5 - أن يرضى العبد بما قسم الله عز وجل له فلا يتدخل في تغيير خلق الله لا في قليل ولا في كثير , والله عز وجل أخبرنا عن الشيطان حينما توعد وتوعد فقال الله عز وجل عنه: (لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) فتغيير خلق الله عزوجل وتبتك آذان الأنعام كل ذلك تعد على اسم الله عزوجل المصور.
ومن هنا لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الشيخان: (لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المتغيرات خلق الله).
والواشمة: هي التي تصنع الوشم لغيرها , والمستوشمة هي التي تطلب أن يفعل فيها ذلك , والوشم هو أن يؤتى بإبرة أو نحوها فيدق بها الجلد ثم بعد ذلك يوضع في مكانه كجل أو نحو ذلك من لون من الألوان , فيبقى هذا اللون لا يفارقه أبدا , وهذا لا يجوز سواء كان رسما أو كتابة أم غير ذلك.
والواصلة: هي التي تعمد إلى شعر فتصل فيه شعرها , لأنه قصير أو لأنه ممزق أو غير ذلك , ولربما دخل فيه ولا شك أنه داخل في تغيير خلق الله اللاتي يزرعن الشعر الصناعي , أما التي تزرع البصيلات فهذا لا إشكال فيه , فهو من باب الطب والعلاج المباح.
والمتنمصة:وهي التي تزيل شعر الحاجب أو هي التي تزيل شعر الوجه وذلك طلبا للحسن فيبدو الحاجب دقيقا بعد أن كان عريضا مثلا , أو أنها تعمد إلى شعر وجهها فتزيل هذا الشعر بملقط أو غير ذلك عبر الليزر أو غير ذلك من الأشياء الحديثة التي يزال به الشعر في هذا العصر.
وإذا كان هذا الحكم فيما يتعلق بالمرأة , فما باله إذا كان صادرا من الرجل؟ , إذا حلق الرجل لحيته فكيف يكون الشأن في حقه إذا كانت المرأة ملعونة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أزالت شيئا من شعر وجهها مع أن من طبيعة المرأة الحسن والرقة والنعومة , وهي تبحث عن الجمال؟ , قال تعالى: (أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) فإذا عمد الرجل وأزال شعر لحيته التي أمر الله بإبقائها فهو مذموم من باب أولى , كيف إذا فعل الرجل عمليات التجميل وإزالة الشعر , وإذا قام بالنمص لحاجبه؟ , وما كنا نظن أنه يأتي يوم يعمد الرجل إلى مثل هذا الفعل ولا يكاد الإنسان يصدق لولا أن بعض الإخوان يؤكدون ذلك.
ثم يدخل بذلك كل من تشبه من الرجال بالنساء سواء إما بحلق لحيته أو بالنمص أو بغير ذلك , وقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم كما أخرج البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما (لعن صلى الله عليه وسلم المشتبهين من الرجال بالنساء والمشتبهات من النساء بالرجال) فهؤلاء لم يرضوا بما أعطاهم الله عز وجل من الخلق فهم غيروا خلق الله , فيدخل في ذلك أيضا الذين يقومون بعمليات جراحية ليتحول إلى امرأة والمراة التي تريد أن تتحول إلى رجل , طبعا هذا غير الحالات التي يجوز فيها ذلك , كأن يكون الرجل أصلا هو رجل لكن لم يظهر ذلك إلا بعد مدة فلا بأس , ولكن أتحدث عن أقوام قد مُسخت فطرهم وأراد أن يتحول إلى امرأة , وكذلك الذين يأكلون هرمونات فيظهر لهم ثدي أو غير ذلك , وغير ذلك من الأمور التي يفعلها من لا خلاق له.
والمتفلجة: هي التي تقوم بمبرد أو غير ذلك فتفرق بين الأسنان , بين الرباعيات مثلا وبين الثنايا , فتفرق بينهما فيبقى كل سن بمفرده , ويدخل فيه عمليات تقويم الأسنان إلا الحالات الطبية فقط التي تقتضي تدخل الطبيب , أما الذين يفعلون ذلك لمجرد الزينة ولتنظيم الأسنان بشكل جميل ونحو ذلك فهم داخلون في هذا المعنى ولا شك.
ومما يدخل أيضا في تغير خلق الله عز وجل مما أبدعه الطب الحديث اليوم تطويل القامة أو تقصيرها , فبعض الناس يطولون أنفسهم بعمل عملية فيطيل الفخذ أو الساق أو اليد أو نحو ذلك لأمر من الأمور , وكذلك يدخل فيما يسمى بالهندسة الوراثية الذين يتدخلون في تكوين الإنسان في أول خلقته ونشأته , ويدخل فيها أشياء كثيرة جدا من عمليات التجميل كتكبير الثديين وتصغيرهما , وكذلك شد الوجه وشد الترهلات التي في الجسم بطريقة أو أخرى , إما بعمليات جراحية أو بدهونات أو أمور غير ذلك , فتبدو المرأة الهرمة التي قد أثر الزمن والدهر في وجهها , تبدو مشدودة الوجه كأنها فتاة!! وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر!! فتبدوا قبيحة وإن ظنت أنها جملية.
ومما يدخل فيه تكبير الأنف أو تصغيره وهو الغالب , وتكبير الشَفَه أو تصغيرها , وكذلك ما يسمى بالرموش الصناعية , وغير ذلك أمور كثيرة جدا مما يقال له عمليات التجميل كتدوير الفخذين وغيرها من الأمور التي يفعلها كثير من الناس في هذا العصر.
فأقول إذا عرفت وآمنت أن الله هو المصور فينبغي ألا تتدخل في هذه الأمور , وأن ترضى بما قسم الله عز وجل لك , وأن تتذكر أن خلق الله حسن , فلا تعمد إلى تغيير شيء من خلقه.
أسأل الله عز وجل أن يجمل لنا بين حسن الخَلق وحسن الخُلق.
والله أعلم وصلى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/257)
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 03:49 م]ـ
ومع اسم الله عزوجل البارئ ولربما لم أذكره في أول الموضوع لأن الشيخ ذكره في شريط الخالق الجزء الأول , لأنه له علاقة بإسم الله الخالق , وأردت أن أفرده وأفرد أيضا اسم البديع الذي سيكون بعد هذه المشاركة إن شاءالله قبل أن أكتب ما جاء عن اسم الله الخالق ...
--------
4 - البارئ:
أصل هذه الكلمة أصل الباء والراء والهمزة برء أصلها يدور على معنيين:1 - بمعنى الخلق: كما يقال برئ الله عزوجل الخلق , فالله تبارك وتعالى هو البارئ بمعنى هو الخالق.
2 - التباعد من الشيء: ومن ذلك قيل للشفاء من المرض البُرء بمعنى تخلصت منه , فهذا المعنى الثاني يدل على مزايلة الشيء والخلوص منه.
والمعنى الثاني قال بعض العلماء أنه لا علاقة له باسم الله البارئ بمعنى أنه يزايل بين الخلق ويفصل خلقا , كل مخلوق عن المخلوق الآخر , ولكن هذا المعنى فيه نظر والأقرب والله أعلم أن البارئ يعود إلى المعنى الأول.
وأما ما يذكر من معاني أخرى للبارئ فإن عامتها يرجع إلى مادة مثل برو وبريا فإن هذه تختلف عن برئ ولهذا فإن كتب اللغة أحيانا تخلط بين هذا وبين الآخر.
ورد هذا الاسم ثلاثا مرات في كتاب الله عزوجل في آيتين , التي في أواخر سورة الحشر وهي قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم) , والثانية وهي الآية في سورة البقرة وهي قوله تعالى: (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
الغالب في استعمال هذه اللفظة (البارئ) أنها تستعمل في خلق الحيوان وما كان فيه الروح , فيقال برئ الله عزوجل النسمة بمعنى أوجدها وخلقها , ولا يكاد الناس يقولون برئ الله السماوات , برئ الله الجبال , برئ الله الشجر , وإن كان هذا المعنى صحيحا , ولكن الغالب في هذه الأمور , خلق الله السماوات وخلق الله الجبال , وبرئ الله الخلق , وخلق الله الخلق , فصار هذا فرق بالاستعمال من حيث الغالب والله أعلم.
يقول الحافظ ابن كثير: الخلق هو التقدير , والبرء هو الفري وهو التنفيذ وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود , وليس كل من قدر شيء ورتبه يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى الله عزوجل.
كما قال الشاعر مادحا لملك من الملوك:
وَلأَنْتَ تَفْرِي ماخَلَقْتَ وَبَعْضُ القَوْمِ يَخْلُقُ ثُمَّ لا يَفْرِي.
وصلى الله على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 03:58 م]ـ
وذكر أيضا هذا الإسم الكريم في شريط الخالق الجزء الأول ..
--------
5 - البديع:
ومعناه يقرب إلى معنى البارئ والخالق.
وأصل هذه الكلمة الباء والدال والعين وأصلها يدور على معنيين:
الأول: هو ابتداء الشيء وصنعه لا على مثال سابق , ابتدع الشيء بمعنى ابتكره , تقول أبدعت الشيء أي اخترعته.
الثاني: الانقطاع والكلال وليس له علاقة باسم الله عزوجل البديع , فتقول أبُدعت الراحلة بمعنى أن الدابة من طول السفر قد تبرك فلا تتحرك ولا تقوم مهما ضربت ومهما أوذيت بل ولو أحرقت بالنار لربما لا تقوم.
ونقول بدْعٌ بمعنى مُبْتَدَعٌ وفلان بِدعٌ في هذا الأمر أي أنه بديع.
· جاء هذا الاسم مضافا إلى الله عزوجل في كتابه في آيتين:
1 - في سورة البقرة: (بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).
2 - في سورة الأنعام: (بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
ومعنى كون الله عزوجل هو البديع أي أن الله تبارك وعلا المبدع المنشئ والمحدث للخلق على غير مثال سابق جل جلاله.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 11:40 م]ـ
نفع الله بك وبالشيخ
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 03:25 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الحميدي ..
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 03:30 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/258)
فكرت أن أختصر ما جاء في هذا الإسم الكريم " الخالق" على لسان الشيخ خالد السبت , فلم أستطع أن أفوت شيئا قاله إلا كتبته , لأهميته وعظمته فهي دعوة إلى التأمل ... وهذا الجزء الأول ...
-----
6 - الخالق:
· (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ .... ) الآية , هذه الأسماء الثلاثة مترابطة في المعنى.
· هذا الاسم من أشهر الأسماء , وهو بهذا اللفظ والإطلاق لا يسمى به سوى الله تبارك وتعالى , وإن كان المخلوق بوصف بأنه يخلق كما قال عزوجل عن عيسى عليه السلام: (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي ... ) الآية , وسيأتي بيانه.
· لله سبحانه أسماء خاصة لا يسمى بها غيره كـ:
(الله - الرحمن - الحكم (إذا روعي في المعنى) - الخالق - الرب)
· في كلام العرب: مادة خَلَقَ تدور على ثلاثة معاني:
1 - ملاسة في الشيء (أن يكون الشيء أملس) , فهذا يقال عنه خلق هذا الشيء بمعنى صار أملسا , ومن ذلك يقال للثياب القديمة (خَلَقْ) أي هذا الثوب القديم ذهب ما فيه من أثر النسيج الجديد وما فيه من النتوءات , وهكذا الفرش.
2 - تطلق ويراد بها الإيجاد , إما أن يكون هذا الإيجاد على غير مثال سابق , وهذا في خلق الله عزوجل ولا يكون إلا لله تبارك وعلا كخلق السماوات والأرض على غير مثال سابق , وإما أن يكون قد أوجد شيئا على مثال سابق , وكذلك يكون هذا الإيجاد من غير شيء , وإما أن يكون هذا الشيء قد خُلّق من شيء آخر , كما خُلق الإنسان من نطفة , وآدم من التراب.
3 - التقدير فالعرب تقول خلق بمعنى قدّر , ولا شك أن الشيء لا يكون إلا بعد أن قُدّر , فالتقدير يكون أولا ثم بعد ذلك الإيجاد قم يكون التشكيل والتصوير , كما قال زهير بمدحه لملك من الملوك:
لأنت تفري ما خلقت ** وبعض القوم يخلق ثم لا يفري
وهو المراد بالآية التي جاءت في أواخر سورة الحشر , فيصبح الخالق هو المقدر في الآية.
· الذي يصلح أن يقال اسم الله الخالق من أي اُخذ هو المعنى الثاني والثالث أي الإيجاد أو التقدير , وأما الملاسة فلا علاقة له.
· بعض الآيات التي تدل على معنى الإيجاد:
- (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ) خلقنا هنا بمعنى أوجدنا وليس بمعنى قدرنا.
- (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) بمعنى أوجدناه بقدر , ولو قلنا أنه بمعنى التقدير لصار (قدرناه بقدر) وهذا تكرار لا معنى له.
- (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) بمعنى أوجد كل شيء فقدره تقديرا.
- (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) بمعنى الإيجاد الأول , والإنشاء الأول , حيث خلق الله عزوجل الناس ابتداءا وأوجدهم ثم بعد ذلك يعيدهم مرة أخرى في اليوم الآخر.
- (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلْ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي هذا الذي أوجده الله عزوجل وأنشأه على عير مثال سابق.
- (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَاسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْعَالِينَ) ليس معناه لما قدّرت بيدي , لأن الله أوجد آدم ثم أمر إبليس بالسجود له , وإنما معناه لماذا لا تسجد لما خلقت بيدي.
· فكما ترون أن الآيات تدل على معنى الإيجاد قطعا.
· وهكذا بعض الآيات تدل على معنى التقدير خاصة ولا تدل على معنى الإيجاد , وهناك آيات أخرى تحتمل الأمرين كقوله تعالى: (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) أي أحسن الموجدين المبدعين المنشئين ويحتمل معنى آخر قال به طائفة من السلف وهو بمعنى أحسن المقدرين , ولقائل يقول أنها تدل على معنى ثالث وهو أحسن المصورين الذي أعطى كل مخلوق شكله.
· فإذا تبين من خلال معرفتنا لمعنى الخالق والبارئ والمصور أن في الآية التي في أواخر سورة الحشر أن الخالق هو المقدر , والبارئ هو الموجد بعد أن قدر , ثم بعد ذلك أعطى كل شيء هيئة تخصه وصورة فهذا هو المصور.
· وقد أحسن من جمع بين هذه الأسماء فقال:
خلق الأشياء بقدرته ** وبنور الحكمة صورها
وبراها وفق مشيئته ** وبغير مثال قدرها
· وقال الآخر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/259)
يا خالق النطفة الأولى وبارئها ** بلا مثال تعالى الخالق البارئ
مصور كل شيء وفق حكمته ** فالماء والطين غير النور والنار
· وقال ثالث:
لا شيء مثلك في وصف ولا ذات ** يا خالق الأرض بدعا والسماوات
وليس قبلك شيء كي نسميه ** وليس بعدك شيء في النهايات
والكون مبتدع إذ أنت موجده ** بلا مثال شبيه في البدايات
بقدرة مالها حد تنظمه ** على الحقيقة في ماض ولا آت
· وقفة تأمل في خلق الله عزوجل:
وقفة تأمل في النطفة:
· النطفة التي تخرج من الإنسان ويخرج منها الملايين من هذه الحيوانات التي يكون الواحد منها ملقحا للبويضة , والعجيب أن هذا الحيوان أو هذه الخلية التي تخرج من هذا الرجل تحمل نصف الخصائص الوراثية , وما يكون عند المرأة في البويضة يحمل النصف الآخر! , ثم بعد ذلك يحصل الازدواج ويحصل التكامل ويحصل هذا الإنسان الذي كونه الله هذا التكوين في أحسن تقويم , من جهة المعنى فجعله الله على الفطرة السوية الصحيحة , ومن جهة المبنى فجعله الله بهذا الخلق العجيب المتناسق , ووضع فيه كل شيء في محله.
فهذه الخلية حينما تخرج من الإنسان لتلقح هذه البويضة تمشي مسافة طويلة بالنسبة لحجمها الصغير , فهي تقطع مثل طولها مائة ألف مرة , وذلك كما لو أن الإنسان الذي لا يتجاوز طوله في كثير من الأحيان عن متر ونصف المتر , كما لو قطع خمسين ومائة كيلو من المترات , ومن غير أن يتوقف لحظه , ومن غير أن يستريح.
وهذه الخلية تبدأ بالانقسام ولا يحصل هناك خلط ولا خلل البتة , فهي تسير سيرا دقيقا وتنقسم انقساما عجيبا لا تفاوت فيه ولا اختلال بوجه من الوجوه , فكل خلية منشعبة تذهب إلى مكانها الصحيح الذي قدر الله عزوجل أن تكون فيه , فهذه تكون كبدا , وهذه تكون كُلى , وأخرى تكون قلبا , وأخرى تكون عينا , فلماذا لا تجتمع هذه الخلايا فتكون أكبادا كثيرة؟ , ولا نشاهد للإنسان إلا قلبا واحدا , (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ).
إذا تأمل العبد هذه القطرة الصغيرة المهينة التي هي مستقذرة التي هي أصل خلق الإنسان والتي لو مر عليها ساعة من الزمان لأنتنت وتغيرت , كيف استخرجها الله عزوجل من صلب الرجل؟ ومن تراب المرأة! , خلق الله هذا الإنسان من أخلاط من أمشاج وجعله في أطوار, كيف استله في هذا الموضع من الرجل والمرأة ثم جمع بين هذين المائين من طرق ضيقة وخفية , ثم تجري وتستقر في الرحم , من غير الحاجة إلى عملية جراحية , فالله عزوجل ينظم في بطن الأم مئات بل آلاف العمليات الجراحية في كل لحظة في كل ساعة من غير حاجة إلى إدخالها في مستشفى ومن غير حاجة إلى شق البطن أو إضاءة في ظلمات ثلاث , يخلق الله عزوجل الإنسان خلقا من بعد خلق في هذه الظلمات من غير حاجة إلى شق أو إضاءة أو أشعة أو إلى غير ذلك , من الذي يقلبنا في الأرحام كيف يشاء؟ , هو الله الخالق البارئ الذي عرفناه بهذه الأسماء الكريمة من أجل أن نتعبده بها , ومن أجل أن يقوم في القلوب مقتضى هذه الأسماء من الإقرار بوحدانيته سبحانه , لأن الإقرار بربوبيته وأنه هو الخالق وأنه هو البارئ , إن ذلك يستلزم أن يكون هو المعبود وحده لا شريك له.
ثم انظر كيف قدر الله عزوجل اجتماع هذين المائين مع بعد كل منهما عن صاحبه , فكيف ساقهما من أعماق العروق والأعضاء فجمعها في موضع واحد!؟ , فالله يقلب هذه النطفة البيضاء المشرقة يقلبها كيف يشاء , فتصير بعد ذلك علقة حمراء تضرب إلى السواد , ثم بعد ذلك يجعلها في أطوار أخرى وقسمها فيكون لها سمع وبصر وقلب وعقل وأسنان ويد ورجل وما إلى ذلك ولو اجتمع الإنس والجن على أن يخلقوا لها شيء من ذلك ما استطاعوا , بل لو اجتمعوا على أن يخلقوا لها شعرة واحدة لعجزوا عن ذلك , فمن هذا صنعه في قطرة ماء فكيف صنعه في ملكوت السماوات وعلوها وسعتها واستدارتها وعظم خلقها وحسن بناءها؟ ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/260)
والعلماء من أهل الطب قد درسوا هذه الخلية التي يتكون منها الجنين , وحاولوا أن يتعرفوا سر خلقها , فاكتشفوا أن مركزية هذه الخلية هي ما يسمى بالنواة , بحيث إن غياب هذه النواة يجعل استمرار هذه الحياة مستحيلا إلا في حالات استثنائية كما يقولون , ومن هنا ظن العلماء أن سر الحياة يكمن في النواة فانطلقوا ينقبون ليكشفوا أسرار هذه النواة وعجائبها ثم فوجئوا بأنهم أمام أشكال عجيبة غريبة ضمن هذه النواة , تحب وتتعطش للألوان بشكل غريب , هذه الأشكال الغريبة التي هي أشبه ما يكون بالمقصات هي ما يسمى بالكروموسومات , عثر فيها على سر خطير هو سر الوراثة بالنسبة لخلق الإنسان , فهي ملخص للإنسان في جزء صغير جدا , فكل ما بالإنسان من أخلاط ومزاج وعروق ودم وعروق وسمات ومزايا وأذواق وأشكال ولحم وعظام ولون وقامة كل ذلك قد تلخص بمقدار يسير هو واحد من المليون! جعلت فيه كل هذه الخصائص فانظر إلى دقة صنع الله عزوجل.
البشر لو استطاعوا أن يصنعوا جهازا مسجلا صغيرا أو استطاعوا أن يصنعوا كاميرا صغيرى أو نحو ذلك عُدّ ذلك إنجازا عظيما! , ثم أيضا بعدما يحصل هذا اللقاح لهذه البويضة فإن نمو الإنسان لا يمشي على وتيرة واحدة وتسلسل واحد , فهو يمشي بأحوال وأطوار متعددة , مرة في زيادة الخلايا فتصبح هذه رجل وهذه يد , وفي آخر المراحل يزيد وزن الجنين ليخرج بأحسن صورة , فمن الذي قدر له هذا التقدير؟ فإذا صار الإنسان عمره ثمانين يوما فإنه يبدو على هيئة إنسان صغير , ثم بعد ذلك تتخلق العين والأحشاء والأطراف وما إلى ذلك.
وقفة تأمل في الفم:
· انظر إلى فمك هذا الذي تأكل به الطعام , فحينما تتأمل في هذه الأسنان فإنك تجد ثلاثة أنواع منها: القواطع , والأنياب , والأضراس , وهذه الأخيرة أي الأضراس على نوعين: أضراس أمامية , وأضراس خلفية, وأما القواطع والأنياب فلكل منها جذر واحد , وأما الأضراس الأمامية فلها جذران , والأضراس الخلفية لها ثلاثة جذور نظرا لسعته وضخامته وامتلاءه , فمن الذي دبر هذا التدبير؟
ثم انظر إلى هذه الملائمة بين هذه الأسنان وبين هذه الأضراس , لماذا لا يخرج لبعض الناس أضراس في مقدمة الفم؟ وتكون الأسنان في آخر الفم! , هل رأيتم شيئا من ذلك؟
لماذا لا يكون بعض الناس بهذه المثابة؟ , ثم إذا كان الأمر متحدا في جميع الخلق , فلماذا كانت هذه في الأمام وهذه متوسطة وهذه متأخرة؟ ويكون بعض الأضراس بعد ذلك؟ ... أقول كل ذلك قسمه الله عزوجل وقدره ورتبه ترتيبا عجيبا ليتحقق من ذلك الغرض الذي خلق من أجله.
فهذه القواطع يقطع بها الإنسان الخبز ونحوه , ثم هو بعد ذلك بهذه الأنياب التي تنتهي برأس مدبب يناسب لتمزيق اللحوم وما شابهها , وأما الأضراس الأمامية والخلفية فإن نهايتها مسطحة وعليها رؤوس صغيرة مدببة , وذلك من أجل أن تعمل عملها في طحن هذا الطعام الذي قطعته ابتداءا في أول الفم , ثم بعد ذلك يوجهه اللسان يحركه يمنة ويسره ليتوزع على هذه الأضراس , ولولا وجود هذا اللسان لكان الطعام يتكتل في وسط الفم ثم يتعين الإنسان في توجيهه للأضراس , ويحتاج بعد ذلك إلى إعمال الأصابع لتوجيه الطعام للأضراس لتقوم بدورها المطلوب.
ثم انظر إلى هذا اللعاب الذي لو كان مستمرا لتعب الإنسان من كثرة التفل , ولو كان منقطعا قليلا لا يكفي لتعب الإنسان من مضغ الطعام ولغص بأدنى الأشياء , فالله عزوجل جعله يفرز إفرازا مقدرا مرتبا محددا يليق بالحال المطلوبة.
معرفة هذه الأمور ينمي معرفة الرب تبارك وتعالى , ويملأ نفس الإنسان وقلبه تعظيما للخالق جل جلاله , ويقوده قودا إلى الإقرار بوحدانيته.
فأقول في هذا الفم الذي نأكل به الطعام , أقول تأملوا كيف شقه الله عزوجل في أحسن موضع وفي أليق موضع , تصور لو كان هذا الفم في رجل الإنسان؟ أو في يده؟ أو كان خلف رأسه! كيف يكون حاله؟ وقد أودع الله فيه من المنافع وآلات الذوق والكلام وآلات الطحن والقطع ما يبهر العقول , وجعل الله عزوجل وسط هذا الفم جعل فيه اللسان وجعل فيه ترجمانا للملك أعني القلب , فهو يترجم عن منونات الإنسان ويخبر عما في فؤاده , فهو كالبريد عن القلب وكالرسول له, وجعل هذا البريد في حسن منيع فجعله مصونا محفوظا مستورا غير بارز ولا مكشوف , فالأذن مكشوفة والأنف مكشوف , وكذلك العين مكشوفة , لأن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/261)
الإنسان يحتاج أن يسمع بإذنه فهي بحاجة إلى أن تكون ظاهرة , والعين الإنسان بحاجة أن يبصر الأشياء بها فلا بد أن تكون ظاهرة , والأنف يحتاج الإنسان أن يتنفس منه فلا بد أن يكون ظاهرا إلى الخارج , وأما اللسان فله شأن آخر فهو مؤد عن القلب ومعبر عنه وليس مستقبلا للقلب , وإنما هو ترجمان له , فجعله الله مستورا لعدم الحاجة لإبرازه , وأيضا جعله الله عزوجل من ألطف الأعضاء ومن ألينها , وجعلها من أشدها رطوبة , وهو لا يتصرف إلا بواسطة هذه الرطوبة المحيطة به , فلو كان بارزا للخارج لكان عرض للحرارة واليبوسة وصار ناشفا , فمنعه ذلك من التصرف وسهولة الحركة , والإنسان إذا أصابه العطس لربما وجد أثر ذلك في لسانه , فهو أحيانا يعجز عن التعبير لشدة الجفاف الذي أصابه , وفيه سبعة عشر عضلة تحركه إلى كافة الإتجاهات , وفيه ثلاثة أعصاب لتنظيم نقل الحس.
وعلى سطح هذا اللسان يوجد تسعة آلاف نتوء ذوقي , وإذا حرك الإنسان لسانه بطريقة معينة صدر منه صوت معين , وإذا حركات باتجاه آخر صدر منه صوت آخر , والإنسان لا يجد كلفة بالكلام فيتكلم بكل يسر وسهولة وطلاقة , من الذي يسر له ذلك؟ , وإذا بدأ الإنسان يأكل الطعام بدأت هذه الغدد بالإفراز وهي محيطة بهذا اللسان عن يمينه وعن شماله ومن أمامه أعني تحته.
فأقول تأمل هذا العجب في صنع الله عزوجل , وكيف أن هذا اللسان نستخدمه في كثير من الأحيان في القيل والقال , نستخدم هذا اللسان فيما لا يرضي الله , بالغيبة والنميمة والسب والشتم والوقوع في أعراض المسلمين وما إلى ذلك.
ثم إن الله عزوجل زين هذا الفم أيضا بالأسنان , فرصها فيه رصا عجيبا , فصارت بطريقة بديعة جميلة , تُحسن الإنسان بحيث لو سقط شيء منها لبدا القبح ظاهرا فيحتاج الإنسان إلى معالجة هذا الأثر فيركب أسنانا أو ضرسا أو يرقع ضرسا مكسورا أو نحو ذلك ليتدارك النقص الذي ظهر فيه , فالإنسان لا يعرف قدر النعمة إلا إذا فقدها.
ثم أيضا جعله الله عزوجل قوام الإنسان لأنه يأكل عن طريقه , وتصور حال الناس الذين لا يتمكنون من ذلك – نسأل الله لنا ولكم العافية – ممن يصابون بأمراض بالبلعوم أو في المريء أو نحو ذلك , أين يرسل إليهم الطعام؟ من أين يصلهم هذا الطعام؟ , يصلهم إما عن طريق فتحة في أعلى الصدر , أو عن طريق الأنف بليات وعذاب وشقاء ومما يشبه ذلك.
ثم انظر كيف زينه الله من الخارج بالشفتين , فصار زينة له وحلية , وصار ذلك أيضا سببا في فصاحته , لأن الشفتين تشتركان في عملية التصويت وعملية إبراز الكلام وفصاحته , ثم هي أيضا جعلها الله لحما لا عظم فيه من أجل أن يتمكن الإنسان من الحركة بها في كل يسر وسهولة.
فهو يكشر عن أسنانه ويبتسم ويبدي مشاعره بهذه الشفاه بطريقة عجيبة , ثم أيضا هو يحتاج إلى هذه الشفاه أن تكون بهذه الحالة العجيبة من غير عظام ليتمكن من مص الشراب , ولو كان في الشفتين شيء من العظام لما تمكن من ذلك بيسر وسهولة , ثم جعلها الله عزوجل طبقا وغطاءا , فلولا وجود الشفتين لصار الفم مكشوفا ولصار عرضة للغبار , ولصار شكله في حال من القبح , ولذلك أخبرنا الله عزوجل عن أهل النار أن وجوههم باسرة , ومعنى باسرة في قول طائفة من السلف أنه إذا احترق الوجه فإنها تبدو الأسنان , تتقلص الشفتان فإذا انقلصت ظهرت الأسنان.
وقفة تأمل في اليد:
· إذا تأمل الإنسان في حاله وفي صنع الله عزوجل العجيب في بدنه رأى من ذلك عجائب وغرائب , ومن ذلك اليد التي يبطش بها الإنسان فجعلت عريضة وجعل لها خمسة أصابع , وهذه الأصابع قد جعل لكل واحد منها ثلاثة أعظم سوى الإبهام فله عظمين , ثم انظر كيف جعله الله عزوجل في طرفها , بحيث أن الإنسان يستطيع أن يقبض ويبسط ويستطيع هذا الإبهام أن يلتف عليها جميعا.
الذين يحاولون صنع ما يسمى بالرجل الآلي يقولون أنهم لو استطاعوا أن يصلوا إلى أن هذه اليد لهذا الإنسان الآلي تستطيع أن تربط الخيوط التي تكون في الحذاء يكونون بذلك أنجزوا انجازا كبيرا عظيما!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/262)
ثم انظر كيف شد الله أطراف هذه الأصابع بالأظفار , زينة لها وكي يستطيع الإنسان أن يأخذ بها الأشياء الدقيقة التي لا يستطيع أخذها بمجرد أطراف الأصابع , وجعلها الله سبحانه حماية لأطراف اليد , وأيضا لغير الإنسان سلاحا يقاتل بها أعني المخالب , وأيضا يحتاجها الإنسان ليحك بها , ثم انظر كيف تمتد هذه اليد في كل يسر وسهولة إلى ما احتاج إليه من بدنه فيحك الإنسان جلده ويصلح شؤونه ويفعل ما يريد , حيث طولها الله عزوجل , تأمل لو كانت هذه اليد قصير بقدر شبر كيف يكون حال الإنسان وما مدى انتفاعه بها؟
ثم انظر إلى أطراف هذه الأصابع كيف جعل الله بها هذه الخطوط الدقيقة التي يقال لها البصمات , ولا يمكن أن يتشابه اثنان في العالم في هذه الخيوط ا, وبذلك استطاع الناس أن يعرفوا بذلك المجرمين , واستطاعوا أن يميزوا الأشخاص بعضهم عن بعض.
وقفة تأمل في العظام:
· وتأمل أيضا فيما جعل الله عزوجل في خلقك من هذه العظام فلو خلا منها الإنسان لصار كتلة من اللحم لا يستطيع أن ينهض ولا يستطيع أن يقوم ولا يستطيع أن يتحرك الحركة المطلوب , ولا يتنقل في شؤونه , ولا يأخذ ويعطي ويقاتل ويدفع ولا غير ذلك , إنما هو قطعة من اللحم تتلبط في مكانها.
فجعل الله عزوجل هذه العظام قواما لهذا البدن , وخلقها الله عزوجل وقدرها تقديرا عجيبا , وفاوت بينها بالخلق , فمنها الصغار ومنها الكبار ومنها الدقاق ومنها الغلاظ ومنها الطويل والقصير والمنحني والمستدير والمجوف والمصمت ومنها ما يكون خشنا ومنها ما يكون أملسا , فالذي يكون في أطرافها وعند نهاياتها يكون أملسا في غاية الملاسة من أجل أن لا يحتك بغيره ومن أجل أن تسهل الحركة , ولو كان خشنا لحصل بذلك احتكاك وفساد لهذه العظام وآلام لا يحصيها إلا الله عزوجل , ثم جعل الله بين هذه المفاصل جعل بينها سائلا , كالزيوت والشحوم التي توضع في مواضع الاحتكاك في الآلات لتسهل الحركة , ثم انظر كيف جعل الله عزوجل هذه العظام على هيئات مختلفة , فحينما تكون الحاجة للاستدارة والحركة في النواحي مختلفة يركبها الله تركيبا يتناسب مع ذلك , انظر إلى رقبة الإنسان تتحرك إلى الأمام وإلى الخلف واليمين والشمال , ويستطيع الإنسان أن يتلفت بكل يسر وسهولة , وانظر إلى نهاية الفخذ مع الورك , كيف أن العظم جعله الله مستديرا , بحيث إن الإنسان يمكن أن يتحرك حركة مرنة بهذا التكوين والتصريف العجيب.
وأما المفصل الذي يكون في الركبة , فإن الله دبره تدبيرا يتناسب مع الحاجة , حيث أنه بحاجة إلى تحريكه إلى الأمام والخلف , ولو كان يتحرك إلى اليمين والشمال لكان هذا سببا في تعثر الإنسان , ثم انظر أيضا كيف جعل الله عزوجل هذه العظام التي في الفم جعلها بهذه الهيئات التي وصفنا في بعض المرات الماضية لتكون آلة للطحن أو القطع أو غير ذلك من الأغراض التي جعلها الله عزوجل لها.
ثم انظر أيضا كيف أن الله فصلك هذا التفصيل , ولو جعلك عظما واحدا لكان ذلك سببا لمشكلات , فأنت لا تستطيع أن تقوم وتنهض وتجلس وتركع وتسجد , ثم لما كان ظهر الإنسان بحاجة إلى حركة في غاية المرونة لم يجعله من عظم واحد أو عظمين , وإنما جعله من هذه الفقار الكثيرة ليتمكن من التحرك بكل يسر وسهولة , ثم أن الله عزوجل شد أطراف هذه العظام بأوتار شدها بعضلات وشدها بعصب وجعلها بمنزلة الأربطة التي تشد طرفا إلى طرف , ثم جعل الله عزوجل في أطراف كل واحد من هذه العظام جعل فيها زوائد وجعل في الطرف الآخر ثغورا ومداخل لأطراف هذا العظم فيدخل هذا في هذا ثم بعد ذلك يتكون منه هذا التركيب البديع, من الذي صنعه ومن الذي أبدعه ومن الذي جعله في هذه الهيئة وفي هذا الموضع وجعله في هيئة أخرى في موضع آخر , فإذا أراد الإنسان أن يتحرك صار ذلك عليه يسيرا سهلا.
ثم انظر كيف جعل الله عزوجل العظام التي بأسفل البدن جعلها قوية ومتينة , لأن البدن يقوم عليها ويعتمد , وأما العظام التي لا يقوم عليها الإنسان في قيامه وقعوده بجعله الله عزوجل دقيقة لا تحتاج إلى هذه الضخامة وهذه القوة.
وقفة تأمل في الأذن:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/263)
· ثم انظر إلى هذه الأذن كيف جعلها الله عزوجل ظاهرة لتستقبل الأصوات , فإن الحكمة من خلقها هي أن يستقبل بها الإنسان المسموعات , ثم انظر كيف جعل الله بها هذه الدوائر والغضاريف وذلك لحكم عظيمة , جعل الله عزوجل هذه الإذن كالصدفة لتجمع الصوت ثم تؤديه بعد ذلك إلى داخلها , وجعل هذه التجاويف والتعوجات جعلها لتمسك الهواء والصوت إلى الداخل ثم تنكسر حدته قبل أن يضرب في داخل الإذن فتتأذى منه , ومن حكمة ذلك أيضا أن الله عزوجل يطول بذلك على كل ما أراد أن يدخل بهذه الأذن من النمل والحشرات فهو يحتاج إلى عمل ووقت ومعالجة من أجل الوصول إلى ثقبها ثم يتنبه الإنسان بعد ذلك ثم يخرجه , فلو كانت الأذن مجرد ثقب لكان سهلا أن تدخل عليها الذر وما إلى ذلك فيتأذى بها الإنسان , ثم أيضا جعل الله عزوجل سائلا في هذه الأذن مر الطعم من أجل أنه لا يتمكن شيئا من هذه الحشرات إلى الوصول داخل هذه الأذن , فإذا بلغ هذا الموطن بدأ يبحث على حيلة ليخرج وينجو بنفسه لأن لا يموت , فلا يستطيع أن يتجاوز هذا الموضع داخلا إلى بطن الأذن فهذا من حكمة الرب جل جلاله.
وقفة تأمل في الرأس:
· وأما الرأس فقد جعله الله عزوجل عاليا , وجعل فيه هذه العظام القوية التي تحيط بما حواه من كل جانب , حتى أن بعض العلماء المتقدمين يقولون إن هذه العظام التي ركب الله عزوجل بعضها في بعض بالرأس يقولون أنها تبلغ خمسة وخمسين عظما مختلفة الأشكال والمقادير والمنافع فجعلها الله عزوجل بهذا التداخل والتشابك حتى صارت كأنها لُحمة واحدة , فإذا أصيب واحد منها سلم الآخر , ثم جعلها الله عزوجل محكمة مشدودة لا يدخل إليها الهواء , وذلك لحماية الدماغ وحماية الحواس التي جعلها الله عزوجل في هذا الرأس , فهذا الرأس هو أكرم شيء في الإنسان فيه الوجه وفيه الحواس السمع والبصر والذوق والشم , وفيه فوق ذلك أيضا فيه الدماغ الذي فيه اتصال بالقلب , وهذا القلب هو موضع العقل , فجعله الله عزوجل مرتبطا بهذا الدماغ وأحاطه بهذه الحماية العجيبة كل ذلك صنع هذا الخالق البديع في صنعه وفي فعله وفي خلقه تبارك وتعالى , وجعله الله عزوجل في الأعلى لأن فيه أغلى الأشياء , ولأن فيه البصر والسمع والإنسان يحتاج في بصره إلى أن يكون في مكان مرتفع , تصور لو كان بصر الإنسان في رجله أو في ركبته! , كيف يكون عرضة لكل لطمة ولكل آفة! , كيف تكون الحماية لهذا البصر لو كان في رجل الإنسان؟ ثم كيف يستطيع أن يبصر الأشياء وبصره في رجله أو بطنه وإنما جعله الله عزوجل في هذا المكان المرتفع كالبرج يبصر به الأشياء من بعيد , وكذلك السمع فهو بحاجة إلى أن يسمع الأصوات من بعيد , فجعله الله عزوجل في هذا الموضع المرتفع في الإنسان , فصار البصر في مقدم الرأس كالطليعة له وكالحارس الكاشف للبدن.
وقفة تأمل في الشعر:
· وقد زين الله هذا الرأس بهذا الشعر الذي صار حسنه به وجعله لباسا له , كل ذلك لحكمة عظيمة , ويعرف الإنسان قدر هذه النعمة إذا فقد شيئا من ذلك , وأنتم ترون الناس يبحثون عن العيادات التي تزرع لهم شعرا اصطناعيا أو تقول أنها تستطيع أن تصنع لهم بصيلات ينبت بها شعر طبيعي لهؤلاء الناس , ما شأن الإنسان حينما يسقط شعره أو يصاب بالصلع؟ , لاسيما إذا كانت امرأة , كثيرا من الناس لربما رفضوا بعض العلاج الضروري كالذين يصابون بالسرطان – أجارنا الله وإياكم من ذلك – بعضهم يرفض هذا العلاج ومن أسباب رفضه أنه يشوه صورته كما يقولون , حيث أن شعره يتساقط , مع أن هذا الشعر لا يتساقط إلى الأبد ولكن يرجع إليه ثانية.
وقفة تأمل في العين:
· ثم انظر بعد ذلك إلى هذه العين التي جعلها الله عزوجل في هذا الرأس , وابن القيم يقول إن الله عزوجل ركب كل عين من سبع طبقات , لكل طبقة وصف مخصوص ومقدار مخصوص ومنفعة مخصوصة , لو فقدت طبقة من تلك الطبقات السبع أو زالت عن هيئتها وموضعها لتعطلت العين عن الإبصار بالكلية , ثم إن الله عزوجل جعل في وسط هذه الطبقات السبع جعل خلقا دقيقا عجيبا , وهو ما يسمى بإنسان العين وهو صغير جدا بقدر العدسة يبصر به الإنسان , وجعله من العين بمنزلة القلب من الأعضاء فهو ملكها , وتلك الطبقات التي جعلها الله عزوجل بمنزلة الحراس لهذه العين أعني بذلك الأجفان , التي تكون بمنزلة الآلة الماسحة –مثل مساحة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/264)
السيارة- تمسح عن هذه العين ما يعلق بها من الغبار والأشياء العالقة بالجو , ثم إنها أيضا حماية لها فإذا شعرت العين بالخطر تحرك هذا الجفن بشكل تلقائي , لا يحتاج منك إلى أمر أن تأمره من أجل أن يتحرك ليحمي هذه العين , ثم إنه يريح هذه العين في بعض الأحوال كالنوم ونحوه , فجعله الله عزوجل غطاءا للعين وسترا لها وحفظا وزينة وهما أيضا أعني الجفنين يلقيان الأذى عن هذه العين ويلقيان القذى والغبار ويحميانها من الحر ومن البرد , ثم إن الله عزوجل غرس في أطراف هذه الأجفان غرس فيها الشعر , زينة وحفظا أيضا لهذه العين , ثم إن الله أودع هذه العين هذا البصر الذي يبصر به الأشياء , وإذا انطفأ هذا البصر والنور الذي في هذه العين لم ينتفع الإنسان بها , ثم إن الله عزوجل أجرى في هذه العين عينا ملحا , من أجل أن لا تنتن هذه العين , فهي تحتاج إلى رطوبة , وهي أيضا لو كانت هذه الرطوبة حملة لكان ذلك سببا في تلف شحم العين وتلفا لبعض أعضائها فتضرر من ذلك فتتعفن , فجعل الله عزوجل هذا السائل جعله ملحا , من أجل أن يعقمها وينظفها ويحافظ على رطوبتها من غير أضرار ومن غير آفات يورثها ذلك , والله تعالى أعلم , ثم إذا وقع في هذه العين شيء من القذى أو الأذى فإن هذا الدمع يدر بطريقة تلقائية ليغسل هذه العين ويزيل ما علق عليها من أذى وقذى وغبار ومن آفات , كل هذا أبدعه الله عزوجل وصنعه وركبه في جسمك أيها الإنسان وأنت ساهٍ لاهٍ لا تدري عن شيء من هذه الأمور , وإنما إذا فقد الإنسان شيء منها , أو أصابه الضرر , صار عنده ثقافة واسعة بهذا العضو , وآثار هذا العضو , والحاجة إليه , وما يترتب على فقده , وما هي الأدواء والأمراض التي تصيبه , حينما يصاب الإنسان في مرض في عينه أو في أذنه لربما أخذ ثقافة واسعة عن الأدوية والأسباب والنتائج والآثار الجانبية وما يتعلق بذلك , وصار يحدث الناس , كل من زاره أعطاه تصورا عن هذا العضو الذي لربما كان قبل هذا المرض لم يعرف كيف يعمل هذا العضو , وما هي الآفات التي تصيبه , ولم يخطر بباله شيء من ذلك , وإنما ركب الله ذلك فيه من غير جهد منه ولا كسب ولا عمل فتبارك الله أحسن الخالقين.
وقفة تأمل في الأنف:
· ثم انظر إلى هذا الأنف كيف جعله الله عزوجل على هذه الهيئة , وجعل طرفه الأعلى قصبة دقيقة , ليتحقق الغرض , وهو أن يدخل الهواء دون سائر الأشياء , فهو لا يحتاج أن يكون في طرفه الأعلى عريضا فيدخل معه كل شيء , وإنما هو بحاجة إلى هذه الدقة ليمنع دخول الغبار والقذى والأذى والحشرات وما إلى ذلك , ثم إن الله جعل فيه شعرا ليمنع دخول الغبار ليكون بمنزلة المصفاة ولأن لا يدخل فيه شيئا فيصل إلى الرأس , ثم إن جعل الله عزوجل له منخرين مع أنه عضو واحد أعني الأنف , وذلك أن الإنسان بالنسبة للعين والأذن , كل واحد منها يعد حاسة مستقلة , إذا فقد هذا عوض بالآخر , حتى إن العلماء يقولون إن الإنسان إذا فقد واحدة من أعينه فإن نورها ينتقل إلى الأخرى فيتضاعف نورها , الحاصل أن الأنف لما كان حاسة واحدة جعل الله عزوجل له منخرين , فإذا تأذى هذا أو تضرر أو تعطل بزكام أو بغيره من الآفات , فإن الآخر ينتفع به ويعوض عن الآخر , وجعل طرفه الأسفل جعله عريضا مقارنة بطرفه الأعلى , وذلك ليتحقق الغرض ليدخل الماء فيغسل , ثم ليدخل أكبر قدر من الهواء فيتنفس الإنسان بطريقة سهلة , فيصل ذلك إلى قلبه من غير شعور بالحرج والضيق وانحباس النفس , فالله تبارك وتعالى صنعه هذا الصنع , وأبدعه بهذه الطريقة , كل ذلك لحكم عظيمة بالغة , قد لا نتصورها ولا تخطر لنا على بال.
وقفة تأمل في القلب:
· فهذا القلب الذي هو ملك الجوارح وزنه يقرب من واحدا وعشرين وثلاثمائة غرام , وحجمه بقدر قبضة اليد , تبلغ ضربات الرجل ما يقرب من ستين إلى ثمانين ضربة في الدقيقة الواحدة , وينبض في العام أربعين مليون مرة , وفي كل ضخة يدخل إلى القلب حوالي ربع رطل من الدم , ويضخ في يوم واحد ألفين ومائتين من الجوالين من الدم , وحوالي ست وخمسين مليون جالون على مدى الحياة يعني من الدم , فلو أن الإنسان قيل له تكفل بهذا القلب لمدة ساعة واحدة , فهو كما قلنا في الدقيقة الواحدة تبلغ الضربات ما بين ستين إلى ثمانين ضربة , فلو قيل له أنت موكل بهذا القلب في ساعة واحدة فقط , كيف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/265)
يكون شانه؟ , لا يستطيع أن يلتفت إلى شيء إطلاقا , لا يستطيع أن يأكل ولا يتكلم مع الناس ولا يناقش ولا ينتفع بأي وجه من وجوه الانتفاع , في شغله في عمله في نومه .. لا يستطيع أن ينام لأن هذا القلب سيتعطل , فانظر كيف تعمل هذه الأشياء دون أن يشعر الإنسان , ولو وكلت إليه لضاع وضيعها , وهذا القلب يستطيع لو أنه استعمل آلة تحرك الأشياء أو رافعة صغيره يستطيع بكل نبضة من هذه النبضات هي بقدر قوة رافعة ترفع شيئا أو ثقلا بمقدار أو على زنة رطلي , ترفعه على مقدار قدمين , بكل نبضة يمكن أن يرفع هذا المقدار من الموزونات على هذا الارتفاع , وذلك بنبضة واحدة! , أما الدم الذي يمر عبر هذا القلب , فإن الدفعة الواحدة التي تمر من خلال القلب بوقت لا يتجاوز نصف الثانية , وأما الطريق من القلب إلى الرئة ثم إلى القلب مرة أخرى , فإن ذلك يستغرق ست ثواني فقط , وأما الدم الذاهب إلى الدماغ فإنه يعود إلى القلب مرة ثانية في ثماني ثواني , بينما يعود الدم الذاهب إلى أصابع القدم في ثماني عشرة ثانية , وهذا الدم فيه تركيب عجيب , فهو يحوي خمسة ملايين من كريات الدم الحمراء , في كل متر مكعب واحد منه , الملي متر فيه خمسة ملايين كرية حمراء من كريات الدم ومجموع ما في الدم من الكريات الحمراء خمس وعشرين مليون كرية حمراء , ولو فرشناها كبساط تفرش سطحا مقداره ثلاثة آلاف وأربعمائة وخمسين مترا مربعا , وإذا صفت واحدة بعد الآخر على هيئة الخيط فإنها من دم الإنسان الواحد , فإن مجموع أقطار هذه الكريات يقولون إنه ينشئ طولا يغلف الكرة الأرضية ست إلى سبع مرات.
وقفة تأمل في النَفس:
· وأما النفس الذي يتنفسه الإنسان , فإنه يتنفس في كل يوم خمسا وعشرين ألف مرة , تصور! لو أعطيت هذه الرئة للإنسان وقيل له تنفس أنت لمدة يوم واحد , ينفه في هذه الرئة ثم يعصرها , ما الذي سيحدث؟ هو سيتعب , لو الإنسان طلب منه أن ينفخ بالونة واحدة لتعب ومل , فالإنسان يتنفس ما يقرب من خمس وعشرين ألف مرة يسحب فيها مائة وثمانين مترا مكعبا من الهواء , وفي مجموع دم الإنسان كما ذكرنا خمس وعشرين مليون كرية دم حمراء تنقل الأكسجين , وخمس وعشرين مليار كرية بيضاء لمقاومة الجراثيم , ولمناعة البدن , ومليون مليون صفيحة دموية لحفظ الدم ضد النزيف , ولإيجاد التخثر عندما تحصل الجروح , والكرية الواحدة من كريات الدم متوسط العمر الذي تعيشه مائة وعشرين يوما , وفي هذه المدة تقطع في العروق مسافة طويل تنقل بها الأكسجين , وقدر هذه الرحلة ما يقرب من خمسين ومائة وألف كيلومتر عبر عروق البدن.
وبقيت وقفات تأمل ستكتب بإذن الله ..
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 03:32 م]ـ
مكرر أرجو حذفه ..
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 03:46 ص]ـ
وقفة تامل في البدن عامة:
· وجسم الإنسان يحوي أكثر من ستمائة عضلة , وأكثر من مائتين عظم , وتحوي العضلة المتوسطة الحجم على عشرة ملايين ليف عضلي , وتحوي عظمة الفخذ بمفردها أكثر من ثلاثين ألف عمود من الكلف , أما عضلات الإنسان مجتمعا فإن عملها لو أردنا أن نقدره فإنه يساوي ما حمولته (في يوم واحد طبعا) عشرين طنا , وأما المعدة ففيها من غدد الإفراز ما يقارب خمسة وثلاثين مليون غدة , وأما الدماغ ففيه من الخلايا العصبية ثلاث عشرة مليار خلية عصبية , ومائة مليار خلية دبغية استنادية تحرس الخلايا العصبية , وفي العين مائة وأربعين مليون مستقبلا للضوء , وتحت جلد الإنسان من المكيفات التي يقال لها الغدد العرقية لتلطيف البدن فيه ما يقرب من خمسة إلى خمسة عشر مليون مكيف يعني غدة عرقية , وفي كبد الإنسان ما يقرب من ثلاث مائة مليار خلية يمكن أن تتجدد كليا كل أربعة أشهر , وأما الكلى فإن الكلية الواحدة للإنسان تزن خمسين ومائة جرام فقط , هي صغيرة كما تعلمون , وفيها مليون وحدة وظيفية لتصفية الدم , ويرد إلى الكلية الواحدة خلال أربع وعشرين ساعة ألف وثمنمائة لتر من الدم , ويعاد امتصاص معظم ذلك , ويطرح منه حوالي لتر ونصف وهو المعروف بالبول , وكل شيء في هذا الإنسان يتجدد من الخلايا والكريات وغير ذلك ويتغير إلا شيئا واحدا إلا الخلايا العصبية كما يقول الأطباء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/266)
هذه الخلايا العصبية تبقى وتستمر ولا تتلف ولا تتجدد ولا تزداد , والأطباء يقولون لو كانت تتلف وتتجدد فذلك يعني أن الإنسان يفقد ذاكرته تماما كل ستة أشهر , فهو يحتاج إلى أن يتعلم حتى مبادئ اللغة والنطق والحروف من جديد , فانظر إلى رحمة الله وبديع صنعه.
وأنت أيها الإنسان فانظر إلى صنيعك في اليوم الواحد , الإنسان يأكل في اليوم الواحد ما يقرب من ثلاثة إلى أربعة أرطال من الطعام , ويشرب في اليوم الواحد لترا ونصف اللتر من السوائل أو أكثر , ويتنفس ثلاث وعشرين ألف مرة , ويدق قلبه مائة ألف مرة في اليوم , ويختزن في ذاكرته من الصور التي شاهدها نصف مليون صورة جديدة كل يوم! , ويتخلص الإنسان في كل يوم من قدر أوقيه من الأملاح المعدنية , ويفرز لترا ونصف من اللعاب يوميا تقريبا , ويفز أيضا مثل هذا المقدار من العرق , وأما الكريات البيضاء في الدم فإنها تمثل محطات الدفاع الأولى للبدن , فهي بمثابة الفرق والدوريات المتجولة , فتقوم بحراسة هذا البدن من الجراثيم وتهاجمها , وأما الغدد اللمفاوية فهي تصطاد الجراثيم حينما لا تنجح مقاومة الكريات البيضاء لهذه الجراثيم , فهي خط الدفاع الثاني وهي أقوى من الكريات البيضاء , وحينما يحصل هذا العراك بين هذه الغدد اللمفاوية وبين الجراثيم تتضخم هذه الغدد ويزيد حجمها من جراء هذا القتال الدائر مع هذه الجراثيم الغازية , فهذه من الجنود التي خلقها الله عزوجل في بدنك وأنت لا تشعر وأنت ساهٍ لاهٍ , ثم في فترات هذه المعارك الضارية تحصل أشياء وتفاعلات وتعلن حالة الطوارئ فالبدن ليس له شهية إلى أن يأكل , والعرق يتصبب , والحرارة ترتفع , والوجه يتغير , ويشعر الإنسان بشيء من الإرهاق والتعب العام والخمول والضعف ونبضات القلب تتسارع والنشاط العام يحصل فيه شيء من الفتور , كل لك بمقاومة هذا العدو الصائل وأنت لا تدري شيئا عن ذلك كله , فالله عزوجل هو الذي قدر هذا الشيء وقضاه وصنعه وخلقه وبرئه وتبارك الله أحسن الخالقين , وقد أحسن من قال:
يا مدرك الأبصار والأبصار لا ** تدري له ولكنه إدراكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني ** في كل شيء أستبين علاكا
· وقفة تأمل في الأفلاك:
· هذه النجوم التي نشاهدها ليلا , يقول أهل الفلك أنها تبتعد في كل ثانية بسرعة فائقة عن مكانها وتتحرك حركة مدهشة سريعة طبقا لنظام محدد وقواعد محكمة , بحيث إنها مع هذه السرعة والانتقال العجيب لا تصطدم مع بعضها , ولا يحصل اختلال في سرعتها , فهي تسرع سرعة منضبطة محددة لا تزيد ولا تنقص.
وهذه الأرض التي نعيش عليها فيها من العجائب والغرائب التي أودعها الله عزوجل فيها شيئا يبعث إلى العجب , فهي تتحرك حول الشمس بحركة منضبطة تمام الانضباط , ولا يمكن أن يحدث أدنى تغيير في سرعتها في هذه الحركة عندما تدور حول الشمس حتى بعد مرور مئات السنين , فإنها تبقى بهذه الحركة لا تزيد ولا تنقص , ولا تضطرب ولا تختل.
وهذا القمر الذي نشاهده ليلا , فهو يتبع حركة الأرض ويدور في فلك مقرب منضبط , مع تفاوت يسير جدا , ويتكرر ذلك بعد كل ثمانية عشر عاما ونصف العام بدقة فائقة , وتلك هي حال جميع الأجرام السماوية.
ويقول أهل الفلك بأن مجرات النجوم يتداخل بعضها في بعض , فتدخل مجرة في مجرة , والمجرة الواحدة يقولون إنها تشتمل على البلايين من السيارات المتحركة فتتداخل مع مجرة أخرى تحمل مثل ذلك أو قريبا من هذا العدد الهائل , وتتحرك سياراتها مع الأخرى , ثم تخرج منها بعد هذا التداخل بسياراتها جميعا , دون أن يحدث أي تصادم بين سيارات المجرتين , فهذا كله يجري بدقة عجيبة من غير اضطراب ولا اختلال ولا تفاوت في هذا الخلق العجيب الذي أبدعه الله تبارك وتعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/267)
وقشرة هذه الأرض التي نعيش عليها , يقول العلماء بأن هذه القشرة لو كانت أكثر سمكا بمقدار عشرة أقدام من سمكها الحالي لما وجد الأكسجين , وبدون الأكسجين كما هو معلوم تستحيل الحياة حياة ذوات الأرواح , ولو كان الغلاف الهوائي ألطف مما هو عليه الآن يقولون لاخترقت النيازك كل يوم غلاف الأرض الخارجي , ولرأيناها مضيئة في الليل , ولسقطت على كل بقعة في الأرض وأحرقتها , فهذه النيازك التي تنهال على هذا الكوكب ثم هي تتلاشى في هذا الفضاء يقولون إنها تواصل رحلتها بسرعة أربعين ميلا في الثانية , ونتيجة لهذه السرعة العظيمة , فلو كان هذا الغلاف أضعف مما هو عليه الآن , لخرقت كل شيء يمكن اختراقه على الأرض , حتى تصبح الأرض خضرا بعد عين , وعجائب الله عزوجل لا يمكن عدها وحصرها.
وهذا رجل من علماء الغرب قد تخصص في هذه العلوم الفلكية حصل له موقف عجيب مع أحد علماء المسلمين الذين لهم اشتغال بالعلوم الطبيعية والرياضية , يقول هذا العالم المسلم وهو من علماء الهند وهو (عناية الله المشرقي) يقول كان في يوم الأحد من أيام سنة تسعة وتسعمائة بعد الألف , يعني من تاريخ النصارى , يقول كانت السماء تمطر بغزارة وخرجت من بيتي لقضاء حاجة ما , فإذا بي أرى الفلكي المشهور (السير جمس جنس) الأستاذ بجامعة كيمبوردج , ذاهبا إلى الكنيسة والإنجيل والشمسية تحت إبطه , فدنوت منه وسلمت عليه فلم يرد علي , فسلمت عليه مرة أخرى , فسألني ماذا تريد مني؟ فقلت له أمرين: الأول أن شمسيتك تحت إبطك رغم شدة المطر , فابتسم وفتح شمسيته على الفور , يقول فقلت له وأما الأمر الآخر: ما الذي يدفع رجلا ذائع الصيت في العالم أن يتوجه إلى الكنسية؟ وأما هذا السؤال توقف لحظة ثم قال عليك أن تأخذ شاي المساء عندي , يقول وعندما وصلت إلى داره في المساء في تمام الساعة الرابعة بالضبط , وجدته ينتظرني وعندما دخلت عليه في غرفته , وجدت عليه منضدة صغيرة موضوع عليها أدوات الشاي , وكان البروفيسور منهمكا في أفكاره , وعندما شعر بوجودي سألني ماذا كان سؤالك؟ ودون أن ينتظر الرد بدأ يلقي محاضرة عن تكوين الأجرام السماوية ونظامها المدهش وأبعادها وفواصلها اللامتناهية وطرقها ومداراتها وجاذبيتها حتى أنني شعرت بقلبي يهتز بهيبة الله وجلاله , وأما هو فوجدت شعر رأسه قائما والدموع تنهمر من عينيه ويداه ترتعدان من خشية الله , وتوقف فجأة ثم بدأ يقول يا عناية الله عندما ألقي نظرة على روائع خلق الله يبدأ وجودي يرتعش من الجلال الإلهي , وعندما أركع أمام الله وأقول له إنك لعظيم أجد أن كل جزء من كياني يؤيدني في هذا الدعاء وأشعر بسكون وسعادة عظيمين (هذا كافر!!) يقول وأحس بسعادة تفوق سعادة الآخرين ألف مرة! , أفهمت يا عناية الله لماذا أذهب إلى الكنيسة! يقول عناية الله فأحدثت هذه المحاضرة طوفانا في عقلي , وقلت له لقد تأثرت جدا من التفاصيل العلمية التي رويتها لي , وتذكرت في هذه المناسبة آية من آي كتابي (يعني القرآن) فلو سمحت لي قرأتها عليك , فهز رأسه قائلا بكل سرور اقرأ , فقرأت عليه الآية التالية: (وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) فصرخ هذا الرجل وقال ماذا قلت! إنما يخشى الله من عباده العلماء , مدهش وغريب وعجيب جدا إن الأمر الذي كشفت عنه دراسة ومشاهدة استمرت خمسين سنة , من أنبأ محمدا به؟ هل هذه الآية موجودة في القرآن حقيقة , لو كان الأمر كذلك فاكتب شهادة مني أن القرآن كتابا موحى من عند الله , (طبعا نحن نعرف أن القرآن هو كتاب موحى من عند الله ولسنا بحاجة إلى شهادته ولسنا بشك من كتابنا , ثم إن هذه الآية: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) إنما هي في علماء الشريعة وليس في علماء الطبيعة , لكن على كل حال هؤلاء قد تقودهم علومهم إلى معرفة الله عزوجل أحيانا كما في مثل هذا الموقف , وقد تقودهم علومهم إلى مزيد من الإلحاد كما هو الغالب) ثم يقول هذا الرجل لقد كان محمدا أميا ولا يمكنه أن يكشف بهذا السر عن نفسه ولكن الله أخبره بهذا السر , مدهش
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/268)
وغريب وعجيب جدا!.
وهذا طبيب اشترك مع بعض الأطباء في تصنيع قلب اصطناعي , بهره عجيب صنع الله عزوجل في خلق الإنسان فما وسعه إلا أن يقول إن جسمنا هو الكمال ذاته وهو غاية ما تصل إليه التقنية , ومهما يكن نوع الآلة التي يمكن أن تصنع ومهما بلغت من التعقيد والكمال فإننا نجد في تركيب جسمنا ما هو أفضل منها , ونظرة واحدة نلقيها على تكون الطفل في رحم أمه تقنعنا بأعجوبة المراحل التي يمر بها , كما تقنعنا بأنه لا بد من هذه الصنعة المركبة العجيبة من صانع ماهر , وكلما تعمق الإنسان في تشريح جسمه وأدرك دقائقه ازداد إيمانا بوجود الخالق , يقول إن عملية الأكل والبلع والهضم وتحويل الطعام إلى دم وسكر وأحماض والاحتفاظ بالنافع منه وطرح الفضلات كل أولئك يدعو بلسان الواقع إلى الإقرار بوجود الخالق , فهذا رجل ليس من المسلمين بهره دقة صنع الله تبارك وتعالى فيك أيها الإنسان فما وسعه إلا أن يقر بهذا الإقرار , وصدق الله عزوجل حيث يقول: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) فالله تبارك وتعالى يذكر بعجيب خلقه , سواء كان ذلك في خلق الإنسان أم الأفلاك أم في خلق الحيوان , والله تبارك وتعالى يقول: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنْ الْخَلْقِ غَافِلِينَ وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآكِلِينَ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) ويقول الله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/269)
وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) والله تبارك وتعالى يذكرنا ويأمرنا بأن ننظر ونتبصر فيما حولنا من المخلوقات التي نعايشها التي توجد في بيئتنا الله جل وعلا يقول: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ).
· وقفة تأمل مع خلق الجمل:
· وهذه المخلوقات التي ذكرها الله تعالى , لو تأملنا واحدا منها فقط عن هذا الجمل الذي أمرنا أن ننظر كيف خلق فإننا نجد هذا الجمل في هيئته الظاهرة قد ركب تركيبا عجيبا , فهو ينقل الناس في الصحراء , فجعل الله عزوجل له من الآلات ومن الخلق ما يتناسب مع هذه البيئة ومع هذا الأمر الذي خلقه من أجله ,فلما كان البعير يقطع المسافات كما قال الله عزوجل حينما ذكر أحكام الفيء: (فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ) في سورة الحشر , ومعلوم أن الإيجاف بالركاب أي الإسراع بالركاب أي بالإبل يستخدم في المسافات الطويلة البعيدة , وأما الخيل فإنها تستعمل لغارة على العدو , فالله عزوجل يقول: (فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ) لم تغيروا فيه على عدو ولم تسيروا عليه وتقطعوا شقة بعيدة على الإبل التي يسافر عليها , ولما كان انكسار المسلمين في وقعة أحد , أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أن يتتبع المشركين وأن ينظر إليهم , ووجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمر يعرف به قصدهم , فذكر لهم إنهم إن جنبوا الخيل فهم يريدون مكة , يعني إن ركبوا على الإبل فهم يريدون مكة لأن الإبل تستعمل للسفر , وإن ركبوا الخيل فهم يريدون المدينة.
فالحاصل أن هذا الجمل ركبه الله تركيبا عجيبا , فجعل في عينيه في الجفن الأعلى وفي الجفن الأسفل جعل فيه من الشعر الكثيف بحيث أنه يمنع وصول الرمال إلى عينيه , وجعل الله عزوجل في أذنه شعرا كثيفا , بحيث أنه يمنع دخول الرمال إلى داخل الأذن , كما جعل له الله عزوجل شفة مشقوقة , وذلك أن الجمل حينما يسير في وقت الحر وفي وقت الريح , فإنه يستطيع أن يسد أنفه بهذه الشفة المشقوقة , فهو يتفادى بذلك آثار الريح من دخول الأتربة بأنفه , ويتفادى أيضا بذلك آثار دخول الريح من تسبيب العطش له.
وجعل الله عزوجل لهذا الجمل جعل لها سناما , وبعض الجمال تكون من ذوات السنامين , فهذا السنام يكون كالمخزن للغذاء , فيجتمع فيه الدهن والودك فيستطيع الجمل أن يبقى مدة طويلة ولا يأكل ولا يشرب , يستطيع الجمل أن يجلس خمسة عشر يوما لا يشرب , وأيضا فقد جعل الله عزوجل لهذا الجمل قوائم طويلة بحيث أنه يستطيع أن يسرع وأن يقطع المسافات وليكون ذلك متناسبا مع جسمه , فهو مع ضخامته إلا أنه يتحرك بكل خفة , ومعلوم أن الرجل إذا طالت كان ذلك أسرع في المشي , وأنت تشاهد ذلك حينما يمشي الإنسان الكبير مع الطفل الصغير , وكلاهما يمشي على سجيته , وتجد أن هذا الطفل الصغير يبطئ في المشي عن الكبير , وذلك لأن الرجل الطويلة تقطع من المسافة في الخطوة الواحدة أكثر مما تقطعه الرجل الصغيرة , فجعل الله عزوجل قوائم هذا الجمل جعلها طويلة , وجعل في أسفلها هذا الخف الذي هو لين الملمس من أسفله , وذلك في هيئة مفلطحة عريضة بحيث أنه يستطيع أن يطأ على الرمال دون أن يغوص فيها مع ضخامة بدنه ومع ثقل وزنه.
فلماذا ركّبه الله عزوجل هذا التركيب وصنعه بهذه الطريقة العجيبة البديعة , كل ذلك عن علم وحكمة فتبارك الله أحسن الخالقين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/270)
وأما إذا نظرنا في الأحوال الداخلية في هذا الجمل فإننا نجد عجبا قد حير العلماء , ففي جسم الجمل تركيبات لم يصل العلماء إلى سرها حتى الآن , لكنهم عرفوا بعض عملها وبعض أثرها , وهذه التركيبات تعمل على خفض درجة حرارة الجمل , فكلما اشتد الحرارة وارتفعت درجة الحرارة برد داخل الجمل , فلا يعرق ولا يبول فيفقد الماء , كما يتجنب الجمل فقدان الماء عن طريق التنفس بالمحافظة على كمية بخار الماء الموجود بهواء الزفير بفضل الأغشية المخاطية الأنفية والمتصفة بقابليتها لامتصاص الماء الذي يكون في هذا الهواء الخارج من جوف الجمل في عملية التنفس , فهو لا يخسر شيئا من السوائل البتة , حيث إن هذا الهواء حينما يخرج من جوفه فإن الله عزوجل قد ركب في هذا الجمل أشياء تمتص الرطوبة التي تكون في هذا الهواء , فهو لا يتعب مع التنفس ولا يعطش في عملية التنفس الطبيعية.
ويستطيع الجمل أن يفقد قريبا من ثلث السوائل التي في جسده , أو يستطيع أن يفقد من السوائل مقدار ثلث الوزن الذي يزنه هذا الجمل , ومن يستطيع ذلك سوى الجمل , فإذا كان وزن الجمل مثلا ثلاثمائة كيلو فإنه يستطيع أن يفقد من السوائل ما مقدار مائة كيلوا من غير أن يتضرر , ويستطيع أن يعوض هذه السوائل في مدة عشر دقائق , فهو يستطيع أن يشرب في هذه المدة مائة لتر من الماء , ثم هو أيضا يحتاج إلى ساعتين لتصل هذه السوائل إلى جميع أجزاء الجسد وخلاياه.
وأما هذا الوبر الذي يتوهم الإنسان لأول وهلة أنه لربما كان سببا لعنائه في وقت الحر , وأنه سببا لتكالب الحرارة على جسم الجمل وبالتالي زيادة العرق , فإن ذلك على خلاف ما نتوهمه , فهذا الوبر له دور كبير في الموازنة بين حرارة الجسم وبين حرارة الجسد , فهو يجعل جسد الجمل على حد من الحرارة بحيث إنه لا يحتاج إلى فقد مزيد من السوائل عبر الغدد العرقية الموجودة على سطح جلده , وكلما ازدادت كثافة الوبر على جسم الجمل كانت عملية العزل أكبر وأعلى.
أما كيف يحول الجمل الغذاء المدخر إلى دهون ثم يرفعها من أمعائه إلى سنامه ليكون مخزنا له , فهذا شيئا حير العلماء ولا يعرفون له جوابا إلى هذه الساعة!.
فوجود هذا الخلق العظيم المحيط بنا من كل ناحية , دليل أكيد على قدرة الله تبارك وتعالى وعلى عظمته وعلى كماله , والإنسان في كثير من الأحيان يبقى عاجزا منكسرا أمام هذا الخلق فيبهره ولا يستطيع أن يتعرف على كثير مما يحيط به فضلا على أن يصل إلى الإحاطة به من كل جانب , أو إلى الإحاطة في المخلوقات البعيدة عنه التي لا يشاهدها.
وقفة تأمل في التربة:
· فالتربة التي يقف عليها الإنسان فيها من المخلوقات العجيبة الدقيقة التي لا يراها الإنسان الشيء الكثير , حيث أن بعض العلماء يقولون إن ما يقرب من عشرين بالمائة مما في هذه التربة إنما هي مخلوقات وكائنات دقيقة حية , لا نشاهدها وهي تتحرك وتعيش! , ويخبرني بعض الإخوان أنه نظر إلى بعض الكائنات الدقيقة في مكبر , فيقول فرأيت عجبا , يقول رأيت أشياء لها خراطيم , ورأيت أشياء مما لا نشاهده في العين المجردة , يقول رأيتها تتحرك وتمشي وقد خلقها الله عزوجل على خلق عجيب , فهي عندما كبرت في هذا المكبر , صارت في هيئة مرعبة , فيقول لو أن الإنسان يشاهد هذه الأشياء على وسادته وفي فراشه ولربما في الإناء الذي يأكل منه لعافت نفسه هذا الطعام , ولم يستطع أن ينام على هذا الفراش مع أنه مليء من هذه الكائنات الدقيقة , وأنتم تعرفون أن الأطباء يقولون إن هذه الفرض هي بحاجة إلى أن توضع في الشمس بين حين وآخر ليطرد ذلك عنها هذه المخلوقات الدقيقة التي يعج بها هذا الفراش , ولربما رأيتم في الصحف صور بعض الكائنات الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة حينما تكبر , ويقولون أنها تكون مع الغبار أو أنها من مسببات الربو , فهذه الأشياء يعج بها هذا الكون , ونحن لا نشاهدها ولا نراها , فأقول هذا كله يدل على عظمة الخالق تبارك وتعالى.
ما يؤثره هذا الاسم الكريم في المؤمن:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/271)
والله عزوجل أخبرنا في كتابه أنه هو الخالق وحده لا شريك له , وأن كل ما سواه فهو مخلوق مربوب عاجز وضعيف , فليس في هذا الكون سوى خالق واحد , يقول الله عزوجل: (قُلْ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) , ويقول سبحانه: (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ) , فالله عزوجل هو الخالق وحده وكل ما سواه فهو محدث كائن بعد أن لم يكن , مخلوق مربوب لربه وخالقه جلت قدرته وتعالى شانه.
فأنت أيها الإنسان الضعيف مسبوق بالعدم , كنت بعد أن لم تكن , والله عزوجل يقول: (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) , فينبغي للعبد أن يستحضر هذا المعنى , وأن يعظم الرب الخالق البارئ التعظيم اللائق بجلاله وعظمته , وأن لا يترفع الإنسان ويغتر ويتعالى عن عبادة الله تبارك وتعالى , ثم أيضا إذا عرف العبد أن ربه هو الخالق البارئ , ينبغي أن يثبت أن الله عزوجل لا يزال يتصف بهذه الصفة , فالله يخلق خلقا بعد خلق , فلا زال ربنا تبارك وتعالى يكون ويخلق ويوجد خلقا جديدا , والله عزوجل يقول: (كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ) ويقول: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) ومعلوم أن التعبير بالفعل المضارع , أن الفعل المضارع يدل على التجدد والاستمرار , وإذا كان الله عزوجل يخلق ما يشاء فمعنى ذلك أنه يوجد خلقا لم يكن موجودا , فلا يزال الله تعالى كذلك.
ثم إن الله تبارك وتعالى لم يستفد اسم الخالق أو البارئ بعد أن خلق الخلق , ولم يستفد هذا الاسم بعد أن براهم , كما أنه لم يستفد اسم البديع بعد أن أبدع الكائنات , فالله عزوجل موصوف بجميع أوصاف الكمال قبل أن يخلق الخلق , فله الكمال المطلق , ولم يكن تبارك وتعالى معطلا عن أوصاف الكمالات في وقت من الأوقات , والله عزوجل يقول: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) , فالذي يخلق يكون كاملا , والله عزوجل له الكمال المطلق منذ الأزل , فالله تبارك وتعالى هو الخالق قبل أن يخلق الخلق.
ثم إن الله تبارك وتعالى إذا كان هو الخالق , فإن معنى ذلك أنه خلق كل شيء ومن ذلك أنه خلق هذا الإنسان وخلق أيضا عمل الإنسان , كما ثبت ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله يصنع كل صانع وصنعته) يقول الإمام البخاري معلقا عليه: فأخبر أن الصناعات وأهلها مخلوقة.
وإذا عرف العبد هذه الحقيقة , فإنه لا يقول كما يقول بعض أهل البدع والضلال بأن أحدا في هذا الكون لربما يخلق , أو أن العبد يخلق أفعاله , فالله خلقنا وخلق أفعالنا , كما قال عزوجل: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ).
ثم إذا كان الله عزوجل هو الخلق , وكان ما سوى الله عزوجل هو المخلوق المربوب , فإن هذا يقتضي أن يعبد وحده لا شريك له , وأن يوحد دون أن يجعل له شريك من هؤلاء العاجزين المربوبين المخلوقين , كيف يجعل لله الخالق تبارك وتعالى شريكا من خلقه؟ , والله عزوجل يقول: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلْ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) فهم ذاهبون عن الحق حيث جعلوا له من هؤلاء المخلوقين المربوبين شركاء , وقد أثبت الله عزوجل عجزهم وضعفهم عن خلق أضعف الأشياء فقال الله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمْ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
وقد زعم بعض الملاحدة أنه يخلق , وحينما طولب بإثبات ذلك , أخذ قطعة من اللحم فشرحها , ثم جعل بين هذه التقاطيع والشرائح من اللحم , جعل بينها روثا , ثم جعل ذلك جميعا في علبة أو في كوز ثم أغلقه وأحكم إغلاقه , ثم أخذه بعد ثلاثة أيام وفتحه فإذا هو يعج بالدود , فزعم أنه هو الذي خلق ذلك , فقال له بعض من حضر على البديهة , هب أنك خلقته فكم عدد هذا الدود؟ فلم يدري ولم يستطع الإجابة , ثم سأله سؤالا آخر فقال كم منه الذكور والإناث؟ وهل تقوم أنت برزقه , فلم يستطع أن يجيب بشيء.
فالله عزوجل هو الذي خلق جميع الخلق وأحصاهم عددا ,وهو الذي يقوم برزقهم تبارك وتعالى , كما قال جل وعلا: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ).
· ثم أيضا إذا عرف العبد أن ربه هو الخالق , فينبغي أن يتفكر في معنى عظيم , وهو أن هذا الخلق الذي أوجده الله عزوجل أنه لم يكن عبثا , وأن الله سبحانه لم يرد به لعبا أو لهوا تعالى ربنا وتقدس عن ذلك علوا كبيرا , كما قال الله عزوجل: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) فالله ينكر عليهم هذا الظن الفاسد أنه خلقهم جل وعلا لا إلى حكمة وإنما خلقهم عبثا من غير قصد عظيم وحكمة كبرى , وقد أبان الله عزوجل هذه الحكمة العظيمة في الخلق فقال: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) فمن تفكر في هذا المعنى هداه بإذن الله عزوجل إلى سلوك الطريق الذي ينبغي أن يسلكه , وهو المعنى الذي خلقه الله عزوجل لأجله , وهو العبودية لله جل جلاله.
أما الذي يشاهد هذه المخلوقات وهذه الأفلاك دون أن يوصله هذا النظر إلى هذا المعنى , فهذا نظر لا خير فيه ولا يورثه نفعا وإنما يكون حجة عليه.
أسأل الله عزوجل أن يبصرنا وإياكم في الدين , وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين , اللهم أصلح لنا شأننا كله دقه وجله , اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك , اللهم أصلح أحوال المسلمين , والحمدلله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/272)
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 03:47 ص]ـ
مكرر للأسف وهذه المشكلة دائمة الحصول ألا وهي تكرار المشاركات ... فلعل الإدارة تنقذنا
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 04:19 م]ـ
7 - الحكيم:
· أصل هذه المادة في كلام العرب (حكم) أصلها يدور على معنى واحد في جميع استعمالاتها وهذا المعنى الواحد هو: المنع.
فإذا رأيت هذه اللفظة مهما تصرفت ومهما تقلبت على أنحاء شتى من معاني العرب فإنها تدور على هذا المعنى (المنع).
· الحكيم هو الذي امتنع بما تحلى به من العلم , والقدرة على وضع الأشياء في مواقعها , وامتنع أن يدخل رأيه خطأ أو أن يدخل تصرفه زلل.
فهذا هو الحكيم الذي يبدي الكلام والرأي والفعل عن علم فيوقع ذلك في أحسن موقع.
· الحاكم: هو الذي يمنع أحد الخصمين على التعدي على حق الآخر.
· الحَكَمَة: هي الحديدة التي توضع في فم الدابة فتمنعها من الانفلات.
· الحِكْمة: هي صفة راسخة , توجب لمن اتصف بها صوابا في الرأي وسدادا في العمل , وهي عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم.
· الحُكم: قيل له ذلك لأنه يمنع أحد الخصمين من التسلط على حق الآخر وهكذا ..
· الحاصل أن الحكيم على وزن فعيل , ومعلوم أن فعيل في كلام العرب يأتي بمعنى فاعل ويأتي بمعنى مُفعل , فإذا كان بمعنى فاعل فالحكيم بمعنى: الحاكم , وإذا كان بمعنى مُفعل فهو بمعنى: المحُكم يعني الذي يحكم الأشياء ويتقنها.
· سمى الله عزوجل به نفسه بهذا الاسم (الحكيم) , وقد ورد في كتاب الله عزوجل في أكثر من 90 موضعا , وغالبا ما يرد هذا الاسم مقترنا باسم الله العليم , وكذا العزيز , وذلك يخبر عن معنى وهو أن حكمة الله عزوجل صادرة عن علم , وصادرة عن عزة.
فمن اقترانه باسم الله العليم قوله تعالى: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
ومن اقترانه باسم الله العزيز قوله تعالى: (وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
ومن اقترانه باسم الله الخبير قوله تعالى: (الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ).
ومن اقترانه باسم الله التواب قوله تعالى: (وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ).
ومن اقترانه باسم الله العلي قوله تعالى: (إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ)
ومن اقترانه باسم الله الواسع قوله تعالى: (وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً).
الحاصل أن اقتران اسم الله عزوجل الحكيم بأسماء أخرى له دلالة وله معنى , وذلك أن حكمة الله صادرة عن علم هذا عندما يقترن بالعليم , وحينما يقترن بالخبير مثلا فهذا يدل على أن حكمة الله عزوجل صادرة عن خبرة وهي معرفة بواطن الأشياء وهذه الخبرة , وحينما يقترن باسم الله عزوجل التواب فهذا يدل على أن الله تبارك وتعالى حينما يوفق بعض العباد للتوبة فإنما ذلك عن علم وحكمة , وهكذا في سائر المواضع.
· التلازم بين الحكم واسم الله الحكيم:
وقد قال بعض أهل العلم في هذا المعنى كلاما حسنا وهو قوله وقد تضمن هذا الاسم يعني الحكم جميع الصفات العلى والأسماء الحسنى إذ لا يكون حكما إلا سميعا بصيرا عالما خبير إلى غير ذلك.
فهو سبحانه الحكم بين العباد في الدنيا والآخرة في الظاهر والباطن وفيما شرع من شرعه وحكم من حكمه وفي كل القضايا التي قضاها على خلقه قولا وفعلا , وليس ذلك لغير الله تعالى , ولذلك قال: (وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) وقال: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) , فلم يزل حكيما قبل أن يحكم , ولا ينبغي ذلك لغيره.
· الحَكم والحكام , أيهما أبلغ؟؟
الله عزوجل سمى نفسه بالحكم , والذي يظهر والله أعلم , أن الحَكم أبلغ من الحاكم والعلم عند الله عزوجل أنه لا يستحق التسمية بالحَكم إلا من كان حاكما مقسطا عادلا على قول طائفة من العلماء , فيرون أن الحَكم من صفات التعظيم والمدح , وأما الحاكم فهي جارية على الفعل بحيث إن ذلك يقال لكل من حَكم فيقال له حاكم , أما الحَكم فذلك يقال لمن صار ذلك صفة له مع قسط وعدل , وقال بعض أهل العلم أيضا أنه لا يقال الحَكم إلا من تخصص في ذلك , يعني من حكم مرة قيل له حاكما , وأما من تخصص في الحكم فإنه يقال له حَكما كما قال الله عزوجل: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/273)
ومما يدل والله أعلم على أن الحَكم أبلغ من الحاكم , أنه لا يصح للإنسان أن يكني نفسه بأبي الحكم كما دل عليه حديث هاني بن يزيد رضي الله عنه بإسناد صحيح , وذلك أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حينما وفد قومه على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعهم النبي يدعونه بأبي الحكم , فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن علة ذلك , فأخبره أن قومه كانوا إذا اختصموا وتشاجروا جاءوا إليه فحكم بينهم فرضوا بحكمه , فأثنى النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الصفة ولكن بين أمرا آخر فقال: إن الله هو الحَكم وإليه الحُكم , ثم سأله عن أولاده فذكر له عددا من الأولاد فقال من أكبرهم فذكر له شريحا , فقال أنت أبو شريح , فغير النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكنية.
فبعض العلماء أخذ من هذا أنه لا يجوز التكني بأبي الحكم , وقالوا إن ذلك من الأسماء المختصة بالله عزوجل , وبعضهم توسط في هذا الباب ولعله أقرب , وهو أن الإنسان إذا تسمى بذلك أو تكنى به مراعاة للمعنى فذلك لا يجوز , يعني إذا قيل له ذلك بناءا على صفة فيه وهو أن يحكم بين الناس حكما عادلا أو يرتضونه فكني بذلك أو لقب به فذلك لا يجوز لأن فيه مضاهاة لاسم الله عزوجل فالله هو الحكم وإليه الحكم , وأما من سمي به بمجرد التسمية فإن ذلك لا إشكال فيه والله تعالى أعلم , وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله عن علة ذلك ولم يغيره ابتداءا.
· جمع ابن القيم رحمه الله هذه المعاني في الحَكم والحكيم وذكر ذلك في نونيته ونظمه في بعض الأبيات فقال:
وهو الحكيم وذاك من أوصافه ** نوعان أيضا ما هما عدمان
حكم وإحكام فكل منهما ** نوعان أيضا ثابت البرهان
يعني أن الحكيم يتضمن الحكم , ويتضمن أيضا الإحكام , وحكم الله عزوجل نوعان كما قال ابن القيم رحمه الله فذكر أولا أنواع الحكم فقال:
والحكم شرعي وكوني ولا ** يتلازمان وما هما سيان
يعني أن أحكام الله عزوجل على قسمين:
- أحكام شرعية: وهي الشرائع التي شرعها , الحلال والحرام , فهذه أحكامه في غاية الإتقان , وليس فيها خلل بوجه من الوجوه , وهي أحكام صحيحة لا غلط فيها ولا تضارب ولا تناقض , وهي مبنية على حكم عظيمة وعلى غايات سديدة , فالله عزوجل عندما يأمر وينهى إنما ذلك لحكمة كبرى.
- أحكام كونية: وهي أحكامه الكونية القدرية , (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) , فهذه أحكام الله الكونية حيث أن الله عزوجل يدبر أمور هذا الكون جميعا بقوله كن , وأحكام الله الكونية أيضا هي في غاية الإتقان , وليس فيها خلل بوجه من الوجوه , وما أراده الله عزوجل كان وما لم يرده لم يكن , مهما حاول الناس منعه أو إيجاده , فالله عزوجل هو الذي يدبر ويقدر المقادير لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه , جلت قدرته وتعالت أسماءه وصفاته , فهو يتصرف بهذا الكون بمقتضى الحكمة , فإذا أمرض أحدا فإن ذلك لحكمة يعلمها , وإذا أفقر أقواما وأغنى أخرين فذلك لحكمة يعلمها.
معنى قول ابن القيم رحمه الله (لا يتلازمان) أي لا تلازم بينهما , يعني مثلا الله حينما يأمر بالصلاة , قد يوجد أناس لا يصلون , فوجد بحقهم الحكم الشرعي , ولم يوجد الحكم الكوني , وهو فعل الصلاة من قبل المؤمن , فالمؤمن اجتمع فيه الحكم الكوني والحكم الشرعي , فالله أمر الصلاة تعلق به الحكم الشرعي , صلى تعلق به الحكم الكوني , وأما الكافر فإنه وجد فيه الحكم الشرعي وهو الأمر بالصلاة تعلق به لأنه مكلف , ولا يوجد في حقه الحكم الكوني لأنه لو وجد لصلى هذا الكافر.
وهكذا الأمر بالإيمان , أبو بكر رضي الله عنه حينما آمن , وجد فيه الحكم الكوني لأن إيمانه لم يقع إلا بإرادة الله عزوجل الكونية , ووجد فيه الحكم الشرعي حيث أنه امتثل أمر الله تبارك وتعالى , وأما أبو جهل مثلا فإنه وجد فيه الحكم الشرعي , وهو أنه مخاطب بالإيمان , ولو يوجد فيه الحكم الكوني حيث أنه لم يؤمن , لو أن الله قدر إيمانه لآمن , ولكنه وجد فيه حكم كوني آخر وهو أن الله كتب عليه الخزي والصغار والضلال فكفره فإنما هو بإرادة الله الكونية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/274)
فلا تلازم بين هذه الإرادات , فقد توجد الإرادة الكونية ولا توجد الإرادة الشرعية , فالكافر حينما يكفر هنا هذه ليس إرادة لله شرعية وإنما إرادة كونية , وحينما يتعلق بالكافر الأمر بالإيمان ثم لا يؤمن تكون قد وجدت فيه الإرادة الشرعية دون الكونية وهي وقوع الإيمان فعلا منه , والمؤمن الذي يؤمن بالله عزوجل يكون قد وجد فيه مقتضى الإرادة الكونية والإرادة الشرعية.
ثم قال ابن القيم رحمه الله:
بل ذاك يوجد دون هذا مفردا ** والعكس أيضا ثم يجتمعان
أي يجتمعان بالصورة التي ذكرت وهي إيمان المؤمن.
لن يخلو المربوب من إحداهما ** أو منهما بل ليس ينتفيان
ثم بعد ذلك بدأ يفرق بين هذه الإرادة وهذه الإرادة , وأن الأحكام الشرعية هي التي يحبها الله , وأن الأحكام الكونية لا تستلزم محبة الله لهذا الأمر.
ثم قال:
والحكمة العليا على نوعين ** أيضا حصلا بقواطع البرهان
إحداهما في خلقه سبحانه ** نوعان أيضا ليس يفترقان
إحكام هذا الخلق إذ إيجاده ** في غاية الإحكام والإتقان
وصدوره من أجل غايات له ** وله عليها حمد كل لسان
والحكمة الأخرى فحكمة شرعه ** أيضا وفيها ذانك الوصفان
غاياتها اللاتي حمدن وكونها ** في غاية الإتقان والإحسان
· فإذا علم العبد أن عبده تبارك وتعالى حكيم في شرعه فإنه يستسلم لهذا الشرع ولأمر الله عزوجل , فلا يعترض ولا يتردد في قبول أحكامه وفي التحاكم إلى دينه وشرعه , ثم أنه يرفض بعد ذلك كل شرع يخالف شرع الله عزوجل حكما وتحاكما , ويؤمن إيمانا جازما أن من شرع دينا ونظاما لم يأذن به الله تعالى وادعى أنه أصلح لحياة الناس ومعاشهم , أو ساواه بشرع الله , أو جوز الحكم به , فإنه قد أشرك بالله عزوجل , ومن أطاعه في ذلك على علم فقد أشرك بالله أيضا , ذلك في أن في ذلك الصنيع كفرا بأسماء الله عزوجل وصفاته ومنها اسمه الحكيم , فوق ما فيه من كفر لتوحيد الألوهية وتوحيد الطاعة والإتباع , والله عزوجل يقول: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) , ويقول تبارك وتعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) , ويقول سبحانه: (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) , فهذه الآيات تقرر أن كل من تحاكم لغير شرع الله عزوجل فهو مشرك به تبارك وتعالى.
· يقول العلامة المفسر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في التعليق على قوله تعالى: (وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) يقول: وما تضمنته هذه الآية الكريمة من كون الحكم لله وحده لا شريك فيه , جاء مبينا في آيات أخر , كقوله تعالى: (إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ) , وقوله تعالى: (إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ .. ) الآية , وقوله: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ .. ) الآية , وقوله: (ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) , وقوله: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) , وقوله: (لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) , وقوله (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) , وقوله: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً) إلى غير ذلك من الآيات , ويفهم من ذلك كقوله (ولا يشرك في حكمه أحدا) أن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله , أنهم مشركون بالله , وهذا المفهوم جاء مبينا في آيات أخرى كقوله فيمن اتبع تشريع الشيطان في إباحة الميتة بدعوى أنها ذبيحة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/275)
الله كما قال المشركون قال للمسلمين محتجين عليهم تقولون ما ذبحتم بأيديكم فهو حلال , وما ذبحه الله بيده بسكين من ذهب فهو حرام , فأنتم إذا أحسن من الله , فالله عزوجل رد على هذه الفرية والشبهة من المشركين فقال: (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) , فصرح بأنهم مشركون بطاعتهم , وهذا الإشراك في الطاعة واتباع التشريع المخالف لما شرعه الله تعالى هو المراد بعبادة الشيطان في قوله تعالى: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) , وقوله تعالى عن نبيه إبراهيم عليه السلام: (يَا أَبَتِ لا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً) , وقوله تعالى: (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَرِيداً) , أي ما يعبدون إلا شيطانا وذلك بإتباع تشريعه , ولذا سمى الله تعالى الذين يطاعون فيما زينوا من المعاصي شركاء في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ .. ) الآية , ومن أصلح الأدلة في هذا أن الله جل وعلى في سورة النساء أن من يريدون أن يتحاكموا إلى غير ما شرعه الله , يتعجب من زعمهم أنهم مؤمنون , وما ذلك إلا أن دعواهم الإيمان مع إرادة التحاكم إلى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه العجب , وذلك في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً) , وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلى على لسنة رسله صلى الله عليهم وسلم , أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته وأعماه عن نور الوحي مثلهم. ا. هـ
· يقول ابن القيم رحمه الله في ضمن ما ذكره من الفوائد المستنبطة من هذه الآية: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) يقول: ومنها أنه جعل هذا الرد من موجبات الإيمان ولوازمه , فإذا انتفى هذا الرد انتفى هذا الإيمان , ضرورة انتفاء الملزوم لانتفاء لازمه , ولا سيما التلازم بين هذين الأمرين , فإنه من الطرفين , وكلا منهما ينتفي بانتفاء الآخر , ثم أخبرهم أن هذا الرد خير لهم , وأن عاقبته أحسن عاقبة , ثم أخبر سبحانه أنه من تحاكم أو حاكم إلى غير ما جاء به الرسول فقد حكّم الطاغوت وتحاكم إليه , والطاغوت: كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبعوع أو مطاع فهو طاغوت , يقول ابن القيم رحمه الله: فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , أو يعبدونه من دون الله , أو يتبعون على غير بصيرة من الله , أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله , فهذه طواغيت العالم , إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم عدلوا من عبادة الله إلى عبادة الطاغوت , وعن التحاكم إلى الله والرسول إلى التحاكم إلى الطاغوت , وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته , وهؤلاء لم يسلكوا طريق الناجين الفائزين من هذه الأمة وهم الصحابة من تبعهم , ولا قصدوا قصدهم بل خالفوهم في الطريق والقصد معا , ثم أخبر تعالى عن هؤلاء بأنهم لو قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول أعرضوا عن ذلك ولم يستجيبوا للداعي ورضوا بحكم غيره , ثم توعدهم بأنهم إذا أصابتهم مصيبة في عقولهم وأديانهم وبصائرهم وأبدانهم وأموالهم بسبب إعراضهم عما جاء به الرسول وتحيكم غيره والتحاكم غيره كما قال تعالى: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/276)
ذُنُوبِهِمْ) , اعتذروا بأنهم إنما قصدوا الإحسان والتوفيق , أي بفعل ما يرضي الفريقين ويوفق بينهما , كما يفعله من يروم التوفيق بينما جاء به الرسول وبينما خالفه , ويزعم أنه بذلك محسن قاصد الإصلاح والتوفيق , والإيمان إنما يقتضي إلقاء الحرب بين ما جاء به الرسول وبين كل ما خالفه من طريقة وحقيقة وعقيدة وسياسية ورأي , فمحص الإيمان في هذا الحرب لا في التوفيق وبالله التوفيق , ثم أقسم سبحانه بنفسه على نفي الإيمان عن العباد حتى يحكموا رسوله فيما شجر بينهم من الدقيق والجليل , ولم يكتف في إيمانهم بهذا التحكيم بمجرده حتى ينتفي عن صدورهم الحرج والضيق عن قضائه وحكمه , ولم يكتف منهم أيضا بذلك حتى يسلموا تسليما وينقادوا إنقيادا , وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) , فأخبر سبحانه أنه ليس لمؤمن أن يختار بعد قضائه وقضاء رسوله , ومن تخير بعد ذلك فقد ضل ضلالا مبينا , وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) , أي لا تقولوا حتى يقول ولا تأمروا حتى يأمر , ولا تفتوا حتى يفتي , ولا تقطعوا أمرا حتى يكون هو الذي يحكم فيه ويمضيه , روى علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما (يعني في معنى الآية): لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة , إلى أن قال رحمه الله (أعني ابن القيم) والقول الجامع في معنى الآية لا تعجلوا بقول ولا فعل قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يفعل , وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) , فإذا كان رفع أصواتهم فوق صوته سببا لحبوط أعمالهم , فكيف بتقديم آرائهم وعقولهم وأذواقهم وسياساتهم ومعارفهم على ما جاء به ورفعها عليه , أليس هذا أولى أن يكون محبطا لأعمالهم؟ , وقال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ) , يقول ابن القيم: فإذا جعل من لوازم الإيمان أنهم لا يذهبون مذهبا إذا كانوا معه إلا باستئذانه فأولى أن يكون من لوازمه أن لا يذهبوا إلى قول ولا مذهب إلا بعد استئذانه وإذنه معروف بدلالة ما جاء به على أنه أذن فيه. انتهى كلامه رحمه الله.
· فهذا هو الحكيم لأن الحكمة كما عرفنا هي العلم الصحيح مع الحكم الصحيح , فهي الصواب في القول والصواب في الرأي والصواب في العمل , فمن كان مصيبا في حكمه وفي علمه وفي كلامه فهو الحكيم.
· يقول العلامة المفسر الشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله: وبذلك تعلم أن الحلال هو ما أحله الله , والحرام هو ما حرمه الله ,والدين هو ما شرعه الله , فكل تشريع من غيره باطل , والعمل به بدل تشريع الله عند من يعتقد أنه مثله أو خير منه كفر بواح لا نزاع فيه ...
إلى أن قال رحمه الله في صفة من يستحق أن يكون مشرعا يقول: اعلم أن الله جل وعلا بين في آيات كثيرة صفات من يستحق أن يحكون الحكم له , فعلى كل عاقل أن يتأمل الصفات المذكورة التي سنوضحها الآن إن شاء الله , ويقابلها مع صفات البشر المشرعين للقوانين الوضعية , فينظر هل تنطبق عليهم صفات من له التشريع , سبحان الله وتعالى عن ذلك , فإن كانت تنطبق عليهم ولن تكون ليتبع تشريعهم , يقول: وإن ظهر يقينا أنهم أحقر وأخس وأذل وأصغر من ذلك فليقف بهم عند حدهم , ولا يجاوزه بهم إلى مقام الربوبية , سبحانه وتعالى أن يكون له شريك في عبادته أو حكمه أو ملكه , فمن الآيات القرآنية التي أوضح بها تعالى صفات من له الحكم والتشريع قوله هنا: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) ثم قال مبينا صفات من له الحكم: (ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ فَاطِرُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنْ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/277)
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) فهل في الكفرة الفجرة المشرعين للنظم الشيطانية من يستحق أن يوصف بأنه هو الرب الذي تفوض إليه الأمور , ويتوكل عليه , وأنه فاطر السماوات والأرض أي خالقهما ومخترعهما على غير مثال سابق , وأنه هو الذي خلق للبشر أزواجا , وخلق لهم أزواج الأنعام الثمانية المذكورة في قوله تعالى: (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنْ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ ... ) الآية , وأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير , وأنه له مقاليد السماوات والأرض , وأنه هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر , أي يضيقه على من يشاء وهو بكل شيء عليم , فعليكم أيها المسلمون أن تتفهموا صفات من يستحق أن يشرع ويحلل ويحرم , ولا تقبلوا تشريعا من كافر خسيس حقير جاهل , ونظير هذه الآية الكريمة قوله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) فقوله فيها: (فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ) كقوله في هذه: (فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) , ومن الآيات الدالة على ذلك: (لَهُ غَيْبُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) فهل في الكفرة الفجرة المشرعين من يستحق أن يوصف بأن له غيب السماوات والأرض , وأن يبالغ في سمعه وبصره لإحاطة سمعه بكل المسموعات , وبصره بكل المبصرات , وأنه ليس لأحد دونه من ولي , سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا , ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: (وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) , فهل في الكفرة الفجرة المشرعين من يستحق أن يوصف بأنه الإله الواحد , وأن كل شيء هالك إلا وجهه , وأن الخلائق يرجعون إليه , تبارك ربنا وتعاظم وتقدس أن يوصف أخس خلقه بصفاته , ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: (ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) , فهل في الكفرة الفجرة المشرعين النظم الشيطانية من يستحق أن يوصف في أعظم كتاب سماوي بأنه العلي الكبير , سبحانك ربنا وتعاليت عن كل ما لا يليق بكمالك وجلالك , ومن الآيات الدالة على ذلك: (وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) فهل في مشرع القوانين الوضعية من يستحق أن يوصف بأن له الحمد في الأولى والآخرة؟ , وأنه هو الذي يصرف الليل والنهار مبينا بذلك كمال قدرته وعظمة إنعامه على خلقه؟ سبحان خالق السماوات والأرض جل وعلا أن يكون له شريك في حكمه أو عبادته أو ملكه , ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: (إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون) فهل في أولئك من يستحق أن يوصف بأنه هو الإله المعبود وحده وأن عبادته وحده هي الدين القيم. (انتهى كلامه رحمه الله مع شيء من الاختصار).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/278)
· هذا الذي صدر عنه هذا الشرع أيضا , حكيم يضع الأمور في مواضعها ويوقعها في مواقعها , فيطمئن العبد كل الاطمئنان إلى هذا التشريع الذي صدر من هذا المالك المعبود جل جلاله , حيث أن شرعه تبارك وتعالى كله حكمه , وإنما وضعه لمصالح عظيمة , تقوم بها حياتهم وتقول بها آخرتهم.
يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في الكلام على هذا المعنى: فإنه تعالى شرّع الشرائع وأنزل الكتب , فهل هناك كرم أعظم من هذا؟ , فإن معرفته تعالى وعبادته وحده لا شريك له , وإخلاص العمل له , وحمده وشكره والثناء عليه , أفضل العطايا منه لعباده على الإطلاق , وأجل الفضائل لمن يمن الله عليه بها , وأكمل سعادة وسرور للقلب وللأرواح , كما أنها هي السبب الوحيد للوصول إلى السعادة الأبدية , والنعيم الدائم , فلو لم يكن في شرعه وأمره إلا هذه الحكمة العظيمة التي هي أصل الخيرات وأكمل اللذات ولأجلها خلقت الخليقة وحق الجزاء , وخلقت الجنة والنار , لكانت كافية شافية.
يقول: هذا وقد اشتمل شرعه ودينه على كل خير , فأخباره تملأ القلوب علما ويقينا وإيمانا وعقائد صحيحة , وتستقيم بها القلوب ويزول انحرافها , وتثمر كل خلق جميل وعمل صالح وهدى ورشد , وأوامره ونواهيه محتوية على غاية الحكمة والصلاح والإصلاح للدين والدنيا , فإنه لا يأمر إلا بما مصلحته خالصة أو راجحة , ولا ينهى إلا عن ما مضرته خالصة أو راجحة , ومن حكمة الشرع الإسلامي أنه كما أنه الغاية لصلاح القلوب والأخلاق والأعمال وللاستقامة على الصراط المستقيم , فهو الغاية لصلاح الدنيا , فلا تصلح أمور الدنيا صلاحا حقيقيا إلا بالدين الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم , وهذا مشاهد ومحسوس لكل عاقل , فإن أمة محمد لمّا كانوا قائمين بهذا الدين أصوله وفروعه وجميع ما يهدي ويرشد إليه , كانت أحوالهم في غاية الاستقامة والصلاح , ولمّا انحرفوا عنه وتركوا كثيرا من هداه ولم يسترشدوا بتعاليمه العالية انحرفت دنياهم كما انحرف دينهم , وكذلك انظر إلى الأمم الأخرى التي بلغت في القوة والحضارة والمدنية مبلغا هائلا , لكن لما كانت خالية من روح الدين ورحمته وعدله كان ضررها أعظم من نفعها , وشرها أكبر من خيرها , وعجز علماؤها وحكماؤها وساستها عن تلافي الشرور الناشئة عنها , ولن يقدروا على ذلك ما داموا على حالهم , ولهذا كان من حكمته تعالى أن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الدين والقرآن أكبر البراهين على صدقه.
· أقول للمهزومين من أبناء المسلمين الذين لا يرونه حقا إلا ما أحقه أصحاب العيون الزرقاء , أقول لهم اسمعوا كلام حكماء الغرب , ونحن لسنا بحاجة إلى كلامهم والحمد لله , وليس يصح بالأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل , فنحن لسنا في شك ولله الحمد من شريعة الله عزوجل ومن عدالة حكمه , لكن أقول للمفتونين من أبناء المسلمين الذين يغترون بهؤلاء ويرون أن الصواب عندهم دائما أقول اسمعوا ما يقوله حكماؤهم!:
- يقول ادوار لمبير , وكان ناظرا لمدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة سنة 1906 في تاريخ النصارى , يقول: إن في الشرعية الإسلامية كنزا لا يفنى ومنبعا لا ينضب , وأنه خير ما يلجأ إليه المصريون في الوقت الحاضر في البحوث العلمية حتى يعيدوا لمصر ولبلاد العرب هذا المجد العلمي.
- ويقول آخر واسمه استيلانا في بعض مؤلفاته: إن في الفقه الإسلامي ما يكفي المسلمين في تشريعهم المدني إن لم نقل فيه ما يكفي الإنسانية كلها!.
- ويقول ثالث اسمه هولكوم وهو استاذ للفلسفة بجامعة هالفارد: الشريعة الإسلامية تحتوي على جميع المبادئ اللازمة للنهوض.
- ويقول آخر يقال له جبتون وهو من علماء التاريخ المعاصرين: وجاءت الشريعة الإسلامية عامة في أحكامها , يخضع لها أعظم ملك وأقل صعلوك , فهي شريعة حيكت بأحكم منوال شرعي , وليس لها مثيل في العالم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/279)
فهؤلاء كما قيل: الحق ما شهدت به الأعداء! , ولست بحاجة أن أورد هذا الكلام على مسامعكم أيها الإخوان , وأعتذر إليكم من إيراده , ولكن ماذا نقول بمن فتنوا بهؤلاء؟ , وأن من يرون بأن الميزان بين الحق والباطل ما يقرره هؤلاء وما يحقونه أو يبطلونه , فهؤلاء نقول لهم , هذا ما قاله حكماؤهم , فكيف بنا نستحي من أن نتلقى أحكام الله عزوجل , وأن نظهرها , وأن ندعو الناس إليها , وأن ننشرها في العالمين , كيف بنا نتردد في تطبيق ذلك في أنفسنا وفي أسرنا , كيف بنا أن نتحرج أحيانا أن نذكر الحكم الشرعي أمام هؤلاء الكفار , وكأننا نستحي كأن في الشريعة عارا أو نقصا نستحي أن ننتسب إليها أمام هؤلاء العمي البكم الصم الذين هانوا على الله عزوجل فأهانهم وأذلهم ولم ينعم عليهم بمعرفة هذا الحق المبين الواضح , ولم ينعم عليهم ويتفضل بهدايتهم له , فنحمد الله عزوجل حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى على أن هدانا إلى هذه الملة وهذه الشريعة بعد أن أضل عنها أكثر الخلق , ونحمده تبارك وتعالى أن علمنا من أحكامها وبصرنا فيها بأمور تشرح الصدر وتجلب السعادة وتحقق العدالة , وبها يرتفع كل سوء ومكروه عن مجتمعات المسلمين.
· ذكرنا لكم قبل أن أحكام الله عزوجل على قسمين:
- الأحكام الشرعية: وهي الحلال والحرام والأمر والنهي الدين والشريعة.
- الأحكام الكونية والقدرية: وهي قسمان:
القسم الأول: ما للعبد طريق إلى مدافعته , فهذا ينبغي على العبد أن يدافعه , فيدافع أقدار الله بأقدار الله عزوجل , وتوضيح ذلك: أن العبد إذا نزل به المرض فما الذي يصنع؟ هل يستسلم للقدر؟ عليه أن يرضى ويسلم وعليه أن يصبر , ولكن عليه أن يدافع القدر بالقدر , فيبحث عن العلاج ويتداوى وهذا كله من مدافعة القدر بالقدر فهذا لا إشكال فيه , إذا جاع الإنسان هذا الجوع أليس بقدر الله عزوجل؟ فكيف يدفعه العبد؟ يدفعه العبد أن يأكل , وهذا أمر مشروع , ونحن نعرف أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قصد الشام فبلغه أن الطاعون قد نزل بها , ماذا فعل؟ أراد أن يرجع بعد أن استشار الصحابة رضي الله عنهم , فاعترض عليه أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه وهو أحد أمراء الأجناد , فقال: يا عمر أفرارا من قدر الله؟ فقال عمر رضي الله عنه: نفر من قدر الله إلى قدر الله , ثم ذكر له مثالا وقال: لو عندك إبل أو غنم , وعندك أرض معشبة , وأرض أخرى قاحلة , في أي الأرضين ترعى؟ , قال: في الأرض المعشبة , قال: أفرارا من قدر الله؟ ألزمه هذا الإلزام , فنحن عندما نفعل هذه الأشياء فإنما نفعله من باب مدافة القدر بالقدر.
القسم الثاني: وهو الذي لا يمكن للعبد أن يدافعه ,وحكم الله عزوجل به ولم يجد العبد المخرج والخلاص من ذلك فعليه أن يستسلم لأقدار الله تبارك وتعالى , فهذا غير القسم الأول , يعني القسم الأول المسلمون مثلا اليوم في ضعف والأعداء قد تسلطوا عليهم , وأخذوا كثيرا من بلادهم , ويذبحونهم ذبح النعاج , هذا بقدر الله عزوجل , لكن هل نستسلم لهذا القدر؟ الجواب: لا! , علينا أن دافع هذا القدر بقدر آخر , فنبحث عن أسباب القوة وأسباب الضعف لنتخلص من هذه الورطة التي نزلت بنا , فصارت أعراض المسلمات كلأً مباحا , وصارت دماؤهم هدرا , نبحث عن قدر الله عزوجل الذي نخرج به من هذه الورطة , أما القسم الآخر من القدر وهو الذي لا يمكن للعبد أن يدافعه , إذا نزل به الموت , أو مات له حبيب , أو نزل به علة , قال الأطباء لا سبيل للخلاص منها ولا يوجد علاج ولا يوجد شيء , فهنا على العبد أن يستسلم لقدر الله عزوجل وأن يتصبر ويرضى بما قسمه الله عزوجل له , غرقت تجارته , احترق متجره , وقع له حادث , ونحو ذلك , هذا كله بقدر الله عزوجل , ماذا يصنع؟ هل يلطم خده وينتف شعره ويولول على هذه المصيبة التي نزلت به؟ الجواب: لا , عليه أن يستسلم لقدر الله عزوجل , ويرضى ويعلم أنه ما نزلت مصيبة في الأرض ولا في السماء إلا في كتاب , والله عزوجل يقول: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/280)
فالقسم الأول من الأقدار التي يمكن مدافعتها على العبد أن يرضى ولكن هذا الرضى لا يعني المدافعة , نزل بك المرض ترضى بما قدر الله لك , وتصبر على هذا المرض , لكن تدافع هذه العلة بقدر آخر.
وأما القسم الثاني وهو ما لا سبيل إلى مدافعته , فهنا التسليم التام الكامل , والرضى بحكم الله عزوجل , والانقياد بذلك , فلا يظهر من اللسان التسخط , ولا يظهر من جوارح العبد ما يدل على الاعتراض على حكم الله تبارك وتعالى , وإنما ينقاد لحكم ربه جل وعلا , لأنه يعلم أن ربه حكيم , وأنه كما قال صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير , إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له , وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له).
· هذه الأقدار التي يقدرها الله عزوجل إنما قدرها لحكم عظيمة قد تخفى علينا وقد يظهر بعضها وقد يظهر بعضها بعد حين , فتمنى هذا الإنسان أن هذه البنت ما طُلقت , ثم يتبين بعد ذلك أن هذا الطلاق هو عين الخيار لها , قد يتمنى هذا الإنسان أن رجله لم تنكسر , ويحزن لانكسارها ثم يعلم أن ثمة أمر آخر من الشر العظيم الذي حال دونه انكسار هذه الرجل , قد تفوت الإنسان الطائرة وهذا بقدر الله عزوجل , ثم يحزن ويولول ولربما شكى وذم أهله لأنهم لم يوقظوه ثم تسقط هذه الطائرة فيكون هذا القدر الذي وقع وهو فوات هذه الرحلة على هذا الإنسان إنما هو لخير أراده الله عزوجل له.
· يقول ابن القيم عن هذا النوع الأخير من أحكام الله عزوجل الكونية التي تجري على العبد من غير اختيار له ولا طاقة له بدفعها ولا حيلة له في منازعتها يقول:
فهذا حقه أن يتلقى بالاستسلام والمسالمة وترك المخاصمة , وأن يكون فيه كالميت بين يدي الغاسل , وكمن انكسر به المركب في لجة البحر وعجز عن السباحة وعن سبب يدنيه من النجاة , فهنا يحسن الاستسلام والمسالمة , مع أنه عليه في هذا الحكم عبوديات أخرى سوى التسلم والمسالمة , يعني هو مع تسليمه عليه أن يشهد عزة الحاكم في حكمه وهو الله عزوجل وهو في هذا المقام وعدله في قضائه وحكمته في جريانه عليه , وأنما أصابه لم يكن ليخطئه , وما أخطئه لم يكن ليصيبه , وأن الكتاب الأول سبق بذلك قبل بدء الخليقة , فقد جف القلم بما يلقاه كل عبد , فمن رضي فله الرضى , ومن سخط فله السخط , ويشهد أيضا أن القدر ما أصابه إلا لحكمة اقتضاها اسم الله الحكيم جل جلاله , وصفته الحكمة وأن القدر قد أصاب مواقعه وحل في المحل الذي ينبغي أن ينزل به , وأن ذلك أوجبه عدل الله وحكمته وعزته وعلمه وملكه العادل فهو موجب أسماءه الحسنى وصفاته العلى , فله عليه أكمل حمد وأتمه , كما أن له الحمد على جميع أفعاله وأوامره.
· مما يؤثره أيضا الإيمان بأن الله عزوجل حكيم: أن يقر في قلب العبد بمعرفة الله عزوجل وذلك بأن هذه الحكمة تقتضي ثبوت أوصاف الكمالات لله تبارك وتعالى.
وللحكيم جزءا آخرا ... نضعه بعون الله بعد الفراغ منه ..
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 04:27 م]ـ
ولمن أراد أي مشاركة سابقة في ملف وورد منسق فله ذلك , علما بأني بإذن الله سأضع ملف وورد يوجد به كل الشروح ريثما أنتهي منها ..
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 06:41 م]ـ
حينما يقال إن الله حكيم فهذا يقتضي أنه يرسل الرسل , وأيضا يقتضي أنه يجازي المحسنين على إحسانهم والمسيئين على إساءتهم , وأيضا يقتضي الثواب لأهل الإيمان , والعقاب لأهل الكفر , ويقتضي إيجاد الجنة , ويقتضي إيجاد النار.
· يقول ابن القيم رحمه الله: كل هذا العلم من اسمه الحكيم , كما هي طريقة القرآن في الاستدلال على هذه المطالب العظيمة بصفة الحكمة , والإنكار على من يزعم أنه خلق الخلق عبثا وسدا وباطلا , فحينئذ صفة حكمته تتضمن الشرع والقدر والثواب والعقاب , ولهذا كان أصح القولين أن المعاد يعلم بالعقل , وأن السمع ورد بتفصيل ما يدل العقل على إثباته.
ومعنى هذا الكلام: أي أن العقل يقتضي أن المظلوم لابد له من قصاص من هذا الظالم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/281)
· قال ابن الحصار رحمه الله: وقد تضمن هذا الاسم (يعني الحكم) جميع الصفات العلى (تذكير: الحكم والحكيم يتفقان في أصل هذه اللفظة) إذ لا يكون حكما إلا سميعا بصيرا عالما خبيرا إلى غير ذلك , فهو سبحانه الحكم بين العباد في الدنيا والآخرة , في الظاهر والباطن , وفيما شرع من شرعه وحكم من حكمه , وقضاياه على خلقه قولا وفعلا , وليس ذلك لغير الله تعالى وذلك قال وقوله الحق: (لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) وقال: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) , فلم يزل حكيما قبل أن يحكم , ولا ينبغي ذلك لغيره.
· مما يؤثر فينا أيضا إذا كان الرب الذي نعبده ونتقرب إليه تعرف إلينا بأنه حكيم:
- أن يعلم العبد ويتقين ويطمئن قلبه , أن هذا الرب الذي اتصف بهذه الصفة الكاملة , أنه لا يسوي بحال من الأحوال بين الأمور المختلفة المتضادة , وكذلك لا يفرق بين الأمور المتماثلة , فالذين يعملون الخير والحسنات لا يحشرهم في زمرة المجرمين , ولا يجعل مصيرهم متحدا مع مصير الظالمين , كما أن هؤلاء الظلمة من المجرمين العتاة , لا يجعل مصيرهم مصير أهل الإيمان الذين يراقبونه ويخافونه ويتقربون إليه بألوان القربات , فالله جل وعلا لا يفعل ذلك لأن هذا مخالف للحكمة , والله يقول وهو أصدق من يقول وأعدل من حكم: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ) , ينكر هذا الأمر وأنه لا يتصور ولا يفع منه بحال من الأحوال , (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) حيث إن هذا الحكم من أبطل الأحكام , وإن هذه الدعوة من الدعاوى الكاذبة المجردة عن الحقيقة , لأن من فعل ذلك فهو أبعد ما يكون عن الحكمة.
ويقول أيضا: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) , فالله عزوجل يفرق بين حال هؤلاء وهؤلاء في الدنيا والآخرة , فالذين يكونون من جملة أوليائه يجعل لهم العاقبة في الدنيا بالنصر والتمكين , ويجعل لهم أيضا من انشراح الصدر والقبول في الأرض والسعادة التي لا يدانيها سعادة بمعرفة الله عزوجل واتساع الصدر وانشراحه بهذه المعرفة , فيوفقهم وينقلهم من هدى إلى هدى , كل ذلك لأنهم من أوليائه , وفي الآخرة يجعل منازلهم الجنة , وأما الذين يعادونه ويحاربونه , فإن الله عزوجل يجعل لهم من النكد والحسرة في الحياة الدنيا والخزي والذل ما لا يوصف وما لا يقادر قدره , ويجعل لهم في العذاب في الآخرة والنكال والجحيم مالا يخطر على بال , والله ربنا يقول: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) , ويقول عزوجل: (لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ الْفَائِزُونَ) , وإذا نفى الله عزوجل المساواة في مثل هذا السياق فإن هذا يدل على نفيه من كل وجه من الوجوه , فلا مقاربة ولا استواء في حال من الأحوال , لا يستوون في الدنيا ولا يستوون في البرزخ ولا في أرض المحشر ولا في المستقر في الجنة أو في النار , بل إن الله عزوجل ينكر على من توهم أن الله يدخل الجنة أحدا من عباده من غير ابتلاء ولا امتحان , ومن غير تمييز للطيب من الخبيث , وللصادق من الكاذب , فإن حكمته تقتضي خلاف ذلك , فالله جل وعلا يقرر هذا المعنى بقوله: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) , العلم الذي يترتب عليه الحكم العلم الذي يترتب عليه الجزاء , فإن الله لا يحاسبنا بمقتضى علمه قبل أن يعمل العبد عمله في الخارج , ويقول جل وعلا: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) , ولذلك فهم المؤمنون هذا المعنى فهما جيدا صحيحا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/282)
, فلما كان يوم الأحزاب واجتمع الأعداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه من كل جانب وأحاطوا بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم , تذكر أهل الإيمان هذه الحقيقة واستحضروها تمام الاستحضار: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) فالعبد المؤمن يتذكر هذا المعنى دائما إذا نزل به المرض , إذا نزلت به الشدائد , يتذكر وعد الله عزوجل له بالابتلاء , ويتذكر دائما (أم حسبتم) وأن هذه الدار هي دار ابتلاء , يتمحص فيها الطيب من الخبيث , فلا بد أن يمر عليه أمور تمحصه وتميز معدنه , فيظهر بذلك الصادق من الكاذب , ويقول الله عزوجل: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) فأنكر عليهم هذه الظنون الكاذبة والأوهام الزائفة.
وأما كون الله عزوجل لا يفرق بين المتماثلين فإن الله قرر هذا المعنى تماما بمثل قوله: (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً) , كما أن المجرمين يحشرون مع نظرائهم وأشباههم , وكذلك أهل الإيمان الذين يطيعون الله ويطيعون رسوله صلى الله عليه وسلم هؤلاء يكونون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين , فإن الله لا يفرق بين المتماثلات , ويقول الله عزوجل: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) وبالمقابل: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ) , ويقول أيضا في بيان هذا المعنى عن يوسف صلى الله عليه وسلم وما وقع له من العواقب الحميدة (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً) وليس ذلك ليوسف فحسب وإنما قال الله مبينا للحكم العام (وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) , ويقول الله عزوجل للكافرين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُوْلَئِكُمْ) يعني الذين أهلكهم الله عزوجل , فإن هؤلاء متماثلون في الكفر , فأحكام الله جارية عليهم ولهذا قال: (دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) ويبين هذا من سننه التي لا تتبدل ولا تتغير كما قال الله عزوجل: (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً) (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ) , فسنة الله لا تتبدل ولا تتغير , وهذا كله من مقتضيات حكمته.
· قد يسأل بعضكم فيقول: إذا قلتم بأنه ليس في أفعال الله عزوجل شر , فما معنى خلق إبليس , وما معنى وجود الكفر , وما معنى وجود الأمراض والأسقام والعلل والمصائب والكوارث التي تحل بالناس؟
فيقال: هذه الأمور إنما هي واقعة في مفعولات الله وليست في أفعاله , فأفعاله كلها خير وكلها صواب وكلها حكمة , ولا معقب لحكم الله عزوجل ولا مستدرك عليه , ففعله تبارك وتعالى كله حق وكله هدى وكله صواب وهو في غاية الحكمة , ولكن المفعولات هي التي قد يوجد فيها بعض الشر , هي التي يكون منها ما يكون منها مكروها لكثير من الناس , والفرق بين الأفعال وبين المفعولات , الفعل هو صفة الرب , والمفعول هو الشيء الموجد المخلوق , فحينما نقول الخلق صفة الله عزوجل أنه يخلق هذا فعله , وحينما نقول المخلوق هذا هو المفعول , فالخلق أي أن الله يخلق هذه أفعاله كلها خير وأحكامها كلها خير , وأما المخلوقين الموجودين الذين يوجدهم الله عزوجل , فهؤلاء قد يكون في بعض مخلوقات الله بعض الأضرار وبعض الشرور ونحو ذلك , لا في صفته التي هي الفعل والتخليق , إنما يكون ذلك في نفس المخلوق.
وهذا الشر الذي يوجد في هذه المخلوقات , إنما يوجد لحكم كبار عظيمة , يحصل فيها نفع لكثير من المخلوقين وتتبين كثر من أسماء الله عزوجل , انظروا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/283)
- الله عزوجل خلق هذا الكون , خلق الموت وخلق الحياة , واقتضت حكمته وإرادته جلت قدرته , أن يخلق بعض المخلوقات منقادة مستسلمة لربها وخالقها , قال الله عزوجل للسماوات والأرض: (اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) , والله عزوجل عندما خلق الملائكة خلقهم خلقا منقادا (لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) على ضخامة خلقهم وعظمهم ومع ذلك هم منقادون كل الانقياد , وهكذا الأشجار والأحجار , فكل ما في هذا الكون يسبح بحمد الله عزوجل ويقدس له , واقتضت حكمته أن يخلق صنفين من الخلق هما محل الابتلاء والاختبار الجن والإنس , فخلقهم وجعلهم يتناسلون بهذه الطريقة العجيبة الغريبة , لا ينقضي جيل بكامله فجأة ثم يحل محله جيل جديد يخرج إلى الساحة من الجديد , لا وإنما يكون تواجدهم وذهاب آخرين بطريقة لا تشعر أحدا بنقص في الحياة , فيولد أقوام ويموت آخرون بقدر الله عزوجل الذي قدره لهم , فإذا نظرت إلى الحياة رأيتها متسقة , تسير على وتيرة واجدة , لا تشعر فيها بخلل واضطراب أن جيل قد انصرم فجأة ثم جاء جيل فجأة بساعة واحدة أو بأقل من ذلك! , ثم إن هذا الجيل يحتاج ليتعود على هذه الحياة من جديد ويعيش فيها , لا هؤلاء يوجدون ففي كل مرة تجد أطفال وشباب وتجد شيوخ , هؤلاء يذهبون ويأتي أناس مكانهم بطريقة عجيبة فريدة تنبئ عن حكمة الرب تبارك وتعالى في الخلق , ثم هم هؤلاء يشبون ويشيبون ويترعرعون , ويقلبهم الله عزوجل بين يديه , يقلبهم بين البأساء والضراء , يقلبهم بين الأمراض وبين الأحزان وبين الأفراح وبين الأتراح , يقلبهم بين فتن الشهوات وبين فتن الشبهات , يتقلبون بين يديه فيمحصهم تمحيصا , يتبين المؤمن المحتسب الصادق الثابت القوي في إيمانه , ويتبين الآخر المتضعضع المتردد الذي إذا أصابه خير اطمئن به , وإذا أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة , لم يتركهم سدى وهملا , أرسل إليهم الرسل وهم أفضل البشر وأطهر البشر نفسا وروحا وأفعالا وأعمالا , يدعونهم إلى الله ويذكرونهم من غفلتهم , ويوجد أيضا الشياطين يرسلهم إبليس فيدعونهم إلى الشر إلى الهلكة إلى الردى إلى المصائب إلى معصية الله عزوجل , تارة بالشبهة التي يعمون بها بصيرتهم , وتارة بالشهوة التي يعمون بها أبصارهم , فهؤلاء يدعونهم للخير وهؤلاء يدعونهم للشر , فوجود إبليس ووجود أعوانه من الشياطين ليس شرا محضا , فإنما بذلك يتبين المؤمن الثابت ومن ينقاد لله عزوجل لرسله عليهم الصلوات والسلام ومن يتنكب هذا الطريق وينحرف.
حينما يرسل إليهم هذه الأوجاع والأمراض والخسارات في التجارات وما شابه ذلك , إنما يكون ذلك ليتبين من هو الثابت من الذي يقول الحمدلله رضينا بما قسم الله عزوجل , ومن الذي يضجر ويسخط ويتشكى , فالله ينظر إليهم ويطلع على كل قليل وكثير في قلوبهم وأعمالهم وأقوالهم ينظر كيف يعملون: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً).
فهذه الأمور إذا تفكر فيها العبد يرى ما يحصل فيها من المصالح والخير , ولهذا يقال هذه الأشياء التي تحصل من خسارة من موت لقريب من مرض من مصيبة تنزل بالإنسان , هذه الأشياء جميعا إنما يتمحص فيها الإنسان وترفع درجاته , وقد تكون له منازل بالجنة ما يبلغه بصلاته ولا صيامه , وإنما يبلغها بهذا الأمر الذي قدره الله عزوجل له , فصبر واحتسب فيرفع , وتجد العبد لربما يحزن بسبب هذا الأمر الذي وقع له , ولو علم ما له عند الله عزوجل وماذا يريد الله به من الألطاف لفرح بهذه المصيبة , ولذلك كان بعض السلف يفرحون بالمصائب , كان معاذ رضي الله عنه عندما ظهرت في كفه بثرة الطاعون , والطاعون مرض قاتل , كان يقف على المنبر وهو يخطب أمام الناس ويقبلها أمامهم فرحا بها , أين نحن من هؤلاء! , وعبدالله بن مسعود رضي الله عنه دخل عليه بعض أصحابه فرأوا عنده غلمانا في غاية الحسن كأنهم ذهب فجعلوا ينظرون إليهم , فقال أتعجبون من حسنهم؟ والله إني لأتمنى موتهم! , لماذا قال هذا الكلام؟ لما يعلم ماله عند الله إذا احتسب حبيبه إذا فقده من أهل الدنيا , وكذلك عمر بن عبدالعزيز كان يقول لابنه عبدالملك (مات ابنه وعمره 19 سنة) كان يقول له: يا بني إني أشتهي موتك قبلي كي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/284)
أحتسبك , قال والله يا أبي لا أكره ما تشتهي , هذا عمر بن عبدالعزيز الخليفة الراشد الخامس من الخلفاء الراشدين , يقول لولده فلذة كبدة أكبر أولادة يقول له إني لأشتهي موتك قبلي! , وسفيان الثوي يقول ما من أحد أحب إلي من سعيد (يعني أباه) والله إن موته أحب إلي من كذا وكذا!! , طبعا هذه قضايا قد لا تبلغها عقولنا لا نتصورها لكن هؤلاء عرفوا ما يكون للإنسان من أجر إذا نزل به من مصاب فاحتسب , فهنا الله عزوجل يرفعه رفعا في الدرجات العالية , ويحط عنه من السيئات ما الله به عليم , فيقدم على ربه تبارك وتعالى ليس عليه ذنب , كما قاله صلى الله عليه وسلم بأن الهم والحزن حتى الشوكة يشاكها المؤمن كل ذلك يكفر الله به من خطاياه , ثم يقدم العبد على ربه تبارك وتعالى حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة , ولا يفهم من ذلك أن أحدا يسوغ له أن يتمنى الابتلاء ولكن العبد إذا نزل به البلاء فعليه أن يصبر , فإن ارتقى مرتبة فعليه أن يرضى , فإن ارتقى مرتبة ثالثة فعليه أن يشكر الله عزوجل على هذه البلوى التي نزلت به لأن الله عزوجل ما ساقها إليه ليهلكه , وإنما ساقها إليها ليمحصه وليرفع درجته ومنزلته , وهكذا يحسن المسلم الظن بربه جل جلاله.
وابن القيم رحمه الله له كلام مفيد نافع في هذا الموضوع حيث يقول رحمه الله في تعليل ذلك وبيان وجهه يقول: وهو الله سبحانه يحب أن يظهر لعباده حلمه وصبره وأناته وسعة رحمته وجوده. فاقتضى ذلك خلق من يشرك به ويضاده في حكمه ويجتهد في مخالفته ويسعى في مساخطه. بل يشبهه سبحانه وهو مع ذلك يسوق إليه أنواع الطيبات، ويرزقه ويعافيه، ويمكَّ له من لأسباب ما يتلذذ به من أصناف النعم، ويجيب دعاءه، ويكشف عنه السوء، ويعامله من بره وإحسانه بضد ما يعامله هو به من كفره وشركه وإساءته، فلله كم في ذلك من حكمة وحمد. ويتحبب إلى أوليائه ويتعرف بأنواع كمالاته. كما في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: (لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله يجعلون له الولد وهو يرزقهم ويعافيهم) وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (شتمني ابن آدم وما ينبغي له ذلك , وكذبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك , وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد , وأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته) أخرجه البخاري , وهو سبحانه مع هذا الشتم له والتكذيب يرزق الشاتم المكذب، ويعافيه، ويدفع عنه، ويدعوه إلى جنته، ويقبل توبته إذا تاب إليه، ويبدله بسيئاته حسنات، ويلطف به في جميع أحواله، ويؤهله لإرسال رسله، ويأمرهم بأن يلينوا له القول ويرفقوا به , إلى أن قال رحمه الله: فهو سبحانه لكمال محبته لأسمائه وصفاته اقتضى اقتضى حمده وحكمته أن يخلق خلقاً يظهر فيهم أحكامها وآثارها. فلمحبته للعفو خلق من يحسن العفو عنه. ولمحبته للمغفرة خلق من يغفر له ويحلم عنه ويصبر عليه ولا يعاجله بل يكون يحب أمانه وإمهاله ولمحبته لعدله وحكمته خلق من يظهر فيهم عدله وحكمته. ولمحبته للجود والإحسان والبر خلق من يعامله بالإساءة والعصيان وهو سبحانه يعامله بالمغفرة والإحسان. فلولا خلق من يجري على أيديهم أنواع المعاصي والمخالفات لفاتت هذه الحكم والمصالح وأضعافها وأضعاف أضعافها , فتبارك الله رب العالمين وأحكم الحاكمين، ذو الحكمة البالغة والنعم السابقة. الذي وصلت حكمته إلى حيث وصلت قدرته، وله في كل شيء حكمة باهرة كما أن له فيه قدرة قاهرة وهدايات وما ذكرناه إنما هو قطرة من بحر وإلا فعقول البشر أعجز وأضعف وأقصر من أن تحيط بكمال حكمته في شيء من خلقه.
· لا يظهر معنى العزيز إلا بأن يقهر الظالمين وأن ينزل بهم ألوان العقوبات , ولا يظهر معنى اسمه الحليم إلا إذا أمهل الظالمين المجرمين وصبر الله تبارك وتعالى على ظلمهم , ولا يظهر من معاني أسمائه الأخرى كالكريم والجواد إلا ذا أغدق النعم على خلقه , وهكذا له في كل فعل من أفعاله وقدر من أقداره له حكم بالغة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/285)
- إذا أيقن العبد أن ربع حكيم استراح قلبه , فقد تخفى عليه بعض الأمور في بعض الأقدار , وفي بعض أعمال الرب تبارك وتعالى , فيرجع إلى هذا الأصل الكبير وهو أن الله حكيم , فلا يشرع إلا لحكمه ولا يقدر إلا لحكمه , فعليه إذا أن ينشرح قلبه ولا يتردد ولا يتشكك ولا يتذمر ولا يتحير وإنما يبقى في غاية الطمأنينة والانقياد والتسليم , فالذين يظنون أن هذا الخلق إنما هو للهو وللعبث هؤلاء الذين ساءت ظنونهم بالله عزوجل , الله يقول: (ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا).
- ومما يؤثره أيضا أنه لا يسوغ لأحد أن يتكنى بأبي الحكم , كما ذكرنا في أول اسم الله الحكيم.
· التوازن العجيب في المخلوقات:
· هذه الأفلاك في حركة الشمس وما إلى ذلك من الأفلاك التي تؤثر حركاتها في وجود الفصول الأربعة , وفي وجود الليل والنهار , فالشمس حينما تدور حول نفسها وحينما تدور حول الأرض , فمن هذه التحركات توجد هذه الفصول , فصيف وشتاء وربيع وخريف , وفي كل فصل من هذه الفصول تخرج بعض أنواع النباتات التي ينتفع بها الناس وتنتفع بها دوابهم , وفي هذه الفصول يتغير الهواء ويحصل في ذلك من المنافع ما الله به عليم , ويكون فيه أيضا من طرد الملل عن الناس , فإذا طال الشتاء على الناس سئموا وكذلك في الصيف , ولو أن هذه الأمور كانت تبعا لأهواء الناس لفسدت السماوات والأرض , هب أن الليل بقي علينا سرمدا علينا إلى يوم القيامة كيف تكون حياة الناس؟ ولو أن النهار بقي مستمرا سرمدا إلى يوم القيامة من يأتيهم بليل يسكنون فيه , أنتم تلاحظون أن الليل فطر الله عزوجل فطرة لا تتبدل ولا تتغير أنه محل للهدوء وللسكون ويصلح للراحة من الهموم والتعب , فتكون نفوسهم متهيئة وأجسامهم مسترخية تطلب النوم , ولو أن الرجل نام ساعة واحدة في الليل فإنه تغنيه عن ساعات من النهار , ولذلك نلاحظ في الناس الذين يألفون البقاء في الليل فإن حياتهم لا تكون مستقرة , كما أن نفوسهم أيضا تكون فيها شيء من الاضطراب وعدم الاستقرار , يعرف ذلك من جربه , فهذه حكم لله تبارك وتعالى في هذا الخلق.
· ثم انظر إلى هذا الغلاف الذي يغطي هذه الأرض , كما يقول أهل الفلك إنه ممتد امتداد طويل إلى نحو 500 ميل في السماء , ثم أيضا هذا الغلاف يغلف الأرض فهو بمنزلة الحماية والوقاية , فكثير من السواقط والأجرام والشهب التي تسقط من النجوم تتحلل في هذا السياج قبل أن تصل إلى الأرض وإلا دمرتها أو أنها لربما أحرقتها , ثم هو أيضا يحفظ هذا التوازن في درجات الحرارة , كل هذا بتقدير الله عزوجل , ثم أيضا له أثر فيما يتعلق في تكوين السحب ونقلها وما شابه ذلك.
· ثم انظر أيضا إلى هذا الهواء الذي تتنفسه ومما يتركب؟ فالأكسجين الذي لا تستقيم الحياة إلا به , موجود بنسبة محددة مقدرة , وهي تمثل قرابة 21% من الهواء , لو زادت هذه النسبة إلى 40% مثلا لاحترقت كل المواد القابلة للاحتراق , ولو هبطت إلى 10% مثلا لانتهت الحياة على سطح الأرض.
· إذا سرحت طرفك ونظرت في عالم الحشرات مثلا , فهي تبقى أحجامها صغيرة مهما تضخمت , فهذه الحشرات لو كانت تنمو وتكبر ولم يقدر لها الله عزوجل حدا معينا , لصارت البعوضة بمقدار الفيل , وصارت الجعلان بمقادير الجمال , ولما استطاع الناس أن يعيشوا على وجه هذه الأرض , ولكن الله عزوجل قدر لها حدا لا تتجاوزه , فهي ليست من ذوات الرئة مثلا , فلها قصبات معينة يجري عن طريقها التنفس , فهذه القصبات لا يمكن أن تزداد ولا يمكن أن تتسع , فهي باقية إذا بهذا الحجم لا يمكن أن تنمو ولا تتضخم , مع أنك لو وضعت المجهر على بعض الكائنات التي لا ترى بالعين المجردة لرأى عجبا , فلو رآها الناس في هذا الهواء وفي ثيابهم وفي فرشهم لما قر لهم قرار , ولما استطاعوا أن يأكلوا طعاما , ولربما كنت الآية تعج بمثل هذه الكائنات ويلتهما الإنسان , ولربما كان في التهامها بعض الأحيان بعض المصالح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/286)
· وانظر أيضا إلى أمثلة أخرى تدل على التوازن في هذا الخلق , هذا النبات الذي يقال له الصبار , جرب زراعته كسياج على بعض المناطق في استراليا , وهو ينتشر انتشارا كثيرا كما هو معروف , فصار ينتشر انتشارا هائلا فأفسد المزارع وأفسد الأراضي وعم وطم وما استطاع الناس أن يتخلصوا منه , فذهب علماء الحشرات يبحثون عن حشرات تتغذى على هذا الصبار , فوجدوا حشرة لا تأكل إلا مثل هذا النوع من النباتات , فجاءوا بها وكثروها , فتكاثروا بشكل عجيب لكثرة هذا النبات , فقضت عليه ولم يبقى منه إلا أقل القليل , فخافوا من كثرة هذه الحشرة , فلما قل الصبار تهالكت واضمحلت وتراجعت , ولم يبقى منها إلا قليل يكفي لأكل ما تبقى من هذا النبات , فانظر إلى هذا التوازن!.
· هذا حيوان نوع من أنواع الأيل الجبلي , هذا النوع من الحيوانات يعيش في أمريكا الجنوبية , فالحاصل أن هذا النوع من الحيوانات يعيش على نوع من الأزهار , ويوجد على قدر معين , والأزهار هذه أيضا محدودة , ويوجد نوع من الأسود يتغذى على هذا النوع من الحيوانات , وهذه الأسود تتواجد في هذه الأماكن التي تتواجد فيها هذه الحيوانات , فقامت الحكومة وقامت وقتلت هذه الأسود في الجبال من أجل أن يتكاثر هذا النوع من الحيوانات , فتكاثرت كثرة هائلة , ثم أتت على جميع هذه الزهور ثم صارت تأكل النباتات الصغيرة فقضت عليها جميعا , ثم لم تجد شيء تأكله فماتت بأعداد هائلة , فانظر إلى هذا التوازن , هذه الأعداد التي ماتت كانت تأكلها الأسود التي ماتت , فالله عزوجل يخلق كل شيء بمقدار.
· السباع الموجودة المنتشرة في العالم , لو كانت أكثر من ذلك ما الذي يحصل؟؟؟
· القطة التي نشاهدها هذه , لو عدمت؟ أو قلت عما كانت عليه , لكثرت الفئران والحشرات وتأذى الناس من ذلك , ولو كثرت هذه القطط لربما ماتت من الجوع , والأمثلة على هذا كثيرة.
· انظر إلى الحيوانات بطبيعتها فيما تأكله وفيما تتغذى عليه , السباع لها أنياب وفمها ليس بالواسع جدا , والحيوانات الأخرى التي تأكل الأعشاب لها قواطع , ثم هذه السباع لما كانت تأكل اللحوم صارت مكونة تكوينا في أجوافها تستطيع هضم هذه اللحوم , والإفرازات التي تفرز في أجوافها غير الإفرازات التي تفرز في اجواف آكلة العشب , ثم آكلة العشب هذه انظر إليها , البقر والغنم والجمال وما شابه ذلك تلتهم ألوان العشب التهاما , ثم إذا كانت في فترة الاستراحة اجتمعت هذه الكميات من العشب في الكرش ولم يتهضم ولم يتحلل فهي تستخرجه في وقت الراحة ثم تبتدأ تجتر فترس هذا الطعام جيدا وتفتته تفتيتا جيدا حتى يكون صالحا للهضم.
· انظر إلى الحيوانات وأشكالها وما خلق الله عزوجل فيها , الحيوانات التي تحتاج للجري قوائمها دقيقة , الحيوانات التي تجر الأثقال أو تحرث الزرع تجد أنها ذات قوائم قصيرة وقوية وممكنة , انظر إلى الجمل لما كان يقطع المسافات على التراب ويمكن أن يغوص على ضخامة جسمه في التراب كان له هذا الخف الواسع الذي يكون لينا كالإسفنجة من أسفل من أجل لا يغوص , هذا الخف لماذا لم يكن للبقرة! لأنها لا تحتاج إليه.
· الفيل كم يجلس؟ أربعين سنة وهو قائم على رجليه لا يجلس!!! , ولذلك هيئه الله عزوجل ليكون قادرا على هذا الوقوف الطويل , لو أن الفيل كان مما يبرك كان لربما تمزقت أطرافه.
هذا وأسأل الله عزوجل أن يهدينا وإياكم لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[ابو محمد العراقي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 06:58 م]ـ
اذا سمحنم ممكن احد يكتب لنا ترجمة عن الشيخ خالد السبت ويجزيه الله خيرا
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 07:15 م]ـ
الفاضل / أبو محمد العراقي .. لم أجد ترجمة للشيخ حفظه الله , ولكن هذه لمحة موجزة عن الشيخ من أحد الإخوة في ملتقى التفسير فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/287)
هو شيخنا الشيخ/ خالد بن عثمان بن علي السبت، من مواليد منطقة الزلفي، عام 1384 هـ، ثم انتقل مع والديه إلى منطقة الدمام، ودرس بها الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وبعد تخرجه من الثانوية العامة توجه للرياض وهو في شوق شديد لتحصيل العلم، خاصة على سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز رحمه الله، فالتحق بقسم السنة في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وممن درسه من المشايخ المشهورين؛ فضيلة الشيخ/ عبد الكريم الخضير حقظه الله، ولكن لم يطل مكث الشيخ بالرياض نظراً لبعض الظروف، فانتقل إلى الأحساء، وكان جل وقته يقضيه في القراءة والتحصيل الشخصي، واعتنى بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله عناية بالغة، بالإضافة إلى عنايته بسماع الأشرطة العلمية المتيسرة في ذلك الوقت، ثم عاد بعد تخرجه إلى الدمام؛ فدرَّس سنتين في ثانوية الشاطئ، واستمر على طريقته في تكوين نفسه علمياً ـ نظراً لفقر المنطقة في ذلك الوقت من العلماء البارزين ـ وكانت عنايته في هذه الفترة منصبة على شروح الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، كما أنه درَّسَ عدداً من المتون العلمية كعمدة الأحكام، وغيرها من متون العقيدة لمجموعة من الطلبة في ذلك الوقت، حتى أذن الله بانتقاله إلى المدينة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام، فكانت هذه النقلة مرحلة جديدة ومكثفة في تحصيل شيخنا ودراسته على المشايخ، فاعتنى بدراسة علم أصول الفقه فقرأ على الشيخ/ أحمد عبد الوهاب عددا من المتون في أصول الفقه كمتن الورقات، ومتن المراقي، ثم قرأ شرح البنود على المراقي كاملاً، ثم نثر الورود كاملاً، والمواضع الناقصة منه استكملها من شرح الولاتي، وقرأ عليه الموافقات للشاطبي حتى أنهاه،،وقرأ أيضا على الشيخ/ عمر عبدالعزيز في الأصول، وفي مناهج الأصوليين وطريقتهم في التأليف، كما اعتنى الشيخ بعلم اللغة والنحو فقرأ على الشيخ/ عبد الرحمن أبو عوف الآجرومية، وشذور الذهب، وقطر الندى، وشرح ابن عقيل، وشرح عبد العزيز فاخر على الألفية، كما قرأ الألفية كاملة مفرقة على أكثر من شيخ، ومنهم الشيخ غالي الشنقيطي، والشيخ / محمد الأغاثة الشنقيطي، كما قرأ في الأدب كتاب روضة العقلاء، وكتاب عيون الأخبار لابن قتيبة كاملاً على الشيخ/ عبد الرحمن أبو عوف أيضاً، وقرأ على الشيخ/ أحمد الخراط عددا من الكتب، بالإضافة إلى قراءات في كتاب الكامل للمبرد، وكان الشيخ يعجبه في هذا المجلس جمعه لعدد من العلوم كالنحو، والقواعد الإملائية والإعرابية، والأدب وغيرها، وقرأ على الشيخ / حمدو الشنقيطي؛ ومما قرأ عليه شرح قصيدة بانت سعاد، كماقرأ ـ شيخنا ـ في الفقه أشياء على الشيخ/ علي بن سعيد الغامدي، والشيخ/ فيحان المطيري، وقرأ في المصطلح على الشيخ / محمد مطر الزهراني في نزهة النظر، ومن المشايخ الذين يجلهم الشيخ كثيراًَ ويكثر من ذكر أخبارهم، ويذكر أن مجالسه وأحاديثه كانت عامرة بالفوائد والفرائد في العلم والأدب؛ فضيلة الشيخ/ عبد العزيز قارئ وهو الذي أشرف على رسالتي الشيخ في الماجستير والدكتوراه، وقد قرأ عليه مواضع من الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي، والبرهان في علوم القرآن للزركشي، كما قرأ على الشيخ/ علي عباس الحكمي، بالإضافة على عدد آخر من الشيوخ، وكانت قراءته عليهم لا تنقطع طوال الأسبوع حتى في يوم الجمعة، حتى إن زملاءه في الدراسات العليا كانوا يتعجبون من جمعه بين هذا الكم من الدروس، واعتنائه برسالته العلمية، وسائر أعماله الأخرى، وكان الشيخ يستغل الإجازات ليرحل إلى فضيلة الشيخ/ ابن عثيمين رحمه الله ليقرأ عليه، فقرأ من مختصر التحرير في الأصول، ومواضع من صحيح البخاري، وأشياء من قواعد ابن رجب رحمه الله، إضافة إلى ذلك فقد كان معتنياً عناية شخصية فائقة بعلم التوحيد والعقيدة وأصول الدين،وقد استمر الشيخ على هذه الحال من العناية البالغة بالتحصيل مع نهم الشديد في القراءة والطلب، وقد وهبه الله جلداً عظيماً قل نظيره، حتى عرفه علماء المدينة ومشايخها وطلبة العلم فيها؛ سواء من أهل البلد أو غيرهم من الوافدين من طلاب الجامعة، فلم ألق أحداً من فضلاء المشايخ في المدينة؛ أو غيرها ممن عرف الشيخ وجالسه؛ إلا وهو يثني على الشيخ ويجله ويحفظ له قدره، وقد جمع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/288)
الشيخ ـ رفع الله درجته ـ بالإضافة إلى عنايته البالغة بالعلم تحصيلاً وتدريساً، اهتماماً بالدعوة إلى الله في المدينة وخارجها من مناطق المملكة،وبلدان العالم الإسلامي فقد رحل الشيخ إلى أندونيسيا مراراً وإلى غيرها من البلدان ليقيم الدورات العلمية هناك.
وقد بدأ الشيخ حفظه الله دروسه الرسمية المعلنة في منطقة الدمام عام 1413 هـ فدرَّس متن الورقات، ونظمه، وقواعد الأصول ومعاقد الفصول، وأشياء من روضة الناظر في أصول الفقه، وشَرَح الأصول الثلاثة، وكشف الشبهات، والواسطية وغيرها، كما شَرَح كتاب التوحيد على مدى ثلاث سنوات في الإجازات الصيفية فقط. ثم توقفت الدروس فترة لبعض الأسباب؛ حتى يسر الله عودة الشيخ إلى الدمام أستاذاً في كلية المعلمين ثم عميداً لكلية الدراسات القرآنية في عام 1418هـ، وبدأ نشاط الشيخ العلمي يظهر في المنطقة بشكل ملحوظ؛ فأقام عدداً من الدروس العامة في مسجده ـ مسجد القاضي بحي المريكبات ـ ومن تلك الدروس: شرح مراقي السعود، وشرح صحيح الإمام مسلم، وشرح عمدة الفقه، والتعليق على التفسير الميسر، بالإضافة لدرس التفسير العام الذي ابتدأ فيه الشيخ من أول القرآن، وهو يسير فيه على نفس الإمام الشنقيطي رحمه الله ـ وللشيخ عناية خاصة بعلم هذا الحبر العلامة رحمه الله ـ، كما شرح الشيخ مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعلق على فتح المجيد كاملا، وكذلك اقتضاء الصراط المستقيم،وشَرَح القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين، إضافة لعدد من الدورات العلمية التي أقامها؛ كالمهمات في علوم القرآن، وشرح رسالة الشيخ ابن سعدي في القواعد الفقهية، بالإضافة إلى عدد من المحاضرات العامة التي يلقيها في منطقة الدمام وما حولها ومن أبرزها محاضرات في أعمال القلوب أنصح جميع الأخوة بالحرص عليها.
وأما نتاج الشيخ العلمي فمن أبرزه ما يلي:
رسالة كبيرة بعنوان: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
و (كتب مناهل العرفان دراسة وتقويم) ـ وهي رسالة الماجستير ـ
و (قواعد التفسير) ـ وهي رسالة الدكتوراه ـ
وتحقيق كتاب (القواعد الحسان) لابن سعدي رحمه الله.
وتحقيق كتاب (نور البصائر)، وهو متن صغير في الفقه؛ لمبتدئي الطلبة ألفه الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله.
و كتاب (العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير)، وقد بذل فيه الشيخ جهدا مضنياً جداً؛ أسأل الله أن يدخر له أجره يوم يلقاه، وأن يجمعنا وإياه والإمام الشنقيطي في أعلى الدرجات عنده مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. آمين
والشيخ حفظه الله ميزه الله بهمة وقادة، ونفس طموحة، مع ورع نادر،وأخذ للنفس بالعزيمة والجد، يحلي ذلك كله دماثة في الخلق، وطيب في المعشر، مع صلة قوية بالله يظهر أثرها في سمته وسيماه، ولكلامه صولة على قلب مستمعه بحيث لا يكاد يشك سامعه في صدقه ونصحه، مع هضم عظيم للنفس، واحتقار للعمل، وكم من مرة سألته عن اختياره، فقال لي: "مثلي لا يكون له اختيار"، هكذا أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً، ومثلي أقل من أن يزكي الشيخ،وإنما هو اعتراف ببعض فضله، وشيء من القيام بحقه، والله يتولانا ويتولاه في الدنيا والآخرة .. إنه سميع قريب.
ـ[سليمان إبراهيم الأسعدي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 11:29 م]ـ
بارك الله فيك أخي
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 03:15 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي سليمان ..
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[12 - 05 - 07, 02:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبدالله الشرقي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 01:35 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي عبدالله الوائلي وبارك في وقتك وعلمك
وأتمنى إذا انتهيت من التفريغ أن تعرضه على الشيخ ليُطبع وينشر ..
حفظ الله الشيخ خالد وسدد أقواله وأفعاله وأصلح لنا وله النية والذرية .. آمين
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 03:56 م]ـ
الحبيب / أبو سلمى .. شرفني مرورك الكريم ..
الفاضل / أبو عبدالله الشرقي .. حفظك الله وبارك فيك ... وللأسف ليس لدي معرفة شخصية بالشيخ ولم أقابله ولكنني استفدت منه أيما استفادة وأحببته أيما حب .. أسأل الله أن يحشرني والشيخ وإياكم في جنته بحبنا وأن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/289)
ولكن سأحاول أن أوصلها له ولو أنها متواضعة جدا , وهي ليست تفريغ كامل بل دعنا نقول أنها تفريغ بنسبة 95% ... والله المستعان
ـ[أم الجود]ــــــــ[13 - 05 - 07, 04:25 م]ـ
جزاك الله خيراً
وهذا مانريد أن نعرف الله عز وجل حق المعرفة
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 04:01 ص]ـ
نعم أخيه .. وهذا هو أساس العلم , لأن العلم خشية الله , وخشية الله لا تأتي إلا بمعرفة أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى ...
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 08:30 ص]ـ
ونكمل ما جاء في أسماء الله الحسنى , ومع اسم الله الحميد:
8 - الحميد:
· هذا الاسم الكريم " الحميد " مأخوذ من الحمد , والحمد يقابل الذم , وحقيقة الحمد هو وصف المحمود بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم , لأنه لو لم يكن مع المحبة والتعظيم فإنه حينئذ يكون نفاقا وتزلفا.
· الحمد لا يكون شيئا في القلب وإنما يكون باللسان مع مواطئة الحب ومع المحبة والتعظيم لهذه الأوصاف التي حمدته بها.
· تفسير العلماء للحمد بأنه الثناء على المحمود بأوصاف الكمال , وهذا فيه نظر لأن الثناء هو إخبار عن كمية الحمد , فهو تكراره ثانيا , ولهذا يقال إذا كررت الحمد ثانية سمي ذلك ثناءا , وإذا كررته أكثر من ذلك فإن هذا هو التمجيد , والدليل على ذلك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة المشهور من قول الله تبارك وتعالى (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين , فنصفها لي ونصفها لعبدي) إلى أن قال (فإذا قال العبد الحمدلله رب العالمين قال الله حمدني عبدي) الآن أثنيت على الله بالأوصاف الكاملة (وإذا قال العبد الرحمان الرحيم قال الله أثنى علي عبدي) وعليه إذا فلا يقال أن الحمد هو الثناء على المحمود بصفات الكمال.
· الحمد اسم جنس , والجنس له كمية وكيفية , فكميته هي التي يقال لها الثناء , والتمجيد كيفيته وتعظيمه.
· هذا الحمد الذي نحمد الله عزوجل هو على نوعين:
1 - نحمده على إحسانه وإفضاله وإنعامه على عباده , وهذا يكون من قبيل الشكر.
2 - حمد لما يستحقه بنفسه سبحانه وتعالى من نعوت الكمال , وهذا الحمد لا يكون إلا على ما هو في نفسه مستحق للحمد حقيقة , وإنما يستحق ذلك من هو متصف بصفات الكمال , وعلى قدر كمالاته يكون حمده مكملا.
· قد يسأل البعض ما الفرق بين الحمد والشكر؟
- بعض أهل العلم ومنهم كبير المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله والمبرد وطائفة ذهبوا إلى أن الحمد والشكر بمعنى واحد ولا فرق بينهما , وهذا فيه نظر ومعلوم أن الترادف لا يوجد في اللغة أو في القرآن إلا نادرا إن وجد.
- ولهذا ذهب ابن كثير رحمه الله إلى الفرق بين الحمد والشكر , وقال بهذا التفريق طائفة من أهل العلم.
- فالذين فرقوا قالوا الحمد كالمدح , ونقيضه الذم , وأما الشكر فإن الذي يقابله هو الكفران , تقول فلان شكر النعمة وفلان كفر النعمة , فالحمد لا يقابله الكفر.
- وفرقوا أيضا من وجه آخر وقالوا إن الحمد هو الثناء بالقول على المحمود بصفاته اللازمة والمتعدية , اللازمة مثل العظمة والمتعدية مثل الكرم والرزق والإنعام وما شابه ذلك يعني أنها تتعدى إلى المخلوقين , وأما الشكر فإنه لا يكون إلا على الصفات المتعدية , تشكره على إحسانه وإنعامه وأنه أنقذك من مكروه أو كربة أو مصيبة , وهكذا بالنسبة للناس , فأنت تشكر إنسان لأنه تفضل عليك أو أحسن إليك , فتقول أشكرك لما قدمت إلي من معروف , وأما الحمد فإنك تحمد هذا الإنسان على حسنه وعلى جمال وجهه وعلى طوله وعلى قوة شخصيته وعلى حيائه وكرمه, الشكر يكون باللسان والقلب والجوارح , باللسان بأن تذكر محاسنه , وفي قلبك بأن يكون فيه محبة المنعم واستحضار هذا الإنعام , ويكون بالجوارح بأن تشتغل هذه الجوارح بالتقرب إليه , وأصل الشكر مأخوذ من الظهور , ولذلك يقال للعسلوج وهو فرع الشجرة التي قطعت يظهر منها فرع أخضر صغير يقال له شكير لأن هذا الغصن الصغير ظهر بعد أن لم يكن , ولهذا يقال شكرت هذه الدابة أي يظهر عليها أثر السمنة.
-
ولهذا قال الشاعر:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة ** يدي ولساني والضمير المحجب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/290)
بمعنى أن إنعامكم ظهر أثره علي في ثلاثة أشياء , يدي فصارت جوارحي تعمل في التقرب إليكم بمقابل إحسانكم , ولساني بالثناء عليكم , والضمير المحجب بمعنى قامت هذه المعاني واستحضار النعمة في قلبي فلم أعرض عنها ولم أغفل عنها.
- بعض العلماء يقول الشكر هو ثناء على الله بأفعاله وأنعامه , والحمد ثناء بأوصافه.
- وبعض العلماء يقول لا يكون الشكر إلا على جزاء النعمة , وبينما الحمد يكون جزاءا كالشكر ويكون ابتداءا من غير سابق نعمة
· أيهما أعم الحمد أو الشكر؟
- ذهب ابن كثير رحمه الله إلى أن بينهما عموما وخصوصا , يعني أن أحدهما أعم من جهة وأخص من جهة , والآخر أعم من جهة وأخص من جهة , فالحمد أعم من الشكر من حيث ما يقعان عليه لأنه يكون على الصفات اللازمة والمتعدية , وهو أخص من الشكر من حيث الأداة التي يقع بها لأن الحمد لا يكون إلا بالقول لكن مع مواطئة القلب.
وأما الشكر فهو أعم من الحمد من جهة الأداة التي يقع بها لأن الشكر يكون باللسان وبالقلب وبالجوارح , وأخص من الحمد لأنه لا يكون إلا على الصفات المتعدية فقط.
- قال ابن عطية رحمه الله: الحمد أعم من الشكر , لأن الشكر إنما يكون على فعل جميل يسدى إلى الشاكر وشكره نوع من الحمد , والحمد المجرد هو ثناء بصفات المحمود من غير أن يسدي شيئا.
- والخلاصة: أن الحمد أخص من الشكر موردا , وأعم منه متعلقا , فمورد الحمد اللسان فقط ومتعلقه النعمة وغير النعمة , ومورد الشكر اللسان والقلب والجوارح , ومتعلق الشكر هو النعمة فقط.
· الله عزوجل حميد , وإذا تأملت هذا الاسم الكريم , وتأملت صياغته وبناؤه وتركيبه , فإنه من فعيل بمعنى مفعول , وفعيلا تأتي بمعنى مفعول وبمعنى فاعل , فالحميد يمكن أن يراد به من حيث هو بغض النظر عن تسمية الله عزوجه به يمكن أن يراد به الحامد ويمكن أن يراد به المحمود , هذا من حيث بناء الاسم , وأكثر ما يأتي هذا الوزن الفعيل في أسماء الله تعالى بمعنى فاعل كالسميع ليس بمعنى المسموع وإنما بمعنى السامع وكالبصير بمعنى المبصر وكالعليم بمعنى العالم وكالقدير بمعنى القادر وكذلك الحليم والحكيم والعلي وما إلى ذلك , وقد يأتي الفعيل بالنسبة لأسماء الله عزوجل بمعنى المفعول , وعلى كل حال قد يأتي من أسماء الله عزوجل ما هو على زنة مفعول أيضا ويراد به الفاعل , مثل الغفور بمعنى الغافر , والشكور بمعنى الشاكر , والصبور بمعنى الصابر.
أما الحمد فلم يأتي إلا بمعنى المحمود , هذا بالنسبة لتسمية الله عزوجل به , ولا شك أن هذا البناء الحميد أبلغ من المحمود , ولا شك أن العدول من المحمود إلى الحميد مع أنه بمعنى المحمود لا شك أن هذا العدول يزيد في معناه من جهة المدح وقوة المعنى بلا ريب , وذلك أن هذا البناء الفعيل الحميد الذي هو بمعنى محمود لما عدل به هذا العدول صار يعطي معنى زائدا بحيث يكون هذا الوصف الذي تضمنه هذا الاسم كأنه صار سجية ملازمة لهذا المسمى وكأنه صار شيئا غريزيا وخلقا لازما لهذا المسمى كما تقول فلان ظريف أو شريف أو كريم وهكذا , فهذه الأبنية كلها يقال لها أبنية الغرائز والسجايا اللازمة.
· معنى الحميد بالنسبة لله عزوجل: هو الذي له من الصفات وأسباب الحمد ما يقتضي أن يكون محمودا وإن لم يحمده غيره , فهو حميد في نفسه , والمحمود من تعلق به حمد الحامدين , وهكذا المجيد والممجد والكبير والمكبر والعظيم والمعظم كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله.
· قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا أحصي ثناءا عليك أنت كما أثنيت على نفسك) وذلك لأن أوصاف الكمال والجلال والعظمة التي اتصف الله عزوجل بها لا يحيط بها إلا الله سبحانه تعالى.
قال ابن القيم رحمه الله:
وهو الحميد فكل حمد واقع ** أو كان مفروضا مدى الأزمان
ملأ الوجود جميعه ونظيره ** من غير ما عد ولا حسبان
هو أهله سبحانه وبحمده ** كل المحامد وصف ذي الإحسان
· عبارات العلماء في معنى هذا الاسم الكريم متقاربة تدور حول معنى واحد أو متقارب فالحميد عندهم: هو المحمود عند خلقه بما أولاهم من نعمه , وبسط لهم من فضله , وهو الذي استوجب عليهم الحمد بصنائعه الحميدة إليهم , وآلائه الجميلة لديهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/291)
فهذه العبارات عبارات متقاربة يمكن أن يجمعها قول ابن كثير رحمه الله: هو المحمود في جميع أفعاله وأقواله وشرعه وقدره لا إله إلا هو ولا رب سواه.
وكما قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله في التفسير: الحميد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله , فله من الأسماء أحسنها , ومن الصفات أكملها وأحسنها , فغن أفعاله تعالى دائرة بين الفضل والعدل.
· الله سبحانه وتعالى حميد من وجهين:
1 - أن جميع المخلوقات ناطقة بحمده , فهو حميد من هذه الناحية , فكل حمد وقع من أهل السماوات والأرض الأولين منهم والآخرين , وكل حمد يقع منهم في الدنيا والآخرة , وكل حمد لم يقع منهم بل كان مفروضا ومقدرا حيث ما تسلسلت الأزمان , واتصلت الأوقات , حمدا يملأ الوجود كله , العالم العلوي والسفلي , ويملأ نظير الوجود من غير عد ولا إحصاء , فإن الله تعالى مستحقه من وجوه كثيرة منها أن الله هو الذي خلقهم ورزقهم وأسدى عليهم النعم الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية , وصرف عنهم النغم والمكاره , فما بالعباد من نعمة فمن الله , ولا يدفع الشرور إلا هو , فيستحق منهم أن يحمدوه في جميع الأوقات , وأن يثنوا عليه ويشكروه بعدد اللحظات.
2 - أنه يحمد على ماله من الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العلى , والمحامد والنعوت الجليلة الجميلة , فله كل صفة كمال , وله من تلك الصفة أكملها وأعظمها , فكل صفة من صفاته يستحق عليها الحمد والثناء , فكيف بجميع الأوصاف المقدسة , فله الحمد لذاته وله الحمد لصفاته وله الحمد لأفعاله لأنها دائرة ببين أفعال الفضل والإحسان , وبين أفعال العدل والحكمة التي يستحق عليها كمال الحمد , وله الحمد على خلقه وعلى شرعه , وعلى أحكامه القدرية والشرعية , وأحكام الجزاء في الأولى والآخرة , وتفاصيل حمده وما يحمد عليه لا تحيط بها الأفكار ولا تحصيها الأقلام , كما قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في كتابه الحق الواضح المبين.
· هذا الحمد الذي نضيفه إلى الله تبارك وتعالى ظرفه الزماني بينه الله عزوجل وهو الدنيا والآخرة , كما قال الله عزوجل (لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ) وأما ظرف هذا الحمد المكاني فهو السماوات والأرض كما قال الله عزوجل (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ) فذكر في هذه الآية الظرف المكاني والظرف الزماني.
· جاء هذا الاسم في كتاب الله عزوجل سبعة عشر مرة , تارة يأتي هذا الاسم بمفرده غير مقترن باسم آخر من أسماء الله الحسنى , وتارة يأتي مقترنا مع غيره.
- وقد جاء بمفردة مرة واحدة في كتاب الله عزوجل في سورة الحج وذلك في قوله تعالى: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ).
- وجاء مقترنا باسم الله الغني عشر مرات مثل قوله تعالى: (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) , وكقوله في سورة إبراهيم: (وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ) , وكقوله في سورة لقمان: (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) , وكقوله في سورة فاطر: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) , وإلى غير ذلك من المواضع , ويمكن أن يقال في سر هذا الاقتران والله أعلم , أن الغنى يكون مظنة للطغيان , وكما قال الله عزوجل: (إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى) إلا من عصمه الله عزوجل وهدى قلبه ووقاه , فأدى حق الله عزوجل وأخذ هذا المال من حله وصرفه في وجوهه المشروعة , ولكن الغالب أن الغنى يحمل على البطر والطغيان وما إلى ذلك من الأمور التي لا تليق , أما الله عزوجل فهو مع غناه الواسع الكامل محمود مع هذا الغنى لا يلحقه بسببه نقص بوجه من الوجوه فله الكمال المطلق وله الحمد المطلق مع غناه الواسع الكامل الذي لا افتقار معه بوجه من الوجوه إلى شيء من الأشياء أو إلى أحد من المخلوقين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/292)
- كما جاء هذا الاسم مقترنا مع اسم الله الحكيم مرة واحدة , وذلك في قوله تبارك وتعالى في سورة فصلت عن هذا القرآن: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) , فهو محمود في حكمته جل وعلا , حيث يوضع الأمور في مواضعها ويوقعها في مواقعها , فلا يصدر منه تصرف على غير وجه الحكمة , فهو محمود سبحانه في أقواله فهي صواب , وفي أفعاله فهي حق كلها , لا شطط فيها ولا خلل ولا خروج عن وجه الحق والصواب بحال من الأحوال.
- وجاء مقترنا مع اسم الله العزيز ثلاث مرات في القرآن , وذلك في مثل قوله تعالى: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) , ويمكن أن يقال في وجه هذا الاقتران , أن العزة تحمل على العسف والقهر والظلم في كثير من الحالات هذا بالنسبة للمخلوقين , فإن المخلوق إذا عز كما قيل: من عز بز , ومن غلب استلب , أما الله عزوجل فهو مع عزته الكاملة , إلا أنه محمود في هذه العزة فلا تحمله هذه العزة على ظلم لأحد من خلقه فالله ليس بظلام للعبيد , على كثرتهم وتفرقهم , إلا أنه لا يصدر منه ظلم بوجه من الوجوه لأحد من المخلوقين البتى.
- وجاء مقترنا مع اسم الله المجيد مرة واحدة وذلك في سورة هود في قوله تبارك وتعالى: (رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) , وأما وجه هذا الاقتران فقد علق عليه الإمام ابن القيم رحمه الله في بعض مصنفاته حيث قال: والحمد والمجد إليهما يرجع الكمال كله , فغن الحمد يستلزم المحبة والثناء للمحمود فمن أحببته ولم تثني عليه لم تكن حامدا عليه , وكذا من أثنيت عليه لغرض ما ولم تحبه لم تكن حامدا له حتى تكون مثني عليه محبا , وهذا الثناء والحب تبعا للأسباب المقتضية عليه , وهو ما عليه المحمود من صفات الكمال ونعوت الجلال والإحسان إلى الغير , فإن هذه هي أسباب المحبة , وكلما كانت هذه الصفات أجمع وأكمل , كان الحمد والحب أتم وأعظم , والله سبحانه له الكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه ما , والإحسان كله له ومنه , فهو أحق بكل حمد وبكل حب من كل جهة , فهو أهل أن يحب لذاته ولصفاته ولأفعاله ولأسمائه ولإحسانه ولكل ما صدر منه سبحانه.
وأما المجد فهو مستلزم للعظمة والسعة والجلال , كما يدل عليه موضوعه في اللغة , فهو دال على صفات العظمة والجلال , والحمد يدل على صفات الإكرام , والله سبحانه ذو الجلال والإكرام , وهذا معنى قول العبد (لا إله إلا الله والله أكبر) فلا إله إلا الله دال على ألوهيته وتفرده فيها , فألوهيته تستلزم محبته التامة , والله أكبر دالة على مجده وعظمته وذلك يستلزم تمجيده وتعظيمه وتكبيره , ولهذا يقرن سبحانه بين هذين النوعين في القرآن كثير كقوله: (رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) , وكقوله: (وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنْ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) فأمره بحمده وتكبيره , وقال تعالى: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) , وقال: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) , وفي المسند وصحيح أبي حاتم وغيره من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام) وإسناده صحيح , يعني إلزموها وتعلقوا بها , فالجلال والإكرام هو الحمد والمجد ....
إلى أن قال: فذكر هذين الاسمين الحميد المجيد عقيب الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مطابق لقوله: (رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) , (يعني لماذا نقول في آخر التشهد إنك حميد مجيد) ولما كانت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهي ثناء الله تعالى عليه وتكريمه والتنويه به ورفع ذكره وزيادة حبه وتقريبه , كانت مشتملة على الحمد والمجد , وكأن المصلي طلب من الله تعالى أن يزيد في حمده ومجده , فإن الصلاة عليه هي نوع حمد له وتمجيد (يعني على النبي صلى الله عليه وسلم) هذه حقيقتها , فذكر في هذا المطلوب الاسمين المناسبين له وهما اسما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/293)
الحميد والمجيد ..... إلى أن قال: فلما كان المطلوب للرسول صلى الله عليه وسلم حمد ومجد بصلاة الله عليه ختم هذا السؤال باسمي الحميد والمجيد (يعني إنك حميد ومجيد) وأيضا فإنه لما كان المطلوب للرسول صلى الله عليه وسلم حمد ومجد , وكان ذلك حاصل له , ختم ذلك بالإخبار عن ثبوت ذينك الوصفين للرب بطريق الأولى , فهو أولى إذا بالحمد والمجد لأنه مسدي هذه الأوصاف لرسوله صلى الله عليه وسلم.
يقول ابن القيم رحمه الله في موضع آخر: أحسن ما قرن اسم المجيد إلى الحميد , كما قالت الملائكة لبيت الخليل عليه السلام (رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) , وكما شرع لنا في آخر الصلاة أن نثني على الرب تعالى أنه حميد مجيد , وشرع في آخر الركعة عند الاعتدال أن نقول (ربنا ولك الحمد أهل الثناء والمجد) فالحمد والمجد على الإطلاق لله الحميد المجيد , فالحميد الحبيب المستحق لجميع صفات الكمال , والمجيد العظيم الواسع القادر الغني ذو الجلال والإكرام.
· إذا عرفت أن الله عزوجل هو الحميد , وأن الحمد يضاف إلى الله تبارك وتعالى فاعلم أن هذا الحمد من أوسع الأوصاف وذلك لكثرة الأمول التي تستوجب حمده جل جلاله , فالله تبارك وتعالى محمود من كل وجه , محمود في ذاته وفي أسماءه وفي أوصافه وأفعاله , وكلما كان بصر العبد نافذا في الأمور التي تستوجب الحمد لله عزجل , كلما كان أعرف بكثرة وجوه حمده سبحانه وتعالى , وأنه يستحق أعظم الحمد.
· نوع الله سبحانه حمده وأسباب حمده وجمعها تارة وفرقها أخرى , ليتعرف إلى عباده ويعرفهم كيف يحمدونه , وكيف يثنون عليه , وليتحبب إليهم بذلك ويحبهم إذا عرفوه وأحبوه وحمدوه , قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) , فحمد نفسه على ربوبيته للعالمين , وحمد نفسه على رحمته , وحمد نفسه على ملكه سبحانه وتعالى.
وقال عزوجل: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) فحمد نفسه على خلق السماوات والأرض وهي من أكبر الأجرام المخلوقة , وحمد نفسه سبحانه على خلق الظلمات والنور , وعاب على هؤلاء الكفرة الذين يعدلون به ويوازون به المعبودات الباطلة التي لم تخلق شيئا من ذلك.
وقال سبحانه: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّماً لِيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً) فحمد نفسه على إنزاله للكتاب الذي هذه صفته.
وحمد نفسه كما قال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) فحمد نفسه على ملكه التام المطلق الكامل , وحمد نفسه على ما يستوجبه من المحامد في الآخرة , وحمد نفسه أيضا على حكمته وعلى خبرته لأنه يضع الأمور في مواضعها ويوقعها في مواقعها , وهو يعلم بواطن الأمور فهو الخبير جل جلاله.
وقال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فله الحمد على ابتداء خلق السماوات والأرض , وعلى خلق الملائكة وجعلهم بهذه الأوصاف من التفاوت في الخلق , فبعضهم له جناحان وبعضهم له أكثر من ذلك , وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على كرسي بين السماء والأرض قد سد ما بين الأفق له ستمائة جناح.
وأخبر تبارك تعالى عن حمد خلقه له بعد فصله بينهم والحكم لأهل طاعته بثوابه وكرامته , والحكم لأهل معصيته بعقابه وإهانته , كما قال: (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/294)
وأخبر عن حمد أهل الجنة له وأنهم لم يدخلوها إلا بحمده , كما أن أهل النار لم يدخلوها إلا بحمده , فقال عن أهل الجنة: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) , وقال: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) , وقال عن أهل النار: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) , وقال الحق تبارك وتعالى: (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ السَّعِيرِ) , فشهد هؤلاء الكفار من أهل النار على أنفسهم بالكفر والظلم , وعلموا أنهم كانوا كاذبين في الدنيا مكذبين بآيات ربهم مشركين به جاحدين لإلاهيته مفترين عليه , وهذا اعتراف منهم بعدله فيهم , وأخذهم ببعض حقه عليهم وأنه غير ظالم لهم , وأنهم إنما دخلوا النار بعدله وحمده , وإنما عوقبوا بأفعالهم وبما كانوا قادرين على فعله وتركه , لا كما تقوله الجبرية.
وتفصيل هذه الحكمة مما لا سبيل للعقول البشرية إلى الإحاطة به ولا للتعبير عنه , ولكن بالجملة فكل صفة عليا واسم حسن وثناء جميل وكل مدح وحمد وتسبيح وتنزيه وتقديس وجلال وإكرام فهو لله عزوجل على أكمل الوجوه وأتمها وأدومها , وجميع ما يوصف به ويذكر به ويخبر عنه به فهو محامد له وثناء وتسبيح وتقديس , فسبحانه وبحمده لا يحصي أحد من خلقه ثناءا عليه , بل هو كما أثنى على نفسه , وفوق ما يثني به عليه خلقه , فله الحمد أولا وآخرا , حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه , كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله ورفيع مجده وعلو جده.
· حمد النعم والآلاء مشهود للخليقة برها وفاجرها , مؤمنها وكافرها , من جزيل مواهبه سبحانه وسعة عطاياه , وكريم أياديه , وجميل صنائعه , وحسن معاملته لعباده , وسعة رحمته لهم , وبره ولطفه وحنانه وإجابته لدعوات المضطرين , وكشف كربات المكروبين , وإغاثة الملهوفين , ورحمته للعالمين , وابتداءه بالنعم قبل السؤال ومن غير استحقاق , بل ابتداء منه بمجرد فضله وكرمه وإحسانه , ودفع المحن والبلايا بعد انعقاد أسبابها , وصرفها بعد وقوعها , ولطفه تعالى في ذلك بإيصاله إلى من أراده بأحسن الألطاف , وتبليغه من ذلك إلى مالا تبلغه الآمال , وهدايته خاصته وعباده إلى سبيل دار السلام , ومدافعته عنهم أحسن الدفاع وحمايتهم عن مراتع الآثام , وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم , وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان وجعلهم من الراشدين , وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه , وسماهم المسلمين قبل أن يخلقهم , وذكرهم قبل أن يذكروه , وأعطاهم قبل أن يسألوه , وتحبب إليهم بنعمه مع غناه , وفقّرهم إليه , ومع هذا كله فاتخذ لهم دارا وأعد لهم فيها من كل ما تشتهي الأنفس , وتلذ الأعين , وملأها من جميع الخيرات , وأودعها من النعيم والسرور والبهجة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر , ثم أرسل إليهم الرسل يدعونهم إليها , ثم يسر لهم الأسباب التي توصلهم إليها وأعانهم عليها , ورضي منهم باليسير في هذه المدة القصير جدا بالإضافة إلى بقاء دار النعيم , وضمن لهم إن أحسنوا أن يثيبهم بالحسنة عشرا , وإن أساءوا واستغفروه أن يغفر لهم , ووعدهم أن يمحو ما جنوه من السيئات بما يفعلونه بعدها من الحسنات , وذكرهم بآلائه , وتعّرف إليهم بأسمائه , وأمرهم بما أمرهم به رحمة منه بهم وإحسانا , لا حاجة منه إليهم , ونهاهم عما نهاهم عنه حماية وصيانة لهم , لا بخلا منه عليهم , وخاطبهم بألطف الخطاب وأحلاه , ونصحهم بأحسن النصائح , ووصاهم بأكمل الوصايا , وأمرهم بأشرف الخصال , ونهاهم عن أقبح الأقوال والأعمال , وصرّف لهم الآيات , وضرب لهم الأمثال , ووسع لهم طرق العمل به ومعرفته , وفتح لهم أبواب الهداية , وعرفهم الأسباب التي تدنيهم من رضاه , وتبعدهم عن غضبه , ويخاطبهم بألطف الخطاب , ويسميهم بأحسن أسمائهم كقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) , (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/295)
الْمُؤْمِنُونَ) , (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ) , (قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا) , (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي) , فيخاطبهم بخطاب الوداد والمحبة والتلطف كقوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) , (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) , (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) , (يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) , (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) , (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) , (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) , (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) , (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمْ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) , (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) , فتحت هذا الخطاب إني عاديت إبليس وطردته من سمائي وباعدته من قربي إذ لم يسجد لأبيكم آدم , ثم أنتم يا بنيه توالونه وذريته من دوني وهم أعداء لكم , فليتأمل اللبيب مواقع هذا الخطاب , وشدة لصوقه بالقلوب , والتباسه بالأرواح , وأكثر القرآن جاء على هذا النمط من خطابه لعباده بالتودد والتحنن واللطف والنصيحة البالغة , وأعلم عباده أنه لا يرضى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/296)
لهم إلا أكرم الوسائل , وأفضل المنازل , وأجل العلوم والمعارف , قال تعالى: (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) , وقال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً) , فكل هذا التلطف والإنعام والإكرام والتودد لعباده والتفضل عليهم بمثل هذه التوجيهات الكريمة , والنعم الظاهرة والباطنة , كل ذلك يوجب مزيد حمد له تبارك وتعالى لمن كان له قلب , أو ألقى السمع وهو شهيد , هذا مع أن الله عزوجل ليس محتاجا إلى خلقه لا في قليل ولا في كثير , وإنما هم الفقراء إليه الفقر التام الذي لا يستغني عن ربه طرفة عين في جميع أحواله في قيامه وقعوده وحركته وسكونه فهو مفتقر إلى الله عزوجل كل الإفقتار.
· الدنيا التي نعيش فيها كما قال ابن القيم في مفتاح السعادة بمثابة القرية , والمؤمن رئيسها , والكل مشغول به , ساع في مصلحته , والكل قد أقيم في خدمته وحوائجه , فالملائكة الذين هم حملة العرش ومن حوله يستغفرون له , والملائكة الموكلون به يحفظونه , والموكلون بالقطر والنبات يسعون في رزقه ويعملون فيه , والأفلاك سخرت منقادة دائرة بما فيه مصالحه , والشمس والقمر والنجوم مسخرات جاريات بحساب أزمنته وأوقاته , والعالم الجوي مسخر له برياحه وهواءه وسحابه وطيره , وما أودع فيه , والعالم السفلي كله مسخر له مخلوق لمصالحه , أرضه وجباله وبحاره وأنهار , وأشجاره وثماره ونباته وحيوانه , كل ذلك مسخر له , والله سبحانه يقول: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الأَنهَارَ وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ).
· المؤمن يحمد ربه كما علمه الله عزوجل , ويحمد ربه على انفراد هذا الرب المعبود بالملك , وعلى انفراده بكل ألوان المحامد , كما قال عزوجل: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّماً لِيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً) , ويحمد ربه تبارك وتعالى أن سواه ونفخ فيه من روحه , وأسجد له ملائكته , وأمده بكل النعم التي تصلحه وتسعده في الدنيا , وهداه إلى ما يسعده في الآخرة في جنات النعيم , كما قال أهل الإيمان في ما حكى الله عزوجل عنهم: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) , ويحمد ربه على النعم الظاهرة والباطنة التي أمده ويمده بها في كل لحظة من لحظات حياته , فهو الذي جعل لك السمع والبصر والفؤاد , وهو الذي ركب فيك هذه اليد وهذه الرجل , وجعل لك هذا الخلق العجيب بهذا التفصيل الغريب , وهو الذي سخر لك الليل والنهار , والفلك والدواب , وجعل لك الماء الذي تشربه عذبا , والطعام الذي تأكله طيبا نضيجا , (وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) , (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) , (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) , (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/297)
تَعْبُدُونَ).
· الحمد من أوله إلى آخره مستحق لربنا جل جلاله , كما قال الله عزوجل: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) , فالألف واللام في الحمد تدل على الاستغراق , أي هو الذي له جميع المحامد بأسرها , ولا يكون ذلك لأحد إلا لله تبارك وتعالى , ولهذا فإننا لا نحصي ثناءا عليه كما أثنى على نفسه جل جلاله , فهو حميد في ذاته وفي أسمائه وفي صفاته وفي أفعاله , وفي كل شأن من شؤونه , فله الحمد على كل حال , وفي كل زمان وفي كل مكان , وفي الشدة وفي الرخاء , في العسر واليسر , وفيما نحبه وفيما نكرهه , لأنه المستحق لذلك جميعا , وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل: (اللهم أنت الحمد أنت نور السماوات والأرض , ولك الحمد أن قيام السماوات والأرض , ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن , وأنت الحق ووعدك الحق) , وكان يصلي بأصحابه عليه الصلاة والسلام مرة فرفع رأسه من الركوع فقال: سمع الله لمن حمده , فقال رجل وراءه (ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه) , فلما انصرف قال: من المتكلم؟ , قال رجل: أنا يا رسول الله , فقال النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا.
وهذا يدل على عظمة الحمد , وقولنا بأن الحمد لله جميعا , يقول ابن القيم في بيان هذا المعنى: والحمد كله لله رب العالمين , فإنه المحمود على ما خلقه وأمر به ونهى عنه , فهو المحمود على طاعات العبد ومعاصيهم , وإيمانهم وكفرهم , وهو المحمود على خلق الأبرار والفجار والملائكة والشياطين , وعلى خلق الرسل وأعدائهم , وهو المحمود على عدله في أعدائه , كما هو المحمود على فضله وإنعامه على أوليائه , فكل ذرة من ذرات الكون شاهدة بحمده , ولهذا سبح بحمده السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده , وكان في قول النبي صلى الله عليه وسلم عند الاعتدال من الركوع (ربنا ولك الحمد ملئ السماء وملئ الأرض وملئ ما بينهما وملئ ما شئت من شيء بعد) فله سبحانه الحمد , حمدا يملأ المخلوقات والفضاء الذي بين السماوات والأرض , ويملأ ما يقدر بعد ذلك مما يشاء الله أن يملأ بحمده , وذلك يحتمل أمرين , الأول: أن يملأ ما يخلقه الله مبدع السماوات والأرض والمعنى أن الحمد ملئ ما خلقته وملئ ما تخلقه بعد ذلك , الثاني: أن يكون المعنى ملئ ما شئت من شيء بعده يملؤه حمدك , أي يقدر مملوءا بحمدك وإن لم يكن موجودا , والمعنى الأول أقوى وأرجح.
ويقول ابن القيم في بيان قولنا " الحمد كله لله ": هذا له معنيان , أحدهما أنه محمود على كل شيء , وهو ما يحمد به رسله أنبياؤه وأتباعهم , فذلك من حمده تبارك وتعالى (يعني ما يحمدون به من الأوصاف الكاملة الله أولى به , بل هو المحمود في القصد الأول) وهذا كما أنه بكل شيء عليم , وقد علم غيره من علمه ما لم يكن يعلمه بدون تعليمه , وهو سبحانه له الملك وقد آتى من الملك بعض خلقه وله الحمد , وقد آتى من الحمد ما شاء , وكما أن ملك المخلوق داخل في ملكه , فحمده أيضا داخل في حمده , فما من محمود يحمد على شيء دق أو جل إلا والله المحمود عليه بالذات والأولوية أيضا , وإذا قال (اللهم لك الحمد) فالمراد به أنت المستحق لكل حمد , ليس المراد به الحمد الخارجي فقط.
المعنى الثاني: أن يقال " لك الحمد كله " أي التام الكامل , هذا مختص بالله ليس لغيره فيه شركة , والتحقيق أن له الحمد بالمعنيين جميعا , فله عموم الحمد وكماله , وهذا من خصائصه سبحانه , فهو المحمود على كل حال.
يقول: وعلى كل شيء أكمل حمد وأعظمه , كما أن له الملك التام العام , فلا يملك كل شيء إلا هو , وليس الملك التام الكامل إلا له , وأتباع الرسل يثبتون له كمال الملك وكمال الحمد , فإنهم يقولون إنه خالق كل شيء وربه ومليكه , لا يخرجوا عن خلقه وقدرته ومشيئته البتة , فله الملك كله.
· يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ومعلوم أن كل ما يحمد، فإنما يحمد على ماله من صفات الكمال، فكل ما يحمد به الخلق فهو من الخالق، والذي منه ما يحمد عليه هو أحق بالحمد، فثبت أنه المستحق للمحامد الكاملة، وهو أحق من كل محمود بالحمد والكمال من كل كامل وهو المطلوب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/298)
· ومما يؤثره الإيمان بأن الله عزوجل هو الحميد: أن لا يضاف الشر إليه بحال من الأحوال , لا في أوصافه ولا في أفعاله , فالله عزوجل حميد أي أن الحمد له جميعا , فكل حمد على كمال مطلق إنما يستحقه الله عزوجل كما سبق , فكمال حمده يوجب ألا ينسب إليه شر ولا سوء ولا نقص , لا في أسمائه ولا في أفعاله ولا في صفاته , فأسمائه الحسنى تمنع نسبة الشر والسوء والظلم إليه , مع أنه سبحانه الخالق لكل شيء , فهو الذي خلق الخير والشر , ولكن الشر في مفعولاته كما بينا في الكلام على بعض الأسماء الحسنى كما سبق , ولكن ليس في أفعاله شر , فالله هو الخالق للعباد ولأفعالهم ولحركاتهم وأقوالهم , والعبد إذا فعل القبيح المنهي عنه , كان قد فعل الشر والسوء , والرب جل وعلا هو الذي جعله فاعلا لذلك , وهذا الجعل من الرب تبارك وتعالى للعبد كذلك عدل وحكمة وصواب , فجعله العبد فاعلا هذا خير منه تبارك وتعالى , وهو خير في أفعاله , وأما هذه المفعولات التي تصدر من المخلوقين أحيانا مما لا يليق كالكفر والمعصية فهذه شر , ولكن الله عزوجل قدرها لحكمة يعلمها, فهو سبحانه في هذا الجعل قد وضع الشيء موضعه.
وهذا أمر معقول مشاهد , فإن الصانع الخبير إذا أخذ الخشبة العوجاء , والحجر المكسور, واللبنة الناقصة , ووضع ذلك في موضع يليق به ويناسبه , كان ذلك منه عدلا وصوابا يمدح به , وإن كان في المحل عوج ونقص وعيب يذم به المحل , ومن وضع الخبائث في موضعها , ومحلها اللائق بها كان ذلك حكمة وعدلا وصوابا , وإنما السفه والظلم أن يضعها بغير موضعها.
فمن وضع العمامة على الرأس , والنعل في الرجل , والكحل في العين , والزبالة في الكناسة , فقد وضع الشيء موضعه , ولم يظلم النعل والزبالة إذ هذا محلها , كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى.
· ومما يؤثره أيضا معرفة أن الله حميد: أن تثني على ربك تبارك وتعالى بأوصاف الكمال , ويكون هذا الثناء صادرا منك عن تحقق ومعرفة بكمال هذا المحمود , وأنه مستحق لهذا الحمد الذي حمدته به , وهذا يعني أن تحاول معرفة معاني هذه الأمور التي تثني بها على الله عزوجل , فلا يكون ذلك جاريا على لسانك من غير معرفة بمعناه , ومن غير استحضار القلب لهذه الأشياء , فإذا كان العبد متحققا من هذه القضية كان متذوقا لهذا الحمد , وشتان من يجري الحمد على لسانه من غير مواطئة القلب ومن غير معرفة بحقائق هذه الأمور التي يضيفها إلى الله عزوجل شتان بينه وبين من يعرف حقيقة ما يتكلم به بلسانه.
· ومن آداب من عرف أنه الحميد سبحانه: أن يحبه وأن يمتلئ قلبه إجلالا لمن له صفات الكمال ونعوت الجلال والأسماء الحسنى , ومعلوم أن الخلق قد جبلوا على محبة الكمال , وعلى محبة الأوصاف الحميدة , هذا بالنسبة للمخلوقين مع بعضهم , فكيف بالخالق الذي له الكمال من كل وجه!.
فأنت إذا رأيت أحدا من المخلوقين قد كمل نفسه واتصف بأوصاف حسنة , فإن قلبك يميل إليه ويحبه , وكلما كان كماله أكثر كلما تعلقت به القلوب ومالت إليه أكثر من غيره , فالله عزوجل له أوصاف الكمال فينبغي أن يكون هو أعظم محمود.
· ومن آداب من عرف أنه الحميد سبحانه: ألا يلتفت عند حمده سبحانه والثناء عليه إلى شهود النعم والعطايا منه سبحانه , واستعظامها والوقوف عندها , بل يلزم قلبه عظمة المنعم ورحمته ولطفه وبره وإحسانه وحكمته.
· ومن الأمور التي يؤثرها الإيمان بأن الله عزوجل هو الحميد: أن نعرف أن الله عزوجل هو الذي يستحق الحمد والمدح حقيقة , إذا عرفت ذلك أيضا , فإن العبد يستحي من الله تبارك وتعالى حينما يسمع المخلوقين يلهجون بحمده بحمد المخلوق! , حينما يثني عليك الناس ويمدحونك ويحمدونك على بعض أوصاف الكمال فإنك تستحي من الله عزوجل , وتعرف أن هذا الحمد من المخلوقين إنما هو نتيجة لستر الله عزوجل عليك العيوب , ولهذا لما ذكر رجل الإمام أحمد ببعض الأوصاف الحميدة , قال إنما نعيش في ستر الله عزوجل , ولو شاء لفتضحنا , فإذا أرخى الله عزوجل على العبد ستره فإنه تخفى عيوبه على المخلوقين ولربما ظهرت بعض أوصافه الجميلة لهم , وهم لا يعرفون حاله على الحقيقة , فينبغي أن تعرف بان ثناء المخلوقين إنما هو بحسب الظاهر , وأن ذلك عائد إلى أن الله عزوجل سترك فتزداد حمدا لله تبارك وتعالى , ولهذا قال بعضهم: من مدحك إنما مدح ستر الله فيك , فالشكر لمن سترك وليس الشكر لمن مدحك وشكرك.
· الحمد هو أول ما افتتح به القرآن بحسب هذا الترتيب الموجود في المصحف , وهو الذي افتتحت به أعظم سورة في كتاب الله عزوجل وهي سورة الفاتحة , وهو الذي نلهج به في الصلاة وبعد الصلاة , وفي الصباح وفي المساء , وبعد الأكل والشرب , وإذا قمنا من النوم , وعند العطاس , وعند كل نجاح وتوفيق , وعند الفراغ من الأعمال, ويقوله المؤمنون عندما يدخلون الجنة فهم يحمدون الله عزوجل على ما أولاهم وأعطاهم من النعيم المقيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/299)
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 10:26 ص]ـ
9 – الغفور:
· أصل الغفر في اللغة يجمع بين معنيين اثنين:
الأول: الوقاية.
الثاني: الستر , ومنه قيل للمغفر وهو ما يضعه المقاتل فوق رأسه ليتقي منه ضرب السيوف والحديد.
وهذا المغفر يفيد المقاتل بشيئين اثنين:
الشيء الأول: أنه يستر رأسه , والشي الثاني: أنه يقيه الضربات.
فالغفر يجمع بين الوقاية ويجمع بين الستر , فأنت إذا قلت ربي اغفر لي فأنت تسأل ربك أن يستر عليك الذنب والعيب , فلا تفتضح في الدنيا ولا في الآخرة , والأمر الثاني هو أنه يقيك شؤم هذه الذنوب والمعاصي فلا تؤاخذ فيها في الدنيا ولا في الآخرة.
وكلام العلماء في تفسير العلماء لا يكاد يخرج عما ذكر والله أعلم.
فإذا غفر الله عزوجل ذنوب عبد , فهذا يعني أنه يستر وأنه تجاوز عنه فلم يؤاخذه بهذه الجرائر وبهذه الجرائم والذنوب والمعاصي.
فالله عزوجل هو الغفور الذي أظهر الجميل وستر القبيح في الدنيا , وتجاوز عن عقوبته في الآخرة , وستر عبده في ذلك الموقف العظيم , فلم يفضحه بين الخلائق.
فهو الذي يغفر الذنوب وإن كانت كبارا , ويسترها وإن كانت كثيرة , فالله عزوجل ربنا غفور يستر عباده ويتجاوز عن ذنوبهم وسيئاتهم.
· هذا الاسم الكريم الغفور فيه معنى المبالغة , أي أنه كثير الغفران.
· الأسماء التي ترجع لمعناه: الغافر والغفار.
· وقد وردت هذه الأسماء الكريمة مضافة إلى الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم:
- فالغفور جاء في أكثر من تسعين موضعا في كتاب الله عزوجل , وهذا له معنى نقف عنده إن شاء لله في الكلام على الآثار المترتبة على الإيمان بهذا الاسم الكريم.
- أما الغفار فقد جاء في خمس آيات , جاء مفردا مرتين , وجاء مقترنا بالعزيز ثلاث مرات.
وأما الغافر فلم يرد إلا في موضع واحد ,في قوله تعالى: (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ).
· جاء اسم الله الغفور مفردا في موضعين في كتاب الله تبارك وتعالى.
الملازمة بين اسم الله الغفور والرحيم:
· اسم الله الغفور الذي ورد هذا الورود الكثير في كتاب الله عزوجل إذا تأملت في كتابه وجدت أنه يقترن غالبا باسم الله الرحيم , فيقرن الله عزوجل بين هذين الاسمين , والغالب أن الله يقدم الغفور على الرحيم , وقد ورد في موضع واحد تقديم الرحيم على الغفور لمعنى أشار إليه ابن القيم رحمه الله في كتابه بدائع الفوائد وذلك في سورة سبأ , فقد جاء في اثنتين وسبعين مرة الاقتران بين الغفور والرحيم , ولا شك أن الملازمة شديدة بين هذين الاسمين , ولذلك كثر الاقتران بينهما , لأن الله عزوجل من رحمته أنه يغفر ذنوب المذنبين , فيتجاوز عنها ويستر على أصحابها فلا يفتضحون , فالمغفرة أمر لازم للرحمة لأن المغفرة إنما تكون بسبب رحمة الله تبارك وتعالى بخلقه وعباه.
فهو حينما يوفقهم للتوبة , فهذا من رحمته بهم , وحينما يتقبل منهم هذه التوبة فهذه من رحمته بهم , وحينما يغفر لهم هذه الذنوب التي تابوا منها فهذه من رحمته بهم , وحينما يغفر لهم ابتداءا من غير توبة تابوا بها عن سيئاتهم فإن ذلك من رحمته جل جلاله.
وفي موضع واحد قرن الله عزوجل بين اسمه الغفور وبين صفة الرحمة حيث قال: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ) , فلم يقل الغفور الرحيم.
الاقتران بين اسم الله الغفور واسم الله الحليم:
· جاء اسم الله الغفور مقترنا باسم الله الحليم ست مرات , ووجه هذا الاقتران لا يخفى إذ أن معنى الحليم أي أنه لا يعاجل بالعقوبة , فمع كثرة ذنوب المذنبين , فالله عزوجل يمهلهم علهم أن يتوبوا , ويرجعوا عما هم فيه من غي وباطل وكفر ومعصية لله تبارك وتعالى , ثم إن الله عزوجل من حلمه أنه أيضا يغفر لهم فلا يؤاخذهم بهذه الذنوب إذا شاء واقتضت حكمته ذلك , لأن الله تبارك وتعالى أخبر أنه يغفر الذنوب جميعا بعد الإشراك بالله تبارك وتعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) , فالله لا يعاجلنا بالعقوبة على كثرة الإساءة والتقصير , ومع ذلك الله عزوجل يغفر لنا تقصيرنا ويغفر لنا ذنوبنا , ومن هنا جاء الاقتران بين الغفور والحليم.
الاقتران بين اسم الله الغفور واسم الله العفو:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/300)
· ووجه هذا الاقتران ظاهر , وذلك أن العفو في احسن المعاني التي فسر بها والله تعالى أعلم هو الذي يمحو أثر الذنب فلا يبقى له أثر , كما تقول محت الريح الأثر أي لم تبقي له شيئا البتة , فلا يجد العبد هذه الذنوب في صحيفته في الآخرة فيستحي من ربه , وإنما يذهب ذلك جميعا ويمحوه من صحائف أعماله , هذا العفو , والغفور هو الذي يقيه شؤمها وتبعتها والمؤاخذة بها ويستر ذلك عليه جميعا.
الاقتران بين اسم الله الغفور واسم الله العزيز:
· جاء اسم الله الغفور مقترنا باسم الله العزيز في موضعين اثنين , وجه المناسبة بين العزيز وبين الغفور , أن الله صدرت عنه هذه المغفرة لهذه الذنوب عن عزة , وليس عن ضعف ولا عن خوف ولا عن عجز من المؤاخذة , وإنما الخلق نواصيهم بيده , فهو قادر على أخذهم في أي ساعة شاء من ليلة أو نهار , لا يخرجون عن إرادته سبحانه وعن سلطانه , فالله تبارك وتعالى حينما يغفر لنا الذنوب يغفر عن عزة , وليس عن ضعف وعجز , والمخلوق قد يغفر ويتجاوز عن ضعف وعن عجز عن أخذ ثأره والاقتصاص ممن أساء إليه , أما الله عزوجل فإنه يغفر مع عزته وقدرته على الأخذ لهذا العبد الذي أجرم في حقه.
وكذلك يقال في وجه الاقتران بين اسم الله الغفار والعزيز مثل ما قيل بين الغفور والعزيز.
الاقتران بين اسم الله الغفور واسم الله الشكور:
· جاء اسم الله الغفور مقترنا باسم الله الشكور في ثلاثة مواضع , ووجه هذا الاقتران والله تعالى أعلم , أن الغفور كما عرفنا هو الذي يقي العبد شؤم الذنب فلا يؤاخذه به , كما أنه يستره , أما الشكور فهو الذي يجازي عن الحسنات إحسانا , فيجازي هذا العبد بإيمانه وبعمله الصالح وبتوبته يجازيه الحسنات , وهو أحد الوجوه المشهورة أيضا في تفسير قوله تعالى: (فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) , فعلى أحد الأوجه المشهورة في معناها أن هذه السيئات تقلب إلى حسنات فتتحول في ميزان العبد وفي صحيفته إلى حسنات تكون في رصيد عمله الصالح , فعلى هذا المعنى يكون هذا داخلا في معنى الشكور , لأن الشكور هو الذي يجازي عن الإحسان إحسانا , وهو الذي يكافئ العبد ويرد له عمله الصالح بالثواب الجزيل , قم إنه يضاعف ذلك , ولذلك يقول الله عزوجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) , فدل هذا على أن جزاء الإيمان غفران الذنوب وإدخال الجنات التي تجري من تحتها الأنهار.
الاقتران بين اسم الله الغفور واسم الله الودود:
· جاء اسم الله الغفور مقترنا باسم الله الودود مرة واحدة , والودود هو الذي يحب عباده المؤمنين , وهو الذي يُحب أيضا فهو دال على المعنيين , والمودة هي خالص المحبة , فهي محبة خاصة , فالودود والغفور وجه الاقتران بينهما ما عبر عنه ابن القيم بقوله: وما ألطف اقتران اسم الودود بالرحيم وبالغفور , فإن الرجل قد يغفر لمن أساء إليه ولا يحبه , ولذلك قد يرحم من لا يحب , والرب تعالى يغفر لعبده إذا تاب عليه ويرحمه ويحبه مع ذلك , فإنه يحب التوابين , وإذا تاب إليه عبده أحبه ولو كان منه ما كان , فإذا الله غفور ودود يغفر لنا ويحبنا أيضا مع غفره وعفوه وتجاوزه عن سيئاتنا , فهو غفر مع المحبة للعبد.
· يقول الخطابي رحمه الله: الغفار الستار لذنوب عباده , والمسدل عليهم ثوب عطفه ورأفته .. الخ.
· يقول الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله: العفور الغفور الغفار الذي لم يزل ولم يزال بالعفور معروفا , وبالغفران والصفح عن عباده موصوفا , كل أحد مضطر إلى عفوه ومغفرته , كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه , وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها , قال تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى).
· يقول ابن القيم رحمه الله في نونيته:
وهو الغفور فلو أتى بقرابها ** من غير شرك بل من العصيان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/301)
لأتاه بالغفران من أقرابها ** سبحانه هو واسع الغفران
يعني لو أن العبد جاء بقراب الأرض من الخطايا دون الشكر , فإن الله عزوجل ياتيه ب قرابها من المغفرة.
10 - اسم الله عزوجل العفو:
وهو مما يقرب من اسم الله الغفور من جهة المعنى , والعفو صيغة مبالغة أي كثير العفو , تقول عفوت عن الشيء أعفو عنه إذا تركته , وأعفى عن ذنبه إذا ترك العقوبة عليه.
وأصل العفو أنه يدل على المحو , ومنه يقال عفت آثار القوم أي محت وانطمست , وعفت آثار الأقدام والخطى بمعنى انمحت إذا محتها الريح , ويقال عفا على هؤلاء الزمن أي أنه محى آثارهم ول يبق لهم ذكرا فصاروا نسيا منسيا.
هذا الاسم الكريم الذي يعني بالنسبة لله عزوجل أنه كثير العفو , كما قال ابن جرير رحمه الله بقوله: إن الله لم يزل عفوا عن ذنوب عباده , وتركه العقوبة على كثر منها ما لم يشركوا به , وكما قال الخطابي فيما معناه: هو من العفور وهو بناء المبالغة والعفو الصفح عن الذنوب وترك مجازاة المسيء.
ويقول ابن القيم رحمه الله في نونيته:
وهو العفو فعفوه وسع الورى ** لولاه غار الأرض بالسكان
أي لخسف بهم ودخلوا في جوفها.
الفرق بين العفو والغفور:
ذكر العلماء فيه وجوها وأقربها فيما أحسب والله أعلم , أن يقال بأن العفو هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي , وهو أبلغ بهذا الاعتبار من الغفور , لأن الغفران يدل على الستر , وعلى عدم المؤاخذة بهذا الذنب , وأما العفو فهو يعني أن يمحى الذنب بالكلية , بحيث إن العبد لا يجده أصلا في سيئات أعماله , ولا يعرض عليه في حال الحساب حينما يحاسبه الله تبارك وتعالى , فلا يجد ذلك ضمن الذنوب التي غفر الله عزوجل لها كما يقول: (سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم) , فهذا فيما غفره الله تبارك وتعالى من ذنوب العباد , وأما ما عفي عنه فقد محي بالكلية , ولهذا قلنا بأن الغفور هو الذي يستر ذنوب العباد ولا يؤاخذهم بهذه الجرائم , أي لا يعاقبهم عليها.
· ورد هذا الاسم الكريم العفو في خمس آيات في القرآن الكريم كما قال عزوجل:
- (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً) سورة النساء , في ذكر التيمم , وقرنه هنا كما في سائر المواضع إلا في موضع واحد قرنه مع الغفور , لتقاربهما فالله يمحو أثر الذنب ويقي العبد شؤمه فلا يؤاخذ العبد عليه.
- (فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً).
- (ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ).
- (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنْ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) , وقد استنبط من ذلك ابن القيم رحمه الله أن الظهار شيء محرم , لأن الله عقبه بتعقيبات منها هذا التعقيب , أي أن العفو والغفر يكون عن الذنب.
- (إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً)
· وجه الارتباط بين العفو والقدير:
ذلك أن عفو الله عزوجل ليس من عجز وضعف وخوف من المخلوق , وإنما الله تبارك وتعالى له تمام القدرة أن يأخذ العبد بجنايته , وأن يعاقبه بما يشاء ويهتك ستره , إلا أن الله يمحو أثر الذنب بالكلية مع قدرته ولهذا قال: (كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً) , فهو عفو مع قدرته , وهذا هو غابة الكمال , لأن العفو من غير قدرة لا يكون كمالا , إنما يكون عجزا , ولا يمدح فيه الإنسان إطلاقا , وإنما العفو مع القدرة هو الكمال الذي يزداد العبد به عزا , أما حينما يكون العبد عاجزا عن الانتقام والاقتصاص من ظلمه ثم يقول عفوت عنك , فهذا لا يرتفع به العبد ولا يمدح به , وإنما يدل على ضعفه وعجزه وخوَره , كما قال الشاعر:
يهجو قبيلته قُبيلة لا يقدرون بذمة ** ولا يظلمون الناس حبة خردل
فهو في ظاهره كأنه يمدحهم , والواقع أنه يذمهم بالعجز , لأن العزة عندهم في جاهليتهم , أن من لم يظلم ظلم , وأن لم يعتدي اعتدي عليه , ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهّدم , ومن لا يظلم الناس يُظلم.
· إذا عرف المسلم أن ربه تبارك وتعالى من أسمائه الغفور والغفار والغافر والعفو فينبغي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/302)
- أن يعلم أن هذه الأسماء تتضمن أوصافا , فالغفور والغفار والغافر كل ذلك يتضمن صفة المغفرة , فنحن نثبتها لله عزوجل على ما يليق بجلاله وعظمته , ومغفرة الله مغفرة واسعة عظيمة على كثرة الخلق وعلى كثرة ذنوبهم وتفاوتها , ومع ذلك فغن مغفرته تبارك وتعالى واسعة , يغفر الذنوب جميعا لمن تاب إليه وأناب إليه , وقد يغفر الله تبارك وتعالى ابتداءا من غير توبة , تفضلا منه جل جلاله , واسم الله تبارك وتعالى الغفور والغفار كل ذلك مبني على المبالغة أي لكثرة مغفرته سبحانه وتعالى , دل على ذلك قوله تبارك وتعالى في سورة الزمر: (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) , وقوله في النساء: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً) , فمهما عظمت ذنوب الإنسان فإن ذلك لا يتعاظم على الله عزوجل أن يغفر له هذه الذنوب كما قال تبارك وتعالى: (إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ) , وقد تكفل لمن آمن به وتاب إليه وأناب أن يغفر له الذنوب وإن كانت غاية في العظم كما قال عزوجل: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) , بل أعظم من ذلك وعد التائبين أن يبدل هذه السيئات التي اقترفوها أن يبدلها حسنات وذلك في قوله عن التائبين: (فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) , ومما يدل على سعة مغفرته أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم كما أخرج الترمذي وأبو داوود بإسناد صحيح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه وإن كان قد فر من الزحف) , ومما يدل على سعة مغفرته أيضا ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عزوجل من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد , ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئة سيئة مثلها أو أغفر , ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا , ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا , ومن أتاني يمشي أتيته هرولة , ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشكر بي شيئا , لقيته بمثله مغفرة) , ومعنى قراب الأرض أي ما يقارب ملأها , ومما يدل أيضا على هذا المعنى ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عني النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه تعالى قال: (أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي , فقال الله تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب , ثم عاد فأذنب فقال أي ربي اغفر لي ذنبي , فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب , ثم عاد فأذنب فقال أي ربي اغفر لي ذنبي , فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب , قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء) أخرجه البخاري ومسلم.
ومعنى ذلك أن هذا الإنسان يذنب الذنوب ثم يتوب توبة صحيحة بشروطها , ثم بعد ذلك يرجع إلى الذنب ولا يقصد الإصرار , وحينما تاب إلى الله عزوجل , لم يكن يتوب إلى الله جل وعلا بلسانه فقط , بل تاب مع عزمه على أن لا يعود مع وقوع الندم في قلبه , فغفر الله له , ومن تاب مستجمعا لهذه الشروط فإن الله يقبل توبته وهي توبة صحيحة , فإن غلبه نفسه أو شيطانه أو هواه فعمل الذنب ثانية ثم تاب هذه التوبة غفر الله له , ولهذا فإن الشيطان يأتي لكثير من الجهلة الذين يفعلون الذنب ثم يتوبون توبة صحيحة , ثم يفعلونه ثانية وثالثة ورابعة ولم يقصدوا الإصرار , يأتيهم فيقول أنتم تستهزئون بالله عزوجل حينما تتوبون هذه التوبة , فيأيسهم من رحمة الله عزوجل ومن ثم يغريهم بترك التوبة , والاستمرار على هذه الذنوب , ولو كان ناصحا لنصحهم بترك ذلك أجمع , وأن لا يعودا إليه ثانية , ولكنه ينصحه بترك التوبة ويغريهم بالاستمرار على الذنب , ولا شك أن هذا جهل من العبد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/303)
وأيضا مما يدل على ذلك ما رواه أبو هريرة في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم , وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم) وذلك تحقيقا لمقتضى هذه الصفة وهي المغفرة , وأيضا ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي أيوب الأنصاري انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم) , ومما يدل على ذلك أيضا حديث ابن عمر مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقرره بذنوبه فيقول أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول ربي أعرف , قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم , فيعطى صحيفة حسناته) أخرجه البخاري ومسلم , وكذلك حديث أنس بن مالك مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي , يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك , يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا , ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) أخرجه الترمذي وهو حديث صحيح.
- أن يعلم أن التوبة أمر لا بد منه , وأنه تبارك وتعالى أخبرنا عن مغفرته وعفوه للأوابين كما قال: (إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً) , وهم الذين يكثرون التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى بعد الزلة , ويقول جل وعلا: (إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) , ويقول جل وعلا: (إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً).
- كما أن العبد لا ييأس من رحمة الله عزوجل ومغفرته كما قال: (إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ) , فكذلك هو أيضا لا يأمن من مكر الله عزوجل كما قال: (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) , وقد أخبرنا الله عزوجل في مواضع من كتابه جمع فيها بين العذاب وبين المغفرة الواسعة كما قال: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) , وقال: (إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) , وقال: (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) , وقال: (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) , فالآيات التي تجمع بين الخوف والرجاء كثيرة في كتاب الله عزوجل , ومما يدل على هذا المعنى من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد , ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته) , وأخرج البخاري من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله , والنار مثل ذلك) , فالجنة قريبة المنال والنار أيضا قريبة المنال نسأل الله لنا ولكم منها العافية , فينبغي للعبد أن يشمر في طاعة الله , وإذا حصلت له الزلة يستشعر سعة مغفرته تبارك وتعالى , فينيب إليه ولا ييأس من رحمته ولا يقنط , وإنما يبادر إلى التوبة الصادقة النصوح , ولا تحمله هذه النصوص الدالة على سعة عفو الله ومغفرته على الأمن من مكر الله جل جلاله.
- ومما تؤثره هذه الأسماء أيضا أن تعلم أن الله تبارك وتعالى متفضل على عباده بهذا العفو وبهذه المغفرة , لأن الله عزوجل غني عن العبادة كل الغنى , فهو ليس بمفتقر إليهم بأي لون من ألوان الافتقار , كما أنه ليس بعاجز عن مؤاخذتهم ومعاقبتهم , فإنما هو يعفو عنهم ويغفر لهم فضلا منه تبارك وتعالى وإحسانا , ولهذا جمع الله بين العزيز وبين الغفور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/304)
- إذا كان أشرف الخلق وأطوع الخلق لله تبارك وتعالى هم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , وهم أقرب الخلق إلى ربهم ومليكهم ومولاهم , إذا كانوا هم أقرب الخلق هم مع ذلك يستغفرون الله عزوجل , فهذا آدم عليه الصلاة والسلام حينما أكل من الشجرة وأكلت زوجه حواء: (قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ).
وهذا نوح عليه الصلاة والسلام حينما سأل ربه نجاة ابنه فعاتبه الله عزوجل على ذلك وقال له: (فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ) أناب إلى ربه تبارك وتعالى واستغفره فقال: (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِين) , ويقول نوح عليه الصلاة والسلام: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).
وهذا أبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام يقول: (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) , وهذا موسى صلى الله عليه وسلم يقول: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) , ويقول بعدما قتل القبطي: (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) , وهذا داوود عليه الصلاة والسلام قال الله عنه: (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ) , وهذا سليمان عليه الصلاة والسلام آتاه الله الملك والنبوة: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ).
وخاتم الرسل وأفضل الرسل هو محمد صلى الله عليه وسلم يقول الله له: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ) , فأمره بالاستغفار فكان يلهج به دائما امتثالا لأمر الله تبارك وتعالى , كما أخرج الشيخان عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري , وما أنت أعلم به مني , اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي , اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت , وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني , أنت إلهي لا إله إلا أنت) , وكذا ما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ما صلى صلاة بعد أن نزلت عليه سورة إذا جاء نصر الله والفتح إلا ويقول: (سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) , وأيضا أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث ألغر المزني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة) , وجاء أيضا من حديث أبي هريرة المخرج في الصحيح أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) , وأخرج أبو داوود والترمذي بإسناد صحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنها أنه قال: (إن كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم).
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ما أعطاه الله عزوجل مع ما تقدم من ذنبه وما تأخر يكثر من هذا الاستغفار , فنحن من باب أولى أن نتقرب إلى الله بذلك , وأن نطلب من الله تبارك وتعالى أن يغفر لنا الذنوب والخطايا , وقد أثنى الله عزوجل على المستغفرين فقال: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) , وسيد الاستغفار هو ما أرشدنا عليه صلى الله عليه وسلم كما في حديث شداد بن أوس المخرج في الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: (سيد الاستغفار أن يقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/305)
العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت , خلقتني وأنا عبدك , وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت , أعوذ بك من شر ما صنعت , أبو لك بنعمتك علي , وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلى أنت) يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة , ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة).
ولما حلف أبو بكر رضي الله عنه بعد حادثة الإفك , وكان ممن خاض فيها مصطح وهو قريب إلى أبو بكر رضي الله عنه وكان رجلا من المهاجرين قليل ذات اليد فكان أبو بكر ينفق عليه , فلما خاض في الإفك ووقع في عرض عائشة رضي الله عنها , أقسم أبو بكر رضي الله عنه ألا يصله , فأنزل الله عزوجل: (وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) يأتلِ بمعنى يحلف , وهناك قول آخر مشهور وهو ولا يأتل أي لا يمتنع , وهما قولان متلازمان والآية تحمل عليهما , وأولوا الفضل المراد به هنا أصحاب المنازل والشرف والرفعة عن الدنايا , يعني أشراف الناس وفضلاء الناس وخيار الناس , لأنه سبحانه ذكر بعده السعة وهي السعة في الغنى والمال , فإذا غفرت لإخوانك غفر الله لك , ولهذا قال أبو بكر رضي الله عنه بعدما سمع هذه الآية: بلا والله إني لأحب أن يغفر الله لي , ثم أجرى عليه النفقة وكفر عن يمينه , والله يقول: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) , ويقول سبحانه: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) , ويقول مخاطبا للنبي صلى الله عليه وسلم: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) , ويقول: (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ) , وكذا قال: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) , وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام البخاري في كتابه الأدب المفرد أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ارحموا ترحموا , واغفروا يغفر لكم) , ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال , وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا , وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله).
- ينبغي على العبد كما أنه يسأل ربه المغفرة , أن يسأله العفو دائما , وقد جاء عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أنه أمر رجلا إذا أخذ مضجعه قال: (اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها , لك مماتها ومحياها , إن أحييتها فاحفظها , وإن أمتها فاغفر لها , اللهم إني أسألك العافية) , فقال له رجل: اسمعت هذا من عمر؟ , فقال: من خير من عمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم , أخرجه مسلم في صحيحه , وجاء أيضا من حديث عبدالله بن عمر (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هذه الدعوات حين يصبح ويمسي: اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي , اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي , وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي , وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) , وكان يستعيذ بعفو الله تعالى من عقوبته وعذابه , كما جاء ذلك في دعائه في صلاة الليل: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) أخرجه مسلم في صحيحه , وسأله رجل فقال يا رسول الله كيف أقول حينما أسأل ربي؟ , قال: (اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني ويجمع أصابعه إلا الإبهام فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك) أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي مالك الأشجعي عن أبيه.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 02:26 ص]ـ
10 - القدير:
· هذا الاسم يقرب منه في المعنى بل يتفق معه في أصل المعنى اسمان كريمان وهما: القادر والمقتدر وكلها من أسماء الله عزوجل.
· أصل هذه الأسماء الثلاثة (القدير – القادر – المقتدر) يدور على معنى القوة.
· القدر والقدرة والمقدار كل ذلك يقال للقوة.
· الفرق بين هذه الأسماء الثلاثة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/306)
- قال بعض أهل العلم إن القدير أبلغ في الوصف بالقدرة من القادر , لأن القدير على زنة فعيل وهي من صيغ المبالغة , والمقتدر أبلغ من القادر لأن هذا البناء فيه زيادة , ومعلوم أن الزيادة في بناء الكلمة تدل على الزيادة في المعنى , فالمقتدر يدل على مزيد من القدرة , والله أعلم.
· وردت هذه الأسماء الثلاثة جميعا في كتاب الله عزوجل.
- أما القادر فقد ورد في اثنتي عشرة مرة , خمس منها بصيغة الجمع , فمن ذلك قوله تبارك وتعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) , وكما جاء أيضا في قوله: (وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ) , بصيغة الجمع وهذا الجمع إنما هو للتعظيم كما هو معلوم , وفي قوله أيضا: (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ) , وفي قوله: (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ).
- أما اسم الله القدير فقد ورد نحوا من خمس وأربعين مرة في القرآن , فمن ذلك قوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) , وكما في قوله: (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) , وفي قوله سبحانه: (إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً) , وكما في قوله: (وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) , وقوله: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
- أما المقتدر فقد ورد أربع مرات في كتاب الله عزوجل ,. وذلك في قوله في سورة الكهف: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) , وكما قال في سورة الزخرف: (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ) , وكما في قوله: (كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ) , وكما في قوله: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ).
· مما يدل على عظم هذه القدرة وأنها كاملة وأن الله عزوجل لا يتعاصى عليه شيء ما ذكره الله في كتابه من آيات كثيرة مما يلفت الأنظار إلى عظم قدرة الله تبارك وتعالى , بالإضافة إلى ما نشاهده في هذا الكون العريض الواسع من المخلوقات والتقلبات والأمور الكائنة الكثيرة التي تدل على قدرة شاملة وعلى قدرة كاملة لا يتعاصى على صاحبها شيء من الأشياء.
- فمن كمالها أن الله تبارك وتعالى يستوي عنده هذا الإيجاد العجيب , الذي فاوت فيه بين هذه الصور وهذه المخلوقات هذا التفاوت الكبير , يستوي عنده إيجاد هذا الخلق بهذا التفاوت مع إعادته مرة ثانية بعد ما يبلى ويتحلل ويصير ترابا! , كل ذلك يستوي عند الله تبارك وتعالى كما قال سبحانه: (مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ) , ولهذا يقول الله عزوجل مبديا هذه القدرة العجيبة: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) أي أن الإعادة هينة سهلة عليه , ومعلوم أن الله عزوجل يستوي في حقه هذا وهذا , فليست الإعادة أسهل بالنسبة لله عزوجل من الابتداء لأن هذا كله سهل على الله عزوجل , ولكن المقصود أن ذلك جميعا هين عليه تبارك وتعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/307)
- ومن آثار هذه القدرة العجيبة , أنك ترى الأرض هامدة ميتة لا نبات فيها ولا حياة , فإذا أنزل الله عزوجل عليها الماء كما أخبر , فإنها تحيى وتربوا , ثم بعد ذلك تظهر زينتها وتكتسي حلتها بألوان النباتات , والزهور تخرج الأشجار ذوت الثمار من ذوات الطعوم المتفاوتة والألوان المختلفة , مع أن ذلك يسقى جميعا بماء واحد , فكيف تفاوتت هذه المخرجات؟ , وإذا كان الإنسان يضع البذور المختلفة , فكيف تفاوتت هذه النباتات التي تخرج في البرية من غير وضع الإنسان , ومن غير عمله كما لا يخفى! , هذا التفاوت يدل على قدرة رهيبة عجيبة , يقلب الله عزوجل فيها الخلق كما يشاء وكما يريد.
- ومن آثار هذه القدرة العجيبة ما أوقعه بالظالمين المجرمين , الذين كذبوا الرسل عليهم الصلاة والسلام , وحاربوا أولياءه وناصبوهم العداوة , فهم مع ما هم فيه من التمكين والقوى والملكات مع ذلك فإن الله عزوجل دمرهم تدميرا , فصاروا خبرا بعد عين , فلم تغني عنهم قوتهم ولا صناعاتهم ولا إمكانياتهم ولا احتياطاتهم الأمنية , ولا غير ذلك مما يسعون فيه لحفظ بقائهم ووجودهم ومكتسباتهم , فقوم دمرهم بالكلية لم يبق منهم شيء , وقوم أبقى الله عزوجل منهم بقايا , وقوم أبقاهم الله تبارك وتعالى وأخذ طرفا منهم , ليروا خلقهم أن الخلق مهما تعاظمت قوتهم , ومهما امتدت إمكاناتهم , ومهما تطاولوا , ومهما أوهموا البشر أنهم يسيطرون ويقدرون أعلمهم الله عزوجل أن يده فوق أيديهم , وأنه تبارك وتعالى آخذ بنواصيهم , وأنهم لا يخرجون عن قدرته وعن إرادته شيئا , فإذا جاء أمر الله عزوجل فلا تنفع الاحتياطات ولا تنفع الإمكانات ولا تنفع القوى ولا تنفع البارجات ولا تنفع الطائرات ولا تنفع القواعد العسكرية , ولا ينفع شيء من هذه الأشياء , إذا جاء أمر الله عزوجل فلا راد له , والله عزوجل يلفت أنظارنا إلى هذا المعنى بقوله: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً).
- ومن آثار هذه القدرة التي نشاهدها , أن الله ينصر أولياءه وإن كانوا قلة , وعلى أعدائه وإن كانوا كثرة ممكنين في الأرض , كما قال الله عزوجل: (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ).
- ومن آثار هذه القدرة ما يحدثه الله عزوجل لأهل الجنة من ألوان النعيم الذي يتقلبون فيه ولا انقطاع له ولا زوال.
- ومن آثارها ما يوجده الله عزوجل للمكذبين من ألوان النكال والجحيم في الآخرة , والعذاب في النار الذي لا ينقطع ولا يزول بحال من الأحوال.
- ومن آثار قدرة الله عزوجل , في سورة سبح اسم ربك الأعلى حيث قال الله عزوجل: (وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى).
- وكذلك في قوله في سورة الغاشية: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)
- ومن ذلك ما قاله في سورة الأنعام: (إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنْ الْحَيِّ ذَلِكُمْ اللَّهُ فَأَنَّا تُؤْفَكُونَ فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَمِنْ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/308)
إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
- ومن ذلك أيضا ما ذكره في هذه السورة العظيمة: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ وَمِنْ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنْ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ أَالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمْ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ وَمِنْ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ أَالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمْ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمْ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
- ومن هذه القدرة الباهرة العجيبة أنه تبارك وتعالى يحي الأموات بعد أن صاروا ترابا كما قال الله عزوجل: (أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) , والآيات الدالة على هذا المعنى في كتاب الله عزوجل كثيرة , وقد قص الله عزوجل علينا خبر ذلك الرجل الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قد بلت واندفنت وانمحت آثارها ومات أهلها فقال: (أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) , فطعامه وشرابه لم يتغير مع طول هذه المدة , أما بدنه فقد صار ترابا , وكذلك حماره , فأراه الله عزوجل كيف يكون هذه الأشياء وكيف أعادها مرة ثانية إلى حالها الأول , فلما رأى ذلك قال: (أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) , بل إن الله عزوجل قد ذكر لهذا الإنسان الذي لربما يكذب بالبعث أو يتشكك به قال: (أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) , فالبنان آية من آيات الله عزوجل , وقد جعله الله عزوجل مشدودا بالأظفار , وجعله في هذا الإحكام الذي نراه ونشاهده , فهو من أدق الأشياء التي في بدن الإنسان , فيستطيع الإنسان أن يأخذ به الأشياء الدقيقة , وأن يصنع الصناعات الدقيقة بهذا البنان , ثم إن الله عزوجل قد جعل في رؤوس هذه الأصابع قد جعل فيها خطوط دقيقة , يتميز فيها كل إنسان عن الآخر , فلا يشتبه في ذلك بصمتان البتة , وقد أحسن من قال:
وأعجب شيء بهن الخطوط ** فما اتحدت في الورى بصمتان
وطبقة إبهامنا ختمنا ** يميزنا ما توالى الزمان
أناملنا من بديع الفنون ** يقصر عن وصفهن البيان
ومما ذكره الله عزوجل لنا في قدرة على إحياء الموتى , ما قصه عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام حينما قال: (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى) فقال الله عزوجل له: (الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) , فإبراهيم عليه السلام كان كامل الإيمان , ولكنه أراد أن يرتقي من مرتبة علم اليقين إلى مرتبة عين اليقين , فيشاهد إحياء الموتى بعينه , فقال له الله: (قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنْ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/309)
· الإنسان عنده قدرة كما قال الله عزوجل: (إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) في المحاربين , فالمخلوق يوصف بالقدرة , ولكن قدرة المخلوق شتان بينها وبين قدرة الخالق , فهي مسبوقة بالعجز , انظر إلى الإنسان حينما يخرج من بطن أمه , هو قطعة من اللحم تتحرك , لا يدفع عن نفسه قليلا ولا كثيرا , لو تُرك هلك , ثم إن الله عزوجل ينقله من طور إلى طور حتى يقوى ويشتد , ثم يظن في نفسه أنه يملك قوة وقدرة هائلة , والواقع أن الله عزوجل هو الذي أقدره على ذلك , فقدرة المخلوق إنما هي بما أعطاه الله عزوجل , وليست قدرة مستقلة عن إرادة الله تبارك وتعالى , إنما قدرته لأن الله أقدره , وأما القادر فهو على كشيء قدير , فقدرته وصف ذاتي له لم يكتسب ذلك من أحد , وليس هو ليكون قادرا ليس بحاجة إلى أحد , أما المخلوق فهو مهما عظم قدره وملكه وسلطانه , فإنه لا يستطيع أن ينفذ كثيرا مما أراد أن ينفذه إلا بالأعوان والمستشارين والخبراء والمنفذين وما شابه ذلك , أما الله عزوجل فإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون , ثم إن قدرة هذا المخلوق الضعيف أنا وأنت , قدرتنا محدودة , نقدر على بعض الأشياء بعض القدرة , ونعجز عن كثير من الأشياء , ولو أن الواحد منا وكل إليه بعض المهمات في جسده , لو قيل له فقط عليك أن تنفخ في هذه الرئة فهي موكولة إليك , لنفخ فيها ساعة أو ساعتين ثم أعياه التعب والعجز وصار في حالة يرثى له , ثم ترك ذلك كله وهلك , لا يستطيع فكيف ينام وقد وكل إليه نفسه , هذه الرئة فقط , كيف لو كل إليه شيء آخر كجريان الدم أو هضم الطعام أو نحو ذلك مما يجريه الله عزوجل في بدنك أيها الإنسان.
ثم أيضا هذه القدرة التي توجد عندك في بعض الأحيان تنزع منك فلا تستطيع أحيانا أن تحرك يدك إلى شيء بجانبك , فأنت بحاجة إلى من يعطيك هذا الشيء وإلى من يناول إليك هذا المطلوب وهذا شيء مشاهد , فالإنسان ضعيف مسكين عاجز فقير ينبغي أن يعرف قدر نفسه , فقدرته إنما هي بإقدار الله عزوجل , وهي قدرة محدودة ثم تنزع منه بعد ذلك , (وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
· جاءني أحد الإخوان ونحسبه من أهل الخير والصلاح , سمع الكلام مرة على بعض الأسماء الحسنى , قال كنت أقرأ في تفسير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله , في قوله تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) , يقول فقلت في نفسي وتكلمت به , اللهم إن كنت تسمعني في هذه الساعة فاكسر يدي هذه يقول ونظرت إلى مكان فيها , يقول وما مضى سوى وقت يسير حتى كسرت , وأراني مكانها قد خيط ذلك أجمع , ولولا ثقتي بهذا الرجل ومعرفتي به ما حدثتكم بهذا , مع أن الله على كل شيء قدير , ولكن هذا مما يظهره الله عزوجل لخلقه وعباده من قدرته جل جلاله , فقلت له هلا قلت إن كنت تسمعني فاغفر لي وأصلح لي شأني كله.
· من عرف أن الله عزوجل على كل شيء قدير , فإنه يتوكل عليه ويفوض أموره جميعا إليه , فيركن إلى جنابه ولا يلتفت يمنة ولا يسره , لأن مقاليد الأمور بيده ولا يتعاصى عليه شيء , ولهذا لما ألقي إبراهيم عليه الصلاة والسلام في النار قال حسبي الله ونعم الوكيل , فأنجاه الله عزوجل من النار وقلبها بردا وسلاما عليه , وكذلك هود عليه الصلاة والسلام حينما دعا قومه إلى الله تبارك وتعالى , وكذبوه وردوا دعوته , وقالوا له (مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) , فلما قال له ذلك بين لهم كفره بآلهتهم ومعبوداتهم وأنه متوكل على الله عزوجل , الذي هو ربه وربهم , الذي ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها , ثم قال لهم متحديا: (فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا) قال لهم هذا القول لعظم ثقته بالله تبارك وتعالى , وأنه قادر على كل شيء , فماذا كانت النتيجة , كانت أن أهلكهم الله عزوجل الهلاك المستأصل وأنجى الله عزوجل هودا والذين آمنوا معه , وهكذا وقع لأنبياء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/310)
الله عليهم الصلاة والسلام الذين أنجاهم الله عزوجل من عذاب أحدق بهؤلاء الكافرين المكذبين , وهكذا وقع لموسى صلى الله عليه وسلم حينما أراد فرعون أن يقتله , ففرعون يقول: (ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ) وأبدى له تخوفه على دين الناس ومبادئهم وأخلاقياتهم , فموسى عليه السلام في نظر فرعون هو المفسد , فقال: (ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ) , وموسى صلى الله عليه وسلم استعاذ بالله عزوجل من كيده ومن مكره ومن كفره , وقد قص الله عزوجل علينا خبر ذلك المؤمن الذي جاء ينصح فرعون وقومه , ويقول لهم: (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ) , إلى أن قال: (لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) , (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَاب ِ) إلى أن قال الله عزوجل: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) , فالله عزوجل كما قال عن نفسه: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً) , وقال: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً).
· ومن كان بهذه المثابة فإذا عرفه العبد معرفة صحيحة , فإنه لا ييئس من رحمته فيرفع ما به من ضر , فيكشف عنه المصاب , ويرفع عنه البأس , وكثير من الناس إذا نزلت بهم بعض الأوجاع التي لا يرجون لها برءا يئسوا من رحمة الله عزوجل وقنطوا , فالله عزوجل قادر على أن يبدل هذا المرض بالعافية , وهذا الألم بالراحة , وهذا السهر بأن ينام العبد قرير العين , ولربما ابتلي العبد بولد عاق لا يخاف الله عزوجل فيه ولا يراقبه في هذا الوالد , قم ييئس من هداية هذا الولد , وما علم أن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمان يقلبها كيف يشاء , فكيف ييئس العبد أيها الإخوان وربه على كل شيء قدير , فإذا نزل به الضر فينبغي أن يلجأ إليه , وإذا ابتلي بولده فينبغي أن يلجأ إليه , وإذا ابتلي بتسلط عدوه عليه فإن الله قادر على تحويل هذه الهزيمة إلى نصر , وإلى تحويل قوة هذا العدو الضاربة إلى ضعف وانكسار وهزيمة , فالله عزوجل أخبرنا عن أمم مكنه في الأرض على مر التاريخ أهلكها وأبادها وصارت خبرا بعد عين , الله عزوجل يخبرنا عن قوم سبأ وما كان لهم من التمكين في الأرض وما كان لهم من الجنان وطيبة الهواء وكثرة المياة ووفرة الثمار , قال عزوجل: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) , فلما أعرضوا وكفروا بالله عزوجل بدلهم من هذا الإنعام إلى بلدة غبراء ليس فيها سوى الإثل والأكل الخمط وهو الشجر الذي يكون ثمره مرا وله شوك , ثم بعد ذلك سدر قليل لأن هذا السدر إن كان مما يؤكل وهو السدر الذي ينبت على المياه , فهذا شيء يأكلون منه ثمرة قليلة من شجرة ذات شوك , وإن كان من السدر الذي ينبت في البراري فهو لا ينتفع به وليس له ثمر يأكله الآدميون.
· ومما يؤثره في نفس العبد الإيمان بهذا الاسم الكريم , أن يعتبر العبد في نفسه وأن يكون شديد الوجل من الله تبارك وتعالى , وأن يعظمه التعظيم اللائق بجلاله وعظمته , فقد يعجب العبد ويغتر بما أعطاه الله من الصحة , وهذه الصحة تتبدل وتتغير حينما يعرض له المرض , ولربما دام مرضه وعلته وبقي طريح الفراش يشفق عليه عدوه , ونحن نشاهد الناس في أيام شبابهم وفتوتهم تمتلئ أجسامهم وتنتعش قوة وحيوية , ثم إذا نظرت إلى حال الرجل بعد هرمه وبعد شيخوخته , فإنك تشفق عليه وقد حنى الدهر ظهره وصار ينوء بنفسه إذا رام القيام ويُحمل , ولربما سأم الحياة , ولربما لم يتلذذ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/311)
بما كان يتلذذ به من الطيبات , فانطفأت شهواته وصار لا يجد شهوة للطعام وإن وجد المال , فهو واجد لكن لا يجد له مساغا ولذة , فأضعفه الدهر , فالله يقلب الناس من حال إلى حال.
· وأيضا إذا ولاك الله عزوجل على أحد من المسليمن , فتذكر أن يد الله فوق يدك , وأن الله قادر عليك كما أقدرك على هؤلاء , إن كنت معلما وتحتك الطلاب فإياك أن تظلمهم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة , والخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة , وإذا التبس عليك الأمر فغلب جانب العفو تسلم , وكذلك من ابتلي بأن كنت له نوع رئاسة وتحت سلطته أناس من الموظفين , فاجعل نفسك في مكان هؤلاء , هم ضعفة تحت سلطتك اليوم , ولكن الله عزوجل قادر على أن يبدل حالا وأحوالا ثم بعد ذلك تكون في موقف أنت أحوج ما تكون فيه إلى ألطاف الله عزوجل فتحرم هذه الألطاف لأنك لم تلطف بعبيد الله تبارك وتعالى , فلا تظلم من تحت يدك من خدم وضعفة وأجراء وعمال وموظفين وما شابه ذلك.
وإن من يد إلا يد الله فوقها ** ولا ظالم إلا سيبلى بظالم
وكما قال الله عزوجل: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
· ومن عرف قدرة الله عزوجل , فإنه لا يتعاظم عليه أن يسأل ربه أن يغفر ذنوبه , وإن عظمت هذه الذنوب وصارت كثيرة كالجبال , فالله على كل شيء قدير , قادر على أن يبدل هذه الذنوب إلى حسنات , فلا تيأس من رحمة الله عزوجل , فما عليك إلا أن تصدق في التوبة مع الله , والله عزوجل وعد بقبول توبة التائبين ويغفر لهم جرمهم ويبدل لهم هذه السيئات إلى حسنات , كما أخبر الله عزوجل بقوله: (إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) , وهو يقول لنا في غاية التلطف: (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) , فما علينا إلا الإنابة لله تبارك وتعالى.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 02:31 ص]ـ
لقد تم انهاء تفريغ السلسلة , فالحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
وقد تم عمل رابط لملف وورد واحد يضم جميع الأسماء بترتيب وتنسيق:
http://elwa2ly.googlepages.com/asma2_allah.rar
وهذا رابط آخر فيه كل اسم في ملف وورده لوحده:
http://elwa2ly.googlepages.com/asma2_files.rar
والحمدلله رب العالمين ..
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 02:35 ص]ـ
وهذه الملفات مرفقة:
الأول لملف وورد كامل ( asma2_allah )
والثاني كل اسم بملف لوحده ( asma2_files )
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 08:31 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله الوائلي: بارك الله فيك وأعظم أجرك بهذا الموضوع الذي نحن بأمس الحاجة إليه
وقد أخبرني أحد الأخوة أن الشيخ عبد العزيز الجليل له كتاب سيصدر قريباً عن معاني الأسماء
والصفات وآثارها الإيمانية والقلبية فعسى أن يرى النور قريباً فكم في معاني الأسماء والصفات من
الآثار والفوائد التي لو تأملها المسلم وفقهها المؤمن لأثمرت في حياته إيماناً وصلاحاً وتعلقاً وتعبداً
للمولى جل وعلا.
والله المستعان وإليه المشتكى على أحوالنا وواقعنا.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 01:12 ص]ـ
الاخ علي:
بارك الله فيك أخي الحبيب .. وكلنا بحاجة إلى مثل هذه المواضيع .. وأنا لم أفعل شيء سوى أنني فرغت الكلام .. وإلا فالشكر لله سبحانه ثم للشيخ خالد حفظه الله ...
ونتمنى أن نرى الكتاب الذي ذكرتموه لنا ..
وجزاك الله خيرا
ـ[طالبة علم الشريعة]ــــــــ[23 - 05 - 07, 08:43 م]ـ
الروابط لا تعمل
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 05:46 م]ـ
بل تعمل كلها ولله الحمد ..
وهذه روابط اضافية:
http://www.archive.org/download/asma2_allah/asma2_allah.rar
http://www.archive.org/download/asma2_allah/asma2_files.rar
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 06:23 م]ـ
وهذا رابط من موقع صيد الفوائد:
http://saaid.net/book/open.php?cat=&book=3420
بارك الله بالاخوة القائمين على هذا الموقع
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 11:31 ص]ـ
تنبيه:
راسلت الشيخ خالد السبت حفظه الله , وأوضح أنه لا يريد نشر هذا الملف , وطلب عندما أبلغته أنه موجود في بعض المواقع أن يُمسح , وهذا يعود لأسباب هو أدرى بها منا , ولا نقول له إلا بارك الله فيك ووفقك وسدد خطاك , وأوضح أن جميع دروسه كتبها الإخوان ولكنه لم ينشر شيئا منها .. نسأل الله أن يعجل في نشرها ...
لهذا راسلت شبكة صيد الفوائد لكي تمسح الملف منها مشكورة , وأتمنى من الإدارة مسح ما جاء في المرفقات , وسأمسح ما رفعته على موقعي , ولم يتبقى إلا موقع أرشيف ولا أعرف كيف أمسح الملفات منه فمن منكم يستطيع ذلك فليعلمنا , وإذا لم تمسح فأرجو أن لا يتم تنزيله ...
والله الموفق والله الهادي ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/312)
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[21 - 07 - 07, 12:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الوائلي
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 02:10 م]ـ
سررت أخي الحبيب عندما رأيتك هنا!!
ـ[أبو مسلم وليد برجاس]ــــــــ[21 - 07 - 07, 05:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 08:25 ص]ـ
حياك الله أخي وليد ...
جزاك الله خيرا
ـ[الدمشقية]ــــــــ[18 - 08 - 07, 01:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله اثنى ربنا على نفسه ليعلمنا كيف نناجيه وكيف ندعوه
سبحانه وتعالى جل في عظمته
وصلى الله على نبيه ومصطفاه وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 02:04 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبحانه هو الكريم ...
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[24 - 10 - 07, 11:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سيتم تفريغ وتنقيح دروس شيخنا سلمه الله
علما بأن له درس في اسماء الله كل جمعة وتبث على موقع البث الإسلامي
وهذه صورة المعلقة:
http://www.gafelh.com/modules/Cards/images/upimg/Asma%20allagaaafqqqelhh.jpg
ـ[أبو شوق]ــــــــ[02 - 05 - 08, 06:59 ص]ـ
جزاكم الله خير وما احوجنا لمثل هذه الدروس
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[02 - 11 - 09, 02:25 ص]ـ
جزاك الله خير وجزى الله الشيخ خالد خيرا
ـ[أبو العباس الجنوبى]ــــــــ[29 - 08 - 10, 11:43 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[عبدالعزيز محمد أمين]ــــــــ[30 - 08 - 10, 01:46 م]ـ
السلام عليكم
موضوع جميل جدا جزاك الله خيرا
هل من كتاب مفرغ لهذا الشرح؟
جزاكم الله خيرا.(40/313)
تقي الدين السبكي ونونية ابن القيم؟
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[30 - 04 - 07, 03:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كما يعلم كل الناس منزلة الإمام تقي الدين السبكي رحمه في العلم
ومع ما كان بينه وبين شيخ الاسلام ابن تيمية
الا انه كان يحترمه وقد نقل الإمام ناصر الدين الشافعي في كتابه الرد الوافر
"كتب الحافظ أبو عبد الله الذهبي فيما اشتهر إلى الشيخ تقي الدين السبكي يعاتبه على ما صدر فكتب الجواب يعتذر عن تلك الحادثات ومن بعضه ما أشار إليه الشيخ زين الدين بن رجب في كتابه الطبقات فقال ومما وجد في كتاب كتبه العلامة قاضي القضاة أبو الحسن السبكي إلى الحافظ أبي عبد الله الذهبي في أمر الشيخ تقي الدين أما قول سيدي في الشيخ فالمملوك يتحقق كبر قدره وزخارة بحره وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية وفرط ذكائه واجتهاده وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي لا يتجاوز الوصف والمملوك يقول ذلك دائما وقدره في نفسي أعظم من ذلك وأجل مع ما جمع الله له من الزهادة والورع والديانة ونصرة الحق والقيام فيه لا لغرض سواه وجريه على سنن السلف وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى وغرابة مثله في هذا الزمان بل من أزمان انتهى" انتهي
ثم رأيت مصنفا ينسب الي الامام تقي الدين السبكي
ويرد علي نونية الإمام ابن القيم
وعندما بدأت اقرأ فيه وجدت فيه السب والشتم و
لا يقول به العامي فضلا عن عالم من اكابر علماء عصره
وبدأت اشك في نسبة الكتاب اليه
ولا اظن المجتهد تقي الدين السبكي يفعل ذلك بل اظنه اروع من ذلك
ومما يزيد الشك
عندما نظرت الي ترجمة تقي الدين السبكي بقلم ابنه تاج الدين السبكي
وجدته يسرد كل مؤلفات والده ويذكر كل صغير وكبير
ولم يذكر هذا الكتاب
ولو صح اليه لذكره
ان صح نسبة هذا الكتاب اليه فهل ذكر احد من علماء التاريخ مثلا الامام السخاوي او ابن حجر نسبة هذا الكتاب اليه ...
ما زلت شاك في الامر واتمني ان لا يكون من مصنفاته ...
ـ[ابو هبة]ــــــــ[30 - 04 - 07, 03:16 ص]ـ
.................................................. ..
........... ثم رأيت مصنفا ينسب الي الامام تقي الدين السبكي
ويرد علي نونية الإمام ابن القيم
وعندما بدأت اقرأ فيه وجدت فيه السب والشتم و
لا يقول به العامي فضلا عن عالم من اكابر علماء عصره
..............................................
..
ما اسم الكتاب, أباحمزة؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 03:21 ص]ـ
وأتمني أن لا يكون من مصنفاته ...
والله وأنا كنت أتمنى ذلك، رحم الله الجميع!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90912
ـ[ابن العدوي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 04:00 ص]ـ
قد يكون المقصود به " السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل " وكان عندي منه نسخة بتحقيق الكوثري لكن لم أكن مستريحا إلى بعض الأخطاء المطبعية فيها
وأظن الحافظ ابن عبد الهادي رد على ذلك
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[30 - 04 - 07, 08:48 ص]ـ
نعم اسمه
السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل
الرابط الذي وضعه استاذنا ابي مالك نوقش تك القضية
جزاكم الله خيرا ورحم الله الجميع(40/314)
ما توجيهكم اخواني لقول الشيخ الالباني رحمه الله
ـ[عمر]ــــــــ[30 - 04 - 07, 05:52 ص]ـ
السلام عليكم
اخواني احد الرافضة نقل هذه المقولة للشيخ الالباني رحمه الله تعالى
ساذكرها مقتبسة
انتقاد علني من كاتب سني للألباني فيه استدلال مفيد للشيعة:
زعم الألباني أن وقوع أمهات المؤمنين في الزنا والفاحشة ممكن من الناحية النظرية والعياذ بالله!! ذكر ذلك في السلسلة الصحيحة في المجلد السادس ص 16 وما بعدها من النسخة الإلكترونية على موقع الألباني http://www.alalbany.net/
قائلا:
"و لكنه سبحانه صان السيدة عائشة رضي الله عنها و سائر أمهات المؤمنين من ذلك (الزنا) كما عرف ذلك من تاريخ حياتهن , و نزول التبرئة بخصوص السيدة عائشة رضي الله عنها , و إن كان وقوع ذلك ممكنا من الناحية النظرية لعدم وجود نص باستحالة ذلك منهن , و لهذا كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم في القصة موقف المتريث المترقب نزول الوحي القاطع للشك .... "
ولم يدر هذا الشيخ أن الله تعالى قال:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)
وزوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم من آل بيته
وقد تصدى له الشيح محمد نسيب الرفاعي السلفي (تلميذه) وصنف كتابا سماه (نوال المنى في إثبات عصمة أمهات وزوجات الأنبياء من الزنا)
وقد عقب على هذا الألباني في نفس سلسلته الصحيحة قائلا:
"و اعلم أن الذي دعاني إلى كتابة ما تقدم , أن رجلا عاش برهة طويلة مع إخواننا السلفيين في حلب , بل إنه كان رئيسا عليهم بعض الوقت , ثم أحدث فيهم حدثا دون برهان من الله و رسوله , و هو أن دعاهم إلى القول بعصمة نساء النبي صلى الله عليه وسلم و أهل بيته و ذريته من الوقوع في الفاحشة , و لما ناقشه في ذلك أحد إخوانه هناك , و قال له: لعلك تعني عصمتهن التي دل عليها تاريخ حياتهن , فهن في ذلك كالخلفاء الأربعة و غيرهم من الصحابة المشهورين , المنزهين منها و من غيرها من الكبائر ? فقال: لا , إنما أريد شيئا زائدا على ذلك و هو عصمتهن التي دل عليها الشرع , و أخبر عنها دون غيرها مما يشترك فيها كل صالح و صالحة , أي العصمة التي تعني مقدما استحالة الوقوع! و لما قيل له: هذا أمر غيبي لا يجوز القول به إلا بدليل , بل هو مخالف لما دلت عليه قصة الإفك , و موقف الرسول و أبي بكر الصديق فيها , فإنه يدل دلالة صريحة أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يعتقد في عائشة العصمة المذكورة , كيف و هو يقول لها: إنما أنت من بنات آدم , فإن كنت بريئة فسيبرئك الله , و إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله ... الحديث: فأجاب بأن ذلك كان من قبل نزول آية الأحزاب 33: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا) *! جاهلا أو متجاهلا أن الآية المذكورة نزلت قبل قصة الإفك ...
انتهى
.
اعيد الشاهد بارك الله فيكم من قول الشيخ الالباني رحمه الله تعالى
((و نزول التبرئة بخصوص السيدة عائشة رضي الله عنها , و إن كان وقوع ذلك ممكنا من الناحية النظرية))
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 06:34 ص]ـ
أخي الكريم:
الشيخ العلامة - رحمه الله تعالى - يريد العصمة من كبائر الذنوب وصغائرها، كتلك العصمة التي ادعاها الرافضة لأئمتهم الاثني عشر، وهذه العصمة ليست إلا للأنبياء والمرسلين، بل إن العصمة التي ادعاها الرافضة لأئمتهم المزعومين أعظم من تلك التي يدعونها للأنبياء والمرسلين.
وأما الإرادة في الآية التي سقتَها فهي الإرادة الشرعية، لا الإرادة الكونية.
عسى أن يكون الأمر قد اتضح.
والله أعلم.
ـ[محمد عواد]ــــــــ[30 - 04 - 07, 06:42 ص]ـ
لا نستطيع ان نقول ان زوجات الانبياء او ذرياتهم معصومون من الخطأ ونحن نعرف مواقف زوجتي
أنبياء الله نوح ولوط عليهما السلام وموقف ابن نوح اما ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها فيكفيها
ان الله قد برئها من فوق سبع سماوات
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[01 - 05 - 07, 03:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم إخواني موقف أهل السنة والجماعة بالأدلة تجاه السيدة الصديقة بنت الصديق الحصان المطهرة المرأة
استمع هنا http://www.tahhansite.com/pages/E.htm
وللوقوف على تفضيل الصحابة رضي الله عنهم
اسمع هنا http://www.tahhansite.com/pages/17.htm
ـ[محمد بشري]ــــــــ[01 - 05 - 07, 06:29 م]ـ
والأولى والله أعلم الإبتعاد عن العبارات الموهمة،وكذا التعرض للمباحث التي لا طائل ولا ثمرة من ورائها،فأهل السنة لا يعتقدون بعصمة الصحابة لكن من جهة أخرى ما الفائدة من التعرض لكون وقوع الفاحشة ممكن نظريا؟
لا طائل من وراء ذلك. والله أعلم.
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[01 - 05 - 07, 07:02 م]ـ
والأولى والله أعلم الإبتعاد عن العبارات الموهمة،وكذا التعرض للمباحث التي لا طائل ولا ثمرة من ورائها،فأهل السنة لا يعتقدون بعصمة الصحابة لكن من جهة أخرى ما الفائدة من التعرض لكون وقوع الفاحشة ممكن نظريا؟
لا طائل من وراء ذلك. والله أعلم.
السلام عليكم و رحمة الله
هذا هو الكلام فلا داعى للبحث فيما لاطائل من ورائه و لن يقدم او يؤخر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/315)
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[01 - 05 - 07, 11:12 م]ـ
نعم معكم حق إخواني ولكن الأخ هنا في معرض رد شبهة للروافض.
كلامكم صحيح لو كان الطلب ابتداءا لكن بعد أن تبنى المبتدعة الطعن في الشيخ الألباني رحمه الله أو تبنى محاولة إلزام أهل السنة بهذا الكلام فهنا وجب الرد والتوضيح.
ـ[شعيب الهجهوج]ــــــــ[03 - 05 - 07, 01:57 م]ـ
لا نستطيع ان نقول ان زوجات الانبياء او ذرياتهم معصومون من الخطأ ونحن نعرف مواقف زوجتي
أنبياء الله نوح ولوط عليهما السلام وموقف ابن نوح اما ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها فيكفيها
ان الله قد برئها من فوق سبع سماوات
وانا ارى ما رءاه الاخ محمد عواد
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[03 - 05 - 07, 02:31 م]ـ
ما هي شبهة الروافض في كلام الشيخ الالباني؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كلام الشيخ واضح، وليس فيه أي شبهة.
أمهات المؤمنين كغيرهم من نساء المؤمنين غير معصومات، وليس معنى عدم العصمة الوقوع في الشر الذي لا عصمة منه، كسائر المؤمنين، ليس معنى أنهم ليسوا بمعصومين أنهم كلهم زناة وقتلة وشاربي للخمر. والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[03 - 05 - 07, 02:55 م]ـ
يجب الكف عن امهات المؤمنين رضي الله عنهن
وكيف يخوض في هذه المسائل من كان في قلبه توقير لهن رضي الله عنهن
وما هذه المسالة ببعيدة عن قصة البغلة المزعومة والله المستعان
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[03 - 05 - 07, 05:45 م]ـ
أحسن الله إلى كل من دافع عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين
ولي ملحوظتان:
الأولى: امتعض منِ امتعض للتلميح بعرض الشيخ الألباني ولم يعبأ بالتلميح لعرض السيدة عائشة رضي الله عنها بأي وجه ستلقى ربك الذي رضيها زوجة لخير الرسل عليهم جميعاً الصلاة والسلام والتي برأها الحق بنفسه سبحانه؟ وبأي وجه ستلقى نبيك محمداً صلى الله عليه وسلم زوج السيدة عائشة رضي الله عنها المبرأة من فوق سبع سموات؟ ألا فلنتق الله تعالى.
الثانية: وهي أن الكلام الذي ذكره الشيخ الألباني إنما هوناقل لكلام غيره مقراً له كما في الفتح وغيره وارجع لنفس الرابط السابق ثم هذا الكلام سواء كان عن الشيخ الألباني أم عن غيره ((((غلط)))) فينبه على ذلك ونستغفر الله تعالى لعلمائنا ولا تجعل هيبة فلان فوق الله ورسله و الصحابة والله الموفق
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 05:58 م]ـ
يجب الكف عن امهات المؤمنين رضي الله عنهن
وكيف يخوض في هذه المسائل من كان في قلبه توقير لهن رضي الله عنهن
وما هذه المسالة ببعيدة عن قصة البغلة المزعومة والله المستعان
أرجو من أخي المشرف حذف هذا الموضوع الذي كدر مشاعرنا، ورضي الله عن أمهات المؤمنين، ورضي الله عنهن فالبحث أصلا مرفوض.
فأكرمنا بحذف الموضوع أخي المشرف الغيور.
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[03 - 05 - 07, 07:23 م]ـ
أحسن الله إلى كل من دافع عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين
ولي ملحوظتان:
الأولى: امتعض منِ امتعض للتلميح بعرض الشيخ الألباني ولم يعبأ بالتلميح لعرض السيدة عائشة رضي الله عنها بأي وجه ستلقى ربك الذي رضيها زوجة لخير الرسل عليهم جميعاً الصلاة والسلام والتي برأها الحق بنفسه سبحانه؟ وبأي وجه ستلقى نبيك محمداً صلى الله عليه وسلم زوج السيدة عائشة رضي الله عنها المبرأة من فوق سبع سموات؟ ألا فلنتق الله تعالى.
الثانية: وهي أن الكلام الذي ذكره الشيخ الألباني إنما هوناقل لكلام غيره مقراً له كما في الفتح وغيره وارجع لنفس الرابط السابق ثم هذا الكلام سواء كان عن الشيخ الألباني أم عن غيره ((((غلط)))) فينبه على ذلك ونستغفر الله تعالى لعلمائنا ولا تجعل هيبة فلان فوق الله ورسله و الصحابة والله الموفق
لعلك تصرح أخي فما وجدت في ردود الإخوة ما ذكرت.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[03 - 05 - 07, 08:20 م]ـ
أحسن الله إلى كل من دافع عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين
ولي ملحوظتان:
الأولى: امتعض منِ امتعض للتلميح بعرض الشيخ الألباني ولم يعبأ بالتلميح لعرض السيدة عائشة رضي الله عنها بأي وجه ستلقى ربك الذي رضيها زوجة لخير الرسل عليهم جميعاً الصلاة والسلام والتي برأها الحق بنفسه سبحانه؟ وبأي وجه ستلقى نبيك محمداً صلى الله عليه وسلم زوج السيدة عائشة رضي الله عنها المبرأة من فوق سبع سموات؟ ألا فلنتق الله تعالى.
الثانية: وهي أن الكلام الذي ذكره الشيخ الألباني إنما هوناقل لكلام غيره مقراً له كما في الفتح وغيره وارجع لنفس الرابط السابق ثم هذا الكلام سواء كان عن الشيخ الألباني أم عن غيره ((((غلط)))) فينبه على ذلك ونستغفر الله تعالى لعلمائنا ولا تجعل هيبة فلان فوق الله ورسله و الصحابة والله الموفق
جزاك الله خيرا
وذب الله عن وجهك النار كما ذببت عن امنا عائشة رضي الله عنها
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[04 - 05 - 07, 02:24 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ووالله لو قيلت هذه العبارة لأمه لما صبر ولو قيلت في سييييييييده لما صبر {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} نوح13 أهانت عليكم أمكم رضي الله عنها وعن أبيها ولعن شانئيها وهي من هي بالنسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نبحث عن مخرج للشيخ؟(40/316)
حوار حول الخصال المكفرة للذنوب: "هل تشمل الكبائر؟ "
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[30 - 04 - 07, 05:39 م]ـ
حصل نقاش مع أحد الإخوة الأفاضل حول مسألة نصوص مكفرات الذنوب.
فقال: لمَ لا يقال: إن الأحاديث مثل: (من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين .. غُفِر له ما تقدم من ذنبه) تعم الكبائر والصغائر للعموم في النص؟.
فقلت: قال الله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تُنهَون عنه نكفِّر عنكم سيئاتكم}.
قال: هذه الآية عامة في سائر الأعمال. والحديث الذي معنا وأمثاله من النصوص خصت أعمالاً بعينها.
قلت: جاءت نصوص أخرى بينت أن بعض المكفرات لا تشمل الكبائر: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما لم تُغشَ الكبائر).
قال: هذه الأعمال المكفرة خُصَّت، ولكن غيرها لم يُخَص كالحديث الذي معنا (أعلاه).
قلت: هذه الثلاث أَولى وأحرى أن يكون لها من الفضل أعظم من الأول؛ لأنها فرائض.
قال: فضل الله تعالى لا يُحَدُّ.
قلت: على هذا يكون بعض النفل أفضل من بعض الفرائض مع أنها من نفس الجنس، وقد علمتَ أن الله تعالى يقول: (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضتُه عليه) في الحديث القدسي.
فمثلاً: صوم عاشوراء كفارة سنة، وصوم عرفة كفارة سنتين، فعلى هذا هي أفضل من صوم رمضان .. لأنها على قاعدتك تكفر الكبائر (أولاً)، ثم لازم قولك تفضيل يوم من التطوعات على ثلاثين يوماً من الفرائض.
قال: كيف تقيس في مسألة من أمور الثواب الأخروي. وهي من الغيبيات.
ما جواب الإخوة عن ذلك؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[01 - 05 - 07, 11:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي أبا يوسف وفقك الله هذه المسألة قد تكلم عليها بعض أهل العلم وحقق الكلام فيها ابن عبد البر في التمهيد وابن رجب في جامع العلوم والحكم عند الحديث رقم (18) حديث عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبدالرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن رواه الترمذي وقال: " حديث حسن "
وقال ابن عبد البر في التمهيد (4/ 44): (وقال بعض المنتمين الى العلم من أهل عصرنا ان الكبائر والصغائر يكفرها الصلاة والطهارة واحتج بظاهر حديث الصنابحي هذا وبمثله من الآثار وبقوله صلى الله عليه وسلم فما ترون ذلك يبقى من ذنوبه وما أشبه ذلك وهذا جهل بين وموافقة للمرجئة فيما ذهبوا اليه من ذلك .. ثم بدا بذكر أدلة القولين) وهو يريد بقوله بعض المنتمين إلى العلم ابن حزم _ رحمه الله _ كما ذكر ذلك ابن رجب في جامع العلوم والحكم.
والمسألة قد اختلف فيها على أقوال:
القول الأول: ان العمال الصالحة لا تكفر إلا الصغائر وأما الكبائر فتكفيرها يكون بالتوبة وهذا هو قول الجمهور و هو الذي انتصر له ابن عبد البر وغيره.
القول الثاني: أن الأعمال الصالحة تكفر الكبائر والصغائر وهو قول ابن حزم واختاره ابن المنذر عند كلامه على حديث: " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " وهو في الصحيحين.
القول الثالث التفصيل: ويندرج تحته أقوال:
أحدها: اختيار النووي حيث يقول: (فان وجد ما يكفره من الصغائر كفره وان لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت به درجات وان صادفت كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغيرة رجونا أن يخفف من الكبائر والله أعلم) شرح مسلم (3/ 113) وبنحوه قال ابن حجر في الفتح حيث يقول: (وإذا لم يكن للمرء صغائر تكفر رجى له أن يكفر عنه بمقدار ذلك من الكبائر وإلا أعطى من الثواب بمقدار ذلك وهو جار في جميع ما ورد في نظائر ذلك والله أعلم) فتح الباري (2/ 372 – 373)
الثاني: اختيار ابن القيم حيث يقول: (وفى الصحيح عنه أنه قال: " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلي رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " وهذه الأعمال المكفرة لها ثلاث درجات:
أحدها أن تقصر عن تكفير الصغائر لضعفها وضعف الاخلاص فيها والقيام بحقوقها بمنزلة الدواء للضعيف الذى ينقص عن مقاومة الداء كمية وكيفية.
الثانية أن تقاوم الصغائر ولا ترتقي إلى تكفير شىء من الكبائر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/317)
الثالثة أن تقوى على تكفير الصغائر وتبقى فيها قوة تكفر بها بعض الكبائر فتأمل هذا فإنه يزيل عنك إشكالات كثيرة) الجواب الكافي (ص 87)
الثالث: اختيار الحافظ ابن رجب حيث يقول: (إن أريد أن الكبائر تمحي بمجرد الإتيان بالفرائض وتقع الكبائر مكفرة بذلك كما تكفر الصغائر باجتناب الكبائر فهذا باطل وإن أريد أنه قد يوازن يوم القيامة بين الكبائر وبين بعض الأعمال فتمحي الكبيرة بما يقابلها من العمل ويسقط العمل فلا يبقى له ثواب فهذا قد يقع) جامع العلوم والحكم (ص 174)
وقد استدل من يرى عدم دخول الكبائر بالكتاب والسنة وآثار الصحابة والنظر:
1 / قول الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا} وقوله تبارك وتعالى {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} في آيات كثيرة من كتابه.
وجه الاستدلال: أنه لو كانت الطهارة والصلاة وأعمال البر مكفرة للكبائر والمتطهر المصلى غير ذاكر لذنبه الموبق ولا قاصد اليه، ولا حضره في حينه ذلك أنه نادم عليه، ولا خطرت خطيئته المحيطة به بباله لما كان لأمر الله عز وجل بالتوبة معنى ولكان كل من توضأ وصلى يشهد له بالجنة بأثر سلامه من الصلاة وأن ارتكب قبلها ما شاء من الموبقات الكبائر وهذا لا يقوله أحد ممن له فهم صحيح وقد أجمع المسلمون أن التوبة على المذنب فرض والفروض لا يصح أداء شيء منها الا بقصد ونية واعتقاد أن لا عودة فأما أن يصلي وهو غير ذاكر لما ارتكب من الكبائر ولا نادم على ذلك فمحال، وقد فسرت الصحابة كعمر وعلى وابن مسعود رضي الله عنهم التوبة بالندم، ومنهم من فسرها بالعزم على أن لا يعود وقد روي ذلك مرفوعا من وجه فيه ضعف لكن لا يعلم مخالف من الصحابة في هذا، وكذلك التابعون ومن بعدهم كعمر بن عبدالعزيز والحسن وغيرهما كذا قال الحافظ ابن رجب رحمه الله.
2 / حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر " متفق عليه
3 / عن سليمان (بن يسار) ان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " ألا أحدثكم عن يوم الجمعة لا يتطهر رجل ثم يأتي الجمعة فيجلس وينصت حتى يقضي الامام صلاته الا كانت له كفارة ما بين الجمعة الى الجمعة ما اجتنبت الكبائر "
4 / وفي صحيح مسلم عن عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " ما من امريء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب مالم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله ".
5 / وفي مسند الإمام أحمد عن سلمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " لا يتطهر الرجل يعني يوم الجمعة فيحسن طهوره ثم يأتي الجمعة فينصت حتى يقضي الإمام صلاته إلا كان كفارة ما بينه وبين الجمعة المقبلة ما أجتنبت الكبائر المقتلة ".
6 / وخرج النسائي وابن خزيمة وابن حبان الحاكم والبيهقي من حديث أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " والذي نفسي بيده ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة ثم قيل له أدخل بسلام " وفي إسناده ضعف.
7 / وخرج الإمام أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم من حديث أبي أيوب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " من جاء يعبد الله لا يشرك به شيئا ويقيم الصلاة ويؤتى الزكاة ويصوم رمضان ويجتنب الكبائر فإن له الجنة وسألوه ما الكبائر قال الإشراك بالله وقتل النفس المسلمة وفرار يوم الزحف ".
8 / وخرج الحاكم معناه من حديث عبدالله بن عمر عن أبيه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/318)
9 / حديث عبادة بن الصامت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال كنا عند رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا وقرأ عليهم الآية فمن وفي منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه فهو إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له "أخرجاه في الصحيحين وفي رواية لمسلم " من أتى منكم حدا فأقيم عليه فهو كفارته " فهذا يدل على أن الحدود كفارات قال الشافعي: " لم أسمع في هذا الباب أن الحد يكون كفارة لأهله شيئا أحسن من حديث عبادة بن الصامت وقوله: " فعوقب " يعم العقوبات الشرعية وهي الحدود المقدرة أو غير المقدرة أو غير المقدرة كالتعزيزات ويشمل العقوبات القدرية كالمصائب والأسقام والآلام فإنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال: " لا يصيب المسلم نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه " وروي عن علي أن الحد كفارة لمن أقيم عليه وذكر ابن جرير الطبري في هذه المسئلة اختلافا بين الناس ورجح أن إقامة الحد بمجرده كفارة ووهن القول بخلاف ذلك جدا قلت وقد روي عن سعيد بن المسيب وصفوان بن سليم أن إقامة الحد ليس بكفارة ولابد معه من التوبة ورجحه طائفة من المتأخرين منهم البغوي وأبو عبد الله بن تيمية في تفسيريهما وهو قول ابن حزم الظاهري والأول قول مجاهد وزيد بن أسلم والثوري وأحمد.
وأما حديث أبي هريرة المرفوع: " لا أدري الحدود طهارة لأهلها أم لا " فقد خرجه الحاكم وغيره وأعله البخاري وقال: لا يثبت وإنما هو مراسيل الزهري وهي ضعيفة وغلط عبد الرازق فوصله قال وقد صح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن الحدود كفارات
وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " ومن أصاب شيئا من ذلك فستره الله عليه فهو إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له " صريح في أن هذه الكبائر من لقي الله بها كانت تحت مشيئته وهذا يدل على أن إقامة الفرائض لا تكفرها ولا تمحوها فإن عموم المسلمين يحافظون على الفرائض لا سيما من بايعهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وخرج من ذلك من لقي الله وقد تاب عنها بالنصوص الدالة من الكتاب والسنة على أن من تاب إلى الله تاب الله عليه وغفر له فبقى من لم يتب داخلا تحت المشيئة.
10 / آثار الصحابة رضي الله عنهم والتابعين:
أ - وقال ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " الصلوات الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر " أخرجه عبد الرزاق وابن ابي شيبة في المصنف.
ب - وقال سلمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " حافظوا على الصلوات الخمس فإنهن كفارات لهذه الجوارح ما لم تصب المقتلة " أخرجه عبد الرزاق في المصنف وابن عبد البر في التمهيد والطبراني في الكبير.
ج - وقال ابن عمر رضي الله عنهما لرجل: " أتخاف النار أن تدخلها وتحب الجنة أن تدخلها؟ قال: نعم قال: " بر أمك فوالله لئن ألنت لها الكلام وأطعمتها الطعام لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر " أخرجه البخاري في الأدب المفرد.
د - وقال قتادة: " إنما وعد الله المغفرة لمن اجتنب الكبائر وذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا الكبائر وسددوا و أبشروا " و المرفوع مرسل وقد ذكره السيوطي في الجامع من رواية ابن جرير عن قتادة ورواه أحمد في المسند عن جابر رضي الله عنه وفيه ابن لهيعة ضعيف.
11 / من النظر:
أ - أن الله لم يجعل للكبائر في الدنيا كفارة واجبة وإنما جعل الكفارة للصغائر ككفارة وطء المظاهر، ووطء المرأة في الحيض على حديث ابن عباس الذي ذهب إليه الإمام أحمد وغيره، وكفارة من ترك شيئا من واجبات الحج، أو ارتكاب بعض محظوراته وهي أربعة أجناس: هدي وعتق وصدقة وصيام، ولهذا لا تجب الكفارة في قتل العمد عند جمهور العلماء، ولا في اليمين الغموس أيضا عند أكثرهم وإنما يؤمر القاتل بعتق رقبة استحبابا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/319)
فإن قيل: فالمجامع في رمضان يؤمر بالكفارة والفطر في رمضان من الكبائر قيل ليست الكفارة للفطر ولهذا لا يجب عند الأكثرين على كل مفطر في رمضان عمدا وإنما هي لهتك حرمة رمضان بالجماع ولهذا لو كان مفطرا فطرا لا يجوز له نهار رمضان ثم جامع للزمته الكفارة عند الإمام أحمد لما ذكرنا.
ب - أنه لو كفرت الكبائر بفعل الفرائض لم يبق لأحد ذنب يدخل به النار إذا أتى بالفرائض وهذا يشبه قول المرجئة وهو باطل كذا قال ابن عبد البر وابن رجب رحمهما الله.
واستدل أصحاب القول الثاني في كون التكفير يشمل الكبائر والصغائر بما يلي:
1 / استدلوا بظاهر قوله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
قالوا: السيئات تشمل الكبائر والصغائر وكما أن الصغائر تكفر باجتناب الكبائر من غير قصد ولا نية فكذلك الكبائر.
واجيب عنه:بأن المراد بالسيئات الصغائر وحمل السيئات على الصغائر هنا متعين لذكر الكبائر قبلها وجعل اجتنابها شرطا لتكفير السيئات.
2 / وقد يستدل لذلك بأن الله وعد المؤمنين والمتقين بالمغفرة وتكفير السيئات وهذا مذكور في غير موضع من القرآن كقوله تعالى: {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم} وقوله تعالى: {ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار} وقوله: {ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا} وقد صار هذا من المتقين فإنه فعل الفرائض واجتنب الكبائر واجتناب الكبائر لا يحتاج إلى نية وقصد.
واجيب عنه: بإنه لم يبين في هذه الآيات خصال التقوى ولا العمل الصالح ومن جملة ذلك التوبة النصوح فمن لم يتب فهو ظالم غير متق وقد بين في سورة آل عمران خصال التقوى التي يغفر لأهلها ويدخلهم الجنة فذكر منها الاستغفار وعدم الإصرار فلم يضمن تكفير السيئات ومغفرة الذنوب إلا لمن كانت هذه الصفة له.
3 / عن أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال كنت عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: فجاءه رجل فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي قال ولم يسأله عنه قال: وحضرت الصلاة فصلى مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فلما قضى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الصلاة قام إليه رجل فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقم فيَّ كتاب الله قال: " أليس قد صليت معنا؟ " قال: نعم، قال: " فإن الله قد غفر لك ذنبك أو قال حدك " أخرجاه في الصحيحين.
وجه الاستدلال: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أخبر الرجل أن الصلاة كفرت ذنبه وهو الحد والحد كبيرة وقد جاء في بعض الروايات " ن رجلا أتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال يا رسول الله: اني زنيت فأقم علي الحد .. الحديث.
وأجيب عن هذا بأجوبة:
الأول: لأن حدود الله محارمه كما قال تعالى: {تلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه} وقوله: {تلك حدود الله فلا تعتدوها} وقوله: {تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات} إلى قوله: {ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين} وفي حديث العرباض بن سارية عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في ضرب مثل الإسلام بالصراط المستقيم على جنبيه سوران قال: " السوران حدود الله " فكل من أصاب شيئا من محارم الله فقد أصاب حدوده وركبها وتعدى بها.
الثاني: وعلى تقدير أن يكون الحد الذي أصابه كبيرة فهذا الرجل جاء نادما تائبا وأسلم نفسه إلى إقامة الحد عليه والندم توبة والتوبة تكفر الكبائر بغير تردد.
الثالث: أن رواية: " إني زنيت " ويحتمل أن يكون الراوي عبر بالزنا من قوله أصبت حدا فرواه بالمعنى الذي ظنه.
الرابع: ان الأصل ما في الصحيح فهو الذي اتفق عليه الحفاظ.
الخامس: يحتمل أن يختص ذلك بالمذكور لاخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قد كفر عنه حده بصلاته فان ذلك لا يعرف إلا بطريق الوحي فلا يستمر الحكم في غيره الا في من علم أنه مثله في ذلك وقد انقطع علم ذلك بانقطاع الوحي بعد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ينظر في الأجوبة: جامع العلوم والحكم في الموضع السابق، و فتح الباري (12/ 134)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/320)
4 / خرج الإمام أحمد والترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا أتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: يا رسول الله إني أصبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة؟ قال: فهل لك من أم قال لا قال فهل لك من خالة قال نعم قال فبرها " وخرجه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال على شرط الشيخين لكن خرجه الترمذي من وجه آخر مرسلا وذكر أن المرسل أصح من الموصول وكذا قال على بن المديني و الدارقطني.
5 / آثار الصحابة رضي الله عنهم:
أ - وروي عن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن رجلا قال له قتلت نفسا قال أمك حية قال لا قال فأبوك قال نعم قال فبره وأحسن إليه ثم قال عمر لو كانت أمه حية فبرها وأحسن إليها رجوت أن لا تطعمه النار أبدا.
ب - وعن ابن عباس بمعناه أيضا.
ج - وكذلك المرأة التي عملت بالسحر بدومة الجندل وقدمت المدينة فسأل عن توبتها فوجدت النبي صلى الله عليه وسلم قد توفي فقال لها أصحابه لو كان أبواك حيين أو أحدهما يكفيانك خرجه الحاكم قالوا: وفيه إجماع الصحابة حدثان وفاة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على أن بر الأبوين الوالدين يكفيانها.
د - وقد صح من رواية أبي بردة أن أبا موسى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لما حضرته الوفاة قال: يا بني اذكروا صاحب الرغيف كان رجل يتعبد في صومعة أراه سبعين سنة فشبه الشيطان في عينه امرأة فكان معها سبعة أيام وسبع ليال ثم كشف عن الرجل غطاءه فخرج تائبا ثم ذكر أنه بات بين مساكين فتصدق عليهم برغيف فأعطوه رغيفا ففقده صاحبه الذي كان يعطاه فلما علم بذلك أعطاه الرغيف وأصبح ميتا فوزنت السبعون سنة بالسبع ليال فرجحت الليالي ووزن الرغيف بالسبع ليال فرجح الرغيف " اخرجه ابن ابي شيبة في المصنف وابو نعيم في الحلية.
و - وروي ابن المبارك بإسناده في كتاب البر والصلة عن ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - نحوه.
ز - وقال مكحول والإمام أحمد: بر الوالدين كفارة الكبائر وروي عن بعض السلف في حمل الجنائز أنه يحبط الكبائر
وأجيب عن هذه الآثار بأنها جميعاً لا دلالة فيها على تكفير الكبائر بالأعمال لأن كل من ذكر فيها كان نادما تائبا من ذنبه وإنما كان سؤاله عن عمل صالح يتقرب به إلى الله بعد التوبة حتى يمحو به أثر الذنب بالكلية فإن الله شرط في قبول التوبة ومغفرة الذنوب بها العمل الصالح كقوله: {إلا من تاب وآمن وعمل صالحا} وقوله: {فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين}.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 05 - 07, 12:40 م]ـ
جهد مشكور أخي الفاضل
جزاك الله عنا خيراً.
ولعلك عرفتَ وجه الاستشكال عند الأخ.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[02 - 05 - 07, 01:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك لا أرى أي إشكال في المسألة وهو من باب حمل المطلق على المقيد لا من باب القياس كما ظن.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[02 - 05 - 07, 01:55 ص]ـ
هل ترى أن هذا الحمل مستوفٍ شروطَه؟.
وهل ترى أني أصبتُ في عرض المسألة له وفي أسلوب الحوار؟
بارك الله فيك.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[02 - 05 - 07, 03:26 ص]ـ
هل ترى أن هذا الحمل مستوفٍ شروطَه؟.
وهل ترى أني أصبتُ في عرض المسألة له وفي أسلوب الحوار؟
بارك الله فيك.
نعم أخي هو مستوفٍ لها وقد اتحد الحكم والسبب فالحكم هو التكفير والسبب هو الأعمال الصالحة من صلاة وصوم وحج ونحوها وحصل الاطلاق والتقييد في الحكم فهذه الحالة _ أي التي يتحد فيها المطلق والمقيد في الحكم والسبب ويكون الاطلاق والتقييد في الحكم _ يحمل فيها المطلق على المقيد عند جمهور الأصوليين بل نقل بعضهم الاتفاق على حمل المطلق على المقيد في هذه الحالة _ كما ذكر ذلك الزركشي في البحر المحيط (3/ 417) _ وممن نقل الاتفاق: القاضي أبو بكر الباقلاني والقاضي عبد الوهاب المالكي وابن فورك وإلكيا الطبري وغيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/321)
أما الحوار فسليم وما ذكرته أخي بخصوص التفاضل بين الأعمال ذكره ابن القيم _ رحمه الله _ حيث يقول: (صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء وهي إنما تكفر ما بينهما اذا اجتنبت الكبائر فرمضان والجمعة الى الجمعة لا يقويا على تكفير الصغائر الا مع انضمام ترك الكبائر اليها فيقوي مجموع الامرين على تكفير الصغائر فكيف يكفر صوم تطوع كل كبيرة عملها العبد وهو مصر عليها غير تائب منها هذا محال على أنه لايمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء يكفر لجميع ذنوب العام على عمومه ويكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع ويكون إصراره على الكبائر مانعا من التكفير فاذا لم يصر على الكبائر تساعد الصوم وعدم الاصرار وتعاونا على عموم التكفير كما كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب الكبائر متساعدين متعاونين على تكفير الصغائر مع أنه سبحانه قد قال إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فعلم أن جعل الشىء سببا للتكفير لا يمنع أن يتساعد هو وسبب آخر على التكفير ويكون التكفير مع اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد أحدهما وكلما قويت أسباب التكفير كان أقوي وأتم وأشمل .. ) الجواب الكافي (ص 13)
وقد اشار ابن القيم _ رحمه الله _ هنا بقوله: (على أنه لايمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء يكفر لجميع ذنوب العام على عمومه ويكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع ويكون إصراره على الكبائر مانعا من التكفير) إلى تقييد النصوص التي وردت عامة في التكفير بتقييد آخر وهو الوارد في الآية في قوله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم}
فإن قيل: إذا كان مجرد اجتناب الكبائر يكفر الصغائر فما الفائدة من ذكر التكفير في الصلوات الخمس والجمعة ورمضان ونحوها؟
قيل في الجواب عنه:
1 / أن مراد الله أن تجتنبوا أي في جميع العمر ومعناه الموافاة على هذه الحالة من وقت الإيمان أو التكليف إلى الموت والذي في الحديث أن الصلوات الخمس تكفر ما بينها أي في يومها إذا اجتنبت الكبائر في ذلك اليوم فعلى هذا لا تعارض بين الآية وهذا جواب البلقيني.
2 / أنه لا يتم أجتناب الكبائر إلا بفعل الصلوات الخمس فمن لم يفعلها لم يعد مجتنبا للكبائر لأن تركها من الكبائر فوقف التكفير على فعلها وهذا جواب ابن حجر.
3 / أن جعل الشىء سببا للتكفير لا يمنع أن يتساعد هو وسبب آخر على التكفير ويكون التكفير مع اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد أحدهما وكلما قويت أسباب التكفير كان أقوي وأتم وأشمل وهو جواب ابن القيم وقد سبق ذكره قريباً.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[02 - 05 - 07, 03:35 ص]ـ
فلو قيل: السبب مختلف
فالسبب في الحديث الذي معنا: صلاة ركعتين بعد الوضوء
وهو مختلف عن السبب في النص المقيِّد.
هل يستقيم ذلك لهم؟
سامحني على الإطالة
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[02 - 05 - 07, 04:28 ص]ـ
فلو قيل: السبب مختلف
فالسبب في الحديث الذي معنا: صلاة ركعتين بعد الوضوء
وهو مختلف عن السبب في النص المقيِّد.
هل يستقيم ذلك لهم؟
سامحني على الإطالة
هذا السبب هو أحد أفراد السبب العام والحقيقي ومثال له وهو العبادة والعمل الصالح ولذلك باستقراء النصوص التي يذكر فيها التكفير نجدها كلها تتفق على معنى واحد وهو العبادة والعمل الصالح: فالصلوات الخمس، والجمعة، ورمضان، والحج، والعمرة إلى العمرة، ومن قال سبحان الله وبحمده مائة مرة، ومن قام رمضان إيمانا واحتساباً، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، وصوم عاشوراء وصوم عرفة، ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة ..... كلها عبادات وأعمال صالحة وغيرها كثير لو تتبعت في النصوص الشرعية.
وهذا نظير قولنا: سبب القصر والفطر هو السفر لكن السفر يختلف في المسافة ووسيلة النقل والمشقة والغرض منه ومدة السفر ... فللسفر بهذا الاعتبار أفراد كثيرة.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[02 - 05 - 07, 04:35 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا حازم
ووفقك وسددك(40/322)
بدعية الذكر بالاسم المفرد ... الله الله أو ... هو هو
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[30 - 04 - 07, 05:43 م]ـ
اسمع
http://www.tahhansite.com/pages/H.htm
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[18 - 05 - 10, 11:17 م]ـ
http://www.al-tahaan.com/H.html
http://www.al-tahaan.com/page3.html(40/323)
لماذا لم يغير عليه الصلاة و السلام اسم عبد المطلب؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 04 - 07, 09:50 م]ـ
السلام عليكم
هل من جواب مع حرصه صلى الله عليه و سلم على تغيير الاسماء
ـ[القباني]ــــــــ[30 - 04 - 07, 09:53 م]ـ
دل على أنه جائز كما قرر هذا ابن باز رحمه الله
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 04 - 07, 10:22 م]ـ
أإين قرر ذلك أدخلك الله الفردوس الأعلى
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 04 - 07, 10:23 م]ـ
أإين قرر ذلك أدخلك الله الفردوس الأعلى
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[30 - 04 - 07, 10:50 م]ـ
أخي الكريم الذي أعلمه: هو أن الإمام ابن ابن حزم استثنى المطلب فقال بجواز التعبيد له لأجل هذا
لكن جملة من أهل العلم قالوا: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يغيره لكون المسمى به من الأموات والله أعلم
ـ[القباني]ــــــــ[30 - 04 - 07, 11:00 م]ـ
س: هل يجوز للمسلم أن يُسمى بهذه الأسماء: طه، ياسين، خباب، عبد المطلب، الحباب، قارون، الوليد؟ وهل طه وياسين من أسماء النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- أم لا؟ (2)
ج: يجوز التسمي بهذه الأسماء لعدم الدليل على ما يمنع منها، لكن الأفضل للمؤمن أن يختار أحسن الأسماء المعبدة لله؛ مثل: عبد الله وعبد الرحمن وعبد الملك ونحوها، والأسماء المشهورة؛ كصالح ومحمد ونحو ذلك، بدلاً من قارون وأشباهه.
أما عبد المطلب، فالتسمي به جائز بصفة استثنائية؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقر بعض الصحابة على هذا الاسم.
ولا يجوز التعبيد لغير الله كائناً من كان؛ كعبد النبي وعبد الحسين وعبد الكعبة ونحو ذلك، وقد حكى أبو محمد ابن حزم إجماع أهل العلم على تحريم ذلك.
وليس طه وياسين من أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - في أصح قولي العلماء، بل هما من الحروف المقطعة في أوائل السور؛ مثل: (ص) و (ق) و (ن) ونحوها. وبالله التوفيق.
الفتاوى لا بن باز رحمه الله (طبعا هذا بحث عن طريق الشاملة لا تنسانا من دعائك)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 11:59 م]ـ
عبد المطلب
و " المطَّلب " أصله " مُتَطَلِب " فأدغمت التاء في الطاء وشددت فقيل " مطلَّب " واسمه عامر.
ال ابن القيم: فإن قيل: كيف يتفقون على تحريم الاسم المعبد لغير الله , وقد صرح عنه عليه السلام أنه قال: " تعس عبد الدينار وعبد الدرهم , تعس عبد الخميصة , تعس عبد القطيفة " وصح عنه أنه قال: " أنا النبي لا كذب. . . أنا ابن عبد المطلب " فالجواب: أما قوله: " تعس عبد الدينار " , فلم يرد به الاسم , وإنما أراد به الوصف والدعاء على من تعبد قلبه للدينار والدرهم , فرضي بعبوديتهما عن عبودية ربه تعالى , وذكر الأثمان والملابس وهما جمال الباطن والظاهر. وأما قوله: {أنا ابن عبد المطلب} , فهذا ليس من باب إنشاء التسمية بذلك , وإنما هو من باب الإخبار بالاسم الذي عرف به المسمى دون غيره , والإخبار بمثل ذلك على وجه تعريف المسمى لا يحرم فباب الإخبار أوسع من باب الإنشاء.
انتهى
قال بن حزم: " اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله، كعبد عمرو وعبد الكعبة وما أشبه ذلك حاشا عبدالمطلب "!!
قال الشيخ ابن عثيمين:
قوله (حاشا عبدالمطلب) حاشا الاستثنائية إذا دخلت عليها (ما) وجب نصب ما بعدها، وإلا جاز فيه النصب والجر
وبالنسبة لعبد المطلب مستثنى من الإجماع على تحريمه، فهو مختلف فيه، فقال بعض أهل العلم: لا يمكن أن نقول بالتحريم والرسول صلي الله عليه وسلم قال:
(أنا النبي صلي الله عليه وسلم لا كذب أنا ابن عبد المطلب)
فالنبي صلي الله عليه وسلم صلي الله عليه وسلم لا يفعل حراماً، فيجوز أن يعبد للمطلب إلا إذا وجد ناسخ، وهذا تقرير ابن حزم رحمه الله، ولكن الصواب تحريم التعبيد للمطلب، فلا يحوز لأحد أن يسمي ابنه عبد المطلب، وأما قوله صلي الله عليه وسلم (انا ابن عبد المطلب)، فهو من باب الإخبار وليس من باب الإنشاء، فالنبي صلي الله عليه وسلم صلي الله عليه وسلم أخبر أن له جداً اسمه عبد المطلب، ولم يرد عنه صلي الله عليه وسلم أنه سمى عبد المطلب، أو أنه أذن لأحد صحابته بذلك، ولا أنه أقر أحداً على تسميته عبد المطلب، والكلام في الحكم لا في الإخبار، وفرق بين الإخبار وبين الإنشاء والإقرار، ولهذا قال النبي صلي الله عليه وسلم صلي الله عليه وسلم: (إنما بنو هاشم وبنو عبد المطلب شيء واحد)، وقال صلي الله عليه وسلم (يابني عبد مناف) ولا يجوز التسمي بعبد مناف - وعبد مناف هو المغيرة، وأما أبو طالب والد علي فاسمه عبد مناف -.
وقد قال العلماء: إن حاكي الكفر ليس بكافر، فالرسول صلي الله عليه وسلم يتكلم عن شيء قد وقع وانتهى ومضى، فالصواب أنه لا يجوز أن يعتبد لغير الله مطلقاً لا بعبد المطلب ولا غيره، وعليه، فيكون التعبد لغير الله من الشرك.
انتهى من " القول المفيد ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/324)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 05 - 07, 12:00 ص]ـ
حقيقة اسم عبد المطلب
كان لهاشم ولدان أحدهما عبد المطلب والثاني أسد وعبد المطلب لقب (بفتح اللام والقاف) كذلك واسمه شيبة الحمد وإنما لقب بعبد المطلب لأنه كان عند أخواله بني النجار في المدينة لما توفي والده وذلك أن هاشماً كان متزوجاً من بني النجار من أهل المدينة وترك ولده شيبة الحمد عند أخواله ومات هاشم، وشيبة الحمد ولده عند أخواله وبعد موته ذهب المطلب أخو هاشم وعم شيبة الحمد إلى المدينة وأتى بابن أخيه ليكون عند أعمامه فلما دخل به مكة ظن أهل مكة أنه عبد اشتراه المطلب فقالوا: هذا عبد المطلب فقال لهم المطلب: لا، إنما هو ابن أخي هاشم ولكن غلب عليه ذلك اللقب وصار لا يسمى إلا بعبد المطلب.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[01 - 05 - 07, 12:33 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا و نفع بكم
لكن الإشكال عندي مازال قائم
بخصوص من تسمى من الصحابة بذلك في عهده صلى الله عليه و سلم و لم يغير ذلك
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[01 - 05 - 07, 12:41 ص]ـ
السلام عليكم
بعد بحث في الشبكة و جدت هذه الإجابة و لعله أزال الإشكال من جهة و من جهة
هل فعلا لا تثبت صحبة لأحد أسمه عبد المطلب أو المطلب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
>
>السؤال:
>شخص كبر علي الاسلام ومن بعد ذلك وجد ان اسمه غير شرعي وهو
(عبدالمطلب) فهل في
>هذا الاسم شئ وان كان لا يجوز التسمي به هل يغيره .... واذا لم يقبل ولي
امره
>بتغييره هل يقول للناس قولو لي غير هذا الاسم _عبدالرحمن _ مثلا ...
افيدونا
>افادكم الله واجيبو علي سؤالي المهم جداااا لان المراسله عبر المواقع
صعبه اعي
>ذلك ولكن اجعلو من قضيتي امر اخر وردو علي ...
>
>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإجابة: قال ابن القيم في تحفة المودود [جزء 1 - صفحة 129]
الفصل الثالث في تغيير الاسم باسم آخر لمصلحة تقتضيه
عن ابن عمر أن النبي غير اسم عاصية وقال أنت جميلة وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة أن زينب كان اسمها برة فقيل تزكي نفسها فسماها رسول الله زينب وفي سنن أبي داود من حديث سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده أن النبي قال ما اسمك قال حزن قال أنت سهل قال لا السهل يوطأ ويمتهن قال سعيد فظننت أنه سيصيبنا بعده حزونة –وصححه الألباني -
وفي الصحيحين أن رسول الله أتي بالمنذر بن أبي أسيد حين ولد فوضعه على فخذه فأقاموه فقال أين الصبي فقال أبو أسيد أقلبناه يا رسول الله قال ما اسمه قال فلان قال ولكن اسمه المنذر وروى أبو داود في سننه عن أسامة بن أخدري أن رجلا كان يقال له أصرم كان في النفر الذين أتوا رسول الله فقال رسول الله ما اسمك قال أصرم قال بل أنت زرعة " وصححه الألباني
قال أبو داود وغير رسول الله اسم العاص وعزيز وعتلة وشيطان والحكم وغراب وشهاب وحباب فسماه هاشما وسمى حربا سلما وسمى المضطجع المنبعث وأرضا يقال لها عفرة خضرة وشعب الضلالة سماه شعب الهدى وبنو الزينة سماهم بني الرشدوسمي بني مغوية بني رشدة قال أبو داود تركت أسانيدها
وقال شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى [جزء 1 - صفحة 379]
وشريعة الإسلام الذي هو الدين الخالص لله وحده تعبيد الخلق لربهم كما سنه رسول الله وتغيير الأسماء الشركية إلى الأسماء الإسلامية والأسماء الكفرية إلى الأسماء الإيمانية وعامة ما سمى به النبي عبد الله وعبد الرحمن كما قال تعالى قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى فإن هذين الإسمين هما أصل بقية أسماء الله تعالى
وكان شيخ الإسلام الهروي قد سمى أهل بلده بعامة أسماء الله الحسنى وكذلك أهل بيتنا غلب على أسمائهم التعبيد لله كعبد الله وعبد الرحمن وعبد الغني والسلام والقاهر واللطيف والحكيم والعزيز والرحيم والمحسن والأحد والواحد والقادر والكريم والملك والحق وقد ثبت في صحيح مسلم عن نافع عن عبد الله بن عمر أن النبي قال أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة "
وأمااسم عبد المطلب ففي التسمية به خلاف قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في تيسير العزيز الحميد [جزء 1 - صفحة 566 - 568] بعد نقله قول ابن حزم: " اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو وعبد الكعبة وما أشبه ذلك حاشا عبد المطلب "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/325)
قوله حاشا عبد المطلب قال ابن القيم لا تحل التسمية بعبد علي وعبدالحسين ولا عبد الكعبة وقد روى ابن أبي شيبة عن هانىء بن شريح قال وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قوم فسمعهم يسمون رجلا عبد الحجر فقال له ما اسمك قال عبد الحجر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أنت عبدالله " – وصححه الشيخ الألباني -
فقيل كيف يتفقون على تحريم الاسم المعبد لغير الله وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار الحديث وصح عنه أنه قال أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب (أخرجه احمد والنسائي وابن ماجه عن البراء. وقال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 1451 في صحيح الجامع.*)
فالجواب أما قوله تعس عبد الدينار فلم يرد الاسم وإنما أراد به الوصف والدعاء على من يعبد قلبه للدينار والدرهم فرضي بعبوديتهما عن عبودية الله تبارك وتعالى وأما قوله أنا ابن عبد المطلب فهذا لبس من باب إنشاء التسمية بذلك وإنما هو من باب الاخبار بالاسم الذي عرف به المسمى دون غيره والاخبار بمثل ذلك على وجه تعريف المسمى لا يحرم ولا وجه لتخصيص أبي محمد ذلك بعبد المطلب خاصة فقد كان أصحابه يسمون بعبد شمس وبني عبد الدار بأسمائهم ولا ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فباب الأخبار أوسع من الإنشاء فيجوز فيه مالا يجوز في الإنشاء انتهى ملخصا وهو حسن ولكن بقي إشكال وهو أن في الصحابة من اسمه المطلب بن ربيعة ابن الحارث بن عبد المطلب
فالجواب أما من اسمه عبد شمس فغيره النبي صلى الله عليه وسلم إلى عبدالله كما ذكروا ذلك في تراجمهم وأما المطلب بن ربيعة فذكر ابن عبد البر أن اسمه عبد المطلب وقال كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير اسمه فيما علمت وقال الحافظ وفيما قاله نظر فإن الزبير أعلم من غيره بنسب قريش ولم يذكر أن اسمه إلا المطلب وقد ذكر العسكري أن أهل النسب إنما يسمونه المطلب
وأما أهل الحديث فمنهم من يقول المطلب ومنهم من يقول عبد المطلب وأما عبد يزيد أبو ركانة فذكره الذهبي في التجريد وقال أبو ركانة طلق امرأته وهذا لا يصح والمعروف أن صاحب القصة دكانه وروى حديثه أبو داود وفي السنن عن ابن عباس قال طلق عبد يزيد أبو ركانة وأخوته أم ركانة وذكر الحديث ثم قال وحديث نافع بن عجير وعبدالله بن علي بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن جده أن ركانة طلق امرأته البتة فجعلها النبي صلى الله عليه وسلم واحدة أصح لأنهم ولد الرجل وأهله وهم أعلم به فقد تبين أنه ليس في الصحابة من اولاء من تصح له صحبته فعلى هذا لا تجوز التسمية بعبد المطلب ولا غيره مما عبد لغير الله وكيف تجوز التسمية وقد أجمع العلماء على تحريم التسمية بعبد النبي وعبد الرسول وعبد المسيح وعبد علي وعبد الحسين وعبد الكعبة وكل هذه
أولى بالجواز من عبد المطلب لو جازت التسمية به وأيضا فقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن التسمية بعبد الحارث من وحي الشيطان وأمره بعبد المطلب كعبد الحارث لا فرق بينهما إلا أن أصدق الأسماء الحارث وهمام فلعله أولى بالجواز لا يقال إن الحارث اسم للشيطان لأنه وإن كان اسما له فلا فرق في ذلك بين جميع من اسمه الحارث فلا يجوز التسمية به وإن نوى عبد الحارث بن هشام أو غيره
فإن قلت إذا كان ابن حزم قد حكى الاجماع على جواز التسمية بعبد المطلب فكيف يجوز خلافه
قلت كلام ابن حزم ليس صريحا في حكاية الإجماع على جواز ذلك بعبد المطلب فإن لفظة اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد العزى وعبد هبل وعبد عمرو وعبد الكعبة وما أشبه ذلك حاشا عبد المطلب واتفقوا على إباحة كل اسم بعد ما ذكرنا ما لم يكن اسم نبي أو اسم ملك إلى آخر كلامه فيحتمل أن مراده حكاية الخلاف فيه ويكون التقدير اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله حاشا عبد المطلب أي فإنهم لم يتفقوا على تحريمه بل اختلفوا ويؤيده أنه قال بعده واتفقوا على إباحة كل اسم بعد ما ذكرنا إلى آخره ويكون المراد حاشا عبد المطلب فلا أحفظ ما قالوا فيه ويكون سكوتا منه عن حكاية اجماعا أو خلاف فيه وعلى تقدير أن مراده حكاية الإجماع من جواز ذلك فليس كل من حكى اجماعا يسلم له ولا كل إجماع يكون حجة أيضا فكيف والخلاف موجود والسنة فاصلة بين المتنازعين وغاية حجة من أجازه قوله عليه السلام أنا ابن عبد المطلب ونحوه أو أن بعض الصحابة اسمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/326)
عبد المطلب وقد تقدم الجواب عن ذلك وأيضا فلو كان قوله أنا ابن عبد المطلب حجة على جواز التسمية به لكان قوله إنمابنو هاشم وبنو عبد مناف شيء واحد حجة على جواز التسمية بعبد مناف ولكن فرق بين إنشاء التسمية وبين الاخبار بذلك عمن هو اسمه"
وذهب صاحب فتح المجيد [جزء 1 - صفحة 429] الى جوازه فقال بعد نقله كلام ابن حزم: "قوله: حاشا عبد المطلب هذا استثناء من العموم المستفاد من كل وذلك أن تسميته بهذا الإسم لا محذور فيها لأن أصله من عبودية الرق وذلك أن المطلب أخو هاشم قدم المدينة وكان ابن أخيه شيبة هذا قد نشأ في أخواله بني النجار من الخزرج لأن هاشما تزوج فيهم امرأة فجاءت منه بهذا الابن فلما شب في أخواله وبلغ سن التمييز سافر به عمه المطلب إلى مكة بلد أبيه وعشيرته فقدم به مكة وهو رديفه فرآه أهل مكة وقد تغير لونه بالسفر فحسبوه عبدا للمطلب فقالوا: هذا عبد المطلب فعلق به هذا الإسم وركبه فصار لا يذكر ولا يدعى إلا به فلم يبق للأصل معنى مقصود وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [أنا ابن عبد المطلب] وقد صار معظما في قريش والعرب " وانظر فتح الباري - ابن حجر [جزء 7 - صفحة 163]
وقال في تحفة المودود [جزء 1 - صفحة 144]
لما كان المقصود بالاسم التعريف والتمييز وكان الاسم الواحد كافيا في ذلك كان الاقتصار عليه أولى ويجوز التسمية بأكثر من اسم واحد كما يوضع له اسم وكنية ولقب وأما أسماء الرب تعالى وأسماء كتابه وأسماء رسوله فلما كانت نعوتا دالة على المدح والثناء لم تكن من هذا الباب بك من باب تكثير الاسماء لجلالة المسمى وعظمته وفضله قال الله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها
وفي الصحيحين من حديث جبير بن مطعم قال قال رسول الله لي خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي
وسألت الشيخ ابراهيم الرحيلي فقال لك غيره لأن المطلب ليس من أسماء الله وحاول أن تقنع والدك والله أعلم
أجاب عليه: أبو محمد المديني
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[12 - 05 - 07, 02:04 م]ـ
السلام عليكم
يقال أن الحُباب اسم للشيطان فإن صح لما لم يغير صلى الله عليه و سلم إسم الحباب بن المنذر عليه الرضوان
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 02:50 م]ـ
من هو أبو محمد المديني الذي له فتاوى؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[12 - 05 - 07, 04:03 م]ـ
السلام عليكم
من هنا
http://www.alathar.net/fatawa/index.php?page=shan&qid=160
ـ[رشيد عواد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 06:45 م]ـ
إن تغيير أسماء الأموات في عمود النسب يؤدي إلى اختلاط الأنساب وضياعها والله أعلم
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[31 - 05 - 07, 09:51 ص]ـ
إحسان العتيبي; حقيقة اسم عبد المطلب
كان لهاشم ولدان أحدهما عبد المطلب والثاني أسد وعبد المطلب لقب (بفتح اللام والقاف) كذلك واسمه شيبة الحمد وإنما لقب بعبد المطلب لأنه كان عند أخواله بني النجار في المدينة لما توفي والده وذلك أن هاشماً كان متزوجاً من بني النجار من أهل المدينة وترك ولده شيبة الحمد عند أخواله ومات هاشم، وشيبة الحمد ولده عند أخواله وبعد موته ذهب المطلب أخو هاشم وعم شيبة الحمد إلى المدينة وأتى بابن أخيه ليكون عند أعمامه فلما دخل به مكة ظن أهل مكة أنه عبد اشتراه المطلب فقالوا: هذا عبد المطلب فقال لهم المطلب: لا، إنما هو ابن أخي هاشم ولكن غلب عليه ذلك اللقب وصار لا يسمى إلا بعبد المطلب.
الإشكال يزول عندما نعلم سبب تسميته بعبد الذي هو ضد الحر
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[31 - 05 - 07, 03:17 م]ـ
ماذكره الأخ إحسان ذكره الشيخ صالح المغامسي في مجموعة أشرطة الأيام النظرة في السيرة العطرة
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:43 ص]ـ
بوركت ياشيخ احسان على هذه المعلومة التي كنت ابحث عنها دائما.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 02:15 ص]ـ
بارك الله بكم
وجزاكم خيراً
ـ[وفاءمرس]ــــــــ[15 - 10 - 07, 07:05 ص]ـ
جزاكم الخير هل منكم من يسعفنا بخلاصة جواز التسمية بعبد المطلب
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 04:34 م]ـ
الخلاصة في مشاركة 7 و 8 مع احترامي للباقين (ابتسامة عيد)
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[15 - 10 - 07, 04:39 م]ـ
الخلاصة في مشاركة 7 و 8 مع احترامي للباقين (ابتسامة عيد)
صدقتَ ..
جزاك الله خيراً شيخنا إحسان العتيبي على هذا النقل الطيب الموفق ..
حفظك الله وزادك علماً
ـ[وفاءمرس]ــــــــ[16 - 10 - 07, 11:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي احسان العتيبي وجعله في ميزان حسناتك لردك السريع على السوأل واعطائنا الخلاصة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 10 - 07, 03:33 ص]ـ
جزاكما الله خيراً
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[14 - 08 - 08, 05:02 م]ـ
السلام عليكم
حياكم الله وبياكم و نفع بكم و سددكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/327)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[17 - 08 - 08, 12:22 ص]ـ
بارك الله في الإخوة
من الأدلة الحسنة على عدم جواز التسمي بعبد المطلب: قولهم إن الاسم حِمْل على المسمى؛ إن خيرا فخير وإن شرا فشر، فعبد المطلب وعبد العزى (أبو لهب) من أعمام الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما كانت أسماؤهم مخالفة لصحيح العقيدة ماتوا على الكفر، والعباس وحمزة ماتوا على الإيمان لبشارة أسمائهم ..
أنظر: مقدمة كتاب "حصول المأمول في من غير أسماءهم الرسول" للبيضاوي
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[17 - 08 - 08, 12:25 ص]ـ
إبراهيم الجزائري:
من الأدلة الحسنة على عدم جواز التسمي بعبد المطلب: قولهم إن الاسم حِمْل على المسمى؛ إن خيرا فخير وإن شرا فشر، فعبد المطلب وعبد العزى (أبو لهب) من أعمام الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما كانت أسماؤهم مخالفة لصحيح العقيدة ماتوا على الكفر، والعباس وحمزة ماتوا على الإيمان لبشارة أسمائهم ..
أنظر: مقدمة كتاب "حصول المأمول في من غير أسماءهم الرسول" للبيضاوي
سبحان الله ... فائدة طيبة .... و هل ذكر البيضاوي والدَ الرسول صلى الله عليه و سلم:عبدالله؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 08 - 08, 12:31 ص]ـ
بارك الله في الإخوة
من الأدلة الحسنة على عدم جواز التسمي بعبد المطلب: قولهم إن الاسم حِمْل على المسمى؛ إن خيرا فخير وإن شرا فشر، فعبد المطلب وعبد العزى (أبو لهب) من أعمام الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما كانت أسماؤهم مخالفة لصحيح العقيدة ماتوا على الكفر، والعباس وحمزة ماتوا على الإيمان لبشارة أسمائهم ..
أنظر: مقدمة كتاب "حصول المأمول في من غير أسماءهم الرسول" للبيضاوي
ألم يكن هناك من الصحابة من كانت اسمائهم معبدة لغير الله وغيّرها النبي صلى الله عليه وسلم بعد اسلامهم؟
فهذا لا يتفق مع قول البيضاوي رحمه الله.
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[17 - 08 - 08, 12:34 ص]ـ
أختي العقيدة،لعلكِ لم تنتبهي إلى عنوان كتاب البيضاوي:
حصول المأمول في من غير أسماءهم الرسول"
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[17 - 08 - 08, 10:00 ص]ـ
و هل ذكر البيضاوي والدَ الرسول صلى الله عليه و سلم:عبدالله؟
بالطبع لم يذكر كل الذين ماتوا قبل بعثة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[17 - 08 - 08, 10:01 ص]ـ
حصول المأمول بذكر من غير أسماءهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي يعلى البيضاوي ( http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?attachmentid=4809&d=1117395340)
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[17 - 08 - 08, 01:26 م]ـ
نعم، قد قرأت رسالة أبي يعلى البارحة،و علمت أن ال"فائدة" أعلاه ليست من كلامه ..
بارك الله فيكم.(40/328)
فوائد من شرح العقيدة الواسطية للإمام ابن عثيمين (ج2)
ـ[مرزوق الرويس]ــــــــ[30 - 04 - 07, 09:52 م]ـ
·· الناس ثلاث أقسام في فتنة القبر: مؤمنون خلص ومنافقون، وهذان القسمان يفتنون، والثالث كفار خلص؛ ففي فتنتهم خلاف، وقد رجح ابن القيم في كتاب الروح أنهم يفتنون.
·· وهل تسأل الأمم السابقة؟ ذهب بعض العلماء – وهو الصحيح – إلى أنهم يسألون؛ لأنه إذا كانت هذه الأمة – وهي أشرف الأمم – تسأل؛ فمن دونها من باب أولى.
·· أنكر بعض العلماء هذين الاسمين (منكر ونكير) ..... وذهب آخرون إلى أن الحديث حجة وأن هذه التسمية ليس لأنهما منكران من حيث ذواتهما، ولكنهما منكران من حيث إن الميت لا يعرفهما .......
·· الأطيط: صرير الرحل
·· قوله تعالى: " في الحياة الدنيا و في الآخرة " يحتمل أنها متعلقة بـ " يثبت " يعني: أن الله يثبت المؤمنين في الدنيا وفي الآخرة. ويحتمل أنها متعلقة بالثابت؛ فتكون وصفا للقول؛ يعني: أن هذا القول ثابت في الدنيا وفي الآخرة.
·· قوله " يضرب فيصيح " أي صياحا مسموعا؛ يسمعه كل شئ يكون حوله مما يسمع صوته، وليس كل شئ في أقطار الدنيا يسمعه، وأحيانا يتأثر به ما يسمعه؛ كما مر النبي صلى الله عليه وسلم بأقبر للمشركين على بغلته؛ فحادت به، حتى كادت تلقيه؛ لأنها سمعت أصواتهم يعذبون.
·· عن صيحة القبر؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين. أخرجه البخاري بهذا اللفظ، المراد بالثقلين: الأنس والجن.
·· أمر مشاهد: يسمع المحتضر يرحب بالقادمين عليه من الملائكة، ويقول: مرحبا! وأحيانا يقول: مرحبا؛ اجلس هنا! كما ذكره ابن القيم في كتاب الروح وأحيانا يحس بأن هذا الرجل أصيب بشئ مخيف، فيتغير وجهه عند الموت إذا نزلت عليه ملائكة العذاب والعياذ بالله.
·· إذا قال قائل: نحن نرى الميت الكافر إذا حفرنا قبره بعد يوم أو يومين؛ نرى أن أضلاعه لم تختلف وتتداخل من الضيق؟!
فالجواب كما سبق: أن هذا من عالم الغيب، ومن الجائز أن تكون مختلفة؛ فإذا كشف عنها؛ أعادها الله، ورد كل شئ إلى مكانه؛ امتحانا للعباد؛ لأنها لو بقيت مختلفة ونحن قد دفناه وأضلاعه مستقيمة؛ صار الإيمان بذلك إيمان شهادة
ـ[أبو محمد العدني]ــــــــ[17 - 06 - 07, 06:20 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن عندي استفسار على: أنكر بعض العلماء هذين الاسمين (منكر ونكير)
من أنكر التسمية، وهل هناك أحد يضعف الأحاديث التي في التسمية؟
وجزاك الله خيرا
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[15 - 02 - 09, 04:52 م]ـ
جزاك الله خير
ونفعك الله كما نفعتنا(40/329)
قال خطيب الجمعة: السجود لغير الله ليس بشرك!
ـ[أبو عيسى الحنبلى]ــــــــ[01 - 05 - 07, 01:29 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد سمعت قولا أطلقه بعض الدعاة إلى الله عز وجل على الملأ، وحاصله (أن السجود لغير الله ليس بشرك ولكنه محرم فقط والدليل أن الله سبحانه وتعالى أمر الملائكة أن يسجدوا لأدم عليه السلام وكذلك سجد يعقوب النبي ليوسف النبي وإن كان السجود لغير الله من مسائل العقيدة لما اختلفت فيه الشرائع)
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[01 - 05 - 07, 01:40 ص]ـ
كيف يستدل بالتحريم بهذه الأحداث؟؟
هل يعني أن الله أمر الملائكة بشيء محرم , وهل سجود يعقوب ليوسف عليهما السلام أيضا كذلك!! ..
وجوابا على سؤالك أنصحك بقراءة هذا للشيخ العالم عبدالرحمن بن عبدالخالق اليوسف حفظه الله تعالى على هذا الرابط:
http://www.salafi.net/articles/article45.htm
ويتناول أمور رئيسية منها:
العناوين الرئيسية:
· السجود لغير الله في شريعتنا كفر وشرك بالقرآن والسنة وإجماع الأمة.
· الذي لا يتبدل في كل الشرائع هو الأمور العلمية الخبرية، وأما الأمور العملية فيجوز فيها النسخ والتبديل.
· القول عن الشرك والكفر أنه حرام دون بيان أنه كفر وشرك تدليس خطير.
· لو أمرنا الله بالسجود لنبيه لوجب علينا السجود وكان ذلك قربة إلى الله.
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 06:51 ص]ـ
السلام عليكم أخي الفاضل الحبيب
الاستدلال بهذه الأدلة من الجهل بمكان لسببين
الأول أن السجود كان في الأمم السابقة للتكريم فقط
فلما جعله الله من أفراد العبادة صار له وحدة سبحانه ...
والثاني أن شرع من قبلها ليس شرعا لنا اذا خالف شرعنا
,,,,,
فإذا أثبتنا أن السجود عبادة فصرف العبادة لغير الله شرك
قولا واحدا
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[10 - 05 - 07, 07:53 ص]ـ
انظر فتاوى ابن تيمية 4/ 358_361
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 10:13 ص]ـ
خطيبكم يحتاج لخطيب
لو كنا في زمن علماء وعلم مشهور لقلت لك أعيدوا صلاتكم فإن أمامكم قد كفر
لأن استدلاله المذكور كما سبق في كلام الأفاضل هنا يعني أن الله أمر الملائكة بمحرم ولا يقول هذا مسلم قط والعياذ بالله
لكن لعله جاء بالعجائب من جهله وسوء تصرفه
لا تصل خلفه ثانية حتى لا يفسد عليكم دينكم ودنياكم وانصح له
هدانا الله وإياه وسائر المسلمين
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 06:12 م]ـ
عندما سأل الشيخ العلامة صالح الفوزان ما القول فيمن يسجد عند صنم لطمع في أمر دنيوي؟
فأجاب رفع الله منزلته:
"أعوذ بالله، من يقول بهذا إلا معتوه، وفاسد العقيدة"(40/330)
السلام عليكم احتاج مواقع تتكلم عن سيرة الإمام زيد بن علي بن الحسين
ـ[بنت الأمارات]ــــــــ[01 - 05 - 07, 07:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني جزاكم الله خير احتاج مواقع تتكلم عن سيرة الإمام زيد بن علي بن الحسين
صاحب الفرقه الزيديه
ولكن احتاج مواقع سنيه المشكله إن اكثر المواقع التي وجدتها
شيعيه واخاف إن تكون المعلومات غير صحيحه .. ؟!!
واعتذر عن كثرة طلباتي ^_^
ـ[بنت الأمارات]ــــــــ[02 - 05 - 07, 04:43 م]ـ
معقووووووله محد يعرف؟؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الزبيدي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 11:46 ص]ـ
حرره المشرف لوجود مخالفات عقدية.__________________________
*لفهم فكرة الإسقاط ينظر تاريخ الفلسفة الغربية لبرتراند رسل بترجمة زكي نجيب محمود حيث أثبت أن تأليه مريم العذراء عند النصارى هو إسقاط صفات الإلاهة أو الأم الأرض التي كانت لعشتار عند البابليين على السيدة المقدسة. وبنفس الضلال الفكري قام أسلاف الإمامية بعملية إسقاط مشابهة لخلق شخصية صاحب الزمان
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[04 - 05 - 07, 12:17 م]ـ
إلى الأخت بنت الأمارات سوف أبحث لك عن الحق في هذا الأمر إنشاء الله تعالى
ـ[بنت الأمارات]ــــــــ[06 - 05 - 07, 12:15 ص]ـ
اخي عبد الرحمن الزبيدي الله يسعدك
ومشكوووور ويعطيك الف عااااااافيه على المشااااركه وتفاعلك
ولكن جزاك الله خير انا احتاج مواقع تتكلم عن سيرة الإمام زيد بن علي بن الحسين
صاحب الفرقه الزيديه وليست الفرقه الزيديه فقط سيرة حياة صاحبها
لك جزيييييييل الشكر على المعلومااااااااات
كل الشكر لك
ـ[بنت الأمارات]ــــــــ[06 - 05 - 07, 12:17 ص]ـ
إلى الأخت بنت الأمارات سوف أبحث لك عن الحق في هذا الأمر إنشاء الله تعالى
جزاااك الله خييييير وجعله في ميزاااااااان اعمااالك وانا بانتظاااااارك
كل الشكر لك(40/331)
أرجو من الإخوة الكرام اقتراح موضوع لرسالتي الدكتوراه في قسم العقيدة ...
ـ[تلميذ ابن تيمية]ــــــــ[02 - 05 - 07, 04:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الإخوة الكرام اقتراح موضوع لرسالتي الدكتوراه في قسم العقيدة ...
جزاكم الله خيرا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 06:17 ص]ـ
وفقك الله في رسالتك.
وجزاك الله خيرا.
نحن بحاجة لمن يقوم بدراسة شاملة ومنهجية وموثقة عن أثر الانحراف الفكري القديم في الدين الرافضي الشيعي على الانحراف الفكري الحديث في الفكر نفسه ومظاهر ذلك.
والدافع وراء حاجتنا لهذا أن هناك الكثير والكثير من الملبسين والضلال يدعون أن كلام الشيعة كان مجرد كلام وانتهى ولا أثر له في هذا الزمان.
فلو أنك عملت (مقارنة بين عقائد الروافض عند نشأتهم وعقائدهم اليوم) تحت هذا العنوان أو العنوان السابق لكان جهدا مشكورا.
جزاكم الله خيرا
ـ[تلميذ ابن تيمية]ــــــــ[03 - 05 - 07, 04:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم ...
ولكن المواضيع المتخصة بالشيعة أشبعت بحثاً ...
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 05:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم ...
ولكن المواضيع المتخصة بالشيعة أشبعت بحثاً ...
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
إنما قصدتُ دراسة أثر العقائد القديمة والأصول المنحرفة لهم على سلوكهم وطائفتهم اليوم
فهي في الحقيقة دراسة معاصرة بالدرجة الأولى وليست دراسة قديمة أو مختصة ببيان مذهبهم وقواعده بقدر ما هي مختصة بدراسة المعاصرين منهم هل تغير حالهم عن أسلافهم أم هم على ما كانوا عليه من ضلال؟
هذا قصدي والله أعلم
وفائدة هذا أن يثبت للناس بدراسات أكاديمية جامعية أنهم على ما كان عليه أسلافهم من ضلال
وبإمكانك إن أردتَ أن تدرس أثرهم على تشجيع أعداء الإسلام على غزو بلاده.
مجرد رأي والله أعلم
وجزاكم الله خيرا ووفقك لاختيار موضوعك(40/332)
خطر البدعة والتحذير منها:
ـ[مرزوق الرويس]ــــــــ[02 - 05 - 07, 01:40 م]ـ
ومما جاء عمن بعد الصحابة رضي الله عنهم:
- ما صح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه خطب الناس فقال: (أيها الناس! قد سنت لكم السنن، وفرضت لكم الفرائض، وتركتم على الواضحة إلا أن تضلوا بالناس يمينًا وشمالًا).
وصفق بإحدى يديه على الأخرى، ثم قال: (إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم؛ أن يقول قائل: لا نجد حدين في كتاب الله، فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا ... ) إلى آخر الحديث.
وفي الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: (يا معشر القراء! استقيموا، فقد سبقتم سبقًا بعيدًا، وإن أخذتم يمينًا وشمالًا لقد ضللتم ضلالًا بعيدًا)
[/ URL]([1]) الموطأ (2/ 824)، سنن البيهقي (8/ 212).
- ما ذكر ابن وضاح عن الحسن قال: (صاحب البدعة لا يزداد اجتهادًا -صيامًا وصلاة- إلا ازداد من الله بعدًا) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1)).
- وخرج ابن وهب عن إدريس الخولاني أنه قال: (لأن أرى في المسجد نارًا لا أستطيع إطفاءها، أحب إلي من أن أرى فيه بدعة لا أستطيع تغييرها) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2)).
- وعن الفضيل بن عياض: (اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3)).
- وعن عمرو بن قيس: (لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ قلبك) ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4)).
- وعن أبي قلابة: (لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون) ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn5)).
- وذكر الآجري أن ابن سيرين كان يرى أسرع الناس ردة أهل الأهواء ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn6)).
- وعن إبراهيم: (ولا تكلموهم؛ إني أخاف أن ترتد قلوبكم).
- وعن هشام بن حسان قال: (لا يقبل الله من صاحب البدعة صيامًا، ولا صلاةً، ولا حجًا، ولا جهادًا، ولا عمرةً، ولا صدقةً، ولا عتقًا، ولا صرفًا، ولا عدلًا).
- وعن عمر بن عبد العزيز رحمه الله: (كان يكتب في كتبه: إني أحذركم ما مالت إليه الأهواء والزيغ البعيدة).
- ومن كلامه الذي عني به وبحفظه العلماء وكان يعجب مالكًا جدًا، وهو أن قال: (سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn7)) سننًا، الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستكمال لطاعة الله، وقوة على دين الله، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شيء خالفها، من عمل بها مهتدٍ، ومن انتصر بها منصور، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرًا) ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn8))([9] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn9)).
([1]) البدع والنهي عنها (ص:62).
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1)([2]) السنة للمروزي (1/ 32).
([3]) الأذكار للنووي (1/ 363).
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref3)([4]) حلية الأولياء (5/ 103).
([5]) سنن الدارمي (1/ 120)، شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 134).
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref5)([6]) الشريعة (474) (2/ 889).
([7]) وهم الخلفاء الراشدون: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref7)([8]) الشريعة (92) (1/ 408).
([9]) الاعتصام (1/ 70 - 117) بتصرف.
[ URL="http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref10"] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref9)
ـ[شعيب الهجهوج]ــــــــ[03 - 05 - 07, 01:47 م]ـ
جزاك الله خيرا فما اكتر البدع هل يمكنني التحدت معك عن طريق البريد الالكتروني بريدي هو hajhouje_199@hotmail.com(40/333)
ضابط تأويل الصفات
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 02:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: سؤالي هو ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه (في حديث الثلاثة نفر الذين دخلوا المسجد والرسول كان يدرِّس أصحابه فقال في حق الثاني وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه) سؤالي ما المقصود بالحياء هنا؟ وهل يجوز تأويل صفة الحياء هنا إلى أن الله استحيا من أن يحرمه من الأجر؟ وما هو الضابط في تأويل الصفات؟
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
هذا الحديث يدلّ على إثبات صفة الحياء لله عز وجل، وكما جاء في حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين" أخرجه الترمذي وأحمد وصححه الشيخ الألباني رحمه الله.
وحياء الله تعالى واستحياؤه صفة تليق به سبحانه، فكما أن ذات الله تعالى لا تماثل الذوات المخلوقة فكذلك صفاته سبحانه وتعالى لا تماثل صفات المخلوقين، فالحياء في حق الله عز وجل حياء يليق بجلاله وكماله، ليس كحياء المخلوقين الذي هو انكسار يعتري الشخص بسبب خوف ما يعاب أو يذم، فالواجب أن نثبت هذه الصفة لله تعالى وما تستلزمه من سعة رحمته وكمال جوده وعظيم عفوه وحلمه، ومن ثم فيكون هذا التأويل – المذكور في السؤال – سائغاً إذا أثبت صفة الاستحياء لله تعالى وما تقتضيه من ثبوت الأجر لهذا المستحيي.
وأما الضابط في تأويل الصفات، فالضابط الصحيح في ذلك هو تفسير صفات الله تعالى المبيِّن لمراد الله تعالى و مراد رسوله صلى الله عليه وسلم، بمعنى أن نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه أو ما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم بالسنة الصحيحة، من غير تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل، فإذا أثبت الله لنفسه صفة اليد كما في قوله تعالى: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) (الفتح: من الآية10) فنقول: لله عز وجل يد، ليست كيد البشر، يد تليق بجلاله وكماله، وهكذا في كل الصفات التي أثبتها الله لنفسه أو أثبتها له رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فالتفقه ومعرفة معاني صفات الله تعالى مشروع ومحمود.
وبالله التوفيق.
الشيخ عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف حفظه الله.
ـ[أبو يوسف الدمشقي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 05:36 م]ـ
جزاك الله خيرا و حفظ الله الشيخ(40/334)
التعقبات لما عند ابن حزم في العقيدة من مخالفات
ـ[عبد الرحمان بن أحمد الظاهري]ــــــــ[02 - 05 - 07, 06:52 م]ـ
ٌالحمد لله المبتدئ بحمد نفسه قبل ان يحمده حامد، واشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريكه له، الرب الصمد الواحد، الحي القيوم الذي لا يموت، ذو الجلال والإكرام، والمواهب العظام، والمتكلم بالقرآن، والخالق للإنسان، و المنعم عليه بالإيمان، والمرسل رسوله بالبيان، محمدا صلى الله عليه وسلم ما اختلف الملوان، وتعاقب الجديدان، أرسله بكتابه المبين، الفارق بين الشك واليقين، الذى اعجزت الفصحاء معارضته، وأعيت الألباء مناقضته، وأخرست البلغاء مشاكلته، فلا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. جعل أمثاله عبرا لمن تدبرها، وأامره هدى لمن استبصرها، وشرح فيه واجبات الأحكام، وفرق فيه بين الحلال والحرام، وكرر فيه المواعظ والقصص للافهام، وضرب فيه الأمثال، وقص فيه غيب الأخبار، فقال تعالى " ما فرطنا في الكتاب من شئ
أما بعد
قال الظاهري عفا الله عنه: فهذه مسائل تجمعت عندي أثناء دراستي لكتاب المحلى لابن حزم عليه من الله شئابيب الرحمات و لا أدعي أنني استخرجتها بالمناقيش فقد يفوتني أمور الكثيرة لكثرة الكلل و الملل
أردت أن أفيد بهال اخواني الظاهرية حفظهم الله
و هذا بعد أن استوقفني سؤال يسأل سائله عن أخطاء ابن حزم فاستعنت بالله و كتبت كليمات بيانا لأخطائه
و العذر كل العذر لابن حزم و هذا لعدم تعصبه لمذهب فنتاج فكره هذا. اعتقده بما توقف به الدليل و لا يعذر أولئك المقلدة الذين يجعلون شعارهم (من قلد عالما لقي الله سالما
كذبو ا و الله لن يعذروا , الامام الوحيد الذي اذا قلدته سلمت هو الرسول صلى الله عليه و سلم
فالأئمة الأربعة متبرؤن منهم و بينو ا لهم أن الحديث هو مذهبهم و أنهم بشر يخطئون
قال الظاهري عفا الله عنه: و لله در القائل
و قول أعلام الهدى لايعمل بقولنا بدون نص يقبل
فيه دليل بالأخذ بالحديث و ذاك في القديم و الحديث
قال أبو حنيفة الامام لاينبغي لمن له اسلام
أخذا بأقوالي حتى تعرض على الحديث و الكتاب المرتضى
و مالك امام دار الهجرة قال و قد أشا\ر نحو حجرتي
كل كلام منه ذي قبول و منه مردود سوى الرسول
و الشافعي قال ان رأيتمو قولي مخالفا لما رويتمو
من الحديث فاضربوا الجدارا بقولي المخالف الأخبارا
و أحمد قال لهم لا تكتبوا ما قلته فأصل ذلك فاطلبوا
و انظر ما قال الهداة الأربعة و اعلم بها فان فيها منفعة
لقمعها كل ذي تعصب و المنصفون يكتفون بالنبي
جعلنا الله منهم
على أن لا يتعصب إخواننا بيان أخطائه فنحن من دعوتنا إتباع الدليل و نبذ التقليد و إلا لكنا نحن و هم سيان لا فرق بل شر منهم لأننا نعلم و نعمل
و كل عالم بعلمه لم يعملن معذب قبل عباد الوثن
قال الظاهري عفا الله عنه: نسأل الله السلامة و العافية
و إلا فنحن هازلون في جد الزمان مغترون بحسن الأيام
قال الظاهري عفا الله عنه: أن الإمام ابن حزم ماهو إلا من أتباع مذهب الظاهري و الإمام الفقيه محمد بن داود الظاهري هو المؤسس للمذهب و لابن حزم فضل على داود كما للدرامي فضل على الشافعي فالإمام داود الظاهري علم كالأعلام الأربعة من أتباعه من قلده في الفروع و خالفه في الأصول فلا يعيبنا أحد بهذا كما هو اعتقاد بعض من جهل بمذهبنا
قال الظاهري عفا الله عنه:و الآن نعرض الملاحظات نسأل الله التوفيق
قال ابن حزم رحمه الله
- مسألة35 - وان الناس يعطون كتبهم يوم القيامة، فالمؤمنون الفائزون الذين لا يعذبون يعطونها بأيمانهم والكفار بأشملهم والمؤمنون أهل الكبائر وراء ظهورهم قال الله عزوجل: (فإما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ويصلى سعيرا انه كان في أهله مسرورا انه ظن أن لن يحور) وقال تعالى: (وأما من أوتى كتابه بشماله فيقول يا ليتنى لم أوت كتابيه، ولم أدر ما حسابيه، يا ليتها كانت القاضية، ما أغني عني ماليه، هلك عنى سلطانيه، خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه، انه كان لا يؤمن بالله العظيم، ولا يحض على طعام المسكين)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/335)
قال الظاهري عفا الله عنه: و هذا ما أبعد فيه النجعة الإمام ابن حزم عليه رحمة الله و خالف فيه أهل السنة فالذي عليه الأئمة هو أن المؤمنون يعطون كتبهم بأيمانهم -و نقصد بالمؤمنين الذين ماتوا عليه- سواء كانوا مرتكبين للكبيرة أو لا.لأن الإيمان يطلق على صاحب الإيمان المطلق و مطلق الإيمان , و ان مات على الكفر- و عياذا بالله – يعطون كتبهم بأشملهم و لا منافاة بين الآيتين البتة اذ أنه خرج من مشكاة واحدة فالآية الأولى بينت اليد التي يأخذ بها كتابه و الثانية الهيئة و صفة التناول
قال الشنقيطي -عليه رحمة الله- في دفع الإيهام (209) ’’ و هو أنه لا منافاة بين أخذه بشماله و اتياءه وراء ظهره لأن الكافر تغل يمناه إلى عنقه و تجعل يسراه وراء ظهره فيأخذ بها كتابه ’’
ٌقال ابن حزم رحمه الله
- مسألة53 - وأنه تعالى لا في مكان ولا في زمان بل هو تعالى خالق الأزمنة والأمكنة.
قال تعالى (خلق كل شئ فقدره تقديرا) وقال تعالى: (خلق السماوات والأرض وما بينهما) والزمان والمكان فهما مخلوقان، قد كان تعالى دونهما، والمكان إنما هو للأجسام، والزمان إنما هو مدة كل ساكن أو متحرك أو محمول في ساكن أو متحرك، وكل هذا مبعد عن الله عزوجل
قال الظاهري عفا الله عنه: و هذا ما لا نقبله منه أبدا إذ أنه من صميم عقيدتنا السلفية المباركة أن الله تعالى فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه غير بائن بعلمه ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم و لا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ّلك وأكثر إلا هو معهم أينما كانوا
قال الإمام مالك رضي الله عنه الاستواء غير مجهول و الكيف غير معقول و الايمان به واجب و السؤال عنه بدعة رواه اللالكائي و غيره هو صحيح مستفيض
أما عن الزمان فالغيب لا زمان فيه و لأدل على
ٌقال ابن حزم رحمه الله
- مسألة55 - وان له عزوجل تسعة وتسعين اسما مائة غير واحد، وهى أسماؤه الحسنى، من زاد شيئا من عند نفسه فقد ألحد في أسمائه، وهى الأسماء المذكورة في القرآن والسنة * حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا احمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا احمد بن محمد ثنا احمد بن على ثنا مسلم بن الحجاج ثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب وهمام بن منبه قال أيوب عن ابن سيرين عن أبى هريرة وقال همام عن أبى هريرة - ثم اتفقا - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا من أحصاها دخل الجنة) زاد همام في حديثه ((انه وتريحب الوتر).
وقد صح أنها تسعة وتسعون اسما فقط ولا يحل لأحد أن يجيز أن يكون له اسم زائد لأنه عليه السلام قال (مائة غير واحد) فلو جاز أن يكون له تعالى اسم زائد لكانت مائة اسم، ولو كان هذا لكان قوله عليه السلام (مائة غير واحد) كذبا ومن أجاز هذا فهو كافر.
وقال تعالى (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون، هو الله الخالق البارئ المصور ر له الأسماء الحسنى) وقد تقصينا كثيرا منها بالأسانيد الصحاح في كتاب
قال الظاهري عفا الله عنه: و هذه المسألة محتملة لكن الحق الحق أنه قد أخطأ فيها هو و غيره من الأئمة و هذا اعتمادا –لم يعتمد عليه ابن حزم لعلمه بضعف الحديث- رواه الترمذي و غيره فيه عد للأسماء والصحيح منه القطعة الأولى الذي رواها ابن حزم أما العد فلا و العلة فيه و الله أعلم الوليد بن مسلم لأنه مدلس لمن درس الرجال ويتبين لأنني و أنا أصفف لا أملك المراجع و برهان ذلك
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها *. رواه أحمد وهو صحيح كما في الصحيحة للألباني (199)
قال الظاهري عفا الله عنه: الشاهد (أو استأثرت به في علم الغيب) فالله تعالى استأثر بأسماء هي له و لهذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/336)
يؤتى نبينا من المحامد يوم القيامة كما في حديث الشفاعة ماشاء الله و سر إخفاءها كما ذ كر العلماء أن تلك الأسماء و المحامد لا يستطيعها بني آدم في الدنيا
- مسألة62 - وان لله عزوجل عزا وعزة وجلالا وإكراما ويدا ويدين وأيديا ووجها وعينا وأعينا وكبرياء، وكل ذلك حق لا يرجع منه ولا من علمه تعالى وقدره وقوته إلا إلى الله تعالى، لا إلى شئ غير الله عزوجل أصلا، مقر من ذلك مما في القرآن وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا يحل أن يزاد في ذلك ما لم يأت به نص من قرآن أو سنة صحيحة.
قال عزوجل (ذو الجلال والإكرام) وقال تعالى (يد الله فوق أيديهم) و (لما خلقت بيدي) و (مما عملت أيدينا أنعاما) (إنما نطعمكم لوجه الله) (ولتصنع على عيني) (إنك بأعيننا).
ولا يحل أن يقال (عينين) لأنه لم يأت بذلك نص
ولا أن يقال " سمع وبصر ولا حياة " لأنه لم يأت بذلك نص، لكنه تعالى سميع بصير حي قيوم * حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا احمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمد ثنا احمد بن على ثنا مسلم بن الحجاج حدثني احمد بن يوسف الازدي ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبى ثنا الأعمش ثنا أبو إسحاق - هو السبيعي - عن أبى مسلم الأغر أنه حدثه عن أبى سعيد الخدرى وأبى هريرة قالا (جميعا) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " العزازاره والكبرياء رداؤه " يعنى الله تعالى - * حدثنا عبد الله بن زبيع ثنا محمد بن معاوية ثنا احمد بن شعيب أنا اسحق بن إبراهيم أنا الفضل بن موسى ثنا محمد بن عمرو ثنا أبو سلمه - هو ابن عبد الرحمن ابن عوف - عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث خلق الله تعالى الجنة والنار - " أن جبريل قال لله تعالى: وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد " ولو كان شئ من ذلك غير الله تعالى لكان إما لم يزل وإما محدثنا، فلو كان لم يزل لكان مع الله تعالى أشياء غيره لم تزل، وهذا شرك مجرد، ولو كان محدثا لكان تعالى بلا علم ولا قوة ولا قدرة ولا عز ولا كبرياء قبل أن يخلق كل ذلك، وهذا كفر وقال تعالى (إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون) وقال تعالى (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا) وقال تعالى (ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) وقال تعالى (وذروا الذين يلحدون في أسمائه) فصح أنه لا يحل أن يضاف إليه تعالى شئ، ولا أن يخبر عنه نشئ، ولا أن يسمى نشئ إلا ما جاء به النص.
ونقول: إن لله تعالى مكرا وكيدا.
قال تعالي (أفأمنوا مكر الله) وقال تعالى (وأكيد كيدا) وكل ذلك خلق له تعالى.
وبالله تعالى التوفيق
قال الظاهري عفا الله عنه: أما فأخطاء يجب على الظاهرية أن لا يتابع عليها ابن حزم رحمه الله
و الكلام يأتي تباعا
1 - قوله (ويدا ويدين وأيديا) أقول ان الذي استقر عليه أهل السنة أن لله يدين كما يليق بجلاله ليس كمثله شيء قال الله تعالى بل يداه مبسوطتان بالتثنية أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال: الحمد لله فحمد الله بإذنه فقال له ربه: يرحمك الله يا آدم اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فقل: السلام عليكم. فقال: السلام عليكم. قالوا: عليك السلام ورحمة الله. ثم رجع إلى ربه فقال: إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم. فقال له الله ويداه مقبوضتان: اختر آيتهما شئت؟ فقال: اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته فقال: أي رب ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه فإذا فيهم رجل أضوؤهم - أو من أضوئهم - قال: يا رب من هذا؟ قال: هذا ابنك داود وقد كتبت له عمره أربعين سنة. قال: يا رب زد في عمره. قال: ذلك الذي كتبت له. قال: أي رب فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة. قال: أنت وذاك. قال: ثم سكن الجنة ما شاء الله ثم أهبط منها وكان آدم يعد لنفسه فأتاه ملك الموت فقال له آدم: قد عجلت قد كتب لي ألف سنة. قال: بلى ولكنك جعلت لابنك داود ستين سنة فجحد فجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته " قال: " فمن يؤمئذ أمر بالكتاب والشهود " رواه الترمذي و غيره و هو صحيح
فكيف يقال أنه لله أيدي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/337)
لا المتشابه يرد إلى المحكم باتفاق أهل العلم قوله عزوجل (مما عملت أيدينا أنعاما)
قال الظاهري عفا الله عنه: قال شيخ الإسلام ابن تيمية (1/ 215)
فِي قَوْلِهِ {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}؟ فَقِيلَ هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا}؟ فَهَذَا لَيْسَ مِثْلَ هَذَا؛ لِأَنَّهُ هُنَا أَضَافَ الْفِعْلَ إلَى الْأَيْدِي؛ فَصَارَ شَبِيهًا بِقَوْلِهِ: {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} وَهُنَا أَضَافَ الْفِعْلَ إلَيْهِ فَقَالَ: {لِمَا خَلَقْتُ} ثُمَّ قَالَ: {بِيَدَيَّ} وَأَيْضًا: فَإِنَّهُ هُنَا ذَكَرَ نَفْسَهُ الْمُقَدَّسَةَ بِصِيغَةِ الْمُفْرَدِ وَفِي الْيَدَيْنِ ذَكَرَ لَفْظَ التَّثْنِيَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} وَهُنَاكَ أَضَافَ الْأَيْدِيَ إلَى صِيغَةِ الْجَمْعِ فَصَارَ كَقَوْلِهِ: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}. وَهَذَا فِي (الْجَمْعِ نَظِيرُ قَوْلِهِ: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} وَبِيَدِهِ الْخَيْرُ فِي (الْمُفْرَدِ فَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَذْكُرُ نَفْسَهُ تَارَةً بِصِيغَةِ الْمُفْرَدِ مُظْهَرًا أَوْ مُضْمَرًا وَتَارَةً بِصِيغَةِ الْجَمْعِ كَقَوْلِهِ: {إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} وَأَمْثَالُ ذَلِكَ) أهـ
2 - (ولتصنع على عيني) (أنك بأعيننا).ولا يحل أن يقال (عينين) لأنه لم يأت بذلك نص
قال الظاهري عفا الله عنه: أثبت السلف لله عينين و هو المنقول عنهم لأدلة كثيرة
"1 - قال الرسول صلى الله و سلم (إنه لا يخفى عليكم أن الله ليس بأعور ـ وأشار بيده إلى عينه ـ وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية) ". قال ابن القيم: (ذكر العين مفردة لا يدل على أنها عين واحدة ليس إلا، كقولك: افعل هذا على عيني، لا يريد أن له عينا واحدة، وإنما إذا أضيفت العين إلى اسم الجمع ظاهرا أو مضمرا فالأحسن جمعها مشاكله للفظ كقوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [سورة القمر، الآية: 14]، وقوله: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} [سورة هود، الآية: 37]. وهذا نظير المشاكلة في لفظ اليد المضافة إلى المفرد كقوله: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [سورة تبارك، الآية: 1] و {بِيَدِكَ الْخَيْرُ}، وإن أضيفت إلى ضمير الجمع جمعت كقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا} وكذلك إضافة اليد والعين إلى اسم الجمع الظاهر كقوله: {بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}، وقوله: {فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ}، وقد نطق الكتاب والسنة بذكر اليد مضافة إليه مفردة ومجموعة ومثناه، وبلفظ العين مضافة إليه مفردة ومجموعة، ونطقت السنة بإضافتها إليه مثناه
و الحديث حجة أنه بين أن لله عينين كما يليقان به عزوجل فالأعور كما قال العلماء ضد البصر و الله أعلم
و مادام أن احدى عينيه طافية يبين هذا المعنى و ليس هذا من قياس الغائب على المشاهد نعوذ بالله انما هو من فقه الحديث
- مسألة57 - وان الله تعالى يتنزل كل ليلة إلى سماء الدنيا، وهو فعل يفعله عز وجل ليس حركة ولا نقله.
برهان ذلك * ما حدثناه عبد الله بن يوسف ثنا احمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا احمد بن محمد ثنا احمد بن على ثنا مسلم بن الحجاج
ثنا يحيى بن يحيى قرأت على مالك بن أنس عن ابن شهاب عن أبى عبد الله الاغر و (عن) أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يتنزل الله كل ليلة إلى سماء الدني حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له " قال مسلم وحدثناه قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب هو ابن عبد الرحمن القارى عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ينزل الله إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل (الاول) فيقول أنا الملك أنا الملك من ذا الذى يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألنى فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضئ الفجر " قال مسلم وحدثناه اسحاق بن منصور ثنا أبو المغيرة ثنا الاوزاعي ثنا يحيى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/338)
- هو ابن ابى كثير - ثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن ثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه
ينزل الله (تبارك وتعالى) إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل يعطى هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له حتى ينفجر الصبح).
قال على: فالرواية عن أبى سلمه عن أبى هريرة من طريق الزهري " إذا بقى ثلث الليل الآخر " ومن طريق يحيى بن أبى كثير " إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه " ومن طريق أبى صالح عن أبى هريرة " إذا مضى ثلث الليل الأول إلى أن يضئ الفجر " وهكذا رواه ابنا أبى شيبة وابن راهويه عن جرير عن منصور عن ابى إسحاق السبيعي عن الاغر عن أبى هريرة وأبى سعيد الخدري، واوقات الليل مختلفة باختلاف تقدم غروب الشمس عن أهل المشرق وأهل المغرب، فصح أنه فعل يفعله الباري عزوجل من قبول الدعاء في هذه الأوقات، لا حركة، والحركة والنقلة من صفات المخلوقين حاشى لله تعالى منها
قال الظاهري عفا الله عنه: ان الحركة و النقلة لا يفسر بها النزول فنحن نثبت لله نزولا يليق بجلال وجهه و عظيم سلطانه فكل تلك الشقاشق التي أتى بها المتكلمة لا تلزمنا و هذا نص فتوى لشَيْخُ الْإِسْلَامِ نقلتها من المكتبة الشاملة
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: - أَحْمَد بْنُ تيمية قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ مَا يَقُولُ سَيِّدُنَا وَشَيْخُنَا - شَيْخُ الْإِسْلَامِ وَقُدْوَةُ الْأَنَامِ أَيَّدَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ - فِي رَجُلَيْنِ تَنَازَعَا فِي " حَدِيثِ النُّزُولِ ": أَحَدُهُمَا مُثْبِتٌ وَالْآخَرُ نَافٍ. فَقَالَ الْمُثْبِتُ: يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَقَالَ النَّافِي: كَيْفَ يَنْزِلُ؟ فَقَالَ الْمُثْبِتُ: يَنْزِلُ بِلَا كَيْفٍ فَقَالَ النَّافِي: يَخْلُو مِنْهُ الْعَرْشُ أَمْ لَا يَخْلُو؟ فَقَالَ الْمُثْبِتُ: هَذَا قَوْلٌ مُبْتَدَعٌ وَرَأْيٌ مُخْتَرَعٌ فَقَالَ النَّافِي: لَيْسَ هَذَا جَوَابِي بَلْ هُوَ حَيْدَةٌ عَنْ الْجَوَابِ فَقَالَ لَهُ الْمُثْبِتُ: هَذَا جَوَابُك. فَقَالَ النَّافِي: إنَّمَا يَنْزِلُ أَمْرُهُ وَرَحْمَتُهُ فَقَالَ الْمُثْبِتُ: أَمْرُهُ وَرَحْمَتُهُ يَنْزِلَانِ كُلَّ سَاعَةٍ وَالنُّزُولُ قَدْ وَقَّتَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُلُثَ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَقَالَ النَّافِي: اللَّيْلُ لَا يَسْتَوِي وَقْتُهُ فِي الْبِلَادِ فَقَدْ يَكُونُ اللَّيْلُ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَاعَةً وَنَهَارُهَا تِسْعَ سَاعَاتٍ وَيَكُونُ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ سِتَّ عَشْرَةَ سَاعَةً وَالنَّهَارُ ثَمَانِ سَاعَاتٍ وَبِالْعَكْسِ؛ فَوَقَعَ الِاخْتِلَافُ فِي طُولِ اللَّيْلِ وَقِصَرِهِ بِحَسَبِ الْأَقَالِيمِ وَالْبِلَادِ وَقَدْ يَسْتَوِي اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ وَقَدْ يَطُولُ اللَّيْلُ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ حَتَّى يَسْتَوْعِبَ أَكْثَرَ الْأَرْبَعِ وَعِشْرِينَ سَاعَةً وَيَبْقَى النَّهَارُ عِنْدَهُمْ وَقْتٌ يَسِيرٌ؛ فَيَلْزَمُ عَلَى هَذَا أَنْ يَكُونَ ثُلُثُ اللَّيْلِ دَائِمًا وَيَكُونُ الرَّبُّ دَائِمًا نَازِلًا إلَى السَّمَاءِ. وَالْمَسْئُولُ إزَالَةُ الشُّبَهِ وَالْإِشْكَالِ وَقَمْعِ أَهْلِ الضَّلَالِ.
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أَمَّا الْقَائِلُ الْأَوَّلُ الَّذِي ذَكَرَ نَصَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ أَصَابَ فِيمَا قَالَ فَإِنَّ هَذَا الْقَوْلَ الَّذِي قَالَهُ؛ قَدْ اسْتَفَاضَتْ بِهِ السُّنَّةُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتَّفَقَ سَلَفُ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتُهَا وَأَهْلُ الْعِلْمِ بِالسُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ عَلَى تَصْدِيقِ ذَلِكَ وَتَلَقِّيه بِالْقَبُولِ. وَمَنْ قَالَ مَا قَالَهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَوْلُهُ حَقٌّ وَصِدْقٌ وَإِنْ كَانَ لَا يَعْرِفُ حَقِيقَةَ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ الْمَعَانِي؛ كَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَلَمْ يَفْهَمْ مَا فِيهِ مِنْ الْمَعَانِي؛ فَإِنَّ أَصْدَقَ الْكَلَامِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/339)
كَلَامُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا الْكَلَامَ وَأَمْثَالَهُ عَلَانِيَةً وَبَلَّغَهُ الْأُمَّةَ تَبْلِيغًا عَامًّا لَمْ يَخُصَّ بِهِ أَحَدًا دُونَ أَحَدٍ وَلَا كَتَمَهُ عَنْ أَحَدٍ وَكَانَتْ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ تَذْكُرُهُ وَتَأْثُرُهُ وَتُبَلِّغُهُ وَتَرْوِيهِ فِي الْمَجَالِسِ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ وَاشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ كُتُبُ الْإِسْلَامِ الَّتِي تُقْرَأُ فِي الْمَجَالِسِ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ: " كَصَحِيحَيْ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ " " وَمُوَطَّأِ مَالِكٍ " " وَمُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَد " " وَسُنَنِ أَبِي داود " وَالتِّرْمِذِيِّ " والنسائي " وَأَمْثَالِ ذَلِكَ مِنْ كُتُبِ الْمُسْلِمِينَ. لَكِنَّ مَنْ فَهِمَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ وَأَمْثَالِهِ مَا يَجِبُ تَنْزِيهُ اللَّهِ عَنْهُ كَتَمْثِيلِهِ بِصِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ وَوَصْفِهِ بِالنَّقْصِ الْمُنَافِي لِكَمَالِهِ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ؛ فَقَدْ أَخْطَأَ فِي ذَلِكَ وَإِنْ أَظْهَرَ ذَلِكَ مُنِعَ مِنْهُ وَإِنْ زَعَمَ أَنَّ الْحَدِيثَ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ وَيَقْتَضِيهِ فَقَدْ أَخْطَأَ أَيْضًا فِي ذَلِكَ. فَإِنَّ وَصْفَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ بِالنُّزُولِ هُوَ كَوَصْفِهِ بِسَائِرِ الصِّفَاتِ؛ كَوَصْفِهِ بِالِاسْتِوَاءِ إلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ وَوَصْفِهِ بِأَنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَوَصْفِهِ بِالْإِتْيَانِ وَالْمَجِيءِ فِي مِثْلِ قَوْله تَعَالَى {هَلْ يَنْظُرُونَ إلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} وَقَوْلِهِ: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} وَقَوْلِهِ: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} وَقَوْلِهِ: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} وَقَوْلِهِ: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ} وَقَوْلِهِ: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إلَيْهِ} وَأَمْثَالِ ذَلِكَ مِنْ الْأَفْعَالِ الَّتِي وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا نَفْسَهُ الَّتِي تُسَمِّيهَا النُّحَاةُ أَفْعَالًا مُتَعَدِّيَةً وَهِيَ غَالِبُ مَا ذَكَرَ فِي الْقُرْآنِ أَوْ يُسَمُّونَهَا لَازِمَةً لِكَوْنِهَا لَا تَنْصِبُ الْمَفْعُولَ بِهِ بَلْ لَا تَتَعَدَّى إلَيْهِ إلَّا بِحَرْفِ الْجَرِّ: كَالِاسْتِوَاءِ إلَى السَّمَاءِ وَعَلَى الْعَرْشِ وَالنُّزُولِ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَإِنَّ اللَّهَ وَصَفَ نَفْسَهُ بِهَذِهِ الْأَفْعَالِ. وَوَصَفَ نَفْسَهُ بِالْأَقْوَالِ اللَّازِمَةِ وَالْمُتَعَدِّيَةِ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ} وَقَوْلِهِ: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} وقَوْله تَعَالَى {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا} وَقَوْلِهِ: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} وَقَوْلِهِ: {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} وَقَوْلِهِ: {اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} وَقَوْلِهِ: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} وَقَوْلِهِ: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا} وَقَوْلِهِ: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} وَقَوْلِهِ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ}. وَكَذَلِكَ وَصَفَ نَفْسَهُ بِالْعِلْمِ وَالْقُوَّةِ وَالرَّحْمَةِ؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/340)
وَنَحْوِ ذَلِكَ كَمَا فِي قَوْلِهِ: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلَّا بِمَا شَاءَ} وَقَوْلِهِ: {إنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} وَقَوْلِهِ: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} وَقَوْلِهِ: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ وَمَا صَحَّ عَنْ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ الْقَوْلَ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ. وَمَذْهَبُ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا أَنَّهُمْ يَصِفُونَهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَوَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَدْ نَفَى عَنْ نَفْسِهِ مُمَاثَلَةَ الْمَخْلُوقِينَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} {اللَّهُ الصَّمَدُ} {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} فَبَيَّنَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ كُفُوًا لَهُ وَقَالَ تَعَالَى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} فَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ لَهُ سَمِيٌّ وَقَالَ تَعَالَى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} وَقَالَ تَعَالَى: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} وَقَالَ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}. فَفِيمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ: مِنْ تَنْزِيهِهِ عَنْ الكفء وَالسَّمِيِّ وَالْمِثْلِ وَالنِّدِّ وَضَرْبِ الْأَمْثَالِ لَهُ؛ بَيَانُ أَنْ لَا مِثْلَ لَهُ فِي صِفَاتِهِ؛ وَلَا أَفْعَالِهِ؛ فَإِنَّ التَّمَاثُلَ فِي الصِّفَاتِ وَالْأَفْعَالِ يَتَضَمَّنُ التَّمَاثُلَ فِي الذَّاتِ فَإِنَّ الذَّاتَيْنِ المختلفتين يَمْتَنِعُ تَمَاثُلُ صِفَاتِهِمَا وَأَفْعَالِهِمَا إذْ تَمَاثُلُ الصِّفَاتِ وَالْأَفْعَالِ يَسْتَلْزِمُ تَمَاثُلَ الذَّوَاتِ فَإِنَّ الصِّفَةَ تَابِعَةٌ لِلْمَوْصُوفِ بِهَا وَالْفِعْلُ أَيْضًا تَابِعٌ لِلْفَاعِلِ؛ بَلْ هُوَ مِمَّا يُوصَفُ بِهِ الْفَاعِلُ فَإِذَا كَانَتْ الصِّفَتَانِ مُتَمَاثِلَتَيْنِ كَانَ الْمَوْصُوفَانِ مُتَمَاثِلَيْنِ حَتَّى إنَّهُ يَكُونُ بَيْنَ الصِّفَاتِ مِنْ التَّشَابُهِ وَالِاخْتِلَافِ بِحَسَبِ مَا بَيْنَ الْمَوْصُوفَيْنِ: كَالْإِنْسَانَيْنِ كَمَا كَانَا مِنْ نَوْعٍ وَاحِدٍ فَتَخْتَلِفُ مَقَادِيرُهُمَا وَصِفَاتُهُمَا بِحَسَبِ اخْتِلَافِ ذَاتَيْهِمَا وَيَتَشَابَهُ ذَلِكَ بِحَسَبِ تَشَابُهِ ذَلِكَ. كَذَلِكَ إذَا قِيلَ: بَيْنَ الْإِنْسَانِ وَالْفَرَس تَشَابُهٌ مِنْ جِهَةِ أَنَّ هَذَا حَيَوَانٌ وَهَذَا حَيَوَانٌ وَاخْتِلَافٌ مِنْ جِهَةِ أَنَّ هَذَا نَاطِقٌ وَهَذَا صَاهِلٌ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ الْأُمُورِ؛ كَانَ بَيْنَ الصِّفَتَيْنِ مِنْ التَّشَابُهِ وَالِاخْتِلَافِ بِحَسَبِ مَا بَيْنَ الذَّاتَيْنِ: وَذَلِكَ أَنَّ الذَّاتَ الْمُجَرَّدَةَ عَنْ الصِّفَةِ لَا تُوجَدُ إلَّا فِي الذِّهْنِ فَالذِّهْنُ يُقَدِّرُ ذَاتًا مُجَرَّدَةً عَنْ الصِّفَةِ وَيُقَدِّرُ وُجُودًا مُطْلَقًا لَا يَتَعَيَّنُ وَأَمَّا الْمَوْجُودَاتُ فِي أَنْفُسِهَا فَلَا يُمْكِنُ فِيهَا وُجُودُ ذَاتٍ مُجَرَّدَةٍ عَنْ كُلِّ صِفَةٍ وَلَا وُجُودٌ مُطْلَقٌ لَا يَتَعَيَّنُ وَلَا يَتَخَصَّصُ
قال الظاهري عفا الله عنه: مسألة الإيمان والإسلام شئ واحد. قال عزوجل (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) وقال تعالى (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين) هذه المسألة محتملة اختلف فيها أهل السنة فذهب البخاري ومن تبعه من أهل السنة أن الإسلام و الإيمان شيء واحد و استدلوا بما يلي
1 - قال عزوجل (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين)
2 - وقال تعالى (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين
و الصحيح من أقوال أهل العلم أنهما شيئان مختلفان
فالإسلام هو اسم للأعمال الظاهرة والإيمان للأعمال الباطنة والدليل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/341)
1 - حديث جبريل و الشاهد منه (وقال يا محمد اخبرني عن الإسلام) و (فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ) فسأل جبريل سؤالين عن شيئين و لو كان شيئا لكان الكلام لا فائدة منه و هذا محال من كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم
2 - قوله تعالى (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
يتبين لك من كلام الباري سبحانه أن أن هؤلاء الأعراب ادعوا الإيمان فنفاه الله عنهم و أثبت لهم شيء هو الإسلام فقط وجه الدلالة قوله (ولكن) تفيد على المغايرة و عقبه بـ (لما) تفيد قرب الشيء الذي هو الإيمان و حصل و حسن إسلامهم
3 - عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطًا وأنا جالس فيهم، قال: فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم رجلا لم يعطه وهو أعجبهم إليّ، فقمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فساررته، فقلت: مالك عن فلان؟ والله إني لأراه مؤمنًا، قال: أو مسلمًا، قال: فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه، فقلت: يا رسول الله مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنًا؟ قال: أو مسلمًا، قال: "إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يُكَبّ في النار على وجهه" رواه البخاري و غيره
قال الظاهري عفا الله عنه: بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإيمان غير الإسلام فبين لسعد أنه قد يكون مسلما لا مؤمن
قال الظاهري عفا الله عنه: قال شيخ الإسلام (6/ 713) (وَلِهَذَا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ: الْإِسْلَامُ دَائِرَةٌ كَبِيرَةٌ وَالْإِيمَانُ دَائِرَةٌ فِي وَسَطِهَا؛ فَإِذَا زَنَى الْعَبْدُ خَرَجَ مِنْ الْإِيمَانِ إلَى الْإِسْلَامِ: كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " {لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ}
قال الظاهري عفا الله عنه: هذا أما ما عداها فقد يكون فيه خطأ يبينها وما هذه النواة درست فيها الجانب العقدي في المحلى و قد يتم دراسة الفصل ففيه أخطاء عقدية قيدتها بدون التعليق عليها ,و من ظفر بزلة في هذا البحيث –بضم الباء- فبينها فأنا شاكر له و رحم الله عبدا بين الأخطاء و نقد النقد البناء بدون شطحات أو تهجمات فهذه أولى المشركات لي أسأل الله أن ييسر غيرها
ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[07 - 05 - 07, 04:44 م]ـ
بموضوع الأسماء والصفات يمكنك محورة الأمر حول مدار إثباته للأسماء والصفات كأعلام مجردة.
وهو جهمي جلد كما نعته غير واحد من المتقدمين والمتأخرين
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[09 - 05 - 07, 05:45 م]ـ
وهناك وقفة للعلماء مع الإمام ابن حزم اسمع هنا (رقم 7و8) http://www.tahhansite.com/pages/E.htm
ـ[حرملة بن عبد الله]ــــــــ[02 - 06 - 07, 03:13 ص]ـ
لا شك أن الرجل اجتهد فأخطأ في مسائل أصلية و فرعية، لكنه ورب الكعبة ليس بجهمي جلد، وبينه وبين الجهمية ما صنع الحداد، فلا نضلله ولا نكفره،ونرجوا له العفو فيما زل فيه،ونميل إليه مع الإمام الذهبي لمحبته في الحديث الصحيح ومعرفته به وتمسكه بالنص إذا ثبت عنده.
وقول من وصفه بالجهم الجلد كابن عبد الهادي أو نحوها كابن تيمية من باب التعنيف حتى لا يغتر بها المغترون لا أنه كجهم بن صفوان لعنه الله.
ـ[عبد الرحمان بن أحمد الظاهري]ــــــــ[02 - 06 - 07, 05:57 م]ـ
جزى الله أخانا حرملة على هذه المشاركة
و هذا ما نقوله في الامام ابن حزم رحمه الله فالاطلاق عليه بأنه جهمي فهذا قول عري عن الصحة فهو رحمه الله يوافق أهل السنة في أغلب المسائل
قال شيخنا الدكتور عبد العزيز بن علي الحربي لما سئل عن ما ردّكم على من زعم أن ابن حزم جهمي جَلْد، وليس بظاهريّ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/342)
قال حفظه الله ''هذه لفظة جائرة قالها ابن عبد الهادي، ولم يكن من الراسخين في العلم، مات – رحمه الله – صغيراً، وإلا فابن حزم يُثبِتُ الأسماء، ولا يقول بخلق القرآن، ويقول بأن الله مستوٍ على عرشه، ولا يقول بالجبر ولا الإرجاء، ولا ينفي القَدَر، ولا يقول بفناء الجنة، ولا يوافق جهم بن صفوان في شيء مما انفرد به، وإنما زلّت قدمه بعد ثبوتها في مسائل الصفات، وافق فيها المعتزلة الذين وافقوا الجهمية، خرج الإمام – رحمه الله – عن تأصيله وموافقته لأهل الحديث في معاني مذهبهم. وعُذر مَن وصفه بهذا الوصف أنّ من بين العلماء من كان يصف من أنكر صفات الله بالتجهّم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:41 م]ـ
الحمد لله وحده ...
الإمام العلامة ..
ابن عبد الهادي ..
ليس من الراسخين في العلم، إذ مات صغيرًا.
تالله إنها لكبيرة، ولا أظنّ عالمًا من أهل السنة، منصفًا يقولها، إلا إن كان يجهل من هو ابن عبد الهادي.
والله قد آذيتمونا.
والحاصل أن هذه الكلمة في حق ابن عبد الهادي يقولها أحد ثلاثة:
جاهل بابن عبد الهادي.
أو جاهل بالعلم.
أو حاقد على شمس من شموس أهل السنّة.
وفي المنقول عن الشيخ (عفا الله عنه وسامحه) بعض مغالطات.
فهو يقول عن ابن حزمٍ: (لا يقول بالجبر ولا الإرجاء).
والحق الفَصل الذي لا يحيد عنه أقلّ مطّلع على كلام ابن حزمٍ أنه يقول ببعض بلاوي وخزايا ومصائب المرجئة.
ولي بحثٌ تعرّضتُ فيه لعقيدة ابن حزم إجمالاً، وعقيدته في الإيمان بشيء من التفصيل، أُدرجُه كاملا إذا رضيتُ عنه.
ومثل قوله عنه: (يثبت الأسماء)!
أيّ عجبٍ تملّكني!
هل يريد الشيخ أن ابن حزمٍ يُثبتُ الأسماء ويفهم لها معنًى، أم يثبت رسمها، ولا يفهم معانيها ولا يُثبتُها لها؟
على كل حال لنترك الإمام ابن عبد الهادي قليلاً، إذ وصفه الشيخ بأنه ليس من الراسخين!
هذا كلام شيخه ابن تيمية في درء التعارض (5/ 249):
(وكذلك أبو محمد بن حزم مع معرفته بالحديث وانتصاره لطريقة داود وأمثاله من نفاة القياس أصحاب الظاهر؛ قد بالغ في نفي الصفات وردها إلى العلم مع أنه لا يثبت علمًا هو صفة، ويزعم أن أسماء الله كالعليم والقدير ونحوهما لا تدل على العلم والقدرة ... ) إلخ.
ولعل الشيخ يوافق على كون ابن تيمية من الراسخين في العلم!
والآن أخبرونا، كيفَ أثبتَ ابن حزمٍ الأسماء؟!!!
ويقول الشيخ عن الإمام العلامة ابن عبد الهادي: (ولم يكن من الراسخين في العلم، مات – رحمه الله – صغيراً).
والله وتالله إنها لإحدى الكبر!
لو قلنا إن ابن عبد الهادي مات 244، وكان قد ولد 204، فقد مات وله أربعون عامًا.
نعم هذه السن صغيرة إلى المعتاد من وفيات كثير من أهل العلم.
ولكنها كثيرة في عمر من يطلب العلم جدًّا ..
فتكفي ليتعلّم ويكون من الراسخين في العلم ..
والأمثلة في السالفين لا تحصر كثرةً يا أهل الخير ..
إنما كانوا يستحبّون من العالم تأخير التصنيف.
ولستُ مكثرًا من الكلام، راجعوا ترجمة الإمام ابن عبد الهادي، واتقوا الله.
ولا تحملنّكم إرادة الدفاع عن ابن حزم الذي يعظّم الفلاسفة والمناطقة حتى إنه ربما نقل المسألة عنهم بالإسناد؛ على ظلم إمام جهبذ من جهابذة أهل السنة.
الإنصاف الإنصاف ..
كما يقول العلامة ابن عبد الهادي في (طبقاته) في ترجمة ابن حزم (3/ 350):
(أطال ابن العربي في الحط على ابن حزم والظاهرية بما فيه نظر، وقد نوقش عليه، والله يحب الإنصاف)
وكان قد صدّر ترجمة ابن حزم (3/ 341) بقوله:
(الإمام العلامة الفقيه الحافظ أحد الأعلام أبو محمد .... )
إلى أن قال: (كان إليه المنتهى في الذكاء والحفظ، والاطلاع على العلوم، وكان أولا شافعيًّا ثم صار ظاهريّا مجتهدًا ... ) اهـ.
أي إنصافهذا؟!
وأما ما قد يُفهم من كلام الشيخ من كون الإمام العلامة ابن عبد الهادي وصفه بالجهمي وأطلق؛ فغير صحيح إلا أن يكون الشيخ لم يقرأ الترجمة ..
فقد قال عنه وعن كتابه الملل والنحل (3/ 350):
(ولكن تبين لي منه أنه جهمي جلد لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل، كالخالق والحق، وسائر الأسماء عنده لا يدل على معنى أصلا؛ كالرحيم والعليم والقدير ونحوها، بل العلم عنده هو القدرة ... ) إلخ كلامه رحمة الله عليه.
فأعقب قوله عن ابن حزم إنه جهمي، بتفصيل كون الجهمية في الصفات.
والعجيب جدًّا أن الشيخ يقول إن ابن حزمٍ وافق المعتزلة، والمعتزلة وافقوا الجهمية!!
والحديث عن إمام جهبذ بحجم ابن عبد الهادي يطول جدًّا، كيف لا ولم نتطّرق قطّ إلى شيءٍ من علوم اللغة عند ابن عبد الهادي، ولا تكلمنا على الحديث عنده، وما أدراك ما الحديث عنده!
لكن لعل فيما سبق كفاية للمقام.
ونقول للشيخ: أيها الفاضل، أنت أليق بما قلتَه، مع كامل احترامنا لك، فعبارتك في حق الإمام ابن عبد الهادي جائرة!
عفا الله عنك.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 06:45 م]ـ
و الامام ابن عبد الهادي لا يبلغ في علمه عشر معشار علم الامام ابن حزم الا أن الحق أكبر منهما فمن تأمل أقوال الامام ابن حزم في الفصل خلص الى ما خلص اليه ابن عبد الهادي فليست عنده أصلا صفة زائدة على الذات كما هو مقتضى قول المعتزلة و ان كان شيخ الاسلام كان اقرب للاحتياط و الانصاف فلم يصفه بالجهمي لما هو معروف من اقوال ابن حزم الأخرى المثبتة لألفاظ الأسماء و الصفات في بقية مؤلفاته فشيخ الاسلام كان أكثر دقة - كعادته - في الاكتفاء بوصف ابن حزم بالاضطراب في اتباثه الفاظا لا معاني تحتها مع موافقته لأهل السنة في الجملة
و الله أعلم بالحال و المآل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/343)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 07:53 م]ـ
الحمد لله وحده ...
واضح أن الإخوة لا يفهمون أو لا يعرفون جهميّة ابن حزم ـ رحمه الله وعفا عنه ـ وخطورتها، فهاهم يتدافعون لقول كلام فارغ لا محلّ له من النظر ولا يدلّ على فهم، (والمعذرة).
الأخ يقول إن شيخ الإسلام كان أكثر دقة لأنه (وصف ابن حزم بالاضطراب في اتباثه الفاظا لا معاني تحتها مع موافقته لأهل السنة في الجملة).
لا أدري من أين فهم الأخ في كلام شيخ الإسلام أنه يوافق أهل السنة في الجملة؟؟
هذه كلمة من لم يقرأ أو لم يفهم ..
ولا أدري ماذا زاد أو نقص ابن عبد الهادي عن مثل مقولة شيخه شيخ الإسلام؟
وكم أحبّ أن يرفع الإخوة عن أنفسهم الجهل بابن عبد الهادي، حتى لا يأتي من لم يقرأ من ترجمته شيئًا ليقول: (ابن عبد الهادي لا يبلغ في علمه عشر معشار علم الامام ابن حزم).
فهذا ورب الكعبة قول من لم يقرأ، أو قرأ ولم يفهم.
- ابن حزم كان يعظّم الفلاسفة والمناطقة، وينقل بالإسناد عنهم، وكانت له أخطاء كما أقر الإخوة في (الأصول والفروع).
- وله في أصول الدين أقوال شنيعة.
- وله في الفروع أقوال عجيبة غريبة أوهى من الواهي نتيجة إنكاره القياس الجلي وغير ذلك.
- وابن حزم يوافق الجهمية في بعض أصولهم كما ذكر شيخ الإسلام (الأكثر دقة!).
- وليس لابن حزم خبرة بمعاني المتون مثلما كان لأئمة السنّة حتى وإن كان يدري المتون (كما قال شيخ الإسلام الأكثر دقة!).
- ابن حزم يسلك في العقليات مسلك الاجتهاد فيغلط (كما قال شيخ الإسلام الأكثر دقة!)
ومع ذلك فهو إمام من أذكياء المسلمين. ولكن لا تظلموا ابن حزم فتقارنوه بإمام بحجم العلامة الإمام ابن عبد الهادي.
فابن عبد الهادي بحر سيال من أذكياء المسلمين، لم يُحفظ عنه مثل ما حفظ عن ابن حزم من خلل وغلط في الأصول ولا الفروع، ولا عشر معشار ما حفظ عن ابن حزم.
وأجمع من ترجم له على كمال صفته وعجيب أمره، وذكروا في مدحه أفخم العبارات وأحسن الكلمات، وحكوا من شأنه أعجب الحكايات!
ولعلنا إن شاء الله نفرد للعلامة ابن عبد الهادي موضوعًا نذكر فيه ما قيل في ترجمته، من باب تعريف الإخوة بفضله.
فاليوم ابن عبدالهادي، ولا ندري من يأتي عليه الدور غدًا فينزله الإخوة عن منزلته، وإلى الله المشتكى.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 10:45 م]ـ
----
ـ[صخر]ــــــــ[05 - 06 - 07, 07:27 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[09 - 06 - 07, 10:19 م]ـ
سلمت يداك يالأزهري السلفي على ذبك عن إمام من أئمة السنة.
ولكن الواضح أن الإخوة لا يعرفون شيء عن بن عبد الهادي إلا أنه مات صغيراً , فلعلكم تطلعون على الصارم المنكي , وتنقيح التحقيق لتعرفوا قدر هذا العلم.
ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[16 - 06 - 07, 06:37 ص]ـ
سبحان الله
من طار بنقلي فى ابن حزم أنه جهمي جلد
إما أنه لا دراية له بالجهمية
وإما أنه لا يعرف ابن حزم رحمه الله
والأقرب
أنه ما يعلم شئ هو ينقل عن من لا يعلم أيضاً
وصل الأمر للتشنيع على ابن عبد الهادي
إنا لله
ـ[سامح رضا]ــــــــ[21 - 10 - 09, 04:38 م]ـ
التعليق على وصف ابن حزم بالجهمي ..
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فهذه تعليقة على مسألة وصف ابن حزم بالجهمي باختصار، وفيها أصل المسألة التي يجب أن يلتزمها كل متكلم في الشريعة وفي الفرق والملل والنحل.
فأقول وبالله تعالى التوفيق: وصف الرجل والعالم بأنه من فرقة ما أو على مذهب ما يجب أن يكون لعمله بأصول تلك الفرقة وذلك المذهب، فإن كان عاملاً بأصولهم: كان منهم، وإن كان مخالفاً لأصولهم: فليس منهم، لكن قد تحصل موافقة من الرجل لقول غيره وإن اختلفت الأصول، وهذا أمر لا ينبغي التنازع فيه.
وقد نقل أهل العلم موافقة ابن تيمية لقول حكي عن الجهمية في فناء النار، فهل نصف ابن تيمية بأنه جهمي لأجل هذه الموافقة؟ فالإنصاف يوجب علينا أن نقول: ليست كل موافقة توجب وصف القائل بوصف من وافقه، فيجب التفريق في هذا حتى لا يخطأ الناظر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/344)
ومسألتنا الآن عن ابن حزم: فإن وصف ابن حزم بأنه جهمي فإننا ننظر: هل لأنه عامل بأصولهم؟ فإن كان عاملاً بها فيحق للواصف أن يصفه بهذا الوصف.
إلا أن هذا الوصف لا يصح؛ لأن ابن حزم أبطل أصول الجهمية وأول من شن الغارة عليهم، وأبطل العقل الذي يحتجون به، وقرر كون خبر الآحاد حجة توجب العلم والعمل، فهو يهدم أصول الجهمية جملة.
فإن قيل: وافق ابن حزم قول الجهمية في مسألة الصفات، فلا بد حينها من النظر إلى قول الجهمية لمعرفته ومعرفة قول ابن حزم لتتضح الموافقة.
فإن رجعنا إلى قول ابن حزم فنجده ينكر اطلاقنا (الصفة) على اسم من أسماء الله تعالى، لأن النص لم يأت به بحسب ما توصل إليه، فذكروا له بعض النصوص وليس فيها هذا اللفظ، إلا الحديث المذكور، وهو صحيح عند الجمهور، وضعيف عند ابن حزم لراوي فيه، والعبرة حينها إقامة الحجة على عدالة الراوي وثقته وعدمها، وهذا بحث آخر.
لكن ابن حزم لم يجد هذا اللفظ، وقال: هذا لفظ لم يرد بالنص، فلا يجوز إطلاقه على الله تعالى ولا على أسمائه، وليس لأنه يقتضي التعدد ولا غيره كما يقول الجهمية الذي عطلوا الصفات لا مجرد اللفظ.
لذلك لو قيل: من قال نثبت لله ما أثبته، وننفي ما نفاه، ولا نعطل، ولا ننفي، ولا نتأول، ولا نقول بمجاز بما نسب لله تعالى فهل هو مخطئ؟ أو مبتدع؟ أو ضال؟
فالجواب من المنصف: أنه غير مخطئ، ولا مبتدع، ولا ضال.
فمذهب التعطيل والتأويل والقول بالمجازات الذي يقول به الجهمية ليس بقول ابن حزم، وليس قولهم هو نفسه قول ابن حزم.
فلا يصح أن ننسبه إليهم، فكما نفينا أن يكون ابن تيمية منهم رغم أن قولهم بنفاء النار موافق لقوله في ذلك؛ لأنه مبطل لأصولهم فلا يكون يوماً منهم، فكذلك حين نذكر ابن حزم بلا فرق، وإلا وقعنا في التحكم.
فالعبرة بالأخذ بأصول الفرقة أو المذهب، بحيث تكون هذه الأصول والأخذ بها هو الذي خصهم بهذا الاسم الذي عرفوا به، وإلا فإن الجهمية يوافقون أهل الإسلام كلهم في مسائل كثيرة، كالشهادتين وغيرها، فليست العبرة بالموافقة كما وقع من ابن تيمية رحمه الله، أو ما نظن أنه موافقة كما حكي عن ابن حزم خطأ.
فإن أنت حررت هذه المسألة زال الشك وبطلت الشبهة هذه وأمثالها، وهذا ما على طالب العلم تحريره في مثل هذه المسائل، والحمد لله رب العالمين.
منقول
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[01 - 02 - 10, 10:05 م]ـ
فهو يقول عن ابن حزمٍ: (لا يقول بالجبر ولا الإرجاء).
والحق الفَصل الذي لا يحيد عنه أقلّ مطّلع على كلام ابن حزمٍ أنه يقول ببعض بلاوي وخزايا ومصائب المرجئة.
ولي بحثٌ تعرّضتُ فيه لعقيدة ابن حزم إجمالاً، وعقيدته في الإيمان بشيء من التفصيل، أُدرجُه كاملا إذا رضيتُ عنه. [/ COLOR]
- لعل في هذا ما يفيد:
- مسألة ترك جنس العمل / عبد الحق التركماني.
- قال في (ص4 - 5):
(قال عبد الحق التركماني عفا الله عنه: هذا الحديث هو حجة أبو محمد رحمه الله على ما ذهب إليه من أنَّ من ترك العمَل لا يكفر، وَأنَّ الشفاعَة تدركه، وإن لم يعمل خيرا قطُّ، لأنَّ الشفاعة لا تكون في من كفر كفرا أكبر.
ولمَّا كانت هذه المسألة من المسائل المهمة التي خالف فيها أبو محمد مذهب السلف وأئمة السنة؛ اقتضى ذلك تفصيل القول فيها ببيان وجوه بطلان ما ذهب إليه، فأقول مستعينا بالله وحده: .... )
- حمل البحث:
http://www.turkmani.com/uploads/6ac83358b922cc754e890580441fceb4.pdf
انظر الموقع: http://www.turkmani.com/com_studies(40/345)
ياأهل السنه هذه جزء من إفتراءات الصوفيه على شيخ الاسلام ابن تيميه
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 07:34 م]ـ
حرره المشرف
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 12:28 ص]ـ
الصوفية أكذب خلق الله بعد الرافضة وأكاذيبهم على هادم أصنامهم الشيخ ابن تيمية الله يرحمه لا حصر لها
وراجع سياق أقوال ابن تيمية المذكورة وقارن بين سياقها وبين المراد منها وستعلم أنهم أكذب الخلق قاموا بتحريف سياق الإمام أو بتحريف معنى كلامه.
وأول مثال خاص بالفراسة في مشاركتك السابقة يدل على هذا.
فالفراسة علم مشهور عند العرب يقوم أصلا على مشاهدات الأحوال والمعرفة بطبائع الناس وأخبارهم وأحوالهم والتفرُّس فيما ينتج عن هذه الأحوال.
وهذا كله شيء مخالف تماما لقول البوصيري الصوفي الذي جعل علم اللوح والقلم من علوم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فابن تيمية أو غيره من أصحاب الفراسات جعلنا الله منهم يبنون فراساتهم على مشاهدات ومتابعات دقيقة وبصر نافذ في أحوال الناس وأمورهم
ولم يقل أحد منهم أن علم اللوح والقلم جزء من علومهم.
أما الصوفي البوصيري وغيره من الصوفية فيجعلون علم اللوح والقلم جزء من علوم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
فجعلوا علم اللوح والقلم الذي لا يعلمه سوى الله عز وجل بعض علوم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهذا فساد عظيم لا يخفى على أحد.
أما قول ابن تيمية: كتب الله في اللوح المحفوظ كذا وكذا فهو ثقة ويقين في الله عز وجل بأنه سيحقق ما قاله وتفرَّس به بناء على مشاهدات يقينة قامت عنده.
عندنا الأدب الرمزي القائم على الإشارة والرمزية إذا ما خاطبت بعضهم به يقول لك: أسلوب فلان القائم على الرمزية لا يخفى عليَّ لأنني قرأت له كل كتبه ودرسته حق الدراسة.
وكلما قويت متابعة الرجل لشيء قوي علمه وفراسته فيه حتى كأنه يعرفه تمام المعرفة
وهذا في الحقيقة ما تقوم عليه الفراسة وليست ادعاء للغيب ولا يحزنون كما يدعي الصوفية
وعندنا حديث (رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره) فما المانع أن يبر الله كلام أوليائه كابن تيمية وغيره ويحققه لهم؟
ألم يقسم الصحابي بأن لا تُكسر سِنة الربيع وأبر الله قسمه؟
لكن الصوفية لجهلهم يظنون أن كرامات الأولياء لمجاذيبهم المخمورين الحشاشين الكذبة الفجرة كالذي ينكح الحمير في الشارع والذي ينكح المردان والذي يبول على الناس علانية بحجة الكرامة.
وإذا حاولت أن تبين لهم الحق قالوا لك: إنت عدو الدين وعدو الأولياء وعدو فلان وعلان
آمنا بالله بس لو فيه أولياء عندكم كان ماشي
لكن واحد ينكح حمارة في الشارع وتقولوا لي: هذا ولي
دا ولية مش ولي
وربنا يشفي
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 07:07 ص]ـ
الاخ الكريم شتا العربي.
جزاك الله خيرا واحسن اليك.
صدقت والله فان معظم ماهو مثبت هنا من اباطيلهم هو فهم منكوس كعقولهم وتحريف واضح وتلفيق على شيخ الاسلام رحمه الله.
وان قسم مما اوردوه كما نقلته هنا يدل كلام الشيخ بعد الرجوع الى ماقبله ومابعده من كلام الى ان المراد منه هو خلاف ماارادوه هم.
ولكنني ارجوا ان ترجع الى كلام الشيخ وان تجمع لنا الادله بخصوص مسائل:-
1. خروج صاحب القبر من قبره وسماع الاحياء لعذابه لاسيما وان الزنداني وحامد العلي وقسم آخر من العلماء يوردون الكلام بصيغة التقرير والموافقه ويستشهدون بكلام ابن تيميه رحمه الله.
2. قضية الاقطاب والاوتاد والابدال وبقية المسائل كالعشق للذات الالهيه وتصرفات الاولياء.
3. هم يقولون ان كلام ابن القيم الوارد في بداية مانسبوه والمثبت في اعلاه للشيخ ابن تيميه في المدارج والحمد لله هذا من باطلهم لعدم وجوده هناك ولكن أليس مثل هذا الكلام مثبت في كتاب ((الفروسيه))؟؟
4. ماصحة نسبة كتاب الروح للامام ابن القيم لاسيما وان قسم من أهل العلم شكك في نسبته اليه؟؟؟؟؟؟.
5. كيف يتسنى لنا فهم كرامات شيخ الاسلام ابن تيميه التي وردت في الاعلام العليه للحافظ البزار ولاسيما وانها قد صيغت باسلوب قريب من اسلوب الكلام عن الكرامه الصوفيه؟؟؟.
ثم اين نجد ترجمه وافيه للحافظ عمر بن علي البزار.
6. وكذلك ((للشيخ الإمام جمال الدين عبدالصمد بن ابراهيم بن الخليل بن ابراهيم بن الخليل الحنبلي يرثي شيخ الإسلام والمسلمين أبا العباس أحمد ابن تيمية قدس الله روحه وعدتها ثمانية وأربعون بيتا)) وفيها مايتصور انها استغاثة بابن تيميه بعد موته بالرغم من ان الذي يرجع الى القصيدة بكاملها لايمكن ان يتوهم او يقع في مثل هذا اللبس اللهم الا في عقول الصوفيه وافهامهم التي باض فيها الشيطان وفرخ.
7. وكذلك ((القصيده التي من نظم الشيخ عبدالله بن خضر بن عبدالرحمن الرومي الاصل الدمشقي الحريري في رثاء شيخ الاسلام والتي اوردها ابن عبدالهادي في كتابه العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية)).
والذي توهموا فيه ان الكلام مماثل اطلاقا لما يفعلوه مع مشايخهم.
ارجوا التوضيح لما اثبته وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/346)
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[03 - 05 - 07, 07:55 ص]ـ
أشم رائحة تقرير عجيب ـ أرجو أن أكون مخطئاً ــ
أرجو التأمل!!!!!!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 04:38 م]ـ
أشم رائحة تقرير عجيب ـ أرجو أن أكون مخطئاً ــ
أرجو التأمل!!!!!! بل أنت صادق راشدٌ بارٌّ فيما شممته أيها الفاضل.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 05:05 م]ـ
ولكنني ارجوا ان ترجع الى كلام الشيخ وان تجمع لنا الادله بخصوص مسائل:-
1. خروج صاحب القبر من قبره وسماع الاحياء لعذابه لاسيما وان الزنداني وحامد العلي وقسم آخر من العلماء يوردون الكلام بصيغة التقرير والموافقه ويستشهدون بكلام ابن تيميه رحمه الله.
أين قال ابن تيمية هذا الكلام؟
هاتِ لنا النص من كلام ابن تيمية على أن الميت يخرج من قبره مرة أخرى قبل يوم القيامة.
وبعدها نتكلم.
وكذلك هاتِ لنا الأدلة من كلام الشيخ ابن تيمية الله يرحمه على كل ما ذكرتَه على أن تذكر السياق كاملا.
وبعدها نتكلم إن شاء الله.
أما بخصوص موضوع الفراسة فقد سبق وقلت لك: الحكم المبني على مشاهدات ومتابعات وملاحظات دقيقة للأمور يختلف عن الجزم بأن علم اللوح والقلم جزء من علم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما تكذب الصوفية على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فتدعي هذا.
مثال يوضح الصورة: يجزم لك عشرات الناس بأن الفريق الفلاني لكرة القدم سينهزم اليوم لو لعب أمام الفريق العلاني.
والسر في هذا في نظرهم تغيير اللاعب الفلاني باللاعب العلاني وهذا يحسن الدفاع ولا يحسن الهجوم وذاك يستطيع اقتناص الفرص وتسجيل الأهداف والثاني لا يقدر على مثل هذا بل كأنه لسوء تصرفه يلعب مع الفريق الثاني.
وغالبًا ما تأتي الأمور مثلما جزم به هؤلاء المحللون لسير المبارة قبل أن تبدأ.
فهل علم هؤلاء ما في اللوح المحفوظ كما تكذب الصوفية؟
بالطبع لا
لأن كلامهم مبني على تحليلات ومشاهدات ومعطيات وفروض نظرية أمامهم أدت إلى نتائج عادة ما تقع عند توفر هذه المعطيات.
هذا كل ما في المسألة.
ولم يقل نقاد الرياضة في الخليج أو المغرب العربي أو مصر أو سائر الدول العربية أو حتى الدول الأوروبية أو غيرها كل هؤلاء لم يقل فيهم أحد ولا قال عنه أحد أنه يعلم المكتوب في اللوح المحفوظ.
فهذا كله شيء وادعاء أن اللوح المحفوظ جزء من علوم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعني هو الذي كتبه أو علمه أو أنه يشارك الله عز وجل في المعرفة بما هو كان وسيكون.
فهذا كله من أكذب الكذب على الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فكلام ابن القيم عن فراسة الشيخ ابن تيمية الله يرحمهم كلهم ينصرف إلى المعنى الأول الذي ذكرتُه لك.
أما الثاني فهو ادعاء علم الغيب وهذا من أكاذيب الصوفية وابنتهم الكبرى الرافضة.
الصوفية ادعت أن النبي يعلم الغيب كما ادعت أن أولياء الصوفية ناكحي الحمير في الشارع كما يروون هم عن أوليائهم ويعتبرون نكاح الحمير كرامات (ربنا يشفي).
فيدعون لأوليائهم (ناكحي الحمير هؤلاء) أنهم يعلمون الغيب أيضا.
وكذلك الروافض يدعون هذا أيضا لأئمتهم.
أما قولك: 3. هم يقولون ان كلام ابن القيم الوارد في بداية مانسبوه والمثبت في اعلاه للشيخ ابن تيميه في المدارج والحمد لله هذا من باطلهم لعدم وجوده هناك ولكن أليس مثل هذا الكلام مثبت في كتاب ((الفروسيه))؟؟ فهذه محاولة رخيصة من الذي تنقل عنه هذا الكلام.
فأنا لم يسبق لي أن تكلمت عن وجود كلام ابن القيم في المدارج أو عدم وجوده بل لو قال البعض أنني مررت عليه كالمقر له لم يبعد عن الصواب.
لكن له معنى آخر غير ما تكذب به الصوفية وقد وضحتُه في كلامي هنا وفيما سبق أيضا.
فكيف نقلت الكلام أول مرة من المدارج ثم جزمت في المرة الثانية أنه غير موجود في المدارج؟ ثم تحيل على كتاب (الفروسية) يعني لابن القيم؟
فهل كنت تعلم أول مرة أنه لا يوجد في المدارج؟
أم أنه هناك في المدارج لكنك تكذب أنت أو من يكتب وتنقل عنه حين جزمتَ أنت أو هو في المرة الثانية بأنه غير موجود في المدارج؟ مع أنك أنت نفسك أو هو نقلتماه في المرة الأولى؟
وما معنى الإحالة على كتاب (الفروسية)؟
هل تنقلان الكلام وتحيلان أية إحالات والسلام؟ أم أنك تحاول أن تقرر الخصم بوجود الكلام حتى تكون المعركة حول وجود الكلام وعدمه لا حول فهم معناه وكذب الصوفية في تحريف معناه؟
فهي محاولة رخيصة ودنيئة منك أو ممن كتب لك وتنقل أنت عنه وهي تفضح كذبك وتدليسك أنت أو من يكتب لك أو تنقل عنه.
والظاهر أنك من الأردن أو من مصر أو من السودان أو من اليمن فالصوفية في هذه الأماكن خاصة من أفجر الخلق وما أظنك عراقيا كما سميت نفسك إلا إن كنت من أعوان (سستو) تبقى دي مسألة أطم.
خلاصة الكلام هنا محاولة دنيئة ورخيصة تجري في هذه الصفحة لتشويه واحد من مشايخ الإسلام.
فهات الأدلة من كلامه على ما كذبتموه عليه من قوله بخروج الميت من قبره قبل يوم القيامة.
أو اعتذر عن الكذب على واحد من مشايخ الإسلام أولا.
وبعدها نتابع الكلام إن شاء الله.
ملاحظة إشارتك في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=579457#post579457
مشاركة 57
أنك نشأت في بيئة صوفية كما يفهم من كلامك هناك هو الذي جعلني أتوقع أنك تنقل هذه الأكاذيب عن غيرك من الصوفية.
وأتمنى أن لا يكون في الأمر ما هو زيادة على مجرد النقل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/347)
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 07:25 م]ـ
أخي شتا العربي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1. أنا بحمد الله على كل حال من العراق من غربه , حتى سنة 1989 لم أكن اعرف عن العقيدة شيئا وكنا نعيش في ضياع العلمانيه والعصبيه القبليه الجاهلية من جهه , وبخزعبلات واباطيل الصوفيه الرفاعيه البطائحيه والقادريه وغيرها من عقائد أهل الوحدة والوجود من جهة أخرى الى ان هداني الله تعالى بمنه وكرمه وفضله لعقيدة أهل السنة والجماعه في الجامعه عندما كنت ادرس في بغداد وانا تخصصي علمي وليس شرعي اي انني لم ادرس العلوم الشرعيه بشكل منهجي في الجامعات وانما على ايدي الاخوة الدعاة وقسم من اهل العلم.
وكانت هدايتي على كتاب شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله التوحيد وفتح المجيد وفي العبادات والابتعاد عن التعصب المذهبي على كتاب ((صفة صلاة النبي لشيخنا الالباني رحمه الله)).
2. إن الذي دفعني للاستنجاد بكم هو لعلي اجد اجوبة مختصرة ودقيقه لما حباكم الله به من العلم ولانني اجد تاصيلا شرعيا منضبطا في الكتاب والسنه وخشية ان ادخل معهم في نقاش عقيم يتصوره الجاهل وقليل العلم هزيمة او يصل الى درجة المراء والقول على الله بلا علم لان هذه الامور قد نتجت بسبب نقاش حاد بينا وبين الصوفية في احد المنتديات وبعدما هتكنا بفضل الله استارهم طرحت علينا هذه الامور فيما يخص شيخ الاسلام ابن تيميه وتناصحنا انا وبعض الاخوة السلفيين ان نتريث بالموضوع بعدما رجعت الى بعض الروابط التي ذكروها ومنها ((من أسرار الحب والمحبوب
سئل عن رجل يحب رجلا عالما فإذا التقيا ثم افترقا حصل لذلك الرجل شبه الغشي من أجل الافتراق وإذا كان الرجل العالم مشغولا بحيث لا يلتفت إليه لم يحصل له هذا الحال فهل هذا من الرجل المحب أم هو تأثير الرجل العالم ..
فأجاب:
الحمد لله، سببه من هذا ومن هذا، مثل الماء إذا شربه العطشان حصل له لذة وطيب وسببها عطشه وبرد الماء، وكذلك النار إذا وقعت فى القطن سببه منها ومن القطن، والعالم المقبل على الطالب يحصل له لذة وطيب وسرور بسبب إقبال هذا (أي الطالب) وتوجهه (أي العالم) وهذا حال المحب مع المحبوب.
المرجع: مجموع الفتاوى 11/ 394
http://arabic.islamicweb
)).
فوجد شيخ الاسلام في الصفحات الذي قبل هذا النقل يتكلم عن اقوال الصوفيه في الولايه وخاتم الاولياء وان هذا الكلام قد جاء عرضيا ولايدل على المقصود.
ومن ثم قضيه علم الغيب التي نسبوها الى الامام ابن القيم في المدارج غير موجوده وقمت بالرد عليها وطلبت منهم ان ياتوننا بالدليل بعدما نقلت الكلام الذي قبلها والذي بعدها وبالصفحه وبحمد الله.
ولكن المأخذ الذي اخذه الاخوة علي ان الكلام الذي انقله طويلا وقد يضيع الحق في ثنايا النقل.
4. اما نقلهم لقصائد من كتاب الشيخ ابن عبدالهادي فالحمد لله نقلت القصيدتين واثبت بما لايقبل الشك انهم بتروا منها كلاما لايدل على المقصود واوردت القصيدتين بكاملهما.
5. بخصوص عذاب القبر وان صاحب القبر قد يخرج من قبره.
فقد اخبرني احد الاخوه الذي شارك معي بالرد بان مثل هذا الكلام موجود في كتاب الروح للامام ابن القيم رحمه الله وان الشيخ الزنداني قد ذهب الى مثل هذا القول علما انني لست من انصار الشيخ الزنداني في كل مايقول لان خطي هو خط اهل السنه ابن باز وابن العثيمين والالباني رحمهم الله وطيب الله ثراهم.
واثنا بحثي في النت وجدت كلاما للشيخ حامد العلي هذا نصه ((السؤال:
فضيلةالشيخ: انتشر على شبكة الإنترنت فلم وصور وقد زعم أنها لشاب أخرج من قبره بعد موته وعليه آثار عذاب القبر وقد أرفقت الصور والفلم والصورعلى هذه الروابط:
لتحميل/
http://altaeb.net/Frshy_eTurab.swf
http://altaeb.net/3.jpg
http://altaeb.net/2.jpg
الرجاء إفادتنا عن صحة هذا، وعن إمكانه وقوعه شرعا أحسن الله إليكم
**************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/348)
لاريب أنه لايمكننا الجزم بصدق هذه الحكاية، فقد تكون الصور مركّبة، أو لهذا التشوّه الذي يبدو في الصورة،سبب آخر غير عذاب القبر، غير أنه بغض النظر عن صحة هذه الدعوى، فقد تنقل أحيانا روايات تحكي مشاهدات عن بعض ما يجري في عالم البرزخ من عذاب القبور أو نعيمها، كما انتشر سابقا، على شبكة الإنترنت، أنّ حفّارا روسيا يعمل في منجم، قد سمع عذاب الموتى، ما ظنّه الجحيم، ثم سجّله، وقد عُرض على قناة أمريكية في (شيكاغو)، مستدلا به الواعظ النصراني، على أن ذلك الشخص في سيبريا، انفتح له ثقب إلى الجحيم، فسمع أصوات المعذّبين!
نقول: بغض النظر عن صحة ذلك كلّه أو كذبه،فإنّ العلماء قد ذكروا إمكان رؤية، أو سماع بعض ما في البرزخ من عذاب أو نعيم.
وننقل في الجواب على سؤال السائل: هل تمكن رؤية أو سماع عذاب القبر؟ كلام أهل العلم، فمن ذلك:
ما ذكره شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله:
قال: (كان هذا مما يعتبر به الميت في قبره، فإن روحه تقعد، وتجلس، وتسأل،وتنعم، وتعذّب، وتصيح، وذلك متصل ببدنه، مع كونه مضطجعا في قبره، وقد يقوى الأمر حتى يظهر ذلك في بدنه، وقد يرى خارجا من قبره، والعذاب عليه، وملائكة العذاب موكلة به، فيتحرك ببدنه، ويمشى، ويخرج من قبره، وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم، وقد شوهد من يخرج من قبره وهو معذب، ومن يقعد بدنه أيضا إذا قوى الأمر، لكن هذا ليس لازما في حق كل ميّت، كما أنّ قعود بدن النائم لما يراه ليس لازما لكل نائم، بل هو بحسب قوة الأمور) مجموع الفتاوى 5/ 526
وقال ابن القيم في كتاب الروح: (قلت: وحدثنى صاحبنا أبو عبد الله محمد بن مساب السلامى، وكان من خيار عباد الله، وكان يتحرّى الصدق، قال: جاء رجل إلى سوق الحدّادين ببغداد، فباع مسامير صغار المسمار برأسين، فأخذها الحداد، وجعل يحمى عليها، فلا تلين معه، حتى عجز عن ضربها، فطلب البائع، فوجده، فقال: من أين لك هذه المسامير؟ فقال: لقيتها فلم يزل به، حتى أخبره، أنه وجد قبرا مفتوحا، وفيه عظام ميت، منظومة بهذه المسامير، قال فعالجتها على أن أخرجها، فلم أقدر، فأخذت حجرا فكسرت عظامه، وجمعتها، قال وأنا رأيت تلك المسامير، قلت له فكيف صفتها قال المسمار صغير برأسين) 1/ 69
وذكر ابن القيم في كتاب الروح أيضا: (وقال ابن أبى الدنيا، حدثنى عبد المؤمن بن عبد الله بن عيسى القيسى، أنه قيل لنباش قد تاب: ما أعجب ما رأيت؟ قال نبشت رجلا فإذا هو مسمر بالمسامير في سائر جسده / ومسمار كبير في رأسه، وآخر في رجليه،قال وقيل لنباش آخر: ما أعجب ما رأيت؟ قال: رأيت جمجمة انسان مصبوب فيهارصاص،قال وقيل لنباش آخر: ما كان سبب توبتك قال عامة من كنت أنبش كنت أراه محول الوجه عن القبلة) 1/ 69
وقال أيضا: (وقدرة الرب تعالى أوسع، وأعجب من ذلك، وقد أرانا الله من آيات قدرته في هذه الدار، ما هو أعجب من ذلك بكثير، ولكن النفوس مولعة بالتكذيب، بما لم تحط به علما إلا من وفقه الله وعصمه.
فيفرش للكافر لوحان من نار فيشتعل عليه قبره بهما كما يشتعل التنور، فإذا شاء الله سبحانه أن يطلع على ذلك بعض عبيده، أطلعه وغيّبه عن غيره، إذ لو طلع العباد كلهم لزالت حكمة التكليف، والإيمان بالغيب، ولما تدافن الناس، كما في الصحيحين عنه (لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع).
ولما كانت هذه الحكمة منفيّة في حق البهائم سمعت ذلك وأدركته كما حادت برسول الله بغلته وكادت تلقيه لما مر بمن يعذب في قبره.
وحدثنى صاحبنا أبو عبد الله محمد بن الرزيز الحرانى، أنه خرج من داره بعد العصر بآمد إلى بستان، قال: فلما كان قبل غروب الشمس، توسطت القبور، فإذا بقبر منها وهو جمرة نار مثل كوز الزجاج، والميت في وسطه، فجعلت أمسح عينى، وأقول: أنائم أنا؟!، أم يقظان! ثم التفت إلى سور المدينة، وقلت: والله ما أنا بنائم! ثم ذهبت إلى أهلى، وأنا مدهوش، فأتونى بطعام فلم استطع أن آكل، ثم دخلت البلد فسألت عن صاحب القبر فإذا به مكّاس (يجبي الضرائب) قد توفيّ ذلك اليوم) قال ابن القيم فرؤية هذه النار في القبر كرؤية الملائكة والجن، تقع أحيانا لمن شاء الله أن يريه ذلك) 1/ 67
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/349)
ومما يدل على ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم أيضا رحمهمها، هذا الأثر:
عن العوام بن حوشب ـ إمام محدث حدث عن إبراهيم النخعي ومجاهد تلميذ بن عباس رضي الله عنها ـ قال (نزلت مرة حيا، وإلى جانب الحي مقبرة، فلما كان بعد العصر انشق فيها القبر، فخرج رجل رأسه، رأس الحمار، وجسده جسد إنسان، فنهق ثلاث نهقات، ثم انطبق عليه القبر، فإذا عجوز تغزل شعرا أو صوفا، فقالت امرأة: ترى تلك العجوز؟ قلت: ما لها؟ قالت: تلك أم هذا. قلت: وما كان قصته؟ كان يشرب الخمر، فإذا راح تقول له أمه: يا بني اتق الله إلى متى تشرب هذه الخمر؟! فيقول لها: إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار! قالت: فمات بعد العصر. قالت: فهو ينشق عنه القبر بعد العصر، كل يوم فينهق ثلاث نهقات، ثم ينطبق عليه القبر) رواه الاصبهاني وغيره،
وقال الاصبهاني: حدث به أبو العباس الأصم إملاء بنيسابور، بمشهد من الحفاظ فلم ينكروه. صحيح الترغيب والترهيب للعلامة الألباني 2/ 665
ونسأل الله تعالى أن يعيذنا وإياكم من عذاب القبر، وعذاب جهنّم، وفتنة المحياوالممات، وشر فتنة المسيح الدجال آمين
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
http://www.h-alali.net/f_open.php?id=0cb9076a-dc3b-1029-a62a-0010dc91cf69
)) .
6. وكما قلت لكم ان لدي من علم اهل السنة بفضل الله الشيء الكثير لكنني لست من المتخصصين بفن مناظرة اهل البدع والرد عليهم وقد اتجاوز الحد واكون قد افسدت من حيث انني اريد الاصلاح.
7. والاصل عند أهل السنة والجماعة كما تعلمون اخواني ((هو حسن الظن بالمسلم مالم يظهر منه خلافه)) فاطمأنوا أخواني أسأل الله تعالى ان يثبتني على منهج اهل السنة والجماعة من سلف هذه الامة وادعوكم ان تسألوا الله لي ولاخواني السلفيين في العراق التثبيت وهم يقارعون شرور اهل الكفر والبدع والانحرافات وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 07:57 م]ـ
أخي شتا العربي.
اليك الروابط التاليه التي اثيرت فيها المواضيع وانظر دفاع اخوانكم االسلفيين عن عقيدتهم وعلمائهم ولكن النقاش قد اخذ منحى آخر ربما لايخدم منهج اهل السنه.
http://www.alhanein.com/vb/forumdisplay.php?f=6
http://www.alhanein.com/vb/forumdisplay.php?f=18
وهذا الكلام اخي يطرح في شبكه تنقل اخبار المجاهدين.
فانظر خطرهم الداهم واتمنى ان تقيموا هذه الافعال التي ارادوا من خلالها ضرب عقيدتنا في مقتل.
واتمنى ان لاتحكموا علينا سلفا وتتهمونا بالكذب والبهتان فاننا نتقطع حسرة والما ونحن نرى افراخ الروافض الصوفيه ومن قبلهم الروافض يطلوا علينا مرة اخرى وهم اليوم يستبيحون دماءنا واموالنا واعراضنا ويخربون مساجدنا وبيوتنا بعدما كانوا يعملون وكلاء امن ايام النظام السابق ضد اهل السنة والجماعه او مايسمونهم ((الوهابيه)).
ولاتجمعوا علينا اذيتنا من اهل البدع والكفر وكلامكم القاسي لانه كما يقال ((وظلم ذوي القربى اشد مضاضة)).
فلاتظلمونا ولاتقذفونا بما ليس فينا يااخوتنا في العقيدة والمنهج بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 08:17 م]ـ
واما العراق ايها الاخ الفاضل فهو بالنسبة للصوفية والروافض كالفاتيكان بالنسبة للنصارى.
وهو مع ايران أصل كل بدعة ومحنة اصابت امة الاسلام فمنه خرجت بدعة الخوارج واليه اليوم رجعت ومنه خرجت بدعة الرفض والتصوف والتجهم وفيه باض المعتزلة وفرخوا وايضا القدرية والاشاعره والكراميه ولاننسى الشيوعية والبعثيه وهذا مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم ((الشر من هاهنا واشار الى جهة المشرق)).
ويمكن الرجوع الى هذه الحقيقة في كتاب ((غاية الاماني في الرد على النبهاني للشيخ محمود شكري الآلوسي رحمه الله)).
فالعراق اصل كل محنة ورزيه ويكفيه اليوم ماجر على الامة من ويلات ومصائب فلاتخف أنا من العراق وعندنا فاتيكان الروافض وافراخهم الصوفية الضآلين.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 03:54 ص]ـ
لكن كان عليك أن تضع شبهة شبهة لا أن تنقل كل تخاريفهم مرة واحدة كأنها تقرير مدبّر بليل.
خاصة كلامك في مشاركتك الثانية يثير الدهشة فعلا ويجعل أي إنسان يرى مشاركاتك في هذا الرابط يسيء الظن بك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/350)
ولهذا فقد تمنيت أن تكون نقلت عنهم لا أن يكون الكلام لك.
وها أنت قد صرحت بأنك إنما تنقل ما ذكروه.
شكرا للتوضيح.
وهذا الكلام عليه أكثر من جواب.
لكن في عجالة الآن يمكن أن نجيب جواب عام وهو أن المصدر الوحيد للمسلمين هو الكتاب والسنة فهما مصدر الدين وعليهما يقوم الإجماع والقياس وسائر الأصول والقواعد التي تفرعت عن الكتاب والسنة.
فلا عبرة بإجماع الدنيا كلها على خلاف الكتاب والسنة مثلا.
المهم أن المصدر هو الكتاب والسنة وقد نزلا بلغة العرب وعلى قوم عرب فلزم أي إنسان أكاديمي يريد أن يفهمهما حق الفهم أن يعود للعرب الذين عاصروا عصر النزول وهم الصحابة وأن يعود للغة العرب ليفهم الكتاب والسنة.
ومن ناحية أخرى لا يوجد معصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكل أحد يؤخذ من قوله ويُرد سوى النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد عن الإمام مالك رحمه الله.
فسواء أصاب ابن تيمية في كلامه أو أخطأ فالأصل أن نرجع للكتاب والسنة ونتحاكم إليهما ونحاكم كل كلام إليهما سواء كلام ابن تيمية أو غيره ونأخذ بما في الكتاب والسنة ونترك ما خالف الكتاب والسنة.
وأهل السنة لا يقدسون الأشخاص كما تقدسهم الصوفية.
فلو سلمنا جدلا -وأقول لو سلمنا جدلا- أن كل كلام الصوفية عن ابن تيمية صحيح بل لو سلمنا بما هو أكثر من هذا وقلنا بأن الله عز وجل لم يخلق ابن تيمية أصلا فهل سيضيع الدين؟
بالطبع لا
والشيخ ابن تيمية رحمه الله قد شرفه الله ببيان الكتاب والسنة وأنه من علماء الدين الكبار فهذا تشريف له ونحن نُشرِّف من شرّفه الله.
لكن لا نقبل من أي إنسان مخالفة الكتاب والسنة.
وعلى الصوفية الآن وغدا وفي كل وقت أن يذكروا أدلة على كل كلمة من الكتاب والسنة ولن يجدوا أي دليل على تخاريفهم التي ذكروها أو غيرها.
وأما حكم كلام ابن تيمية المذكور فإن كان موافقا للكتاب والسنة فهو صحيح وإن كان مخالفا فهو غير صحيح ويرد ولا يُؤخذ به.
ومع هذا فالشيخ ابن تيمية له عشرات الكتب يعني مجموع الفتاوى له 35 مجلد وعندك كتب أخرى كبيرة مثل منهاج السنة ودرء تعارض العقل والنقل وغيرها كثير.
يعني لو قلنا مثلا أنه ألف حوالي 70 مجلد تقريبا وقلنا جدلا أنه أخطأ في عشرة مجلدات يبقى له 60 مجلد وهذه نسبة كبيرة جدا.
مع أن الشيخ ابن تيمية رحمه الله كغيره من العلماء إصاباته بحمد الله أكثر وأكثر وله معرفة قوية جدا بمذاهب أهل العلم ولا يحتاج لثناء أصلا فهو مفخرة للمسلمين.
يعني أنه حتى لو أخطأ في مائة مسألة بل في مجلد أو حتى في عشرة مجلدات جدلا لا يضره ذلك ولا يسقطه لأن صوابه لا زال بحمد الله أكبر من خطئه فلا ضرر عليه.
وهذا كله كلام تقريبي جدلي وأنا لا أسلم به أصلا ولكن أقول لو سلمنا جدلا بصحة هذا الكلام مع أنه لا يصح.
فالحجة يا أخي على أهل السنة والجماعة هي الكتاب والسنة لأنهم لا يعتقدون العصمة في أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم فمن أراد أن يحتج عليهم فليأتِ بدليل من الكتاب والسنة.
وهيهات أن يأتي الصوفية بربع دليل على تخاريفم.
وأما الجواب المفصل على كل مسألة من المسائل السابقة فقد أجبتُك عن واحدة كمثال.
ولعل المشايخ الكرام في الملتقى يذكروا لك الجواب عن الباقي إن رأوا هذا الموضوع.
هداني الله وإياك لما فيه الخير.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 07:01 ص]ـ
بارك الله فيك يااخي والله لقد أنرت الي الطريق بكلامك وازداد نور العقيدة الصافيه والاتباع الحق للكتاب والسنه بفهم السلف االصالح في عقلي وقلبي ويشهد الله تعالى أنني لم أرد الا الاصلاح والذب ببصيرة عن عرض شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله.
وان للشيخ الفوزان حفظه الله رد مفصل على ابي زهره فيما اتهم به شيخ الاسلام ابن تيميه وشيخ الاسلام محمد ابن عبدالوهاب رحمهما الله.
وخشيت انني ربما اذا مشيت على نفس طريقتي في رد شبههم ان اكون قد افسدت اكثر مما اصلحت وتجاوزت ضوابط الكتاب والسنه في الرد.
وعندما قلنا لهم اننا لسنا تيميين ولاقيميين ولا وهابيين وانما حجتنا الكتاب والسنه بفهم مجموع السلف ردوا علينا بباطل اشد من باطلهم الاول وهي ((أننا نتبرأ من علمائنا)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/351)
وما اوردته انت فهو كلام محقق ناصح أمين غايته الانتصار لهذا الدين والدفاع عن اعراض ولحوم العلماء العالمين وانى لهم ان يكونوا بهذه البصيرة نسأل الله ان يهديهم للحق ويبصرهم به.
وان شاء الله بانتظار ردود إخواننا أهل العلم على بقية مااورده اهل الضلال من شبه خيل لهم عقلهم المريض انها حجج دامغات.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 09:17 ص]ـ
وبارك الله فيك وسددك وثبتك على السنة.
وعندما قلنا لهم اننا لسنا تيميين ولاقيميين ولا وهابيين وانما حجتنا الكتاب والسنه بفهم مجموع السلف ردوا علينا بباطل اشد من باطلهم الاول وهي ((أننا نتبرأ من علمائنا)).
نحن لا نتبرأ من علمائنا ولكن نحن من شدة حبنا لعلمائنا نعرض أقوالهم على الكتاب والسنة لأنهم هم الذين علمونا هذا وأوصونا به والإمام الشافعي يقول: إذا صح الحديث فهو مذهبي.
والرد عليهم أن الحق إما يكون واحد أو متعدد؟ فإن قالوا الحق متعدد سقطوا وخالفوا العقل والفطرة لأنه يستحيل أن يكون الحق في الشيء ونقيضه.
لكن قد يكون الحق واحدا بعدة صور وهو ما يسميه العلماء اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.
المهم أن الحق واحد والعقول متفاوتة وإذا تركنا كل حاجة للعقول فسنخرج بمذاهب بعدد أهل الأرض من أيام نبي الله آدم عليه السلام وإلى قيام الساعة
وهذا لا يقول به أي واحد عنده عقل.
فلابد يكون هناك ضابط وميزان واحد لكل هذه العقول وهو الكتاب والسنة.
فحينما نتحاكم للكتاب والسنة فنحن نتحاكم للميزان الصحيح الثابت
ولا ندعي العصمة لأحد من البشر بعد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ونوالي علماء المسلمين ولا نتبرأ من علمائنا أبدا ولكن مخالفتنا لعلمائنا في مسألة لا يعني أننا نتبرأ منهم.
يعني الأب وابنه يختلفان فهل يقول عاقل بأن الأب تبرأ من ابنه للاختلاف في وجهة نظر في بعض الأمور؟!
فالاحترام والولاء والنصرة والحب والتقدير والامتنان لعلمائنا لا يعني أن نقبل كل حرف قالوه بل لابد من عرض كلامهم على الكتاب والسنة.
وكذلك مخالفتنا لهم في بعض أشياء خفيفة لا يعني أننا نتبرأ منهم.
فالأب والأم يختلفان مع أولادهما ولا يتبرأ واحد منهم من الثاني.
ثبتني الله وإياك على السنة.
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[05 - 05 - 07, 03:22 ص]ـ
فهي محاولة رخيصة ودنيئة منك أو ممن كتب لك وتنقل أنت عنه وهي تفضح كذبك وتدليسك أنت أو من يكتب لك أو تنقل عنه.
والظاهر أنك من الأردن أو من مصر أو من السودان أو من اليمن فالصوفية في هذه الأماكن خاصة من أفجر الخلق وما أظنك عراقيا كما سميت نفسك إلا إن كنت من أعوان (سستو) تبقى دي مسألة أطم.
خلاصة الكلام هنا محاولة دنيئة ورخيصة تجري في هذه الصفحة لتشويه واحد من مشايخ الإسلام.
.
يا اخي لا يجوز ان تطعن فى احد هكذا وترمه بالباطل دون التثبت من امره جيدا وذلك لمجرد الشك في اسلوبه فى الكلام وحتى ان تيقنت من امره فلا يجوز ايضا "فليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ"
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 11:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي شتا العربي.
والشكر موصول لك أخي أبو مصعب القاهري.
ولاعليك يغفر الله لنا ولكم وأنا أوافقك لما ذهبت اليه فانه حتى مع المخالفين الواجب علينا ان ننضبط بثوابت الكتاب والسنه لانه من المؤاخذات التي يأخذونها ((أي المبتدعه والتيارات الحركيه)) بان أهل السنه لديهم غلظه في التعامل مع الخصوم وبمجرد ان يتصوروا ان المتكلم ربما يكون صوفيا او رافضيا بدأوا يكيلون له سيل من الشتائم والقذف ونسوا أننا لو لا لطف الله وعنايته وهدايته لكنا مثلهم فليس بيننا وبين الله نسب وقد أهلك ابناء وآباء وازواج وعشائر وقبائل الانبياء والرسل.
فيجب ان نشكر هذه النعمه ويكون همنا بالدرجة الاساس هي ان نحاول اخراج الناس من جهالاتهم وظلمهم وشركهم الى نور الحق واليقين عقيدة التوحيد الصافيه.
وكما قال تعالى على لسان البعض من بني اسرائيل ((لم تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا اليما , قالوا معذرة الى ربكم ولعلهم يرجعون)).
فوالله ان هداية واحد من بني صوفان او بني الرفض لاحب الي من أن اغلب كل مراجعهم بالنقاش والمناظره.
فلنتنبه الى ذلك حفظكم الله فنحن دعاة ولسنا قضاة.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 12:42 ص]ـ
يا اخي لا يجوز ان تطعن فى احد هكذا وترمه بالباطل دون التثبت من امره جيدا وذلك لمجرد الشك في اسلوبه فى الكلام وحتى ان تيقنت من امره فلا يجوز ايضا "فليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ"
جزاكم الله خير الجزاء
يا أخي نحن على هذه الشبكة نعرف الشخص من كلامه لا من شخصه فقد يكون الشخص من أولياء الله الصالحين لكنه أخطأ في عرض الكلام فلا ذنب لنا إن أسأنا به الظن.
وقد يكون العكس شخص تافه عدو لله يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ولهذا فنحن نتكلم عن الكلام الموجود أمامنا بغض النظر عن الأشخاص حتى لا نخطيء في حق أحد
وقد أخطأ الأخ (العراقي) في عرض الكلام هنا فعلا ولم أكن الوحيد الذي أساء الظن بموضوعه هذا كما سبق.
ومع هذا فأرجو أن يعلم هو وغيره أن كلامي كان على المكتوب وكاتب هذا الكلام تحديدا لا عن الشخص نفسه وحاله وبقية أقواله فهذا لم أقصده
ومع هذا فقد شكرت الأخ (العراقي) حين وضح أنه مجرد ناقل عن الصوفية
فيبقى اللوم قائما على كاتب الكلام لا على الناقل
وأرجو أن يطيب خاطر الأخ (العراقي)
أما مسألة الشدة واللين هذه فهي خاضعة لتقدير كل شخص وتختلف فيها الأذواق والأراء
ومن غير المعقول أن واحد يكفر الصحابة ونجلس نقول له حضرتك سعادتك
كذلك من غير المعقول أن يكذب الصوفية على عالم من علماء المسلمين ويشوهون صورته بهذا الأسلوب ونجلس نمسح على رأسهم ونقول لهم لو سمحتم ممكن نخالفكم في هذه المسألة؟
على كل حال حصل خير حتى لا نخرج من الموضوع
وأرجو منك وكذلك من الأخ (العراقي) وجميع الأفاضل متابعة نقد ما ذكره الصوفية حتى نستفيد جميعا من توجيهاتكم ورأيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/352)
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 07:43 م]ـ
الاخ شتا العربي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيك وليس في النفس شيء واثمن فيك هذه الروح بالذب عن عقيدة أهل السنة والجماعة.
والمهم عندي هو تفنيد هذه الشبه التي أثارها المتصوفه أو الرد عليها بعلم.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 08:34 م]ـ
الأخ عبدالرحمن: لعل هنا ما يفيدك:
http://saaid.net/monawein/taimiah/index.htm
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 02:47 م]ـ
أخي سليمان الخراشي.
جزاك الله عنا وعن شيخ الاسلام وعن الاسلام كل خير.
واحسنت وبارك الله فيك فعلا مجموعه قيمه جدا ومفيده جدا جدا جدا.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 02:54 م]ـ
أخي سليمان الخراشي.
جزاك الله عنا وعن شيخ الاسلام وعن الاسلام كل خير.
واحسنت وبارك الله فيك فعلا مجموعه قيمه جدا ومفيده جدا جدا جدا.
ـ[اسماء شرفان]ــــــــ[08 - 05 - 07, 08:29 م]ـ
السلام عليكم جزاكم الله خير الجزاء
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 01:14 م]ـ
السلام عليكم جزاكم الله خير الجزاء
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وجزاك الله بمثل ماقلت.(40/353)
(الإيمان لا يحصل إلا بواسطة ولاية علي وأوصيائه) اتمنى معرفة معنى هذه العبارة
ـ[ام عبيدالله]ــــــــ[03 - 05 - 07, 12:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله المنان الذي هدانا للأسلام وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله.
الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضاه ملء السموات وملء الارض وملء ما بينهما وملء كل شيء شاء ربنا, اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا له عبد , اللهم لامانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
ورحم الله آباءنا وأمهاتنا واجدادنا وجداتنا وجزاهم الله عنا خير الجزاء ,واسكنهم الفردوس الاعلى من الجنة ,جزاء ما نحن فيه من نعمة الهداية للاسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من ربه ,ومن سار على نهجه واستن بسنته من السلف الصالح مذهب خير القرون مذهب اهل السنة والجماعة جزاهم الله عنا خير الجزاء.
كنت اقول اننا مقصرون في دعوة الروافض واهل النحل والمذاهب الضالة الذين يعيشون بين ضهرانينا و لم نبذل جهدا لدعوتهم واقناعهم لكن بعد دخول النت.هل سقط عنا هذا التقصير.
واتمنى ان اعرف معنى هذه العبارة ((
وقال الخميني:
الإيمان لا يحصل إلا بواسطة ولاية علي وأوصيائه من المعصومين الطاهرين عليهم السلام بل لا يقبل الإيمان بالله ورسوله من دون الولاية.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 12:38 ص]ـ
الولاية أو الإمامة أو الوصية للأئمة الاثنى عشرية عند الرافضة الاثنى عشرية هي ركن من أركان دينهم ولا يصح الإيمان إلا بها
فكل من لم يؤمن بهذا الجنون الشيعي فهو كافر عندهم
يعني مالك والشافعي وأحمد وكل أئمة الإسلام وكل المسلمين كفرة وشوية السفلة الرافضة هم فقط أهل الإيمان.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هي إمامة حكم أو إمامة دين؟
إذا كانت إمامة حكم فقد تنازل الحسين بن علي رضي الله عنه عن الحكم لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه فإما أن يكون الحسين رضي الله عنه -وحاشاه- كافرا عند الرافضة الاثنى عشرية وبهذا يبطل مذهبهم كله.
أو تكون نظرية الإمامة باطلة لأن بعض أئمتهم نفسه قد تنازل عنها وبهذا أيضا يبطل مذهبهم كله.
وإن كانت إمامة دين فهناك الإمام الثاني عشر عندهم والذي لا زال في السرداب الذي في (قُم) حسبما يدعون فإما أن المسلمين كلهم الآن بما فيهم الرافضة الأنجاس يعيشون بدون إمام في الدين
ومعتقد الرافضة أنه لا يعلم الدين إلا من جهة المعصومين يعني لا يعلم تفسير القرآن ولا يؤخذ الدين إلا من المعصومين يعني الأئمة
فعلى اعتقادهم يلزم أن يتوقف المسلمون عن الأخذ بالدين وعن أي شيء يخصه حتى يخرج الذي في السرداب ويدل المسلمين على الدين الصحيح
والرافضة لا زالوا حتى الآن لهم مرجعيات وفتاوى فإما أنهم يخالفون مذهبهم ولا يعملون به ويقولون ويعملون في غير وجود معصوم فيكونوا قد أبطلوا مذهبهم.
وإما يلزمهم أن يتوقفوا عن الفتاوى وعن المرجعيات ويسرحوها تشوف لها عمل آخر سباكة أو غيره حتى يخرج الذي في السرداب ويتفقوا معه على حل لهذه المسألة
وعلى كل الأحول فلازم مذهبهم إبطال مذهبهم
وربنا يشفي
ـ[ام عبيدالله]ــــــــ[03 - 05 - 07, 01:16 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل الكريم وبارك فيك.
اذا هو تحريف للاسلام وتحويلة من تعبيد الخلق لله وحده.
الى استعباد عبادالله وجعلهم عبيدا لمن يدعون انهم معصومين.
دين الروافض واضح الضلال فكيف استطاعوا كسب هؤلاء الاتباع هل يستخدمون السحر للسيطرة على عقول الناس .. ما هي اساليبهم في السيطرة على اتباعهم وكسب اتباع جدد.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 03:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل الكريم وبارك فيك.
اذا هو تحريف للاسلام وتحويلة من تعبيد الخلق لله وحده.
الى استعباد عبادالله وجعلهم عبيدا لمن يدعون انهم معصومين.
دين الروافض واضح الضلال فكيف استطاعوا كسب هؤلاء الاتباع هل يستخدمون السحر للسيطرة على عقول الناس .. ما هي اساليبهم في السيطرة على اتباعهم وكسب اتباع جدد.
بل هناك ما هو أعظم من السحر وهو الإرهاب الفكري الذي تمارسه الرافضة والصوفية على الناس.
هؤلاء أرهابيين أعني الرافضة والصوفية بمعنى الكلمة فعلا لأنهم يرهبون الناس إرهابا فكريا ليعتنقوا مذهبهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/354)
فعند الروافض إذا تكلمت عن عقائدهم وبينت بطلانها على الفور يرهبونك فكريا: يا ناصبي يا عدو آل البيت يا عدو فاطمة بنت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يا عدو الدين آل البيت سينتقمون منك وسيفعلون بك كذا وكذا.
والصوفية مثلهم تماما وعندهم حكايات فلان رد على ابن عربي الصوفي فعمي أو فلان رد على الولي العلاني فدعا عليه يغرق في البحر فغرق
والمساكين طبعا عندما يشاهدوا هذا الكلام وأن المسألة فيها عمى وغرق وانتقام آل البيت فلا يمكن لأحد أن يتكلم ولا أن ينتقد بل يدفع ما في جيبه كله لأنصار آل البيت ولأصحاب الكرامات والولايات.
وهذا ما يريدونه ويبحثون عنه.
هم يدافعون عن جيوبهم ومصالحهم الدنيوية الدنيئة وينهبون شعوبا بأكملها.
مع أن الرافضة الشيعة يكفرون آل البيت كالعباس عم النبي وأولاد أعمامه بل ويكفرون جعفر بن أبي طالب أخو علي بن أبي طالب بل حتى أو لاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه اختاروا منهم الحسن والحسن والباقي لا وزن لهم عند الروافض وعم المهدي (يعتبرونه جعفر الكذاب).
والصوفية أيضا أشد أعداء أولياء الله عز وجل ولهذا يعظمون أعداء الله كابن عربي الزنديق والحلاج الذي أفتى مئات العلماء بقتله على الزندقة وقتلته الخلافة الإسلامية بعد أن ادعى الألوهية والعياذ بالله.
وبكل بجاحة وقلة حياء تدعي الروافض الدفاع عن آل البيت كما تدعي الصوفية مناصرة أولياء الله.
وأهل البيت براء من الروافض كما أن أولياء الله براء من الصوفية.
هذا سبب كبير من أسباب تغريرهم بأقوامهم وخداعهم لهم.
وهناك أسباب أخرى كالترهيب بأمور كثيرة مشهورة لا داعي للخوض فيها.
أو الترغيب بالمال والنساء وشراء الذمم إما بالمال أو بما يسمونه المتعة
هذه أهم الأسباب في نظري الآن.
وهناك أسباب أخرى لا داعي للخوض فيها كالجهل المضروب على شعوبهم وعزلها عن بصيص النور والهداية وكثرة السب والشتم للمسلمين وتحذير أقوامهم منهم والتعاون مع أعداء المسلمين .... إلخ إلخ.
ولا نملك إلا أن ندعو لهم بالهداية وأن يشفيهم الله مما هم فيه ويكفي المسلمين شرورهم أو يأخذهم جميعا في ساعة واحدة ويريح البلاد والعباد من شرهم.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[ام عبيدالله]ــــــــ[08 - 05 - 07, 06:23 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل الكريم وزادك الله علما وفقها.
من بين الروافض من يدعي ان اصل عائلته من سنة نجد , وحين دعي الى تصحيح عقيدته ابى قائلا: سابقى على ما كان عليه جدي.
فكنت اتساءل كيف يترفض السني لعله ذهب الى منطقتهم جائعا خائفا .. فآووه وزوجوه.
وان لم يترفض هو فقد ترفض ابناءه واحفاده ومن خرج منهم بحكم البيئة والأم والاخوال ... ويتحمل وزرهم ووزر من جاء بعدهم الى يوم القيامة والدهم او جدهم الذي اختار لنطفته نسب الروافض والعيش بينهم.
نسأل الله السلامة والعافية .. ونسأله سبحانه اليقين والثبات على الدين.(40/355)
نظم الواسطية لابن عدوان
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[03 - 05 - 07, 03:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا أبحث من فترة عن نظم ابن عدوان رحمه الله للعقيدة الواسطية والذي غالبا مايذكر ابن مانع رحمه الله في حاشيته على الواسطية أبياتا منها ..
فهل أجده عند أحد الأخوة أرجو الإفادة ..
وفقكم الله ..
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 11:04 ص]ـ
أخي الكريم ..
إليك هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=413983(40/356)
هل الصلاة في المساجد التي بها قبور صحيحة!!!!
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[04 - 05 - 07, 03:51 م]ـ
بسم الله
يقول الله سبحانه: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
ويقول سبحانه: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
ويقول سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهََ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
ويقول محمد صلى الله عليه وسلم:
"دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، من حديث أبي هريرة.
ـ وعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن عائشة؛
"أن أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ - فِيهَا تَصَاوِيرُ - لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ أُولَئِكِ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكِ الصُّوَرَ أُولَئِكِ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خُزيمة.
ـ وعن عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنَِ عتبة، أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالاَ:
"لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهْوَ كَذَلِكَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ. يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والنسائي.
ـ وعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
أيها الإخوة:
وأفتى (أحدالمشايخ) بأنه يجب عدم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر، ولكن لو صلى أحد في المسجد الذي فيه قبر فصلاته صحيحة، وليست باطلة، وحرامٌ عليه، وسقط عنه الفرض.
وأفتى (كذلك) بأنه لو قام لص (سارق) بسرقة أموال الناس، وذهب بها لأداء فريضة الحج، فحجه صحيح، وسقط عنه الفرض، وحرام عليه خالص.
الرجا من الإخوة الأفاضل دراسة ومناقشة هذا الموضوع
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[05 - 05 - 07, 02:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الحبيب وسدد خطاك
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 09:04 ص]ـ
هل هناك دليل على بطلان الصلاة فيها؟
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[07 - 05 - 07, 09:27 ص]ـ
للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69187
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 10:25 ص]ـ
هذا متفرع على المسألة الأصولية ((هل النهي يقتضي الفساد))
والصواب أن النهي يقتضي الفساد إذا كان النهي متجهاً إلى أصل الفعل لا إلى شيء خارج عنه
روى عبدالرزاق في مصنفه (1585) بسندٍ صحيح عن ابن عباس أنه قال ((لا تصلين إلى حش ولا في الحمام ولا في المقبرة))
وقال ابن حزم في المحلى (2/ 31) ((ما نعلم لابن عباس في هذا مخالفاً من الصحابة وروينا مثل ذلك عن نافع بن جبير بن مطعم وإبراهيم النخعي وخيثمة والعلاء بن زياد عن أبيه
))
استفدت هذا من كتاب ((شرح عمدة الفقه)) للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الجبرين
وقد فرق بعض الفقهاء بين المقبرة المنبوشة وغير المنبوشة _ وهو مذهب الشافعي _
فحكموا بالفساد على الصلاة في المقبرة المنبوشة لأن ترابها نجس
وذهب أحمد إلى عدم التفريق ولعل هذا هو الأصح لعموم الأدلة وهذا ما رجحه الصنعاني في سبل السلام
هذه اضافة متواضعة على ما ذكره الأخوة في الرابط الذي وضعه الأخ رمضان
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[07 - 05 - 07, 02:09 م]ـ
استفدت هذا من كتاب ((شرح عمدة الفقه)) للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الجبرين
لعلَّ تقصد: عبد الله بن عبد الرحمن - حفظه الله تعالى -.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 02:30 م]ـ
لعلَّ تقصد: عبد الله بن عبد الرحمن - حفظه الله تعالى -.
لقد عرفت أن هناك من سيقع في هذا الفخ _ ابتسامة_
لا هو الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الجبرين
وهو غير الشيخ الجبرين المعروف
وشرحه على العمدة رائع أنصحك باقتنائه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/357)
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[07 - 05 - 07, 03:14 م]ـ
جزاك الله خيرًا.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 02:03 م]ـ
السؤال:
بارك الله فيكم يقول المستمع من العراق حكم الصلاة في مسجد فيه قبر وهل يستوي الحكم إذا كان القبر ليس من ضمن الجامع أي في الحوش مثلاُ فقد سمعنا فتوى تقول بأنه تجوز الصلاة إذا كان غير مستقبل القبر ونيتك إلى الله أرجو بهذا إفادة؟
الشيخ:
[الذي نرى في هذه المسألة أنه لا يخلو الأمر من حالين الأولى أن يكون المسجد سابقاً على القبر فإذا كان سابقاً على القبر فإن الصلاة تصح فيه إلا إن يكون القبر في القبلة فإنه لا يجوز استقبال القبور حال الصلاة لما ثبت في صحيح مسلم أن أبي مرثد الغنوي أن النبي صلي الله عليه وسلم قال (لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا عليها) أما إذا كان القبر سابقاً على المسجد ولكن بني المسجد عليه فإن الصلاة في المسجد لا تصح سواء كان القبر في جوف المسجد أو في حوش المسجد لأن النبي صلي الله عليه وسلم نهى عن البناء على القبور واتخاذها مساجد فإذا اتخذها الإنسان مسجداً فقد عصى الله ورسوله وفعل ما لم يرد به أمر الله ورسوله وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) هذا هو التفصيل في مسألة الصلاة التي في المسجد الذي فيه قبر نعم].
الشيخ العلامة ابن عثيمين " فتاوى نور على الدرب".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 02:04 م]ـ
السؤال:
له فقرة أخرى فضيلة الشيخ يقول ما حكم الشرع في نظركم يا فضيلة الشيخ في الصلاة في مسجد به ضريح؟
الجواب:
[الضريح يعني القبر والمسجد الذي فيه ضريح لا يخرج من حالين إما أن يكون المسجد مبنياً على الضريح يعني على القبر فهذا مسجدٌ لا تصح الصلاة فيه لأنه مسجدٌ لا يجوز إقراره شرعاً بل يجب هدمه وتخلي المكان عنه وعن الصلاة حول القبر لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا تصلوا إلى القبور والحال الثانية أن يكون المسجد سابقاً على القبر ولكن يدفن فيه الميت لسبب من الأسباب فهذا المسجد تصح فيه الصلاة بشرط أن لا يكون القبر في القبلة ولكن يجب أن ينبش هذا القبر وأن يدفن مع الناس في المقبرة ولا يحل إبقاؤه في المسجد لأن المساجد إنما بنيت للصلاة فيها لا للدفن فيها ثم إن الميت لا ينتفع بدفنه في المسجد الميت إن كان من أهل السعادة فهو في سعادة ولو دفن في أقصى البر وإن كان من أهل الشقاوة فهو من أهل الشقاوة ولو دفن في المسجد وإنا بهذه المناسبة ننصح إخواننا الذين ابتلوا بهذا أن يطالبوا إما بهدم المسجد إن كان مبنياً على القبر بأن يكون القبر سابقاً عليه ثم بني عليه المسجد وإما بإخراج الميت من قبره حتى يدفن مع الناس إذا كان المسجد سابق للقبر لأنه ليس لأهل الميت الحق في أن يدفنوه في المسجد الذي أعد للصلاة].
فتاوى نور على الدرب.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 02:05 م]ـ
السؤال:
هذا السائل من تونس م. ن. ح. ش. يقول في السؤال الأول هل تجوز الصلاة في مسجد جزء منه على حافة الطريق والجزء الآخر في المقبرة مع العلم بأنه بني على ضريح ولي صالح؟
الجواب:
[لا يجوز أن يصلي الإنسان في مسجد بني على ضريح أي على قبر لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أولياءهم مساجد) فهذا المسجد مسجد محرم يجب هدمه أما لو كان المسجد قديما ثم دفن فيه ميت فإنه يجب أن ينبش الميت ويدفن مع الناس فإن لم يمكن نظرنا إن كان الميت في جهة القبلة فإنه لا يصلى إلى الميت وإن كان خلف القبلة أو عن اليمين أو عن اليسار فلا بأس أن يصلى في هذا المسجد].
الشيخ العلامة ابن عثيمين "فتاوى نور على الدرب"
ـ[هبة وأسماء]ــــــــ[08 - 05 - 07, 03:35 م]ـ
عرضنا سؤال الحاج عادل على أحد الإخوة، فقرأه، وَكَتبَ:
نعود مِنْ قال فلان، وأفتى فلان، إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فلو سرنا خلف كل من قال رأيًا فسوف يخرج الإنسان في النهاية، حيران، له أصحاب يدعونه إلى الهدى: ائتنا.
قل إن هدى الله هو الهدى.
نعود إلى النور، والهدايه، واتبعوه لعلكم تهتدون.
بعيدا عن السُّبُل، والتفريعات والتقسيمات، وهل القبر سبق المسجد أم أن المسجد هو الذي سبق القبر، وفريق يقول كذا، وآخر يخالفه.
1ـ في حديث أم المؤمنين عائشة، الصادقة بنت الصدِّيق:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/358)
"أن أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ - فِيهَا تَصَاوِيرُ - لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ أُولَئِكِ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكِ الصُّوَرَ أُولَئِكِ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
فهذا فيه النهي عن اتخاذ القبور مساجد، ومن فعل ذلك، بأن اتخذ القبور مساجد، فهو من شرار الخلق عند الله يوم القيامة.
والمسجد؛ هو مكان السجود لله سبحانه وتعالى، وهو اختصاصٌ من الصلاة لعظمة السجود، كأن نقول: فلان قام يصلي سجدتين، أي ركعتين.
كما في حديث ابن عمر: "صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الظُّهْرِ سَجْدَتَيْنِ وَبَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ , وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ سَجْدَتَيْنِ , وَبَعْدَ الْعِشَاءِ سَجْدَتَيْنِ ... " الحديث.
أخرجه بهذا اللفظ: أحمد 2/ 17، ومسلم 2/ 162، والنسائي، في الكبرى (377).
فمن قام للصلاة في هذا المكان فهو من شرار الخلق عند الله يوم القيامة.
2ـ في حديث عَائِشَةَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، قَالاَ:
لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهْوَ كَذَلِكَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ. يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا.
ففيه أن لعنة الله وقعت على من اتخذ القبر مسجدًا، أي للصلاة فيه، من الذين فعلوا ذلك من بني إسرائيل.
وحذَّرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع في ذلك، حتى لا ينزل علينا من اللعنة ما نزل عليهم.
والله تعالى في تعامله مع البشر، لا يتعامل مع أسماء وصفات، ولكن مع الصلاح والفساد.
قال تعالى: "لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا. وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا".
و "مَن" هنا نَكِرة، تشمل جميع خلق الله.
فإذا قام أحد من خلق الله بالسجود في أماكن قبور الصالحين والأنبياء، استحق لعنة الله التي نزلت على اليهود والنصارى لمَّا فعلوا ذلك، وحذَّرنا النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الفعل، حتى لا يُدركنا هذا الجزاء الحق.
وعلى المسلم أن يتفكر في قول النبي صلى الله عليه وسلم:
لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ.
وكذلك في حديث أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ.
اقرأ كلمة: "اتَّخَذُوا".
أي أنهم قاموا بالسجود، أي بالصلاة، في هذه الأماكن.
اقرأ حديث عتبان بن مالك، قال:
عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
"كُنْتُ أُصَلِّي بِقَوْمِي بَنِي سَالِمٍ , فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي. وَإِنَّ السُّيُولَ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْجِدِ قَوْمِي. فَلَوَدِدْتُ أَنَّكَ جِئْتَ فَصَلَّيْتَ فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مَسْجِدًا. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ... " الحديث.
إنه يريد من النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ مكانًا في بيته مسجدًا.
فهل كان عتبان يقصد القيام ببناء مسجد فوق بيته، أو على بيته؟!!
إنه يريد مكانًا يسجد فيه لمن لا سجود إلاَّ له، عز وجل.
فمن اتخذ القبر مكانًا للسجود، فعليه ماعلى اليهود والنصارى.
لأنه، وبعد قدم العهد أكثر من هذا سيأتي مَن يقول: الذنب على من بنى المسجد فوق القبر، أو أدخله فيه، وليس على من سجد فيه؟!!
لا، بل اللعنة المذكورة هي على من اتخذه مكانًا للصلاة.
لقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم، وسمعنا له وأطعنا، وأرض الله واسعة، وجُعلت ليَ الأرض مسجدًا.
اللهم إنا نعوذ بك من نقمتك، ولعنتك، وغضبك.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 11:06 م]ـ
هناك شبهة صوفية ليست بالسهلة فإذا سمح المشرفون أن أضعها وضعتها
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 12:41 ص]ـ
كل الأحاديث المسوقة هنا صريحة في النهي عن بناء المساجد على القبور أو إدخال القبور في المساجد، ولا ينبغي أن يختلف في تحريم ذلك، لكن الكلام في بطلان من يصلي في تلك المساجد، والشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- فرق بفقهه الدقيق بين إدخال القبر في المسجد وبين بناء المسجد على القبر وبين أن يكون القبر في جهة القبلة أو في جهة أخرى، لأن النهي ورد صريحا في اتخاذ القبر مسجدا،وفي الصلاة إلى القبور، فكأنه رحمه نظر إلى أن النهي قد توجه إلى هذا والنهي يقتضي الفساد ففرق بينهما والله أعلم.
ويبقى أن ننظر في قاعدة (لا تلازم بين الصحة والقبول) فنقول حتى على فرض صحة الصلاة لتوفر الشروط واستكمال الأركان فهي غير مقبولة لهذا النهي الصريح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/359)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 06:01 ص]ـ
فنقول حتى على فرض صحة الصلاة لتوفر الشروط واستكمال الأركان فهي غير مقبولة لهذا النهي الصريح.
خاصة وأن من اتخذ القبور مساجد فهو ملعون كما في الأحاديث السابقة
تصور واحد يصلي وهو ملعون؟
أعوذ بالله
هذا لا تصح صحبته لأنه لا يصح لمسلم أن يصحب شيئا ملعونا والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رد الناقة التي لعنها الرجل وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (لا تصحبنا ناقلة ملعونة).
فكيف يصحب المسلم رجلا جلب لنفسه لعنة الله؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو عبد الله المرابط]ــــــــ[20 - 05 - 07, 05:32 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله قال الشيخ العثيمين رحمه الله في الاصول من علم الاصول:
هذا وقاعدة المذهب في المنهي عنه هل يكون باطلاً أو صحيحاً مع التحريم؟ كما يلي:
1 - أن يكون النهي عائداً إلى ذات المنهي عنه، أو شرطه فيكون باطلاً.
2 - أن يكون النهي عائداً إلى أمر خارج لا يتعلق بذات المنهي عنه ولا شرطه، فلا يكون باطلاً.
مثال العائد إلى ذات المنهي عنه في العبادة: النهي عن صوم يوم العيدين
قلت:
اذن الشارع لما نهى عن عبادة معينة في زمان معين علمنا انها فاسدة.
فما الفرق بين ذلك و بين ان ينهى عن عبادة معينة في مكان معين?
و الله اعلم الصواب
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[20 - 05 - 07, 06:08 ص]ـ
هل هناك دليل على بطلان الصلاة فيها؟
الأخ صالح بن علي يسأل: هل هناك دليل على بطلان الصلاة فيها؟
والإجابة يا أخي لن أقول لك قال فلان، أو قال ابن فلان.
لأن الإكثار من قول: قال فلان وقال فلان، ليس بشيء، فسيأتي آخر، بفلان آخر، وبقول يخالف قول فلان الذي جئتَ به.
ولذلك قال رب العالمين:
رُسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [النساء: 165 و166].
والله سبحانه يقول:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء:59].
ولذلك نسأل النبي صلى الله عليه وسلم:
هل الصلاة في المساجد التي فيها قبور باطلة؟
والإجابة؛ إضافة إلى ما سبق من أحاديث:
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة.
وأيضًا:
عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قال:
كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ، يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ ... الحديثَ.
أخرجه عَبْد الرَّزَّاق (15262)، و"ابن أَبي شَيْبَة" 8/ 465 (25847)، و"أحمد" 3/ 310 (14386)، وفي 3/ 319 (14484)، وفي 3/ 337 (14684)، وفي 3/ 371 (15047)، و"الدَّارِمِي" 206، و"مُسْلم" 3/ 11 (1960: 1962)،، و"أبو داود" 2954، و"ابن ماجة" 45 و2416، و"النَّسَائِي" 3/ 58، وفي "الكبرى" 1235، وفي 3/ 188، وفي "الكبرى" 1799 و5861، و"أبو يَعْلَى" 2111 و2119، و"ابن خُزَيْمَة" 1785، و"ابن حِبَّان" 10.
واللفظ للنسائي 3/ 188.
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 03:01 م]ـ
الأخ الحاج عادل والأخت هبة وأسماء
بعض كلامكم فيه نظر!
تقولون دعونا من كلام فلان وفلان ... ثم تتكلمون أنتم فلنا أن نقول دعونا منكم أيضا.
ستقول أنا أورد لك النصوص من الكتاب والسنة الخ
وأقول: كذلك فلان وفلان أورد من الكتاب والسنة فذاك فهمه منها وهذا فهمك منها.
والشأن في إصابة مراد ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم.
لأن ما أوردته ينازعك مخالفك في استدلالك به على هذه المسألة وصحتها.
فاللعن وارد على بناء المساجد على القبور وليس على الصلاة في المسجد الذي فيه قبر فتنبه.
فالمسجد الذي أسسه الصالحون وبني على التقوى ومضت عليه الدهور ثم أدخل فيه البطالون قبرا كيف يمنع من الصلاة فيه لأجل ذلك؟!
أليس هذا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسس على التقوى ثم أدخل قبره وقبر صاحبيه فيه فهل ستمنع من الصلاة فيه؟!
أليس مسجد الكعبة أول بيت وضع للناس وهو أفضلها قد أدار عليه المشركون أصناما بالعشرات بقيت إلى عام الفتح وقبل الهجرة وفي عمرة القضية كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيها ويطوف ولم يمنعه وجودها من ذلك من أجل أنها واردة على مسجد أسس على تقوى من الله ورضوان.
فلعلكم لا تتعجلون وتنظرون في كلام الفقهاء فليسوا يتكلمون عبثا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/360)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 08:23 م]ـ
أخي بارك الله فيك
العلة من النهي هي الخوف من الإفتتان بالمقبور وهذا يستوي فيه المسجد المبني على القبر أصالةً والقبر الذي أدخل فيه القبر لاحقاً
قال شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم ((واعلم أن من الفقهاء من اعتقد أن سبب كراهة الصلاة في المقبرة ليس إلا لكونها مظنة النجاسة لما يختلط بالتراب من صديد الموتى وبنى على هذا الاعتقاد الفرق بين المقبرة الجديدة والعتيقة وبين أن يكون بينه وبين التراب حائل أولا يكون ونجاسة الأرض مانعة من الصلاة عليها سواء كانت مقبرة أو لم تكن لكن المقصود الأكبر بالنهي عن الصلاة عند القبور ليس هو هذا فإنه قد بين أن اليهود والنصارى كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وقال لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا وروى عنه أنه قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قالت عائشة ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن كره أن يتخذ مسجدا وقال إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهى عن ذلك
فهذا كله يبين لك أن السبب ليس هو مظنة النجاسة وإنما هو مظنة اتخاذها أوثانا كما قال الشافعي رضي الله عنه وأكره أن يعظم مخلوق حتى يجعل قبره مسجدا مخافة الفتنة عليه وعلى من بعده من الناس
وقد ذكر هذا المعنى أبو بكر الأثرم في ناسخ الحديث ومنسوخه وغيره من أصحاب أحمد وسائر العلماء
فإن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو الرجل الصالح لم يكن ينبش القبر الواحد لا نجاسة عليه
وقد نبه هو صلى الله عليه وسلم على العلة بقوله اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد وبقوله إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد فلا تتخذوها مساجد وأولئك إنما كانوا يتخذون قبورا لا نجاسة عندها ولأنه قد روى مسلم في صحيحه عن أبي مرثد الغنوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها ولأنه صلى الله عليه وسلم قال كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة
فجمع بين التماثيل والقبور)) إلى آخر كلامه رحمه الله
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 08:36 م]ـ
أين كانت تصلي السيدة عا ئشة رضي الله عنها وفي حجرتها ثلاثة قبور؟
انما كرهت الصلاة في المقبرة من أجل النجاسة في قول جمهور الفقهاء، وهو اختيار الامام ابن قدامة المجتهد العظيم في كتابه المغني.
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 10:56 م]ـ
العلة من النهي هي الخوف من الإفتتان بالمقبور وهذا يستوي فيه المسجد المبني على القبر أصالةً والقبر الذي أدخل فيه القبر لاحقاً
لكن اللعن والنهي وارد على البناء وهذه المساجد، لا تعطل من أجل هذه البدعة، والافتتنان بالأصنام أعظم وكذا بقبر المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصاحبيه رضي الله عنهم، ولم يمتنع أحد على مر التاريخ من الصلاة فيه لأجل ذلك.
والصواب أن هذه القبور الواردة يجب نبشها فإن لم يقدر على ذلك: فلا تضر الصلاة فيها ـ إن شاء الله ـ والإثم على من أدخلها.
قال الشيخ الإمام ابن تيمية في فتاواه بعد أن سئل:
هل تصح الصلاة في المسجد إذا كان فيه قبر والناس تجتمع فيه لصلاتي الجماعة والجمعة أم لا؟
وهل يمهد القبر، أو يعمل عليه حاجز أو حائط؟
فأجاب:
الحمد لله اتفق الأئمة أنه لا يبنى المسجد على قبر؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك).
وأنه لا يجوز دفن ميت في مسجد؛ فإن كان المسجد قبل الدفن:
غير أما بتسوية القبر،
وإما بنبشه إن كان جديدا،
وإن كان المسجد بني على القبر:
فأما أن يزال المسجد،
وإما أن تزال صورة القبر
فالمسجد الذي على القبر:
لا يصلى فيه فرض، ولا نفل فإنه منهي عنه.
المجموع 22/ 194
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 01:51 ص]ـ
أين كانت تصلي السيدة عائشة رضي الله عنها وفي حجرتها ثلاثة قبور؟
انما كرهت الصلاة في المقبرة من أجل النجاسة في قول جمهور الفقهاء، وهو اختيار الامام ابن قدامة المجتهد العظيم في كتابه المغني.
عفا الله عنك شيخ الإسلام ناقش هذا القول واستدل لقوله والمسائل الخلافية لا تؤخذ بهذه الطريقة
وأما مكان صلاة عائشة فالذي يظهر أن هناك متسعاً للصلاة في غير مكان القبور
والمنهي عنه تعظيم القبور وبناء المساجد عليها وابرازها
وأما كلام شيخ الإسلام في مسألة المسجد الذي بني على قبر فهو متجه لمعالجة المشكلة لا العلة في التحريم أو الصحة والفساد
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 05:27 ص]ـ
عفا الله عنك شيخ الإسلام ناقش هذا القول واستدل لقوله والمسائل الخلافية لا تؤخذ بهذه الطريقة
وأما مكان صلاة عائشة فالذي يظهر أن هناك متسعاً للصلاة في غير مكان القبور
والمنهي عنه تعظيم القبور وبناء المساجد عليها وابرازها
وأما كلام شيخ الإسلام في مسألة المسجد الذي بني على قبر فهو متجه لمعالجة المشكلة لا العلة في التحريم أو الصحة والفساد
لا أدري كيف صدر مني هذا الكلام
أتراجع عما قلته في صلاة عائشة في الحجرة
فقد قرأت للتو فتوى للجنة الدائمة في الرد على هذه الشبهة
وفيها أن عائشة لو كانت تصلي في الحجرة لكانت مخالفةً للحديث الذي روته في النهي عن اتخاذ القبور مساجد
والأظهر أنها كانت تصلي في بقية البيت
قلت وقد جاء حديث في النهي عن الصلاة إلى القبور
وصلاتها في الحجرة احتمال ولا تخصص عمومات النصوص بالإحتمالات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/361)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 05:39 م]ـ
وفيها أن عائشة لو كانت تصلي في الحجرة لكانت مخالفةً للحديث الذي روته في النهي عن اتخاذ القبور مساجد
والأظهر أنها كانت تصلي في بقية البيت
قلت وقد جاء حديث في النهي عن الصلاة إلى القبور
وصلاتها في الحجرة احتمال ولا تخصص عمومات النصوص بالإحتمالات
حفظك الله
وقد ذكر غير واحد من أهل العلم بأنها كانت تصلي وبينها وبين القبور جدارا يفصل
فكأنها قسمت الحجرة قسمين وجعلت في النصف جدارا كانت تقيم هي في نصف والقبور في النصف الثاني
وبعدها تمت إضافة جدار آخر ثم جدار ثالث عند زيادة المسجد والتوسعة فيه
ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في (النونية):
فأجاب رب العالمين دعاءه - - - وأحاطه بثلاثة الجدران
حتى غدت أرجاؤه بدعائه - - - في عزة وحماية وصيان
يشير إلى الحديث الوارد الذي دعا فيه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ربه فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: «اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعْبَد».
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 05:44 م]ـ
لكن اللعن والنهي وارد على البناء وهذه المساجد، لا تعطل من أجل هذه البدعة، والافتتنان بالأصنام أعظم وكذا بقبر المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصاحبيه رضي الله عنهم، ولم يمتنع أحد على مر التاريخ من الصلاة فيه لأجل ذلك.
والصواب أن هذه القبور الواردة يجب نبشها فإن لم يقدر على ذلك: فلا تضر الصلاة فيها ـ إن شاء الله ـ والإثم على من أدخلها.
قال الشيخ الإمام ابن تيمية في فتاواه بعد أن سئل:
هل تصح الصلاة في المسجد إذا كان فيه قبر والناس تجتمع فيه لصلاتي الجماعة والجمعة أم لا؟
وهل يمهد القبر، أو يعمل عليه حاجز أو حائط؟
فأجاب:
الحمد لله اتفق الأئمة أنه لا يبنى المسجد على قبر؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك).
وأنه لا يجوز دفن ميت في مسجد؛ فإن كان المسجد قبل الدفن:
غير أما بتسوية القبر،
وإما بنبشه إن كان جديدا،
وإن كان المسجد بني على القبر:
فأما أن يزال المسجد،
وإما أن تزال صورة القبر
فالمسجد الذي على القبر:
لا يصلى فيه فرض، ولا نفل فإنه منهي عنه.
المجموع 22/ 194
حفظك الله
كلامك الأول في جواز الصلاة يتنافى مع الفتوى التي نقلتَها عن ابن تيمية رحمه الله في نهيه عن الصلاة فيها
والصواب النهي لتصريح الأحاديث بهذا
جزاكم الله خيرا
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 07:14 م]ـ
الأخ الحاج عادل والأخت هبة وأسماء
بعض كلامكم فيه نظر!
تقولون دعونا من كلام فلان وفلان ... ثم تتكلمون أنتم فلنا أن نقول دعونا منكم أيضا.
ستقول أنا أورد لك النصوص من الكتاب والسنة الخ
وأقول: كذلك فلان وفلان أورد من الكتاب والسنة فذاك فهمه منها وهذا فهمك منها.
والشأن في إصابة مراد [الله] ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم.
لأن ما أوردته ينازعك مخالفك في استدلالك به على هذه المسألة وصحتها.
الحمد لله وحده ...
هذا جيد.
أحسنتَ، بارك الله فيك.
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 10:22 م]ـ
حفظك الله
كلامك الأول في جواز الصلاة يتنافى مع الفتوى التي نقلتَها عن ابن تيمية رحمه الله في نهيه عن الصلاة فيها
والصواب النهي لتصريح الأحاديث بهذا
وحفظك أيضا
كلامي الأول هو الذي أراه صوابا والفتوى التي نقلتها إنما نقلتها للشيخ الخليفي لما نقل كلام شيخ الإسلام في الاقتضاء، مع أن الفتوى ليست كما ذكرتَ في ما يظهر لي فكلامه كله على المسجد المبني على قبر فتأمله جيدا.
ثم لم أر أحدا عرج على ما ذكرته من حجج في مشاركتي الأولى!
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 11:07 م]ـ
الشيخ الحويني قال ان الصلاة فى مسجد به ضريح ليست باطلة
ـ[حسن بيومي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 12:16 م]ـ
ما عجبت إلا من كلام الأخ سليمان الوهبي حين قال لأحد المشاركين:
ستقول أنا أورد لك النصوص من الكتاب والسنة الخ وأقول: كذلك فلان وفلان أورد من الكتاب والسنة فذاك فهمه منها وهذا فهمك منها.
والشأن في إصابة مراد ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم.
لأن ما أوردته ينازعك مخالفك في استدلالك به على هذه المسألة وصحتها.
فاللعن وارد على بناء المساجد على القبور وليس على الصلاة في المسجد الذي فيه قبر فتنبه.
ثم تبعه الأزهري السلفي رحمه الله قائلا
الحمد لله وحده ...
هذا جيد.
أحسنتَ، بارك الله فيك.
فهنا نرى الإنكار الضمني للعمل بقول الله تعالى (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله و الرسول.)، و ذلك بإنكار إيراد النصوص وحدها، و الإنكار الضمني أن يؤدي هذا الرد إلى حل التنازع لتعدد الفهوم، كأن الله تعالى يكلفنا بما لا نطيق!
و أقول للأخ سليمان و من تبعه:
اللعن لم يختص ببناء المساجد على القبور بل أُطلق في اتخاذ القبور مساجد، و الحديث فيه (لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ)، و الاتخاذ يتحقق حال وجود القبر داخل بناء المسجد سواء سبق القبر أو المسجد.
و قاعدة (اقتضاء النهي في العبادات الفساد) تستند إلى حديث (من أحدث من أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، فماذا تقولون في الرد على من استند إلى هذا الحديث للقول ببطلان الصلاة في مساجد المقبورين، لن تستطيع أن تقول أن وجود القبر داخل بناء المسجد ليس محدثا، و لن تستطيع أن تقول الصلاة في هذه المساجد ليست محدثة، فلن يبقى سوى تعطيل النص و إنكار رد هذا الأمر المحدث.
و بارك الله في الجميع ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/362)
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 04:04 م]ـ
فهنا نرى الإنكار الضمني للعمل بقول الله تعالى (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله و الرسول.)، و ذلك بإنكار إيراد النصوص وحدها، و الإنكار الضمني أن يؤدي هذا الرد إلى حل التنازع لتعدد الفهوم، كأن الله تعالى يكلفنا بما لا نطيق!
..
هذا فهمك ولا يلزمنا.
وكلامي أن الأخ يرد كلام العلماء واستدلالهم بنصوص الكتاب والسنة، بدعوى أنه يستدل بالكتاب والسنة، فهو محل الكلام لا غير.
فإن أنكر نقل أولئك، أنكرنا فعله، سواء بسواء، وهو لا يقبل ونحن لا نقبل، فهو ينكر فهمهم للنصوص ونحن نكر فهمه لها. فاصبح ينكر عليهم أمرا ثم يفعله هو،وهذا واضح.
وهو كمن يقول أحسن طريقة لتفسير القرآن بالقرآن (وهذا حق) ثم يفسر بعضه ببعض غلطا.
وهذا مثال للتقريب لأن تفسير القرآن بالقرآن من نوع التفسير بالرأي أعني تحديد كون هذه الآية هي التي تفسر هذه الآية.
ثم لم تعرج على ما في مشاركتي الأولى من حجة فلماذا؟
أليس من الأولى أن تجيب عن ما فيها بدل أن تعيد كلاما ذكره من قبلك؟!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[25 - 05 - 07, 06:09 م]ـ
جزى الله جميع الإخوة خيرا، والنصوص معروفة مشتهرة، وكلنا أو أغلبنا عنده كتاب الشيخ الألباني وفيه الأحاديث والآثار وغيرها، فقط نريد نقل ذلك من كتب الفقهاء على المذاهب الأربعة، لأن ذلك يكون أنجع وأنفع في نقاش القوم.(40/363)
طلب بسيط ... ارجو مساعدتكم الربط بين اللبس والعقائد
ـ[فيصل الحق]ــــــــ[04 - 05 - 07, 08:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...........
كيف حالكم اخواني اعضاء منتدانا الغالي؟؟
لن اطيل عليكم ...
ولكن كما اعلم ان اغلبية اعضاء المنتدى طلاب علم
فاريد منهم ان يساعدوني في الموضوع ....... ((الربط بين اللبس والعقائد))
.................................... وان استطاعتم ...
موضوع اخر ......... وهو ....... مواقف من سير الصحابه تبين عزتهم بالإسلام
............ وجززاكم الله خيرالجزاء
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[05 - 05 - 07, 02:29 ص]ـ
استمع الى هذه المحاضرة ولعلك تجد الاجابة عن سؤالك
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=53308&scholar_id=24&series_id=2884
ـ[فيصل الحق]ــــــــ[06 - 05 - 07, 07:24 م]ـ
جزاااااااااك الله كل خير
وجعله في موازين حسناتك
مشكووووور ابو مصعب ........ الله يعطيك العافيه
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[06 - 05 - 07, 09:10 م]ـ
وجزاك الله خيرا اخي الحبيب(40/364)
رد على من زعم أن شيخ الإسلام ابن تيمية لبس الخرقة لشيخنا بدر العتيبي حفظه الله
ـ[ابو البراء]ــــــــ[05 - 05 - 07, 01:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رد على من زعم أن شيخ الإسلام ابن تيمية لبس الخرقة
رد على بعض المتصوفة حينما زعم ذلك
في موقع " الساحة الإسلامية "
الحمد لله الذي زادك رجساً إلى رجسك، وخيبة إلى خيباتك!!، ويكفي أنك صورت من كلام الشيخ ما يكشف فساد عقلك، وسوء الفهم لنقلك، فزعمت أيها المثبور أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول بقولتك، ويدين الله تعالى بخرقتك، وهو هنا يقطّع أسانيدها، ويكشف زيفها، فلا ينخدع العاقل بتلوينك وتصفيرك، وخطوطك الموهمة!، ولعنة الله على الكاذبين، ولعنة الله على المفترين!!!.
فها هو شيخ الإسلام يرد على الرافضي، ويبطل ثبوت الخرقة، وقال بأن أشهر الخرق المنسوبة (خرقة عمر رضي الله عنه!!) و (خرقة علي رضي الله عنه).
ثم بدأ فارس المعقول والمنقول بتمحيص الأسانيد، ونخل الأباطيل، فذكر أن الخرقة المنسوبة إلى عمر رضي الله عنه لها إسنادان:
فقال [4/ 155]: (إسنادان إسناد إلى أويس القرني وإسناد إلى أبي مسلم الخولاني).
قال شيخ الإسلام في الفتاوى [11/ 103]: (قلت: لبس عمر للخرقة وإلباسه ولبس رسول الله ? للخرقة وإلباسه يعرف كل من له أدنى معرفة انه كذب).
ثم نقد الخرقة المنسوبة إلى علي رضي الله عنه ينتهي إسنادها إلى الحسن البصري عن علي!!، وقال بأن المتأخرين يصلونها بمعروف الكرخي فقال رحمه الله [4/ 155]: (وأما الخرقة المنسوبة إلى علي فإسنادها إلى الحسن البصري والمتأخرون يصلونها بمعروف الكرخي فإن الجنيد صحب السري السقطى والسري صحب معروفا الكرخي بلا ريب).
ثم ذكر أن الإسناد من جهة معروف منقطع بكل وجوهه فقال [4/ 156]: (وأما الإسناد من جهة معروف فينقطع فتارة يقولون إن معروفاً صحب علي بن موسى الرضا، وهذا باطل قطعاً لم يذكره المصنفون لأخبار معروف بالإسناد الثابت المتصل كأبي نعيم وأبي الفرج ابن الجوزي في كتابه الذي صنفه في فضائل معروف، ومعروف كان منقطعاً في الكرخ، وعلي بن موسى كان المأمون قد جعله ولي العهد بعده، وجعل شعاره لباس الخضرة ثم رجع عن ذلك وأعد شعار السواد، ومعروف لم يكن ممن يجتمع بعلي بن موسى ولا نقل عنه ثقة أنه اجتمع به أو أخذ عنه شيئاً بل ولا يعرف أنه رآه ولا كان معروف بوابه ولا أسلم على يديه وهذا كله كذب).
ثم ذكر شيخ الإسلام الوجه الثاني في افترائهم على معروف فقال [4/ 156]: (وأما الإسناد الآخر فيقولون إن معروفا صحب داود الطائي وهذا أيضا لا أصل له وليس في أخباره المعروفة ما يذكر فيها).
ثم بين الإمام علة ثالثة فقال [4/ 156]: (وفي إسناد الخرقة أيضا أن داود الطائي صحب حبيبا العجمي أو هذا أيضا لم يعرف له حقيقة).
وذكر علة رابعة فقال [4/ 156]: (وفيها أن حبيبا العجمي صحب الحسن البصري وهذا صحيح فإن الحسن كان له أصحاب كثيرون مثل أيوب السختياني ويونس بن عبيد وعبد الله بن عوف ومثل محمد بن واسع ومالك بن دينار وحبيب العجمي وفرقد السبخي وغيرهم من عباد البصرة).
قلت: مراده الإشارة إلى أن هذه الخرقة المزعومة أين هي عن أشهر أصحاب الحسن من عباد البصرة وأهل العلم والزهد والديانة من أصحاب الحسن كـ: أيوب السختياني ويونس بن عبيد وعبد الله بن عوف ومثل محمد بن واسع ومالك بن دينار وفرقد السبخي!!.
وذكر أسد السنة أبو العباس علة خامسة فقال [4/ 156]: (وفيها أن الحسن صحب علياً، وهذا باطل باتفاق أهل المعرفة فإنهم متفقون على أن الحسن لم يجتمع بعلي وإنما أخذ عن أصحاب علي أخذ عن الأحنف بن قيس وقيس بن عباد وغيرهما عن علي وهكذا رواه أهل الصحيح .. ).
فهذه خمس علل ساقها الحبر أبو العباس في بطلان نسبة الخرقة إلى علي بن أبي طالب، وكذا الخرقة المنسوبة إلى جابر رضي الله عنه فقال [4/ 156]: (ولهم إسناد آخر بالخرقة المنسوبة إلى جابر وهو منطقع جداً).
وبين شيخ الإسلام سبب سرده لهذه الأسانيد، وهذا النقد لها فقال: (وقد كتبت أسانيد الخرقة لأنه كان لنا فيها أسانيد فبينتها ليعرف الحق من الباطل).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/365)
وبرأ الصحابة والتابعين من هذه الخرقة المزعومة فقال [4/ 156]: (وقد عقل بالنقل المتواتر أن الصحابة لم يكونوا يلبسون مريديهم خرقة ولا يقصون شعورهم ولا التابعون ولكن هذا فعله بعض مشايخ المشرق من المتأخرين، وأخبار الحسن مذكورة بالأسانيد الثابتة من كتب كثيرة يعلم منها ما ذكرنا وقد أفرد أبو الفرج ابن الجوزي له كتابا في مناقبه وأخباره).
وقال [4/ 157]: (ولم يكن أحد منهم يجعل شيخه ربا يستغيث به كالإله الذي يسأله ويرغب إليه ويعبده ويتوكل عليه ويستغيث به حيا وميتا ولا كالنبي الذي تجب طاعته في كل ما أمر فالحلال ما حلله والحرام ما حرمه، فإن هذا ونحوه دين النصارى الذين قال الله فيهم: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) [سورة التوبة: 31].).
فماذا بعد هذا البيان من بيان؟!.
وقول الإمام: (كان لنا فيها أسانيد) لا يعني لبسه لها، وقبوله بها، فعموم الإجازات الحديثية يدخل فيها أسانيد الطرق الصوفية، والخرق الطرقية!، ولم يكن يقبلها شيخ الإسلام، بل ينكرها أشد الإنكار، وكلامه أكثر من أن يحصر، ولكن إرغاماً لأنفك يا مثبور، وفضحاً لك، أذكر من كلام الإمام ما يدل على ذلك، فيبطل جهد غيبتك!! التي حرثت فيها بأنفك عن حتفك، وحفرت بها عن قبرك بظفرك!، فخذ هذه النقول:
فقال رحمه الله تعالى في الفتاوى [3/ 343]: (أو الانتساب إلى بعض فرق هذه الطوائف كإمام معين أو شيخ أو ملك أو متكلم من رؤوس المتكلمين أو مقالة أو فعل تتميز به طائفة أو شعار هذه الفرق من اللباس من عمائم أو غيرها كما يتعصب قوم للخرقة أو اللبسة يعنون الخرقة الشاملة للفقهاء والفقراء أو المختصة بأحد هذين أو بعض طوائف أحد هؤلاء أو لباس التجند أو نحو ذلك كل ذلك من أمور الجاهلية المفرقة بين الأمة وأهلها خارجون عن السنة والجماعة داخلون في البدع والفرقة بل دين الله تعالى أن يكون رسوله محمد هو المطاع أمره ونهيه المتبوع في محبته ومعصيته ورضاه وسخطه وعطائه ومنعه وموالاته ومعاداته ونصره وخذلانه).
وفي الفتاوى [11/ 85 – 88]: (سئل عن جماعة يجتمعون في مجلس ويلبسون لشخص منهم لباس [الفتوة] ويديرون بينهم في مجلسهم شربة فيها ملح وماء يشربونها ويزعمون أن هذا من الدين ويذكرون في مجلسهم ألفاظا لا تليق بالعقل والدين: فمنها أنهم يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم البس على ابن أبى طالب رضي الله تعالى عنه لباس الفتوة ثم أمره أن يلبس من شاء ويقولون إن اللباس أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم فى صندوق ويستدلون عليه بقوله تعالى: (يابنى آدم قد انزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم) الآية، فهل هو كما زعموا أم كذب مختلق وهل هو من الدين أم لا وإذا لم يكن من الدين فما يجب على من يفعل ذلك أو يعين عليه ومنهم من ينسب ذلك إلى الخليفة الناصر لدين الله إلى عبد الجبار ويزعم أن ذلك من الدين فهل لذلك أصل أم لا وهل الأسماء التي يسمون بها يعضهم بعضا من اسم الفتوة ورؤوس الأحزاب والزعماء فهل لهذا أصل أم لا ويسمون المجلس الذى يجتمعون فيه [دسكرة] ويقوم للقوم نقيب إلى الشيخ الذي يلبسونه فينزعه اللباس الذي عليه بيده ويلبسه اللباس الذي يزعمون أنه لباس الفتوة بيده فهل هذا جائز أم لا وإذا قيل لا يجوز فعل ذلك ولا الإعانة عليه فهل يجب على ولى الأمر منعهم من ذلك؟، وهل للفتوة أصل في الشريعة أم لا وإذا قيل لا أصل لها في الشريعة فهل يجب على غير ولى الأمر أن ينكر عليهم ويمنعهم من ذلك أم لا مع تمكنه من الإنكار وهل أحد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أو التابعين أو من بعدهم من أهل العلم فعل هذه الفتوة المذكورة أو أمر بها أم لا؟. .... ) إلى آخر السؤال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/366)
فأجاب أسد السنة: (فأجاب الحمد لله أما ما ذكر من إلباس لباس [الفتوة] السراويل أو غيره وإسقاء الملح والماء فهذا باطل لا أصل له ولم يفعل هذا رسول الله ولا احد من أصحابه ولا على بن أبى طالب ولا غيره ولا من التابعين لهم بإحسان والإسناد الذي يذكرونه من طريق الخليفة الناصر إلى عبد الجبار إلى ثمامة فهو إسناد لا تقوم به حجة وفيه من لا يعرف ولا يجوز لمسلم أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الإسناد المجهول الرجال أمرا من الأمور التي لا تعرف عنه فكيف إذا نسب إليه ما يعلم انه كذب وافتراء عليه فان العالمين بسنته وأحواله متفقون على أن هذا من الكذب المختلق عليه وعلى علي بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه وما ذكروه من نزول هذا اللباس فى صندوق هو من اظهر الكذب باتفاق العارفين بسنته و اللباس الذى يوارى السوءة هو كل ما ستر العورة من جميع أصناف اللباس المباح، أنزل الله تعالى هذه الآية لما كان المشركون يطوفون بالبيت عراة ويقولون ثياب عصينا الله فيها لا نطوف فيها فأنزل الله تعالى هذه الآية وانزل قوله: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) والكذب في هذا اظهر من الكذب فيما ذكر من لباس الخرقة وان النبي صلى الله عليه وسلم تواجد حتى سقطت البردة عن ردائه وانه فرق الخرق على أصحابه وان جبريل أتاه وقال له أن ربك يطلب نصيبه من زيق الفقر وانه علق ذلك بالعرش فهذا أيضا كذب باتفاق أهل المعرفة فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يجتمع هو وأصحابه على سماع كف ولا سماع دفوف وشبابات ولا رقص ولا سقط عنه ثوب من ثيابه في ذلك ولا قسمه على أصحابه وكل ما يروى من ذلك فهو كذب مختلق باتفاق أهل المعرفة بسنته).
فأي صراحة أبلغ من هذه الصراحة على بدعية الخرقة، و وهاء أسانيدها، وأنها من الكذب المختلق المصنوع؟.
فلعنة الله على الكاذبين.
وقال رحمه الله تعالى [11/ 103]: (وأما الخرقة فقالوا دخل على الشيخ العارف عقيل المنبجى والبسه الخرقة بيده والشيخ عقيل لبس الخرقة من يد الشيخ مسلمة المردجى والشيخ مسلمة لبس الخرقة من يد الشيخ أبى سعيد الخراز قلت هذا كذب واضح فان مسلمة لم يدرك أبا سعيد بل بينهما أكثر من مائة سنة بل قريبا من مأتى سنة!!، ثم قالوا والشيخ أبو سعيد الخراز لبس الخرقة من يد الشيخ أبى محمد العنسى والعنسى لبسها من يد الشيخ على بن عليل الرملى والشيخ على بن عليل لبسها من يد والده الشيخ عليل الرملى والشيخ عليل لبس الخرقة من يد الشيخ عمار السعدى والشيخ عمار السعدى لبس الخرقة من يد الشيخ يوسف الغسانى والشيخ يوسف الغسانى لبس الخرقة من يد والده الشيخ يعقوب الغسانى والشيخ يعقوب الغسانى لبس الخرقة من يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يوم خطب الناس بالجابية وعمر بن الخطاب لبس الخرقة من يد رسول الله ورسول الله لبس الخرقة من يد جبرائيل وجبرائيل من الله تعالى قلت لبس عمر للخرقة وإلباسه ولبس رسول الله صلى الله عليه وسلم للخرقة وإلباسه يعرف كل من له أدنى معرفة انه كذب وأما الإسناد المذكور ما بين أبى سعيد إلى عمر فمجهول وما أعرف لهؤلاء ذكرا لا في كتب الزهد والرقائق ولا في كتب الحديث والعلم ومن الممكن أن يكون بعض هؤلاء كانوا شيوخا وقد ركب هذا الإسناد عليهم من لم يعرف أزمانهم والله اعلم بحقيقة أمرهم .. ).
فهذا شيخ الإسلام يحكي إجماع من لديه أدنى معرفة!!! على كذب نسبة الخرقة إلى عمر بن الخطاب فضلا عن رسول::ص.
وفي الفتاوى [11/ 494]: سئل أسد السنة وشيخ الإسلام بسؤال طويل وفيه: وهل اتخاذ الخرقة على المشائخ له أصل فى الشرع أم لا؟ ..
فأجاب [11/ 510] (فصل: وأما لباس الخرقة التي يلبسها بعض المشايخ المريدين فهذه ليس لها أصل يدل عليها الدلالة المعتبرة من جهة الكتاب والسنة ولا كان المشايخ المتقدمون وأكثر المتأخرين يلبسونها المريدين ولكن طائفة من المتأخرين رأوا ذلك واستحبوه وقد استدل بعضهم بأن النبي ألبس أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص ثوبا وقال لها: (سنا)، والسنا بلسان الحبشة الحسن وكانت قد ولدت بأرض الحبشة فلهذا خاطبها بذلك اللسان واستدلوا أيضا بحديث البردة التي نسجتها امرأة للنبي فسأله إياها بعض الصحابة فأعطاه إياها وقال (أردت أن تكون كفنا لي)، وليس في هذين الحديثين دليل على الوجه الذي يفعلونه فان إعطاء الرجل لغيره ما يلبسه كإعطائه إياه ما ينفعه واخذ ثوب من النبي على وجه البركة كأخذ شعره على وجه البركة وليس هذا كلباس ثوب أو قلنسوة على وجه المتابعة والإقتداء ولكن (يشبه) من بعض الوجوه خلع الملوك التي يخلعونها على من يولونه كأنها شعار وعلامة على الولاية والكرامة ولهذا يسمونها تشريفا وهذا ونحوه غايته أن يجعل من جنس المباحات فان اقترن به نية صالحة كان حسنا من هذه الجهة وأما جعل ذلك سنة وطريقا إلى الله سبحانه وتعالى فليس الأمر كذلك).
فهذه النقولات، هي الوثائق صدقاً وحقاً يا مثبور، وألعن بلعنة الله تعالى من كذب وافترى في الدنيا والأخرى، فتقدم!!!.
بدر بن علي بن طامي العتيبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/367)
ـ[ابو البراء]ــــــــ[23 - 06 - 07, 11:31 م]ـ
للفائدة
ـ[أبو تراب البغدادي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 10:15 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا البراء(40/368)
قصة هاروت و ماروت وعصمة الملائكة؟
ـ[المشتاقة للرحمن]ــــــــ[05 - 05 - 07, 02:03 ص]ـ
هل ما جاء في قصة هاروت و ماروت ما يخل في عصمة الملائكة عليهم السلام؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل الملائكة تعلم بنية العبد؟؟؟؟؟؟؟
ارجوكم اخوتي من عنده اي فكرة او معرفة بهذا الموضوع يفيدني جزاكم الله خير الجزاء
و رزقكم جنة الفردوس الاعلى
بارك الله فيكم
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[05 - 05 - 07, 03:34 ص]ـ
ليسوا من الملائكه
ـ[المشتاقة للرحمن]ــــــــ[05 - 05 - 07, 03:09 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك اخي الكريم الشمري على مرورك
لكن اتمنى ان توضح لي اكثر اذا كان بالامكان وجزاك الله خيرا
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[05 - 05 - 07, 05:52 م]ـ
الظاهر عندي انهم ملكان من الجن ولا يوجد دليل في ما اعلم انهما من الملائكه
ـ[المشتاقة للرحمن]ــــــــ[05 - 05 - 07, 10:14 م]ـ
جزاك الله خيرا ورزقك جنة الفردوس الاعلى
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 11:24 م]ـ
قال عبد الرزاق: قال مَعْمَر: قال قتادة والزهري، عن عبيد الله بن عبد الله: {وَمَا أُنزلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ} كانا ملكين من الملائكة أ, هـ
قال ابن كثر رحمه الله:
وقد روى في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين، كمجاهد والسدي والحسن البصري وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم، وقصها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال. أ, هـ
وعن الحسن البصري أنه قال في تفسير هذه الآية: نعم، أنزل الملكان بالسحر، ليعلما الناس البلاء الذي أراد الله أن يبتلي به الناس، فأخذ عليهما الميثاق أن لا يعلما أحدًا حتى يقولا {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ} رواه ابن أبي حاتم.
وقال قتادة: كان أخذ عليهما ألا يعلما أحدًا حتى يقولا {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ} -أي: بلاء ابتلينا به- {فَلا تَكْفُرْ} ا, هـ
تفسير ابن كثير
ـ[المشتاقة للرحمن]ــــــــ[06 - 05 - 07, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا اخي الكريم على مرورك
و جعل ما كتبته في ميزان حسناتك
ـ[يونس حسن]ــــــــ[06 - 05 - 07, 10:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 03 - 08, 05:37 م]ـ
يرفع للفائدة و مزيد من المناقشة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 03 - 08, 05:38 م]ـ
هذا تحقيق للقصة لأحمد القصير
http://www.tafsir.net/Bookstorge/harot%20-%20marot.zip
ـ[عبد الغاني سعيدي]ــــــــ[29 - 03 - 10, 08:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 03 - 10, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و حياكم الله و نفع الله بكم
و نسأل الله لنا و لكم القبول
و أن يجعل ما نقدمه نوراً لنا يوم القيامه
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[30 - 03 - 10, 12:19 ص]ـ
الظاهر عندي انهم ملكان من الجن ولا يوجد دليل في ما اعلم انهما من الملائكه
والله هذا كلام عجيب فهل تعرف أحدا من العلماء قال عن هاروت و ماروت أنهما ملكان من الجن كما ادعيت
وإن صح لك نقل عن عالم هل هذا القول الذي قال به هذا العالم صحيح يوافق الكتاب والسنة
هدانا الله و إياك إلى الحق المبين.
ـ[مثنى النعيمي]ــــــــ[30 - 03 - 10, 12:35 ص]ـ
بارك الله فيكم ...
ما قاله الاخ نايف الحميدي هو الاقرب الى الصواب و الله اعلم
و من لديه دليل يسند ذلك او يخالفه فليوافينا به مشكوراً مأجورا ً لكي تتم الفائدة و يعم النفع
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[30 - 03 - 10, 03:34 ص]ـ
1/ قال بن كثير في " البداية والنهاية: قد قيل: إن المراد بقوله {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ}
[البقرة: 102]. قبيلان من الجان، قاله ابن حزم، وهذا غريب، وبعيد من اللفظ"
2/ قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في تفسير جزء عم ""قال تعالى {يعلمون ما تفعلون} إما بالمشاهدة إن كان فعلاً، وإما
بالسماع إن كان قولاً، بل إن عمل القلب يطلعهم الله عليه فيكتبونه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «من
هم بالحسنة فلم يعملها كتبت حسنة، ومن همّ بالسيئة ولم يعملها كتبت حسنة كاملة»
ـ[مثنى النعيمي]ــــــــ[30 - 03 - 10, 11:59 م]ـ
جزاك الله كل خير اخي الفاضل أبو أسامة الأزفوني
من يزيد على ماقاله ابو اسامة
هل من مجيب!!!!
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[01 - 04 - 10, 05:17 م]ـ
وإياك أخي النعيمي ... بارك الله فيك
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[02 - 04 - 10, 11:31 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15503&highlight=%E5%C7%D1%E6%CA
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/369)
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 06:36 م]ـ
هاروت وماروت ملكين على الحقيقة، وقد أنزلهما الله تبارك وتعالى امتحانا لعباده وفتنة ..
وينظر الحديث الذي رواه الامام أحمد في المسند 2/ 134 عن ابن عمر ورواه الحاكم في مستدركه 2/ 480 مطولا وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ..
وقال ابن كثير: فهذا أقرب ما روي في شأن الزهرة والله أعلم، وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين وقصها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله تعالى والله أعلم بحقيقة الحال. اهـ
وقال ابن حجر في كتاب (القول المسدد) عن حديث ابن عمر المرفوع في المسند:
وله طرق كثيرة جمعتها في جزء مفرد يكاد الواقف عليه أن يقطع وقوع هذه القصة لكثرة الطرق الواردة فيها وقوة مخارج أكثرها والله أعلم. اهـ
وقال السيوطي في اللآليء معقبا: وقفت على ما جمعه فوجدته أورد فيه بضعة عشر طريقا أكثرها موقوفة وأكثرها من تفسير ابن جرير وقد جمعت أنا طرقها في التفسير فجاءت سبعا وعشرين طريقا ما بين مرفوع وموقوف ولحديث ابن عمر بخصوصه طرق متعددة من رواية نافع وسالم ومجاهد وسعيد بن جبير عنه وورد من رواية علي بن أبي طالب وابن عباس وابن مسعود وعائشة وغيرهم. اهـ كما في الفوائد المجموعة للشوكاني 1/ 492.
وقال العجلوني في كشف الخفاء: وممن صحح هذه القصة السيوطي ولا عبرة بمن أنكرها كالرازي والقرطبي فإنهم ليسوا في مرتبة المصححين رواية ولا دراية .. الخ
قلت:
وهناك من يقول أنه قد تصح نسبة القصة إلى الصحابي سندا ولكن الراجح أنها مأخوذة من علماء أهل الكتاب مثل كعب الأحبار أو غيره، وهذا ما رجحه العلامة محمد بن أبي شهبة في كتابه القيم: الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص159.
والحقيقة أن كثرة الروايات في هذه القصة تبين أنها منقولة عن جمع من الصحابة الكرام وبعضها موقوف والبعض مرفوع، وبجمع الموقوف والمرفوع منها يتبين ثبوت القصة على الاجمال دون التفصيل المتباين في كل الروايات وهو ما قاله ابن حجر أن الواقف على هذه الروايات يكاد يقطع بوقوع القصة، وابن حجر هو من كبار فرسان هذا الميدان ..
وليس من الصواب أن ننسب كل ما هو من قبيل القصص الغريبة على الأسماع الى اهل الكتاب ونقول هو من الاسرائيليات ..
فمن يجمع كل الروايات يرى فيها الاتفاق الكبير على القدر المطلوب وهو اجمالا في الآتي:
- أن هاروت وماروت من الملائكة.
- أنهما تعلما السحر فتنة لعباد الله وامتحانا.
- أنهما وقعا في المعصية بقدر الله السابق عليهما امتحانا وابتلاءا.
ومن الغريب هنا أيضا:
ما رواه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النبي r أنها قالت:
قدمت علي امرأة من أهل دومة الجندل جاءت تبتغي رسول الله r بعد موته
حداثة ذلك تسأله عن أشياء دخلت فيها من أمر السحر ولم تعمل به ..
وقالت عائشة رضي الله عنها لعروة:
يا ابن أختي فرأيتها تبكي حين لم تجد رسول الله r فيشفيها فكانت تبكي حتى إني لأرحمها وتقول: إني أخاف أن أكون قد هلكت كان لي زوج فغاب عني فدخلت علي عجوز فشكوت ذلك إليها فقالت:
إن فعلت ما آمرك به فأجعله يأتيك فلما كان الليل جاءتني بكلبين أسودين فركبت أحدهما وركبت الآخر فلم يكن شيء حتى وقفنا ببابل وإذا برجلين معلقين بأرجلهما فقالا: ما جاء بك؟ قلت: نتعلم السحر ..
فقالا: إنما نحن فتنة فلا تكفري فارجعي فأبيت، وقلت: لا ..
قالا: فاذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه فذهبت ففزعت ولم أفعل فرجعت إليهما فقالا: أفعلت؟ فقلت: نعم، فقالا: هل رأيت شيئا؟
فقلت: لم أر شيئا، فقالا: لم تفعلي ارجعي إلى بلادك ولا تكفري ..
فأرببت وأبيت، فقالا: اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه فذهبت فاقشعررت وخفت ثم رجعت إليهما وقلت: قد فعلت، فقالا: فما رأيت؟ قلت: لم أر شيئا فقالا: كذبت لم تفعلي ارجعي إلى بلادك ولا تكفري فإنك على رأس أمرك، فأرببت وأبيت ..
فقالا: اذهبي إلى التنور فبولي فيه فذهبت إليه فبلت فيه ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/370)
فرأيت فارسا مقنعا بحديد خرج مني فذهب في السماء وغاب حتى ما أراه فجئتهما فقلت: قد فعلت، فقالا: فما رأيت؟ قلت: رأيت فارسا مقنعا خرج مني فذهب في السماء وغاب حتى ما أراه ..
فقالا: صدقت، ذلك إيمانك خرج منك، اذهبي ..
فقلت للمرأة: والله ما أعلم شيئا، وما قالا لي شيئا ..
فقالت: بلى لم تريدي شيئا إلا كان ..
خذي هذا القمح فابذري فبذرت .. وقلت: اطلعي فأطلعت ..
وقلت: احقلي فأحقلت .. ثم قلت: افركي فأفركت ..
ثم قلت: أيبسي فأيبست .. ثم قلت: اطحني فأطحنت ..
ثم قلت: اخبزي فأخبزت ..
فلما رأيت أني لا أريد شيئا إلا كان سقط في يدي ..
وندمت والله يا أم المؤمنين، ما فعلت شيئا ولا أفعله أبدا.
وفي زيادة عند ابن أبي حاتم ذكرها ابن كثير وعند البيهقي، وهي:
فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حداثة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم يومئذ متوافرون، فما دَرَوا ما يقولون لها، وكلهم هاب وخاف أن يفتيها بما لا يعلمه، إلا أنه قد قال لها ابن عباس - أو بعض من كان عنده -: لو كان أبواك حيين أو أحدهما لكان يكفيانك.
قال هشام: فلو جاءتنا أفتيناها بالضمان، وقال ابن أبي الزناد: وكان هشام يقول: إنهم كانوا أهل ورع وخشية من الله وبعدا من التكلف والجرأة على الله. ثم يقول هشام: ولكنها لو جاءت اليوم مثلها لو جدت نوكى أهل حمق وتكلف بغير علم. والله اعلم.
رواه ابن جرير في تفسيره (2/ 440) وقال أحمد شاكر رحمهما الله:
وهي قصة عجيبة، لا ندري أصدقت تلك المرأة فيما أخبرت به عائشة؟ أما عائشة فقد صدقت في أن المرأة أخبرتها. والإسناد إلى عائشة جيد، بل صحيح.
ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 280 رقم 1022) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (5/ 373) والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 137) والحاكم 4/ 171 وصححه ووافقه الذهبي ..
كلهم من طريق الربيع بن سليمان عن عبد الله بن وهب اخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد حدثني هشام عن أبيه عن عائشة به.
والزيادة عند البيهقي واللالكائي وبعضها عند الحاكم.
وقال ابن كثير: أثر غريب وسياق عجيب .. وإسناده جيد إلى عائشة رضي الله عنها.
قلت: ومن ضعفه فمن أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو وإن كان ضعفه البعض فقد قال ابن حجر: صدوق تغير بآخرة وقال ابن معين أنه كان من أثبت الناس في هشام بن عروة، وهو هنا يروى عنه فأقل أحواله أن يكون حسن الحديث ..
والله أعلم.(40/371)
نظرة الشيعة إلى اهل السنة بقلم حسن الموسوى (شيعى سابق)
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[05 - 05 - 07, 02:49 ص]ـ
حسين الموسوي
ملاحظه: الكلام على لسان الأخ وهو شيعي سابق هداه الله تعالى إلى العودة للمنهج الصواب
عندما نطالع كتبنا المعتبرة وأقوال فقهائنا ومجتهدينا نجد أن العدو الوحيد للشيعة هم أهل السنة، ولذا وصفوهم بأوصاف وسموهم بأسماء: فسموهم (العامة) وسموهم النواصب، وما زال الاعتقاد عند معاشر الشيعة أن لكل فرد من أهل السنة ذيلاً في دبره، وإذا شتم أحدهم الآخر وأراد أن يغلظ له في الشتيمة قال له: (عظم سني في قبر أبيك) وذلك لنجاسة السني في نظرهم إلى درجة لو اغتسل ألف مرة لما طهر ولما ذهبت عنه نجاسته.
ما زلت أذكر أن والدي رحمه الله التقى رجلاً غريباً في أحد أسواق المدينة، وكان والدي رحمه الله محباً للخير إلى حد بعيد، فجاء به إلى دارنا ليحل ضيفاً عندنا في تلك الليلة فأكرمناه بما شاء الله تعالى، وجلسنا للسمر بعد العشاء وكنت وقتها شاباً في أول دراستي في الحوزة، ومن خلال حديثنا تبين أن الرجل سني المذهب ومن أطراف سامراء جاء إلى النجف لحاجة ما، بات الرجل تلك الليلة، ولما أصبح أتيناه بطعام الإفطار فتناول طعامه ثم هم بالرحيل، فعرض عليه والدي رحمه الله مبلغاً من المال فلربما يحتاجه في سفره، شكر الرجل حسن ضيافتنا، فلما غادر أمر والدي بحرق الفراش الذي نام فيه وتطهير الإناء الذي أكل فيه تطهيراً جيداً لاعتقاده بنجاسة السني وهذا اعتقاد الشيعة جميعاً، إذ أن فقهاءنا قرنوا السني بالكافر والمشرك والخنزير وجعلوه من الأعيان النجسة ولهذا:
1 - وجب الاختلاف معهم: فقد روى الصدوق عن علي بن أسباط قال: "قلت للرضا -عليه السلام-: يحدث الأمر لا أجد بداً من معرفته، وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك؟ قال: فقال: ائت فقيه البلد فاستفته في أمرك فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإن الحق فيه" (عيون أخبار الرضا 1/ 275 ط. طهران).
وعن الحسين بن خالد عن الرضا أنه قال: "شيعتنا المسلمون لأمرنا، الآخذون بقولنا المخالفون لأعدائنا، فمن لم يكن كذلك فليس منا" (الفصول المهمة 225 ط. قم).
وعن المفضل بن عمر عن جعفر أنه قال: "كذب من زعم أنه من شيعتنا وهو متوثق بعروة غيرنا" (الفصول المهمة 225).
2 - عدم جواز العمل بما يوافق العامة ويوافق طريقتهم:
وهذا باب عقده الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة فقال: "والأحاديث في ذلك متواترة .. فمن ذلك قول الصادق -عليه السلام- في الحديثين المختلفين: أعرضوهما على أخبار العامة، فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه".
وقال الصادق -عليه السلام-: "إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم".
وقال -عليه السلام-: "خذ بما فيه خلاف العامة، وقال: ما خالف العامة ففيه الرشاد".
وقال -عليه السلام-: "ما أنتم والله على شيء مما هم فيه، ولا هم على شيء مما أنتم فيه فخالفوهم فما هم من الحنيفية على شيء".
وقوله -عليه السلام-: "والله ما جعل الله لأحد خيرة في أتباع غيرنا، وإن من وافقنا خالف عدونا، ومن وافق عدونا في قول أو عمل فليس منا ولا نحن منه".
وقول العبد الصالح -عليه السلام- في الحديثين المختلفين: "خذ بما خالف القوم، وما وافق القوم فاجتنبه".
وقول الرضا -عليه السلام-: "إذا ورد عليكم خبران متعارضان فانظروا إلى ما يخالف منهما العامة فخذوه، وانظروا بما يوافق أخبارهم فدعوه".
وقول الصادق -عليه السلام-: "والله ما بقي في أيديهم شيء من الحق إلا استقبال القبلة"؛ (انظر الفصول المهمة 325 - 326).
وقال الحر عن هذه الأخبار بأنها: "قد تجاوزت حد التواتر، فالعجب من بعض المتأخرين حيث ظن أن الدليل هنا خبر واحد".
وقال أيضاً: "واعلم أنه يظهر من هذه الأحاديث المتواترة بطلان أكثر القواعد الأصولية المذكورة في كتب العامة" (الفصول المهمة 326).
3 - أنهم لا يجتمعون مع السنة على شيء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/372)
قال السيد نعمة الله الجزائري: "إنا لا نجتمع معهم -أي مع السنة- على إله ولا على نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبو بكر. ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذاك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا" (الأنوار الجزائرية 2/ 278)، باب نور في حقيقة دين الإمامية.
والعلة التي من أجلها يجب الأخذ بخلاف ما تقوله العامة، عقد الصدوق هذا الباب في علل الشرائع فقال: "عن أبي إسحاق الأرجائي رفعه قال: قال أبو عبد الله -عليه السلام-: أتدري لم أمرتم بالأخذ بخلاف ما تقوله العامة؟ فقلت: لا ندري. فقال: إن علياً لم يكن يدين الله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره إرادة لإبطال أمره. وكانوا يسألون أمير المؤمنين -عليه السلام- عن الشيء الذي لا يعلمونه فإذا أفتاهم جعلوا له ضداً من عندهم ليلبسوا على الناس" (531 طبع إيران).
ويتبادر إلى الأذهان السؤال الآتي:
لو فرضنا أن الحق كان مع العامة في مسألة ما أيجب علينا أن نأخذ بخلاف قولهم؟ أجابني السيد محمد باقر الصدر مرة فقال: "نعم يجب الأخذ بخلاف قولهم، لأن الأخذ بخلاف قولهم وإن كان خطأ فهو أهون من موافقتهم على افتراض وجود الحق عندهم في تلك المسألة".
إن كراهية الشيعة لأهل السنة ليست وليدة اليوم، ولا تختص بالسنة المعاصرين بل هي كراهية عميقة تمتد إلى الجيل الأول لأهل السنة وأعني الصحابة ما عدا ثلاثة منهم وهم أبو ذر والمقداد وسلمان، ولهذا روى الكليني عن أبي جعفر قال: "كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة المقداد بن الأسود وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري" (روضة الكافي 8/ 246).
لو سألنا اليهود: من هم أفضل الناس في ملتكم؟
لقالوا: إنهم أصحاب موسى.
ولو سألنا النصارى: من هم أفضل الناس في أمتكم؟
لقالوا: إنهم حواريو عيسى.
ولو سألنا الشيعة: من هم أسوأ الناس في نظركم وعقيدتكم؟
لقالوا: إنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله.
إن أصحاب محمد هم أكثر الناس تعرضاً لسب الشيعة ولعنهم وطعنهم وبالذات أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة زوجتا النبي صلوات الله عليه، ولهذا ورد في دعاء صنمي قريش: "اللهم العن صنمي قريش -أبو بكر وعمر- وجبتيهما وطاغوتيهما، وابنتيهما -عائشة وحفصة .. الخ" وهذا دعاء منصوص عليه في الكتب المعتبرة. وكان الإمام الخميني يقوله بعد صلاة الصبح كل يوم.
عن حمزة بن محمد الطيار أنه قال: ذكرنا محمد بن أبي بكر عند أبي عبد الله -عليه السلام- فقال: "رحمه الله وصلى عليه، قال محمد بن أبي بكر لأمير المؤمنين يوماً من الأيام: أبسط يدك أبايعك، فقال: أو ما فعلت؟ قال: بلى، فبسط يده، فقال: أشهد أنك إمام مفترض طاعته، وإن أبي - يريد أبا بكر أباه - في النار" (رجال الكشي 61).
وعن شعيب عن أبي عبد الله -عليه السلام- قال: "ما من أهل بيت إلا وفيهم نجيب من أنفسهم، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء محمد بن أبي بكر" (الكشي 61).
وأما عمر فقال السيد نعمة الله الجزائري: "إن عمر بن الخطاب كان مصاباً بداء في دبره لا يهدأ إلا بماء الرجال" (الأنوار النعمانية 1/ 63).
واعلم أن في مدينة كاشان الإيرانية في منطقة تسمى "باغي فين" مشهداً على غرار الجندي المجهول فيه قبر وهمي لأبي لؤلؤة فيروز الفارسي المجوسي قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، حيث أطلقوا عليه ما معناه بالعربية "مرقد باب شجاع الدين" وباب شجاع الدين هو لقب أطلقوه على أبي لؤلؤة لقتله عمر بن الخطاب، وقد كتب على جدران هذا المشهد بالفارسي "مرك بر أبو بكر، مرك بر عمر، مرك بر عثمان" ومعناه بالعربية: "الموت لأبي بكر الموت لعمر الموت لعثمان".
وهذا المشهد يزار من قبل الإيرانيين، وتلقى فيه الأموال والتبرعات، وقد رأيت هذا المشهد بنفسي، وكانت وزارة الإرشاد الإيرانية قد باشرت بتوسيعه وتجديده، وفوق ذلك قاموا بطبع صورة المشهد على كارتات تستخدم لإرسال الرسائل والمكاتيب.
روى الكليني عن أبي جعفر -عليه السلام- قال: " .. إن الشيخين -أبا بكر وعمر- فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين -عليه السلام- فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" (روضة الكافي 8/ 246).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/373)
وأما عثمان فعن علي بن يونس البياضي: "كان عثمان ممن يلعب به وكان مخنثاً" (الصراط المستقيم 2/ 30).
وأما عائشة فقد قال ابن رجب البرسي: "إن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة" (مشارف أنوار اليقين 86).
وإني أتساءل: إذا كان الخلفاء الثلاثة بهذه الصفات فلم بايعهم أمير المؤمنين -عليه السلام-؟ ولم صار وزيراً لثلاثتهم طيلة مدة خلافتهم؟ أكان يخافهم؟ معاذ الله.
ثم اذا كان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب مصاباً بداء في دبره ولا يهدأ إلا بماء الرجال كما قال السيد الجزائري، فكيف إذن زوجه أمير المؤمنين -عليه السلام- ابنته أم كلثوم؟ أكانت إصابته بهذا الداء، خافية على أمير المؤمنين -عليه السلام- وعرفها السيد الجزائري؟! .. إن الموضوع لا يحتاج إلى أكثر من استعمال العقل للحظات.
وروى الكليني: "إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا" (الروضة 8/ 135).
ولهذا أباحوا دماء أهل السنة وأموالهم فعن داود بن فرقد قال: "قلت لأبي عبد الله -عليه السلام-: ما تقول في قتل الناصب؟ فقال: حلال الدم، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل" (وسائل الشيعة 18/ 463)، (بحار الأنوار 27/ 231).
وعلق الإمام الخميني على هذا بقوله: فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه، وابعث إلينا بالخمس.
وقال السيد نعمة الله الجزائري: "إن علي بن يقطين وزير الرشيد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين، فأمر غلمانه وهدموا أسقف المحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل" (الأنوار النعمانية 3/ 308).
وتحدثنا كتب التاريخ عما جرى في بغداد عند دخول هولاكو فيها، فإنه ارتكب أكبر مجزرة عرفها التاريخ، بحيث صبغ نهر دجلة باللون الأحمر لكثرة من قتل من أهل السنة، فانهار من الدماء جرت في نهر دجلة، حتى تغير لونه فصار أحمر، وصبغ مرة أخرى باللون الأزرق لكثرة الكتب التي ألقيت فيه، وكل هذا بسبب الوزيرين النصير الطوسي ومحمد بن العلقمي فقد كانا وزيرين للخليفة العباسي، وكانا شيعيين، وكانت تجري بينهما وبين هولاكو مراسلات سرية حيث تمكنا من إقناع هولاكو بدخول بغداد وإسقاط الخلافة العباسية التي كانا وزيرين فيها، وكانت لهما اليد الطولى في الحكم، ولكنهما لم يرتضيا تلك الخلافة لأنها تدين بمذهب أهل السنة، فدخل هولاكو بغداد وأسقط الخلافة العباسية، ثم ما لبثا حتى صارا وزيرين لهولاكو مع أن هولاكو كان وثنياً.
ومع ذلك فإن الإمام الخميني يترضى على ابن يقطين والطوسي والعلقمي، ويعتبر ما قاموا به من أعظم الخدمات الجليلة لدين الإسلام.
وأختم هذا الباب بكلمة أخيرة وهي شاملة وجامعة في هذا الباب قول السيد نعمة الله الجزائري في حكم النواصب (أهل السنة) فقال: "إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية، وإنهم شر من اليهود والنصارى، وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة" (الأنوار النعمانية 2/ 206 - 207).
وهكذا نرى أن حكم الشيعة في أهل السنة يتلخص بما يأتي:
أنهم كفار، أنجاس، شر من اليهود والنصارى، أولاد بغايا، يجب قتلهم وأخذ أموالهم، لا يمكن الالتقاء معهم في شيء لا في رب ولا في نبي ولا في إمام ولا يجوز موافقتهم في قول أو عمل، ويجب لعنهم وشتمهم وبالذات الجيل الأول أولئك الذين أثنى الله تعالى عليهم في القرآن الكريم، والذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في دعوته وجهاده .. وإلا فقل لي بالله عليك من الذي كان مع النبي صلوات الله عليه في كل المعارك التي خاضها مع الكفار؟، فمشاركتهم في تلك الحروب كلها دليل على صدق إيمانهم وجهادهم فلا يلتفت إلى ما يقوله فقهاؤنا.
لما انتهى حكم آل بهلوي في إيران على أثر قيام الثورة الإسلامية وتسلم الإمام الخميني زمام الأمور فيها، توجب على علماء الشيعة زيارة وتهنئة الإمام بهذا النصر العظيم لقيام أول دولة شيعية في العصر الحديث يحكمها الفقهاء.
وكان واجب التهنئة يقع علي شخصياً أكثر من غيري لعلاقتي الوثيقة بالإمام الخميني، فزرت إيران بعد شهر ونصف -وربما أكثر- من دخول الإمام طهران إثر عودته من منفاه باريس، فرحب بي كثيراً، وكانت زيارتي منفردة عن زيارة وفد علماء الشيعة في العراق.
وفي جلسة خاصة مع الإمام قال لي: "سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم، سنسفك دماء النواصب ونقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم، ولن نترك أحداً منهم يفلت من العقاب، وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت، وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة، قبلة للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها، وما بقي إلا التنفيذ!! ".
ملاحظة:
اعلم أن حقد الشيعة على العامة -أهل السنة- حقد لا مثيل له، ولهذا أجاز فقهاؤنا الكذب على أهل السنة وإلصاق التهم الكاذبة بهم والافتراء عليهم ووصفهم بالقبائح.
والآن ينظر الشيعة إلى أهل السنة نظرة حاقدة بناء على توجيهات صدرت من مراجع عليا، وصدرت التوجيهات إلى أفراد الشيعة بوجوب التغلغل في أجهزة الدولة ومؤسساتها وبخاصة المهمة منها كالجيش والأمن والمخابرات وغيرها من المسالك المهمة فضلاً عن صفوف الحزب.
وينتظر الجميع -بفارغ الصبر- ساعة الصفر لإعلان الجهاد والانقضاض على أهل السنة، حيث يتصور عموم الشيعة أنهم بذلك يقدمون خدمة لأهل البيت صلوات الله عليهم، ونسوا أن الذي يدفعهم إلى هذا أناس يعملون وراء الكواليس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/374)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 02:58 ص]ـ
حسين الموسوي
قال السيد نعمة الله الجزائري: "إنا لا نجتمع معهم -أي مع السنة- على إله ولا على نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبو بكر. ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذاك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا" (الأنوار الجزائرية 2/ 278)، باب نور في حقيقة دين الإمامية.
ما وجدتُ لدى الشيعة الروافض أصدق من هذه الكلمة التي قالها سيدهم هذا
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[05 - 05 - 07, 03:08 ص]ـ
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
صدقت يا اخى فى هذا القول فهم لا ينتمون الينا قط.
والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 06:19 ص]ـ
اللهم إنا نسألك هداية الرافضة إلى الرشد و الحق المبين، وإن لم تهدهم لحكمتك سبحانك فنسألك أن تقصم ظهورهم وتريح العباد من شرورهم.
ـ[بوعبدالوهاب]ــــــــ[08 - 05 - 07, 09:49 ص]ـ
وفقك الله يا أخي على هذا الموضوع
هذا الكتاب مشهور جدا عنوانه " لله ثم للتاريخ "
ولله الحمد والمنة ينقل شيخنا عثمان الخميس أن عدد كبير من سكان الأحواز الإيرانية يتسننون ومازالوا وكذلك في البحرين وأيضا عندنا بالكويت والإحساء، فنسأل الله لنا ولهم التثبيت والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[وجدان بن علي أبو باسل]ــــــــ[08 - 05 - 07, 10:22 ص]ـ
اللهم انصر السنة وأهلها ..
جزاكم الله خيرا
ـ[ام عبيدالله]ــــــــ[08 - 05 - 07, 03:04 م]ـ
وهكذا نرى أن حكم الشيعة في أهل السنة يتلخص بما يأتي:
أنهم كفار، أنجاس، شر من اليهود والنصارى، أولاد بغايا، يجب قتلهم وأخذ أموالهم، لا يمكن الالتقاء معهم في شيء لا في رب ولا في نبي ولا في إمام ولا يجوز موافقتهم في قول أو عمل، ويجب لعنهم وشتمهم وبالذات الجيل الأول أولئك الذين أثنى الله تعالى عليهم في القرآن الكريم، والذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في دعوته وجهاده .. وإلا فقل لي بالله عليك من الذي كان مع النبي صلوات الله عليه في كل المعارك التي خاضها مع الكفار؟، فمشاركتهم في تلك الحروب كلها دليل على صدق إيمانهم وجهادهم فلا يلتفت إلى ما يقوله فقهاؤنا.
لما انتهى حكم آل بهلوي في إيران على أثر قيام الثورة الإسلامية وتسلم الإمام الخميني زمام الأمور فيها، توجب على علماء الشيعة زيارة وتهنئة الإمام بهذا النصر العظيم لقيام أول دولة شيعية في العصر الحديث يحكمها الفقهاء.
وكان واجب التهنئة يقع علي شخصياً أكثر من غيري لعلاقتي الوثيقة بالإمام الخميني، فزرت إيران بعد شهر ونصف -وربما أكثر- من دخول الإمام طهران إثر عودته من منفاه باريس، فرحب بي كثيراً، وكانت زيارتي منفردة عن زيارة وفد علماء الشيعة في العراق.
وفي جلسة خاصة مع الإمام قال لي: "سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم، سنسفك دماء النواصب ونقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم، ولن نترك أحداً منهم يفلت من العقاب، وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت، وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة، قبلة للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها، وما بقي إلا التنفيذ!! ".
جزاك الله خيرا على هذا النقل
اذا لهم رب غير ربنا الذي نعبده ولهم دين غير ديننا ولهم نبي غير نبينا.
اذا لماذا ينسبون انفسهم للاسلام ودينهم غير الاسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من ربه.
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[08 - 05 - 07, 06:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم - منقول للفائدة كما وصلني
رسالة إلى صديقي الشيعي كاظم "
الأخ الكريم: كاظم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..
لشهور طويلة ظللت أكتم مضمون هذه الرسالة بين أحشائي حتى لا يقع بيني وبينك ما يكون سبباً في القطيعة والهجران والعداء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/375)
في السعودية وفي أرض الحرمين الشريفين , عشت معي , فلم يتعرض أحد لك أو لعائلتك بالملاحقة أو التهجير أو القتل والاغتصاب أو الدعوة للقتل. ولم تتخذ حكومتنا السعودية رغم وصفكم لها بالوهابية أي فعل أو رد فعل ضد جموع الشيعة في السعودية سوى مواقفها , التي لا تلام عليها , ضد اتباع الأحزاب السياسية الخمينية الذين فضلوا مرجعية إيران الدينية والسياسية على حكومة بلدهم الأم إبان الثورة الخمينية الطائفية , ففجروا وقتلوا وذبحوا.
رغم ذلك لم تعاقب الحكومة السعودية جميع الشيعة على أخطاء وجرائم بعضهم , ولم تدع لإستئصال الشيعة عن بكرة أبيهم بصفتهم صفويين أو طائفيين أو عملاء , رغم كل العداء والحقد والكره الذي تمتلىء به صدوركم عليها, والذين ينفخه سادتكم وملاليكم ومشايخكم في أنوفكم!!
رغم هذا , ورغم أنكم أقلية لا يصل عددها لـ 5% من الشعب السعودي السني , فلم تحمل ولم نحمل عليكم السلاح , رغم كل ما فعلتموه في الحرم الشريف , وفي أرامكو , وفي الجبيل ...
وفي الكويت الشيء نفسه , فأنتم هناك أقلية لا يتعدى عددها الـ 10 % , رغم اختطافكم لطائرة الجابرية وتفجيراتكم لموكب الأمير وللمقاهي الشعبية ..
وفي البحرين الشيء نفسه , لم تقف الحكومة بأي إجراءات عسكرية عنيفة ضدكم , رغم أن البحرين تاريخياً هي بلد سني وحكومته منذ الأزل حكومة سنية , ورغم أن سادتكم وملاليكم ومشايخكم المدعومين إيرانياً يحرضونكم كل يوم ويشعلون الفتن والاضطرابات ضد هذه الحكومة ...
وفي سوريا أنتم تحكمون بلداً سنياً ليس فيه من الشيعة أكثر من 1% , و3 % علويين بينما الكثرة الكاثرة 96 % هم من السنة.
وفي لبنان وقفنا مع حزب الله في جميع حروبه ضد إسرائيل , ودعمناه ودافعنا عن سلاحه رغم كل ما كان يفعله في أهل السنة , من مصادرة لمساجدهم , ومن قبض وتعذيب وتنكيل بالشباب السني الذي يريد مقاومة العدو الصهيوني بالتسلل إلى داخل الشريط الحدودي ... حتى تظل مقاومة الصهاينة حكراً عليكم دوناً عن كل الشرفاء ...
بل وفي إيران ذاتها حيث يقبع ثلث الشعب الإيراني وهو ما يمثله أهل السنة والجماعة تحت أحقر وأسوأ صنوف العيش والحياة. فقتل علمائهم ومشايخهم وتصفيتهم وتهجيرهم ما عادت سراً يتم في غفلة من العالم الإسلامي. إيران التي كان السنة يملثون 80% من السكان , تتحول من خلال جبروت الشاه إسماعيل الصفوي إلى التشيع الإجباري , ثم لا يكتفون بهذا يلاحقون معتقدات الناس في بيوتهم , بينما يسرح ويمرح اليهود والنصارى كما يشاؤون في بلد يدعي سياسيوه وقادته الدينيين أنهم أحرص الناس على الإسلام!!
من المذل جداً أن تُحفظ حقوق اليهود والنصارى ولا تُحفظ حقوق أهل السنة , فها نحن نرى كنائس اليهود والنصارى تملأ طهران , ولا نرى مسجداً واحداً للسنة , الذين اضطروا في نهاية الأمر إلى الصلاة في الحدائق , في سابقة لم تحدث حتى في الدولة الصهيونية التي يدعي مشايخكم ورموزكم عداوتها ومقاومتها!! كما أن صور أخذ حاخامات اليهود والنصارى بالأحضان تملأ الصحف والمجلات الرسمية في الوقت الذي لا نجد وجوداً ولو رمزياً للسنة!! سبحان الله كيف هي تصاريف التأريخ.
أما في العراق فالجرح أكبر. والصدمة أطم. ففي عراق الطاغية صدام حسين , لم يجرِ أي قتل على الهوية الطائفية , بل كان صدام حسين علمانياً , لا إلى السنة ولا إلى الشيعة , وكل ما فعله ضد الشيعة لم يكن موجهاً طائفياً بقدر ما كان تثبياً للأمن ولكرسي الحكم بالدرجة الأولى , وإلا فالجميع يعلم أن مشايخ أهل السنة عانوا من السجن والقتل والملاحقة كما عانى مشايخ الشيعة. والقتل الذي كان يقوم به صدام حسين كان قتلاً للذين يريدون استلاب الحكم من البعث , ولم يقتلهم فقط لأنهم شيعة , وإلا لما بقي السيستاني أو الصدر وغيرهم أحياء يرزقون حتى اليوم.
في العراق رغم أن السنة , كما تدعون كانوا يملكون السلطة , فلم يجرِ قتل الجمهور الشيعي على الهوية. لم يجرِ اختطافهم من الشوارع بالعشرات , ولم يحصل أن عُذبوا بخرق أجسادهم بالدريل , ولم يسبق أن قُتِّل أطفالهم أو شووا في الأفران لأن أسماءهم علي أو الحسن أو الحسين أو الزهراء!!
......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/376)
رغم كل ما سبق أخي الكريم , وهو صحيح , إلا أنكم لم تعاملوننا حتى اليوم , سوى بأسوأ أنواع التعاملات وأخسها , وأكثرها بشاعة ودموية.
فالتأريخ يذكر لنا أن العلقمي منكم , وأن القرامطة منكم , وأن الحشاشين منكم , وأن خالد ابن الوليد منا , وأن سعد بن أبي وقاص منا , وأن قتيبة بن مسلم منا , وأن صلاح الدين الأيوبي منا , وأن الظاهر بيبرس منا , وأن ابن تيمية منا ....
ليس في هذا أي طائفية أخي الفاضل , فآياتكم وساداتكم وملاليكم ودعاتكم لم يقفوا مرة واحدة في صفنا في أي حرب من حروب الأمة. إنها حقائق التاريخ أيها الفاضل , وليست دعوى طائفية مجردة. هذا هو الحال منذ حاربنا التتار , وكنتم عوناً لهم علينا , حتى حاربنا الأمريكان في العراق , وكنتم عوناً لهم علينا ...
أما لماذا لم يحصل هذا؟
ودعني أكون صريحاً بعض الشيء , فلأنكم ترون أننا نواصب كفرة , مرتدون , يجب قتلهم حين تُسنح الفرصة!!
لندع " التقية " جانباً. وأنا أرجوك من قلبي أن تدعها جانباً وأنت تقرأ مقالي هذا لتعلم إلى أي حد ظلمتمونا.
مستنداتي على ما أقول ليست هي بنيات أفكاري. بل هي كتبكم التي بين ظهرانينا , منذ الكافي وحتى الحكومة الإسلامية للخميني. كلها تتعامل معنا بطائفية بغيضة لا يتعامل بمثلها اليهود والنصارى. فأنت ترون أننا كفرة ومرتدون ونواصب وسرَّاق للحق التاريخي من أهل البيت رضوان الله عليهم!!
لن أدخل في تفاصيل مذهبكم , وهي تفاصيل لا يستطيع أي سيد أو ملا أو آية أو شيخ إخفاء سواد وحقد وكره ما فيها عنا وعن مذهبنا بالتقية والتودد والكلام المعسول. وإني والله أعجب أشد العجب , مِنْ كتب هي بين ظهرانيكم من مئات السنين لم يجرِ حتى اليوم إنكار ما فيها أو شجبه أو التحذير منه أو الدعوة لإصلاحها وغربلتها , بل نجد العكس , من دوام ذكر هذه الكتب وأصحابها بالإجلال والترحم والترضي والتقديس والدعوة لقراءتها والانتفاع بما فيها!!!!!!!!!!!
كتب يُصرَّح فيها بالدعوة إلى قتلنا ونهبنا وسلبنا. كتب يوصف فيها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأقذر الأوصاف وأبشعها وأقلها مرؤوة ورجولة , فعمر الفاروق رضي الله عنه قاصم الجبابرة يوصف من لدن كبار آياتكم وملاليكم وسادتكم بأنه لوطي لا يشبع من ماء الرجال!!
ثم أنتم أيضاً تصفونه وتصفون أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالجبت والطاغوت!!
تشتمون أمنا عائشة رضي الله عنها وتصفها كتبكم بالزانية الفاجرة!!
لا يكاد يسلم لكم أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحكم بالردة ومن السب والشتم واللعن. ولا تقل لي أن هذا غير صحيح , فكتبكم " المعتبرة " تطفح بهذا وتنز به.
الغريب أنكم لا تنكرون هذه الكتب أو تنكرون صحتها أو تنكرون ما فيها. تكتفون فقط بالدفاع. وهو الدفاع الذي يثبت التهمة.
يا أخي أتحداك أن تجد في كتب أهل السنة والجماعة وأئمتهم مثل الشافعي وأبو حنيفة ومالك وأحمد من يتهمكم بالكفر والزندقة ويدعو لقتلكم , كما في كتبكم!!
بل إنك لن تجد في كتبنا الفقهية المعاصرة بل حتى تلك التي تصفونها بالوهابية السعودية من يكفركم بالجملة , بل كلها تفرق بين الجاحد وبين العامي , بين من اقٌيمت عليه الحجة وبين من لم تقم عليه الحجة, بل وكلها تنكر وتشدد على حرمة التكفير عيناً على عموم الشيعة!!!
هل تفعلون مثل هذا في كتبكم؟
هل يفعل مشايخكم التاريخيين مثل هذا , وهذه هي كتبهم بين أيدينا ملأى بالتصريح بكفرنا وردتنا وناصبيتنا ولا حديث البتة حول الحجة أو إقامتها؟! أو حول حرمة تكفير المعين؟! أو خطر التكفير؟؟
أخي الفاضل:
هل من عجب أن يفعل أبناءكم من الجيش العراقي والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وفيلقه فيلق بدر ومقتدى الصدر وجيشه جيش المهدي وجيش الدعوة وحزب ثأر, أقول هل من العجب أن يفعل هؤلاء في أهل السنة والجماعة ما يفعلونه في العراق اليوم؟!!!
قتل على الهوية , وسلخ جلود , وتقطيع أطراف , وشوي في الأفران , واختطافات أمام الملأ , واغتصاب فتيات , وتعذيب في سجون الداخلية؟؟؟
هل فعل صدام حسين وهو الذي تصفونه بالسني ونصفه بالطاغية شيئاً من هذا ضدكم؟؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/377)
إن هؤلاء القتلة أخي الفاضل بدءاً من الحكيم والجعفري وصولاغ والربيعي والصدر , هم سادتكم وملاليكم وعلماءكم , وهم كما يعلم الجميع ينزعون في اتخاذ مواقفهم إلى المذهب وآياته وتاريخه وكتبه , وهم أيضاً يجدون دعماً شعبياً عاماً منكم. فجنود جيش المهدي وفيلق بدر وجيش الدعوة وثأر والفضيلة هي منكم ومن عمومكم , أليس هذا صحيحاً؟
أليس من العار ما نراه من هذا التحالف الغريب بينكم وبين الأمريكان في العراق. الأمريكان الذين أشبعنا سادتكم وملاليكم وآياتكم الخمينية بمظاهراتها الحاشدة ضدها بزعم أنها الشيطان الأكبر!!
أين اختفى كل هذا؟
أنا أقول لك أين اختفى كل هذا: اختفى حول مصالحكم المتقاطعة. مصلحتكم في التخلص من أهل السنة والجماعة الناصبة المرتدين , ومصلحتهم في الخروج من المستنقع الذي وضعتهم فيه المقاومة السنية الباسلة. لهذا فأنتم تتركون العدو الأصغر (الأمريكان) بل وتتحالفون معه لقتال العدو الأكبر (أهل السنة والجماعة. (
هل يبدو هذا غريباً بالنظر إلى مواقفكم من اليهود والنصارى في طهران ومواقفكم من أهل السنة والجماعة هناك؟؟ الرأي واحد في إيران وفي العراق. لا بد من التخلص من أهل السنة والجماعة وذبحهم حين تسنح الفرصة.
لا يهمني ما تتداولونه بينكم في حسينياتكم , وفي غرفكم المغلقة , وفي زواياكم المظلمة , فلكم أن تقولوا فيها ما تشاءون ضدنا وضد الصحابة وضد أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم وعليهن , لكن لا تطالبوننا بأن نكون شيعة أكثر من الشيعة!! , فنرضى بالقتل والذبح والتطهير والتهجير والطعن في الظهر , وإهانة المقدسات , وقبول الظلم الذي يقع منكم علينا. لم نمل عليكم بسيوفنا في يوم كما تميلون علينا اليوم في كل مكان تصله أيديكم ...
قلوبنا لا تمتلىء بالحقد عليكم أو الكره لكم أو الفرح بمقتلكم كما تمتلىء قلوبكم تجاهنا. أيدينا لم تزل طاهرة عن الولوغ في قتل النساء والأطفال والشيوخ كما هي أيديكم ....
فنحن مسلمون , نخشى الله , ونرحم الخلق , ونرجو الخير للناس. لا ندعي أننا الأطهر أو الأتقى , فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ...
لكن ماذا عنكم أخي ...
أخي الكريم:
أي إسلام علمكم هذا المذهب؟
أي مقاومة ضد الباطل علمكم إياه التحالف مع الأمريكان؟
أي وطنية تدعونها , وأنتم تخوضون في دماء بني وطنكم من نساء وأطفال وشيوخ أهل السنة والجماعة , بينما المحتل يسرح ويمرح بين ظهرانيكم , وتحت سمعكم وبصركم؟
أي تقية ظالمة دفعتكم للتصديق بأننا حمقى نُخدع بمعسول الكلام والابتسامة وننسى السكين الغادرة التي تختفي تحت الرداء؟
لقد ذقنا منكم بما فيه الكفاية , على مدى تاريخ من الاغتيالات والتخابر مع الأعداء , وصنع الفتن والمحن والاضطرابات في البلاد المسلمة.
أتمنى أن أصدق يا كاظم بأنكم تحترموننا وتحبوننا , لكن كتبكم تثبت عكس هذا , ومواقفكم تثبت عكس هذا , وتاريخكم يثبت عكس هذا ,
فمن أُصدَّق يا كاظم؟
بالله عليك قل لي من أصدق؟
رسالة لا يعقلها إلا المنصفين من الشيعة وقليلٌ ماهم!!!!!
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[08 - 05 - 07, 07:21 م]ـ
بعد الحمد لله والصلاة والسلام علىة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
جزاكم الله خيراً, واسئل الله ان يجمعنا فى الجنات امين .....
والحمد لله رب العالمين(40/378)
علو الرحمن جل وعلا
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[05 - 05 - 07, 04:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المشاركة هي إحدى تعليقات الشيخ عبد الرحيم الطحان على العقيدة الطحاوية
مبحث علو الرحمن وفوقيته على مخلوقاته
هو أشرف مباحث علم التوحيد وأجلها وهو العَلَم الفارق بين أهل السنة وبين سائر فرق المبتدعة فالمؤمن السني الموحد يقول: الله فوق عرشه على سمواته بائن من خلقه، والمبتدع عندما تقول له أين الله؟، يقول لك كيف تقول أين؟ الله لا يُقال عنه أين، الله لا فوق ولا تحت ولا شمال ولا يمين ولا أمام ولا وراء ولا داخل العالم ولا خارجه، لا جوهر ولا عرض، قل له، يا مسكين هذا ليس حي قيوم بل هو إله معدوم، وهذا كمن يزعم أن في بيته نخلةٍ ثم تسأله عن أوصافها، فيقول لك لا أوصاف لها فقل له إذن هذه نخلة في ذهنك لذلك حقيقة قول المعطلة تقضي إلى أن الله عدم لذلك قال أئمتنا: المعطل يعبد عدماً والممثل يعبد صنماً وهذه المسألة سأقرر أدلتها المتنوعة وهي خمسة:
1) أدلة الكتاب.
2) السنة.
3) الإجماع الصحيح القطعي.
4) العقل الصريح.
5) الفطرة المستقيمة.
أولاً أدلة الكتاب:
دل على أن الله فوق عباده على عرشه سبحانه وتعالى، من أوجه كثيرة أحاول أن أوجزها وأن أجمعها في سبعة أوجه:
الوجه الأول: تصريح آيات القرآن بأن ربنا الرحمن فوق عباده ومخلوقاته (فوق) قال الله جل وعلا: (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون) في حق الملائكة. وقال جل وعلا: (وهو القاهر فوق عباده). وهذا الدليل في منتهى الظهور والوضوح، وهذه الفوقية شاملة لفوقية الذات ويلزم منها فوقية القَدْر المنزلة والرتبة والمكانة فذاته عالية فوقنا ومنزلته ورتبته أيضاً فوقاً فله الفوقية من جميع الاعتبارات.
وقبل الانتقال إلى الدليل الثاني سأذكر تأويل المبتدعة للفوقية وندحضه إن شاء الله ثم نذهب إلى الوجه الثاني من أدلة القرآن، وقبل أن أذكر الوجوه دائماً إذا مررت على شبهة فندتها حتى لا نفرد الشبهة في مبحث مستقل.
تأويل لبعض المبتدعة حول هذا الوجه:
قالوا: المراد من الفوقية هنا الفوقية المعنوية، أي هو فوق عباده في الرتبة والمنزلة أي شأنه أعلى من شأنهم (يخافون ربهم من فوقهم) أي يخافون ربهم الذي هو أعلى منهم رتبة ومنزلة، كما تقول الملك فوق الوزير رتبة، وحقيقة قد يخدعون كثيراً من السذج والدهماء بهذه العبارات المعسولة.
ونجيب: لو صح ما قلتم لكان في هذا ذمٌ لربكم، إن قالوا: كيف؟ نقول: أنتم تقولون: إنه فوقهم في الرتبة فإذن عندنا فاضل ومفضول اشتركا في فضيلة فالمفضول هو المخلوق والفاضل هو الله جل وعلا، أي أنه يشترك مع عباده في الفضائل لكنه يزيد عليهم في الفضالة، كما لو قلت الدينار فوق الدرهم فإن بإمكانك أن تشتري بالدينار وبالدرهم، فهناك قدر يشتركان فيه – أي الدرهم والدينار – لذلك نقول لهم: أف لكم ولتأويلكم، فما المزايا التي اشترك فيها المخلوق مع الخالق حتى قلنا إن الخالق أفضل من المخلوق؟!! والله إن هذا ذمٌ للخالق من حيث لا يشعرون.
ولو قال إنسان عندي سكين أَحدُ من الخشبة لاتهمناه بالخرف لأنه لا مفاضلة بينهما بل إن المفاضلة بينهما عين الذم. وهذا كما لو قال شخص الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل من اليهود وأبي جهل، فهذا ذم له صلى الله عليه وسلم لأنه لا فضيلة فيهم بل لا قيمة لهم حتى تفاضل بينهما، لكن لو قلت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل النبيين لكان كلامك وجيهاً وفي محله.
إذن فكيف ستفاضل بين الخالق والمخلوق وقد تقدم معنا أن أخص وصف في المخلوق الفقر وأخص وصف في الخالق الغنى فأين فضل الفقير حتى تفاضل بينه وبين الغنى؟!! وكيف ستسووا بينهما؟!! لكننا نقول (وهو القاهر فوق عباده) أي هو فوق عرشه على سمواته، فيدخل العلو الذاتي والمعنوي (المنزلة) لا علو المنزلة فقط كما يزعمون.
إذن فلا تُعقد المفاضلة إلا بين موصوفين يشتركان في فضائل ويزيد أحدهما على الآخر وإذا كانت المفاضلة بين السيف والعصا ذم للسيف فكيف بعقد مفاضلة بين الفاني والباقي.
ألم تر أن السيف ينقص قدره
\\\
إذا قيل السيف أمضى من العصا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/379)
فإن قيل (اعتراض): جاءت نصوص في التنزيل فيها تفضيل الخالق على المخلوق وهذا خلاف ما تقولونه قال الله تعالى في سورة يوسف مخبراً عن نبيه يوسف لما قال لصاحبه في السجن (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) فهذا فيه عقد مفاضلة بين أوثان وبين الله، وقال تعالى (آلله ([1] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn1)) خير أما تشركون).
وهكذا قول السحرة في سورة طه (والله خير وأبقى)، ففي هذه الآيات عقد مفاضلة فكيف تقولون لا تجوز المفاضلة بين الخالق والمخلوق؟
والجواب: تفضيل الخالق على المخلوق ابتداءً يعتبر نقصاً لكن إذا كان الكلام خرج لمجادلة الخصم الذي يزعم أنه لآلهته شأن ومنزلة فلا حرج به حينئذ فنبي الله يوسف يريد أن يبين لهم زيف آلهتهم المتنوعة فلم يخرج الكلام منه قضية مبتدأة أنما هو جدال مع مشركين يرون لآلهتهم شأناً، أي أنتم تقولون أن للآلهة شأناً فلو سلمنا لكم بذلك فأي الشأنين أعظم شأن آلهتكم أم شأن الله؟ فسيقولون كلهم شأن الله، فتكون نتيجة النقاش اطرحوا آلهتكم ما دمتم تسلمون بأن الله شأنه أعظم.
وهكذا (والله خير وأبقى) منك يا فرعون يا من تدعي أنك رب وأنك ملك مصر فالله خير منك وما عنده لا ينفذ وما عندك نافذ ونظير هذا قول الله تعالى في سورة النور (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون) أي خير لكم من الدخول بغير استئذان وخير لكم من تحية الجاهلية.
نقول: هل للدخول بغير استئذان والتحية بتحية أهل الجاهلية خيرية؟
لا، ولا خيرية لها، لكن لأنهم كانوا يرون في دخولهم بغير استئذان عزة والوقوف على الباب ذلة لهم، فكأن الله يخيرهم أنه لو كان في فعلكم خير فهناك خير منه وهو الاستئذان فافعلوه لأنه هو أخيرهما، وإن كان لم يثبت لفعلهم خيرية لكن هذا على سبيل المجادلة.
ونظير هذا النوع من الجدال والخصام مجادلة إبراهيم عليه السلام للنمرود حين حاجه بعد أن ادعى أنه يحيي ويميت فحاجه بأمر آخر وكأنه من باب التسليم له وتنزلاً له فحاجه بقضية أخرى تسكته وهي أن يطلع الشمس من مغربها.
ولهذا إذا تجادلت مع مكابر فدع ما فيه نزاع وانتقل إلى ما لا نزاع فيه.
الوجه الثاني: إخبار الله جل وعلا في كتابه بصعود العمل الصالح إليه ورفع بعض المخلوقات إليه، ومن المعلوم أن الصعود والرفع يكون من أسفل إلى أعلى.
قال الله جل وعلا في كتابه (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وقال جل وعلا في حق عيسى عليه السلام (بل رفعه الله إليه) وقال جل وعلا (يا عيسى إني متوفيك ([2] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn2)) ورافعك إليّ) وهذا الرفع وهذا الصعود معلوم ضرورة في اللغة أنه من، أنزل إلى أعلى ومن أسفل إلى أعلى، والدلالة واضحة.
الوجه الثالث: تصريح الله في كتابه بأنه عليّ، قال تعالى في آية الكرسي: (وهو العلي العظيم)، وهكذا قوله تعالى: (إن الله كان علياً كبيراً) وهناك آيات كثيرة تصف الله بالعلو وتسميته بأنه عليّ وهذا يفيد علو الذات وعلو الصفات وعلو المنزلة والقدر، ويقال فيه ما يقال في الفوقية، فهو فوقهم وهو عليّ عليهم , إذا ثبتت الفوقية والعلو فكيف تقولون يا مبتدعة لا يجوز أن نقول إنه فوقنا وأعلى منا؟!.
الوجه الرابع: تصريح الله جل وعلا في كتابه بتنزيل أشياء من عنده، قال جل وعلا: (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم)، (تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم)، (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) إلى غير ذلك من الآيات، والنزول ضد الصعود فهو هبوط من أعلى إلى أسفل، فالقرآن نزل من الرحمن أي هبط من أعلى إلينا، لذلك قال أئمتنا:
لفظ الإنزال للقرآن يدل على فوقية ذي الجلال والإكرام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/380)
الوجه الخامس: إخبار الله جل وعلا عن الملائكة بأنهم عنده في جواره الكريم، والملائكة فوقنا وأعلى منا ومسكنها السموات المباركة، قال الله جل وعلا في آخر آية من سورة الأعراف: ( ... إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون)، وفي سورة حم السجدة (فصلت) آية 38 (فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون) وهكذا في سورة الأنبياء (وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستسحرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون) وهكذا في سورة الزخرف (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً ... ) هذه قراءة، وقرأ المدنيان نافع وشيخه يزيد بن القعقاع وابن عامر وابن كثير قارئ مكة ويعقوب قارئ البصرة: (وجعلوا الملائكة هم عند الرحمن) وكلا القراءتين متواترتان، فهم عباده وهم عنده.
وهذه العندية تحدد لنا أين رب البرية، فالملائكة في السموات العلى والله هو العلي الأعلى ولو كانت هذه العندية الثابتة لهم عنديتنا لما كان لهم ميزة علينا ولما كان لتخصيصهم بالعندية فائدة، بل لهم مزيد من قرب إلى الرب جل وعلا.
الوجه السادس: تصريح الله جل وعلا بأنه في السموات في آيات كثيرة متواترة غراء: (أأمنتم من في السماء ([3] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn3))).
علماء الكلام أصحاب الثرثرة والهذيان أكثروا اللغظ والشغب والخصام حول هذا الدليل من القرآن فقالوا: الآية لا تدل على علو الله وفوقيته، لأنه ليس المراد من كون الله في السماء وذاته في العلو بل المراد سلطانه وقهره.
وهذا التأويل أبرد من الثلج كتأويل الضالين السابقين في الفوقية، لأنه إن كان هو السلطان في السماء فمن إذن السلطان في الأرض؟!!.
السلطان هو الله في السماء والأرض لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه، لذلك يقول الله جل وعلا (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) أي بسلطان منه وتمكين وقوة وقدرة إذا أمدكم بذلك فيمكنكم لكن هو جعلكم ضعفاء وعاجزين لا يخرج أحد منكم من سلطانه سبحانه وتعالى.
ومما يقرر هذا أن العاتي فرعون عليه لعنة الله قال لقومه عندما أراد أن يلبس على قومه: (يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى) فهذا يفيد أن نبي الله موسى أخبر قومه ومنهم فرعون بأن الله في العلو على السموات فوق العرش فاستغل فرعون هذه الدعوى فطلب من هامان أن يبني له بناءً عالياً لينظر إلى إله موسى الذي هو في السماء.
ولو كان كلام فرعون باطلاً لرد عليه موسى عليه السلام بأن الله ليس في السماء وفرعون يكذب وهذه القصة التي جرت من فرعون جرت من بعض المشايخ المصريين وقد أفضى لما قدم إذ أنه لما تناقل الناس خبر الصعود إلى القمر فسُأل هل الصعود للقمر ممكن أم لا؟ فقال لهم: أخبركم بالجواب غداً. ففي اليوم التالي امتلأ جامع الأزهر بالناس وجلس الشيخ وقال: هؤلاء كذابون دجالون لأني بقيت البارحة أنظر إلى القمر فلم أر شيئاً!!.
ولا أعلم جوابه هذا كان من باب البله والغفلة أم هو من باب العتو كفرعون إذ كيف سيرى القمر وهو في الأرض؟! كيف سيراه بعينه المجردة؟ فالأفضل لو أنه سكت عن الجواب ولم يجب بهذا.
ولذلك قال أئمتنا: من نفى علو الله فهو فرعوني، ومن أقر بعلو الله فهو موسوي ([4] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn4)) محمدي بعد أن قالوا إن المراد بمن في السماء أي بمن في السماء سلطانه قالوا: توجد آيات تعكر على قولكم تدل على أن الله في السموات وفي الأرض كقوله تعالى في سورة الأنعام: (وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون)، فلماذا تقولون إنه فوق عرشه على سمواته وهذه الآية ترد عليكم؟.
نقول: من سوء فهمكن أتيتم وجعلتم الآيات تتضارب ويرد بعضها بعضاً فهذه الآية تحتمل ثلاث معان ٍ كلها صحيحة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/381)
المعنى الأول: عليه جمهور السلف أن الوقف لازم على لفظ (السموات) فيكون معنى (في) أي ظرفية أي في العلو المطلق، والأرض متعلقة بيعلم أي ويعلم سركم وجهركم وما تكسبون في الأرض، أي مع علوه لا تخفى عليه خافيه من أمركم، وانظر هذا المعنى الذي نقل عن جمهور السلف تدل عليه آية الاستواء في سورة الحديد (هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير) فهذه الآية كآية سورة الأنعام حث أخبرنا بأنه فوق السموات على العرش ومع ذلك يعلم ما يلج في الأرض، وهذا الوجه هو أرجح الوجوه وأقواها.
المعنى الثاني: (في السموات وفي الأرض) متعلق بيعلم، والآية لم تسق لبيان أين الله بل لبيان إحاطة الله وعلمه بكل شيء، والتقدير: وهو الله يعلم سركم وجهركم أينما كنتم في السموات أو في الأرض فهو يعلم ما تكسبون ولهذا قال أئمتنا هذا وقف حسن على لفظ الجلالة (وهو الله) ثم تستأنف كلاماً آخر يعلم سركم وجهركم في السموات وفي الأرض ... ، وانظروا هذا في كتاب منار الهدى في الوقف والابتداء للإمام الأشموني، يقول: الوقف على لفظ الجلالة، ويتم المعنى بذلك.
المعنى الثالث: الآية لم تسق لبيان أين الله ولا لبيان إحاطة علمه بكل شيء، إنما سيقت لبيان أنه هو الإله الحق المعبود الذي يجب على أهل السموات وأهل الأرض أن يألهوه ويعبدوه ولا يشركون به شيئاً فالإله هو المألوه أي المعبود، والتقدير: وهو المعبود في السموات وفي الأرض .... فأين الفهم الذي فهمتموه؟!! وهذه المعاني الثلاثة أمامكم ليس في واحدة منها أن الله موجود في الأرض كما تزعمون وأوردوا آية ثانية ليقروا هذا الضلال وهي قوله تعالى في سورة الزخرف (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم) يقولون: إذن فهو موجود في السماء والأرض وليس في السماء كما تقولون.
والجواب: هذه الآية معناها كالمعنى الثالث لآية سورة الأنعام، أي وهو المعبود في السماء وفي الأرض وهو إله من في السماء وإله من في الأرض وهو المألوه في السماء وهو المألوه في الأرض، فلا إله إلا هو.
ونحن نقول لهم أيضاً إن كان في الأرض فعلام يصعد الكلم الطيب إليه وعلام يعرج إليه أشياء ويرفع أشياء؟!! ولو كان الله في الأرض فلماذا عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ما فوق السماء السابعة؟!!.
الوجه السابع: تصريح الله في كتابه بأنه استوى على عرشه في سبع آيات من كتابه ضمن سبع سور:
1) آية سورة الأعراف آية 54: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يُغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين).
2) آية سورة يونس: آية رقم 3.
3) آية سورة الرعد: آية رقم 2.
4) آية سورة طه: آية رقم 5.
5) آية سورة الفرقان: آية رقم 59.
6) آية سورة السجدة: آية رقم 17.
7) آية سورة الحديد: آية رقم 4.
والمفسرون بحثوا مسألة الاستواء عند أول آية وهي آية سورة الأعراف إلا شيخنا المبارك الشيخ محمد الأمين الشنقيطي فإنه تكلم على الاستواء في الآية الثالثة من سورة يونس (الموضع الثاني) في أضواء البيان.
والاستواء معناه في اللغة: يأتي لأربعة معان ٍ: استقر، وارتفع، وعلا، وصعد، وقد ثبت في صحيح البخاري عن مجاهد أنه قال (الرحمن على العرش استوى) قال: علا، انظر صحيح البخاري في كتاب التوحيد (13/ 403 - مع الفتح) وفيه أيضاً – أي في صحيح البخاري – قال أبو العالية: (الرحمن على العرش استوى): ارتفع، وقد ورد هذا في التفسير الثاني في معالم التنزيل للبغوي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
هذا تفسير الاستواء في اللغة فله العلو والارتفاع والفوقية على سائر مخلوقاته، وهذا الدليل والواضح (سبع آياتٍ) جاء المؤولة وتلاعبوا فيه وقالوا: استوى أي: استولى وقال فريق منهم: كناية عن الهيمنة والسيطرة وتدبير الملك. هذا تفسير باطل قطعاً وجزماً لغةً ومعنىً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/382)
أما اللغة فلا تشهد لهذا قطعاً، أي تفسير استوى باستولي لا يعرفه علماء اللغة كما قال الأزهري في تهذيب اللغة وابن الأعرابي وهو من أئمة اللغة. وقد أبطل الإمام ابن القيم تفسير استوى باستولي باثنين وأربعين وجهاً في كتابه الصواعق المرسلة في الرد على الجهنمية والمعطلة، انظروا مختصر الصواعق (2/ 126 - 152)، أما المعنى فهو معنىً باطل بل هو أبطل من بطلانه من ناحية اللغة لأن الاستواء أخذ الشيء بعد غلبة ومنازعة، فهل كان العرش في ملك أحد غير الله حتى نازعه الله فقهره حتى غلبه وانتصر عليه وأخذ العرش واستولى عليه؟!! لا، يقولون: هذا استيلاء بلا غلبة ولا منازعة، كما قال الأخطل:
قد استوى بِشْرٌ [5] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn5) على العراق
\\
من غير سيف ودم مراق
فهو استوى على العراق من غير منازعة بالسيف أو بقتل وإراقة الدماء.
نقول: لا زلنا معكم، يعني هل كان في يد غيره ثم أخذه منه؟ يعني هل خرج العرش عن ملك الله طرفة عين حتى تقول إنه استولى عليه إذن فكلا جوابيكم باطل وقلتم استولي بغلبة ومنازعة أو بدون ذلك، ثم إنه لا يجوز الاستدلال بهذا البيت على تفسير استوى باستولى لأن هذا مخلوق والله ليس كمثله شيء، ولأن البصرة حقيقة لم تكن في أمرته ولا تحت ولايته بل عهد إليه أخوه عبد الملك بذلك فيصح أن نقول إنه استولى، لكن هل كان العرش كذلك؟ لا والله، فهو لم يخرج عن ملكه طرفة عين، ولذلك يقول الإمام ابن تيمية:
قبحاً لمن نبذ الكتاب وراءه
\\\
وإذا استدل يقول قال الأخطل
ويقول الإمام ابن القيم:
ولهم في ذلك بيت قاله
\\\
فيما يقال الأخطل النصراني
نون اليهود ولام جهميًّ هما
\\\
في وحي رب العرش زائدتان
(نون اليهود) قال الله لهم قولوا حطة أي حُط َّ الذنوب عنا، فلم يقولوها وزادوا نوناُ فقالوا: حنطة أو حبة حنطة أو حنطة في شعرة استهزءوا بكلام الله جل وعلا، وهذا حال اليهود، فانظر كيف بدلوا كلام الرب المعبود.
والجهمية زادوا لاماً، فهى استوى فزادوها استولى، ومعنى (هما في وحي رب العرش زائدتان) أي لم ينزل رب العالمين لا نون اليهود ولا لام الجهمية.
ولذلك قال الإمام مالك وشيخه ربيعة وأمنا أم سلمة رضي الله عنها والإسناد ثابت إلى مالك وإلى ربيعة ولكنه ضعيف عن أمنا أم سلمة رضي الله عنها وثبت عن الإمام أبي جعفر الترمذي ليس صاحب السنة أبو عيسى الترمذي، قالوا: "الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة".
(الاستواء معلوم) أي معلوم في اللغة استقر، ارتفع، علا.
(والكيف مجهول) أي كيفية استواء الرب مجهولة لان الصفة تتبع الموصوف، فإذا كانت الذات مجهولة فالصفات كذلك ولذلك إيماننا بصفات ربنا كإيماننا بذاته، والمخلوقات تتفق في مسمى الصفة وتختلف في حقيقتها، فمثلاً لك يد للقط يد لكن لم تشبه اليدان بعضهما، فكيف ستشبه يد المخلوق الخالق!! فلكل موصوف ما يناسبه من الصفات (ليس كمثله شيء).
(والإيمان به واجب) لأنه ورد في كتاب الله وإذا تركته فقد ضللت.
(والسؤال عنه بدعة) وكان بدعة لأمرين: الأمر الأول: لأنه سؤال عما لا يمكن لعقول البشر أن تدركه، والأمر الثاني: لأنه لم يجر هذا السؤال في عهد خير هذه الأمة وأطهرها وأبرها، والبدعة ما حدث بعدهم فلم يسأل الصحابة رضوان الله عليهم النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية صفة بل يسألون عن الإيمان بها وثبوتها وهكذا المؤمن يسأل في القدر – كما تقدم معنا – من الحكم ووجوده لا عن العلة من الحكمة، ولذلك لا تقل لم؟ بل قل بم؟.
ثبت في مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجه بسند حسن عن أبي رزين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ضحك ربنا عند قنوط عباده وقرب غِيَرِه ([6] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn6)) ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب فقال أبو رزين: أوَ يضحك ربنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، فقال: لن نعدم من رب يضحك خيراً]، فسأل أبو رزين هنا عن ثبوت صفة الضحك لا عن الكيفية ومن ضحك الله له لن يحاسبه كما ورد في الحديث، أي من فعل فعلاً أضحك به الرب فلن يحاسبه الله، وهذا الاستواء كما يليق بربنا.
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[12 - 05 - 07, 02:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[12 - 05 - 07, 12:45 م]ـ
جزاكم الله خيراً وأعلى قدركم في الدارين
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[19 - 05 - 10, 12:21 ص]ـ
http://www.al-tahaan.com/page3.html(40/383)
عرش الرحمن وكرسيه
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[05 - 05 - 07, 04:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مبحث العرش والكرسي (من تعليقات الشيخ عبد الرحيم الطحان على العقيدة الطحاوية)
(هما مبحثان مستقلان لكن ندخلهما في هذه الآيات)
العرش في اللغة: سرير المَلِك، والمراد كرسي عظيم مرصع بالجواهر والأحجار الكريمة كحال الملوك القدماء.
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن ثلاث عروش: عرشين لمخلوقين وعرش له سبحانه وتعالى استوى عليه: أحد عرشي المخلوقين عرش ملكة سبأ ([7] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn7)) وهو عرش بلقيس: ( ... وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم) والثاني عرش نبي الله يوسف ( ... ورفع أبويه على العرش) والله جل وعلا استوى على هذا العرش بكيفية يعلمها ولا نعلمها.
ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال [سمي العرش عرشاً لارتفاعه]، والله يشير لهذا المعنى في كتابه يقول: (وهو الذي أنشأ جنات معروشات) أي مرتفعة (وغير معروشات) أي منبسطة ليس لها ساق تقوم عليه وذكر العرش معلوم في أشعار العرب في الجاهلية والإسلام، قال أمية بن أبي الصلت (جاهلية):
مجدوا الله فهو للمجد أهل
\\
ربنا في السماء أمسى كبيرا
بالبناء الأعلى الذي سبق الناس
\\
وسوى فوق السماء سريرا
شَرْجَعَنْ ([8] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn8)) لا يناله ناظر العين
\\
ترى دونه الملائكة صورا ([9] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn9))
وقال عبد الله بن رواحة (قال الإمام ابن عبيد ابن عبد البر في الاستيعاب وهذه القصة ثابتة رُويناها من أوجه صحيحة مشهورة)، وذلك أنه عندما جاءته سٌرِّيته وواقعها على فراش زوجته، فعلمت زوجته بالأمر فاعتراها شيء من الغيرة، فقالت في حجرتي وعلى فراشي، فقال: ما فعلت شيئاً؟ أي لم أفعل شيئاً حراماً، فقالت اقرأ القرآن إن كنت صادقاً لأن الجنب لا يقرأ القرآن، فقال: عبد الله رضي الله عنه:
شهدت بأن الله حق
\\\
وأن النار مثوى الكافرين
وأن العرش فوق الماء طافٍ
\\\
وفوق العرش رب العالمين
وتحمله ملائكة كرام
\\\
ملائكة الإله مسوِّمين ([10] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn10))
وقال أيضاً:
وفينا رسول الله يتلو كتابه
\\\
إذا انشق معروف من الفجر ساطعا
وبيت يجافي جنبه عن فراشه
\\\
إذا استقلت بالمشركين المضاجع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا
\\\
به موقنات أن ما قال واقع
فقالت زوجته: آمنت بالله وكذبت بصري و الكلام أو سع من أن يكذب ظريف كما قال أئمتنا، فإذا اضطررت للكذب فلا تكذب بل استعمل التورية [11] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn11) كما كان إبراهيم انخعي يعمل حيث كان يطلب من ابنه أن يقول لمن يطرق بابه في وقت لا يريد فيه مقابلة أحد، يا بني قل لهم إن إبراهيم ليس هنا، أي ليس موجود في المكان الذي يتكلم فيه أي يشير إلى مكان ليس فيه والده إبراهيم موجوداً فيه، والسامع يظن أن إبراهيم ليس في البيت والدار، وولده صادق، وهو لو قال لهم مشغول فقد يلحون عليه بطلب الدخول أو قد يتضايقون من هذا الجواب (أي لو قال لهم مشغول) فيصرفهم بالتي هي أحسن.
وصفة الاستواء على العرش نقول فيها ما نقول في سائر الصفات فالاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وتقدم معنا أن إيماننا بصفات ربنا إقرار وإمرار (ليس كمثله شيء) إمرار (وهو السميع البصير) إقرار فنقر بالصفة دون البحث في كنها وكيفيتها وكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك.
والعجز عن درك الإدراك إدارك
\\\
والبحث في كنه ذات الإله إشراك
والصفات تختلف باختلاف الموصوفات، فلكل موصوف معنىً يناسبه من تلك الصفة على حسب ذاته، فمثلاً اليد تختلف فينا بني الإنسان عنها في الكلاب عنها في الأبواب فمن بابٍ أولى أن تختلف يد الخلاق جل وعلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/384)
وعرش الرحمن فوق المخلوقات كلها، ولا يوجد فوقه شيء مخلوق لا يوجد إلا الخالق جل وعلا، فالمخلوقات كلها تحت العرش ولذلك يُقال "العالم من عرشه إلى فرشه مخلوق" أو من علوه إلى سفله وهو الأرض السابعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [والله فوق العرش يعلم ما أنتم عليه]، والعرش هو أكبر المخلوقات تحمله ثمانية من الملائكة، كما أخبرنا الله عن ذلك في كتابه (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) وهؤلاء الثمانية يتجاوبون بصوت رقيق رخيم فأربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك على حلمك بعد علمك ويجيبهم الأربعة الآخرون سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، هذا هو تسبيح حملة العرش، وهذا ثبت بإسناد صحيح عن حسان بن عطية وله حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومعنى هذا: الله سبحانه وتعالى يعلم ما نعمل، ولولا حلمه لما ترك على الأرض من دابة، وهو قدير على عقوبتنا فلولا عفوه لأهلكنا، وثبت في تفسير ابن جرير أن الله خلق حملة العرش قالوا ربنا لم خلقتنا؟، قال: لتحملوا عرشي، قالوا: ومن يقوى عليه وعليه جلالك ووقارك وأنت رب العالمين؟ فقال: قولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقالوا هذه الكلمة وبها أطاقوا حمل العرش، وقد قال أئمتنا هذه الكلمة (لا حول ولا قوة إلا بالله) لها تأثير عجيب وخاصية مجربة بأن من قالها ذلل الله له الصعاب وفرج عنه الكروب وأعانه على الشدائد ومعنى هذه الكلمة لا تحول من حالٍ إلى حال من معصية إلى طاعة ومن ضعف إلى قوة ومن فقر إلى غنىً ... ولا تحصل قوة إلا بالله جل وعلا.
وأما الكرسي:
فهو دون العرش أي أنزل منه وأصغر، والعرش أكبر المخلوقات وأولها وهو موضع قدمي الرب سبحانه وتعالى,
وقد ثبت تفسير الكرسي بذلك في مستدرك الحاكم بسند صحيح على شرط الشيخين وكتاب التوحيد لابن خزيمة والأسماء والصفات للبيهقي وتفسير ابن جرير، والأثر رواه الإمام الخطيب في تاريخ بغداد والطبراني في معجمه الكبير بسند صحيح عن ابن عباس أنه قال: [الكرسي موضع القدمين والعرش لا يعلم قدره إلا الله].
قال الله في وصف الكرسي (وسع كرسيه السموات والأرض) فهذا الكرسي يسع السموات والأرض وهو أعظم منها.
والكرسي ذكر في موضعين فقط في القرآن:
1) آية الكرسي من سورة البقرة (وسع كرسيه السموات والأرض).
2) في سورة ص (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب)، فالكرسي الأول له جل وعلا، والثاني في سورة ص والكرسي واحد الكراسي وهو معروف كما قال علماء اللغة.
وهذا التفسير – الأول – الذي نقل عن ابن عباس، ثبت أيضاً عن أبي موسى الأشعري في تفسير ابن جرير والأسماء والصفات للبيهقي، وفي تفسير ابن المنذر بإسناد صحيح قاله الحافظ في الفتح (8/ 199) وثبت في تاريخ بغداد عن أبي ذر مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أثبت وله حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه مما لا يدرك بالرأي.
وهذا هو المعتمد عند أهل الحق أن الكرسي هو موضع قدمي الرب، وهناك أربعة أقوال باطلة في تفسير الكرسي احذروها وكونوا على علم بها:
أولها: - وهو أرذلها – نُقل عن الزمخشري المعتزلي، وهو من شر ما قاله في صفات الله – يقول "الكرسي: تخييل حسي " أي لا يوجد هناك كرسي لا صغير ولا كبير، لكن الله أراد أن يظهر لنا عظمته ويقرب لنا شأنه فذكر هذا الأمر لذلك يعني المراد من الآية: لو كان له كرسي لوسع السموات والأرض، لكنه لا يوجد، ومعنى قول الزمخشري (حسي) أي أتى بتعبير محسوس ليقرب المراد.
وهذا التفسير الذي ابتدعه الزمخشري هنا في الكرسي عول عليه في كثير من آيات الصفات في الكشاف فانظر مثلاً تفسير قول الله تعالى في سورة الزمر (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إن الله يقبض الأرضين بشماله ويطوي السموات بيمينه، ويقول أنا الملك أين ملكوم الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/385)
فالزمخشري يستعمل هذا الأسلوب أيضاً في نفي صفة اليمين والشمال والقبض والطي، فيقول هو في هذه الآية: هذا تخييل حسي فالله يريد أن يخيل لنا عظمته فجاء بهذا المثال الحسي الذي فيه كأن السموات بيمينه وكأن الأرض بشماله وليس له لا طي ولا قبض وليس له يمين ولا شمال، وهذا كما قلت لكم من أشنع ما قيل في صفات الله سبحانه وتعالى لأن مؤداه أن الله يكذب علينا، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
ثانيهما: الكرسي بمعنى العرش فهما سواء، ونقل هذا عن الحسن البصري، وروي هذا عنه من طريق جويبر عن الضحاك، وهذا الأثر لا يثبت عن الحسن البصري ([12] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn12)) ، لأنه فيه علة وهي: ضعف الأسناد فجويبر تالف.
قال الإمام ابن كثير والإمام البيهقي في الأسماء والصفات، والصحيح عن الحسن وغيره من السلف أن العرش غير الكرسي.
ثالثهما: قيل الكرسي بمعنى العلم، (وسع كرسيه السموات والأرض) أي علمه، نقل عن ابن عباس رضي الله عنه بإسناد – قال عنه ابن كثير والبيهقي في الأسماء والصفات وأبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة إنه شاذ أي هذا الإسناد شاذ والرواية المحفوظة عنه الثابتة أن الكرسي موضع القدم.
وهذا التفسير رده الإمام ابن جرير في أول الأمر وقال: "إن الرواية الثابتة عن ابن عباس في تفسير الكرسي وهو موضع القدمين، هي المعتمدة" ثم انتكس الإمام ابن جرير عليه رحمة الله في تفسيره عند آية الكرسي فنقل هذه الرواية الشاذة وقال هي المعتمدة في تفسير الكرسي، فبعد أن قرر أن القول الأول هو المعتمد نقضه وقال القول الثاني هو المعتمد وهذا عجيب من مثل الإمام ابن جرير، وقد قرر الإمام ابن جرير هذا القول الشاذ بقوله تعالى حكاية من الملائكة (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً)، وهذا الاستدلال في الحقيقة لا يتناسب مع حذق الإمام ابن جرير وفهمه لأنه يلزم على قوله أن يفسر الكرسي بالرحمة كما فسر بالعلم، لأن ذكرت الآيتين، ثم إنه لا مناسبة بين الكرسي والعلم، لأن الكرسي واحد الكراسي وهو معروف، والعلم معروف فلا مناسبة بينهما ولو صح تفسير الشيء بما لا يدل عليه في لغة العرب لصح أن نفسر بعد ذلك الأحكام الشرعية كما نريد ([13] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn13)) وهذا التفسير تبناه محمد عبده في هذا العصر وعليه جمهور المؤولة.
رابعهما: تبناه الرازي في تفسيره فقال: لا يصح تفسير الكرسي بالعرش ولا تفسيره بالعلم فقد دلت الآثار على أنه جسم عظيم أعظم من السموات والأرض – وهذا كله حق مقبول لكن انظر بعد ذلك للانتكاس يقول: لكن الرواية الثابتة عن ابن عباس موهمة مشكلة فيجب أن نقف نحوها موقفين:
الموقف الأول: أن نردها، لأنها توهم التشبيه.
الموقف الثاني: وإذا قبلناها فلابد من تأويلها ([14] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn14)) ، وقال: موضع القدمين أي موضع قدمي الروح الأعظم الذي هو جبريل أو موضع قدمي ملك آخر غيره ([15] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn15)) وهذا تأويل باطل يجب طرحه.
والأقوال الثلاثة قبله باطلة أيضاً والمعتمد هو قول ابن عباس وأبي موسى الأشعري وأبي ذر، وتقدم ذكره وقد ورد أن الكرسي بجانب العرش كحلقة في فلاة والسموات السبع والأراضين السبع بجانب الكرسي كحلقة في فلاة.
2 - وأما السنة:
تواترت الأحاديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام بأن الله فوق عرشه على سمواته بائن من خلقه سبحانه وتعالى، وهذه الأحاديث المتواترة لن أفيض فيها إنما سأذكر ثلاثة منها:
أولها: الأحاديث بمجموعها متواترة، لكن هذا الحديث متواتر بنفسه، قال الإمام الذهبي في كتابه (العلو للعلي الغفار) صـ16: من الأحاديث المتواترة في علو الله وفوقيته حديث معاوية بن الحكم السُّلمي، وحديثه ثابت في صحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي – وهو حديث متواتر – وخلاصة الحديث: يقول معاوية رضي الله عنه [كانت لي جارية ترعى غنماً لي فجاءت في يوم من الأيام وقد أخذ الذئب شاة منها، يقول: وأنا امرؤ من بني آدم ([16] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn16)) – آسف كما يأسفون فحزنت على هذه الشاة، وصككت الأمة ثم ندمت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/386)
فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بالقصة وقلت له: ألا أعتقها، (وفي رواية: إن عليّ كفارة ألا أعتقها؟) فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ادعها لي، فجاءت فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ فقالت في السماء، فقال: من أنا؟ قالت: رسول الله، فقال اعتقها فإنها مؤمنة].
قال الذهبي والحديث فيه أمران:
1 - جواز السؤال عن الله بأين ([17] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn17)) ، فهو شرعي سأل بهذا نبينا صلى الله عليه وسلم.
2 - والجواب عن هذا السؤال، أن الله في السماء كما تواترت الأحاديث بذلك.
ولفظ السماء تقدم معناها إن كان المراد العلو فـ (في) ظرفية على حقيقتها أي في العلو، وإن كان المراد من السماء الأجرام السبعة فـ (في) بمعنى على أي على السماء وهذا الحديث فيه رد على المؤولة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل عن سلطانه وقهره جل جلاله فلم يقل أين سلطان الله؟.
ثانيها: حديث نزول ربنا الجليل وهو حديث قال عنه الإمام الذهبي: هو حديث متواتر أقطع بذلك وأُسأل أمام الله، وقد رواه الشيخان البخاري ومسلم – وأبو داود والترمذي وابن ماجه ورواه الإمام أحمد ومالك في الموطأ الدارمي وغيرهم من أئمة الحديث ولفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له]. فربنا يتصف بأنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا، ولفظ النزول في اللغة لا يكون إلا من أعلى إلى أسفل، فهو ينزل بكيفية تليق بجلاله من غير تشبيه ولا تعطيل ولا يلزم من نزوله أن تكون السموات فوقه، فهو في حال نزوله مستو ٍ على عرشه، ولا تقل كيف؟ فهذا السؤال ارفعه ولا تسأل به، هذا ولله المثل الأعلى – كالإنسان عندما ينام لا يسمع ولا يجيب مع أن روحه فيه فمع أن روحه معه إلا أنه كمن رفعت روحه.
ثالثها: حديث رواه الإمام الترمذي وحسنه، وابن خزيمة في كتاب التوحيد والبيهقي في الأسماء والصفات عن عمران بن حصين رضي الله عنه: [أن والده حصين لما جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وقال: يا رسول الله: إنك أشأم رجل على قومه فرقت جماعتنا وعبت آلهتنا وسفهت أحلامنا وكفرت من مضى من آبائنا فقال النبي عليه الصلاة والسلام: يا حصين اجلس، فجلس، فقال له: كم إلهاً تعبد؟ فقال له: سبعة، ستة في الأرض وواحداً في السماء ([18] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn18)) ، فقال: من الذي تُعدُّه لرغبتك ورهبتك؟ فقال: الذي في السماء، فقال: اترك الستة واعبد الذي في السماء وأنا أعلمك كلمتين إذا أسلمت، فأسلم فعلمه أن يقول: اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي]. فكرروا هذا الدعاء إخوتي الكرام.
3 - وأما الإجماع الصحيح:
والإجماع على هذه المسألة ليس في هذه الأمة بل هو إجماع بين المِليين أي الموحدين منذ آدم إلى يوم القيامة، أجمعوا على هذا وأن الله على عرشه فوق سماواته.
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني – كما في الذيل على طبقات الحنابلة – (1/ 296): "العلو لله جل وعلا مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل" أي ذكر الله جل وعلا هذا في الكتب المنزلة على الرسل التي أرسلهم عليهم الصلاة والسلام، فهو متفق عليه في الكتب، كل رسول يشير بهذا إلى قومه.
وثبت عن الإمام الأوزاعي أنه كان يقول: "كنا نقول والتابعون متوافرون الله فوق عرشه على سمواته بائن من خلقه" أي منفصل عن خلقه ليس حالاً فيهم ولا حالون فيه.
ولذلك قيل للإمام أبي حنيفة: ما تقول فيمن لم يعرف أين الله؟ فقال: إنه كافر، فقيل له: ما تقول فيمن قال إن الله على العرش لكن لا أعلم أين العرش؟ فقال: هو كافر.
وقال الإمام ابن خزيمة في كتابه التوحيد: من أنكر العلو يستتاب – فإن تاب وإلا ضربت رقبته، ثم لا يدفن في مقابر المسلمين ولا اليهود ولا النصارى.
4 - وأما العقل الصريح:
وقد دل على علو الله سبحانه وتعالى على مخلوقاته، على مرحلتين وبخطوتين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/387)
المرحلة الأولي: العقل يقول ويقرر "كل موجودين لابد لهما إما من الاتصال أو الانفصال، واتصال الخالق بالمخلوقات أو المخلوقات بالخالق وامتزاج أحد الموجودين بالآخر مستحيل لأنه يؤدي إلى جعل المخلوق عين الخالق وجعل الخالق مخلوقاً،ويؤدي إلى القول بالحلول ووحدة الوجود وأن كل شيء هو الله.
فإذا انتفى الاتصال ثبت الانفصال، وأفضل كلمة قالها أئمتنا في التوحيد ما قاله الإمام الجنيد: "إفراد الحادث عن القديم" أي تمييز الحادث المخلوق عن القديم الخالق، فكلاهما منفصل عن الآخر ولا يحل واحد منهما في الآخر.
المرحلة الثانية: إذا ثبت انفصال الرب عن مخلوقاته، فإما أن يكون فوقهم أو تحتهم، أما التحتية فمستحيلة لأنها صفة ذم ونقص وهي مأوى القاذورات، ويتنزه الله عن ذلك فثبتت له الفوقية ولذلك لو لم يرد نص شرعي ولو لم يأت رسول للبشر يخبرهم بأن الله جل وعلا فوقهم لجزم العقل بعلو الله وفوقيته على عباده، ولذلك من يقول خلاف هذا فهو ضال بلا شك.
وقد وجدت شبهتان في هذا الدليل لعلماء الكلام:
الشبهة الأولي: تولاها الجهمية أن الله في كل مكان أي بذاته (لا بعلمه فهذا موضع اتفاق) أي أن الله بذاته في كل مكان في البيوت وفي المساجد وفي الأسواق وفي المزابل وفي الحمامات - تعالى الله عما يقولون – ولذلك كان يقول غلاة الجهيمة من الصوفية:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا
\\\
وما الله إلا راهب في كنيسة
فالكلب والخنزير والراهب وكل شيء إله لأن الله في كل مكان – تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً – فكفر هؤلاء أشنع من كفر اليهود والنصارى لأن اليهود قصروا الحلول في عزير، وأما النصارى فقصروا الحلول في عيسى وأمه، وأما هؤلاء فقالوا إنه حل في كل نقيصة وقذر.
الشبهة الثانية: بعض علماء الكلام لا يجوز أن تقول أين الله؟ يقول: لأن الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال لا أمام ولا وراء، لا داخل العالم ولا خارج العالم، نقول له: يا مسكين أنت بهذا لم تثبت الحي القيوم بل جعلته موهوماً معدوماً،ولذلك لما تناظر أبو بكر ابن فورك في مجلس محمود بن سُبُكْتَكِين وهو من الأمراء الصالحين، تناظر هذا المؤول أي بن فورك مع بعض أهل السنة فقال: الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا وراء ولا داخل العالم ولا خارجه، فقال هذا السني للأمير: ايها الأمير اطلب إلهاً غير إلهك، فهؤلاء قد ضيعوا إلهك.
إذن فقولهم بفضي إلى أن نجعل الله عدماً، فجعلوا العلي الأعلى الذي كرسيه أعظم من السموات والأرض جعلوه معدوماً صرفاً وموهوماً محضاً، فانتبهوا لهذا!!!.
كلا الشبهتين باطلتان.
ولذلك عندما جلس أبو المعالي أمام الحرمين – غفر الله له ورحمه وقد رجع عن هوسه – يقرر نفي علو الله على مخلوقاته فقال كان الله ولا مكان ولا زمان وهو الآن على ما عليه كان، فقام الإمام الهمذاني وقال: يا إمام دعنا من العرش والزمان والمكان دعنا من هذه الأمور وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في أنفسنا ما قال أحد يا رب إلا وطلب المعونة ممن فوقه فبماذا نؤول هذا الشعور الذي في داخل نفوسنا؟ فلطم إمام الحرمين رأسه وقال حيرني الهمذاني، فرجع إمام الحرمين عن قوله.
5 - وأما الفطرة المستقيمة:
وتقدم معنا أن الأدلة على الفطرة قسمان:
أ) سلفي شرعي، والسلفي الشرعي قسمان
1) نصوص الكتاب والسنة.
2) الفطرة المستقيمة.
ب) وخلفي بدعي وهو قسمان:
1) عقل متكلف فيه متعمق.
2) كشف خيال.
فالفطرة السوية تقرر علو رب البرية، ووجه ذلك: أنه لا يلجأ أحد إلى الله إلا واتجه إلى فوق، فهذا مركوز في أذهان وقلوب نساء البادية فضلاً عن غيرهن، فهذه فطرة ولذلك عندما ندعو نمد أيدينا إلى فوق أو إلى الوراء أو إلى أسفل إلى العلو إلى فوق، وعندما نسجد نقول سبح
([1]) هذا مد كلمي مثقل، والتعبير صحيح عنه أن يقال مد فرق، ويمد ست حركات باتفاق القراء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/388)
([2]) قيل بمعنى الوفاة الصغرى، أي منيمك وقد ألقى الله على نبيه عيسى النوم عندما أراد اليهود قتله ورفعه وهو نائم لئلا يفزع والنوم في حالة الحرب والخوف هذا سكينة من الله، (إذ يغشيكم النعاس أمنة .. ) فاعلم أنه متى ما نام المجاهد فقد نزلت عليه سكينة، وقيل: بمعنى الوفاة الكبرى (الموت) وعليه يكون في الآية تقديم وتأخير، والتقديم: إذ قال الله يا عيسى إني رافعك إلي ومتوفيك أي سأرفعك ثم سأنزلك لتتوفى في الأرض، ورفع نبي الله عيسى عليه السلام إلى السماء إلى الله جل وعلا ثابت في القرآن ومتواتر في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأنه سيخرج في آخر الزمان وهو من أشراط الساعة الكبرى، وبلغت الأحاديث المتواترة في نزوله (70) حديثاً، وهذا الأمر يخالف فيه علماء الأزهر وينفوه فانتبهوا لهذا!! واشتروا كتاب (التصريح بما تواتر في نزول المسيح) للشيخ محمد أنور شاه الكشميري، يقارب 400 صفحة جمع فيه الأحاديث الصحيحة في هذا الباب.
([3]) كلمة (السماء) تحتمل معنيين على كل احتمال يتضح لنا معنى في، فقيل: المراد من السماء العلو المطلق، فكل ما علاك فهو سماك وليس المراد السموات الاصطلاحية، فتكون (في) ظرفية على حقيقتها، أي أأمنتم من في العلو، إذن فكل ما علاك فهو سماك قال تعالى (من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ) فالمراد بالسماء هنا سقف البيت أي من كان يظن أن الله لن ينصر رسوله صلى الله عليه وسلم وأن الله لن يعلي شأنه فسيعلي شأنه وإذا انغاظ هذا فليمدد حبلاً إلى السقف ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ، وهذا من أساليب اللغة.، وقيل: المراد من السماء الأجرام السمواية المعروفة وهي السبعة ويكون معنى (في): علا، أي أأمنتم من على السماء أي من فوق السموات لأن الله ليس بداخل السموات، وهذا كقوله تعالى (فسيحوا في الأرض)، وقوله (لأصلبنكم في جذوع النخل) أي على جذوع النخل، حروف الجر تتناوب كما قال أئمتنا.
([4]) أي من أتباع نبي الله موسى الذي أخبرنا بأن الله فوقنا.
([5]) هو بشر بن مروان، أخو عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي، وهو أول من ولي على البصرة في بلاد العراق، وامتدحه الأخطل الشاعر النصراني بهذا البيت، ومعناه: أن بِشْراً استولى على العراق بعهد من أخيه عبد الملك بن مروان دون مقاتلة وقتل وقطع رقاب وقال أئمتنا في ترجمة بِشْر: كان من الكرماء وكان لا يغلق بابه عن أحد من رعيته، ومن أقواله – ونعم ما قال -: وليس الأمراء في هذا الوقت يقتدون بهذه الحكمة التي أثرت عنه – يقول: "إنما يحتجب النساء فالأمير لا يحتجب" ولما احتضر يقول الحسن البصري ولما احتضر أدركته وكان على سريره فنزل وهو يتلوى على الأرض ثم نادى بأعلى صوته: يا ليتني كنت في البادية أرعى الماشية، فقيل هذا لأبي حازم فقال: الحمد لله الذي جعلهم عند الموت يفرون إلينا ولا نفر إليهم، والله لازال الله يرينا فيهم عبراً، فالعالم أو غيره لا يتمنى عند موته لو أنه كان أميراً، لكن الأمير يتمنى عند موته لو أنه لم يكن أميراُ بل كان راعياً أو غيره ولما يراه عند سكرات الموت، توفي سنة 74 هـ رحمه الله.
([6]) أي وقرب غير القنوط وتغير الحال، وقنوط العباد كان بسبب القحط والبلاء وهنا، أي قرب تغير الحال من العسر إلى اليسر.
([7]) [ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة]، وقد حكي أن رجلا ً من أهل اليمن افتخر في مجلس عبد الملك ابن مروان، فقال عبد الملك: من يرد على هذا المفاخر؟ فقام بعض الحاضرين وقال: أيها الملك، ماذا تقول في قوم ملكتهم امرأة، ودل عليهم هدهد وغرقتهم فأرة وهم ما بين حائك برود ودابغ جلد وسائس قرد وكل بلدة فيها نقائص والمؤمن لا يوصف لوجوده في مكان من الأمكنة وألفاظ العموم لا يدخل فيها الأخيار كما قال أئمتنا، أهل الشام أذل الناس وأطوعهم في معصية الله وأهل مصر أظرفهم صغيراً وأحمقهم كبيراً وأهل العراق أسرع الناس في فتنة وأعجزهم عنها، وكل مصر وبلد له وصفه لكن يتنزه عنه الأبرار.
([8]) أي بناءاً عالياً مرتفعاً.
([9]) جمع أصْور أي: مائل الرقبة، والمراد أن الملائكة مائلة العنق من خشيتها وتذللها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/389)
([10]) ويصح مسِوَّمين، كما ورد في سورة آل عمران (بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوِّمين) وقرئت مسوَّمين، وهما قراءتان متواترتان عن نبينا عليه الصلاة والسلام، ومعنى مسوَّمين: معلِّمين، ومعنى مسوَّمين معلَّمين أي عليهم علامة يتميزون بها.
([11]) وهي أن تسمع السامع شيئاً وأنت تعتقد في نفسك حقاً غيره.
([12]) حكى الشيخ الفوزان هذا القول عن الحسن في كتابه شرح العقيدة الواسطية، ولم يتعقب القول، وهو قول غير صحيح كما بينا؟؟؟
([13]) فالله جل وعلا يقول: (كتب عليكم الصيام) فيأتي الباطنية ويفسرون اللفظ بما لا يدل عليه فيقولون: الصيام هو حفظ سر الشيخ فهذا هو معنى الصيام عند الدرزية والنصيرية، وعندهم – الباطنية – الحج هو زيارة الشيخ، ويقولون في الآية: (حرمت عليكم أمهاتكم) المقصود (بأمهاتكم) عندهم: مراتب شيوخهم، فلا تتمنوا رتبة الشيخ، أما أمك فلا حرج عليك في وطئها – وهذا كله عندهم – وكذلك لا حرج في وطء أختك أو بنتك!! فهذا كله يشبه تفسير الكرسي بالعلم لأنه من قبيل تفسير اللفظ بما لا يدل عليه.
([14]) وهذا حال المبتدعة يتذبذبون بين أمرين إما أن يرد النص وإما أن يؤوله، والتأويل أخو الرد، وهذا كالحديث الصحيح [لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع الجبار عليها قدمه (وفي رواية رجله) فينزوى بعضها إلى بعض، فتقول قط قط] يقول المبتدعة: القدم هنا معناها أي قوم قدمهم للنار، [ورجله] هذا مأخوذ من رجل الجراد وهو الجماعة والمعنى حتى يضع عليها جماعة مثل جماعة الجراد، يلقيهم فيها فتمتلئ وتقول [قط قط]، سبحان الله هل هذا هو معنى الرجل ومعنى القدم؟ هلا قلتم إقرار وإمرار، ولا داعي بعد ذلك للتلاعب وكل يؤول على مزاجه.
([15]) وقد وصل الشطط بالرازي في تفسيره سورة الفجر آية (وجاء ربك والملك صفاً صفاً) قال هذه الآية موهمة لابد من تأويلها ذكر ستة أوجه في تأويلها أحد الأوجه يقول (وجاء ربك) أي الملك الذي كان يربيك يا محمد وهو أعظم الملائكة فهذا سيأتي يوم القيامة ويأتي معه الملائكة صفاً صفاً!!!
([16]) يريد بهذا أن يذكر عذره في عمله الذي فعله بالأمة، أي أنا امرؤ من بني آدم آسف كما يأسفون وأحزن كما يحزنون.
([17]) إذن هو جائز ومن قال لا فقد رد فعل النبي صلى الله عليه وسلم، والمبتدعة يقولون لا يجوز أن تقول: أين الله؟ ومن باب الأولى لا يجوز أن تجيب عليه!!!.
([18]) انظر هذا جواب حصين أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنبهوا.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[18 - 05 - 10, 11:20 م]ـ
جزاكم الله خيراً
http://www.al-tahaan.com/page3.html(40/390)
هل تصح الصلاة خلف الرافضي؟
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[05 - 05 - 07, 11:36 ص]ـ
كتب أحد الأخوة الكرام في منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة بحثا مختصرا في تحقيق موقف ابن تيمية من الرافضة
وكان مما ذكره (الأمر الخامس: أنه حكم بصحة الصلاة خلف الإمام الرافضي , فلو كان الرافضي كافرا عنده لقال ببطلان الصلاة خلفه , لأن الصلاة خلف الإمام الكافر لا تصح كما هو معلوم , وفي هذا يقول:" والفاسق والمبتدع صلاته في نفسه صحيحة , فإذا صلى المأموم خلفه لم تبطل صلاته , لكن إنما كره من كره الصلاة خلفه لأن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر واجب , ومن ذلك أن من أظهر بدعة أو فجورا لا يرتب إماما للمسلمين , فانه يستحق التعزيز حتى يتوب , فإذا أمكن هجره حتى يتوب كان حسنا , وإذا كان بعض الناس إذا ترك الصلاة خلفه وصلى خلف غيره آثر ذلك حتى يتوب , أو يعزل , أو ينتهي الناس عن مثل ذنبه , فمثل هذا إذا ترك الصلاة خلفه كان فيه مصلحة , ولم يفت المأموم جمعة ولا جماعة , وأما إذا كان ترك الصلاة يفوت المأموم الجمعة والجماعة فهنا لا يترك الصلاة خلفهم إلا مبتدع مخالف للصحابة رضي الله عنهم.
وكذلك إذا كان الأمام قد رتبه ولاة الأمور , ولم يكن في ترك الصلاة خلفه مصلحة , فهنا ليس عليه ترك الصلاة خلفه , بل الصلاة خلف الإمام الأفضل أفضل , وهذا كله يكون فيمن ظهر منه فسق أو بدعة تظهر مخالفتها للكتاب والسنة ,كبدعة الرافضة والجهمية " ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn12)) , فقد ذكر أن هذا التفصيل والخلاف إنما هو في أصحاب البدع الظاهرة كبدعة الرافضة ونحوها , ومع هذا قرر أن الصلاة تصح خلفهم.) أهـ
والسؤال الذي شغل بالي منذ قرأت ذلك البحث
هل حقيقة تصح الصلاة خلف الرافضي؟
وهل بحث أحد من أهل العلم هذه المسألة؟
أرشدونا جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 03:11 م]ـ
أخي الفاضل:
راجع: http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=DisplayLec&page=
قال الشيخ الألباني :
sunah00129.Htm&docid=26
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 11:56 م]ـ
من يكفر أبابكر وعمر وعثمان وعائشة والزبير وطلحة ومعاوية رضي الله عنهم لاتصح الصلاة خلفه.
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[06 - 05 - 07, 12:18 ص]ـ
أخي الوائلي:
جزاك الله خيرا على الرابط
ولكن الشيخ الراجحي حفظه الله قال في شرحه (الصلاة خلف الفاسق والمبتدع فيه تفصيل عند أهل العلم اختلف العلماء في الصلاة خلف الفاسق والمبتدع الذي لا يصل فسقه ولا بدعته إلى الكفر ... ) أهـ
وإن كان الشيخ اختار عدم صحة الصلاة خلف الرافضي لأن بدعته تصل إلى حد الكفر
ولكن لو قلنا بقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في عدم تكفير الرافضة كما حققه صاحب البحث
هل نقول بصحة الصلاة خلفهم؟
وخاصة لمن يتواجد في مكان يغلب على أهله الرفض؟
ـ[شتا العربي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 12:55 ص]ـ
الصلاة خلف عوام الرافضة الجهلة هو الذي يدخل في الصلاة خلف البر والفاجر
أما الصلاة خلف علماء الرافضة وأئمتهم الذين يكفرون المسلمين ويؤمنون بتحريف القرآن وغير ذلك من كفرياتهم فهذه لا تجوز ولا تصح
فالتفصيل مطلوب هنا
وجزاكم الله خيرا
ـ[هبة وأسماء]ــــــــ[06 - 05 - 07, 06:09 ص]ـ
1 - وهذه فتوى أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، صاحب الصحيح، في بيان حقيقة الشيعة الكفرة الفجرة:
قال أبو عَبْد الله: ما أُبالي صَلَّيْتُ خلف الجهمِي، والرَّافِضِي، أَمْ صَلَّيْتُ خلف اليهودِ والنَّصَارى، ولاَ يُسَلَّمُ عليهِم، ولاَ يُعَادُونَ، ولاَ يُنَاكَحُون، ولاَ يُشْهَدُون، ولا تُؤْكل ذبائحهم.
"خلق أفعال العباد" 51.
2 - وهذه فتوى عبد الرحمن بن مهدي، شيخ أحمد بن حنبل، وشيخ شيخ البخاري، وهو واحد من أعلى وأرفع علماء الحديث:
قال عبدُ الرحمن بن مهدي: هما ملتان: الجهمية، والرافضية.
"خلق أفعال العباد" 52.
والحكم بالكفر على كل مَن سب واحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتٌ في كتاب الله تعالى، ومنه فهم علماء هذه الأُمة؛
3 - قال أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النَّسائي، يرحمه الله:
مناقب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والنهي عن سبهم رحمهم الله أجمعين ورضي عنهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/391)
قال أبو عبد الرحمن: قال الله جَلَّ ثَنَاؤه: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ولإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ}
وقال جَلَّ ثَنَاؤه: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} الآية
وقال تعالى {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}.
"السنن الكبرى" 7/ 372 ط. الرسالة.
فكل من أغاظه أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو كافرٌ، والعياذ برب الفلق.
{لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}.
4 - فتوى الإمام مالك، عليه رحمة الله:
- قال أبو عروة الزبيري: ذُكر عند مالك بن أنس رجلاً ينتقص، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}.
فقال مالك: من أصبح وفي قلبه غيظٌ على أصحاب محمد، عليه السلام، فقد أصابته الآية.
"السنة للخلال" 2/ 478.
- وقال مالك: من يُبغض أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في قلبه عليهم غل، فليس له حق في فيءِ المسلمين، ثم قرأ قول الله سبحانه وتعالى: {مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} إلى قوله: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ} الآية.
وذُكر بين يديه رجل ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ مالك هذه الآية {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار} إلى قوله: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} ثم قال: من أصبح من الناس في قلبه غل على أحد من أصحاب النبي عليه السلام، فقد أصابته الآية.
وقال سفيان الثوري: من قَدَّم عَلِيًّا على أبي بكر وعمر، فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار، وأخشى أن لا ينفعه مع ذلك عمل.
"شرح السنة" للبغوي 1/ 229.
- وقال مصعب الزبيري، وابن نافع: دخل هارون المسجد، فركع ثم أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أتى مجلس مالك، فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، ثم قال لمالك: هل لمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفيء حق؟ قال: لا، ولا كرامة، قال: من أين قلت ذلك؟ قال: قال الله: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}.
فمن عابهم فهو كافر، ولا حق للكافر في الفيء.
"ترتيب المدارك" للقاضي عياض 1/ 53.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 06:10 ص]ـ
أخي الكريم، وهل فعلا شيخ الإسلام لا يقول بتكفير الرافضة؟!! لا أظن ذلك، فمن قرأ كلام شيخ الإسلام عن هؤلاء الأرجاس في " الصارم المسلول " يقطع بأن شيخ الإسلام يكفرهم، فشيخ الإسلام بعدما ذكر شيئا من عقائدهم، قال بكفرهم،بل وكفر من توقف في تكفيرهم!!
قال في " الصارم ":
وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة و السلام إلا نفرا قليلا يبلغون بضعة عشر نفسا، أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضا في كفره،لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع: من الرضى عنهم و الثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب و السنة كفار أو فساق، وأن هذه الآية التي هي {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران: 110] و خيرها هو القرن الأول، كان عامتهم كفارا أو فساقا، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارهم،وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام].
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 06:15 ص]ـ
الصلاة خلف عوام الرافضة الجهلة هو الذي يدخل في الصلاة خلف البر والفاجر
ولا حتى عوامهم يدخلون في هذه القاعدة، لأن عوامهم مشركون، وشركهم ذو قرون، ولا أدري ما هو الكفر بعد ذلك؟!!!، ثم إن معتقد أهل السنة، هو أنهم لا يصلون خلف من كانت بدعته مكفرة، قامت الحجة عليه أم لم تقم، ولا خلاف في ذلك - فيما أعلم بين أهل السنة.
والله الهادي.
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[06 - 05 - 07, 10:20 ص]ـ
الأخوة الكرام:
كنت أظن مثلكم أن شيخ الإسلام يكفر الرافضة حتى اطلعت على الرابط التالي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90886
فإذا ثبت هذا الكلام وقلنا بأن الرافضة - علماءهم وعامتهم - ليسوا بكفار
هل تصح الصلاة خلفهم؟ وخاصة لمن يعيش في إيران ولا يجد مسجدا لأهل السنة؟
أو من يدرس في الغرب ولا يجد حوله في الجامعة إلا رافضة هل يصلي خلفهم؟
أو دخل مسجدا يظنه لأهل السنة فوجده للرافضة هل يصلي خلفهم أم يخرج أم يصلي منفردا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/392)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 12:15 م]ـ
الأخوة الكرام:
كنت أظن مثلكم أن شيخ الإسلام يكفر الرافضة حتى اطلعت على الرابط التالي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90886
أخي الحبيب: لو أنك قرأت تعقيبات الإخوة على الأخ الباحث فيما بعد، لتبين لك بعض الأمور، فارجع - غير مأمور - واقرأ هذه التعقبات وسيتضح لك - إن شاء الله تعالى - أن في بحث الأخ ما لا يُوافَق عليه.
والله الموفق.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[07 - 05 - 07, 12:12 ص]ـ
الاخوة الكرام
السلام عليكم
قرأت كلمات لسفيان الثوري أوردها اللالكائي في السنة قد تفيد في هذه المسألة:
ولا ينفعك ما كتبت حتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر.
قال شعيب، فقلت لسفيان يا أبا عبد الله الصلاة كلها؟
قال، لا ولكن صلاة الجمعة والعيدين صل خلف من أدركت،
وأما سائر ذلك فأنت مخير، لا تصل الا خلف من تثق به،
وتعلم أنه من أهل السنة والجماعة.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 04:43 ص]ـ
العوام من الرافضة فقط هم الذين يدخلون في جواز الصلاة خلف البر والفاجر
والمقصود بالعوام منهم أي الجهلاء والغوغاء والعامة وهؤلاء ليسوا في الجامعة ولا في دور العلم ولا يعرفون شيئا عن دينهم أصلا
ولا أظنك ستقابل أمثال هؤلاء
أما طلبة العلم عندهم فضلا عن علمائهم وأشباههم ممن يعرف حقيقة مذهبهم ويؤمن به فهؤلاء لا يجوز الصلاة خلفهم ولا كرامة
هؤلاء يؤمنون بتحريف القرآن وتكفير الصحابة بل وتكفير المسلمين وأن أئمتهم أفضل من الأنبياء والعياذ بالله
فهؤلاء لا تجوز الصلاة خلفهم لأنهم كفار لعنهم الله
ولا الشيخ ابن تيمية ولا غير الشيخ ابن تيمية يقول بإسلام هؤلاء الكفار
والذين يتكلمون عن إسلام بعض الرافضة يقصدون أمثال الفلاح والعامل الجاهل العامي من الرافضة الذي لا يعرف شيئا عن دينه ولا يسمع عن شيء من الدين وربما لا يسمع عن قضايا الإمامة أو غيره
فهؤلاء الجهلاء فقط هم الذين لم يكفروا وتجوز الصلاة خلفهم
لكن هؤلاء الجهلاء لا يوجدون لا في الجامعات ولا في دور العلم ولا في أماكن القيادة عند الشيعة الرافضة
فعاد البحث إلى مجرد ترف نظري تقريبا أو مجرد احتياط لما يمكن أن يحدث ولو باحتمال بعيد.
ولهذا يمكننا أن نقول بأنه لا يجوز الصلاة خلف الرافضة لأنهم كفار ونسكت لأن الذين يتواجدون في دور العلم والجامعات وأماكن القيادة والدعوة الشيعية هم العلماء وطلبة العلم المؤمنون بدينهم المخالف لدين الإسلام والذين يقولون بأن الأئمة أفضل من الأنبياء ويكفرون آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كعمه العباس وابن عمه جعفر بن أبي طالب (أخو علي بن أبي طالب رضي الله عنه)
فهؤلاء كفرة ولا كرامة أخذهم الله كلهم في ساعة واحدة
فلا تصل خلفهم ولا عليهم
وأما الجهال بدينهم فلا يكاد يتواجدون في هذه الأماكن وغالبا ما يكونون في أقاصي الديار البعيدة مشغولون في أعمالهم وزراعاتهم ولا علم لهم بكل ما يدور لا في مذهب الشيعة ولا في غيره.
فصل منفردا
وإن صليت خلفهم في الجامعة مثلا فعليك الإعادة لأنه لا تجوز الصلاة خلف الكافر.
أما تحرير مذهب ابن تيمية في الرابط الذي نقلته فقد أشار لك الأفاضل أن كاتب الموضوع للأسف الشديد لم يوفق للوصول إلى الصواب فيه.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 06:07 ص]ـ
الحمد لله معز الإسلام بنصره
سئل سلام بن أبي مطيع عن الصلاة خلف الجهمية فقال: ((كفار ولا يصلى خلفهم))
رواه عبدالله بن أحمد في السنة (1/ 105) واللالكائي (1/ 321)
قلت لا يعزب عن ذهنك أن عامة الروافض اليوم جهمية ينكرون العلو وينفون الرؤية ويقولون بخلق القرآن وعندهم من الكفريات ما الله به عليم وعلماء الرافضة لا يتركون عامتهم دون تلقينهم هذه الكفريات في الحسينيات وغيرها
وقال أبو يوسف القاضي ((لا أصلي خلف جهمي، ولا رافضي، ولا قدري))
رواه اللالكائي (2/ 733)
وجاء في السنة لعبدالله بن أحمد (1/ 113) أن عبدالله بن إدريس سئل عن الجهمية هل يصلى خلفهم فقال: ((أمسلمون هؤلاء؟ لا ولا كرامة لا يصلى خلفهم))
وذكر عن يحيى بن معين أنه كان يعيد صلاة الجمعة مذ أظهر المأمون القول بخلق القرآن
قلت هذا النص لا يروق لأهل التمييع وربما اعترض بعضم أن يحيى لم يكن فقيهاً
ولكن إليك هذا النص من رجلٍ فقيه
ذكر أبو داود في مسائله ص43 عن الإمام أحمد عن سئل عن صلاته أيام الجمع خلف الجهمية فقال ((أنا أعيد ومتى صليت خلف أحد ممن يقول القرآن مخلوق فأعد))
قلت لو كانت الصلاة صحيحة فلما الإعادة؟!!
وقال البربهاري في شرح السنة ((والصلوات الخمس جائزة خلف من صليت إلا أن يكون جهمياً فإنه معطل وإن صليت خلفه فأعد صلاته))
قلت يخرج على هذا الرافضي اليوم
وهنا نص لشيخ الإسلام في النكاح ولكن يطيب لي نقله
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (32/ 61) ((ولا يجوز لأحدٍٍ أن ينكح موليته رافضياً ولا من يترك الصلاة))
استفدت هذه النصوص وتخريجاتها من كتاب ((موقف أهل والجماعة من أهل البدع)) للشيخ ابراهيم الرحيلي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/393)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 07:14 ص]ـ
قلت لا يعزب عن ذهنك أن عامة الروافض اليوم جهمية ينكرون العلو وينفون الرؤية ويقولون بخلق القرآن وعندهم من الكفريات ما الله به عليم وعلماء الرافضة لا يتركون عامتهم دون تلقينهم هذه الكفريات في الحسينيات وغيرها إذا كان الأمر كذلك فلا تجوز الصلاة خلفهم هم أيضا
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 10:30 ص]ـ
إذا كان الأمر كذلك فلا تجوز الصلاة خلفهم هم أيضا
جزاكم الله خير الجزاء
وإياك أخي الكريم
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 04:05 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الله والصلاة خلف الروافض لا تصح وبالأخص ان كان من علمائهم وهذا أراه المعتمد عند أهل السنة والجماعة.
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[08 - 05 - 07, 11:19 ص]ـ
أخي الفاضل المنتفجي:
أوردت من ضمن تعليقك هذه العبارة (وهنا نص لشيخ الإسلام في النكاح ولكن يطيب لي نقله
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (32/ 61) ((ولا يجوز لأحدٍٍ أن ينكح موليته رافضياً ولا من يترك الصلاة))) أهـ
ولكن الأخ كاتب البحث ذكر في بحثه ما يخالف ما ذكرت، حيث قال: (الأمر الرابع: أنه لما سئل عن حكم تزويج الرافضي , ذكر أن الأصل عدم تزويجه لأنه يخشى منه أن يؤثر على عقيدة زوجته , فلو كان الرافضي كافرا عنده لمنع من تزويجه لأجل كفره , فدل هذا على أنه لا يرى أن الرافضي خارج من الإسلام , في هذا يقول:" الرافضة المحضة هم أهل أهواء وبدع وضلال , ولا ينبغي للمسلم أن يزوج موليته من رافضي , وإن تزوج هو رافضية صح النكاح , إن كان يرجو أن تتوب , وإلا فترك نكاحها أفضل , لئلا تفسد عليه ولده" ([11]) , فلو كانت الرافضية عنده كافرة لما صح نكاح غير الرافضي من أهل السنة أو غيرهم منها.) أهـ
وهذا لعله من أصرح الأدلة في أنه لا يقول بكفرهم، إلا إذا حمل على العوام منهم
إلا أن الأخ سلطان العميري قال في تعليقه على بعض المداخلات (وأما الرافضة الإثنا عشرية فقد جزم فيهم (العلماء والعوام) بأن الأصل فيهم عدم التكفير كما سبق نقل كلامه)
فارجع إلى بحثه غير مأمور
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 05 - 07, 11:44 ص]ـ
ممن كفر الرافضة الإمام ابن جرير الطبري - رحمه الله - وكلامه صريح جدا
وإن أردت نص كلامه فراجع ترجمة ابن جرير في معجم الأدباء لياقوت
وقد نقل (أي الطبري) هذا التكفير عن أئمة هدى
وهو تكفير صريح من إمام متقدم مجتهد - وقد نسب إلى التشيع -
فتأمل - رعاك الله
ذكرت هذا للفائدة
دون الخوض في المسألة
وإن كان قد نص غير واحد من أهل العلم قديما وحديثا أن الرافضي لا يصلى خلفه
بغض النظر عن تكفيره
عاميا كان أو عالما
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 01:18 م]ـ
وإن كان قد نص غير واحد من أهل العلم قديما وحديثا أن الرافضي لا يصلى خلفه
بغض النظر عن تكفيره
عاميا كان أو عالما
وهذا ما ظهر لي فعلا
وقد كان الأمر التبس عليَّ في بدء هذا الرابط حين فرقت بين العوام والعلماء منهم بناء على عدم تكفير العامة أو الجهلاء منهم
وقد بان لي خطأ هذا أيضا
وأن الصواب عدم الصلاة خلف الجميع بغض النظر عن التكفير
أم التكفير فلاشك في كفر من قال بأقوالهم منهم أو من غيرهم والعياذ بالله
فمن اعتقدها منهم أو من غيرهم عالما بها ومات على ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعي
لكن الصلاة فلا تجوز خلف الجميع
وأستغفر الله من التفريق في بدء هذا الرابط بين العلماء والعوام منهم ولا يؤخذ بكلامي السابق في التفريق رجاء
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 04:41 م]ـ
أخي الفاضل المنتفجي:
أوردت من ضمن تعليقك هذه العبارة (وهنا نص لشيخ الإسلام في النكاح ولكن يطيب لي نقله
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (32/ 61) ((ولا يجوز لأحدٍٍ أن ينكح موليته رافضياً ولا من يترك الصلاة))) أهـ
ولكن الأخ كاتب البحث ذكر في بحثه ما يخالف ما ذكرت، حيث قال: (الأمر الرابع: أنه لما سئل عن حكم تزويج الرافضي , ذكر أن الأصل عدم تزويجه لأنه يخشى منه أن يؤثر على عقيدة زوجته , فلو كان الرافضي كافرا عنده لمنع من تزويجه لأجل كفره , فدل هذا على أنه لا يرى أن الرافضي خارج من الإسلام , في هذا يقول:" الرافضة المحضة هم أهل أهواء وبدع وضلال , ولا ينبغي للمسلم أن يزوج موليته من رافضي , وإن تزوج هو رافضية صح النكاح , إن كان يرجو أن تتوب , وإلا فترك نكاحها أفضل , لئلا تفسد عليه ولده" ([11]) , فلو كانت الرافضية عنده كافرة لما صح نكاح غير الرافضي من أهل السنة أو غيرهم منها.) أهـ
وهذا لعله من أصرح الأدلة في أنه لا يقول بكفرهم، إلا إذا حمل على العوام منهم
إلا أن الأخ سلطان العميري قال في تعليقه على بعض المداخلات (وأما الرافضة الإثنا عشرية فقد جزم فيهم (العلماء والعوام) بأن الأصل فيهم عدم التكفير كما سبق نقل كلامه)
فارجع إلى بحثه غير مأمور
الله المستعان
لقد علقت على بحثه عدة تعليقات
أتراني أعلق على بحثه وأنا لم أقرأه
الكلام هنا على نكاح الرافضية لا انكاح الرافضي وهناك من يفرق
وراجع كلامي حول تحرير مصطلح الرافضة في كلام شيخ الإسلام راجعه غير مأمور وأرحنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/394)
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[08 - 05 - 07, 11:32 م]ـ
أخي الفاضل المنتفجي:
لا أعرف ما الأمر الذي أزعجك حتى تقول (وراجع كلامي حول تحرير مصطلح الرافضة في كلام شيخ الإسلام راجعه غير مأمور وأرحنا)
لا أعرف لماذا هذه النفسية في الحوار
يا أخي الفاضل: لا يضيقك صدرك بالحوار مع إخوانك، ومتى ما شعرت أن الحوار يزعجك فلا تدخل فيه حتى ترتاح
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 11:35 م]ـ
أخي الفاضل المنتفجي:
لا أعرف ما الأمر الذي أزعجك حتى تقول (وراجع كلامي حول تحرير مصطلح الرافضة في كلام شيخ الإسلام راجعه غير مأمور وأرحنا)
لا أعرف لماذا هذه النفسية في الحوار
يا أخي الفاضل: لا يضيقك صدرك بالحوار مع إخوانك، ومتى ما شعرت أن الحوار يزعجك فلا تدخل فيه حتى ترتاح
شكراً على النصيحة أخي الحبيب (شرايك بالنفسية تحسنت مو؟)
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[09 - 05 - 07, 02:51 م]ـ
يا أخي الفاضل:
حقيقة أنا استغرب من بعض طلبة العلم وضيق صدرهم عند الحوار والنقاش
ولو جئت إلى هذا الشخص ضيق الصدر وطلبت منه درسا عن أدب الحوار لوجدته يبدع غاية الإبداع
ولو حدثك عن أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتحمله للآخرين ولو كانوا كفار وسعة صدره مع المخالف لسمعت العجاب
ولكن حينما تحاور تستغرب من ضيق صدره
أخي الحبيب:
لا أقصدك بذلك، فأنا لا أعرفك
ولكني لمستها عند البعض
فأحببت أن أشير لها
وأرجو أن تعتبرني من اليوم أحد إخوانك الذين يحبونك في الله ويدعو لك في السر أن يوفقك الله لما يحب ويرضى
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 03:02 م]ـ
نسينا أمرا في غاية الأهمية هو:
تعريف الرافضي .. فمن هو الرافضي؟
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 03:15 م]ـ
أين شمام الورداني؟
كأنني أشم رائحته التي تزكم الأنوف وتُغثي النفوس!
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[09 - 05 - 07, 10:44 م]ـ
أبو أويس لا أظنك تقصدني بقولك (أين شمام الورداني؟ كأنني أشم رائحته التي تزكم الأنوف وتُغثي النفوس!)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 11:57 م]ـ
يا أخي الفاضل:
حقيقة أنا استغرب من بعض طلبة العلم وضيق صدرهم عند الحوار والنقاش
ولو جئت إلى هذا الشخص ضيق الصدر وطلبت منه درسا عن أدب الحوار لوجدته يبدع غاية الإبداع
ولو حدثك عن أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتحمله للآخرين ولو كانوا كفار وسعة صدره مع المخالف لسمعت العجاب
ولكن حينما تحاور تستغرب من ضيق صدره
أخي الحبيب:
لا أقصدك بذلك، فأنا لا أعرفك
ولكني لمستها عند البعض
فأحببت أن أشير لها
وأرجو أن تعتبرني من اليوم أحد إخوانك الذين يحبونك في الله ويدعو لك في السر أن يوفقك الله لما يحب ويرضى
عفا الله عنك
كل هذا الكلام من أجل كلمة (أرحنا)
وتتحدث عن ضيق الصدر؟! (ابتسامة)
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 12:59 ص]ـ
الرافضي هو من يتدين بسب الصحابة وبغضهم، ويطعن في عدالتهم، ويقدم عليا عليهم في الفضل والخلافة، ولا يعتقد بصحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ويقول بعصمة اثنى عشر اماما.
فهذا لا تجوز الصلاة خلفه بأي حال من الأحوال سواء كان من العلماء الروافض أو من غيرهم، أعاذنا الله من البدع.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 05 - 07, 01:59 ص]ـ
قتاوي أهل العلم في المسألة أكثر من أن تذكر
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=20740
فتاوى
العنوان الصلاة خلف الرافضي
المجيب د. محمد بن عبدالله الخضيري
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ كتاب الصلاة/ صلاة الجماعة/أحكام الإمامة والائتمام
التاريخ 18/ 7/1424هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا الآن في الخارج للدراسة ويوجد معنا بعض الرافضة فما حكم الصلاة خلفهم، لا سيما أن كل واحد يصلي لوحده خلال ساعات العمل؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الصلاة خلف الرافضة الاثني عشرية الذين يلتزمون في مذهبهم أصولاً كفرية كسب جميع الصحابة –رضي الله عنهم- أو تكفيرهم أو اعتقادهم تحريف القرآن أو نقصه فهؤلاء لا تصح الصلاة خلفهم بحال، ولا مصافتهم مأمومين إذا عرف هذا عنهم، سواء صرحوا به أو عرف عنهم الانتساب لأصول تلك الفرقة، ولم يثبت عنهم رجوعهم إلى السنة، وهذا عليه عامة السلف وأئمة السنة، يقول الإمام سفيان بن عيينة –رحمه الله-: (لا تصلوا خلف الرافضي ولا خلف الجهمي ولا خلف القدري .. )، وسئل الإمام أحمد –رحمه الله- عن الذي يشتم معاوية –رضي الله عنه-: أيصلى خلفه؟ قال: (لا يصلى خلفه ولا كرامة). وقال البخاري –رحمه الله-: (ما أبالي أصليت خلف الجهمي والرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى)، ومثله عن الشافعي –رحمه الله تعالى- وغيرهم من الأئمة قديماً وحديثاً.
والذي أراه لك بذل النصيحة لهم ودعوتهم ومحاولة التأثير عليهم، وذلك ممكن كما هو مجرب لكثرة الجهل فيهم والتقليد المجرد عن الدليل.
فاستعن بالله واعتصم به وحده، وكن مؤثراً لا متأثراً، فإن ضعفت أو عجزت فالسلامة لا يعدلها شيء، والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/395)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 02:47 ص]ـ
اقوم حالية بدراسة حول الصلاة خلف الشيعة، وارجو الا نستعمل كلمة رافضى، وان نلتزم اكثر من ذلك فى الحديث عن الناس
سوف ارسل رسالة الكترونية بما توصلت اليه ان شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بن حلبية
الشيعة أصناف منهم الرافضة لعنهم الله ومنهم الزيدية ومنهم الإسماعلية الباطنية عليهم لعائن الله
وبعض فرق الشيعة لا تدين بما تدين به الرافضة ولهذا تجد الروافض يكفرونهم بل حتى الروافض أنفسهم لو اهتدى أحدهم كفروه وطردوه من حوزتهم
المهم أن اسم الرافضة صحيح والصواب أن يُطلق عليهم هذا منعا للتلبيس على الناس
سؤال: لفت نظري لهجتك في الدفاع عن الروافض الشيعة في هذا الرابط ولهجتك الأخرى في الدفاع عن الصوفية في رابط آخر
فهل من الممكن أن تطلعنا على السر من هذا؟
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 06:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السر يااخى هو قول النبى صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفروما رأيك فيمن يعتقدون بأن القرآن محرف؟ يكفرون أم لا؟
وما رأيك بمن يقول بأن الوحي نزل بعد وفاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على فاطمة رضي الله عنها وأوحى إليها بما يسميه الرافضة (مصحف فاطمة) ونشروه في العراق بعد خيانتهم المعروفة في مساعدة المحتلين للعراق؟
وما رأيك بمن يكفر جميع المسلمين الذين لا يعتقدون بعقيدة الشيعة في الإمامة؟
ألا يكفر هؤلاء؟ أم تراهم في نظرك من الأولياء الصالحين؟
وخذ هذه الشهادة من رجل شيعي بل آية عظمى للشيعة وهو (آية الله العظمى السيد أبو الفضل البرقعي) في كتابه (كسر الصنم) 27 من طبعة دار الثقافة ـ قطر حيث يقول في كلامه عن أصل الأصول وحجة الحج وعمدة الروافض وهو كتاب الكافي للكليني (أصول الكافي) يقول آية الله العظمى السيد البرقعي عن ذلك: (وخلاصة الأمر عثرنا فيه على مئات الإشكالات، ورأينا أن أهل الكتاب [يقصد أهل كتاب الكافي يريد الرافضة الشيعة] غارقون في الخرافات والأوهام، ووجدناه مخالفا للقرآن، ولم نره في الوقت ذاته موافقا للقواعد العقلية. فإذا كان هذا الكتاب كذلك فالويل لغير ذلك من كتبهم، إضافة إلى أن سائر المذاهب [يقصد الرافضة] لا تخلو من الخرافات، ونرجو الآن المتمذهبين [يقصد الرافضة] أن يأتوا بأجوبة منطقية أو أن يذعنوا للحق ويعترفوا بانحرافهم واعوجاج طريقتهم ويَدعوا المتاجرة بالدين، ولا يواجهوا الأمر ابتداءً بالمغالطة والافتراء والاتهام بالتكفير، ورجائي أن يفيقوا ولعلهم يفطنون ويتركون التعصب والتقليد)
هذه شهادة آية عظى من آيات الشيعة الروافض يشهد على قومه المتمذهبين بمذهب الرافضة أنهم غارقون في الخرافات وأن أصل أصولهم وهو كتاب (أصول الكافي) مخالف للقرآن.
فإذا كان أصل الأصول عندهم مخالف للقرآن بشهادة أكبر رأس علمية عندهم في وقته فما بالك بباقي كتبهم؟
نرجو أن يفيق الغارقون في أوهامهم التائهون في الخرافات المتاجرون بالدين وأن يعودا للحق ولا يلجأوا للمغالطة والافتراء والاتهام بالتكفير.
وانا اقصد الا نطلق اسم الرافضة على الشيعة وهم اهل ايران والعراق من شيعة ال البيتأولا الاسم الصحيح لهم هو الرافضة
ثانيا هم ليسوا شيعة آل البيت لأنهم يكفرون آل بيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كعمه العباس وابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهم
بل يكفرون جعفر بن أبي طالب أخا علي بن أبي طالب رضي الله عنهما كما يكفرون زوجات النبي وصحابته رضي الله عنهم
والروافض أتباع ابن سبأ اليهودي لعنه الله وإياهم وقد حاربهم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وحرقهم بالنار حينما وجدهم قد ألّهوه والعياذ بالله
وقال رضي الله عنه:
لما وجدتُ الأمرَ أمرًا منكرًا ..... أجَّجْتُ ناري ودعوتُ قنبرا
يعني دعا رئيس الشرطة (قنبر) وأجّج لهم النار لقولتهم الشنيعة لعنهم الله.
وقد راسل الشيعة الروافض في الكوفة الحسين بن علي رضي الله عنه الإمام الشهيد المظلوم وطالبوه بالسير إليهم وكذبوا عليه بأمور غير صحيحة وألّبوه على الدولة الإسلامية ثم تركوه بمعزل ولم ينصروه ولا دافعوا عنه وتركوه ليُقتل مظلوما شهيدا رضي الله عنه
وهكذا ألّه الروافض علي بن أبي طالب رضي الله عنه فعاقبهم أشد العقوبة فانتقموا منه بأن كذبوا على ابنه حفيد رسولنا وحبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الحسين بن علي رضي الله عنه وما زالوا يكذبون عليه حتى قُتِل شهيدا مظلوما فرحمة الله عليه ورضي الله عنه.
ولعنة الله على على الروافض قتلة حبيبنا الحسين رضي الله عنه.
واما الصوفية فما كان السر وراء ماكتبه الامام ابن القيم فى مدارج السالكين وهو كتاب يحمل الكثير من ملامح التصوف الحقالصوفية شيء والزهد وكلام ابن القيم في المدارج شيء آخر فالزهد مشروع في الدين ولكن الصوفية وقواعدها التي وضعها الحلاج الصوفي وابن عربي الزنديق الصوفي وأمثالهم من الزنادقة والتي تقوم عل وحدة الوجود والعياذ بالله فهذه كلها زندقة
وقد اعترف الصوفي المعاصر أحد شيوخ الطريقة النقشبندية (عمر كامل) بأن كتب ابن عربي كتب كفر وزندقة
ويمكنك الرجوع لأشرطة مناظرة الشيخ الفاضل عدنان عرعور حفظه الله مع الصوفية في قناة المستقلة الفضائية.
والحق الذى نراه هو مارواه العاملى ولم يفهمه واعتبره تقية
[10722] قلت لابي عبدالله (عليه السلام)
: إن لنا إماما مخالفا وهو يبغض أصحابنا كلهم؟ فقال: ما عليك من قوله، والله لئن كنت صادقا لانت أحق بالمسجد منه، فكن أول داخل وآخر خارج، وأحسن خلقك مع الناس وقل خيرا.
تبه الدكتور حسام الدين بن موسى عفانهأين توثيق هذا النقل؟ وبعدها سنتكلم كلاما طويلا جدا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/396)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 06:48 م]ـ
واما عن موضوعى الذى كنت وعدت بكتابته فنصه
الاخوة فى الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيما يخص الصلاة خلف الشيعة انقل لكم الاتى
1 - ان الرسول صلى الله عليه وسلم توفى وترك مسلمين ليس بينهم سنى ولا شيعى ولاغير ذلك من التقسيمات
فبقي المسلمون كما هم وزاغت الرافضة وخرجت على المسلمين واتَّبعتْ واحد يهود وهو ابن سبأ وألّهت علي بن أبي طالب رضي الله عنه فعاقبهم أشد العقوبة فانتقموا منه بأن كذبوا على ابنه الحسين بن علي رضي الله عنه فغرروا به وطالبوه بالذهاب إليهم ثم تركوه ليُقْتَل مظلوما شهيدا رحمه الله ورضي الله عنه.
فلعنة الله على هؤلاء الرافضة الفجرة الكفرة أتباع اليهودي وقتلة حبيبنا الحسين رضي الله عنه.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 06:59 م]ـ
2 - ان تلك الاقسام اخترعها الناس وما انزل الله بها من سلطان فكل طائفة تثبت لنفسها ماتحب وتنسب لغيرها ماتكرهالحكم في هذا كله الكتاب والسنة والحمد لله قد سبقت شهادة من آية الله العظمى السيد البرقعي (العالم الشيعي) على أن أصل أصول الشيعة (أصول الكافي) مخالف للقرآن وأنه مخالف للقواعد العقلية أيضا.
فهذه شهادة منهم بحمد الله على أنهم على ضلال وأن مذهبهم مخالف للقرآن
3 - ان اصحاب كل تلك الطوائف مسلمون وابسط دليل على ذلك اجتماعهم حول بيت الله الحرام فلو كان الشيعة غير مسلمين فكيف يسمح لهم بالطواف حول الكعبة؟ هذا ليس بدليل لأن المنافقين يطوفون حول الكعبة وهم ليسوا بمسلمين.
ومذهب الشيعة يقوم في الأصل على النفاق الذي يسمونه (التَّقِيَّة) يعني يقول الروافض للناس شيء ويُبطون شيئًا آخر.
ويكذبون على الإمام الصادق فيقولون بأنه قال: (التقية ديني ودين آبائي) وأن (تسعة أعشار الدين في التقية) والعياذ بالله.
4 - ان الاحكام الفقهية هى اجتهاد من الفقهاء لانص فيه
5 - ان الفقهاء كعادتهم اختلفوا وقسموا الناس وجعلوهم اعداء بدلا من ان يجتهدوا فى التوفيق بينهم
الخلاف بين المسلمين وبين الشيعة الروافض في أصول الدين وليس في الاختلاف الفقهي
فالروافض يخالفون المسلمين في الإيمان بصحة القرآن وبأشياء كثيرة جدا
6 - وننقل عن اخوتنا الشيعة مانصه:
2 - فالضررويات الدينية على قسمين: قسم منها ضروري عند عامة المسلمين، أو جلهم، كوجوب الصلاة، وصوم شهر رمضان المبارك،
3 - وقسم منها من ضروريات المذهب، كجواز الجمع بين الظهرين، والعشائين من غير ضرورة، ومثل عدم طهارة جلد الميتة بالدبغ، وهذا الامور تحسب من ضروريات المذهب، ومسلماته،
4 - والمنكر لذلك مع علمه بكونها ضرورية من المذهب خارج عن المذهب، كما أن في الأول المنكر مع عدم الشبهة يخرج عن الاسلام، هذا بالنسبة للاحكام الضرورية، ..........
........
وهكذا اصبح هناك اسلام وهناك مذهب ولاحول ولاقوة الا بالله العلى العظيم
هذا كذب وتَقِيَّة لأن الإمامة ليست من أصول المذهب التي من لم يؤمن بها لم يكن مؤمنا بمذهب الرافضة وفقط
ولكنهم يعتبرون الإمامة هي حجر الزاوية ومن لم يؤمن بها فهو كما يقول الرافضة لعنهم الله: (عابد وثن)
يعني يكفرون كل المسلمين الذين لا يؤمنون بنظرية الإمامة التي افتروها لعنهم الله.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 07:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ شتا
1 - قرأت الكافى ووسائل الشيعة ....... فانا اقوم بتأليف كتاب عن الشيعة
الظاهر أنك ستؤلف الكثير من الكتب هداني الله وإياك لما فيه رضاه.
وهو الجزء الثالث من كتابى جامع العقائد، كذلك قرأت موسوعة الرد على الرافضة ومنها كتاب الدكتور السالوسجميل أن تكون اطلعت على كتب المسلمين مثل كتب فضيلة الدكتور الفاضل العلامة السالوس حفظه الله وموسوعة الرد على الرافضة وليتك تطالع كتاب آية الله العظمى السيد البرقعي (العالم الشيعي) وقد سمى كتابه (كسر الصنم) نشرته دار الثقافة قطر في طبعة جديدة أنصحك بمطالعته فهو مرجع مهم أيضا.
2 - لا استطيع ان اتحمل امام الله الحكم على شخص يصلى ويصوم ويحج بيت الله بالكفر فليس لدى من العلم مايسمح بذلكما دام ليس لديك العلم الذي يسمح لك بذلك فاسكت ولا تؤلف شيئا حتى تتعلم أولا وبعدها تبدأ في التأليف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/397)
وعليك الآن أن تُقَلّد الأعلم منك وأن لا تجادل حتى تتعلم ما يؤهلك للتأليف والكلام في هذه المسألة.
5 - ماذا تقصد بالتوثيق؟ فقد نقلت الرواية مع الاسناد والكتاب موجود فى مكتبة السراج ويمكنك الرجوع اليهضع لي رابطه تحديدا الآن مع موضع النص الذي نقلته أنت عن الدكتور عفانة
وبعدها نتكلم في بقية كلامك السابق
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 12:23 ص]ـ
موقف الرافضة من الصحابة يتعدى حدود التفسيق
فال ابن النعمان المفيد في أوائل المقالات (ص41_42) ((واتفقت الإمامية وكثيرٌ من الزيدية على أن المتقدمين على أمير المؤمنين عليه السلام ضلال فاسقون وأنهم بتأخيرهم أمير المؤمنين عن مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عصاةٌ ظالمون وفي النار هم خالدون))
وقال الكركي في نفحات اللاهوت (1/ 62) وهو يتحدث عن أبي بكر وعمر ((وألسوا أشياء أقلها يوجب الكفر فعليهم وعلى محبيهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين))
وقال المجلسي في مرآة العقول (25/ 125) وهو يتحدث عن أبي بكر وعمر ((وكان اسلامهما نفاقاً وهجرتهما شقاقاً))
وقال نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية (2/ 111) ((كما نقل في الأخبار أن الخليفة الأول _ يعني الصديق _ قد كان مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصنمه الذي يعبده في الجاهلية معلق بخيط في عنقه ساتره بثيابه وكان يسجد ويقصد أن سجوده لذلك الصنم إلى أن مات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأظهروا ما كان في قلوبهم))
هذا كلام علمائهم فدعك من كلام روافض المنتديات فمع وجود أصل التقية لا يمكن أن تثق بكلامه
وأما من يقول أنه لا يكفر من يصلي ويصوم ويحج
فأقول وتلقى الله وقد خرقت اجماع علماء المسلمين على أن من هذه حاله يقع منه الكفر وقراءة في أي من كتب الردة في المصنفات الفقهية تعرفك بذلك
فمن جحد معلوماً من الدين أو سب رب العالمين أو النبي صلى الله عليه وسلم كفر مع ما هو عليه من الحال
ومن وقع في كفر وأقيمت عليه فهو كافر وإن صام وصلى وزعم انه مسلم
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[15 - 05 - 07, 11:54 ص]ـ
ألا تعتقدون أن التعليقات قد خرجت عن الموضوع؟؟؟
ـ[أبو عبدالله الزبير]ــــــــ[19 - 05 - 07, 09:47 ص]ـ
الأخوة الكرام:
كنت أظن مثلكم أن شيخ الإسلام يكفر الرافضة حتى اطلعت على الرابط التالي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90886
فإذا ثبت هذا الكلام وقلنا بأن الرافضة - علماءهم وعامتهم - ليسوا بكفار
هل تصح الصلاة خلفهم؟ وخاصة لمن يعيش في إيران ولا يجد مسجدا لأهل السنة؟
أو من يدرس في الغرب ولا يجد حوله في الجامعة إلا رافضة هل يصلي خلفهم؟
أو دخل مسجدا يظنه لأهل السنة فوجده للرافضة هل يصلي خلفهم أم يخرج أم يصلي منفردا؟
أخي الكريم
أخبرك عن الرافضة من واقع مشاهدة ولك ان تحكم بنفسك هل تجوز الصلاة خلفهم ام لا؟
في إحدى المدن الكندية الكبرى يوجد مسجد في وسط المدينة وهذا المسجد تجد فيه مصلين من جميع انحاء العالم ومن جميع الجنسيات وبشكل يومي بحكم كون المدينة مدينة سياحية مزدحمة
وسبحان الله ما أن تقام الصلاة حتى تجد أحدهم يخرج من الصفوف أو جالس منفرداً بإنتظار أن يعرف ما هية المصلين
ولك ان تخمن لماذا؟
يصلي أحدهم بصلاة غريبة عجيبة والناس حوله ولا يبالي بأحد
وإن هذا لمن المضحكات المبكيات
الرافضي المبتدع تجده معتزاً بدينه ولا يرضى بالصلاة خلفنا ونحن نتعلل بالصلاة خلفه لأنه عامي
سبحان الله!!
ـ[زهير بني حمدان]ــــــــ[19 - 05 - 07, 01:11 م]ـ
أخي شتا العربي
حفظك الله من كل سوء
وجزاك الله خيرا على تتبع هذا الدخيل المتملق فظاهر مشاركاته في الملتقى ليفسد لا ليتعلم!
وهذه رساله كذلك للمشرفين لينظروا في أمر هذا الدعيّ الجهول!!
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[19 - 05 - 07, 01:29 م]ـ
أخي الفاضل أبو عبد الله الزبير
أشكرك على مرورك وتعليقك
ولكن قولك (الرافضي المبتدع تجده معتزاً بدينه ولا يرضى بالصلاة خلفنا ونحن نتعلل بالصلاة خلفه لأنه عامي)
أجده مخالف للواقع الذي أعايشه
فحينما كنا في الجامعة كانوا يصلون خلفنا
ولازلنا نراهم يصلون خلفنا في بعض مساجدنا، وفي أماكن العمل
ـ[أبوعبدالرحمن القحطاني]ــــــــ[02 - 08 - 07, 12:06 ص]ـ
بل لقد أفتى احد ائمتهم بالصلاة خلف السني تقية
يخبرني أحد الثقات انهم في الحرم المدني كانوا يصلون منفردين الى ان جاءت لهم الفتوى
بصلاة خلف السني. وهم لايعتقدون بصلاة الجمعة الا وراء الامام المعصوم الذي يخرج من السرداب
ولكن يصلون مع المسلمين تقية هداهم الى الحق(40/398)
كتاب التوحيد
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 01:33 ص]ـ
هذا الكتاب اللطيف والرسالة الصغيرة التي تُكتب بماء الذهب، ألفها شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله لتُصبح قاعدة للأمة، و-سبحان الله- أعجب حينما يُطلق علينا بأنا وهابية، الآن بعض الناس حينما تقول له: التوسل بالقبور كذا وكذا، يقول لك: أنت وهابي، تسأله ما الوهابية، قال: قوم يُبغضون الرسول - e- ، ولا يُعظمون الأولياء، ولا يُجلونهم إلى غير ذلك من الكلام.
ولكن العجب حينما تتأمل في كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب ما ترى فيها اطلاقاً إلا آية وحديث، كتاب التوحيد ما فيه كلام كثير انشائي من الشيخ -رحمة الله عليه-، وإنما آية، ثم حديث، ثم يسرد المسائل، هذه المسائل هي الاستنباطات التي استنبطها الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمة الله عليه-، ويقول العلماء: إن هناك فقه في مسائل الفروع، وهناك فقه مُتعلقٌ بالتوحيد.
هذه استنباطات فهمها الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمة الله عليه- من الآيات والأحاديث ثم سردها.
هذا الكتاب لقي قبولاً عجيباً، وألف العلماء -رحمة الله عليهم- شروحاً له، ومن أجمل شروحه وأوسعها (تيسير العزيز الحميد) وهو يُعتبر مرجع في مسائل الاعتقاد وعجيب جداً، ومنها (فتح المجيد) وهو جميل جداً ولطيف، ومنها (القول السديد) جميل و-سبحان الله- غالباً كتابات ابن سِعْدِي -رحمة الله عليه- عجيبة جداً، وتجد عباراته جميلة وسهلة ومُركزة، و-سبحان الله- الله -سبحانه وتعالى- يوفق من يشاء للفهم والإدراك وغير ذلك.
من شروحات التوحيد (حاشية ابن قاسم) وهي جميلة جداً، جمع بين الكتب المتقدمة والمتأخرة في شرحه، ومنها كتاب شيخنا -رحمة الله عليه- ابن عثيمين وهو من ألطف وأجمل ما أُلف خاصة وأنه حاول أن يربط مسائل الإعتقاد بواقع الناس ويُفصل تفصيل دقيق يستطيع أن يصل إلى الناس بشيء من السهولة.
لست بصدد ذكر شروح كتاب التوحيد كلها، فالكتاب حظي بقبول ورواج، وهذا يدل على الإخلاص في قضية التأليف، و-سبحان الله- الكتب التي يؤلفها أصحابها بقلوبٍ صادقة يبتغون بها وجه الله، الله يرزقها قبولاً وصِيتاً في العالم كله، يعني لو جاء الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمة الله عليه- ليرى أين وصل كتابه، طَوَّف شرق الدنيا وغربها، وربما نقول: قَلَّمَا مكتبة اسلامية على وجه الأرض إلا وفيها شيء من هذا الكتاب النفيس الصغير اللطيف، أو من هذه الشروح.
-سبحان الله- الشيخ محمد بن عبالوهاب -رحمة الله عليه- قام خصومه بالوقوف في وجهه، وأذكر موقف لا يُنسى لبعض العلماء وهو لأحد العلماء موريتانيا اسمه الشيخ بَتَال البُوصِيري، هذا العالم قدم إلى الحج وكان صوفياً، و-سبحان الله- بعض الناس يُوفق لقضية الأسلوب في ايصال الخير إلى الناس، يسهل علينا أن نقول: فلان مُبتدع وضال ومُنحرف، وهنا يجب علينا أن نعلم قاعدة مهمة جداً في الدعوة إلى الله -هذه ترى مهمة ويجب أن تتعامل معها، إذا طبقتها فستجد تعاملك وخلقك وأدبك وطريقتك تختلف - أن يكون همي قبول الناس للحق لا إقامة الحجة عليهم فقط، نحن نعلم أن إقامة الحجة تجب، لكن مع اقامة الحجة يكون همي أن يقبل الناس، ولهذا محمد - e- كان قلبه يتفطر حين يعرض الحق على الناس ولا يقبلوه، والله يُسليه فيقول له:] فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ [يعني هَون على نفسك، وما أسعد المرء حين يجد قضية القبول يفرح أشد الفرح، المهم هذا العالم جاءه أحد الموَفَقين وسحب الغلاف -غلاف الكتاب، يعني أصبح الكتاب بدون ذكر اسم المؤلف- وكانت بدايته الأبواب والآيات والأحاديث، فأعطاه لهذا العالم وقال له: اقرأه لعلك تجد فيه شيء من الملاحظات أو غيره. فلما قرأه قال: -سبحان الله- هذا لاشيء فيه، هذا آية وحديث واستباط ما فيه شيء. فقال له: خذ غلافه. لَمَا نظر قال: عجيب - كان لا يحب الشيخ -رحمة الله عليه- ولا عنده رغبة في قراءة كتبه-. بعدها -سبحان الله- أصبح سلفياً.
الشريط الأول لشرح كتاب التوحيد للشيخ الفاضل / عمر العيد حفظه الله
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 06:16 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحربي وجزاك خيرًا
أخوك أبو عبدالله العنزي
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[08 - 05 - 07, 08:37 م]ـ
ان القلب المريض يعشق الهوى ويحب التفلت لذا تجد صاحبه دائما ما يكره من يصدمه بكثرة النصوص واعتقد ان هذا هو السبب وراء كره البعض للشيخ الامام "محمد بن عبد الوهاب" .... فانك اذا ما فتحت اى كتاب للشيخ غالبا ما تجد الادلة والنصوص واضحة امام عينيك بل وستجد انها اكثر من كلام الشيخ نفسه وهو ما لا يرضي صاحب القلب المريض الذي يحاول دائما ان يتشبث بما يجده بين السطور من اقوال العلماء مما لا دليل عليه .... ولعل تمسك الشيخ الامام بالنصوص والادلة هو ما يجعل من الصعب انت تنتقده في شئ لذا يوصف من يؤيده بالوهابي حتى يظن العوام من المسلمين انه كالمتبع لطريقة ما _كالجعفرية والشاذلية والاحمدية وهكذا_ فيبتعدون عنه .... ولكن الله ابى ذلك فانتشرت كتبه وزاعت طريقته التي ما خرجت عن طريقة النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/399)
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 01:33 ص]ـ
جزاكم الله خيراً اخوتي(40/400)
هل من مآخذ أو مثالب حول العقيدة الأشعرية من خلال كتاب الإبانة عن أصول الديانة
ـ[صالح الجزائري]ــــــــ[06 - 05 - 07, 12:03 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل من مآخذ أو مثالب حول العقيدة الأشعرية من خلال كتاب الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[06 - 05 - 07, 02:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27682
انظر المشاركة رقم 64 فقد ذكر أن هناك بحث من أحد أعضاء الملتقى في الموضوع الذي ذكرت
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 08:09 م]ـ
الابانة في جله نقد لطريقة الآشاعرة المتأخرين.(40/401)
استفسارات أرجو الإجابة عليها
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 01:25 م]ـ
السلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فقد اقتنيت شرح الفتوى الحموية للشيخ صالح آل الشيخ والشيخ عبد العزيز الراجحي
وهذه بعض الاستفسارات أرجو الاجابة عليها
1 - قال ابن تيمية في معرض نقله لأقوال أهل الكلام: للزم أن يكون- الله تعالى - أكبر من العرش أو أصغر أو مساوياً وكل ذلك من المحال.
سؤالي هل يجوز أن نقول الله أكبر من العرش؟
2 - أثبت ابن تيمية أن آيات الصفات أعظم من آيات المعاد ثم قال: انكار المعاد أعظم من إنكار الصفات.
أليس هذا تناقض؟
3 - كيف نجمع بين أصل ضلال الفرق أنهم مثلوا ثم عطلوا وبين ما ذكر ابن تيمية أن جهماً أصّل أصولاً ثم عطّل حتى لا تنخرم هذه الأصول - فلم يكن الباعث عنده على التعطيل هو التمثيل أولاً؟
4 - قال ابن تيمية: بخلاف الصفات فإنه لم ينكر شيئاً منها أحد من العرب.
ألا يتعارض مع قوله تعالى (وهم يكفرون بالرحمن)؟
5 - ما هي الصفات التي لا يثبتها الأشاعرة؟ مثلاً الرحمة فهمت من الشرح أنهم يؤولونها وحسب فهمي أنهم لا يثبتون لله تعالى المحبة والبغض والحكمة فلماذا عند ذكر تأويلهم للصفات نركز على صفة اليدين مثلاً مع أن غيرها قد يكون أعظم وهو أوضح!
6 - ما هي الصفات الثلاث التي يثبتها المعتزلة؟
7 - قال الشيخ صالح: لنا من ذلك العلم بالمعاني والعلم بأصل المعنى دون كماله؟
هل هذه العبارة دقيقة؟
وجزاكم الله خيراً(40/402)
هل الصبور من أسماء الله
ـ[أبو براء العزابي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 04:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي استفسار حول اسم الله " الصبور "
هل هدا الاسم ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أسماء الله
أرجوكم إخوتي أفيدوني في اسرع وقت ممكن
والسلام عليكم
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[08 - 05 - 07, 03:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم هو اسم من أسماء الله الحسنى ثبت في صحيح ابن حبان وعلق الشيخ الأرنؤوط رجاله ثقات وغيره وانظر فتح الباري عند شرح الحافظ ابن حجر للأسماء الحسنى والتعرض للروايات وكذلك في رسالته المسقلة بروايات هذا الحديث وممن أثبته القاضي كما في شرح الإمام النووي وأثبته الإمام ابن تيمية في 8/ 549 والإمام ابن القيم في أكثر من كتاب من ذلك أول مفتاح العادة وعدة الصابرين - المقدمة -وانظر الباب 26 من عدة الصابرين
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 05 - 07, 05:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك أخي الكريم على جهدك وبعد:
فالحديث المذكور والذي فيه تعداد أسماء الله تبارك وتعالى أخرجه الترمذي وابن حبان والحاكم وغيرهم من طريق صفوان بن صالح قال أخبرنا الوليد بن مسلم أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - به.
وعلته الوليد بن مسلم يدلس تدليس تسوية فلا بد أن يصرح بالتحديث في جميع طبقات السند.
قال الترمذي: (هذا حديث غريب حدثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح ولا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح وهو ثقة عند أهل الحديث.
وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا نعلم في كثير شيء من الروايات له إسناد صحيح ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث
وقد روى آدم بن أبي إياس هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر فيه الأسماء وليس له إسناد صحيح)
وله طريق آخر عند ابن ماجه وفيه عبد الملك بن محمد ضعيف.
وله طريق ثالث عند الحاكم في المستدرك وفيه عبد العزيز بن حصين ضعيف ضعفه ابن معين والبخاري ومسلم.
فهذا الحديث كما نرى لا يثبت من جهة السند وهو مضطرب متناً أيضاً واختلاف في ذكر الأسماء وزيادة ونقص فيها ولذا رجح كثير من الأئمة أن سرد هذه الأسماء مدرج من الرواة وليس مرفوعاً إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو اختيار ابن تيمية وابن كثير وابن حجر وقبلهم البيهقي:
1 - قال ابن تيمية رحمه الله: (فتعيينها ليس من كلام النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - باتفاق أهل المعرفة بحديثه ولكن روى فى ذلك عن السلف أنواع من ذلك ما ذكره الترمذى ومنها غير ذلك) مجموع الفتاوى (6/ 382)
2 - قال ابن كثير في تفسيره (2/ 357): (والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك أي أنهم جمعوها من القرآن كما روي عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبي زيد اللغوي والله أعلم)
3 - وقال البيهقي: (ويحتمل أن يكون التفسير وقع من بعض الرواة)
4 - وقال القاضي أبو بكر بن العربي: (لا نعلم هل تفسير هذه الأسامي في الحديث أو من قول الراوي)
5 - وقال ابن حزم: (جاء في إحصائها أحاديث مضطربة لا يصح منها شيء أصلا)
وأما ما يتعلق بنسبة الإثبات لابن تيمية فهو وهم أخي الكريم فهذا كلام ابن تيمية في الموضع المذكور (8/ 549): (فالمؤمن إذا كان صبورا شكورا يكون ما يقضى عليه من المصائب خيرا ... )
وأما ابن القيم _ رحمه الله _ فلم يذكر دليلاً صحيحاً صريحاً في الباب.وإنما ذكر حديث أبي موسى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " ما أحد أصبر على اذى سمعه من الله عز وجل يدعون له ولدا وهو يعافيهم ويرزقهم " أخرجاه في الصحيحين، ومعلوم ان هذا لا يمكن أن يؤخذ منه الاسم كما قرره هو رحمه الله في أكثر من موضع في كتبه.
قال ابو محمد بن حزم _ رحمه الله _: (قال أبو محمد ونجمع إن شاء الله تعالى ها هنا بيان الرد على من أقدم أن يسمى الله تعالى بغير نص لكن بما دله عليه عقله وظنه أنه حسن ومدح أو استدلالا بما سمى به تعالى نفسه أو تصريفا من ذلك أو قياسا على ما شاهد من خلقه فنقول وبالله تعالى التوفيق ..... ) إلى أن قال: ( .... سمى نفسه الحكيم فسمه الناقد العاقل وسمى نفسه العظيم فسمه الفخم الضخم وسمى نفسه الحليم فسمه المحتمل الصابر الصبور الصبار وأخبر أنه قريب فسمه الداني المجاور المباشر وسمى نفسه الواسع فسمه الرحب العريض ... ) الفصل في الملل والنحل (2/ 125)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/403)
ـ[أبو براء العزابي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 10:59 ص]ـ
بارك الله فيكم أخوتي على التوضيح
ولكن هل يجوز تسمية الله به أو لا على ما دكرتم من أسانيد الحديث المدكور
والله الموفق
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 05 - 07, 11:08 ص]ـ
أخي بارك الله فيك
الحديث لم يثبت والأصل في أسماء الله تبارك وتعالى أنها توقيفية لا تثبت إلا بدليل صحيح فبناء على هذا فإن الله تبارك وتعالى لا يسمى بهذا الاسم لعدم ثبوته. والله أعلم
ـ[أبو براء العزابي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 02:12 م]ـ
بارك الله فيك أخوتي
وجزاكم الله خيراً على التوضيح
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[08 - 05 - 07, 11:10 م]ـ
أخي الحبيب أبو حازم جزاكم الله خيراً وذكرك الله الشهادة وكل خير
ما أشرتُ إليه من مجموع الفتاوى (جـ 8ص 549) هو وهم مني قطعاً ومثله جـ 28 ص 136 (وما أشرتُ إليه) ,
إنما قصدت جـ 4 ص 365 و جـ 22 485.
## ليست العلة تفرد الوليد فقط بل الاختلاف فيه والاضطراب وتدليسه واحتمال الإدراج (فتح الباري للحافظ ابن حجر 11/ 215).
## ذكر الحافظ في الفتح (جـ11 ص219) أنه لم يقع سرد الأسماء إلا في ثلاث طرق وهي:
1 - طريق الوليد المشار إليها آنفاً قال الحافظ في الفتح (11/ 216): (والوليد بن مسلم أوثق من عبد الملك بن محمد الصنعاني ورواية الوليد تشعر بأن التعيين مدرج وقد تكرر في رواية الوليد عن زهير ثلاثة أسماء وهي الأحد الصمد الهادي ووقع بدلها في رواية عبد الملك المقسط القادر الوالي وعند الوليد أيضا الوالي الرشيد وعند عبد الملك الوالي الراشد وعند الوليد العادل المنير وعند عبد الملك الفاطر القاهر واتفقا في البقية واما رواية الوليد عن شعيب وهي أقرب الطرق إلى الصحة وعليها عول غالب من شرح الأسماء الحسنى) أ هـ وقد رواها ابن حبان في صحيحه (3/ 89) و الترمذي (5/ 486) وقال: هذا حديث غريب ... والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 27) وفي الأسماء والصفات (1/ 22) وفي شعب الإيمان (1/ 115) والكاكم (1/ 62) وذكر علة الوليد والبغوي في شرح السنة (3/ 76).
2 - طريق عبد العزيز بن الحصين (وليس فيها ذكر للصبور) وقد رواها الحاكم في المستدرك (1/ 63).
3 - طريق عبد الملك بن محمد ... (وليس فيها ذكر للصبور) وقد رواها ابن ماجَهْ في سننه (2/ 1269).
# للعلماء الين أشرتُ إليهم وغيرهم فهم وإدراك يختلف عمن ليسوا بعلماء وانظر -غير مأمور- ((
الثامن أن الاسم إذا أطلق عليه جاز أن يشتق منه المصدر والفعل فيخبر به عنه فعلا ومصدراً ونحو السميع البصير القدير يطلق عليه منه السمع والبصر والقدرة ويخبر عنه بالأفعال من ذلك نحو قد سمع الله المجادلة 1 وقدرنا فنعم القادرون المرسلات 23 هذا إن كان الفعل متعدياً فإن كان لازماً لم يخبر عنه به نحو الحي بل يطلق عليه الاسم والمصدر دون الفعل فلا يقال حي)) أهـ بدائع الفوائد للإمام ابن القيم 1/ 170
وممن صححه ابن حبان والحاكم وأقره الذهبي والقرطبي في تفسيره وحسنه النووي وصحح الألباني الوقف فمن أخذ بقول هؤلاء الأئمة فهوى على هدىً أما من له قدرة على تمييز الصحيح من الضعيف حسب الصناعة الحديثية فلا يقلد بل يأخذ ما يترجح له كما بين ذلك الإمام ابن تيميَّة (18/ 42) بقوله: ((العالم قد يقول ليس بصحيح أى هذا القول ضعيف فى الدليل وإن كان قد قال به بعض العلماء والحديث الضعيف مثل الذى رواه من ليس بثقة إما لسوء حفظه وإما لعدم عدالته وإذا كان فى المسألة قولان فإن كان الإنسان يظهر له رجحان أحد القولين وإلا قلد بعض العلماء الذين يعتمد عليهم فى بيان أرجح القولين)) أ هـ.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[09 - 05 - 07, 01:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك أخي الكريم محمد بن عبد الكريم وبعد:
أشار ابن القيم وقبله ابن حزم إلى رجوع معنى الصبر إلى الحلم واسم الله الحليم أعظم وأجل وأكمل وهو المذكور في النصوص.
قال ابن حزم رحمه الله _ كما ذُكر سابقاً _: (ونجمع إن شاء الله تعالى ها هنا بيان الرد على من أقدم أن يسمى الله تعالى بغير نص لكن بما دله عليه عقله وظنه أنه حسن ومدح أو استدلالا بما سمى به تعالى نفسه أو تصريفا من ذلك أو قياسا على ما شاهد من خلقه فنقول وبالله تعالى التوفيق ..... ) إلى أن قال: ( .... سمى نفسه الحكيم فسمه الناقد العاقل وسمى نفسه العظيم فسمه الفخم الضخم وسمى نفسه الحليم فسمه المحتمل الصابر الصبور الصبار وأخبر أنه قريب فسمه الداني المجاور المباشر وسمى نفسه الواسع فسمه الرحب العريض ... ) الفصل في الملل والنحل (2/ 125)
وقال ابن القيم _ رحمه الله _: (والفرق بين الصبر والحلم أن الصبر ثمرة الحلم وموجبه فعلى قدر حلم العبد يكون صبره فالحلم فى صفات الرب تعالى أوسع من الصبر ولهذا جاء اسمه الحليم فى القرآن فى غير موضع ولسعته يقرنه سبحانه باسم العليم كقوله: {وكان الله عليما حليما} {والله عليم حليم} .. ) عدة الصابرين (ص 236)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/404)
ـ[ابو على المصرى]ــــــــ[09 - 05 - 07, 01:44 ص]ـ
ارجو التوضيح جزاكم الله خيرا
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[09 - 05 - 07, 02:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أقول الحديث المذكور لا يثبت مرفوعا وتعداد الأسماء مدرج من الرواة هذا ما رجحه البيهقي وابن تيمية وابن كثير وابن حجر بل حتى ابن القيم رحمه الله يقول في مدارج السالكين (3/ 415): (فأما الواجد فلم تجيء تسميته به إلا في حديث تعداد الاسماء الحسنى والصحيح أنه ليس من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -)
قال ابن تيمية رحمه الله: (الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يدعى الله بها، وهي التي جاءت في الكتاب والسنة، وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها) العقيدة الصفانية (ص 19)
والشيخ محمد العثيمين _ رحمه الله _ لم يذكره أيضا في تعداد أسماء الله تعالى.
واسم الله (الحليم) يشمله ويزيد عليه فهو أكمل وأعظم منه.
وأما تصحيح ابن حبان والحاكم فقد علم تساهل هذين الإمامين في التصحيح. وقد أعرض البخاري ومسلم عن هذه الرواية واكتفيا بأصل الحديث: " إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة "
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[10 - 05 - 07, 12:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ أبو علي المصري وعلى ما تقدم:
1 - من كان اسمه عبد الصبور فهو لم يُعبَّد لغير الله تعالى كيف لا؟ وقد أقر به الأئمة (وأوكد أئمة وليسوا إخوة طلاب علم) على اختلاف في تصحيحهم للحديث بخلاف من عُبِّد لغير الله تعالى كعبد النبي أو عبد الرسول صلى الله عليه وسلم أو عبد الحسين أو .... والعياذ بالله فإنه يجب عليه (إن لم تحدث له مضرة) أن يغير اسمه.
2 - من أراد التسمية ابتداءً فلا يسمي عبد الصبور ولا عبد المُنعِم ولا عبد الموجود ولا عبد المعبود مع أن الله سبحانه صبور ومُنعِم وموجود ومعبود بحق سبحانه و تعالى
ـ[أبو براء العزابي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 11:30 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً(40/405)
كرسي الرحمن بين الاثبات والنفي
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[06 - 05 - 07, 07:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
يقول الله تعالى في سورة البقرة:
(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) الآية 255
- هذه الآية تسمى بآية الكرسي نسبة للكرسي.
وهي أعظم آية في القرآن كما ورد في الحديث.
- قال الأصطخري، قال أبوعبد الله أحمد بن حنبل: والكرسي موضع قدميه
(انظر كتاب العقيدة لأحمد بن حنبل- الخلال)
- قال الامام القرطبي:
وأرباب الإلحاد يحملونها (يقصد ذكر العرش والكرسي) على عِظم المُلْك وجلالة السلطان، وينكرون وجود العرش والكرسيّ وليس بشيء.
وأهل الحق يجيزونهما؛ إذ في قدرة الله متّسع فيجب الإيمان بذلك.
والذي تقتضيه الأحاديث أن الكرسيّ مخلوق بين يديّ العرش والعرش أعظم منه
- و قال ابن جرير الطبري في تفسيره:
اختلف أهل التأويل في معنى"الكرسي"
قال بعضهم: الكرسي هو علم الله تعالى
وقال آخرون:"الكرسي": موضع القدمين.
وقال آخرون: الكرسي: هو العرش نفسه
وذكر أقوال الضحاك ومسلم البطين وابن عباس وأبي موسى وحديث مرفوع لعمر رضي الله عنه.
وقد تناقض قول ابن جرير في أي هذه الأقوال أصح، (كما بين محمود محمد شاكر)
- وأما الامام ابن كثير:
فقد جمع الأحاديث في هذا الباب بأسانيدها، ولم يرجح أي من الأقوال،
فقد ذكر لابن أبي حاتم والطبري وشجاع بن مخلد وابن مردويه والحاكم وأبو يعلي
والبزار وعبد بن حميد والطبراني وابن أبي عاصم والضياء.
---
- روى الطبري في تفسيره:
حدثنا أبو كريب وسلم بن جنادة، قالا حدثنا ابن إدريس، عن مطرف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:"وسع كرسيه" قال: كرسيه علمه.
حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، قال: الكرسي: موضع القدمين.
حدثني علي بن مسلم الطوسي، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: حدثني محمد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن عمارة بن عمير، عن أبي موسى، قال: الكرسي: موضع القدمين، وله أطيط كأطيط الرحل.
حدثني به عبد الله بن أبي زياد القطواني، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة! فعظم الرب تعالى ذكره، ثم قال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وأنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع- ثم قال بأصابعه فجمعها - وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد، إذا ركب، من ثقله".
حدثني عبد الله بن أبى زياد، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكر، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه.
وقال أبو جعفر الطبري:
وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه أنه قال:"هو علمه" (1). وذلك لدلالة قوله تعالى ذكره:"ولا يؤوده حفظهما" على أن ذلك كذلك، فأخبر أنه لا يؤوده حفظ ما علم، وأحاط به مما في السموات والأرض، وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا) [غافر: 7]،
__________
(1). (وكتبه محمود محمد شاكر) العجب لأبي جعفر، كيف تناقض قوله في هذا الموضع! فإنه بدأ فقال: إن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، من الحديث في صفة الكرسي، ثم عاد في هذا الموضع يقول: وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن، فقول ابن عباس أنه علم الله سبحانه. فإما هذا وإما هذا، وغير ممكن أن يكون أولى التأويلات في معنى"الكرسي" هو الذي جاء في الحديث الأول، ويكون معناه أيضًا "العلم"، كما زعم أنه دل على صحته ظاهر القرآن. وكيف يجمع في تأويل واحد، معنيان مختلفان في الصفة والجوهر!! وإذا كان خبر جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، صحيح الإسناد، فإن الخبر الآخر الذي رواه مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، صحيح الإسناد على شرط الشيخين، كما قال الحاكم، وكما في مجمع الزوائد 6: 323" رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح"، كما بينته في التعليق على الأثر: 5792. ومهما قيل فيها، فلن يكون أحدهما أرجح من الآخر إلا بمرجح يجب التسليم له. وأما أبو منصور الأزهري فقد قال في ذكر الكرسي: "والصحيح عن ابن عباس ما رواه عمار الدهنى، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قال: "الكرسي موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره. قال: وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها. قال: ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم، فقد أبطل"، وهذا هو قول أهل الحق إن شاء الله.
وقد أراد الطبري أن يستدل بعد بأن الكرسي هو"العلم"، بقوله تعالى: "ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما"، فلم لم يجعل"الكرسي" هو"الرحمة"، وهما في آية واحدة؟ ولم يجعلها كذلك لقوله تعالى في سورة الأعراف: 156: "قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء"؟ واستخراج معنى الكرسي من هذه الآية كما فعل الطبري، ضعيف جدا، يجل عنه من كان مثله حذرا ولطفا ودقة.
وأما ما ساقه بعد من الشواهد في معنى"الكرسي"، فإن أكثره لا يقوم على شيء، وبعضه منكر التأويل، كما سأبينه بعد إن شاء الله. وكان يحسبه شاهدا ودليلا أنه لم يأت في القرآن في غير هذا الموضع، بالمعنى الذي قالوه، وأنه جاء في الآية الأخرى بما ثبت في صحيح اللغة من معنى"الكرسي"، وذلك قوله تعالى في"سورة ص": "ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب".
(يتبع)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/406)
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[06 - 05 - 07, 07:48 م]ـ
أحاديث الكرسي المرفوعة والثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم
من جامع الأحاديث ويشتمل على جمع الجوامع للإمام السيوطى
والجامع الأزهر وكنوز الحقائق للمناوى، والفتح الكبير للنبهانى
الحديث الأول
355 - أتانى جبريل وفى يده كالمرآة البيضاء فيها كالنُّكتة السوداء فقلت يا جبريل ما هذه قال هذه الجمعة قلت وما الجمعة قال لكم فيها خير قلت وما لنا فيها قال تكون عيدًا لك ولقومك من بعدك وتكون اليهود والنصارى تبعًا لك قلت وما لنا فيها قال لكم فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها شيئًا من الدنيا والآخرة هو له قَسْمٌ إلا أعطاه إياه أو ليس له بقسم إلا ذخر له عنده ما هو أفضل منه أو يتعوذ من شر هو عليه مكتوب إلا صرف عنه من البلاء ما هو أعظم منه قلت وما هذه النُّكتة فيها قال هى الساعة وهى تقوم يوم الجمعة وهو عندنا سيد الأيام ونحن ندعوه يوم القيامة يوم المزيد قلت مِمَ ذلك قال لأن ربك اتخذ فى الجنة واديًا
من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة هبط من عِلِّيِّين على كرسيِّه ثم حف الكرسى بمنابر من ذهب مكللة بالجواهر ثم يجىء النبيون حتى يجلسون عليها وينزل أهل الغُرَف حتى يجلسون على ذلك الكَثِيب ثم يتجلى لهم ثم يقول سلونى أُعْطِكم فيسألونه الرضا فيقول رِضاى أُحلُّكم دارى وأَنالكم كرامتى فسلونى أُعطكم فيسألونه الرضا فيشهدهم أنه قد رضى عنهم فيفتح لهم ما لم ترَ عينٌ ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر وذالكم مقدار انصرافكم من يوم الجمعة ثم يرتفع ويرتفع معه النبيون والصديقون والشهداء ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم وهى دُرَّةٌ بيضاء ليس فيها فَصْم ولا قَصْم أو درة حمراء أو زبرجدة خضراء منها غرفها وأبوابها مُطَّرِدَة فيها أنهارها متدلية فيها ثمارها فيها أزواجها وخدمها فليسوا إلى شىء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا إلى ربهم نظرًا وليزدادوا منه كرامة (ابن أبى شيبة، والبزار، والطبرانى فى الأوسط، وأبو يعلى عن أنس)
أخرجه ابن أبى شيبة (1/ 477، رقم 5517) والطبرانى فى الأوسط (2/ 314، رقم 2084)، وأبو يعلى (7/ 228، رقم 4228)، قال المنذرى (4/ 311): رواه ابن أبى الدنيا، والطبرانى فى الأوسط بإسنادين، أحدهما جيد قوى، وأبو يعلى مختصرًا، ورواته رواة الصحيح، والبزار.
وقال الهيثمى (10/ 421): رواه البزار، والطبرانى فى الأوسط بنحوه، وأبو يعلى باختصار، ورجال أبى يعلى رجال الصحيح، وأحد إسنادى الطبرانى رجاله رجال الصحيح، غير عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وقد وثقه غير واحد، وضعفه غيرهم، وإسناد البزار، فيه خلاف. وأخرجه أيضًا: عبد الله بن أحمد فى السنة
(1/ 250، رقم 460)، والضياء (6/ 272، رقم 2291).
الحديث الثاني
8100 - إن كرسيه وسع السموات والأرض وإن له أطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله (البزار عن عمر)
أخرجه البزار (1/ 457، رقم 325)، قال الهيثمى (1/ 84): رجاله رجال الصحيح. وأخرجه أيضًا: الدارقطنى فى الصفات (ص 29، رقم 35)، وأبو الشيخ فى العظمة (2/ 548)، والضياء (1/ 263، رقم 151)، وقال: إسناده حسن
الحديث الثالث
26989 - يقول الله للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده إنى لم أجعل علمى وحلمى فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ولا أبالى (الطبرانى، وأبو نعيم عن ثعلبة بن الحكم الليثى وحسن)
أخرجه الطبرانى (2/ 84، رقم 1381) قال الهيثمى (1/ 126): رجاله موثقون.
الحديث الرابع
28328 - عن عمر: أن امرأة أتت النبى - صلى الله عليه وسلم - فقالت يا رسول الله ادع الله أن يدخلنى الجنة فعظم الرب وقال إن عرشه فوق سبع سموات وفى لفظ إن كرسيه وسع السموات والأرض وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب فى ثقله (أبو يعلى، وابن أبى عاصم، وابن خزيمة، والدارقطنى فى الصفات، والطبرانى فى السنة، وابن مردويه، والضياء) [كنز العمال 29863]
أخرجه ابن أبى عاصم (1/ 252، رقم 573)، والدارقطنى فى الصفات (1/ 30، رقم 35)، والضياء (1/ 264، رقم 152). قال الهيثمى (10/ 159) رواه أبو يعلى فى الكبير ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن خليفة الهمذانى وهو ثقة.
الحديث الخامس
38933 - - عن ابن عباس: عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فى قوله {وسع كرسيه السموات والأرض} قال الكرسى موضع القدمين ولا يقدر قدر العرش شىء (الدارقطنى فى الصفات) [كنز العمال 1683]
أخرجه الدارقطنى فى الصفات (1/ 30، رقم 36).
الحديث السادس:
روى الدرامي في مسنده [2800] حدثنا محمد بن الفضل ثنا الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن عثمان بن عمير عن أبي وائل عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيل له ما المقام المحمود قال ذاك يوم ينزل الله تعالى على كرسيه يئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه به وهو كسعة ما بين السماء والأرض ويجاء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم يقول الله تعالى اكسوا خليلي فيؤتي بريطتين بيضاوين من رياط الجنة ثم أكسى على أثره ثم أقوم عن يمين الله مقاما يغبطني الأولون والآخرون
الحديث السابع:
جامع الأحاديث رقم 3 - آتِى يوم القيامة باب الجنة فيُفتح لى فأرى ربى وهو على كُرْسِيِّه فيتجلَّى لى فأَخِرّ ساجدًا (عثمان بن سعيد الدارمى فى كتاب النقض على بشر المريسى، وابن النجار عن ابن عباس)
أخرجه عثمان بن سعيد الدارمى فى كتاب النقض على بشر المريسى العنيد (ص 30، رقم 19)
---
(يتبع)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/407)
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[06 - 05 - 07, 07:53 م]ـ
قول القرطبي في تفسيره
قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السماوات والأرض} ذكر ابن عساكر في تاريخه عن عليّ رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الكرسي لؤلؤة والقلم لؤلؤة وطول القلم سبعمائة سنة وطول الكرسيّ حيث لا يعلمه إلا الله " وروى حمّاد بن سلمة عن عاصم بن بَهْدَلَة وهو عاصم بن أبي النجود عن زِرّ بن حُبَيش عن ابن مسعود قال: بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام وبين السماء السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي وبين العرش مسيرة خمسمائة عام، والعرش فوق الماء والله فوق العرش يعلم ما أنتم فيه وعليه. يقال: كُرسيّ وكرسِيّ والجمع الكراسيّ.
وقال ابن عباس: كرسيه علمه. ورجحه الطبري، قال: ومنه الكُرّاسة التي تضم العلم؛ ومنه قيل للعلماء: الكراسيّ؛ لأنهم المعتمد عليهم؛ كما يقال: أَوْتَادُ الأرض.
قال الشاعر:
يَحُفّ بهم بِيضُ الوُجوه وعُصْبَةٌ ... كَراسيّ بالأحْداث حين تَنُوبُ
أي علماء بحوادث الأُمور.
وقيل: كُرسيّه قدرته التي يمسك بها السموات والأرض، كما تقول: اجعل لهذا الحائط كرسياً، أي ما يعمده. وهذا قريب من قول ابن عباس في قوله «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ» قال البيهقيّ: وروينا عن ابن مسعود وسعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله «وسع كرسيه» قال: علمه. وسائر الروايات عن ابن عباس وغيره تدل على أن المراد به الكرسي المشهور مع العرش. وروى إسرائيل عن السدي عن أبي مالك في قوله «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ» قال: إن الصّخْرة التي عليها الأرض السابعة ومنتهى الخلق على أرجائها، عليها أربعة من الملائكة لكل واحد منهم أربعة وجوه: وجه إنسان ووجه أسد ووجه ثور ووجه نسر؛ فهم قيام عليها قد أحاطوا بالأرضين والسموات، ورؤوسهم تحت الكرسيّ والكرسيّ تحت العرش والله واضع كرسيه فوق العرش. قال البيهقيّ: في هذا إشارة إلى كرسيين: أحدهما تحت العرش، والآخر موضوع على العرش. وفي رواية أسباط عن السديّ عن أبي مالك، وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرّة الهمدانيّ عن ابن عباس، وعن مُرّة الهَمَدَانيّ عن ابن مسعود عن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ» فإن السَّمَوَاتِ والأَرْضَ في جوف الكرسيّ والكرسيّ بين يدي العرش.
وأرباب الإلحاد يحملونها على عِظم المُلْك وجلالة السلطان، وينكرون وجود العرش والكرسيّ وليس بشيء. وأهل الحق يجيزونهما؛ إذ في قدرة الله متّسع فيجب الإيمان بذلك.
قال أبو موسى الأشعري: الكرسيّ موضع القدمين وله أطِيطٌ كأطِيط الرَّحْل. قال البيهقيّ: قد روينا أيضاً في هذا عن ابن عباس وذكرنا أن معناه فيما يُرى أنه موضوع من العرش موضع القدمين من السرير، وليس فيه إثبات المكان لله تعالى. وعن ابن بُريدة عن أبيه قال: " لما قدم جعفر من الحبشة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أعجب شيء رأيتَه»؟ قال: رأيت امرأة على رأسها مِكْتَلُ طعامٍ فمرّ فارس فأذْرَاه فقعدت تجمع طعامها، ثم التفتت إليه فقالت له: ويل لك يوم يضع الملك كرسيه فيأخذ للمظلوم من الظالم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقاً لقولها: «لا قُدِّست أُمّةٌ أو كيف تقدس أُمة لا يأخذ ضعيفُها حقَّه من شديدها» "
قال ابن عطية: في قول أبي موسى «الكرسي موضع القدمين» يريد هو من عرش الرحمن كموضع القدمين من أسِرة الملوك، فهو مخلوق عظيم بين يدي العرش نسبته إليه كنسبة الكرسيّ إلى سرير الملك.
وقال الحسن ابن أبي الحسن: الكرسيّ هو العرش نفسه؛ وهذا ليس بمرضيّ،
والذي تقتضيه الأحاديث أن الكرسيّ مخلوق بين يديّ العرش والعرش أعظم منه.
وروى أبو إدريس الخولانيّ " عن أبي ذرّ قال: قلت يا رسول الله، أيّ ما أنزل عليك أعظم؟ قال: «آية الكرسيُّ ثم قال يا أبا ذرّ ما السموات السبع مع الكرسيّ إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة وفضل العرش على الكرسيّ كفضل الفلاة على الحلقة» "
أخرجه الآجُرِّي وأبو حاتم البستيّ في صحيح مسنده والبيهقيّ وذكر أنه صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/408)
وقال مجاهد: ما السموات والأرض في الكرسيّ إلا بمنزلة حلقة ملقاة في أرض فلاة. وهذه الآية منبِئة عن عِظم مخلوقات الله تعالى، ويستفاد من ذلك عِظم قدرة الله عز وجل إذْ لا يَؤُدُه حفظ هذا الأمر العظيم.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[12 - 05 - 07, 02:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مبحث العرش والكرسي وهو أحد تعليقات
الشيخ عبد الرحيم الطحان على العقيدة الطحاوية
(هما مبحثان مستقلان لكن ندخلهما في هذه الآيات)
العرش في اللغة: سرير المَلِك، والمراد كرسي عظيم مرصع بالجواهر والأحجار الكريمة كحال الملوك القدماء.
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن ثلاث عروش: عرشين لمخلوقين وعرش له سبحانه وتعالى استوى عليه: أحد عرشي المخلوقين عرش ملكة سبأ ([7]) وهو عرش بلقيس: ( ... وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم) والثاني عرش نبي الله يوسف ( ... ورفع أبويه على العرش) والله جل وعلا استوى على هذا العرش بكيفية يعلمها ولا نعلمها.
ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال [سمي العرش عرشاً لارتفاعه]، والله يشير لهذا المعنى في كتابه يقول: (وهو الذي أنشأ جنات معروشات) أي مرتفعة (وغير معروشات) أي منبسطة ليس لها ساق تقوم عليه وذكر العرش معلوم في أشعار العرب في الجاهلية والإسلام، قال أمية بن أبي الصلت (جاهلية):
مجدوا الله فهو للمجد أهل
\\
ربنا في السماء أمسى كبيرا
بالبناء الأعلى الذي سبق الناس
\\
وسوى فوق السماء سريرا
شَرْجَعَنْ ([8]) لا يناله ناظر العين
\\
ترى دونه الملائكة صورا ([9])
وقال عبد الله بن رواحة (قال الإمام ابن عبيد ابن عبد البر في الاستيعاب وهذه القصة ثابتة رُويناها من أوجه صحيحة مشهورة)، وذلك أنه عندما جاءته سٌرِّيته وواقعها على فراش زوجته، فعلمت زوجته بالأمر فاعتراها شيء من الغيرة، فقالت في حجرتي وعلى فراشي، فقال: ما فعلت شيئاً؟ أي لم أفعل شيئاً حراماً، فقالت اقرأ القرآن إن كنت صادقاً لأن الجنب لا يقرأ القرآن، فقال: عبد الله رضي الله عنه:
شهدت بأن الله حق
\\\
وأن النار مثوى الكافرين
وأن العرش فوق الماء طافٍ
\\\
وفوق العرش رب العالمين
وتحمله ملائكة كرام
\\\
ملائكة الإله مسوِّمين ([10])
وقال أيضاً:
وفينا رسول الله يتلو كتابه
\\\
إذا انشق معروف من الفجر ساطعا
وبيت يجافي جنبه عن فراشه
\\\
إذا استقلت بالمشركين المضاجع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا
\\\
به موقنات أن ما قال واقع
فقالت زوجته: آمنت بالله وكذبت بصري و الكلام أو سع من أن يكذب ظريف كما قال أئمتنا، فإذا اضطررت للكذب فلا تكذب بل استعمل التورية [11] كما كان إبراهيم انخعي يعمل حيث كان يطلب من ابنه أن يقول لمن يطرق بابه في وقت لا يريد فيه مقابلة أحد، يا بني قل لهم إن إبراهيم ليس هنا، أي ليس موجود في المكان الذي يتكلم فيه أي يشير إلى مكان ليس فيه والده إبراهيم موجوداً فيه، والسامع يظن أن إبراهيم ليس في البيت والدار، وولده صادق، وهو لو قال لهم مشغول فقد يلحون عليه بطلب الدخول أو قد يتضايقون من هذا الجواب (أي لو قال لهم مشغول) فيصرفهم بالتي هي أحسن.
وصفة الاستواء على العرش نقول فيها ما نقول في سائر الصفات فالاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وتقدم معنا أن إيماننا بصفات ربنا إقرار وإمرار (ليس كمثله شيء) إمرار (وهو السميع البصير) إقرار فنقر بالصفة دون البحث في كنها وكيفيتها وكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك.
والعجز عن درك الإدراك إدارك
\\\
والبحث في كنه ذات الإله إشراك
والصفات تختلف باختلاف الموصوفات، فلكل موصوف معنىً يناسبه من تلك الصفة على حسب ذاته، فمثلاً اليد تختلف فينا بني الإنسان عنها في الكلاب عنها في الأبواب فمن بابٍ أولى أن تختلف يد الخلاق جل وعلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/409)
وعرش الرحمن فوق المخلوقات كلها، ولا يوجد فوقه شيء مخلوق لا يوجد إلا الخالق جل وعلا، فالمخلوقات كلها تحت العرش ولذلك يُقال "العالم من عرشه إلى فرشه مخلوق" أو من علوه إلى سفله وهو الأرض السابعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [والله فوق العرش يعلم ما أنتم عليه]، والعرش هو أكبر المخلوقات تحمله ثمانية من الملائكة، كما أخبرنا الله عن ذلك في كتابه (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) وهؤلاء الثمانية يتجاوبون بصوت رقيق رخيم فأربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك على حلمك بعد علمك ويجيبهم الأربعة الآخرون سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، هذا هو تسبيح حملة العرش، وهذا ثبت بإسناد صحيح عن حسان بن عطية وله حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومعنى هذا: الله سبحانه وتعالى يعلم ما نعمل، ولولا حلمه لما ترك على الأرض من دابة، وهو قدير على عقوبتنا فلولا عفوه لأهلكنا، وثبت في تفسير ابن جرير أن الله خلق حملة العرش قالوا ربنا لم خلقتنا؟، قال: لتحملوا عرشي، قالوا: ومن يقوى عليه وعليه جلالك ووقارك وأنت رب العالمين؟ فقال: قولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقالوا هذه الكلمة وبها أطاقوا حمل العرش، وقد قال أئمتنا هذه الكلمة (لا حول ولا قوة إلا بالله) لها تأثير عجيب وخاصية مجربة بأن من قالها ذلل الله له الصعاب وفرج عنه الكروب وأعانه على الشدائد ومعنى هذه الكلمة لا تحول من حالٍ إلى حال من معصية إلى طاعة ومن ضعف إلى قوة ومن فقر إلى غنىً ... ولا تحصل قوة إلا بالله جل وعلا.
وأما الكرسي:
فهو دون العرش أي أنزل منه وأصغر، والعرش أكبر المخلوقات وأولها وهو موضع قدمي الرب سبحانه وتعالى,
وقد ثبت تفسير الكرسي بذلك في مستدرك الحاكم بسند صحيح على شرط الشيخين وكتاب التوحيد لابن خزيمة والأسماء والصفات للبيهقي وتفسير ابن جرير، والأثر رواه الإمام الخطيب في تاريخ بغداد والطبراني في معجمه الكبير بسند صحيح عن ابن عباس أنه قال: [الكرسي موضع القدمين والعرش لا يعلم قدره إلا الله].
قال الله في وصف الكرسي (وسع كرسيه السموات والأرض) فهذا الكرسي يسع السموات والأرض وهو أعظم منها.
والكرسي ذكر في موضعين فقط في القرآن:
1) آية الكرسي من سورة البقرة (وسع كرسيه السموات والأرض).
2) في سورة ص (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب)، فالكرسي الأول له جل وعلا، والثاني في سورة ص والكرسي واحد الكراسي وهو معروف كما قال علماء اللغة.
وهذا التفسير – الأول – الذي نقل عن ابن عباس، ثبت أيضاً عن أبي موسى الأشعري في تفسير ابن جرير والأسماء والصفات للبيهقي، وفي تفسير ابن المنذر بإسناد صحيح قاله الحافظ في الفتح (8/ 199) وثبت في تاريخ بغداد عن أبي ذر مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أثبت وله حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه مما لا يدرك بالرأي.
وهذا هو المعتمد عند أهل الحق أن الكرسي هو موضع قدمي الرب، وهناك أربعة أقوال باطلة في تفسير الكرسي احذروها وكونوا على علم بها:
أولها: - وهو أرذلها – نُقل عن الزمخشري المعتزلي، وهو من شر ما قاله في صفات الله – يقول "الكرسي: تخييل حسي " أي لا يوجد هناك كرسي لا صغير ولا كبير، لكن الله أراد أن يظهر لنا عظمته ويقرب لنا شأنه فذكر هذا الأمر لذلك يعني المراد من الآية: لو كان له كرسي لوسع السموات والأرض، لكنه لا يوجد، ومعنى قول الزمخشري (حسي) أي أتى بتعبير محسوس ليقرب المراد.
وهذا التفسير الذي ابتدعه الزمخشري هنا في الكرسي عول عليه في كثير من آيات الصفات في الكشاف فانظر مثلاً تفسير قول الله تعالى في سورة الزمر (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إن الله يقبض الأرضين بشماله ويطوي السموات بيمينه، ويقول أنا الملك أين ملكوم الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/410)
فالزمخشري يستعمل هذا الأسلوب أيضاً في نفي صفة اليمين والشمال والقبض والطي، فيقول هو في هذه الآية: هذا تخييل حسي فالله يريد أن يخيل لنا عظمته فجاء بهذا المثال الحسي الذي فيه كأن السموات بيمينه وكأن الأرض بشماله وليس له لا طي ولا قبض وليس له يمين ولا شمال، وهذا كما قلت لكم من أشنع ما قيل في صفات الله سبحانه وتعالى لأن مؤداه أن الله يكذب علينا، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
ثانيهما: الكرسي بمعنى العرش فهما سواء، ونقل هذا عن الحسن البصري، وروي هذا عنه من طريق جويبر عن الضحاك، وهذا الأثر لا يثبت عن الحسن البصري ([12])، لأنه فيه علة وهي: ضعف الأسناد فجويبر تالف.
قال الإمام ابن كثير والإمام البيهقي في الأسماء والصفات، والصحيح عن الحسن وغيره من السلف أن العرش غير الكرسي.
ثالثهما: قيل الكرسي بمعنى العلم، (وسع كرسيه السموات والأرض) أي علمه، نقل عن ابن عباس رضي الله عنه بإسناد – قال عنه ابن كثير والبيهقي في الأسماء والصفات وأبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة إنه شاذ أي هذا الإسناد شاذ والرواية المحفوظة عنه الثابتة أن الكرسي موضع القدم.
وهذا التفسير رده الإمام ابن جرير في أول الأمر وقال: "إن الرواية الثابتة عن ابن عباس في تفسير الكرسي وهو موضع القدمين، هي المعتمدة" ثم انتكس الإمام ابن جرير عليه رحمة الله في تفسيره عند آية الكرسي فنقل هذه الرواية الشاذة وقال هي المعتمدة في تفسير الكرسي، فبعد أن قرر أن القول الأول هو المعتمد نقضه وقال القول الثاني هو المعتمد وهذا عجيب من مثل الإمام ابن جرير، وقد قرر الإمام ابن جرير هذا القول الشاذ بقوله تعالى حكاية من الملائكة (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً)، وهذا الاستدلال في الحقيقة لا يتناسب مع حذق الإمام ابن جرير وفهمه لأنه يلزم على قوله أن يفسر الكرسي بالرحمة كما فسر بالعلم، لأن ذكرت الآيتين، ثم إنه لا مناسبة بين الكرسي والعلم، لأن الكرسي واحد الكراسي وهو معروف، والعلم معروف فلا مناسبة بينهما ولو صح تفسير الشيء بما لا يدل عليه في لغة العرب لصح أن نفسر بعد ذلك الأحكام الشرعية كما نريد ([13]) وهذا التفسير تبناه محمد عبده في هذا العصر وعليه جمهور المؤولة.
رابعهما: تبناه الرازي في تفسيره فقال: لا يصح تفسير الكرسي بالعرش ولا تفسيره بالعلم فقد دلت الآثار على أنه جسم عظيم أعظم من السموات والأرض – وهذا كله حق مقبول لكن انظر بعد ذلك للانتكاس يقول: لكن الرواية الثابتة عن ابن عباس موهمة مشكلة فيجب أن نقف نحوها موقفين:
الموقف الأول: أن نردها، لأنها توهم التشبيه.
الموقف الثاني: وإذا قبلناها فلابد من تأويلها ([14])، وقال: موضع القدمين أي موضع قدمي الروح الأعظم الذي هو جبريل أو موضع قدمي ملك آخر غيره ([15]) وهذا تأويل باطل يجب طرحه.
والأقوال الثلاثة قبله باطلة أيضاً والمعتمد هو قول ابن عباس وأبي موسى الأشعري وأبي ذر، وتقدم ذكره وقد ورد أن الكرسي بجانب العرش كحلقة في فلاة والسموات السبع والأراضين السبع بجانب الكرسي كحلقة في فلاة.
2 - وأما السنة:
تواترت الأحاديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام بأن الله فوق عرشه على سمواته بائن من خلقه سبحانه وتعالى، وهذه الأحاديث المتواترة لن أفيض فيها إنما سأذكر ثلاثة منها:
أولها: الأحاديث بمجموعها متواترة، لكن هذا الحديث متواتر بنفسه، قال الإمام الذهبي في كتابه (العلو للعلي الغفار) صـ16: من الأحاديث المتواترة في علو الله وفوقيته حديث معاوية بن الحكم السُّلمي، وحديثه ثابت في صحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي – وهو حديث متواتر – وخلاصة الحديث: يقول معاوية رضي الله عنه [كانت لي جارية ترعى غنماً لي فجاءت في يوم من الأيام وقد أخذ الذئب شاة منها، يقول: وأنا امرؤ من بني آدم ([16]) – آسف كما يأسفون فحزنت على هذه الشاة، وصككت الأمة ثم ندمت فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بالقصة وقلت له: ألا أعتقها، (وفي رواية: إن عليّ كفارة ألا أعتقها؟) فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ادعها لي، فجاءت فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ فقالت في السماء، فقال: من أنا؟ قالت: رسول الله، فقال اعتقها فإنها مؤمنة].
قال الذهبي والحديث فيه أمران:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/411)
1 - جواز السؤال عن الله بأين ([17])، فهو شرعي سأل بهذا نبينا صلى الله عليه وسلم.
2 - والجواب عن هذا السؤال، أن الله في السماء كما تواترت الأحاديث بذلك.
ولفظ السماء تقدم معناها إن كان المراد العلو فـ (في) ظرفية على حقيقتها أي في العلو، وإن كان المراد من السماء الأجرام السبعة فـ (في) بمعنى على أي على السماء وهذا الحديث فيه رد على المؤولة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل عن سلطانه وقهره جل جلاله فلم يقل أين سلطان الله؟.
ثانيها: حديث نزول ربنا الجليل وهو حديث قال عنه الإمام الذهبي: هو حديث متواتر أقطع بذلك وأُسأل أمام الله، وقد رواه الشيخان البخاري ومسلم – وأبو داود والترمذي وابن ماجه ورواه الإمام أحمد ومالك في الموطأ الدارمي وغيرهم من أئمة الحديث ولفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له]. فربنا يتصف بأنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا، ولفظ النزول في اللغة لا يكون إلا من أعلى إلى أسفل، فهو ينزل بكيفية تليق بجلاله من غير تشبيه ولا تعطيل ولا يلزم من نزوله أن تكون السموات فوقه، فهو في حال نزوله مستو ٍ على عرشه، ولا تقل كيف؟ فهذا السؤال ارفعه ولا تسأل به، هذا ولله المثل الأعلى – كالإنسان عندما ينام لا يسمع ولا يجيب مع أن روحه فيه فمع أن روحه معه إلا أنه كمن رفعت روحه.
ثالثها: حديث رواه الإمام الترمذي وحسنه، وابن خزيمة في كتاب التوحيد والبيهقي في الأسماء والصفات عن عمران بن حصين رضي الله عنه: [أن والده حصين لما جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وقال: يا رسول الله: إنك أشأم رجل على قومه فرقت جماعتنا وعبت آلهتنا وسفهت أحلامنا وكفرت من مضى من آبائنا فقال النبي عليه الصلاة والسلام: يا حصين اجلس، فجلس، فقال له: كم إلهاً تعبد؟ فقال له: سبعة، ستة في الأرض وواحداً في السماء ([18])، فقال: من الذي تُعدُّه لرغبتك ورهبتك؟ فقال: الذي في السماء، فقال: اترك الستة واعبد الذي في السماء وأنا أعلمك كلمتين إذا أسلمت، فأسلم فعلمه أن يقول: اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي]. فكرروا هذا الدعاء إخوتي الكرام.
3 - وأما الإجماع الصحيح:
والإجماع على هذه المسألة ليس في هذه الأمة بل هو إجماع بين المِليين أي الموحدين منذ آدم إلى يوم القيامة، أجمعوا على هذا وأن الله على عرشه فوق سماواته.
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني – كما في الذيل على طبقات الحنابلة – (1/ 296): "العلو لله جل وعلا مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل" أي ذكر الله جل وعلا هذا في الكتب المنزلة على الرسل التي أرسلهم عليهم الصلاة والسلام، فهو متفق عليه في الكتب، كل رسول يشير بهذا إلى قومه.
وثبت عن الإمام الأوزاعي أنه كان يقول: "كنا نقول والتابعون متوافرون الله فوق عرشه على سمواته بائن من خلقه" أي منفصل عن خلقه ليس حالاً فيهم ولا حالون فيه.
ولذلك قيل للإمام أبي حنيفة: ما تقول فيمن لم يعرف أين الله؟ فقال: إنه كافر، فقيل له: ما تقول فيمن قال إن الله على العرش لكن لا أعلم أين العرش؟ فقال: هو كافر.
وقال الإمام ابن خزيمة في كتابه التوحيد: من أنكر العلو يستتاب – فإن تاب وإلا ضربت رقبته، ثم لا يدفن في مقابر المسلمين ولا اليهود ولا النصارى.
4 - وأما العقل الصريح:
وقد دل على علو الله سبحانه وتعالى على مخلوقاته، على مرحلتين وبخطوتين:
المرحلة الأولي: العقل يقول ويقرر "كل موجودين لابد لهما إما من الاتصال أو الانفصال، واتصال الخالق بالمخلوقات أو المخلوقات بالخالق وامتزاج أحد الموجودين بالآخر مستحيل لأنه يؤدي إلى جعل المخلوق عين الخالق وجعل الخالق مخلوقاً،ويؤدي إلى القول بالحلول ووحدة الوجود وأن كل شيء هو الله.
فإذا انتفى الاتصال ثبت الانفصال، وأفضل كلمة قالها أئمتنا في التوحيد ما قاله الإمام الجنيد: "إفراد الحادث عن القديم" أي تمييز الحادث المخلوق عن القديم الخالق، فكلاهما منفصل عن الآخر ولا يحل واحد منهما في الآخر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/412)
المرحلة الثانية: إذا ثبت انفصال الرب عن مخلوقاته، فإما أن يكون فوقهم أو تحتهم، أما التحتية فمستحيلة لأنها صفة ذم ونقص وهي مأوى القاذورات، ويتنزه الله عن ذلك فثبتت له الفوقية ولذلك لو لم يرد نص شرعي ولو لم يأت رسول للبشر يخبرهم بأن الله جل وعلا فوقهم لجزم العقل بعلو الله وفوقيته على عباده، ولذلك من يقول خلاف هذا فهو ضال بلا شك.
وقد وجدت شبهتان في هذا الدليل لعلماء الكلام:
الشبهة الأولي: تولاها الجهمية أن الله في كل مكان أي بذاته (لا بعلمه فهذا موضع اتفاق) أي أن الله بذاته في كل مكان في البيوت وفي المساجد وفي الأسواق وفي المزابل وفي الحمامات - تعالى الله عما يقولون – ولذلك كان يقول غلاة الجهيمة من الصوفية:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا
\\\
وما الله إلا راهب في كنيسة
فالكلب والخنزير والراهب وكل شيء إله لأن الله في كل مكان – تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً – فكفر هؤلاء أشنع من كفر اليهود والنصارى لأن اليهود قصروا الحلول في عزير، وأما النصارى فقصروا الحلول في عيسى وأمه، وأما هؤلاء فقالوا إنه حل في كل نقيصة وقذر.
الشبهة الثانية: بعض علماء الكلام لا يجوز أن تقول أين الله؟ يقول: لأن الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال لا أمام ولا وراء، لا داخل العالم ولا خارج العالم، نقول له: يا مسكين أنت بهذا لم تثبت الحي القيوم بل جعلته موهوماً معدوماً،ولذلك لما تناظر أبو بكر ابن فورك في مجلس محمود بن سُبُكْتَكِين وهو من الأمراء الصالحين، تناظر هذا المؤول أي بن فورك مع بعض أهل السنة فقال: الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا وراء ولا داخل العالم ولا خارجه، فقال هذا السني للأمير: ايها الأمير اطلب إلهاً غير إلهك، فهؤلاء قد ضيعوا إلهك.
إذن فقولهم بفضي إلى أن نجعل الله عدماً، فجعلوا العلي الأعلى الذي كرسيه أعظم من السموات والأرض جعلوه معدوماً صرفاً وموهوماً محضاً، فانتبهوا لهذا!!!.
كلا الشبهتين باطلتان.
ولذلك عندما جلس أبو المعالي أمام الحرمين – غفر الله له ورحمه وقد رجع عن هوسه – يقرر نفي علو الله على مخلوقاته فقال كان الله ولا مكان ولا زمان وهو الآن على ما عليه كان، فقام الإمام الهمذاني وقال: يا إمام دعنا من العرش والزمان والمكان دعنا من هذه الأمور وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في أنفسنا ما قال أحد يا رب إلا وطلب المعونة ممن فوقه فبماذا نؤول هذا الشعور الذي في داخل نفوسنا؟ فلطم إمام الحرمين رأسه وقال حيرني الهمذاني، فرجع إمام الحرمين عن قوله.
5 - وأما الفطرة المستقيمة:
وتقدم معنا أن الأدلة على الفطرة قسمان:
أ) سلفي شرعي، والسلفي الشرعي قسمان
1) نصوص الكتاب والسنة.
2) الفطرة المستقيمة.
ب) وخلفي بدعي وهو قسمان:
1) عقل متكلف فيه متعمق.
2) كشف خيال.
فالفطرة السوية تقرر علو رب البرية، ووجه ذلك: أنه لا يلجأ أحد إلى الله إلا واتجه إلى فوق، فهذا مركوز في أذهان وقلوب نساء البادية فضلاً عن غيرهن، فهذه فطرة ولذلك عندما ندعو نمد أيدينا إلى فوق أو إلى الوراء أو إلى أسفل إلى العلو إلى فوق، وعندما نسجد نقول سبح
([1]) هذا مد كلمي مثقل، والتعبير صحيح عنه أن يقال مد فرق، ويمد ست حركات باتفاق القراء.
([2]) قيل بمعنى الوفاة الصغرى، أي منيمك وقد ألقى الله على نبيه عيسى النوم عندما أراد اليهود قتله ورفعه وهو نائم لئلا يفزع والنوم في حالة الحرب والخوف هذا سكينة من الله، (إذ يغشيكم النعاس أمنة .. ) فاعلم أنه متى ما نام المجاهد فقد نزلت عليه سكينة، وقيل: بمعنى الوفاة الكبرى (الموت) وعليه يكون في الآية تقديم وتأخير، والتقديم: إذ قال الله يا عيسى إني رافعك إلي ومتوفيك أي سأرفعك ثم سأنزلك لتتوفى في الأرض، ورفع نبي الله عيسى عليه السلام إلى السماء إلى الله جل وعلا ثابت في القرآن ومتواتر في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأنه سيخرج في آخر الزمان وهو من أشراط الساعة الكبرى، وبلغت الأحاديث المتواترة في نزوله (70) حديثاً، وهذا الأمر يخالف فيه علماء الأزهر وينفوه فانتبهوا لهذا!! واشتروا كتاب (التصريح بما تواتر في نزول المسيح) للشيخ محمد أنور شاه الكشميري، يقارب 400 صفحة جمع فيه الأحاديث الصحيحة في هذا الباب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/413)
([3]) كلمة (السماء) تحتمل معنيين على كل احتمال يتضح لنا معنى في، فقيل: المراد من السماء العلو المطلق، فكل ما علاك فهو سماك وليس المراد السموات الاصطلاحية، فتكون (في) ظرفية على حقيقتها، أي أأمنتم من في العلو، إذن فكل ما علاك فهو سماك قال تعالى (من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ) فالمراد بالسماء هنا سقف البيت أي من كان يظن أن الله لن ينصر رسوله صلى الله عليه وسلم وأن الله لن يعلي شأنه فسيعلي شأنه وإذا انغاظ هذا فليمدد حبلاً إلى السقف ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ، وهذا من أساليب اللغة.، وقيل: المراد من السماء الأجرام السمواية المعروفة وهي السبعة ويكون معنى (في): علا، أي أأمنتم من على السماء أي من فوق السموات لأن الله ليس بداخل السموات، وهذا كقوله تعالى (فسيحوا في الأرض)، وقوله (لأصلبنكم في جذوع النخل) أي على جذوع النخل، حروف الجر تتناوب كما قال أئمتنا.
([4]) أي من أتباع نبي الله موسى الذي أخبرنا بأن الله فوقنا.
([5]) هو بشر بن مروان، أخو عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي، وهو أول من ولي على البصرة في بلاد العراق، وامتدحه الأخطل الشاعر النصراني بهذا البيت، ومعناه: أن بِشْراً استولى على العراق بعهد من أخيه عبد الملك بن مروان دون مقاتلة وقتل وقطع رقاب وقال أئمتنا في ترجمة بِشْر: كان من الكرماء وكان لا يغلق بابه عن أحد من رعيته، ومن أقواله – ونعم ما قال -: وليس الأمراء في هذا الوقت يقتدون بهذه الحكمة التي أثرت عنه – يقول: "إنما يحتجب النساء فالأمير لا يحتجب" ولما احتضر يقول الحسن البصري ولما احتضر أدركته وكان على سريره فنزل وهو يتلوى على الأرض ثم نادى بأعلى صوته: يا ليتني كنت في البادية أرعى الماشية، فقيل هذا لأبي حازم فقال: الحمد لله الذي جعلهم عند الموت يفرون إلينا ولا نفر إليهم، والله لازال الله يرينا فيهم عبراً، فالعالم أو غيره لا يتمنى عند موته لو أنه كان أميراً، لكن الأمير يتمنى عند موته لو أنه لم يكن أميراُ بل كان راعياً أو غيره ولما يراه عند سكرات الموت، توفي سنة 74 هـ رحمه الله.
([6]) أي وقرب غير القنوط وتغير الحال، وقنوط العباد كان بسبب القحط والبلاء وهنا، أي قرب تغير الحال من العسر إلى اليسر.
([7]) [ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة]، وقد حكي أن رجلا ً من أهل اليمن افتخر في مجلس عبد الملك ابن مروان، فقال عبد الملك: من يرد على هذا المفاخر؟ فقام بعض الحاضرين وقال: أيها الملك، ماذا تقول في قوم ملكتهم امرأة، ودل عليهم هدهد وغرقتهم فأرة وهم ما بين حائك برود ودابغ جلد وسائس قرد وكل بلدة فيها نقائص والمؤمن لا يوصف لوجوده في مكان من الأمكنة وألفاظ العموم لا يدخل فيها الأخيار كما قال أئمتنا، أهل الشام أذل الناس وأطوعهم في معصية الله وأهل مصر أظرفهم صغيراً وأحمقهم كبيراً وأهل العراق أسرع الناس في فتنة وأعجزهم عنها، وكل مصر وبلد له وصفه لكن يتنزه عنه الأبرار.
([8]) أي بناءاً عالياً مرتفعاً.
([9]) جمع أصْور أي: مائل الرقبة، والمراد أن الملائكة مائلة العنق من خشيتها وتذللها.
([10]) ويصح مسِوَّمين، كما ورد في سورة آل عمران (بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوِّمين) وقرئت مسوَّمين، وهما قراءتان متواترتان عن نبينا عليه الصلاة والسلام، ومعنى مسوَّمين: معلِّمين، ومعنى مسوَّمين معلَّمين أي عليهم علامة يتميزون بها.
([11]) وهي أن تسمع السامع شيئاً وأنت تعتقد في نفسك حقاً غيره.
([12]) حكى الشيخ الفوزان هذا القول عن الحسن في كتابه شرح العقيدة الواسطية، ولم يتعقب القول، وهو قول غير صحيح كما بينا؟؟؟
([13]) فالله جل وعلا يقول: (كتب عليكم الصيام) فيأتي الباطنية ويفسرون اللفظ بما لا يدل عليه فيقولون: الصيام هو حفظ سر الشيخ فهذا هو معنى الصيام عند الدرزية والنصيرية، وعندهم – الباطنية – الحج هو زيارة الشيخ، ويقولون في الآية: (حرمت عليكم أمهاتكم) المقصود (بأمهاتكم) عندهم: مراتب شيوخهم، فلا تتمنوا رتبة الشيخ، أما أمك فلا حرج عليك في وطئها – وهذا كله عندهم – وكذلك لا حرج في وطء أختك أو بنتك!! فهذا كله يشبه تفسير الكرسي بالعلم لأنه من قبيل تفسير اللفظ بما لا يدل عليه.
([14]) وهذا حال المبتدعة يتذبذبون بين أمرين إما أن يرد النص وإما أن يؤوله، والتأويل أخو الرد، وهذا كالحديث الصحيح [لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع الجبار عليها قدمه (وفي رواية رجله) فينزوى بعضها إلى بعض، فتقول قط قط] يقول المبتدعة: القدم هنا معناها أي قوم قدمهم للنار، [ورجله] هذا مأخوذ من رجل الجراد وهو الجماعة والمعنى حتى يضع عليها جماعة مثل جماعة الجراد، يلقيهم فيها فتمتلئ وتقول [قط قط]، سبحان الله هل هذا هو معنى الرجل ومعنى القدم؟ هلا قلتم إقرار وإمرار، ولا داعي بعد ذلك للتلاعب وكل يؤول على مزاجه.
([15]) وقد وصل الشطط بالرازي في تفسيره سورة الفجر آية (وجاء ربك والملك صفاً صفاً) قال هذه الآية موهمة لابد من تأويلها ذكر ستة أوجه في تأويلها أحد الأوجه يقول (وجاء ربك) أي الملك الذي كان يربيك يا محمد وهو أعظم الملائكة فهذا سيأتي يوم القيامة ويأتي معه الملائكة صفاً صفاً!!!
([16]) يريد بهذا أن يذكر عذره في عمله الذي فعله بالأمة، أي أنا امرؤ من بني آدم آسف كما يأسفون وأحزن كما يحزنون.
([17]) إذن هو جائز ومن قال لا فقد رد فعل النبي صلى الله عليه وسلم، والمبتدعة يقولون لا يجوز أن تقول: أين الله؟ ومن باب الأولى لا يجوز أن تجيب عليه!!!.
([18]) انظر هذا جواب حصين أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنبهوا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/414)
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[12 - 05 - 07, 06:45 م]ـ
الأخ الفاضل / محمد عبد الكريم
جزاك الله خيرا،
قرأت جزء من مشاركتك، وان شاء الله أكمل الباقي.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[12 - 05 - 07, 08:12 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[محمد سمير]ــــــــ[13 - 05 - 07, 01:52 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - 11 - 07, 06:31 م]ـ
هلا تفضلتم بجمع الموضوع في ملف وورد لتحميله؟ وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[10 - 11 - 07, 08:11 م]ـ
هلا تفضلتم بجمع الموضوع في ملف وورد لتحميله؟ وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
سأرى ما يمكنني عمله من طلبك والله الموفق والمستعان.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[10 - 11 - 07, 08:36 م]ـ
ملف الوورد للموضوع.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - 11 - 07, 11:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم(40/415)
ماصحة نسبة هذه القصة للامام ابو حنيفة
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[06 - 05 - 07, 10:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماصحة نسبة هذه القصة للامام ابو حنيفة
كان ابو حنيفه يأخذ عن شيخه الاستاذ حماد .. وبينما التلميذ ابو حنيفه نائم اذا رأي في منامه رؤيا مبهمه ...
رأي خنزيرا يريد تن ينحت من ساق شجره ... فمال غصن صغير ضرب الخنزير ضربه موجعه , فبتعد صارخا
ثم انقلب في الرؤيا انسان جلس في ظل الشجره يعبد الله.
ذهب الي شيخه ليفسرها له , فوجده مغتما فسأله عن سبب غمه .. فقال جاء اشخاص ملحدون ((يعتقدون ان الكون
مخلوق بالطبيعه وليس له رب)) الي ملك هذه البلاد وقالو له: ارسل احد علماء الاسلام ليوضح لنا ان للكون الها ...
فاحضرني الملك اليهم واتفقنا علي مكان وزمن نجتمع فيه لذلك .. ونحن يابني سنجادل في اثبات ذات لاتراها
العيون ولاتلمسها الايدي , لهذا اخشي الفتنه علي الناس ... قال ابو حنيفه:
الان عرفت تفسير رؤياي .. فالخنزير رأس الملحدين يريد ان ينحت ساق شجره العلم .. وهو انت. فمال غصن صغير
(تلميذك) .. وضرب الخنزير بحجته فأسلم وتتلمذ عليك .. فدعني انا اجادلهم .. فان غلبتهم فما بالك بالاستاذ!!
وان غلبوني فأنا التلميذ الصغير .. ولو جادلهم الشيخ لغلبهم .. فقال: علي بركه الله فذهب التلميذ ابو حنيفه
وقال للناس ان الشيخ اكبر من ان يأتي لمثل هذه المسائل الواضحه. ولهذا اختار اصغر تلاميذه وهو انا لمجادلتكم
وستجدون بعون الله اجابه اسئلتكم واضحه .. فوجهو اليه عديدا من الاسأله اذكر منها الاتي
السؤال الاول
س: في أي سنه ولد ربك؟
ج: الله لم يولد ولا كان له أبوان وكتاب الله يقول لم يلد ولم يولد).
س: في أي سنه وجد ربك؟
ج: الله موجود قبل الأزمنة والدهور (لا أول لوجوده).
س: نريد ضرب أمثله من الواقع المحض لتوضح لنا الإجابة:
ج: ماذا قبل الأربعة في الأرقام الحسابية؟
قالوا: ثلاثة.
قال: وماذا قبل الثلاثة؟
قالوا: اثنان.
قال: وماذا قبل الاثنين؟
قالوا: واحد
قال: وماذا قبل الواحد؟
قالوا: لا شئ قبله.
فقال لهم: إذا كان الواحد الحسابي موجود لا شئ قبله فما بالكم بالواحد الحقيقي وهو الله تعالى (إنه قديم لا أول لوجوده).
السؤال الثانى:
س: في اى وجهه يتجه وجه ربك؟
ج: لو أحضرنا مصباحاً في مكان مظلم في اى جهة يتجه نوره؟
قالوا: في جميع الجهات.
قال: إذا كان هذا حال النور الصناعي فما بالكم بنور السموات والأرض.
السؤال الثالث:
س: عرفنا شيئاً عن ذات ربك أهي صلبه كالحديد؟ أم سائله كالماء؟ أم غازيه كالدخان والبخار؟
ج: هلا جلستم بجوار مريض مشرف على النزع الأخير (الموت)؟
قالوا: جلسنا.
قال: كان يكلمكم فصار بعد الموت ساكتاً. وكان يتحرك فصار ساكناً فما الذي غير حاله؟
قالوا: خروج روحه.
قال: أخرجت وأنتم موجودون معه؟
قالوا: نعم.
قال: صفوا لي هذه الروح أهي صلبه كالحديد؟ أم سائله كالماء؟ أم غازيه كالدخان والبخور.
قالوا: لا نعرف شيئاً عنها.
قال: الروح _ وهى مخلوقة – لا يمكنكم الوصل إلى كنهها أفتريدون منى أن أصف لكم الذات الإلهية إن ذاك لعجيب.
السؤال الرابع:
س: في أي مكان ربك موجود؟
ج: لو أحضرنا كوباً مملوءاً بلبن محلوب الآن فهل في هذا اللبن سمن؟
قالوا: نعم.
قال: وأين يوجد السمن في اللبن؟
قالوا: ليس له مكان خاص بل هو شائع في كل جزيئات اللبن.
قال: إذا كان الشئ المخلوق وهو السمن ليس له مكان خاص أفتطلبون أن يكون للذات الإلهية مكان دون مكان. إن ذاك لعجيب.
السؤال الخامس:
س: إذا كانت كل الأمور مقدره من قبل أن يخلق الكون فما صناعه ربك؟
ج: أمور يبديها- يظهرها- ولا يبتديها: يرفع أقواماً ويخفض آخرين.
السؤال السادس:
س: إذا كان لدخول الجنة أول فكيف لا يكون لها آخر ونهاية؟ (بل ان اهلها خالدون فيها)
ج: الأرقام الحسابية لها أول وليس لها نهاية.
السؤال السابع:
س: كيف نأكل في الجنة ولا نتبول فيها ولا نتغوط؟
ج: أنا وأنت وكل مخلوق مكث في بطن أمه تسعه اشهر يتغذى من دماء أمه ولا يتبول ولا يتغوط فمن حيوان منوي لا يرى إلا بالمجهر إلى شخص يملأ يد القابلة (الدايه) أو الطبيبة.
السؤال الثامن:
س: كيف يتأتى أن تزاد خيرات الجنة بالإنفاق منها ولا يمكن أن تنفذ؟
ج: خلق الله شيئاً في الدنيا يزداد بالنفقة منه وهو العلم فكلما أنفقت منه زاد ولم ينقص.
الأسئلة التاسع والعاشر والحادي عشر:
س: أرنى ربك مادام موجوداً .. الشيطان مخلوق من النار وسيعذب بالنار فكيف تعذب النار بالنار؟ .. والشر والخير مقدران على الإنسان فلم الثواب ولم العقاب؟
ج: إن الإجابة على أسئلتكم الثلاثة تحتاج وسائل إيضاح.
فقالوا: هات ما شئت: فمال وأحضر طوبه من الأرض وهوى بها على رأس زعيمهم بضربه مؤلمه فحضر الوزير مسرعاً مستنكراً ما حدث
فقال: إن ضربه وسيله لتوضيح الإجابة على أسئلته.
فقالوا: و كيف؟
فقال: هل أحدثت هذه الضربة ألماً؟
فقال الملحد: نعم.
فقال: وأين يوجد الألم؟
قال: في الجرح.
فقال أبو حنيفة: أظهر لي الألم الموجود في الجرح فأظهر لك الرب الموجود في الكون.
والطوبة من طين وأنت مخلوق من طين فكيف عذب الطين الطين.
وضربك مقدر فلم استغثت؟ ليلحقوا بي العقاب.
..........
.
عند ذلك أسلم رئيس الملحدين وأحجم زملاؤه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/416)
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[11 - 05 - 07, 04:18 ص]ـ
اين يمكن ان ابحث انا عن نسبتها للامام؟ وماتعليقكم على القصة؟
هل من مساعد؟
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[11 - 05 - 07, 10:54 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يُشك في كذبها للحظة!
فرائحة القُصّاص تفوح منها!
وقصة مناظرة أبي حنيفة للملاحدة لها روايات كثيرة جدًا، فيبدو أن القُصاص كفوا عن اختراع القصص إلا في هذا الشأن!
والقصة أعلاه متنها بالغ النكارة، ففيها ما هو مخالف لعقيدة أهل السنة، وفيها ما هو مخالف لأي عقل! وفيها ما هو طريف وعجيب وظريف:)
ويبدو أن الذي ألّفها لم ينتبه جيدًا أثناء تأليفه، خذوا عندكم:
س: نريد ضرب أمثله من الواقع المحض لتوضح لنا الإجابة:
ج: ماذا قبل الأربعة في الأرقام الحسابية؟
قالوا: ثلاثة.
قال: وماذا قبل الثلاثة؟
قالوا: اثنان.
قال: وماذا قبل الاثنين؟
قالوا: واحد
قال: وماذا قبل الواحد؟
قالوا: لا شئ قبله.
هل عجز الملاحدة -وهم أكثر الناس جدلاً- أن يقولوا: قبل الواحد الصفر؟!:)
أم أن الذي زوّر القصة ضعيف في الحساب؟!
س: في اى وجهه يتجه وجه ربك؟
ج: لو أحضرنا مصباحاً في مكان مظلم في اى جهة يتجه نوره؟
قالوا: في جميع الجهات.
قال: إذا كان هذا حال النور الصناعي فما بالكم بنور السموات والأرض.
س: في أي مكان ربك موجود؟
ج: لو أحضرنا كوباً مملوءاً بلبن محلوب الآن فهل في هذا اللبن سمن؟
قالوا: نعم.
قال: وأين يوجد السمن في اللبن؟
قالوا: ليس له مكان خاص بل هو شائع في كل جزيئات اللبن.
قال: إذا كان الشئ المخلوق وهو السمن ليس له مكان خاص أفتطلبون أن يكون للذات الإلهية مكان دون مكان. إن ذاك لعجيب.
ولا تعليق!!
هذا فيه عقيدة الجهمية! أن الله في كل مكان -تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا-، بل هو سبحانه فوق عرشه، فوق سبع سماواته
والطريف أن أبا حنيفة -في تلك الرواية المكذوبة- قال: (النور الصناعي):)
كأنهم كانوا يعرفون النور الصناعي:)
س: كيف نأكل في الجنة ولا نتبول فيها ولا نتغوط؟
ج: أنا وأنت وكل مخلوق مكث في بطن أمه تسعه اشهر يتغذى من دماء أمه ولا يتبول ولا يتغوط فمن حيوان منوي لا يرى إلا بالمجهر إلى شخص يملأ يد القابلة (الدايه) أو الطبيبة.
سبحان الله:)
أبو حنيفة يعرف الحيوان المنوي:)، ويعرف المجهر:)
والله هذا استهزاء بالعقول!
س: أرنى ربك مادام موجوداً .. الشيطان مخلوق من النار وسيعذب بالنار فكيف تعذب النار بالنار؟ .. والشر والخير مقدران على الإنسان فلم الثواب ولم العقاب؟
منتهى الطرافة:)
الملحد سأل هذه الأسئلة بالترتيب، ليكون الجواب بالترتيب أيضًا:)
يا جماعة دعوكم من قصص ألف ليلة وليلة هذه!
عند ذلك أسلم رئيس الملحدين وأحجم زملاؤه.
كعادة كل قصص ألف ليلة وليلة، لابد أن تكون النهاية سعيدة:)
والله المستعان
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 01:45 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ أسامة
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[11 - 05 - 07, 03:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الديولي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 04:35 م]ـ
ركاكة ألفاظها تدل على إفكها
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[12 - 05 - 07, 01:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(40/417)
هل النبى صلى الله عليه وسلم مشرع؟
ـ[ابوحفص المنياوى]ــــــــ[07 - 05 - 07, 12:20 ص]ـ
هل النبى صلى الله عليه وسلم مشرع ام هو مبلغ فقط صلى الله عليه واله وسلم
ـ[سمير رخا]ــــــــ[11 - 05 - 07, 01:40 ص]ـ
السلام عليكم وكيف حالكم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[11 - 05 - 07, 02:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم إن أردت أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مشرع بمعنى أنه يصدر الأحكام ابتداء من تلقاء نفسه أي بدون وحي فهذا منفي ولا يعتبر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مشرعاً بهذا المعنى؛ لأن الذي له حق التشريع حقيقةً هو الله تبارك وتعالى.
وإن أردت أن قوله حجة بذاته وواجب الاتباع وأنه يستقل بالتشريع بما يوحيه الله إليه فنعم وقد أجمع أهل العلم على حجية السنة والجمهور على جواز استقلال السنة بالتشريع وأنها تأتي بأحكام زائدة على القرآن لعموم عصمته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولعموم النصوص من الآيات والأحاديث الدالة على حجية السنة دون تفريق بين أنواعها، ولإجماع الأمة على العمل بها في كثير من الأحكام.
وهناك من رأى أن السنة لا تستقل بالتشريع بمعنى أن الأحكام الواردة في السنة لا بد أن يكون لها أصل في الكتاب فهؤلاء ينكرون وجود السنة المستقلة أصلاً، وهناك من ينكر حجيتها إذا وقعت.
وأول من تكلم عن مسألة الاستقلال الشافعي _ رحمه الله _ في الرسالة (ص 91).
وينظر للفائدة بسط هذه المسألة ومناقشة كلام المخالفين وتوضيح رأي الشاطبي في المسألة في كتاب حجية السنة: د. عبد الغني عبد الخالق.
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[11 - 05 - 07, 02:16 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد
قال الشيخ العلامة: بكر أبو زيد في (معجم المناهي اللفظية) ما يلي:
المشرع:
في مادة (شرع) من كتب اللغة مثل: لسان العرب، والقاموس، وشرحه وتاج العروس: أن الشارع في اللغة هو العالم الرباني العامل المعلم، وقاله ابن الأعرابي، وقال الزبيدي أيضاً في تاج العروس:
(ويطلق عليه - صلى الله عليه وسلم - لذلك، وقيل: لأنه شرع الدين أي أظهره وبينه) ا هـ.
وفي: ((فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: 7/ 413) قال عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((صاحب الشرع)).
واما في لغة العلم الشرعي فإن هذا المعنى اللغوي لا تجد إطلاقه في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا في حق عالم من علماء الشريعة المطهرة.
فلا يُقال لبشر: شارع، ولا مشرع.
وفي نصوص الكتاب والسنة إسناد التشريع إلى الله تعالى، قال الله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ... } الآية [الشورى: 13].
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: ((إن الله شرع لنبيكم سنن الهدى)) رواه مسلم وغيره.
لهذا فإن قصر إسناد ذلك إلى الله سبحانه وتعالى أخذ في كتب علماء الشريعة على اختلاف فنونهم صفة التقعيد فلا نرى إطلاقه على بشر حسب التتبع، ولا يلزم من الجواز اللغوي الجواز الاصطلاحي.
وإنه بناء على تنبيه من شيخنا عبدالعزيز بن باز - على أن إطلاق لفظ (المشرع) على من قام بوضع نظام ... غير لائق - صدر قرار مجلس الوزراء رقم 328 في 1/ 3/ 1396 هـ بعدم استعمال كلمة (المشرع) في الأنظمة ونحوها. والله أعلم.
ونجد في هذا بحثاً مطولاً في كتاب: ((التطور التشريعي في المملكة العربية السعودية)) ص / 32 - 36، وفيه مباحث مهمة.
وللشيخ عبدالعال عطوة اعتراضات على مؤلف الكتاب في تجويزه الإطلاق.
وفي (فتح الباري) 6/ 343 قال: (نقل إمام الحرمين في ((الشامل)) عن كثير من الفلاسفة والزنادقة والقدرية، أنهم أنكروا وجودهم - أي وجود الجن - رأساً، قال: ولا يتعجب ممن أنكر ذلك من غير المشرعين، وإنما العجب من المشرعين مع نصوص القرآن والأخبار المتواترة) ا هـ. فلينظر. والله أعلم. ا.هـ
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[11 - 05 - 07, 04:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وإن أردت أن قوله حجة بذاته وواجب الاتباع وأنه يستقل بالتشريع بما يوحيه الله إليه فنعم وقد أجمع أهل العلم على حجية السنة والجمهور على جواز استقلال السنة بالتشريع وأنها تأتي بأحكام زائدة على القرآن لعموم عصمته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولعموم النصوص من الآيات والأحاديث الدالة على حجية السنة دون تفريق بين أنواعها، ولإجماع الأمة على العمل بها في كثير من الأحكام.
وهناك من رأى أن السنة لا تستقل بالتشريع بمعنى أن الأحكام الواردة في السنة لا بد أن يكون لها أصل في الكتاب فهؤلاء ينكرون وجود السنة المستقلة أصلاً، وهناك من ينكر حجيتها إذا وقعت.
.
هل يعنى ذلك ان تحريم الحمر الاهلية والجمع بين المرأة وعمتها وغير ذلك وحى من الله وفقط اللفظ من النبى وان كان كذلك فما الفرق بين الحديث القدسى والنبوى؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/418)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - 05 - 07, 05:03 ص]ـ
((وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى)).
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[11 - 05 - 07, 05:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تحريم الحمر الأهلية والنهي عن الجمع بين المرأة وعمتها من السنة لكنه وحي من الله وعندنا هنا ثلاثة أمور:
أ - قرآن وهو كلام الله تبارك وتعالى المتعبد به المعجز بألفاظه.
ب - الحديث القدسي وهو حديث مرفوع إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يرويه عن ربه وهو كلام الله لفظاً ومعنى لكنه لا يتعبد به وليس معجزاً بألفاظه كالقرآن.
ج - الحديث النبوي: هو المرفوع إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لفظاً ومعنى.
وما يقع من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنواع:
1 - النوع الأول: ما يكون وحياً من الله وهذا أقسام (مؤكد للقرآن، ومفسر للقرآن ومبين له، حكم زائد عن القرآن) وهذا القسم الثالث هو الذي أشرت إليه سابقا والجمهور على إثباته وهو الصحيح.
أما الشاطبي فيرى أن كل السنة ترجع إلى القرآن فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لايأتي بحكم لا يوجد أصله في القرآن وما ذكر من أمثلة في النهي عن الجمع بين المرأة وعمتها والنهي عن الحمر الأهلية يرجعها إلى القرآن فيقول:
(الله تعالى حرم الجمع بين الأم وابنتها في النكاح وبين الأختين وجاء في القرآن: {وأحل لكم ما وراء ذلكم} فجاء نهيه عليه الصلاة والسلام عن الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها من باب القياس لأن المعنى الذي لأجله ذم الجمع بين أولئك موجود هنا وقد يروى في هذا الحديث: " فإنكم إذا فعلتم ذلك قطعتم أرحامكم " والتعليل يشعر بوجه القياس) الموافقات (4/ 43)
ويقول: (أن الله تعالى أحل الطيبات وحرم الخبائث وبقى بين هذين الأصليين أشياء يمكن لحاقها بأحدهما فبين عليه الصلاة والسلام في ذلك ما اتضح به الأمر فنهى عن أكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير ونهى عن أكل لحوم الحمر الأهلية وقال إنها ركس ... ) الموافقات (4/ 33)
2 - النوع الثاني: ما يكون اجتهاداً منه على الصحيح من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، ثم يأتي الوحي بإقراره أو إنكاره كما حدث في أسرى بدر وكما في إذنه للمتخلفين عن غزوة تبوك.
3 - النوع الثالث: ما يقع منه على سبيل الجبلة كسائر البشر.
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[11 - 05 - 07, 03:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ب - الحديث القدسي وهو حديث مرفوع إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يرويه عن ربه وهو كلام الله لفظاً ومعنى لكنه لا يتعبد به وليس معجزاً بألفاظه كالقرآن.
ج - الحديث النبوي: هو المرفوع إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لفظاً ومعنى.
وما يقع من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنواع:
1 - النوع الأول: ما يكون وحياً من الله وهذا أقسام (مؤكد للقرآن، ومفسر للقرآن ومبين له، حكم زائد عن القرآن) وهذا القسم الثالث هو الذي أشرت إليه سابقا والجمهور على إثباته وهو الصحيح.
أما الشاطبي فيرى أن كل السنة ترجع إلى القرآن فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لايأتي بحكم لا يوجد أصله في القرآن وما ذكر من أمثلة في النهي عن الجمع بين المرأة وعمتها والنهي عن الحمر الأهلية يرجعها إلى القرآن فيقول:
(الله تعالى حرم الجمع بين الأم وابنتها في النكاح وبين الأختين وجاء في القرآن: {وأحل لكم ما وراء ذلكم} فجاء نهيه عليه الصلاة والسلام عن الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها من باب القياس لأن المعنى الذي لأجله ذم الجمع بين أولئك موجود هنا وقد يروى في هذا الحديث: " فإنكم إذا فعلتم ذلك قطعتم أرحامكم " والتعليل يشعر بوجه القياس) الموافقات (4/ 43)
ويقول: (أن الله تعالى أحل الطيبات وحرم الخبائث وبقى بين هذين الأصليين أشياء يمكن لحاقها بأحدهما فبين عليه الصلاة والسلام في ذلك ما اتضح به الأمر فنهى عن أكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير ونهى عن أكل لحوم الحمر الأهلية وقال إنها ركس ... ) الموافقات (4/ 33)
2 - النوع الثاني: ما يكون اجتهاداً منه على الصحيح من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، ثم يأتي الوحي بإقراره أو إنكاره كما حدث في أسرى بدر وكما في إذنه للمتخلفين عن غزوة تبوك.
3 - النوع الثالث: ما يقع منه على سبيل الجبلة كسائر البشر.
قرئت ان هناك خلافا هل الحديث القدسى اللفظ والمعنى من الله ام المعنى فقط
جزاكم الله خيرا على التوضيح
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 03:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
وردت احاديث صريحة في أنه صلى الله عليه و سلم يجوز له التشريع دون وحي من الله خاص بما يشرعه مثل حديث الرجل الذي قال عن الحج " أفي كل عام يا رسول الله؟ فقال: لو قلت نعم لوجبت " فكان مناط الوجوب من عدمه قوله نعم.
وكذلك حديث " لولا ان اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " فربط نفي الحكم بالمشقة التي تقديرها راجع اليه هو و ربط الأمر بشخصه عليه الصلاة والسلام فقال " لولا ... لأمرتهم "
وهذا واضح و هذا لا ينافي الرجوع الى الله و قوله تعالى " إن الحكم الا لله " فإن ذلك مما أعطاه الله عز وجل لنبيه و يرتبط غالبا بعبادات اصل تشريعها من الله فيكون للنبي صلى الله عليه و سلم التصرف فيها أو التغيير في كيفيتها ولكن الأمور العقدية والغيبية هي تشريعات محضة من الله تعالى و قد سبق للنبي صلى الله عليه وسلم أن نفى في الصحيح عذاب القبر و قال إنما ذلك على يهود ثم أوحى الله عز وجل اليه فأثبته و حذر منه.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/419)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[11 - 05 - 07, 11:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
نعم هناك من قال من المتأخرين: الحديث القدسي اللفظ من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والمعنى من الله لكن هذا التعريف ليس بصحيح بل هو لفظاً ومعنى من الله لكنه ليس معجزاً كالقرآن ولا متعبدا بلفظه.
وومن عرفه بأن " اللفظ من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والمعنى من الله " الطيبي والجرجاني في التعريفات والمناوي في التعاريف وفي فيض القدير.
والصواب الأول.
أما ما ذكرته أخي الكريم أبا حمزة وفقك الله فهذا يدخل ضمن اجتهاد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقد اختلف في جوازه والراجح عند الجمهور جوازه لما ذكرته أخي في الحديث ولحديث العباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في استثناء الإذخر ولما وقع في أسارى بدر والمتخلفين عن غزوة تبوك وغيرها ولأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد اكتمل فيه شروط الاجتهاد أكثر من بقية الخلق فهو أولى بذلك لكن لكونه في منصب المبلغ كان لا بد من إقرار الله له بذلك أو إنكاره فينزل الوحي بأحد الأمرين وعليه فكل حكم في الشريعة ينتهي إلى أنه وحي.
وأما حديث السواك فهو - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتكلم بصفة النبي المبلغ وأمره هو من أمر الله كقوله: " إذا امرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " فكل ما يصدر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في باب التشريع هو من عند الله إما ابتداء أو انتهاء والله أعلم.
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[12 - 05 - 07, 01:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 11:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
بارك الله فيك أخي الكريم:
الاجتهاد هو ما قد يقر عليه النبي صلى الله عليه و سلم أو لا يقر فينفذ أو لا ينفذ بينما الشيء الذي يجزم النبي صلى الله عليه و سلم بنفاذه و ثبوت حكمه فلا يسمى اجتهاداً و لا حتى من باب التجوز , و يدخل في ذلك قوله " لو قلت نعم لوجبت " فلا يقال بأنه اجتهاد.
ومسألة الاجتهاد هي سمة الأنبياء كلهم كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم " رواه مسلم.
و علم الأنبياء ليس كله وحي فيدخل فيه حسن الخلق و الفطرة السليمة كما ثبت من غسل قلبه عليه السلام , وغير ذلك.
لا أخالفك في هذا غير أن الأمر الذي يصدر منه دون وحي و هو جازم بنفاذه لا أرى جواز وصفه بالاجتهاد.
والله أعلم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[12 - 05 - 07, 07:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
اخي الكريم أولا ينبغي أن نعلم أن الوحي نوعان:
الوحي العام وهو الوحي القدري كقوله تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً .. }.
الوحي الخاص وهو الوحي الشرعي الذي يوحي به الله الأنبياء وكان الوحي يأتي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على أنواع:
الأول: الرؤيا الصادقة وهي أول ما بديء به الوحي للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
الثاني: ما يلقيه الملك في روع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقلبه. كقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب "
الثالث: أن يتمثل الملك رجلاً فيخاطب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى يعي عنه كما في حديث جبريل لما جاء للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في حديث الإسلام والإيمان والإحسان، وكان ربما أتى بصورة دحية الكلبي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
الرابع: أن يأتيه كمثل صلصلة الجرس وكان هذا أشده عليه حتى إن جبين الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليتفصّد عرقاً في اليوم الشديد البرد.
الخامس: أن يرى الملك في صورته التي خلقه الله تبارك وتعالى عليها فيوحي إليه ما شاء، وقد رأى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جبريل في صورته التي خلق عليها مرتين.
السادس: ما يوحيه الله تبارك وتعالى لنبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مباشرة بدون واسطة ملك كما حديث في قصة الإسراء.
وحسن خلقه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الوحي ولذا جاء في حديث عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قالت: " كان خلق رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - القرآن " رواه مسلم.
أما حديث " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم " فالمراد به الوحي في الأصل والاجتهاد يدخل فيه تبعاً.
ثم أخي قولك: (الأمر الذي يصدر منه دون وحي و هو جازم بنفاذه لا أرى جواز وصفه بالاجتهاد) إن لم يكن وحياً ولا اجتهاداً فماذا يكون؟
وسبق أن بينت أن ما يصدر من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إما شرع او غير شرع فإن كان شرعاً فهو ابتداءً إما وحي او اجتهاد وأما انتهاء فكله وحي والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/420)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 07:07 م]ـ
والجمهور على جواز استقلال السنة بالتشريع وأنها تأتي بأحكام زائدة على القرآن لعموم عصمته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولعموم النصوص من الآيات والأحاديث الدالة على حجية السنة دون تفريق بين أنواعها، ولإجماع الأمة على العمل بها في كثير من الأحكام.
وهناك من رأى أن السنة لا تستقل بالتشريع بمعنى أن الأحكام الواردة في السنة لا بد أن يكون لها أصل في الكتاب فهؤلاء ينكرون وجود السنة المستقلة أصلاً، وهناك من ينكر حجيتها إذا وقعت.
وأول من تكلم عن مسألة الاستقلال الشافعي _ رحمه الله _ في الرسالة (ص 91).
وينظر للفائدة بسط هذه المسألة ومناقشة كلام المخالفين وتوضيح رأي الشاطبي في المسألة في كتاب حجية السنة: د. عبد الغني عبد الخالق.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
فائدة للتوضيح حتى لا يظن أن الشاطبي قد خالف في المسألة:
فالذي في كلام الشاطبي وبينه د. عبد الغني عبد الخالق في كتابه (حجية السنة) بطوله أن الخلاف هنا لفظي
فالإجماع موجود على جواز استقلال السنة بالتشريع لكن الخلاف هنا في دليل هذا الاستقلال أما وجود الاستقلال فلم يخالف فيه أحد لكن الخلاف في دليله
فالشاطبي ومن معه يروْن أنه ما من حكم في السنة إلا وله أصل عام في الكتاب في مثل قوله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}
وليس المقصود أن يكون لكل حكم أصل للحكم نفسه ولكن المهم الأصل العام
وقد أطال د. عبد الغني عبد الخالق في بيان هذا الأمر في كتابه المذكور.
وأما الجمهور فيروْن أنها تستقل بالتشريع بناء على كونها قسيمة القرآن الكريم في الوحي فهي وحي كالقرآن الكريم لكنها وحي غير متعبّد بتلاوته
ولهذا بيَّن الدكتور عبد الغني عبد الخالق رحمه الله في كتابه (حجية السنة) ص 536 من طبعة دار الوفاء بأن الخلاف لفظي إلى أن قال: (غير أن الذي نأخذه على هؤلاء ومنهم الشاطبي هو أنهم لم يبينوا مقصدهم من أول الأمر بل عبروا عن مذهبهم بعبارات موهمة للخلاف الحقيقي معنا، وأقاموا الأدلة وطعنوا في أدلتنا بدون موجب لذلك كله، ولعلهم لم يفهموا معنى الاستقلال والبيان عندنا ولكن هذا بعيد) إلى أن قال: (وأما أصحاب المأخذ السادس فهم الذين يخالفون مخالفة حقيقة حيث أنكروا ورود السنة بما لم ينص عليه الكتاب وحاولوا رد جميع ما جاءت به السنة إلى نصوص قرآنية. وقد علمت أن الشاطبي لم يتابعهم على ذلك).
والمأخذ السادس الذي أشار د. عبد الغني لأصحابه قد ذكره الشاطبي في كلامه أثناء تقليب المسألة والظاهر أنه مجرد رأي ورد على ذهن الشاطبي فذكره من باب بيان جميع إيرادات المسألة لا غير.
ولكن المشكلة فيمن بعد الشاطبي رحمه الله حيثُ فهم بعضُهم من كلام الشاطبي ما لم يرده الشاطبي فظن أنه ينكر استقلالية السنة بالتشريع فذهب بعضهم لهذا والشاطبي من هذا بريء
والله أعلم.
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[12 - 05 - 07, 09:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[19 - 05 - 07, 12:29 م]ـ
يقول المليك المقتدر في كتايه العزيز الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً} النساء115
أخي الكريم أبو حفص المنياوي ما قاله الأخ أبو حازم الكاتب هو عين الصواب و الكتاب والسنة لهما أحوال في التشريع وهو مبسوط في محله.
### أخي أبو حفص لو كان سؤالك هو: ما موقف السنة من القرآن؟ يعني مثال موافقتها له هوكذا وانفرادها عنه كذا ............ أما سؤالك فكأن المسؤول عنه (صلى الله عليه وسلم) ليس هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/421)
## إذا كان الرسول صلى اله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح الذي أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وهو في الموطأ والمسند ورواه الدارمي وابن حبان والحاكم: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)).
##وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً في الحديث الصحيح الذي أخرجه الطبراني في الأوسط وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة ((اقتدوا بالذين من بعدي ابي بكر وعمر)).
أخي الكريم بالله عليك لو منِ انتسب لأهل السنة يتفوه بهذا فبأي وجه سنلقى الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم؟!!!!!!!!!!!!!!!! وماذا تركنا لغير أهل السنة والحديث من فرق الضلال؟!!!!!!!!!!
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[20 - 05 - 07, 12:39 ص]ـ
يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:" فلم أعلم من أهل العلم مخالفًا في أن سنن النبي ? من ثلاثة وجوه، فاجتمعوا منها على وجهين. والوجهان يجتمعان ويتفرعان: أحدهما: ما أنزل الله فيه نص كتاب فبين رسول الله مثل ما نص الكتاب. والآخر: مما أنزل الله فيه جملة كتاب، فبين عن الله معنى ما أراد. وهذان الوجهان اللذان لم يختلفوا فيهما (). الوجه الثالث: ما سن رسول الله فيما ليس فيه نص كتاب .... " ().
وهذا الوجه الثالث ذهب الجمهور إلى أن في سنة رسول الله ? ما ليس في القرآن () واستدلوا على ذلك بأدلة عديدة أهمها:
أولاً: إن في نصوص القرآن الكريم ما يدل على أن في السنة ما ليس في القرآن مثل قوله تعالى: ? ? ? [النساء:59]. و الرد إلى الله هو الرد إلى الكتاب والرد إلى الرسول هو الرد إلى سنته بعد وفاته. وكذا سائر ما قرن فيه طاعة الرسول بطاعة الله فهو دال على أن طاعة الله ما أمر به ونهى عنه في كتابه وطاعة الرسول ما أمر به ونهى عنه مما جاء به مما ليس في القرآن؛ إذ لو كان في القرآن لكان من طاعة الله ().
ثانيًا: إنه لا مانع عقلاً من وقوع استقلال السنة بالتشريع مادام رسول الله معصومًا عن الخطأ، والله قد أمر رسوله بتبليغ أحكامه إلى الناس من أي طريق سواء كان بالكتاب أو بغيره.
ثالثًا: ثبت من قول علي ?: ((ما عندنا إلاّ كتاب الله أو فهمًا أعطيه رجل مسلم وما في هذه الصحيفة، فنشرها فإذا فيها أسنان الإبل، وإذا فيها: المدينة حرم من عيْر () إلى كذا، فمن أحدث فيها حدثًا، فعليه لعنة الله واللائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلا، وإذا فيها: ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلمًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلا، وإذا فيها: من والى قومًا بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلا)) ().
فدل على أن في السنة أشياء لا تحصى كثرة، لم ينص عليها في القرآن. وستأتي أمثلة أخرى عليها.
ويظهر للباحث أن الخلاف لفظي، لأن القائلين إنه ليس في السنة ما لم يرد في الكتاب يثبتون هذه الأحكام ولكن يدخلونها تحت القواعد الكليّة التي وردت في القرآن كالأمر بطاعة الرسول ? فالخلاف لا ثمرة له. حيث إن كلا منهما يعترف بوجود أحكام في السنة لم تثبت في القرآن ولكن أحدهما لا يسمي ذلك استقلالاً، والآخر يسميه، والنتيجة واحدة (). وكذا يتم الجمع بين رأي الجمهور وظاهر قوله تعالى: [النحل:89]. فكونه تبيانًا لكل شيء من أمور الدين باعتبار أنّ فيه نصا على بعض الأمور، وإحالة لبعضها على السنة (). وأن الآيات المعجزات جاءت تبيانًا لكل شيء: إما تأصيلاً وإما تفصيلاً ().
نقلا عن:الدكتوره
نور بنت حسن قاروت
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 08:54 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله:
تقول:
(الأمر الذي يصدر منه دون وحي و هو جازم بنفاذه لا أرى جواز وصفه بالاجتهاد) إن لم يكن وحياً ولا اجتهاداً فماذا يكون؟
أقول يكون حقا قد منحه الله لنبيه أن يوجب و ينفذ ما أوجبه فيما يراه في مصلحة المكلف.
ولعلنا نحرر الاشكال:
كلمة " التشريع " لها معنيان:
1 - ابتداء الأمر بفرضه
2 - ايقاع الأمر المشروع وجوبا أو عدم إيقاعه على المكلف فالشريعة بالنسبة للمكلف وجوب و عدم وجوب.
فقوله " لو قلت نعم لوجبت "
إما أن يكون ايجاب بلا وحي و هذا يرد على المعنى الذي تكلمت فيه أو يكون الله عز وجل قد أوحى الى نبيه أن يختار ما شاء إما الايجاب و اما عدمه فقال " لو قلت نعم لوجبت " و في كلا الأمرين ايقاع الوجوب عائد له صلى الله عليه و سلم فإن لم يرد التشريع على المعنى الأول ورد على المعنى الثاني. وهذا واضح.
الا أن تقول بأن الله أوحى اليه أن يقول " لو قلت نعم لوجبت " فلا اظنك تعني ذلك لأنه توجيه غريب.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/422)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 05:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا حمزة وفقني الله وإياك وبعد:
أود أن أذكر ها هنا أمرين:
الأول: قولك أخي الكريم: (أقول يكون حقا قد منحه الله لنبيه أن يوجب و ينفذ ما أوجبه فيما يراه في مصلحة المكلف) هل يعني أنه منحه الحق بالتشريع استقلالاص من تلقاء نفسه؟
ثم قولك فيما يراه مصلحة هل هذا اجتهاد أولا؟
ما يصدر من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في نظرك أخي الكريم _ حسب ما فهمته من كلامك _ يكون ثلاثة أقسام:
1 - وحي من الله.
2 - اجتهاد من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقر عليه أو يبين الخطأ فيه.
3 - تصرف من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليس بوحي خاص ولا باجتهاد منه.
الإشكال هو في القسم الثالث على اي شيء ينزل؟ وما دليله؟ وما هي أمثلته؟ ومن ذكره من أهل العلم؟
لأن أهل العلم ذكروا للسنة ثلاثة أقسام:
1 - سنة مؤكدة لما في القرآن.
2 - سنة مبينة ومفسرة له.
وهذا القسمان بإجماع أهل العلم.
3 - سنة زائدة عما في القرآن وهي التي سبقت الإشارة إليها لكن هذه السنة وحي من الله أيضاً بدلالة الكتاب والسنة وكون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يشرع من تلقاء نفسه بدون وحي يحتاج إلى دليل بل هو يعارض ظاهر النصوص الآتية.
وأما قولك أخي (بأن الله أوحى اليه أن يقول " لو قلت نعم لوجبت " فلا اظنك تعني ذلك لأنه توجيه غريب) يبدو أخي أنه غريب في نظرك فقط وإلا فقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هذا وحي من الله وهو يحتمل أمرين لا ثالث لهما:
أحدهما: أنه اجتهاد أقر عليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيكون وحياً بالإقرار.
والثاني: انه وحي ابتداء.
ويبدو أن السبب في الإشكال هو النظر في حقيقة الوحي وقد سبق أن ذكرت أنواع الوحي فلا يظن ان الوحي دائما يكون بمجيء جبريل يخاطب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مباشرة أو كمثل صلصلة الجرس ولا يلزم من ذلك أن يعلم به الصحابة أو يروه أو يحسوا به:
1 - عن أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو في أرض يحترف فأتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي فما أول شرط الساعة وما أول طعام أهل الجنة وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: " أخبرني جبريل آنفا ". قال جبريل؟ قال: " نعم ". قال ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية {من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله} أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام أهل الجنة فزيادة كبد حوت وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة نزعت). قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله يا رسول الله أن اليهود قوم بهت وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني فجاءت اليهود فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أي رجل عبد الله فيكم؟ ". قالوا: خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا. قال: " أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟ ". فقالوا: أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فقالوا شرنا وابن شرنا وانتقصوه قال: فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله " رواه البخاري
2 - عن أبي هريرة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صعد المنبر فقال: " آمين آمين آمين " قيل: يا رسول الله إنك حين صعدت المنبر قلت: آمين آمين آمين قال:" إن جبريل أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين ومن أدرك أبوية أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين " أخرجه أحمد وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي والطبراني في الكبير وأبو يعلى في مسنده وغيرهم وإسناده حسن وفي الباب عن عمار وابن مسعود وجابر رضي الله عنهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/423)
3 - وفي حديث أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حينما خلع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نعليه في الصلاة قال: " إن جبريل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أتاني فأخبرني أن فيهما قذرا " اخرجه أحمد وأبو داود وعبد الرزاق في المصنف وابن خزيمة وابن حبان والحاكم واختلف في وصله وإرساله ورجح أبو حاتم الموصول كما العلل لابن أبي حاتم (1/ 121) ورجحه الدارقطني أيضاً.
الثاني: أخي الكريم قد دلت النصوص وأقوال أهل العلم على أن كل ما يصدر من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهو وحي من الله إما ابتداء أو انتهاء ومن هذه النصوص:
1 - قال الله تعالى: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}، وهذا بيان من الله سبحانه وتعالى على أن سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وحي من الله جل وعلا فالضمير في قوله (إن هو) يعود على المصدر المفهوم من الفعل أي ما نطقه إلا وحي يوحى وهذا أحسن من قول من جعل الضمير عائدا إلى القرآن فإنه يعم نطقه بالقرآن والسنة وإن كليهما وحي يوحى وهذا ما رجحه ابن القيم _ رحمه الله _ وهو اختيار كثير من أهل العلم كالشافعي وابن عبد البر وشيخ الإسلام ابن تيمية والسعدي والشنقيطي وغيرهم.
2 - قال تعالى: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة} وهما القرآن والسنة فالحكمة السنة كما ذكر ذلك الشافعي وقال: سمعت من أرضى من أهل الهلم بالقرآن يقولون الحكمة سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) المروزي في السنة (431) وهو المروي عن الحسن وقتادة ويحيى بن أبي كثير وغيرهم.
3 - وقال تعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم (15) قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون}
4 - قال الشافعي في المسند (ص 264) برقم (1269) والأم (7/ 299): أخبرنا مسلم بن خالد عن ابن جريج عن أبي طاووس عن أبيه أن عنده كتابا نزل به الوحي "
ثم قال الشافعي: (وما فرض رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من صدقة وعقول فإنما نزل به الوحي)
والأثر رواه البيهقي في كتاب المعرفة من طريق الشافعي (1/ 7) والخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 90) لكن فيه مسلم بن خالد صدوق كثير الأوهام وابن جريج مدلس وقد عنعن.
5 - وذكر الأوزاعي أيضا عن أبي عبيد صاحب سليمان بن عبد الملك أخبرني القاسم بن مخيمرة حدثني طلحة بن فضيلة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قيل لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: سعر لنا قال: " لا تسألني عن سن أحدثها فيكم لم يأمرني بها ولكن سلوا الله من فضله "
قال ابن ناصر الدين في الرد الوافر (ص 26 – 28): (وخرج الإمام الزاهد الكبير أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الشافعي في كتابه الحجة على تارك المحجة من حديث سريج بن يونس عن المعاوفي بن عمران عن الأوزاعي عن أبي عبيد يعني حاجب سليمان بن عبد الملك عن القاسم بن مخيمرة عن ابن نضيلة .. ) ثم ساقه وقال: (ورواه أبو بكر ابن أبي علي فقال أنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ابن إبراهيم ثنا أحمد بن هارون ثنا سليمان بن سيف ثنا أيوب بن خالد ثنا الأوزاعي حدثني أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك حدثني القاسم بن مخيمرة حدثني طلحة بن نضيلة قال قبل لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سعر لنا يا رسول الله فقال لا يسألني الله عز وجل عن سنة أحدثتها فيكم لم يأمرني بها ولكن سلوا الله من فضله.
تابعهما أبو يوسف محمد بن كثير المصيصي وأبو المغيرة عبد القدوس ابن الحجاج الخولاني وعيسى بن يونس عن الأوزاعي بنحوه.
وأبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك من ثقات تابعي أهل الشام اختلف في اسمه فقيل حيي سماه مسلم بن الحجاج في كتابه الكنى وصدر به البخاري كلامه في التاريخ الكبير وقال سماه هكذا عبد الله ابن أبي الأسود ثم قال قال عبد الحميد بن جعفر حوي)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/424)
والأثر أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (4/ 100) وقال صاحب المجمع: (فيه بكر بن سهل الدمياطي ضعفه النسائي ووثقه غيره وبقية رجاله ثقات)
وقد اختلف في ابن فضيلة أي في اسمه فقيل طلحة بن فضيلة وقيل نضيلة وقيل عبيد بن نضيلة وقيل علقمة بن نضيلة وقيل قانع بن نضيلة وقد ذكر الاختلاف فيه ابن حجر في الإصابة في ترجمته (3/ 535) ورجح أن اسمه طلحة بن فضيلة وهو ما رجحه ابن القيم أيضاً في التبيان (ص 153)
6 - فقد أخرج الدارمي في سننه (1/ 153) برقم (588) وأبو داود في كتاب المراسيل برقم (536) والخطيب في الكفاية (ص 15) والفقيه والمتفقه (1/ 91) والمروزي في كتاب السنة (ص 13) برقم (102) و (ص 111) برقم (402) عن الأوزاعي عن حسان بن عطية وهو من ثقات التابعين قال: كان جبريل ينزل على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في السنّة كما ينزل عليه بالقرآن يعلمه إياها كما يعلمه القرآن.
قال الحافظ ابن حجر: أخرجه البيهقي بسند صحيح.
7 - وقد أخرج الخطيب في كتابه الكفاية (ص 20) عن أحمد بن زيد بن هارون قال: (إنما هو صالح عن صالح، وصالح عن تابع، وتابع عن صاحب وصاحب عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ورسول الله عن جبريل، وجبريل عن الله عز وجل)
8 - أخرج الشيخان من حديث إسماعيل عن ابن جريج عن عطاء عن صفوان بن أميه عن أبيه أنه كان يقول لعمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: ليتني أرى نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حين ينزل عليه الوحي، قال: فلما كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالجعرانة، وعلى النبي r ثوب قد أظل به عليه مع إناس من أصحابه فيهم عمر، إذ جاءه رجل عليه جبة صوف متضمخ بطيب، فقال: يا رسول الله! كيف ترى في رجل قد أحرم بعمرة في جبة بعدما تضمخ بطيب؟ قال: فنظر إليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ساعة ثم سكت، فجاءه الوحي ولم يكن حينئذٍ لدى النبي r علماً من الله جل وعلا ووحي سابق، فأشار عمر بيديه إلى يعلى بن أميه أن تعال، فجاء يعلى فأدخل رأسه فإذا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - محمر الوجه يغط ساعة ثم سرّيَ عنه، فقال:» أين الذي سألني عن العمرة؟ «، فالتُمِس الرجل فجيء به، فقال النبي r : » أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات، وأما الجبة فانزعها ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك «، فالنبي r لما سأله الرجل ولم يكن لدى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وحي من الله جل وعلا سابق انتظر الوحي الذي جاءه به جبريل عليه السلام، ولو كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يشرع بدون وحي لما انتظر الوحي.
9 - أخرج الشيخان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني رضي الله عنهما قالا: " جاء أعرابي إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله، قال: فقام خصمه الأعرابي الآخر، فقال: صدق يا رسول الله، اقض بيننا بكتاب الله، فقال ذلك الأعرابي: إن ابني كان عسيفاً على هذا – يعني أجيراً يرعى له غنمه - فزنى بامرأته، فقالوا لي: على ابنك الرجم، قال: ففديت ابني منه بمائة من الغنم ووليدة، ثم سألت أهل العلم فقالوا: إنما على ابنك جلد مائة وتغريب عام، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لأقضينَّ بينكما بكتاب الله، أما الوليدة والغنم فردٌّ عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، وأما أنت يا أنيس، فاغدُ إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها "، فغدا أنيس إليها فرجمها.
فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حكم عليه بأن الغنم والوليدة رد عليه؛ لأنها ليست من حكم الله سبحانه وتعالى، وكذلك قد حكم على ابنه جلد مائة، والجلد قد ثبت في كتاب الله سبحانه وتعالى في سورة النور في قوله جل وعلا: {فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة}، وكذلك قد حكم على ابنه بأن يجلد مائة جلدة ويغرّب عام، وتغريب العام أيضاً هو ليس مما نُص عليه في كتاب الله سبحانه وتعالى، وإنما هو من سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " لأقضين بينكما بكتاب الله "، وحكم بأن يجلد مائة جلدة ويغرّب عام.
- وعلى هذا جرى أهل العلم في مصنفاتهم فالإمام البخاري عليه رحمة الله قد عقد أول كتاب في صحيحه: (كتاب بدء الوحي)، وهو يشير بهذا إلى أن كل ما في كتابه مما يرويه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو من قبيل الوحي.
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 02:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
ما كنت أعنيه في القسم الثال الذي ذكرت أنه خاص بما له أصل في الشرع و قد قلت سابقا:
" فإن ذلك مما أعطاه الله عز وجل لنبيه و يرتبط غالبا بعبادات اصل تشريعها من الله فيكون للنبي صلى الله عليه و سلم التصرف فيها أو التغيير في كيفيتها ولكن الأمور العقدية والغيبية هي تشريعات محضة من الله تعالى "
فهو ليس مستقل في " منشأ التشريع والفرض " ولكن فيما يتعلق به.
و لو سلمت لك بعدم وجود الاستقلال دون وحي فالامر ايضا كما قلت سابقا:
فقوله " لو قلت نعم لوجبت "
إما أن يكون ايجاب بلا وحي و هذا يرد على المعنى الذي تكلمت فيه أو يكون الله عز وجل قد أوحى الى نبيه أن يختار ما شاء إما الايجاب و اما عدمه فقال " لو قلت نعم لوجبت " و في كلا الأمرين ايقاع الوجوب عائد له صلى الله عليه و سلم فإن لم يرد التشريع على المعنى الأول ورد على المعنى الثاني. وهذا واضح.
هذا هو المقصود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/425)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا حمزة وفقك الله وبعد:
ما أتيت أخي الفاضل بجديد كررت الكلام نفسه آتيك بآيات من كتاب الله وتفسير السلف لها وأحاديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وشرح أهل العلم لها وآثار عن السلف ونصوص المحققين من أهل العلم ثم تردها بكلام من بنات أفكارك هداك الله.
هذه مسألة شرعية إما أن تأتي بآية من كتب الله وتفسيرها السلفي أو حديثاً عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو قول صحابي أو إمام معتبر فيها وإلا فكلٌ يحسن الاستنباطات العقلية.
أنت أخي فرقت بين العقائد والغيبيات وبين العبادات وفرقت بين أصل تشريع العبادة وتفاصيلها.
هذا التفريق من أين أتيت به أخي الكريم هل يدل عليه نص آية أو حديث أو قول إمام؟
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 08:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
طيب يا أخي الكريم:
أسلم لك و بما جئت به من أدلة و آيات و آحاديث و تفسير سلفي و تركت بنيات أفكاري لي.
و قد تركت الكلام عن كل ما جئت به لأنه معلوم لا أنكره و لا يخفى على كثير من الناس إن شاء الله فالسنة وحي ترد بهيئات مختلفة.
و لكن أسلم لك بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يقول بشيء الا بوحي مع أن قوله صلى الله عليه و سلم " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ".
وهذا لا يرد على وجه الاجتهاد لأنه لا يتعلق بحكم غير معلوم في الشريعة فهو متعلق بالطهارة و قد وردت فيها ضروب من الأفعال الشرعية و كلامه عليه السلام واضح أنه لم يوجب فقط لأجل المصلحة التي هو رآها.
و نترك هذا الحديث برمته و اقول هو اجتهاد كما تقول و أسلم لك بأنه عليه الصلاة والسلام لا يقول الا بوحي و لا يجتهد حتى يراجع ربه في اجتهاده.و أشكر لك نقولك و تأصيلك للمسألة.
ولكن ما القول في قوله: " لو قلت نعم لوجبت "
إما أن يكون ايجاب بلا وحي و هذا يرد على المعنى الذي تكلمت فيه أو يكون الله عز وجل قد أوحى الى نبيه أن يختار ما شاء إما الايجاب و اما عدمه فقال " لو قلت نعم لوجبت " و في كلا الأمرين ايقاع الوجوب عائد له صلى الله عليه و سلم فإن لم يرد التشريع على المعنى الأول ورد على المعنى الثاني. وهذا واضح.
وهذا مع التنويه على أن التشريع بالنسبة للمكلف يعني هذا واجب علي و هذا ليس بواجب.
ففي قوله " لو قلت نعم لوجبت " ترتب الحكم النهائي على ما أمر به صلى الله عليه و سلم فهو لم يقل نعم و لو قال لوجبت لأنه لا يقول على الله ما لا يعلم بحيث يقول لو قلت نعم لوجبت ثم لا تجب!.
فالنتيجة التي ترتبت على سؤال الرجل عن الحج هل كانت من اختيار الله عز وجل أم من اختيار رسوله صلى الله عليه و سلم من حيث الايجاب و عدمه؟
هذا هو المقصود.
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 08:18 م]ـ
لاحظ يا أخي أنك إن ضقت بي ذرعا فلك أن تقول هذا رأيك يا أبا حمزة و أنا لا أقول به ثم تتجاوزني الى من سواي و على الرحب و السعة.
و لكننا بشر خلق الله لنا قلوبا نفقه بها ولسنا طبولا ندندن بما لا نعي لكي تطلب مني الانسلاخ من تفكيري و رأيي و رؤيتي.
ولك كل الحب و التقدير
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 08:58 م]ـ
و مسألة التفريق بين العبادات والغيبيات يا أخي لا يحتاج إلى آية و لا دليل و لا قول إمام و إنما يحتاج لمسلم عاقل فقط فمعروف قول أهل العلم في أن النبي صلى الله عليه و سلم يجوز له الاجتهاد ومنهم من لا يقول بذلك و أنت ممن ينصر هذا القول أي أنه يجوز له الاجتهاد و في كتب الأصول نقولات كثيرة عن جمع من أهل العلم يجيزون للنبي صلى الله عليه و سلم الاجتهاد فهل تظن أنهم يجيزون له الاجتهاد في الغيبيات؟؟ من قال بهذا فقد كفر {قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن اتبع مايوحى إلي} هذا افتراض لا ينبغي طرحه فلا ريب أنهم عنوا بجواز الاجتهاد في العبادات.
ولكنك يا أخي تريد فقط تعنيتي بمثل ذلك الطلب و لم تتبين من أنه طلب لا ينبغي ذكره وأنا والله ما تكلمت أبحث عن تعنيت أحد و إنما رأيت شيئا فقلت به و لك أن تقول بما تشاء و لك أن تتجاهل كل ما قلت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/426)
فالحمد لله , لنا في الأمر سعة إن شاء الله
و يعلم الله أنك من أحب الناس الي في هذا الملتقى
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[04 - 06 - 07, 09:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا حمزة وفقك الله:
أولاً: أخي الكريم أنا لم أضق بك ذرعاً بل يشرفني أن نتباحث هذه المسألة ونخرج منها بفائدة، والمسألة مباحثة ومدارسة فلا مجال للحرج.
ثانياً: أنا لا أطلب منك أن تنسلخ من أفكارك يا أخي ولا أطلب منك اتباعي فيما أقول فقولي ليس وحياً ملزماً أو حجة شرعية وكلامي يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ لكنه في ظني وحسب علمي صواب وإلا لم أقل به.
ثالثاً: المسألة يا أخي ليست رأياً أو رؤية تراها أو أراها أنا وإنما هي مسألة شرعية يفصل فيها النصوص وأقوال أهل العلم فهي الفيصل في هذا وإلا لجاز لكل شخص أن ينظر ويقعد بكلامٍ عقلي وعليه فهذا باب ينقتح ثم لا يغلق فليس تنظير زيد بأولى من تنظير عمرو، وكما فرقت بين العقائد والغيبيات وبين العبادات فيجوز لزيد أن يفرق بين أركان الإسلام وبين بقية الأحكام ويجوز لعمرو أن يفرق بين الأحكام التكليفية وبين الأحكام الوضعية وهكذا.
فالمقصود من أين لك هذا؟
أعني أريد كلام لهل العلم في هذا التفريق أو في وقوع التشريع من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ابتداء بدون اجتهاد وبدون وحي.
فإن أثبت هذا الأمر فاعلم أخي أني أفرح به وتكون فائدة نفسية وأكون شاكراً لك عليها.
رابعاً:الأصوليون تكلموا في هذا الباب في مسألتين خلافيتين:
الأولى: هل يجوز للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الاجتهاد أولا؟
الثانية: هل السنة تستقل بالتشريع أولا؟
وما سوى ذلك فالأصل عند الجميع أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مبلغ عن الله وكل ما يصدر منه وحي حتى على رأي الجمهور القائل بأنه يجوز للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الاجتهاد فهم يقولون يؤول إلى الوحي.
خامساً: أخي الكريم أنت لا زلت تكرر فهمك لهذا الحديث مستدلا به وهو عين النزاع أنت تستدل بعين النزاع وهذا لا أسلم به لك.
قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لو قلت نعم لوجبت " لا يخرج عن الوحي وهو الأصل وعلى مدعي الخروج عن الأصل الدليل وهو ما أطالبك به أخي الفاضل.
أما كيف يكون وحياً فبطرق الوحي السابقة والتي منها الإلهام أو يكون اجتهاداً يقره الوحي عليه أو ينكره.
ثم إنك قلت إنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - له حق التشريع في التفاصيل لا في أصل العبادات فما منزلة وجوب الحج مرة أو تكراراً هل هو أصل العبادة أو من تفاصيلها؟
سادساً: قولك بارك الله فيك: (ولكن ما القول في قوله: " لو قلت نعم لوجبت "
إما أن يكون ايجاب بلا وحي و هذا يرد على المعنى الذي تكلمت فيه أو يكون الله عز وجل قد أوحى الى نبيه أن يختار ما شاء إما الايجاب و اما عدمه فقال " لو قلت نعم لوجبت " و في كلا الأمرين ايقاع الوجوب عائد له صلى الله عليه و سلم فإن لم يرد التشريع على المعنى الأول ورد على المعنى الثاني. وهذا واضح) هذا تقسيم غير حاصر وقد سبق أن ذكرتُ ذلك بقي قسم ثالث وهو أن يكون الحكم بوحي كما أن قوله: " إلا الإذخر " في خطبة الحج وحي وكما أن قوله " افعل ولا حرج " وحي.
سابعاً: ما جوابك أخي الكريم عن انتظار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للوحي في كثير من المسائل والوقائع؟ وما جوابك عن قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر} و قوله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام} وقوله تعالى: {يسألونك عن اليتامى} وقوله تعالى: {يسألونك عن الأهلة} وقوله تعالى: {ويسألونك عن المحيض} ونحوها من الآيات.
يسألون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فينتظر جواب الله تبارك وتعالى عنها ونزول الوحي بحكمها.
ثامناً: قولك أخي: و لكن أسلم لك بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يقول بشيء الا بوحي) حسنٌ هذا ما كنت أقوله وهذا يناقض قولك إنه يشرع من تلقاء نفسه بدون وحي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/427)
بمعنى آخر قولك إنه لا يقول بشيء إلا بوحي هذا عام في كل شيء فهو نكرة في سياق النفي إذاً ما وجه قولك أخي فإن ذلك مما أعطاه الله عز وجل لنبيه و يرتبط غالبا بعبادات اصل تشريعها من الله فيكون للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - التصرف فيها أو التغيير في كيفيتها ولكن الأمور العقدية والغيبية هي تشريعات محضة من الله تعالى "فهو ليس مستقل في " منشأ التشريع والفرض " ولكن فيما يتعلق به) هل هذا خرج من العموم؟
تاسعاً:قولك: (قوله صلى الله عليه و سلم " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ".
وهذا لا يرد على وجه الاجتهاد لأنه لا يتعلق بحكم غير معلوم في الشريعة فهو متعلق بالطهارة و قد وردت فيها ضروب من الأفعال الشرعية و كلامه عليه السلام واضح أنه لم يوجب فقط لأجل المصلحة التي هو رآها) ذكر أهل العلم لمعنى هذا الحديث تأويلين:
الول: أن هذا اجتهاد من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حيث رأى أنه يترتب على الوجوب المشقة فلم يأمر به أمر وجوب.
الثاني: أن هذا إخبار منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأن سبب عدم ورود النص وجود المشقة فيكون معنى قوله لأمرتهم أي عن الله بأنه واجب.
ينظر: فتح الباري (2/ 375) إحكام الإحكام لابن دقيق العيد (1/ 66) شرح النووي على مسلم (3/ 143)
وقرر هذا العيني أيضاً فقال في عمدة القاري (6/ 180): (فيه جواز الاجتهاد منه فيما لم ينزل عليه فيه نص لكونه جعل المشقة سببا لعدم أمره فلو كان الحكم متوقفا على النص لكان سبب انتفاء الوجوب عدم ورود النص لا وجود المشقة فيكون معنى قوله لأمرتهم أي عن الله بأنه واجب قلت هذا احتمال بعيد والظاهر أنه ترك الأمر به لخوف المشقة والأمر منه أمر من الله في الحقيقة لأنه لا ينطق عن الهوى)
عاشراً: قولك بارك الله فيك: (فالنتيجة التي ترتبت على سؤال الرجل عن الحج هل كانت من اختيار الله عز وجل أم من اختيار رسوله صلى الله عليه و سلم من حيث الايجاب و عدمه؟)
هذا نظير الحديث السابق حديث السواك يجري مجراه وعليه فالنتيجة إما أنه اجتهاد أو وحي والكل من الله انتهاء.
وأخيراً أحبك الله الذي أحببتني فيه ورفع الله قدرك.
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
أخي الكريم الرأي في الدين هو الفقه و هو معرفة الكلام على وجهه واستنباط الحكم من الدليل كلها لها ارتباط بالعقل و " رهاب العقلانية " لا يمكن أن يشوش علينا بحيث نلغي فهومنا وهذا ما عنيت و الا فمن عبّد الناس برأيه فقد أحب أن يعبد من دون الله و لكن الرأي الذي مرتكزه الدليل والنص فهو رأي محمود و أنا ما جئتك بقول فيلسوف و لا بنيت على قاعدة منطقية و لكني جئتك بحديث و تكلمت عن فقهه و ما يستفاد منه و لو تكلمنا في الدين بمجرد " أين دليلك الذي ينص على كذا وكذا " لذهب نصف الدين بل أني أتحداك أن تأتي بنص صريح في تحريم فتح صفحة المصحف برجلك؟
مع أن هذا محرم و واضح التحريم ولكن لا يوجد دليل ينص على ذلك! و انما هو واقع تحت آيات و أحاديث عامة يدخل تحتها مئات المسائل.
ستقول اجماع و و و وهذه كلها مرتكزها الرأي المستنبط الذي اجتمع عليه الناس فصار اجماعا و لن نطيل الخوض في هذا.
وعندما تجاهلت أنت عقلك سألتني في غفلة من التفكير:
من أين لك بدليل على التفريق بين أنه يجوز للنبي صلى الله عليه و سلم الاجتهاد في العبادات دون الغيبيات أين الآية أو السنة أو قول الامام؟؟؟
مع أن مجرد الظن أنه يجوز لك طرح مثل هذا السؤال على وجه الانكار فيه من الخلل ما فيه و سبق أن قلت بأنك فقط لو اعملت " عقل المسلم " بما لديك ولله الحمد من علم و هذه لا تحتاج اليه بل بما هو معلوم من الدين بضرورة لعلمت أن هذا لا يحتاج لكل ما تقول و لكن تقديم القواعد المنهجية في التعلم على التطبيق و التعلم ذاته تؤدي إلى هذا.
يعني تعلمنا أنه لا يحتج أحد الا بدليل و لا يقول أحد الا بدليل ثم نطالب كل أحد بالدليل لمجرد المطالبة وليس لأن ثبوت المسألة يمتنع بسبب عدم وجود الدليل فهناك مسائل كثيرة ثبوتها لا يحتاج الى دليل و قد احتج الشافعي على أحمد يوما بمثل هذه الطريقة أي طريقة تقديم المترتب على الحكم قبل التطرق الى دليلة
فقال لأحمد: تكفر تارك الصلاة؟
فقال: نعم!.
قال: فكيف يسلم بعد كفره؟
قال: يقول لا إله الا الله!.
فقال الشافعي: هو الآن يقول لا إله الا الله!!.
و العلم يؤخذ من طرق شتى و ليس هذا مجال الكلام في ذلك.
وسؤالي يا أخي الفاضل الكريم واضح صريح بلا أولا و بلا ثانيا يحتاج الى جواب محدد:
من الذي اختار ايقاع التكليف أو عدم إيقاعه في قوله " لو قلت نعم لوجبت "
الله عز وجل أم رسوله؟
إن قلت بأنه الله نسبت الى رسول الله الكذب لأنه قال: " لو قلت نعم لوجبت " فربطها بعدم قوله.
إن قلت ربما قال نعم باجتهاده ثم يمنع من ايقاع ذلك الاجتهاد لنسبت ايضا اليه أنه يقول على الله ما لا يعلم لأنه جزم بأنه لو قالها لوجبت على كل مكلف و ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليقول على الله ما لا يعلم.
فلا تقل أنها كحديث السواك فالسواك " سلمت لك جدلا " بأنه اجتهاد لنختصر على أنفسنا طول الكلام و نقتصر على ما دلالته واضحه!!.
اريد الاجابة على هذه الجزئية الأخيرة و الا فليس لي مزيد كلام فقد أنصت إلي بصدر رحب و سمعت مني فبارك الله فيك فإن شئت أجبتني و الا فليس لدي مزيد و لن اتكلم أبدا الا على هذه الجزئية.
و أكرر شكري و تقديري لك على ما نقلت من نصوص و أدلة أفدتني و غيري بها فبارك الله فيك.
وفقني الله و اياك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/428)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[05 - 06 - 07, 08:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا حمزة وفقك الله وبعد:
جيد أنك بينت المراد بالرأي وهو أنه معرفة الكلام على وجهه واستنباط الحكم من الدليل ثم قيدت هذا في الرأي المحمود بأنه يرتكز على دليل وهذا ما أردته منك: الدليل ثم بين لي الرأي الذي اخذته في فهم الدليل بكلام من سبقك لا أريد أكثر من هذا.
أنا يا أخي بارك الله فيك قبل كل شيء أريد أن تثبت لي أنك سبقت بهذا الفهم؛ لأني ذكرت لك من النصوص وأقوال اهل العلم ما استقر عندهم في هذه المسألة فما أطلبه هو ذكر من خرج عن هذا القول وذهب إلى ما فهمته.
ثم أقول إن الأصوليين بحثوا هذه المسألة ضمن مسألة أوسع منها وهي ما عنونوا لها بقولهم هل يجوز أن يفوض الله تعالى الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو العالم ان يحكم بما شاء؟ او " تفويض الحكم إلى رأي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو العالم " وذكروا فيها قولين:
القول الأول: أنه يجوز ذلك وهو قول موسى بن عمران من المعتزلة ويقال له مويس بن عمران.
القول الثاني: أنه لا يجوز وعليه أكثر الأصوليين من أهل السنة والأشاعرة بل أكثر المعتزلة أيضاً.
واستدل موسى بن عمران بأدلة:
1 - قوله تعالى: {كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه}
وأجيب عنه بجوابين:
الأول: ان هذا تحريم منع لا تحريم شرع لمرض به عليه السلام.
الثاني: أنه كان في شرع بني إسرائيل إذا حرم الرجل شيئا حرم عليه وإذا حلف ليفعلن شيئا وجب عليه ولم يكن في شرعهم كفارة فقال تعالى: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة} فإسرائيل حرم على نفسه شيئا فحرم عليه. الفتاوى الكبرى (3/ 265)
الثالث: أن هذا بوحي من الله أو اجتهاد منه عليه السلام أقره الله عليه:
قال القرطبي رحمه الله: (اختلف هل كان التحريم من يعقوب باجتهاد منه أو بإذن من الله تعالى؟
و الصحيح الأول؛ لأن الله تعالى أضاف التحريم إليه بقوله تعالى: {إلا ما حرم} و أن النبي إذا أداه اجتهاده إلى شيء كان دينا يلزمنا اتباعه لتقرير الله سبحانه إياه على ذلك و كما يوحى إليه و يلزم اتباعه كذلك يؤذن له و يجتهد و يتعين موجب اجتهاده إذا قدر عليه و لولا تقدم الإذن له في تحريم ذلك ما تسور على التحليل و التحريم .. ) الجامع لأحكام القرآن (4/ 131)
2 - الحديث المذكور " لو قلت نعم لوجبت "
3 - حديث العباس حينما قال للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو يخطب: يارسول الله إلا الإذخر فقال: " إلا الإذخر ".
4 - حديث: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء " متفق عليه.
وأجيب عن هذه الأدلة بجوابين:
الأول: أن هذا عن طريق الاجتهاد وهو جائز في حقه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفي حديث العباس ذكر العباس علة الإباحة فقال " فإنه لقينهم وبيوتهم " فأقره النبي على هذا الاجتهاد فقال: " إلا الإذخر ".
الثاني: أن هذا وحي من الله وسبق ذكر هذا في الكلام على حديث السواك.
الثالث: قال السبكي في الإبهاج (3/ 198) نقلاً عن البيضاوي صاحب المنهاج:: (أنه يجوز أن تكون هذه الأحكام ثابتة بنصوص محتملة للاستثناء على وفق سؤال بعض الناس أو حاجتهم فلا يدل على التفويض)
الرابع: وقال ايضاً (3/ 199) في جواب آخر استضعفه: (وأجيب عن قوله لو قلت نعم لوجب بأنها قضية شرطية لا تقتضي وقوع مشروطها وهو منقدح)
5 - حديث علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " قد عفوت عن الخيل والرقيق " رواه الأربعة.
وأجيب عنه بأن النسبة إليه لكونه هو من يأخذ الصدقة وإن كان المر بذلك من عند الله.
6 - القياس على جواز استمرار اختيار الصواب دون الخطأ من قبل الأنبياء كاختيارهم الصغائر دون الكبائر.
ويجاب عنه بعدم التسليم باستمرار وقوع الصواب بل وقع منهم عليهم اجتهاد ما عاتبهم الله عليه وأنكره.
كما قاس ذلك على مسائل أخرى مثل:
أ - القياس على تفويض الاختيار في الكفارات للمكلف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/429)
وأجيب بأن هذا قياس مع الفارق فالكفارات كلها واجبة بدليل الشرع وخير بينها بدليل الشرع وكلها صواب بخلاف الأقوال ففيها الصواب وفيها الخطأ، ثم إن العامي يجوز له الاختيار بين الكفارات ولا يجوز أن يفوض باختيار الأحكام.
ب - القياس على تفويض اختيار العامي لمن يقلده من المجتهدين.
وأجيب بأن اتباع العامي للمجتهد لا يحتاج إلى اجتهاد بخلاف اختيار الأحكام يحتاج إلى اجتهاد لإصابة الحق.
7 - أن السنة مضافة إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وحقيقة الإضافة تقتضي أنها صدرت منه.
وأجيب بأن الإضافة هنا لأنه المخبر بها ولذلك تضاف إليه مطلقاً حتى ما قطع بكونه وحياً من الله.
هذه أشهر الأدلة التي استدل بها موسى بن عمران فيما ذكره المعتزلة عنه.
ينظر: المغني للقاضي عبد الجبار المعتزلي (17/ 123) المعتمدلأبي الحسين البصري المعتزلي (2/ 329) فواتح الرحموت لابن عبد الشكور (2/ 397) التمهيد لأبي الخطاب (4/ 373) جمع الجوامع (2/ 392)
وأزيد في الجواب عن حديث " لو قلت نعم لوجبت " بذكر ما قاله الشراح نزولاً عند رغبتك أخي الحبيب:
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 263) في التعليق على حديث " لو قلت نعم لوجبت ": (واستدل به على ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يجتهد في الأحكام لقوله ولو قلت نعم لوجبت وأجاب من منع باحتمال ان يكون أوحي إليه ذلك في الحال)
وقال النووي في شرح مسلم (9/ 101): (وأما قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لو قلت نعم لوجبت ففيه دليل للمذهب الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان له أن يجتهد في الأحكام ولا يشترط في حكمه أن يكون بوحى وقيل يشترط وهذا القائل يجيب عن هذا الحديث بأنه لعله أوحى إليه ذلك)
ثم أقول أخي الكريم:
لا أنازعك بارك الله فيك أنه لا يوجد في كل مسألة شرعية نص خاص لكن في كل مسألة شرعية لابد أن يكون هناك دليل وهذا ما طلبته والدليل هو الكتاب والسنة والإجماع والقياس ونحوها من الأدلة المحتج بها عند أهل العلم فإن ذكر الدليل فواجب على من استدل به أن يبين وجه الاستدلال وأنت ذكرت وجه استدلال أخي الكريم وطلبت منك ان تذكر من قال بهذا الاستدلال قبلك.
ثم أقول: مسألة العقل ورهاب العقلانية هذه سأعرض عنها لأن الكلام فيها يطول والذي يظهر لي أني لو فتحت الكلام فيها فسيكثر الجدل ولن نخرج بشيء ونخرج عن المقصود بالبحث هنا.
كما أني سأعرض عما قيل في شخصي؛ لأنه لا يهم وأنا أعلم بمقدار عقلي وحدوده ومتى يكون مستقلاً في الفهم ومتى يكون تبعاً للنصوص.
وأما ما ذكرته عن الشافعي رحمه الله فيبدو أنك غفلت أخي الكريم عن أمر وهو إذا كان الدليل مسلما به بين المتناظرين فلا مانع من تجاوزه لما يترتب عليه من أحكام خشية التطويل والدليل المتقرر عند الشافعي وأحمد _ رحمهما الله _ أن المرء يدخل بالإسلام بالشهادتين لحديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في الصحيحين " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله .. " وحديث جبريل: " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله .. " الحديث ولذا قال الزهري الإسلام الكلمة واستحسنه أحمد رحمه الله.
واعتماد الشافعي على النصوص وآثار الصحابة أشهر من ان يذكر ولا يعارض بحكاية فعل محتمل للتأويل وذمه للاستحسان _ بتفسير بعض الحنفية أنه ما يستحسنه المجتهد بعقله _ مع قوة عقله واشتهاره بالمعاني مشهور بل هو أكثر من ذم الاستحسان وألف كتاباً في ذلك وكتاب الرسالة والأم شاهدان بذلك ومن كلامه:
أ – قوله: (من استحسن فقد شرع)
ب – وقوله في الرسالة: (الاستحسان تلذذ)
ج – وقوله في الرسالة: (والاجتهاد لا يكون إلا على مطلوب والمطلوب لا يكون أبداً إلا على عين قائمة تُطلب بدلالةٍ يُقصد بها إليها أو تشبيهٍ على عين قائمة وهذا يبين أن حراماً على أحد أن يقول بالاستحسان إذا خالف الاستحسانُ الخبرَ)
د – وقوله في الرسالة: (ولو جاز تعطيلُ القياس جاز لأهل العقولِ من غير أهل العلم أن يقولوا فيما ليس فيه خبر بما يحضرهم من الاستحسان وإن القول بغير خبر ولا قياس لَغَير جائز)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/430)
هـ وقوله في الأم: (باب إبطال الاستحسان: وكل ما وصفت مع ما أنا ذاكر وساكت عنه اكتفاء بما ذكرت منه عما لم أذكر من حكم الله ثم حكم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ثم حكم المسلمين دليل على أن لا يحوز لمن استأهل أن يكون حاكما أن مفتيا أن لا يحكم ولا أن يفتي إلا من جهة خبر لازم وذلك: الكتاب ثم السنة أو ما قاله أهل العلم لا يختلفون فيه أو قياس على بعض هذا ولا يجوز له أن يحكم ولا يفتي بالاستحسان واجبا ولا في واحد من هذا المعاني)
و – وقوله في الأم: (فجعل عليهم طلب الدلائل على شطر المسجد الحرام فقال:? ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ? وكان معقولا عن الله عز وجل أنه إنما يأمرهم بتوليه وجوههم شطره بطلب الدلائل عليه لا بما استحسنوا ولا بما سنح في قلوبهم ولا خطر على أوهامهم بلا دلالة جعلها الله لهم)
وهذا ليس منهج الشافعي وحده بل منهج الأئمة الأربعة والسلف عموماً لا يعطون العقول الحرية مطلقاً تفهم ما تشاء وتستنبط ما تشاء.
وليس صحيحاً أن النصوص لا تكفي في الاحتجاج به في كل الأحكام كيف وقد أفتى الأوزاعي وأحمد بستين ألف مسألة بحدثنا واخبرنا.
والأدلة إما نقلية كالكتاب والسنة والإجماع وقول الصحابي وشرع من قبلنا على قول فيهما وأدلة عقلية ترجع إلى هذه الأمور و لايجوز الاستقلال بها في الاستدلال إلا بعد ربطها بالنصوص:
فلا قياس بدون نص يثبت حكم الأصل.
ولا مصلحة لم تشهد لها النصوص بالاعتبار أو تشهد لجنسها.
وما ورد في النصوص لايحتج به بمطلق العقل بل يعتمد على أمور:
1 - فهم السلف من الصحابة والتابعين ولذا رويت الآثار وصنفت المصنفات في ذلك.
2 - دلالة اللغة ولذا ألفت التفاسير وشروح الأحاديث وغريب اللغة.
فالموضوع في استعمال العقل ليس مفلوتاً بل هو مقيد بمثل هذه الضوابط ولا أظن أن مثل ذلك يخفاك أخي الكريم وغنما ذكرته حتى لا يفهم كلامك خطأ فإني أحمله على أحسن محمل لما أظنه بك من خير وحرص على اتباع الحق والله حسيبك.
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 11:00 ص]ـ
السلام عليكم روحمة الله و بركاته:
يبدو يا أبا حازم أنك لا تريد التكلم في المفيد و تحشو الموضوع بنقولات لا تكلف في حشوها شيئا حتى وإن كان لها صلة في أمرنا فليس لها صلة في محل النزاع في كثير منها بل و أنك في نقولاتك تلك تأخذ ما لك وتترك ما عليك فصاحب المنهاج وهو السبكي الذي تحتج بقوله صرح صراحة أنه يوافق على تجويز الحكم من رسول الله بتفويض من الله بأن يحكم في الأمر بما شاء و ساذكر النقول و لا تقل بأن التفويض هو منحه حق الاجتهاد! لأن هذا ثابت لآحاد العلماء و قد ثبت عنه عليه السلام أنه حرم الضب كما عند أحمد بسند صحيح وقال إن يده كيد ابن آدم وإن أمة من بني اسرائيل مسخت فأخشى أن تكون هو ثم ثبت له بالوحي أن كل أمة تمسخ ينقطع عقبها فأباحه فقد حرم مجتهدا بالقرائن وهذا يجوز أن يقول به آحاد العلماء ولكن التفويض هو منح حق الحكم باسم الله بلا مراجعة لربه في ذلك وهو الشيء الذي تنكره أنت.
و قد دلست و ما ينبغي لك أن تدلس و ضللت وما ينبغي لك أن تضلل و قد توعد النبي صلى الله عليه و سلم النار من ضلل سائلا عن طريق فكيف بمن ضلل في العلم وقد كنت اثق بنقولاتك حتى رأيت صنيعك و ذلك في قولك:
(هل يجوز أن يفوض الله تعالى الرسول أو العالم " وذكروا فيها قولين:
القول الأول: أنه يجوز ذلك وهو قول موسى بن عمران من المعتزلة ويقال له مويس بن عمران (
وهذا كذب منك - غفر الله لك - لأنك قصرت القول على هذا المعتزلي الأثيم لتنفر من القول و جعلته قوله و حسب و في نفس المصدر الذي نقلت منه ذكر السبكي والجصاص النص على أن جماهير المعتزلة يمنعون القول بأنه عليه السلام قد يحكم بلا وحي و أن بعضهم يجوزه و أن جمع من أهل العلم من غيرهم يجيزون ذلك ثم قال السبكي بجواز ذلك و صرح بذلك حيث قال:" وهو الحق " و سأورد ذلك ولن أغرق ردي بالنقولات الرخيصة في جمعها حتى وإن كانت ثمينة بمن تنسب له و إنما العبرة بالفهم و صدق السياق و النقاش بارك الله فيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/431)
هذا هو الرد الأخير و سألخص فيه ما أعني بوضوح لعل فيه فائدة لمستفيد و قبل ذلك أنقل لك ما سألت في قولك: " أعني أريد كلام لأهل العلم في هذا التفريق أو في وقوع التشريع من النبي ابتداء بدون اجتهاد وبدون وحي.
فإن أثبت هذا الأمر فاعلم أخي أني أفرح به وتكون فائدة نفسية وأكون شاكراً لك عليها ".
أقول:
أثبت أهل العلم من أهل الأصول مثل الجصاص في كتابه الفصول بالنص الصريح الواضح أن القول بأن النبي صلى الله عليه و سلم قد يستقل بالحكم دون وحي من الله فيما يحكم فيه بأنه قول ثابت عن أهل العلم و قال بأنه ينقل هذا القول لإثباته عن أهل العلم و إن كان لا يرى صحته فقال:
(وقد قال بعض أهل العلم جائز أن يكون الله عز وجل قد جعل لنبيه عليه السلام أن يسن ما رأى ويفرض ما شاء باختياره من غير وحي يأتيه في ذلك الشيء بعينه كما قال للأقرع بن حابس لما سأله عن الحج أواجب في كل عام أو حجة واحدة فقال عليه السلام بل حجة واحدة ولو قلت نعم لوجبت وكما استثنى الإذخر عند مسألة العباس إياه ذلك حين قال لا يختلى خلاها ولا يعضد شوكها فقال العباس إلا الإذخر يا رسول الله فقال إلا الإذخر بعدما أطلق النهي في الجميع قال فهذا يدل على أنه قد كان حكم التحريم أو الإباحة معلقا باختياره) ثم قال (وليس الغرض الكلام في هذه المسألة ألا أنا بينا أن ذلك غير ممتنع عند قوم من أهل العلم وإن لم يثبت عندنا صحته)
الفصول من الأصول للجصاص (2\ 242 - 243)
بينما صرح السبكي رحمه الله من أهل الأصول في الابهاج شرح المنهاج على موافقة من قال بأن الله قد يفوض إلى نبيه الحكم في مسائل و يقول له احكم فيها فما حكمت به فهو حكمي حيث قال:
(فقد اختلف العلماء في أن هل يجوز أن يفوض الله تعالى حكم حادثة إلى رأي نبي من الأنبياء أو عالم من العلماء فيقول له احكم بما شئت فما صدر عنك فيها من الحكم فهو حكمي في عبادي ويكون إذ ذاك قوله من جملة المدارك الشرعية فذهب جماهير المعتزلة إلى امتناعه وجوزه الباقون منهم ومن غيرهم وهو الحق) ثم قال (وذكر الشافعي في كتاب الرسالة ما يدل عليه) ثم نقل عن الآمدي أن الشافعي توقف في ذلك. (3\ 196 - 198) الابهاج شرح المنهاج للسبكي
فهذه النقولات لم يكلفني البحث عنها أكثر من بضع دقائق و لن أصرف فيها أكثر من ذلك. فهذا القول من أنه عليه السلام قد يستقل بالحكم بلا وحي و أن يكون الله قد خصه بهذا قول معتبر بل و مشهور عند أهل العلم حيث يبثونه و يناقشونه في كتبهم كما رأيت وهو كما قلت لك سابقا و أنكرت علي ذلك حيث قلت لك " يكون حقا قد منحه الله لنبيه أن يوجب و ينفذ ما أوجبه فيما يراه في مصلحة المكلف " و يعلم الله أني قلت به وانا لا أعلم من قال به ممن لم يقل ولكنني كنت أتحدث بناءا على الأدلة واستنباطا منها فلا يضرني من قال و من لم يقل ولكن اصرارك العجيب على أنه قول ما سبقني اليه أحد و تكرارك لطلب النقولات عن أهل العلم جعلني أظن أنك تتكلم عن سابق تحقيق للمسألة و إذا بك تتكلم بعلمك الذي فاته الكثير بل و تستنكر و تشجب و تقول: (تصرف من النبي صلى الله عليه و سلم ليس بوحي خاص و لا باجتهاد منه؟!! الإشكال في هذا القسم على أي شيء ينزل؟ وما دليله؟ و ما هي أمثلته؟ ومن ذكره من أهل العلم؟) و تستنكر و تقول: (المسألة يا أخي ليست رأياً أو رؤية تراها أو أراها أنا وإنما هي مسألة شرعية يفصل فيها النصوص وأقوال أهل العلم فهي الفيصل) بل و تقول: (أنقل اليك الآيات و الاحاديث و نصوص اقوال المحققين من أهل العلم و تردها بكلام من بنيات أفكارك هداك الله!).
و قد نقلت لك أقوال أهل العلم حتى أن فيها رواية عن الشافعي بالقول به فأين كنت عن تلك الأقوال؟
بل حتى بعد أن وقعت أنت على تلك النقولات فتركتها و أغمضت عليها جفن عينك جئتني " بدم كذب " تبكي على أهل العلم الذين فارقت أنا قولهم - بزعمك - و ضربت بفهمهم عرض الحائط متبعاً بنيات أفكاري!!.
حيث تقول:
) أنا يا أخي بارك الله فيك قبل كل شيء أريد أن تثبت لي أنك سبقت بهذا الفهم؛ لأني ذكرت لك من النصوص وأقوال اهل العلم ما استقر عندهم في هذه المسألة فما أطلبه هو ذكر من خرج عن هذا القول وذهب إلى ما فهمته (
سبحان الله سبحان الله!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/432)
وكأنك لست أنت من نقل من الابهاج بل ومن نفس الصفحة! التي ذكرت فيها النقل السابق حيث تقول أنت
(الثالث: قال السبكي في الإبهاج (3/ 198) نقلاً عن البيضاوي صاحب المنهاج ... )
وفي نفس المصدر ونفس الصفحة ورد قول العلماء الذي تطلبه أنت ففي (3\ 196 - 198) الابهاج شرح المنهاج نفس الصفحة! قال السبكي:
(فقد اختلف العلماء في أن هل يجوز أن يفوض الله تعالى حكم حادثة إلى رأي نبي من الأنبياء أو عالم من العلماء فيقول له احكم بما شئت فما صدر عنك فيها من الحكم فهو حكمي في عبادي ويكون إذ ذاك قوله من جملة المدارك الشرعية فذهب جماهير المعتزلة إلى امتناعه وجوزه الباقون منهم ومن غيرهم وهو الحق).
لماذا لم تنقل الحق عندما وجدته؟
لماذا لم تقل بأن السبكي بجلالة قدرة قد أخذ بهذا القول عندما جعلته أنت حكرا على المعتزلة؟ أهكذا حظوظ النفوس؟
و قبلها لماذا نفيت ما لم تكن تعلم عن ثبوته من عدم ثبوته شيئاً؟
فحلال لك أن تبدي بنيات أفكارك و تأطر الناس عليها وحرام علي أن أرد برأيي و علمي؟؟
سبحان الله
بل وتقول جازما بنفي هذا القول:
(فالمقصود من أين لك هذا؟ (
ولكن رحم الله إسماعيل بن محمد عندما روى عن عامر بن سعد عن أبيه سعد قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم في الصلاة تسليمتين تسليمة عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وتسليمة عن يساره السلام عليكم ورحمة الله حتى يرى بياض خده من ها هنا ومن ها هنا قال فذكر هذا الحديث عند الزهري فقال هذا حديث لم نسمعه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له إسماعيل بن محمد أكل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت قال الزهري لا قال فثلثيه قال لا قال فنصفه قال فوقف الزهري عند النصف أو عند الثلث فقال له إسماعيل اجعل هذا الحديث فيما لم تسمع.
وهذا القول الذي قال به بعض أهل العلم في حق رسول الله ليس باجتهاد بالنسبة له لأن الاجتهاد هو الذي يترتب عليه خطأ و صواب و أجر و أجران أما الحكم الذي لا يراجع فيه الحاكم في دين الله و بإذن الله و رضاه فهو " حكم نافذ و شرع مرضي " وهذا ما كان يقول به جماعة من أهل العلم كما أثبتت نقولات أهل الأصول في كتبهم.
و تلخيص رأيي في كل هذا الأمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يأتي بحكم ليس له أصل في الشرع من حيث أنه يشرع ابتداءا لأن الله تعالى يقول " إن الحكم الا لله " - وهذا الكلام قلته سابقا ً - ً أي أن النبي صلى الله عليه و سلم لا يشرع ابتداءا الا بوحي حيث قلت في أول رد لي مصيباً كبد ما قاله أهل العلم " وهذا واضح ولا ينافي الرجوع الى الله و قوله تعالى " إن الحكم الا لله " فإن ذلك مما أعطاه الله عز وجل لنبيه و يرتبط غالبا بعبادات اصل تشريعها من الله فيكون للنبي صلى الله عليه و سلم التصرف فيها أو التغيير في كيفيتها ولكن الأمور العقدية والغيبية هي تشريعات محضة من الله تعالى ". ولكن الله عز وجل يفوض إلى نبيه صلى الله عليه و سلم الحكم في مسائل من الدين بحيث ينفذ فيها الحكم أو لا ينفذه أو يوجبه على المكلف أو لا يوجبه كقوله تعالى لذي القرنين " أما أن تعذب و إما أن تتخذ فيهم حسنا " فتشريع القتل باعتبار أنه هو العذاب المذكور فهو من الله ابتداءا و لكن اثبات هذا التشريع في هذه المسألة و انفاذه مفوض لذي القرنين فهو مشرع من حيث أنه هو الذي اختار إيقاع هذا الشرع على هذه المسألة باختيارة دون الرجوع الى ربه و كذلك قول رسول الله صلى الله عليه و سلم " لو قلت نعم لوجبت " فربه قد شرع في الأصل الحج ولكنه فوض اليه الحق في أن يفرض حجة كل عام لو شاء فكان حق " إضافة حجة كل عام " إلى الشريعة الاسلامية مفوض إلى رسول الله ولكنه لم يختر إيقاع هذا التشريع فكان مشرعا من حيث إثبات هذه التشريع في دين الله أو نفيه.
وهل التشريع الا تكليف و نفي تكليف عن العبد؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/433)
و قد قلت سابقا لو أن الناس عقلوا عني: التشريع له معنى ابتداء الفرض وله معنى ايقاع التكليف وعدم ايقاعه. ويدل على أن الشريعة هي ما وقع على المكلف نفي أهل العلم لكثير من الأحكام التي شرعت من الله ثم نسخت فهي ليست من الشريعة مع أن الذي شرعها في حينها هو الله ولكن عندما نفيت عن المكلف خرجت من الشريعة فدل هذا على أن الشريعة هي ما وقع على المكلف و هذا يعني أن الموقع لهذا التكليف يسمى مشرع والنبي صلى الله عليه وسلم كما وصف أهل العلم و كما ذكرت من حيث منحه الحق في إيقاع التكليف أو نفيه فهو مشرع و يوصف بأنه مشرع لا ريب. والله أعلم.
و جزى الله أخي أبا حازم خير الجزاء و نفع بعلمه و رضي عني وعنه و يغفر الله لي وله و لمن قرأ ما كتبنا
و هذا هو الرد الأخير و الله أعلم و أحكم.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[07 - 06 - 07, 12:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا حمزة غفر الله لك وسامحك الله على هذا الكلام وإني والله أعذرك وألتمس لك مخرجاً لالتباس المسألة عليك وحالي وإياك كما قال الخليل بن أحمد لابنه حينما استنكر عليه ترداده بحور الشعر فقال الخليل رحمه الله:
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني أو كنت تعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلتَ مقالتي فعذلتني وعلمتُ أنك جاهل فعذرتكا
لكن الفرق بين الأمرين أنك لست جاهلا بل طالب علم لكنك جهلت قولي في هذه المسألة وأنا أبين لك ذلك:
أخي الكريم:
لا بد أن تفرق بين مسألتين وهما الجواز العقلي والوقوع الشرعي وهذه اصطلاحات القوم ينبغي أن تكون عارفاً بها حين تتكلم في مسائلهم، فالجواز العقلي هو الذي قال به ابن السبكي وأزيدك أيضاً ابن السمعاني بل كما قال ابن السبكي جوزه الباقون بما فيهم بعض بالمعتزلة وغيرهم وإنما منعه عقلاً جمهور المعتزلة ومن وافقهم وهذا لا إشكال فيه فأنا أقول إنه يجوز عقلا ذلك ولا يمتنع.
أما الوقوع الشرعي فهو الذي قال به موسى بن هارون ولم يقل به ابن السبكي يا اخي ولو تدبرت كلام ابن السبكي في الإبهام وفي جمع الجوامع لعلمت الفرق وهذا نص كلامه:
قال في الإبهاج (3/ 196 – 197): (فقد اختلف العلماء في أن هل يجوز أن يفوض الله تعالى حكم حادثة إلى رأي نبي من الأنبياء أو عالم من العلماء فيقول له احكم بما شئت فما صدر عنك فيها من الحكم فهو حكمي في عبادي ويكون إذ ذاك قوله من جملة المدارك الشرعية فذهب جماهير المعتزلة إلى امتناعه وجوزه الباقون منهم ومن غيرهم وهو الحق وقال أبو علي الجبائي في أحد قوليه يجوز ذلك للنبي دون العالم وهذا هو الذي اختاره ابن السمعاني وذكر الشافعي في كتاب الرسالة ما يدل عليه وجزم بوقوعه موسى بن عمران من المعتزلة وتوقف الشافعي رضي الله عنه كما نقله المصنف وهذا التوقف يحتمل أن يكون في الجواز وأن يكون في الوقوع مع الجزم بالجواز وبالأول صرح الإمام وكذلك الآمدي فقال ونقل عن الشافعي في كتابة الرسالة ما يدل على التردد بين الجواز والمنع ولكن الثاني أثبت نقلا وعليه جرى الأصوليون من أصحابنا الشافعية .. )
وقال في جمع الجوامع (2/ 391 – 392): (" مسألة يجوز أن يقال " من قبل الله تعالى " لنبي أو عالم " على لسان نبي " احكم بما تشاء " في الوقائع بغير دليل " فهو صواب " أي موافق لحكمي بأن يلهمه إياه إذ لا مانع من جواز هذا القول " ويكون " أي هذا القول " مدركاً شرعياً ويسمى التفويض " لدلالته عليه " وتردد الشافعي " فيه " قيل في الجواز وقيل في الوقوع " ونسب إلى الجمهور فحصل من ذلك خلاف في الجواب وفي الوقوع على تقدير الجواز " وقال ابن السمعاني يجوز للنبي دون العالم "؛ لأن رتبته لا تبلغ أن يقال له ذلك " ثم المختار " بعد جوازه كيف كان أنه "لم يقع "وجزم بوقوعه موسى بن عمران من المعتزلة ... )
وأخيراً أنت طلبت أخي الكريم تأويل حديث " لو قلت نعم لوجبت " وذكرت لك ما قاله الشراح كالنووي وابن حجر وقد زدتك أدلة لقولك ثم أجبت عنها.
وأخيرا أخي الكريم.
أذكرك بقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " متفق عليه من حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
و لم يكن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سباباً ولا فحاشاً ولا لعاناً كان يقول لأحدنا عند المعتبة: " ما له ترب جبينه " رواه البخاري عن أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل(40/434)
سؤال حول زيادة الايمان ونقصانه
ـ[ابو جعفر]ــــــــ[07 - 05 - 07, 03:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام عندي سؤال حول زيادة الايمان ونقصانه
هل من الممكن ان يكون الانسان مؤمن بالله عزوجل 100% وبعد يوم ينقص هذا الايمان الى 90%؟؟؟؟؟؟
ارجوا التوضيح مع بعض التفصيل
ـ[المجدد]ــــــــ[07 - 05 - 07, 04:43 ص]ـ
نعم أخي أبو جعفر
فكما زاد بفعل ما أمر الله، فإنه ينقص بما بترك ما أمر الله
وانظر لقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)
أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)}
فكما زاد الإيمان بتلاوة آيات الله وبالصلاة وبالإنفاق، فإنه ينقص بترك ما ذكر
إلا أنه لا يوجد حد لأعلى الإيمان ولكن يوجد هناك الإيمان الواجب الذي يأثم الإنسان بعدم تمامه
أما ما زاد عن ذلك فهو فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده بأن ييسر له أسبابه، فكما أن الؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير
والله أعلم
ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[07 - 05 - 07, 04:35 م]ـ
هل من الممكن ان يكون الانسان مؤمن بالله عزوجل 100% وبعد يوم ينقص هذا الايمان الى 90%؟؟؟؟؟؟
نعم ممكن على قصدك وليس على منطوقك فإن فى منطوقك سقطة ينبغى التنبه لها ألا وهى قولك مؤمن بالله عزوجل
فإن قولك الإيمان بالله يجعل معناه الاسلام لأنك أضفته للحق جل وعلا
فإن قال أحدهم أنا أؤمن بالله بنسبة تسعين بالمائة على حد منطوقك فإنه قول كفري
فالصواب القول بالإيمان بغير إضافة.
والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فقد يزنى المسلم ولكنه حال زناه لا يكون مؤمنا بل هو ما زال يدور فى فلك الملة ... فتأمل
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 08:10 م]ـ
أحسنت أخي المجدد، وبالزيادة والنقصان نطقت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وهو قول أهل السنة والجماعة.
ـ[دكتورة أمل]ــــــــ[08 - 05 - 07, 12:21 ص]ـ
الإيمان قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح،يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فإذا فعل الطاعات واجتنب المعاصي مصدقا بقلبه عاملا بجوارحه مقرا بلسانه اتصف بصفة الإيمان،وقد مدح الله المؤمنين في آيات كثيرة وذكر صفاتهم (قد أفلح المؤمنون *الذين هم في صلاتهم خاشعون .. ) والله أعلم.
ـ[المجدد]ــــــــ[09 - 05 - 07, 12:55 ص]ـ
الإيمان قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح،يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فإذا فعل الطاعات واجتنب المعاصي مصدقا بقلبه عاملا بجوارحه مقرا بلسانه اتصف بصفة الإيمان،وقد مدح الله المؤمنين في آيات كثيرة وذكر صفاتهم (قد أفلح المؤمنون *الذين هم في صلاتهم خاشعون .. ) والله أعلم.
الإيمان: هو ما جاء في الوحيين.
فإن قبل به فهو المؤمن، وإن رده بتكذيب أو عدم استجابة فهو الكافر، ويكون ذلك بعد الحجة الرسالية.
ومحل الإيمان: هو القلب واللسان والجوارح بالإجماع كما نقله أمام الدعوة محمد بن عبدالوهاب والقطان وغيرهم.
والله أعلم
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 09:08 ص]ـ
يقول الإمام القحطاني في نونيته:
إيماننا بالله بين ثلاثة ... عمل وقول واعتقاد جنان
ويزيد بالتقوى وينقص بالردى ... وكلاهما في القلب يعتلجان
ـ[عادل بن عبدالله العمري]ــــــــ[09 - 05 - 07, 03:54 م]ـ
أخي الكريم أبا جعفر حفظك الله ..
عليك بكتاب الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن العبادر البدر
بعنوان (زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه) وهو رسالة دكتوراه قدمت في الجامعة الإسلامية.
ـ[عادل بن عبدالله العمري]ــــــــ[09 - 05 - 07, 04:11 م]ـ
وستجد في هذا الرابط ما يسرك ان شاء الله
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=1490
ـ[أبو عميرة الأثري]ــــــــ[11 - 05 - 07, 10:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام عندي سؤال حول زيادة الايمان ونقصانه
هل من الممكن ان يكون الانسان مؤمن بالله عزوجل 100% وبعد يوم ينقص هذا الايمان الى 90%؟؟؟؟؟؟
ارجوا التوضيح مع بعض التفصيل
لعل هذا الحديث يقرب لك حقيقة نقصان الايمان
قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "إن العبد إذا أذنب ذنباً نكت في قلبه نكتة سوداء، فإذا تاب ونزع واستغفر صُقل قلبه، وإن زاد زادت حتى تعلوا قلبه، فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (المطففين: 14) [رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني]
ـ[ابو جعفر]ــــــــ[08 - 06 - 07, 06:57 ص]ـ
والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فقد يزنى المسلم ولكنه حال زناه لا يكون مؤمنا بل هو ما زال يدور فى فلك الملة ... فتأمل
اخي الحبيب ابو مقاتل ما هي الحاله التى يكون الانسان اثناء زناه ان خرج عن دائرة الايمان وماذا اسماها العلماء
ما اعلمه ان الانسان اما ان يكون مؤمن او كافر او منافق ولم اعلم غير ذلك حتى اتأمل حال هذا الانسان وهو يزني
هلا شرحت لنا الامر اكثر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/435)
ـ[أبوعبدالرحمان المهدي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 09:23 ص]ـ
اخي الحبيب ابو مقاتل ما هي الحاله التى يكون الانسان اثناء زناه ان خرج عن دائرة الايمان وماذا اسماها العلماء
ما اعلمه ان الانسان اما ان يكون مؤمن او كافر او منافق ولم اعلم غير ذلك حتى اتأمل حال هذا الانسان وهو يزني
هلا شرحت لنا الامر اكثر
الزنى كبيرة من الكبائر واصطلح أهل العلم على تسمية من يأتي الكبائر فاسقا وأعني بالكبائر هنا الغير مخرجة من الملة لأن الكبائر نوعان ما أخرج من الدين ومن لم يخرج واختلفوا في صاحب الصغيرة المصر عليها هل هو آت لكبيرة أو لا زال في حيز الصغيرة
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[08 - 06 - 07, 05:28 م]ـ
أخي الكريم أبا جعفر حفظك الله ..
عليك بكتاب الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن العبادر البدر
بعنوان (زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه) وهو رسالة دكتوراه قدمت في الجامعة الإسلامية.
إذا كان موجود علي الموقع وجاهز للشاملة
إذن جزاك الله خيرا
دلنا عليه
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 06 - 07, 08:23 م]ـ
اخي الحبيب ابو مقاتل ما هي الحاله التى يكون الانسان اثناء زناه ان خرج عن دائرة الايمان وماذا اسماها العلماء
ما اعلمه ان الانسان اما ان يكون مؤمن او كافر او منافق ولم اعلم غير ذلك حتى اتأمل حال هذا الانسان وهو يزني
هلا شرحت لنا الامر اكثر
ـ يكون مسلماً في الدرجات الدنيا من الإيمان ـ لأن الإيمان درجات أصحابه متفاوتون، الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ـ، ألم تسمع لقول النبي صلى الله عليه وسلم: [لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن].
ـ ولا يكون في تلك الحالة خارجا عن الملة، لا يكون كافراً لأن الزنا كبيرة من الكبائر لا تخرج صاحبها عن الإسلام
خاصة إن حقق التوحيد
[قال أبو ذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض لي جبريل في جانت الحرة فقال بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة فقلت يا جبريل وإن سرق وإن زنا قال نعم وإن سرق وإن زنى قلت وإن سرق وإن زنا قال نعم وإن سرق وإن زنى قلت وإن سرق وإن زنا قال نعم وإن سرق وإن زنى وإن شرب الخمر].
أهل السنة وسط
بين الخوارج الذين يكفرون بالكبائر
وبين المرجئة الذين يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب(40/436)
هل العقائد تثبت بالإجماع؟ وهل من العقائد والثوابت ترتيب التفضيل بين الصحابة؟
ـ[أبو عبد الله المعتصم]ــــــــ[07 - 05 - 07, 03:05 م]ـ
اخواني الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطرح هذه المسألة للنقاش وللفائدة
هل العقائد تثبت بالإجماع؟ أو النصوص فقط ومن قال بأن العقائد تثبت بالإجماع من السلف؟
وهل من الثوابت عند أهل السنة تفضيل الصحابة أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي أم انها من فروع السائل التي لا تدخل تحت مظلت العقائد
أرجو من الإخوة المداخلة بما يفيد بارك الله في علمكم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 03:29 م]ـ
انظر ما في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77532
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 03:52 م]ـ
وهل من الثوابت عند أهل السنة تفضيل الصحابة أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي أم انها من فروع السائل التي لا تدخل تحت مظلت العقائد؟
الاجابة والله أعلم
اتفق أهل السنة والجماعة على الترتيب المذكور، لكن نقل ابن حزم في الفصل وفي رسالته في المفاضلة وابن عبد البر في الاستيعاب وفي الاستذكار وقوع الاختلاف في هذا التفضيل بين السلف من حيث الترتيب.
ـ[أبو عبد الله المعتصم]ــــــــ[07 - 05 - 07, 04:53 م]ـ
يعني أفهم أن التفاضل مسألة أصولية؟
ولكن يبقى السؤال هل أستطيع أن اقول هذه من العقائد او الأصول والدليل الإجماع أم أن العقائد تقوم بصحيح صريح النصوص فقط؟
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 08:06 م]ـ
المقصود من ذكر المفاضلة هو اثبات الخلافة، وأهل السنة اتفقوا على اثبات الخلافة القطعية للخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، واتفقوا على أفضليتهم، ثم بعد ذلك هل التفضيل عليه اجماع؟ ويتبعه مسائل أخرى
وابحث والبحث سيقودك للصواب ان شاء الله تعالى. .
ـ[أبو عبد الله المعتصم]ــــــــ[07 - 05 - 07, 11:40 م]ـ
يا اخوان من عنده فائدة فلا يبخل بها علينا
نحن الآن نريد أن نفهم هل العقائد تثبت بالإجماع أم أنها مقتصرة فقط على النصوص؟
هذه مسألة مهمة جدا
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 08:02 ص]ـ
السلام عليكم
قال بعض مشايخنا الأفاضل
أن العقائد لا تثبت بالاجماع
والمراد أصول الاعتقاد وليش فروعه ... لان هناك فرق
وسبب عدم الاخذ بالاجماع
أن الاجماع قائم على الاجتهاد ... والعقيدة واصولها لا اجتهاد فيها ... بمعنى أنها تصديق عن الله
والله اعلم
ـ[أبو عبد الله المعتصم]ــــــــ[08 - 05 - 07, 05:54 م]ـ
الأخ الكريم بلال جزاك الله خيرا على مشاركتك
ولكن أخي لو أنك سميت لنا بعض أهل العلم ونتمنى منك اخي أن تبين لنا ضابط الأصول الفروع وفروعه بارك الله فيك
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[10 - 05 - 07, 12:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انظر هنا (1و2و3و4) http://www.tahhansite.com/pages/17.htm
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 06:19 ص]ـ
الأخ الكريم بلال جزاك الله خيرا على مشاركتك
ولكن أخي لو أنك سميت لنا بعض أهل العلم ونتمنى منك اخي أن تبين لنا ضابط الأصول الفروع وفروعه بارك الله فيك
السلام عليكم
أخي الفاضل أهلا بك من جديد
بالنسبة للتسمية فكثر منهم الشيخ الدكتور فلاح مندكار وقبله الشيخ ناصر العقل ولا اعرف أحد ممن درست عنده أو سمعت له يقرر غير الذي قلته لك
والسبب أن العقيدة فيها غيبيات ومعنى الغيبيات ما غيبها الله عن العقل ومدارك الحس
فلله غيبها عن العقل ... فكيف نستعمله؟ إنما هو التصديق
ولو قلت لك مثلا صف لي الملك جبريل عليه السلام فستجد أنك لا تستطيع الاجتهاد إلا بما ورد به النص والسبب أنه عالم غيبي غيبه الله عن عقلك
لا أريد الإطالة والذي أظنه في علمي القاصر أنه لا أحد يخالف في هذا
أما الفرق بين أصول الاعتقاد وفروع الاعتقاد
فخذ هذا المثال كي يضح لك المقال
مسألة رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة هي من الأصول ... أعني الأصول العقدية
هل نستطيع أن نثبتها بالعقل والاجتهاد والإجماع؟ الجواب لا إلا عن طريق الوحيين
والمسألة الفرعية منها ... هل رأى محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ربه لما اعرج به؟؟ هذه مسألة متفرعة عن الأولى
فهي فرعية
يمكن للعالم أن يجتهد فيها
ولذلك ثبت الخلاف عن السلف قيل أنه رآه وقيل لم يره وقيل هي رؤية قلبية
السؤال ... الاجماع يكون عن اجتهاد العقل؟ الجواب نعم
اذا لا سبيل له لإثبات العقيدة أو شيئ منها
أخي الفاضل طف بين ميادين أهل السنة قديما ككلام الإمام أحمد في هذه المسائل وحديثا فستجد ما قلته لك بإذن الله
أسأل الله لي ولك التوفيق والسداد ... والهدى والرشاد
ولله أعلم
ـ[أبو عبد الله المعتصم]ــــــــ[11 - 05 - 07, 08:46 م]ـ
أخي الكريم بلال الرشيدي بارك الله فيك أنا أميل لما ذكرت أنت ولكن هناك من يمتحن الناس بهذا الأمر
ويستدل بترتيب التفضيل بين الصحابة وأنه محل إجماع وعلى هذا بنى بعض علماء كتب العقيدة على هذا الأمر هذه المسألة فلذلك تراهم يذكرون التفضيل المرتب ضمن مسائل العقيدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/437)
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 12:24 ص]ـ
أخي الكريم بلال الرشيدي بارك الله فيك أنا أميل لما ذكرت أنت ولكن هناك من يمتحن الناس بهذا الأمر
ويستدل بترتيب التفضيل بين الصحابة وأنه محل إجماع وعلى هذا بنى بعض علماء كتب العقيدة على هذا الأمر هذه المسألة فلذلك تراهم يذكرون التفضيل المرتب ضمن مسائل العقيدة
أخي الحبيب
وفقني وإياك بلوغ الرشاد ... والقول بالخير والسداد
مكن توضح لي كيف التفضيل بين الصحابة من مسائل العقيدة ... وكيف امتحن الناس ُ الناس َ بهذه المسألة
كي نعرف المراد ... ثم نسلم للحق
والله من وراء القصد
والله أعلم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 12:38 ص]ـ
المخالف في هذه المسألة وقع في بدعة لأنه خالف الإجماع ولا يقاس المجمع عليه بالمختلف فيه بحجة أنهما من مسائل فروع الإعتقاد _ وإن كان هذا التقسيم محل بحث _
قد جاء حكايةُ الإجماع أو ما يدلُّ عليه في تفضيل أبي بكر وعمر على غيرِهما من الصحابة عن جماعةٍ من العلماء، منهم:
1 ـ يحيى بن سعيد الأنصاري (144هـ) ذكره اللاّلكائي في شرح أصول الاعتقاد (2608 و2609).
2 ـ سفيان بن سعيد الثوري (161هـ)، ذكره ابن أبي زمنين في كتابه أصول السنة (194).
3 ـ شريك بن عبد الله النخعي الكوفي (177هـ)، ذكره ابن أبي زمنين في كتابه السابق (194).
4 ـ عبد الله بن المبارك (181هـ)، ذكره ابن أبي زمنين في كتابه السابق (197).
5 ـ محمد بن إدريس الشافعي (204هـ)، ذكره البيهقي في الاعتقاد (ص:192).
6 ـ يوسف بن عدي (232هـ)، ذكره ابن أبي زمنين في كتابه السابق (196).
7 و8 ـ أبوزرعة (264هـ) وأبو حاتم (277هـ) الرازيان، ذكره عنهما اللاّلكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (321).
9 ـ النووي (676هـ)، ذكره في شرحه على مسلم (15/ 148).
10 ـ ابن تيمية (728هـ)، ذكره في الوصية الكبرى (ص:59 و60)، وفي منهاج السنة (8/ 413).
11 ـ الذهبي (748هـ)، ذكره في كتاب الكبائر (ص:236).
وهذا الإجماعات لا تنقض بروايات معضلة أوردها ابن عبد البر في الإستيعاب
وقد ثبت في السير لأبي اسحاق الفزاري أن علياً كان يجلد من يفضله على الشيخين
علي يجلد ونحن نقول مسألة خلافية ولا ضير!!!!!!!!!
وأما مسألة الرؤية في المعراج فقد استظهر جماعة من أهل العلم أن لا خلاف حقيقي في المسألة فابن عباس أثبت الرؤية القلبية وعائشة نفت البصرية
وليس كل مسائل الإعتقاد غيبية
فمثلاً زيادة الإيمان ونقصانه والإستثناء فيه من مسائل الإعتقاد وليست غيبيةً بحتة
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 12:46 ص]ـ
المخالف في هذه المسألة وقع في بدعة لأنه خالف الإجماع ولا يقاس المجمع عليه بالمختلف فيه بحجة أنهما من مسائل فروع الإعتقاد _ وإن كان هذا التقسيم محل بحث _
قد جاء حكايةُ الإجماع أو ما يدلُّ عليه في تفضيل أبي بكر وعمر على غيرِهما من الصحابة عن جماعةٍ من العلماء، منهم:
1 ـ يحيى بن سعيد الأنصاري (144هـ) ذكره اللاّلكائي في شرح أصول الاعتقاد (2608 و2609).
2 ـ سفيان بن سعيد الثوري (161هـ)، ذكره ابن أبي زمنين في كتابه أصول السنة (194).
3 ـ شريك بن عبد الله النخعي الكوفي (177هـ)، ذكره ابن أبي زمنين في كتابه السابق (194).
4 ـ عبد الله بن المبارك (181هـ)، ذكره ابن أبي زمنين في كتابه السابق (197).
5 ـ محمد بن إدريس الشافعي (204هـ)، ذكره البيهقي في الاعتقاد (ص:192).
6 ـ يوسف بن عدي (232هـ)، ذكره ابن أبي زمنين في كتابه السابق (196).
7 و8 ـ أبوزرعة (264هـ) وأبو حاتم (277هـ) الرازيان، ذكره عنهما اللاّلكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (321).
9 ـ النووي (676هـ)، ذكره في شرحه على مسلم (15/ 148).
10 ـ ابن تيمية (728هـ)، ذكره في الوصية الكبرى (ص:59 و60)، وفي منهاج السنة (8/ 413).
11 ـ الذهبي (748هـ)، ذكره في كتاب الكبائر (ص:236).
وهذا الإجماعات لا تنقض بروايات معضلة أوردها ابن عبد البر في الإستيعاب
وقد ثبت في السير لأبي اسحاق الفزاري أن علياً كان يجلد من يفضله على الشيخين
علي يجلد ونحن نقول مسألة خلافية ولا ضير!!!!!!!!!
وأما مسألة الرؤية في المعراج فقد استظهر جماعة من أهل العلم أن لا خلاف حقيقي في المسألة فابن عباس أثبت الرؤية القلبية وعائشة نفت البصرية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/438)
وليس كل مسائل الإعتقاد غيبية
فمثلاً زيادة الإيمان ونقصانه والإستثناء فيه من مسائل الإعتقاد وليست غيبيةً بحتة
اخي الغالي
لا خلاف بيني وبينك ...
هذا اللذي أراه
فإن وجد الخلاف
هلا برزته
وجزيت خيرا
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 01:10 ص]ـ
حقاً لا خلاف
غير أنني أرد على قومٍ آخرين
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[12 - 05 - 07, 03:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا عبد الله المعتصم وفقك الله وبعد:
لا بد قبل الكلام على هذه المسألة من تأصيل أمور:
أولا: الإجماع حجة شرعية عند عامة اهل العلم وجمهور أهل السنة لنصوص كثيرة في الكتاب والسنة والأئمة الأربعة في المعتمد من مذاهبهم وأتباعهم على حجيته في كل عصر خلافا لابن حزم ورواية عن أحمد حيثوا خصوه بعصر الصحابة رضي الله عنهم.
ثانياً: الإجماع منه ما هو قطعي ومنه ماهو ظني خلافاً للرازي حيث جعل الإجماع كله ظنياً بناء على أنه اعتمد على أدلة ظنية وما اعتمد على أدلة ظنية فهو ظني مطلقاً وقد رد عليه القرافي في نفائس الأصول والشاطبي في الموافقات وبينا أن أدلة إثبات حجية الإجماع ون كانت ظنية في أحادها إلا أن قطعية الإجماع حصلت بالاستقراء التام لنصوص الشريعة والاستقراء التام حجة قطعية وبه ثبت القياس وخبر الآحاد وغيرهما من الأدلة.
ثالثا: ذهب عامة أهل العلم إلى أنه لايمكن أن ينعقد الإجماع بدون دليل (مستند) لعدم تصور اجماع كل أهل العلم على حكم بدون دليل أو أمارة ولكون القول عندئذٍ قول على الله بلا علم وهو منهي عنه.
رابعاً: اتفق القائلون بحجية الإجماع والمشترطون لوجود مستند على أنه يصح أن ينعقد الإجماع مستنداً إلى القرآن أو السنة المتواترة واختلفوا في أمرين:
1 - أن يكون مستنده خبر الآحاد.
2 - أن يكون مستنده الاجتهاد وعلى رأسه القياس.
فأما الأول فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى جوازه خلافاً للقاشاني _ أو القاساني _ من الظاهرية وابن جرير الطبري، والصواب ما ذهب إليه الجمهور لمور:
أ - أنه لا يوجد ما يمنعه عقلاً ولا شرعاً.
ب - أنه قد حصل ووقع فعلاً وحصوله دليل حجيته وذكروا لهذا أمثلة كثيرة منها:
- الإجماع على تحريم بيع الطعام قبل القبض وقد ثبت بخبر آحاد وهو حديث ابن عمر في مسلم.
- الإجماع على توريث الجدة السدس وقد ثبت بخبر ىحاد وهو حديث المغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة عند أبي داود والترمذي وابن ماجه.
ج - ان خبر الآحاد لو سلم بانه ظني _ مع انه لا يسلم بذلك مطلقاً بل الأمر يعتمد على القرائن فقد يكون قطعياً وقد يكون ظنياص على حسب القرائن _ أقول لو سلم بذلك فهو ينتقل من الظنية إلى القطعية بحصول الإجماع عليه كما هو الحال لو اقترن به آية أو سنة متواترة فإنه يرتقي من الظنية إلى القطعية.
د - أن عموم أدلة الإجماع لم تفرق بين المتواتر والآحاد.
وأما اعتماد الإجماع على القياس فالجمهور على جوازه خلافا لابن جرير والظاهرية وقول الجمهور أرجح لعموم أدلة الإجماع ولوقوع ذلك فعلا ومما مثلوا به:
- أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على خلافة أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قياسا على تقديم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - له في الصلاة حال مرضه حتى روي عنهم أنهم قالوا: " رضيه رسول الله لديننا أفلا نرضاه لدنيانا " كما عند ابن سعد في الطبقات.
- أن الصحابة أجمعوا على قتال مانعي الزكاة قياساص على الصلاة حتى قال ابو بكر والله لا فرقت بين ما جمع الله قال الله: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة}.
- واجمعوا على تحريم شحم الخنزير قياساً على لحمه.
وأجمعوا في عهد عمر رضي الله عنه على حد شارب الخمر ثمانين جلدة قياسا على القذف وقد ثبت ذلك في صحيح مسلم أن الذي أشار بذلك وقاسه عبد الرحمن بن عوف 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وروي عند مالك في الموطأ والشافعي والحاكم البيهقي والدارقطني وعبد الرزاق في المصنف عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بإسناد فيه ضعف.
- وأجمعوا على توريث البنتين الثلثين قياساً على الأختين.
والأمثلة في هذا كثيرة.
إذا تبين ما سبق وهو أن الإجماع لا يكون إلا عن مستند وأنه هذا المستند قد يكون آية أو سنة متواترة أو خبر آحاد او قياس نقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/439)
أولاً: مسائل العقيدة والتوحيد والإيمان قد نقل فيها إجماعات كثيرة بل جل كتب العقيدة تذكر ذلك إما ضمناً عند كل مسألة او يصدرون عقائدهم بأن هذا ما أجمع عليه أهل السنة ثم يسردون مسائل العقيدة.
ثانياً: هذه الإجماعات تستند إلى أدلة من كتاب أو سنة أو أقوال الصحابة التي أجمعوا عليها صريحاً او غير صريح وهو المسمى بالإجماع السكوتي ويسميه ابن تيمية الإجماع الإقراري أو الاستقرائي، ولا يمكن أن يجمع أهل السنة على أمر من غير مستند فإذاً حصول الإجماع أساسا في هذا الباب بدون دليل غير وارد.
ثالثاً: كل الإجماعات المعتمد عليها في أبواب العقيدة هي إجماعات الصحابة رضي الله عنهم.
وأما ما يرد بعد ذلك من إجماعات أهل العلم في رد بعض البدع المستحدثة في عصرهم كرد بدعة خلق القرآن ونحوها بالإجماع فتكون أصول أقوال أهل السنة موروثة عن فهم الصحابة لنصوص القرآن والسنة.
بمعنى أن الصحابة رضي الله عنهم يجمعون على هذا المعتقد ضمناً وإن لم ينقل بنصه عنهم.
اما مايتعلق بمسألة الخلفاء الربعة رضي الله عنهم ففيها أمران:
الأمر الأول: ترتيبهم في الخلافة فهذا أمر مجمع عليه وهو من عقائد أهل السنة والجماعة
أما تقديم أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
فقال أبو عثمان الصابوني في عقيدته (ص 290 تحقيق الجديع): (ويثبت اهل الحديث خلافة أبي بكر بعد وفاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - باختيار الصحابة واتفاقهم عليه .. )
وقال ابن كثير: (وقد اتفق الصحابة رضي الله عنهم على بيعة الصديق في ذلك الوقت حتى علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما) البداية والنهاية (6/ 301)
روى الخطيب البغدادي في تاريخه (10/ 130) عن عبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ قوله: وأجمع المهاجرون والأنصار على خلافة أبي بكر قالوا له يا خليفة رسول الله ولم يسم أحد بعده خليفة .. )
وقال القرطبي: (وأجمعت الصحابة على تقديم الصديق بعد اختلاف وقع بين المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة) الجامع لأحكام القرآن (1/ 302)
وقال ابو الحسن الأشعري في الإبانة (ص 251): (ومما يدل على إمامة الصديق رضي الله عنه أن المسلمين جميعا بايعوه وانقادوا لإمامته)
وقد نقل الإجماع أيضا الجويني في الإرشاد (ص 361) وابن قدامة في اللمعة (ص 27) وشيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (3/ 269)
- واما تقديم عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - على عثمان وعلي رضي الله عنهما:
قال ابن سعد في الطبقات (3/ 200) في استخلاف أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لعمر وكتابته بذلك في خبر طويل: ( .. ثم أمره فخرج بالكتاب مختوما ومعه عمر بن الخطاب وأسيد بن سعيد القرظي فقال عثمان للناس أتبايعون لمن في هذا الكتاب فقالوا نعم وقال بعضهم قد علمنا به قال بن سعد علي القائل وهو عمر فأقروا بذلك جميعا ورضوا به وبايعوا ثم دعا أبو بكر عمر خاليا فأوصاه بما أوصاه به ثم خرج من عنده .. )
وقال شارح الطحاوية ابن ابي العز: (ونثبت الخلافة بعد أبي بكر رضي الله عنه لعمر رضي الله عنه وذلك بتفويض أبي بكر الخلافة إليه واتفاق الأمة بعده عليه) شرح الطحاوية (ص 476)
وقال النووي: (الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على اختيار أبي بكر وعلى تنفيذ عهده إلى عمر وعلى تنفيذ عهد عمر بالشورى ولم يخالف في شيء من هذا أحد .. ) شرح مسلم (12/ 206)
وقد نقل الإجماع أيضا: الملا علي القاري في الفقه الأكبر (ص 98) و الصابوني في عقيدته (ص 291)
واما تقديم عثمان على علي رضي الله عنهما:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال الإمام أحمد لم يجتمعوا على بيعة أحد ما أجتمعوا على بيعة عثمان) منهاج السنة (6/ 154)
وقال أبو الحسن الأشعري في الإبانة (ص 251): (ثبتت إمامة عثمان رضي الله عنه بعد عمر رضي الله عنه بعقد (1/ 258) من عقد له الإمامة من أصحاب الشورى الذين نص عليهم عمر رضي الله عنه فاختاروه ورضوا بإمامته وأجمعوا على فضله وعدله)
ونقل الإجماع الصابوني في عقيدته (ص 292) وابن تيمية في مناهج السنة (1/ 532) والنووي كما سبق في الإجماع على خلافة عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
وأما الإجماع على خلافة علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/440)
قال ابن سعد في الطبقات (3/ 31): (بويع لعلي بن أبي طالب رحمه الله بالمدينة الغد من يوم قتل عثمان بالخلافة بايعه طلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعمار بن ياسر وأسامة بن زيد وسهل بن حنيف وأبو أيوب الأنصاري ومحمد بن مسلمة وزيد بن ثابت وخزيمة بن ثابت وجميع من كان بالمدينة من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وغيرهم)
وقال أبو الحسن الأشعري: (وتثبت إمامة علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بعد عثمان رضي الله عنه لعقد من عقدها له من الصحابة رضي الله عنهم من أهل الحل والعقد ولأنه لم يدعها أحد من أهل الشورى غيره في وقته وقد اجتمع على فضله وعدله) الإبانة (ص 251)
وقال ابن تيمية: (واتفق أصحاب رسول الله على بيعة عثمان بعد عمر رضي الله عنهما وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم تصير ملكا وقال صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه آخر الخلفاء الراشدين المهديين
وقد اتفق عامة أهل السنة من العلماء والعباد والأمراء والأجناد على أن يقولوا أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم) مجموع الفتاوى (3/ 406) " الوصية الكبرى "
ونقل الإجماع أحمد كما في فضائل الصحابة (2/ 573) وأبو منصور البغدادي في كتاب أصول الدين (ص 286) والغزالي في الاقتصاد في الاعتقاد (ص 154)
وأما مسألة التفضيل فأجمعوا على تفضيل أبي بكر ثم عمر ثم اختلفوا:
1 - فقيل عثمان ثم نسكت وهو المشهور عن أحمد.
2 - وقيل عثمان ثم علي رضي الله عنهما ونقل عن أحمد أنه لا يرى بأسا ً بهذا، ولا يلزم من عدم تربيع أحمد به أنه يفضل أحداً من الصحابة عليه لكنه يقف عند حديث ابن عمر رضي الله عنهما: " كنا نخير بين الناس في زمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فنخير أبا بكر ثم عمر ثم عثمان رضي الله عنهم وهو في البخاري.
3 - وقيل علي ثم عثمان رضي الله عنهما وهو قول أهل الكوفة سفيان الثوري وغيره ورجع سفيان عن قوله آخراً، واستنكر هذا القول أحمد وقال هو قول سوء وقال هذا إزراء بالمهاجرين والأنصار وفي بعض الروايات قال هو أهل أن يبدع واختلفت الرواية عنه في تبديعه
4 - وقيل لا يفضل أحدهما على الآخر بل يتوقف وهو مذهب بعض اهل المدينة ورواية عن أحمد.
قال ابن تيمية _ رحمه الله _: (أما تفضيل أبي بكر ثم عمر علي عثمان وعلي فهذا متفق عليه بين أئمة المسلمين المشهورين بالإمامة في العلم والدين من الصحابة والتابعين وتابعيهم وهو مذهب مالك وأهل المدينة والليث بن سعد وأهل مصر والأوزاعي وأهل الشام وسفيان الثوري وأبي حنيفة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وأمثالهم من أهل العراق وهو مذهب الشافعي وأحمد وإسحق وأبي عبيد وغير هؤلاء أئمة الإسلام الذين لهم لسان صدق في الأمة.
وحكى مالك إجماع أهل المدينة على ذلك فقال: ما أدركت أحدا ممن اقتدي به يشك في تقديم أبي بكر وعمر وهذا مستفيض عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
وفي صحيح البخاري عن محمد بن الحنفية أنه قال لأبيه علي بن أبي طالب: با أبت من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: يا بني أو ما تعرف؟ قلت: لا قال: أبو بكر قلت: ثم من؟ قال عمر.
ويروي هذا عن علي بن أبي طالب من نحو ثمانين وجها وأنه كان يقول على منبر الكوفة بل قال: لا أوتي بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري فمن فضله على أبي بكر وعمر جلد بمقتضى قوله رضي الله عنه ثمانين سوطا.
وكان سفيان يقول من فضل عليا على أبي بكر فقد أزرى بالمهاجرين وما أرى أنه يصعد له إلى الله عمل وهو مقيم على ذلك.
وفي الترمذي وغيره روى هذا التفضيل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه قال:" يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين "
وقد استفاض في الصحيحين وغيرهما عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من غير وجه من حديث أبي سعيد وابن عباس وجندب بن عبد الله بن الزبير وغيرهم أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله " يعني بنفسه
وفي الصحيح: أنه قال على المنبر: " إن أمن الناس علي في صحبته وذات يده أبو بكر ولو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله ألا لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر "
وهذا صريح في أنه لم يكن عنده من أهل الأرض من يستحق المخالة لو كانت ممكنة من المخلوقين إلا أبا بكر فعلم أنه لم يكن عنده أفضل منه ولا أحب إليه منه وكذلك في الصحيح أنه قال عمرو بن العاص: أي الناس أحب إليك؟ قال: " عائشة " قال: فمن الرجال؟ قال:" أبوها "
وكذلك في الصحيح: أنه قال لعائشة: " ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه الناس من بعدي " ثم قال: " يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " ... ) مجموع الفتاوى (4/ 421)
وقال ابن تيمية: (وأما عثمان وعلى فهذه دون تلك فإن هذه كان قد حصل فيها نزاع إن سفيان الثورى وطائفة من أهل الكوفة رجحوا عليا على عثمان ثم رجع عن ذلك سفيان وغيره وبعض أهل المدينة توقف فى عثمان وعلى وهى إحدى الروايتين عن مالك لكن الرواية الاخرى عنه تقديم عثمان على على كما هو مذهب سائر الأئمة كالشافعى وأبى حنيفة وأصحابه واحمد بن حنبل وأصحابه وغير هؤلاء من أئمة الإسلام
حتى ان هؤلاء تنازعوا فيمن يقدم عليا على عثمان هل يعد من أهل البدعة على قولين هما روايتان عن أحمد) مجموع الفتاوى (4 425 - 426)
قال الحافظ ابن حجر: (الإجماع انعقد بآخرة بين أهل السنة ان ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة رضي الله عنهم أجمعين) فتح الباري (7/ 34)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/441)
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 06:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا عبد الله المعتصم وفقك الله وبعد:
لا بد قبل الكلام على هذه المسألة من تأصيل أمور:
أولا: الإجماع حجة شرعية عند عامة اهل العلم وجمهور أهل السنة لنصوص كثيرة في الكتاب والسنة والأئمة الأربعة في المعتمد من مذاهبهم وأتباعهم على حجيته في كل عصر خلافا لابن حزم ورواية عن أحمد حيثوا خصوه بعصر الصحابة رضي الله عنهم.
ثانياً: الإجماع منه ما هو قطعي ومنه ماهو ظني خلافاً للرازي حيث جعل الإجماع كله ظنياً بناء على أنه اعتمد على أدلة ظنية وما اعتمد على أدلة ظنية فهو ظني مطلقاً وقد رد عليه القرافي في نفائس الأصول والشاطبي في الموافقات وبينا أن أدلة إثبات حجية الإجماع ون كانت ظنية في أحادها إلا أن قطعية الإجماع حصلت بالاستقراء التام لنصوص الشريعة والاستقراء التام حجة قطعية وبه ثبت القياس وخبر الآحاد وغيرهما من الأدلة.
ثالثا: ذهب عامة أهل العلم إلى أنه لايمكن أن ينعقد الإجماع بدون دليل (مستند) لعدم تصور اجماع كل أهل العلم على حكم بدون دليل أو أمارة ولكون القول عندئذٍ قول على الله بلا علم وهو منهي عنه.
رابعاً: اتفق القائلون بحجية الإجماع والمشترطون لوجود مستند على أنه يصح أن ينعقد الإجماع مستنداً إلى القرآن أو السنة المتواترة واختلفوا في أمرين:
1 - أن يكون مستنده خبر الآحاد.
2 - أن يكون مستنده الاجتهاد وعلى رأسه القياس.
فأما الأول فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى جوازه خلافاً للقاشاني _ أو القاساني _ من الظاهرية وابن جرير الطبري، والصواب ما ذهب إليه الجمهور لمور:
أ - أنه لا يوجد ما يمنعه عقلاً ولا شرعاً.
ب - أنه قد حصل ووقع فعلاً وحصوله دليل حجيته وذكروا لهذا أمثلة كثيرة منها:
- الإجماع على تحريم بيع الطعام قبل القبض وقد ثبت بخبر آحاد وهو حديث ابن عمر في مسلم.
- الإجماع على توريث الجدة السدس وقد ثبت بخبر ىحاد وهو حديث المغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة عند أبي داود والترمذي وابن ماجه.
ج - ان خبر الآحاد لو سلم بانه ظني _ مع انه لا يسلم بذلك مطلقاً بل الأمر يعتمد على القرائن فقد يكون قطعياً وقد يكون ظنياص على حسب القرائن _ أقول لو سلم بذلك فهو ينتقل من الظنية إلى القطعية بحصول الإجماع عليه كما هو الحال لو اقترن به آية أو سنة متواترة فإنه يرتقي من الظنية إلى القطعية.
د - أن عموم أدلة الإجماع لم تفرق بين المتواتر والآحاد.
وأما اعتماد الإجماع على القياس فالجمهور على جوازه خلافا لابن جرير والظاهرية وقول الجمهور أرجح لعموم أدلة الإجماع ولوقوع ذلك فعلا ومما مثلوا به:
- أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على خلافة أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قياسا على تقديم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - له في الصلاة حال مرضه حتى روي عنهم أنهم قالوا: " رضيه رسول الله لديننا أفلا نرضاه لدنيانا " كما عند ابن سعد في الطبقات.
- أن الصحابة أجمعوا على قتال مانعي الزكاة قياساص على الصلاة حتى قال ابو بكر والله لا فرقت بين ما جمع الله قال الله: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة}.
- واجمعوا على تحريم شحم الخنزير قياساً على لحمه.
وأجمعوا في عهد عمر رضي الله عنه على حد شارب الخمر ثمانين جلدة قياسا على القذف وقد ثبت ذلك في صحيح مسلم أن الذي أشار بذلك وقاسه عبد الرحمن بن عوف 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وروي عند مالك في الموطأ والشافعي والحاكم البيهقي والدارقطني وعبد الرزاق في المصنف عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بإسناد فيه ضعف.
- وأجمعوا على توريث البنتين الثلثين قياساً على الأختين.
والأمثلة في هذا كثيرة.
إذا تبين ما سبق وهو أن الإجماع لا يكون إلا عن مستند وأنه هذا المستند قد يكون آية أو سنة متواترة أو خبر آحاد او قياس نقول:
أولاً: مسائل العقيدة والتوحيد والإيمان قد نقل فيها إجماعات كثيرة بل جل كتب العقيدة تذكر ذلك إما ضمناً عند كل مسألة او يصدرون عقائدهم بأن هذا ما أجمع عليه أهل السنة ثم يسردون مسائل العقيدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/442)
ثانياً: هذه الإجماعات تستند إلى أدلة من كتاب أو سنة أو أقوال الصحابة التي أجمعوا عليها صريحاً او غير صريح وهو المسمى بالإجماع السكوتي ويسميه ابن تيمية الإجماع الإقراري أو الاستقرائي، ولا يمكن أن يجمع أهل السنة على أمر من غير مستند فإذاً حصول الإجماع أساسا في هذا الباب بدون دليل غير وارد.
ثالثاً: كل الإجماعات المعتمد عليها في أبواب العقيدة هي إجماعات الصحابة رضي الله عنهم.
وأما ما يرد بعد ذلك من إجماعات أهل العلم في رد بعض البدع المستحدثة في عصرهم كرد بدعة خلق القرآن ونحوها بالإجماع فتكون أصول أقوال أهل السنة موروثة عن فهم الصحابة لنصوص القرآن والسنة.
بمعنى أن الصحابة رضي الله عنهم يجمعون على هذا المعتقد ضمناً وإن لم ينقل بنصه عنهم.
اما مايتعلق بمسألة الخلفاء الربعة رضي الله عنهم ففيها أمران:
الأمر الأول: ترتيبهم في الخلافة فهذا أمر مجمع عليه وهو من عقائد أهل السنة والجماعة
أما تقديم أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
فقال أبو عثمان الصابوني في عقيدته (ص 290 تحقيق الجديع): (ويثبت اهل الحديث خلافة أبي بكر بعد وفاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - باختيار الصحابة واتفاقهم عليه .. )
وقال ابن كثير: (وقد اتفق الصحابة رضي الله عنهم على بيعة الصديق في ذلك الوقت حتى علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما) البداية والنهاية (6/ 301)
روى الخطيب البغدادي في تاريخه (10/ 130) عن عبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ قوله: وأجمع المهاجرون والأنصار على خلافة أبي بكر قالوا له يا خليفة رسول الله ولم يسم أحد بعده خليفة .. )
وقال القرطبي: (وأجمعت الصحابة على تقديم الصديق بعد اختلاف وقع بين المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة) الجامع لأحكام القرآن (1/ 302)
وقال ابو الحسن الأشعري في الإبانة (ص 251): (ومما يدل على إمامة الصديق رضي الله عنه أن المسلمين جميعا بايعوه وانقادوا لإمامته)
وقد نقل الإجماع أيضا الجويني في الإرشاد (ص 361) وابن قدامة في اللمعة (ص 27) وشيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (3/ 269)
- واما تقديم عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - على عثمان وعلي رضي الله عنهما:
قال ابن سعد في الطبقات (3/ 200) في استخلاف أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لعمر وكتابته بذلك في خبر طويل: ( .. ثم أمره فخرج بالكتاب مختوما ومعه عمر بن الخطاب وأسيد بن سعيد القرظي فقال عثمان للناس أتبايعون لمن في هذا الكتاب فقالوا نعم وقال بعضهم قد علمنا به قال بن سعد علي القائل وهو عمر فأقروا بذلك جميعا ورضوا به وبايعوا ثم دعا أبو بكر عمر خاليا فأوصاه بما أوصاه به ثم خرج من عنده .. )
وقال شارح الطحاوية ابن ابي العز: (ونثبت الخلافة بعد أبي بكر رضي الله عنه لعمر رضي الله عنه وذلك بتفويض أبي بكر الخلافة إليه واتفاق الأمة بعده عليه) شرح الطحاوية (ص 476)
وقال النووي: (الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على اختيار أبي بكر وعلى تنفيذ عهده إلى عمر وعلى تنفيذ عهد عمر بالشورى ولم يخالف في شيء من هذا أحد .. ) شرح مسلم (12/ 206)
وقد نقل الإجماع أيضا: الملا علي القاري في الفقه الأكبر (ص 98) و الصابوني في عقيدته (ص 291)
واما تقديم عثمان على علي رضي الله عنهما:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال الإمام أحمد لم يجتمعوا على بيعة أحد ما أجتمعوا على بيعة عثمان) منهاج السنة (6/ 154)
وقال أبو الحسن الأشعري في الإبانة (ص 251): (ثبتت إمامة عثمان رضي الله عنه بعد عمر رضي الله عنه بعقد (1/ 258) من عقد له الإمامة من أصحاب الشورى الذين نص عليهم عمر رضي الله عنه فاختاروه ورضوا بإمامته وأجمعوا على فضله وعدله)
ونقل الإجماع الصابوني في عقيدته (ص 292) وابن تيمية في مناهج السنة (1/ 532) والنووي كما سبق في الإجماع على خلافة عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
وأما الإجماع على خلافة علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/443)
قال ابن سعد في الطبقات (3/ 31): (بويع لعلي بن أبي طالب رحمه الله بالمدينة الغد من يوم قتل عثمان بالخلافة بايعه طلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعمار بن ياسر وأسامة بن زيد وسهل بن حنيف وأبو أيوب الأنصاري ومحمد بن مسلمة وزيد بن ثابت وخزيمة بن ثابت وجميع من كان بالمدينة من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وغيرهم)
وقال أبو الحسن الأشعري: (وتثبت إمامة علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بعد عثمان رضي الله عنه لعقد من عقدها له من الصحابة رضي الله عنهم من أهل الحل والعقد ولأنه لم يدعها أحد من أهل الشورى غيره في وقته وقد اجتمع على فضله وعدله) الإبانة (ص 251)
وقال ابن تيمية: (واتفق أصحاب رسول الله على بيعة عثمان بعد عمر رضي الله عنهما وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم تصير ملكا وقال صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه آخر الخلفاء الراشدين المهديين
وقد اتفق عامة أهل السنة من العلماء والعباد والأمراء والأجناد على أن يقولوا أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم) مجموع الفتاوى (3/ 406) " الوصية الكبرى "
ونقل الإجماع أحمد كما في فضائل الصحابة (2/ 573) وأبو منصور البغدادي في كتاب أصول الدين (ص 286) والغزالي في الاقتصاد في الاعتقاد (ص 154)
وأما مسألة التفضيل فأجمعوا على تفضيل أبي بكر ثم عمر ثم اختلفوا:
1 - فقيل عثمان ثم نسكت وهو المشهور عن أحمد.
2 - وقيل عثمان ثم علي رضي الله عنهما ونقل عن أحمد أنه لا يرى بأسا ً بهذا، ولا يلزم من عدم تربيع أحمد به أنه يفضل أحداً من الصحابة عليه لكنه يقف عند حديث ابن عمر رضي الله عنهما: " كنا نخير بين الناس في زمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فنخير أبا بكر ثم عمر ثم عثمان رضي الله عنهم وهو في البخاري.
3 - وقيل علي ثم عثمان رضي الله عنهما وهو قول أهل الكوفة سفيان الثوري وغيره ورجع سفيان عن قوله آخراً، واستنكر هذا القول أحمد وقال هو قول سوء وقال هذا إزراء بالمهاجرين والأنصار وفي بعض الروايات قال هو أهل أن يبدع واختلفت الرواية عنه في تبديعه
4 - وقيل لا يفضل أحدهما على الآخر بل يتوقف وهو مذهب بعض اهل المدينة ورواية عن أحمد.
قال ابن تيمية _ رحمه الله _: (أما تفضيل أبي بكر ثم عمر علي عثمان وعلي فهذا متفق عليه بين أئمة المسلمين المشهورين بالإمامة في العلم والدين من الصحابة والتابعين وتابعيهم وهو مذهب مالك وأهل المدينة والليث بن سعد وأهل مصر والأوزاعي وأهل الشام وسفيان الثوري وأبي حنيفة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وأمثالهم من أهل العراق وهو مذهب الشافعي وأحمد وإسحق وأبي عبيد وغير هؤلاء أئمة الإسلام الذين لهم لسان صدق في الأمة.
وحكى مالك إجماع أهل المدينة على ذلك فقال: ما أدركت أحدا ممن اقتدي به يشك في تقديم أبي بكر وعمر وهذا مستفيض عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
وفي صحيح البخاري عن محمد بن الحنفية أنه قال لأبيه علي بن أبي طالب: با أبت من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: يا بني أو ما تعرف؟ قلت: لا قال: أبو بكر قلت: ثم من؟ قال عمر.
ويروي هذا عن علي بن أبي طالب من نحو ثمانين وجها وأنه كان يقول على منبر الكوفة بل قال: لا أوتي بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري فمن فضله على أبي بكر وعمر جلد بمقتضى قوله رضي الله عنه ثمانين سوطا.
وكان سفيان يقول من فضل عليا على أبي بكر فقد أزرى بالمهاجرين وما أرى أنه يصعد له إلى الله عمل وهو مقيم على ذلك.
وفي الترمذي وغيره روى هذا التفضيل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه قال:" يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/444)
وقد استفاض في الصحيحين وغيرهما عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من غير وجه من حديث أبي سعيد وابن عباس وجندب بن عبد الله بن الزبير وغيرهم أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله " يعني بنفسه
وفي الصحيح: أنه قال على المنبر: " إن أمن الناس علي في صحبته وذات يده أبو بكر ولو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله ألا لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر "
وهذا صريح في أنه لم يكن عنده من أهل الأرض من يستحق المخالة لو كانت ممكنة من المخلوقين إلا أبا بكر فعلم أنه لم يكن عنده أفضل منه ولا أحب إليه منه وكذلك في الصحيح أنه قال عمرو بن العاص: أي الناس أحب إليك؟ قال: " عائشة " قال: فمن الرجال؟ قال:" أبوها "
وكذلك في الصحيح: أنه قال لعائشة: " ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه الناس من بعدي " ثم قال: " يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " ... ) مجموع الفتاوى (4/ 421)
وقال ابن تيمية: (وأما عثمان وعلى فهذه دون تلك فإن هذه كان قد حصل فيها نزاع إن سفيان الثورى وطائفة من أهل الكوفة رجحوا عليا على عثمان ثم رجع عن ذلك سفيان وغيره وبعض أهل المدينة توقف فى عثمان وعلى وهى إحدى الروايتين عن مالك لكن الرواية الاخرى عنه تقديم عثمان على على كما هو مذهب سائر الأئمة كالشافعى وأبى حنيفة وأصحابه واحمد بن حنبل وأصحابه وغير هؤلاء من أئمة الإسلام
حتى ان هؤلاء تنازعوا فيمن يقدم عليا على عثمان هل يعد من أهل البدعة على قولين هما روايتان عن أحمد) مجموع الفتاوى (4 425 - 426)
قال الحافظ ابن حجر: (الإجماع انعقد بآخرة بين أهل السنة ان ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة رضي الله عنهم أجمعين) فتح الباري (7/ 34)
أخي الحبيب هذا الذي نقلته واله من جميل ما قرأت
ومن المعروف أن مسائل العقيدة أربع
غيبيات
أركان الإيمان والإسلام
المعلوم بالدين من الضرورة
التعامل مع أهل البدع ((الولاء والبراء))
فالاجماع دليل شرعي بلا شك .... فهل يستدل بالاجماع على أمر غيبي؟؟
ولو نقلت لنا شيئ في هذا أكثرنا لك الدعاء
والله الموفق
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[12 - 05 - 07, 09:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أولاً: تأصيل كون الإجماع دليل في جميع أبواب الشريعة:
1 - قال ابن تيمية رحمه الله: (إذا قلنا الكتاب والسنة والاجماع فمدلول الثلاثة واحد فان كل ما فى الكتاب فالرسول موافق له والأمة مجمعة عليه من حيث الجملة فليس فى المؤمنين الا من يوجب اتباع الكتاب وكذلك كل ما سنه الرسول فالقرآن يأمر باتباعه فيه والمؤمنون مجمعون على ذلك وكذلك كل ما أجمع عليه المسلمون فانه لا يكون الا حقا موافقا لما فى الكتاب والسنة لكن المسلمون يتلقون دينهم كله عن الرسول وأما الرسول فينزل عليه وحى القرآن ووحى آخر هو الحكمة كما قال ألا انى أوتيت الكتاب ومثله معه) مجموع الفتاوى (7/ 40)
2 - وقال: (كل ما أجمع عليه المسلمون فانه يكون منصوصا عن الرسول فالمخالف لهم مخالف للرسول كما أن المخالف للرسول مخالف لله ولكن هذا يقتضى ان كل ما أجمع عليه قد بينه الرسول وهذا هو الصواب) مجموع الفتاوى (19/ 194)
ثانيا: هذه بعض الإجماعات التي ينقلها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقط في أبواب العقيدة:
1 - وقال أيضاً: (ما أجمع عليه المسلمون من دينهم الذى يحتاجون اليه اضعاف أضعاف ما تنازعوا فيه فالمسلمون سنيهم وبدعيهم متفقون على وجوب الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ومتفقون على وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج ومتفقون على أن من أطاع الله ورسوله فانه يدخل الجنة ولا يعذب وعلى ان من لم يؤمن بأن محمدا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إليه فهو كافر وأمثال هذه الأمور التى هى اصول الدين وقواعد الإيمان التى اتفق عليها المنتسبون الى الإسلام والإيمان فتنازعهم بعد هذا فى بعض أحكام الوعيد أو بعض معانى بعض الأسماء أمر خفيف بالنسبة الى ما اتفقوا عليه مع ان المخالفين للحق البين من الكتاب والسنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/445)
هم عند جمهور الأمة معروفون بالبدعة مشهود عليهم بالضلالة ليس لهم فى الأمة لسان صدق ولا قبول عام كالخوارج والروافض والقدرية ونحوهم وإنما تنازع أهل العلم والسنة فى أمور دقيقة تخفى على أكثر الناس ولكن يجب رد ما تنازعوا فيه إلى الله ورسوله والرد الى الله ورسوله) مجموع الفتاوى (7/ 357)
3 - وقال: (وزعمت القدرية أن الله يخلق الخير وأن الشيطان يخلق الشر وزعموا أن الله تعالى يشاء مالا يكون ويكون مالا يشاء خلافا لما أجمع عليه المسلمون من أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن) بيان تلبيس الجهمية (1/ 420)
4 - وقال: (فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار مثل أن يسألهم غفران الذنب وهداية القلوب وتفريج الكروب وسد الفاقات فهو كافر بإجماع المسلمين) مجموع الفتاوى (1/ 124)
5 - وقال: (حينئذ فلفظ التوسل به يراد به معنيان صحيحان باتفاق المسلمين ويراد به معنى ثالث لم ترد به سنة فأما المعنيان الأولان الصحيحان باتفاق العلماء:
فأحدهما هو أصل الإيمان والإسلام وهو التوسل بالإيمان به وبطاعته
والثانى دعاؤه وشفاعته كما تقدم فهذان جائزان بإجماع المسلمين) مجموع الفتاوى (1/ 201)
6 - وقال: (وأما الذى يدعى النبوة وأنه يبيح الفاحشة اللوطية ويحرم النكاح وما ذكر من ذلك فهذا أمر أظهر من أن يقال عنه فإنه من الكافرين وأخبث المرتدين وقتل هذا ومن اتبعه واجب بإجماع المسلمين) مجموع الفتاوى (2/ 110)
7 - وقال: (ولو جاء إنسان إلى سرير الميت يدعوه من دون الله ويستغيث به كان هذا شركا محرما بإجماع المسلمين) مجموع الفتاوى (27/ 379)
8 - وقال في حق الرافضة: (والغالية يقتلون بإتفاق المسلمين وهم الذين يعتقدون الإلهية والنبوة فى على وغيره مثل النصيرية والإسماعيلية الذين يقال لهم بيت صاد وبيت سين ومن دخل فيهم من المعطلة الذين ينكرون وجود الصانع أو ينكرون القيامة أو ينكرون ظواهر الشريعة مثل الصلوات الخمس وصيام شهر رمضان وحج البيت الحرام ويتأولون ذلك على معرفة أسرارهم وكتمان أسرارهم وزيارة شيوخهم ويرون أن الخمر حلال لهم ونكاح ذوات المحارم حلال لهم.
فإن جميع هؤلاء الكفار اكفر من اليهود والنصارى فإن لم يظهر عن أحدهم ذلك كان من المنافقين الذين هم فى الدرك الأسفل من النار ومن أظهر ذلك كان أشد من الكافرين كفرا فلا يجوز أن يقر بين المسلمين لا بجزية ولا ذمة ولا يحل نكاح نسائهم ولا تؤكل ذبائحهم لأنهم مرتدون من شر المرتدين فإن كانوا طائفة ممتنعة وجب قتالهم كما يقاتل المرتدون كما قاتل الصديق والصحابة وأصحاب مسيلمة الكذاب وإذا كانوا فى قرى المسلمين فرقوا وأسكنوا بين المسلمين بعد التوبة والزموا بشرائع الإسلام التى تجب على المسلمين.
وليس هذا مختصا بغالية الرافضة بل من غلا فى أحد من المشايخ وقال أنه يرزقه أو يسقط عنه الصلاة أو أن شيخة أفضل من النبى أو أنه مستغن عن شريعة النبى وأن له إلى الله طريقا غير شريعة النبى أو أن أحدا من المشايخ يكون مع النبى كما كان الخضر مع موسى وكل هؤلاء كفار يجب قتالهم بإجماع المسلمين) مجموع الفتاوى (28/ 475)
9 - وقال: (قول القائل إن مسألة الإمامة أهم المطالب في أحكام الدين وأشرف مسائل المسلمين كذب بإجماع المسلمين سنيهم وشيعيهم بل هذا كفر) منهاج السنة (1/ 75)
10 - وقال: (إنهم متفقون على أن الأنبياء معصومون في تبليغ الرسالة ولا يجوز أن يستقر في شيء من الشريعة خطأ باتفاق المسلمين وكل ما يبلغونه عن الله عز وجل من الأمر والنهي يجب طاعته فيه باتفاق المسلمين وما أخبروا به وجب تصديقهم فيه بإجماع المسلمين) منهاج السنة (3/ 372)
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 11:43 م]ـ
الاجماع نوعان ظني وقطعي وبدهي أن الظني لا يعمل به في العقيدة.
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 03:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أولاً: تأصيل كون الإجماع دليل في جميع أبواب الشريعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/446)
1 - قال ابن تيمية رحمه الله: (إذا قلنا الكتاب والسنة والاجماع فمدلول الثلاثة واحد فان كل ما فى الكتاب فالرسول موافق له والأمة مجمعة عليه من حيث الجملة فليس فى المؤمنين الا من يوجب اتباع الكتاب وكذلك كل ما سنه الرسول فالقرآن يأمر باتباعه فيه والمؤمنون مجمعون على ذلك وكذلك كل ما أجمع عليه المسلمون فانه لا يكون الا حقا موافقا لما فى الكتاب والسنة لكن المسلمون يتلقون دينهم كله عن الرسول وأما الرسول فينزل عليه وحى القرآن ووحى آخر هو الحكمة كما قال ألا انى أوتيت الكتاب ومثله معه) مجموع الفتاوى (7/ 40)
2 - وقال: (كل ما أجمع عليه المسلمون فانه يكون منصوصا عن الرسول فالمخالف لهم مخالف للرسول كما أن المخالف للرسول مخالف لله ولكن هذا يقتضى ان كل ما أجمع عليه قد بينه الرسول وهذا هو الصواب) مجموع الفتاوى (19/ 194)
ثانيا: هذه بعض الإجماعات التي ينقلها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقط في أبواب العقيدة:
1 - وقال أيضاً: (ما أجمع عليه المسلمون من دينهم الذى يحتاجون اليه اضعاف أضعاف ما تنازعوا فيه فالمسلمون سنيهم وبدعيهم متفقون على وجوب الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ومتفقون على وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج ومتفقون على أن من أطاع الله ورسوله فانه يدخل الجنة ولا يعذب وعلى ان من لم يؤمن بأن محمدا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إليه فهو كافر وأمثال هذه الأمور التى هى اصول الدين وقواعد الإيمان التى اتفق عليها المنتسبون الى الإسلام والإيمان فتنازعهم بعد هذا فى بعض أحكام الوعيد أو بعض معانى بعض الأسماء أمر خفيف بالنسبة الى ما اتفقوا عليه مع ان المخالفين للحق البين من الكتاب والسنة هم عند جمهور الأمة معروفون بالبدعة مشهود عليهم بالضلالة ليس لهم فى الأمة لسان صدق ولا قبول عام كالخوارج والروافض والقدرية ونحوهم وإنما تنازع أهل العلم والسنة فى أمور دقيقة تخفى على أكثر الناس ولكن يجب رد ما تنازعوا فيه إلى الله ورسوله والرد الى الله ورسوله) مجموع الفتاوى (7/ 357)
3 - وقال: (وزعمت القدرية أن الله يخلق الخير وأن الشيطان يخلق الشر وزعموا أن الله تعالى يشاء مالا يكون ويكون مالا يشاء خلافا لما أجمع عليه المسلمون من أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن) بيان تلبيس الجهمية (1/ 420)
4 - وقال: (فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار مثل أن يسألهم غفران الذنب وهداية القلوب وتفريج الكروب وسد الفاقات فهو كافر بإجماع المسلمين) مجموع الفتاوى (1/ 124)
5 - وقال: (حينئذ فلفظ التوسل به يراد به معنيان صحيحان باتفاق المسلمين ويراد به معنى ثالث لم ترد به سنة فأما المعنيان الأولان الصحيحان باتفاق العلماء:
فأحدهما هو أصل الإيمان والإسلام وهو التوسل بالإيمان به وبطاعته
والثانى دعاؤه وشفاعته كما تقدم فهذان جائزان بإجماع المسلمين) مجموع الفتاوى (1/ 201)
6 - وقال: (وأما الذى يدعى النبوة وأنه يبيح الفاحشة اللوطية ويحرم النكاح وما ذكر من ذلك فهذا أمر أظهر من أن يقال عنه فإنه من الكافرين وأخبث المرتدين وقتل هذا ومن اتبعه واجب بإجماع المسلمين) مجموع الفتاوى (2/ 110)
7 - وقال: (ولو جاء إنسان إلى سرير الميت يدعوه من دون الله ويستغيث به كان هذا شركا محرما بإجماع المسلمين) مجموع الفتاوى (27/ 379)
8 - وقال في حق الرافضة: (والغالية يقتلون بإتفاق المسلمين وهم الذين يعتقدون الإلهية والنبوة فى على وغيره مثل النصيرية والإسماعيلية الذين يقال لهم بيت صاد وبيت سين ومن دخل فيهم من المعطلة الذين ينكرون وجود الصانع أو ينكرون القيامة أو ينكرون ظواهر الشريعة مثل الصلوات الخمس وصيام شهر رمضان وحج البيت الحرام ويتأولون ذلك على معرفة أسرارهم وكتمان أسرارهم وزيارة شيوخهم ويرون أن الخمر حلال لهم ونكاح ذوات المحارم حلال لهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/447)
فإن جميع هؤلاء الكفار اكفر من اليهود والنصارى فإن لم يظهر عن أحدهم ذلك كان من المنافقين الذين هم فى الدرك الأسفل من النار ومن أظهر ذلك كان أشد من الكافرين كفرا فلا يجوز أن يقر بين المسلمين لا بجزية ولا ذمة ولا يحل نكاح نسائهم ولا تؤكل ذبائحهم لأنهم مرتدون من شر المرتدين فإن كانوا طائفة ممتنعة وجب قتالهم كما يقاتل المرتدون كما قاتل الصديق والصحابة وأصحاب مسيلمة الكذاب وإذا كانوا فى قرى المسلمين فرقوا وأسكنوا بين المسلمين بعد التوبة والزموا بشرائع الإسلام التى تجب على المسلمين.
وليس هذا مختصا بغالية الرافضة بل من غلا فى أحد من المشايخ وقال أنه يرزقه أو يسقط عنه الصلاة أو أن شيخة أفضل من النبى أو أنه مستغن عن شريعة النبى وأن له إلى الله طريقا غير شريعة النبى أو أن أحدا من المشايخ يكون مع النبى كما كان الخضر مع موسى وكل هؤلاء كفار يجب قتالهم بإجماع المسلمين) مجموع الفتاوى (28/ 475)
9 - وقال: (قول القائل إن مسألة الإمامة أهم المطالب في أحكام الدين وأشرف مسائل المسلمين كذب بإجماع المسلمين سنيهم وشيعيهم بل هذا كفر) منهاج السنة (1/ 75)
10 - وقال: (إنهم متفقون على أن الأنبياء معصومون في تبليغ الرسالة ولا يجوز أن يستقر في شيء من الشريعة خطأ باتفاق المسلمين وكل ما يبلغونه عن الله عز وجل من الأمر والنهي يجب طاعته فيه باتفاق المسلمين وما أخبروا به وجب تصديقهم فيه بإجماع المسلمين) منهاج السنة (3/ 372)
أخي الغالي ما زلت موفقا ... وما زلنا نستفيد منكم
أخي الفاضل الحبيب
الذي يظهر لعلمي القاصر أن كل ما ذكرت من نقولات على الاجماع لايقوم بنفسه
ولعل المثال يوضح المقال
فلو قلت
رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة ((وهي من الغيبيات)) ثابتة في الوحي وأجمع عليه اهل السنة
الحق أن الاستدلال بالوحي عليه المدار ثم الاستئناس بأنه قول أئمة الدين
ولذلك أطلب منك أن تأتيني بإجماع على مسألة غيبية لا دليل عليه
وإنما أقول الإجماع لا يحتج به على الغيبيات من العقيدة لأن الاجتهاد مداره على العقل
وتعلم أن معني غيب ((وهي من مسائل العقيدة)) أي غيبها الله عن العقل فكيف يكون اجتهاد بالعقل
نعم من مسائل العقيدة ماليس بغيب وهذا ليس محل الكلام
إنما كلامي عن الغيبيات أيها الفاضل
وعلى هذا ... نقول هل يوجد إجماع عند أهل السنة يقوم بنفسه من غير دليل من الوحي أصلي ... ويثبت هذا الاجماع مسألة من مسائل العقيدة الغيبية؟؟
أسأل الله التوفيق لي ولك
والله اعلم
جزيت خيرا
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[13 - 05 - 07, 07:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم ذكرتُ سابقاً أنه لا يقوم إجماع إلا بدليل إلا قولا شاذ لا يلتفت إليه، وعليه فحصول الإجماع أصلا بدون دليل لا يقع عند عامة أهل العلم وهذا الإجماع إذا استند إلى نص فإما ان يكون النص ظاهراً في دلالته على الحكم او خفياً.
أولا ً: تقرير رجوع الإجماعات جميعاً إلى النصوص سواء كانت ظاهرة أو خفية وسواء كان متواتراً أو آحاداً:
قال ابن تيمية رحمه الله: (ما من حكم اجتمعت الأمة عليه إلا وقد دل عليه النص فالإجماع دليل على نص موجود معلوم عند الأئمة ليس مما درس علمه والناس قد اختلفوا في جواز الإجماع عن اجتهاد ونحن نجوز أن يكون بعض المجمعين قال عن اجتهاد لكن لا يكون النص خافيا على جميع المجتهدين وما من حكم يعلم أن فيه إجماعا إلا وفي الأمة من يعلم أن فيه نصا وحينئذ فالإجماع دليل على النص.
ولهذا قال تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى} فعلق الوعيد بمشاقة الرسول واتباع غير سبيل المؤمنين مع العلم بأن مجرد مشاقة الرسول توجد الوعيد ولكن هما متلازمان فلهذا علقه بهما كما كما يعلقه بمعصية الله ورسوله وهما متلازمان أيضا) منهاج السنة النبوية (8/ 344)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/448)
وقال أيضاً: (وخبر الواحد المتلقى بالقبول يوجب العلم عند جمهور العلماء من أصحاب أبى حنيفة ومالك والشافعى وأحمد وهو قول أكثر أصحاب الأشعرى كالأسفرائينى وإبن فورك فإنه وإن كان فى نفسه لا يفيد إلا الظن لكن لما إقترن به جماع أهل العلم بالحديث على تلقيه بالتصديق كان بمنزلة إجماع أهل العلم بالفقه على حكم مستندين فى ذلك إلى ظاهر أو قياس أو خبر واحد فإن ذلك الحكم يصير قطعيا عند الجمهور وأن كان بدون الإجماع ليس بقطعى لأن الإجماع معصوم فأهل العلم بالأحكام الشرعية لا يجمعون على تحليل حرام ولا تحريم حلال كذلك أهل العلم بالحديث لا يجمعون على التصديق بكذب ولا التكذيب بصدق وتارة يكون علم أحدهم لقرائن تحتف بالأخبار لهم العلم ومن علم ما علموه حصل له من العلم ما حصل لهم) مجموع الفتاوى (18/ 41)
وقال أيضا: (وأما مخالفة هؤلاء لنصوص الكتاب والسنة وما استفاض عن سلف الأمة فهذا أظهر وأشهر من أن يخفى على عالم ولهذا أسسوا دينهم على أن باب التوحيد والصفات لا يتبع فيه ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع وإنما يتبع فيه ما رأوه بقياس عقولهم وأما نصوص الكتاب والسنة فإما أن يتأولوها وإما أن نفوضوها وإما أن يقولوا مقصود الرسول أن يخيل إلى الجمهور اعتقادا ينتفعون به في الدنيا وإن كان كذبا وباطلا كما يقول ذلك من يقوله من المتفلسفة وأتباعهم وحقيقة قولهم أن الرسل كذبت فيما أخبرت به عن الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر لأجل ما رآوه من مصلحة الجمهور في الدنيا) منهاج السنة النبوية (2/ 109)
ثانياً: نماذج لمسائل العقيدة الغيبية التي أجمع عليها:
1 - قال ابن تيمية: (وكذلك التمثيل منفى بالنص والإجماع القديم مع دلالة العقل على نفيه ونفى التكييف إذ كنه البارى غير معلوم للبشر) مجموع الفتاوى (3/ 196)
2 - وقال: (ثبت عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة أنه قال اتفق الفقهاء كلهم من الشرق والغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في صفة الرب عز وجل من غير تفسير ولا صف ولا تشبيه فمن فسر شيئا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي وفارق الجماعة فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا ولكن آمنوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة انتهى
فانظر رحمك الله إلى هذا الإمام كيف حكى الإجماع في هذه المسألة ولا خير فيما خرج عن إجماعهم) مجموع الفتاوى (4/ 5)
3 - وقال: (كما أن أسماءه و صفاته متنوعة فهي أيضا متفاضلة كما دل على ذلك الكتاب و السنة و الإجماع مع العقل) مجموع الفتاوى (17/ 212)
4 - وقال: (معلوم أن الإجماع على تنزيه الله تعالى عن صفات النقص متناول لتنزيهه عن كل نقص من صفاته الفعلية وغير الفعلية) درء تعارض العقل والنقل (2/ 226)
وينظر الإجماعات التي ذكرها أبو الحسن الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر (ص 209 - 312) فقد ذكر (51) إجماعاً في أبواب العقيدة ومنها (فيما يخص الغيبيات) قوله:
1 - (وأجمعوا على أنه عز وجل يجيء يوم القيامة والملك صفا صفا لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها فيغفر لمن يشاء من المذنبين ويعذب منهم من يشاء .. ) ص (227)
2 - ( ........ وأنه عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا .. ) ص 229) ونقل الإجماع على النزول ايضا أبو عبد الله محمد بن خفيف نقله عنه ابن تيمية في الحموية (ص 46)
3 - (أجمعوا على أن المؤمنين يرون الله عز وجل يوم القيامة بأعين وجوههم على ما أخبر به تعالى في قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ... ) (ص 237) وقال ابن ابي شامة في ضوء الساري: (أطبق أهل السنة على أن الله تعالى يرى بالأبصار في الدار الاخرة) وقال البغدادي: (أجمع أهل السنة على أن الله تعالى يكون مرئيا للمؤمنين في الآخرة) الفرق بين الفرق (ص 335) وقال ابن القيم: (اتفق عليها الأنبياء والمرسلون وجميع الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام على تتابع القرون) حتدي الأرواح (ص 196)
4 - (وأجمعوا على أن عذاب القبر حق وأن الناس يفتنون في قبورهم بعد أن يحييون فيها ... ) (ص 279) وقال ابن القيم في إثبات عذاب القبر: (وهذا كما أنه مقتضى السنة الصحيحة فهو متفق عليه بين أهل السنة) الروح (ص 57)
5 - ( .. وعلى أنه ينفخ في الصور قبل يوم القيامة ويصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ... ) (ص 281)
6 - (وعلى أن الله تعالى يعيدهم كما بدأهم حفاة عراة عزلا ... ) (ص 281) وقال ابن حزم: (اتفق جميع أهل القبلة على تنابذ فرقهم على القول بالبعث في القيامة .. ) الفصل (4/ 79)
7 - ( .... وأن الله تعالى ينصب الموازين لوزن أعمال العباد فمن ثقلت موازينه أفلح ومن خفت موازينه خاب وخسر وأن كفة السيئات تهوي إلى جهنم وأن كفة الحسنات تهوي عند زيادتها إلى الجنة) (ص 283) وقد نقل الإجماع على إثبات الميزان الزجاج كما في فتح الباري (13/ 538) والسفاريني في لوامع الأنوار (2/ 184)
والأمثلة في حصول الإجماع في مسائل العقيدة الغيبية كثيرة لعل فيما ذكرته كفاية والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/449)
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 08:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم ذكرتُ سابقاً أنه لا يقوم إجماع إلا بدليل إلا قولا شاذ لا يلتفت إليه، وعليه فحصول الإجماع أصلا بدون دليل لا يقع عند عامة أهل العلم وهذا الإجماع إذا استند إلى نص فإما ان يكون النص ظاهراً في دلالته على الحكم او خفياً.
أولا ً: تقرير رجوع الإجماعات جميعاً إلى النصوص سواء كانت ظاهرة أو خفية وسواء كان متواتراً أو آحاداً:
قال ابن تيمية رحمه الله: (ما من حكم اجتمعت الأمة عليه إلا وقد دل عليه النص فالإجماع دليل على نص موجود معلوم عند الأئمة ليس مما درس علمه والناس قد اختلفوا في جواز الإجماع عن اجتهاد ونحن نجوز أن يكون بعض المجمعين قال عن اجتهاد لكن لا يكون النص خافيا على جميع المجتهدين وما من حكم يعلم أن فيه إجماعا إلا وفي الأمة من يعلم أن فيه نصا وحينئذ فالإجماع دليل على النص.
ولهذا قال تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى} فعلق الوعيد بمشاقة الرسول واتباع غير سبيل المؤمنين مع العلم بأن مجرد مشاقة الرسول توجد الوعيد ولكن هما متلازمان فلهذا علقه بهما كما كما يعلقه بمعصية الله ورسوله وهما متلازمان أيضا) منهاج السنة النبوية (8/ 344)
وقال أيضاً: (وخبر الواحد المتلقى بالقبول يوجب العلم عند جمهور العلماء من أصحاب أبى حنيفة ومالك والشافعى وأحمد وهو قول أكثر أصحاب الأشعرى كالأسفرائينى وإبن فورك فإنه وإن كان فى نفسه لا يفيد إلا الظن لكن لما إقترن به جماع أهل العلم بالحديث على تلقيه بالتصديق كان بمنزلة إجماع أهل العلم بالفقه على حكم مستندين فى ذلك إلى ظاهر أو قياس أو خبر واحد فإن ذلك الحكم يصير قطعيا عند الجمهور وأن كان بدون الإجماع ليس بقطعى لأن الإجماع معصوم فأهل العلم بالأحكام الشرعية لا يجمعون على تحليل حرام ولا تحريم حلال كذلك أهل العلم بالحديث لا يجمعون على التصديق بكذب ولا التكذيب بصدق وتارة يكون علم أحدهم لقرائن تحتف بالأخبار لهم العلم ومن علم ما علموه حصل له من العلم ما حصل لهم) مجموع الفتاوى (18/ 41)
وقال أيضا: (وأما مخالفة هؤلاء لنصوص الكتاب والسنة وما استفاض عن سلف الأمة فهذا أظهر وأشهر من أن يخفى على عالم ولهذا أسسوا دينهم على أن باب التوحيد والصفات لا يتبع فيه ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع وإنما يتبع فيه ما رأوه بقياس عقولهم وأما نصوص الكتاب والسنة فإما أن يتأولوها وإما أن نفوضوها وإما أن يقولوا مقصود الرسول أن يخيل إلى الجمهور اعتقادا ينتفعون به في الدنيا وإن كان كذبا وباطلا كما يقول ذلك من يقوله من المتفلسفة وأتباعهم وحقيقة قولهم أن الرسل كذبت فيما أخبرت به عن الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر لأجل ما رآوه من مصلحة الجمهور في الدنيا) منهاج السنة النبوية (2/ 109)
ثانياً: نماذج لمسائل العقيدة الغيبية التي أجمع عليها:
1 - قال ابن تيمية: (وكذلك التمثيل منفى بالنص والإجماع القديم مع دلالة العقل على نفيه ونفى التكييف إذ كنه البارى غير معلوم للبشر) مجموع الفتاوى (3/ 196)
2 - وقال: (ثبت عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة أنه قال اتفق الفقهاء كلهم من الشرق والغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في صفة الرب عز وجل من غير تفسير ولا صف ولا تشبيه فمن فسر شيئا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي وفارق الجماعة فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا ولكن آمنوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة انتهى
فانظر رحمك الله إلى هذا الإمام كيف حكى الإجماع في هذه المسألة ولا خير فيما خرج عن إجماعهم) مجموع الفتاوى (4/ 5)
3 - وقال: (كما أن أسماءه و صفاته متنوعة فهي أيضا متفاضلة كما دل على ذلك الكتاب و السنة و الإجماع مع العقل) مجموع الفتاوى (17/ 212)
4 - وقال: (معلوم أن الإجماع على تنزيه الله تعالى عن صفات النقص متناول لتنزيهه عن كل نقص من صفاته الفعلية وغير الفعلية) درء تعارض العقل والنقل (2/ 226)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/450)
وينظر الإجماعات التي ذكرها أبو الحسن الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر (ص 209 - 312) فقد ذكر (51) إجماعاً في أبواب العقيدة ومنها (فيما يخص الغيبيات) قوله:
1 - (وأجمعوا على أنه عز وجل يجيء يوم القيامة والملك صفا صفا لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها فيغفر لمن يشاء من المذنبين ويعذب منهم من يشاء .. ) ص (227)
2 - ( ........ وأنه عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا .. ) ص 229) ونقل الإجماع على النزول ايضا أبو عبد الله محمد بن خفيف نقله عنه ابن تيمية في الحموية (ص 46)
3 - (أجمعوا على أن المؤمنين يرون الله عز وجل يوم القيامة بأعين وجوههم على ما أخبر به تعالى في قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ... ) (ص 237) وقال ابن ابي شامة في ضوء الساري: (أطبق أهل السنة على أن الله تعالى يرى بالأبصار في الدار الاخرة) وقال البغدادي: (أجمع أهل السنة على أن الله تعالى يكون مرئيا للمؤمنين في الآخرة) الفرق بين الفرق (ص 335) وقال ابن القيم: (اتفق عليها الأنبياء والمرسلون وجميع الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام على تتابع القرون) حتدي الأرواح (ص 196)
4 - (وأجمعوا على أن عذاب القبر حق وأن الناس يفتنون في قبورهم بعد أن يحييون فيها ... ) (ص 279) وقال ابن القيم في إثبات عذاب القبر: (وهذا كما أنه مقتضى السنة الصحيحة فهو متفق عليه بين أهل السنة) الروح (ص 57)
5 - ( .. وعلى أنه ينفخ في الصور قبل يوم القيامة ويصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ... ) (ص 281)
6 - (وعلى أن الله تعالى يعيدهم كما بدأهم حفاة عراة عزلا ... ) (ص 281) وقال ابن حزم: (اتفق جميع أهل القبلة على تنابذ فرقهم على القول بالبعث في القيامة .. ) الفصل (4/ 79)
7 - ( .... وأن الله تعالى ينصب الموازين لوزن أعمال العباد فمن ثقلت موازينه أفلح ومن خفت موازينه خاب وخسر وأن كفة السيئات تهوي إلى جهنم وأن كفة الحسنات تهوي عند زيادتها إلى الجنة) (ص 283) وقد نقل الإجماع على إثبات الميزان الزجاج كما في فتح الباري (13/ 538) والسفاريني في لوامع الأنوار (2/ 184)
والأمثلة في حصول الإجماع في مسائل العقيدة الغيبية كثيرة لعل فيما ذكرته كفاية والله أعلم
أخي الحبيب ... ما زلت موفقا وما زلنا نستفيد
الذي أراه ... والذي يظهر أنه لا خلاف بيننا إلا إذا أثبت غير ذلك
أن الإجماع أصله اجتماع علماء الأمة على رأي بعد زمن النبي بعد استفراغ عقولهم وجهدهم
وكثيرا من الاحكام الشرعية لا نص فيها ... إنما هو الإجماع
ولا نشك بقبولها لأن أمة محمد لا تجتمع على ضلالة
المراد أن هذا المسلك من الإجماع لا أرى أنه يدخل في العقيدة ((وقد لايوجد من حيث التطبيق)) إنما أقرر الآن
وكل ما نقلته في باب الغيبات أيها الموفق الكريم
هو من قبيل حشد الأدلة على الاثبات
فلو سئلتني انت هل الله مستو لى عرشه
أقول نعم والدليل قول الله ((وهو الأصل)) واجماع اهل السنة ((وهو ليس مستقلا في الاستدلال))
وكل ما ذكرته لا يخالف والله من وراء القصد
والله اعلم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[13 - 05 - 07, 09:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم لا إشكال فيما تقوله وقد ذكرت هذا في بداية كلامي على المسألة وكررته بعد ذلك، وهو أنه لا إجماع بدون مستند فإذا كانت الفروع الدقيقة العملية في الفروع لا يجمع عليها إلا بمستند، وغالباً يكون المستند النص فكيف بمسائل العقيدة ويستوي في هذا الغيبيات وغيرها.
ويبعد حصول الإجماع في مسائل العقيدة بدون دليل لأمرين:
الأمر الأول: أن يبعد عقلاً ان تجمع الأمة بدون دليل وأمارة إذا كانوا يختلفون مع وجود الأدلة الكثيرة بسبب اختلافهم عقولهم وفهومهم، واختلافهم في الأخذ بالنصوص شدة وتساهلا، واختلافهم في أصولهم في فهم الأدلة فما بالك بمسألة لا نص فيها كيف سيكون خلافهم فلا شك أنه يبعد عقلاً حصول الإجماع في مثل ذلك بل الخلاف في مسائل العقيدة التي لا يريد فيها دليل يكون أعظم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/451)
الأمر الثاني: أن مسائل العقيدة تقع في المرتبة الأولى في الشرع، ومثل هذه المسائل لا يغفلها الشرع فلا بد أن ينص عليها؛ فإذا كان الشرع نص على دقائق المسائل في الفروع فما بالك بمهمات ومسائل العقيدة.
فالمقصود _ كما قلتَ أخي الكريم _ أن الإجماع في مسائل العقيدة لا يستقل بمعنى أنه لا يقع بدون دليل.
والله أعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - 05 - 07, 10:40 م]ـ
أخي الغالي ما زلت موفقا ... وما زلنا نستفيد منكم
أخي الفاضل الحبيب
الذي يظهر لعلمي القاصر أن كل ما ذكرت من نقولات على الاجماع لايقوم بنفسه
ولعل المثال يوضح المقال
فلو قلت
رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة ((وهي من الغيبيات)) ثابتة في الوحي وأجمع عليه اهل السنة
الحق أن الاستدلال بالوحي عليه المدار ثم الاستئناس بأنه قول أئمة الدين
ولذلك أطلب منك أن تأتيني بإجماع على مسألة غيبية لا دليل عليه
وإنما أقول الإجماع لا يحتج به على الغيبيات من العقيدة لأن الاجتهاد مداره على العقل
وتعلم أن معني غيب ((وهي من مسائل العقيدة)) أي غيبها الله عن العقل فكيف يكون اجتهاد بالعقل
نعم من مسائل العقيدة ماليس بغيب وهذا ليس محل الكلام
إنما كلامي عن الغيبيات أيها الفاضل
وعلى هذا ... نقول هل يوجد إجماع عند أهل السنة يقوم بنفسه من غير دليل من الوحي أصلي ... ويثبت هذا الاجماع مسألة من مسائل العقيدة الغيبية؟؟
أسأل الله التوفيق لي ولك
والله اعلم
جزيت خيرا
الإجماع حجة بمفرده في العقيدة والعمل، في الحسيات والغيبيات.
وحجية الإجماع لا تنبني على كونه من نتاج العقل والاجتهاد،
وإنما لكونه قول الأمة بأسرها - وهي بلا شك: أمة وسط معصومة.
ولأنه دليل على النص - كما بينه شيخ الإسلام - والنص حجة بلا ريب.
فتلك العقول والاجتهادات غير معصومة أفرادها. وإنما المعصوم اجتماعها على كلمة واحدة.
وهذا مثل الأخبار المتواترة - أفرادها آحاد، ومجموعها حجة قطعية، صحتها لا تدفع ولا تنازع.
ومعرفة هذا الأصل تظهر فائدتها عند غياب النص عنا - للجهل أو الذهول أو فقدان سند صحيح له.
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 07:12 م]ـ
الاجماع على درجات، والاجماع المفيد للقطع المنقول بالتواتر يؤخذ به في الاعتقاد بخلاف الاجماع الظني كالاجماع السكوتي.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 12:58 ص]ـ
فلو سئلتني انت هل الله مستو لى عرشه
أقول نعم
الظاهر أنه قد سقط حرف العين من قول: (مستو لى عرشه) والمقصود (مستو على عرشه)
فيُرجى تصحيح هذا منعا للالتباس مشكورا لكم مقدما
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 12:59 ص]ـ
الإجماع حجة بمفرده في العقيدة والعمل، في الحسيات والغيبيات.
وحجية الإجماع لا تنبني على كونه من نتاج العقل والاجتهاد،
وإنما لكونه قول الأمة بأسرها - وهي بلا شك: أمة وسط معصومة.
ولأنه دليل على النص - كما بينه شيخ الإسلام - والنص حجة بلا ريب.
فتلك العقول والاجتهادات غير معصومة أفرادها. وإنما المعصوم اجتماعها على كلمة واحدة.
وهذا مثل الأخبار المتواترة - أفرادها آحاد، ومجموعها حجة قطعية، صحتها لا تدفع ولا تنازع.
ومعرفة هذا الأصل تظهر فائدتها عند غياب النص عنا - للجهل أو الذهول أو فقدان سند صحيح له.
أخي الفاضل لا نشك أن العلماء حينما يجمعوا يستجلون بأدلة شرعية
السؤال هل كل إجماع يعني أن الكل استدل بدليل شرعي .. ؟؟
أم أن الاجماع قد يكون بدليل شرعي وأدلة عقلية على اختلاف المجمعين من العلماء؟؟
ثم طلب بسيط أخي الفاضل الحبيب
أريد إجماع واحد مستقل بنفسه ... في العقيدة طبعا؟؟
ومعلوم أن إجماعات العلماء قد تكون مستقلة بمعنى أنها من غير استناد لدليل
مثاله انعقاد الإجماع أن نجاسة الماء تكون بتغير إحدى أوصافه الثلاث المعروفة ,,, ومعلوم أن ماجاء في ذلك من الحيث ضعيف
فصار هذا الاجتماع مستقل بذاته
ولو فرضنا أن المجمعين استدلوا بدليل على إجماعهم ... فإجماعهم صحيح ولكن الأصل هو النص والدليل ... وهذا معلوم
أعيد فأقول أريد إجماع مستقل بنفسه في العقيدة؟؟
وليعلم الأخوة أني لم أتكلم من اجتهاد شخصي ... إنما هذا قول كثير من مشايخنا في الكويت أو المملكة أو غير ذلك
ولذلك نص الإمام أحمد أنه ليس في العقيدة قياس ولا اجتهاد ... وللكلام بقية إن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/452)
والله أعلم
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 01:10 ص]ـ
الظاهر أنه قد سقط حرف العين من قول: (مستو لى عرشه) والمقصود (مستو على عرشه)
فيُرجى تصحيح هذا منعا للالتباس مشكورا لكم مقدما
صدقت يالغالي
مشكوور
جزيت خيرا
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[16 - 05 - 07, 03:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم بلال وفقك الله:
لا يمكن أن يقع الإجماع لا في مسائل العقيدة ولا في مسائل الأحكام إلا مستنداً إلى دليل علمه من علمه وجهله من جهله لكن هذا المستند قد يكون نصاً ظاهراً وقد يكون خفياً وكون كل إجماع لا بد أن يستند إلى دليل يؤيده أمران:
الأول: انه يبعد عقلاً حصول إجماع جميع المجتهدين على حكم بدون دليل وقد سبق ذكر ذلك.
الثاني: أنه لم يقع ذلك فلا توجد مسألة علمية أو عملية أجمع عليها إلا ولهذا الإجماع دليل يستند إليه لكن المرء يحتاج إلى بحث ونظر في كتب أهل العلم ليجد مستند الإجماع.
وما ذكرته أخي من مسألة الإجماع على الماء المتغير بالنجاسة وأن الإجماع مستقل بذاته ليس بصحيح _ أخي الفاضل _ ويظهر ذلك بالرجوع إلى كتب المذاهب:
فمثلاً:
الحنفية يحتجون بالحديث المذكور الذي ورد فيه الاستثناء ويرون صحة الاحتجاج به.
والمالكية لهم طريقان:
1 – الحديث الضعيف المذكور: البيان والتحصيل (1/ 4) المنتقى (1/ 56)
2 – الرجوع إلى ظاهر القرآن في مسمى الماء فما خرج منه فلا يدخل تحت مسمى الماء ثم بعد ذلك يفصلون في المخالط له من نجس أو طاهر. (وسيأتي بيان ذلك في كلام أبي عبيد)
وأما الشافعية فلهم أيضا في مستند ذلك طريقان:
1 - حديث القلتين وهذا مستند الشافعي وأكثر أصحابه.
2 – وبعضهم اعتمد الحديث الضعيف كما صنع الشيرازي في المهذب.
وأما الحنابلة فلهم أيضاً طريقان:
1 - ما ذكره احمد رحمه الله:
قال ابن تيمية رحمه الله: (لما سئل _ أي الإمام أحمد _ عن الماء إذا وقعت فيه نجاسة فغيرت طعمه أو لونه بأي شيء ينجس والحديث المروي في ذلك وهو قوله الماء طهور لا ينجسه شيء إلا ما غير لونه أو طعمه أو ريحه ضعيف، فأجاب بأن الله حرم الميتة والدم ولحم الخنزير فإذا ظهر في الماء طعم الدم او الميتة أو لحم الخنزير كان المستعمل لذلك مستعملا لهذه الخبائث ولو كان القياس عنده التحريم مطلقا لم يخص صورة التحريم باستعمال النجاسة) مجموع الفتاوى (21/ 501)
-وقال ابن قدامة: (وقال حرب بن إسماعيل سئل أحمد عن الماء اذا تغير طعمه وريحه؟ قال لا يتوضأ به ولا يشرب وليس فيه حديث ولكن الله تعالى حرم الميتة فاذا صارت الميتة في الماء فتغير طعمه أو ريحه فذلك طعم الميتة وريحها فلا يحل له وذلك أمر ظاهر) المغني (1/ 52)
2 – حديث القلتين وهو رواية عن أحمد وقد احتج به.
وأخيراً:
قال أبو عبيد رحمه الله: (قد أكثر العلماء الكلام في الماء قديماً وحديثاً فقال ناس من اهل الأثر بالقول الأول في الرخصة .... ) ثم ساق أقوال العلماء في الماء القليل والكثير ثم قال:
( ... ولكن الذي نختاره ونرى العمل به الحديث الذي فيه التوقيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القلتان او الثلاث ... ) إلى أن قال:
(وإلى هذا انتهى قولنا في الماء تمسكاً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واقتصاصاً لأثره فإذا بلغ الماء قلتين أو ثلاثاً فهو الذي لا ينجسه شيء ولا يزال طاهراً ما لم يصر مغلوباً برائحة الأنجاس أو طعمها فإذا صار إلى ذلك كان حينئذ قد زايله اسم الماء الذي اشترطه الله عز وجل في تنزيله حين قال: (فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً) وقد سمعنا في الطعم والريح حديثاً موضوعاً ... ) ثم ساق الحديث المذكور ثم قال: (. .. غير أنه ليس مما يحتج به أهل الحديث إنما الحجة فيه ما أعلمتك من التأويل ومن اسم الماء فهذا حكم مبلغ القلتين والثلاث ... ) الطهور (ص 131 – 135)
وحديث القلتين المذكور قد احتج به وصححه وعمل به كثير من أهل العلم كالشافعي وأحمد وأبي عبيد القاسم بن سلام وإسحاق بن راهويه وأبي ثور وابن خزيمة وابن حبان وابن حزم والنووي وابن دقيق العيد وعبد الحق الشبيلي والرافعي وابن الملقن والخطابي وغيرهم وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (أكثر أهل العلم بالحديث على أنه حديث حسن يحتج به)
والمقصود أخي أن هذا الحديث هو أحد الأدلة التي يستند إليها الإجماع المذكور.
والإجماع المذكور الذي ذكرته أخي نقله الشافعي والبيهقي وابن المنذر وابن هبيرة رحمهم الله.
ثم يبقى سؤال لو كان الإجماع هو الحجة فماذا كان يصنع المسلمون قبل نقل الإجماع وعلى ماذا كانوا يستندون.
فإن قيل: الإجماع حصل من الصحابة أجيب بجوابين:
الأول: أن الإجماع استند إلى عمل الصحابة وهو حجة.
الثاني: ان الصحابة لا يمكن أن يجمعوا على حكم كهذا إلا ان يكونوا سمعوه من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/453)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - 05 - 07, 02:03 م]ـ
أخي الفاضل لا نشك أن العلماء حينما يجمعوا يستجلون بأدلة شرعية
السؤال هل كل إجماع يعني أن الكل استدل بدليل شرعي .. ؟؟
أم أن الاجماع قد يكون بدليل شرعي وأدلة عقلية على اختلاف المجمعين من العلماء؟؟
أخي الفاضل،
مجرد المصادفة في اتحاد الآراء والاجتهادات من جميع أفراد الأمة إجماعُ يحتج بها في الدين.
لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة، وما رآه المسلمون خيرا فهو عند الله خير.
فاتحاد آراء المسلمين -بأي سند كان أفراد هذه الآراء- دليل على أنه توفيق من الله تبارك وتعالى.
ثم طلب بسيط أخي الفاضل الحبيب
أريد إجماع واحد مستقل بنفسه ... في العقيدة طبعا؟؟
ومعلوم أن إجماعات العلماء قد تكون مستقلة بمعنى أنها من غير استناد لدليل
مثاله انعقاد الإجماع أن نجاسة الماء تكون بتغير إحدى أوصافه الثلاث المعروفة ,,, ومعلوم أن ماجاء في ذلك من الحيث ضعيف
فصار هذا الاجتماع مستقل بذاته
ولو فرضنا أن المجمعين استدلوا بدليل على إجماعهم ... فإجماعهم صحيح ولكن الأصل هو النص والدليل ... وهذا معلوم
جميع الإسلام قد فرغ منه بيانه. فقد أكمل الله دينه يوم أكمله. فليس هناك أمر في الدين -في العقائد والأعمال- إلا وقد أتى بيانه نصًّا من الله ورسوله. فكما يقول شيخ الإسلام: النصوص شاملة لجميع الأحكام! فطلبك أخي الكريم طلبُ لما استحال وجوده، فلا جواب له إلا افتراضيا.
وهذا في نفس الأمر الموجود المحقق. وأما في حق الأشخاص -علماء وطلبة العلم- فقد يغيب النص عند أحدهم أو عند كثير منهم على مسألة ما -مجمعا عليها- فلا يكون لديهم عندئذ حجة إلا (مجرد الإجماع).
فيقولون بلسان الحال: " لا نجد هنا نصا صحيحا على المسألة بعينها. لكن عندنا نصوص ثاتبة من الكتاب والسنة تدل دلالة قطعية على حجية الإجماع. وقد وجدنا هنا إجماع. فنستدل بهذا الإجماع على تلك المسألة ".
أعيد فأقول أريد إجماع مستقل بنفسه في العقيدة؟؟
طيب. أضرب لك المثال كي يرتاح بك البال:
"مسألة إجلاس الله تعالى عبده محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على العرش معه يوم القيامة ".
ليس عندنا الآن نص من القرآن على المسألة. ولا حديث نبوي عليها وصلنا عن طريق صحيح.
وإنما لنا إجماع عليها منعقد في عصر مجاهد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أو بعده.
فإن صحت حكاية هذا الإجماع فهو حجة مستقلة على إثباتنا لهذه المسألة العقدية (مع عدم نص صريح صحيح عليها).
وعندئذ نقول: هذ القول حق، لأنه قول جميع الأمة أو جميع العلماء، وقد تقدم أنهم لا يجتمعون على ضلالة أبدا - بنص الحديث، والحديث حجة بنص القرآن، والقرآن حجة لأنه كلام الله تعالى.
أو نقول: وجود هذا الإجماع دليل على أن هناك نص موافق له، إلا أن ذلك النص غائب عنا الآن - لعدم اشتهاره بيننا أو لذهابه مع من ذهب من الصحابة والأئمة.
وليعلم الأخوة أني لم أتكلم من اجتهاد شخصي ... إنما هذا قول كثير من مشايخنا في الكويت أو المملكة أو غير ذلك
ولذلك نص الإمام أحمد أنه ليس في العقيدة قياس ولا اجتهاد ... وللكلام بقية إن شاء الله
والله أعلم
إلا "اجتهاد" في طلب الأدلة -من النص والإجماع- واجتهاد في فهم الأدلة
وفاح مسك السلام.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[19 - 05 - 07, 03:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
نعم كما ذكرت أخي الكريم نضال لا إجماع إلا عن مستند لكنه قد يخفى على البعض.
وأما مسألة إجلاس الله تعالى عبده محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على العرش معه يوم القيامة فهذه مسألة لها مستند:
وهو قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} فمما يدخل في المقام المحمود إجلاس الله تبارك وتعالى لنبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على العرش كما قال مجاهد، وتفسير مجاهد _ رحمه الله _ من أصح التفاسير ومثل هذا لا يقوله مجاهد من تلقاء نفسه كيف وقد عرض القرآن على ابن عباس ثلاث مرات يوقفه عند كل آية ويسأله عنها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/454)
- قال ابن تيمية _ رحمه الله _ في كلامه عن مجاد وتفسيره: (لا سيما مجاهد فإنه قال عرضت المصحف على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته أقفه عند كل آية وأسأله عنها وقال الثوري إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به والأئمة كالشافعي وأحمد والبخاري ونحوهم يعتمدون على تفسيره والبخاري في صحيحة أكثر ما ينقله من التفسير ينقله عنه) مجموع الفتاوى (15/ 201)
- وقال ابن تيمية: (و هو من أعلم أو أعلم التابعين بالتفسير) مجموع الفتاوى (14/ 396)
- وقال: (ومن التابعين من تلقى جميع التفسير عن الصحابة كما قال مجاهد: عرضت المصحف على ابن عباس وأوقفه عند كل آية وأسأله عنها ولهذا قال الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به ولهذا يعتمد على تفسيره الشافعي و البخاري وغيرهما من أهل العلم وكذلك الإمام أحمد وغيره ممن صنف في التفسير يكرر الطرق عن مجاهد أكثر من غيره.
والمقصود أن التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة وإن كانوا يتكلمون في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال كما يتكلمون في السنن بالاستنباط والاستدلال) (مجموع الفتاوى 13/ 332) " مقدمة التفسر "
- وقال ابن تيمية أيضاً: (ذكر البخاري في صحيحه تفسير مجاهد وهو أصح تفسير التابعين) الاستقامة (1/ 224)
- وقال أيضاً: (وأما التفسير فإن أعلم الناس به أهل مكة لأنهم أصحاب ابن عباس كـ مجاهد و عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم من أصحاب أبن عباس كطاوس وأبي الشعثاء وسعيد بن جبير وأمثالهم .. ) مجموع الفتاوى (13/ 347) " مقدمة التفسير ".
- وقال: (إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين كمجاهد بن جبر فإنه كان آية في التفسير كما قال محمد بن إسحاق: حدثنا أبان بن صالح عن مجاهد قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها وبه إلى الترمذي قال حدثنا الحسين بن مهدي البصري حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال مجاهد: ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها شيئا وبه إليه قال: حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن الأعمش قال مجاهد: لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج أن أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب قال حدثنا طلق بن غنام عن عثمان المكي عن بن أبي مليكة قال: رأيت مجاهدا سأل ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباس اكتب حتى سأله عن التفسير كله.
ولهذا كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به) مجموع الفتاوى (13/ 368) " مقدمة التفسير.
ولذا نجد الأئمة الكبار _ رحمهم الله _ يحتجون بهذا الأثر _ ويسمونه حديثاً _ ولو كان مجرد رأي واجتهاد من مجاهد قاله من تلقاء نفسه لم يحتج به الأئمة ويصفوا من خالفه أو رده بالجهمي فقبولهم له دليل على أنه في حكم المرفوع لا سيما وقد روي نحو هذا عن بعض الصحابة كابن عباس وابن مسعود وعبد الله بن سلام _ رضي الله عنهم _ وإن كانت لا تخلو من مقال ما بين شديد الضعف ويسيره وليس هذا موضع الكلام على المسألة فقد تكلم فيها الإخوة في موضع آخر من هذا الملتقى لكن المقصود بيان أن لكل مسألة مجمع عليها في الشريعة في العقائد والأحكام أصل ومستند ظاهر أو خفي.
والله أعلم
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 08:55 ص]ـ
السلام عليكم
أهلا بالأحبة ... وجزيتم خيرا على ما أضفتوه
لضيق الوقت عندي .... سأعود وأرد بإذن الله
أخواني الحبيباني جزيتم خيرا .... لازلتم موفقين
وجزيتم خير(40/455)
كتاب ومرجع مهم في تفصيل صفات الله عز وجل (أرجو التثبيت)
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 11:33 م]ـ
بعد اطلاعي على أن بعض الأخوة لا يعرفون هذا المرجع المهم في تفصيل صفات الله تعالى
فإني رأيت أن أفرده بالذكر والدلالة عليه
وهو للشيخ علوي السقاف صاحب موقع الدرر السنية
وقد ذكر أنه أطلع بعض العلماء أو طلبة العلم عليه
وأنصح قبل أن تجعله مرجعاً أن تعرف منهج الكاتب في الكتاب فهو أمر مهم
الكتاب على هذه الوصلة بصيغة (ورد)
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=129
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 05:19 ص]ـ
جزاك الله خيرًا وبارك فيك
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 05:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخب ابو عمر واثابك الله
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 01:03 م]ـ
وفيكما بارك(40/456)
من يسعفني بكتاب فيه تفصيل اعتقاد أحمد بن حنبل بنقل قوله
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 04:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني في الله
جرت بيني وبين جهمي مناظرة طويلة حضرها الكثير من الذين يطلبون الصواب ويريدون اتباع الحق من الذين لبس عليهم ذلك الجهمي الضال، وطال بنا الكلام وتشعب، فكان كلما أردت أن أعيده إلى الإستدلال بالكتاب والسنة تملص ونكص إلى العقل والمنطق، وبعد جلسات متفرقات عانيت فيها ما عانيت، أردت منه رأيه في اعتقاد أحمد بن حنبل أهو من أهل السنة في اعتقاده أم لا؟ فأجابني مجبرًا مرغمًا بالإيجاب لأنه لو أجاب بخلاف ذلك لانكشف أمام الحاضرين الذين يقرون لإمام أهل السنة بذلك، لكنه عاد فزعم أن ما نحن عليه من اعتقاد ممثلاً بابن تيمية وابن عبدالوهاب ليس هو قول ابن حنبل.
فأرجأنا المناظرة إلى جلسة أخرى لنثبت فيها اعتقاد ابن حنبل وأننا موافقون له في ذلك لا مخالفون.
وأنا أريد كتابًا فيه أقوال أحمد بن حنبل منقولة بالأثر والإسناد إن أمكن أو نقلا مجردا عن الإسناد، فأنا ما عندي إلا كتب شيخ الإسلام وبعض كتب السنة كالآجري والدارمي وابن خزيمة وهي خلو من أقوال الإمام ابن حنبل، فالمطلوب منكم إخواني إسعافي ببعض المصادر المرفوعة على الشبكة أو غير المرفوعة لأرجع إليها بأسرع وقت، فالمناظرة قد قرب وقتها، وأخشى إن لم أكملها أن يظن باعتقادنا أنه المحجوج المنقوض وأن تجهمه هو الأصل والشرع والعقل والنقل ..
وبارك الله فيكم
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 07:59 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل وانت مغمض روح واقتني رسالة الامام أحمد والموسومة ب
أصول السنة
فيها ما لذ وطاب
وكذا شرح السنة للبربهاري ينقل كثيرا عن الامام أحمد
رحم الله الجميع
والله اعلم
دعواتكم
ـ[عبدالرحمن الزبيدي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 08:12 ص]ـ
يا أخي هو يريد كتابا للإمام أحمد نفسه لا من ينقل عنه أو ينسب إليه!
ـ[المقدادي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 09:33 ص]ـ
أقوال الإمام احمد رحمه الله في العقيدة متناثرة في كتب كثيرة ككتابه في الرد على الجهمية و كتاب السنة لابنه عبدالله و غير ذلك
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 02:10 م]ـ
تفضل من الشاملة
1 - الرد على الجهمية.
2 - أصول السنة.
ـ[المقدادي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 02:25 م]ـ
و ألزم هذا الجهمي في مسألة: العلو " و لا تخرجوا منها الا بعد ان تنهوها , و انقل كلام الامام احمد و غيره في هذه المسألة الهامة:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=106
فإذا انتهيتم منها ادخلوا في مسألة الكلام و اذكر له كلام الامام احمد و البخاري و غيره في ان كلام الله تعالى بصوت - و هذا تجسيم عند الجهمية المتمشعرة -
و ألزمه فيها و لا تدع له مخرجاً البتة: فإما ان يكون هؤلاء الأئمة مجسمة او تكون عقيدتهم صحيحة
فإن انتهيتم من هذه المسألة , تبقى مسألة إثبات الصفات - و هم ينفونها - فعليك به و احصره فيها
و كلام الأئمة في ذلك بحر لا ساحل له فألزِمه به:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=489692&postcount=10
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 04:37 م]ـ
لا تنسوا السنة للخلال
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 09:30 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجزيكم خير الجزاء على هذه الفوائد.
لكنني قصدت كتابًا جمعت فيه أقوال الإمام أحمد في العقيدة، سواء كان من تأليف الإمام نفسه رحمه الله تعالى، أو من جمع من بعده، على أن يكون الأخير منقولاً بالإسناد لأنه أفضل لقطع لسان المنافقين. وإن لم يتيسر فلو كتابًا ينقل بواسطة كتب سابقة قريبة من عصر الإمام المبجل كأن يقال فيه مثلاً: وفي مسائل الكوسج، أو في مسائل الأثرم، أو مسائل ابن هانيء ............. وهكذا
بارك الله فيكم على سرعة تجاوبكم ونصرة أخيكم.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 09:31 م]ـ
تفضل من الشاملة
1 - الرد على الجهمية.
2 - أصول السنة.
جزاك الله خيرًا
كم أنا مفرط في الشاملة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 09:32 م]ـ
و ألزم هذا الجهمي في مسألة: العلو " و لا تخرجوا منها الا بعد ان تنهوها , و انقل كلام الامام احمد و غيره في هذه المسألة الهامة:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=106
فإذا انتهيتم منها ادخلوا في مسألة الكلام و اذكر له كلام الامام احمد و البخاري و غيره في ان كلام الله تعالى بصوت - و هذا تجسيم عند الجهمية المتمشعرة -
و ألزمه فيها و لا تدع له مخرجاً البتة: فإما ان يكون هؤلاء الأئمة مجسمة او تكون عقيدتهم صحيحة
فإن انتهيتم من هذه المسألة , تبقى مسألة إثبات الصفات - و هم ينفونها - فعليك به و احصره فيها
و كلام الأئمة في ذلك بحر لا ساحل له فألزِمه به:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=489692&postcount=10
أحسن الله إليك
أخي هو أضل من ذلك بكثير، هو لا ينصاع إلى الشرع بهذه السهولة، ولكن ديدنه في المناظرة قوله: الشرع إنما ثبت بالعقل، فكيف يكون حاكمًا على العقل، وهو إنما ثبت كونه صحيحًا بالعقل؟؟!!!! فحاول بذلك إلزامي بأن قولي بحكم الشرع على العقل أنّ هذا مني (دَوْرٌ).
وكذلك كان من قوله: أن الشرع إنما ثبت كونه صحيحًا بالتفكر في آيات الربوبية ودلائل النبوة، والتفكر إنما يكون بالعقل، فالقدح في العقل الذي ثبت به الشرع يكون قدحًا بالعقل والشرع معًا، فأنتم ـ يعنينا نحن أتباع السلف الصالح ـ قدحتم بالعقل والشرعِ معًا، ................. إلى آخر هرائه وضلالاته.
ولذلك رأيت أن نخرج من الجدال الفلسفي المنطقي إلى الإحتجاج الشرعي وحاولت معه جاهدًا لكنه يتملص ويتقلّص، وبعد جدال طويل ومرير وجدت الأفضل إلزامه باعتقاد الإمام ابن حنبل الإمام المبجّل الأجلّ الأكمل عليه رحمة الله تعالى، ولم يرضَ بالتسليم لي بذلك إلا بعد أن كادت ..............
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/457)
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 09:37 م]ـ
يا أخي هو يريد كتابا للإمام أحمد نفسه لا من ينقل عنه أو ينسب إليه!
جزاك الله خيرًا وبارك فيك
تأمل ما قلته من قبل؛ فقد قلت: وأنا أريد كتابًا فيه أقوال أحمد بن حنبل منقولة بالأثر والإسناد إن أمكن أو نقلا مجردا عن الإسناد، فأنا ما عندي إلا كتب شيخ الإسلام وبعض كتب السنة كالآجري والدارمي وابن خزيمة وهي خلو من أقوال الإمام ابن حنبل. وأنا أقصد بالخلو من اقوال الإمام كتب الآجري والدارمي وابن خزيمة لا كتب شيخ الإسلام، ولكن كتب شيخ الإسلام أقوال الإمام أحمد فيها متفرقة في مواضع يصعب حصرها.
لذلك فأنا أردت كتابًا جمع فيه كلّ أو جلّ ما نقل عن الإمام أحمد في العقيدة، لأن أقواله متشتتة في الكتب، ويضيق وقتي عن جمعها وتتبعها، ولا أظن أن للإمام أحمد كتابًا جمع فيه أقوال نفسه في العقيدة، لذلك أردفت في كلامي بقولي: أو من جمع من جاء بعده.
على أن يكون الجامع من بعده ينقل ألفاظ أقوال الإمام نفسها، لا أن يكون هضمها ثم عبّر عنها بألفاظ نفسه، تدبر هذه الأخيرة بارك الله فيك وأحسن إليك.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[08 - 05 - 07, 09:46 م]ـ
تفضل هذا
http://waqfeya.net/open.php?cat=10&book=592
و جزاك الله عن الأمة خير الجزاء ...
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 11:41 م]ـ
تفضل هذا
http://waqfeya.net/open.php?cat=10&book=592
و جزاك الله عن الأمة خير الجزاء ...
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجزيك الفردوس الأعلى ويجعلك ممن يسعد بمرافقة نبيّه (صلى الله عليه وسلم) في الجنان.
قل: آمين
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 11:53 م]ـ
هناك رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية مطبوعة في مجلدين وعنوانها:
الرسائل والمسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة
وهناك رسالة أخرى للدكتور عبدالرحمن التركي في جامعة الإمام محمد بن سعود كلية أصول الدين بالرياض، وهي غير مطبوعة الرسالة لكنها موجودة في المكتبة المركزية في الجامعة، ومكتبة الملك فهد الوطنية
وعنوانها فيما أظن: منهج الإمام أحمد بن حنبل في التعامل مع البدع والمبتدعة.
وأنصحك بمسائل الإمام أحمد. وهي روايات متعددة سواء برواية ابن هانىء أم اسحاق .... أم غيرهما
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 11:54 م]ـ
هناك كتاب للشيخ عبد الإله الأحمدي اسمه ((المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة))
واعلم رحمك الله أن الإمام أحمد كان يكره التصنيف ولا يصنف إلا لضرورة لهذا تم جمع مذهبه الفقهي وأقواله في الجرح والتعديل من المسائل المروية وكذا مسائل العقيدة
وقد أثبت الإمام أحمد الكلام بصوت لله عز وجل: فقال عبدالله بن الإمام أحمد – رحمهما الله – في السنة (533): سألت أبي – رحمة الله – عن قوم يقولون: لما كلم الله عز وجل موسى لم يتكلم بصوت، فقال أبي:، بلى، إن ربك عز وجل تكلم بصوت، هذه الأحاديث نرويها كما جاءت)). وهذا الخبر رواه النجاد في ((الرد على من يقول القرآن مخلوق)) (ق: 87 / ب) عن عبدالله به
استفدت هذا من كتاب ((دفاعاً عن السلفية)) لعمرو عبدالمنعم
ونقلته هنا لأن فيه نقلٌ من مخطوط
قال إسحاق بن منصور الكوسج – رحمه الله -: قلت لأحمد – يعني ابن حنبل -: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى سماء الدنيا))، أليس تقول بهذه الأحاديث؟ و ((يراه أهل الجنة))، يعني ربهم عز وجل. و ((لاتقبحوا الوجه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته)). و ((اشتكت النار إلى ربها عز وجل حتى وضع فيها قدمه)). و ((إن موسى لطم ملك الموت)). قال أحمد: كل هذا صحيح. قال إسحاق: هذا صحيح، ولا يدعه إلا مبتدع أو ضعيف الرأي
وهذا تجده في مسائل اسحاق الكوسج وقد طبع حديثاً
وقال عمرو بن عبدالمنعم في كتابه المشار اليه ((عن يوسف بن موسى البغدادي أنه قيل لأبي عبدالله أحمد بن حنبل: الله عز وجل فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه، وقدرته وعمله في كل مكان؟ قال: نعم على العرش، وعلمه لا يخلو منه مكان. أورده اللالكائي (3/ 401) معلقاً، وعزاه ابن القيم في ((اجتماع الجيوش)) (ص:123) إلى الخلال في كتاب السنة، فعلى هذا يكون سنده صحيحاً، فيوسف بن موسى هذا له ترجمة في ((تاريخ بغداد)) (14/ 308) ذكر فيها رواية الخلال عنه وثناؤه عليه وهو صاحب مسائل عن الإمام أحمد))
وقال أيضاً (((قال) الإمام أحمد – رحمه الله: كما في رواية أبي طالب عنه، قال: ((قلب العبد بين أصبعين، وخلق أدم بيده، وكل ما جاء الحديث مثل هذا قلنا به)). وفي رواية الميموني عنه: ((من زعم أن يديه نعمتاه فكيف يصنع بقوله: {خلقت بيدي} مشددة))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/458)
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 12:05 ص]ـ
إخواني
محمد الباهلي
عبدالله المنتفجي
أسأل الله أن يبارك فيكم ويجزيكم الفردوس الأعلى.
لقد كفيتم ووفيتم، ولم تقصّروا أبدًا.
فإن أخانا أبا العباس البحريني قد دلني على كتاب (الرسائل والمسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة) لعبدالإله الأحمدي، وقد حملته من الوقفية، وأنا الآن غارق في قراءته، فلا تتعبوا أنفسكم أكثر بارك الله فيكم، وما جاء منكم كافٍ وزيادة.
واسمحوا لي فقد كنت مضطرًا للإستعانة بمعلوماتكم، فاعذروني على إشغالكم عما لعله يكون أولى من موضوعي.
شكر الله سعي كل من أفادني بفائدة أو ردّ على موضوعي ولو بكلمة، ولا أخفي ــ والله ــ أنني فرحٌ جدًا بكم وبنصرتكم لهذه الدعوة الحقة.
وإلى هنا أرى أن فائدتي اكتملت والمناظرة قربت، ولن أجد الوقت الذي يمكنني من الدخول لقراءة الردود الإضافية، فأطلب من المشرفين ((إغلاق الموضوع)) لئلا يتعب الإخوة أنفسهم أكثر ....................
بارك الله في الجميع، وجزى الجميع الفردوس الأعلى.
أخوكم: أبو عبدالله عبدالرحمن بن جفيل العنزي(40/459)
فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية ت728هـ في اللييبرالية!؟
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[08 - 05 - 07, 06:13 ص]ـ
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية ــ قدس الله روحه ــ ت 728هـ كما في مجموع الفتاوى 22/ 240 ــ241
(( ...... ومَنْ نَسبَ إلى رَسُولِ اللهِ الباطلَ خَطأً، فإنَّه يُعرَّف، فإنْ لَمْ يَنتَهِ؛ عُوقِب.
ولا يحلُّ لأحدٍ أنْ يتكلَّمَ في الدِّينِ بِلا عِلمٍ، وَلا يُعِينُ مَن تَكَلَّمَ في الدِّينِ بِلا عِلْمٍ، أَو أَدخَلَ في الدِّينِ مَا لَيسَ مِنهُ.
وَأمَّا قَولُ القَائِلِ: (كلٌ يعملُ في دِينِهِ الذِي يَشتَهِى) فَهي كلمةٌعَظِيمةٌ، يَجِبُ أَنْ يُستَتَابَ مِنهَا، وَإِلاَّ عُوقِبَ، بَلِ الإِصرَارُ عَلَى مِثلِ هَذِهِ الكَلِمَةِ؛ يُوجِبُ القَتْلَ،
فَلَيسَ لأَحدٍ أَنْ يَعمَلَ فِي الدِّينِ إلا مَا شَرعَهُ اللهُ وَرسُولُهُ، دُونَ مَا يَشتَهِيهِ، وَيهْوَاهُ؛
قال الله ـ تعالى ـ: (ومَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيرِ هُدَى مِنَ اللهِ)
وقال ـ تعالى ـ: (وَإنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيرِ عِلْم .. )
(وَلا تَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ الله)
وقال: (وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَومٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيل)
وقال ـ تعالى ـ: (أَفَرَأيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيهِ وَكِيلا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكثَرَهُم يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا)
وقال ـ تعالى ـ: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَينَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجَاً مِمَّا قَضَيتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيما)
وقد رُوِي عَنهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ أنَّه قال: (وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لا يُؤمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعَاً لِمَا جِئتُ بِهِ)
قَالَ ـ تَعَالَى ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيطَانُ أَنْ يُضِلَّهُم ضَلالاً بَعِيدَا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيتَ المُنافِقِينَ يَصُدُّوْنَ عَنْكَ صدوداً)
وقال ـ تعالى ـ: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأَذَنْ بِهِ اللهُ .. )
وقال ـ تعالى ـ: (المَِصَ * كِتَابٌ أُنزِلَ إِليْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكرَى لِلمُؤمِنِين * اتَّبِعُوا مَا أُنْزَلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُون)
وقال ـ تعالى ـ: (وَلَوِ اتَّبَعَ الحَقُّ أَهوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرَضُ وَمَنْ فِيهِنَّ .. ) وَأَمثَالُ هَذا فِي القُرآنِ كَثِير.
فَتَبَيَّنَ أَنَّ عَلَى العَبدِ أَنْ يَتَّبِعَ الحَقَّ الَّذِى بَعَثَ اللهُ بِهِ رَسُولَهُ، وَلا يَجعَلْ دِينَهُ تَبَعَاً لِهَوَاهُ، والله أعلم.)) إنتهى كلام شيخ الإسلام ـ رحمه الله رحمة واسعة ــ
أيها الليبرالي ـ هداك الله لرشدك ـ: كُنْ عبداً للهِ اختياراً، كما أنتَ عبدٌ لله اضطراراً.
وردد:
((ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذْ هديتنا وهب لنا مِن لدنك رحمه إنك أنت الوهاب))
آمل مراجعة موقع (صيد الفوائد) لمزيد مقالات لبعض المشايخ والفضلاء عن الليبرالية(40/460)
لا داعي لحرب العقل!
ـ[عبدالرحمن الزبيدي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 08:40 ص]ـ
يقوم بعض الناس بافتعال حرب بين العقل من جهة وبين النقل أو السنة أو الكتاب والسنة أو الإسلام من الجانب الآخر،،
وإلى من كان لله فيه حاجة من أتقياء طلبة العلم أوجه النصيحة الآتية وأنا أقلهم بضاعة
: أن لا ينتقدوا العقل أو العقلانيين أو أن يخوضوا مع الخائضين إلا بعد قراءة الكتب الآتية ثلاثتها:
موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول لشيخ الإسلام ابن تيمية
مشكل الآثار للإمام الطحاوي
تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة الدينوريوهن موجودات على الشبكة
ونصيحتي لطالب العلم- ممن يسعى إلى تصحيح نفسه على بصيرة ويقبل من مثل هذا العبد الضعيف -أن يسعى أن ينقل أقوال العلماء الربانيين في ردوده ومواقفه بدلا من أن يخوض مع الخائضين تارة بدافع الحرص على الدفاع عن دينه وتارة بدوافع لا يدري لعل للشيطان فيها نصيب من حب الظهور والترأس قبل أن يجمع وسائل العلم وآليات العقل. .
والله من وراء القصد
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[08 - 05 - 07, 01:41 م]ـ
للعلم وفقك الله، فمن شروط الملتقى أن تكون الكتابة موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة، ويمنع نشر الشبهات، ويمكنك طرح الشبهات ومناقشتها في منتديات أخرى غير الملتقى، وهذا الأمر نسير عليه منذ بدء الملتقى، وهو مذكور في شروط المشاركة التي تجدها عند التسجيل.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7324
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[08 - 05 - 07, 01:48 م]ـ
عفواً أخي الكريم
لا الصراع مفتعل، ولا المشكلة كما وصفت!
جوهر المشكلة هو هذا: هل المطلوب من المسلم: الإيمان بالغيب، أم معرفة الغيب؟
الله سبحانة وتعالى يقول في صفة المتقين (الذين يؤمنون بالغيب). وسبحان الله العظيم، تجد هذه الآية في أول صفحة من القرآن! وأما كتب المعتزلة والأشاعرة فأول جملة فيها: أن أعظم الواجبات على المسلم هو المعرفة!
وجُلُّ الخلاف على القضايا الكبرى ـ إن لم يكن كلُّه - إنما هو في قضايا الغيب، كقضية القدر والأسماء والصفات. ولم يوجد هذا الخلاف في عصر الصحابة والتابعبن، ليس لأنه لا عقول لديهم، بل لأنهم كانوا يؤمنون بالمحكم والمتشابه، ولا يخوضون في علم الغيب. ثم وقع الخلاف ـ بل الصراع - عندما طرأت على المسلمين دعوى إخضاع النصوص للعقل طلباً للمعرفة، وكانت النتيجة أن المحكم ـ كآيات الصفات ـ صار متشابهاً بدعوى أن العقل لا يسلِّم به. وجميع الباحثين يعترفون بأن سبب ذلك هو الاختلاط بالأمم الأخرى والاستيراد الفكري من اليونان والسريان والمجوس والصابئة.
ولو توقف المعتزلة والأشاعرة عن الخوض في علم الغيب باسم العقل وطلب المعرفة لزال الإشكال من أساسه.
المضحك المبكي أن أوربا كفرت بالمنطق اليوناني والفلسفة القديمة كلها منذ أربعة قرون، ولا يزال المعتزلة والأشاعرة يتمسكون بهما!
ـ[عبدالرحمن الزبيدي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 03:56 م]ـ
للعلم وفقك الله، فمن شروط الملتقى أن تكون الكتابة موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة، ويمنع نشر الشبهات، ويمكنك طرح الشبهات ومناقشتها في منتديات أخرى غير الملتقى، وهذا الأمر نسير عليه منذ بدء الملتقى، وهو مذكور في شروط المشاركة التي تجدها عند التسجيل.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7324
الأخ الكريم
بين المنتمين إلى أهل السنة من يهرف بما لا يعرف ويتكلم بلا علم ويتألى على الله تعالى، وقد ذكرت أهم ثلاثة كتب للردّ على من زعم اختلاف الحديث أو تناقض السنن وهي مشكل الآثار للطحاوي وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة وموافقة صريح المعقول لابن تيمية وكل منها غنيمة فاردة يعرف قدرها أهل العلم من أمة الإسلام، وليس في الموضوع أعلاه أي شبهة هدانا الله وياك(40/461)
هل الحيوانات مخلوقة من تراب؟
ـ[عبد المعين]ــــــــ[08 - 05 - 07, 09:55 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
أريد أن أستفسر عن خلق الحيوانات من بهائم و سباع و غيرها هل هي مخلوقة من تراب؟ مع الدليل أو المرجع.
بارك الله فيكم و جعل الفردوس مثوانا و مثواكم و والدينا و والديكم و جميع المسلمين.
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 08:22 ص]ـ
الحيوانات ممّ خلقت؟
أجاب عليه: د. عبد الله السبتي
السؤال:
إذا كان الإنسان مخلوق من طين، والجن مخلوق من نار، والملائكة مخلوقة من النور، إذن الحيوان مِمَّ خلق؟
الجواب:
جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه (2996): ((خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم)) يعني الوصف الذي جاء في القرآن وفي سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.
وأما الحيوان فلم يرد في الشرع شيء يبين خلقه من أي شيء كان -حسب علمي-، وحينئذ فلا يقال بتعيين مادة معينة خلقت منها الحيوانات، بل علم ذلك عند الله -سبحانه-. علماً أنه لا يترتب على العلم بذلك فائدة، ولا على الجهل به مضرة، وما لا فائدة فيه فمن الغبن تتبعه، والأولى الإعراض عنه، والله أعلم.
ـ[عبد المعين]ــــــــ[09 - 05 - 07, 10:43 ص]ـ
جزاك الله خير و جعل الفردوس مثواك و والديك و جميع المسلمين ..
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 11:27 ص]ـ
جزاك الله خير و جعل الفردوس مثواك و والديك و جميع المسلمين ..
اللهم آمين وإيّاكم وجميع المسلمين(40/462)
(أهمية التوحيد) من نوادر العلامة.: حماد الأنصاري:. رحمه الله
ـ[عادل بن عبدالله العمري]ــــــــ[08 - 05 - 07, 11:36 م]ـ
(أهميةالتوحيد)
للعلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري - رحمه الله
وهي عبارة عن شريطين لم تنشر من قبل في ما أعلم
وهي هدية من, فضيلة الشيخ المحدث صالح بن عبد الله بن حمد العصيمي , وقد أذن لي بنشرها في الملتقى فجزاه الله خير الجزاء , ونفع بها الاسلام والمسلمين ,
لاتنسونا من صالح دعائكم
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[09 - 05 - 07, 12:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا وكتب لك الأجر
أين هي؟
ـ[عادل بن عبدالله العمري]ــــــــ[09 - 05 - 07, 01:09 ص]ـ
أخي الكريم
حدثت مشكلة في تحميل الأشرطة على الموقع
وسأذكر الرابط قريبا
انشاء الله
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[09 - 05 - 07, 01:19 ص]ـ
بارك الله فيك ونحن بانتظاركم
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 06:28 ص]ـ
السلام عليكم
نحن في الانتظار
رحم الله العلامة حماد
وجزيت خيرا
ـ[أبواسامة الراشدي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 11:51 م]ـ
أين الملفات؟؟(40/463)
هم العدو،فاحذرهم ..... (80) فهل من زيادة؟!
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[09 - 05 - 07, 08:14 ص]ـ
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه (طريق الهجرتين) ص 595
((الطبقة الخامسة عشرة:/ طبقة الزنادقة، وهم قوم أظهروا الإسلام ومتابعة الرسل، وأبطنوا الكفر ومعاداة الله ورسله، وهؤلاء المنافقون،وهم فى الدرك الأسفل من النار، قال تعالى: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا)
فالكفار والمجاهرون بكفرهم أخف، وهم فوقهم في دركات النار؛ لأن الطائفتين اشتركتا في الكفر ومعاداة الله ورسله،وزاد المنافقون عليهم بالكذب والنفاق، وبلية المسلمين بهم أعظم من بليتهم بالكفار المجاهرين، ولهذا قال تعالى في حقهم: (هم العدو فاحذرهم)
ومثل هذا اللفظ يقتضي الحصر، أي لا عدو إلا هم، ولكن لم يرد ها هنا، من إثبات الأولوية والأحقية لهم في هذا الوصف، وأنه لا يتوهم بانتسابهم إلى المسلمين ظاهرا، وموالاتهم لهم ومخالطتهم إياهم أنهم ليسوا بأعدائهم، بل هم أحق بالعداوة ممن باينهم في الدار، ونصب لهم العداوة، وجاهرهم بها؛فإن ضرر هؤلاء المخالطين لهم المعاشرين لهم وهم في الباطن على خلاف دينهم، أشد عليهم من ضرر من جاهرهم بالعداوة، وألزم وأدوم؛لأن الحرب مع أولئك ساعة أو أياما ثم ينقضي ويعقبه النصر والظفر،وهؤلاء معهم في الديار والمنازل صباحا ومساء، يدلون العدو على عوراتهم، ويتربصون بهم الدوائر،ولا يمكنهم مناجزتهم،فهم أحق بالعداوة من المباين المجاهر، فلهذا قيل: هم العدو فاحذرهم، لا على معنى أنه لا عدو لكم سواهم بل على معنى أنهم أحق بأن يكونوا لكم عدوا من الكفار المجاهرين ونظير ذلك قول النبي: ليس المسكين الطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يسأل الناس ولا يفطن له فيتصدق عليه،فليس هذا نفيا لاسم المسكين عن الطواف،بل إخبار بأن هذا القانع الذي لا يسمونه مسكينا أحق بهذا الاسم من الطواف الذي يسمونه مسكينا،
ونظيره قوله: ليس الشديد بالصرعة ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب، ليس نفيا للاسم عن الصرعة ولكن إخبار بأن من يملك نفسه عن الغضب أحق منه بهذا الاسم
ونظيره قوله: ما تعدون المفلس فيكم؟ قالوا:من لا درهم له ولا متاع قال: المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثل الجبال ويأتي قد لطم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا فيقتص هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم ثم طرح عليه فألقي في النار
ونظيره قوله:ما تعدون الرقوب فيكم؟ قالوا: من لا يولد له قال الرقوب:من لم يقدم من ولده شيئا
ومنه عندي قوله: الربا في النسيئة، وفي لفظ: إنما الربا في النسيئة، هو إثبات لأن هذا النوع هو أحق باسم الربا من ربا الفضل، وليس فيه نفي اسم الربا عن ربا الفضل فتأمله.
والمقصود هذه الطبقة أشقى الأشقياء ولهذا يستهزأ بهم في الآخرة وتعطى نورا يتوسطون به على الصراط ثم يطفىء الله نورهم ويقال لهم ارجعو وراءكم فالتمسوا نورا ويضرب بينهم وبين المؤمنين بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور
وهذا أشد ما يكون من الحسرة والبلاء،أن يفتح للعبد طريق النجاة والفلاح حتى إذا ظن أنه ناج ورأى منازل السعداء اقتطع عنهم وضربت عليه الشقوة ونعوذ بالله من غضبه وعقابه
وإنما كانت هذه الطبقة في الدرك الأسفل؛ لغلظ كفرهم، فإنهم خالطوا المسلمين وعاشروهم وباشروا من أعلام الرسالة وشواهد الإيمان لما لم يباشره البعداء ووصل إليهم من معرفته وصحته ما لم يصل إلى المنابذين بالعداوة فإذا كفروا مع هذه المعرفة والعلم كانوا أغلظ كفرا وأخبث قلوبا وأشد عداوة لله ولرسوله وللمؤمنين من البعداء عنهم وإن كان البعداء متصدين لحرب المسلمين
ولهذا قال تعالى: (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون)
وقال تعالى فيهم: (صم بكم عمي فهم لا يرجعون)
وقال تعالى في الكفار: (صم بكم عمى فهم لا يرجعون)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/464)
فالكافر لم يعقل،والمنافق أبصر ثم عمي، وعرف ثم تجاهل، وأقر ثم أنكر، وآمن ثم كفر، ومن كان هكذا؛ كان أشد كفرا، وأخبث قلبا، وأعتى على الله ورسله، فاستحق الدرك الأسفل.
وفيه معنى آخر ايضا: وهو أن الحامل لهم على النفاق طلب العز والجاه بين الطائفتين فيرضوا المؤمنين ليعزهم، ويرضوا الكفار ليعزوهم أيضا،ومن ههنا دخل عليهم البلاء فإنهم أرادوا العزتين من الطائفتين ولم يكن لهم غرض في الإيمان والإسلام ولا طاعة الله ورسوله بل كان ميلهم وصغوهم وجهتهم إلى الكفار فقوبلوا على ذلك بأعظم الذل وهو أن جعل مستقرهم في أسفل السافلين تحت الكفار فما اتصف به المنافقون من مخادعة الله ورسوله والذين ءامنوا والاستهزاء بأهل الإيمان والكذب والتلاعب بالدين وإظهار أنهم من المؤمنين وأبطنوا قلوبهم على الكفر والشرك وعداوة الله ورسوله أمر اختصوا به عن الكفار فتغلظ كفرهم به فاستحقوا الدرك الأسفل من النار ولهذا لما ذكر تعالى أقسام الخلق في أول سورة البقرة فقسمهم إلى مؤمن ظاهرا وباطنا وكافر ظاهرا وباطنا ومؤمن في الظاهر كافر في الباطن وهم المنافقون وذكر في حق المؤمنين ثلاث آيات وفي حق الكفار آيتين فلما انتهى إلى ذكر المنافقين ذكر فيهم بضع عشرة آية، ذمهم فيها غاية الذم وكشف عوراتهم وقبحهم وفضحهم وأخبر أنهم هم السفهاء المفسدون في الأرض المخادعون المستهزئون المغبونون في اشترائهم الضلالة بالهدى وأنهم صم بكم عمي فهم لا يرجعون وأنهم مرضى القلوب وأن الله يزيدهم مرضا إلى مرضهم، فلم يدع ذما ولا عيبا إلا ذمهم به، وهذا يدل على شدة مقته سبحانه لهم، وبغضه اياهم، وعداوته لهم وأنهم أبغض أعدائه إليه
فظهرت حكمته الباهرة في تخصيص هذه الطبقة بالدرك الأسفل من النار نعوذ بالله من مثل حالهم ونسأله معافاته ورحمته،
ومن تأمل
1. ما وصف قلوبهم بالمرض وهو مرض الشبهات والشكوك
2. ووصفهم بالإفساد في الأرض
3. وبالاستهزاء بدينه وبعباده
4. وبالطغيان
5. واشتراء الضلالة بالهدى والصمم والبكم والعمى والحيرة
6. والكسل عند عبادته
7. والزنا
8. وقلة ذكره
9. والحلف باسمه تعالى كذبا وباطلا
10. وبالكذب
11. وبغاية الجبن
12. وبعدم الفقه في الدين
13. وبعدم العلم
14. وبالبخل
15. وبعدم الإيمان بالله وباليوم الآخر
16. وبأنهم مضرة على المؤمنين
17. ولا يحصل لهم بنصيحتهم إلا الشر من الخبال
18. و الإسراع بينهم بالشر
19. وإلقاء الفتنة
20. وكراهتهم لظهور أمر الله
21. ومحو الحق
22. وأنهم يحزنون بما يحصل للمؤمنين من الخير والنصر
23. ويفرحون بما يحصل لهم من المحنة والابتلاء
24. وأنهم يتربصون الدوائر بالمسلمين
25. وبكراهتهم الإنفاق في مرضاة الله وسبيله
26. وبعيب المؤمنين ورميهم بما ليس فيهم فيلزمون المتصدقين ويعيبون مزهدهم ويرمون بالرياء إرادة الثناء في الناس مكثرهم
27. وأنهم عبيد الدنيا إن أعطوا منها رضوا وإن منعوا سخطوا
28. وبأنهم يؤذون رسول الله
29. وينسبونه إلى ما برأه الله منه ويعيبونه بما هو من كماله وفضله
30. وأنهم يقصدون إرضاء المخلوقين ولا يطلبون إرضاء رب العالمين
31. وأنهم يسخرون من المؤمنين
32. وأنهم يفرحون إذا تخلفوا عن رسول الله
33. ويكرهون الجهاد في سبيل الله
34. وأنهم يتحيلون على تعطيل فرائض الله ليهم بأنواع الحيل
35. وأنهم يرضون بالتخلف عن طاعة الله ورسوله
36. وأنهم مطبوع على قلوبهم
37. وأنهم يتركون ما أوجب الله عليهم مع قدرتهم عليه
38. وأنهم أحلف الناس بالله قد اتخذوا أيمانهم جنة تقيهم من إنكار المسلمين عليهم وهذا شأن المنافق أحلف الناس بالله كاذبا قد اتخذ يمنه جنة ووقاية يتقي بها إنكار المسلمين عليه
39. ووصفهم بأنهم رجس والرجس من جنس أخبثه وأقذره فهم أخبث بني آدم وأقذرهم وأرذلهم
40. وبأنهم فاسقون وبأنهم مضرة على أهل الإيمان يقصدون التفريق بينهم ويؤوون من حاربهم وحارب الله ورسوله
41. وأنهم يتشبهون بهم ويضاهونهم في أعمالهم ليتوصلوا منها إلى الإضرار بهم وتفريق كلمتهم وهذا شأن المنافقين أبدا
42. وبأنهم فتنوا أنفسهم بكفرهم بالله ورسوله وتربصوا بالمسلين دوائر السوء وهذه عادتهم في كل زمان
43. وارتابوا في الدين فلم يصدقوا به
44. وغرتهم الأماني الباطلة
45. وغرهم الشيطان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/465)
46. وأنهم أحسن الناس أجساما تعجب الرائي أجسامهم والسامع منطقهم فإذا جاوزت أجسامهم وقولهم رأيت خشبا مسندة ولا إيمان ولا فقه ولا علم ولا صدق بل خشب قد كسيت كسوة تروق الناظر وليسوا وراء ذلك شيئا
47. وإذا عرض عليهم التوبة والاستغفار أبوها وزعموا أنهم لا حاجة لهم إليها إما لأن ما عندهم من الزندقة والجهل المركب مغن عنها وعن الطاعات جملة كحال كثير من الزنادقة وإما احتقارا وازدراء بمن يدعوهم إلى ذلك
48. ووصفهم سبحانه بالاستهزاء به وبآياته وبرسوله
49. وبأنهم مجرمون
50. وبأنهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف
51. ويقبضون أيديهم عن الإنفاق في مرضاته
52. ونسيان ذكره
53. وبأنهم يتولون الكفار ويدعون المؤمنين
54. وبأن الشيطان قد استحوذ عليهم وغلب عليهم حتى أنساهم ذكر الله فلا يذكرونه الا قليلا
55. وأنهم حزب الشيطان
56. وأنهم يوادون من حاد الله ورسوله
57. وبأنهم يتمنون ما يعنت المؤمنين ويشق عليهم
58. وأن البغضاء تبدو لهم من أفواههم وعلى فلتات ألسنتهم
59. وبأنهم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم
ومن صفاتهم التي وصفهم بها رسول الله
60. الكذب في الحديث
61. والخيانة في الأمانة
62. والغدر عند العهد
63. والفجور عند الخصام
64. والخلف عند الوعد
65. وتأخير الصلاة إلى آخر وقتها
66. ونقرها عجلة وإسراعا
67. وترك حضورها جماعة
68. وأن أثقل الصلوات عليهم الصبح والعشاء
69. ومن صفاتهم التي وصفهم الله بها الشح على المؤمنين بالخير
70. والجبن عند الخوف فإذا ذهب الخوف وجاء الأمن سلقوا المؤمنين بألسنة حداد فهم أحد الناس ألسنة عليهم كما قيل:/
جهلا علينا وجبنا من عدوكم * لبئست الخلتان الجهل والجبن
71. وأنهم عند المخاوف تظهر كمائن صدورهم ومخبآتها وأما عند الأمن فيجب ستره فإذا لحق المسلمين خوف دبت عقارب قلوبهم وظهرت المخبآت وبدت الأسرار
72. ومن صفاتهم أنهم أعذب الناس ألسنة وأمرهم قلوبا
73. وأعظم الناس خلفا بين أعمالهم وأقوالهم
74. ومن صفاتهم أنهم لا يجتمع فيهم حسن صمت وفقه في دين أبدا
75. ومن صفاتهم أن أعمالهم تكذب أقوالهم وباطنهم يكذب ظاهرهم وسرائرهم تناقض علانيتهم
76. ومن صفاتهم أن المؤمن لا يثق بهم في شيء فإنهم قد أعدوا لكل أمر مخرجا منه بحق أو بباطل بصدق أو بكذب ولهذا سمي منافقا أخذا من نافقاء اليربوع وهو بيت يحفره ويجعل له أسرابا مختلفة فكلما طلب من سرب خرج من سرب آخر فلا يتمكن طالبه من حصره في سرب واحد قال الشاعر:/
ويستخرج اليربوع من نافقائه * ومن جحره بالشيخه اليتقصع
فأنت منه كقابض على الماء ليس معك منه شيء
77. ومن صفاتهم كثرة التلون وسرعة التقلب وعدم الثبات على حال واحد بينا تراه على حال تعجبك من دين أو عبادة أو هدى صالح أو صدق إذا انقلب إلى ضد ذلك كأنه لم يعرف غيره فهو أشد الناس تلونا وتقلبا وتنقلا جيفة بالليل قطرب بالنهار
78. ومن صفاتهم أنك إذا دعوتهم عند المنازعة للتحاكم إلى القرآن والسنة أبوا ذلك وأعرضوا عنه ودعوك إلى التحاكم إلى طواغيتهم قال تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف إذا أصبتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا)
79. ومن صفاتهم معارضة ما جاء به الرسول بعقول الرجال وآرائهم ثم تقديمها على ما جاء به فهم معرضون عنه معارضون له زاعمون أن الهدى في آراء الرجال وعقولهم دون ما جاء به فلو أعرضوا عنه وتعوضوا بغيره لكانوا منافقين فكيف إذا جمعوا مع ذلك معارضته وزعموا أنه لا يستفاد منه هدى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/466)
80. ومن صفاتهم كتمان الحق والتلبيس على أهله ورميهم له بأدوائهم فيرمونهم إذا أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ودعوا إلى الله ورسوله بأنهم أهل فتن مفسدون في الأرض وقد علم الله ورسوله والمؤمنون بأنهم أهل الفتن المفسدون في الأرض وإذا دعاهم ورثة الرسول إلى كتاب الله وسنة رسوله خالصة غير مشوبة رموهم بالبدع والضلال وإذا رأوهم زاهدين في الدنيا راغبين في الآخرة متمسكين بطاعة الله ورسوله رموهم بالزوكرة والتلبيس والمحال وإذا رأوا معهم حقا ألبسوه لباس الباطل وأخرجوه لضعفاء العقول في قالب شنيع لينفروهم عنه وإذا كان معهم باطل ألسوه لباس الحق وأخرجوه في قالبه ليقبل منهم
وجملة أمرهم أنهم في المسلمين كالزغل في النقود يروج على أكثر الناس لعدم بصيرتهم بالنقد ويعرف حاله الناقد البصير من الناس وقليل ما هم وليس على الأديان أضر من هذا الضرب من الناس وإنما تفسد الأديان من قبلهم ولهذا جلا الله أمرهم في القرآن وأوضح أوصافهم وبين أحوالهم وكرر ذكرهم لشدة المؤنة على الأمة بهم وعظم البلية عليهم بوجودهم بين أظهرهم وفرط حاجتهم إلى معرفتهم والتحرز من مشابهتهم والإصغاء إليهم فكم قطعوا على السالكين إلى الله طرق الهدى وسلكوا بهم سبيل الردى وعدوهم ومنوهم ولكن وعدوهم الغرور ومنوهم الويل والثبور فكم من قتيل ولكن في سبيل الشيطان وسليب ولكن للباس التقوى والإيمان وأسير لا يرجى له الخلاص وفار من الله لا إليه وهيهات ولات حين مناص صحبتهم توجب العار والشنار وموودتهم تحل غضب الجبار وتوجب دخول النار من علقت به كلاليب كلبهم ومخاليب رأيهم مزقت منه ثياب الدين والإيمان وقطعت له مقطعات من البلاء والخذلان فهو يسمحب من الحرمان والشقاوة أذيالا ويمشي على عقبيه القهقهرى إدبارا منه وهو يحسب ذلك إقبالا فهم والله قطاع الطريق فيا أيها الركب المسافرون إلى منازل السعداء حذار منهم حذار إذ هم الجزارون ألسنتهم شفار البلايا ففرارا منهم أيها الغنم فرارا ومن البلية إنهم الأعداء حقا وليس لنا بد من مصاحبتهم وخلطتهم أعظم الداء وليس بد في مخالطتهم قد جعلوا على أبواب جهنم دعاة إليها فبعدا للمستجيبين ونصبوا شباكهم حواليها على ما حفت به من الشهوات فويل للمغترين نصبوا الشباك ومدوا الأشراك وأذن مؤذنهم يا شياه الأنعام حي على الهلاك حي عن التباب فاستبقوا يهرعون إليهم فأوردوهم حياض العذاب لا الموارد العذاب وساموهم من الخسف والبلاء أعظم خطة وقالوا ادخلوا باب الهوان صاغرين ولا تقولوا حطة فليس بيوم حطة فواعجبا لمن نجا من شراكهم لا من علق وأنى ينجو من غلبت عليه شقاوته ولها خلق فحقيق بأهل هذه الطبقة أن يحلوا بالمحل الذي أحلهم الله من دار الهوان وأن ينزلوا في أردأ منازل أهل العناد والكفران وبحسب إيمان العبد ومعرفته يكون خوفه أن يكون من أهل هذه الطبقة ولهذا اشتد خوف سادة الأمة وسابقوها على أنفسهم أن يكونوا منهم فكان عمر بن الخطاب يقول يا حذيفة ناشدتك الله هل سماني رسول الله مع القوم فيقول لا ولا أزكي بعد أحدا يعني لا أفتح علي هذا الباب في تزكية الناس وليس معناه أنه لم يبرأ من النفاق غيرك وقال ابن أبي مليكة أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله كلهم يخاف النفاق على نفسه ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبرائيل وميكائيل))
إنتهى كلام ابن القيم ـ رحمة الله تعالى عليه ـ(40/467)
نظم" مجمل اعتقاد أهل السنة" لفضيلة الشيخ عبد المجيد الهتاري الريمي
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 05:05 م]ـ
هذا نظم لمجمل أصول أهل السنة والجماعة لفضيلة الشيخ عبد المجيد بن محمود بن علي الهتاري الريمي اليمني أستاذ العقيدة في مركز الدعوة العلمي- بصنعاء
http://www.alheetari.net/nadm-mojmal-osol-....doc
ـ[أبو الحارث اليمني]ــــــــ[17 - 05 - 07, 01:10 م]ـ
رفع الله قدرك وقد الشيخ عبد المجيد
ـ[أبو الحارث اليمني]ــــــــ[17 - 05 - 07, 01:11 م]ـ
وهذا النظم هو عبارة عن نظم لكتاب مجمل أصول أهل السنة والجماعة للدكتور ناصر العقل
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 10:28 م]ـ
وهذا النظم هو عبارة عن نظم لكتاب مجمل أصول أهل السنة والجماعة للدكتور ناصر العقل
أحسنت أبا الحارث وهو كذلك
ـ[أبو أيوب العامري]ــــــــ[28 - 11 - 08, 02:04 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو أيوب العامري]ــــــــ[28 - 11 - 08, 02:09 م]ـ
أنصح الجميع بحفظ هذا النظم فهو نظم رائع لخص فيه عقيدة أهل السنة
ـ[محمد مصطفى السكندري]ــــــــ[10 - 12 - 08, 01:08 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله
أحسن الله إليك(40/468)
مامعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (وأيم الله)
ـ[ابو اسامة الجزائري]ــــــــ[09 - 05 - 07, 07:00 م]ـ
معلوم ان الحلف لا يجوز الا بالله او باسمائه او صفاته فما معنى حلف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقوله: (وأيم الله) افيدونا بارك الله فيكم
ـ[الداودي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 07:15 م]ـ
جاء في نيل الأوطار ... "
(وأيم الله) بكسر الهمزة وفتحها والميم مضمومة
وحكى الأخفش كسرها مع كسر الهمزة وهو اسم عند الجمهور وحرف عند الزجاج , وهمزته همزة وصل عند الأكثر وهمزة قطع عند الكوفيين ومن وافقهم لأنه عندهم جمع يمين , وعند سيبويه ومن وافقه أنه اسم مفرد. واحتجوا بجواز كسر همزته وفتح ميمه
قال ابن مالك: ولو كان جمعا لم تكسر همزته , وقد ذكر في فتح الباري فيها لغات عديدة , وقال غيره: أصله يمين الله ويجمع على أيمن فيقال: وأيمن الله , حكاه أبو عبيدة , وأنشد لزهير بن أبي سلمى:
فيجمع أيمن منا ومنكم لمقسمة تمور بها الدماء
فقالوا عند القسم: وأيمن الله , ثم كثر فحذفوا النون كما حذفوها من لم يكن فقالوا: لم يك , ثم حذفوا الياء فقالوا: (أم الله) , ثم حذفوا الألف فاقتصروا على الميم مفتوحة ومضمومة ومكسورة , وقالوا أيضا: (م الله) بكسر الميم وضمها , وأجازوا في أيمن فتح الميم وضمها , وكذا في أيم , ومنهم من وصل الألف وجعل الهمزة زائدة ومسهلة , وعلى هذا تبلغ لغاتها عشرين
قال الجوهري: قالوا: أيم الله , وربما حذفوا الياء فقالوا: أم الله , وربما أبقوا الميم وحدها مضمومة فقالوا: أم الله , وربما كسروها لأنها صارت حرفا واحدا فشبهوها بالباء , قال: وألفها ألف وصل عند أكثر النحويين , ولم يجئ ألف وصل مفتوحة غيرها , وقد يدخل اللام للتأكيد فيقال: ليمن الله
قال الشاعر:
فقال فريق القوم لما شهدتهم نعم وفريق ليمن الله ما ندري
وذهب ابن كيسان وابن درستويه إلى أن ألفها ألف قطع وإنما خففت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة الاستعمال. وحكى ابن التين عن الداودي أنه قال: أيم الله معناه اسم الله بإبدال السين ياء وهو غلط فاحش لأن السين لا تبدل ياء. وذهب المبرد إلى أنها عوض من واو القسم , وأن معنى قوله: وأيم الله والله لأفعلن
ونقل عن ابن عباس أن يمين الله من أسماء الله , ومنه قول امرئ القيس:
فقلت يمين الله أبرح قاعدا ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
.... "
ـ[الداودي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 07:17 م]ـ
أما كونها يمينا أم لا .. فقد أضاف الشوكاني في النيل قائلا: "
قالت المالكية والحنفية إنه يمين. وعند الشافعية إن نوى اليمين انعقدت وإن نوى غيرها لم تنعقد يمينا , وإن أطلق فوجهان , أصحهما لا تنعقد إلا إن نوى. وعن أحمد روايتان أصحهما الانعقاد
وحكى الغزالي في معناه وجهين: أحدهما أنه كقوله بالله والثاني إنه كقوله أحلف بالله وهو الراجح. ومنهم من سوى بينه وبين لعمر الله. وفرق الماوردي بأن لعمر الله شاع في استعمالهم عرفا بخلاف أيم الله. واحتج بعض من قال منهم بالانعقاد مطلقا بأن معناه يمين الله , ويمين الله من صفاته , وصفاته قديمة
وجزم النووي في التهذيب أن قوله وأيم الله كقوله وحق الله , وقال: إنه ينعقد به اليمين عند الإطلاق وقد استغربوه قوله: (لعمر الله) بفتح العين المهملة وسكون الميم: هو العمر بضم العين. قال في النهاية: ولا يقال في القسم إلا بالفتح. وقال الراغب: العمر بالضم وبالفتح واحد ولكن خص الحلف بالثاني. قال الشاعر
عمرك الله كيف يلتقيان
أي سألت الله أن يطيل عمرك
وقال أبو القاسم الزجاجي: العمر: الحياة , فمن قال لعمر الله فكأنه قال: أحلف ببقاء الله واللام للتوكيد والخبر محذوف: أي ما أقسم به. ومن ثم قالت المالكية والحنفية تنعقد بها اليمين لأن بقاء الله تعالى من صفة ذاته , وعن الإمام مالك لا يعجبني الحالف بذلك. وقد أخرج إسحاق بن راهويه في مصنفه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: كانت يمين عثمان بن أبي العاص لعمري
وقال الإمام الشافعي وإسحاق: لا يكون يمينا إلا بالنية لأنه يطلق على العلم وعلى الحق , وقد يراد بالعلم المعلوم , وبالحق ما أوجبه الله تعالى. وعن أحمد كالمذهبين والراجح عنه كالشافعي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/469)
وأجابوا عن الآية التي فيها القسم بالعمر بأن الله تعالى يقسم بما شاء من خلقه وليس ذلك لغيره لثبوت النهي عن الحلف بغير الله تعالى , وقد عد الأئمة ذلك من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ; لأن الله تعالى أقسم به حيث قال: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون} وأيضا فإن اللام ليست من أدوات القسم لأنها محصورة في الواو والباء والتاء. وقد ثبت عند البخاري في كتاب الرقاق من حديث لقيط بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {: لعمر الأهل وكررها} وهو عند عبد الله بن أحمد وعند غيره قوله: (أقسمت عليك) قال ابن المنذر: اختلف فيمن قال: أقسمت بالله أو أقسمت مجردا , فقال قوم: هي يمين وإن لم يقصد , وممن روى عنه ذلك ابن عمر وابن عباس , وبه قال النخعي والثوري والكوفيون
وقال الأكثرون: لا يكون يمينا إلا إن نوى وقال الإمام مالك: أقسمت بالله يمين , وأقسمت مجردة لا تكون يمينا إلا إن نوى. وقال الشافعي: المجردة لا تكون يمينا أصلا ولو نوى , وأقسمت بالله إن نوى يكون يمينا , وكذا لو قال: أقسم بالله , وقال سحنون: لا يكون يمينا أصلا
وعن [ص: 267] الإمام أحمد كالأول وعنه كالثاني , وعنه إن قال: قسما بالله فيمين جزما لأن التقدير أقسمت بالله قسما , وكذا لو قال: آليت بالله
قال ابن المنير: لو قال أقسم بالله عليك لتفعلن فقال نعم هل يلزمه اليمين بقوله نعم وتجيء الكفارة إن لم يفعل؟ قال: وفي ذلك نظر قوله: {ليس منا من حلف بالأمانة} قال في النهاية: يشبه أن تكون الكراهة فيه لأجل أنه أمر أن يحلف بأسماء الله وصفاته , والأمانة أمر من أموره فنهوا عنها من أجل التسوية بينها وبين أسماء الله كما نهوا أن يحلفوا بآبائهم. قال: وإذا قال الحالف: وأمانة الله كانت يمينا عند أبي حنيفة والشافعي لا يعدها يمينا , قال: والأمانة تقع على الطاعة والعبادة الوديعة والنقد والأمان , وقد جاء في كل منها حديث .... "(40/470)
الدلائل العقلية في فضل أصحاب خير البرية
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[09 - 05 - 07, 10:55 م]ـ
الحمد الله حمد يليق بجلاله وكماله وصلى الله على محمد وصحبه وآله وبعد:
فبالرغم من كثرة الآيات والأحاديث التي تنطق بعظيم مكانة أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلا أن الأمر لا يحتاج إلى استدلالات شرعية لظهورها عقلا، لأن العقل يسلم بفضل أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لكل من رضي بالإسلام دينا.
فإذا كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد ختم الله به الرسالات وجعل رسالته هي المهيمنة على سائر الأديان فكيف لا يُهيئ الله تعالى له أصحابًا يحملون رسالته من بعده؟
لقد فضَّل الله عز وجل رسوله محمدًا على سائر الرسل، وفضل كتابه على سائر الكتب، وفضل أمته على سائر الأمم، فكان من المنتظر أن يكون أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد فضلهم الله على سائر أصحاب الأنبياء الآخرين.
ثم إن هذه الرسالة العظيمة تحتاج إلى من يحملها عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فكيف صحَّ أن يكون أصحابه ثلة من المنافقين المرتدين كما يدعي الشيعة الملاعين. لو كان الأمر كما يدعون فإن هذا يدل على بطلان رسالة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأن صاحبها لم يكن صادقا (حاشا لله) لأنه لو كان صادقا لأيَّده الله عز وجل بأصحاب أوفياء مخلصين لدينه.
قد يقول رافضي: إن الله تعالى أيده بآل البيت فنصروا دينه وحملوا الأمانة!! وهذا لا يقوله إلا أعمى أو غبي. فالشيعة أنفسهم يقرون بأن ما يسمونهم بالأئمة المعصومين من آل البيت قد ظُلموا من الصحابة واغتُصبت حقوقهم ولم يستطيعوا استردادها، واضطروا أن يستعملوا التقية مع المرتدين (الصحابة في نظرهم) حتى لايبطشوا بهم. وبهذا لم يظهر الدين كما وعد الله تعالى بذلك {هوالذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} بل إن هؤلاء المرتدين في نظر الشيعة (أي سلف هذه الأمة) قد فتحوا البلاد شرقا وغربا فجابوا الأرض ينشرون فيها دينهم وتقوقع الأئمة المعصومون في جحورهم – لو صح أن ما يدعو إليه الشيعة هو الحق فإنه يدل بطلان هذا الدين (الإسلام) لأن أتباعه الذين هم آل البيت وشيعتهم قد ظلوا عهدهم كله في ذلة وصغار منذ بدأ الدين حتى يومنا هذا.
أيضا إن المتأمل في أحوال الصحابة رضي الله عنهم مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يجد أقواما باعوا أنفسهم لله ورسوله، تركوا أوطانهم وأموالهم وأولادهم ليهاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاتلوا معه حتى افتدوه بأنفسهم، وأحبوه حبا ملك عليهم شغاف قلوبهم فبذلوا لأجله الغالي والنفيس حتى كانوا يقتتلون على وضوئه، ويرون النظر إلى وجهه الشريف يهوِّن عليهم كل مصيبة، فكيف ساغ لهم بعد هذا أن يكفروا به بعد موته!!!!
ثم. . لما ادعى الشيعة الأشرار أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كفروا بعده وخانوا الأمانة فيقال لهم: أكان الله تعالى يعلم ذلك أم لا؟ هل كان ربنا سبحانه يعلم أن أصحاب النبي سوف يكفرون به بعد موته أم لا يعلم؟
فإن هم أجابوا بالنفي وقالوا: لا يعلم ذلك. فقد أعلنوا كفرهم البواح فلا فائدة من الحديث معهم.
وإن أجابوا بالإثبات وقالوا: نعم، يعلم. فهنا نسألهم إذا كان الله تعالى قد علم أن أصحاب النبي سوف يرتدون بعد موته فلماذا لم يختر له أصحابًا غيرهم يكونون أهلا لحمل هذه الأمانة العظيمة؟ وقد بين ربنا جل وعلا في قرآنه الحكيم أنه لو انخذل قوم عن نصرة دينهم فإن الله سوف يستبدلهم بمن هو خير منهم فيقوم بحمل الأمانة فقال: {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركمثم لا يكونوا أمثالكم} وهاهم الصحابة –على اعتقاد الشيعة- قد تولوا عن الدين الحق واجتمعوا على الضلالة فلماذا لم يستبدلهم بآخرين أحسن منهم؟
إن هذا يضعهم في مأزق لا مفر منه فإما أن لا نصدق ربنا جل وعلا {ومن أصدق من الله قيلا} وإما أن نقول إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد قاموا بالواجب خير قيام.
بل إن الله عز وجل لم يدع الصحابة دون أن يستبدلهم بآخرين فحسب بل نراه قد أيدهم ونصرهم على أعتى قوتين في العالم آنذاك، فأسقطوا عروش كسرى وقيصر وفتحوا المدائن والقرى وانتشر ذكرهم على طول الأرض وعرضها. فهل يكون هؤلاء منافقين ويجازيهم الله هذا الجزاء؟! نعوذ بالله من الغباء.
فإن ردَّ الشيعة بأن الله استبدلهم بآل البيت فإن الرد عليهم قد سبق، وهو أن آل البيت باعترافهم قد ذلوا واستصغروا ولم تظهر لهم كلمة وظلوا خائفين طوال عهدهم واستعملوا مع مخالفيهم الكذب (التقية) حتى لا يعرفهم أحد.
وبهذا يكون آل البيت هم الذين يحتاجون إلى أن يستبدلهم الله لأنهم لم يستطيعوا تحمل الأمانة التي كلفهم الله بها. (هذا طبعا في عقيدة الشيعة).
وهذا يبين لك أن الشيعة قد بنوا دينهم على شفا جرفٍ هارٍ فانهار بهم في نار جهنم والعياذ بالله.
إن هذا الكلام مناقشة عقلية لا يختلف عليها الموافق والمخالف ليس فيها استدلال بآية أو حديث على فضل الأصحاب الأبرار بل كلها مما يتفق عليها أهل السنة والروافض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/471)
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[10 - 05 - 07, 12:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي (هشام أبو يزيد) جزاك الله خيراً وهناك (4) في فضائل الصحابة رضي الله عنهم وتفضيلهم على من بعدهم
http://www.tahhansite.com/pages/17.htm
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[12 - 02 - 08, 09:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي (هشام أبو يزيد) جزاك الله خيراً وهناك (4) في فضائل الصحابة رضي الله عنهم وتفضيلهم على من بعدهم
http://www.tahhansite.com/pages/17.htm
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذه الأشرطة الطيبة، وجزى الله العالم الزاهد عبد الرحيم الطحان خير الجزاء
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[25 - 02 - 08, 11:44 م]ـ
جزاك الله خيراً(40/472)
توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية
ـ[أم الجود]ــــــــ[10 - 05 - 07, 02:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أولا .. أنا هنا جديدة وأتمنى الإستفادة من هذا العلم الرائع ..
وعندي سؤال ياريت أحد متمكن من العقيدة يشرحلي شرح مبسط ومفهوم
مع العلم أني حديثة عهد بالعلم الشرعي ...
هو أن توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية متلازمتان كيف؟؟؟؟
وجزيتم خيرا .. والله يعينكم علي من أولها سؤال ..
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 03:43 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
توحيد الربوبية: هو إفراد الله بأفعاله.
أو نقول: الإقرار بأن الله تعالى هو الخالق، المالك، الرازق، المدبر
فنقر بأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق لهذه العوالم عالم الغيب وعالم الشهادة، لا شريك معه في الخلق بل هو الخالق وحده، يقول سبحانه وتعالى: (
مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ)
وكذا الملك والرزق والتدبير لهذا الكون فلا رازق ولا مدبر لهذا الكون إلا الله، ومعنى الربوبية من رب يرب، من التربية والتنشأة.
وهذا النوع من التوحيد أقرت به الأمم إلا من شذ كأمثال فرعون، والثنوية القائلين بوجود إلهين، إله للخير وإله للشر، أو أله للنور وآخر للظلمة
وهذا النوع كما سبق أقرت به الأمم، حتى كفار قريش كما قال الله سبحانه وتعالى عنهم: (
قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ)
توحيد الألوهية أو توحيد العبادة أو توحيد القصد والطلب: هو الشهادة بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
والمعنى للإله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله. وليس المعنى لا خالق أو لا مخترع إلا الله، بل لا إله حق إلا الله، فلو قلت لا إله إلا الله معناها لا خالق لم تأت بأكثر مما أتى به أبا جهل وأبا لهب.
فتوحيد الألوهية: هو عبادة الله وحده لا شريك له مخلصاً له الدين، فلا يصرف أي شيء من أنواع العبادة لغير الله لا لملك مقرب ولا لرسول مرسل، ولا لولي ولا لصفي ... بل العبادة لله وحده فلا يدعى إلا الله ولا يذبح لغير الله، ولا يحلف إلا بالله، ولا يتوكل إلا على الله ..... إلى غير ذلك من أنواع العبادات.
والعلاقة بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، أن توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية متضمن توحيد الربوبية.
وما دام العبد مقر بأن الله سبحانه هو الذي خلقه ورزقه وهو القادر المدبر الذي له الأمر، فلا بد له أن يعبده وحده لا شريك له، فإذا صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله فقد ساوى في هذا النوع مع الله أحدا ً وهذا من أظلم الظلم وأفحشه، وهو الشرك، لأنه وضع للشيء في غير موضعه.
هذا ما تيسر في هذه العجالة وكان في الذهن، واسأل الله سبحانه أن أكون وفقت للصواب، واستغفر الله من الزلل والخطأ.
ـ[أم الجود]ــــــــ[10 - 05 - 07, 04:46 ص]ـ
جزاكم الله خير أخي الباهلي
الأن وصلت المعلومة ..
فبارك الله فيك
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 06:36 ص]ـ
توحيد الربوبية توحيد الله بأفعال الكاملة ((كالخلق والرزق والتدبير ... الخ))
الألوهية توحيد الله بأفعالنا نحن ((أي العبادة من صلاة وذبح وحلف ... الخ))
لفظة متلازمان خطأ
المراد توضيحه
أنه إذا علم الخالق الرزق المدبر ((لزم أو توجب)) إفراده بالعبادة
هذا ما يعبر عنه اهل العلم
أن توحيد الربوبية يلزم منه توحيد الألوهية
يعني توحيدنا لأفعال الله التي ليست إلا له ((الربوبية))) يلزم منا توحيده بالعبادة التي هي من أفعالنا
ولذلك قال الله ((يأيها الناس اعبدو ربكم ... ))
اعبدوا هذا توحيد الألوهية
ربكم ها توحيد الربوبية
فصار المعنى وجب ولزم منكم عبادة ((ألوهية)) من له الربوبية ((الخلق والرزق والتدبير))
إلى هنا انتهى الشرح
وأما عن قولي قولنا الربوبة والالوهية متلازمان خطأ
ذلك
لأن الربوبية يلزم منها الألوهية
والألوهية تتضمن الربوبية
بهذا تصبح العبارة صحيحة ولله الحمد
أما الأولى فهي واضحة
وأما الثانية فإذا مو واضحة شرحناها لك
والله أعلم
ـ[أم الجود]ــــــــ[10 - 05 - 07, 02:08 م]ـ
نعم والله .. العلم نور
جزيتم خير
الأن احس اني تمكنت من فهم مااريد ..
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 04:00 م]ـ
باختصار كما قال الشيخ عبدالرحمن بن قاسم في حاشية كتاب التوحيد:
(وأقسام التوحيد متلازمة , كل نوع منها لا ينفك عن الآخر , فمتى أتى بنوع منها ولم يأت بالآخر لم يكن موحدا)
ص 12
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/473)
ـ[أم الجود]ــــــــ[13 - 05 - 07, 04:16 م]ـ
جزاكم الله خير(40/474)
القول الوافي في حمار الكافي.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 06:32 م]ـ
... الحمد لله رب العالمين، الملك الحق المبين، الذي جعل الدِّين واحدا، قال عز وجل: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) (آل عمران: 19) ... ولهداية عباده إلى صراطه المستقيم، أرسل الرسل وأنزل معهم الكتب، قال سبحانه: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ... ) (الحديد: 25)؛ وكان كل نبي يضع لبنةً في بناء صرح الدِّين الذي ما زال يُشيَّد ويُقام، حتى بعث الله تعالى خاتم الرُّسْل المكرمين، صلى الله عليه وسلم، فوضع اللبِنة الأخيرة واكتمل البنيان ... ولهذا وجبَ أن لا يؤخذ الدِّين إلا من القرآن الكريم، الناسخ لكل ما سبقه، قال جل ثناؤه: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (المائدة 48)، ومما بيَّنه به نبي الرحمة الذي أنزِل عليه قولُ الباري عز وجل: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (النحل: 44)، وقال تعالى: (وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) (النساء: 113)؛ وقال النبي المختار صلى الله عليه وسلم: ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ... وقد أرشدنا ربنا، له الحمد، إلى أحسن السبل عند التنازع في أي شيء كان، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: 59)؛ والردّ إليه سبحانه، يكون بالرجوع إلى كتابه الذي (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ) (فصلت: 42)، والردّ إلى الرسول يكون بالرجوع إلى ما صح وتبث من سنته قولا وفعلا وتقريرا، إذ هو المعصوم وحده الذي قال عنه رب البريئة: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم 3 - 4) ...
... ومن هذا المنطلق، ننظر في حديث " الحمار " الوارد في (أصول الكافي) // قال: عن أمير المؤمنين عليه السلام إن غُفيراً - حمار رسول الله صلى الله عليه وآله - قال له: بأبي أنت وأمي، يا رسول الله، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه: أنه كان مع نوح في السفينة، فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرجُ من صلب هذا الحمار حمارٌ يركبه سيدُ النبيين وخاتمهُم؛ فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار ...
... وفي الكافي للكليني، كتاب الحجة: باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله = عن أمير المؤمنين علي أنه قال: إن أول شيء من الدواب توفي: هو عفير، حمار رسول الله؛ توفي ساعة قبضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قطع خطامه ثم مر يركض حتى أتى بئر بني خطمة بقباء فرمى بنفسه فيها فكانت قبره ... قال: إن ذلك الحمار كلّم رسول الله فقال: بأبي أنت وأمي، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صُلب هذا حمارُُ يركبه سيد النبيين وخاتمهم ... قال عفير: فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار ... // قال أحدهم، قال المجلسي في مرآة العقول: ضعيف، وآخره مرسل ... /
... أقول: لا شك أن الحمار، الحيوان الأليف المعروف، فيه منافع للناس، قال الله تعالى: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (النحل 8)، فهو إذاً من جملة ما سخر الله لعباده من الدَّواب: يُركب، ويُحمل عليه الثّقل، ويُستعمل في الحرث والسقي ... كما شبَّه به الله تعالى محرِّفي الكتب، قتَلة الأنبياء، قال: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/475)
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الجمعة 5) ... وجاء في نهي لقمان ابنه عن رفع الصوت: (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (لقمان: 19) ...
... فأنى لصاحب أنكر الأصوات أن ينطق بلسان عربي مبين، كما جاء في رواية الكليني بسنده الذي يُدعى السلسلة الذهبية عند الرافضة؟
... باعتبار أن نبي الله نوح عليه السلام، وُلد سنة 2970 قبل المسيح عيسى عليه السلام، كما ورد في الكتب القديمة، وأن مولد خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم كان سنة 571 ميلادية، يكون الفرق الزّمني بينهما 3541 عاماً // وباعتبار أن الله تعالى لما نجى أهل السفينة،كان نوح عليه السلام قد بلغ من العمر600 سنة، أي أن الطوفان كان سنة 2370 قبل أن تلد مريم ابنها عليهما السلام،// وباعتبار غفير أو عفير " الحمار المحدِّث " ركبه النبي صلى الله عليه وسلم بعد خيبر، يكون بينه وبين جدّ أبيه الذي كان على ذات ألواح ودسُر 3003 من السنوات ...
... فأين عقول هؤلاء القوم؟ معدل عمر الحمار يتراوح بين 30 و 35 سنة، وإن عمّر فلقلَّما يصل إلى 50 عاماً ... يلزم إذن أكثر من 60 حماراً ليتصل السند ... والكليني لم يذكر إلا أربعة، والراوي خامسهم ... أم تراه جعل عمْر كل من حميره ستة قرون أو يزيد؟ فإن يكن كذلك، فإن الحمار الراوي كان قبل عيسى عليه السلام ... وعمّر حتى زمان الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم، وأي ذي لبِّ يقبَل بهذا؟
... ولنعُد الآن إلى متْن الحديث:
- قال: عن أمير المؤمنين عليه السلام إن غُفيراً - حمار رسول الله صلى الله عليه وآله - قال له: بأبي أنت وأمي، يا رسول الله، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه: أنه كان مع نوح في السفينة، فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم؛ فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار ...
... أقول: والله، عارٌ ... عارٌ وأي عارٍ أن ينسب هذا اللغو الذميم للخليفة الراشد الرابع كرم الله وجهه ورضي عنه ... أليس هذا طعناً فيه سوَّلتْه نفسُه لواضعِ هذا التقول المشين؟ ويدَّعون محبة الإمام واتباعه، بل منهم من ألَّهه وذريتَه ... كيف سيكون حالكم، يا قوم، غداً حين يكفرون بشرككم وتُرَد عليكم عباداتكم الباطلة؟ ماذا سيكون ردّكم يوم يكون الإمامُ لكم خصماً يا من يستهزؤون به، وبعلمه؟ ماذا ستجيبون حين تُسألون؟ ...
... " بأبي أنت وأمي، يا رسول الله " ... كلمة كان يقولها الصحابة الكرام، رضي الله عنهم جميعا ... كانوا يقولونها صادقين، فهم الذين ضحوا بأنفسهم في مواطن كثيرة دفاعاً عن الحبيب المصطفى صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ... فهل تريدون أيها المارقون أن تثبتوا للحمار صحبة؟ أما تعقلون؟ أي دين هذا الذي يؤخد عن الحمير؟ تالله لقد وضعتم جماجمكم الفارغة عرضة للسخرية بأقاويلكم التافهة وأفاعيلكم الباطلة ... حمار يفدي بأبيه الحمار وأمه الحمارة، فواعجبا ... أبعد هذا الضلال ضلال؟
... " إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه " ... سبحان الله، تناهق الحميرُ، وتمر قرون عِدّة، ويترجم الحفيد نهيق آبائه وأجداده إلى لسان العرب ... يا لها من ذاكرة عند طويل الأذنين الموصوف بالغباء ... أكثر من 700 خريف، ولم ينس حرفا مما شهق ونهق به أبوه، حتى أداه كما سمعه ووعاه ... يا لخيبة عقول تحمّرت ..... أفوق هذا اللغو لغو؟ وهل وراء هذا الغي غي؟
... فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون؟ تالله، لم يقصد واضعُ هذا التقول الشنيع إلا الطعن في المسلمين عامة، والمحدِّثين منهم خاصة ... لأن من جعل من النهيق حديثاً يُروَى لا يمكن أن يكون إلا زنديقاً من عبدة النار أو يهودياً باء بالغضبيْن فأمسى من جنود الغاوي يستهزيء بالمتشيعة الرافضة ويدعوهم إلى عذاب السعير بحثِّهم على التقرب من ربهم بهذا القول المقيت ... ليت شعري، لعل الحال يوافق المقال ويطابقه تماماً عندما يحمد الرافضي ربه بحمد " الراوي " في آخر الحديث ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/476)
*** وللدفاع، حميَّةً، عن مراجعه، وبعد محاولة يائسة لإدخال هذا الباطل من باب المعجزات، قال أحدهم في شبكة الشيعة العالمية: ... " ثم إن ما يشبه هذا الحديث موجود في كتب أهل السنة، فقد ذكر ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية) في معجزات النبي ما يلي ": عن أبى منظور وكانت له صحبة قال: لما فتح الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم خيبر؛ أصابه من سهمه أربعة أزواج نعال، وأربعة أزواج خفاف، وعشرة أواقي ذهب وفضة، وحمارا أسود ... قال فكلم النبي صلى الله عليه وسلم الحمار، فقال له: ما اسمك؟ قال:يزيد بن شهاب، أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا،كلهم لم يركبهم إلا نبي، ولم يبق من نسل جدي غيري، ولا من الأنبياء غيرك، أتوقفك أن تركبني، وقد كنت قبلك لرجل من اليهود، وكنت أعثر به عمدا، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري ... فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قد سميتك يعفورا .. يا يعفور ... قال: لبيك ... قال: أتشتهي الإناث؟ قال: لا ... قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يركبه في حاجته، فإذا نزل عنه أرسله إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه، فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ... قال: فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم بن التيهان فتردى فيها فصارت قبره، جزعا منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... / اهـ.
... ملاحظات أولية:
1 - اكتفى في تخريجه بذكر البداية والنهاية، وشمائل الرسول، والخصائص الكبرى ... / ولم يذكر أن هذا عند المجلسي في " قفار البوار " المسمى " بحار الأنوار"، وغيره ...
2 - حذف السند، وهو: روى محمد بن مزيد أبو جعفر مولى بنى هاشم عن أبى حذيفة موسى بن مسعود عن عبد الله بن حبيب الهذلى عن أبى عبد الرحمن السلمى ....
3 - لجأ إلى التلبيس على الناس حيث لم ينقل كلام ابن كثير فيه، وسيأتي - إن شاء الله - ضمن أقوال نخبة من علماء أهل السنة ...
... فأين الأمانة يا هذا؟ أين الأمانة التي هي أساس كل نقل؛ ولا يصلح إلا بها؟
... أقوال أهل العلم في " حديث " محمد بن مزيد:
* قال ابن حبان، في المجروحين: ... وهذا حديث لا أصل له، وإسناده ليس بشئ، ولا يجوز الاحتجاج بهذا الشيخ.// يعني محمد بن مزيد.
* وفي الموضوعات، قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، فلعن الله واضعه، فإنه لم يقصد إلا القدح في الاسلام، والاستهزاء به.
* وفي ميزان الاعتدال، حكم الذهبي ببطلانه.
* وفي لسان الميزان،قال ابن حجر العسقلاني،: محمد بن مزيد أبو جعفر: ... ذكر ابن حبان أنه روى عن أبي حذيفة هذا الخبر الباطل عن عبد الله بن حبيب الهذلي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي منظور ...
*وفي تذكرة الحفاظ، قال ابن القيسراني،:محمد بن مزيد أبو جعفر البغدادي لا يجوز الاحتجاج به.
* وفي البداية والنهاية، قال ابن كثير: أنكره غير واحد من الحفاظ الكبار ...
*وفي اللآلي المصنوعة، قال السيوطي: موضوع
* وفي السلسلة الضعيفة، قال الألباني: موضوع
... ... لو أن القائل آنفا بأن ما يشبه " حديث حماره " موجود في كتب أهل السنة، قال: ووجه الشبه البطلان والوضع ... لأراح نفسه وبني طينته ... لكن أعماه التعصب فتمادى في غيه ولغوه ...
... وبعد ذكر ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم من دواب، قال ابن كثير في السيرة، قال البيهقى: وليس في شئ من الروايات أنه مات عنهن، إلا ما روينا في بغلته البيضاء ... / قلت: وهذا يرد خبر الحمار الذي يقال أنه تردى في بئر، جزعاً، فصارت قبره ...
... تنبيه: الحمار عُفير في الصحيح
- حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ يَحْيَى بْنَ آدَمَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ، فَقَالَ: يَا مُعَاذُ، هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ... قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ... فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ؟ قَالَ: لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا ...
- رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب اسم الفرس والحمار.
... قال ابن حجر في فتح الباري =
- قوله: (كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عُفَيْرٌ) بالمهملة والفاء مصغر، مأخوذ من العفر وهو لون التراب، كأنه سمي بذلك للونه، والعفرة حمرة يخالطها بياض،وهو تصغير أعفر أخرجوه عن بناء أصله كما قالوا سويد في تصغير أسود؛ ووهم من ضبطه بالغين المعجمة وهو غير الحمار الآخر الذي يقال له يعفور وزعم ابن عبدوس أنهما واحد، وقواه صاحب الهدي، وردَّه الدمياطي فقال: عفير أهداه المقوقس ويعفور أهداه فروة بن عمرو وقيل بالعكس ... ويعْفُور بسكون المهملة وضم الفاء هو اسم ولد الظبي كأنه سمي بذلك لسرعته ... قال الواقدي: نفق يعفور منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع، وبه جزم النووي عن ابن الصلاح، وقيل طرح نفسه في بئر يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقع ذلك في حديث طويل ذكره ابن حبان في ترجمة محمد بن مزيد في الضعفاء وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم غنمه من خيبر وأنه كلم النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له أنه كان ليهودي وأنه خرج من جده ستون حمارا لركوب الأنبياء فقال: ولم يبق منهم غيري وأنت خاتم الأنبياء فسماه يعفورا. وكان يركبه في حاجته ويرسله إلى الرجل فيقرع بابه برأسه فيعرف أنه أرسل إليه فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى بئر أبي الهيثم بن التيهان فتردى فيها فصارت قبره ... قال ابن حبان: لا أصل له وليس سنده بشيء ...
... منقول ...
من شبكة الاسلام للجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/477)
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 08:52 م]ـ
اتمنى على الاخوه أهل الاختصاص الدخول والادلاء بآرائهم.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 02:39 ص]ـ
أولا جزاك الله خيرا أخي على هذا النقل
لكن
اتمنى على الاخوه أهل الاختصاص الدخول والادلاء بآرائهم.
لماذا لا يحال الموضوع إلى كليات (الطب الحيواني) أو (الطب البيطري) لعلهم يحتفظون بسجل أو (سي دي) مسجل عليها أسانيد الحمير والبقر والكلاب
من يدري؟
ألسنا في زمن العجائب؟
لكن ألا توافق على ضرورة اشتراط أن يوثق جده الحمار الكبير حمار آخر معتبر لا يقل سنه عن سنتين ويكون طول ذيله لا يقل عن 40 سم
وتتابعه على توثيقه بقرة سوداء (سود الله وجوههم) مع جاموسة كبيرة وزنها لا يزيد عن (ثلاث كليو جرام) (3 كجم)
وشر البلية ما يضحك
وجزاكم الله خيرا أخي
ـ[ابو هبة]ــــــــ[11 - 05 - 07, 03:33 ص]ـ
الأخ الفاضل عبدالرحمن العراقي,
جزاك الله خيراً على هذا البحث الماتع والأسلوب اللطيف.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[11 - 05 - 07, 03:36 ص]ـ
عن أمير المؤمنين عليه السلام إن غُفيراً - حمار رسول الله صلى الله عليه وآله - قال له: بأبي أنت وأمي، يا رسول الله، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه: أنه كان مع نوح في السفينة
جزاك الله خيرا أخي عبد الرحمان
هذا مسلسل بالحمير!!
ولست أدري هل أدرجه أحد حمير الروافض ضمن المسلسلات المروية؟
وسيكون مسلسلا (مُشَكَّلا) بين الحمير (الإنسية المجوسية) والحمير المتخيّلة التي نسجتها مُخَيَّلة رافضي سادر غلبت عليه السوداء!!
وعسى ألا أراه يوما في الذيل على كتاب ابن قطلوبغا في ذكر من روى عن أبيه عن جده!!
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 11:09 ص]ـ
إخوتي الاعزاء.
شتا العربي.
أبو هبه.
إبن السائح.
جزاكم الله خيرا على المرور.
وبارك الله بكم على ردودكم الجميله واللطيفه والتي لاتخلوا من دعابه تدل على الروح الاريحيه المنضبطه بالكتاب والسنه لديكم.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[11 - 05 - 07, 12:00 م]ـ
إن غُفيراً - حمار رسول الله صلى الله عليه وآله
هو عُفير
بالعين المهملة
بارك الله فيك وجزاك خيرا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 04:21 م]ـ
إ
جزاكم الله خيرا على المرور.
وجزاكم الله أخي خير الجزاء وبارك فيكم
وهل تم العثور على حمار وَثَّقَ حمار الرافضة؟ أم لا زال البحث جاريا؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 04:56 م]ـ
الحمد لله وحده ...
الرافضة يوثقون من يعتقدون هم فسقه وفساد مذهبه، بل وكفره!
فالحمار ثقة عندهم من باب أولى.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 07:10 م]ـ
الحمد لله وحده ...
الرافضة يوثقون من يعتقدون هم فسقه وفساد مذهبه، بل وكفره!
فالحمار ثقة عندهم من باب أولى.
لكن هل ترى أن الرافضة لعنهم الله يوثقون جميع أنواع الحمير كبيرها وصغيرها؟ أم أنهم يوثقون الحمير الكبيرة فقط؟
لأنك ترى أن الإسناد فيه أن الحمار يروي عن أبيه عن جده يعني فالظاهر أن هذا حمار عاقل تعدى سن الرشد وليس قاصرا
اللهم إلا إن كان من مذهبهم قبول الرواية عن الحمير الصغيرة
فما رأيكم دام فضلكم في (المسألة الحميرية للملاعين الرافضية)؟
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 09:03 م]ـ
لكن هل ترى أن الرافضة لعنهم الله يوثقون جميع أنواع الحمير كبيرها وصغيرها؟ أم أنهم يوثقون الحمير الكبيرة فقط؟
لأنك ترى أن الإسناد فيه أن الحمار يروي عن أبيه عن جده يعني فالظاهر أن هذا حمار عاقل تعدى سن الرشد وليس قاصرا
اللهم إلا إن كان من مذهبهم قبول الرواية عن الحمير الصغيرة
فما رأيكم دام فضلكم في (المسألة الحميرية للملاعين الرافضية)؟
[/ right]
أخي شتا.
جزاك الله خيرا.
وهذا رأي الشخصي ارجوا ان لاتؤاخذني عليه لانني ويشهد الله استفيد منك كثيرا ولاازكيك على الله.
فهم عندهم كل حمار يدين بما يدين به مراجعهم العظام ((الاقزام)) ثقه وان لم يبلغ سن الرشد عندهم.
وحقيقة حتى الحمير تستحي مما يعتقدون به لانها ترفض ان تعبد لغير خالقها ولكن الروافض لم يتركوا شيئا الا وعبدوه حتى الصخر والحجر والحمير والبغال لم يركبوها ولم يتخذوها زينه بل كم من القبب اقاموها على جثث حمير ليأكلوا بها أموال الناس بالباطل.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 04:26 م]ـ
أخي شتا.
جزاك الله خيرا.
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 07:27 م]ـ
وجزاكم الله خير الجزاء
[/ right]
بارك الله فيك اخي واحسن اليك.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[30 - 09 - 07, 02:07 ص]ـ
هل تم العثور على حمار وَثَّقَ حمار الرافضة بعد؟ أم لا زال البحث جاريا؟
ـ[أبو صهيب المعيقلي]ــــــــ[30 - 09 - 07, 04:19 ص]ـ
لا يستغرب من دين الرافضة شيئ، ولو تأملت كتبهم، وأفعالهم، لفطنت لقول شيخ الاسلام إبن تيمية -رحمه الله تعالى - الرافضة أغبى الفرق.
فهم أغبياء بإجماع الاذكياء.
اللهم اهدي ضالهم، وأهلك المعاندين منهم أعدادء دينك، أنصار اليهود. آآآآآآآمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/478)
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[14 - 10 - 08, 01:51 ص]ـ
الحمار الثاني مدلس، وقد عنعن.
كما قال خالد البحريني:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=885367(40/479)
الصوفي الذي يعبد الكلب!
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 06:38 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لعل أكثركم يتعجب من هذا العنوان
نعم والله إنها بلية
بلية الذين يعتقدون أن الله في كل مكان وان وجوده هو عين وجود
خلقه وهذا حال الكثيرين من ضلال
الصوفية متبعين في ذلك
أئمة الضلال والزندقة كابن عربي وابن الفارض والجيلي والحلاج
سؤال: أتظنون أن هذا الأمر كان قديما وانتهى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اقرأ هذه الواقعة لتعلم الجواب
حدثني رجل ثقة صادق
قال: كان لي صديق صوفي يلح في دعوتي إلى الصوفية بكل
الوسائل وأتناقش معه ونختلف مع وجود
العلاقة الحميمة
وذات يوم ونحن ذاهبون إلى صلاة العصر مررنا في الطريق
على كلب فقال وتعالى الله عما قال، والحمد
لله أن ناقل الكفر ليس بكافر
قال: الله في هذا الكلب
ثم أخذ يقول انظر إلى كذا ويشير إلي الكلب
حتى قال: انظر إلي ذيله إنه هاء لفظ الجلالة ...
لا حول ولا قوة إلا بالله واللهم عفوك ومغفرتك
والذي لم يقرأ عن الصوفية المنحرفة ربما يستبعد هذا الكفر
فإليك أصل المسألة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
" مر التلمساني على كلب أجرب ميت في الطريق فقال له رفيق له
وكان التلمساني يحدثه عن وحدة الوجود: أهذا أيضا هو ذات الله؟ مشيرا إلى جثة الكلب.
فقال التلمساني: نعم الجميع ذاته فما من شيء خارج عنها
انظر: مجموعة الرسائل الكبرى.
ولهذا قال الإمام احمد للجهمية وهو يناظرهم في علو الله على
عرشة: إن القول بأنه في كل مكان كفر
لأنه إما دخل في كل مكان
أو ادخل المكان في نفسه
وهذا كله كفر إذ معناه انه دخل في نفوس الإنس والجن
والحيوانات أو ادخلها في نفسه
تعالى الله عن ذلك وانما كان الله ولا مكان فلما خلق المكان علا عليه سبحانه
للكلب قصة مع الصوفية فاقرأ
أولا: قال إمامهم الشعراني في الطبقات 2/ 66 طبعة دار العلم للجميع
في ترجمة يوسف العجمي الكوراني
قال: " وكان رضي الله عنه اذا خرج من الخلوة يخرج وعيناه كأنهما
قطعة جمر تتوقد فكل من وقع نظره عليه انقلبت عينه ذهبا خالصا
(خطر على البشرية)
ولقد وقع بصره يوما على كلب فانقادت إليه جميع الكلاب إن
وقف وقفوا وان مشى مشوا.
إلى أن قال: ووقع له مرة أخري انه خرج من خلوة الأربعين فوقع
بصره على كلب فانقادت إليه جميع الكلاب وصار الناس يهرعون إليه (إلى الكلب) في قضاء حوائجهم فلما مرض ذلك الكلب اجتمع حوله
الكلاب يبكون ويظهرون الحزن عليه فلما مات اظهروا البكاء
والعويل، وألهم الله تعالى بعض الناس فدفنوه فكانت الكلاب تزور قبره حتى ماتوا ".
قال الشعراني: فهذه نظرة إلى كلب فعلت ما فعلت فكيف لو وقعت على إنسان؟!!!
ثانيا: قال الشعراني في ترجمة شمس الدين محمد الحنفي 2/ 88
قال: " ومنهم سيدنا ومولانا شمس الدين الحنفي رضي الله تعالى عنه ورحمه
إلى أن قال: " ولما دنت وفاته بأيام كان لا يغفل عن البكاء ليلا ولا
نهارا وغلب عليه الذلة والمسكنة
والخضوع حتى سأل الله تعالى قبل موته أن يبتليه بالقمل والنوم مع الكلاب
والموت على قارعة الطريق وحصل له ذلك قبل موته فتزايد عليه
القمل حتى صار يمشي على فراشه
ودخل له كلب فنام معه على الفراش ليلتين وشيئا ومات على طرف حوشه
والناس يمرون عليه في الشوارع".
واقرأ ترجمته كاملة لتعلم أنها عقوبة من الله
فقد كان بقول في مرض موته: من كانت له حاجة فليأت إلى قبري
ويطلب حاجته أقضها له فإن ما بيني وبينكم غير ذراع من تراب.
" وقال له سيدي علي بن وفا: ما تقول في رجل رحى الوجود بيده
يدورها كيف شاء؟
فقال له سيدي محمد رضي الله عنه: فما تقول فيمن يضع يده عليها
فيمنعها أن تدور؟؟؟ ".
فأماته الله هذه الميته وسيأتيك شيء من جرأته على الله فانتظر.
ولا زالت الكلاب في المسرح
ثالثا: قال الشعراني الصوفي في ترجمة أبو الخير الكليباتي في
الطبقات 2/ 143
قال: "كان رضي الله عنه من الأولياء المعتقدين وله المكاشفات
العظيمة مع أهل مصر واهل عصره
وكانت الكلاب التي تسير معه من الجن وكانوا يقضون حوائج
الناس ويأمر صاحب الحاجة أن يشتري للكلب منهم إذا ذهب معه
لقضاء حاجته رطل لحم
وكان اغلب أوقاته واضعا وجهه في حلق الخلاء في ميضأة جامع
الحاكم ويدخل الجامع بالكلاب فأنكر عليه بعض القضاة فقال
هؤلاء لا يحكمون باطلا ولا يشهدون زورا ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/480)
فانظروا رحمكم الله هذا أحد أوليائهم، والملائكة لا تدخل بيتا فيه
كلب ولا صورة
رابعا: قال الشعراني 2/ 144
" ومنهم سيدي سعود المجذوب رضي الله عنه
كان رضي الله عنه من أهل الكشف التام وكان له كلب قدر الحمار
لم يزل واضعا بوزه (فمه) على كتفه ".
وسترى فضائحم في ما يتعلق بالكشف
وهذا التعلق بالكلاب وملازمتها لما عليه القوم من الأحوال
الشيطانية، ومن الكلاب شياطين كما اخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم
والمهم أن الشعراني من أئمة الصوفية حتى لا يقال إننا نفتري عليهم
والحمد لله أن هتك الباطل نفسه
خامسا: في ترجمة سيدهم بركات الخياط 2/ 144
قال الشعراني: " وكان دكانه منتنا قذرا لان كل كلب وجده ميتا أو
قطا أو خروفا يأتي به فيضعه داخل الدكان وكان لا يستطيع أحد
أن يجلس عنده ".
بلا تعليق!
وليس الأمر خاصا بالبهائم فسترى العجب تحت مسمى الكرامات
اولا: سيدهم علي وحيش
قال عنه الشعراني 2/ 149
قال: "كان رضي الله عنه من أعيان المجاذيب أرباب الأحوال ... وله كرامات وخوارق واجتمعت به يوما" إلى أن قال:
" وكان إذا رأى شيخ بلد أو غيره ينزله من على الحمارة ويقول له امسك رأسها لي حتى افعل فيها فإن أبى شيخ البلد تسمر في الأرض لا يستطيع يمشي خطوة وإن سمح حصل له خجل عظيم والناس يمرون عليه ".
فانظر هذه الجريمة النكراء مع إلحاق الأذى بصاحب الحمارة والعجيب انه يختار حمارة شيخ البلد ربما لأنها عادة سمينة!!!!
فيا ضلال المتصوفة أليس هؤلاء شيوخكم؟
أليست هذه كتبكم؟!!
اسأل شيخك أولا عن الكتاب ومؤلفه فإذا بدأ في الثناء فاقرأ عليه
وإياك أن تخبره بهذا الكلام أولا لأنه سيجحد الكتاب جملة وتفصيلا
ثانيا: تهتك وعري وخسة
الشيخ الصالح عبد القادر السبكي أحد رجال الله تعالى كان من أصحاب التصريف بقرى مصر رضي الله عنه الطبقات 2/ 184
قال: " وكان كثير الكشف لا يحجبه الجدران والمسافات البعيدة من إطلاعه على ما يفعله الإنسان في قعر بيته ....
وخطب مرة عروسا فرآها فأعجبته فتعرى لها بحضرة أبيها وقال انظري أنت الأخرى حتى لا تقولي بعد ذلك بدنه خشن أو فيه برص أو غير ذلك.
ثم مسك ذكره وقال: انظري هل يكفيك هذا وإلا فربما تقولي هذا ذكره كبير لا احتمله أو يكون صغير لا يكفيني فتقلقي مني وتطلبي زوجا اكبر آلة مني".
فيا ضلال الصوفية أما يستحي شيخكم الضال الشعراني من حكاية هذا الفجور
أم هذا جائز عندكم في علم الحقيقة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثالثا: الشيخ علي أبو خودة 2/ 135
" وكان رضي الله عنه إذا رأى امرأة أو أمرد راوده عن نفسه وحسس على مقعدته سواء كان ابن أمير أو ابن وزير ولو كان بحضرة والده أو غيره ولا يلتفت إلى الناس ولا عليه من أحد ".
[كتب هذا المقال بتاريخ 14/ 11/1998، ضمن سلسلة من المعارك مع ضلال المتصوفة].
كتبه ... الموحد
منقوول من موقع الاسلام للجميع.
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[10 - 05 - 07, 07:09 م]ـ
والله يا اخي الحبيب لقد قرات الكثير والكثير عن ضلال المتصوفة هؤلاء واني لاعجب اشد العجب من صوفي يدعي حب الله ورسوله يقرا مثل هذا الكلام الذي تجد اغلبه في كتاب الطبقات للشعراني هذا ولا يكون في حيرة من امره بل ويصر مستكبرا على ان التصوف هو الطريق الحق .... عافانا الله واياكم.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 07:51 م]ـ
والله يا اخي الحبيب لقد قرات الكثير والكثير عن ضلال المتصوفة هؤلاء واني لاعجب اشد العجب من صوفي يدعي حب الله ورسوله يقرا مثل هذا الكلام الذي تجد اغلبه في كتاب الطبقات للشعراني هذا ولا يكون في حيرة من امره بل ويصر مستكبرا على ان التصوف هو الطريق الحق .... عافانا الله واياكم.
أخي ابو مصعب
هذا من فضل الله علينا وعلى الناس ان هدانا للدين الحق والصراط المستقيم.
ولكننا والله حريصون اشد الحرص على هدايتهم بكل السبل ولكن سبق السيف العدل.
ونحن واياكم والسوريون وكثير من البلدان ابتلانا الله سبحانه بهذه الآفة التي نخرت جسم الامة الاسلاميه المملوءة جهلا وسذاجة ودجلا وتلبيسا الا وهي التصوف البالي صنو التشيع المارق نتاج اليهودية والنصرانية والهندوسية والمجوسية.
الحمد لله على نعمة الاسلام وجزاك الله خيرا على المرور.
ـ[ابو الحسين الياس عبد الكريم]ــــــــ[10 - 05 - 07, 08:34 م]ـ
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا
الصوفية أنواع وطبقات
وهذا أشدها ولكن هم أقل النسب في العالم من الصوفية على حد علمي
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 08:51 م]ـ
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا
الصوفية أنواع وطبقات
وهذا أشدها ولكن هم أقل النسب في العالم من الصوفية على حد علمي
اللهم آمين ياأخي.
ونسأل الله تعالى ان يجعل نسبة أهل البدع والانحراف = صفر %
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[10 - 05 - 07, 09:14 م]ـ
وهي التصوف البالي صنو التشيع المارق نتاج اليهودية والنصرانية والهندوسية والمجوسية.
ولذلك ستجد اخي الحبيب بان اليهود والنصارى يباركون اعمالهم بل ويساعدونهم احيانا خلف ستار ما يسمى بتشجيع التدين المستنير وهو التدين الذي لا يزيد عن مجموعة من الخزعبلات وهز الرؤوس والمسح على قبور الصالحين .. والغريب في الامر انك ستجد في بلادنا من يحاول من العلماء المتصوفة ايقاع عوام المسلمين في الفخ باقناعهم بان هذا النوع من التدين هو ما اوصى به الله ورسوله وبان من يدندن حول ضرورة اتباع طريق السلف ما هو الا محارب للاسلام الوسطي الصحيح وهو الاسلام الذي لم يامر المسلم سوى بان يتعبد لله بالطريقة اللائقة به وعلى حسب هواه الشخصي وبان يستمد طاقته الروحية من خلال الاتصال بالصالحين وبالطبع لن يكون ذلك الا بالالتفاف حول قبورهم ومناجاتهم والاستغاثة بهم ... عافانا الله واياكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/481)
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 10:49 م]ـ
ولذلك ستجد اخي الحبيب بان اليهود والنصارى يباركون اعمالهم بل ويساعدونهم احيانا خلف ستار ما يسمى بتشجيع التدين المستنير وهو التدين الذي لا يزيد عن مجموعة من الخزعبلات وهز الرؤوس والمسح على قبور الصالحين .. والغريب في الامر انك ستجد في بلادنا من يحاول من العلماء المتصوفة ايقاع عوام المسلمين في الفخ باقناعهم بان هذا النوع من التدين هو ما اوصى به الله ورسوله وبان من يدندن حول ضرورة اتباع طريق السلف ما هو الا محارب للاسلام الوسطي الصحيح وهو الاسلام الذي لم يامر المسلم سوى بان يتعبد لله بالطريقة اللائقة به وعلى حسب هواه الشخصي وبان يستمد طاقته الروحية من خلال الاتصال بالصالحين وبالطبع لن يكون ذلك الا بالالتفاف حول قبورهم ومناجاتهم والاستغاثة بهم ... عافانا الله واياكم
صدقت أخي بارك الله فيك.
نسأل الله السلامه.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 02:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب عبد الرحمن العراقي على هذا الموضوع
ولا تنس أخي أنهم لا يعبدون الكلب فقط بل ويعبدون الخنزير وغيره من الحيوانات وشاعرهم الزنديق يقول:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا ..... وما الله إلا راهب في كنيسة
فلعنة الله على شاعرهم وعلى من يؤمن بعقيدتهم المنحرفة الضالة هذه.
الاخوة للاعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تعلمنا من علماء اصول الفقه ومصطلح الحديث التفرقة بين العام والخاص، ولا اعتقد انكم فى حاجة للتعلم من جديد فى ذلك الامر،
أولا لا أذكر أن كتب مصطلح الحديث تكلمت عن (الخاص والعام) فهذا مبحث خاص بكتب أصول الفقه.
ثانيا: الخاص والعام المذكور في أصول الفقه مبحث من مباحث الترجيح أو التوفيق بين الأدلة بالدرجة الأولى ولا يمت إلى المعنى الذي تقصده أنت منه بصلة
فأنت تقصد أنه لا يصح أن نأخذ عامة الناس بما وقع فيه بعضهم وهذا لا دخل له بمسألة العام والخاص المذكورة في كتب أصول الفقه والتي تقوم على الأدلة الشرعية ودلالتها على العموم أو على الخصوص أو تعارض الخاص مع العام وكيفية التوفيق والترجيح ..... إلخ.
فهذا أمر آخر يختلف تماما عن مسألة عدم مؤاخذة طائفة بأسرها بأخطاء بعضها
والعجيب أنك بعد كلامك هذا تقول: (ولا أعتقد أنكم في حاجة للتعلم من جديد في هذا الأمر)
فحنانيك وهل جئت بأمر حتى تعتقد أو لا تعتقد؟ ونتعلم أو لا نتعلم؟!
والمقصود انه اذا وجدنا فى كتب الصوفية شيئا من القصة السايقة وامثالها، وما اكثرها، الا نعمم ذلك على فهم الصوفية وعقائدهم
العمدة لدى الصوفية على كتب ابن عربي والشعراني وأمثالهما وقد أقر أحد شيوخ الصوفية وهو (عمر كامل) في المناظرة التي أجراها الشيخ الفاضل عدنان عرعور حفظه الله مع الصوفية في (قناة المستقلة) وفيها أقر الصوفي (عمر كامل) بأن كتب ابن عربي فيها زندقة وكفر وأنه لا ينصح بها ... إلى آخر ما قاله.
ويمكنك أن تراجع كتاب (الفكر الصوفي) لعبد الرحمن عبد الخالق وكتاب (التصوف) لإحسان إلهي ظهير وكتاب (هذه هي الصوفية) لعبد الرحمن الوكيل.
والمقصود أن الأصل في كتب الصوفية هو الضلال والكفر والزندقة
ولا يدخل في هذا كتب أو كلام أئمة الإسلام الذين ادعت الصوفية زورا أنهم كانوا منها أو أنهم دخلوها تلبيسا على الناس أو لشهرة هؤلاء الأئمة بالزهد فالتصوف لدى هؤلاء الأئمة أمثال الفضيل بن عياض وغيره من أئمة الإسلام هو الزهد الشرعي الذي أمر به الكتاب وأمرت به السنة النبوية
ولا دخل لهؤلاء الأمة بزندقات الحلاج وابن عربي والبسطامي وابن سبعين و (ابن .... ) وغيرهم من أئمة الصوفية
ويمكنك تحميل هذين الكتابين عن الصوفية والاطلاع على ما فيهما:
الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=10&book=1328
الصوفية نشأتها وتطورها
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=10&book=219
والا كان على النصارى وغيرهم ان يؤاخذونا بالاسرائيليات فى كتبنا وما اكثرها كذلك،
الصوفية تتعبد بباطلها وزندقتها كوحدة الوجودة وأن الله حل فيهم والعياذ بالله ..... و ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/482)
أما الإسرائيليات فنحن لا نتعبد بها وإنما يذكرها بعض العلماء في كتبهم وتجد غيره من العلماء ينكرون عليه ولهذا قال الكثير من أهل العلم بأن الإسرائليات التي يمكن قبولها هي ما وافق الدليل الشرعي عندنا فقط
وأما ما سوى ذلك فلا نصدق أهل الكتاب ولا نكذبهم كما ورد الحديث بذلك ونسكت ولا نأخذ بالإسرائليات المخالفة للإسلام
فلا وجه للمقارنة بين الإسرائليات التي ليست أصلا عندنا ولا نتعبد بها وبين الزندقة والكفر الموجود في كتب الصوفية والذي يتعبدون به ويؤمنون به ويرددونه في مجالسهم وكتبهم والعياذ بالله
فكتب الصوفية الحقيقين كثيرة فلماذا ننشر تلك الاكاذيب التى تنشر العداوة ولا تجمع شمل المسلمين؟
كتب الصوفيين الحقيقين بل وأئمة الصوفية أمثال ابن عربي وغيره اعترف مشايخ الصوفية مثل الصوفي (عمر كامل) كما سبق بأن هذه الكتب بها زندقة وكفر
فهل تكفيك شهادة صوفي على هذه الكتب أم تحب المزيد؟
إن أردت المزيد فارجع إلى كلام العلماء عن الحلاج أو إلى كتاب (تنبيه الغبي إلى كفر ابن عربي).
أما الكتب التي هي لأئمة الإسلام أو الكلام الموجود لهم وتدعي الصوفية زورا أنهم منها أو يوافقونها على مذهبها الباطل فلا يدخل معنا لأن الزهاد العباد كالفضيل بن عياض وغيره ليسوا من الصوفية الفجرة الكفرة الذين يؤمنون بوحدة الوجود ولم تكن هذه الصوفية معروفة في أيامهم وإنما بدء البلاء على يد الحجاج الصوفي ثم ابن عربي إمام الصوفية المعظم الذي يؤمن بأن الولي خير من النبي وبوقاحة وقلة أدب يدعي ابن عربي الصوفي أنه خاتم الأولياء يعني أنه أفضل من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
أعوذ بالله وهل يقول هذا الكلام سوى زنديق فاجر؟
كلنا نجتمع حول بيت الله الحرام فى الموسم فلا يسئل احدنا من حوله اذا كان سنيا او شيعيا او صوفيا .... او غير ذلك.
ان علينا ان نقرأ كل مايصل الينا من علم لدى الجميع فسوف نجد فيه خيرا يقربنا الى الله فنأخذه
ونعمل به ونجد شرا فنتركه لاصحابه.
ماذا عن حكم ابن عطاء؟
هذا ليس بدليل لأنا لم نؤمر بامتحان الناس واختبارهم وسؤال كل من يقابلنا عن عقيدته إلا لو ظهر عكس ذلك فهنا لابد لنا من الحذر
يعني لو كنا في بلاد كفار لابد من السؤال عن مسلم إذا أردنا شراء لحوم مذكاة على الشريعة الإسلامية
وإذا كنا في بلد كله صوفي مشهور بهذا فلابد للسؤال عن مكان نظيف لا توجد فيه قبور نصلي فيه
أما في الحج فالأصل فيه عدم السؤال لأن الحج يكون في أرض طاهرة من الشرك بفضل الله وعرفة لا توجد به قبور ولا يوجد به ابن عربي الصوفي وأمثاله من الزنادقة فلا يلزمنا هناك أن نسأل بفضل الله
فكلامك هنا في غير محله
كلنا يعرف كيف اخذ ابن القيم منازل العارفين للامام الهروى الصوفى وكتب مدارج السالكين فلماذا لانفعل مثله.
لأنه ظهر لابن القيم رحمه الله أن الهروي يختلف عن زنادقة الصوفية ومع ذلك فحين شم ابن القيم رائحة ما من بعض عبارات الهروي بادر بإنكارها وشدد في النكير خاصة في أوآخر كتابه
وراجع كلامه عن التوحيد في آواخر كتابه وقوله للهروي: ولكن الحق أحب إلينا من شيخ الإسلام
هناك اثر فى حلية الاولياء يقول (الناس مبتلى ومعاف فارحموا اهل البلاء واحمدوا الله على العافية)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم فى الله بن حلبية هؤلاء ليسوا بأهل بلاء على فرض صحة الأثر وإنما هم أصحاب كتب مليئة بالكفر والزندقة فيجب التحذير منهم
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 11:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي في الله شتا العربي والله لقد اعطيت البحث حقه ونطقت بما يتفق مع مسلمات اهل السنة والجماعه فاحسن الله اليك ونفع بك وبعلمك.
واما انت اخي بن حلبيه فاهلا وسهلا بك وشكرا على المرور ولم يعد لدى المتصوفه مانخشى ان يعيب علينا بسببه النصارى فعقائد الرافضه والمتصوفه خليط من ديانات النصارى واليهود والبوذيه والهندوس وفلسفة الاغريق والمجوسيه الزرادشتيه المانويه الفارسيه.
وكما قال اخي شتا نحن نعرف الحق لاهل الزهد الذين نسبوهم المتصوفه اليهم زورا وبهتانا ولاندعي العصمة لاحد الا من عصمه الله وهي للانبياء خاصه.
فالتصوف المعاصر وادعياؤه كله شر محض لاخير فيه وان كان هناك بعض الخير فهو من باب التلبيس ودس السم بالعسل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/483)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 04:16 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي في الله شتا العربي
وجزاكم الله خير الجزاء أخي وبارك فيك
ـ[فيصل الحق]ــــــــ[11 - 05 - 07, 04:34 م]ـ
اللهم عافهم بما ابتلاهم .............
لم أكن اتصور ان الوقاحه تصل بهم الى هذا الحد
ولكن لا نستغرب خروج هذا الامر من صوفي ....... فكم من امور فعلوها أوقح من مما فعله
جزاك الله خيرا اخي عبدالرحمن العراقي
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 07:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ شتا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك على رسالتك الرقيقة
لا شكر على واجب وأسأل الله لي ولك بالهداية لما فيه رضى الله
واقول لك
1 - الامر الذى جئت به واريدكم ان تتعلموه هو قول ربنا تبارك وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم: الا تزر وازرة وزر اخرى
فاين تعلمت ان تعمم الحكم على الناس بسبب واحد منهم؟
أولا أنا لم أعمم الحكم على جميع الناس وإنما كلامنا هنا عن فئة معينة وهي الصوفية التي تؤمن بكتب ابن عربي وكفرياتها وقد سبق وذكرتُ لك هذا فلا تقولني ما لم أقل
أما الأمر الذي تريد منا أن نتعلمه فقد سبق وذكرتُه لك أنا قبلك
أما كلامك السابق فلم يكن يدل على ما تريده
أرجو أن تكون منصفا وتعترف بهذا صراحة وبوضوح حتى يكون هناك تفاعل في الكلام ورجوع للحق.
وهم قد ردوا عليه كما تنقل انت عن عمر كامل (بالمناسبة من هو عمر كامل؟)
ما داموا قد ردوا عليه فلماذا تسألني عنه؟ ألم تقل أنهم ردوا عليه؟ يعني تعرفه؟ أم أنهم لم يردوا؟
ركّز في رجاء.
2 - هل قرأت كتب ابن عربى ولم تجد فيها خيرا ابدا حتى تقول ان الاصل فى كتب الصوفية الكفر والزندقة؟
هذا صحيح ولما تقرأ كتاب (تنبيه الغبي إلى كفر ابن عربي) ستعلم ما في كتبه خاصة كتابه (الفصوص) من كفر صريح وزندقة.
واذا كان ماتقوله صحيح اين وجد ابن القيم رحمه الله كتاب الهروى رحمه الله؟
ما معنى كلامك هذا؟ هل تقصد مكان وجود الكتاب؟ أم تقصد أين كان الكتاب يباع في زمن ابن القيم مثلا؟
صدقا أنا أعلم ماذا تقصد من كلامك هذا ولكني سأسير على ظاهر كلامك الذي يظهر لكل من يقرأه حتى تنتبه لما في عباراتك من خلل لا يدل على مقصودك.
3 - اذا كانت كتب الصوفية مملؤة بالكفر والزندقة فكيف تعتبرهم مسلمين؟
الزهاد العباد أمثال الفضيل بن عياض رحمه الله هؤلاء أئمة الإسلام رغم أنف الصوفية وهؤلاء ليسوا من الصوفية المقصودة في شيء
أما صوفية الزنديق ابن عربي ومن يؤمن بكلامه في وحدة الوجود وغيرها من الكفريات فهؤلاء زنادقة
وأنا كررت هذا المعنى في كلامي قبل ذلك فلا تقولني ما لم أقل وتقول أنني أعتبرهم مسلمين هكذا بإطلاق.
التزمْ بكلامي رجاء ولا تزد عليه ما لم أقله.
4 - سوف اقرأ مرة اخرى كتاب تنبيه الغبى واريد منك ان تقرأ كتاب اليواقيت والجواهر
قرأته ولكن ما دمتَ ستعيد قراءة (تنبيه الغبي إلى كفر ابن عربي) فأعدك إن شاء الله بإعادة قراءة اليواقيت حتى تكون المعاملة بالمثل ويكون هناك إنصاف.
وأرجو أن تزيد معك كتاب (هذه هي الصوفية) لعبد الرحمن الوكيل مع الكتابين الذين أحلتُك عليهما سابقا
5 - من كلامك ان الامام ابن القيم رحمه الله قرأ كتاب الامام الهروى رحمه الله واخذ منه ماينفع المسلمين ويتناسب مع السنة وترك ما لايتناسب بعد ان رد عليه
وهذا بيت القصيد وهو قول الشاعر
لا تقل عن عمل ذا ناقص
جىء باوفى ثم قل ذا اكمل
أقول لك ابن القيم شرح كتاب الهروي فبالله عليك يعني سيشرح الكتاب بدون أن يقرأه؟
أما مسألة أن نلا نقول ذا ناقص حتى نأتي بالأوفى فهذا ما فعلناه بحمد الله
عندنا في الإسلام مئات الكتب المفيدة في الزهد والرقائق بفضل الله وبجوار هذا عندنا مئات الكتب التي تصحح البدع والخرافات
مع أنه ليس من شرط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتصحيح الأخطاء أن ننتظر حتى نؤلف كتابا آخر كاملا لأن الكمال ليس لكتاب سوى كتاب الله.
وكل كتاب من تأليف البشر لابد وأن تجد فيه نقصا لكن المهم أن لا يكون كفرا وزندقة مثل التي في كتب ابن عربي وأتباعه وعشاقه من الصوفية
فبدلا من سب الاخرين عليك ان تصلح من شأنهم وترد عليهم بالحسنىنحن لم نسب أحدا ولكن نقرر واقعا فالكافر نقول له إنت كافر والزنديق نقول له إنت زنديق
وأما أولياء الله كالصحابة والتابعين وأئمة الإسلام كمالك والشافعي وأحمد فنترحّم عليهم ونحبهم ونتبعهم ونشكرهم على ما قدموا من خدمات جليل للإسلام والمسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بن حلبيةوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شتا العربي
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 09:44 م]ـ
الاخ بن حلبيه.
نتركك والاخ شتا العربي فنحن واثقون تمام الثقه بما يقوله وينقله من ادله.
وبنفس الوقت نحن نحسن بك الظن بان غايتك الوصول الى الحق وهي غايتنا ومبتغانا جميعا باذن الله.
وان لانتعصب لاحد ونجرد قلوبنا وانفسنا من الهوى وننتصر لدين الله ونذب عمن يستحق من العلماء والدعاة ان نذب عنه.
النقاش لاجل الوصول الى الحق لاشيء فيه ولكننا نخشى الانتصار لمذاهب وطرق لايشك عاقل بمصادمتها لما هو معلوم من الدين بالضروره.
وفقنا الله واياك للاقتداء والالتزام بالكتاب والسنه بفهم العلماء الربانيين العاملين من سلف هذه الامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/484)
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[12 - 05 - 07, 04:20 ص]ـ
يقال ان الطبقات هذا مدسوس على الشعرانى وان بعضهم نسبه اليه زورا وان الشعرانى ذكر هذا فى بعض كتبه فقد قرات هذا فى هذا المنتدى المبارك ماقول الاخوه الفضلاء؟
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 04:47 ص]ـ
الأخ العراقي
جزاكم الله خيرا لثقتكم وأسأل الله عز وجل أن أكون أهلا لها وأن يجعلني خيرا مما تظنون ويستر علينا ذنوبنا ويهدينا للحق دائما
الأخ ابن عبد الغني
المعروف أن الصوفية يحاولون التنصل من الاحتجاج عليهم بكتاب الشعراني فيقولون بأن فيه أكاذيب مدسوسة على الشعراني لكنهم لا ينكرون نسبة الكتاب للشعراني جملة
لكن كلامهم هذا مردود لأنها مجرد دعوى للهرب من الاحتجاج عليهم بما في بعض كتبهم لم يذكروا أي دليل عليها
ومردود أيضا باحتجاجهم هم أنفسهم بكتاب الشعراني هذا وبلاياه التي فيه ولو سمعت الأحاديث والخطب التي يلقيها الصوفية في زماننا في موالدهم المشهورة لوجدتهم يرددون عبارة: (وقال سيدي الشعراني في كتاب الطبقات عن سيدي فلان ..... ) إلخ إلخ.
ومع ذلك فالمشكلة ليست في كتب الشعراني فقط ولكن البلاء الصوفي يتجاوز كتب الشعراني فعندك كتب ابن عربي وغيره من الصوفية فيها من الطوام ما الله به عليم
فإذا كان الصوفية يتنصلون من كتبهم فسنقول لهم: ولماذا تتبعون هذه الديانة الصوفية التي ترون في كتبها عارا وتتنصلون منها؟
وراجع مقدمة كتاب (هذه هي الصوفية) للشيخ الفاضل العلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله وانظر كيف حكى وقائع عن مشايخ الصوفية المعاصرين وليس عن الشعراني أو الأموات منهم وكل بلاء المعاصرين مبني على طوام وكفريات الهالكين منهم
ويظهر هذا جدا في كلام محمد حامد الفقي وكلام رشيد رضا وكلام علي الطنطاوي ومحمد جميل غازي وغيرهم الكثير ممن درس الصوفية وأتباعها عن قرب فعلم ما فيها من بلاء فكتب في بيان بلائها وكفرياتها والعياذ بالله.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[13 - 05 - 07, 04:00 ص]ـ
الاخ شتا العربى مازلنا نزداد بك علما فانت رزق ساقه الله الينا بارك الله فيك ايها الحبيب
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - 05 - 07, 01:09 م]ـ
إخوة الإيمان. . .
زادكم الله حرصا وحماسة!
نريد هنا كلام الأئمة والمشايخ والعلماء
فمسألة الأسماء والأحكام مسألة خطيرة،
وأمر الحكم على الآخرين تضبطه الحكمة والمناسبة.
فالحق حق والباطل باطل.
لكن النافع نافع والضار ضار.(40/485)
لدي بعض الأسئلة في العقيدة الواسطية وشرحها للشيخ ابن عثيمين
ـ[مراد مزايدة]ــــــــ[10 - 05 - 07, 06:40 م]ـ
الأسئلة التالية على كتاب: شرح الواسطية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
س1: هل هناك دليل عل إخراج بعض الاصناف من فتنة القبر؟ وهل يصح إخراج الصديقين لأنهم أفضل؟ [مجلد2 ص 111]
س2: هل هناك دليل على أن السؤال في القبر بعد الدفن؟ وماذا لو لم يدفن؟ [مجلد 2 ص 113]
س3: هل من دليل على قول الشارح رحمه الله:"الناس يحشرون يوم القيامة ليسوا على القوة التي هم عليها الان" [مجلد2 ص 135]
س4: ما معنى:" رواه مسلم بلاغا"؟ [مجلد 2 ص 160]
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 01:52 م]ـ
أخي مراد هذه بعض الفوائد للشيخ سليمان العلوان حفظه الله.
بعضها خارج عن سؤالك لكنها في نفس الموضوع أحببت ان تطلع عليها:
- الأدلة الصحيحة الصريحة تفيد سؤال المؤمن والمنافق والكافر كلهم في القبر خلافاً لما قاله ابن عبدالبر أن الكافر لا يُسأل.
- جاء عند أبي عيسى الترمذي أن الملكين الذين يسألان في القبر اسميهما (نكير – منكر) وقد صحح هذا الحديث الإمام أحمد وغيره و حسن إسناده.
- أهل السنة يؤمنون بأن العذاب في القبر يكون على الجسد وعلى الروح سواءدفن أو لم يدفن.
- أهل القبلة قد يعذبون في القبر إلى أن تقوم الساعة وقديعذبون زمناً قصيراً وقد لا يعذبون.
- أعظم الناس نعيماً في القبر بعد الرسلهم المجاهدون في سبيل الله كما تواترت الأدلة بذلك ولذلك المرابط المجاهد يؤمن الفتان وهذا الفضل لا يحظى به غير المرابط في سبيل لله. أ, هـ
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 10:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
بالنسبة لاستثناء بعض الاصناف من عذاب القبر فثابت أعرف منه الشهيد الذي قتل في المعركة أو الرباط لقوله " كفى ببارقة السيوف فوق راسه فتنه " فإن لم تكن هناك ثم بارقة فلا أحسب شروط الاستثناء تتحقق والله أعلم و يدل على هذا الحديث الذي روي من طرق مرسلة صحيحة و موصولة ضعيفة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لعمر رضي الله عنه:" يا عمر كيف بك إذا أنت مت فانطلق بك قومك فقاسوا لك ثلاثة أذرع في ذراع وشبر، ثم رجعوا إليك فغسلوك وكفنوك وحنطوك، ثم احتملوك حتى يضعوك فيه، ثم يهيلوا عليك التراب ويدفنوك، فإذا انصرفوا عنك أتاك فتانا القبر منكر ونكير، أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف يجران أشعارهما ويبحثان القبر بأنيابهما فتلتلاك وترتراك، كيف بك عند ذلك يا عمر؟ فقال عمر: ويكون معي عقلي مثل عقلي الآن؟ قال "نعم" قال "إذن أكفيكهما " رواه عبد الرزاق وغيره و حسنه بطرقه بعض أهل العلم أحسب الألباني أحدهم.
فإذا ثبت هذا الحديث فعمر قتل شهيدا كما هو ثابت بالنص ومع هذا اثبت رسول الله أنه سيأتيه الفتانان فدل هذا على أنه لا بد من " بارقة السيوف " و فيه شيء آخر هو رد على سؤالك عن الصديقين فاذا ثبت هذا الحديث فلاشك أن عمر من الصديقين لقوله عليه السلام " لو كان بعدي نبي لكان عمر " فالذي بلغ حد الصلاح للاصطفاء للنبوة لا شك أنه بلغ الصديقية و مع هذا اثبت عليه " فتنة القبر ".
أما السؤال الثاني فلا أعلم
أما الثالث فقد تواترت النصوص بأن قوة الناس يوم القيامة ليست كقوتهم اليوم مثل المشي على الوجه " يحشرون على وجوههم " و مثل قيامهم و الشمس عنهم قدر ميل في يوم مقداره خمسون الف سنة و ان ضرس الكافر في النار يعظم حتى يكون كجبل احد وهو في الصحيح.
والله اعلم
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 11:05 ص]ـ
لعلك تتصل على الشيخ " خالد المصلح" و تطرح عليه هذه الاشكالات
فهو خليفة الشيخ ابن عثيمين في دروس العقيدة في جامع عنيزة الكبير " جامع ابن عثيمين حاليا"
و قد شرح الواسطية أكثر من مرة ...
و هذا هو رقم هاتفه المحمول 0505147004
ـ[مراد مزايدة]ــــــــ[13 - 05 - 07, 08:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا(40/486)
المقصود الشرعي لمناظرة المخالفين ومجادلتهم
ـ[مرزوق الرويس]ــــــــ[10 - 05 - 07, 07:28 م]ـ
1) دعوة المخالفين وإيصال الحق إليهم، وإقناعهم ببطلان ما هم عليه من البدع.
2) الذب عن الدين، وتصفيته مما يلبس به المخالفين وما يشوبون به نصوصه من التحريفات والتأويلات.
3) حماية العامة من الوقوع في البدع، وتحصينهم من الشبهات وبيانها وبيان الرد عليها.
4) فضح المخالفين وتعرية باطلهم؛ لئلا يلتبس على الناس.
5) جمع الناس على كلمة سواء؛ لأن المسلمين مأمورون بالاعتصام بحبل الله، ولا يمكن اجتماعهم على غيره أصلًا، ففي نفي زغل البدعة تقدم نحو تحقيق هذا المقصد الشرعي العظيم.
وبناء على هذه المقاصد الشرعية ينبني الحكم على المناظرة والمجادلة، فمتى توافرت هذه المقاصد وتحققت كانت هذه المناظرة شرعية محمودة، ومتى انتفت هذه المقاصد ولم تتحقق كانت هذه المناظرة مذمومة.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[10 - 05 - 07, 10:10 م]ـ
بارك الله فيك ..(40/487)
الفرق بين التجديد والتطوير هااااام
ـ[أبو عبيد الله البستاني]ــــــــ[10 - 05 - 07, 08:42 م]ـ
بسم الله
باختصار التطوير في احد معانيه هو التغيير اي تغير شيء جوهري في الشيء المراد تطويره
اما التجديد هو ارجاعه الشء الي ما كان عليه من اصله
ولذا فمصطلح التجديد يليق والإسلام
وعندنا مجددون كثر مثل الامام أحمد _رحمه الله _
أما التطوير لا يليق والإسلام وهو من باب البدع إن لم يكن هو أم البدع
وجزاكم الله خيرا(40/488)
ما معنى العهد الوارد في الحديث؟
ـ[إبنة الخطاب]ــــــــ[10 - 05 - 07, 09:57 م]ـ
السلام عليكم
عند قولنا لأذكار الصباح والمساء
مما جاء في الدعاء
" وإني على عهدك ما استطعت "
ماالمقصود بالعهد ممكن شرحها؟ مع ذكر المصدر؟
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 10:11 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني:
قوله (وأنا على عهدك) سقطت الواو في رواية النسائي، قال الخطابي: يريد أنا على ما عهدتك عليه وواعدتك من الإيمان بك وإخلاص الطاعة لك ما استطعت من ذلك.
ويحتمل أن يريد أنا مقيم على ما عهدت إلى من أمرك ومتمسك به ومنتجز وعدك في المثوبة والأجر.
واشتراط الاستطاعة في ذلك معناه الاعتراف بالعجز والقصور عن كنه الواجب من حقه تعالى.
وقال ابن بطال: قوله " وأنا على عهدك ووعدك " يريد العهد الذي أخذه الله على عباده حيث أخرجهم أمثال الذر وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم فأقروا له بالربوبية وأذعنوا له بالوحدانية.
وبالوعد ما قال على لسان نبيه " أن من مات لا يشرك بالله شيئا وأدى ما افترض عليه أن يدخله الجنة ".
قلت: وقوله وأدى ما افترض علي زيادة ليست بشرط في هذا المقام لأنه جعل المراد بالعهد الميثاق المأخوذ في عالم الذر وهو التوحيد خاصة، فالوعد هو إدخال من مات على ذلك الجنة.
فتح الباري شرح صحيح البخاري - باب فضل الإستغفار
ـ[إبنة الخطاب]ــــــــ[10 - 05 - 07, 10:42 م]ـ
::
جزاك الله خير
ونفع الله بعلمكم وجعله حجة لنا لا علينا(40/489)
عبارات عقدية فاسدة , للشيخ الفاضل عمر الحاج مسعود
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 02:13 ص]ـ
الحمد لله , و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه و بعد:
فهذه نقولات أنشرها لإخواني في منتديات ملتقى أهل الحديث
مقتطفة من مقالة للشيخ الفاصل عمر الحاج مسعود الجزائري التي نشرها في مجلة الإصلاح السلفية في عددها الثاني - ربيع الأول /ربيع الثاني 1428هـ - من الصفحة 87 حتى الصفحة 93 بعنوان " عبارات عقدية فاسدة " و ذلك لأهميتها و خطورة التلفظ بها فاليكموها.
أولا: " لَمْلِيحْ رَبِّي ":
إذا مدحت شخصا: و قلت فلان مليح يستدرك عليك بعض الناس و يقول لك " لَمْلِيحْ رَبِّي " و المليح هو البهيج الحسن المنظر - المعجم الوسيط 2/ 883 - و يقصد الناس بقولهم: فلان مليح , أنه عاقل متخلق سمح سهل , و المليح ليس من أسمائه تعالى و لا صفاته , و إنما الله جميل طيب , رفيق , قال النبي صلى الله عليه و سلم:إن الله جميل يحب الجمال -مسلم91 - و قال: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا -مسلم1015 - و قال: إن الله رفيق يحب الرفق -مسلم 2593 - ا هـ
يتبع بإذن الله ...
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 02:14 ص]ـ
ثانيا: " رَبِّي يْدَبَّرْ رَاسُو"
و إذا أراد بعض الناس أن يقول: إن الله يفعل ما يريد و يخلق ما يشاء , قال " رَبِّي يْدَبَّرْ رَاسُو" , أو " رَبِّي عَلَى بَالُو" أو " رَبِّي حُرْ" و نحوها من الألفاظ.و في هذه العبارات عدة محظورات:
1 - نسبة الرأس إلى الله و هذا لا يثبت في الكتاب و السنة.
2 - يدبر: و التدبير في الأمر لغة: النظر إلى ما تؤول إليه عاقبته و التفكر فيه - الصحاح للجوهري 2/ 655 - أما في حق الله فهو القضاء , و الإنفاذ ,قال تعالى: " يُدَبِّرُ الأَمْرَ" -يونس3 - قال مجاهد: يقضيه وحده - تفسير الطبري7/ 84 ,السمعاني2/ 366 و 3/ 96 - و قال السعدي: ينفذ الأقدار في أوقاتها التي سبق علمه و جرى بها قلمه -تفسير السعدي436 - و لا معنى لقولهم هنا " يدبر راسو"
3 - نسبة البال إلى الله تعالى و هو غير ثابت , و البال لغة الخاطر - المعجم الوسيط1/ 77 -
4 - وصفه عزوجل بالحرّ و هذا لم بذكرفي الكاتب و لا في السنة.
إن العبارات الصحيحة المستقيمة أن تفول كما قال الله تعالى: " إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدْ" , " إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء " , " وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَ يَخْتَار". و مكان " على بالو" تقول: " العليم الأعلم " ,ومكان "حر" تقول: القادر المقتدر المهيمن العزيز القيوم".
يتبع ...
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 06:19 م]ـ
الثالث: قولهم " لَمْعَلَّمْ رَبِّي"
و إذا قيل: وين لمعلم؟ كان الجواب عند بعض الناس: لَمْعَلَّمْ رَبِّي , يقصدون بذلك الحاكم المالك , لكن لا يجوز تسميته بذلك لعدم ثبوته , و المعلم عند المتأخرين لقب لأرفع الدرجات في نظام الصناع -المعجم الوسيط2/ 624 قول القائل: وين لمعلم. أي المسؤول الأول عن الشركة أو المصنع صخيخ لا حرج فيه , أما الله عزوجل فهو الرب الحكم الملك المالك.
يتبع ...
http://www.albaidha.net/vb/images/swalif/misc/progress.gif
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 06:20 م]ـ
الرابع: " يَدْ الله طْوِيلَة"
يطلقون هذه العبارة و يريدون بها أن الله لا يعجزه شيء , و لا يفلت من أخذه أحد , و ربما يريدون بها سعة رزفه و عظم عطائه , و لكن هذه الصفة غير ثابتة , فالصواب أن تقول كما قال الله تعالى: "إِنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصَادِ" و قوله: 3 إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ" , " إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ" , " إِنَّ الله عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ"
و وصف يديه بالبسطفي قوله: وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ الله مَغْلُولَةٌ , غُلَّتْ أيْديهْمْ وَ لُعِنُوا بِمَا قَالُوا , بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ " و البسط " سعة العطاء و الكرم.
http://www.albaidha.net/vb/images/swalif/misc/progress.gif
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 06:53 م]ـ
الخامس: قولهم " رَبِّي تْفَكْرُوا"
تقال في حق الفقير إذا رزقه الله او المبتلى إذا عافاه أو المريض إذا شفاه , و يفهم من هذه العبارة أن الله نسيه , و النسيان هنا خلاف الذكر و الحفظ , تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا , قال الله عزوجل: " لاَ يَضِّلُ رَبِّي و لاَ يَنْسَى" و هو عزوجل سميع بصير عليم خبير يعلم ما كان و ما يكون قال تعالى: " إِنَّ الله لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَ لاَ فِي السَمَاءِ " و قال سبحانه: " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا " و قال سبحانه:"إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا " و هو حي قيوم لا ينام و لا ينبغي له ان ينام , كما قال تعالى: " اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ" و قال النبي صلى الله عليه و سلم: إن الله لا ينام و لا ينبغي له أن ينام يخفض القسط و يرفعه , يرفع ليه عمل الليل قبل عمل النهار و عمل النهار قبل عمل الليل.مسلم179.
و يأتي النسيان في اللغة بمعنى الترك , و منه قوله تعالى عن المنافقين: " نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ " يعني تركهم , و قوله: " وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى " أي تترك ي العذاب - الصحاح للجوهري 6/ 2508 , تيسير الكريم الرحمن للسعدي 357,552 و أضواء البيان للشنقيطي 4/ 550.
على أنه قد يكون مقصود بعضهم أن الله رحمه و أحسن إليه , فهذا المعنى صحيح لكن عبارة "رَبِّي تْفَكْرُوا" باطلة.
يتبع ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/490)
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[11 - 05 - 07, 08:37 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك يا اخ ابو عبد الرحمن و الامر يحتاج الى بذل المجهود لنشر العلم بادب التعامل مع اسماء الله سبحانه و تعالى و صفاته فالامل فى مثل هذا المنتدى و ما يماثله فى نشر العلم الصحيح
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[12 - 05 - 07, 01:38 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك ولكني ما سمعت بهذه العبارات قط قبل ذلك
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[12 - 05 - 07, 07:02 م]ـ
العبارات عامية، مما يلهج به الناس في الجزائر خاصة.
و أظن أن الكاتب لم يوَفَّق فيما كتب. و السبب أنه يحاكم كلاما غيرَ فصيح بكلام فصيح.
و المسألة في هذا الباب لا تتعلق بالعقيدة، و لكنها تتعلق باللغة.
ـ[الداودي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 08:42 م]ـ
ليسمح لي أخي مهية أن أقول أن الكلام غير الفصيح لايخول لصاحبه أن ينسب لله عزوجل مالايليق ... فنحن مأمورون أن نتقيد ونلتزم بما ورد ... ومثل العبارات السابقة -وإن كان بعضها يشيع في الجزائر فهو موجود في بعض من الأقطار العربية - يجب تصحيحها، وهل من عيب إذا تعلم الإنسان الحسن من القول والطيب من الكلام، وقد قال الله تعالى (وقولوا للناس حسنا) فهذا مع الناس فكيف برب الناس؟!!! ...
وهناك أيضا ألفاظ أخرى لاتصح يمكن إضافتها إلى ماسبق من ذلك:
* زرق البلافو---- يعنون بذلك الله نسبة إلى السماء الزرقاء
*ربي في السماء وأنا في الأرض-----يعنون بذلك مدى القوة والتمكن من الشيء، وهي لفظة تدل على الطغيان والجبروت
*انا متوكل عليك وعلى الله-----والأصح متوكل على الله وحده (ومن يتوكل على فهو حسبه)
وهكذا ألفاظ أخرى من هذا القبيل، كم نحن بحاجة إلى نتعلم ونعلم الناس أن لايتلفظوا في حق الله تعالى إلا بما هو سليم وسديد وثابت ..
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[12 - 05 - 07, 09:03 م]ـ
ليسمح لي أخي مهية أن أقول أن الكلام غير الفصيح لايخول لصاحبه أن ينسب لله عزوجل مالايليق .....
مَن قال يا أخي أن العامّي إذا قال: " ربي يدبر راسو " أنه يُثبت لله رأسا؟؟؟
و من قال أن العامي إذا قال: " ربي مليح " أنه يريد معناها الفصيح؟؟؟
إذًا أنت كأنك تحاكم شخصا يتكلم بلغة غير العربية إلى العربية.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 09:09 م]ـ
مَن قال يا أخي أن العامّي إذا قال: " ربي يدبر راسو " أنه يُثبت لله رأسا؟؟؟
و من قال أن العامي إذا قال: " ربي مليح " أنه يريد معناها الفصيح؟؟؟
إذًا أنت كأنك تحاكم شخصا يتكلم بلغة غير العربية إلى العربية.
أستغفر الله وأتوب إليه
فهل نترك العامي يقول هذه الكلمة؟!!
الكلام الموهم للباطل منهيٌ عنه شرعاً فقد أنكر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على من قال ((ما شاء الله وشئت))
ولم يقل له ما قصدك
وأنكر على من قال ((ومن يطعهما)) يعني من يطع الله ورسوله
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[12 - 05 - 07, 09:45 م]ـ
هنا ينبغي أن نفرّق بين الكلام " الموهم " و الكلام " المثبت " ...
موهم بسبب تركيب الكلام ... و العامية غير الفصيحة، فهي بمثابة لغة أخرى ... فإذا فُسِّرت بلغة غيرها بغير قواعدها، اختل المعنى، و حُمّلت ما لا تحتمل!
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 10:24 م]ـ
هنا ينبغي أن نفرّق بين الكلام " الموهم " و الكلام " المثبت " ...
موهم بسبب تركيب الكلام ... و العامية غير الفصيحة، فهي بمثابة لغة أخرى ... فإذا فُسِّرت بلغة غيرها بغير قواعدها، اختل المعنى، و حُمّلت ما لا تحتمل!
هذه فلسفة غير مفهومة
معنى كلمة رأس في العامية مثل معناها في الفصحى
ولو قالها بالإنجليزية لكان المعنى واحداً
ومعناها مضافةً إلى غيرها مثل معناها مفردة _ مع التنبه إلى الكلام الذي من وضعت من أجله الجمل أو معنى الكلام المركب والذي لا يلغي دلالة الألفاظ مفردة _
لقد نبهت من البداية على الفرق بين اللفظ الموهم واللفظ المثبت
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[12 - 05 - 07, 11:10 م]ـ
هذه فلسفة غير مفهومة
معنى كلمة رأس في العامية مثل معناها في الفصحى
ولو قالها بالإنجليزية لكان المعنى واحداً
ومعناها مضافةً إلى غيرها مثل معناها مفردة _ مع التنبه إلى الكلام الذي من وضعت من أجله الجمل أو معنى الكلام المركب والذي لا يلغي دلالة الألفاظ مفردة _
لقد نبهت من البداية على الفرق بين اللفظ الموهم واللفظ المثبت
اسمح لي أن أقول لك أن رميتك كانت من البداية في غير مرماها!
ذلك أن مداخلتي كانت ردا على قول أخينا الداودي:
ليسمح لي أخي مهية أن أقول أن الكلام غير الفصيح لايخول لصاحبه أن ينسب لله عزوجل مالايليق
فبينتُ له أن قائل تلك العبارات لا ينسب شيئا لله تعالى ...
أما أن تكون العبارة موهمة، فهذا يحذر منه إذا كان الإيهام يقع بين المخاطبين بتلك اللغة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/491)
ـ[أبوعبدالرحمان المهدي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 05:41 م]ـ
ألا ترى معي أخي مهية أنك إذا نظرت في كل المناهي اللفظية التي أشار إليها الأخ الكريم تجد أن المعاني المستقاة من ظاهرها ليست كالمعاني التي يريدها القائل بمعنى أنها مؤولة وهذا لعله يفتح بابا آخر من أبواب الفتن وهو الاحتجاج بكلام العامة على أنه يؤول فلم لا كذلك آيات الصفات وهذا لا يخفى عليك أخي أنه مذموم مخالف لعقيدة أهل السنة في إثبات ما أثبته الحكيم لنفسه - وأقول الحكيم لمعاني ضمنية فيها - وما نفاه عنه
إضافة إلى ذلك فإن كثيرا من هاته المناهي فيها ما فيها من كلام يتنقص فيه من عظمة الباري جل وعلا لا يقبله الشخص المؤدب أو المتعلم بله أن يوصف به الله عز وجل بل أن فيها ألفاظا شركية مخرجة من الملة لا يقيم لها المتكلم أدنى أعتبار حين النطق بها.ثم شيء آخر أضيفه ما جدوى هاته العلوم التي يتعلمها الطالب إن لم يكن ينفع بها نفسه أولا وعشيرته ثانيا و قد امرنا بالتبليغ {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}.
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 09:25 م]ـ
أخي عبد الوهاب مهيبة
الموضوع في مكانه اللائق به
و صدقت حينما قلت أن العامي إذا قال: ربي يدبر راسوا
أنه لا يثبت لله رأسا و لكن لا يجوز له أن يتلفظ بذلك أيضا
و ما أصل رد علماء السنة على الجهمية و المعتزلة و أضرابهم إلا من باب مقتضيات قولهم لأقوال كفرية أو بدعية فافهم هذا الأصل تنجوا
فلذلك نقلت هذه العبارات التي تشتهر على ألسن الجزائريين
و معظم سكان المغرب العربي
//
و أما دعواك أن هذه كلمات من اللهجة العامية فلا يجوز محاكمتها إلى العربية
طيب إلى ماذا نحاكمها إلى الفرنسية أم إلى الأنجليزية؟؟؟ ثم لتعلم أن اللهجة العامية ما هي إلا لغة عربية فصحى داخلتها بعض العجمة و اللنكة
فلزم من ذلك تقويم هذه العبارات و ردها إلى أصلهاالعربي و بيان فساد معناها
حتى يتنبه الغافل , و يستيقظ النائم , و لعل الكثير من هذه العبارات تلج في قول النبي صلى الله عليه و سلم: إن الرجل ليقول الكلمة من سخط الله ما يلقي لها بالا تهوي به سبعين خريفا في النار.
تأمل قوله عليه الصلاة و السلام لا يلقي لها بالا
فعدم القصد لا يمنع التقويم.
و هذا الموضوع للتنبيه لا للجدال.
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[13 - 05 - 07, 11:15 م]ـ
اعلموا يا معاشر الأحباب، أن المسائل المتعلقة بالعقيدة ينبغي أن تكون دقيقة، لأن أثر الخطإ فيها خطير. و مداخلتي بداية في هذه المشاركة إنما هو من أجل بيان أن القائل بتلك العبارات المنتَقَدة، لا يريد إثباتًا و لا نفيًا.
و ها نحن أولاء متفقون على هذا و لله الحمد.
بقي أن نبحث في تلك العبارات هل هي ألفاظ كفرية أم لا. و هل هي موهِمة للباطل كما قال بعض إخواني أم لا؟
هنا من حيث المبدأ، نحن - و لله الحمد - متفقون على أنه ينبغي التحذير و الكفّ عن القول بتلك العبارات إذا كانت كذلك.
و لكن بأي ضابط يُحكم على تلك العبارات على أنها كذلك؟؟؟ هذا الذي نحن مختلفون فيه. فأنت تحاكم المتكلم بتلك العبارات بمعجم لا يبني عليه لغته. فتقول: البال هو كذا ... و التدبير هو كذا ...
و اللغة ليست مفردات و لا حروفا حتى نقول أن العامية فصيحة. بل اللغة منظومة متكاملة من البيان و البلاغة و أساليب التخاطب. و لو رحتَ تحاكم الناس بذاك المنهج لكان ينبغي أن يبدل الناس كل كلامهم. فالمشكلة إذًا عادت مشكلة لغة.
فلو أن شخصا تكلم بلغة فصيحة فقرأ قول الله تعالى (و هو الذي يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته) الآية، هل لعامي بعيد عن هذه اللغة أن يعترض و يقول إنك بهذا تثبت للرحمة يدين أو أنك توهم ذلك؟؟؟
فالمحذور من تلك العبارات ينبغي أن يُفهَم من داخل لغة المتخاطبين و ليس من خارجها. هذا ما أردتُ أن أبيّنه و الله أعلم، و لا حول و لا قوة إلا بالله.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 11:29 م]ـ
يا عبدالوهاب أنت تجيد المكابرة
قول الرجل ((هذه العبارة فيها اثبات كذا لله))
لا تعني بالضرورة أنه يقول أن قائل هذه العبارة يلتزم بذلك فقد يكون جاهلاً
ولكنه ينبه لخطورة ما تحتويه هذه العبارة من معاني كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع من قال ((ما شاء الله وشئت))
لم يسأله ما قصدك وإنما نبهه لخطورة اللفظ الذي تلفظ به
ولا مكان للتنبيه للفرق بين الفصحى والعامية لأن المعنى في اللسانين واحد
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[14 - 05 - 07, 12:23 ص]ـ
كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع من قال ((ما شاء الله وشئت))
لم يسأله ما قصدك وإنما نبهه لخطورة اللفظ الذي تلفظ به
أقول: لِم يسأله و لغة المخاطِب هي لغة المخاطَب؟؟؟ و لو كانت لغة أخرى لسأله ...
هذا ما أردتُ أن أبيّنه ... و مَن لم يفهم فهذه مشكلتُه!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/492)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 12:45 ص]ـ
والعامية لغتنا جميعاً ونعرف ألفاظها جيداً وما تحتمل
هذا ما أردتُ أن أبيّنه ... و مَن لم يفهم فهذه مشكلتُه!!!
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[14 - 05 - 07, 01:28 ص]ـ
الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه!!!
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 01:47 ص]ـ
عفا الله عنك أخي
ـ[الداودي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 02:38 ص]ـ
أشكر كل الإخوة
أقول لأخي مهية العامية كما قال قال أخي الخليفي أصلها فصيح بل لو أنك تأملت كثيرا من العبارات العامية لوجدتها فصحى حصل لها شيء من التحوير بدافع "الاحتلال" وطول العهد وماإلى ذلك، وقد كتب الشيخ البشير الإبراهيمي كتابا سماه "رد العامي إلى الفصيح" ......
فمثل تلك العبارات ونحوها فيها شيء من عدم التعظيم لله تعالى، ألا ترى إلى عبارة" ربي في السما وانا في الارض" التي يقولها الحمقى المتكبرون، ألا ينبغي أن تصحح ويعلم صاحبها الأدب مع رافع السماء بلا عمد -سبحانه وتعالى-
وهكذا العبارات الأخرى .... اسمح لي أخي مهية أن أقول لك أنك أبعدت النجعة .. ماذا لو قال العامي لزوجته "رَاكِ مْطَلّْقَة" بربك إلى من تحاكم هذه اللفظة؟؟؟!!!!!!!! وما حكم هذه العبارة؟؟؟؟
هذا في باب الطلاق والنكاح فكيف بألفاظ تقال في حق ديان السموات والأرض!!!!
أخي مهية أنا جزائري وأعرف تمام المعرفة مرامي تلك الألفاظ وأنها بعيدة غاية البعد عن تعظيم الله والأدب معه -جلَّ وعلا-
فأرجوا أن نقوم بشيء من أمانة التبليغ لكي يعظم الحق تبارك وتعالى ولكي تعود للفصحى أيضا منزلتها ومكانتها المهدرة يوم نجعلها هي الميزان والفيصل في تقويم أخطائنا اللغوية ...
والله أعلم
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[14 - 05 - 07, 06:58 ص]ـ
أخي الداودي ...
أنا أوافقك على كل ما قلت ... و هناك عبارات ظاهرة الفسادة، بيّنة الإطراح ... و هذه ينبغي أن تُصلح و يبيَّن فسادها ... و هناك عبارات ليست كالتي ذكرتَها، فهذه علاجها من باب تهذيب اللغة و ليس العقائد.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 12:47 ص]ـ
أخي الداودي ...
أنا أوافقك على كل ما قلت ... و هناك عبارات ظاهرة الفسادة، بيّنة الإطراح ... و هذه ينبغي أن تُصلح و يبيَّن فسادها ... و هناك عبارات ليست كالتي ذكرتَها، فهذه علاجها من باب تهذيب اللغة و ليس العقائد.
لو كان تعظيم الله في نفس الشخص كما ينبغي أن يكون
لما تجرأ على التلفظ بألفاظ تتنافى مع الأدب مع الله عز وجل
وهناك فرق بين الحكم على العبارة بين ما تحتويه وبين الحكم على الشخص وبين النظر في طريقة اصلاحه
فقد يحتج المبتدع بحديث موضوع مثل حديث ((لو أحسن أحدكم الظن بحجرٍ لنفعه))
فهنا يكون عنده خلل عقدي مبني على جهله بعلم الحديث فيعالج بتعلميه علم الحديث ودرجات الحديث من حيث الإحتجاج به
ولا ينفي ذلك كون ما بناه على جهله بعلم الحديث من الفساد العقدي
ـ[شتا العربي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 10:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
حبذا لو جعلتم العنوان (عبارات عقدية فاسدة نبّه عليها الشيخ الفاضل عمر ..... ) لأن العنوان الحالي فيه إيهام بعض الشيء والله أعلم.
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 05:46 م]ـ
عجيب و الله أمرك أخي عبدالوهاب
أنا كتبت موضوعا
ليستفيد الجاهل
و يتيقن العالم
فبينا نحن في علم و تعلم
إذا بك تدخل علينا و تفتح باب نقاش عقيم
لا فائدة و لا طائل من وراه
و لا تتعجل فترد علي
لأنني لا أريد إضاعة وقتي
ثم هناك مشرفون على منتدى
فإن كانوا يرون حذفه حذفوه
و هذه اولى مشاركاتي
وكأني بك تقول لي هذه أولى مشاركتك فاجعلها الأخيرة
و أقول لك: لعله يكون كذلك بأذن الله
و ما لي رغبة في المنتدى لولا أن أحد الأحباب الأفاضل دلني عليه
لما دخلت عليه و لكن اتأسف صراحة لحال
بعض الكتاب
ممن يريدون جعل كل شيء منتقدا
و لو يكن فيه ما ينتقد
فراجع نفسك
و دعنا نستريح من قيل و قال
و كثرة الجدال و السجال
فهما و الله وبال
على كل حال.
ـ[الداودي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 03:49 ص]ـ
أخي أباعبدالرحمن لاتتعجل .. أنت كتبت نقلا جميلا وهاما نؤيدك في ذلك ونشد على يديك
ولكن لابد من أن نحتمل بعضنا البعض فلعل الأخ عبد الوهاب له فكرة ما ...
أرجو أن تبقى في المنتدى ففيه من الدرر والفوائد مالن تجده في مكان آخر ..
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 05:53 م]ـ
بوركت أخي الداودي
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[22 - 05 - 07, 07:53 م]ـ
تنبيه من المشرف:
نشكر الشيخ العكرمي على نشره لهذا الموضوع النافع المفيد، ونتمنى منه المواصلة في مثل هذه المواضيع المفيدة وعدم التفاته لاعتراض بعض الإخوة بوجهة نظر معينة.
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 09:20 م]ـ
أخي أهل الحديث بارك الله فيك
ملاحظة: لست شيخا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/493)
ـ[المهدي الجزائري]ــــــــ[28 - 05 - 07, 05:42 م]ـ
شكر الله لك أخي ابا عبد الرحمان هذا الجهد
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 05:57 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي المهدي
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 07:14 م]ـ
للرفع
رفع الله من قدركم
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[30 - 06 - 07, 07:49 م]ـ
تنبيه من المشرف:
نشكر الشيخ العكرمي على نشره لهذا الموضوع النافع المفيد، ونتمنى منه المواصلة في مثل هذه المواضيع المفيدة وعدم التفاته لاعتراض بعض الإخوة بوجهة نظر معينة.
و الله إني مستغرب من هذا الكلام ...
كيف لا يلتفت لاعتراض من يعترض، و الأصل أن ما ينشر هنا قابل للأخذ و الرد؟؟؟
عقيدتي - و لله الحمد - متينة رصينة ... و قد كتبتُ مثل هذه المواضيع سنة 1983 في صحيفة " النصر " التي تصدر في الشرق الجزائري. و عنوان البحث كان " تحذير أهل الإيمان من فلتات اللسان " ... و النسخة ما زالت عندي.
لكن قد بدا لي رأي فيما كتب أخونا و قد بينتُ وجهة نظري ... قد أكون مصيبا كما قد أكون مخطئا ...
لكن وجهة نظري لها وجهها ...
أعتذر لصاحب الموضوع في حالة واحدة؛ إن كان شعار هذا المنتدى: " اقرأ و بارك! "
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 04:02 م]ـ
ليس لي عليك من ردود مزيدة
غير الدعاء لك بأن يحفظك الله من شر نفسك
و وجهة نظرك لا محل لها من النقد
دلك أنك لم تستند على شيء واحد يبرر قولك و نظرك
و كأني بك تقول للناس:
قولوا ما شئتم و أعطوا لله من الصفات ما أردتم
شرط أن يكون
لفظكم
عاميا
و قصدكم
معنويا!!!
و ملاحظاتك يجري عليها قول القائل:
لقد هزلت حتى بدا من هزالها // كلاها و حتى سامها كل مفلس
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[09 - 09 - 07, 01:02 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[10 - 09 - 07, 06:36 م]ـ
بارك الله في الشيخ وفي علمه
ـ[هارون يوسف]ــــــــ[15 - 09 - 07, 09:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذه اللفته
بالفعل يقع بعض الناس في هذا الخطأ يقولون (ربي حر) فيما يفعله وهذا لا يجوز في حقه فاستغفر الله
لكن سيطرة اللغة العامية على الكتب العقدية سيؤدي لا محالة إلى هذه الأخطاء لذلك يجب الكتابة بالعربية الفصحى وأن يكتب الدعاء كما ذكره صلى الله عليه وسلم
فشكرا مرة أخرى
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[17 - 09 - 07, 03:07 ص]ـ
الإخوة أبو عبد الرحمن الجزائري
عبد الله بن سالم
هارون يوسف
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 05:42 م]ـ
للرفع رفع الله قدر شيخنا عمر الحاج مسعود
ـ[طارق ابراهيم]ــــــــ[08 - 11 - 07, 08:24 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 09:17 م]ـ
و جزاك الله بمثله أخي طارق(40/494)
ما هو أفضل كتاب -يخاطب العقلية الغربية- لإثبات صدق نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم؟
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 09:10 ص]ـ
ما هو أفضل كتاب -يخاطب العقلية الغربية- لإثبات صدق نبوة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)؟
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 03:40 م]ـ
إذا كنت تريد كتبا بالانجليزية دللتك على موقع فيه كتيبان للنصارى يخاطبهم بما يناسبهم
ـ[الديولي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 04:06 م]ـ
السلام عليكم
من الكتب المهمة في هذا الباب كتاب
1 - محمد في الكتاب المقدس، تاليف البروفسور ديفيد بنجامين كلداني، قسيس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، ((عبدالأحد داود))
2 - لماذا آمن القس بالنبي، تأليف إبراهيم هلال إبراهيم الشوادفي،
سابقا: القس إسحاق هلال مسيحه، رئيس لجنة التنصير بأفريقيا وغرب آسيا
3 - مناظرة بين الإسلام والنصرانية
4 - تحريف رسائل المسيح، تاليف بسمة أحمد جستنيه
وكذلك كتب الشيخ ديدات رحمه الله، فهي نافعة في هذه المور
هذه الكتب التي تحضرني الآن لبعدي عن مكتبتي
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 05 - 07, 09:10 م]ـ
كمحاضرات أفضل شيء أعلمه هو محاضرات يوسف أستس Yusuf Estes
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 11:43 م]ـ
وهناك كتب العلامة الهندي ذاكر نايك فهي غاية في الجودة والدقة
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 02:47 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
وأرجو منكم ذكر الكتب التى تركز على مخاطبة الملحدين- عربية كانت أو إنجليزية -
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 02:49 ص]ـ
السلام عليكم
من الكتب المهمة في هذا الباب كتاب
1 - محمد في الكتاب المقدس، تاليف البروفسور ديفيد بنجامين كلداني، قسيس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، ((عبدالأحد داود))
2 - لماذا آمن القس بالنبي، تأليف إبراهيم هلال إبراهيم الشوادفي،
سابقا: القس إسحاق هلال مسيحه، رئيس لجنة التنصير بأفريقيا وغرب آسيا
3 - مناظرة بين الإسلام والنصرانية
4 - تحريف رسائل المسيح، تاليف بسمة أحمد جستنيه
وكذلك كتب الشيخ ديدات رحمه الله، فهي نافعة في هذه المور
هذه الكتب التي تحضرني الآن لبعدي عن مكتبتي
بارك الله فيك
إن كنت من أهل مصر فأين تباع هذه الكتب؟
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 03:24 ص]ـ
وتوضيحا
فقد كان لي حوار مع أحد الهولنديين الذين لا يؤمنون بالنصرانية ولا غيرها و إذا حدثته عن الكون و ما فيه من إبداع و أنه لابد له من خالق عظيم و نحو ذلك تردد وسكت
و أمثال هؤلاء لا يثقون أبدا في الكنسية- وحق لهم - ويعتقدون أنهم اخترعوا قصة مريم وابنها
فهم قد يوافقون أن هناك صانع و لكن لا يجدون أدلة مادية مقنعة لهم تثبت صدق الرسل
و إذا قلت لهم انظروا إلى الإعجاز التشريعي و البياني ونحو ذلك قال و ما المانع أن يكون محمد شخص مصلح حاد الزكاء طيب القلب أراد الخير للناس فصنع ما ذكرت؟!!
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[12 - 05 - 07, 03:38 ص]ـ
يقولون ان كتاب التوراة والانجيل والقران والعلم الحديث "لموريس بركاي" مفيد جدا في هذا الباب
اما انا فوجهة نظري الشخصية ان كتب الاستاذ "ابو الاعلى المودودي" من افضل ما يخاطب العقلية الغربية المتحولة _ اللادينية _ فهو دائما ما يدلل على صدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ان الاسلام هو الدين الحق الخاتم باسلوب عقلي لا نقل فيه.
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[12 - 05 - 07, 03:45 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
وأرجو منكم ذكر الكتب التى تركز على مخاطبة الملحدين- عربية كانت أو إنجليزية -
كتاب "مبادئ الاسلام" لابي الاعلى المودودي يدور كله على مخاطبة الملحدين واللادينيين.
وكذلك "الاسلام والمدنية الحديثة" و "بر الامان" لنفس المؤلف الا ان الكتاب الذي ذكرته اولا واقصد "مبادئ الاسلام" من انفع ما يكون فلن تجد فيه دليلا واحدا من القران او السنه او حتى الكتب السابقة _ الكتاب المقدس _ وانما يستند مؤلفه على الادلة العقلية الكونية فقط.
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 03:51 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 02:26 ص]ـ
"لموريس بركاي" مفيد جدا في هذا الباب
.
الذي أعرف أن اسمه الصحيح موريس موكاي وليس بركاي، وموريس موكاي اشتهر بنقد كتب النصارى المقدسة.
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[13 - 05 - 07, 02:30 ص]ـ
الذي أعرف أن اسمه الصحيح موريس موكاي وليس بركاي، وموريس موكاي اشتهر بنقد كتب النصارى المقدسة.
اسمه الصحيح "موريس بوكاي" واسف على الخطا
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[13 - 05 - 07, 02:46 ص]ـ
أنصحك بكتاب "الإسلام بين الشرق والغرب" لمؤلفه علي عزت بيغوفيتش رئيس البوسنة السابق فهو أفضل ما قرأت في مخاطبة العقلية الغربية على الإطلاق فقد عاش بينهم وخبر طريقة تفكيرهم وكتابه كتاب رائع جداً.
أما بالنسبة لإثبات النبوة بالأدلة العقلية فأفضل من كتب في ذلك - بحسب اطلاعي - هو القاضي عبد الجبار الهمداني المعتزلي في كتابه "تثبيت دلائل النبوة" ولعلك لا تجد له مثيلاً في إثبات النبوة بالأدلة العقلية، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/495)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - 05 - 07, 02:13 م]ـ
وتوضيحا
فقد كان لي حوار مع أحد الهولنديين الذين لا يؤمنون بالنصرانية ولا غيرها و إذا حدثته عن الكون و ما فيه من إبداع و أنه لابد له من خالق عظيم و نحو ذلك تردد وسكت
و أمثال هؤلاء لا يثقون أبدا في الكنسية- وحق لهم - ويعتقدون أنهم اخترعوا قصة مريم وابنها
فهم قد يوافقون أن هناك صانع و لكن لا يجدون أدلة مادية مقنعة لهم تثبت صدق الرسل
و إذا قلت لهم انظروا إلى الإعجاز التشريعي و البياني ونحو ذلك قال و ما المانع أن يكون محمد شخص مصلح حاد الزكاء طيب القلب أراد الخير للناس فصنع ما ذكرت؟!!
أخي لكريم،
تقول لذلك الهولندي إن الأدلة المادية على وجود الخالق كثيرة لا تنحصر.
فالكرسي والبيت والدراجة والسيارة والكمبيوتر كلها وأشباهها يمتنع لأن توجد بدون صانع.
فما بالك بالشمس والقمر والأرض والجبال والسحاب والبحار والأشجار والإنس والأنعام والطير والأسماك؟!
وأما المادة والطاقة والكتلة والحرارة - فأشياء جاهلة ميتة فانية، فكيف ينسب إليه خلق الحياة؟!
إسأله عن قاعدة (فاقد الشيئ لا يعطيه). فإن أقر به فهو سلاحك.
يقول تبارك وتعالى: (أخلقوا من غير شيء، أم هم الخالقون. . .؟!)
ثم قل له بعد ذلك إن هذا الخلق لا يجوز أن يقع لهوا ولا عبثا، فلا بد أن يكون له غاية.
وذلك الغاية هي عبادة الخالق، فإن الإنسان مجبول على غاية الحب والتعظيم مع غاية الخوف والرجاء لشيء ما، ولا يحق لذلك الحب والتعظيم منه إلا من وهبه الحياة والقدرة والسمع والبصر وأسباب العلم. ولا يحق لذلك الخوف والرجاء منه إلا من بيده أمر السموات والأرض.
وأما الأدلة على صدق الرسل فالصدق أوالكذب لا يتعلق مباشرة بالمادة.
لكن بين له أن إرسال الرسل وإنزال الكتب ليس أمرا مستحيلا في شيء.
بل ذلك هو الموافق للحكمة من خلق الإنس والجن. فإن كيفية العبادة لا سبيل للعباد فيها إلا من طريق التعليم من رب العالمين.
هذه نقطة. والنقطة الثانية، أن الإنسان بوصفه "حامل الأمانة" مسؤول غدا بين يدي الخالق جل وعلى. ولا يحسن ذلك - على مقتضى الحكمة والرحمة - إلا بإرسال رسول يبشّرهم بالفوز، على الطائع وينذرهم بالعقاب على العاصي.
وقل لهم: إن أهل الأرض قد أجمعوا على أن هؤلاء الرسل قبل ادعائهم الرسالة ليسوا كذابين ولا دجالين، بل أمناء صادقون. وليس للمكذبين برسالتهم حجة ولا دليل على أنهم قد كذبوا، فبقي الأصل أنهم صادقون في ادعاء الرسالة - وقد تقدم أن الرسالة أمر ممكن لا استحالة فيها، موافق للحكمة والعدل والرحمة.
وتوضيحا
و إذا قلت لهم انظروا إلى الإعجاز التشريعي و البياني ونحو ذلك قال و ما المانع أن يكون محمد شخص مصلح حاد الذكاء طيب القلب أراد الخير للناس فصنع ما ذكرت؟!!
قل له: المانع هو صدق محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فإن الصادق لا يكذب!
ثم قل له: هب أن ذلك الشخص المصلح صنع الإسلام كذبا لإرادة الخير للناس، فلماذا لا تعتنق أنت بهذا الخير الذي زعمت أنه من صنع ذلك الشخص؟ مع أنه قد وقع الخير والصلاح بالناس حقُّا لاستجابتهم دعوة ذلك الشخص ظاهرا وباطنا عبر السنين والقرون في مشارق الأرض ومغاربها؟!
وتقول له في الأخير: إن من أعظم أسباب ذلك الخير: إيمانهم بالله وعبادتهم له تعالى، وإيمانهم بصدق محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واقتداءهم بهديه وسنته.
والله الموفق إلى أقوم الطريق.
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 06:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 05 - 07, 07:54 ص]ـ
من الكتب المهمة في هذا الباب كتاب
1 - محمد في الكتاب المقدس، تاليف البروفسور ديفيد بنجامين كلداني، قسيس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، ((عبدالأحد داود))
موجود على الموقع: http://bible.islamicweb.com
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[14 - 05 - 07, 08:48 م]ـ
ومن الكتب المهمة كتاب المعرفة في الإسلا م للدكتور عبدالله القرني طبعة دار عالم الفوائد.(40/496)
أرجو تزويدي بكتب عن الشيعة
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[11 - 05 - 07, 10:39 ص]ـ
أرجو تزويدي بكتب عن الشيعة وموقفهم من الخليفتان أبو بكر وعمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أو مواقع نت. وجزاكم الله خيراً.
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[11 - 05 - 07, 03:41 م]ـ
مواقع
السرداب
http://www.alserdaab.com
فيصل نور
http://www.fnoor.com/
البينة
http://www.albainah.net/
أنصار الحسين
http://www.ansar.org
موقع آل البيت: يخاطب آل البيت حول العالم
http://www.alalbayt.com/
الموسوعة الشاملة عن الرافضة و الشيعة
http://islamicweb.com/arabic/shia
موقع الشيخ عثمان الخميس (المنهج)
http://www.almanhaj.net
الحقائق الخفية في مذهب الرافضة الاثني عشرية
http://www.shiaa.org/
الفرقان
http://www.frqan.com
كسر الصنم
http://www.kasralsanam.com
مهتدون
http://www.wylsh.com/
كتب
http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=21
http://saaid.net/book/list.php?cat=89
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 08:52 م]ـ
عليك بكتاب
بذل المجهود في أثبات مشابهة الرافضة لليهود
فقد أوصى به الشيخ المحدث / سليمان بن ناصر العلوان فرج الله عنه
وعلى هذا الرابط تجد تهذيب الكتاب
http://saaid.net/book/open.php?cat=89&book=3286
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[16 - 05 - 07, 11:44 ص]ـ
جزاك الله كل خير،ولكن أرجو تزويدي بكتب أخرى يسهل الوصول إليها في المكتبات. ولك مني كل تقدير واحترام.
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[16 - 05 - 07, 07:37 م]ـ
هذه كتب الكترونية اختى
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[25 - 05 - 07, 08:18 م]ـ
أكرمك الله وجزاك كل خير، ولكن ما قصدته كتب شيعية من تأليف الشيعة أنفسهم، وليس نقداً لكتبهم.أي أرغب في أمهات الكتب لديهم. وفقك الله ورعاك.
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 02:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عليلك يا اخي بهذه الكتب فهي والله لا غني عنها في هذا الموضوع
1 - لله ثم للتاريخ
2 - حقبه من التاريخ للشيخ عثمان الخميس
3 - كشف الجاني محمد التيجاني للخميس ايضا
4 - اصول مذهب الشيعه الاماميه الاثني عشريه للشيخ القفاري (وهو كتاب ماتع جامع في بابه)
5 - مع الاثني عشريه في الاصول والفروع للسالوس
6 - كسر الصنم للبرقعي
وهذا في ظني كافي جدا في المرحله الاولي من معرفه هؤلاء الروافض
والله الموفق
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[31 - 05 - 07, 09:19 ص]ـ
وفقك الله،أرجو المزيد من هذه الكتب وخاصة كتب شيعية من تأليف الشيعة أنفسهم عن الخليفتان ابو بكر وعمر رضي الله عنهما. ولك مني كل تقدير واحترام
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:42 ص]ـ
وعليك بهذين الكتابين:
1 - منهاج السنة النبوية في الرد على الشية والقدرية وهو (7) مجلدات عظام وهو رد على منهاج الكرامة (80) صفحة لابن الطاهر الحلي.
2 - وجاء دور المجوس:
الأبعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية. للدكتور عبد الله محمد الغريب
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[06 - 06 - 07, 01:44 ص]ـ
وفقك الله،أرجو المزيد من هذه الكتب وخاصة كتب شيعية من تأليف الشيعة أنفسهم عن الخليفتان ابو بكر وعمر رضي الله عنهما. ولك مني كل تقدير واحترام
لينتبه الأخوة لذلك ....(40/497)
هل يوجد بحث لمسألة طلب الشفاعة من الرسول عليه الصلاة والسلام
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 12:32 م]ـ
هل يوجد بحث لمسألة طلب الشفاعة من الرسول عليه الصلاة والسلام
حيث أن كتاب فتح المجيد يتكلم فقط عن صرف شيء من العبادات للأولياء وغيرهم رجاء شفاعتهم
أما هذه المسألة تحديداً غير مفصلة فيه
وجزاكم الله خيراً
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[11 - 05 - 07, 04:55 م]ـ
http://saaid.net/monawein/sh/12.htm
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 01:50 م]ـ
جزاك الله خيراً
صحيح أن بين الستشفاع والتوسل صلة لكن هذا ما أبحث عنه
ولكنك دللتيني على أن أنظر في نفس الكتاب - دعاوى المناوئين لدوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب-
حيث وجدت بحث الشفاعة بعد بحث التوسل
فبارك الله فيك
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 02:29 ص]ـ
انظر كتاب الشفاعة عند أهل السنة والجماعة والرد على المخالفين تأليف: ناصر الجديع
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[22 - 05 - 07, 11:31 ص]ـ
عليك بكتاب كشف الشبهات
وكتاب الصارم المنكي
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 02:36 م]ـ
عليك أخي
بكتاب (التوسل و الوسيلة) لشيخ الإسلام ابن تيمية
و كتاب (التوسل) للألباني
و كتاب (مفاهيم يجب أن تصحح) لصالح آل الشيخ فإن فية فائدة عظيمة(40/498)
هل نشهد لجميع الصحابة بالجنة؟
ـ[مراد مزايدة]ــــــــ[11 - 05 - 07, 03:04 م]ـ
ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في معرض ذكره عن معتقد أهل السنة في الصحابة في كتاب العقيدة الواسطية بأن الصحابة - رضوان الله عليهم جميعا- وإن صدرت منهم الأخطاء والذنوب فإن ما لهم من الحسنات والأعمال الصالحة ما يوجب مغفرة ذنوبهم بالإضافة إلى ما لهم من الفضائل التي لا تكون لغيرهم من الصحبة والجهاد والعمل الصالح ... الخ
فهل يعني هذا أن من معتقد اهل السنة والجماعة أن يشهدوا للصحابة جميعا بالجنة - أعني غير الذين شهد لهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالجنة -.
وهل يمكن القول بأن الصحابة لن يدخل أحد منهم النار إلا تحلة القسم؟ حتى من لم يشاهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلا للحظة منهم؟
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 04:27 م]ـ
الذي أعلمه أن في المسألة خلاف
وهذا ما وجدته بالبحث عما طلبت
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91497&highlight=%C7%E1%D5%CD%C7%C8%C9+%C7%E1%CC%E4%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13310&highlight=%D4%E5%CF+%C7%E1%D5%CD%C7%C8%C9
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 06:32 م]ـ
مكررة فحذفتها بنفسي
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 06:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا
جميع الصحابة رضي الله عنهم بل وجميع المسلمين سيدخلون الجنة إن شاء الله عز وجل
لكن هناك من يدخلها بغير سابقة عذاب كالمشهود لهم بالجنة والسبعين ألفا الذين يدخلونها بغير سابقة عذاب .. إلخ إلخ وأولى الناس بهذا أفضل الأمة الذين هم الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
ولهذا فأنا مع ابن حزم رحمه الله حينما جزم بدخول جميع الصحابة الجنة رضي الله عنهم جميعا وحشرنا في زمرتهم بحبهم وإن لم نعمل بعملهم وجعلنا معهم مع نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم والشهداء المقتولين ظلما وعدوانا من أحبابنا كعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وعلي أبي السبطين وحبيبنا الحسين رضي الله عنهم جميعا
ـ[ابو عمر الطائفي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 06:41 م]ـ
السلم عليكم اخي مراد
قال الشيخ خالد الهويسين حفظه الله
جميع الصحابه يدخلون الجنة بدليل قوله صلى الله عليه وسلم ((طوبى لمن رآني))
وطوبى شجرة في الجنة اهـ
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 11:41 م]ـ
لما أخرج الامام الالباني في السلسلة الصحيحة حديث: قاتل عمار وسالبه في النار ... وصححه صرح بأن الصحابة عدول الاماجاء النص بخلاف ذلك، وهو ما قرأته للعلامة ذهبي العصر المعلمي اليماني في رسالته: الاستبصار في نقد الأخبار، وينبغي اعمال كل النصوص الشرعية، ورحم الله الامامين المعلمي والألباني.
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[13 - 05 - 07, 01:58 ص]ـ
سمعت من احد العلماء ان هناك من العلماء من يجزم بان الائمة الاربعة من اهل الجنة لاجتماع اهل السنة على عدالتهم والامة لاتجتمع على ضلالة فكيف بالصحابة؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[13 - 05 - 07, 04:15 ص]ـ
قال الله تعالى: ((لا يستوي منكم مَن أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعدُ وقاتلوا وكُلاً وعد الله الحسنى))
وقال: ((وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ))
وقال: ((لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)).
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[13 - 05 - 07, 08:23 ص]ـ
قال ابن حزم رحمه الله تعالى: (الصحابةُ كلهم من أهل الجنة قطعاً، قال تعالى: ((لايَسْتوي منكم مَن أنفقَ من قبلِ الفتحِ وقاتلَ أولئك أعظمُ درجةً من الذين أنفقوا من بعدُ وقاتلوا وكلاً وعدَ اللهُ الحسنى))، وقال تعالى: ((إنّ الذين سبَقتْ لهم منّا الحسنى أولئك عنها مُبْعَدون))، فثبت أنّ الجميع من أهل الجنة، وأنه لايدخل أحدٌ منهم النار؛ لأنهم المخاطبون بالآية السابقة) انتهى، نقل ذلك ابنُ القيم في (الصواعق المرسلة)، والصنعاني في (توضيح الأفكار).
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 06:34 م]ـ
لما أخرج الامام الالباني في السلسلة الصحيحة حديث: قاتل عمار وسالبه في النار ... وصححه صرح بأن الصحابة عدول الاماجاء النص بخلاف ذلك، وهو ما قرأته للعلامة ذهبي العصر المعلمي اليماني في رسالته: الاستبصار في نقد الأخبار، وينبغي اعمال كل النصوص الشرعية، ورحم الله الامامين المعلمي والألباني.
جزى الله الاخوة كل خير وكان على العلامتين الالباني والمعلمي الجمع بين الأدلة، وعلى كل لكل جواد كبوة، وعقيدة أهل السنة والجماعة هي اجماعهم على عدالة كل الصحابة رضي الله عنهم، والأدلة أكثر من أن تحصر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/499)
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 06:57 م]ـ
تكبيرة من حارس!
وتفنّن في حفظ خط الرجعة!
لكن لا ينفع مع الله إلا الصدق.
وقريبا ينكشف التلوّن وينكبّ الزغل.
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[13 - 05 - 07, 08:45 م]ـ
لما أخرج الامام الالباني في السلسلة الصحيحة حديث: قاتل عمار وسالبه في النار ... وصححه صرح بأن الصحابة عدول الاماجاء النص بخلاف ذلك،
قال الشيخ الألباني: و أبو الغادية هو الجهني و هو صحابي كما أثبت ذلك جمع، و قد قال الحافظ في آخر ترجمته من " الإصابة " بعد أن ساق الحديث، و جزم ابن معين بأنه قاتل عمار: " و الظن بالصحابة في تلك الحروب أنه كانوا فيها متأولين، و للمجتهد المخطىء أجر، و إذا ثبت هذا في حق آحاد الناس، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى ".
قال الألباني: هذا حق، لكن تطبيقه على كل فرد من أفرادهم مشكل لأنه يلزم تناقض القاعدة المذكورة بمثل حديث الترجمة، إذ لا يمكن القول بأن أبا غادية القاتل لعمار مأجور لأنه قتله مجتهدا، و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قاتل عمار في النار "! فالصواب أن يقال: إن القاعدة صحيحة إلى ما دل الدليل القاطع على خلافها، فيستثنى ذلك منها كما هو الشأن هنا و هذا خير من ضرب الحديث الصحيح بها. و الله أعلم.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 04:10 م]ـ
تكبيرة من حارس!
وتفنّن في حفظ خط الرجعة!
لكن لا ينفع مع الله إلا الصدق.
وقريبا ينكشف التلوّن وينكبّ الزغل.
حبذا لو تكرمت بتفسير قصدك لنستفيد ولا يقع اللبس هنا
فلم أفهم كلامك وأظن الكثير لم يفهمه أيضا
مع الشكر لك مقدما
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[16 - 05 - 07, 06:21 ص]ـ
رجعة وتلون!!!!!!!!!!!
ماهذا؟
ـ[خالد كمال]ــــــــ[16 - 05 - 07, 10:37 ص]ـ
يقول الله تعالى: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم" ومن استحق الرضا دخل الجنة
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[16 - 05 - 07, 07:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا(40/500)
إطلالة سريعة على علم الحديث عند الرافضة الملاعين
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 03:36 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد ..
فقد كانت لي مقالة مقتضبة بعنوان (نظرة سريعة على علم الحديث عند الرافضة)، وكنتُ قد أدرجتها في حوار لي مع بعض المبتدعة المنافحين عن هذه الفرقة الفاجرة الكافرة قبل أسابيع قليلة.
وقد كان الرجل يزعم أنهم معذورون بالتأويل في أقوالهم وأفعالهم الكفرية، ومن ضمنها: اعتقادهم أن القرآن محرف، وأن أم المؤمنين الطاهرة البريئة قد اقترفت إثمًا!
يزعم أنهم معذورون بالتأويل في كل ذلك وزيادة، ويصرح قائلا: لن تجد لهم قولا إلا ولهم فيه تأويل.
والحق أن هؤلاء ليس لهم تأويل في هذه ولا غيرها من الأقوال والاعتقادات الكثيرة المكفّرة التي يعتقدونها ويقولونها؛ ذلك أنهم لم يسلكوا طرائق أهل العلم وطلبة الحق في الاستدلال، ففقدوا بذلك أصلا أصيلا في الإعذار بالتأويل، ألا وهو: (أن يكون مستند التأويل مما يصلح أن يكون دليلا في الجملة) كما ذكر أهل العلم.
ولم تكن طريقة هؤلاء يومًا مما يصلح أن يكون مسلكًا للاستدلال في الجملة، بل طريقتهم هي الزندقة المحضة، والإحالة على المعدوم حسًّا، والمحال عقلاً!
فكيف يُعذرون بتأويل؟
ومما يساعد على دفع قول المبتدع (إنهم معذورون بالتأويل)؛ كشف طريقتهم في إثبات صحة المنقول، وهو ما تعرّضتُ إليه باقتضاب في ثنايا حواري مع المذكور، فأحببتُ أن أفرده هنا على ملتقى أهل الحديث، ورأيت أن منتدى العقيدة هو أنسب مواضعه إن شاء الله.
وعدّلتُ فيه شيئًا يسيرًا .. وحرصتُ على النقل من كتبهم (لعنة الله عليهم) مع العزو بالجزء والصفحة ما أمكنني ذلك.
وأسال الله القبول والسداد، وأن يغفر الزلل، ويسدّ الخلل، إنه ولي ذلك.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 03:51 م]ـ
سبحان الله .. كنت أتحدث قبل قليل عن هذا الأمر أنا وأخي ..
لو سمحت وتكرمت بارفاق هذه المقالة ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 04:40 م]ـ
الحمد لله وحده ...
سوف أقتضب فيما سيأتي لعدم إملال القارئ، وسندور حول:
* نشأة المصطلح.
* الجرح والتعديل عند الجعفرية.
* الرواية عند الجعفرية الملاعين.
* كتب الرواية المعتمدة عند الجعفرية.
* أحاديث الآحاد عند الجعفرية.
* خرافة الأصول الأربعمائة عند الجعفرية.
* ملخص ما سبق في نقاط.
* شهادة بعض الجعفرية على تناقض علم الرواية عندهم!
* العقيدة الباطنية المناقضة للمعقول عند الجعفرية وأثرها في الرواية.
* نشأة مصطلح الحديث:
عند أهل السنّة بدأ التفتيش في الأسانيد وعدم الاعتبار بكل رواية منذ عصر
صغار الصحابة الذين تأخرت وفاتهم زمنًا بعد فتنة مقتل ذي النورين عثمان
رضي الله عنه، حيث بدأ الكذب يتفشّى والفرق البدعيّة تظهر ..
فعن ابن عباس رضي الله عنه (متوفى سنة 68) قال: «إنا كنا مرة إذا قال لنا أحد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدرته أعيننا وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف».
وعن أبي العالية (متوفى قبل المائة): «كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا نرضى حتى نركب إلى المدينة فنسمعها
من أفواههم».
وأول من فتش عن الرجال في العراق وذبّ عن السنّة (كما في التقريب) أمير المؤمنين شعبة بن الحجاج (المتوفى 160)
وقال عبد الله بن المبارك (ت181): «الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء من شاء».
ولن أطيل، فالكلّ يعلم أنه ما انقضتْ مائتا عامٍ (أو أقلّ) حتى استقرّت عند أهل السنة (جميع) الشروط والضوابط التي يقبلون بها الخبر أو يردّونه.
ونقول (استقرّت) أمّا النشأة فهي قبل ذلك بكثيرٍ.
أمّا عند الجعفريّة فلم يكن عندهم (في أوّل أمرهم) تفتيش عن الأسانيد وتصحيح
وتضعيف بمعناه عند أهل السنّة (كما سيأتي إن شاء الله عند الكلام على الحديث الصحيح عندهم) ..
فأوّل من وضع مصطلح الحديث وبيّن مراتب الحديث عندهم هو (الحسن بن المطهّر الحلّي) ويخلعون عليه لقب: (العلامة) ..
وقد هلك ابن المطهّر في عام 726 هجريّة!
وابن المطهّر هذا، هو الذي ردّ عليه شيخ الإسلام ابن تيمية في سِفْره العظيم الشهير (منهاج السنّة النبويّة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/1)
وقد ذَكَر الجعفريّة أنفسهم أن أول من وضع مُصطلح الحديث هو ابن المطهر الحلّي (كما في ضياء الدراية لسيدهم ضياء الدين العلامة) ..
على أنهم لم يتفقوا على ذلك، فيقول شيخهم (الحائري) في (مقتبس الأثر): «ومن المعلومات التي لا يشك فيها أحد أنه لم يصنف في دراية الحديث من علمائنا قبل الشهيد الثاني».
قلتُ: ومعلوم أن الشهيد الثاني هو زين دِينِهم العاملي المتوفى في 965هـ ..
لكننا عاملناهم بالإحسان (ولا يستأهلونه) وقلنا إن تاريخ التصنيف في دراية الحديث عندهم يرجع إلى ابن المطهر الحلّيّ، وهذا أسبق التأريخين عندهم ..
فإذن:
أ ـ بدأ التفتيش في الروايات عند الرافضة الجعفريّة من ابن المطهّر الحلّي الهالك عام (726هـ) على أسبق الزمانين عندهم.
* الجرح والتعديل عند الرافضة .. أكذوبة .. ومن عجائب المعقول!
أكثر بعضهم أن يقول في المسائل التي طرحها معتذرًا عن الرافضة: «هم يروون عند هذه الآية كذا وكذا»، أو «هم يذكرون في سبب النزول كذا وكذا» ..
ومعلوم أن (الرواة) هم (عصب المنقولات) عند أهل السنّة .. بل في أي منقول وعند أي ناقل متى كان عاقلاً.
ومعلوم أن علم الحديث كلّه من أوّله إلى آخره قائم على الاعتناء بهذا العصب (الذي هو الرواة) ..
فشرائط قبول الحديث الخمسة (أو الستّة) عند أهل السنّة كلها تدور حول (الراوي) .. ومدى ضبطه للرواية من عدمه، أو قوة ذلك وضعفه.
وأهل السنّة يشترطون في الراوي شرطين حولهما تدور ضوابط قبول الخبر:
الأول: العدالة (وأدناها عندهم الإسلام ومعه الخلو من الفسق الظاهر).
الثاني: الضبط (ضبط الرواية في الصدر أو في الكتاب).
والحق أن هذين الشرطين هما ما ينبغي أن يشترطهما كلُّ عاقلٍّ في أيّ منقولٍ .. ولن أطيل هنا فالأمر بدهي .. ضروري.
أما الجعفريّة الفجرة الملاعين فهم من أبعد خلق الله عن ضرورات المعقولات كما أسلفنا ..
فأمّا شرط العدالة في الراوي فيَذكر عالمهم الطوسيّ أبو جعفر محمد بن الحسن (هلك في 460هـ) (1) في كتابه «الفهرست» وهو من أهم كتبهم الأولى في الرجال:
«إن كثيرًا من مصنّفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت كتبهم معتمدة». (ص32، ط. مؤسسة نشر الفقاهة)
قال الأزهري السلفي عفا الله عنه: تذكّر قوله (أصحاب الأصول) فسنحتاجها قريبًا جدًّا.
وذكرها عنه عدد من علمائهم بعده، وليس هذا موضع تفصيل وسرد النقول.
ولا يظننّ أحد أن ما سبق من باب ما يذكره أهل السنّة في حكم الرواية عن المبتدع ..
وذلك لأنّ الجعفريّة أهل هذه النحلة العجيبة الغريبة لا يوثقون المبتدع فحسب، بل يوثقون من يعتقدون فساد مذهبه ومن يعتقدون فسقه ومن يعتقدون كفره أيضًا!!
لا تعجب أخي القارئ الكريم .. فليست هذه من كيسي .. بل هو قول كبرائهم.
يقول إمامهم وعلامتهم المقدَّم الحرّ العاملي (2) (هلك في 1104هـ) ما يلي: « ... ولم ينصوا على عدالة أحد من الرواة، إلا نادراً، وإنما نصوا على التوثيق، وهو لايستلزم العدالة قطعًا، بل بينهما عموم من وجه، كما صرح به الشهيد الثاني وغيره.
ودعوى بعض المتأخرين أن «الثقة» بمعنى (العدل الضابط) ممنوعة، وهو مطالب بدليلها.
وكيف وهم مصرحون بخلافها؟
حيث يوثقون من يعتقدون فسقه، وكفره، وفساد مذهبه»!!! وسائل الشيعة (30/ 260).
أيها الأحباب ..
إن الجعفريّة قد يعرفون أن الراوي كذابٌ أو فاسقٌ أو كافرٌ ومع ذلك يروون عنه ويأخذون بحديثه!
قال العامليّ (2): «ومثله يأتي في رواية الثقات الأجلاء ـ كأصحاب الإجماع ونحوهم ـ عن الضعفاء، والكذابين، والمجاهيل، حيث يعلمون حالهم، ويروون عنهم، ويعملون بحديثهم، ويشهدون بصحته» (وسائل الشيعة 30/ 206).
قلت: سلّم الله عقول العقلاء!
وعلى كل حال هذا أمر بدهي ..
لأنه إذا كان علم المصطلح لم ينشأ عندهم ابتداءً إلا في 726هـ على أحسن أقوالهم؛ فكيف إذن كان هؤلاء الكفرة يتعبدون ويعتقدون قبلها؟!
المقصود هنا أن:
ب ـ الجعفريّة الملاعين يوثقون من يعتقدون فسقه وكفره وفساد مذهبه.
ج ـ الجعفريّة الفجرة يعلمون حال الضعفاء والكذابين والمجاهيل، ومع ذلك يروون عنهم ويعملون بحديثهم ويشهدون بصحّته!!!
* الرواية عند الجعفرية الملاعين.
الحديث عندهم إما متواتر وإمّا آحاد.
والمتواتر لا يشترطون فيه ما يشترطه أهل السنة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/2)
بل من شرط المتواتر عندهم «ألا يكون ذهن السامع مشوبًا بشبهة أو تقليد يوجب نفي الخبر أو مدلوله».
«ألا يكون ذهن السامع مشوبًا بشبهة أو تقليد يوجب نفي الخبر أو مدلوله».
«ألا يكون ذهن السامع مشوبًا بشبهة أو تقليد يوجب نفي الخبر أو مدلوله» (كما في ضياء الدراية لسيدهم ضياء الدين العلامة ص23).
ولكن ما أثر هذا الشرط؟؟
ندرك هذا الأثر إذا تأملنا حاشية الكتاب السابق، فقد قال المُحشّي لا نصره الله:
«بهذا الشرط يندفع احتجاج مخالفينا في المذهب على انتفاء النص على أمير المؤمنين بالإمامة»!!
وسوف أترك هنا المجال للقراء الكرام لكي يتأملوا معنى هذا الكلام وعلاقته بنقد الروايات المتواترة عند هذه الطائفة لعنة الله عليها ..
وكيف أنه إذا قال أهل السنة (المخالفون لهم في المذهب): إن النبي صلى الله عليه وسلّم لم ينصّ على عليٍّ رضي الله عنه إمامًا؛ وأنّ ذلك قد تواتر تاريخيًّا؛
عارضوا ذلك التواتر ولم يعبئوا به!!
لا لشيء سوى أنّه «يشترط في التواتر ألا يكون ذهن السامع مشوبًا بشبهة أو تقليد يوجب نفي الخبر أو مدلوله».
وهؤلاء الناقلون للخبر كلهم من ذوي الشُّبه التي توجب نفي الخبر!
وهكذا فلتكن الشروط التي يُمهَّد بها إنكار التواتر الذي هو من طرق الضرورة الشرعيّة.
حتى إذا ما ألزمهم (المخالف لهم في المذهب) بما صار ضرورةً بطريق الشرع (إذ لا تجد في عامة النّاس من ينكره، وهو من الوقائع التاريخية المعلومة بالتواتر)؛ وجدوا متّكَئًا لردّه؛ خاصّة إذا كان له تعلّق بتخاريف مذهبهم ..
والحجّة جاهزة مُفصّلة على المطلوب: أن في أذهان هؤلاء شبهةً أو تقليدًا يوجب نفي الخبر نفسه (وياللعجب!) أو يوجب ردّ مدلوله!
فلا بأس أن يكون الراوي عندهم كذابًا ..
ولا بأس أن يكون فاسقًا ..
ولا بأس أن يكون فاسد المذهب ..
ولكن البأس كله، وكلّ البأس؛ أن يكون في ذهنه شبهةٌ أو تقليدٌ يوجب نفي الخبر، أو مدلول الخبر!
فإذن يمكننا القول إن:
د ـ الرافضة الجعفرية سهلوا إنكار التواتر!
وهذا أوان ذكر قول الإمام الذكيّ الألمعي شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية عن هؤلاء الفجرة:
« ... والقوم من أكذب الناس في النقليات، ومن أجهل الناس في العقليات، يصدقون من المنقول بما يعلم العلماء بالاضطرار أنه من الأباطيل، ويكذبون بالمعلوم من الاضطرار؛ المتواتر أعظم تواترٍ في الأمة جيلاً بعد جيل.
ولا يميزون في نَقَلة العلم ورواة الأحاديث والأخبار بين المعروف بالكذب أو الغلط أو الجهل بما يَنقل، وبين العدل الحافظ الضابط المعروف بالعلم بالآثار» (منهاج السنة 1/ 8).
* كتب الرواية المعتمدة عند الجعفرية:
وقد رأيتُ أن أعرج سريعًا على كتب الرواية المعتمدة عند الجعفرية، قبل الكلام على أحاديث الآحاد وشروطها عندهم، فأقول:
##سنتغاضى عن الكتب غير المعتمدة عند (جميعهم)، وإن كانت معتمدةً عند (بعضهم) ..
هذا؛ على الرغم من أنّ بعض هذه الكتب هي الكفر الصراح، الذي لا يشكّ عامّي في محادته لله ورسوله ..
وعلى الرغم من أنهم يذكرون أصحاب هذه الكتب الكفرية الشركية التي هي من أعظم المحادة والزندقة بالثناء الجميل إلا أن يقولوا: فيه إفراط وغلو، ويكون إفراطه وغلوه كفر باتفاق أهل القبلة!
##لكن؛ إذا تغاضينا عن ذلك كلّه، فإن للجعفريّة أربعة كتب معتمدة اتفقوا عليها ..
يقول الهالك عبد الحسين (!) شرف الموسوي في كتابه المراجعات عن الكتب الأربعة: «هي الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه، وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها، والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها». (المراجعة 110 ص 311).
والإمامية متفقون على هذه الأربعة، ولن أطيل في نقل ذلك عنهم.
##قال الأزهري السلفي كان الله في معونته:
(الكافي)، للكليني (ت 329)، ويلقبونه بحجة الإسلام وثقته، وهو مجمع على توثيقه عندهم.
و (فقيه من لا يحضره الفقيه) لابن بابويه القمي (ت381)، ويلقبونه بالصدوق، وسيأتي إن شاء الله مزيد عجب بخصوص هذا الرجل!
و (تهذيب الأحكام) للطوسي (ت 460)، ويلقبونه بشيخ الطائفة، وسبقت الإشارة إليه وترجمته.
و (الاستبصار) له أيضًا.
## يقول محقق الكافي للكليني: « ... وهذه الأحاديث التي جاءت في الكافي؛ جميعها ذهب المؤلف إلى صحتها، ولذلك عبّر عنها بالصحيحة» (ص8).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/3)
ويقول أيضًا: «وقد اتفق أهل الإمامة وجمهور الشيعة على تفضيل هذا الكتاب، والأخذ به والثقة بخبره، والاكتفاء بأحكامه .. » (ص20 منه).
قال الأزهري السلفي عفا الله عنه:
إذا كان الجعفرية يعترفون أن مصطلح الحديث عندهم ما نشأ إلا في عام 726هـ على أقدم التواريخ؛ فأي صحة هذه التي يعتقدها الكليني؟!!
الجواب: قال الجعفري الرافضي هاشم معروف الحسني في كتابه (دراسات في الكافي للكليني ص 43): «إن الصحيح عند المتقدمين هو الذي يصح العمل به والاعتماد عليه (!!!) ولو لم يكن من حيث سنده مستوفيًا الشروط التي ذكرناها ... ».
أقول: ستأتي شروطهم العجيبة قريبًا.
لكن؛ أي عقل هذا؟
والله لقد تحيّرتُ أهذا ما يقال فيه (مصادرة على المطلوب) أم هو (الدور) المحال عقلاً أم ماذا؟!
الصحيح هو ما يصح العمل به!!
فكيف عرَفوا أنه يصح العمل به؟!
ومتى صححوه؟
بعد العمل به أم قبله؟؟
فهذا هو أول وأهم كتبهم، (الكافي) للكليني ...
## وأما (فقيه من لا يحضره الفقيه) فهو لصدوقهم ابن بابويه القمّي الهالك ..
ولكن: من هو ابن بابويه القمّي الملقّب بالصدوق؟؟
إنه رجل يتهمه بعض الرافضة الجعفرية بالكذب، ولا يوجد عندهم من وثّقه، ومع ذلك فكتابه أصلٌ عندهم!!
يقول الخونساري في روضات الجنات: « ... والعجب من بعض القاصرين أنه كان
يتوقف في توثيق الشيخ الصدوق، ويقول إنه غير ثقة لأنه لم يصرّح بتوثيقه أحد من علماء الرجال، وهو أظهر الأغلاط الفاسدة وأشنع المقالات الكاسدة، وأفظع
الخرافات الماردة، فإنه أجلّ من أن يحتاج إلى توثيق (!!) كما لا يخفى على ذوي التحقيق والتدقيق، وليت شعري من صرَّح بتوثيق أول هؤلاء الموثِّقين الذين اتخذوا توثيقهم لغيرهم حجة في الدين ... » (6/ 137).
ويبدو أن الخونساري قد أخذته الحميّة لابن بابويه (قبح الله الجميع) فقرر أنّ يهدم علم الرجال عندهم في سطرين!
يقول: «وليت شعري من صرَّح بتوثيق أول هؤلاء الموثِّقين الذين اتخذوا توثيقهم لغيرهم حجة في الدين ... »!!
قلتُ: وليست القضيّة في كونه متوقف في ثقته فقط بل جاء في مقدمة الكتاب نفسه «فقيه من لا يحضره الفقيه» ص 70 أن أحمد الإحسائي قال:
«الصدوق في هذه المسألة كذوب»!
على كل حال يمكننا أن نقول:
هـ ـ الحديث الصحيح عند المتقدمين من الجعفريّة الملاعين هو ما يصحّ العمل به وإن لم يستوف شروط الصحة! (ولا عجب، فلم يكن عند المتقدمين شروط صحة!!).
و ـ بعض كتبهم المعتمدة لا يُعرف منهم من وثّق أصحابها، وبعضهم هم يتوقف في توثيقه أو يتهمه بالكذب!
والآن إلى:
* أحاديث الآحاد عند الجعفريّة ..
فالآحاد عندهم إما «صحيح وإما حسن وإما موثق وإما ضعيف» (كما في مقباس الهداية، وضياء الدراية).
## الصحيح عندهم هو: «ما اتصل سنده عن المعصوم بنقل العدل الإمامي عن مثله في جميع الطبقات حيث تكون متعددة» (مقباس الهداية وضياء الدراية).
قلتُ: قد سبق عن إمامهم وكبيرهم الحرّ العاملي أنهم ما نصوا على عدالةٍ إلا ما ندر ..
ومع ذلك فلستُ أريد من التعريف إلا قولهم: (عن المعصوم) .. فاحفظها إلى وقت حاجتنا لها.
## الحسن عندهم هو: «ما اتصل سنده إلى المعصوم بإمامي ممدوحًا مدحًا مقبولاً معتدًّا به، غير معارض بذمٍّ، من غير نصٍّ على عدالته، مع تحقق ذلك في جميع رجال رواة طريقه أو بعضها». (مقباس الهداية وضياء الدراية).
## الموثَّق عندهم: «ما اتصل سنده إلى المعصوم بمن نصّ الأصحاب على توثيقه، مع فساد عقيدته، بأن كان من أحد الفرق المخالفة للإمامية، وإن كان من الشيعة، مع تحقق ذلك في جميع رواة طريقه أو بعضهم، مع كون الباقين من رجال الصحيح». (مقباس الهداية وضياء الدراية).
## الضعيف عندهم: «ما لم يجتمع فيه شرط أحد الأقسام السابقة، بأن اشتمل طريقه على مجروح بالفسق ونحوه، أو على مجهول الحال، أو ما دون ذلك كالوضاع». (تنقيح المقال).
* الأصول. ومناقضة العقول!!
قد سبق أن أشرنا إلى أصحاب الأصول قبل قليل ..
وأشرنا إلى أن الجعفرية أجمعوا واتفقوا على كتاب (الكافي) للكليني، وبه يتفاخرون فهو أهم كتبهم المسندة على الإطلاق ..
وهذا أوان أن أشير إلى ماهية هذه الأصول .. راجيًا من الإخوة التأمّل!
يقول هاشم معروف الحسني في (دراسات في الكافي للكليني والصحيح للبخاري/ص126):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/4)
«المتحصل من ذلك أن الذين اعتمدوا على الكافي، واعتبروا جميع مروياته حجة
عليهم فيما بينهم وبين الله سبحانه، هؤلاء لم يعتمدوا عليها إلا من حيث الوثوق والاطمئنان بالكليني الذي اعتمد عليها، وكما ذكرنا فإن وثوق الكليني بها؛ لم
يكن مصدره بالنسبة إلى جميعها عدالة الرواة (!)، بل كان في بعضها من جهة القرائن التي تيسر له الوقوف عليها نظرًا لقرب عهده بالأئمة عليهم السلام،
ووجود الأصول المختارة في عصره، هذا بالإضافة إلى عنصر الاجتهاد الذي يرافق هذه البحوث في الغالب.
يؤيد ذلك أن الكليني نفسه لم يدّع بأن مرويات كتابه كلها من الصحيح المتصل سنده بالمعصوم، بواسطة العدول.
فإنه قال في جواب من سأله تأليف كتاب جامع يصح العمل به والعتماد عليه، قال:
(وقد يسر لي الله تأليف ما سألت، وأرجو بأن يكون بحيث توخّيت).
وهذا الكلام منه كالصريح في أنه بذل جهده في جمعه وإتقانه،
معتمدًا على اجتهاده وثقته بتلك المجاميع والأصول الأربعمائة التي كانت مرجعًا لأكثر المتقدميم عليه، ومصدرًا لأكثر مرويات كتابه».اهـ.
ويقول أيضًا (ص129،130) بعد أن عدّ روايات الكافي (16199) حديثًا ..
وقال إن أصول علم الدراية تقتضي أنّ منها (5072) حديثًا صحيحًا.
و (144) حسنًا ..
و (1128) موثقًا ..
و (302) قويًا (وهو قريب من الموثق كما في ضياء الدراية).
و (9485) حديثًا ضعيفًا.
وقال بعد ذلك: (ومما تجدر الإشارة إليه أن اتصاف هذا المقدار من روايات الكافي بالضعف لا يعني سقوطها بكاملها عن درجة الاعتبار، وعدم جواز الاعتماد عليها في أمور الدين، ذلك لأن وصف الرواية بالضعف من حيث سندها لا يمنع من قوتها من ناحية ثانية كوجودها في أحد الأصول الأربعمائة ... ) اهـ
فما هي هذه الأصول الأربعمائة؟؟؟
أقول:
ذكر صاحب ضياء الدراية (الباب العاشر ص71، وما بعدها) أن الأصول الأربعمائة يراد بها ما اشتمل على كلام الأئمّة، أو روي عنهم بلا واسطة!!
وهذه الأصول غير موجودة الآن، إلا أنها مفرّقة في كتبهم المعتمدة.
والآن أحبّ أن أذكّركم بقول أبي جعفر الطوسي شيخ طائفتهم على الإطلاق:
«إن كثيرًا من مصنّفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت كتبهم معتمدة». (الفهرست/ص32، ط. مؤسسة نشر الفقاهة).
إذن يمكننا أن نقول:
ز ـ إذا كان الحديث ضعيفًا وَفق أصول علم الدراية عند الجعفريّة الملاعين، فإنهم قد يصححونه ويعملون به، إذا وُجد في أحد الأصول الأربعمائة ..
والأصول قد تكون رواية عن الإمام بلا واسطة ..
لكن الأصول غير موجودة ..
وكثيرٌ من أصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت كتبهم معتمدة!
* ملخّص ما سبق في نقاط.
أ ـ بدأ التفتيش في الروايات عند الرافضة الجعفريّة عام (726هـ) على أسبق الزمانين عندهم.
ب ـ الجعفريّة الملاعين يوثقون من يعتقدون فسقه وكفره وفساد مذهبه.
ج ـ الجعفريّة الفجرة يعلمون حال الضعفاء والكذابين والمجاهيل، ومع ذلك يروون عنهم ويعملون بحديثهم ويشهدون بصحّته!!!
د ـ الرافضة الجعفرية سهلوا إنكار التواتر!
هـ ـ الحديث الصحيح عند المتقدمين من الجعفريّة الملاعين هو ما يصحّ العمل به وإن لم يستوف شروط الصحة! (ولا عجب، فلم يكن عند المتقدمين منهم شروط صحة!!).
و ـ بعض كتبهم المعتمدة لا يُعرف منهم من وثّق أصحابها، وبعضهم هم يتوقف في توثيقه أو يتهمه بالكذب!
ز ـ إذا كان الحديث ضعيفًا وَفق أصول علم الدراية عند الجعفريّة الملاعين، فإنهم قد يصححونه ويعملون به، إذا وُجد في أحد الأصول الأربعمائة ..
والأصول قد تكون رواية عن الإمام بلا واسطة ..
لكن الأصول غير موجودة ..
وكثيرٌ من أصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت كتبهم معتمدة!
وأصحاب الأصول في راحة!!
* شهادة بعض الجعفرية على علم الرواية عندهم!
لعله قد بان لكل عاقل ما يتمتع به هؤلاء الملاعين من
أفكار ومعتقدات باطنية أثّرت في طريقة نقدهم للروايات ..
وأنه لا سبيل إلى تحقيق الشروط التي اشترطوها بأنفسهم
في مروياتهم ..
وأنهم دائمًا يحيلون على معدوم محال عقلاً ..
مثل الأصول الأربعمائة التي كان كثير مصنفيها فاسدي المذهب على حد قولهم!
وليس عندهم نصوص على عدالة رواتهم ..
بل يوثقون من يعتقدون كفره!
والآن أيها السنّي يمكنك أن تمتع ناظريك بقول فيضهم الكاشاني وهو إمام من أئمة الحديث عندهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/5)
«في الجرح والتعديل وشرايطهما اختلافات وتناقضات واشتباهات لا تكاد ترتفع بما تطمئن إليه النفوس كما لا يخفى على الخبير بها» (الوافي 1/ 11 - 12).
=وأهم من ذلك وأعجب وأغرب قول الحر العاملي (2) عند تعريف الحديث الصحيح: «بل يستلزم ضعف الأحاديث كلها، عند التحقيق، لأن الصحيح ـ عندهم ـ: (ما رواه العدل، الإماميّ، الضابط، في جميع الطبقات). ولم ينصوا على عدالة أحد من الرواة، إلا نادراً، وإنما نصوا على التوثيق، وهو لايستلزم العدالة، قطعا بل بينهما عموم من وجه، كما صرح به الشهيد الثاني، وغيره. ودعوى بعض المتأخرين: أن الثقة بمعنى العدل، الضابط ممنوعة، وهو مطالب بدليلها. وكيف؟ وهم مصرحون بخلافها، حيث يوثقون من يعتقدون فسقه، وكفره، وفساد مذهبه» (وسائل الشيعة ج30 ص 260).
=وقال الحر العامليّ (2) أيضًا عن مصطلح الحديث عندهم، وهو كما قلنا سابقًا علم حادث عندهم في وقت متأخر جدًّا:
«إن الاصطلاح الجديد يستلزم تخطئة جميع الطائفة المحقّة، في زمن الأئمة، وفي زمن الغيبة، كما ذكره المحقق في أصوله، حيث قال: أفرط قوم في العمل بخبر الواحد. إلى أن قال: واقتصر بعض عن هذا الإفراط، فقالوا: كل سليم السند يعمل به. وما علم أن الكاذب قد يصدق، ولم يتفطن أن ذلك طعن في علماء الشيعة، وقدح في المذهب، إذ لا مُصنّف إلا وهو يعمل بخبر المجروح، كما يعمل بخبر العدل» وسائل الشيعة (30/ 259)
=ويقول الطوسي (1): «لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه». (تهذيب الأحكام 1/ 2).
= العاملي (2) يقول: «والذي لم يعلم ذلك منه، يعلم أنه طريق إلى رواية أصل الثقة الذي نقل الحديث منه، والفائدة في ذكره مجرد التبرك باتصال سلسلة المخاطبة اللسانيّة، ودفع تعيير العامة الشيعة بأن أحاديثهم غير معنعنة، بل منقولة من أصول قدمائهم».
قلتُ: نعم كما عيرهم شيخ الإسلام في المنهاج.
=ويقول شيخهم يوسف البحراني الذي ينصر مذهب متقدميهم في الأخذ بكل الروايات وعدم الاعتبار بشرائط التصحيح: «الواجب إما الأخذ بهذه الأخبار، كما هو عليه متقدمو علمائنا الأبرار، أو تحصيل دين غير هذا الدين، وشريعة أخرى غير هذه الشريعة لنقصانها وعدم تمامها؛ لعدم الدليل على جملة أحكامها، ولا أراهم يلتزمون شيئا من الأمرين، مع أنه لا ثالث لهما في البين وهذا بحمد الله ظاهر لكل ناظر، غير متعسف ولا مكابر» (لؤلؤة البحرين ص 47).
* العقيدة الباطنية المناقضة للمعقول عند الجعفرية وأثرها في الرواية.
قال الأزهري السلفي عفا الله عنه:
مع كون طريقتهم في التصحيح والتضعيف مناقضة للمعقول ابتداءً كما سبق،
وأنهم معترفون بالتناقض أيضًا؛
فإننا نلاحظ فيما سبق أنّ كلّ تعريفاتهم للحديث تنتهي إلى (المعصوم)!!
أي:
يكفي في صحة الحديث عندهم أن ينتهي إلى أحد الأئمّة المعصومين عندهم، ثم قد يرويه هذا الإمام المعصوم (!!) عن النبي صلى الله عليه وسلّم!!
أو يكون الكلام المروي عن المعصوم نفسه ..
فعلم الرواية إذن عند هؤلاء الملاعين متعلّق أيضًا بعقيدتهم الباطنية الباطلة في الأئمّة ..
والحق أن أئمتهم المعصومين كلهم (إلا ثلاثة) لا يمكن بحال أن يرووا عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
فالأئمة الاثنى عشر؛ هم:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه،،، متوفى عام 40
الحسن بن علي رضي الله عنهما،،، 49أو 50أو بعد ذلك
الحسين بن علي رضي الله عنهما،،، 61
علي بن الحسين،،، 93 وقيل غير ذلك
محمد بن علي بن الحسين (الباقر)،،، بعد المائة ببضع عشرة سنة
جعفر بن محمد (الصادق)،،، 148
موسى بن جعفر (الكاظم)،،، 183
علي بن موسى (الرضا)،،، 203
محمد بن علي بن موسى (الجواد)،،، 220
علي بن محمد بن علي (الهادي)،،، 254
الحسن بن علي بن محمد (العسكري)،،، 260
ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى،،،؟!!!
فهؤلاء كما نرى؛ لم ير أحدهم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، اللهم إلا الثلاثة الأول ..
فإذا روى الجعفريّة الملاعين الفجرة عن جعفر بن محمد رحمه الله (وأغلب مروياتهم عنه، وهو المراد بأبي عبدالله عند الإطلاق) عن النبي صلى الله عليه وسلّم؛
فقد رووا عن رجل ولد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلّم بسبعين سنة!!
فكيف إذا جاءت الرواية عن إمامهم المنتظر؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/6)
فلماذا توقّف الإمامية في تعريفهم للحديث عن حدّ (المعصوم) فحسب؟؟
الجواب:
أن هذا من خبالات عقولهم!
والنكتة في ذلك أنهم يعتقدون أن الأئمّة معصومون، ويتلقون العلوم من الوحي رأسًا!!
ولم لا وهم من أكفر وأضل الفرق الباطنية؟
ولذلك اكتفوا بأقوال الأئمة، لأنهم ينطقون بالوحي!!
وهذا مما اتفق عليه الإمامية ..
إذن؛
حتى نفهم المغزى من اكتفائهم في الحديث أن يروى عن أحد
أئمتهم المعصومين؛ ينبغي أن نعرف عقيدتهم في أئمتهم ..
لأنهم (حتى علم الرواية عندهم) ربطوه بعقيدتهم في الأئمّة ..
وسوف نكتفي بهذه الإشارات:
أولاً: من أنكر إمامة أحد الأئمة الاثنى عشركَفَرَ بإجماع الإمامية
* قال شيخهم الصدوق ابن بابويه القمي صاحب أحد الكتب الأربعة المجمع عليها: «اعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقرّ بأمير المؤمنين وأنكر واحدًا من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء، وأنكر نبوة نبينا محمد» (رسالته في الاعتقادات ص103).
* قال المفيد: «اتفقت الإمامية على أنّ من أنكر إمامة أحدٍ من الأئمّة وجحد ما أوجبه الله تعالى من نفرض الطاعة، فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار» (بحار الأنوار للمجلسي 23/ 390).
ثانيًا: الإمام معصوم كالنبي بإجماع الإماميّة.
يعتقد الإمامية أن الإمام يتلقى جميع العلوم والمعارف من طريق النبي، أو من الإمام الذي قبله!
يقول المجلسيّ: «أصحابنا أجمعوا على عصمة الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم من الذنوب الصغيرة والكبيرة، عمدًا وخطئًا ونسيانا قبل النبوة والإمامة وبعدهما، بل من وقت ولادتهما إلى أن يلقوا الله تعالى ... » (بحار الأنوار، 25/ 350).
ثالثًا: الأئمة يوحى إليهم، ويتلقون العلوم من الله، وهم مؤيدون بروح القدس.
سننقل ما يدل على ذلك من كتاب الكافي، ثم نتبعه ببعض العناوين من كتاب الكافي للكليني أيضًا.
وأحب أن أذكركم بأهمية كتاب الكافي عند الإمامية وأنهم مجمعون على ما فيه، وأنه أعظم كتبهم ومصادرهم على الإطلاق ..
وسأنقل بعض ما ورد في مقدمة الكتاب (ط. دار الكتب الإسلامية بطهران، الطبعة الثالثة) ..
**قد سبق النقل عن عبد الحسين (!) قوله في الكتب الأربعة: «هي الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه، وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها، والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها».
**وقال على أكبر الغفاري محقق كتاب الكافي: «وقد اتفق أهل الإمامة وجمهور الشيعة الاثنى عشرية على تفضيل هذا الكتاب والأخذ به والثقة بخبره والاكتفاء بأحكامه وهم مجمعون على الإقرار بارتفاع درجة وعلو قدره على أنه القطب الذي عليه مدار روايات الثقات المعروفين بالضبط والإتقان إلى اليوم وهو عندهم أجمل وأفضل من سائر أصول الحديث».
وقال شيخهم المفيد: «الكافي هو من أجل كتب الشيعة وأكثرها فائدة» (مقدمة/26).
قال سيد الكاشاني: «الكافي أشرفها وأوثقها وأتمها وأجمعها لاشتماله على الأصول من بينها وخلوه من الفضول وشينها» (مقدمة/27).
قال المجلسي: «كتاب الكافي أضبط الأصول وأجمعها وأحسن مؤلفات الفرقة الناجية وأعظمها» (مقدمة/27).
قال محمد أمين استرابيدي: «قد سمعنا من مشايخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الإسلام كتاب يوازيه أو يدانيه» (مقدمة/27).
والآن ننقل ما يدل على الوحي إلى الأئمة من كتاب الكافي المجمع عليه:
أصول الكافي
1/ 273 (سبقت الإشارة إلى الطبعة)
باب الروح التى يسدد الله بها الائمة عليهم السلام.
##عن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان) قال: خلق من خلق الله عزوجل أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يخبره ويسدده وهو مع الائمة من بعده.
وفي الباب عدّة أحاديث .. بنفس المعنى!
ولا أحبّ أن أفوت هذه الفرصة حتى أنقل بعض العناوين من كتاب الكافي أعظم كتب الجعفرية والذي اتفقوا وأجمعوا على صحته ..
فهذه بعض العناوين المتعلقة بالأئمة المعصومين عندهم ..
حتى يتفطّن الإخوة ويعرفوا لماذا وقف الجعفرية في تعريف الحديث إلى الأئمة فحسب ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/7)
وحتى يدرك الإخوة أي شيءٍ يحيلنا أحدهم حينما يقول لنا: (إنهم يروون في كتبهم ما يخالفنا) بمنتهى السهولة!!
ويجعل ذلك متكئًا لأقوالهم الكفريّة ..
جاء في أصول الكافي هذه العناوين:
** باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والانبياء والرسل عليهم لسلام.
** باب أن الأئمة عليهم السلام إذا شاءوا أن يعلموا علموا.
** باب أن الائمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم.
** باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء، صلوات الله عليهم.
** باب ان الائمة عليهم السلام لو ستر عليهم لاخبروا كل امرئ بما له وعليه
وغير ذلك كثير، وهذا القدر مجزئ لمن كان له قلب، وفي رأسه عينان!!
==============
حاشيتان سبقت الإشارة إليهما، وهما أهم من رأيتُ أن أترجم له من كتب الرافضة لخطورة ما قالاه:
(1) ترجمة الهالك أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ..
يلقبه الجعفريّةبـ (شيخ الطائفة) فهو شيخ طائفتهم على الإطلاق، يقول ابن المطهر الحلّيّ: «شيخ الإمامية ووجههم ورئيس الطائفة، جليل القدر عظيم المنزلة، ثقة، صدوق، عارف بالاَخبار والرجال والفقه والاَُصول والكلام والاَدب، وجميع الفضائل تنسب إليه، صنّف في كلّ فنون الاِسلام، وهو المهذّب للعقائد في الاَُصول والفروع» (خلاصة الأقوال ص 249) وانظر مدحهم له ولعلمه أيضًا (طرائف المقال 2/ 462) و (نقد الرجال ص 180).
(2) ترجمة الهالك الحر العاملي ..
قال عنه محمد علي الأردبيلي الرافضي الجعفري في (جامع الرواة 2/ 90): «محمد بن الحسن الحر العاملي ساكن المشهد المقدس الرضوي (على ساكنها من الصلوات أفضلها ومن التحيات أكملها)
الإمام العلامة المحقق المدقق جليل القدر رفيع المنزلة عظيم الشأن عالم فاضل كامل
متبحر في العلوم لا يحصى [كذا] فضائله ومناقبه مد الله تعالى في عمره وزاد الله
تعالى في شرفه، له كتب كثيرة منها كتاب (وسائل الشيعة) كتاب كبير ... ».
وقال سيدهم علي البروجردي في (طرائف المقال 1/ 73): «الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن الحسين الحر العاملي المشغري ... وكان عالمًا فاضلاً محدّثًا أخباريًّا، يروي عن جماعة، منهم الشيخ زين الدين، له كتب كثيرة».
**********************
الحمد لله وحده ...
قال الأزهري السلفي عفا الله عنه:
فبذلك يستتم لي ما أردته من تمهيد ..
فقد تبيّن أن التأويل المعذور به له ركنان سبق بيانهما .. وكان الثاني منهما (وجود المقتضِي للتأويل، ويشترط أن يكون مما يصح أن يكون دليلا الجملة) ..
فربما يستدل المتأول بحديث ضعيف ظنّ صحّته، فنعذره بذلك ..
لكن بشرط؛
أن تكون طريقته في تصحيح الحديث والاعتبار به مما يسكله أهل العلم إجمالاً ..
وإن أخطأ في النتيجة.
لا أن يأتي رافضي خبيث ملعون زنديق ليقول:
أما روايتكم أيها السنّة فأنا لا أعبأ بها، لأن رواتكم كفّار بإجماع الجعفرية، فقد كفروا حين لم يؤمنوا بالأئمة المعصومين ..
وأما أسانيدكم المتصلة فلا أعتبر بها ..
وإنما نروي (نحن الجعفرية) في كتبنا حديثًا آخر ههنا ..
1 - وأرجو أيها السني ألا تسألني عن عدالة الرواة، فلم ينصوا عندنا على عدالة أكثر الرواة ..
2 - وقد نصحح حديث من نعتقد كفره.
3 - وقد يكون الحديث ضعيفًا حتى مع مراعاة ضوابطنا المخزية!
4 - ولكن (يبدو) أن له أصلاً في أحد (الأصول الأربعمائة).
5 - لا تسألني عن الأصول الأربعمائة فهي مفقودة، وأكثر مصنفي الأصول كانوا فاسدي المذهب.
6 - إنما الحديث الصحيح عند المتقدمين من علمائنا هو ما يصح العمل به!
7 - لا تسألني ما ضابط ما يصح العمل به!
8 - وقد ينتهي السند إلى أحد الأئمة المعصومين (لا النبي فحسب)، وهذا يكفي لأنهم يتلقَّون العلوم من الوحي!
ويعلمون ما كان وما سيكون!
ولا يموتون إلا باختيارهم!!
9 - ولا تقل لي أيها السنّي إن أمرًا ما قد تواتر تاريخيًا، أو نَقَلَه الكافّة من الناس والأجيال والطبقات أعظم تواتر، لأن شرط التواتر عندنا (ألا يكون ذهن السامع مشوبًا بشبهة أو تقليد يوجب نفي الخبر أو مدلوله) يعني يكون إماميًّا.
=========
قال الأزهري السلفي عفا الله عنه:
فهل في الدنيا عاقل واحد يقول إن هذه الطريقة مما تصح أن تكون مسلكًا للاستدلال في الجملة؟؟؟
اللهم لا ..
بل هي الزندقة والكفر والضلال والعقائد الباطنية التي تحيل على المعدوم حسًّا وشرعًا، والمحال عقلاً.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 04:48 م]ـ
سبحان الله .. كنت أتحدث قبل قليل عن هذا الأمر أنا وأخي ..
لو سمحت وتكرمت بارفاق هذه المقالة ..
الحمد لله وحده ...
حبًا وكرامةً أيها الفاضل.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 06:54 م]ـ
أحبك الله أخي الكريم ...
درة من درر هذه المنتدى استحقت الحفظ كي لا تضيع ..
بارك الله فيك وموضوع جيد لم أرى مثل موضوعه من قبل أفادني وسيفيدني بالمستقبل بإذن الله ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/8)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[11 - 05 - 07, 07:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[11 - 05 - 07, 08:26 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
جزاك الله الفردوس
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 08:32 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الأزهري السلفي
نفع الله بعلمكم
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[12 - 05 - 07, 04:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الازهرى السلفى وزادك علما وفضلا
لى سؤال اخى الحبيب لماذا لاتكمل الحوار مع هذا العضو فى منتدى انا المسلم فنحن الاعضاء كنا ومازلنا بانتظار معاودة الحوار ولاندرى لما توقف خاصة ان العضو المذكور كان كثيرا مايلمح بان التوقف منك هكذا فهمت تلميحا لاتصريحا خاصه ان الحوار تجمد عند موضوع واحد ولم يتطرق للمواضيع الساخنه وجزاك الله خيرا (معرفى فى انا المسلم محمد غراب)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 05:21 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء أخي (الأزهري السلفي) على هذا الموضوع القيم
واسمح لي بإهدائك والقراء هذا النقل من كتاب (كسر الصنم) الذي ألفه (آية الله العظمى السيد أبو الفضل بن الرضا البرقعي) في نقد أصل الأصول وحجة الحجج عند الرافضة وهو (أصول الكافي) حيث قال ص44 من طبعة دار الثقافة قطر: (إنه لابد أن يعلم أننا نبدأ حاليا بأصول الكافي حيث إن غالب أخباره تتعق بالعقائد) إلى أن قال: (إذن لن نبدأ بفروع الكافي حاليا إلا في بعض الموارد، وإن كان النقل في الفروع [يعني فروع الكافي] من الرواة الوضاعين ذاتهم الذين نُقل عنهم الكفر والشرك باسم أصول العقائد فقد نُقل عنهم أنفسهم الفروع. وهؤلاء لا يوثق بهم، ولا يُعتمد عليهم، ويجب دراسة الفروع الواردة عنهم وتنقيحها)
إلى أن قال: (والحديث المرفوع [يعني عند الرافضة]: هو أن ينقل الراوي اللاحق عن رواة لم يكونوا في عصره؛ فعلى سبيل المثال؛ رواية الشيخ الطوسي عن فضل بن شاذان وهو لم يره ولم يكن في عصره بل عاش بعده بمائتي سنة، أو روايته عن الإمام الصادق عليه السلام الذي عاش قبله بأربعمائة سنة وذلك دون أن يذكر بينهما أية واسطة. وإن كلام من الحديث المرسل أو المرفوع أو الضعيف ساقط من الاعتبار ولا يُعتد به، ومعظم أخبار الكافي هي من هذا القبيل وبشهادة علماء الرجال وسوف يتبين ذلك من هذا الكتاب).
ثم بدأ كتابه فتتبع (آية الله العظمى السيد البرقعي) (العالم الشيعي الكبير) نصوص كتاب الشيعة الروافض (أصول الكافي) بابا بابا وبين ضعفها وذكر تضعيف المجلسي أو تضعيف غيره من علماء الشيعة لهذه المرويات
وهذه في الحقيقة ضربة قاصمة الظهر للرافضة ولهذا ذكر (السيد البرقعي) في مقدمة كتابه أنهم رفضوا طبع كتابه فقال في مقدمة كتابه هذا ص29 (وكان هدفنا من ذلك خدمة إخوتنا الإيرانيين وإنقاذهم، ومع شديد الأسف فإن الفئة التي تتولى أمور البلاد وتتظاهر بعشق الحريةوتنوير الأفكار منعوا طبع هذه الكتب ونشرها) وذكر أنه راجع المسئولين بنفسه وأنهم عاملوه كما يقول: (بكل البغض والعداوة والتعصب والجهل والحسد. فمن الواضح إذًا أنهم لن يسمحوا بطبع هذا الكتاب ونشره إلا أننا نرجو فضل الله ورحمته لكي تتيسر وسائل نشره وترفع الموانع لأننا ألّفنا ذلك طلبا لرضى الله تعالى وعلى أمل أن تستيقظ الأمة والسلام على من اتبع الهدى)
هذا كله كلامه
وأحسب أن الله استجاب دعوة هذا الشيخ التائب حين تم طبع كتابه وقد كان الرجل (آية عظمى) عند الروافض وهذا منصب لا يصل إليه إلا عدد أقل من الكبريت الأحمر كما يقال وقد هداه الله عز وجل للإسلام والسنة وحاول إصلاح التشيع ولكنهم طاردوه وحاولوا اغتياله
وبعد أن ختم هذا العالم الكبير رحمه الله كتابه قال في خاتمته: (وإذا تأمل أحد في الكافي ودرسه بدقة وبلا تعصب وغرض فإنه ينتهي إلى أن هذا الكتاب أبطل ما جاء به صانعوا المذهب الشيعي)
يقول الشيخ هذا في أصح كتاب عندهم وفي أهم عمدة لهم وهذا يدل العاقل المنصف على بطلان المذهب الشيعي كله.
ولهذه الحقائق التي كشفها هذا العالم الكبير الذي هداه الله من التشيع إلى الإسلام والسنة ومات على ذلك رحمه الله فقد كتب في ترجمته التي في كتابه السابق ص373: (لقد ألح علي عدد من الأحبة ممن يوافقونني في المعتقد أنا أبو الفضل بن الرضا البرقعي أن أدون تاريخ حياتي وأن أشير إلى معتقداتي من خلال شرح أحوالي، وذلك حتى لا يستطيع المفترون بعد مماتي أن يلصقوا بي التهم، وذلك أن المتعرض لمحاربة خرافات أهل الباطل هو رجل كثير الأعداء وأي أعداء! وعندما يراك عدوك المبطل تتعرض لمعتقداته فإنه لا يتورع عن رميك بأية تهمة من تفسيق أو حتى تكفير بل وإن عدونا هذا [يقصد الشيعة الجعفرية الرافضية] ليعتبر الرمي بهذه الافتراءات من الأمور الجائزة بل مما يتقرب به إلى الله، وينسبون في ذلك روايات موضوعة إلى الأئمة ربما لو قرأها جاهل ظن أنها صحيحة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/9)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[12 - 05 - 07, 06:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الشيخ الأزهري السلفي بارك الله فيك وجزيت خيراً على هذا البحث الدقيق والنافع والممتع.
ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[13 - 05 - 07, 10:54 م]ـ
ما شاء الله أكثروا من هذا ولكن فسروا بعض المصطلحات التى لا يقف على معناها الغامض كثير ممن يضطرهم واقعهم لمحاورة أهل الباطل أمثال قولهم المنقول {لأن شرط التواتر عندنا (ألا يكون ذهن السامع مشوبًا بشبهة أو تقليد يوجب نفي الخبر أو مدلوله) يعني يكون إماميًّا.} فعبارة ألا يكون ذهن السامع مشوشا بشبهة أو تقليد ... " فهو مصطلح يحتاج لشرح كبير، بل هو المصادرة التامة على المتحاور.بارك الله فيكم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 04:49 م]ـ
الحمد لله وحده ...
بارك الله فيكم جميعا أيها الكرام.
أخي ابن عبد الغني (محمد غراب) توقفتُ وكسلتُ عن الحوار مع ذلك الرجل لسببين:
الأول: أنني كنتُ أتحاور معه على طريقة أهل السنّة (وقد كان يزعم أنه سني) فكانت ضوابط الحوار أن يفهم ما يجب على أهل السنة أن يعتقدوه تُجاه الروافض بناء على قواعد أهل السنة في الفهم، واعتباراتهم في الاعتقاد.
لكن الرجل قد أبان عن مخالفته لأهل السنة في أصول استدلالهم، فهو ينفي الإجماع كلّه!
وهذه وحدها كفيلة بإخراجه من أهل السنة.
لأن السني لا بد أن يكون قائلا بالقرآن والسنة والإجماع، وإن خالف في بعض أنواع الإجماع أو في بعض الإجماعات.
الثاني وهو الأهم:
أن الرجل مكابر قولاً واحدًا، وليس لديه أي نوع من أنواع الاستعداد لكي يرجع إلى الحق وإن كان واضحا لائحًا بعد تبيينه له.
أتذكر أنه قال عن حديث رواه مسلمٌ من طريق (ربيعة بن كلثوم عن أبيه) إنه (على شرط مسلم).
وهذا غلط ..
وقد بيّنتُ له أن ربيعة بن كلثوم ليس له في صحيح مسلم غير حديث واحد، هو هذا الحديث.
بل ليس له في سائر الستة إلا هذا الحديث مع حديث آخر عند النسائي.
وأخبرته أن النسائي قد ذكر ربية في ضعفائه وقال: ليس بالقوي.
وأن حديث ربيعة الذي في صحيح مسلم عن أبيه رواه مسلم في المتابعات، وهذا ظاهر جدا لأقل من اطّلع.
لكن الرجل لم ينصع للحق!
ولم يكلّف نفسه أن يردّ ردًّا علميًا ..
بل جاء ببعض التخريفات، وجاء يقول بسهولة وبرود:
يا أخي أزهري ..
أجل أنا ما زلت أعتقد أن المثنى ثقة وإن كنتَ تجهله وأن الإمام مسلماً أورد حديث ربيعة بن كلثوم عن أبيه مورد الإحتجاج وإن كان قد رواه من وجه آخر .. فربيعة عن أبيه على شرط مسلم عندي .. ولو أردت تفصيل مقصودي فإن هذا يطول ويدخلنا فيما لا طائل منه فيما نحن فيه ...
فحفظتُ وقتي لما هو أهم، وربما أرجع له لاحقًا إن شاء الله.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 04:53 م]ـ
الحمد لله وحده ...
بارك الله فيك أخي الفاضل شتا العربي على هذه الهديّة النفيسة.
والكتاب عندي على ملف وورد ولكنني لم أطلع عليه يوما ويبدو أنني كنت مخطئا.
جزاك الله خيرًا.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 01:01 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
بارك الله فيك أخي الفاضل شتا العربي على هذه الهديّة النفيسة.
والكتاب عندي على ملف وورد ولكنني لم أطلع عليه يوما ويبدو أنني كنت مخطئا.
جزاك الله خيرًا.
وبارك الله فيكم أخي الفاضل وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[15 - 05 - 07, 02:43 ص]ـ
حفظك الله ايها الحبيب الازهرى السلفى وزادك علما وفضلا وادبا والله انى احبك فى الله
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[19 - 05 - 07, 11:36 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
ـ[أبوبدر العباد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 03:04 م]ـ
((وحرصتُ على النقل من كتبهم (لعنة الله عليهم)))، ((الرواية عند الجعفرية الملاعين))، ((أما الجعفريّة الفجرة الملاعين)) ((الجعفريّة الملاعين يوثقون من يعتقدون فسقه وكفره وفساد مذهبه))، ((* الرواية عند الجعفرية الملاعين))، ((هذه الطائفة لعنة الله عليها .. ))، ((عند المتقدمين من الجعفريّة الملاعين))، ((وَفق أصول علم الدراية عند الجعفريّة الملاعين،))، ((الجعفريّة الملاعين يوثقون من يعتقدون فسقه))، ((الجعفريّة الفجرة يعلمون حال الضعفاء والكذابين والمجاهيل،))، ((الحديث الصحيح عند المتقدمين من الجعفريّة الملاعين هو))، ((إذا كان الحديث ضعيفًا وَفق أصول علم الدراية عند الجعفريّة الملاعين،))، ((بان لكل عاقل ما يتمتع به هؤلاء الملاعين من أفكار ومعتقدات))، ((يأتي رافضي خبيث ملعون زنديق))،
معذرة على التدخل لدي رأي ووجهة نظر:
ما أحسن هذه المقالة ويا لروعة ما فيها من استدلالات ونقض، لكن لو يتم تنظيف المقالة مما علق فيها لكان أفضل وأنفع، وأخبركم عن نفسي بأنني لم أتعود سماع هذا الأسلوب من المشايخ، مع احترامي للأزهري السلفي علماً وقدراً ومكانةً.
راجياً منه أن يقوم بتهذيب المشاركة والترفع عن هذا الأسلوب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/10)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 03:59 م]ـ
الحمد لله وحده ...
عليك أيها الفاضل أن تراجع مسألة (لعن غير المعين) إذا كان كافرًا.
فربما تراجع نفسك في مسألة تنظيف الموضوع هذه إذا تعلمتَ هذه المسألة!
وقد اختلف أهل العلم في الفاسق المخصوص، فكيف بالكافر غير المخصوص؟!
إنها فرقة زنادقة أيها الفاضل، عقائدهم وأقوالهم وأفعالهم كفريّة، ومع ذلك لم ألعن معيّنًا ..
وظنّي الحسن بك أنك لا تعرف من أقوالهم إلا اليسير.
وأما ما نسبتَه إلى المشايخ، فلا أعرف من هم، ولا كم مرة سمعت، ولا في أي موضوع، فلكل مقام مقال.
وفقك الله وألهمك رشدك.
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[30 - 05 - 07, 04:32 م]ـ
موضوع قيم ... بارك الله فيك
ـ[محمود المصري]ــــــــ[30 - 05 - 07, 08:25 م]ـ
كنت أتناقش مع أحد الشيعة الاسبوع الماضي في هذا الموضوع حيث كان يضعف ويصحح على مزاجه, فطلبت منه أن يأتيني بنقول عن علمائهم بشأن علم الحديث وإلا فكلامه في الهواء واتفقنا أن نجتمع ثانية في يوم الجمعة القادمة
وقد كنت أنوي أن أبحث عن موضوع بخصوص هذا لكي أكون مستعدا
والحمد لله فقد يسرت علي البحث يسر الله حسابك ويمن كتابك
فبارك الله فيك شيخنا الفاضل ونفعنا الله بعلمك ورزقك الذرية الصالحة
ـ[أبوبدر العباد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 09:09 م]ـ
((عليك أيها الفاضل أن تراجع مسألة (لعن غير المعين) إذا كان كافرًا.
فربما تراجع نفسك في مسألة تنظيف الموضوع هذه إذا تعلمتَ هذه المسألة!))
قلت: هذه حيدة. .
أنا لم أتطرق لا من قريب ولا من بعيد إلى مسألة لعن (المعين) ولا (غير المعين)، إنما نصحتك بالترفع عن هذا الأسلوب.
إنني سأكون هنا متنزلاً إلى أقصى الحدود، فهب أننا جميعاً من القائلين بجواز لعن المعين فضلاً عن غير المعين.
ثم هب أيضاً أنني وفضيلتك ممن يطلق القول بتكفير الشيعة الإثنا عشرية كما يُفهم من قولك: (((لعن غير المعين) إذا كان كافرًا))، وقولك: ((فكيف بالكافر غير المخصوص؟!)).
فإنّي لا أعتقد أن اللعن لديك شهوة، ولا أظنك تقول بأن اللعن قد صار قربة من القربات، وكذلك أقول يا أستاذ: أفلا يرفع الإنسان اللسان عن أن يكون لعاناً؟!
وأما قول فضيلتك: ((وأما ما نسبتَه إلى المشايخ، فلا أعرف من هم، ولا كم مرة سمعت، ولا في أي موضوع، فلكل مقام مقال))
فأقول: ارجع إلى مكتبتك، وتصفح كتاب منهاج السنة فابحث فيه عن مادة (لعن) وما يتصرف عنها.
إنني أطالبك وأطالب من شئت ممن يوافقك على أسلوبك هذا فأقول:
هؤلاء مشايخنا الكبار، ابن باز والألباني وابن عثيمين رحمهم الله.
أَوَجَدْتَ في مؤلفاتهم وما قرأته من كلامهم هذا المقدار من اللعن في مقال بحجم مقالك؟ بل هل وجدت هذا المقدار خلال قراءتك لمؤلفاتهم؟
ولا أحصر كلامي بالشيعة الإثناعشرية فحسب، بل دونك جميع ملل ونحل الكفر والابتداع تختار وتجمع منها ما شئت.
فإن لم تجد، فهذه أشرطتهم. .
ارجع إليها. .
فهل لك أن تأتينا بكلام لهم يقارب حجم كلامك، أوردوا فيه من اللعائن مثل ما أوردت؟
فإن عجزت فائتنا بشريط كامل أو شريطين - أو ما أحببت من عدد - قد حوى من اللعن الكم الذي حواه مقالك هذا.
وهؤلاء علماؤنا بين أظهرنا الشيخ الفوزان والشيخ عبد المحسن حفظهما الله، والأخير قد رد على كلام قبيح جداً للشيعة مما لا يخفى على مثلك، وما كان حفظه الله لعاناً.
ثم أسألك عن أولئك المشتغلين بالعقائد الشيعية، الشيخ عثمان الخميس، الشيخ عبد الرحمن الدمشقية، الشيخ ناصر القفاري، وغيرهم من المعروفين.
تعال أخي فأجبني: أين قرأتَ لهم هذا اللعن وفي كلام بحجم كلامك هنا؟ بل في جميع مؤلفاتهم وأشرطتهم.
فقارن مقام كلام هؤلاء الفضلاء ومقام كلام فضيلتك فلن تجد فرقاً.
وانظر فيما نقلوه فلن تجد أنه يقل ضلالاً عما نقلته حضرتك.
لذا كم أعجب من قولك: ((فلكل مقام مقال)) فقارنه بما سبق وقارنه كذلك بعنوان مشاركتك: ((إطلالة سريعة على علم الحديث عند الرافضة الملاعين)).
وختاماً أقول: إنني سأعرض عن قولك: ((إذا تعلمتَ هذه المسألة!))، ولن أسألك عن مقصودك بعلامات التعجب، وأشكر لك دعواتك لي بالهدى وإلهام الرشد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبوبدر العباد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 09:15 م]ـ
((وحرصتُ على النقل من كتبهم (لعنة الله عليهم)))، ((الرواية عند الجعفرية الملاعين))، ((أما الجعفريّة الفجرة الملاعين)) ((الجعفريّة الملاعين يوثقون من يعتقدون فسقه وكفره وفساد مذهبه))، ((* الرواية عند الجعفرية الملاعين))، ((هذه الطائفة لعنة الله عليها .. ))، ((عند المتقدمين من الجعفريّة الملاعين))، ((وَفق أصول علم الدراية عند الجعفريّة الملاعين،))، ((الجعفريّة الملاعين يوثقون من يعتقدون فسقه))، ((الجعفريّة الفجرة يعلمون حال الضعفاء والكذابين والمجاهيل،))، ((الحديث الصحيح عند المتقدمين من الجعفريّة الملاعين هو))، ((إذا كان الحديث ضعيفًا وَفق أصول علم الدراية عند الجعفريّة الملاعين،))، ((بان لكل عاقل ما يتمتع به هؤلاء الملاعين من أفكار ومعتقدات))، ((يأتي رافضي خبيث ملعون زنديق))،
ليتك تسأل المشايخ عندك عن هذا الأسلوب، أهو أسلوب العلماء وطلبة العلم؟ أم لا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/11)
ـ[خالد مرزوق]ــــــــ[31 - 05 - 07, 12:33 ص]ـ
الف شكر اخى الفاضل
بارك الله فيك
وجزاك الله خير الجزاء
وجعل هذا الموضوع القيم فى ميزان حسناتك
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[31 - 05 - 07, 07:16 ص]ـ
الشيخ الحبيب الأزهري السلفي جزاك الله خيراً ونفع بك.
وأنا عاتب عليك لقلت مشاركاتك فأنا والله ما أن أرى اسمك إلا ووجدت نفسي في لهفة شديدة لقراءة المشاركة التي تشارك فيها.
محبك في الله.
ـ[أبو أنس الأنصاري]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:36 ص]ـ
الشيخ الحبيب الأزهري السلفي جزاك الله خيراً ونفع بك
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 03:27 م]ـ
الحمد لله وحده ...
جزاكم الله خيرا جميعا أيها الكرام.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 05:40 م]ـ
شيخنا الحبيب الأزهري السلفي
بارك الله فيك
وأما أبو بدر العباد فأنصحك بمراجعة بعض كتب التاريخ
ككتاب الذهبي أو كتاب ابن كثير سيجد من كلام العلماء ما يقنعك
ادخل كلمة
لعنه الله
أو لعنهم الله
كتب ابن القيموكتب الفقهاء من مختلف المذاهب
ستجد أن أكثر اطلاق (لعنهم الله) هو في حق الرافضة
ولك أن تراجع كتب السنة التي ألفها أئمة الإسلام
كل من شارك يثني على الموضوع
وأنت عضو جديد وتنتقد بلا حجة ظاهرة
لو أنك قلت لعل الأفضل ترك هذه العبارات لمصلحة راحجة
أما أن تنتقد الألفاظ بلا حجة
فالله المستعان
وأما المشايخ الذين ذكرتهم
فلا أدري كم جالستهم
قد تستغرب أن بعض المشايخ الذين ذكرتهم ما سمعته لعن طائفة إلا الرافضة
فالله المستعان
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 05:55 م]ـ
ومع هذا فالمذهب الإمامي مذهب غامض
فهناك انقطاع في السند
فإن أغلب الإمامية لا يعرفون عن كتب متقدميهم شيئا
وفي رأيي أن الموضوع يحتاج إلى دراسة وبحث
ومدى الانقطاع الحاصل في المذهب
ولذا تجد المتأخرين والمعاصرين منهم لا يعرفون كيف يفسرواكلام كثير من المتقدمين إلا بتكلف ظاهر
ولأن الإمامي عنده التقية فهو له أكثر من وجه
في كل يوم بل في كل مناظرة أو حوار له وجه
ولعل هذا لاتجده إلا في الطوائف الباطنية
وهذا يدل على إن الإمامية من الطوائف الباطنية على خلاف من يقول غير ذلك
ولكن هذا الموضوع يحتاج إلى مزيد بحث
فهناك فترة انقطاع كما أسلفت
شيخنا الأزهري السلفي
نفع الله بك وببحثك
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 07:09 م]ـ
قال النميري
(ومن العجب أن هذا المصنف الرافضي الخبيث الكذاب المفتري)
(
في غاية المخالفة لما هي عند هؤلاء الرافضة المفترين الكذابين الذين هم ردء المنافقين واخوان المرتدين والكافرين الذين يوالون أعداء الله)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 07:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ولعنة الله على من مات من الروافض الإثنى عشرية على عقائدهم الكفرية
ولعنة الله على كل الأحياء منهم إن ماتوا كفارا على ما هم عليه ولم يسلموا
هؤلاء الزنادقة يلعنون المعين من الصحابة وإخواننا هداهم الله يتورعون عن لعن المعين من أمواتهم الذي لا يُعلم أنه قد تاب وأسلم بل ويتورع بعض أخواننا من لعن عموم الرافضة أحياء وأمواتا.
فلعنة الله على الخميني ومن مات على مات عليه قديمهم وحديثهم ولعنة الله على عموم الأحياء منهم أحياء وأمواتا إن لم يسلموا
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[04 - 06 - 07, 06:53 م]ـ
ومع هذا فالمذهب الإمامي مذهب غامض
فهناك انقطاع في السند
فإن أغلب الإمامية لا يعرفون عن كتب متقدميهم شيئا
وفي رأيي أن الموضوع يحتاج إلى دراسة وبحث
ومدى الانقطاع الحاصل في المذهب
هذه النقطة مهمة كما تفضلتم شيخنا وتحتاج إلى مزيد عناية.
وقد طرح في منتدى الدفاع عن السنة المعني بالرد على هذه الطائفة موضوع عن بداية عقيدة الاثني عشر، فلم يظهر مصنف واحد يلتزم بعدد الاثني عشر كركن من أركان عقيدة هذه الطائفة إلا بعد وفاة الحسن العسكري -وهو الحادي عشر-.
وعدم وجود كتاب صحيح دون قبل وفاة الحادي عشر يذكر عقيدة الاثني عشر كأصل رئيس، مما يعطي دلالة على أن عقيدة الاثني عشر لم تعرف قبل الحيرة التي وقع فيها أجدادهم عقب وفاة الحادي عشر دون أن يخلف أحدا يستطيعون أن يلصقوا مذهبهم وعقائدهم به كما فعلوا بأجداده الطيبين المكرمين -وهذا السلف المبارك براء من هذه الطائفة-.
فبارك الله فيكم يا شيخنا على التنبيه لهذه النقطة.
ـ[أبوبدر العباد]ــــــــ[15 - 06 - 07, 07:39 م]ـ
ليتك تسأل المشايخ عندك عن هذا الأسلوب، أهو أسلوب العلماء وطلبة العلم؟ أم لا؟
لن أكرر ما طرحته سابقاً في المشاركة الأولى وأؤكد عليه هنا كذلك لأنني ما رأيت حضراتكم ممن وافقتم الأستاذ الأزهري قد أجبتموني إلى ما طالبتكم به.
إنما وجدت حيدة قام بها العضو المخضرم ابن وهب حيث يذكر بأنه لا يدري كم جالست أولئك العلماء والمشايخ الذين ذكرتهم لكم.
وأنا ما عن هذا طالبتكم ولا تطرقت إليه بحال، ولا زعمت بأنني قد جالستهم أو أكثرت من مجالستهم، فارجعوا إلى المشاركة فانظروا بم طالبت حضراتكم، فهل أنتم مجيبون؟
أما ما ذكره العضو المخضرم ابن وهب فأقول قد رجعت إلى السير فوجدت عدد منه أحاديث مكررة ومتفرقة وبعضها من أقوال علماء متفرقين في مواضع متفرقة وبعضها تعريف للمباهلة ومعنى الملاعنة وأما الذهبي خلال 23 جزءاً دون الفهارس وجدت له 7 لعنات فقط، وابن كثير قد لعن بعضهم أكثر مما فعل الذهبي وكتابه البداية والنهاية مؤلف من 22 جزءاً، فتأمل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/12)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[15 - 06 - 07, 08:41 م]ـ
الحمد لله وحده ...
ريّح نفسك أخي الحبيب وهوّن عليك وعلينا.
إن كنت ترى في الأسلوب محظورًا شرعيًّا فتكرّم علينا بتوضيحه على طريقة طلبة العلم، وانقل كلام العلماء موثّقًّا وسوف ننصاع إن شاء الله.
إن كنتَ ترى أن لعن الرافضة على العموم لا يجوز فاصدع بما تراه حقًّا وتحمّل تبعة ذلك، وإن كنت تراه جائزًا ولكنني أكثرتُ اللعن فهذا شأنك وهي وجهة نظرك يمكنك أن تحتفظ بها لنفسك.
ونريد منك أن تدلنا على عالم كره كثرة لعن الرافضة على العموم.
ودعك من مسألة الحيدة هذه، فالواجب عليك أنت أن تدلنا على عدم جواز الإكثار، وأما بالنسبة لنا فلعنة واحد مثل مائة.
لا تخف فلن نرميك بالحيدة إذا سكتَّ.
جزاك الله خيرًا على المرور، وليتنا نرى منك مشاركات مفيدة.
شيخنا ابن وهبٍ بارك الله فيك على المرور والتشجيع.
ـ[المقدادي]ــــــــ[15 - 06 - 07, 08:50 م]ـ
، وابن كثير قد لعن بعضهم أكثر مما فعل الذهبي وكتابه البداية والنهاية مؤلف من 22 جزءاً، فتأمل.
البداية و النهاية ليس كتابا خاصا بالرافضة! و مع ذلك لعنهم الامام ابن كثير
و الأمر ما قاله الشيخ الأزهري السلفي:
وأمّا إن كان الذي لا يعجبك هو (كثرة) اللعنات فحسب، بينما ترى أن اللعنات لا بأس بها لو كانت قليلة؛ وأن أصل اللعن جائز، ثم لا نجد عندك إلا رأيك المجرد في كون اللعنات كثيرة؛ فهذه وجهة نظرك يمكنك أن تحتفظ بها لنفسك.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[15 - 06 - 07, 08:53 م]ـ
الحمد لله وحده ...
بارك الله في الشيخ الحبيب المقدادي، والمعذرة فقد عدّلت المشاركة بعد أن اقتبستَ منها.
ـ[أبوبدر العباد]ــــــــ[16 - 06 - 07, 12:51 ص]ـ
[ quote= المقدادي;616822] البداية و النهاية ليس كتابا خاصا بالرافضة! و مع ذلك لعنهم الامام ابن كثير
quote]
وترى أن هذا حجة علي؟!
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه، إنني لن أزيد في الجدال ولا المراء في هذا الموضوع وأكتفي بما قدمته في المشاركات السابقة.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[16 - 06 - 07, 06:18 ص]ـ
لعنة الله على من تطاول على عرض امنا عائشه
لعنة الله على من افترى على ثانى اثنين اذ هما فى الغار
لعنة الله على من قذف الفاروق عمر
لعنة الله على من يلعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
اخى الازهرى السلفى اكرر ماسبق بيانه احبك فى الله
وبالمناسبه متى يشرف الازهرى السلفى الصغير (ابتسامه)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 06 - 07, 02:02 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أحسنت أخي أبا بدر، وفي المرات القادمة تأمّل مواضع قدميك.
أخي ابن عبد الغني، أحبك الذي أحببتني له، وعلى دعواتك الطيبات في حق الرافضة الملاعين أقول آمين، آمين، آمين، اللهم استجب يارب.
ـ[أبوبدر العباد]ــــــــ[16 - 06 - 07, 02:24 م]ـ
[ quote= الأزهري السلفي;617234] الحمد لله وحده ...
أحسنت أخي أبا بدر، وفي المرات القادمة تأمّل مواضع قدميك.
quote]
إنما سأترك الكلام من باب (من ترك المراء وإن كان محقاً) مع اعتقادي أنني متأمل لموضع قدمي، وأنكم لم تتعرضوا لما طالبتكم به.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 06 - 07, 02:43 م]ـ
الحمد لله وحده ...
هذه حجة العاجز أخي الحبيب، أنت نفسك لعلك لا تدري على أي شيء تعترض!
وهذه ضريبة المنتديات والله المستعان.
على كل حال لا بأس عليك، وننتظر مشاركاتك التي نأمل أن نستفيد منها.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 06 - 07, 02:48 م]ـ
الحمد لله وحده ...
وأمّا قول الشيخ المقدادي
البداية و النهاية ليس كتابا خاصا بالرافضة! و مع ذلك لعنهم الامام ابن كثير
فجواب صحيح على ما سبق وذكره الأخ العباد، ولا تحتاج غير قليل من التأمل.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[16 - 06 - 07, 04:35 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/13)
((وحرصتُ على النقل من كتبهم (لعنة الله عليهم)))، ((الرواية عند الجعفرية الملاعين))، ((أما الجعفريّة الفجرة الملاعين)) ((الجعفريّة الملاعين يوثقون من يعتقدون فسقه وكفره وفساد مذهبه))، ((* الرواية عند الجعفرية الملاعين))، ((هذه الطائفة لعنة الله عليها .. ))، ((عند المتقدمين من الجعفريّة الملاعين))، ((وَفق أصول علم الدراية عند الجعفريّة الملاعين،))، ((الجعفريّة الملاعين يوثقون من يعتقدون فسقه))، ((الجعفريّة الفجرة يعلمون حال الضعفاء والكذابين والمجاهيل،))، ((الحديث الصحيح عند المتقدمين من الجعفريّة الملاعين هو))، ((إذا كان الحديث ضعيفًا وَفق أصول علم الدراية عند الجعفريّة الملاعين،))، ((بان لكل عاقل ما يتمتع به هؤلاء الملاعين من أفكار ومعتقدات))، ((يأتي رافضي خبيث ملعون زنديق))،
معذرة على التدخل لدي رأي ووجهة نظر:
ما أحسن هذه المقالة ويا لروعة ما فيها من استدلالات ونقض، لكن لو يتم تنظيف المقالة مما علق فيها لكان أفضل وأنفع.
أنا قرأت الردود ولم أتمالك نفسي حتى أرد.
نعم أيها الشيخ الفاضل ... لو أنك قمت بتنظيف المقالة قليلاً
لقد أكثرت من استعمال ألفاظ توجع القلب عند سماعها .... كالجعفرية والروافض .... لعائن الله عليهم ... ولو انك استخدمتها مرة واحدة ثم استخدمت الضمائر ... (هم يقولون) (الرواية عندهم) .... فهذه ههي الشوائب الوحيدة التي أراها
هؤلاء الملاعين الذين اذا تكلمنا عنهم وعن عقيدتهم الفاسدة حتى الفجر لا ننتهي ...
هؤلاء الذين يقولون أن ألد أعدائنا هم أهل السنة .. والذين أراقوا دمائنا
وليس هذا كلام عابر انما هو في كتبهم ...
يقول الجزائري (من محققيهم) في كتابه:
(لا يجمعنا مع أهل السنة رب ولا نبي ولا كتاب)
يقولون أن القرآن الذي بين أيدينا محرف ...
وهذا كلام لاينكره الا غافل ...
الملاعين الذين رموا عرض النبي ولا يذكرون أمنا عائشة الا بالسوء
الملاعين الذين يسبون ابا بكر وعمر بن الخطاب وسائر أصحاب النبي رضوان
الله عليهم ....
ومالي لا ألعنهم والرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول (((من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين))
*كنت أقرأ قبل أيام بكتاب بعثه أحد الأخوة إلي وهو ((منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها)) ((اعداد ابو بكر كافي))
ولأنه قريب من الموضوع .. أحب أن أقتطع هذا الجزء للفائدة:
---------------------------
قسم العلماء البدعة إلى قسمين هما: البدعة المكفرة، والبدعة المفسقة ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=607437#_ftn1)).
1 – البدعة المكفرة:
ما يخرج صاحبها عن دائرة الإيمان وهي نوعان:
أ – ما اتفق على تكفير أصحابها: كمنكري العلم بالمعدوم القائلين: ما يعلم الأشياء حتى يخلقها، أو منكري العلم بالجزئيات، أو الإيمان برجوع سيدنا علي إلى الدنيا، أو حلول الإلهية في علي أو غيره.
ب –ما اختلف في تكفير أصحابها: كالقائلين بخلق القرآن، والنافين لرؤية الله تعالى يوم القيامة.
2 – البدعة المفسقة:
وهي التي لا تخرج صاحبها عن دائرة الإيمان: مثل بدع الخوارج، والروافض الذين لا يغلون ذاك الغلو، وغير هؤلاء من الطوائف المخالفين لأصول السنة خلافاً ظاهراً لكنه مستند إلى تأويل ظاهره سائغ.
----------------------------------
وجزاكم الله خيرا
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 06 - 07, 04:44 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أعزك الله أيها الفاضل ..
وأحسنت أحسن الله إليك، فكل صحيح نقيّ الفطرة يجمع مع ذلك علمه بمقالات هؤلاء لا بدّ أن يقول قولك.
ـ[رشيد]ــــــــ[16 - 06 - 07, 05:48 م]ـ
أخي الفاضل الأزهري
جزاك الله خيرا
على هذا الموضوع القيم
أظن و الله أعلم نصيحة الأخ العباد وجيهة
فكل إيناء بما فيه ينضح، فسلعتهم السب و الشتم
رغم أني أعلم أن غيرتك على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الدافع لحشو مقالك الممتع بتلك الألفاظ
لكن أخي الكريم ألا تحب أن تفوز بخير من حمر النعم
لو هدى الله على يديك شيعي
لاتدري قد يكون من بين الأعضاء شيعي يبحث عن الحق
يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله
هكذا أخبر المصطفى عليه أزكى الصلاة و السلام
منقول من كتاب
قواعد مهمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/14)
د. حمود بن أحمد الرحيلي
وعنها –رضي الله عنها- قالت: قال: رسول الله – r - : (( إنَّ الرفق لا يكون في شىء إلا زانه، ولا ينزع من شىء إلا شانه)).
وعنها –رضي الله عنها- قالت: ((كان النبي- r – إذا بلغه عن الرجل الشىء لم يقل: ما بال فلان يقول؟ ولكن يقول: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا)).
قال أحمد بن حنبل: كان أصحاب ابن مسعود إذا مروا بقوم يرون منهم ما يكرهون، يقولون: مهلاً رحمكم الله.
وجاء جماعة من اليهود فدخلوا على النبي- r- فقالوا: السام عليك يا محمد -يعنون الموت-، وليس مرادهم السلام – فسمعتهم عائشة –رضي الله عنها – قالت: عليكم السام واللعنة. وفي لفظ آخر: ولعنكم الله، وغضب عليكم. فقال رسول الله - r - : (( يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله)) قالت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: ((ألم تسمعي ما قلت لهم: وعليكم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا)).
فالنبي r رفق بهم وهم يهود،رغبة في هدايتهم، لعلهم ينقادون للحق، ويستجيبون لداعي الإيمان.
فالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر الموفق هو الذي يتحرى الرفق والعبارات المناسبة، والألفاظ الطيبة عندما يعظ وينصح الناس، في المجلس، أو في الطريق، أو في أي مكان، يدعوهم بالرفق والكلام الطيب، حتى ولو جادلوه في شيء خفي عليهم، أو كابروا فيه، فيجادلهم بالتي هي أحسن، كما قال تعالى: {اُدْعُ إِلَى سَبِيْلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةٍ وَالموعِظَةِ الحَسَنةٍ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتي هِيَ أَحْسَنُ}.
وقال سبحانه: {وَلا تُجَادِلُواْ أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالْتَّي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الْذَّيْنَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ}.
فهذا الأسلوب مع أهل الكتاب – وهم اليهود والنصارى وهم كفار – فما بالك مع المؤمنين؟ فإذا كان المقام مقام تعليم ودعوة وإيضاح للحق، فإنه يكون بالتي هي أحسن، لأن هذا هو أقرب إلى الخير، وأدعى لتقبل النصيحة كما كان يفعل النبي r في دعوته.
فهذه طريقة السلف رحمهم الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تحري الرفق مع العلم والحلم والبصيرة والعمل بما يدعون إليه، وترك ما ينهون عنه، وهذه هي القدوة الصالحة.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[16 - 06 - 07, 08:44 م]ـ
أردد ما قاله الشيخ:
لكل مقام مقال.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[16 - 06 - 07, 08:57 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم على هذا الموضوع القيم.
و يا أخي رشيد بارك الله قيك. لم ينازع أحد من الأخوة في الرفق في الأمر بالمعروف و انكار المنكر. و لكن لكل مقامٍ مقال. فمع كل ما جاء عن نبينا عليه و على آله و صحبه الصلاة و السلام في الرفق مع الآخرين , فقد جاء أيضاً عنه اقراره لأبي بكر في قوله امصص بظر اللات , و هو القائل فاعضوه بهن أبيه , بل و نقل عن الصحابه أنهم أُمروا بهذا القول.
فالترفق ليس على اطلاقه مع كل الناس. فالرافضة و أذنابهم أحق بالغليظ من القول مِن مََن غيرهم لما هو مشاهد من واقع الحال. و الله المستعان.
ـ[أبوبدر العباد]ــــــــ[16 - 06 - 07, 09:22 م]ـ
الحمد لله وحده ...
هذه حجة العاجز أخي الحبيب، أنت نفسك لعلك لا تدري على أي شيء تعترض!
أقول: هذا من حسن أدبك.
وسأجدني مضطراً أن يقرأ الإخوة آخر ما طالبتك به من مطالبات أمام إخواننا الذين يؤيدون أسلوبك.
ولا بأس أن أكررها - نقطة نقطة - فأبدأ مع عباراتك:
((وحرصتُ على النقل من كتبهم (لعنة الله عليهم)))، ((الرواية عند الجعفرية الملاعين))، ((أما الجعفريّة الفجرة الملاعين)) ((الجعفريّة الملاعين يوثقون من يعتقدون فسقه وكفره وفساد مذهبه))، ((* الرواية عند الجعفرية الملاعين))، ((هذه الطائفة لعنة الله عليها .. ))، ((عند المتقدمين من الجعفريّة الملاعين))، ((وَفق أصول علم الدراية عند الجعفريّة الملاعين،))، ((الجعفريّة الملاعين يوثقون من يعتقدون فسقه))، ((الجعفريّة الفجرة يعلمون حال الضعفاء والكذابين والمجاهيل،))، ((الحديث الصحيح عند المتقدمين من الجعفريّة الملاعين هو))، ((إذا كان الحديث ضعيفًا وَفق أصول علم الدراية عند الجعفريّة الملاعين،))، ((بان لكل عاقل ما يتمتع به هؤلاء الملاعين من أفكار ومعتقدات))، ((يأتي رافضي خبيث ملعون زنديق))،
1 - النقطة الأولى:
ليتك تسأل المشايخ عندك عن هذا الأسلوب، أهو أسلوب العلماء وطلبة العلم؟ أم لا؟
فلا أدري هل سألت المشايخ؟ أم ستُعْرِضْ عن هذه النقطة؟ بانتظار الإجابة.
على العموم أنا على استعداد لإيصالها لمن يوصلها للشيخ عثمان الخميس حفظه الله.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[16 - 06 - 07, 09:53 م]ـ
الحمد لله وحده ...
وأمّا قول الشيخ المقدادي
فجواب صحيح على ما سبق وذكره الأخ العباد، ولا تحتاج غير قليل من التأمل.
يعلم أخى الحبيب الشيخ الأزهرى السلفى كم أحبه و أجله, و يعلم هو بيقين أن ليس لمثلى أن يعترض عليه, و أقر و أسلم بأن المقال من أنفس ما يكون و فيه من الفوائد ما يصعب حصره ...
و لكن, تعقيبا على اعتراض الأخ العباد, و تعقيب الأخ المقدادى عليه بأن البداية و النهاية ليس خاصا بالرافضة, فأوجه سؤالى للحبيب المقدادى:
كتاب مثل منهاج السنة, هل نرى فيه هذا القدر من اللعن الذى سطره شيخنا الأزهرى؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/15)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 02:06 م]ـ
الحمد لله وحده ...
لا بأس أخي أبا بدر العباد، سأكرّر عليك ما سبق وقلتُه ولكن بأسلوب أوضح، فالظاهر بالفعل أنّك لم تفهم ما سبق.
1 - النقطة الأولى:
ليتك تسأل المشايخ عندك عن هذا الأسلوب، أهو أسلوب العلماء وطلبة العلم؟ أم لا؟
فلا أدري هل سألت المشايخ؟ أم ستُعْرِضْ عن هذه النقطة؟ بانتظار الإجابة.
أي السؤالين تريد:
1 - بعض الإخوة يقول لا يجوز لعن الرافضة على العموم من غير تعيين، فما رأيكم؟
2 - بعض الإخوة يقول يجوز لعن الرافضة ولكن لا يجوز الإكثار من ذلك، فما رأيكم؟
علمًا (أيها الشيخ المسئول) بأن المقام مقام عدّ الأصول المنافية للمعقول التي بنوا عليها معتقداتهم الكفرية ..
وأن المقام مقام مناظرة مع رجل يزعم أنهم مسلمون متأولون معذورون ..
وأن المقالة تتضمّن نسبتهم البداء لله تعالى ..
وزعمهم أن أم المؤمنين زنتْ ..
وأن أئمتهم يوحى إليهم .. وأنهم إذا شاءوا أن يعلموا علموا ..
وأنهم يعلمون متى يموتون، ولا يموتون إلا باختيارهم ..
وأن الله موصوف بالبداء، وأما الأئمّة فإنهم يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء!
لم يكن المقال (أيها الشيخ المسئول) إلا جمع مثل هذه الزندقة من كتبهم مع العزو .. وفي مقام المناظرة مع من يدافع عنهم ويزعم أنهم مسلمون، وأن في كتب أهل السنّة من الخزايا مثل هذا ..
أي السؤالين السابقين تريد يا أبا بدر؟؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 03:45 م]ـ
الحمد لله وحده ...
ما مثلك يقول هذا يا أخي خطّاب ..
لقد سبق وقلت إن لكل مقام مقالاً ..
فعليك أن تتأمّل منهاج السنّة النبوية وتقرأ فيه، ثم تقارن بينه وبين مقالتي هذه ..
ستجد أن مقالتي ليست ردًّا على الروافض بذكر أدلة أهل السنة من الكتاب والسنّة وحكاية أقوال الفرق المختلفة في المعقولات والشرعيّات من مسائل القدر والصفات وغيرها ..
المقالة ليست غير جزء من حوار مع مدافع عن الرافضة ..
ليس فيها غير حكاية أقوالهم مع العزو ..
فأين مقالتي من موسوعة منهاج السنّة؟؟
أين سيغلظ شيخ الإسلام على الرافضة وهو يتكلم على الأشاعرة، أو يعرض أقوال الفلاسفة، أو يحكي أقوال أهل السنة في يزيد وحكم لعنه؟؟
ومع ذلك قد أغلظ عليهم شيخ الإسلام في مواضع منها ما نقله الشيخ ابن وهب نفع الله به ..
والعبارة التي نقلها الشيخ ابن وهب شديدة لمن تأمّل ..
والحاصل والمقصود،
أن الأخ العباد لم يزد على قوله (ليتك تسأل ... )
وهو إلى الآن لم يقل لا يجوز لعن الرافضة الإمامية ..
لأنه لو قالها فهي مصيبة وبليّة وكل رزيّة!
وأما لو قال أبو بدر العباد: يجوز اللعن، وقد لعنهم أكابر أهل العلم من أهل السنّة ..
ولكن لاتكثر اللعن ..
سأقول له:
ريّح نفسك يا عزيزي،
فإذا كان اللعن جائزًا وقد فعله الأكابر؛ فليس لك أن تمنعني منه متى أردتُ ..
بحسب ما يقتضي المقام ..
والذي أراه أن المقام (والزمان) يقتضي الإكثار ..
من باب إيلام ذلك الذي يزعم أنه سني ثم يدافع عنهم ويقول هم مسلمون مثلنا وكل أقوالهم لهم فيها تأويل معتبر ..
ويقول لن تجد لهم قولا إلا ولهم فيه وجه وتأويل ..
فحينئذٍ يقتضي المقام أن أسرد من أقوالهم قولهم:
إن عائشة زنتْ، ثم أقول: لعنهم الله.
إن الله يوصف بالبداء، لعنهم: الله.
إن الأئمة يعلمون كل شيء كان وسيكون، وأما الله فموصوف بالبداء!!
عليهم لعائن الله ..
وهكذا ..
===
وأما بخصوص ابن كثير
فقد ذكر أبو بدر البداية والنهاية .. وأنه مؤلّف من 22 جزءًا!!
وهذا عجيب!
وكأن البداية والنهاية كتاب ردود، وفي الرافضة أيضًا ..
ما معنى أن يقول هو مؤلف من 22 جزءًا؟؟؟
ولذلك فجواب الشيخ المقداي صحيح فصيح لو تأمل أبو بدر ..
===
ولذلك فكلام أخينا الفاضل رشيد أضبط من كلام أبي بدر وأحسن ..
فهو يدعوني إلى الترفق بهم لعلهم يهتدون .. ولم يشنّع على الأسلوب ويطلب تنظيف الموضوع!
فجزاه الله خيرًا ..
ولن أزيد على ما تكرار (لكل مقام مقال) ..
مقام المناظرة وإظهار شناعة الأقوال مقام إغلاظ .. خصوصًا وذلكم المُدافع عنهم كان قد بدأ يؤثّر في بعض الإخوة الجهلة بتعاطفه مع الرافضة ..
وهذا غير مقام الدعوة الذي هو مقام ترفّقٍ ولينٍ، كما يفعل الشيخ الخميس حفظه الله وأيّده ..
أرجو أن يكون الأمر قد اتضح ..
===
وأخيرًا ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/16)
لقد كنّا في غنى عن كل هذا لو كلّف الأخ أبو بدر نفسه ولم يكتب إلا علمًا علمه ..
لا أن تكون مشاركته هي:
لقد سمعتُ فلانًا وفلانًا .. ولم أسمعهم يلعنون الرافضة!
يا أخي لعنهم جائز ولكل مقام مقال ..
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[18 - 06 - 07, 01:49 ص]ـ
شيخنا الحبيب الأزهري السلفي
بارك الله فيك
وأما أبو بدر العباد فأنصحك بمراجعة بعض كتب التاريخ
ككتاب الذهبي أو كتاب ابن كثير سيجد من كلام العلماء ما يقنعك
ادخل كلمة
لعنه الله
أو لعنهم الله
تأمل أخى الحبيب و شيخى الكريم الأزهرى .. الذى طالب الأخ أبا بدر بالرجوع إلى البداية هو الشيخ الجليل ابن وهب, فما كان منه إلا أن رجع و فعل ما طالبه به الشيخ ابن وهب بالحرف, و جاء بالنتيجة, فكان جواب الأخ الحبيب المقدادى أن البداية ليس خاصا بالرد على الرافضة! سبحان الله,
و هل احتج الرجل عليكم بالبداية, أم فعل ما طولب به؟
فردى على الشيخ المقدادى, أنه إن كان البداية ليس خاصا بالرد على الرافضة, أليس منهاج السنة خاصا بذلك؟ الجواب: بلى, و هذا هو المطلوب من ردى على الشيخ المفيد المقدادى.
أما عن قولك "والذي أراه أن المقام (والزمان) يقتضي الإكثار .. ", فهذا جيد, و هى رؤيتك, و أراها أقرب للصواب طالما وافقك المخالف على جواز لعنهم, و يحل هذا كله لو عرض الأخ أبو بدر المقالة على من يثق بعلمه و عرض الظروف التى أحاطت برقمها.
و أقول لشيخى الحبيب, بارك الله فيك, و فضلا راجع بريدك الخاص, فقد أرسلت لك التهانى على العرس, و يعلم الله كم أشتاق لمقابلاتك على الماسنجر, لكنى على يقين أنك مشغول بما هو أولى, يسر الله لك و نفع بك, و أرجو أن ينتهى الحوار عند هذه النقطة مع الأخ الكريم أبى بدر, فالأخ كان له وجهة نظر طرحها بالصورة التى رآها مناسبة, و قد بدأ كلامه بالثناء على هذه الدرة التى سطرها الشيخ الأزهرى, و أردف انتقاده بالثناء على علم و مكانة الأزهرى ...
وفق الله الجميع.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[18 - 06 - 07, 01:47 م]ـ
أخي الحبيب الأزهري السلفي،،،،
بارك الله بك ونفع بك وزادنا وإياك حرصا على دين الله،،
فكيف لا أخي الحبيب وهم يكذبون جمهور الصحابة الأخيار الأطاهر ويتهمونهم -=حاشى لله- بالخيانة؟؟ والله يثني عليهم بآياته وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ...............
ومن فرقهم من يتهم جبريل عليه السلام بالخيانة " ومن أذكارهم " خان الأمين ..... خان الأمين ........... ""
ويتهمون النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا القبيح الخميني يقول في خطاب له، صفق له ربما مئات الآلاف، (إن السبب في فرقة المسلمين هو أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يبلغ الدين كما ينبغي) أو نحو هذا .............. !!! قبحه الله
هذا مجرد عينة بسيطة
أما عن الفسوق، فكل أنواع الفجور عندهم دين وتقوى وعمل صالح!!
فالزنا وكل أنواع الشذوذ وتأجير الفرج-هل سمعتم – أيها الأخوة، عن تأجير الفرج؟ هذا عندهم من التقوى!! لأن في إباحتها نصوص!!.
فأين هم من الأسلام القائم على قوله تعالى:
(إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) 90 - النحل.
و صدقت أخي في العجب مما يزعم أنه من أهل السنة ثم ينافح عن هؤلاء الملاعين؟؟
ولكن هؤلاء أخي في أكثرهم ما هم إلا من فرق ضالة أخرى مثل الصوفية!! فكثير من فرقهم عندهم من السوء مثل الرافضة وأكثر. وأصحاب الرأي المذموم أيضا!!
ألم تسمع من هؤلاء مثل السقاف من يرمي شيخ الإسلام بالكفر!!
فليس كل من أعطى عذرا لشذوذه كان معذورا ................
فهذا إبليس لعنه الله أيضا اعتذر بعذر!!. وقال، كما في قوله تعالى: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)
وهذا المشركون يقولون أهم لا يستطيعون غير الكفر / كما قال تعالى:
(سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون * قل فلله الحجة البالغة فلوا شاء لهداكم أجمعين) 148 - 149 الأنعام.
بارك الله بك على مقالتك القيمة وهمتك العالية
جزاك الله خيرا أخي وأحسنت ............
أخوكم / سليمان سعود الصقر
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[19 - 06 - 07, 01:45 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي خطّاب، إنما طالب شيخنُا ابنُ وهب أبا بدر بالرجوع إلى البداية وإلى كتب الذهبي ليرى أنّهما يلعنان الرافضة، وأنّ لعنهم لا شيء فيه ..
لأن شيخنا ابن وهبٍ (ربما) لم يتخيّل أن أبا بدر يجيز اللعن لكنه (زعلان) من كثرة اللعن!
لأن هذا شيء عجيب ..
وقد كدتُ أعلّق بعد الشيخ ابن وهب للتنبيه على ذلك، ولكنني آثرتُ السكوت.
وهل يظنّ عاقل أن ابن كثير سوف يلعن الرافضة في كلّ ترجمة منه حتى يرجع فيقول (الكتاب مؤلّف من 22 جزءًا)!!
بالقطع لم يُرد شيخنا ابن وهب ذلك، سبحان الله!!
ونرجو أن نطوي هذا الأمر، ولولا شدّة أخي أبي بدر ما شدّدت العبارة، فنعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ونسأل الله أن يطيّب قلوبنا ويجمعنا على دينه الخالص الذي يرضاه.
===
وجزاك الله خيرًا وبارك الله فيك أخي أبا عامر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/17)
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[19 - 06 - 07, 02:39 م]ـ
بارك الله بك أخي الأزهري ودمتم،،،
أخوكم / سليمان سعود
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[19 - 06 - 07, 04:33 م]ـ
كل من يقرأ إطلالة الأخ الفاضل الأزهري يجد نفسه مضطرا لتقديم الشكر والعرفان له على ما قدَّم من فوائد عظيمة يحتاجها كل طالب علم لا سيما وقتنا هذا.
وما كنت أحب أن يعكر الأخ عباد صفو هذه الإطلالة المباركة بأمور أكثر ما يقال فيها أنها مصلحة مظنونة.
وأسأل الأخ الأزهري: هل تسمح لي بنسخ هذه الإطلالة ونشرها في المنتديات لتعم الفائدة؟ وجزاك الله خيرا
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[19 - 06 - 07, 04:38 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الفاضل ..
حيثما وجدتَ فائدة في النشر فانشر ولا يحتاج الأمر إلى استئذان، بل أنا شاكر لك نشرها.
فجزاك الله عني خيرًا.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[19 - 06 - 07, 09:30 م]ـ
شيخى الحبيب الأزهرى، أشهد الله عز و جل أنى أحبكم فى الله.
أرى أن الشيطان قد نزغ بينك و أخينا أبى بدر، فليتكما تلقمان الشيطان الحجر، و تقولا اللهم اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان. و أذكرك بأن كلاكما يريد الخير، فالأخ ينصح من باب " ليس المؤمن بطعان و لا لعان و لا فاحش .. " أو كما قال صلى الله عليه و سلم.
و أخيرا، أسجل إعجابى و انبهارى بهذا المقال الرائع، جعله الله فى موازين حسناتك أخى الحبيب.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[19 - 06 - 07, 10:09 م]ـ
أتوقف, خشية إفساد هذا الموضوع القيم, و الذى لا يحسن التشويش عليه بمثل ما سطر أعلاه ..
حفظك الله أخى الحبيب و جزاك خير الجزاء و أوفاه, و جزى الله أبا بدر العباد خيرا, فما نحسبه إلا ناصحا, و إن خالفه مشيخنا فى طريقة عرضه ..
و أكرر شكرى لك على هذه الدرة النفيسة, و أسأل الله أن يكتب لك الأجر كاملا غير منقوص.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 08:14 م]ـ
شيخى الحبيب الأزهرى، أشهد الله عز و جل أنى أحبكم فى الله.
أرى أن الشيطان قد نزغ بينك و أخينا أبى بدر، فليتكما تلقمان الشيطان الحجر، و تقولا اللهم اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان. و أذكرك بأن كلاكما يريد الخير، فالأخ ينصح من باب " ليس المؤمن بطعان و لا لعان و لا فاحش .. " أو كما قال صلى الله عليه و سلم.
و أخيرا، أسجل إعجابى و انبهارى بهذا المقال الرائع، جعله الله فى موازين حسناتك أخى الحبيب.
الحمد لله وحده ..
أخي الحبيب، أحبك الذي أحببتني له.
قد سبق واستعذتُ من الشيطان الرجيم ..
وما كان من شدّة فمعلوم أنني لا أقصد أخي أبا بدر إلا بخير، وإلا فهذا أنا أعتذر له من كل إساءة غير مقصودة.
وجزاه الله خيرًا على النصح، وأرجو ألا يقطع نصحه لي مع الترفّق والإحسان.
وجزاك الله خيرًا.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[24 - 06 - 07, 12:36 ص]ـ
اقتباس:
الحمد لله وحده ..
أخي الحبيب، أحبك الذي أحببتني له.
قد سبق واستعذتُ من الشيطان الرجيم ..
وما كان من شدّة فمعلوم أنني لا أقصد أخي أبا بدر إلا بخير، وإلا فهذا أنا أعتذر له من كل إساءة غير مقصودة.
وجزاه الله خيرًا على النصح، وأرجو ألا يقطع نصحه لي مع الترفّق والإحسان.
وجزاك الله خيرًا.
أحسن الله إليكم ياشيخ، فهذا هو مقام المسلمين الأتقياء. " أشداء على الكفار رحماء بينهم".
أسأل الله عز و جل أن يجعل هذا الملتقى بشيوخه و طلبة علمه الكرام أهل الحق و العرفان نبراسا للعلم فى كل موضع و كل آن، و الله وحده المستعان و عليه التكلان.
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[24 - 06 - 07, 05:50 م]ـ
الأخ الكريم الأزهري السلفي
لي استفساران بشأن الموضوع أرجو ألا تبخل علي بهما:
فإذا روى الجعفريّة الملاعين الفجرة عن جعفر بن محمد رحمه الله (وأغلب مروياتهم عنه، وهو المراد بأبي عبدالله عند الإطلاق) عن النبي صلى الله عليه وسلّم؛
1 - الذي أعرفه أن المراد بأبي عبد الله على الإطلاق هو الحسين بن علي رضي الله عنه.
2 - أليس من الأجدر ألا نطلق عليهم الجعفرية لأنهم لا يستحقون أن ينسبوا إلى جعفر الصادق رحمه الله وإنما نقول الروافض أو السبئية أو الإمامية الاثنى عشرية .. إلخ.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[25 - 06 - 07, 12:52 ص]ـ
أخي أبي زيد،،
لقد قلت شيئا كنت أريد أن أقوله،،،
فمن الخطأ _أيضا_ أن يقال عن هؤلاء الملاعين "شيعة" لأن الذين تشيعوا لعلي أصلا هم جماعة من أهل السنة والجماعة من الصحابة والتابعين والعلماء!!
أما هؤلاء فهم اتباع ابن سبأ اليهودي الصنعاني، عدو الله ...
فجزاك الله خيرا ...
أخوكم / سليمان سعود الصقر
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[22 - 06 - 10, 03:57 م]ـ
موضوع يستحق الرفع
جزاكم الله شيخنا الكريم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 04:12 م]ـ
الأخ الكريم الأزهري السلفي
لي استفساران بشأن الموضوع أرجو ألا تبخل علي بهما:
1 - الذي أعرفه أن المراد بأبي عبد الله على الإطلاق هو الحسين بن علي رضي الله عنه.
الحمد لله وحده ...
بارك الله فيك.
إن كان الكلام في مروياتهم كما هو الحال هنا فمرادهم بأبي عبد الله مطلقًا في الرواية هو جعفر بن محمد قولا واحدا من غير تردد.
موضوع يستحق الرفع
جزاكم الله ...
بارك الله فيك وجزاك خيرا.(41/18)
ماذا تعرف عن اليزيدية
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 07:54 م]ـ
اليزيدية
إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي
التعريف:
اليزيدية: فرقة منحرفة نشأت سنة 132هـ إثر انهيار الدولة الأموية. كانت في بدايتها حركة (*) سياسية لإعادة مجد بني أمية ولكن الظروف البيئية وعوامل الجهل انحرفت بها فأوصلتها إلى تقديس يزيد بن معاوية وإبليس الذي يطلقون علية اسم (طاووس ملك) وعزازيل.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
• البداية: عندما انهارت الدولة الأموية في معركة الزاب الكبرى شمال العراق سنة 132هـ هرب الأمير إبراهيم بن حرب بن خالد بن يزيد إلى شمال العراق وجمع فلول الأمويين داعياً إلى أحقية يزيد في الخلافة (*) والولاية، وأنه السفياني المنتظر الذي سيعود إلى الأرض ليملأها عدلاً كما ملئت جوراً.
ويرجع سبب اختيارهم لمنطقة الأكراد ملجأ لهم إلى أن أم مروان الثاني ـ الذي سقطت في عهده الدولة الأموية ـ كانت من الأكراد.
• عدي بن مسافر: كان في مقدمة الهاربين من السلطة العباسية، فقد رحل من لبنان إلى الحكارية من أعمال كردستان، وينتهي نسبه إلى مروان بن الحكم، ولقبه شرف الدين أبو الفضائل. لقي الشيخ عبد القادر الجيلاني وأخذ عنه التصوف، ولد سنة 1073 م أو 1078م وتوفي بعد حياة مدتها تسعون سنة ودفن في لالش في منطقة الشيخان في العراق.
• صخر بن صخر بن مسافر: المعروف بالشيخ أبو البركات رافق عمه عدياً وكان خليفته ولما مات دفن بجانب قبر عمه في لالش.
• عدي بن أبي البركات: الملقب بأبي المفاخر المشهور بالكردي، توفي سنة 615 هـ / 1217 م.
• خلفه ابنه شمس الدين أبو محمد المعروف بالشيخ حسن: المولود سنة 591هـ /1154م وعلى يديه انحرفت الطائفة اليزيدية من حب عدي ويزيد بن مسافر إلى تقديسهما والشيطان إبليس، وتوفي سنة 644هـ / 1246م بعد أن ألف كتاب الجلوة لأصحاب الخلوة وكتاب محك الإيمان وكتاب هداية الأصحاب وقد أدخل اسمه في الشهادة كما نجدها اليوم عند بعض اليزيدية.
• الشيخ فخر الدين أخو الشيخ حسن: انحصرت في ذريته الرئاسة الدينية والفتوى.
• شرف الدين محمد الشيخ فخر الدين: قتل عام 655هـ / 1257م وهو في طريقه إلى السلطان عز الدين السلجوقي.
• زين الدين يوسف بن شرف الدين محمد: الذي سافر إلى مصر وانقطع إلى طلب العلم والتعبد فمات في التكية العدوية بالقاهرة سنة 725هـ.
• بعد ذلك أصبح تاريخهم غامضاً بسبب المعارك بينهم وبين المغول والسلاجقة وبين الفاطميين.
• ظهر خلال ذلك الشيخ زين الدين أبو المحاسن: الذي يرتقي بنسبه إلى شقيق أبي البركات، عين أميراً لليزيدية على الشام ثم اعتقله الملك سيف الدولة قلاوون بعد أن أصبح خطراً لكثرة مؤيديه، ومات في سجنه.
• جاء بعده ابنه الشيخ عز الدين، وكان مقره في الشام، ولقب بلقب أمير الأمراء، وأراد أن يقوم بثورة (*) أموية فقبض عليه عام 731ه ومات في سجنه أيضاً.
• استمرت دعوتهم في اضطهاد من الحكام وبقيت منطقة الشيخان في العراق محط أنظار اليزيديين، وكان كتمان السر من أهم ما تميزت به هذه الفرقة.
• استطاع آخر رئيس للطائفة الأمير بايزيد الأموي أن يحصل على ترخيص بافتتاح مكتب للدعوة اليزيدية في بغداد سنة 1969م بشارع الرشيد بهدف إحياء عروبة الطائفة الأموية اليزيدية ووسيلتهم إلى ذلك نشر الدعوة القومية مدعمة بالحقائق الروحية والزمنية وشعارهم عرب أموي القومية، يزيديي العقيدة.
• وآخر رئيس لهم هو الأمير تحسين بن سعد أمير الشيخان.
• ونستطيع أن نجمل القول بأن الحركة قد مرّت بعدة أدوار هي:
ـ الدور الأول: حركة أموية سياسية، تتبلور في حب يزيد بن معاوية.
ـ الدور الثاني: تحول الحركة إلى طريقة عدوية أيام الشيخ عدي بن مسافر الأموي.
ـ الدور الثالث: انقطاع الشيخ حسن ست سنوات، ثم خروجه بكتبه مخالفاً فيها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
ـ الدور الرابع: خروجهم التام من الإسلام وتحريم القراءة والكتابة ودخول المعتقدات الفاسدة والباطلة في تعاليمهم.
الأفكار والمعتقدات:
أولاً: مقدمة لفهم المعتقد اليزيدي:
• حدثت معركة كربلاء في عهد يزيد بن معاوية وقتل فيها الحسين بن علي رضي الله عنه وكثيرون من آل البيت ـ رضوان الله عنهم جميعاً.
• أخذ الشيعة يلعنون يزيداً و يتهمونه بالزندقة (*) وشرب الخمر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/19)
• بعد زوال الدولة الأموية بدأت اليزيدية على شكل حركة (*) سياسية.
• أحب اليزيديون يزيد واستنكروا لعنه بخاصة.
• ثم استنكروا اللعن بعامة.
• وقفوا أمام مشكلة لعن إبليس في القرآن فاستنكروا ذلك أيضاً وعكفوا على كتاب الله يطمسون بالشمع كل كلمة فيها لعن أو لعنة أو شيطان أو استعاذة بحجة أن ذلك لم يكن موجوداً في أصل القرآن وأن ذلك زيادة من صنع المسلمين.
• ثم أخذوا يقدسون إبليس الملعون في القرآن، وترجع فلسفة هذا التقديس لديهم إلى أمور هي:
ـ لأنه لم يسجد لآدم فإنه بذلك ـ في نظرهم ـ يعتبر الموحد الأول الذي لم ينس وصية الرب بعدم السجود لغيره في حين نسيها الملائكة فسجدوا، إن أمر السجود لآدم كان مجرد اختبار، وقد نجح إبليس في هذا الاختبار فهو بذلك أول الموحدين، وقد كافأه الله على ذلك بأن جعله طاووس الملائكة، ورئيساً عليهم!!.
ـ ويقدسونه كذلك خوفاً منه لأنه قوي إلى درجة أنه تصدى للإله (*) وتجرأ على رفض أوامره !!.
ـ ويقدسونه كذلك تمجيداً لبطولته في العصيان والتمرد!!.
• أغوى إبليس آدم بأن يأكل من الشجرة المحرمة فانتفخت بطنه فأخرجه الله من الجنة.
• إن إبليس لم يطرد من الجنة، بل إنه نزل من أجل رعاية الطائفة اليزيدية على وجه الأرض!!.
ثانياً: معتقداتهم:
• جرَّهم اعتبار إبليس طاووس الملائكة إلى تقديس تمثال طاووس من النحاس على شكل ديك بحجم الكفِّ المضمومة وهم يطوفون بهذا التمثال على القرى لجمع الأموال.
• وادي لالش في العراق: مكان مقدس يقع وسط جبال شاهقة تسمى بيت عذري، مكسوة بأشجار من البلوط والجوز.
• المرجة في وادي لالش: تعتبر بقعة مقدسة، واسمها مأخوذ من مرجة الشام، والجزء الشرقي منها فيه ـ على حد قولهم ـ جبل عرفات ونبع زمزم.
• لديهم مصحف رش (أي الكتاب الأسود) فيه تعاليم الطائفة ومعتقداتها.
• الشهادة: أشهد واحد الله، سلطان يزيد حبيب الله.
• الصوم: يصومون ثلاثة أيام من كل سنة في شهر كانون الأول وهي تصادف عيد ميلاد يزيد بن معاوية.
• الزكاة: تجمع بواسطة الطاووس ويقوم بذلك القوالون وتجبى إلى رئاسة الطائفة.
• الحج: يقفون يوم العاشر من ذي الحجة من كل عام على جبل عرفات في المرجة النورانية في لالش بالعراق.
• الصلاة: يصلون في ليلة منتصف شعبان، يزعمون أنها تعوضهم عن صلاة سنة كاملة.
• الحشر والنشر بعد الموت: سيكون في قرية باطط في جبل سنجار، حيث توضع الموازين بين يدي الشيخ عدي الذي سيحاسب الناس، وسوف يأخذ جماعته ويدخلهم الجنة.
• يقسمون بأشياء باطلة ومن جملتها القسم بطوق سلطان يزيد وهو طرف الثوب.
• يترددون على المراقد والأضرحة كمرقد الشيخ عدي والشيخ شمس الدين، والشيخ حسن وعبد القادر الجيلاني، ولكل مرقد خدم، وهم يستخدمون الزيت والشموع في إضاءتها.
• يحرمون التزاوج بين الطبقات، ويجوز لليزيدي أن يعدد في الزواج إلى ست زوجات.
• الزواج يكون عن طريق خطف العروس أولاً من قبل العريس ثم يأتي الأهل لتسوية الأمر.
• يحرمون اللون الأزرق لأنه من أبرز ألوان الطاووس.
• يحرمون أكل الخس والملفوف (الكرنب) والقرع والفاصوليا ولحوم الديكة وكذلك لحم الطاووس المقدس عندهم لأنه نظير لإبليس طاووس الملائكة في زعمهم، ولحوم الدجاج والسمك والغزلان ولحم الخنزير.
• يحرمون حلق الشارب، بل يرسلونه طويلاً وبشكل ملحوظ.
• إذا رسمت دائرة على الأرض حول اليزيدي فإنه لا يخرج من هذه الدائرة حتى تمحو قسماً منها اعتقاداً منه بأن الشيطان هو الذي أمرك بذلك.
• يحرمون القراءة والكتابة تحريماً دينياً لأنهم يعتمدون على علم الصدر فأدى ذلك إلى انتشار الجهل والأمية بينهم مما زاد في انحرافهم ومغالاتهم بيزيد وعدي وإبليس.
• لديهم كتابان مقدسان هما: الجلوة الذي يتحدث عن صفات الإله (*) ووصاياه والآخر مصحف رش أو الكتاب الأسود الذي يتحدث عن خلق الكون والملائكة وتاريخ نشوء اليزيدية وعقيدتهم.
• يعتقدون أن الرجل الذي يحتضن ولد اليزيدي أثناء ختانه يصبح أخاً لأم هذا الصغير وعلى الزوج أن يحميه ويدافع عنه حتى الموت.
• اليزيدي يدعو متوجهاً نحو الشمس عند شروقها وعند غروبها ثم يلثم الأرض ويعفر بها وجهه، وله دعاء قبل النوم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/20)
• لهم أعياد خاصة كعيد رأس السنة الميلادية وعيد المربعانية وعيد القربان وعيد الجماعة وعيد يزيد وعيد خضر إلياس وعيد بلندة ولهم ليلة تسمى الليلة السوداء (شفرشك) حيث يطفئون الأنوار ويستحلون فيها المحارم والخمور.
• يقولون في كتبهم: (أطيعوا وأصغوا إلى خدامي بما يلقنونكم به ولا تبيحوا به قدام الأجانب كاليهود والنصارى وأهل الإسلام لأنهم لا يدرون ماهيته، ولا تعطوهم من كتبكم لئلا يغيروها عليكم وأنتم لا تعلمون).
الجذور الفكرية والعقائد:
• اتصل عدي بن مسافر بالشيخ عبد القادر الجيلاني المتصوف، وقالوا بالحلول والتناسخ ووحدة الوجود، وقولهم في إبليس يشبه قول الحلاج الذي اعتبره إمام الموحدين.
• يحترمون الدين (*) النصراني، حتى إنهم يقبلون أيدي القسس (*) ويتناولون معهم العشاء الرباني (*)، ويعتقدون بأن الخمرة هي دم المسيح (*) الحقيقي، وعند شربها لا يسمحون بسقوط قطرة واحدة منها على الأرض أو أن تمس لحية شاربها.
• أخذوا عن النصارى (التعميد) (*) حيث يؤخذ الطفل إلى عين ماء تسمى (عين البيضاء) ليعمد فيها، وبعد أن يبلغ أسبوعاً يؤتى به إلى مرقد الشيخ عدي حيث زمزم فيوضع في الماء وينطقون اسمه عالياً طالبين منه أن يكون يزيدياً ومؤمناً (بطاووس ملك) أي إبليس.
• عندما دخل الإسلام منطقة كردستان كان معظم السكان يدينون بالزرادشتية فانتقلت بعض تعاليم هذه العقيدة إلى اليزيدية.
• داخلتهم عقائد المجوس (*) والوثنية (*) فقد رفعوا يزيد إلى مرتبة الألوهية، والتنظيم عندهم (الله ـ يزيد ـ عدي).
• (طاووس ملك) رمز وثني لإبليس يحتل تقديراً فائقاً لديهم. · أخذوا عن الشيعة (البراءة) وهي كرة مصنوعة من تراب مأخوذة من زاوية الشيخ عدي يحملها كل يزيدي في جيبه للتبرك بها، وذلك على غرر التربة التي يحملها أفراد الشيعة الجعفرية. وإذا مات اليزيدي توضع في فمه هذه التربة وإلا مات كافراً.
• عموماً: إن المنطقة التي انتشروا بها تعج بالديانات المختلفة كالزرادشتية وعبدة الأوثان، وعبدة القوى الطبيعية، واليهودية، والنصرانية، وبعضهم مرتبط بآلهة آشور وبابل وسومر، والصوفية من أهل الخطوة، وقد أثرت هذه الديانات في عقيدة اليزيدية بدرجات متفاوتة وذلك بسبب جهلهم وأميتهم مما زاد في درجة انحرافهم عن الإسلام الصحيح.
الانتشار ومواقع النفوذ:
• تنتشر هذه الطائفة التي تقدس الشيطان في سوريا وتركيا وإيران وروسيا والعراق ولهم جاليات قليلة العدد نسبياً في لبنان وألمانيا الغربية ـ سابقاً ـ وبلجيكا.
• ويبلغ تعدادهم حوالي 120 ألف نسمة، منهم سبعون ألفًا في العراق والباقي في الأقطار الأخرى، وهم مرتبطون جميعاً برئاسة البيت الأموي.
• هم من الأكراد، إلا أن بعضهم من أصل عربي.
• لغتهم هي اللغة الكردية وبها كتبهم وأدعيتهم وتواشيحهم الدينية. · ولهم مكتب رسمي مصرح به وهو المكتب الأموي للدعوة العربية في شارع الرشيد ببغداد.
ويتضح مما سبق:
أن اليزيدية فرقة منحرفة ضالة، قدست يزيد بن معاوية وإبليس وعزرائيل، ويترددون على المراقد والأضرحة ولهم عقيدة خاصة في كل ركن من أركان الإسلام، ولهم أعياد خاصة كعيد رأس السنة الميلادية، ويجيزون لليزيدي أن يعدد في الزوجات حتى ست إلى غير ذلك من الأقوال الكفرية.
-----------------------------------------------------------
مراجع للتوسع:
ـ اليزيدية، تأليف سعيد الديوه جي.
ـ اليزيديون في حاضرهم وماضيهم، تأليف عبد الرزاق الحسني.
ـ اليزيدية، أحوالهم ومعتقداتهم، تأليف الدكتور سامي سعيد الأحمد.
ـ اليزيدية وأصل عقيدتهم، تأليف عباس الغزَّاوي.
ـ اليزيدية ومنشأ نحلتهم، تأليف أحمد تيمور.
ـ اليزيدية، تأليف صديق الدملوجي.
ـ اليزيديون، تأليف هاشم البناء.
ـ ما هي اليزيدية؟ ومن هم اليزيديون؟ تأليف محمود الجندي ـ مطبعة التضامن ط1 ـ بغداد 1976م.
ـ كرد وترك وعرب، تأليف ادموندز ـ ترجمة جرجس فتح الله.
ـ مباحث عراقية، تأليف يعقوب سركيس.
ـ الأكراد، تأليف باسيل نيكتن.
ـ مجموعة الرسائل والمسائل، تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية.
ـ رحلتي إلى العراق، تأليف جيمس بكنغهام ـ رجمة سليم طه التكريتي.
ـ جريدة التآخي العراقية، بغداد 16/ 9/1974م.
ـ العراق الشمالي، تأليف الدكتور شاكر خصباك.
ـ تاريخ الموصل، تأليف سليمان الصايغ
ـ[ابو احمد الطوباسي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 07:41 م]ـ
موضوع رائع(41/21)
من يساعدني في العثور على هذا الكلام من كتب شيخ الإسلام
ـ[ًصالح الحبشي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 09:11 م]ـ
نقل الشيخ يوسف الغفيص - حفظه الله تعالى - في بداية التعليق على شرح حديث الافتراق كلاما نفيسا وتقريرا بديعا لشيخ الإسلام رحمه الله , لكني لم أعثر على النص في كتب شيخ الإسلام بعد بحث طويل. فالرجاء ممن وجد المصدر أن يفيدني به مأجورا - إن شاء الله- , وجزاكم الله خيرا
قال -حفظه الله-:
(( .... يتكلم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن مسائل خالف فيها بعض الفقهاء من أصحاب الأئمة بعض مقالات السلف، ثم قال قولاً حسناً، قال: "إن معرفة مذهب السلف للناس فيه من المنتسبين إلى السنة والجماعة من أصحابنا وغيرهم طريقان في ضبطه وتحقيقه:
الطريق الأول: تحصيل مذهب السلف وضبطه بالنقل؛ فإن ما قيل فيه إنه مذهبٌ للسلف، فهذا يعني إطباق السلف عليه، قال: وتحصيله من جهة النقل يكون بوجهين:
الوجه الأول: أن يستفيض ذكر هذا القول أو هذه المسألة في كلام الأئمة المتقدمين، ولا يظهر بينهم من أعيانهم منازع ......
الوجه الثاني: أن ينص بعض علماء الإسلام الكبار من المعروفين بالسنة على أن هذا إجماع عند السلف، كنص أبي عمر ابن عبد البر، والإمام ابن تيمية، والحافظ ابن رجب، وأمثال هؤلاء، أو نص من هو أجلّ من هؤلاء كمحمد بن نصر رحمه الله. فإذا نص أمثال هؤلاء الأكابر أو ممن جاء بعدهم من كبار الفقهاء من الطبقة التي بعد طبقة الأئمة، على أن هذا إجماع للسلف، ولم يعارض هذا الإجماع من عالم آخر، أو من شيوعٍ سلفيٍ آخر، فإن هذا هو الضبط لمذهب السلف. إذاً: هذان وجهان في ضبط مذهب السلف.
قال شيخ الإسلام: "وهذا الطريق هو الطريق المستعمل عند الأئمة، وهو المراد في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى: وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ [النساء:115] "
الطريق الثاني: (وهو طريق غلط)
قال شيخ الإسلام: "وقد استعمل طائفةٌ من متكلمة الصفاتية المنتسبين للسنة والجماعة، واعتبر ذلك طائفة من الفقهاء -من أصحابنا وغيرهم- أنهم يعتبرون مذهب السلف بالفهم، فإذا تحصل لواحدٍ منهم في مسائل من النظر أن هذا هو الموافق للكتاب والسنة، أو لبعض أصول السلف، جعل هذا قولاً للسلف. قال: لأن السلف عنده لا يخرجون عن الكتاب والسنة، فإذا تحقق له جزماً في قولٍ ما أنه موافق للكتاب والسنة جعله قولاً للسلف"(41/22)
من يساعدني في العثور على هذا الكلام من كتب شيخ الإسلام
ـ[ًصالح الحبشي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 09:14 م]ـ
نقل الشيخ يوسف الغفيص - حفظه الله تعالى - في بداية التعليق على شرح حديث الافتراق كلاما نفيسا وتقريرا بديعالشيخ الإسلام رحمه الله , لكني لم أعثر على النصفي كتبشيخ الإسلامبعد بحث طويل. فالرجاء ممنوجد المصدر أنيفيدني بهمأجورا - إن شاء الله- , وجزاكم الله خيرا
قال -حفظه الله-:
(( .... يتكلم شيخالإسلام ابن تيمية رحمه الله عن مسائل خالف فيها بعض الفقهاء من أصحابالأئمة بعض مقالات السلف، ثم قال قولاً حسناً، قال: "إن معرفة مذهب السلف للناس فيه من المنتسبين إلى السنة والجماعة من أصحابنا وغيرهم طريقان في ضبطه وتحقيقه:
الطريق الأول: تحصيل مذهب السلف وضبطه بالنقل؛ فإن ما قيل فيه إنه مذهبٌ للسلف، فهذا يعني إطباق السلف عليه، قال: وتحصيله من جهة النقل يكونبوجهين:
الوجه الأول: أن يستفيض ذكر هذا القول أو هذه المسألة في كلام الأئمة المتقدمين، ولا يظهر بينهم من أعيانهم منازع ......
الوجه الثاني: أن ينص بعض علماء الإسلام الكبار من المعروفين بالسنة على أن هذا إجماععند السلف، كنص أبي عمر ابن عبد البر، والإمام ابن تيمية، والحافظ ابنرجب، وأمثال هؤلاء، أو نص من هو أجلّ من هؤلاء كمحمد بن نصر رحمه الله. فإذا نص أمثال هؤلاء الأكابر أو ممن جاء بعدهم من كبار الفقهاء من الطبقةالتي بعد طبقة الأئمة، على أن هذا إجماع للسلف، ولم يعارض هذا الإجماع منعالم آخر، أو من شيوعٍ سلفيٍ آخر، فإن هذا هو الضبط لمذهب السلف. إذاً: هذان وجهان في ضبط مذهب السلف.
قال شيخ الإسلام: "وهذا الطريق هو الطريق المستعمل عند الأئمة، وهو المراد في كلام اللهورسوله صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى: وَمَنْ يُشَاقِقْالرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَسَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ [النساء:115] "
الطريق الثاني: (وهو طريق غلط)
قالشيخ الإسلام: "وقد استعمل طائفةٌ من متكلمة الصفاتية المنتسبين للسنةوالجماعة، واعتبر ذلك طائفة من الفقهاء -من أصحابنا وغيرهم- أنهم يعتبرونمذهب السلفبالفهم، فإذا تحصل لواحدٍ منهم في مسائل من النظر أن هذا هو الموافق للكتابوالسنة، أو لبعض أصول السلف، جعل هذا قولاً للسلف. قال: لأن السلف عنده لايخرجون عن الكتاب والسنة، فإذا تحقق له جزماً في قولٍ ما أنه موافق للكتابوالسنة جعله قولاً للسلف"
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[12 - 05 - 07, 10:39 م]ـ
أخي الكريم الشيخ ذكر المعنى الذي استفاده من شيخ الإسلام رحمه الله وأظن أن هذا المعنى موجود في مجموع فتاوى شيخ الإسلام المجلد 4 وهو بأكمله في منهج السلف في الاعتقاد وطريقة تقريره والرد على المخالفين، فراجه فهو مفيد جدا.
ـ[ًصالح الحبشي]ــــــــ[12 - 05 - 07, 11:02 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم(41/23)
بمناسبة عقد مؤتمر الحوار بين الأديان
ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[13 - 05 - 07, 12:31 ص]ـ
الأخوة الكرام. هذا مقال بل هو بحث يؤذن في الناس أردت أن تطلعوا عليه
مسخرة
الحوار بين
أنقاض تتهاوى
1\ 2
أد يحيى هاشم حسن فرغل
موقع جريدة الشعب
[مقالات -]
تاريخ: 12/ 05/2007
الكاتب: بقلم أد: يحيى هاشم حسن فرغل
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الأستاذ خالد يوسف رئيس تحرير جريدة الشعب الغراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ابدأ بتكرار اعتذاري عن انقطاعي عن الكتابة للأسبوعين الماضيين وشكري لكم ولكل من دعا لي بالشفاء
وأتشرف بأن أرسل مرفقا مقالتي (مسخرة الحوار بين أنقاض تتهاوى) ومعذرة لتكرارا نشر مافيها، وهو تكرار أظنه معذورا في مواجهة تكرار انعقاد مؤتمر الحوار بين الأديان الذي انعقد أخيرا بالدوحة،
أد يحيى هاشم حسن فرغل
نحمد الله الذى استجاب الدعاء, ومن عليك بالشفاء لتنفع بعلمك الأمة وتدافع بقلمك عن الدين .. عود أحمد وأدام الله عليك الصحة إنه قريب مجيب الدعاء.
أسرة الشعب
yehia_hashem@ hotmail .com
http://www.yehia-hashem.netfirms.com
إن السعي لحوار يتلاقى مع فطرة السلام في الإنسان والإسلام يصبح مهزلة ممقوتة وهو يتم في تجاهل غبي لما يعد للمسلمين من عدوان يتم فيه استئصال الإسلام والمسلمين من منطقة الشرق الأوسط لحساب الأصولية المسيحية الصهيونية استكمالا لمحاولات لم تهدأ منذ ظهر الإسلام.
إن الغفلة الثقافية المبرمجة عن هذا العدوان وما يسفر عنه أمام أعيننا - واقعا وتاريخا – من أنقاض تتهاوى وصلت حتى أعتاب المقدسات في القرآن والرسول والمسجد والإنسان ومحاولة تغطية ذلك وصرف الأنظار عنه بنداء لحوار ساذج يتهادى كالبطة العرجاء بين هذه الأنقاض .. لا تعدو أن تكون هدرا للفرص الحقيقية للسلام، وتجاوزا لحقائق التاريخ وثوابت العقيدة.
إن ما حدث من إساءة قبيحة للقرآن والرسول وبيت المقدس، والقيم الإسلامية، والكرامات البشرية على يد التحالف الأصولي الصهيوني المسيحي من اعتداءات وسلب ونهب ودمار .. عمل غير مسبوق في التاريخ .. وهو إذ يأتي امتدادا لدور الغرب القديم في الاعتداء على هذه المقدسات، فإنه لا يصح معه أن نتناسى أنه يأتي - في الوقت الراهن - استجابة لعقيدة أصولية مسيحية صهيونية أمريكية، قبل أن تكون خضوعا لنفوذ اللوبي الصهيوني في أمريكا كما يراد لنا أن نفهم ولوعينا أن يتغيب، أو رد فعل على حادث الحادي عشر من سبتمبر.
إن ابتلاء مقدسات الإسلام بشهوة الغرب للقضاء عليه وعلى كل ما ينتمي إليه لم تهدأ منذ هزيمة الدولة الرومانية في مصر والشام والبحر الأبيض المتوسط، غاية الأمر أنها شهوة تصبرت ووطأت رأسها ثم كمنت في جحرها حتى تدور دورة الفلك وتضمحل القوة الإسلامية التي تمثلت من قبل في دولة الإسلام العظمى، ثم من بعد ذلك انكشف عن المسلمين غطاء الإرادة وغطاء القوة، وهي دورة لا بد منها لكل قوة، ودولة تدول في كل حضارة، وعندما سقطت الدولة العثمانية أو تماثلت للسقوط وأصبح المسلمون كالأيتام في مأدبة اللئام بل وانضمت نخبتهم إلى عدوهم تحت دعاوى فكرية ساقطة، خرج الثعبان الغربي وأطل من جحره، وكشف عن نابه، وبدأ يكمل مسيرته في الثأر، ضد الذين قضوا عليه في منطقة الشرق الأوسط من قبل، ومن ثم لتصفية حساباته معهم، وللاستيلاء على ثرواتهم ومقدساتهم.
إن أي حوار يتهرب من هذه الحقائق ليتحرك في مسارب واطئة بعيدة عنها لا يستحق وصفا أقل من وصف السذاجة والسفاهة والتبديد ….
وإليكم شهادات " الادعاء "
يقول صمويل هننجتون في حديث له إلى صحيفة " دي سايت " الألمانية كشف فيه عن أبعاد نظريته في صدام الحضارات، وعلاقتها بأحداث 11 سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن: تحت عنوان " الحدود الدموية للإسلام ": (في الحقيقة توجد منافسة تاريخية منذ ميلاد الإسلام في القرن السابع والاحتلال العربي لشمال أفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء من أوربا، وفي القرن التاسع عشر تغير الحال حينما بدأ الغرب احتلال الشرق الأوسط واكتمل هذا في القرن العشرين) جريدة الأسبوع 16 سبتمبر 2002 ص 19
هذا هو " مربط الثأر" الذي كان وراء ما دبجته يراعته من قبل تحت عنوان صداع الحضارات. .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/24)
وفي شهادة نادرة يقول الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي بمصر سابقا في ندوة رابطة الجامعات الإسلامية بعنوان " الإعلام الدولي وقضايا العالم الإسلامي " المنعقدة برحاب جامعة الأزهر في 30\ 11 \ 1998:) إن الهجوم على الإسلام والمسلمين ليس وليد اليوم أو الأمس القريب، ولكنه يرجع إلى نشأة الإسلام نفسه، ولم يتوقف الهجوم ولم ينته.) وترجع أسباب ذلك كما يقول إلى عوامل متعددة (بعضها تاريخي يتمثل في العداء التقليدي الأوربي للعالم الإسلامي، وبعضها اجتماعي يتمثل في تباين أسلوب الحياة بين المسلمين والغرب، وبعضها سياسي يرجع إلى فترة الاستعمار حيث مازالت الدول الغربية تنظر إلى العالم الإسلامي باعتباره ثائرا ومتمردا عليها، فالعالم الغربي لا يريد للعالم الإسلامي أن يستكمل نهضته) جريدة الشعب في مصر 31\ 11 \ 1998
عداء تكشف في العصر الحديث بدءا من حملة اللورد اللنبي على القدس أثناء الحرب العالمية الأولى: وتصريحه عند دخولها بقوله (اليوم انتهت الحروب الصليبية)، وتهنئة وزير الخارجية لويد جورج له لإحرازه النصر في آخر حملة من الحملات الصليبية، والتي سماها لويد جورج (الحرب الصليبية الثامنة).وتصريح الجنرال غورو الفرنسي عندما تغلب على جيش المسلمين في ميسلون - خارج دمشق - في العصر الحديث عندما توجه فورا إلى قبر صلاح الدين الأيوبي عند الجامع الكردي، وركله بقدمه وقال: (ها قد عدنا يا صلاح الدين)، واليوم عندما أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج دبليو بوش الحرب على الإرهاب فإنه سماها حربا صليبية، أعلن ذلك في وعي، أو في زلة لسان كما يقول المثبطون للمسلمين، ولكنها معبرة عما هو مطمور في أعماق النفس كما يعرف أتباع فرويد.
وعلى مستوى العقيدة: ترجع حركة الأصولية المسيحية الصهيونية التي تهدد مقدسات الإسلام إلى ما يسمى حركة الإصلاح البروتستانتي التي قامت في أوربا في القرن السادس عشر. وتبدأ القصة مما قامت به البروتستانتية من إعادة الفرد المسيحي إلى الكتاب المقدس لفهمه مستقلا عن الكنيسة، وجعل العهد القديم – ما فيه مما يُزعم أنه توراة – مادة للقراءة والتفسير الديني مرة أخرى، مما أدى إلى إعادة اكتشاف الجذور اليهودية للمسيحية .. ، ولقد أدت هذه الحركة إلى فتح السفر المختوم – سفر رؤيا يوحنا – اللاهوتي أحد أسفار العهد الجديد، هذا السفر الذي كان مغلقا أيضا، لا يقرأ إلا من قبل الكنيسة الكاثوليكية، وهو يمثل الآن الأساس الأكثر تفصيلا لما يسمى (عقيدة الملك الألفي). ومع ذلك فإن هذه العقيدة لم يؤمن بها في بداية الأمر إلا بعض فرق البروتستانت، ثم ظهرت حركة " الأطهار" في انجلترا، حيث رأى هؤلاء أن أمريكا هي بالنسبة لهم أرض الميعاد الجديد، لذا كانت الهجرة الأولى للأطهار تحمل معها نزعة عبرية. وتتجلى عقيدة الملك الألفي – كما يقول الدكتور القس رفيق حبيب - في ثلاث دوائر متداخلة: يأتي في قلبها الأصولية المسيحية المعاصرة، وهي بالتحديد ما أصبح يسمى بالحركة الأصولية المسيحية الصهيونية. ويأتي في الدائرة الوسطى ما يسمى الأصولية الاقتحامية وتشمل التيار المتشدد للحركة الإنجيلية، وفي الدائرة الخارجية يأتي ما يسمى الأصولية التبشيرية وهي الجسم الأكبر للحركة الإنجيلية أو الإنجيلية المحافظة.
أما الحركة الأصولية الاقتحامية فهي الأصولية المؤمنة بالملك الألفي وعودة المسيح بعد عودة اليهود وإعادة بناء هيكل سليمان، وقيام الحرب النووية بين الخير والشر، وهؤلاء يؤيدون إسرائيل باعتبارها تحقيقا لنبوءات الكتاب المقدس.
لكن السؤال هو: متى يعود المسيح؟ هنا تظهر نظريتان عند أصحاب العقيدة الألفية: النظرية الأولى وتسمى الأصولية البعد ألفية، وهي تعتقد أن المسيح سوف يعود للأرض بعد أن يحكم المسيحيون العالم، ويبنون ملكا مسيحيا أرضيا لمدة ألف عام.
والنظرية الثانية وتسمى الأصولية القبل ألفية، وهي أن يسوع المسيح سوف يعود للأرض ليبدأ هو حكم الأرض بنفسه لمدة ألف عام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/25)
ويرجع الدكتور رفيق حبيب إلى موسوعتين هما " موسوعة العالم المسيحية " و " موسوعة عملية العالم " تقوم كل منهما بمهمة تصنيف العالم حسب الدين، وتقدرموسوعة " عملية العالم " عدد: الإنجيليين الأصوليين في أمريكا بمختلف تياراتهم على أنهم كانوا:74728000 نسمة عام 1985، ومن المنتظر أن يصل عددهم إلى:93515000 نسمة عام 2000، ويساوي ذلك 40% من المجتمع الأمريكي. أنظر كتاب (المسيحية والحرب) للدكتور رفيق حبيب نشر يافا للدراسات والأبحاث عام 1991 ص 185 - 32 – 33 - 34 - 35
ويشرح " هل لندسي " في كتابه " الراحل كوكب الأرض العظيم " كيف ستحدث الحرب التي تنبأ بها الكتاب المقدس، والتي تلتف حولها حركة الأصولية المسيحية الصهيونية اليوم، وقد بدأ نشر هذا الكتاب عام 1970 في طبعات متوالية على مدى عشرين عاما وصلت مبيعاته إلى أكثر من 18 مليون نسخة، ويذهب الكتاب إلى أن انتصار إسرائيل في حرب 1967 كان جزءا من الخطة الإلهية لانتصار قوى الخير، فاليهود كشعب الله المختار ضل الطريق، ولكن الله لا يتخلى عن شعبه المختار، لذلك تظل له مكانة خاصة، وتظل له فرصة أخرى، فكل قوى الشر تتحطم، في حرب هرمجدون، ويذهب الأشرار إلى الجحيم) المسيحية والحرب لرفيق حبيب ص 42 - 43
ويرى بعض المحللين ظاهرة الأصولية المسيحية الأمريكية قائمة في النموذج الأمريكي في أفلام رعاة البقر، حيث تظهر شخصية المبشر: عنصرا أساسيا في الفيلم، مثل شخصية المأمور والشرير، والرجل الطيب، وحيث تظهر الكنيسة كمبنى صغير ملازم لبيوت القرية الصغيرة في ذلك الزمان وعندما ظهر التليفزيون تعددت البرامج، ولكل منها واعظ أو أكثر، وأصبح عدد مشاهدي الواعظ يتزايد بالملايين، وتجاوز البرنامج قدرة استيعاب الكنيسة ذاتها، وأصبحت البرامج وكأنها كنائس. المسيحية والحرب ص 141 - 142
أما على مستوى التخطيط فلقد كان التفسير الأصولي لحركة الوصول إلى معركة هرمجدون قائما على تصور أن روسيا هي – حسب تعبير ريجان نفسه – التي ستقود كل قوى الشر، وتزحف حتى منابع النفط في الشرق، وتصل إلى فلسطين متحالفة مع قوى الشر، ولكن الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف قلب هذا التصور الذي قدمه لندسي، وتابعه فيه ريجان، حيث أدى سقوط الاتحاد السوفيتيبي بيد جورباتشوف إلى اختفاء مصطلح امبراطورية الشر، …، وأصبح تصور روسيا كتابع جديد لامبراطورية الخير يعد تأكيدا بأن المسيح قد انتصر في النهاية ولكن لا في المعركة الأخيرة بل في معركة تمهيدية) المسيحية والحرب ص 44 - 45 - 46 - 47
فأين هي المعركة الأخيرة؟ الجواب واضح: في هرمجدون مع قوى الشر التي هي نحن، فيما يسميه الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش الابن " معسكر الشر" وهو يعني به ما يسمى " الإرهاب " لكي ينكشف عن صراحته فيما بعد، ويتحدد في انطلاقه على الإسلام والمسلمين على مستوى العالم جريدة الشرق الأوسط 14\ 11\1986
وتحاول الأصولية المسيحية في أمريكا أن تحسم صراعها مع العلمانية هناك، يقول رفيق حبيب: (التيار الأصولي المسيحي هو بحق التيار الثاني في أمريكا من حيث القوة، وبعد التيار العلماني مباشرة خاصة منذ بداية الثمانينيات) المسيحية والحرب ص 37 ص 39 –41 - 42 - 73 - 86 -
يقول بريجنسكي مستشار الرئيس كارتر للأمن القومي: (إنه على العرب أن يفهموا أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا يمكن أن تكون متوازنة مع العلاقات الأمريكية العربية، لأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية علاقات حميمة مبنية على التراث التاريخي والروحي، بينما العلاقات الأمريكية العربية لا تحتوي أيا من هذه العوامل) نقلا من كتاب أمريكا وإسرائيل للدكتور معروف الدواليبي ومقدمته لمحمد علي دولة ص 20 - 24.
ويقول ريتشارد نيكسون الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/26)
(للعمل داخل العالم الإسلامي فإن على صناع السياسة الأمريكية المناورة داخل وكر أفعى من سم النزاعات الأيديولوجية والصراعات الوطنية)، ويقول: (لا توجد دولة – حتى الصين الشيوعية – تحظى بصورة سلبية في الضمير الأمريكي كما هو الحال بالنسبة للعالم الإسلامي) ويقول: (إن علينا أن ننشر الفضيلة!! في العالم وفقا لمعتقداتنا الدينية) كتاب انتهزوا الفرصة لريتشارد نيكسون ترجمة حاتم غانم نشر شركة قايتباي بالإسكندرية ط أولى ص 23، 45 - 39 – 44
ولم يقتصر الأمر على انبعاث فحيح هذه المسيحية الصهيونية من الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها كانت تصاعد من قلب أوربا منذ بداية القرن العشرين ولم يقتصر الأمر فيها على الأصولية المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية
تقول دائرة المعارف البريطانية: (إن الاهتمام بعودة اليهود إلى فلسطين قد بقي حيا في الأذهان بفعل النصارى المتدينين، وعلى الأخص في بريطانيا أكثر من فعل اليهود أنفسهم) أنظر كتاب " امريكا وإسرائيل للدكتور معروف الدواليبي بمقدمة الأستاذ محمد علي دولة نشر دار القلم بدمشق عام 1990 ص 17
.
ويقول الزعيم اليهودي وايزمان (إن من الأسباب الرئيسية لفوز اليهود بوعد بلفور هو شعور الشعب البريطاني المتأثر بالتوراة، وتَغَنيه بالشوق الممض لأرض التوراة). وقد أشار وايزمان إلى هذا الأمر في حديثه عن بعض الشخصيات السياسية البريطانية التي كان لها دور بارز في تأييد اليهود مثل بلفور ولويد جورج، وتشرشل، فقد وصفهم بأنهم (كانوا من المتدينين المؤمنين بالتوراة، وقالوا عن العودة اليهودية إلى فلسطين أنها أمر واقعي، ونحن الصهاينة نمثل لهم تراثا يكنون له أعظم تقدير).
ويقول وايزمان: (أتظنون أن لورد بلفور كان يحابينا عندما منحنا الوعد بإنشاء وطن قومي لنا في فلسطين؟ كلا لقد كان الرجل يستجيب لعاطفة دينية يتجاوب بها مع تعاليم العهد القديم).
ويقول لويد جورج رئيس الوزارة البريطانية التي منحت اليهود وعد بلفور: (نشأت في مدرسة تعلمت فيها تاريخ اليهود أكثر من تاريخ بلادي، وبمقدوري أن أذكر أسماء جميع ملوك بني إسرائيل دون ملوك انجلترا!) ولقد كان السياسي البريطاني المشهور ونستون تشرشل يعتبر نفسه صهيونيا أصيلا، ويصلى بحرارة لتحقيق أماني الصهيونية العظيمة!!
ومن قادة الغرب المعاصرين: يقول لورنس براون (إن الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوربي). ويقول: (كان قادتنا يخوفوننا بشعوب مختلفة لكننا بعد الاختبار لم نجد مبررا لمثل تلك المخاوف، كانوا يخوفوننا بالخطر اليهودي، والخطر الياباني الأصفر، والخطر البلشفي، ثم تبين لنا أن اليهود هم أصدقاؤنا، والبلاشفة الشيوعيون حلفاؤنا، أما اليابانيون فإن هناك دولا ديموقراطية كبيرة تتكفل بمقاومتهم، لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام، وفي قدرته على التوسع والإخضاع، وفي حيويته المدهشة) ويقول المبشر تاكلي: (يجب أن نستخدم القرآن، وهو أمضى سلاح في الإسلام ضد الإسلام نفسه، حتى نقضي عليه تماما، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديدا، وأن الجديد فيه ليس صحيحا كتاب " التبشير والاستعمار " للدكتور عمر فروخ والدكتور الخالدي ص 104، 184، 40
ويقول المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه باثولوجيا الإسلام: (إن الديانة المحمدية جذام تفشى بين الناس، وأخذ يفتك بهم فتكا ذريعا، بل هو مرض مريع، وجنون ذهولي يبعث الإنسان على الكسل والخمول، ولا يوقظه من الخمول إلا ليدفعه إلى سفك الدماء، والإدمان على معاقرة الخمور، وارتكاب جميع القبائح، وما قبر محمد إلا عمود كهربائي يبعث الجنون في رءوس المسلمين فيأتون بمظاهر الصرع والذهول العقلي إلى ما لانهاية، ويعتادون على عادات تنقلب إلى طباع أصيلة ككراهة لحم الخنزير!!، والخمر والموسيقى!!، إن الإسلام كله قائم على القسوة والفجور في اللذات، وأعتقد أن من الواجب إبادة خمس المسلمين، والحكم على الباقين بالأشغال الشاقة، وتدمير الكعبة، ووضع قبر محمد وجثته في متحف اللوفر!!) الاتجاهات الوطنية في الأدب العربي المعاصر للدكتور محمد محمد حسين ج 1 ص321
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/27)
ويقول مستر جلادستون رئيس وزراء بريطانيا الأسبق (مادام هذا القرآن موجودا في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق) كتاب الإسلام في مفترق الطرق لمحمد أسد ص 39
.
ويقول أنطوني ناتنج في كتابه " العرب ": (منذ أن جمع محمد –صلى الله عليه وسلم – أنصاره في مطلع القرن السابع الميلادي وبدأ أول خطوات الانتشار الإسلامي فإن على العالم الغربي أن يحسب حساب الإسلام كقوة دائمة وصلبة تواجهنا عبر المتوسط).
ويقول أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية ومساعد وزير الخارجية الأمريكية، ومستشار الرئيس جونسون لشئون الشرق الأوسط حتى عام 1967: (يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول وشعوب، بل هي خلافات بين الحضارة المسيحية والحضارة الإسلامية، لقد كان الصراع محتدما ما بين المسيحية والإسلام من القرون الوسطى، وهو مستمر حتى هذه اللحظة بصور مختلفة، ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب، وخضع التراث الإسلامي للتراث المسيحي) كتاب دمروا الإسلام ص 33
ويقول الحاكم الفرنسي للجزائر بعد مرور مائة سنة على استعمارها (إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرءون القرآن، ويتكلمون العربية، ولذا يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم) كتاب دمروا الإسلام ص 30.
ويقول مورو بيرجر في كتابه " العالم العربي المعاصر ": (إن الخوف من العرب، واهتمامنا بالأمة العربية، ليس ناتجا عن وجود البترول بغزارة عند العرب، بل بسبب الإسلام، يجب محاربة الإسلام للحيلولة دون وحدة العرب، التي تؤدي إلى قوة الإسلام، لأن قوة العرب تتصاحب دائما مع قوة الإسلام وانتشاره. إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر في القارة الأفريقية) مجلة روزاليوسف بتاريخ 29\ 6\1963
ويقول هانوتو وزير خارجية فرنسا: (رغم انتصارنا على أمة الإسلام وقهرها فإن الخطر لا يزال موجودا من انتفاض المقهورين المغلوبين الذين أتعبتهم النكبات التي أنزلناها بهم، لأن همتهم لم تخمد بعد) كتاب الفكر الإسلامي وصلته بالاستعمار الغربي للدكتور محمد البهي ص 19
وبعد استقلال الجزائر ألقى أحد كبار المستشرقين محاضرة في مدريد بعنوان: لماذا كنا نحاول البقاء في الجزائر؟ فقال: (إننا لم نكن نسخر نصف المليون جندي من أجل نبيذ الجزائر أو صحاريه أو زيتونها، إننا كنا نعتبر أنفسنا سور أوربا الذي يقف في وجه زحف إسلامي محتمل يقوم به الجزائريون وإخوانهم من المسلمين عبر المتوسط، ليستعيدوا الأندلس التي فقدوها،) كتاب دمروا الإسلام ص 41
ويقول أحد المسئولين في وزارة الخارجية الفرنسية عام 1952: (، إن العالم الإسلامي عملاق مقيد، فإذا … تحرر العملاق من قيوده فقد بؤنا إذن بإخفاق خطير، و أصبح خطر العالم العربي وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة خطرا داهما ينتهي به الغرب، وتنتهي معه وظيفته الحضارية كقائد للعالم) دمروا الإسلام ص 39
إن الأمرلا يقتصر في عداء الغرب للإسلام على هذه الأصولية الدينية المتمركزة في القلوب والعقول ولكنها إذ وجدت على المستوى الأوربي منذ بداية الاستعمار الأوربي للبلاد الإسلامية اتخذت طابعا حضاريا استراتيجيا تخطيطيا وتبلورت في السؤال الذي وجهه كامبل بنرمان عن " مصير الحضارة الغربية " إلى لجنة من مشاهير المؤرخين وعلماء الاجتماع والجغرافيا والاقتصاد والبترول والإذاعة، في بريطانيا ولقد عكفت اللجنة على دراسة الموضوع، وانتهت إلى خطة للمستقبل، ضمنتها تقريرا أحالته وزارة الخارجية إلى وزارة المستعمرات في بريطانيا، وقد جاء في التقرير أن الخطر المهدد يكمن في البحر الأبيض المتوسط، ويعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص، حيث يوجد شعب واحد تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللغة والآمال وكل مقومات التجمع والترابط والاتحاد، فضلا عن نزعاته الثورية، وثرواته الطبيعية، وطالب التقريرالدول ذات المصالح المشتركة أن تعمل على تجزئة هذه المنطقة وإبقاء شعبها على ما هو عليه من تفكك وتناحر وتأخر، كما طالب بضرورة العمل على فصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقة عن جزئها الأسيوي، واقترحت اللجنة لذلك إقامة حاجز بشري قوي غريب على الجسر البري الذي يربط بين آسيا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/28)
وإفريقيا،وعلى مقربة من قناة السويس قوة صديقة للاستعمار وعدوة لسكان المنطقة) أنظر كتاب " أورشليم قاتلة الأنبياء " لمحمود شرقاوي ص 15 وما بعدها.
وعلى هذا الأساس تسللت الصهيونية إلى عصبة الأمم التي يؤكد بعض الباحثين أنها صنيعة يهودية، وكان أول عمل قامت به هو قيام السير إيريك ديرموند بتوجيه رسالة إلى حاييم وايزمن أكد له فيها أن حماية حقوق اليهود ستكون من أهم واجبات عصبة الأمم، ….
يقول الزعيم الصهيوني ناحوم وسكوف في المؤتمر اليهودي الذي عقد في كارلسباد بتاريخ 27\ 8\1922 ونشرته جريدة نيويرك تايمز في اليوم التالي: " إن عصبة الأمم فكرة يهودية، لقد خلقناها بعد كفاح دام خمسة وعشرين عاما "أنظر كتابه " خطر الصهيونية " لعبد الله التل.
وإذا كانت هذه هي أيادي عصبة الأمم فقد أكملت هيئة الأمم المتحدة المسيرة الصهيونية المشئومة بعد ذلك إذ بادرت في أول قيامها إلى إصدار قرار تقسيم فلسطين .. وتغافلت تماما عن تنفيذ الجوانب التي صدرت في مقرراتها لمصلحة العرب، لقد صدر عن هيئة الأمم المتحدة أكثر من مائة قرار تم إهمالها: منها ما يتعلق بحقوق اللاجئين في التعويض والعودة، وما يتعلق بالجلاء عن الأراضي التي احتلت عام 1967، وما يتعلق بسلامة المواطنين العرب في الأرض المحتلة، وحقوقهم الإنسانية، وما يتعلق بإدانة إسرائيل لاعتداءاتها المتكررة على العرب الآمنين، فما معنى ذلك؟
بينما تسارع هيئة الأمم إلى وضع قراراتها ضد غير إسرائيل في نطاق المادة الخمسين من ميثاق هيئة الأمم المتحدة التي تدفع إلى التنفيذ الفوري بالقوة كما حدث مع العراق في الحرب العالمية ضده عام 1991 ثم في الحرب التي وقعت ضده منذ مارس 2003 ولا زالت، والأمر في ذلك هو كما قال الأستاذ عباس العقاد منذ عقود ولا تزال الأحداث تؤكد ما قال وتزيده وضوحا: (إن الحالة الواحدة لتطرأ على إسرائيل وتطرأ على بلد من بلاد الإسلام فينظرون إليها في الغرب بعينين مختلفتين: كل من الباكستان وإسرائيل دولة قامت على أساس العقيدة الدينية ولكنك تقرأ في كلام الغربيين أن الباكستان أمة متأخرة لأنها قامت على أساس دينها، ولا تقرأ شيئا من هذا القبيل بتة عن الصهيونية ودولة إسرائيل، بل تقرأ عنهم كل ما شاءوا من أوصاف التقدم والحضارة) أنظر كتابه " الصهيونية " ص 37
ولقد استيقظت هذه العنصرية الثعبانية في دورتها الحالية بعد إذ تنبه الغرب لخطر الصحوة الإسلامية التي بدأت منذ بداية القرن العشرين وتعاظمت حول منتصفه، وجاءت تصريحات حلف الناتو ليحدد ما أصبح واضح التحديد.
وذلك في اجتماعات الحلف في يوليو عام 1990 ليضع استراتيجية الحلف بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتفتت حلف وارسو، ففي حديث أجرته جريدة نيوزويك بعددها 2 يوليو 1990 مع الوزير الإيطالي السنيور جياني ديميكليس سئل: مادام الغرب لم يعد يواجه بتهديد عسكري من الكتلة الشرقية فلماذا تحتاج أوربا إلى تلك القوة الضاربة التي يمثلها الحلف؟ قال الوزير الإيطالي: صحيح أن المواجهة مع الشيوعية لم تعد قائمة إلا أن ثمة مواجهة أخرى يمكن أن تحل محلها بين العالم الغربي والعالم الإسلامي) جريدة الأهرام 17\ 7\1990 مقال فهمي هويدي
و أعلنت فرنسا وإيطاليا في 18\ 3\ 1993 أن ظاهرة الصحوة الإسلامية هي الخطر الرئيسي في السنوات المقبلة – أي بعد اختفاء الاتحاد السوفيتي - وأن هذه الظاهرة تستهدف تخريب أوربا والغرب، وجاء ذلك في تصريحات لكل من وزير الخارجية الفرنسي رولان دوما، والمتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية موريس جودو، وعلى لسان وزير الداخلية الإيطالية نيكولا مانشيتو في تصريحاته للإذاعة الإيطالية، وأمام البرلمان الإيطالي. جريدة الخليج 19\ 3\1993
. .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/29)
و يصل الأمر بهذه الاستراتيجية إلى حد الاستفادة من مؤتمرات الحوار بمنهج التركيز على القيم المشتركة بين الإسلام والمسيحية - إذ يعلق أحد الأصوليين المسيحيين الأمريكيين على هذه الخطب بأنها تتوافق مع توجهات المسيحية (وهو بذلك خطاب تبشيري يساعد في الوصول إلى مؤمنين جدد!!) هكذا! ثم يشرح الأصولي الأمريكي بعد ذلك كيف يمكن للمسيحيين أن يبنوا على ذلك رسالتهم المتميزة، ومن الملاحظ أن الأصولية المسيحية تحرص هنا على التميز بعد أن تستفيد من عرض الآخرين للمشترك، ثم ترفض الآخر، وتعد العدة للحرب - المسيحية والحرب ص 148 –
ونحن نقدم هذه الملاحظة هدية لبعض المفكرين المسلمين الذين يقعون في هذا الفخ من خلال دعوتهم إلى مؤتمرات الحوار الإسلامي المسيحي الذي يتبنى القيم المشتركة، مهما يكن مصدرها الديني ... كما نهديها بوجه عام إلى من يعرضون الإسلام لا من خلال التميز ولكن من خلال المشترك.
ويبدو أن بعض من لا يزالون يحملون للمسلمين نوعا من الشفقة التي يوزعون بعضها على الحيوانات .. يشيرون للمسلمين إلى المخرج من هذا المصير الذي يبيتونه لهم، هذا المخرج الذي يتمثل في تقديرهم في التغريب أو العلمنة أو التنوير أو الحداثة وفق شروحاتهم المزيفة أو الملتبسة لهذه المصطلحات التي يستحدثون منها ما يشاءون، ويستحدثون منها جديدا كلما انكشف الغطاء عن قديم، وذلك كبديل لتلك الحرب الماحقة في زعمهم، إذ عندما سئل الوزير الإيطالي: كيف يمكن تجنب تلك المواجهة المحتملة؟ أجاب: (أن يصبح النموذج الغربي أكثر جاذبية وقبولا من جانب الآخرين في مختلف أنحاء العالم {يقصدنا ونحن نفهم وإن لم يغمز بعينه}، فإذا فشلنا في تعميم ذلك النموذج الغربي فإن العالم سيصبح مكانا في منتهى الخطورة).
معنى هذا: إما النموذج الغربي وإما الحرب.
ومعناه مرة أخرى: إما النموذج الغربي خضوعا واستسلاما بدون حرب عن طريق " الحوار "، و " الاندماج " فيكون هناك إسلام فرنسي، وإسلام إيطالي، وإسلام إنجليزي .. وإسلام سلفي وإسلام صوفي وإسلام معتدل .. وإما النموذج الغربي خضوعا واستسلاما عن طريق الحرب.
ولا شك أن الأصولية المسيحية الصهيونية تعتقد أن الأمر – حسب النبوءة – لن يكون إلا بالحرب.
والأدق من ذلك أن نقول: الأمران يعملان معا في انسجام وتكامل: فالبعض يسلِّم مقدما للنموذج الغربي ليسهِّل عملية الحرب التي تنصب من جهة أخرى على رءوس الباقين ممن يقاومون هذا النموذج ممن يطلق عليهم أوصاف الإرهاب والتطرف والظلامية.
وهو يتطابق في فحوى هذا التصريح مع فحوى تصريح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج دبليو بوش عن موقف الدول الإسلامية من حربه ضد الإرهاب: إما أن يضربهم بقبضته إذا لم يكونوا معه ضد الإرهاب، وإما أن يضربهم بقبضتهم إذا انضموا إليه، فهم الإرهابيون في كلتا الحالتين.
والله أعلم
*****
تأتي إشارة البدء في حرب هرمجدون من حيث تصر الأصولية المسيحية على إعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى، كرغبة جارفة للوصول إلى لحظة الصدام، فهدم المسجد الأقصى – إذا حدث – هو إشارة البدء لحرب هرمجدون حسب تصوراتهم للأحداث المقبلة، ووفقا لتقدير الدكتور رفيق حبيب المسيحية والحرب ص 55
ومن مظاهر التمهيد لهذا العدوان الديني المسيصهيوني الذي يتبارى في التعامل معه بالحوار طلاب الود وعشاق التسامح ومرضى الاستسلام: من مظاهر هذا العدوان ما لا يزال يسجله التاريخ حول المسجد الأقصى في شبه غفلة من عشاق التسامح، فقد كان لهذا الفكر الأصولي الإنجيلي الصهيوني أثر كبير في اندفاع رجال الدين والرؤساء في الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا والغرب عموما إلى دعم الدولة اليهودية في إجراءاتها الإجرامية بغير حدود، حيث يعتبرون قيامها بما تقوم به من جرائم ترتقي إلى مستوى الإبادة تنفيذا لإرادة إلهية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/30)
ولقد بدأ يصل إلى أسماع النائمين فحيح الثعابين بإعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترومان– وهو أول من أعلن هذا الاعتراف - وكانت التربية الدينية لهذا الرئيس تركز على عودة اليهود إلى صهيون، وقصة حياته الشخصية حافلة بالاقتباسات والإشارات التوراتية، وتشير إلى ميله للإسهاب في ذكر التعاليم اليهودية المسيحية، وعندما قدمه إيدي جاكوبسون إلى عدد من الحاضرين واصفا إياه بأنه (الرجل الذي ساعد على خلق إسرائيل) رد ترومان مستشهدا بفكرة الصهيونية الدائمة عن النفي والبعث فقال: (ماذا تعني بقولك: ساعد على خلق؟ إنني قورش، إنني قورش) وقورش هو الذي أعاد اليهود في تاريخهم القديم من منفاهم في بابل إلى القدس. الاعتراف بالدولة الإسرائيلية فور قيامها
وتأييدا لاستيطان اليهود بفلسطين عقد رجال الدين المسيحي الأمريكان مؤتمرا في عام 1945، وتقدم فيه خمسة آلاف قسيس بمذكرة للرئيس الأمريكي ترومان يطالبونه بفتح أبواب فلسطين لليهود بدون قيد أو شرط.
يقول القس الأمريكي الشهير جيري فالويل والصديق الشخصي للرئيس ريجان ومناحم بيجن: عن انتصار إسرائيل عام 1967 (ما كان لإسرائيل أن تنتصر لولا تدخل الله) جريدة الشرق الأوسط 14\ 11\1986 ص 6
ثم ذهب هذا القس إلى إسرائيل حيث غرسوا له بعض الأشجار في أرض عرفت فيما بعد باسم غابة جيري فالويل .. ،التقطت له صور هناك وهو راكع .. وطلب منه بيجن أن يذهب إلى المستوطنات الجديدة وأن يعلن: (إن الله أعطى الضفة الغربية لليهود) وقد فعل ذلك بحضور حراسه وعدد من الصحفيين الأمريكيين الذين سجلوا له قوله (إن الله لم يكرم أمريكا إلا لأنها كريمة تجاه اليهود) وأضاف قائلا: (إننا إذا فشلنا في حماية اليهود فلن نعود مهمين في نظر الله) أنظر معروف الدواليبي في كتابه أمريكا وإسرائيل طبعة 1990 ص 48
ولقد دأب عدد من القساوسة من أمثال جيم باركر، وكينيث كوبلاند، وروبرتس، وسواغارت، وغيرهم على الإعلان عن قدسية إسرائيل استنادا إلى ما ورد في الكتاب المقدس عندهم، وذلك في الإذاعات الصوتية والمرئية.
ويقول القس الأمريكي مايك إيفانس في ولاية تكساس: (إن تخلي إسرائيل عن الضفة الغربية وغيرها من الأرض المحتلة بعد حرب 1967 سوف يجر إلى دمار إسرائيل، ومن بعدها الولايات المتحدة، إن الرب أمرني بوضوح إنتاج هذا البرنامج التليفزيوني الخاص بدولة إسرائيل) وبرنامج القس المشار إليه عنوانه: (إسرائيل مفتاح أمريكا للبقاء) وقد أذيع عام 1983، ولمدة ساعة بالتليفزيون.
ويقول القس كرال ما كانتاير في وصفه لحرب 1967 (على من يؤمن منا بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله أن يهب الآن لمساعدة اليهود، فما أعطاهم الله يحق لهم أن يمتلكوه، ولا يجوز أن يقايضوا على الأراضي التي كسبوها) أنظر كتاب " من يجرؤ على الكلام " لبول فندلي نشر بيروت الطبعة الخامسة من ص 394 - 418
ويقول كارتر الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية: (لقد اعتبرت أن إقامة وطن لليهود هنا هو أمر من الله، وهذه المعتقدات الخلقية والدينية هي التي كانت أساس بقاء التزامي بسلامة إسرائيل ثابتا لا يمكن أن يهتز)
ويقول ريجان الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية مخاطبا اليهود: أعود إلى أنبيائكم الأقدمين في العهد القديم وعلامات اقتراب مجدون – وهي معركة فاصلة بين قوى الخير والشر في الفكر الصهيوني – فأجدني أتساءل: هل نحن الجيل الذي سيشهد تلك الواقعة .. إن هذه النبوءات تصف الأزمان التي نعيشها بالتأكيد) نقلا من كتاب أمريكا وإسرائيل للدكتور معروف الدواليبي ومقدمته لمحمد علي دولة ص 20 - 24.
وحين صافح كلينتون – الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية – نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الأسبق - في زيارته لإسرائيل وغزة في أوائل ديسمبر 1998 أراد أن يطمئنه إلى السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل فقال له عن القس الذي تلقى اعترافاته عن علاقته الغرامية بمونيكا إنه – أي القس – قال له: (إن الله سيغفر لك كل ذنوبك بما فيها علاقتك مع مونيكا، ولكن الله لن يغفر لك أبدا إذا نسيت إسرائيل) جريدة الخليج 23\ 12\1998 ص 12 مقال فوزية رشيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/31)
وأخير ا هاهو جورج بوش الابن الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية .. لا يكتفي في مناصرته لإسرائيل بما استولت عليه فعلا من أرض المسلمين في فلسطين وإنما هو يفتح من أجلها جبهات القتال على المسلمين في كل مكان.
وعلى هذه القاعدة الصليبية تكتل الشعب ورجال السياسة في أمريكا والغرب ضد الإسلام والمسلمين والمسجد الأقصى بالذات، متأثرين بأفكارهم الدينية تجاه مناصرة اليهود ومعاداة المسلمين، خلافا لما يظنه البعض منا أن هؤلاء قد تخلصوا من دينهم وما عادوا يقيمون لغير مصالحهم المادية وزنا، يقول الدكتور ادوارد سعيد بمجلة " الكتب: وجهات نظر " عدد إبريل 2003 - ص 20 (والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي تبدي بشكل علني تمسكها بأهداب الدين، فحياة الأمة مشبعة بالإحالات على الله من قطع النقد إلى المباني العامة إلى الشهادات اللغوية من مثل " بالله نؤمن " " إلى بلاد الله " " بارك الله أمريكا " إلخ، والقاعدة التي يقوم عليها حكم بوش مؤلفة من حوالي 60 إلى 70 مليون رجل وامرأة، يؤمنون مثله بأنهم التقوا يسوع المسيح وأنهم وجدوا على الأرض من أجل إتمام عمل الله في بلاد الله. …
إننا بإزاء ديانة نورانية نبوية ذات قناعة راسخة برسالتها الرؤيوية التي لا علاقة لها ألبتة بواقع الأمور وتعقيداتها .. )
فأين يجد طلاب الود وعشاق التسامح وعارضو الخد الأيسر مكانا لهم بين هذه الأنقاض لإجراء الحوار؟:
ويقول الدكتور ديفيد بلانكس أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بمجلة " الكتب: وجهات نظر " عدد إبريل 2003 - ص 20: (قد يكون مستغربا بالنسبة لبعض غير الغربيين أن يكتشفوا أن الأمريكيين عموما شديدو التدين، فالأمريكيون الذين يؤمنون بالله أكثر بكثير من نظرائهم الأوربيين والإسرائيليين، وهم أكثر انتظاما في حضورهم الصلوات في أماكن العبادة،، وتبين دراسة أجريت أخيرا بعنوان " مسح التعرف على الهوية الدينية الأمريكية عام 2001 أن الأمريكيين اقل علمانية مما يفترضه كثير من غير الأمريكيين، وقد تبين من الاستطلاع أن 75 % وصفوا موقفهم بأنه ديني أو ديني إلى حد ما)
ويقول: (لماذا يؤيد الإنجيليون إسرائيل؟ هذا ليس نتيجة للإعلام أو الضغط اللوبي اليهودي أو أي عامل خارجي آخر، ومع أن قيادتهم تتحدث بلغة الأمن فإن معظم المؤمنين يؤيدون إسرائيل لأسباب دينية، أي تلك الأسباب التي وردت في سفر الرؤيا، آخر أسفار العهد الجديد الذي يتنبأ بهرمجدون، ….إنه على من يشعرون أنه يمكن أن يكسبوا الدعم للقضية الفلسطينية عن طريق الشكوى من اللوبي اليهودي أن يعيدوا النظر في موقفهم فليس من الممكن كسب اليمين المسيحي)
ويجب علينا نحن من جهتنا أن نتذكر أن ما هم فيه من تدين أشبه بمذهب المرجئة عند بعض الفرق الإسلامية: في الأخذ بمقولة أنه " لا يضر مع الإيمان معصية، كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة "، والمخلص عندهم دائما مستعد لمحو الخطايا أولا بأول، ما توسط لذلك كاهن أو قسيس في صلاة أو اعتراف
أما نظرية المصلحة التي تحكم السياسة والسياسيين فلا غبار عليها إذا وسعنا مفهوم المصلحة، بالنظر إليها وفق عقيدة صاحبها، فهي التي تنشئ هذه المصلحة وتلونها وتحددها وتوجهها على المدى البعيد.
فأين يجد طلاب الود عشاق التسامح وعارضو الخد الأيسر مكانا لهم بين هذه الأنقاض لإجراء الحوار؟
ولم يقتصر الأمر على الأصولية المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية
حتى الملحدين في الغرب الأوربي منهم تأثروا على المستوى الثقافي بهذه العصبية الدينية، لقد سار الفيلسوف الفرنسي الملحد جان بول سارتر في مظاهرات باريس قبل حرب 1967 تحت لافتات كتب عليها " قاتلوا المسلمين " فالتهب الحماس الصليبي الغربي وتبرع الفرنسيون آنذاك بألف مليون فرنك خلال أربعة أيام فقط. وفي هذا تأكيد لما ذكره ت ج إس إليوت في كتابه " ملاحظات نحو تعريف الثقافة " من أن المسيحية لم تغادر مكانها في أوربا وإنما تحولت عند الملحد العلماني إلى ثقافة يدافع عنها كما يدافع عن وجود حضارته نفسها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/32)
ولقد تحولت هذه الثقافة المسيحية في الوقت نفسه إلى عنصرية تغلغلت في دماء الرجل الأبيض: إنها كما يقول الأستاذ جلال كشك: (حملة إبادة للوجود الإسلامي في يوغوسلافيا تحقيقا للنقاء العنصري بالقتل والحرق والطرد الجماعي، لكي يستولوا على الأرض بدون سكان، كما فعل الكاثوليك في أسبانيا والبرتغال قبل خمسمائة سنة، ثم في كريت وصقلية وقبرص وجنوب أوربا، وكما فعل الصرب والأوربيون في البلقان قبل مائة عام، وكما فعلت وتفعل إسرائيل،وكما فعلت بلغاريا في مسلميها عدة سنوات، وكما يفعل الأرمن في قرة باغ حيث يطبقون النموذح الإسرائيلي ويستدعون المهاجرين الأرمن من أمريكا لإسكانهم في بيوت المسلمين، بعد أن تم إخلاء مائتي قرية مسلمة بالإبادة والطرد) نقلا عن كتاب (إنهم يذبحون المسلمين) للأستاذ محمد جلال كشك، نشر مكتبة التراث الإسلامي ط 1992 ص 54 (
وإذا كان لابد من التذكير بابتلاء المسلمين حول المسجد الأقصى في المعركة الصليبية الحالية فعلينا أن نذكر على سبيل المثال ما نشرته صحيفة " هامير " المحلية في تل أبيب عن مجازر عام 1948 التي كانت الأكثر قذارة في كل المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد فلسطين، وصرحت الصحيفة بأن كل معركة انتهت بمجزرة، وكان ثمن احتلال كل قرية عربية تنفيذ أعمال قتل واغتصاب وجرائم حرب، وفي هذا يقول أرييه يتسحاقي الذي كان يعمل في أرشيف الجيش الإسرائيلي، ثم صار يعمل محاضرا في جامعة " بارايلان ": إنه قرأ جميع الوثائق الموجودة في الجيش الإسرائيلي وجمع كل الوثائق المتعلقة بالمذابح، ويؤكد أنه في كل قرية احتلتها إسرائيل تقريبا تم تنفيذ أعمال تعتبر جرائم حرب من القتل والاغتصاب والذبح، ويقول: إنه على يقين من أن الأمور ستطفو على السطح في النهاية، ويتساءل: كيف سنعيش معها جريدة الأهرام 25\ 5\1992 ص 5
واليوم ومنذ بدأت الانتفاضة الثانية للفلسطينيين وهي التي بدأت واقعا لحظة تعرض المسجد الأقصى للاعتداء عليه بزيارة شارون وهو النجس، فقد بدأت حرب الإبادة الحقيقية للشعب الفلسطيني بضربه وهو الأعزل حتى من مناصرة العرب والمسلمين ضربه وهو المسلح بالحجارة والسكين وقنابل مولوتوف: ضربه بطيارات الأباتشي والدبابات والصواريخ، واعتقال الآلاف، و اغتيال الأفراد المتهمين بالمقاومة أو نية المقاومة أو التفكير في المقاومة، وقتل النساء والأطفال تحت أنقاض البيوت التي تقصف بالصواريخ، وتدمير شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي وتدمير بيوت المتهمين بالمقاومة، والبيوت التي جاورت بيوتهم، ومزارعهم، والمزارع التي جاورت مزارعهم، وغلق المدارس والجامعات، والمتاجر، وضرب المظاهرات السلمية بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع، ومنع التجول لمدد تتجاوز الأيام إلى الشهور وتحويل المدن والقرى إلى سجون، كل ذلك يحدث تحت حماية الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن وصمت العالم وصمت المسلمين وصمت العرب، ولا تسمع صوتا غير صوت عشاق التسامح وطلاب المودة، و" خطاب " الحوار.
إنها عملية إبادة فشلت من قبل في الحروب الصليبية، ولكنها نجحت نجاحا مطلقا في الأندلس، ثم نجحت نجاحا كاملا في أوربا، وهاهي تحرز نجاحات مرحلية ابتداء من سقوط الدولة العثمانية بيد الاستعمار ومؤامرات أحلاس العرب: في تركيا، وفلسطين، والعراق، والشرق الأوسط، ميدان المعركة الأخيرة من وجهة النظر الأصولية الصهيونية المسيحية، في هرمجدون، أو من وجهة النظر الحضارية التاريخية في تصفية حساب يقوم بها وارثو الدولة الرومانية التي أخرجها الإسلام من المنطقة. وأينما جال المرء بنظره فسوف يجد مسلمين يتعرضون للضرب في كل مكان
فهل هي صدفة أن المسلمين يتعرضون للضرب في كل بقعة من بقاع الأرض؟ في الوقت نفسه؟ إن الأعذار التي يقدمها الذين يضربون المسلمين هي نفسها الأعذار والمبررات التي تقدمها إسرائيل لضرب الفلسطينيين والعكس صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/33)
و تعلق الدكتورة بنت الشاطئ – رحمها الله – على ما يجري للمسلمين على يد خصومهم الدينيين في الغرب، فترجعها إلى أصولها باعتبارها تيارات ثقافية نتحمل نحن المسلمين تبعة القصور والتقصير فيها فتقول: (ما بعد هذه الجولة المتحضرة (!!) المسعورة متروك لنا نحن بغفلتنا عن الموقع الفكري الإسلامي الذي يعيث فيه دعاة تنوير، موكلون بمهمة طمس معالم وجودنا الإسلامي بتشويه قيمه ومبادئه، .. وأجهزة إعلام تتبارى في التحذير من الأصولية، وتسقط بذلك وعي الشباب بزيف نسبة الإرهاب إلى دين يحظر الإكراه في الدين .. ومنابر صحفية وواجهات صوت وضوء مباحة لأدعياء العصرية أعداء الأصالة والأصولية، يلوثون مناخنا الفكري الإسلامي بمقولاتهم الخاسرة، ويبشرون فينا بتنوير عصري يحررنا من خدر " الأفيون "، ويستهزئون بالتدين والمتدينين، ويسخرون من قيم إسلامية يرونها من حفريات زمان غبر) جريدة الاتحاد 4\ 6\1992
يقول الدكتور محمد مورو في جريدة العرب الصادرة بلندن: (إن المسلمين سوف يتعرضون لعدوان غربي أمريكي صهيوني سواء واجهناهم، أو استسلمنا لهم، أو حتى قبلنا العتبات والأقدام، ومن الأفضل أن ندفع الثمن واثقين وواعين مع الاحتفاظ بكرامتنا بدلا من أن ندفعه - أيضا - راكعين مهدوري الكرامة غائبي الوعي).
ولم يذهب الدكتور مورو بعيدا فلقد كان الثمن فادحا وسوف يكون، بدءا من الضربات التي وجهها الغرب في العصر الحديث لكل من محمد علي، والشريف حسين، وسعد زغلول، وفاروق، وجمال عبد الناصر، وأنور السادات، وصدام حسين، ولقد أبدى هؤلاء جميعا في فترة من نفوذهم رغبة صادقة في التعاون مع الغرب، بل أبدى بعضهم استعداده الكامل لكي يكون شرطيا لهم في المنطقة له، أو ليضمن مصالحهم ضمانا كاملا، فلم يعد منهم بغير خفي حنين وضربة فوق الرأس ودمار في أحشاء القلب وخرابا للديار. وما ذلك إلا لأن الفكر السياسي لهؤلاء جميعا كان يتنكر تماما لتفسير عداء الغرب لنا تفسيرا دينيا، حتى جاء الطيار الأمريكي مندوب كلينتون ليكتب " هذه هدية رمضان " على صاروخ قذفهم به في دورة من حروبهم ضد العراق، وهو شديد الصراخ علهم يسمعون.
ومن هنا فإننا نقول: كيف يستقيم في عقل أو دين أو وجدان أن تقوم دعوة للسلام تتجاهل هذه الخطط التي تقعقع فيها طبول الحرب الدينية وتصطرخ فيها دعوات إبادة المسلمين، في أقوي الدول المعاصرة التي أخذت في يدها مصير العالم لمحض ما بيدها من قوة؟
وإذا كان البعض يرى أن للسياسيين فينا أن يختاروا ما يرون من السياسات بحكم أنهم الجهة الأعلم بضرورات المرحلة، وما تقتضيه من حركة أو تكتيك، أو عقد معاهدة أو إلغاء معاهدة .. فإنه بنفس القدر من هذا الاعتراف يجب أن نعترف بأن المثقفين والدعاة ليس موكولا إليهم اتخاذ شيء من هذه المواقف السياسية المتلونة بحسب الظروف، وإنما هم الموكول إليهم تعريف الناس بالمواقف الثابتة التي تحرك تلك المواقف السياسية على مدى التاريخ.
وهنا فإن المرء ليعجب للمثقفين والدعاة: كيف أقاموا جدارا من الصمت حول هذه الأصولية المسيحية الصهيونية الأمريكية بينما هم يغرقوننا يوميا حول فقه السلام والتسامح واللاعنف والتعارف والحوار وأدق النظريات المستوردة في الاقتصاد والسياسة والاجتماع والفلسفة والشعر والقصة والمسرح والفنون التشكيلية حتى صرنا نعرف عن نجوم المفتين والدعاة وفنون المذاهب الطبيعية والانطباعية والسيريالية والتكعيبية والبنيوية والعبثية والحداثية .. أكثر مما نعرف عن عدو يطرق أبوابنا ليطلب منا الرحيل في معركة هرمجدون؟
هانحن في بدايات القرن الحادي والعشرين نصحو من نعاس طويل على ضجيج الامبراطورية الأمريكية وقد تحولت إلى ثكنة صليبية.
إنها حرب دينية منذ الفتح الإسلامي والحرب الصليبية إلى الأندلس إلى اليوم
يجردوننا من المرجعية الدينية لكي تكون خالصة لهم
فأين يجد طلاب الود عشاق التسامح والتفاوض والحوار و" الخد الأيسر " …. مكانا لهم بين هذه الأنقاض؟
إنه لاملجأ من الله إلا إليه
لاملجأ بغير الرجوع إلى عقد الإسلام الأساسي؛ عقد المبايعة مع الله: " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ": عقد فريضة الجهاد
وفي المرحلة الراهنة: هو الجهاد المدني الذي دعا إليه الأستاذ فهمي هويدي في مقالته المنشورة بجريدة الشعب بتاريخ 17\ 2\2006:
أما خطة الحل لاستراتيجي فنراها – كما قلنا في مقال سابق - في خطوات يتم إنجازها على المدى الطويل:
تغيير جذري فينا باسترداد عناصر القوة التي تساقطت من أيدينا وتسللت من قلوبنا واغتصبت من عقولنا: منهجا وتربية وثروة وتجردا واعتقادا، وجهادا، ودفاعا واستردادا للأرض والثقافة والهوية، وهذا حلم صعب ولكنه موعود.
و .. تغيير جذري في الغرب:
في قلاع الكنيسة بالكلمة السواء التي أشار إليها القرآن.
وفي قلاع المؤسسة الاستشراقية بالتزام المنهج العلمي التزاما حقيقيا.
وفي قلاع المؤسسة الإعلامية بتصحيح ولائها،
وفي قلعة الرجل الأبيض بالتجرد من العنصرية
وهذا أقرب ما يكون إلى حلم إبليس في الجنة
إنها المعركة الدينية التي وجه القرآن أنظارنا إليها في قوله تعالى: {وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهودُ وَلا النَّصارى حَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصيرٍ} 120 البقرة.
وسر انهزاماتنا في هذه المعركة أننا لا نصدق القرآن فيما قال.(41/34)
الصوفية ينتسبون لأهل الصفة، و يوالون شاتميهم
ـ[عماد الدين قطب]ــــــــ[13 - 05 - 07, 02:37 ص]ـ
الصوفية ينتسبون لأهل الصفة، و يوالون شاتميهم
الحمد لله، والصلاة و السلام على رسول الله، وبعد،
تصاعدت الحملة ضد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم نجد من الصوفية الذين يزعمون أنهم أهل (المحبة المحمدية) إلا استجداء الكفار أن يكفوا عن سباب الأموات الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم. علماً بأن الصوفية يرون أن حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- البرزخية كحياته الدنيا تماماً. وأن أولياءهم يلتقون به -صلى الله عليه وسلم- ويسألونه عن تصحيح الأحاديث، وغير ذلك ولما انتبه منتبههم لذلك؛ قال: بل هو حي، ولكن أفضل وسيلة للرد هو الصفح الجميل.
ثم كانت تلك الحملة الشرسة على الصحابة -رضي الله عنهم- و منهم أبو هريرة -رضي الله عنه- الذي عيرته إحدى هذه الصحف بفقره، وأنه كان من أهل الصفة، وكان يتبع النبي -صلى الله عليه وسلم- على طعام بطنه، وبالتالي فهو من وجهة نظرهم الخبيثة غير مؤتمن أن يضع الحديث على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طلباً لطعام فلان أو فلان.
سكوت الصوفية عن الطعن في النبي -صلى الله عليه وسلم- وعامة الصحابة أمر ليس بجديد عليهم، ولعلهم يخدعون أنفسهم بأن الوهابين سوف يذودون عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة.
ولكن الذي يدعو إلى العجب أن الصوفية الذين يزعمون أنهم وحدهم وارثو أهل الصفة -رضي الله عنهم- زاعمين في ذلك أن اسم الصوفية قد اشتق من اسم أهل الصفة -وليس نسبة للصوف، ولا الفلسفة الإشراقية و لا غيرها- قد صمتوا صمت أهل القبور إزاء هذه الإساءة إلى أهل الصفة بصفة عامة و أبى هريرة بصفة خاصة.
والأعجب من هذا استمرار حالات الود مع الغرب الصليبي، ومع الشيعة الذين يقودون ويمولون الحملات المشبوهة على الصحابة -رضي الله عنهم-، فكان لقاء الشيخ حسن الشناوي شيخ مشايخ الطرق الصوفية مع السفير الأمريكي في القاهرة، ثم كان هذا الحوار الذي أجراه موقع العربية نت مع شيخ مشايخ الطرق الصوفية، وكان مما جاء فيه أنه قال حول لقائه بالسفير الأمريكي: "أنا لم أسع للسفير الأمريكي بأي طريقة وهو الذي طلب مقابلتي، فهل أرفضه؟ .. (لا يليق هذا وإلا صرتَ رافضياً!!!) وافقت وحددت له موعداً، وأبلغت مباحث أمن الدولة في مصر، فحضر منها مسئول في صورة شخص عادي، وسجل كل ما دار باللقاء. وقال: إن هدف اللقاءات هو معرفة مدى عمق الطرق الصوفية داخل المجتمع المصري، وعددهم ومدى تأثير الفكر الصوفي على المصريين (تحت أي مسمى تمت هذه المساءلة؟!) ولقد زارني في مدينة طنطا مرتين (92كم شمال القاهرة)، منها مرة أثناء احتفال الطرق الصوفية بمولد السيد أحمد البدوي، وقد حضر السفير الأمريكي برفقة زوجته وابنته وخطيبها (!!!!) وتفقد بعض المشروعات التي تم إنشاؤها بالمدينة".
وجاء في الحوار أيضا أنه نفي أن يكون الصوفية بوابة خلفية للتشيع ثم استطرد قائلا: "نحن نحترم الشيعة كإخوان في الإسلام، ولا فرق بيننا وبينهم، بل هم يزيدون علينا في حب التعلق بأهل البيت، ويحرصون على زيارة مقابر أولياء الله الصالحين والتعلق بها مثلنا، وذلك لا ضرر فيه فالرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار"، والذي يزور قبر ولي صالح كأنه يزور روضة من رياض الجنة". (استووا معكم في التعلق بالقبور وفاقوكم تعلقا بآل البيت كما زعمت، فلماذا لا يتشيع الصوفي الذي يريد الزيادة في حب آل البيت إن كان الأمر على ما ذكرت)
ومما جاء في هذا الحوار حول علاقة الشيعة بالإخوان المسلمين: "ونفى زعيم الصوفية وجود علاقة بين الصوفية والإخوان المسلمين مؤكداً أنه ليس هناك علاقة بالإخوان المسلمين كتيار سياسي إطلاقاً، ولم أقابل أحداً من قادة الإخوان، فهم لهم اتجاه ونحن لنا اتجاه معاكس تماماً، إن علاقتنا بهم تقريباً منعدمة لأنني شخصياً لا أريد سياسة، فالتصوف والسياسة لا يتفقان".
وهذه النقطة تثير الكثير من الشجون، فإذا كان الرجل ينفى لقاءه بأحد من الإخوان، معللاً ذلك بأن اتجاه الصوفية مصادم تماماً لاتجاه الإخوان، فهل يعنى هذا أن المساحة المشتركة بينه وبين السفير الأمريكي، و زوجته، وابنته، و خطيبها أكبر من المساحة المشتركة بينه وبين الإخوان المسلمين رغم كل ما قدمه الإخوان من تنازلات في مسائل المساجد المبنية على القبور و مسائل التوسل و غيرها؟؟
وإذا كانت تهمة الإخوان التي جعلت الرجل يفر من إثبات حتى معرفتهم فراره من الأسد هي عملهم بالسياسية فإن الشيعة يعملون كذلك بالسياسية، ومع ذلك فقد أعلن الرجل ولاءه التام لهم.
وبقيت نقطة هامة ينبغي أن يعيها الصوفية وكذلك الإخوان، وهي أن المنهج الذي سوف يأتي بدعم أمريكي سوف يكفيه عاراً أن يوصم بأنه أمريكي. هذا لو كان صحيحاً في ذاته، فكيف إذا كان مشتملاً على كثير من الخلل؟؟ وإن كان ثمة فرق هام جداً بين الدعم الكلي الذي يرجوه الصوفية من الأمريكان لمنهجهم، و بين الدعم السياسي الذي يرجوه الإخوان لحركتهم من وراء لقاءاتهم المتكررة مع السفير الأمريكي؛ إلا أن المحصلة في النهاية واحدة، موالاة لأعداء الله، والسماح لهم بمعرفة شئوننا الداخلية، وإعطائهم الفرصة لكي يطلبوا منا تفصيل دين جديد لا يتعارض مع معطيات الحضارة الأمريكية.
بقي أن نشير إلى هذه الفقرة الهامة التي ذكرها موقع العربية نت في مستهل هذا التحقيق وهي: "جدير بالذكر أنه قد تردد في الأوساط السياسية العالمية آراء مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية وضعت إستراتيجية مستقبلية لدعم (الإسلام الصوفي)، في مواجهة (الإسلام السياسي) بعد صعود الإسلاميين في الانتخابات المصرية ووصول 88 منهم إلى مقاعد البرلمان".
فمتى يفيق المسلمون من تخدير الصوفية؟! ومتى ينتبه الإسلاميون إلى عدم جدوى الانخراط في اللعبة السياسية التي تمسك بخيوطها الأيدي الأمريكية؟!
وإلى أن يحدث ذلك يجب على أتباع المنهج السلفي أن يعلموا أن الجميع منشغل عن قضايا الدفاع عن تاريخ السلف، وأنه ليس لهذه القضية الآن إلا هم، فليقدروا للأمر قدره وليعدوا له عدته.
منقوول عن صوت السلف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/35)
ـ[عماد الدين قطب]ــــــــ[14 - 05 - 07, 07:38 م]ـ
هل من تعليق؟
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[15 - 05 - 07, 07:26 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[17 - 05 - 07, 07:28 م]ـ
و العجيب أن في المغرب جماعة العدل و الإحسان لم تحرك ساكناً عندما سُبَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم في صحيفة مغربية، أما عن شيخها ياسين فإياك أن تعترض و إلا تطرد. و العجب العجاب أنه في نفس الوقت الذي ينتقص فيه من قدر معاوية يترحم على الخميني و يدعو له و يعتبره إماماً من أئمة الهدى.
صدق من قال أن الرفض و التصوف من رحم واحدةٍ.(41/36)
من يسند لى هذا القول
ـ[ابو مويهبة]ــــــــ[13 - 05 - 07, 12:49 م]ـ
نقل لى أن نعيم بن حماد رحمه الله تعالى قال: المشبه يعبد صنما والمؤول يعبد عدما.
فجزاكم الله تعالى خيرا من يدلنى على كتاب فيه هذه المقولة منسوبة إلى نعيم بن حماد؟
ـ[ابو مويهبة]ــــــــ[13 - 05 - 07, 01:38 م]ـ
هذا القول قد يكون فى كتا الرد على الجهمية لنعيم بن حماد
فجزى الله خيرا من أضاف الكتاب هنا أو أرسله لى على muihba@yahoo.com
وجزاه الله تعالى خيرا ونفع به
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[13 - 05 - 07, 03:32 م]ـ
و المعطل يعبد عدما و المشبه ممثل و الممثل يعبد صنما
مجموع الفتاوى 8/ 432
ـ[ابو مويهبة]ــــــــ[13 - 05 - 07, 03:38 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا يا أخى وغفر لك ولوالديك
لكن هذا المصدر فيه الكلام من كلام ابن تيمية وأنا أريده منسوبا إلى أبى نعيم رحمه الله تعالى
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[13 - 05 - 07, 05:47 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا يا أخى وغفر لك ولوالديك
لكن هذا المصدر فيه الكلام من كلام ابن تيمية وأنا أريده منسوبا إلى أبى نعيم رحمه الله تعالى
ابي نعيم او نعيم؟
حسب علمي القاصر ان الكتاب مفقود
ـ[ابو مويهبة]ــــــــ[13 - 05 - 07, 06:10 م]ـ
أقصد نعيم بن حماد
جزاك الله تعالى خيرا وغفر لك
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[29 - 03 - 09, 09:28 م]ـ
هل من مفيد؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 03 - 09, 10:03 ص]ـ
في السنة لعبد الله بن أحمد قال:
حدثني هارون بن عبد الله الحمال، قال قال لي هارون بن معروف: «من قال القرآن مخلوق فهو يعبد صنما، ثم قال لي: احك هذا عني» اهـ.
وفي (الغنية عن الكلام وأهله) للعلامة الخطابي:
(فمذهب السلف حق بين باطلين بين باطل التمثيل وباطل التعطيل فالمشبه يعبد صنما والمعطل يعبد عدما والموحد يعبد إله الأرض والسماء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) اهـ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 03 - 09, 11:10 ص]ـ
وفي الإبانة الكبرى لابن بطة:
(قال المروذي: حدثني عبد الله بن معبد بن إبراهيم بن سعد، يقول: «من قال: القرآن مخلوق، فهو يعبد صنما») اهـ.(41/37)
هل صحيح شرح السنة ليس للبربهاري!!!
ـ[محمد العصري]ــــــــ[13 - 05 - 07, 01:37 م]ـ
###حذفه المشرف###
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 12:11 ص]ـ
جل من ترجم للبربهاري نصوا على أن له كتابا في " شرح السنة"؛
- فقد أورد ابن أبي يعلى في " طبقات الحنابلة (2/ 18 - 43) هذا الكتاب بنصه خلا بعض المواضع اليسيرة جدا منه ... وقال في مطلع سياقه لما تضمنه هذا الكتاب:
" صنف البربهاري مصنفات، منها: " شرح كتاب السنة"، ذكر فيه: واحذر صغار المحدثات ... " إلى آخر الكتاب.
- نقل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " بغية المرتاد " ص (258)، حيث قال: " وذكر عن أبي محمد البربهاري أنه قال: ليس العقل باكتساب، إنما هو فضل من الله ".
- نقل عنه أيضا الذهبي في " العلو " ص (244) "مختصره" من المسألة رقم (13) وما بعدها في كتاب أبي محمد البربهاري.
- أورد قسما كبيرا من هذا الكتاب أو شيئا منه - تبعا لابن أبي يعلى - أبو اليمن العليمي في " المنهج الأحمد " (2/ 27 - 37)؛ وابن العماد الحنبلي في " الشذرات " (2/ 319 - 322)، والذهبي في " تاريخ الإسلام" (حوادث ووفيات 321 - 330 ه / ص 258)، وفي " سير أعلام النبلاء " (15/ 91).
فالكتاب قطعا - والحمد لله - للإمام البربهاري.
انتهى بتصرف من تحقيق الردادي على " شرح السنة".
والله الموفق.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 01:27 ص]ـ
وغلام خليل الذي يزعم بعضهم أن الكتاب له
متهم بالكذب فلا يبعد أن ينتحل كتاب البربهاري وينسبه لنفسه
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 01:30 ص]ـ
البربهاري متأخر عن غلام خليل، وعاش البربهاري بعد غلام خليل 54 عاما.
ولا يوجد برهان يدل على أن البربهاري كتب شرح السنة قبل سنة 275.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 01:45 ص]ـ
البربهاري متأخر عن غلام خليل، وعاش البربهاري بعد غلام خلي 54 عاما.
ولا يوجد برهان يدل على أن البربهاري كتب شرح السنة قبل سنة 275.
تأخر البربهاري عنه لا يمنع انتحاله لمصنف البربهاري
غير أن الإعتراض بعدم وجود دليل على التاريخ اعتراض قوي
ولكن تتابع العلماء على اثبات نسبة الكتاب للبربهاري يقوي أحد الإحتمالين على الآخر
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 02:02 ص]ـ
ولكن تتابع العلماء على اثبات نسبة الكتاب للبربهاري يقوي أحد الإحتمالين على الآخر
أوافقك على هذا، وإنما أخالفك في تطريق احتمال انتحال غلام خليل كتابا صنفه شاب في مثل سن البربهاري، بلا إقامة دليل على ذلك.
ولو انتحل الكتاب وادعاه لصاحوا به.
بل إن الظاهر أن البربهاري لم يشتهر إلا بعد وفاة غلام خليل.
والله أعلم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 04:20 م]ـ
الحمد لله وحده ...
من الذي زعم نسبة الكتاب لغلام خليل؟ وإلى أي شيء استند؟
وهل لقوله قيمة مقابل من ذكرهم الشيخ علي فوق؟؟
ـ[محمد بشري]ــــــــ[14 - 05 - 07, 04:49 م]ـ
الإشكال أن المخطوط الفريد للكتاب كما يزعم صاحب المقال الأصلي فيه سند الكتاب من الناسخ إلى مؤلف الكتاب وهو غلام ثعلب .................
والمقصود أنه يحسن الإطلاع على كلام الناقد كاملا قبل المناقشة والتعقيب.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 04:55 م]ـ
الحمد لله وحده ...
إذن نطالب المشرف الكريم بنقل الموضوع إلى منتدى التعريف بالكتب.
فكأن موضعه ليس هنا.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 08:48 م]ـ
أوافقك على هذا، وإنما أخالفك في تطريق احتمال انتحال غلام خليل كتابا صنفه شاب في مثل سن البربهاري، بلا إقامة دليل على ذلك.
ولو انتحل الكتاب وادعاه لصاحوا به.
بل إن الظاهر أن البربهاري لم يشتهر إلا بعد وفاة غلام خليل.
والله أعلم.
الإحتمال يقابله الإمتناع لا الإستبعاد
والقرينة التي ذكرتها ليست كافية وذلك لأنه لا يمتنع نبوغ البربهاري في الصغر ككثير من السلف
والسلف كانوا يكتفون ببيان حال الكذاب في بعض أحاديثه التي يستدلون بها على كذبه ثم تجعل بقية أحاديثه تبعاً ولا يلتزمون ذكرها
جاء في شرح السنة ((عن القرن الثالث إلى القرن الرابع))
وغلام خليل لم يعش إلى القرن الرابع وهذا يؤيد أن أحد الرواة وهم في نسبة الكتاب له وأن الكتاب للبربهاري كما ذهب إليه جماعة من الأكابر
والراوي عن غلام خليل _ أحمد بن كامل _ كان عمره عن وفاة غلام خليل خمسة عشر عاماً
ويستبعد أن يدفع كتاب لطفل في الرابعة عشرة أو الثالثة عشرة
ولو نظرنا في السند لعلنا نجد من نعصب به الجناية في هذا الوهم
وأخيراً أحب أذكر فائدة وهي أن الذهبي قال عن غلام خليل ((صحيح المعتقد))
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[15 - 05 - 07, 12:52 ص]ـ
هذا الكلام الذي ذكره هذا الأشعري الذي لم يسلم أهل السنة من فجوره ...
و قد نقلته من أحد منتديات الأشاعرة
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 12:57 ص]ـ
قياس صنيع المحققين على صنيع الحميري قياسٌ مع الفارق
فالمحققان اعتمدا على جماعة من العلماء نسبوا الكتاب بما فيه من النصوص إلى البربهاري
ولو كان هناك خطأ فهو في نسبة كتاب لمؤلف مع كونه لآخر وليس هذا بالخطأ العظيم
وأما الحميري فجاء بكتاب مختلق ونسبه لعبدالرزاق مع كل ما فيه من مناكير في السند والمتن
والعجب ممن يترك الذهبي ويحتج بفؤاد سزكين
وكتاب طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى وليس لأبي يعلى
وقوام السنة لم يستقصي كل من صنف في السنة
ومن أين له أن البربهاري يثبت الجلوس
وغلام خليل أثنى الذهبي على عقيدته وكذا قوام السنة بشهادة الأشعري وإنما تكلموا في روايته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/38)
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 01:33 ص]ـ
والراوي عن غلام خليل _ أحمد بن كامل _ كان عمره عند وفاة غلام خليل خمسة عشر عاماً
ويستبعد أن يدفع كتاب لطفل في الرابعة عشرة أو الثالثة عشرة
لِمَ نُطَرِّق لأهل البدع علينا؟
أحمد بن كامل من تلاميذ غلام خليل، وقد روى عنه وأثنى على زهده وورعه.
أنصحك أن تَدَع الاحتمالات جانبا، وأن تنقد بعلم وبينة، ولا تسترسل مع الاحتمالات التي لا تحق حقا ولا تبطل باطلا، بل تجعل للمبتدعة عليك سبيلا.
وقد نصحتك.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 01:43 ص]ـ
لِمَ نُطَرِّق لأهل البدع علينا؟
أحمد بن كامل من تلاميذ غلام خليل، وقد روى عنه وأثنى على زهده وورعه.
أنصحك أن تَدَع الاحتمالات جانبا، وأن تنقد بعلم وبينة، ولا تسترسل مع الاحتمالات التي لا تحق حقا ولا تبطل باطلا، بل تجعل للمبتدعة عليك سبيلا.
وقد نصحتك.
هديء من روعك
وجزاك الله خيراً على النصيحة
وأنا لم أنكر التتلمذ حتى تثبته
وإنما استبعدت أن يدفع كتاب لطفل صغير
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 02:23 ص]ـ
وأما محنة البربهاري التي فرح بها الأشعري وشنع بها عليه
فقال الذهبي في السير في ترجمة القاهر بالله ((وَلَمْ يَكُنِ القَاهر متمكِّناً مِنَ الأُمُور، وَحكَمَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بنُ بُليق الرَّافضِيّ الَّذِي عزَمَ عَلَى سبِّ مُعَاوِيَة-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-عَلَى المنَابِرِ.
فَارتجَّتِ العِرَاق، وَقُبِضَ عَلَى شَيْخ الحنَابِلَة البَرْبَهَارِي، ثُمَّ قَويَ القَاهر وَنَهَبَ دُورَ مخَالفيه، وَطَيَّن عَلَى وَلد أَخِيْهِ المكْتَفِي بَيْنَ حَيْطَين، وَضَرَبَ ابْنَ بُلَيق وَسَجَنَهُ، ثُمَّ أَمَرَ بذبْحِهِ، وَبذَبح أَبِيْهِ، وَذَبَحَ بعدَهُمَا مُؤنِساً الكَبِيْرَ وَيُمناً وَابْنَ زيرك))
فالأمر كما ترى بتحريض من رافضي ولا يصدق الرافضي في إمام جليل مثل البربهاري والنص الذي نقله الأشعري يدلك على هذا
فإن فيه ((ونسبتكم شيعة آل محمّد، صلى الله عليه وسلم، إلى الكفر والضلال، ثمّ استدعاؤكم المسلمين إلى الدين بالبدع الظاهرة والمذاهب الفاجرة التي لا يشهد بها القرآن، وإنكاركم زيارة قبور الأئمّة))
من المقصود بشيعة أهل البيت؟
ومن هم الأئمة؟
والأزهري كان وما زال مخذولاً فقد سبق له أن طعن في كتاب خلق أفعال العباد بزعم أنه ليس له طبعة موثوقة وكنت قد رددت عليه في تسفيه أدعياء التنزيه دون ذكر اسمه المستعار
وطعن في كتاب الرد على المريسي للدارمي وذلك في مقالة له في منتدى الأصلين _ وأنى له وهو مروي بالإسناد المتصل_
وله مقالة سخيفة بعنوان ((الإمام أحمد يبطل الإحتجاج بحديث الجارية))
فإذا دخلتها وجدت فيها ما نقله الخلال عن الإمام أحمد في رده على المرجئة الذين احتجوا بحديث الجارية على عدم دخول الأعمال في مسمى الإيمان!!!!!!!
وهذا يحتج به الأزهري علينا!!
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 02:37 ص]ـ
وإنما استبعدت أن يدفع كتاب لطفل صغير
ومن قال إن البربهاري لقيه وهو طفل صغير؟؟
بل الظاهر أنه لقيه وهو شاب يافع.
وقد كنت نصحتك بعدم البناء على الاحتمالات التي لا تحق حقا ولا تبطل باطلا.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 10:05 م]ـ
ومن قال إن البربهاري لقيه وهو طفل صغير؟؟
بل الظاهر أنه لقيه وهو شاب يافع.
وقد كنت نصحتك بعدم البناء على الاحتمالات التي لا تحق حقا ولا تبطل باطلا.
الله المستعان
نحن لا نتكلم عن البربهاري وإنما نتكلم عن أحمد بن كامل الذي كان في الخامسة عشر من عمره عندما توفي غلام خليل
تريث يا أخي قبل النقد
وقد سبق لك أن استبعدت أن يكون البربهاري صنف شرح السنة في حياة غلام خليل على الرغم من أن البربهاري في الثالثة والعشرين من عمره عند وفاة غلام خليل
وأود التنبيه في هذا المقام على أمور
الأول أن هناك فرق بين ما يسنده العالم وبين ما يحكيه جازماً به
أي ابن أبي يعلى إذا اسند خبراً فقد برئت عهدته
وأما إذا جزم بنسة كتاب لرجل معين فهو يتحمل تبعات ذلك
الثاني أن قوام السنة الأصبهاني شافعي المذهب وابن أبي يعلى أعلم منه بكتب الحنابلة ووتتابع علماء الحنابلة على اثبات نسبة هذا الكتاب للبربهاري حجة في اثباته
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 10:46 م]ـ
الله المستعان
نحن لا نتكلم عن البربهاري وإنما نتكلم عن أحمد بن كامل الذي كان في الخامسة عشر من عمره عندما توفي غلام خليل
تريث يا أخي قبل النقد
وقد سبق لك أن استبعدت أن يكون البربهاري صنف شرح السنة في حياة غلام خليل على الرغم من أن البربهاري في الثالثة والعشرين من عمره عند وفاة غلام خليل
نعم، الله المستعان.
كأنك لا تعلم أنني أقصد أحمد بن كامل، وإنما بدر مني كتابة (البربهاري) سهوا من غير قصد، وقد كتبت ذلك وقد كان مرّ هزيع من الليل، وأظنك قرأت تعليقي ولم تكن انتبهت إلى الخطإ، وجلّ من لا يسهو، وما يحسن بمثلك أن يتمسك بمثل هذا السهو ثم يهوّل به، أعيذك بالله من ذلك، وكان حسبك أن تنبه على السهو وتمرّ مرور الكرام، ولو فتحنا هذا الباب لترينّ عجبا.
ثم أود أن أدلف إلى أمر مفيد، فقد أشرت أن البربهاري كان ابن ثلاث وعشرين سنة عند وفاة البربهاري، فأرجو أن تفيدني بما يدل على ذلك، وجزاك الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/39)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 12:47 ص]ـ
نعم، الله المستعان.
كأنك لا تعلم أنني أقصد أحمد بن كامل، وإنما بدر مني كتابة (البربهاري) سهوا من غير قصد، وقد كتبت ذلك وقد كان مرّ هزيع من الليل، وأظنك قرأت تعليقي ولم تكن انتبهت إلى الخطإ، وجلّ من لا يسهو، وما يحسن بمثلك أن يتمسك بمثل هذا السهو ثم يهوّل به، أعيذك بالله من ذلك، وكان حسبك أن تنبه على السهو وتمرّ مرور الكرام، ولو فتحنا هذا الباب لترينّ عجبا.
ثم أود أن أدلف إلى أمر مفيد، فقد أشرت أن البربهاري كان ابن ثلاث وعشرين سنة عند وفاة البربهاري، فأرجو أن تفيدني بما يدل على ذلك، وجزاك الله خيرا.
أولاً دعني أفصح عن اعجابي بطريقتك في الإنشاء
وأما بالنسبة لعمر البربهاري عند وفاة غلام خليل _ وقد وهمت وقلت البربهاري_
فقد ذكر الذهبي أن البربهاري سبعاً وسبعين عاماً
وأفدت أنت أنه عاش بعد غلام خليل 54 عاماً
وبعلمية حسابية بسيطة تجد النتيجة التي توصلت اليها
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 02:54 ص]ـ
يا أخوان السلام عليكم
أنا ممن يعلق ويشرح كتاب السنة للبربهاري
ومعلوم أن البربهاري تلميذ تلميذ أحمد بن حمبل رحمه الله
وفي نصوص الكتاب كان ينقل كثيرا عن أحمد ... وكان يقول كلاما بمثابة شرح لكتاب الإمام أحمد الذي في اصول السنة
هل هذا يشعر بأن الكتاب للبربهاري رحم الله الجميع؟؟
أفيدونا
وجزيتم خيرا
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 03:46 ص]ـ
أحسنت أخي فإن غلام خليل لا يوجد ما يدل على حنبليته
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 03:55 ص]ـ
أحسنت أخي فإن غلام خليل لا يوجد ما يدل على حنبليته
السلام عليكم
لمن الرد أخي الحبيب ...
جزيت خيرا
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 03:57 ص]ـ
لك
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 04:01 ص]ـ
لك
جزيت خيرا ...
وددت لو أن الردادي حفظه الله أثبت الكتاب لكاتبه في تحقيقه ...
والله أ‘لم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 04:03 ص]ـ
جاء في شرح السنة ((والسمع والطاعة للأئمة فيما يحب الله ويرضى ومن ولي الخلافة بإجماع الناس عليه ورضاهم به فهو أمير المؤمنين لا يحل لأحد أن يبيت ليلة ولا يرى أن ليس عليه إمام برا كان أو فاجرا والحج والغزو مع الإمام ماض وصلاة الجمعة خلفهم جائزة ويصلى بعدها ست ركعات يفصل بين كل ركعتين هكذا قال أحمد ابن حنبل))
وفيه ((ومن قال لفظه بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن سكت ولم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ))
وفيه ((قال بعض العلماء منهم أحمد بن حنبل الجهمي كافر ليس من أهل القبلة حلال الدم لا يرث ولا يورث لأنه قال لا جمعة ولا جماعة ولا عيدين ولا صدقة وقالوا من لم يقل القرآن مخلوق فهو كافر))
وهذا يوحي بأن مصنف الرسالة حنبلي لذا يستحضر قول أحمد ويميزه
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 04:49 ص]ـ
لقد علق الأزهري المخذول على كلامي هنا
فقال في ضمن ما قاله ((هذه إحدى أشهر المسائل التي استفادها الحنابلة في كتب المذهب من البربهاري فإن عقيدته في الميت أنه يشعر ويعرف ويدرك من يزوره مطلقا، نصوا على هذا، إذن فيبدو أن البربهاري صوفي قبوري أيضا فالقطع بأنه إمام صحيح العقيدة لا يتمشى مع المذهب الوهابي))
قلت لا يلزم نسبة القبورية لإمام لمجرد أنه يقول بهذا القول لأن القبوري من يستغيث بالأموات ويسألهم قضاء الحوائج وأما معرفة الميت لمن يزوره ففي ذلك حديث لا يصح كما بينته في الإسعاف
ولا يوجد كبير علاقة لهذه المسألة بخلافنا مع القبورية
وقال الأزهري ((الرواية عن الصوفي ذي النون المصري:
في طبقات الحنابلة - (ج 1 / ص 228)
((قال: وسمعته يقول: سمعت أبا محمد البربهاري يقول: ذو النون المصري ... ))
قلت فكان ماذا؟!!
وقد روى السلف عن الخوارج والروافض وغيرهم
وقال الأزهري ((مصطلحات المستخلفين والأبدال في عبارات أصحاب البربهاري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/40)
((قال أحمد البرمكي صدق البربهاري لأن أويساً كان من الأبدال وأبا الحسن كان من المستخلفين والمستخلف أجل من البدل وأفضل عند الله لأن المستخلف في الأرض مقامه مقام النبيين عليهم السلام لأنه يدعو الخلق إلى الله فبركته عائدة عليه وعلى كافة الخلق وبركة البدل عائدة على نفسه))
قلت مصطلح الأبدال كان موجوداً عند السلف فكثيراً ما تجد في كتب الرواة ((فلان كنا نعده من الأبدال))
والنص غاية مافيه أن العلماء ورثة الأنبياء وإذا سلمت المعاني فأمر المصطلحات هين
وقال الأزهري ((البربهاري يغلو في صاحبه أبي الحسن بن بشار الحنبلي:
طبقات الحنابلة - (ج 1 / ص 98)
((فقال البربهاري: إذا كان أويس القرني يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر فكم يدخل في شفاعة أبي الحسن ابن بشار؟؟؟؟))
قلت ومن قال أن البربهاري معصوم غير أن ابن أبي يعلى نقل هذا عن أحمد البرمكي عن البربهاري
وابن أبي يعلى في سماعه من البرمكي نظر وقد كان الأزهري يتوجس من جزم ابن أبي يعلى بأن كتاب شرح السنة للبربهاري لأنه يروي بسنده أشياء لا تثبت
وقال الأزهري ((أصحابه يبنون على قبره قبة:
وهذا الخبر نفسه مما رواه أحمد بن كامل ونقله عنه المؤرخون كالخطيب ومن طريقه ابن الجوزي قال في المنتظم - (ج 3 / ص 491):
((أخبرنا أبو المنصور القزاز، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أخبرنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قال: سنة خمس وسبعين ومائتين توفي أبو عبد الله أحمد بن محمد غلام الخليل، في رجب، وحمل في تابوت إلى البصرة وغلقت أسواق مدينة السلام وخرج النساء والصبيان للصلاة عليه، ودفن بالبصرة، وبنيت عليه قبة وكان فصيحاً يحفظ علماً كثيراً ويقتات الباقي صرفاً)) اهـ. وهؤلاء لا يفعلون ذلك إلا أن يكون من سنته بناء القباب على القبور لما هو معروف من تشدد الحنابلة، فهذا دليل على أن قدماء الحنابلة على تعصبهم لم يبلغوا ما بلغه الوهابية اليوم))
سبحان الله أصبح قولنا بتحريم البناء على القبور تعصباً
وقد ثبت عن علي رضي الله عنه: أنه قال لأبي الهياج الأسدي: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ?: ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته). رواه مسلم
قال المباركفوري في تحفة احوذي ((والظاهر أن رفع القبور زيادة على القدر المأذون فيه محرم. وقد صرح بذلك أصحاب أحمد وجماعة من أصحاب الشافعي ومالك. ومن رفع القبور الداخل تحت الحديث دخولاً أولياً، القبب والمشاهد المعمورة على القبور))
قال المناوي في فيض القدير (((وأن يبني عليه) قبة أو غيرها فيكره كل من الثلاثة تنزيهاً فإن كان في مسبلة أو موقوفة حرم بناؤه والبناء عليه ووجب هدمه قال ابن القيم: والمساجد المبنية على القبور يجب هدمها حتى تسوى الأرض إذ هي أولى بالهدم من مسجد الضرار الذي هدمه النبي صلى اللّه عليه وسلم وكذا القباب والأبنية التي على القبور وهي أولى بالهدم من بناء الغاصب اهـ. وأفتى جمع شافعيون بوجوب هدم كل بناء بالقرافة حتى قبة إمامنا الشافعي رضي اللّه عنه التي بناها بعض الملوك، والقول بكراهة التنزيه في القعود على القبور هو ما عليه الشيخان حتى قال في المجموع: إن الشافعي وجمهور أصحابه عليه لكنه في شرح مسلم قال: إنها للتحريم واحتج بهذا الحديث))
فهل هؤلاء الشافعية الذين أفتوا بهدم قبة الشافعي من الوهابية المتعصبين؟ وهل النووي كذلك وهو يحتج بالأحاديث الثابتة
وقال المخذول ((من أين له أن البربهاري يثبت الجلوس؟:
في نهايات القرن الثالث الهجري كانت هذه المسالة مشهورة وقد عدها كثير من الحنابلة فضيلة لرسول الله يكاد يكفر منكرها، وكان من المتعصبين لها المروزي شيخ البربهاري، ومن طالع كتاب السنة للخلال في هذه المسالة لم يشك فيما نقول وأنها كانت من عقائدهم، وأنا لا أعتبرها مسألة بدعة ولا ضلالة ولكن التصريح بإقعاده معه على العرش فيها شنعة لا سيما إذا صدرت ممن لا يقولون بالتأويل فإنها تكون طامة .. ولم الكلام استنتاجا وقد نص ابن ابي يعلي في طبقاته على هذا؟؟ قال:
((وسمعت أخي القاسم - نضر الله وجهه - يقول: لم يكن البربهاري يجلس مجلساً إلا ويذكر فيه أن الله عز وجل يقعد محمداً صلى الله عليه وسلم معه على العرش))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/41)
قلت إذاً لا تثريب على البربهاري فله سلف شيخه المرذي وأبو داود وعبدالله بن أحمد وغيرهم كثير
غير أن الخبر الذي أورده ابن أبي يعلى منقطع والأزهري محقق لا يقبل أي شيءٍ يذكره ابن أبي يعلى خصوصاً إذا أسنده فكيف قبل هذا؟
وللوقفات معه بقية
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 05:17 ص]ـ
ومن أين للأزهري المسكين أن أصحاب غلام خليل كانوا حنابلةً وغلام خليل ليس مترجماً في طبقات الحنابلة
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 05:24 ص]ـ
وقال الأزهري ((وقوام السنة لم يستقصي كل من صنف في السنة:
نعم هذا صحيح ونحن لم نقل بأنه استقصى، وإنما هذه وحدها كافية في الرد على من قال بأن أحدا لم يذكر مؤلفا في السنة لغلام خليل فهذا النفي من محققكم يكفي نقضه بما نقلناه عن قوام السنة بلا شك، وفي المنطق أن الجملة السالبة الكلية تنقض بموجبة جزئية، فنقضنا صحيح، وتعقبك علينا لا معنى له))
هكذا يتكلم عن نفسه بصيغة الجمع
ولكن كلام المحقق ما زال متجهاً وذلك أن قوام السنة لم يذكر نصاً من كتاب شرح السنة لغلام خليل بخلاف الذين أثبتوا كتاب السنة للبربهاري
ثم إننا لو اعتدننا بكلام قوام السنة لم يسعنا أن نهمل كلام العلماء الآخرين
وقال الأزهري ((يترك الذهبي ويحتج بفؤاد سزكين:
أنا ما احتججت بفؤاد سزكين أصلا حتى يلزمني الاحتجاج بالذهبي، ولو أن فؤادا وافقهم لما أصاب، وإنما ذكرناه لنؤكد أن المخطوط الوحيد الموجود في الظاهرية قد اطلع عليه غير واحد وعلموا من خلاله أنه لغلام خليل لا البربهاري، منهم فؤاد سزكين ومنهم رضا كحالة في معجم المؤلفين الذي جعل الكتاب من تأليف غلام خليل وأعاده في ترجمة البربهاري تقليدا .. بينما نجزم أن كلام الذهبي ومن وافقه إنما هو بناء على ما قرأه عند ابن أبي يعلى لا اطلاعا على مخطوط مسند فافهم هذا))
سبحان الله عندما يذكر عمر رضا كحالة هذا الكتاب في ترجمة غلام خليل يكون محققاً رآه في مخطوطة وعندما يذكره في ترجمة البربهاري يكون مقلداً
وجزم الأزهري أن الذهبي لم يرَ الكتاب وإنما ينقل من ابن أبي يعلى رجمٌ بالغيب
وللوقفات بقية
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 05:31 ص]ـ
الأزهري يهرف بما لا يعرف كعادته
فإما ان يثبت من كلام الحنابلة ان غلام خليل من اصحابهم
او: لا يتدخل في امور هو نفسه لا يفهمها فهو جهمي العقيدة فلماذا يحشر انفه في امور اهل السنة طالما ان هذا الكتاب لا يهمه سواء صحت نسبته للامام البربهاري او لم تصح؟؟؟؟
أئمة كبار أثبتوا هذا الكتاب للامام البربهاري و يأتي هذا المتعجرف و ينفيه عنه بدواعٍ هزيلة؟؟؟؟
يكفي في ثبوت الكتاب الشهرة و الاستفاضة , و الاسانيد ليست غاية في حد ذاتها , بل قد يقرأ الكتاب جماعة من المجهولين على احد شيوخهم فتتوثق هذه النسخة و تندثر باقي النسخ التي قرأها بعض الائمة على شيوخهم لعلو سند اولئك المجاهيل
فإذا استفاض جمع في تقرير نسبة هذا الكتاب لعالم و اجمعوا عليه نأخذ بإجماعهم , و كيف لا و قد ساق الامام ابن ابي يعلى كلام الامام البربهاري و هو مطابق لما في المطبوع؟
و من يطالع الشرح يجد مؤلفه يستشهد بكلام الامام احمد بن حنبل و هذا يعني ان مصنفه حنبلي كما قال اخي الخليفي
و الحنابلة اعلم بأصحابهم و كتبهم فما دخل الجهمية فيهم؟؟؟
و لو طبقنا قاعدته هذه على كتب ائمته من الجهمية لما سلمت لهم كتب عديدة
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 05:42 ص]ـ
وجزم الأزهري أن الذهبي لم يرَ الكتاب وإنما ينقل من ابن أبي يعلى رجمٌ بالغيب
و هذه دعوى منه تحتاج الى دليل , فإن كان لا يثق بكلام الامام ابن ابي يعلى و لا بنقله فكيف نثق نحن بجزم هذا الشخص و هو في هذا القرن؟؟؟
و هو أصلا لا يعتد بكلام الامام الحافظ الذهبي في مثل هذه الامور فله سابقة في مسألة كتابي " النقض على المريسي " و " الرد على الجهمية " للحافظ عثمان الدارمي حين ناقش هذه المسألة في احد منتديات الجهمية من نفاة العلو , فطعن في سنده رغم إقراره ان الحفاظ: ابن تيمية و الذهبي و ابن حجر و غيرهم شاهدوا اسناد المخطوطة - بل ان الحافظ الذهبي سمع الكتاب على شيخه أبي حفص القواس - و مع ذلك لم يعتد بإثباتهم لنسبة الكتاب للدارمي!!!
و هو إنما يذكر هذه الامور من باب ذر الرماد في العيون
فهذا رجل صاحب هوى , و غرضه محاربة أهل السنة ليس إلا , فالله حسيبه
ـ[عبدالله الغالبي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 06:05 م]ـ
[ B لا أرى تعارضاً بين كتاب ينسب إلى الإمام البربهاري كما نسبه إليه جمع ممن ترجم له.
وبين ما ينسب إلى غلام خليل فلا يبعد أن يكون لكل منهما كتاب بهذا الأسم.
ثانياً: بالنسبة للنقل عن الإمام أحمد فهذا لا يدل على قطعية أن الناقل حنبلي لأن الإمام ممن تنقل أقواله لشهرته وإمامته سواء كان الناقل حنبلياً أم غيره.
ثالثاً: من بداية الأمر كان من الخطأ نزع كتاب من مؤلف إلى مؤلف أخر بلا موجب.
فماالذي تدفع القحطاني والردادي لهذا العمل؟ فكتب أهل السنة كافية وليس هناك ما يدعو إلى ما فعلا.هي وجهة نظر والسلام عليكم [/ B]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/42)
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[16 - 05 - 07, 06:15 م]ـ
كشف تدليسات هذا الأزهري منذ زمن , و كذلك أبحاثه المتهافتة لم تخل من الطعن و التدليس
و الله المستعان ..
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 06:22 م]ـ
لأضحكنك اليوم يا مقدادي
يقول الأزهري ((تحقيق في سن البربهاري:
ابن الأثير في الكامل يقول عمره 76 سنة، والذهبي في سير أعلام النبلاء - (ج 15 / ص 93) يقول: وعاش سبعا وسبعين سنة.
والظاهر أن الذهبي جازم فقد قال هذا في النبلاء وفي تاريخ الإسلام .. فعلى هذا يكون عمره يوم مات غلام خليل خمس سنوات فحرام على القوم اتهام غلام خليل بسرقة كتاب في العقيدة ألفه طفل ابن خمس سنوات، يكفي غلام خليل أنه وضاع فلا تزيدوه مصيبة سرقة الكتب من الأطفال.
أما ابن الجوزي ـ وتبعه ابن كثير ـ فيقول عمره 96 سنة، وهذا أظنه وهما منه رحمه الله منشؤه الخلط بين البربهاري هذا وبين المسند المعمر أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري ثم البغدادي فإن هذا المحدث معروف أيضا بالبربهاري وهو المشهور بالتعمير، فقد ولد في 266هـ وتوفي 362هـ أي أنه عاش 96 سنة ـ كما قال ابن الجوزي ـ فكان اللائق ذكر هذا في ترجمة أبي بحر لكن ابن الجوزي ترجم لأبي بحر ولم يذكر هذا في ترجمته، فهذا هو المعمر لا أبو محمد، فما قاله الذهبي أقرب خاصة أن البربهاري الحنبلي لم يوصف بالتعمير وبقرينة زواجه آخر عمره بجارية فالسبيعين أليق به .. ))
يا سلااااااااااام على التحقيق
هذا هو الأزهري الذي يتكلم عن نفسه بصيغة الجمع وهو ضعيف في الحساب والذي يظهر ان الحساب لم يكن يدرس في الأزهر على أيامه
توفي غلام خليل في عام 275 وتوفي البربهاري في عام 329 _ ذكر ذلك الذهبي في تاريخ الإسلام _
وذكر الذهبي في السير أن البربهاري عاش 76 عاماً ومعنى هذا أن ميلاده كان عام 253 أي أنه كان في الثانية والعشرين من عمره عند وفاة غلام خليل
لا كما ذكر الأزهري المسكين
ويقول الأزهري ((والراوي عن غلام خليل _ أحمد بن كامل _ كان عمره عند وفاة غلام خليل خمسة عشر عاماًويستبعد أن يدفع كتاب لطفل في الرابعة عشرة أو الثالثة عشرة:
ابن كامل هذا معروف بالرواية عن غلام خليل:
قال ابن أبي يعلى في ترجمة أحمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل:
((نقل عن جده إمامنا أحمد فيما أخبرناه أبو بكر نزيل دمشق قراءة قال حدثني أبو القاسم الأزهري حدثنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا محمد بن أحمد بن صالح بن حنبل إملاء علينا في مجلس أبي محمد البربهارى حدثنا أبي أحمد بن صالح حدثنا جدي أحمد بن حنبل حدثنا روح بن عبادة عن مالك بن أنس عن سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء واحد)) اهـ أبو بكر نزيل دمشق هذا هو الخطيب البغدادي روى ذلك في تاريخه وابن ابي يعلى يدلسه ويلون اسمه في طبقاته ولا يصرح به، وفي هذه الرواية سماع الدارقطني في مجلس البربهاري والدارقطني مات سنة 385هـ فكيف يستبعدون إدراك ابن كامل له وقد مات 350هـ؟؟))
سبحان الله
أنا لم أتكلم على سماع أحمد بن كامل من البربهاري وإنما تكلمت على سماعه من غلام خليل
ولا يقولن أحد أنه قصد غلام خليل ولكنه كتب البربهاري فهو ينقل أخباراً فيها ذكر البربهاري فكيف يكون ذكر البربهاري سبق قلم
وذكر الذهبي في السير أن أحمد بن كامل كان ولد عام 360 يعني قبل وفاة غلام خليل ب15 عاماً
وأنا لم انكر تتملذ أحمد بن كامل على غلام خليل وإنما استبعدت أن يدفع إليه كتاب وهو في الخامسة عشر من عمره وذلك لأن الكتب في ذلك الوقت نفيسة جداً والكتب لا تدفع إلا للخاصة من أهل الحفظ والتثبت لئلا تضيع
وأما مجرد السماع فالسلف كانوا يحضرون صبيانهم إلى مجالس السماع ويكتبون لهم المحاضر في ذلك وقد حصل هذا مع ابن الجوزي وغيره
وأما ذكر ما ورد عن أحمد
فتحري ذكر مذهب أحمد من دون القهاء وتمييزه عن غيره يدل على أن كاتب الرسالة كان له اهتمام بمذهب أحمد
وهذا ينطبق على البربهاري
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[16 - 05 - 07, 06:33 م]ـ
ممن أثبته الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري
في فتح الباري (11/ 276)
بل نقله البربهاري عن الصحابة والتابعين وانه لا يحفظ عن أحد منهم أنه ترك تعاطي الرزق مقتصرا على ما يفتح عليه.
وفي شرح الكوكب المنير - (4/ 364)
قال البربهاري وهو الحسن بن علي من أئمة أصحابنا المتقدمين - في كتاب شرح السنة له: واعلم أنه ليس في لسنة قياس ولا يضرب لها الأمثال، ولا يتبع فيها الأهواء، بل هو التصديق بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا كيف ولا شرح، ولا يقال: لم؟ ولا كيف؟ فالكلام والخصومة والجدال والمراء محدث، يقدح الشك في القلب، وإن أصاب صاحبه السنة والحق - إلى أن قال - وإذا سألك رجل عن مسألة في هذا الباب، وهو مسترشد، فكلمه وأرشده، وإن جاءك يناظرك فاحذره فإن في المناظرة المراء والجدال والمغالبة والخصومة والغضب، وقد نهيت عن جميع هذا، وهو يزيل عن طريق الحق، ولم يبلغنا عن أحد من فقهائنا وعلمائنا أنه جادل أو ناظر أو خاصم.
وقال أيضا: المجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة، والمجالسة للمناظرة غلق باب الفائدة. انتهى.
ونقل منه ابن مفلح في الآداب مواضع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/43)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 06:35 م]ـ
ما أجمل فوائد المشرفين
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 06:59 م]ـ
ممن أثبته الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري
في فتح الباري (11/ 276)
بل نقله البربهاري عن الصحابة والتابعين وانه لا يحفظ عن أحد منهم أنه ترك تعاطي الرزق مقتصرا على ما يفتح عليه.
وفي شرح الكوكب المنير - (4/ 364)
قال البربهاري وهو الحسن بن علي من أئمة أصحابنا المتقدمين - في كتاب شرح السنة له: واعلم أنه ليس في لسنة قياس ولا يضرب لها الأمثال، ولا يتبع فيها الأهواء، بل هو التصديق بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا كيف ولا شرح، ولا يقال: لم؟ ولا كيف؟ فالكلام والخصومة والجدال والمراء محدث، يقدح الشك في القلب، وإن أصاب صاحبه السنة والحق - إلى أن قال - وإذا سألك رجل عن مسألة في هذا الباب، وهو مسترشد، فكلمه وأرشده، وإن جاءك يناظرك فاحذره فإن في المناظرة المراء والجدال والمغالبة والخصومة والغضب، وقد نهيت عن جميع هذا، وهو يزيل عن طريق الحق، ولم يبلغنا عن أحد من فقهائنا وعلمائنا أنه جادل أو ناظر أو خاصم.
وقال أيضا: المجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة، والمجالسة للمناظرة غلق باب الفائدة. انتهى.
ونقل منه ابن مفلح في الآداب مواضع.
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد القيمة
و قد نقل الامام العلامة ابن مفلح منه في كتابه الفروع حيث قال:
(وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَرْبَهَارِيُّ مِنْ مُتَقَدِّمِي أَصْحَابِنَا فِي كِتَابِهِ شَرْحِ السُّنَّةِ: وَإِذَا رَأَيْت الرَّجُلَ رَدِيءَ الطَّرِيقِ وَالْمَذْهَبِ، فَاسِقًا فَاجِرًا صَاحِبَ مَعَاصٍ، ظَالِمًا، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ فَاصْحَبْهُ وَاجْلِسْ مَعَهُ، فَإِنَّك لَيْسَ تَضُرُّك مَعْصِيَتُهُ وَإِذَا رَأَيْت عَابِدًا مُجْتَهِدًا مُتَقَشِّفًا، صَاحِبَ هَوًى، فَلَا تَجْلِسْ مَعَهُ، وَلَا تَسْمَعْ كَلَامَهُ، وَلَا تَمْشِ مَعَهُ فِي طَرِيقٍ، فَإِنِّي لَا آمَنَ أَنْ تَسْتَحْلِيَ طَرِيقَتَهُ فَتَهْلِكَ مَعَهُ)
قلتُ: و هذا نص صريح في إثبات نسبة هذا الكتاب للبربهاري
و قال في الآداب الشرعية:
(وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَرْبَهَارِيُّ فِي كِتَابِهِ شَرْحُ السُّنَّةِ: وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ فِي السُّنَّةِ قِيَاسٌ، وَلَا تُضْرَبُ لَهَا الْأَمْثَالُ، وَلَا يُتَّبَعُ فِيهَا الْأَهْوَاءُ، وَهُوَ التَّصْدِيقُ بِآثَارِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَا كَيْفٍ وَلَا شَرْحٍ، وَلَا يُقَالُ: لِمَ وَكَيْفَ؟ فَالْكَلَامُ وَالْخُصُومَةُ وَالْجِدَالُ وَالْمِرَاءُ مُحْدَثٌ يَقْدَحُ الشَّكَّ فِي الْقَلْبِ، وَإِنْ أَصَابَ صَاحِبُهُ الْحَقَّ وَالسُّنَّةَ وَالْحَقَّ، إلَى أَنْ قَالَ وَإِذَا سَأَلَك رَجُلٌ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي هَذَا الْبَابِ وَهُوَ مُسْتَرْشِدٌ فَكَلِّمْهُ وَأَرْشِدْهُ، وَإِنْ جَاءَك يُنَاظِرُك فَاحْذَرْهُ، فَإِنَّ فِي الْمُنَاظَرَةِ الْمِرَاءَ وَالْجِدَالَ وَالْمُغَالَبَةَ وَالْخُصُومَةَ وَالْغَضَبَ وَقَدْ نُهِيتَ عَنْ جَمِيعِ هَذَا، وَهُوَ يُزِيلُ عَنْ الطَّرِيقِ الْحَقِّ وَلَمْ يَبْلُغْنَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ فُقَهَائِنَا وَعُلَمَائِنَا أَنَّهُ جَادَلَ أَوْ نَاظَرَ أَوْ خَاصَمَ وَقَالَ الْبَرْبَهَارِيُّ الْمُجَالَسَةُ لِلْمُنَاصَحَةِ فَتْحُ بَابِ الْفَائِدَةِ، وَالْمُجَالَسَةُ لِلْمُنَاظَرَةِ غَلْقُ بَابِ الْفَائِدَةِ.
انْتَهَى كَلَامُهُ)
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 09:09 م]ـ
لأضحكنك اليوم يا مقدادي
يقول الأزهري ((تحقيق في سن البربهاري:
ابن الأثير في الكامل يقول عمره 76 سنة، والذهبي في سير أعلام النبلاء - (ج 15 / ص 93) يقول: وعاش سبعا وسبعين سنة.
والظاهر أن الذهبي جازم فقد قال هذا في النبلاء وفي تاريخ الإسلام .. فعلى هذا يكون عمره يوم مات غلام خليل خمس سنوات فحرام على القوم اتهام غلام خليل بسرقة كتاب في العقيدة ألفه طفل ابن خمس سنوات، يكفي غلام خليل أنه وضاع فلا تزيدوه مصيبة سرقة الكتب من الأطفال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/44)
أما ابن الجوزي ـ وتبعه ابن كثير ـ فيقول عمره 96 سنة، وهذا أظنه وهما منه رحمه الله منشؤه الخلط بين البربهاري هذا وبين المسند المعمر أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري ثم البغدادي فإن هذا المحدث معروف أيضا بالبربهاري وهو المشهور بالتعمير، فقد ولد في 266هـ وتوفي 362هـ أي أنه عاش 96 سنة ـ كما قال ابن الجوزي ـ فكان اللائق ذكر هذا في ترجمة أبي بحر لكن ابن الجوزي ترجم لأبي بحر ولم يذكر هذا في ترجمته، فهذا هو المعمر لا أبو محمد، فما قاله الذهبي أقرب خاصة أن البربهاري الحنبلي لم يوصف بالتعمير وبقرينة زواجه آخر عمره بجارية فالسبيعين أليق به .. ))
يا سلااااااااااام على التحقيق
هذا هو الأزهري الذي يتكلم عن نفسه بصيغة الجمع وهو ضعيف في الحساب والذي يظهر ان الحساب لم يكن يدرس في الأزهر على أيامه
توفي غلام خليل في عام 275 وتوفي البربهاري في عام 329 _ ذكر ذلك الذهبي في تاريخ الإسلام _
وذكر الذهبي في السير أن البربهاري عاش 76 عاماً ومعنى هذا أن ميلاده كان عام 253 أي أنه كان في الثانية والعشرين من عمره عند وفاة غلام خليل
لا كما ذكر الأزهري المسكين
ويقول الأزهري ((والراوي عن غلام خليل _ أحمد بن كامل _ كان عمره عند وفاة غلام خليل خمسة عشر عاماًويستبعد أن يدفع كتاب لطفل في الرابعة عشرة أو الثالثة عشرة:
ابن كامل هذا معروف بالرواية عن غلام خليل:
قال ابن أبي يعلى في ترجمة أحمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل:
((نقل عن جده إمامنا أحمد فيما أخبرناه أبو بكر نزيل دمشق قراءة قال حدثني أبو القاسم الأزهري حدثنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا محمد بن أحمد بن صالح بن حنبل إملاء علينا في مجلس أبي محمد البربهارى حدثنا أبي أحمد بن صالح حدثنا جدي أحمد بن حنبل حدثنا روح بن عبادة عن مالك بن أنس عن سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء واحد)) اهـ أبو بكر نزيل دمشق هذا هو الخطيب البغدادي روى ذلك في تاريخه وابن ابي يعلى يدلسه ويلون اسمه في طبقاته ولا يصرح به، وفي هذه الرواية سماع الدارقطني في مجلس البربهاري والدارقطني مات سنة 385هـ فكيف يستبعدون إدراك ابن كامل له وقد مات 350هـ؟؟))
سبحان الله
أنا لم أتكلم على سماع أحمد بن كامل من البربهاري وإنما تكلمت على سماعه من غلام خليل
ولا يقولن أحد أنه قصد غلام خليل ولكنه كتب البربهاري فهو ينقل أخباراً فيها ذكر البربهاري فكيف يكون ذكر البربهاري سبق قلم
وذكر الذهبي في السير أن أحمد بن كامل كان ولد عام 360 يعني قبل وفاة غلام خليل ب15 عاماً
وأنا لم انكر تتملذ أحمد بن كامل على غلام خليل وإنما استبعدت أن يدفع إليه كتاب وهو في الخامسة عشر من عمره وذلك لأن الكتب في ذلك الوقت نفيسة جداً والكتب لا تدفع إلا للخاصة من أهل الحفظ والتثبت لئلا تضيع
وأما مجرد السماع فالسلف كانوا يحضرون صبيانهم إلى مجالس السماع ويكتبون لهم المحاضر في ذلك وقد حصل هذا مع ابن الجوزي وغيره
وأما ذكر ما ورد عن أحمد
فتحري ذكر مذهب أحمد من دون القهاء وتمييزه عن غيره يدل على أن كاتب الرسالة كان له اهتمام بمذهب أحمد
وهذا ينطبق على البربهاري
أضحك الله سنك
على قولك فالظاهر انهم كانوا يدرسون علم الكلام قبل علم الحساب!
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 09:15 م]ـ
شنّع الأزهري الجهمي على الإمام البربهاري لقوله بعقيدة الجلوس - على حد تعبيره -
هيا أرنا شجاعتك يا ضيغم زمانك و شنّع على ابن العربي المالكي الأشعري الذي أثبت عقيدة القعود!!!!
يقول ابن العربي: ((المسألة الخامسة: في تنقيح الأقوال وتصحيح الحال: قد بينا في السالف في كتابنا هذا وفي غير موضع عصمة الأنبياء صلوات الله عليهم من الذنوب،وحققنا القول فيما نسب إليهم من ذلك، وعهدنا إليكم عهدا لن تجدوا له ردا أن أحدالا ينبغي أن يذكر نبيا إلا بما ذكره الله، لا يزيد عليه، فإن أخبارهم مروية،وأحاديثهم منقولة بزيادات تولاها أحد رجلين: إما غبي عن مقدارهم، وإما بدعي لارأي له في برهم ووقارهم، فيدس تحت المقال المطلق الدواهي، ولا يراعي الأدلة ولاالنواهي؛ وكذلك قال الله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص}، أي أصدقه على أحد التأويلات، وهي كثيرة بيناها في أمالي أنوار الفجر. فهذا محمد صلى الله عليه وسلم ما عصى قط ربه، لا في حال الجاهلية ولا بعدها، تكرمة من الله وتفضلا وجلالا، أحله به المحل الجليل الرفيع،ليصلح أن يقعد معه على كرسيه للفصل بين الخلق في القضاء يوم الحق.
وما زالت الأسباب الكريمة، والوسائل السليمة تحيط به من جميع جوانبه والطرائف النجيبة تشتمل على جملة ضرائبه، والقرناء الأفراد يحيون له، والأصحاب الأمجاد ينتقون له من كل طاهر الجيب، سالم عن العيب، بريء من الريب، ... الخ)) أحكام القرآن 3/ 1542
و انتظروا تأويلات و تبريرات الأزهري!!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/45)
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 09:38 م]ـ
و ممن أثبته: الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في شرحه لصحيح البخاري حيث نقل منه مرتضيا مقراً فقال:
" و قال البربهاري: الصلوات لا يقبل الله منها شيئاً إلا أن تكون لوقتها، إلا أن يكون نسياناً؛ فإنه معذور، يأتي بها إذا ذكرها، فيجمع بين الصلاتين إن شاء "
ـ[ابن السائح]ــــــــ[16 - 05 - 07, 11:00 م]ـ
وذكر الذهبي في السير أن أحمد بن كامل كان ولد عام 360 يعني قبل وفاة غلام خليل ب15 عاماً
جزاك الله خيرا ووفقك
وقع منك سبق رقن ورقم
والصحيح أنه ولد سنة 260 كما تعلم
ونبهتُ عليه لئلا يتمسك به متجهّم فيبني عليه علالي وقصورا!!
ومثل هذه الأخطاء غير المقصودة لا يسلم منها كبير أحد
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[16 - 05 - 07, 11:53 م]ـ
أضحك الله سنك أخي المنتفجي ...
لا أعلم كيف أستطيع الآن أن أرى الأزهري من غير أن أضحك ...
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 12:47 ص]ـ
جزى الله الأخ ابن السائح خيراً
وكذلك الأخوين المقدادي والبحراني
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 10:51 م]ـ
ونتابع مع الأزهري
يقول الأزهري ((وغلام خليل أثنى الذهبي على عقيدته وكذا قوام السنة بشهادة الأشعري وإنما تكلموا في روايته:
هذا يقصدني بالأشعري، وما قاله لا يدفع شنعة التزوير والتلاعب، ثم إني لم أشهد على قوام السنة بشيء فإن قوام السنة لم يزد على ذكر من صنف في السنة وإلا فلا يخفى على قوام السنة ما كان عليه غلام خليل من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يحمده ابن مذهبه ابن الجوزي فقال عنه في كتابه (القصاص والمذكرين) في الباب العاشر منه المترجم: في التحذير من أقوام تشبهوا بالمذكرين فأحدثوا وابتدعوا حتى أوجب فعلهم إطلاق الذم للقصاص. قال ابن الجوزي 79:
((قال أبو الحسين الخياط: مررت بأبي عبد الله غلام خليل وهو في مجلسه ببغداد، وقد قام على أربع! فقلت لبعض أهل المجلس: ويحكم! ما شأن أبي عبد الله؟ فقال: يحكي عبدالرحمن بن عوف على الصراط يوم القيامة. قال: ومررت به يوما آخر في مجلس له وهو ماد يديه قد حنى ظهره، فقلت: لبعضهم ما حاله؟ قال: يحكي كيف يلقي الله كنفه على عبده يوم القيامة)) اهـ.
وأنا أتعجب من ابن الجوزي كيف حكى هذا دون أي تعليق وكأنه يقره تماما، فأبو الحسين الخياط هذا من رؤوس المعتزلة في العراق فأخشى أن يكون بالغ إمعانا في شين الحنابلة ـ وإن كان غلام خليل قد شان نفسه بنفسه أصلا ـ لكن إن صح ذلك عنه فهو حشوي جاهل، ولا أدري ما يقول الوهابية فيه وهو من المغالين في زيارة قبر أحمد واصحابه بنوا على قبره قبة وكان على جانب من التصوف))
قلت قوام السنة ذكر من صنف في السنة على اعتقاد أهل السنة
وأما الرواية ذكرها الأزهري فقد أعلها بنفسه ومع ذلك يتردد في صحتها وهذا يكفينا
والأزهري ما زال مصراً على أن غلام خليل حنبلي
وأما دعواه أن غلام خليل كان يغلو في قبر أحمد فتحتاج لدليل
ونحن لم ننكر كذبه ولكن عقيدة الرجل شيء وحديثه شيء آخر
ويقول الأزهري ((رؤية الله في المنام واصطلام الصوفية:
ففي طبقات الحنابلة - (ج 1 / ص 100)
قال البربهاري سمعت الفتح بن شخرف يقول رأيت رب العزة تبارك وتعالى في النوم فقال: يا فتح احذر ألا آخذك على غرة قال: فتهت في الجبال سبع سنين.
تاريخ بغداد - (ج 5 / ص 405)
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي أخبرنا أبو الفضل الزهري عبيد الله بن عبد الرحمن قال: سمعت أبا الطيب المعلم يقول: سمعت البربهاري يقول: سمعت فتح بن شخرف يقول: رأيت رب العزة تعالى في النوم فقال: يا فتح احذر لا آخذك على غرة قال: فتهت في الجبال سبع سنين))
قلت في مثل هذه الحال يقال رواية الرجل شيء ورأيه شيء آخر وقد روى علماء أهل السنة عن جماعة من أهل البدع ما يستدل به على ابتداعهم ولم يعلقوا عليه بشيء
علماً بأن رؤية الله في المنام جوزها جماعة من أهل العلم
ولشيخ الإسلام كلام في هذه المسألة في ((بيان تلبيس الجهمية))
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[19 - 05 - 07, 12:41 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي المنتفجي ..
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 02:05 ص]ـ
وفيك بارك
جاء في شرح السنة للبربهاري ((والمحنة في الإسلام بدعة وأما اليوم فيمتحن بالسنة لقوله إن هذا العلم دين فانظروا ممن تأخذون دينكم ولا تقبلوا الحديث الا ممن تقبلون شهادته فانظر إن كان صاحب سنة له معرفة صدوق كتبت عنه وإلا تركته))
هذا الكلام يستبعد صدوره من رجل يرى جواز الكذب في الحديث للترغيب والترهيب مثل غلام خليل
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[08 - 06 - 07, 11:47 ص]ـ
ونقل القاضي أبو يعلى عن هذا الكتاب ونسبه إليه في مبحث العقل من كتابه العدة في أصول الفقه، ونقل عنه أبو الخطاب الكلوذاني في التمهيد في أصول الفقه ونسبه إليه (أعني إلى البربهاري)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/46)
ـ[المقدادي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 12:19 م]ـ
ونقل القاضي أبو يعلى عن هذا الكتاب ونسبه إليه في مبحث العقل من كتابه العدة في أصول الفقه، ونقل عنه أبو الخطاب الكلوذاني في التمهيد في أصول الفقه ونسبه إليه (أعني إلى البربهاري)
بارك الله فيك
هلا نقلت لنا هذه النصوص من الكتابين؟؟؟
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[08 - 06 - 07, 02:46 م]ـ
وفيك بارك.
لست قريبا من الكتابين الآن؛ لكن سأنقلها غدا السبت إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 07:43 م]ـ
وللفائدة تنظر هذه المواضع فقد نقل أصحابها نقولاً عن البربهاري وهي بحرفها في الكتاب المطبوع:
1 - مجموع الفتاوى 7/ 513.
2 - العلو للذهبي 2/ 1260.
3 - تاريخ الإسلام للذهبي 24/ 258.
4 - الفروع لابن مفلح 2/ 149.
مستفاد من مقدمة محقق نسخة دار المنهاج.
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - 06 - 07, 01:53 ص]ـ
و هذا رد الشيخ بدر بن علي العتيبي على الأزهري حول نسبة هذا الكتاب للإمام البربهاري:
" حقيقة نسبة شرح السنة للبربهاري "
و ليت أحد الأخوة الكرام يفرّغه هنا في هذا الموضوع مع التنسيقات و الصور التي فيه
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[27 - 06 - 07, 02:38 م]ـ
حقيقة نسبة كتاب
" شرح السنة "
للإمام البربهاري
كتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد وردتني رسالة من أحد الإخوان الفضلاء، والصلحاء الأجلاء، وبعد السلام والسؤال عن الحال، أرفق معها ورقات كتبها المسمى بالأزهري في بعض مواقع الشبكة الإلكترونية يشكك فيها في نسبة كتاب " شرح السنة " للإمام أبي محمد الحسن بن علي البربهاري [ت: 329هـ]، وطلب الأخ المذكور النظر في مصداقية ما ذكره الأزهري، فأقول:
لا تثريب عليه إن شكك في ذلك فللشبهة احتمال لدى الفريقين، وإنما التثريب في استغلال هذا الأمر للنيل من الأمانة، والاتهام بالخيانة، وغير ذلك من نفثات صدره من التهكم والتعيير الذي هو ديدن بني جنسه اليوم، بل وفي كل يومٍ عندما أجدبت قلوبهم من غيث الوحيين، وعميت أبصارهم عن رؤية كتب السالفين، فهو وأمثاله لم يعرف للتوحيد والسنة كتباً إلا ما ترسب من حثالة دين الجهم بن صفوان بعد المائة الثالثة.
فَهُم من أبعد الناس عن كتب القرون المفضلة الأولى المدونة الصحيحة في أبواب الاعتقاد، ولهذا لم يجدوا إلا التجني عليها بالتشكيك والتكذيب، وما أجمعت الأمة عليه بالقبول سقى أكبادهم السموم، ولو كان الأمر بأيديهم لمزقوها أشد التمزيق:
فلا يستطيع هؤلاء إنكار " كتاب التوحيد " من صحيح الإمام البخاري.
ولا يستطيعون إنكار كتابه الآخر " خلق أفعال العباد " وهو عمدة في نقض مذهب الجهمية.
ولا يستطيعون إنكار " كتاب الرد على الجهمية " من سنن أبي داود.
ولا يستطيعون إنكار " كتاب الرد على الجهمية " من سنن ابن ماجه.
ولا يستطيعون إنكار " كتاب النعوت " من سنن النسائي الكبرى.
ولا يستطيعون إنكار تقريرات الإمام الترمذي ونقضه لكلام الجهمية في "سننه" في مواطن عدة.
ولا كتاب الرد على الجهمية من سنن الدارمي!.
فلنترك – جدلاً - بعد ذلك كلّ الكتب التي يشككون في نسبتها يوماً بعد يومٍ، وليحدثوا الناس بما في هذه الكتب بعيداً عن تحريفاتهم وتخريفاتهم، وصرفهم للكلام إلى ما يشتهون ويظنون!، وليصونوا كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من تحريفات الجهم بن صفوان، وتأويلات بشر المريسي، واللوازم الكلامية للرازي وأضرابه.
فهل يستطيع منهم اليوم من يتلو هذه الكتب في محافل الناس ومجتمعاتهم؟!.
والله لا يكون ذلك منهم!: لأن هذا يهدم أصلهم، وينقض عِقْدَهم، وحالهم حال أسلاف كل مبطلٍ كذاب: (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) (المنافقون: 4)، فالكتاب والسنة عند حزبهم محل ظنٍّ وشبهة، يحتاجان إلى يقينيّاتهم الملفقة!.
بل ظاهر نصوص الكتاب والسنة - عندهم - الكفر والعياذ بالله.
ألم يقل عالم الأزهر يوسف الدجوي!: (يتمسك كثير من الناس بظواهر الآيات وهو غلط فاحش يؤدي إلى الكفر) (1).
ومثله قول عليش المالكي: (إن كثيراً من القرآن والأحاديث ما ظاهره صريح الكفر، ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) (2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/47)
ومثل ذلك قول الصاوي في " حاشيته " في تفسير سورة الكهف: (لا يجوز تقليد ما عدا المذاهب الأربعة، ولو وافق قول الصحابة والحديث الصحيح والآية، فالخارج عن المذاهب الأربعة ضال مضل!!، وربما أداه ذلك للكفر لأن الأخذ بظاهر الكتاب والسنة من أصول الكفر) (3).
فأي عقولٍ لهؤلاء القوم؟!.
ولهذا لا يعجب المسلم من دفن هؤلاء وأمثالهم لكتب السنة وأخبار الصفات، وإنكارهم للتحديث بها وروايتها، فهي عليهم أشد من وقع السنان.
__________________
(1) " مجموع مؤلفات وفتاوي الدجوي " (1/ 387).
(2) " تنزيه السنة والقرآن " (ص: 34) للشيخ أحمد بن حجر آل بو طامي.
(3) وهذا من أقبح الكلام وأفسده والعياذ بالله منه ومن صاحبه!، وقد رد على هذه المقالة الملعونة العلامة أحمد بن حجر آل بو طامي - رحمه الله - بكتابه " تنزيه السنة والقرآن عن أن يكونا من أصول الضلال والكفران "، وقبل ذلك يراجع ما قيدته أنامل شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى في نقض هذه الشبهة الملعونة في كتابه " التسعينية " و " العقيدة التدمرية ".
[فائدة متممة]
لما كانت أيام محنة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى مع المخالفين لعقيدة أهل السنة في الصفات، كان الإمام أبو الحجاج المزي حامل لواء الرواية والجرح والتعديل في زمانه يحدث في "الجامع الأموي" في دمشق بكتاب " خلق أفعال العباد " للإمام البخاري، فما كان من أدعياء الانتساب للأشعري - وهم أتباع جهمٍ شاءوا أم أبوا! – إلا أن ضاق عطنهم بسبب ذلك، وقالوا إنما يريدنا بهذا الكلام!، فسعوا عند السلطان فحبسه، فلما بلغ أبا العباس شيخ الإسلام ابن تيمية ذلك، وأن الإمام المزي سُجن، ذهب مع جملة من أصحابه وأخرجوه من السجن.
فهل يستطيع أدعياء لزوم طريقة (أهل السنة والجماعة) من الأشاعرة المريّسية اليوم تدريس هذا الكتاب في المسجدين الأموي والأزهر؟!.
لسان حال الواقع يقول: هذا مستحيل!!.
فبعد هذا كله لا نعجب من محاولات التشكيك من هؤلاء القوم في كل المؤلفات المدونة في التوحيد والسنة، فهم يتتابعون على ذلك على مرّ العصور، وكم باءت محاولاتهم بالفشل، فلا تزال الكتب التي شككوا فيها ينتفع الناس بها، وتقرأ في مشارق الأرض ومغاربها، لأن النصر موكول بما فيها من الحق لا بحول أحدٍ من البشر ولا قوته، لما استقامت مضامينها على ما في الكتاب والسنة كان لها من الحفظ والصيانة والبقاء نصيباً من ذلك، فكلمة الله هي العليا، وجند الله هم الغالبون.
وقد بلغني تشكيك هذا المعتوه في كتبٍ عديدة من كتب أهل السنة، فأبطل الله شديد مكره، ورد كيده في نحره، ومن ذلك – فيما يبلغني – طعنه في صحة نسبة كتاب "الرد على بشر المريسي" للإمام عثمان بن سعيد الدارمي!، فإن صحّ ذلك عنه، فليبك على نفسه، وليحمل من التراب ويسكب على أم رأسه، نهاية الخزي والخيبة، وقد صدق المصطفى الخليل عليه أفصل الصلاة والسلام عندما قال: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت).
فهؤلاء قوم لا يستحون.
وقد مضى من أسلافهم من لا دين له ولكن في رأسه عقلٌ يردعه عن مقارفة موجبات الطعن في الأمانة والعقل.
واليوم تزايد كَلَب الهوى في قلوب هؤلاء وعقولهم فأضاعوا الدين الذي يعظهم، والعقل الذي يردعهم كالحميري وسعيد فودة وهذا الأزهري وأضرابهم، فتكلموا بكلام المجانين، وتجاسروا على ما هاب أسلافهم من الإشارة إليه، فضلاً على النطق به، فضلاً على اتخاذه ديناً يدان به، فسوف يكون حالهم كحال من ذاب من أسلافهم في مزبلة التاريخ، ولكنهم (قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ).
وأنشدوا فيه:
فلو لبس الحمار لباس خزٍّ ... لقال الناس: يا لك من حمارِ
تنبيه
أوهم الأزهري أنه الوحيد الذي اكتشف الحقيقة المخفية على حد زعمه!!، وأن قضية الاختلاف بين النسخة المخطوطة ونسبة الكتاب للباهلي وما اشتهر من نسبتها إلى البربهاري أعرض عنها المحققان!.
وهذا كذب؛ بل من صدق أمانة أهل التحقيق ذكر الكلام في هذا الإشكال، والجواب عنه بما هو مدون هناك، فلينتبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/48)
ثم ليعلم أنه ثبت لي بشهادة العدول أن هذا الأزهري هو المدعو عبدالرؤوف جمعة مبارك حبيب البحريني الأزهري، وقد عرفه من حوله ببلادة الذهن، وضحالة العلم، والتهور بالتطاول على الأئمة الأعلام، والنيل الشديد من شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
ولا غرو أن يخلوَ الزمان له ولأمثاله، وتتكلم الرويبضة، ويتجاسر الأطفال على فطاحل الرجال من وراء الستار بالاسم المستعار!.
تباً له ولمن على شاكلته: هلاّ اقتدوا بثمانين عالمٍ من معاصري شيخ الإسلام ابن تيمية شهدوا له بالإمامة ومشيخة الإسلام؟!.
لقد تجشم هذا المأفون مرتقىً عالياً، واسترخص مطلباً غالياً، لسخف عقله، ورداءة أخلاقه، هو وأضرابه من سخفاء العصور المتأخرة كالكوثري ومن انتهج نهجه المنحرف، فليزدادوا هموماً إلى هموهم، ويقاسوا غموماً على غمومهم، فسوف تبقى كتب أهل السنة والتوحيد، وأئمة الهدى والنور: خالدة منصورة رفيعة بوعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، وجند الله هم الغالبون.
فصل
ثم يقال لا يخلو انتقاد الأزهري من ثلاثة مقاصد:
الأول: الطعن باختلاف النسبة بغض النظر عن المؤلف والمضمون.
الثاني: الطعن في المؤلف بعد تصحيح النسبة لأحدهما.
الثالثة: الطعن في المضمون.
? أما [الطعن في المضمون] فقد زعم الأزهري أن المضمون لا مطعن فيه وأنه موافق للعقيدة الصحيحة فقال: (فإنه لا يشتمل من أوله إلى آخره على ما يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة، اللهم إلا مواضع انتقدها عليه المحققان الوهابيان وأخرى قابلة للتأويل).
ولا شك أنه يريد بذلك عقيدة التجهم التي يعتقدها، فأقول:
هذا الكتاب الذي تقول بأنه لا يشتمل من أوله إلى آخره على ما يخالف عقيدتك، قال فيه مؤلفه رحمه الله: (والإيمان بالرؤية يوم القيامة يرون الله عز وجل بأعين رؤوسهم).
فهل من عقيدتكم أن الله تعالى يُرى بأعين الرؤوس حقيقة؟!.
وهذا الكتاب الذي تقول بأنه لا يخالف عقيدتك قال فيه صاحبه: (وكل ما سمعت من الآثار شيئا مما لم يبلغه عقلك نحو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل " وقوله: " إن الله ينزل إلى السماء الدنيا " و " ينزل يوم عرفة " و " ينزل يوم القيامة " و " إن جهنم لا يزال يطرح فيها حتى يضع عليها قدمه جل ثناؤه " وقول الله تعالى للعبد: " إن مشيت إلي هرولت إليك " وقوله: " خلق الله آدم على صورته " وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت ربي في أحسن صورة " وأشباه هذه الأحاديث فعليك بالتسليم والتصديق والتفويض والرضا ولا تفسر شيئا من هذه بهواك فإن الإيمان بهذا واجب فمن فسر شيئا من هذا بهواه ورده فهو جهمي).
فهل من عقيدتك أن الذي يفسر هذه الأخبار بما يخالف ظاهرها أنه جهمي؟!.
وهذا الكتاب الذي تقول بأنه من أوله إلى آخره لا يخالف عقيدتك فيه قول المؤلف: (والإيمان بأن الله هو الذي كلم موسى بن عمران يوم الطور وموسى يسمع من الله الكلام بصوت وقع في مسامعه منه لا من غيره فمن قال غير هذا فقد كفر بالله العظيم).
فهل من عقيدتك إثبات الصوت لله تعالى؟!.
وهذا الكتاب الذي تزعم أنه موافق لعقيدتك فيه: (واعلم أنه إنما جاء هلاك الجهمية من أنهم فكروا في الرب عز وجل فأدخلوا: لم وَ كيف، وتركوا الأثر ووضعوا القياس).
فمن الذي وضع القياس، وألزم الله تعالى بصفات المحدثين وقاس المخلوق بالخالق ثم جاء بالتعطيل والتأويل المبتكر المتذبذب؟!.
وهذا الكتاب الذي تزعم أنه موافق لعقيدتك فيه قول المؤلف: (وإذا رأيت الرجل يحب أبا هريرة وأنس بن مالك وأسيد بن حضير فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله وإذا رأيت الرجل يحب أيوبا وابن عون ويونس بن عبيد وعبد الله بن إدريس الأودي والشعبي ومالك بن مغول ويزيد بن زريع ومعاذ بن معاذ ووهب بن جرير وحماد بن زيد وحماد بن سلمة ومالك بن أنس والأوزاعي وزائدة بن قدامة فاعلم أنه صاحب سنة وإذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل والحجاج بن المنهال وأحمد بن نصر وذكرهم بخير وقال قولهم فاعلم أنه صاحب سنة).
فلماذا هؤلاء من دون غيرهم؟!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/49)
أتريد أن آتيك من كلامهم ما تُمتحن به في دينك؟، فإن قبلت أُفحمت، وإن رفضت زللت وضللت وخالفت هذه العقيدة التي تدعي موافقتها لعقيدتك!.
فهذه العقيدة تنقض عقيدة أهل التعطيل والتأويل والتجهيل من أصولها، ولهذا ضاق عطنكم بها، والله المستعان.
? أما إن كان هذا التشكيك [للطعن في المؤلف]، فمن يكون منهما فكلاهما صاحب سنة وفضل وزهد، ولا يضر بالعقيدة جرح من جُرح منهما، فلم يجرح أحدٌ منهما في عقيدته كما سيأتي إيضاحه.
أما البربهاري أبو محمد الحسن بن علي بن خلف [ت: 329هـ] – رحمه الله تعالى – فهو إمامٌ في المعتقد والرواية، ولم يُغمز في عقيدته بشيء، ولا في روايته.
ولا يغمز في دين البربهاري إلا فاسد الدين، منحرف العقيدة.
قال الذهبي في " العبر " [1/ 129]: (الفقيه القدوة، شيخ الحنابلة بالعراق، قالاً وحالاً وحلالاً، وكان له صيت عظيم، وحرمة تامة).
وقال الحافظ ابن كثير [11/ 213]: (العالم الزاهد، الفقيه الحنبلي، الواعظ ... وكان شديداً على أهل البدع والمعاصي، وكان كبير القدر تعظمه الخاصة والعامة).
ولعلو منزلته، وصدق عقيدته، وشهرته بذلك في عصره وبعد عصره جُعل محنة يميز بمحبته بين صاحب السنة وصاحب البدعة، ففي " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي [12/ 66] قال: (أبو عبد الله بن بطة الفقيه إذا رأيت البغدادي يحب أبا الحسن بن بشار وأبا محمد البربهاري فاعلم انه صاحب سنة).
أما مسألة الإقعاد على العرش التي يعيّر الأزهري وشيعته الإمام البربهاري - رحمه الله – بها، فلا تثريب على البربهاري في ذلك، ولا تضره في عقيدته، بل ولا يستنكرها صاحب سنة، وإنما يستنكرها من لا يؤمن بعلو الله تعالى من الجهمية المعطلة أمثال هذا الأزهري.
فهي مسألة مقررة عند أهل العلم، محررة في كتب العقائد والتفسير، قال بهذا القول قبله جملة من أهل العلم، وهو قول معتبرٌ عندهم، كما قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى [ت: 310هـ] في "تفسيره" وهو عصري البربهاري: (وهذا وإن كان هو الصحيح – يعني تفسير المقام المحمود بالشفاعة - من القول في تأويل قوله: (عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ رَبّكَ مَقاما مَحْمُودا) [الإسراء: 79] لما ذكرنا من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين، فإن ما قاله مجاهد من أن الله يُقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه، قول غير مدفوع صحته، لا من جهة خبر ولا نظر).
وقال القرطبي في " تفسيره " (وروي عن مجاهد أيضا في هذه الآية قال: يجلسه على العرش. وهذا تأويل غير مستحيل).
ويقول: (وليس إقعاده محمدا على العرش موجبا له صفة الربوبية أو مخرجا له عن صفة العبودية، بل هو رفع لمحله وتشريف له على خلقه).
والمقصود أن هذه القول لا يوجب عظيم النكير الذي تبناه الجهمية ضد الإمام البربهاري في عصره، وبعد عصره، فهو قول مروي عند أهل العلم بالتفسير معتبر بين أقوال العلماء لا يوجب تضليلاً ولا تبديعاً على فرض القول بخطئه.
أما ما نقله الأزهري من " الكامل " لابن الأثير إنما لأنه يوافق هواه، وكلٌ على شاكلته يقع، ولم يذكر هذا أحدٌ قبل ابن الأثير – فيما أعلم -، وعنده ما عنده من الخلل في موقفه من أهل السنة وعقيدتهم.
مع أن أمر المحنة مشهور، وقد ذكرها ابن الجوزي [ت: 597هـ] في " المنتظم " وهو يروي عن البربهاري بواسطة واحدة، ولم يذكر ما ذكره ابن الأثير.
وقد نقل بعض هذه القصة الذهبي في " التاريخ الكبير " [5/ 434] وذكرها بصيغة التمريض.
ثم لو صح هذا الخطاب بتلك الصورة ففيه الضلال والكذب، الضلال بجحد ما ثبت في الكتاب والسنة من صفات الله تعالى، والكذب حيث نسب إلى أهل السنة ما لم يقولوه.
ومن ذلك قوله: (تارة أنّكم تزعمون أنّ صورة وجوهكم القبيحة السمجة على مثال ربّ العالمين).
وهذا تعريض وتشويه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق آدم على صورته) وقد نص الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه على أن الضمير يعود على الله عز وجل.
ومن ذلك قوله: (وتذكرون الكفّ والأصابع والرجلَيْن).
والله تعالى يقول: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) (المائدة: 64).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/50)
وقال تعالى: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ) (صّ:75).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما تصدق أحدٌ بصدقة من طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربّي أحدكم فلوّه أو فصيله) رواه الإمام مسلم في "صحيحه ".
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن .. ) رواه الإمام مسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث تحاجج الجنة والنار، وفيه: (فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله فتقول: قط قط) رواه البخاري ومسلم.
ومن ذلك قوله: (والنزول إلى الدنيا).
وهذا مصادم لصريح السنة النبوية الصحيحة المتواترة باتفاق أهل السنة، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخير .. ) الحديث رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي ذلك الكتاب المفترى الذي ذكره ابن الأثير: جمل أخرى على منوال ما تقدم في الضلال والتزوير.
ولا يخفى مخالفتها لصريح القرآن والسنة وعقيدة أهل السنة، فلو صح وأن تُلي هذا الخطاب من ذلك الخليفة ففيه ما فيه من الرد على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا يقبل ولا نعمة ولا كرامة عين، وبه يظهر مخالفة ابن الأثير للطريق القويم، وميله إلى تأييد هذا الخطاب إن صح منه النقل، والله المستعان.
أما غلام خليل: أحمد بن محمد بن غالب الباهلي [ت: 275هـ]، فغاية ما ورد من طعن العلماء فيه إنما في روايته، وأما في زهده و ورعه وعقيدته فلم ينتقد عليه في ذلك بشيء.
قال الذهبي " سير أعلام النبلاء " [13/ 283]: (وكان له جلالة عجيبة، وصولة مهيبة، وأمر بالمعروف، واتباع كثير، وصحة معتقد، إلا أنه يروي الكذب الفاحش، ويرى وضع الحديث، نسأل الله العافية).
وكما نقل الأزهري: ذِكْرَ قوامِ السنةِ الأصبهاني لغلامِ خليل فيمن صنف في عقيدة أهل السنة، وهذا فيه ما يفسد على الأزهري سعيه حيث احتج بما هو عليه حجة، فكلام الأصبهاني يفيد الاعتداد بالباهلي في عقيدته، وأنه من أهل السنة.
وضعفه في الرواية لا يطعن في صحة كلامه وإنما يضر بصدق تحمله عمن فوقه، وكم من راوٍ للحديث حفظت له العبارات الرائقة المفيدة، والحكم البليغة، وغير ذلك من النصوص، ومع ذلك هو مطعون في روايته، أو متهم في نقله.
والكلام في هذا الكتاب ليس عن راويته ونقله وإنما عن دينه في نفسه، فإن كان الكتاب له فلا مغمز فيه.
فإذا كان الكلام هنا ليس عن روايته وإنما عن قوله - على فرض صحة نسبة الكتاب له – فهذا يقبل كما يقبل كلام الحكمة ممن قاله سواء كان يهودياً أو نصرانياً كما في أخبار بني إسرائيل، وكما قُبل قول العديد من الضعفاء والمتهمين من أهل الزهد والحكمة، فخلاصة الكلام أن قوله الموافق للحق مقبول ولا يضره كذبه في الرواية.
تنبيه: أخطأ الشيخ الردادي في الاكتفاء بإبطال نسبة الكتاب للباهلي بحكاية كذب الباهلي، وأبعد القول لما ظن أن الباهلي سرق الكتاب من البربهاري وهذا محال!، لأن الباهلي متقدم على البربهاري، وحين وفاة الباهلي كان البربهاري في يرعان شبابه، بل كيف يستقيم ذلك مع احتجاج الأخ الردادي بذكر البربهاري للقرن الرابع في كتابه، والباهلي قد مات في القرن الثالث؟!.
فعلى ما تقدم فمهما يكن صاحب الكتاب لا يضر مع سلامة المضمون، وسلامة دين الطرفين، فكلاهما صاحب توحيد وسنة فلا يختلف الحال إلى أيهما
نسب، مع أن القول بنسبته للإمام البربهاري أقوى لوجوه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/51)
الوجه الأول: نسبة الإمام ابن أبي يعلى هذا الكتاب إلى البربهاري في كتابه "طبقات الحنابلة" [2/ 18]، وابن أبي يعلى توفي عام 526هـ، وهو يروي عن البربهاري بواسطتين كما في أخبارٍ عدة في ترجمة البربهاري وغيرها، وهذه النسخة الوحيدة المخطوطة ما بين ناسخها في القرن السادس إلى المنسوبة إليه خمس وسائط كما في إسنادها السماعي، ولا شك أن ابن أبي يعلى أقرب وأثبت لقربه من زمن البربهاري، فهذا مما يؤكد احتمال الوهم على أحد رواة الكتاب ويؤكده الوجه الثاني:
الوجه الثاني: وهو أن الكتاب من قبل المائة السادسة لم ينسبه أحدٌ إلى الباهلي، بل ولا بعد ذلك، فلو كان هذا الكتاب له لاشتهر كما اشتهر غيره بعكس الحال مع البربهاري فقد نسب إليه هذا الكتاب من أقرب الناس إلى عصره وهو القاضي ابن أبي يعلى مع خبرته الفائقة بالحنابلة ومصنفاتهم، ويضاف إليه الوجه الثالث:
الوجه الثالث: اشتهار البربهاري بالعلم والتصنيف بخلاف الباهلي، قال ابن الجوزي في "المنتظم" [4/ 168] وهو أقرب إلى عهد البربهاري: (الحسن بن علي بن خلف أبو محمد البربهاري جمع العلم، والزهد).
وقال الذهبي في " تاريخ الإسلام " [5/ 487]: (الفقيه العابد. شيخ الحنابلة بالعراق. وكان شديداً على المبتدعة، له صيت عند السلطان وجلالة، وكان عارفاً بالمذهب أصولاً وفروعاً).
وفيه: (وقد صنف أبو محمد البربهاري مصنفات، منها: " شرح السنة ").
وقال ابن كثير في " البداية والنهاية " [11/ 201]: (أبو محمد البربهاري العالم الزاهد الفقيه الحنبلي الواعظ صاحب المروزي وسهلا التستري).
وما ذكره قوام السنة الأصبهاني [ت:535هـ] في "الحجة" [2/ 475] ليس فيمن صنف في الاعتقاد وإنما فيمن أظهر اعتقاده بمقالة أو رسالة أو كتابٍ مصنف، فمجرد ذكره للباهلي لا يلزم منه إفراد اعتفاده بمصنف فضلاً على أن يكون دليلاً على هذا الكتاب الذي نتكلم عنه.
وقول الأزهري: (بينما لم يذكر البربهاري في كل من ذكرهم على كثرتهم) يعود عليه من حيث لا يعلم!، ففي الكلام الذي نقله الأصبهاني لم يشترط الاستيعاب وإنما أشار إلى البعض، وإلا فهناك من أهل السنة من صنّف في الاعتقاد ولم يذكره ومنهم على سبيل المثال: أبو بكر بن أبي داود، وابن جرير الطبري، وأبو الحسين الآجري، وهم من الشهرة بمكان فلم يذكرهم.
ولك أن تتأمل عدم ذكره للأشعري وابن كلاب وغيرهم!!! ولهم في الاعتقاد مصنفات، فهل هذا يعني:
عدم تأليفهم في هذا الباب؟!.
أم عدم سلامة عقائدهم؟!.
أو عدم شهرتهم بالسنة أصلاً حتى لو كانوا على السنة؟!.
أسئلة جئت بها إلى نفسك وحزبك فاحتملها!!.
الوجه الرابع: أن الباهلي ميوله إلى الرواية والإسناد كثير، ومثل هذا الكتاب أحق بدعمه بالأسانيد كحال عامة كتب أصول السنة في عصره وقبل عصره، فلو كان كذلك لأسند في هذا الكتاب ولو الشيء اليسير، خاصة وأن هذا الكتاب موجه إلى عموم الناس، وقد ذكر الخطيب في "تاريخه" عن (ابن عدي – قال - سمعت أبا عبد الله النهاوندي يقول قلت لغلام خليل ما هذه الرقائق التي تحدث بها قال وضعناها لنرقق بها قلوب العامة) فمن كان هذا حاله في اختلاق الحديث لهداية العامة لا يمنعه من ذكر بعض المسندات مانع.
الوجه الخامس: أن البربهاري حنبلي بغدادي الأصل والباهلي بصري سكن بغداد، والبربهاري شيخ الحنابلة في بغداد، وهذه مسلمة لا يخالف فيها أحدٌ، فإذا تحقق هذا، فالبربهاري نقل عن الإمام أحمد بعض الروايات في " شرح السنة "، وهو من متقدمي الحنابلة كما نص على ذلك جماعة، فهذا يدل على أنه حنبلي.
ولم يثبت أن الباهلي حنبلي المذهب ولم تنقل رواية في المذهب عنه من تقريراته أو عنه إلى الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/52)
الوجه السادس: أن ابن بطة روى عن البربهاري قوله: (المجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة، والمجالسة للمناظرة غلق باب الفائدة)، وهذا يوافق مواطن من الكتاب في ذم الجدال والمناظرة، ومن ذلك قوله [رقم: 159] من طبعة الشيخ الردادي: (وإذا سألك الرجل عن مسألة في هذا الباب وهو مسترشد فكلمه وأرشده وإذا جاءك يناظرك فاحذره فإن في المناظرة المراء والجدال والمغالبة والخصومة والغضب وقد نهيت عن جميع هذا جداً، وهو يزيل عن طريق الحق ولم يبلغنا عن أحد من فقهائنا وعلمائنا أنه ناظر أو جادل أو خاصم وقال الحسن البصري: الحكيم لا يمارى ولا يدارى في حكمته أن ينشرها إن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله).
الوجه السابع: أن الكتاب لو كان للباهلي فقد ذكر فيه من أصول السنة وآداب الشريعة الشيء الكثير، ومع ذلك فقد أسند الخطيب البغدادي وابن عبدالبر وجماعة أخباراً في الآداب والسنة ولم يذكروا عن غلام خليل من ذلك شيئاً، مع أنهم رووا من طريقه أخباراً أخرى!!.
فالخطيب البغدادي في " الجامع " و " الفقيه والمتفقه " و " الكفاية " روى كثيراً من طريق أحمد بن كامل بن خلف ولم يروِ عنه عن الباهلي من " شرح السنة " شيئاً لو كانت له، مع ما فيها من كلامٍ يستحسن نقله.
ومن ذلك ما رواه ابن عبدالبر في " جامع بيان العلم وفضله " [3/ 114] قال أنشدنا أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان قال: أنشدنا أبو محمد قاسم بن أصبغ قال: أنشدنا محمد بن وضاح ببغداد على باب أبي مسلم الكشي قال: قال لي غلام خليل: أنشدني بعض البصريين لبعض شعرائهم يهجو أبا حنيفة وزفر بن الهذيل:
إن كنت كاذبة بما حدثتني ... فعليك إثم أبي حنيفة أو زفر
الواثبين على القياس تعديا ... والناكبين عن الطريقة والأثر
خلت البلاد فارتعوا في رحبها ... ظهر الفساد ولا سبيل إلى الغير
إلى آخر الخبر.
الوجه الثامن: أن النسخة التي رواها ابن أبي يعلى انفردت ببعض الألفاظ مما لم يرد في الأصل المخطوط المسند، بل انفردت بورقة كاملة في آخرها ضمّنها بعض الآثار، فهذا يؤكد أنها نسخة تزيد عن النسخة المخطوطة.
الوجه التاسع: جلالة العلماء الذين تتابعوا على نسبة هذا الكتاب للبربهاري، وقد ذكرهم الشيخ الردادي في مقدمته، ويوجد غيرهم، ومن هؤلاء:
1 - كالقاضي ابن أبي يعلى.
2 - مجد الدين ابن تيمية كما في "المسودة" حيث نقل مذهبه في العقل ونقل له حفيده شيخ الإسلام ابن تيمية كلام البربهاري.
3 - شيخ الإسلام ابن تيمية في مواطن.
4 - والحافظ الذهبي في مواطن.
5 - ابن عبدالهادي الحنبلي.
6 - ابن مفلح الحنبلي في " الفروع " و " الآداب ".
7 - والصفدي في " الوافي بالوفيات ".
8 - ابن الغزي في " ديوان الإسلام ".
9 - ابن رجب الحنبلي، ونقل عنه مذهبه في عدم إعادة الصلاة المتروكة عمداً، وهي مسألة ذكرها في " شرح السنة " رقم: (86) فلم يرخص في صلاتها في غير وقتها إلا للناسي والمسافر.
10 - ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري " [11/ 276].
11 - ابن العماد الحنبلي في " الشذرات ".
12 - أبو اليمن العليمي في " المصعد الأحمد "، وغيرهم.
? أما إن كان [الطعن في اختلاف النسبة] فاختلافه لا يوجب الإنكار ولا الطعن في الكتاب لسلامة حال المؤلفين في الاعتقاد كما تقدم، فإن كان يرى أن اختلاف نسبة الكتاب إلى أحدهما موجب للطرح والإسقاط فما رأيه في:
[1] كتاب " العقيدة المرشدة "؟!.
ألم يتتابع علماء الأشاعرة على نسبته للفخر ابن عساكر، وهو للضال ابن تومرت الذي ادعى المهدوية؟!.
فقد أنكر نسبتها للفخر ابن عساكر: شيخ الإسلام ابن تيمية والذهبي وجماعة، ونسبها إلى ابن تومرت جماعة ومنهم الحافظ ابن كثير وابن خلدون.
وتذبذب السبكي في " طبقاته " فلم يجزم بكونها للفخر ابن عساكر، ولم يدفعها عن ابن تومرت، فحمله ذلك على الدفاع عن ابن تومرت وتصحيح عقيدته!.
فهذه بتلك! (جَزَاءً وِفَاقاً) (النبأ:26).
وعندنا معاشر أهل السنة أن هذه العقيدة مهما كان مؤلفها منهما فهي عقيدة تجهم وضلالة، وقد نقضها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وصنفت في نقضها كتابي " التعليقات المفنّدة ".
أزيدك أم كفاك وذاك إني ... رأيتك في انتحالك كنت أحمق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(41/53)