذلك؟
ليست مساهمة في صياغة البيان، فالشيخ من العلم والخبرة والدراية بحيث لا يحتاج إلى أن يصوغ أحد له البيان، لكن إبداء بعض الآراء والمقترحات بعد مشاورة أهل العلم من السادة الأشراف، من أجل إزالة الإشكال، وتقريب وجهات النظر.
- مثل من؟
مثل الشريف حمزة الفعر، والشريف حاتم العوني، -وقد كان لهما مساهمات منذ البداية-، والسيِّد محمد الوشلي، والسيِّد حسن البار، والشريف شاكر الفعر، والشريف إبراهيم الأمير، والشريف محمد الصمداني المشرف على موقعكم المبارك.
- لكن ألا ترون أن البيان تأخر صدوره كثيراً؟
بطبيعة الحال أخذ الآراء والتوفيق بينها يحتاج إلى وقت، وهي كما ذكرت لك آراء وليست إملاءات على الشيخ، فالشيخ عالم جليل وله اجتهاده.
- ومع من كنتم تنسقون في كل ذلك؟
مع ابنه الدكتور عبدالرحمن، وقد كان لطيفا ومتفهما جداً، ولمست منه كل تقدير واحترام لآل البيت، وكنت على اتصال مستمر به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/144)
- ذكرتم أن هناك عددا من العلماء و طلاب العلم كان لهم دور ومساهمة في إخراج البيان، هل لكم أن تذكروا لنا أسماءهم؟
ممن كان له دور مشكور في إزالة بعض العقبات وتعارض بعض الاجتهادات من العلماء وطلاب العلم: سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وفضيلة الشيخ عبدالله المطلق، وفضيلة الشيخ أحمد بن سير المباركي، وفضيلة الشيخ إبراهيم الغيث، وفضيلة الشيخ سعد الشثري، والشيخ عبدالعزيز السدحان، والشيخ صالح الهبدان، والشيخ عبدالله بن وكيِِّل الشيخ، والشيخ سلمان العودة الذي زار الشيخ ابن جبرين بعد الانتهاء والاتفاق على البيان حيث كان الشيخ –حفظه الله- آنذاك في جدة لافتتاح الحفل التعريفي الثالث بمؤسسة الإسلام اليوم. وأكثر من ساهم في ذلك الشيخ محمد الوشلي، والشيخ عبدالله الصبيح والشيخ عبدالرحمن الجبرين، جزى الله الجميع خيراً.
- فضيلة الشيخ، ما هي توقعاتكم لآثار هذا البيان التوضيحي لفضيلة الشيخ ابن جبرين؟
فتاوى الشيخ السابقة استغلها بعض أهل البدع للنيل من علماء السنة واتهامهم بأنهم لا يحبون آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء هذا البيان -بحمد الله- ليفسد عليهم ذلك، ويبين أن أهل السنة ومن يسمونهم بالوهابيين محبون لآل البيت، ومقدرون لهم ولا يطعنون في أنسابهم، بل كما قال الشيخ نفسه في البيان (هم ذرية من أشرف بيت وجد على وجه الأرض حسباً ونسباً)
- في ختام هذا اللقاء الحواري لا يسع موقع آل البيت إلا التقدم بالشكر الجزيل لفضيلتكم لإتاحة هذه الفرصة، و نرجو منكم توجيه نصيحة " لآل البيت ": موقعاً، و زواراً.
بل قبل ذلك أوجه نصيحة مقتبسة من بيان الشيخ عبدالله الجبرين نفسه لجميع المنتسبين لآل البيت وأقول لهم: " أنتم أهل بيت هم ذرية من أشرف بيت وجد على وجه الأرض حسباً ونسباً فمن جمع منكم بين اتباع السنة وشرف النسب فقد جمع بين فضيلتين ومن زاغ وانحرف عن صراط الله المستقيم فسيندم يوم القيامة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من بطأ به عمله لم يُسرع به نسبه" .. "، فاتقوا الله وأصلحوا ما بينكم وبين ربكم وما بينكم وبين خلقه، أما زوار الموقع فدونكم موقع "آل البيت" فانهلوا منه فما أنشئ إلا من أجلكم، وأقول للقائمين عليه اجعلوا رضى الله عز وجل نصب أعينكم ووفقكم الله لكل خير.
- جزاكم الله خيراً فضيلة الشيخ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موقع آل البيت
خزانة الفوائد
منقول
ـ[أبو محروس]ــــــــ[19 - 05 - 07, 08:22 م]ـ
نشكر لفضيلة الشيخ العلامة على تراجعه وعتذاره .. وتأكيده على أن أهل السنة والجماعة معظمين لآل البيت ومن محبيهم بلا إفراط أو غلو، ومثبتا أنسابهم الثابتة وحقوقهم الشرعية.
وأقول للأشراف أنسابكم آية من آيات الله الظاهر على عباده ففيكم المهدي المنتظر وتلك الفضائل التي حباكم الله لها، فأن أقداركم مصونة عند أهل الحق وما هذا الاعتذار من فضيلة الشيخ العلامة ابن جبرين والتراجع إلى دليل على هذا.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 09:01 م]ـ
حفظ الله شيوخنا ومنهم الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين والشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف وجزاهم الله عنا وعن الاسلام كل خير.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[11 - 11 - 07, 09:51 ص]ـ
أخي طالب العلم عبدالله
جزاك الله خيرا ...
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[12 - 11 - 07, 05:40 ص]ـ
المشاركة بواسطة طالبة العلم سارة
أخي طالب العلم عبدالله
جزاك الله خيرا ...
بارك الله فيك أختي الكريمة، وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[12 - 11 - 07, 05:42 ص]ـ
عفوا للتوضيح أنا طالب العلم عبدالله،وعبد الله طالب العلم.(41/145)
قال الزجاج عند موته:/ اللهم احشرني على مذهب أحمد
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[17 - 05 - 07, 10:50 ص]ـ
جاء في معجم الأدباء لياقوت 1/ 130 وط. إحسان عباس 1/ 51
في ترجمةإبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق النحوي الزجاج صاحب (معاني القرآن)
قال الخطيب: كان من أهل الدين والفضل، حسن الإعتقاد،جميل المذهب، وله مصنفات حسان في الأدب، مات في جمادى الآخر سنة إحدى عشرة وثلاثمئة.
وحكى ابن مهذب في تاريخه:حدثني الشيخ أبو العلاء المعري:أنه سمع عنه ببغداد أنه لما حضرته الوفاة، سئل عن سِنّه، فعقد لهم سبعين، وآخر ما سمع منه:اللهم احشرني على مذهب أحمد بن حنبل.
وأبو إسحاق الزجاج هو أستاذ أبي علي الفارسي ...........
يُنظر في ترجمته:
وفيات الأعيان 1/ 49، تاريخ بغداد ط. بشار6/ 613،المنتظم 6/ 176، سير الذهبي 14/ 360، الوافي 5/ 347، بغية الوعاة 1/ 413،إنباه الرواة للقفطي1/ 159
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[17 - 05 - 07, 02:05 م]ـ
بارك الله فيك
اعتقد انه خالف الاولى فقدم الفرع وأخر الاصل وقدم من يخطئ واخر من عصم عن الخطأ في البلاغ
فلو قال اللهم احشرني على سنة نبيك لكان اولى
وبالله التوفيق
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[24 - 05 - 07, 10:33 ص]ـ
لعله كان في زمن انتشرت فيه المحدثات والبدع فكان الإمام أحمد هو رمز السنةفي ذلك الوقت.
رحمه الله وغفرلنا وله.
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 03:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[24 - 05 - 07, 04:36 م]ـ
بارك الله فيك
اعتقد انه خالف الاولى فقدم الفرع وأخر الاصل وقدم من يخطئ واخر من عصم عن الخطأ في البلاغ
فلو قال اللهم احشرني على سنة نبيك لكان اولى
وبالله التوفيق
وخلف الأخ عبد الكريم الشهري، أقول:
آمين. آمين. آمين
نعم على سنة محمد صلى الله عليه وسلم
وتحت لوائه، وعلى حوضه، وخلف إمامته.
يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
ـ[عمر علي الزيداني]ــــــــ[24 - 05 - 07, 09:32 م]ـ
نسئل الله ان يرحمه رحمة واسعة وهده من البدع والله اعلم(41/146)
هل تطبيق البرمجة العصبية فى حفظ القرءان بدعة؟
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[17 - 05 - 07, 11:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تطبيق البرمجة العصبية فى حفظ القرءان بدعة؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 - 05 - 07, 11:26 ص]ـ
البرمجة العصبية وسيلة وليس عبادة محضة فلاتدخل في البدع و الله اعلم
وقد حذر بعض العلماء منها ورأى البعض انها مفيدةولكل وجهةنظر
ولزيادة المعرفة تنظر هذه الروابط من المشاركات السابقة للإخوة في الملتقى
ما حكم تعلم علم البرمجة اللغوية العصبيه NLP (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=47765&highlight=%C7%E1%C8%D1%E3%CC%C9)
تحذير العلماء من البرمجة اللغوية العصبية Nlp (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96718&highlight=%C7%E1%C8%D1%E3%CC%C9)
مناقشة ما يسمى بالبرمجة اللغوية العصبية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72400&highlight=%C7%E1%C8%D1%E3%CC%C9)
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[17 - 05 - 07, 01:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هل هذه الطريقة مشروعة؟
1.التهيئةالنفسية: والتي تعتبر الأرضية في حفظ القرآن الكريم ,ونقصد بها تفريغ القناعة السابقة بان حفظ القرآن صعب كما لا يجب ان أقصر نفسي على الحفظ قصرا ,ثم يأتي بعدها التشويق الدماغي كأن أقول لنفسي:كم أنا رائع عندماأحفظ القرآن وأستحضر في نفس الوقت فضل الله ,قيمة القرآن, الأجر العظيم و أحاديث الحبيب المصطفى.تجربة: قبل النوم قل لنفسك:ان شاء الله نويت أن أستيقظ فجرا لأحفظ كذا ................. وبذلك ستشوق دماغك. فالكلمة التي يلقيها الانسان تذهب مباشرة الى الدماغ وتبدأ في الإتساع الى أن تغطيه كاملا .............. لذلك احترس في الكلمات التي ترسلها الى دماغك (الرسائل السلبية و الرسائل الإيجابية).
2.التخيل: حرك الخيال الذي عندك أي تخيل دائما أنك تحفظ القرآن حفظا متقنا وترتله ,وتخيل هيئتك حينها.
3.التسخين: بمعنى أنه قبل أن تحفظ القرآن ,ابدأ بمراجعة ما تحفظه لمدة 4أو 5 دقائق ,دماغك هنا سيقول أعطني شيئاجديدا.
4.التركيز: تخيل أن عينك حلقةتصوير ,لذلك يجب أن تحركها بهدوء حتى لا يكون التصوير مشوشا ,وبهذا ستحفظ الآيةبشكل صحيح.وبعد ذلك أغلق عينيك و حاول أن تقرأ من لوح خيالك.
5.التنفس: أي خد نفسا ثم اقرأالآية.
6.التنغيم: الدماغ يحفظ الأشياءالمتنغمة الإيقاعية أسرع من المنثورة غير الإيقاعية ,فاذا فتحت القرآن احفظ بطريقةايقاعية وهي الترتيل و التجويد (على الأقل الحد الأدنى الذي تصح به القراءة:الغنة –المد ....................... ).
7.التكرار: اذ أن التكرار ينقل الحفظ من الذاكرة قصيرة المدى الى الذاكرة طويلة المدى.
8.الترابط: أي أن تربط آخر الآيةبأول الآية التي تليها .............. ربطا سمعيا ,بصريا أو حسيا.
9.التثبيت والمراجعة: اذ أن حفظ القرآن سهل على النفس البشرية ,لكن المشكلة هي في المراجعة, ولهذا بين آونة وأخرى راجع ماتحفظه.
10.التوكل على الله: وهو عماد كل هذا و أساسه.
"""ان لم يكن للمرء على الله توكل ............ فأول ما يقضي عليه اجتهاده""".(41/147)
عاجل: ما هى عقيدة الملا علي القاري؟
ـ[ابو عبد الرحمن المنصوري]ــــــــ[17 - 05 - 07, 12:38 م]ـ
عاجل: ما هى عقيدة الملا علي القاري؟
ـ[ابو عبد الرحمن المنصوري]ــــــــ[17 - 05 - 07, 11:47 م]ـ
للرفع
ـ[مهداوي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 02:17 ص]ـ
ماتريدي!
ـ[ابو عبد الرحمن المنصوري]ــــــــ[18 - 05 - 07, 02:36 ص]ـ
جزاكم الله خيراً اخى مهداوى, وهل قال أحد من العلماء أن أصوله كانت سلفية؟
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[18 - 05 - 07, 02:10 م]ـ
ارجع لكتاب ((الماتريدية)) للشمس السلفي الافغاني رحمه الله فقد بين كثيرا من بلاياه موثقة من كتبه.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 12:08 ص]ـ
هناك رسالة علمية عن الملا علي
بعنوان:ملا علي القاري وآراؤه الاعتقادية،، لمساعد المطرفي(41/148)
ما مفهوم شعار: "الدين لله والوطن للجميع"؟
ـ[ابو أحمد سليمان]ــــــــ[17 - 05 - 07, 01:45 م]ـ
ما مفهوم شعار: "الدين لله والوطن للجميع"؟
وما موقف الشرع منه؟
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 01:50 م]ـ
هذا ما يسمى ب حكم الشعب ..
وهذا هو تعريف العلمانية بأربع كلمات ..
الدين لله .. لكن الوطن للجميع .. أي الوطن لا يقبل حكم الله ..
والله أعلم
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[17 - 05 - 07, 07:13 م]ـ
ما مفهوم شعار: "الدين لله والوطن للجميع"؟
وما موقف الشرع منه؟
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
قد تعني هذه المقولة: (الدين لله) تعطيل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و تعطيل إقامة الحدود الشرعية، فليس لأحد أن يحاسب أحدا، فمن أراد المسجد فليذهب للمسجد و من أراد الخمارة فليذهب إليها. (كما يقولون في بعض البلاد العربية عندما يستنكر أحدهم أمرا على فاعله يقولون له دعه و يتبعون ذلك بمقولة " كل واحد على دينه ألله يعينه") أو يقولون:"يأخي لا تستنكر عليه ربنا بحاسبوا". فهذه المقولة غير جائزة،
و الوطن للجميع أي ليس لأحد ميزة على أحد فالجميع سواسية، فالمسلم لا ميزة له على غيره
أي بمعنى أخر لا تطبق أحكام أهل الذمة على اليهود و النصارى،فإن كان الأمر كذلك فهذه المقولة غير جائزة.
و إن كان يراد بها لا يعبد إلا الله و أن المسلمين يتساوون في الحقوق و الوجبات و هذا بعيد جدا تكون جائزة.
و الله تعالى أعلم(41/149)
هل العقيدة الأشعرية تطورت؟
ـ[أبوبدر العباد]ــــــــ[17 - 05 - 07, 03:40 م]ـ
هل العقيدة الأشعرية تطورت؟ ومن قال بهذا من العلماء؟(41/150)
رساة إلى كاتب وسم نفسه أنه يهودي أسلم وعنده شبهة
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[17 - 05 - 07, 05:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فهذه رسالة إلى كاتب وسم نفسه أنه يهودي أسلم وعنده شبهة وهي كون لحيته صغيرة ومَنْ مِنَ الصحابة رضي الله عنهم أو غيرهم مثله ...
أولاً كان معاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أمرد. وإن لم يكن أحد كذلك .... فالموحد ينجو بتوحيده وعمله الذي وفقه الله تعالى إليه ....... وهذه هي رسالتي له على كلا الاحتمالين أدناه
أخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبادئ ذي بدءٍ فإنني أحمد الله تعالى القادر على كل شئ ــــــ والمطلع على ما تضمره النفوس من خير أو شر ـــــــ أن هداك إلى الإسلام ونجاك من براثن الكفر اللا هوتي إلى ملة الإسلام كما أسأله سبحانه وتعالى أن يثبتنا وإياك على دينه وأن يستخدمك لنصرة شريعته جل في علاه ......
وأما ما يتعلق بتلك الشبهة الإبليسية اليهودية التي أتت إليك (وهي كون لحيتك خفيفة) فإنني أسأل الله تعالى وحده أن يبعدها عنك ويحفظك بحفظه إنه على كل شئ قدير ولا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء. واسمع رعاك الله تعالى هنا (رقم 22) http://www.tahhansite.com/pages/17.htm أخي الحبيب من رحمة الله تعالى بك أن جعلك مسلماً وأيُّ الشبهتين أعظم ترك اليهودية أم عدم وجود لحية كثة وطويلة؟!!!!!
أيسرك أن تكون ذا لحية طويلة وكثة وأنت على دين اليهودية؟؟ .... لالالالالا تجعل العرف طاغوتاً واسمع هنا (رقم 1و2و3و4) http://www.tahhansite.com/pages/F.htm (http://www.tahhansite.com/pages/F.htm) واعلم أرشدك الله لهداه أن محبطات الأعمال ليس منها خفة اللحية واسمع هنا (رقم17و18و19) http://www.tahhansite.com/pages/A.htm
أخي الحبيب اعلم وفقك الله تعالى لطاعته أن دين الله الأصل فيه رضا الله تعالى عن العبد إن آمن واتبع هدي المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وليس الأمر بطول لحية على ضلالة فكم وكم من أناس لحاهم طوال .... ولكن أين هم من الإسلام؟
أخي الحبيب اعلم أرشدك الله تعالى لطاعته {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (المائدة:27)
وأن الكرامة عنده للتقوى كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات:13) وقد بين الرسول محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن الله لا ينظر الصور والأجساد ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال كما ثبت ذلك عنه في صحيح مسلم
## أخي الحبيب لا تجعل للعقل حكماً على الشرع بلِ اجعلهُ تابعاً له واسمع هنا (رقم 96و97و98و99و100) http://www.tahhansite.com/pages/G.htm ......
هذا أخي اللبيب إن كان الذي جاء بالشبهة مسلم ولتبس عليه الأمر أمااااااا إن كان قائل هذه العبارة لك يهودي حقاً أو يتكلم على لسان يهودي فألقمه بهذا الرد المفحم لشيخ الإسلام ابن تيميَّة (مسموعاً) حينما تكلم معتزلي بلسان يهودي فأجابه الإمام كما ستسمع هنا http://up.9q9q.net/up/index.php?f=
قال الشيخ الألباني :
jHeD9IHh
وسيخسأ عد وك بأمر الله تعالى.(41/151)
التعقيب على من أجاز شد الرحال إلى قبر الحبيب [بدر العتيبي]
ـ[أزماراي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 05:44 م]ـ
التعقيب<? xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
<o:p></o:p>
على من أجاز شد الرحال إلى قبر< o:p></o:p>
الحبيب< o:p></o:p>
محمد r<o:p></o:p>
<o:p> كتبه </ o:p>
<o:p> بدر بن علي بن طامي العتيبي </ o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
بسم الله الرحمن الرحيم< o:p></o:p>
( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: من الآية59) < o:p></o:p>
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.< o:p></o:p>
أما بعد:< o:p></o:p>
فإتماماً لمشاركتي التي تكرمتِ (الرسالة) بنشرها في عددها الصادر بتاريخ (5 ذي القعدة 1425هـ) فقد اطلعت على ملحق الرسالة الصادر يوم الجمعة 12 ذو القعدة 1425هـ، وما فيه من ردود على ردّ شيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله تعالى – على الشيخ علي الجفري حول مسجد الرسول r وزيارة قبره، وقد رأيت في الردود الأربعة من الكتّاب: (سمير أحمد حسن برقة، و نجيب يماني، و أسامة الحازمي، و إبراهيم مصطفى آل عبدالله) ما يستحق الوقفات العديدة، وقبل أن أنزل في ساحتهم، وأبين بعض ما يوجب التنبيه عليه، أحب أن أوضح لهم ولكل مسلم رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ r أمرين:< o:p></o:p>
الأمر الأول: أن الله تعالى لم يوجب علينا اتباع أحد غير أمره سبحانه وأمر نبيه محمد r ، كما قال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (آل عمران:132)، وقال سبحانه: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (المائدة:92)، والآيات في المعنى كثيرة جداً، وعليه فطاعة غير الله ورسوله في غير ما شرع الله تعالى وأذن به لا تجوز مهما كان قدره وفضله.< o:p></o:p>
الأمر الثاني: أن كل عملٍ يتعبد فيه لله تعالى لا يجوز أن يعمل به إذا لم يأذن الله تعالى به في كتابه أو يأذن الله به رسول الله r في سنته الصحيحة، وقد صحّ عن النبي r من وجوه كثيرة أنه قال: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ) رواه مسلم. < o:p></o:p>
وعن العرباض بن سارية قال: (وعظنا رسول الله r موعظة بليغة ذرفت منها العيون، و وجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودّع، فأوصنا: فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وفي رواية: (وكل ضلالة في النار).< o:p></o:p>
وهذا الحديثان يقضيان بأن أي عبادة لم يتعبد الله بها الرسول r وصحابته من بعده فإنها: بدعة وضلالة، داخلة في الوعيد بالنار.< o:p></o:p>
فعلى هذا فإن شد الرحال إلى قبره r ، عندما يراها الأربعة وغيرهم من أفضل القرب، وأعظم الأعمال نسألهم: < o:p></o:p>
هل جاء الأمر بها في كتاب الله تعالى؟. < o:p></o:p>
وهل أمر بها الرسول r في حديثٍ صحيحٍ يعتمد عليه؟!.< o:p></o:p>
وهل ثبت أن صحابة رسول الله r – وهم أحرص الناس على الخير– أنهم كانوا يتجشمون المشاق، ويقطعون القفار، ويعتادون زيارة قبره بعد كل نسكٍ من حجٍّ أو عمرة؟!.< o:p></o:p>
وهل كانوا – كما يذكر نجيب يماني – يلتفون حول قبره تعظيماً لشأنه؟!.< o:p></o:p>
إن هذه الأسئلة وقفت حائرة على مسامع الكثير منهم، حتى عجزوا عن الإجابة عليها، فإن نفذت إلى قلوبهم قالوا: قال النووي، وقال عياض، وقال القسطلاني!.< o:p></o:p>
وهل قول هؤلاء – مع فضلهم وصلاحهم - حجة في دين الله تعالى، فإن كانت حجة فهي منقوضة بمثلها بأقوال رجال وعلماء أجلاّء!!، ثم ماذا:< o:p></o:p>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/152)
هنا يكون الرد إلى الله تعالى ورسوله r ، والمصيب هو من كان الدليل حجته، والاتباع طريقته، وهذا أسلم الناس حالاً ممن يشرع ما لم يأذن الله تعالى به، وقد قال سبحانه: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33)، وقال تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء:36).< o:p></o:p>
فلنتقِ الله يا أمة محمد r ، ولنحذو حذو صحابة رسول الله r في تلقيهم لأمر الله وأمر رسوله r ، حتى أثنى عليهم الله تعالى بقوله: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (النور:51). وأعود لسرد الوقفات مع مقالات الأربعة فأقول:< o:p></o:p>
أما مقال الأخ (سمير أحمد حسن برقة) فقد ذكر أن لشيخ الإسلام ابن تيمية آراء كثيرة حول زيارة قبر الرسول r وشد الرحل له!، وهذا كلام غير صحيح بل رأي شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – واحد في سائر مؤلفاته، وله كتب مفردة في مسألة الزيارة، كرده على الأخنائي، والبكري، وغيرهما، وما نقله الكاتب المذكور من قوله رحمه الله: (إن السفر إلى مسجده الذي يسمى السفر لزيارة قبره هو ما أجمع عليه المسلمون جيلاً بعد جيل)، وظن الكاتب أن شيخ الإسلام يعني أن المسلمين أجمعوا على السفر لزيارة القبر!، هذا مخالف لظاهر كلامه هنا، فالشيخ حكى الإجماع على مشروعية زيارة مسجد الرسول r واستحبابها وبين أن الناس يسمونها في عصره وقبل عصره بزيارة القبر الشريف، ولا يعني هذا موافقتهم في التسمية، وإن وافق على مشروعية زيارة المسجد والسفر له للأحاديث الصحيحة الواردة في ذلك.< o:p></o:p>
أما ما نقله من حاشية شيخ مشايخنا عبدالله العنقري رحمه الله تعالى على " الروض المربع " من قوله: (وأما من كان قصده السفر إلى مسجده وقبره معاً فهذا مستحبٌ مشروعٌ بالإجماع).< o:p></o:p>
فهذا الكلام أولاً: ليس للشيخ العنقري بل هو لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رده على الأخنائي، والشيخ العنقري ناقل له، وقد بين هذا في أول الحاشية بقوله في أول كلامه: (قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية في رده على الأخنائي) وقال في آخره: (انتهى من الرد المذكور).< o:p></o:p>
أيضاً هذا الكلام صواب لم يخالف فيه أهل التوحيد والسنة، وقد قسم الزيارة الشيخ تقي الدين ابن تيمية في رده المذكور، ونقله عنه العنقري إلى ثلاثة أقسام:< o:p></o:p>
الأول: قصد المسجد للصلاة فيه قال: (فهذا مشروع بالنص والإجماع).< o:p></o:p>
الثاني: إن كان لا يقصد إلاّ القبر ولم يقصد المسجد، قال (فهذا مورد النزاع، ومالك والأكثرون يحرمون هذا السفر، وكثير ممن يحرمونه لا يجيزون قصر الصلاة فيه، وآخرون يجعلونه سفراً جائزاً، وإن كان غير مستحب ولا واجب بالنذر).< o:p></o:p>
والثالث: قصد المسجد أصلاً، وزيارة القبر تبعاً، فهذا قصد مستحب، ونصّ الأئمة على استحباب زيارة قبر النبي r لمن قدم من خارج المدينة كحال سائر من مرّ على قبر قريبه وصاحبه، والنبي r وأعظم قدراً.< o:p></o:p>
والعجيب أن الكاتب يعيب على شيخنا الفوزان – حفظه الله - بأنه لم يقدم بينته!!!، بينمالم يأت – هو - ببينة غير نقولات عن علماءٍ كلامهم ليس بحجة في أصول الدين ولا فروعه، ولا يحدث في دين الله بقولهم شريعة!، وكان الواجب عليه إن كان حقاً صاحب بينة أن يأتي بمنشأ الحكم الشرعي من أدلة الوحيين الكتاب والسنة.< o:p></o:p>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/153)
وما نقله من كلام القاضي عياض والنووي والعسقلاني وابن قدامة والبهوتي وابن جماعة والفيروزآبادي وغيرهم لا يعد حجة في الباب، ولم ينكر شيخنا الفوزان ولا غيره من أهل العلم خلاف من خالف، وكما ترى أن شيخ الإسلام ابن تيمية حكى الخلاف في ذلك في الصورة الثانية – في الصور التي تقدم ذكره -، ولكن الكلام بعدما حصل الخلاف، مع من يكون الحق؟!، أيكون الحق مع كثرة العدد، ولمعان الأسماء؟!.< o:p></o:p>
أم يكون الحق مع من استند على دليل شرعي، و وقف على ما شرع رسول الله r ، وطبقه صحابته الكرام؟!.< o:p></o:p>
فكما تقدم أن المؤمنين أُمروا حال تنازعهم بالرد إلى الله ورسوله، ولم يأمرنا بالرد إلى مقالات الأشهر أو الأكثر!، وهذا الكلام هو الذي أزعج الكثير ممن خالفهم شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام محمد بن عبدالوهاب عندما أنكروا مشروعية شد الرحل من أجل زيارة قبر النبي r فضلاً عن استحبابه، وذلك لما تقدم من تأصيل راسخ في أن التشريع ليس له مصدر ملزم غير الكتاب والسنة، وإلاّ لضاع الناس وراء اجتهادات العلماء واختياراتهم!، و وقعوا في آفة اليهود والنصارى من اتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله يشرّعون ما شرعوا مما لم يأذن الله تعالى به.< o:p></o:p>
ولعل طالب الحق المنصف يراجع ما سطرته أنامل الإمام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في كتابه " الرد على الأخنائي " وما كتبه تلميذه ابن عبدالهادي في كتابه " الصارم المنكي " فقد حررا – رحمهما الله - هذه المسألة غاية التحرير.< o:p></o:p>
وفيصل الأمر: أننا نطلب من استحب شد الرحال لزيارة قبر النبي r ، وأن قبره هو القصد الأسمى من زيارة المسجد النبوي الشريف، نطلب منهم دليلاً من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله r الصحيحة أو فعل أحد الصحابة المرضيين أو التابعين المهديين، ولن يجدوا إلى ذلك سبيلاً.< o:p></o:p>
والأسماء تقابل بأسماء فماذا كان؟!، فكما أنهم أوردوا أسماء من أقرّ مشروعية الزيارة، فيقابلها أسماء من منع الزيارة وهم: الصحابيان الجليلان أبو سعيد الخدري وأبو بصرة و وافقه أبو هريرة رضي الله عنهم أجمعين (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=599165#_ftn1) ، وكذا: القاضي عياض المالكي، وابن عقيل الحنبلي، وأبو محمد الجويني الشافعي، ونصّ ابن بطة الحنبلي في " الإبانة الصغرى " على أنه من البدع، والقاضي حسين الشافعي، وابن تيمية، وابن القيم، وابن عبدالهادي، وذكر ابن عبدالهادي أن فتوى ابن تيمية عُرضت على علماء بغداد فأقروها [الفتاوى: 27/ 193]، وذكر منهم ابن الكتبي الشافعي [27/ 196] وَ محمد بن عبدالرحمن البغدادي – الخادم للطائفة المالكية بالمدرسة الشريفية المستنصرية [27/ 199]، وعبدالمؤمن بن عبدالحق الخطيب [27/ 200] وجمال الدين يوسف بن عبدالمحمود ابن عبدالسلام بن البتي الحنبلي [27/ 204] وأبا عمر بن أبي الوليد المالكي وَ عبدالله بن أبي الوليد المالكي [27/ 206]، ومنهم الشيخ ولي الله الدهلوي مؤلف " الحجة البالغة "، والعلامة الشوكاني، والأمير الصنعاني، والمباركفوري صاحب " التحفة "، وَبشير السهسواني، وصديق حسن خان، والعظيم آبادي، وجمع لا يحصون، فهذه أسماء ما يزيد على عشرين عالمٍ من علماء الإسلام والأئمة الأعلام من قبل ابن تيمية ومن بعده، فكيف يقال زوراً وبهتاناً بأنه أول من انفرد بهذه المسألة؟!.< o:p></o:p>
وما أشار إليه الكاتب (أسامة الحازمي) من أن بلالاً رضي الله عنه شد الرحل من أجل زيارة قبر النبي r ، هذا غير صحيح، وكان الأجدر بالأخ الحازمي النظر في إسناد القصة وكلام أهل العلم عليها لا أن تطرح فيغتر بها عامة الناس، فهذه القصة قال عنها الحافظ ابن عبدالهادي في "الصارم المنكي" (314): (أثر غريب منكر وإسناده مجهول، وفيه انقطاع، وقد تفرد به محمد بن الفيض الغساني عن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال عن أبيه عن جده، وإبراهيم بن محمد هذا شيخ لم يعرف بثقة ولا أمانة ولا ضبط ولا عدالة بل هو مجهول غير معروف بالنقل ولا مشهور بالرواية ولم يروِ عنه غير محمد بن الفيض روى عنه هذا الأثر المنكر ... ).< o:p></o:p>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/154)
وقال الحافظ الذهبي عن هذه القصة في " سير أعلام النبلاء" (1/ 357 - 358): (إسناده لين، وهو منكر).< o:p></o:p>
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "لسان الميزان" (1/ 107 - 108): (وهي قصة بينة الوضع) أي مكذوبة.< o:p></o:p>
وقال العلامة محمد بن علي الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (40): (لا أصل له).< o:p></o:p>
ومما يردُ هذا أيضاً ما حكاه الحافظ ابن حزم في "المحلى": (3/ 152) من أن بلالاً رضي الله عنه لم يثبت أنه أذّن بعد النبي r إلاّ مرة واحدة بالشام ولم يتم أذانه، وبعد هذا كله كيف يحتج الأخ الحازمي بأثر حكم علماء الحديث بأنه موضوع ومكذوب لا يصلح للاحتجاج؟!.< o:p></o:p>
ومن العجائب فهم الأخ الحازمي لقول النبي r : ( لا تشد الرحال إلاّ لثلاثة مساجد .. ) الحديث، حيث ظن أن مفهوم الحديث يمنع شد الرحال مطلقاً لأي شي كان من سفر تجارة أو عملٍ صالح كبناء مسجد أو طلب علم، وهذا لم يفهمه أحد من أهل العلم من هذا الحديث فضلاً على أن يقول به!، وإنما معنى الحديث النهي عن شد الرحال لبقعة ما تعظيماً لها!، فليس في الدنيا بقعة تستحق أن يشد الرحل لها طلباً في بركة العبادة فيها: إلاّ هذه المساجد الثلاثة، تعظيماً لشأنها ولما فيها من الفضيلة، أما غيرها من بقاع الدنيا مهما بلغ قدرها وفضلها فلا يجوز شد الرحال إليها، ومن ذلك قبر النبي r ، قال ابن الأثير في " جامع الأصول" (9/ 283): (لا يقصد موضع من المواضع بنية العبادة والتقرب إلى الله تعالى إلاّ إلى هذه الأماكن الثلاثة، تعظيماً لشانها وتشريفا) اهـ.< o:p></o:p>
ولهذا أنكر أبو بصرة رضي الله عنه على أبي هريرة لما خرج إلى الطور للصلاة فيه واحتج عليه بهذا الحديث.< o:p></o:p>
ولا يعرض على هذا فضيلة شد الرحل للقيام بفضيلة كزيارة أخ أو طلب علم أو جهاد ونحوه لأن الفضيلة هنا والنظر في الأعمال لا في البقاع، أما من شد الرحل إلى قبر نبيٍ أو وليٍ، أو إلى مسجدٍ من مساجد الدنيا طلباً في فضيلة بقعته فهذا لا يجوز بنصّ هذا الحديث. < o:p></o:p>
وما اعترض به الحازمي من أن هذا يلزم منه تعطيل الدعوة!!، وترك بناء المساجد لتعذر السفر إليها: من أعجب العجب فإن هذا كله لا يدخل في النهي في هذا الحديث كما تقدم، ومن رحل إلى أقاصي الدنيا لبناء مسجدٍ لا يقال بإنه قصد تلك البقعة لفضيلتها، ولو كان هذا قصده لثبت المنع مهما كان حال هذا القاصد.< o:p></o:p>
وقد قال الأخ الحازمي: (ليس هناك دليل شرعي يحرم أو حتى يكره الزيارة للنبي r في قبره). < o:p></o:p>
قلت: وهذا لا يخالف فيه أحد، وليس هو محل النزاع هنا، بل زيارة قبر النبي r مستحبة كحال سائر القبور بل قبره أفضلها!، أما شد الرحل لزيارة قبره من غير قصد المسجد فهذا قد ورد الدليل بمنعه وهو الحديث السابق الذكر مع عدم ورود الدليل الصحيح الذي يحث على إنشاء القصد للسفر إلى قبر الرسول r حتى ولو كان نذراً!!. < o:p></o:p>
وقد سئل الإمام مالك بن أنس عن رجل نذر أن يأتي قبر النبي r ؟ ، فقال: إن كان أراد القبر فلا يأتيه، وإن أراد المسجد فليأته ثم ذكر الحديث: (لا نشد الرحال .. )) من "المدونة" (2/ 87) و "الكافي" لابن عبدالبر (1/ 458).< o:p></o:p>
فهذا كلام الإمام مالك، وهو من أهل المدينة، وهم من أشد أهل العلم تعظيماً للنبي r واتباعاً حتى عدّ اتفاقهم حجة!، وهو أدرى أهل العلم بمذهب أهلها، وأقربهم عهداً بالصحابة وأبناء الصحابة!، ولو كان إنشاء السفر قصداً لقبر النبي r معمولاً به لعرفه أهل المدينة ولما خفي على مالك بن أنس إمام دار الهجرة رحمه الله تعالى.< o:p></o:p>
وأما مقال الأخ نجيب يماني فليس فيه ما يوجب التوقف عنده غير أنه ذكر حديث أبي أمامة: (قال الله عز وجل أحب ما تعبدني به عبدي إلى النصح لي) رواه أحمد.< o:p></o:p>
وهذا الحديث قال عنه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 87): (فيه عبيدالله بن زحر عن علي بن يزيد وكلاهما ضعيف!) اهـ.< o:p></o:p>
وكان الأولى أن يستدل بالحديث المشهور الصحيح: (الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله؟، قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم.< o:p></o:p>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/155)
ثم استدل يماني بالحديث المروي بلفظ: (من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) رواه الطبراني.< o:p></o:p>
وهذا الحديث مع شهرته إلاّ أنه لا يصح عن النبي r . <o:p></o:p>
وقد سمعت شيخنا ابن باز – رحمه الله تعالى – يقول عنه: لا أصل له، ومعناه صحيح.< o:p></o:p>
وهو عند الطبراني من حديث: حذيفة رضي الله عنه كما ذكر، وإسناده ضعيف، لأنه من رواية عبدالله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه، وعبدالله ليس بالقوي في روايته عن أبيه كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (5/ 154)، وشيخ الطبراني محمد بن شعيب الأصبهاني، قال عنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 252): (يروي عن الرازيين بغرائب).< o:p></o:p>
وقد ذكره الشوكاني في "الأحاديث الموضوعة" (83) من حديث أنس بن مالك.< o:p></o:p>
وقال السخاوي في (المقاصد الحسنة): (إسناده واهٍ بمرة، وإن كان المعنى صحيحاً).< o:p></o:p>
ومما يجدر التنبيه عليه في مقال الأخ نجيب قوله: (وقد وردت أحاديث كثيرة في استحباب زيارته والسلام عليه، والوقوف على قبره واستحضار أخباره وسيرته ... ).< o:p></o:p>
والمطلوب من الأخ نجيب يماني: أن يعد لنا هذه الأحاديث! شريطة صحتها!!!، وقد أطلق شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – عدم صحة أي حديث يروي في تخصيص قبر النبي r بالزيارة.< o:p></o:p>
وأما مقال الأخ إبراهيم مصطفى آل عبدالله فأعتب عليه أولاً طريقة عتابه لشيخي العلامة الدكتور صالح الفوزان حفظه الله، وتذكيره بالأدب وكأن شيخنا بحاجة إلى تأديبه؟!، وهو المؤدب حقاً في دروسه العلمية التي شارفت على نصف قرنٍ تقريباً، وقسوة الشيخ في عبارته على من خالف السنة لا تشينه بل تزينه إظهارا لشناعة القول، ولم تكن قسوة شيخنا – حفظه الله – في مسألة شد الرحل من عدمها، وإنما مقابل المقالة الغريبة العجيبة الغالية في أن سبب فضيلة مكة والمدينة هو مجرد دخول شخص النبي r فيها!!، وهذا القول لم يقل به أحد يحتج برأيه من الصحابة والتابعين وأئمة الدين، وقد بينت فساد هذا القول في عدد الرسالة الأسبوع الماضي.< o:p></o:p>
ثم ذكر الأخ المذكور أدلته على شرعية شد الرحل إلى قبر الرسول r ، وليس فيها دليل يعتمد عليه إما من حيث الدلالة أو من حيث صحة الدليل!.< o:p></o:p>
أما الآية الأولى: وهي قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (النساء: من الآية64).< o:p></o:p>
فيستدلون بها على أن من أراد التوبة فإنه يقدم للنبي r حياً أو ميتاً!!، وهذا ما لم يقل به أحد من الصحابة ولا من أئمة التابعين، ولا من العلماء المحققين، والقرآن الكريم يفسّر بالقرآن وبالسنة وبكلام من نزل القرآن عليهم من صحابة رسول الله r ، وبكلام أقرب الناس لهم عهداً من التابعين وأتباعهم، ولم يذكر أحد من المفسرين المعتمد عليهم أن معناها طلب الاستغفار من الرسول r ، فالآية صريحة و واضحة، وقضيتها واضحة وصريحة في حث المتحاكمين ومن ظلم نفسه أن يستغفر الله ويقدم إلى الرسول r فيستغفر له الله تعالى، أما بعد موت النبي r ، فإنه لا يملك ذلك لأحدٍ، لتحقق موته ومفارقة الحياة الدنيا، وهو حي في قبره حياة برزخية، وقد انفصل عن الحياة الدنيا ولم يبقَ له فيها إلاّ شرعه الذي جاء به.< o:p></o:p>
أما دليله الثاني: وهو قوله تعالى: (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (النساء: من الآية100).< o:p></o:p>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/156)
ومن مفاريد الأقوال، وعجائب الآراء ظن الكاتب أن هذه الآية نصاً في الزيارة!!، أو الهجرة إلى الرسول r بعد موته!!، وهذا ما لم يقل به أحد من أهل العلم، ومراد الآية التحريض على الهجرة للرسول r في حال حياته، والانضمام إلى قومه، وهي واجبة على كل مسلم ذلك الحين إلاّ المستضعفين من الرجال والنساء فقد عذرهم الله تعالى كما في الآيات التي قبلها من قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً) (النساء:97 - 98)، ولم ينطق أحدٌ من عامة الناس من السلف الصالح فضلاً عن علمائهم أنه دخل المدينة وقال إنني مهاجر إلى رسول الله.< o:p></o:p>
وللكاتب من المدة ما شاء حتى يأتي بأحد من الصحابة أو التابعين أو أئمة الدين الموثوق في علمهم قال في هذه الآية مثل ما قال، وإلاّ فليحذر من القول على الله بغير علم، وتفسير كلام الله تعالى بالرأي المجرد وقد جاء الوعيد في ذلك بالنار، والله المستعان. < o:p></o:p>
أما دليله الثالث: وهو الحديث المروي من أنه r قال: (من زار قبري وجبت له شفاعتي) فهذا حديث باطل، لا أصل له، وقد قال عنه الحافظ ابن عبدالهادي في "الصارم المنكي" (31): (حديث منكر ضعيف الإسناد، واهي الطريق لا يصلح الاحتجاج بمثله، ولم يصححه أحد من الحفاظ المشهورين ولا اعتمد عليه أحد من الأئمة المحققين .. ).< o:p></o:p>
ثم أطال الحافظ ابن عبدالهادي الكلام على هذا الحديث وبيان بطلانه، فليراجع هناك.< o:p></o:p>
وخلاصة الكلام أن عامة من انتصر لشد الرحال إلى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لم يأتِ بدليل يعتمد عليه، ولا حجة يعتدّ بها، مع أن عامة من تكلم في المسألة لم يفرّق بين الزيارة الشرعية والزيارة البدعية والزيارة الشركية، فظنّ بأن الأمر واحد، والحق أحق أن يتّبع، والله المستعان وعليه التكلان (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=599165#_ftn2) .<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<HR align=right width="33%" SIZE=1>(1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=599165#_ftnref1) زعم بعضهم بأن أبا هريرة لم يلتفت إلى كلام أبي بصرة!، وهذا مخالف لنص الحديث، ورى الإمام أحمد بإسناده إلى أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَلَقِيتُ أَبَا بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟، فَقُلْتُ: مِنْ الطُّورِ، فَقَالَ: أَمَا لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ مَا خَرَجْتَ إِلَيْهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: (لَا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِلَى مَسْجِدِي وَإِلَى مَسْجِدِ إِيلِيَاءَ أَوْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَشُكُّ)، ونصّ الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " على موافقة أبي هريرة لكلام أبي بصرة رضي الله عنهما فقال: (وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا رَوَاهُ أَصْحَابُ اَلسُّنَنِ مِنْ إِنْكَار بَصْرَة اَلْغِفَارِيّ عَلَى أَبِي هُرَيْرَة خُرُوجه إِلَى اَلطُّورِ وَقَالَ لَهُ " لَوْ أَدْرَكْتُك قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مَا خَرَجْت " وَاسْتَدَلَّ بِهَذَا اَلْحَدِيثِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَرَى حَمْلَ اَلْحَدِيثِ عَلَى عُمُومِهِ، وَوَافَقَهُ أَبُو هُرَيْرَة) [4/ 190].< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
(1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=599165#_ftnref2) نشر هذا الرد في " ملحق الرسالة " بجريدة المدينة يوم:
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[18 - 05 - 07, 09:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم(41/157)
سؤال عن " بداية المجتهد"
ـ[أبو موسى المغربي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 07:49 م]ـ
ماهي عقيدة ابن رشد صاحب بداية المجتهد ونهاية المقتصد؟
وهل على كتابه المذكور مؤاخذات؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 11:09 ص]ـ
بخصوص منهج ابن رشد في كتابه فاليك هذا الرابط واظنه والله اعلم غير ابن رشد الفيلسوف.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68851
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 11:18 ص]ـ
ابن رشد
نبذة عنه:
هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي القرطبي، ولد سنة 520 هجرية، اشتهر بالطب والفلسفة والرياضيات والفلك، توفي سنة 1198 ميلادية.
سيرته:
هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي القرطبي، ولد سنة 520 هـ. وقد اشتهر في العلوم الفلسفية والطبية.
كان فيلسوفا، طبيباً، وقاضي قضاة .. كان نحويا. لغوياً، محدثاً بارعاً يحفظ شعر المتنبي وحبيب ويتمثل به في مجالسه .. وكان إلى جانب هذا كله. متواضعاً، لطيفاً، دافئ اللسان، جم الأدب، قوي الحجة، راسخ العقيدة، يحضر مجالس حلفاء "الموحدين" وعلى جبينه أثار ماء الوضوء.
لم يكن "ابن رشد" غمراً مبتوت النسب، فوالده وجده وُلِّيا قبله قضاء "قرطبة"، المدينة التي أحبته وعشقها.
لم يجلس "ابن رشد" على عرش العقل العربي بسهولة ويسر، فلقد أمضى عمره في البحت وتحبير الصفحات، حتى شهد له معاصروه بأنه لم يدع القراءة والنظر في حياته إلا ليلتين اثنتين: ليلة وفاة أبيه وليلة زواجه.
لا، لم يكن "أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي الأندلسي، من المتسلقين وطلاب الشهرة. ولكنه كان من المؤمنين "بالكمال الإنساني" عن طريق المعرفة .. فعنده أن تمييز الإنسان بالمخلوق العاقل الناطق تتم لنسبة ما يحصله من عتاد ثقافي معارفي.
أخذ الطب عن أبي جعفر هارون وأبي مروان بن جربول الأندلسي. ويبدو أنه كان بينه وبين أبي مروان بن زهر، وهو من كبار أطباء عصره، مودّة، وأنه كان يتمتع بمكانة رفيعة بين الأطباء. وبالرغم من بروز ابن رشد في حقول الطب، فإن شهرته تقوم على نتاجه الفلسفي الخصب، وعلى الدور الذي مثّله في تطور الفكر العربي من جهة، والفكر اللاتيني من جهة أخرى.
عكف فيلسوفنا على نصوص "المعلم الأول" يستجليها ويلخصها، حتى اقتنع بأنها الفلسفة الحقة، والحكمة الكاملة الواقية، وهنا استقر رأيه على مشروعين: أولهما التوفيق بين الفلسفة والشريعة وتصحيح العقيدة مما علق بها -في ظنه- من مخالطات المتكلمين و "تشويش" الإمام الغزالي بالذات (1176 – 1182)، وثانيها تطهير فلسفة أرسطو مما شابها من عناصر غريبة عنها، والمضي بها قدماً. عن طريق طرح الحلول لمشاكل مستقبلية قد تعترض سبيلها (1182 - 1194).
تولّى ابن رشد منصب القضاء في اشبيلية، وأقبل على تفسير آثار أرسطو، تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف، وكان قد دخل في خدمته بواسطة الفيلسوف ابن الطفيل، ثم عاد إلى قرطبة حيث تولى منصب قاضي القضاة، وبعد ذلك بنحو عشر سنوات أُلحق بالبلاط المراكشي كطبيب الخليفة الخاص.
لكن الحكمة والسياسة وعزوف الخليفة الجديد (أبو يوسف يعقوب المنصور 1184 - 1198) عن الفلاسفة، ناهيك عن دسائس الأعداء والحاقدين، جعل المنصور ينكب فيلسوفنا، قاضي القضاة وطبيبه الخاص، ويتهمه مع ثلة من مبغضيه بالكفر والضلال ثم يبعده إلى "أليسانه" (بلدة صغيرة بجانب قرطبة أغلبها من اليهود)، ولا يتورع عن حرق جميع مؤلفاته الفلسفية، وحظر الاشتغال بالفلسفة والعلوم جملة، ما عدا الطب، والفلك، والحساب.
كانت النيران تأكل عصارة عقل جبار وسحط اتهام الحاقدين بمروق الفيلسوف، وزيغه عن دروب الحق والهداية ... كي يعود الخليفة بعدها فيرضى عن أبي الوليد ويلحقه ببلاطه، ولكن قطار العمر كان قد فات إثنيهما فتوفي ابن رشد والمنصور في السنة ذاتها (1198 للميلاد)، في مراكش.
من مؤلفات ابن رشد
تقع مؤلفات ابن رشد في أربعة أقسام: شروح ومصنفات فلسفية وعملية، شروح ومصنفات طبية، كتب فقهية وكلامية، وكتب أدبية ولغوية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/158)
أحصى جمال الدين العلوي 108 مؤلف لابن رشد، وصلنا منها 58 مؤلفاً بنصه العربي. وابن رشد كان قد كتب المقالات، وألف الكتب، وشرح النصوص الكثيرة ولكنه اختص بشرح كل التراث "الأرسطي". وشروحه على أرسطو تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
• مختصرات وجوامع: وهي عبارة عما فهمه ابن رشد من "أرسطو" دون أن يتعلق الشرح بالنص مباشرة.
• تلاخيص: وتسمى أيضاً شروح صغرى: وهي عبارة عن مواكبة أرسطو دون إيراد متونه.
• شروح كبرى: وفيها يورد ابن رشد قول الحكيم، ثم يأتي بالشرح المسهب - وهاهي بعض الكتب المؤلفات المهمة بتواريخ كتابتها التقريبية:
الكليات 1162: كتاب في أصول الطب
بداية المجتهد ونهاية المقتصد 1168: كتاب في أصول الفقه
تلخيص القياس 1166: شرح صغير
تلخيص الجدل 1168: شرح صغير
جوامع الحس والمحسوس 1170
تلخيص الجمهورية 1177: وهو تلخيص "لجمهورية أفلاطون". أصله العربي مفقود ولكنه ترجم في 1999
مقالة في العلم الإلهي 1178
فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال 1178: وهو تأصيل لشرعية الفلسفة. من أشهر كتبه
الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة 1179: يحاول تصحيح العقيدة الإسلامية
شرح أرجوزة ابن سينا في الطب 1180
تهافت التهافت 1181: نقض كتاب الإمام الغزالي المسمى "تهافت الفلاسفة". من أشهر كتبه
شرح البرهان 1183: شرح كبير على أرسطو
شرح السماء والعالم 1188: شرح كبير على أرسطو
شرح كتاب النفس 1190: شرح كبير على أرسطو
شرح ما بعد الطبيعة 1192 - 1194: لعله أغنى شروحه، وأكثر إنتاجه إبداعاً. من أشهر كتبه
مؤلفات إضافية: تلخيص كتاب المزاج لجالينوس، كتاب التعرّق لجالينوس، كتاب القوى الطبيعية لجالينوس، كتاب العلل والأعراض لجالينوس، كتاب الحمّيات لجالينوس، كتاب الاسطقسات لجالينوس، تلخيص أول كتاب الأدوية المفردة لجالينوس، تلخيص النصف الثاني من كتاب حيلة البرء لجالينوس، مقالة في المزاج، مقالة في نوائب الحمّى، مقالة في الترياق.
مراجع إضافية
فرح أنطون، ابن رشد وفلسفته، دار الفارابي، بيروت، طبعة أولى 1988.
ماجد فخري، ابن رشد فيلسوف قرطبة، دار المشرق، بيروت، طبعة ثالثة منقحة 1992.
محمد عابد الجابري، ابن رشد سيرة وفكر، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، طبعة أولى أكتوبر 1998.
جميل صليبا، تاريخ الفلسفة العربية، دار الكتاب اللبناني، بيروت 1981، صفحة 441 وما بعدها.
ماجد فخري، تاريخ الفلسفة الإسلامية، تعريب: كمال اليازجي، الدار المتحدة للنشر، بيروت 1974.
موسوعة الفلسفة والفلاسفة – عبد المنعم الحنفي، مكتبة مدبولي، القاهرة، طبعة ثانية 1999
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=121
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 11:51 ص]ـ
وهذا مبحث في الملتقى أ يضا بعنوان ماهي عقيدة ابن رشد للاخ شبيب السلفي.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78936(41/159)
الرحمة بالمخالف
ـ[عبدالله الحصين]ــــــــ[18 - 05 - 07, 07:03 ص]ـ
الرحمة بالمخالف
عناصر المحاضرة:
1 - أسباب الحديث في الموضوع.
2 - من هو المخالف؟
3 - ما هي الرحمة؟
4 - النبي صلى الله عليه وسلم أرحم الخلق بالخلق.
4 - مظاهر الرحمة.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أولاً: أسباب الحديث في الموضوع.
1 - مع اضطراب الحياة المعاصرة، وكثرة اختلاط الحق بالباطل لا بد من بيان المنهج الحق والاستدلال له.
2 - كما أنه بسبب ضعف المسلمين، وتسلط الكفار عليهم، تظهر بعض التصرفات الفردية التي يراد بها رد كيد العدو، أو الانتقام من بعض تصرفاته فينظر إليها على أنها من الظلم والتعسف والقسوة بالمخالف.
3 - مع شدة الخلاف بين الطوائف، وإرادة كل فريق الانتصار لقوله يضعف جانب الرحمة والرأفة، والاعتذار عن الآخر، والإسلام دين الرحمة العامة، وأولى الناس أن يتصفوا بهذه الرحمة هم أهل السنة والجماعة، المتمسكون بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
4 - مما يؤسف له أن كثيرًا من الناس لا يتصور وجود الرحمة في التعامل مع مخالفيه، ولا يستطيع الجمع بين بيان الحق ورحمة الخلق.
فلهذه الأسباب أحببت أن أبين منهج أهل السنة والجماعة في رحمة المخالف، والإحسان إليه.
ثانياً: من هو المخالف؟
المخالف هو من خالفك في الملة والدين، أو في المسائل الاعتقادية مع اتفاق الملة، أو في مسائل الحلال والحرام، بحيث كان منهمكًا في الشهوات، غارقًا في اقتراف المحارم، معرضًا عن فعل الواجبات.
وهؤلاء لهم معاملة خاصة، قوام هذه المعاملة الرحمة وتقوى الله جل وعلا فيهم.
ثالثًا: ما هي الرحمة؟
الرحمة في اللغة هي الرقة والتعطف، ولهذا سميت الرحم بين الأقارب بذلك لما يحصل بينهم من التعاطف والتكاتف، ومن الرقة لبعضهم البعض.
وليس معنى الرحمة فعل ما تهوى النفس، ومطاوعة الهوى والشيطان، والإقرار بالخطأ، والسكوت على الباطل، ومجاراة أهواء الناس ورغباتهم، وإنما الرحمة بإيصال الخير لهم، وكف الشر عنهم بقدر الاستطاعة، ولهذا ذكر الله في سورة الفاتحة اسمي الرحمن الرحيم، وجعلهما في البسملة؛ ليعلم أن كل فعل له فهو مقتضى الرحمة، وإن كان ظاهره العذاب، أو تصور بعض الناس أنه عذابًا.
رابعًا: النبي صلى الله عليه وسلم أرحم الخلق بالخلق.
ذكر الله جل وعلا سبب إرسال نبيه صلى الله عليه وسلم لأهل الأرض، فقال: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، فالمؤمنون قبلوا هذه الرحمة فانتفعوا انتفاعًا عظيمًا، وفازوا فوزًا كبيرًا، وغيرهم كفروا بها، وبدلوا نعمة الله كفرًا، وأبوا رحمة الله ونعمته، فما أصابهم من الشقاء والهوان والذل والعذاب إنما هو من عند أنفسهم، وبسبب سوء صنيعهم، كما أن القرآن جعله الله هدى وشفاء لمن قبل عنه أحكامه، وعمل بمحكمه وآمن بمتشابهه، ومن لم يؤمن به فهو عليه وبال، ولا يزيده إلا ضلالا، قال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا}.
ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الرحمة بالناس كلهم، فقال: ((من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل))، وقال: ((من لا يَرحم لا يُرحم))، وقال: ((وإنما يرحم الله عز وجل من عباده الرحماء)) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1))، وقال: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2)).
وجاء في وصف المؤمنين أنهم {أشداء على الكفار رحماء بينهم}، وهذا يدل على أن الرحمة على نوعين:
الأولى: رحمة عامة بالخلق كلهم، وهذه هي التي تكون للكافرين، والشدة لا تنافي وجود الرحمة؛ لأن الشدة حين تكون في موضعها الذي يناسبها مظهر من مظاهر الرحمة كما يأتي بعد قليل إن شاء الله.
الثانية: رحمة خاصة للمؤمنين.
كما قال الله جل وعلا: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون}، وقال إخبارًا عن حملة العرش ومن حوله أنهم يقولون: {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلمًا}، فرحمة الله شملت البر والفاجر، والمؤمن والكافر،، ولكن الرحمة الخاصة المقتضية لسعادة الدنيا والآخرة جعلها الله لمن اتصف بهذه الصفات المذكورة في الآية الأولى.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل الناس بمقتضى هذه الرحمة، فيعفو عمن ظلمه، ويحسن إلى من أساء إليه، ويحرص على إيصال الخير والنفع والهدى لكل أحد، وقد كان ذلك سببًا لهداية الخلق، كما في حديث العقبة، فقد أصابه شيء شديد، أشد مما أصابه يوم أحد، ومع ذلك، وقد كان قادرًا أن يعذب من خالفه وآذاه إلا أنه آثر التلطف بهم، والتأني في دعوتهم؛ لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئًا، وهذه أعلا مقامات الرحمة والشفقة؛ لأن النفس إذا أصيبت، وأحست بالذل والهوان، وأصاب البدن عذاب ونكال اشتاقت النفس للتشفي، وداخلها شعور قوي في الانتقام ممن آذاها، فإذا تمكنت من ذلك وهي في هذه الحالة لم تتردد لحظة واحدة في رد السيئة بمثلها، وهنا يضعف جانب الشفقة والرحمة؛ لأن الجرح ثائر، والمصاب حاضر، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم بكمال رحمته أستطاع أن يسيطر على مشاعره، وأن يغلب جانب الحلم والعفو والصفح؛ رغبة في نشر الخير، وإنقاذ الناس من العذاب.
[/ URL]([1]) رواه البخاري ومسلم.
[ URL="http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref2"] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1)([2]) رواه أبو داود والترمذي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/160)
ـ[عبدالله الحصين]ــــــــ[18 - 05 - 07, 07:06 ص]ـ
خامسًا: مظاهر الرحمة. 1 - الدعوة إلى الحق. من أظهر مظاهر الرحمة بالمخالف أن تدعوه إلى الحق، الذي به سعادته وفوزه وفلاحه، ولهذا كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبدأ بالقتال أن يدعوهم إلى الله، ويبين لهم الحق الذي يجب عليهم اتباعه، ولهذا لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن ينذر الناس قام على الصفا، وصاح بهم، فلما اجتمعوا له، قال: ((إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد))، فدعوة المخالف يراد بها إيصال الخير له، ودفع أسباب العذاب والأذى عنه، لعله يفوز برضوان الله، وينجو من عذابه، وهذه هي الرحمة الحقيقية، ولهذا كان أرحم الناس بالابن أمه وأبوه، ومن تمام رحمتهم وشفقتهم أنهم يعلمونه الأخلاق الحسنة، ويرشدونه إلى ما يعينه على التكسب وطلب الرزق، وإن صاحب ذلك شيء من الأذى والشدة، أو حرمانه من بعض ما يشتهي ويريد.
التلطف في الدعوة، وسلوك أحسن الطرق وأقربها؛ لأن المقصود هداية الخلق لا تبكيتهم وتسفيههم، وإظهار نقصهم وجهلهم، قال تعالى: {أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}، فالمريد للحق المقبل عليه يدعى بالحكمة، والغافل المعرض يدعى بالموعظة، والجاهل المعاند يدعى بالمجادلة، ومن رحمة الله بخلقه تقييده المجادلة بالحسنى؛ لبيان المقصود منها، وهي: هداية الخلق، وإرشادهم إلى طريق الحق والنور، ليسلموا من عذاب الله وعقابه، وقال تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، إلا الذين ظلموا منهم} والنصيحة والدعوة تختلف عن التأنيب، فالمؤنب قصده التعيير والإهانة، وذم من أنبه وشتمه، وإنما تصدر عن عداوة ومباغضة، وأما الناصح فإنه لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته، ويقول: قد وقع أجري على الله قبلت أو لم تقبل، ويدعو لك بظهر الغيب، ولا يذيع عيوبك، ولا يبثها في الناس، والمؤنب على خلاف ذلك، قال الحسين بن علي الكرابيسي: جاءت أم بشر المريسي إلى الشافعي فقالت: يا أبا عبد الله أرى ابني يهابك ويحبك، وإذا ذكرت عنده أجلك، فلو نهيته عن هذا الرأي الذي هو فيه؛ فقد عاداه الناس عليه، ويتكلم في شيء يواليه الناس عليه ويحبونه، فقال لها الشافعي: أفعل، فشهدتُ الشافعي وقد دخل عليه بشر، فقال له الشافعي: أخبرني عما تدعو إليه؟ أكتاب ناطق، أم فرض مفترض، أم سنة قائمة، أم وجوب عن السلف البحث فيه والسؤال عنه؟ فقال بشر: ليس فيه كتاب ناطق، ولا فرض مفترض، ولا سنة قائمة، ولا وجوب عن السلف البحث، إلا أنه لا يسعنا خلافه، فقال له الشافعي: أقررت على نفسك بالخطأ، فأين أنت عن الكلام في الفقه والأخبار يواليك الناس عليه، وتترك هذا؟ قال: لنا نهمة فيه، فلما خرج بشر قال الشافعي: لا يفلح ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1))، وقد أمر الله بالمجادلة بالحسنى حين يكون المخالف متحليًا بالعدل والإنصاف، فإن ظلم وبغى، وتجاوز الحد، وأعرض عن الحق مع ظهوره، وأسرف في مخالفته، وأمعن في طغيانه، فإن من الحكمة مقابلته بمثل ذلك، وإغلاظ القول له، ومعاملته بالشدة، كما قال تعالى: {يا 1 - أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} وإنما أمر بالإغلاظ لما فيه من المصلحة، وكما قيل: فقسا ليزدجروا ومن يك حازمًا فليقس أحيانًا على من يرحم.
2 - الصبر على الأذى في دعوته، فإنه لا بد أن يقع من المخالف جفاء وغلظة، أو تكلم بما لا يليق، أو فعل ما لا ينبغي، فيصبر المؤمن على ذلك، ويؤمل بصبره أن ينقذ المدعو من النار، وأن يفوز برضى الله.
3 - إقامة حكم الله فيهم، سواء كان هذا الحكم حدًا من الحدود بالنسبة للعصاة من المؤمنين، أو كان بالجهاد باليد بالنسبة للكافر، أو البغاة، وهذا لا ينافي الرحمة؛ بل هو مقتضاها؛ لأن ترك إقامة حكم الله فيه سبب للفساد، وحلول البلاء، وانتشار الفتن، وضعف الحق، وافتتان الناس به، فمن الرحمة العامة معاقبته، وإقامة حكم الله فيه، ولهذا قال تعالى: {ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله} أي لا تمنعكم الرأفة بالزانيين من إقامة الحد؛ لأن الرحمة الحقيقية هي بإقامة الحد عليه، ولهذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم الحد على المخزومية، وحلف لو أن فاطمة سرقت –وحاشها من ذلك- لقطع يدها، وهو أرحم الخلق بالخلق، وبقرابته على وجه الخصوص، فهذه العقوبات يراها الناس خالية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/161)
من الرحمة، وهي أحد مظاهر الرحمة، ولهذا ابتلى الله من يحب من عباده بأمور عظيمة؛ لكي يحصل لهم بالصبر عليها فوز عظيم في الدنيا والآخر، وقد قيل: سبحان من يرحم ببلائه، ويبتلي بنعمائه.
4 - ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كان يجر إلى ما هو أعظم منه، فإن المقصود من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إظهار الخير، وقمع الشر، وحمل الناس على ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، فإذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجران إلى مفسدة عظيمة فإن المؤمن يترك بيان ذلك، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال الأئمة الظلمة، حتى يرو كفرًا بواحًا؛ لما فيه سفك الدماء، وحلول المصائب التي هي أعظم من ظلمهم، ولكن لا يعني ذلك عدم البيان، والسكوت عن المنكر، بل المقصود بيان أن المؤمن يحرص على رحمة الخلق وعدم انتقالهم إلى فساد أعظم مما هم فيه، روى الإمام أحمد في مسنده عن نصر بن عاصم عن رجل منهم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم على أن لا يصلي إلا صلاتين، فقبل منه ذلك.
5 - عدم مقابلة الباطل بمثله، بل مقابلة الباطل بالحق، وبما يستحقه من العدل والرحمة، ولهذا كان أهل العلم والسنة لا يكفرون من خالفهم، وإن كان المخالف يكفرهم، قال تعالى: {أدفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}، و قال ابن عباس: ما رأيت رجلا أوليته معروفا إلا أضاء ما بينه وبيني, ولا رأيت رجلا فرط إليه مني شيء إلا أظلم ما بيني وبينه. وكذلك كان تعامل أهل السنة مع الرافضة، ومع غيرهم من الجهمية والمعتزلة.
6 - الأمانة في نقل كلامه عند مناظرته ومحاجته.
7 - طلب العذر له، إذا كان ذلك ممكنًا، يقول ابن تيمية بعد أن نقل كلامًا للبكري –وهو ممن اعتدى عليه وظلمه، وألف في الرد على ابن تيمية وتسفيه قوله-: ©وهذا الكلام كذب باطل، لم يسبقه إليه أحد، ولا ريب أنه لجهله وهواه وقع في هذا، وإلا فما تعمد أن يقول ما يعلم أنه كذب®.
8 - إيصال الحقوق الواجبة المستحبة إليه، فالمؤمن وإن عصى، ووقع منه ابتداع، فله حق الإيمان في الجملة، ولهذا قال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون} أي إذا عصوك في أمر من الأمور فلا تتبرأ منهم، ولا تترك معاملتهم بخفض الجناح ولين الجانب، بل تبرأ من عملهم، فعظهم عليه، وانصحهم، وابذل قدرتك في ردهم عنه وتوبتهم منه، وهذا الدفع احتراز وهم من يتوهم أن قوله: {واخفض جناحك للمؤمنين} يقتضي الرضاء بجميع ما يصدر منهم ما داموا مؤمنين، فدفع هذا التوهم، وقد يكون المذنب في قلبه من محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ما يجعله محبوبًا عند الله، وإن وقع منه ما وقع، روى البخاري من حديث عمر رضي الله عنه أن رجلا كان اسمه عبد الله, وكان يلقب حمارًا, وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب، فأُتي به يومًا فأمر به فجلده، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تلعنوه، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)). وروى البخاري عن أبي هريرة قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بسكران فأمر بضربه، فمنا من يضربه بيده, ومنا من يضربه بثوبه, ومنا من يضربه بنعله, فلما انصرف قال رجل من القوم: ما له أخزاه الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم)) , وفي لفظ له: قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: ((لا تقولوا هكذا, ولا تعينوا عليه الشيطان)). وعن أبي قلابة، أن أبا الدرداء مر على رجل قد أصاب ذنبا، فكانوا يسبونه، فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليب! ألم تكونوا مستخرجيه؟! قالوا: بلى، قال: فلا تسبوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم، قالوا: أفلا تبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي. وإن كان كافرًا، فله حقوق أيضًا، من حسن الجوار، وحسن المعاملة، وعدم الظلم، والعدل، وغير ذلك.
9 - التفريق بين المظهر للعداوة الساعي فيها، المعلن بها، وبين المعرض عن ذلك، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان والعجائز والمعتكفين في معابدهم.
([1]) تاريخ بغداد (7/ 59).
ـ[عبدالله الحصين]ــــــــ[18 - 05 - 07, 07:07 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/162)
خامسًا: مظاهر الرحمة. 1 - الدعوة إلى الحق. من أظهر مظاهر الرحمة بالمخالف أن تدعوه إلى الحق، الذي به سعادته وفوزه وفلاحه، ولهذا كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبدأ بالقتال أن يدعوهم إلى الله، ويبين لهم الحق الذي يجب عليهم اتباعه، ولهذا لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن ينذر الناس قام على الصفا، وصاح بهم، فلما اجتمعوا له، قال: ((إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد))، فدعوة المخالف يراد بها إيصال الخير له، ودفع أسباب العذاب والأذى عنه، لعله يفوز برضوان الله، وينجو من عذابه، وهذه هي الرحمة الحقيقية، ولهذا كان أرحم الناس بالابن أمه وأبوه، ومن تمام رحمتهم وشفقتهم أنهم يعلمونه الأخلاق الحسنة، ويرشدونه إلى ما يعينه على التكسب وطلب الرزق، وإن صاحب ذلك شيء من الأذى والشدة، أو حرمانه من بعض ما يشتهي ويريد.
التلطف في الدعوة، وسلوك أحسن الطرق وأقربها؛ لأن المقصود هداية الخلق لا تبكيتهم وتسفيههم، وإظهار نقصهم وجهلهم، قال تعالى: {أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}، فالمريد للحق المقبل عليه يدعى بالحكمة، والغافل المعرض يدعى بالموعظة، والجاهل المعاند يدعى بالمجادلة، ومن رحمة الله بخلقه تقييده المجادلة بالحسنى؛ لبيان المقصود منها، وهي: هداية الخلق، وإرشادهم إلى طريق الحق والنور، ليسلموا من عذاب الله وعقابه، وقال تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، إلا الذين ظلموا منهم} والنصيحة والدعوة تختلف عن التأنيب، فالمؤنب قصده التعيير والإهانة، وذم من أنبه وشتمه، وإنما تصدر عن عداوة ومباغضة، وأما الناصح فإنه لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته، ويقول: قد وقع أجري على الله قبلت أو لم تقبل، ويدعو لك بظهر الغيب، ولا يذيع عيوبك، ولا يبثها في الناس، والمؤنب على خلاف ذلك، قال الحسين بن علي الكرابيسي: جاءت أم بشر المريسي إلى الشافعي فقالت: يا أبا عبد الله أرى ابني يهابك ويحبك، وإذا ذكرت عنده أجلك، فلو نهيته عن هذا الرأي الذي هو فيه؛ فقد عاداه الناس عليه، ويتكلم في شيء يواليه الناس عليه ويحبونه، فقال لها الشافعي: أفعل، فشهدتُ الشافعي وقد دخل عليه بشر، فقال له الشافعي: أخبرني عما تدعو إليه؟ أكتاب ناطق، أم فرض مفترض، أم سنة قائمة، أم وجوب عن السلف البحث فيه والسؤال عنه؟ فقال بشر: ليس فيه كتاب ناطق، ولا فرض مفترض، ولا سنة قائمة، ولا وجوب عن السلف البحث، إلا أنه لا يسعنا خلافه، فقال له الشافعي: أقررت على نفسك بالخطأ، فأين أنت عن الكلام في الفقه والأخبار يواليك الناس عليه، وتترك هذا؟ قال: لنا نهمة فيه، فلما خرج بشر قال الشافعي: لا يفلح ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1))، وقد أمر الله بالمجادلة بالحسنى حين يكون المخالف متحليًا بالعدل والإنصاف، فإن ظلم وبغى، وتجاوز الحد، وأعرض عن الحق مع ظهوره، وأسرف في مخالفته، وأمعن في طغيانه، فإن من الحكمة مقابلته بمثل ذلك، وإغلاظ القول له، ومعاملته بالشدة، كما قال تعالى: {يا 1 - أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} وإنما أمر بالإغلاظ لما فيه من المصلحة، وكما قيل: فقسا ليزدجروا ومن يك حازمًا فليقس أحيانًا على من يرحم.
2 - الصبر على الأذى في دعوته، فإنه لا بد أن يقع من المخالف جفاء وغلظة، أو تكلم بما لا يليق، أو فعل ما لا ينبغي، فيصبر المؤمن على ذلك، ويؤمل بصبره أن ينقذ المدعو من النار، وأن يفوز برضى الله.
3 - إقامة حكم الله فيهم، سواء كان هذا الحكم حدًا من الحدود بالنسبة للعصاة من المؤمنين، أو كان بالجهاد باليد بالنسبة للكافر، أو البغاة، وهذا لا ينافي الرحمة؛ بل هو مقتضاها؛ لأن ترك إقامة حكم الله فيه سبب للفساد، وحلول البلاء، وانتشار الفتن، وضعف الحق، وافتتان الناس به، فمن الرحمة العامة معاقبته، وإقامة حكم الله فيه، ولهذا قال تعالى: {ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله} أي لا تمنعكم الرأفة بالزانيين من إقامة الحد؛ لأن الرحمة الحقيقية هي بإقامة الحد عليه، ولهذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم الحد على المخزومية، وحلف لو أن فاطمة سرقت –وحاشها من ذلك- لقطع يدها، وهو أرحم الخلق بالخلق، وبقرابته على وجه الخصوص، فهذه العقوبات يراها الناس خالية من الرحمة، وهي أحد مظاهر الرحمة، ولهذا ابتلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/163)
الله من يحب من عباده بأمور عظيمة؛ لكي يحصل لهم بالصبر عليها فوز عظيم في الدنيا والآخر، وقد قيل: سبحان من يرحم ببلائه، ويبتلي بنعمائه.
4 - ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كان يجر إلى ما هو أعظم منه، فإن المقصود من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إظهار الخير، وقمع الشر، وحمل الناس على ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، فإذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجران إلى مفسدة عظيمة فإن المؤمن يترك بيان ذلك، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال الأئمة الظلمة، حتى يرو كفرًا بواحًا؛ لما فيه سفك الدماء، وحلول المصائب التي هي أعظم من ظلمهم، ولكن لا يعني ذلك عدم البيان، والسكوت عن المنكر، بل المقصود بيان أن المؤمن يحرص على رحمة الخلق وعدم انتقالهم إلى فساد أعظم مما هم فيه، روى الإمام أحمد في مسنده عن نصر بن عاصم عن رجل منهم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم على أن لا يصلي إلا صلاتين، فقبل منه ذلك.
5 - عدم مقابلة الباطل بمثله، بل مقابلة الباطل بالحق، وبما يستحقه من العدل والرحمة، ولهذا كان أهل العلم والسنة لا يكفرون من خالفهم، وإن كان المخالف يكفرهم، قال تعالى: {أدفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}، و قال ابن عباس: ما رأيت رجلا أوليته معروفا إلا أضاء ما بينه وبيني, ولا رأيت رجلا فرط إليه مني شيء إلا أظلم ما بيني وبينه. وكذلك كان تعامل أهل السنة مع الرافضة، ومع غيرهم من الجهمية والمعتزلة.
6 - الأمانة في نقل كلامه عند مناظرته ومحاجته.
7 - طلب العذر له، إذا كان ذلك ممكنًا، يقول ابن تيمية بعد أن نقل كلامًا للبكري –وهو ممن اعتدى عليه وظلمه، وألف في الرد على ابن تيمية وتسفيه قوله-: ©وهذا الكلام كذب باطل، لم يسبقه إليه أحد، ولا ريب أنه لجهله وهواه وقع في هذا، وإلا فما تعمد أن يقول ما يعلم أنه كذب®.
8 - إيصال الحقوق الواجبة المستحبة إليه، فالمؤمن وإن عصى، ووقع منه ابتداع، فله حق الإيمان في الجملة، ولهذا قال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون} أي إذا عصوك في أمر من الأمور فلا تتبرأ منهم، ولا تترك معاملتهم بخفض الجناح ولين الجانب، بل تبرأ من عملهم، فعظهم عليه، وانصحهم، وابذل قدرتك في ردهم عنه وتوبتهم منه، وهذا الدفع احتراز وهم من يتوهم أن قوله: {واخفض جناحك للمؤمنين} يقتضي الرضاء بجميع ما يصدر منهم ما داموا مؤمنين، فدفع هذا التوهم، وقد يكون المذنب في قلبه من محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ما يجعله محبوبًا عند الله، وإن وقع منه ما وقع، روى البخاري من حديث عمر رضي الله عنه أن رجلا كان اسمه عبد الله, وكان يلقب حمارًا, وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب، فأُتي به يومًا فأمر به فجلده، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تلعنوه، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)). وروى البخاري عن أبي هريرة قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بسكران فأمر بضربه، فمنا من يضربه بيده, ومنا من يضربه بثوبه, ومنا من يضربه بنعله, فلما انصرف قال رجل من القوم: ما له أخزاه الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم)) , وفي لفظ له: قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: ((لا تقولوا هكذا, ولا تعينوا عليه الشيطان)). وعن أبي قلابة، أن أبا الدرداء مر على رجل قد أصاب ذنبا، فكانوا يسبونه، فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليب! ألم تكونوا مستخرجيه؟! قالوا: بلى، قال: فلا تسبوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم، قالوا: أفلا تبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي. وإن كان كافرًا، فله حقوق أيضًا، من حسن الجوار، وحسن المعاملة، وعدم الظلم، والعدل، وغير ذلك.
9 - التفريق بين المظهر للعداوة الساعي فيها، المعلن بها، وبين المعرض عن ذلك، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان والعجائز والمعتكفين في معابدهم.
[/ URL]([1]) تاريخ بغداد (7/ 59).
[ url]http://www.t-elm.net/site/download.php?action=view&id=12 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1)(41/164)
سؤال عن عبدالكريم الكندي
ـ[علي عبدالله]ــــــــ[18 - 05 - 07, 12:58 م]ـ
لما تكلم ابن دقيق العيد عن عصمة الأنبياء ذكر عن بعض المتأخرين
أن العصمة إنما تثبت في الإخبار عن الله في الأحكام وغيرها لأنه الذي قامت عليه المعجزة وأما إخباره عن الأمور الوجوديه فيجوز عليه فيها النسيان قال أحمد شاكر في تحقيقه عند إيراده لصاحب هذا القول: هو عبدالكريم بن عطاء الكندي.فمن هو عبدالكريم الكندي(41/165)
مسألة: تلبس الجني بالإنسي مجمع عليها.
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 09:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على محمدٍ صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد شاهدتُ بالأمس على قناة إقرأ برنامجاً يُسمى (للكبار فقط)، تكلم فيه مُقدِّمُهُ عن مسألة خطيرة، و هي مسألة تلبس الجني بالإنسي، و قال: إن الراجح عدم تلبس الجني بالإنسي، و أجرى اتصالاً مع وكيل الأزهر سابقا يوضح هذا الأمر و يبطله، و سبب ولوج المقدم لهذا الموضوع هو كثرة انتشار المشعوذين و (المطاوعة) في رأيه وصرف الأموال الكثيرة في التداوي عندهم بسب الأمراض و منها الضعف الجنسي الذي يحصل عند بعض المتزوجين، أو حالات النفور التي تحصل من الزوجين، التي قد يُظن أنها عين أو سحر، و أن هذه الحالات الصحيح أنها نفسية و لا علاقة لها بالسحر أو تلبس الجني بالإنسي .. كذا قال.
إيها الإخوة الأفاضل:
لا شك أن مسألة تلبس الجني للإنسي من المسائل التي أجمع عليها أهل العلم، و لكنّ المصيبة أن تُثار هذه القضية العظيمة في هذه القناة، و ينظر إليها كل الناس،
فما رأي إخواني الفضلاء في هذه المسألة
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[19 - 05 - 07, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم أبو آلاء
### إن كنت تقصد حكمه عند أهل السنة والجماعة فإنه من الثوابت عندهم؛لأنهم يأخذون بأحاديث الآحاد في العقيدة ....... فما بالك وقد ورد في القرآن الكريم وصحيح السنة؟!
### أما إن كنت تقصد سائر الفِرَقِ من غير أهل السنة والجماعة من أشعرية ومعتزلة وغيرهم فإنهم أنكروا تلبس الجن بالإنس وعذاب القبر والميزان و تجسيد الحسنات و ... وأولوا و ...
وللوقوف على تأصيل علمي عند أهل السنة والجماعة لما يتعلق بالجن اسمع هنا من رقم 80 حتى 116:
http://www.tahhansite.com/pages/E.htm
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[20 - 05 - 07, 12:00 م]ـ
لاشك أن هذه من المسائل التي تشغل الساحة عندنا كثيرا
وخاصة بعد تراجع الشيخ العمري عن قوله بتلبس الجن للإنسان وأن الحالات التي مرت عليه وعالجها من خلال قراءة القرآن ما هي إلا أمراض نفسية
وقد أطلعت قبل فترة على كتاب للدكتور طارق الحبيب حول هذا الموضوع، وكان واضح من خلال الكتاب أنه يتهرب من الإجابة عن هذا الموضوع، ولكن النتيجة التي يصل إليها القارئ أنها أمراض نفسية ولا يوجد دليل شرعي صحيح صريح في المسألة وأن العلم الحديث لم يستطع إثبات ذلك
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 03:18 م]ـ
الحمد لله و بعد:
جزاك الله خيرا محمد عبد الكريم و أبو دوسر على مروركما
و من المعلوم لدينا أن المرجع في أمور الشرع أهل العلم و بما أن هذا قد ثبت فلم يُقحم الإنسان نفسه فيما لا علم له به
و قد ثبث نص صريح في هذا و هو:
ما ثبت في السلسلة الصحيحة رقم (2918) عن عثمان بن العاص الثقفي قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسيان القرآن، فضرب على صدري بيده فقال: (يا شيطان اخرج من صدر عثمان) فعل ذلك ثلاث مرات.
وفي رواية قال: لما استعملني رسول الله على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي، حتى ما أدري ما أصلي!! فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ابن العاص؟) قلت: نعم يا رسول الله! قال: (ما جاء بك؟) قلت: يا رسول الله عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي! قال: (ذاك شيطان، ادنُه) – أي: اقترب-، فدنوت منه، فجلست على صدور قدمي، قال: فضرب صدري بيده، وتفل في فمي، وقال: (أخرج عدو الله!) فعل ذلك ثلاث مرات، ثم قال: (الحق بعملك)،
قال الألباني – رحمه الله -: " وفي الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ويدخل فيه ولو كان مؤمنا صالحا، وفي ذلك أحاديث كثيرة " ا هـ
و قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى جـ 19/ 32: " وليس لمن أنكر ذلك حجة يعتمد عليها تدل على النفي، وإنما معه عدم العلم " ا هـ
وقال العلامة ابن باز – رحمه الله – بعد أن ذكر الأدلة ورد على بعض المعاصرين ممن أنكر تلبس الجني بالإنسي:
" وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي، يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك " ثم قال في الختام:" فاعلم ذلك أيها القارئ، وتمسك بما ذكرناه من الحق ولا تغتر بجهلة الأطباء وغيرهم ولا بمن يتكلم في هذا الأمر بغير علم ولا بصيرة بل بالتقليد لجهلة الأطباء وبعض أهل البدع من المعتزلة وغيرهم، والله المستعان "
فتاوى بن باز 3/ 307.
منقول.
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[22 - 05 - 07, 03:35 م]ـ
تكلم الأخوة في هذا الموضوع قبل فترة طويلة في المنتدى الشرعي العام وكان نقاش جميل جداً
وسوف أحاول أن أضع الرابط أن وجدته لك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/166)
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 03:40 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 06:20 ص]ـ
(فاعلم ذلك أيها القارئ، وتمسك بما ذكرناه من الحق ولا تغتر بجهلة الأطباء وغيرهم ولا بمن يتكلم في هذا الأمر بغير علم ولا بصيرة بل بالتقليد لجهلة الأطباء وبعض أهل البدع من المعتزلة وغيرهم، والله المستعان)
ـ[ابو هبة]ــــــــ[24 - 05 - 07, 06:24 ص]ـ
وفي هذا الرابط مزيد فوائد فراجعه إن شئت. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96311)
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 01:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الإخوة جميعا على هذه الإفادة.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[24 - 05 - 07, 01:40 م]ـ
المشكلة ان بعض الاطباء يقول اننا عملنا الفحوصات والاشعة ولم يضهر لنا شيء
ولا اعرف ماذا يتوقع ها الطبيب عندما يصور بالاشعة ((اعتقد انه يتصور ظهور جني في صورة الاشعة))
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 02:07 م]ـ
أخي الشمري - بارك الله فيك
الأطباء يحكمون بحسب علمهم
وهذا حق وينبغي مراجعة الطبيب
ولكن بعد ذلك عليهم أن يردوا الأمر إلى أهله
فإذا كان صرع من الجن مثلا فهم لا يستطعيون علاجه
وبعض حالات العين والسحر
ومن علامات العين والسحر في كثير من الأحيان أن نتائج التحليل تكون سليمة
وكذا نتائج الأشعة
وهذا ما يعرفه الرقاة و يجهله الأطباء
أما الأطباء (الطب النفسي) فهم يتكلفون في معرفة السبب
فأطباء الأقسام الأخرى يفتون بحسب علمهم
ولا بأس
وأما أطباء (الطب النفسي) فهولاء لا بد أن يفتوا
في كل شيء فهموا أو لم يفهموا
فلا بد أن يتدخلوا في كل شيء
وكما ذكرت في الموضوع أعلاه أجبروا من يتخصص الأقسام الأخرى بالمرور على قسهم وعياداتهم المملة
فالطبيب (طبيب الأقسام الأخرى) يتضايق من وجوده في العيادة النفسية
ولكن أطباء القسم النفسي لا يفهمون
وإذا قيل عن علم النفس بصورته الحالية علم المجانين
فما بالك بعلم الطب النفسي وهو يتكلف مثل تكلف علم النفس
في فهم النفس البشرية
وينكر الحقائق
بل ينكر الغيبيات
وينكر وجود الجن أصلا وينكر الاعتراف بالسحر والعين والمس
هذه من مسلمات العلم
فهو علم باطل
ولكنهم يزينون علمهم جهلا منهم بما فيه من الخطأ والباطل
ولا بأس في البداية لا يظهر الباطل لكل أحد
ولكن مع الأيام يبدأ الناس في التراجع
والأيام كفيلة إن شاء الله برجوع كثير من الأطباء (تخصص الطب النفسي) عن هذا
وهم من سيقومون بفضح هذا العلم
وهذه سنة الله
ولكن الحصيف هو من يكتشف الخطأ مبكرا ولا يمشي في طريق مخالف
هذا هو الذكي
أما غالب الناس فيتبعةن العصر
ويقولون
هذا ما أنتجه العصر
وكل ما أحدث غيرهم شيء سارعوا إلى قبوله
ليتهم ينتجون ولا يكونوا عالة على غيرهم
خصوصا الموضوع هنا يتعلق بالنفس البشرية
والروح
وأنى للكفار أن يفهموا الروح وحقيقة النفس البشرية
إنهم لا يفمون ذلك
وأما أهل الإسلام فعندهم كتاب الله ففيه شرح وبيان وشفاء
ولذا تجد الطبيب النفسي المسلم كلما كان أصلح كلما كان النفع به أكثر
بينما الكافر لا فائدة منه بتاتا
وتجد من يمدح الطب النفسي لأنه تحسن عند الطبيب الفلاني
وما علم أن تحسنه بسبب ما سمع من مواعظ من قبل الطبيب النفسي المسلم
ولا علاقة له بالطب النفسي
ولو أنه حضر عند عالم رباني ممن يربون الأمم والناس لتحسن حاله
وهكذا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 05 - 07, 02:47 م]ـ
تصفحت بعض كتاب الدكتور النفسي " طارق الحبيب "
فوجدته لا ينكر دخول الجني في بدن الإنسي، ويعيب على كثير ممن يدعون الطب النفسي أو غيره وينكرون هذا الأمر
لكنه توقف في كلام الجني على بدن المصروع وقال إنه يحتاج لوقت وتأمل أكبر
وينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13894&highlight=%C7%E1%CC%E4%ED
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 02:54 م]ـ
أخي الحبيب
بارك الله فيك ونفع بك
هو لا ينكر ذلك
ولكن يقول أحد الرقاة عنه
(هذه جزء من مقالة للدكتور طارق الحبيب وهو من الأطباء الذي يجتهدون في التقريب بين المريض والطبيب النفسي من خلال المحاضرات والمقالات والأشرطة، ويجتهد أيضاً في صرف المرضى عن الرقية الشرعية بكلام فصيح واسلوب جذاب، وهذا الكلام لا يعني أني أطعن بالدكتور طارق ولكني أظن أنه ينتصر للطب النفسي أكثر من الرقية الشرعية وأكثر محاضراته مسجله وموجودة في التسجيلات الإسلامية والذي يظهر لي أنه من الملتزمين أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله.
اضغط هنا لقراءة المقالة كاملة
يقول الدكتور طارق: إذا ما حاور طبيب نفساني بعض الرقاة فإن أول سؤال يواجهونه به هو: هل تنكر وجود الجن والسحر والعين وتأثيرها. ولذلك يضطر ذلك الطبيب إلى توضيح،،، أنه مؤمن بتلك الأمور الغيبية وتأثيرها، ولكنه يسأل عن دليل شرعي أو علمي يربط تلك الأعراض التي يعاني منها مريض ما بأنها حدثت بسبب أحد تلك الأمور الغيبية. ورغم عدم وجود دليل واضح يربط تلك الأعراض بسببها الغيبي الذي يفترضه بعض الرقاة فإن العقلاء من الأطباء النفسانيين لا ينكرون احتمالية ذلك، كما أنهم يتوقفون عن قبوله في آن واحد "انتهى كلام الدكتور طارق الحبيب "
تعليق:
أقول لماذا يتوقفون عن قبوله إن كانوا من العقلاء وهو أمر مشاهد ملموس ولماذا لا يبحثون عن الشواهد والقرائن والأدلة الشرعية التي سوف تقرب بين وجهة نظر الطرفين وتخرجهم من حرج التوقف عن قبوله؟.
)
انتهى
كلام المعالج
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/167)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 03:01 م]ـ
وهذا يتضح بالسؤال الخامس
(5/ هل يكفي أن نقر بوجود المس والعين والسحر ثم نهاجم الرقاة جملة فما معنى أننا نؤمن بوجود
العين والمس والسحر ثم نقول لاتوجد ولا حالة أو أننا نرى أن حالات المس والسحر والعين علاجها عند الأطباء (تخصص الطب النفسي))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=603616&postcount=80
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 04:55 م]ـ
ما بني على فاسد فهو فاسد
والطب النفسي علم قائم على أصول فاسدة
فهو ينكر الحقائق ويؤمن بالخرافات(41/168)
ما هي الحركة المهدية التي ينتمي اليها الصادق المهدي؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 02:01 ص]ـ
السلام عليكم
ما هي الحركة المهدية التي ينتمي اليها الصادق المهدي؟ وماهي طائفة الأنصار التي تنتمي اليه
وهل - الصادق المهدي - يعتبر نفسه المهدي المنتظر؟
ـ[ابو هبة]ــــــــ[19 - 05 - 07, 05:02 ص]ـ
السلام عليكم
ما هي الحركة المهدية التي ينتمي اليها الصادق المهدي؟ وماهي طائفة الأنصار التي تنتمي اليه؟ ................
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, الحركة المهدية في السودان نسبةً إلى محمد أحمد بن عبد الله المسمي نفسه بالمهدي (1260 ـ 1302هـ (1845 ـ 1885م) وهو جد الصادق المهدي. ولد بجزيرة لبب بالقرب من مدينة دنقلا شمال السودان لأسرة انتسبت للأشراف. كان السودان إذ ذاك تحت حكم المماليك تحت الخلافة العثمانية.
نشأ محمد أحمد عبد الله المسمى المهدي (وإلا فنحن لا نقر بمهديته) وتربى تربيةً صوفية وكان ينتمي إلى الطريقة السمانية, والتي شأنها شأن الطرق الصوفية الأخري في السودان ,صوفيةً غاليةً غارقةً في البدع وشرك القبور. إختلف مع شيخه الأول محمد شريف نور الدائم وقيل أن سبب ذلك هو اعتراض محمد أحمد عبد الله المسمى المهدي على حفل ختان ماجن أقامه شيخه لأبنائه. على إثر ذلك التحق بفرع آخر للسجادة السمانية تحت شيخه الجديد القرشي ود (ود=ابن) الزين بالجزيرة وسط السودان. بعد وفاة شيخه التقى رفيق دربه وخليفته لاحقاً عبد الله التعايشي أثناء بناء ضريح شيخهم المتوفى.
وفي غرة شعبان 1298هـ/29 يونيو 1881م أعلن للفقهاء والمشايخ والأعيان أنه المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. وكانت فكرة المهدية متداولةً في السودان الغربي إذ ذاك بل وسبق محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي آخرون في ادعاء المهدية لكن لم تكتب لحركاتهم ما كتب له من الانتشار.
في 16رمضان 1298هـ/أغسطس 1881م قابل قوات الحكومة التركية التي أرسلت لإخماد ثورته وانتصر عليها. تلى ذلك سلسلة من المعارك والإنتصارات توجت في جملتها بفتح الخرطوم في العام 1885م ومقتل الجنرال غردون باشا (إنجليزي متخصص في شؤون المستعمرات كان يعمل لحساب الحكومة التركية وبعث لأخلاء السودان لما استفحل أمر الثورة المهدية).ومن ثم اعلن محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي دولته الجديدة وجعل أمدرمان عاصمةً لها. كما سمى خلفائه الأربعة وجعل أولهم صاحبه عبد الله التعايشي.
توفي محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي في رمضان 1302هـ/22 يونيو 1885م بعد شهيرات قليلة من فتح الخرطوم. استمرت الدولة المهدية بعده تحت قيادة خليفته الأول التعايشي وكانت دولة بطش وغلب على حكمه الشدة. مرت الدولة الجديدة بسلسلة من الأزمات وخاضت معارك مع جيرانها وانتهى أمرها في العام 1898م بعد هزيمة أتباع محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي والمسمَون (الأنصار) في معركة كرري بأمدرمان على يد حملة من الجيش البريطاني والجيش المصري من الشمال بقيادة الأنجليزي اللورد كتشنر وقتل الخليفة عبد الله التعايشي وكبار قادته وأسر من أسر. وقع بعدها السودان تحت الحكم الثنائي وهي حالة فريدة من الإحتلال حكم فيها السودان بواسطة الإنجليز والمصريين والذين كانوا الشريك الأضعف في المعادلة.
هنالك لبس في منهج وإعتقاد هذا الرجل حتى ذهب البعض إلى أنه سلفي وجعلت دعوته إمتداداً لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية (انظر هنا! ( http://www.alifta.net/Search/ResultDetails.aspx?view=result&fatwaNum=&FatwaNumID=&ID=3005&searchScope=2&SearchScopeLevels1=&SearchScopeLevels2=&highLight=1&SearchType=EXACT&bookID=&LeftVal=6105&RightVal=6106&simple=&SearchCriteria=Allwords&siteSection=1&searchkeyword=216167217132217133217135216175217138 216169#first
قال الشيخ الألباني :
eyWordFound)). سبب هذا اللبس في نظري هو الآتي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/169)
(1) قام محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي بإلغاء الطرق الصوفية ومنع الرقص (الديني) المسمى بالذكر وحظر تجمعاتهم وأبطل بيعاتهم .. (2) قام بإلغاء المذاهب! ومنع كتبها ودعا للإجتهاد. (3) دعوة محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي لجهاد (الإنجليز) المحتلين ونجح في طردهم من بلاد الإسلام. (4) السمت العام لأتباع الرجل حيث تراهم-ولليوم-يرتدون (الأنصارية) وهي ثوب قصير مع إرخاء طرف العمامة كما هو حال الأخوة المستنين من اهل السودان.
وبالرجوع لمجموع رسائل ومنشورات محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي والتي طبعت بتحقيق المرحوم بروفسور محمد إبراهيم أبوسليم بعنوان (الآثار الكاملة للإمام المهدي) نجد هذه الطوام:
(1) من الواضح ان الرجل لم يقم بإبطال الطرق الصوفية إلا لجمعها في طريقة صوفية أكبر وإن لم يسمها كذلك. وتمثيله في احد منشوراته للطرق بالسواقي (مصادر المياه الصغيرة) ولطريقته بالبحر. أما منع الرقص الصوفي فقد سبقته لذلك أحدى أقبح الطرق الصوفية وأشدها ضلالاً: الطريقة التيجانية.
(2) كذلك الحال بإلغائه المذاهب ودعوته للإجتهاد. وقد أغرب جداً في هذا وعلى كل لم أر للرجل في مارأيت عملاً يصح تسميته بالإجتهاد.
(3) محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي لم يقاتل الأنجليز ولا أخرجهم من بلاد الإسلام! وهذا خطأ تأريخي متداول. والحق أن الرجل خرج على الخلافة العثمانية واقتطع منها بلاد السودان ومهد هذا بعد بضع سنوات فقط للإحتلال الإنجليزي النصراني الكافر والذي جثم على بلاد السودان حتى العام 1956م وتم في عهده تنصير جنوب السودان ونشر اللغة الإنجليزية فيه بدلاً عن العربية تمهيداً لفصله عن الشمال العربي المسلم-وهذه جذور قضية جنوب السودان المشهورة! روج من روج ل (أكذوبة) تحرير السودان من الإنجليز بعض جهال المؤرخين وأصحاب المنفعة من ذلك, مستعملين أسماء بعض الموظفين والقادة العسكريين الأروبيين وعلى رأسهم غردون باشا! وقد ذكرت آنفاً أنه (وغيره) كانوا مستأجرين بواسطة الدولة العثمانية لمهام عسكرية أو إدارية معينة. ولم يكن السودان أبداً تحت حكم الأنجليز قبل 1898م.
(4) أدعى محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي المهدية وهذه دعوى كذب باطلة. وقد بين له بطلان ذلك معاصريه من علماء السودان في مراسلات بينهم وبينه, وأظن أني رأيت بعضها مطبوعاً.
(5) قام محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي بتكفير كل من شك في مهديته في غير ما موضع من منشوراته. كما قام بتكفير الترك جملةً (طبعاً لأنهم لم يؤمنوا له) ولعل هذا يفسر خروجه على دولة الخلافة.
(6) كذب محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي بادعاءه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخاطبه يقظةً ويخبره عن مغيبات. وهو يقول عبارته المشهورة (حدثني سيد الوجود يقظةً لا مناماً حال خلوي من كل مسكرٍ ومفتر) ويبشر جيشه وأتباعه بأشياء يزعم ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بشره بها.
(7) رأيت في منشوراته رسالةً منه لخليفته التعايشي يامره ببناء قبة على قبر والد التعايشي والذي يقال انه كان من الفقهاء. ثم رأيت رد التعايشي عليه مراجعاً لغلبة الجهل في مكان القبر وخوف الأفتتان به. رد محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي موافقاً ومثنياً على رأي التعايشي. وهذا في جملته حسن لكنه لم يكن هدياً عاماً للحركة المهدية وقد رأيتَ سابقاً كيف انهما التقيا على بناء قبة القرشي ود الزين. كذا لم أعلم من محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي ولا خليفته أنهما قاما بكسر أياً من آلاف القباب والأضرحة المعبودة من دون الله على طول بلاد السودان وعرضها! والواقع أنه وبعد وفاة محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي قام أتباعه وعلى رأسهم خليفته ببناء قبة له في أمدرمان لا تزال موجودة وتزار وتعبد من دون الله ويتبرك بترابها!! وإنما أوردت ما اوردت من خبر المكاتبة هذا إنصافاً واتباعاً لطريق البحث العلمي.
*والخلاصة أن الرجل صوفي غالٍ, كذب في ادعاءه المهدية وكذب على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وادعى مشافهته وخرج على الخلافة العثمانية ومهد ذلك للأحتلال البريطاني للسودان.
وقد وفق الله مشايخنا في اللجنة الدائمة في فتواهم عن هذه الحركة المهدية المفتراة فقالوا: السؤال الثاني من الفتوى رقم (5235):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/170)
س2: الأنصار - أنصار الإمام المهدي - المنتشرة في غرب السودان والتي يدين بطريقته الملايين من عوام الناس يقول المهدي في منشوراته: والرسول صلى الله عليه وسلم كان يمشي أمام جيشي ويبشرني بالنصر. ما رأيكم في هذه الخرافات والدجل نرجوكم الرد؟
ج2: أولا: دعوى هذا الرجل أنه المهدي وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمشي أمام جيشه ويبشره بالنصر كذب وزور ومخالفة لشرع الله ولواقع الأمر المتفق عليه بين أهل الملة الإسلامية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره إلا يوم البعث؛ لقول الله سبحانه: سورة المؤمنون (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُون ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ وقوله سبحانه سورة الزمر (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة) صحيح البخاري الخصومات (2281)، صحيح مسلم الفضائل (2374)، سنن أبو داود السنة (4668)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 33).ثانيا: سبق أن كتب في المهدي المنتظر عدة كتابات من أجمعها وأقربها للصواب ما كتبه فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد نائب رئيس الجامعة الإسلامية سابقا.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز وهذا رابطها. ( http://www.alifta.net/Search/ResultDetails.aspx?view=result&fatwaNum=&FatwaNumID=&ID=707&searchScope=3&SearchScopeLevels1=&SearchScopeLevels2=&highLight=1&SearchType=EXACT&bookID=&LeftVal=1620&RightVal=1621&simple=&SearchCriteria=Allwords&siteSection=1&searchkeyword=216167217132217133217135216175217138 216169#first
قال الشيخ الألباني :
eyWordFound)
وأعتذر عن عدم التوثيق فليست معي كتبي الآن.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[19 - 05 - 07, 05:16 ص]ـ
...........
وهل - الصادق المهدي - يعتبر نفسه المهدي المنتظر؟
الصادق بن الصديق بن عبدالرحمن بن محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي هو حفيد الرجل ووارث إمامة طائفة الأنصار في السودان كما أنه الرئيس الحالي لحزب الأمة القومي السوداني وهو في الجملة حزب علماني طائفي (على شاكلة اجتماع المتناقضات الذي قل أن تراه كما في السودان) الذي تأسس في 1944 - 1945م مستنداً على طائفة الأنصار ومرؤوساً-على الدوام-بأبناء وأحفاد محمد أحمد بن عبد الله المسمى المهدي المذكور آنفاً على خلاف بينهم وتنازع.
الصادق المهدي يجمع بين العلمانية والعصرانية. ولم يُعرف عنه ادعاء المهدية. ولا أعلم من أتباعه من نسب ذلك له.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 06:47 ص]ـ
يا أخي لقد احسنت واحسنت واحسنت فبارك الله فيك ونفع الله بك وجزاك الله كل خير.
لكن بودي أن اعلم , هل الصادق المهدي يرى أن المهدوية (وليست الإمامة) قد ورثت اليه , كما يعتقد الرافضة في ائمتهم من ان العصمة والامامة موروثة بين ائمتهم؟
ـ[ابو هبة]ــــــــ[19 - 05 - 07, 07:07 ص]ـ
..........
لكن بودي أن اعلم , هل الصادق المهدي يرى أن المهدوية (وليست الإمامة) قد ورثت اليه , كما يعتقد الرافضة في ائمتهم من ان العصمة والامامة موروثة بين ائمتهم؟
لا يقول الأنصار بتوريث المهدوية. والذي يظهر لي أن الأمامة عندهم منصب ديني مختلف كليةً عن المهدوية. ولم يعلم عمن سبق الصادق من الأئمة إدعاء المهدية.
أما الصادق فرجل سياسة أكثر منه رجل طائفة فيستبعد منه إدعاء المهدية. لكن تضمن له الطائفة النفوذ السياسي سيما عند إقامة إنتخابات لذا حرص على منصب الإمامة ونازع فيه بني عمومته حتى ناله.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[19 - 05 - 07, 07:15 ص]ـ
............
لكن بودي أن اعلم , هل الصادق المهدي يرى أن المهدوية (وليست الإمامة) قد ورثت اليه , كما يعتقد الرافضة في ائمتهم من ان العصمة والامامة موروثة بين ائمتهم؟
أبا ناصر, هل قرأتَ أو سمعتَ ذلك عنه؟ وإن يكن فأين؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 07:31 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ابا وهبة , انا مجرد سائل , لكن اسمه يدل على ذلك والله اعلم , فلو كان انتمائه للطائفة لسمى نفسه المهدوي.
والله اعلم.
في الانتظار
اعتذر قرأت ردك الاخير قبل قراءة الذي قبله , وشاكر لك اهتمامك.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[19 - 05 - 07, 07:49 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ابا وهبة , انا مجرد سائل , لكن اسمه يدل على ذلك والله اعلم , فلو كان انتمائه للطائفة لسمى نفسه المهدوي.
والله اعلم.
في الانتظار
(المهدي) هو اسم محمدأحمد بن عبد الله المتداول والرسمي, وتسمى به عائلته فيقال مثلاً: عبد الرحمن المهدي ويعنون بها عبد الرحمن بن المهدي. وتسمى العائلة (آل المهدي).وعلى ذلك جاء اسم الصادق المهدي منسوباً لجده لا وصفاً له ولا إثباتاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/171)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 06:47 ص]ـ
قهمت , بارك الله فيك. وجزاك الله كل خير.(41/172)
من يعرف الحسين بن موسى اللحيدي؟؟
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[19 - 05 - 07, 06:44 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
لقد شاهدت موقعا باسم المهدي و فيه مؤلفات رجل بهذا الاسم و له آرارء عجيبة و غريبة فمن يبين حاله و ما الذي يدعو إليه؟؟ ...
و بارك الله فيكم
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 10:32 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تجد كشف بعض فضائحه ودواهيه ودلائل كفره وإلحاده في هذين الموضوعين.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4693&highlight=%C7%E1%E1%CD%ED%CF%ED
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5318&highlight=%C7%E1%E1%CD%ED%CF%ED
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[19 - 05 - 07, 05:00 م]ـ
بارك الله فيك و جزاك خيرا ..
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 05:10 م]ـ
وفيك بارك الله وجزاك خيرا ووفقك.(41/173)
الروح! هل هناك دراسة من منظور أهل السنة والجماعة؟
ـ[أبوبدر العباد]ــــــــ[19 - 05 - 07, 04:11 م]ـ
هل هناك دراسة أو بحث عن الروح من منظور أهل السنة والجماعة يمكن الحصول عليها عن طريق النت
مقارنة بالمذاهب الأخرى
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[20 - 05 - 07, 08:45 ص]ـ
كتاب الروح لابن القيم
ـ[أبوبدر العباد]ــــــــ[20 - 05 - 07, 10:45 ص]ـ
جزاك الله خير، أريد دراسة أوسع وبحوث , معي في المعهد شخص كأنه صار معتزلياً! وينكر عذاب القبر بناءً على مسألة في الروح.
فإذا ممكن أن يفيدنا أحد بهذه المسألة ضروري يا اخواني.
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[20 - 05 - 07, 11:30 م]ـ
هناك رسالة عن الروح من منظور قرآني بحت
مطبوعة في دار البشاير
اظن اسم مؤلفه محمد ال بيوض!
وهي نافعة بل فريدة في مفهومها
ـ[أبوبدر العباد]ــــــــ[21 - 05 - 07, 09:38 ص]ـ
الله يبارك فيك،
هل فيها مناقشات
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[21 - 05 - 07, 10:07 ص]ـ
لا
بل تقرير قرآني وإيماني لا يرفضه الا قلب مخذول
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[21 - 05 - 07, 04:10 م]ـ
انظرها أخي في دروس التوحيد بتفصيل وتأصيل هنا
http://www.tahhansite.com/pages/reading%20library/3.htm
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[21 - 05 - 07, 04:18 م]ـ
الجواب (للعضو الجديد!) نعم:
1 - قل الروح من أمر ربي
2 - والسؤال عنه بدعة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 05:01 م]ـ
انظر هذا الرابط:
حقيقة الروح
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2823
فقد نقل فيه الكثير من أقوال أهل العلم حول هذا الموضوع
ـ[أبوبدر العباد]ــــــــ[23 - 05 - 07, 03:30 م]ـ
الجواب (للعضو الجديد!) نعم:
1 - قل الروح من أمر ربي
2 - والسؤال عنه بدعة
العضو المؤدب! خزانة الأدب!
نعم قل الروح من أمر ربي، ولكن إذا خاض فيه من خاض بالباطل أَسْكُتْ!
شكراً على نصيحتك! فهل تنصحني بأن أجعلها مضطردة في كل ما يكون السؤال عنه بدعة!
فإذا تكلم أحدهم وخاض بالباطل عن الاستواء مثلاً، هل تحب أن تجدني من الساكتين فلا أسأل عن ذلك أبداً! لأجل نصيحتك العظيمة أيها العضو المميز!
مع تحيات: العضو الجديد!
ـ[أبوبدر العباد]ــــــــ[23 - 05 - 07, 03:31 م]ـ
شكراً جزيلاً جزيلاً أخي الكريم (شتا العربي) وأخي (محمد عبد الكريم محمد) ونفع الله بكما ورفع قدركما .. آمين(41/174)
############
ـ[أبو محروس]ــــــــ[19 - 05 - 07, 07:56 م]ـ
تنبيه من المشرف:
ما دام عندك شبهات مخالفة للعقيدة الصحيحة فعليك بقسم المناظرات، ولايسمح بطرح شبهات أهل البدع في الملتقى
وهذا رابط إذا اردت النقاش هناك
http://www.alaqida.com/vb/index.php(41/175)
ما صحة هذه العبارة عن ابن كثير؟
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 11:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
قد وقفت على هذا الكلام فى احد المنتديات فهل هو صحيح
؟
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة ص17 ج1 باب الهمزة (وهو حرف الألف):
[إبراهيم بن محمد بن قيم الجوزية بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية ولد سنة 26 وأحضر على أيوب الكحال وغيره وسمع من جماعة كابن الشحنة ومن بعده واشتهر وتقدم وأفتى ودرس وذكره الذهبي في المعجم المختص فقال تفقه بأبيه وشارك في العربية وسمع وقرأ واشتغل بالعلم ومن نوادره أنه وقع بينه وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس الناس فقال له ابن كثير أنت تكرهني لأنني أشعري فقال له لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيمية وقال ابن رافع شرح ألفية ابن مالك وقال ابن كثير كان فاضلا في النحو والفقه على طريقة أبيه ودرس بأماكن وكانت وفاته في صفر سنة767].
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 05 - 07, 12:46 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى عالم سلفي أثري، وأما النقل الذي ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى فالمقصود به أن الأشعري الحقيقي المتبع لمذهب الأشعري الأخير الذي رجع إليه (وهو مذهب السلف في الجملة) هو الأشعري الحقيقي، وأما هؤلاء الذين ينتسبون إلى الأشعري رحمه الله وهم يؤولون الصفات فليسوا أشاعرة على الحقيقة وإنما هم على مذهب ابن كلاب.
فابن كثير أشعري حقيقي، وأما من ينتسب إلى الأشعري من محرفي الصفات فهم مزيفين.
وعلى فرض كون الحافظ ابن كثر رحمه الله كان أشعريا فلا يضر إلا نفسه، وليست العقيدة السلفية متوقفة عليه أو على غيره، فإثبات الصفات وارد في الكتاب والسنة وكلام السلف، فمن خالفهم وأنكر الصفات أو أولها (حرفها) فقد ضر نفسه.
فالذي يحتاج أن يقول أنا أشعري أي على مذهب أبي الحسن الأشعري الذي رجع إليه لحاجة معينة أو مصلحة يراها فهو أمر سائغ.
ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=366167#post366167
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 11:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخ عبد الرحمن .. لكن يوجد لدي استفسار: ما الدليل على انه يقصد بهذا انه اشعري حقيقي
فلم نسمع احد يقولها على ما اعتقد؟
ولكن اسمحلى بسؤال
لماذا كل هذا التلبيس فى عقائد العلماء من المخالفين
فتارة تجدهم يقولوا ان الذهبي مفوض
وان بن تيمية صوفي ذائق
وهنا اابن كثير اشعري
وغيرهم الكثير .....
والله يا شيخ انى رايت فى احد المنتديات طالب علم يقول ان " بن تيمية مفوض" ولكن له بعض التناقضات؟؟
انا اعتقد يا شيخ انه بعد مئة عام او اكثر سيقولون ان الالباني حبشي مثلا.
وسؤالي هو:
هل هؤلاء العلماء لم يكونوا واضحين فى تفسير معتقدهم او بيانه؟ اما ماذا؟
ام ان التشابه بين الاثبات والتفويض ادى الى هذا اللبس؟
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 05 - 07, 01:36 م]ـ
وفقك الله وسددك
التلبيس يحصل من بعض الملبسين كمثل شخص كان يكتب هنا باسم شمام الورداني وأشكاله من الملبسين الذين ينقلون من منتديات أهل البدع ويجعلونها على هيئة إشكالات وهم يقصدون طرح الشبهة
ومثل ما ذكرت لك سابقا فلا تهمنا عقيدة ابن تيمية ولا ابن كثير ولا الذهبي ولاغيرهم، فالعقيدة تؤخذ من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلام السلف الصالح واضح وجلي بحمد الله تعالى، وإنما حصل تعظيم ومحبة الإمام المبجل ابن تيمية رحمه الله ووغيره لأنهم وافقوا السلف في عقيدتهم وانتصروا لها وردوا على الملبسين الذين ينقلون الشبهات ويحاولون التشكيك
وأما من يقول أن العالم الفلاني مفوض أو غير ذلك من الأقوال فهذا لايستغرب من أهل البدع فكم كذبوا على الأئمة.
وأما قولك في الأشعري الحقيقي وغيره فلعلك تراجع رسالة (موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من الأشاعرة) للشيخ عبدالرحمن المحمود، وهي موجودة في الملتقى وعلى الشبكة.
ـ[المقدادي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 01:54 م]ـ
بارك الله في شيخنا عبدالرحمن الفقيه فقد كفى و وفى
و الاشاعرة يحاولون نسبة العلماء إليهم , و لهم في هذا امور معروفة بل حتى جرى نسبة بعض السلفيين الى عقيدتهم و هو حي!!!
قال الإمام العلامة جمال الدين يوسف بن حسن عبد الهادي الشهير بابن المبرد - ت 909 هـ و هو من هو في شدته على الاشاعرة و الرد عليهم و التبرؤ من عقيدتهم - في كتابه كشف الغطا عن محض الخطأ:
((وكنت مرة عند رجل من أكابر الحنفية، فدخل رجل آخر من الحنفية، فمدحني، وقال: الشيخ رجل مليح أشعري الاعتقاد. فقال له ذلك الرجل: لأي شيء قلت أشعري العقيدة؟ فقال: لأن الاعتقاد الصحيح ينسب إلى الأشعري.
فالله الله!! فوالله قد كذب علي، وأنا بريء من قوله، لا أكون عليه إلا أن يزول عقلي، أو يذهب ديني!!!)) عن ثمار المقاصد ص25 والتمهيد ص30 كلاهما لابن عبد الهادي. (عن مشاركة للأخ فيصل)
و راجع هذا الرابط:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=149832
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/176)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 05 - 07, 02:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
قوله من نوادره هو بلاغ غير متصل
ولعله من نقل بعض الأشاعرة
وكأن المقصود كيف ابن كثير يقول عن نفسه أشعري وهو تلميذ ابن تيمية
فهذا النص في الحقيقة يثبت بجلاء أن ابن كثير غير أشعري
ولكن رواة النوادر من القصاص والاخباريين يزيدون في الراوية حتى تصبح من القصص الجميلة والنوادر
فالأمر واضح
جدا
والعجيب ممن يحتج بمثل هذه النوادر
ثم هذا من النكت
ولا أظن إلا أن القصة فيها زيادات من زيادات الذين يحبون مثل هذه القصص
ويكون الأمر مجرد مزاح
والله أعلم بالصواب
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 11:53 م]ـ
ويكون الأمر مجرد مزاح
جزاكم الله خيرا
ولعل الأمر كما ذكرتم مجرد مزاح أو غير مقصود به ظاهره في إرادة العقيدة الأشعرية
بدليل قوله في الحكاية:
فقال له لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيمية فما دخل الاعتقاد على مذهب الأشعرية بوجود الشعر في جسم الإنسان من رأسه إلى قدمه؟ إلا أن يكون الأمر مجرد مزحة لا غير
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[29 - 05 - 07, 02:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة:
إن كلام خصوم أهل السنة وزعمهم أن من علماء أهل السنة من لم يسر على منهج واضح لا يخرج عن كونه قول خصم يطمع في تشكيك الجهال والغمز في الاعلام.
وهذا لا يضر المتثبتين وطلاب العلم كما أنه لا يضر أحدا من أساطين العلم السابقين، لكن الخصوم يجترّون الكلام رجاء نقل البحث من بيان ضلالهم كخصوم إلى بحث ما لا طائل تحته من القيل والقال وما لا فائدة فيه.
وقد يكون هذا القول من متكلم غير متثبت أو من ليس له كبير اطلاع ومعرفة بمناهج العلماء في هذا، فيقول ما يشبه قول الخصوم من أشاعرة وغيرهم.
اما ما ذكر عن الحافظ ابن كثير رحمه الله فالذي أراه ما قاله الشيخ عبد الرحمن الفقيه وفقه الله ونفع به.
بل ولا أدل على أن الأمر على خلاف ما شاع بين المنتسبين للأشعري قول القائل (لو كان من رأسك ... ).
وهذا جواب من المخالفين عن الحافظ ابن كثير رحمه الله وانه لا يقول بقولهم ولا يذهب مذهبهم.
بل وفيه منقبة لشيخ الاسلام أنه ذو قوة تأثيرية على طلاب العلم وأهله بقوة حجته ووضح بيانه حتى جزم الخصوم أن من صاحبه لا يخرج عن قوله الداعي للمنهج القويم القائم على الأثر.
وبكل حال: فلا أحد ممن ذكر سابقا من أهل العلم اضطرب في منهجه أو كان بعيدا عن المنهج الأثري الواضح.
والبينة على المدعي.
ـ[فيصل]ــــــــ[04 - 06 - 07, 02:54 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخ عبد الرحمن .. لكن يوجد لدي استفسار: ما الدليل على انه يقصد بهذا انه اشعري حقيقي
فلم نسمع احد يقولها على ما اعتقد؟
عدم العلم لا يعني العلم بالعدم، وقد قلت في مقالة "في نقض حجة الأكثرية" وهي لم تكتمل بعد ولم تهذب:
وفيهم-أي فيمن يكثر الأشعرية من ترداد أسمائهم على أنهم معهم- من انتسب للأشعرية ولكن على ما قرره شيخ المذهب في الإبانة ومن هؤلاء ابن خفيف تلميذ الأشعري فقد قال في كتابه الذي سماه " اعتقاد التوحيد بإثبات الأسماء والصفات ":
((فاتفقت أقوال المهاجرين والأنصار في توحيد الله عز وجل ومعرفة أسمائه وصفاته وقضائه قولا واحدا وشرعا ظاهرا وهم الذين نقلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك حتى قال ** عليكم بسنتي} وذكر الحديث وحديث ** لعن الله من أحدث حدثا أو آوى محدثاً} [رواه البخاري ومسلم بنحوه]، قال: فكانت كلمة الصحابة على الاتفاق من غير اختلاف، وهم الذين أمرنا بالأخذ عنهم، إذ لم يختلفوا بحمد الله تعالى في أحكام التوحيد وأصول الدين من " الأسماء والصفات " كما اختلفوا في الفروع، ولو كان منهم في ذلك اختلاف لنقل إلينا كما نقل سائر الاختلاف، فاستقر صحة ذلك عن خاصتهم وعامتهم، حتى أدوا ذلك إلى التابعين لهم بإحسان فاستقر صحة ذلك عند العلماء المعروفين، حتى نقلوا ذلك قرنا بعد قرن .. إلى أن قال:
فعلى المؤمنين خاصتهم وعامتهم قبول كل ما ورد عنه عليه السلام بنقل العدل عن العدل حتى يتصل به صلى الله عليه وسلم وإن مما قضى الله علينا في كتابه ووصف به نفسه ووردت السنة بصحة ذلك أن قال: ** الله نور السماوات والأرض}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/177)
ثم قال عقيب ذلك: ** نور على نور} وبذلك دعاه صلى الله عليه وسلم: ** أنت نور السموات والأرض} [متفق عليه] ثم ذكر حديث أبي موسى: ** حجابه النور - أو النار - لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه} [رواه مسلم] وقال: سبحات وجهه جلاله ونوره نقله عن الخليل وأبي عبيد وقال: قال عبد الله بن مسعود: نور السموات نور وجهه. .. ثم قال: ثم إن الله تعالى تعرف إلى عباده المؤمنين أن قال: له يدان قد بسطهما بالرحمة وذكر الأحاديث في ذلك ثم ذكر شعر أمية بن أبي الصلت.
ثم ذكر حديث: ** يلقى في النار وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع فيها رجله} وهي رواية البخاري وفي رواية أخرى يضع عليها قدمه.
ثم ما رواه مسلم البطين عن ابن عباس: أن الكرسي موضع القدمين وأن العرش لا يقدر قدره إلا الله.
وذكر قول مسلم البطين نفسه وقول السدي وقول وهب بن منبه وأبي مالك وبعضهم يقول: موضع قدميه وبعضهم يقول واضع رجليه عليه.
ثم قال: " فهذه الروايات قد رويت عن هؤلاء من صدر هذه الأمة موافقة لقول النبي صلى الله عليه وسلم متداولة في الأقوال ومحفوظة في الصدر ولا ينكر خلف عن السلف ولا ينكر عليهم أحد من نظرائهم نقلتها الخاصة والعامة مدونة في كتبهم إلى أن حدث في آخر الأمة من قلل الله عددهم ممن حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مجالستهم ومكالمتهم وأمرنا أن لا نعود مرضاهم ولا نشيع جنائزهم فقصد هؤلاء إلى هذه الروايات فضربوها بالتشبيه وعمدوا إلى الأخبار فعملوا في دفعها إلى أحكام المقاييس وكفر المتقدمين وأنكروا على الصحابة والتابعين، وردوا على الأئمة الراشدين فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل.
إلى أن قال: ثم كان الاختلاف في القرآن مخلوقا وغير مخلوق فقولنا وقول أئمتنا إن القرآن كلام الله غير مخلوق وإنه صفة الله منه بدأ قولا وإليه يعود حكما.
ثم ذكر الخلاف في الرؤية وقال: قولنا وقول أئمتنا فيما نعتقد أن الله يرى في القيامة وذكر الحجة.
ثم قال: اعلم رحمك الله أني ذكرت أحكام الاختلاف على ما ورد من ترتيب المحدثين في كل الأزمنة وقد بدأت أن أذكر أحكام الجمل من العقود، فنقول ونعتقد: أن الله عز وجل له عرش وهو على عرشه فوق سبع سمواته بكل أسمائه وصفاته، كما قال: ** الرحمن على العرش استوى} و {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه} ولا نقول إنه في الأرض كما هو في السماء على عرشه، لأنه عالم بما يجري على عباده. إلى أن قال: " ومما نعتقد أن الله ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الآخر ; فيبسط يده فيقول: " ألا هل من سائل " الحديث وليلة النصف من شعبان وعشية عرفة وذكر الحديث في ذلك. قال: ونعتقد أن الله تعالى كلم موسى تكليما.)) إلخ [10]
وقد سار على هذا جماعة حتى أن الإمام الألوسي المفسر صاحب روح المعاني بعد أن ذكر عقيدته وذكر أنها عقيدة الأشعري قال: ((فإن قلت: ليس جميع ما ذكرته مذهب الإمام الأشعري كما يفصح بذلك تتبع الكتب، بل هو مذهب الإمام أحمد بن حنبل، قلت: مذهب الإمام الأشعري عند المحققين والعلماء المنصفين هو مذهب الإمام [أي أحمد بن حنبل]، كما يبين ذلك كتابه الإبانة في أمور الديانة، وهو آخر كتاب صنفه وعليه تعتمد أصحابه في الذب عنه عند من يطعن عليه. قال فيه ... [ثم نقل عنه كلاماً في إثبات العلو والصفات الخبرية] ثم نقل نصاً للمحدث الشافعي إبراهيم بن حسن الكوراني ([11] يثني عليه بما فيه، قال فيه الكوراني على لسان الحنابلة: .. فنثبت له استقرارا حقيقاً فوق كل عرشه لأنه أثبت لنفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم على وجه يليق بذاته، ويقتضيه كمال صفاته، وكذلك يقولون في النزول ونظائره)) غاية الأماني2/ 120 - 124
وهاهو الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت الطرقي صاحب اللوامع في الجمع بين الصحاح والجوامع يقول في بيان مسألة الاستواء من تأليفه:
((رأيت هؤلاء الجهمية ينتمون في نفي العرش وتأويل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري.
وما هذا بأول باطل ادَّعوه وكذب تعاطوه، فقد قرأت في كتابه المرسوم بـ (الإبانة عن أصول الديانة) أدلة من جملة ما ذكرته في إثبات الاستواء.
وقال في جملة ذلك: ومن دعاء أهل الإسلام جميعًا إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل [هم] يقولون: يا ساكن العرش.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/178)
ثم قال: ومن حَلِفِهِم جميعًا قولهم: لا والذي احتجب بسبع سماوات.)) [12]
قال ابن درباس: ((ولقد عرضها بعض أصحابنا-أي الإبانة- على عظيم من عظماء الجهمية المنتمين افتراءً إلى أبي الحسن الأشعري ببيت المقدس، فأنكرها وجحدها، وقال: ما سمعنا بها قط، ولاهي من تصنيفه، واجتهد آخرًا في إعمال روايته ليزيل الشبهة فطنته، فقال بعد التحريك – تحريك لحيته -: لعله ألفها لما كان حشويًا، فما دريت من أي أمريه أعجب؟ أمن جهله بالكتاب مع شهرته وكثرة من ذكره في التصانيف مع العلماء، أو من جهله لحال شيخه الذي يفتري عليه بانتمائه إليه واشتهاره قبل توبته بالاعتزال بين الأمة عالمها وجاهلها؟ وشبهت أمره في ذلك بحكاية: أنبأناها الإمام أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي الحافظ رحمه الله قال: فإذا كانوا بحال من ينتمون إليه بهذه المثابة يكونون بحال السلف الماضي وأئمة الدين من الصحابة والتابعين وأعلام الفقهاء والمحدثين، وهم لا يلوون على كتبهم ولا ينظرون في آثارهم، وهم والله بذلك أجهل وأجهل، كيف لا و قد قنع أحدهم بكتاب ألفه الجهمية بعض من ينتمي إلى أبي الحسن بمجرد دعواه، وهو في الحقيقة مخالفة لمقالة أبي الحسن التي رجع إليها واعتمد في تدينه عليها، قد ذهب صاحب ذلك التأليف إلى المقالة الأولى وكان خلال ذلك أحرى به وأولى، لتستمر القاعدة وتصير الكلمة واحدة.)) [13]
----
(10) الحموية بتلخيص وقد استغرق ما نقله عن الكتاب من ص403 إلى476 والكتاب له عدة نسخ خطية ولم يطبع بعد.
(11) وقد نقل بخاري عصره محمد صفي الدين البخاري الحنفي صاحب القول الجلي عن كتاب الكوراني (إتحاف الزكي) نصاً طويلاً قال في أوله عن الإبانة: ((وهو آخر مصنفاته والمعول عليه بين كتبه كما ذكر ذلك الحافظ ابن عساكر والحافظ ابن تيميه في الفتوى التدمرية فلنورد منه ما يقتضه المقام .... )) إلخ، وصاحب القول الجلي نفسه يذكر عن نفسه أنه ماتريدي! ويذكر نصاًُ عن المناظرة في العقيدة الواسطية ويقول بعده: ((فهذه العقيدة بعينها عقيدة السلف والأئمة الأربعة!)) ص56 وفي كتابه هذا يرد على من زعم من أهل عصره أن الماتريدية يقولون بالتأويل!! ص 64 وينظر للفائدة ص100 - 106 وهو وإن لم يوافق الحق في مواضع لكن تأثره بشيخ الإسلام واضح، رحمه الله وجزاه الله عنا خيرا.
(12) نقض التأسيس ص88 تحقيق الدويش وج1 ص 140 من الطبعة الجديدة ورسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري ص111 - 112
(13) رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري ص131 - 132
---
وسألخص في الرد القادم إن شاء الله حاصل الرد على هذه الشبهة بخصوص الحافظ ابن كثير.
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[14 - 06 - 07, 02:40 ص]ـ
جزاك الله كل خير اخي فيصل
وفي انتظارك بارك الله فيك وزادك علما
وجزى الله جميع مشايخنا واخواننا على المساعدة
والسلام عليكم
ـ[فيصل]ــــــــ[19 - 06 - 07, 04:44 ص]ـ
وإياك أخي.
==
والجواب أن يقال:
أولاً: يقال اثبت العرش ثم انقش وهذا الكلام لا يثبت فقول ابن حجر ((من نوادره)) إلخ بلاغ غير متصل فلا يثبت عنه-مستفاد من أخي ابن وهب في الرد رقم6 -
ثانياً: هب أننا سلمنا بصحة العبارة فهي لا تنفعهم، فالخصوم -بل عامة العقلاء- على التسليم بأنه لو قال شخص -على سبيل المثال-أنا "سني" ورددها مراراً وكتبها في كتبه ونشرها بين الناس وهو مع ذلك يكفر الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم ويقول بنفي الصفات كلها وينفي الرؤية والعلو ونحو هذا، لم يفده هذا الزعم شيئا، لماذا؟ لأن مذهب أهل السنة له قواعد وأصول معروفة ومسائل مشهورة فليس الأمر مجرد لفظة تقال! ولو قالها مبتدع لفظاً ونقضها قولاً وعملا لم يفده هذا الزعم الكاذب شيئا!
الآن إن فهمنا هذا فللنظر في مسألتنا ولنجب على هذه الأسئلة بإنصاف:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/179)
هل قرر ابن كثير رحمه الله قط في كتبه ما يقرره الأشاعرة في عقائدهم المطولة والمختصرة من أن الله ليس فوق العرش ولا تحته ولا فوق السموات ولا داخل العالم ولا خارجه لا متصل ولا منفصل، لا يقرب منه شيء ولا ترفع إليه الأيدي ولا تتوجه له القلوب بالعلو كما فطرها الله عز وجل، وأن القرآن العربي مخلوق -عند التعليم فقط! - ولا يكلم ولا يتكلم ولا نادى ولا ينادي بل ولا يقوم به فعل البتة بل ما يضاف إليه جل وعلا من ذلك فإنما يعود معناه إلى أمر مخلوق منفصل عنه!!، وأن صفاته سبعة أو ثمانية والبقية تتأول أو تفوض نصوصها!!، وأن الله قد يفعل لا لحكمة، وأنه يجوز أن يفعل كل مقدور لا ينزهونه عن شيء منه، فلو قدر رجلان "أحدهما مؤمن عالم عادل وصالح مصلح، والآخر مشرك كافر وجاهل ظالم وكاذب مفسد، ثم قدر أن ذلك المؤمن عوقب في الدنيا والآخرة، فأذل في الدنيا وقهر وأهلك ثم جعل في الآخرة في قعر جهنم خالداً مخلداً أبد الآبدين معذباً في النار وذلك الكافر الظالم أكرم في الدنيا والآخرة وجعل في الفردوس الأعلى أبد الآبدين!!! " كان هذا غاية العدل والرحمة عندهم!!، وأن ذات العبد محل لفعل الله فحسب فليس العبد هو الفاعل حقيقة ولا لقدرته تأثير في فعله بل هو مجرد محل!!، وان الإيمان مجرد تصديق القلب ومعرفته!! الخ الخ وهذا كله من اعتقاداتهم المعروفة التي عليها جمهورهم والتي هي أمور مشهورة في المذهب فليست هي هفوة من أحدهم كهفوة الجويني في علم الله!! أو هفوة الغزالي في قدرة الله!! أو هفوة الرازي في إرادة الله!! ونحو هذا،، والقاصمة بدعة الرازي أن الأدلة اللفظية--الكتاب والسنة-- لا تفيد اليقين إلا بشروط يستحيل تحققها!!! والتي تابعها عليه الكثير منهم، الخ الخ من هذه العقائد المخالفة صريح الكتاب والسنة وتنبذها الفطر السليمة بالمرة.
فهل قال ابن كثير قط بهذه الأباطيل؟؟؟
وهل رأيته يوماً في تفسيره أو غيره من المصنفات قد احتج بالجوهر والعرض والجسم والإمكان والعلة والخلاء إلخ خرابيط المتكلمين التي يسمونها قواطع عقلية وهي هلاوس بدعية لا أكثر ولا أقل؟
وهل قرأت له يوماً أن العقل يقدم على النقل عند التعارض وأن ظواهر نصوص الصفات ضلال وكفر تنفيها القواطع العقلية-يقصدون الهلاوس-؟
هل رأيته في مصنفاته أعرض عن توحيد الألوهية والعبادة وأنفق الصفحات في نقل الإشكالات الكثيرة والإيرادات الطويلة في إثبات وجود خالق واحد للعالم والذي يعلمه عامة الناس بضرورة الفطرة؟؟
وقد ذكر في كتبه كثيراً من كتب السنة والعقيدة السلفية، فهل قال أنها كتب وثنية وتجسيم؟ أم أثنى عليها وعلى عقيدة مصنفيها؟
وقد وقع في عصره أعظم المنازعات بين أهل السنة والأشعرية فما كان موقفه آنذاك؟ ومع من كان مع الأشعرية أم أهل السنة.؟
هذه الأسئلة إن أجبنا عليها بإنصاف عرفنا أن دعوى أشعرية ابن كثير دعوى باطلة وغير صحيحة ألبته.
فهذا الحافظ الأثري من أبعد الناس عن كلامياتهم وخبطهم وخرابيطهم وله حرص كبير على تقرير توحيد الألوهية وفي تفسيره لا يكاد يترك فرصة إلا ويذكر بتوحيد الألوهية فتراه يقول في تفسير فوله تعالى:
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}.
((يقول تعالى مقررا أنه لا إله إلا هو؛ لأن المشركين -الذين يعبدون معه غيره -معترفون أنه المستقل بخلق السموات والأرض والشمس والقمر، وتسخير الليل والنهار، وأنه الخالق الرازق لعباده، ومقدر آجالهم .. ، فذكر أنه المستبدُّ بخلق الأشياء المتفرد بتدبيرها، فإذا كان الأمر كذلك فلم يُعبد غيره؟ ولم يتوكل على غيره؟ فكما أنه الواحد في ملكه فليكن الواحد في عبادته، وكثيرًا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية. وقد كان المشركون يعترفون بذلك، كما كانوا يقولون في تلبيتهم: "لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك".))
وقال في تفسير قوله: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/180)
((هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية، فقال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} أي: أوجدوا من غير موجد؟ أم هم أوجدوا أنفسهم؟ أي: لا هذا ولا هذا، بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا.)) إلخ وقال في موضع آخر: ((يحتج تعالى على المشركين باعترافهم بوحدانيته وربوبيته على وحدانية الإلهية)).
ويقول: ((يقرر تعالى وحدانيته، واستقلاله بالخلق والتصرف والملك، ليرشد إلى أنه الذي لا إله إلا هو، ولا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له؛ ولهذا قال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين العابدين معه غيره، المعترفين له بالربوبية، وأنه لا شريك له فيها، ومع هذا فقد أشركوا معه في الإلهية، فعبدوا غيره معه، مع اعترافهم أن الذين عبدوهم لا يخلقون شيئًا، ولا يملكون شيئًا، ولا يستبدّون بشيء، بل اعتقدوا أنهم يقربونهم إليه زلفى: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3]))
وليس الأمر مقتصراً على تفسيره بل تجده حتى في تأريخه يذكر هذا الأمر العظيم الذي هو أصل الأصول وغاية المأمول قال في البداية والنهاية-عن طريق الشاملة-: ((وتقدم في الحديث: " نحن معشر الانبياء أولاد علات ديننا واحد وأمهاتنا شتى " والمعنى أن شرائعهم وإن اختلفت في الفروع، ونسخ بعضها بعضا حتى انتهى الجميع إلى ما شرع الله لمحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين إلا أن كل نبي بعثه الله فإنما دينه الاسلام، وهو التوحيد أن يعبد الله وحده لا شريك له كما قال الله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا يوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) [الانبياء: 25] وقال تعالى: (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) [الزخرف: 45] وقال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة) الآية [النحل: 36] ... والمقصود أن الشرائع وإن تنوعت في أوقاتها إلا أن الجميع آمرة بعبادة الله وحده، لا شريك له وهو دين الاسلام الذي شرعه الله لجميع الانبياء، .. فدين الاسلام هو عبادة الله وحده لا شريك له، وهو الإخلاص له وحده دون ما سواه)) إلخ
وكيف لا يكون كذلك وهو رحمه الله صاحب تلخيص كتاب الاستغاثة لشيخه ابن تيميه ينظر مقدمة الاستغاثة ص85 - 90، فالحاصل أنك لا تجد في تفسيره أو غيره أنه قد احتج بالجوهر والعرض والجسم والإمكان والعلة والخلاء إلخ خرابيط المتكلمين ولا قال بأن العقل يقدم على النقل عند التعارض وأن ظواهر نصوص الصفات ضلال وكفر ولا أنفق الصفحات في نقل الإشكالات الكثيرة والإيرادات الطويلة في إثبات وجود خالق واحد للعالم وأهمل الألوهية بل على النقيض كما نقلنا، ولم نجده قد قال بأباطيلهم المشهورة التي ذكرناها آنفاً كقولهم لا داخل ولا خارج والكلام نفسي والقرآن العربي مخلوق إلخ.
أما موقفه من كتب السنة والسلف فتبين سلفيته بوضوح:وتأمل-على سبيل المثال- قوله في ترجمة ابن أبي عاصم حين قال: ((أبو بكر بن أبي عاصم صاحب السنة والمصنفات وهو: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك ابن النبيل، له مصنفات في الحديث كثيرة، منها كتاب السنة في أحاديث الصفات على طريق السلف))
كتاب السنة هذا الذي هو عند الأشاعرة كتاب حشو وتجسيم ووثنية والذي أثبت فيه هذا الإمام السلفي العلو والصفات بما يصنفه الأشعري المبتدع في خانة"التجسيم! "
وقال فيه على سبيل المثال ((باب ما ذكر أن الله تعالى في سمائه دون أرضه)) ج1/ 342 وقال في1/ 352: ((وأخبار النزول دالة على أنه في السماء دون الأرض))
وقال ج1/ 358: ((باب ذكر الكلام والصوت والشخص وغير ذلك))
وتأمل حمده لله رب العالمين على أن وقع له سماع مصنفي الإمام حافظ المشرق عدو الجهمية والمعطلة المريسية عثمان بن سعيد الدارمي –النقض والرد-كما ذكر ذلك في ترجمته في طبقات الشافعية حين ذكر قول شيخه الذهبي: ((وللدارمي كتاب في الرد على الجهمية سمعناه وكتاب في الرد على بشر المريسي سمعناه، قلت-القائل ابن كثير-: ووقع لي سماعهما أيضاً ولله الحمد والمنة)) فتأمل لو وقع لأشعري سماعهما هل سيقول ما قاله ابن كثير أم سيقع مصعوقاً من طحن الدارمي لمذهبه؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/181)
وتأمل قوله في بدء ترجمة الإمام أنه ((محدث هراة أحد الحفاظ والأعلام .. )) ونقل الكثير في الثناء عليه وعلى موقفه من المبتدعة هذا مع وقوفه على الكتابين وما فيهما مما يسمونه المعطلة تجسيم وحلول حوادث إلخ.
وهو -كشيخه الذهبي- كثيراً ما ينتهز الفرصة في تراجمه للأئمة فيُذكر بعقيدة المترجم له السلفية أو ينقل كلامه أو يبين توبة الأشعري أو حيرته ينظر ذلك على سبيل المثال في ترجمة شيخ الإسلام الصابوني الشافعي طبقاته ج1/ 352 وترجمة شيخ الشافعية في العراق محمد بن أحمد الترمذي ج 1/ 176وترجمة مجدد القرن الثالث أحد عظماء الشافعية الإمام ابن سريج ج1/ 185، وترجمة الحافظ ابن العطار الهمذاني -في البداية والنهاية- صاحب "فتيا وجوابها في ذكر الاعتقاد" -وفيها إثبات العلو وذم الكلام- وقال عنه أنه (صحيح الاعتقاد) وينظر ترجمة الكرجي الحافظ حيث قال: ((وله مصنفات كثيرة منها الفصول في أعتقاد الائمة الفحول، يذكر فيه مذاهب السلف في باب الاعتقاد، ويحكي فيه أشياء غريبة حسنة)) وغير هؤلاء كثير، وفي الجهة الأخرى ينظر ترجمة الجويني ج2/ 49 - 50 والرازي ج2/ 258 - 260 والغزالي في ج2/ 99 من الطبقات وقال فيها: ((ولما كان الغزالي رحمه الله قد أوغل في علم الكلام –وفي نسخة علوم كثيرة-وصنف في كثير منها واشتهرت، فصار من نظر في شيء منها يعتقد أنه كان يقول بذلك، وإنما قاله –والله أعلم- أثراً لا معتقداً، وقد رجع عن ذلك كله في آخر عمره إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والاشتغال بصحيح البخاري .. وقد كثر القيل والقال في مصنفاته والاستدراك عليها .. ثم نقل من رد عليه)) إلخ
وقوله أنه كان يصنف ولا يعتقد بما يصنفه قول بعيد وفيه نظر شديد ولكن رجوعه الذي ذكره بعد هذا هو الذي نعتقده في أمر الغزالي رحمه الله ولا يرتضيه الخصم.
وكذا ينقل ذم السلف لعلم الكلام ولا يتأوله كما فعل هذا من فعله من الأشعرية قال في ترجمة الشافعي من البداية والنهاية-من خلال الشاملة-:
((قال-يعني الشافعي-: لو علم الناس ما في الكلام من الاهواء لفروا منه كما يفرون من الاسد.
وقال: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد، ويطاف بهم في القبائل وينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام.
وقال البويطي: سمعت الشافعي يقول: عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا.
وقال: إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأنما رأيت رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، جزاهم الله خيرا، حفظوا لنا الاصل، فلهم علينا الفضل.
ومن شعره في هذا المعنى قوله: كل العلوم سوى القرآن مشغلة * إلا الحديث وإلا الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال: حدثنا * وما سوى ذاك وسواس الشياطين وكان يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر.
وقد روى عن الربيع وغير واحد من رؤوس أصحابه ما يدل على أنه كان يمر بآيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف، على طريق السلف.))
وتأمل هذا الكلام الأخير جيداً خصوصاً قوله ((ولا تحريف)) ولم يقل ((ولا تأويل)) تعرف مقدار متابعته لما قرره شيخه شيخ الإسلام ابن تيميه في هذا،فقوله ((ولا تعطيل ولاتحريف)) يعني ما قرره شيخه أنها لا تفوض ولا تحرف عن معانيه اللائقة بالله تعالى.
وله كلام جيد في بيان إفلاس الجهمية المؤولة، قال من البداية والنهاية-عبر الشاملة-:
والجهمية تستدل على الاستواء على العرش بأنه الاستيلاء ببيت الاخطل: قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق وليس فيه دليل، فإن هذا استدلال باطل من وجوه كثيرة، وقد كان الاخطل نصرانيا
ثم قال في موضع آخر:
((وكان الاخطل من نصارى العرب المتنصرة، قبحه الله وأبعد مثواه، وهو الذي أنشد بشر بن مروان قصيدته التي يقول فيها: قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق وهذا البيت تستدل به الجهمية على أن الاستواء على العرش بمعني الاستيلاء، وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل على ذلك، ولا أراد الله عز وجل باستوائه على عرشه استيلاءه عليه، تعالى الله عن قول الجهمية علوا كبيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/182)
فإنه إنما يقال استوى على الشئ إذ كان ذلك الشئ عاصيا عليه قبل استيلائه عليه، كاستيلاء بشر على العراق، واستيلاء الملك على المدينة بعد عصيانها عليه، وعرش الرب لم يكن ممتنعا عليه نفسا واحدا، حتى يقال استولى عليه، أو معنى الاستواء الاستيلاء، ولا تجد أضعف من حجج الجهمية، حتى أداهم الافلاس من الحجج إلى بيت هذا النصراني المقبوح وليس فيه حجة والله أعلم.))
وكثير من الأشعرية –كالجويني ومن وافقه وهم عامة المتأخرين- هم من يحتج بهذا البيت لتقرير التأويل، فتأمل وصف المحتج بهذا البيت-مطلقاً فهو لم يقيد- بالجهمية مع معرفته بأن عامة أشعرية عصره على هذا.
ثم تأمل موقفه من ما حصل بين أهل السنة والأشعرية في عصره -أعني بين ابن تيميه وخصومه-تعرف مع أي جماعة هو، أنظر قوله:
((وبحثوا في "الحموية" وناقشوه في أماكن منها، فأجاب عنها بما أسكتهم بعد كلام كثير)) أسكت من؟ أسكت الأشعرية.
ويقول عن مناظرة شيخ الإسلام لهم في الواسطية: ((وقرئت عقيدة الشيخ تقي الدين "الواسطية" .. وحضر الشيخ صفي الدين الهندي، وتكلم مع الشيخ تقي الدين كلاماً كثيرا، لكن ساقيته لاطمت بحرا!!)) والبحر هو البحر السني السلفي
وقوله: ((وفي ليلة عيد الفطر أحضر الامير سيف الدين سلار نائب مصر القضاة الثلاثة وجماعة من الفقهاء فالقضاة الشافعي والمالكي والحنفي، والفقهاء الباجي والجزري والنمراوي، وتكلموا في إخراج الشيخ تقي الدين بن تيمية من الحبس، فاشترط بعض الحاضرين عليه شروطا بذلك، منها أنه يلتزم بالرجوع عن بعض العقيدة وأرسلوا إليه ليحضر ليتكلموا معه في ذلك، فامتنع من الحضور وصمم، وتكررت الرسل إليه ست مرات، فصمم على عدم الحضور، ولم يلتفت إليهم ولم يعدهم شيئا، فطال عليهم المجلس فتفرقوا وانصرفوا غير مأجورين.))
وقوله: ((ثم اجتمعوا يوم الاحد بمرسوم السلطان جميع النهار، ولم يحضر أحد من القضاة بل اجتمع من الفقهاء خلق كثير، أكثر من كل يوم، منهم الفقيه نجم الدين بن رفع وعلاء الدين التاجي، وفخر الدين ابن بنت أبي سعد، وعز الدين النمراوي، وشمس الدين بن عدنان وجماعة من الفقهاء وطلبوا القضاة فاعتذروا بأعذار، بعضهم بالمرض، وبعضهم بغيره، لمعرفتهم بما ابن تيمية منطوي عليه من العلوم والأدلة، وأن أحدا من الحاضرين لا يطيقه، فقبل عذرهم نائب السلطنة ولم يكلفهم الحضور بعد أن رسم السلطان بحضورهم أو بفصل المجلس على خير، وبات الشيخ عند نائب السلطنة وجاء الامير حسام الدين مهنا يريد أن يستصحب الشيخ تقي الدين معه إلى دمشق، فأشار سلار بإقامة الشيخ بمصر عنده ليرى الناس فضله وعلمه، وينتفع الناس به ويشتغلوا عليه.))
(( .. وكتبوا في حقه-أي الآملي- محاضر بأشياء قادحة في الدين فرسم بصرفه عنهم وعومل بنظير ما كان يعامل به الناس، ومن جملة ذلك: قيامه على شيخ الإسلام ابن تيميه، وافتراؤه عليه الكذب مع جهله وقله ورعه، فعجل الله له هذا الجزاء على يد أصحابه وأصدقائه جزاءً وفاقا))
فتبين من هذا كله-وقد تركت الكثير- بطلان دعوى أنه أشعري وأنه من أشعريتهم براء!! فإما أن تكون العبارة لا تصح أو تكون على وجه المزاح كما ذكر أحد الأخوة، وإما أن يقال:
في الوجه الثالث: أنه قد تبين أنه ليس على مذهب الأشعرية الذي استقر عليه القوم فيجوز أن يكون قد نسب نفسه للأشعرية على اعتبار ما ورد في الإبانة وقد ذكر شيخه شيخ الإسلام أن من قال بما في الإبانة ولم يظهر مقالة تناقض ذلك فهو من أهل السنة (1)، وابن كثير قد نقل في طبقاته أن الأشعري مر بثلاثة أحوال معتزلي ثم كلابي ثم سلفي وقال: ((الحال الثانية إثبات الصفات العقلية السبعة .. وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك والحال الثالثة إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً)) وهذه الإبانة هي التي ينقل منها شيوخه ابن تيميه والذهبي والتي يقول القوم أنها مدسوسة عليه وأن بها حشو وتجسيم واضح!!
الوجه الرابع: أن القوم أنفسهم اعترفوا بنفي نسبته للأشعرية ووصفوا معتقده بالفساد وأنه على طريقة واحدة هو وابن تيميه، فكيف يكونوا -هو وهم- جميعاً أشاعرة!!؟ ولو كان ابن كثير معهم لما قالوا هذا فيه فالحمد لله الذي أنطقهم بالحق،، وفي مقدمة "الإشارة في علم الكلام" للرازي تحقيق بعض أتباع سعيد فودة وبإشرافه هو وبتقديم علي جمعه مفتي مصر الأشعري فيه ص 32: ((ابن كثير والذهبي كانا على طريقة ابن تيميه في العقائد وإن كان ابن كثير أقل من الذهبي والذهبي أقل من شيخه، إلا أنهم يجمعهم طريقة واحدة في العقائد))، وأذكر أنني قرأت للكوثري-وسأبحث عن لفظه وموضعه إن شاء الله- أن ابن تيميه أفسد معتقد ابن كثير فابن كثير فاسد المعتقد عنده.
====
هذا ما يحضرني في جواب هذه الشبهة، أما أن المبتدعة يزعمون أن الذهبي وابن تيمية! إلخ على مذهبهم بسبب كلمة مبتورة هناك او هناك، فيقال: ينبغي أن تعلم أخي أن معرفة منهج أحد الأئمة في العقيدة يتطلب النظر في منهجه -من عامة كتبه- في مصدر التلقي وموقفه من تعارض العقل والنقل وخبر الآحاد في العقيدة على سبيل المثال، وموقفه من توحيد العبادة وكذا الأسماء والصفات خصوصاً المسائل الكبار كالعلو وكلام الله و الصفات الخبرية وكذلك عقيدته في الإيمان وعقيدة في القدر وأفعال العباد وغير ذلك، فليس الأمر مجرد كلمة تقتص عن سياقها وحسب!، ثم أهل السنة لا معصوم عندهم غير الأنبياء والرسل عليهم السلام، ولو غلط إمام سني في مسألة علمية أو عملية فلا يتابعوه عليها ولا يسوغوا الوقوع في الخطأ لمجرد أن ذاك الإمام قد زل فيها فالعبرة عندهم بالدليل، وهم كذلك لا يبدعوه لأجلها،، فالأمر كما يعبر أحد المشايخ بأن مذهب أهل السنة كالنهر الجاري والعلماء كالشجر المنتصب فيه ولو انكسر من أحدها غصن –وهي الزلة- فلا يتوقف النهر عن الجريان بل يبقى جار كما هو والغصن ما يلبث أن يتنحى.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/183)
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - 06 - 07, 02:58 م]ـ
بارك الله فيك اخي فيصل
و قد ذكره الإمام العلامة جمال الدين يوسف بن حسن رحمه الله في كتابه جمع الجيوش عند ذكره لبعض الأئمة و العلماء و الأعيان ممن جانبوا الأشاعرة
ـ[فيصل]ــــــــ[22 - 06 - 07, 04:01 ص]ـ
وفيك بارك، وجزيت خيراً على هذه الفائدة.
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 06:59 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الحبيب فيصل
على رجك الماتع
زادك الله علما
ـ[فيصل]ــــــــ[01 - 08 - 07, 04:38 ص]ـ
وفيك بارك
ـ[أبوعبدالرحمن القحطاني]ــــــــ[01 - 08 - 07, 11:04 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[فيصل]ــــــــ[03 - 08 - 07, 06:24 ص]ـ
وفيكم بارك
ـ[المقدادي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 12:43 ص]ـ
فائدة:
قال ولي الدين أبو زرعة العراقي في الذيل على العبر في خبر من غبر عند كلامه عن الحافظ ابن كثير رحمه الله:
" و كانت له خصوصية بالشيخ تقي الدين ابن تيمية و مناضلة عنه و اتباع له في كثير من ارائه و كان يفتي برأيه في مسألة الطلاق و امتحن بسبب ذلك و أوذي " ص 360
و العراقي تلميذه , حضر عليه مع والده كما أخبر.
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - 11 - 07, 05:02 م]ـ
فائدة نفيسة:
قال الإمام الأثري الكبير الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية الجزء 10 ص 298 في حوادث سنة 218 هـ:
" ذكر أول المحنة والفتنة في هذه السنة كتب المأمون إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يمتحن القضاة والمحدثين بالقول بخلق القرآن وأن يرسل إليه جماعة منهم، وكتب إليه يستحثه في كتاب مطول وكتب غيره قد سردها ابن جرير كلها، ومضمونها الاحتجاج على أن القرآن محدث وكل محدث مخلوق، وهذا احتجاج لا يوافقه عليه كثير من المتكلمين فضلا عن المحدثين، فإن القائلين بأن الله تعالى تقوم به الافعال الاختيارية لا يقولون بأن فعله تعالى القائم بذاته المقدسة مخلوق، بل لم يكن مخلوقا، بل يقولون هو محدث وليس بمخلوق، بل هو كلام الله القائم بذاته المقدسة، وما كان قائما بذاته لا يكون مخلوقا، وقد قال الله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) [الانبياء: 2] وقال تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) [الاعراف: 11] فالامر بالسجود صدر منه بعد خلق آدم، فالكلام القائم بالذات ليس مخلوقا، وهذا له موضع آخر.
وقد صنف البخاري كتابا في هذا المعنى سماه خلق أفعال العباد. "
ـ[أبو الفضل المغربي]ــــــــ[22 - 07 - 08, 08:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله تعالى خيرا
__________________________________________(41/184)
ما حكم مولاة الكفار
ـ[ابو احمد الطوباسي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 11:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم مولاة الكفار Question ما التفصيل في ذلك في واقعنا الحالي Question افيدونا مأجورين
إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً تهوي به في نار جهنم سبعين خريفا
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 08:20 م]ـ
اورد الشيخ الفاضل عبد الرحمن السديس في احدى مشاركاته
سئل فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
ما الفرق بين موالاة الكفار وتوليهم؟ وما حكم كل منهما بالتفصيل؟
الحمد لله، لقد نهى الله عباده المؤمنين عن اتخاذ الكفار أولياء في آيات عدة كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً" [النساء:144]، وقال: "لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً" الآية
[آل عمران: 28]، وقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" [المائدة:51]، فاتخاذهم أولياء هو اعتبارهم أصدقاء وأحباباً وأنصاراً، وذلك يظهر بالحفاوة بهم وإكرامهم وتعظيمهم، ومما يوضح ذلك قوله -سبحانه وتعالى-: "لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" الآية [المجادلة: 22] وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ" الآية [الممتحنة: 1] فدلت الآيتان على أن اتخاذهم أولياء يتضمن مودتهم، وجاء ذكر التولي في آية واحدة وهي قوله تعالى: "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" الآية [المائدة: 51]، والذي يظهر أن توليهم هو معنى اتخاذهم أولياء، وفسر "التولي" في قوله تعالى: "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" بنصرتهم على المسلمين، ولهذا كانت مظاهرة الكفار ومعاونتهم ضد المسلمين من أنواع الردة، لأن ذلك يتضمن مقاومة الإسلام، والرغبة في اضمحلاله، وذل أهله، وأما الموالاة فلم يأت لفظها في القرآن فيما أذكر، والذي يظهر أن الموالاة والتولي معناهما واحد أو متقارب، ولكن من العلماء من فرق بينهما فخصَّ الموالاة بتقديم الخدمات للكفار حفاوة بهم وإكراماً والتولي بنصرتهم على المسلمين، وأن الموالاة كبيرة، والتولي ردة كما تقدم، فالواجب على المسلمين أن يبغضوا الكافرين وأن يعادوهم في الله، وأن يجاهدوهم بالله ولإعلاء كلمة الله، وهذا لا يمنع من معاملتهم في أمور الحياة كالتجارة، ولا يوجب الغدر بما أعطوا من عهد، بل يجب الوفاء بعهدهم كما قال تعالى: "إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" [التوبة:4] فبغض الكفار والبراءة منهم هي من أصول الدين، وهي مقتضى الإيمان بالله والكفر بالطاغوت، ولكن ذلك لا يوجب ولا يبيح الخيانة أو الظلم، فالظلم حرام، ونقض العهد حرام، " ... تلك حدود الله فلا تقربوها ... " [البقرة: 187] نسأل الله أن ينصر دينه ويعز المؤمنين ويذل الكافرين، والله أعلم.
[من أسئلة موقع الإسلام اليوم للشيخ البراك]
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 08:20 م]ـ
وسئل ايضا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/185)
أفيدك بأني قد قرأت كتابًا بعنوان: (مسائل العذر بالجهل) تحت إشراف فضيلتكم، وفهمت منه أن إعانة الكفار بالقتال معهم ضد المسلمين لا تكون كفراً، إلا بشرط الرغبة في إظهار دينهم، أو المحبة لدينهم، وعبَّر أن القتال مع الكفار ضد المسلمين -حمية ولمصالح دنيوية- ليس كفراً مخرجاً من الملة، فهل هذا الفهم صحيح؟ وهل قال به أحد من أهل السنة؟ وما رأي فضيلتكم في اشتراط ما ذُكِر أعلاه للحكم بتكفير من قاتل المسلمين مع الكافرين؟
الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا شك أن أسباب مظاهرة بعض الكافرين على بعض المسلمين تختلف، فتارة يكون الباعث بغض الإسلام وأهله، وتارة يكون عن رغبة في مصلحة أو رهبة من ضرر يلحق بهذا المظاهر، ومعلوم أنه لا يستوي من يحب الله ورسوله ودينه -ولكن حمله غرض من الأغراض على معاونة بعض الكفار على بعض المسلمين- لا يستوي هذا ومن يبغض الإسلام وأهله، وليس هناك نص بلفظ المظاهرة أو المعاونة يدل على أن مطلق المعاونة ومطلق المظاهرة يوجب كفر من قام بشيء من ذلك لأحد من الكافرين.
وهذا الجاسوس الذي يجس على المسلمين وإن تحتم قتله عقوبة فإنه لا يكون بمجرد الجس مرتداً، ولا أدل على ذلك من قصة حاطب بن أبي بلتعة –رضي الله عنه- فقد أرسل لقريش يخبرهم بمسير النبي –صلى الله عليه وسلم- إليهم، ولما أطلع اللهُ نبيَه على ما حصل من حاطب، وعلى أمر المرأة التي حملت الكتاب عاتب النبيُّ –صلى الله عليه وسلم- حاطباً على ذلك، فاعتذر بأنه ما حمله على ذلك إلا الرغبة في أن يكون ذلك يداً له عند قريش يحمون بها أهله وماله، فقبل النبي –صلى الله عليه وسلم- عذره، ولم يأمره بتجديد إسلامه، وذكر ما جعل الله سبباً لمغفرة الله له، وهو شهوده بدراً. صحيح البخاري (3983)، وصحيح مسلم (2494).
وهذه مظاهرة أي مظاهرة، فإطلاق القول بأن مطلق المظاهرة -في أي حال من الأحوال- يكون ردة ليس بظاهر. فإن المظاهرة تتفاوت في قدرها ونوعها تفاوتاً كثيراً، وقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" [المائدة:51]، لا يدل على أن أي تولٍّ يوجب الكفر، فإن التولي على مراتب، كما أن التشبه بالكفار يتفاوت وقد جاء في الحديث: "من تشبه بقوم فهو منهم" أخرجه أحمد (5093)، وأبو داود (4031)، ومعلوم أنه ليس كل تشبه يكون كفراً فكذلك التولي.
والحاصل أن ما ورد في الكتاب المسؤول عنه من التفصيل هو الصواب عندي. والله أعلم.
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 08:22 م]ـ
وسئل ايضا
هل يصح الاستدلال على جواز محبة الكفار بقول الله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} حيث قالوا: إنه يجوز للمسلم أن يتزوج بالكتابية ,وهي كافرة , والمودة لازمة الحصول بينهم؟ هل المودة تعني الحب؟.
الإجابة
الحمد لله، قد فرض الله موالاة المؤمنين، وحرم مولاة الكافرين قال الله تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [(71) سورة التوبة]
وقال تعالى {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [(73) سورة الأنفال]
وقال تعالى {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} [(28) سورة آل عمران]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/186)
وقال تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .. الآية} [(22) سورة المجادلة]
والود، والمودة بمعنى المحبة، والمحبة نوعان: محبة طبيعية كمحبة الإنسان لزوجته، وولده، وماله.
وهي المذكورة في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [(21) سورة الروم]
ومحبة دينية؛ كمحبة الله ورسوله ومحبة ما يحبه الله، ورسوله من الأعمال، والأقوال، والأشخاص.
قال تعالى {فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [(54) سورة المائدة]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد .. الحديث ".
ولا تلازم بين المحبتين بمعنى: أن المحبة الطبيعية قد تكون مع بغض ديني؛ كمحبة الوالدين المشركين فإنه يجب بغضهما في الله، ولا ينافي ذلك محبتهما بمقتضى الطبيعة، فإن الإنسان مجبول على حب والديه، وقريبة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب عمه لقرابته مع كفره قال الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} [(56) سورة القصص]
ومن هذا الجنس محبة الزوجة الكتابية فإنه يجب بغضها لكفرها بغضا دينيا، ولا يمنع ذلك من محبتها المحبة التي تكون بين الرجل وزوجه، فتكون محبوبة من وجه، ومبغوضة من وجه، وهذا كثير، فقد تجتمع الكراهة الطبيعية مع المحبة الدينية كما في الجهاد فإنه مكروه بمقتضى الطبع، ومحبوب لأمر الله به، ولما يفضي إليه من العواقب الحميدة في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [(216) سورة البقرة].
ومن هذا النوع محبة المسلم لأخيه المسلم الذي ظلمه فإنه يحبه في الله، ويبغضه لظلمه له؛ بل قد تجتمع المحبة الطبيعية، والكراهة الطبيعية كما في الدواء المر: يكرهه المريض لمرارته، ويتناوله لما يرجو فيه من منفعة.
وكذلك تجتمع المحبة الدينية مع البغض الديني كما في المسلم الفاسق فإنه يحب لما معه من الإيمان، ويبغض لما فيه من المعصية.
والعاقل من حكّم في حبه، وبغضه الشرع، والعقل المتجرد عن الهوى، والله أعلم
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 08:32 م]ـ
وهنا تجد 52 نقلا عن العلماء في حكم مظاهرة الكفار ومعاونتهم على المسلمين
http://saaid.net/Doat/almuwahid/1.htm
رابط اخر
http://saaid.net/Doat/almuwahid/1.zip
ـ[ابو احمد الطوباسي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 08:24 م]ـ
ابو الحارث الشامي
جزاك الله خيرا(41/187)
عبارات عقدية فاسدة , للشيخ الفاضل عمر الحاج مسعود الجزائري
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 01:26 م]ـ
الحمد لله , و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه و بعد:
فهذه نقولات أنشرها لإخوتي في ملتقى اهل الحديث مقتطفة من مقالة للشيخ الفاضل عمر الحاج مسعود الجزائري التي نشرها في مجلة الإصلاح السلفية في عددها الثاني - ربيع الأول /ربيع الثاني 1428هـ - من الصفحة 87 حتى الصفحة 93 بعنوان " عبارات عقدية فاسدة " و ذلك لأهميتها و خطورة التلفظ بها فاليكموها.
أولا: " لَمْلِيحْ رَبِّي ":
إذا مدحت شخصا: و قلت فلان مليح يستدرك عليك بعض الناس و يقول لك " لَمْلِيحْ رَبِّي " و المليح هو البهيج الحسن المنظر - المعجم الوسيط 2/ 883 - و يقصد الناس بقولهم: فلان مليح , أنه عاقل متخلق سمح سهل , و المليح ليس من أسمائه تعالى و لا صفاته , و إنما الله جميل طيب , رفيق , قال النبي صلى الله عليه و سلم:إن الله جميل يحب الجمال -مسلم91 - و قال: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا -مسلم1015 - و قال: إن الله رفيق يحب الرفق -مسلم 2593 - ا هـ
ثانيا: " رَبِّي يْدَبَّرْ رَاسُو"
و إذا أراد بعض الناس أن يقول: إن الله يفعل ما يريد و يخلق ما يشاء , قال " رَبِّي يْدَبَّرْ رَاسُو" , أو " رَبِّي عَلَى بَالُو" أو " رَبِّي حُرْ" و نحوها من الألفاظ.و في هذه العبارات عدة محظورات:
1 - نسبة الرأس إلى الله و هذا لا يثبت في الكتاب و السنة.
2 - يدبر: و التدبير في الأمر لغة: النظر إلى ما تؤول إليه عاقبته و التفكر فيه - الصحاح للجوهري 2/ 655 - أما في حق الله فهو القضاء , و الإنفاذ ,قال تعالى: " يُدَبِّرُ الأَمْرَ" -يونس3 - قال مجاهد: يقضيه وحده - تفسير الطبري7/ 84 ,السمعاني2/ 366 و 3/ 96 - و قال السعدي: ينفذ الأقدار في أوقاتها التي سبق علمه و جرى بها قلمه -تفسير السعدي436 - و لا معنى لقولهم هنا " يدبر راسو"
3 - نسبة البال إلى الله تعالى و هو غير ثابت , و البال لغة الخاطر - المعجم الوسيط1/ 77 -
4 - وصفه عزوجل بالحرّ و هذا لم بذكرفي الكاتب و لا في السنة.
إن العبارات الصحيحة المستقيمة أن تفول كما قال الله تعالى: " إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدْ" , " إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء " , " وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَ يَخْتَار". و مكان " على بالو" تقول: " العليم الأعلم " ,ومكان "حر" تقول: القادر المقتدر المهيمن العزيز القيوم".
الثالث: قولهم " لَمْعَلَّمْ رَبِّي"
و إذا قيل: وين لمعلم؟ كان الجواب عند بعض الناس: لَمْعَلَّمْ رَبِّي , يقصدون بذلك الحاكم المالك , لكن لا يجوز تسميته بذلك لعدم ثبوته , و المعلم عند المتأخرين لقب لأرفع الدرجات في نظام الصناع -المعجم الوسيط2/ 624 قول القائل: وين لمعلم. أي المسؤول الأول عن الشركة أو المصنع صخيخ لا حرج فيه , أما الله عزوجل فهو الرب الحكم الملك المالك
الرابع: " يَدْ الله طْوِيلَة"
يطلقون هذه العبارة و يريدون بها أن الله لا يعجزه شيء , و لا يفلت من أخذه أحد , و ربما يريدون بها سعة رزقه و عظم عطائه , و لكن هذه الصفة غير ثابتة , فالصواب أن تقول كما قال الله تعالى: "إِنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصَادِ" و قوله: "إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ" , " إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ" , " إِنَّ الله عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ"
و وصف يديه بالبسطفي قوله: وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ الله مَغْلُولَةٌ , غُلَّتْ أيْديهْمْ وَ لُعِنُوا بِمَا قَالُوا , بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ " و البسط " سعة العطاء و الكرم.
الخامس: قولهم " رَبِّي تْفَكْرُوا"
تقال في حق الفقير إذا رزقه الله او المبتلى إذا عافاه أو المريض إذا شفاه , و يفهم من هذه العبارة أن الله نسيه , و النسيان هنا خلاف الذكر و الحفظ , تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا , قال الله عزوجل: " لاَ يَضِّلُ رَبِّي و لاَ يَنْسَى" و هو عزوجل سميع بصير عليم خبير يعلم ما كان و ما يكون قال تعالى: " إِنَّ الله لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَ لاَ فِي السَمَاءِ " و قال سبحانه: " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا " و قال سبحانه:"إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا " و هو حي قيوم لا ينام و لا ينبغي له ان ينام , كما قال تعالى: " اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ" و قال النبي صلى الله عليه و سلم: إن الله لا ينام و لا ينبغي له أن ينام يخفض القسط و يرفعه , يرفع ليه عمل الليل قبل عمل النهار و عمل النهار قبل عمل الليل.مسلم179.
و يأتي النسيان في اللغة بمعنى الترك , و منه قوله تعالى عن المنافقين: " نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ " يعني تركهم , و قوله: " وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى " أي تترك ي العذاب - الصحاح للجوهري 6/ 2508 , تيسير الكريم الرحمن للسعدي 357,552 و أضواء البيان للشنقيطي 4/ 550.
على أنه قد يكون مقصود بعضهم أن الله رحمه و أحسن إليه , فهذا المعنى صحيح لكن عبارة "رَبِّي تْفَكْرُوا" باطلة.
ووفقنا الله للعلم النافع،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/188)
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 09:42 م]ـ
بارك الله فيك
لكن لي ملاحظة
أليس من أقل الواجبات عزو المقال لكاتبه الأول
و هذا رابطه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100489
و المقال موجود أسفل موضوعك و على نفس الصفحة
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 03:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سمير زمال]ــــــــ[09 - 12 - 09, 03:10 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ياسين بن مصدق]ــــــــ[09 - 12 - 09, 04:13 م]ـ
بارك الله فيكم(41/189)
لا قرآن على وجه الأرض: بين الأشعرية والقراء ة الحداثية.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 - 05 - 07, 06:20 م]ـ
لا قرآن على وجه الأرض: بين الأشعرية والقراء ة الحداثية.
الأشعري:
يستحيل أن يكون على الارض كلام الله ... يوجد فقط الدال عليه ... هذا الكلام اللفظي [القرآن المقروء المسموع] دال على الكلام الحقيقي [الكلام النفسي الذي ليس بصوت ولا حرف]
شناعة القول باستحالة وجود القرآن على الارض -وهذا أقبح في نظري من قول المعتزلة بالخلق- ... ثابتة عليهم مهما حاولوا التمويه ... والتمويه عندهم اتخذ صورتين:
-التلبيس في الاصطلاح ودعوى الاشتراك .... فالقرآن قرآنان أحدهما لفظي والثاني نفسي .. أو أحدهما حقيقي والثاني مجازي .. أو أحدهما دال والثاني مدلول عليه .... وقبل ذلك اخترعوا نظرية في الكلام قائمة على الثنائية:لفظي/نفسي ... لتبرير موقفهم من القرآن.
-الصورة الثانية وهي اشبه ما تكون بالتقية ... مبنية على مراعاة نوع المخاطب ... حسب ثنائية العوام/الخواص ... فيجوز التصريح للخواص ولا يحوز ذلك للعوام ... فالقرآن الذي بأدينا مخلوق قطعا لكن لا ينبغي التصريح بذلك للجمهور ... وإنما يقال للخاصة الذين برعوا في علم الكلام على أصول الاشعرية والذين يعتقدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتلق كلام الله ولكن تلقى عبارات عنه ... لأن كلام الله الحقيقي لا سبيل إليه فهو لا يخرج من الذات ولا يعود إليها ولا يتجزأ ولا بداية له ولا نهاية له ولا يسمع ولا يكتب .... إلى أن تنتهي سلسلة الجمل المنفية الأثيرة عند المتكلمين عندما يتحدثون عن ربهم.
الحداثي:
أما الحداثي فمذهبه أقبح لكن شبهته أصعب في الرد ... ليس لمتانتها ولكن لسفسطتها
وقبل تفصيل شبهته أذكر ببعض خصائص الشبهة السفسطية:
اعلم أن شبهة السفسطي سخيفة مردودة بفطر الخلق ... والتشغيب فيها ظاهر لكل ذي مسكة عقل.
لكن الرد عليها بالعقل والمنطق صعب وربما مستحيل ... وحتى لو ألزمناه على مذهبه لوازم شنيعة لقبلها فالتناقض نفسه-وهو أكبر تشنيع- من صفات العقل عنده .. وإن كان يطلق على التناقض أسماء مخففة مثل التعددية والنسبية والقراءة وغيرها.
... وقد تنبه القدماء إلى هذا الأمر فرأوا أن أفضل طريقة للجواب على السفسطي هو الاعراض عنه أو صفعه .. وإلا قل لي –بربك-كيف ترد على من يعتقد أن الحركة مستحيلة على الإنسان وغيره ...
فلو كان أمامك باب على بعد ستة أمتار مثلا فإن السفسطي سيبرهن لك أنك لن تستطيع الوصول إليه أبدا ... لماذا؟
لأنك قبل أن تصل إليه لا بد أن تقطع نفس المسافة أولا-ثلاثة أمتار-ولتقطع نصف المسافة لا بد من قطع ربعها-متر ونصفه- ... ولقطع الربع لا بد أولا من قطع نصف الربع .. ثم نصف نصف الربع الخ ... باختصار يستحيل أن تتحرك من مكانك.
نعم، يمكن دحض نظرية السفسطائي بالوصول إلى الباب والخروج منه عمليا ...
ولكن لا سبيل إلى الرد عليه جدليا-رضي الله عن السلف ورحمهم كم كانوا يكرهون الجدل ... فلو أوكلنا إلى الجدل لأكل السفسطائيون الناس-
الحداثي يسلم جدلا بوجود القرآن ... ثم بعد ذلك يحكم الشبهة:
هو موجود لكن لا سبيل الى الوصول إليه ... الحداثي سيحدث تقسيما للوجود القرآني:
-الوجود العيني.
-الوجود المعرفي.
وهو تقسيم للوجود معروف في علم الكلام حيث يربع الوجود إلى: الوجود العيني والذهني و اللساني والكتبي .. ولما كان الحداثي يعشق التهويل ويستلطف الرنين فهو سيقول:
القرآن اتطولوجيا واحد وهو وحي إلهي حقا. ولكنه ابستمولوجيا لك الخيار ان تقول إنه غير موجود ... أو هو موجود بالتعدد ... ولا تناقض بين العبارتين فالمآل واحد:
الحداثي السفسطي يوضح:
عندما تقرأ القرآن فإنك تفهم منه معاني ودلالات ... وهذه المعاني والدلالات ذاتية محضة ... لك أن تنسبها إلى نفسك ولكن لا ينبغي أن تنسبها إلى القرآن ... فلا تقل هذا مراد الله بل هذا ما تصورته او اعتقدته مرادا لله .... وبذلك تنشأ هوة سحيقة بين القرآن والإنسان يستحيل ردمها ...
هذا مكر خطاب النفاق وجناحيه: نعم ولكن ...
-نعم القرآن موجود.
-لكن لا نعلم عنه إلا انعكاساته في الذهن ... ولا يوجد على الأرض إلا أفهامنا للقرآن ...
لكن ماذا عن فهم النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن وفهم الصحابة والتابعين وتطبيق قواعد الاصول في التفسير ... ؟
جواب الحداثي لا يتأخر:
المشكلة هي المشكلة ... والازدواجية هي عينها .. وما هو انطلوجي لا يضارع بالضرورة ما هو ابستملوجي .. نعم، هناك فهم النبي ولكن المشكلة في فهمك لفهم النبي ...
ولو افترضنا أن الله –سبحانه-فسر لنا كلامه مباشرة بكلام مسموع لكل البشر ومنهم الحداثيون ... لقالوا ما زالت المشكلة قائمة ... تحولت فقط من مرتبة الكلام الاول إلى الكلام الثاني ...
سبحان الله ...
كأن الحداثيين موجودون في كل عصر ... والحداثة شقيقة السفسطة ..
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ- الحجر:14 - 15
لاحظوا النهج السفسطي/ الحداثي الذي لا يتغير:
ارجاع الخارج إلى الداخل ... وإلغاء الموضوعي لحساب الذاتي ...
هي انتكاسة العقل وانطماس الفطرة والعياذ بالله.
قال التوسير-منظر القراءة الحداثية وقاتل زوجته هيلين في نوبة جنون والمودع في مصحة المجانين حتى هلاكه-
ليس هناك خطاب بريء ...
ولست أدري هل كلمته تلك تخضع لقانون نفسها أم لا .... وهل لكلمتي هذه عن كلمته تلك الخاصية عينها ... على كل حال لا وجود لخطاب أصيل صحيح ...
قال نيتشه-فيلسوف القراءة المودع في مصحة المجانين حتى هلاكه-
ثمة عيون من جميع الألوان، إذن ثمة حقائق من جميع الالوان، إذن ليس ثمة حقيقة البتة.
الحمد لله الذي جعل نهاية هؤلاء عبرة لمن يعتبر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/190)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 08:00 م]ـ
شيخنا الفاضل
جزاك الله خيرا على هذا الكلام النفيس
أتمنى أن أعرف رأيكم في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية)، فقد ردّ على بعض هؤلاء بالأدلة العقلية والنقلية القاطعة، وتعرض لمسألة تناقض هؤلاء وطعنهم في الضروريات العقلية والمسلمات الشرعية.
وأما مسألة (فهمك لفهم النبي)، أو (فهمك لفهم العلماء لفهم الصحابة لفهم النبي لفهم كلام الله!!) فهي مسألة قريبة من المسألة التي ذكرها الرازي وهي الطعن في دلالة النصوص مطلقا، وأن النصوص لا يمكن أن تفيد القطع لتوقف ذلك على عشر مقدمات ظنية!!!
وقد تعرض شيخ الإسلام (في المجلد الثامن من بيان تلبيس الجهمية) لهذه الشبهة وبين بطلانها وأنها تتضمن الطعن في دين الإسلام بكلام في غاية النفاسة.
فأرجو منكم شيخنا مراجعته وبيان رأيكم فيه.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[20 - 05 - 07, 09:48 م]ـ
كلام قوي يا أبا عبد المعز.
لكن ليتك تزيد مذهب هؤلاء الحداثيين تفصيلا وبيانا، وردا وتمحيصا، ولتحتسب في ذلك، فإني لأرجو أن يكون من الجهاد المطلوب في هذا الزمان.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 - 05 - 07, 10:25 م]ـ
شيخنا الفاضل أبا مالك:
لم أقرأ بعد التلبيس-وفي النية ذلك بحول الله-لكني قرأت فصولا من الدرء ... وهذا الكتاب –وهو في رأيي من مفاخر الفكر البشري و أعظم مصنف للشيخ –خصصه ابن تيمية للمشكلة ذاتها ...
ابن تيمية في طول هذا الكتاب وعرضه يقوم بنقد وتمحيص لمفهوم العقل ... وهذا النقد لا بد منه لأن القوم وضعوا ربطا بين النص والعقل ووضعوا معه تراتبية صارمة: العقل أولا ثم النص ثانيا ... أو الأصل العقلي أولا ثم الفرع النقلي بعده ... ودليلهم:النص عرف بالعقل وبطبيعة الحال لا بد أن يكون النص متأخرا ...
لا يمكن استعراض كل نظرية الشيخ في العقل ولكن سأشير إلى بعضها معبرا بلغة أقرب إلى متداول العصر:
-ابن تيمية- رحمه الله- كالعادة يبدأ بفحص المفاهيم [وهو منهج لم يظهر عند الغرب نفسه إلا في بداية القرن العشرين مع مذهب يسمى الوضعية المنطقية وجعل من مهامه نقد عبارات الفلاسفة ووضع الاصبع على فراغها من المعنى]
ما العقل إذن؟
لا يمكن أن يكون شيئا واحدا خارج الانسان يتحاكم إليه ... أي بلغة المتكلمين العقل ليس جوهرا وبلغة المعاصرين ليس له وجود موضوعي.
فلم يبق للعقل إلا الوجود العرضي ... أعني هو شيء يحمله الانسان ويقوم بالنفس.
وهنا يخير ابن تيمية خصومه بين أمرين:
-أن يكون العقل هو مجموعة من المعارف والعلوم.
-أن يكون العقل هو الاستعداد للمعرفة أي غريزة إنسانية.
على الأول:
سيكون التعبير بلفظ العقل –المعرف المفرد-تدليسا واضحا لأنه يوهم أن ثمة شيئا واحدا يوضع في مقابلة النص ..... وفي الحقيقة هي عقول لأن جملة المعارف والعلوم تختلف من شخص إلى آخر ... ولا يمكن الاطلاق هنا ... بل التقييد لا مناص منه:
فلا يجوز للرازي مثلا ان يقول:الاستواء حقيقة معارض للعقل .......... بل يجب عليه ان يقول: استواء الرحمن حقيقة معارض لعقلي ... وهذا شأنه ولكن ليس له أن يتدخل في عقول غيره ....
ثم هاهنا تلبيس آخر:
تلك العلوم والمعارف عندما توصف بكونها عقلية توهم أنها حقيقية واقعية ... مع أن محتويات العقل- أو ما يسمى بالعقل- فيه الغث والسمين والصحيح والباطل ... ومن هنا كان لزاما تقييد العقل مرة أخرى .. وهو ما فعله الشيخ في الاسم الآخر لكتاب الدرء ...
بيان موافقة العقل الصريح للنقل الصحيح.
صفة الصريح المقيدة للعقل هي أعظم مساهمة لشيخ الاسلام في هذا المجال:
وبدونها لا يمكن الرد على قانون الرازي:
ابن الخطيب يرى أن الوحي عرف بالعقل .. فإن تعارضا فلا بد من الاحتمالات التالية:
-يؤخذ بالوحي ويترك العقل.
-يؤخذ بالعقل ويترك الوحي.
-يؤخذ بهما معا.
-لا يؤخذ بأي واحد منهما.
الاحتمالان الاخيران باطلان قطعا ... بسبب مبدأ الثالث المرفوع.
وليس في الامكان إلا الأول أو الثاني ...
الأول باطل بسبب المقدمة الاولى:العقل دليل على الوحي. ولأن النتيجة هي القدح في الوحي نفسه ... على اعتبار أن تركنا للعقل قدح في العقل .. والعقل هو الذي دل على الوحي ... ولما كان الشاهد مجروحا لم يكن بد من اهمال المشهود ...
كل ما قاله الرازي هنا يبدو متينا ... ولا مفر من الذهاب إلى ما ذهب إليه ...
لكن ابن تيمية أفسد على الرازي كل شيء عندما أدخل تقييده العظيم .... :
العقل منه ظني وقطعي ... والنقل فيه الظني والقطعي.
فمن يعارض من يا رازي؟
المآل إلى الاخذ بالقطعي كائنا من كان .... ودعوى تعارض القطعيين رياضة ذهنية فقط لا وجود لها في الخارج ...
بقي الاحتمال الثاني في تعريف العقل:
-أن يكون العقل هو الاستعداد للمعرفة أي غريزة إنسانية.
في هذه الحالة لا يعقل التقابل بين النص والعقل ........ ولا يجوز أن نقول بمعارضة الثاني للأول لأنه ليس قسيما له ... كما لا يقال العطش يعارض الحديث أو الجوع يعارض الآية ... كذلك لا يقال العقل –بما هو سليقة وغريزة –يعارض هذا الخبر أو ذاك.
أما كلام الرازي الخطير عن الامور العشر ... فهو باطل قطعا ومردود .... ويكفيه بطلانا أن من لوازمه عدم الثقة في مخبر من المخبرين ولا متكلم من المتكلمين ... حتى لو كان المتكلم هو رب العالمين ...
والعجيب أن الرازي عندما كتب كلامه ذاك كان –من المفروض- يتوسم في قرائه أن يفهموا عنه ويقطعوا بمرامه ... فلا ندري هل كان يحسب لاعتراضاته العشر حسابا أم لا ...
على كل حال عندما يقول قائل: اللغة لا تصلح للتواصل .. يكون قد تناقض تناقضا فاحشا ... لا ينفع فيه التمييز المنطقي بين اللغة الموضوع واللعة الشارحة .. لأنه في حالة الرازي اللغتان من مستوى واحد.
لعلي أعود للموضوع لاحق بإذن الله.
أشكر شيخنا أبا محمد على تنويهه بكلمتي ... وياليته يشفع دعوته بدعائه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/191)
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[20 - 05 - 07, 11:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولو الاخ الكريم ابو عبدالمعز هذب بعض كتاباته المنشورة بالملتقى لكان في بعضها املٌ لان تنشر ضمن الابحاث المنتقاة من المنتدى .. ككتابتكم عن نظرية المجاز ومفهوم الوضع
فقد كان بحثا ممتعا بجد
وفقكم الله
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 05:24 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء أخي الفاضل(41/192)
ماصحة هذا العبارة عن صفات الله سبحانه (قديم النوع حادث الاحاد)
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 07:58 م]ـ
السلام عليكم
ماصحة هذا العبارة عن صفات الله سبحانه (قديم النوع حادث الاحاد)
ومن قال بها اول مرة
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 09:50 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل الكريم الحبيب
هذه القاعدة من قواعد أهل السنة
ويقولون صفات الله ((أزلية النوع حادثة الآحاد))
ولهذه الثاعدة علاقة بالصفات الفعلية ((المتعلقة بمشيئة الله))
ومعناها يتضح بالمثال
فسبحانه من صفاته الكلام
فهو يتكلم متى شاء سبحانه
فكلم الله موسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في زمن الطور وكلم محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المعراج
ويقول تى شاء سبحان ((كن فيكون))
إذا صفته الفعلية سبحانه متجددة الآحاد
ولكن نقول كان الله متكلما
والكلام أزلي مع أزلية الله الذي هو أول ليس قبله شيئ
بمعنى
كي لا يقال كان الله أبكما والعياذ بالله ثم تكلم
فنثول كان الله متكلما وسبحانه يتكلم متى شاء
فالكلام
قديم وأزلي النوع ومتجدد الآحاد
لعلي وضحت لك أخي الفاضل
والله أعلم
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 12:45 م]ـ
جزاك ربي خير الجزاء
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[23 - 05 - 07, 11:32 ص]ـ
الشيخ الددو الشنقيطي يقو ل هذا عبارة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
(قديم النوع حادث الاحاد)
ـ[عبدالرحمن القصير]ــــــــ[28 - 05 - 07, 01:05 ص]ـ
ينظر في المقولة ـ وهي صحيحة ـ من جهتين:
الأولى: أزلية النوع، أي أن أصل الصفة متعلق بالله تعالى ولأنه سبحانه لم يسبقه عدم فكذلك صفاته لم تسبق بعدم، فهذا معنى الأزلية أو القدم، والأولى استعمال الألفاظ الشرعية فنقول: إن الله تعالى هو الأول فليس قبله شيء.
الثانية: من جهة حدوث آحاد الصفات، يقصد بلفظ الحدوث أحد معنيين إما الخلق أي أن هذا الأمر خلق بعد أن كان معدوما، ويقصد به ـ وهو المعنى الثاني ـ تجدد الفعل الذي له أصل ووجود.
بعد هذا نقول: إن المعنى الأول منتف عن الله عزوجل فليس شيء من صفاته مخلوقة.
وبقي المعنى الثاني وهو تجدد آحاد هذه الصفات، ففي صفاته الاختيارية تتجدد أفعاله سبحانه حسب تعلقها بمشيئته. ولعل مثال الأخ مثال بلال الرشيدي في صفة الكلام يؤدي للمقصود. والله أعلم.
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 05:29 م]ـ
جزاك الله الخير(41/193)
من هم المجددون في القرون الأخيرة؟؟
ـ[أبو أحمد الجكني]ــــــــ[20 - 05 - 07, 08:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " رواد أبو داود والحاكم ..
فمن هم المجددون من القرن الثاني وحتى الثاني عشر؟؟ هل ذكر العلماء في هذا الموضوع شيء، غير أرجوزة السيوطي؟؟؟
أتمنى منكم الإجابة، وشاكر لكم مقدما ..
جزاكم الله خير
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[25 - 05 - 08, 11:03 ص]ـ
كنت ابحث عن اجابه لهذا السؤال ايضا اضيف لسؤالك قول هل المائه عام هي تكن بالتوقيت الهجري ام بالميلادي انا اظنها الهجري ولكن انتظر من الاخوه من يوجد دليل شرعي للامر وهل هناك كتاب يجمع فيه المجددون واظن ان الجددون قد يكونوا اكثر من واحد علي راس كل مائه عام فهناك مجددون في اكثر من فرع
هذا والله الموفق لمن يجب عن تساؤلنا
وجزي الاخ صاحب التساؤل خيرا(41/194)
ماهو الفرق بين النبي و الرسول؟ أرجو إفادتي أحسن الله إليكم
ـ[معاذ بكر]ــــــــ[20 - 05 - 07, 11:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
إذا سمحتم يا أفاضل، ماهو الفرق بين النبي و الرسول؟
و ما هو تعريف أهل السنة و الجماعة للمعجزة؟
و هل أجد كتاب المسك الأذفر في الإنترنت؟
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 01:27 ص]ـ
راجع كتاب النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية، فتجد بغيتك في الكلام على الفرق بين النبي والرسول والكلام على المعجزات.
راجع كلام المفسرين عند قول الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) سورة الحج آية 52، تجد الأقوال في الفرق بين النبي والرسول.
وانظر شرح الأصفهانية لشيخ الإسلام تجد الكلام فيها عن المعجزة.
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 09:26 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الحبيب هناك خلاف بين أهل العلم في الفروق أو تعريف النبي والرسول
وكثير منها فيه نقص أو ضعف
والذي يظهر لي كما ذكر مشايخنا
أن الفروق بين النبي والرسول ثلاثة ((وهو أقوى ماقيل))
أن الرسول بعث بشريعة جديدة ... والنبي يدعو لشريعة من قبله
وثانيا أن الرسول يبعث ومعه كتاب ... والنبي يبعث وليس معه كتاب
وثالثا أن الرسول يبعث لقوم أطبق عليهم الكفر والشرك غالبا ,,, والنبي يبعث لقوم فيهم المشرك والموحد والعاصي والمطيع
ولتعلم أن تعريف الرسول بأنه من أوحي إليه وأمر بتبليغه
وأن النبي أوحي إليه ولم يأمر بتبليغه
هو تعريف ضعيف كما بينه العلماء ... وإن شئت بينا
والله أعلم
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 01:37 م]ـ
السلام عليكم
هذا جزء من بحث احد الاخوه بالتفريق قال:
هذا سرد للآراء ظهر لنا فيه كثرة الأقوال وأنها كلها اجتهادية و تستطيع أن نقول بأن الفرق ثابت بين النبي والرسول ولا مجال لنفيه حيث يوجد ما يقوي إثباته من حديث أبي ذر الذي أقل ما يقال فيه بأنه يستأنس به استأناساُ. إن لم يكن دليلا قاطعا. ولكن تحديد الفرق هو الشيء الذي لا نستطيع الجزم به حيث لا دليل يمكن الجزم به، ولكن لعلنا من واقع ما مر معنا من أقوال نستطيع أن نعرّف النبي والرسول بهذين التعريفين التقريقبيين فنقول وبالله التوفيق:
الرسول: من أرسل إلى قوم مخالفين أو كافرين، ويدعو الناس إلى شرعٍ معه، ويكذبه بعض قومه ويخاصمونه وهو مأمور بالتبليغ والإنذار، وقد يكون معه كتاب ـ وهو الأقرب ـ وقد لا يكون، وقد يكون شرعه جديدا وقد يكون مكملا لشرع سابق ـ أي فيه زيادة ونسخ ـ.
أما النبي فهو: أوحي إليه ويبعث في قوم مؤمنين يحكم بشريعة سابقة له يدعو إليها ويحييها، وقد يؤمر بالتبليغ والإنذار، وقد يكون معه كتاب.
هذا ما منّ الله تعالى به، والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من ى نبي بعده وبعد.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[21 - 05 - 07, 04:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم إليك الفرق العلمي المؤصل اسمع هنا (5و6و7و8)
http://www.tahhansite.com/pages/F.htm
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 04:17 م]ـ
الجمهور يقولون عن الرسول والنبي:
1 - الرسول بشر أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه.
2 - النبي بشر أوحي إليه بشرع ولم يأمر بتبليغه.
وهذا فيه نظر وضعف واضح، والصحيح ان الرسول بشر أوحي إليه بشرع و أمر بتبليغه والنبي بشر أوحي إليه بشرع من قبله وأمر بتبليغ وهذا هو الصحيح فإذا لم يأمر بتبليغ فما هي مهمته؟!.
والقرآن صريح أن الله عز وجل لم يبعث نبي ولا رسول إلا ويأمره بالدعوة.
قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ)
أختاره البيضاوي وجماعة من أهل العلم. أ، هـ.
الشيخ المحدث / سليمان بن ناصر العلوان فرج الله عنه.
من شرح صحيح البخاري.
الحديث الأول.
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 03:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا(41/195)
ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 10:54 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
فإن من أعظم الانحرافات التي وجدت في الأمة الإسلامية هو الانحراف في فهم معنى كلمة التوحيد لا إله إلا الله، فهي عند الكثيرين تعني أن لا خالق إلا الله، فظنوا أن الرسل بعثت لتقرير أن لا خالق ولا مالك ولا مدبر إلا الله، وأن هذه القضية هي التي خالف فيها الرسل أقوامهم من المشركين، والحق أن غالب الأمم المشركة لم تكن تجحد ربوبية الله وإنما اتخذوا الأصنام معبودات – يعبدونها مع الله – لتقربهم إلى الله زلفى، وهذا الأمر واضحاً غاية الوضوح في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الصحيحة، وهذه بعض الأدلة تدل على صدق ما ذكرت:
1 - قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} العنكبوت 61.
قال ابن كثير: (يَقُول تَعَالَى مُقَرِّرًا أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ مَعَهُ غَيْره مُعْتَرِفُونَ بِأَنَّهُ الْمُسْتَقِلّ بِخَلْقِ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَالشَّمْس وَالْقَمَر وَتَسْخِير اللَّيْل وَالنَّهَار وَأَنَّهُ الْخَالِق الرَّازِق لِعِبَادِهِ وَمُقَدِّر آجَالهمْ وَاخْتِلَافهَا وَاخْتِلَاف أَرْزَاقهمْ ... فَذَكَرَ أَنَّهُ الْمُسْتَقِلّ بِخَلْقِ الْأَشْيَاء الْمُنْفَرِد بِتَدْبِيرِهَا فَإِذَا كَانَ الْأَمْر كَذَلِكَ فَلِمَ يُعْبَد غَيْره؟ وَلِمَ يُتَوَكَّل عَلَى غَيْره؟ فَكَمَا أَنَّهُ الْوَاحِد فِي مُلْكه فَلْيَكُنْ الْوَاحِد فِي عِبَادَته وَكَثِيرًا مَا يُقَرِّر تَعَالَى مَقَام الْإِلَهِيَّة بِالِاعْتِرَافِ بِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّة وَقَدْ كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَعْتَرِفُونَ بِذَلِكَ كَمَا كَانُوا يَقُولُونَ فِي تَلْبِيَتهمْ لَبَّيْكَ لَا شَرِيك لَك إِلَّا شَرِيكًا هُوَ لَك تَمْلِكهُ وَمَا مَلَكَ.) اه
2 - قال تعالى: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ، قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} الأنعام 63وقال تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا} الإسراء67.
قال ابن كثير: (يُخْبِر تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّ النَّاس إِذَا مَسَّهُمْ ضُرّ دَعَوْهُ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرّ فِي الْبَحْر ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ " أَيْ ذَهَبَ عَنْ قُلُوبكُمْ كُلّ مَا تَعْبُدُونَ غَيْر اللَّه تَعَالَى كَمَا اِتَّفَقَ لِعِكْرِمَة بْن أَبِي جَهْل لَمَّا ذَهَبَ فَارًّا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين فَتَحَ مَكَّة فَذَهَبَ هَارِبًا فَرَكِبَ فِي الْبَحْر لِيَدْخُل الْحَبَشَة فَجَاءَتْهُمْ رِيح عَاصِف فَقَالَ الْقَوْم بَعْضهمْ لِبَعْضٍ إِنَّهُ لَا يُغْنِي عَنْكُمْ إِلَّا أَنْ تَدْعُو اللَّه وَحْده فَقَالَ عِكْرِمَة فِي نَفْسه وَاَللَّه إِنْ كَانَ لَا يَنْفَع فِي الْبَحْر غَيْره فَإِنَّهُ لَا يَنْفَع فِي الْبَرّ غَيْره اللَّهُمَّ لَك عَلَيَّ عَهْد لَئِنْ أَخْرَجْتنِي مِنْهُ لَأَذْهَبَنَّ فَلَأَضَعَنَّ يَدِي فِي يَد مُحَمَّد فَلَأَجِدَنَّهُ رَءُوفًا رَحِيمًا فَخَرَجُوا مِنْ الْبَحْر فَرَجَعَ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامه رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَأَرْضَاهُ. وَقَوْله تَعَالَى " فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرّ أَعْرَضْتُمْ " أَيْ نَسِيتُمْ مَا عَرَفْتُمْ مِنْ تَوْحِيده فِي الْبَحْر وَأَعْرَضْتُمْ عَنْ دُعَائِهِ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ " وَكَانَ الْإِنْسَان كَفُورًا " أَيْ سَجِيَّته هَذَا يَنْسَى النِّعَم وَيَجْحَدهَا إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّه.)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/196)
اه
3 - قال تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} نوح 23
قال الامام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما (هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسّخ العلم: عُبدت) اه
قال ابن كثير: (وَقَالَ عَطَاء عَنْ اِبْن عَبَّاس صَارَتْ الْأَوْثَان الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْم نُوح فِي الْعَرَب بَعْد) اه.
4 – قال تعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} (الزمر 3).
قال ابن كثير: (أَخْبَرَ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ عُبَّاد الْأَصْنَام مِنْ الْمُشْرِكِينَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ " مَا نَعْبُدهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّه زُلْفَى " أَيْ إِنَّمَا يَحْمِلهُمْ عَلَى عِبَادَتهمْ لَهُمْ أَنَّهُمْ عَمَدُوا إِلَى أَصْنَام اِتَّخَذُوهَا عَلَى صُوَر الْمَلَائِكَة الْمُقَرَّبِينَ فِي زَعْمِهِمْ فَعَبَدُوا تِلْكَ الصُّوَر تَنْزِيلًا لِذَلِكَ مَنْزِلَة عِبَادَتهمْ الْمَلَائِكَة لِيَشْفَعُوا لَهُمْ عِنْد اللَّه تَعَالَى فِي نَصْرهمْ وَرِزْقهمْ وَمَا يَنُوبهُمْ مِنْ أُمُور الدُّنْيَا فَأَمَّا الْمَعَاد فَكَانُوا جَاحِدِينَ لَهُ كَافِرِينَ بِهِ. قَالَ قَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَمَالِك عَنْ زَيْد بْن أَسْلَم وَابْن زَيْد " إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّه زُلْفَى " أَيْ لِيَشْفَعُوا لَنَا وَيُقَرِّبُونَا عِنْده مَنْزِلَة وَلِهَذَا كَانُوا يَقُولُونَ فِي تَلْبِيَتهمْ إِذَا حَجُّوا فِي جَاهِلِيَّتهمْ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَك إِلَّا شَرِيكًا هُوَ لَك تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ وَهَذِهِ الشُّبْهَة هِيَ الَّتِي اِعْتَمَدَهَا الْمُشْرِكُونَ فِي قَدِيم الدَّهْر وَحَدِيثِهِ وَجَاءَتْهُمْ الرُّسُل صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ بِرَدِّهَا وَالنَّهْي عَنْهَا وَالدَّعْوَة إِلَى إِفْرَاد الْعِبَادَة لِلَّهِ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ وَأَنَّ هَذَا شَيْء اِخْتَرَعَهُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ عِنْد أَنْفُسهمْ لَمْ يَأْذَن اللَّه فِيهِ وَلَا رَضِيَ بِهِ بَلْ أَبْغَضَهُ وَنَهَى عَنْهُ " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمَّة رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّه وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت " " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِك مِنْ رَسُول إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ") اه
5 - قال تعالى: {فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (الأحقاف 28).
قال الإمام الطبري: (يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ: فَلَوْلَا نَصَرَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَهْلَكْنَاهُمْ مِنْ الْأُمَم الْخَالِيَة قَبْلهمْ أَوْثَانهمْ وَآلِهَتهمْ الَّتِي اِتَّخَذُوا عِبَادَتهَا قُرْبَانًا يَتَقَرَّبُونَ بِهَا فِيمَا زَعَمُوا إِلَى رَبّهمْ مِنَّا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسنَا , فَتُنْقِذهُمْ مِنْ عَذَابنَا إِنْ كَانَتْ تَشْفَع لَهُمْ عِنْد رَبّهمْ كَمَا يَزْعُمُونَ , وَهَذَا اِحْتِجَاج مِنْ اللَّه لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُشْرِكِي قَوْمه , يَقُول لَهُمْ: لَوْ كَانَتْ آلِهَتكُمْ الَّتِي تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه تُغْنِي عَنْكُمْ شَيْئًا , أَوْ تَنْفَعكُمْ عِنْد اللَّه كَمَا تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ إِنَّمَا تَعْبُدُونَهَا , لِتُقَرِّبكُمْ إِلَى اللَّه زُلْفَى , لَأَغْنَتْ عَمَّنْ كَانَ قَبْلكُمْ مِنْ الْأُمَم الَّتِي أَهْلَكْتهَا بِعِبَادَتِهِمْ إِيَّاهَا , فَدَفَعَتْ عَنْهَا الْعَذَاب إِذَا نَزَلَ , أَوْ لَشَفَعَتْ لَهُمْ عِنْد رَبّهمْ , فَقَدْ كَانُوا مِنْ عِبَادَتهَا عَلَى مِثْل الَّذِي عَلَيْهِ أَنْتُمْ , وَلَكِنَّهَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/197)
ضَرَّتهمْ وَلَمْ تَنْفَعهُمْ) اه
6 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان المشركون يقولون لبيك لا شريك لك قال فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلكم قد قد فيقولون إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت). رواه مسلم.
بعد هذا التقرير أقول: إن كلمة التوحيد التي بعث الله تعالى بها الرسل معناها لا معبود بحق إلا الله، فجميع الرسل دعوا المشركين إلى ترك عبادة غير الله لأن الله الخالق المالك المدبر هو الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له، قال تعالى {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ} وقال تعالى {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ} وقال تعالى {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} فهذه دعوة جميع الرسل أن لا معبود بحق إلا الله {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.
ويؤكد ابن القيم على وجوب صرف جميع أنواع العبادة لله وحده فيقول: (فالسجود، والعبادة، والتوكل، والإنابة، والتقوى، والخشية، والتحسب، والتوبة، والنذر والحلف، والتسبيح، والتكبير، والتهليل، والتحميد، والاستغفار، وحلق الرأس خضوعاً وتعبداً، والطواف بالبيت، والدعاء، كل ذلك محض حق الله لا يصلح، ولا ينبغي لسواه من ملك مقرب، ولا نبي مرسل.) اه
إذا عرفت حقيقة دين المشركين وحقيقة الشرك والسبب في شركهم عرفت السبب في منع الرسول صلى الله عليه وسلم من الغلوّ في الصالحين واتّخاذ المساجد على القبور أنقل بعض الأحاديث الواردة في ذلك مع كلام الشيخ محمد بن عبد الوهّاب في كتاب التوحيد قال رحمه الله: (باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده في (الصحيح) عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها في أرض الحبشة وما فيها من الصور. فقال: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله) [متفق عليه] فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين، فتنة القبور، وفتنة التماثيل.
ولهما عنها قالت: (لما نُزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها، فقال ـ وهو كذلك ـ: ((لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً، [أخرجه البخاري ومسلم].ولمسلم عن جندب بن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: ( ... ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك).
باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله روى مالك في (الموطأ): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) [أخرجه مالك في الموطأ وأحمد وصححه الألباني]. اه من كتاب التوحيد.
إذا عرفت هذا كله وأن الدعاء من أعظم أنواع العبادة لا يجوز صرفه لغير الله تعالى، عرفت أن ما وقع فيه الشيعة الروافض من دعاء غير الله من الأنبياء والأولياء وأخذَه عنهم كثير من متأخري الصوفية هو الشرك الأكبر الذي بعثت الرسل بتحريمه وكفّرت أقوامها عليه وأنه لم ينفعهم إقرارهم بوجود الله مع الشرك في العبادة، وأن الذي نسمعه من الشيعة الروافض داعين الحسين وغيره (يا علي، يا حسين)، وما نسمعه من كثير من الصوفية (مدد يا رسول الله، مدد يا سيدي البدوي) أن هذا هو الشرك الأكبر الذي يحبط العمل ويوجب الخلود في النار – وليس مقصودنا فيما قلنا تكفيير أعيان أولئك فللتكفير شروطه وموانعه ومن شروطه قيام الحجة، ولكن قصدنا التنبيه على هذا الشرك الأكبر -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/198)
قال ابن تيمية: - " فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن تدعو أحد من الأموات، لا الأنبياء، ولا الصالحين …، كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت، ولا لغير ميت ونحو ذلك، بل نهى عن كل هذه الأمور، وإن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله. " اه
ويقول أيضاً: _ " إن حقيقة التوحيد أن نعبد الله وحده فلا يدعى إلا هو ولا يخشى إلا هو، ولا يتقى إلا هو، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يكون الدين إلا له، لا لأحد من الخلق، وأن لا نتخذ الملائكة والنبيين أرباباً، فكيف بالأئمة والشيوخ والعلماء والملوك وغيرهم! " اه
ويقول ابن القيم: _ " والشرك الأكبر: - لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، وهو أن يتخذ من دون الله نداً يحبه كما يحب الله، وهو الشرك الذي تضمن تسوية آلهة المشركين برب العالمين، ولهذا قالوا لآلهتهم في النار: _ {تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ {97} إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء، آية 97،98]. مع إقرارهم بأن الله وحده خالق كل شيء، وربه ومليكه، وأن آلهتهم لا تخلق ولا ترزق، ولا تحيي ولا تميت، وإنما كانت هذه التسوية في المحبة والتعظيم والعبادة، كما هو حال أكثر مشركي العالم. " اه
وإن مما يوضح حقيقة هذه الوثنية أن عبّاد القبور اتخذوا مقامات هي عين الأصنام التي تعبد من دون الله، حيث أنّ هذه المقامات عبارة عن رموز للصالحين تُصرف لها أنواع العبادات وتستلم وتقبل ويتبرك بها ويُذبح لها ويُنذرلها وقد يُسجد لها وتُدعى من دون الله كما يفعل عباد الأصنام بأصنامهم مع أنها خالية من أجساد الصالحين!!
فتوى للشيخ الدكتور حسام الدين عفانة
في حكم طلب الاستغفار من الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول السائل: ما حكم أن يقول المسلم: يا رسول الله استغفر لي أو يا رسول الله ادع لي سواء أكان ذلك عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو في أي مكان آخر؟
الجواب: لا يجوز لأحد أن يقول [يا رسول الله استغفر لي أو يا رسول الله ادع لي] سواء أكان ذلك عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو في أي مكان آخر ويعتبر هذا القول وسيلة من وسائل الشرك والعياذ بالله حيث إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انتقل من هذه الدنيا إلى دار الآخرة فهو صلى الله عليه وسلم في حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله عز وجل وقد قال سبحانه وتعالى {إنك ميت وإنهم ميتون} سورة الزمر الآية 30.والرسول صلى الله عليه وسلم لا عمل له حيث انقطع عملة بوفاته صلى الله عليه وسلم.
وأما قول الله عز وجل {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} سورة النساء الآية 64. فالمراد بها المجيء إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حال حياته وليس بعد وفاته ويدل على ذلك قوله تعالى: {إِذْ} ومن المعلوم أن الأصل في لفظة (إذ) في لغة العرب أنها تستعمل لما مضى من الزمان ولا تستعمل للزمان المستقبل.قال الجوهري [إذ كلمة تدل على ما مضى من الزمان ... ] الصحاح 2/ 560 وانظر لسان العرب 1/ 101. وأما لفظة إذا فتستعمل لما يستقبل من الزمان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على من يستدل بالآية السابقة على جواز سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء حال موته [ومنهم من يتأول قوله تعالى {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً} ويقولون إذا طلبنا منه الاستغفار بعد موته كنا بمنزلة الذين طلبوا الاستغفار من الصحابة ويخالفون بذلك إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين فإن أحداً منهم لم يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أن يشفع له ولا سأله شيئاً ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين في كتبهم وإنما ذكر ذلك من ذكره من متأخري الفقهاء وحكوا حكاية مكذوبة على مالك رضي الله عنه سيأتي ذكرها وبسط الكلام عليها إن شاء الله تعالى ... ] مجموع فتاوى شيخ الإسلام 1/ 159.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/199)
وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين عند حديثه عن أنواع التوسل: [النوع الرابع: أن يتوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته كطلب الصحابة رضي الله عنهم من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم مثل قول الرجل الذي دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: ادع الله أن يغيثنا؛ وقول عكاشة بن محصن للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع الله أن يجعلني منهم.
وهذا إنما يكون في حياة الداعي، أما بعد موته فلا يجوز؛ لأنه لا عمل له: فقد انتقل إلى دار الجزاء؛ ولذلك لما أجدب الناس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يستسقي لهم؛ بل استسقى عمر بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: قم فاستسق؛ فقام العباس فدعا، وأما ما يروى عن العتبي أن أعرابياً جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً} وقد جئتك مستغفراً من ذنوبي مستشفعاً بك إلى ربي) وذكر تمام القصة؛ فهذه كذب لا تصح؛ والآية ليس فيها دليل لذلك؛ لأن الله يقول: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم} ولم يقل: (إذا ظلموا أنفسهم) و (إذ) لما مضى لا للمستقبل؛ والآية في قوم تحاكموا أو أرادوا التحاكم إلى غير الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما يدل على ذلك سياقها السابق واللاحق.] التوسل حكمه وأقسامه ص 22 - 23.
وخلاصة الأمر أنه لا يجوز أن يقال [يا رسول الله استغفر لي أو يا رسول الله ادع لي] سواء أكان ذلك عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو في أي مكان آخر.يسألونك (10/ 11 - 12).
ومما يلحق بهذه المسألة طلب الشفاعة من الرسول صلّى الله عليه وسلم وغيره بعد موته وطلبها أيضاً من الأحياء وهذا لا يجوز لما يلي:
- أن الله تعالى أخبر أن الشفاعة جميعها له {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (الزمر 44)، فمن طلبها من غير الله، فقد طلبها ممن لا يملكها فطلبها ممن هي له في دار العمل عبادة من جملة العبادات، وصرف ذلك الطلب لغيره وسيلة إلى الشرك – وقد تكون شركاً- ومن تدبر آيات الشفاعة حق التدبر، علم علماً يقينياً أنها لا تقع إلا لمن أخلص أعماله كلّها لله واتبع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من توحيده وشرائع دينه، فليس لله من عمل عبده إلا الإخلاص. فالعقل الصريح يقضي، ويحكم بما يوافق النقل بأن النجاة والسعادة والفلاح وأسباب ذلك كله لا تحصل إلا بالتوجه إلى الله تعالى وحده، وإخلاص الدعاء، والالتجاء له؛ لأن الخير كله بيده، وأما المخلوق فليس في يده من هذا شيء كما قال تعالى: ?ما يملكون من قطمير? فتسوية المخلوق بالخالق خلاف العقل كما قال تعالى: ? أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون ? فالذي له الخلق، والأمر، والنعم كلها منه، وكل مخلوق فقير إليه لا يستغني عنه طرفة عين، هو الذي يستحق أن يدعى ويرجى ويرغب إليه ويرهب منه … وفي الحديث قال النبي عليه الصلاة و السلام: " يامعشر قريش ... اشتروا أَنفسكم .. لا أَغني عنكم من الله شيئا , يا بني عبد مناف لا أَغني عنكم من الله شيئ , ياعباس بن عبدالمطلب لا أَغني عنك من الله شيئا , يا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أَغني عنك من الله شيئا " رواه البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
- إن المتخذ للشفعاء والأنداد، إما أن يظن أن الله سبحانه يحتاج إلى من يدبر أمر العالم معه من وزير أو ظهير، وهذا أعظم التنقص لمن هو غني من كل ما سواه بذاته، وكل ما سواه فقير إليه بذاته، وإما أن يظن أن الله سبحانه إنما تتم قدرته بقدرة الشفيع، وإما أن يظن أنه لا يعلم حتى يعلمه الشفيع، أو لا يرحم حتى يجعله الشفيع يرحم، أو لا يجيب دعاء عباده حتى يسألوا الشفيع أن يرفع حاجتهم إليه كما هو حال ملوك الدنيا وهذا أصل شرك الخلق ... وحقيقة أمر الشفاعة، أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص، فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع ليكرمه، وينال المقام المحمود، فهذا هو حقيقة الشفاعة، لا كما يظن المشركون والجهال أن الشفاعة هي كون الشفيع يشفع ابتداء فيمن شاء، فيدخله الجنّة، وينجيه من النار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/200)
ولهذا يسألونها من الأموات وغيرهم إذا زاروهم ..
- شفاعة الملائكة و الأنبياء ليست واجبة النفاذ على الله تعالى
لقوله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} (البقرة 255) , وقال تعالى {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى} (النجم 26) وقال تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} (سبأ 23) وقال تعالى {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} (طه 109).
وفي الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب من الله تعالى أن يأذن له في الاستغفار لأمه فلم يأذن له.
- المستشفعون بالموتى لابد أن يعتقدوا أنهم قد أعطوا من كمال السمع، والإحاطة بالغيب ما لم يكن لهم، وما لم يكن إلا لله وحده، ولابد أن يعتقدوا فيهم أيضا أنهم يعلمون الغيوب، ويحيطون علماً بالقريب والبعيد .. ولهذا يدعو النبي والولي في الوقت الواحد منهم الداعون الكثيرون المختلفون لغات، ولهجات، وحاجات، ثم لا يشكون أن ذلك النبي، أو الولي يسمع دعاءهم، واستشفاعهم. فإذا كان الاستشفاع بالموتى يلزمه إعطاؤهم هذه الصفات التي لا يمكن أن تعدو رب العالمين، أو إعطاء بعضها فلا ريب في بطلان هذا الاستشفاع، وفساد عقائد القائلين به.
- أن الأنبياء والأولياء والشهداء وكل الشافعين لا يشفعون إلا بإذن الله لهم في الشفاعة للمشفوع له {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} (الأنبياء 28) وقد ذكرنا في نقطة سابقة أن الله لم يأذن للرسول صلّى الله عليه وسلم بالاستغفار لأمه، وفي يوم القيامة لا يأذن الله للرسول صلى الله عليه وسلم بالشفاعة لأناس من أمته فيحال بينه وبينهم ويقال له إنك لا تدري ما أحدثوا من بعدك كما جاء في صحيحي البخاري ومسلم.
- وأيضاً فإن الشفاعة أعطيها غير النبي صلى الله عليه وسلم فصح أن الملائكة يشفعون، والأولياء يشفعون، والأفراط - الأطفال - يشفعون، أتقول إن الله أعطاهم الشفاعة فأطلبها منهم، فإن قلت هذا رجعت إلى عبادة الصالحين التي ذكر الله في كتابه، وإن قلت: لا، بطل قولك: أعطاه الله الشفاعة، وأنا أطلبه مما أعطاه.
- لهذا كله لم يدع الرسول صلى عليه وسلم أمته لطلب الشفاعة منه في الدنيا، ولا نقل ذلك عنه أحد من أصحابه رضي الله عنهم، ولو كان خيراً، لبلَّغه لأمته، ودعاهم إليه، ولسارع إلى تطبيقه أصحابه الحريصون على الخير، فعُلم أن طلب الشفاعة منه الآن منكر عظيم، فالمشروع أن نقول اللهم شفّع فينا نبيك مثلاً، ولا نقول: يا رسول الله اشفع لنا، فذلك لم يرد به كتاب، ولا سنّة ولا عمل سلف، ولا صدر ممن يوثق به من المسلمين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وكذلك الأنبياء والصالحون وإن كانوا أحياء في قبورهم وإن قدر أنهم يدعون للأحياء وإن وردت به آثار فليس لأحد أن يطلب منهم ذلك، ولم يفعل ذلك أحد من السلف لأن ذلك ذريعة إلى الشرك بهم وعبادتهم من دون الله تعالى بخلاف الطلب من أحدهم في حياته، فإنه لا يفضي إلى الشرك، ولأن ما تفعله الملائكة ويفعله الأنبياء والصالحون بعد الموت هو بالأمر الكوني، فلا يؤثر فيه سؤال السائلين، بخلاف سؤال أحدهم في حياته، فإنه يشرع إجابة السائل، وبعد الموت انقطع التكليف عنهم.) اه
- لا يصح قياس الآخرة على الدنيا ومع ذلك لم يرد أن أحداً من أهل الموقف سيطلب منه صلى الله عليه وسلم أن يشفع له في مغفرة ذنبه – فالذي ثبت فقط طلبهم من الرسل الشفاعة إلى الله تعالى في فصل القضاء.
ومن خلال ما سبق يتضح لكل منصف أن الشفاعة المثبتة هي الشفاعة المتعلقة بإذن الله ورضاه،لأن الشفاعة كلها ملك له. و يدخل في ذلك ما أذن الله به من طلب الشفاعة في أمور الدنيا من المخلوق الحي القادر على ذلك، و ينتبه هنا إلى أن هذا النوع إنما جاز لأن الله أذن به، وذلك لأنه ليس فيه تعلقٌ قلبيٌ بالمخلوق وإنما غاية الأمر أنه سبب كسائر الأسباب التي أذن الشرع باستخدامها. وأن الشفاعة المنفية هي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، لأن غير الله لا يملك الشفاعة و لا يستطيعها حتى يأذن الله له بها، ويرضى. فمن طلبها من غيره فقد تعدى على مقام الله، وظلم نفسه، وعرضها للحرمان من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، نسأل الله العافية والسلامة، ونسأله أن يُشفِّع فينا نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم .. آمين
ومما ينبغي أن يحرص عليه المسلم، تعاطي الأسباب الموجبة لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وأعظم تلك الأسباب توحيد الله سبحانه حقاً، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه) رواه البخاري، ومن الأسباب الموجبة لشفاعته صلى الله عليه وسلم، الدعاء له بالمقام المحمود، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة) رواه البخاري، ومن أسباب شفاعته صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه عشراً في الصباح وعشراً في المساء، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة) رواه الطبراني وحسنه الشيخ لألباني. فجدير بنا أن نلتزم هذه الأوراد عسى أن تدركنا شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
والله تعالى أعلم
المراجع:
- تفسير الإمام الطبري
- تفسير ابن كثير
-كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب
- دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف
-نواقض الإيمان القولية والعملية للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف
- موقع الشبكة الإسلامية على الانترنت
- موقع الإسلام سؤال وجواب للشيخ محمد بن صالح المنجد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/201)
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 03:04 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الإفادة
ـ[المقدادي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 03:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا(41/202)
حول عقيدة ابن قُتَيْبة من خلال كتابه " الاختلاف في اللفظ، والرد على الجهمية ... ".
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[21 - 05 - 07, 05:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وجدتُ على مكتبة المصطفى هذا الكتاب الموسوم بـ: " الاختلاف في اللفظ، والرد على الجهمية والمُشبِّهة ".
من منشورات: درا الكتب العلمية، وفي أوله مقدِّمة عن ابن قُتَيْبة، ولم يُكتب من علَّقها.
بحثتُ بحثًا سريعًا في ترجمته، فوجدتُ الأئمة اختلفوا على ابن قُتَيْبَة - رحمه الله -:
فبعضهم: يتَّهمه بالكذب؛ كالحاكم، وادَّعى أنَّ الأمة أجمعتْ على كذِبه! وردَّ ذلك الذهبيُّ، وغيره.
وبعضهم: يتَّهمه بأنَّه مُشبِّهٌ؛ كالدارقطني، وردَّ ذلك - على ما أذكُر - الصفدي في " الوافي " بأنَّه ألَّف في الردِّ عليهم.
وبعضهم: دافع عنه، وقال عنه: إنَّه من أهل السنة؛ كالسِّلَفي.
ووثَّقه الخطيب البغدادي، وغيره.
وهذا الكتاب - على صِغَر حجمه - إلَّا أنَّ فيه كلامًا طيِّبًا في مسألة الردِّ على من يقول بخلق القرآن، وفي الردِّ على القدريَّة، ولكن ...
لم أقرأ الكتاب كلَّه، وشككتُ في بعض العبارات التي وقعتْ عليها عيناي، فأردتُ التأكُّد من الإخوة الأفاضل، والمشايخ المباركين عن صحة نسبة هذا الكتاب - المطبوع - إلى ابن قُتَيْبة، وهذل عقيدته - حقًّا - عقيدة المُشبِّهة؟!
بارك الله في الجميع.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 05:22 م]ـ
لا أعلم شيئا بخصوص هذا الكتاب
ولكن أرجو الانتباه إلى أن هناك (ابن قتيبة) آخر مكذوب يضع الشيعة الروافض لعنهم الله كتبا باسمه.
وحبذا لو أفادنا بعض المختصين حول ما تفضلتم به
جزاكم الله خير الجزاء أخي الفاضل
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[21 - 05 - 07, 05:29 م]ـ
وجدتُ على مكتبة المصطفى هذا الكتاب الموسوم بـ: " الاختلاف في اللفظ، والرد على الجهمية والمُشبِّهة ".
من منشورات: درا الكتب العلمية، وفي أوله مقدِّمة عن ابن قُتَيْبة، ولم يُكتب من علَّقها.
===============
الكتاب نشره قديما الجهمي الهالك الكوثري وله تعليقات خبيثة على الكتاب.
وقد سرقته دار الكتب كعادتها فحذفت الاسم وابقت السمّ!
وابن قتيبة رحمه الله قد سماه الامام ابن تيمية رحمه الله: ((خطيب اهل السنة))
ـ[أبويعلى البيضاوي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 10:22 م]ـ
رابط الطبعة الثانية في دار الراية الطبعة الأولى 1412 هـ, قدم له وعلق عليه وخرج أحاديثه: عمر بن محمود أبو عمر
http://www.archive.org/download/itsn...mmfe/elrgm.pdf
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 11:49 م]ـ
كتاب الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية كتاب نافع ماتع تقر به أعين السني، وتضطرم له كبد البدعي ... له عدة طبعات أسوأها طبعة الكوثري وبعدها طبعة على سامي النشار وصاحبه ...
وفي الكتاب جملة قيلت في حقيقة القدر وسره لم أر مثلها في كتاب، ولا أعلم أحدًا بعد التابعين قال مثلها.
والكتاب في الجملة ماتع، وإن كان ابن قتيبة لا يقارن بأحمد ولا البخاري ولا أبي عبيد ولا إسحاق ولا إبراهيم الحربي ونحوهم ... ولكن الرجل إمام.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 01:35 ص]ـ
أخي أبو يعلى الرابط لا يعمل ...
أخي أبو قتادة , ما هي تلك الجملة؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 07:15 ص]ـ
كتاب " الاختلاف في اللفظ، والرد على الجهمية والمُشبِّهة " وسمى أحيانا " الرد على لمُشبِّهة " , والجدير أن السيوطي في البغية والداودي في " طبقات المفسرين " ذكرا أن لابن قتيبة كتاب باسم " الرد على القائل بخلق القرآن " فهل نفس الكتاب أم هو كتاب مفرد في هذه المسألة؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 09:51 ص]ـ
وابن قتيبة رحمه الله قد سماه الامام ابن تيمية رحمه الله: ((خطيب اهل السنة))
هذه الجملة ليست من مقول شيخ الإسلام بل هي من منقوله عن رجل مجهول لا يُعرف، وفيها مبالغة ..
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 10:27 ص]ـ
هذه المقولة مشهورة يا حبذا لو بحثت!!
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 07:32 م]ـ
هذه الجملة ليست من مقول شيخ الإسلام بل هي من منقوله عن رجل مجهول لا يُعرف، وفيها مبالغة ..
بارك الله فيك , هل هذا من منقولك أم من إستنباطك , فإن كان من إستنباطك فيا حبذا أن تنقل لنا النص الذي إستنبطت من هذه المعلومة.
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 09:24 م]ـ
هذه الجملة ليست من مقول شيخ الإسلام بل هي من منقوله عن رجل مجهول لا يُعرف، وفيها مبالغة ..
قال ابن تيمية في رسالته في تفسير سورة الاخلاص:
وَابْنُ قُتَيْبَةَ هُوَ مِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى أَحْمَد وَإِسْحَاقَ وَالْمُنْتَصِرِينَ لِمَذَاهِبِ السُّنَّةِ الْمَشْهُورَةِ وَلَهُ فِي ذَلِكَ مُصَنَّفَاتٌ مُتَعَدِّدَةٌ. قَالَ فِيهِ صَاحِبُ " كِتَابِ التَّحْدِيثِ بِمَنَاقِبِ أَهْلِ الْحَدِيثِ ": وَهُوَ أَحَدُ أَعْلَامِ الْأَئِمَّةِ وَالْعُلَمَاءِ وَالْفُضَلَاءِ أَجْوَدُهُمْ تَصْنِيفًا وَأَحْسَنُهُمْ تَرْصِيفًا لَهُ زُهَاءَ ثَلَاثِمِائَةِ مُصَنَّفٍ وَكَانَ يَمِيلُ إلَى مَذْهَبِ أَحْمَد وَإِسْحَاقَ وَكَانَ مُعَاصِرًا لِإِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ المروزي وَكَانَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ يُعَظِّمُونَهُ وَيَقُولُونَ: مَنْ اسْتَجَازَ الْوَقِيعَةَ فِي ابْنِ قُتَيْبَةَ يُتَّهَمُ بِالزَّنْدَقَةِ وَيَقُولُونَ: كُلُّ بَيْتٍ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ تَصْنِيفِهِ فَلَا خَيْرَ فِيهِ قُلْت: وَيُقَالُ هُوَ لِأَهْلِ السُّنَّةِ مِثْلَ الْجَاحِظِ لِلْمُعْتَزِلَةِ فَإِنَّهُ خَطِيبُ السُّنَّةِ كَمَا أَنَّ الْجَاحِظَ خَطِيبُ الْمُعْتَزِلَةِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/203)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 09:26 م]ـ
ما هو بالضبط الذي تعود عليه هذه (الكاف) في كلامك؟
هل هو أن العبارة من منقول الشيخ وليست من مقوله؟
ام كونها منقولة عن رجل مجهول؟
ام كونها مبالغة؟
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 09:43 م]ـ
ما هو بالضبط الذي تعود عليه هذه (الكاف) في كلامك؟
هل هو أن العبارة من منقول الشيخ وليست من مقوله؟
ام كونها منقولة عن رجل مجهول؟
ام كونها مبالغة؟
الظاهر أن الأخ يقصد كل ذلك والله أعلم
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 09:54 م]ـ
قَالَ فِيهِ صَاحِبُ " كِتَابِ التَّحْدِيثِ بِمَنَاقِبِ أَهْلِ الْحَدِيثِ ":
وَيُقَالُ هُوَ لِأَهْلِ السُّنَّةِ مِثْلَ الْجَاحِظِ لِلْمُعْتَزِلَةِ فَإِنَّهُ خَطِيبُ السُّنَّةِ كَمَا أَنَّ الْجَاحِظَ خَطِيبُ الْمُعْتَزِلَةِ.
إذا أول من قال تلك العبارة في ابن قتيبة هو صاحب كتاب " كِتَابِ التَّحْدِيثِ بِمَنَاقِبِ أَهْلِ الْحَدِيثِ ".
ما هو اسم صاحب الكتاب؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 10:16 م]ـ
الرجل لم نقف له على ترجمة وفي تضاعيف كلامه هذا ما يدل على مبالغاته وأنه ليس من المحققين المدققين ..
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 11:15 م]ـ
بوركتما ...
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 03:20 ص]ـ
الرجل لم نقف له على ترجمة وفي تضاعيف كلامه هذا ما يدل على مبالغاته وأنه ليس من المحققين المدققين ..
على رسلك يا أبا فهر!
أي شيء وقفت عليه في أمر عقيدته يدل على كونه ليس محققا مدققًا!
الرجل كما ذكر ليس كأحمد وإسحاق وأبي عبيد ونحوهم، ولكن لا تعلم له مخالفة بينة لعقيدة السلف ....
وابن تيمية لم يتعقب قول القائل: إنه خطيب أهل السنة!
وأفيدك: أن الجاحظ لا يستحق أن يكون خطيب المعتزلة، والرجل ليس من المتعمقين في عرفة أصولهم أصلًا ....
ووجه كون ابن قتيبة خطيب أهل السنة: لا يظهر لي جليًا، ولكن تعقبه يفتقر إلى دليل بين!
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 03:30 ص]ـ
أخي أبو يعلى الرابط لا يعمل ...
أخي أبو قتادة , ما هي تلك الجملة؟
قال ابن قتيبة رحمه الله تعالى (ص:22):" وعدل القول في القدر أن تعلم أن الله عدل لا يجور كيف خلق وكيف قدر وكيف أعطى وكيف منع وأنه لا يخرج وأنه ل ايخرج م نقدرته شيء ولا يكون في ملكوته من السموات والأرض إلا ما أراد وأن لا دين لأحد به ولا حق لأحد قبله فإن أعطى فبفضل وإن منع فبعدل وأن العباد يستطيعون ويعملون ويجزون بما يكسبون وأن لله لطيفة يبتدئ من أراد ويتفضل بها على من أحب يوقعها في القلوب فيعود بها إلى طاعته ويمنعها من حقت عليه كلمته.
فهذه جملة ما ينتهي إليه علم ابن آدم من قدر الله عز وجل وما سوى ذلك مخزون عنه".
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 03:33 ص]ـ
لعل أبا فهر قصد واصف ابن قتيبة بأنه خطيب أهل السنة!
ولا يدندن حول ذلك إنما يدندن حول إيراد ابن تيمية لذلك في سياق مدح ابن قتيبة مستشهدًا به.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 06:43 ص]ـ
قال ابن قتيبة رحمه الله تعالى (ص:22):" وعدل القول في القدر أن تعلم أن الله عدل لا يجور كيف خلق وكيف قدر وكيف أعطى وكيف منع وأنه لا يخرج وأنه ل ايخرج م نقدرته شيء ولا يكون في ملكوته من السموات والأرض إلا ما أراد وأن لا دين لأحد به ولا حق لأحد قبله فإن أعطى فبفضل وإن منع فبعدل وأن العباد يستطيعون ويعملون ويجزون بما يكسبون وأن لله لطيفة يبتدئ من أراد ويتفضل بها على من أحب يوقعها في القلوب فيعود بها إلى طاعته ويمنعها من حقت عليه كلمته.
فهذه جملة ما ينتهي إليه علم ابن آدم من قدر الله عز وجل وما سوى ذلك مخزون عنه".
فعلا كلام رائع ودقيق , بارك الله فيك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 09:18 ص]ـ
كلامي هو عن واصف ابن قتيبة بهذا،وشيخ الإسلام له أن يُعجبه هذا المدح كما شاء فهذا رأيه،أما أنا فهو مدح لاأرضاه، أما ابن قتيبة نفسه فهذا حديث يطول ..
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 11:36 ص]ـ
كلامي هو عن واصف ابن قتيبة بهذا،وشيخ الإسلام له أن يُعجبه هذا المدح كما شاء فهذا رأيه،أما أنا فهو مدح لاأرضاه، أما ابن قتيبة نفسه فهذا حديث يطول ..
لابن تيمية أن يعجبه ذلك المدح، وليس لك أنت .... أعذرني لشدة لهجتي إذا قلت لك: ومن أنت؟!
يقولون هذا عندنا غير جائز ... فمن أنتم حتى يكون لكم عند
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 12:03 م]ـ
أنا واحد من الناس يرضى ما يعجبه ويسخط مالايعجبه وليس لأحد من الناس سلطان على أحد فيما يرضاه وما يسخطه،وليس لأحد أن يلزم أحداً بقول أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله وحده يُحاسبني على ما معي من الحجة على رضاي وسخطي، ولستُ ألزم واحداً من الناس بقولي ولا أحاججه به حتى يسمع حجتي، ولستُ أقبل ثناء رجل مجهول لا أعرفه وإن عرفه غيري ولست أقبل ثناء رجل يبالغ هذه المبالغة في رجل عرفته وقرأت كتبه عن آخرها وأعرف أنه دون ذلك المحل بكثير وهذا رأيي ونظري لا ألزم به أحداً ولا أقبل أن يلزمني أحد برأيه ونظره،ومتى ودع طالب العلم عن قلبه ضيق العطن وضيق الصدر وضيق الخلق هذا = أفلح وأنجح ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/204)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 12:08 م]ـ
فعلًا أصبت!
ولست وحدك من قرأ كتب الرجل عن آخرها!
فهناك من قرأها مثلك وتمعن أكثر منك!
وهناك من قرأ ما وقع لك منها وما وقع لي وما لم يقع كابن تيمية ورضي ما لم ترضه!
وكم من معاد للسنة يتمنى مثلك عدم رضاك هذا!
واللبيب هو الذي يظن أن ما في صدره من العلم عند إخوانه!
ومن قبل نصيحة أخيه أفلح وأنجح ....
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 12:10 م]ـ
ينظر الرجلان في الحجة الواحدة فيفهم أحدهما منها مالم يفهمه الآخر،ويصيب الآخر مالم يُصب الأول وليست نصرة السنة بوضع الناس فوق منازلهم، وليس رضى أحد بحجة على سخط أحد، ولا وضع الرجلُ الرجلَ بمنزلة بملزم لمن وضعه دونها ..
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[16 - 01 - 10, 06:28 م]ـ
الرجل لم نقف له على ترجمة وفي تضاعيف كلامه هذا ما يدل على مبالغاته وأنه ليس من المحققين المدققين ..
ومتى كان الخطيب محققاً مدققاً يا صديقي!!!!
إني لأظن أن ان ابن تيمية - إن صح نسبت الكلام إليه - أنصفه غاية الإنصاف حين وصفه بالخطيب ...
فابن قتيبة - كما يقول بعض المحققين - ليس له كبير شأن في النحو .. ولا في اللغة .. ولا في التفسير ... ولا في الحديث ... ولا في الفقه
ولكن من يقرأ مصنفاته في تلك العلوم ... سوف يدرك عظيم أثره فيها وفي الدفاع عنها وعن رجالتها ....
ورحم الله القائل:" أكبرت ابن قتيبة منذ أن قرأت له في فجر الشباب؛ وصبت نفسي إلى كتبه , فتطلبتها , وحرصت على دراستها بعزمة قوية وهمة فتية , ونفس مشوقة , وحس جميع. وكنت كلما امنعت في قراءتها , وأدمنت النظر فيها، تجلت لي عظمتها , وظهرت قيمتها , وتبينتُ دقائقها , وتهديت إلى مراميها , واستبان لي من نضرة طلاوتها , ورفافة مائيتها؛ ورصانة أسلوبها , وجمال عرضها , وحسن تنسيقها وتبويبها – ما يزيدني إعجابا بها , وإعظاما لمؤلفها.
وابن قتيبة خليق بالإعجاب , جدير بالإعظام؛ فقد أخلص نفسه وفكره وعقله لدينه ولغته , وقضى حياته مجاهداً في سبيل إعزازهما , والتمكين لهما في نفوس شباب الإسلام , ودرء شبه أعداء الدين والعربية والعرب , بما ألف من كتب , ودرس من دروس. لا يبتغي بذلك طلب المثالة بين الناس , أو المنالة منهم , أو الجاه عندهم. بل ابتغى بما عمل وجه الله , وتحقيق المثل العظيم الذي رسمه لنفسه منذ أن عقل أمرها؛ وهو الجهاد الدائب في سبيل الدين واللغة , حتى قضى نحبه رضي النفس مذكوراً بلسان الصدق في الآخرين.
وقد أثابه الله على إخلاصه , بما أفاض على كتبه من القبول , وعطف نحوها من القلوب والعقول. فلست ترى أديباً أو متأدباً قرأ من كتبه , إلا وهو يحس نحوها بالمودة , ونحوه بالتقدير. .. "
رحمه الله يابن قتيبة، وغفر الله لك، ورفع درجتك، وجعلك مع الصديقيين والصالحين ... آمين(41/205)
هل يثبت الاسم وكذا الصفة بالموقوف
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 07:09 م]ـ
هل تثبت الأسماء والصفات بالأحاديث الموقوفة على الصحابة رضي الله عنهم
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[21 - 03 - 09, 04:44 م]ـ
للفائدة.
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[22 - 03 - 09, 03:39 ص]ـ
أليس آثار التوقيف الموقوفة في حكم الرفع؟
وهذا بخلاف الآثار التى يمكن أن يتوصل إليها الصحابي بالقياس والاستنباط دون السماع من النبي صلى الله عليه وسلم، فهذه ليست في حكم الرفع.
الموقوفات مبحوث عنها في كتب أصول الفقه، فقد يستفاد منها لهذه المسألة. والله أعلم.
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[25 - 03 - 09, 12:09 ص]ـ
بارك الله فيك
لا شك في ثبوت الأسماء والصفات لله عز وجل بالآثار الموقوفة على الصحابة رضي الله عنهم
فإن الموقوف إذا كان لا مجال للرأي فيه فإن له حكم الرفع
وقول الصحابي حجة إذا لم يخالفه صحابي آخر
وخير مثال على سؤالك
هو قول إبن عباس رضي الله عنهما (الكرسي موضع القدمين)
فأثبت أهل السنة لله قدمين إثنين بهذا الأثر الموقوف
كما أثبتوا به ما هو الكرسي
ولا يقال هنا أنّ إبن عباس يأخذ عن بني إسرائيل
فإن إبن عباس أتقى لله من أن يتكلم في أسماء الله وصفاته بشيء لم يثبت عنده
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله أعلم
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[25 - 03 - 09, 03:58 ص]ـ
وما حكم المقطوعات في العقيدة، كإثبات صفة المس لله بأثر عن حكيم بن جابر - وهو من كتاب التابعين - كما في مصنف ابن أبي شيبة؟
صححه محمد عوامة وقال: ولم يذكر أنه كان يأخذ من أهل الكتاب.
قال الشيخ هذا، لأن صفة المس ثابتة من كعب الأحبار أيضا.
وهل هناك أمثلة أخرى على هذا؟ وشكرا
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[25 - 03 - 09, 05:31 ص]ـ
لا يجوز إثبات شيء من أسماء الله وصفاته بالآثار المقطوعة عن التابعين فمن بعدهم
فأسماء الله وصفاته توقيفية
والمسّ وإن لم يثبت في لفظه دليل مرفوع أو موقوف فمعناه صحيح فإنّ الله خلق آدم بيده وغرس جنة عدن بيده
وهذا يستلزم المسّ واللمس ولا بد
وهنا مزيد فائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96301&highlight=%D5%DD%C9+%C7%E1%E3%D3
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[26 - 03 - 09, 02:31 ص]ـ
والمسّ وإن لم يثبت في لفظه دليل مرفوع أو موقوف فمعناه صحيح فإنّ الله خلق آدم بيده وغرس جنة عدن بيده وهذا يستلزم المسّ واللمس ولا بد
أخي ابن محيبس، قولك يشبه قول من قال: "الاستواء يستلزم المس بالعرش"، فهل ترى هذا اللزوم؟
وبعض الناس يقولون: كلمة "على" في الحسيات تستلزم المماسة. فهل تقول بهذا القول في الاستواء "على" العرش؟
علما بأن المماسة بالعرش رأي من أراء السلف كما قرأت في هذا المنتدى المبارك من قبل.
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[26 - 03 - 09, 06:36 ص]ـ
أي فضيلة كانت لآدم في قوله تعالى (لما خلقت بيدي) إذا قلنا أنّ الله لم يمس طينته ويخلّقها على صورته؟!
لأنه لو لم يكن الأمر كذلك لكان آدم خُلق كسائر الخلق بقول (كن) فكان.
وبالنسبة للإستواء أنه يقتضي المماسة فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى
(جاءت الأحاديث بثبوت المماسة، كما دل على ذلك القرآن الكريم وقاله أئمة السلف، وهو نظير الرؤية، وهو متعلق بمسألة العرش، وخلق آدم بيده، وغير ذلك من مسألة الصفات وإن كان قد نفاه طوائف من أهل الكلام والحديث من أصحاب الإمام أحمد وغيرهم)
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[27 - 03 - 09, 12:12 م]ـ
أسألك يا ابن محيبس:
أترى أن صفة الخلق على نوعين فقط؟ خلق بـ"كن" وخلق بالمس؟
هذا ما ظهر لي من كلامك.
موقفي أنا أني مع أثر حكيم بن جابر التابعي، وهو وإن كان ليس بحجة قطعية لكنه دليل دون دليل، والله أعلم.
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[28 - 03 - 09, 12:30 ص]ـ
أسألك يا ابن محيبس:
أترى أن صفة الخلق على نوعين فقط؟ خلق بـ"كن" وخلق بالمس؟
.
خلق ب (كن) مع المس كما خلق آدم وجنة عدن
وخلق ب (كن) بلا مس كما خلق سائر الخلائق
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[28 - 03 - 09, 01:50 ص]ـ
خلق ب (كن) مع المس كما خلق آدم وجنة عدن
وخلق ب (كن) بلا مس كما خلق سائر الخلائق
السلام عليك أخي.
ما الدليل على أن "كن" لكل خلق لله؟
أنا أعرف الآيات التي أتت بـ"كن"، فإن لم يكن لديك دليل آخر غير هذه الآيات لما قلت، فما وجه الدلالة من هذه الآيات عندك على ما قلت؟
بارك الله فيك.(41/206)
هل النبي عليه السلام مرسل إلى الملائكة
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 07:12 م]ـ
هل النبي عليه الصلاة والسلام مرسل إلى الملائكة أريد بحثا يشفي الغليل في الترجيح لكن بفهم السلف وبارك الله فيكم
ـ[أبو أحمد يحيى]ــــــــ[21 - 05 - 07, 07:22 م]ـ
وهل عندما نقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم مُرسل إلى العالمين (من هم العالمين)
فلا نقصد إلا الثقلين
الجن والإنس
فهل الملائكة من الثقلين؟؟
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 02:56 م]ـ
و هل الملائكة مكلفون بالرسالة حتى يرسل إليهم النبي صلى الله عليه و سلم؟
أرى يا أخي أن مثل هذه المسائل من العلم الواضح التي لا يحتاج إلى بحث بل لو وجدت فيها بحثا لا أظنُ أن فيها كبير فائدة.
و جزاك الله خيرا.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[26 - 05 - 07, 03:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الحبيب: هو على ما قال الاخوة أن هذا لا يحتاج الى كبير بحثث وولا عناء وان كان السيوطي قد تكلم في شيء من ذلك لكن كفى من النصوص قول الله تعالى: ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم.
فمن كان هذا حاله لا يدخل على باب التخير والتكليف.
وفقكم الله لطاعته
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[26 - 05 - 07, 04:02 م]ـ
السيوطي ـ رحمه الله ـ له رسالة في هذا الموضوع اسمها " تزيين الأرائك في إرسال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى الملائك " ذكر فيها الأدلة التي يراها دالة على أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مرسل إلى الملائكة وأنهم مكلفون بشريعته.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:50 م]ـ
بارك الله فيكم ما ذكرتنوه معلوم لكني وددت دراسة الموضوع على ضوء الفهم السلفي الأثري. وجزيتم خيرا.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[31 - 05 - 08, 06:22 م]ـ
>> هل من توضيح أكثر لهذة المسألة بالدليل ..
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[31 - 05 - 08, 06:55 م]ـ
>> هل من توضيح أكثر لهذة المسألة بالدليل ..
وكيف يصح في الأذهان شيء @@@ إذا احتاج النهار إلى دليل
قال ابن القيم رحمه الله:
الملائكة فليسوا بداخلين تحت أحكام تكاليف البشر حتى يصح قياسهم عليه فيما يقولونه ويفعلونه فأين أحكام الملك من أحكام البشر فالملائكة رسل الله في خلقه وأمره يتصرفون بأمره لا بأمر البشر. ص (568) جلاء الأفهام
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[01 - 06 - 08, 10:27 ص]ـ
السلام عليكم
أنا أوافق الأخوة في أن هذا الموضوع لا يتحتاج إلى كثير بحث فإن الأمر واضح جلي.
وجزاكم الله كل الخير
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[01 - 06 - 08, 11:17 ص]ـ
قال ابن القيم
ان البدار برد شئ لم تحط ===== علما به سبب الى الحرمان
وصدق رحمه الله
فهلا بحثتم في المسألة قبل ان تنكروها وتعرفوا كلام اهل العلم فيها وما ترتب على هذا الخلاف من مسائل
توقف فيها كبار الشراح كابن حجر وغيره
لكن يبدو ان الامر اتضح عندك ولم يتضح بعد عند اهل العلم!!!
تابع البحث اخي ابا عبدالله الزاوي فسوف تسفيد ان شاء الله
ولا تبخل علينا بذكر فوائد ما قرأت =
والله اعلم واحكم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[01 - 06 - 08, 11:25 ص]ـ
قال ابن القيم
ان البدار برد شئ لم تحط ===== علما به سبب الى الحرمان
وصدق رحمه الله
فهلا بحثتم في المسألة قبل ان تنكروها وتعرفوا كلام اهل العلم فيها وما ترتب على هذا الخلاف من مسائل
توقف فيها كبار الشراح كابن حجر وغيره
لكن يبدو ان الامر اتضح عندك ولم يتضح بعد عند اهل العلم!!!
تابع البحث اخي ابا عبدالله الزاوي فسوف تسفيد ان شاء الله
ولا تبخل علينا بذكر فوائد ما قرأت =
والله اعلم واحكم
أبا العز أعزه الله بالإيمان
لعلك قرأت ما نقلته لك من كلام ابن القيم رحمه الله في أن الملائكة لا يدخلون في تكاليف البشر!
وأريد أن أعرف هل بحث هذه المسألة أحد من علماء أهل السنة حفظك الله
ومنكم نستفيد
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[01 - 06 - 08, 06:18 م]ـ
أبا العز أعزه الله بالإيمان
لعلك قرأت ما نقلته لك من كلام ابن القيم رحمه الله في أن الملائكة لا يدخلون في تكاليف البشر!
وأريد أن أعرف هل بحث هذه المسألة أحد من علماء أهل السنة حفظك الله
ومنكم نستفيد
جزاك الله خير أخي ...
نعم أخي الفاضل نفع الله بك ... فالسيوطي فيما أعلم له مؤلف عن ذلك ويظهر أنه يؤيد أنه أرسل إليهم أي الملائكة ... !! فالمسألة ليست مسألة أن النهار يحتاج إلى دليل!! أخي وإنما بحث لكي تزول الشبهة لدلا طلاب العلم في هذة المسألة والله أعلم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[01 - 06 - 08, 06:21 م]ـ
قال ابن القيم
ان البدار برد شئ لم تحط ===== علما به سبب الى الحرمان
وصدق رحمه الله
فهلا بحثتم في المسألة قبل ان تنكروها وتعرفوا كلام اهل العلم فيها وما ترتب على هذا الخلاف من مسائل
توقف فيها كبار الشراح كابن حجر وغيره
لكن يبدو ان الامر اتضح عندك ولم يتضح بعد عند اهل العلم!!!
تابع البحث اخي ابا عبدالله الزاوي فسوف تسفيد ان شاء الله
ولا تبخل علينا بذكر فوائد ما قرأت =
والله اعلم واحكم
صدقت أخي .. نفع الله بك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/207)
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[08 - 06 - 08, 10:18 ص]ـ
بارك الله فيك اخي ابا البراء
واحسن الله اليك اخي ابا الحسن
اما ما نقلته عن ابن القيم فهو رأيه في المسألة وهو امام مجتهد لايشق له غبار رحمه الله
لكن كلامه ليس بحجة على غيره من اهل العلم كالسيوطي وغيره الذين خالفوه
ثانيا = ليس كلامي هل هم مكلفون ام لا وانما عمن رد المسألة بالكلية دون بحث وعلم
أما عن الكتب فلا اعرف سوى رسالة السيوطي كما افاده اخونا أبو أسامة
وانما تكلم عن هذه المسالة الاصوليون ويتطرق لها اهل العلم أثناء الخلاف في بعض المسائل
والله اعلم واحكم
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[08 - 06 - 08, 11:10 ص]ـ
هل جاء في رسالة الامام السيوطي رحمه الله حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام يثبت أنه بعث للملائكة؟
أنا لم أطلع عليها ... فأرجو من اخواننا الذين اطلعوا عليها ان يأتوا بالأحاديث التي أوردها - ان كان هناك أحاديث - والا فلا داعي للكلام والبحث في الموضوع اذا لم يكن هناك ما يثبت ذلك من كلام ربنا أو سنة نبينا.
والسلام عليكم
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 06 - 08, 03:13 ص]ـ
أبو عبد الله الزاوي
هل النبي عليه الصلاة والسلام مرسل إلى الملائكة
الإجابة تحتاج إلى دليل من الكتاب أو السنة.
ولا يوجد دليل ـ فيما أعلم ـ على ذلك.
وتأمل معي قول الله عز وجل:
يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ [النحل: 2]
قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَّسُولاً [الإسراء: 95]
وتدبر هذا الحديث في صحيح البخاري ـ باب: بدء الوحي
قال ابن شهاب وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه: بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه فرجعت فقلت زملوني زملوني فأنزل الله تعالى
{يا أيها المدثر قم فأنذر إلى قوله والرجز فاهجر}
فحمي الوحي وتتابع.
ومن المعلوم أن الله تعالى أرسل الرسل للهداية
كما في الحديث القدسي: (إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين).
حنفاء يعني: على الفطرة، فاجتالتهم الشياطين: أي أخرجتهم عن دينهم
فهل ينطبق ذلك على الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم، وكما رُوي أنهم مجبورون كالشمس والقمر؟.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عمر الفاروقي]ــــــــ[18 - 06 - 08, 08:33 م]ـ
بعض أدلة السيوطي: (ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم) -الأنبياء-,كذلك الأحاديث الدالة على صلاة الملائكة وتأمينهم فعند مسلم-مثلا-الا تصفون كما تصف الملائكة عندربها؟ يتمون الصف الأول فالأول ويتراصون في الصفوف. وأدلة أخرى ربما أذكرها لك تباعا بإذن الله_إن شئت_.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[19 - 06 - 08, 11:36 م]ـ
بارك الله في الجميع
عن عمر سليمان الأشقر أن الملائكة مطبوعون على طاعة الله، ليس لهم القدرة على العصيان؛ لقوله تعالى: {لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يومرون}؛ فتركهم للمعصية وفعلهم للطاعة جبلَّة لا يكلفهم أدنى مشقة، لأنه لا شهوة لهم.
ولعل هذا هو السبب الذي دعا فريقا من العلماء إلى القول بأن الملائكة ليسوا بمكلفين، وأنهم ليسوا بداخلين في الوعد والوعيد. (لوامع الأنوار 2/ 409).
ويمكن أن نقول: أن الملائكة ليسوا بمكلفين بنفس التكاليف التي كلف بها أبناء آدم، أما القول بعدم تكليفهم مطلقا فهو قول مردود، فهم مأمورون بالعبادة والطاعة، {يخافون ربهم من فوقهم، ويفعلون ما يومرون}. ففي الآية أنهم يخافون ربهم، والخوف نوع من التكاليف الشرعية، بل هو من أعلى أنواع العبودية، كما قال فيهم: {وهم من خشيته مشفقون}.
والله أعلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 06 - 08, 12:41 م]ـ
كيف يكون النبي صلى الله عليه وسلم مُرسلا إلى الملائكة والذي أتاه بالرسالة ملك؟
الله عز وجل أرسل جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة
والملائكة عند الله عز وجل يعبدونه ليل نهار لا يعصونه أبدا
فما الهدف من ارسال الرسالة إليهم؟
وما فائدة مناقشة مثل هذا الموضوع أصلا؟
هناك مسائل أهم من هذه المسألة ولها الأولوية
العمر قصير والعلم والعمل كثير
إذا تعلمتم كل العلم وبقي مثل هذه المسائل فقط، عندئذ ابحثوها
إلا إذا ترتب عليها عمل؟ ولا أظن ذلك
والله أعلم
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[20 - 06 - 08, 01:03 م]ـ
كيف يكون النبي صلى الله عليه وسلم مُرسلا إلى الملائكة والذي أتاه بالرسالة ملك؟
أخا العقيدة، لا يستغرب أبدا أن يكون حامل الرسالة موضوعها، وهذا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أقرب مثال ..
والملائكة عند الله عز وجل يعبدونه ليل نهار لا يعصونه أبدا
فما الهدف من ارسال الرسالة إليهم؟
وهل عدم معقولية المعنى دليل على استحالته؟
وما فائدة مناقشة مثل هذا الموضوع أصلا؟
ناقشه علماء أجلاء من أمثال الإسفراييني والسيوطي وابن القيم
كما أنه شبهة ومنفذ للطعن في الدين يتحرى المؤمن ردها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/208)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 06 - 08, 01:12 م]ـ
كيف يكون شبهة ومنفذ للطعن في الدين؟
وكون علماء أجلاء ناقشوه لا يعني أنه من الضروريات وأنه يجب علينا مناقشته
ولم أقل أنه يحرم مناقشتها ولكنها ليست من الأولويات وهناك علم كثير لم نتعلمه وتعلمه ومناقشته أولى من مثل هذه المسائل والله أعلم
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[20 - 06 - 08, 01:27 م]ـ
قوله تعالى: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا}
قيل في العالمين أنها كل ما عدا الله، والإنذار يتعلق بكل عاقل؛ فكيف تخرج الملائكة من هذا العموم بارك الله فيكم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 06 - 08, 02:36 م]ـ
النصوص الأخرى تخرجهم
---
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 06 - 08, 02:47 م]ـ
-------
---
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[20 - 06 - 08, 08:41 م]ـ
النصوص الأخرى تخرجهم
---
تخرجهم عند أصحاب هذا الرأي
وعند أصحاب الرأي المقابل لا تخرجهم؛ فلا حرج إذًا في بحث المسألة
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 06:45 م]ـ
وفي ذهني الآن أن العلامة ابن عثيمين أشار إليها أو ذكرها في أوائل شرح عقيدة أهل السنة له. ولعلي آتيكم بنص كلامه رحمه الله تعالى.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 06:47 م]ـ
ولكنها ليست من الأولويات وهناك علم كثير لم نتعلمه وتعلمه ومناقشته أولى من مثل هذه المسائل والله أعلم. انتهى.
ـ وماذا نقول لأرباب التخصص في العقيدة من طلبة العلم. لا تناقشوها؟(41/209)
هل توصف البدعة أحيانا بكونها مكروهة تنزيها
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 07:22 م]ـ
هل يحكم على بعض البدع بالكراهة تنزيها أم أنّ كل البدع محرمة فقد وجد في كلام الشاطبي في الاعتصام وكذا ابن دقيق في الإحكام ما يدل على الأوّل
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 02:00 م]ـ
هل يحكم على بعض البدع بالكراهة تنزيها أم أنّ كل البدع محرمة فقد وجد في كلام الشاطبي في الاعتصام وكذا ابن دقيق في الإحكام ما يدل على الأوّل
ليتك يا أبا عبدالله تنقل كلامهما لنتناقش حوله ويفيد بعضنا الآخر.
ولا ننسى أن ابن دقيق العيد والشاطبي أشعريان.
وكيف يكون هناك بدعة مكروهة كراهة تنزيه؟؟؟؟؟؟ فهذا ممتنع غاية الإمتناع، إذ البدعة إحداث في الدين لم يأت به الشرع، أما المكروه فيأتي تحت باب المنهيات، ودليل النهي من السنة أو الكتاب ..... فكيف يجتمعان؟
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 02:29 م]ـ
الحمد لله، و بعد:
فما ذكره الباهلي حقٌ، و هو أن الشاطبي رحمه الله تعالى أشعري في باب الصفات و القدر و الإيمان و غيرها، و مرجعه في كتب الاعتقاد إلى كتب الأشاعرة.
و موقف الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى من البدع العملية (و هي البدع في العبادات) في تحذيره منها، و بيان مفاسدها، و التشديد على التمسك بالسنة فيها موقف جيد، و عمل مشكور، و لكنه مع ذلك وقع في بدع الأشاعرة و المتكلمين الاعتقادية في الصفات و القدر و غيرها.
فرحم الله الإمام الشاطبي و عفا عنه.
و من أراد الاستزادة من هذه المسألة فعليه بكتاب (الإعلام بمخالفات الموافقات و الاعتصام)، تأليف: ناصربن حمد الفهد
و ما كتبته هنا منقول من هناك صفحة 6.
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[23 - 05 - 07, 06:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع قلة بضاعتي في هذا الباب فسوف أزجي ما لدي - ربما يستفز ذلك أهل العلم المتخصصين فيساهموا بما لديهم
لا توجد بدعة حسنة
لا توجد
والأشياء المكروهة مثل كثرة الحركة أثناء الصلاة أو ترك سنن الوضوء - هي أشياء مكروهة بسبب نقص أداء الطاعة على الوجه الأكمل
وأما البدعة التي يراد تسميتها بالحسنة فهي إضافة في العبادات لم يفعلها نبينا ولم يأمر بها - أو تقويم وتصحيح (برأي فاعلها) لكيفية أداء إحدى العبادات بحيث تختلف وتتميز عما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتكتسي بثوب فاعلها وطريقته
وهذا الفعل حرام قبيح شنيع في غاية السوء وليس مجرد أحد المكروهات(41/210)
من هم آل البيت
ـ[لطيفة الجزائرية]ــــــــ[22 - 05 - 07, 04:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
لقد اختلف فيمن هم آل بيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهل فصل في هذه المسألة؟ أجيبوني جزاكم الله.
ـ[لطيفة الجزائرية]ــــــــ[22 - 05 - 07, 04:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أبحث عن كتاب الرسالة الفودية للشيخ محمد الخليفة الكنتي. يهمني هذا الكتاب في دراستي عنه. ساعدوني على ايجاده، وجزاكم الله كل خير
ـ[لطيفة الجزائرية]ــــــــ[22 - 05 - 07, 05:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته
أبحث جزاكم الله عن مخطوطات تتحدث عن أنساب الأشراف أو الأنساب عامة. فموضوع بحثي هو عبارة عن دراسة وتحقيق لمخطوط عن أنساب الأشراف. وجزاكم الله كل خير
ـ[لطيفة الجزائرية]ــــــــ[22 - 05 - 07, 05:29 م]ـ
السلام عليكم
أريد أن تجيبوني جزاكم الله خيرا عن:
ماهي أصول المدرسة المالكية؟
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[22 - 05 - 07, 05:42 م]ـ
انظري ياأختاه:
منتديات شبكة الشريعة الإسلامية؛
على هذا الرابط:
http://www.sharee3a.net/vb/showthread.php?t=2187
وهذا الرابط أيضا:
(المؤتمر العلمي حول القاضي عبدالوهاب البغدادي شيخ المالكية بالعراق
يواصل فعالياته في دبي):
http://www.dicd.gov.ae/vArabic/detailnewspage.jsp?articleID=1302&pageFlag=0&newsType=4
ـ[الشريف الحسيني الحنبلي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 05:42 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9255&highlight=%DA%E1%ED%F8%F5+%C7%E1%CD%F5%D3%ED%E4
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[22 - 05 - 07, 05:48 م]ـ
تجذر الغيرية في أصل مراعاة الخلاف في الفكر الاجتهادي المالكي:
محمد سنيني
جامعة أدرار
تمتاز المدرسة المالكية بتنوع أصولها وقواعدها، بل هي في مقدمة المدارس الفقهية من حيث سعة نطاق الاستدلال.
إن هذا التنوع والسعة صبغ المدرسة المالكية بخصائص عديدة، أقل ما يقال فيها أنها أكسبتها الثراء والتجدد. ومن تلك الأصول التي انفرد بها الاجتهاد المالكي، واحتلت مساحة معتبرة: إنه أصل "مراعاة الخلاف"، وقد قال عنه أحد منظري الاجتهاد المالكي الإمام الشاطبي: "إنه من محاسن هذا المذهب". هذا الأصل أبعد المدرسة المالكية عن التقوقع والانغلاق، بل أضاف لها سمة الواسطية والجنوح إلى أعدل الأقوال وأوفقها، وجعل منها فضاء لتقبل قول الغير ودليله.
إن هذا التقبل لا شك أنه من إفرازات القاعدة الروحية السلوكية: التخلية قبل التحلية، فالتخلية تقوم على تنقية النفس وطرح ما بها من نزغات ونزعات وخلفيات وأنانية وحين ذلك تأتي التحلية، وأول مستواها غرس التجرد والموضوعية وينبني على ذلك قبول الفكر الآخر فاحترامه، ثم الرقي إلى درجة اعتباره ثم الوصول إلى حكم متولد من الرأيين معا.
أهم نقاط المداخلة:
1 - حقيقة أصل "مراعاة الخلاف" وتكريسه لمبدأ "الغيرية".
2 - أقوال المالكية في هذا الأصل، والمناقشات الدائرة.
3 - أدلة اعتبار أصل "مراعاة الخلاف" مع إيراد تطبيقات فقهية من أبواب متنوعة.
حقيقة أصل مراعاة الخلاف وتكريسه لمبدأ "الغيرية":
إن حقيقة هذا الأصل تظهر بجلاء من خلال إيضاح وبسط لماهيته وبيان تعريفه الاصطلاحي وضرب مثال توضيحي يبرز مدى مراعاة قول الغير ودليله.
تعريف أصل "مراعاة الخلاف":
عرفه ابن عرفة بقوله: "إعمال دليل في لازم مدلوله الذي أعمل في نقيضه دليل آخر". وعرف أيضا بأنه: "إعطاء كل واحد من الدليلين حكمه" ذكره علال الفاسي. قال ابن عبد السلام: "المراعاة في الحقيقة إعطاء كل من دليلي القولين حكمه، أي أن المراعى هو الدليل وليس قول القائل به".
بسط أصل "مراعاة الخلاف":
إن الأدلة الشرعية منها ما تتبين قوته تبيانا يجزم الناظر فيه بصحة أحد الدليلين والعمل بإحدى الأمارتين، فهاهنا لا وجه لمراعاة الخلاف ولا معنى له. ومن الأدلة ما يقوى فيها أحد الدليلين وتترجح إحدى الأمارتين قوة ما ورجحانا لا ينقطع معه تردد النفس وتشوفها إلى مقتضى الدليل الآخر، فهاهنا تحسن مراعاة الخلاف، فهو وسط بين موجب الدليلين.
شرح تعريف ابن عرفة مع ضرب مثال توضيحي:
"إعمال" جنس لرعي الخلاف يصدق على رعي الخلاف وغيره. "دليل" أخرج به غير الدليل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/211)
"في لازم مدلوله" أخرج به إعمال الدليل في مدلوله. والدليل هو: ما يمكن التوصل به إلى مطلوب خبري والمطلوب هو: المدلول. فالنهي الوارد مثلا في نكاح الشغار دليل، مدلوله: تحريم نكاح الشغار. ولازم هذا المدلول فسخه، ودل عليه دليل النهي، لأنه يدل على فساد المنهي عنه وفسخه. ونكاح الشغار إذا وقع يجب فسخه عند الإمام مالك رضي الله عنه بطلاق في رواية، ومن خالف مالكا يقول: بأنه لا يجب فسخه. والجاري على هذه الرواية وقوع الميراث بين الزوجين إذا مات أحدهما. فالجاري على أصل دليله ولازم قوله أنه: لا ميراث، فلما قال بثبوت الميراث فقد أعمل دليل خصمه القائل بعدم فسخ نكاح الشغار. وعدم الفسخ لازمه ثبوت الميراث بين الزوجين، فأعمل مالك رحم الله تعالى دليل خصمه القائل بعدم فسخ نكاح الشغار في لازم مدلوله وهو ثبوت الميراث.
أقوال المالكية في أصل "مراعاة الخلاف" والمناقشات الدائرة:
أقوال المالكية في هذا الأصل:
قال المقري: "من أصول المالكية: مراعاة الخلاف، وقد اختلفوا فيه، ثم في المراعي أهو المشهور وحده؟ أم كل خلاف؟ ثم المشهور أهو ما كثر قائله؟ أم ما قوي دليله؟ ". وقال الشاطبي: "إن الباجي حكى خلافا في اعتبار مراعاة الخلاف". والذي في أحكام الفصول للباجي: "عندنا أنه يصح أن يكون الاختلاف علة" ثم قال الباجي: "وقد منعه قوم من المتفقهة". وقال الشاطبي: "مراعاة الخلاف من محاسن هذا المذهب"، وقال: "وإنه من جملة الاستحسان"، وذكر ذلك علال الفاسي.
المناقشات والاعتراضات الواردة على أصل "مراعاة الخلاف" والأجوبة عليها: اعترض على أصل "مراعاة الخلاف" جماعة من الفقهاء المالكية، منهم اللخمي وعياض والقباب وابن عبد البر.
وقد جرت مناقشات بين الشاطبي وشيوخه في "مراعاة الخلاف" وتبادل رسائل بينه وبين القباب. وذكر الشاطبي: أن هذه الإيرادات صادرة لمنكري طريقة الاستحسان. وقال الشاطبي: "ولقد كنت أنحى هذا المنحى لولا أنه اعتضد وتقوى لوجدانه في فتاوى الخلفاء وأعلام الصحابة وجمهورهم مع عدم النكير.
وجه الاعتراضات:
1 - إن الدليل هو المتبع، فحيثما صار صير إليه، ومتى ترجح عند المجتهد أحد الدليلين على الآخر ولو بأدنى وجه الترجيح وجب التعويل عليه، وإلغاء ما سواه على ما هو مقرر في أصول الفقه. فإذا رجوعه إلى قول الغير إعمال لدليله المرجوح عنده، وإهمال للدليل الراجح عنده الواجب اتباعه، وذلك خلاف القواعد والقياس.
2 - قول المفتي: هذا لا يجوز ابتداء، وبعد الوقوع يقول بجوازه، أنه يصير الممنوع إذا فعل جائز، وإنما يتصور الجمع في هذا النحو في منع التنزيه لا منع التحريم.
3 - إنه غير مطرد في كل مسألة وهو مشكل، لأنه إن كان حجة عمت في كل مسألة وإلا بطلت لأن تخصيصه إن كان حجة ببعض المسائل دون بعض تحكم أي ترجيح بلا مرجح.
الأجوبة على الاعتراضات:
1 - إن رعايته يراد اعتبار من لا مطلقا، مثال ذلك: أن يترجح دليل الإباحة عنده ومذهب غيره التحريم، فإذا توسط الأمر وقال بالكراهة كما توسطوا في المشهور في الماء المستعمل بأنه مكروه للخلاف بين القول بنجاسته وبين القول بأنه طاهر غير مطهر. فإن قلت: هذا إسقاط للدليلين معا، إذ الكراهة ضد الإباحة وضد التحريم، فبضدهما عملتم إذا. فالجواب: أنه إذا تعارض دليلان في قاعدة احتياطا عرض حينئذ دليل ثالث يِؤخذ من قواعد الشريعة يقتضي إيجاب طلب السلامة واتقاء الشبهة والتخلص من الإشكال، فرعاية الخلاف حينئذ عمل بدليل ثالث عند تعارض الدليلين، فلا اعتراض حينئذ.
2 - أما كون رعي الخلاف حجة في بعض المسائل دون بعض، فضابط ذلك رجحان دليل المخالف عند المجتهد على دليله في لازم مدلول دليل المخالف، فليس تحكما لأن له مرجحا، وثبوت الرجحان ونفيه إنما يكون بحسب نظر المجتهد في النوازل.
3 - أما الشاطبي فبعد أن أثبت أن المآلات معتبرة في أصل المشروعية، قال: "هذا الأصل يبنى عليه قواعد، قاعدة الذرائع، وقاعدة الحيل، وقاعدة مراعاة الخلاف".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/212)
ثم قال: "إن الممنوعات إذا وقعت فلا يكون إيقاعها من المكلف سببا في الحيف عليه بزائد على ما شرع له من الزواجر" وبعد أن ذكر هذا التمهيد ليقيس عليه مراعاة الخلاف أي إذا وقع ممنوعا متفق عليه لا يصح أن يكون سببا للحيف عليه فما وقع ممنوعا عند المجتهد مخالف لغيره في منعه من أولى أن يراعى دليل صحته وإن كان مرجوح عند المجتهد فلا يكون سببا للحيف بل ينظر للأمر الواقع والمآل.
ثم قال الشاطبي: "فيرجع الأمر إلى أن النهي كان دليله أقوى قبل الوقوع ودليل الجواز أقوى بعد الوقوع لما اقترن من القرائن المرجحة كما وقع التنبيه عليه في حديث تأسيس البيت على قواعد إبراهيم، وفي حديث (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل، فإذا دخل بها فلها المهر بما استحل منها)، وهذا تصحيح للمنهي عنه من وجه ولذلك يقع فيه الميراث ويثبت به النسب للولد. وإجراؤهم النكاح الفاسد مجرى النكاح الصحيح في هذه الأحكام وفي حرمة المصاهرة وغير ذلك دليل على الحكم بصحته على الجملة وإلا كان في حكم الزنا. فالنكاح المختلف يراعى فيه الخلاف، فلا تقع فيه الفرقة إذا عثر عليه بعد الدخول مراعاة لما يقترن بالدخول من الأمور التي ترجح جانب التصحيح".
أدلة اعتبار أصل" مراعاة الخلاف ": 1 - الأدلة الدالة على وجوب العمل بالراجح.
2 - بالحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت: (كان عتبة عهد إلى أخيه سعد ابن أبي وقاص، أن وليدة زمعة مني فاقبضه إليك. فلما كان عام الفتح أخذه سعد، فقال: "ابن أخي عهد إلي فيه". فقام عبد بن زمعة، فقال: "أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه". فتساوقا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال سعد: "يا رسول الله ابن أخي قد عهد إلي فيه". فقال عبد ابن زمعة: "أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هو لك يا عبد ابن زمعة، الولد للفراش وللعاهر الحجر". ثم قال لسودة بنت زمعة: "احتجبي منه" لما رأى من شبهه بعتبة، فما رآها حتى الله.
قال الحافظ ابن حجر: "واستدل به بعض المالكية على مشروعية الحكم بين الحكمين، وهو أن يأخذ الفرع شبها من أكثر من أصل فبعطى أحكاما بعدد ذلك، وذلك الفراش يقتضي إلحاقه بزمعة في النسب والشبه يقتضي إلحاقه بعتبة، فأعطي الفرع حكما بين الحكمين، فروعي الفراش في النسب والشبه البين في الاحتجاب، وإلحاقه بهما ولو كان من وجه أولى من إلغاء أحدهما من كل وجه". وذكر هذا الدليل ابن عرفة كما في المعيار للونشريسي.
3 - أنه موجود في فتاوى الخلفاء وأعلام الصحابة وجمهورهم من غير نكير، ذكر ذلك الشاطبي في الاعتصام.
شروط الأخذ بأصل مراعاة الخلاف:
اشترطوا لذلك شرطين: أولا، أن لا يِؤدي إلى صورة تخالف الإجماع، كمن تزوج بغير ولي ولا شهود بأقل من ربع دينار ذهبي، مقلدا أبا حنيفة في عدم الولي، ومالكا في عدم الشهود، والشافعي في أقل من ربع دينار، فإن هذا النكاح إذا عرض على الحنفي لا يقول به، وكذلك المالكي والشافعي، وغيرهما، فيجب فسخه أبدا. ثانيا، أن لا يترك المراعي مذهبه بالكلية، كأن يتزوج مالكي زواجا فاسدا على مذهبه، صحيحا عند غيره، ثم يطلق ثلاثا فإن ابن القاسم يلزمه الثلاث مراعاة للقول بصحته. فإن تزوجت من قبل زوج لم يفسخ نكاحه عند ابن القاسم، لأن الفسخ حينئذ إنما كان مراعاة للقول بصحة النكاح الأول، ومراعاة الخلاف مرتين تؤدي إلى ترك المذهب بالكلية.
----------------------------------------------
المصادر والمراجع:
1 - التمهيد (شرح الموطأ) لابن عبد البر.
2 - فصول الأحكام للباجي.
3 - فتاوى ابن رشد الجد.
4 - القواعد للمقري.
5 - كشف نقاب الحاجب من مصطلح ابن الحاجب لابن فرحون.
6 - الموافقات للشاطبي.
7 - الاعتصام للشاطبي.
8 - تنقيح الفصول للقرافي.
9 - شرح حدود ابن عرفة للرصاع.
10 - منار أصول الفتوى وقواعد الإفتاء بالأقوى للقاني (مخطوط).
11 - شرح تحفة الحكام لابن عاصم الابن (مخطوط).
12 - فتح الباري (شرح صحيح البخاري) لابن حجر.
13 - البهجة شرح تحفة الحكام للتسولي.
14 - المعيار للونشريسي.
15 - مقاصد الشريعة لعلال الفاسي.
16 - الجواهر الثمينة في بيان أدلة عالم المدينة لحسن المشاط.
=============
(حوليات التراث؛ مجلة دورية تصدرها كلية الآداب والفنون -
جامعة مستغانم ـ الجزائر ..
العدد 04، سبتمبر 2005 م).
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[22 - 05 - 07, 06:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
لقد اختلف فيمن هم آل بيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهل فصل في هذه المسألة؟ أجيبوني جزاكم الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة أرجوا من الله أن تجد بغيتكي في كتاب معجم ما يخص آل البيت النبوي للدكتور عبد الكريم بن إبراهيم بن محمد آل غضية، الطبعة الأولى ربيع أول 1420 هجري المدينة المنورة، نشر دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، الدمام- شارع ابن خلدون- ص. ب2982
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/213)
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[22 - 05 - 07, 07:03 م]ـ
السلام عليكم
أريد أن تجيبوني جزاكم الله خيرا عن:
ماهي أصول المدرسة المالكية؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختاه
أنظري على سبيل المثال لا الحصر كتاب - منهج الا ستدلال بالسنة في المذهب المالكي: تأسيس و تأصيل - للدكتور مولاي الحسين بن الحسن الحيان، وهي رسالة مقدمة لنيل درجة العالمية - الدكتوراه- في القرآن والسنة، من جامعة محمد الخامس بالرباط-كلية الآداب- شعبة الدراسات الإسلامية.
والكتاب طبع بتقديم الشيخ أبو رافع محمد بن الهادي أبو الأجفان التميمي القيرواني، أستاذ الدراسات العليا الشرعية بكلية الشريعة جامعة أم القرى - مكة المكرمة، ضمن سلسلة الدراسات الأصولية -16 - الطبعة الأولى 1424 هجري - 2003 ميلادي، بدار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث، الإمارات العربية المتحدة-دبي- ص. ب: 25171، الموقع www.bhothdxb.org.ae ، البريد الإلكتروني irhdubai@bhothdxb.org.ae
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[22 - 05 - 07, 08:12 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة أرجوا من الله أن تجد بغيتكي في كتاب معجم ما يخص آل البيت النبوي للدكتور عبد الكريم بن إبراهيم بن محمد آل غضية، الطبعة الأولى ربيع أول 1420 هجري المدينة المنورة، نشر دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، الدمام- شارع ابن خلدون- ص. ب2982
أخي الكريم منير الجزائري
جزاك الله خيرا
ألا يوجد هذا الكتاب على الشبكة
وشكرا لك
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[22 - 05 - 07, 09:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الدكتور مروان، ردا على سؤالك حول وجود كتاب معجم ما يخص آل البيت النبوي للدكتور عبد الكريم آل غضية، على الشبكة العنكبوتية فلا أعلم ذلك، فالكتاب مؤلف من 296 صفحة، ولدي نسخة منه، أسأل الله أن ييسر لي كتابته و وضعه على الشبكة، أو يقوم به بعض إخوتنا الذين لديهم سرعة الكتابة ليتم النفع إن شاء الله، شكرا لك أخي الدكتور مروان.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[23 - 05 - 07, 01:51 ص]ـ
فائدة واثلة بن الأسقع من أهل البيت
فقد روي بسند صحيح أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لعلي وفاطمة والحسن والحسين ويقول هؤلاء أهل بيتي
فقال واثلة وأنا يا رسول الله فقال انت منهم ويقول واثلة وإنها لأرجى ما أرتجي
الحديث رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي في السنن الكبرى وقبله الطحاوي في مشكل الآثار من طريق الأوزاعي عن عمار أبي شداد عن واثلة
وهذا سندٌ شامي فيه فضيلة لعلي رضي الله عنه فاظفر به
ملحوطظة الكلام السابق من حفظي وأنا معرض للخطأ
ـ[جلاء الأفهام]ــــــــ[23 - 05 - 07, 09:22 ص]ـ
فائدة واثلة بن الأسقع من أهل البيت
أخي الكريم ,,
دخول واثلة رضي الله عنه هو في الدعاء لا في النسبة لآل البيت.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 11:21 م]ـ
أخي الكريم ,,
دخول واثلة رضي الله عنه هو في الدعاء لا في النسبة لآل البيت.
هذا التأويل لا يصمد أمام صراحة النص
قال ابن حبان في صحيحه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد قالا حدثنا الأوزاعي عن شداد أبي عمار عن واثلة بن الأسقع قال سألت عن علي في منزله فقيل لي ذهب يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفراش وأجلس فاطمة عن يمينه وعليا عن يساره وحسنا وحسينا بين يديه وقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا اللهم هؤلاء أهلي قاله واثلة فقلت من ناحية البيت وأنا يا رسول الله من أهلك قال وأنت من أهلي قال واثلة إنها لمن أرجى ما أرتجي))
تأمل أخي ما تحته خط
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 06 - 07, 08:12 ص]ـ
هذا التأويل لا يصمد أمام صراحة النص
قال ابن حبان في صحيحه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد قالا حدثنا الأوزاعي عن شداد أبي عمار عن واثلة بن الأسقع قال سألت عن علي في منزله فقيل لي ذهب يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفراش وأجلس فاطمة عن يمينه وعليا عن يساره وحسنا وحسينا بين يديه وقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا اللهم هؤلاء أهلي قاله واثلة فقلت من ناحية البيت وأنا يا رسول الله من أهلك قال وأنت من أهلي قال واثلة إنها لمن أرجى ما أرتجي))
تأمل أخي ما تحته خط
الأخت الفاضلة تسأل من هم آل البيت؟
ليت الأخ الخليفي يفيدنا
وسبق أن دار نقاش بيني وبين سلفك محمد الأمين حول هذا الموضوع يستحسن الرجوع إليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/214)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 12:11 ص]ـ
سلفي محمد الأمين
لم أفهم هذه العبارة _ أو أنني لا أريد أن أفهم _
الذي عليه كثير من مشايخي وأنا أتابعهم أن أهل البيت من حرمت عليهم الصدقة ومعهم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأخص أهل البيت أهل الكساء
وأنا قصدت أن أفيد إفادة في المسألة ولما أقصد تحرير المسألة(41/215)
خطأ الأشاعرة المنطقي الذي جر الطامات العقدية ...
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[22 - 05 - 07, 07:41 م]ـ
http://www.alaqida.com/vb/showthread.php?t=28
هذا ما في الرابط
## المشرف ##
الحمد لله رب العالمين.
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للاولين والآخرين.
وعلى آله وصحبه الهداة المهديين.
وبعد: فهذا خطأ الأشاعرة المنطقي الذي جر الطامات العقدية:
اعتراض الأشاعرة على استواء الرحمن مبني على خلطهم الشنيع بين مستويي الإطلاق والتقييد في المنطق والكلام ... ولو فرقوا بين المستويين لانتهى تشغيبهم على أهل السنة ولعادوا إليهم ....
لابد للاشاعرة أن يعترفوا بوجودمطلق لكل مفهوم ...
الشجرة لها وجود ذهني مطلق .... ثم تتقيد بعد ذلك بشتى المقيدات: فتكون الحصيلة وجود هذه الشجرة هنا وتلك هناك ... وشجرة صفصاف ... وشجرة تين وشجرة عارية وشجرة خضراء ..... الخ.
الاستواء أيضا فيه إطلاق وتقييد ... يقيد بالشخص والهيئة والمكان والزمان ....
بمعنى لا يتصور الاستواء في الخارج إلا مقيدا .... ولا يكون مطلقا إلا في الذهن ....
هذا مسلم به عند الأشاعرة أنفسهم ... لكنهم عند تطبيق القاعدة على الاسماء والصفات ينكصون على أعقابهم ويتهافتون ويخلطون بين المفاهيم والمصاديق وبين الوجود العقلي المطلق والوجود العيني المقيد ...
فمن الاشاعرة من يقول: لو كان الرحمن مستويا على العرش لكانت جهة اليمين غير جهة اليسار ... فلزم التركيب .... وتبعه الحدوث وهذا محال ...
ونحن نقول: مهلا .... لقد قيدتم الاستواء بالانسان وحملتم هذا المفهوم المقيد على الباريء .. وهذا خطا واضح. كان عليكم أن تنتقلوا من المطلق إلى المقيد .. لا ان توحدوا بين مقيدين مختلفين ... أعنى ينبغي أن ينطلق الذهن من مطلق الاستواء –الماهية المطلقة-فيقيده بالرحمن عز وجل ... لا ان ينطلق من استواء مقيد هو استواء المخلوق وعلى ضوئه يفهم استواء الخالق ... ثم يمنع استواء الخالق بسبب بشاعة النتيجة .... هذا ما غاب عن الرازي وغيره.
إن قال الاشعري لا أتصور الاستواء إلا على كيفية المخلوقين .... قلنا له هذا مآله إنكار المطلقات -ولا يقول بذلك أشعري قديم أو جديد- ... وهو خلاف الفرض بوجود معقولات مطلقة.
عندنا الاستواء معلوم ... والكيفية مجهولة ...
نقصد .... أن الاستواء بالمعنى المطلق معلوم ... وهو متميز عن مطلق شجرة ومطلق مجيء ومطلق نوم الخ ....
هذا المعنى المطلق أو القدر المشترك يتقيد بعد ذلك بشتى القيود ... فقد يتقيد بزيد فنقول استواء زيد ... وهذا أيضا معلوم لمن شاهد زيدا أو تخيله ... لكن نسبة الاستواء الى الرحمن يجعل الكيفية مجهولة إلى الأبد ... لكن جهلنا بالكيفية لا يجعل العبارة خالية من المعنى كما يزعم المفوضة ... بل ما زال فيها شيء مفهوم وهو الاستواء مطلقا ... أو أصل المعنى.
فإن شغب الاشعري بقوله وما هو هذا المعنى المطلق ... رددنا عليه بالسؤال ذاته: ما مطلق الاستواء عندك أنت أيضا ... فلا بد ان تتصور استواء مطلقا ... لأنه لا يتقيد إلا بعد إطلاق ... ثم ما المعنى المطلق للانسان .. ما المعنى المطلق للسماء .. ما المعنى المطلق للناقة ...
يصعب على الأشعري وعلينا أيضا أن نبين هذا المعنى المطلق بدون خطر الانزلاق إلى التقييد ... لكن صعوبة التعبير عنه لا يعني عدم وجوده ... بل يكفينا هنا ذلك القدر الحدسي الذي نستشعره من كلمة استواء وغيرها ... وعلى كل حال المعضلة هنا عامة لجنس الانسان وليس مطلوبا من ابن تيمية وحده أن يحلها ....
ونشير هنا إلى موقف الغزالي من قضية المكان والزمان ... فقد رد على فكرة تصور مكان في المكان وزمان في الزمان بأن منشأها التوهم والنزول من منطقة العقل المجرد إلى التخيل الحسي ... ونقول نحن أيضا نرى تصوركم للاستواء مبني على التوهم كذلك .. فقد توهمتم المجرد متخيلا فكانت الطامة.
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[23 - 05 - 07, 08:45 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[12 - 08 - 08, 12:29 م]ـ
الرابط لا يعمل
ليتكم شيخنا أبا عبد المعز تنسخون ما كان موجوداً بتلك الصفحة هنا ولكم منا الدعاء نفع الله بكم
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[12 - 08 - 08, 02:26 م]ـ
الرابط يعمل , لكن المنتدى مقفل.
ـ[ابو البدر الالمعي]ــــــــ[12 - 08 - 08, 02:58 م]ـ
الى الادارة -وفقها الله- متى ان شاء الله يعود منتدى المناظرات ... طال الغياب؟؟
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[13 - 08 - 08, 12:20 ص]ـ
نفع الله بكم
لعل الشيخ قد أبقى نسخة من الصفحة التي أشار إليها عنده في الحاسوب
ـ[أبو البركات]ــــــــ[13 - 08 - 08, 05:13 م]ـ
الرابط لا يعمل ... والمنتدى مقفل من فترة طويلة
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[17 - 08 - 08, 10:42 م]ـ
أين الشيخ أبو عبد المعز أعزه الله
ـ[أبو الفضل المغربي]ــــــــ[18 - 08 - 08, 02:24 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[20 - 08 - 08, 10:28 م]ـ
أجزل الله لكمالمثوبةشيخنا أبا عبد المعز ودمتم ذخراً لهذا الملتقى(41/216)
هل في قوله (يا معشر الجن والإنس ألم ياتكم رسل منكم) دليل على ان الله جعل من الجن رس
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[23 - 05 - 07, 12:49 ص]ـ
في شرح العقيدة الطحاوية يقول: والرسل من الإنس فقط، وليس من الجن رسول، كذا قال مجاهد وغيره من السلف والخلف. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الرسل من بني آدم، ومن الجن نذر
أقول: قوله تعالى (يا معشر الجن والإنس ألم ياتكم رسل منكم ... ) ألا يعود الضمير (منكم) على الإنس والجن سواء وهذا من السياق نفسه فلماذا قالوا بان الرسل من بني آدم دون الجن؟؟
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[23 - 05 - 07, 04:59 م]ـ
الحمد لله و بعد:
يا أخي بارك الله فيك
أولا: لو أردفتَ هذا الإشكال بذكر مصدره الذي أخذتَه منه، و رقم الآية، لكان أكمل في البحث.
ثانيا: الجواب موجود صفحة 250، من الجزء الأول من شرح ابن أبي العز بتحقيق شعيب الأرناؤوط، و هو قوله رحمه الله تعالى:
(قال مقاتل: لم يبعث الله رسولاً إلى الإنس والجن قبله. وهذا قول بعيد. فقد قال تعالى:يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم، الآية
والرسل من الإنس فقط، وليس من الجن رسول، كذا قال مجاهد وغيره من السلف والخلف. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الرسل من بني آدم، ومن الجن نذر. وظاهر قوله تعالى حكاية عن الجن: إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى، الآية: تدل على أن موسى مرسل اليهم أيضاً. والله أعلم.
وحكى ابن جريرعن الضحاك بن مزاحم: أنه زعم أن في الجن رسلاً، واحتج بهذه الآية الكريمة. وفي الاستدلال بها على ذلك نظر لأنها محتملة وليست بصريحة، وهي - والله أعلم - كقوله: يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان والمراد: من أحدهما.
و جزاكم الله خيرا.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[23 - 05 - 07, 05:13 م]ـ
أنا أقرا في شرح الطحاوية من شرح ابن أبي العز بتحقيق شعيب الأرناؤوط
وعن هذا أسال فقوله (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم) الخطاب موجه للثقلين والضمير (منكم) يفهم من سياق الآية انه يعود على الثقلين سواء، فلماذا يقصر الضمير على الانس دون الجن اليس الأولى ان يعود الضمير على المخاطب (الثقلين) وهذا ما يتناسب مع السياق والله اعلم فيكون الرسل من الإنس والجن
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[23 - 05 - 07, 05:33 م]ـ
أخي بارك الله فيك و نفع بك
المرجع في تفسير الآيات هي كتب التفسير، و قد نقلت لنا كتب التفسير قولين و هما:
القول الأول: أن الضمير يعود في الآية للإنس، و هو قول مجاهد و غيره من السلف و الخلف.
القول الثاني: أن الضمير يرجع للإنس و الجن، و هذا القول حكاه ابن جرير عن الضحاك بن مزاحم.
و استدل الضحاك بن مزاحم بالآية (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم)
و أجاب أصحاب القول الأول بما يلي:
أن هذا الاستدلال محتمل و ليس بصريح،
و هذه الآية كقوله تعالى (يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان) أي من أحدهما
أي أحد هذين البحرين و هو البحر المالح دون البحر الحلو.
كل ماذكرته هنا ذكره ابن أبي العز
و هذا ما أردت توضيحه.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[24 - 05 - 07, 01:12 ص]ـ
بوركت أحي الكريم(41/217)
أفيدونا بالله عليكم .. من يعرف الشيخ محمود خطاب السبكي؟
ـ[احمد آل صالح]ــــــــ[23 - 05 - 07, 06:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله انا في حيرة من امري ..
الشيخ محمود خطاب السبكي مؤسس الجمعية الشرعية ..
من يعرف شيئا عن هذا الرجل يفيدنا بارك الله فيكم
من هو؟ وما عقيدته؟ و ما القول فيه؟
جزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الدكتور جمال أبو حسان]ــــــــ[23 - 05 - 07, 09:44 ص]ـ
انه من المسلمين الذين يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وقد لقي ربه والان هو في رحمة الله ان شاء الله
وكتابه الدين الخالص في فقه العبادات يدل على علو كعبه في الحديث والفقه
ـ[احمد آل صالح]ــــــــ[23 - 05 - 07, 02:01 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي ..
احد الاخوة يحدثني كثيرا ان الشيخ كانت له كرامات كثيرة .. ويحكي لي عنها
بل واحضر كتاب فيه قصة حياته .. وعنوان الكتاب ..
" الشيخ محمود خطاب السبكي .. امام السنة وقطب الاقطاب "
وفيه ذكر لكثير من هذه الكرامات .. حتى ان الكاتب (وكان معاصر للشيخ) يحكي ان الشيخ احضر
واحدا من السعودية الي مصر في ساعات قلائل .. وانه كان يسكت الجن في مجلسه ودروسه ..
وكان يخاطبهم كثيرا ويدعوهم .. فانا ارتبت قليلا من الامر .. ولا ادري ما مدى صحة هذا الكلام
لذلك اردت التيقن .. فرجاء من عنده افادة اكثر عن القول في هذا الشيخ يفدنا بارك الله فيكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - 05 - 07, 02:16 م]ـ
السبكي - عفى الله عنه - أشعري، مع تصوف. وافتراء على شيخ الإسلام وابن القيم.
ينظر كتابه: " إتحاف الكائنات ببيان مذهب السلف والخلف في المتشابهات ".
وقد تعرض لهذا الكتاب ورد على مافيه: الدكتور عبدالرزاق بن طاهر معاش، في رسالته: " مسالك أهل السنة فيما أشكل من نصوص العقيدة " (2/ 77 - 96).
ـ[احمد آل صالح]ــــــــ[23 - 05 - 07, 05:39 م]ـ
جزاك الله خيرا
وان كانت عندك معلومات اكثر عنه .. افدنا بها بارك الله فيك
الامر ذا اهمية بالنسبة لي
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - 05 - 07, 06:42 م]ـ
ارجع لكتاب الدكتور عبدالرزاق السابق.
ـ[احمد آل صالح]ــــــــ[23 - 05 - 07, 06:45 م]ـ
للاسف يتعذر على الرجوع للكتاب
اذا تفيدنا بمعلومات اكثر عنه .. يكون افضل ان شاء الله
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو ثابت المترجم]ــــــــ[23 - 05 - 07, 08:45 م]ـ
الشيخ محمود السبكى كان أشعرى العقيده خلوتى الطريقه كما نقل ذلك أولاده وطعن فى العقيده السلفيه فى كتابه اتحاف الكائنات وملأه بالسب والطعن فى شيخ الإسلام ابن تيميه وابن القيم وانتهى إلى أن كفرهما وكفر من كان على إعتقادهما
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[24 - 05 - 07, 12:20 ص]ـ
الرجل جهمي جلد
يكفر من اعتقد ان الله في السماء في كتابه اتحاف الحيوانات .......
ـ[احمد آل صالح]ــــــــ[24 - 05 - 07, 01:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ولكن اخبرني احد الاخوة انه كان صوفيا .. ثم هداه الله لعقيدة اهل السنة والجماعة فما مدى صحة هذا؟
وان كان صحيحا .. فهل يمكن ان يكون كتب كتابه هذا قبل اهتداؤه للحق؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 01:42 ص]ـ
هو في مسائل القبور و ما يحصل لديها من بدع و شركيات له كلام قوي في ذلك و في الرد على القبورية و بعض بدعهم
اما عقيدته في الاسماء و الصفات فلم يكن محققا فيها بل انحرف على شيوخ الاسلام و نصر مذهب المعطلة في الصفات
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 01:50 ص]ـ
أخي أحمد، ما ذكره صاحبك قريب من دعوى أحمد الغماري الذي كتب إلى الشيخ بوخبزة حفظه الله: والرجل كان في الأول صوفيا، وأسس زاوية ينشر فيها الطريقة الخلوتية، ثم ادعى أنه يتمسك بما في مدخل ابن الحاج حرفا حرفا، ثم خرج منه إلى الوهابية!! وحاربة التصوف والطرق!!
وقد رماه الغماري بكل بائقة ونقيصة، ووصفه بالمبتدع الضال الدجال، الكذاب الجاهل، ونعته بالشيطنة والإضلال، والتلبيس والاحتيال، وبدواهٍ مُدهية لا أقوى على نقلها، ثم أحال على كشف الحجاب عن بلايا محمود خطاب، واكتشاف السر المقصود من بلايا محمود، وتحطيم الحسام السامي، كلها لتلميذ السبكي: مصطفى الحمامي.
والغماري معروف بالمجازفة والتزيد ومجاوزة الحد، والله أعلم بصحة ما ذكره.
وممن أكثر من الرد على محمود هذا: الشقيري صاحب كتاب السنن والمبتدعات.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 10:19 م]ـ
طالع أيضًا: رسالة (جماعة أنصار السنة المحمدية - نشأتها - أهدافها .. ) للدكتور أحمد الطاهر. فقد ذكر (147 - 149) نبذة عن الجمعية الشرعية التي أسسها السبكي، وعلاقتها بأنصار السنة.
وفقك الله ..
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[26 - 05 - 07, 02:53 ص]ـ
ما انصفتم والله غفر الله لى ولكم
اما اتهامه بالتصوف فمن المضحكات وهل اسس الجمعيه الشرعيه الا لمحاربة البدع والخرافات ان من يتهم السبكى بالتصوف كمن يتهم الامام احمد بانه يقول بخلق القرآن
اما الاشعريع فنعم ولكن لاتجعلنا نسفه الرجل ونطمس جهوده اليست الاشعريه عقيده لطابور طويل من العلماء سلفا وخلفا ومنهم ائمة اعلام
والرجل لم يكن جهميا نافيا بل هو مفوض ومقصده التنزيه اقول هذا ويعلم الله انى على مذهب السلف ولكن هالنى هذا التسفيه والتطاول على علم من الاعلام غفر الله لى ولكم
وتبقى كلمه
عفوا شيخنا الخراشى ارجو الا اكون قد تجاوزت قدرى معك فمثلى لايعقب على مثلك لكن لاحظت ان حكمك على الرجل من كتب من لايحبونه وتعلمنا منكم معشر العلماء ان نكون منصفين ونقرأ للفريقين من يحب ومن يكره والله انى احبك فى الله والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/218)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 05:11 م]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
لكني قرأت من كتابه مباشرة منذ سنوات قبل أن أقرأ كتاب الدكتور عبدالرزاق معاش - حفظه الله -.
وقولك - رعاك الله -: (من كتب من لايحبونه)! غريب منك، فرسالة الدكتور رسالة علمية موثقة، وهو ينقل كلام السبكي بالنص ثم يرد عليه بأدب واحترام.
وصدقني أن مثل نقد الدكتور يفيد الأمة لكي لا تبقى في أخطائها. بل تتحرر من الانحرافات والبدع تدريجيًا.
وفقكم الله ..
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[27 - 05 - 07, 12:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل وظنى بك والله الانصاف وجزى الله خيرا كل صاحب قلم يتق الله ويتحرى الحق فيما يكتب واعتذر مره اخرى ان كنت قد جاوزت قدرى فانا طويلب علم وكم نقلت من كتاباتك لمنتديات اخرى اساهم فيها بجهد متواضع سائلا الله لنا ولك التوفيق والسداد
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 05:21 ص]ـ
وجزاك ربي مثله أخي بن عبدالغني.
وبارك في جهودك ..
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 09:28 ص]ـ
انه من المسلمين الذين يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وقد لقي ربه والان هو في رحمة الله ان شاء الله
وكتابه الدين الخالص في فقه العبادات يدل على علو كعبه في الحديث والفقه
من أين حصلت على شهادة الدكتوراة أخ جمال!!
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 05:10 م]ـ
الشيخ محمود خطاب السبكي، تعلم العلم كبيرا، ولما تخرج من الأزهر، كان داعيا لنبذ البدع في الفروع، واستفتى علماء الازهر في بعض البدع الشائعة، وطبع هذه الفتاوى في كتاب سماه: فتاوى أئمة المسلمين بقطع لسان المبتدعين، وكان متشددا جدا، وكان يرى بدعية العمامة بدون العذبة، ويحرم ذر الطربوش الأزهري.
وكان السبكي في مسائل القبور والمساجد سلفيا تماما، وهو أول من دعا لصلاة التراويح ثمانية ركعات بمصر، وكان داعيا من دعاة السلفية.
وقد ردعليه وعارضه كثيرون منهم الشيخ مصطفى أبو سيف الحمامي صديق الكوثري والدجوي والغماريين، وحضر عليه الشيخ أحمد بن الصديق درسه في الأصول ولم يعجبه لان الرجل غلب عليه الوعظ
وكان صوفيا بينه وبين بعض تلاميذه وله نظم في السيرة والشمائل والتصوف.، اسمه المقامات العالية في النشأة الفخيمة المحمدية
ولأنه كان مالكيا ومتمسكا بالمدخل ومحبا للشيخ عليش وحسونه النواوي والعدوي كان أشعريا في باب الأسماء والصفات وصنف كتابه اتحاف الكائنات ببيان مذهب السلف والخلف في المتشابهات.
وكان داعيا من دعاة الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وله أتباع كثيرون، وماله الذي ورثه عن والده الثري أنفقه في الجمعية الشرعية التي أسسها، وبني هو واتباعه أكثر من ألف مسجد في أنحاء مصر.
وكتابه في شرح سنن أبي داود من أحسن الشروح المتداولة، وكتابه الدين الخالص ينحى فيه منحى الشوكاني بطريقة أزهرية.
نسأل الله لنا وله الرحمة.
ولمزيد من المعلومات أنظر: مقدمة: المنهل العذب، الدين الخالص، المقامات العلية.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 05:36 م]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي الكعبي عن الفوائد عن السبكي رحمه الله.
وأخطاؤه تُرد بإنصاف.
ـ[احمد آل صالح]ــــــــ[27 - 05 - 07, 06:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
بارك الله فيكم ونفع بنا واياكم
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 06:31 م]ـ
وكان داعيا من دعاة السلفية.
وكتابه في شرح سنن أبي داود من أحسن الشروح المتداولة
أي سلفية هذه التي كان داعيا إليها؟
السلفية منهج شامل متكامل لفهم الدين على نهج السلف الصالح، في أبواب الإيمان والعبادات وسائر فروع دين الإسلام، وكيف يكون سلفيا من يكفر المؤمنين بعلو الرب العلي الأعلى جل وعز، ولازم قوله تكفير الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين وأكثر أمة الإجابة.
هذا، إلى ضلالات أخرى لا تخفى على من عرف أحوال القوم، والله المستعان.
أما شرحه على السنن، فله قصة ذات عِبر، ذكرها غير واحد، منهم صاحب فكرة كتابة الشرح منير الدمشقي في نموذجه ص629 - 635، وذكر فيه ملحوظات واستدراكات يحسن بالباحث تأملها، مع تدبر ما في الجواب المفيد للسائل المستفيد ص37 - 38 لابن الصديق.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[27 - 05 - 07, 07:05 م]ـ
طالع أيضًا: رسالة (جماعة أنصار السنة المحمدية - نشأتها - أهدافها .. ) للدكتور أحمد الطاهر. فقد ذكر (147 - 149) نبذة عن الجمعية الشرعية التي أسسها السبكي، وعلاقتها بأنصار السنة.
وفقك الله ..
جزاك الله خيراً شيخ سليمان.
وهذه الصفحات مصورة من رسالة الشيخ الدكتور أحمد محمد طاهر عن الجمعية الشرعية وعلاقتها بأنصار السنة صورتها ووضعتها على ملف pdf .
من هنا. ( http://www.zshare.net/download/20399999c6249c/)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[27 - 05 - 07, 08:36 م]ـ
أي سلفية هذه التي كان داعيا إليها؟
السلفية منهج شامل متكامل لفهم الدين على نهج السلف الصالح، في أبواب الإيمان والعبادات وسائر فروع دين الإسلام، وكيف يكون سلفيا من يكفر المؤمنين بعلو الرب العلي الأعلى جل وعز، ولازم قوله تكفير الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين وأكثر أمة الإجابة.
هذا، إلى ضلالات أخرى لا تخفى على من عرف أحوال القوم، والله المستعان.
أما شرحه على السنن، فله قصة ذات عِبر، ذكرها غير واحد، منهم صاحب فكرة كتابة الشرح منير الدمشقي في نموذجه ص629 - 635، وذكر فيه ملحوظات واستدراكات يحسن بالباحث تأملها، مع تدبر ما في الجواب المفيد للسائل المستفيد ص37 - 38 لابن الصديق.
جزاك الله خيرا ابا اويس
فسلفيته المزعومة وامره بالمعروف ونهيه عن المنكر ((واي معروف عند منكر العلو==واي منكر اكبر من تكفير من قال بعلو الله)) لاتكفي للثناء عليه.
فاتقوا الله يادعاة الانصاف وليكن انصافكم وغيرتكم لصفات الله عز وجل اكثر من غيرتكم لاهل البدع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/219)
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 12:24 ص]ـ
يا أخي قلنا: ان الرجل في مسائل كان سلفيا، وفي أخرى لم يكن كذلك، ففي الفروع كان سلفيا وداعيا، وهو صاحب كتاب فتاوى أئمة المسلمين بقطع لسن المبتدعين، وفي باب الاسماء والصفات لم يكن كذلك، فهو كما قالوا في نحوه: تعرف وتنكر.
والناس يقتربون ويبتعدون.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[15 - 06 - 08, 08:18 م]ـ
من باب "عدم تكرار المواضيع" ....
فلا داعي لفتح موضوع جديد,,,
فأسأل هنا,,,,
هل يُنصح بقراءة كتابه الدين الخالص؟
وهل لأحد من اهل العلم تعليق على هذا الكتاب,, كتبيين مواضع الخطأ ان وجدت ,,وهكذا ..
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[17 - 06 - 08, 08:13 م]ـ
الصفحات التي رفعها الأخ الفاضل " أبو هبة " قد تم حذفها من موقع الرفع ... الرجاء ممن يستطيع رفعها لنا مرة أخرى , وله دعوة بظهر الغيب ...
ـ[ابو هبة]ــــــــ[18 - 06 - 08, 03:38 ص]ـ
الصفحات التي رفعها الأخ الفاضل " أبو هبة " قد تم حذفها من موقع الرفع ... الرجاء ممن يستطيع رفعها لنا مرة أخرى , وله دعوة بظهر الغيب ...
تفضل: في المرفقات.
بقيت الدعوة بالغيب (إبتسامة).
ـ[أبو العباس الحضرمي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 09:47 ص]ـ
وكان داعيا من دعاة السلفية.
..............
وكان صوفيا بينه وبين بعض تلاميذه
أخي الكعبي كيف يكون من دعاة السلفية ثم يكون صوفيا بينه وبين بعض تلاميذه!؟
ما هذا الكلام العجيب؟
-----------
أخانا الذي قال:
[انه من المسلمين الذين يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وقد لقي ربه والان هو في رحمة الله ان شاء الله
وكتابه الدين الخالص في فقه العبادات يدل على علو كعبه في الحديث والفقه]
جزاك الله خيرا، وأزيد على كلامك: ومن الذين يصلون الصلوات الخمس ويصومون رمضان. .. الخ
ما رأيك؟ أهذا هو ما سأل عنه أخونا الفاضل؟
--------------
أخانا ابن عبد الغني، قلت:
[عقيده لطابور طويل من العلماء سلفا وخلفا ومنهم ائمة اعلام]
أما "خلفا" فنسلم بذلك وأما "سلفا" فكذبت وفقنا الله وإياك للحق
وقولك:
[لاتجعلنا نسفه الرجل ونطمس جهوده]
من الذي طمس جهوده؟ إن أخانا يسأل عن عقيدته لا عن جهوده، وأنت لو سئلت عن عقيدة عالم من الطابور الطويل الذي ذكرته لقلت عنه: أشعري، فما الفرق؟
وقولك:
[لاحظت ان حكمك على الرجل من كتب من لايحبونه]
وما الذي أدراك أنه لا يحبه؟
--------------------
أيها الإخوة الكرام يا أهل الحديث والسنة!
إياكم أن تغتروا بما يثار من شعارات: الإنصاف والرفق في الدعوة. . . الخ فيؤدي بكم ذلك إلى التساهل في بعض البدع، والشعارات قد تكون في ظاهرها حقا ثم يكون ما تحتها باطلا فاحذروا!
لقد كان سلفنا الصالح قمة في الإنصاف والعدل ومع ذلك كانوا شديدين - شدة في محلها - في التحذير من أهل البدع وبدعهم.
والمتأمل في مشاركات بعض الإخوة يرى أن هناك تورعا باردا! في الحكم على أهل البدع
والله أعلم(41/220)
تلبس الجن بالإنس من يدلني على بحث مؤصل لهذه المسألة مع تتبع ادلة المانعين من التلبس
ـ[أبو عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[23 - 05 - 07, 06:36 م]ـ
أيها الاخوة هل من احدكم من يدلني على بحث مؤصل لهذه المسألة مع تتبع ادلة المانعين من التلبس واستقصائها والرد عليها وجزيتم خيرا
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[24 - 05 - 07, 10:06 م]ـ
إليك أخي الكريم بحثاً مؤصلاً بالأدلة الشرعية هنا من رقم إلى106 رقم 108
http://www.tahhansite.com/pages/E.htm
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 05 - 07, 07:19 ص]ـ
ربما تجد شيئاً يفيدك في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13894
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 09:09 ص]ـ
أخي الكريم: أنصحك بكتاب جيد رد فيه صاحبه على شبهات العقلانيين،
وهو كتاب " برهان الشرع في إثبات المس والصرع " لشيخنا الشيخ علي الحلبي".
وهناك كتاب آخر جمع فيه صاحبه نقولات عن شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجان، وهو كتاب (فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجان) تأليف شيخنا الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 10:32 ص]ـ
أيها الاخوة هل من احدكم من يدلني على بحث مؤصل لهذه المسألة مع تتبع ادلة المانعين من التلبس واستقصائها والرد عليها وجزيتم خيرا
إليك هذا البحث الجيد، أنقله لك من بعض المواقع:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرفالأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم،،،ظهر في الآونة الأخيرةكثير من الأصوات التي تنكر تلبس الجن بالإنس (الاقتران الشيطاني)، وهذه الظاهرةفي حقيقتها ليست وليدة هذا القرن أنما هي تقليد أعمى لبعض من سبق في بحث هذا الأمر، ومن هنا أقدم بحثاً تفصيلياً شاملاً في إثبا هذا الأمر:
أولاً: الدليلمن كتاب الله عز وجل:
أ) يقول تعالى في محكم كتابه: (الَّذِينَيَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُالشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ) (سورة البقرة – الآية 275) 0قال ابن كثير: (أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطانله، وذلك أنه يقوم قياما منكرا) (تفسير القرآن العظيم – 1/ 334) 0وذكر نحو ذلك الإمام الطبري في تفسيره (جامع البيان في تأويل القرآن 3/ 102)، وقاله القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن – 3/ 230)، وذكرهالألوسي في (روح المعاني – 2/ 49)، وقاله العلامة القاسمي في (محاسن التأويل) 0
وليس هناك من أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع، وهناكرسالة قيمة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - بخصوص ذلك،فمن أراد الاستزاده فعليه مراجعتها 0ب) - يقول تعالى في محكم كتابه: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوافَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) (سورة الأعراف – الآية 201) 0قال ابن كثير: (إذا مسهم أي أصابهم طيف وقرأ الآخرون طائف وقد جاء فيه حديث وهما قراءتانمشهورتان، فقيل: بمعنى واحد 0 وقيل: بينهما فرق 0 ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهممن فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه) (تفسير القرآن العظيم – 2/ 267) 0
ثانياً: الدليل من السنة المطهرة: أما الأحاديث النبوية الدالة علىإيذاء وصرع الجن للإنس فهي كثيرة أورد منها الآتي:
1) - عن عطاء بن رباح قال: قال لي ابن عباس - رضي الله عنه –: (ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى،قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشففادع الله لي، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك؟ فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها) (متفق عليه) 0وهذه المرأة اسمها أم زفر كما روى ذلك البخاري في صحيحه عن عطاء، والظاهرأن الصرع الذي كان بهذه المرأة كان من الجن 0قال الحافظ بن حجر في الفتح: (وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت: إني أخافالخبيث أن يجردني، - والخبيث هو الشيطان - فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتيأستار الكعبة فتتعلق بها 000 ثم قال: وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/221)
كانبأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى) (فتح الباري – 10/ 115) 0قلت: اختلف أهل العلم في بيان صرع الصحابية الجليلة (أم زفر) - رضي اللهعنها - هل هو عضوي أم شيطاني، والذي يترجح لدي في هذه المسألة بأن الصرع الذي كانتتعاني منه هذه الصحابية هو النوع الثاني، أي الصرع الشيطاني بدليل نص الحديثالثاني الذي أوردته في سياق أدلة إثبات صرع الجن للإنس، وأعتقد أنه طريق آخر لحديث (أم زفر) الأول، حيث ورد في الحديث ما نصه: " أتت امرأة إلى رسول الله صلى اللهعليه وسلم بها طيف " وقد ورد في المعاجم بأن الطيف هو المس من الشيطان، وكذلك مانص عليه الحافظ بن حجر - رحمه الله - في تعقيبه على حديث (أم زفر) بقوله: " وقديؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط " والله تعالى أعلم 0
2) - عن عثمان بن العاص - رضي الله عنه - قال: (لمااستعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف، جعل يعرض لي شيء في صلاتي،حتى ما أدري ما أصلي 0 فلما رأيت ذلك، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ابن أبي العاص؟) قلت: نعم! يا رسول الله! قال: (ما جاء بك؟) قلت: يارسول الله! عرض لي شيء في صلواتي، حتى ما أدري ما أصلي 0 قال: (ذاك الشيطان 0ادنه) فدنوت منه 0 فجلست على صدور قدمي0 قال، فضرب صدري بيده، وتفل في فمي، وقال: (أخرج عدو الله!) ففعل ذلك ثلاث مرات 0 ثم قال: (الحق بعملك) (أخرجه ابنماجة في سننه - كتاب الطب (46) – برقم (3548)، وقال الألباني حديث صحيح، أنظرصحيح ابن ماجة 2858 – وصححه البصيري في " مصباح الزجاجة " – 4/ 36 – السنن) 0
يقول العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله -: (وفيالحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان، ويدخل فيه، ولو كان مؤمناصالحا) (سلسلة الأحاديث الصحيحة – 2918) 0يقول الدكتور فهد بن ضويانالسحيمي عضو هيئة التدريس في الجامعة النبوية في أطروحته المنظومة لنيل درجةالماجستير: (الشاهد قوله صلى الله عليه وسلم: " أخرج عدو الله " وقول عثمان بنأبي العاص: ما أحسبه خالطني بعد 0 وجه الدلالة الخروج لا يكون إلا لشيء داخل الجسموكذلك المخالطة وذلك مما يدل على تلبس الجن بالإنس) (أحكام الرقى والتمائم – ص 116) 0
قلت: وفي هذا الحديث الصحيح دلالة قوية على مسألة صرع الجن للإنس، فالظاهر من سياق الحديث آنف الذكر أن هذا الصحابي الجليل كان يعاني من مس شيطانيبدليل قوله صلى الله عليه وسلم: " اخرج عدو الله " ولا يمكن بأي حال من الأحوال أنيكون المخاطب من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أو سراب أو خيال، بل كائنومخلوق موجود داخل جسد هذا الصحابي الجليل بكيفية وكنه لا يعلمه إلا الله سبحانهوتعالى، وكونه صلى الله عليه وسلم ينفث في فيّ الصحابي ويضرب صدره ثلاثا زاجراالشيطان متوعدا إياه، يدل بما لا يدع مجالا للشك على حقيقة إثبات صرع الجن للإنس،فتلك النصوص النقلية تؤكد هذا المفهوم، ومن أعياه شيطانه عن إدراك ذالك فليراجعنفسه وليعالج عقله، فربما أصابته لوثة شيطان أو نقص فهم وتجبر وطغيان 0ثالثاً: أقوال العلماء ممن قالوا بالصرع وأثبتوه:
أ) - قال محمد بنسيرين: (كنا عند أبي هريرة – رضي الله عنه – وعليه ثوبان ممشقان من كتان فتمخطفقال: بخ بخ، أبو هريرة يتمخط في الكتان، لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبررسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة مغشيا علي، فيجيء الجائي فيضع رجلهعلى عنقي ويرى أني مجنون وما بي من جنون، ما بي إلا الجوع) (فتح الباري – 13/ 303) 0
قال الدكتور فهد بن ضويان السحيمي عضو هيئة التدريس بالجامعةالإسلامية في المدينة النبوية: (والشاهد من الأثر: قول أبي هريرة " فيجيء الجائيفيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون " 0ويقول الدكتور الفاضل: أن وجه الدلالةإن من مر من الصحابة رضوان الله عليهم بأبي هريرة كان يظنه مجنونا فيضع رجله علىرقبته 0 لأن من علاج الجن وإخراجهم الضرب 0فهذا الأثر يدل على معرفة الصحابة – رضوان الله عليهم – لصرع الجن للإنس) (أحكام الرقى والتمائم – ص 121، 122) 0قال الذهبي معقبا على الأثر آنف الذكر: (كان يظنه من يراه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/222)
مصروعا، فيجلسفوقه ليرقيه أو نحو ذلك) (سير أعلام النبلاء – 2/ 590 – 591) 0ب) - قالشيخ الإسلام ابن تيميه مقررا دخول الجن في بدن المصروع: (وكذلك دخول الجن في بدنالإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة، قال الله تعالى: (الَّذِينَيَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُالشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ) 0 وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إنالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " (متفق عليه) 0وهذا الذي قاله مشهود،فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب بهجمل لأثر به أثرا عظيما 0 والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله 0وقد يجر المصروع وغير المصروع، ويجر البساط الذي يجلس عليه، وينقل من مكان إلىمكان 0 وتجري غير ذلك من الأمور؛ من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق علىلسان الإنسي، والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان) (مجموع الفتاوى - 24/ 277) 0
وذكر أيضا في كلام مطول: (أن المعتزلة هم الذين أنكروا مس الجنللإنس وقد أخطأوا في ذلك، ومس الجن للإنس ثابت بالكتاب والسنة) (مجموع الفتاوى - باختصار - 19/ 9 - 65) 0ج) - قال ابن القيم: (والفرقة الرابعة - يعنيأهل السنة والجماعة - وهم أتباع الرسل، وأهل الحق: أقروا بوجود النفس الناطقةالمفارقة للبدن، وأقروا بوجود الجن والشياطين، وأثبتوا ما أثبته الله تعالى منصفاتهما وشرهما، واستعاذوا بالله منه، وعلموا أنه لا يعيذهم منه، ولا يجيرهم إلاالله 0فهؤلاء أهل الحق، ومن عداهم مفرط في الباطل، أو معه باطل وحق، واللهيهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) (بدائع التفسير – 5/ 435، 436) 0د) - قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: (قلت لأبي: إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل فيبدن الإنس 00 فقال: يا بني يكذبون هوذا يتكلم على لسانه) (مجموع الفتاوى - 24/ 277) 0
هـ) - قال ابن حزم الظاهري: (الشيطان الذي يمس الإنسان الذي يسلطهالله عليه مسا كما جاء في القرآن يثير به من طبائعه السوداء والأبخرة المتصاعدة إلىالدماغ، كما يخبر به عن نفسه كل مصروع بلا خلاف منهم، فيحدث الله عز وجل كذاالصرع والتخبط حينئذ كما نشاهده، وهذا هو نص القرآن وما توجبه المشاهدة) (الفصلفي الملل والأهواء والنحل - 5/ 14) 0و) - قال الفخر الرازي: (ومن تتبعالأخبار النبوية وجد الكثير منها قاطعا بجواز وقوع ذلك من الشيطان، بل وقوعهبالفعل) (التفسير الكبير - 7/ 89) 0ز) - قال عمرو بن عبيد: (المنكرلدخول الجن في أبدان الإنس دهري) (آكام المرجان- ص 109) 0ح) - قالالعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -: (أما تأثيرهم على الإنس فإنهواقع أيضا، فإنهم يؤثرون على الإنس، إما أن يدخلوا في جسد الإنسان فيصرع ويتألم،وإما أن يؤثروا عليه بالترويع والإيحاش، وما أشبه ذلك 0والعلاج من تأثيرهمبالأوراد الشرعية مثل قراءة آية الكرسي، فإن من قرأ آية الكرسي في ليله لم يزلعليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح) (مجموع الفتاوى – 157) 0والحقيقة الشاهدة للعيان بعد عرض كافة الأدلة النقلية وأقوال علماء الأمةالأجلاء أن الحق في مسألة صرع الجن للإنس أبلج لا يحتاج للتأويل ولي أعناق النصوصلتوافق الأهواء والنزوات، وأن الخوض فيها دون علم ومستند شرعي والاعتماد على العقلدون النقل لجلج مردود على صاحبه كائنا من كان، فمصادر التشريع مقدمة على ما سواهاوهي تعلى ولا يعلى عليها 0ولكني أعجب ممن يدعي أن الجن والشياطين لايسكنون إلا في الأجسام الخبيثة المخبثة، وها نحن نقف أمام شواهد من السنة المطهرةتؤكد عكس ذلك تماما، وتبين أن المؤمن قد يبتلى بمثل هذا النوع من الأمراض، وقصةالصحابة (عثمان بن العاص) و (أم زفر) - رضي الله عنهما - خير شاهد ودليل علىذلك، وقد أكد هذا المفهوم العلامة محدث بلاد الشام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - كما مر معنا آنفا حيث قال: " وفي الحديث دلالة صريحة على أن الشيطانقد يتلبس الإنسان، ويدخل فيه، ولو كان مؤمنا صالحا " 0وأختم الإجابة علىهذا السؤال بتجربة لأحد الأطباء في العصر الحاضر الذي يؤكد على هذا المفهوم حيثينقل لنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/223)
تجربته من واقع عملي فيقول الدكتور نبيل ماء البارد - استشاري جراحة المخوالأعصاب والعمود الفقري - معاينا حالة أصيبت بصرع الأرواح الخبيثة في تقريره:
(قبل بدء الرقية الشرعية على المريضة، كانت قلقة متوترة مع نوبات منالهمود النفسي، تجيب على الأسئلة المطروحة عليها ولكنها غير متعاونة تماما، ويبدوأنها قلقة ليس على نفسها فقط، إنما على كل من كان حولها من العائلة 0 أظهر الفحصالعصبي المختص سلامتها من جميع النواحي العضوية العصبية، أما فحص الحدقتين فكانتابحجم طبيعي (4 - 5 مم)، مع استجابة عادية للمنعكس الضوئي حيث أنه المتعارف عليهأن تسليط الضوء على حدقة الإنسان المتواجد في غرفة معتمة نوعا ما يؤدي إلى انقباضأو صغر في حجم الحدقة، وهذا ما كان عليه الحال بالنسبة للسيدة المذكورة 0 وبعدالرقية، ومحاولة التكلم مع من تواجد بداخلها بدأت بالانفعال الشديد والهيجان، وقدبدا واضحا أن الشخص الذي يتكلم معنا هو شخص آخر ليس فقط بسبب تغير في نبرة الصوت؛وإنما للتعرض لأحداث وإجابات لم تكن تعرف عنها شيئا قبل ذلك، وخلال هذا الطور كانمن الصعوبة تسليط الضوء على العينين لفحص الحدقتين حيث كان ذلك يؤدي إلى هيجان شديدمع صعوبة في السيطرة عليها، ولكن بالرغم من ذلك تبين بأن حدقتا العينين هما في أشدمراحل التضييق، ولا يوجد لها أي تفاعل أو تغير بعد تسليط الضوء الشديد عليهما،وكانت العينان في حالة حركة أفقية مستمرة وهي ما نسميه (بالرأرأة) 0وفيالمرحلة الأخيرة وعندما طلب من الجني الخروج منها وذلك عن طريق الساق اليسرىأصابتها حالة اختلاجية تشنجية شديدة وموضعية خاصة في الساق اليسرى 0وبعد ذلكطرأ تغير شديد على المريضة حيث استفاقت وهي لا تعلم عن كل ما أصابها، كانت في حالةذهول شديد، وأرادت أن تتمم الحديث الذي بدأته قبل الرقية، بدت عليها علاماتالارتياح والطمأنينة، وعندما سألناها عن الصداع الشديد الذي كانت تشعر به قبل ذلكأجابت بأنه قد اختفى نهائيا 0تم فحص حدقتي العينين للمرة الثالثة، ووجد أنهماعادتا إلى الوضع الطبيعي الذي كانتا عليه قبل أن تتم القراءة عليها 0أما فحصقاع العين فقد كان طبيعيا قبل وأثناء وبعد القراءة عليها وصدق الله تعالى حيث قالفي محكم كتابه: (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌلِلْمُؤْمِنِينَ) (سورة الإسراء – الآية 82) 0 وقال: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْالْعِلْمِ إِلا قَلِيلا) (سورة الإسراء – الآية 85) 0وصلى الله وسلموبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0كتبه أبو الليث – الدكتور نبيل بنسليم ماء البارد - استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري) (العلاج القرآنيوالطبي من الصرع الجني والعضوي - ص 98 - 100) 0ولا بد تحت هذا العنوان منعرض مسألتين أساسيتين هما:
الأولى: تعريف الصرع (المس) في اللغةوالإصطلاح:
المس لغة: مس الجن للإنسان 0قال ابن منظور: (ثماستعير المس للجنون كأن الجن مسته يقال به مس من جنون) (لسان العرب – 6/ 218) 0المس اصطلاحا: (هو تعرض الجن للإنس بإيذاء الجسد خارجيا أو داخليا أوكليهما معا، بحيث يؤدي ذلك لتخبط في الأفعال مما يفقد المريض النظام والدقةوالأتاة والروية في أفعاله، وكذلك يؤدي للتخبط في الأحوال فلا يستقر المريض علىحالة واحدة) 0قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين: (والمس اصطلاحا: أذية الجن للإنسان من خارج جسده أو من داخله أو منهما معا، وهو أعم من الصرع) (فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين – ص 61) 0الثاني: بعضأقوال أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين ممن أنكر الصرع وأرجعوا حالاته للوسوسةوالرد على ذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/224)
قال القاضي أبو يعلى: (ولا سبيل للشيطان إلى تخبيط الإنسيكما كان له سبيل إلى سلوكه ووسوسته، وما تراه من الصرع والتخبط والاضطراب ليس منفعل الشيطان لاستحالة فعل الفاعل في غير محل قدرته، وإنما ذلك من فعل الله تعالىبجري العادة، ولا يكون المجنون مضطراً إلى ذلك 0وقد يتوصل من الشيطان وسواس،والوسواس يحتمل أن يفعل كلاماً خفياً يدركه القلب، ويمكن أن يكون هو الذي يقع عندالفكر، ويكون منه مس وسلوك ودخول في أجزاء الإنسان ويتخطفه، خلافاً لبعضالمتكلمين في إنكارهم سلوك الشيطان في أجسام الإنس، وزعموا أنه لا يجوز وجود روحينفي جسد، والدلالة عليه قوله تعالى: (الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَإِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ) (سورةالبقرة – الآية 275)، وقال تعالى: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ النَّاسِ) (سورة الناس – الآية 5)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يجري منابن آدم مجرى الدم) (متفق عليه)، ولأنه لا يمتنع أن يدخل الشيطان في أجسامناسواء كانت رقيقة أو كثيفة كالطعام والشراب) (المعتمد في أصول الدين – ص 173، 174) 0
* قال الجُبَّائي: (الناس يقولون: المصروع إنما حدثت به تلك الحالةلأن الشيطان يمسه ويصرعه، وهذا باطل، لأن الشيطان ضعيف لا يقدر على صرع الناسوقتلهم، والشيطان يمس الإنسان بوسوسته المؤذية التي يحدث عندها الصرع، وهو كقولأيوب عليه السلام: (أَنِّى مَسَّنِى الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) (سورة ص – الآية 41، 42) وإنما يحدث الصرع عند تلك الوسوسة، لأن الله تعالى خلقه من ضعفالطباع، وغلبة السوداء عليه بحيث يخاف عند الوسوسة، فلا يجترئ، فيصرع عند تلكالوسوسة، كما يصرع الجبان من الموضع الخالي 0 ولهذا المعنى لا يوجد هذا الخبط فيالفضلاء الكاملين، وأهل الحزم والعقل، وإنما يوجد فيمن به نقص في المزاج وخلل فيالدماغ) (تفسير الفخر الرازي – باختصار – 7/ 95، 96) 0
* قال الشيخمصطفى المراغي في تفسير آية " كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ": (إن هذاالنص القرآني جاء موافقاً لما يعتقده العرب، وإن كان من " زعماتهم " فكانوا يقولون: رجل ممسوس: أي مسه الجن، ورجل مجنون: إذا ضربته الجن) (تفسير المراغي – 3/ 63، 64) 0
* قال الألوسي: (وقد أنكر القَفَّالُ من الشافعية أيضاً أنكون الصرع والجنون من الشيطان، لأنه لا يقدر على ذلك) (روح المعاني – 3/ 49) 0
* قال الزمخشري: (وتخبط الشيطان من زعمات العرب، يزعمون أن الشيطان يخبطالإنسان فيصرع 0 والمس والجنون 0 ورجل ممسوس وهذا أيضاً من زعماتهم 0 وأن الجنييمسه فيختلط عقله 0 وكذلك جن الرجل معناه ضربته الجن) (تفسير الكشاف – 1/ 165) 0
وتبعه البيضاوي في قوله وهو: (أي التخبط والمس، وأرد على ما يزعمونالخ 00) (تفسير البيضاوي - 1/ 173) 0وتبعهما أبو السعود في هذا القول (تفسير المنار – 3/ 195) 0قال القاضي عبد الجبار الهمذاني المعتزلي: (وربما قيل: إن قوله: (الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَايَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ) (سورة البقرة – 275) كيف يصح ذلك وعندكم أن الشيطان لا يقدر على مثل ذلك؟ 0 وجوابنا أن مس الشيطان: إنما هو بالوسوسة كما قال تعالى في قصة أيوب: (مَسَّنِى الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍوَعَذَابٍ) (سورة ص - 42، 43) كما يقال فيمن تفكر في شيء يغمه قد مسه التعب،وبين ذلك قوله في صفة الشيطان: (وَمَا كَانَ لِى عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاأَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِى) (سورة إبراهيم – جزء من الآية 22) ولوكان يقدر على أن يخبط لصرف همته إلى العلماء والزهاد وأهل العقول، لا إلى منيعتريه الضعف، وإذا وسوس ضعف قلب من يخصه بالوسوسة، فتغلب عليه المرة، فيتخبطكما يتفق ذلك في كثير من الإنس إذا فعلوا ذلك بغيرهم) (تنزيه القرآن عن المطاعن – ص 54) 0وقد رد الناصر في " الانتصار " حيث قال: (معنى قول الكشاف منزعمات العرب أي كذباتهم وزخارفهم التي لا حقيقة لها 0 وهذا القول على الحقيقة منتخبط الشيطان بالقدرية من زعماتهم المردودة بقواطع الشرع - ثم ساق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/225)
ما ورد في ذلك منالأحاديث والآثار – وقال بعده: واعتقاد السلف وأهل السنة أن هذه أمور على حقائقهاواقعة كما أخبر الشرع عنها 0 وإنما القدرية خصماء العلانية 0 فلا جرم أنهم ينكرونكثيراً مما يزعمونه مخالفاً لقواعدهم 0 من ذلك: السحر، وخبطة الشيطان، ومعظمأحوال الجن 0 وإن اعترفوا بشيء من ذلك فعلى غير الوجه الذي يعترف به أهل السنةوينبئ عنه ظاهر الشرع في خبط طويل لهم) (نقلاً عن التداوي بالقرآن والسنة والحبةالسوداء – ص 61) 0قال ابن عاشور: (وترددت أفهام المفسرين في معنى إسنادالمس بالنصب والعذاب إلى الشيطان، فإن الشيطان لا تأثير له في بني آدم بغيرالوسوسة كما هو مقرر من مكرر آيات القرآن، وليس النصب والعذاب من الوسوسة ولا منآثارها) (نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 75) 0وقال أيضاً: (000 وعندنا هو أيضاً مبني على تخييلهم، والصرع إنما يكونمن علل تعتري الجسم، مثل فيضان المِرَّة عند الأطباء المتقدمين وتشنّج المجموعالعصبي عند المتأخرين، إلا أنه يجوز عندنا أن تكون هذه العلل كلها تنشأ في الأصلمن توجهات شيطانية، فإن عوالم المجردات – كالأرواح – لم تنكشف أسرارها لنا حتىالآن، ولعل لها ارتباطات شعاعية هي مصادر الكون والفساد) 0وقال: (والذييتخبطه الشيطان هو المجنون الذي أصابه الصرع، فيحدث له اضطرابات 0 ويسقط على الأرضإذا أراد القيام) (تفسير التحرير والتنوير – 3/ 82، 83) 0قال الأستاذأبو الوفا محمد درويش من جماعة أنصار السنة: (يزعم الناس أن للشيطان قدرة على خبطالإنسان وضربه ومسه مساً مادياً يؤدي به إلى الصرع، وهذا زعم باطل كل البطلان،روجه في الناس طائفة من الدجالين الذين يحاولون أن يحتالوا على الناس ليسلبوهمأموالهم ويعبثوا بعقولهم 0وقال أيضاً: (ولا حجة لهم في هذا، لأن المسَّفيه معنى غير المعنى الذي يتوهمون، فهو من الأمور الغيبية التي نؤمن بها ولا ندرككنهها، ولو كان كما زعموا أصبح الناس جميعاً صرعى يتخبطون، وهذا غير الواقعالمشاهد) (صيحة حق – ص 204) 0قال الشيخ محمود شلتوت: (ومع هذا كله قدتغلب الوهم على الناس، ودرج المشعوذون في كل العصور على التلبيس، وعلى غرس هذهالأوهام في نفوس الناس، استغلوا بها ضعاف العقول والإيمان، ووضعوا في نفوسهم أنالجن يلبس جسم الإنسان، وأن لهم قدرة على استخراجه، ومن ذلك كانت بدعة الزار،وكانت حفلاته الساخرة المزرية، ووضعوا في نفوسهم أن لهم القدرة على استخدام الجنفي الحب والبغض، والزواج، والطلاق، وجلب الخير ودفع الشر، وبذلك كانت " التحويطة والمندل وخاتم سليمان " 000 وقد ساعدهم على ذلك طائفة من المتسمين بالعلموالدين، وأيدوهم بحكايات وقصص موضوعة، أفسدوا بها حياة الناس، وصرفوهم عن السننالطبيعية في العلم والعمل، عن الجد النافع المفيد 0وجدير بالناس أن يشتغلوابما يعنيهم، وبما ينفعهم في دينهم ودنياهم، جدير بهم أن لا يجعلوا لدجل المشعوذينسبيلاً إلى قلوبهم فليحاربوهم وليطاردوهم حتى يطهر المجتمع منهم، وليعرفوا ما أوجبالله عليهم معرفته مما يفتح لهم أبواب الخير والسعادة) (الفتاوى – ص 27) 0قال الغزالي – رحمه الله – في تقديمه لكتاب " الأسطورة التي هوت ": (هناكخلافات فقهية ينبغي أن نعلن وفاتها ونفض اليدين منها 0 وبعض الناس يجاوز النقلوالعقل معاً، ويتعلق بمرويات خفيفة الوزن أو عديمة القيمة، ولا يبالي بما يثيرهمن فوضى فكرية تصيب الإسلام وتؤذي سمعته! ومن هذا القبيل زعم بعض المخبولين أنهمتزوج بجنية، أو أن رجلاً من الجن متزوج بإنسية، أو أن أحد الناس احتل جسمه عفريت، واستولى على عقله وإرادته! وقد التقيت بأصحاب هذه المزاعم في أقطار شتى من دارالإسلام، وقلت ساخراً: هل الجن تخصصوا في ركوب المسلمين وحدهم؟ فقلت: أيروايات بعد ما كشف القرآن وظيفة الشيطان ورسم حدودها؟ فكيف يحتل الجني جسماًويصرفه برغم أنف صاحبه المسكين؟ إن الشيطان يملك الوسوسة، والتحصن منها سهل بماورد من آيات وسنن 0 فلا تفتحوا أبواباً للخرافات بما تصدقون من مرويات تصل إليكم! قال لي أحدهم: إن هناك شياطين متشردة قد تعتدي على هذا وذاك من الفتيان والفتياتولا حرج علينا أن نطلب لهم الطب الشافي من أي مصدر! وقد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/226)
بلغنا أن رجالاً من أمتناكانوا يستخرجون الأرواح الشريرة من أجسام هؤلاء المصابين المساكين، ونحن نصدقهمونتأسى بهم! وقد شاع هذا القول منسوباً إلى ابن تيمية – رحمه الله – 0قلت: هناك أمراض نفسية أصبح لها تخصص علمي كبير، وهذا التخصص فرع من تخصصات كثيرة تعالجما يعتري البشر من علل 00 ولكني لاحظت أنكم تذهبون إلى دجالين في بعض الصوامعوالأديرة فيصفون لكم علاجات سقيمة ويكتبون لكم أوراقاً ملئ بالترهات، فهل هذا دين؟ إن الإسلام دين يقوم على العقل، وينهض على دعائم علمية راسخة، وقد استطاعتأمم في عصرنا هذا بالعلم أن تصل إلى القمر، وتترك عليه آثارها! فهل يجوز لأتباعدين كالإسلام أن تشيع بينهم هذه الأوهام عن عالم الجن، فيجروا وراءها هنا وهناك؟ إن الله عز وجل سائل المسلمين عما فعلوا بدينهم وعما لحق بهذا الدين البريء من تهم 00!) (نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان – باختصار - ص 5، 8) 0
قال الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر – رحمه الله -: (أنه لا يوجد دليل قطعي في العقيدة الإسلامية على إمكانية دخول الجن في جسد إنسانوامتزاجهما جسداً واحداً 000 وقال: إنه لهذا من ينكر هذه الإمكانية لا يكفر أويفسق، لأنها ليست من العقائد أو الغيبيات 0وبين حقيقة المس حيث قال: إنهيكون بمثابة تسلط من الجن على الإنس كما يحدث في التنويم المغناطيسي الشائع حيثيتبع الإنسان الذي يتم تنويمه المنوم المغناطيسي في أقواله ولغته وربما في صوته 0وأضاف أنه لذلك فإن ما يحدث " للمصروع " ليس أثراً لتداخل جسمين " جن وإنس " وامتزاجهما جسداً واحداً أو نحوه وإنما نتيجة التسلط كما يحدث في التنويمالمغناطيسي) (جريدة الرأي الأردنية – العدد 8442، تاريخ 2 جمادى الثانية 1415 هـ، الموافق 6 تشرين الثاني 1994 م) 0قلت: هذا الكتاب وهو " الأسطورة التيهوت " كتاب يرد المسألة من أساسها – أعني بذلك صرع الجن للإنس – حيث رد أقوال علماءالأمة الأجلاء وتجرأ عليهم بأسلوب فيه انتقاص من قدرهم وتهكم لمعرفتهم، بل وصل بهالأمر إلى تضعيف الصحيح وتنميق السقيم، واتبع بذلك أسلوبا يعتمد على الكلام المنمقوالعبارات المعسولة دون اتباع الدليل النقلي الصحيح، والذي يرى – من وجهة نظره – أنها أدلة ضعيفة، ولا يهمنا الكاتب بقدر ما يهمنا المنهج والمعتقد الذي يحملهويروج له، ومن خلال تتبعي لصفحات هذا الكتاب وما سيق فيه من ترهات وتجاوزات وشطحاتوذكر لبعض القصص المختارة بعناية فائقة وكأنها أصبحت الدليل الذي يستند إليه الكاتبفي تقرير هذه المسألة الشرعية، أرى أن صاحبها من أصحاب المدرسة العقلية الإصلاحيةالتي تتجه في تقرير المسائل إلى تقديم العقل على النقل، وهذا منهج المعتزلة الذينخالفوا سلف الأمة وأئمتها فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله) 0
يقول الشيخ محمد بن محمد الناجم الشنقيطي: (الغزالي أفضى إلى ما قدم،ومنهجه معروف ولا يحتج بكلامه، لأنه سلك مسلك العقلانيين في الدين وذلك عين الضلالإذ:-
ليس للعقل مجال في النظر00000000000000000000000إلا بقدر ما من النقلظهر
(منهج الشرع في بيان المس والصرع – الحاشية - ص 126) 0قالالدكتور محمد الشريف عميد كلية الشريعة في جامعة الكويت عندما سئل عن حقيقة مس الجنللإنسان هل هو حقيقة أم خيال؟
(إن طرق إثبات الحقائق في الواقع ثلاثة: إما عن طريق الحس، أي بالحواس الخمس، إذا لم يعتبرها لبس أو خطأ، أو بالعقلوالمقصود به القواعد العقلية المتفق عليها وليست عقل لكل فرد على حدة، أما الطريقالثالث والأخير فهو عن طريق الخبر الصادق أي الذي لا يختلف عليه أحد، والمقصود بهالخبر القطعي غير القابل للشك 0وقضية مس الجن للإنسان أو التلبس به لم يثبت عنأي طريق من هذه الطرق الثلاث، فأخباره إما صحيحة غير صريحة، وإما صريحة غير صحيحة 0 كما أن قصص وحكايات الناس عنه ناتجة عن أوهام وتخيلات، ولهذا السبب ذهب كثير منعلماء المسلمين إلى عدم إمكانه مشيراً إلى ضرورة وجود الأدلة والبراهين الصادقة لابالتخيلات والأوهام وبعض المعلومات السطحية التي قد يكون قرأها في بعض الكتب غيرالمثبتة، ولذا فلا أرى المس حقيقة يمكن تقديم الدليل عليها) (مجلة الفرحة – العدد 42 – مارس 2000 م – ص 30، 31)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/227)
0قال الأستاذ زهير الشاويش: (أنهلا يرى هناك تلبساً حقيقياً، وإنما هي حالات مرضية تعتري بعض الناس، وهم فيالغالب يعانون من ضعف في مداركهم، أو يمرون في ظروف خاصة، وأحوال نفسية 000 ويزيدذلك عليهم الذين يحيطون بهم والذين يتولون علاجهم من الدجاجلة وبعض الأطباء أحياناً) (نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 68) 0قال صاحب كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الجان بالإنسان ": (لاختلافالمدارس الفكرية والعقلية والنقلية في القرون الوسطى، واختلاف مناهجهم في الأصولالتي يعتمدون عليها، تختلف وجهات النظر في أمر يعد من الاجتهاد بمكان، وذلكبالنظر إلى القرآن، والحديث، والأخبار في ضوء الأصول العقلية الراجحة 0وأكثرالعلماء في جميع العصور مبتلون بالتقليد لمن سبقهم، ذلك أنهم يخشون أن يناقشوا ماأجمع جمهورهم عليه، للرهبة التي كانت تتسلط عليهم بمخالفة الدين وشرائع الإسلاموالزندقة وغيرها 0وقل أن تجد فيهم من يناقش المسائل بتجرد علمي قائم علىمعالجة النصوص معالجة الدليل والبرهان، والفهم الذي لا يقوده إليه التقليد) (نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 53) 0وقال: (بدأت أكتب وأنا في ذهني وبداية كتابتي ما كان أمامي إلا إثبات الصرع، والردعلى من ينكره 0وإذا بي أفاجأ أن ما كنت أعتقده باطل لا أساس له، ولا دليل يصحفيه، وهو أوهام لصقت بي من هنا وهناك 00، وأن الأمور التجريبية فيه قائمة علىوجهة نظر خالية من دليل إلا أن يكون دليل الجهالة وعدم المعرفة 00 حتى صار كل مجهولالسبب والعلة سببه شيطان أو جني يعبث بنا 00 إلى غير ذلك من الخرافات 00 التي تلعبدورها أكثر شيء عند ذوي الروحانيات والمصدقين بالغيب ما صح منه وما كذب فيه 0وقال أيضاً: وذهب جمهور المفسرين الذين تعرضوا لهذه الآية – يعني آية " إلاكما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " – إلى أنها دليل على الصرع، والمعنى: لايقومون إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له حقيقة 0والواقع أن هذاالتفسير بعيد، ولا يعرف المس بهذا المعنى!!
ولو استقرأنا ما ورد في كتاب اللهتعالى من المس، لما وجدناه يخرج عن الوسوسة التي نبه الشيطان نفسه أنه لا يحسنغيرها كما في آيات كثيرة) (نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسانبالجان – باختصار - ص 72، 73) 0ثم ساق بعض النصوص الحديثية من السنة فيهذه المسألة إلى أن قال: (هذه أهم النصوص التي احتجوا بها في الصرع وإثباته، وهيلا تخلو من أحد أمرين:
الأول: أن يكون معناها الذي ذكروا غير مسلم به، بل مالم يذكروا من معان أقوى في المسألة وأرجح 0الثاني: أن تكون ضعيفة ضعفاً لايقبل معه الاحتجاج بها، ولا تصلح بمجموعها أن تتقوى، لأن أغلبها شديد الضعف واضحالنكارة في بعض رواتها، ولأن قسماً منها نشأ من خطأ بعض الرواة فأعرضنا عنها) (نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 96) 0ومماقاله أيضاً: (وقد سمعت وجلست مع عدد من المعالجين الذين كانوا يقومون على إخراجالجن، فتبين لهم أنهم كانوا في أوهام، فاعتزلوا هذا العمل وحذروا منه وكان ممنسمعت عنهم وكان له مثل ذلك الموقف أحد المتقدمين في هذه الصنعة، وهو الشيخ عليمشرف العمري في المدينة المنورة 0وقال: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية أنالإنس قد يؤذون الجن بالبول عليهم، أو بصب ماء حار، أو بقتلٍ ونحو ذلك، دون أنيشعروا، فيجازي الجن حينئذ فاعل ذلك من الإنس بالصرع 00ويقول بعد أن نقلكلام شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - وهذا مردود لأسباب، منها: أن لا دليلعلى تأذي الجن من ذلك، ومنها أن الجن عالم لا تؤثر فيهم الماديات كما هو معروفبالنظر، ومجمل النصوص القرآنية والحديثية، ومنها أن ذلك القول لم نتلقه إلا منبعض الذين صرعوا أنفسهم بالأوهام والخرافات والحالات النفسية 000 وليس من يتكلم علىلسانهم – على زعمهم – بثقة أصلاً، فكيف نقبل كلامه على فرض أن المتكلم جني 0ثم قال: ويقول كثيرون: إن قراءة آية الكرسي وقراءة القرآن على المصروعيؤذي الجن، واستدلوا ببعض الأحاديث والمشاهدات الحسية لذلك 0وينقل رده علىذلك حيث يقول: إن القرآن مصدر هداية لا مصدر تعذيب وإهانة، فآيات القرآن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/228)
كلهاتشير أن القرآن مصدر هداية للعالمين جميعاً، وهو تشريع من رب العالمين) (نقلاًعن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 102، 103) 0ويقول أيضاً: (أما أن الصوت المتغير دليل على تلبس الجن، وأن هذا صوته،فليس يصح دليلاً، لأن الحالات النفسية عند الإنسان أحياناً تلجئه إلى تمثيل أدواروانفصام في الشخصية، ولا علاقة لهذا بالجن مطلقاً 0 ويستطيع كل واحد منا أن يغيرصوته بتخشين وتضخيم وترقيق وغير ذلك، فهل إذا فعل أحدنا هذا كان متلبساً بالجن؟! دليل غير مقنع، ولا دليل عليه من القرآن ولا من السنة، ولا من فعل السلف فيما صحعنهم) (نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 106) 0وقال أيضاً: (وأما ما يدعونه من أن المصروع يكتسب قوة غريبة يعجز عنهاعدد من الإخوة، فلا أظن أن له تفسيراً غير أن المصروع نتيجة اقتناعه بحلول الجنيفيه، يتمثل وكأن فيه قوة خارقة يحاول أن يعبر عنها 0 هذا في بعض الحالات) (نقلاًعن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 107) 0وقال: (وأما ما يدعونه من أن الضرب للمصروع إنما يقع على الجني نفسه، فهذا عندي باطل،لأن الماديات كما قررت في كتابي المطول لا تؤثر بالجن في أي حال من الأحوال، وبعضالمعالجين الذين رأيتهم استنكروا أن تكون قضية الضرب مجدية في الجني، أو مؤثرة فيه) (نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 108) 0ويقول أيضاً: (أما أن بعض الأورام أو الآثار تظهر على جسم الإنسان بسببالجن، فهذا ادعاء لظاهرة وجدت مع المرض، واختفت بعد زوال المرض، وهو المرضالنفسي أو العضوي، لذا فالمسألة بحاجة إلى تحليل ودراسة من قبل المتخصصين في الطبالعضوي والنفسي، لا من قبل الاجتهاد الشخصي لظاهرة قد يخطئ في إدراكها 0وأماأن المصروع يتكلم ببعض اللغات وبعض الغيبيات فقد ثبت بالتجربة المتكررة عندي وعندغيري أن المصروع يسأل عن أشياء في الغرفة التي يخاطب فيها نفسها، ومع ذلك لايعرفها، وهذا الأمر مجرب بكثرة) (نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقةالإنسان بالجان - ص 111) 0وينهي حديثه بخاتمة القول في الصرع فيقول: (تبين لنا أن لا دليل واضح من الكتاب والسنة على الصرع، ولا يصح إسناد إلى السلف فيمعالجته، وإن صح فإنما هو اجتهاد وليس بحجة 0ولم تشتهر مسألة الصرع اشتهاراًقوياً إلا في عصر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فقد حذا حذو تلك القصصالمذكورة في الأحاديث غير الصحيحة والأحداث الواردة عند بعض السلف، والتي لم تثبتصحتها 0وليس هناك في حالات الصرع المذكورة قديماً وحديثاً ما يدل أنها من الجن، وما ظن أنه منه فاحتمال ضعيف جداً، والواقع أن له تفسيرات أخرى أقوى) (نقلاًعن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 113) 0وأختمكافة هذه الترهات والأباطيل التي ساقها صاحب كتاب " الأسطورة التي هوت " وما أرىإلا أنه قد هوى في بحر الضلال والزيغ والباطل، وحسب ظني وتقديري فإن الكاتب لا يعيما يقول، فاقرأ وتمعن:
(عندما خاطبت المريض، فإني خاطبت العقل اللاواعي، ولم أخاطب جنياً، بل خاطبت الوهم الموجود في عقله اللاواعي، والذي اسمه زيزفونة، وأخرجته بالإيحاء لهذا العقل، وعندما يعود سمير إلى عقله الظاهر سوف يعلم فيمابعد إذا احتاج عقله الظاهر إلى عقله اللاواعي، وهو مخزن الوهم، سيجد أن لا وهم فيهذا المخزن، ولن تعود هذه الحالة له مطلقاً) (نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 122) 0تلك بعض النقولات التي ساقها ذلكالهدام والتي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك المنهجية العقلية في الحكم على هذهالمسألة - أعني صرع الجن للإنس – وأجد نفسي مترفعاً أن أدخل في نقاش تفصيلي لكل ماورد آنفاً فصفحات هذه الموسوعة تجيب بأسلوب واضح وبيان ساطع على كافة هذه الترهاتوالأباطيل، خاصة ما ذكره الشيخ الغزالي –رحمه الله- وصاحب كتاب" الأسطورة التي هوت "، لاسيما ما حوته صفحات هذا الكتاب من نقاش وتضعيف لكثير من الأحاديث الصحيحةالمأثورة، وأذكر في ذلك ما نقله العلامة الشيخ " مقبل بن هادي الوادعي " – حفظهالله – حيث يقول: (فإني لما كنت بمدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/229)
وسلمبلغني أن بعض الناس ينكرون " حديث السحر " فقلت لمن أخبرني: إنه في البخاري ومسلم، فقال: وهم ينكرونه، فقلت: بمن ضعفوه، وكنت أظن أنهم يسلكون مسالك العلماء فيالنقد والتجريح لعلهم وجدوا في سنده من هو سيئ الحفظ أو جاء موصولاً والراجح أنهمنقطع أو جاء مرفوعاً والراجح فيه الوقف كما هو شأن الحافظ الدارقطني - رحمه الله - في انتقاداته على الصحيحين فإذا هؤلاء الجاهلون أحقر من أن يسلكوا هذا المسلك الذيلا يقوم به إلا جهابذة الحديث ونقاده والميزان عند هؤلاء أهواؤهم فما وافق الهوىفهو الصحيح، وإن كان من القصص الإسرائيلية أو مما لا أصل له وما خالف أهواءهم فهوالباطل، ولو كان في الصحيحين بل ربما تجاوز بعض أولئك المخذولين الحد وطعن في بعضالقصص القرآنية 0لذا رأيت أن أقدم لإخواني طلبة العلم هذا الحديث الشريفوتوجيه أهل العلم لمعناه على المعنى الذي يليق بشرف النبوة والعصمة النبوية ولاأدعي أنني صححت الحديث فهو صحيح من قبل أن أخلق ومن قبل أن أطلب العلم وما طعن فيهعالم يعتد به وناهيك بحديث اتفق عليه الشيخان ورواه الإمام أحمد من حديث زيد بنأرقم ولا يتنافى معناه مع أصول الشريعة 0والذي أنصح به طلاب العلم أن لا يصغواإلى كلام أولئك المفتونين الزائغين وأن يقبلوا على تعلم الكتاب والسنة وأن يبينواللناس أحوال أولئك الزائغين ويحذروا منهم ومن كتبهم ومجلاتهم وندواتهم والله أسألأن يحفظ علينا ديننا وأن يتوفانا مسلمين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنامن لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) (ردودأهل العلم على الطاعنين في حديث السحر – ص 3، 4) 0
وأوكد من خلال طرح هذا الموضوع وما تضمنه كتاب " الأسطورة التي هوت " من جزئيات تخالف بمجملها منهج السلف الصالح الذي يدعي الكاتب الانتماء إليه،فإني أدعو القارئ الكريم لقراءة هذه الموسوعة قراءة متأنية، حيث يجد رداً على كافةالشبهات المطروحة، إلا أنني أجد نفسي مقحماً في إيضاح بعض النقاط الهامة والرئيسةفي هذا الموضوع، وأجملها بالآتي:-
أولا: إن مسألة صرع الجن للإنس منالمسائل المقررة عند علماء أهل السنة والجماعة، وقد نقل غير واحد من أثبات أهلالعلم اتفاق أهل السنة عليها، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر: ما ذكره شيخالإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى (19/ 9، 32، 65 - 24/ 277)، وابنالقيم في " زاد المعاد (4/ 66، 67) و " بدائع التفسير " (5/ 435، 436) و " وإغاثة اللهفان " (1/ 132) و " الطب النبوي " (ص 68 – 69)، وابن كثير في " تفسير القرآن العظيم " (1/ 334 – 2/ 267)، والطبري في " جامع البيان في تأويلالقرآن " (3/ 102)، والقرطبي في " الجامع لأحكام القرآن " (3/ 230، 355)،والألوسي في " روح المعاني " (2/ 49)، والقاسمي في " محاسن التأويل " (3/ 701)، وابن عاشور في " تفسير التحرير والتنوير " (3/ 82)، والفخر الرازي في " التفسير الكبير (7/ 89)، ومحمد رشيد رضا في " تفسير المنار " (8/ 366)،والحافظ بن حجر في " فتح الباري " (6/ 342 – 10/ 115، 628)، والنووي في " صحيح مسلم بشرح النووي" (1،2،3/ 477 – 13،14،15/ 331 – 16،17،18/ 102، 415)،والشبلي في " آكام الجان " (ص 114 – 115)، وعبدالله بن حميد في " الرسائل الحسانفي نصائح الإخوان " (ص 42)، والشوكاني في " نيل الأوطار " (8/ 203)، وابنحزم الظاهري في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " (5/ 14)، وبرهان الدينالبقاعي في " نظم الدرر " (4/ 112)، ومحمد الحامد الحموي في " ردود على أباطيل " (2/ 135)، وابن الأثير في " النهاية في غريب الحديث " (2/ 8)، والذهبي في " سير أعلام النبلاء " (2/ 590 – 591)، وابن منظور في " لسان العرب " (9/ 225)، والعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - في " السلسلة الصحيحة (حديث 2918، 2988)، والعلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – فيرسالة مشهورة ومتداولة، والشيخ محمد بن صالح العثيمين في " مجموع الفتاوى " (1/ 156 – 157، 299)، والشيخ أبو بكر الجزائري في " عقيدة المؤمن " (ص 230)،والشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله – في " العين والرقية والاستشفاء من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/230)
القرآنوالسنة " (ص 23) 0وأذكر في سياق هذه المسألة كلاماً جميلاً لفضيلة الشيخمحمد بن صالح العثيمين حيث سئل عن حقيقة وأدلة أن الجن يدخلون الإنس، فتراه يضعالنقاط على الحروف ويجيب – حفظه الله – بالآتي:
(نعم هناك دليل من الكتابوالسنة، على أن الجن يدخلون الإنس، فمن القرآن قوله – تعالى -: (الَّذِينَيَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُالشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ) (سورة البقرة – الآية 275) قال ابن كثير -رحمهالله-: " لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه، وتخبطالشيطان له " 0 ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم (إن الشيطان يجري من ابن آدممجرى الدم) (متفق عليه) 0وقال الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة: " إنهم – أي أهل السنة – يقولون إن الجني يدخل في بدن المصروع " 0 واستدل بالآيةالسابقة 0وقال عبدالله بن الإمام أحمد: " قلت لأبي: إن قوماً يزعمون أنالجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه) 0وقد جاءت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها الإمام أحمد والبيهقي،أنه أتي بصبي مجنون فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول ": اخرج عدو الله، اخرجعدو الله "، وفي بعض ألفاظه: " اخرج عدو الله أنا رسول الله " 0 فبرأ الصبي 0فأنت ترى أن في هذه المسألة دليلاً من القرآن الكريم ودليلين من السنة، وأنهقول أهل السنة والجماعة وقول أئمة السلف، والواقع يشهد به، ومع هذا لا ننكر أنيكون للجنون سبب آخر من توتر الأعصاب واختلال المخ وغير ذلك) (مجموع فتاوى ورسائلالشيخ محمد بن صالح العثيمين – 1/ 293، 294) 0ثانيا: الأدلة النقليةفي هذه المسألة متعددة، فظاهر القرآن، وصريح السنة الصحيحة يؤكدان حصول ذلك،وكذلك آثار السلف الصالح، وقد تم إيضاح ذلك سابقا 0ثالثا: لم ينقلالخلاف في هذه المسألة إلا عن بعض أفراد الرافضة والمعتزلة، أو من تأثر بعقيدتهمومنهجهم من المنتسبين إلى أهل السنة، وهم ندرة 0رابعا: يلاحظ من كافةالنقولات المذكورة آنفا خاصة ما نقله صاحب كتاب " الأسطورة التي هوت " هو تحكيمالعقل في تقرير المسائل وإصدار الحكم عليها، ولا يخفى على كل مسلم أن هذا الاتجاهيخص أصحاب المدرسة العقلية " الإصلاحية "، ومن روادها جمال الدين الأفغاني ومحمودشلتوت ومحمد عبده 0ولا ينكر مسلم قط أهمية العقل بالنسبة للإنسان، فالحق جلوعلا خاطب العقل في كثير من الآيات المحكمات، إلا أنه لا يجوز مطلقاً أن يترفعالإنسان بعقله فوق الأمور المادية المحسوسة ليخوض في قضايا غيبية لم ولن يصل إليهاوإلى طبيعتها وكنهها مهما بلغ من العلم والمعرفة، فقضايا الغيب تقرر من خلالالنصوص النقلية الصحيحة، وليس لأحد كائن من كان أن يدلو بدلوه في هذه المسائل دونالدليل النقلي الذي يؤكد ذلك، والعقل الصريح لا ينكر أيا من مسائل الصرع والسحروالعين، بل يدل على إمكانية وقوعها وحدوثها فعلاً 0خامسا: أما أن يقالبأن " الجن عالم لا تؤثر فيهم الماديات كما هو معروف بالنظر " فهو كلام باطل،فالعلاقة بين الجن والإنس علاقة قد تؤثر فيها الماديات لكلا الطرفين، والأدلةوالشواهد من السنة الصحيحة تؤكد ذلك، فقد ثبت من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار، ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك – ثلاث مرات – ثم قلت: ألعنك بلعنة اللهالتامة، فلم يستأخر – ثلاث مرات – ثم أردت أن آخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمانلأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة) (أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتابالمساجد – صحيح الجامع 2108)، وفي رواية: (فخنقته حتى شعرت ببرد لعابه) 0يقول الإمام الماوردي في كتابه " أعلام النبوة " في معرض الحديث عن الجنوالشياطين، رادّاً على من أنكر خلق الجن 0 وقد بنى ردّه على شيئين: البرهانالنقلي والبرهان العقّلي لمن لم يؤمن بالنصوص الشرعية، وهو بحث قيم حرصت على ذكرهلارتباطه بهذه الجزئية، قال - رحمه الله -: (الجن من العالم الناطق المميز،يأكلون ويشربون ويتناكحون ويموتون، وأشخاصهم محجوبة عن الأبصار وإن تميزوا بأفعالوآثار 0 إلا أن يختص الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/231)
برؤيتهم من يشاء، وإنما عرفهم الإنس من الكتب الإلهية،وما تخيلوه من آثارهم الخفية) (نقلاً عن كتاب " حقيقة الجن والشياطين من الكتابوالسنة " للمؤلف الأستاذ " محمد علي حمد السيدابي " – ص 12) 0ومن هنا فإنعلماء الأمة يقررون الآثار المادية بين عالم الإنس وعالم الجن، وبالتالي فإن علاقةالجان بالإنسان قد تتعدى الدخول والتلبس؛ لتصل إلى الإيذاء، والمس، والصرع،والخطف، والقتل، وغيره، لا سيما أن التجربة تعضد ذلك، وهي خير شاهد عليه 0يقول الدكتور عبدالكريم نوفان عبيدات: (الاتصال بين الجن والإنس اتصال مننوع خاص، يختلف فيه عن الاتصال بين الإنسان وأخيه الإنسان، بل هو اتصال يناسبطبيعة كل منهما، وفي الحدود التي رسمتها سنن الله تعالى وقوانينه الكونية والشرعية 0 والجن موجودون في كل مكان يكون فيه إنس، ضرورة أن يكون لكل إنسي شيطاناً وهوقرينه من الجن كما ورد في الحديث، وهم على هذا يحضرون جميع أحواله وتصرفاته، لايفارقونه إلا أن يحجزهم ذكر الله تعالى 0والجن مسلَّطون على الإنس بالوسوسةوالإغواء تارة، وتارة أخرى يلبسون جسم الإنسان، فيصاب عن طريقهم بمرض من الأمراضكالصرع والجنون والتشنج، وقد يضلون الإنسان عن الطريق، أو يسرقون له بعض الأموال، أو يعتدون على نساء الإنس، وغير ذلك) (عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 254) 0
سادسا: ليس مع المنكرين لتلك المسائل سواء كانت متعلقة بالصرع أوالسحر أو العين، سوى شبهات عقلية واهية، وحجج نظرية متهاوية، وإذا أمعنت النظرفي صفحات كتاب " الأسطورة التي هوت " لا تجد منطلقاً ومنهجاً صحيحاً في الحكم علىالأحاديث، ولا تجد اتباع مسلك العلماء في النقد والتجريح، ومن ذلك قوله: (أنتكون النصوص الحديثية ضعيفة ضعفاً لا يقبل معه الاحتجاج بها، ولا تصلح بمجموعها أنتتقوى، لأن أغلبها شديد الضعف واضح النكارة في بعض رواتها، ولأن قسماً منها نشأمن خطأ بعض الرواة فأعرضنا عنها) 0ولو تتبعت المنقول في هذا الكتاب – أعنيالأسطورة - لوجدت قصصاً صيغت بأسلوب يثبت للقارئ، بأن موضوع الصرع وما يدور فيفلكه من أمور أخرى، هي عبارة عن أوهام وخرافات وأساطير، ولا أشك مطلقا بأن مناستشهد بهم الكاتب من معالجين على أصناف ثلاثة: الأول: صنف نسجه الكاتب من وهمهومخيلته، والثاني: جاهل لا يفرق بين أساسيات الرقية الشرعية كحال كثير منالمعالجين اليوم، والثالث: صنف أغوته الجن والشياطين ولبّست عليه في عقله وقلبه،حتى أصبح لا يدرك ما يقول، بل وصل به الأمر فتجرأ على علماء الأمة وأفذاذها، كحالصاحبنا هذا، وانظر إلى ما يقول: (وأكثر العلماء في جميع العصور مبتلون بالتقليدلمن سبقهم، ذلك أنهم يخشون أن يناقشوا ما أجمع جمهورهم عليه) 0وقال: (وذهبجمهور المفسرين الذين تعرضوا لهذه الآية – يعني آية " إلا كما يقوم الذي يتخبطهالشيطان من المس " – إلى أنها دليل على الصرع، والمعنى: لا يقومون إلا كما يقومالمصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له حقيقة 0والواقع أن هذا التفسير بعيد، ولايعرف المس بهذا المعنى!!
ولو استقرأنا ما ورد في كتاب الله تعالى من المس، لماوجدناه يخرج عن الوسوسة التي نبه الشيطان نفسه أنه لا يحسن غيرها كما في آيات كثيرة، ويقول أيضاً: (ولم تشتهر مسألة الصرع اشتهاراً قوياً إلا في عصر شيخ الإسلامابن تيمية – رحمه الله – فقد حذا حذو تلك القصص المذكورة في الأحاديث غير الصحيحةوالأحداث الواردة عند بعض السلف، والتي لم تثبت صحتها)، وقوله أيضاً: (يقولشيخ الإسلام ابن تيمية أن الإنس قد يؤذون الجن بالبول عليهم، أو بصب ماء حار، أوبقتلٍ ونحو ذلك، دون أن يشعروا، فيجازي الجن حينئذ فاعل ذلك من الإنس بالصرع 00ثم يقول: وهذا مردود لأسباب، منها: أن لا دليل على تأذي الجن من ذلك، ومنها أنالجن عالم لا تؤثر فيهم الماديات كما هو معروف بالنظر) 0سابعا: ومن لمتوجد لديه القناعة في إثبات تلك المسائل، فله الحق في التوقف في إثباتها حتى يتبينله الحق، أما اللجوء إلى أسلوب الإنكار والنفي وتجاوز ذلك لحد عدم إثبات ذلكللإسلام أو نفيه مطلقاً، فهذا لا يجوز قطعاً، وليس في الشرع ما ينفي هذا الأمر أويرده 0ثامنا: أما مسألة كلام الجني الصارع على لسان المصروع فلم أقف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/232)
علىدليل شرعي معتبر يثبت وقوع كلام الجني على لسان الإنسي، وإن لم أر ما ينفيه لاعقلا، ولا نقلا، وقد ورد ذلك عن بعض علماء الأمة كشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمهالله– وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – وفضيلة الشيخ محمدبن صالح العثيمين، ولكن لا بد أن يضبط الأمر بما تقتضيه المصلحة الشرعية وفقالقاعدة الفقهية (الضرورة تقدر بقدرها)، مع مراعاة الأمور الهامة التالية:
1) - عدم الخوض في الأمور التي لا فائدة من ورائها 0
2) - التركيز علىالجانب الدعوي بالنسبة للجن وترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوسهم 0ومن هنايتضح جليا جواز الخوض في بعض الأمور المتعلقة بالعلاج والتي تهم المعالِج وترفعالظلم عن المريض، شريطة أن يكون المعالِج على قدر من العلم الشرعي بحيث يوازي بينالمصالح والمفاسد ولا يؤدي مثل ذلك الحوار إلى أية مفاسد أو أضرار شرعية، وبإمكانالقارئ الكريم مراجعة هذه المسألة بالتفصيل في هذه السلسلة (منهج الشرع في علاجالمس والصرع) تحت عنوان (الحوار مع الجن والشياطين) 0تاسعا: الرقىالشرعية الثابتة هي قراءة القرآن المجملة بعموم نصوصه، أو المفصلة بالآيات والسورالوارد فضلها في السنة المشرفة وآثار السلف الصالح، أو الأدعية والتعاويذ المأثورة 0
عاشرا: لجأ كثير من المعالجين بالرقية الشرعية إلى إضافة أمور كثيرةمتعددة، ومن هذه الأمور ما له أصل في الشريعة أو مستند لبعض علماء الأمة الأجلاء،إلا أنه استخدم بطريقة خاطئة وغير صحيحة ومن تلك الأمور تخصيص قراءة آيات معينةوبكيفيات مختلفة أو الضرب والخنق وحوار الجن والشياطين ونحو ذلك من أمور أخرى،ومنها ما ليس له أصل في الشريعة ولا يوجد له مستند قولي أو فعلي لعلماء الأمة، ومنذلك ما ذكرته مفصلاً في كتابي بعنوان (المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرعوالسحر والعين)، كل ذلك أدى من قبل البعض لإنكار هذه التزايدات – وهذا حق -،ولكن أداه ذلك إلى إنكار أصل المسألة – بغير حق -! 0حادي عشر: إن العلومالطبية قديمها وحديثها ليس فيها ما ينفي – من الناحية العلمية المحضة – إمكانيةوقوع التلبس أو المس أو الصرع، بل على العكس من ذلك تماماً فقد أكد علماء الغربوالمتخصصين في مجالات الطب المتنوعة إمكانية حصول ذلك، وبإمكان القارئ الكريمالعودة إلى المبحث التاسع من كتاب (منهج الشرع في بيان المس والصرع) تحت عنوان (موقف الأطباء في العصر الحديث) ليعلم حقيقة ذلك، وليس مع الفئة التي أنكرت هذهالمسائل إلا النفي المجرد، وهذا باطل!!، وأما المثبتون: فلعموم الأدلة الشرعية، ولوقائع التجربة، والحس، والمشاهدة 0ثاني عشر: لا ينكر مطلقاً ورودمرويات ضعيفة وواهية في ذكر الصرع والمس والسحر والعين؛ وهذا لا يؤثر بأي حال منالأحوال على الأحاديث الصحيحة والحسنة، وهذا ما قرره أهل العلم (المتجردون) المتبحرون في العلم الشرعي، وقد ذكرت كثير منهم في البند الأول من هذه الفقرة 0
وإني إذ أعجب لما يقرره صاحب كتاب " الأسطورة التي هوت " في خاتمته حيثيقول: (وما من مجتهد في مسألة إلا يبحث عن الحق أينما كان، وليس للهوى موضع خاصفينا، إنما هي أحوال عامة ذكرت في بعض آيات القرآن، لا يعلمها إلا الله، إذموضعها القلوب فنكل علمها إلى رب العالمين، وإليه الحساب 0لذا من العبثوالتعسف أن يذكر الهوى في مقابل كل مسألة اجتهد فيها، وخالف بعضهم بعضاً، وما هذهالكلمة، وما قيلت إلا في معرض الكفرة الضالين، أما نحن – المسلمين – فمن الواجبأن تكون المحبة والإشفاق، هما الطاغيين على قلوبنا، فلا منازعة ولا منافرة أنغيري خاصمني أو اتجه اتجاهاً يخالف ما أنا عليه، لا منازعة ولا منافرة أن غيرياجتهد كما اجتهدت، وتوصل إلى خلاف ما توصلت 000 إنما المنافرة والمنازعة تكون علىأناس انتهزوا فرص اختلاف المسلمين ليكون لهم موطئ قدم من الدجل والشعوذة 00 أولئكنقصد في بحثنا، أولئك الذين زاغوا عن الحق بتلك الممارسات التي دونا بعضها، أولئككانوا سبباً في بناء صرح من الأوهام تخالف وتخلِّف الأمة 000 لا نريد أن نكونكأصحاب السفينة التي خرق سفهاؤهم فيها أسفلها، فإن سكت العقلاء وكانوا فيها غرقواجميعاً 0وليعلم القارئ الكريم أن الله تعالى رزق هذه الأمة نصاً لم يعترهالتحريف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/233)
والتبديل، نرجع إليه في خلافاتنا، وليس الفهم لهذه النصوص ملكاً لأحد دونأحد، بل لكل أحد أن ينظر فيها بالأصول المبنية على التفكير العلمي المزيدة باللغةومعرفة أساليبها 00 وما اختلفت الأمة إلا من أمرين: الأول في جهة الثبوت وعدمهلبعض النصوص، والآخر من جهة الدلالة والفهم، وليس تراكم النصوص من العلماء علىمدار قرون طويلة دليلاً على الصحة والقبول، وليس كل صحيح وصلنا 00 لذا فالبحث هوأصل العلم إلا فيما نصه صريح محكم، فنقف عنده بالتسليم دون تحريف أو تحوير 00 ولونظرنا إلى علماء الأمة في القرون الأربعة الأولى لوجدنا عند كثيرين منهم بعضالانفرادات التي لم يصل إلينا أن قال بهذه المسألة أحد آخر، ولا يعني هذا أنه لميقل أحد 00 وهكذا ما نقل بالتسليم، فلا يعني أن لا مخالفة له، بل لعله لم يصلنا،فقد تصلنا فكرة، وتندثر أخرى 00 فما كل ما قيل وصل، وكل يؤخذ منه ويرد إلا منينزل عليه وحي من السماء 00 فأقوال الأئمة قاضية بالأدلة، وينظر فيها إن عريت منهاوكانت اجتهادات ونحوها 0آمل من القارئ الكريم أن يكون قرأ هذه الرسالة بإمعانوإنصاف ونظر إلى الأدلة، فإن عيب عليَّ أمر فأنا أولى الناس أن أرشد إليه، ولانتكبر عن الرجوع إلى الحق، وبه نستعين) (الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسانبالجان – ص 169، 170) 0قلت: بعد هذه الخاتمة المنمقة التي أبى صاحب هذاالكتاب إلا أن يعبر فيها عن منهجه ومذهبه المبني على العقلانية، وأعجب للكلامالمعسول الذي يعبر فيه الكاتب في بداية خاتمته حيث يقول: (أما نحن – المسلمين – فمن الواجب أن تكون المحبة والإشفاق، هما الطاغيين على قلوبنا، فلا منازعة ولامنافرة أن غيري خاصمني أو اتجه اتجاهاً يخالف ما أنا عليه) ومع ذلك يقدح ويطعن فيعلماء أجلاء وهبوا أنفسهم وأوقاتهم في سبيل هذا الدين والنصرة له، وأما قوله: (أولئك الذين زاغوا عن الحق بتلك الممارسات التي دونا بعضها، أولئك كانوا سبباً فيبناء صرح من الأوهام تخالف وتخلِّف الأمة)، فهذا غمز ولمز ليس في المعالجين فحسبإنما تعداه لعلماء الأمة الذين قرروا تلك الممارسات في طريقة الرقية والعلاج، وأماقوله: (وليس الفهم لهذه النصوص ملكاً لأحد دون أحد، بل لكل أحد أن ينظر فيهابالأصول المبنية على التفكير العلمي المزيدة باللغة ومعرفة أساليبها 00)، وكأنمايفهم من الكاتب بأن الفهم الصحيح للنصوص النقلية ملكاً له ولمن شذ عن طريق الإجماع، فهذه المسألة – أعني صرع الجن للإنس – أجمعت عليها الأمة، وليس لأحد كائن من كانأن يبني الأصول على التفكير العلمي كما أشار صاحبنا، فالشريعة مقدمة على ما سواها، وثبوت النصوص النقلية عند علماء الحديث لا عند مدعي هذا العلم، يعني أنها أصبحتمصادر للتشريع ولا يمكن ردها أو إنكارها، أو لي أعناق النصوص لكي توافق المنهجالعقلي والذي يعتبر صاحبنا من رواده والمدافعين عنه، وأما قوله: (وليس تراكمالنصوص من العلماء على مدار قرون طويلة دليلاً على الصحة والقبول، وليس كل صحيحوصلنا 00)، وأعجب من هذا الكلام ولا أعتقد أنه بحاجة إلى تعليق، فالكلام يعبر عنصاحبه، وأما قوله: (آمل من القارئ الكريم أن يكون قرأ هذه الرسالة بإمعان وإنصافونظر إلى الأدلة، فإن عيب عليَّ أمر فأنا أولى الناس أن أرشد إليه، ولا نتكبر عنالرجوع إلى الحق، وبه نستعين)، فإني أنصح الكاتب بمراجعة نفسه مرات ومرات عسى أنيقف عند الحقيقة التي أنكرها، ومن ثم يعود لجادة الحق والصواب، وكذلك أنصحه بطلبالعلم الشرعي خاصة علم الحديث الذي خاض فيه فصال وجال دون الاعتماد على الأسسوالقواعد الرئيسة لهذا العلم أو المعرفة المتقنة بالرجال واتخاذ مسلك العلماء فيالجرح والتعديل، وأختم كل ذلك بكلام مبدع يرد فيه العلامة الشيخ محمد ناصر الدينالألباني – رحمه الله - على أصحاب هذا الاتجاه، حيث يقول:
(لقد أنكرالمعاصرون عقيدة مس الشيطان للإنسان مسا حقيقيا، ودخوله في بدن الإنسان، وصرعهإياه، وألف بعضهم في ذلك بعض التأليفات، مموها فيها على الناس، وتولى كبره مضعفاالأحاديث الصحيحة في كتابه المسمى بـ (الأسطورة)!، وضعف ما جاء في ذلك منالأحاديث الصحيحة – كعادته، وركن هو وغيره إلى تأويلات المعتزلة!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/234)
واشتط آخرون، فاستغلوا هذه العقيدة الصحيحة، وألحقوا بها ما ليس منها مما غير حقيقتها،وساعدوا بذلك المنكرين لها! واتخذوها وسيلة لجمع الناس حولهم لاستخراج الجان منصدورهم بزعمهم، وجعلوها مهنة لهم، لأكل أموال الناس بالباطل، حتى صار بعضهم منكبار الأغنياء، والحق ضائع بين هؤلاء المبطلين وأولئك المنكرين) (برهان الشرع فيإثبات المس والصرع - عن كتاب " تحريم آلات الطرب " - ص 166 - ص 23) 0وقالأيضاً في رده على كلام صاحب " الاستحالة ": (لقد شكك في دلالة الحديث على الدخول؛ بإشارته إلى الخلاف الواقع في الروايات (!)، ولكن ليس يخفى على طلاب هذا العلمالمخلصين أنه ليس من العلم في شيء أن تضرب الروايات المختلفة بعضها ببعض، وإنماعلينا أن نأخذ منها ما اتفق عليه الأكثر، وإن مما لا شك فيه أن اللفظ الأول: " اخرج " أصح من الآخر: " اخسأ "؛ لأنه جاء في خمس روايات من الأحاديث التي ساقها،واللفظ الآخر جاء في روايتين منها فقط!
وإن مما يؤكد أن الأول هو الأصح صراحةحديث الترجمة – يريد حديث ابن أبي العاص -، الذي سيكون القاضي بإذن الله على كتاب " الاستحالة " المزعومة، مع ما تقدم من البيان أنها مجرد دعوى في أمر غيبي مخالفةللمنهج الذي سبق ذكره) (السلسلة الصحيحة – 2988) 0وقد حرصت على عرض رديعلى هذا الكتاب "الأسطورة التي هوت" على بعض المشايخ وطلبة العلم حيث أفادوني ببعضالملاحظات الهامة القيمة، وقد كتب في ذلك الشيخ الفاضل (محمد بن محمد الناجمالشنقيطي) - حفظه الله - حيث قال:
(بسم الله الرحمن الرحيم 000 الحمد للهالذي أوجب تبيين الحق من غيرشيء يعطى عليه أو يستحق 000 والصلاة والسلام على منأوحي إليه بالرسالة فبلغ وصدق وعلى آله وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم باحسان إلىيوم الدين 0وبعد:
لقد اطلعت على ما لخَّصه الأخ الكريم (أبو البراء) فيالرد على كتاب " الأسطورة التي هوت " واستدلالاته بنصوص الوحي وكلام العلماء،فوجدته أجاد وأفاد وبين فيه طريق الرشاد فجزاه الله خيراً 0ولا شك أن كتابالأسطورة له حظّ من اسمه فهو أسطورة، فقد كابر كاتبه وجحد المنقول والمعقول، ولكننلتمس له العذر لأن من تكلم في غير فنه ولم يكن من أهل العلم أتى بالغرايب والعجايب، وإنكار المحسوس مكابرة:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد00000000000000وينكرالفم طعم الماء من سقموقال الشاعر:
ما دل أن الفجر ليسبطالع00000000000000000000000بل أن عيناً أنكرت عمياءنسأل الله لنا ولهالهداية وأن يلهمه الصواب والرشاد ويوفقه لطلب العلم وأن لا يجعل شيخه كتابه فإن منكان شيخه كتابه بعد عن الجادة 0وصلى الله على نبينا الكريم وعلى آله وصحبهوسلم، العبد الفقير إلى رحمة ربه محمد بن محمد الناجم الشنقيطي - 11 من جمادىالآخرة سنة 1420 هـ 0ولقد كفانا شيخنا العلامة محدث بلاد الشام محمد ناصرالدين الألباني - رحمه الله- المؤونة في الرد على هذا المدعي في مقدمة كتابهالقيِّم " النصيحة بالتحذير من تخريب ابن عبدالمنان لكتب الأئمة الرجيحة وتضعيفهلمئات الأحاديث الصحيحة " حيث وصفه (بالهدّام) وحُقّاً أن يقال له ذلك، فالذييتطاول على الأئمة الأعلام ويتجرأ على القول بغير علم ولا فن ولا دراية بما يقالويستبان، لا نحسبه إلا هادم للسنة مؤجج للبدعة والفتنة، وإن كنا مقلدين للشيخالجليل في وصفه، فلن نبخس هذا المدعي حقه في نعته بهذا الوصف ووسمه بهذه الصفة،ولله درك أيه الشيخ المبجل ناصر أهل السنة وقامع أهل البدعة حيث ترد على هذا الأفاكفي صفحات هذا الكتاب القيم وكأنما قتلت فكره ومحوت صيته قبل أن تفارق هذه الدنيا،فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيك عنا وعن سائر المسلمين خير الجزاء وأن يتجاوز عنعثراتك إنه سميع مجيب الدعاء 0يقول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمهالله -: (فبين يديك - أيها القارئ الكريم - كتابي " النصيحة 000 "؛ وهو بحوثعلمية نقدية حديثية؛ مبنية على القواعد الصحيحة، ومؤسسة على الأصول الصريحة؛سيراً على ما خلَّفه أئمة الإسلام - حفاظ السنة الأعلام - لمن بعدهم من أتباعهم؛السائرين - بحق - على منهجهم، والسالكين - بصدق - دربهم وطريقهم 0وأصل هذهالبحوث ردود على (غُمرٍ) من أغمار الشباب – القول للشيخ الألباني في الحاشية: وهو المدعو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/235)
حسان عبدالمنان -؛ تصدى لما لا يحسن، و (فَسلٍ) من جهلة المتعلمين؛تطاول برأسه بين الكبراء - وعليهم -؛ فحقق (!) كتباً! وخرج (!) أحاديث! وسودتعليقات! وتكلم - بجرأةٍ بالغةٍ - فيما لا قبل له به من دقائق علم المصطلح، وأصولالجرح والتعديل!!!
فجاء منه فسادٌ كبيرٌ عريض، وصدر عنه قولٌ كثيرٌ مريض؛ لايعلمُ حقيقةَ منتهاه إلا ربه ومولاه - جل في عُلاه - 0ولقد كنت رددت عليه- قبل- في مواضع متعددة من كتبي وبخاصة " سلسلة الأحاديث الصحيحة " لمناسبات تعرض؛كشفت فيها جهله، وأبنت بها عن حقيقته؛ حيث ظهر لي -بكل وضوحٍ- أنه للسنة (هدّام)، ومتعد على الحق هجام 0فهو يتعدى على الأحاديث الصحيحة بالظَّنِّ والجهلوالإفساد والتخريب؛ بما يوافق هواه، ويلتقي ما يراه - بدعوى التحقيق والتخريج! - 000
ولقد رأيت له - منذ مدةٍ - تحقيقاً - بل تخريباً - لكتاب " إغاثة اللهفان منمصايد الشيطان " للإمام ابن قيم الجوزية، تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمهماالله تعالى -؛ ظهر فيه بجلاء بيّن جهله الواضح، وتعالمه الفاضح؛ فرأيت أداءلواجب النصيحة، وحرصاً على مكانة العلم، ومحافظة على السنة النبوية: أن أفرد بههذا الكتاب؛ ردّاً على جهالاته، وكشفاً لسوء حالاته 000
(وَإِذْ أَخَذَاللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاتَكْتُمُونَهُ) (سورة آل عمران – الآية 187) 0وإني لأعلم أنَّ بعضاً منإخواننا دعاة السنة - أو الحريصين عليها - (قد) يقولون في أنفسهم: أليس في هذاالرد إشهار لهذا الجاهل وتعريف بهذا (الهدام)!!
فأقول: فكان ماذا؟! أليسواجباً كشف جهل الجاهل للتحذير منه؟!
أليس هذا - نفسه - طريق علماء الإسلام - منذ قديم الزمان - لنقض كل منحرف هجام، ونقد كل متطاول هدام؟!
ثم؛ أليسالسكوت عن مثله سبيلاً يغرر به العامة والدهماء، والهمج الرعاع؟!
فليكن - إذا - ما كان؛ فالنصيحة أس الدين، وكشف المبطل صيانة للحق المبين؛ (وَلَيَنصُرَنَّاللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ 000) (سورة الحج – الآية 40)؛ ولو بعد حين 000وماحال سلف هذا (الهدام) - ذاك (السقاف) - وما آل إليه - والحمد لله - عن عارفيالحق ودعاته ببعيد 000وختاماً؛ فلو كان عند هذا (الهدام) شيءٌ من الإنصاف: لكان منه ولو قليلاً- تطبيق وامتثال لما قاله بعض كبار أهل العلم نصحاً وتوجيهاً -: " لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلاً لشيءٍ حتّى يسأل من كان أعلم منه " (صفةالفتوى والمفتي والمستفتي – ابن حمدان – بتحقيق الشيخ الألباني – رحمه الله - ص 8).ولكن؛ هيهات، هيهات؛ فالغرور قتالٌ، وحب الظهور يقصم الظهور 000ومعهذا كله؛ فإني أسأل الله - سبحانه - له الهداية إلى الحق، والرجوع إلى الصواب،والاستقامة على نهج السنة وأهلها 000) (النصيحة بالتحذير من تخريب ابن عبدالمنانلكتب الأئمة الرجيحة وتضعيف لمئات الأحاديث الصحيحة - ص 5، 8) 0ونجزمجميعاً بأنه ليس بعد هذا الكلام كلام، وهذه هي حقيقة (الهدام) الذي صال وجالفيما لا طاقة له به، ولا دراية له بفنه، فضل وأضل فنسأل الله له الهداية للحقوالطريق المستقيم 0وبعد هذا العرض الشامل يتحقق للمرء التأصيل الشرعي لهذهالمسألة، وكما ذكرت آنفاً فكافة الأدلة النقلية المتعلقة بها تجدها في كتابي (منهج الشرع في بيان المس والصرع) ولولا أن أثقل على القارئ الكريم لذكرتها في هذاالبحث التفصيلي 0وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم علىنبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0أخوكم / أبو البراء أسامه بن ياسينالمعاني 0
ـ[أبو عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[25 - 05 - 07, 05:03 م]ـ
الاخوة محمد عبدالكريم محمد , ابو يوسف التواب , علي الفضلي جزاكم الله كل خير وعصمني الله واياكم من مضلات الفتن.(41/236)
هل صفة التردد تنسب إلى الله؟!!!
ـ[إسلام بن طعيمة]ــــــــ[23 - 05 - 07, 07:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من المعلوم -إخواني الكرام- أن صفات الله عز وجل كلها صفات كمال تتنزه عن النقص و العجز, وأنه علينا أن نجري هذه الصفات على ظاهرها دونما تأويل أو تعطيل أو نفي أو تكييف أو غيرها.
ولكني قرأت حديثاً عند البخاري به زيادة استشكلت عليَّ لعدم جريانها على القاعدة الأولى من كونها صفات كمال ونصها:
"وما ترددت في شيء قط أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن, يكره الموت وأكره مساءته".
وسؤالي ينحصر في وجهين:
الأول: هل هذه الزيادة صحيحة من جهة الإسناد؟
الثاني: لو صحت فكيف يمكن أن ننسب هذه الصفة إلى الله بحسب عقيدة أهل السنة وهي صفة نقص؟!
ساعدوني يا إخواني وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[23 - 05 - 07, 07:32 م]ـ
وسئل شيخ الإسلام
عن قوله صلى الله عليه و سلم فيما يروى عن ربه عز و جل وما ترددت عن شىء أنا فاعله ترددى عن قبض نفس عبدى المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ما معنى تردد الله فأجاب
هذا حديث شريف قد رواه البخارى من حديث أبى هريرة وهو أشرف حديث روى فى صفة الأولياء وقد رد هذا الكلام طائفة وقالوا إن الله لا يوصف بالتردد وإنما يتردد من لا يعلم عواقب الأمور والله أعلم بالعواقب وربما قال بعضهم إن الله يعامل معاملة المتردد
والتحقيق أن كلام رسوله حق وليس أحد اعلم بالله من رسوله ولا أنصح للأمة منه ولا أفصح ولا أحسن بيانا منه فإذا كان كذلك كان المتحذلق والمنكر عليه من اضل الناس وأجهلهم واسوئهم أدبا بل يجب تأديبه وتعزيزه ويجب أن يصان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظنون الباطلة والإعتقادات الفاسدة ولكن المتردد منا وإن كان تردده فى الأمر لأجل كونه ما يعلم عاقبة الأمور لا يكون ما وصف الله به نفسه بمنزلة ما يوصف به الواحد منا فإن الله ليس كمثله شىء لا فى ذاته ولا فى صفاته ولا فى أفعاله ثم هذا باطل فإن الواحد منا يترد تارة لعدم العلم بالعواقب وتارة لما فى الفعلين من المصالح والمفاسد فيريد الفعل لما فيه من المصلحة ويكرهه لما فيه من المفسدة لا لجهله منه بالشىء الواحد الذى يحب من وجه ويكره من وجه كما قيل ... الشيب كره وكره أن أفارقه ... فأعجب لشىء على البغضاء محبوب ...
وهذا مثل إرادة المريض لدوائه الكريه بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التى تكرهها النفس هو من هذا الباب وفى الصحيح حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره وقال تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم الآية
ومن هذا الباب يظهر معنى التردد المذكور فى هذا الحديث فإنه قال لا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإن العبد الذى هذا حاله صار محبوبا للحق محبا له يتقرب إليه أولا بالفرائض وهو يحبها ثم إجتهد فى النوافل التى يحبها ويحب فاعلها فأتى بكل ما يقدر عليه من محبوب الحق فأحبه الحق لفعل محبوبه من الجانبين بقصد إتفاق الإرادة بحيث يحب ما يحبه محبوبه ويكره ما يكرهه محبوبه والرب يكره أن يسوء عبده ومحبوبه فلزم من هذا أن يكره الموت ليزداد من محاب محبوبه
والله سبحانه وتعالى قد قضى بالموت فكل ما قضى به فهو يريده ولا بد منه فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه وهو مع ذلك كاره لمساءة عبده وهى المساءة التى تحصل له بالموت فصار الموت مرادا للحق من وجه مكروها له من وجه وهذا حقيقة التردد وهو أن يكون الشىء الواحد مرادا من وجه مكروها من وجه وإن كان لا بد من ترجح أحد الجانبين كما ترجح إرادة الموت لكن مع وجود كراهة مساءة عبده وليس إرادته لموت المؤمن الذى يحبه ويكره مساءته كارادته لموت الكافر الذى يبغضه ويريد مساءته
ثم قال بعد كلام سبق ذكره ومن هذا الباب ما يقع فى الوجود من الكفر والفسوق و العصيان فإن الله تعالى يبغض ذلك ويسخطه ويكرهه وينهى عنه وهو سبحانه قد قدره وقضاه وشاءه بإرادته الكونية وإن لم يرده بإرادة دينية وهذا هو فصل الخطاب فيما تنازع فيه الناس من أنه سبحانه هل يأمر بمالا يريده فالمشهور عند متكلمة أهل الإثبات ومن وافقهم من الفقهاء أنه يأمر بما لا يريده وقالت القدرية والمعتزلة وغيرهم إنه لا يأمر إلا بما يريده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/237)
والتحقيق أن الإرادة فى كتاب الله نوعان إرادة دينية شرعية وإرادة كونية قدرية فالأول كقوله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وقوله تعالى ولكن يريد ليطهركم وقوله تعالى يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم إلى قوله والله يريد أن يتوب عليكم فإن الإرادة هنا بمعنى المحبة والرضى وهى الإرادة الدينية وإليه الإشارة بقوله وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون وأما الإرادة الكونية القدرية فمثل قوله تعالى فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء ومثل قول المسلمين ما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن فجميع الكائنات داخلة فى هذه الإرادة والإشاءة لا يخرج عنها خير ولا شر ولا عرف ولا نكر وهذه الإرادة والإشاءة تتناول ما لا يتناوله الأمر الشرعى وأما الإرادة الدينية فهى مطابقة للأمر الشرعى لا يختلفان وهذا التقسيم الوارد فى إسم الإرادة يرد مثله فى إسم الأمر والكلما والحكم والقضاء والكتاب والبعث والإرسال ونحوه فإن هذا كله ينقسم إلى كونى قدرى وإلى دينى شرعى
والكلمات الكونية هى التى لا يخرج عنها بر ولا فاجر وهى التى إستعان بها النبى صلى الله عليه و سلم فى قوله أعوذ بكلمات الله التامات التى لا يجاوزهن بر ولا فاجر قال الله تعالى إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
وأما الدينية فهى الكتب المنزلة التى قال فيها النبى من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله وقال تعالى وصدقت بكلمات ربها وكتبه
وكذلك الأمر الدينى كقوله تعالى إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها والكونية إنما أمره إذا أراد شيئا
والبعث الدينى كقوله تعالى هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم والبعث الكونى بعثنا عليكم عبادا لنا
والإرسال الدينى كقوله هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق والكونى ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا وهذا مبسوط فى غير هذا الموضع فما يقع فى الوجود من المنكرات هى مرادة لله إرادة كونية داخلة في كلماته التى لا يجاوزهن بر ولا فاجر وهو سبحانه مع ذلك لم يردها إرادة دينية ولا هى موافقة لكلماته الدينية ولا يرضى لعباده الكفر ولا يأمر بالفحشاء فصارت له من وجه مكروهة ولكن هذه ليست بمنزلة قبض المؤمن فإن ذلك يكرهه والكراهة مساءة المؤمن وهو يريده لما سبق فى قضائه له بالموت فلا بد منه وارادته لعبده المؤمن خير له ورحمة به فإنه قد ثبت فى الصحيح أن الله تعالى لا يقضى للمؤمن قضاءا إلا كان خيرا له إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
وأما المنكرات فإنه يبغضها ويكرهها فليس لها عاقبة محمودة من هذه الجهة إلا أن يتوبوا منها فيرحمون بالتوبة وإن كانت التوبة لا بد أن تكون مسبوقة بمعصية ولهذا يجاب عن قضاء المعاصى على المؤمن بجوابين أحدهما أن هذا الحديث لم يتناولها وإنما تناول المصائب والثانى أنه إذا تاب منها كان ما تعقبه التوبة خيرا فإن التوبة حسنة وهى من أحب الحسنات إلى الله والله يفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه أشد ما يمكن أن يكون من الفرح وأما المعاصى التى لا يتاب منها فهى شر على صاحبها والله سبحانه قدر كل شىء وقضاه لما له فى ذلك من الحكمة كما قال صنع الله الذى أتقن كل شىء وقال تعالى الذى أحسن كل شىء خلقه فما من مخلوق إلا ولله فيه حكمة
ولكن هذا بحر واسع قد بسطناه فى مواضع والمقصود هنا التنبيه على أن الشىء المعين يكون محبوبا من وجه مكروها من وجه وأن هذا حقيقة التردد وكما أن هذا فى الأفعال فهو فى الأشخاص والله أعلم مجموع الفتاوى 18/ 129 - 135
ـ[أبو مالك العسقلاني]ــــــــ[24 - 05 - 07, 12:00 م]ـ
إليك هذا الرابط
http://www.ferkous.com/rep/Ba15.php(41/238)
سؤال ـ هل أهل الفترة يحاسبون ويدخلون النار؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 05 - 07, 09:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا وإخواننا الكرام
سؤالي هو:
هل أهل الفترة يحاسبون ويدخلون النار؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[26 - 05 - 07, 02:33 ص]ـ
راجع كلام الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى في "أضواء البيان" (سورة الإسراء)
وفي "دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب" .. ففيهما ما يروي الغليل ويشفي العليل بإذن الله تعالى.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[26 - 05 - 07, 04:27 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
راجع الردود في هذا الموضوع والروابط الموجودة فيه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35656&highlight=%E6%C7%E1%CF%ED(41/239)
ابن تيمية إمام الركبان ... وابن القرضاوي الحيران!!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - 05 - 07, 10:43 م]ـ
ابن تيمية إمام الركبان .... وابن القرضاوي الحيران
الشيخ الإمام ابن تيمية رحمه الله واحد من علماء المسلمين الأفذاذ، لكنه اكتسب مزية خاصة على كثير من أهل العلم بقيامه على أهل البدع كالأسد الجسور لم يترك لهم بيتا إلا وهدمه فوق رأسهم.
ولهذا صار ابن تيمية رحمه الله شخصية محورية لدى كل عصر تتفشى فيه البدع ويقوم أهل العلم بمحاربتها، فتراهم ينهلون من علم ابن تيمية وكلامه في محاربة هذه البدع والخرافات
ولأننا نحيا في عصر تفشت فيه البدع فقد كثُر احتجاج أهل العصر بكلام ابن تيمية رحمه الله ونصرته للسنة، فقام الباطل في عصرنا على ابن تيمية كما قام عليه في عصره، حتى سمعنا عن مهازل لا حصر لها، مثل مطالبة بعضهم في عصرنا هذا بسجن ابن تيمية!
وحتى لحظتي هذه لم أقرأ في المجلات والأخبار عن نبأ سجن ابن تيمية في عصرنا لكن لا مانع أن نتوقع بأن يخرج أحدهم علينا في يوم ما ويدعي هذا فالإفك منتشر والدجل لا حصر له
وربما قام أحمق يطالب بمناظرة ابن تيمية
وسواء علم هؤلاء أن الرجل قد مات من مئات السنين أو لم يعلموا هذا فلا يهمنا الآن
والمقصود أن ابن تيمية رحمه الله قد صار موضع أنظار أصناف من الناس لا حصر لهم، ومن هؤلاء نفر من الناس إما دفعتهم الرغبة في الشهرة أو دفعهم الغرو أو جهلوا مكانة الإمام
لا ندري في الحقيقة مقصدهم لأنا لم نطلع على نياتهم فالنية لا يعلمها إلا الله ولا نتدخل في نوايا أحد
لكننا لو نظرنا إلى ما صنعت أيديهم بتراث هذا الإمام فإننا حتما ولابد أن نسيء بهم الظن حتى وإن لم نطلع على حقيقة النوايا فنحن لنا الظاهر والله يتولى السرائر
من هؤلاء الجهلاء أو طالبي الشهرة على أكتاف الشيخ ابن تيمية: شاب يُدعى عبد الرحمن يوسف القرضاوي وهو ابن الدكتور يوسف القرضاوي المعروف
كتب الشاب رسالة عن مقاصد الشريعة بين ابن تيمية وجمهور العلماء رأيتها على الشبكة مؤخرا فتلقفتُها بشغف لعلي أجد فيها شيئا جديدا لم يذكره الحاقدون على ابن تيمية أو الصاعدون على أكتافه
فرأيت الشاب (عبد الرحمن القرضاوي) يبجل ابن تيمية ويحترمه وهو بذلك جدير حقيق غير أن احترامه لابن تيمية الذي أحترمه أنا أيضا لا يقف حاجزا بيني وبين (عبد الرحمن القرضاوي) حينما أقول له بعبارة صريحة لا حرج فيها: ليتك لم تضع حرفا في رسالتك هذه فقد أضعتَ وقتك ووقت الجامعة والأساتذة والقراء من بعدهم ولم تكتب رسالة حتى هذه اللحظة.
ولسائل أن يسأل وهذا من حقه: فما بال الرسالة الحالية؟
وبنفس الوضوح والصراحة أقول: ليست هناك رسالة وإنما هي خليط من العبث والجهل بل هي مثال فاضح جدا على ضحالة كاتبها (عبد الرحمن القرضاوي) ومجاملة من أعطاه بها درجة علمية لا يستحقها بيقين.
وأنا هنا لا أتكلم عن أخطاء في الرسالة قد نختلف فيها مع الكاتب ولكني أقول لم أجد رسالة وإنما وجدتُ عبثا في عبثٍ، بل واستخفاف بالعلم، وحماقة صبيانية يشمأز الإنسان معها لأن يقرأ أو يكتب شيئا يخص هذه الرسالة.
ولعل هذا ما يجعلني الآن في حيرة ما بعدها حيرة أمام التمثيل على ما أقول من الرسالة فكلها يصلح أن يكون مثالا يوضع هنا، ولكني سأقتصر على مثال واحد يوضح مدى (التهريج والسخف) في هذه الرسالة.
معلوم لدى الناس أن أهل العلم قد يذكرون شيئا في غير مكانه بل وقد يستطردون فيه أيضا لمناسبة طرأت لهم، بل حتى أئمة أصول الفقه قد ذكروا في كتبهم أبوابا طويلة جدا عن السنة واستطردوا في ذلك حتى تكلموا عن كثير من مباحث مصطلح الحديث مع أنها ليست من اختصاص كتبهم في الأصل، ولكنهم رأوا الاستطراد لمناسبة الكلام عن السنة والمسألة معروفة.
وأهل التفسير وضعوا كتبهم في الأصل لتفسير كتاب الله عز وجل ومع ذلك ترى أمثال القرطبي مثلا يستطرد في بيان المذاهب الفقيهة في بعض الأماكن.
بل حتى علماء السيرة ربما ذكروا بعض الأحكام الفقهية أو غيرها في كتب السيرة مثلما فعل ابن القيم مثلا في كلامه على السيرة في كتابه (زاد المعاد)
ولو نظرنا في كتاب (لسان العرب) لابن منظور مثلا أو غيره من كتب اللغة لرأيناهم ربما استطردوا في بيان ما هو خارج اختصاص كتبهم أيضا
المسألة بديهية لا تحتاج لكلام ولا لشرح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/240)
وهذا ما فعله الشيخ ابن تيمية رحمه الله عندما تكلم على بعض المباحث الأصولية في أثناء كلامه على المسائل الفقهية هنا أو هناك
الأمر لا إشكال فيه وهي عادة معروفة كما هو معروف لدى جميع أهل العلم
لكن (عبد الرحمن القرضاوي) أبى إلا أن يستخف بالقارئ أو لربما كانت هذه حصيلته العلمية وإنها لضحلة إذن
فانتقد (عبد الرحمن) الشيخ ابن تيمية رحمه الله في هذا الأمر حتى وصل (تهريج) عبد الرحمن القرضاوي مداه حين قال في رسالته هذه (ص 180 من النسخة المصورة والمنشورة على الشبكة): (من كل ما سبق نرى نظرة ابن تيمية لمقصد حفظ الدين وأنه المقصد الأكبر للشريعة الإسلامية، وقد يعترض معترض بأن كل الفقهاء والأصوليين يوافقون ابن تيمية في أهمية الدين، وأن الإنسان دون نور الرسالة في ظلام وضلال، ولكن الفرق بين شيخ الإسلام وبين بقية علماء الأصول -وإن وافقوه- أنهم لم يذكروا هذا الكلام في إطار نظرية مقاصد الشريعة، بل ذكروه عفوا في تناولهم لموضوعات أخرى، وحين تكلموا في مقصد حفظ الدين تكلموا في حد الردة، لذلك فالفرق شاسع بين الفكرين، فكر من يرى السيف دليلا على أهمية حفظ الدين، ومن يرى حفظ الدين أساسا للحياة كلها) انتهت مأساة عبد الرحمن بحروفها
أولا: لأنه اعترف أنه لا خلاف بين ابن تيمية وبين كل الفقهاء والأصوليين في هذا الأمر.
ثانيا: علماء الأصول يكتبون كلامهم في كتب خاصة بالأصول لها أبوابها وفصولها الخاصة بكل أمر من مسائل الأصول، للواجب مبحث وللمستحب مبحث وهكذا.
أما ابن تيمية رحمه الله فقد ذكر الأمر استطرادا في كلامه على بعض الأحكام الفقهية فشتان بين هذا وذاك، ولا يمكن لأحد أن يستدرك هذا على الشيخ ابن تيمية لأنه لم يقصد التأليف في المسألة ولا الكلام عليها وعلى أبحاثها وإنما ذكر شيئا على سبيل الاستطراد في أثناء كلامه على أمر آخر.
ثالثًا: أن ابن تيمية كانت فكرته التي يدور حولها هي (حاجة الناس إلى الدين) والحاجة للدين شيء والكلام على حفظ هذا الدين (بعد وجوده) شيء آخر.
وهذا الخلط بين الأمور هو الذي أوقع (عبد الرحمن القرضاوي) في هذا (التهريج) الذي لا يمكن أن يمرّ على أحد، ولهذا فأنا أرى أن الذين منحوه الرسالة قد جاملوه لمكانة والده لا أكثر
وفي هذا النص الذي نقلتُه كما في غيره من نصوص الرسالة المذكور أخطاء أشد فداحة لربما إذا زالت الصدمة بها أن أعود إليها فأنبه على بعضها يوما ما ... ربما.
وفي الختام: أتمنى أن يقال لي يوما ما بأنها رسالة مكذوبة على الجامعة وأن الرسالة الأصلية كانت خالية من الاستخفاف و (التهريج)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[24 - 05 - 07, 02:30 ص]ـ
صدقت، جزاك الله خيرا.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[24 - 05 - 07, 02:47 ص]ـ
وهذا رابط متعلق بهذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101010&highlight=%DA%C8%CF+%C7%E1%D1%CD%E3%E4+%C7%E1%DE%D 1%D6%C7%E6%ED
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 07:16 ص]ـ
أرجو إعادة النظر فيما كتب، فالمقطع المذكور فيه ثناء على شيخ الإسلام. هذا ما فهمته.
ـ[علاءالدين]ــــــــ[24 - 05 - 07, 09:36 ص]ـ
أخى الكريم ما دخل الرفق فى شئ إلا زانه، فلندعنا من التراشق بالألفاظ ولندع المجال للحوار العلمى والرد المؤيد بالأدلة فقط، وجزاكم الله خيرا.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 12:12 م]ـ
أرجو إعادة النظر فيما كتب، فالمقطع المذكور فيه ثناء على شيخ الإسلام. هذا ما فهمته.
الكلام عن موضوع آخر غير مسألة الثناء على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
فلعلك تتكرم بمطالعة الموضوع مرة أخرى
وفقكم الله وبارك فيكم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 12:16 م]ـ
أخى الكريم ما دخل الرفق فى شئ إلا زانه، فلندعنا من التراشق بالألفاظ ولندع المجال للحوار العلمى والرد المؤيد بالأدلة فقط، وجزاكم الله خيرا.
بارك الله فيكم أخي الكريم
إذا كنت تقصدني فأنا سميتُ ما رأيته في الرسالة حسبما هو فيها ولا دخل لي بنية الكاتب لها وقد ذكرتُ هذا في الموضوع
والرفق والشدة مسائل اجتهادية تختلف فيها النظرات كما تعلم ومن لم ير الشيء قد يستحب الرفق فإذا عاينه ربما كان أشد ممن كان ينصحه
وليس الخبر كالمعاينة كما تعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/241)
وعلى كل حال لا دخل لنا بنية أحد والمهم المكتوب في الرسالة وقد ذكرتُ ما رأيته
وليذكر لي غيري ما قد يراه
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 12:17 م]ـ
صدقت، جزاك الله خيرا.
وجزاكم الله خير الجزاء أخي الفاضل أبا عمرو المصري
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[24 - 05 - 07, 03:10 م]ـ
هذا الكلام من مشاركة سابقة وضعت رابطها أعلاها، والموضوع أغلق كالعادة لأن المدافعين يدافعون عما لا يعلمون ويتكلمون من باب حسن الظن لا من خلال ما قرأوا أو من خلال أقوال من ننتقده:
لقد رجعت للرسالة الموضوعة هنا للتحميل- وقد حذفت ولله الحمد- وصدق ظني فيما قلت وفي المقدمة فقط اتضح المراد وانظر إلى ما يقوله الطالب في مقدمته:" ويستغرب المرء كيف أهمل هذا الموضوع كل هذه السنين وكيف اهتم المسلمون بمباحث لفظية وحرفية في علم الأصول وكيف شُغل الفكر الإسلامي بمعارك استهلكت الجهود لمئات السنين بلا ثمرة عملية تكاد تذكر بل رياضة ذهنية ترهق العقل ةتضل الفكر وتعمّي الطريق، هل القرآن مخلوق أم غير مخلوق ... وهل الحق في صفات الله مذهب الشاعرة أم الماتريدية؟ و ... إلخ.
مباحث لا أول لها ولا آخر والتي عطلت الفكر الإسلامي لأكثر من ثمانية قرون ... " إلخ هذا الهراء ص/7
فليتأمل الرادون هذا الكلام؟ محنة أهل السنة مع المعتزلة وجهاد العلماء كالإمام أحمد وغيره وقتل أئمة السنة لثباتهم في هذه المحنة والثبات على عقيدة أهل السنة والجماعة والكتب الكاملة التي ألفت في المحنة ... كل هذا عند المؤلف - وأبوه كذلك والغزالي كذلك وهو ناقل عنهما وإن لم يقل- كل هذا: (بلا ثمرة عملية تكاد تذكر بل رياضة ذهنية ترهق العقل ةتضل الفكر وتعمّي الطريق).
ثم من التوافه عند الكاتب أيضا: (وهل الحق في صفات الله مذهب الشاعرة أم الماتريدية؟)
وكأنه لم يسمع عن شيء اسمه أهل السنة والجماعة فالحق عنده في إحدى هاتين الطائفتين.
وعنده أن توحيد الأسماء والصفات ومعرفة الحق فيه من التوافه التي عطلت الفكر!!
كل هذا في صفحة واحدة، ثم يأتي من يغضب لما أنصح وأقول: ينبغي قبل النشر أن تقرأ.
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[25 - 05 - 07, 01:48 ص]ـ
ابن أبيه! نسأل الله العافية والسلامة ,
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[25 - 05 - 07, 10:41 م]ـ
أخي شتا وفقه الله:
يقال أن رجلاً رأى تفاحة في شجرة ولم يستطع الوصول إليها فقال: يالك من تفاحة مرة لم تنضج بعد؟؟؟؟!!! فتأمل أخي
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[26 - 05 - 07, 12:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا" اخواني .. وخاصة"الأخ شتا وابو عمرو المصري على هذا البيان .... حقا" انه لمن الأهمية لبمكان.
وان من الخطاء العظيم السكوت على الخطاء, ولو ترك الكلام لك من هب ودب فيما لا يعلم بخطاء
لما قام للسنة ولا لأهلها قائمة.
وأظن أن الأمر قد كفيتمونا فيهالرد جزاكم الله خيرأ" وسدد الله مسعاكم وخطاكم.
__________________________________________________ _______________
الحق احق أن يتبع
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 01:20 ص]ـ
وجزاكم الله جميعا خير الجزاء وبارك فيكم إخوتي الكرام
حفظكم الله
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 01:24 ص]ـ
أخي شتا وفقه الله:
يقال أن رجلاً رأى تفاحة في شجرة ولم يستطع الوصول إليها فقال: يالك من تفاحة مرة لم تنضج بعد؟؟؟؟!!! فتأمل أخي
وماذا لو فسدت الشجرة نفسها أخي؟ ولم تكن المسألة مجرد تفاحة لم تنضج بعد؟؟؟
حفظك الله أخي
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 04:57 م]ـ
.......
ـ[ابو هبة]ــــــــ[02 - 06 - 07, 05:08 م]ـ
أخي شتا وفقه الله:
يقال أن رجلاً رأى تفاحة في شجرة ولم يستطع الوصول إليها فقال: يالك من تفاحة مرة لم تنضج بعد؟؟؟؟!!! فتأمل أخييا أخي الفاضل لا يصح أن تلمز إخوتك بمثل هذا!
والحق ضالة المؤمن-أو هكذا ينبغي أن يكون. وقد قرأت ما كتب الأخوة عن هذه الرسالة وما انتقدوها إلا لما ظهر فيها من مخالفات. ولو أحسن الرجل وكتب موافقاً لأهل السنة فما أظن الأخوة إلا مثنين عليه خيراً فهم أحسبهم والله حسيبهم من تربى عند أهل السنة على العدل والإنصاف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والكلام في الناس ينبغي أن يكون بعلم وعدل لا بجهل وظلم ,كحال أهل البدع.
فتأمل.(41/242)
هل ثبت الإجماع على أن عيسى عليه السلام لم ي
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[24 - 05 - 07, 06:16 ص]ـ
هل هناك مخالف في هذه المسألة؟؟؟
وفي شرح الطحاوية بتحقيق الأرنؤوط يقول المحقق (وفي فوائد في مشكل القرآن) للعز بن عبد السلام ص 105: والإجماع منعقد على انه لم يرفع ميتا، بل أجمعوا على أنه رفع حيتا. إنتهى
فهل عيسى عليه السلام حي في السماء الآن؟؟؟؟
ـ[أبو مالك العسقلاني]ــــــــ[24 - 05 - 07, 11:55 ص]ـ
عليك بهذا الرابط ففيه ما يوضح الأمر
http://saaid.net/Minute/20.htm
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[24 - 05 - 07, 03:18 م]ـ
بوركت أخي الكريم على المجهود الطيب(41/243)
قول الشيخ سليمان بن سمحان في الجهمية والاباضية
ـ[الشبامي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 02:19 م]ـ
قال الشيخ سليمان بن سمحان:
"فأما الجهمية والإباضية وعباد القبور، فالرفق بهم والشفقة عليهم والإحسان والتلطف والصبر والرحمة والتبشير لهم، مما ينافي الإيمان ويوقع سخط الرحمن؛ لأن الحجة بلغتهم منذ أزمان".
كشف الشبهتين (ص59 - 60).
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[25 - 05 - 07, 04:48 ص]ـ
أخي الكريم ما رأيك أنت في هذا الكلام الذي نقلت عن الشيخ رحمه الله؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 07:22 ص]ـ
للفائدة: علماء الدعوة - ومنهم ابن سحمان - يُفرقون بين الإباضية الأوائل، والمتأخرين منهم الذين أصبحوا جهمية.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 08:57 ص]ـ
قال الشيخ سليمان بن سمحان:
"فأما الجهمية والإباضية وعباد القبور، فالرفق بهم والشفقة عليهم والإحسان والتلطف والصبر والرحمة والتبشير لهم، مما ينافي الإيمان ويوقع سخط الرحمن؛ لأن الحجة بلغتهم منذ أزمان".
كشف الشبهتين (ص59 - 60).
لا غبار على كلام الشيخ ابن سحمان، لأن علماء الدعوة النجدية - ومنهم ابن سحمان - يرون أن المسائل الاعتقادية الظاهرة المعلومة من الدين بالضرورة قد قامت علي صاحبها الحجة، وصاحبها كافر خارج من ملة الإسلام.
وكلام الشيخ المنقول بناء على هذا، ولذا قال:
[ ... والصبر والرحمة والتبشير لهم، مما ينافي الإيمان ... ].
والله أعلم.
ـ[الشبامي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 10:13 ص]ـ
رأيت شيخي المجاهد لأهل البدع والأهواء أبو تراب الإماراتي يذكر هذه العبارة في توقيعه فأحببت أن أنقلها هنا.(41/244)
من هو ابن تيمية
ـ[ابو العلا]ــــــــ[24 - 05 - 07, 04:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد مساعدتكم فانا ابحث عن شرح للشيخ ابن تيمية
فانا لا اعرف عنه شئ وتفاجأت عندما علمت انه من الشام
مع اني من الشام ولم اسمع به وما سمعت شيخا من المشايخ استدل بحديثه
وارجو ان يكون هذا الشرح عن الامام متضمنا سبب الخلاف مع بعض العلماء والسياسين في الشام
كما وارجو ان يكون شرحا تفصيليا
/اما عن طريق كتاب او موقع الكتروني /
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[24 - 05 - 07, 04:44 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هل تعني أخي الكريم: أنَّك لا تعرفُ الإمام شيخَ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، الذي تصدَّى لأهل البدع، ونافح ودافع عن سُنَّة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلَّم -، ووقف وقفةَ الأسد في وجه كلِّ غاصبٍ مُعتدٍ .......... إلخ فضائله، وشمائله.
إن كان هذا؛ فيكون هناك موضوعٌ آخر لهذا الكلام!
أما إن كان غيره، فبيِّن من هو؟!
بارك الله فيك.
ـ[ابو العلا]ــــــــ[24 - 05 - 07, 06:49 م]ـ
انا كنت اسمع بابن تيمية ولكن نادرا ما حصل ذلك وكلمات قليلة جدا تتلخص بالتشدد /من العوام/
وعندما اتيت الى الدمام وقابلت احد المشايخ فيها جزاه الله خيرا وحضرت عنده الدروس فرأيته يردد ابن تيمية فلما سالته عنه قال هو من الشام فأحب ان اتعرف اكثر على هذا الامام الذي غيّب اسمه عندنا في الشام واحب ان اعرف السبب؟
شكرا لك
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[24 - 05 - 07, 08:54 م]ـ
http://saaid.net/monawein/taimiah/t.htm
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[24 - 05 - 07, 09:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليك أخي الكريم __ مشاركة __ تتحدث باختصار عن شيخ الإسلام الإمام ابن تيميَّة وهذه المشاركة مختصرة من رسالة كاملة عن الإمام ابن تيميَّة
تعريف عام بالإمام ابن تيميَّة، واهتمامه بالمنهجية
إنه من المسلّم به لدى كافة البشر أن الإنسان ابن بيئته وأحد أفراد مجتمع تلك البيئة التي اشتد فيها عوده، وكيف لا؟ وقد نشأ فيها وتربى على طبيعتها وتقلّب مع تقلبها وتأثر بمن وبما فيها ولا يزال يرنو إلى الأحداث حوله وما يُحيط بها من تقلبات، وكذلك فالإنسان دون سائر المخلوقات اجتماعي بطبعه يألف ويؤلف وتظهر عليه ملامح السرور أو الحزن أو غيرها من الصفات؛ نتيجة لاحتكاكه بمن حوله ...
لذلك إن أراد أحد أن يتعرف على شخصية من الشخصيات العظيمة فلابد أن يتعرف على ذاته ويتم ذلك من خلال البحث في أطوار حياته عبر بيئته التي نشأ فيها والمحيطة به مع التطلع إلى معرفة عوامل نبوغه وتفوقه فلهذه الأشياء حظ وافر في حياة وطبيعة أي إنسان؛ وذلك "أن الظروف التي تحيط بالشخص والبيئة التي يعيش فيها لهما دخل كبير في تكييف حياته وطبعها بطابع خاص؛ فنوع التربية التي يتلقاها في البيت وفي المدرسة والروح التي تسود أساتذته ومعلميه والكتب التي يقرؤها والأحوال السياسية والاجتماعية [والفكرية والعلمية] القائمة في عصره كل أولئك عناصر هامة في تكوين الشخصية وتعيِّن اتجاهها؛ لذلك كان من الضروري عند دراسة شخصية من الشخصيات التي كان أثر بارز في ناحية من نواحي الحياة أن ندرس الظروف والبيئة المحيطة بتلك الشخصية حتى نقف منها على العوامل التي أدت إلى نبوغها وظهورها" (1) والإمام ابن تيمية كما شهد بذلك التاريخ وما أقر به المخالف له قبل الموافق بالإضافة إلى ما تركه من ميراث علمي هائل في شتى العلوم الدينية والعقلية يعد أحد بل أبرز هذه الشخصيات بلا شك، والتي كان له أثر بارز ودور واضح في نصرته للدين الإسلامي ونشره والدعوة إليه وفي توضيح معالمه وإظهار محاسنه ومقاصده وفي هذا الباب سيتم التعرف على هذه الشخصية الفريدة الفذة حيث يتم إلقاء الضوء على بعض ما يتعلق بشخصية هذا الإمام الجليل القدر دون الإحاطة – قطعاً- وذلك من خلال فصول ثلاثة.
الفصل الأول
مدخل إلى التعريف بالإمام ابن تيمية، ويتم من خلال ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: عصر الإمام ابن تيمية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/245)
إن من تعرض من المؤرخين أو الباحثين للكلام على العصر الذي نشأ فيه الإمام ابن تيميَّة تظهر له صعوبة في دراسته وبحثه؛ وذلك لكثرة ما كان فيه من اضطرابات وأمور جلَلَ وقد كانت أحداث ذلك العصر كأمواج متلاطمة في يوم ريح مفعم بالغيوم وهذا جعل أحد العلماء وهو الشيخ محمد أبو زهرة (1) يعبر عن ذلك بقوله: "فعصره امتاز بكثرة الأحداث وتواليها وتعدد أنواعها" (2)، وهذه صعوبة حقاً؛حيث إن الدارس سينظر إلى تفكك الدولة الإسلامية إلى دويلات صغيرة أم سينظر إلى الغزو الخارجي؟ أم إلى تهتك الروابط الاجتماعية بين المسلمين داخلياً؟ أم سينظر إلى الجمود الفكري والكساد العلمي باستثناء بعض الشخصيات القلائل؟، وللتعرف على العصر الذي نشأ فيه الإمام ابن تيمية ينبغي علينا الإطلال على كل من:
المطلب الأول: الناحية السياسية:
الناظر لحال المسلمين في تلك الفترة " وهي التي يطلق عليها في الشرق والغرب اسم (العصور الوسطى) عبارة عن ممالك صغيرة يحكمها أمراء من العجم غير خاضعين لسلطان الخلافة في بغداد، وكثيراً ما كان يحفزهم الطمع في سعة الملك وعظمة السلطان إلى مقاتلة بعضهم بعضاً حتى كان بعضهم لا يتورع في سبيل ذلك أن يستعين بالروم وغيرهم (من التتار) (3) من أعداء الإسلام على غزو من جاورهم من المسلمين، ولم يكن مركز الخلافة في بغداد قوياً إلى الحد الذي يستطيع معه
إخضاع هذه الأطراف وضمها إلى حوزته" (1)؛ لذلك فقد تمزق شمل البلاد الإسلامية وانقطع حبل قوتهم فنتج عنه تفكك وضعف وغلبة الهوى مما شجع أعداء الإسلام على التجرؤ على غزو المسلمين في عُقْر دارهم ومن ثَمَّ تمخض عن هذا التجرؤ الحروب الصليبية واجتياح التتار لبلاد الإسلام فدخل التتار وقبلهم الصليبيون فسفكوا الدماء وقتلوا النساء والأطفال والشيوخ وعاثوا في الأرض فساداً والتقم هذا العدو تلك الممالك المفككة واحدة تلو الأخرى "فألقاها في اليم من غير رحمة ولا شفقة، وهل ينتظر الرحمة من الأعداء إلا من ينتظر من النيران الماء" (2)، وقد ألمح الإمام ابن تيمية نفسه إلى هذه الحروب وسبب نصرة الأعداء على المسلمين فقال: "فلما ظهر النفاق والبدع والفجور المخالف لدين الرسول صلى الله عليه وسلم سلطت عليهم الأعداء فخرجت الروم النصارى إلى الشام والجزيرة مرة بعد مرة وأخذوا الثغور الشامية شيئاً بعد شيء إلى أن أخذوا بيت المقدس في أواخر المئة الرابعة، وبعد هذا بمدة حاصروا دمشق وكان أهل الشام بأسوأ حال بين الكفار النصارى والمنافقين الملاحدة" (3) بل إنه اشترك بنفسه مع عامة الناس في بعض المعارك ضد الصليبيين كما في المناقب العلية (4) هذا "وبينما كان المسلمون في غاية الرعب من الصليبيين ومشغولين بقتالهم دهمهم خطر التتار الذين قدموا بقيادة جنكيز خان (5) يجتاحون البلاد الإسلامية، وكانوا قوماً غلاظ الأكباد متعطشين إلى سفك الدماء ونهب الأموال وتخريب الديار وقد أسرفوا في ذلك أيما إسراف ولم يزل خطر هؤلاء التتار يزداد وأمرهم يستفحل وتسقط في أيديهم بلاد الإسلام بلداً بعد بلد حتى استولوا على بغداد عاصمة الخلافة في سنة 656 هجرية وقتلوا الخليفة المستعصم (6) وأحالوا هذه المدينة العامرة خراباً" (7) ومن كثرة ما فعل التتار أنهم " لم يبقوا على أحد بل قتلوا النساء والرجال والأطفال وشقوا بطون الحوامل وقتلوا الأجنة فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لهذه الحادثة التي استطار شررها وعم ضررها وسارت في البلاد كالسحاب استدبرته الريح" (1) وبسبب هذه الانتهاكات -وغيرها أكثر منها شراسة- أحجم الإمام ابن الأثير (2) في بداية أمره أن يسجل في كتابه العظيم: الكامل في التاريخ وقائع هذه الأحداث والتي هي أليمة على النفس الأبية الرؤوم على المسلمين ثم كتب مستعيناً بربه بعد ذلك أحداث ووقائع ذلك الغزو الهمجي المفسد في الأرض وأشار إلى هذا الإحجام فقال: "لقد بقيت عدة سنوات معرضاً عن ذكر هذه الحادثة؛ استعظاماً لها كارها لذكرها وهاأنذا أقدم إليه رِجْلاً وأؤخر أخرى فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين ومن الذي يهون عليه ذلك؟! " (3)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/246)
ولقد شارك الإمام ابن تيمية إخوانه المجاهدين في قتال التتار كما أخبر بذلك تلميذه الحافظ البزار (4) بقوله: "لما ظهر السلطان غازان (5) على دمشق المحروسة جاءه ملك الكُرْج وبذل له أموالاً كثيرة جزيلة على أن يمكنه من الفتك بالمسلمين من أهل دمشق، ووصل الخبر إلى الشيخ [يعني: ابن تيميَّة] فقام من فوره وشجع المسلمين ورغبهم في الشهادة ووعدهم على قيامهم بالنصر والظفر والأمن وزوال الخوف فانتُدب منهم رجال من وجوههم وكبرائهم وذوي الأحلام منهم فخرجوا معه إلى حضرة السلطان غازان فلما رآهم السلطان قال: من هؤلاء؟ فقيل: هم رؤساء دمشق فأذن لهم فحضروا بين يديه فتقدم الشيخ رضي الله عنه أولاً فلما رآه أوقع الله له في قلبه هيبة عظيمة حتى أدناه وأجلسه وأخذ الشيخ في الكلام معه أولاً في عكس رأيه عن تسليط المخذول ملك الكُرْج على المسلمين وضمن له أموالاً وأخبره بحرمة دماء المسلمين وذكره ووعظه فأجابه إلى ذلك طائعاً وحقنت بسببه دماء المسلمين وحميت ذراريهم وصين حريمهم" (1)
فهذه لمحة تاريخية موجزة توضح الحالة السياسية في عصر الإمام ابن تيمية تدل على مدى الانحطاط والتدهور والهوان الذي كانت فيه الأمة الإسلامية في ذلك الوقت وهذا كله يعتبر نتيجة حتمية لبعد المسلمين عن ربهم عز وجل وتركهم كتاب ربهم وراء ظهرهم كأنهم لا يعلمون وبعدهم عن هدي نبيهم صلى الله عليه وسلم وصدق الله سبحانه: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً) (2) وكيف ينتظر المسلمون النصر من الله وهم لم ينصروا دينه؟! فلو أنهم نصروا دينه لنصرهم كما قال تعالى:
(إن تنصروا الله ينصركم) (3) وقال: (ولينصرن الله من نصره) (4) وتكشفت معجزة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم إذ يقول: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت" (5)
المطلب الثاني: الناحية الاجتماعية:
سوء الناحية السياسية في ذلك العصر انطبع على الناحية الاجتماعية؛ فهما وجهان لعملة واحدة فكما مر آنفاً دخول كل من الصليبيين والتتار بلاد الإسلام ساعين فيها بالفساد والإفساد والضلال والإضلال مما كان له أسوأ النتائج الاجتماعية من اضطراب واختلال في موازين الحياة فضلاً عن غياب الأمن والأمان وحلول الرعب والفزع بين المسلمين ونتيجة لذلك تدهورت بل تحطمت العلاقات وتقطعت الأواصر وأصبح أفراد المجتمع يعيشون في أوهاقٍ من الحياة النكدة حيث أصبح الإنسان غير آمن على نفسه وأهله وولده وماله وعرضه بل لا يجد ما يعمله كي يكسب ويشتري القوت ليحيى ويعيش هو ومن يعول، وإذا فقد الأمن مجتمع وحرم الرزق فقد سببيْ سعادته وقد امتن الله سبحانه على قريش بالأمن والرزق فقال جل شأنه: (لإيلاف قريش. إيلافهم رحلة الشتاء والصيف. فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوعٍ آمنهم من خوف) (1) ففقد هذين الأمرين بالنسبة للإنسان بمثابة فقد الطائر لجناحيه سوياً فما حدث في ذلك العصر من انعدام الأمن وقلة سبل تحصيل الرزق ساعد على "سوء الحالة الاقتصادية وانتشار الفاقة فكثر اللصوص وقطاع الطريق واشتد الغلاء فعمد الناس إلى الغش في المبايعات واحتكار الأقوات وتطفيف المكيال والميزان، وغير ذلك من العيوب الاجتماعية التي تصحب دائماً عهد الجوع والفاقة ... ،وزاد الأمر سوءاً ما كان يقع من الفتن والمنازعات بين أرباب المذاهب والمقالات وما كان من تحيز الدولة لفريق دون آخر" (2)، وانبثق من هذه الفوضى الاجتماعية شيء ساعد في زيادة التدهور بين أفراد المجتمع وزاد الشقة بينهم ألا وهو انقسام المجتمع إلى طبقات ثلاث:
"الأولى: الطبقة الحاكمة وهي طبقة الأمراء وعلى رأسهم السلطان وكانت تعيش بشعور الأفضلية ولا يتكلمون العربية إلا ما ندر في أحاديثهم مع الشعب أو مع العلماء وأما فيما عدا ذلك فيتكلمون التركية كما أن راتب هذه الطبقة في صورة ريع بعض الإقطاعيات التي كانت تختلف باختلاف كل رتبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/247)
الثانية: العلماء والفقهاء ورجال التصوف وهؤلاء إنما يستمدون نفوذهم من الدين نفسه مما دعا السلاطين أن يستمدوا سلطتهم الشرعية بكسب ود العلماء وأتباعهم وكان لهؤلاء العلماء كلمة مسموعة عند السلاطين، ومن هؤلاء الشيخ عز الدين بن عبد السلام، والإمام النووي (3).
الثالثة: طبقة العامة وهي الطبقة الأخيرة في ذلك المجتمع، وهم من الشعب بما فيها من تجار وصناع وزراع وكان هؤلاء هم اليد العاملة في المجتمع وعليهم تقع معظم المظالم من ضرائب ومكوس وهؤلاء هم الذين عصفت بهم التيارات المنحرفة وقد اهتم الإمام ابن تيمية بهذه الفئة اهتماماًَ عظيماً فكثيراً ما أرشدها إلى طريق الصواب والحق، وكثيراً ما عمل جاهداً لرفع الظلم والعسف والجور عن هذه الفئة وكا له فضل توجيههم وإرشادهم إلى ما فيه الخير في الدنيا والآخرة" (1) هذا بالإضافة إلى ما أخذه كثير من المسلمين من عادات المستعمر ومعتقداته السيئة والتي أشربها هؤلاء المنهزمون في قلوبهم وما تبع ذلك من التخلق بأخلاقهم القبيحة من فعل الفواحش وشرب الخمور والاستهتار بالشعائر الإسلامية وعدم الاكتراث بالشرائع الدينية والأحكام النبوية فأصبح هذا لكثير منهم منهجاً وخلقاً وسلوكاً بل ديناً في أغلب الأحيان، وهكذا كانت الناحية الاجتماعية في ذلك العصر كسابقتها سواءً بسواء ولكن هذا لا يمنع قيام طائفة من العلماء النبلاء بأمر دينهم ما استطاعوا.
المطلب الثالث: الناحية الفكرية:
نظراً لسوء حالة الناحيتين السياسية والاجتماعية فقد تأثرت تبعاً لذلك الناحية الفكرية في ذلك العصر حيث اضطربت اضطراباً كبيراً وتشعبت الأفكار وتنافرت المشارب وضعفت الهمم وقبع كلَُ على ما يراه صواباً وجمد على رأيه " فالعلماء قد اختلفت مناهجهم فعلماء قد استبحروا في الحديث والتفسير والنحو والفقه والعقائد ولكن كانوا مقلدين تابعين غير مجتهدين ومنهم فلاسفة لا يكترثون ولا يعبئون بالنتائج الفلسفية التي يتوصلون إليها ولا بعواقبها ومنهم من أراد الجمع بين الفلسفة والدين بهرطقة محدثة قد أفسدوا في الأرض باسم صلاحها وهناك متصوفة يحاولون إرشاد العامة على طريقة شيوخهم وقد يشتطون فيبتعدون عن الدين وكان بجوار هؤلاء وأولئك الفرق الإسلامية في الأمور العقدية أو السياسية والتي تتنازع الفكر للغلبة والسيطرة حتى فقدت المساجلات والمناظرات العلمية روحها وتحولت إلى مهاترات فارغة جوفاء فتفجر من ذلك تنافر فكري وتباعد روحي وهذا التنافر والتباعد بدوره لا جدوى فيه ولا منه بل على العكس من ذلك يورث العداوة وتفريق أهل الإسلام حتى صاروا شيعاً وأحزاباً كما قال ربنا سبحانه: (كل حزب بما لديهم فرحون) (1)
وفي وسط ذلك الخضم الفكري المضطرب كان هناك علماء أفذاذ قد جمعوا بين المعقول والمنقول بالإضافة إلى قوة في الفكر وقوة في الدليل" (2)، وفي ذلك العصر ساد التقليد وعكف العلماء على كتب الأقدمين قراءة وحفظاً وانتشر الجمود الفكري، و" لقد كان أتباع كل مذهب يرجحون مذهبهم الفقهي على سائر المذاهب الفقهية ويعتبرونه مقبولاً ومؤيداً من الله وكانوا يبذلون كل ذكائهم وقوة بيانهم وتأليفهم في ترجيحه وتفضيله على غيره" (3)
ونتيجة لذلك "ضعف الاستقلال الفكري فقل الإنتاج العلمي وركدت الأذهان وأقفل باب الاجتهاد في الأصول والفروع وأصبح قصارى جهد العالم أن يفهم ما قيل من غير بحث ولا مناقشة وعمد العلماء إلى جمع المعلومات المتعلقة بكل فن فنظموها وألفوا فيها كتباً مطولة أحياناً ومختصرة أحياناً وسلكوا منهجاً حسناً في التأليف ولكن لا أثر فيه للابتكار والتجديد" (4)
وقد وصف أحد العلماء (5) الحالة الفكرية المتردية في ذلك العصر بقوله: "باستثناء عدد من الشخصيات ومآثر علمية كان يتسم العلم والتأليف في هذا القرن [أي: الذي نشأ فيه الإمام ابن تيميَّة وما قبله أيضاً كما مر آنفاً بالسعة وقلة التعمق، ويغلب طابع النقل والاقتباس على التفكير والدراسة والتعمق في العلم، وتكونت للمذاهب الفقهية قوالب من حديد لا تقبل المرونة والتسامح وإن كان القول السائد أن الحق دائر بين المذاهب الأربعة ولكن أتباع كل مذهب يحصرون الحق في مذاهبهم في الواقع ولا يزيدون إذا توسعوا كثيراً على أن يقولوا: رأي إمامنا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/248)
خطأ يحتمل الصواب" (1) ناسين أو متغافلين أقوال أئمتهم –الذين هم الأئمة الكبار المتبوعين- بذم التقليد الأعمى والأمر بالاتباع لا بالابتداع (2).
المطلب الرابع: الناحية العلمية:
لا نذهب بعيداً إن قلنا إن التدهور والانحطاط المتمثل في كل من النواحي السابقة الثلاث: السياسية والاجتماعية والفكرية تلحق بها ممسكة بالحالة العلمية كلحاق الدر من سلكه إذا انفرط، ولو دققنا النظر وفحصنا تلك الفترة التي سبقت نشأة الإمام ابن تيميَّة وتلتها أي: "القرون الثلاثة: السادس والسابع والثامن أنها إن امتازت بشيء فقد امتازت بكثرة العلم لا بكثرة الفكر، فقد كانت المعلومات كثيرة جداً وتحصيلها كان بقدر عظيم وعكوف الناس عليها كان كبيراً ولكن التفكير المنطلق من مصادرها ومواردها والمقايسة بين صحيح الآراء وسقيمها مقايسة حرة من التعصب الفكري والتحيز المذهبي لم يكن يتناسب مع تلك الثروة المثرية التي توارثتها الأجيال فقد كانوا يتلقونها ويُستحفظون عليها ولكن لا يقدرونها حق قدرها بالنظر الفاحص المجرد أو النظر الذي يعم كل الجوانب والذي لا ينحاز إلى جانب من الجوانب وينظر من زاويته دون سواه" (3) فكان حري بمن ورث هذا العلم أن يستفيد منه ويُعمل فيه فكره ويبدع ولا يكرر ما فعله الأقدمون بتأخير أو تقديم أو حَشْوٍ أو اختصار بل بفعل جديد كما فعل السابقون لكن من خلال روح العصر الذي يعيشون فيه فيستفيدوا من التراث التليد ثم يضيفوا من فهمهم الثاقب الجديد خاصة وأن إنشاء المدارس العلمية والتعليمية قديم في أمة الإسلام وكما هو معلوم "أن فارس وخرا سان سبقتا البلاد الإسلامية [الأخرى] بإنشاء المدارس ومن ورائها كثرت المدارس في القرن الخامس والسادس والسابع والثامن" (4)، وعلى كُلٍّ فقد "كان انتشار العلم في تقدم مطرد فقد وجدت في مصر والشام
وقبلهما في بلاد فارس وخرا سان كما سبق] مدارس كثيرة ودور الحديث تلك التي أسسها الأيوبيون والمماليك كان يؤمها الطلاب من أنحاء العالم؛ لتلقي العلوم الدينية والعقلية وكانت مكتبات كبيرة تابعة لها المدارس وأخرى مستقلة بذاتها تحتوي على ذخائر علمية ونوادر من كل علم وفن ولا يؤصد بابها لأي دارس" (1)، وهكذا ظلت هذه المدارس التعليمية ملجئاً علمياً يأوي إليه قاصدوه من المتعطشين للعلم والباحثين عنه فكانت المدارس آنذاك مشكاة تضيء للناهلين منها طريقهم في حياتَيْهم الدينية والدنيوية على حدٍّ سواء كما كانت مِرْقاة للوصول إلى أسمى المناصب وقد "كان ذووا اليسار يقومون بالإنفاق عليها وسد حاجات الأساتذة وطلاب العلم فيها ثم تولاها الملوك والأمراء وقاموا بالتوسع فيها وتعميمها في كثير من المدن الإسلامية" (2) إما "إذاعة لنفوذهم أو خدمة لدينهم أو نشراً للنور والمعرفة بين شعوبهم" (3).وعلى كل حال فليس من الأهمية بمكان أن نعرف نية أو قصد بناء المدارس المهم أنه نشر العلم؛ لأنه ليس لنا التنقيب على ما في ضمائر الناس أو قلوبهم بل مهدت وعبرت السبل والطرق لطلب العلم "فصار طالب العلم لا ينتقل إلى العلم فقد انتقل العلم إليه وصار لا يبحث عن شيخه فقد جاء الشيخ إليه" (4)، وتمخض عن ذلك اطلاع الطلاب على شتى المعارف المختلفة: دينية وعقلية ودنيوية ولغوية إلى جانب التجارب التي أنجزها الأقدمون مما جعل الطالب يعدد من روافد تعليمه "فينهل منها جميعاً ويتثقف بها ثقافة عامة ثم يخصصه اتجاهه ونزعته في أحدها فينظر فيه" (5)، ويبرع فيه ولهذه الحركة التعليمية والخليط الفكري والتنوع الثقافي لم يكن بدعاً أن ظهر كثير من البارعين الفائقين في العلوم الدينية من أمثال الإمام ابن قدامة المقدسي (6)،
وأبي عمرو بن الصلاح (7)، والإمام مجد الدين ابن تيمية (8) جد الأمام ابن تيمية،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/249)
والشيخ عز الدين بن عبد السلام، والشيخ زكي الدين المنذري (1)، والإمام النووي، وفي أواخر القرن السابع الهجري ظهر الإمام ابن دقيق العيد (2)، والذي قد اجتمع بالإمام ابن تيمية، وممن عاصر الإمام ابن تيمية من أفذاذ العلماء الإمام جمال الدين المِزِّي (3)، والإمام البِْرزالي (4)، والإمام ابن قَيِّم الجَوْزية (5)، والإمام الذهبي (6)، والإمام ابن كثير (7) وثلاثتهم تلاميذ الإمام ابن تيمية وغيرهم الكثير الكثير كما نبغ في ذلك العصر من العلماء الذين تولوا منصب القضاء منهم الشيخ كمال الدين الزملكاني (8)، والإمام تقي الدين السُّبْكي (9)، والعلامة أبو حّيان النَّحوي (10) فانبثق من ظهور هذه العقليات النيِّرة ذات الفهم السديد الثاقب كتب ألفت فكانت "مرجعاً للمتأخرين من العلماء: كمقدمة العلامة تقي الدين بن الصلاح والقواعد الكبرى للشيخ عز الدين بن عبد السلام والمجموع شرح المهذب، وشرح مسلم للإمام النووي وكتاب الأحكام، وإحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد وتهذيب الكمال لأبي الحجاج المِزِّي وميزان الاعتدال وتاريخ الإسلام للعلامة الذهبي" (11).كما انتشرت الموسوعات الفقهية واللغوية في التفسير والحديث وأخبار الرجال والصالحين والفلسفة مع ما جرته من تبعات بالإضافة إلى المكتبات وخزانة الكتب الوقفية والخاصة لدى الملوك والسلاطين والأمراء أو لدى علماء ذلك العصر أو عند ذوي اليسار من الناس المحبين للعلم والناشرين له حيث حفظت ذخائر التراث ودرر السلف والخلف من السابقين لذلك العصر في شتى العلوم ومختلف الميادين والعلوم العقلية والثقافات العامة وأخبار السلاطين والأمم والملوك وعلوم التنجيم الضالة "ومهما يكن من شيء فقد كانت السبل لطلب العلم وتحصيله معبدة سهلة؛ فقد سهلتها المدارس والموسوعات العلمية الكبيرة وخزائن الكتب المتفرقة في الأمصار الإسلامية وخصوصاً في مصر والشام ثم الرجال الذين وقفوا أنفسهم على شرح الكتب المتوارثة وتوضيحها وردها إلى مصادرها الأولى" (1). مما حدا بأحد العلماء (2) أن يقول" "يمكن تسمية هذا العصر بحق: عصر دوائر المعارف" (3) ثم علل سبب إطلاقه لهذه التسمية رجوع ذلك إلى حالة الضعف والذي خيم على ذلك العصر فقال:"وهكذا عصور الضعف دائماً تمتاز بكثرة الجمع وغزارة المادة مع نضوب في البحث والاستنتاج" (4)، وقال غيره (5) "امتازت [أي: تلك العصور] بكثرة العلم لا بكثرة الفكر" (6)
فهذا وصف عام لأهم المعالم السياسية والاجتماعية والفكرية والعلمية لذلك العصر والذي نشأ فيه الإمام ابن تيمية مما كان له أكبر الأثر في نبوغه وتطلعه للأحسن ولإعمال العقل المعطل لتوضيح مقاصد الشرع الحنيف، وبما حباه الله عز وجل من إجلال كيف لا؟! وهو الدين الخاتم الذي ارتضاه الله ختماً للأديان واختار رسوله صلى الله عليه وسلم خاتماً للأنبياء عليهم الصلاة والسلام ...
هذا وإن وصف هاتيك النواحي بالضعف والاضطراب ليس قاصراً على تلك العصور فحسب بل إنها أوصاف تتربع على كل عصر ابتعد فيه المسلمون عن تعاليم شريعتهم الغراء وبالتالي ستكون النتيجة كالتي اتسمت بها تلك العصور سواءً بسواء فمع تردي الناحية السياسية يتسلط الأعداء لظهور الفجور والنفاق وعدم الاكتراث بالدين وزيادة التناحر بين الفرق الدينية والمذهبية فيطفو على سطح الأمة مجتمع مفككة روابطه مضطربة أفكاره لا يجمع الناس إلا الهوى والشهرة بأنواعهما، ويضطرب لذلك اقتصاد الأمة وترتفع الأسعار ويظهر الكذب والغش والجشع ويكثر الفُشار بين الناس في تعاملاتهم ويرتفع نصيب الفرد من الأنانية ويبدو وكأنما يعيش في مجتمع تسود عليه أحكام الغاب ويفقد الإنسان المسلم هُوِيَّته كمسلم فضلاً عن كونه إنساناً، وتبدو الناحية العلمية وقد ألبسها مدعو العلم ثوباً قشيباً ولكن مع سَبْر حالهم ترى ما لا تسمع فمما يميز عصور الضعف والانحطاط والتبعية كثرة الحواشي والتعليقات والاستدراكات مع التفنن في عمل المكتبات واختلاق السجع الممقوت واقتناص تعبيرات أو استجلاب مترادفات متباعدة وليست متقاربة متنافرة وليست متعاضدة، وتخلو هذه العصور من ذوي الفكر المبدع – إلا من رحم الله عز وجل- كما تتناثر هنا وهناك دعوات جوفاء ينادي أصحابها بالتقليد المحض وعلى الطرف الآخر هناك من ينادي بالانسلاخ من اتباع الأئمة –خاصة الأربعة-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/250)
بجرأة وقحة على النصوص، وما "أشبه الليلة بالبارحة" (1)، وباستقراء صفحات التاريخ والنظر في مرآة الزمان نلاحظ أن هذا الظلام الدامس لا يظل جاثماً على صدر الأمة الإسلامية بل هو بالنسبة إلى تاريخ الأمة الإسلامية كسحاب صيف يوشك أن ينقشع بل كَفَواقٍ لا يبقي على حال، وانحطاط حضارة أمة من الأمم ثمرة حتمية لفساد الأحوال المحيطة بتلك الحضارة وإن "قيمة كل أمة في ميزان بناء الحضارة يساوي ما أعطت وقدمت مطروحاً منه ما أخذت واقتبست
فلو قارنّا هذا المقياس بحال الأمة بالعصر الذي نشأ فيه الإمام ابن تيمية لوجدنا مؤشر الانحدار والانحطاط إلى أسفل؛ لأن الأمة تأخذ وتقتبس بل تفقد رغماً عنها أكثر بكثير مما تعطيه وتقدمه ويظهر هذا من فقد أغلى عنصر من عناصر قيام الحضارة وهو عقل الإنسان: حيث ضعف التفكير والاهتمام بالمعيشة وتفكك الروابط الاجتماعية نتيجة تدهور الناحية السياسية بل إن فقد الإنسان نفسه بكثرة الحروب وما تؤدي إليه من ويلات ودمار وإهلاك لاقتصادها مما يساعد بل يجرئ عدوها على اقتناص الفرصة لنهب هذه الخيرات مما يجعلها تحتاج إلى أضعاف مضاعفة كي تسمو قليلاً أو ترقى رويداً رويداً وقد" أرجع العلامة عبد الرحمن بن خَلْدون (1) أسباب أفول حضارة، وبالتالي قيام أخرى في مكان آخر (أو على أنقاض الأولى إن كان معتدياً) إلى عوامل منها:
1 - عوامل مادية: كاتساع رقعة الملك وعدم خضوع الأطراف النائية للسلطة المركزية.
2 - عوامل اقتصادية: ويعني بها حالة الترف والدعة [كأساس لبدء انهيار أمة بعينها ثم بعد ذلك الجوع] بعد فترة الاستقرار.
3 - عوامل اجتماعية [يلازم فساد الناحية الدينية وتدهور الأمور الحياتية] فالمجتمع خاضع للتطور المحتوم وللدول أعمار كأعمار الأفراد" (2) ويوضح هذا الانحدار الشكل التالي من خلال المنحنى الطبيعي.
وهذه سنة كونية كما قال سبحانه: (سنة الله في الذين خلو من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً) (1) وقال: (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً) ? 2? وهي في حد ذاتها مرحلة مؤقتة في عمر الأمة الإسلامية يُغربل فيها المجتمعُ المسلمُ ويصفّى حتى يأتي النصر على مَنْ هم أهلٌ له وهناك يُنزل الله سبحانه نصره الذي وعد فيأتي العلماء الربانيون يلوِّحون برايات النصر إيذاناً بفجر جديد يأتي على ظلام الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، وذلك مصداقاًً لوعد ربنا عز وجل للمسلمين بالنصر: (إن تنصروا الله ينصركم) (3) وقوله: (ولينصرن الله من ينصره) (4)، وقوله: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً) (5) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" (6)، وقوله: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" (7)
المبحث الثاني
العوامل المؤثرة في نبوغه وعبقريته
دأب الباحثون والكتاب حينما يتحدثون أو يكتبون عن عبقرية شخص ما أنهم يبرزون مآثره ويسفرون النقاب عن الكيفية التي جعلته يصل بها إلى تلك العبقرية ... فعالم هنا تظهر عبقريته في العلوم النقلية وآخر هناك في العلوم العقلية أو الطبيعية ... الخ، ومنهم من تظهر عبقريته في فنٍ آخر كاللغة أو بما يتعلق بالآلات المعيشية وإمامنا هذا قد تعددت روافد عبقريته في علوم شتى: نقلية، وعقلية، ولغوية، ودعوية، وجهادية، وإصلاحية تربوية ... وإنه ليشهد لهذه العبقرية كثرة مؤلفاته وثراؤها وإثراؤها وتنوعها وتعدد أساليبها ووسائلها وهنا تبرز صعوبة تحديد أسباب العبقرية لديه؛ لأنها متعددة متنوعة وغير قاصرة على شيءٍ محدد؛ لذا فقد كثرت الأبحاث التي تتناول جانباً من جوانب هذه العبقرية عند هذا الإمام فمنها ما له علاقة بالجوانب الدينية وجهوده فيها وفي نشرها ومنها ما هو متعلق بالإصلاح والتربية ومنها ما هو متعلق بأمور فكرية، وجهادية، ودعوية، ومنها سياسية، وما له علاقة بالحكم وإصلاح الراعي والرعية، ومقارعة الأعداء في الداخل والخارج، ومن الأبحاث ما ركزت اهتماماتها على جزء من جهوده مثل: الجانب العقدي، أو الفقهي، أو التربوي، أو الخلقي عنده وتلازم هذه الجوانب بالمنهجية عنده وكيفية تأصيلها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/251)
"كل ذلك من الأدلة القاطعة على عبقرية هذا الرجل" (1)
وعلى هذا فشخصية الإمام ابن تيمية تحوي في طياتها أموراً كثيرة ومؤثرات مختلفة منها ماله علاقة بتكوينه الشخصي، ومنها متعلق بأسرته، وبيئته ونشأته ومنها أمور مكتسبة وقبلها وبعدها توفيق وإلهام من الله – سبحانه وتعالى- ... فهو ذو مشاركات في كل علوم عصره وله مشاركات في شتى أمور الحياة حيث كان له دور بارز في نهضة الأمة فهو نسيج وحده، وهو رجل الدهر، وقد جعلت الكلام على العوامل المؤثرة في عبقريته ونبوغه كالتالي:
المطلب الأول: إخلاصه في طلب الحق وتبليغه:
الإخلاص عمل قلبي فلا يعمل ما يدور في القلوب إلا علام الغيوب ولكن هناك أمارات يتعرف الإنسان من خلالها على إخلاص شخص ما فيظهر فيها التزامه بما يقول دون التفات لتحصيل حطام دنيوي فانٍ بل يفعل ابتغاء وجه الله تعالى ومنها البعد عن الأمور المتعلقة بالهوى والشهوة والحسد بل إنه إن رأى نعمة على غيره برك عليه وهذا شأن المسلمين مع بعضهم، ومنها الجرأة في الحق متعالياً على ما يعقب ذلك من عواقب في نظر قصار النظر تكون كبيرة وعند ذي الهمة العالية تكون صغيرة فالمؤمن يراه حقاً عليه تجاه دينه وإرضاءً لربه خالقه واتباعاً لنبيه صلى الله عليه وسلم ورفعة لشأنه، ومن أجلها بذل الغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمة الله والتضحية ببذل النفس والمال والولد فضلاً عن المنصب والجاه "وقد آتى الله ابن تيمية أكبر حظ من الإخلاص، فقد أخلص لله في طلب الحقيقة فأدركها وأخلص في نصرة الحق في هذا الدين فلم يقبضه إليه حتى ترك دوياً في عصره وتناقلته الأجيال من بعده وكل من يقرؤه يلمس نور الحقيقة ساطعاً مما يقرأ؛ لأنه يجد حرارة الإيمان بينة قوية لا تحتاج إلى كشف" (1)، ومن أمارات ذلك أن يجعل المسلم نصب عينيه الإخلاص وهو "أن تكون العبادة لله وحده وأن يكون الدين كله لله .. وأن تكون الموالاة فيه والمعاداة فيه وأن لا يتوكل إلا عليه ولا يستعان إلا به" (2)، والناظر لحياة هذا الإمام يجد له فيها أمثلة رائعةصارت مضرب الأمثال في الإخلاص العملي ولتكرر فعله تناقله العلماء قبل العامة "وقد تجلى إخلاصه في أمور أربعة أظلت حياته كلها فما كان يخلو منها دور من أدوار حياته مما جعلنا نؤمن بأن هذا العالم الجليل عاش دهره كله مخلصاً لله العلي العليم ولدينه الكريم:
أولها: أنه كان يجابه العلماء بما يوحيه فكره، يعلنه بين الناس بعد طول الفحص والدراسة، خصوصاً ما يكون مخالفاً لما جرى عليه مألوف الناس وعرف بينهم. لأمر الثاني: جهاده في سبيل إظهار الحق ولو بالسيف إن خصمه يحمل سيفاً كما حمل السيف مع التتار وكذلك في فتح عكا والقضاء على المعتدين من سكان الجبال بالشام.
الأمر الثالث: تبرؤه من الأغراض والهوى و المحاسدة والمباغضة بل اشتهر عنه عفوه عمن أساء إليه أما تبرؤه من الأغراض والهوى فيدل عليه أنه لما أظهر الله أمره للسلطان دعاه وأراه فتوى لبعض ممن تكلموا فيه بسوء واستفتاه في قتلهم فأثنى عليهم كما ذكر ذلك هو بنفسه إذ قال:"إن السلطان لما جلس بالشباك أخرج فتاوى لبعض الحاضرين في قتله واستفتاني في قتل بعضهم ففهمت مقصوده وأن عنده حنقاً شديداً عليهم لما خلعوه وبايعوا الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير فشرعت في مدحهم والثناء عليهم وشكرهم وأن هؤلاء لو ذهبوا لم تجد دولتك مثلهم وأما أنا فهم حِلٌّ من حقي ومن جهتي وسكنت ما عنده عليهم" (1)، فلم يستغل وينتهز فرصة غضب السلطان عليهم لينتقم لنفسه بل دافع عنهم حتى قال القاضي زين الدين بن مخلوف قاضي المالكية بعد ذلك: "ما رأينا أفتى من ابن تيمية لم نبق ممكناً في السعي فيه ولما قدر علينا عفا عنا" (2). فهذا الموقف ينبئ عن صدق مع الله وإخلاص، وكذلك له موقف آخر من الصوفية حينما آذوه بل تعدوا عليه بالضرب فلما علم بذلك بعض محبيه من الحسينية جاؤوا لنصرته "وقال له بعضهم: يا سيدي قد جاء خلف من الحسينية لو أمرتهم أن يهدموا مصر كلها لفعلوا فقال لهم الشيخ: لأي شيء؟ قالوا: لأجلك فقال لهم: هذا ما يجوز قالوا: فنحن نذهب إلى بيوت هؤلاء الذين آذوك فنقتلهم ونخرب دورهم فإنهم شوشوا على الخلق وأثاروا هذه الفتنة على الناس فقال لهم: هذا ما يحل ... فلما أكثروا في القول قال لهم، إما أن يكون الحق لي أولكم أو لله: فإن كان الحق لي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/252)
فهم في حل وإن كان لكم فإن لم تسمعوا مني فلا تستفتوني وافعلوا ما شئتم وإن كان الحق لله فالله يأخذ حقه كما يشاء وإن شاء" (3)، وعندما اقتربت وفاة الشيخ استأذن ملك دمشق على الشيخ وأخذ يعتذر له عما فعله معه من تقصير أو غيره فقال له: "إني قد أحللتك وجميع من عاداني وهو لا يعلم أني على الحق وقال ما معناه: إني قد أحللت السلطان المعظم من حبسه إياي، كونه فعل ذلك مقلداً غيره معذور أو لم يفعله بحظ نفسه بل لما بلغه مما ظنه حقاً من مبلغيه والله يعلم أنه بخلافه وقد أحللت كل أحد مما بيني وبينه إلا من كان عدواً لله ورسوله" (1) بل إنه قال في آخر أيامه: "أنا لا أكفر أحداً من الأمة ويقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) (2) فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم" (3).
الأمر الرابع: زهده عن المناصب وكل زخرف الدنيا وزينتها: فلم يطلب منصباً ولم يتول منصباً ولم ينازع أحداً في رياسة بل كان المدرس الواعظ الباحث؛ ولذلك عاش فقيراً وكان يكتفي من الطعام بالقليل ومن الثياب بما يستر العورة مع التجمل من غير طلب للثمين وكان يتصدق بأكثر رزقه الذي يجري عليه" (4) فهذه أحوال للشيخ تضئ لنا بعض جوانب إخلاصه وتدل على مدى تطلعه لما عند الله فكل حياته محن وابتلا آت وهذه سمات من يدعو إلى الله تعالى.
المطلب الثاني: تجرده في دعوته:
إن صفاء قلب المؤمن من شوائب الشهوات ومن أكدار الشبهات ومن تمني أذية الخلق لخلق كريم دعا إليه الإسلام ولكن هذا الخلق يصبح أمراً عجباً حينما يتمكن المظلوم ممن ظلمه ولكنه يقابله بالعفو والإحسان كما حدث من الشيخ فإنه لما أظهره الله على عدوه ما فعل شيئاً يؤذيهم ولا استغل الموقف لصالحه بل فعل ما أملاه عليه دينه واحتكم إلى شرع ربه فعفا وصفح وهذا يدلنا على "صفاء قلبه وإخلاصه في دعوته [وتجرده من كل هوىً أو انتقام و لقد كثر خصومه واشتد عليه منهم الأذى وبلغوا منه في محنته كل مبلغ إلا أن يسكتوه عن قولة الحق جهيرة مسموعة وكثيراً ما تمكن من رد عدوانهم عليه ولكنه عفا عنهم ولم يؤذ أحداً منهم بل إنه كان يدافع عنهم
الأعذار" (1) وفعله هذا هو فعل الصديقين وقد حكى لنا القرآن الكريم قصة سيدنا يوسف عليه السلام وما فعله إخوته معه وهو صغير ثم لما قدر عليهم عفا عنهم قال تعالى حاكياً قول يوسف عليه السلام لإخوته: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) (2) وبمثل فعل يوسف عليه السلام فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه في فتح مكة المكرمة حينما عفا عنهم وسامحهم ولم ينتقم منهم مع قدرته على فعل ذلك "ولا شك أن هذا من أرفع ما عرف في أخلاق الدعاة إلى الله تعالى وهو خلق [ربى الله عليه رسله كما] ربى عليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الطليعة من الرعيل الأول الذين سبقوا إلى الإسلام واحتملوا الأذى في سبيل عقيدتهم وإيمانهم" (3)، ومن ملامح تجرد الإمام ابن تيمية أنه اشتهر عنه لدى الخاصة والعامة الزهد والورع وذلك أنه "ما خالط الناس في بيع ولا شراء ولا معاملة ولا تجارة ولا مشاركة ولا زراعة ولا عمارة ولا كان ناظراً مباشراً لمال وقف ولم يكن يقبل جراية ولا صلة لنفسه من سلطان ولا أمير ولا تاجر ولا كان مدخراً ديناراً ولا درهماً لا متاعاً ولا طعاماً وإنما كانت بضاعته مدة حياته وميراثه بعد وفاته ? العلم اقتداءً بسيد المرسلين وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين فإنه قال: ( .. إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد أخذ بحظٍ وافر) (4) " (5)، وهذه أحوال العلماء العاملين الموصوفين بالربانية والذين كرسوا كل حياتهم للعلم: تعلماً وتعليماً ودعوة سواء كانوا أئمة للدين أو قضاة أو من أهل الفُتيا أو من الخطباء والمؤذنين فهؤلاء الربانيون لم يكترثوا بزخارف الدنيا وحُق لهم ذلك فهم حملة الشريعة وهو أمر يعرفه كل من له أدنى اطلاع بأحوال ذلك الصنف من الناس عبر السنين وقد عقد العلامة ابن خَلْدون في مقدمة تاريخه فصلاً بعنوان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/253)
"في أن القائمين بأمور الدين من القضاة والفُتيا والتدريس والإمامة والخطابة والأذان ونحو ذلك لا تعظم ثروتهم في الغالب .. [ثم علل بعض أسباب ذلك قائلاً:] وأهل هذه الصنائع الدينية لا تضطر إليهم عامة الخلق وإنما يحتاج إلى ما عندهم الخواص ممن أقبل على دينه .. وهم أيضاً لشرف بضائعهم أعزة على الخلق وعند نفوسهم فلا يخضعون لأهل الجاه حتى ينالوا منه حظاً يستدرون به الرزق بل ولا تفرغ أوقاتهم لذلك لما هم فيه من الشغل بهذه البضائع الشريفة المشتملة على إعمال الفكر والبدن بل ولا يسعهم ابتذال أنفسهم لأهل الدنيا لشرف بضائعهم فهم بمعزل عن ذلك؛ فلذلك لا تعظم ثروتهم في الغالب" (1)، والتقلل من الدنيا هو سمت العلماء الربانيين المصلحين ذوي الهمم العالية؛ لأنهم أولى الخلق بالتقلل من زخارف تلك الدنيا بما لا يضرهم في دينهم أويكدرعليهم صفو حياتهم (2)، ومن تجرده أيضاً " ما جمعه الله له من الزهادة والورع والديانة ونصرة الحق والقيام فيه لا لغرض سواه" (3)، وفي سائر تآليفه كان يطلب الحق ويدور مع الدليل حيث دار و"ليس له مصنف ولا نص في مسألة ولا فتوى إلا وقد اختار فيه ما رجحه الدليل النقلي والعقلي على غيره وتحرى قول الحق المحض فبرهن عليه بالبراهين القاطعة الواضحة الظاهرة بحيث إذا سمع ذلك ذو الفطرة السليمة يثلج قلبه بها ويجزم بأنها الحق المبين" (4) فالحق غايته والصواب مرامه "وإذا نظر المنصف إليه بعين العدل يراه واقفاً مع الكتاب والسنة لا يميله عنهما قول أحد كائناً من كان ولا يراقب أحداً ولا يخاف في ذلك أميراً ولا سلطاناً ولا سوطاً ولا سيفاً ولا يرجع عنهما لقول أحد" (5)، وإنما "كان مقصوده وهمه الوحيد خدمة الدين فهو لا يقصد من وراء ذلك شهرة ولا استعلاءً ودليل ذلك أنه قد نذر حياته كلها لخدمة الدين فلم يخلف مالاً ولم يعقب ولداً بل ترك ثروة علمية" (6)، وظهر من تجرده أنه دعا المصلحين والدعاة والأمراء إلى التجرد في دعوتهم فقال: "فمن كان من المطاعين –من العلماء والمشايخ والأمراء والملوك- متبعاً للرسل أمر بما أمروا به ودعا إلى ما دعوا إليه وأحب من دعا إلى مثل ما دعا إليه فإن الله يحب ذلك فيحب ما يحبه الله تعالى وهذا قصده في نفس الأمر أن تكون العبادة لله تعالى وحده وأن يكون الدين كله لله وأما من كان يكره أن يكون له نظير يدعو إلى ذلك فهذا يطلب أن يكون هو المطاع المعبود فله نصيب من حال فرعون وأشباهه .. فالمؤمن المتبع للرسل يأمر الناس بما أمرتهم به الرسل ليكون الدين كله لله لا له وإذا أمر أحدٌ غيره بمثل ذلك وأعانه وسُرّ بوجود مطلوبه وإذا أحسن إلى الناس فإنما يحسن إليهم ابتغاء وجه ربه الأعلى ويعلم أن الله قد من عليه بأن جعله محسناً ولم يجعله مسيئاً فيرى عمله لله وإنه بالله" (1)، وهذا حال المؤمن الداعي إلى الله على بصيرة إذ إنه يريد الوصول إلى الحق "ومن دلائل إخلاصه في الوصول إلى الحق وأن القصد ليس هو الغلبة والانتصار على الخصوم أننا نجده [أي الإمام ابن تيمية] لا يرحب بمن شاركه في الرد على خصومه من المبتدعة ببدعة وبباطل فالغاية الشريفة لا تبرر الواسطة المحرمة؛ لهذا رد على قوم من المتأخرين أرادوا أن يدافعوا عن الحق ويرفعوا تأويلات أهل البدع للمتشابه ولكنهم أخطأوا يقول: (وكل مسلم يوافقهم عليه لكن لا ندفع باطلاً بباطل آخر، ولا نرد بدعة ببدعة) (2) " (3).
والإمام ابن تيمية لم يكن يدعو لحزب سياسي أو فقهي ولم تكن محنه هذه ليصبح في نهاية المطاف زعيماً أو مسئولاً أو شيخاً لطريقة ويفرح بكثرة الأتباع بل لنصرة الحق وحده حيث كان وجعل الموالاة والمعادة في الله ولله وبالله وقد ذم هو نفسه من ينتسبون إلى شيخ يوالون عليه ويعادون فقال: "وليس لأحدٍ أن ينتسب إلى شيخ يوالي على متابعته، ويعادي على ذلك بل عليه أن يوالي كل من كان من أهل الإيمان ومن عرف عنه التقوى من جميع الشيوخ وغيرهم ولا يخص أحداً بمزيد موالاة إلا إذا ظهر له مزيد إيمانه وتقواه فيقدم من قدم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويفضل من فضله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم " (1)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/254)
وقال أيضاً: "وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء، بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى .. وإذا وقع بين معلم ومعلم أو تلميذ وتلميذ أو معلم وتلميذ خصومة ومشاجرة لم يجز لأحد أن يعين أحدهما حتى يعلم الحق بجهل ولا بهوىً .. ، ومن مال مع صاحبه سواءً كان الحق له أو عليه فقد حكم بحكم الجاهلية وخرج عن حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والواجب على جميعهم أن يكونوا يداً واحدة مع الحقيِّ على المبطل فيكون المعظم عنده من عظمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمقدم عندهم من قدمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمهان عندهم من أهانه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بحسب ما يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا بحسب الأهواء فإنه من يطع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقد رشد ومن يعص الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يذل إلا نفسه" (2)
وقال: "ومن حالف شخصاً على أن يوالي من والاه ويعادي من عاداه كان من جنس التتر المجاهدين في سبيل الشيطان" (3)، ويظهر تجرده كذلك في دعوته أنه لا يرجو منصباً ولا يرنو إلى جاه ولا يبغي عرضاً زائلاً بل كان يدعو إلى الله ابتغاء مرضاته ولمع ذلك التجرد أنه "لما وَشَوْا به إلى السلطان الأعظم وأحضروه بين يديه قال من جملة كلامه: (إنني أُخبرت أنك قد أطاعك الناس وأن في نفسك أخذ الملك) فلم يكترث به بل قال له بنفس مطمئنة وقلب ثابت وصوت عالٍ سمعه كثير ممن حضر: أنا أفعل ذلك؟! والله إن ملكك، وملك المغل لا يساوي عندي فلسين" (4) بل عرضت عليه الولاية والإمارة من ملك التتر فردها حيث عرض عليه غازان بعد لقائه معه قائلاً له: "إن أحببت أن أعمرلك بلد آبائك حران (1) وتنتقل إليه ويكون برسمك فقال: لا والله لا أرغب عن مهاجر إبراهيم صلى الله عليه وسلم وأستبدل به غيره" (2)
المطلب الثالث: حافظته القوية الواعية:
لقد وهب الله سبحانه آل تيمية ذاكرة واعية لكن خرقت العادة مع الإمام ابن تيمية حيث عرف عنه الحفظ وبطء النسيان و"إن المكانة الاجتهادية في العلوم الإسلامية التي أحرزها شيخ الإسلام ابن تيمية في عصره وإن التأثير العميق الذي خلفه على أهل زمانه لإمامته في التفسير والحديث معاً وتبحره ونبوغه في العلوم إنما كان الفضل الأكبر في ذلك يرجع إلى ذاكرته النادرة وذكائه المفرط وكل ذلك نعمة أكرمه الله بها وموهبة اختصه بها" (3)، وهذه الذاكرة الحديدية قد عرف بها منذ صباه و"كانت ذاكرته حديث زملائه من الفتيان بل تجاوز صيته دائرة الصبيان إلى دائرة الرجال وتسامعت دمشق وما حولها بذكائه ونبوغه" (4) يوضح هذا "أن بعض مشايخ حلب قدم إلى دمشق وقال: سمعت في البلاد بصبيٍّ يقال له: أحمد بن تيمية وأنه كثير الحفظ وقد جئت قاصداً لعلي أراه فقال له خياط: هذه طريق كتابه وهو إلى الآن ما جاء فاقعد عندنا الساعة يمر ذاهباً إلى الكتاب فلما مر قيل:هاهو الذي معه اللوح الكبير فناداه الشيخ وأخذ منه اللوح وكتب من متون الحديث أحد عشراً أو ثلاثة عشر حديثاً وقال له: اقرأ هذا فلم يزد على أن نظر فيه مرة بعد كتابته إياه ثم دفعه إليه وقال: أسمعه علي فقرأه عليه عرضاً كأحسن ما يكون ثم كتب عدة أسانيد انتخبها فنظر فيه كما فعل أول مرة فحفظها فقام الشيخ وهو يقول: إن عاش هذا الصبي ليكونن له شأن عظيم؛ فإن هذا لم ير مثله فكان كما قال" (5)، وقد علق أحد العلماء على هذه القصة بقوله: "وتبدو القصة عارية عن المبالغة بعيدة عن الغلو فإنه مما تضافرت به الأخبار عن الإمام مالك (6)
أنه كان يستمع من ابن شهاب (1) بضعة وثلاثين حديثاً ثم يتلوها في الجلسة ومنها حديث السقيفة وإن كان ثمة فرق بين العصرين فعصر مالك كان عصر حفظ؛ الاعتماد فيه على الذاكرة لا على الكتب ومن شأن ذلك أن يقوي الحافظة ويرهفها؛ لأن من المقررات المستمدة من الاستقراء أن العضو الذي يكثر عمله يقوى ويشتد أما عصر ابن تيمية فكان عصر التدوين والتسطير والكتابة وليس من شأنه أن يقوي الحافظة؛ للاعتماد على السطور دون ما في الصدور ومهما يكن فمن الثابت أن ابن تيمية ? قد آتاه الله ذاكرة واعية منذ صباه .. ويظهر أن قوة الذاكرة قد ورثها ابن تيمية عن أسرته [فجده مشهور بقوة الذاكرة وسرعة البديهة] كما أن أباه قد كان يمتاز بأنه يلقي دروسه في الجامع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/255)
الأكبر بدمشق غير معتمد على كتاب" (2)، وهذه الذاكرة المتوقدة قد شهد له بها المخالف قبل الموافق وهذا أمر معروف ومشهور في حياته منذ صباه حتى موته، فقوة الذاكرة وحدتها تميز العالم العبقري عن غيره من العلماء إذ إنه يحتاج إلى أدلة ونقول كما يحتاج إلى سرعة استحضار للآيات، وانتزاع الأحكام من متون الحديث باختلاف رواياته فضلاً عن أقوال الأئمة وهذه الذاكرة التي وصف بها الإمام ابن تيمية تؤكدها المناظرات التي حدثت له مع كبار علماء عصره حتى عجبوا من قوة حفظه وسرعة استحضاره للعلوم إضافة إلى ذلك العلماء الذين أرخوا حياته ذكروا أنه قل أن سمع شيئاً إلا حفظه مع قوة الإدراك وبطء النسيان (3) بل إنه "كان يمر بالكتاب مطالعة مرة فينتقش في ذهنه وينقله في مصنفاته بلفظه ومعناه" (4)، والبديهة الحاضرة والذاكرة القوية من أقوى الحجج والتي تبهر الخصوم وكان إذا أراد بدء الدرس فبعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم "يشرع فيفتح الله عليه إيراد علوم وغوامض ولطائف ودقائق فنون واستدلالات بآيات وأحاديث وأقوال العلماء، واستشهاد بأشعار العرب وربما ذكر اسم ناظمها وهو مع ذلك يجري كما يجري السيل ويفيض كما يفيض البحر" (1)، وهذا يدل على مدى استحضاره للعلوم فيخرجها منظومة متراصة مع إتقان في النقل كأنما ينظر إلى كتاب " ولهذه الصفة كان خصوم ابن تيمية يتهيبون لقاءه ومن لا يعرفها فيه ويغتر بحجته إذا لقيه كان عبرة المعتبرين" (2)، وهكذا يُسخِّر الله سبحانه لدينه من يشاء ويهب لمن يشاء من عباده صفات لنصرة الدين وليكونوا عبرة للمعتبر.
المطلب الرابع: عمق تأمله:
إن مؤلفات الإمام ابن تيمية العديدة المتنوعة خير دليل يرشد إلى عمق تأمله فهو رافع راية العلماء وحامل علمهم وناقله بعين فاحصة بصيرة فهو ليس مجرد ناقل للعلوم بل إنه خبير بما يقرأ حريص على نشر ذلك التراث الزاخر بين أفراد الأمة ومما يدل على عمق تأمله للعلوم أنه ينقل المسائل الكبار والتي اختلف فيها العلماء فيورد أدلة هؤلاء وهؤلاء ثم يرجح ويوازن بينهما بإنصاف كما تقتضيه الصناعة العلمية وهو قد اجتهد في كثير من المسائل في شتى الموضوعات وكان له فيها القدح المُعلَّى بل قد وصل إلى سُدَّة الأمر فيها، فالقارئ لكتبه يجد هناك أصولاً وقواعد وضعها لضبط بعض المسائل كما يجد هناك اختيارات له توصل إليها دون تقليد لأحد بل بما عنده من علم فمنها ما وافق بعض الأئمة ومنها ما وافق صحابة أو تابعين كما أن منهجيته في تآليفه وتنوع الأجوبة والرسائل والوسائط الدعوية خير دليل على سعة علمه وهذه الأمور وغيرها متناثرة في كتبه وكتب من ينقل عنه تناثر الدر ومن الأمور الدالة على بعد نظره وعمق تفكيره أنه لا يأتيه مبطل بأدلة يريد بها إثبات باطلة إلا رد عليه من نفس أدلته وجعلها حجة عليه كما حكى ذلك الإمام ابن القيم بقوله:"وقال لي: أنا ألتزم أنه لا يحتج مبطل بآية أو حديث صحيح على باطله إلا وفي ذلك الدليل ما يدل على نقيض قوله" (3)، ومن خلال كلماته هذه تظهر لنا "قوته في تفجير دلالات النصوص
وشق الأنهار منها واستخراج كنوزها" (1)، ومن الأمور التي اجتهد فيها وأظهرها فطر الجنود في رمضان عند ملاقاة العدو حيث أمر المسلمين المجاهدين بالفطر في رمضان لقتال العدو وأفطر هو بنفسه واخذ يمر بين الصفوف ليراه الجنود وقال: "هذا فطر للتقوِّي على جهاد العدو ... وقال: "والمسلمون إذا قاتلوا عدوهم وهم صيام لم يمكنهم النكاية فيهم وربما أضعفهم الصوم عن القتال فاستباح العدو بيضة الإسلام ثم قال: وهل يشك فقيه أن الفطر هاهنا أولى من فطر المسافر؟! " (2)، ومما يدل على مدى عمق فكره اللغوي أنه يربط بين الأسماء والمسميات فإذا ورد عليه لفظ أخذ معناه من نفس حروفه وصفاتها وجرسه وكيفية تركيبه حكى ذلك الإمام ابن القيم (3).
المطلب الخامس: حضور بديهته:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/256)
وهي كغيرها هبة من الله عز وجل يعطيها من يشاء وحضور البديهة دليل على حدة الذكاء مع قوة الذاكرة وحسن التصرف في أحلك الظروف وأحرجها وهي دليل الفصاحة وحسن البيان مع الإيجاز دون كلفة بل تخرج من قائلها تلقائياً دون سابق إعداد وقد أوتي الإمام ابن تيمية منها حظاً وافراً، وبدأت تظهر هذه النَّجابة منذ صغره حيث أسفرت عن حضور بديهته فقد قال الإمام الذهبي: "حكى لي عنه الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية قال: كان صغيراً عند بني المنجا فبحث معهم فادعوا شيئاً أنكره فأحضروا النقل فلما وقف عليه ألقى المجلد من يديه غيظاً فقالوا له: ما أنت إلا جريء ترمي المجلد من يدك وهو كتاب علم فقال سريعاً: أيهما خير أنا أو موسى؟ فقالوا موسى: فقال: أيما خير هذا الكتاب أو ألواح الجوهر التي كان فيها العشر كلمات؟ قالوا: الألواح فقال: إن موسى لما غضب ألقى الألواح من يده أو كما قال" (4)." وحكي أنه كان قد شكا له إنسان من قطلو بك الكبير وكان المذكور فيه جبروت وأخذ أموال الناس واغتصابها وحكاياته في ذلك مشهورة فلما دخل إليه الشيخ وتكلم معه في ذلك قال: أنا الذي كنت أريد أن أجيء إليك، لأنك رجل عالم زاهد يعني يستهزئ به [متهكماً] فقال له ابن تيمية: قطلو بك: لا تعمل عليَّ دركواناتك (حيلك وألاعيبك) موسى كان خير مني وفرعون كان شر منك وكان موسى كل يوم يجيء إلى باب فرعون مرات ويعرض عليه الإيمان" (1) فسرعة بديهته قد عرف بها منذ صغره ولازمته حتى نهاية حياته وقد ساعدت هذه البديهة السريعة في انسياب مؤلفاته وتأصيل كلامه ومما يشهد لذلك أنه "سئل يوماً عن الحديث (لعن الله المحِّلل والمحلَّل له) (2) فلم يزل يورد فيه وعليه حتى بلغ كلامه فيه مجلداً كبيراً" (3) واسم هذا المجلد: إقامة الدليل على بطلان التحليل وهو كتاب جليل القدر عظيم الفائدة ومما يدل على سرعة بديهته الكتابية أنه "لما أُخذ وسجن وحيل بينه وبين كتبه صنف عدة كتب صغاراً وكباراً وذكر فيها ما احتاج إلى ذكره من الأحاديث والآثار وأقوال العلماء وأسماء المحدثين والمؤلفين ومؤلفاتهم وعزا كل شيء من ذلك إلى ناقليه وقائليه بأسمائهم وذكر أسماء الكتب التي ذكر فيها وأي موضع هو فيها كل ذلك بديهة من حفظه؛ لأنه لم يكن عنده حينئذ كتاب يطالعه ونقبت واختبرت واعتبرت فلم يوجد فيها بحمد الله خلل ولا تغير" (4) هذا إضافة إلى "ما وهبه الله تعالى ومنحه به من استنباط المعاني من الألفاظ النبوية والأخبار المروية وإبراز الدلائل منها على المسائل وتبين مفهوم اللفظ ومنطوقه وإيضاح المخصص للعام والمقيد للمطلق والناسخ للمنسوخ وتبيين ضوابطها ولوازمها وملزوماتها وما يترتب عليها وما يحتاج فيه إليها حتى إذا ذكر آية أو حديثاً وبين معانيه وما أريد به أعجب العالم الفطن من حسن استنباطه ويدهشه ما سمعه أو وقف عليه منه" (5)، وقد عُملت (6) قصيدة من ثماني أبيات على لسان ذِمّيّ في إنكار القدر
امتحاناً لعلماء العصر وهي: (1)
أيا علماء الدين ذمي دينكم
إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم
دعاني وسد الباب عني فهل إلى
قضى بضلالي ثم قال ارض بالقضضا
فإن كنت بالمقضي يا قوم راضياً
وهل لي رضاً ما ليس يرضاه سيدي؟
إذا شاء ربي الكفر مني مشيئة
وهل لي اختيار أن أخالف حكمة؟!
تحير دلوه بأوضح حجة
ولم يرضه مني فما وجه حيلتي؟!
دخولي سبيلٌ؟ بينوا لي قضيتي
فها أنا راضٍ بالذي فيه شقوتي
فربي لا يرضى لشؤم بليتي
وقد حرت دلوني على كشف حيرتي
فها أنا راضٍ باتباع المشيئة
فبالله فاشفوا بالبراهين حجتي
"فلما وقف عليها الإمام ابن تيمية فكر لحظة يسيرة وثنى إحدى رجليه على الأخرى وأجاب في مجلسه بديهة وأنشأ يكتب جوابها وجعل يكتب ويظن الحاضرون أنه يكتب نثراً فلما فرغ تأمله من حضر من أصحابه وإذا هو نظم في بحر أبيات السؤال وقافيته" (2)، والتي تجاوزت المائة بيت منها (3)
سؤالك يا هذا سؤال معاند
وهذا سؤال خاصم الملأ العلي
وأصل ضلال الخلق من كل فرقة
...
ويكفيك نقضاً أن ما قد سألته
وهبك كففت اللوم عن كل كافر
فيلزمك الإعراض عن كل ظالم
ولا تغضبن يوماً على سافكٍ دماً
ولا شاتم عرضاً مصوناً وإن علا
ولا قاطع للناس نهج سبيلهم
...
وهل في عقول الناس أو في طباعهم
كآكل سم أوجب الموت أكله
فكفرك يا هذا كسم أكلته
...
فإن كنت ترجو أن تجاب بما عسى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/257)
فدونك رب الخلق فاقصده ضارعاً
...
وأما رضانا بالقضاء فإنما
كسقم وفقر ثم ذل وغربة
وأما الأفاعيل التي كُرهت لنا
وقد قال قوم من أولي العلم لا رضاً
وقال فريق نرتضي بقضائه
وقال فريق نرتضي بإضافة
فنرضى من الوجه الذي هو خلقه
يخاصم رب العرش باري البرية
قديماً به إبليس أصل البلية
هو الخوض في فعل الإله بعلة
...
من الغدر مردود لدى كل فطرة
وكل غوي خارج عن محجة
من الناس في نفس ومال وحرمة
ولا سارقٍ مالاً لصاحب فاقة
ولا ناكح فرجاً على وجه زينة
ولا مفسدٍ في الأرض من كل وجهة
...
قبول لقول النذل فما وجه حليتي؟!
وكل بتقدير لرب المشيئة
وتعذيب نارٍ بعد جرعة غصة
...
ينجيك من نار الإله العظيمة
مريداً لأن يهديك نحو الحقيقة
...
أمرنا بأن نرضى بمثل المصيبة
وما كان من مؤذٍ بدون جريمة
فلا هن مأتي في رضاها بطاعة
بفعل المعاصي والذنوب الكريهة
ولا نرتضي المقضي لأقبح خُلَّة
إليه وما فينا فيلقي بسخطه
ونسخطه من وجه اكتساب بحيلة
وقد تتابع العلماء بذكرها ومنهم من شرحها لجلال قدرها، ومما يدل على حضور بديهته أنه قد جاءته امرأة تسأله سؤالاً وهو (1):
سؤال:
جدتي أمه وأبي جده
أفتنا يا إمام يرحمك الله وأنا عمة له وهْو خالي
ويكفيك حادثات الليالي
الجواب:
رجل زوج ابنه أم بنتٍ
فأتت منه بالتي قالت الشعر وأتى البنت بالنكاح الحلال
وقالت لابن هاتيك: خالي
فمن هذه الأجوبة السريعة وحضور البديهة لدلالة واضحة على عبقرية هذا الإمام وهذه الذاكرة التي تسعف صاحبها في إبانة رأيه وتوضيحه كما أنها تؤازره في ترسيخ مفهوم يود إيصاله للآخرين وهي بمنزلة الروح للبدن حيث إن العالم الإمام يحتاج إلى ملكة كي يبين أحكام الشريعة الغراء على أكمل وجه "بل إنه ألف في قعدة "الحموية" ألفها بين الظهرين سنة 698هـ وعمره سبع وثلاثون سنة .. وألف بعض كتبه وهو في السجن" (1)، ووصفه من رآه من تلاميذه بقوله: "وقل أن وقعت واقعة وسئل عنها إلا وأجاب فيها بديهة بما بهر واشتهر" (2).
المطلب السادس: استقلاله الفكري:
لم يكن الإمام ابن تيمية أول من عرف من آل تيمية بالعلم الشرعي .. فهي سلالة يتوارث رجالها العلم واحد تلو الآخر ومن هؤلاء وأشهرهم جده الإمام الشيخ مجد الدين أبو البركات عبد السلام بن تيمية الذي عرف بالتضلع في العلوم الشرعية وكذلك كان والده الإمام الشيخ شهاب الدين أبو المحاسن عبد الحليم (3)، وإن نشأته العلمية الأولى المتمثلة في أسرته وبيئته قد أكسبته نبوغاً مبكراً وشغفاً وتعطشاً لدراسة علوم الشريعة وعلوم اللغة إضافة إلى كون دمشق كعبة القصاد الطالبين للعلم الشرعي ومع هذا فلم تقتصر دراسته على مذهب فقهي أو عقدي معين بل كان واسع الاطلاع متعدد المعرفة في شتى العلوم مما جعله يترفع عن التقليد ويتسامى عن التعصب لفئة أو لشخص إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشريعته الغراء.
ومع هذه النشأة العلمية التي تربى في أحضانها فإنه شب عن الطوق وتبحر في العلوم النقلية والعقلية وقد وصفه إمام من أئمة عصره صاحبه وتلميذه الإمام الذهبي بقوله:"وفاق الناس في معرفة الفقه واختلاف المذاهب وفتاوى الصحابة والتابعين بحيث إنه إذا أفتى لم يلتزم بمذهب بل بما يقوم دليله عنده" (1)، ومما يميزه عن غيره من العلماء أنه "يدرس كتاب الله وسنة رسوله وآثار السلف الصالح في أي أمر يعرض له أو يسأل عنه فما يصل إليه يعتنقه ويدعو إليه لا يهمه أخالفه الناس أم وافقوا فهو ليس تابعاً لما يجري على ألسنة علماء عصره" (2) فهو يجعل الدليل نصب عينيه لا يحيد عنه قيد أنملة وهذا الاستقلال الفكري في البحث والإفتاء جعله كالشامة بين أقرانه، وهذا الاستقلال عنده في أصول الدين وفروعه كما حكى ذلك عن نفسه بقوله: "مع أني في عمري إلى ساعتي هذه لم أدع أحداً قط في أصول الدين إلى مذهب حنبلي وغير حنبلي ولا انتصرت لذلك ولا أذكره في كلامي ولا أذكر إلا ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها وقد قلت لهم غير مرة: أنا أمهل من يخالفني ثلاث سنين أن جاء بحرف واحد عن أحد من أئمة القرون الثلاثة يخالف ما قلته" (3)، وقوله هذا إنما يدل على أن "المسلم المتعلم إنما يكون مسلماً متعلماً بالاستقلال في العقيدة الدينية ولا يجوز للمسلم تقليد غيره من المسلمين في العقيدة فما ظنك بتقليد غير المسلمين؟؟! " (4) هذا بالنسبة للفرد العادي فما بالنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/258)
بإمام للمسلمين يؤم الخلق ويهديهم إلى صراط مستقيم ويدلهم على استقاء العقيدة من الوحي الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (5) والالتزام بالكتاب والسنة هو ما يدعو إلى التزامه من جميع طبقات المجتمع فهو يسير مع الدليل فيجهر بما أداه إليه اجتهاده وهكذا يكون المجتهد فإنه يصل إلى حكم ما بعد دراسته للكتاب والسنة وآثار السلف الصالح ثم يؤديه اجتهاده إلى حكم بعينه سواء وافق فيه إماماً أو خالفه فالذي جمع هذا وذاك هو الدليل كما قرره بنفسه حيث يقول: " وكان يرد علي من مصر وغيرها من يسألني عن مسائل في الاعتقاد وغيره فأجيبه بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة" (1)، وقد أكد هو نفسه مدى اتباعه ونبذه للتقليد فقال: "كل قائل إنما يحتج لقوله لا به إلا الله ورسوله" (2) ذلك أن أتباع المذاهب كانوا يرون الدين بمنظارهم هم وبمفهومهم هم: لا يرون صواباً إلا في اتباع إمامهم فمن الله تعالى على الأمة الإسلامية بذلك الإمام العظيم وهذا وصف لزمن التقليد وانتشار الأهواء "فكان إصلاح هذا الوضع يحتاج إلى محدث فقيه وأصولي ضليع يكون قد استعرض ذخائر المكتبة الإسلامية بأسرها ويستحضر الكتاب والسنة بحيث يحير الناس كما يعرف الحديث بأنواعه وطبقاته معرفة دقيقة تضطر الناس إلى الاعتراف بمكانته في صناعة الحديث كما يكون له اطلاع تام على المذاهب الفقهية الأخرى وفروعها ويكون ذا قدم راسخة في علوم اللغة وباع طويل فيها حتى يؤهله للنقد والصيرفة في مجالها" (3)، وهكذا فإن هذه المقومات في هذا الإمام "جعلته يجدد أمر هذا الدين ذلك لأن غيره كان يفهم الأمور بعقل غيره أو مأخوذاً بذلك العقل أما ذلك المجدد العظيم فقد كان ينظر إلى الدين غير متأثر بتفكير أحدٍ إلا بالكتاب والسنة وآثار الصحابة وبعض التابعين وبذلك جدد أمر الإسلام بأن أزال ما علق به من غبار القرون ورده إلى أصله الأول جديداً قشيباً" (4)، وفعله هذا يتكرر مع كل إمام مجتهد مجدد لهذا الدين هِجِّيراه، وديدنه اتباع الدليل.
المطلب السابع: فصاحته وقدرته البيانية:
توارث آل تيمية الخطابة وحسن البيان مما جعل الفصاحة ملتصقة بهم التصاق الاسم بالمسمى ومن أشهر من عرف عنهم الفصاحة وحسن البيان جد الإمام ابن تيمية الإمام مجد الدين عبد السلام بن تيمية ثم والده الإمام شهاب الدين أبو المحاسن عبد الحليم بن عبد السلام ثم ورثها عن آل تيمية الإمام تقي الدين أحمد بن تيمية وعلى هذا أجمع من ترجم لهذا الإمام أنه عرف بأنه كان "خطيباً مصقعاً تهتز له أعواد المنابر وجمع له الله سبحانه وتعالى بين فصاحة اللسان وفصاحة القلم فكان مع قدرته الخطابية كاتباً تجري الحقائق على شفاه بنانه كما تجري الألفاظ الجلية البينة على لسانه بما يعجز غيره عن كتابة مثله بالتروية والإمعان أياماً" (1)، وهذا يدل على أنه "فصيح اللسان قلمه ولسانه متقاربان" (2)، ومن كانت هذه صفته البيانية مضافاً إليها سعة علمية نقلية وعقلية جعلته "يتأهل للفتوى وهو دون العشرين سنة والقيام بوظائف والده بعده حيث درس بدار الحديث ثم جلوسه مكان والده أيضاً بالجامع على منبر أيام الجمع لتفسير القرآن العظيم" (3)، وكان ذلك "من حفظه فكان يورد المجلس ولا يتلعثم وكذا كان الدرس بتؤدة وصوت جهوري فصيح" (4) بأسلوب شائق رغم حضور كبار القضاة والعلماء تلك الدروس حتى عرف بأسلوبه الرشيق ذي الفوائد المتعددة "وذلك كله مع عدم فكر فيه أو روية و من غير تعجرف ولا توقف ولا لحن بل فيض إلهي حتى يبهر كل سامع وناظر فلا يزال كذلك إلى أن يصمت" (5) فإذا تكلم في مسألة صار كالبحر المتلاطم حيث تتبع المعلومات غيرها ويأتي عليها من كل نواحيها "حتى إن من أدمن النظر في كتبه يعرف كلامه ولو لم ينسب إليه فلجزالته وفخامته وقوته وإشراقه تميز عن كلام غيره من العلماء فليس فيه ضعف وليس فيه هشاشة وليس فيه تصنع وليس فيه تنطع ولا تكلف بل تجد النصوع والقوة والتدفق والجلالة" (6)، ويرجع العلماء حدوث هذه الفصاحة والقدرة البيانية الفائقة إلى أمور (7) منها: كثرة ترديده وقراءته وحفظه للسنة النبوية بعد حفظ كتاب الله سبحانه فإن ذلك أمده بطائفة كبيرة من الألفاظ الجيدة المنتقاة وكذلك صلاحه واتباعه للدليل فأثر ذلك في كلامه حتى صارت عباراته أخَّاذة يفيد منها الخطيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/259)
والواعظ والمؤلف والمصنف فوق أن كثرة المعارك البيانية أرهفت قواه وعودته القول الارتجالي به والانتصار بالحجة من غير تحضير وتهيئة فإنه حفظ كل شيء قبل أن يتكلم أو يجادل أو يناظر.
ومما يلمع ذلك ويؤكده انتشار أقواله وحفظ العلماء لها وكثرة تآليفه في شتى العلوم وعندما يناظر مبطلاً فإنه يقارعه ويرد عليه من نفس أدلته ويجعله ينقطع ويرن إرنان الثاكلة، وقد "نقل عنه أهل السير أنه كان يحضر مجالس المناظرة وتعقد له مناظرة مع خصومه ومخالفيه فيأتي بما يبهر الألباب ويعلو عليهم وينتصر بالحجة الدافعة والبيان الخلاب .. حتى إنه ناظر كثيراً من الطوائف في حضور السلطان وعلى مرأىً من الخاصة والعامة فكان الحق معه وكان الله يؤيده؛ لأنه يريد الحق وحده وقد ذكر كثير من أهل التاريخ أن علماء الطوائف اجتمعوا له وهم في صف وهو وحده في صف وكان لا يكل ولا يمل من المناظرة بل كان يستدرج من يناظره ويحاوره حتى يوقعه ويصرعه كل ذلك ومقصوده أن تكون كلمة الله هي العليا وأن يكون الدين كله لله وأن يكون الحق هو المنتصر في الأخير" (1)، وهذه القوة البيانية والتعبيرات البلاغية في المناظرة لم تظهر عليه في الكبر بل ظهرت عليه منذ صغره حكى ذلك تلميذه الإمام الذهبي بقوله: "وكان يحضر المدارس والمحافل في صغره فيناظر ويفحم الكبار ويأتي بما يتحيرون" (2).
المطلب الثامن: شجاعته وجرأته في الحق:
إن شجاعة الإمام ابن تيمية قد عرفها كل من أهل الشام وأهل مصر وانتشرت حتى عرفها الصغير والكبير لما كان له من مشاركات عديدة ومواقف في صد الطغاة والمعتدين من التتار والنصارى ومن قطاع الطرق، وهذه المواقف تنبئ عن جرأة في الحق منبثقة من شجاعته التي كانت على أرفع المستويات؛ ذلك أنه كان يرى أن ثمة وشيجة تربط ما بين الشجاعة والاعتقاد حيث إن كلاً منهما محله القلب؛ ولهذا يقول: "ولهذا كان قوام الناس بأهل الكتاب وأهل الحديد كما قال من قال من السلف: صنفان إن صلحوا صلح الناس: الأمراء والعلماء ... ولهذا كانت السنة أن الذي يصلي بالناس صاحب الكتاب والذي يقوم بالجهاد صاحب الحديد" (3)، وقد سجل له التاريخ مواقف ومآثر ازدان بها عرفها المخالف له قبل الموافق ولمعت هذه الشجاعة وهو لا يزال في ريعان شبابه ثم استمرت معه في مراحل عمره إلى أن فاضت روحه إلى بارئها وهذه الشجاعة قد تنوعت وكانت جرأته تارة بالسنان حين مجاهدة الأعداء ومقارعتهم وتارة بالكتابة واللسان فيصدع بما يراه ويعتقده ويجهر به ولا يعبأ بمخالفته لأحد من الناس. أما شجاعته بالسنان ومقارعة الأعداء فكثيرة شهيرة منها ما تجلت حينما أغارت التتار وفر علماء عصره خارج دمشق متجهين إلى مصر وغيرها لأن الناس ما عرفوا العلماء في عصره إلا "عاكفين على القراءة قد أنحلتهم المقاعد، تراخت عليها عضلاتهم ومفاصلهم يرون قوة العالم كلها في فكره ورأسه .. لذلك لما بلغهم أن التتار قد أغارت عليهم بركبها ورجلها وقضها وقضيضها فروا هاربين إلى مصر مع من فروا أما ابن تيمية فقد كان في هذا طرازاً وحده، رأى أن العلم والجندية ليسا متباينين ولا متضاربين فالعالم جندي عندما تحشد الشديدة وسياسي عندما تدبر المكيدة ... فعندما أغار التتار لبث ابن تيمية في المدينة يرتب أمورها ويسوسها بعد أن فر ساستها ومديروها" (1)، وهكذا العلماء الربانيون يكونون في طليعة الجيش ليواجهوا الأعداء موقنين بالفوز بإحدى الحسنيين وهذا الإمام "كان إذا ركب الخيل يتحنك ويجول في العدو كأعظم الشجعان ويقوم كأثبت الفرسان ويكبر تكبيراً أنكى في العدو من كثير من الفتك بهم ويخوض فيهم خوض رجل لا يخاف الموت .. ولما ظهر السلطان غازان على دمشق المحروسة جاءه ملك الكُرج وبذل له أموالاً كثيرة جزيلة على أن يمكنه من الفتك بالمسلمين من أهل دمشق ووصل الخبر إلى الشيخ فقام من فوره وشجع المسلمين ورغبهم في الشهادة ووعدهم على قيامهم بالنصر والظفر والأمن وزوال الخوف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/260)
فانتُدب منهم رجالٌ من وجوههم وكبرائهم وذوي الأحلام منهم فخرجوا معه إلى حضرة السلطان غازان [وكان ذلك سنة 699هـ] فلما رآهم السلطان قال: من هؤلاء؟ فقيل: هم رؤساء دمشق فأذن لهم فحضروا بين يديه فتقدم الشيخ ? أولاً فلما رآه أوقع الله له في قلبه هيبة عظيمة حتى أدناه وأجلسه وأخذ الشيخ في الكلام معه أولاً في عكس رأيه عن تسليط المخذول ملك الكرج على المسلمين وضمن له أموالاً وأخبره بحرمة دماء المسلمين وذكره ووعظه فأجابه إلى ذلك طائعاً وحقنت بسببه دماء المسلمين وحميت ذراريهم وصين حريمهم، وذلك لما أخذ الشيخ يحدث السلطان بقول الله ورسوله في العدل وغيره ويرفع صوته على السلطان في أثناء حديثه حتى جثا على ركبتيه وجعل يقرب منه في أثناء حديثه حتى لقد قرب أن تلاصق ركبته ركبة السلطان والسلطان مع ذلك مقبل عليه بكليته مُصغ لما يقول شاخص إليه لا يعرض عنه وأن السلطان من شدة ما أوقع الله ما في قلبه من المحبة والهيبة سأل من يخصه من أهل حضرته: مَنْ هذا الشيخ؟! وقال ما معناه: إني لم أر مثله ولا أثبت قلباً منه ولا أوقع من حديثه في قلبي ولا رأيتني أعظم انقياداً مني لأحد منه فأخبر بما له وما هو عليه من العلم والعمل ثم قال الشيخ للترجمان: قل لغازان: أنت تزعم أنك مسلم ومعك قاضٍ وإمام وشيخ ومأذونون –على ما بلغنا- فغزوتنا وأبوك وجدك كانا كافرين وما عملا الذي عملت: عاهدا فوفيا وأنت عاهدت فغدرت وقلت فما وفيت وجُرت" (1) فقال كلمة الحق ولم يخف في الله لومة لائم وواجه هذا الطاغية بكل جرأة معتمداً على ربه واثقاً به بالنصر؛لأن الله ينصر من ينصر دينه وشرعة نبيه صلى الله عليه وسلم فجهر بكلمة الحق أمام ذلك السلطان حتى قال بعض من حضر اللقاء: " لما حضروا مجلس غازان قدم لهم طعام فأكلوا منه إلا ابن تيمية فقيل له: لم لم تأكل؟ فقال: كيف آكل من طعامكم وكله مما نهبتم من أغنام الناس وطبختموه بما قطعتم من أشجار الناس ثم إن غازان طلب منه الدعاء فقال في دعائه: اللهم إن كنت تعلم أنه إنما قاتل لتكون كلمة الله هي العليا وجهاداً في سبيلك فأن تؤيده وتنصره وإن كان للملك والدنيا والتكاثر فأن تفطر به وتصنع –يدعو عليه- وغازان يؤمن على دعائه ونحن نجمع ثيابنا خوفاً أن يقتل فنطرطر بدمه ثم لما خرجنا من عنده قلنا له: كدت أن تهلكنا معك ونحن ما نصحبك من هنا فقال: وأنا لا أصحبكم فانطلقنا عصبة وتأخر فتسامعت به الخواتين [حريم الملوك] والأمراء فأتوه من كل فج عميق وصاروا يتلاحقون به ليتبركوا برؤيته فما وصل إلا في نحو ثلاثمائة فارس في ركابه وأما نحن فخرج علينا جماعي فشلَّحونا" (2) فصدع بكلمة الحق ولم يخف من فتك يحدث له أو هلاك ما دام ينصر دين الله ولم يهب ذلك السلطان "حيث تجمّ الأُسد في آجامها وتسقط القلوب في دواخل أجسامها خوفاً من ذلك السبع المغتال النمروذ المختال والأجل الذي لا يدفع بحيله محتال بل جلس إليه وأومأ بيده إلى صدره وواجهه" (1) فحال هذا الإمام وسيرته تنبئ عن سريرته كما ظهر ذلك جلياً حين اقتراب جند التتار من أبواب دمشق وفر كثير من كبار البلد حكاماً وعلماء ولكن عالماً واحداً بقي مع العامة فلم يفر ولم يخرج؛ لأن له قلباً يحول بينه وبين الفرار حيث "كان يدور كل ليلة على الأسوار يحرض الناس على الصبر والقتال ويتلو عليهم آيات الجهاد والرباط" (2) ويدل على شجاعته وثبات قلبه وجرأته أنه "لما جاء السلطان إلى شَقْحَب _موضع قرب دمشق-[وكان ذلك سنة 702هـ] والخليفة لاقاهما إلى قرن الحرة وجعل يثبتهما فلما رأى السلطان كثرة التتار قال: يا خالد بن الوليد فقال ابن تيمية: قل: يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين وقال للسلطان: اثبت فأنت منصور فقال له بعض الأمراء: قل إن شاء الله فقال: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً وكان يتأول في ذلك أشياء من كتاب الله منها قوله تعالى: (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله) (3) فكان كما قال" (4)، وأمرهم بالفطر اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح بل إنه أفطر ومر بين الصفوف؛ ليقتدوا به وتناقل الناس أخبار شجاعته وإيثاره الموت على الحياة في سبيل الله ومما اشتهر عنه أنه "كان إذا حضر مع عسكر المسلمين في جهاد يكون بينهم واقيتهم وقطب ثباتهم وإن رأى من بعضهم هلعاً أو رقة أو جبانة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/261)
شجعه وثبته وبشره ووعده بالنصر والظفر والغنيمة وبين له فضل الجهاد والمجاهدين وإنزال الله عليهم السكينة حتى وصف بأنه من أشجع الناس وأقواهم قلباً وكان يجاهد في سبيل الله بقلبه ولسانه ويده ولا يخاف في الله لومة لائم" (5) حتى صارت " بشجاعته تضرب الأمثال وببعضها يتشبه أكابر الأبطال" (6) فالعالم مجاهد باللسان والسنان لا يفصل بينهما بل هو أول الملبين إذا نودي للجهاد؛ حيث إن العالم أعلم من غيره بنصر الله وصدقه ووعده وبفضل المرابطة في سبيل الله ورفع الهمم المنحدرة إلى الحياة الدنيا المتثاقلة إلى الأرض وبكونه قدوة للقوم فينبغي أن يكون شجاعاً حتى يتأسوا به "وحكى بعض. حجاب الأمراء قال: قال لي الشيخ يوم اللقاء
[مع الطغاة المعتدين على المسلمين] وقد تراءى الجمعان:يا فلان! أوقفني موقف الموت قال: فسقته إلى مقابلة العدو –وهم منحدرون كالبدر تلوح أسلحتهم من تحت الغبار- وقلت له: هذا موقف الموت فدونك وما تريد قال: فرفع طرفه إلى السماء وأشخص بصره وحرك شفتيه طويلاً ثم انبعث وأقدم على القتال وقد قيل إنه دعا عليهم وأن دعاءه استجيب منه في تلك الساعة قال: ثم حال القتال بيننا والالتحام وما عدت رأيته حتى فتح الله ونصر ودخل جيش الإسلام إلى دمشق المحروسة والشيخ في أصحابه شاكياً في سلاحه عالية كلمته قائمة حجته ظاهرة ولايته مقبولة شفاعته مجابة دعوته ملتمسة بركته مكرماً معظماً ذا سلطان وكلمة نافذة وهو مع ذلك يقول للمادحين له: أنا رجل ملة لا رجل دولة" (1) فهذه بعض مآثر هذا الإمام الجهادية والتي تنم على شجاعته وجرأته في الحق سواء في الناحية العلمية والأدبية أو في الناحية القتالية الجهادية السياسية.
المطلب التاسع: هيبته:
هيبة الإنسان عند الآخرين إنما هي عطية من رب العالمين يمنحها من شاء من عباده؛ فكم من ذي سلطان أو جاهٍ أو مالٍ وعدة وعتاد ولكن ليست له هيبة في قلوب الخلق وإن خافوه لسطوته أو جاهه بل من الممكن لمن يراه أو من حوله أن يزدرونه لأنه منغمس في غياهب الثرى ويدعي أنه يمسك بالثريا، وهذا أمر معلوم ومشاهد وعليه اتفاق الجنس البشري، والناس في هيبتهم وما أوتوه من قسط منها مختلفون: فمنهم من هيبته قاصرة على البيئة المحيطة به من أصدقائه وأحبائه ومعارفه، ومنهم من يهابه ذوو السلطات وهم العلماء الربانيون ومنهم من يهابه هؤلاء وهؤلاء بل ويترقى إلى مستوىً أعلى حيث يهابه الأعداء ومن هذا الصنف الأخير الإمام ابن تيمية كما سجله التاريخ وتناقله الناس جيلاً بعد جيل وإنما نال هذه المكانة وتبوأ ذلك المنصب بسبب تعظيمه لخالقه سبحانه حيث إن القلب إن مُلئ إجلالاً وتعظيماً لله عز وجل تضاءلت سائر العظمات عند صاحب هذا القلب الذي لا يرى العظمة إلا في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم في كل من نصر الشريعة الإسلامية وبذلك يرى من دون الله كالذر في قبضة مالك الملك ولهذا فيكون علمه خالصاً ابتغاء وجه ربه عز وجل فلا يسعى لمنصب أو يتطلع إلى جاه أو مال أو سلطان. ولو أن إنساناً كان في صحبة ملك قوي لا يقهر وقد عرف ملوك الأرض شدة بطشه وانتقامه فإن هؤلاء سيخافون من ذلك الملك ولا يتعرضون لمن هم في صحبته ومعيته اتقاءً لغضبه وبطشه وانتقامه فما بالنا بمن كان في صحبة الله تعالى ومعيته – وله المثل الأعلى- أفلا يكون أجدر بالهيبة لمعيته ذلك الملك المنتقم ذي القوة الشديدة؟! ولهذا فمن كانت صلته بالله قوية فإن كل المخلوقين من إنس وجان يهابونه؛ لأنه في معية خالقه سبحانه وهو لا يطمع في عرضٍ زائل مما في أيديهم من حطام الدنيا فيعلم ذوو السلطات والجاه والمال أو ذوو المناصب ممن افتتن بها أن هذا لا يبغي من عمله إلا وجه الله عز وجل فما يأتي وقت يواجه الحكام إلا وينقادون لرأيه لمعرفتهم بأنه لا يرجو من ذلك إلا الإصلاح والخير فيها لمنزلته وعلو قدره وإجلاله لا لقوته وسلطانه إذ لا يملك منها شيئاً بل يملك عمله الذي يتقرب به على ربه عز وجل والذي أوصله إلى أن يهابه الناس مع محبتهم له وإجلالهم لقدره ومن المواقف التي وقعت للإمام ابن تيمية وشهدها أناس كثيرون وحكوها دلالة على هيبته عند المخلوقين مما أكسبته محبة وإكراماً بين الخاصة والعامة من الناس موقفه من غازان لما ظهر على دمشق وأراد ملك الكرج ببذله أموالاً لغازان أن يتسلط على المسلمين من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/262)
أهل دمشق فخرج أعيان دمشق وعلى رأسهم الإمام ابن تيمية فأوقع الله في قلبه رهبة عظيمة لم تحدث لذوي السلطان مع ذلك الملك الفتاك وقد ذكر المؤرخون أن بعض مرضى القلوب قد وَشَوْا إلى السلطان الأعظم أن الإمام ابن تيمية يريد أخذ الملك لنفسه لذلك فهو يسارع في التقرب من العامة والخاصة فلما أحضره السلطان بين يديه وسأله عن ذلك فأجابه بثقة نفس مطمئنة وصوت عالٍ يسمعه كثير ممن حضر: "أنا أفعل ذلك؟! والله إن ملكك وملك المُغل لا يساوي عندي فلسين. فتبسم السلطان لذلك وأجابه في مقابلته بما أوقع الله له في قلبه من الهيبة العظيمة:
إنك والله لصادق وإن الذي وشى بك إليَّ لكاذب" (1) فكيف يخاف غير الله وهو القائل: "لن يخاف الرجل غير الله إلا لمرض في قلبه" (2) فجعل خوفه من الله عز وجل مضرب المثل للجرأة في قول الحق وحدوث الهيبة له من الخلق وما وهبه الله من سرعة البديهة جعلت له هيبة علمية خاصة جعلت خصومه يهابون مناقشته لسرعة استحضاره للأدلة "ولهذه الصفة كان خصوم ابن تيمية يتهيبون لقاءه" (3) وكان عامة الناس إن اعتدى عليهم معتدٍ لجئوا إلى الإمام ابن تيمية كي يرد إليهم حاجاتهم من هؤلاء المعتدين حيث" شكا له إنسان من قطلو بك الكبير وكان المذكور فيه جبروت وأخذ أموال الناس واغتصابها" (4)، وكما كان يهابه الطغاة من الإنس كما فعل مع قطلو بك فيما مر كذلك يفعل مع طغاة الجان ممن يتسببون في إصابة بعض الناس بالصرع فكان يؤتى إليه بالمصروع فيقرأ القرآن ويهدد هؤلاء الطغاة "وكم عوفي من الصراع الجني إنسان بمجرد تهديده للجني وجرت له في ذلك فصول ولم يفعل أكثر من أن يتلوا آيات ويقول: إن لم تنقطع عن هذا المصروع وإلا عملنا معك حكم الشرع وإلا عملنا معك ما يرضي الله ورسوله" (5)، وهكذا فقد "آتى الله تقي الدين بن تيمية هيبة شخصية تروع من يلقاه وتجعله يحس بأنه في حضرة رجل عظيم .. ولقد كان إذا لقي السلطان لقيه ثابت الجأش قوي الجنان وإذا خاطبه في أمر كان قويا في خطابه شديداً في جوابه والسلطان لا يتردد في إجابته وعدم مخالفته فيما يدعوه إليه" (6)، ومثل هذه الأمور شعور قلبي وإحساس نفسي ليس للمادة إليه سبيل فلسمو روحه ورقيها في الملكوت الأعلى من كثرة ذكره لربه ونصرته لشريعته جعلت له هيبة في قلوب الآخرين وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.
المطلب العاشر: دورانه مع الدليل حيث دار:
بداية حياة الإمام ابن تيمية كانت مرتبطة بالعلم أيما ارتباط فقد شهد أباه وهو عالم البلد وحاكمها وخطيبها فتعود منذ نعومة أظفاره على سماع العلم وإيراد الأدلة فقد نشأ وتربى في رحاب أهل العلم بدءاً بحضوره مجالس أبيه وحضوره لكبار علماء الفقه والحديث منذ صغره وظل في السماع من أبيه وغيره "إلى أن بلغ الحادية والعشرين حيث توفي ذلك الموجه الكريم" (1) ومما يظهر اهتمامه بالدليل ودورانه في فلكه أنه في أول نشأته سمع كتب الحديث من أكبر شيوخ عصره مما أدى إلى اتساع ملكة الحفظ عنده واطلاعه على الآثار "ولقد سمع غير كتاب علي غير شيخ من ذوي الروايات الصحيحة العالية أما دواوين الإسلام الكبار كمسند أحمد وصحيح البخاري ومسلم وجامع الترمذي وسنن أبي داود السجستاني والنسائي وابن ماجه والدارقطني فإنه سمع كل واحد منها عدة مرات وأول كتاب حفظه في الحديث: الجمع بين الصحيحين للإمام الحميدي" (2) كما عرف عنه أنه "كان يحفظ المحلّى لابن حزم ويستظهره" (3) فحفظه واستظهاره لهذه الكتب وهي أُمهَّات كتب الحديث تؤهله ليصبح علماً بين العلماء في الركون إلى الدليل وعدم الالتفات إلى أي شخص كان كما كان يتقيد بذلك مَنْ سبقه مِنْ ذوائب العلماء الذين طبقت شهرتهم الآفاق وبحفظه لهذه الأحاديث والآثار جعلت مترجمي حياته يقولون: إنه قد "برع في الحديث وحفظه فقل من يحفظ ما يحفظه من الحديث معزواً إلى أصوله مع شدة استحضارٍ له وقت إقامة الدليل وفاق الناس في معرفة الفقه واختلاف المذاهب وفتاوى الصحابة والتابعين بحيث إنه إذا أفتى لم يلتزم بمذهب معين بل بما يقوم دليله عنده" (4)، وتقيده بالدليل جعله - كما مر- لا يتقيد عند الإفتاء أو الإجابة بمذهب معين بل بما رآه صواباً دائراً مع الدليل ومن راجع كتب هذا الإمام صغيرها وكبيرها يجده لم يخرج عن الشرع قيد أنملة فما من رسالة له أو كتاب أو جواب إلا صدره بأدلة من الكتاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/263)
والسنة ثم يتبع ذلك بأقوال الصحابة والتابعين مع ذكره لأقوال الأئمة المتقدمين والمتأخرين ثم ينظر مع ذلك لأوجه اللغة العربية وفروعها مستخدماً أصول الفقه ومقاصد الشرعية وجاعلهما نصب عينيه فما ترجح له دليله أفتاه وما لم يترجح له دليله نقل من قال به من الصحابة والتابعين أو من الأئمة المعتبرين هذا مع احترامه وتوقيره لأئمة الإسلام ودافع عنهم ولا أدل على ذلك من تأليفه رسالة يدافع فيها عن أسباب اختلافهم واسم هذه الرسالة: رفع الملام عن الأئمة الأعلام و"ليس له مصنف ولا نص في مسألة ولا فتوى إلا وقد اختار فيه ما رجحه الدليل النقلي والعقلي على غيره وتحرى قول الحق المحض فبرهن عليه بالبراهين القاطعة الواضحة الظاهرة بحيث إذا سمع ذلك ذو الفطرة السليمة يثلج قلبه بها ويجزم بأنها الحق المبين وتراه في جميع مؤلفاته إذا صح الحديث عنده يأخذ به ويعمل بمقتضاه ويقدمه على قول كل قائل من عالم ومجتهد، وإذا نظر المنصف إليه بعين العدل يراه واقفاً مع الكتاب والسنة لا يميله عنهما قول أحد كائناً من كان ولا يراقب في الأخذ بعلومهما أحداً ولا يخاف في ذلك أميراً ولا سلطاناً ولا سوطاً ولا سيفاً ولا يرجع عنهما لقول أحد، وهو متمسك بالعروة الوثقى واليد الطولى وعامل بقوله تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله وباليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً) (1)، وبقوله تعالى: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) (2) " (3). فأسلوبه في التعليم هو نفس أسلوب الحنابلة حيث يستخرجون الأحكام العقدية والفرعية من النصوص لا يحيدون عنها بل قد نص هو على ذلك من اتباع الدليل من الكتاب والسنة وعدم الخروج عليها فقال: "وليس لأحد الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ولا الخروج عن كتاب الله وسنة رسوله" (4)، والأمثلة التي تدل على مدى تمسكه بالدليل كثيرة كثيرة لكنني سأقتصر على الإشارة إلى أربعة أمور فقط:
الأول: كتبه وتآليفه فمن نظر إلى تآليف وكتب الإمام ابن تيمية يجد أنه يلتزم بالدليل فما من مؤلف له إلا ويورد فيه الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة بل كما وصفه الإمام الذهبي بقوله عن شيخه ابن تيمية: إنه كان "معظماً للشرائع ظاهراً وباطناً لا يؤتى من سوء فهم فإن له الذكاء المفرط ولا من قلة علم فإنه بحر زاخر ولا كان متلاعباً بالدين ولا ينفرد بمسائل بالتشهي ولا يطلق لسانه بما اتفق بل يحتج بالقرآن والحديث والقياس، ويبرهن ويناظر أسوة بمن تقدمه من الأئمة" (1).
الثاني: حرصه في كتاباته وتآليفه على البدء بخطبة الحاجة والتي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح خطبه بها "وقد جرى على هذا النهج شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية –رحمه الله- فهو يكثر من ذلك في مؤلفاته كما لا يخفى على من له عناية بها " (2).
الثالث: جعل أفعاله كلها تبع للسنة كتطبيق عملي للقرآن أن رجلاً سأله فقال له: "أنت تزعم أن أفعالك كلها من السنة فهذا الذي تفعله بالناس من عرك آذانهم من أين جاء هذا في السنة؟ فقال: حديث ابن عباس في الصحيحين قال: "صليت خلف رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليلاً فكنت إذا أغفيت أخذ بآذاني" (3) حتى في مثل هذه الدعابة فإنه يتقيد بالدليل فلم يرد مخالفة السنة في الأمور التي تعرض للإنسان فجأة وهذا يدل على مدى تمسكه بالدليل.
الرابع: تطبيقه للسنة في أصعب المواقف وأحرجها: في الجهاد ومقارعة الأعداء ففي رمضان من سنة (702هـ) لما كانت وقعة شقحب حيث تلاقى المسلمون والتتار وخرج الإمام إلى ميدان القتال ثابت الجأش يثبت القادة والجنود "ووقف الفارس الجريء موقف الموت مقاتلاً وهو يثبت قلوب من حوله بقتاله وفعاله وقد التقى قبل أن يقف موقفه من القتال بالسلطان يحثه وجنده على الجهاد في سبيل الله وإحقاق الحق ورد المعتدين وكان قد بلغه أنه كاد يرجع فسأله السلطان أن يقف معه في المعركة فقال: السنة أن يقف الرجل تحت راية قومه ونحن من جيش الشام لا نقف إلا معهم" (4) فمع كونه له دور كبير في النصر وطلب السلطان منه أن يقف في صفه إلا أنه طبق تلك السنة من وقوف الرجل تحت راية قومه ثم جاء النصر من عند الله للمسلمين وانتصروا نصراً عظيماً مؤزراً وهذا يعكس بدوره تمسك هذا الإمام بالدليل حتى في أحلك المواضع وقد قال بعض من عاصره: "ما رأينا في عصرنا هذا من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/264)
تُستجلى النبوة المحمدية وسنتها من أقواله وأفعاله إلا هذا الرجل، بحيث يشهد القلب الصحيح أن هذا هو الاتباع حقيقة" (1)
المطلب الحادي عشر: أسرته وبيئته:
لقد تبوأ آل تيمية أعلى المنازل في دمشق وما حولها ثم زاد من انتشار صيتها بعض أفذاذ منهم جد الإمام ابن تيمية الإمام الشيخ مجد الدين ابن عبد السلام صاحب المنتقى ثم إن أباه الإمام الشيخ شهاب الدين أبا المحاسن عبد الحليم بن عبد السلام كان أيضاً ذا شهرة إذ كان حاكم بلده وخطيبها وفقيهها. إضافة إلى أن دمشق كانت موئل العلماء ومشكاتهم التي ينطلقون منها وكانت البيئة التي نشأ فيها الإمام علمية فهو يرى في والده إماماً مشهوراً وكذلك ما كان من مدارس الحديث والتي درس فيها كبار العلماء ممن شهدهم أو صيتهم طبق الآفاق وسمع الإمام عنهم وهو صغير ومنهم الإمام النووي، والعز بن عبد السلام فكان مسلكه مرتبطاً بالأدلة أيما ارتباط وكانت أسرته تسلك مسلك الحنابلة في الأصول والفروع وعليه شب الإمام حيث "كان الحنابلة يسلكون في دراسة عقائدهم مسلكهم في دراسة الفقه يستخرجون العقائد من النصوص كما يستخرجون الأحكام الفرعية من النصوص؛ لأن الدين مجموع الأمرين فما يسلك في تعرف أحدهما يسلك لا محالة لاستخراج الثاني" (2) ذلك أن أسرته اتجهت للعلم والخطابة والدعوة إلى الله على بصيرة فأثرت تلك الأسرة مع البيئة المحيطة به فأصبح محباً للعلم شغوفاً بتحصيله لا يبغي بدلاً منه شيئاً وهذا واضح فيه منذ صغره وقد أراد أبوه أن يشجعه وهو صغير على حفظ القرآن الكريم حيث حُكي"عن شيخه الذي علمه القرآن المجيد قال: قال لي أبوه وهو صبي – يعني الشيخ- أحب إليك أن توصيه وتعده بأنك إن لم تنقطع عن القراءة والتلقين أدفع إليك كل شهر أربعين درهماً. قال ودفع إلي أربعين درهماً، وقال: أعطه إياها فإنه صغير وربما يفرح بها فيزداد حرصه في الاشتغال بحفظ القرآن ودرسه وقل له: لك في كل شهر مثلها فامتنع من قبولها وقال: يا سيدي: إني عاهدت الله تعالى أن لا آخذ على القرآن أجراً ولم يأخذها" (1)، وهكذا ظهرت هذه النجابة نتيجة لما لمسه في أسرته وبيئته من اهتمام بالعلم والعمل ابتغاء وجه الله "فنشأ بها أتم إنشاء وأزكاه وأنبته الله أحسن النبات وأوفاه، وكانت مخايل النجابة عليه في صغره لائحة ودلائل العناية فيه واضحة [وقد لمع ذلك منذ صغره وذلك أنه] كان إذا أراد المضي على المكتب يعترضه يهودي كان منزله بطريقه بمسائل يسأله عنها لما كان يلوح عليه من الذكاء والفطنة وكان يجيبه عنها سريعاً حتى تعجب منه ثم إنه صار كلما اجتاز به يخبره بأشياء مما يدل على بطلان ما هوعليه فلم يلبث أن أسلم وحسن إسلامه" (2) فبيئة الإنسان هي المُوجِّه الأول مع الأسرة إلى توجيهه إلى التعلم أو ترك التعلم وكذلك إلى تعلم فن من الفنون لذا فقد اتجه الشيخ إلى الدراسة العلمية فحسب منذ صغره وكان يحضر محافل الكبار ويستمع إلى طرح القضايا العلمية واللغوية وكيفية إيراد الأدلة وماهية استنباطها مما جعل له ملكة علمية مميزة انبثق منها بعد ذلك علمه وانتشرت منها معارفه والتي طبقت الآفاق.
المطلب الثاني عشر: تبحره في علمي المنقول والمعقول:
الباحث في تراجم أعلام المسلمين ممن كانت لهم قدم راسخة في العلوم الشرعية لا يجد صعوبة تذكر من حيث التنقيب واستخلاص المعلومات عن أمثال هؤلاء العلماء لكثرتهم وكثرة من ترجم لهم حيث وصفوا بأن لهم قصب السبق في فهم النصوص الشرعية وحفظها واستحضارها بأدلة باهرة قاطعة وستكون مادة كتابته ثرية وسيجد هناك أرضاً خصبة لتعدد من ترجم لعلماء الأمة الإسلامية شرقاً وغرباً من ذلك الصنف والذين حملوا علوم الشريعة حفظاً وعلماً وعملاً وتبياناً وتعليماً. وكذلك الأمر بالنسبة لعلماء الأمة الإسلامية الباحثين في العلوم العربية أو العقلية أو الطبيعية والرياضيات والفلك ... إلخ ولكن الصعوبة تكمن إذا أراد باحث أن يترجم لعلم من أعلام الأمة الإسلامية جمع بين العلوم الشرعية والعربية والعقلية والمنطقية والديانات الأخرى في آن واحد وهذا لا يعني أنهم غير موجودين لكن يحتاج الباحث إلى بعض العناء وشيء من المشقة في التنقيب على أمثال هؤلاء مع الاطلاع على ما كتبوه من كتابات وتلك الصعوبة وهذه المشقة اللتان ستقابلان الباحث في محاولة ترجمته لمثل هؤلاء الأماجد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/265)
تظهر من عدم شهرة صاحب الترجمة في العلوم العقلية وشهرته في علوم الشريعة أو العكس مع علو كعبه في العلمين ومن هذا الصنف الإمامان حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي والإمام تقي الدين السبكي ولكن هذين الإمامين درسا الفقه واشتهرا به من خلال مذهب معين وكذلك دراستهما لبعض العلوم العقلية أو الفلسفية وعلم الكلام إنما هو بالقدر الذي يتمشى مع طريقة عقدية معينة محددة لا تُتجاوز. فقد تضلعا في العلوم المختلفة لكن لخدمة مذهب معين ولسلوك عقدي محدد، ومن أعلام الأمة الإسلامية من تبحر وتضلع في كل العلوم المختلفة بأنواعها دراسة مجردة ومن هذا الصنف الإمام ابن تيمية فقد درس العلوم الشرعية باختلاف مذاهبها ولم تمنعه نشأته الحنبلية على الاقتصار على مذهب الحنابلة بل تعدى التقليد والتعصب وترقى عنه وأخذ بما ترجح له دليله كما تعمق في دراسة العربية بجميع فنونها وكذلك الرياضيات والفلك والمنطق وعلم الكلام ومما يشهد لذلك شهادة خصمه الشهير الإمام تقي الدين السبكي حينما كتب رسالة موجهة إلى الإمام الذهبي قائلاً في حق الشيخ: "فالمملوك [يعني نفسه رحمه الله تواضعاً منه مع من خالفه] يتحقق كبير قدره وزخارة بحره وتوسعه في العلوم الشرعية، والعقلية وفرط ذكائه واجتهاده وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي بتجاوز الوصف" (1)، وهكذا كان موسوعة علمية متنقلة ومكتبة ناطقة؛ لأنه كان "عارفاً بالفقه واختلاف الفقهاء والأصوليين والنحو وما يتعلق به واللغة والمنطق وعلم الهيئة والجبر والمقابلة وعلم الحساب وعلم أهل الكتابين وأهل البدع وغير ذلك من العلوم النقلية والعقلية وما تكلم معه فاضل في فن من الفنون إلا ظن أن ذلك الفن فنه وكان حفظه للحديث مميزاً بين صحيحه وسقيمه عارفاً برجاله متضلعاً من ذلك" (2)، وكان يفهم كثيراً من اللغة العبرية (3) كما كان يعرف اللغة التركية (4) "وهكذا نستطيع أن نقرر غير مبالغين أنه قرأ كتب العلوم الإسلامية وكتب الفلاسفة التي كانت معروفة في عصره ويظهر أنه لم يكتف بذلك بل قرأ كتب النصارى والأدوار التي مرت عليها عقائد النصارى دراسة فاحصة" (1) فتعلم العلوم الشرعية مع العلوم العقلية سواءً بسواء وتبحر في كل علم وجد في عصره واطلع على كتاب طالته يداه، وما من سبيل إلا سلكه ليبلغ دعوة الحق مستخدماً الأدلة من الكتاب والسنة "ثم يقرب السنة بالعقل فهو يستخدم العقل للتزكية لا للإنشاء والتقريب لا للاهتداء" (2) ويدل على تبحره أشياء كثيرة:
1 - شهادة علماء الأمة من معاصريه ومن بعدهم بتبحره في علمي المنقول والمعقول.
2 - استدلاله واستشهاده في كتبه بسائر العلوم المتاحة في عصره ويظهر ذلك من مراجعه فهارس مجموع الفتاوى (3) له، جـ36، جـ 37.
3 - قيام كثير من الباحثين بكتابة رسائل ومؤلفات في جانب من الجوانب التربوية أو الدعوية في تخصصات مختلفة مثل موقفه من العقل، وموقفه من المنطق، وموقفه من المبتدعة، وموقفه من التكفير، وموقفه من الأشاعرة، والفكر التربوي عنده .. إلخ.
المطلب الثالث عشر: جده وحزمه مع النفس:
إن النفس الطامحة للتحليق فوق العنان نفيسة وتتعب الأبدان. ونفس ظهرت وتناقلت الأخبار بمناقبها لجديرة بأن يكون صاحبها على درجة عالية من الجد والاجتهاد فلا يتطرق إليها الملل ولا يقترب منها كسل بل دائماً تحاول مساواة الثريا وكان لأسرته وبيئته العلمية العامل الأكبر في جده واجتهاده بعد توفيق الله تعالى له "وكان من النتائج لهذه [الأسرة وتلك] البيئة العلمية أن يتجه الفتى الناشئ فيها إلى العلم فاتجه إليه الغلام ابن تيمية صغيراً؛ فحفظ القرآن الكريم منذ حداثة سنه واستقر حافظاً له إلى أن فاضت روحه إلى ربها .. واتجه بعد حفظ القرآن إلى حفظ الحديث واللغة وتعرف الأحكام الفقهية وحفظ ما يسعفه به الزمن وقد بدا فيه منذ صغره ثلاث من المزايا هي التي تمت وظهرت ثمراتها في كبره:
أولاها: الجد والاجتهاد والانصراف إلى المجدي من العلوم والدراسات لا يلهو لهو الصبيان ولا يعبث عبثهم.
ثانيتها: تفتح نفسه وقلبه لكل ما حوله يدركه ويعيه فلم يكن الغلام المنقطع عن الأحياء والحياة إلى الحفظ والاستذكار فقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/266)
والثالثة: الذاكرة الحادة والعقل المستيقظ والفكر المستقيم والنبوغ المبكر" (1) حتى وصف بأنه "لم يزل منذ إبان صغره مستغرق الأوقات في الجد والاجتهاد" (2) فشخصية كهذه كانت بدايتها جد واجتهاد ونظر إلى معالي الأمور فلابد أن "يقف وراءها روح وثابة ونفس طموحة وهمة عالية وإرادة لا تعرف السأم ولا الملل قد هانت عليها لذات الدنيا ومتعها، والعجب الذي لا ينقضي أن تكون هذه المعاني في غلام لم يبلغ مبلغ الرجال بعد؛ وهذا يحتم أن يكون وراء ذلك ربانية وحكمة إلهية ليتحقق به خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وموعوده لأمة الإسلام في تجديد الدين على رؤوس المئين" (3) حتى عرف من بين أقرانه بتلك الهمة العالية "وكان من صغره حريصاً على الطلب مجداً على التحصيل والدأب لا يؤثر على الاشتغال لذة ولا يؤثر أن يضيع منه لحظة في البطالة وقيل إن أباه وأخاه وجماعة من أهله وآخرين ممن يلوذون بظله سألوه أن يروح معهم يوم سبت ليتفرج فهرب منهم ولا ألوى عليهم ولا تفرج فلما عادوا آخر النهار ولاموه على تخلفه وتركه لاتباعهم وما في انفراده من تكلفة فقال: أنتم ما تزيَّد لكم شيء ولا تجدَّد وأنا حفظت في غيبتكم هذا المجلد وكان ذلك الكتاب "روضة الناظر وجنةالمناظر"وهومجلدصغير" (4) فهِمَّتُهُ العالية بدت منذصغره ولازمته حتى وفاته وتنوعت جوانب همته من همة في كثرة التآليف وهمة عالية في كثرة العبادة والذكر والصلاة إلى جانب همته العالية في الجهادفي سبيل الله عزوجل وقد"كان كثيراً ما ينشد:
تموت النفوس بأوصابها
وما أنصفت مهجة تشتكي
من لم يَقُدْ ويدس في خيشومه
ولم تشكُ عوَّادها ما بها
هواها إلى غير أحبابها
رَهَجُ الخميس فلن يقود خميسا"ً (1)
ويؤكد علو تلك الهمة وسموها ما شرف التاريخ بتسطيره لحياة ذلك الإمام بجوانبه المتعددة وجعله روحه فداءً لوجه الله عز وجل.
المطلب الرابع عشر: دوام ذكره وتعظيمه لخالقه عز وجل:
إن ذكر الله عز وجل هو حياة النفوس وقوام الجسد وغذاء الروح وبه يعلو الذاكر إلى أعلى علييين، ودوام ذكر الله تعالى يجعل الذاكر من المقربين ويورث صاحبه خشية لربه و يسمو به إلى مرتبة الصديقين والمخلصين؛ لأن الذاكر لله تعالى يكون على صلة دائمة بربه خالقه فيزكو قلبه ويثرى عقله حكمة وإدراكاً ويجعل من نفسه وأعضائه منبعاً للطهارة والصفاء والنقاء حيث "أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق؛ فإن المنافقين قليلو الذكر لله عز وجل قال الله عز وجل في المنافقين: (ولا يذكرون الله إلا قليلاً) (2) والله عز وجل أكرم من أن يبتلي قلباً ذاكراً بالنفاق وإنما ذلك لقلوب غفلت عن ذكر الله عز وجل" (3)، وأكثر خلق الله ذكراً لله هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد "كان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق ذكراً لله عز وجل، بل كان كلامه كله في ذكر الله وما والاه وكان أمره ونهيه وتشريعه للأمة ذكراً منه لله" (4)، وقد اقتفى أثره الصالحون من أمته حتى صار ديدنهم وهجيراهم .. وممن اشتهر عنه ذلك الإمام ابن تيمية حيث وصفه من رآه أو عاشره أو تعامل معه بكثرة الذكر ولهج لسانه به وتعظيمه لأوامر ربه يقول الإمام الذهبي: "كان معظماً لحرمات الله دائم الابتهال كثير الاستعانة بالله قوي التوكل ثابت الجأش له أوراد وأذكار يديمها" (5)، وقال تلميذه النجيب الإمام ابن القيم: "وحضرتُ شيخ الإسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار ثم التفت إليّ وقال: هذه غدوتي ولو لم أتغد هذا الغداء سقطت قوتي .. وقال لي مرة: لا أترك الذكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها لأستعد بتلك الراحة لذكر آخر" (1)، وقد امتزج ذكر الله بروح هذا الإمام الجليل حتى عبر عن مدى تعلقه بربه سبحانه وتعالى فقال:"الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟! " (2) كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت" (3)، ومن أقواله: "إن في الدنيا جنة [يعني بها: جنة الإيمان بالله وبما جاء به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم] من لم يدخلها [أي: يتصف بها في الدنيا] لا يدخل جنة الآخرة وقال: ما يصنع أعدائي بي؟! أنا جنتي وبستاني في صدري [يعني بذلك: إيمانه وعلمه] إن رحت فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/267)
بلدي سياحة، وقال: المحبوس من حُبس قلبه عن ربه تعالى والمأسور من أسره هواه" (4)، ومن دوام ذكره لربه وتعظيمه له ما تناثر في مؤلفاته من كثرة كلامه على وجوب تمجيد الرب وتعظيمه وإجلاله وعدم تناقض شرعه وإثبات تفرده بوجوده وبربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته بالدلائل العقلية والنقلية وتوضيحه لشمول النصوص للأحكام ولمصالح العباد ومما يدل على مداومته على ذكر الله بأجل أنواع الذكر وهو القرآن في آخر حياته حيث أنه كان يداوم على مطالعة كتاب ربه ويتلوه آناء الليل وأطراف النهار "حتى إنه ليروى أنه تلا في السجن القرآن وختم ثمانين ختمة أو تزيد" (5) وقال الشيخ أبو الفرج زين الدين عبد الرحمن بن عبد الحليم" (6) إنه قرأ هو والشيخ منذ دخل القلعة ثمانين ختمة وشرعا في الحادية والثمانين فانتهيا فيها إلى آخر اقتربت (إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر) (7) " (8) فلم يترك الذكر بالقرآن والابتهال والتسبيح حتى آخر حياته مما يدل على دوام ذكره لربه وتعظيمه له.
وقد اتضح مما سبق من عوامل كونت عبقريته -فيما يرى الباحث- وشهد له بالتقدم في علوم عصره كل منصف لم يتلبس بشوائب الشهوات أو أكدار الشبهات وسعة علمه في كل ما طالته يداه مع ما آتاه الله من عبادة وتطبيق عملي لعلمه إضافة إلى عقل جبار وذكاء وقاد.
"إذا لم يكن هذا الذكاء بعينه فإني بألقاب الذكاء كفورُ
وإن لم تكن ألقابكم عبقرية إذاً فشهود العبقرية زورُ
إن لم يكن ابن تيمية عبقرياً فلا أدري من العبقري؟! وإذا لم يستول على منصب الألمعية فليس لأحد أن يترقى هذا المنصب" (1) ولعلو كعبه في العلوم الشرعية والعقلية في عصره وبعده عبر العصور حيث اشتهر صيته وتنوعت سجاياه وظهر دفاعه عن الشريعة وبلوغه أعلى المنازل العلمية في جميع الفنون حتى "إن ابن تيمية بلغ من الحظوة والرفعة وسمو المنزلة إلى درجة أنه استغنى عن لقب الشيخ والعالم والإمام والمجدد وصار أحسن أسمائه أنه ابن تيمية" (2) فإذا اختلفت الآراء وقال أحد الفريقين إن الإمام ابن تيمية قال: كذا وكذا فإن المخالف يعلم أن ذلك القائل إمام من أكابر الأئمة في الإسلام وهذا الاعتراف بدهي وطبيعي بشهادة علماء عصره: من الموافقين له والمخالفين ثم إن تآليفه شاهدة على ذلك إضافة إلى حياته الجهادية التي كانت منظومة من المحن والابتلاءات الداخلية والخارجية حيث رمي عن قوس واحدة لكن حفظ بأمر الله تعالى كما قال سبحانه وهو أحكم الحاكمين: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) (3) ومن عايش الإمام في كتبه وتاريخه يقطع يقيناً أنه من أكابر صالحي هذه الأمة المحمدية وأنه من أساطين العلماء العاملين وفحولهم وهذا يعرفه من له أدنى معايشة مع هذا الإمام "وكيف لا نعيش معه وقد فرض علينا احترامه وأمتعنا بحضوره وآنسنا بذكره الطيب؟! كيف لا نحب من أحب الله ورسوله؟! صلى الله عليه وسلم كيف لا نتولى من تولى ربه؟! كيف لا نقدر من قدر الشرع؟! كيف لا نجل من أجل الوحي؟.
نعم عندنا –والحمد لله- من الإدراك ما يمنعنا من التقليد الأعمى والتعاطف الأرعن والإعجاب الأحمق. عندنا تمييز بين الذكي والبليد والصادق والكاذب والقوي والضعيف والصالح والطالح فهدانا الله بفضله وكرمه إلى معرفة فضل هذا الإمام، وصلاحه وذكائه ونبوغه ونصرته للحق ودفاعه عن الشريعة ووافقنا على ذلك بشر كثير من العلماء والمؤرخين وأصحاب السير وأرباب الفنون وأصحاب التخصصات والمثقفين من المسلمين والكافرين.
دوائر المعارف تترجم عن دول بصفحتين وثلاث ولكنها تتحدث عن ابن تيمية بعشرين صفحة، المجامع العلمية تذكر المصطلحات في سطر ولكنها تتكلم عن ابن تيمية في ثلاثين سطراً ولسنا متفضلين على ابن تيمية إذا مدحناه أو ذكرنا مناقبه أو عددنا سجاياه لكنه متفضل علينا –بعد الله- بفيض علمه وغيث فهمه وبركة إنتاجه ونور آثاره" (1)؛ فلهذا كان هذا الإمام جدير باستحقاق لقب العبقرية في كل من العلوم الشرعية والعقلية فهذا ما تيسر لي جمعه من تلك العوامل التي أثرت في نبوغه وعبقريته وكما قيل:
"وليس لله بمستنكرٍ ... أن يجمع العالم في واحد" (2)
المبحث الثالث: حياة الإمام ابن تيمية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/268)
حياة هذا الإمام مليئة بالأمور الجليلة القدر كثيرة المعارف متشعبة المسالك بحيث يصح أن تفرد كل مرحلة من مراحل حياته أو يفرد كل جانب من جوانب شخصيته بمصنف مستقل ودراسة فاحصة لها تبحث عن الدر المكنون بين صدفاتها لكن هذه إطلالة على بعضها - كما هو دأب الباحثين – وسيكون ذلك خلال ما يلي:
المطلب الأول: اسمه ولقبه وكنيته (1)
هو الإمام الرباني الفقيه المجتهد المجدد بحر العلوم العقلية والنقلية شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ الإمام شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم بن الشيخ الإمام مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن تيمية بن الخضر بن علي بن عبد الله النميري.
لقبه: لقب بشيخ الإسلام (2) وبابن تيمية (3) وغالباً ما يجمع بينهما فيقال: شيخ الإسلام ابن تيمية.
كنيته: كني بأبي العباس مع أنه لم يتزوج (4)؛ ذلك أنه من السنة أن يكنى المسلم ولو لم يولد له أو كان صغيراً لحديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله كل نسائك لها كنية غيري فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اكتني بابنك عبد الله [يعني ابن الزبير] أنت أم عبد الله" (1) ولقول أنس رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل فرأى ابناً لأبي طلحة يقال له: أبو عمير، وكان له نغير يلعب به فقال: "يا أبا عمير ما فعل النغير؟ " (2)
المطلب الثاني: ولادته وأسرته ونشأته:
ولادته (3) ولد الإمام ابن تيمية في يوم الاثنين 10 ربيع الأول سنة 661 هـ في حران
أسرته: وهي أسرة معروفة بالعلم والصلاح إذ إنهم يتوارثون العلم فيما بينهم وكانت لهم الصدارة في المسجد الجامع ومن هذه الأسرة الطيبة الإمام مجد الدين بن عبد السلام وولده الإمام الشيخ عبد الحليم والد الإمام أحمد بن تيمية وكانت هذه الأسرة تسلك في التدليل على المسائل العقدية والفقهية مسلك الحنابلة فشرب الإمام العلم منذ نعومة أظفاره في حجر أبيه فكان للعلم تقدير خاص لديه بسبب إجلال أسرته للعلم وشهرتها به فدرس علوم الشريعة المختلفة منذ صغره حيث كان يحضر المحافل العامة فكان يناقش ويرد ويفتي وهو في ريعان الشباب حتى إنه تولى الدرس بعد موت أبيه وحضر له كبار أئمة ذلك العصر وأعجبوا من علمه وسرعة استحضاره مما يشهد ببراعته منذ صغره.
نشأته: لقد أثرت فيه بيئته أيما تأثير؛ ذلك أن البيئة المحيطة به بيئة علم وصلاح "فنشأ بها أتم إنشاءٍ وأزكاه وأنبته الله أحسن النبات وأوفاه وكانت مخايل النجابة عليه في صغره لائحة ودلائل العناية فيه واضحة .. [وقد أثرت فيه هذه النشأة أيما تأثير وجعلته منذ] صغره
مستغرق الأوقات في الجد والاجتهاد فختم القرآن صغيراً ثم اشتغل بحفظ الحديث و [دراسة] الفقه والعربية حتى برع في ذلك مع ملازمة مجالس الذكر وسماع الأحاديث
والآثار (1) فنموه في تلك البيئة جعلته من المنهومين بطلب العلم والناهلين من منابع المعرفة بعين فاحصة متخصصة ثم ظهر ذلك من خلال كتاباته وتآليفه ومواقفه دفاعاً عن الشريعة الغراء بكل ما يستطيع من جهد وبكل ما أوتي من قوة، وهذه ثمرات نشأته الأولى وبيئته وأسرته إذ اكتحلت عيناه برؤية كبار علماء عصره وشنفت أذناه بسماع الحديث والآثار من أئمة عصره فارتشف العلم منذ نعومة أظفاره مما كان له أكبر الأثر في تكوين ملكته العلمية والتي أهلته للإمامة عبر العصور.
المطلب الثالث: شيوخه وتلاميذه:
إن نفساً عملاقة كنفس الإمام ابن تيمية تنبئ عن تعدد مناهل المعرفة وتنوع روافد أصول العلم التي تلقى ثقافته ومعرفته من خلالها وهذا بدوره يؤكد أن الإمام ابن تيمية قد تلقى العلم على أيدي كثير من الشيوخ والشيخات وتعدد الشيوخ والشيخات راجع إلى تعدد روافده وتنوع العلوم التي درسها والمعارف التي تلقاها واستوعبتها ذاكرته الحديدية وأدركها بعقله الكبير، وطبيعي أن من هذه أحواله إضافة إلى ترجمته الحافلة بأنواع شتى من جهاد وتعليم وأمر بمعروف ونهي عن منكر ولهج بذكر الله وحسن عشرة ومعاملة وزهد في منصب وفي دنيا ... أن يكون له تلاميذ يحملون عنه علمه الغزير وهؤلاء الذين تلقوا عنه أصبح كل واحد منهم إماماً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/269)
أما شيوخه: وهم الذين تلقى على أيديهم أصول العلم والمعرفة منذ صغره بل ظل كذلك يستفيد من أهل العلم في كبره من الأئمة من شيوخ عصره وشيخاته "وشيوخه الذين سمع منهم أكثر من مائتي شيخ" (2) كما سمع من أربع شيخات (3) فسمع الحديث من الإمام ابن عبد الدايم (4) ومن شيوخه والده الإمام شهاب الدين أبو المحاسن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية ومنهم الإمام عبد الرحمن بن محمد بن قدامة (5) والشيخ علي الصالحي (6) والشيخ عفيف الدين عبدالرحمن بن فارس البغدادي (7)
والشيخ المنجا التيوخي () والشيخ محمد بن عبد القوي () والشيخ شرف الدين المقدسي () والشيخ الواسطي () والشيخ محمد بن إسماعيل الشيباني ()
ومن الشيخات فعمتُهُ ست الدار ()، و الشيخة أم الخير الدمشقية ()، والشيخة أم العرب ()، والشيخة أم أحمد الحرانية ()، والشيخة أم محمد المقدسية () فهؤلاء الشيوخ والشيخات وغيرهم تلقى على أيديهم وتعلم وكان لهم أبرز الأثر في علمه وسلوكه ونبوغه وعبقريته وألمعيته.
تلاميذه: إن شخصية كشخصية الإمام ابن تيمية لابد وأن يكون لها آثار بارزة؛ لهذا فقد تأثر به وبمنهاجه الكثير كما لازمه كثيرون وأصبحوا من خواصه وتتلمذوا على يديه ونهلوا من معينه الصافي بحيث أصبح الواحد منهم بعد ذلك إماماً في فنه ومشكاة يضيء للآخرين بما أوتي من فهم ثاقب وعلم غزير ... ومن هؤلاء التلاميذ: الإمام ابن قيم الجوزية والإمام الذهبي والإمام ابن كثير والحافظ البزار والإمام ابن عبد الهادي ()
والشيخ الواسطي () والشيخ ابن الوردي () والشيخ ابن رُشَيِّق () والإمام ابن مُفلح () وغيرهم الكثير والكثير والذين قد حملوا علمه وسلكوا منهاجه في تبليغ الشريعة.
وبالنظر إلى تلاميذ هذا الإمام العملاق تظهر منزلته ويبين قدره، فإذا كان تلاميذه أئمة ولهم من العلم ما لهم من تآليف وتولٍّ لقضاء أو إصلاح ... فكيف يكون قدر أستاذهم وشأنه؟! إنه بحر لا ساحل له وموسوعة علمية ومكتبية متنقلة مع العلم والعمل والزهد وترك المناصب واللهج بذكر الله عز وجل والدعوة إلى نصرة شرعه بنفسه وروحه وماله كله وهذا معروف وواضح من أحواله بما ترجم له من رآه أو رأى من رآه وبما تواترت أخباره بين ناقليها من جميع فئات شعبي دمشق ومصر وبما ترك خلفه من آثار: سواء في تلاميذ أو كتب أو إصلاح.
المطلب الرابع: عقيدته ومذهبه:
عقيدته: عقيدة الإمام ابن تيمية التي يعتقدها هي عقيدة السلف الصالح: أهل السنة والجماعة المتمثلة في القرون الثلاثة الأولى على ما كان عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" (1) فلا علاقة لمعتقده بشخص معين ولا بمذهب معين لا حنبلي ولا غيره بل بما جاء في كتاب الله عز جل وبما ثبت في صحيح السنة النبوية المطهرة وتفسير لما فيها بما ثبت عن الصحابة الكرام وعن تابعيهم بإحسان من تلك القرون الثلاثة الفاضلة. ومع أن إمامه في الفقه هو الإمام أحمد بن حنبل (2) فإن الإمام ابن تيمية لم يَدْعُ أحداً قط إلى التزام العقيدة على منهج الحنابلة بل كان يدعو إلى التزام معتقد السلف الصالح وقد أبان ذلك هو بنفسه إذ قال: "أما الاعتقاد فإنه لا يؤخذ عني ولا عمن هو أكبر مني بل يؤخذ عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه سلف الأمة فما كان في القرآن وجب اعتقاده وكذلك ما ثبت في الأحاديث الصحيحة مثل صحيح البخاري ومسلم ... وكان يرد عليَّ من مصر وغيرها من يسألني عن مسائل في الاعتقاد أو غيره فأجيبه بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة " (3) وقد كتب الإمام ابن تيمية هذه العقيدة التي يدين الله بها حينما طلب منه أن يكتبها فكتبها فيما بين الظهر والعصر (4) وهذه العقيدة هي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/270)
الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره وإثبات معية الله لخلقه وأنها لا تنافي علوه فوق عرشه ومن رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ومن الإيمان بالله تعالى الإيمان بكل الأسماء والصفات الواردة في الكتاب وصحيح السنة ثم الإيمان بالقرآن الكريم وأنه كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود وأن الله تكلم به حقيقة وأن هذا القرآن الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ثم الإيمان باليوم الآخر وما يكون فيه من أمور بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب إلى أن تقوم القيامة الكبرى فتعاد الأرواح إلى الأجساد ثم تقوم القيامة فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلاً وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق وتنصب الموازين فتوزن بها أعمال العباد وتنشر الدواوين ثم الإيمان بالحساب والإيمان بحوض النبي صلى الله عليه وسلم الذي من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً والإيمان بالصراط وهو منصوب على متن جهنم: وهو الجسر الذي بين الجنة والنار: يمر الناس على قدر أعمالهم فمن مر على الصراط داخل الجنة فإذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض فإذا هُذبوا ونُقوا أُذن لهم في دخول الجنة وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته صلى الله عليه وسلم وله صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات:
الأولى: يشفع في أهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد أن يتراجع الأنبياء عنها وعنها آدم فمن بعده حتى تنتهي إليه صلى الله عليه وسلم.
الثانية: يشفع في أهل الجنة أن يدخلوها.
الثالثة: يشفع فيمن استحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار أن لا يدخلها ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منها.
كما يعتقد أن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهو متبع لمعتقد أهل السنة والجماعة: الفرقة الناجية في عدم تكفير أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي ومما يعتقده وجوب سلامة القلب واللسان لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويتولى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحبهم كما يتولى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين وأنهن أزواجه في الدنيا وفي الآخرة كما إنه يمسك عما شجر بين الصحابة رض الله عنهم؛ لأن الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغُير عن وجهه والصحيح منه هم فيه معذورون: إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون مع الاعتقاد بأن كل واحد من الصحابة ليس بمعصوم عن كبائر الإثم وصغائره لكن لهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما ليس لمن بعدهم أو بتوبة أو شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم الذي هم أحق الناس بشفاعته أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه فإذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين وأنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله. كما يؤمن بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم ولمكاشفات إضافة إلى إيمانه بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توحيه الشريعة وكذلك يرى إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً وهو تابع لأهل السنة بأنهم يدينون بالنصيحة للأمة والصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضى بمر القضاء ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال والعفو عمن ظلم ويدعون إلى بر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار والإحسان إلى اليتامى والمساكين والبعد عن الأخلاق السيئة كل ذلك اتباعاً للكتاب والسنة وتطبيقاً للشريعة التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/271)
وأما مذهبه: فقد نشأ وتربى وتعلم على أصول المذهب الحنبلي فأبوه وجده بل أسرته أعلام الحنابلة في دمشق والشام ولكنه لم يقتصر في دراسته على المذهب الحنبلي بل درس المذاهب الفقهية الأخرى ثم آل أمره في آخر حياته –ككبار الأئمة- إلى عدم التقيد بمذهب معين بل كان يفتي بما يترجح له دليله ومع ذلك فلم يكن يتعصب لإمام أو شيخ أو مذهب بل يرى أنه من اليسر اتباع الناس لأي رأي من آراء العلماء؛ لهذا لما سأله تلميذه الحافظ البزار تأليف نص في الفقه يجمع اختياراته وترجيحاته ليكون عمدة في الإفتاء فقال له ما معناه: "الفروع أمرها قريب ومن قلد –المسلم- فيها أحد العلماء المقلدين جاز له العمل بقوله ما لم يتيقن خطأه" (1) وكان يذكر أن اختلاف العلماء رحمة واسعة فقال: "ولهذا كان بعض العلماء يقول: إجماعهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة" (2) وكان عمر بن عبد العزيز يقول: ما يسرني أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا؛ لأنهم إذا أجمعوا على قول فخالفهم رجل كان ضالاً وإذا اختلفوا فأخذ رجل بقول هذا ورجل بقول هذا كان في الأمر سعة وكذلك قال غير مالك من الأئمة: ليس للفقيه أن يحمل الناس على مذهبه [ثم نقل عن بعض الشافعية قول بعضهم:] وليس لأحد أن يلزم الناس باتباعه فيها ولكن يتكلم فيها بالحجج العلمية فمن تبين له صحة أحد القولين تبعه ومن قلد أهل القول الآخر فلا إنكار عليه" (3) ومع هذا هو مجل للأئمة فيحترمهم ويدافع عنهم وينهى عن الطعن فيهم وأنهم وإن اختلفوا في مسائل فهذا الخلاف إنما
نشأ عن اجتهاد كل واحد منهم ثم أرجع أسباب الاختلاف إلى أعذار ثلاثة هي: ()
الأول: عدم اعتقاده [أي العالم] أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله.
الثاني: عدم اعتقاده إرادة تلك المسألة بذلك القول.
الثالث: اعتقاده أن ذلك الحكم منسوخ. ثم فصل القول على هذه الأعذار الثلاثة في رسالته: رفع الملام عن الأئمة الأعلام.
المطلب الخامس: أخلاقه وسجاياه وبعض أقواله:
الكلام على أخلاق الإمام ابن تيمية وسجاياه إنما هو كلام على الآداب الإسلامية التي تجلت في شخصه وبرزت أخلاقه خلال اتباعه وتمسكه بالكتاب والسنة فكان يطبق ما فيها حتى ظهر عليه في معاملاته وحسن عشرته. والكلام على سجاياه يشمل الخَلْقية والخُلقية أما سجاياه الخلقية فيصفه مؤرخ الإسلام الإمام الذهبي بقوله: "كان أبيض أسود الرأس واللحية، قليل الشيب جهوري الصوت شعره إلى شحمة أذنيه فصيح اللسان، أعين كأن عينيه ناطقتان، ربعة من الرجال بعيد ما بين المنكبين تعتريه حدة لكن يقهرها بالحلم" (2) وأما سجاياه الخُلقية فكثيرة كثيرة يصعب حصرها في بحث واحد والأمر كما قال الإمام ابن الزملكاني:
"ماذا يقول الواصفون له وصفاته جلت عن الحصر" (3) والحافظ البزار بقوله: "فإنه قل أن سُمع بمثله" (4) ومن هذه الأخلاق ما يلي:
1 - إيثاره مع فقره: فكان – رضي الله عنه- مع رفضه للدنيا وتقلله منها مؤثراً بما عساه يجده منها قليلاً كان أو كثيراً ولا يحتقر القليل فيمنعه ذلك عن التصدق به حتى إنه إذا لم يجد شيئاً يتصدق به نزع بعض ثيابه فيصل بها الفقراء وكان يستفضل من قوته الرغيف والرغيفين فيؤثر بذلك على نفسه" (1) وفي مرة رأى " الشيخ محتاجاً إلى ما يعتم به فنزع عمامته من غير أن يسأله الرجل ذلك فقطعها نصفين واعتم بنصفها ودفع النصف الآخر إلى ذلك الرجل" (2).
1 - كرمه: لقد عرف الإمام ابن تيمية بالكرم؛ لأنه "كان مجبولاً عليه لا يتطبعه ولا يتصنعه بل هو له شجية؛ فكان لا يرد مَنْ يسأله شيئاً يقدر عليه من دراهم ولا دنانير ولا ثياب ولا كتب ولا غير ذلك ولقد كان يجود بالميسور كائناً ما كان وقد جاءه يوماً إنسان يسأله كتاباً ينتفع به فأمره أن يأخذ كتاباً يختاره فرأى ذلك الرجل بين كتب الشيخ مصحفاً قد اشتري بدراهم كثيرة فأخذه ومضى ومن كرمه أنه كان ينكر إنكاراً شديداً على من يُسأل شيئاً من كتب العلم التي يملكها ويمنعها من السائل ويقول: ما ينبغي أن يمنع العلم ممن يطلبه" (3) ومن جوده في العلم أنه كان كريماً في نشره للعلم وبثه بين صفوف المجتمع كله كما ذكر ذلك تلميذه النجيب الإمام ابن القيم: "ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية –قدس الله روحه- في ذلك أمراً عجيباً: كان إذا سُئل عن مسألة حُكمية ذكر في جوابها مذاهب الأئمة الأربعة إذا قدر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/272)
ومأخذ الخلاف وترجيح القول الراجح وذكر متعلقات المسألة التي ربما تكون أنفع للسائل من مسألته فيكون فرحه بتلك المتعلقات واللوازم أعظم من فرحه بمسألته وهذه فتاويه – رحمه الله- بين الناس، فمن أحب الوقوف عليها رأى ذلك فمن جود الإنسان بالعلم: أنه لا يقتصر على مسألة السائل بل يذكر له نظائرها ومتعلقها ومأخذها بحيث يشفيه ويكفيه" (4) وهذه حال هذا الإمام مع من يسأله كلها كرم.
2 - " ورعه: فكان من الغاية التي يُنتهى إليها في الورع؛ لأن الله تعالى أجراه مدة عمره كلها على الورع، فإنه ما خالط الناس في بيع ولا شراء ولا معاملة ولا تجارة ولا مشاركة ولا مزارعة ولا عمارة ولا كان ناظراً أو مباشراً لمال وقف ولم يقبل جراية ولا صلة لنفسه من سلطان ولا أمير ولا تاجر ولا كان مدخراً ديناراً ولا درهماً ولا طعاماً وإنما كانت بضاعته مدة حياته وميراثه بعد وفاته –رضي الله عنه- العلم اقتداءً بسيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين فإنه قال: (إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر) () والاتصاف بصفة الورع من أبرز صفات العالم الرباني؛ ذلك أنه متطلع إلى ما عند الله متسامياً عن الدنيا ومترفعاً على مناصبها وزخارفها.
3 - كراماته وفراسته: لقد أظهر الله تعالى على يدي هذا الإمام كرامات وأعطاه فراسة عرفت عنه وشاهدها من رافقه؛ وذلك لاتباعه للكتاب والسنة وهدي السلف الصالح ومنها ما حكاه الإمام البزار نفسه وشاهده حيث قال: " جرى بيني وبين بعض الفضلاء منازعة في عدة مسائل وطال كلامنا فيها وجعلنا نقطع الكلام في كل مسألة بأن نرجع إلى الشيخ وما يرجحه من القول فيها ثم إن الشيخ رضي الله عنه حضر فلما هممنا بسؤاله عن ذلك سبقنا هو وشرع يذكر لنا مسألة مسألة كما كنا فيه وقال: وكنت في خلال الأيام التي صحبته فيها إذا بحث مسألة يحضر لي إيراد فما يستتم خاطري به حتى يشرع فيورده ويذكر الجواب من عدة وجوه وحكى عن رجل أنه قدم دمشق وأنفق ما معه فقابله الشيخ ولم يعرفه فجاءه وهش في وجهه ووضع في يده صرة فيها دراهم صالحة فسأل من هذا؟! قالوا: هذا ابن تيمية وإنه لم يمر بهذا الدرب منذ مدة طويلة وحدث عن شخص آخر قال: إنه ذهب إلى مصر ومرض ولم يعرف أحد بحاله واتفق أن ذلك كان حين إقامة الشيخ بها فما أحس إلا بمن يناديه باسمه وكنيته فدخل عليه ناس وسألوه عن مرضه ونقلوه فقال لهم: كيف عرفتم بقدومي وأنا قدمت في هذه الساعة؟ فذكروا أن الشيخ أخبرنا بأنك قدمت وأنت مريض وحكى أن من عادة الشيخ أنه كان يزور المرضى في البيمارستان بدمشق في كل أسبوع فجاء على عادته فعادهم فوصل إلى شاب منهم فدعا له فشفي سريعاً وجاء إلى الشيخ يقصد السلام عليه فلما رآه هش له وأدناه ثم دفع إليه نفقة وقال: قد شفاك الله فعاهد الله أن تعجل الرجوع إلى بلدك، أيجوز أن تترك زوجتك وبناتك أربعاً ضيعة وتقيم هاهنا؟! فقبل يده وقال: يا سيدي أنا تائب إلى الله تعالى وقال الفتى: وعجبت مما كاشفني به وكنت قد تركتهم بلا نفقة ولم يكن قد عرف بحالي أحدٌ من أهل دمشق .. وكرامات الشيخ رضي الله عنه كثيرة جداً ومن أظهر كراماته أنه ما سمع بأحد عاداه أوغض منه إلا وابتلي بعده بلايا غالبها في دينه وهذا ظاهر مشهور لا يحتاج منه إلى شرح صفته" (1).
2 - تواضعه وعدم تكبره: وهذا الخلق عرفه كل من رأى الشيخ أو تعامل معه فلم يعهد عليه تكبر على أحدٍ من خلق الله بل كان دائم التودد إلى الناس خاصة عوام الناس والمرضى والمساكين والمعوزين فقد كان يختلط بهم ويتكلم معهم ويتعرف أخبارهم ويقضي لهم حاجاتهم كما كان يذهب إلى الظلمة ويرد إلى المسلمين الضعاف أموالهم كما حدث مع قطلوبك الكبير وكذلك كان حريصاً على زيارة المرضى في البيمارستان كل أسبوع ولا يشغله علمه وتعليمه وجهاده عن فعل تلك الأشياء فكانت محبته في قلوب الصغار والكبار حكاماً ومحكومين وعندما يقابل محتاجاً أو مسكيناً يهش في وجهه ويعطيه ما تيسر وأحق الناس بالكلام عن تلك الصفة من عاشره ولازمه من تلاميذه كما قال الحافظ البزار: "وأما تواضعه فما رأيت ولا سمعت بأحد من أهل عصره مثله في ذلك، كان يتواضع للكبير والصغير والجليل والحقير والغني والصالح والفقير،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/273)
وكان يدني الفقير الصالح ويكرمه ويؤنسه ويباسطه بحديثه المستحلي زيادة على مثله من الأغنياء حتى إنه ربما خدمه بنفسه، وأعانه بحمل حاجته جبراً لقلبه وتقرباً بذلك إلى ربه وكان لا يسأم ممن يستفتيه أو يسأله بل يقبل عليه ببشاشة وجه ولين عريكة ويقف معه حتى يكون هو الذي يفارقه كبيراً كان أو صغيراً رجلاً أو امرأة حراً أو عبداً عالماً أو عامياً حاضراً أو بادياً .. ولقد بالغ معي [القائل: الحافظ البزار] في حال إقامتي بحضرته في التواضع والإكرام حتى إنه لا يذكرني باسمي بل يلقبني بأحسن الألقاب" (1) كذلك كان يداعب الصغار ويلاطفهم وكان من تواضعه أنه إذا خرج مع بعض تلاميذه لقراءة الحديث "كان هو بنفسه يحمل الكتاب ولا يدع أحداً يحمله فلما قيل له في ذلك وأنهم يخافون من سوء الأدب فيقول: لو حملته على رأسي لكان ينبغي ألا أحمل ما فيه كلام رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم؟ وكان يجلس تحت الكرسي ويدع صدر المجالس فيعجب تلاميذه من تواضعه ورفعهم عليه في المجلس" (2) وكان هذا حاله مع غيره ممن يتعامل معه حتى كانت محبته في قلوب كل من رآه أو سمع به.
وأما أقواله: فهي عبارات رقراقة قالها فحفظت عنه وانتشرت وهي إما أن تكون تلخيصاً لفكرة أو دعوة لفضيلة أو تشجيعاً لعبادة أو توضيحاً لأمر وأحياناً تخرج منه تلقائياً أثناء جوابه لسؤال أو تعليقه على موقف معين وهي نتيجة لتبحره في العلوم وتمكنه منها وإن انتشار تلك العبارات دليل على إخلاصه؛ حيث وسائل نقل المعلومات محدودة في تلك الأزمان ولكنها انتشرت وعرفت عنه ولا يمكن لباحث جمعها كلها إلا بمشقة لتناثرها ... ولو جمعت لكانت في مجلدة ضخمة و"لابن تيمية كلام خاص يستميل العقول، وله عبارات أخاذة مؤثرة تعلم بالاستقراء أنها لابن تيمية فمن سبر كتبه وقرأ رسائله وتبحر في علومه حفظ له مصطلحات وجمل وكلمات كأنها من الأمثال عند الشعراء أو من الشواهد عند البلغاء حتى تصلح أن تكتب في براويز وأن تعلق من
جودتها ومن سطوعها" (1) ومن هذه العبارات:
(1) " المؤمن مأمور بأن يفعل المأمور ويترك لمحظور يصبر على المقدور" (2)
(2) " الذكر للقلب مثل الماء للسمك" (3)
(3) " إن في الدنيا جنة (4) من لم يدخلها (5) لا يدخل جنة الآخرة" (6)
(4) " المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والمأسور من أسره هواه" (7)
(5) " ما يصنع أعدائي بي؟! أنا جنتي وبستاني في صدري (8) أين رحت فهي معي لا تفارقني؛ إن حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة" (9)
(6) "العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة". (10)
(7) "النفس لا تزكو وتصلح حتى تمحص بالبلاء كالذهب الذي لا يخلص جيده من رديئه حتى يفتن في كير الامتحان" (11)
(8) "الطاعة والعبادة هي مصلحة العبد التي فيها سعادته ونجاته" (12)
(9) " ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أموراً ظاهرة، وما يقوم بالظاهر
(10) من سائر الأعمال يوجب للقلب شعوراً وأحوالاً" (1)
(11) " المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال" (2)
(12) " كل قائل إنما يحتج لقوله لا به إلا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم" (3)
(13) " ما ينبغي أن يمنع العلم ممن يطلبه" (4)
(14) " لن يخاف الرجل غير الله إلا لمرض في قلبه" (5)
(15) "الإمامة في الدين موروثة عن الصبر واليقين" (6)
(16) "حصول العلم في القلب كحصول الطعام في الجسم" (7)
(17) "لا ينال الهدى إلا بالعلم ولا ينال الرشاد إلا بالصبر" (8)
(18) "العبادة مبناها على الشرع والاتباع لا على الهوى والابتداع" (9)
(19) "كل نقمة منه عدل وكل نعمة منه فضل" (10)
(20) "من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية" (11)
(21) "لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته" (12)
(22) "من فارق الدليل ضل السبيل ولا دليل إلا بما جاء به الرسول" (13)
المطلب السادس: توليه التدريس:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/274)
تولى الإمام ابن تيمية منصب التدريس وهو شاب في العشرين من عمره وهو أمر ليس بجديد على تلك الأسرة المعروفة بالعلم .. فحياة الإمام ابن تيمية ونشأته الأولى بين يدي أسرته المعروفة بالعلم ونهله العلم منها ومن علماء عصره منذ صغره، وكذلك ما ظهر عليه من نبوغ منذ صغره أهله لتولي منصب التدريس فقد كان المكان له مهيئاً وكرسي التدريس كان شاغراً حيث كان لأبيه مشيخة الحديث فلما توفي سنة 682هـ تولى مكان أبيه بعد موته بسنة أي وعمره اثنتان وعشرون سنة مما جعله جديراً بأن يتبوأ أعلى المناصب العلمية مع ما منّ الله تعالى عليه ووهبه من هبات تكونت بها شخصيته وهو مع هذا وذاك " كان يحضر المدارس والمحافل في صغره فيناظر ويفحم الكبار ويأتي بما يتحيرون منه وأفتى وله أقل من تسع عشرة سنة وشرع في الجمع والتأليف وبعد صيته في العالم فطبق ذكره الآفاق وأخذ في تفسير الكتاب العزيز أيام الجمع [في سنة 681هـ] على كرسي من حفظه فكان يورد المجلس ولا يتلعثم وكذلك الدرس بتؤدة وصوت جهوري فصيح" (1) يبهر من سمع أو حضر وحاله هذه مع حضور كبار علماء عصره له ومع ذلك لا يسعهم عند انتهائه من درسه إلا أن يثنوا عليه وعلى درسه وكثرة فوائده ويبدون دهشتهم من سرعة بديهته واستحضاره ثم ظل يترقى "بهذه الصفات الشخصية وهذه المواهب وتلك المدارس وذلك العلم الغزير فألقى دروسه في الجامع الكبير بلسان عربي مبين فاتجهت إليه الأنظار واستمعت إليه أفئدة سامعيه وانتقل كثيرون من المستمعين إلى تلاميذ مريدين متحمسين معجبين وصار له من بينهم مخلصون إخلاص الحواريين الصديقين وكانت دروسه تجمع الموافق والمخالف والبدعي والسني ومعتنق مذاهب الجماعة ومذهب الشيعة فكثر تلاميذه وكثر سامعوه وكثر التحدث باسمه في المجالس العلمية .. ودروسه وإن تعددت نواحيها تجمعها جامعة واحدة واتجاه واحد وهو إحياء ما كان عليه الصحابة أهل القرن الأول الذي تلقى الإسلام صافياً لم يرنق بأفكار غريبة ولم تدرس في نحل بائدة .. [بل] كان ينهج النهج الذي يعود بالإسلام إلى عهد الصحابة في عقائده وأصوله وفروعه" (2) وإن توليه تدريس العلوم الشرعية والدعوة إلى دين الإسلام والرد على الطاعنين: كافرين ومبتدعين ومقلدين جامدين ظل ملازماً له حتى صعدت روحه إلى باريها ولقد درَّس الناس وأفتاهم في الشام ومصر وأجاب على أسئلة واستشكالات كانت ترد إليه من سائر بقاع الأرض ومع كثرة ما يوجد في شروحه من إيضاحات وفوائد ولطائف إلا أنه لم يكن يستعد لشرح شيء معين فإنه "كان لا يهيئ شيئاً من العلم ليلقيه ويورده بل يجلس بعد أن يصلي ركعتين فيحمد الله ويثني عليه ويصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم [إذ إنه] كان لا يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قط إلا ويصلي ويسلم عليه على صفة مستحسنة مستعذبة ثم يشرع فيفتح الله عليه إيراد علوم وغوامض ولطائف ودقائق وفنون واستدلالات بآيات وأحاديث وأقوال العلماء ونصر بعضها وتبيين صحته أو تزييف بعضها وإيضاح حجته واستشهاد بأشعار العرب وهو مع ذلك يجري كما يجري السيل ويفيض كما يفيض البحر وذلك كله مع عدم فكر فيه أو روية من غير تعجرف ولا توقف ولا لحن بل فيض إلهي حتى يبهر كل سامع وناظر فلا يزال كذلك إلى أن يصمت ويقع عليه إذ ذاك من المهابة ما يرعد القلوب ويحير الأبصار والعقول وإذا فرغ من درسه يفتح عينية ويقبل على الناس بوجه طلق بشيش وخلق دمِث كأنه قد لقيهم حينئذٍ وربما اعتذر إلى بعضهم من التقصير في المقال مع ذلك الحال" (1) مع اختلاف منازل الحاضرين وعلمهم من "علماء ورؤساء وفضلاء من القراء والمحدثين والفقهاء والأدباء وغيرهم من عوام الناس" (2) ويصفه تلميذه الحافظ البزار بقوله: "ولقد كان إذا قرئ في مجلسه آيات من القرآن العظيم يشرع في تفسيرها فينقضي المجلس بجملته والدرس برمته وهو في تفسير بعض آية منها وكان مجلسه في وقت مقدر بقدر ربع النهار يفعل ذلك بديهة من غير أن يكون له قارئ معين يقرأ له شيئاً معيناً يبيته ليستعد لتفسيره بل كان من حضر يقرأ ما تيسر ويأخذ هو في القول على تفسيره وكان غالباً لا يقطع إلا ويفهم السامعون أنه لولا مضي الزمن المعتاد لأورد أشياء أخر في معنى ما هو فيه من التفسير لكن يقطع نظراً في مصالح الحاضرين" (3) مما جعل محبته في قلوب الناس على اختلاف مشاربهم وتنوع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/275)
توجهاتهم؛ لما لمسوه من حرصه عليهم وعدم تكبره عليهم ومخالطته لهم، ولا يمنعه من تعليمهم حبس ولا ترسيم وكذلك لا يمنعه لقاء عدو أو أمن وسلم في وطنه أو خارجه أو كان على سفر.
المطلب السابع: من محراب العلم إلى ميدان القتال: (1)
العالم الرباني عابد لله تعالى في كل وقت وعلى أي حال فإن كان في المسجد فهو المعلم الواعظ المرشد وإن كان على منبر فهو الخطيب المصقاع وإن كان في الطريق فهو ذاكر لله عز وجل آمر بمعروف أو ناه عن منكر أو ناصح ... وإن دعا داعي الجهاد كان أول الملبين وإن التحم الصفان كان هو المقاتل الصنديد والمدافع المقدام الشجاع وإن كان هناك مكان شاغر من أماكن المرابطة كان السابق إليه؛ لعلمه بفضله وأهميته كما أن العالم يدخل بين الصفوف يشجع الجنود ويعلي من هممهم ويتلو عليهم آيات الجهاد والشهادة والمرابطة ويعدهم بالنصر الذي وعد ربهم وكان هذا حال الإمام ابن تيمية فمع أنه يعلِّم فهو يقاتل ولقد "كان الإمام ابن تيمية عاكفاً على الدرس والفحص والوعظ والإرشاد وبيان الدين صافياً نقياً كما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وكما تلقاه السلف الصالح رضوان الله سبحانه وتعالى عليهم أجمعين ومع عكوفه على الدرس كان متصلاً بالحياة والأحياء يقيم الحسبة ويبلغ ولاة الأمر إن رأى أمراً يوجب تبليغهم .. [هذا وإن] ذلك العالم الجليل ما كان يشغله درسه عن شؤون الدين العامة والقيام على حراسته وحمايته من المتهجمين عليه وأنه في سبيل حمايته لا يخشى في الله لومة لائم" (2) فالعالم العامل الرباني يحمل بيده مصحفاً وسيفاً في الأخرى إذ هما بالنسبة إليه كجناحي الطائر لا يغني أحدهما عن الآخر وإن وقوفه في ميدان القتال وشجاعته قد ضربت بها الأمثال وهذا مما لا يختلف فيه اثنان سواء ممن عاصروه أو ترجموا له فكان ينزل منزل الموت عند اللقاء ولا يراه المحاربون إلا بعد انتهاء المعركة وفي أثنائها من يراه يرى أسداً هصوراً مندفعاً يصول ويجول ويقاتل الأعداء طالباً الشهادة وإن رأى من الجنود وهناً أو ضعفاً أو جبناً شجعهم وثبت قلوبهم من خلال تلاوته عليهم آيات الجهاد وبما يرونه من قتاله وبسالته. وإن تتبع كل المعارك والوقائع التي شهدها الإمام أو حصر مواقفه الشجاعة ليست من السهولة بمكان وبفرض حصرها فجمعها وسردها يحتاج إلى كتابة مسهبة ولكن الذي يمكننا هو الإشارة إلى بعض تلك المواقف الدالة على شجاعته وجرأته مع الأعداء على اختلاف مشاربهم وتنوعهم كما يلي:
1 - جهاده وقتاله ضد التتار وهو الأغلب.
2 - جهاده وقتاله ضد النصارى.
3 - جهاده ضد الروافض والمعتدين.
أما جهاده ضد التتار فمعروف ومشهور فمن ذلك موقفه من غازان ملك التتر حيث ذهب إليه هو ووفد من أعيان دمشق في 699هـ حيث أغلظ له القول وكان ذلك الموقف سبباً في عدم اعتداء ذلك الملك على دمشق وكذلك بعد رحيل التتار خاف الناس من عودتهم مرة أخرى فاجتمعوا حول الأسوار لحفظ البلاد وكان الإمام يدور عليهم كل ليلة يثبت قلوبهم ويصبرهم وبعد ذلك في سنة 700هـ لما طارت شائعة قدوم التتار مرة ثانية لغزو الشام وخاف الناس وهرب كثير من الأعيان والأمراء والعلماء ولكن الإمام ابن تيمية جلس في الجامع يحرض الناس على القتال والنهي عن الفرار ويحثهم على فضل الإنفاق في سبيل الله. وكما تسامعت الأخبار بأن السلطان تراجع عن الحرب سافر إليه الإمام وأتى مصر ليحثه على الجهاد ويثبت قلبه ووعده بنصر الله عز وجل ثم خاطب السلطان بلهجة غليظة قائلاً له: "إن كنتم أعرضتم عن الشام وحمايته أقمنا سلطاناً يحوطه ويستغله في زمن الأمن" (1) ولقد ظهرت شجاعة الإمام ابن تيمية ولمعت في جهاده في نوبة شقحب سنة 702هـ بتحريضه على القتال وبتثبيت السلطان والأمراء والجنود ووعده إياهم بالنصر وكان يقبل على الخليفة تارة وعلى السلطان أخرى ويربط جأشهما ويشجعهما حتى كتب الله النصر للمسلمين فارتفعت منزلة الشيخ وعلا قدره عند العامة والخاصة وعرفوا فضله ودوره في إحراز النصر. وأما جهاده ضد النصارى: فقد حكى تلميذه وصاحبه الحافظ البزار عمَّن رأوا الشيخ وشاهدوه في جهاده ضد النصارى فقال: "وحدثوا أنهم رأوا منه في فتح عكة أموراً من الشجاعة يُعجز عن وصفها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/276)
قالوا: ولقد كان السبب في تملك المسلمين إياها بفعله ومشورته" (1) وكان ذلك في سنة 690هـ وكان عمره أقل من ثلاثين سنة وهذا ليس بمستغرب فقد عرف وهو صغير واشتهر أمره وتناقلت الأخبار في البلدان منذ نعومة أظفاره بإلقائه الدروس وإفحامه لخصومه كما اشتهر وهو دون العشرين وجلس مجلس التفسير وهو في نفس سن قتاله مع النصارى فلابد وأنه قد شارك معهم وعرف أمره واشتهر في تلك المعركة لما نادى منادي الجهاد فاستعد المسلمون للقتال "ونودي في دمشق: الغزاة في سبيل الله إلى عكة ... وخرجت العامة والمتطوعة يجرون في العجل حتى الفقهاء والمدرسين والصلحاء ... وخرج الناس من كل صوب" (2) ومن جهاده ضدهم أنه "لما ظهر السلطان غازان على دمشق المحروسة جاءه ملك الكُرج وبذل له أموالاً كثيرة جزيلة على أن يمكنه من الفتك بالمسلمين من أهل دمشق ووصل الخبر إلى الشيخ فقام من فوره وشجع المسلمين ورغبهم في الشهادة ووعدهم بالنصر والظفر والأمن وزوال الخوف فانتُدب منهم رجالٌ من وجوههم وكبرائهم وذوي الأحلام منهم فخرجوا معه إلى حضرة السلطان غازان فلما رآهم السلطان قال: من هؤلاء؛ فقيل: هم رؤساء دمشق فأذن لهم فحضروا بين يديه فتقدم الشيخ رضي الله عنه أولاً فلما أن رآه أوقع الله له في قلبه هيبة عظيمة حتى أدناه وأجلسه وأخذ الشيخ في الكلام معه أولاً في عكس رأيه عن تسليط المخذول ملك الكرج على المسلمين وضمن له أموالاً وأخبره بحرمة دماء المسلمين وذكره ووعظه فأجابه إلى ذلك طائعاً وحقنت بسببه دماء المسلمين وحميت ذراريهم وصين حريمهم" (3) فجهاده ضد النصارى كان مباشرة بالسيف كما كان غير مباشر عن طريق دفع ضررهم وإحباط محاولتهم الفاشلة في الاستيلاء على المسلمين من قبل التتار.
وأما جهاده ضد الروافض والمعتدين فمن ذلك في سنة 704هـ حيث إنه "لم يزل الشيخ –رحمه الله- قائماً أتم قيام على قتال أهل جبل كِسْروان وكتب إلى أطراف الشام في الحث على قتالهم وأنها غزاة في سبيل الله ثم توجه هو بمن معه لغزوهم بالجبل وبصحبته ولي الأمر نائب المملكة ومازال مع ولي الأمر في حصارهم حتى فتح الله الجبل وأجلى أهله" () ونصره الله عليهم وأخمد فتنتهم وألزمهم اتباع الشريعة المطهرة قولاً وعملاً واعتقاداً.
المطلب الثامن: مكانته ومرتبته الاجتهادية:
لقد تبوأ الإمام ابن تيمية مكانة علمية عالية مرموقة، وظل طوال حياته يترقى حتى صار أعلم أهل زمانه بالمعقول والمنقول وكانت له اليد الطولى في التصنيف كما كان مبرزاً في علوم اللغة وكان علماً في الجهاد والإصلاح والصلاح شهد بذلك كل مَنْ رآه أو تعامل معه و"لقد أجمع الذين عاصروه على قوة فكره وسعة علمه وأنه بعيد المدى عميق الفكرة يستوي في ذلك الأولياء والأعداء؛ فإن تلك القوة الفكرية هي التي أثارت الأولياء لنصرته وأثارت الأعداء لعداوته" (2) و"أما معرفته بصحيح المنقول وسقيمه فإنه في ذلك من الجبال التي لا ترتقى ولا ينال سنامها فقلَّ أن ذكر له قول إلا وقد علمه بمبتكره وذاكره وناقله وأثره ... حتى كان إذا ذكر آية أو حديثاً وبين معانيه وما أريد به أعجب العالم الفطن من حسن استنباطه ويدهشه ما سمعه أو وقف عليه منه" (3) ووصف بأنه كان غزير العلم "أما غزارة علومه فمنها: ذكر معرفته بعلوم القرآن المجيد واستنباطه لدقائقه ونقله لأقوال العلماء في تفسيره واستشهاده بدلائله وما أودعه الله تعالى فيه من عجائب وفنون حكمه وغرائب نوادره وباهر فصاحته وظاهر ملاحته فإنه فيه الغاية التي ينتهى إليها والنهاية التي يعول عليها" (4) وقد قال أحد أصحابه وتلاميذه ممن يكبره سناً (5) "ولا يعرف حقه وقدره إلا من عرف دين الرسول صلى الله عليه وسلم وحقه وقدره" (6) فمكانته العلمية كانت في الذروة من العلماء وكان مرجع الناس في العلوم العقلية والنقلية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/277)
وأما مرتبته الاجتهادية فإنه قد بلغ مرتبة اجتهادية عالية وهذه المنزلة هي أنه من كبار المجتهدين المنتسبين إلى مذهب الحنابلة في الفقه و"إنه بلا شك من حيث أدوات الاجتهاد والمدارك الفقهية ومن حيث علمه بالسنة واللغة ومناهج التفسير وفهمه للقرآن وأصول السنة وإحاطته بالحديث دراية ورواية يوضع في الدرجة الأولى من الاجتهاد: فإن نظرنا إلى ذلك وحده فسنضعه في مرتبة المجتهدين المستقلين ولكن نجده قد سلك في استنباطه مسلك الإمام أحمد في الجملة متقيداً بأصوله وفوق ذلك أن الذي انفرد به لا يعد كثيراً بل نادراً لا يكاد ينفرد كما نوهنا فإن تقيدنا بهذه الناحية فإنا بمقتضى القواعد المقررة نضعه ضمن المجتهدين في المذهب الحنبلي إنه بلا شك قد استوفى في شخصه كل شروط المجتهد المطلق من الأدوات والعلم والمدارك ولكن من ناحية الموضوعات التي وصل فيها إلى نتائج مخالفة ومن حيث منهاجه نجدها لا تخرج به عن الإطار المذهبي" (1) وهذه المرتبة العلمية والاجتهادية إنما وصل إليها "نظراً لاستبحاره في السنة وتفسير القرآن وعلوم السلف" (2) ونتيجة لعلو كعبه في العلوم الشرعية فإنه أصبح في آخر عمره لا يتقيد بمذهب معين بل بما أداه إليه اجتهاده وقد وصفه تلميذه الإمام الذهبي بقوله:"وبقي عدة سنين لا يفتي بمذهب معين بل بما قام الدليل عليه عنده" (3) ويرجع هذا لرفعة شأنه وعلو كعبه وتبحره في العلوم الشرعية والعقلية حيث تأتي إليه الفتاوى فيفتي بما أداه إليه اجتهاده وإدراكه مع إحاطته بعلوم السلف ولربما خرج من نتائج فتاواه لموافقة إمام من الأئمة المتبوعين أو وافق عالماً من سلف هذه الأمة من غير تقليد "وإن القارئ لفقه ابن تيمية في كل أبوابه يلمح فيه عقلية الفقيه المجتهد الذي تحرر من القيود المذهبية في دراسته ولا يلمح فيه المقلد التابع من غير بينة وبرهان فهو في فتاويه متخير مستنبط كما هو في اختياراته بيد أنه في اختياراته لا يتقيد بمذهب وفي فتاويه يتقيد بالمذهب الحنبلي" (4) وهذا ما يؤكد أن الإمام ابن تيمية: "مجتهد منتسب" (5) أي منتسب لمذهب الحنابلة في الفقه ولكنه من أهل الاجتهاد فيه هذا بالنسبة للفقه أما في الاعتقاد فهو على مذهب السلف الصالح مذهب أهل السنة والجماعة.
المطلب التاسع: أقوال العلماء فيه:
لقد أثنى كبار علماء عصر الإمام ابن تيمية عليه وأكثروا من ذلك؛ لما لمسوه من جمعه بين القول والعمل وبين الإمامة في الدين والزهد في الدنيا بزخارفها وبما رأوا منه من موافقة للسلف الصالح وإحيائه لهديهم وحمله راية الجهاد في سبيل الله ولو أردنا استقصاء كل من أثنى عليه من علماء عصره ومن أتى بعده لما استطعنا إلى ذلك سبيلاً؛ نظراً لكثرة من أثنى عليه من علماء عصره أو من أتى بعدهم أما ما يتعلق بعلماء عصره فإننا "نستطيع أن نقول: إن كل علماء عصره علموا قدر علمه حتى من ناوأه وحاول إيذاءه؛ لأنه قد ضاق صدره حرجاً بمخالفته وما يأتي به من جديد وإن لم يستمد من القديم قوته فلم يوافق عليه" (1) ولنقتبس بعضاً من تلك المشكاة والتي تكونت من العلماء الذين أثنوا عليه فمن هؤلاء:
الإمام ابن دقيق العيد: "لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً كل العلوم بين عينيه يأخذ ما يريد ويدع ما يريد وقلت له: ما كنت أظن أن الله بقي يخلق مثلك" (2)
ومنهم الإمام الذهبي: "كان آية من الذكاء وسرعة الإدراك رأساً في معرفة الكتاب والسنة والاختلاف، بحراً في النقليات هو في زمانه فريد عصره علماً وزهداً وشجاعة وسخاءً وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر وكثرة تصانيف" (3) وقال أيضاً: "وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني ما رأيت بعيني مثله وأنه ما رأى مثل نفسه في العلم" (4)
وقال الإمام علم الدين البرزالي:: "كان إماماً لا يلحق غباره في كل شيء وبلغ رتبة الاجتهاد واجتمعت فيه شروط المجتهدين" (5)
وقال الإمام ابن الزملكاني: "اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها وأن له اليد الطولى في حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتدين وكتب على تصنيف له هذه الأبيات:
ماذا يقول الواصفون له
هو حجةٌ لله قاهرة
هو آية في الخلق ظاهرة
وصفاته جلت عن الحصر
هو بيننا أعجوبة الدهر
أنوارها أربت على الفجر" (1)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/278)
وقال الإمام ابن سيد الناس: "ألفيته ممن أدرك من العلوم حظاً وكان يستوعب السنن والآثار حفظاً إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته وإن أفتى في الفقه فهو مدرك غايته أو ذاكر بالحديث فهو صاحب علمه وذو روايته أو حاضر بالنحل والملل لم يُر أوسع من نحلته ولا أرفع من درايته، برز في كل فن على أبناء جنسه ولم ترعين من رآه مثله ولا رأت عينه مثل نفسه" (2)
وقال الإمام المزي: "ما رأيت مثله ولا رأى مثل نفسه وما رأيت أحداً أعلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا أتبع لهما منه" (3)
وقال الإمام ابن الحريري (4) "إن لم يكن ابن تيمية شيخ الإسلام فمن هو؟! " (5)
وقال أبو حيان التوحيدي: "ما رأت عيناي مثله ثم مدحه أبو حيان على البديهة لما اجتمع به في المجلس فقال:
لما أتينا تقي الدين لاح لنا
على محياه من سيما الأولى صحبوا
حبر تسربل منه دهره حبراً
قام ابن تيمية في نصر شرعتنا
فأظهر الحق إذ آثاره درست
كنا نحدث عن حبر يجيء فها
داعٍ إلى الله فرد ماله وزر
خير البرية نور دونه القمر
بحر تقاذف من أمواجه الدرر
مقام سيد تيم إذ عصت مضر
وأخمد الشر إذ طارت له الشرر
أنت الإمام الذي قد كان يُنتظر
وقال الإمام ابن الوردي:
إن ابن تيمية في
أحييت دين أحمدٍ
كل العلوم أو حد
وشرعه يا أحمد" (1)
فهذه بعض النقول عن تلك الأعلام من كبار علماء عصره والذين شاهدوه وعاصروه وقالوا ما قالوه فيه بعد الاجتماع به وأما أقوال المتأخرين فكثيرة جداً وإنما ينقلون عن هؤلاء الأئمة الأعلام وبعضهم يقول فيه من خلال مؤلفاته وتراجمه ومن هؤلاء المتأخرين عنه الإمام ابن رجب الحنبلي (2): "الإمام الفقيه المجتهد المحدث الحافظ المفسر الأصولي الزاهد شيخ الإسلام وعلم الأعلام وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره والإسهاب في أمره" (3)
والإمام ابن حجر العسقلاني (4) بقوله: "قرأ بنفسه ونسخ سنن أبي داود وحصل الأجزاء ونظر في الرجال والعلل وتفقه وتمهر وتميز وتقدم وصنف ودرس وأفتى وفاق الأقران وصار عجباً في سرعة الاستحضار وقوة الجنان والتوسع في المنقول والمعقول والاطلاع على مذاهب السلف والخلف" (5)
والإمام السيوطي بقوله: "شيخ الإسلام أحد المجتهدين" (6)
والإمام الشوكاني (7) بقوله: "شيخ الإسلام إمام الأئمة المجتهد المطلق" (8)
والشيخ محمد أبو زهرة (1) بقوله: "الإمام الجريء، العالم الكاتب الخطيب المجاهد" (2) كما وصفه بأنه مجتهد منتسب لمذهب الحنابلة (3) كما وصفه الإمام مرعي الكرمي (4) بقوله: "شيخ الإسلام وبحر العلوم ومفتي الفرق المجتهد تقي الدين ابن تيمية" (5) وغيرهم الكثير والكثير ممن ترجموا لهذا الإمام فمنهم من ترجمه في كتاب من كتبه ومنهم في أكثر من ذلك كما أن من يترجمون لحياة هذا الإمام إما تكون ترجمة لجانب معين: علمي أو فقهي أو تربوي أو عقدي أو إصلاحي وإما ترجمة عامة لحياته مما يدل على علو كعبه ورفعة شأنه بين العلماء المتقدمين والمتأخرين.
المطلب العاشر: دوره الإصلاحي والجهادي وسبب محنته:
دوره الإصلاحي: هناك ثمة فرق بين المصلحين والصالحين: فالمصلحون يبنون الأجيال والجماعات والأمم بينما الصالحون لا يبنون إلا أنفسهم وشأن المصلحين عظيم؛ إذ إنه يرتبط بمصير أمته وإن إماماً كالإمام ابن تيمية كان من كبار المصحلين؛ لأنه ما تخلى عن أمته وعكف على كتبه ودرسه بل شارك أمته همومها وأفراحها وتمثل إصلاحه في أمور خارجية لها ارتباط بالأمم الأخرى.
فمن الأمور الداخلية يبرز دوره الإصلاحي في نشر العلم وتعظيم الكتاب والسنة وتوقير أئمة السلف الصالح وذلك بالتطبيق العملي للاقتداء والاتباع ونَبْذِِِِِِِ التقليد ومن ذلك أيضاً فتح باب الاجتهاد ومن الأمور الداخلية أيضاً القضاء على بعض البدع والتي قد تسربت إلى الأمة الإسلامية وكذلك حثه للسلطان على قتال الطوائف الممتنعة عن تطبيق الشريعة وإفتاؤه بأن قتالهم هو من جنس قتال الخوارج الذين قاتلهم علي رضي الله عنه ومن جنس الذين قاتلهم أبو بكر الذين امتنعوا من إعطاء الزكاة ومن تلك الطوائف من يكونون ذوي شوكة فيحاربون من قبل السلطان ومنهم غير ذلك فيجادلون بالحجة ويقارعون حتى يرجعوا إلى أحكام الشريعة المطهرة ومن الأمور التي كان له دور في إظهارها أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بدءاً من السلطان والأمراء بحثهم على تطبيق الشرع وإقامة حكم الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/279)
سبحانه وتعالى ومروراً بالعلماء والقضاة ودروه في اختيار بعضهم إذا طلب منه الأمير ذلك وانتهاءً بالعامة و تعليمهم سواء في المسجد أو في السوق أو في الحياة العامة حتى في الحبس والسجن ودعوتهم لفعل الخيرات وترك المنكرات.
ومن الأمور الخارجية والتي هي متعلقة بالأمم الأخرى دحض افتراءات المعتدين وتفنيد شبهاتهم ورده عليهم تارة ودعوتهم إلى الإسلام تارة أخرى وأيضاً كان له دور في محاربة البدع الوافدة على المسلمين من أمور التشبه والأعياد وتقديس المخلوقات كما في كتابه: اقتضاء الصراط المستقيم ومنها أيضاً الرد على من يسب النبي محمداً صلى الله عليه وسلم كما في كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم وقد بارك الله لهذا الإمام في مسعاه فما قبضت روحه إلا وقد طبقت شهرته الأرض شرقاً وغرباً وكان لكلامه وأحواله وتآليفه أبلغ الأثر في إحياء الأمم ونهضة الشعوب وإيقاظ الهمم حتى إنه لقد اعتنق آراءه الإصلاحية كثير من العلماء بعده واستنار المجددون بهداه لما التزم به من التقيد بالكتاب والسنة على فهم علماء هذه الأمة من السلف السابقين وممن اتبعهم بإحسان كما قامت حركات إصلاحية في شتى بقاع الأرض وأقامت مبادءها على تلك الأصول والقواعد التي أسسها ذلك الإمام العملاق.
أما جهاده: فهو غرة في تاريخ ذلك الإمام حتى إنه ليكاد أن تكون حياته كلها جهاد سواء على المستوى الداخلي أم الخارجي وقد مرت المواقف الجهادية والقتالية وسبقت الإشارة إلى شجاعته وجرأته مع التتار أو مع النصارى أو حتى مع الفرق المبتدعة الضالة ذات الشوكة الخارجة عن السلطان وكذلك من جهاده بالكلمة أمام الحكام؛ لإلزامهم بتطبيق الأحكام الشرعية.
أما محنه: وهي التي كانت ملازمة له في حياته و"لسنا نقصد بمحنة الشيخ إهانته، فقد عاش – رحمه الله- معززاً مكرماً حتى في محبسه فحيثما حل كان الإجلال والاحترام، وإنما نقصد بالمحنة: الحبس وتقييد حريته في الخروج والدعوة" (1) إذ العالم أشد شيء على نفسه حبسه عن تبليغ شرع الله وعدم تعليمه الناس والمسلم يبتليه الله سبحانه وتعالى بابتلاءات وهي "محن من الله تعالى يبتليه بها ففرضه فيها الصبر والتسلي" (2) وهي في ظاهرها محن ولكنها منح وعطايا في صورة بلايا وإنما ابتلي هذا الإمام بتلك المحن على مر سني عمره؛ نظراً لأنه قد" بلغت مكانته الذروة فقد علا على المنافسة وصار اسمه في كل مكان وكان ذا عزيمة من حديد ولسان ذرب قوي وإرادة عاملة وقد كان ذلك لمصلحة الإسلام والمسلمين وقد أثارت منزلته حقد من لم يبلغ شأوه من هذه الصفات ولم يصل على مرتبته منها" (3) فصدعه بالحق مع إخلاصه جعلاه كالشامة بين علماء عصره والذين قبعوا على التقليد الأعمى أو التعصب المقيت أو الهوى طمعاً في منصب لا يدوم "وهكذا نجد ابن تيمية المصلح والمربي يدخل في معركة متعددة الجبهات ويحارب على مختلف الواجهات دفاعاً عن مصدرية القرآن والسنة ودحضاً لكل وساطة مهما كان شكلها وصاحبها مما ألب عليه خصومه من المذاهب والطرق وسلطان زمانه الذي أدخله سجنه حتى مات فيه رحمه الله، لكنه ترك لنا تراثاً ضخماً يؤصل فيه للمنهج التوحيدي في مجال التدين وتربية الناس عليه شكل مادة مرجعية هامة للحركات الإصلاحية التي جاءت بعد" (4) وعلى كل فمحن هذا الإمام جعلها الله -سبحانه- منحاً عليه وعلى من حل ومكث عندهم فلما "سار إلى مصر وكان ذلك سنة 705هـ وحيثما حل كان نوراً وهداية: فعندما مر بغزة عقد في جامعها مجلساً كبيراً وألقى درساً من دروسه الحكيمة ... وكذلك في سنة 707هـ قام بالتدريس في مصر حتى نفع الله به خلقاً كبيراً ورأوا فيه رجلاً خالصاً في قلبه وعقله لله رب العالمين" (5) ولكن كان ما كان من أصحاب الحسد الدفين في قلوب المرضى من هؤلاء إنما كان لجهره بكلمة الحق وخضوعهم ولأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وتركهم ولمحبة الناس له بل إن منهم من وشى ضده عند ذوي السلطان؛ لأنه خالفهم في آرائهم كغلاة المتصوفة والمبتدعة وجهلة المقلدة وأصحاب المناصب والخائفين على أماكنهم والذين قد باعوا دينهم بدنيا غيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/280)
وكذلك حياة الإمام منظومة من المحن تتابعت عليه حيث إنه سجن سبع مرات (1) أربع مرات بمصر: بالقاهرة والإسكندرية، وثلاث مرات بدمشق وكانت بداية السجن له حينما بلغ الثانية والثلاثين من عمره وبعد عودته من الحج حيث بدأ تعرضه لأخبئة السجون وبلايا الاعتقال والترسيم عليه "أي: الإقامة الجبرية" خلال أربعة وثلاثين عاماً ابتداءً من عام 693هـ إلى يوم وفاته في سجن القلعة بدمشق يوم الإثنين 20 ذي القعدة سنة 728هـ ولسجناته أسباب متعددة: أما السجنة الأولى فكانت بدمشق عام 693 هـ لمدة قليلة وكانت بسبب واقعة عساف النصراني الذي سب النبي ? فلما بلغ الخبر شيخ الإسلام اجتمع هو وشيخ دار الحديث فدخلا على نائب السلطان بدمشق فطلب النائب إحضاره فحضر هو ومجيره فضربهما الناس بالحجارة؛لهذا طلب النائب الشيخين فضربهما بين يديه ورسّم عليهما ثم استدعاهما النائب وأرضاهما0
وأما السجنة الثانية: فكانت بمصر بسبب مسائل في الصفات كمسألة العرش والنزول وكانت لمدة سنة وستة شهور من رمضان 705هـ - شوال ربيع الأول 707 هـ 0
وأما السجنة الثالثة: فكانت بمصر بسبب مسألة منعه الاستغاثة والتوسل بالمخلوقين وكلامه في ابن عربي الصوفي وكانت هذه المدة يسيرة ابتداءً من أول شوال707 هـ -18 شوال 707 هـ 0
وأما السجنة الرابعة: وكانت بمصر وهي امتداد للثالثة لمدة تزيد عن شهرين من آخر شوال 707 هـ - أول سنة 708 هـ 0
و أما السجنة الخامسة: فكانت بمصر وهي امتداد للرابعة حيث وقع الترسيم عليه بالإسكندرية لمدة سبعة شهور وأيام من غرة ربيع الأول 709 - شوال 709هـ وكان ذلك بإيعاز من بعض المغرضين0
و أما السجنة السادسة: فكانت بدمشق بسبب مسألة الحلف بالطلاق الطلاق و أنه من الأيمان الُمكفَّرة وكانت لمدة خمسة شهور و ثمانية وعشرين يوماً من 12 رجب 720 هـ– إلى 10 محرم 721 هـ
وأما السجنة السابعة والأخيرة: فكانت بدمشق بسبب مسألة الزيارة السنية والبدعية للمقابر ودامت لعامين و ثلاثة أشهر وأربعة عشر يوماً ابتداءً من يوم الإثنين 6 شعبان 726 هـ -إلى ليلة وفاته ليلة الإثنين 20 ذي القعدة 728 هـ " () وجعل الله -سبحانه وتعالى-له وللأمة خيراً كثيراً ولقد هدى الله عز وجل على يديه في السجن خلقاً كثيراً كما انتشر علمه من مصر إلى شمال أفريقيا والأندلس والأمر كما قال الله عز وجل: (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) (2) وقال: (والله يعلم وأنتم لا تعلمون) (3)
المطلب الحادي عشر: عزوفه عن الزواج وسببه:
لقد حث الإسلام على الزواج ورغب فيه وحض عليه؛ ذلك أن الإسلام دين الفطرة كما قال سبحانه: (فطرت الله التي فطر الناس عليها) (4) فهو يدعو إلى الفطرة ويحافظ عليها وأكد عليها وسد كل باب وكل منفذ يخدش جانباً من جوانبها واستمراراً لهذه الفطرة حث النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج ودعا إليه الشباب بقوله: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج" (5)؛ لأنه "أمر مركوز في الطبيعة الإنسانية يسعى الإنسان إليه بدافع الفطرة وهو شطر هام كبير من الحاجة الأصلية في هذه الحياة محقق لاكتمال الذات وإنشاء الذرية وبقاء النسل والنوع الإنساني وعمارة الكون ... ولما له أيضا ًمن آثار طيبة على سلوك الإنسان في طهره وعفافه وكمال دينه واستقرار نفسه وسلامة خواطره ... فلذا كان الزواج – إلى جانب أنه متعة مشروعة- أمراً أساسياً وحاجة أصلية من حاجات الإنسان في الحياة يصعب عليه التخلي عنها إلى لشوق غلاب محرق أو لتعلق شديد بعزيز غالٍ على النفس جداً يفوق تعلقها بالزواج ويزيد عليه تملكاً للقلب واستيلاءً على الخاطر: مثل طلب العلم في بعض العلماء والقيام بالجهاد عند بعض المجاهدين وتحصيل عليا الرغائب لدى ذوي النفوس الطماحة الشماء" (1) فهذه الأمور قد اجتمعت في الإمام بن تيمية مضافاً إليها دوره الدعوي والإصلاحي وتربية النشء ودوره الجهادي وتعرضه للحبس والترسيم وتنقله من مكان لآخر واغترابه عن الوطن والأهل مجاهداً وداعياً ومعتقلاً ومدافعاً عن المسلمين وديارهم وهذه الأمور الآنفة الذكر أو بعضها جعلت الإمام ابن تيمية وغيره من كبار العلماء من صالحي هذه الأمة يعزفون عن الزواج لا رغبة عنه ورهبنة بل تعتبر مثل "حالهم هذه – والله أعلم- أنها مسلك شخصي فردي اختاروه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/281)
لأنفسهم مايزوا فيه ببصيرتهم الخاصة بين خير الزواج وخير العلم الذي يقومون به فرجح لديهم خير العلم على خير الزواج لهم فقدموا مطلوباً على مطلوب ولم يدعوا أحداً من الناس إلى الاقتداء بهم في هذا المسلك ولا قالوا للناس: التبتل للعلم أفضل من الزواج ولا ما نحن عليه أفضل مما أنتم عليه" (2) بل إنهم تركوا الزواج وهم عالمون بأحكامه وبما دلت عليه الشريعة ولهم من العلم ما يرقى بهم ويسمو عن أن يفعلوا شيئاً جاهلين بأحكامه وكيف يكون هذا؟! ولهم في مصنفاتهم كلام رصين متين موزون أبانوا فيه أحكامه الشرعية بل وتكلموا على سائر الموضوعات التي لها علاقة بالزواج سواء من قريب أو من بعيد بمعرفة فاحصة وعلم غزير وفهم ثاقب مستنير والإمام ابن تيمية له مصنف كامل كله فتاوٍ عن النكاح صفحاته 362 صفحة (3) كما أن له كلاماً كثيراً متناثراً في فتاواه في الأمور المتعلقة بالزواج من خطبة وعشرة وطلاق وخلع و ... في مواضع متعددة تدل على رسوخ قدمه في العلم ومدى تبحره في العلم وأنه إنما تركه اختياراً منه وإيثاراً للعلم والجهاد والدعوة والتربية والإصلاح، ومن راجع فتاواه (4) وجد علماً غزيراً واطلاعاً على سائر المذاهب الفقهية مع ذكر الأدلة والاحتجاج بها بما يزيدها بهاءً ومما يدل على ذلك قوله: "الامتناع من فعل المباحات مطلقاً كالذي يمتنع من أكل اللحم ... ويمتنع من نكاح النساء ويظن أن هذا من الزهد فهذا جاهل ضال من جنس زهاد النصارى قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين. وكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون) (1)، نزلت هذه الآية بسبب أن جماعة من الصحابة كانوا قد عزموا على ترك أكل الطيبات كاللحم ونحوه وترك النكاح وفي الصحيحين (2) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما بال رجال يقول أحدهم: أما أنا فأصوم ولا أفطر ويقول الآخر: أما أنا فأقوم ولا أنام ويقول الآخر: أما أنا فلا آكل اللحم لكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني" ... ومن حرم الطيبات التي أحلها الله من الطعام واللباس والنكاح وغير ذلك واعتقد أن ترك ذلك مطلقاً هو أفضل من فعله لمن يستعين به على طاعة الله كان معتدياً معاقباً على تحريمه ما أحل الله ورسوله وعلى تعبده لله تعالى بالرهبانية ورغبته عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فرط فيه من الواجبات وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" (3) وقد قرر العلماء أن مجرد الترك لا يستلزم التحريم: يقول الإمام الشاطبي: "والتارك لأمر لا يلزم أن يكون محرماً له: فكم من رجل ترك الطعام الفلاني أو النكاح؛ لأنه في [ذلك] الوقت لا يشتهيه أو لغير ذلك من الأعذار حتى إذا زال عذره تناول منه" (4) ثم ساق أدلة على ذلك ووضح أن الترك ليس للتحريم بل لشيء آخر مثل "أن يكون مجرد ترك لا لغرض بل لأن النفس تكرهه بطبعها أو لا تكرهه حتى تستعمله أو لا تجد ثمنه أو تشتغل بما هو آكل وما أشبه ذلك" (5) وأمر المفاضلة بين التخلي للعبادة أم النكاح إنما هو في المقام الأول يرجع إلى نفس الشخص، ومما لا شك فيه أن للزواج والأهل والأولاد تبعات وشغلاً عن غيرهم ولو أضيف إلى ذلك علم وجهاد ودعوة وإصلاح وتربية للمستفيدين ورعاية لهم وحبس واعتقال وترسيم وإبعاد عن الوطن والأهل والأصحاب مما يجعل هذا الأمر يتردد من شخص لآخر وجوباً أو استحباباً وكذلك هل فعله أفضل أم تركه؟ كما قال الإمام النووي: "أما الأفضل من النكاح وتركه فقال أصحابنا: [أي: الشافعية] الناس فيه أربعة أقسام: قسم تتوق إليه نفسه ويجد المؤن فيستحب له النكاح، وقسم لا تتوق ولا يجد المؤن فيكره له وقسم تتوق ولا يجد المؤن فيكره له مأمور بالصوم لدفع التوقان وقسم يجد المؤن ولا تتوق فمذهب الشافعي وجمهور أصحابنا أن ترك النكاح لهذا والتخلي للعبادة أفضل ولا يقال: النكاح مكروه بل تركه أفضل ومذهب أبي حنيفة وبعض أصحاب الشافعي وبعض أصحاب مالك: أن النكاح له أفضل ... [وقال] وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (فمن رغب عن سنتي فليس مني) فمعناه: من رغب عنها إعراضاً عنها غير معتقد على ما هي والله وأعلم" (1) وعلى هذا "فالحكم على شخص واحد بأن الأفضل له النكاح أو العزوبة مطلقاً قصور عن الإحاطة بمجامع هذه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/282)
الأمور [يعني: آفات النكاح أو فوائده] بل تتخذ هذه الفوائد والآفات معتبراً [أي: مقياساً] ومحكاً ويعرض المرء على نفسه: فإن انتفت في حقه الآفات واجتمعت الفوائد بأن كان له مال حلال وخُلُق حَسن وجِدٌّ في الدين تام لا يشغله النكاح عن الله تعالى وهو مع ذلك شاب محتاج إلى تسكين الشهوة ومنفرد يحتاج إلى تدبير المنزل و التحصن بالعشيرة فلا يمارى أن النكاح أفضل له مع ما فيه من السعي في تحصيل الولد فإن انتفت الفوائد واجتمعت الآفات فالعزوبة أفضل له" (2) ومما تقدم يتضح أن الإمام ابن تيمية ما ترك النكاح رغبة عنه ورهبة ومصادمة للفطرة أو تحريماً له بل عزوفه اختيارٌ منه؛ لأنه آثر غيره عليه من علم وجهاد ودعوة وإصلاح وتربية للمستفيدين على اختلاف منازلهم وعلومهم ورعايتهم يضاف إلى ذلك ما ابتلي به من حبس واعتقال واغتراب لذا ما كان عزوفه رغبة عنه؛ لأنه يعرف قدره ومنزلته في الشريعة وهو من أساطين العلماء الداعين إلى نشرها وتطبيقها وكانت حياته كلها مسخرة لنصرتها والذب عنها وإبراز مقاصدها ووجوب الاعتصام بها.
المطلب الثاني عشر: وفاته ورثاؤه:
وفاته: (1) توفي الإمام ابن تيمية في ليلة الإثنين العشرين من ذي القعدة سنة 728هـ بقلعة دمشق بالقاعة التي كان محبوساً بها وحضر جمع كثير إلى القلعة وأُذن لهم في الدخول عليه ثم انصرفوا واقتصر الجلوس على من يغسله أو يساعد على تغسيله وكانوا جماعة من أكابر الصالحين وأهل العلم كالمِزِّيِّ وغيره وما فُرغ من تغسيله حتى امتلأت القلعة وما حولها واجتمع الخلق بالقلعة والطريق إلى الجامع ولما سمع الناس بموته لم يبق في دمشق من يستطيع المجيء للصلاة عليه وأراده إلا حضر لذلك وضج الناس بالبكاء والثناء والترحم وأُخرج الشيخ إلى جامع بني أمية ظناً أنه يسع الناس فصُلِّي عليه في الجامع وبقي كثير من الناس خارج الجامع ثم حُمل على أيدي الكبراء والأشراف ومن حصل له ذلك من جميع الناس ووضع بأرض فسيحة متسعة الأطراف وصلى عليه الناس وأخرج النعش واشتد الزحام وعلت الأصوات بالبكاء والنحيب والترحم عليه والثناء والدعاء له وصار النعش على الرؤوس تارة يتقدم وتارة يتأخر وتارة يقف حتى يمر الناس وصرخ صارخ: هكذا تكون جنائز أئمة السنة فبكى الناس بكاءً كثيراً ووضعت الجنازة فدفن في مقبرة الصوفية وكان دفنه قبل العصر بيسير وحرز من حضر من النساء بـ (15) ألفاً والرجال ما بين (60 – 200) ألف ولم ير لجنازة أحد ما رؤي لجنازته من الوقار والهيبة والعظمة والجلالة وتعظيم الناس لها وتوقيرهم إياها وتفخيمهم أمر صاحبها وثنائهم عليه إلا ما كان للإمام أحمد بن حنبل لما كان عليه من العلم والعمل و الزهادة والعبادة والإعراض عن الدنيا والاشتغال بالآخرة وكانت وفاته قد ابتدأت بمرض يسير.
ولقد فاضت روح هذا الإمام إلى بارئها وهو على حاله مجاهداً في ذات الله تعالى صابراً محتسباً لم يجبن ولم يهلع ولم يضعف ولم يتتعتع بل كان إلى حين وفاته مشتغلاً بالله عن جميع ما سواه وإن من حسن الختام لهذا الإمام أن يموت بعد انتهائه من قراءة قوله تعالى: (إن المتقين في جنات ونهر. في مقعد صدق عن مليك مقتدر) (1)
وأما رثاؤه: فموت الإمام ابن تيمية جعل كثيراً من الفضلاء والعلماء يَرْثُوهُ بقصائد متعددة وإنما قيلت هذه القصائد في حق الشيخ من قبل قائليها "لما وجب للشيخ رضي الله عنه عليهم من الحق في إرشادهم إلى الحق والمنهج المستقيم بالأدلة الواضحة الجلية النقلية والعقلية خصوصاً في أصول الدين" (2) ولقد قال الإمام ابن فضل الله العمري (3) "رثاه جماعات من الناس بالشام ومصر والعراق والحجاز والعرب من آل فضل" (4) بِمَراثٍ كثيرة نثراً ونظماً وقد قال الإمام ابن حجر العسقلاني: "ورثاه شهاب الدين ابن فضل الله بقصيدة رائية مليحة .. ورثاه زين الدين ابن الوردي بقصيدة لطيفة طائية" (5) أما قصيدة الإمام ابن فضل الله العمري فمنها (6)
أهكذا في الدياجي يحجب القمر
أهكذا بتقي الدين قد عبثت
طريقه كان يمشي قبل مشيته
مثل الأئمة قد أحيا زمانهم
مثل ابن تيمية في السجن معتقل
في يوسف في دخول السجن منقبة
يا ليت شعري هل في الحاسدين له
هل فيهمو صادع للحق مقولة
قدمت لله ما قدمت من عمل
وكيف تحذر من شيء تزل به
ويحبس النوء حتى يذهب المطرُ
أيدي العدى وتعدى نحوه الضررُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/283)
بها أبو بكر الصديق أو عمرُ
كأنه كان فيهم وهو منتظرُ
والسجن كالغمد وهو الصارم الذكرُ
لمن يكابد ما يلقى ويصطبرُ
نظيره في جميع القوم إن ذكروا؟!
أو خائض للوغى والحرب تستعرُ
وما عليك بهم ذموك أو شكروا
أنت التقي فماذا الخوف والحذرُ؟
وأما قصيدة الإمام ابن الوردي فمنها: (1)
قلوب الناس قاسية سلاط
أينشط قط بعد وفاة حبر
تقي الدين ذو ورعٍ وعلم
توفي وهو محبوس فريد
وحبس الدر في الأصداف فخر
فيا لله ما قد ضم لحد
همو حسدوه لما لم ينالوا
ولكن يا ندامة حابسيه
ألم يك فيكم رجل رشيد
سيظهر قصدكم يا حابسيه
فها هو مات عنكم واسترحتم
وحلوا واعقدوا من غير رد
وليس لها إلى العليا نشاطُ
لنا من نثر جوهره التقاطُ
خروق المعضلات به تخاطُ
وليس له إلى الدنيا انبساطُ
وعند الشيخ بالسجن اغتباطُ
ويالله ما غطى البلاطُ
مناقبه فقد مكروا وشاطوا
فَشَكَّ الشَّرَك كان به يماطُ
يرى سجن الإمام فيستشاطُ
ونيتكم إذا نصب الصراطُ
فعاطوا ما أردتم أن تعاطوا
عليكم وانطوى ذاك البساطُ
وهناك الكثير والكثير من قصائد الرثاء (2) مما يدل على أن هذا الإمام "من كبار الأئمة المحققين وعلماء الأمة العاملين الراسخين وأكابر الأولياء العارفين" (3) وهي من أكبر الأدلة على علو كعبه ورفعة شأنه؛ لأنه عاش داعياً مجاهداً في سبيل نصرة الشريعة المطهرة وحسن الثناء والذكر بعد الموت منحة من الله يهبها من يشاء من عباده وقد سأله نبي الله إبراهيم عليه السلام وأُعطيها كما قال تعالى حاكياً قوله:
(واجعل لي لسان صدق في الآخرين) (4) وقد امتن الله على أنبيائه عليهم السلام بذلك فقال: (ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق علياً) (5)
تلخيص الفصل الأول
مدخل إلى التعريف بالإمام ابن تيمية
==
أخذ الباحث في الكلام على عصر الإمام ابن تمية أولاً وتمثل ذلك في كلامه على النواحي السياسية والاجتماعية والفكرية والعلمية حيث أشار إلى تدهور الحالة السياسية سواء من الداخل أم من الخارج حيث تجرؤ الأعداء من الصليبيين التتار على بيضة المسلمين وانتشار الضعف العام والتفكك وظهور البدع والفجور وسقوط بلاد المسلمين واحدة تلو الأخرى في أيدي الأعداء؛ نظراً للتفكك بين الصف المسلم.
ونظراً لفساد الناحية السياسية فإنه أثر ذلك سلباً على الناحية الاجتماعية حيث انتشرت الأمراض الاجتماعية بين أفراد المجتمع المسلم من ظلم وغش وسرقة ونهب وازدياد اشتعال فتيل الفتن والمنازعات بينهم مما زاد الشقة بين أفراد المجتمع وانقسام المجتمع إلى طبقات ثلاث: حاكمة وعلماء وفقهاء ورجال تصوف وعامة أفراد الشعب وكذلك ما حدث من انتشار الفواحش من شرب الخمور والاستهتار بشعائر الدين وعدم الاهتمام بالقيم الإسلامية مع انغماس كثير من العلماء الرسميين في المناصب إلا من رحم الله. ونتيجة لذلك تدهورت الناحية الفكرية حيث ساد التقليد وعكف العلماء على كتب الأقدمين مرددين غير مبتكرين إلا قليلاً منهم ممن سما عن التعصب وترقى عن شؤم التقليد الأعمى للأشخاص والأحزاب فكان نتيجة لذلك أن ركدت الأذهان وأقفل باب الاجتهاد وجمد العلماء – إلا من رحم الله- على آراء معينة وقبعوا عليها وحصر كل فريق الصواب إليه وحده.
ثم تأتي الناحية العلمية والتي كأخواتها: النواحي السياسية والاجتماعية والفكرية في انحطاط وتدهور لكن امتازت تلك الناحية بكثرة العلم لا بكثرة الفكر وزيادة الحواشي والفهارس مع وجود بعض العلماء غير الجامدين من أئمة الهدى مما حدا
بظهور ذلك الإمام الجهبذ كي ينقذ تلك الأمة من سباتها ويأخذ بأيدي أفرادها إلى بر الأمان: اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وفتح باب الاجتهاد والابتكار والترابط بين القول والعمل مع الصدق والإخلاص والتجرد في الدعوة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/284)
وبتدهور تلك النواحي مؤشر إلى انهيار الأمة؛ لأن الأمة لها عمر كعمر المخلوقات صغر ثم استقرار ونمو ثم ضعف فكان ظهور ذلك الإمام في تلك الأزمة منحة من الخالق سبحانه وتعالى حتى يجدد لهذه الأمة أمرها ويكون ذلك إيذاناً بظهور فجر جديد يأتي على ظلام الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، وكون هذا الإمام ظهر وأنه أحيا القلوب وجاهد في سبيل إعلاء كلمة الحق باللسان والسنان والبنان إنما كان ذلك يرجع إلى عدة عوامل جعلته عبقرياً سواء من إخلاصه في طلب الحق وتبليغه وأنه لا يبغي من ذلك شيئاً سوى مرضاة الله سبحانه وكذلك التجرد في الدعوة والجهاد والإصلاح له دور هام في تكوين تلك الشخصية الفذة والتي أمدها الله سبحانه بحافظة واعية حديدية تعينه في الأوقات الحرجة مع سرعة الاستحضار مما جعلته يتميز عن علماء عصره بحيث إن وصفه بالعبقرية ليس جزافاً بل بما آتاه الله من عمق في التأمل وحضور بديهة مع الاستقلال الفكري إضافة إلى ما جُبل عليه من فصاحة اللسان وقدرته البيانية مع الشجاعة المعنوية والحسية مما تجعل له هيبة في صدور الأصدقاء والأعداء أما الأصدقاء فالإجلال والإكرام وأما الأعداء فالخوف والرهبة عند اللقاء هذا وإن دورانه مع الدليل حيث دار وأنه متمسك بالوحَْييْن: الكتاب والسنة جعله كالشامة بين علماء عصره حيث إن أسرته كانت أسرة علم وحديث وأثر مع ما أحاط به من جميل الرعاية من البيئة التي نشأ فيها خصوصاً وأن هذه الأسرة معروفة بالعلم وتوارث الأبناء من الآباء تلك الخصوصية مما جعله متبحراً في العلوم النقلية والعقلية وهي من مستلزمات العبقرية وإلا فبعض العلماء بارعون في قسم معين: إما دين وإما دنيا لكن الجمع بينهما بإتقان مع الرد على أساطين هؤلاء المارقين عن الشريعة بالنقل والعقل ومن نفس كتبهم يلمع من أمر عبقرية هذا الإمام ومن تلك العوامل التي كونت عبقريته جده وحزمه مع النفس منذ الصغر حتى نال ما تمنى وهو مع ذلك ملازم على أوراد وأذكار تجعله في أعلى مراتب العبودية والتي لها أكبر الأثر في نبوغه وألمعيته وعبقريته.
ثم تطرق الباحث إلى الكلام على حياة ذلك الإمام العبقري من خلال التعريف به: اسماً ولقباً وكنيةً مع الإشارة إلى سنة ولادته وإشارة إلى حال أسرته وبيئته ثم التعريج على ذكر شيوخه وتلاميذه وكذلك ذكر وصفه وبعض سجاياه والتمثيل لبعض أقواله ثم الكلام على توليه التدريس وأنه جدير بهذا المنصب؛ لما ظهر عليه من نجابة منذ صغره ثم الكلام على ربطه بين العلم والجهاد والإصلاح وتوضيح ذلك داخلياً وخارجياً مع ذكر سبب المحن والسجون التي تعرض لها عموماً.
وإمام كهذا الإمام له مكانة علمية عظيمة لما له من علم وجهاد وعبادة وصلاح وإصلاح ومن حاله دائم الاطلاع والتعليم والجهاد والتعرض للحبس أو الترسيم جدير به أن يعزف عن الزواج لا إعراضاً عنه بل اختياراً لتفضيله غيره عليه وهو مسلك شخصي لفاعله حيث إنه لم يدع أحداً لفعله بل هو أمر ترجح لديه وهذا الأمر كما قال الأئمة يختلف من شخص إلى شخص ويختم الباحث المطاف في الفصل الأول بذكر وفاة ذلك الإمام وحسن ختامه وهو يقرأ ويختم القرآن عند آخر آية من سورة القمر لدليلٌ على صدق ذلك الإمام في دعوته – نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً- وقد رثاه كثير من العلماء سواء المعاصرون له أم الآتون بعده مما يدل على علو منزلته وسمو قدره.
رأي الباحث
إنه مما لاشك فيه أن الإنسان هو ابن بيئته، يتأثر بما حوله سلباً أو إيجاباً والإمام ابن تيمية قد كانت نشأته في ظروف سياسية متدهورة حتى إنه أدرك منذ صغره ظلم الطغاة من التتر ورأى ظلمهم وعايش معاناة أهله وأسرته وهروبهم إلى الشام ثم أدرك وهو في عنفوان قوته ورجولته اعتداء النصارى وما آل إليه حال المسلمين في ذلك الوقت وكذلك رأى تفكك الروابط الاجتماعية وانهيار الأخلاق بين الأفراد مما يدل على فساد الحالة الاجتماعية وما تبعها من قصور في الناحية الفكرية واقتصار العلماء على ترديد كلام المتقدمين والتوسع في الفهارس والحواشي مما أضعف الناحية العلمية لديهم كل ذلك تكون في فكره وحاول إصلاحه بالسنان والبنان واللسان وكان ذلك جلياً من دعوته إلى الرجوع إلى المنبع الصافي والمعين العذب: الكتاب والسنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/285)
فكانت هذه الأشياء دافعاً لظهور ذلك المجدد المصلح العملاق والذي ظهرت عليه أمارات العبقرية والألمعية والذكاء منذ صغره نظراً لما وهبه الله سبحانه وتعالى من سمات إضافة إلى دور أسرته وبيئته ثم إكماله للدراسة بنفسه كل ذلك جعله جديراً بأن يكون إماماً يقود الأمة ويصلحها في وقته ثم بما تركه من تراث تمثل في علمه وسيرته وترجمته واقتفاء كثير من المصلحين والمجددين به حتى صار علماً لا يحتاج إلى إيضاح إلا قول: ابن تيمية فيدل على سمو قدره وغزارة علمه وسعة إطلاعه مع العبادة والزهد فكان حقيقاً بأن يشار إليه بالإجلال والإكرام عبر العصور.
الفصل الثاني
علم الإمام ابن تيمية
الكلام على علم الإمام ابن تيمية هو كلام على تراث متحرك ومكتبة إسلامية متنقلة احتوت مواضيع شتى مع أمانة في النقل وقوة في الفهم مع استيعاب ذلك كله ببصيرة واعية وهو مع هذا مقدم للنصوص الشرعية على غيرها طارحاً أقوال من خالف –ممن يتعمد المخالفة- كائناً من كان وهو في نقله متثبت في كل ما ينقله مع سعة الاستنباط والاستدلال والاستشهاد بما نقل عن سلف هذه الأمة حيث إنه ينظر بعين بصيرته الفاحصة إلى النصوص واضعاً مقاصد الشريعة نصب عينيه من الإنصاف للمخالف سواء كانوا أحزاباً أم أفراداً إضافة إلى ذلك فقد "أجمع الذين عاصروه على قوة فكره وسعة علمه وأنه بعيد المدى عميق الفكرة يستوي في ذلك الأولياء والأعداء ... فالجميع إذن مقراً بقوة عقله وعلمه يستوي في ذلك العدو والولي وما بين هؤلاء وهؤلاء ولكن موضع الخلاف بين الأعداء والأولياء هو في الموافقة على الرأي الذي كان ينادي به لا في قدر المنادي وقوته في العلم والفكر" (1) إذن فالناس نحوه قسمان: قسم اقتنع بآرائه ونصرها وعمل على نشرها لموافقتهم له وقسم آخر أقر بعلمه وبقدره لكن خالفه في مسائل فرعية وأصلية وعرف عنهم أنهم مخالفون له مع الإجلال والإكبار لمنزلته وعلى رأس هؤلاء إمامان معاصران له: أحدهما تلميذه الإمام شمس الدين الذهبي والذي أشار إلى مخالفته لشيخه مع الإجلال له بقوله: "كان يقضي منه العجب إذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف واستدل ورجح وكان يحق له الاجتهاد؛ لاجتماع شروطه فيه ... وكان آية من آيات الله في التفسير والتوسع فيه وأما أصول الديانة ومعرفة أقوال المخالفين فكان لا يشق غباره .. وكان قوالاً بالحق لا يأخذه في الله لومة لائم ... ولم أر مثله في ابتهاله واستغاثته وكثرة توجهه وأنا لا أعتقد فيه عصمة بل أنا مخالف له في مسائل أصلية وفرعية" (2) والآخر هو الإمام تقي الدين السبكي حيث رد على الإمام ابن تيمية في غير ما مسألة وعرفت عنه المخالفة له مع الإجلال لقدره وهذا يسفر عن مدى سعة علم ذلك الإمام وتبحره في العلوم العقلية والنقلية.
أما الذين هضموا حقه و"غضوا قدره كعالم جليل فليس ذلك من صميم قلوبهم إن كانوا عالمين بل من الهوى الذي يغلب الفكر والعقل وليس هذا شأن علماء الدين أما الجاهلون فلا عبرة بقولهم أَنْ أيدوا أو خالفوا فقولهم لم يدخل في الحسبان" (1) فالعالم عنده من العلم ما يميز به بين قول من يتكلم بلغة أهل العلم ممن يتكلم خبط عشواء، وكذلك لما بين العلماء من وشيجة قوية تربطهم كلهم بعضهم بعضاً.
المبحث الأول: مؤلفاته المتعددة والمتنوعة:
إن المستقرئ لمؤلفات علماء الإسلام يجد أن هناك ثلاثة من أفذاذ هذه الأمة وأساطين علمائها قد أكثروا من التأليف وهم: الإمام ابن الجوزي (2) والإمام ابن تيمية والإمام السيوطي.
وقد تميزت مؤلفات الإمام ابن تيمية بأمور منها:
1 - كثرة الاستدلال والاستشهاد بالآيات والأحاديث وأقوال السلف في المسألة الواحدة مع كثرة الفوائد المستنبطة من تلك المسألة.
2 - كثرة التقعيد والتأصيل لأصول الدين وفروعه مع الإبداع والابتكار والإقناع والإمتاع.
3 - الإكثار من ذكر مقاصد الشريعة وبيان فضائلها.
4 - ردوده إما إجابة لمستفيد أو نقداً وإلجاماً لطاعن مريد.
5 - نصر عقيدة السلف الصالح سواء كان تأصيلاً وتقعيداً لذلك أم رداً على المبطلين من كافرين أو مبتدعين أو مقلدين جامدين.
6 - قدرته الفائقة في إبطال أقوال الخصوم وحججهم من نفس أدلتهم.
7 - "الوضوح، فإنها واضحة مشرقة نيرة لا تعقيد فيها ولا إبهام". (3)
8 - "إشراق الديباجة وطلاوة العبارة وسلامة المنهاج العربي وعمق التفكير" (4)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/286)
9 - "حُسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين" (5)
10 - " التحرير والتحقيق وغاية البيان والإيضاح وتقريب المعاني للأفهام وحُسن التعليم والإرشاد إلى الطريق القويم" (1)
11 - "أنه في تآليفه مطبوع قائل لا ناقل جماع" (2)
12 - "عنايته بعلل الأحكام وأوصافها المناسبة ومداركها ووجوه الاستدلال منها.
13 - تقديم أقوال الصحابة رضي الله عنهم على مَنْ سواهم؛ لدلالة الكتاب والسنة والقياس عليها.
14 - السعة والشمول التي فاق بها غيره من ذكر الخلاف وأدلته ووجوه الاستدلال منها وتمحيص الأدلة صحة وضعفاً والاستفادة من علوم شرعية مختلفة في المؤلف الواحد" (3)
15 - "الارتباط بالحياة والواقع من خلال عيش الأحداث وتسجيلها ومناقشتها ووضع الرأي السديد والصائب فيه مما أكسب كتبه ومصنفاته قوة وحيوية وتأثيراً عميقاً في النفوس يندر أن تجد ذلك في كتب غيره من المؤلفين" (4)
16 - التكرار حيث إنه يعيد ذكر المسألة التي يتكلم عنها في أكثر من مصنف إما لتعدد السائلين أو لكونها تصلح دليلاً في أكثر من مجال أو من باب: ما تكرر تقرَّر.
17 - تميُّز مؤلفاته بالإجمال والتفصيل حيث إنه يُجمل حكم المسألة في موضع ويسهب في الكلام عليها في موضع آخر كأنما يلخص رأيه في موضع ثم يشرحه في نفس الموضع أو في موضع آخر.
ولهذا فقد تعددت مؤلفات هذا الإمام وذلك متمثل فيما يلي:
المطلب الأول: مؤلفاته في القرآن الكريم وعلومه:
وُصف الإمام ابن تيمية بأنه "كان آية من آيات الله في التفسير والتوسع فيه" (5) وقال الحافظ البزار: "أما غزارة علمه فمنها ذكر معرفته بعلوم القرآن المجيد واستنباطه لدقائقه ونقله لأقوال العلماء في تفسيره واستشهاده بدلائله وما أودعه الله تعالى فيه من عجائبه وفنون حكمه وغرائب نوادره وباهر فصاحته وظاهر ملاحته فإنه فيه الغاية التي يُنتهى إليها والنهاية التي يعول عليها. ولقد كان إذا قُرئ في مجلسه آياتٌ من القرآن العظيم يشرع في تفسيرها فينقضي المجلس بجملته والدرس برمته وهو في تفسير بعض آية منها .. ولقد أملى في تفسير: (قل هو الله أحد) (1) مجلداً كبيراً (2) وقوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) (3) نحو خمس وثلاثين كراسة ولقد بلغني أنه شرع في تفسير لو أتمه لبلغ خمسين مجلداً" (4) وقبل الشروع في ذكر بعض مؤلفاته في القرآن وعلومه أبدأ بتعريف القرآن الكريم:
القرآن لغة: "القرآن: التنزيل العزيز ... قرأه يقرؤه. قرْءاً وقراءة وقرآناً فهو مقروء ... يسمى كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم كتاباً وقرآناً…
ومعنى القرآن: الجمع وسمي قرآناً؛ لأنه يجمع السور فيضمها" (5)
القرآن اصطلاحاً: "هو الكلام المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم المكتوب في المصاحف المنقول إلينا نقلاً متواتراً" (6)
القرآن عند الإمام ابن تيمية: "القرآن: كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود وأن الله تكلم به حقيقة وأن هذا القرآن الذي أنزله على محمدٍ صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ... فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئاً لا إلى من قاله مبلغاً مؤدياً وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف" (7)
فمؤلفاته في القرآن الكريم وعلومه متعددة: منها ما كان له تعلق عقدي أو فقهي أو شرح لبعض الآيات أو السور مما أشكل فهمها حيث إنه لم يفسِّر القرآن كله كما هي عادة المفسِّرين "بل هي في الحقيقة تفسير لبعض سور القرآن ومناظرة لعلماء الكلام المؤولة لآيات الصفات والمعطلة لمعانيها اللغوية والشرعية ... وتوفيق بين صحيح المنقول وصريح المعقول على أفضل الوجوه" (1)، ومن مؤلفاته في القرآن وعلومه ما بين مطبوع ومخطوط ما يلي:
1 - القرآن كلام الله حقيقة في مجلد.
2 - تفسير لبعض الآيات من الفاتحة إلى الإخلاص في خمس مجلدات.
3 - دقائق التفسير في مجلدين.
4 - التفسير الكبير في سبع مجلدات.
5 - مقدمة التفسير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/287)
6 - "الإكليل في المتشابه والتأويل والتبيان في نزول القرآن وتفسير آيات أشكلت من القرآن وجواب أهل العلم في تفضيل آيات القرآن ورسالة في كلام الله وكلام الناس ورسالة في سجود القرآن والفرقان بين الحق والباطل في بيان إعجاز القرآن لأهل الفصاحة وفوائد مستنبطة من سورة النور ومسألة فيمن يقول: إن للقرآن ظاهراً وباطناً والرسالة الكيلانية في مسألة القرآن وسؤال في القراءات وأجوبة على أسئلة في فضائل سورتي الفاتحة والإخلاص وبعض الآيات وتفسير آية الوضوء من سورة المائدة ورسالة في أن كل كلمة من القرآن هي من كلام الله وقاعدة جليلة في تحزيب القرآن" (2)
المطلب الثاني: مؤلفاته في السنة المطهرة وعلومها:
للإمام ابن تيمية ارتباط وثيق بالسنة منذ صغره فبعدما "ختم القرآن صغيراً اشتغل بحفظ الحديث ولازم مجالس الذكر وسماع الأحاديث والآثار ولقد سمع غير كتاب على غير شيخ من ذوي الروايات الصحيحة العالية أما دواوين الإسلام الكبار كمسند أحمد وصحيح البخاري ومسلم وجامع الترمذي وسنن أبي داود السجستاني والنسائي وابن ماجه والدارقطني فإنه سمع كل واحد منها عدة مرات وأول كتاب حفظه في الحديث: الجمع بين الصحيحين للإمام الحُميدي" (1) ومما يدل على ذلك ثناء كبار علماء الحديث في عصره له فقد قال الإمام المِزِّي: "ما رأيت أحداً أعلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا أتبع لهما منه" (2) والإمام ابن سيد الناس: "كاد يستوعب السنن والآثار حفظاً" (3) وقال فيه عصريه وتلميذه الإمام الذهبي: "كانت له خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم ومعرفة بفنون الحديث وبالعالي والنازل والصحيح والسقيم مع حفظه لمتونه الذي انفرد به وهو عجيب في استحضاره واستخراج الحجج منه وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة والمسند بحيث يصدق عليه أن يقال: كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث" (4) وتآليفه في السنة وعلومها متناثرة ما بين كتب ورسائل وقواعد وأجوبة وقبل الشروع في سرد بعض مؤلفاته أتطرَّق لتعريف السنة.
السنة لغة: "السيرة حسنة كانت أو قبيحة ... وسننتها سنّاً واستننتها سرْتها وسننت لكم سنة فاتبعوها ... وقد تكرر في الحديث ذكر السنة وما تصرف منها والأصل فيه الطريقة والسيرة" (5)
السنة اصطلاحاً: السنة "إذا أطلقت في الشرع فإنما يراد بها ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ونهى عنه وندب إليه قولاً وفعلاً مما لم ينطق به الكتاب العزيز؛ ولهذا يقال في أدلة الشرع: الكتاب، والسنة أي: القرآن والحديث" (6)
السنة عند الإمام ابن تيمية: "السنة هي ما قام الدليل الشرعي عليه بأنه طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم سواء فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فعل على زمانه أو لم يفعله ولم يفعل على زمانه لعدم المقتضي حينئذ لفعله أو وجود المانع منه" (1)
ومن هذه المؤلفات ما يلي:
1 - الكلم الطيب.
2 - شرح حديث أبي ذر "إني حرمت الظلم على نفسي".
3 - علم الحديث.
4 - أسئلة في مصطلح الحديث.
5 - أحاديث القصاص.
6 - شرح حديث: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن".
7 - الأربعون التيمية.
8 - مجموعة أحاديث والكلام عليها وحكمه على مجموعة كبيرة من الأحاديث بالوضع.
9 - رسالة في العوالي في الحديث.
10 - فصل في أنواع الرواية.
11 - بعض أجوبة عن صحة بعض الأحاديث.
12 - رسالة في بعض أئمة الحديث وكتبهم ومنزلتهم.
13 - "الحديث" (2) إضافة إلى ما تفرق في فتاواه من الكلام على السنة المطهرة وعلومها (3)
المطلب الثالث: مؤلفاته في علوم الآلة:
لقد عُرف عن الإمام ابن تيمية أنه إذا تكلم في فنٍّ ظن الرائي أنه لا يحسن غير ذلك الفن وسواء كان هذا الفن من الشريعة أم اللغة أم العقل والكلام في تلك العلوم يحتاج لمعرفة دقيقة بمصطلحات كل فن من تلك العلوم؛ لذلك فإنه في مؤلفاته "يستعمل مصطلحات أهل الفنون ولكل فن مصطلح وهو ما يسميه العلماء: اللغة العرفية فإذا تكلم في مسألة فقهية استخدم كلام أهل الفقه: لغة الفقهاء وإذا تكلم في مسائل عقدية استخدم لغة أهل ذلك العلم وإذا تكلم في مسائل أصولية استخدم لغة الأصوليين وإذا تكلم في مسائل لغوية أو نحوية استخدم لغة أهل ذلك الفن وإذا تكلم مع أهل السلوك والصوفية استخدم لغة أولئك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/288)
فالناظر في كلامه إذا لم يكن عنده علم بعلوم الآلة وبمصطلحات أهل الفنون فربما خلط في الاصطلاح" (1) فالإمام ابن تيمية يكثر من استخدام تلك المصطلحات ويحسن توظيف لغة الآلة وله مؤلفات واجتهادات في ذلك وقبل سرد بعض مؤلفاته في علوم الآلة أبدأ بتعريف علم الآلة.
علم الآلة: "الآلة في عرف العلماء هي الواسطة بين الفاعل ومتفعله في وصول أثره إليه" (2) ذلك أن "إطلاق الآلة على العلوم الآلية كالمنطق مثلاً مع أنها من أوصاف النفس إطلاق مجازي والتسمية بالآلية بناءً على اشتمالها على الآلة؛ فإن العلم الآلي مسائل كل منها مما يتوسل به إلى ما هو آلة له وهو الأظهر؛ إذ لا يتوسل بجميع علم إلى علم ... [و] غاية العلوم الآلية أي: العلة الغائية لها: حصول غيرها" (3) فهذه العلوم من أصول الفقه واللغة والمنطق وإنما نقصد من دراستها التوصل إلى علوم الشرع وهي الغاية ويقاس مدى تبحر العلماء بدرجة تمكنهم ومعرفتهم بعلوم الآلة إذ هي السبيل إلى فهم الشرع وضبط المسائل ما كانت وفق الشرع المطهر ولكل فنٍّ تعبير واستخدام للآلة فأهل الصناعات المختلفة يقولون آلة كذا لكذا وكذا وأهل الصرف يقولون: اسم الآلة وهكذا ... ومن مميزات الإمام ابن تيمية "كثرة استعماله لعلوم الآلة: فيكثر من استعمال أصول الفقه، يكثر من استخدام النحو في الموارد التي يحتاجها، يكثر من استخدام ما يحتاجه من كلام المناطقة وكلام المتكلمين فيما يريد تقريره أو ما يريد الرد فيه على المخالفين ... وذلك لأن لغة العلم محكمة ويتميز أهل العلم فيما بينهم ويتفاضلون بمقدار استعمالهم للغة العلم فكلما كان العالم أكثر استعمالاً ِلُّلغِة كلما كان
قدره وتأصيله أرفع" (1) والإمام ابن تيمية ممن "ألقيت إليه مقاليد العلوم الإسلامية والآلية" (2)
ومؤلفاته في علوم الآلة تتمثل فيما يلي:
1 - أصول الفقه: القارئ لمؤلفات هذا الإمام يرى كثرة استخدامه لأصول الفقه في المسائل إيضاحاً وتقعيداً وتأصيلاً أو استدلالاً ويظهر ذلك جلياً من خلال استنباطه أو حكمه على مسألة بعينها سلباً أو إيجاباً "ومن المعلوم أن علم أصول الفقه مبنيٌّ على أربعة أركان: الحكم – الدليل – الاستدلال – المستدل وشيخ الإسلام يخلط هذه جميعاً ويستحضرها استحضاراً واحداً فتارة تجد أنه في المسألة الواحدة يأتيها من جهة النظر في الحكم ومن جهة النظر في الاستدلال ومن جهة النظرفي الركن الأخير" (3) ومن مؤلفاته في أصول الفقه ما يلي (4):
1 - أصول الفقه.
2 - شمول النصوص للأحكام.
3 - رسالة في أقوال الصحابة وحجتها وهل كل مجتهد مصيب؟
4 - فصل في المجتهد.
5 - قاعدة في الاجتهاد والتقليد.
6 - شرح أول المحصل للرازي.
7 - مسألة في إجماع العلماء هل يسوغ للمجتهد خلافهم؟
8 - نقض مراتب الإجماع للإمام ابن حزم.
9 - الرسالة المالكية وهي: تفضيل مذهب أهل المدينة.
10 - قاعدة في القياس.
11 - إكمال المُسَوَّدة والتي ابتدأها جده ثم أبوه.
12 - "أصول الفقه –الاتباع- التمذهب" (5) وما تناثر في مجموع الفتاوى وسائر كتبه
2 - اللغة والنحو:
توطدت علاقة الإمام ابن تيمية بالعربية منذ صباه فإنه قد "ختم القرآن صغيراً ثم اشتغل بحفظ الحديث والفقه والعربية حتى برع في ذلك" (1) فمعرفته بالعربية معرفة متمكن يظهر ذلك من خلال كتاباته وتآليفه وردوده التي تنم على تبحر فيها نتج عنه أسلوب متين رقراق وقد "قرأ أياماً في العربية على ابن عبد القوي ثم فهمها وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهمه وبرع في النحو" (2) ويقول الإمام الذهبي: "وأتقن العربية أصولاً وفروعاً وتعليلاً واختلافاً" (3) وقد تقدم ثناء إمام العربية وسيبويه عصره الإمام أبي حيان التوحيدي له.وللشيخ في كتبه وفتاواه مسائل نقلت عنه واشتهرت (4) ومن مؤلفاته في اللغة – إضافة إلى ما سبق- ما يلي:
1 - قاعدة في الاسم والمسمى.
2 - قاعدة في الحقيقة والمجاز.
3 - القصيدة التائية في القدر.
4 - رسالة في اللغة ومبدأ اللغات.
5 - رسالة في الكلام وما يتألف منه.
6 - رسالة في الاستثناء.
7 - قاعدة في كيفية الاستدلال على الأحكام بالنص والإجماع في الرد على من قال: إن الأدلة اللفظية لا تفيد اليقين.
8 - استدلالاته وردوده واستنباطاته كما هي متناثرة في كتبه وفي كتب تلاميذه وستأتي الإشارة إلى ذلك في الباب الثالث إن شاء الله.
3 - المنطق:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/289)
خاض الإمام ابن تيمية في العلوم العقلية وتعمق فيها حتى استطاع أن يستوعبها ككبار أهلها بل ناظر أساطينها ونقض حججهم من نفس أدلتهم وأقوال أئمتهم ومن هذه العلوم علم المنطق حيث درسه الإمام ابن تيمية وأتقنه ثم انقض عليه فقوض أصوله ثم وضع مبادئ المنطق والتي توافق الشرع المطهر وهو في تأليفه يؤلف تأليف مجتهد مبتكر مبدع ومن مؤلفاته فيه ما يلي:
1 - المنطق (1)
2 - الرد على المنطقيين وهو نصيحة أهل الإيمان في الرد على منطق اليونان.
3 - نقض المنطق.
4 - درء تعارض العقل والنقل والمعروف بموافقة صحيح المنقول لصريح المعقول.
5 - تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل.
6 - صون المنطق والكلام.
7 - المفاضلة بين العلم والعقل.
8 - رسائل في العقل.
9 - ضبط كليات المنطق والخلل فيه.
10 - معارج الوصول إلى أن أصول الدين وفروعه قد بينها الرسول إضافة إلى ما كتبه في ثنايا فتاواه (2)
المطلب الرابع: مؤلفاته في الفقه:
مادة الفقه من أخصب المواد التي ألف فيها الإمام ابن تيمية وكذلك العقيدة وسواء في بلده بالشام أو بمصر سجيناً أو طليقاً ومؤلفاته في الفقه إما شروح وهي قليلة مقارنة بباقي المؤلفات الأخرى من ردود وتأصيل وتقعيد ابتداءً لتنوعها وهو مع كثرة مصنفاته في الفقه إلا أنه لم يؤلف كتاباً مرتباً على أبواب الفقه كما هي عادة الفقهاء "إنما كان كلامه في الفقهيات مباشراً: إما على شكل بحوث في بعض مؤلفاته وإما على صورة فتاوى أجاب بها المستفتين وإما على شكل قواعد أوردها أو نقول نقلت عنه عن طريق تلامذته ونحو ذلك" (1) وقد حكى تلميذه الحافظ البزار عن سعة مؤلفات شيخه قائلاً: "وأما فتاويه ونصوصه وأجوبته على المسائل فهي أكثر من أن أقدر على إحصائها لَكِنْ دُوِّنَ بمصر منها على أبواب الفقه سبعة عشر مجلداً وهذا ظاهر مشهور. وجمع أصحابه أكثر من أربعين ألف مسألة وقلَّ أَنْ وقعت واقعة وسئل عنها إلا وأجاب فيها بديهة بما بَهرَ واشتهر وصار ذلك الجواب كالمصنف الذي يحتاج فيه غيره إلى زمن طويل ومطالعة كتب وقد لا يقدر مع ذلك على إبراز مثله" (2) وقال: "والتمست منه تأليف نص في الفقه يجمع اختياراته وترجيحاته ليكون عمدة في الإفتاء فقال لي ما معناه: الفروع أمرها قريب ومن قلد – المسلم- فيها أحد العلماء المقلَّدين جاز له العمل بقوله ما لم يتيقن خطأه" (3) وقبل الشروع في سرد بعض مؤلفاته في الفقه أبدأ بتعريف الفقه:
الفقه لغة: "العلم بالشيء والفهم له، وغلب على علم الدين لسيادته وشرفه وفضله على سائر أنواع العلم ... وقد جعله العرف خاصاً بعلم الشريعة ... والفقه في الأصل: الفهم وفقه فقهاً بمعنى علم علماً" (4) وكذلك "الفقه الفهم تقول: فقِه الرجل بالكسر ... ثم خص به علم الشريعة والعالم به فقيه وقد فَقُه بالضم فقاهة وفقَّهه الله وتفقَّه إذا تعاطى ذلك وفاقهته إذا باحثته في العلم" (5) وفي التنزيل في بضعة عشر مرة منها قوله تعالى: (فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً) (6)
الفقه اصطلاحاً: "العلم بالأحكام الشرعية عن أدلته التفصيلية" (7) ومؤلفاته في الفقه متعددة ما بين فتاوى وشروح وردود أو تأصيل وتقعيد ابتداءً كما يلي:
1 - فتاوى منها:
• مجموع في الفتاوى مرتبة على ترتيب أبواب الفقه (8)
• مجموعة من الفتاوى ضمن المستدرك على مجموع الفتاوى (1)
• مجموعة فتاوى ضمن الفتاوى الكبرى المعروفة بالفتاوى المصرية.
• الدرر المضية في فتاوى ابن تيمية.
• فتاوى ضمن جامع الرسائل والمسائل.
• فتوى في بيان الأفضل من العبادات.
2 - شروح منها:
• شرح العمدة في مجلدين.
• شرح المحرر في عدة مجلدات.
3 - ردود منها:
• الرد على الأخنائي في الزيارة.
• نقد جواب الطبرسي في مسألة الطلاق.
• الجواب الباهر في زوار المقابر.
• إقامة الدليل في إبطال التحليل.
4 - التأصيل والتقعيد ابتداءً منها:
• مسألة في المواقيت.
• رسالة في أوقات النهي وذوات الأسباب.
• رسالة في قصر الصلاة.
• رسالة في الجمع بين الصلاتين.
• رسائل متفرقة رتبت على أبواب الفقه.
• منسك شيخ الإسلام ابن تيمية ورسالة في الحج والعمرة.
• السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية.
• رسالة في الترغيب في الجهاد وفضله.
• قواعد في الوقف والوصايا والسفر والضمان وسؤر ما يؤكل لحمه وبوله.
• المذهب الصحيح الواضح فيما جاء من النصوص في وضع الجوائح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/290)
وهكذا فقد ترك الإمام ابن تيمية تراثاً ضخماً من الفقه والذي صار مرجعاً للعلماء عبر العصور مما يدل على أنه من أكابر هذه الأمة المحمدية المرحومة المعصومة.
المطلب الخامس: مؤلفاته في العقيدة:
شُغل الإمام ابن تيمية طوال حياته بتقرير مذهب السلف في العقيدة وجهر به رغم مناوءة من عاداه من متعصبي المذاهب أو من غلاة الشيعة والصوفية ومن المبتدعين والمقلدين المغالين من أفراخ المتفلسفة والمتكلمين إضافة إلى بعض الفرق المارقة والمنسلخة من الشريعة الإسلامية فهو يحارب في عدة جبهات في آنٍ واحد إضافة إلى رد طغيان النصارى والمغول سواء كان بالسنان أو بالقلم والبنان وأكد اهتمامه بمقارعة تلك الفرق المارقة والضالة بقوله لتلميذه البزار: "أما الأصول فإني رأيت أهل البدع والضلالات والأهواء .... [وعدد بعضها] قد تجاذبوا فيها بأزمة الضلال وبان لي أن كثيراً منهم إنما قصد إبطال الشريعة المقدسة المحمدية الظاهرة العلية على كل دين وأن جمهورهم أوقع الناس في التشكيك في أصول دينهم؛ ولهذا قلَّ أَنْ سمعت أو رأيت معرضاً عن الكتاب والسنة مقبلاً على مقالاتهم إلا وقد تزندق أو صار على غير يقين في دينه واعتقاده.
فلما رأيت الأمر على ذلك بان لي: أنه يجب على كل من يقدر على دفع شبههم وأباطيلهم وقطع حجتهم وأضاليلهم أن يبذل جهده ليكشف رذائلهم ويزيف دلائلهم ذباً عن الملة الحنيفية والسنة الصحيحة الجلية" (1)؛ لذلك تعددت روافده ومؤلفاته وكتاباته في العقيدة وهي وإن كانت كثيرة ومتنوعة ما بين فتاوى وشروح وردود وتأصيل وتقعيد ابتداءً إلا أنه لم يفعل ذلك إلا بعد سؤال أو استفسار كما قرر هذا هو بنفسه بقوله: "وأما الكتب فما كتبت إلى أحدٍ كتاباً ابتداءً أدعوه به إلى شيء من ذلك [يعني: أمور المعتقد] ولكنني كتبت أجوبة أجبت بها من يسألني من أهل الديار المصرية وغيرهم" (2) وهذه المؤلفات كما يلي:
1 - فتاوى وفيها:
• فتاوى في مسائل عقدية ضمن مجموع الفتاوى (3)
• فتاوى ضمن المستدرك على مجموع الفتاوى (1)
• فتاوى ضمن الفتاوى الكبرى المعروفة بالفتاوى المصرية وفي جامع الرسائل والمسائل وفي مجموعة ضمن رسالة عرش الرحمن في مجلدين وفي مجموعة التوحيد.
• فتاوى في علو الله على عرشه وفي العرش والإرادة.
• شرح حديث النزول.
2 - شروح ومنها:
• شرح العقيدة الأصفهانية.
• شرح قصيدة في الجبر والاختيار.
• شرح أول كتاب الغزنوي في أصول الدين.
• شرح رسالة ابن عبدوس في كلام الإمام أحمد في الأصول.
• شرح حديث عمران بن حصين "كان الله ولم يكن شيء قبله".
3 - ردود ومنها:
• الرد على القدرية.
• الرد على الشيعة والقدرية في كتاب منهاج السنة النبوية.
• الجواب الصحيح فيمن بدل دين المسيح.
• الرد على الاتحادية والحلولية.
• الرد على الفلاسفة وإثبات النبوات عقلاً ونقلاً.
• الرد على تأسيس التقديس للرازي.
• الرد على البكري.
• بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية وأهل الإلحاد.
• التسعينية.
4 - تأصيل وتقعيد ابتداءً ومنها:
• قاعدة شريفة في المعجزات والكرامات.
• رسائل في العبودية والمشيئة والقدر وبطلان الجبر والتعطيل وعدم تكفير أحد من أهل القبلة إلا بعد قيام الحجة الشرعية عليه وفي العرش وقواعد في آيات الصفات.
• الإيمان الكبير والأوسط.
• العقيدة الواسطية والحموية والتدمرية والصفدية.
• اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم.
• الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
• الواسطة بين الله وخلقه.
• قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة.
• الصارم المسلول على شاتم الرسول.
• مذهب السلف القويم في تحقيق مسألة كلام الله الكريم.
• الفرقان بين الحق والباطل.
• قاعدة في توحيد الملة وتعدد الشرائع.
• مسألة في عذاب القبر وعلى ماذا يقع.
• قاعدة في التوحيد والإثبات والتوكل.
• أقوم ما قيل في المشيئة والحكمة والقضاء والقدر والتعليل.
• رسالة في رحمة أهل البدع ومشاركتهم في صلاة الجماعة.
• أنواع الشرك.
• كتاب التوحيد.
• حقيقة الاعتقاد.
• الإرادة والقدر.
• رسالة في العبادات الشرعية والفرق بينها وبين البدعية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/291)
فهذه بعض مؤلفاته هذا الإمام الجليل والتي صارت مرجعاً وحجة للعلماء من بعده مما يدل على رسوخ قدمه في العلوم النقلية والعقلية وقد علق الشيخ السيد محمد رشيد رضا (1) على بعض تآليف هذا الإمام قائلاً: "رحم الله شيخ الإسلام وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء؛ فوالله إنه ما وصل إلينا من علم أحد منهم] أي من العلماء السابقين [ما وصل إلينا من علمه في بيان حقيقة هذا الدين وحقيقة عقائده وموافقة العقل السليم وعلومه للنقل الصحيح من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بل لا نعرف أحداً منهم أوتي مثل ما أوتي من الجمع بين علوم النقل وعلوم العقل بأنواعها مع الاستدلال والتحقيق دون المحاكاة والتقليد" (2) وقال: "ومن الغريب أن هذه المسائل كان يكتبها شيخ الإسلام أو يمليها من غير مراجعة كتابٍ من الكتب وهي من الآيات البينات والبراهين الواضحات على أن هذا الرجل من أكبر آيات الله في خلقه أيد بها كتابه الذي قال فيه إنه: (يهدي للتي هي أقوم) (3) وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح من فهمها والاعتصام بها ويعلم من كل فتوى منها – بَلْهَ جملتها ومجموعه- أنه رحمه الله تعالى قد جمع من العلوم النقلية والعقلية الشرعية والتاريخية والفلسفية ومن الإحاطة بمذاهب الملل والنحل وآراء المذاهب ومقالات الفرق حفظاً وفهماً ما لا نعلم مثله عن أحد من علماء الأرض قبله ولا بعده وأغرب من حفظه لها استحضاره إياها عند التكلم والإملاء والكتابة" (4) وكثرة مؤلفاته في العلوم المختلفة وتمكنه منها ورده على أرباب الملل والنحل والمذاهب من نفس حججهم وأدلتهم وأقوال أئمتهم شهد له به أكابر معاصريه من الموافقين أو من المخالفين وخير شاهد على ذلك أن المناظرات التي كانت تعقد له كان يشهدها الأمراء وأحياناً السلطان مع حضور أكابر الخصوم من القضاة أو العلماء ثم بعد أن ينفض المجلس يقرون بقوته العلمية لكن يخالفوه في حجته واستدلاله لمنصبٍ أو هوىً ومما يشهد لذلك أيضاً تلقي العلماء لكتبه بالقبول في أنحاء العالم مع الإكبار والإشادة بها والاستفادة منها عبر العصور والأيام.
المبحث الثاني: بعض اختياراته:
المتتبع لمؤلفات كبار العلماء يجد أن لهم عدة آراء اختاروها ودعوا إليها وإنما يحدث هذا إذا تبحر العالم وتضلع في العلوم فإنه لسعة علمه يفتي بما ترجح له دليله غير متقيد بمذهب أو إمام ولكل إمام من الأئمة السابقين اختيارات عرفت واشتهرت بنسبتها إليهم كما هو معروف في اختيارات الأئمة الأربعة وهي ما يعبر عنها بعض الفقهاء بقولهم: مفردات الإمام الفلاني والإمام ابن تيمية كغيره من كبار العلماء له اجتهادات واختيارات عرفت واشتهرت ونسبت إليه بإفتائه في بعض مؤلفاته أو تناقلت عبر تلاميذه الذين يذكرون تلك المسائل في كتبهم ويذكرها العلماء عنه حيث أفتى بها من تغير تقيد بمذهب معين بل بما أداه إليه اجتهاده وهو متقيد بالكتاب والسنة وبما ثبت عن سلف الأمة "ولكن مع هذا نراه أميل إلى المذهب الحنبلي أيضاً" (1) ومن تتبع المسائل التي يذكرها هذا الإمام يجدها أقرب ما تكون إلى تصورات الحنابلة فمن تصور باباً من العلم على تصور الحنابلة ثم قرأه من مؤلفات الإمام ابن تيمية يجدها من مشكاة واحدة؛ لأنه في بدايته تلقى العلم على أصولهم وتصوراتهم ... وقد ألمح ملخصاً الشيخ محمد أبو زهرة الأسس التي تدور عليها هذه الاختيارات فقال: "ولقد كان أساس الاختيار كما يبدو يدور حول أقطاب ثلاثة:
أولها: القرب من الآثار فهو حريص على ألا يختار غرائب الفقه بل يختار ما له اتصال أوثق بمصدره.
ثانيها: القرب من حاجات الناس ومألوفهم وتحقيق مصالحهم والعدالة فيهم فإنه بعد استيثاقه من الاتصال بين الحكم والمصدر الشرعي من كتاب أو سنة يختار الأعدل والذي يلائم العصر ويتفق مع الحاجات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/292)
ثالثها: تحقيق المعاني الشرعية التي شُرعت لها الأحكام فهو على ذلك جد حريص في كل ما يختار ويفتي ويعلن من آراء" (2) وقدَّر العلماء تلك الاختيارات كلٌّ حسب اطلاعه عليها أو على بعضها وقد قال تلميذه الإمام ابن كثير: "وله اختيارات كثيرة مجلدات عديدة أفتى فيها بما أدى إليه اجتهاده واستدل على ذلك من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والسلف" (1) وهذه الاختيارات منها ما وافق بعض المذاهب ومنها ما خالف المذاهب الأربعة وقد اشتهر عنه أنه "قد خالف الأئمة فيما على سبع عشرة مسألة بل أنهى برهان الدين (2) [ابن الإمام] ابن القيم مخالفته لبعضهم إلى ما يزيد على خمسين مسألة" (3).
المطلب الأول: المسائل التي انفرد بها الإمام ابن تيمية:
المقصود من هذا الانفراد أي: عن الأئمة الأربعة أو عن المشهور بها بما ترجح لديه من كتاب أو سنة أو نقل عن السلف منها:
1 - القول بجواز التيمم لمن خاف فواته: الجنازة أو العيد أو الجمعة أو الجماعة الواجبة (4).
2 - القول بأن سجود التلاوة لا يشترط له وضوء. (5)
3 - اختار أن تارك الصلاة لا يجب عليه القضاء ولا يشرع له بل يكثر من النوافل (6)
4 - جواز القصر في كل ما يسمى سفراً طويلاً كان أو قصيراً (7).
5 - القول بأن من أكل من شهر رمضان معتقداً أنه ليل فبان نهاراً لا قضاء عليه (8).
6 - عدم إعطاء الزكاة للمصرين على المعاصي والمظهرين للبدعة والفجور (9).
7 - جواز نقل الزكاة لأقاربه في بلدة أخرى. (1)
8 - قوله بالتكفير في الحلف بالطلاق؛ لأنه يمين (2).
9 - قوله بأن الطلاق المحرم لا يقع (3).
10 - قوله بأن الطلاق الثلاث لا يقع إلا مرة واحدة (4).
فهذه بعض مسائل انفرد بها هذا الإمام العظيم متبعاً لما ترجح لديه دليلها فوافقه علماء وخالفه آخرون مما سبب له أذىً كما قال عصريه الإمام الذهبي: "وقد انفرد بفتاوى نيل من عرضه لأجلها وهي مغمورة في بحر علمه فالله تعالى يسامحه ويرضى عنه فما رأيت مثله وكل أحد من الأئمة فيؤخذ من قوله ويترك فكان ماذا؟! " (5) فهو إمام مجتهد أفرغ كل وسعه في الوصول إلى الحق وعُرف عنه التمسك بالكتاب والسنة مع الإجلال التام لأئمة الإسلام كما عُرف عنه التوسع والتعمق في الشريعة فإذا أداه اجتهاده إلى الإفتاء ببعض المسائل فهو كغيره من المجتهدين ينظر إليه بعين الإنصاف ويقال فيه كما يقال في سائر علماء المسلمين: هو مأجور في الحالتين: إما أجران وإما أجر واحد؛ لأنه لم يتوصل لمثل تلك الفتاوى عن طريق الهوى والجهل كما شهد بذلك إمام الدنيا الحافظ ابن حجر العسقلاني بقوله: "إنه شيخ في الإسلام بلا ريب، والمسائل التي أُنكرتْ عليه ما كان يقولها بالتشهي ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عناداً… فالذي أصاب فيه هو الأكثر يستفاد منه ويترحم عليه بسببه والذي أخطأ فيه لا يُقلد فيه بل هو معذور؛ لأن أئمة عصره شهدوا له بأن أدوات الاجتهاد اجتمعت فيه" (6) فهذه شهادة إنصاف من هذا الإمام والذي قد أتى بعده بعقود وقال هذا الكلام بعد اطلاع على أقوال أهل العلم من موافقين أو مخالفين "وبالجملة كان – رحمه الله- من كبار العلماء وممن يخطئ ويصيب ولكنْ خطؤه بالنسبة إلى صوابه كنقطة في بحر لجِّيٍّ وخطؤه مغفور له كما في صحيح البخاري [وصحيح مسلم]: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد) (1) " (2) فعلم من ذلك مدى اهتمام الإسلام بالعلم والعلماء؛ لأنهم يدافعون عن الشريعة ويدعون إليها فإذا اجتهدوا وأخطئوا في مسائل فإنهم مأجورون معذورون.
المطلب الثاني: بعض الشبهات التي أثيرت حوله.
الطاعنون عبر التاريخ لا يفرقون بين نبي وصديق ولا عالم وجاهل بل إنهم يلهثون وراء أهوائهم وشهواتهم وعلمهم هذا كظهور السراب للظمآن ماءً كما أخبر الله سبحانه في قوله: (كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً) (3) ومن هذا الصنف أناس طعنوا في الإمام ابن تيمية وحالهم كما قال الله تعالى: (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس) (4) وقوله: (إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً) (5) وأصل ذلك شهوات تبعوها أو شهوات عرضت لهم فخاضوا فيها دون روية ولا إنصاف.
ولتلك الشبهات التي أثيرت حول الإمام ابن تيمية أسباب منها:
1 - خوفهم على مناصبهم لظنهم أنه يرنو إلى منصب أو جاه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/293)
2 - الحسد له على ما أوتي من علم وعمل وتربية للناس مع جهاده ومحبة العامة والخاصة له.
3 - معارضته للمقلدة في الأصول والفروع لتقليدهم وتركهم لأدلة الكتاب والسنة وما جاء عن سلف الأمة.
4 - رده على الفلاسفة والمتكلمين وغلاة أهل التشيع والتصوف.
5 - انفراده بمسائل غير التي ألفوها وتربوا عليها ولعدم علمهم بها أو لعدم شهرتها ومن هذه الشبهات:
1 - "قالوا: إنه يرى أن ذات الله عز وجل مركبة بعضها يحتاج بعضها إلى بعض وأن الله له جسم وله جهات وينتقل من مكان إلى مكان آخر تعالى الله عما يقولون علواً
كبيراً، وهذا من الكذب الشنيع على شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فإنه – رحمه الله - في كل كتاباته ومؤلفاته يقرر مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان في أسماء الله وصفاته: وهو إثباتها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل على حد قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (1) وقال في مطلع الرسالة الحموية الكبرى لما سئل: ما قول السادة العلماء أئمة الدين في آيات الصفات وأحاديث الصفات فأجاب: (الحمد لله رب العالمين قولنا فيها ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان وما قاله أئمة الهدى بعد هؤلاء الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهذا هو الواجب على جميع الخلق في هذا الباب وغيره) (2) وقال أيضاً في موضوع الحركة والانتقال: " والذي يجب القطع به أن الله ليس كمثله شيء في جميع ما يصف به نفسه فمن وصفه بمثل صفات المخلوقين في شيء من الأشياء فهو مخطئ قطعاً كمن قال: إنه ينزل فيتحرك وينتقل كما ينزل الإنسان من السطح إلى أسفل الدار ... فهذا باطل يجب تنزيه الرب عنه كما تقدم وهذا هو الذي تقوم على نفيه وتنزيه الرب عنه الأدلة الشرعية والعقلية" (3) وقال في موضوع الجسم والتركيب: (فمن قال: إنه جسم وأراد أنه مركب من الأجزاء فهذا قول باطل ... وكذلك كل من نفى ما أثبته الله ورسوله وقال: إن هذا تجسيم فنفيه باطل وتسمية ذلك تجسيماً تلبيس منه) (4) وبهذه المنقولات من كلام شيخ الإسلام – رحمه الله- ظهر بطلان ما نسبه إليه أعداؤه الكذابون من هذه الأباطيل" (5) ومن هذه النقول وغيرها يظهر أن ما قاله الرحالة ابن بطوطة (6) إنما هو افتراء محض؛ إذ قال عن الإمام ابن تيمية: "وكنت إذا ذاك بدمشق فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من درج المنبر" (1) ومما يدل على بطلان ذلك أيضاً ما يلي:
• " إن ابن بطوطة – رحمه الله- لم يسمع من ابن تيمية ولم يجتمع به؛ إذ كان وصوله إلى دمشق يوم الخميس التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام ستة وعشرين وسبعمائة هجرية وكان سجن شيخ الإسلام في قلعة دمشق أوائل شهر شعبان من ذلك العام ولبث فيه إلى أن توفاه الله تعالى فكيف رآه ابن بطوطة يعظ على منبر الجامع؟!
• لم يكن ابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع كما زعم ابن بطوطة بل كان يجلس على كرسي يعظ الناس.
• إنك لا تجد في جميع ما تراه من كتبه المخطوطة والمطبوعة غير تفسير مسهب لمثل قوله الذي نُقل عنه ومذهب السلف والأئمة الأربعة وغيرهم: إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل وليس لأحد أن يضع عقيدة ولا عبارة من عند نفسه بل عليه أن يتبع ولا يتبع ويقتدي ولا يبتدي" (2)
• شرح الإمام ابن تيمية حديث النزول شرحاً وافياً مسهباً وبيَّن فيه مذهب السلف الصالح وليس فيه ما افتراه عليه الرحالة ابن بطوطة.
• تتابع المحققين على أن الرحالة ابن بطوطة لم يكتب تفاصيل رحلته بل كتبها له غيره مع التنميق والترتيب.
• لم يجرؤ أحد ممن اتهموه بمثل قول ابن بطوطة أن يقول: كلامه في كتاب كذا أو في فتواه أو رسالته في مكان كذا بل كله إرسال للكلام دون عقال وإحكام وهذا بدور يدل على بطلان نسبة ذلك القول إليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/294)
2 - قولهم بأنه خرق الإجماع: وساقهم إلى قول ذلك ما انفرد به من مسائل أفتى بها بما أداه إليه اجتهاده ومنها ما وافق الأئمة الأربعة ومنها وافق فيها أحدهم وله مسائل خالف فيها الأئمة الأربعة فالذين عندهم اطلاع على كلام الأئمة واجتهاداتهم وانفراد كثير من الأئمة بمسائل عرفت عنهم يعلمون أن مخالفته لبعضهم أو لهم جميعاً لا يعد خرقاً للإجماع؛ وذلك لسببين:
الأول: ليس الإجماع قاصراً على مخالفة الأئمة الأربعة بل الإجماع: هو أن يجتمع علماء المسلمين على حكم من الأحكام وحينئذ لا يجوز لأحد من العلماء كائناً من كان أن يخرقه وأن يخرج عليه كما قال الإمام ابن تيمية نفسه: "معنى الإجماع: أن يجتمع علماء المسلمين على حكم من الأحكام وإذا ثبت إجماع الأمة على حكم من الأحكام لم يكن لأحد أن يخرج عن إجماعهم؛ فإن الأمة لا تجتمع على ضلالة" (1) وقال أيضاً: "وأما أقوال بعض الأئمة كالفقهاء الأربعة وغيرهم فليس حجة لازمة ولا إجماعاً باتفاق المسلمين" (2) فهو أسمى من أن يخرق الإجماع ويشق وحدة المسلمين وهل يعقل ذلك مع ما أُوتي من علم وفهم وصلاح؟!
الثاني: ما عرف عن الإمام ابن تيمية من التزام بالكتاب والسنة وهذا متناثر في جميع مؤلفاته بلا استثناء.
"وأما الذين لا يملكون نظرة واسعة حول الخلافيات أو أنهم يسمحون بالتفرد والشذوذ للمتقدمين لكنهم لا يرون في ذلك مندوحة للمعاصرين مهما بلغوا من التفوق والكمال شأواً بعيداً فقد أصبح لهم هذا التفرد أيضاً مبعثاً للمخالفة وفساد العقيدة والضلال ودليلاً على خرق الإجماع" (3) وقد قال الإمام برهان الدين ابن الإمام ابن القيم: "لا نعرف مسألة خرق فيها الإجماع ومن ادعى ذلك فهو إما جاهل وإما كاذب ولكن ما نسب إليه الانفراد ينقسم إلى أربعة أقسام: الأول: ما يُستغرب جداً فيُنسب إليه أنه خالف فيه الإجماع؛ لندور القائل به وخفائه على الناس لحكاية بعضهم الإجماع على خلافه الثاني: ما هو خارج عن مذاهب الأئمة الأربعة وقال بعض الصحابة أو التابعين أو السلف به والخلاف فيه محكيّ.
الثالث: ما اشتهرت نسبته إليه مما هو خارج عن مذهب الإمام [أحمد] رضي الله عنه (4)
لكن قد قال به غيره من الأئمة وأتباعهم.
الرابع: ما أفتى به واختاره مما هو خلاف المشهور في مذهب أحمد وإن كان محكياً عنه وعن بعض أصحابه" (1) فظهر من ذلك أن الإمام ابن تيمية في فتاواه إنما هو مجتهد متمسك بالدليل مجل للإجماع ولأئمة الإسلام ويشهد لهذا أيُّ مؤلف من مؤلفاته فإنها طافحة بذكر الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة.
3 - "قالوا إنه يحرم الطرق الصوفية: وجواباً عن هذا الموضوع ننقل عبارة الشيخ رحمه الله في هذا: قال رحمه الله: (الحمد لله أما لفظ الصوفية فإنه لم يكن مشهوراً في القرون الثلاثة وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك - إلى أن قال:- ولأجل ما وقع من كثير منهم من الاجتهاد والتنازع تنازع الناس في طريقهم فطائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا: إنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاصٍ لربه وقد انتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم كالحلاج (2) مثلاً) (3) هذا كلامه –رحمه الله- في التصوف المعتدل المعروف في وقته وقبله، أما التصوف المنحرف في وقته وبعده فلا أحد يجيزه؛ فالطرق الصوفية تغيرت ودخلها من البدع والخرافات و الشركيات الشيء الكثير فيجب تركها والابتعاد عنها وملازمة السنة" (4) وعلى كل من انتسب إلى الصوفية أو أدعى أنه من أهل التصوف فلا يحكم عليه بضلالة ولا بهدى إلا بعد عرضه على الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة وحاله لا يخلو كما أشار الإمام ابن تيمية من حالات ثلاثة: إما سابق بالخيرات وإما مقتصد وإما ظالم لنفسه كما قال الله تعالى في كتابه: (ثم أوثنا الكتاب الذين اصطفينا من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/295)
عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) (1) فالمسلم يجب أن يحكم بالقسطاس المستقيم لا بالهوى واتباع الشيطان الرجيم.
واتضح مما تقدم أن قولهم بأن الإمام ابن تيمية يحرم الطرق الصوفية إنما هو افتراء وزور والذين قالوا هذا الكلام صنفان: إما مع جهل وصلاح نية أو مع طعن وفساد طوية ويبدو أن قولهم عليه وطعنهم فيه بهذا الافتراء كثرة أقواله في الرد على غلاة المتصوفة فظن من ليس له باعٌ في فهم كلام الأئمة هذا القول.
رأي الباحث: يتضح مما مر أن تلك الأقوال إنما هي شبهات وافتراءات أراد قائلوها إلصاقها بالإمام ابن تيمية وهذا ليس بمستغرب فالصراع بين الحق والباطل منذ وجود جنس الإنسان بدءاً بقتل أحد ابني آدم عليه السلام لأخيه ومروراً بسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ثم لأتباع الأنبياء .. من العلماء والصالحين .. ومن المعروف عن سائر البشر أن النخلة لا ترمى إلا إذا أثمرت وهكذا العلماء فإنهم إن كانت لهم منزلة رفيعة حسدهم أهل الباطل بغير حق كما قال تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتينهم ملكاً عظيماً) (2) حيث إنه "قد يبتلى بعض المنتسبين إلى العلم وغيرهم بنوع من الحسد لمن هداه الله بعلم نافع أو عمل صالح وهو [أي: الحسد] خلقٌ مذمومٌ مطلقاً" (3) سواء كان في الدين أو في الدنيا وسواء لمؤمن أو لكافر فكيف لو كان لأهل العلم الذين ينشرون دعوة الله في الأرض؟! لكن من كان ذا بصيرة وهدىً إن خالف إماماً في رأي أو مسألة إنما يخالفه في نطاق اختلاف أهل العلم كمساجلات علمية تُعارض فيها الحجة بالحجة والدليل بالدليل مع ترجيح أحد القولين. إن كان أهلاً لذلك مع التبجيل للطرفين؛ لأنهما من أهل العلم أهل الاجتهاد.
المطلب الثالث: أنصاره وخصومه:
شأن الإمام ابن تيمية كشأن إخوانه من العلماء الأعلام الذين انتشر صيتهم في آفاق الدنيا وأمر بدهيّ أن من هذا مقداره وهذه حاله أن يكون له أناس يسيرون على منهاجه وآخرون يبغضونه وبين هؤلاء وهؤلاء أئمة يخالفونه في بعض المسائل مع الإكبار والإجلال له ولعلمه. ويعتبر الصنف الأول والصنف الثالث في مرتبة واحدة من الإجلال والمعرفة بقدره العلمي والإصلاحي والتربوي في الأمة وهذا الصنف هم أنصار لهذا الإمام سواء منهم من مشى على منهاجه كله أو خالفه في بعض المسائل ... أما الصنف الآخر فهم الخصوم: وهم الذين عادوه وأطلقوا ألسنتهم فيه بغير حق حتى إن بعضهم كفره لا اختلاف بينهما في مسائل وهذا خلل كبير في فهم وتفكير هؤلاء؛ فإنه لا يجوز إطلاق التكفير جزافاً لعوام الأمة الجاهلين فكيف بإطلاقه على كبار أئمة المسلمين المجتهدين؟! وقد مرت الإشارة إلى بعض أقوال للعلماء الذين أثنوا عليه من المعاصرين له والتالين لعصره وهم أكثر من أن يحصوا وسأكتفي بذكر أقوال لإمامين ممن تأخر عن عصر الإمام ابن تيمية بعشرات السنين وهما عصريان: أحدهما حنفي والآخر شافعي ولكن الإنصاف تاج على رؤوس الأتقياء. أما أحدهما فهو الإمام العيني (1) في تقريظه على كتاب الرد الوافر (2) بقوله: "الشيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين ابن تيمية ... وهو الإمام الفاضل البارع التقي النقي الوارع الفارس في علمي الحديث والتفسير والفقه والأصلين بالتقرير والتحرير والسيف الصارم على المبتدعين والحبر القائم لأمور الدين والأمَّار بالمعروف والنَّهَّاء عن المنكر ذو همة وشجاعة وإقدام فيما يروع ويزجر، كثير الذكر والصوم والصلاة والعبادة، خشن العيش والقناعة من دون طلب الزيادة" (3) وأما الآخر فهو الإمام ابن حجر العسقلاني في تقريظه على الرد الوافر بقوله: "وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين أشهر من الشمس وتلقيبه بشيخ الإسلام في عصره باقٍ إلى الآن على الألسنة الزكية ويستمر غداً كما كان بالأمس ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره أو تجنب الإنصاف" (4) فهذان إمامان جليلان منصفان قالا في حق هذا الإمام ما قالا مع مخالفتهما له في مسائل، وحالهما معه كحال من سبقهما من الأئمة عند الإنصاف في القول يضعون ميزان الحق ويدعون ميزان الهوى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/296)
وقد ألمع الإمام ابن حجر إلى موقف صنفي العلماء من هذا الإمام بقوله: "ولقد قام على الشيخ تقي الدين جماعة من العلماء مراراً؛ بسبب أشياء أنكروها عليه من الأصول والفروع، وعقدت له بسبب ذلك عدة مجالس بالقاهرة وبدمشق ولا يحفظ من أحد منهم أنه أفتى بزندقته ولا حكم بسفك دمه مع شدة المتعصبين عليه حينئذ من أهل الدولة حتى حبس بالقاهرة ثم بالإسكندرية ومع ذلك فكلهم معترف بسعة علمه وكثرة ورعه وزهده ووصفه بالسخاء والشجاعة وغير ذلك من قيامه في نصر الإسلام والدعاء إلى الله تعالى في السر والعلانية" (1) فهذه أقوال أهل العلم معه دفعهم خوفهم من ربهم ثم علمهم وورعهم إلى قول الحق والاعتراف بالفضل مع التصريح بالمخالفة في مسائل في الأصول والفروع لكن التزموا القسطاس المستقيم في التعامل مع شخصِِ وعلمِ هذا الإمام ونبذوا الشهوة والهوى.
أما خصومه الذين شانؤه وعادوه واتخذوه وعلمه غرضاً لأهوائهم فمنهم من صرح بسبه والطعن فيه ومنهم من صرح بالطعن في إمامته ومنهم من جمع بين البليتين فجمع بين تكفيره والطعن في إمامته، وسأقتصر بذكر ثلاثة من هؤلاء المبغضين الطاعنين.
أما أقدمهم زمناً فهو أقدمهم وأشدهم جرأة وسباً للإمام ابن تيمية وطعناً ليس في إمامته بل في ديانته ألا وهو العلاء البخاري (2) والذي أطلق لسانه بالثلب على بعض الأكابر كالإمام النووي والإمام ابن تيمية وظهر عداؤه للإمام ابن تيمية "لما سكن دمشق سنة 834 تقريباً] حيث [هاله ما لابن تيمية من منزلة في النفوس وتعظيم عند الناس فهاجت عصبيته فجعل يقول كلمته الجائرة النابية: من زعم أن ابن تيمية شيخ الإسلام فهو كافر" (3) وقد رد عليه عصريُّه الإمام ابن ناصر الدين الدمشقي (4) رداً علمياً مفحماً
كالصواعق المحرقة في كتابه الشهير الماتع: الرد الوافر على من زعم بأن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر، حيث جمع في هذا الكتاب بضعاً وثمانين عالماً ممن قالوا عن الإمام ابن تيمية: شيخ الإسلام هذا فضلاً عمن قرظ الكتاب من أساطين أهل العلم والذين أظهروا زيغ هؤلاء الشانئين المشنعين على الإمام ابن تيمية تلك الترهات.
وإنه لمن عجيب حال هذا المبغض الشانئ العلاء البخاري أنه كفر إماماً لأهل السنة والجماعة هو الإمام ابن تيمية وكفر إماماً لأهل البدعة والضلالة وهو ابن عربي
الطائي (1). وأما الشانئ الثاني والمبغض التالي فهو شهاب الدين الهيتمي (2) فقد كان من المبغضين المعادين للإمام ابن تيمية أشد البغض فاتهمه بالكفر والضلال والخذلان والبدعة والإلحاد ... وغير ذلك من الألقاب والأوصاف التي هي بهتان عظيم كما في قوله: "ابن تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله! " (3) وفي قوله: "حتى تمالأ عليه أهل عصره ففسقوه و بدعوه بل كفره كثير منهم" (4).إلى غير ذلك من الافتراءات الجائرة (5) وأما ثالثة الأثافي فهو الشيخ الكوثري (6) الذي عاش طوال حياته خصماً للإمام ابن تيمية ومعتقده فلا يترك مناسبة من قريب أو من بعيد إلا ويكيل السب والطعن لهذا الإمام؛ لأنه كان من المجاهرين بعداوته وسبه في أكثر من موضع من تعليقاته ومؤلفاته مردداً أقوال إخوانه الشانئين من اتهام الإمام ابن تيمية بالكفر والزندقة والمروق من الدين ثم عدم أهليته للإمامة مع كفره فمن أقواله: "إن كان ابن تيمية لا يزال يعد شيخ الإسلام فعلى الإسلام
السلام" (1) ومنها: "ولو قلنا لم يبل الإسلام في الأدوار الأخيرة بمن هو أضر من ابن تيمية في تفريق كلمة المسلمين لما كنا مبالغين في ذلك وهو سهل متسامح مع اليهود والنصارى" (2) ومنها: "وأقل ما يقال فيه: إنه ليس في موضع الإمامة والقدوة حتماً" (3) وما مر كان سرداً لما قاله هؤلاء وهؤلاء أي: أنصاره وخصومه في حق هذا الإمام والله الموعد وإليه المنتهى وهي شهادة أدلى بها كل من الفريقين والأمر كما قال أحكم الحاكمين: (ستكتب شهادتهم ويسألون) (4) وقد تقدم قول الإمام ابن حجر آنفاً: "ولا ينكر ذلك [إمامته وتلقيبه بشيخ الإسلام] إلا من جهل مقداره أو تجنب الإنصاف" وهلا تأكد هؤلاء الطاعنون من صحة ما نسبوه إليه من افتراء؟ هل رأوه في كتاب له أو نقله عنه أحد من أئمة الإسلام المعاصرين له أو الآتين بعده؟ إنما هو الهوى والتقليد الأعمى والصراع بين كل من الفريقين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/297)
الأنصار والخصوم كان منذ عصر الإمام ابن تيمية ولكنه لم يستمر طويلاً إذ إنه "بعد وفاته استمر بين الفريقين أمداً قصيراً ولكنه أخذ يضعف شيئاً فشيئاً وكثر المعتدلون وقل المغالون حتى هدأ التعصب له والتعصب عليه [إلا ما ندر مما لا حكم له] وتوارث الناس جميعاً علومه وتفهموه فقيهاً مستقل المدارك وباحثاً منقباً محيياً للسنة عاملاً على نصرة الدين، والتقى المختلفون على تقديره وحسن أثره في الإسلام، وعظيم قيامه على أمره" (5) وأنه مأجور في الحالين كغيره من أهل العلم المجتهدين. وفي نهاية المطاف لا يسع المسلم إلا أن يترحم على الفريقين المادحين للإمام ابن تيمية والقادحين له؛ لأنهم مسلمون وإن زلَّت أقدامهم عمداً أو سهواً فإن الدعاء لهم متحتم؛ لقوله تعالى حاكياً حال المسلمين بعضهم مع بعض: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) (6) والإمام ابن تيمية نفسه
قد جعل في حل كل من عاداه أو كفره أو سعى في قتله بقوله: " وأنا في سعة صدر لمن يخالفني فإنه وإن تعدَّى حدود الله فيَّ بتكفير أو تفسيق أو افتراء أو عصبية فأنا لا أتعدَّى حدود الله فيه بل أضبط ما أقوله وأفعله وأزنه بميزان العدل " (1) وقوله:" من آذاني فهو في حل " (2) ثم بيَّن لمحبيه وذاكري فضله وجوب الإنصاف وألا تحملهم الغيرة على مجاوزة الإنصاف فقال:" فلا أحب أن يُنتصر من أحد بسبب كذبه عليَّ أو ظلمه وعدوانه " (3).
فكيف يصح لمن أتى بعده ألا ينصف معهم؟! فالكل الآن الإمام ابن تيمية ومادحوه وقادحوه بين يدي الله جبار السموات والأرض الحكيم العدل الغفور الرحيم وكذلك يسأل الله تعالى لهم أن يزيد المحسن منهم إحساناً ومن أساء أن يتجاوز عنه ويبدله رحمة وغفراناً.
تلخيص الفصل
هذا الفصل يتعلق بعلم الإمام ابن تيمية الموسوعي وأنه قد تبحر في العلوم النقلية والعقلية ثم أثمر عن ذلك مؤلفات في شتى القضايا ومختلف الموضوعات والتي قد تنوعت وتعددت وألمعت كثيراً من حقائق هذه الشريعة الغراء، وبتنوع مؤلفاته شهد له العلماء بعلو كعبه في العلوم ورسوخه فيها وقد كان من العلماء المكثرين من التصنيف مع ما كان عليه من الجهاد والتعليم والتربية والحبس والترسيم ... وتنوعت ما بين مؤلفات في القرآن الكريم وعلومه وكذلك كثرت مؤلفاته في السنة المطهرة وعلومها إضافة إلى ذلك فقد أمتع المسلمين بأبحاث له في علوم الآلة من أصول الفقه ولغة ومنطق حيث عمل على تقويض الباطل وبناء قواعد على مبدأ الشرع الحنيف وقد أرسل إليه العلماء وكافة طبقات المجتمع رسائل من سائر البلدان يسألونه في أمور دينهم فيجيبهم بقريحة ألمعية وأجوبة زكية فتكوَّن من ذلك صرح من الفتاوى في الفقه والعقيدة، فمؤلفاته كلها قيمة وقد أكثر من التصنيف في الفقه والعقيدة ما بين فتاوى وشروح أو ردود أو تأصيل وتقعيد ابتداءً.
ولما لهذا الإمام من منزلة عالية سامية فقد كان يفتي - في أواخر عمره –على ما ترجح له دليله فانفرد ببعض المسائل مما سبب له هذا الانفراد كثيراً من الاعتراضات في عصره وبعده لكن المنصف من هؤلاء العلماء المعترضين ينظر إليه
نظر العالم المجتهد الذي هو مأجور في الحالتين إما مجتهد مصيب فله أجران وإما مجتهد مخطئ فله أجر واحد.
ثم تطرق الكلام في هذا الفصل إلى بعض شبهات أثيرت حول هذا الإمام وهو منها براء بل هي محض افتراء عليه وخُتم الفصل بالكلام على أنصاره وخصومه من الذين تكلموا في حقه وكل من تكلم بما أملاه عليه ضميره وهذه شهادة في عنق قائليها سيسألون عنها أمام أحكم الحاكمين الذي (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) (1).
رأي الباحث
إن علم الإمام ابن تيمية الواسع وفهمه الثاقب وإدراكه الواعي مع ما أوتي من الصلاح والعبادة والزهد والدعوة والجهاد وتربية الخلق وربط قلوبهم بالرب سبحانه لمن أكبر الأدلة على ولايته وإمامته وكثير من الصالحين والعلماء لم يعرف لهم إلا أمر واحد برعوا فيه ومع هذا يوصفون بالصلاح والعبادة و ... فالقراء أو المكثرون من الذكر أو قيام الليل أو المصلحون أو ... يشهد لهم بالصلاح والعلم في جانبهم هذا ألا يشهد لهذا الإمام العبقري بالعلم؟!
هذا لو اقتصر الأمر على العلم فكيف لو أثمر هذا العلم عن مؤلفات ماتعة جليلة في علوم شتى بهرت المتخصصين فيها ألا يدل ذلك على علو كعبه في العلم؟!
ولو أضيف إلى ذلك تقريظ جهابذة العلم من بعده على مؤلفاته وثناؤهم عليه لقطع المنصف يقيناً بأنه الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية.
ومع هذا فالمسلم يعتقد كمال الاعتقاد أن هذا الإمام يخطئ ويصيب وأن العصمة فقط لأنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام وأن العالم المجتهد إن أصاب فله أجران وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد وهو مأجور غير مأزور فهو مثاب في الحالتين، لأنه بذل أقصى ما في وسعه ليتحرى الحكم بالدليل من كتاب أو سنة بفهم علماء سلف هذه الأمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/298)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[24 - 05 - 07, 09:08 م]ـ
تفضل أخي:
1 - الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون وهو كتاب رائع
الرابط:
http://www.alukah.net/majles/uploader/JameSiratbinTaimiah_1.rar
http://www.alukah.net/majles/uploader/JameSiratbinTaimiah_0.rar
2- وهذا كتاب في ثناء أكابر العلماء على ابن تيمية رحمه الله ووصفهم له بأنه:"شيخ الإسلام" واسمه:"الرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر "
الرابط:
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alrd%20alwafer.zip
3- منهج ابن تيمية التجديدي السلفي ودعوته الإصلاحية للشيخ سعيد عبد العظيم
الرابط:
http://s203841464.onlinehome.us/books/01/0057.rar
4- حول حياة شيخ الإسلام ابن تيمية
الرابط:
http://s203841464.onlinehome.us/books/02/0173.rar
5- رجال الفكر والدعوة - الجزء الثاني: ابن تيمية للشيخ الندوي
الرابط:
http://s203841464.onlinehome.us/books/05/0432.rar
6- " دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية " وهو في الرد على علماء السوء وأهل البدع الحاقدين على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
الرابط:
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/d%20sh.zip
7- " باعث النهضة الإسلامية ابن تيمية السلفي " للدكتور/ محمد خليل هراس رحمه الله، وهو من الكتب المهمة فقد دعا فيه المؤلف بعد اطلاعه الواسع على علم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله دعا علماء الأزهر إلى الاستفادة من علمه وكسر الحاجز الذي وضعوه بينهم وبينه وهو بحق كتاب رائع، لا سيما ومؤلفه من أكابر علماء الأزهر، ولم أجد الرابط للكتاب الآن وسأضعه لك قريبا إن شاء الله.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[24 - 05 - 07, 09:14 م]ـ
7 - "باعث النهضة الإسلامية ابن تيمية السلفي " للدكتور/ محمد خليل هراس رحمه الله، وهو من الكتب المهمة فقد دعا فيه المؤلف بعد اطلاعه الواسع على علم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله دعا علماء الأزهر إلى الاستفادة من علمه وكسر الحاجز الذي وضعوه بينهم وبينه وهو بحق كتاب رائع، لا سيما ومؤلفه من أكابر علماء الأزهر، ولم أجد الرابط للكتاب الآن وسأضعه لك قريبا إن شاء الله.
الرابط:
http://ia331321.us.archive.org/3/items/bookTurc2/NewBooks/167.pdf
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[24 - 05 - 07, 09:19 م]ـ
8 - الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alalaam%20alalih.zip
ـ[ابو العلا]ــــــــ[26 - 05 - 07, 09:26 ص]ـ
شكرا جزيلا لكم
ونفع الله بكم جميعا
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[26 - 05 - 07, 09:40 م]ـ
اخي الحبيب الغالي ابو العلا سبق وان سألت عن طلب العلم في الدمام واذكر اني قلت لك لعل الله اراد بك خيرا حين وفقك الى القدوم الى هذه البلد. اخي الحبيب شيخ الاسلام احمد ابن تيمية العالم العلم المجاهد غني عن التعريف وهو امام يقتدى به ومن فحول العلماء الافذاذ. غيب ويغيب الان في بعض الدول وبالذات سوريا لانه تكلم في العلويين النصيريون وكفرهم وتكلم في الرافضة.لذلك كتبه ممنوعة واهل الضلال المبتدعة يحاولون تشويه الشيخ كالبوطي وكفتاروا ومثلهم كثير.
اسأل الله ان يوفقني واياك للحق.
ـ[ابو العلا]ــــــــ[27 - 05 - 07, 10:27 ص]ـ
بارك الله بجهودكم جميعا
شكرا لكم(41/299)
الإختلاف إما ان يكون رحمة أونقمة.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[24 - 05 - 07, 05:49 م]ـ
الاختلاف بين الناس؛ سنة قائمة {ولن تجد لسنة الله تبديلا}
وقال سبحانه: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود: 119].
وبين الني - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذلك فقال: (إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة، كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة، وإنه سيخرج في أمتي أقوام؛ تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكَلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله) [رواه الإمام أحمد].هذ التفرق الذي يؤدي الى الاختلاف حول الكتاب والسنة فهو اختلاف مذموم.
أما من تمسك بالكتاب والسنة، واختلف مع من هو على هذه الصفة فهو اختلاف رحمة كماهو الشأن بين ائمة المذاهب الأربعة.
يقول أبو عبد الله الذهبي رحمه الله - سارداً التسلسل التاريخي لبداية التفرق والاختلاف بين المنتسبين إلى هذه الأمة -: (كان الناس أمة واحدة ودينهم قائما في خلافة أبي بكر وعمر، فلما استشهد "قفل باب الفتنة" - عمر رضي الله عنه - وانكسر الباب [2]؛ قام رؤوس الشر على الشهيد عثمان حتى ذُبح صبرا، وتفرقت الكلمة.
وتمت "وقعة الجمل"، ثم "وقعة صفين"، فظهرت الخوارج وكفّرت سادة الصحابة، ثم ظهرت الروافض والنواصب.
وفي آخر زمن الصحابة؛ ظهرت القدريةالذين ينكرون القدر.
ثم ظهرت المعتزلة، والجهمية والمجسمة، في أثناء عصر التابعين، مع ظهور السنة وأهلها.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[24 - 05 - 07, 10:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الاختلاف كما بينه الإمام ابن تيميَّة في اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم نوعان:
1 - اختلاف تنوع.
2 - اختلاف تضاد.
وهناك فرق بين النوعين لكن الذي فيه رحمة الأول منهما ((اتفاقهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة))
وقد أشار إليه إماما المذهب الحنبليِّ:
1 - الإمام ابن قُدامة في:
أ- كتابه المُغني في المجلد 1 صفحة 4.
ب- كتابه لُمْعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد في صفحة 163 آخر مسألة.
2 - الإمام ابن تيميَّة في:
مجموع الفتاوى جـ30ص80 وفيه نقل لطيف عن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
؛ذلك
أن الله – سبحانه وتعالى – قد أجار أمة النبي- صلى الله عليه وسلم - أن تجتمع على ضلالة كما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الله - تعالى – قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة "رواه ابن أبي عاصم في السنة بإسناد حسن (جـ 1 ص 41) رقم (83،84) و الحديث ثابت بألفاظ أخرى في المسند (جـ 6 ص 396) رقم (27267) و سنن أبي داود (جـ 4 ص 98) رقم (4253) و سنن الترمذي (جـ 4 ص 466) رقم (2172) و مستد رك الحاكم (جـ 1 ص 115، 116) و ينظر أيضاً مجموع الفتاوى للإمام ابن تيمية (جـ 1 ص 126، جـ 3 ص 250، جـ 15 ص 166)، والموافقات للإمام الشاطبي (جـ 2 ص 191 المقاصد " العصمة من الضلال بعد الهدى"، وكذلك في جـ3 ص 44 الأدلة الشرعية.
.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 10:16 م]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
مقال قديم لي عن الموضوع:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/36.htm(41/300)
طلب بحث باللغة الإنجليزية عن عقيدة وحدة الوجو
ـ[فتح الرحمن بن محمد عثمان]ــــــــ[24 - 05 - 07, 06:45 م]ـ
أرجو ممن عنده بحث واف باللغة الانجليزية عن عقيدة وحدة الوجود وعن ابن عربي وكتابه الفتوحات المكية وعن كتاب الإنسان الكامل إسعافنا به عاجلا- يجزيه الله خيرا(41/301)
ما رأيكم في عقيدة المفوضه
ـ[عبدالرحمن العنزي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 12:27 ص]ـ
ابي رايكم بهاذهي العقيدة وقوول العلماء فيهاا ..........
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 05:09 ص]ـ
سؤال هام فعلا
وانا اعلم ان بن تيمية قال فيهم.: (أن قول أهل التفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاد.)
والله اعلم
ـ[فواز الحربي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 05:59 ص]ـ
أتمنى أن يكون هذا كافيا:
"أهل السنة والجماعة يتبرءون من الطريقتين: الطريقة الأولى: التي هي تحريف اللفظ بتعطيل معناه الحقيقي المراد إلى معنى غير مراد. والطريقة الثانية: وهي طريقة أهل التفويض، فهم لا يفوضون المعنى كما يقول المفوضة بل يقولون: نحن نقول: {بل يداه}، أي: يداه الحقيقيتان {مبسوطتان}، وهما غير القوة والنعمة.
فعقيدة أهل السنة والجماعة بريئة من التحريف ومن التعطيل.
وبهذا تعرف ضلال أو كذب من قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض، هؤلاء ضلوا إن قالوا ذلك عن جهل بطريقة السلف، وكذبوا إن قالوا ذلك عن عمد، أو نقول: كذبوا على الوجهين على لغة الحجاز، لأن الكذب عند الحجازيين بمعنى الخطأ.
وعلى كل حال، لا شك أن الذين يقولون: إن مذهب أهل السنة هو التفويض، أنهم أخطأوا، لأن مذهب أهل السنة هو إثبات المعنى وتفويض الكيفية.
وليعلم أن القول بالتفويض ـ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ من شر أقوال أهل البدع والإلحاد!
عندما يسمع الإنسان التفويض، يقول: هذا جيد، أسلم من هؤلاء وهؤلاء، لا أقول بمذهب السلف، ولا أقول بمذهب أهل التأويل، أسلك سبيلاً وسطاً وأسلم من هذا كله، وأقول: الله أعلم ولا ندري ما معناها. لكن يقول شيخ الإسلام: هذا من شر أقوال أهل البدع والإلحاد
وصدق رحمه الله. وإذا تأملته وجدته تكذيباً للقرآن وتجهيلاً للرسول صلى الله عليه وسلم واستطالة للفلاسفة.
تكذيب للقرآن، لأن الله يقول: {ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء} [النحل: 89]، وأي بيان في كلمات لا يدرى ما معناها؟ وهي من أكثر ما يرد في القرآن، وأكثر ما ورد في القرآن أسماء الله وصفاته، إذا كنا لا ندري ما معناها، هل يكون القرآن تبياناً لكل شيء؟ أين البيان؟
إن هؤلاء يقولون: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدري عن معاني القرآن فيما يتعلق بالأسماء والصفات وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يدري، فغيره من باب أولى.
وأعجب من ذلك يقولون: الرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم في صفات الله، ولا يدري ما معناه يقول: (ربنا الله الذي في السماء)، وإذا سئل عن هذا؟ قال: لا أدري وكذلك في قوله: " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا " وإذا سئل ما معنى " ينزل ربنا "؟ قال: لا أدري. . . . وعلى هذا، فقس.
وهل هناك قدح أعظم من هذا القدح بالرسول صلى الله عليه وسلم بل هذا من أكبر القدح رسول من عند الله ليبين للناس وهو لا يدري ما معنى آيات الصفات وأحاديثها وهو يتكلم بالكلام ولا يدري معنى ذلك كله.
فهذان وجهان: تكذيب بالقرآن وتجهيل الرسول.
وفيه فتح الباب للزنادقة الذين تطاولوا على أهل التفويض، وقال: أنتم لا تعرفون شيئاً، بل نحن الذين نعرف، وأخذوا يفسرون القرآن بغير ما أراد الله، وقالوا: كوننا نثبت معاني للنصوص خير من كوننا أميين لا نعرف شيئاً وذهبوا يتكلمون بما يريدون من معنى كلام الله وصفاته!! ولا يستطيع أهل التفويض أن يردوا عليهم، لأنهم يقولون: نحن لا نعلم ماذا أراد الله، فجائز أن يكون الذي يريد الله هو ما قلتم! ففتحوا باب شرور عظيمة، ولهذا جاءت العبارة الكاذبة: " طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم "!.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: " هذه قالها بعض الأغبياء " وهو صحيح، أن القائل غبي.
هذه الكلمة من أكذب ما يكون نطقاً ومدلولاً، " طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم "، كيف تكون أعلم وأحكم وتلك أسلم؟! لا يوجد سلامة بدون علم وحكمة أبداً! فالذي لا يدري عن الطريق، لا يسلم، لأنه ليس معه علم، لو كان معه علم وحكمة، لسلم، فلا سلامة إلا بعلم وحكمة.
إذا قلت: إن طريقة السلف أسلم، لزم أن تقول: هي أعلم وأحكم وإلا لكنت متناقصاً.
إذاً، فالعبارة الصحيحة: " طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم "، وهذا معلوم.
وطريقة الخلف ما قاله القائل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/302)
لعمري لقد طفت المعاهد كلها ** وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أرد إلا واضعا كف حائر ** على ذقن أو قارعاً سن نادم
هذه الطريقة التي يقول عنها: إنه ما وجد إلا واضعاً كف حائر ذقن. وهذا ليس عنده علم، أو آخر: قارعاً سن نادم لأنه لم يسلك طريق السلامة أبداً.
والرازي وهو من كبرائهم يقول:
نهاية إقدام العقول عقال ** وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ** وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
ثم يقول: " لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات: {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5] {إليه يصعد الكلم الطيب} [الشورى: 11]، {ولا يحيطون به علما} [طه: 110]، ومن جرب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي " أهؤلاء نقول: إن طريقتهم أعلم وأحكم؟!
الذي يقول (*): " إني أتمنى أن أموت على عقيدة عجائز نيسابور " والعجائز من عوام الناس، يتمنى أن يعود إلى الأميات! هل يقال: إنه أعلم وأحكم؟!
أين العلم الذي عندهم؟!
فتبين أن طريقة التفويض طريق خاطئ، لأنه يتضمن ثلاث مفاسد: تكذيب القرآن، وتجهيل الرسول، واستطالة الفلاسفة! وأن الذين قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض كذبوا على السلف! أو الذين قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض كذبوا على السلف، بل هم يثبتون اللفظ والمعني ويقررونه، ويشرحونه بأوفى شرح.
أهل السنة والجماعة لا يحرفون ولا يعطلون، ويقولون بمعنى النصوص كما أراد الله: {ثم استوى على العرش} [الأعراف: 54]، بمعنى: علا عليه وليس معناه: استولى. {بيده}: يد حقيقية وليست القوة ولا نعمة، فلا تحريف عندهم ولا تعطيل." ا. هـ
شرح العقيدة الواسطية للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله. ص60 - 64
-------------------------
(*) القائل هو أبو المعالي الجويني، انظر (الصواعق) لابن القيم (1/ 167).
ـ[محمد الحربي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 07:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تسأل أخي عن هذه العقيدة ولا أظن أن أحداً بحثها كبحث شيخنا العلامة الدكتور / أحمد بن عبد الرحمن القاضي. -رعاه الله -
وهو موضوع رسالته لنيل درجة الماجستير وهو بعنوان: (مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات).
تجده في موقع الشيخ - حفظه الله - ((العقيدة والحياة)) على هذا الرابط:
http://www.al-aqidah.com/
ولتحميل الكتاب من هنا:
http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=a5ro6whv&PHPSESSID=7bce1be4731e5f2972b0feff64517fc2
رزقني الله وأياكم العلم النافع والعمل الصالح.(41/303)
تكرار المعصية لا يستلزم نفي محبة الله ورسول (مارأيكم)
ـ[عبدالرحمن ناصر]ــــــــ[25 - 05 - 07, 12:50 ص]ـ
شرح:
يقول ابن حجر رحمه الله في ذكر فوائد الحديث: "وأن من تكررت منه المعصية لا تنزع منه محبة الله ورسوله"
فنقول: من أين أخذ الحافظ رحمه الله هذه الفائدة؟ أخذها من قول الصحابي: (ما أكثر ما يؤتى به)،
فالرجل كان يشرب مراراً، وهذا موضع الاستدلال،
وفي هذا الاستدلال نظر قال: "وأن من تكررت منه المعصية لا تنزع منه محبة الله ورسوله"
والمفروض أن يقال:
لا تنتفي عنه محبة الله بالكلية، لكنها قد تنقص. والمقصود التحفظ على إطلاق الكلام، فلا تؤخذ هذه الفائدة على إطلاقها؛ بل لابد من التقييد، حيث إن هذا الصحابي كان يُغلب فيشرب الخمر. ثم يرده حب الله ورسوله زمناً عن شرب الخمر، ثم يُغلب؛ أي أنه ليس في حالة استقرار على شربها ولا اطمئنان إلى ذلك،
ولو وصل الأمر به إلى أن يكون مدمن خمر مطمئناً إليها، فهذا ينتزع منه حب الله ورسوله والعياذ بالله، وتسقط عنه سيما المؤمنين؛ لأنه أصبح مدمن خمر وملكت قلبه بالكلية، وهذا لا يظن بهذا الصحابي
منقول
ـ[المقرئ]ــــــــ[25 - 05 - 07, 06:13 م]ـ
لاشك في ذلك
وهذا معتقد أهل السنة والجماعة وأن الإيمان يزيد وينقص وأن الإيمان ليس واحدا
ـ[عبدالرحمن ناصر]ــــــــ[25 - 05 - 07, 10:36 م]ـ
أخي الحبيب المقرىء:
أولا: أخبرك أني أحبك في الله ويشرفني مرورك على موضوعاتي ومشاركاتك.
ثانيا: أظنك نظرت للعنوان ولم تنظر للمقال!! (لم أستطع تغييره)
ثالثا: أعد القراءة تكرما ثم أفدنا هل الاستدراك من الشارح موافق لعقيدة أهل السنة ..
وأقصد الملون بالأحمر مع السباق والسياق ..
ـ[عبدالرحمن ناصر]ــــــــ[25 - 05 - 07, 10:37 م]ـ
ماالأمر!!!!!!!!!
الردود بالمقلوب؟!!
أم فقط في جهازي!!!
ـ[المقرئ]ــــــــ[26 - 05 - 07, 12:19 ص]ـ
أحبك الله وبارك فيك
شرح:
يقول ابن حجر رحمه الله في ذكر فوائد الحديث: "وأن من تكررت منه المعصية لا تنزع منه محبة الله ورسوله"
فنقول: من أين أخذ الحافظ رحمه الله هذه الفائدة؟ أخذها من قول الصحابي: (ما أكثر ما يؤتى به)،
فالرجل كان يشرب مراراً، وهذا موضع الاستدلال،
وفي هذا الاستدلال نظر قال: "وأن من تكررت منه المعصية لا تنزع منه محبة الله ورسوله"
والمفروض أن يقال:
لا تنتفي عنه محبة الله بالكلية، لكنها قد تنقص. والمقصود التحفظ على إطلاق الكلام، نقول
أعتقد أن كلامك هو كلام الحافظ
فالحافظ يقول: لا تنزع = أي تذهب تماما لأن النزع هو الإزالة
ولفظ لا تنتفي بالكلية = هو بمعنى إثبات الوجود مع النقص
فرأيي أن المعنى واحد
وبارك الله فيك
ـ[عبدالرحمن ناصر]ــــــــ[26 - 05 - 07, 01:10 ص]ـ
بارك الله فيك ...
إنما أردت رأيك في هذه الاستدراك على الحافظ:
وفي هذا الاستدلال نظر قال: حيث إن هذا الصحابي كان يُغلب فيشرب الخمر. ثم يرده حب الله ورسوله زمناً عن شرب الخمر، ثم يُغلب؛ أي أنه ليس في حالة استقرار على شربها ولا اطمئنان إلى ذلك،
ولو وصل الأمر به إلى أن يكون مدمن خمر مطمئناً إليها، فهذا ينتزع منه حب الله ورسوله والعياذ بالله، وتسقط عنه سيما المؤمنين؛ لأنه أصبح مدمن خمر وملكت قلبه بالكلية، وهذا لا يظن بهذا الصحابي
منقول
ـ[عبدالرحمن ناصر]ــــــــ[01 - 06 - 07, 07:16 م]ـ
أخي القارىء:
بالأمس سألت الشيخ صالح الفوزان عن هذه العبارة:
ولو وصل الأمر به إلى أن يكون مدمن خمر مطمئناً إليها، فهذا ينتزع منه حب الله ورسوله والعياذ بالله، وتسقط عنه سيما المؤمنين؛ لأنه أصبح مدمن خمر وملكت قلبه بالكلية، وهذا لا يظن بهذا الصحابي "
فقال:
هذا خطأ ...
إنما هو ناقص الإيمان ولو كان مستمرا على هذه الكبيرة إلا أن يستحلها؟(41/304)
هل يرد النسيان على النبي صلى الله عليه وسلم في القران
ـ[أبو عروة]ــــــــ[25 - 05 - 07, 01:53 ص]ـ
بارك الله فيكم هل النبي صلى الله عليه وسلم ينسى كما ينسى البشر بعض آيات القران؟ وهل عليه الصلاة معصوم من الخطأ
أرجو الإيضاح بالدليل والإستناد لأقوال أهل العلم
وجزاكم الله خير
ـ[الديولي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 02:12 م]ـ
قال البخاري:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِى رَجَاءٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلاً يَقْرَأُ فِى سُورَةٍ بِاللَّيْلِ فَقَالَ «يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِى كَذَا وَكَذَا آيَةً كُنْتُ أُنْسِيتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا».
قال الزركشي في البحر المحيط:
مَسْأَلَةٌ [وُقُوعُ النِّسْيَانِ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] وَأَمَّا النِّسْيَانُ: فَلَا امْتِنَاعَ فِي تَجْوِيزِ وُقُوعِهِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ فِيمَا لَا يَتَعَلَّقُ بِالتَّكْلِيفِ.
قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: وَكَذَلِكَ مَا أَرَادَ اللَّهُ مِنْ نَبِيِّهِ نِسْيَانَهُ، وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يُكْتَبَ قُرْآنًا.
وَأَمَّا مَا يَتَعَلَّقُ بِالتَّكْلِيفِ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ.
قَالَ ابْنُ الْقُشَيْرِيّ: وَاَلَّذِي نَقْطَعُ بِهِ أَنَّهُ لَا يَمْتَنِعُ وُقُوعُهُ عَقْلًا إلَّا أَنْ نَقُولَ: النَّبِيُّ لَا يَقَعُ فِي نِسْيَانٍ، وَنُقِيمُ الْمُعْجِزَةَ عَلَيْهِ، وَإِذَا ثَبَتَ جَوَازُهُ عَقْلًا، فَالظَّوَاهِرُ تَدُلُّ عَلَى وُقُوعِهِ، وَقَالَ قَوْمٌ: لَا يُقَرُّونَ عَلَيْهِ، بَلْ يُنَبَّهُونَ عَلَى قُرْبٍ، وَهَذَا لَا يَحْصُلُ فِيهِ، وَلَا يَمْتَنِعُ التَّرَاخِي فِي التَّقْرِيرِ عَلَيْهِ، وَلَكِنَّ لَا يَنْقَرِضُ زَمَانُهُمْ وَهُمْ مُسْتَمِرُّونَ عَلَى النِّسْيَانِ، وَادَّعَى فِيهِ الْإِجْمَاعَ لِلْمُسْلِمِينَ.
قَالَ ابْنُ الْقُشَيْرِيّ: مَا أُمِرَ بِتَبْلِيغِهِ فَنَسِيَ، فَالْحُكْمُ كَمَا قَالَ: فَأَمَّا مَا أُمِرَ بِهِ ثُمَّ نَسِيَ، فَلَا أُبَعِّدُ أَنْ يَنْسَى ثُمَّ لَا يَتَذَكَّرُ حَتَّى يَنْقَرِضَ زَمَانُهُ، وَهُوَ مُسْتَمِرٌّ عَلَى النِّسْيَانِ، مِثْلُ أَنْ يَنْسَى صَلَاةً، ثُمَّ لَا يَتَذَكَّرُهَا.
ا هـ.
وَفَصَّلَ ابْنُ عَطِيَّةَ فِي الْكَلَامِ عَلَى النَّسْخِ بَيْنَ مَا لَا يَحْفَظُهُ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ، فَالنَّبِيُّ مَعْصُومٌ مِنْ النِّسْيَانِ قَبْلَ التَّبْلِيغِ وَبَعْدَهُ، فَإِنْ حَفِظَهُ جَازَ عَلَيْهِ مَا يَجُوزُ عَلَى الْبَشَرِ؛ لِأَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ وَأَدَّى الْأَمَانَةَ، وَمِنْهُ قَوْلُ أَبِي: حَسِبْت أَنَّهَا رُفِعَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَمْ تُرْفَعْ، وَلَكِنْ نُسِّيتُهَا}.
وَقَالَ: ذَهَبَ الْأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ الْإسْفَرايِينِيّ وَكَثِيرٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ إلَى امْتِنَاعِ النِّسْيَانِ، وَذَهَبَ الْقَاضِي إلَى جَوَازِهِ، وَأَمَّا الْإِمَامُ الرَّازِيَّ فَادَّعَى فِي بَعْضِ كُتُبِهِ الْإِجْمَاعَ عَلَى الِامْتِنَاعِ، وَحَكَى الْخِلَافَ فِي بَعْضِهَا.
قَالَ الشَّيْخُ كَمَالُ الدِّينِ بْنُ الزَّمْلَكَانِيِّ: الظَّاهِرُ أَنَّ مَا طَرِيقُهُ التَّبْلِيغُ فِيهِ مِمَّا يُقْطَعُ بِدُخُولِهِ تَحْتَ دَلَالَةِ الْمُعْجِزَةِ عَلَى الصِّدْقِ، فَهَذَا هُوَ مَحَلُّ الْإِجْمَاعِ، وَمَا طَرِيقُهُ التَّبْلِيغُ وَالْبَيَانُ لِلشَّرَائِعِ فَهُوَ مَحَلُّ الْخِلَافِ، فَيُحْمَلُ كَلَامُ الرَّازِيَّ عَلَى ذَلِكَ.
وَقَدْ أَشَارَ إلَى هَذَا التَّفْصِيلِ الْقَاضِي وَإِمَامُ الْحَرَمَيْنِ وَغَيْرُهُمَا، وَحَاصِلُ الْخِلَافِ يَرْجِعُ إلَى أَنَّ ذَلِكَ هَلْ هُوَ دَاخِلٌ تَحْتَ دَلَالَةِ الْمُعْجِزَةِ عَلَى التَّصْدِيقِ، أَمْ لَا؟ فَمَنْ جَعَلَهُ دَاخِلًا فِيهَا مَنَعَهُ، وَقَالَ: لَوْ جَازَ تَبَعَّضَتْ دَلَالَةُ الْمُعْجِزَةِ عَلَى التَّصْدِيقِ، وَمَنْ جَعَلَهُ غَيْرَ دَاخِلٍ فِيهَا جَوَّزَهُ لِعَدَمِ انْتِقَاصِ الدَّلَالَةِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/305)
وَأَمَّا الْقَاضِي عِيَاضٌ فَحَكَى الْإِجْمَاعَ عَلَى امْتِنَاعِ السَّهْوِ وَالنِّسْيَانِ فِي الْأَقْوَالِ الْبَلَاغِيَّةِ، وَخَصَّ الْخِلَافَ بِالْأَفْعَالِ، وَأَنَّ الْأَكْثَرِينَ ذَهَبُوا إلَى الْجَوَازِ، وَأَنَّ الْمَانِعِينَ تَأَوَّلُوا الْأَحَادِيثَ الْوَارِدَةَ فِي سَهْوِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّهُ تَعَمَّدَ ذَلِكَ لِيَقَعَ النِّسْيَانُ فِيهِ بِالْفِعْلِ، وَخَطَّأَهُمْ فِي ذَلِكَ لِتَصْرِيحِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالنِّسْيَانِ بِقَوْلِهِ: {إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيت فَذَكِّرُونِي}، وَلِأَنَّ الْأَفْعَالَ الْعَمْدِيَّةَ تُبْطِلُ الصَّلَاةَ وَالْبَيَانُ كَافٍ بِالْقَوْلِ، فَلَا ضَرُورَةَ إلَى الْفِعْلِ، وَحَيْثُ [قُلْنَا] بِالْجَوَازِ، فَالشَّرْطُ - بِالِاتِّفَاقِ - أَنْ لَا يُقَرَّ أَحَدُهُمْ عَلَيْهِ فِيمَا طَرِيقُهُ الْبَلَاغُ لِمَا يُؤَدِّي ذَلِكَ إلَيْهِ مِنْ فَوَاتِ الْمَقْصُودِ بِالتَّشْرِيعِ.
وَاشْتَرَطَ الْجُمْهُورُ اتِّصَالًا لِتَنْبِيهٍ بِالْوَاقِعَةِ، وَمِيلُ إمَامِ الْحَرَمَيْنِ إلَى جَوَازِ التَّأْخِيرِ.
قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: وَأَمَّا الْأَقْوَالُ فَلَا خِلَافَ فِي امْتِنَاعِ ذَلِكَ فِيهَا، وَفِي السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: {قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ،أَكْتُبُ كُلَّ مَا أَسْمَعُ مِنْك؟ قَالَ: نَعَمْ.
قُلْت: فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
فَإِنِّي لَا أَقُولُ إلَّا حَقًّا}.
قَالَ: وَتَنْزِيهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ وَاجِبٌ بُرْهَانًا وَإِجْمَاعًا كَمَا قَالَهُ الْأُسْتَاذُ، وَفِي كَلَامِ إمَامِ الْحَرَمَيْنِ مَا يَقْتَضِي وُجُودَ خِلَافٍ فِيهِ، وَهُوَ مُؤَوَّلٌ عَلَى مَا لَيْسَ طَرِيقُهُ الْبَلَاغَ.
وَقَالَ الرَّازِيَّ فِي تَفْسِيرِهِ: وَأَمَّا مَا يَتَعَلَّقُ بِالتَّبْلِيغِ فَأَجْمَعَتْ الْأُمَّةُ عَلَى الْعِصْمَةِ فِيهِ مِنْ الْكَذِبِ وَالتَّحْرِيفِ عَمْدًا وَسَهْوًا، وَمِنْهُمْ مِنْ جَوَّزَهُ سَهْوًا، وَلَا يَحْسُنُ حِكَايَةُ الْخِلَافِ بَعْدَ إجْمَاعِ الْأُمَّةِ.
وَالصَّوَابُ مَا قَالَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ، وَكَلَامُهُ مُوَافِقٌ لِجُمْهُورِ الْأُمَّةِ فِي ذَلِكَ.
ثُمَّ قَالَ الْقَاضِي: وَأَمَّا مَا لَيْسَ سَبِيلُهُ الْبَلَاغَ وَلَا تَعَلُّقَ لَهُ بِالْوَحْيِ وَلَا بِالْأَحْكَامِ، فَاَلَّذِي يَجِبُ اعْتِقَادُهُ تَنْزِيهُ النَّبِيِّ عَنْ أَنْ يَقَعَ خَبَرُهُ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، بِخِلَافِ مَخْبَرِهِ، لَا عَمْدًا وَلَا سَهْوًا وَلَا غَلَطًا، وَأَنَّهُ مَعْصُومٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فِي كُلِّ حَالٍ: رِضَاهُ وَغَضَبِهِ، وَمِزَاحِهِ؛ لِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَالصَّحَابَةِ عَلَى تَصْدِيقِهِ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ، وَتَلَقِّيهِ بِالْقَبُولِ وَالْعَمَلِ.(41/306)
هل هذا من قول ابن تيمية رحمه الله ... ؟.أفيدونا .. ؟
ـ[أبوالأشبال الحنفي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 07:39 م]ـ
هل قال ابن تيمية: أن العالم قديم من حيث النوع، أما من حيث الأفراد فإنه حادث ...
واستدل على ذلك بأن قال أننا نصف الله بأنه خالق ورازق ولا يتصف بهذا إلا إذا كان خالقا ورازقا من الأزل .... ؟
أفيدونا أثابكم الله ....
ـ[زياد عوض]ــــــــ[26 - 05 - 07, 03:09 م]ـ
http://saaid.net/monawein/taimiah/9.htm(41/307)
الناس في تفاضل الإيمان وتبعضه على قولين:
ـ[زياد عوض]ــــــــ[26 - 05 - 07, 02:04 ص]ـ
فوائد من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية من ((كتاب الإيمان))
فائدة
الناس في تفاضل الإيمان وتبعضه على قولين:
أحدهما: إثبات ذلك، وهو الصواب الذي تدل عليه الأدلة العقلية والنقلية وهو قول المحققين من أهل السنه، وتفاضله بأمرين:
الأول: من جهة العامل؛ وذلك نوعان:
النوع الأول: في الاعتقاد ومعرفة الله تعالى، فإن كل أحد يعرف تفاضل يقينه في معلوماته، بل في المعلوم الواحد وقتاً يري يقينه فيه أكمل من الوقت الآخر.
النوع الثاني: في القيام بالأعمال الظاهرة، كالصلاة، والحج، والتعليم، وإنفاق المال، والناس في هذا على قسمين:
أحدهما: الكامل، وهم الذين أتوا به على الوجه المطلوب شرعاً.
الثاني: ناقصون، وهم نوعان:
النوع الأول: ملامون، وهم من ترك شيئاً منه مع القدرة وقيام أمر الشارع، لكنهم إن تركوا واجباً، أو فعلوا محرماً، فهم آثمون، وإن فعلوا مكروها، أو تركوا مستحباً، فلا إثم.
النوع الثاني: ناقصون غير ملامين، وهم نوعان:
الأول: من عجز عنه حساً؛ كالعاجز عن الصلاة قائماً.
الثاني: العاجزون شرعاً مع القدرة عليه حساً، كالحائض تمتنع من الصلاة، فإن هذه قادرة عليه، لكن لم يقم عليها أمر الشارع؛ ولذلك جعلها النبي صلى الله عليه وسلم ناقصة الإيمان بذلك؛ فإن من لم يفعل المأمور ليس كفاعله.
ومثل ذلك: من أسلم ثم مات قبل أن يصلي لكون الوقت لم يدخل؛ فإن ذلك كامل الإيمان، لكنه من جهة أخرى ناقص، ولا يكون كمن فعل الصلاة وشرائع الإسلام، ومن ذلك: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من طال عمره وحسن عمله)) (1)
الأمر الثاني: من جهة العمل؛ فكلما كان العمل أفضل، كانت زيادة الإيمان به أكثر.
القول الثاني: نفي التفاضل والتبعّض، وانقسم أصحاب هذا القول إلى طائفتين:
إحداهما: قالت: إن من فعل محرماً، أو ترك واجباً فهو مخلد في النار، وهؤلاء هم المعتزلة، وقالوا: هو لا مسلم ولا كافر، منزلة بين المنزلتين. وأما الخوارج فكفروه.
الطائفة الثانية: مقابلة لهذه، قالت: كل موحد لا يخلد في النار، والناس في الإيمان سواء؛ وهم المرجئة، وهم ثلاثة أصناف:
صنف قالوا: الإيمان مجرّد ما في القلب، وهم نوعان:
الأول: من يدخل أعمال القلوب، وهم أكثر فرق المرجئة.
والثاني: من لا يدخلها، وهم الجهمية وأتباعهم؛ كالأشعري، لكن الأشعري يثبت الشفاعة في أهل الكبائر.
والصنف الثاني قالوا: الإيمان مجرد قول اللسان، وهم الكرامية، ولا يعرف لأحد قبلهم، وهؤلاء يقولون: إن المنافق مؤمن، ولكنه مخلد في النار.
الصنف الثالث قالوا: إنه تصديق القلب وقول اللسان، وهم أهل الفقه والعبادة من المرجئة، ومنهم أبو حنيفة وأصحابه.
المنتقى من فرائد الفوائد(41/308)
محامي يطالب بحبس المفتي بتهمة سب النبي
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 12:19 م]ـ
طالب بحبسه مدة لا تتجاوز 5 سنوات .. بلاغ للنائب العام يتهم المفتي بسب وقذف الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام
كتب صبحي عبد السلام (المصريون):: بتاريخ 25 - 5 - 2007
تقدم المحامي نبيه الوحش ببلاغ إلى النائب العام المستشار عبد المجيد محمود ضد مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة، يتهمه فيه بتهديد استقرار المجتمع وارتكاب جريمة السب والقذف بحق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام، بقوله إن المسلمين كانوا يتسابقون لشرب بول الرسول والتبرك به.
وقال الوحش في بلاغه إن الفتوى الغريبة للمفتي تعطي أعداء الإسلام وخصومه فرصة ذهبية للطعن في الدين الإسلامي ورسوله الكريم، وطالب بمحاكمته بتهمة السب والقذف في حق الإسلام وصحابته الكرام.
وأوضح أن الدولة بكل أجهزتها تهرول وتتخذ كل الإجراءات القانونية ضد من يرتكب جريمة السب والقذف في حق رئيس الجمهورية بل في حق أي موظف عام، مضيفًا أن الرسول الكريم أغلى علينا جميعًا من كل البشر بما فيهم الرئيس والوزير والخفير.
وقال إن الخطورة في فتوى المفتي أنها صادرة من أحد العلماء المنتمين لأكبر مؤسسة دينية رسمية للمسلمين السنة في العالم؛ وهي الأزهر الشريف وبالتالي يصدق العوام من الناس كل ما يصدر عنه وعلمائه من فتاوى، واعتبر أن هذه الفتوى ستعطي فرصة ذهبية للمشعوذين والدجالين.
واتهم البلاغ، الأزهر بالكيل بمكيالين بعد أن انتفض الأزهر وشيخه وقرروا وقف صاحب فتوى "إرضاع الكبير" ومنعه من العمل وإحالته للتحقيق، في حين تجاهل أي إشارة لفتوى الدكتور علي جمعة.
واتهم صاحب البلاغ في تصريحات لـ "المصريون"، مفتي الديار المصرية بأنها صدرت عنه في الآونة الأخيرة فتاوى غريبة كان أكثرها سخفًا فتوى شرب بول الرسول، وفتوى بإباحة تركيب محطات تقوية إرسال التليفون المحمول على المساجد، ما اعتبره يتعارض مع قدسية المساجد، خاصة وأن محطات التقوية تبث في أحيان كثيرة أفعالا وأقوالا إباحية.
وردًا على سؤال حول إمكانية أن يقوم النائب العام بحفظ بلاغه ولا يحقق فيه بعد التعديلات الخاصة بقانون الحسبة، انتقد الوحش هذا القانون ووصفه بأنه لقيط لأن الحسبة جزء من النظام الإسلامي، ولا يجوز إلغاؤها، أو وضعها في يد النائب العام وحده لمخالفتها المادة الثانية من الدستور المصري الخاصة بالشريعة الإسلامية.
وأشار إلى أنه استند إلى حقه في مقاضاة المفتي بناءً على المادة 25 من قانون الإجراءات الجنائية التي تعطي الحق لكل من علم بوقوع جريمة للنيابة العامة،
مطالبًا بمساءلة المفتي وفقا للمادة 89 من قانون العقوبات المضافة بالقانون 29 لسنة 1982، التي تنص على الحبس لمدة لا تتجاوز خمس سنوات ولا تقل عن ستة أشهر وغرامة ألف جنيه لكل من يهدد استقرار المجتمع ويثير الفتنة بين المسلمين أو يتسبب في تحقير وإهانة أي دين.
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=34702&Page=6
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 12:25 م]ـ
زقزوق: فتاوي التبرك ببول الرسول وإرضاع الكبير تسيء للإسلام .. وتدفع الناس للجهل
كتب أحمد البحيري //2007
وجه الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف، انتقادات شديدة لفتوي الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، التي أكد فيها أن الصحابة كانوا يتبركون بشرب بول النبي - صلي الله عليه وسلم - وفتوي الدكتور عزت عطية، أستاذ ورئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين، حول «إرضاع الكبير» التي أباح فيها للمرأة العاملة أن ترضع زملاءها 5 رضعات مشبعات لكي يحرموا عليها.
وقال زقزوق - في افتتاح الدورة التدريبية السابعة للأئمة القدامي بمسجد النور أمس: إن مثل هذه الفتاوي تسيء للإسلام، وتخدم أعداءه، وتدفع الناس للتخلف والجهل.
وفي السياق نفسه، أصدر المجلس الأعلي للأزهر برئاسة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، قراراً بوقف الدكتور عزت عطية صاحب فتوي إرضاع الكبير عن العمل وإحالته لمجلس تأديب.
(طالع ص4)
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=61737
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 12:27 م]ـ
وزير الأوقاف: فتاوي إرضاع الكبير والتبرك ببول الرسول «كلام فارغ»
كتب أحمد البحيري //2007
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/309)
شن الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، هجوماً عنيفاً علي فتوي الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، التي أكد فيها أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتبركون بشرب «بول» النبي صلي الله عليه وسلم»، كما هاجم فتوي الدكتور عزت عطية، أستاذ ورئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، حول «إرضاع الكبير»، مؤكداً أن مثل هذه الفتاوي تسيء للإسلام وتشوه صورته أكثر من هجوم أعدائه.
وقال زقزوق - في كلمته أمس في افتتاح الدورة التدريبية السابعة للأئمة القدامي في مسجد النور بالعباسية: تعودنا أن تكون الإساءة للإسلام من أعدائه والحاقدين عليه وهذا يحدث منذ ظهوره، ولكن الموضة الجديدة هذه الأيام - للأسف الشديد - الإساءة للإسلام من أبنائه وأتباعه ومن هذه الإساءات، التي ظهرت مؤخراً، الفتوي التي تقول إن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتبركون بشرب «بول» النبي صلي الله عليه وسلم وهذه إساءة واضحة للنبي صاحب الدعوة، الذي كان نقياً في كل شيء ولا يقبل مطلقاً بهذه التخاريف.
وأضاف زقزوق: ليس كل ما هو موجود في الكتب التراثية القديمة صحيح ومسلم به وإنما لابد أن نعمل عقولنا فيما نقرأ، فقد نجد في هذه الكتب أشياء تخالف العقل الإنساني فلا يجب أن نقولها أو يذكرها أي داعية لأنها تسيء للرسول صلي الله عليه وسلم إساءة بالسنة وهو بريء من كل هذا الغثاء، الذي يقال عنه براءة الذئب من دم ابن يعقوب وعلينا أن نتقي الله في هذا الدين وفي الرسول صلي الله عليه وسلم ونختار ما نقوله للناس.
كما انتقد زقزوق فتوي «إرضاع الكبير» للدكتور عزت عطية أستاذ ورئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر التي أباح فيها للمرأة العاملة أن ترضع زميلها خمس رضعات مشبعات حتي يحُرم عليها، وأكد زقزوق أن مثل هذه الفتاوي تجرؤ علي الفتوي وتسيء للإسلام إساءة بالغة.
وتساءل زقزوق: هل انتهت كل المشاكل في العالم الإسلامي ولم يعد غير فتاوي «التبرك بشرب بول» الرسول صلي الله عليه وسلم و «إرضاع الكبير»؟ هذه الفتاوي تمثل انحداراً شديداً وتدفع الناس للتخلف والجهل كما أنها لم تراع وتحترم قواعد الذوق العام ونحن نربأ بالدين أن يصل لهذا الحد.
ووجه زقزوق كلامه للأئمة قائلاً: أرجو منكم جميعاً أنكم حينما تقرأون أي أشياء مخالفة للعقل الإنساني فلا تقولوه للناس مباشرة وإنما فسروه بما يتفق مع العقل وصحيح الدين مع مراعاة التأويل والتفسير الصحيح لقول الإمام الغزالي «إن لنا معياراً في التأويل وهو أن ما دل نظر العقل ودليله علي بطلان ظاهره علمنا - ضرورة - أن المراد غير ذلك».
وأشار زقزوق إلي أن الاختلافات بين المذاهب الفقهية من باب الرحمة والسعة والتخفيف علي الناس، إلا أنه إذا وجد فيها ما يتناقض مع العقل، فعلينا الرجوع للأصل في القرآن الكريم وسنة النبي صلي الله عليه وسلم.
ودعا زقزوق جميع الأئمة إلي نشر مفاهيم الدين الصحيحة بين المسلمين ونشر التسامح والبعد عن التشدد والالتزام بارتداء الزي الأزهري متسائلاً: إيه حكاية الطاقية الشبيكة والجلابية، التي يرتديها بعض الأئمة في خطبهم، إن البعض يعتقد خطأ أنه، حينما يلبس الطاقية الشبيكة والجلابية القصيرة، ويطلق لحيته شبرين يكون بذلك وصل لتمام الدين.
يذكر أنه يشارك في الدورة التدريبية السابقة للأئمة القدامي 216 إماماً من جميع المحافظات.
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=61730
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 12:29 م]ـ
«مجلس الأزهر» يرفض اعتذار صاحب فتوي «إرضاع الكبير» .. ويتجاهل فتوي «جمعة» حول «بول النبي»
كتب أحمد البحيري //2007
في الوقت الذي أصدر فيه الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر قرارا صريحا ـ بصفته رئيس المجلس الأعلي للأزهر ـ بوقف الدكتور عزت عطية أستاذ ورئيس قسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر،
صاحب فتوي «إرضاع الكبير» عن العمل وإحالته لمجلس التأديب، تجاهل طنطاوي والأزهريون فتوي الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، التي أكد فيها أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتبركون بشرب «بول» النبي صلي الله عليه وسلم، وكذلك إباحته تقبيل المسلمين سور ضريح الإمام الحسين. ولم يشفع اعتذار عطية وتراجعه عن فتواه في إثناء جميع أعضاء المجلس الأعلي للأزهر برئاسة طنطاوي عن اتخاذ قرار صارم بوقفه فورا عن العمل ومنعه من التدريس في جامعة الأزهر وإحالته لمجلس تأديب بالجامعة،
وأصر الجميع ـ وعلي رأسهم طنطاوي ـ علي ضرورة إصدار القرار، في حين تناسوا وتجاهلوا تماما فتاوي جمعة التي تضمنها كتابة المثير للجدل «الدين والحياة .. الفتاوي العصرية اليومية» التي أكد فيها أن الصحابة كانوا يتبركون بشرب «بول» النبي صلي الله عليه وسلم ـ في صفحة 178 من الكتاب ـ وكذلك إباحته تقبيل المسلمين السور الحديدي لضريح الإمام الحسين. يذكر أن مجمع البحوث الإسلامية برئاسة طنطاوي أصدر قبل شهرين قرارا رسميا بقصر الفتوي في مصر علي مفتي الديار المصرية فقط، لمواجهة سيل الفتاوي الفضائية والتجرؤ علي الفتاوي.
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=61732
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/310)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 12:35 م]ـ
علماء الأزهر يرفضون حديث مفتي مصر عن تبرك الصحابة بشرب "بول" النبي
القاهرة ¯ الوكالات: أثارت مجموعة فتاوى أصدرها مفتي مصر الشيخ علي جمعة جدلا بين رجال الأزهر وخاصة تأكيده على أن الصحابة كانوا يتبركون بشرب "بول" النبي محمد صلى الله عليه وسلم وإجازته تقبيل ضريح الإمام الحسين والتبرك به.
وقال الدكتور عبد الله سلامة نصر أستاذ الحديث في الجامعة العالمية في إسلام آباد ردا على فتاوى جمعة التي جاءت في كتاب "الدين والحياة .. الفتاوى العصرية اليومية": لم أقرأ مطلقا في نص أحاديث الرسول أو السنة النبوية المطهرة أن الصحابة كانوا يتبركون ب¯ "بول" النبي صلى الله عليه وسلم, وأن أم أيمن شربته فعلياً, لأن هذا يخالف أيضا العقل والمنطق".
وتساءل نصر حسب ماجاء في صحيفة "المصري اليوم" هل كان النبي يتبول أمام الصحابة حتى يأخذوا "بوله" ليشربوه? الرسول لا يرضى مطلقا بذلك ولا يقبله لأن "بول" الإنسان نجس, وإذا مس جلد المسلم أو ثيابه يجب أن يتطهر منه, فكيف يشربه?
كما انتقد نصر فتوى جمعة بإباحة تقبيل ضريح الإمام الحسين وقال "لا يجوز شرعاً تقبيل ضريح الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف نقبل ضريح الإمام الحسين, وعندما مر سيدنا عمر بن الخطاب بالحجر الأسود وقبله قال: لولا أنني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك".
وأشار نصر إلى أن قيام العديد من المصريين بتقبيل ضريح الإمام الحسين وأولياء الله يعد من قبيل الجهالة المخربة التي تمر على الناس في أزمنة معينة, وتعد كفراً وشركاًَ بالله تعالى".
ومن جانبه, أعرب الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر عن استغرابه الشديد لفتوى جمعة بتبرك الصحابة ب¯ "بول" الرسول , مؤكدا أنه لم ير مطلقا هذا الحديث, وأنه ربما يكون ضعيفاً أو موضوعاً.
وأضاف "إذا كان تقبيل ضريح النبي غير جائز فما بالنا بأضرحة أولياء الله وآل البيت".
وقال الشيخ علي أبو الحسن مستشار شيخ الأزهر لشؤون الفتوى "إن الصحابة كانوا يتبركون بما بقي من ماء بعد شرب النبي وليس بوله".
وأضاف "لم نسمع مطلقا عن تبرك الصحابة ب¯» بول «النبي فقد كانوا يتبركون بكل شيء, ولكن ليس من بينها البول".
http://news.maktoob.com/?q=node/616149
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 12:39 م]ـ
أجاز تقبيل سور ضريح الإمام حسين ووصف الختان بالمكرُمة
مفتي مصر يدافع عن فتواه حول تبرّك الصحابة بـ "بول" الرسول
دبي- العربية. نت
دافع مفتي مصر الدكتور علي جمعة عن فتواه، التي أثارت جدلاً واسعاً، حول تبرك الصحابة بـ "بول" الرسول (ص)، وجواز تقبيل سور ضريح الإمام الحسين واعتبار ختان الإناث "مكرمة".
وقال جمعة في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم" الأربعاء 23 - 5 - 2007، إن الأساس في فتوى تبرك الصحابة بـ"بول" الرسول هو أن كل جسد النبي، في ظاهره وباطنه، طاهر وليس فيه أي شيء يستقزر أو يتأفف أحد منه، فكان عرقه عليه السلام أطيب من ريح المسك وكانت أم حِرام تجمع هذا العرق وتوزعه على أهل المدينة.
وأضاف جمعة: "فكل شيء في النبي صلى الله عليه وسلم طاهر بما في ذلك فضلاته، وفي حديث سهيل بن عمرو في صلح الحديبية قال: "والله دخلت على كسري وقيصر فلم أجد مثل أصحاب محمد وهم يعظمون محمدا فما تفل تفلة إلا ابتدرها أحدهم ليمسح بها وجهه" وحينما أعطى النبي صلي الله عليه وسلم لعبدالله بن الزبير شيئا من دمه بعد الحجامة فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم ادفنه، فرجع فرأي النبي عليه شيء فقال له أين دفنته، قال في قرار مكين فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم "أراك شربته ويل للناس منك وويل لك من الناس بطنك لا تجرجر في النار".
واستطرد جمعة قائلا: "فأخذ العلماء من هذا ومنهم الإمام ابن حجر العسقلاني والبيهقي والدارقطني والهيثمي حكما بأن كل جسد النبي صلى الله عليه وسلم طاهر في ظاهره وباطنه، وعلي ذلك جماهير العلماء كما نص على هذا أيضا القاضي عياض في "الشفاء" والأمام الغزالي في "الوسيط"، والإمام زكريا الأنصاري في "أسمى المطالب" وابن الرفعة والبلقيني والزركشي. وقال شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني "تكاثرت الأدلة على طهارة فضلاته صلى الله عليه وسلم وعدَّ الأئمة ذلك في خصائصه فلا يلتفت إلى ما وقع مما يخالف ذلك فقد استقر الأمر من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/311)
أئمتهم على القول بالطهارة".
وأوضح جمعة أن سبب طهارة كل جسد الرسول أنه تهيأ للوحي وللإسراء والمعراج ليس كجسد أحد آخر، فقد غسل الملكان جوفه الشريف عدة مرات مرة في بني ساعدة وأخرى في الكعبة وكانت تنام عيناه ولا ينام قلبه، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: "أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني".
وأضاف: "إن هذه الخصوصية لا تخرج النبي صلى الله عليه وسلم عن حد البشرية وإنما هو اعتقاد من المسلمين يعظم بينهم ولا يجعل شيئا منه على حد الاستقباح وكل الأديان تعتقد مثل هذا وأشد في أوليائها فما بالنا في انبيائها. وأشار إلى أن العقل العلمي هو الذي يتبع الأدلة النقلية والحسية والعقلية وليس الذي يقصر معرفته على الحسي فقط".
وأوضح جمعة فتواه بجواز تقبيل ضريح الإمام الحسين وقال: "إنني كنت أرد بهذه الفتوى على سؤال لأحد المواطنين في مسجد السلطان حسن حول كون تقبيل سور
ضريح الإمام الحسين يعد شركا بالله فأجبت بأن هذا ليس شركا بالله وإنما هو نوع من أنواع إظهار الحب ولا أقول للناس اذهبوا وافعلوا ذلك لأن العرب كانت تقبّل دار الحبيب".
وأضاف جمعة: "لقد قصدت بذلك نفي الشرك، الذي هو بداية الإرهاب والتطرف والدم الذي يقع على الأرض، فالقول بأن هذا الفعل لا يؤدي إلي الشرك بل هو إظهار للعاطفة والحب، يسدّ الطريق على المشارب المتشددة التي شاعت في عصرنا، وفي نفس الوقت ليس فيه أي توجيه أو أمر لأن يفعل الناس ذلك".
وحول فتواه بأن ختان الإناث مكرمة قال جمعة: "إن لفظ مكرمة هو الوارد في الفقه. فبعض الشافعية يقولون بوجوبه والبعض الآخر يقول إن ختان الإناث مكرمة، وفريق
ثالث يقول تبعا لمناخ البلاد، أما إذا سألتني عن رأيي أنا فقد ذكرته في البيان الذي صدر عن مؤتمر "تجريم ختان الإناث"، الذي نظمته دار الإفتاء بالتعاون مع منظمة "تارجة" الألمانية بعدم مشروعيته ولا توجد أي تأثيرات خارجية علينا في ذلك.
واختتم جمعة تصريحاته بمناشدة الصحافي أحمد البحيري، الذي أجرى معه المقابلة للصحيفة، "بأن يبتعد عن الموضوعات التي تثير الجدل والضجة ويركز أكثر على الموضوعات التي تناولناها مثل مؤسسة مصر الخير ومشروع إزالة الأمية والاتفاقات التي نعقدها مع جهات الاختصاص المختلفة، ونحن نثق كل الثقة في دينكم ووطنيتكم
ويجب علينا أن نتعاون على "الخير".
http://www.alarabiya.net/articles/2007/05/23/34755.html
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 12:44 م]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?13@57.ZcVkf6tJljB.0@.3baa1578
الشمري
لم أجد أسهل من هذا العنوان: مفتى مصر يتجرأ على الصحابة
رفض العديد من علماء وشيوخ الأزهر مجموعة الفتاوي المثيرة للجدل التي تضمنها كتاب «الدين والحياة .. الفتاوي العصرية اليومية» للدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، خاصة تأكيده أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتبركون بشرب «بول» الرسول صلي الله عليه وسلم، وأنه يجوز تقبيل سور ضريح الإمام الحسين والتبرك به، مؤكدين أن هذا يخالف صحيح السنة النبوية ولم يرد مطلقا في نص الأحاديث النبوية. وقال الدكتور عبدالله سلامة نصر أستاذ الحديث بالجامعة العالمية بإسلام آباد: لم أقرأ مطلقا في نص أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم أو السنة النبوية المطهرة أن الصحابة كانوا يتبركون بـ «بول» النبي صلي الله عليه وسلم، وأن «أم أيمن» شربته فعلياً، لأن هذا يخالف أيضا العقل والمنطق. وتساءل نصر: هل كان النبي صلي الله عليه وسلم يتبول أمام الصحابة حتي يأخذوا بوله ليشربوه؟ الرسول لا يرضي مطلقا بذلك ولا يقبله لأن بول الإنسان نجس، وإذا مس جلد المسلم أو ثيابه يجب أن يتطهر منه، فكيف يشربه؟ كما شدد الشيخ نصر علي رفض فتوي جمعة بإباحة تقبيل سور ضريح الإمام الحسين قائلا: لا يجوز شرعاً تقبيل ضريح الرسول صلي الله عليه وسلم فكيف نقبل ضريح الإمام الحسين، وعندما مر سيدنا عمر بن الخطاب بالحجر الأسود وقبله قال: «لولا أنني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك». وأشار نصر إلي أن قيام العديد من المصريين بتقبيل ضريح الإمام الحسين وأولياء الله يعد من قبيل الجهالة المخربة التي تمر علي الناس في أزمنة معينة، وتعد كفرَاً وشركاًَ بالله تعالي. ومن جانبه، أعرب الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر عن استغرابه الشديد لفتوي جمعة بتبرك الصحابة «ببول» الرسول، مؤكدا أنه لم ير مطلقا هذا الحديث، وأنه ربما يكون ضعيفاً أو موضوعاً. وأضاف: إذا كان تقبيل ضريح النبي صلي الله عليه وسلم غير جائز فما بالنا بأضرحة أولياء الله وآل البيت. وأوضح الشيخ علي أبوالحسن مستشار شيخ الأزهر لشؤون الفتوي أن الصحابة كانوا يتبركون بما بقي من ماء بعد شرب النبي صلي الله عليه وسلم وليس «بوله»، مضيفا: لم نسمع مطلقا عن تبرك الصحابة بـ «بول» النبي فقد كانوا يتبركون بكل شيء، ولكن ليس من بينها البول.
الشمري:
علق الكاتب الساخر أحمد رجب على هذه الفتوى بقوله: فتوي لفضيلة المفتي بأن الصحابة كانوا يتبركون بشرب بول سيدنا الرسول صلي الله عليه وسلم، واذا افترضنا جدلا ان هذا الكلام صحيح فكيف يتسني عمليا شرب هذا البول وقضاء الحاجة يتم دوما في المكان المعزول المعد لذلك؟ فهل كان الصحابة رضوان الله عليهم يقفون منتظرين والأواني في أيديهم؟؟ وهل يتصور أي انسان يملك ذرة من العقل أو المنطق ان الرسول الكريم كان يمكنهم من الحصول علي بوله؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/312)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 12:50 م]ـ
مناشدة الأزهر فحص الكتاب الجديد لمفتى مصر
القاهرة: تقدم الكاتب الإسلامي علي يوسف علي بطلب لمجمع البحوث الإسلامية لفحص ومناقشة كتاب "الدين والحياة .. الفتاوي العصرية اليومية" للدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، لاحتوائه علي العديد من الفتاوي المثيرة للجدل.
يقع الكتاب في 250 صفحة من القطع المتوسط واشتمل علي 1500 فتوي أسماها الدكتور جمعة «عصرية»، منها ما ذكره في صفحة 178 في رده علي سؤال حول مدي ثبوت تبرك أحد الصحابة بـ «بول» الرسول صلي الله عليه وسلم فأجاب جمعة: نعم أم أيمن شربت بول الرسول صلي الله عليه وسلم، وقال لها الرسول «هذه بطن لا تجرجر في النار»،
لأن فيها جزءا من سيدنا رسول الله، ومن أحب عرف ومن عرف اغترف، ويكون التبرك بلعابه الشريف أو بعرقه أو بشعره أو بوله أو دمه، فكل من عرف حب رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يأنف كما لا تأنف الأم من غائط ابنها، فما بالك بسيدنا رسول الله الذي نحبه أكثر من حبنا لآبائنا وأبنائنا وأزواجنا، ومن أنف أو تأنف من رسول الله فليراجع إيمانه.
وفي صفحة 174 أكد جمعة _بحسب جريدة المصرى اليوم_ أنه رأي رسول الله صلي الله عليه وسلم في اليقظة وقال: كنت منشغلا بقراءة السيرة النبوية العطرة، وقرأت كثيراً جداً حوالي أربعين كتابا متتاليا فكأني عشت في جو الرسول فرأيته في المنام ثم رأيته في اليقظة داخلا علي مرتديا عباءة، وقد قال صلي الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة»، وقال أيضا «من رآني فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي»، وأنا رأيته في المنام وفي اليقظة.
كما أفتي جمعة في كتابه بجواز تقبيل السور الحديدي الذي يحيط بضريح الإمام الحسين،مستدلاً على ذلك بانهم كانوا يبكون علي الأطلال ويقبلون رواجل الإبل وثياب الحبيب وما نهاهم النبي صلي الله عليه وسلم عن ذلك، إنما القضية في أن نجعل هذه قضية، فبعضهم يتهمك بعدم حب آل البيت إن لم تفعل ذلك، وبعضهم يتهمك بالكفر والابتداع إن فعلت ذلك، فهكذا كان فعل الصحابة والتابعين.
وفي رده علي سؤال حول اعتبار إخناتون أبوالأنبياء قال جمعة: إن هذا ضرب من الغيب دون برهان، وحول عدد المذاهب الفقهية في الإسلام قال جمعة في صفحة 238: المذاهب الفقهية يصل عددها نحو مائة، وفيما يتعلق بموقف الشرع من التصوير، قال في صفحة 223: إن التصاوير المرسومة باليد أو التماثيل المصنعة حرام بالتأكيد.
كما اشتمل الكتاب علي فتاوي تناقض مواقف جمعة الأخيرة مثل اعتباره ختان الإناث مكرمة في صفحة 99، وهو ما يتناقض مع موقف المفتي الأخير، باعتبار ختان الإناث عادة أفريقية لا علاقة لها بالإسلام.
وفي صفحة 216 نص الكتاب علي أن نقل الأعضاء حرام ولعب الأتاري حرام، وفي صفحة 88 قال جمعة: سُئلت من فتاة تقول إنها وقعت في الزنا ثم تقدم لخطبتها شخص فهل يجب عليها أن تخبره بأنها زنت أم لا؟ فأجاب بأنها لا يجب عليها ذلك، والتستر أولي، وأن والد العروس حينما يذكر في عقد الزواج «ابنتي البكر» وهي ليست كذلك لا يعد تزويرا ولا تلزم المرأة بشيء.
تاريخ التحديث: 17/ 05/2007 11:48:24 ص
http://www.moheet.com/asp/show_g.asp?pg=13&lc=68&lol=1950811
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 12:57 م]ـ
وقف صحاب فتوي إرضاع الكبير .. وإحالته للتأديب
المفتي يتمسك بموقفه من شرب بول النبي .. وينتقد الصحافة لنشر جزء من كتابه
كتب ـ صادق حشيش: أعلن الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف أن المجلس الأعلي للأزهر قرر ايقاف الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث وعلومه بجامعة الأزهر عن العمل، واحالته إلي مجلس تأديب بالجامعة. صدر هذا القرار في جلسة المجلس الأعلي للأزهر مساء أول أمس الأحد، برئاسة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، بعد مناقشة فتوي إرضاع الكبير، التي أصدرها الدكتور عزت عطية،
وأثارت انتقادات عديدة من العلماء وأساتذة الأزهر والمواطنين. تبيح الفتوي إرضاع المرأة لزميلها في العمل، ليكون ابنها في الرضاعة، ويحق له الخلوة بها.
أوضح وزير الأوقاف في كلمته أمس بافتتاح الدورة التدريبية التخصصية للأئمة القدامي، أن مثل هذه الفتاوي من علماء مسلمين تسيء إلي الاسلام وتضر بمصالح المسلمين أكثر من أي هجوم أو انتقاد من الغير.
واعتبر هذه الفتاوي انهياراً وانحداراً في الفكر الديني. وأكد وزير الأوقاف أن بعض الفتاوي قد تكون موجودة في الكتب، ولكن عرضها علي العقل والمنطق والسنة النبوية الصحيحة والقرآن الكريم، يدعو إلي عدم تصديقها أو تجنبها وعدم الحديث عنها. وطالب الأئمة بتجديد الخطاب الديني والاهتمام بشئون المسلمين اليومية والمستقبلية، ليدفعوهم إلي التقدم والرقي.
كما أشار وزير الأوقاف إلي فتوي تبرك الصحابة بشرب بول النبي عليه الصلاة والسلام، التي تضمنها كتاب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية. وأوضح أنها وان صحت، لا يجوز ذكرها، أو ترديدها أو نشرها في كتاب. وتهرب الوزير من الاجابة عن سؤال حول موقف الأزهر من المفتي، لما ورد في كتابه من هذه الواقعة المسيئة للاسلام، قائلا: إن هذا الأمر يسأل عنه المفتي.
وكان المفتي قد أصدر بيانا أمس يوضح فيه أن ما ورد في كتابه من جواز شرب بول النبي عليه الصلاة والسلام لا علاقة له بالافتاء، بل كان اجابة عن أسئلة من بعض المصلين في مسجد السلطان حسن، وأن هذا الكتاب صدر منذ 6 سنوات، قبل توليه الافتاء. ورفض المفتي التراجع عما ورد في كتابه، وانتقد الصحافة التي نشرت هذه الفتوي الغريبة، ووجهوا لها الانتقاد .. !!
http://www.alwafd.org/v2/News/NewsDetail.php?id=18648&type=first
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/313)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[26 - 05 - 07, 01:31 م]ـ
وهكذا يستمر مسلسل الاستغفال والإشغال ... ولله في خلقه شؤون.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 09:22 م]ـ
صدقتم أيها الشيخ الكريم بارك الله فيكم
ونسأل الله أن يتولانا برحمته
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 10:51 م]ـ
لعل نهاية الرجل اقتربت
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 11:17 م]ـ
بل لعل نهاية العالم انتهت .. فما هي إلا أشراطها ..
ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 11:59 ص]ـ
صورة خطية من تراجع د. عطية عن فتواه
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1179664399501&pagename=Zone-Arabic-Shariah%2FSRALayout
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 03:31 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 04:51 م]ـ
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 04:54 م]ـ
أجاز تقبيل سور ضريح الإمام حسين ووصف الختان بالمكرُمة
مفتي مصر يدافع عن فتواه حول تبرّك الصحابة بـ "بول" الرسول
http://www.alarabiya.net/articles/2007/05/23/34755.html
مفتي مصر بتعمل مده ليه؟!
http://saaid.net/Doat/alkassas/83.htm
علي جمعة .. فتش عن المنصب!
http://www.20at.com/newArticle.php?sid=1226
الوهابية لم تتعاون مع الانجليز والفرنسيين
http://saaid.net/monawein/sh/20.htm
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[29 - 05 - 07, 05:44 م]ـ
انا لله وانا اليه راجعون
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 08:08 م]ـ
وانظر هذا الرابط:
الطبيعة البشرية للرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=607634#post607634
ـ[شتا العربي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 10:39 ص]ـ
مواجهة منتظرة بين بيومي وجمعة .. فتوى "بول الرسول" و"إرضاع الكبير" تسيطر على اجتماع مجمع البحوث الإسلامية اليوم
كتب مجدي رشيد (المصريون):: بتاريخ 30 - 5 - 2007
يعقد مجمع البحوث الإسلامية، اجتماعه الشهري اليوم، الذي يتوقع أن يهيمن على جدول أعماله، العديد من القضايا والفتاوى التي تفجرت في الآونة الأخيرة، وعلى رأسها فتوى الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين حول "إرضاع الكبير"، والتي أثارت جدلاً واسع النطاق في الأوساط الدينية والشعبية والثقافية على حد سواء.
وينتظر أن يناقش المجمع- وهو أعلى هيئة علمية وفقهية بالأزهر الشريف- فتوى الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية حول تبرك الصحابة بشرب بول الرسول صلى الله عليه وسلم، التي أثارت هي الأخرى عاصفة من الجدل ضده من قبل العديد من العلماء وفي مقدمتهم الدكتور عبد المعطي بيومي العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر وعضو المجمع.
وكان بيومي قد انتقد بشدة صدور الفتوى المثيرة للجدل، واعتبرها تخالف العقل والمنطق، ولا أساس لها من الصحة، ما تسبب في حالة من الاحتقان بينه وبين جمعة، ويتوقع حدوث تراشق بالكلمات بينهما أثناء الجلسة الشهرية.
وكان هذا الاجتماع مقررًا أصلاً لبحث أنواع الزواج غير الشرعي، إلا أنه وفي ضوء الجدل الذي صاحب هاتين الفتويين المثيرتين، فإنه من المتوقع أن يتقلص الوقت المخصص لمناقشة ظواهر الزواج، التي سيصدر بيان بشأنها في نهاية الجلسة، بناءً على تقرير لجنة البحوث الفقهية بالمجمع.
واستبعدت مصادر بالمجمع أن يتخذ شيخ الأزهر والذي يترأس مجمع البحوث أي موقف تجاه مفتي الجمهورية حول فتواه المثيرة للجدل، حيث أن الأخير عضو المجلس الأعلى للأزهر والمجمع ويتمتع بعلاقات وثيقة بالدكتور محمد سيد طنطاوي.
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=34979&Page=1
ـ[شتا العربي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 07:32 م]ـ
وكما يقال: وكم بمصر من العجائب المضحكات؟
فقد نشرت صحيفة (المصري اليوم) حديثا لوزير الثقافة (فاروق حسني) جاء فيه على لسان الصحيفة المذكورة:
(وحول الفتاوي الأخيرة التي أثارت جدلاً في المجتمع المصري، رغم صدورها عن ممثلين للنظام - قال فاروق حسني: «هذه مأساة، وللأسف الإسلام شيء والمسلمون شيء آخر». مؤكداً أن الإسلام دين رائع وفلسفي ومتجرد وسمح. مضيفاً: «للأسف هناك بعض المسلمين الذين يتاجرون في الدين، وهذا يذكرنا بالعصور الظلامية في القرون الوسطي، التي كان الدين يسيطر فيها علي السياسة». مؤكداً رفضه التام ربط الدين بالسياسة).
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=62842
ـ[أبو عبد الرحمن الحسن]ــــــــ[31 - 05 - 07, 08:18 م]ـ
ما صحة أحاديث تبرك الصحابة ببول الرسول أو شربها؟
ما الصواب والتفصيل في هذه المسألة؟
وألاحظ من كلام المفتي أنه قال:
"فأخذ العلماء من هذا ومنهم الإمام ابن حجر العسقلاني والبيهقي والدارقطني والهيثمي حكما بأن كل جسد النبي صلى الله عليه وسلم طاهر في ظاهره وباطنه، وعلي ذلك جماهير العلماء كما نص على هذا أيضا القاضي عياض في "الشفاء" والأمام الغزالي في "الوسيط"، والإمام زكريا الأنصاري في "أسمى المطالب" وابن الرفعة والبلقيني والزركشي. وقال شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني "تكاثرت الأدلة على طهارة فضلاته صلى الله عليه وسلم وعدَّ الأئمة ذلك في خصائصه فلا يلتفت إلى ما وقع مما يخالف ذلك فقد استقر الأمر من أئمتهم على القول بالطهارة".
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/314)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 09:32 م]ـ
القاهرة- مصطفى سليمان
وافق مجمع البحوث الاسلامية في الأزهر بمصر فى جلسته الشهرية على الزواج العرفى وزواج المسيار واعتبر اعضاء المجمع "هيئة كبار العلماء بالازهر ان أي زواج تتحقق معه شروط صحة الزواج واهمها الاشهار وموافقة ولي الامر وشاهدي عدل هو زواج شرعي بغض النظر عن المسمى الحديث لأى زواج.
وجاءت موافقة مجمع البحوث بعد مناقشات ساخنة استمرت ثلاث ساعات ظهر امس الخميس 31 مايو/ آيار، وبذالك يكون الازهر قد حسم الجدل المثار منذ مدة طويلة حول الزواج العرفى والذى اصبح ظاهرة فى المجتمع المصرى، وقال د. محمد الشحات الجندى عضو المجمع: "نحن قلنا ان هناك زواجا شرعيا وغير شرعى فالزواج الشرعى هو المستكمل لأركان الزواج والشروط الواجبة فيه سواء شروط صحة او نفاذ او لزوم فالزواج طالما توافرت فيه اركان الزواج من شهادة رجلين عدلين واشهار ورضا الطرفين وموافقة ولي الامر فهو زواج شرعي حتى لو لم يوثق هذا الزواج و تابع لكن المجمع قال ايضا انه لا ينصح بهذا الزواج (العرفي) لما يترتب عليه في بعض الاحيان من ضياع لحقوق الزوجة وحقوق الاولاد".
وفي سياق متصل، أكد مجمع البحوث الإسلامية على عدم شرعية "زواج الدم" هو أن يمزج الشاب والفتاه دمهما ليعلنا انهما ارتبطا برباط مقدس يتيح لهما التصرف كزوجين و"زواج المصحف" وهو ان تعتبر الفتاة القرآن زوجها ولا يحل لها ان تقترب من اي رجل او تقترن بأي احد لان جميع الرجال يخشون ان تحل عليهم اللعنة اذا هم اقتربوا من امرأة متزوجة من القرآن، و"زواج الانترنت". وهو عقود الزواج من خلال غرف الدردشة عبر المواقع الإلكترونية الشخصية للأفراد.
نقاش حول تولي المرأة القضاء
ووافق عدد من اعضاء المجمع بشكل مبدئي على تولي المرأة للقضاء في الاحوال الشخصية فقط، وفي هذا الصدد أوضح عضو المجمع د. عبد الرحمن العدوي أنه تم استعراض آراء الفقهاء القدامى فى هذه القضية وكان هناك رأيان لهؤلاء الفقهاء وهو رأي جمهور الفقهاء الذى يرى عدم احقية تولى المرأة للقضاء نهائيا وهناك رأي الامام أبي حنيفة النعمان الذى رأى جواز تولى المرأة للقضاء فى كل شيء ماعدا الحدود والقصاص.
وقال الشيخ أمين عام المجمع ابراهيم عطا الفيومى انه تم الاخذ برأى ابي حنيفة النعمان رغم اعتراض بعض اعضاء المجمع، ورفض الفيومي أن يكون الأزهر تأخر في اعطاء رأيه فى هذه القضية خاصة بعد تولي 30 قاضية مصرية قائلا: "نحن لم نتأخر لأن الدولة لم تطلب منا الرأي في ذلك ولكننا قلناه الآن بسبب ما طلبته منا هيئة قضايا الدولة من فتوى حول هذا الموضوع لأن هناك قضايا مرفوعة ببطلان تولي المرأة لهذا المنصب ولكن سبق أن طلبت وزارة العدل المصرية رأي مفتي الجمهورية فى ذلك فأفتى بجواز تولي المرأة للقضاء دون قيد او شرط".
غير أن عضو المجمع د. مصطفى الشكعة قال ان الفرصة لم تتح للجميع من اعضاء المجمع الذين حضروا الجلسة لابداء رأيهم، فلم يتكلم أو يتناقش سوى أقل من نصف الحضور وهم الدكتور حمدي زقزوق والدكتور عبد الرحمن العدوى والدكتور على جمعة والدكتور عبدالمعطى بيومى ورجائى عطية المحامى وغالبية هؤلاء كانو من المؤيدين لتولي المرأة للقضاء على الاطلاق ولذالك سوف يحسم الامر النهائي لهذه القضية السبت القادم لأن الرأي الذي استند اليه المتحدثون رأي ضعيف يخالف جمهور العلماء وهو رأي ابي حنيفة.
المفتي غضب
من جانب آخر، خرج مفتي مصر من الاجتماع غاضبا من الجلسة بسبب فتح النقاش حول تصريحاته الاخيرة بجواز التبرك ببول الرسول صلى الله عليه وسلم وقال خلال الجلسة مدافعا عن موقفه "إن الحديث الذي ذكرته فى كتابي الفتاوى العصرية صحيح ولكن تم تحريف بعض العبارات فى الصحف التى أوردته"، وعلى إثر ذلك تم تأجيل مناقشة هذه القضية بالإضافة إلى قضية الدكتور عزت عطية صاحب فتوى ارضاع زميل العمل الى جلسة طارئة تعقد ظهر غد السبت القادم.
تجدر الإشارة إلى الذين حضروا جلسة المجمع هم الدكتور محمد رأفت عثمان والدكتور نصر فريد واصل والدكتور محمد الشحات الجندي والشيخ محمد الراوي والدكتور عبد المعطي بيومي والكتور عبدالله النجار والدكتور محمد عمارة والدكتور عبد الرحمن العدوي والدكتور مصطفى الشكعة ومفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة.
http://www.alarabiya.net/articles/2007/06/01/35053.html
ـ[شتا العربي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 09:35 م]ـ
ما صحة أحاديث تبرك الصحابة ببول الرسول أو شربها؟
ما الصواب والتفصيل في هذه المسألة؟ وجزاكم الله خيرا
تفضل هذا الرابط وفيه الرد على هذه الفتوى وتفنيد أدلتها
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthr...634#post607634 (http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=607634#post607634)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 10:40 م]ـ
القاهرة- مصطفى سليمان
وافق مجمع البحوث الاسلامية في الأزهر بمصر فى جلسته الشهرية على الزواج العرفى وزواج المسيار واعتبر اعضاء المجمع "هيئة كبار العلماء بالازهر ان أي زواج تتحقق معه شروط صحة الزواج واهمها الاشهار وموافقة ولي الامر وشاهدي عدل هو زواج شرعي بغض النظر عن المسمى الحديث لأى زواج.
ينظر هذا الرابط:
جامع الكتب والأبحاث في كافة أنواع الزواج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=608769#post608769
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/315)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 10:43 م]ـ
نقاش حول تولي المرأة القضاء
ينظر هذا الرابط:
بحث في مسألة ولاية المرأة القضاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=98786&highlight=%C7%E1%E3%D1%C3%C9+%C7%E1%DE%D6%C7%C1+%C 7%E1%CD%DF%E3
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 06 - 07, 11:06 م]ـ
ما مقصودهم بالزواج العرفي!!
لأنه كما أشرتم - وفقكم الله
(
وافق مجمع البحوث الاسلامية في الأزهر بمصر فى جلسته الشهرية على الزواج العرفى وزواج المسيار واعتبر اعضاء المجمع "هيئة كبار العلماء بالازهر ان أي زواج تتحقق معه شروط صحة الزواج واهمها الاشهار وموافقة ولي الامر وشاهدي عدل هو زواج شرعي بغض النظر عن المسمى الحديث لأى زواج)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 06 - 07, 11:12 م]ـ
الزواج العرفي بين الشباب والفتيات محمد حسان المصري
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=4113
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 06 - 07, 11:31 م]ـ
ففي مصر لابد من توضيح العبارة والتعريف
فلا يكتفى بذكر الزواج العرفي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 06 - 07, 11:34 م]ـ
لا يقال أن مقصودهم الزواج العرفي في البلاد الأخرى
فهم يتكلمون عن واقع بلادهم
فلابد من توضيح العبارة
تنبيه للإخوة:
في الفتوى لا تعتمد على الصحف والمجلات والقنوات الفضائية!
أعني على الأخبار
فخبر في جريدة = فتوى حتى يتم التأكد من صحة الكلام
وكلامي هنا عن الخبر لا عن الفتيا أو الصفحات المخصصة للفتوى ونحو ذلك
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 03:01 ص]ـ
من المؤسف له أن الصورة التي ذكروها في كلامهم لا وجود لها في الواقع المصري فقد صرحت جميع الأخبار كما نقلته عن خبرين سابقين هنا بأن الشباب والشابات يقبلن على الزواج العرفي هناك بغير علم أهلهم.
وإنما المقصود التلبيس على الناس بالكلام عن شيء شرعي في واقع يستخدم نفس اللفظ بطريقة غير شرعية فيحصل اللبس وتباح الحرمات والعياذ بالله.
وأنا لونتُ الشروط التي وضعوها حتى لا يختلط الحابل بالنابل فالذي يريدونه هو إباحة (الزواج العرفي) كلفظ فقط ثم يطلقون هذا في الناس الذين يستخدمون اللفظ ويعرفونه بمعنى آخر لا يمت لشروط الفتوى بصلة وهنا تحصل المصيبة الكبرى والعياذ بالله.
أما بخصوص التأكد من الفتوى فهذه هي فتوى دار الإفتاء هناك من زمن وهي موثقة والجديد فقط هو إصدارها من المجلس.
ولهذا لابد من طرح شروط الزواج بصورة صحيحة والكلام عن الزواج العرفي بشكله المعروف عند الناس والذي هو مرادف للزنا والعياذ بالله وليس زواجا صحيحا لأنه لا توجد فيه أية شروط من شروط الزواج وإنما يتم بين هؤلاء الفسدة المفسدين دون علم الأهالي ودون شهود أو إشهار أو مهر أو غير ذلك.
وجميع ما قرأناه عن الواقع المصري يشهد بهذا كما أخبرنا به الكثير من المصريين الثقات أيضا
وربنا يعينهم على ما ابتلاهم به ويصلح أحوالهم وأحوال بلادهم وسائر بلاد المسلمين.
ـ[الداودي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 05:31 ص]ـ
يا إخوة بالنسبة لشرب بول الرسول صلى الله عليه وسلم أظن أنه قد ورد هذا عن أم أيمن رضي الله عنها وقد شربته مرة من المرات لا أتذكر بالضبط أين رأيتها في كتب السير والتراجم ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 06 - 07, 06:23 ص]ـ
بارك الله فيك
أحسنتم وأجدتم
ولكن ينبغي توضيح الحقيقة للناس في مصر خاصة
وفي كلام الدكتور أسامة الأشقر وغيره توضيح حقيقة الزواج العرفي
وفيه
(العقد العرفي الذي تمّ بإيجاب وقبول بين الرجل والمرأة من غير ولي ولا شهود ولا إعلان فهو زواج باطل باتفاق أهل العلم، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "نكاح السر الذي يتواصى بكتمانه ولا يشهدون عليه أحداً باطل عند عامة العلماء، وهو من جنس السفاح" (6). ولا يجوز في هذه الحالة تسميته بالزواج العرفي.
)
أما الصورة الأخرى
(إذا كان النكاح العرفي قد تم بإيجاب من الولي وقبول من الزوج، وشهد عليه شاهدان على الأقل، وجرى الإعلان عنه، فهذا زواج شرعي صحيح وإن لم يسجل في الدوائر الرسمية، ولم تصدر به وثيقة رسمية.
)
انتهى
كما في نقلكم الموفق
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=608765&postcount=3
:
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 01:40 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/316)
يا إخوة بالنسبة لشرب بول الرسول صلى الله عليه وسلم أظن أنه قد ورد هذا عن أم أيمن رضي الله عنها وقد شربته مرة من المرات لا أتذكر بالضبط أين رأيتها في كتب السير والتراجم ..
الطبيعة البشرية للرسول
بقلم د. عبد المعطي بيومي 30/ 5/2007
(1)
صدم الناس في الأيام الأخيرة بفتويين غريبتين: الفتوي الأولي: جواز إرضاع الكبير .. الفتوي الثانية: جواز التبرك بشرب بول الرسول صلي الله عليه وسلم .. ولكل من الفتويين خطأ وخطر.
أما الخطأ فهو ناتج من التعميم، وفساد الاستدلال، وأما الخطر فلما يقع ويترتب علي إرضاع الكبير من مفاسد وفواحش، ولما يترتب علي الثانية (جواز التبرك بشرب بول الرسول صلي الله عليه وسلم) من فساد العقيدة حول بشرية الرسول صلي الله عليه وسلم، ولذلك كانت هذه الفتوي أشد خطراً، لأن الأولي تقع في باب الأحكام الشرعية والفرعية، لكن الثانية تقع في مجال العقيدة وما يترتب علي فساد العقيدة في الرسول من شبهات الشرك، ووقوع التوهم في طبيعة الأنبياء عبر تاريخ الأمم أوقعها في فساد الاعتقاد في الله ورسله وهو أصل الإيمان وجوهر التوحيد.
كما أن خطر الفتوي الأولي انتهي باعتذار صاحبها وإعلان رجوعه إلي الحق، لكن خطر غلو فتوي البول يظل قائماً بمكابرة صاحبها وإصراره علي معاندة الحق بدل الرجوع إليه، والتوافق مع إخوانه العلماء.
(2)
ونحن نعلم أن أساس الاعتقاد في الإسلام قام علي حقيقة أن أنبياء الله ورسله بشر يعتريهم ما يعتري الطبيعة البشرية من قوة وضعف وصحة ومرض، يأكلون مما يأكل الناس منه ويشربون مما يشربون ويعتريهم كل ما يعتري البشر.
وقد كان هذا مثار استغراب غير المؤمنين، لأنهم يحسبون أنه مادام الله قد اصطفي أحداً ليكون رسولاً فلابد أن يكون أعلي من البشر بأن يكون ملكاً، وعلي الأقل يتنزل معه ملك.
يقول تعالي: «وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيراً» (الفرقان 7)، وقال تعالي: «وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثم لا ينظرون. ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً وللبسنا عليهم ما يلبسون» (الأنعام 8 و9).
وقال سبحانه: «وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدي إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولا. قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً» (الإسراء 94، 95)، أي لو كان المرسل إليهم ملائكة لنزلنا إليهم ملكاً رسولاً، ولكنهم ماداموا بشراً فإن الحكمة والملاءمة تقتضي أن يبعث إليهم بشر مثلهم، وأوحي الله إلي نبيه أن يقول لهؤلاء الذين يتوقعون أن يرسل الله إليهم من يكون مختلفاً عن البشر: «قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً» (الإسراء 93).
وما كان هذا الإصرار علي تأكيد بشرية الرسول في القرآن الكريم وجعلها أساساً في الاعتقاد إلا لأمرين في غاية الأهمية في العقيدة، وهما:
1 - تحديد الصفات الإلهية وأن أحداً من البشر بمن فيهم الأنبياء والرسل رغم معجزاتهم البالغة لا تعتريهم طبيعة إلهية بوجه من الوجوه حتي لا يعبدوا من دون الله، خاصة أن المنزلق الذي كانت تنزلق فيه العقول منذ فجر التاريخ أن الناس كانوا سرعان ما يؤلهون ذوي القوي من الملوك أو الرسل فيجعلونهم آلهة أو أبناء آلهة، حدث ذلك في الحضارة المصرية القديمة وفي الحضارة الفارسية، وحدث كثيراً في التاريخ الإنساني كله في الماضي، فها هو زرادشت مثلاً نبي قدامي الإيرانيين كما يقال عنه تحول إلي معبود، ولعلنا نلاحظ بوضوح أمر الله لنبينا محمد صلي الله عليه وسلم يتكرر في القرآن الكريم: «قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي أنما إلهكم إله واحد» (الكهف 110، فصلت 6).
فمن أجل التأكيد علي عقيدة التوحيد يتم تأكيد عقيدة بشرية الرسول، فإذا حدث خلط وتغليط في بشرية الرسول يتم الخلط والتغليط في عقيدة التوحيد بنفس القدر، وقد ظلت العقيدة الإسلامية كل هذه القرون قائمة علي عقيدة التوحيد الخالص لله والبشرية الخالصة للرسول صلي الله عليه وسلم، ولم تفلح الشطحات الصوفية التي يتجاوز بها مقام الحب عندهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم، وعدم إحكام العاطفة المتأججة بضوابط الشريعة أن تشوه العقيدة الإسلامية في بشرية الرسول وأنه ليس ملكاً أو إلهاً أو ابن إله وإنما هو بشر أو كما قال عليه الصلاة والسلام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/317)
«ابن امرأة من قريش».
2 - إن التأكيد علي بشرية الرسول يقطع حجة العباد علي الله بأنه لم يرسل إليهم بشراً مثلهم، لأن الرسول إذا لم يكن بشراً تفوت الغاية من إرساله، لأنهم -أي الرسل- إذا لم يكونوا بشراً يتأتي للناس كلما أمرهم رسولهم بأمر أو نهاهم عن أمر أن يقولوا لست بشراً مثلنا لا تحس بإحساسنا فإذا أمرهم بالصوم أو الصلاة مثلاً تعللوا باختلاف طاقتهم عن طاقته لكنه إذا كان بشراً وأمرهم وفعل هو ما أمرهم به دل علي إمكان قيامهم بالأمر وتنفيذه أو انتهائهم عما ينهون عنه، وبذلك تتم فائدة الرسالة وتتحقق غايتها، يقول تعالي: «رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماًَ» (النساء 165).
(3)
هذا التأسيس العقائدي الذي يكشف حقيقة بشرية الرسول في الإسلام، يكشف خطأ وخطورة فتوي البركة المزعومة لبول رسول الله صلي الله عليه وسلم، فبالإضافة إلي فساد الاستدلال فقد «خبطت في قلب» عقيدة بشرية الرسول وعرضتها للتضليل والتشويه.
ويبدو فساد الاستدلال واضحاً من الاعتماد علي حادثة فردية غير مقصودة إطلاقاً.
فقد روي القاضي عياض في كتابه «الشفا .. بتعريف حقوق المصطفي» (ص 50، جـ1، ط. دار الحديث، القاهرة) أن السيدة بركة «أم أيمن» شربت ما شربت، وهي لا تعلم أصلاً أن هذا بول، ولا أنه بول رسول الله صلي الله عليه وسلم، فلم تكن هناك نية في التبرك إطلاقاً، يقول القاضي عياض إن هذه السيدة «كانت تخدم النبي صلي الله عليه وسلم قالت: وكان لرسول الله صلي الله عليه وسلم قدح من عيدان يوضع تحت سريره يبول فيه من الليل، فبال فيه ليلة، ثم افتقده فلم يجد فيه شيئاً، فسأل بركة عنه، فقالت: قمت وأنا عطشانة فشربته وأنا لا أعلم».
وهذا هو موضع الاستدلال لأنه يكشف حقيقة نية السيدة، وأنها لم تكن عامدة قاصدة شرب بوله صلي الله عليه وسلم بنية البركة، ولكن صاحب الفتوي -ويبدو أنه لم يقرأ هذا المصدر وكان يجب عليه أن يقرأه لأن هذا الكتاب مصدر رئيسي في أوصاف المصطفي صلي الله عليه وسلم وحقوقه- ولذلك نراه يترك هذه الكلمة المهمة «وأنا لا أعلم» في هذه الرواية الصحيحة للحديث بهذه العبارة وقد قال القاضي عياض إن الحديث لهذه الرواية صحيح ألزم الدارقطني مسلما والبخاري إخراجه في الصحيح ثم أورد الحديث بهذه العبارة وليس فيها تعليق لرسول الله صلي الله عليه وسلم، وقد أخذ القاضي عياض هذه الرواية دون تعليق من رسول الله صلي الله عليه وسلم أيضاً،
وقد روي هذا الحديث ابن جريج وغيره، وسواء كانت هذه الرواية لأم أيمن خادمة أم حبيبة أو خادمة رسول الله صلي الله عليه وسلم التي أخرج ابن السكن من طريق عبدالملك بن حصين، عن نافع بن عطاء، عن الوليد بن عبدالرحمن، عن أم أيمن قالت كان للنبي صلي الله عليه وسلم فخارة يبول فيها بالليل، فكنت إذا أصبحت صببتها، فنمت ليلة وأنا عطشانة، فغلطت فشربتها، فذكرت ذلك للنبي صلي الله عليه وسلم فقال: «إنك لا تشتكين بطنك بعد هذا» فإننا نري تأكيد هذه الرواية هي الأخري أن السيدة بركة غلطت فشربتها، أي لم تكن هناك نية تبرك، وسواء كان تعليق رسول الله في هذه الرواية أنها لا تشتكي بطنها بعد هذا، أو أنها لا تجرجر في جهنم كما أورد صاحب الفتوي،
وهناك رواية ثالثة لم يرد فيها تعليق أصلاً من الرسول عليه الصلاة والسلام، فهي زيادة علي الرواية الصحيحة ولو ثبتت فلا تعني أكثر من أنه صلي الله عليه وسلم أراد أن يطمئن السيدة علي أنها غير معاقبة علي هذا الغلط، لأنه وقع عن غير قصد منها، أو أنه لن يضرها، ومناط الحساب ثواباً أو عقاباً علي القصد والنوايا، كما قرر صلي الله عليه وسلم القاعدة الذهبية في تقويم الأعمال «إنما الأعمال بالنيات» ولذلك لم يذكر القرطبي في الاستيعاب هذه الزيادة أيضاً مما يوهنها كما لم يذكرها ابن حجر وهو يتحدث عن بركة الحبشية علي أننا يجب أن نفهم هذه الزيادة في ضوء تحريمه صلي الله عليه وسلم شرب أبوال الناس وهو من الناس بدلالة القرآن: «قل إنما أنا بشر مثلكم» حتي في حالة التعرض للهلاك، فالمشرف علي الموت يجوز له أن يأكل الميتة، ولا يجوز له أن يشرب البول الآدمي (البخاري كتاب 4، باب 15) وقوله صلي الله عليه وسلم إن الله ما جعل شفاء أمتي فيما حرم عليها، فهل ينهي الرسول عن شر أو شيء ويأتي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/318)
بمثله.
وإذا كان فساد الاستدلال واضحاً في زعم «التبرك» الذي تنفيه السيدة صاحبة الواقعة مما يعيب هذه الفتوي فإن ما يعيبها أمران آخران أشد خطأ، وأفدح خطورة علي الاعتقاد.
ذلك أن صاحب الفتوي في برنامج له بالتليفزيون راح يدافع عن فتواه باللجوء إلي أحاديث وروايات كثيرة بعضها صحيح وأغلبها ضعيف، عن كمالات رسول الله صلي الله عليه وسلم وطهارته وإعداده بشق صدره وتطهيره، إلي حد القول صراحة باختلافه صلي الله عليه وسلم عن البشر مما مثل كارثة حقيقية في هذا البرنامج أدت إلي تزييف العقيدة في بشرية الرسول.
ومع أننا نسلم بإعداده صلي الله عليه وسلم وطهارته ونظافته إلا أن العقيدة الإسلامية تقوم علي أن إعداده صلي الله عليه وسلم بكل الكمالات البشرية وإعداده لتلقي الوحي لا يخرجه عن البشرية فما يطهر منه يطهر في البشر من عرقه وطيب ريحه، وما يوجب وضوءه واغتساله يوجب وضوء واغتسال البشر، وقد كان يتوضأ لكل صلاة ويغتسل للجنابة فإذا كان بوله وبرازه طاهرين فهل كان يصلي بغير وضوء، إنه صلي الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاة بينما خفف علي البشر بالوضوء عند الحدث وكان صلي الله عليه وسلم يغتسل للجنابة مما هو من بداءة الفقه الإسلامي، ولم يقل بطهارة الحدثين عنده إلا بعض الشافعية الذين لم يعنهم القاضي عياض، وليس هناك إجماع كما ادعي صاحب الفتوي علي التليفزيون،
ذلك مما أوجد حالة من تزييف الاعتقاد والتضليل في تصور الناس لرسول الله صلي الله عليه وسلم بأنه مختلف عن البشر، بهذا النص (تراجع حلقة البرنامج) والذي يمثل طامة كبري في الفتوي مما يؤكد تصوره لاختلاف الرسول عن البشر قوله فيها بالنص: «وليعلم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم فرد جليل لم يأت مثله في العالمين، ولن يأتي إلي يوم الدين» إلي أن قال: «وأنه -أي الله تعالي عن ذلك- جعله عين الحضرة القدسية»، فما الحضرة القدسية؟ إنها عند الصوفية حضرة جناب الحق تبارك وتعالي، وبذا يكون الرسول صلي الله عليه وسلم عين هذه الحضرة .. عين الله!! وبذلك تزيف البشرية ويكون للرسول طبيعة إلهية، ويقع الغلو والتطرف في حقيقته صلي الله عليه وسلم إلي هذا الحد، فإذا كانت أمم أخري جعلت أنبياءها ابناً لله كما حكي القرآن الكريم فها نحن نجعل نبينا عين الحضرة القدسية!
هل باتت شطحات بعض الصوفية مصدراً للإفتاء؟ ومرجعاً لتزييف العقيدة لدي الناس؟
وثالثة الأثافي في هذه الفتوي الغريبة ما يورده صاحبها -غفر الله له- من أن الرسول صلي الله عليه وسلم نفسه كان يشرب الماء المستعمل من طهارة المسلمين، فيقول في نهاية «الفتوي» والبركة ليست خاصة بالنبي صلي الله عليه وسلم فقط كما يظن بعضهم، فقد أخرج الطبراني في الأوسط، وأبونعيم في الحلية: أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يبعث إلي «المطاهر» فيؤتي بالماء فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين، كما في صحيح الجامع -كما قال ولا تعليق.
لكننا سنعود إلي هذه الأحاديث وغيرها مع ملاحظة أن هذا المصدر الذي ينقل عنه مليء بالأحاديث الضعيفة التي لا تصلح في منهج الإفتاء مصدراً للإفتاء ولا مرجعاً، ولا سبيل أمامها إلا إسقاط الاستدلال بها إن كانت ضعيفة، أو تأويلها إن كان فيها شيء من الصحة.
وإن كنا نتمني أن تغلق هذه الفتاوي الخاطئة التي تضلل الناس في العقيدة باعتذار صاحب الفتوي ورجوعه شأن العلماء الحقيقيين الأثبات إلي الحق، الذين يصيخون السمع لقول الله تعالي عن الذين أنابوا إلي الله «لهم البشري فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب».
علي أن أمل المسلمين في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن يعامل هذه الفتوي بمعاملة الفتوي زميلتها (إرضاع الكبير) من حيث اعتذار صاحبها ولو دون تحقيق وهو قمين بهذا لأنه الجهة التي تعقب علي الفتاوي جميعاً، وهو لا يمكن أن يفعل كما كان يفعل بعض الأمم من أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد .. معاذ الله.
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=62653
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=609069#post609069
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 01:51 م]ـ
بارك الله فيك
أحسنتم وأجدتم
ولكن ينبغي توضيح الحقيقة للناس في مصر خاصة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/319)
وفي كلام الدكتور أسامة الأشقر وغيره توضيح حقيقة الزواج العرفي
وفيه
(العقد العرفي الذي تمّ بإيجاب وقبول بين الرجل والمرأة من غير ولي ولا شهود ولا إعلان فهو زواج باطل باتفاق أهل العلم، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "نكاح السر الذي يتواصى بكتمانه ولا يشهدون عليه أحداً باطل عند عامة العلماء، وهو من جنس السفاح" (6). ولا يجوز في هذه الحالة تسميته بالزواج العرفي.
)
أما الصورة الأخرى
(إذا كان النكاح العرفي قد تم بإيجاب من الولي وقبول من الزوج، وشهد عليه شاهدان على الأقل، وجرى الإعلان عنه، فهذا زواج شرعي صحيح وإن لم يسجل في الدوائر الرسمية، ولم تصدر به وثيقة رسمية.
)
انتهى
كما في نقلكم الموفق
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=608765&postcount=3
:
جزاكم الله خير الجزاء
والغريب أن هذا يحصل في الوقت الذي تنشر فيه الصحف المصرية الرسمية رفض الشباب للارتباط بفتاة لها ماض.
انظر الخبر المنشور اليوم في جريدة الأهرام المصرية مثلا (وهو في موقعها على الشبكة)
شباب اليوم
44007 السنة 131 - العدد2007يونيو2 16 من جمادى الاولى 1428 هالسبت
الشباب ... يفضل الزواج بمن يحب
اتجاهات الشباب نحو الزواج وقضاياه
كان هذا عنوان الدراسة التي أجراها د. محمد محسن غانم استاذ علم النفس بكلية آداب حلوان علي عينة مكونة من (700) فرد (300) ذكور و (400) إناث في المرحلة العمرية من (22) إلي (36) عاما ويمثلون جميع المستويات التعليمية والاجتماعية ومن مختلف المحافظات (القاهرة ـ الجيزة ـ الإسكندرية ـ الشرقية ـ المنوفية ـ الغربية).
أظهرت الدراسة فيما يخص الطريقة التي يفضل بها افراد العينة الزواج .. فجاء (الزواج بمن احب) في المركز الأول بنسبة (24%) للذكور و (32%) للاناث. ثم (الزواج عن طريق الأهل) بنسبة (18%) للذكور و (23%) للاناث في المركز الثاني .. ثم (زواج الصالونات) في المركز الثالث بنسبة (13%) للذكور و (16%) للاناث .. ثم (الزواج عن طريق الانترنت) بنسبة (2%) للذكور و (1/ 2%) للاناث ..
وجاء في الدراسة ان اهم الصفات التي يريدها الشباب فيمن تكون زوجة المستقبل .. ان تكون رقيقة المشاعر وقادرة علي التسامح وهادئة وان تكون متفهمة للنزوات هذا من حيث الصفات الشخصية والنفسية بنسبة (26%) وان تكون موظفة ذات دخل ثابت وان تتحمل اسرتها نصف تكاليف الزواج وان تشارك في نفقات المعيشة .. هذا من حيث الصفات الاقتصادية بنسبة (16%) وللأسف جاءت الصفات الدينية والاخلاقية بنسبة (11.80%).
* وعن سؤال الشباب عن رد الفعل في حالة اذ عرف ان شريكة الحب لها ماض .. ذكر (28.5%) أتركها فورا ... (7.8%) اطلقها حتي لو كان لدي اطفال منها .. (5.95%) اتركها لو عرفت قبل للزواج وبعد الزواج لن اثق بها .. (1.35%) علي حسب الموقف.
* اما الفتيات فكان ردهن علي نفس السؤال .. (30.5%) اعتبرن ان هذا ماض وانتهي .. (13.9%) ساحاول ان انسي .. (9.35%) لن اسبب اي مشاكل .. (17.29) هذا شئ طبيعي ان يكون للرجل ماضي .. المهم المستقبل والحاضر بنسبة (8.9%) و نسبة (1.83%) عفا الله عما سلف.
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=wind3.htm&DID=9235
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 01:54 م]ـ
فهي مشكلة كبيرة ترتبت عليها مشاكل أكبر وأكبر
ثم جابت فتوى المجلس المذكور تغرد خارج السرب فهي في واد والواقع المصري في واد آخر
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 02:02 م]ـ
وانظر إلى بعض التداعيات والإسفافات والسخريات من وراء هذه الفتاوى وأمثالها
ياصاحب الفتوي .. إلهي يرزقك برضعات مشبعات من الست كوندوليزا
2/ 6/2007
في الوقت الذي كنا ننتظر فيه أن يخرج علينا أحد جهابذة الفتاوي ويطلق فتوي بتكاتف الشرفاء «لردع» كبار الفاسدين الذين نهبوا ونهشوا «صدر» الوطن، فإذا بجهبذ يخرج علينا بفتوي «إرضاع الكبير، ومفسراً إرضاع المرأة زميلها في العمل إذا كانت هناك خلوة بينهما في غرفة مغلقة وبعد خمس رضعات مشبعات يحرم عليها، ولا أدري هل الرضع الشرعي من الجهة اليمني .. أم الجهة اليسري؟ وما تحديد مدة الشبع؟ هل تخضع لسعة صدر الموظفة أم لسعة فتحة فم زميلها؟
وفتوي د. عزت عطية، أستاذ ورئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فيها كثير من الأسئلة الحائرة مثلاً شراب «المغات» والمفتقة بالحلبة من يتحملها المرأة أم زميلها؟! وما السن المناسبة «لفطم» الموظف هل هي سن المعاش؟ ولو فرضنا جدلاً أن المصلحة الحكومية خصخصت الموظف،
فهل يواصل المواطن الرضاعة من زميلته من منازلهم؟ وما موقف الزوج المسكين لو عادت زوجته مرهقة من العمل واستقبلت زوجها بتكشيرة قائلة اعمل معروف سيبني في حالي أنا النهارده حيلي اتهد ومرضعة ستة موظفين؟ ثم ما موقف الزوجة المسكينة ست البيت إذا عاد زوجها من عمله ورفض أن يجالسها للغداء قائلاً: نفسي مسدودة خدت رضعة تقيلة، الظاهر زميلتي كانت واكلة حلة محشي، ثم أن هناك يا مولانا سلبيات كثيرة لتلك الفتوي،
فالرضاعة الطبيعي يجعل الرجل مستسلماً للنوم العميق وهذا يتناقض مع مرحلة الدولة الراهنة والفكر الجديد لزيادة الإنتاج ثم إن العلماء أجمعوا علي أن لبن المرأة يشبه إلي حد كبير طعم وجودة لبن الحمير، وستزداد الأمور تعقيداً بين الموظفين والمواطنين بسبب سوء الفهم ولا أستبعد أن أقرأ في إحدي الصفحات المبوبة عن إعلان لطلب سكرتيرة حسنة المظهر وتملك سعة صدر خمسة سلندر لإرضاع رئيس مجلس الإدارة لمؤسسة حكومية كبري وبمرتب مغر،
وأخشي أن تقوم الدولة بتكريم الموظفة المثالية والتي فازت بها السيدة «علوية روز» فقد أشاد رئيسها في العمل من خلال الاحتفال قائلاً: إن السيدة علوية تستحق كأس الإنتاج، فقد استطاعت من خلال خدماتها للشركة أن تقوم بإرضاع ألف موظف .. مولانا الشيخ د. عزت لا أملك إلا الدعوات لسيادتكم أن تشرب رضعة هنيئة من الست كوندوليزا رايس، تظل بعدها تعتذر للشعب المصري إلي يوم الحساب.
أمين أبونضارة http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=63102
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/320)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 02:10 م]ـ
خلافات ومشادات بين أعضاء مجمع البحوث الإسلامية بسبب «بول» الرسول و «إرضاع الكبير»
كتب أحمد البحيري 2/ 6/2007
شهدت جلسة مجمع البحوث الإسلامية برئاسة الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، مساء أمس الأول «الخميس»، جدلاً شديداً وشداً وجذباً بين أعضاء المجمع، من بينهم الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية،
حول الفتاوي المثيرة للجدل التي ظهرت مؤخراً، مما أدي إلي اتخاذ قرار جماعي بإرجاء المناقشات حول هذا الموضوع إلي اليوم «السبت». استمرت جلسة المجمع 4 ساعات كاملة، وشهدت مشادات عنيفة بين الأعضاء حول فتوي تبرك الصحابة بشرب بول النبي صلي الله عليه وسلم، وفتوي إرضاع الكبير، مما أدي إلي ارتفاع أصوات الحضور بصورة ملحوظة، وخروج علي جمعة مسرعاً عقب انتهاء المناقشات، رافضاً الإدلاء بأي تصريحات أو التعليق علي ما حدث.
وأجاز أعضاء المجمع الزواج العرفي المكتمل جميع الأركان والشروط الشرعية، والذي لم يوثق رسمياً، كما أجازوا زواج المسيار، وأكدوا أنه لا يتعارض مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، بينما رفضوا ما يسمي زواج المصلحة، وزواج الدم، وزواج الورود والشيكولاتة. وأقر أعضاء المجمع مسألة تولي المرأة منصب القاضي، فيما عدا قضايا الحدود والجنايات والقصاص.
وقال الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو المجمع، أستاذ الشريعة الإسلامية، إن أعضاء المجمع أقروا مشروعية الزواج العرفي المتضمن جميع الشروط الشرعية. وحول زواج المسيار، قال إنه عبارة عن اتفاق بين رجل وامرأة علي الزواج، دون أن يلتزم الرجل بالمبيت يومياً مع زوجته، ويتضمن إمكانية تنازل الزوجة عن حقها في النفقة والإقامة، مشيراً إلي أن السبب في تسميته «المسيار» يرجع إلي أنه يتم خلال سفر الرجل وقطعه مسافات طويلة. وأشار إلي أن زواج «الورود» الذي رفضه المجمع، يعني أن يجتمع الناس ويسير الرجل الراغب في الزواج حاملاً باقة ورد، ويمر بها علي الفتيات المصطفات ويختار إحداهن ويضع في رقبتها باقة الورد.
وقال: وزواج «المصلحة» الذي تم تحريمه أيضاً هو أن يتزوج الرجل بامرأة في دولة غربية، أو غيرها، حتي يحصل علي جنسية هذه الدولة، كما تم تحريم زواج «المصحف»، وهو أن يقول الشاب للفتاة «تزوجتك» فترد عليه «قبلت والمصحف شاهد علينا».
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=63147
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:30 م]ـ
اختفاء الدكتور صاحب فتوى إرضاع الكبير
المصريون: بتاريخ 2 - 6 - 2007 الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بطل الفتوى الفضيحة حول إرضاع الكبير اختفى تماما هذه الفترة وأصبح لا يرد على التليفونات ... مقربون من د. عزت قالوا أنه يفضل عدم الظهور هذه الأيام حتى تمر عاصفة فتواه وتنقضي الأزمة بسلام كما أنه لا يظهر في الجامعة هذه الأي http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=35051&Page=13
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:34 م]ـ
الأزهر يرفض فتوي «التبرك ببول الرسول» بعد مناقشات عنيفة في «مجمع البحوث الإسلامية»
كتب أحمد البحيري 3/ 6/2007
طالب أعضاء مجمع البحوث الإسلامية التابع لمشيخة الأزهر، الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، بسحب كتابه «الدين والحياة ـ الفتاوي العصرية اليومية» من الأسواق، وهو الكتاب الذي يحتوي علي فتوي التبرك بشرب بول الرسول صلي الله عليه وسلم.
وأكد أعضاء المجمع في جلسة ساخنة أمس استغرقت أربع ساعات رفضهم فتوي جمعة التي لا تتفق مع العقل والمنطق.
وصرح الدكتور مصطفي الشكعة عضو مجمع البحوث، بأن أعضاء المجمع اتفقوا علي رفض الفتوي لأنها تسيء إلي الإسلام.
وخرج بعض أعضاء المجمع قبل انتهاء الجلسة ومن بينهم الدكتور محمد عمارة، والدكتور محمد رأفت عثمان، والدكتور عبدالرحمن العدوي، والدكتور محمد المختار المهدي، ورجائي عطية، لكنهم رفضوا الإدلاء بأي تعليقات علي ما حدث بالجلسة.
وشهدت الجلسة ارتفاع أصوات الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر أكثر من مرة والأعضاء، بصورة ملحوظة، بينما لم يحضر د. محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، بسبب سفره إلي سويسرا.
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=63273
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:39 م]ـ
44008 السنة 131 - العدد
الأحد 2007يونيو3 17 من جمادى الاولى 1428 هـ
مجمع البحوث الإسلامية: فتوي التبرك ببول الرسول لا تناسب العصر
المفتي يسحب كتاب الفتاوي المعاصرة من السوق
أكد مجمع البحوث الإسلامية في جلسته أمس أن فتوي الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية وعضو المجمع التي أصدرها بخصوص جواز التبرك بشرب بول الرسول صلي الله عليه وسلم , وتضمنها كتابه الفتاوي المعاصرة , لم تكن مناسبة لظروف العصر , وأنها لم ترد علي النحو الذي يدعو إلي التبرك فعلا , إنما وردت علي سبيل التدارك لخطأ شرب بول النبي عن غير قصد.
وأكد المجمع في جلسته ـ التي حضرتها مندوبة الأهرام علا مصطفي عامر ـ رفضه الفتوي جملة وتفصيلا , مما دعا الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية إلي سحب جميع نسخ كتابه المتضمنة تلك الفتوي وغيرها من الأسواق , حيث سيقوم بحذف هذه الفتوي , ومراجعته مرة أخري وطرحه في الأسواق من جديد.
كما أعلن المجمع ـ برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر في جلسته أمس ـ عدم مسئوليته عن موضوع الشفرة القرآنية الذي أعلن عنه أخيرا , حيث قام ثلاثة من أعضائه فقط بدراسة الموضوع والموافقة عليه , ولم يعرض بكامل تفاصيله علي المجمع , لذا يؤكد مجمع البحوث الإسلامية عدم مسئوليته عن هذا الموضوع.
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=fron5.htm&DID=9236
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/321)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 02:38 م]ـ
مفتي مصر: بول النبي طاهر والمنكرون جهلاء!
حوار - إسلام عبد العزيز فرحات
مفتي مصر وموفد شبكة إسلام أون لاين بمؤتمر الإفتاء
أكد د. علي جمعة مفتي مصر أن ما أثير حول كتابه الأخير وما ورد فيه، يعتبره من قبيل الضجة المفتعلة، ذلك لأنها ليست مبنية على أساس علمي، وإنما تحركها عقلية الخرافة التي تهاجم المنهج العلمي .. حسب تعبيره.
وأوضح جمعة في حوار خاص لـ"إسلام أون لاين. نت" _ على هامش مؤتمر " الإفتاء في عالم مفتوح" والذي عقد بالكويت في الفترة من 26:28/ 5/2007 _ أن ما جاء في كتابه حول شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطهره الظاهري والباطني ثابت في الصحيح، وأنه لا يستطيع إنكاره من أجل إرضاء عقلية الخرافة، مؤكدا أن هذا لا يخرج النبي صلى الله عليه وسلم عن بشريته أبدا.
وقال جمعة: "إن حديث رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ثابت في صحيح مسلم لا ينكر صحته أحد"، وأنه لا يستطيع كذلك أن يكذب ويقول إنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة .. لأنه قد رآه بالفعل .. حسب تأكيده.
وشدد جمعة على أن "ما ورد في كتابه وراءه منهج، ووراءه عقيدة عليها المسلمون .. أبى من أبى ورضي من رضي".
قضايا عديدة أثيرت حول كتابه الأخير .. طرحناها على فضيلته، في محاولة لاستخلاص الحقائق من أصحابها .. وقد كان فضيلته واضحا في رؤيته، جادا في الرد على منتقديه .. فإلى حوار فضيلته ..
* فضيلة المفتي .. نبدأ الحوار مع فضيلتكم من كتابكم الأخير .. "الدين والحياة .. الفتاوى العصرية اليومية" والذي أثار الكثير من الاستفسارات حول ما ورد فيه .. مما دفع -حسب وسائل الإعلام وتحديدا جريدة المصري اليوم- بأحد الكتاب إلى التقدم بطلب لمجمع البحوث الإسلامية لفحص الكتاب ومناقشته .. فما تعقيبكم؟
- أولاهو ليس كتابا جديدا، وقد طبع منذ ست سنوات، وهو عبارة عن أسئلة وأجوبة، فيه جزء من بيان الأحكام الشرعية التي هي الفتاوى، وفيه جزء من الإجابة على بعض الأسئلة ..
وهناك سؤال منها يتكلم عن حديث أم أيمن هل هو وارد أم لا .. فقلت بالطبع إنه وارد .. وحديث أم أيمن ليس وحده الحديث الوارد في هذا المجال .. بل إن هناك أحاديث كثيرة في المعنى نفسه .. فالقضية لها أصول؛ لكن للأسف عند النشر يحدث أن عقلية الخرافة تقف في مواجهة العقلية العلمية.
فالعقلية العلمية دائما تنظر إلى أصول المسائل ولا تجتزئ، لا تأخذ "فويل للمصلين" وتترك "الذين هم عن صلاتهم ساهون" هذا ليس علما .. العقلية العلمية ليست عنيدة، وهي عقلية تنظر إلى المسائل في كليتها.
والمسألة تخلص في أن النبي صلى الله عليه وسلم قد هيئ جسده الشريف للوحي، وهيئ للمعجزة وهيئ للإسراء والمعراج .. وذلك بأن نزل الملك وشق عن صدره وملأه إيمانا وحكمة، ونزع منه المضغة .. من أجل تهيئته لكل ما سوف يتلقاه في قابل حياته، فجسد النبي صلى الله عليه وسلم كان مختلفا، ولذلك تراه كانت تنام عيناه ولا ينام قلبه، وتراه صلى الله عليه وسلم يتحمل رحلة الإسراء والمعراج مع أنها تمت في دقائق معدودة؛ لأنه عندما رجع وجد فراشه ما يزال دافئا كما هو، وتراه يتحمل الوحي مع أن الإبل التي كان يركبها النبي صلى الله عليه وسلم ما كانت تستطيع أن تتحمل الوحي حينما كان يأتيه وهو عليها؛ فكانت تبرك ..
وكذلك كان الصحابة يقولون: "كنا إذا اشتد الوطيس ودارت رحى الحرب احتمينا برسول الله صلى الله عليه وسلم"؛ وأيضا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يروى عنه أنه كان يواصل الصيام ويقول: "لست كهيئة أحدكم إنما أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني".
فكيف هذا؟ فكر العلماء في كل هذا وقرروا أن جسده الشريف ليس ككل الأجساد، وكنا نتحدث -وهذا كلام الصحابة- أنه أوتي صلى الله عليه وسلم قوة أربعين رجلا .. كل هذه الأحاديث واردة .. وهناك منهجان للتعامل معها، هما:
أولا: منهج قائم على التصديق بالوحي والتصديق بالمعجزات كلها، وأغلبها وارد في القرآن أو في البخاري والصحيح عموما.
ثانيا: منهج الإنكار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/322)
وأنا أدعي أن منهج التصديق المنطقي الذي شرحته الآن هو المنهج العلمي، وأن منهج الإنكار هو المنهج الخرافي؛ لأنه ينكر شيئا وكأنه يقيس فيه على نفسه هو، فنحن لم يشق أحد صدورنا، ولم تخرج منه المضغة، ولم يهيأ جسدنا لوحي أو لمعجزة، ولا لإسراء ولا لمعراج ولا لكل هذا!!.
ومن هنا حينما يأتي الصحابة رضوان الله عليهم والعلماء من بعدهم ويتفقون على أن جسد النبي صلى الله عليه وسلم طاهر في الظاهر والباطن، وينص على ذلك ابن حجر العسقلاني، وابن حجر الهيثمي، والسيوطي والقاضي عياض، والدار قطني ويصحح أحاديثه، والبيهقي والزركشي وسائر علماء الأمة يتفقون ويقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم طاهر في ظاهره وباطنه، وابن حجر يقول: "تكاثرت الأدلة على هذا الأمر، فليس شيء منه صلى الله عليه وسلم مستقذر".
لذلك نرى أن مالك بن سنان رضي الله عنه لما مص دمه الشريف من الجرح الذي جرحه بموجب بشريته .. لأن هذا كله لا يخرجه عن كونه بشرا .. كل هذه الأشياء تجعله بشرا متميزا مؤهلا لتلقي الوحي، لكنه في النهاية بشر .. بل كان يمرض ويقول فإذا وعكت كان ذلك بقدر وعكة رجلين منكم.
فالنبي صلى الله عليه وسلم طاهر في دمه، طاهر في بوله، طاهر في عرقه، وطاهر في دمعه، وطاهر في كله، والصحابة لم يكونوا يستقذرون منه شيئا أبدا .. نحن نستقذر اللعاب والعرق الإنساني .. لكننا لا نستقذر من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا.
فهؤلاء الذين لا يفهمون معنى النبوة، ولا يفهمون معنى الوحي، ولا يفهمون معنى التهيئة الجسدية، ويريدون أن ننكر وأن ننكر وأن ننكر، من أجل ما يتوهمون أنه العقل، هذا ليس عقلا لأنه لا دليل عليه من العقل ولا من النقل.
فهذا الذي ذكرته في كتابي وراءه منهج .. هذا الذي ذكرته في كتابي وراءه عقيدة عليها المسلمون؛ أبى من أبى، ورضي من رضي.
* لكن مع هذا هناك يا فضيلة المفتي من يمكن أن يعترض على ذكرك رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة كما في كتابك صـ174، وكذلك إباحتك لتقبيل السور الحديدي الذي يحيط بضريح الإمام الحسين .. فبماذا ترد عليهم؟
- نحن نأخذ أحوالنا وأدلتنا من الكتاب والسنة ومن الواقع المحسوس، فالنبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام مسلم يقول: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة" وهو حديث صحيح ..
ثانيا: سألني أحدهم: هل هذا الحديث صحيح؟ قلت له: نعم .. حتى إنني قد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة، فما الذي يريدونه .. أن أكذب، أقول إنني لم أر النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة وقد رأيته .. لن أكذب ..
ماذا أفعل إذا كان الحديث صحيحا في مسلم، وقد رأيته أنا أيضا، وسمعت الشيخ سيد سابق رحمه الله في مسجد عمر مكرم بالقاهرة، يُسأل عن هذا الحديث فيقول: "هو حديث صحيح وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقظة".
فما هذا الذي هم فيه .. الرؤية أنا ألفت فيها كتابا اسمه "مدى حجية الرؤية" وبينت فيه أنها بشرى، وأن الرؤية حتى اليقظية كالمنامية، فهم لم يقرؤوا هذا الكتاب لأنهم أصحاب عقلية الخرافة .. ونحن لا نتبع الغوغاء، وإنما نتبع العلماء، والعلماء أقروا برؤية النبي يقظة، وقد بينت هذا في كتاب البيان ووسعت النقولات عن العلماء فيه؛ لكنهم لا يقرءون ولا يريدون أن يقرءوا.
وأنا أقول إننا الآن أمام أزمة منهجية؛ لأن مثل هؤلاء يحولون المسائل إلى قضايا، حتى يشغلوا بال الناس، ولكننا نحن نحول كل محاولة منهم إلى المنهج العلمي وإلى العقلية العلمية حتى نخرج الناس من ضيق المادة والحس إلى حقيقة الإيمان الذي إذا ما دخل القلب وخالطت بشاشته القلوب فلا يخرج منه أبدا.
* هذا ما كنت أريد أن أسأله لفضيلتكم .. فهل تعتقد أن طغيان المادة -بمعنى أنه لم يعد هناك نقاء روحي- هو السبب في التعامل بما أسميتموه عقلية الخرافة؟
- أنا أعتقد أن السبب هو أنهم قصروا العلم على الحس .. والعلم عندنا ليس قاصرا على الحس .. فهؤلاء في قرارة أنفسهم ينكرون الجن، وينكرون الملائكة، وقد ينكرون الجنة والنار، والبعض يغالي في ذلك فينكر الله عز وجل لأنه لم يره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/323)
لكننا نؤمن بالله عز وجل، وبالجن، وبالملائكة، وبالجنة والنار، ونؤمن أن هذا العالم المنظور وراءه عالم غير منظور .. فالإيمان بالغيب قد نص الله على أنه ركن من أركان الإيمان .. أما كونهم لا يصدقونني على المستوى الشخصي أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فهذا شأنهم!
* القضيةيا فضيلة المفتي ليست قضية تصديق شخصي، لكن البعض يتحدث عن أن تلك الرؤية لو كانت من البشرى لكان السلف تحدثوا عنها .. فهم أقرب الناس لذلك؟
- هكذا فعلوا .. وقد نقلت عنهم ذلك؛ فالمرسي أبو العباس كان يقول: "لو غاب عني طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين" ...
* يقظةأم مناما؟
يقظة .. نعم .. فهؤلاء -يعني المنكرين- أنا أعتبرهم جهلة غوغاء.
* إذا كان هذا عن الرؤية .. فماذا إذن عن تقبيل السور الحديدي المحيط بضريح الإمام الحسين؟
- سئلت: هل هذا شرك؟ فقلت: لا ليس بشرك .. هذا فعله العرب ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم .. فقد قبلوا الرواحل وقبلوا دار الحبيب ..
* تقصد الشعراء
- نعم .. الشعراء .. أمام النبي صلى الله عليه وسلم،
أمر على الديار ديار ليلى أقبل ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار
فعلوا ذلك ولم يكفرهم النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يشركهم، وحينما جاءه كعب بن زهير وألقى بين يديه البردة، ففرح النبي صلى الله عليه وسلم، وأنشد كعب قصيدته: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول.
إذن فرسول الله رأى هؤلاء، ورأى من فعلهم أنهم يقبلون ما يحبون، ولم ينههم عن ذلك، وأنا لم أدعُ الناس إلى هذا .. لأن المعلوم أن عقلية الخرافة تغير النقول، ولا تفهم المراد .. فالذي قلته: إن هذا ليس بشرك .. هم يقولون: إنه شرك فيكونون مع المتطرفين الإرهابيين الذين ملئوا الأرض دما.
وأنا أقول هذا ليس بشرك .. ودليلي أن تقبيل الأشياء ليس بشرك .. فقد قبلوا اليد وقبلوا الرجل، ودخل عليه صلى الله عليه وسلم وفد عبد قيس وقبل يديه ورجليه، وهو قبل رأس جعفر، وقبل فاطمة، وقبل الحسين، وكان عطاء بن أبي رباح إمام أهل المدينة كما يقول الإمام مالك كان يقبل المنبر .. التقبيل من الحب .. حب الأشياء لا شيء فيه، ليس فيه شرك أو كفر مما يدعيه التيار المتشدد.
أنا أعلم الناس كيف يعيشون في حب ووسطية واعتدال، وهذه أدلتنا وهذا رأينا، وهذا وضع السلف الصالح، فمن أراد بعد ذلك أن يفعل هذه الضجة المفتعلة فمع غيري.
* فضيلةالمفتي .. ليست ضجة وإنما هي محاولة من البعض للفهم؛ لأنهم ربما فهموا أن كلام فضيلتكم ينسحب بالضرورة على كل المقبلين حتى من كانت نيته اعتقاد النفع والضر فيما يقبل؟
- أنا حينما أسأل عن هذه التفاصيل أجيب عنها .. لكن عندما يجعل أحدهم تقبيل المقصورة شركا فهذا ردنا .. وتلك التفاصيل المخترعة أيضا أنا أعدها من عقلية الخرافة .. لأنها تسمى عند العلماء بالتداعي .. يعني حينما يأتي واحد مثل "أحمد رجب" ويكتب قائلا: "هل الصحابة كانوا يقفون أمام النبي صلى الله عليه وسلم ليتبول لهم من أجل أن يتبركوا"، هذا من التداعي الذهني .. كمن نقول له: إن العلماء يقولون إن التماثيل حرام، فيرد: "يعني نكسرها" هذا من التداعي الذهني لعقلية الخرافة، هذا ليس تفكيرا منطقيا، وأنا أحذر الناس من السطحية في التفكير، لأنها أحد العناصر المكونة لعقلية الخرافة، ومنها التجزئة والتداعي والعناد وهي عناصر تصل إلى عشرة وتئول إلى عشرة أيضا، ومنها تحطيم المصادر وتحطيم شروط البحث والتجزئة والعناد وغيرها.
* اشتمل الكتاب أيضا فضيلة المفتي على بعض الفتاوى التي ظنها كثيرون مناقضة لمواقفك الأخيرة .. مثل حديثك عن ختان البنات على أنه مكرمة كما في صـ99 من الكتاب، وحديثك عن نقل الأعضاء وتحريمه، فهل تكشفت لفضيلتكم خلفيات أخرى تغيرت على أساسها الفتوى أم ماذا؟
- فتاواي لم تتغير من الأصل .. فهذا سؤال عن موقف الفقه الإسلامي من الختان .. والفقه فيه من قال بالوجوب كالشافعية، وفيه من قال بأنه مكرمة كالحنابلة، وفيه من قال بأنه تبع لمناخ البلاد كابن الحاج، وفيه من قال بأنه ليس من الشريعة في شيء كشارح عون المعبود العظيم آبادي .. وهناك رأي لي ..
* وما هو رأي فضيلتكم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/324)
- رأيي أنه ليس من الشريعة في شيء .. لكن هناك فرق بين رأيي وبين ما هو موجود في الكتب، أنا أمين على نقل التراث بالمنهج العلمي .. ولذلك عندما يأتيني شخص ويسأل عن النقاب أقول له إن الشافعية يوجبونه، ومالك يقول إنه ليس من الدين في شيء، ويكرهه .. فيقول: وما رأيك أنت؟ أقول: إنه تابع لعادات البلاد .. لا أستطيع في بلد كالسعودية أن أقول للنساء اكشفن .. لقد صارت عادة .. لكنني في مصر مثلا أنصح بناتي من الجمهور بالحجاب العادي لا النقاب .. وهذا رأيي الشخصي .. لكن ما هو موجود في الكتب أنا أمين على نقله.
وقد قال لي أحدهم: لماذا تنقل الآراء، لماذا لم تقل إن النقاب بدعة في الدين؟ قلت له لا .. هذا لا يجوز في بناء العقلية العلمية .. وهذا من آثار عقلية الخرافة التي تتحكم في عقول المهاجمين.
* وماذا عن نقل الأعضاء؟
- قضية نقل الأعضاء تختلط كثيرا على الناس مع بيع الأعضاء .. وهناك فرق كبير بينهما، وعملية النقل لها تفاصيل صدرت بها فتاوى من المجامع الفقهية، وصدرت مني الفتاوى نفسها التي أفتت بها المجامع الفقهية .. أما بيع الأعضاء فمعناه أن يصير الفقراء قطع غيار، وهذا ضد الكرامة الإنسانية التي حفظها الإسلام .. وهو ما لا نرضاه ولا نقبله، والمشكلة أنهم دائما يخلطون ويخلطون، ويكذبون في النقل.
* لكن البعض يتخوف أساسا مما ستحدثه الفتوى بإباحة النقل .. مع التشديد بالطبع في تحريم البيع .. يتخوف من فتح باب خلفي لهذه العملية .. فقط من باب سد الذرائع؟
- أنا أعتقد أن هذا التخوف رأي جدير بأن يسمع، وأن يأخذ في الاعتبار ..
* إذن هل لفضيلتكم رأي قاطع في هذه العملية؟
- تفاصيل كثيرة .. فيما إذا كان من حي إلى حي، أو من ميت إلى حي، متى الضرورة، قضية الضرر، قضية موت جذع الدماغ .. إلى آخره.
وأنا قلت مرات إن المسألة مركبة، وليس فيها رأي بسيط .. قلت هذا في المؤتمرات، وقلت هذا في التليفزيون، لكن لا فائدة .. يختزلون الأمور .. وهذا جزء من العقلية الخرافية .. الاختزال .. المركب يجعلونه بسيطا، فيؤدي هذا إلى تسطيح العقل .. وأنا أخاف على أمتي من تسطيح العقل.
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1180421270401&pagename=Zone-Arabic-Shariah%2FSRALayout
(http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1180421270401&pagename=Zone-Arabic-Shariah%2FSRALayout)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 02:45 م]ـ
ملاحظة: حوار إسلام أون لاين المذكور مع مفتي مصر كان قبل اجتماع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة أمس السبت 2/ 6/ 2007 والذي رفض فيه الأزهر فتوى المفتي في التبرك ببول النبي صلى الله عليه وسلم وبدأ المفتي بسحب كتابه من السوق كما في الأخبار المذكورة قبل هذا الحوار
وقد مضى كلام د. عبد المعطي بيومي في تخطئة المفتي في كلامه هذا أيضا.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 03:26 م]ـ
الأحد 17 جمادى الأولى 1428هـ - 03 يونيو2007م
بعد جلسة ساخنة في مجمع البحوث الإسلامية
مفتى مصر يتراجع عن فتوى التبرك ببول الرسول ويقدم اعتذاره
القاهرة-مصطفى سليمان
طالب أعضاء مجمع البحوث الإسلامية الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، بسحب كتابه "الدين والحياة ـ الفتاوي العصرية اليومية" من الأسواق، وهو الكتاب الذي يحتوي علي فتوى التبرك بشرب بول الرسول (ص).
وأكد أعضاء المجمع في جلسة ساخنة أمس السبت 2 - 6 - 2007 استغرقت أربع ساعات رفضهم فتوى الدكتور جمعة التي لا تتفق مع العقل والمنطق.
وخلص أعضاء المجمع الى أنه لا يوجد شيء اسمه التبرك ببول الرسول بغض النظر عن صحة الواقعة او عدم صحتها وطالبوا بوجوب اعتذار المفتى الذي قدم اعتذاره عما أفتى به لأعضاء المجمع.
وحسب ماصرح به الدكتور مصطفى الشكعة فإن الواقعة التى استند اليها المفتى فى هذه المسألة تختلف عن السياق الذى وردت فيه وكذلك الاستدلال بها فى اثبات طهارة الرسول أيضا جاء فى غير موضعه.
وأوضح الدكتور محمد المختار المهدى عضو المجمع ورئيس الجمعية الشرعية للعربية. نت أن الواقعة التى ذكرها المفتى غير موجودة فى السنة بهذا الشكل الذى طرحه المفتى، وقال "السيدة أم أيمن استيقظت ذات يوم من نومها فوجدت إناء به ماء فشربت منه دون ان تدرى أنه بول الرسول، وعندما علمت انه كذلك أخبرت النبى فدعا لها بالشفاء وعدم الضرر فهو إذا مجرد خطأ وقعت فيه السيدة أم أيمن ودعاؤه لها بالشفاء ليس من قبيل أخذ البركة."
ومضى يقول إن دعاء الرسول لها هو من قبيل الخوف على السيدة ام أيمن ان يقع لها أي مكروه في معدتها جراء البول، وأضاف "فالرسول بشر وكان يطهر ثوبه من الجنابة وكل ذالك لا يخل أو ينقص من عظمة وطهارة الرسول والتى هي في الاصل طهارة القلب والروح."
واكد الدكتور المهدي ان المفتي قرر سحب كتابه "الفتاوى العصرية" الذي سرد فيه هذه الفتوى، من الاسواق حتى لا تحدث البلبلة لدى الرأي العام.
http://www.alarabiya.net/articles/2007/06/03/35115.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/325)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 04:18 ص]ـ
..........
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 11:51 ص]ـ
في تقرير لمؤسسة ملتقى الحوار .. فتاوى مفتي الجمهورية تتصدر الفتاوى الأكثر إثارة للجدل والمرأة تحتل المرتبة الأولى في فتاوى" دعاة الفوضى"
كتب بشير العدل (المصريون):: بتاريخ 3 - 6 - 2007 قال تقرير حقوقي إن هناك أكثر من 10 آلاف فتوى شهريًا عبر الهاتف الإسلامي بخلاف الفتاوى التي تصدرها دار الإفتاء وغيرها من رجال الدين، والتي كان للمرأة نصيب الأسد فيها.
وانتقد التقرير الصادر عن مؤسسة ملتقى الحوار تحت عنوان "دعاة الفوضى" إغلاق باب الاجتهاد في أمور الدين، بحجة عدم جواز الخروج على فتاوى السلف الصالح، واعتبره بابا آخر وأوسع لاستصدار فتاوى تتعلق بأمور الدنيا خاصة في ظل المشاكل التي يواجهها المواطن في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية ومختلف الأمور الحياتية.
أشار إلى أن عدد الفتاوى التي أصدرها المفتي الدكتور على جمعة من أوائل العام وحتى مايو الماضي بلغ 20 فتوى من إجمالي 50 فتوى شملها التقرير بما يصل إلى 40 بالمائة من إجمالي عدد الفتاوى التي أثارت جدلا واسع النطاق في مصر، فضلا عن فتاوى أخرى صدرت عن رجال دين وعلماء الأزهر ونواب جماعة "الإخوان المسلمين" الذين رصد لهم أربعة فتاوى.
واحتلت الفتاوى الخاصة بالمرأة المرتبة الأولى في جملة الفتاوى التي يصدرها من وصفهم التقرير بـ "دعاة الفوضى" حيث بلغت 14 فتوى بنسبة تصل إلى 28 % بينما جاءت الفتاوى العلمية في المرتبة الثانية بنسبة 16%، وتتساوى معها بنفس النسبة الفتاوى السياسية بإجمالي ثمانية فتاوى، فيما حلت الفتاوى الجنسية في المرتبة الرابعة بإجمالي خمسة فتاوى، بالإضافة إلى مجموعة من الفتاوى الفنية والرياضية وفتاوى التدخين.
واعتبر التقرير هذا السيل من الفتاوى، يعكس حالة من التراجع في الثقافة المدنية، وأوصى بتنظيم معايير الفتوى ومصادرها وإصدار قانون يعاقب غير المؤهلين والمتخصصين على استصدار فتاوى دون علم.
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=35120&Page=6
ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:23 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله، آفة هذا الرجل الانتفاخ الكاذب، وأحسبه سيخنق نفسه وكبرياءه بيده قريبا، اللهم اغفر وارحم وأنت خير الراحمين.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 03:36 م]ـ
طنطاوي: مجمع البحوث غير مختص بمراجعة كتب «الأزهر» قبل طبعها .. ونناقش ما تحتويه من أحكام غريبة
كتب أحمد البحيري 4/ 6/2007
أكد الدكتور محمد سيد طنطاوي «شيخ الأزهر» أن مجمع البحوث الإسلامية لن يقوم بمراجعة كتب أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، رغم اكتشاف ما بها من أخطاء وفتاوي مثيرة للجدل، مشيرا إلي أنه ستتم مناقشة هذه الأخطاء فقط.
وقال طنطاوي لـ «المصري اليوم» عقب انتهاء جلسة المجمع الساخنة مساء أمس الأول: لن نراجع كتب أساتذة الأزهر لأنه ليس من اختصاص المجمع فحص كتبهم قبل طباعتها وإنما سنناقش ما يمكن أن تتضمنه من أخطاء وأحكام فقهية غريبة.
وأشار إلي أنه طلب من الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية سحب كتابه «الدين والحياة .. الفتاوي العصرية اليومية».
والذي احتوي علي فتوي تبرك الصحابة بشرب «بول» الرسول صلي الله عليه وسلم، من الأسواق ووافق جمعة علي هذا الطلب خلال جلسة المجمع.
وأوضح طنطاوي أن أعضاء المجمع لم يناقشوا فتوي «إرضاع الكبير» للدكتور عزت عطية أستاذ ورئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، لأنه يتم التحقيق معه حاليا في الجامعة، فاتفق الأعضاء علي أنه من الأفضل تأجيل مناقشة هذه الفتوي لحين انتهاء التحقيقات، حتي لا تؤثر علي مسارها.
وبدت علي طنطاوي علامات الغضب والاستياء عقب خروجه من جلسة المجمع الساخنة، التي استمرت 4 ساعات كاملة بين الخلافات والشد والجذب لأعضاء المجمع، مما أدي لارتفاع صوت طنطاوي وبعض أعضاء المجمع أكثر من مرة بصورة ملحوظة.
وصرح الدكتور عبدالفتاح الشيخ، رئيس هيئة الأزهر الأسبق، عضو مجمع البحوث الإسلامية، بأن الأحاديث التي استند إليها جمعة في تبرك الصحابة بشرب «بول» الرسول صلي الله عليه وسلم ضعيفة ورد عليها الكثير من العلماء.
وقال: كان الرسول صلي الله عليه وسلم يأمر بتطهير ثيابه إذا جاء عليه أي آثار من البول، فكيف يقبل أن يشربه الصحابة ليتبركوا به؟
وشدد الشيخ علي أن فتوي «إرضاع الكبير» غير قابلة للتطبيق في الوقت الراهن وأنها جاءت علي سبيل الرخصة الخاصة بحالة فردية فقط ولا يجوز تعميمها بأي حال من الأحوال.
وحول تصريحات الدكتور يوسف القرضاوي المفكر الإسلامي، التي أكد فيها أن ظهور هذه الفتاوي المثيرة للجدل داخل مصر في الوقت الراهن يأتي لشغل المواطنين المصريين عما يحدث في الساحة السياسية والتعديلات الدستورية وغيرها، قال الشيخ: القرضاوي عضو في جماعة الإخوان المسلمين وبينهم وبين الدولة خلافات شديدة ولا علاقة لي بالسياسة.
وشهدت جلسة المجمع الكثير من الشد والجذب والخلافات بين الأعضاء، مما أدي إلي خروج بعض الأعضاء قبل انتهاء الجلسة وهم: الدكتور محمد عمارة والدكتور عبدالرحمن العدوي والدكتور محمد رأفت عثمان والدكتور محمد المختار المهدي والدكتور مصطفي الشكعة ورجائي عطية.
وحرص جميع أعضاء مجمع البحوث الإسلامية وعددهم 25 عضوا علي حضور الجلسة الساخنة، بينما اعتذر الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف عن عدم الحضور بسبب سفره إلي سويسرا.
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=63343
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/326)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:41 م]ـ
المفتي يسحب كتابه تحت الضغط ( http://www.almotamar.net/news/44863.htm)
الإثنين, 04 - يونيو-2007
أعلن مفتي مصر د. علي جمعة في جلسة مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، انه قرر سحب "الدين والحياة الفتاوي العصرية اليومية"، وذلك منعا للالتباس بين الناس واللغط والبلبلة بين الرأي العام.
وحسب مصدر في دار الافتاء نقلت عنه "العربية نت " فإن الأمر انتهي عند هذا الحد.
وقد أثار الكتاب جدلا شديدا لأنه احتوي علي فتوي بشأن التبرك ببول الرسول، واعتبره د. مصطفي الشكعة عضو المجمع أن الواقعة التي استند اليها المفتي في هذه المسألة تختلف عن السياق الذي وردت فيه، وكذلك الاستدلال بها في اثبات طهارة الرسول ايضا جاء في غير موضعه.
وخلص الأعضاء إلي أنه لا يوجد شيء اسمه التبرك ببول الرسول، بغض النظر عن صحة الواقعة او عدم صحتها. من جهته، أوضح عضو المجمع ورئيس الجمعية الشرعية د. محمد المختار المهدي، ان الواقعة التي ذكرها المفتي غير موجودة في السُنّة بالشكل الذي طرحه، موضحا أن "السيدة أم أيمن استيقظت ذات يوم من نومها فوجدت اناء به ماء فشربت منه دون ان تدري انه بول الرسول، وعندما علمت انه كذلك أخبرت النبي فدعا لها بالشفاء وعدم الضرر فهو اذا مجرد خطأ وقعت فيه السيدة أم أيمن ودعاؤه لها بالشفاء ليس من قبيل أخذ البركة".
ومضي يقول إن دعاء الرسول لها هو من قبيل الخوف علي السيدة ام أيمن ان يقع لها أي مكروه في معدتها جراء البول، وأضاف "فالرسول بشر وكان يطهر ثوبه من الجنابة وكل ذلك لا يخل او ينقص من عظمة وطهارة الرسول والتي هي في الاصل طهارة القلب والروح". وكالات
http://www.almotamar.net/news/44863.htm
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:45 م]ـ
الأزهر يدعو لمصادرة كتاب مفتي مصر
الأحد, 03 - يونيو-2007
طالب مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بسحب كتاب جديد لمفتي مصر ووقف تداوله في السوق. وجاءت مطالب الأزهر بعد اجتماعات عاصفة امتدت منذ الخميس الماضي وحتى أمس. دعا عقبها مجمع البحوث الإسلامية -أعلى جهة علمية في الأزهر- إلى مصادرة كتاب مفتي مصر الدكتور علي جمعة لاحتوائه على فتوى تجيز التبرك ببول الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وذلك منعاً لإثارة البلبلة.
ووفقا لما أورته جريدة (الوطن) السعودية فقد أصر المجلس في اجتماعه برئاسة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي على استمرار وقف صاحب فتوى "إرضاع المرأة لزميلها في العمل"، رئيس قسم الحديث بجامعة الأزهر الدكتور عزت عطية عن العمل لحين الانتهاء من التحقيقات التي تجرى معه حالياً بمعرفة جامعة الأزهر، مع التشديد على رفض كل الفتاوى غير الصحيحة التي تثير القلق، ومنها فتوى "إرضاع الكبير"، و"التبرك ببول الرسول صلى الله عليه وسلم".
ويذكر أن وزير الأوقاف المصري هاجم الفتوى التي تحدثت عن "شرب بول الرسول"، معتبراً إياها "إساءة واضحة للنبي صاحب الدعوة، الذي كان نقياً في كل شيء.
وقد دافع مفتي مصر الدكتور علي جمعة عن فتواه، التي أثارت جدلاً واسعاً، وقال في تصريحات صحافية أن الأساس في فتوى تبرك الصحابة بـ"بول" الرسول هو أن كل جسد النبي، في ظاهره وباطنه، طاهر وليس فيه أي شيء يتأفف أحد منه، فكان عرقه عليه السلام أطيب من ريح المسك وكانت أم حِرام تجمع هذا العرق وتوزعه على أهل المدينة وأضاف جمعة: "فكل شيء في النبي صلى الله عليه وسلم طاهر بما في ذلك فضلاته"، وفي حديث سهيل بن عمرو في صلح الحديبية قال: "والله دخلت على كسري وقيصر فلم أجد مثل أصحاب محمد وهم يعظمون محمدا فما تفل تفلة إلا ابتدرها أحدهم ليمسح بها وجهه".
وحينما أعطى النبي صلي الله عليه وسلم لعبدالله بن الزبير شيئا من دمه بعد الحجامة فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم ادفنه، فرجع فرأي النبي عليه شيء فقال له أين دفنته، قال في قرار مكين فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم "أراك شربته ويل للناس منك وويل لك من الناس بطنك لا تجرجر في النار واستطرد جمعة قائلا: فأخذ العلماء من هذا ومنهم الإمام ابن حجر العسقلاني والبيهقي والدارقطني والهيثمي حكما بأن كل جسد النبي صلى الله عليه وسلم طاهر في ظاهره وباطنه، وعلي ذلك جماهير العلماء
http://www.almotamar.net/news/44826.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/327)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:46 م]ـ
جدل واسع حول توظيف «التكنولوجيا» في العبادات
مفتي مصر يجيز الإمام الالكتروني .. والعلماء يرفضونه
هناء البنهاوي (القاهرة)
طرحت ما أنتجته احدى شركات صناعة البرمجيات في مصر لآلة تزعم انها تقوم بدور الإمام في الصلاةجدلا واسعا حول محاولة التحكم من جانب التطور الاليكتروني في مجريات حياتنا بما فيها علاقة البشر بالاديان بدءا من الأذان الموحد حتى ممارسة الشعائر والعبادات بهدف ترويج منتجاتها وتحقيق مكاسب مالية عملاقة تحت زعم توظيف العلم لخدمة الاديان.
من جانب آخر طرحت هذه المسألة علامات استفهام عديدة حول علاقة الدين بالعلم وهل هناك تعارض بينهما أم ان من يحاول ايجاد مثل هذا التعارض يهدف لتحقيق مآرب مشبوهة؟
هذه القضية طرحت جدلا فقهيا في مصر يتراوح بين رفضه تماما استنادا الى احكام فقهية وبين جوازه وفقا لشروط الضرورة. وفي محاولة للتوضيح طرحت عكاظ القضية على مائدة البحث بين كوكبة من العلماء عبر سطور التحقيق التالي:
في البداية يدافع منتجو جهاز الامام الاليكتروني عن سلعتهم وعن هدفهم من انتاجها موضحين ان الجهاز عبارة عن مشغل صوتي مدمج بالكامل في سماعات من دون اسلاك خارجية، وذلك لتسهيل استخدامه اثناء الصلاة وهو يعزل المصلي عن الاصوات المحيطة به ليمكنه من التركيز والخشوع التام، بل ويرشده اثناء اداء خطوات الصلاة حتى لا يخطئ في عدد الركعات. ونفوا ان يكون الجهاز بديلا للامام لكنه مجرد مرشد لمن يصلي بمفرده.
الموقف الشرعي
الدكتور علي جمعة مفتي مصر اكد ان الاسلام كمنهج وحياة لا يتعارض مع منجزات العلم بقدر ما يتفاعل معها ارتباطا بتقدير الاسلام للعلم والعلماء ودورهم في تعمير الارض وتطويرها والتيسير على الانسان في كل امور حياته ومن هنا فقد أفتى بشرعية الجهاز مع مراعاة نقاط عدة امور منها جعل القراءة بطريقة المصحف المعلم، اذ يقرأ القارئ ثم يترك مساحة زمنية ليقرأ المصلي بعده واستخدام تسجيلات بقراءة مجيدين لفن التجويد والتلاوة واضافة نص صوتي للتشهد والصلاة على النبي في موضعيهما من سياق الصلاة.
تباين بين الرفض والاجازة
اما الدكتور صبري عبدالرؤوف استاذ الفقه بجامعة الازهر، فيرى ان الاسلام دين العلم والمدنية ويتمشى مع جميع الحضارات ويدعو للبحث العلمي ويعمل على رفع مستوى الفرد والجماعة بشرط الا يتعارض ذلك مع نص من كتاب الله او سنة رسوله. واذا كان العصر الحضاري قد خرج علينا بمستجدات ومخترعات فإننا نقول لهذه المستحدثات مرحبا من اجل خدمة البشرية وتطورها، ولكن مهلا فيما يتعلق بالعبادة لأن العبادة علاقة خاصة بين الفرد وربه.
يوضح د. صبري ان توظيف التكنولوجيا في امر العبادات مرفوض تماما لان العبادات ما سميت عبادة الا لان العقل ليس فيه مجال وانما لاعتماده فيها على السمع والطاعة والانقياد لأمر الله عز وجل.
فالصلاة مثلا شرعها الاسلام وللانسان ان يؤديها منفردا او في جماعة، واذا اداها في جماعة فإننا نقول انه يشترط في المأموم ان يرى الامام او يسمع صوته او يتصل بصف متصل بصفوف الامام من غير واسطة اي من غير متابعة على الاجهزة الالكترونية كشاشة التلفاز او الاقمار الصناعية وذلك لان مشاهدة الانسان لإمامه عن طريق الوسائل العلمية المستحدثة وليس عن طريق المباشرة يؤدي لانشغاله بمشاهدة الامام عبر الشاشة فيضيع منه الخشوع الالتزام لكمال الصلاة مشيرا الى ان الصلاة بهذه الكيفية خلف الامام الالكتروني المزعوم تضيع تماما عندما يحدث عطل مفاجئ لهذه الاجهزة فلا يستطيع المصلي ان يتابع إمامه.
ويتابع د. صبري عبدالرؤوف ان قول خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم: «انما جعل الإمام ليؤتم به» فهذا يعني انه اذا قرر هؤلاء المخترعون جعل هذه الاجهزة الالكترونية لتؤم من يصلي منفردا فقط فإن ذلك ليس جائزا الا في حالة من يسمع هذا الجهاز الالكتروني قبل الدخول في الصلاة من باب التعليم او الاسترشاد كمن دخل في الاسلام حديثا او من في حكمه فلا مانع من ذلك. اما ان دخل الانسان في الصلاة فلا يحل له بأي حال من الاحوال ان يتابع صلاته عن طريق أي من هذه الاجهزة الالكترونية وعلى ذلك فكان الاولى لهؤلاء المخترعين ان يبحثوا عما يعود بالنفع العام للمجتمع بعيدا عن نطاق العبادات لانها ترتبط بحقوق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/328)
العبودية لله بما يعني حقوق السمع والطاعة للخالق العظيم هذا هو عين العبودية لله التي ينبغي للمسلم ان يتخلق بها وان يسير على منهجها وإلا اصبحت الامور فوضى ورأينا المخترعين في كل يوم يأتون لنا بالجديد زعما انهم يقربون بين الانسان وبين الله وهي العلاقة التي تتحقق بالخشوع في الصلاة وبموجب ذلك فالمسلم مطالب بالتزام العبادة كما تعلمها من رسول الله صلى الله عليه وسلم تحقيقا لقيمة الخشوع التي تقود للفلاح ومصداقا لقوله تعالى: (قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)، اما اذا اعتمدنا على الوسائل العلمية المستحدثة فإن ذلك يعد نوعا من انواع العبث والفوضى التي لا تتفق مع شرع الله تعالى فيما يختص بالعبادات.
ويخلص د. صبري عبدالرؤوف الى تأكيد ان استخدام ما يسمى بالامام الالكتروني بدعة لانها لا تتماشى مع الخشوع والاخلاص لله حال الصلاة.
رخصة مشروطة بالضرورة
الى ذلك ينفي د. عبدالحي عزب أستاذ اصول الفقه بكلية الشريعة بجامعة الازهر تعارض الاحكام الشرعية مع تطور العقل البشري والاختراعات التي تيسر حياة الانسان في كل زمان ومكان واكد ان الشريعة الاسلامية قد جاءت خاتمة لكافة الشرائع السماوية ولما كانت شاملة للأحكام بأنواعها من عبادات ومعاملات لضبط حياة الفرد والمجتمع سواء ما يتعلق منها بالامور الدنيوية أو الأخروية، ومع هذا فقد تركت الشريعة مساحة واسعة لمجال الفكر والعقل والنظر فنجد القرآن الكريم يحث العقل كي يتحرك ويحث الانسان على النظر والتدبر في مخلوقات الله وملكوته ولذلك تختم الكثير من الآيات بقوله تعالى: {أفلا يعقلون}، {أفلا تبصرون}، {أفلا يتدبرون}. وهذا يؤكد ان الدين الاسلامي لا يقف حجر عثرة امام التقدم العلمي والابتكار الذي يسهل له امور حياته. وهنا نجد المولى عز وجل يقول في سورة «النحل» {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون}.
ويضيف ان تلك الابتكارات التكنولوجية والاليكترونية الحديثة التي تعود بالنفع العام على الانسان قد تندرج تحت قوله تعالى: {ويخلق ما لا تعلمون} بشكل مباشر او بطريق غير مباشر من خلال تعليم الانسان ما لا يعلم، وهذا في ذاته تأكيد على ان الاسلام لا يصادر فكراً او معرفة بل هو دين الانسجام مع الحياة، الا ان الاحكام والامور الشرعية تتنوع تنوعاً كبيراً ومنها ما يخص العبادات التي رسم لها الشارع الحكيم من المعالم التي يجب ان تؤدى بها كالصلاة فهي تؤدى إما فردا او جماعة وتؤدى بالصفة الشخصية ولا يجوز ان ينوب فيها شخص عن آخر لأنها علاقة رسمية وصلة وثيقة بين العبد وربه.
ويجيب د. عبدالحي عزب: لا حاجة عملية لذلك خاصة ان للمسلم ان يصلي بالهيئة والصفة التي يتمكن منها فإن لم يستطع قائماً فجالساً وان لم يستطع جالساً فنائماً وان لم يستطع القراءة اطلاقاً فليجر على لسانه الصلاة ولو بالدعاء.
وحول امكانية توظيف هذه التكنولوجيا لتعليم الجاهل بأحكام وشروط الصلاة من الداخلين في الاسلام حديثاً يوضح د. عزب، ان الحديث عهداً بالاسلام ولا يستطيع قراءة الفاتحة فإنه يجوز استخدام هذا الصوت عبر الجهاز الاليكتروني بحيث يسمع الفاتحة ويرددها خلفه، وهذا لا مانع شرعياً فيه انطلاقاً من عدم معرفته بفاتحة الكتاب، وهذه الرخصة تدخل في باب الضرورة ووفقاً للقاعدة الفقهية وهي ان الضرورة التي تقدر بقدرها .. وهذا يعني ان هذه الضرورة تقتصر على اهلها فإذا وجد مضطر لاستخدام هذا الجهاز الاليكتروني فإن حالته لا تنسحب على غيره والرخص هنا تمنح بدافع الضرورة.
ويؤكد د. عبدالحي عزب انه لا يجوز ان نعمم هذه الرخصة ونقول ان المذياع يقرأ او تقوم قراءة المذياع مقام قراءة الفرد للقرآن اثناء الصلاة، او القول بأن الامام يصلي في الكاسيت او الجهاز الاليكتروني ونحن نصلي خلفه فهذا ممنوع منعاً باتاً، لأنه طريق ادخال في الدين ما ليس منه، مشيراً الى انه اذا كان ارباب الديانات الاخرى يحترمون ما فيها من طقوس، فنحن اولى منهم باحترام طقوس عبادتنا وإلا فالاسلام لا يرغم احداً على الدخول فيه او البقاء فيه، وعلى ذلك فإن ما يسمى بالامام الاليكتروني يعد نوعاً من البدع التي يبتغون من ورائها تشويه العبادة.
علم مشبوه
ويصف الدكتور محمد داود عميد معهد معلمي القرآن الكريم مثل هذه التكنولوجيا بالعلم المشبوه الذي يهدف الى صرف المسلمين عن الدين مدللاً على ذلك بصلاة الجمعة التي لا تصح بدون خطبة، مؤكداً ان ذلك يخل بشرط من شروط صحة الصلاة وهو خطأ يجب رده. ورفض د. محمد داوود امكانية اجازة الامام الاليكتروني لما له من تداعيات خطيرة تتصل بإمكانية صرف المسلمين عن الذهاب للصلاة في المساجد
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20070527/Con20070527113572.htm
http://www.almotamar.net/news/44612.htm
http://www.14october.com/Default.aspx?NewsID=a86acea2-5aa4-4e86-9677-df91419ba230
http://www.gharbia.gov.eg/index.php?LoadPage=newsdetail&nid=33&cid=32
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/329)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:48 م]ـ
وانظر بخصوص فتوى الإمام الإلكتروني
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=610476#post610476
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:58 م]ـ
مفتي مصر يعتذر عن فتوى التبرك ببول الرسول
القاهرة: أكد شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي أن مفتي مصر الدكتور علي جمعة قدم اعتذاراً رسمياً عن فتواه بتبرك الصحابة بشرب بول النبي -صلى الله عليه وسلم- خلال جلسة مجمع البحوث الإسلامية التي عقدت أمس الأول.
وأضاف شيخ الأزهر -بحسب جريدة " القبس " الكويتية- إنه طلب من المفتي سحب كتابه "الدين والحياة .. الفتاوى العصرية اليومية"، من الأسواق وإلغاء فتوى البول والفتوى الخاصة بجواز التبرك بالأضرحة، وأن المفتى وافق على ذلك وبدأ في اتخاذ الإجراءات لسحب الكتاب.
مشيراً إلى أن المجمع رفض مناقشة الفتوى التي أطلقها أستاذ الحديث في الأزهر الدكتور عزت عطية ارضاع الكبير حتى يتم الانتهاء من التحقيق معه من قبل الجامعة على أن يصدر الأزهر قراره عقب ذلك.
http://www.moheet.com/asp/subject.asp?ch=1
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 11:00 م]ـ
بعد التزايد الملاحظ لظاهرة الزواج العرفي في المجتمع المصري، وأخذه العديد من الصور، وما يترتب عليه من مخاطر تؤدي باستقرار الأسرة ومن ثم هدم المجتمع، وانتشار الرذيلة.
محيط - بدرية طه: ( editor@moheet.com)
قرر مجمع البحوث الإسلامية، برئاسة شيخ الأزهر الشيخ محمد سيد طنطاوي، مناقشة الزواج العرفي وما يسمي بزواج المسيار ليعلن رأي واضح ومفصل حيال هذه الظاهرة، خصوصاً بعد أن زادت أعداد الكتب التى تناولت هذه الظاهرة مطلقة عليه أحكام واهية دون إسناد من اجل جذب الشباب، ويأتي على راس هذه الكتب كتاب انتشر في الأسواق مؤخراً تحت عنوان " الزواج العرفي حلال حلال " والذي كان معروضا بمعرض القاهرة الدولى للكتاب.
وبعد جلسة دامت ثلاثة ساعات، خرج لنا أعضاء المجمع فى جلسته الشهرية التي عقدت يوم الخميس 31 مايو 2007 بالخبر اليقين وبالفتوى التى تشفي الصدور، حيث أجاز خلالها ما يطلق عليه بالزواج العرفي وزواج المسيار.
وعلل أعضاء المجمع موافقتهم على هذا الزواج بأن أي زواج يتوفر فيه شروط الزواج الصحيحة وأهمها الإشهار وموافقة ولي الأمر وشاهدي عدل هو زواج شرعي بغض النظر عن مسمى الزواج إلا أن أعضاء المجمع قد أضافوا مقولة تهدف للنصح والإرشاد متمثلة في قولهم " لا ينصح بهذا الزواج (العرفي) لما يترتب عليه في بعض الأحيان من ضياع لحقوق الزوجة وحقوق الأولاد". وإذا أردنا أن نتعرف على ما يترتب على هذه الفتوي يكفي أن نعرف حجم هذه الظاهرة في المجتمع المصري.
والتي تؤكده الإحصائيات الصادرة عن وزارة الشئون الاجتماعية وهو أن 255 ألف طالب وطالبة في مصر متزوجون عرفيا وبنسبة تصل إلى 17 % من طلبة الجامعات البالغ عددهم 5.1 مليون طالب وطالبة أدركنا أن الأكثر أهمية ما سيصدر عن مجمع البحوث الإسلامية من أحكام.
وحيال هذه الظاهرة والتي قال فيها مجمع البحوث الإسلامية كلمته كانت هناك العديد من الآراء الغير مؤيدة لها منها:
أكد الشيخ الراحل عطية صقر رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر أن الزواج العرفي الذي لم يوثق ممنوع شرعا. وأن الزواج العرفي يطلق علي الزواج الذي لم يوثق بوثيقة رسمية، وهو نوعان:
نوع يكون مستوفيا للأركان والشروط، ونوع لا يكون مستوفيا لذلك، وأن النوع الأول عقد صحيح شرعا يحل به التمتع وتتقرر به الحقوق للطرفين وللذرية الناتجة منهما وكذلك التوارث وأن هذا النظام كان هو السائد قبل أن توجد الأنظمة الحديثة التي توجب توثيق العقود.
أما النوع الثاني من الزواج العرفي فله صورتان صورة يكتفي فيها بتراضي الطرفين علي الزواج دون أن يعلم بذلك أحد من الشهود أو غيرهم وصورة يكون العقد فيها لمدة معينة كشهر أو سنة، وهما باطلان باتفاق مذاهب السٌنة وأكد أن النوع الأول صحيح شرعا ولكن له أضرار وتترتب عليه أمور محرمة لأن فيه مخالفة لأمر ولي الأمر كما أن عدم توثيقه يعرض الحقوق للضياع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/330)
ويتفق معه في الرأي الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية وعميد كلية أصول الدين الأسبق و الذي يقول:" أن القانون المصري يسقط شهادة الشهود في الزواج العرفي ولا يعتد بهذا الزواج ولا تترتب عليه أية حقوق سوي إثبات نسب الأطفال الناتجين عنه".
مشيرا إلي أن بعض الفقهاء قد يختلفون في مسألة الاعتداد بشهادة الشهود في هذه العقود، ولكن في ظل ما يحدث الآن من مفاسد تحت ستار وجود الشاهدين لابد أن يعيد الفقهاء النظر لدرء هذا البلاء، مؤكدا أن القانون حينما ألغي شهادة الشهود ولم يعتد بها في الزواج العرفي لم يتناقض مع الفقه ولكنه اعتبر أن هذا العقد ذريعة للفساد وأن الاعتراف به وإقرار أي حقوق بناء عليه يؤدي إلي انتشاره وهو موقف يتفق مع الشريعة كما يؤكد د. بيومي لأنه اعتمد في ذلك علي قاعدة ومصدر من مصادر الشريعة، وهو مبدأ سد الذرائع وقاعدة لا ضرر ولا ضرار، خاصة أن معظم هذه العقود تكون دون ولي.
وعن رأيه الشرعي يقول إنه لا يصف هذه العلاقات بأنها زواج، فالزواج الشرعي والقانوني هو الذي تتوفر فيه كل الشروط والأركان، ويكون موثقا في عقد ر سمي. أما ما دون ذلك فتشوبه الحرمة والبطلان، ويجب فسخ العقد والتفريق وأن هذا الرأي سيمنع الكثير من الشباب من الإقدام علي هذه العلاقات، مشيراً إلي أن الكثيرين منهم يتحايلون علي الشروط والأركان الشرعية للزواج بأن يزوجوا أنفسهم دون ولي ويخرج عدد منهم لزف العروسين بسياراتهم ظنا منهم أن هذا هو الإشهار، وفي كل هذا تحايل علي ما أمر به الله من شروط هذا الميثاق الغليظ.
وعن رأيه في الزواج العرفي يقول الشيخ يوسف القرضاوي:"إن الزواج في الإسلام عقد له أهمية خاصة، القرآن سماه ميثاقاً غليظاً كما قال في شأن النساء (وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً) يعني عهداً متيناً قوياً وهو نفس التعبير الذي أطلقه الله على النبوة، قال الله تعالى (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً) فأطلق على النكاح أو الزواج أو هذا الرباط المقدس هذه التسمية التي توحي بأهميته وقدسيته وقد جعل الله الزواج آية من آيات خلق السموات والأرض (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) فهذا الزواج لكي يكون زواجاً مَرضِيَّاً عنه في الإسلام له أركانه وشروطه، أول شيء أن يتم بإيجاب وقبول كأن يقول وكيل العروس: زوجتك موكلتي أو ابنتي أو موليتي فلانة بنت فلان على سنة رسول الله وعلى مهر كذا أو على المهر المسمى بيننا، ويرد العريس بالقبول على ذلك، فهذا الإيجاب والقبول فهذا شيء أساسي، ثم يكون ذلك عن طريق شهود حتى يشتهر هذا الزواج ويُعرف عند الناس وأقل الإعلام به أو الإشهار به أن يوجد شاهدان فهذا هو الحد الأدنى والمذاهب الثلاثة، مذهب الشافعي ومالك وأحمد تشترط وجود الولي أو من ينوب عن الولي "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل" وأيضاً لابد من مهر ولكن لو خلا العقد من المهر يكون لها مهر المثل أي مهر من مثلها وفي مثل بيئتها وأسرتها ومركزها والله تعالى يقول (وآتوا النساء صدُقاتهن نِحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً) هذا هو الزواج.
كان الزواج يتم في القرون الماضية بهذه الصيغة، زوجتك بنتي بمهر كذا ثم قبلت ويحضر بعض الناس ويتم ذلك ولا يوثق ولا يُكتب ولا شيء من هذا، ولكن في العصر الحديث حيث أصبح كل شيء يخضع لأنظمة ولقوانين حتى لا يتلاعب الناس أو يتناكر الناس، فمن الممكن أن يتزوج شخص من فتاة وبعد مدة من الزمن يتركها ويقول لها أنا لم أتزوجك، أو ربما تتزوج فتاة من رجل وعندما تجد رجلاً أغنى منه تتركه وتتزوج ذاك وتقول للأول " لا يوجد شيء بيني وبينك"، فحتى لا يتناكر الناس وتضيع الحقوق وقد يترتب على ذلك ضياع أولاد وذرية فاشترط الناس في العصر الحديث ما نسميه التوثيق، أن يكون الزواج موثقاً، كما اشترط أشياء كثيرة، الآن لا تستطيع أن تفتح محلاً إلا أن تأخذ له رخصة، والرخصة بشروط معينة ومن الجائز أن يُسمح لك فتح المحل في مكان ولا يُسمح لك بأن تفتحه في مكان آخر، فهذا هو تنظيم الحياة فهذا يخضع لما سماه الفقهاء المصلحة المرسلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/331)
والآن بعد ما أجاز المجمع الزواج العرفي هناك تساؤل يطرح نفسه؟؟؟ إذا ما كانت نسبة الزواج العرفي كما سبق الإشارة إليها بهذا المعدل قبل أن يجيزه المجمع، فكم ستصل النسبة الآن، وهل سيظل الزواج الشرعي يتمتع برونقه وكامل صورته؟،فهنيئا لمفسدي العقول وناشري الرزيلة ...
2 - 6 - 2007
http://www.moheet.com/asp/subject.asp?ch=1
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 11:09 م]ـ
في عهد الحكومة الإليكترونية، كل شيء أصبح يدار بالكمبيوتر، بدءا من بطاقات التموين الآلية ومرورا بالمؤذن الإليكتروني وانتهاءً بالإمام الآلي، بات المصريون يعيشون حقبة ما يسمى "الديجيتاليزم" أو الرقمنة، فتحول البشر إلى أرقام ـ بدليل بطاقة الرقم القومي وليس إثبات الهوية كما كان سابقا ـ وكذلك تحولت المشاعر بل والشعائر الدينية إلى لغة أرقام.
محيط -بدرية طه حسين: ( editor@moheet.com)
فبعد الجدل الذي أثاره مشروع توحيد الأذان بالقاهرة وموافقة وزارة الأوقاف عليه،معللة ذلك بأن الغرض من الأذان هو الإعلام بدخول وقت الصلاة سواء كان هذا الصوت مباشر أو مسجل أو منقول فإن الأمر لا يلغي من صفة الأذان في شيء، طالعتنا الصحف هذه الأيام بموافقة دار الإفتاء المصرية بجواز ما يسمى باختراع " الإمام الالكتروني " الأمر الذي لقي ردود أفعال أكثر من توحيد الأذان.
فبعد أن كان المصلي يقف خلف الإمام لأداء الصلاة،أصبح بإمكانه أن يصلي بمفرده ومع إمام خاص به.
فقد جاءت الفكرة عندما تقدم صاحب إحدى شركات صناعة البرمجيات في مصر بآلة تزعم أنها تقوم بدور الإمام في الصلاة، موضحاً أن ما دفعه للتفكير في تصميم وإنتاج الجهاز هو رغبته الشخصية في الاستماع إلى أكبر قدر من آيات القرآن الكريم بدلاً من العدد المحدود من قصار السور، مضيفاً أنه لاحظ عددا كبيرا من المسلمين ومن خلال صلواتهم يكررون بعض آيات يحفظونها ويشعرون بالثقة عند قراءتها وبالتالي لا يتيحون لأنفسهم فرصة قراءة عدد اكبر من الآيات إلا عندما يتفرغون لقراءة القرآن عندما يتاح لهم ذلك.
وصف الجهاز
وللتعريف بالجهاز تقدم المخترع لجهاز " الرفيق " بنسخة منه لدار الإفتاء وقال: "إن الجهاز عبارة عن سماعتي أذن يضعهما المصلي على أذنيه عند بدء الصلاة وبالضغط على السماعة قبل تكبيرة الإحرام يمكنه اختيار ركعتين أو ثلاث أو أربع حسب عدد ركعات صلاة الفرض أو النافلة، ويسمع المصلي ما يلي (مع التنويه في دليل المستخدم على وجوب تكرار ما يسمعه):
1 - تكبيرة الاحرام (الله اكبر) ثم يسمع الجهاز يقول (الفاتحة) ويعطى المصلي بعدها فترة زمنية تمكنه من قراءة الفاتحة بنفسه.
2 - بعد انتهاء الفترة المحددة لقراءة الفاتحة يبدأ الجهاز في قراءة ما تيسر من آيات الله البينات.
3 - بعد انتهاء التلاوة يستمع المصلي الى تكبيرة الركوع.
4 - بعدها يستمع إلى (سمع الله لمن حمده) للاعتدال قائما.
5 - ثم يستمع إلى تكبيرة السجود الأولى ثم تكبيرة الجلوس بين السجدتين ثم تكبيرة السجود الثانية ثم تكبيرة الرفع قائماً لبدء الركعة التالية، أو تكبيرة الجلوس لقراءة التشهد.
6 - وبعد الانتهاء من عدد الركعات المحددة يتوقف الجهاز عن العمل تلقائيا
مزايا "الإمام الالكتروني "
وعدد مخترع الجهاز مزايا الاختراع والتي ذكرها في نسخته التي تقدم بها لدار الإفتاء وهي كالأتي:
1 - إتاحة الفرصة للمصلي للاستماع إلى أكبر عدد من آيات القرآن الكريم خلال الصلوات الخمس يومياً وبالتالي يمكنه ختم كتاب الله على الأقل كل أربعة أشهر أو أقل حسب ما يتم برمجة الجهاز عليه.
2 - تقليل فرصة السهو في الصلاة إلى أقل حد ممكن خاصة بالنسبة لكبار السن، لأن كل تكبيرة تكون بصوت محدد يتعود عليه المستخدم بعد أيام قليلة
3 - الجهاز سيتيح لمسلمي العالم وخاصة الموجودين في بلاد لا تتلكم اللغة العربية التعود على النطق الصحيح والقراءة الصحيحة والتعليم والتدريب على القراءة المستمرة المتكررة للقرآن الكريم وبالتالي حفظ ما تيسر منه إن أمكن.
4 - يساعد المسلمين على نطق القرآن الكريم بصورة سليمة في الصلوات الخمس اليومية والنوافل وقيام الليل.
ملاحظتان:
وأبدى المخترع ملاحظتين في شرحه المقدم لدار الإفتاء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/332)
الأولى يؤكد فيها أن الجهاز ليس بديلا للإمام وانه مصمم لمن يصلي بمفرده كما انه ليس بديلا عن صلاة الجماعة ..
والثانية: أشار فيها إلى انه سيتم التنويه في دليل المستخدم على وجوب قيام المصلي بقراءة الفاتحة والتشهد بنفسه وإتباع كافة الخطوات الشرعية في الصلاة.
وجاءت إجازة دار الإفتاء المصرية التي حملت توقيع ثلاثة من مشايخ أمانة الفتوى وهم محمد وسام عباس ومحمد شلبي وعماد الدين احمد عفت كالتالي:
الجهاز بحسب ما قرأنا عنه في الطلب ومزاولتنا استخدامه (حيث أرفق السائل نموذجا منه) جائز استعماله من الناحية الشرعية في الجملة، وان كنا نقترح أموراً تحسينية وهي:
- جعل القراءة بطريقة المصحف المعلم، حيث يقرأ القارئ (الجهاز) ثم يترك مساحة زمنية ليقرأ المصلي بعده.
- استخدام تسجيلات لقراء مجيدين من ناحية فن التجويد والتلاوة.
- إضافة نص صوتي للتشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله في موضعهما من سياق الصلاة.
- وضع إمكانية اختيار كم القرآن المسموع في بداية التشغيل بالصفحات أو الأرباع أو ما شابه، ليناسب الصلوات التي يحب المصلي تطويلها أو تقصيرها.
- حبذا لو جعلنا بعد تكبيرة الإحرام نص دعاء الاستفتاح، وفي الركوع والسجود أذكار كلا منهما وأدعيتها.
وملاحظة أخيرة: على الباعث لعمل الجهاز، وهو سماع المصلي للقرآن الكريم بهذا الجهاز -كما ورد في السؤال- فالحقيقة أن المطلوب في صلاة الفرد هو التلاوة لا السماع فالسماع يكون في صلاة الجماعة الجهرية حيث يستمع المأمومون لقراءة الإمام أما المنفرد فانه يتلو ولا يستمع إلا لنفسه، وعليه فان طريقة المصحف المعلم المقترحة هي المحققة لهدف صلاة الفرد المطلوبة للسائل.
المؤيدون والرافضون
وعلى الرغم من كل مزاياه ونتائجه الجيدة التي ذكرها مخترعه إلا أن علماء الدين انقسموا حيال هذا " الإمام الالكتروني بين مؤيد ومعارض "
ويأتي على رأس المؤيدين لهذا الاختراع الدكتور علي جمعة مفتي مصر حيث يؤكد أن الإسلام كمنهج وحياة لا يتعارض مع منجزات العلم بقدر ما يتفاعل معها ارتباطاً بتقدير الإسلام للعلم والعلماء ودورهم في تعمير الأرض وتطويرها والتيسير على الإنسان في كل أمور حياته، ومن هنا فقد أفتى بشرعية الجهاز مع مراعاة نقاط عدة منها جعل القراءة بطريقة المصحف المعلم، إذ يقرأ القارئ ثم يترك مساحة زمنية ليقرأ المصلي بعده واستخدام تسجيلات بقراءة مجيدين لفن التجويد والتلاوة وإضافة نص صوتي للتشهد والصلاة على النبي في موضعيهما من سياق الصلاة.
وعلى الجانب الآخر يرى الدكتور صبري عبد الرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن الإسلام دين العلم والمدنية ويتماشى مع جميع الحضارات ويدعو للبحث العلمي ويعمل على رفع مستوى الفرد والجماعة بشرط ألا يتعارض ذلك مع نص من كتاب الله أو سنة رسوله. وإذا كان العصر الحضاري قد خرج علينا بمستجدات ومخترعات فإننا نقول لهذه المستحدثات مرحبا من أجل خدمة البشرية وتطورها، ولكن مهلا فيما يتعلق بالعبادة لأن العبادة علاقة خاصة بين الفرد وربه.
ويوضح د. صبري أن توظيف التكنولوجيا في أمر العبادات مرفوض تماما لأن العبادات ما سميت عبادة إلا لأن العقل ليس فيه مجال وإنما لاعتماده فيها على السمع والطاعة والانقياد لأمر الله عز وجل.
فالصلاة مثلا شرعها الإسلام وللإنسان أن يؤديها منفردا أو في جماعة، وإذا أداها في جماعة فإننا نقول أنه يشترط في المأموم أن يرى الإمام أو يسمع صوته أو يتصل بصف متصل بصفوف الإمام من غير واسطة أي من غير متابعة على الأجهزة الالكترونية كشاشة التلفاز أو الأقمار الصناعية، وذلك لأن مشاهدة الإنسان لإمامه عن طريق الوسائل العلمية المستحدثة وليس عن طريق المباشرة يؤدي لانشغاله بمشاهدة الإمام عبر الشاشة فيضيع منه الخشوع الالتزام لكمال الصلاة، مشيراً إلى أن الصلاة بهذه الكيفية خلف الإمام الالكتروني المزعوم تضيع تماماً عندما يحدث عطل مفاجئ لهذه الأجهزة فلا يستطيع المصلي أن يتابع إمامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/333)
ويتابع د. صبري عبد الرءوف، أن قول خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم: «أنما جعل الإمام ليؤتم به» فهذا يعني أنه إذا قرر هؤلاء المخترعون جعل هذه الأجهزة الالكترونية لتؤم من يصلي منفرداً فقط فإن ذلك ليس جائزاً إلا في حالة من يسمع هذا الجهاز الالكتروني قبل الدخول في الصلاة من باب التعليم أو الاسترشاد كمن دخل في الإسلام حديثا أو من في حكمه فلا مانع من ذلك.
أما أن دخل الإنسان في الصلاة فلا يحل له بأي حال من الأحوال أن يتابع صلاته عن طريق أي من هذه الأجهزة الالكترونية وعلى ذلك فكان الأولى لهؤلاء المخترعين أن يبحثوا عما يعود بالنفع العام للمجتمع بعيداً عن نطاق العبادات لأنها ترتبط بحقوق العبودية لله بما يعني حقوق السمع والطاعة للخالق العظيم هذا هو عين العبودية لله التي ينبغي للمسلم إن يتخلق بها وان يسير على منهجها.
ويخلص د. صبري عبد الرءوف إلى التأكيد بأن استخدام ما يسمى بالإمام الإلكتروني بدعة لأنها لا تتماشى مع الخشوع والإخلاص لله حال الصلاة.
في الوقت الذي يؤكد فيه د. عبد الحي عزب أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة بجامعة الأزهر عدم تعارض الأحكام الشرعية مع تطور العقل البشري والاختراعات التي تيسر حياة الإنسان في كل زمان ومكان، مشيراً إلى أن الشريعة الإسلامية قد جاءت خاتمة لكافة الشرائع السماوية ولما كانت شاملة للأحكام بأنواعها من عبادات ومعاملات لضبط حياة الفرد والمجتمع سواء ما يتعلق منها بالأمور الدنيوية أو الأخروية، ومع هذا فقد تركت الشريعة مساحة واسعة لمجال الفكر والعقل والنظر فنجد القرآن الكريم يحث العقل كي يتحرك ويحث الإنسان على النظر والتدبر في مخلوقات الله وملكوته ولذلك تختم الكثير من الآيات بقوله تعالى: {أفلا يعقلون}، {أفلا تبصرون}، {أفلا يتدبرون}. وهذا يؤكد إن الدين الإسلامي لا يقف حجر عثرة أمام التقدم العلمي والابتكار الذي يسهل له أمور حياته. وهنا نجد المولى عز وجل يقول في سورة «النحل» {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون}.
ويضيف د. عبد الحي أن تلك الابتكارات التكنولوجية والاليكترونية الحديثة التي تعود بالنفع العام على الإنسان قد تندرج تحت قوله تعالى: {ويخلق ما لا تعلمون} بشكل مباشر أو بطريق غير مباشر من خلال تعليم الإنسان ما لا يعلم، وهذا في ذاته تأكيد على أن الإسلام لا يصادر فكراً أو معرفة بل هو دين الانسجام مع الحياة، ألا إن الأحكام والأمور الشرعية تتنوع تنوعاً كبيراً ومنها ما يخص العبادات التي رسم لها الشارع الحكيم من المعالم التي يجب أن تؤدى بها كالصلاة فهي تؤدى إما فردا أو جماعة وتؤدى بالصفة الشخصية ولا يجوز إن ينوب فيها شخص عن آخر لأنها علاقة رسمية وصلة وثيقة بين العبد وربه.
ويشير د. عبد الحي عزب إلى أن: لا حاجة عملية لذلك خاصة أن للمسلم أن يصلي بالهيئة والصفة التي يتمكن منها فإن لم يستطع قائماً فجالساً وان لم يستطع جالساً فنائماً وان لم يستطع القراءة أطلاقا فليجر على لسانه الصلاة ولو بالدعاء.
وحول إمكانية توظيف هذه التكنولوجيا لتعليم الجاهل بأحكام وشروط الصلاة من الداخلين في الإسلام حديثاً يوضح د. عزب، أن الحديث عهداً بالإسلام ولا يستطيع قراءة الفاتحة فإنه يجوز استخدام هذا الصوت عبر الجهاز الاليكتروني بحيث يسمع الفاتحة ويرددها خلفه، وهذا لا مانع شرعياً فيه انطلاقاً من عدم معرفته بفاتحة الكتاب، وهذه الرخصة تدخل في باب الضرورة ووفقاً للقاعدة الفقهية وهي أن الضرورة التي تقدر بقدرها .. وهذا يعني أن هذه الضرورة تقتصر على أهلها فإذا وجد مضطر لاستخدام هذا الجهاز الاليكتروني فإن حالته لا تنسحب على غيره والرخص هنا تمنح بدافع الضرورة.
ويؤكد د. عبد الحي عزب إنه لا يجوز أن نعمم هذه الرخصة ونقول أن المذياع يقرأ أو تقوم قراءة المذياع مقام قراءة الفرد للقرآن أثناء الصلاة، أو القول بأن الإمام يصلي في الكاسيت أو الجهاز الاليكتروني ونحن نصلي خلفه فهذا ممنوع منعاً باتاً، لأنه طريق إدخال في الدين ما ليس منه، مشيراً إلى انه إذا كان أرباب الديانات الأخرى يحترمون ما فيها من طقوس، فنحن أولى منهم باحترام طقوس عبادتنا، وإلا فالإسلام لا يرغم أحدا على الدخول فيه أو البقاء فيه، وعلى ذلك فإن ما يسمى بالإمام الاليكتروني يعد نوعاً من "البدع التي يبتغون من ورائها تشويه العبادة".
ويصف الدكتور محمد داود عميد معهد معلمي القرآن الكريم مثل هذه التكنولوجيا بالعلم المشبوه الذي يهدف إلى صرف المسلمين عن الدين مدللاً على ذلك بصلاة الجمعة التي لا تصح بدون خطبة، مؤكداً أن ذلك يخل بشرط من شروط صحة الصلاة وهو خطأ يجب رده.
ورفض د. محمد داوود إمكانية إجازة الإمام الاليكتروني لما له من تداعيات خطيرة تتصل بإمكانية صرف المسلمين عن الذهاب للمساجد.
إلا إن السؤال الذي يطرح نفسه وبشدة في حالة اقتناء مثل هذا الجهاز:
ماذا ستكون النتيجة وهل سيظل يوم الجمعة العيد الأسبوعي للمسلمين الذي يجتمعون فيه في المساجد، وسؤال آخر يطرح نفسه هل من سيصلي بهذا الجهاز سيأخذ ثواب صلاة الجماعة، وكيف سيكون للمصلي بكل خطوة يخطوها للمسجد يأخذ به حسنة وترفع عنه سيئة.
4 - 6 - 2007
http://www.moheet.com/asp/subject.asp?ch=1
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/334)
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[05 - 06 - 07, 12:36 ص]ـ
الآن سؤال، على فرض أن علي جمعة تراجع عن فتواه التي يتجنى بها على الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والصحابة، فنقول له فتواه الأولى من أين أتى بها وأين الدليل عليها؟؟. فهذا الدين يختلف عن كل الأديان: ذلك أنه دين البصيرة، الدليل: قال تعالى:
(قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) يوسف.
(قلت) هذا يدلك على أنه رجل طائش.فربما تفتق عقله عن ما هو أعظم من هذا ....
وكيف مع ذلك لا يبعد عن هذا المنصب؟؟
أخوكم /سليمان سعود الصقر
أخوكم سليمان سعود الصقر
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 02:46 ص]ـ
ما هكذا يا جمعة تورد الإبل!!
أبو محمد الأزهري
ملفات متنوعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=articles&scholar_id=82)
أضيفت بتاريخ: 23 - 03 - 2007
خاص بإذاعة طريق الإسلام
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد خرج علينا فضيلة الأستاذ الدكتور مفتى الديار المصرية، بتصريح نشر في الصفحات الأولى في معظم الصحف اليومية؛ ولقد ذكرنا تصريح فضيلته بقول الشاعر العربي:
أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل
فأكد فضيلته: أنه لا تعارض بين القانون الوضعي في مصر والشريعة الإسلامية، وأن التجربة المصرية في ربطهما معاً جديرة بالاحترام؛ لأنها حلت المشاكل الفكرية مع الحفاظ علي مبادئ الإسلام؛ فلا تتعارض مع العالم، ولا تترك ديننا، والمحكمة الدستورية تراقب الأحكام ومدي مطابقتها للشريعة.
وقال: إن التعايش مع الآخر قاعدة شرعية، ولا ينبغي شرعاً رفض الآخرين، ويجب التعامل مع الآخر علي أنه أخ في الدين أو نظير في الخلق.
وأضاف أن الجهات الدينية ليست لها سلطة ولا تملك حق الضبطية القضائية لمصادرة أي ورقة تسيء للدين أو مساءلة المخطئ في الدين.
وقال - في ندوة مركز بحوث البناء والإسكان -: "إن لدار الإفتاء موقعاً يبث الفتاوى بالإنجليزية والفرنسية والألمانية إضافة إلي العربية وهناك 30 ألف فتوى شهرياً".
وأضاف: إننا في عصر شبهة لذلك لا يتم تطبيق الحدود الشرعية مثل قطع يد السارق وجلد ورجم الزاني .. وفي عصر كهذا تفقد الحدود شروط تطبيقها.
وأكد أن فائدة البنوك ليست ربا ولا يمكن تصنيفها علي أنها ربا، مشيراً إلي أن حجاب المرأة فرض لكن هناك خلافاً علي النقاب وهو بدعة عند الإمام مالك .. كما أن إطلاق اللحية ليس ضرورة عند الإمام الشافعي .. ويجوز للزوجة أن تطلق نفسها من خلال ما جاء في عقد الزواج أو أن يفوضها زوجها في ذلك .. وقال إن هناك 50 امرأة تولت ولاية المسلمين عبر التاريخ، وهناك سيدتان تولتا القضاء منهما أم الخليفة المقتدر". انتهى كلامه.
وفي هذه العجالة سنرد عما ورد في تصريحات فضيلته من طوام، ونبين بحول الله وتوفيقه تهافت ما يدعيه، وإن كان ما يقوله يأتي في إطار ما يسمى بتجديد الخطاب الديني، الذي أجهزوا به على ثوابت الإسلام، وهو يأتي – أيضا - مصاحبا للهجمة الشرسة على الإسلام.
هذا؛ وإن كنا نعتقد أن الرد المفصل على تلك الدعاوى يحتاج لتفصيل أكثر، فعسى الله أن يوفق بعض الباحثين لتتبع فتاوى الرجل وأطروحاته التي تصب في صف أعداء الأمة؛ قال تعالى {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}
فنقول فإن دعوى أن القانون الوضعي مطابق للشريعة الإسلامية، أو غير متعارض معها، من الدعاوى المتهافتة الباطلة، التي يُدْرِكُ زيفها الجميع ببداهة العقول، وبدايات العلوم، وبديهيات الإسلام، ولعمر الله لقد جاء صاحب هذه الكلمة شيئاً فرياً.
فالقانون الوضعي لم يستق أساساً من المصادر الشرعية؛ بل هو منقول من تشريعات أوربا الوثنية الملحدة، التي تخالف الإسلام مخالفة جوهرية في كثير من أصوله وفروعه؛ فلا غرابة أن نجده مصادماً للشرع في أكثر أحواله، ولو وافقه في بعض الأوجه، فإنه لا ينتمي إليه مصدراً أو استقاءً؛ ولم يقصد واضعه به اتباع شرع الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/335)
بل تحتوي أكثر مواده على ما يهدم الإسلام وينقضه، ولا عجب في هذا؛ فإن واضعه لم يبال – أصلا - أوافق الإسلام أم خالفه، وهذا أمر واضح وبديهي ولا يخالف فيه إلا من يغالط نفسه ويجهل دينه أو يعاديه من حيث لا يشعر.
قال العلامة أبو الأشبال أحمد محمد شاكر - وهو من أكابر العلماء والقضاة الذين عاصروا فتنة سنِّ القوانين للمسلمين على غرار التشريع الوضعي الحديث! - الوثني - وإلغاء المحاكم الشرعية -: " ... انظروا إلى ما صنع بكم أعداؤكم المبشرون المستعمرون: إذ ضربوا على المسلمين قوانين ضالة، مدمرة للأخلاق والآداب والأديان، قوانين إفرنجية وثنية، لم تُبنَ على شريعة ولا دين، بل بنيت على قواعد وضعها رجل وثني كافر هو "جوستنيان" أبو القوانين، وواضع أسسها فيما يزعمون".
وقال: " ... هذه القوانين أفسدت على الناس عقولهم وفطرهم الإسلامية، بل فطرهم الآدمية".
وقال: " ... لأني أرى هذه القوانين الأجنبية إليها يرجع أكثر ما نشكو من علل، في أخلاقنا، في معاملتنا، في ديننا، في ثقافتنا، في رجولتنا، إلى غير ذلك ... أثَّرت أسوأ الأثر في نفوس الأمة، وصبغتها صبغة إلحادية مادية بحتة، كالتي ترتكس فيها أوربا، ونزعت من القلوب خشية الله والخوف منه، كان التشريع الإسلامي يدخل القلوب ويرققها ويطهرها من الدنايا، هذه تربية الشريعة للأمة؛ فانظروا تربية القوانين المادية الأجنبية لم يحترمها المسلمون في عقيدتهم ودينهم، وإنما رهبوها وخافوا آثارها الظاهرة، ولم يعتقدوا وجوب طاعتها في أنفسهم، فكان ما نرى من اللدد في الخصومة والإسراف في التقاضي، وزيادة المطامع، والتغالي في إطالة الإجراءات، والتفصي بالحيل القضائية عند تنفيذ الأحكام.
ثم أجرمت هذه القوانين في حق الأمة والدين أكبر الجرائم فبثت في كثير من الناس روح الإلحاد والتمرد على الدين، أو حمتها وساعدت على بقائها ونمائها، وحمت التبشير وما وراءه من منكرات ومفاسد؛ بما تدعيه من حرية الأديان؛ فأبيحت الأعراض وسُفِكَت الدماء، ولم تنه فاسقاً، ولم تزجر مجرماً، حتى اكتظت السجون، وصارت مدارس لإخراج زعماء المجرمين، ونزعت من الناس الغيرة والرجولة، وامتلأ البلد بالمراقص والمواخير، وشاع الاختلاط بين الرجال والنساء، حتى لا مزدجر، وصرتم ترون ما ترون وتقرؤون ما تقرؤون في الصحف والمجلات، ومع ذلك فإن هذه القوانين التي تحكمون بها شرطت في القصاص شرطاً لم يشرطه الله، ولم يقل به أحد من المسلمين، لا من المجتهدين ولا المقلدين، ولا موضع له في النظر السليم؛ فأباحت به الدم الحلال، وكان له الأثر الكبير فيما نرى من كثرة جرائم القتل، وذلك أن المادة 230 من قانون العقوبات شرطت في عقاب القاتل بالإعدام: العمدَ مع سبق الإصرار والترصُّد. وأكدت ذلك المادة 234؛ فنصت على أن من قتل عمداً من غير سبق إصرار ولا ترصُّد يعاقب بالأشغال الشاقة، المؤبدة أو المؤقتة.
إن القوانين الإفرنجية والنظم الأوربية فيها كثير مما يخالف عقائد المسلمين، وفيها تعطيل لكثير من فروض الدين، فيها إباحة الخمور علناً، والترخص رسمياً ببيعها، وفيها إباحة الميسر بكل أنواعه، بشروط ورخص وضعوها؛ فخَرِبَت البيوت، واختلّت الأعصاب والعقول، وفيها إباحة الفجور بطرق عجيبة، من حماية الفجار من الرجال والنساء من سلطان الآباء والأولياء، بحجة حماية الحرية الشخصية، ثم ما في الحانات والمواخير ثم اختلاط الرجال والنساء، ثم المراقص العامة والخاصَّة. وفيها إبطال الحدود التي نزل بها القرآن كلها مسايرة لروح التطور العصري وإتباعاً لمبادئ التشريع الحديث وتباً لهذا التشريع الحديث وسحقاً، وفيها إهدار الدماء في القتلى باشتراط شروط لم ينزل بها كتاب ولا سنة، إلى غير ذلك مما لا نستطيع أن نحصيه، وكل هذه الأشياء وأمثالها تحليل لما حرم الله، واستهانة بحدود الله، وانفلات من الإسلام وكلها حرب على عقائد المسلمين، وكلها تعطيل لحدود الدين، ولسنا ننعي على هذه القوانين كل جزئية؛ ففيها فروع في مسائل مفصلة تدخل تحت القواعد العامة في الكتاب والسنة؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/336)
ولكننا ننكر المصدر الذي أخذت منه وهو مصدر لا يجوز للمسلم أن يجعله إمامه في التشريع، وقد أمر أن يتحاكم إلى الله ورسوله، ولكنا نسخط على الروح الذي يملى هذه القوانين، ويوحي بها، روح الإلحاد والتمرد على الإسلام، في المسائل الخطيرة والقواعد الأساسية، فلا يبالي واضعوها أن يخرجوا على القرآن وعلى البديهي من قواعد الإسلام وأن يصبغوها صبغة أوربية مسيحية أو وثنية، إذا ما أرضوا عنهم أعداءهم، ونالوا ثناءهم، ولم يخرجوا على مبادئ التشريع الحديث!! ". اهـ. باختصار.
وقال العلامة محمد بن ابراهيم آل الشيخ - مفتي المملكة العربية السعودية السابق -: " ... فكما أن للمحاكم الشرعية مراجع ومستمدات، مرجعها كله إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فلهذه المحاكم مراجع، هي القانون الملفق من شرائعٍ شتَّى، وقوانين كثيرة؛ كالقانون الفرنسي، والقانون الأمريكي، والقانون البريطاني، وغيرها من القوانين، ومن مذاهب بعض البدعيين المنتسبين إلى الشرعية، وغير ذلك؛ فهذه المحاكم الآن في كثير من أمصار الإسلام مهيأة مكملة مفتوحة الأبواب، والناس إليها أسراب إثر أسراب، يحكم حكامها بينهم بما يخالف حكم السنة والكتاب، من أحكام ذلك القانون". اهـ.
هذا؛ وقد دل القرآن الكريم، على أنه ليس بعد حكم الله تعالى إلا حكم الجاهلية، وعلى أن قسمة الحكم ثنائية؛ إما حكم الله وإما حكم الطاغوت؛ قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُون} [المائدة:50]، والآية الكريمة تدل أعظم دلالة على أن القوانين الوضعية في زمرة الجاهلية، شاء المدافعون عنها أم أبوا، بل هي أسوأ حالاً وأكذب مقالاً.
فتبين لنا من النقلين السابقين الفارق الكبير بين القوانين الوضعية - التي هي من صنع البشر والتي تشجع على الرذيلة والفجور والجرأة على الله وعلى كتابه ودينه، بما اشتملت عليه من تحليل الحرام، وتحريم الحلال -: والشريعة الإسلامية التي مصدرها الكتاب والسنة، وتشتمل على الحكمة والعدل، وصيانة الدماء والأعراض والأموال والحفاظ على الأمن العام ممن تسول له نفسه ارتكاب الجريمة، خوفاً مما سيلحقه من تبعتها، فيستتب الأمن، ويسود الهدوء، والاطمئنان وتطيب الحياة، وتتم النعمة ويُقْمَعُ الشر وأهله.
وليُعْلَم؛ أن حكم الله بين عباده من أهم خصائص الربوبية، ومن مقتضيات "لا إله إلا الله"، وهو التوحيد الذي أرسلت من أجله الرسل وأنزلت الكتب؛ قال الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} [الأنعام:57]، وقال تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [يوسف:40]، وقال تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} [المائدة:49]، قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل:89]، وقال: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59] وقال تعالى: {فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ}، وقال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص:70]، وقال تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون} [القصص: 88]، وقال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44]، قال تعالى: {وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} [الكهف:26]، وفي قراءة ابن عامر من السبعة {وَلاَ تُشْرِكْ فِي حُكْمِهِ أَحَداً}، قال العلامة الشنقيطي في "أضواء البيان": "إن الحلال ما أحله الله، وإن الحرام ما حرمه الله، والدين هو ما شرعه الله، فكل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/337)
تشريع من غيره باطل، والعمل به - بدل تشريع الله عند من يعتقد أنه مثلُه، أو خير منه - كفرٌ بواح لا نزاع فيه، وقد دل القرآن في آيات كثيرة على أنه لا حكم لغير الله، وأن اتِّباع تشريع غيره كفر به".
وقد أقسم الله تعالى بنفسه الكريمة المقدسة: أنه لا يؤمن أحد حتى يُحَكِّم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في جميع الأمور فقال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} [النساء:65]، قال قال الإمام أبو جعفر الطبري شيخ المفسرين: "فليس الأمر كما يزعمون: أنهم يؤمنون بما أنزل إليك، وهم يتحاكمون إلى الطاغوت، ويصدّون عنك إذا دُعُوا إليك يا محمد، واستأنف القَسَم جل ذكره؛ فقال: {وربك}، يا محمد {لاَ يُؤْمِنُونَ}، أي: لا يصدقون بي وبك وبما أنزل إليك {حتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمُ}، يقول: حتى يجعلوك حكماً بينهم فيما اختلط بينهم من أمورهم، فالتبس عليهم حكمه".
ولقد قام علماءٌ أجِلاَّء معروفون بالعلم والصلاح، والاستقامة على منهج أهل السنة والجماعة بمحاربة وجهاد تلك القوانين، والتحذير منها، وكشف عوارها، ومن هؤلاء العلامة المحدث أحمد محمد شاكر في مواضع متفرقه من كتابه الماتع "عمدة التفاسير"، والعلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ في "فتاويه" و"رسالة تحكيم القوانين"، والعلامة محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره "أضواء البيان" والعلاَّمة ابن باز في كتاب "القومية العربية"، والعلامة محمد بن صالح بن عثيمين في شرحه على "كتاب التوحيد"، والعلامة عبد الرزاق عفيفي، والشيخ محمد سليمان الأشقر في كتابه "الشريعة الإلهية لا القوانين الوضعية"، والأستاذ سيد قطب في مؤلفاته.
أما قوله: "إن التجربة المصرية في ربطهما معاً – الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي - حلت المشاكل الفكرية مع الحفاظ علي مبادئ الإسلام:
فقد مر بك أن القانون الوضعي والشريعة الإسلامية متضادان؛ فيستحيل أن يرتبطا سوياً أما زعم: "أنها حلت المشاكل الفكرية"؛ فيبطله الواقع الذي نعيشه، وذلك أن الطوائف الملتزمة دينياً وفكرياً في البلاد التي تطبق فيها تلك القوانين، يطالبون على الدوام بتطبيق أحكام الإسلام، بل أدى التمادي في تطبيق القانون الوضعي - مع عدم الإصغاء إلى الأصوات المنادية بإلغائه - إلى انحرافات فكرية وعملية يعاني الجميع ويلاتها.
أما قوله: "المحكمة الدستورية تراقب الأحكام ومدي مطابقتها للشريعة":
فالظاهر – والعلم عند الله – أن الشيخ لم يرجع - قبل حديثه – إلى رجال القانون فيسألهم عن صحة ما ذكره، وعن طبيعة عمل المحكمة الدستورية! فمن المعلوم أن المحكمة الدستورية أنشئت لمراقبة القوانين ومدى مطابقتها للدستور! ولهذا لما رُفِعَت إليها كثير من القضايا التي يطالب أصحابها بعدم مشروعية قانون العقوبات في القوانين الوضعية لمخالفته للحدود الإسلامية، رفضت الدعوى بحجة أن تلك الحدود كانت قبل دستور 1971 تقصد أن الدستور أتى عليها! وأن المحكمة مختصة في رد القوانين التي تخالف ما ورد في الدستور، ثم ذكرت في الحكم أن هذا الأمر يطلب من المجالس التشريعية؛ لتنظر في تعديل الدستور؛ ليوافق الشرع الإسلامي في الحدود!.
أما قوله: "إن التعايش مع الآخر قاعدة شرعية، ولا ينبغي شرعاً رفض الآخرين، ويجب التعامل مع الآخر علي أنه أخ في الدين، أو نظير في الخلق":
فإنه لم يوجد دين على الإطلاق يحمي حرية الأديان كما حماها الإسلام، ولم توجد أمة وسعت مخالفيها وأفسحت لهم صدورها كما فعل المسلمون؛ انطلاقاً من قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة:8].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/338)
ولكن قوله: ويجب التعامل مع الآخر علي أنه أخ في الدين، أو نظير في الخلق": فالمسلم ليس أخا للكافر في الدين بداهة؛ قال تعالى: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} وقوله: أو نظير في الخلق، فإن كان يقصد الحقوق العامة بين البشر من العدل وحسن الخلق وعدم الاعتداء ... ونحو هذا، فلا بأس إلا أن يترتب عليه مساواة في الحقوق والواجبات.
وأما قوله: "إن الجهات الدينية ليست لها سلطة ولا تملك حق الضبطية القضائية لمصادرة أي ورقة تسيء للدين أو مساءلة المخطئ في الدين":
فنفي السلطة عن العلماء مطلقاً غير صحيح؛ لأن الله أخذ الميثاق على العلماء في البيان؛ قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة:78 - 79]، وقال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}، قال الإمام ابن كثير في تفسيره: "وفي هذا تَحْذير للعلماء أن يسلكوا مسلكهم؛ فيصيبهم ما أصابهم، ويُسْلكَ بهم مَسْلكهم، فعلى العلماء أن يبذلوا ما بأيديهم من العلم النافع، الدال على العمل الصالح، ولا يكتموا منه شيئاً، فقد ورد في الحديث المروي من طرق متعددة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من سُئِل عن عِلْم فكَتَمه ألْجِم يوم القيامة بِلجَامٍ من نار)).
وقوله: "إننا في عصر شبهة؛ لذلك لا يتم تطبيق الحدود الشرعية مثل قطع يد السارق وجلد ورجم الزاني، وأن في عصر كهذا تَفقِد الحدود شروط تطبيقها":
فهذا القول من أعجب ما سمع في الإسلام، فضلاً عن أنه قول لا دليل عليه، فإن من لوازمه أن حرمة الزنا والسرقة إلى آخره، أصبحت عند العامة والخاصة غير معلومة، وهذا لم لن يحدث في بلاد الإسلام حتى يرفع القرآن من المصاحف، وصدور الرجال، ويهدم ذو السويقتين - من الحبشة - الكعبة المشرفة في آخر الزمان، إذا عفَا الإسلام وانمَحت آثاره ويندرس أقلامه؛ كما في حديث حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يُدْرَس الإسلام كما يُدرَس وَشَِيُّ الثوب، حتى لا يُدرَى ما صيام ولا صدقة ولا نُسُك، ويسرى على كتاب الله في ليلة؛ فلا يبقى في الأرض منه آية، ويبقى طوائف من الناس؛ الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله فنحن نقولها)).
قال صلة بن زفر لحذيفة: فما تغني عنهم لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صيام ولا صدقة ولا نسك؟ فأعرض عنه حذيفة، فرددها عليه ثلاثاً كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال: ((يا صلة تنجيهم من النار)) وحديث أنس مرفوعاً: ((لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض لا إله إلا الله))؛ أخرجه أحمد، وقواه الحافظ، وهو عند مسلم بلفظ: ((الله الله)).
فشبهة الجهل الرافعة للحد - عند أهل العلم - هي جهل التحريم، أما من علم التحريم وجهل الحد، أقيم عليه، بإجماع المسلمين، وكثير من الحنفية والمالكية، ومنهم القرافي في "الفروق" لا يعتبرون شبهة الجهل أصلاً؛ لأن الإسلام فشا وظهر؛ فلا يعذرون جاهلاً في شيء من الحدود.
وأما إن كان يقصد شبهة غير الجهل - كتعذر توفر أدلة الإثبات على النحو الذي يستوجب الحد أو العقوبة، وهذا هو ما ورد في القاعدة الشرعيّة: ادرؤوا الحدود بالشبهات – فلا شك أنها قاعدة معتبرة في كتب أهل العلم إذا توفرت ضوابطها التي تراعي تنفيذ حكم الله، إلا أن هذه القاعدة لا تختص بزماننا!
أما قوله: "إن فائدة البنوك ليست ربا ولا يمكن تصنيفها علي أنها ربا":
فمن المقرر عند أهل العلم؛ أن ربا الجاهلية الذي كانت العرب تتعامل به قبل الإسلام، وهدمه الإسلام، إنما كان قرضاً مؤجلاً بزيادة مشروطة، فكانت الزيادة بدلاً من الأجل؛ فأبطله الله؛ كما قاله الإمام الجصَّاص في "أحكام القرآن"، وهو عين ربا النسيئة، الذي حرمه الله، وحرمه رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأجمع أهل العلم على تحريمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/339)
وتعاملات البنوك لا تخرج عن حد الربا الذي ذكرناه؛ فقد نص الدستور على أن البنك مؤسسة لإقراض واستقراض الأموال؛ يعني: استقراض البنك الأموال من المودع، ثم إقراض البنك نفس المال لعميل آخر (المتاجرة في الديون)، وهكذا ومن أعماله أيضاً: تخليق الأموال! عن طريق فتح الاعتمادات التي يحصل منها البنك على فوائد لأموال لم يقرضها أصلاً، وإنما وضعها تحت تصرف العميل، ثم هذه البنوك تتعامل بفائدة محددة سلفاً لا تتغير بتغير الربح والخسارة، مع ضمان رأس المال؛ وهو باطل بالكتاب والسنة والإجماع؛ قال ابن المنذر: "أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على إبطال القراض - المضاربة - إذا شرط أحدهما أو كلاهما لنفسه دراهم معدودة". ولهذا قد نص عامة علماء العصر المعتبرين والمجامع الفقهية والمؤتمرات الإسلامية، ومنها مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر في سنة 1965، الذي حضره عدد كبير من كبار علماء الأمة، ومجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، ومجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، ولجان الفتوى -: على أن الفوائد البنكية هي عين الربا الذي حرمه الله ورسوله، وعلى حرمة التعامل مع البنوك الربوية بالاقتراض، والإقراض أي الإيداع.
أما قوله: "إن هناك خلافاً علي النقاب وهو بدعة عند الإمام مالك":
فإنه قول جديد لم يُسبق إليه، ولم يقل به أحد من الأئمة المتَّبعين، سواء من الأربعة أو غيرهم من السابقين، ولا من اللاحقين؛ فيكون الشيخ مخالفاً للإجماع؛ لأن الأصوليين قد نصوا على أنه إذا اختلف في مسألة على قولين أو أكثر ثم انصرم العصر، فلا يجوز إحداث قول آخر؛ لأنه يلزم منه غياب الحق عن جميع الأمة، وهو باطل بالإجماع، ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ((لا يزال طائفة من أمتى ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون))؛ متفق عليه، كما يلزم منه تجهيل جميع السلف.
وأما ما نسبه إلى الإمام مالك من القول ببدعية النقاب، فأمر يدعو إلى رفع الثقة عما ينقله الشيخ عن العلماء؛ فالإمام مالك قد كره انتقاب المرأة في الصلاة فقط، وليس مطلقاً كما جاء في كتب المالكية المعتمدة ومنها: "التاج والإكليل" عند قول خليل: " (وانتقاب امرأة)، من المدونة قال مالك: إن صلت الحرة منتقبة لم تعد. وقال ابن القاسم: وكذا المتلثمة. وقال اللخمي: ... وتسدل على وجهها إن خشيت رؤية رجل".اهـ.
وقال: "قال الباجي – المالكي - في "المنتقى": وإنما يجوز أن يخمرن وجوههن على ما ذكرنا – في الحج - بأن تسدل ثوباً على وجهها تريد الستر"، وقال الإمام أبو بكر بن العربي – المالكي -: وذلك لأن سترها وجهها بالبرقع فرض إلا في الحج، فإنها ترخي شيئاً من خمارها على وجهها غير لاصق به وتعرض عن الرجال ويعرضون عنها".
وكراهة الإمام مالك للمرأة ستر وجهها في الصلاة ليس خاصاً بالمالكية وحدهم، وإنما قال به عامة أهل العلم؛ لأن الانتقاب في الصلاة يخل بتمكين الجبهة من الأرض في السجود؛ قال الإمام أبو عمر بن عبد البر: "أجمعوا على أن على المرأة أن تكشف وجهها في الصلاة والإحرام، ولأن ستر الوجه يخل بمباشرة المصلي بالجبهة والأنف ويغطي الفم".
وقال ابن قدامة – الحنبلي- في المغني: "لا يختلف المذهب في أنه يجوز للمرأة كشف وجهها في الصلاة , ولا نعلم فيه خلافاً بين أهل العلم"، وقال البهوتي – الحنبلي- في "كشاف القناع": "ويكره أن تصلي في نقاب وبرقع بلا حاجة".
وقال الخطيب الشربيني – الشافعي -: "وأن يصلي الرجل متلثما والمرأة منتقبة" - أي يكره ذلك -، ونص النووي في "المجموع" على أنها كراهة تنزيهية لا تمنع صحة الصلاة".
ثم لو كان النقاب بدعة – كما يزعم – فلم كرهه العلماء في الصلاة وحسب؟!
والحاصل: أن وصف النقاب بأنه بدعة قول دخيل يخالف ما عليه جماعة العلماء، وإنما دخل على المسلمين في عصور الانحطاط الشديد والانهزام أما الحضارة الغربية فقد اختلف العلماء ـ من فقهاء ومفسرين ومُحدِّثين ـ قديمًا وحديثا في النقاب على قولين:
الأول: الوجوب وهو مذهب الإمام أحمد، والصحيح من مذهب الشافعي أنه يجب على المرأة ستر وجهها وكفيها أمام الرجال الأجانب؛ لأن الوجه والكفين عورة بالنسبة للنظر،
والثاني: الاستحباب وهو مذهب أبي حنيفة ومالك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/340)
لكن أفتى علماء الحنفية والمالكية - منذ زمن بعيد - أنه يجب عليها سترهما عند خوف الفتنة بها أو عليها، والمراد بالفتنة بها: أن تكون المرأة ذات جمال فائق، والمراد بخوف الفتنة عليها أن يفسد الزمان، بكثرة الفساد وانتشار الفسَّاق. قال ابن عابدين - الحنفي- في "رد المحتار على الدر المختار" -: "وتمنع المرأة الشابة من كشف الوجه بين رجال، لا لأنه عورة، بل لخوف الفتنة كمسه وإن أمن الشهوة لأنه أغلظ", والمعنى تمنع من الكشف لخوف أن يرى الرجال وجهها؛ فتقع الفتنة؛ لأنه مع الكشف قد يقع النظر إليها بشهوة.
وقال الحطَّاب – المالكي - في "مواهب الجليل شرح مختصر خليل": "واعلم أنه إن خُشي من المرأة الفتنة يجب عليها ستر الوجه والكفين؛ قاله القاضي عبد الوهاب، ونقله عنه الشيخ أحمد زروق في "شرح الرسالة"، وهو ظاهر "التوضيح"، هذا ما يجب عليها". وقال في "منح الجليل" – المالكي -: "وإن علِمَت أو ظَنَّت الافتتان بكشف وجهها، وجب عليها ستره لصيرورته عورة حينئذ؛ فلا يقال كيف تترك الواجب، وهو كشف وجهها – يعني في الحج - وتفعل المحرم وهو ستره لأجل أمر لا يطلب منها، إذ وجهها ليس عورة على أنها متى قصدت الستر عن الرجال فلا يحرم ولا يجب الكشف كما يفيده الاستثناء ونصها وَوَسَّعَ لها مالك - رضي الله عنه - أن تسدل رداءها من فوق رأسها على وجهها إذا أرادت ستراً, فإن لم ترد ستراً، فلا تسدل".
ولذلك: فالمُفتَى به الآن؛ وجوب تغطية الوجه والكفين على المعتبر من المذاهب الأربعة، وكتب المذاهب الأربعة زاخرة بذلك، ولولا خشية الإطالة لذكرنا الأدلة على مشروعية تغطية الوجه، وهو أدنى ما قيل فيها، فليُرَاجَع أيّ كتاب فقه في أبواب ستر العورة للنساء. إذ ليس الغرض تحقيق المسألة وإنما الغرض بيان أن القول بالبدعية لا قائل به ألبة، مع بيان أن الإمام مالكاً والمالكية براء مما نسب إليهم.
أما قوله:"إن إطلاق اللحية ليس ضرورة عند الإمام الشافعي":
فهو خلاف ما في كتب الشافعي نفسه؛ فقد نص في "الأم" على حرمة حلقها؛ قال ابن حجر الهيتمي – الشافعي - في "تحفة المحتاج": "قال الشيخان يكره حلق اللحية"، واعترض ابن الرفعة في "حاشية الكافية" بأن الشافعي نص في الأم على التحريم، قال الزركشي وكذا الحليمي في شعب الإيمان وأستاذه القفال الشاشي في محاسن الشريعة، وقال الأذرعي: "الصواب تحريم حلقها جملة لغير علة"، وقد اعتمد بعض متأخري الشافعية كراهية حلقها في المذهب، والصحيح تحريمه وهو مذهب المتقدمين"، وقال الإمام النووي – الشافعي - في "المجموع": "والصحيح عدم جواز الأخذ منها مطلقاً، بل يتركها على حالها كيف كانت، للحديث الصحيح: ((وأعفوا اللحى)) ". وقال ابن عابدين - الحنفي - في "رد المحتار": "يحمل الإعفاء على إعفائها عن أن يأخذ غالبها أو كلها، كما هو فعل مجوس الأعاجم من حلق لحاهم، ويؤيده ما في مسلم عن أبي هريرة عنه - صلى الله عليه وسلم -: ((جزوا الشوارب واعفوا اللحى خالفوا المجوس))؛ فهذه الجملة واقعة موقع التعليل، وأما الأخذ منها وهي دون ذلك، كما يفعله بعض المغاربة، ومخنثة الرجال؛ فلم يبحه أحد"، وقال الإمام ابن عبد البر في "التمهيد": "يحرم حلق اللحية، ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال"، وقال الحطاب المالكي في "شرح خليل": ((وحلق اللحية لا يجوز، وكذلك الشارب، وهو مثلة وبدعة ويؤدب من حلق لحيته أو شاربه إلا أن يريد الإحرام بالحج ويخشى طول شاربه)).
واحتجوا الأئمة على وجوب إعفاء اللحية ففي "الصحيحين" وغيرهما عن ابن عمر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خالفوا المشركين، وفروا اللحى وأحفوا الشوارب))، وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((جزوا الشوارب أرخوا اللحى وخالفوا المجوس))، والأحاديث في هذا الباب كثيرة في الصحيحين وغيرهما، وهي أوامر شرعية مؤكدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/341)
والأمر يقتضي الوجوب في قول جماهير الأصوليين والفقهاء؛ فيجب على المسلم امتثاله، لاسيما وقد اجتمع في ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وفعله، وهو هدي النبيين جميعاً، وكذلك فعل الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، لا يعرف لهم مخالف ولذلك حكى أبو محمد بن حزم الإجماع على حرمة حلقها؛ حيث قال في "مراتب الإحماع": "واتفقوا أن حلق جميع اللحية مثلة، لا تجوز، وكذلك الخليفة والفاضل والعالم"، وأقره شيخ الإسلام ابن تيمية في "نقد مراتب الإحماع" فلم يتعقبه، وقال "شرح العمدة": "فأما حلقها فمثل حلق المرأة رأسها وأشد لأنه من المثلة المنهي عنها وهي محرمة"،
أما قوله: "ويجوز للزوجة أن تطلق نفسها من خلال ما جاء في عقد الزواج أو أن يفوضها زوجها في ذلك".
فالأصل أن الطلاق في النكاح الصحيح اللازم بيد الرجل لا غيره، وهو الذي يُنْفِذْه إن شاء، ولا تكون العصمة بيد الزوجة إلا بتفويض من الزوج، وهذا التفويض إما أن يكون قبل العقد، أو بعده:
فإذا كان بعد العقد، فأكثر الفقهاء على جوازه، ونقل الإجماع على ذلك، وأكثرهم قيدوه بمجلس التفويض.
وأما إن كان قبل العقد، فلا يصح عند أكثر الفقهاء؛ لأنه مخالف لمقتضى عقد النكاح الذي يجعل القوامة وحق الطلاق للرجل لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق:1]، وقوله: {الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ} [البقرة:229]، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهي دالة على جعل الطلاق منسوباً إلى الرجل لا إلى المرأة، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الطلاق لمن أخذ بالساق))؛ رواه ابن ماجه، ونظرا لطبيعة المرأة العاطفية التي قد تدفعها لإساءة التصرف، فتطلق نفسها لأهون الأسباب، وتهدم عش الزوجية؛ قال ابن رشد في "بداية المجتهد": "لأن العلة في جعل الطلاق بأيدي الرجال دون النساء هو: لنقصان عقلهن، وغلبة الشهوة عليهن مع سوء المعاشرة".
وأجازه الحنفية في حال ابتدأت به المرأة فقالت: زوجت نفسي منك على أن يكون أمري بيدي، فقال الزوج: قبلت، أما لو بدأ الزوج فقال: تزوجتك على أن أمرك بيدك، فلا يكون أمرها بيدها؛ لأن التفويض وقع قبل الزواج.
أما قوله: "إن هناك 50 امرأة تولت ولاية المسلمين عبر التاريخ":
فهو استدلال طريف جدا! ووجه الطرافة فيه - على فرض صحتة – أن مصادر التشريع هي الكتاب والسنة والإجماع والقياس، فالأولان متفق على الاحتجاج بهما، وخالف داود وابن حزم في الاحتجاج بالقياس، وهناك مصادر أخرى مختلف فيها كالاستحسان، والمصالح المرسلة، وفعل الصحابي، والاستصحاب، والعرف، وعمل أهل المدينة، والمفهوم إلى غير ذلك، وليس في واحد منها ما احتج به الشيخ، فلو أنه كلف نفسه ونقل لنا اسم امرأة واحدة منهن؛ لأن أئمة الإسلام قد نقلوا خلاف ذلك؛ قال ابن قدامة في "المغني": "لم يولِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أحد من خلفائه ولا من بعدهم امرأة قضاءً ولا ولاية بلد - فيما بلغنا - ولو جاز ذلك لم يخل منه جميع الزمان غالبا".
وليعلم أن تولية المرأة الإمامة باطل بالنص والإجماع والمعقول؛ أما النص فقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة))؛ رواه البخاري عن أبي بكرة قال الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار": "فيه دليل على أن المرأة ليست من أهل الولايات ولا يحل لقوم توليتها؛ لأن تجنب الأمر الموجب لعدم الفلاح واجب، وقال: ولأن هذا المنصب تناط به أعمال خطيرة وأعباء جسيمة تتنافى مع طبيعة المرأة، وفوق طاقتها؛ فيتولى الإمام قيادة الجيوش ويشترك في القتال بنفسه أحيانا".
أما الإجماع: فقد أجمعت الأمة على منعها من تولي منصب الإمامة على جميع المسلمين أو بعضهم، ولم يخالف في ذلك أحد من علماء المسلمين في كل عصورهم. كما نقله ابن قدامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/342)
أما المعقول: فلأن الولاية تتطلب الرأي وثبات العزم وهو ما تضعف عنه النساء؛ لما جبلت عليه من الرقة والعاطفة وسرعة الانفعال وهذه الطبيعة تتطلب منها الاستقرار في البيت للقيام بوظيفة الإنجاب والتربية ومصالح البيت والأولاد أحسن قيام، مما يفوت عليها الاطلاع الشمولي على مجريات الأحداث خارج البيت، وهو ما يجعلها غير قادرة على القيام بمهام الولاية.
وقد خلق الله عقل المرأة أقل ضبطاً وحفظاً للأمور من عقل الرجل لحكم؛ منها: ملائمة وظائفها الأخرى التي تحتاج فيها إلى كمال العاطفة أكثر من احتياجها فيها إلى كمال العقل؛ فتلك الطبيعة تتنافى مع مهام الولاية.
ولذا؛ فإن الشهادة - التي يلزم لها تثبت وإعمال عقل- جعلت فيها شهادة امرأتين مقابل شهادة رجل صوناً للحقوق؛ قال تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [البقرة:282].
أما قوله: "وهناك سيدتان تولتا القضاء منهما أم الخليفة المقتدر":
فتولي امرأتين القضاء على طول تلك العصور لا يقدح في القاعدة العامة، وهو - على شذوذه - لم يذكر الشيخ أتمت تلك الولاية بموافقة العلماء أم كانت قسراً وقهراً؟!
وقد اتفقوا على اشتراط الذكورة في القاضي إلا أن الحنفية أنفذوا قضاءها إذا وليت مع تأثيم من ولاها؛ ولذلك أجازوا قضاءها في غير الحدود؛ قال التُمُرْتَاشِي – الحنفي – في "منح الغفَّار" (مخطوط): "والمرأة تقضي في غير حد وقَوَد؛ لأنها أهل للشهادة في غيرهما، فكانت أهلاً للقضاء وإن أثم المولي لها؛ للحديث: ((لم يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة))؛ رواه البخاري".
قال القاضي ابن العربي في "أحكام القرآن": "فإن المرأة لا يتأتى منها أن تبرز إلى المجالس، ولا تخالط الرجال، ولا تفاوضهم مفاوضة النظير للنظير .. تجمعها والرجال مجلس تزدحم فيه معهم، وتكون منظرة لهم، ولم يفلح قط من تصوَّر هذا ولا من اعتقده". وقال الشوكاني في "السيل الجرار": "وصف رسول الله صلى الله عليه و سلم النساء بأنهن ناقصات عقل ودين ومن كان بهذه المنزلة لا يصلح لتولي الحكم بين عباد الله وفصل خصوماتهم بما تقتضيه الشريعة المطهرة، ويوجبه العدل، فليس بعد نقصان العقل والدين شيء، ولا يقاس القضاء على الرواية؛ فإنها تروي ما بلغها وتحكي ما قيل لها، وأما القضاء؛ فهو يحتاج إلى اجتهاد أصحاب الرأي وكمال الإدراك والتبصر في الأمور، والتفهم لحقائقها وليست المرأة في وِرْدٍ ولا صَدَر من ذلك؛ ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيح من قوله - صلى الله عليه و سلم -: ((لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة))، فليس بعد نفي الفلاح شيء من الوعيد الشديد، ورأس الأمور هو القضاء بحكم الله - عز و جل - فدخوله فيها دخولاً أوليا".
واستدل الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة وأهل الحديث على قولهم بأدلة عديدة، منها:
1ـ عدم تكليفها بهذه الولايات في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعهد الخلفاء الراشدين وعهود من بعدهم.
2ـ قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء:34]، فإذ منع الله المرأة من ولاية الأسرة وهي من أصغر الولايات، فمن باب أولى منعها من تولي ما هو أكبر منها، كالقضاء.
3ـ قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي بكرة: ((لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة))؛ فالقضاء فرع عن الإمامة؛ فللقاضي على الناس ولاية عامة وسلطان واسع فإذا كان الإسلام يجعل الرجل قوَّاما على المرأة في البيت، وهو المجتمع الصغير، فكيف يجعل المرأة قوامة على الرجل في المجتمع الكبير؟!
4ـ حديث بريدة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((القضاة ثلاثة: واحد في الجنة، واثنان في النار؛ فأما الذي في الجنة، فرجل عرف الحق فقضى به، ورجل عرف الحق وجار في الحكم فهو في النار، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار))؛ رواه أصحاب السنن بإسناد صحيح، وقوله "رجل" لا يشمل النساء، قال مجد الدين ابن تيمية في "منتقى الأخبار" عقبه: "وهو دليل على اشتراط كون القاضي رجلاً".
5ـ الأحاديث النبوية المستفيضة في شأن المرأة، لا تجعل للمرأة ولاية على غيرها، بل ولا على نفسها في أخص شأن من شؤونها وهو النكاح؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا نكاح إلا بولي))، وكذلك منعت المرأة من السفر وحدها دون محرم، ولا أن تخلو بغير محارمها.
والحاصل أن الإسلام وضع كلاً من الرجل والمرأة في موضعه المناسب، وكلَّفه تكليفاً موافقاً لفطرته وخلقته، وشرع لذلك من الأحكام والتشريعات ما يصلح للجنسين، ويجعلهما متكاملين غير متنافرين؛ فالعقل والفطرة يجزمان بأن لكل من المرأة والرجل خصائصه، المبنية على تكوينه العقلي والنفسي والجسماني، الذي يختلف اختلافاً واضحاً عن الطرف الآخر، فهل يُعقل أن تتساوى وظيفتهما مع هذا الاختلاف؛ قال تعالى {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} [آل عمران:36]، وقال: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14]، وقال: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف:49].
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=2238
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/343)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 02:58 ص]ـ
ما هكذا يا جمعة تورد الإبل!!
أبو محمد الأزهري
ملفات متنوعة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=articles&scholar_id=82)
أضيفت بتاريخ: 23 - 03 - 2007
خاص بإذاعة طريق الإسلام
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد خرج علينا فضيلة الأستاذ الدكتور مفتى الديار المصرية، بتصريح نشر في الصفحات الأولى في معظم الصحف اليومية؛ ولقد ذكرنا تصريح فضيلته بقول الشاعر العربي:
أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل
فأكد فضيلته: أنه لا تعارض بين القانون الوضعي في مصر والشريعة الإسلامية، وأن التجربة المصرية في ربطهما معاً جديرة بالاحترام؛ لأنها حلت المشاكل الفكرية مع الحفاظ علي مبادئ الإسلام؛ فلا تتعارض مع العالم، ولا تترك ديننا، والمحكمة الدستورية تراقب الأحكام ومدي مطابقتها للشريعة.
وقال: إن التعايش مع الآخر قاعدة شرعية، ولا ينبغي شرعاً رفض الآخرين، ويجب التعامل مع الآخر علي أنه أخ في الدين أو نظير في الخلق.
وأضاف أن الجهات الدينية ليست لها سلطة ولا تملك حق الضبطية القضائية لمصادرة أي ورقة تسيء للدين أو مساءلة المخطئ في الدين.
وقال - في ندوة مركز بحوث البناء والإسكان -: "إن لدار الإفتاء موقعاً يبث الفتاوى بالإنجليزية والفرنسية والألمانية إضافة إلي العربية وهناك 30 ألف فتوى شهرياً".
وأضاف: إننا في عصر شبهة لذلك لا يتم تطبيق الحدود الشرعية مثل قطع يد السارق وجلد ورجم الزاني .. وفي عصر كهذا تفقد الحدود شروط تطبيقها.
وأكد أن فائدة البنوك ليست ربا ولا يمكن تصنيفها علي أنها ربا، مشيراً إلي أن حجاب المرأة فرض لكن هناك خلافاً علي النقاب وهو بدعة عند الإمام مالك .. كما أن إطلاق اللحية ليس ضرورة عند الإمام الشافعي .. ويجوز للزوجة أن تطلق نفسها من خلال ما جاء في عقد الزواج أو أن يفوضها زوجها في ذلك .. وقال إن هناك 50 امرأة تولت ولاية المسلمين عبر التاريخ، وهناك سيدتان تولتا القضاء منهما أم الخليفة المقتدر". انتهى كلامه.
وفي هذه العجالة سنرد عما ورد في تصريحات فضيلته من طوام، ونبين بحول الله وتوفيقه تهافت ما يدعيه، وإن كان ما يقوله يأتي في إطار ما يسمى بتجديد الخطاب الديني، الذي أجهزوا به على ثوابت الإسلام، وهو يأتي – أيضا - مصاحبا للهجمة الشرسة على الإسلام.
هذا؛ وإن كنا نعتقد أن الرد المفصل على تلك الدعاوى يحتاج لتفصيل أكثر، فعسى الله أن يوفق بعض الباحثين لتتبع فتاوى الرجل وأطروحاته التي تصب في صف أعداء الأمة؛ قال تعالى {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}
فنقول فإن دعوى أن القانون الوضعي مطابق للشريعة الإسلامية، أو غير متعارض معها، من الدعاوى المتهافتة الباطلة، التي يُدْرِكُ زيفها الجميع ببداهة العقول، وبدايات العلوم، وبديهيات الإسلام، ولعمر الله لقد جاء صاحب هذه الكلمة شيئاً فرياً.
فالقانون الوضعي لم يستق أساساً من المصادر الشرعية؛ بل هو منقول من تشريعات أوربا الوثنية الملحدة، التي تخالف الإسلام مخالفة جوهرية في كثير من أصوله وفروعه؛ فلا غرابة أن نجده مصادماً للشرع في أكثر أحواله، ولو وافقه في بعض الأوجه، فإنه لا ينتمي إليه مصدراً أو استقاءً؛ ولم يقصد واضعه به اتباع شرع الله.
بل تحتوي أكثر مواده على ما يهدم الإسلام وينقضه، ولا عجب في هذا؛ فإن واضعه لم يبال – أصلا - أوافق الإسلام أم خالفه، وهذا أمر واضح وبديهي ولا يخالف فيه إلا من يغالط نفسه ويجهل دينه أو يعاديه من حيث لا يشعر.
قال العلامة أبو الأشبال أحمد محمد شاكر - وهو من أكابر العلماء والقضاة الذين عاصروا فتنة سنِّ القوانين للمسلمين على غرار التشريع الوضعي الحديث! - الوثني - وإلغاء المحاكم الشرعية -: " ... انظروا إلى ما صنع بكم أعداؤكم المبشرون المستعمرون: إذ ضربوا على المسلمين قوانين ضالة، مدمرة للأخلاق والآداب والأديان، قوانين إفرنجية وثنية، لم تُبنَ على شريعة ولا دين، بل بنيت على قواعد وضعها رجل وثني كافر هو "جوستنيان" أبو القوانين، وواضع أسسها فيما يزعمون".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/344)
وقال: " ... هذه القوانين أفسدت على الناس عقولهم وفطرهم الإسلامية، بل فطرهم الآدمية".
وقال: " ... لأني أرى هذه القوانين الأجنبية إليها يرجع أكثر ما نشكو من علل، في أخلاقنا، في معاملتنا، في ديننا، في ثقافتنا، في رجولتنا، إلى غير ذلك ... أثَّرت أسوأ الأثر في نفوس الأمة، وصبغتها صبغة إلحادية مادية بحتة، كالتي ترتكس فيها أوربا، ونزعت من القلوب خشية الله والخوف منه، كان التشريع الإسلامي يدخل القلوب ويرققها ويطهرها من الدنايا، هذه تربية الشريعة للأمة؛ فانظروا تربية القوانين المادية الأجنبية لم يحترمها المسلمون في عقيدتهم ودينهم، وإنما رهبوها وخافوا آثارها الظاهرة، ولم يعتقدوا وجوب طاعتها في أنفسهم، فكان ما نرى من اللدد في الخصومة والإسراف في التقاضي، وزيادة المطامع، والتغالي في إطالة الإجراءات، والتفصي بالحيل القضائية عند تنفيذ الأحكام.
ثم أجرمت هذه القوانين في حق الأمة والدين أكبر الجرائم فبثت في كثير من الناس روح الإلحاد والتمرد على الدين، أو حمتها وساعدت على بقائها ونمائها، وحمت التبشير وما وراءه من منكرات ومفاسد؛ بما تدعيه من حرية الأديان؛ فأبيحت الأعراض وسُفِكَت الدماء، ولم تنه فاسقاً، ولم تزجر مجرماً، حتى اكتظت السجون، وصارت مدارس لإخراج زعماء المجرمين، ونزعت من الناس الغيرة والرجولة، وامتلأ البلد بالمراقص والمواخير، وشاع الاختلاط بين الرجال والنساء، حتى لا مزدجر، وصرتم ترون ما ترون وتقرؤون ما تقرؤون في الصحف والمجلات، ومع ذلك فإن هذه القوانين التي تحكمون بها شرطت في القصاص شرطاً لم يشرطه الله، ولم يقل به أحد من المسلمين، لا من المجتهدين ولا المقلدين، ولا موضع له في النظر السليم؛ فأباحت به الدم الحلال، وكان له الأثر الكبير فيما نرى من كثرة جرائم القتل، وذلك أن المادة 230 من قانون العقوبات شرطت في عقاب القاتل بالإعدام: العمدَ مع سبق الإصرار والترصُّد. وأكدت ذلك المادة 234؛ فنصت على أن من قتل عمداً من غير سبق إصرار ولا ترصُّد يعاقب بالأشغال الشاقة، المؤبدة أو المؤقتة.
إن القوانين الإفرنجية والنظم الأوربية فيها كثير مما يخالف عقائد المسلمين، وفيها تعطيل لكثير من فروض الدين، فيها إباحة الخمور علناً، والترخص رسمياً ببيعها، وفيها إباحة الميسر بكل أنواعه، بشروط ورخص وضعوها؛ فخَرِبَت البيوت، واختلّت الأعصاب والعقول، وفيها إباحة الفجور بطرق عجيبة، من حماية الفجار من الرجال والنساء من سلطان الآباء والأولياء، بحجة حماية الحرية الشخصية، ثم ما في الحانات والمواخير ثم اختلاط الرجال والنساء، ثم المراقص العامة والخاصَّة. وفيها إبطال الحدود التي نزل بها القرآن كلها مسايرة لروح التطور العصري وإتباعاً لمبادئ التشريع الحديث وتباً لهذا التشريع الحديث وسحقاً، وفيها إهدار الدماء في القتلى باشتراط شروط لم ينزل بها كتاب ولا سنة، إلى غير ذلك مما لا نستطيع أن نحصيه، وكل هذه الأشياء وأمثالها تحليل لما حرم الله، واستهانة بحدود الله، وانفلات من الإسلام وكلها حرب على عقائد المسلمين، وكلها تعطيل لحدود الدين، ولسنا ننعي على هذه القوانين كل جزئية؛ ففيها فروع في مسائل مفصلة تدخل تحت القواعد العامة في الكتاب والسنة؛
ولكننا ننكر المصدر الذي أخذت منه وهو مصدر لا يجوز للمسلم أن يجعله إمامه في التشريع، وقد أمر أن يتحاكم إلى الله ورسوله، ولكنا نسخط على الروح الذي يملى هذه القوانين، ويوحي بها، روح الإلحاد والتمرد على الإسلام، في المسائل الخطيرة والقواعد الأساسية، فلا يبالي واضعوها أن يخرجوا على القرآن وعلى البديهي من قواعد الإسلام وأن يصبغوها صبغة أوربية مسيحية أو وثنية، إذا ما أرضوا عنهم أعداءهم، ونالوا ثناءهم، ولم يخرجوا على مبادئ التشريع الحديث!! ". اهـ. باختصار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/345)
وقال العلامة محمد بن ابراهيم آل الشيخ - مفتي المملكة العربية السعودية السابق -: " ... فكما أن للمحاكم الشرعية مراجع ومستمدات، مرجعها كله إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فلهذه المحاكم مراجع، هي القانون الملفق من شرائعٍ شتَّى، وقوانين كثيرة؛ كالقانون الفرنسي، والقانون الأمريكي، والقانون البريطاني، وغيرها من القوانين، ومن مذاهب بعض البدعيين المنتسبين إلى الشرعية، وغير ذلك؛ فهذه المحاكم الآن في كثير من أمصار الإسلام مهيأة مكملة مفتوحة الأبواب، والناس إليها أسراب إثر أسراب، يحكم حكامها بينهم بما يخالف حكم السنة والكتاب، من أحكام ذلك القانون". اهـ.
هذا؛ وقد دل القرآن الكريم، على أنه ليس بعد حكم الله تعالى إلا حكم الجاهلية، وعلى أن قسمة الحكم ثنائية؛ إما حكم الله وإما حكم الطاغوت؛ قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُون} [المائدة:50]، والآية الكريمة تدل أعظم دلالة على أن القوانين الوضعية في زمرة الجاهلية، شاء المدافعون عنها أم أبوا، بل هي أسوأ حالاً وأكذب مقالاً.
فتبين لنا من النقلين السابقين الفارق الكبير بين القوانين الوضعية - التي هي من صنع البشر والتي تشجع على الرذيلة والفجور والجرأة على الله وعلى كتابه ودينه، بما اشتملت عليه من تحليل الحرام، وتحريم الحلال -: والشريعة الإسلامية التي مصدرها الكتاب والسنة، وتشتمل على الحكمة والعدل، وصيانة الدماء والأعراض والأموال والحفاظ على الأمن العام ممن تسول له نفسه ارتكاب الجريمة، خوفاً مما سيلحقه من تبعتها، فيستتب الأمن، ويسود الهدوء، والاطمئنان وتطيب الحياة، وتتم النعمة ويُقْمَعُ الشر وأهله.
وليُعْلَم؛ أن حكم الله بين عباده من أهم خصائص الربوبية، ومن مقتضيات "لا إله إلا الله"، وهو التوحيد الذي أرسلت من أجله الرسل وأنزلت الكتب؛ قال الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} [الأنعام:57]، وقال تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [يوسف:40]، وقال تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} [المائدة:49]، قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل:89]، وقال: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59] وقال تعالى: {فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ}، وقال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص:70]، وقال تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون} [القصص: 88]، وقال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44]، قال تعالى: {وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} [الكهف:26]، وفي قراءة ابن عامر من السبعة {وَلاَ تُشْرِكْ فِي حُكْمِهِ أَحَداً}، قال العلامة الشنقيطي في "أضواء البيان": "إن الحلال ما أحله الله، وإن الحرام ما حرمه الله، والدين هو ما شرعه الله، فكل تشريع من غيره باطل، والعمل به - بدل تشريع الله عند من يعتقد أنه مثلُه، أو خير منه - كفرٌ بواح لا نزاع فيه، وقد دل القرآن في آيات كثيرة على أنه لا حكم لغير الله، وأن اتِّباع تشريع غيره كفر به".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/346)
وقد أقسم الله تعالى بنفسه الكريمة المقدسة: أنه لا يؤمن أحد حتى يُحَكِّم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في جميع الأمور فقال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} [النساء:65]، قال قال الإمام أبو جعفر الطبري شيخ المفسرين: "فليس الأمر كما يزعمون: أنهم يؤمنون بما أنزل إليك، وهم يتحاكمون إلى الطاغوت، ويصدّون عنك إذا دُعُوا إليك يا محمد، واستأنف القَسَم جل ذكره؛ فقال: {وربك}، يا محمد {لاَ يُؤْمِنُونَ}، أي: لا يصدقون بي وبك وبما أنزل إليك {حتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمُ}، يقول: حتى يجعلوك حكماً بينهم فيما اختلط بينهم من أمورهم، فالتبس عليهم حكمه".
ولقد قام علماءٌ أجِلاَّء معروفون بالعلم والصلاح، والاستقامة على منهج أهل السنة والجماعة بمحاربة وجهاد تلك القوانين، والتحذير منها، وكشف عوارها، ومن هؤلاء العلامة المحدث أحمد محمد شاكر في مواضع متفرقه من كتابه الماتع "عمدة التفاسير"، والعلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ في "فتاويه" و"رسالة تحكيم القوانين"، والعلامة محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره "أضواء البيان" والعلاَّمة ابن باز في كتاب "القومية العربية"، والعلامة محمد بن صالح بن عثيمين في شرحه على "كتاب التوحيد"، والعلامة عبد الرزاق عفيفي، والشيخ محمد سليمان الأشقر في كتابه "الشريعة الإلهية لا القوانين الوضعية"، والأستاذ سيد قطب في مؤلفاته.
أما قوله: "إن التجربة المصرية في ربطهما معاً – الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي - حلت المشاكل الفكرية مع الحفاظ علي مبادئ الإسلام:
فقد مر بك أن القانون الوضعي والشريعة الإسلامية متضادان؛ فيستحيل أن يرتبطا سوياً أما زعم: "أنها حلت المشاكل الفكرية"؛ فيبطله الواقع الذي نعيشه، وذلك أن الطوائف الملتزمة دينياً وفكرياً في البلاد التي تطبق فيها تلك القوانين، يطالبون على الدوام بتطبيق أحكام الإسلام، بل أدى التمادي في تطبيق القانون الوضعي - مع عدم الإصغاء إلى الأصوات المنادية بإلغائه - إلى انحرافات فكرية وعملية يعاني الجميع ويلاتها.
أما قوله: "المحكمة الدستورية تراقب الأحكام ومدي مطابقتها للشريعة":
فالظاهر – والعلم عند الله – أن الشيخ لم يرجع - قبل حديثه – إلى رجال القانون فيسألهم عن صحة ما ذكره، وعن طبيعة عمل المحكمة الدستورية! فمن المعلوم أن المحكمة الدستورية أنشئت لمراقبة القوانين ومدى مطابقتها للدستور! ولهذا لما رُفِعَت إليها كثير من القضايا التي يطالب أصحابها بعدم مشروعية قانون العقوبات في القوانين الوضعية لمخالفته للحدود الإسلامية، رفضت الدعوى بحجة أن تلك الحدود كانت قبل دستور 1971 تقصد أن الدستور أتى عليها! وأن المحكمة مختصة في رد القوانين التي تخالف ما ورد في الدستور، ثم ذكرت في الحكم أن هذا الأمر يطلب من المجالس التشريعية؛ لتنظر في تعديل الدستور؛ ليوافق الشرع الإسلامي في الحدود!.
أما قوله: "إن التعايش مع الآخر قاعدة شرعية، ولا ينبغي شرعاً رفض الآخرين، ويجب التعامل مع الآخر علي أنه أخ في الدين، أو نظير في الخلق":
فإنه لم يوجد دين على الإطلاق يحمي حرية الأديان كما حماها الإسلام، ولم توجد أمة وسعت مخالفيها وأفسحت لهم صدورها كما فعل المسلمون؛ انطلاقاً من قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة:8].
ولكن قوله: ويجب التعامل مع الآخر علي أنه أخ في الدين، أو نظير في الخلق": فالمسلم ليس أخا للكافر في الدين بداهة؛ قال تعالى: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} وقوله: أو نظير في الخلق، فإن كان يقصد الحقوق العامة بين البشر من العدل وحسن الخلق وعدم الاعتداء ... ونحو هذا، فلا بأس إلا أن يترتب عليه مساواة في الحقوق والواجبات.
وأما قوله: "إن الجهات الدينية ليست لها سلطة ولا تملك حق الضبطية القضائية لمصادرة أي ورقة تسيء للدين أو مساءلة المخطئ في الدين":
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/347)
فنفي السلطة عن العلماء مطلقاً غير صحيح؛ لأن الله أخذ الميثاق على العلماء في البيان؛ قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة:78 - 79]، وقال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}، قال الإمام ابن كثير في تفسيره: "وفي هذا تَحْذير للعلماء أن يسلكوا مسلكهم؛ فيصيبهم ما أصابهم، ويُسْلكَ بهم مَسْلكهم، فعلى العلماء أن يبذلوا ما بأيديهم من العلم النافع، الدال على العمل الصالح، ولا يكتموا منه شيئاً، فقد ورد في الحديث المروي من طرق متعددة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من سُئِل عن عِلْم فكَتَمه ألْجِم يوم القيامة بِلجَامٍ من نار)).
وقوله: "إننا في عصر شبهة؛ لذلك لا يتم تطبيق الحدود الشرعية مثل قطع يد السارق وجلد ورجم الزاني، وأن في عصر كهذا تَفقِد الحدود شروط تطبيقها":
فهذا القول من أعجب ما سمع في الإسلام، فضلاً عن أنه قول لا دليل عليه، فإن من لوازمه أن حرمة الزنا والسرقة إلى آخره، أصبحت عند العامة والخاصة غير معلومة، وهذا لم لن يحدث في بلاد الإسلام حتى يرفع القرآن من المصاحف، وصدور الرجال، ويهدم ذو السويقتين - من الحبشة - الكعبة المشرفة في آخر الزمان، إذا عفَا الإسلام وانمَحت آثاره ويندرس أقلامه؛ كما في حديث حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يُدْرَس الإسلام كما يُدرَس وَشَِيُّ الثوب، حتى لا يُدرَى ما صيام ولا صدقة ولا نُسُك، ويسرى على كتاب الله في ليلة؛ فلا يبقى في الأرض منه آية، ويبقى طوائف من الناس؛ الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله فنحن نقولها)).
قال صلة بن زفر لحذيفة: فما تغني عنهم لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صيام ولا صدقة ولا نسك؟ فأعرض عنه حذيفة، فرددها عليه ثلاثاً كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال: ((يا صلة تنجيهم من النار)) وحديث أنس مرفوعاً: ((لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض لا إله إلا الله))؛ أخرجه أحمد، وقواه الحافظ، وهو عند مسلم بلفظ: ((الله الله)).
فشبهة الجهل الرافعة للحد - عند أهل العلم - هي جهل التحريم، أما من علم التحريم وجهل الحد، أقيم عليه، بإجماع المسلمين، وكثير من الحنفية والمالكية، ومنهم القرافي في "الفروق" لا يعتبرون شبهة الجهل أصلاً؛ لأن الإسلام فشا وظهر؛ فلا يعذرون جاهلاً في شيء من الحدود.
وأما إن كان يقصد شبهة غير الجهل - كتعذر توفر أدلة الإثبات على النحو الذي يستوجب الحد أو العقوبة، وهذا هو ما ورد في القاعدة الشرعيّة: ادرؤوا الحدود بالشبهات – فلا شك أنها قاعدة معتبرة في كتب أهل العلم إذا توفرت ضوابطها التي تراعي تنفيذ حكم الله، إلا أن هذه القاعدة لا تختص بزماننا!
أما قوله: "إن فائدة البنوك ليست ربا ولا يمكن تصنيفها علي أنها ربا":
فمن المقرر عند أهل العلم؛ أن ربا الجاهلية الذي كانت العرب تتعامل به قبل الإسلام، وهدمه الإسلام، إنما كان قرضاً مؤجلاً بزيادة مشروطة، فكانت الزيادة بدلاً من الأجل؛ فأبطله الله؛ كما قاله الإمام الجصَّاص في "أحكام القرآن"، وهو عين ربا النسيئة، الذي حرمه الله، وحرمه رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأجمع أهل العلم على تحريمه.
وتعاملات البنوك لا تخرج عن حد الربا الذي ذكرناه؛ فقد نص الدستور على أن البنك مؤسسة لإقراض واستقراض الأموال؛ يعني: استقراض البنك الأموال من المودع، ثم إقراض البنك نفس المال لعميل آخر (المتاجرة في الديون)، وهكذا ومن أعماله أيضاً: تخليق الأموال! عن طريق فتح الاعتمادات التي يحصل منها البنك على فوائد لأموال لم يقرضها أصلاً، وإنما وضعها تحت تصرف العميل، ثم هذه البنوك تتعامل بفائدة محددة سلفاً لا تتغير بتغير الربح والخسارة، مع ضمان رأس المال؛ وهو باطل بالكتاب والسنة والإجماع؛ قال ابن المنذر: "أجمع كل من نحفظ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/348)
عنه من أهل العلم على إبطال القراض - المضاربة - إذا شرط أحدهما أو كلاهما لنفسه دراهم معدودة". ولهذا قد نص عامة علماء العصر المعتبرين والمجامع الفقهية والمؤتمرات الإسلامية، ومنها مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر في سنة 1965، الذي حضره عدد كبير من كبار علماء الأمة، ومجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، ومجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، ولجان الفتوى -: على أن الفوائد البنكية هي عين الربا الذي حرمه الله ورسوله، وعلى حرمة التعامل مع البنوك الربوية بالاقتراض، والإقراض أي الإيداع.
أما قوله: "إن هناك خلافاً علي النقاب وهو بدعة عند الإمام مالك":
فإنه قول جديد لم يُسبق إليه، ولم يقل به أحد من الأئمة المتَّبعين، سواء من الأربعة أو غيرهم من السابقين، ولا من اللاحقين؛ فيكون الشيخ مخالفاً للإجماع؛ لأن الأصوليين قد نصوا على أنه إذا اختلف في مسألة على قولين أو أكثر ثم انصرم العصر، فلا يجوز إحداث قول آخر؛ لأنه يلزم منه غياب الحق عن جميع الأمة، وهو باطل بالإجماع، ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ((لا يزال طائفة من أمتى ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون))؛ متفق عليه، كما يلزم منه تجهيل جميع السلف.
وأما ما نسبه إلى الإمام مالك من القول ببدعية النقاب، فأمر يدعو إلى رفع الثقة عما ينقله الشيخ عن العلماء؛ فالإمام مالك قد كره انتقاب المرأة في الصلاة فقط، وليس مطلقاً كما جاء في كتب المالكية المعتمدة ومنها: "التاج والإكليل" عند قول خليل: " (وانتقاب امرأة)، من المدونة قال مالك: إن صلت الحرة منتقبة لم تعد. وقال ابن القاسم: وكذا المتلثمة. وقال اللخمي: ... وتسدل على وجهها إن خشيت رؤية رجل".اهـ.
وقال: "قال الباجي – المالكي - في "المنتقى": وإنما يجوز أن يخمرن وجوههن على ما ذكرنا – في الحج - بأن تسدل ثوباً على وجهها تريد الستر"، وقال الإمام أبو بكر بن العربي – المالكي -: وذلك لأن سترها وجهها بالبرقع فرض إلا في الحج، فإنها ترخي شيئاً من خمارها على وجهها غير لاصق به وتعرض عن الرجال ويعرضون عنها".
وكراهة الإمام مالك للمرأة ستر وجهها في الصلاة ليس خاصاً بالمالكية وحدهم، وإنما قال به عامة أهل العلم؛ لأن الانتقاب في الصلاة يخل بتمكين الجبهة من الأرض في السجود؛ قال الإمام أبو عمر بن عبد البر: "أجمعوا على أن على المرأة أن تكشف وجهها في الصلاة والإحرام، ولأن ستر الوجه يخل بمباشرة المصلي بالجبهة والأنف ويغطي الفم".
وقال ابن قدامة – الحنبلي- في المغني: "لا يختلف المذهب في أنه يجوز للمرأة كشف وجهها في الصلاة , ولا نعلم فيه خلافاً بين أهل العلم"، وقال البهوتي – الحنبلي- في "كشاف القناع": "ويكره أن تصلي في نقاب وبرقع بلا حاجة".
وقال الخطيب الشربيني – الشافعي -: "وأن يصلي الرجل متلثما والمرأة منتقبة" - أي يكره ذلك -، ونص النووي في "المجموع" على أنها كراهة تنزيهية لا تمنع صحة الصلاة".
ثم لو كان النقاب بدعة – كما يزعم – فلم كرهه العلماء في الصلاة وحسب؟!
والحاصل: أن وصف النقاب بأنه بدعة قول دخيل يخالف ما عليه جماعة العلماء، وإنما دخل على المسلمين في عصور الانحطاط الشديد والانهزام أما الحضارة الغربية فقد اختلف العلماء ـ من فقهاء ومفسرين ومُحدِّثين ـ قديمًا وحديثا في النقاب على قولين:
الأول: الوجوب وهو مذهب الإمام أحمد، والصحيح من مذهب الشافعي أنه يجب على المرأة ستر وجهها وكفيها أمام الرجال الأجانب؛ لأن الوجه والكفين عورة بالنسبة للنظر،
والثاني: الاستحباب وهو مذهب أبي حنيفة ومالك.
لكن أفتى علماء الحنفية والمالكية - منذ زمن بعيد - أنه يجب عليها سترهما عند خوف الفتنة بها أو عليها، والمراد بالفتنة بها: أن تكون المرأة ذات جمال فائق، والمراد بخوف الفتنة عليها أن يفسد الزمان، بكثرة الفساد وانتشار الفسَّاق. قال ابن عابدين - الحنفي- في "رد المحتار على الدر المختار" -: "وتمنع المرأة الشابة من كشف الوجه بين رجال، لا لأنه عورة، بل لخوف الفتنة كمسه وإن أمن الشهوة لأنه أغلظ", والمعنى تمنع من الكشف لخوف أن يرى الرجال وجهها؛ فتقع الفتنة؛ لأنه مع الكشف قد يقع النظر إليها بشهوة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/349)
وقال الحطَّاب – المالكي - في "مواهب الجليل شرح مختصر خليل": "واعلم أنه إن خُشي من المرأة الفتنة يجب عليها ستر الوجه والكفين؛ قاله القاضي عبد الوهاب، ونقله عنه الشيخ أحمد زروق في "شرح الرسالة"، وهو ظاهر "التوضيح"، هذا ما يجب عليها". وقال في "منح الجليل" – المالكي -: "وإن علِمَت أو ظَنَّت الافتتان بكشف وجهها، وجب عليها ستره لصيرورته عورة حينئذ؛ فلا يقال كيف تترك الواجب، وهو كشف وجهها – يعني في الحج - وتفعل المحرم وهو ستره لأجل أمر لا يطلب منها، إذ وجهها ليس عورة على أنها متى قصدت الستر عن الرجال فلا يحرم ولا يجب الكشف كما يفيده الاستثناء ونصها وَوَسَّعَ لها مالك - رضي الله عنه - أن تسدل رداءها من فوق رأسها على وجهها إذا أرادت ستراً, فإن لم ترد ستراً، فلا تسدل".
ولذلك: فالمُفتَى به الآن؛ وجوب تغطية الوجه والكفين على المعتبر من المذاهب الأربعة، وكتب المذاهب الأربعة زاخرة بذلك، ولولا خشية الإطالة لذكرنا الأدلة على مشروعية تغطية الوجه، وهو أدنى ما قيل فيها، فليُرَاجَع أيّ كتاب فقه في أبواب ستر العورة للنساء. إذ ليس الغرض تحقيق المسألة وإنما الغرض بيان أن القول بالبدعية لا قائل به ألبة، مع بيان أن الإمام مالكاً والمالكية براء مما نسب إليهم.
أما قوله:"إن إطلاق اللحية ليس ضرورة عند الإمام الشافعي":
فهو خلاف ما في كتب الشافعي نفسه؛ فقد نص في "الأم" على حرمة حلقها؛ قال ابن حجر الهيتمي – الشافعي - في "تحفة المحتاج": "قال الشيخان يكره حلق اللحية"، واعترض ابن الرفعة في "حاشية الكافية" بأن الشافعي نص في الأم على التحريم، قال الزركشي وكذا الحليمي في شعب الإيمان وأستاذه القفال الشاشي في محاسن الشريعة، وقال الأذرعي: "الصواب تحريم حلقها جملة لغير علة"، وقد اعتمد بعض متأخري الشافعية كراهية حلقها في المذهب، والصحيح تحريمه وهو مذهب المتقدمين"، وقال الإمام النووي – الشافعي - في "المجموع": "والصحيح عدم جواز الأخذ منها مطلقاً، بل يتركها على حالها كيف كانت، للحديث الصحيح: ((وأعفوا اللحى)) ". وقال ابن عابدين - الحنفي - في "رد المحتار": "يحمل الإعفاء على إعفائها عن أن يأخذ غالبها أو كلها، كما هو فعل مجوس الأعاجم من حلق لحاهم، ويؤيده ما في مسلم عن أبي هريرة عنه - صلى الله عليه وسلم -: ((جزوا الشوارب واعفوا اللحى خالفوا المجوس))؛ فهذه الجملة واقعة موقع التعليل، وأما الأخذ منها وهي دون ذلك، كما يفعله بعض المغاربة، ومخنثة الرجال؛ فلم يبحه أحد"، وقال الإمام ابن عبد البر في "التمهيد": "يحرم حلق اللحية، ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال"، وقال الحطاب المالكي في "شرح خليل": ((وحلق اللحية لا يجوز، وكذلك الشارب، وهو مثلة وبدعة ويؤدب من حلق لحيته أو شاربه إلا أن يريد الإحرام بالحج ويخشى طول شاربه)).
واحتجوا الأئمة على وجوب إعفاء اللحية ففي "الصحيحين" وغيرهما عن ابن عمر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خالفوا المشركين، وفروا اللحى وأحفوا الشوارب))، وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((جزوا الشوارب أرخوا اللحى وخالفوا المجوس))، والأحاديث في هذا الباب كثيرة في الصحيحين وغيرهما، وهي أوامر شرعية مؤكدة.
والأمر يقتضي الوجوب في قول جماهير الأصوليين والفقهاء؛ فيجب على المسلم امتثاله، لاسيما وقد اجتمع في ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وفعله، وهو هدي النبيين جميعاً، وكذلك فعل الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، لا يعرف لهم مخالف ولذلك حكى أبو محمد بن حزم الإجماع على حرمة حلقها؛ حيث قال في "مراتب الإحماع": "واتفقوا أن حلق جميع اللحية مثلة، لا تجوز، وكذلك الخليفة والفاضل والعالم"، وأقره شيخ الإسلام ابن تيمية في "نقد مراتب الإحماع" فلم يتعقبه، وقال "شرح العمدة": "فأما حلقها فمثل حلق المرأة رأسها وأشد لأنه من المثلة المنهي عنها وهي محرمة"،
أما قوله: "ويجوز للزوجة أن تطلق نفسها من خلال ما جاء في عقد الزواج أو أن يفوضها زوجها في ذلك".
فالأصل أن الطلاق في النكاح الصحيح اللازم بيد الرجل لا غيره، وهو الذي يُنْفِذْه إن شاء، ولا تكون العصمة بيد الزوجة إلا بتفويض من الزوج، وهذا التفويض إما أن يكون قبل العقد، أو بعده:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/350)
فإذا كان بعد العقد، فأكثر الفقهاء على جوازه، ونقل الإجماع على ذلك، وأكثرهم قيدوه بمجلس التفويض.
وأما إن كان قبل العقد، فلا يصح عند أكثر الفقهاء؛ لأنه مخالف لمقتضى عقد النكاح الذي يجعل القوامة وحق الطلاق للرجل لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق:1]، وقوله: {الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ} [البقرة:229]، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهي دالة على جعل الطلاق منسوباً إلى الرجل لا إلى المرأة، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الطلاق لمن أخذ بالساق))؛ رواه ابن ماجه، ونظرا لطبيعة المرأة العاطفية التي قد تدفعها لإساءة التصرف، فتطلق نفسها لأهون الأسباب، وتهدم عش الزوجية؛ قال ابن رشد في "بداية المجتهد": "لأن العلة في جعل الطلاق بأيدي الرجال دون النساء هو: لنقصان عقلهن، وغلبة الشهوة عليهن مع سوء المعاشرة".
وأجازه الحنفية في حال ابتدأت به المرأة فقالت: زوجت نفسي منك على أن يكون أمري بيدي، فقال الزوج: قبلت، أما لو بدأ الزوج فقال: تزوجتك على أن أمرك بيدك، فلا يكون أمرها بيدها؛ لأن التفويض وقع قبل الزواج.
أما قوله: "إن هناك 50 امرأة تولت ولاية المسلمين عبر التاريخ":
فهو استدلال طريف جدا! ووجه الطرافة فيه - على فرض صحتة – أن مصادر التشريع هي الكتاب والسنة والإجماع والقياس، فالأولان متفق على الاحتجاج بهما، وخالف داود وابن حزم في الاحتجاج بالقياس، وهناك مصادر أخرى مختلف فيها كالاستحسان، والمصالح المرسلة، وفعل الصحابي، والاستصحاب، والعرف، وعمل أهل المدينة، والمفهوم إلى غير ذلك، وليس في واحد منها ما احتج به الشيخ، فلو أنه كلف نفسه ونقل لنا اسم امرأة واحدة منهن؛ لأن أئمة الإسلام قد نقلوا خلاف ذلك؛ قال ابن قدامة في "المغني": "لم يولِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أحد من خلفائه ولا من بعدهم امرأة قضاءً ولا ولاية بلد - فيما بلغنا - ولو جاز ذلك لم يخل منه جميع الزمان غالبا".
وليعلم أن تولية المرأة الإمامة باطل بالنص والإجماع والمعقول؛ أما النص فقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة))؛ رواه البخاري عن أبي بكرة قال الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار": "فيه دليل على أن المرأة ليست من أهل الولايات ولا يحل لقوم توليتها؛ لأن تجنب الأمر الموجب لعدم الفلاح واجب، وقال: ولأن هذا المنصب تناط به أعمال خطيرة وأعباء جسيمة تتنافى مع طبيعة المرأة، وفوق طاقتها؛ فيتولى الإمام قيادة الجيوش ويشترك في القتال بنفسه أحيانا".
أما الإجماع: فقد أجمعت الأمة على منعها من تولي منصب الإمامة على جميع المسلمين أو بعضهم، ولم يخالف في ذلك أحد من علماء المسلمين في كل عصورهم. كما نقله ابن قدامه.
أما المعقول: فلأن الولاية تتطلب الرأي وثبات العزم وهو ما تضعف عنه النساء؛ لما جبلت عليه من الرقة والعاطفة وسرعة الانفعال وهذه الطبيعة تتطلب منها الاستقرار في البيت للقيام بوظيفة الإنجاب والتربية ومصالح البيت والأولاد أحسن قيام، مما يفوت عليها الاطلاع الشمولي على مجريات الأحداث خارج البيت، وهو ما يجعلها غير قادرة على القيام بمهام الولاية.
وقد خلق الله عقل المرأة أقل ضبطاً وحفظاً للأمور من عقل الرجل لحكم؛ منها: ملائمة وظائفها الأخرى التي تحتاج فيها إلى كمال العاطفة أكثر من احتياجها فيها إلى كمال العقل؛ فتلك الطبيعة تتنافى مع مهام الولاية.
ولذا؛ فإن الشهادة - التي يلزم لها تثبت وإعمال عقل- جعلت فيها شهادة امرأتين مقابل شهادة رجل صوناً للحقوق؛ قال تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [البقرة:282].
أما قوله: "وهناك سيدتان تولتا القضاء منهما أم الخليفة المقتدر":
فتولي امرأتين القضاء على طول تلك العصور لا يقدح في القاعدة العامة، وهو - على شذوذه - لم يذكر الشيخ أتمت تلك الولاية بموافقة العلماء أم كانت قسراً وقهراً؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/351)
وقد اتفقوا على اشتراط الذكورة في القاضي إلا أن الحنفية أنفذوا قضاءها إذا وليت مع تأثيم من ولاها؛ ولذلك أجازوا قضاءها في غير الحدود؛ قال التُمُرْتَاشِي – الحنفي – في "منح الغفَّار" (مخطوط): "والمرأة تقضي في غير حد وقَوَد؛ لأنها أهل للشهادة في غيرهما، فكانت أهلاً للقضاء وإن أثم المولي لها؛ للحديث: ((لم يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة))؛ رواه البخاري".
قال القاضي ابن العربي في "أحكام القرآن": "فإن المرأة لا يتأتى منها أن تبرز إلى المجالس، ولا تخالط الرجال، ولا تفاوضهم مفاوضة النظير للنظير .. تجمعها والرجال مجلس تزدحم فيه معهم، وتكون منظرة لهم، ولم يفلح قط من تصوَّر هذا ولا من اعتقده". وقال الشوكاني في "السيل الجرار": "وصف رسول الله صلى الله عليه و سلم النساء بأنهن ناقصات عقل ودين ومن كان بهذه المنزلة لا يصلح لتولي الحكم بين عباد الله وفصل خصوماتهم بما تقتضيه الشريعة المطهرة، ويوجبه العدل، فليس بعد نقصان العقل والدين شيء، ولا يقاس القضاء على الرواية؛ فإنها تروي ما بلغها وتحكي ما قيل لها، وأما القضاء؛ فهو يحتاج إلى اجتهاد أصحاب الرأي وكمال الإدراك والتبصر في الأمور، والتفهم لحقائقها وليست المرأة في وِرْدٍ ولا صَدَر من ذلك؛ ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيح من قوله - صلى الله عليه و سلم -: ((لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة))، فليس بعد نفي الفلاح شيء من الوعيد الشديد، ورأس الأمور هو القضاء بحكم الله - عز و جل - فدخوله فيها دخولاً أوليا".
واستدل الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة وأهل الحديث على قولهم بأدلة عديدة، منها:
1ـ عدم تكليفها بهذه الولايات في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعهد الخلفاء الراشدين وعهود من بعدهم.
2ـ قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء:34]، فإذ منع الله المرأة من ولاية الأسرة وهي من أصغر الولايات، فمن باب أولى منعها من تولي ما هو أكبر منها، كالقضاء.
3ـ قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي بكرة: ((لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة))؛ فالقضاء فرع عن الإمامة؛ فللقاضي على الناس ولاية عامة وسلطان واسع فإذا كان الإسلام يجعل الرجل قوَّاما على المرأة في البيت، وهو المجتمع الصغير، فكيف يجعل المرأة قوامة على الرجل في المجتمع الكبير؟!
4ـ حديث بريدة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((القضاة ثلاثة: واحد في الجنة، واثنان في النار؛ فأما الذي في الجنة، فرجل عرف الحق فقضى به، ورجل عرف الحق وجار في الحكم فهو في النار، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار))؛ رواه أصحاب السنن بإسناد صحيح، وقوله "رجل" لا يشمل النساء، قال مجد الدين ابن تيمية في "منتقى الأخبار" عقبه: "وهو دليل على اشتراط كون القاضي رجلاً".
5ـ الأحاديث النبوية المستفيضة في شأن المرأة، لا تجعل للمرأة ولاية على غيرها، بل ولا على نفسها في أخص شأن من شؤونها وهو النكاح؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا نكاح إلا بولي))، وكذلك منعت المرأة من السفر وحدها دون محرم، ولا أن تخلو بغير محارمها.
والحاصل أن الإسلام وضع كلاً من الرجل والمرأة في موضعه المناسب، وكلَّفه تكليفاً موافقاً لفطرته وخلقته، وشرع لذلك من الأحكام والتشريعات ما يصلح للجنسين، ويجعلهما متكاملين غير متنافرين؛ فالعقل والفطرة يجزمان بأن لكل من المرأة والرجل خصائصه، المبنية على تكوينه العقلي والنفسي والجسماني، الذي يختلف اختلافاً واضحاً عن الطرف الآخر، فهل يُعقل أن تتساوى وظيفتهما مع هذا الاختلاف؛ قال تعالى {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} [آل عمران:36]، وقال: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14]، وقال: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف:49].
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=2238
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 02:59 ص]ـ
وانظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=610629&posted=1#post610629
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 11:55 ص]ـ
الآن سؤال، على فرض أن علي جمعة تراجع عن فتواه التي يتجنى بها على الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والصحابة، فنقول له فتواه الأولى من أين أتى بها وأين الدليل عليها؟؟. فهذا الدين يختلف عن كل الأديان: ذلك أنه دين البصيرة، الدليل: قال تعالى:
(قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) يوسف.
(قلت) هذا يدلك على أنه رجل طائش.فربما تفتق عقله عن ما هو أعظم من هذا ....
وكيف مع ذلك لا يبعد عن هذا المنصب؟؟
أخوكم /سليمان سعود الصقر
أخوكم سليمان سعود الصقرجزاكم الله خير الجزاء أخي الحبيب وبارك الله فيكم
ونسأل الله الهداية للجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/352)