ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[16 - 04 - 07, 12:58 ص]ـ
إن لم تخن الذاكرة!
فقد ذكر الأستاذ عبدالوهاب النجار في مقدمة قصص الأنبياء أنه لم يعتبر ما ورد من أخبارهم في كتب السنة، مع أنه اعتبر التوراة والإنجيل!
فالظاهر أنه ينتمي إلى القوم!
راجياً أن أكون مخطئاً في ظني!
أرجو الإيضاح ممن لديه معرفة بالموضوع
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[16 - 04 - 07, 03:28 ص]ـ
حبذا ذكر من كفرهم من العلماء
وما هي مراتب الانكار
زادك الله علماء وعملا
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[17 - 04 - 07, 02:29 ص]ـ
إن هؤلاء ممن نسميهم القرآنيين كان الأولى أن يسموا بالشياطين، بل الشياطين تنأى بنفسها عن مشابهة هؤلاء الحثالى.
لقد كنت أظن في بادئ الأمر أن آفة القرآنيين أنهم ينكرون السنة ويعتمدون على القرآن وحده ولكني رأيتهم قد صاروا ملاحدة علمانيين لادينيين، وذلك عندما اطلعت على مقالات لهم في شبكة الإنترنت ودخلت موقعهم العفن فرأيت أمورا منهم أنكرتها عيني وأباها فؤادي.
رأيتهم يجيزون للمسلم أن يتنصر ولا حرج عليه في ذلك، بل يجيزون له أن يلحد ويدع الأديان كلها، كما يبيحون للرجل المتاجرة ببناته لممارسة البغاء، وأمور عظام أخرى يشيب لها الولدان بحيث لا يشك المرء في أن هؤلاء القوم قد بلغوا من الكفر غايته.
ـ[حمد الغامدي]ــــــــ[03 - 02 - 09, 02:37 ص]ـ
بحث قيم
جزاك الله خيرا
وزادك الله من فضله
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - 02 - 09, 04:38 م]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[03 - 02 - 09, 05:30 م]ـ
بوركت أخي رياض، ولكني لا استسيغ وصف هؤلاء بالقرآنيين.
فهي من ناحية توحي بتمسك قوم بالقرآن الكريم، وعند الرد عليهم يظهر للقارئ أو للسامع أن أهل القرآن في ضلال، فيقع في حيرة.
أفلا نستطيع تعديل هذه التسمية الى غيرها، كأن نقول نفاة السنة كما ورد في بحثك، أو غيرها.
هم لاسنيون ...
هذه التسمية أولى ...... ففي التسميات يستحب أن تكون دالة على التميز .. وما يميز هؤلاء هو رفض السنة أما "قرآنيون" فتسمية لا تخصهم فكل المسلمين قرآنيون ... فضلا عن التزكية التي يشعر بها هذا اللقب وهي تزكية لا يستحقها أمثال هؤلاء الضالين ..
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[05 - 02 - 09, 08:01 ص]ـ
الرد على منكرى السنة
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[05 - 02 - 09, 10:21 ص]ـ
هناك دعاة اجتهدوا في إنكار جزئيات من السنة وهم في مصر ويشاركهم بعض الدعاة في أغلب البلدان.
ودعاة إنكار السنة الجزئي أبرزهم في مصر هم:
1 - محمد رشيد رضا.
2 - أحمد أمين.
3 - العقيد معمر القذافي. وهوفي ليبيا.
4 - عبد الله عنان.
5 - الشيخ محمود شلتوت.
6 - أحمد فوزي.
7 - الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي.
8 - عبد المتعال الصعيدي.
هل هذه الأسماء الملونة كانوا دعاة لإنكار السنة جزئياً؟؟؟!!!!
وكيف كانت دعوتهم؟؟؟ وما هي أسس تلك الدعوة؟؟؟!!!
هل كل من وجدنا له تأويلاً أو تضعيفاً أو حتى تعسفاً في بعض أحرف من الأحاديث يصبح - ليس فقط - منكراً للسنة بل داعية للإنكار؟؟؟
هذا الاستفهام لا ينفي فائدة عرض الموضوع الرئيس وما يرجى من ثمرة الاطلاع عليه
بارك الله فيكم وأحسن إليكم
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[26 - 02 - 09, 08:51 م]ـ
هل هذه الأسماء الملونة كانوا دعاة لإنكار السنة جزئياً؟؟؟!!!!
وكيف كانت دعوتهم؟؟؟ وما هي أسس تلك الدعوة؟؟؟!!!
هل كل من وجدنا له تأويلاً أو تضعيفاً أو حتى تعسفاً في بعض أحرف من الأحاديث يصبح - ليس فقط - منكراً للسنة بل داعية للإنكار؟؟؟
هذا الاستفهام لا ينفي فائدة عرض الموضوع الرئيس وما يرجى من ثمرة الاطلاع عليه
بارك الله فيكم وأحسن إليكم
الرجاء من الشيخ الفاضل رياض السعيد بيان هذه المسألة خصوصا ما يتعلق بالشيخ رشيد رضا رحمه الله(39/458)
سؤال عن حقيقة التوكل
ـ[محي العامي]ــــــــ[16 - 04 - 07, 05:16 ص]ـ
إذا ارتكب المسلم من المحرمات مثل شيء يفعله في العمل (مثل من يبيع الضامن و يعطى شيء من الثمن يعني من الشركة) فهل نقول له أترك هذا العمل بحجة "و من يتقى الله يجعل له مخرجة و يرزقه من حيث لا يحتسب"
و ما معنى المصطلحة "الضرورة" في هذا الزمان؟
أرجو أمثلة ليتبين الأمر ...
و جزاكم الله خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - 04 - 07, 02:48 م]ـ
أخي وضح سؤالك، لا يأتي شخص ويدعو عليك بسبب سؤالك:)
طبعا أنا أمزح، لكن وضح سؤالك.
ـ[محي العامي]ــــــــ[16 - 04 - 07, 03:29 م]ـ
عفوا اللغة العربية ليست لغتي الأصلي ...
يعني المسلم يشتغل في العمل إما أحيان في أشياء من الإثم (مثل الشخص الذي يبيع البضاعة في السوق .. (؟) أمين الصندوق (؟))
و بعض البضاعات لا يجوز مثل خنزير أو التدخين و لكن عند أهله و يدفع ألاف دلارا للدرسة و إذ لم يشتغل كيف يتزوج و كيف يدرس العلوم مثل الطب و و حتى بعض الناس عندهم ديون التي يشطرت الربى إذ لم يدفع المبلغ بعد النهاية من الدرسة إلخ ... فإذا ننصحهم يقولون أن ما عندهم أي سبيل آخر و أنها "الضرورة" ... فهل علي مثلهم ينصح ب ترك هذه المعملات لقوله تعلى "و من يتقى الله يجعل له مخرجة و يرزقه من حيث لا يحتسب و من يتوكل على الله فهو حسبه" ... و أيضا هل الفهم عن "الضرورة" مختلف عن الماضي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 01 - 09, 12:02 ص]ـ
تنبيه الموضوع قديم
بارك الله فيكم أظن الأخ الكريم - وفقه الله - يسأل عن ما ضابط الضرورة؟
فمثلا من يبيع في المتاجر كأمين صندوق أو محاسب وهذا المتجر يبيع لحم الخنزير أو الخمر
ما حكم عمله؟ ما ضابط الضرورة في حقه؟
وهل إذا ترك هذا العمل يعتبر من المتوكلين على الله حق التوكل
وهل ينطبق عليه هذه الآية
(ومن يتق الله يجعل له مخرجا (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
فلو احتج بأن عنده أسرة؟ أو أن عليه دين أخذه لاكمال الدراسة فلو لم يسدد المبلغ سجن أو خشي العقوبة
فمن كان في مثل هذا إن أنكر عليه صاحبنا احتج بالضرورة
وهل الضرورة تختلف باختلاف الزمان و (والمكان)؟
هذا خلاصة كلام الأخ الكريم (المعنى) بحسب ما فهمت من كلامه
فهلا أجاب عنه المشايخ - وفقهم الله -
ونرجو من غير المشايخ أن لا يفسدوا الموضوع بتعليقاتهم الاستحسانية
فمن لديه علم فليتفضل أو ينقل عن بعض المشايخ فلا حرج(39/459)
تعريف بالفرقة القاديانية الكافرة وتحذير منهم
ـ[المباركي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 04:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أطلق القاديانيون أتباع مدعي النبوة ميرزا غلام أحمد القادياني الذي يلقبه أتباعه بالمسيح المنتظر والمهدي الموعود قناتهم الفضائية
ولما كان أمر هذه الفرقة خافيا على كثير من المسلمين نظرا لعدم انتشار نحلتهم الكافرة في العالم العربي رأيت أن أنقل هذا التعريف تنبيها على هذا الخطر
ملاحظة مهمة جدا سلكت قناة القاديانيين الفضائية مسلكا خبيثا في التدليس على المسلمين حيث لبسوا عباءة الدفاع عن الإسلام والرد على النصارى واستضافوا أقواما من بنى العرب ظاهرهم يوحى أنهم من علماء المسلمين وأبرزهم يدعى مصطفى ثابت شاهدت له ثلاثين حلقة في الردعلى النصارى وضعها بعض المسلمين على بعض المواقع انخداعا أنه من علماء المسلمين الذين ينافحون عن الإسلام
التعريف:منقول من الشبكة الإسلامية http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=73966
القاديانية دين مُخْتَرَعٌ جديد، ظهر أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بقاديان، إحدى قرى البنجاب الهندية، وحظي بمباركة ورعاية الاحتلال الإنجليزي.
المؤسس: ميرزا غلام أحمد القادياني المولود سنة 1265هـ بقاديان.
وقد بدأ ميرزا نشاطه كداعية إسلامي، ثم ادعى أنه مجدد ومُلْهَم من الله، ثم تدرج درجة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، يقول في ذلك: " إن المسلمين والنصارى يعتقدون باختلاف يسير أن المسيح ابن مريم قد رفع إلى السماء بجسده العنصري، وأنه سينزل من السماء في عصر من العصور، وقد أثبتُّ في كتابي أنها عقيدة خاطئة، وقد شرحت أنه ليس المراد من النزول هو نزول المسيح بل هو إعلام عن طريق الاستعارة بقدوم مثيل المسيح، وأن هذا العاجز - يعني نفسه - هو مصداق هذا الخبر حسب الإعلام والإلهام"!!.
ثم انتقل من دعوى المثيل والشبيه بالمسيح عليه السلام إلى دعوى أنه المسيح نفسه، فقال:" وهذا هو عيسى المرتقب،وليس المراد بمريم وعيسى في العبارات الإلهامية إلا أنا "، ولما كان المسيح نبيا يوحى إليه، فقد ادعى ميرزا أنه يوحى إليه، وكتب قرآنا لنفسه سماه " الكتاب المبين " يقول: " أنا على بصيرة من رب وهّاب، بعثني الله على رأس المائة، لأجدد الدين وأنور وجه الملة وأكسر الصليب وأطفيء نار النصرانية، وأقيم سنة خير البرية، وأصلح ما فسد، وأروج ما كسد، وأنا المسيح الموعود والمهدي المعهود، منَّ الله علي بالوحي والإلهام، وكلمني كما كلم الرسل الكرام".
ويبدو أن دعوى أنه المسيح لم تلق القبول المرجو، ولم تحقق الغرض المؤمل منها، فانتقل من دعوى أنه المسيح النبي إلى دعوى أنه محمد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الحقيقة المحمدية قد تجسدت فيه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بُعث مرة أخرى في شخص ميرزا غلام، يقول ميرزا: " إن الله أنزل محمدا صلى الله عليه وسلم مرة أخرى في قاديان لينجز وعده "، وقال:" المسيح الموعود هو محمد رسول الله وقد جاء إلى الدنيا مرة أخرى لنشر الإسلام " ثم ادعى أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فاتبعه من اتبعه من الدهماء والغوغاء وأهل الجهل والمصالح الدنيوية.
نماذج من تخليطه:
رغم تلك الدعاوى العريضة التي ادعاءها ميرزا لنفسه إلا أنه كان ساذجا فاحشا بذي اللسان، يكيل لخصومه أقذع الشتم والسب!!
أما وحيه الذي ادعاه لنفسه فقد كان خليطا من الآيات المتناثرة التي جمعها في مقاطع غير متجانسة تدل على قلة فقهه وفهمه للقرآن، وإليك نماذج من وحيه المزعوم، قال:" لقد ألهمت آنفا وأنا أعلق على هذه الحاشية، وذلك في شهر مارس 1882م ما نصه حرفيا: " يا أحمد بارك الله فيك، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى. الرحمن علم القرآن، لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم، ولتستبين سبيل المجرمين، قل إني أمرت وأنا أول المؤمنين، قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .. إلخ " ويقول أيضا:" ووالله إنه ظل فصاحة القرآن ليكون آية لقوم يتدبرون. أتقولون سارق فأتوا بصفحات مسروقة كمثلها في التزام الحق والحكمة إن كنتم تصدقون "!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/460)
وأما نبوءاته فما أكثرها وما أسرع تحققها لكن بخلاف ما أنبأ وأخبر، فمن ذلك أنه ناظر نصرانيا فأفحمه النصراني، ولما لم يستطع ميرزا إجابته غضب على النصراني، وأراد أن يمحو عار هزيمته، فادعى أن النصراني يموت - إن لم يتب - بعد خمسة عشر شهرا حسب ما أوحى الله إليه، وجاء الموعد المضروب ولم يمت النصراني، فادعى القاديانيون أن النصراني تاب وأناب إلا أن النصراني عندما سمع تلك الدعوى كتب يكذبهم ويفتخر بمسيحيته!!
ومن ذلك زعمه: أن الطاعون لا يدخل بلده قاديان ما دام فيها، ولو دام الطاعون سبعين سنة، فكذبه الله فدخل الطاعون قاديان وفتك بأهلها وكانت وفاته به، وهو الذي قال " وآية له أن الله بشره بأن الطاعون لا يدخل داره، وأن الزلازل لا تهلكه وأنصاره، ويدفع الله عن بيته شرهما ".
عقائد القاديانية:
1. يعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح: حيث زعم ميرزا أن إبراهيم عليه السلام ولد بعد ألفين وخمسين سنة في بيت عبدالله بن عبدالمطلب متجسدا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بُعث النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أخريين أحدهما عندما حلت الحقيقة المحمدية في المتبع الكامل يعني نفسه.
2. يعتقدون أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطيء، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، يقول ميرزا: " قال لي الله: إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام " وقال:" قال الله: إني مع الرسول أجيب أخطيء وأصيب إني مع الرسول محيط ".
3. يعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، وأن الله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً!! وأن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد بالوحي، وأن إلهاماته كالقرآن.
4. يقولون: لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة "غلام أحمد"، ويعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرآن الكريم!!
5. يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل، وشريعة مستقلة، وأن رفاق الغلام كالصحابة، كما جاء في صحيفتهم "الفضل، عدد 92 ": " لم يكن فرق بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلاميذ الميرزا غلام أحمد، إن أولئك رجال البعثة الأولى وهؤلاء رجال البعثة الثانية ".
6. يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني، ونصوا على أن الأماكن المقدسة ثلاثة مكة والمدينة وقاديان، فقد جاء في صحيفتهم:" أن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب، لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه ".
7. يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات!!
8. كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوَّج لغير القاديانيين فهو كافر!!.
9. ينادون بإلغاء الجهاد، ووجوب الطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية التي كانت تحتل الهند آنذاك، لأنها - وفق زعمهم - ولي أمر المسلمين!!
10 يعتقد القادياني بأن إلهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية!!
بعض زعماء القاديانية:
• الحكيم نور الدين البهريري: وهو أبرز شخصية بعد (الغلام) والخليفة من بعده، ولد سنة 1258هـ تعلم الفارسية ومباديء العربية.
• محمود أحمد بن غلام أحمد: الخليفة الثاني للقاديانيين، تولى الزعامة بعد وفاة الحكيم نور الدين، وأعلن أنه خليفة لجميع أهل الأرض، حيث قال: " أنا لست فقط خليفة القاديانية، ولا خليفة الهند، بل أنا خليفة المسيح الموعود، فإذا أنا خليفة لأفغانستان والعالم العربي وإيران والصين واليابان وأوربا وأمريكا وأفريقيا وسماترا وجاوا، وحتى أنا خليفة لبريطانيا أيضا وسلطاني محيط جميع قارات العالم ".
• الخواجة كمال الدين: كان يدّعي أنه مثل غلام أحمد في التجديد والإصلاح، وقد جمع كثيرا من الأموال، وذهب إلى إنجلترا للدعوة إلى القاديانية، ولكنه مال للَّذات والشهوات وبناء البيوت الفاخرة.
موقف علماء الإسلام من القاديانية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/461)
لقد تصدى علماء الإسلام لهذه الحركة، وممن تصدى لهم الشيخ أبو الوفاء ثناء الله أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظر "ميرزا غلام" وأفحمه بالحجة، وكشف خبث طويته، وكُفْر وانحراف نحلته. ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده باهله الشيخ أبو الوفا على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك "الميرزا غلام أحمد القادياني" في عام 1908م، مخلفاً أكثر من خمسين كتاباً ونشرة ومقالاً كلها تدعوا إلى ضلالاته وانحرافاته.
وقام مجلس الأمة في باكستان (البرلمان المركزي) بمناقشة أحد زعماء هذه الطائفة "ميرزا ناصر أحمد" والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله. وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها "ناصر أحمد" عن الجواب وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة، فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة.
وفي شهر ربيع الأول عام 1394هـ الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمين بمقاومة خطرها وعدم التعامل معها، وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين.
وقد صدرت فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، تقضي بكفر القاديانية، منها المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها.
وقفة مع القاديانية
كثيرة هي الأشياء التي تستدعي الانتباه في ظاهرة القاديانية، لكن ما نراه جديرا بالملاحظة وحريا بالاهتمام هو البحث في جذور نشأة تلك الحركات، وكيف وجدت في البيئة الإسلامية تربة خصبة لنشر أفكارها، مع أنها حركة في لبِّها وحقيقتها وفي ظاهرها وعلانيتها مناقضة لثوابت الدين، مصادمة لحقيقته، فالأمة مجمعة إجماعا قطعيا يقينيا على أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وكل دعوى النبوة بعده فهي ضلال وهوى، هذا غير بدعهم الكفرية الأخرى.
والسؤال الذي يرد هنا، هو كيف أصبح لهؤلاء أتباعاً من المسلمين؟ ولعل الجواب على هذا السؤال - رغم أهميته - لا يحتاج إلى كبير عناء، فالجهل هو السبب الرئيس وراء اتباع مثل هذه الحركات، ووراءه كذلك تقصير مرير من علماء الأمة وطلبة العلم فيها عن واجب البلاغ، حفظا للدين وقمعا لدعوات البدع والضلال والردة.
وعليه فالعلاج – كما هو واضح - يتركز في نشر العلم وتبليغ الدين، وعدم إهمال أي بقعة من بقاع العالم الإسلامي، ولو كانت في أطراف الدنيا، حفظا للدين وحتى تسلم الأمة من أمثال هذه البدع المهلكة.
ـ[أبو عبدالكريم الملاح]ــــــــ[17 - 04 - 07, 09:14 م]ـ
هل هذه الفرقة القاديانية هي نفسها الأحمدية أم تختلف
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[17 - 04 - 07, 10:27 م]ـ
إن القول بإن القاديانية فرقة فيه تجاوزات كبيرة فالمعلوم أن القاديانية دين له عقائده وطقوسه الخاصة به فهي دين مستقل بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معانٍ.
ـ[غزوان العزاوي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم اخي في الله هل القناة التي ذكرت على قمرالنايلسات وما هو اسمهاوجزاكم الله عنا كل خير
ـ[المباركي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم اخي في الله هل القناة التي ذكرت على قمرالنايلسات وما هو اسمهاوجزاكم الله عنا كل خير
نعم على النايل سات ولا أذكر لها اسما
ـ[المباركي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 12:47 ص]ـ
هل هذه الفرقة القاديانية هي نفسها الأحمدية أم تختلف
نعم هي هي
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[19 - 04 - 07, 09:43 ص]ـ
الأخ الكريم الذي يسئل عن فرقة القاديانية هي نفس الأحمدية نعم هي نفسها ونفس العقائد وتوجد عندنا في فلسطين جزء منها. ومن هؤلاء الجفري الذي يأتي على التلفاز بصورة الواعظ ويلبس عمامة كبيرة وله لحية ويعظ الناس ويغترون به ولكنه زنديق والعياذ بالله.
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 12:17 م]ـ
الأخ الكريم الذي يسئل عن فرقة القاديانية هي نفس الأحمدية نعم هي نفسها ونفس العقائد وتوجد عندنا في فلسطين جزء منها. ومن هؤلاء الجفري الذي يأتي على التلفاز بصورة الواعظ ويلبس عمامة كبيرة وله لحية ويعظ الناس ويغترون به ولكنه زنديق والعياذ بالله.
هل تقصد الحبيب علي زين العابدين الجفري الصوفي الضال -أعاذنا الله من الخذلان-؟
ـ[المباركي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 05:06 م]ـ
الأخ الكريم الذي يسئل عن فرقة القاديانية هي نفس الأحمدية نعم هي نفسها ونفس العقائد وتوجد عندنا في فلسطين جزء منها. ومن هؤلاء الجفري الذي يأتي على التلفاز بصورة الواعظ ويلبس عمامة كبيرة وله لحية ويعظ الناس ويغترون به ولكنه زنديق والعياذ بالله.
ما يعلمه القاصي والداني عن الجفري أنه صوفي أما كونه من القاديانيين فلست أقفو ماليس لي به علم فهلا أعطانا الأخ الكريم دليلا على انتساب الجفري للقاديانية؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/462)
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[20 - 04 - 07, 02:15 ص]ـ
الأخ عوض
إن القول بانتساب الجفري إلى القاديانية أمر خطير، فهو أشد من كونه صوفيا أو رافضيا لأن القاديانية من الديانات الوثنية الوضعية فالتمهل قليلا قليلا أو إثبات ذلك بالدليل.
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[20 - 04 - 07, 05:28 م]ـ
إن لم تخني الذاكرة فإن الاحتلال الإنجليزي هو صاحب هذه الفرقة
ـ[المباركي]ــــــــ[21 - 04 - 07, 01:47 ص]ـ
إن لم تخني الذاكرة فإن الاحتلال الإنجليزي هو صاحب هذه الفرقة
نعم هم صنيعة الإنجليز, ومن ضلالالتهم القول بإسقاط فريضة الجهاد هذا في الوقت الذي كان العالم الإسلامي كله يعاني من نير الاحتلال الأوربي.
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 07:26 م]ـ
اخي المباركي
جزاك الله كل الخير
اما اسم المحطة فهي MTA international
واتمنى من الاخوة الكرام ان يدعوا ائمة المساجد والخطباء لتحذير الناس من هذه القناة لانها كما قال الاخ المباركي تخدع عوام الناس بحجة الدفاع عن الاسلام وبحجة بناء المساجد ونشر القران
ـ[المستور]ــــــــ[25 - 04 - 07, 10:14 م]ـ
السلام عليكم قرأت فبل فترة كتاب {نسيت العنوان وأسم المؤلف} يدعي مؤلفه ان الشيخ أحمد ديدات منتسب الى تلك الطائفه فهل الأمر صحيح؟
ـ[المباركي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 03:09 ص]ـ
السلام عليكم قرأت فبل فترة كتاب {نسيت العنوان وأسم المؤلف} يدعي مؤلفه ان الشيخ أحمد ديدات منتسب الى تلك الطائفه فهل الأمر صحيح؟
هذه الإجابة على سؤالك أخي الكريم مدعمة بوثيقة تنفي هذا الاتهام عن ديدات , والمصدر موقع ديدات نفسه
منذ عدة سنوات بدء النصارى الحاقدون على أسد الإسلام الشيخ أحمد ديدات رحمه الله بأنه كان يروج لعقائد القاديانية الكافرة , بل ادعوا أن الشيخ كان قاديانيًا! , و ذلك نقلا عن إخوانهم من عباد الصليب فى جنوب أفريقيا , فلقد انتشرت هذه الفرية بعد مناظرة الشيخ مع جيمى سواجارت و أنيس شورش من أجل وقف التأثير الكبير الذى أكتسبه الشيخ رحمه الله بعد أقامته للحجة على أكبر القساوسة فى مناظراته المسجلة والمتداولة الى الأن , و فى خلال تلك الفترة من الثمانينات أصدر شيخنا عليه رحمات الله هذا البيان لكى يبين حقيقة الأمر و كذب هذة الفرية التى صدرت من المنصرين العاجزين عن مناظرته و افحامه عليه رحمات الله ,فرحمك الله شيخنا و جعل الجنة مثواك, فلقد قدمت يومها ما نُشهد الله تبارك و تعالى أنك به تدين , و نحن على هذا البيان من الشاهدين.
تلك هى نص الشهادة التى نطق بها فارس الإسلام أحمد ديدات بعد أن أشاع المنصرون هذة الفرية البالية كعادة أسلافهم فى محاربة أمة التوحيد إبتداء من أنبياء الله عليهم الصلاة و السلام و إنتهاء بعلماء الأمة الربانيين هذا هو نص الشهادة بعد ترجمتها: أضغط على الصورة لتكبيرها
http://www.ahmed-deedat.net/Files/Articles/Website/B01.jpg
مركز الدعوة الإسلامى العالمى
اشهار
أنا / أحمد حسين ديدات , رئيس مجلس الدعوة الاسلامية , أشهد هنا أمام الله , و أنا فى كامل الأهلية التامة للشهادة
أن لا اله الا الله , محمد رسول الله
اننى أومن أن محمدا صلى الله عليه و سلم , هو النبى و الرسول الخاتم و أنه لا نبى و لا رسول بعده.
اننى أومن أن ميرزا غلام أحمد القاديانى ما هو الا دجال كافر.
اننى أومن أن أولئك الذين يقبلونه كنبى أو رسول أو مجدد أو حتى أنه رجل عظيم , انهم كافرون و خارجون عن حظيرة الاسلام.
ان كتابى " crucifixion or crucifiction " يحوى كلمة أخيرة (الخاتمة) توضح موقفى فيما أعتقده من عودة المسيح مرة ثانية.
ان مركز الدعوة الإسلامية لم ينشر مطلقًا و لم يوزع و لم يبع أو يشجع على بيع ترجمة محمد أسد لمعانى القرأن الكريم.
أسأل الله أن يحمينا من مروجى الإشاعات المتاجرين و من يعضون من الخلف و مروجى الفساد.
أحمد ديدات.
و فى دعواهم البالية دليل ناصع على كذبهم الذى ليس له حد. و لبيان ذلك نبين بإستفاضة عقيدة هؤلاء القاديانيين و الذين لا يختلفون فى كفرهم عن اليهود و النصارى!
القاديانية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/463)
القاديانية حركة نشأت سنة 1900 م بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية، بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم وعن فريضة الجهاد بشكل خاص، حتى لا يواجهوا المستعمر باسم الإسلام، وكان لسان حال هذه الحركة هو مجلة الأديان التي تصدر باللغة الإنجليزية. (نقلا عن موسوعة الأديان و المذاهب المعاصرة – لمجموعة من العلماء)
أبرز الشخصيات:
كان مرزا غلام أحمد القادياني 1839 - 1908م أداة التنفيذ الأساسية لإيجاد القاديانية. وقد ولد في قرية قاديان من بنجاب في الهند عام 1839م، وكان ينتمي إلى أسرة اشتهرت بخيانة الدين والوطن، وهكذا نشأ غلام أحمد وفياً للاستعمار مطيعاً له في كل حال، فاختير لدور المتنبئ حتى يلتف حوله المسلمون وينشغلوا به عن جهادهم للاستعمار الإنجليزي. وكان للحكومة البريطانية إحسانات كثيرة عليهم، فأظهروا الولاء لها، وكان غلام أحمد معروفاً عند أتباعه باختلال المزاج وكثرة الأمراض وإدمان المخدرات.
- وممن تصدى له ولدعوته الخبيثة، الشيخ أبو الوفاء ثناء الله الأمرتستري أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظره وأفحم حجته، وكشف خبث طويته، وكفر وانحراف نحلته. ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده باهله الشيخ أبو الوفا على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك المرزا غلام أحمد القادياني في عام 1908م مخلفاً أكثر من خمسين كتاباً ونشرة ومقالاً، ومن أهم كتبه: إزالة الأوهام، إعجاز أحمدي، براهين أحمدية، أنوار الإسلام، إعجاز المسيح، التبليغ، تجليات إلهية.
أهم العقائد:
-بدأ غلام أحمد نشاطه كداعية إسلامي حتى يلتف حوله الأنصار ثم ادعى أنه مجدد وملهم من الله ثم تدرج خطوة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود ثم ادعى النبوة وزعم أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. . (نقلا عن موسوعة الأديان و المذاهب المعاصرة) يقول ذلك القاديانى المدعم من نصارى الغرب و الملقب بمرزا غلام أحمد " محمد – صلى الله عليه و سلم – الذى هو أول كليم , و سيد الأنبياء لقمع الفراعنة الأخرين , الذى قال الله تعالى عنه " انا أرسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا الى فرعون رسولا " , فكان لابد أن يكون بعد هذا النبى الذى هو فى تصرفاته مثل الكليم (يقصد موسى عليه السلام) و لكنه أفضل منه , من يرث قوة مثل المسيح و طبعه و خاصيته , و يكون نزوله فى مدة تقارب المدة التى كانت بين الكليم الأول و المسيح ابن مريم , يعنى فى القرن الرابع عشر الهجرى و قد نزل هذا المسيح و كان نزوله روحانيا (يقصد أنه هو المسيح) " (" فتح اسلام ص 6 - 7 " من كتابات غلام أحمد , نقلا عن " القاديانية نشأتها و تطورها " ص 86 (. و يقول ذلك الكاذب " و أنه ليس المراد من النزول هو نزول المسيح بل هو اعلام على طريقة الاستعارة بقدوم مثيل المسيح , و أن هذا العاجز هو مصداق هذا الخبر حسب الاعلام و الإلهام " (كما يقول فى كتابه " توضيح المرام " نقلا عن المصدر السابق ص 86).
- يعتقد القاديانيون أن الله يصوم ويصلي وينام ويصحو ويكتب ويخطئ ويجامع – تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. (موسوعة الأديان و المذاهب المعاصرة).و لم لا؟ فالنصارى المستعمرين الذين يدينون بهذا الدين هم فى الأصل من أسسوا لهذا المذهب , لجعل المسلمين يتخلون عن دينهم القويم الذي يخلوا من هذا الهزال!
-يعتقد القادياني بأن الهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية!!!. (موسوعة الأديان و المذاهب المعاصرة (
-تعتقد القاديانية بأن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً. (موسوعة الأديان و المذاهب المعاصرة)
-يعتقدون أن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد وأنه كان يوحى إليه، وأن إلهاماته كالقرآن. (موسوعة الأديان و المذاهب المعاصرة)
-يقولون لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولاحديث إلا مايكون في ضوء تعليماته، ولانبي إلا تحت سيادة غلام أحمد. (موسوعة الأديان و المذاهب)
-و يدعون أن من تزوج أو زوج من غير القاديانيين فهو كافر. (موسوعة الأديان و المذاهب المعاصرة (
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/464)
أعتقد أن هذا كاف لبيان كفر و ردت هذه الفئة الضالة.
الرد المفحم على من ادعى أن الشيخ قاديانى: أعتقد أننا بعد أن عرضنا عقيدة هؤلاء القوم , و التى لا تمت للإسلام بأية صلة , قد قطعنا الشك باليقين من استحالة انتماء الشيخ أحمد ديدات لهذة الفرقة الضالة , و لذلك عرضنا جذور و عقائد و تاريخ هذه الفرقة الضالة باستفاضة, حتى يكون المسلم عالمًا بأن هذة الشبهة و هذا الأفتراء الذى ردده أهل الكفر المهزومين نفسيًا و عقائديًا , و الحاقدين على شخص الشيخ أحمد ديدات , انما هو لتشويه سمعة رجل , جاهد فى الله حق جهاده , فبلغ الدين , و حقق التوحيد الخالص لله , نحسبه و الله حسيبه.و لبيان أن هذه الشبهة بالية , و هى ان دلت على شئ فإنما تدل على عظم و قدر هذا الشيخ الجليل , و حقد و بغض أصحاب الدين الهزيل , نقول:
-ظهر عند الناظر الخبير , أن هذه الفرقة القاديانية من خلال تفنيد عقائدها , تدعى أن مؤسسها نبى مزعوم , و هو الملحوس غلام أحمد القاديانى , فهل سمعنا شيخنا أحمد ديدات يدعوا البشرية الى اتباع هذا النبى الدجال و الإلتزام بهديه الضال؟ , أم دعا البشرية لاتباع وحى القرأن و هدى محمد العدنان عليه الصلاة و السلام؟!! , ثم ان الدعوة تعبر عن عقيدة الداعى , فأعماله خير شاهد على حسن اعتقاده , فاقرأ مثلا من كتبه الماتعة:
* محمد الخليفه الطبيعى للمسيح.
* ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه و سلم.
* محمد صلى الله عليه و سلم الرسول الأعظم.
* محمد صلى الله عليه و سلم المثال الأسمى.
و غيرها من المؤلفات التى هى حجه للشيخ , و التى تدل على عقيدته الواضحة فى الرسول عليه الصلاة و السلام, و اتباعه لسنته صلى الله عليه و سلم.
فما زاد رحمه الله عن دعوة البشرية لكلمة التوحيد " لا اله الا الله محمد رسول الله "
و ليت شعرى اذا كان الشيخ كما يدعى المبطلون , فهل عجز الشيخ عن تأليف كتاب واحد يدعوا فيه البشرية الى الإيمان بغلام أحمد القاديانى كنبى و رسول؟
- تبين عند الناظر الخبير أيضا , أن ذلك الدجال (غلام أحمد) ادعى أنه المسيح عليه السلام و أنه أتى كما أخبر النبى عليه الصلاة و السلام , فهل سمعنا شيخنا الجليل , يدعى هذا , أم على العكس من ذلك؟!
فلقد كان الشيخ رحمه الله يقول دائما عن عيسى عليه السلام " نحن نؤمن أنه المسيح , و نؤمن بأنه من أولى العزم من الرسل , و لا يكون المسلم مسلمًا الا اذا أمن به , و نؤمن أنه أحيا الموتى بإذن الله و شفا الأبرص و المرضى بإذن الله و أنه تكلم فى المهد , تلك المعجزة التى ينكرها العديد من المسيحيون اليوم " (انظر مناظرة الشيخ مع جيمى سواجارت و مناظرته مع ستانلى شوبرج و انظر كتابه" المسيح فى الإسلام" و " هل المسيح اله أم بشر أم اسطورة؟ "). و ما زاد الشيخ عن هذا القول الذى جاء به الذكر الحكيم و النبى الكريم عليه الصلاة و أتم التسليم.
و المعلوم أن الداعى لا يدعوا الناس الا لما يعتقده هو و يدين به , و فطرة الداعى غالبة لا محالة , فإن كان يدعوا الى ضلال فسيقر بدعوته الضالة لا محالة و لو بعد حين , و لكنه رحمه الله كانت عقيدته واضحة شفافة, يراها الأعمى و يسمعها الأصم!!
- فى تفنيدنا لعقيدة القوم , تبين لنا أن إلاههم يتحدث بالإنجليزية و أنه تصدر منه أفعال منافية لإعتقاد المسلم , فهل علمنا قولا واحدًا عن الشيخ يوحى بأنه كان يدين بتلك الهراءات؟.
اطلعوا ان شئتم على تلك المؤلفات " ما اسمه؟ " , و " الله فى الديانة المسيحية " و " هل المسيح هو الله؟ " و العديد من كتب الشيخ التى تحدث فيها عن اسماء الله و صفاته , و التى لا تخرج عما جاء فى الكتاب و السنة المطهرة و نتحدى أى من كان أن يأتى بدليل واحد من أن الشيخ كانت عقيدته غير ما جاء به القرأن فى قوله ليس كمثله شئ و هو السميع البصير الشورى11 , تلك الأية التى كثيرًا ما كان يرددها رحمه الله فى كتبه و مناظراته و محاضراته.
يقول الشيخ أحمد ديدات (الإسلام هو الدين الوحيد الذى يعلم كينونة الإله التام , و معنى الإله التام أنه لا يوجد مثله فى طبيعته و صفاته ليس كمثله شئ و هو السميع البصير الشورى 11) (الله فى الديانة المسيحية " ص 44 - المختار الاسلامى)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/465)
- القرأن , هو كلام الله الحق الذى لا مرية فيه , و من أنكر ذلك فهو كافر بالإجماع , و هذا ما وقع فيه القاديانيون , فهل قال الشيخ مقولتهم؟!
أليس هو الذى قال " اذا دعونى الى كتابهم المقدس , فسوف ادعوهم الى القرأن الكريم) "حوار مع ديدات فى باكستان ص 25)
أليس هو القائل " بالقرأن سوف تهزمهم جميعا ". (حوار مع ديدات فى باكستان ص 39).
أليس هو القائل للقس ستانلى شوبرج " سوف اعطيك أعز ما أملك كهدية كما اعطيتنى أنت أيضا هدية (و هى شريط أرسله القس للشيخ ليعرفه بنفسه) و هو القرأن الكريم ". (انظر مقدمة المناظرة)
أليس هو الذى قام بتوزيع أكثر من نصف مليون نسخة للقرأن الكريم من مطبعته بالمركز الإسلامى بجنوب أفريقيا؟
ألم أقل أنهم أثبتوا أنهم كذبا وتضليلا ً فى الأرض لما ادعوا هذة الفرية البالية!!!
كيف يعقل أن الشيخ رحمه الله كان يؤمن أن القرأن ليس كلمة الله , و هو الذى كان له مناظرة ماتعة مع القس الصهيونى أنيس شورش بعنوان " القرأن أم الكتاب المقدس أيهما كلام الله؟ " و أهدى نسخة من القرأن باللغة العربية مع نسخة عربية للكتاب المقدس لعل الله يهدي القس الى الإسلام , بل ان عنوان كتابه الماتع " القرأن معجزة المعجزات" ما يكفى لدحض هذة الشبهة البالية. و لماذا كان الشيخ رحمه الله يستدل بأيات القرأن الكريم فى كتبه و مناظراته اذا كان لا يؤمن أن هذا ليس كلمة الله؟؟.
لقد كان نهجه القرأن , و سنة محمد العدنان , لقد كان الشيخ يستمع ليل نهار الى كتاب الله و هو مريض طريح الفراش من خلال المذياع حتى توفاه الله و هو يستمع الى سورة يس!!
و لقد كان رحمه الله يوزع نسخ القرأن فى شتى بقاع الأرض , فلم يترك قطرًا ذهب إليه , الا و قام بنشر كتاب الله فيه.ان ذلك الإفتراء انما صدر من الحاقدين و من تبعهم من الغاوين للترويج بسمعة الشيخ و القضاء على الظاهرة أحمد ديدات الذى دك حصون الكفر بإخلاصه و توحيده لله , فلقد كان صوته كالسيف البتار , الذى لا طالما حلموا بأن يكل أو يمل أو يصاب بالتعب و الإرهاق , عله يكف عن تبليغ رسالته و فضح و كشف زيف عقيدتهم , و لكنه رحمه الله كان رمزًا من رموز " تبليغ الخطاب الإسلامى العالمى ".
- لقد منح الشيخ جائزة الملك فيصل العالمية , و هى جائزة تمنح للبارزين فى خدمة الإسلام و أهله , فكيف يعقل أن يمنح الشيخ هذه الجائزة مع العلم أنه قبل اعطاء هذه الجائزة يتم تمحيص كل شئ بخصوص صاحبها؟!
- من عقائد القاديانية أنهم نادوا بإلغاء الجهاد , و أقروا بالذل و الهوان , فكانوا أئمة فى النفاق و الخيانة , و الرجل رحمه الله سيرته خير شاهد على جهاده فى سبيل الله , لم يرد مالا و لا جاهًا , انما أراد الوحدة للأمة الاسلامية بأسرها.فلقد كان رحمه الله سياسيًا بارعًا , و لكن سياسته لم تكن لتخدم دنياه , بل كانت فى خدمة دينه , و يكفينا أن نقول أنه رحمه الله لما ذهب الى باكستان قابل الجنرال ضياء الحق (كان ذلك فى عام 1988م) رئيس الدولة , و أطلعه على أخطار حركات التنصير فى باكستان , بصفتها أكبر دولة اسلامية من حيث عدد السكان , فلم يخشى سلطانًا و لا جاهًا , و لا كيد عدو أو بطش دولة , و لكنه عزم و توكل على ربه , و لم يعطى الدنية فى دينه , فصار ظاهرة العصر و كل عصر.و هذا هو أحمد ديدات يجوب الدنيا مجاهدًا , و ذلك لما قام المرتد سلمان رشدى بنشر كتابه الماجن. و شيخنا رحمه الله قامع المنصرين و حركاتهم الخبيثة للنيل من ضعاف المسلمين , فما ان يسمع بقطر تزداد فيه حركات التنصير الا و يهب إليه محاربًا مجاهدًا! و كثيرًا ما ذكر فى كتبه ذكريات و أمجاد أمة الإسلام لكى يحيى فريضة الجهاد فى قلوب العباد , و كان رحمه الله يدعوا الى الجهاد باللسان (الدعوة) و بالقتال اذا لزم الأمر , و كان يردد دائما " سلاحنا الوحيد فى مواجهة هذا الخطر الداهم المفزع المروع المسمى بالتبشير هو القرأن و حمل السيف فى سبيل الله لمواجهة هذا الخطر الداهم انها مقولة مصيرية بين الإيمان و الإلحاد , بين الإسلام و قوى الطغيان, بين العدل و الجور , بين النور و الظلمات , بين الحق و الضلال , فلا ينفع و لا يجدى فى هذه المعركة الا السيف و القرأن يتعانقان حتى يقيم السيف ما ترك من القرأن و يسود الإسلام العالم أجمع و يعود المسلمون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/466)
الى رشدهم لمواجهة هذا الخطر الكامن فى الصليبية و الصهيونية العالمية " (" من ديدات الى جميع المسلمين – حوار مع مبشر " ص30 – مكتبة المختار الاسلامى) و كان يقول " فسلاحنا و درعنا فى هذة المعركة الايمانية يتمثل فى القرأن لقد حفظناه لقرون لنكسب الثواب فقط و لكن الأن يجب علينا أن نستعين به فى ميدان المعركة لمواجهة التبشير و المبشرين " (حوار مع مبشر – المقدمة ص10) و كان يقول ( ...... أين الجهاد؟ الله سبحانه و تعالى يقول (و جاهدوا فى الله حق جهاده هو اجتباكم و ما جعل عليكم فى الدين من حرج) فهو الذى اختاركم و اصطفاكم لهذة المهمة , هل منا من يتحدث عن الجهاد؟! آيات الجهاد لا تزال موجودة فى القرأن و لكنا لا نسمعها على المنابر! , أمر الجهاد عليه الدين كله) (أحمد ديدات بين القرآن و الإنجيل ص 12) فهذا رد قاطع على أن الشيخ لم يكن من فرقة الضعف و الذل و الهوان "القاديانية " , بل كان سلفى المنهج و العقيدة , فلنقارن مثلا ما نقلناه عن الشيخ أحمد ديدات , و بين ما قاله الإمام ابن القيم رحمه الله – يقول ابن القيم:و المقصود أن رسول لم يزل فى جدال مع الكفار على اختلاف مللهم و نحلهم الى أن توفى , و كذلك اصحابه من بعده , و قد أمره الله سبحانه بجدالهم بالتى هى أحسن فى السورة المكية المدنية , و أمره أن يدعوهم بعد ظهور الحجة الى المباهلة , و بهذا قام الدين , و انما جعل السيف ناصرًا للحجة , و أعدل السيوف سيف ينصر حجج الله و بيناته , و هوسيف رسوله و أمته.) زاد المعاد - 2/ 330) لقد كان الشيخ أحمد ديدات يشارك المسلمين فى أحزانهم و أوجاعهم , فرأيناه مجاهدًا فى محاضرته الماتعة القوية , التى هزت ارجاء العالم مع عضو الكونجرس بول فندلى (انظر كتاب العرب و اسرائيل شقاق أم وفاق – مكتبة دار الفضيلة) و أثارت زعر اليهود , ورأيناه بطلا فى محاضرته القوية مع اخواننا من المسلمين فى جنوب افريقيا يبين لهم حقيقة الغزو العراقى للكويت بعلم ودراية لا تكاد تجد لها مثيل , فلقد حاول بعض المغرضين فتنة اخواننا فى جنوب افريقيا موهمين اياهم أن علماء المملكة سلموا العراق لأمريكا , فوقف أسد الأمة يبين لهم شرعية هذا العمل و أن صدام ما هو إلا سفاح. (انظر " عاصفة الصحراء المبررات و الدوافع " للشيخ أحمد ديدات – المختار الإسلامى) نعم .... لم تنأى به المسافات و ان بعدت , و لم تبعده المشاغل و ان كثرت , عن الإهتمام بشئون اخوانه المسلمين أينما كانوا , ايمانًا منه بأن المسلمين كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى. فكيف لهذا الصرح الديداتى أن يكون من هؤلاء الذين ملأوا حياتنا ذلا و انكسارًا, أمثال هؤلاء القاديانيين الذى باعوا دينهم (الباطل) و أنفسهم ووطنهم لأعداء الأمة؟!
- الإدعاءات القاديانية التى أشارت أنهم يختلفون عن المسلمين فى كل شىء , فى القرأن و فى الرسول و فى الزكاة الحج و فى الصيام , و أن من تزوج من غير القاديانيين فهو كافر , و أنه لا حرمة فى شرب الخمر و المسكرات و المخدرات , كافية للرد على شبهات الحاقدين على أحمد ديدات الأسد الشيخ , فالحمد لله , فاللشيخ كتاب ماتع اسمه " مفهوم العبادة فى الإسلام " (المختار الإسلامى) يتحدث فيه عن عبادات المسلم من صلاة و زكاة و صيام و حج , بأيات و أحاديث تدل على سعة علمه و اطلاعه و حسن اعتقاده رحمه الله.
و لقد كان الشيخ متزوجًا من امرأة فاضلة تخدم الإسلام كزوجها البطل أحمد ديدات و هى السيدة حواء ديدات , و بذلك يعتبر الشيخ كافر فى نظر القاديانيين أنفسهم , لأن زوجته ليست أحمدية قاديانية!!!!
و بالنسبة لحرمة الخمر و المخدرات , فالشيخ له كتاب يحسب له و نسأل الله أن يجعله فى ميزان حسناته عن " الخمر بين المسيحية و الإسلام " و ننقل منه ما نصه - يقول الشيخ " الإسلام هو الدين الوحيد على وجه الأرض الذى يحرم المسكرات بالكامل , و قد قال النبى الكريم محمد "ما أسكر كثيره فقليله حرام " , فلا يوجد عذر فى دار الإسلام لمن يرشف رشفة أو يتناول جرعة من أى شراب مسكر , ان القرأن الكريم كتاب الحق حرم بأشد العبارات ليس فقط الخمر و ما تجلبه من شرور , بل انه حرم الميسر (القمار) و الأنصاب (التى كانوا يذبحون عندها) و الأزلام (التى كانوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/467)
يقتسمون بها). أى أنه حرم الخمر و عبادة الأوثان و الأصنام و العرافة أو معرفة البخت و قراءة الطالع فى أية واحدة , يا أيها الذين أمنوا انما الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون المائدة: 90 - --- ان هذا التوجيه الصريح البسيط قد جعل من الأمة الإسلامية أكبر تجمع من الممتنعين امتناعًا تامًا عن المسكرات فى العالم) " الخمر بين المسيحية و الإسلام ص 18 - المختار الأسلامى (
ألم أقل لكم أيها الفضلاء , من انهم من أكثر أهل الأرض كذبا ً!!!
يقول النبى " لا تجتمع أمتى على ضلالة" (رواه أبو داود و ابن ماجه) , و لقد أجمع العام و الخاص, مؤسسات و أفراد , من هذه الأمة أن هذا الرجل من المجاهدين فى سبيل الله.و أنه من الدعاة الذين عجزت الأمهات على أن يلدن أمثالهم الا اذا شاء الله تعالى.
-لقد كان شيخنا رحمه الله أسير الشريعة السمحاء , المستقاة من كلام رب العالمين , و سنة محمد الأمين صلى الله عليه و سلم , بفهم السلف الصالح.كانت عقيدته واضحة , و هى عقيدة أهل التوحيد , أهل السنة و الجماعة , فها هو عليه رحمات الله يقر بإصوليته و سلفيته , فى أرض التوحيد , و مهبط الوحى , مكة الكرمة , حيث سأله سائل عن سوء كثرة استخدام وسائل الاعلام الغربية لمصطلح الأصولية (السلفية) للإشارة الى المسلمين بالإرهاب و التطرف , و عن كيفية العمل لجعلها تكف عن ذلك - أى وسائل الإعلام الغربية - فقال ديدات معبرًا عما يكن به صدره من ولاء لله و لرسوله: ان كلمة أصولية تعنى التمسك القوي بالتعاليم الأصولية للدين و العقيدة و هى بذلك تعتبر كلمة جميلة , فنحن نؤمن بإله واحد ولا نساوم على ذلك , و نعتقد أن نبينا محمد صلى الله عليه و سلم خاتم الأنبياء و الرسل و لا نتزحزح عن ذلك , و نصلى خمس مرات فى اليوم , و لا نساوم على ذلك. هذه هى الأصولية ....... اننا كلنا أصوليين لأننا نتمسك بمبادئنا و لا نساوم عليها و لا نناقش فيها , و لكن الغربيين شوهوا الكلمة باعطائها معنى مغايرًا , يتضمن أن الأصولى انسان متخلف و متعصب و غير منطقى و ارهابى , مثلما فعلوا بكلمات أخرى فأطلقوا اسم " ابن الحب " على " ابن الزنى " واسم " المرح " على " اللواطى " , كما أن تشويه وسائل الاعلام الغربية لمفهوم الأصولية ينبغى أن ينظر اليه على أنه فرصة وهبها الله لنا لنستفيد منها فى الصحافة , اننا لكى نستفيد منها يجب أن نكتب للصحافة المرة تلو الأخرى و بلا ملل و دون انتظار المختصين مثل أحمد ديدات أو ابن باز أو عبد الله نصيف للقيام بالرد , لأن الرد مهمة كل مسلم) حديث الشيخ مع ابناء مكة - محمد المثال الأسمى – ص 139 - 141).
فهذا هو شيخنا , وهذا هو ما عهدناه عنه.
لقد كان شيخنا يتبع أوامر ديننا الحنيف , فكان معروفًا عند المنصرين أنفسهم بأنه دائما يتحدث مع المسلمين بشأن اقامة الصلاة , و اطلاق اللحى , و تصحيح أى تقصير فى عقيدتهم , و هذا لا يقوم به الا المحب الصادق فى حبه (حوار مع ديدات فى باكستان – ص 19)
و يقول الشيخ رحمه الله " و لكن أين الدعوة المهمة الأصيلة للمسلم؟ .. من مائة ألف صحابي حضروا حجة الواداع لم يدفن فى المدينة منهم الا عشرة الاف – أين ذهب الباقون؟ - فهموا معاني الشهادة و التبليغ للرسالة و انطلقوا فى الأفاق يمتطون خيولهم و جمالهم ينشرون دعوة الله و يبلغونها للعالمين , أدركوا رسالتهم للعالم و لم يكتفوا بالجلوس فى بيوتهم و مساجدهم يقيمون نصف الدين و يتركون النصف الآخر ..... فأجدادك قد أدوا دورهم بينما أنت لا تستطيع أن تحافظ على نفسك و على أبنائك , أخى: اما أن تجاهد فى هذة المعركة و تقف فى وجه هذه القوى أو تقبع مكانك و تنهزم و تنعدم (و يستبدل قومًا غيركم " ((أحمد ديدات بين الإنجيل و القرأن ص 10 - 11 , المختار الاسلامى)
لا تزال الأمة تنجب الأبطال!!
لا تزال الأمة تنجب الأسود!!
أحفاد أبو بكر و عمر و عثمان و علي!!
أحفاد خالد و أبو عبيدة و حذيفة و سعد!!
و ها هو رحمه الله حين سئل عن سلمان رشدى ما نصه " ما رأيكم فى سلمان رشدى - المسلم المولد - و مؤلف كتاب (الأيات الشيطانية) الذى يفترى به على النبى عليه الصلاة و السلام؟."
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/468)
أجاب قائلا: انه أفحش و أقذر شخص سمعت به. اننى من خلال تجاربى لم أصادف أبدا مثل هذا الفحش حتى من غير المسلمين. و هو يسمى نفسه (علمانى مسلم) و لكن فى رأيى انه كافر.
ثم يبين ديدات سبب كفر سلمان رشدى قائلا: انه يسب سلفنا الصالح. (نقلا عن مجلة البرهان - صوت المركز الاسلامى الدولى لنشر الاسلام - المجلد الأول العدد الرابع ديسمبر 1988 - هل المسيح هو الله؟ ص 108 - المختار الاسلامى)
فرحمك الله شيخنا , والله لو انفق هؤلاء المبطلون مثل أحد ذهبًا ما بلغوا مدك و لا نصيفك.
فهذا كان الشرف فى اتباع ديدات للسلف.
فالله أسأل أن نكون من الذين نالوا هذا الشرف , فأعز الله بهم الإسلام كما أعز السلف , و أرسل لهم المدد , فكانوا فى نهجهم كالأسد أحمد ديدات.
و ليكن الأمر كما إِذْ تَلَقّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مّا لّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيّناً وَهُوَ عِندَ اللّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مّا يَكُونُ لَنَآ أَن نّتَكَلّمَ بِهََذَا سُبْحَانَكَ هََذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مّؤْمِنِينَ * وَيُبَيّنُ اللّهُ لَكُمُ الاَيَاتِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * إِنّ الّذِينَ يُحِبّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدّنْيَا وَالاَخِرَةِ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنّ اللّهَ رَءُوفٌ رّحِيمٌ * يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشّيْطَانِ وَمَن يَتّبِعْ خُطُوَاتِ الشّيْطَانِ فَإِنّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَآءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُمْ مّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلََكِنّ اللّهَ يُزَكّي مَن يَشَآءُ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسّعَةِ أَن يُؤْتُوَاْ أُوْلِي الْقُرْبَىَ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوَاْ أَلاَ تُحِبّونَ أَن يَغْفِرَ اللّهُ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ النور 15 – 20.
جزا الله خيرا الأخ أبو عبيدة على كتابته لهذا المادة
. http://www.ahmed-deedat.net/modules.php?name=News&file=article&sid=6
ـ[ام عبيدالله]ــــــــ[30 - 04 - 07, 05:46 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد ابراهيم محمد الجندى]ــــــــ[04 - 05 - 07, 05:42 ص]ـ
جزاكم اللة خير الجزاء الهم ارزقنا الجنة فانت وليها
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[07 - 05 - 07, 03:05 ص]ـ
حوار بين قاديانى واحد اخواننا
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=8930
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[11 - 05 - 07, 02:06 م]ـ
من شاء رؤية بعض اعاجيب القاديانية فليطلع على هذه المناظرة
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9047(39/469)
ما النصوص الشرعية التي جاءت بأمثلة على البدع _غير حديث الثلاثة رهط _؟
ـ[عبداللطيف السعيد]ــــــــ[17 - 04 - 07, 07:17 ص]ـ
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ
جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي
رواه البخاري 4675
لاحظتُ اعتماد كثير من أهل العلم على ذلك الحديث كمثال نبوي على تعريف البدعة.
والسؤال: هل يوجد غير ذلك الحديث من الأحاديث التي تعرف لنا البدعة حتى يسهل فهمها والقياس عليها؟
خاصة وكما يعلم البعض أن هناك اضطرابا في بعض الفتاوى حول تعريف البدعة مما يجعل الإنسان في حيرة عندما يريد تنزيل تلك الفتاوى على الواقع فيجد أمامه علامة حافظا كابن حجر سيوصف بأنه مبتدع!
وتزداد الحيرة عندما يصل التعريف إلى البدعة المكفرة، وابن حجر رحمه الله يقول في فتح الباري:
... وَيُؤْخَذ مِنْهُ تَرْك تَكْفِير أَهْل الْبِدَع الْمُقِرِّينَ بِالتَّوْحِيدِ الْمُلْتَزِمِينَ لِلشَّرَائِعِ ..
وبغض النظر هل هو استنبطها أم نقلها من غيره فالمهم أنه ذكر تلك الفائدة استنباطا من حديث:
أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ
وعودة إلى الأسئلة:
1 - ما هي أمثلة البدعة التي حصلت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم؟
2 - فإن انعدم وجود نص نبوي حول تعريف البدعة فهل يصح البحث عن تعريف البدعة عن طريق البحث عن المعنى الرديف للبدعة وهو "ترك السنة " كلفظ: (فمن رغب عن "سنتي" .. )؟
3 - وبعد نهاية ذلك البحث النظري وعند التطبيق العملي هل يجوز لنا أن نصف عالما كابن حجر بأنه مبتدع؟
ملاحظة:
أرجو عدم إحالتي على كتب وروابط طويلة الذيول إلا على موضع الشاهد منها
لأني قد جربت الكثير منها فوجدتها تأخذ وقتا طويلا ثم المحزن أنك لا تجد جوابا شافيا وفي هذا إشغال دون فائدة تذكر
وخاصة إذا كانت الأسئلة محددة فهي تحتاج إلى أجوبة محددة كما نهج فتاوى اللجنة الدائمة مثلا.
وجزاكم الله كل خير
ـ[فواز الحربي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 08:58 ص]ـ
لعل هذا الحديث يفيد
عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. فإن مت من ليلتك، فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به. قال فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت ورسولك قال لا،ونبيك الذي أرسلت. رواه البخاري في صحيحه
ـ[أبوخليفة]ــــــــ[17 - 04 - 07, 07:15 م]ـ
أين أنت من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"
ـ[عزت المصرى]ــــــــ[17 - 04 - 07, 09:03 م]ـ
حديث أبي إسرائيل عند البخاري والذي نذر قيه القيام والصمت والصوم
ـ[عبداللطيف السعيد]ــــــــ[08 - 08 - 07, 02:15 ص]ـ
أخي فواز الحربي حفظه الله
لعله فعلا كما قلت:
لعل هذا الحديث يفيد (ونبيك الذي أرسلت)
--------
أبوخليفة حفظه الله
ما قصرت أخي الكريم لكن سؤالي عن أمثلة البدعة وليس عن حكم البدعة فحكمها التحريم مؤكدا
----------
عزت المصرى حفظه الله
فعلا لعل حديث أبو إسرائيل فيه مثال واضح للبدعة.
لكن هذا سيجعلنا ندرج تحت أمثلة البدعة كل الأحاديث التي وصفت بعض الأعمال بالغلو
؟
كالحديث الذي رواه البخاري عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ فَقَالَ مَا هَذَا الْحَبْلُ قَالُوا هَذَا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ فَإِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا حُلُّوهُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ
؟؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/470)
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[10 - 08 - 07, 06:51 ص]ـ
الايكفى هذا الحديث الذى يعتبر الاساس فى خطورة البدعه
عن ام المؤمنين عائشه رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من احدث فى أمرنا هذا ماليس منه فهو رد
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[10 - 08 - 07, 06:56 ص]ـ
اما ان كان المطلوب مثلا فى حياة النبى يدل على ضرر البدعه على صاحبها وشؤم المخالفه لهديه صلى الله عليه وسلم
هذا الرجل الذى اكل بشماله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فامره النبى ان يأكل بيمينه فقال لا استطيع فقال له النبى ما استطعت فما رفعها الى فيه ابدا
والله تعالى اعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 08 - 07, 07:17 ص]ـ
حديث الرهط الثلاثة، وكذلك حديث (ونبيك) لا يصلحان مثالين للبدعة، وإنما هما من الغلو في الدين، وفرق بين الغلو وبين الابتداع، فالغلو يكون في أمر مشروع، ولكنه محدود بحد لا يصح تجاوزه، فهو من باب المحرم لا من باب البدعة.
ولا يُتصور وجود مثال عملي على البدعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأننا لو افترضنا أن عملا ما أحدثه بعضهم وهو مخالف للشرع، فلن يتركه الشرع بغير بيان، فإما أن يأتي البيان بالإقرار، وإما أن يأتي بالمنع، فإن كان إقرارا فهو أمر جائز، وإن كان منعا فهو محرم، والمحرم يختلف عن البدعة.
ولكن يمكن الإشارة إلى ذلك بالأحاديث العامة التي تشير إلى ذكر المغيبات، كحديث (ما هم بمتبعي حتى أحدث لهم غيره).
وكذلك أقوال الصحابة والتابعين المنقولة عنهم؛ مثل (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)، وقصة ابن مسعود مع أصحاب الذكر، وغير ذلك.
وأما الاضطراب الحاصل في الفتاوى في باب البدعة فلعلك تعني اختلاف أهل العلم في الحكم على أشياء بعينها بأنها بدعة أو ليست ببدعة، وهذا الأمر ليس خاصا بالبدعة، فهو موجود في معظم المسائل الشرعية، وإذا كان هناك اتفاق على الأصل فالاختلاف في الفروع يسير، ولكن المعضلة تأتي من أهل البدع الذين يستندون إلى التقليد في هذه الفروع ليتوصلوا به إلى هدم التأصيل.
واعلم يا أخي أنه قلّ من أهل العلم من اهتم بتحرير مسائل البدعة، ولذلك تجد التناقض في قول كثير منهم واضحا، وأنصحك بقراءة كتاب (الاعتصام) للشاطبي فهو أنفس كتاب في هذا الباب.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 08 - 07, 07:26 ص]ـ
لعل في هذه المشاركة ما يفيد:
أولا:
يجب أن نفرق تفريقا واضحا بين (تقبيل المصحف) وبين (وضع المصحف على منضدة) فإن الفعل الأول لا يصدر إلا تعبدا أو تقربا إلى الله، بخلاف الفعل الثاني فلا يصدر عادة من العقلاء إلا على سبيل العادة لا العبادة.
ثانيا:
تحريم البدع والمنع منها من الأشياء الثابتة في الشرع التي لا ينبغي أن نتناقش فيها، وإنما النقاش يكون في تحقيق المناط في كون ذلك الشيء بدعة أو غير بدعة، وهذا يقتضي منا أن نحاول أن نضع القواعد والضوابط للحكم بالبدعية بناء على هذين الأصلين.
ثالثا:
الذي يحكم على الشيء بأنه بدعة لا يلزمه أن يأتي بدليل عيني خاص على هذه المسألة، بل يكفيه في ذلك الأدلة العامة الواردة في الشرع، ولكن يبقى تحقيق المناط كما سبق.
رابعا:
لا يصح أن نستدل بصدور بعض الأفعال من الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم على جواز الابتداع في الدين؛ كهذا الصحابي الذي كان كان يقرأ بالإخلاص في كل ركعة، أو بوضوء بلال لكل صلاة، أو نحو ذلك، فإن هذه الأفعال كانت ثقة منهم بأن الشرع يصحح لهم إن أخطئوا، والدليل على ذلك أن الشرع خطأهم في بعض أفعالهم وأقرهم على بعضها، فدل ذلك على أنها ليست كلها حسنة.
خامسا:
الذي يقع في البدعة لنوع اجتهاد لا يوصف بأنه مبتدع وإن كنا نصف فعله بأنه بدعة؛ لأنه اجتهد فأخطأ، وظن أن هذا ليس من البدعة، فهو داخل في أهل السنة في الجملة، وإن أخطأ خطأ معذورا فيه مثابا عليه ثوابا واحدا، وهذا كما وقع من تعريف ابن عباس في المسجد، وغسل أبي هريرة يديه في الوضوء إلى الإبط، وتقبيل عكرمة للمصحف، وقول أبي شامة الشافعي بجواز الاحتفال بالمولد النبوي، وغير ذلك كثير.
سادسا:
تحقيق المناط في كون هذا الفعل أو ذاك بدعة أو غير بدعة أحيانا يكون صعبا للغاية، وهو مزلة أقدام ومضلة أفهام في كثير من الأحيان، كيف لا وقد وقع لكبراء الأمة مثل أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما ظن أن جمع المصحف من البدعة؟ فينبغي أن يتسع العذر في ذلك لأهل العلم ممن دونه.
سابعا:
لا ينبغي الاغترار بكلام أهل البدع من الصوفية وغيرهم في هذا الباب فإنهم قد صنفوا في هذا الباب فأكثروا، ووضعوا الأدلة في غير موضعها، كاحتجاجهم بحديث الصحابي الذي كان يقرأ الإخلاص في كل ركعة كما سبق، وبقوله تعالى: {وذكرهم بأيام الله}، وبحديث (ذاك يوم ولدت فيه)، وغير ذلك من النصوص الصحيحة الثابتة في الرواية، ولكنهم فهموا منها فهما خاطئا مخالفا لمنهج السلف الصالح.
وقد أحصيت أسماء الكتب المصنفة في الاحتفال بالمولد النبوي فقاربت الثلاثين!!
ثامنا:
ارتكاب البدع من أكبر الكبائر وأعظم المحرمات، فينبغي الاحتياط في هذا الأمر وترك ما يشتبه في كونه بدعة؛ فإن الشرع جاء بالحث على ترك المشتبهات من آحاد المحرمات، فالبدع في هذا الباب أولى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/471)
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[11 - 08 - 07, 12:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الجليل ابا مالك العوضى
والله انت رزق ساقه الله الينا فمازلنا نزداد بك علما وفهما
ـ[عبداللطيف السعيد]ــــــــ[13 - 08 - 07, 08:55 ص]ـ
الأخ المبارك كثير الفوائد (أبو مالك العوضي)
أرجو أن تتحمل بعض استفساراتي بارك الله فيك ووفقك لكل خير.
1 - نفيتَ عدم وجود البدع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبنيتَ ذلك النفي على أن إنكار النبي صلى الله عليه وسلم لها يجعلها محرمات وغلوا لا بدعا
استفساري: لا أعرف ثمة مانع يمنع من اجتماع صفتين وأكثر لشيء واحد
فتوصف البدعة بأنها محرمة وبأنها غلو
يقول الشاطبي _الذي أوصيتَ بالقراءة له _ يقول:
فالبدعة إذا عبارة عن طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه
فأتمنى أن تعطيها مزيد تأمل، وننتظر إجابتك حتى لو طال الوقت لأن الأهم هو التعاون على إظهار الحق ولو بعد حين.
2 - ذكرت بأن حديث الرهط لا يصلح كمثال للبدعة
استفساري: أليس لكثير من علمائنا الذي جعلوا حديث الرهط صالحا كمثال للبدعة دليلا لهم وخاصة من آخر جملة في الحديث وهي: " فمن رغب عن سنتي ... " فليس ثمة شيء بعد السنة إلا البدعة، على وزن: فماذا بعد الحق إلا الضلال
؟
ومن ضمن العلماء الذين جعلوا هذا الحديث ضمن أدلة البدع ابن تيمية رحمه الله حيث قال في الفتاوى:
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ {حَدِيثُ أَنَسٍ فِي الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَأَصُومُ لَا أُفْطِرُ. وَقَالَ الْآخَرُ: أَمَّا أَنَا فَأَقْوَمُ لَا أَنَامُ. وَقَالَ الْآخَرُ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَقَالَ الْآخَرُ: أَمَّا أَنَا فَلَا آكُلُ اللَّحْمَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَآكُلُ اللَّحْمَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي} فَيُشْبِهُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ: {لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} فِيمَنْ حَرَّمَ الْحَلَالَ عَلَى نَفْسِهِ بِقَوْلِ أَوْ عَزْمٍ عَلَى تَرْكِهِ مِثْلُ الَّذِي قَالَ: لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَلَا آكُلُ اللَّحْمَ وَهِيَ الرَّهْبَانِيَّةُ الْمُبْتَدِعَةُ فَإِنَّ الرَّاهِبَ لَا يَنْكِحُ وَلَا يَذْبَحُ.
وقال ابن تيمية في موضع آخر
.... وَكَذَلِكَ الِامْتِنَاعُ عَنْ أَكْلِ الْخُبْزِ وَاللَّحْمِ وَشُرْبِ الْمَاءِ فَذَلِكَ مِنْ الْبِدَعِ الْمَذْمُومَةِ أَيْضًا كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ {النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا قَائِمًا فِي الشَّمْسِ فَقَالَ: مَا هَذَا فَقَالُوا: أَبُو إسْرَائِيلَ نَذَرَ أَنْ يَقُومَ فِي الشَّمْسِ وَلَا يَسْتَظِلَّ وَلَا يَتَكَلَّمَ وَيَصُومَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرُوهُ فَلْيَجْلِسْ وَلْيَسْتَظِلَّ وَلْيَتَكَلَّمْ وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ}. وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ {أَنَسٍ أَنَّ رِجَالًا سَأَلُوا عَنْ عِبَادَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَأَنَّهُمْ تقالوها فَقَالُوا وَأَيُّنَا مِثْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَأَصُومُ وَلَا أُفْطِرُ وَقَالَ الْآخَرُ: أَمَّا أَنَا فَأَقُومُ وَلَا أَنَامُ وَقَالَ الْآخَرُ: أَمَّا أَنَا فَلَا آكُلُ اللَّحْمَ وَقَالَ الْآخَرُ: أَمَا أَنَا فَلَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَالُ رِجَالٍ يَقُولُ أَحَدُهُمْ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَقُومُ وَأَنَامُ وَآكُلُ اللَّحْمَ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي}
.... الخ
وتقبل من أخيك فائق محبته واحترامه ومنك نستفيد دوما بارك الله فيك
ـ[مهنّد الرملي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 09:01 ص]ـ
من الآثار التي فيها ذم البدع الأثر الذي ذكره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في آخر كتابه فضل الإسلام, و هو الأثر الأخير في الكتاب, و فيه أن عبد الله ابن مسعود قال للقوم الذين اجتمعوا لذكر الله, و كان أحدهم يقول سبحوا مائة فيسبحون مائة و يقول هللوا مائة فيهللوا مائة ... , فقال لهم ما معناه: ما أسرع هلكتكم أمة محمد, هذه آنية الرسول صلى الله عليه و سلم لم تكسر و ثيابه لم تبلَ, ألا إنه قال لنا أنه يأتي أقوام يخرجون من الإسلام كما يخرج السهم من الرمية, و إنني أحسبكم منهم. قال راوي الحديث أنه رأى أكثرهم يقاتلون يوم الرهنوند في صف الخوارج ....
أو كما روي الأثر ... و لمعرفة الأثر بحرفيته إرجع إلى كتاب شيخ الإسلام, فإنني فقدت النسخة التي كانت عندي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/472)
ـ[عبداللطيف السعيد]ــــــــ[30 - 08 - 07, 11:46 ص]ـ
الأخ الكريم مهنّد الرملي جزاك الله كل خير على مشاركتك في توضيح ذم البدعة وأتمنى منك المزيد من الأمثلة ولكن لتكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فالآثار تأتي في المنزلة الثانية بعد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتقبل من أخيك كل التحية والاحترام والمودة
ـ[عبداللطيف السعيد]ــــــــ[30 - 08 - 07, 12:18 م]ـ
بما أن موضوعي هذا له علاقة بمسألة:
((هل يمكن تصور وقوع البدعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟))
فأحب توضيح هذه المسألة من باب التعاون للوصول للحق.
فباب الإشكال في تلك المسألة هو النظر إلى أحكام الدين على أنها حكم واحد فقط، وهذا منشأ الخطأ لأننا لو اعتبرنا الدين حكم واحد فقط فلا يمكن تصور وقوع البدعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه لن يأتي شخص يريد إضافة شيء جديد مبتدع لذلك الحكم الوحيد في الدين إلا بعد اكتمال الشرع وهذا متحقق بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
أما إذا نظرنا للدين على أنه:
1 - أحكام لا حكم واحد، فهناك أحكام للصلاة وأحكام للزكاة وأحكام للصيام وأحكام للحج وأحكام للمباحات كالأكل والنوم والنكاح ... الخ،
2 - وأن هناك أزمنة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت تكتمل فيها بعض الأحكام وبعضها لم يكتمل.
إذا بنينا على تلك المقدمتين فلا يمكن تصور وقوع البدعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في الأحكام التي لم يكتمل فيها التشريع.
أما الأحكام التي اكتمل فيها التشريع فيمكن تصور أن يأتي شخص فيزيد إليها شيئا جديدا مبتدعا، لذا كان حديث الرهط نفسه مثال جيد اعتمد عليه كثير من العلماء في التمثيل للبدعة، فالرسول صلى الله عليه وسلم أكمل الدين في حكم النكاح وحكم الأكل وحكم النوم، وبما أن الأحكام الثلاثة هنا مكتملة فيمكن أن يأتي شخص يريد إضافة شيء جديد إليها كما فعل الرهط.
وهذه الخلاصة التي تم الوصول إليها مفيدة، حيث أن تلك البدع التي وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأنكرها النبي صلى الله عليه وسلم ستكون لنا منارات نستدل من خلالها على معرفة التعريف الكامل والصحيح للبدعة وكما قيل بالمثال يتضح المقال.
فمن لديه مزيد أمثلة لتلك البدع التي وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فليفد المسلمين بها
بارك الله في علمه وزاده من واسع فضله ونور له بصيرته
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[30 - 08 - 07, 04:02 م]ـ
مشايخنا الفضلاء /
ما الجواب على استدلال البعض بحديث زيادة الصحابي (حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه) وإقرار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ له على جواز البدعة الإضافية، وأنها لو كانت محرمة لمنعه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو أقر اللفظة وقال له (لا تعد) ونحوها، فيقولون دل هذا على إباحة الفعل الأصلي أيضا، إضافة لمشروعية ذلك الذكر؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 06:11 م]ـ
إقرار النبي صلى الله عليه وسلم سنة ولايجوز أن يسمى بدعة، وهذه السنة قد أقرها النبي صلى الله عليه وسلم، فمن أقرهم على بدعهم وإضافاتهم؟(39/473)
شبهة: هل أوَّل البخاري رحمه الله صفة الوجه بالملك؟
ـ[ابو هبة]ــــــــ[17 - 04 - 07, 09:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله,
هذه شبهة أوردها أحد الأخوان في قسم اللغة الإنجليزية من الملتقى, وهي أنه رأى في صحيح البخاري الآتي:
كتاب التفسير
باب: تفسير سورة القصص
كل شيء هالك إلا وجهه} إلا ملكه، ويقال: إلا ما أريد به وجه الله.
فهل يصح القول هنا أن الإمام البخاري رحمه الله أول صفة الوجه؟ نرجو الإفادة.
ـ[المقدادي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 10:39 ص]ـ
اخي ابو هبة:
راجع هذا الرابط:
http://www.alsoufia.org/vb/showpost.php?p=21795&postcount=9
و لزيادة علم فوق ما ذكره اخونا ابو عمر المقدسي
يقال للأخ الصوفي المغربي:
1 - الإمام البخاري رحمه الله يثبت صفة الوجه (كما بينه اخونا المقدسي) فلا مجال للأفتراء عليه بأنه يؤول صفة الوجه!!!
وأما قوله في تفسير سورة القصص فهو كلام عن تفسير آية في معرض معين فقد يختلف السلف في دلالة آية على صفة من الصفات دون اختلافهم في إثبات الصفة، كما اختلفوا في دلالة يوم يكشف عن ساق في دلالتها على الصفة مع اتفاقهم على ثبوت الصفة بالسنة.
و ظاهر كلام الامام البخاري هنا أنه يثبت الوجه صفة لله، فإنه نقل الخلاف في المراد بها ولم ينقل الخلاف في الصفة، فقال: " (كل شيء هالك إلا وجهه) إلا ملكه ويقال إلا ما أريد به وجه الله"، فكأنه قال: قيل في تفسير الآية إلاّ ملكه، وقيل الصفة، ولم ينكر هذا القول فدل ذلك على أن أصل إثبات الصفة مستقر عنده، وقد وضح ذلك الكتاب الذي ساقه لأجل إثبات الصفات بجلاء إذ ذكر فيه نصوص إثبات الوجه لله جل جلاله.
2 - ان الامام الحافظ ابن كثير قال في تفسيره:
(قال مجاهد والثوري في قوله {كل شيء هالك إلا وجهه} أي إلا ما أريد به وجهه وحكاه البخاري في صحيحه كالمقرر له))
فهنا نرى ان الحافظ ابن كثير نقل تفسير الامام البخاري الصحيح و و هو: الا ما اريد به وجهه , سبحانه و تعالى وفيها: اثبات صفة الوجه , فقول البخاري: الا ما اريد به وجهه , اثبات لصفة الوجه!!! فأين تذهب من هذا التقرير السلفي للامام البخاري؟؟؟؟؟
3 - نحن نعرف ان لصحيح البخاري روايات متعددة و نسخ كثيرة , فقول المغربي - هداه الله - (لأن نسخ البخاري كلها متفقة على هذا)
قول متسرع و صاحب جرأة فهلا اطلع على جميع نسخ و مرويات البخاري ليقول ما قاله؟؟؟
و لمزيد فائدة:
فقد ذكر الحافظ ابن حجر قولا يفيد في ان هذه اللفظة من رواية النسفي فقال:
http://www.alsoufia.org/vb/images/smilies/frown.gif650) {this.width=650;this.alt=' أضغط على الصورة لعرضها بالكامل';} " border=0> قوله إلا وجهه إلا ملكه في رواية النسفي وقال معمر فذكره ومعمر هذا هو أبو عبيدة بن المثنى وهذا كلامه في كتابه مجاز القرآن لكن بلفظ إلا هو وكذا نقله الطبري عن بعض أهل العربية)
فهنا نرى ان ان هذه اللفظة في رواية النسفي , و بهذا القول اخذ الشيخ الالباني رحمه الله.
4 - لم ينقل عن احد الائمة الثقات من اهل السنة ان كلام البخاري هذا تأويل , فهل مر عليهم مرور الكرام؟؟؟
5 - قول الامام الالباني: (هذا لا يقوله مسلم مؤمن) اي يؤول الوجه و يقول هي الملك! فأين نفى البخاري: ان الوجه ليس صفة لله بل هو الملك؟؟
6 - ثم جنح الاخ المغربي - هداه الله - الى التكفير و هذا من مصائب الصوفية - الغمارية و الاحباش على وجه الخصوص - فتكفير المعين مثل شرب الماء عندهم!!!
و تحرير ذلك كالاتي:
فرق بين ان يطلق امام سني التكفير على العموم و التكفير على المعين (او الشخص) و الذي اطلقه الامام الالباني رحمه الله كان كالاتي:
(هذا لا يقوله مسلم مؤمن) فأين تكفير الامام البخاري يا مفتري؟؟
ثم ان التكفير عند اهل السنة بالاساس مختلف عن ما هو عند الاحباش و الغماريين - فغالب كتب و مواقع الطائفتين المذكورتين تكفير للمعين كتكفير شيخ الاسلام و ابن القيم و غيرهم من ائمة السنة - فهم يسقطون التكفير على العمل اما تكفير المعين فله ضوابط فليس لكل من هب و دب ان يفتي بذلك!!!
و اضف الى سابقه ان هناك ائمة اجلاء كالحافظ ابن حجر و النووي و غيرهم و قعوا في تأويلات نتيجة وجودهم في بيئات مشبعة بعلم الكلام و غيره و لكن هذا لا يجعلنا نكفرهم بل نرى انهم اجتهدوا خصوصا انهم من اهل السنة و الحديث و تحروا و اجتهدوا و لم يوافقوا الاشاعرة في الكثير من الاقوال
و هنا مثلا: نرى ان الشيخ احمد الغماري كان سلفي العقيدة ّ!! و لا يستطيع بلديه المغربي الصوفي ان ينكر ذلك!!! و انى له ذلك و الغماري يسب الاشاعرة و يصفهم بأنهم ..... و انهم ..... الخ كلامه من الالفاظ المستشنعة و البشعة في حقهم , فهلا كفرته يا مغربي صوفي.؟
ـ[ابو هبة]ــــــــ[17 - 04 - 07, 10:52 ص]ـ
اخي ابو هبة:
راجع هذا الرابط:
http://www.alsoufia.org/vb/showpost.php?p=21795&postcount=9
الأخ المقدادي, جزاك الله خيراً على الإفادة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/474)
ـ[المقدادي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 11:07 ص]ـ
بارك الله فيك اخي ابو هبة
و لنتعاون مع بعضنا في القسمين العربي و الانجليزي, فبعضنا لا يتقن الانجليزية , فحبذا التواصل بين القسمين و نقل تساؤلات الاخوة هناك الى مشايخنا هنا
و الله الموفق
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 11:20 ص]ـ
أذكر أن بعض العلماء يقولون: ان السلف قد يفسرون الصفة بلازمها ولايعد هذا تأويلا، فهنا مثلا الإمام البخاري فسر الوجه بلازمه، فلازم بقاء الوجه بقاء ملكه. والله أعلم بالصواب
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[17 - 04 - 07, 11:25 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو هبة
لا أقصد الإساءة إليك والمعذرة إن قسوت في عبارتي
لكن تعلمنا من مشايخنا أن التأدب مع أهل العلم واجب حتى في طريقة السؤال وفي طريقة الاستشكال وأنا أعتبر مجرد التساؤل عن البخاري بأنه أول هذا فيه هضم لحقه وعلمه ومنزلته وصحيحه الذي هو أصح كتاب بعد القرآن وخاصة إذا علمت بارك الله فيك أن الحق مع البخاري وأذكرك هنا بالظلم الكبير الذي تعرض له هذا الإمام الجبل في مسألة كلامنا بالقرآن وشغب المتعالمين عليه والحق كان مع البخاري ومات رحمه الله مقهورا
والكلام الذي تساءلت عنه لا يصل إلا إلى مرحلة سوء الفهم ولا يصل ليصبح شبهة تحتاج للرد
وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 04 - 07, 11:43 ص]ـ
رددت عليهم في منتدى صوفي انجليزي (جزء منه مأخوذ من المنتدى الذي رابطه في رد المقدادي) وجزء منه اضافة عليها، وقد ترجمتها للأنجليزي عند ردي عليهم في منتدى صوفي انجليزي
هذه هي اضافتي في منتدى الصوفية العربي
http://www.alsoufia.org/vb/showpost.php?p=36707&postcount=20
وسأضع ما كتبته بالأنجليزية في القسم الأنجليزي إن شاء الله
ـ[المقدادي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 11:57 ص]ـ
بارك الله فيكم
و الأظهر انها من كلام ابي عبيدة كما جاء في رواية النسفي , و لكنها موجودة بلفظ الا هو كما قال الحافظ ابن حجر , و صحيح البخاري رواه اكثر من واحد عنه كما هو معلوم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - 04 - 07, 12:44 م]ـ
هذا النقل يفيدك، ويوضح الفرق بين إثبات الصفات عند أهل السنة، وبين تفسير الآية بحسب السياق والقرائن اللفظية والحالية، ويظهر لك من ذلك مثلا سخف من يقول أنه يلزم من قوله تعالى (فإنك بأعيننا) أي حال فيها وهذا كفر!! كما يشنع بعض الجهال، وأنه من قال من أهل العلم أي بحفظنا ورعايتنا فهذا تأويل، ولا أحد منا ينكر أن ذلك معنى الآية وتفسيرها، ولكن في الآية إثبات العين لله تعالى، ومثل ذلك كلام البخاري الذي فوق، ومثله كثير عن السلف، وقد تكلم بعض الإخوة عن اللازم والملزوم، فهذا منه.
قال شيخ الإسلام: (فَتَدَبَّرْ هَذَا فَإِنَّهُ كَثِيرًا مَا يَغْلَطُ النَّاسُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، إذَا تَنَازَعَ النفاة وَالْمُثْبِتَةُ فِي صِفَةٍ وَدَلَالَةٍ نص عَلَيْهَا يُرِيدُ الْمُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَ ذَلِكَ اللَّفْظَ - حَيْثُ وَرَدَ دَالًّا عَلَى الصِّفَةِ وَظَاهِرًا فِيهَا، ثُمَّ يَقُولُ النَّافِي: وَهُنَاكَ لَمْ تَدُلَّ عَلَى الصِّفَةِ فَلَا تَدُلُّ هُنَا. وَقَدْ يَقُولُ بَعْضُ الْمُثْبِتَةِ: دَلَّتْ هُنَا عَلَى الصِّفَةِ فَتَكُونُ دَالَّةً هُنَاكَ، بَلْ لَمَّا رَأَوْا بَعْضَ النُّصُوصِ تَدُلُّ عَلَى الصِّفَةِ جَعَلُوا كُلَّ آيَةٍ فِيهَا مَا يَتَوَهَّمُونَ أَنَّهُ يُضَافُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى - إضَافَةَ صِفَةٍ - مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ. كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}. وَهَذَا يَقَعُ فِيهِ طَوَائِفُ مِنْ الْمُثْبِتَةِ والنفاة، وَهَذَا مِنْ أَكْبَرِ الْغَلَطِ.
فَإِنَّ الدَّلَالَةَ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ بِحَسَبِ سِيَاقِهِ. وَمَا يُحَفُّ بِهِ مِنْ الْقَرَائِنِ اللَّفْظِيَّةِ وَالْحَالِيَّةِ، وَهَذَا مَوْجُودٌ فِي أَمْرِ الْمَخْلُوقِينَ يُرَادُ بِأَلْفَاظِ الصِّفَاتِ مِنْهُمْ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ غَيْرُ الصِّفَاتِ.
وَأَنَا أَذْكُرُ لِهَذَا مِثَالَيْنِ نَافِعَيْنِ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/475)
(أَحَدُهُمَا) صِفَةُ الْوَجْهِ: فَإِنَّهُ لَمَّا كَانَ إثْبَاتُ هَذِهِ الصِّفَةِ مَذْهَبَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالْمُتَكَلِّمَةِ الصفاتية: مِنْ الكلابية وَالْأَشْعَرِيَّةِ والكرامية وَكَانَ نَفْيُهَا مَذْهَبَ الجهمية: مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ وَمَذْهَبَ بَعْضِ الصفاتية مِنْ الْأَشْعَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ صَارَ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ الطَّائِفَتَيْنِ كُلَّمَا قَرَأَ آيَةً فِيهَا ذِكْرُ الْوَجْهِ جَعَلَهَا مِنْ مَوَارِدِ النِّزَاعِ، فَالْمُثْبِتُ يَجْعَلُهَا مِنْ الصِّفَاتِ الَّتِي لَا تُتَأَوَّلُ بِالصَّرْفِ وَالنَّافِي يَرَى أَنَّهُ إذَا قَامَ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهَا لَيْسَتْ صِفَةً فَكَذَلِكَ غَيْرُهَا. (مِثَالُ ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}. أَدْخَلَهَا فِي آيَاتِ الصِّفَاتِ طَوَائِفُ مِنْ الْمُثْبِتَةِ والنفاة حَتَّى عَدَّهَا أُولَئِكَ كَابْنِ خزيمة مِمَّا يُقَرِّرُ إثْبَاتَ الصِّفَةِ وَجَعَلَ النَّافِيَةُ تَفْسِيرَهَا بِغَيْرِ الصِّفَةِ حُجَّةً لَهُمْ فِي مَوَارِدِ النِّزَاعِ.
وَلِهَذَا لَمَّا اجْتَمَعْنَا فِي الْمَجْلِسِ الْمَعْقُودِ وَكُنْت قَدْ قُلْت: أَمْهَلْت كُلَّ مَنْ خَالَفَنِي ثَلَاثَ سِنِينَ إنْ جَاءَ بِحَرْفِ وَاحِدٍ عَنْ السَّلَفِ يُخَالِفُ شَيْئًا مِمَّا ذَكَرْته كَانَتْ لَهُ الْحُجَّةُ وَفَعَلْت وَفَعَلْت وَجَعَلَ الْمُعَارِضُونَ يُفَتِّشُونَ الْكُتُبَ فَظَفِرُوا بِمَا ذَكَرَهُ البيهقي فِي كِتَابِ " الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ " فِي قَوْله تَعَالَى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} فَإِنَّهُ ذَكَرَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَالشَّافِعِيِّ أَنَّ الْمُرَادَ قِبْلَةُ اللَّهِ فَقَالَ أَحَدُ كُبَرَائِهِمْ - فِي الْمَجْلِسِ الثَّانِي - قَدْ أَحْضَرْت نَقْلًا عَنْ السَّلَفِ بِالتَّأْوِيلِ فَوَقَعَ فِي قَلْبِي مَا أَعَدَّ فَقُلْت: لَعَلَّك قَدْ ذَكَرْت مَا رُوِيَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} قَالَ: نَعَمْ. قُلْت: الْمُرَادُ بِهَا قِبْلَةُ اللَّهِ فَقَالَ: قَدْ تَأَوَّلَهَا مُجَاهِدٌ وَالشَّافِعِيُّ وَهُمَا مِنْ السَّلَفِ. وَلَمْ يَكُنْ هَذَا السُّؤَالُ يَرِدُ عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا نَاظَرُونِي فِيهِ صِفَةَ الْوَجْهِ وَلَا أُثْبِتُهَا لَكِنْ طَلَبُوهَا مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ وَكَلَامِي كَانَ مُقَيَّدًا كَمَا فِي الْأَجْوِبَةِ فَلَمْ أَرَ إحْقَاقَهُمْ فِي هَذَا الْمَقَامِ بَلْ قُلْت هَذِهِ الْآيَةُ لَيْسَتْ مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ أَصْلًا وَلَا تَنْدَرِجُ فِي عُمُومِ قَوْلِ مَنْ يَقُولُ: لَا تُؤَوَّلُ آيَاتُ الصِّفَاتِ. قَالَ: أَلَيْسَ فِيهَا ذِكْرُ الْوَجْهِ فَلَمَّا قُلْت: الْمُرَادُ بِهَا قِبْلَةُ اللَّهِ. قَالَ: أَلَيْسَتْ هَذِهِ مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ؟ قُلْت: لَا. لَيْسَتْ مِنْ مَوَارِدِ النِّزَاعِ فَإِنِّي إنَّمَا أُسَلِّمُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْوَجْهِ - هُنَا - الْقِبْلَةُ فَإِنَّ " الْوَجْهَ " هُوَ الْجِهَةُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ يُقَالُ: قَصَدْت هَذَا الْوَجْهَ وَسَافَرْت إلَى هَذَا " الْوَجْهِ " أَيْ: إلَى هَذِهِ الْجِهَةِ وَهَذَا كَثِيرٌ مَشْهُورٌ فَالْوَجْهُ هُوَ الْجِهَةُ. وَهُوَ الْوَجْهُ: كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} أَيْ مُتَوَلِّيهَا فَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} كَقَوْلِهِ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} كِلْتَا الْآيَتَيْنِ فِي اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبَتَانِ وَكِلَاهُمَا فِي شَأْنِ الْقِبْلَةِ وَالْوَجْهِ وَالْجِهَةِ هُوَ الَّذِي ذُكِرَ فِي الْآيَتَيْنِ: أَنَّا نُوَلِّيهِ: نَسْتَقْبِلُهُ. قُلْت: وَالسِّيَاقُ يَدُلُّ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ قَالَ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا} وَأَيْنَ مِنْ الظُّرُوفِ وَتُوَلُّوا أَيْ تَسْتَقْبِلُوا. فَالْمَعْنَى: أَيُّ مَوْضِعٍ اسْتَقْبَلْتُمُوهُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/476)
فَهُنَالِكَ وَجْهُ اللَّهِ فَقَدْ جَعَلَ وَجْهَ اللَّهِ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَسْتَقْبِلُهُ هَذَا بَعْدَ قَوْلِهِ: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} وَهِيَ الْجِهَاتُ كُلُّهَا كَمَا فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. فَأَخْبَرَ أَنَّ الْجِهَاتِ لَهُ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْإِضَافَةَ إضَافَةُ تَخْصِيصٍ وَتَشْرِيفٍ؛ كَأَنَّهُ قَالَ جِهَةُ اللَّهِ وَقِبْلَةُ اللَّهِ. وَلَكِنْ مِنْ النَّاسِ مَنْ يُسَلِّمُ أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ جِهَةُ اللَّهِ أَيْ قِبْلَةُ اللَّهِ وَلَكِنْ يَقُولُ: هَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى الصِّفَةِ وَعَلَى أَنَّ الْعَبْدَ يَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: {إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ} وَكَمَا فِي قَوْلِهِ: {لَا يَزَالُ اللَّهُ مُقْبِلًا عَلَى عَبْدِهِ بِوَجْهِهِ مَا دَامَ مُقْبِلًا عَلَيْهِ فَإِذَا انْصَرَفَ صَرَفَ وَجْهَهُ عَنْهُ} وَيَقُولُ: إنَّ الْآيَةَ دَلَّتْ عَلَى الْمَعْنَيَيْنِ. فَهَذَا شَيْءٌ آخَرُ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ. وَالْغَرَضُ أَنَّهُ إذَا قِيلَ: " فَثَمَّ قِبْلَةُ اللَّهِ " لَمْ يَكُنْ هَذَا مِنْ التَّأْوِيلِ الْمُتَنَازَعِ فِيهِ؛ الَّذِي يُنْكِرُهُ مُنْكِرُو تَأْوِيلِ آيَاتِ الصِّفَاتِ؛ وَلَا هُوَ مِمَّا يَسْتَدِلُّ بِهِ عَلَيْهِمْ الْمُثْبِتَةُ فَإِنَّ هَذَا الْمَعْنَى صَحِيحٌ فِي نَفْسِهِ وَالْآيَةُ دَالَّةٌ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ دَالَّةً عَلَى ثُبُوتِ صِفَةٍ فَذَاكَ شَيْءٌ آخَرُ وَيَبْقَى دَلَالَةُ قَوْلِهِمْ: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} عَلَى فَثَمَّ قِبْلَةُ اللَّهِ هَلْ هُوَ مِنْ بَابِ تَسْمِيَةِ الْقِبْلَةِ وَجْهًا بِاعْتِبَارِ أَنَّ الْوَجْهَ وَالْجِهَةَ وَاحِدٌ؟ أَوْ بِاعْتِبَارِ أَنَّ مَنْ اسْتَقْبَلَ وَجْهَ اللَّهِ فَقَدْ اسْتَقْبَلَ قِبْلَةَ اللَّهِ؟ فَهَذَا فِيهِ بُحُوثٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهَا.) الفتاوى 6/ 14 - 17
ملاحظة: لم أر في كلام الأخ قلة أدب مع السلف من أي نوع!
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 04 - 07, 02:38 م]ـ
الرد بالأنجليزي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=97660
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[18 - 04 - 07, 12:55 م]ـ
بل هي شبهة لأنها اشتبهت على صاحبها، والشبهة نسبية في حق البعض دون الكل، وطالما أن المبتدعة ـ ولست أدري هل تتابع منتدياتهم و نقاشاتهم أم لا ـ كلهم يجزمون بأن البخاري منزه، وليس على عقيدة الوهابية لأنه يؤول الوجه، فإنها بذلك تكون شبهة.
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[18 - 04 - 07, 05:46 م]ـ
قال ابن أبي حاتم في تفسيره ج9/ص3028
قوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه
17214 حدثنا الحسن بن عرفة ثنا عمار بن محمد عن ابي سعيد عن خصيف عن مجاهد في قول الله كل شيء هالك الا وجهه قال الا ما اريد به وجهه
17215 حدثنا ابي ثنا محمود بن خالد ثنا الوليد عن عطاء بن مسلم الحلبي عن سفيان الثوري في قول الله كل شيء هالك الا وجهه قال كل شيء هالك الا ما ابتغى به وجهه من الاعمال الصالحة
وفي تفسير الثوري ج1/ص234
كل شيء هالك إلا وجهه قال ما أريد به وجهه
وقال في الدر المنثور ج6/ص447:
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما كل شيء هالك إلا وجهه إلا ما يريد به وجهه
وقد جمع ابن كثير رحمه الله بين القولين في تفسيره ج3/ص404فقال:
وقوله كل شيء هالك إلا وجهه إخبار بأنه الدائم الباقي الحي القيوم الذي تموت الخلائق ولا يموت كما قال تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فعبر بالوجه عن الذات وهكذا قوله ها هنا كل شيء هالك إلا وجهه أي إلا إياه وقد ثبت في الصحيح من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق كلمة قالها الشاعر لبيد إلا كل شيء ما خلا الله باطل وقال مجاهد والثورى في قوله كل شيء هالك إلا وجهه أي إلا ما أريد به وجهه وحكاه البخاري في صحيحه كالمقرر له قال بن جرير ويستشهد من قال ذلك بقول الشاعر
أستغفر الله ذنبا لست محصيه رب العباد إليه الوجه والعمل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/477)
وهذا القول لا ينافي القول الأول فإن هذا إخبار عن كل الأعمال بأنها باطلة إلا ما أريد به وجه الله تعالى من الأعمال الصالحة المطابقة للشريعة والقول الأول مقتضاه أن كل الذوات فانية وزائلة إلا ذاته تعالى وتقدس فإنه الأول الاخر الذي هو قبل كل شيء وبعد كل شيء قال أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا في كتاب التفكر والإعتبار حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بكر حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا عمر بن سليم الباهلي حدثنا أبو الوليد قال كان بن عمر إذا أراد أن يتعاهد قلبه يأتي الخربة فيقف على بابها فينادى بصوت حزين فيقول أين أهلك ثم يرجع إلى نفسه فيقول كل شيء هالك إلا وجهه وقوله له الحكم أي الملك والتصرف ولا معقب لحكمه وإليه ترجعون أي يوم معادكم فيجزيكم بأعمالكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر آخر تفسير سورة القصص ولله الحمد والمنة. انتهى كلامه
وصفة الوجه ثابتة لله تعالى من الأدلة السابقة ومن قوله تعالى {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} الرحمن27
قال البيهقي الاعتقاد ج1/ص88
باب ذكر آيات وأخبار وردت في إثبات صفة الوجه واليدين والعين وهذه صفات طريق إثباتها السمع فنثبتها لورود خبر الصادق بها ولا نكيفها قال الله تبارك وتعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فأضاف الوجه إلى الذات وأضاف النعت إلى الوجه فقال ذو الجلال والإكرام ولو كان ذكر الوجه صلة ولم يكن للذات صفة لقال ذي الجلال والإكرام فلما قال ذو الجلال والإكرام علمنا أنه نعت للوجه وهو صفة للذات.ا. هـ
وهناك أدلة كثيرة من السنة على إثبات هذه الصفة
وأحيانا يعبر الله سبحانه بالوجه عن الجهة كما في قوله تعالى أينما تولوا فثم وجه الله
وهذه كما أشار الإخوة من كلام شيخ الإسلام أنها ليست من آيات الصفات
وأحيانا يعبر بالوجه ويريد الذات الإلهية كلها كما في قوله الآية التي بوب لها البخاري وهي تدل على الذات وتدل على الصفة أيضا على سبيل التضمن كما ذكر شيخنا ابن عثيمين رحمه الله في شرح الواسطية
ومن ذلك قوله سبحانه: "كل شيء هالك إلا وجهه" (القصص/88) وقوله " وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله " (البقرة/272) وقوله: "والذين صيروا ابتغاء وجه ربهم" (الرعد/22) وحديث قصة الثلاثة الذين حُبِسوا في الغار وفيه: "اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه " البخاري برقم: (2272) ومسلم برقم: (2743).
وهذه النصوص وسواها ربما وجدت تفسيرها عند بعض العلماء بلازمها كتفسيرها بالذات الإلهية أو كما وجدتها عند البخاري أعلاه وكما روي عن بعض السلف كما أشرت لك وهؤلاء كلهم يثبتون الصفة ولا يعني أنهم إذا فسروا بعض النصوص بلازمها أن هذا تأويل منهم للصفة إذ إن مذهبهم إثبات الصفات فلا يحكم عليهم من خلال نص دلالته ليست صريحة على المطلوب والله أعلم
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[18 - 04 - 07, 07:30 م]ـ
فارق كبير بين نفي الصفة وبين تفسير.
البخاري لا ينفي الصفة اصلا فلم يستشكل؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 04 - 07, 12:06 ص]ـ
لا شك أن التفسير الثاني ("إلا ما أريد به وجهه") هو الراجح.
لكن ههنا سؤال مناسب: ما المراد بـ (الملك) في التفسير الأول؟
- هل هو ملك الله الذي هو صفته (كالخالقية والربوبية)
- أم أن المراد به: مكلوته ومخلوقاته؟ وما أظنهم قصدوا إلا هذا المراد
وهل منكم من يتحفنا بالإفادة. . .؟
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 12:15 ص]ـ
لا شك أن التفسير الثاني ("إلا ما أريد به وجهه") هو الراجح.
لكن ههنا سؤال مناسب: ما المراد بـ (الملك) في التفسير الأول؟
- هل هو ملك الله الذي هو صفته (كالخالقية والربوبية)
- أم أن المراد به: مكلوته ومخلوقاته؟ وما أظنهم قصدوا إلا هذا المراد
وهل منكم من يتحفنا بالإفادة. . .؟
وجزاكم الله خيرًا.
طبعا الاجابة تكون على فرض ان كلام معمر هو: إلا ملكه - و البخاري انما نقل عن معمر كما جاء في رواية النسفي فهو ناقل لا قائل -
رغم ان الحافظ ابن حجر يشير الى ان كلام معمر هو: إلا هو و هو مثبت في كتابه مجاز القرآن
فلعل تصحيفا وقع في النسخة
و الله اعلم
ـ[مهداوي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 02:33 ص]ـ
بل هي شبهة لأنها اشتبهت على صاحبها، والشبهة نسبية في حق البعض دون الكل، وطالما أن المبتدعة ـ ولست أدري هل تتابع منتدياتهم و نقاشاتهم أم لا ـ كلهم يجزمون بأن البخاري منزه، وليس على عقيدة الوهابية لأنه يؤول الوجه، فإنها بذلك تكون شبهة.
ليست شبهة بارك الله فيك، فلو افترضنا تنزلا أنه يؤول صفة الوجه فهل يعني هذا أنه مؤول؟ وماذا يصنعون بإثباته لباقي الصفات؟ ماذا يصنعون بكتاب خلق أفعال العباد؟ بل ماذا يصنعون بكتاب التوحيد كله في صحيحه؟
أول ابن خزيمة رحمه الله الصورة فهل صار بهذا من أهل التحريف والتأويل؟ لا والله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/478)
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 12:58 ص]ـ
سُئل العلامة محمد بن ناصر الألباني رحمهُ الله عن هذا الإشكال ... فكان جوابه رحمهُ الله ...
على هذا الرابط ...
http://www.fatwa1.com/upload/26/albani.rm
ـ[أبومهدي]ــــــــ[01 - 11 - 07, 04:06 ص]ـ
لكن ههنا سؤال مناسب: ما المراد بـ (الملك) في التفسير الأول؟
- هل هو ملك الله الذي هو صفته (كالخالقية والربوبية)
- أم أن المراد به: ملكوته ومخلوقاته؟ وما أظنهم قصدوا إلا هذا المراد
وهل منكم من يتحفنا بالإفادة. . .؟
وجزاكم الله خيرًا.
أخي الكريم، أعزك الله و أكرمك، و الله إن سؤالك هذا أكثر من رائع
فقد خطر ببالي من قبل مثل ما خطر ببالك، و كنت أذاكر هذه المسألة، فسألت نفسي هذا السؤال
بالتأكيد ليس المقصود بلفظة (ملكه) أي المخلوقات، فهذه تهلك و تفنى بلا شك
فأظن أن المقصود بلفظة (ملكه) أي صفة الملك لله ..... فبهذا يكون هذا القول من البخاري -إلا ملكه- كالتعقيب، و يكون معنى كلام البخاري بتمامه: حتى لو هلكت كل المخلوقات، و هلك كل ما دخل في ملكه سبحانه و تعالى، فإن صفة الملك لله قائمة لا تفنى. فلله الملك، و إن هلكت كل المملوكات.
و هذا لا يتعارض مع ما قاله بعد: (و يقال: إلا ما أريد به وجهه)، فهذا هو تفسير الآية. و الله أعلم.
أرجو من مشايخنا و إخواننا التعقيب على هذا الفهم سواء بالقبول أو بالرفض
ـ[ابو هبة]ــــــــ[21 - 11 - 07, 10:53 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد.
ـ[سعد السويلم]ــــــــ[23 - 11 - 07, 09:17 ص]ـ
وقفت على بحث في صفة الوجه لله تعالى في مجلة جامعة الإمام بقلم الدكتور يوسف بن محمد السعيد جمع فيه أطراف الموضوع وتكلم عن هذه القضايا بإسهاب.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[23 - 11 - 07, 12:33 م]ـ
وقفت على بحث في صفة الوجه لله تعالى في مجلة جامعة الإمام بقلم الدكتور يوسف بن محمد السعيد جمع فيه أطراف الموضوع وتكلم عن هذه القضايا بإسهاب.
بارك الله فيك وفي الدكتور, حبذا لو أتحفتنا به.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[05 - 07 - 10, 08:00 م]ـ
لا يحسن ان تمر الفائدة التي ذكرها الاخ ابو مهدي هكذا مر الكرام.
لاني اظن ان الاشكال قد زال
الاية ذكرت ان هناك من يهلك
وهم ارادو ان يقولو ان البخاري يفسر الوجه بالملك
النتيجة التي تلزم على قولهم انه لا شيء يهلك لان كل ما عدا الله فهو من ملكه داخل تحت سلطانه وقدرته.
فيتبين من هذا ان البخاري قصد بالملك الصفة لا المخلوقات لان تفسير الملك بالمخلوقات ترده الاية لانها حكمت بالهلاك لكل شيء.
او ربما يكون هناك تصحيف كما ذكر الاخ المقدادي
والله تعالى اعلم.(39/479)
من يتصدى لأخطاء وفظائع أطباء وعلماء النفس؟؟
ـ[أبو معطي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 04:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثر الحديث والجدل في السنوات الأخيرة عن أخطاء الرقاة الحديث عنهم بشكل ملفت للنظر وتكرر الحديث عنهم مراراً من العلماء والنفسانيين والصحفيين وأهل الاعلام، ولا ننكر أن هناك أخطاء وقع فيها بعضهم، ولكن الأمر يؤتى بقدره ولا يُبالغ فيه، ومن العجائب أنه حتى الأطباء النفسيين أصبحوا هم الذين يعلمون الرقاة ماهي شروط الراقي وشروط الرقية وما إلى ذلك، وأحدهم شن هجوماً عنيفاً على الرقاة في إحدى الأمسيات، فقال له صاحب الأمسية مازحاً (لو كنا نعلم أنك ستذكر كل هذا الكلام على الرقاة لدعونا أحدهم هنا) قال: لو علمت أن أحدهم سيأتي لما أتيت!!!!
والسؤال المهم: لماذا التغافل عن الفظائع التي يقع فيها أطباء النفس، من ارتفاع فاحش في أسعار جلساتهم أكثر من غيرهم بمراحل، ومن مخالفة للعقيدة في أكثر من أمر، من ذلك إنكار دخول الجني في الأنسي وإنكار التلبس عند بعضهم، والعلاج بالتنويم المغناطيسي الذي استخدمه بعضهم، والعلاج بالطاقة والخرافات التي فيه وهو في أصله عبادة بوذية ... الى آخره، هذا غير الفوقية العجيبة الموجودة عندهم حتى جعلوا من أنفسهم محكمين لعمل الرقاة وواضعين لشروط الرقية ومهمشين لغيرهم في هذا المجال، وغير ذلك من الملاحظات التي غفل عنها للأسف أهل العلم ولم نرى فيها إلا أطروحات وفتاوى معدودة مع أنها لا زالت تمارس حتى الآن بل لبعضها مواقع على الانترنت
هل يعرف أحد منكم أخواني الكرام مقالات أو كتب في هذا المجال حتى لو كان مقال في الانترنت؟؟
وهل يعرف أحد منكم من هو في طريقه لجمع مثل هذه الملاحظات والاشتغال عليها؟؟
أنتظر ردودكم بارك الله فيكم
ـ[أبو يحيى الكندي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 09:18 ص]ـ
هون عليك أخي الكريم .. فالأمر لا يستحق منك كل هذا الغضب ..
القضية في الحقيقة هي أن الأطباء النفسيين تكلموا مؤخرا في مواضيع الدجل و الشعوذة و لم أقرأ (و تخصصي علم نفس) لكثير منهم ممن انتقد الرقية الشرعية, فلو كان الأمر كذلك, فأرجو أن تنقله لنا و ستكون ردة فعلنا بناء على ذلك بارك الله فيك ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[18 - 04 - 07, 01:13 م]ـ
من العجائب و الغرائب:
أنه لم يثبت علميا إلى الآن الشفاء التام لأي حالة من الحالات التي خضعت للعلاج النفسي.
و هذا سمعته من أحد المطلعين في هذا المجال.
بينما الشفاء بالقرآن الكريم و آيات الذكر الحكيم يعرفه الخاص و العام، بل و قد اعترف به حتى غير المسلمين.
فضلا عن كونه من اللوازم العقدية لصحة الإيمان.
ـ[أبو معطي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 02:35 م]ـ
هون عليك أخي الكريم .. فالأمر لا يستحق منك كل هذا الغضب ..
القضية في الحقيقة هي أن الأطباء النفسيين تكلموا مؤخرا في مواضيع الدجل و الشعوذة و لم أقرأ (و تخصصي علم نفس) لكثير منهم ممن انتقد الرقية الشرعية, فلو كان الأمر كذلك, فأرجو أن تنقله لنا و ستكون ردة فعلنا بناء على ذلك بارك الله فيك ..
حياك الله أخي الكريم أبو يحيى الكندي وبارك فيك
ليس هناك غضب أخي الكريم أبداً، كل مافي الأمر أن الإعلام مُسلّط مؤخراً على الرقاة سواء في برامج أو في الاذاعة أو حتى الكاريكاتيرات في الصحف (عن الرقاة وليس المشعوذين) مع السكوت عن تجاوزات غيرهم
إجابة على تساؤلاتك سلمك الله: الدكتور طارق الحبيب له كتاب معروف يباع في الأسواق فيه عن شروط الرقية والراقي وما إلى ذلك، لا أنكر أن الكتاب فيه فوائد لكنه طبيب نفسي وكان من الأولى أن يتحدث عن ذلك أهل الاختصاص (العلماء) وأن يتفرغ الدكتور طارق الى المخالفات الشرعية الموجودة في تطبيق علم النفس في العلاج، فهذا هو اختصاصه وهو عالم به، بل كنا ننتظر منه ذلك، ولو قام أحد الرقاة بتقويم المعالجين النفسانيين لقامت قيامتهم بأنه ليس مختص في علم النفس
والدكتور عبدالرزاق الحمد شن هجوماً عنيفاً في لقاء معه على التلفاز ربما منذ أكثر من سنة على الرقاة وعلى طريقة علاجهم وكان فيه كلامه تعميم مستغرب منه، وأيضاً في أمسية قريبة (أحديّة) ربما من شهر تقريباً، وقد سُئل في تلك الأمسيّة عن رأيه في تلبس الجان بالانس فلم يجب إجابة واضحة، (إجابة لا تخرج منها بمعلومة حاسمة وواضحة)
والعجيب أنه بالرغم من نشاط بعض الأطباء النفسيين في محاولة تبيان مخالفات الرقاة، لم نجد من هؤلاء استنكار ورد على بعض طرق العلاج النفسي التي خرجت فتاوى بتحريمها من هيئة كبار العلماء ومن غيرهم من العلماء المعروفين ومازال يُعالج بها الى الآن، مثل العلاج التنويم المغناطيسي، والعلاج بعبادة (الريكي) أو ما يسمى بنقل الطاقة من بعد، وأيضاً البرمجة اللغوية العصبية .... وغير ذلك
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك خير الجزاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/480)
ـ[أبو معطي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 02:39 م]ـ
من العجائب و الغرائب:
أنه لم يثبت علميا إلى الآن الشفاء التام لأي حالة من الحالات التي خضعت للعلاج النفسي.
و هذا سمعته من أحد المطلعين في هذا المجال.
بينما الشفاء بالقرآن الكريم و آيات الذكر الحكيم يعرفه الخاص و العام، بل و قد اعترف به حتى غير المسلمين.
فضلا عن كونه من اللوازم العقدية لصحة الإيمان.
أخي الفاضل محمد المبارك
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
ـ[أبو معطي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 05:36 م]ـ
هذه فتوى للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين في العلاج بالتنويم المغناطيسي وضرب المندل وغير ذلك:
سؤال: ما حكم الإسلام في الذي يستعين بالجن في معرفة المغيبات كضرب المندل وما حكم الإسلام في التنويم المغناطيسي وبه تقوى قدرة المنوِّم على الإيحاء بالمنوَّم، وبالتالي السيطرة عليه، وجعله يترك محرمًا أو يشفى من مرض عصبي أو يقوم بالعمل الذي يطلب المنوِّم?
ما حكم الإسلام في قول فلان: (بحق فلان) أهو حلف أم لا؟ أفيدونا.
الجواب: أولا: علم المغيبات من اختصاص الله -تعالى- فلا يعلمها أحد من خلقه لا جني ولا غيره، إلا ما أوحى الله به إلى من شاء من ملائكته أو رسله، قال الله -تعالى- قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وقال -تعالى- في شأن نبيه سليمان -عليه السلام- ومن سخّره له من الجن: فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ وقال -تعالى- عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا.
وثبت عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد الله -تعالى- أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي، أخذت السماوات منه رجفة، أو قال: رعدة شديدة خوفًا من الله -عز وجل- فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدًا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبريل بالملائكة، كلما مر بسماء قال ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبريل فيقول جبريل قال الحق وهو العلي الكبير. فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله -عز وجل-.
وفي الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم? قالوا للذي قال: الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض، ووصف سفيان بكفيه فحرفها وبدد بين أصابعه، فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدرك، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا? فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء.
وعلى هذا لا يجوز الاستعانة بالجن وغيرهم من المخلوقات في معرفة المغيبات لا بدعائهم والتزلف إليهم، ولا بضرب مندل أو غيره، بل ذلك شرك؛ لأنه نوع من العبادة، وقد أعلم الله عباده أن يخصوه بها فيقولوا: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لابن عباس إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله الحديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/481)
ثانيًا: التنويم المغناطيسي ضرب من ضروب الكهانة باستخدام جني، حتى يسلطه المنوِّم على المنوَّم، فيتكلم بلسانه، ويكسبه قوة على بعض الأعمال بالسيطرة عليه، إن صدق مع المنوم وكان طوعًا له مقابل ما يتقرب به المنوِّم إليه، ويجعل ذلك الجنيُّ المنوَّم طوع إرادة المنوِّم بما يطلبه منه من الأعمال، أو الأخبار بمساعدة الجني له إن صدق ذلك الجني مع المنوم، وعلى ذلك يكون استغلال التنويم المغناطيسي واتخاذه طريقًا، أو وسيلة للدلالة على مكانة سرقة أو ضالة، أو علاج مريض، أو القيام بأي عمل آخر بواسطة المنوم- غير جائز، بل هو شرك لما تقدم، ولأنه التجاء إلى غير الله فيما هو من وراء الأسباب العادية التي جعلها -سبحانه- إلى المخلوقات وأباحها لهم.
ثالثًا: قول الإنسان: (بحق فلان)، يحتمل أن يكون قسمًا -حلفًا- بمعنى أقسم عليك بحق فلان، فالباء باء القسم، ويحتمل أن يكون من باب التوسل والاستعانة بذات فلان أو بجاهه، فالباء للاستعانة، وعلى كلا الحالتين لا يجوز هذا القول.
أما الأول: فلأن القسم بالمخلوق على المخلوق لا يجوز، فالإقسام به على الله -تعالى- أشد منعًا، بل حكم النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الإقسام بغير الله شرك، فقال: من حلف بغير الله فقد أشرك رواه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم وصححه. .
وأما الثاني: فلأن الصحابة -رضي الله عنهم- لم يتوسلوا بذات النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا بجاهه لا في حياته ولا بعد مماته، وهم أعلم الناس بمقامه عند الله وبجاهه عنده، وأعرفهم بالشريعة، وقد نزلت بهم الشدائد في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعد وفاته، ولجئوا إلى الله ودعوه لكشفها، ولو كان التوسل بذاته أو بجاهه -صلى الله عليه وسلم- مشروعًا لعلمهم إياه -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه لم يترك أمرًا يقرب إلى الله إلا أمر به وأرشد إليه، ولعملوا به -رضوان الله عليهم- حرصًا على العمل بما شرع لهم، وخاصة وقت الشدة؛ فعدم ثبوت الإذن فيه منه -صلى الله عليه وسلم- والإرشاد إليه وعدم عملهم به دليل على أنه لا يجوز.
والذي ثبت عن الصحابة -رضي الله عنهم- أنهم كانوا يتوسلون إلى الله بدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- ربه؛ استجابة لطلبهم ذلك في حياته، كما في الاستسقاء وغيره، فلما مات -صلى الله عليه وسلم- قال عمر -رضي الله عنه- لما خرج للاستسقاء: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيُسْقَوْن يريد دعاء العباس ربه وسؤاله إياه، وليس المراد التوسل بجاه العباس؛ لأن جاه النبي -صلى الله عليه وسلم- أعظم منه وأعلى، وهو ثابت له بعد وفاته كما كان في حياته، فلو كان ذلك التوسل مرادًا لتوسلوا بجاه النبي -صلى الله عليه وسلم- بدلا من توسلهم بالعباس لكنهم لم يفعلوا، ثم إن التوسل بجاه الأنبياء وسائر الصالحين وسيلة من وسائل الشرك القريبة كما أرشد إلى ذلك الواقع والتجارب، فكان ذلك ممنوعًا سدًّا للذريعة وحماية لجناب التوحيد
وصلى الله على نبينا محمد آله وصحبه وسلم
رابط الفتوى من موقع الشيخ
http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=6&book=14&toc=547&page=522&subid=30131
ـ[أبو معطي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 05:39 م]ـ
وهذا موضوع ثري وجدته داخل الملتقى حول الملاحظات على العلاج بالبرمجة اللغوية العصبية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73199&highlight=%C7%E1%C8%D1%E3%CC%C9
ـ[أبو معطي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 05:40 م]ـ
من لديه مثل هذه الأطروحات فلا يبخل علينا بارك الله فيكم
حتى وإن كان بحثاً لم ينشر، لعل هذا الجمع يكون نواة المشروع
بمشيئة الواحد الأحد
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[18 - 04 - 07, 06:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/482)
جزاك الله خبراً لقد أثرت الموضوع الذين فكرت فيه قديماً وبما أنك أثرت الموضوع فسوف أقوم بالبحث قدر المستطاع إن شاء الله؛ ومما لاحظته قديماً على هذا الذي يسمى علماً البعد عن المنهج النبوي في العلاج وإدعائهم ذلك إلى أن ذكر أحد أكبر المعالجين بالعلم المدعو علم النفس قبل شهر تقريباً في إذاعة القرآن الكريم بعد أن ذكر مساويء الرقية والرقاة قال بنص العبارة: أما العلاج بالقرآن فلا ينفع ولافائدة منه في علاج الوسواس. اهـ فقلت: لم توفق للصواب في قولك ولانسلم لك ذلك لأن الله تعالى قال: ((وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)) ولم يخصص الوسواس عن غيره فقلت ظهر الحق وزهق الباطل ..... وللحديث بقية
ـ[أبو يحيى الكندي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 09:13 م]ـ
يا اخوة, أنا أرى أن النقاش دخل في عموميات كثيرة بينما نحن في الحقيقة بحاجة إلى التفصيل و التحديد ..
أخي محمد المبارك بارك الله فيك, الحالات التي تتكلم عنها أنواع كثيرة و على مستويات في خطورتها. فمريض الفصام ليس كالذي يعاني من "قلق اجتماعي" مثلا .. و الطب النفسي كغيره من أنواع الطب, يوفر أنواع العلاج المقترحة لكن الأمر بيد الله و ما هي إلا أسباب أمرنا باتخاذها .. لكن بالطبع الأمر يختلف قليلا في الاضطرابات و الأمراض النفسية لصعوبة تشخصيها و لكون كثير منها "غير محسوس" مقارنة بالأمراض الأخرى.
و أود أن أذكر أن الرقية في ذاتها سبب من أسباب العلاج و إذا كان المريض يحتاج إلى دواء فليأخذه مع الرقية و في ذلك الشفاء -إن شاء الله-
أخي الفاضل أبو معطي, كلامك عن التخصص صحيح, و لقد وجدت ثلاثة أصناف من الأخصائيين و الأطباء النفسيين:
1. من تكلم في أمور الرقية و العلاج بالقرآن ممن لهم خلفية شرعية قوية, و الدكتور طارق الحبيب و كتابه (و قد اطلعت عليه سريعا مسبقا و لم أقرأه كاملا) أفضل مثال لهذا الصنف.
2. من تكلم في هذه الأمور بناء على خلفية شرعية ليست قوية و يؤكدون الكثير من هذه الأمور و قد يردون بعضها (المس الجني على سبيل المثال)
3. صنف أنكر كل هذه الأمور و هؤلاء من العلمانيين و الماديين و العياذ بالله.
و رأيي المتواضع أن نأخذ بعين الاعتبار الصنف الأول و الثاني و ذلك بناء على تخصصهم, و هذا لا يعني أن نفتح الباب على مصراعيه, و لكن نأخذ بعين الاعتبار تخصصهم. و في الناحية الأخرى, لابد أن نتذكر أن كثيرا من المشايخ -للأسف- تكلموا في مواضيع ليست من تخصصهم أيضا و سأبين ذلك بعد قليل ..
بالنسبة لكلام الأطباء و الأخصائيين الذين ذكرتهم, فلابد من الاطلاع على ما قالوا بالتحديد لكي نحدد موقفنا منه ..
و قبل أن أتكلم على الأمثلة التي ذكرتها, لدي تعليق (و في الحقيقة هو تساؤل) عن موضوع المس الجني, فقد قرأت قبل فترة آراء كثيرة في هذا الموضوع (بين مؤيد و معارض) و لم أجد بحثا واحدا يعطيني جوابا واضحا و فاصلا في هذه المسألة و لعلها من المسائل الاجتهادية التي ليست من أصول العقيدة و قد يكون فيها سعة؟
أما بالنسبة للأمور الثلاثة التي ذكرتها, فتعليقي عليها كالآتي:
1. العلاج بالتنويم المغناطيسي: لقد قرأت قبل قليل عن هذا النوع من العلاج hypnotherapy و هو في الحقيقة ليس من أنواع العلاج في الطب النفسي و نسبة استخدامه ضئيلة جدا في أمور متعددة. و يبدو لي أن نسبة نجاحه ليس بالكبيرة و على أية حال, فالدكتور صلاح الراشد له شهادة في هذا الموضوع و ربما يمكننا سؤاله عن هذا الموضوع تحديدا؟؟
http://www.alrashed.net/ar/whodrsalah.htm
الشاهد من كلامي أن هذا النوع لا يندرج بأي شكل من الأشكال تحت الطب النفسي و لا حتى تحت أنواع العلاج الأخرى كالعلاج المعرفي السلوكي, العلاج السلوكي, الخ. أما فتوى اللجنة الدائمة و فتوى الشيخ ابن جبرين -حفظه الله- فلا أرى أنها صحيحة من ناحية تعريف هذا النوع من العلاج, فالتنويم المغناطيسي في أصله كان يستخدم لاستعادة الذاكرة و نتائج نجاح ذلك ضئيلة أيضا (حسب ما أذكر) , و لا أرى علاقة للجن بالتنويم المغناطيسي و أختم بالقول أن هناك فرق بين التنويم المغناطيسي و العلاج بالتنويم المغناطيسي و كما بينت فنسبة نجاحه (فضلا عن نسبة استخدامه في العالم العربي و الإسلامي) ضئيلة جدا و لا يندرج تحت الطب النفسي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/483)
2. العلاج بعبادة الريكي: في الحقيقة لم أسمع بهذا النوع من العلاج و هذا أيضا لا يندرج تحت الطب النفسي و أقرب ما قرأت في هذا الأمر أن من أنواع الوقاية و العلاج لاضطرابات القلق anxiety و الضغط النفسي stress هي عمليات الاسترخاء و "التأمل" meditation و يذكر دائما من هذا الباب عمليات التأمل من الديانات البوذية و غيرها كال yoga, لكن الأمر لا ينحصر في ذلك, فنحن كمسلمين نتأمل كتاب الله و نتفكر و نسترخي عندما نذكر الله عز و جل {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}. و الشاهد أن هذا النوع أيضا ليس بالضروري من أنواع العلاج في الطب النفسي.
3. بالنسبة للبرمجة اللغوية العصبية, فلن أعلق عليها لأن الكلام سيطول (من ناحية علمية قبل الشرعية) , لكن حسب علمي السطحي أيضا, فالبرمجة لا تستخدم في العلاج النفسي أو الطب النفسي على الأقل فلا يحق لنا انتقاد الطب النفسي من هذه الجزئية. و البرمجة لا تتعدى كونها نظرية علمية جديدة و ما زالت خاضعة للنقد العلمي (قبل الشرعي) ..
أخي الفاضل مجاهد الشهري, أؤكد و أقول أن نقل كلام واحد من الأخصاء النفسيين أو الأطباء النفسيين لا يعني إجماعهم على هذا الأمر, و كما ذكرت في البداية, لابد لنا من أخذ كل حالة و التعامل معها بعينها ..
و أخيرا أود أن أذكر أن النقاش في الحقيقة في الأمور التالية:
1. الرقية الشرعية, ما هي؟ و هل لابد من وجود رقاة متخصصين لذلك؟ و إن كان الأمر كذلك, فما مشروعية أخذ الأجر من الناس مقابل هذا الأمر؟ و لماذا لا نشجع الناس على رقية أنفسهم بأنفسهم و تعويدهم على أذكار الصباح و المساء و جميع الأذكار و الأوراد النبوية؟
2. مسألة المس الجني و ما فيها من خلاف, و إن ثبت بالقرآن و السنة حقيقة هذا الأمر, فما نسبة حصوله؟ و لماذا توجد نسبة عالية من المشعوذين و الدجالين و أيضا المخلصين الذين يتبعون القرآن و السنة في التعامل مع هذا الأمر إذا كانت نسبة حصوله ضئيلة؟
و مسائل أخرى سيأتي بها النقاش إن شاء الله, أحبكم في الله:)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - 04 - 07, 02:39 ص]ـ
أخي العزيز أبا يحيى.
أحيي فيك سعة الطرح، و روح النقاش البناء.
و لكن يا أخي العزيز هناك بعض الأمور لا تحتاج إلى متخصص للحكم عليها.
نعم لقد كان علم النفس في السابق عالماً مجهولاً بالنسبة للجماهير.
و لكن الآن فإن الأعم الأغلب قد اطلعوا على اطروحات علم النفس.
و تبين لهم مواطن الخلل فيها.
إما من خلال المناهج الدراسية في المدارس و الجامعات، أو بالقراءة و التثقيف الشخصي
.
و من لم يطلع عليها، فقد رأى أحوال من ابتلوا بما اصطلح عليها باسم الأمراض النفسية.
و وضح للكثيرين أن أحوالهم شفاهم الله تتردى بحسب متابعتهم
لما يسمى بالجلسات النفسية.
و هل رأيت يا أخي العزيز مريضا نفسيا نحسنت حالته و وصل إلى مرحلة الشفاء التام جراء تلك الجلسات.
و تنزلا في كون تلك الجلسات اصلا علاجا أو من قيل العلاج.
السؤال الآن إذا كان العلاج النفسي نفسياً كاسمه.
فلماذا الجلسات الكهربائية المخففة و المركزة، و هل المعالج يريد سحب اعتراف ما من المريض.
بينما يقيم المعالجون النفسيون الدنيا و لا يقعدونها في قضية ممارسة الضرب ـ أحياناـ من بعض الرقاة.
و لماذا يعطى المريض أنواع المهدئات و المخدرات القوية جدا، حتى وصل الأمر ببعض المرضى إلى مرحلة الادمان الاضطراري.
نعم هناك جلسات ازالة التوتر، حيث يقوم المريض بقص ما يزعجه و يؤرقه إلى المعالج، و من ثَمَّ يشعر بالارتياح النسبي، و لكن هذا النوع من الجلسات ليس علاجاً، بل يستخدمه في الغرب حتى الأشخاص الأسوياء باعتباره نوعا من الفضفضة المؤدية إلى فترة من الراحة و الصلح مع الذات.
و كون تلك الممارسة تساهم في تقليل الشحن النفسي و ازالة التوتر لا يحتاج إلى كبير معرفة، بل العرب تذكر ذلك في أدبياتها.
يقول الشاعر:
و لا بد من شكوى إلى ذي مروءة ***********يواسيك أو يُشكيك أو يتألم
-------------------------------------------------------
المقصود يا أخي العزيز أن النفس البشرية لا يمكن ادخالها المختبر.
و لا ينبغي تشكيل انموذج نفسي افتراضي موحَّد من خليط من عناصر المهارات أو النقائص النفسية المتفاوتتين من شخص إلى آخر.
و بالتالي فإن الكثير من الخبرات الموروثة من كثير من الحضارات السابقة هي خير من كثير من اطروحات ما سُمِّى بعلم النفس.
و ماذا تتوقع من علم يبحث في علم النفس البشري و الذي يضع دعائمه أو أهم ركائزه أناس كانوا في الأصل انموذجا للاختلال النفسي مثل سيغموند فرويد من القدماء، و جان بول سارتر من المحدثين.
فصحَّ عند ذلك أن القول في علم النفس كما قال شيخ الاسلام عن علم المنطق:
" لحم جمل غث على ظهر جبل وعر، لا سهل فيُرتقى، و لا سمين فينُتقى".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/484)
ـ[أبو يحيى الكندي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 03:23 ص]ـ
أخي الفاضل محمد, أشكر لك أدبك في الطرح و هذا بلا شك نقاش نافع بناء بإذن الله ..
أخي الكريم, سأرد على نقاطك واحدة تلو الأخرى, لكن ينبغي أن أوضح بعض الأمور في البداية حتى لا تختلط علينا الأمور و بعد ذلك يمكننا العودة إلى النقاش الرئيسي.
العلاج النفسي له أنواع متعددة, فهناك:
1. الطب النفسي: و هو من تخصصات الطب بمعنى أن الطبيب النفسي لابد أن يتخرج من كلية الطب و أن يدرس الطب العام كأي طبيب ثم بعد ذلك يتخصص في الطب النفسي كما يتخصص غيره في الجراحة, الولادة, أنف و حنجرة, الخ الخ .. تبنى تطبيقات الطب النفسي على الافتراض أن الاضطرابات النفسية لها أساس بيولوجي أكثر من أي سبب آخر (طبعا لا ينفي الطب النفسي أبدا مدى أهمية العوامل النفسية, لكن التركيز يكون أكثر على الجسم) و لهذا فإن أغلب الأطباء النفسيين يكون تعاملهم مع أناس سبب اضطرابهم يبدو بيولوجيا أكثر من كونه نفسيا فعلى سبيل المثال مرضى الوسواس القهري (و هذا موضوع شيق جدا و له أصول شيقة في تراثنا الإسلامي) و اضطرابات الفصام و بعض اضطرابات الاكتئاب الشديدة.
2. التحليل النفسي: و هو النوع الذي بني على مدرسة سيغموند فرويد و في الحقيقة أن مدرسة التحليل النفسي هذه تغيرت كثيرا و تغيرت أطروحاتها و أساسياتها عن تلك التي تبناها فرويد حتى أصبحت نظرياته الأولى لا تزن الكثير في الميزان العلمي و طرأ التغيير و التعديل على معظم أطروحاته و أطروحات تلاميذه. و في الحقيقة ينفي الكثير من التحليليين كون هذا الأسلوب من أنواع العلاج بل يزعمون أن الكثير من الناس بحاجة إلى تحليل نفسي و على أية حال فأنا لا أريد التفصيل في هذا الأمر لأنه ليس موضوعنا.
3. العلاج المعرفي السلوكي: و هو علاج يفترض أن بعض الاضطرابات النفسية سببها طريقة التفكير بشكل عام (و فيها تفاصيل كثيرة لا أود مناقشتها هنا) , و هو علاج نافع أيضا مع بعض مرضى الوسواس القهري و الاكتئاب.
4. العلاجات النفسية الإرشادية: و تندرج تحته أنواع كثيرة جدا, و هي للحالات الأقل صعوبة و خطرا .. و فيها تفاصيل كثيرة أيضا لا أريد الخوض فيها.
بالنسبة لعلم النفس بشكل عام فهو كباقي العلوم الاجتماعية (اقتصاد, علوم سياسية, علم اجتماع) , يعتمد على الكثير من النظريات و التي تكون في أغلب الحالات نظريات غير مبنية على حقائق و لهذا فالغرب نفسه يتعامل مع هذه النظريات كشيء قابل للتعديل دائما. لكن بلا شك أن علم النفس قدم الكثير من الأمور النافعة و العملية و الأمثلة على هذا كثير و ليس هذا محل ذكرها ..
أما أحوال المرضى النفسينن عافانا الله و إياك و أنها تزداد سوءا مع الجلسات فهذا تعميم لا يصح, لأن ليس كل المرضى تتم معالجتهم عن طريق "الجلسات" و كما ذكرت في البداية فهناك الكثير من أنواع العلاج.
و لقد رأيت بنفسي و قرأت عن الكثير ممن تحسنت حالاتهم بعد العلاج النفسي, و أرى في رأيي المتواضع أن حقيقة الأمراض النفسية ما زالت غامضة عند عامة الناس و ذلك لقلة ثقافتهم بهذا الأمر و لقد سعدت كثيرا عندما قدم الشيخ سلمان العودة حفظه الله سلسلة من الحلقات في برنامجه الأسبوع عن الأمراض و الاضطرابات النفسية و أدعوك لسماعه على موقعه لأنه كلام من رجل عالم يتكلم على أسس شرعية قوية و بدا لي من كلامه أن فهمه للأمراض و الاضطرابات النفسية قوي, و مبني على بحث و دراسة و مراجعة ..
بالنسبة للعلاج الكهربائي فهذا يندر وجوده كثيرا لكن للأسف الإعلام ركز عليه كثيرا حتى ظن الناس أنه هو العلاج الأكثر استخداما!
أما العلاج بالأدوية, فهو ليس لكل الحالات و أنا لا أنكر وجود بعض التجاوزات لبعض الأطباء إذ يقدمون وصفات أدوية أكثر من اللازم. لكن على أي حال, هناك بعض الاضطرابات و التي يكون سببها بيولوجيا فعلا و تبين أن العلاج بالأدوية يخفف من أعراضها على الأقل و حالات الإدمان الاضطراري أيضا قليلة جدا, بل معظم الأدوية الآن هي أدوية لا تبدو معها حالات الإدمان الاضطراري ..
أؤكد ما قلته في ردك بارك الله فيك أنه لا يمكن أبدا أن نقدم نموذج واحد متكامل لفهم النفس البشرية فهي أعقد من ذلك بكثير.
و تعليقك على نظرية فرويد في محله و هو صحيح, لكن في نفس الوقت ظهرت نظريات أخرى من الغرب أيضا هي الأقرب للنظرة الإسلامية للنفس البشرية و تبني دعائمها و ركائزها على أشخاص أسوياء و منها نظريات المدرسة الإنسانية و على رأسها نظرية إبراهام ماسلو و كارل روجرز و لا تخفى عليك نظرية هيكل أو مثلث الاحتياجات و التي أصبحت تدرس في علم التجارة و الاقتصاد أيضا فوق علم النفس!
ما أنوي قوله هو أن هناك فرق في أنواع العلاج النفسي, و النوع الذي ركزنا عليه في بداية النقاش هو الطب النفسي و هو بلا شك ليس كاملا و لم يقترب من الكمال أبدا, لكن هو تخصص طبي كغيره من التخصصات و نحن بحاجة إليه لمعالجة الكثير من مرضى الاضطرابات الشنيعة عافاني الله و إياك ..
أخشى أن أكون قد تكلمت بمصطلحات علمية نفسية أدخلت الاخوة في متاهات و لم أكن أقصد ذلك, لكن أردت توضيح الكثير من الأمور حول الطب النفسي و العلاج النفسي و الذي نهاجمه كثيرا بناء على فهمنا له و الذي لا يبنى إلا على متابعاتنا الإعلامية في أغلب الأحيان!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/485)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 06:44 ص]ـ
ذكرتم
- وفقكم الله
(مسألة المس الجني و ما فيها من خلاف, و إن ثبت بالقرآن و السنة حقيقة هذا الأمر, فما نسبة حصوله؟ و لماذا توجد نسبة عالية من المشعوذين و الدجالين و أيضا المخلصين الذين يتبعون القرآن و السنة في التعامل مع هذا الأمر إذا كانت نسبة حصوله ضئيلة؟)
الخلاف فيها غير معتبر
والنسبة العالية من المشعوذين سببه التنويم المغناطيسي وغيره من أساليب المشعوذين المعاصرين
الذين ينشرون الشعوذة تحت ستار العلم الحديث
وأصلا المشعوذين لا يحاربوا من قبل النفسيين
وإنما النفسيين الغربيين وغيرهم يحاربون الرقاة وفقط الرقاة
أما المشعوذين فهم يشتركون مع كثير من النفسيين ممن يمارسون نفس الشعوذة
لا أقول بطرق عصرية
بل بأسماء عصرية
والحرب الضروس أغلبه على الرقاة المحتسبين لا التجاريين
ولأن اليهود يسحروا المسلمين وأغلب السحرة لهم علاقات مع اليهود
فاليهود يمنعوا علاج السحر بطرق من ذلك
نشر ثقافة أنه لا يوجد مس أو سحر أو عين وأنه لابد من الذهاب إلى الطبيب النفسي
محاربة الرقاة
ثالثا نشر الشعوذة لأن المسحور إن لم يجد العلاج عند الطبيب النفسي سيبحث العلاج عند آخرين
وبما أن الرقاة مخرفين كما يصرهم الإعلام
فليذهب إلى الشعوذة والمشعوذين والسحرة بفك السحر
وهكذا يتم لليهود نشر السحر من جهة وحماية السحرة من جهة أخرى
والله المستعان
والعين والسحر والمس كله حق
ـ[ابو هبة]ــــــــ[24 - 05 - 07, 07:11 ص]ـ
..........
ولأن اليهود يسحروا المسلمين وأغلب السحرة لهم علاقات مع اليهود
فاليهود يمنعوا علاج السحر بطرق من ذلك
نشر ثقافة أنه لا يوجد مس أو سحر أو عين وأنه لابد من الذهاب إلى الطبيب النفسي
محاربة الرقاة
ثالثا نشر الشعوذة لأن المسحور إن لم يجد العلاج عند الطبيب النفسي سيبحث العلاج عند آخرين
وبما أن الرقاة مخرفين كما يصرهم الإعلام
فليذهب إلى الشعوذة والمشعوذين والسحرة بفك السحر
وهكذا يتم لليهود نشر السحر من جهة وحماية السحرة من جهة أخرى
...........
هل هذه معلومة موثقة أم استقراء واستنتاج؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 07:21 ص]ـ
أي معلومة تقصد
بارك الله فيك
إن كنت تقصد أن اليهود = السحرة
فلا شك أن كثير من اليهود سحرة
والعكس صحيح لاشك أن كثير من السحرة = يهود
في اليمن وبخارى والمغرب وفلسطين (نابلس) وو إلخ
وكثير من الجن المتلبس والمؤذي هم من اليهود
وربنا ذكر في كتابه
(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 08:04 ص]ـ
تنبيه
المشاركة رقم 13 تحتاج إلى تعديل
والعجلة من الشيطان
والله المستعان
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 12:34 م]ـ
أولى خطوات العلاج النفسي السليم أن يحلف المريض جازما أن لا يذهب إلى (طبيب نفسي) نهائيا ولو اضطرته الضرورة إلى هذا.
وأولى خطواط المرض النفسي هي التفكير في الذهاب للأطباء النفسيين شفى الله نفوسهم المريضة
الطب النفسي له قواعد تقوم في الأصل على نفسية الملاحدة الغربيين ولهذا قلّ أن تجد طبيبا نفسيا إلا وهو مصاب بخلل في نفسه ودينه
وكم من مريض مرضا يسيرا ذهب إليهم فزادوا مصيبته حتى تسببوا في موته؟!
أذكر ونحن في الجامعة أنني كنت أستوقف الدكتور كثيرا في هذه المسائل وفي مرة وهو يتكلم عن العلاج النفسي ذكر أشياء لا حصر لها فقمت وناقشته فيها وأثبت له أنها مذاهب قديمة وأن الأحدث منها ما كتبه فلان وعلان في كتبهم من رجال الغرب الحديث
فرجع الدكتور عن كلامه وأخذ بالحديث
فشعرت وكأن الإنسان (فأر تجارب) يمكن أن يجرب فيه الدكتور نظرياته لعشر سنين مثلا ثم يقول له بكل هدوء: نعيد من الأول لأن هذه النظريات ثبت بطلانها ولابد نعيد العلاج بناء على نظريات جديدة ظهرت مؤخرا!!!
عشرات الأطباء المعاصرين الآن تركوا نظريات (الإمراض النفسي) وأخذوا بنظريات الكتاب والسنة فمنهم من صار يكتب في (رشتة العلاج) قراءة آية الكرسي عند النوم، والابتعاد عن أصحاب السوء، .... إلى آخر هذه العلاجات الشرعية الناجحة والمستقرة والتي لا تتبدل ولا تتغير كل يوم
وفي العلاجات الشرعية احترام لآدمية الإنسان لثباتها بخلاف العلاجات الأخرى التي تجعله (فأر تجارب) والعياذ بالله.
وبحمد الله ما من مرض يظهر إلا ويظهر علاجه مما شرع الله عز وجل وشرع رسوله صلى الله عليه وسلم.
والآن هناك مختبرات تعمل على استخراج علاج لفيروس (سي) لعلاج الكبد نسأل الله السلامة والعافية وكذلك على استخراج علاج لمرض (الإيدز) وغير ذلك من الأمراض كلها من أعشاب طبيعية أشار إليها الكتاب والسنة بحمد الله.
ولكن النتائج لا زالت في طور الاختبار حتى الآن وإن ظهرت الكثير من المبشرات بحمد الله تعالى
وهذا كله بخصوص العلاج الملموس الذي يمكنك أن تقنع به الذين لا يعرفون الله عز وجل حق قَدْره.
أما أهل الإيمان فلديهم علاجهم (اليقين والدعاء)
ولا يستدرك عليَّ بأن الشرع قد أمرنا بالأخذ بالأسباب لأنني لم أنكر الأسباب ولكن (اليقين والدعاء) هما رأس هذه الأٍسباب وأجلها نفعا بحمد الله.
وكم من مريض زالت علته بدعائه بعد حيرة الطب فيها؟
وكم من فقير أغناه الله بدعائه بعد أن ضاقت عليه الأرض بما رحبت؟
وكم .. وكم
فاللهم ارزقنا اليقين فيك حق اليقين وارزقنا الإخلاص والصلاح والتقوى واستجب لنا دعاءنا يا أرحم الراحمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/486)
ـ[ابو هبة]ــــــــ[24 - 05 - 07, 12:38 م]ـ
..............................
ولأن اليهود يسحروا المسلمين وأغلب السحرة لهم علاقات مع اليهود
فاليهود يمنعوا علاج السحر بطرق من ذلك
نشر ثقافة أنه لا يوجد مس أو سحر أو عين وأنه لابد من الذهاب إلى الطبيب النفسي
............................................
وهكذا يتم لليهود نشر السحر من جهة وحماية السحرة من جهة أخرى
.........
هذه المعلومة.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[24 - 05 - 07, 12:53 م]ـ
أولى خطوات العلاج النفسي السليم أن لا يحلف المريض جازما أن لا يذهب إلى (طبيب نفسي) نهائيا ولو اضطرته الضرورة إلى هذا.
وأولى خطواط المرض النفسي هي التفكير في الذهاب للأطباء النفسيين شفى الله نفوسهم المريضة
الطب النفسي له قواعد تقوم في الأصل على نفسية الملاحدة الغربيين ولهذا قلّ أن تجد طبيبا نفسيا إلا وهو مصاب بخلل في نفسه ودينه
وكم من مريض مرضا يسيرا ذهب إليهم فزادوا مصيبته حتى تسببوا في موته؟!
.................................................. ......... يا أخي الكريم وفقه الله, فتاوي علمائنا الثقات متظافرة على توجيه الناس للعلاج النفسي مع النصح بالرقية والأذكار. والواضح أنك تخلط بين الطب النفسي وعلم النفس وراجع كلام الأخ الكندي أعلاه فإنه مفيد. وقد سقت فتاوي علماء اللجنة الدائمة في مشاركاتي على الرابط المرفق برقم 31 و 32 وفتوى الشيخ ابن باز رحمه الله برقم 33وأورد الشيخ ابن وهب فتوى الشيخ سعد الحميد في مشاركته برقم 15وهذا رابط الموضوع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96311 وفقك الله لكل خير.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 01:03 م]ـ
يا أخي الكريم وفقه الله, فتاوي علمائنا الثقات متظافرة على توجيه الناس للعلاج النفسي مع النصح بالرقية والأذكار. والواضح أنك تخلط بين الطب النفسي وعلم النفس وراجع كلام الأخ الكندي أعلاه فإنه مفيد. وقد سقت فتاوي علماء اللجنة الدائمة في مشاركاتي على الرابط المرفق برقم 31 و 32 وفتوى الشيخ ابن باز رحمه الله برقم 33وأورد الشيخ ابن وهب فتوى الشيخ سعد الحميد في مشاركته برقم 15وهذا رابط الموضوع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96311 وفقك الله لكل خير.
بل أنا أتكلم من خلال تجربتي وما يحيط بي ولا شأن لي بما غاب عني علمه
فربما كان الأمر في بلادكم يختلف أخي الفاضل
ـ[ابو هبة]ــــــــ[24 - 05 - 07, 01:30 م]ـ
بل أنا أتكلم من خلال تجربتي وما يحيط بي ولا شأن لي بما غاب عني علمه
فربما كان الأمر في بلادكم يختلف أخي الفاضل
بارك الله فيك أخانا الحبيب.
القصد رد الأمر لأهل العلم الكبار.
والكلام في مثل هذه المسائل شائك, والحمد لله علماءنا كثر وكفوا وأوفوا.
فقط أردت إرشادك إلى مواقع الفتوى التي سقتها في موضع آخر من المنتدى.
وفقك الله.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 01:47 م]ـ
والطب النفسي قائم على ماذا يا شيخ أبا هبة
وكان الشيخ العلامة أحمد شاكر - رحمه الله -ينكر على كثير من خرافات القوم فليعلم
وما كان يعترف بما يسمونه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 01:52 م]ـ
فهذا الشيخ العلامة أحمد شاكر ينكر وكذا غيره
فهذا رد لأهل العلم الكبار
فلا تحتج بفتوى
وهناك فتاوي للمشايخ في كثير مما يفعله أطباء الطب النفسي
وفي التفصيل فوائد
ومن علم حجة على من لم يعلم
ولاشك أن الفتاوى المفصلة مقدمة
من جهات كثيرة
المشايخ الذين أرشدوا إلى الطبيب النفسي كما تذكر - وفقك الله
ما أرشدوا المسحور أو رجل أصيب بالمس إلى الطبيب النفسي
ولم يزعموا أن علاج المسحور أو الرجل الذي أصيب بالمس عند الطبيب النفسي
فهذا من حمل كلام المشايخ ما لايحتمل وفيه انتصار بل وتعصب للطب النفسي
وأنت أحد من يتنتصر للطب النفسي
فمن يأخذ بفتاوى المشايخ الذين ذكرتهم
لا يفهم من كلامهم أن علاج المسحور عند الطبيب النفسي فليفهم ولا يحمل فتاوى المشايخ ما لايحتمل
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 02:38 م]ـ
والمشايخ يقولون علاج السحر كذا وكذا
وتأمل فتاوي الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله
وغيره من العلماء الكبار
وفيه بيان علاج السحر والعين
هل زعموا أن لا تذهبوا إلى الرقاة والمعالجين فالطب النفسي يكفي
وعلاجكم معشر من أصيب بالسحر عند الطبيب النفسي
هل ذكر ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/487)
هل نفروا الناس من الرقاة ومن الرقية كما يفعل أطباء (الطب النفسي)
هم - جزاهم الله خيرا - بينوا التجاوزات التي تحصل من الرقاة وغيرهم
ووضحوا
ولكن لا يوجد أحد منهم نفر الناس من الرقاة الذين يعالجون وفق الضوابط الشرعية
بينما أطباء (الطب النفسي) فلا يرشدون إلى الرقاة
فأنت يا أبا هبة - وفقك الله - وأنت طبيب إذا حضر عندك طفل وعنده مس أو سحر
لماذا تتكلف علاجه وأنت لا تحسن ذلك
لماذا لا ترشده إلى المعالج
أو على الأقل صف له علاج السحر
لا علاج لا علاقة له بالسحر
أليس هذا من المنطقي والمعقول
والله رأيت أطباء من الأقسام الأخرى لما يشكوا في الموضوع ويقولوا
يمكن عين أو مس
يذكرون المريض ويقولون له يمنك الذهاب إلى أحد الرقاة
أو عالج نفسك بالرقية الشرعية وكثف العلاج
وهكذا
لا يدعون علم ما لم يعلموا لأن مصلحتهم صحة المريض
لا يتكلفون ما لا يعلمون ولا ينكرون ما لايحسنون
قوم أفادوا ونفعوا وتكلموا وأرشدوا
بينما أطباء (الطب النفسي) فيزعمون أن الحالة حتى وإن كانت مس أو سحر فالعلاج عندهم
ثم يقولوم ولما لايستجيب
لماذا تضعيون وقت المريض
تأمل
إجابة أحد الدكاترة
(لصرع هو أحد الاضطرابات النفسية العصبية التي نجد في بعض حالاتها أسبابا واضحة في التركيب أو الوظيفة للمخ، إلا أن بعض الحالات لا نستطيع فيها الوصول إلى أسباب حيث يظهر أي تغير في النشاط الكهربي للمخ ولا يظهر أي عيب في التركيب، وتصنف على أنها مجهولة السبب.
وبما أنها مجهولة السبب لدينا فإننا لا نستطيع نفي إمكانية وجود علاقة للمخلوقات الغيبية بها خاصة عندما لا تستجيب للعلاج مثل هذه الحالات قد يكون من الممكن علاجها بطرق أخرى، لكننا كأطباء نعتبر هذا واقعا خارجا ما نستطيع العمل فيه.
)
تأمل - رعاك الله
يعترف بعجزه
ولكنه لا يرشده إلى العلاج
لماذا المكابرة
من جهل شيئا عاداه
ثم أليس المقصود نفع المريض وصحته
عشرات الحالات شفيت بالرقية الشرعية
شفيت تماما
كل ذلك والفضل لله أولا وآخرا
ما أنزل داء إلا وله دواء إلا
ولكن القوم يجهلون ولا يعترفون بجهلهم
من حسن إسلام المرء ترك ما لايعنيه
المسحور لا يعرف علاجه الطبيب النفسي
اعترفوا معاشر أطباء (الطب المفسي) بذلك
ولا تجادلوا
لماذا أطباء الأقسام الأخرى يعترفون ويرشدون المريض إلى الرقية الشرعية
بينما أطباء (الطب النفسي) يكابرون
معاشر الأطباء لستم مثل الكفار (الماديين منهم) الذين لايؤمنون بالعين والسحر
فردوا الأمر إلى أهله ولا تجادلوا فقد أضعتم أوقات وأموال المرضى
أما هجومكم على المشعوذين بل وعلى الرقاة الجهلة فهذا ما نؤيدكم فيه
بل المرجع في تحديد الرقاة الجهلة هم الرقاة أنفسهم
هم من يحددون الدخيل في الصنعة
والذي يستعمل أمور منكرة
إلخ
والطبيب النفسي لا يميز ولا يعرف فليته سكت
وقلد غيره من العلماء والرقاة
وذكر ما ذكروا واكتفى بالتقليد
ورد الأمر إلى أهله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 02:51 م]ـ
وهذا ما قاله أحد الرقاة
(؛ والمرض الذي يكون بسبب والجن السحر لا يستجيب لعلاج الأطباء إلا من قبيل المخادعة الشيطانية وذلك بان يتجاوب الشيطان مع علاج الأطباء لفترة من الزمن حتى يظن المريض بأنه مصاب بمرض عضوي وبعد شهر أو نحوه يعاود الشيطان نشاطه وهذه الخديعة يقع فيها كثير من المرضى، ومن المحتمل أن يتعاطى المريض أدوية منشطة تجعل أعصابه وعضلاته قوية جدا ويكون الشيطان ضعيفا أو العكس تكون الأدوية مخدرة للأعصاب أو أن مكونات العلاج تؤثر على الجني بان تجعله ضعيفا فلا يستطيع مزاولة نشاطه حتى يزول أثر العلاج من الدم، ويزعم كثير من الجن على أن الحبوب المهدئة تجعل من جسد المصاب سكناً هادئاً ومريحاً للشياطين.
وربما تؤثر بعض الأدوية النفسية على مادة السحر الداخلي " المأكول والمشروب " كما هو حاصل مع الحبة السوداء مثلاً، ولكن لا يعني أنها تبطل السحر عموماً، فهي لا تجعل المسحورة تحب زوجها إذا كانت مصروفة عنه بالسحر ولا تجعل المرأة تحمل إذا كانت مصابة بعقم بسبب عين أو سحر أو قرين، ومن المجرب أن لبعض الحبوب التي تصرف من قبل الأطباء تأثير في تهدئة الأمور، ومن المعلوم بالمتابعة أن المريض قد تنهار قواه النفسية والعقلية بسبب المس أو العين أو السحر، بسبب التفكير المضني بالمرض والوسوسة الشيطانية وشدة المرض، حتى يتضاعف عليه البلاء ويتحول المرض إلى صدمات نفسية ربما بلغت بهذا المريض إلى التصرف بشكل عدواني لا يطاق، وبعد ذهابه إلى الطبيب المختص واستخدام العلاجات المهدئة وابتعاده عن جو الرقية لفترة من الزمن، قد تتحسن حاله وينشرح صدره ويرجع أحسن مما كان عليه، بل إن بعض حالات المس والسحر تحتاج إلى استخدام مثل هذه العلاجات حتى تريح نفسية المريض وبعدها يكون من السهل التعامل معه ورقيته، ولا أعني كل حالات المس بل أعني تلك الحالات التي بلغت بها الوسوسة الشيطانية إلى الشك والظن بأن كل أمر يحصل لها هو بسبب الجن والسحر والأعداء، وتلك الحالات التي أنهكها الوسواس القهري الشيطاني، وتلك الحالات التي بلغت بها عصبية المزاج إلى حد لا يمكن التحدث إليها ولا رقيته)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/488)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 03:26 م]ـ
بارك الله فيك أخانا الحبيب.
القصد رد الأمر لأهل العلم الكبار.
والكلام في مثل هذه المسائل شائك, والحمد لله علماءنا كثر وكفوا وأوفوا.
فقط أردت إرشادك إلى مواقع الفتوى التي سقتها في موضع آخر من المنتدى.
وفقك الله.
وبارك الله فيكم أخانا الحبيب وجزاكم الله خيرا
كلامي بارك الله فيك قائم حول (الطب) أما الفتاوى بارك الله فيك فلم أتعرض لها
فإذا كان الطب النفسي عندنا هو نفسه عندكم فكلامي يجري عليه أيضا
فأما إذا كانت قواعد الطب النفسي وطرق العلاج فيه تختلف عندكم وتقوم على موافقة الشرع فهذا شيء آخر لا أعلمه
هذا معنى كلامي أخي الفاضل
والطب النفسي الذي عندنا يقوم في الأصل على تخاريف الملاحدة الغربيين وعقائدهم ولهذا فأكثر الناس حاجة للعلاج النفسي هم أطباء النفس عندنا إلا من رحم الله عز وجل
ولهذا تجد أكثر الأطباء الفطناء يصفون العلاجات الشرعية لمرضاهم ويرونها ناجعة نافعة وينفرون جدا مما تعلموه من مفاسد طبية نفسوية
فمثلا عندما يذهب إليهم المريض بالاكتئاب تجد الوصفة جاهزة من أدوية بسط العضلات والأعصاب واسترخاء الجسد والمسكنات بأنواعها الصالحة والطالحة وربما زاد بعضهم فكتب كافة المسكنات حتى لو كانت مما يستخدم بعد عمليات الولادة القيسرية أو غيرها مما هو خاص بالنساء مثلا
المهم أن يكتب قائمة طويلة من المسكنات والملينات والمسهلات والباسطات والمهدئات والسلام
ولو علم هذا المريض النفسي (أقصد الطبيب) ما في الكتاب والسنة من إرشادات وعلاجات نافعة ناجعة لعلاج النفس وإصلاحها وراحتها وطمأنتها لما كتب هذه المصائب الكيماوية لهذا (الرجل المسكين) الذي ذهب إليه.
وبعضهم يعالج بالموسيقى والثاني يعالج بالغازيات أو الكوارث المعلومات والخفيات فهل هذا علاج؟
وبعضهم يطالب مريضه بالنوم والاسترخاء (ريلاكس ريلاكس) وبأن يقص عليه المريض تاريخ حياته وحياة أجداده ومن وراء أجداده وفي خاتمة المطاف وبعد جلسات وساعات وأموال مقبوضة يتمتم الطبيب بكلام غير مفهوم ودواء غير معلوم وينطق منه اللسان بأن المريض من تهمته (مرضه) في أمان
وما درى الطبيب أنه بحاجة لطبيب
ولو أحسن أهل الرأي والأمر في بلادنا لاستبدلوا عيادات الطب النفسي بعيادات تحفيظ قرآن أو تعليم السنة والأذكار والعقيدة الصحيحة واليقين في الله عز وجل.
بعض الزملاء أيام الدراسة كان ينظر في أفعال باقي الزملاء فيستغرب من مرضهم جميعا بأمراض نفسية خطيرة فهذا لديه انفصام والثاني ناقص فطام وأشياء على هذا النظام (لتحصل القافية فقط!!)
وسبحان من له الأمر كله وبيده الخير كله فما هي إلا أيام حتى اكتشف الجميع مرض زميلنا وتعثرت خطواته
ولله في خلقه شئون
فأرجو أن يكون كلامي قد وضح بارك الله فيكم
ـ[ابو هبة]ــــــــ[24 - 05 - 07, 04:51 م]ـ
حُذف
## المشرف ##
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 04:57 م]ـ
خطأ
الميم بجوار النون
ولكن يبدو أن الطب النفسي يعطي تصورات فاسدة
فيقدم سوء الظن على حسن الظن
فالرجاء ترك هذا العلم المسمى بالطب النفسي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 04:58 م]ـ
وما بني على فاسد فهو فاسد
فالطب النفسي مبني على أصول فاسدة وهذا ما يعترف به أنصاره أو بعضهم
ونحن نختصر الموضوع
ونقول
أثبت أنه علم أصلا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 05:01 م]ـ
الإعلام جله بيد اليهود أو هم يسيطرون عليه
ففي الوقت الذي يهاجم فيه الرقاة
يفتحون الباب أمام السحرة والمشعوذين
فتأمل ذلك
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 05:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ...
أولاً أشكر أخي في لله (أبومعطي) علي طرحه لهذا الموضع وهو مهم جداً بذات هذا علي العصر الذي أختلط به الحابل والنابل والأخضر واليابس وأصبح الأطباء النفسيين يتكلمون في فن الرقية وعلم الرقية وليس معني كلامي أني لا أحترم رأيهم بل احترمهم وكذلك ذكر ابن القيم في الطب النبوي (أن الصرع صرعين صرع من الأرواح الخبيثه وصرع من النفس) وهذا مشهد وواقع.
وقال الشيخ ابن العثميمن كل ما هو مشهد وواقع لا يحتاج إلي دليل.
ولكن الأمر كله هو يحتاج إلي رقاة علي علم وبصيرة واصحاب التشخيص صحيح الأن التشخيص نصف العلاج إذا شخص الراقي المريض أن يشخصه وإذا شخص الطبيب النفسي المريض أن يشخصه صحيح وإلا علي هؤلاء الأثنين إذا لم يشخص التشخيص الصحيح أثم كما نص ذلك النبي صلي الله عليه وسلم عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تطبب ولم يعلم الطب قبل ذلك، فهو ضامن)) رواه أبو داود والنسائى وابن ماجه وحسنه الألبانى.
نلاحظ هنا قوله صلى الله عليه وسلم (من تطبب) ولم يقل: من (طب) لأن لفظ التفعل دلالة على التكلف والدخول فى الأمر بعسر وتكلفة وأنه ليس من أهله.
فوجب الضمان على الطبيب الجاهل لأنه هجم بجهله على الأنفس فأتلفها.
فإذا علم المجنى عليه أن الطبيب جاهل لاعلم له وأذن له فى طبه لم يضمن، والطبيب الجاهل إذا ادعى العلم وأتلف وجب عليه الضمان وأضاف على ذلك تغرير الناس وخداعهم وغشهم بأنه طبيب.
ويدخل دخولاً أولياً الرقاة والمعالجين بلا استثناء، لاسيما الذين يشخصون الحالات ويحكمون عليها بالصحة من عدهما أو بالسحر من الحالات النفسية وما يترتب على ذلك من مفاسد سيجدونها فى كتاب لايغادر صغيرة ولاكبيرة إلا أحصاها عند الله يوم نلقاه!!
يقول ابن القيم فى الطب النبوى واصفاً من يشملهم هذا الحديث: [والطبيب ـ فى هذا الحديث ـ يتناول من يطب بوصفه وقوله، وهو الذى يخص باسم " الطبائعى "، وبمروده وهو " الكحال "، وبمبضعه ومراهمه وهو " الجرائحى "، وبموساه وهو " الخاتن "، وبريشته وهو " الفاصد "، وبمشرطه وهو " الحجام "، وبخلعه ووصله ورباطه وهو " المجبر "، وبمكواته وناره وهو " الكواء "، وبقربته وهو " الحاقن "، وسواء كان طبه لحيوان أو إنسان فاسم الطبيب يطلق لغة على هؤلاء كلهم، كما تقدم، وتخصيص الناس له ببعض أنواع الأطباء عرف حادث .. ] اهـ.
وللحديث بقية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/489)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 05:26 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(وصرع من النفس) وهذا علاجه أخي الحبيب عند الأطباء ولا دخل للأطباء (الطب النفسي)
في ذلك
هذا له علاقة بالأعصاب
أما الطب النفسي فلا علاقة له سوى أنه لا بد أن يثبت وجوده
فيقول لازم أكشف على الحالة حتى أبين
ومن قال له أن يكشف على الحالة؟
هذا من التكلف المذموم
عموما الأطباء (القسم النفسي) لا حاجة لهم
فالصرع له علاج معروف لدى الأطباء
ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 06:37 م]ـ
الغريب أخي الكريم أنهم ينكرون التلبس ولا أدري ماذا يسمون هذا الذي يحصل ممن إبتلي بالتلبس مع أن الأدلة الشرعية تثبته وكذلك الحس فمن قرأ على من إبتلي بمثل هذا البلاء أسأل الله أن يقينا وإياكم منه يعرف حقا أبعاد هذا المرض لكن نقول ما قال الله سبحانه
(وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)
أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا إجتنابه
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 07:18 م]ـ
حياك الله أخي في (ابن وهب) ....
وهبك الله الصبر علي المصائب ....
أم من ناحية أنهم لايؤمنون بالجن فهذا كافر ولا أقصد بأعينهم بل بالإطلاق ولا يكفر الشخص إلا إذا انتفت عنه الموانع.
وأم مسألة الطب النفسي فنحن أهل السنة نؤمن أن هناك مرض نفسي ولايأتي من الجن فنحترم رأي أطباء النفسيين وأن لم يحترمونه.
ولكن عند هؤلاء الأطباء أخطأ ما الله به عليم:
شخص مصاب بمس يدخلونه في غرفة مجانين ويدخلونه في أصعب غرفة في المستشفيات النفسية و الله المستعان ومرات عليه حالات كثيرا بهذا الشكل وتشخيصهم الخطأ يعقوبون عليه أولاً عدم إيمانهم بالجن ثانياً عدم تشخيصهم الصحيح وجهلهم ((من تطبب ولم يعلم الطب قبل ذلك، فهو ضامن)) رواه أبو داود والنسائى وابن ماجه وحسنه الألبانى.
ويذكر العلماء ف شرحهم لهذا الحديث:
نلاحظ هنا قوله صلى الله عليه وسلم (من تطبب) ولم يقل: من (طب) لأن لفظ التفعل دلالة على التكلف والدخول فى الأمر بعسر وتكلفة وأنه ليس من أهله.
فوجب الضمان على الطبيب الجاهل لأنه هجم بجهله على الأنفس فأتلفها.
فإذا علم المجنى عليه أن الطبيب جاهل لاعلم له وأذن له فى طبه لم يضمن، والطبيب الجاهل إذا ادعى العلم وأتلف وجب عليه الضمان وأضاف على ذلك تغرير الناس وخداعهم وغشهم بأنه طبيب.
ويدخل دخولاً أولياً الرقاة والمعالجين بلا استثناء، لاسيما الذين يشخصون الحالات ويحكمون عليها بالصحة من عدهما أو بالسحر من الحالات النفسية وما يترتب على ذلك من مفاسد سيجدونها فى كتاب لايغادر صغيرة ولاكبيرة إلا أحصاها عند الله يوم نلقاه!!
يقول ابن القيم فى الطب النبوى واصفاً من يشملهم هذا الحديث: [والطبيب ـ فى هذا الحديث ـ يتناول من يطب بوصفه وقوله، وهو الذى يخص باسم " الطبائعى "، وبمروده وهو " الكحال "، وبمبضعه ومراهمه وهو " الجرائحى "، وبموساه وهو " الخاتن "، وبريشته وهو " الفاصد "، وبمشرطه وهو " الحجام "، وبخلعه ووصله ورباطه وهو " المجبر "، وبمكواته وناره وهو " الكواء "، وبقربته وهو " الحاقن "، وسواء كان طبه لحيوان أو إنسان فاسم الطبيب يطلق لغة على هؤلاء كلهم، كما تقدم، وتخصيص الناس له ببعض أنواع الأطباء عرف حادث .. ] اهـ.
وأنا كمعالج بالرقيةيمرن عليه حالة نفسيه وليست من الجن أبعثه إلي الأطباء النفسيين.
و الله تعالي أعلي وأعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 08:53 م]ـ
أخي الحبيب
ذكرت - وفقك الله
(وأنا كمعالج بالرقيةيمرن عليه حالة نفسيه وليست من الجن أبعثه إلي الأطباء النفسيي)
هذا رأيك أما أنا فأرى أن ينظر في علة الرجل
إذا كان لا هو مس ولا سحر ولا عين
بحسب التشخيص
فينظر في علته
إن كان مرض عضوي فهناك أطباء في كل قسم بحسب علة المريض
وإن كان مرض غير عضوي
فهذا يحتاج إلى مربي وعالم رباني يربي الأمم
أما الطبيب النفسي فلا حاجة إليه في شيء بتاتا
هو في أحسن الأحوال يقوم بما يقوم به المربي
فيكون هو قام بدور المربي أما تخصصه الطب النفسي فلا علاقة له بالعلاج
فيصح التحويل لطبيب نفسي على أنه مربي لا أنه طبيب نفسي ويشترط عليه
أن لا يتكلم بأباطيل الطب النفسي وأن يعالج المريض كما يعالجه الرباني
لا كما يعالجه الطبيب النفسي
لأنه إن عالجه بحسب العلم الذي تعلمه فإنه سيفسد ولا يصلح
والله المستعان
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 09:22 م]ـ
تنبيه
أخي الحبيب البركي
الذي أعرفه أن الأطباء يؤمنون بالجن
وقد يوجد من لا يؤمن به وهذا نادر
فأهل الإسلام منهم يؤمنون بالجن ولكنهم ينكرون المس
فالله أمرنا بالعدل
ومن ينكر المس ليس كمن ينكر الجن
فالفرق كبير
-وهو أمر معروف لديكم
بارك الله فيكم ونفع بكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/490)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - 07 - 07, 04:10 م]ـ
الأمراض على نوعين:
أ ـ أمراض عضوية محسوسة،
فهذه علاجها يكون بالأدوية و الأمور المحسوسة كما هو معلوم.
2ـ أمراض نفسية (روحية).
حيث أن النفس و الروح شيء واحد.
و لكن الأصل أن تسمى في تعلقاتها بالعالم السفلي (الأرضي) نفساً.
و في تعلقاتها بالعالم العلوي، كخالقها عز و جل، و قبض ملك الموت لها، و عروجها الى السماء تسمى روحا، و هذا من باب التمثيل الجزئي، بينما الروح أعم من ذلك ..
و قد ذكر العلماء أن النفس قد تسمى روحا، وهذا من باب التناوب اللغوي.
فالأمراض النفسية الروحية من المنطقي أن يكون علاجها روحيا، أي بقراءة كتاب الله عز و جل و الرقية و ما إلى ذلك من الامور المشروعة.
أما التدخل الدوائي المحسوس هاهنا فيكون من باب اضعاف الوعي الادراكي للمريض بالأدوية المخدرة أو المثبطة و غير ها مما يضعف من احساس المريض و درجة وعية، و بالتالي يقلل من احساسه بالعلة النفسية فقط.
و تأمل ذلك تجده مطَّرداً.
والله أعلم.
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[13 - 07 - 07, 06:25 م]ـ
أليس الشيخ مقدم طبيب نفسي؟
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[13 - 07 - 07, 06:35 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ـ[أم العز]ــــــــ[26 - 12 - 07, 02:08 ص]ـ
لماذا التحامل؟؟ كلنا يريد معرفة الحق.
فهلا نبذنا ما تميل إليه أهوائنا؟؟
ومِلنَا للعدل و طرحنا ما نريد بإنصاف وحيادية مع البعد عن الحكم على الأمور كما هي في أنظارنا؟
الموضوع بحاجة إلى طرح علمي لا تنفيس عن المشاعر(39/491)
هل وُجد جابر بن حيان أصلاً؟!
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[17 - 04 - 07, 05:29 م]ـ
أنا في شكّ من وجود جابر بن حيان أصلاً، فضلاً عن تأليفه لذلك العدد الهائل من الكتب!
ويقال إنه كان تلميذاً لجعفر الصادق المتوفى سنة 148، بل زعمو أنه تلقى منه كل هذه العلوم الدخيلة على المسلمين، التي لا علاقة لها بالكتاب والسنَّة! بل ربما زعموا أن جعفر الصادق هو مؤلفها!
ويزول هذا الشكّ بإبراز نصّ لأحد معاصريه أو القريبين من عهده، كالجاحظ، يذكره فيه! وهيهات!
وقد كان الجاحظ عظيم الاطلاع والاهتمام بالموضوعات التي توجد في كتب جابر، ومع ذلك لم يذكره في كتبه! ولم أجد أحداً من علماء القرن الثاني أو الثالث يذكره، والذين ذكروه بعد ذلك كانوا يذكرونه باعتباره صاحب تلك المؤلفات الكثيرة المنسوبة إليه، أي إنهم لم يثبتوه معرفة.
وأسلوب رسائله ومضامينها لا تلاءم عصر جعفر الصادق وتلاميذه!
ورسائل إخوان الصفا لا يُعرف أصحابها، وهي تشبه رسائل جابر، أي إن أصل وجود جماعة سرية تصنِّف الكتب والرسائل الكثيرة في هذه العلوم لا شكَّ فيه.
وقد اختلف المستشرقون في وجود جابر، وغاية ما يحتجّ به المثبتون لوجوده أنه صاحب هذه الرسائل الكثيرة ... إلخ
وهذا هو ما قاله ابن النديم، وإليك كلامه:
هو أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي المعروف بالصوفي واختلف الناس في أمره فقالت الشيعة أنه من كبارهم وأحد الأبواب وزعموا أنه كان صاحب جعفر الصادق رضي الله عنه وكان من أهل الكوفة وزعم قوم من الفلاسفة أنه كان منهم وله في المنطق والفلسفة مصنفات وزعم أهل صناعة الذهب والفضة أن الرياسة انتهت إليه في عصره وأن أمره كان مكتوماً وزعموا أهه كان يتنقل في البلدان لا يستقر به بلد خوفاً من السلطان على نفسه وقيل أنه كان في جملة البرامكة ومنقطعاً إليها ومتحققاً بجعفر بن يحيى فمن زعم هذا قال أنه عني بسيده جعفر هو البرمكي وقالت الشيعة إنما عني جعفر الصادق وحدثني بعض الثقات ممن تعاطى الصنعة أنه كان ينزل في شارع باب الشام في درب يعرف بدرب الذهب وقال لي هذا الرجل أن جابراً كان أكثر مقامه بالكوفة وبها كان يدبر الأكسير لصحة هوائها ولما أصيب بالكوفة الازج الذي وجد فيه هوان ذهب فيه نحو مائتي رطل ذكر هذا الرجل أن الموضع الذي أصيب ذلك فيه كان دار جابر بن حيان فإنه لم يصب في ذلك الأزج غير الهاون فقط وموضع قد بني للحل والعقد هذا في أيام عز الدولة بن معز الدولة وقال لي أبو اسبكتكين دستاردار أنه هو الذي خرج ليتسلم ذلك وقال جماعة من أهل العلم وأكابر الوراقين أن هذا الرجل يعني جابراً لا أصل له ولا حقيقة وبعضهم قال أنه ما صنف وإن كان له حقيقة إلا كتاب الرحمة وأن هذه المصنفات صنفها الناس ونحلوه إياها وأنا أقول أن رجلاً فاضلاً يجلس ويتعب فيصنف كتاباً يحتوي على ألفي ورقة يتعب قريحته وفكره بإخراجه ويتعب يده وجسمه بنسخه ثم ينحله لغيره إما موجوداً أو معدوماً ضرب من الجهل وإن ذلك لا يستمر على أحد ولا يدخل تحته من تحلى ساعة واحدة بالعلم وأي فائدة في هذا وأي عائدة والرجل له حقيقة وأمره أظهر وأشهر وتصنيفاته أعظم وأكثر ولهذا الرجل كتب في مذاهب الشيعة أنا أوردها في مواضعها وكتب في معان شتى من العلوم قد ذكرتها في مواضعها من الكتاب وقد قيل أن أصله من خراسان والرازي يقول في كتبه المؤلفة في الصنعة قال أستاذنا أبو موسى جابر بن حيان.
وقال أبو حيان التوحيدي في الهوامل والشوامل، في كلام عن الكيمياء:
وما هو [الكيمياء] أولاً؟ وهل له حقيقة؟ فقد طال خوض الخائضين فيه، وكثر كلام الناس عليه، واصطرع الحق والباطل، والخطأ والصواب، والإحالة فيه. فكأن الذي يثبته غير متحقق به، والذي يدفعه غير ساكن إلى دفعه وإبطاله. هذا، وقد تمت من الناس به حيل على الناس. ومتى وقفت على هذه المسألة وقفت من الحقائق على غيب شريف، ومعنى لطيف. وهل ما يعزى إلى جابر بن حيان حق، ولم يسند لخالد بن يزيد أصل؟
وهذان هما أقدم من ذكر جابراً، مع أنهما عاشا بعده بقرنين من الزمان! ولا يخفى أن كلامهما يزيد من الشكّ في وجود هذا الرجل!
وقال الجرجاني في الوساطة:
[وقال] جابر بن حيّان:
وإنْ يقتسِمْ مالي بنيَّ ونسوتي * فلم يقسِموا خُلُقي الكريمَ ولا فِعلي
أقول: هو تصحيف جابر بن حباب أو حبان، والببيت في حماسة أبي تمام
فما عندكم في هذا الموضوع بارك الله فيكم؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[18 - 04 - 07, 01:19 م]ـ
إضافات:
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 7 / ص 59)
وَأَمَّا جَابِرُ بْنُ حَيَّانَ صَاحِبُ الْمُصَنَّفَاتِ الْمَشْهُورَةِ عِنْدَ الْكِيمَاوِيَّةِ فَمَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ وَلَيْسَ لَهُ ذِكْرٌ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَا بَيْنَ أَهْلِ الدِّينِ
تفسير الألوسي - (ج 15 / ص 197)
وقد نص جابر بن حيان وهو إمام في هذه الصنعة وإنكار أنه كان موجوداً حمق في كتابه سر الأسرار على ما قلنا حيث قال ... إلخ
مقدمة ابن خلدون - (ج 1 / ص 303)
ثم ظهر بالمشرق جابر بن حيان كبير السحرة في هذه الملة
الوافي بالوفيات - الصفَدي - (ج 3 / ص 497)
تلميذ جعفر الصادق جابر بن حيان، أبو موسى الطرسوسي قال القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان: ألف كتاباً يشتمل على ألف ورقة يتضمن رسائل جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة في الكيمياء.
قلت وأنا أنزة الإمام جعفراً الصادق رضي الله عنه عن الكلام في الكيمياء، وإنما هذا الشيطان أراد الإغواء بكونه عزا ذلك إلى أن يقوله مثل جعفر الصادق لتتلقاه النفوس بالقبول ورأيته إذا ذكر الحجر يقول بعدما يرمزه: وقد أوضحته في الكتاب الفلاني فيتعب الطالب حتى يظفر بذلك المصنف المشؤوم فيجده قد قال: وقد بينته في الكتاب الفلاني.
فلا يزال يحيل على شيء بعد شيء.
ووجدت بعض الفضلاء قد كتب على بعض تصانيفه، إما الفردوسي أو غيره،: - من مجزوء الكامل -
هذا الذي بمقاله ... غر الأوائل والأواخر
ما أنت إلا كاسر ... كذب الذي سماك جابر
وتصانيفه في هذا الفن كثيرة وليس تحتها طائل واستطرد الكلام معي في أول شرح لامية العجم إلى الكلام على الكيمياء وحقيقتها وليس هذا موضعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/492)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 02:12 م]ـ
كونه مجهولا يختلف تماما عن كونه غير موجود!
فهذه المؤلفات لا بد أن يكون قد ألفها إنسان ما!
وأما كلام المستشرقين فلا عبرة به؛ لأنه يشكون في أصابع أيديهم؛ لأنهم لم يعتادوا وجود العباقرة، مثلما تشككوا في (وليم شكسبير) لاستحالة تأليف كل هذا (بزعمهم)، وأيضا تشككوا في (هوميروس) لاستحالة تأليف ملحمتيه (بزعمهم).
وعلى طريقتهم الباطلة في الاستدلال، ينبغي أن ننكر (توماس إديسون) لاستحالة صدور كل هذه الاختراعات من شخص واحد!
وكذلك ننكر (ابن الجوزي) لاستحالة صدور كل هذه المؤلفات من رجل واحد، وكذلك الطبري والسيوطي ومن لا يحصون!
وهناك كثير من المجاهيل في التاريخ، ولكنهم مشهورون بأعمالهم، مثل إخوان الصفا، ولكن هذا لا يمنع من وجودهم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[18 - 04 - 07, 04:51 م]ـ
أظن أن أخي أبا مالك استعجل في الاعتراض على غير عادته!
فالفرق بين المجهول والمعدوم معروف
وقول شيخ الإسلام (فَمَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ وَلَيْسَ لَهُ ذِكْرٌ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَا بَيْنَ أَهْلِ الدِّينِ)، جيء به للاستشهاد على جهالة الرجل، لا على أنه معدوم
وكون (هذه المؤلفات لا بد أن يكون قد ألفها إنسان ما!) أمر بديهي
الإشكال هو: كيف يُجهل مؤلف هذا العدد الهائل من المصنَّفات، فلا يرد اسمه في أي كتاب إلى ما بعد موته (تقديراً) بقرنين ونصف؟!
وقول أخي (أديسون ... ابن الجوزي ... لاستحالة صدور كل هذه الاختراعات من شخص واحد!) هو خارج الموضوع، فليس الاعتراض على (الوحدة) ولا على (كثرة المصنَّفات)، بل على الجهالة المطلقة برجل هذه منزلته.
ويستقيم القياس لو فرضنا أن الأمريكان يجهلون أديسون ولم يرد اسمه على ألسنتهم أو في صحفهم ومجلاتهم وكتبهم إلا بعد عصره بقرنين من الزمان
وكذلك ابن الجوزي والطبري والسيوطي وغيرهم من المكثرين
وأما أن كلام المستشرقين لا عبرة به، فإن كل باحث جاد يعتبر كلامه وينظر فيه. وقد رأيت أن القدماء قد شكُّوا قبلهم في وجود الرجل، وحتى الذين يرون أنه شخص حقيقي - مثل سزكين - أشاروا إلى الشك فيه، وقال بعضهم (وأن أمره كان مكتوماً).
والقياس على شكسبير وهوميروس لا علاقة له بما نحن فيه، لأن المشكّكين في شكسبير لا يؤبه لهم، وأن المشكّكين في هوميروس يقصدون أنه عاش قبل تدوين التاريخ، فلا يُدرى على وجه اليقين أهو شخصية حقيقية أم فولكلورية
وللمسألة جانب لوَّحت إليه ولم يعتبره أخي، وهو أن مصنَّفات هذا الرجل كلها من جنس رسائل إخوان الصفا، ومن المعلوم أن تزييف الرجال والمصنَّفات والوقائع، واستخدام جميع الحيل للتسلل إلى حصون هذه الأمة، والادعاء إلى آل البيت الكريم، هو ديدن جميع هذه الفرق الباطنية، وحسبك بالمهدي الغائب! وقد مر قول ابن خلكان (ألف كتاباً يشتمل على ألف ورقة يتضمن رسائل جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة في الكيمياء)، والمقصود بالكيمياء العلم القديم الذي هو ضرب من الشعوذة والسحر.
فلعل أخي أبا مالك ينظر في الموضوع بنظرة الجد التي نعرفها فيه
مع تحياتي وتقديري
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 05:22 م]ـ
ابتداء أرى أن ينقل الموضوع للمنتدى التاريخي فهو أولى بهذا الموضوع في رأيي.
ثانيا: شيخنا الفاضل خزانة الأدب
أحسب أن محل النزاع غير واضح، والله أعلم، لأن جابرا لم ينكر وجوده أحد فيما أحسب.
ثم إنك تريد أن تستدل بكثرة مؤلفاته على أنه لم يوجد! وهذا استدلال بعيد جدا، بل الأقرب أن يقال: إن هذه الكثرة من مبالغات الذين ترجموا له، بدليل أن أكثرها مفقود.
والله تعالى أعلم
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[18 - 04 - 07, 06:42 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي خزانة الأدب اورد بعض ما وجدته عن جابر بن حيان من ذكر:
قال القفطي في أخبار العلماء بأخيار الحكماء - (ج 1 / ص 73)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/493)
جابر بن حيان الصوفي الكوفي كَانَ متقدماً فِي العلوم الطبيعية بارعاً منها فِي صناعة الكيمياء وَلَهُ فِيهَا تآليف كثيرة ومصنفات مشهورة وَكَانَ مع هَذَا مشرفاً عَلَى كثير من علوم الفلسفة ومتقلداً للعلم المعروف بعلم الباطن وهو مذهب المتصوفين من أهل الإسلام كالحارث بن أسد المجاشي وسهل بن عبد الله التستري ونظرائهم .. وذكر محمد بن سعيد السرقسطي المعروف بابن المشاط الاصطرلابي الأندلسي أنه رأي لجابر بن حيان بمدينة مصر تآليفاً فِي عمل الاصطرلاب يتضمن ألف مسألة لا نظير لَهُ.
اما الشيعة فانهم ينسبوه اليهم واوردوا انه سأل جعفر الصادق رضوان الله عليه سؤال ومن المعلوم ان الشيعة يعتقدوا بالتأثير والشعوذة ولهم ما ينسبونه الى جعفر اعمال الكمياء
مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 1 - ص 432
1087/ 2 - وعن جعفر بن جابر الطائي عن موسى بن عمر بن زيد عن عمر بن يزيد قال كتب جابر بن حيان الصوفي إلى أبي عبد الله (ع) فقال يا بن رسول الله منعتني ريح شابكة شبكت بين قرني إلى قدمي فادع الله لي فدعا له وكتب إليه عليك بسعوط العنبر والزنبق [على الريق] تعافى منه إن شاء الله ففعل ذلك فكأنما نشط من عقال
وقال الصفدي في الوافي بالوفيات - (ج 3 / ص 497)
جابر بن حيان، أبو موسى الطرسوسي قال القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان: ألف كتاباً يشتمل على ألف ورقة يتضمن رسائل جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة في الكيمياء.
قلت وأنا أنزة الإمام جعفراً الصادق رضي الله عنه عن الكلام في الكيمياء، وإنما هذا الشيطان أراد الإغواء بكونه عزا ذلك إلى أن يقوله مثل جعفر الصادق لتتلقاه النفوس بالقبول ورأيته إذا ذكر الحجر يقول بعدما يرمزه: وقد أوضحته في الكتاب الفلاني فيتعب الطالب حتى يظفر بذلك المصنف المشؤوم فيجده قد قال: وقد بينته في الكتاب الفلاني.
فلا يزال يحيل على شيء بعد شيء.
ووجدت بعض الفضلاء قد كتب على بعض تصانيفه، إما الفردوسي أو غيره،: - من مجزوء الكامل -
هذا الذي بمقاله ... غر الأوائل والأواخر
ما أنت إلا كاسر ... كذب الذي سماك جابر
وتصانيفه في هذا الفن كثيرة وليس تحتها طائل واستطرد الكلام معي في أول شرح لامية العجم إلى الكلام على الكيمياء وحقيقتها وليس هذا موضعه.
الكمياء المقصودة في كتب القدماء ليست الكمياء التي بين ايدينا كعلم مستقل بل كان على ضربين.
اما الكيمياء فهو مختص بالمعادن والعطور ومن ذلك قولهم" ومن طلب المال بالكمياء افلس " وذلك انهم حاولوا صنع الذهب ..
اما الشعوذة فهي كانت تسمى السيمياء وهي ضروب من السحر والشعوذة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 04 - 07, 01:06 ص]ـ
هذه بعض النقول للمقارنة - لعلها تفيد:
من http://p48.75.fr/serv/razi.htm :
ويرد ذكر جابر بن حيان في كتاب الأسرار للرازي، فيقول عنه (219): " وأستاذنا جابر بن حيان .. " وينقل ابن النديم هذه الملاحظة فيقول (220) " والرازي يقول في كتبه المؤلفة في الصنعة: قال أستاذنا أبو موسى جابر بن حيان ... " وكن بعض الدارسين الحديثين مثل كراوس وبينين (221) يعتقدون أن الرازي لم يكن مطلعا على مؤلفات جابر بن حيان في الكيمياء، ولم يكن من تلاميذه فعلا، وأسلوبه مغاير تماما لأسلوب جابر بن حيان في الكيمياء.
ومن http://bytocom.com/vb/showthread.php?p=76574 :
جابر بن حيان:
ترتبط نشأة الكيمياء عند العرب بشخصية أسطورية أحياناً وتاريخية حيناً آخر، هي شخصية جابر بن حيان، ونستنتج من خلال الكتب التي تحمل اسمه أنه من أشهر الكيميائيين العرب، ويعدّ الممثل الأول للكيمياء العربية.
وقد أثّر جابر في الكيمياء الأوربية لظهور عدد لا يستهان به من المخطوطات اللاتينية في الكيمياء منسوبة إلى جابر بن حيان [9].
مولده – نشأته:
هو أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي المعروف بالصوفي. ولد في طوس (خراسان) وسكن الكوفة، حيث كان يعمل صيدلانياً [10]. وكان أبوه عطاراً [11]. بنسبته الطوسي أو الطرطوسي، وينحدر من قبيلة الازد.
يقال إنه كان من الصابئة، ومن ثم لقبه الحرّاني، كان من أنصار آل البيت (بعد أن دخل الإسلام وأظهر غيرة عظيمة على دينه الجديد)، ومن غير الموالين للدولة العباسية في بداية حياته [12].
كان يعيش في ستر وعزلة عن الناس فقيل عنه إنه كان صوفياً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/494)
ويقدّر الزمن الذي ولد فيه جابر بين 721 م – 722 م، أما تاريخ وفاته فغير معروف تماما. ويقال أنه توفي سنة 200 هـ أو ما يوافق 815 م [13].
ويقول هولميارد Holmyard أن جابر عاش ما يقارب 95 سنة، ودليله في ذلك أن المؤلفات التي ألّفها لا يمكن إنجازها بأقل من هذا الزمن [14].
رحل إلى الجزيرة العربية وأتقن العربية وتعلّم القرآن والحساب وعلوماً أخرى على يد رجل عرف باسم (حربي الحميري) وقد يكون هو الراهب الذي ذكره في مصنفاته وتلقّن عنه بعض التجارب [15].
اتصل بالإمام جعفر الصادق (الإمام الخامس بعد علي بن أبي طالب) ت 148 هـ، ويقال إنه أخذ علم الصنعة عنه، وتتلمذ على يديه، وعن طريقه دخل بلاط هارون الرشيد بحفاوة [16].
اختلاف الرواة والمفكرين في أمره ووجوده:
اختلف الرواة في أمر جابر، فقد أنكر قوم أن يكون قد مرّ في هذه الحياة رجل يحمل هذا الاسم، وقال آخرون إنه رجل معروف في التاريخ، وقد اشتغل بصناعة الكيمياء، واستطاع أن يحوّل المعادن الخسيسة إلى معادن شريفة.
وزعم قوم من الفلاسفة أنه منهم، وله كتب في المنطق والفلسفة. وزعم آخرون (أهل صناعة الذهب والفضة) أن الرئاسة انتهت إليه في عصره وأن أمره كان مكتوماً [17].
لكن جابر بن حيان حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها، وعلم من أعلام العرب العباقرة، وأول رائد للكيمياء، وقد أيّد هذه الحقيقة أبو بكر الرازي، عندما كان يشير إلى جابر في كتبه فيقول "أستاذنا" [18].
مدرسته:
أخذ جابر مادته الكيمياء من مدرسة الإسكندرية التي كانت تؤمن بانقلاب العناصر، وقد كان تطورها من النظريات إلى العمليات [19]. وقد درس جابر ما خلّفه الأقدمون، فلم يرَ من تراثهم من الناحية الكيميائية إلا نظرية أرسطو عن تكوين الفلزات، وهي نظرية متفرعة عن نظريته الأساسية في العناصر الأربعة: الماء، الهواء، التراب، النار [20].
ولم يعرف فقط كبار مفكري وعلماء العالم اليوناني، بل كان يعرف الكتب ذات المحتوى السري جداً مثل كتب أبولينوس التيتاني [21]. وزعم هولميارد أن المصدر الذي استقى منه جابر علومه في الكيمياء هو الأفلاطونية الحديثة [22].
المراجع والحواشي.
[1]- جابر. بهزاد - الكافي من تاريخ العلوم عند العرب – بيروت. دار مصباح الفكر 1986 م، ص61. [2]- جابر. بهزاد - الكافي من تاريخ العلوم عند العرب – ص61.
4]- فروح. عمر _ تاريخ العلوم عند العرب – دار العلم للملايين – بيروت، 1970، ص79.
\ [5]- الهاشمي. د. محمد يحيى – الامام الصادق ملهم الخيمياء – دار الأضواء، بيروت. الغبيرة، طبعة 1986، ص 435.
[6]- ابن النديم – الفهرست – تعليق الشيخ ابراهيم رمضان، (دار الفتوى) بيروت. دار المعرفة، طبعة أولى 1994، ص435.
الهاشمي. د. محمد يحيى – الامام الصادق ملهم الكيمياء – ص188.
[8]- جابر. بهزاد - الكافي من تاريخ العلوم عند العرب – ص62.
[9]- الهاشمي. د. محمد يحيى – الامام الصادق ملهم الكيمياء – ص29.
[10]- فروح. عمر _ تاريخ العلوم عند العرب – ص243.
[11]- الهاشمي. د. محمد يحيى – الامام الصادق ملهم الكيمياء – ص30.
[12]- فروح. عمر _ تاريخ العلوم عند العرب – ص243.
[13]- الهاشمي. د. محمد يحيى – الامام الصادق ملهم الكيمياء – ص30.
[15]- الأمين، الامام السيد محمد – أعيان الشيعة – المجلد الرابع، حققه حسن الامين،
دار التعارف للمطبوعات، بيروت. 1986، ص32
[17]- الأمين النديم – الفهرست – ص435.، الامام السيد محمد – أعيان الشيعة – ص31
[18]- فروح. عمر _ تاريخ العلوم عند العرب – ص248. بالاضافة إلى كتاب
الفهرست ص435، وكتاب أعيان الشيعة للامام السيد محمد الامين ص30.
[19]- الهاشمي. د. محمد يحيى – الامام الصادق ملهم الكيمياء – ص31.
[20]- عبد الرحمن. حكمت نجيب – دراسات في تاريخ العلوم عند العرب – ص261.
[21]- تاتون. رينيه – تاريخ العلوم العام (العلم القديم والوسيط من البدايات حتى سنة
1450م)، ترجمة د. على مقلد. المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،طبعة أولى 1988 ص439
[22]- الأمين، الامام السيد محمد – أعيان الشيعة – ص33.
[23]- عبد الرحمن. حكمت نجيب – دراسات في تاريخ العلوم عند العرب – ص263.
[25]- دائرة المعارف الاسلامية. إصدار أئمة من المستشرقين، النسخة العربية: د. ابراهيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/495)
ومن http://www.doroob.com/?p=4968 :
ترددت كثير في ترجمة هذه السيرة عن جابر بن حيان لعدة أسباب. أبرزها هي أن المصدر لم يكن من السهولة بمكان لكثرة المصطلحات فيه وكثرة الأشخاص الذين يحتاجون إلى ترجمة ومعرفة أصولهم العربية. ومن الأسباب أيضا، أن هذه السيرة تفرض علينا شخصية لجابر بن حيان تختلف عن صورة تلميذ الإمام جعفر الصادق لتحوله إلى عالم يتطلع لأن تكون علوم الإغريق في يوم ما بديلا عن القوانين الإسلامية، بالإضافة إلى نظرته المختلفة للمعرفة الإسلامية والفترة الزمنية التي ظهرت فيها كتاباته.
إلا أن ما شجعني لإنهاء هذه الترجمة هو المقال الذي ذكره الدكتور عدنان الظاهر عن نفس هذه الشخصية، فرأيت أن أعجل في الترجمة لتكون محل نقاش، اعلم مسبقا أنها ستثير حفيظة البعض.
مصدر هذه السيرة هي الموسوعة الإسلامية ( The Encyclopedia of Islam ) وهي موسوعة باللغة الإنجليزية هدفها تقديم مادة دسمة لكل الأغراض الأكاديمية. وأقول أنها خرجت بالإنجليزية حتى لا يكون في رأسي أي فكرة عن أن هؤلاء هم ضمن مؤامرة لهدم الشخصيات الإسلامية أو الشيعية أو أي شيء آخر. بل الغرض من عملهم هو الدراسات الأكاديمية البحتة.
جابر بن حيان
جابر بن حيان: “عبدالله الكوفي الصوفي. هو أحد أهم المؤسسين للخيمياء العربية”. هذا التعريف مقتبس من الفهرست لإبن النديم، وهذا التعريف لهذه الشخصية يعتبر أقدم تعريف لجابر بن حيان مازال محفوظا (ص 354 (. وكنيته ليست “أبو موسى” كما هو معروف، بل “أبو عبدالله” بالرغم من أن ابن النديم قال أن الرازي (ت 313هـ /925م أو 323هـ /935م) اعتاد أن يورد:”أستاذنا أو معلمنا أبو موسى جابر بن حيان قال…”.
والتعريف بهذه الشخصية لا يورد فقط مدى الاختلاف حيال حقائق من المفترض أن تكون مفروغ منها، بل تورد أيضا عناصر أسطورية حول هذه الشخصية، لكن إبن النديم يعارض القول الذاهب إلى أن جابر بن حيان هو شخصية مختلقة أو لم يوجد أصلا.
المراجع التي تشير إلى “الإمام جعفر الصادق” على أنه أستاذ جابر بن حيان والموجودة في بعض الكتابات المنسوبة إلى جابر بن حيان، وبعض كتابات أخرى للبرامكة (والتي سنذكر بعض الشخصيات منهم فيما بعد)،تدعم القول السائد والذي قاله الجلداكي (ت 743هـ/ 1342م) (1) والذاهب إلى أن جابر بن حيان كان من معاصري الخلفاء الأوائل للدولة العباسية.
أما بالنسبة إلى حياة جابر بن حيان الشخصية، فقد قال هولميراد (2) ”كان أبوه أسدي يسمى حيان، وكان من صاحب أدوية بالكوفة … ذُكر لعلاقته بالمكيدة التي أدت إلى سقوط دولة بني أمية …”، وهذا ما يشرح القول بأن جابر بن حيان نسب إلى “الأسدي” في المصادر المتأخرة.
ليس من الممكن إنكار أن القائمة التي وردت في الفهرست من المصنفات المنسوبة إلى جابر بن حيان هي في مجملها صحيحة. والكثير من الإشارات إلى الكتب الواردة بأسمائها فقط، وجدت محفوظة. وقد ساعد هذا ب. كروس لتجهيز قائمة هامة لهذه المصنفات، على ترتيب زمني، وأضافت إلى القائمة الموجودة في الفهرست (أضيفيت إلى قائمة المصنفات: “حل الرموز ومفتاح الكنوز”، كما ورد في شوق المستهام. ج. ف. هامر عالم لغويات ت 1810م).
إلا أن الزمن الذي كتبت فيه هذه المصنفات ليس الزمن المقترح أو الموضوع للأسماء الواردة ذكرها. وأقرب دليل ذُكر على وجودها موجود جزئيا في أعمال عبدالله بن أميل (ت 350هـ/961م) وعند ابن الوحشية (ت 350هـ/ 961 م)، والجزء الآخر عند ابن النديم في الفهرست.
والمصنفات قسّمت إلى عدة مجموعات والتي من أهمها:
مصنفات 112، وهي مجموعة من المقالات وقد تكون غير مترابطة مع المقالات عن الخيمياء وتطبيقاتها مع الكثير من المراجع عن الخيمياء القديمة ( Zosimus, Democritus, Herms, Agathdemon, …etc)
مصنفات 70، عرض أو شرح نظامي لتعليم الخيمياء كتبه جابر بن حيان
مصنفات 144، أو ما يعرق بـ “كتب الموازن” وهي شروح لكثير من الجوانب النظرية والفلسفية المؤسسة للخيمياء والعلوم الخفية.
مصنفات 500، تتضمن شروحات منفصلة ولكن مفصلة عن كثير من المشاكل الموجودة في كتب الموازن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/496)
هذه المجموعات الأربعة تمثل مرحلة لاحقة للعصر الذي طغت فيه الجابرية (نسبة إلى جابر بن حيان) والذي تشكلت فيه الفهارس. تضاف إلى هذه المجموعات، مجموعات أخرى صغيرة تناولت الخيمياء وعلاقاتها بالشروح على إعمال أرسطو وأفلاطون، وشروح عن الفلسفة، وعلم الفلك وعلم التنجيم، والرياضيات، والموسيقى، والطب والسحر، وأخير أعمالا دينية.
هذا الكم الهائل من التراث، والمحتوي على شتى علوم الأقدمين المدفوع إلى الإسلام، لا يمكن أن يكون من تأليف شخص واحد، ولا يمكن أن يعود تأريخه إلى النصف الثاني من القرن الثاني الهجري (القرن 8 ميلادي) أي العهد الذي يقال أن جابر ظهر فيه. كل القرائن تشير إلى أن الفهارس جمعت في أواخر القرن الثالث الهجري (التاسع ميلادي) وأوائل القرن الرابع هجري (10 ميلادي).
في البداية، تعرض لنا كتابات جابر بن حيان معضلات في التاريخ الديني. وكما فعل الخيميائيون القدامى حين قدموا العرفان مقترنا بالمسيحية، فعل جابر بن حيان فقدم لنا معرفة روحية إسلامية في نظامه العلمي. وهذا العرفان أو الغنوصية ( gnosis) لم تكن هي المعرفة الروحية البدائية التي تطورت في ظل الدائرة الشيعية في القرن الأول والثاني الهجري (القرن 7 والـ 8 ميلادي) كما يدعيه بعض الكتاب الإسلاميين، بل كانت معرفة روحية فيها من التوفيقية ( Gnostic Syncretism) والتي كانت سائدة في أواخر القرن الثالث الهجري عند الغلاة من الشيعة والتي كان له دور في ظل التوترات السياسية آنذاك في تهديد وجود الإسلام أو بقاءه. وقد ادعى جابر بن حيان عن فرصة وجود أو قيام إمام وأن هذا الإمام سيزيل قانون الإسلام ويبدل الوحي في القرآن بالعلم عل ضوء العلم والفلسفة الإغريقية. وتعاليم هذه الكتابات هي شرح لهذا الإلهام الروحي البحت والجديد، والممثل بالأئمة العلويين.
وبنظرة إلى لغة جابر بن حيان الدينية نجده قريبا إلى الكرمانيين
قال الشيخ الألباني :
armatianism ( الكرمانيين لم يظهروا إلا في عام 260 هـ/ 873م ونجد جابر بن حيان يقتبس منهم في كتاباته). والإمام يسمى “الناطق”، كوجه آخر إلى الصامت. والمراتب التي يطلقها الكرمانيون هي نفس المراتب والصيغ التي تتبعها الإسماعيلية الفاطمية (باب، حجج، سابق تالي، لاحق، داعي مطلق…إلخ). ويقسم هذا الوحي الأخير تاريخ العالم إلى سبعة أجزاء، يأتي فيه وحي الإمام الجابري آخرهم. وبالمثل، أئمة المسلمين الذين تبعوا الواحد تلو الآخر وهم من أبناء علي (بن أبي طالب) إلى القائم وهو السابع: الحسن، الحسين، محمد بن الحنفية، علي بن الحسين، محمد الباقر، جعفر الصادق، إسماعيل (=محمد بن إسماعيل هو السابع = وهو القائم).
وبالمقارنة إلى الكرمانيين والإسماعليين، لا يعد “علي” أحد الأئمة السبعة بل هو الصامت (اللاهوت المحجوب) وهو متعالي على الناطق، والسبعة هم تجسيده على الأرض. وفي هذه التعاليم من جابر نجد التشابه مع النصيرية. وفي النصيرية نجد نفس العقيدة للحالات الكهنوتية الثلاث: ع (=علي)، م (=محمد)، س (=سلمان). والـ س متعالية على الـ م في فكر جابر. في هذا النظام يظهر الإمام كما ادعاه جابر ويسمية “الماجد” أو “اليتيم” وينبثق مباشرة من الـ ع بعد أن يتخطى الـ م والـ س. وكما هو حالة الغلاة الشيعة، وبالأخص النصيرية، نرى الميتافيزيقا المسيطرة مقبولة. (المصطلحات: تناسخ، أدوار، أكوار، نسخ، فسخ، رسخ، مسخ).
وفي محل آخر من كتابات جابر نجد عرضا للمشاكل التي تعرض لها العلم في ظل الإسلام. والكتابات تركز على دراسة الفروع التالية: الخيمياء (والتي تحتل المركز الأول دائما)، الطب، علم الفلك، علم التنجيم، السحر، الخواص، وعلم التكوين. وتمكننا كتابات جابر من استعادة أجزاء من علم الإغريق القديم الذي اعتقدنا أننا أضعناه، لتقدم دليلا على أننا في كثير من الأحيان لا نملك العلم الصحيح. إن خيمياء جابر بن حيان له ميزات مختلفة أساسية عن كل الخيمياء القديمة. لقد كان جابر يتجنب الاستعارات السحرية ( Hermetic Allegorism) والذي بدأ من مصر ونجده في الآثار القديمة من زوسيموس ( Zosimus) وازدهر في الإسلام عند الخيميائيين من أمثال ابن عميل، التربة الفلسفية، توغير، الجلدكي،… إلى آخرهم.
إن خيميائية جابر بن حيان هي علم تطبيقي مبني ومنبثق من نظريات فلسفية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/497)
إن النظريات الفلسفية تأتي في معظمها من فيزيائية أرسطو. وجابر بن حيان يعرف ويقتبس من المترجم حنين بن إسحاق (ت 260هـ/4 - 873م) ومن مدرسته كل الأجزاء المتعلقة بأعمال أرسطو، والمعلقين من أمثال
Alexander of Aphrodisias,
Themistius, Simplicius,
Porphyry
وغيرهم.
ونجد أيضا اقتباسات من أفلاطون،
Theophrastus
Galen
Euclid, Ptolemy,
أرخميدس ( the Placita philosophorum of Ps)
Plutarchus
وغيرهم
والكثير من هذه الأعمال ضاعت أصولها الإغريقية. وليس هناك أي خيمياء في الإسلام بهذا المتسع من المعرفة بالآثار القديمة أو أي خيميائي لديه هذه الشخصية الموسوعية مثل ما هو موجود في كتابات جابر بن حيان. وهذه حالة تشابه مع رسائل إخوان الصفا، والتي ترجع إلى نفس المصدر.
اللغة العلمية في كتابات جابر بن حيان، هي بدون أي استثناء، نفس اللغة التي قدمها حنين بن إسحاق، وهذ ما يظهر أن الكتابات لم تكن كتبت إلا في القرن الثالث الهجري (التاسع ميلادي) على أقل تقدير.
المبدأ الرئيس في علم جابر بن حيان هو ذاك الموجود في “الميزان”. وهذا المصطلح يعكس مدى التأمل المختلف ويظهر مدى الجهد التوفيقي العلمي المبذول. لعل من المهم في هذا السياق تبيان المعاني المتعددة لـ “الميزان” والدلائل المختلفة التي تشير إليها… الميزان تعني:
1 - جاذبية محددة (بالرجوع إلى أرخميدس).
2 - ميزان الخيميائين القدامى لمعرفة وقياس محتويات المركبات
3 - تأمل الحروف العربية وهذا له صلة بالنوعيات الأربعة الأساسية (الحار، البارد، الرطب، اليابس). ميزان الحروف هذا لا ينطبق على كل ما يضم العالم المحسوس فقط، بل ينطبق على ما هو ميتافيزيقي مثل الذكاء، وروح العالم، والمادة، والفضاء، والوقت… لقد استعار جابر هذا من الفيثاغورثية ومن الشيعية (بالرجوع إلى الإمام جعفر).
4 - الميزان هو أيضا مصطلح ميتافيزيقي ورمز إلى الأحادية العلمية عند جابر بن حيان. وفي هذا الإطار تعارض مع المبدأ الثنائي للمانوية. والتأمل الأفلاطوني في “الموجود” يبدو أن لها تأثيرا هنا أيضا.
5 - وأخيرا، الميزان ترتبط بالاستعارات الشرحية (أو التأويل) للمراجع القرآنية إلى ميزان يوم القيامة.
وهذا التأمل موجود في العرفان والغنوصية الإسلاميبن ( Muslim Gnosis)، واستمد جابر من هذا العرفان ليربط نظامه العلمي بنظامه الديني.
يبدو أن كتابات جابر بن حيان فيها ارتباط بالبيئة الوثنية للحرانيين. ويقتبس أو يُرجع جابر بصراحة إلى الصابئة عندما يعيد صياغة النقاش حول مشاكل ميتافيزيقية معينة. والمصدر المباشر لنظامه العلمي هو كتابات بالينوس (كتاب سر الخلائق)، وغيره من الكتابات المشكوك في صحة مصدرها، ويرجع إليها محمد بن زكريا الرازي على أنها كتبت في عهد المأمون وهي موجودة وتمثل أفضل مصدر لمعرفة “الحرانيين” وآدابهم.
جابر بن حيان يقول أن معارفه نقلت إليه من سيده الإمام جعفر الصادق. كما أن الإمام هو نبع الحكمة وما هو (أي جابر) إلا ناقل. وفي الهيكل الديني، يصنف بعد الإمام مباشرة. ويقول في مرات أخرى أن معلمه هو حربي الحميري، راهب، ورجل يسمى “أذن الحمار”. ومن معاصري جعفر الصادق هم البرامكة خالد، ويحيى، وجعفر وهم الذبن خصص لهم جابر الكثير من كتاباته، وهم أعضاء العائلة الشيعية “يقطين”.
كل هذه المقولات ترجع إلى جملة من الأساطير وتخالف الأدلة المستخرجة من داخل الكتابات الواردة عن جابر بن حيان. ومن جانب آخر، فإن فكرة تلميذ للإمام جعفر اسمه “جابر بن حيان” الموجودة في التراث الشيعي، هي محض اختلاق. والسبب الذي دعا كاتب هذه الكتابات إلى نسبتها إلى تلميذ للإمام جعفر واضح وجلي حيث أن هذا الإمام دائما يرى على أنه يمثل العلم الإغريقي والجانب العلمي السحري في التراث الشيعي. بالإضافة إلى أن الإمام جعفر هو والد الإمام السابع (إسماعيل) والذي ذكر مجيئه في هذه الكتابات.
يقول فهرست ابن النديم أن هناك شيعة في عصره يشككون في مصداقية هذه الكتابات. الفيلسوف والعالم أبو سليمان المنطقي (ت 370هـ/1 - 980م) ترك في “تعليقات” له يذكر فيها أنه يعرف بنفسه كاتب الكتابات المنسوبة إلى جابر بن حيان. ويسميه “حسن بن النكد الموصلي”.
ليس لدينا أي سبب لنشك في صحة هذه المقولة، وحتى لو كنا متأكدين من أن الكتابات المنسوبة إلى جابر لم تكن من تأليف شخص واحد. وفي ظل هذه الحقائق يمكننا القول بأن هذه الكتابات قد مرت بمراحل تطورت فيها إلى أن وصلت في صورتها الحالية. والتاريخ المعتمد عليه لهذه الكتابات هو (330هـ/ 942م).
لا شك أن كتابات جابر بن حيان قد أثرت في تطور الخيمياء العربية اللاحقة. كل الخيميائيين اللاحقين اقتبسوا منها وعلقوا عليها. والكثير من الكتابات ترجمت إلى اللاتينية. والكتاب المنسوب إلى “جبر أو جابر العربي”، لا يمثل إلا الكتابات المتأخرة مثل الراجعة إلى المؤلف اللاتيني من القرن الثالث عشر الميلادي.
::. ترجمة أسعد الوصيبعي
::. asad.wosaibi@gmail.com
_________________________________
(1) لعل المعني هنا هو عز الدين علي بن محمد أيدمر بن علي الجلدكي
(2) فرنسي، وهو أحد مترجمي مصنفات جابر بن حيان Holmyard, E.J. (ed.)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/498)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 01:06 م]ـ
قول أبي بكر الرازي الطبيب عن جابر: (أستاذنا) معناه (أستاذ الصناعة وإمامها)؛ لأنه لم يدركه يقينا فبينهما أكثر من مائة سنة.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - 04 - 07, 01:59 م]ـ
هناك أسباب كثيرة في خفاء كثير من ملامح حياة جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي أبي عبدالله، و الذي ولد على أشهر الروايات في سنة 101هـ (721م) وقيل أيضاً 117هـ (737م).
السبب الأول:
النظرة المتشككة من هذا العلم لدى علماء المسلمين حيث ارتبط هذا العلم في بداياته بكثير من السحر و الشعودة و الخيمياء و غير ذلك ما كان أحيانا قد يصرف الممارس له من الاتصال الكبير بالعلم الخارجي.
بل وأقرب مثال وأغربه ما كان من أمر برائد الكيميايين خالد بن يزيد بن معاوية الذي انصرف عن ابهة الملك الى الانزواء بعيدا عن الاضواء بعد أن هجر الإمارة , و من بعدها الخلافة، و ارتحل في طلب العلم لاسيما الكيمياء وكتب إلى أبيه قائلا:
أيا راكبا نحو الشآم عشية **************يؤم دمشقا قف وحمل كتابيا
وبلغ يزيدا حين يتلو رسالتي***********وقل خالد قد نال ماكان راجيا
ألا قد ملكت الشمس والبدر عنوة ************وحزتهما من بعد طول عنائيا
إلى أن يقول:
إذا كنت في كل الأمور مدانيا ***************أخانا فقد نلت الذي كنت راجيا
وإلا فلا ترتع بها فهي جنة ***************قد امتلأت للرائدين أفاعيا
إلى أن يقول في تأصيل المنهج التجريبي
أعد نظرا فالظن كالعين لايرى ***************على البعد أجرام الجسوم كما هيا
أبالظن والتخمين يدرك سرنا *****************وقد بلغت فيه النفوس التراقيا
وهل فحوى هذين البيتين إلاَّ دعوةً صريحة لانتهاج التجربة، وأنَّها هي المحكُّ الأوَّل والأخير لدى التعامُل مع مختلف الظواهر الطبيعيَّة التي أوجدها مَن أحسنَ كُلَّ شيءٍ خَلَقَهُ ثمَّ هَدى سُبحانَهُ وتعَالى
السبب الثاني:
هو الفترة الزمنية التي ولد فيها، حيث كانت فترة انتقالية قلقة بين الخلافة الأموية و الخلافة العباسية و لاضطلاع ابيه حيان بنشر الدعوة العباسية في خراسان فلذلك عاش حياة مضطربة أخفت كثيرا من ملامح ترجمته.
و لذلك أيضاً فقد اختلفت الروايات على تحديد أصل جابر، وكذلك مكان مولده فمن المؤرخين من يقول بأنه من مواليد الكوفة على الفرات، ومنهم من يقول أن أصله من مدينة حران من أعمال بلاد ما بين النهرين ويوجد حتى من يقول أن أصله يوناني أو أسباني.
ولعل هذا الانتساب ناتج عن تشابه في الأسماء فجابر المنسوب إلى الأندلس هو عالم فلكي عربي ولد في إشبيلية وعاش في القرن الثاني عشر الميلادي.
بينما معظم المصادر تشير إلى أنه ولد في مدينة طوس من أعمال خراسان.
و الأصح كون والده حيان بن عبد الله الأزدي قد هاجر من اليمن إلى الكوفة في أواخر عصر بني أمية، وعمل في الكوفة صيدلياً وبقي يمارس هذه المهنة مدة طويلة، وعندما ظهرت دعوة العباسيين ساندهم حيان، فأرسلوه إلى خراسان لنشر دعوتهم، وهناك ولد النابغة جابر بن حيان المؤسس الحقيقي لعلم الكيمياء،ولعل مهنة والده كانت سبباً في بدايات جابر في الكيمياء وذلك لارتباط العلمين.
وعندها استشعر الأمويون خطر نشاط حيان بن عبد الله الأزدي في بلاد فارس ألقوا القبض عليه وقتلوه. ولهذا اضطرت عائلة حيان الأزدي أن تعود إلى قبيلة الأزد في اليمن. وهناك ترعرع جابر بن حيان الأزدي. وعندما سيطر العباسيين على الموقف سنة (132هـ) في الكوفة واستتب الأمن، رجعت عائلة جابر بن حيان إلى الكوفة. وتعلم هناك ثم اتصل بالعباسيين وقد أكرموه اعترافاً بفضل أبيه عليهم وكان أيضاً صاحب البرامكة. وتوفي جابر وقد جاوز التسعين من عمره في الكوفة بعد فر إليها من العباسيين بعد نكبة البرامكة وذلك سنة 197هـ (813م) [4] وقيل أيضا ً 195 هـ (810م) [5].
وقد وصف بأنه كان طويل القامة، كثيف اللحية مشتهراً بالإيمان والورع وقد أطلق عليه العديد من الألقاب ومن هذه الألقاب " الأستاذ الكبير " و " شيخ الكيميائيين المسلمين " و " أبو الكيمياء " و " جابر الصوفي " و "جابر الشيعي".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/499)
و إذا جئنا لمؤلفات جابر بن حيان، نكون قد جئنا إلى الأثر الكبير الذي خلفه جابر بعد وفاته وهذا الذي أجج الحساد من الغرب و أدى إلى عدة ردود أفعال من جانبهم:-
1 - بعضهم ادعى بوجود شخصية اسمها جابر اللاتيني نسبوا لها بعض مؤلفات جابر الموجودة باللغة اللاتينية.
2 - البعض الآخر قال بأن تلاميذ جابر هم الذين قاموا بتأليف هذه الكتب ثم نسبوها إليه.
3 - والبعض الذين عمى الحسد أعينهم قالوا بأن جابر هذا لا وجود له.
وكل هذه الادعاءات لا تقوم على دليل سوى البغض والحسد للعلماء العرب والمسلمين.
وقد ذكر أبن النديم المئات من المؤلفات والمصنفات لجابر بن حيان و نذكر من كتبه:
1 - كتاب الرحمة: وتطرق فيه إلى تحويل المعادن إلى ذهب.
2 - كتاب السموم ودفع مضارها:- وقسمه خمسة فصول تبحث في أسماء السموم وأنواعها و تأثيراتها المختلفة على الإنسان والحيوان، وعلامات التسمم و المبادرة إلى علاجها و الاحتراس من السموم، وقد قسم السموم فيه إلى حيوانية كسموم الأفاعي والعقارب وغيرها، ونباتية كالأفيون والحنظل، و حجرية كالزئبق و الزرنيخ و الزاج.
3 - كتاب " استقصاءات المعلم".
4 - كتاب " نهاية الإتقان ".
5 - الوصية الجابرية.
6 - الكيمياء الجابرية:- ويشتمل على مجموعات من مكتشفاته المهمة، وأهمها:-
1 - الماء القوي أو الماء الملكي.
2 - " سم السليماني " المعروف اليوم باسم كلوريد الزئبق.
3 - حجر جهنم (قابل للانصهار وشفاف كالبلور).
4 - الراسب الأحمر، ونحصل عليه عن طريق أخذ مقدار رطل من الزئبق ومقدار رطلين من الزاج ورطل واحد من الحجر الصخري، ونعامل هذا المزيج بواسطة النار، فنحصل على مركب لماع أحمر.
5 - المستحلب الكبريتي.
7 - كتاب المائة واثني عشر:- ويضم 112 رسالة عن صناعة الكيمياء عامة مع إشارات إلى كيميائيين قدماء.
8 - كتاب السبعين: ويضم سبعين رسالة فيها عرض منظم لجهود مؤلفها في الكيمياء.
9 - كتاب الموازين: ويضم 144 رسالة تعرض الأسس النظرية والفلسفية للكيمياء والعلوم عامة.
10 - كتاب الخمسمائة: ويضم خمسمائة رسالة تعالج بتفصيل بعض المسائل التي وردت موجزة في كتاب الموازين.
11 - كتاب الميزان.
12 - كتاب الخواص الكبير.
13 - كتاب الزئبق.
14 - الشمس كتاب الذهب
15 - كتاب الخواص.
16 - كتاب الأحجار كتاب الموازين.
17 - كتاب الوصية.
18 - كتاب الخالص.
19 - الأسرار.
20 - القمر كتاب الفضة.
21 - كتاب إخراج ما في القوة إلى الفعل.
22 - كتاب صندوق الحكمة.
23 - كتاب خواص إكسير الذهب.
24 - رسالة في الكيمياء.
25 - كتاب المماثلة والمقابلة.
26 - كتاب الأحجار:- ويقع في أربعة أجزاء.
27 - الحدود.
ولقد قضى جابر بن حيان معظم حياته في طلب العلم، وتعليم علم الكيمياء فأنجب تلامذة يمتازون بالذكاء بالقدرة على الإنتاج مثل الرازي، و ابن سينا، و الفارابي وغيرهم من الجهابذة.
لقد جذبت نظرية العناصر الأربعة لأرسطوطاليس (384 ق. م- 322ق. م) انتباه جابر بن حيان لذا فقد تناولها جابر بن حيان بالدراسة والبحث العميق باعتبارها أول لبنة قامت عليها الكيمياء.
وقد قام جابر بالكثير من العمليات المخبرية كالتبخر، والتكليس، والتصعيد، والتقطير، والتكثيف، والترشيح، و الإذابة، والصهر، والبلورة.
ومن العمليات التي قام بها جابر:-
1 - تحضير " الملح القلوي " أو حجر البوتاس الكاوي:- يتناول جزئين اثنين من الرماد وجزءاً واحداً من الحجر الجيري أو الكلس الحي، ويتم وضع الكل على مرشح مع الماء. وبعد ذلك يلجأ إلى تبخير السائل عبر جهاز الترشيح و لذي يتحول إلى ترسب صلب مشكلاً الملح القلوي المراد تحضيره.
2ـ وقد أكتشف جابر الصودا الكاوية أو " القطرون " NaOH".
3 ـ وهو أول من حضر ماء الذهب، وأول من أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة بالحل بواسطة الأحماض، وهي الطريقة السائدة إلى يومنا هذا، وماء الذهب أو الماء الملكي وهو عبارة عن حمض النتريك " HNO3 " إلى جانب حمض الهيدروكلوريك " HCl" ، إذ يستحيل على أي من الحمضين منفرداً حل لذهب.
4ـ ويكون جابر بن حيان أول من أكتشف حمضي النتريك و الهيدروكلوريك. وأكتشف إضافة على هذين العنصرين حمض الكبريتيك " H2SO4" .
5 ـ وهو أول من عرف أنه عند خلط محلول الطعام مع محلول نترات لفضة ينتج راسب أبيض، وهذا الراسب هو كلوريد الفضة. ولا حظ أيضاً أن النحاس يكسب اللهب لوناً أخضراً، واللهب يكسب النحاس اللون الأزرق، وشرح بالتفصيل كيفية تحضير الزرنيخ، والأنتيمون، وتنقية المعادن وصبغ الأقمشة.كما زاد جابر عنصرين جديدين إلى العناصر الأربعة لدى اليونانيين وهما الكبريت والزئبق ثم زاد الكيميائيين العرب بعد ذلك عنصراً سابعاً وهو الملح. و اكتشف أن الشب يساعد على تثبيت الألوان، كما أنه صنع ورقاً غير قابل للاحتراق.وحضر أيضاً نوعاً من الطلاء يقي الثياب من البلل، وآخر يمنع الحديد من الصدأ. كما أن جابر هو أول من استعمل الموازين الحساسة، والأوزان المتناهية في الدقة في تجاربه العلمية، ولقد بلور جابر بن حيان نظرية أن الاتحاد الكيميائي باتصال ذرات العناصر المتفاعلة مع بعضها البعض وأخذ على كمثل الزئبق والكبريت عندما يتحدا يكونان مادة جديدة. علماً أن هاتين المادتين لم تفقدا ماهيتهما، بل أنهما تجزئا إلى دقائق صغيرة و امتزجت هذه الأجزاء صغيرة ببعضها البعض وتكونت المادة الناتجة متجانسة التركيب. وبذلك يكون جابر بن حيان سابقاً دالتون العالم الإنجليزي (1766م- 1844 م) بأكثر من ألف سنة.
و خلاصة القول أن جابر بن حيان كان سابقاً عصره بقرون ولولا ما كان منه من نتاج علمي ضخم لما وصل العالم إلى التقدم الذي يعيشه.فهذه الصنعة (أي الكيمياء) هي صنعة جابر كما يقال.\
وقد قال فيه أحد المفكرين الغربيين " إن فضل جابر على الكيمياء، كفضل أبقراط في الطب، و أرسطو طاليس في علم المنطق، و إقليدس في علم الهندسة "، و الله الموفق.
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/500)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - 04 - 07, 06:02 م]ـ
بعض ما في المشاركة السابقة مفتبسة من موقع جابر بن حيان.
على هذا الرابط:
http://www.geocities.com/aujami/index.htm
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[21 - 04 - 07, 11:01 ص]ـ
ملاحظة:
(الكرمانيين
قال الشيخ الألباني :
armatianism) الواردة في المقالة أعلاه خطأ في الترجمة
والصواب (القرامطة)(40/1)
الدعوة الإسلامية و التحديات الراهنة، و مبدأ الالتفاف حول العقبات و المخاطر.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[17 - 04 - 07, 06:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الموضوع سبق لي منذ مدة طرحه في بعض المنتديات.
و هو على هذا الرابط:
www.alukah.net/majles//showthread.php?p=6451 - 43k
و هذا آخر
www.muslm.net/vb/showthread.php?t=201473 - 30k
=================================
الدعوة الإسلامية
و
التحديات الراهنة
و مبدأ الالتفاف حول العقبات و المخاطر
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين.
و بعد، فلا يخفى على أحد تزايد وتفاقم العقبات والمخاطر التي تواجه الدعوة الإسلامية لا سيما خارج العالم الاسلامي في هذه الأيام، و خلال الظروف الراهنة التي نعيشها من تسلط غربي على كل ما يَمُتُّ إلى الاسلام بِصِلة، و صدق الله عزو جل القائل في محكم كتابه {و لايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا}. {و ودُّوا لو تكفرون}.
و من المعروف للجميع أن الدعوة الاسلامية خارج العالم الاسلامي هي ـ في الغالب ـ حصيلة جهود فردية، فلذلك فإنه يسهل على الحكومات الغربية تجميد نشاطاتها بأية حجة وتحت أي ذريعة.
ولذلك ينبغي على المهتمين بالدعوة الاسلامية مراجعة حساباتهم، وإعادة جدولة أعمالهم، بل و ربما ـ وفي بعض الأحيان ـ تغيير الأماكن و البلدان التي يزاولون فيها نشاطاتهم الدعوية الإسلامية.
و عند دراسة ديموغرافية و ايديولوجية المجتمعات السكانية نجد أن أنسب مكان لكثيف مناشط الدعوية الإسلامية هي بلدان أمريكا الجنوبية (اللاتينية)، وذلك لعدَّة أسباب:
1. يتحدث معظم مواطني دول أمريكا الجنوبية اللغة الأسبانية، ثم تأتي اللغة البرتغالية في المرتبة الثانية حيث تتحدث بها البرازيل فقط، و ذلك حسب جنسية الاستعمار الذي تسوَّدَ المنطقة من قبلُ، ولذلك فإن تلك المجتمعات في منأى عن الحملات الإعلامية الغربية ضدَّ الاسلام والمسلمين، كما أن عدم تحدث تلك القارة بالانجليزية كان و لا يزال سداً منيعاً في وجه الثقافة الأمريكية الشمالية العنصرية.
2. هذه الدول تعيش في حالة فوضى أمنية تامَّة، و في بعض الأحيان تُحكم مٍِن قِبَل ائتلاف عصابات الرذيلتين (شبكات تجارة المخدرات و الاتجار بالجنس)، ممَّا يجعل هذه المجتمعات في حاجة ماسَّة و تشوُّقٍ إلى دين سماوي يحميها من هذه الأوبئة والسموم المهلكة، وهذه الحاجة لا تلبيها بالطبع الديانة المسيحية المحرفة والمنحرفة التي تعتنقها تلك المجتمعات.
3. قد لا يعلم البعض أن أكبر مخزون للكراهية تجاه الولايات المتحدة يكمن في صدور مواطني المجتمعات الأمريكية الجنوبية، ولذلك نجد أنه خلال هجمات سبتمبر عام 2001 كان بعض مواطني تلك الدول يلبسون قمصاناً تحمل صوراً لأعداء الولايات المتحدة الرسميين احتفالاً بتلك الهجمات.
و تتأصَّل هذه الكراهية في صدور الأمريكيين اللاتينيين نحو الولايات المتحدة لعدة أسباب، من أهمها كون أمريكا هي التي تحمي وتسيطر على الحكومات الفاسدة التي تحكم دول امريكا اللاتينية، وكثير من تلك الحكومات تزاول نشاطات محظورة من خلال شبكات من العصابات تمارس وتتجر في جميع النشاطات ذات الصلة.
ومن أوضح الأمثلة على ذلك الرئيس الكوبي فيدل كاسترو و الذي يتراشق عبارات العداء المستمر مع الولايات المتحدة منذ ثلاثين عاما تقريباً، مع أنه قد تمَّ تدريبه في "نيفادا " بالولايات المتحدة على أيدي الاستخبارات الأمريكية العسكرية “ cia” مع زميله الأرجنتيبني؟ "تشي جيفارا"، و هذا المرتزق الأخير حين أنهى مهمته في "كوبا"انتقل ليقود الثوار في "بيرو"؟ حيث قضى نحبه هنالك، ومع ذلك فإن الرئيس الكوبي يستضيف في بلاده كبرى قواعد الولايات المتحدة الأمريكية العسكرية"جوانتانامو"؟ و هي القاعدة الأمريكية "سيئة الذكر" التي أودعت فيها الولايات المتحدة أسرى حرب افغانستان.
4ـ تتميز دول أمريكا الجنوبية بارتفاع معدَّل السكان "الاكتظاظ السكاني"، مِماَّ يساهم في انتشار الدعوة الإسلامية ويختصر كثيراً من الجهد.
5 ـ تتكون المجتمعات الأمريكية الجنوبية من خليط من عدَّة أجناس بشرية، فهناك السكان الأصليون للقارة، و هناك الأفارقة الذين كان يجلبون للبيع في أسواق النخاسة، و هناك المستعمرون البرتغاليون و الأسبان ممَّا أضفى نوعاً من التعايش العرقي و عدم العنصرية، و مِمَّا يجعل تلك البيئة مناسبة جداً للدعوة الإسلامية.
ـ إذن يجب توجيه الجهود الدعوية إلى تلك القارَّة البكر، والمكتظة بالمجتمعات السكانية، و ينبغي للجهات الدعوية ـ الرسمية أو الفردية ـ إقامة دورات خاصَّة في اللغتين البرتغالية والأسبانية ـ أو إقامة معاهد خاصة لهاتين اللغتين ـ، مع التركيز على المصطلحات الدعوية ودراسة ديموغرافية وطبيعة تلك المجتمعات.
ـ و ينبغي كذلك الاستعانة ببعض الدعاة من بلدان المغرب العربي، حيث أن بعض المغاربة يجيدون هاتين اللغتين لظروف المجاورة أو العمل لأسبانيا والبرتغال، و ذلك بعد إعطائهم دوراتٍ علمية مكثفة في مناشط الدعوة الاسلامية ومفردات الثقافة الاسلامية،والله أعلم وصلى اله على نبينا محمد، و على آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/2)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[17 - 04 - 07, 07:04 م]ـ
ثم إني خلال مطالعتي لموضوع: (الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومبوس). للأستاذ حمزة الكتاني في قسم السيرة و التاريخ من ملتقى أهل الحديث.
شدَّت انتباهي هذه المشاركة من شخص مسلم برازيلي اسمه رودريغو.
و كأنَّما هي إعادة صياغة لهذا المقال و هذا نصها:
السلام عليكم
الموضوع اكثر من رائع (يعني موضوع الاستاذ حمزة بالطبع)
انا من سكان الاصليين في الامريكا الجنوبية
و ابحث مزيد المعلومات عن الموضوع
و احسّ لو الشعب اللاتيني اكتشف الاسلام الحقيقي لأسلم معظمهم (و العلم عند الله).
انا كنت و هكذا سائر الناس اليوم في امريكا اللاتينية في حيرة. غير مقتنعين اصلا بدينهم.
النصرانية لكن الشيطان سوّل لهم و هم مغرقون في الشهوات.
الشعب مظلوم و مضغوط مديون من قبل النظام السياسي السائد في الاميريكا اللاتينية
الفوضى الاخلاقية أدت الى البحث عن أي دين و أي اساس و مباديء.
لكن في الاوانة الاخيرة بدت ظاهرة في الامريكا اللاتينية و هي النمو الفكري الاقتصاد لدي بعض البلاد. مع كراهة شديدة على السيطرة الامريكي الشمالي على العالم حيث الان في بعض المجتمعات اللاتينية من اقبح العيب و الاهانة الخذلان هو شخص يمدح الولاية المتحدة و سبب ذلك هو الطغيان و الظلم امريكي.
هذا شعور العاطفي هو ايجابي و الحمد لله. و يدل انهم مللوا عن النصرانية التي فشلت في اوساطهم.
المهم.
هذا فرصة لابد ان تستغل لنقدم الاسلام في هذه القارة الجديدة
و نقدم الاسلام لهم. على صورته
الارض خصبة و طبيعة الناس بسيط جدا قلما تجد من يستنكف.
يريدون الخير لكن لا يجدون بديلا عن الدين النصرانية
اعتقد أن لو قدمت أو ترجمت بحثا في احدى الجامعات ......
ما شاء الله
ما ادري ماذا اقول
اريد التواصل مع صاحب المقالة لو تكرمتم
و السلام(40/3)
عندي شبهة في القضاءوالقدر
ـ[أبويونس]ــــــــ[18 - 04 - 07, 03:49 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاةوالسلام على نبينا محمد
عندي إشكال في ما يخص القضاء و القدر، أهل السنة والجماعة يثبتون أن للعبد مشيئة وإرادة ولكنهما تابعتان لمشيئة الله وإرادته كذلك نؤمن أن الله خالق كل شييء، الذي أشكل علي أن الكافر شاء الكفر فيسر الله له طريق الكفر نسأل الله السلامة والعافية، ولكن الله هو الذي خلق فيه تلك المشيئة؛ فكيف يعذبه عليها؟ </ SPAN>
بتعبير آخر علم الله منذ الأزل أن عبده فلان اختار الكفر نعوذ بالله من ذلك ولكن </ SPAN> اختيار الكفر هو من خلق الله مادام أن الله خالق كل شيء</ SPAN>
</SPAN> أدعو الله أن تكونوا سببا لكشف هذه الشبهة
جزاكم الله خيرا على هذاالموقع المبارك
ـ[أبو حمزة السني]ــــــــ[18 - 04 - 07, 06:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليك أخي الكريم الجواب من تعليق الشيخ عبد الرحيم الطحان على مواضع من العقيدة الطحاوية
مبحث القَدر
يقول الإمام الطحاوي عليه رحمات ربنا الباري:
"وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه لم يطّلع على ذلك ملك مقرب، ولا نبيُّ مرسَل والتعمق والنظر في ذلك ذريعة () الخِذلان، وسلم الحرمان ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسةً () فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه، كما قال تعالى في كتابه: (لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون) فمن سأل: لم فعل؟ فقد رد حكم الكتاب ومن رد حكم الكتاب، كان من الكافرين". أ. هـ.
هذا المتن للإمام الطحاوي شرحه الإمام ابن أبي العز في عشر صفحات (ط. أحمد شاكر) أو أكثر، وسأضم إليه ما تقدم معكم موجزاً مبحث الإرادة وانقسامها إلى إرادة شرعية وإرادة كونية لتأخذوا هذا المبحث بصورة متكاملة من أطرافه إن شاء الله.
القدر مسألة عظيمة من مسائل شريعتنا القويمة
سنبحث مبحث القدر ضمن ست مباحث
المبحث الأول
تعريف القدر لغة واصطلاحاً:
القدر لغة: مصدر قَدَرْت الشيء أقدِره – أقدَرُه قَدْراً وقَدَراً ـ إذا أحطت بمقداره.
اصطلاحاً: هو علم الله بمقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها ثم إيجادها حسبما سبق في علم الله جل وعلا، فكل محدَث وكل مخلوق وكل موجود صادر عن علم الله وإرادته وقدرته، هذا الأمر معلوم من الدين بمحكم البراهين، وعليه كان الصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان وهو مذهب أهل السنة الكرام.
والإيمان بالقدر من أركان الإيمان كما ثبت في الصحيحين وغيرها من حديث أبي هريرة، وفي مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث جبريل الطويل وفي آخره [قال جبريل: ما الإيمان؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره] وفي رواية: [حلوه ومره من الله تعالى] وهذا الحديث – حديث جبريل – هو أم السنة كما أن الفاتحة أم الكتاب، والإمام البغوي عليه رحمة الله جعله أول حديث في كتابه (مصابيح السنة) مشيراً إلى أن هذا الحديث ينبغي أن يُقدم على الأحاديث كما قدمت الفاتحة على سور القرآن.
وثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تَعْجِزْ فإن أصابك شيء فقل قدّر الله وما شاء فعل ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا فإن لو تفتح عمل الشيطان] أي ما فيها إلا حسرة وندامة.
والمراد بالقوة هنا قوة القلب أي المؤمن القوي الذي قلبه فيه قوة وعنده عزيمة قوية لأن قوة البدن تتبع قوة القلب، والذي يثبت في المعركة هو قوي القلب ولا عبرة بقوة البدل دون قوة القلب، فإن صاحب القلب القوي يثبت في المعركة ولو قطعت أطرافه الأربع ولا يتحرك ولا يولي الأدبار، وصاحب القلب الضعيف يجبن ويفر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/4)
فالمؤمن القوي الذي إيمانه تام وعزيمته تامة أحب إلى الله من المؤمن ناقص الإيمان ضعيف الإيمان ففي قلبه رخاوة وليس فيه ثبات، لكن في كل خير فهذا مع ضعف إيمانه إلا أن فيه خيراً ولم يخرج عن حظيرة الإيمان وليس هو كأهل النفاق والكفران فهؤلاء كما قال تعالى (قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلاً أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوقم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيراً، يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلاً) فهم من رعبهم وضعف عزيمتهم وخورهم وجبنهم يحسبون الأحزاب لم يذهبوا مع أنهم ذهبوا وهؤلاء في المدينة وإن يأت الأحزاب يودون لو أنهم بادون في الأعراب أي لو أنهم في بادية وليسوا في المدينة لئلا يلاقوا الخوف مرة أخرى كما حصلوه في المرة الأولى، ولذلك المؤمن قوته في قلبه وضعفه في بدنه أي تظهر عليه علامة الهزال وعلامة الخشوع وعلامة الإخبات من أجل صيامه وقيامه يذبل جسمه ويصغر فترى عليه علامة الإعياء والتعب، لكن عندما يفعل نتعجب من صدور هذه الأفعال وهذه القوة من هذا الضعف، والمنافق على العكس فهو قوي في بدنه لكن ضعيف في قلبه ().
[احرص على ما ينفعك] أي لا تتواكل وتلقي الأمر على القدر بل ابذل ما في وسعك لتحصيل ما يجلب إليك منفعة ويدفع عنك مضرة.
[فإن أصابك شيء] حرصت ورتبت الجيش مثلاً لكن قدر الله أن يقع انكسار وهزيمة ().
[لو أني فعلت كذا .. ] أي عمل عملية لابنه فمات فقال لو لم يعمل العملية لكان سيحيى ويعيش مثل هذا لا يجوز أن تقوله فهذا تسخط على القدر وجحود وقد تكفر وأنت لا تدري، وهذا يا عبد الله مات بأجله سواء أجريت له عملية أو لم تجر له فسيموت، فدعك من هذا الكلام وقل قدر الله وما شاء فعل.
والقدر – كما سيأتينا – حجة في المصائب لا في المعايب، فإذا زنيت فلا تقل قدر الله وما شاء فعل وإذا شربت الخمر فلا تقل قدر الله وما شاء فعل، فهذا (الزنا والسرقة) وقع بقدر الله لكنك تقول قدر الله وما شاء فعل نقصد بذلك أن تنفي اللوم عن نفسك وأنت ملوم، وأما إذا سقط عليك حجر أو انهدم جزء من بيتك أو مات لك قريب أو صديق ونحو ذلك فهذه كلها مصايب فتقول قدر الله وما شاء فعل، فالكلام صحيح قدر الله وما شاء فعل فالزاني بقدر وشرب الخمر بقدر ولا يقع شيء إلا بقدر الله لكن ذاك لك فيه اختيار (الزنا وشرب الخمر ... ) فأنت ستعاقب عليه، وأما هذا (موت القريب، سقوط الحجر) فهو اضطرار وقع عليك دون اختيارك ولذلك تقول قدر الله وما شاء فعل.
وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الإيمان لا يحصل في قلب الإنسان حتى يؤمن بقدر الرحمن.
(1) ثبت في سنن الترمذي بسند حسن من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن البني صلى الله عليه وسلم قال: [لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه].
[وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه] فما أصابك هو بقدر الله ولا يمكن أن يزول عنك.
[وما أخطأه لم يكن ليصيبه] فلو فاتك شيء محمود كنت تمناه فقل قدر الله وما شاء فعل لأنه لم يكتب لك في هذا الوقت وقد يكتب لك فيما بعد وقد لا يكتب لك بل لأحد غيرك أيضاً فلن تستطيع أن تنال وتحصل ما فاتك مهما حاولت ولهذا كما قال نبينا عليه الصلاة و السلام والحديث في المسند وسنن الترمذي وغيرهما – قال لابن عباس عندما كان رديفه: [ .... واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، رفعت الأقلام وجفت الصحف] فإذن ما كتبه الله لك وجعله من نصيبك لن يذهب إلى غيرك، وما كتبه لغيرك وجعله من نصيبه لا يمكن أن تناله وتحصله مهما حاولت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/5)
(2) وثبت في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود والترمذي بسند صحيح عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه [أنه قال لابنه عند الموت: يا بني إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فإني سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم: إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب، قال: يا رب وماذا اكتب – قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة]، يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [من مات على غير هذا فليس مني] أي ليس منه صلى الله عليه وسلم لأنه ترك ركناً من أركان الإيمان.
والحديث هذا رواه الإمام الترمذي برواية أخرى فيها شيء من الطول وفيها شاهد لموضوع تقدم () معنا – يقول [قال عبد الواحد بن سليم: قدمت مكة فلقيت عطاء بن أبي رباح فقلت له يا أبا محمد إن بالبصرة قوماً يقولون لا قدر، فقال عطاء يا بني أتقرأ القرآن، قلت: نعم، قال: فاقرأ الزخرف، فقرأت: (حم والكتاب المبين إن جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) ثم قال – أي عطاء – أتدري ما أم الكتاب؟ قلت: لا، قال: فإنه كتاب كتبه الله قبل أن يخلق السموات والأرض فيه: إن فرعون من أهل النار وفيه تبت يدا أبي لهب ثم قال – أي عطاء – ولقد رأيت الوليد بن عبادة بن الصامت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألته ما كانت وصية أبيك لك عند الموت؟ فذكر الوصية التي تقدم ذكرها وهذا الذي أشارت إليه الأحاديث النبوية ودلت عليه الآيات القرآنية أذكر بعضها:
أ – قال جل وعلا في سورة الأنعام: (وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) وهو – أي الكتاب – اللوح المحفوظ فلا يوجد شيء وقع أو سيقع إلى يوم القيامة إلا وهو مسطر فيه.
ب- وقال ربنا جل وعلا في سورة الحديد: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير، لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كلا مختال فخور).
ج- وقال جل وعلا في سورة التغابن: (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدى قلبه والله بكل شيء عليم).
وسعي العباد وعمل المخلوقات بأسرها تنتهي إلى آيتين من كتاب الله:
1 - قوله تعالى في سورة الإنسان: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً).
2 - قوله تعالى في سورة التكوير: (لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين).
خلاصة قولنا في قدر ربنا:
أن الله علم الأشياء ومقاديرها وأزمانها قبل وقوعها ثم أوقعها وأوجدها حسبما علم ربنا جل وعلا ولذلك كل مخلوق وكل محدث وكل شيء يقع بعلم الله وإرادته وقدرته؛ أي علم الله وقوعه في الأزل قبل أن يقع وأراد الله وقوعه إرادة كونية لا يختلف مقتضاها، وقدر عليه فأوجده وخلقه فالله خالق كل شيء (والله خلقكم وما تعملون)، إذن فـ: (1) العلم. (2) والإرادة. (3) الإيجاد والخلق. كل هذا لله جل وعلا فلا يوجد مخلوق إلا وقد أحاط به علم الله وتعلقت به إرادته وأوجدته قدرته خيراً كان أو شراً.
المبحث الثاني
إرادة الله جل وعلا تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: إرادة كونية قدرية:
وهي عامة شاملة لا يتخلف مقتضاها وتكون فيما يحبه الله وفيما يكرهه فـ[ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن] كما ثبت هذا عن نبينا عليه الصلاة والسلام في مسند أبي داود وغيره.
وهذه الجملة – ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن – من نفيس اعتقاد أهل السنة و الجماعة كما قرر ذلك الإمام أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن (3/ 1234)، وقال الإمام ابن القيم في كتاب الفوائد صـ 95 – ونعمت هذه الفائدة التي سيذكرها – "أساس كل خير أن يعلم العبد أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن".
ووجه ذلك: أنه إذا أصابه خير وصدرت منه طاعة فيعلم أن هذا بمشيئة الله وتقديره وفضله وإحسانه فيشكر الله ويحمده ولا يفتخر ولا يعجب ولا يُدلِّ ولا يتكبر لأن هذا بتقدير الله [فمن وجد خيراً فليحمد الله]، فليس لك في فعل الطاعة فضل إنما الفضل كله لمن قدر لك فعل هذه الطاعة وأقدرك عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/6)
وإذا عمل معصية أو أصابه سوء فيعلم أن هذا وقع بسبب خذلان الله له وهذا الخذلان وضعه الله في موضعه بسبب تقصير الإنسان أو فساده أو جُُرْمهِ فيدعوه هذا إلى الإقلاع عن ذنبه والتوبة إلى ربه ليقدر الله له الخير وييسره عليه، لأن الله أخبرنا أن العبد عندما يضل يزده الله ضلالاً (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) سورة الصف / آية 5، (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون) سورة الأنعام 110.
[فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه] فليتب إلى ربه وليسأله إصلاح قلبه فبيده قلوب العباد فهو على كل شيء قدير، إذن إذا عمل طاعة يقول بفضل الله وإذا عمل معصية يقول بعدل الله، ولهذا كان أساس كل خير أن يعلم العبد أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
الأدلة من القرآن على هذا القسم من الإرادة:
1 - قال الله جل وعلا (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء)، فالمراد من قوله (فمن يرد الله أن يهديه – يرد أن يضله) إرادة كونية قدرية لا يختلف مقتضاها، فمن أراد الله هدايته كوناً وقدراً فسيهتدي ولا بد ومن أراد إضلاله كوناً وقدراً سيفعل ولابد، وهو الحكيم سبحانه يضع الأمور في مواضعها.
2 - وقال جل وعلا في سورة البقرة آية 253 (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض، منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم ومن كفر، ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد) فقوله (ولو شاء الله ما اقتتل ... ) المراد منه مشيئة كونية قدرية لا يتخلف مقتضاها.
والآيات في هذا كثيرة.
القسم الثاني: إرادة دينية شرعية:
وتكون في خصوص ما يحبه الله ويرضاه فقط وقد يوجد مقتضاها وقد يتخلف، وفي الغالب يتخلف مقتضاها ولا ينتج عن تخلف مقتضاها أي إشكال لأن المشيئة الدينية بمعنى الأمر فإذا أمرنا الله بشيء ولم نمتثله ولم نفعله نعاقب وليس في عدم فعلنا إلغاء لأمر الله جل وعلا، وإذا قمنا به أثابنا الله ورضي عنا.
الأدلة من القرآن على هذا القسم من الإرادة:
1 - قال تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، (يريد الله بكم السير) أي يأمركم باليسر، فقد يمتثل أشخاص وقد يخالف أشخاص في ذلك، ولو كانت الإرادة هنا إرادة كونية قدرية لما وقع عسر في هذه الحياة أبداً بل لكان كل شيء يُسْراً، لكن ليست الإرادة كذلك بل هي دينية شرعية قد يوجد مقتضاها وقد يتخلف، فالله يحب اليسر وأمرنا به ويكره العسر وينهانا عنه وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: [يسروا ولا يتعسروا، بشروا ولا تنفروا]، لكن كم من إنسان ينفر ولا يبشر، وكم من إنسان يعسِّر ولا ييسِّر؟!.
2 - وقال جل وعلا في سورة المائدة (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم) فالإرادة هنا دينية شرعية يحبها ربنا جل وعلا، ولا يحب الله أن يكون عليكم حرج أو شقة، ولكن يريد أن يطهركم، ولو كانت إرادة كونية لانتفى الحرج في هذه الحياة ولحصلت الطهارة لجميع المخلوقات لكنها إرادة دينية قد يوجد مقتضاها وقد يتخلف وفي الغالب يتخلف فمن يعصي الله في هذه الحياة أكثر ممن يطيعه وأهل النار من كل ألف 999 وواحد من الألف إلى الجنة (ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس) فهي نسبة كبيرة كثيرة لم يَسْلم من الألف إلا واحد.
ولذلك ثبت في المسند والصحيحين من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [يقول الله يوم القيامة لأهون أهل النار عذاباً أرأيت لو كان لك الدنيا وما فيها أكنت مفتدياً بها من عذاب يومئذ، فيقول: نعم يا رب، فيقول الله له: أردت منك ما هو أهون من ذلك ألا تشرك بي وأنت في صلب أبيك آدم () فأبيت إلا الشرك].
فقوله [أردت منك ... ] المراد بالإرادة هنا الإرادة الدينية الشرعية أي أحببت منك وأمرتك بما هو أهون من ذلك فإن وحدت حصل المطلوب وأثبتك وإن جحدت عاقبتك، إذن فقد يوجد مقتضى هذه الإرادة وقد يتخلف ولذلك هذا – في الحديث – كفر ودخل النار فلم يحقق مقتضى الإرادة وليس في هذا إلغاء لقدر الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/7)
س: لفظ (أهل النار) ألا يشمل المؤمنين العصاة الذين سيعذبون ثم يخرجون؟
ج: لفظ (أهل النار) إذا أطلق ينصرف لأهلها الذين هم أصحابها، أما المؤمنون فليسوا بأهلها ولا من أصحابها فوجودهم فيها عارض وليس للاستيطان فهم كالمسافر فإنه لا ينسب إلى البلد التي يجلس فيها فترة وجيزة بل ينسب إلى بلده الذي يقيم فيه، ولا ينسب إلى بلد إلا من هم أهله أصلاً أو جاءوا وأطالوا المكث في البلد وأطالوا الإقامة فينسبون له، فالنار لا تنسب إلا لأهلها الأصليين وهم الكفار وأما المؤمن العاصي فهذا مروره في النار عارض بل ليطهر ثم لينقل بعد ذلك إلى جنات النعيم برحمة أرحم الراحمين.
وعند المحدثين لا ينسب الإنسان إلى بلده إلا إذا أقام فيها، أربع سنين، فيصح أن تنسبه إليها وتقول مستوطن أصلي ولا أقول كتعبير الجاهلية في هذا الحين مواطن، فليس عند المؤمنين إلا جنسية واحدة هي جنسية (لا إله إلا الله).
وصفوة الكلام وخلاصته: إرادة الله ومشيئته قسمان:
1 - إرادة أمر وتشريع وتكون هذه الطاعات والمعاصي سواء وقعت أو لم تقع، والمقصود أن ما أمرنا به الله ونهانا عنه مرادٌ له إرادة دينية شرعية.
2 - إرادة قضاء وتقدير وهي شاملة لجميع الكائنات محيطة بجميع الحادثات لا يخرج عنها شيء على الإطلاق، ولذلك كانت من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم: [أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بَرُّ ولا فاجر من شرما خلقت] فكلمات الله هنا هي: الكونية لأنه قال لا يجاوزها ولا يخرج عنها بر ولا فاجر.
إذن الإرادة الدينية الشرعية قد تقع وقد لا تقع، والإرادة الكونية لابد من وقوعها والإرادة الدينية الشرعية تتعلق بما يحبه الله ويرضاه، والإرادة الكونية تتعلق فيما يحبه وفيما يكرهه فمن لازم ما يريده الله إرادة دينية شرعية أن يحبه ويرضاه، ومن لازم ما يريده إرادة كونية قدرية أن يقع ولا يتخلف.
المبحث الثالث
العلاقة بين الإرادتين:
تتحدد العلاقة بينهما في أربع صور ليس لها خامس:
• الصورة الأولي: اجتماعهما:
أي: أن توجد الإرادة الكونية المقدرية والإرادة الدينية الشرعية.
مثالها: إيمان المؤمن، تحجب المرأة الصالحة، باختصار: كل طاعة تقع في هذه الحياة، فهي تقع بإرادة الله الدينية والكونية، بإرادة الله الدينية حيث أمر الله بها وأحبها، وبإرادته الكونية حيث قدرها وشاءها فلولا ذلك ما حصلت.
فإذن الله أراد الإيمان من المؤمن إرادة دينية لأنه يحب هذا ويرضاه، وأراده إرادة كونية لأنه وقع منه، ولو لم يرده منه كوناً لما وقع منه.
• الصورة الثانية: انتفاؤهما:
أي: لا توجد الإرادة الكونية القدرية ولا الإرادة الدينية الشرعية.
مثالها: انتفاء الكفر في حق المؤمن.
فانتفى الكفر في حق المؤمن لانتفاء الإرادتين، لا، هم لم يأمروا به (إن الله لا يؤمر بالفحشاء) وبالتالي فلم تتعلق به الإرادة الدينية الشرعية،وكذلك لم يقدرهم عليه حيث لم يكفروا وبالتالي لم تتعلق به الإرادة الكونية القدرية، فإذن انتفت الإرادتين.
ومثله: انتفاء السفور في حق المرأة المتحجبة، وباختصار: كل شيء لم يقع مما يكرهه الله ويبغضه فلانتفاء الإرادتين الكونية لأنه لم يقع، وانتفت الإرادة الكونية لأنه مما يبغضه الله.
• الصورة الثالثة: وجود الإرادة الدينية الشرعية فقط وتخلف الإرادة الكونية القدرية:
مثالها: طلب الإيمان من أبي جهل وأبي لهب ومن الكفار جميعاً فالله سبحانه وتعالى أراد الإيمان منهم وأمرهم به (اعبدوا الله مالكم من إله غيره) إرادة دينية شرعية لأن الإيمان مما يحبه الله، ولكن الله جل وعلا لم يرد هذا منهم كوناً وقدراً لأنه لم يحصل منهم لأنه لو أراده كوناً وقدراً لحصل منهم، فلما لم يحصل منهم علمنا أن الإرادة الكونية منتفية في حقهم.
• الصورة الرابعة: (عكس السابقة: وجود الإرادة الكونية القدرية): وتخلف الإرادة الدينية الشرعية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/8)
مثالها: كفر أبي جهل: فالله لم يأمر أبا جهل ولم يرد منه الكفر إرادة دينية شرعية بها طلب منه الإيمان، وقع هذا بإرادته الدينية لا الكونية، لأنه لو وقع طلب الإيمان بإرادة كونية قدرية لما تخلف مقتضاها، لكن ليس الحال كذلك فالذي وقع بإرادة الله الكونية القدرية هو الكفر، فلذلك إذن وجدت الإرادة الكونية القدرية فقط، وتخلفت الإرادة الدينية الشرعية لأن الكفر ليس مما يحبه الله ويرضاه.
هذه هي الصورة الرابعة للإرادتين
س: بالنسبة لأمر الله هل ينقسم إلى أمر كوني قدري وأمر ديني شرعي؟
ج: لا شك أن أمر الله وإرادته ومشيئته وكلماته كل هذا ينقسم إلى كوني وشرعي قال الله تعالى في سورة الإسراء: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً).
(أمرنا مترفيها) اختلف أئمتنا الكرام في الأمر هنا على قولين: فقيل: أنه من الأمر الذي هو ضد النهي وقيل: أنه من الأمر الذي هو بمعنى التكثير وعلى القول الأول – الأمر الذي هو ضد النهي – فيحتمل معنيين أيضاً:
الأول: أي أمرنا مترفيها بالفسق ففسقوا وعليه فالآن هنا أمر كوني قدري، كما قال الله تعالى: (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازيّنت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً ... ) أي الأمر الكوني القدري، بمعنى شئنا لهم ذلك وقدرناه عليهم لما نعلمه من حكمة فيهم.
الثاني: قيل يوجد في الآية شيء محذوف والتقدير: أمرناهم بالطاعة فعصوا وفسقوا عن شرع الله وعليه فالأمر هنا ديني شرعي.
والمعنيان تحتملهما الآية وكل منهما مقرر في كتب التفسير، وهو قول حق مقبول، وانظروا هذا في تفسير ابن كثير وغيره.
وعلى القول الثاني – أي بمعنى التكثير – فمعنى كثّرنا، يقال: أَمِرَ كذا بمعنى كثّر، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم – والحديث في المسند ومعجم الطبراني بسند رجاله ثقات كما قال الهيثمي: [خير مال المرء مُهْرة مأمورة أو سكة مأبورة].
فمعنى مأمورة هنا كثيرة النتاج والنسل، وهذا حقيقة من خير مال المسلم أن تكون له خيل تنتج الأولاد الذين يُغزى عليهم في سبيل الله ويستعان بهم على أمور الحياة والخيل هي وسيلة الجهاد المفضلة لاسيما عندما كان الجهاد بالسلاح الأبيض لا بالسلاح الأسود، والآن يجلسون في الخنادق ويحاربون، هذه ليست شجاعة، بل الشجاعة هي المواجهة وجهاً لوجه والتبارز.
[أو سكة مأبورة] أي طريق مصطف بالنخل، مأبورة أي مؤبرة ملقحة بوضع طلح الذكر على الأنثى لئلا يسقط الحمل.
ويشهد لهذا المعنى قراءة يعقوب وهو من القراء العشرة المتواترة قراءاتهم، حيث قرأ الآية (وإذا أردنا أن نهلك قرية آمرنا .. ) والقراءة متواترة، أي أكثرناهم كثرة زائدة، لا، المسرفين إذا أكثروا وكثر الترف والبطر والأشر تستحق الأمة بعد ذلك العقوبة، قال الإمام الكسائي: آمرنا وأمرنا بمعن ً واحد بمعنى أكثرنا.
وهناك قراءة للحسن البصري وهي شاذة لا يجوز القراءة بها لكن توجه من ناحية المعنى واللغة بتشديد الميم ( ... أمّرنا ... ) أي جعلناهم أمراء مسلطين.
الأمر يكون كونياً ويكون دينياً، فهو كوني قدري لكن حسب التقدير: أمرنا بالطاعة فالأمر ديني، أمرنا بالفسق فالأمر كوني.
المبحث الرابع
الضالون الزائغون في قدر الحي القيوم:
ضل في قدر الله وإرادته وتقديره ومشيئته فرقتان:
1 - قدرية مجوسية.
2 - قدرية جبرية.
الفرقة الأولي: القدرية المجوسية:
فقد ظهرت بذورها في أواخر أيام الصحابة الكرام وأول من دعا إليها نصراني ملعون اسمه (سوسن) (أي هو أول من أظهر بذورها دون تحديد معالم هذا القول الباطل).
وهذه الضلالة التي أحدثها تلقاها عنه شيطان رجيم هو معبد الجهنمي وحاصل قوله:
1) أن الله لا يعلم الشيء إلا بعد أن يقع. 2) وأنه لم يقدر شيئاً. 3) أنه لم يرد شيئاً ولم يشأه. وكان هو أول من قال بهذا، وهذا هو قول المتقدمين من القدرية المجوسية ويسمون القدرية الغلاة ثم انقرض من قال هذا القول بعد ذلك وذهب أهل هذا القول، فجاء بعدهم من انتسب إليه وقال بقول آخر، سنذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/9)
فإذن أول من قال بهذا الضلال معبد الجهنمي فهو الذي حدد معالم هذا القول، وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يقول له، يا تيس جهينة لست من أهل السر ولا من أهل العلانية، لا ينفعك الحق ولا يضرك الباطل أي أنت أحمق سفيه لا تصلح لا لليسر ولا للجهد ولا للسلم ولا للحرب ثم بعد ذلك لو علمت الحق لا تنتفع به ولو عرفت الباطل لا تتضرر به.
وقال مسلم بن يسار: احذروا معبداً فإنه ضال مضل، إنه يقول بقول النصارى، وهكذا قال الحسن البصري.
ولما ظهرت مقالة معبد هذه أخذه الحجاج – بأمر من عبد الله بن مروان – فقطع يديه ورجليه ثم صلبه وحرّقه بالنار، وهذه من حسنات الحجاج لكنها مغمورة في بحر سيئاته كما تقدم معنا.
وأول حديث في صحيح مسلم في كتاب الإيمان يتعرض لذكر معبد الجهنمي وضلاله، فعن يحيى بن يَعْمُر (ويصح: ابن يَعْمَد) قال: كان أول من قال بالقدر في البصرة معبد الجهنمي، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن حاجين أو معتمرين، فقلنا لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عمَّا يقول هؤلاء في القدرى، فَوُفِّق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلاً المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي، فقلت: أبا عبد الرحمن، إنه قد ظهر قِبَلَنا أناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم () وذكر من شأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف، قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم ساق حديث جبريل الطويل وفيه: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن تؤمن بالقدر خيره وشره ... الحديث.
الشاهد في الحديث: قول يحيى بن يعمر كان أول من قال بالقدر في البصرة معبد الجهنمي، فقال إن الأمر أُنُف أي مستأنف جديد، ولم يقدر الله شيئاً في الأزل ولا يعلم الشيء إلا بعد وقوعه، وهؤلاء أصحاب هذا القول هم أهل جد واجتهاد وحزم في العبادة ولذلك ذكر يحيى بن يعمر وصفهم لعبد الله بن عمر فقال له يتقفرون العلم وذكر من شأنهم أي عن عبادتهم واجتهادهم في طاعة الله.
وهؤلاء هم القدرية الغلاة والقائل بقولهم كافر عند المؤمنين والمؤمنات وهم الذين نفوا علم الله وقالوا الله لا يعلم الشيء إلا بعد وقوعه، وفي الحقيقة هذا فيه أعظم نقص في الله عز وجل إذا انتفى علمه وكان لا يعلم الأشياء إلا بعد وقوعها ثم إن العباد لا يعلمون الشيء بعد وقوعه فكيف نسوي الخالق بالمخلوق؟!! إن الله سبحانه وتعالى 1) بكل شيء عليم 2) على كل شيء قدير 3) فعال لما يريد، فهذه الأمور الثلاثة على إطلاقها وعمومها لا تكون إلا لربنا سبحانه وتعالى (إنما أمره إذا أراد شيئاً إن يقول له كن فيكون) وأما أنا وأنت فيما يكون مما لا نريده أكثر مما يكون مما نريده، وكم من إنسان يتمنى أماني لعله لا يقع عشر معشارها.
الحاصل: أنه بعد أن قتل الحجاج معبداً ذهبت البدعة من البصرة إلى الشام، والذي تولى نشر البدعة في بلاد الشام – بعد قتل معبد – هو غيلان الدمشقي – وقال بقول معبد فاستدعاه عمر بن عبد العزيز وكان خليفة المسلمين آنذاك – وناظره فرجع عن ضلاله، ثم قال – أي غيلان -: يا أمير المؤمنين كنتُ أعمىً فبصَّرْتني وضالاً فهديتني، وأصم فأسمعتني، جزاك الله خيراً لن أعود إلى هذه الضلالة، فقال عمر بن عبد العزيز: اللهم إن كان عبدك غيلان صادقاً ثبته واشرح صدره، وإن كان كاذباً فعجل عقوبته.
فبقي غيلان في عهد عمر على حاله لم يصدر شيئاً بدعياً أو شيئاً من وساوس الشيطان التي تاب عنها ظاهراً وأما في السر فبقي على ضلاله ولذلك بمجرد موت عمر بن عبد العزيز رحمه الله أعلن غيلان بهذه البدعة ودعا إليها، فاستدعاه الخليفة في ذلك الوقت هشام بن عبد الملك وناظره سيد المسلمين في ذلك الوقت الإمام الأوزاعي ليرجع عن ضلاله فلم يرجع، فقال الإمام الأوزاعي: يا أمير المؤمنين لا يستحق إلا القتل، فقتله هشام، وقد كان هشام بن عبد الملك من أكثر الخلفاء تورعاً في الدماء وكان لا يتعجل في قتل من يثبت عليه الكفر ويقول لعله يتوب لعله يقلع لعله .. لعله - وهذا في الحقيقة أمر حسن في الخليفة والمسؤول – فلما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/10)
أفتى الإمام الأوزاعي بقتله كأنه اعترى هشام شيء من الندم بعد قتله وقال ليتني توقفت ولم استعجل بقتله، فكتب إليه رجاء () بن حَيْوَهْ: يا أمير المؤمنين: بلغني أنه وقع في نفسك شيئٌ من دم غيلان، والله إن قتله أفضل عند الله من قتل ألفين من الروم ().
وبمقتل غيلان زالت بدعة القدرية الغلاة ولم يبق قائل بتلك البدعة بعد غيلان، لكن المنهج تغير إلى المعتزلة فآل القول إليهم ونحتوا المذهب بعض النحت فانظروا ماذا قالوا:
1) قالوا: إن الله يعلم الأشياء بعد وقوعها – وبهذا خالفوا قول القدرية الغلاة لكنهم ضلوا في الباقي، فقالوا:
2) إن الله لم يقدر على عباده شيئاً.
3) إن الله لم يرد إلا ما أمر به وأحبه.
فبالقول الأول فارقوا القدرية الغلاة وبالقولين الأخيرين فارقوا أهل السنة، فليسوا بقدرية غلاة وليسوا بأهل هداة، وهذه الاعتقادات الثلاثة تدخل تحت أصل من أصولهم الخمسة – وستأتي – يسمونه العدل.
وأول من قال بهذا القول – قول المعتزلة – واصل () بن عطاء الغزّال وتبعه عليه أبو عثمان عمرو بن عبيد، وهؤلاء المعتزلة أتوا بأصول خمسة هدموا بها أركان الإيمان - وهي من مباحثنا المقررة -:
أصول المعتزلة الخمسة:
الأول: العدل
وإليه ينسبون أنفسهم فيقولون الطائفة العدلية، ويقصدون بالعدل نفي عموم مشيئة الله، يعني هم لا يقولون على جهة العموم – ما شاء الله كان، بل يقولون: الله يريد الخير ولا يريد الشر – وقد قلنا إن أكثر ما يقع في هذه الحياة الدنيا مخالفات ومعاص ٍ فهذه تقع بغير مشيئته سبحانه وتعالى يقولون: لا، نقول: إذن بمشيئة من تقع؟!! هذا بزعمهم عدل، إنه جور.
الثاني: التوحيد:
ويقصدون بالتوحيد نفي الصفات عن الله سبحانه وتعالى فليس له صفة تقوم به، فنفوا الصفات وتعللوا بأمرين:
الأمر الأول: إن إثبات الصفات يقتضي تعدد القدماء، والله واحد، فلئلا يتعدد القدماء تنفى الصفات عن رب الأرض والسماء، وهذه الصفات رحمة، قدره، علم وما ورد به القرآن قالوا: هذه أعلام محضة مترادفة تدل على الذات فليس لها معنىً آخر هذا كما تقول: حسام ومهند وحازم وصمصام فهذه كلها أعلام محضة مترادفة تدل على ذات معينة وهي قطعة الحديد التي هي السيف.
نقول: هذا باطل من جهتين:
1) هذه الأسماء لها معانٍ وهذه المعاني مختلفة وليست بمعنىً واحد وليست مترادفة، فليس الحال كما هو في أسماء السيف.
2) نقول: هذه الأسماء ليست هي الذات إنما تقوم بالذات، فمثلا ً، علمك وقدرتك ووجهك وسمعك وبصرك ليست هي ذاتك بل هي تقوم بذاتك، فكذلك الله سبحانه وتعالى، وله المثل الأعلى سبحانه.
الأمر الثاني: قالوا: لو أثبتنا لله الصفات للزم من هذا مشابهته بالمخلوقات، أي لو أثبتنا لله جل وعلا وجهاً وعلماً وقدرة وإرادة وسمعاً وبصراً للزم من هذا تشبيهه بنا.
نقول: إننا نرى الفرق واضحاً بين يد الإنسان ويد الكلب، ويد الباب فلكل واحد يد تناسبه مع أنها مخلوقات فكيف سيلزم التشبيه بين الخالق والمخلوق إن كان مخلوق مع مخلوق لم تتشابه أيديهم وله المثل الأعلى.
ونقول لهم يلزم التشبيه في حالة واحدة إذا اتحدت الذوات والصفات تتشابه فمثلاً ذاتي وذواتكم متشابهة فعندما أقول لي عين نقول مباشرة: كعيني، ولا يصح إذا قلت لك لي وجه ولك وجه أن تقول كوجه الصرصر لأن هنا الذرات اختلفت فذات البشر غير ذات الصرصر، فإذا اختلفت صفاتنا لاختلاف ذواتنا، فكذلك الخالق سبحانه وتعالى ذاته ليست كذواتنا وصفاته ليست كصفاتنا فلا يلزم التشبيه من باب الأولي، والله ليس كمثله شيء ولذلك إيماننا بالصفات – كما تقدم – إقرار وإمرار، نقرّ بالصفة ونمرها دون البحث في كيفيتها.
إذا لم يكن عون من الله للفتى ??? فأول ما يقضي عليه اجتهاده
فهم أرادوا أن يعملوا عقولهم في أمر غيبي فضلوا وأخلوا، كيف نأتي لصفات مدح الله بها نفسه فننفيها، وهل تعقل ذات بلا صفة؟!! ونفي الصفات هو التعطيل المحض ولذلك قال أئمتنا المعطل يعبد عدماً، والممثل يعبد صنماً وتوحيدهم في الحقيقة تلحيد.
الثالث: المنزلة بين منزلتين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/11)
وهذه من أحكام الدنيا لا من أحكام الآخرة، ويعنون بها أن من فعل كبيرة ولم يتب منها ومات على ذلك فهو مخلد في نار جهنم – هذا في الآخرة – لكنه ليس بمؤمن ولا كافر – هذا في الدنيا -، وهذا هو قول الإباضية وتقدم معنا، وأما الخوارج فكفَّروا فاعل الكبيرة، وأخرجوه من الإيمان وخلدوه في النيران، وأهل السنة قالوا فاعل الكبيرة: مؤمنٌ عاص ٍ فلم يكفَّروه، وقالوا مآله إلى الجنة مهما عذب إذا لم يغفر الله له ابتداءً.
وأما المعتزلة فتذبذبوا فقالوا لا نكفره كما كفره الخوارج ولا نحكم له بالإيمان كما قال أهل السنة، فهو لا مؤمن ولا كافر في منزلة بين منزلتين بين الإيمان والكفر، وأما في الآخرة فلأنه لا يوجد إلا داران إما جنة أو نار فقالوا هو مخلد في النار.
نقول: كيف لم تكفروه وحكمتم عليه بالخلود في النار، ولذلك قول الخوارج – مع ضلاله – أوفق مع بعض فهم كفروه وخلدوه، وأما هؤلاء فقالوا ليس بكافر وخلدوه في النار ولذلك كان أئمتنا يقولون عن المعتزلة في هذه المسألة: إنهم مخانيث الخوارج لأنهم وافقوهم في النتيجة (الخلود في النار).
الرابع: إنفاذ الوعيد:
يعنون به أنه يجب على الله أن يعاقب العاصي ولا يجوز أن يغفر له وذلك العقاب هو؟؟؟ وتقدمت معنا مناظرة أبي عمرو بن العلاء وأبي عثمان عمرو بن عبيد.
نقول: هذا الوجوب باطل لأن كل وعيد مقيد بقيدين:
1) عدم مغفرة الله للعاصي، فإذا غفر له لا يناله الوعيد، لحديث عبادة مرفوعاً [ .. ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه] كما رواه الإمام أحمد والستة إلا أبا داود، وتقدم معنا أن أعظم آيات الرجاء رجاءً قول الله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
2) عدم التوبة، فإذا تاب لا يناله الوعيد، والمعتزلة سلموا بهذا القيد – عدم التوبة – فقالوا من تاب لا يناله الوعيد فإذن هو قيد مجمع عليه، قالوا: هذا قيد لأنه ورد بدليل منفصل (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات)، (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً).
وهذا حق من المعتزلة، لكن نقول لهم كما جعلتم عدم التوبة قيداً فتجعلوا عدم المغفرة قيداً، قالوا: لا نجعله قيداً لأنه إذا غفر له فيكون قد أخلف وعيده فهذا كذب منه، فنقول لهم: ذلك الوعيد مقيد بعدم المغفرة كما أنه مقيد بعدم التوبة، وكما أخرجتم قيد عدم التوبة بدليل منفصل فأخرجوا القيد الثاني (عدم المغفرة) بدليل منفصل، فلم تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟!، فالله سبحانه وتعالى قال: (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وقال (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب).
وقد دلت الأدلة الشرعية على أن التوبة مقبولة ما لم يصل الإنسان إلى أحد حالتين:
أ*) الغرغرة، فإذا وصلت روح الإنسان إلى حلقومه لم تقبل توبته لأنه يدخل في أول حالة من أحوال الآخرة وهي البرزخ، والدنيا انتهت في حقه الآن، لما ثبت عن عبد الله بن عمر – والحديث رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم وابن حبان – بسند صحيح – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر].
ب*) طلوع الشمس من المغرب، فإذا طلعت من مغربها لا تقبل توبة التائبين، لأن نظام الحياة انتهى ودخل الناس في أحوال الآخرة.
الخامس: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
ويقصدون به وجوب الخروج بالسيف على أئمة الجور، هذا يدَّعون أنه أمر بمعروف ونهي عن منكر، والله إنه توسيع للمنكر وليس نهياً عن المنكر.
نقول: الأئمة ثلاثة أصناف:
1 - إمام إيمان وعدل، وصفاته بالإجماع: أن يكون ذكراً، حراً، عاقلاً، بالغاً، بايعته الأمة عن رضاً واختيار، يحكم بشريعة العزيز القهار (ستة)، واختلف في السابع وهو القرشية والمعتمد عند جمهور أهل السنة اشتراط القرشية في الإمام ليكون من أئمة العدل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [الأئمة من قريش] والمراد بالإمام هنا الإمام الأعظم الذي هو خليفة المسلمين، لا ولاته ووزراؤه وأعوانه فهؤلاء لا يشترط فيهم القرشية بالاتفاق، وكما قال أبو بكر رضي الله عنه للأنصار [نحن الأمراء وأنتم الوزراء].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/12)
(؟؟؟؟) صلى الله عليه وسلم، وحب هذا الإمام من أفضل خصال الإيمان، وإنه هو الإمام الذي يحفظ بَيْضة الإسلام ويجمع كلمة المسلمين.
2 - إمام جَوْر: وهو من يحكم بشريعة الله جل وعلا في رعيته لكنه يفرط في حق نفسه فيشرب الخمر أو يعمل الفواحش.
هذا الإمام لا يجوز الخروج عليه بالسيف، لأن شريعة الله منفذة وأما وزره فيبقى في رقبته، فلا نخرج عليه لأن الخروج عليه سيزيد الأمر سوءاً وبلاءاً وفتنة وضرراً، فلا ندفع مفسدة بمفسدة هذا كحال كثير من خلفاء الدولة الأموية والعباسية وغيرها، فمثلا ً الحجاج كان سفاكاً وكانت شريعة الله منفذة فلو أن السلف لم ينازعوه ولم يقاوموه لما أريقت هذه الدماء التي أراقها والتي بلغت (120.000) نفساً كما ثبت في سنن الترمذي عن هشام بن حسان مقطوعاً عليه، فمثل هذا ينبغي أن يترك ويلجأ إلى الله بأن يصلح حاله وحالنا.
قال أئمتنا: هذا الإمام لا يجوز الخروج عليه، لكن إن أمكن عزله بلا فتنة وبلا إراقة قطرة من دم وجب، وهذه صورة نظرية ليست عملية فهي تتوقع في حالة واحدة وهي لو أن الإمام جرى منه شيء من الجور وحصل منه بعض الفسق فذهب إليه بعض أهل الخير ونصحه بالتوبة أو يترك الإمامة فقال – أي الإمام – إن كنتم لا ترغبون فيَّ فقد عزلتُ نفسي، فهذه هي الصورة التي يمكن أن يعزل بها الإمام دون إراقة دماء، وما عدا هذه الصورة ستراق الدماء هذا عند أهل السنة الكرام.
وعند أهل المعتزلة: قالوا إذا فسق الإمام وجب الخروج عليه بالسيف ولو أن الأمة كلها ستهلك هذا قاله المعتزلة ولم يطبقوه فكان كلاماً نظرياً، فإنه لم يكن يسير وراء خلفاء الجور ويمشون وراءهم إلا المعتزلة، فمثلاً عمرو بن عبيد كان صديقاً حميماً لأبي جعفر المنصور، وأبو الهذيل العلاف من أئمة المعتزلة كان أستاذاً للخليفة العباسي المأمور، وأحمد بن دؤاد كان قاضي القضاة – وهو معتزلي – لثلاثة من خلفاء بني العباس.
فالمعتزلة أوجبوا الخروج عليهم – ولا أقول سكتوا – بل خالطوهم، وأما أهل السنة فاعتزلوا الخلفاء مطلقاً ولم يتصلوا بهم ورأوا في العزلة السلامة، ولما جاء الخليفة المتوكل ليزور الإمام أحمد اعتذر الإمام عن زيارته والخليفة واقف على الباب، فخرج ولده – ولد الإمام أحمد – عبد الله فقال لأبيه الخليفة يستأذن لزيارتك، فقال: قل له ولم يخرج لمقابلته أمير المؤمنين أعفاني مما أكره وهذا مما أكره، أي أكره دخول الخليفة إلى بيتي، فانصرف الخليفة المتوكل، فانظر أولئك يذهبون يتمسحون بالخلفاء وانظر لأئمة أهل السنة يأتيهم الخلفاء فيرفضون دخولهم منازلهم، ولذلك قال عبد الله بن مسعود – كما في سنن الدارمي – "ومن أراد أن يكرم دينه فلا يخلون بالنسوان، ولا يدخلن على السلطان، ولا يجادل أهل الأهواء"، فامرأة لا تخلو بها ولو خدعك الشيطان بأن تعلمها القرآن فانتبه واحذر!! ولذلك كل من كان سبباً لفتنة كان أئمتنا يعبسون في وجهه ولا يضحكون، فإياك أن تضحك في وجه امرأة ليست من محارمك، أو أن تسمعها كلمة ليونة، وإذا قابلت مبتدعاً فإياك أن تبشر في وجهه فذاك يطمع في إغوائك، وهذه تطمع في إغوائك، قال بعض المبتدعة لأيوب السختياني: قف حتى أكلمك كلمة، قال أيوب: ولا نصف كلمة.
3 - إمام كفر: وهو الذي لا يحكم بشريعة الله المنزلة، هذا بالإجماع من قدر على إزالته فلم يُزله إثمه في رقبته، وإذا لم يقدر فيجب عليه أن يغير على حسب استطاعته، وإذا لم يقدر فيجب عليه أن يهاجر إن أمكنه، وإذا لم يقدر فليصبر وليلجأ إلى الله جل وعلا فيلقى الله معذوراً إن شاء الله و (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها).
مناقشة أصل (العدل) الذي نسبوا إليه أنفسهم، ومناظرتهم في قولهم، إن الله علم الأشياء في الأزل، لكنه لم يقدر على عباده شيئاً ولا يريد إلا ما أمر به:
قول المعتزلة بأن الله قدر الخير وأراده ولم يقدر الشر ولم يرده والعباد يخلقون أفعالهم، قولٌ باطل دلت الأدلة الشرعية على بطلانه، وقد أشار أئمتنا إلى تلك الأدلة ووجهونا إلى مناظرتهم بها، من ذلك:
أ) ما قاله إمام أهل السنة الإمام الشافعي: "ناظروا القدرية بالعلم فإن أقروا به خصموا وإن أنكروه كفروا". ونِعْم ما قال.
أي الأمر يسير في مناظرة المعتزلة قولوا لهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/13)
هل الله يعلم الأشياء قبل وقوعها أم لا؟ أي الله يعلم ما سيعمله العباد أم لا؟ إن قالوا نعم، خصموا وبطل قولهم، ووجه ذلك: أن الله إذا علم الأشياء في الأزل قبل وقوعها إذن علم الخير والشر فإذن قدر على عباده ما سيعملونه، وإن قالوا لا، التحقوا بالقدرية الغلاة وهم الذين كفروا وتقدم أنهم أنكروا سبق علم الله لوقوع الأشياء.
ب) وقال الإمام أبو الفضل العباسي الشَّكْلي – كما في كتاب الشريعة للآجرّي صـ244 – "أمران يقطع بهما المعتزلي، فنقول له: هل قدر الله فلم يرد، أو أراد فلم يقدر".
أي إن قالوا قدر الله على هداية الناس جميعهم فلم يرد، فحينئذ يكون قولهم قد بَطل وانتقض، فهذا هو قول أهل السنة إذ من يستطيع أن يهدي من لم يرد الله هدايته (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً)، فقدر لكنه لم يرد، لحكمة بالغة تامة له سبحانه وتعالى.
وإن قالوا أراد الله هدايتهم لكنه لم يقدر فحينئذ هم كفروا بهذا القول لأنهم وصفوا الله بالعجز حيث غلبت الناس إرادته تعالى الله عن ذلك.
ولذلك قال الإمام عبد الرحمن العلامي (ت 795 هـ) في السنة التي توفي فيها ابن رجب الحنبلي
قالوا يريد ولا يكون مراده ??? عدلوا ولكن عن طريق المعرفَهْ
(يريد) أي يريد للناس الإيمان ولا يكون مراده.
(عدلوا) أي مالوا عن الهدي إلى الباطل والضلال، فالله أراد هداية الناس لكنهم عارضوه وخالفوه فما اهتدوا.
ومن جملة مناظرات أئمتنا الهداة للمعتزلة الضالين في إبطال قولهم هذه المناظرة المحكمة السديدة (موجودة في طبقات الشافعية الكبرى (4/ 261) و (5/ 98)، الفتح (13/ 451)، وأوردها شيخنا في دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب صـ286 في تفسير سورة الشمس عند قوله تعالى (فألهمها فجورها وتقواها).
وحاصلها: أنه اجتمع في مجلس ٍشيخان أحدهما مهتدٍ والآخر ضال، أما المهتدي: من شيوخ أهل السنة الكرام أبو إسحاق الإسفراييني، وأما الضال: عبد الجبار المعتزلي.
فقال عبد الجبار (مُعرِّضاً بأهل السنة الأبرار): سبحان من تنزه عن الفحشاء ().
فقال أبو إسحاق: كلمة حق أريد بها باطل ثم أجابه فقال: سبحان من لا يقع في ملكه إلا ما يشاء.
فقال عبد الجبار: أفيريد ربنا أن يُعصى ()؟
فقال أبو إسحاق: أفيُعص ربنا مكرهاً ()؟
فقال عبد الجبار: أرأيت إن قضي عليّ بالردى () ومنعني من الهدى أحسَنَ إليّ أم أساء؟
فقال أبو إسحاق: إن كان الذي منعك ملكاً لك فقد أساء، وإن كان ملكه فهو الذي يفعل ما يشاء.
فَبُهِتَ عَبْدُ الجبار، وقال الحاضرون: لا يستطيع أن ينازع هذا أحد، فهذا الآن من أئمة الهدى أي إن أعطاك ففضل وإن منعك فعدل، ولا يظلم ربك أحداً، وهذه المناظرة حقيقة تبطل مذهب المعتزلة بهذه الحجة المحكمة الدامغة.
يقول إياس بن معاوية الذي يضرب به المثل بالذكاء والفراسة والألمعية: "ما ناقشت أحداً بجميع عقلي إلا القدرية" ثم قلت لهم، أخبروني عن الظلم ما هو؟ قالوا: الظلم أن تعتدي على غيرك بأن تأخذ حقه من غير إذنه أو تتصرف في ماله بغير إذنه.
فقال لهم إياس: فهذا الكون ملك مَنْ؟!! هو ملك الله، فإذا تصرف الله فيه فهل يُعد هذا ظلماً؟! لا، مَنَّ على هذا بالهدى وخذل هذا ولم يوفقه.
نعم أقام الحجة على جميع العباد وأرسل الرسل وأنزل الكتب ومنحنا العقول ثم بعد ذلك لطف بهذا المؤمن فوفقه، وخذل ذلك الكافر وما مَنّ عليه بالهداية، فأي ظلم في هذا؟!! الظلم هو أن تعتدي على حق غيرك وأن تتصرف في ماله بغير إذنه، ولا يدخل الظلم في دائرة أفعال الله سبحانه وتعالى وهذه المناظرة عن إياس أوردها الإمام ابن تيمية وهي في مجموع الفتاوى (18/ 139و 140).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/14)
إذن قول القدرية بأن الله لم يقدر الشر ولم يرده ولو قدره لكان ظلماً للعباد، هذه سفاهة وقلة أدب منهم مع ربهم جل وعلا، فلا يقع شيء إلا بعد تقدير الله له ذاك أمرنا به هذا نهانا عنه وأقام علينا الحجج، ذاك مَنَّ على من فعله وهو الطاعة، وهذا أخذل من فعله وهي المعصية (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض جميعاً) أليس من الممكن أن يجعل الله أبا جهل كجبريل؟! ممكن لكنه لم يرد ذلك، فهل يقال ظلمه؟ نقول: لا فإن ذاك أعطاه الاختيار والعقل وأرسل الرسل وأنزل الكتب، فلا يقال عن ترك المنّ إنه الظلم، ولا يقال على عدم الفضل إنه ظلم ونحن نعلم يقيناً أنه لم يهتد مهتدٍ إلا بفضل الله لا بعقله ولا باختياره ولا بجده ولا بذكائه ولا بألمعيته، وقد ترى البدوي لا تلقي بالاً لخفة عقله ولكنه لا يفتر عن ذكر الله وترى صاحب العقل الضخم كافراً فما مَنَّ الله عليه بأن يوحده، فكون الله لم يعط فضله للكافر هذا لا يقال إنه ظلم فهذا ملكه يتصرف فيه كما يريد نعم نقول الله منّ على البدوي بالإيمان وشرح صدره (فألهما فجورها وتقواتها).
وهذا الأمر أشار إليه نبينا صلى الله عليه وسلم وكان سلفنا الكرام يُذّكر بعضهم بعضاً استمعوا إلى هذا الحديث في صحيح مسلم في كتاب القدر (2650) (10) عن أبي الأسود () الدَّئلي يقول [قال لي عمران بن حصين: أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قُضي عليهم ومضى عليهم مِنْ قدر ما سَبَق ()، أو في ما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم وثبتت الحجة عليهم؟
فقلت (القائل أبو الأسود): بل شيء قضي عليهم ومضى عليهم، فقال عمران: أفلا يكون ظلماً؟ يقول أبو الأسود: ففزعت من ذلك فزعاً شديداً ()، وقلت: كل شيء خَلق الله وملْك يده فلا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.
فقال لي - عمران -: يرحمك الله إني لم أرد بما سألتك إلا لأَحزِر () عقلك، إن رجلين من مزينة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي ومضى فيهم من قدر ما سبق، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم.
فقال: لا، بل شيء قضي عليهم ومضى فيهم، وتصديق ذلك في كتاب الله: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها)] فجواب أبي الأسود كجواب النبي عليه الصلاة والسلام تماماً وسؤال عمران كسؤال الاثنين الذين أتيا من مزينة.
وسيأتينا إن شاء الله تعالى – أن الإنسان له اختيار لكنه مضطر في اختياره (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) (فألهمها فجورها وتقواها) فالمُلْهِمُ هو الله والهادي هو الله والمضل هو الله (يهدي من يشاء ويضل من يشاء) يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء بعدله وإذا قلت هذا للمعتزلي ينتفض يقول: الله يضل؟ قل له: هذا كلام الله وليس كلامي.
أتدرون بماذا يفسرون كلمة (يضل ويهدي) يضل: أي حكم لهم بالضلال بعد أن ضلوا ()، ويهدي: أي حكم لهم بالهداية بعد أن اهتدوا.
ولذلك شيء قضى عليهم ومضى فلا يمكن أن يتخلف طرفة عين، والله جل وعلا – كما قلنا – من مقتضى ألوهيته وربوبيته أنه يعلم الشيء قبل وقوعه وهو المقدر سبحانه وتعالى لا إله غيره ولا رب سواه.
جاء أعرابي إلى أبي عثمان عمرو بن عبيد (الشيخ الثاني لمذهب المعتزلة) وهو في مسجد البصرة فقال الأعرابي: يا أبا عثمان إن حمارتي قد سُرقت، فادع الله أن يردها عليّ فرفع عمرو بن عبيد يديه وقال: اللهم إن حمارته سُرقت وأنت لم تُرِد سرقتها، فأرددها عليه فقال الأعرابي: يا شيخ السوء كف عن دعائك (الخبيث)، إذا لم يرد سرقتها وقد سُرِقت، فقد يريد ردها ولا ترد.
أي إذا كان العبد يغلب الرب فهذه مشكلة المشاكل، فانظروا للأعرابي ولفطنته ولفطرته وسداد جوابه.
اجتمع في سفينة رجلان أحدهما: مجوسي والآخر معتزلي، فقال المعتزلي للمجوسي: أسلم، فقال المجوسي: حتى يريد الله، فقال المعتزلي: الله أراد لك الإسلام لكنك أنت الذي لم تُرِدْه والشيطان هو الذي لم يُرد لك الإسلام، فقال المجوسي، إذا أراد الله لي الإسلام والشيطان لم يرد لي الإسلام وغلبت إرادة الشيطان إرادة الرحمن فأنا مع أقواهما. أي إذا كان الشيطان يغلب الله، فلماذا تقول لي أسلم لله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/15)
ونحن – أهل السنة – نقول لهذا المجوسي: أسلم، فإذا قال لنا حتى يريد الله، نقول هذه كلمة حق أريد بها باطل فلا نسلم له بجوابه، بل نقول له، الله أمرك بالإسلام ووضح لك الأمر وأزال عنك الأعذار فكتاب الله بين يديك وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بين يديك أيضاً حججٌ قائمة تدعوك للإيمان فيجب عليك أن تؤمن، فلا يجوز لك أن تتعلل بقدر الله – بعد ذلك – في عدم إيمانك، لأن قدر الله غيب، فلا يجوز أن تستدل بما لا تعلم وتقدم معنا أن القدر يستدل به في المصائب لا في المعايب.
فإذن جوابك حق أريد به باطل أريد به تبرئة النفس من المعصية والشين، نعم إذا لم يرد الله لك أن تصلي فلا يمكن أن تصلي، لكن من الذي أعلمك أن الله لم يرد لك الصلاة، ومن الذي يُعلم الإنسان أن الله قدر له السوء ولم يقدر له الخير، فتجده يتعلل بعد ذلك بهذا القدر.
وقلنا كل واحد يشهد من نفسه ضرورة التفريق بين ما جبر عليه وبين ما خيّر فيه، فما جبرت عليه لا اختيار لك فيه وأما ما خيرت فيه فلك فيه اختيار وهذا الاختيار يعلمه الله ويقدره ويحصل.
فعليك إذن أن تعمل بما في وسعك وألا تبرئ نفسك، فليست الذكورة والأنوثة كالطاعة والمعصية، فتلك مجبور فيها وأما هذا – الطاعة والمعصية – فمخير فيها وليس ذلك كهذا كل منهما بقضاء وقدر، فتثاب وتعاقب على اختيارك، فإن اخترت الخير نقول جرى به قدر الله وهذه منة الله عليك، وإن اخترت الشر نقول جرى به قدر الله وهذا خذلان الله لك [فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه].
وقد سماهم – أي هذه الفرقة الضالة المعتزلة نبينا عليه الصلاة والسلام بالمجوس ثبت الحديث بذلك في سنن أبي داود ومستدرك الحاكم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وروي الحديث من روايته عدة صحابة كرام اذكر لكم أسماءهم مع الاختصار في ذكر المخرجين: حذيفة بن اليمان، في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود وكتاب السنة لابن أبي عاصم، وعن جابر بن عبد الله في سنن ابن ماجه ومعجم الطبراني الصغير والشريعة للآجرّي والسنة لابن أبي عاصم، وعن أمنا عائشة في السنة لابن أبي عاصم، وعن أبي هريرة في السنة لابن أبي عاصم والشريعة للآجرّي وعن سهل بن سعد في كتاب تاريخ بغداد والطبراني في معجمه الأوسط، وكتاب السنة للإمام اللالكائي، وعن أنس في معجم الطبراني الأوسط.
ولفظه: [القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم] والحديث في درجة الحسن نص على تحسينه الحافظ العلائي، وأقره على ذلك الإمام ابن حجر العسقلاني والإمام السيوطي، وعدد من أئمة الحديث وذكروا أن الحديث في درجة الحسن منهم الحافظ أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم العراقي رحمهم الله جميعاً.
وثبت في سنن الترمذي وسنن ابن ماجه، وكتاب السنة لابن أبي عاصم عن ابن عباس رضي الله عنهما والحديث روي أيضاً عن غيره من الصحابة الكرام منهم جابر بن عبد الله في كتاب السنة لابن أبي عاصم وسنن ابن ماجه ومنهم أبو هريرة في الشريعة للآجرّي، ومنهم أبو بكر في مسند إسحاق بن راهُويَهْ، ومنهم معاذ بن جبل في كتاب التاريخ الكبير للإمام البغدادي، ومنهم أنس بن مالك رضي الله عنه في حلية الأولياء.
ولفظ الحديث:
أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال [صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب، القدرية والمرجئة] والحديث حسنه الإمام الترمذي ووافقه على التحسين الإمام ابن ماجه وغيره من الحفاظ.
قال ابن العربي في عارضة الأحودي شرح سنن الترمذي: "إنما قرن النبي صلى الله عليه وسلم بين القدرية والمرجئة لأن واحدة منهما أفسدت الحقيقة والأخرى أفسدت الشريعة" ولا يراد بالحقيقة هنا التصوف فانتبهوا!! بل المراد منها هنا: أمور الاعتقاد هو لم يحدد أي الفرقتين أفسدت الحقيقة وأيهما أفسدت الشريعة.
(المرجئة) يقولون: إنه لا يضر مع الإيمان خطيئة وذنب، أي أنهم يرجئون ويؤخرون الأعمال عن الإيمان، فالإيمان عندهم قول واعتقاد وليس العمل من سماته، وغلاتهم يقولون إذا قال الإنسان لا إله إلا الله محمد رسول الله ولم يأت بمأثم ولو لم يترك محظوراً دخل الجنة، فلا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
مت مسلماً ومن الذنوب فلا تخف ??? حاش المهيمن أن يُرى تنكيداً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/16)
لو رام أن يصليك نار جهنمَ ??? لما كان ألهم قلبك التوحيدا
فالمرجئة أصالة أفسدت الشريعة لأنها عطلتها، حيث قالت إذا وحدت فلا تبال ِ بالعمل فعلاً أو تركاً فبدعتهم فيها تعطيل للأحكام، لكن أيضاً عطلت الحقيقة لأن هذا الاعتقاد اعتقاد باطل.
والمعتزلة أصالة أفسدت الحقيقة لأنها عطلتها، حيث قالت: إن الله لم يقدر الشر ويقع السوء في هذه الحياة يغير تقديره أي يفعله العبد جبراً عن الرب فهذا مما يتعلق بالعقيدة.
لكن إفساد كل فرقة يؤول إلى الأخرى، فالمرجئة أفسدت الشريعة وأفسدت الحقيقة أيضاً لأن اعتقادها اعتقاد باطل، والمعتزلة أصالة أفسدت الحقيقة فهذا اعتقاد باطل ولزم من هذا إفساد الشريعة.
ولذلك يقول الإمام ابن تيمية: "قرن النبي صلى الله عليه وسلم بين المرجئة والقدرية لأن كلا ً منها يفسد الأمر والنهي والوعد والوعيد" فالأمر والنهي يُترك عند المرجئة، ونصوص الوعيد كلها تلغى ولا قيمة لها، وأما المعتزلة فأفسدت الأمر فقالت: من فعل معصية فقد خرج من الإيمان وهو في منزلة بين منزلتين، وألغت نصوص الوعد (نصوص المغفرة والرحمة) بكاملها، وأخذت بنصوص الوعيد فكل منهما ألغى الأمر والنهي والوعد والوعيد، والعلم عند الله.
قبل أن ننتقل لمناقشة الجبرية، من باب التعليق على هذه الفرقة الضالة:
حال هؤلاء المعتزلة ليس كحال مؤسسي المذهب وأولئك كما قلنا انتهت بدعتهم لكن خرج منها بدعة أخرى وليس حال أصحابها كحال أوائل القائلين بمذهب القدر، ولم اختلف الأمر؟ السبب في الاختلاف أن حكام بني أمية – مع ما فيهم من جور- لم تنتشر البدع في حياتهم، ففي عهدهم ظهرت فجوات وسلبيات لكن الحكام لم يتبنوا البدع ودافعوا عنها بل على العكس كانوا ينكلون بالمبتدعة ويوقفونهم عند حدهم.
لكن لما آل الحكم إلي بني العباس ففي عهد واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد تبني مذهب الاعتزال الخلفاء والأمراء وأول من امتحن الناس ببدعة المعتزلة الخليفة المأمون وأول من عرب كتب الفلسفة وشغل الأمة بما كانت لا تعرفه وليست في حاجة إليه هو المأمون، وكان الإمام أحمد عليه رحمة الله يقول: "ما أظن أن الله سيغفل عن المأمون"، فهو أول من فتح باب () التيارات الخبيثة على هذه الأمة وإن كان بتأويل وحب الاطلاع أو غير هامة التأويلات والمسوغات والمبررات.
فبانتقال هذه البدعة (بدعة المعتزلة في القدر) إلى الأمراء والخلفاء صار لها ردءٌ وشأن وصارت تأوي إلى ركن شديد بعد أن كانت تحارب من قبل الحكام، وشتان شتان بين أن يتولى الحاكم نشر بدعة وبين أن يتولى القضاء عليها، فإذا تولى القضاء عليها فلا توجد – ولو وجدت – إلا في الخفاء، وإذا تولى نشرها فإذا وجد الحق ففي الخفاء والله يزع بالسلطان ولا يزع بالقرآن.
وقلت لكم المسئول إذا أراد تغيير منكر لا يحتاج إلى منابر ولا إلى سيوف ولا إلى مساجد، بل بجرة قلم أو بكلمة في الإذاعة ينتهي الأمر.
فمثلا ً سفور النساء لو أصدر الحاكم قراراً بمنعه وأن من خرجت سافرة إن كانت من أهل البلاد سجنت وعزرت، ومن كانت من خارج هذه البلاد من المقيمات فيه سجنت وعزرت وأبعدت عن البلاد، فلن ترى امرأة تكشف عن شيء بعد ذلك، فهذا القرار لا داعي معه إلى حكم شرعي لا حلال ولا حرام بل هذا يكفي، أما أن يصبح العلماء في المساجد فقط دون تحرك الحاكم فلن يكون هناك أثر لهذا الكلام في مقابل أمر الحاكم بذلك، ولذلك قال الله تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد .. ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب).
فهل اقتصر في الآية على الكتاب والميزان فقط؟ لا، ولذلك ميزان وكتاب بلا حديد لا وزن له ولا اعتبار وحديد بلا كتاب ولا ميزان ظلم وجور بل لابد إذن من حديد مع الكتاب وميزان، لتوزن الأمور على حسب شريعة الرحمن.
إذن في عهد خلفاء بني العباس تبنوا نشر هذا المذهب الضال فصار المذهب له انتشار.
أسباب ظهور بدعة المعتزلة وانتشارها وعدم زوالها واضمحلالها: لذلك عدة أسباب نبرزها في ثلاثة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/17)
• السبب الأول: تبني الخلفاء لها ودفاعهم عنها بعد أن اتصل بهم أركان المعتزلة وأفسدوهم فعمرو بن عبيد كان جليساً حميماً وصفياً مخلصاً لأبي جعفر المنصور وأبو الهذيل العلاف كان أستاذاً للمأمون وهكذا، أحمد بن أبي دؤاد كان قاضي القضاة لثلاثة من خلفاء بني العباس، إذن صار الباطل تسانده قوة.
• السبب الثاني: وجود جماعة من أهل اللَسن والفصاحة والبلاغة بين المعتزلة فخدعوا الناس ببريق كلامهم ومعسول ألفاظهم، والأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من البيان لسحراً" وهذا ليس ذماً للبيان إنما لبيان منزلة البيان فإذا كان البيان في الحق هذا حسن، وأما البيان في الباطل فمذموم لأنك تلبس على الناس فتظهر لهم الباطل في صورة الحق، فخدعوا الناس بهذا الكلام المنمق.
مثلا ً: واصل بن عطاء كان ألثغ أي تخرج الراء منه غيناً، فكان في خطبه الطويلة إذا خطب يتجنب حرف الراء ولا ينطق بكلمة فيها راء، مع أنها من أكثر الحروف دوراناً في الكلمات، وهذا من فصاحته، وخشية أن يلثغ فيصبح مستهجناً أمام الناس.
وآخر: الهذيل العلاف كان في المجلس الواحد يورد مائتي بيت من الشعر، من أشعار العرب ويستدل بها شواهد على كلامه.
• السبب الثالث: تعونهم فيما بينهم حتى ضرب بهم المثل في ذلك، لا يوجد على وجه الأرض أناس يتعاونون ويتساعدون ويتساندون كفرقتين ضالتين المعتزلة والشيعة وهم أي الشيعة أخبث من اليهود بآلاف الدركات، لا بدركة واحدة، فالمعتزلة يتدينون بنصرة المعتزلي وإن كان على باطل، والرافضة يتدينون بنصرة الرافضي وإن كان على باطل أي عندما يكذبون لنصرة فرقتهم في خصومة أو مشكلة فهذا من أكبر التدين، ونحن معشر أهل الحق عندنا ورع يكفنا (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا) فلو اختلف سني مع نصراني مثلا ً عندنا ننصف النصراني عن السني، فلو كان السني مخطئاً فنأخذ على يديه.
قال الإمام الأعمش: والله ما آمنهم أن يقولوا وجدنا مع الأعمش امرأة يزني بها، أي من كثرة ما يكذب هؤلاء الشيعة.
ويقول هارون الرشيد: "طلبت الصدق والمروءة فوجدتها في أهل الحديث، وطلبت الكلام والشغب فوجدته في المعتزلة، وطلبت الكذب فوجدته في الرافضة" أي إذا أردت الكذب فاذهب إلى الشيعة فلا يوجد مثلهم في الكذب وتلفيق الأخبار، ولذلك الدجل الذي عندهم والتزوير والله إنه لتستحي منه الحمير.
وقد علم أئمتنا كذب الشيعة فرودا روايتهم، ومن أركان دينهم التقية، ويأثرون عن جعفر الصادق رضي الله عنه وهو بريء منهم ومن انتسابهم له – أنه قال: "التقية ديني ودين آبائي"، وكذبوا دين جعفر ودين آل البيت التقوى لا التقية، والتقية هي: أن يظهر خلاف ما يبطن فيُظهر أنه سني مع أهل السنة وأنه معهم فإذا تمكن من السني ذبحه، فهي دين المنافقين لا دين آل البيت وفي عقائد الشيعة المقررة التي إذا لم يلتزم بها الشيعي فليس بشيعي أنه يجب على الشيعي أن يقتل السني إذا خلا به فإن عجز يجب عليه أن يهمّ بقتله، وإذا لم يفعل فليس هو من الشيعة والجنة عليه حرام.
وفي بلاد الشام عندنا النصيرية – عليهم لعنات رب البرية – كانوا إذا انفردوا بمسلم علموا أنه لا يوجد معه نصير قتلوه وذبحوه، وإذا كان بارزاً في الأسواق والشوارع العامة يمشون على ظله وخياله حتى يشفى غليله.
وكذلك الشيعة إذا أراد أن يذبح الشاة سماها عائشة ثم ذبحها، وإذا أراد أن يذبح التيس سماه أبا بكر ثم ذبحه، حتى يذهبوا الغيظ والحقد وينفسوا على أنفسهم ويرووا غلهم وحقدهم.
ويروى أن شيعياً كانت عنده بغلتان سمى أحدهما أبا بكر والأخرى عمر – في عهد أبي حنيفة – وفي أحد الأيام دخل إلى الإسطبل فرفسته إحداهما، فبلغ الأمر أبا حنيفة فقال: انظروا من هي البغلة التي ضربته ورفسته، فلعلها التي سميت بعمر، وكان الأمر كما قال رحمه الله، وهذا من كراماته.
الشيعة لا عقل ولا نقل هذا حالهم أكذب الناس في النقليات وأجهلهم في العقليات، فإذا جاء إليهم شخص اسمه عمر فإنهم يتقربون إلى الله بقتله وذبحه!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/18)
ولو جاء إليهم من اسمه علي أو حسن أكرموه وإن كان خصمهم وعدوهم، وهذه هي الحماقة!! فانظر إلى تعاون الشيعة ولو أشار إمام منهم بأصبعه لأقام البلدة وأقعدها، وانظر بعد ذلك إلى حال شيوخنا وعلمائنا – إذا سلموا من العامة – فضلاً عن الحكام – فهنيئاً لهم، وإذ لم يسلموا من الحكام والعوام فالحال لا يخفى عليكم وكل سفيه ينتسب لأهل السنة يأتي ليؤذي علماء أهل السنة بكلامه بفعله بتشويهه فهل مثل هذا يقع بين الشيعة؟! لا، هذا مستحيل، وانظر إلينا بعد ذلك لا أننا تمسكنا بديننا وبأدب الإسلام وأخلاقه، ولا – على الأقل – تخلقنا بمثل أخلاق الشيعة، ونحمد الله أن حفظنا من التشيع.
ولذلك كان أئمتنا إذا أرادوا أن يخبروا عن إكرام إنسان لإنسان وأنه أكرمه غاية الكرم يقولون: احتفى به كاحتفاء الشيعي بالشيعي والمعتزلي بالمعتزلي، أي لأنه ليس بعد إكرامهم لبعض إكرام.
فهذا الاعتداد فيما بينهم أكسبهم قوة وأكسبهم قولهم بعد ذلك قوة أيضاً فمثلا ً: أحمد بن أبي دؤاد الذي كان قاضي القضاة لثلاثة من خلفاء بني العباس – كما قلنا – من البديهي أنه لن يولى القضاء في الدول الإسلامية في أمصارها إلا للمعتزلة، وسيقول بكل ما فيه نفع للمعتزلة، وسيسعى بكل ما فيه إضرار لأهل السنة، بل وصل الأمر بأحمد أن الواثق أراد أن يستفك أسرى المسلمين من الروم مقابل فدية، قال له أحمد: من قال بخلق القرآن فأفده وأعطه من بين المال ألف دينار، وإذا لم يقبل بذلك فاتركه عند الروم!! أي اترك المسلم الذي لا يقول بخلق القرآن عند النصارى ليعذبوه، سبحان الله!!، وللأسف مازال مذهبهم ينتشر ويقرر للآن في الكتب ويدرس في المدارس، ودرجت عليه أجيال وأجيال، وتلوثت به أذهان المسلمين بعد أن انتشر مذهب الاعتزال – كما قلت – بسبب وجود قوة حامية له فقرر وانتشر وسطر في الكتب، ثم بعد ذلك عاد الأمر لأهل السنة لكن بعد أن امتلأت الكتب بالضلالات والبدع، فكم من كتاب في التفسير للمعتزلة، فمثلا ً كتاب الكشاف للزمخشري كله ضلال من أوله لآخره، وقد جعل بداية مقدمة كتابه: "الحمد لله الذي خلق القرآن"، فقيل له: لن ينظر فيه أحد إن تركت هذه العبارة، فقال: "الحمد لله الذي جعل القرآن عربياً"، ويقصد بجعل خلق، وقد قال أئمتنا يحرم النظر في كتابه على العالم والعامي، أما العامي فأمره معلوم، أي لأنه جاهل ولا يميز الغث من السمين والضلال من الهدى وأما العالم فيحرم عليه أيضاً لعدة أمور:
1 - أنه يقدم المفضول على الفاضل بل مرذولاً على فاضل.
2 - يُخشى عليه من الزيغ وأن يعلق في ذهنه شيء من الشُبه وهو لا يدري، لأن الزمخشري مع ضلاله واعتزاله صاغ الاعتزال بألفاظ لم يصرح فيها بأنه على مذهب المعتزلة فهذا مما يزيد في الخديعة.
3 - تَخْدع العامة، حيث سيقتدون بك دون أن يعلموا نيتك.
وقد ألف الإمام السبكي عليه رحمة الله رسالة سماها (سبب الانكفاف عن إقراء الكشاف) وقد كان يقرأ الكشاف ويُقرؤه لتلاميذه فلما وصل إلى قول الله جل وعلا (عفى الله عنك لم أذنت لهم)، قال الزمخشري – وهذا موجود في تفسيره –: "بئس ما فعلت يا محمد"، فطوى الإمام السبكي الكتاب وقال أستحي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ هذا الكتاب وفيه هذه القاذورات.
الله الذي هو سيده يقول له (عفى الله عنك) وهذا لا لجرم وقع منه إنما على عادة العرب في الملاطفة وفي الخطاب يقولون عفى الله عنك استمع لي، فالله يلاطف نبيه، ولو قال له بئس ما فعلت لتحملها منه لأنه سيده وربه، أما أن تقولها أنت، فمن أنت يا صعلوك حتى تقول هذا لخير خلق الله عليه الصلاة والسلام.
مثال آخر: كتاب المغنى للقاضي عبد الجبار، 20/ مجلد في التفسير وفي أحكام الشريعة، كله يقطر ضلالات كل مجلد لا يقل عن 600/ صفحة من القطع الكبير،وهو للأسف منتشر وموجود، وكتب أخرى غيرها.
س: ذكَرْتَ الأحاديث المرفوعة السابقة القدرية والمرجئة، فهل كانوا موجودين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
ج: لم يكن للقدرية أو المرجئة وجود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك لم تكن الرافضة موجودة وكذلك الخوارج وغيرهم من الفرق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/19)
إنما هذا من باب إخبار نبينا عليه الصلاة والسلام لنا بما سيقع في أمته فهو من باب الإخبار بالغيب وقد ذكر أئمتنا هنا عن معجزاته وأودعوه في كتب دلائل النبوة – وإن أردتم أن تتحققوا من هذا فانظروا في كتاب (دلائل النبوة) للإمام البهيقي وهو في 7/ مجلدات، وأنصحكم بشراء هذا الكتاب: يقول الإمام البهيقي عليه رحمة اله (6/ 547): باب ما جاء في إخباره بظهور الروافض والقدرية، أي إخبار خير البرية صلى الله عليه وسلم بأن الروافض (الشيعة) سيظهرون وهكذا المعتزلة الضالون، وسنذكر ما يتعلق بمبحثنا وهم القدرية، يقول: عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [سيكون في أمتي أقوام يكذبون بالقدر] وهذا الحديث رواه الإمام أحمد وابن ماجه والترمذي بسند صحيح، وفيه: أن ابن عمر رضي الله عنه كان له صديق في بلاد الشام، فأرسل ذاك مع بعض الناس إلى ابن عمر رسالة يسلم عليه فيها، فقال ابن عمر: بلغني أنه أي صديقه الذي هو في بلاد الشام – قد تكلم في شيء من القدر فإن كان كذلك فلا تُقرئه مني السلام ()، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [إنه سيكون في أمتي أقوام يكذبون بالقدر].
والحديث رواه أيضاً أبو داود والحاكم في المستدرك بسند صحيح، وفي بعض روايات الحديث يكون في أمتي مَسْخٌ وخَسْفٌ وقَّذْفٌ () وهو في القدرية، قال الإمام ابن القيم عليه رحمة الله: تواترت الأحاديث بوقوع المسخ في هذه الأمة في بعضها مطلقاً، وفي بعضها مقيد بصنفين بعلماء السوء، والثاني بالمجاهرين بالفسق () وفي بعض الأحاديث مطلقاً لكل من ينحرف في هذه الأمة.
وهذا لا استبعده فإن كل بيت فيه تليفزيون إذا وقع الخسف أو المسخ أو القذف فهو أول من يُمسخ لأن هذا مجاهر، فكل من في بيته هذا الجهاز اللعين فهو مهدد بالمسخ إذا وقعت عقوبة المسخ، ولا يعلم متى ستقع عقوبة الله بالتحديد لكن لابد من أن تقع لأنه أخبر بذلك من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.
فإذن أورد في كتب (دلائل النبوة) وذلك للإشارة إلى أنه غيب سيقع وإذا وقع هذا الغيب دل على أنه القائل رسول الله لا ينطق عن الهوى عليه صلوات الله وسلامه فانظروا من جملة عناوين الكتاب باب ما جاء في إخباره بقوم في أيديهم مثل أذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات فكان كما كان، أي هذان دلائل نبوته .. والحديث عن أبي هريرة في صحيح مسلم وغيره وفيه يقول نبينا عليه الصلاة والسلام [صنفان من أهل النار لم أرهما رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بنا الناس] وهم المخابرات ورجال الشرطة،ولذلك جميع أئمتنا يقولون من دلائل النبوة إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بوجود الشرطة وكثرت الشُرَط ويقال للشرطي يوم القيامة دع سوطك وادخل النار، والصنف الثاني [ونساء كاسيات عاريات () مائلات () مميلات () رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا] أي خمسمائة عام كما ورد في رواية أخرى.
الفرقة الثانية:القدرية الجبرية:
خلاصة قولهم في قدر ربهم:
أن الله قدر على العباد كل شيء وفي ذلك التقدير قّسْر للعباد وإكراه لهم على فعل ما قدِّر عليهم وإذا كان الأمر كذلك فالعبد مجبور وكل ما يجري منه يعتبر طاعة للعزيز الغفور لأنه ينفذ مشيئة الله وقدره، قال قائلهم:
أصبحت منفعلاً لما يختاره ??? مني فقعلي كله طاعات
نعوذ بالله من هذا!!
(منفعلاً) أي محل الفعل ومحل ظهور قدر الله، فكل ما يجري مني طاعة لأنني أنفذ مشيئة الله وقدره.
ويقال لهم قدرية جبرية، وقدرية مشركة، لأنهم سيقولون كقول المشركين (لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء) أي: الله شاء لنا هذا وقسرنا عليه، وهذا هو قول المشركين تماماً!! (وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين)، فقالوا لو شاء الله ما أشركنا ولو شاء الله ما عبدنا من دونه وهكذا قال الجبرية نحن مضطرون مجبرون وكل ما يجري منا فهو طاعة.
هذا القول معلوم بطلانه لعدة أمور:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/20)
أولها: كل واحد منها ذكراً كان أو أنثى، مؤمناً أو كافراً يشهد الفرق بين عمله الاضطراري وعمله الاختياري فهو إذن قول يصادم العقل ويعاكس الفطرة.
الثاني: قررت شريعة الله أنه إذا وجد الإكراه فلا تكليف ولا ثواب ولا عقاب ولا مدح ولا ذم [رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه] فإذا كان العبد مكرهاً مقسوراً فكيف إذن مدح الله الطائعين وذم العاصين وجعل لهؤلاء الجنة ولأولئك النار.
الثالث: الثواب والعقاب، والمدح والذم منوط ٌ بالأعمال الاختيارية لا بالأعمال الاضطرارية فلا يثاب الإنسان – كما تقدم معنا – على كونه ذكراً أو أنثى، إنما يثاب على كونه مطيعاً، ويعاقب إذا كان عاصياً.
الرابع: الطاعة لا تكون إلا بموافقة الأمر الديني الشرعي لا بموافقة الأمر الكوني القدري، فالإنسان لا يعتبر مطيعاً إلا إذا وافق ونفذ أمر الله الشرعي.
الخامس: وكنت أقوله للأخوة – يناقشون مناقشة فعلية لا قولية لأنه في الغالب لا تنفعهم المناظرة الكلامية أي اضربه بحيث تؤذيه فإذا قال لك: علام تضربني؟ قل له: قدر الله، وأنا مجبور وأنا مطيع كما تقولون فعلي كله طاعات فلا تلمني وأنا مُثاب لأنني نفذت مشيئة الله وإرادته، فإذا قال لك: أنت الذي رفعت يدك وأنت الذي ضربتني بها، فقل له: بطل مذهبك.
ولذلك هذا المذهب مما فطر الله عقول الناس وقلوبهم جميعهم على رده،وهل إذا أساء إنسان في حقك تقبل منه أن يقول لك معتذرا أنا مجبور!! ولذلك كان أئمتنا يقولون: أنت عند الطاعة قدري، وأنت عند المعصية جبري، أي مذهب شئت تمذهبت به؟! وهذا من التعريض بهم.
أي إذا صدرت منه الطاعة يقول ليمدح نفسك – قدري ومعتزلي أي أنا خلقتها وأوجدتها دون تقدير ربي وعند المعصية يقول: جبري ليبرأ نفسه من اللوم والذم!!!.
هذا هو العقل البشري عندما ينحرف عن وحي الله الرباني، فإنه يقع في هذه التناقضات.
وإذا لم يكن من الله عون للفتى ??? فأول ما يقضي عليه اجتهاده
يُقضى على المرء في أيام محنته ??? حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن
وهذا القول بالجبر يوجد في الفرقة الضالة الجَهْميَّة.
وأول من قال به منهم هو شيخ الجبرية الجهم بن صفوان، والجهم هو تلميذ الجعد بن درهم وقد كان الإمام عبد الله بن المبارك يقول:
عجبت لشيطان دعا الناس جهرة ??? إلى النار واشتُق اسمُه من جهنم
يعني بذلك جهماً أي اشتقها من جهنم، وقد قتل هذا الضال سَلْم بن أحوز سنة 128هـ أي في عهد بني أمية كما أن شيخه الجعد قتله خالد القّسْري، ولما قبض سلّم على الجهم، قال له: اسبقتني فإن لي أماناً من أبيك، فقال سلْم: ما كان له أن يؤمنك، ولو أمنك ما أمنتك، والله لو كنت في بطني لشققته حتى أقتلك، ولو أنزلْتَ عيسى بن مريم وملأتَ هذه العباءة كواكب لما نجوت مني ثم ضربه فقتله.
وقد أخذت الجبرية هذه المقالة عن اليهود كما أن بدعة القدر أُخذت عن النصارى، كما أن بدعة التشيع أخذت عن اليهود عن عبد الله بن سبأ اليهودي من بلاد اليمن، والشيعة الآن يبرءوا أنفسهم من هذه النسبة يقولون عبد الله بن سبأ صورة أسطورية فلا وجود لرجل اسمه عبد الله بن سبأ، إنما أهل السنة يتهموننا به!! ونقول: إن وجود عبد الله بن سبأ من التحقق كتحقق وجود السبت في أيام الأسبوع – أي لا شك في وجوده.
والشيطان طه حسين () – وقد أفضى إلى ما قدم – هو من جملة من يدور في هذا الفلك لما يحصله من دعم الشيعة فيقول: لا يوجد شخصية اسمها عبد الله بن سبأ إنما هذا افتراه أهل السنة، وهو الذي يقول أيضاً إن قصة الفيل لم تحصل بل هي خرافة أخذها محمد صلى الله عليه وسلم ونسجها، وهكذا أيضاً بناء الخليل لبيت الله الجليل ومجيء هاجر مع ابنها إسماعيل إلى البيت هذا كله خرافة.
فالجهم أول من قال بالجبر في هذه الأمة كما أن أول من قال بالتشبيه في هذه الأمة هشام بن الحكم الرافضي الشيعي الذي كان يصف الله بالأمتار والأشبار ويقول أن جبل أبي قبيس أكبر من الله جل وعلا!! تنزه الله عن ذلك، كما أن أول من قال بأنه لا قدر – باستثناء سوسن – هو معبد الجهنمي فهؤلاء هم أصول الضلالة ولم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة بل كيداً للإسلام وأهله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/21)
قال الجهم أيضاً – يقرر مذهب الجبر – إن العبد بالنسبة لأفعاله كالريشة في مهاب الهواء يطيرها حيث شاء فلا اختيار لها وهكذا العبد عندما يعمل فليس له اختيار.
وقد أتى الجهم بخمس ضلالات هذه –
1 - القول بأن الإنسان مجبور إحداها.
2 - نفس الصفات عن الله.
3 - القول بفناء الجنة والنار، أي أن الجنة والنار تفنيان بعد أن يعذب أهل النار في النار وينعم أهل الجنة في الجنة كما أنه كان الله ولا شيء معه سيعود الأمر كذلك، وما سبق لهذا أحد لا من جن ولا من أنس.
4 - الخروج بالسيف على أئمة الجور، ومنه أخذها بعد ذلك المبتدعة وانتقلت إلى المعتزلة وانتقلت إلى الخوارج.
5 - قوله: إن الإيمان معرفة بالقلب فقط فلا يشترط النطق ولا العمل ولا الاعتقاد بل مجرد المعرفة: قال أئمتنا وعلى تعبيره ينبغي أن يكون إبليس مؤمناً لأنه اعترف بل قال: رب أنظرني إلى يوم القيامة، فإذن كان يعرف الله.
المبحث الخامس
سبب ضلال الضالين في قدر رب العالمين من قدرية جبرية وقدرية مجوسية:
سبب ضلالهم التسوية بين إرادتي الله وجَعْل الإرادتين إرادة واحدة وجعل النوعين نوعاً واحداً لكن اختلف جَعْلهم فبعضهم ألغى الشرعية وبعضهم ألغى الكونية القدرية:
أما القدرية الجبرية المشركة فهؤلاء ألغوا الإرادة الدينية الشرعية حيث بقولهم الذي ذكرناه كأنهم قالوا: إن لله إرادة واحدة، وكل ما يقع يحبه الله ويرضاه وكل ما نفعله مجبورون عليه ونحن ننفذ به إرادة الله ونحن نطيعه في ذلك.
أما القدرية المجوسية فهؤلاء ألغوا الإرادة الكونية القدرية حيث بقولهم كأنهم قالوا: ليس لله إلا أمر ونهي (الإرادة الدينية) وهو لم يقدر عليك شيئاً والعبد يفعل أفعاله بدون تقدير رب العالمين لها، فالله يأمر وينهى فقط ولا يعلم ماذا ستفعل ولم يقدر عليك شيئاً، فإذن هم ألغوا بهذا الإرادة الكونية القدرية التي هي كما قلنا مشيئة الله العامة وإرادته النافذة في كل شيء فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فألغوا المشيئة العامة وجحدوها وأنكروها، وقالوا: ليس له إلا مشيئة دينية افعلوا ولا تفعلوا، أقيموا الصلاة ولا تقربوا الزنا، لكن هل ستصلي أو ستزني ليس لله عليك تقدير في ذلك ولا يعلم إنما أنت الذي تقدر لنفسك، وأنت الذي تخلق لنفسك فهو نهاك عن الزنا لكن بإمكانك أن تعارضه وأن تزني فإذن غلبته تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
وضلال كلٍ من الفرقتين لا يخفى حسب ما تقدم معنا من تقسيم إرادة الله إلى دينية وذكرنا الأدلة عليها وإرادة كونية وذكرنا الأدلة عليها وأهل البدع لما سووا بينهما فجعلوهما واحدة هذا ضلال مبين.
المبحث السادس
يدخل تحته عدة تنبيهات وإيضاحات مهمة:
الإيضاح الأول: هل الإنسان مُسَيّرٌ أو مُخَيّر؟ مختار أم مضطر مريد أم مجبور؟
كنت ذكرت هذا لكم سابقاً في بعض الدروس المتقدمة، وهو أن الإنسان له حالتان:
الحالة الأولي: حالة هو فيها مكره مجبور مسير وهي: ما لم يطالب فيه بأمر ولم ينه عنه مما يقع منه أو عليه بغير اختياره وإرادته ككونه ذكراً أو أنثى جميلاً أو قبيحاً، طويلاً أو قصيراً فهذه وما شاكلها لم يطلب منه اختيار واحدة منها فلم يطلب منه مثلاً أن يكون ذكراً أو أنثى ولذلك فهنا لا فضل للأنثى على الذكر لأنها أنثى وليس للذكر فضل على الأنثى لأنه رجل بل كل واحد بعمله مرتهن، فقد تدخل المرأة الجنة ويدخل الرجل النار، وحذاء المرأة المسلمة أطهر من ملء الأرض كفاراً مع أنها قد تكون هذه المرأة فقيرة مسكينة، لكن نقول هذه مؤمنة وليس للكافر – مهما علا شأنه – وزن عند الله (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وهكذا لو كانت هناك امرأة مسلمة ورجل مسلم، لكن صلاحها كان أكثر من صلاحه، فالمرأة أعلى منزلة عند الله من الرجل المسلم الصالح الذي لم يبلغ لدرجتها في الصلاح.
إذا نظرت إلى أبي لهب تراه جميلاً – وكما يقولون: وكان عربياً – ولكن مع ذلك يقول الله له (تبت يدا أبي لهب)، وما سمي بأبي لهب إلا لأن وجهه كان يلمع كالشمس حمرة وشقرة.
وإذا نظرت إلى بلال الحبشي رضي الله عنه تراه أسوداً وكان عبداً لكن مع ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم له: [إني لأسمع قرع نعليك في الجنة] إذن فلا ثواب ولا عقاب على مجرد الحسن أو السواد بل بحسب العمل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/22)
الحالة الثانية: حالة نحن فيها مختارون وهي: كل ما يتعلق فيما أُمرنا به ونُهينا عنه، لنا اختيار ومشيئة وليس علينا قسر في فعلنا وعملنا، فكل واحد يعمل عمله باختياره، لكن ذلك الاختيار وتلك المشيئة التي تجري منا مرتبطان بمشيئة الله وتقديره، فنحن في فعلنا مختارون وفي مشيئتنا مضطرون ولهذا دليل في سورة النحل يقول الله جل وعلا (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون) فانتبهوا لهذا الإحكام في كلام ذي الجلال والإكرام كيف أنه أثبت لنا مشيئة وأن مشيئتنا مقيدة بمشيئته لكن لا ينفي ذلك المسئولية عنا، أي لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة على الحنفية السمحة، مسلمين أجمعين ولفظ (الأمة) يأتي في القرآن لخمسة معانٍ، ولا يخرج لفظ الأمة عنها في كتاب الله جل وعلا:
1) الملة: كقوله تعالى (إن هذه أمتكم أمة واحدة) أي ملة، ودينكم دين واحد وكالآية هنا، كقوله (كان الناس أمة واحدة ... ) أي على دين واحد.
2) الجماعة: كقوله تعالى (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يعقلون) أي جماعة.
3) القائد الإمام المتبع الذي بفرده يعدل أمة: كقوله تعالى: (إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين) سورة النحل آية 120.
4) الحين: وقد ورد هذا في آيتين من كلام رب العالمين في سورة هود (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة) أي حين ومدة معدودة، ومنه قول الله تعالى في سورة يوسف (وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة) أي بعد حين ومدة.
5) الصنف: كقوله تعالى (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) أي أصناف أمثالكم.
أي هذه الدواب وهذه الطيور مثلكم في أي شيء؟! مثلنا في أنها تأكل كما نأكل وتشرب كما نشرب وتتناسل كما نتناسل، وتعرف ربها كما نعرف ربنا جل وعلا، فهذه أمم وتتعارف فيما بينهما كما نتعارف فيما بينها فالطيور يكلم بعضها بعضاً وهكذا الحيوانات لكن لا نحن نفهمها ولاهي تفهمنا، فهي أصناف وجماعات فالذكر يميز الأنثى ويعرفها، وهذه تعرف صاحبها وتعرف بيتها.
ولعل أحدكم عاش في قرية ورأى الغنم عندما يعود قبيل المغرب والله إنه ليوحد الله هكذا عفوياً من غير قصد، فتراه يعود بأعداد كبيرة مختلطة ببعض قبل دخول القرية، لكن عندما يدخلون القرية كل واحدة تعرف صاحبتها وبيتها ولا يحصل أي خلط أو خطأ فسبحان الله!! فهي أمم أمثالكم كما أننا نعرف بيوتنا دون أن نخطئ.
ولذلك يقول أبو محمد سفيان بن عيينة عليه رحمة الله وهذا من بديع استنباطه من كلام ربه، يقول في قوله تعالى (إلا أمم أمثالكم) أي وأنتم على شاكلتهم:
يقول ما حاصله: "وهذه المثلية لما انعدمت من حيث الشكل الظاهري والصورة الظاهرة، وتعين المصير إلى أن هذه المثلية في الحقيقة الباطنة، فبعضكم على خُلُقِ الأنعام وبعضكم على خُلُقِ الحمير وبعضكم على خُلُقِ الكلاب وبعضكم على خلق العقارب وبعضكم على خلق الحيايا وبعضكم على خلق الذئاب، وبعضكم على خلق الخنزير، وبعضكم وبعضكم ..... " فهذه البشر في الحقيقة صور للحيوانات فترى أنساناً أحياناً لا يأتي منه إلا الأذى لا يقول كلمة فيها ذكر الله ولا نفع لعبد من عباد الله، فهذا في الحقيقة عقرب، وكم من إنسان لا ينجب إنساناً إنما أنجب ثعباناً يلدغ، أو لم ينجب إلا ودلداً بليداً كالحمار، أو لا غيرة له (ديوث) كالخنزير، ومن الناس من يلد شاة وهذه في الحقيقة أحسن المماثلات.
ولذلك المرأة إذا كانت سكينة وساكنة وطاهرة فإنها تشبه بالشاة وهي أحسن الأوصاف والسكينة والأناة في الغنم، كما أن الغلظ والجفاء في الإبل، كما أن البلادة في الحمير، فكل واحد يأخذ شكل من يصاحبه.
ولذلك حرم الشارع علينا أكل لحم الخنزير، لأنك ستتأثر بلحمه وتأخذ خصائصه (عدم الغيرة) ولحم الإبل – مع أنه حلال – أُمرنا أن نتوضأ بعد أكل لحمه، لما يحدث في قلبنا من كبر وزهو وخيلاء كحال البعير عندما تراه يمشي ويتمايل فبالتالي يصبح مثل هذا بالإنسان فيتوضأ ليزيل هذا المعنى الذي علق فيه من أكل لحكم البعير، أما إذا أكل لحم الغنم فيكتسب سكينة وطمأنينة ولا يحتاج لوضوء.
وحقيقة الأمر كذلك الناس لا تختلف عن البهائم إلا في الصورة الظاهرة:
أبني إن من الرجال بهيمة ??? في صورة الرجل السميع المبصر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/23)
فَطِنٌ بكل مصيبة في ماله ??? وإذا أصيب بدينه لم يشعر
أي صورته صورة إنسان يسمع ويبصر لكنه في الحقيقة بهيمة من الحيوانات إذ لو شاء الله لجعل الناس كلهم مؤمنين (ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء) فهو الهادي وهو المضل، وهدى من شاء فضلاً وكرماً، وأضل من شاء عدلاً وعلماً وهذا قدره السابق سبحانه وتعالى.
س: لكن هل كونه سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء يسقط المسئولية أمام رب البرية؟
ج: لا، (ولتُسألن عما كنتم تعملون) فالضلال الذي يصدر منكم ستُسألون عنه، وهكذا الهداية، فتثابون إذا اهتديتم وتعاقبون إلا ضللتم.
فهذا يجمع ما قلنا ومن أن فعل الإنسان باختياره لكن مشيئتة تابعة لمشيئة ربه، يهدي من يشاء ويضل من يشاء، ولذلك يفعل الإنسان ما يشاء، لكنه لا يشاء ما يشاء بل ما تشاؤه تابع لمشيئة الله فليست مشيئتك استقلالية، إنما تابع لمشيئة رب البرية (قل لله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين) (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) وهو على كل شيء قدير فما نوع المشيئة في قوله تعالى (ولو شاء لجعلكم)؟ مشيئة كونية قدرية، أي لو شاء الله ذلك مشيئة كونية قدرية لما تخلف، فلو أراد الله أن يجعل المخلوقات بأسرها على حقيقة وكيفية نبينا أفضل خلق الله صلى الله عليه وسلم لما أعجزه ذلك فهو على كل شيء قدير إذا شاء ذلك لكن له الحكمة البالغة والحجة التامة.
س: هل الله سيحاسب عباده على تقديره أم على فعلهم؟
ج: على فعلهم (ولتُسألن عما كنتم تعملون) فلن تُسألوا عما قدرته لكم، إنما ستحاسبون على ما صدر منكم فقد أرسلت الرسل وأنزلت الكتب وأعطيتكم العقول فأقمت عليكم الحجة (فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فإنما يضل عليها)، فمن يهتدي هدايته مرتبطة بتقدير الله ومشيئته، ومن يضل فضلاله مرتبط بتقدير الله ومشيئته، لكن الفعل في الحالتين – كما قلنا – مخير فيه، فالإنسان يفعل ما يريد لكنه لا يريد ما يريد، بل يريد ما يريده الله المجيد وسعي العباد كلهم ينتهي عند آيتين اثنتين لا ثالث لهما:
(وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً)،
(وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين)
فللعباد مشيئة لكنها تابعة لمشيئة ربنا جل وعلا، ولذلك إذا قال لك شخص: أنا شاء قل له: مشيئة استقلالية أو تابعة لمشيئة رب البرية؟ فإن قال: استقلالية، فهذا قول القدرية لأنهم يقولون ما شاء الله شيئاً ولا قدره، وإن قال: أنا لا مشيئة لي، فهذا قول الجبرية، وإن قال: لي مشيئة لكن مشيئتي تابعة لمشيئة ربي، فهذا قول أهل السنة الفرقة المرضية، ولو كانت مشيئة العبد استقلالية فإنه سينازع ربه وقد يتغلب عليه كما يقول المعتزلة، تعالى الله عن ذلك، وكيف يقع في ملكه ما لا يريده؟!! فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ().
2 - الإيضاح الثاني: إن قال قائل كل شيء بقضاء وقدر وكل ما يقع سبق به تقدير الله وتعلقت به مشيئته فكيف يريد الله أمراً لا يحبه ولا يرضاه؟ (هذا مترتب على الأمر الأول).
الجواب: لا إشكال في ذلك ويتضح هذا بهذا التحقيق الذي ينبغي أن تعضوا عليه بالنواجذ، وهو: أن الأسباب مع مسبباتها أربع أقسام، اثنان منهما يتعلق بهما قدر الرحمن وهما محل أقضية الله وأقداره فيما يحبه ويكرهه، واثنان منهما لا يتعلق بهما قدر ربنا.
• الاثنان اللذان يتعلق بهما قضاء الله جل وعلا وقدره وإرادته ومشيئته:
1) سَبَب محمود محبوب يوصل إلى مُسَبّب محمود محبوب:
مثال: قدر الله وجود الإيمان فهذا سبب محمود، ونتيجته أنه يفضي إلى توحيده ورضوانه فهو مسبب محمود.
مثال آخر: خلق الله الأنبياء والمرسلين سبب محمود يحبه الله يفضي إلى مسبب محمود.
2) سبب مكروه يوصل إلى مسبب محمود محبوب:
مثال: الكفر قدر الله وجوده وهو سبب مكروه لكنه يوصل إلى مسبب محمود محبوب، فإذا:
1 - تاب هذا الكافر، فهذا مسبب محمود حصل بعد كفره ولولا أنه كافر ما تاب، فإذن أوصل إلى توبة لله، وهو مسبب محمود،
2 - ومسبب محمود آخر وهو جهاد المؤمنين للكفار ومحبة الله للمؤمنين المجاهدين (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/24)
3 - ومسبب محمود ثالث: وهو أنه يترتب على الكفر إدخال الكافرين النار فهذا محمود لله عندما يدخل الكفار النار لإظهار عدله وتحقيق بطشه وانتقامه فهو منتقم وهو شديد العقاب وهو يتصف بصفة الغضب فظهور صفة الغضب محمود للرب كما أن ظهور صفة الرضا محمود للرب، كما أن ظهور أثر اسم التواب محمود للرب، فلو لم يكن هناك كافر لبقي غضب الله معطلاً وبقيت دار غضبه ولعنته (النار) معطلة، فإذن مكروه أوصل إلى محبوب ولا يقضي الله شراً محضاً.
مثال آخر: إبليس خلقه الله وهو من أعظم الأسباب المكروهة لكنه يوصل إلى أعظم المسببات المحمودة المحبوبة (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً) فإذا عادينا الشيطان فالله يحب هنا الفعل منا، ولذلك لولا الشيطان لما تميز أهل التقى من أهل العصيان، لكن عندما يجاهد التقي نفسه ويذل عدوه و [والمؤمن يُنضي شيطانه كما يُنضي أحدكم بعيره في السفر] كما ثبت هذا في مسند الإمام أحمد عن نبينا عليه الصلاة والسلام، ومعنى (يُنضي) يتعب ويُهزل، أي يجعله نضواً أي ضعيفاً جلده ملتصق على عظمه حتى كأنه لا لحم عليه.
فالمؤمن إذا أكل سمى الله وإذا شرب سمى الله وإذا لبس سمى الله، وإذا دخل البيت سمى الله وإذا اتصل بأهله سمى الله وبالتالي يذل الشيطان، والشيطان يكون كالجزور فإذا صاحب المؤمن طار كالعصفور.
وضبط ابن مُفْلح لفظ ينضى بالصاد المهملة بدل الضاد المعجمة في كتاب صيانة الإنسان من وساوس الشيطان، فقال اللفظ هو (يُنصيء) بدل يُنضي أي يأخذ بناصيته ورقبته ويقتله ويتحكم فيه كما يريد، وعندما تتعب الشيطان وتهزله وكذلك عندما تذله وتتحكم به يفرح ربنا بهذا ويرضى ويحب هذا.
إذن الشيطان مكروه لكن نتج عنه محبوب، وكذلك ينتج عنه قتال أوليائه والله يحب هذا (فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) فهو إذن محمود أيضاً.
إخوتي الكرام ... كما يوجد في الجن من يصرع الإنس، يوجد في الإنس من يصرع الجن، فما أكثر من يصرع من الجن بنور المؤمن، والجني يأتي للمؤمن فإذا وصل إليه وذكر الله يصرع على الأرض ويتخبط (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين)، وتقدم معنا في محاضرة مداخل الشيطان إلى نفس الإنسان في الفجيرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لعمر (ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك غير فجك) والحديث في الصحيحين، وفي بعض روايات الحديث في معجم الطبراني الكبير عن سَدِيسَة (ويقال سُدَيسَة) مولاة حفصة، وفي معجم الطبراني الأوسط عن أمنا حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعمر [والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان منذ أسلمت إلا خرّ على وجهه] أي مصروعاً.
إذن سبب مكروه مبغوض لكنه أوصل إلى مسبب محمود محبوب:
لعلّ عتبك محمود عواقبه ??? وربما صحت الأجساد بالعلل
• الاثنان اللذان لا يتعلق بهما قضاء الله جل وعلا وقدره:
3) سبب مكروه يوصل إلى مسبب مكروه: فهذا لا يقدره الله ولا يقضيه ولا يفعله ولا يخلق الله شيئاً مكروهاً لا حكمة من ورائه، فهذا عبث لا يقضيه الله، كما سيأتينا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم [والشر ليس إليك].
4) سبب محمود يوصل إلى مسبب مكروه: فهذا أيضاً لا يقضيه الله ولا يقدره ولا يفعله.
إذن لابد من أن تكون النتيجة والمسببات محمودة، فهذا الذي يقدره الله جل وعلا أما أن تكون المسببات مكروهة مذمومة فهذه مما لا يقدره الله ولا يقضيه مطلقاً.
قال أئمتنا الكرام: المراد نوعان:
النوع الأول: مراد لنفسه محبوب لذاته، وما فيه من الخير مرادٌ إرادة الغايات والمقاصد وهذا الذي سميناه محبوب يوصل إلى محبوب، كخلق النبيين، وتقدير وجود الإيمان والطاعة فهو مقصود، أي خلقه الله لأنه يحبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/25)
النوع الثاني: مرادٌ لغيره – لا لنفسه – مكروه من حيثُ نفسِه وذاته، مرادٌ من حيث إيصاله إلى المراد المحبوب لنفسه، فاجتمع في هذا المراد حب الله وإرادته وبغضه وكراهيته، ولا منافاة بينهما لاختلاف متعلقهما، وهذا الذي سميناه مكروهاً يوصل إلى محبوب، فهو مكروه بالنظر إلي نفسه، وهو محبوب بالنظر إلى نتيجته، فاختلف متعلق الكُره ومتعلق الحب، إن قيل: هل لهذا مثال بيناً في الحسيات؟ نقول: الأمثلة كثيرة، فمثلاً: الدواء – ونسأل الله أن يعافينا من كل داء وبلاء – الدواء المر هذا مراد لغيره مكروه لنفسه لأن مثل هذا الدواء تنزعج بشربه لمرارته ولما يسببه لك من ضيق فهذا شيء مكروه ولذلك تراه لا يشربه إلا عند الحاجة، فتشربه لأنك تعلم أنه يوصل إلى محبوب وهو الشفاء فأنت لم ترده لنفسه بل لما يوصل إليه فاجتمع الأمران حب وبغض، إرادة وكراهية لاختلاف متعلقهما فمتعلق الحب غاية الدواء ونتيجة ولتعلق الكراهية للدواء نفسه وهكذا قدر الله فيما يبغضه ويكرهه ويوصل إلى محبوب.
وقد قرر أئمتنا الكرام حِكماً كثيرة في تقدير الله وإرادته لما يشاؤه مما يكرهه ويبغضه، ولنأخذ مثالاً على ذلك في نوع من أنواع الشرور المكروهة ما يترتب عنها من خصال محمودة محبوبة، هذا الشر هو رأس الشر ومنبعه هو: الخسيس إبليس فهل في خلق هذا المخلوق مصلحة ومحمدة وهل يترتب على خلقه حُسن ومصالح؟
نعم يترتب على خلقه مصالح كثيرة ومحامد وفيره ومحبوبات جليلة مع أنه مكروه في نفسه فهذا كالعلاج والدواء – وليس الشرب – بل العلاج الذي ستُبتر فيه أربعة أطراف المتعالج اليدين من الكفين والرجلين من الفخذين، فيرضى بقطع هذه الأعضاء ليحمي نفسه من السرطان الذي سينتشر في جميع جسمه ويقضي عليه ويُميته فهل هو رضي بقطع الأعضاء لأنه يحب ذلك؟ لا، بل لأن قطعها يؤدي ويوصل إلى محبوب وهو البقاء حياً، فلذلك رضي بهذا الشر.
من هذه الخيرات التي تترتب على إبليس، وسأذكر خمساً والباقي يمكن استنباطه، وقد ذكرته في درس المعمورة الحكم من تقدير الذنوب حِكم بالنسبة للذنب وبالنسبة للمزين (إبليس)، بالنسبة للنفس، بالنسبة للرب وهذه تصل إلى حكم:
1) ظهور قدرة الرب على خلق المتضادات، المتناقضات، المتقابلات، المتعارضات المتفاوتات، هذا في الحقيقة أمر عظيم، والله عظيم عظيم وهو على كل شيء قدير ولابد من هذا الوصف من مثال فخلق ذكراً و أنثى، وخلق ليلاً ونهاراً، وخلق خيراً و شراً، وخلق حياة و موتاً، وخلق داءً ودواءً، خلق جبريل وخلق إبليس، وجبريل أطهر المخلوقات وأفضلها وأعظمها بالنسبة للملائكة وذاته لا تقبل شراً وفي المقابل خلق إبليس وهو على عكس جبريل تماماً لا يقبل الخير أبداً، بل هو شرير، فيه شهوة وشبهة منبع الشهوات وأم الشبهات، فكل شهوة عنده وكل شبهة عنده، فالخمر شهوة (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر)، والاعتراض على الله شبهة وأول من اعترض على الله هو (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)، فإذن لابد من إظهار هذا الأمر أن الله قدير على خلق المتضادات، فلو خلق الناس كلهم مؤمنين لقال الناس: ليس بمقدور الله أن يقدر شيئاً آخر، ولو خلق الله نهاراً بلا ليل لقال الناس: هذه طبيعة، ولو خلق الله فصلاً واحداً وهو الشتاء لقال الناس: هذا هو الدهر، الحاصل أن هذه المتضادات تظهر قدرة الله جل وعلا وهي مقصودة محبوبة محمودة.
2) ظهور آثار أسماء الله القهرية، فهو سبحانه وتعالى المنتقم، المذل، الخافض، (شديد العقاب)، (أخذه أليم شديد)، نقول: العقاب والانتقام والبطش والإذلال والخفض يكون لأوليائه وأحبائه أم لأعدائه؟ لأعدائه للشيطان وذريته وأتباعه، فلما خلق الله الشيطان ووجد لهذا الشيطان أتباع من أنس وجان ظهرت آثار أسماء الله القهرية فحصل غضب الله وحصل مقته، وحصلت عقوبته، وحصل بطشه وحصل انتقامه، وحصل إذلاله لهؤلاء، وحصل خفضه لهم في الدنيا والآخرة، وأذلهم وعاقبهم ونكد حياتهم وأدخلهم جهنم، فهذه الآثار متعلقة بصفات للعزيز القهار فلابد من أن تأخذ متعلقها وآثارها وإلا تتعطل تلك الصفات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/26)
3) ظهور آثار أسماء الله المتضمنة لعفوه ومغفرته ورحمته ولطفه بعباده فهو تواب رحيم، حليم غفور ستّير، فهذه كلها لا يمكن أن تظهر إلا إذا وقع شر وفساد ومسبب هذا المخلق وإبليس.
فإذا وقعت معصية بواسطة تزيين هذا الشيطان للإنسان ثم يتوب هذا الإنسان لربه جل وعلا فإنه تظهر آثار أسماء الله الحسنى – كما قلنا – المتضمنة لعفوه ومغفرته، وكذلك لو أن هذا العاصي لم يتب بل استمر على معصيته فالله سبحانه وتعالى أمهله وأمد له في حياته ورزقه وأسبغ عليه فضله فهذا من ظهور آثار اسم الله الحليم الذي لا يعاجل بالعقوبة فهو حليم غفور رحيم.
فهذه كلها لابد من ظهور آثارها كما أنه منتقم شديد العقاب، فإذا عاقب ظهرت آثار تلك الأسماء وإذا أمهل وأخر – وهو سبحانه يمهل ولا يهمل ولا يفوته شيء – ظهرت آثار اسم الله الحليم، وإذا عفى وتجاوز ظهرت آثار اسم الله الرحيم العفو.
لذلك ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري، وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين والحديث رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء يقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم] فهل هذا لأن الله يحب الذنب؟ لا، بل هو يكره ويغضب على فاعله، لكنه يحب التوبة، وإذا لم تتب فالله يحب أن يتجاوز عن عباده وأن يعفو عنهم، فإذا لم تقع ذنوب فلن تكون هناك توبة والله يحب التوابين ولن يكون هناك آثار اسم الله الحليم العفو وبهذا تتعطل صفات الله سبحانه وتعالى وليس في تعطيلها كمال له جل وعلا.
ولذلك عندما يتوب الإنسان لا يناجي الله بقوله يا منتقم تب علي، بل يناجيه بقوله يا رحيم تب علي فينادي ربه بالأسماء التي تتضمن الرحمة والمغفرة والعطف والحنان والحلم.
4 - ظهور آثار أسماء الله المتضمنة لحكمته وأنه يضع الأمور في مواضعها فهو حكيم يضع الشيء في موضعه، وهل في تقدير الذنب على الإنسان ووسوسة الشيطان له حتى أغواه حكمة؟
نعم حكمة ليس بعدها حكمة. كيف هذا؟
الإنسان لو لم يكن له شيطان يزين له أحياناً بعض أنواع الإثم والعصيان ليقع فيها وليرتكبها لربما ظن نفسه أنه ند لله وأنه شريك لله وأنه يساوي الله وأنه أفضل من النبيين أفضل من الملائكة المقربين لكنه عندما يعصي ربه يحصل له انكسار ويصبح في قلبه من الفقر والالتجاء والمسكنة ما به يدخل على ربه ولذلك لولا المعصية لوقع الناس فيما هو أكبر منها وهو الكبر والعجب والغرور ويرى أن السموات والأرض لا تسعه مع أن عبادته قد تكبه على وجهه في جهنم، وعبادة 500 عام ما وفّت بنعمة البصر كما تقدم معنا، ولو حاسب الله خير خلقه عليه الصلاة والسلام مع روح الله عيسى بن مريم على أصبعين فقط الإبهام والسبابة لعذبهما ربهما ثم لم يظلمهما، فمن أنت؟!! لكن الإنسان يغفل عن نفسه وعن العيوب التي في طاعاته فيقع أحياناً في بعض المعاصي الظاهرة من نظر حرام ومن غناء، أو كلمة باطلة، فمثل هذه المعاصي وغيرها كسرت قلبه.
وقد ثبت في مسند البزار وشعب الإيمان للبيهقي بسند صحيح جيد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [لو لم تكونوا تذنبون لخفت عليكم ما هو أكبر من الذنب، العُجْبَ العُجْبَ] أي أخاف عليكم العجب، حقيقة العجب مهلك للإنسان، لا طاعة أعظم من انكسار النفس والتذلل بين يدي الله، ولا معصية أشنع من إعجاب المرء بنفسه ورأيه، والعجب هو معصية إبليس.
ولذلك إذا ابتلي الإنسان بشيء من المعاصي فإذا جاءه الشيطان ليوسوس له بالعُجب وأنه يعبد الله ولم يعصه يقول: يا نفس تذكري يوم كذا ماذا عملت واستحي من الله وقفي عند حدك، والمجاهد من جاهد نفسه في الله جل وعلا.
ولذلك هذا هو الجهاد الأكبر هو أن تجاهد هواك، وأن تجاهد تطلعات النفس إلى الكبر والزهو والخيلاء والعجب ومضادة الرب في حكمه، فإذا وقع شر بسبب إبليس لكن هذا الشر خير، فمعصية طردت عنك أشنع الآفات وهي معصية العجب والكبر والغرور.
لعل عتبك محمودٌ عواقبُه ??? وربما صحت الأجسام بالعلل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/27)
يعني ما تبتني فما عدت لذنبي، وصرت كما تريد فهذا العتب (المذموم) وهو عدم الوقوع في الخطأ مرة أخرى، وهنا كذلك فكان في القلب آفة دفينة من عجب وكبر وغرور وخيلاء وفخر – وهذه كلها مهلكة – من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لا يدخل الجنة – فابتلاه الله بجريمة الزنا مثلاً، فنكس رأسه وانكسر وبقي يقوم في السحر يقول يا رب، يا رحيم يا كريم استرني في الآخرة كما سترتني في الدنيا، تب علي، فإذن معصية وقع فيما لكنها دفعت عنه معاص ٍ ستدخله أسفل سافلين وهو لا يدري، وحقيقة هذه حكمة لولا الوقوع في المعصية بسبب الشيطان لوقع الناس في أشد من المعاصي الظاهرة.
ولذلك لا يدخل العباد على الرب إلا من باب الذل والانكسار، وكل من تعالى غضب الله عليه يريد وكان أئمتنا يقولون: "من تعالى لله وترفّع لقي عطباً، ومن طأطأ لقي رطباً" فمن تعالى لقي هلاكاً، والذي يريد الرطب يطأطئ رأسه ليتناوله، وهنا كذلك تعاظم يغضب الله عليه (إن عليك لعنتي إلى يوم الدين) بسبب قول إبليس (أنا خير منه) فكلمة قالها أوبقت دنياه وآخرته، أفسدت عاجله وآجله.
وخذ المعصية التي قدرت على نبينا آدم صلى الله عليه وسلم جعلت حاله بعد المعصية خيراً من حاله قبلها بكثير ولا نسبة بين تلك وبين هذه، صار بعد المعصية نبيناً من أنبياء الله كلمه الله قبلاً وأرسله بعد ذلك إلى بنيه وجعله أصل البشر ثم أخبرنا الله أنه اجتباه وتاب عليه وهدى، فمعصية وقعت منه جرته إلى هذه الكلمة التي لا يدخل إنسان على ربه إلا من طريقها (قالوا: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).
وكل عبد لا يجعل هذه الكلمة ديدنه، فهو بعيد عن الله، ولا يدخل الإنسان الجنة إلا من هذا (الطريق ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)، فنحن معترفون بذنوبنا وتقصيرنا وتفريطنا لكن مع ذلك نطمع في رحمتك وفي فضلك وأنت واسع المغفرة، ولمن تكون الرحمة إلا للمذنبين أمثالنا.
5 - حصول أنواع العبودية التي يُتقرب بها إلى رب البرية بسبب خلق الذات الإبليسية، حصلت عبادات متنوعة منها:
أ) مجاهدة النفس ب) مجاهدة الكافرين جـ) الاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم
والله يحب هذا (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) ولنا عدوان: عدو ظاهر مكشوف (الكافر)، وعدو باطن مستور (الشيطان) أما العدو الظاهري فنداريه ولا نقاتله ونحاربه، وأما العدو الباطن المستور فلا سبيل إلى محاربته إلا بالالتجاء إلى ربنا، فنقول يا رب، سلطت علينا من يرانا ولا نراه فنسلطك عليه فأنت تراه وهو لا يراك فاكفنا شره وشر أتباعه إنك على كل شيء قدير.
فهذه إذن عبوديات متنوعة حصلت بسبب الشيطان الرجيم، فهذا السبب المذموم يوصل إلى نتائج محمودة، وهذه بعض الحكم من خلق إبليس ذكرناها على عجل وفي بيانها بيان للحكمة من خلق الشرور وأنواع الضر وتقديرها.
وبهذا نتحقق من قول نبينا عليه الصلاة والسلام الذي كان يقوله عندما يناجي ربه في صلاة الليل [والشر ليس إليك] والحديث في صحيح مسلم بشرح النووي (6/ 59) عن علي رضي الله عنه قال [كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يصلي يفتتح صلاته فيقول: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرتُ وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعاً إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك , وأتوب إليك] هذا يقوله في دعاء الاستفتاح قبل أن يقرأ الفاتحة، وهذا من جملة الأدعية المشروعة التي يقولها المصلي إن شاء وإن شاء أن يقتصر على قوله: [وجهت وجهي للذي فطر السموات .... من المسلمين]، وإن شاء أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وإن شاء قال الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا ً – إلخ دعاء. وإن شاء غيرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/28)
وانظروا كتاب الأذكار للإمام النووي في أدعية الاستفتاح التي يخير المصلي بين شيء منها في أول صلاته.
الشاهد: والشر ليس إليك، هذه الجملة تحتمل خمس معان ٍ أحدها الذي نتكلم عنه:
المعني الأول: أنك لا تقضي شراً محضاً خالصاً، والشر الذي تقضيه وتقدره هو خير بالنسبة لحكمتك وقضائك وتقديرك، وإن كان شراً بالنسبة لمن يقع عليه، فإذن لما تقدره لما يترتب عليه من حكمة وخير.
مثال للتقريب: المطر هو خير، لكنه شر للمسافر ولذلك يقول الله (يريكم البرق خوفاً وطمعاً)، من جملة ما قيل في تفسيرها: خوفاً للمسافر لأنه إذا نزل أتعبه ويخشى من السيول، وطمعاً للمقيم فبمجرد أن يرى البرق يطمع في نزول المطر، فلو قدر أن مطراً نزل وسالت وديان وجرف بعض المسافرين وأغرقتهم فهو شر بالنسبة للمسافر، وهو شر جزئي، لكنه ترتب عليه خير عام حيث فرح الناس بنزول المطر وحي العالم بنزوله.
مثال آخر: قطع يد السارق، شر في حق السارق، لكن هو خير عام للمجتمع، حافظنا على أموال الناس، منعنا أنفسنا سخط الله، فإنه إذا انتشرت المعاصي ولم يؤخذ على يد العاصي نُزعت البركة، والله يعاقبنا بعقوبة عاجلة تعم.
إذن لا تقضي شراً محضاً لا تقدره لا تشاؤه، إذا قدرت شراً فلحكم نتج عنه، وهذا المعنى هو محل الشاهد في بحثنا.
المعنى الثاني: أي لا يُتقرب بالشر إليك، وهذا قاله الخليل بن أحمد والنضر بن شُميل والأزهري وهؤلاء كلهم من علماء اللغة، ونُقِل عن إسحاق بن راهُوْيَهْ وابن معين وابن خزيمة وهم من أئمة الحديث الشريف.
المعنى الثالث: أي لا يضاف إليك الشر على انفراده فلا يُقال يا خالق الكلاب والخنازير ولا يُقال: يا رب إبليس، قاله الإمام المزني، مع أنه خالق الكلاب والخنازير ورب إبليس لكنه يشعر بذم ويوهم بنقص بل تقول يا رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، أو تقول يا رب النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهذا فيه مدح لأنك تضيف ربوبية الله جل وعلا إلى مخلوق فاضل.
وأما أن تقول يا رب الطلاب والخنازير وإبليس فرج كربي، فهذا في الحقيقة سوء أدب في مناجاة الله مع أنه ربهم، ولذلك قال أئمتنا: الشر لا يضاف إلى الله على انفراده، وذلك لأنه لم يخلقه لأنه شر، بل خلقه لما يوصل من حكمة وخير.
وإذا أردت أن تضيف الشر فلك أحد أساليب ثلاثة:
الأسلوب الأول: أن تضيفه إلى الله عن طريق العموم فتقول: الله خالق العالمين، الله رب العالمين، يا رب المخلوقات والأرض والسموات، يا رب كل شيء ونحوها فدخل في هذا الخير والشر، الفاضل والضال.
الأسلوب الثاني: أن تحذف فاعله فلا تضيفه إلى معلوم وقد تأدب الجن بهذا الأدب فقالوا كما أخبر الله عنهم في سورة الجن (وأنا لا ندري أشرٌ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم رشداً) الرشد خير يضاف إلى الله، وأما الشر فهذا لا نضيفه إلى الله جل وعلا على سبيل الانفراد والاستقلال فنعرف فاعله ونضيفه إلى مجهول، فانظروا لهذا الأدب (أشر أريد بمن في الأرض) فلم يضيفوه لأحد مع أن هذه الإرادة لله وإرادته هي النافذة.
وانظر إلي خليل الله إبراهيم وإلى أدبه يقول (وإذا مرضت فهو يشفين) فأضاف المرض إلى نفسه.
ومن هذا قول الخضر لموسى عليه السلام (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها) وعيب السفينة نقص، فلم يقل: أراد الله أن أعيبها مع أنه في آخر الآيات قال (وما فعلته عن أمري) أي أمرني الله بذلك، وهو عاب السفينة لمصلحة لكن ظاهر اللفظ فيه نقص فلا يضاف إلى الرب، وانظر ماذا قال بعد ذلك: (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنزُ لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما) فقال أراد ربك ولم يقل فأردت، لأن هذا خير فيضاف إلى الله بخلاف الشر، والخير يجوز أن تضيفه إلى نفسك وإلى الله كما قال الخضر في حق الغلام (فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحمة)، كما أنك إذا صليت يجوز أن تقول صليت بقدر الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/29)
الأسلوب الثالث: أن تضيف الشر إلى السبب الذي نتج عنه ووجد بسببه، كما قال تعالى (من شر ما خلق، ومن غاسق إذا وقب، ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد)، فهذا الشر يقع من مخلوقات الله ولم يضفه لنفسه، فأضافه إلى الخلق، ثم بعد ذلك أضافه إلى أفراد بأعيانهم: الغاسق إذا وقب، النفاثات، والحاسد.
المعنى الرابع: الشر لا يصعد إليك إنما يصعد إليك ما هو خير طيب كما قال جل وعلا (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه).
المعنى الخامس: أي ليس عدادك من أهل الشر ولا ينسب إلى الشر حكاه الإمام الخطابي في معالم شرح السنن أبي داود، يقال فلان ليس من بني فلان، وفلان من بني فلان، إذا كان عداده فيهم أو ليس عداده منهم، أي لست من أهل الشر بل أنت طيب كريم.
ذكر الإمام الرازي في تفسيره في (13/ 93) في تفسير سورة الأنعام، عند قوله تعالى (إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلك الله فأنى تؤفكون) يقول ما حاصله كان بعض الملوك الجبارين يتفنن في تعذيب المسلمين المساكين، فأتى مرة بشيخ صالح فأراد أن يعذبه بنوع من أنواع العذاب وهو أن يسقيه الأفيون (المخدر) فأسقاه ذلك لأجل أن يموت بسبب فقدان الحرارة الغريزية، ثم وضعه في بيت مظلم تحت الأرض يقال له سرداب وقبو وملجأ، ثم بعد فترة جاء الملك ليتفقد هذا الشيخ هل مات أم لا؟ وكان يظن أنه مات لكنه أراد أن يتأكد فلما جاءه وجده حياً فاستغرب الملك وحار في أمره، فقال له: ما شأنك؟ فأخبره الشيخ: أنه لما وضعتني في هذا السرداب جاءني ثعبان عظيم فلدغني، فبهذا حييت، ثم كف هذا الملك عن الظلم بعد ذلك، فقيل للملك كيف هذا؟ فقال: إن الأفيون يفقد الحرارة الغريزية فيقتل بقوة برده، بعكس السم فإنه يزيد الحرارة الغريزية ويقتل بقوة حره، والجسم لابد من توازن الحرارة والبرودة فيه، فتوازنت الحرارة في جسم الشيخ وما تأثر بلدغ الحية مع أنها شر لكنه فيها خير، فالله سبحانه لا يخلق شراً محضاً، وإذا قدرته فلما ينتج عنه من حكم.
3 - الإيضاح الثالث: كيف يرضى الله لعبده شيئاً ولا يعينه عليه؟
فالله جل وعلا رضي لنا الإيمان والطاعة، لكن لم يعن العباد جميعاً على ذلك، بل أعان قسماً منهم وهم الموحدون، وخذل قسماً منهم فلم يعنهم، فكيف يرضى الله لعباده شيئاً ولا يعينهم عليه؟!.
نقول: لا إشكال في ذلك مطلقاً، لأنه لو أعانه على ما رضيه لهم لترتب على هذا محذوران أو أحد محذورين:
المحذور الأول: قد تستلزم إعانة الله جل وعلا لعباده على ما رضيه لهم وأحبه قد تستلزم فوات محبوب لله هو أعظم من حصول تلك الطاعة التي رضيها لعباده وأحبها لهم.
المحذور الثاني: قد تستلزم إعانة الله جل وعلا لعباده على ما رضيه لهم وأحبه قد تستلزم وقوع مفسدة هي أكره لله جل وعلا من فوات تلك الطاعة التي أحبها لعباده ورضيها لهم، فدُفع أعظم المكروهين بأحدهما، مثال:
يقول الله جل وعلا في كتابه عن المنافقين (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين) الله أحب الجهاد وأمرهم به وأمرهم بالخروج لكن كره الله خروجهم، وعدم خروجهم مفسدة، لكن في خروجهم مفسدة أعظم فانظر إلى النتيجة بعد ذلك لو خرجوا.
(لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً) هذه المفسدة الأولى، أي ما زادوكم إلا ضعفاً وخذلاناً لأنهم لن يقاتلوا بجد ونشاط وعزم إنما سيخذلون ويجبنون، وإذا جبن فرد في الجيش قد تسري العدوى على أفراد الجيش، والجيش يزداد عزمه وقوته عندما يرى الأفراد يتسابقون إلى الاستشهاد، لكنه عندما ينظر إلي زملائه يفرون ويضعفون ويجبنون فهو بالتالي سيجبن ويهن (ولأوقعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم) والإيقاع هو الإسراع في الإفساد ونقل النميمة والتحرش بين المسلمين، وأمر هؤلاء لا يخفى على الكثير وفيكم سماعون لأنهم يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، وهذا التحريش هو مفسدة ثانية في حد ذاتها فإذا ضعف المسلمون وتحرشوا فيما بينهم بعد فعل المنافقين فهذه أيضاً مفسدة ثالثة فتركهم للجهاد مفسدة ولكن في إعانة الله لهم على الخروج وجهادهم مفسدة أعظم، فدفع أعظم المكروهين بأدناهما، وفي خروجهم أيضاً فوات لمحبوب هو أعظم عند الله من حبه لخروجهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/30)
مثال آخر: (وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين) فمصلحة هذا الرجل المؤمن من آل فرعون الذي نصح موسى مصلحته في أن يشير عليه ويبتعد عنه لا في أن يعينه ويساعده لأنه لو ساعد لأذي وقتل، إذن فمصلحة الناصح هنا تتعلق بالأمر لا بالمعونة. ولله المثل الأعلى.
مثال آخر للتقريب: ولله المثل الأعلى – لو أن هناك امرأة صالحة تعد نفسك لخطبتها والزواج منها، من فترة طويلة لأنك تعرف أسرتها ونشأتها، فجاءك بعض الصالحين وقال لك: ما رأيك في فلانة بنت فلان أريد أن أتزوجها؟، وكانت هي التي تعد نفسك لها، فأنت الآن قد تستحي أن تقول له أنا أريد أن أخطبها، وكذلك لا يجوز لك أن تذمها كذباً لتبعده عنها فأنت ستقول الحق وتقول له هذه امرأة صالحة من أسرة طاهرة وسعيد الحظ من يتزوجها وهي فرصة لك – مع أنه في قرارة نفسك تدعو الله ألا يتم هذا النكاح – فإذا قال لك زميلك: اذهب معي لنكلم أهلها فستعتذر ولن تذهب معه، فإذن أنت نصحته ودللته ولم تعنه فإذن الإعانة شيء آخر، ولا يلزم من النصح والأمر الإعانة – ولله المثل الأعلى، فكم من إنسان تأمره وأنت لا تريد حصول هذا له لأنه يتضمن مضرة عليك أو يتضمن زوال محبوب لك هو أعظم من ذلك المحبوب الذي سيحصل له.
مثال: لو أعان الله عباده كلهم على الإيمان ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة لكن هذا لو حصل لترتب عليه ولفات به محبوبات كثيرة عظيمة لله جل وعلا منها:
1) تقدم معنا إظهار قدرة الله على خلق المتضادات.
2) إظهار آثار أسماء الله المتضمنة لقوة بأسه وانتقامه فإذا كان كل من في الأرض مؤمنين لفاتت هذه الآثار وهي محبوبة لله جل وعلا.
3) ويترتب على الكفر والذنب طاعة أحب إلى الله منها وهي التوبة فلم يعنه على الطاعة من أول الأمر ليترتب عليها حصول طاعة أعظم بعد ذلك ولو حصلت من أول لفات هذا الأمر المحبوب لله.
4) لو حصلت الطاعة من أول الأمر قد يترتب عليه مفسدة أعظم وهي العُجب فوقع في الذنب حتى ينكسر ولا يتكبر فزالت مفسدة أعظم مما لو لم تحصل تلك الطاعة، أي لو لم تحصل مفسدة يسيرة لحصلت مفسدة كبيرة، فدفعت الكبيرة باليسيرة كما تقدم معنا في الحكم، ولو كان الخلق كلهم مؤمنين فمن سيدخل النار؟ فهذا لابد من وعيه ولا تظن أن الحكمة تقتضي أن يكون جميع الناس مؤمنين، ليس كذلك، لأنه لو كان هذا هو الحكمة لقدرة الحكيم العليم (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) هود (118، 119)، (ولذلك خلقهم) فيها تفسيرأن كلاهما ثابت عن سلفنا الكرام: خلقهم أي ليأمرهم بالإيمان ليكونوا ملة واحدة ليرحمهم بعد ذلك فالإرادة دينية شرعية وقيل: خلقهم أي ليختلفوا فيحاسب كلاً على عمله فالإرادة كونية قدرية، وأحد التفسيرين لابن عباس والآخر للحسن لكن لن أذكر تحديداً النسبة الصحيحة لكل قول.
ولذلك قال أئمتنا من أمره الله وأعانه فقد تعلق بالمأمور خلقه وأمره إنشاءً ومحبة (وجدت فيه الإرادة الشرعية والكونية) ومن أمره الله ولم يعنه فقد تعلق بالمأمور أمره لا خلقه لعدم الحكمة، قل لله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين وليس في هنا أي إشكال، والشر ليس إليك وأسباب الخير ولا يستلزم الخير حصولها بكاملها إنما قد يوجد الله الثلاث في بعض العباد وقد يوجد بعضها في بعض العباد فهو المتفضل والمنعم على عباده:
السبب الأول: إيجاد: خلقه لإبليس وللكافرين نعمة.
السبب الثاني: إعداد: أعد قلوبهم بحيث جعلها صالحة للهدى والإيمان كما قال لنبيه موسى عليه السلام (واصطنعتك لنفسي) هذا من به على بعض العباد.
السبب الثالث: إمداد: بعد أن هيأه وأعده جعله يقبل ذلك الإيمان ويطمئن إليه ويأخذ به، فلا يخلو مخلوق من فضل الله لكن إما في نعمة الإيجاد وإما في نعمة الإيجاد والإعداد والإمداد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/31)
فالله جل وعلا أوجد نبيه محمداً صلى الله عليه وأعده وأمده، والله يقول للنبي صلى الله عليه وسلم (ووجدك ضالاً فهدى) (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان) والله يقول (وما كنت ترجو أن يلقى إليه الكتاب إلا رحمة من ربك) لكن قف عند نقطة: هل هذا الاختيار مبناه على العبث والسفه أم هو وضع للأمور في مواضعها؟ إذا كنت تؤمن بأن الله حكيم فستعلم أنه اصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم لما يعلمه مما في قلبه، واختياره كان في محله كما قال (الله أعلم حيث يجعل رسالته) (الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس) (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون) و (ما) هنا نافية وهذا أقوى القولين في تفسيرها، ويتم الوقف عند قوله (ويختار)، أي ما يحصل لهم هذا ولا يقومون به، وقيل: (ما) موصولة، المعنى صحيح أيضاً ويختار الذي فيه خير لهم وهو أرحم بنا من أنفسنا.
والله جل وعلا أوجد أبا جهل ولم يعده ولم يمده، لما له من الحكمة التامة ولو شاء أن يجعله كالأنبياء لجعله لكن له الحجة البالغة والحكمة التامة، فخذله لما يعلم في قلبه من الخبث والكبر والطغيان، إذن الله سبحانه وتعالى أوجده وخلقه بشراً سوياً عاقلاً مدركاً ذكياً لكنه لم يعده ولم يمده لحكمته التامة وعلمه سبحانه وتعالى ولله على خلقه نعمتان: الأولى خلق وإيجاد، والثانية هداية وإرشاد، الخلق والإيجاد مبذولة للجميع (وما بكم من نعمة فمن الله) (الله خالق كل شيء)، ونعمة الهداية والإرشاد (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، وهنا كذلك إيجاد وإعداد وإمداد.
4 - الإيضاح الرابع:
يترتب على ما تقدم قول القائل والله لأفعلن كذا إن شاء الله، أو إن أحب الله ثم حنث، فهل عليه كفارة أم لا؟ وما الفارق بين الصيغتين؟
مثال لو قال: والله لآكلن التفاح هذا اليوم إن شاء الله، والله لآكلن التفاح هذا اليوم إن أحب الله ولم يأكل فهل هناك فرق في الحكم؟ نعم هناك فرق كبير بعد أن تعرف هذا المبحث الجليل.
إذا علقته بالمشيئة ولم تفعله لم تحنث مطلقاً لأن الله لم يشأ ذلك سواء كان المخلوق عليه طاعة أو معصية أو مباحاً كأن يقول أحد: والله لأسمعن الغناء إن شاء الله في هذا اليوم ولم يسمع لم يحنث لأن الله لم يشأه فتركه له دليل على عدم مشيئة الله له، ولو كان شاءه لحصل، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لأن المشيئة الكونية لا يتخلف مقتضاها كما تقدم معنا بخلاف المشيئة الدينية.
وأما إذا علقته بالمحبة فإن كان طاعة من واجب أو مستحب، فحلفت ولم تفعل فعليك كفارة وإن لم يكن طاعة فحلفت ولم تفعل فلا كفارة عليك، فلو حلف على غير طاعة من مباح أو معصية قال لأسمعن الغناء إن أحب الله، فلم يسمع فلا كفارة عليه لأن الله لا يحب هذا الفعل وتعليقك كان في محله، ولو قال لأصلين في المسجد إن أحب الله اليوم، فإن لم يصل فعليه كفارة، لأن الصلاة يحبها الله، فوافق تعليقه المحل فتعلقت الكفارة به إن حنث.
والسبب في التفريق بين التعليق على المشيئة والتعليق على المحبة: يُعلم مما تقدم معنا وهو أن الإرادة الشرعية الدينية قد يوجد مقتضاها وقد يتخلف والإرادة الكونية القدرية لابد من وجود مقتضاها فعندما يعلق فعله على مشيئة الله الكونية القدرية ولا يتيسر له الفعل نقول هذا يدلنا على أن الله لم يشأ لك ذلك، لأنه لو شاءه لابد من حصوله، فأنت إذن ربطت القسم بالمشيئة فإذا شاء الله فعلت وإذا لم يشأ لك فلن تذهب، وعندما تعلقه على محبة الله وكان طاعة فنعلم إذا وقع أنه إرادة كوناً وقدراً، وإذا لم يرده فلأنه أراده ديناً وشرعاً.
هذا كله إذا قصدت بالاستثناء (إن شاء الله) التعليق، أما إذا قصدت التبرك أي من باب البركة فاليمين منعقدة وحالّة وتحنث بترك الفعل فإذا لم تف بما حلفت حنثت، كأن يقول: لآتينك غداً إن شاء الله، ويقصد التبرك والبركة عملاً بقوله تعالى (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله)، فإن لم يأت حنث وعليه كفارة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/32)
وقد يقول الإنسان صيغة الاستثناء ولا يقصد منها التعليق، فأحياناً تكون في محقق ولا تكون في مشكوك فيه معلق ومنه قول الله جل وعلا ( ... لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ... ) اللام في لتدخلن للقسم، والاستثناء للتبرك فالله يقسم على أنهم سيدخلون المسجد الحرام، والآية نزلت في صلح الحديبية ليبشرهم بدخول مكة ومنه قوله صلى الله عليه وسلم عندما كان يزور المقابر والحديث في صحيح مسلم وغيره [السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون] فهذه أيضاً للتحقيق والتبرك لأنه سيلحق بهم قطعاً صلى الله عليه وسلم، وليس هذا من باب الشك.
ولذلك من جملة تعليلات سلفنا للاستثناء في الإيمان أي إذا قال المؤمن أنا مؤمن إن شاء الله هذا الوجه أي للتبرك والوجوه الأخرى اكتبوها أيضاً لارتباطها بمبحثنا.
1 - من باب التبرك، وقلنا هذا هو الذي نحن فيه.
2 - من باب دفع المدح عن النفس، لأن أعظم ما يمدح به الإنسان أن يقول أنا مؤمن، فيدفع هذا المدح وهذه التزكية.
3 - من باب الشك في الكمال لا في الأصل، لأنه لا يجزم بكمال إيمانه.
4 - من باب الشك في الخاتمة، لا في الحال الحاضرة.
5 - الإيضاح الخامس:
يدور حول إجمال كلام في القدر:
الأول: القدر – كما تقدم – سر الله في خلقه لم يطلع عليه ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً.
سئل أذكى الناس في وقته إياس بن معاوية: ما رأيك في القدر؟ فقال: رأي لا أعلم من قدر الله إلا ما تعلمه ابنتي وهكذا حال الأنبياء والملائكة وخلق الله أجمعين.
فهذا استأثر الله به ولم يطلع عليه أحداً فهو سر الله في خلقه فلا تفشوه أي ليس بإمكانكم أن تطلعوا عليه وليس المراد أنه أعلمنا به ثم أمرنا بكتمانه.
وقد يجد الإنسان في نفسه أحياناً شيئاً من التساؤلات والاستفسارات والشبه التي يلقيها الشيطان حول قدر الله فإذا وجد شيئاً من ذلك في قلبه فليقل ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لا يسأل عما يفعل، قدر الله وما شاء فعل، رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبيناً ورسولاً.
ثبت في سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجه وكتاب السنة لابن أبي عاصم بسند صحيح عن عبد الله بن فيروز الديلمي (وورد في كتب الحديث تسميته بابن الديلمي) قال ذهبت إلى أبي بن كعب فقلت: أبا المنذر، قد وقع في نفسي شيء من القدر () فحدثني لعل الله أن يذهبه من قلبي، فقال له: أبي بن كعب رضي الله عنه: [لو أن الله عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيراً من أعمالهم ()، ولو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما قبل الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك () ولو مت على غير هذا مت على غير الإسلام، يقول ابن الديلمي: فذهبت إلى ابن مسعود وإلى حذيفة ()، فقالا لي مثل ما قال أبي ثم ذهبت إلى زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ()] فإذا وقع في أنفسكم شيء من القدر فاستحضروا هذا الحديث.
ولذلك أمرنا رسولنا ونبينا صلى الله عليه وسلم إذا بحثنا في القدر أو تكلمنا فيه أن لا نسترسل وأن نقصر الكلام في ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم – والحديث في مسند الإمام أحمد ومعجم الطبراني وغيرهما بسند صحيح [إذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكر النجوم فأمسكوا].
[إذا ذكر القدر فأمسكوا] لا تسترسلوا في الكلام، لكن لا مانع أن تبحث عن طريق الأدلة الشرعية لتعرف ما ينبغي أن تعتقده وأن الله قدر كل شيء وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأما كلمة لِم؟ وما السبب؟ وما العلة؟ فلا تقلها ولا تفكر فيها فأنت عبد ولا تعترض على ربك، فإن هذا لا يفعله إلا من يجعل نفسه نداً لربه لا عبداً له، والعلة إذا ظهرت لك تزداد بصيرة على بصيرة، وأما إذا لم تظهر لك فلا تقل لم؟ فلا تسترسل في الكلام فيه، وإن أبيت فلن تصل إلى إحدى ثلاث بليات ستأتي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/33)
[وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا] أي وإذا ذكر ما حصل بينهم من خلاف فأمسكوا. فحذار حذار من إطالة الكلام في الصحابة تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم، بل نسأل الله أن يغفر لهم وأن يرحمهم وأن يجمعنا معهم في جنات النعيم، ولا مانع أن يخطئوا فهم بشر لكن حذار أن تشيع خطأهم وأن تتلذذ به، فهذا لا يفعله إلا من غضب الله عليه فإذا مر معك شيء من خطئهم في أثناء بحثك فقل كل بني آدم خطاء، ولهم حسنات، أعظم من الجبال الراسيات وما جرى من السيئات مغمور في بحار حسناتهم.
[وإذا ذكر النجوم فأمسكوا] أي ما يتعلق بها من إسعاد ونحاسة ونزول مطر ورياح وغير ذلك كما يستدل به المنجمون فهذا كله من هوسهم يقولون إذا وقع برج كذا صار كذا (خيراً) أو صار كذا (شراً) فهذا مما لا يجوز الخوض فيه، فالنجوم مدبَّرة لا مدبِّرة، فلا يستدل بها على شقاوة أو إسعاد أو خير أو شر، بل نقتصر على معرفة ما فيها من عبر وآيات جعلها الله لذلك منها أنها علامات لتستدل منها في ظلمات البر والبحر ومنها أنها زينة للسماء ومنها أنها تضيء السماء ونحو هذه العبر ولا نخوض في أكثر من ذلك والشبه التي تقع في قلبك أيها الإنسان هذه إذا وقعت فجاهدها وادفعها ولا حرج عليك في وقوعها – أي وقوع الشبه حينئذ – وقد ثبت في مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث رواه الإمام مسلم أيضاً من حديث ابن مسعود، رضي الله عنه، ولفظ حديث أبي هريرة: [أن رجالاً جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله يجد أحدنا في نفسه () ما يتعاظم أن يتكلم به ولأن يخرمن السماء أحب إليه من أن يتكلم به، فقال صلى الله عليه وسلم: أوجدتم ذلك؟ قالوا نعم، قال: ذاك صريح الإيمان].
ولفظ حديث ابن مسعود: [سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة، فقال: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ذلك محض الإيمان].
ذلك الذي تجدونه في أنفسكم صريح الإيمان أي خالص الإيمان، ومحض الإيمان أي خالص الإيمان، فكيف جعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الوسوسة محض الإيمان وصريحه مع أنها مذمومة؟!.
نقول: إن الصحابة رضوان الله عليهم لما عرضت لهم الوسوسة لم يطمئنوا بها ولم يرضوها ولم يأنسوا بها بل جاهدوها وقاوموها، فإذن هم لم يرضوا بها ولذلك لم تكن مذمومة.
وهكذا أنت عندما تكره الوسوسة وتجاهدها لا ضير عليك في ذلك، ولا يخلو الإنسان من وجود وساوس في قلبه، لكن يذهبها بعد ذلك – إن شاء الله – الإيمان الحق.
ومعنى الحديث يتلخص في أمرين ومعنيين كما قرر الإمام النووي والقاضي عياض رحمه الله.
التأويل الأول: كراهية الوسوسة: لأنه يكرهها إلا مؤمن، فلولا الإيمان لما كرهتها.
التأويل الثاني: الشعور بالوسوسة دليل على الإيمان، فلولا الإيمان في نفس الإنسان لما وسوس الشيطان فالقلب الخرب لا يوسوس فيه الشيطان.
والمعنيان متلازمان فالمؤمن من يشعر بوسوسة فإذا شعر بها كرهها، فشعوره بها علامة إيمانه وكراهيته لها دليل على إيمانه.
والقلوب ثلاثة:
1 - قلب تام النور لا يقربه الشيطان لكرامته وطهارته، وإذا اقترب احترق كما لو أنه اقترب من السموات يرمي بشهاب ثاقب كقلب الأنبياء والصديقين، فقلب المؤمن التام النور أعظم حرمة عند الله من السموات.
2 - قلب خرب لا يقربه الشيطان لنجاسته، كقلوب الكافرين.
3 - قلب مريض فيه نجاسة وطهارة، فهذه يُقبل الشيطان عليها، كقلوبنا وهي حال أكثر قلوب المؤمنين، فيكر الشيطان عليها فأحياناً ينتصر وأحياناً ينكسر والمعصوم من عصمه الله.
وحال الشيطان مع القلوب كحال اللصوص مع البيوت في حياتنا، فالبيوت ثلاثة:
1) بيوت الملوك 2) بيوت خربة ما فيها إلا عذرة 3) بيوت عوام الناس
فاللص لا يقترب البيت الأول (بيت الملك) لما عليه من الحرس ولا يقرب البيوت الخربة لأنه لا يوجد فيها شيء يُسرق، وأما البيوت العادية التي ليست كبيت الملك وليست كالخرب فهذه يأتيها اللص ويحاول أن يسرقها إذا غفلت عنه، فإذا انتبهت لم يستطع سرقتها، وهكذا الشيطان يفعل فإذا كنت مؤمناً فغفلت مرة أتى على القلب وأغواه، وإذا ذكرت الله خنس ولذلك سماه الله الخناس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/34)
قيل لابن عباس: إن اليهود يزعمون أنهم لا يوسوسون في صلاتهم، فقال: صدقوا!! فقالوا: كيف ذلك؟ قال: ماذا يفعل الشيطان بالقلب الخرب.
(والذي يدخل الكنائس اليوم أو يسمع ما فيها لا يرى إلا كل رذيلة وفساد فماذا يعمل الشيطان بهؤلاء؟!، إنهم زادوا على إبليس ولعله إذا دخل عليهم الكنيسة أفسدوه لأنه كما قال الشيطان كنت ألقى الناس فأعلمهم فصرت ألقاهم وأتعلم منهم) وقال الشاعر المخذول:
وكنت امرأ ً من جند إبليس فارتقى ?? بيَ الحالُ حتى صار إبليسُ من جندي
فلو رأت قبلي كنت أحسن بعده ?? طرائق فسق ليس يحسنها قبلي
وغاية ما وقع من الشيطان أنه عصى ربه، لكنه لم يتقرب إليه بالمعصية أما هؤلاء النصارى يتقربون بالمعصية فتراه يصلي ويزني ....
وقد نهانا نبينا عليه الصلاة والسلام عن المجادلة والنزاع والأخذ والرد والقيل والقال في مسائل القدر، ثبت في سنن الترمذي بسند حسن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: [خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتنازع في القدر فغضب حتى احمرت وجنتاه () كأنما فقيء في وجهه حب الرمان () ثم قال: أبهذا أمرتم أم لهذا أرسلت إليكم ()؟، إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر عزمت عليكم ألا تنازعوا فيه] فمن كان مؤمناً فليحفظ عزيمة النبي عليه الصلاة والسلام وقسمه وتشديده وطلبه وإلزامه لنا.
وفي مسند الإمام أحمد وسنن بن ماجه بسند صحيح من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: [خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يختصمون في القدر فكأنما فقيء في وجهه حب الرمان من الغضب، ثم قال: بهذا أمرتم أو لهذا خلقتم؟، تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم].
ولذلك إذا ذكر القدر فأمسكوا وإياك أن تسترسل في هذه المباحث ولا أقول هذا الأمر لا تدركه العقول ولا تعلمه كما بينه لنا نبينا الرسول عليه الصلاة والسلام، لا أقول هذا لكن أقول البحث عن الحكمة في التقرير هو الذي لا تدركه العقول، فالعقول تدرك أن الله يعلم كل شيء وأنه قدره وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لكن عندما تريد أن تسترسل في بيان الحكم فهذا في الحقيقة مجال للتعثر.
فإذا استرسل الإنسان في القدر وما عصمه الله وما حفظه قد يقع في إحدى ثلاث بليات:
1) بلية الزندقة: وهي توهم معارضةٍ بين أمر الله وقدر الله، فيُسلم بأن الله خالق كل شيء – وهذا بقدره – لكنه يقول: إن هذا يعارض أمره ونهيه، وهذا يدل على سفاهته وعدم حكمته، وهؤلاء قدرية زنديقية، ويقولون الله أمر ونهى وقدر وخلق لكن أمره ونهيه يعارض قدره وخلقه.
أول من قال هذا إبليس حيث سلم بالخلق لكنه قال الأمر يخالف الحكمة لذلك أول المعترضين إبليس، أمره الله بالسجود فاعترض وقال كيف تأمر الفاضل أن يسجل للمفضول؟! أي أنت يا رب لا تعرف الحكمة سبحانه وتعالى عما يصفه الضالون علواً كبيراًً، الله أمرك يا إبليس أن تسجد فلماذا تفلسفت وصرت تقول: لم؟ وهذا ليس من شأنك أن تسأل عنه فالله رب العالمين يعلم الحكمة ويعلم الغيب وأنت لا تعلم شيئاً من ذلك فلماذا تعترض؟، وأنت لا تعرف شيئاً حتى عن نفسك هل تعرف ماهية روحك؟ لا أحد يعلم، فأنت كما قال الله (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ً)
أنت آكل الخبز لا تعرفه ??? كيف يجري فيك أم كيف تبول
كيف تدري من على العرش استوى ??? لا تقل كيف استوى كيف النزول
أين منك الروح في جوهرها ??? هل تراها فترى كيف تجول
هذه الأنفاس هل تحصرها ??? لا ولا تدري متى عنك تزول
فأنت إذا كان هذا حالك فلماذا تعترض؟، فاعرف قدرك، فهل أنت ستساوي الله في إدراك حكمة كل شيء، ولو ساويته لكنت إلهاً مثله بل تبقى حالتك أنك تعلم شيئاً وتخفى عليك أشياء، وما تجهله هو أضعاف أضعاف أضعاف أضعاف ما تعلمه فقف عند حدك، إذ قد يؤدي به التعمق في القدر إلى التزندق ولذلك كان الفلاسفة يقولون: "لا يوجد أضر على المخلوق من الخالق"، فنعوذ بالله من هذا الكفر، نعمه علينا لا تحصى ورحمته وسعت كل شيء ووالله هو أرحم بنا من والدتنا وأرحم بنا من أنفسنا أرسل لنا الرسل وأنزل علينا الكتب، فكيف يكون أضر شيء علينا؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/35)
ويقول هؤلاء الفلاسفة أيضاً: "شريعة الله من أولها لآخرها سفاهة"!!! سبحان الله، لكن هذا هو حال المخذولين ومنهم العبد المخذول أبو العلاء المعري الذي هلك سنة 449 هـ حيث يقول:
يد بخمس مئين عسجد وديت ??? ما بالها قطعت في ربع دينار
تناقض مالنا إلا السكوت له ??? وأن نعوذ بمولانا من النار
فهذه هي الزندقة يقول (تناقض .. ) ويقول أيضاً في أبيات أخرى:
أنهيت عن قتل النفوس تعمداً ??? وأرسلت أنت لقتلها ملكين
وزعمت بأن لها معاداً ثانياً ??? ما كان أغناها عن الحالين
أي لم هذه السفاهة يا رب أنت تنهانا عن القتل وأنت ترسل ملائكة تقتلنا؟ ولماذا تقول هناك معاد ثان ٍ وخلق ثان ٍ، لا حاجة لا للخلق الأول ولا الثاني؟!! سبحان الله هل صرت إلهاً حتى تحدد ملك الله وأفعاله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً لكن هذا هو حال من غضب الله عليه، ووصل في نهاية أمره يقول:
حياة ثم موت ثم بعث ??? حديث خرافة يا أم عمرو
وكان يقول أيضاً:
وما حج لأحجار بيت ??? كؤوس الخمر تُشرب في ذراها
إذا رجع الحليم إلى حجاه ??? تهاون بالشرائع وازدراها
أي الحليم إذا رجع إلى عقله فإنه يحتقر الشرائع من عهد آدم إلى عهد محمد صلى الله عليه وسلم!!! هذا هو نتيجة التعمق بالقدر مع أنه كل ما قاله يرده العقل البشري – وكل من يزعم أن هناك تناقضاً وتعارضاً بين أمر الله ونهيه وبين خلقه وقدره فهذا من سفاهته وقصر عقله وحماقته – فاليد الحكمة أن تُغلظ ديتها حتى لا يتعاون الناس في قطع أعضاء بعضهم البعض، والحكمة تقتضي أن تخفف نصاب السرقة لأننا إذا غلظناه وجعلناه كالدية خمسمائة دينار (80.000 درهم إماراتي تقريباً على أقل تقدير) أي لا تقطع اليد في السرقة إلا إذا سرق (80.000 درهم فما فوق) لفتحنا باب السرقة على مصراعيه، لكن الشارع خفف نصاب السرقة فجعله ربع دينار حتى يصون الأموال ولا يتساهل الناس في السرقة، وغلظ دية قطع اليد خطأ لا عمداً حتى لا يتساهل الناس في قطع أطرافهم، فأين السفاهة ما معري؟!! إن كلامك سفاهة يا سفيه، وإذا كنت تتقن الشعر ألا يوجد عندنا من يتقنه – كما حصل مع الزمخشري، وتقدم – يقول علم الدين السخاوي في الرد عليه (على أبيات المعري يد بخمس .... )
عز الأمانة أغلاها، وأرخصها ??? ذل الخيانة فافهم حكمة الباري
أي عندما كانت أمينة جعلناها ديتها ثمينة عالية، ولما صارت خائنة صارت اليد رخيصة، لما كانت أمينة كانت ثمينة فلما خانت هانت، وقال الشيخ عبد الوهاب المالكي عليه رحمة الله، في الرد عليه:
صيانة العضو أغلاها وأرخصها ??? صيانة المال فافهم حكمة الباري
وهذه هي عين الحكمة التي يجب أن يقولها العقلاء لو فرضنا عدم نزول شريعة بذلك، حفاظاً على المال وعلى أعضاء الناس وأطرافهم، فكيف به وقد وردت به شريعة أحكم الحاكمين؟!.
وإننا نقول للمعري، لإبليس أولاً أنت تعترف بأن الله ربك فتقول يا رب، فإذن هو خالقك فكيف تخالف خالقك، أي هل هو أعطاك الحكمة وبقي هو بدون حكمة؟!! سبحان الله، ثم نقول للمعري أيضاً من خلقك سيقول الله، فتقول له الذي خلقك أعطاك الحكمة ورضي لنفسه بالسفاهة؟!! فأنت بما أنك سلمت بأنه خلقك يجب أن تقر وتسلم بحكمة الله وأن لا تتوهم أو تقول إن هناك مخالفة ومصادمة بين شرع الله وقدرته، فهذا حال من تعمق بالقدر وصل إلى حد الزندقة وكذلك المخذول الآخر أحمد بن يحيى الراوندي الذي هلك سنة 298 هـ وذكره ابن حجر في اللسان ليلعنه، فعليه وعلى أمثاله لعنات رب العالمين وهكذا إمامهم الأول الشيطان الرجيم هؤلاء كلهم يعترضون على أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين، ولذلك كان المعري يقول: ما هجوت أحداً بشعري، فقال له بعض المعاصرين: صدقت إلا الله ورسوله. أي ما هجوت أحداً من البشر لكنك هجوت رب العالمين وخير المرسلين، فشعرك كله تسفيه لكلام الله جل وعلا ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول:
إذا رجع الحليم إلى حجاه ??? تهاون بالشرائع وازدراها
فهل هذا هو الحليم الحكيم؟!!! يرجع إلى عقله فيستهزئ بشرع ربه، سبحان الله، وقد تقدم معنا أن شريعة الله لعقولنا كالشمس لأعيننا، فكيف أنت تريد أن تستقل بتدبير نفسك؟!!!
إذا لم يكن عون من الله للفتى ??? فأول ما يقضى عليه اجتهاده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/36)
يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث فأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
2) إذا سلم من هذه الطريقة (الزندقة) فسيسلك الطريقة الشركية الجبرية: حيث يقول كل ما نفعله أحبه الله ورضيه، (لو شاء الله ما أشركنا) فلما تعمق في القدر دون أسس شرعية أدَّاهُ أمره إلى أن يقول كل شيء بقضاء وقدر، وهذا صحيح لكن رتب عليه محذور فقال: كل ما قضاه الله يحبه وعليه فنحن نطيع الله ونحن وإن خالفنا أمره إلا أننا قد وافقنا إرادته، والموافق لإرادته مطيع، وقد تقدم معنا أن الطاعة هي موافقة الأمر الديني لا الأمر الكوني القدري.
3) وإذا سلم من هذه والتي قبلها فسيقع في الطريقة المجوسية، فيقول: الله أمر ونهى وشرع وحكم لكنه لم يخلق ولم يقدر، فأداه تعمقه في القدر إلى نفي القدر، لأنه على زعمه لو أثبت القدر لكان الله ظالماً!! فلينزه الله عن الظلم قال لم يقدر عليه شيئاً ولم يخلق شيئاً بل العبد هو الذي يقدر ويخلق.
فانظر للضلالات التي ستعتري من يتعمق في القدر دون أسس علمية شرعية، فابحث في قدر الله على حسب ما تلكمنا وضع أمامك كتاب الله وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام وحذار أن تخرج عنهما، فإذا كان عندك بحث شرعي فتقرره ثم تقف عند هذا، وأما إذا ما أردت، أن تبحث في هذا المبحث على حسب مقتضيات العقول فستخذل وتضل كما ضل من قبلك.
الثاني: جميع الأمور بتقدير العزيز الغفور:
فكل ما يقع من إيمان وكفر وخير وشر وطاعة ومعصية سبق به تقدير الله، ولا يقع شيء إلا حسب قدر الله وعلى حسب ما سطر في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق مخلوق أو يوجد موجود.
ثبت في صحيح مسلم وموطأ الإمام مالك عن طاووس –، قال: [إن كنت أدركت ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يقولون كل شيء بقدر، وسمعت ابن عمر يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كل شيء بقدر حتى العجز والكَيْس] أي حتى الحماقة والذكاء أي كل ما يقع بتقدير الله فهذا مما تواتر عن الصحابة وثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام، وهذا الأمر ورد فيه الحديث أشار ربنا إليه في آخر سورة القمر قال (إنا كل شيء خلقناه بقدر)، ثبت في صحيح مسلم وسنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [جاء المشركون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجادلوه في القدر () فأنزل الله إنا كل شيء خلقناه بقدر وما أمرنا إلا واحدة كلمح البصر]، إذن كل ما يحصل من طاعة ومعصية فهو بقدر الله لكنه يثاب على الطاعة ويعاقب على المعصية.
3) الثالث: مبحث القدر الذي بحثناه يدعونا إلى أن يعظم الخوف في قلوبنا مما سبق به تقدير ربنا لنا، ولذلك قال أئمتنا المؤمنون يخافون سوء الخاتمة، والصديقون يخافون سوء السابقة، ولا يكون سوء الخاتمة إلا على حسب سوء السابقة، فأولئك (المؤمنون) يتعلقون بحالتهم فقط فيخشون من سوء الخاتمة لكن هؤلاء (الصديقون) عندهم خوف أعظم من خوف سوء الخاتمة وهو سوء السابقة، أي ماذا كتب لهم في الأزل من أهل النار أو من أهل الجنة؟.
والسعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقي في بطن أمه، وأنت لما كنت في ظلمات ثلاث كتب رزقك وأجلك وشقي أم سعيد، لكن ليس في هذا إجبار ولا إكراه، كما تقدم.
لكن تطيش عقول الصديقين نحو السابقة التي قدرها رب العالمين والسابق مجهول، ولذلك ينبغي عليك أن لا تسترسل في الفساد وتقول هذا قدر علي لا ينبغي هذا منك فإذا كنت كيساً عاقلاً فإنك تأخذ الأهبة والحذر وتخاف ومن خاف هرب من سخط الله إلى رضوانه ولجأ إليه بالدعاء والتضرع وأن يحسن خاتمته، فمن خاف هرب ومن رجا طلب وإذا رجوت ولم تطلب فأنت متمنٍ أحمق، وإذا خفت ولم تهرب فأنت كذاب أحمق، ولذلك كان الصالحون يقولون: عجبنا للجنة نام طالبها وعجبنا للنار نام هاربها.
لكن ضربت الغفلة على قلوبنا ونسأل الله أن يحسن خاتمتنا إخوتي الكرام ... الإنسان إذا أراد أن يحصل شيئاً تراه يطلبه ويسعى وراءه فمن أراد بناء بيت لم يجلس بل سعى في تحصيل مواده وأمواله وما شكل كل هذا وكذا من يريد الزواج، فكيف ينبغي أن يكون حال طالب الجنة؟ لابد من السعي إليها والهرب من النار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/37)
ولذلك قال الله عن أهل الجنة (إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) (كانوا قليلاً من الليل يهجعون) فإذن ينبغي الخوف مما سبق، التقدير والخوف يدعوان إلى الابتعاد عن سخط الله وملازمة طاعة الله.
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء بهذه الجملة المباركة [يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك] ثبت ذلك في سنن الترمذي وابن ماجه ومستدرك الحاكم، والحديث رواه ابن أبي عاصم في السنة، والآجري في الشريعة وسنده صحيح كالشمس عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [كان يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فقلنا: يا رسول الله آمنا بك وصدقناك فهل تخاف علينا فقال: إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء].
والحديث روي من رواية أمنا أم سلمة وعبد الله بن عمرو بن العاص والنواس ابن سموان رضي الله عنهم أجمعين بألفاظ متقاربة في بعضها [اللهم ثبت قلوبنا ثبت قلوبنا على دينك] وفي بعضها [اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك] هذه ألفاظ للحديث كلها ثابتة.
وثبت في معجم الطبراني الأوسط بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه والحديث في مجمع الزائد (10/ 176) أن الرسول صلى الله عليه وسلم [كان يدعو بقول: يا ولي الإسلام وأهله () ثبتني حتى ألقاك].
4 - الرابع: مبحث القدر يدعونا إلى أمر عظيم في حياتنا ينبغي أن نتصف به إذا آمنا بقدر ربنا وهذا الأمر هو: أن نكون أقوياء وأن نتوكل على رب الأرض والسماء لأن ما قُدر له، فعلام الوهن والضعف والجبن وعلام التواضع والاستكانة للمخلوق مع أن ما قدر لك كائن وسيأتيك ورزقك لا يأكله غيرك وحياتك لا تصرف إلى غيرك فلا ينبغي التذلل لغير الله (قل لن يصيبنا إلا ما كبت الله لنا)
ولذلك المؤمن هو أقوى أهل الأرض وإن كان فرداً ولو أن أهل الأرض قاطبة أجمعوا على حربه وعلى معاداته لقابلهم بنفسه لأنه واثق بأن الله إذا قدر له النصر سينتصر وإذا لم يقدر له النصر فلو كان معه أهل الأرض سينكسر ولذلك يقول الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم – وهذا شامل لكل مؤمن – (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك) لم يوجد أحد معك قاتلهم بنفسك وكذلك المؤمن نتيجة لذلك لا يتذلل ولا يتضع لغير ربه، وقد صان الله جبهة المؤمن من الذل إلا له فيسجد له ويعظمه، سجد الفاني للإله القوي الباقي فهذا هو الذل الذي هو عز، لكن الذل الحقيقي والإهانة عندما يسجد الفاني للفاني.
جاء رجل من البادية وكان قد زاد عمره على (160) سنة إلى معاوية رضي الله عنه فسأله معاوية عن عمره وعما رآه في حياته فقال الأعرابي: سنوات مختلفة خصب وجدب يولد مولود ويموت موجود، لولا الموت لضاقت الدنيا بمن فيها ولولا الولادة لهلك أهل الأرض، فقال معاوية سل حاجتك، فقال: لا حاجة لي إليك، فقال: لابد، قال، إن كان ولابد فأريد أن ترد إليّ ما مضى من عمري، فقال: لا أملك ذلك أيها الرجل، قال: ادفع عني أجلي إذا حضرني، فقال: لا أملك ذلك، فقال الأعرابي: فكيف أسألك وأنت لا تملك شيئاً.
ولذلك السؤال لغير الله ذل، ولذلك إذا احتاج الإنسان إلى طعام بحيث إذا لم يأكل مات يباح له السؤال لكن الأولى أن يصبر حتى يموت جوعاً وسؤال المخلوقين فيه:
1) ظلم لله واعتداد على حقه والله يحب أن يُسأل والسؤال نوع من العبادة، فلما صرفت السؤال منه إلى غيره فهذا فيه اعتداء وظلم.
2) ظلم للمسئول لأن المخلوق أبغض الخلق إليه من يسأله وأحب الخلق إليه من لم يسأله والأمر مع الله على العكس أحب الخلق إلى الله من يسأله وأبغضهم من لم يسأله [ومن لم يسأل الله غضب عليه] كما ورد في الحديث.
3) فيه ظلم لك لأنك امتهنت نفسك وأذللتها عندما تذللت لمخلوق مثلك.
فالأولى أن تصبر وأن تموت جوعاً وأن لا تقول أعطني رغيفاً من خبز، أو حفنة من تمر وحقيقة هذه هي عزة المؤمن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/38)
ثبت في سنن ابن ماجه ومستدرك الحاكم وصحيح ابن حبان من حديث جابر بن عبد الله، والحديث رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [إن روح القُدُس نفث في رُعي () أنه ليس من نفس تموت حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأَجمِلوا في الطلب] أي ترفقوا بأنفسكم في طلب الرزق فلا داعي للحرص ولا للحماقة ولا للتعب ولا للنصب ولا نقول اجلس في بيتك فأنت مطالب بالسعي لكن ليس بالركض قال تعالى (فامشوا في مناكبها) ولم يقل اركضوا في مناكبها وأسرعوا، بل امشوا ببطء وتؤدة وسكينة، والله لو قدر عليك الغنى لو قلبت الحجر لوجدت تحته ذهباً ولو قدر عليك الفقر، لو أعطيت الذهب لضاع منك.
ولذلك قال أئمتنا:
كم من قويٍ قويٌ في تقلبه ?? مهذب الرأي عنه الرزق ينحرفُ ()
وكم من ضعيفٍ ضعيفٌ في تقلبه ?? كأنه من خليج البحر يغترفُ ()
هذا دليل على أنه الإله له ??? في الخلق سر خفي ليس ينكشفُ ()
وحقيقة هذا موجود بيننا ترى الذي شكله قوي وألمعي لكنه لا يحصل من المال والرزق شيئاً وآخر تراه هزيلاً بليداً لكنه يحصل من الرزق والخير الشيء الكثير.
رحمة الله على الإمام الشافعي عندما يقول:
تجوع الأسد في الغابات جوعاً ??? ولحم الضأن تأكله الذئاب
وكم عبدٍ ينام على حرير ??? وذو نسب مفارشه التراب
وكان يقول مخبراً عن نفسه عليه رحمة الله:
علىَّ ثياب لو تقاس جميعها ?? بفلس لكان الفلس منهن أكثر
وفيهن نفس لو تقاس ببعضها ?? نفوس الورى كانت أعز وأكبر
وما ضر نصل السيف إخلاق غمده ?? إذا كان عضباً حيثما وجهته فرا
وهذا يدعوك إلى أن تربط قلبك بربك ولا داعي للحماقة أو التعب ما قدر لك سيأتيك كله بعز وبطاعة وإياك أن تطلبه بذل والله الذي لا إله إلا هو لو أن السارق ما سرق لجاءه المسروق من طريق حلال، والله الذي لا إله إلا هو لو صبر القاتل عن مقتوله لحظة لمات دون أن يقتله:
وميت بعمره من يقتل ??? وغير هذا باطل لا ينقل
فعمر المقتول انتهى سواء قتلته أم لا لكنك تحاسب لأنك باشرت القتل.
كان بعض شيوخنا الشيخ جمعة أبو زلام توفي عليه رحمة الله يحكي لنا قصة عن بعض طلبة العلم من الصالحين تأخرت نفقته واشتد جوعه فخرج في الشوارع لعله يجد كسرة خبز أو أي شيء يأكله فرأى بيتاً مفتوحاً فتأمله فإذا ليس به أحد – لكنه مسكون – ووجد خزانة للطعام تسمى عندنا في بلاد الشام (شعرية، غلية) فلما رآها فقال الميتة تحل للمضطر وكذلك المسروق يحل لي ففتحها فإذا بها طعام يسمى المحشي فأخذ واحدة فلما أراد أن يأكلها استحضر أن هذا لا يصح له لأنه لم يبلغ درجة الاضطرار وخوف الموت فطرح المحشي من يده وخرج فلما ذهب إلى الشيخ من أجل حلقة العلم قال له الشيخ أين كنت؟ فقال كنت في حاجة (ولم يخبره حياءً منه) فقال له: اجلس، هل لك رغبة في الزواج فقال له يا شيخ أنا جائع لا أستطيع إطعام نفسي وتريد أن تزوجني، فقال له الشيخ تُكفى كل شيء السكن والطعام، فقال، ومن يزوجني؟ فقال: هذه المرأة وكان زوجها قد توفى وتبحث عن زوج لابنتها منه وهي تطلب طالب علم ليتزوج ابنتها ويجلس معها، فقال: على بركة الله فعقد له الشيخ في ذلك المجلس ثم في المساء أخذه إلى بيت الزواج وإذا هو البيت الذي فيه المحشي في تلك الشعرية فلما دخل إلى البيت بدأ يبكي فظنت المرأة أن الرجل قد غير رأيه، فقالت له: علام تبكي؟، فقال: ما أبكي من أجل عدم استحساني لابنتك، إنما أبكي لأنه حصل معي كذا وكذا وأخبرهم بقصته ولولا أن الموقف يستدعي الإخبار لما أخبرتكم هكذا قال هذا الصالح، فتركها عن طريق الحرام فجاءت عن طريق الحلال.
وهذا تحقيق كلام النبي صلى الله عليه وسلم [إن روح القدس نفث في رُوْعي أنه ليس من نفس تموت (نكرة في سياق نفي دخلت من نص في العموم لا يخرج عن هذا مخلوق) حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجلوا في الطلب] اطلبوا لكن بطريق تتجلمون وتتزينون ولا تذلون ولا تمتهنون، أناس في هذه الأيام كأنه ركز فيهم أنهم إن عصوا الله يرزقون وإذا أطاعوه فترى من يعمل بالبنك عن عمله يقول إني إذا تركت فمن أين أعيش؟!! سبحان الله، ولذلك كان المؤمن أقوى خلق الله، لأنه يتوكل على الله والتوكل ثقة القلب بالرب ولذلك لا يجبن المؤمن عند ملاقاة الأعداء لإيمانه بالقدر وخالد بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/39)
الوليد رضي الله عنه حضر ما يزيد على 80 معركة وفتحاً ولما حضرته الوفاة قال: "ما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة رمح وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء" ولذلك حقيقة المؤمن يحرص على الموت أكثر مما يحرص أعداء الله على الحياة فخالد رضي الله عنه رغم هذا العدد من المعارك ورغم هذه الضربات والطعنات إلا أنه لم يخف لأنه يعلم أن ما قدر له سيأتيه أينما كان ولذلك قال الله جل وعلا (يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم) أي لو قدر أن الذين قتلوا في المعركة لم يخرجوا لأصابهم الموت في فروشهم في تلك الساعة، لذلك إخوتي الكرام ... كان للقدر شأن عند المسلمين رفع من معنوياتهم وأعزهم وجعلهم سادة في الدنيا قبل الآخرة.
5 - الخامس: لا يعني إيماننا بقدر ربنا أن تتواكل وأن نغفل الأسباب وأن نتركها فالمؤمن الموحد يقوم بالأسباب ويدفع بعضها ببعض ويربط قلبه بمسببها وخالقها وموجدها.
ولذلك قال أئمتنا، وهذا الكلام انقشوه في صدوركم: "الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد () وإنكار الأسباب أن تكون أسباباً قدح في الشرع والحكمة ()، والإعراض عن الأسباب قدح في العقل () وتنزيل الأسباب منازلها ومرافقة بعضها ببعض () محض العبودية لرب البرية".
إذن أربعة أحوال: قال الله لمريم (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً) فلابد من سبب (هزي) لكن الذي سخر سقوط التمر هو الله، فهي ضعيفة (نفساء ثم هل هزها سيحرك النخلة؟!، لكن هذا هو بذل السبب وهذا هو جهدها، ولذلك قال بعض الظرفاء الأكياس:
ألم تر أن الله قال لمريم ?? فهزي الجذع يساقط الرطب
ولو شاء أدنى الجذع من غير هزها ?? إليها ولكن كل شيء له سبب
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني عليه رحمة الله: "كان الناس إذا وصلوا إلى مبحث القدر وفقوا وأما أنا ففتحت لي رَوّزنة (فتحة) " فنازعت أقدار الحق بالحق للحق ()، والمؤمن من ينازع القدر بالقدر، لا من يستسلم للقدر () " وحقيقة هذا هو محض العبودية، وقد شرح هذا الكلام ابن القيم في المدارج (1/ 199) والإمام ابن تيمية في الفتاوى (8/ 547)، وهذا الكلام أجمل ما قاله الشيخ عبد القادر رحمه الله.
إذن لابد من الأخذ بالأسباب والعمل للوصول إلى المراد، وليس التوكل أن يعرض الإنسان عن السبب فهذا تواكل، فالتوكل هو ثقة القلب بالرب ثم يبذل ما في وسعه نحو هذه الأسباب ضمن استطاعته كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم [فاتقوا الله وأجملوا في الطلب]، ولو توكلنا على الله حق التوكل لرزقنا كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً وانتبه إلى تعبير الرسول صلى الله عليه وسلم فأثبت لها سعيها (تغدو) و (تروح) أي تعود في المساء والعشى شبعى، فهذا هو حالها وهذا هو تقدير الله لرزقها، ولذلك قال عمر لرجل جلس يدعو يقول اللهم ارزقني، فقال له: ويحك إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة وكذلك لو جلس شخص في خلوته يدعو يقول اللهم انصرنا وهو جالس فهذا تواكل بل لابد من الجهاد والإعداد وأخذ الأسباب ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج للجهاد مع أن دعاءه يكفي لأنه لو دعى الله أن ينصره دون حرب لنصره جل وعلا، إذن لابد من عمل الأسباب (فامشوا في مناكبها) وإذا عملنا فلا نختال ولا نعجب ولا نغتر (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً).
اقنع بما ترزق يا ذا الفتى ?? فليس ينسى ربنا نملهْ ()
إن أقبل الدهر فقم قائماً () ?? وإن تولى مدبراً نم له ()
6 - السادس: كلام للشيخ عبد القادر الجيلاني يرحمه الله يلخص لنا فيه دين ربنا:
يقول: دين الله جل وعلا يقوم على ثلاثة أمور:
1) أمر يجب أن نقوم به. 2) نهي يجب أن نجتنبه. 3) قدر يجب أن نرضى به.
فهذه ثلاث حالات، وهذا الكلام للشيخ عبد القادر شرحه الإمام ابن تيمية في الفتاوى (10/ 455 - 550)، يقول الإمام ابن تيمية: جمع الشيخ عليه رحمة الله في هذه الجملة الدين بأكمله ولا يخرج شيء من دين الإسلام عن هذه الأمور الثلاثة، والعلم عند الله.
س: ما العلاقة بين القدر والدعاء؟
جـ: الدعاء سبب، وهذا السبب مقدر وهو كالأسباب المعروفة، فالله قد يقدر بلاءً ويجعل من أسباب رفع البلاء الدعاء فدفعنا القدر بالقدر ولذلك لا يرد البلاء إلا الدعاء ويعتلج الدعاء والبلاء في الفضاء فيغلب الدعاء فهذا مقدر وهذا مقدر لكن في النهاية لا يقع إلا ما قدره الله، وهذا السبب كوجود الزوجة سبب لوجود الولد لكن قد يوجد ولد ولا يوجد زوجة، كما يقول الشاعر:
فعليك بذر الحب لا قطف الجني ??? والله للساعين خير ضمين
أي عليك أن تبذر لكن ليس عليك الجني لأنك قد تبذر ولا تجد ثمراً تجنيه، ولذلك ما من مسلم يدعو بدعاء ليس فيه إثم أو قطيعة رحم إلا عجل الله الإجابة، وإما أن يصرف عنه من السوء، وإما أن يعطيه من الخير بمقدار ما دعا لا عينه وإما أن تدخر له الإجابة ليوم القيامة، ولذلك ضمن الله له الإجابة في الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد، وضمن لك الإجابة كيفما يشاء لا كيفما تشاء، ولو كنت تضمن الإجابة في الوقت الذي تريد كما تريد لكنت إلهاً.
ان ربي الأعلى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/40)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[18 - 04 - 07, 07:03 م]ـ
السلام عليكم
يا أخي
إذن فإما أن تنفي علم الله بأفعال العباد قبل وقوعها والعياذ بالله السبوح القدوس، وتكون من القدرية
وإما أن تقول أن أفعال العباد خارجة عن مشيئة الله عز وجل أي أن الله يُعصى قهرا والعياذ بالله
وإما أن تقول أن الله ظالـ ... والعياذ بالله، لأنه عز وجل قد علم قبل خلقهم أنهم سيختارون الكفر بعد ما تأتيهم الرسل [وما ربك بظلام للعبيد]
إذن
عليك بقول الله تبارك وتعالى
[لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون]
القدر سر الله في هذا الكون فلا تتعب مخك فيما لا يمكن بلوغه.
إن أردت استعمال التفكير المنطقي في القدر فما تحاول إلا أن تقيس عالم الغيب بعالم الشهادة وشتان شتان ...
لقد جاءنا في الكتاب والسنة أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم في الجنة، لتسليمهم وعدم الخوض فيما لا يجوز الخوض فيه ومنه القدر.
أخي الكريم ما يضرك لو اكتفيت بما اكتفى به الصحابة؟؟
أولا ـ علماء الحديث والسنة المتبعون لفهم السلف الصالح، المؤمنون بما آمن به الصحابة رضي الله عنهم امتثالا لقول الله تعالى [فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا]، يقولون أن القدر سر الله في هذا الكون، أي أن التفكير فيه منطقيا كما تفكر فيه أنت يا أخي [أبو يونس] كما يقول الطحاوي ـ رحمه الله ـ[ذريعة الخِذلان، وسلم الحرمان ودرجة الطغيان].
ثانيا ـ القرون الثلاثة المفضلة لم يفكروا تفكيرك هذا، بل سلموا،و نحن مأمورون بالاقتداء بهم في مسائل الإيمان قال الله تعالى [فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا]، إذن علينا التسليم.
ثالثا ـ إن لم نسلم فإما أن نكون من القدرية أو من الجبرية الذين مصيرهم جهنم.
وأنا مستعد لمساعدتك إلى النهاية
abbsalma@hotmail.com
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[18 - 04 - 07, 07:06 م]ـ
الامر اخي الكريم واضح:
فمشيئة الله هي ما يحدث ولا يحدث سواها.
والعبد له مشيئة هي واقعة تحت مشيئة الله عز وجل.
فمشيئة العبد لا تخرج عن مشيئة الرب عز وجل.
ولبيان ذلك بشكل اوضح فانك ان عملت خيرا او شرا فانما تعمل ضمن ما امكن لك ان تختار فيه والله يسر لك الطريقين وما تختاره هو من مشيئة الله والله عز وجل قال: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا [الإنسان/3].
فالله عز وجل لم يجبرهم على الكفر وانما كفروا بظلمهم لانفسهم وعدم اختيارهم الحق ولم يجبر احد ان يؤمن ولو شاء لجعل الناس امة واحدة.
وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ [الأنعام/35]
لاحظ اخي الحبيب ان الانسان لا يستطيع ان يعمل شيء خارج مشيئة الله ومن هذا لا يستطيع نبي ان يأتيهم بآية الا باذن الله ولو شاء الله لما خيرهم واجبرهم على طريق لا يزيغون عنه.
ولم يجبرهم الله على الايمان بعد ان بين لهم الهدى , ولا بعد ما اتبعوا الحق:
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [الأعراف/175، 176]
ارجوا ان يكون الامر واضح.
ولكن اخي الحبيب الذي يستغرب وينكر هو ان تكون ارادة العبد خارجة عن ارادة الرب. اذ ان ذلك يعني ان العبد يفعل بعض الامور خارجة عن ارادة الله. وهنا يكون الضلال.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 04 - 07, 12:32 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاةوالسلام على نبينا محمد
عندي إشكال في ما يخص القضاء و القدر، أهل السنة والجماعة يثبتون أن للعبد مشيئة وإرادة ولكنهما تابعتان لمشيئة الله وإرادته كذلك نؤمن أن الله خالق كل شييء، الذي أشكل علي أن الكافر شاء الكفر فيسر الله له طريق الكفر نسأل الله السلامة والعافية، ولكن الله هو الذي خلق فيه تلك المشيئة؛ فكيف يعذبه عليها؟ </ SPAN>
بتعبير آخر علم الله منذ الأزل أن عبده فلان اختار الكفر نعوذ بالله من ذلك ولكن </ SPAN> اختيار الكفر هو من خلق الله مادام أن الله خالق كل شيء</ SPAN>
</SPAN> أدعو الله أن تكونوا سببا لكشف هذه الشبهة
جزاكم الله خيرا على هذاالموقع المبارك
قديما، سأل الملائكة ربّهم: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟)
فأجابهم رب العالمين: (إني أعلم ما لا تعلمون!)
فقنعوا.
والنكنة الظريفة في مثل هذه المسألة: أن الكفر والذنوب مبدؤها (عدم الإيمان وعدم الطاعة من العبد). والعدم ليس شيئًا، فلا ينسب إلى الله.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/41)
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 01:23 ص]ـ
كان لي صديقاً لديه شبهة في مسألة القضاء والقدر، وكان سؤاله لماذا نفعل الأسباب ونتعب أنفسنا ما دام أن الله سبحانه وتعالى مقدر لنا كل شيىء؟!
فسألت أحد المشايخ الكِرام، ووضح لي الأمر بصورة رائعة ومبسطة
قال: هل يصح أن يدعوا الرجل الله سبحانه وتعالى بأن يرزقه ولداً وهو (الرجل) غير متزوج؟!
قلت: طبعاً لا
قال: لماذا؟ إذا كان الله تعالى مقدر له أن يرزقه ولداً؟
قلت: لأنه لم يأت بالسبب الذي هو الزواج!
قال: إذاً فعل الأسباب أمر ضروري، والإنسان مأمور بفعل الأسباب، وهذا الرجل الذي يدعو ربه بأن يرزقه ولداً ولم يفعل السبب (الزواج)، توكل على الله تعالى ولكنه لم يفعل السبب، فلابد من الجمع بين التوكل وفعل السبب.
لعل الذي ذكرته ليس له صلة مباشرة لما طرحته أخي أبو يونس، ولكن لعل فيه فائدة
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 07:17 ص]ـ
الكفار الذين لم تبلغهم الدعوة فإن رب العزة يمتحنهم يوم القيامة فمن أجاب فذاك ومن لم يجب فهذا هو الأصل فيه وأقوى من تكلم في قضية القدر ورد الشبه هو الإمام ابن حزم وهذا يعد من مناقبه. والله أعلم.
وقد جاء مدح الذين يؤمنون بالقدر ويسلمون به من غير خوض ولا ريب في غير ما آية.
والرب تبارك وتعالى الحكيم العليم.
والخوض في القدر يتضمن القدح في علم الله وحكمته من غير طريق مباشرة.
وقد أدرك السلف هذه الغاية لذلك صح إيمانهم ورسخت قدمهم.
فيا أخي احرص على ما ينفعك واجتهد في طاعة ربك ولا تسأل عن أحد. فالله أعلم بهم.
انظر إلى قوله تعالى: قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين سورة هود الآية 46
وقوله تعالى للملائكة: إني أعلم مالا تعلمون.
فالمسألة متعلقة بالعلم والله تبارك وتعالى قد أحاط بكل شيء علما فلا يصح لأحد ولا يحق له الخوض في القدر.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 07:21 ص]ـ
حاول أخي الكريم تستمع إلى تائية شيخ الإسلام ابن تيمية القصيدة المبهرة؛ تصل إلى مائة بيت تقريبا رد فيها على اليهودي الذي طرح نفس السؤال ارتجالا.
وأنصحك بحفظها وتكرارها في جميع أحوالك فهي الكافية الشافية.
وأحسن نسخة نسخة الشيخ العلامة عبد السلام برجس رحمه الله وأكرم مثواه فهي مضبوطة ومدققة.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 07:54 ص]ـ
... تحرير المشاركة.
الكفار الذين لم تبلغهم الدعوة فإن رب العزة يمتحنهم يوم القيامة فمن أجاب فذاك ومن لم يجب فهذا هو الأصل فيه وأقوى من تكلم في قضية القدر ورد الشبه هو الإمام ابن حزم وهذا يعد من مناقبه. والله أعلم.
وقد جاء مدح الذين يؤمنون بالقدر ويسلمون به من غير خوض ولا ريب في غير ما آية.
والرب تبارك وتعالى حكيم عليم.
والخوض في القدر يتضمن القدح في علم الله وحكمته من طريق غير مباشرة.
وقد أدرك السلف هذه الغاية لذلك صح إيمانهم ورسخت قدمهم.
فيا أخي احرص على ما ينفعك واجتهد في طاعة ربك ولا تسأل عن أحد. فالله أعلم بهم.
انظر إلى قوله تعالى: {قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين}. سورة هود الآية 46
وقوله تعالى للملائكة: {إني أعلم مالا تعلمون}. سورة البقرة الآية 30
فالمسألة متعلقة بعلم الله تبارك وتعالى.
والله تبارك وتعالى قد أحاط بكل شيء علما فلا يصح لأحد ولا يحق له الخوض في القدر.(40/42)
تعقيب على الشيخ سلمان العودة في مقاله "بين الولاء الإسلامي والفطري "
ـ[هيثم بن جواد الحداد]ــــــــ[18 - 04 - 07, 08:32 م]ـ
تعقيب على الشيخ سلمان العودة في مقاله "بين الولاء الإسلامي والفطري "
بقلم: هيثم بن جواد الحداد
Haitham1234@hotmail.com
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
فقد كتب الشيخ سلمان العودة حفظه الله مقالا بعنوان "بين الولاء الإسلامي، والفطري" وقام موقع الإسلام اليوم بترجمته مباشرة إلى اللغة الإنجليزية، على خلاف عادته في كثير من المقالات التي تنشر في الموقع بقسمه العربي، وقد بنى الشيخ مقاله ذلك على أمرين اثنين، الأول أن الولاء الفطري لا ينافي الولاء الإسلامي، وأن مناط بغض الكافر أو البراءة منه عداوته وحربه، وقد كان هذان الأمران مدار ورقة عمل كتبتها قبل مدة، الأمر الذي جعلني أسجل هذه التعقبات الجذرية على ما قاله الشيخ حفظه الله، وحدث في هذه المقالة شيء من الطول، جرى به القلم أملا في تحرير هذه القضية التي كثر الحديث عنها، وظهرت حولها شبهات جديدة، سيما بعد أحداث سبتمبر، وربما تردد في أجواء بعض أهل السنة عبارات مفادها بأن أهل العلم وطلبته ممن تحدث في موضوع الولاء والبراء في القديم والحديث لم يحرروا هذه القضية تحريرًا دقيقًا، أو أنهم أخذوا بظاهر القول فيها دون تأمل من جهة، ودون مراعاة لأحوال جدّت من جهة أخرى، كانعدام الدولة الإسلامية قوية المنعة، التي يمكن أن تحمي بيضة الإسلام، وتؤوي المستضعفين من المسلمين، وأن طروء حالة الضعف العامة، توجب النظر بفقه جديد يكون أقرب إلى روح الإسلام، ومتفقة مع مقاصده العظام، سيما مع وجود عدد كبير من المسلمين بين ظهراني دول "غير إسلامية" كثير منها آوى أعدادا كبيرة من المسلمين، ومن دعاتهم، فأضحت لهم ملجأ، فمأوى، ثم وطنًا، بعدما تنكرت الديار له ... كل هذا، أوجب مراعاة تلك المتغيرات وتحرير مناط الأحكام التي بنى عليها السابقون أقوالهم، من أجل الإتيان بقول يناسب تلك المتغيرات، ولا يصادم الشريعة بحال ...
وبعد، فلا بد من التأكيد قبل البدء، أنها ليست ملاحظات يمكن أن تؤويها مظلة الاجتهاد، الذي يجمع الناس، ولا يثرب على مخالف استظل به، فذهب إلى رأي لا يعدو أن يكون رأيًا شرعيا معتبرًا، ولكنها تعقبات فيما ليس للاجتهاد فيه مدخل كما سيأتي بإذن الله تعالى.
هذا، ومدار هذه التعقبات على مؤاخذات ثلاث:
أولا: استعمال مصطلح جديد، في شأن قديم، فكان موهمًا في باب شأنه غاية الدقة والوضوح.
ثانيا: مساواة الشيخ بين الحب الفطري، والولاء، ولو مع تقييده، فإن هذا التقييد لا ينفي هذه المساواة، لا سيما مع ما يأتي في ثالثاً:.
ثالثا: جعل مناط بغض الكافر، الاعتداء، أو العناد، أو الظلم، هكذا بعبارات غير دقيقة، وتبعًا لذلك مال الشيخ إلى جعل ذلك مناط البراء من الكفار أيضا.
"الولاء الفطري" مصطلح جديد، أم معنى جديد؟
لقد أقام الشيخ سلمان حفظه الله مقالته تلك على مصطلح عبر عنه بالولاء الفطري، وهذا مصطلح جديد، لم يعهد من قبل، ومعرفة أقوالهم في هذه المسألة، لا سيما مع وسائل التقنية الحاسوبية الحديثة أمرًا ليس بالمستحيل، هذا المصطلح أدخله الشيخ في قضية عقدية خطيرة، على الرغم من أن المتقرر والمعلوم أن أهل السنة والجماعة لا سيما في أبواب العقائد حذرون كل الحذر من استعمال عبارات لم يرد الشرع بها، ذلك حتى لا توقعهم في محذور شرعي، ونهجُهم السديد رحمهم الله أنهم يستفصلون عن المعنى، ويرجعون اللفظ الحادث إلى أحد الألفاظ الشرعية، وهذا وإن كان أولى ما يصدق عليه باب الأسماء والصفات، إلا أن قصرها على هذا الباب لا برهان به، بل إن كلام العلماء في هذا الباب، أعني الالتزام بالألفاظ الشرعية في أبواب الشرع، يتجاوز أبواب الأسماء والصفات ليشمل أبواب الفقه، لا سيما تلك الألفاظ التي جاءت منصوصًا عليها في كلام الشارع، كمصطلح الكفر، والإيمان، والطهارة، والوضوء، والنكاح، والطلاق، والإيلاء، ومنه كذلك مصطلح الولاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/43)
فالشيخ سلمان أدخل هذا المصطلح دون أن يعرّفه، بل إنه لم يبتدئ كما هي عادة العلماء وطلبة العلم بتعريف مفردات العنوان، وقد يكون الدافع لذلك هو طبيعة هذه المقالة حيث أنها مقالة أدبية تربوية شرعية عامة، وهذا، وإن كان مقصدا صحيحا، إلا أنه لا ينبغي أن يدفع إلى استعمال مصطلحات جديدة في هذا الباب، أو الميل إلى بعض الآراء التي تتصف بالضبابية، وتتجنب الوضوح والصراحة.
هذا، ولو أن هذه المقالة - وإن كانت عامة- استأنست بالمسلك العلمي لكان ذلك أدعى لتجنب هذه المصطلحات والعبارات الموهمة، ومن ثم الآراء المجانبة للصواب، فلب مقال الشيخ يفيد أن الولاء – ولو مقيدًا - رديف الحب، فحب الزوجة ولاء لها، وحب القريب الكافر ولاء له، ولم تمانع الشريعة في هذا، إذ هو أمر طبعي جبلي، وعليه فلم تمانع الشريعة من الولاء الفطري، وإنما مانعت الشريعة من الولاء الإسلامي، أو الولاء اللا إسلامي – إن صح التعبير أيضا - ..
مدلول الولاء وعلاقته بالحب
ذلك من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنّ الولاء كلمة لا ترادف كلمة الحب، بل الحب من مكوناتها أو من أفرادها، فليس كل حب ولاء، كما أنه ليس كل ولاء حبًا، وإنما الولاء معنى يجمع بين الحب، والنصرة، والانحياز، والكينونة، وإذا اتضح هذا، تبين الخطأ في مقالة الشيخ.
صحيح أن بعض أهل العلم عرف الولاء بالحب وحده، وقد يستشهد لذلك بقول شيخ الإسلام ابن تيمية ("أصل الموالاة هي المحبة، كما أنّ أصل المعاداة البغض، فإن التّحابّ يوجب التقارب والاتفاق، والتباغض يوجب التباعد والاختلاف، وقد قيل: المولى من الولي: وهو القرب، وهو يلي هذا، أي: هو يقرب منه.
والعدو من العدواء وهو البعد، ومنه العُدْوَة، والشيء إذا ولي الشيء ودنا منه وقرب إليه اتّصل به، كما أنه إذا عُدّي عنه، ونأى عنه، وبعد منه، كان ماضياً عنه") () لكن لا يظهر أبدًا أن شيخ الإسلام أو أحدا من ألئك أراد قصر الولاء على الحب فضلا عن جعله مرادفًا له، بل إنما قال أصل الولاء هو الحب، وهذا كقوله رحمه الله، إن أصل الإيمان عمل القلب، ولا يعني أن الإيمان ينتهي عند عمل القلب، ولا أن الولاء ينتهي عند الحب، وهذا بين واضح لكل من تأمل تعريفات العلماء للولاء لغة وشرعًا، سواء من المتقدمين أو من المتأخرين، وننقل هنا طرفًا يتضح به المقصود وإلا فإن موضوع الولاء والبراء، كتبت فيه كتب وأبحاث كثيرة، قد تجعل الكتابة الجديدة فيه مجرد تكرار ممل.
قال الراغب في المفرادات في غريب القرآن (الوَلاء والتوالي: أن يحصل شيئان فصاعداً حصُولاً ليس بينهما ما ليس منهما، ويُستعار ذلك للقُرْب من حيث المكان، ومن حيث النِّسْبة، ومن حيث الدِّين، ومن حيث الصداقة والنُّصْرة والاعتقاد) ()، ومثل ذلك جاء في لسان العرب، والتعاريف ().
وقال ابن منظور: "قال ابن الأعرابي: الموالاة أن يتشاجر اثنان فيدخل ثالث بينهما للصلح ويكون له في أحدهما هوىً فيواليه أو يحابيه. ووالى فلان فلاناً إذا أحبه ... وقد تكرر ذكر (المولى) في الحديث، قال: وهو اسم يقع على جماعة كثيرة فهو: الرب والمالك والسيد والمنعِم والمعتِق والناصر والمحب والتابع والجار وابن العم والحليف والعقيد والصهر والعبد والمعتَق والمنعَم عليه، وقد تختلف مصادر هذه الأسماء، فالوَلاية بالفتح في النسب والنصرة والعتق، والوِلاية بالكسر في الإمارة، والولاء في العتق، والموالاة من والى القوم، وقال: والولي: الصديق والنصير، ابن الأعرابي: الولي: المحب ...
والموالاة: ضدّ المعاداة، والولي: ضدّ العدو.
وتولاه: اتخذه ولياً، وإنه لبيِّن الوِلاة والولية والتولي والولاء والوِلاية والوَلاية.
والولي: القرب والدنو ... " ().
فإذا تأملنا هذا وغيره مما تكلم به العلماء بشتى أصنافهم، أمكننا أن نقول بأن ركن الولاية الأعظم هو الحب و النصرة مجتمعان، أو هو الحب فقط، والنصرة ركن ثان، كما أن القرب ركن ثالث، أو أن النصرة والقرب هي لوازم غير منفكة عن نوع من الحب يستولي على قلب صاحبه، فيكون نصيرًا، وقريباً، ومنحازًا إلى من تولاه ومعه، ولا أظن أن أحدًا يخالف في هذا المعنى، وهذه المقالة لا تحتمل حشد تلك النقول التي تفيد هذا، وبرجوع يسير إلى بعض المصادر التي تناولت هذه القضية يتبين ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/44)
وإذا تأسس هذا، تفرعت عليه أمور أهمها أن الحب الفطري، كحب الزوجة أو القريب لا يناقض الولاء الشرعي، إذ هو حب فطري جزئي، لا يملكه الإنسان ابتداء، ولا يستلزم الولاء بمعناه الكامل المقتضي للنصرة، والانحياز، والمقاربة والدنو، وإنما يناقضه إذا استلزمه، أو غلب على الإنسان بحيث أحب محبوبه من جميع الوجوه أو أكثرها () فقاده ذلك لزامًا إلى الانحياز له، و حصل به معنى الحلف، أو حصل للمحب إيثار محبوبه على الخالق جل وعلا، وعندئذ وجب لصاحبه الذم، وكذا يمكن أن يقال في حب الأقارب ومن شابههم، فإذا انضمت إليه النصرة ضد المسلمين فهو التولي المخرج من الملة.
ويزداد وضوح هذا المعنى، حينما نتأمل مناط النهي عن الموالاة – وهذا من مجامع البحث في هذا الباب- وأنه وإن احتمل معنىً زائداً عن الكفر، إلا أن عددًا من النصوص أناطها بمجرد الكفر، وهذا ظاهر في قوله تعالى (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ) سورة آل عمران {28}، وفي قوله جل وعلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) () وَقَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) () فتلك آيات صريحة في النهي عن اتخاذ الكفار بشتى أصنافهم أولياء، دون أن تنيط ذلك بعداوتهم، أو عنادهم، ودون أن تقيد وصف الكفر المطلق بوصف آخر، ويشد من عضد تلك الدلالة، نصوص، قرآنية، ونبوية، وأثرية غير متناهية الحصر في مفارقة، ومباينة كل الكفار لما فيهم من وصف الكفر وظلمهم أنفسهم بسبب الكفر، منها تذكيرًا، قوله تَعَالَى (فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ()، وَقَالَ تَعَالَى: (وَلَا تَرْكَنُوا إلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ) () وَقَالَ تَعَالَى: (فَأَعْرِضْ عَمَّنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إلا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) () وَقَالَ تَعَالَى: (وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ).
فحمل هذه الأدلة المتكاثرة والمتعاضدة على أحد معنيين محتملين في أدلة أخرى تعسف لما فيه من إلغاء دلالتها مجتمعة، والمتقرر في علوم الشريعة إعمال الكل ما استطعنا، وحيث أنه لا تعارض بهذا الفهم بين الآيات التي أناطت تحريم الولاية بمجرد الكفر، وتلك التي حرمتها لوصف أو معنى زائد عن الكفر، فلا بد من المصير إلى إعمال الجميع، وعليه فلا يصح وقد نهى الله عن مجرد الموالاة لكافر كما في هذا الآيات، أن نلغيه، فلا يستقيم أن يجتمع ولاؤك لشخص مع كفره، سمّه ولاء طبيعيا أو فطريا، أو نحو ذلك، فلا يصح بهذا أن نحدث ما يمكن أن يعبر عنه بالولاء الفطري، ويلزمنا أن نبقى على ما نص الشارع عليه، وهو الحب من وجه كحال الزوجة والأقارب، ونحوها مما يكون الجامع فيه، وجود دافع فطري لمحبة جزئية.
والشيخ سلمان حفظه الله لم يوضح لنا على وجه التحديد مراده ب "الولاء الفطري"، ولا حدوده، ولا ضوابطه حتى يتضح المراد، فرجعنا في فهم كلامه إلى الأصل في معنى الولاء لغة، وقريب منه جدًا معناه شرعًا، لا سيما مع قرن الشيخ بين عبارتي الولاء الإسلامي، والولاء الفطري، ثم استعماله لعبارات أخر تؤكد ما ذكرنا، وسيأتي التنبيه على بعضها بمشيئة الله.
مناط البراءة من الكافر: ذات الكفر، أم المعاندة، أم المحاربة والعداوة؟
وقل مثل ذلك في مناط بغض الكافر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/45)
لقد ركز الشيخ حديثه على أن الولاء الفطري، لا سيما للزوجة والأقارب، ولاء فطري لم تنه الشريعة عنه، بل أقرته عملا بمقصدها في حفظ العلاقات بين الناس، وإجراء على حسن المعاملة بينهم، وتمشيًا مع فطرهم، وزيادة في تأييد رأيه، والرد على ما يمكن أن يورد عليه، أورد قصة إبراهيم عليه السلام المذكورة في القرآن، والمتضمنة إبداء بغض الكافر، حيث قال الله جل وعلا حاكيا قول إبراهيم لأبيه (وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتى تؤمنوا بالله وحده) فقال الشيخ (فالآية واضحة في تبادل العداء "وبدا بيننا وبينكم العداوة"، ولم يأت إبراهيم عليه السلام إلى المشركين ابتداء ليبادلهم هذا العداء، بل جاء ليدعوهم إلى الإسلام والإخلاص، ولكن لما ناصبوه العداء والبغضاء كان واجباً طبيعياً أن يبادلهم ذلك حفاظاً على العقيدة التي يحملها من الانحسار والذوبان، "وما كان استغفار إبراهيم لأبيه .. "الآية، فلم يتبرأ إبراهيم من أبيه إلا بعد أن أشهر أبوه العداوة لهذا الدين، فخالف أصل العلاقة الطبيعية بين البشر التي حث عليها الإسلام المبنية على الرحمة: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
ثم تابع الشيخ الحديث عن بغض الكفار، وقرر أن البغض لمن عادى، وحارب، وليس لمطلق الكفر، وإن كان له عبارة أخرى قال فيها: (إن "الكره" إذًا هو كره الكافر وعقيدته وكره ظلمه وعدوانه والبراء من قادة الحروب والدماء والعدوان على الناس والأبرياء من المسلمين، والبراء من كل ممارسة ظالمة جائرة تزيد الظالم قوة والضعيف البريء ضعفاً، فالإسلام جاء لينصر المظلوم ويأخذ على يد الظالم)، لكنها ضبابية عامة في موطن يحتاج إلى الوضوح والتخصيص، فالشيخ يقرر أن مناط بغضنا لهم، هو عداوتهم لنا، ونسب هذا الفهم للمفسرين، حيث قال معقبًا على قوله تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون). "القضية في هذه الآية لهؤلاء المحاربين الذين يحادون الله ورسوله ويحاربون أولياءه، وهذا ما صرح به الطبري وابن عطية وغيرهم، وكل الآيات التي جاءت تحرم موالاة غير المؤمنين فالمقصود بها المحاربون، كقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي .. "الآية، فنهى سبحانه عن موالاتهم ما داموا محاربين أو إفشاء الأسرار الحربية لهم، لأنه في نفس السورة قال: "لا ينهاكم .. "الآية".
وأول تعقيب على كلام الشيخ ما يلي: نعم عبارات المفسرين في هذه الآية، توهم وكأنهم اختلفوا في الحمل في هذه الآية، فجماعة منهم ذهب إلى حمل هذه الآية على ما ذكره الشيخ، من أن هذه الآية كما قال الجصاص الحنفي إنما هي (فِي أَهْلِ الْحَرْبِ دُونَ أَهْلِ الذِّمَّةِ؛ لِأَنَّهُ لَفْظٌ مُشْتَقٌّ مِنْ كَوْنِهِمْ فِي حَدٍّ وَنَحْنُ فِي حَدٍّ، وَكَذَلِكَ الْمُشَاقَّةُ وَهُوَ أَنْ يَكُونُوا فِي شِقٍّ وَنَحْنُ فِي شِقٍّ، وَهَذِهِ صِفَةُ أَهْلِ الْحَرْبِ دُونَ أَهْلِ الذِّمَّةِ .. ).
وذهبت جماعة أخرى من المفسرين إلى غير ذلك، ولم تجعل الآية خاصة في أهل الحرب، بل تحدثت عن الجميع، وقد رجعت إلى تفسير الطبري، والبغوي، وابن الجوزي، وابن عطية، والقرطبي، وابن كثير، والشنقيطي في أضواء البيان، فلم أجد ما ذكره الشيخ، من أن هذا الحمل في هذه الآية يشمل كل آيات الولاء والبراء، ليكون مناط البراء من الكفار هو الاعتداء.
وحبذا لو أن الشيخ نقل نص عبارتهم أو عباراتهم لتأييد ما ذهب إليه، أو أحال في هامش مقالته على موطن رأيهم ذلك، بل إن لقائل أن يقول إن ظاهر كلام هؤلاء المفسرين على خلاف ما قال الشيخ؛ أعني أن ظاهر كلامهم، حمل هذه الآية على الكفار مطلقًا، بدون تقييد المعادي منهم دون غير المعادي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/46)
فهذا الطبري شيخ المفسرين، وأول من مثل الشيخ بكلامه يقول: (يعني تعالى بقوله (لا تجد قوما يؤمنون بالله ... لا تجد يا محمد قومًا يصدّقون الله، ويقرّون باليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله وشاقَّهما وخالف أمر الله ونهيه)، وهذا ابن عطية، ثاني الاثنين الذي مثل بكلامهما الشيخ لا يبعد كثيرًا عن قول الطبري، فيقول في تفسير آية المجادلة (نفت هذه الآية أن يوجد من يؤمن بالله تعالى حق الإيمان ويلتزم شعبه على الكمال يوادّ كافراً أو منافقاً. ومعنى يوادّ: يكون بينهما من اللطف بحيث يود كل واحد منهما صاحبه، وعلى هذا التأويل قال بعض الصحابة: اللهم لا تجعل لمشرك قبلي يداً فتكون سبباً للمودة فإنك تقول وتلا هذه الآية، وتحتمل الآية أن يريد بها لا يوجد من يؤمن بالله والبعث يوادّ {من حاد الله} من حيث هو محاد لأنه حينئذ يود المحادة، وذلك يوجب أن لا يكون مؤمناً (.
نعم، قد يوهم ذكر كثير من المفسرين لقصة عبد الله بن عبد الله بن أبي مع أبيه المنافق عبدالله بن أبي، ورغبته في قتله، وغيرها كما أورد القرطبي قائلا: (وقال ابن مسعود: نزلت في أبي عبيدة بن الجراح، قتل أباه عبدالله بن الجراح يوم أحد وقيل: يوم بدر. وكان الجراح يتصدى لأبي عبيدة وأبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر قصد إليه أبو عبيدة فقتله، فأنزل الله حين قتل أباه: "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر" الآية. قال الواقدي: كذلك يقول أهل الشام. ولقد سألت رجالا من بني الحرث بن فهر فقالوا: توفي أبوه من قبل الإسلام. "أو أبناءهم" يعني أبا بكر دعا ابنه عبدالله إلى البراز يوم بدر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (متعنا بنفسك يا أبا بكر أما تعلم أنك عندي بمنزلة السمع والبصر). "أو إخوانهم" يعني مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يوم بدر. "أو عشيرتهم" يعني عمر بن الخطاب قتل خاله العاص بن هشام بن المغيرة يوم بدر، وعلي وحمزة قتلا عتبة وشيبة والوليد يوم بدر)
وبكل حال فسواء صحت تلك القصص أم لم تصح، فالمقصود أنها وإن أوهمت أن المراد بالآية المعادي، والمقاتل، إلا أن هذا لا يستقيم للشيخ في دعواه أن (وكل الآيات التي جاءت تحرم موالاة غير المؤمنين فالمقصود بها المحاربون) فثمت آيات أخر تقدمت لا تحتمل ذلك التأويل، وهي صريحة في إناطة البغض، والتباعد بمطلق الكفر، وغاية ما يقال في تلك القصص وما تُوهمُه أنّ (هذا كله من إعطاء بعض أحكام المعنى الذي فيه حكم شرعي أو وعيد لمعنى آخر فيه وصفٌ من نوع المعنى ذي الحكم الثابت. وهذا يرجع إلى أنواع من الشبَه في مسالك العلة للقياس فإن الأشياء متفاوتة في الشبه) ().
وتجنبا في مزيد من الإطالة المملة، نكتفي بهذا القدر دون نقل عبارات غير ما تقدم من المفسرين، مما تفيد بظواهرها أن مناط البراءة هذه هو مطلق الكفر.
مطلق الكفر: مناط هذا الحكم، ومناط غيره كذلك
هذه الشريعة بناء محكم، ونسج متقن، فإذا ما أراد أحد تغيير جزء منه، أو العبث في نسق هذا النسيج، لزمه أن يحدث تغييرات أخرى في مواطن عديدة، مما ينخرم معه نسق الشريعة، فيظهر نشازه، وينفى خبثه.
في مسألة مناط البراءة من الكافر، أو بغضه، لدينا هذا:
وصف الكفر علّقت به أحكام كثيرة، منها أحكام دنيوية وأخرى دينية، فإن قيدنا حكم البراءة والبغض بوصف زائد على وصف الكفر دون دليل واضح، لقال قائل وكذا وجب أن نقيد غيره من الأحكام المتعلقة بالكافر بوصف زائد، وأمثلة ذلك كثيرة، فمنها تحريم الزواج بالكافرات من غير الذميات، فقد يقول قائل إن هذا التحريم مخصوص بالمحاربين والمعتدين منهم، أما غيرهم فينتظمهم مقصد " ولم يكن الحب المتبادل مجالاً محرماً في الإسلام، فالعلاقات الفطرية المبنية على المسالمة والمسامحة والإخاء جاء الإسلام ليرسخها، ويستفيد منها لبث الدعوة والقدوة، لا ليقطعها وينافر أهلها العداء".
ومنها حكم ذبيحة الكافر غير الكتابي، فقد يقال إن مناط التحريم ليس مجرد كفره، بل حربه وعدائه لنا، ومنها دخوله الكفار بأصنافهم البيت الحرام، ومسهم المصحف، وشهادتهم، وولايتهم، وإرثهم، وغير ذلك.
فإن قيدنا البغض للكافر بكون محاربًا، دون دليل ظاهر، لوجب علينا أن نقيد هذه الأحكام ونجعلها في الكفار المحاربين فقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/47)
نعم هناك فرق بين تلك الأحكام، فقضية البراء من الكافر – بدرجاتها -، علقت تارة بمطلق وصف الكفر، وعلقت درجات أخرى منها بأوصاف أخرى كالعداوة، والمحاربة، على خلاف كثير من أحكام الكفار الأخرى، لكن ذلك لا يبيح تقييد جميع الأحوال، بقيد حالة واحدة، إذا أمكن إعمال الجميع، إذ أن المتقرر في أصول الفقه، أن حمل المطلق على المقيد إنما يصار إليه إذا تعذر الجمع بين الدليلين إلا بتقييد أحدهما، أما إذا أمكن الجمع بدون ذلك وجب المصير إليه، فالسر في ذلك وجوب إعمال جميع أدلة الشريعة، ودفع التعارض بينها.
ومن طرق الجمع أن يقال إن لكل حالة حكم، ولكل وصف درجة في البراء.
إنا لنكشر (أي نبتسم) في وجه أقوام وإن قلوبنا تلعنهم:
هذا أثر عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه، صححه بعض أهل العلم، لكن لهذا المعنى شاهد من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها في الصحيحين (أن رجلا استأذن على النبي ? فلما رآه قال بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة، فلما جلس تطلق النبي ? في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت له عائشة: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله ? يا عائشة: متى عهدتني فحاشًا، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره).
وهذا، يريح المسلمين الذين يعيشون في الغرب إذ لا بد لهم في كثير من الأحيان من مصانعة من يكرهون، ويجوز لهم أن يغلبوا جانب هذا الحديث وما في معناه على قوله تعالى (وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده)، وإذا كان النبي ? قد قال هذا الحديث وهو في المدينة النبوية حيث الاستعلاء للإسلام، فمن باب أولى يكون الحكم ثابتًا في بلد الكفر حيث لا استعلاء لكلمة الإسلام، كل ذلك لا يعني تجاوز هذه المعاملة الحسنة بالظاهر إلى محبة باطنة تورث ولاء ولو مقيدا.
هل يمكن أن يلغى اعتبار وصف الكفر مناطا للبراءة؟
إذا تأملنا هذه المسألة بالقانون المنطقي الأصولي: السبر – أي الاختبار – بعد التقسيم، يظهر لنا ما يلي:
الكافر، لا يخلو إما أن يكون كافرًا، لكنه " يقضي حوائج المسلمين"، وينفعهم، كعم النبي ? أبي طالب.
وإما أن يكون كافرًا، محايدًا، لا يقضي حوائج للمسلمين، ولا ينفعهم، وفي نفس الوقت لا يظهر العداء لهم، ولا يعين عدوًا عليهم.
وإما أن يكون كافرًا، معاندًا، ويدخل فيه المحارب، وهذا قسمان:
الأول: المعاند، والمحارب الذي له حق قرابة أو نحوها:
الثاني: المعاند، والمحارب الذي ليس له أي حق قرابة:
أشكل على كثير من الناس، وربما يكون الحامل للشيخ سلمان على كتابة هذه المقالة () القسم الأول، هل يبغض، أم يحب، أم ماذا؟
إن قلنا إنه يبغض، فهذا لا تستسيغه نفوس كثير من الناس، فيصعب عليهم تصوره، لا سيما حينما يسقطون هذا الحكم العام على أفراد معينين بذواتهم، ونحن نوافق – جزئيًا على هذا – فنسأل مثلا، هل كان النبي ? يبغض عمه أبو طالب؟ ()، وعليه، فهل يجب على المسلمين الذين يعيشون في الغرب بغض جيرانهم الكفار، الذين قد يكونون من ألطف الناس وأحسنهم معشرًا، أم يبغضون شخصيات معروفة تناصر المسلمين في قضاياهم الإنسانية وربما الإسلامية، وتتظاهر معهم، ولم يظهر منها أي نوع عداوة تجاه الإسلام والمسلمين، ونحو ذلك؟. وكيف يسوغ أن نبغضه كله، وفيه خير ونفع للمسلمين، فأقل الأحوال والعدل معه أن نحب ما فيه من الخير، أو نحبه لأجل الخير الذي فيه!.
وإن قلنا أنه يحب، فما نفعل بالكفر القائم به غير المنفك عنه، وكل كفر بغض للرب، واعتداء على جنابه المقدس، وإساءة أدب مع الخالق، وهذا اعتقاد متلبس بالكافر قائم به لا يكاد ينفك عنه، وكذا فإن الكافر، إذا جاء وقت الصلاة مثلا، لم يصل، وإذا جاء وقت الصوم لم يصم، فهو متلبس بتمرد على الرب، وأبلغ من هذا الوصف، إجابة النبي ? لعائشة يوم أن سألته عن عبد الله بن جدعان قائلة إنه كان يقري الضيف، ويكسب المعدوم ويعين على نوائب الدهر، أينفعه ذلك؟ فقال النبي ? (لا، إنه لم يقل يومًا: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين (، نسأل الله أن يغفر لنا خطأنا يوم الدين.
وإن قلنا لا يحب ولا يكره، لم يستقم الأمر، أفلا تحبه لما فيه من خير؟ يحال، وإن قلت وكذا لا تبغضه لما فيه من كفر – هو شر في ذاته –؟ يحال أيضًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/48)
فإن قلت لا أحبه ولا أبغضه، لأنه لم يظهر لي العداوة، قلنا أولا هذا مما يستحيل تصوره، فكيف تخالط إنسانًا أو تعرفه، لكن مع ذلك تتجمد عواطفك ومشاعرك نحوه، فلا تتحرك بشيء من الحب والميل، أو شيء ولو يسير من الكره والبغض والنفور! وحتى لو قلنا بأن هذا متصور، فكيف نفعل بالكفر المتلبس بهذا الشخص صباح مساء، ذلك الكفر الذي يعتبر أعظم ظلم، وأشد معصية، وأنكى جريمة، وأخس طبع، وأبغض خلق عند الباري جل وعلا (وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلا مَقْتًا) أي "كلما استمروا على كفرهم أبغضهم الله، وكلما استمروا فيه خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، بخلاف المؤمنين فإنهم كلما طال عمر أحدهم وحَسُن عمله، ارتفعت درجته ومنزلته في الجنة، وزاد أجره وأحبه خالقه وبارئه رب العالمين، [فسبحان المقدر المدبر رب العالمين] " ()، وكيف تفعل إذا حان وقت الصلاة، فسجدت خضوعًا للرب جل وعلا، وامتنع هو عن ذلك، ألا يحرك ذلك في قلبك تمعرًا من الفعل و فاعله؟
فلا يبقى لنا مناص من أن نقول: إنه يحب من وجه ويبغض من وجه، وهذا أعدل الأقوال، وأقربها إلى الشرع، والعقل، وإن كان صعبًا على بعض الطباع، والعواطف، لكن لات منه مناص، فإن جميع الأقوال غيره مشكلة، ملجئة إلى هجرها، وهذا التفصيل نهج أهل السنة والجماعة، وبه تستقيم أمور، وتحل معضلات، وقد قرره شيخ الإسلام ابن تيمية في المسلم العاصي، كالسارق ونحوها، فليرجع إليه، فإن صدق ذلك على المسلم، فالكافر من باب أولى، فإذا طولبنا بمحبته لحسنه، فلم لا نطالب بكرهه لسوئه؟ مع استحضار أن الكفر أعظم الذنب وأشنعه، فوجب أن يغلب الكره على الحب ....
ويزاد على هذا، فيقال إننا إن أحببناه، فعلنا ذلك لما فيه من خير، فأنت تحبه لصدقه، وعدله، ونفعه، فكذا يقال أيضا، إنك تبغضه لكفره، وظلمه لنفسه، ولربه، ومعصيته، فلا تبغضه لذاته ()، وهذا يهون علينا الأمر، ويقربه لدى الأفهام، وليس في البوح به أمام الكفار المعاونين للإسلام غضاضة، ومع هذا فمراعاة الأحوال واجب، وقد سبق قبل قليل ذكر مندوحة شرعية في هذا الباب.
وهنا يرد علينا تساؤل كالتالي، هل يتصور أن يوجد كافر، سمع عن الإسلام، لا يكن في قلبه أي عداوة للإسلام، أو قل أي عناد عن قبول الإسلام؟ لا يتصور هذا في الغالب، وإن صدق في عم النبي ? فيصعب تصوره في غيره، وربما يقال أيضا، إن نفس الكفر عداء لله ولرسوله ولمن تبعهم، لا أن الكفر مستلزم للعداوة، وقد لا يستلزمها، ولعل هذا هو السر في أن الله جل وعلا سمى الكافر عدوا في غير موطن من القرآن (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان) وقال (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) ().
البغض، لا يستلزم الظلم، ولا العدوان، بل ولا ينافي حسن العشرة والصحبة
لابد هنا من التنبيه إلى معان، تعتبر أسّاً لاستكمال فهم هذا الموضوع دونما إفراط، ولا تفريط، ودونما غلو ولا جفاء، فبهما يمكن للأمة المسلمة التعامل مع غيرها، أينما حلّ أفرادها، أو إلى أين ارتحلوا، ذلك أن الكفار لهم علينا حقوق:
أولهما: دعوتهم للإسلام، وهل مناط دعوتهم للإسلام، هو حب الخير لهم، أو مجرد وجوب الدعوة علينا، أو الرغبة في إنقاذهم من النار، أو إرادة نصر الإسلام بهم، أو مجرد كسب الأجر؟
الظاهر أن العلة مركبة من جميع تلك العلل، فقد وردت أدلة تفيد أن المناط إنقاذهم من النار إذ أن كثيرًا من النصوص خوفت الكفار والمشركين من عذاب جهنم لا غير، ووردت أدلة أخرى تفيد أن المناط نصر الإسلام بهم إذا أصبحوا مسلمين إذ أنه أسّ الإعداد بالقوة المأمور به في مواطن كثيرة، وكسب الأجر علة لا تحتاج إلى تدليل، ومهما يكن من أمر، فإن دعوتنا لهم لا تنفك عن إرادة الخير لهم.
فالبغض بهذا المعنى يختلف عن أي بغض أو كره في أي دين آخر، وليتنبه لهذا من أراد أن يترجم هذه المقالة، فبغضنا رحمة وعدل، وبغضهم عذاب وجور، نبغضه حتى نكون أحرص عليه، وعلى هدايته، حتى يرافقنا في الجنة، ونلهو معًا في بحبوحتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/49)
إنّ كثيرًا ممن يعدلون عن هذا الفهم الذي ذكرناه من الذين يعيشون في بلاد الغرب، يخالطون غيرهم من الكفار من أصحاب الرأي الحسن في المسلمين، وممن يعينون المسلمين أكثر من بعض المسلمين، يخالطونهم أزمنة مديدة، ولم يقولوا لهم يوما من الأيام قولوا "رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين"، فحبهم لهم، تحول إلى أنانية وطمع، وأخذ دون إعطاء، ويا حسرتنا يوم القيامة ويا حسرتهم يوم القيامة لو خلد أمثال هؤلاء في النار، وافترق الأحبة، وفزنا وخسروا، لقد خدعناهم بحبنا لهم، وما قمنا بواجبنا (اعبدوا ربكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون).
ولمزيد من الاستدلال على أنه لا تناقض بين البغض والدعوة، أن يقال: لو قال قائل: كيف تبغض الكافر المحايد، وأنت مطالب بدعوته، والدعوة مستلزمة لمحبته؟ والجواب: أننا مطالبون بدعوة جميع أصناف الكفار، وليس فقط الكافر المحايد، فتجب علينا أيضاً دعوة الكافر المحارب، كما تجب علينا دعوة الكافر المعاند، ولا يمكن لأحد أن يعترض بأن يقول إنه لا يمكننا أن نفعل ذلك - عقلاً وشرعًا - إلا بعد أن نحبهم، فليست محبتهم مناطا لدعوتهم وعلى ذلك فإن الصواب أن يقال والدعوة مستلزمة لحب الخير لهم، لا أن يقال إن الدعوة مستلزمة لمحبتهم، والخير يكمن في قبولهم للإسلام، فنحن وإن كنا نكره عدو الله ورسوله جورج بوش مثلا، ونتمنى أن تحل عليه قارعة من السماء تهلكه، وتريحنا من شره، إلا أننا عقلا وشرعا – لا عاطفة – نحب أن يسلم ويتوب الله عليه، وينجيه من النار، وقد ورد في الحديث أن القاتل والمقتول يدخلان الجنة، وكثير من الكفرة الفجار، أسلموا وحسن إسلامهم.
ولهذا فإن آيه (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ولم يظاهروا على إخراجكم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين) لم تبح لنا محبتهم، بل أباحت لنا (برهم) والقسط إليهم، والفرق ظاهر بين الأمرين.
ولله در سيد قطب رحمه الله، فكم كان فقيها في الإيمان، ولو لم يكن في عداد الفقهاء أو العلماء، يقول مختصرًا هذه القضية (والإسلام لا يمنع أن يعامل المسلم بالحسنى من لا يحاربه في دينه، ولو كان على غير دينه. . ولكن الولاء شيء آخر غير المعاملة بالحسنى. الولاء ارتباط وتناصر وتواد، وهذا لا يكون - في قلب يؤمن بالله حقاً - إلا للمؤمنين الذين يرتبطون معه في الله؛ ويخضعون معه لمنهجه في الحياة؛ ويتحاكمون إلى كتابه في طاعة واتباع واستسلام).
وعليه، فإن احتجاج الشيخ سلمان وغيره بأن الدعوة مستلزمة للحب، وكأنما يمتنع - عقلا وشرعًا- بغض من يُدعى، احتجاج غير صحيح.
أما الواجب الثاني فهو العدل معهم، وأداء الواجبات لكل بحسب حقه، وبه اتضح المقصود من كون بغضنا عدل ورحمه، وبغضهم جور وعذاب، وقد قال الله تعالى في كتابه (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى)، وتاريخنا مفعم بصور من عدل المسلمين مع محاربيهم، ومقاتليهم، وشانئيهم، فلا نحتاج - خوفًا من وصم الشانئين لنا بشنيع الأوصاف- أن نحور شيئًا في ديننا، أو نتجنب الصراحة والوضوح.
وفي الذكر الحكيم (وإن جاهداك على أن تشرك بالله شيئا، فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا)، فهذان الأبوان، معاندان، وهما في حكم المحاربين، لكن مع ذلك، وجبت مصاحبتهما بالمعروف في الدنيا، فالله أكبر ما أعدله من دين.
وهنا لفتة هامة، فإن الله جل وعلا، نص على أن المصاحبة مصاحبة دنيوية، فهي مصاحبة ظاهرة، لا تستلزم الحب، فضلا عن ما سماه الشيخ بالولاء الفطري، وهكذا يجب تأدية الصحبة بالمعروف بحسب القرابة، والحق.
كل ولاء لغير الله ورسوله، ولو كان يسيرًا، خطر على عقيدة الفرد، وعلى كيان الأمة
ثم إن هناك قضية خطيرة مر عليها الشيخ سلمان مرورًا سريعًا، دون أن يوليها حظها المناسب من البحث أو الاستدلال، لا سيما مع خطورتها ودقتها، أليس "الولاء الفطري للزوجة" وهو بداية الامتداد الخطير في العلاقة معها، وتجاوز تلك العلاقة الجسدية والعاطفية، لتصبح ولاء، أو نوع ولاء؛ هو الذي ساهم وبقوة في إطاحة كثير من الدول الإسلامية، وكلنا يذكر الدور الذي ذكره كثير من المؤرخين لزوجة السلطان العثماني سليمان؛ روكسلانا، وغيرها من نساء القصر في ذلك العهد للدولة العثمانية، والتقط ما تقع عليه يدك مما كتب في تاريخ الدولة العثمانية،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/50)
تجد هذا، فالأمر لا يحتاج إلى تدليل.
والتاريخ حفظ لنا كذلك بكل ألم دور شجرة الدر في سقوط الأيوبيين، وخيانتها لزوجها المغرر بحبها والولاء الفطري لها، وكذا دور النساء في سقوط دولة الفاطميين مع تحفظنا عليها، وليرجع إلى كتاب أسباب في سقوط أكثر من ثلاثين دولة إسلامية للدكتور عبد الفتاح عويس.
وخلاصة الأمر أن حالة الولاء- الفطرية - هذه لا تنفك إلا بأن تضع صاحبها في أحضان من يتولى، لتمتد فتتجاوز حدود الحب الفطري الجبلي الذي أباحه الإسلام بحيث لا يتعدى نزعات العواطف، والأحاسيس الزوجية، أو وشائج القرابة والدم، إلى معنى أكبر، وأكثر خطرًا، وعمقًا، هو ما استحدثه الشيخ سلمان بتعبيره "الولاء الفطري".
وهاهنا، يمكننا أن نقول إن ما يتحدث عن الشيخ سلمان – ولاء فطري وليس مجرد حب فطري جبلي - هو منبع الانحراف في الولاء الذي جاء الإسلام بنسفه من أساسه، والعجب من الشيخ سلمان الذي ترعرع في أحضان العلماء في نجد والسعودية أن يأتي بهذا الفهم الغريب لهذه القضية التي تعتبر من بدهيات ما يدرسه الطلاب هناك، ألم يأت الإسلام بتحويل الولاء كله إلى الولاء لله، ولرسوله، وللمؤمنين، وأن من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، وأنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك.
لو أردنا أن نسوق الشواهد على أن الشريعة جاءت لهدم هذا الأصل، لطال بنا المقام، والغريب أن يتجاوز الشيخ سلمان هذه الشواهد، مع كثرتها، وكثرة الحديث فيها، واستقرار الأمر عليها، ليفاجئنا بهذا الرأي، ونذكر هنا بما يحفظه الكثير، ففي صحيح مسلم، في قصة أسارى بدر، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه (فَقَتَلُوا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ وَأَسَرُوا سَبْعِينَ قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَمَّا أَسَرُوا الأسَارَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلاءِ الأسَارَى فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا نَبِيَّ اللَّهِ هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً فَتَكُونُ لَنَا قُوَّةً عَلَى الْكُفَّارِ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ قُلْتُ لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ وَتُمَكِّنِّي مِنْ فُلَانٍ نَسِيبًا لِعُمَرَ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا، فَهَوِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ) فانظر أيها المتأمل ما ذا قال عمر، وموطن الاستدلال هنا أنه فهم أن الله يحب هذا، ويريده، ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفهم، ولا هذه الرغبة المصادمة لهذا الولاء الفطري، وظاهر الأمر أنه أقره على ذلك مع أنه هوى إلى رأي أبي بكر الداعي إلى أسرهم.
هذا وقد يزاد على ذلك أن القرآن جاء معاتبًا للرسول صلى الله عليه وسلم أنه ذهب إلى هذا الرأي، قال عمر (فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ جِئْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ قَاعِدَيْنِ يَبْكِيَانِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِمْ الْفِدَاءَ لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ إِلَى قَوْلِهِ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا فَأَحَلَّ اللَّهُ الْغَنِيمَةَ لَهُمْ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/51)
وفي قصة حاطب بن بلتعة المشهورة دليل آخر على أن الإسلام جاء لنسف أي تجاوز للحب العاطفي ليصبح "ولاء ولو محدودا" فحاطب دفعه حبه الفطري، وخوفه الفطري كذلك على زوجه وأهله وماله أن يكتب كتابا (لا يضر الله ولا رسوله) أراد فيه أَنْ يَكُونَ له (عندَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلاَّ لَهُ هُنَاكَ مِنْ عَشِيرَتِهِ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِه) وقد صرح بأنه لم يفعله (غشًّا وَلا نِفَاقًا، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ مُظْهِرٌ رَسُولَهُ وَمُتِمٌّ لَهُ أَمْرَهُ)، واختلف العلماء هل كفر بهذا الفعل الذي تجاوز فيه حاطب الحب العاطفي ليصبح ولاء مقيدًا (لا يضر الله ورسوله)، ومن ثم نصرة، وكينونة، وانحيازا، ولو ظاهرًا، لا بالقلب فقط.
ولهذا يتبين لنا أن تعبير الشيخ سلمان بأن (المهم في قضية "البراءة" أن لا تحب غير المسلمين لعقيدتهم أو دينهم فتلك هي الباقرة () التي تقوم على ركن البراءة بالنقض، فمعنى ذلك تقديم غير دين الإسلام عليه، وذلك لا يحصل من مسلم رضي بهذا الدين واعتنقه وأحبه) غير دقيق وغير مقبول.
فحب الكافر - أو غير المسلم بتعبير الشيخ سلمان – لعقيدته، ليس مجرد باقرة، بل هي ناقض من نواقض الإيمان كما ظاهر ومعلوم، وإنما الإشكال في حب الكفار، هكذا بالجمع، أو حبهم حبا يستلزم تفضيلهم على المسلمين – تفضيلا معنويًا، وليس تفضيلا عسكريًا-، أو الانحياز لهم – كذلك ليس انحيازا عسكريًا استراتيجيًا -، أو الكينونة – كذلك أيضا - معهم دون المسلمين، هذا هو الإشكال الذي يحتاج إلى بحث، وليس مجال هذه المقالة بحثه، ولا التقرير فيه حتى لا يفهم أن رأي الكاتب فيه هو الذي حمله على تسطير هذا التعقيب.
فما بال الزوجة الكافرة من غير أهل الكتاب؟
أمر آخر نحب أن نذكره هنا، وهي نكتة لطيفة قل من نبه عليها، وهي عدم جواز البقاء مع الزوجة الكافرة إذا لم تكن من أهل الكتاب، كملحدة، أو مشركة، أو نحو ذلك، حتى ولو كان له منها أولادًا وذرية، فأمر المسلم بمفارقتها، ولو استغرق حبه قلبه، فأين يكون موقع ذلك "الولاء الفطري" الذي يتحدث عنه الشيخ سلمان؟ ألم تنسفه الشريعة نسفًا، فلم تقره، بل لم تقر – في هذه الحالة- ما هو أدنى منه وهو الحب الجبلي الفطري، أو قد يقال أمرت أن يستعلي المسلم على عواطفه بما فيها ذلك الحب الفطري الذي لا يملك دفعه، ليضعه في بوتقة الشريعة وإطارها، فلا يباح لمسلم نكاح مشركة، أو كافرة، من غير أهل الكتاب، ووالد وولد أحدهما من هذه الأصناف يجري بينهما حب جبلي، يضبطها مثل قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {23} قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ {24}) ().
وقل مثل ما تقدم هنا في بقاء الزوجة تحت زوجها الكافر، نصرانيا، أو يهوديا، أو ومشركًا، أو ملحدًا، حتى ولو كان ابن عمها، ووالد ذريتها الضعفاء.
فحالة حب الزوجة النصرانية أو اليهودية، حالة خاصة، لا تعمم، وكذا حالة حب القريب الكافر، وكذا المصاحبة بالمعروف، حالات محددة، لا يمكنها أن تجتمع لتؤلف ما عبر عنه الشيخ سلمان "بالولاء الفطري"، بل غاية ما يقال فيها إن الشريعة أقرت ذلك الحب الفطري – وفي حالات محدودة أيضا-، ولم تنفه في حدوده ودائرته، لكنها مع ذلك نهت أن يتحول ذلك الحب الفطري لولاء يتجاوز الحب، ليشمل النصرة، والكينونة، والانحياز، لا سيما عند تمايز فريقين، فريق الإيمان وفريق الكفر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/52)
بهذا الفهم تتسق الأدلة، وتسير على نسق لا تعارض وفيه، ويحمى فيه سياج الأمة من المخاطر التي تقفز إليها من تلك العاطفة المحمومة، الحب، ويبقى ذلك الأمر في دائرة ضيقة، لتسمح بالمشاعر، والمعاملة لتسير بشكل طبيعي، لا غلو فيه، ولا تعقيد، وهو ما يرنوا إليه الشيخ سلمان.
البعد الاستراتيجي للولاء والبراء، فأمر هذا شأنه يحتاط فيه ما لا يحتاط في غيره.
وهنا، لا بد أن أسجل كلمة تعد اختصارًا لموضوع كنت قد شرعت الكتابة فيه، بعنوان "الولاء والبراء، عقيدة استراتيجية لحفظ كيان الأمة"، إذ أن عقيدة الولاء والبراء هي أكثر ما ركز القرآن عليه بعد ذكر أنواع التوحيد الثلاثة، وما ذلك إلا لأهميته على المستوى العقدي الاستراتجي لحفظ كيان الأمة، ولينظر المتأمل في أحوال بعض الفرق الضالة التي طعنت في خاصرة الإسلام، فاغتالت الخلافة مرة، وتواطأت مع المحتل مرات، ولنتأمل في أحوال بعض الجماعات الإسلامية التي أضحت تشكل عبئًا على الحركة الإسلامية، نجد أن أكبر خلل عند تلك وأولئك كامن في عقيدة الولاء والبراء، فيوالى العدو تحت حجج سمجة، تصل إلى حد التحالف معه ضد المخالفين، وتحشد الأدلة الشرعية لتسويغ ذلك الخطأ الاستراتيجي، ويحصر الخلاف حول بعض الآراء العلمية الموروثة عن علمائنا السابقين، فازداد وهن الأمة وهنا على وهن، الله أعلم بمدة حمله، وفصاله.
لقد أدركت الفرق الإسلامية كلها، من خوارج، ومعتزلة، وحتى المغرقين في التصوف حساسية هذه القضية العقدية السياسية الاستراتيجية، ولم يسجل لنا التاريخ أي فرقة سوى فرقة الرافضة، تمالأت مع الكافر، ضد المسلم مهما اختلفت معها، وما وهنت الأمة لتسقط مدرجة بدمائها إلا لما تمالأ بعض الأمراء مع النصارى ضد منافسيهم من المسلمين، فعاقب الله الجميع بذل مخز لا نزال نتجرع غصصه حتى نرجع عن هذا الانحراف العقدي الاستراتيجي السياسي.
هذا أيها الإخوة هو الداعي، لأن يسجل الإنسان ملاحظاته حول كلام الشيخ سلمان حفظه الله، أني أعيش في الغرب في هذه السنون، وأدرك خطورة ما قال الشيخ، ولست أدري هل يدرك الشيخ خطورة ما يقول أم لا، ولست أدري – مرة أخرى - ما هو سبب جرأة موقع الإسلام اليوم المفرطة في المبادرة لترجمة هذا المقال إلى اللغة الإنجليزية مع أن كثيرًا مما يكتبه الشيخ أو يكتب حتى في موقع الإسلام اليوم لا يترجم.
ولست أدري لم يحب الشيخ القفز إلى ما وراء التاريخ – وليست هذه بالأولى -، ليعيد نبش ماض استقر الأمر عليه، بحجة أن كثيرًا من المسلمين يتشددون في الأمر، فيتجه إلى التقريب بين عوائد الناس وبين الشريعة بلغة أدبية عامة، فيُخدشُ الحمى، وكم من خدش أهلك.
إن حساسية هذا الأمر وخطورته، يجعلنا نتوخى جانب الحذر في كل ما نكتب، ولذا اقتصرت في نقاش هذا الموضوع على تلك الجزئية التي ذكرها الشيخ سلمان، مع إقراري بأن ثمت أمور أخر يجب تحريرها فيما يتعلق ببغض الكافر، ودرجاته، ودرجات الكافر، وحكم من يعيش بين أظهرهم، وحال المسلمين عند غياب الخلافة الإسلامية، وحالهم كذلك في حالة الصلح والمعاهدات الدولية وما إلى ذلك.
والله المستعان، وهو المجؤور إليه بالدعاء، أن ينزل غيث القلوب، والعقول، وأن يهب الهداية، وأن يجنب الغواية.
حرره في لندن مساء الأربعاء، الثاني والعشرين من ربيع الأول 1428 للهجرة النبوية.
هيثم بن جواد الحداد
ـ[أنس زيدان]ــــــــ[09 - 09 - 07, 08:07 ص]ـ
أخي هيثم .. جزيت خيرا على المقال .. ولي رجعة مع المقال عندما أطبعه وأقرأه جيدا ..
قد اقتطفت من مقالك بعض العبارات .. لكي اسالك وإن كنت لا أرغب في تغيير فكرة الموضوع .. ألا تلاحظ بأن الشيخ سلمان قد تغيرت بعض أفكاره .. فصار يغلب على كلامه الطابع الفكري، والغرق في عموميات هلامية غير واضحة .. فمثلا قرأت له مقالاً عن التعددية لم أفهم إذا كان مؤيدا لها أم ضدها؟
وقد اخترت بعض ما ورد في تعقيبك كي أؤكد ما ألاحظه عليه، ولم أجد من يشاركني هذا الرأي .. فهل تتفق معي؟
جزيت خيرا على هذا المقال .. ووفقك الله لما يحبه ويرضاه
ـ[محمد الفاتح]ــــــــ[09 - 09 - 07, 10:40 ص]ـ
جزيت خيراً يا الحداد وإن شاء الله لنا عودة بعد القراءة
بارك الله فيكم
التي كان احبارنا
الحبر: هو عالم التوراة ولا أحبار في الإسلام وإنما علماء شريعة مخطئ ومصيب
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[09 - 09 - 07, 11:52 ص]ـ
أخي (الموسى)
لقد أعطيت الشيخ الداعية المفضال سلمان العودة فوق ما يستحقه من التبجيل والهالة "الإعلامية".
له مواقفه وفضائله وحسناته ومقامه العالي وقدره المحفوظ .. لكن لا يعني أن لا تناقَش كتاباته، لا سيما أن كثيراً منها أصبح على هذه الوتيرة من التسهيل والهلامية والكلام في المصيريات (إن صح التعبير) دون تدقيق.
وأرجو من الإخوة إيصال هذه الرسالة التي كتبها الأخ وغيرها من الملحوظات للشيخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/53)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[09 - 09 - 07, 01:48 م]ـ
غفر الله لك.
لسنا أبواقاً لكل ناعق، ولكننا نقرأ ما كتب، ونسمع ما يُبَث عبر وسائل الإعلام.
ولا أرى الكاتب -وهو يعيش في بلاد الغرب ويجد نتائج بعض هذه الكتابات- إلا محقاً في التعقيب.
والله أعلم.
ـ[الموسى]ــــــــ[09 - 09 - 07, 03:30 م]ـ
أخي (التواب) ارجوا ان تسامحني ان كنت قد اخطأت في حقك .. واستغفر الله من الزلل ..
دعنا نعود للفائدة حيث انني اعتقد ان هذا المنتدى لم ينشأ الا لغرض البحوث والمقالات الجادة ..
ما هي الهلامية في خطابات وفتاوى الشيخ الشهم ابو معاذ؟
ـ[عبدالله أبو محمد]ــــــــ[12 - 09 - 07, 11:06 م]ـ
للشيخ الفاضل د. عبد العزيز العبداللطيف أستاذ العقيدة المشارك بجامعة الأمام رد على ما كتبه د. سلمان في مقالته هذه
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[23 - 09 - 07, 08:28 ص]ـ
الشيخ هيثم الحداد، وفقه الله.
جميل أن يهتم طالب علم مثلك يعيش في الغرب بأمور الولاء والبراء، غير آبه بالحملة المستعرة على الإسلام في الغرب، وبما قد يتعرض له منظروا الولاء والبراء.
لكن من المفاجئ أن توقّع على "ميثاق تعاون واحترام"! مع أشاعرة وصوفية أعلنوا بغضهم للمنهج السلفي، من أمثال حمزة يوسف وغيره. فما وجهة نظرك في الأمر وفقك الله؟!
هذا الميثاق بالانجليزية وعليه توقيعك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/showthread.php?t=701
ـ[هيثم طيب]ــــــــ[27 - 10 - 07, 08:57 م]ـ
الأخ المشرف هيثم حمدان
هيثم الحداد ليس طالب علم فقط ..
هو شيخ جليل تلقى العلم من علماء كبار أمثال الشيخ عبدالله بن جبرين الذي درس عليه حوالى 8 سنوات، والشيخ عبدالعزيز بن باز الذي تلقى العلم عنه حوالى 7 سنوات، والشيخ عبدالله بن عقيل الذي لازمه الشيخ هيثم أكثر من 12 سنة وقد أجازه الشيخ عبدالله بن عقيل ولقبه بالمجتهد.
الشيخ هيثم إمام سابف للمنتدى الإسلامي بلندن ومحاضر وخطيب وداعية نشط في بريطانيا وهو عضو بارز في مجلس الشريعة، وله العديد من المقالات المنشورة في المواقع والمجلات الإسلامية ...
ومن اهتم بمعرفة منهج الشيخ وجودة تأصيله وفققه فليراجع مقالاته على الموقع الذي أسسه ويشرف عليه
www.islam21c.com
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[28 - 10 - 07, 02:01 م]ـ
من طرائف هذا الموضوع اجتماع الهياثم وهو أن هيثم حمدان يستوضح من هيثم الحداد فيرد هيثم طيب ... فنسأل الله أن يوفق الهياثم الثلاثة لكل خير ...
ولكن يا هيثم طيب ... ثناءك العاطر والصادق - إن شاء الله - على الشيخ هيثم الحداد لا يرد على استيضاح الشيخ هيثم حمدان وهو بماذا يفسر الشيخ هيثم الحداد ورود اسمه في ذلك الميثاق وفيه ما فيه ... !
أم أنه حلال على بلابله الدوح ... حرام على الطير من كل جنس
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[28 - 10 - 07, 04:41 م]ـ
نعم أخي أحمد، اجتمعت الهياثم، على خير إن شاء الله.
الغريب أن كل من انتُقد على توقيع هذا الميثاق أجاب بمثل ما أجاب به الأخ هيثم عن الشيخ الجليل: أنهم يعون ما يفعلون لأن لديهم الكثير من العلم، ومواقفهم معروفة وووو الخ.
دون أن يتعرضوا للدافع من كتابة الميثاق، في هذا الوقت بالذات، ولا لكون المبتدعة هم المستفيد الحقيقي من الميثاق، ولا لكون الميثاق سيشق صف أهل السنة ...
ولا لسبب عدم عرض الميثاق على علماء كبار كبعض شيوخ الشيخ الجليل، ولا لسبب عدم البدء بتصفية خلافات جماعات أهل السنة فيما بينها قبل الخلافات السلفية/البدعية.
ولا لكون الميثاق يهمش الخلاف بين أهل السنة والمبتدعة على مدار مئات السنين، ولا لكوننا لم نر له مثيلاً في عصور سابقة.
وعلى كل حال سأعيد صياغة سؤالي للشيخ الجليل حتى لا يزعل أخونا هيثم طيب:
الشيخ الجليل هيثم الحداد، وفقه الله.
جميل أن يهتم شيخ جليل مثلك يعيش في الغرب بأمور الولاء والبراء، غير آبه بالحملة المستعرة على الإسلام في الغرب، وبما قد يتعرض له منظروا الولاء والبراء.
لكن من المفاجئ أن توقّع على "ميثاق تعاون واحترام"! مع أشاعرة وصوفية أعلنوا بغضهم للمنهج السلفي، من أمثال حمزة يوسف وغيره. فما وجهة نظرك في الأمر وفقك الله؟!
هذا الميثاق بالانجليزية وعليه توقيعك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/showthread.php?t=701
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 10 - 07, 05:22 م]ـ
عندما يرى المسلم هذا يعلم مدى الحاجة لسؤال الله الثبات وأن يحفظه من الزيغ
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 10 - 07, 07:57 م]ـ
عندما يرى المسلم هذا يعلم مدى الحاجة لسؤال الله الثبات وأن يحفظه من الزيغ
اللهم إننا نسألك الثبات إلى الممات.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[28 - 10 - 07, 10:07 م]ـ
نعم أخي أحمد، اجتمعت الهياثم، على خير إن شاء الله.
الغريب أن كل من انتُقد على توقيع هذا الميثاق أجاب بمثل ما أجاب به الأخ هيثم عن الشيخ الجليل: أنهم يعون ما يفعلون لأن لديهم الكثير من العلم، ومواقفهم معروفة وووو الخ.
دون أن يتعرضوا للدافع من كتابة الميثاق، في هذا الوقت بالذات، ولا لكون المبتدعة هم المستفيد الحقيقي من الميثاق، ولا لكون الميثاق سيشق صف أهل السنة ...
ولا لسبب عدم عرض الميثاق على علماء كبار كبعض شيوخ الشيخ الجليل، ولا لسبب عدم البدء بتصفية خلافات جماعات أهل السنة فيما بينها قبل الخلافات السلفية/البدعية.
ولا لكون الميثاق يهمش الخلاف بين أهل السنة والمبتدعة على مدار مئات السنين، ولا لكوننا لم نر له مثيلاً في عصور سابقة.
وعلى كل حال سأعيد صياغة سؤالي للشيخ الجليل حتى لا يزعل أخونا هيثم طيب:
الشيخ الجليل هيثم الحداد، وفقه الله.
جميل أن يهتم شيخ جليل مثلك يعيش في الغرب بأمور الولاء والبراء، غير آبه بالحملة المستعرة على الإسلام في الغرب، وبما قد يتعرض له منظروا الولاء والبراء.
لكن من المفاجئ أن توقّع على "ميثاق تعاون واحترام"! مع أشاعرة وصوفية أعلنوا بغضهم للمنهج السلفي، من أمثال حمزة يوسف وغيره. فما وجهة نظرك في الأمر وفقك الله؟!
هذا الميثاق بالانجليزية وعليه توقيعك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/showthread.php?t=701
عجيب!
سبحان الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/54)
ـ[هيثم طيب]ــــــــ[28 - 10 - 07, 10:59 م]ـ
السلام عليكم
لم يكن مقصودي الثناء والمديح للشيخ بل أردت تبيان منزلة الشيخ جزاه الله خيرا
وللإخوة الفضلاء أقول
هناك جهود في بريطانيا لا تتوقف تسعى إلى توحيد صف أهل السنة وإلى تصفية المنهج وإلى إزالة كل لبس وإلى منع كل أشكال التمييع والتطبيع مع المبتدعة وغيرهم ولم يكن هذا الميثاق يسعى بأي شكل إلى التنازل عن أي من الثوابت، إنما هو خطوة ضمن استراتيجية مدروسة بعيدة المدى والذين على دراية بحقيقة الجهود والعراك والتدافع الحاصل من أجل توحيد صف أهل السنة وإزالة كل الشوائب يعلم يقينا بأن الشيخ هيثم الحداد وأمثاله يسيرون على خطط مدروسة وواضحة لديهم لعل تفاصيلها تخفى على من هم في دول أخرى أو بالأحرى قارات بعيدة
فليس عدلا الحكم على قضية ما من خلال موقف واحد أو ميثاق واحد وكما هو معلوم الحكم على الشي فرع عن تصوره
أدرك أن الإخوة دافعهم هو الغيرة على دين الله ولكن رفقا في السؤال والاستيضاح وقد تفضل الشيخ بإيراد بريده الالكتروني في أعلى مقاله فمن اهتم بالسؤال فلديه الوسيلة بدلا من تراشق علامات الاستفهام وإيراد الاسئلة التي لا تفعل إلا أن تثير غبارا يزعج الجميع
أما القول بعدم البدء بتصفية خلافات جماعات أهل السنة فمجرد افتراض يرفضه الواقع فالجهود لم تتوقف، وأما القول بأن كبار المشايخ لم يعرض عليهم الميثاق فافتراض آخر وبالمناسبة فالشيخ عبدالله بن عقيل قد أجاز الشيخ هيثم الحداد في مسائل الفقه وأصول الفقه وخاصة فقه الأقليات وأطلق عليه لقب المجتهد في تلك المسائل
فأقول للإخوة لن تراعوا إن شاء الله
ولمن أورد كلمات الزيغ وسؤال الثبات وما شابه في حين نحن نتناقش ونتكلم بكل أدب ولياقة: أما زال هناك من يفكر بهذه الطريقة؟ عجبا
ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - 10 - 07, 11:05 م]ـ
السلام عليكم
لم يكن مقصودي الثناء والمديح للشيخ بل أردت تبيان منزلة الشيخ جزاه الله خيرا
وللإخوة الفضلاء أقول
هناك جهود في بريطانيا لا تتوقف تسعى إلى توحيد صف أهل السنة وإلى تصفية المنهج وإلى إزالة كل لبس وإلى منع كل أشكال التمييع والتطبيع مع المبتدعة وغيرهم ولم يكن هذا الميثاق يسعى بأي شكل إلى التنازل عن أي من الثوابت، إنما هو خطوة ضمن استراتيجية مدروسة بعيدة المدى والذين على دراية بحقيقة الجهود والعراك والتدافع الحاصل من أجل توحيد صف أهل السنة وإزالة كل الشوائب يعلم يقينا بأن الشيخ هيثم الحداد وأمثاله يسيرون على خطط مدروسة وواضحة لديهم لعل تفاصيلها تخفى على من هم في دول أخرى أو بالأحرى قارات بعيدة
فليس عدلا الحكم على قضية ما من خلال موقف واحد أو ميثاق واحد وكما هو معلوم الحكم على الشي فرع عن تصوره
ما هو أبعاد هذا الميثاق الذي وقع عليه الشيخ هيثم الحداد؟ و ما نوع العلاقة التي ستتم عبر هذا الميثاق مع الاشاعرة؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 10 - 07, 11:46 م]ـ
وقع على ميثاق له أبعاد مدروسة ومن كان خارج البلد فلا يعلم ما يعلمه من بداخله
لو طُبِّق هذا على كلام سلمان العودة لما كان هناك نقد أصلا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 10 - 07, 11:50 م]ـ
ولمن تعجب حاجتنا للدعاء:
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا قَالَ نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ.
وإذا كان هو ليس بحاجة للدعاء فلا يدعو
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[29 - 10 - 07, 12:10 ص]ـ
أحسنت يا شيخ إحسان. وكذلك قول الأخ هيثم طيب: "وقد تفضل الشيخ بإيراد بريده الالكتروني في أعلى مقاله فمن اهتم بالسؤال فلديه الوسيلة".
ينطبق على رد الشيخ الحداد على غيره.
تجدون أسفل هذه الصفحة ترجمة ركيكة للميثاق، ولكنها توضح المقصود:
http://www.madeenah.com/notes.cfm?id=1013
ولي عودة مع كلام الأخ هيثم طيب إن شاء الله.
ـ[هيثم طيب]ــــــــ[29 - 10 - 07, 12:39 ص]ـ
شيخ إحسان
لم أتعجب من سؤال الله الثبات
بل تعجبت من إقحام لفظة الزيغ ونحن قي مقام نقاش هاديء وبخصوص عالم جليل
وإن أخطات في حقكم فعذرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 10 - 07, 08:46 ص]ـ
حفظك الله أخي هيثم حمدان
وجزاك الله خيرا أخي هيثم طيب
لا يشترط في ذِكري للفظ الزيغ وسؤال الله الثبات هو أن يكون له تعلق مباشر بكلام سلمان أو رد الحداد
فللعلم أنا لم أقرأ كلامهما!! ولكني رأيت وأرى بوادر فتنة وبلبلة وزيغ وانحراف في مواقف وكلمات وأفعال بعض الخاصة من الدعاة وطلبة العلم الكبار مما ينذر بكوارث وفتن
وفي خصوص هذا المقال:
تذكرت قناة " فتوى " وما يمكن أن تكون بابا لنشر الأشعرية والاعتزال ... الخ
ورأيت التوقيع على " الميثاق "
فاكتفيت من هذا بذكري ما ذكرت
وأسأل الله الثبات على الحق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/55)
ـ[عاكف]ــــــــ[30 - 10 - 07, 12:52 ص]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله
هذا والله وقت اختبار الحقيقي لولاءنا الشرعي وحبنا لبعضنا
القضيه مقال مناقشه شرعيه على مقال سلمان العوده
الاصل الحديث عن تأصيل المقال شرعيا ليس الحديث عن الشخصيات والهنات ايا كانت والاخذ على الرد المثل بالمثل وكانها عصبيه
ايها الاخوه لا تخرجوا خارج اطار القضيه وفلكها والردود حادت عن المطلوب عند بعض اخواننا
اين المحبه والاخوه اليس الحق ان نحب منهم اعمالهم الصالحه ونبغض الاعمال المخالفه
امل من الاخوة الافاضل متابعة مناقشة نقاط الموضوع وذكر التاييد او الاعتراض
واسأل الله سبحانه وتعالى ان يرد ضال المسلمين
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - 10 - 07, 01:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا
آمين
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[01 - 11 - 07, 05:55 م]ـ
من الملاحظ أن الإخوة الذين وقعوا الميثاق مضطربون في سبب كتابة الميثاق في الأصل:
- فبعضهم ذكر أنه راجع موقفه القديم من أهل البدع فرأى أنه كان مبالغاً فيه.
وأنه قد خالط بعضهم فوجد معهم شعوراً قوياً بالأخوة الإسلامية، ونية صادقة في خدمة الإسلام.
حتى بلغ به الأمر إلى أنه ما عاد يستعمل كلمات مثل: "العقيدة"، "السلف"، "البدعة" في خطابه أبداً. وصار يستعمل مرادفات انجليزية مجملة!
- وآخرون زعموا أن الميثاق سيقربهم من أهل البدع، مما سيسهل عليهم الإنكار عليهم!
- وآخرون قالوا إن الوضع الحالي للمسلمين في العالم يقتضي التكاتف ... لخ.
- وها هو الأخ هيثم الحداد يقول إن الهدف من الميثاق استراتيجية بعيدة المدى!
عن أي استراتيجية يتحدث الأخ هيثم وهو يعلم أن بعض من وقع على الميثاق:
- عمل جاسوساً وسجل محاضرات لبعض مشايخ أهل السنة خفية، وهم يتحدثون عن مسائل كضرب الزوجات وحكم اللواط وغيرها، ثم عرضت في التلفاز البريطاني، وأحدثت ضجة كبيرة.
- غال في التمشعر، يصرح بوجود قرآنين، وأن كلام الله سبحانه ليس "تتابعياً"!.
- غال في التصوف، أنفق أموالاً طائلة لترجمة قصيدة البردة وتسجيلها بصوت فرقة إنشاد مغربية.
- شعوبي غال، كثيراً ما يذم العرب ويحط من قدرهم، حتى صار معروفاً بذلك.
ولولا أنني أنزه الملتقى عن نشر بعض المقاطع الصوتية والمرئية لهؤلاء لفعلت.
فما هي الاستراتيجية بعيدة المدى التي دفعت إلى كتابة هذا الميثاق والتوقيع عليه؟!
من الملاحظ أيضاً أن هذا اللين مع أهل البدع لم يرافقه لين تجاه إخوانهم من أهل السنة الذين انتقدوا الميثاق. خصوصاً في مواقع اللغة الانجليزية.
كذلك من المؤسف ألا نرى المبتدعة الذين وقعوا الميثاق متحمسون له حماس الإخوة الذين وقعوه من أهل السنة. فلا هم نشروه في مواقعهم في الشبكة، ولا نصروه.
أقول هذا وقد مضى على سكني في الغرب قريباً من عقدين. والله المستعان.(40/56)
شبهة حول كلام لشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، أرجو الإجابة عنها
ـ[الباحث]ــــــــ[18 - 04 - 07, 11:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالته للشيخ سليمان بن سحيم رحمهما الله:
(ومعلوم أن أهل أرضنا وأرض الحجاز، الذي ينكر البعث منهم أكثر ممن يقر به، وأن الذي يعرف الدين أقل ممن لا يعرفه، والذي يضيع الصلوات أكثر من الذي يحافظ عليها والذي يمنع الزكاة أكثر ممن يؤديها).
المصدر: تاريخ ابن غنام (2/ 131).
الحقيقة أن هذا الكلام أشكل علي كثيراً، ويحتج به الرافضة على أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تقوم على التكفير للمسلمين.
أرجو الإجابة بجواب شافٍ كافٍ بارك الله فيكم.
ـ[عبد المعين]ــــــــ[19 - 04 - 07, 02:17 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
يظهر لي فيما أعلم أنه دعوة الشيخ كانت في وقت انتشرت فيه الأعمال الشركيّة و البعد عن العقيدة السليمة , مثل ماكان يفعل مع قبر زيد بن الخطاب , و غيرها.
لذلك كان الشيخ محقّاً في قوله.
ـ[محمد العزام]ــــــــ[20 - 04 - 07, 06:14 ص]ـ
أما الروافض فإنهم عار وخزي في الأمة نسأل الله تعالى قرب نهايتهم وانذثار مذهبهم الخبيث ..
ولكننا ينبغي أن نفهم كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى .. من أجلنا نحن أهل السنة حتى تستقيم قراءتنا لكتبه ونفهم معانيها بشكل صحيح.
أقول إن الشيخ رحمه الله كان على السنة داعيا إليها وقد انتفع بدعوته خلق كثير .. وينبغي لنا أن نحسن الظن به إذا وقع لبس أو شبهة في تفسير كلامه.
والأصل الآخر هو "أن كلاً منا يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر" .... فإن أخطأ أحد رددنا كلامه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
وكل مجتهد مأجور أجراً واحداً أو أجرين
ومعروف الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس في آخر الزمان حين لايعلمون ما القرآن ولا الصلاة .. ولكنهم يقولون لاإله إلا الله .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنجيهم.
ومن قال هذا القول كفر أو أن فلانا فعل الكفر لايدل على أنه حكم عليه بالكفر كما هو واضح .. وكلام الشيخ رحمه الله هو من هذا القبيل
والله تعالى أعلم
ـ[الباحث]ــــــــ[20 - 04 - 07, 06:39 ص]ـ
أما الروافض فإنهم عار وخزي في الأمة نسأل الله تعالى قرب نهايتهم وانذثار مذهبهم الخبيث ..
ولكننا ينبغي أن نفهم كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى .. من أجلنا نحن أهل السنة حتى تستقيم قراءتنا لكتبه ونفهم معانيها بشكل صحيح.
أقول إن الشيخ رحمه الله كان على السنة داعيا إليها وقد انتفع بدعوته خلق كثير .. وينبغي لنا أن نحسن الظن به إذا وقع لبس أو شبهة في تفسير كلامه.
والأصل الآخر هو "أن كلاً منا يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر" .... فإن أخطأ أحد رددنا كلامه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
وكل مجتهد مأجور أجراً واحداً أو أجرين
ومعروف الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس في آخر الزمان حين لايعلمون ما القرآن ولا الصلاة .. ولكنهم يقولون لاإله إلا الله .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنجيهم.
ومن قال هذا القول كفر أو أن فلانا فعل الكفر لايدل على أنه حكم عليه بالكفر كما هو واضح .. وكلام الشيخ رحمه الله هو من هذا القبيل
والله تعالى أعلم
بارك الله فيك أخي الفاضل.
ولكن هل يُعقل أن أهل الحجاز ونجد وصل بهم الحال إلى إنكار البعث؟!
نعم، انتشر بينهم الشرك ولكن أستبعد أن يكون انتشر بينهم إنكار البعث.
أرجو أن أرى إجابة وافية شافية.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[21 - 04 - 07, 12:49 ص]ـ
وماهو الإشكال؟
وكلام الشيخ واضح بوجود من ينكر البعث في زمانه رحمه الله ,
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[05 - 05 - 07, 09:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني النبلاء للشيخ محمد بن عبد الوهَّاب عبارات ظاهرها التعارض ولا تعارض بينها
### فله وصف لحالة معينة في وقت معين.
### وله حالة أخرى يتكلم عن وقائع معينة.
### فمثلاً هو نفسه ينفي العذر بالجهل لمن وقع في الشرك الأكبر في غالب كتبه لكنك تجده في رده للشبهات التي قيلت فيه ينفي تكفيره للمسلمين بل ولمن يعبد الصنم الذي على البدوي أو الجيلاني؛ يقول هو: لجهلهم ولعدم من ينبههم (كما في كتاب المجددين في الإسلام للشيخ الفوزان تقريظ الشيخ ابن باز)
### في مواضع حكم بالعين و لا ننسى أنه إمام قادر على إقامة الحجة وإرسال المنتصبين للتوحيد من قِبَلِهِ إلى من وقعوا في الشرك الأكبر.
### هناك مواضع في كشف الشبهات تختلف عما في التوحيد وسائر كتبه بل وفي التوحيد يشعر من لا دراية له بكلام أهل العلم أن كلامه متناقض كلا كلا إنما لكل فئام من الناس كلام فمن أقام عليهم الحجة بنفسه أو عن طريق من رضيهم حكم عليهم عيناً ومن لم يقم عليهم الحجة لم يحكم عليهم عيناً كما هو معتقد أهل السنة والجماعة.
والله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/57)
ـ[العارض]ــــــــ[05 - 05 - 07, 02:06 م]ـ
....
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 10:30 ص]ـ
الإشكال واقع في قياس المعترض أهل نجد في عصر الشيخ على أهل عصرنا أو من اقترب من زمنهم
وكلام الشيخ لا علاقة له بالمنهج في التكفير حتى يحتج به الروافض على أن دعوة الشيخ تقوم على تكفير المسلمين
وذلك لأن تكفير منكر البعث مما لا خلاف فيه
ولكن الكلام على صحة دعوى الشيخ _رحمه الله _ فلو صحت لم يكن لأحدٍ أن يلمه في التكفير
وإن لم تصح كان ذلك خللاً في الأمانة العلمية أو في دقة وصف الحال لا في منهج التكفير
والشيخ محمد ثقةٌ عندنا
والطعن في كلامه لا بد أن يكون مبنياً على مستندٍ متين لا مجرد استبعاد عقلي من رجلٍ عاش بعد الفترة التي يتكلم عنها الشيخ بقرنين
والشيخ كان _ وما زال_ كثير الأعداء فلو جربوا عليه كذباً في مسألةٍ ظاهرةٍ جلية لشرقوا بذلك وغربوا وقد افترى كثيرٌ منهم على الشيخ فكيف لو وجدوا ما يشنعون به وهو حق
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[02 - 06 - 07, 08:51 م]ـ
جزاك الله خيرا" اخينا المنتفجي وحقا" اوجزت وأصبت
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 09:50 م]ـ
بورك فيكم ..
اعترف بعض من اعتنق الدعوة زمن الشيخ أنهم كانوا يُنكرون البعث.
يجد الأخ توثيق هذا في كتاب ثناء العلماء على كتاب الدرر السنية:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2976
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 10:26 م]ـ
أنا رأيت -في موقف متكرر- بعض البادية ينكر أنه سيبعث بعد الموت!
هذا في وقتنا وفي بلاد نجد ..
فكيف بوقت الشيخ محمد رحمه الله ..
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[08 - 06 - 07, 12:17 م]ـ
وإنكار البعث في ذلك الوقت منتشر كثيرا، وكذلك ما قبله بزمن كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم.
وبعض المعاصرين للشيخ محمد بن عبد الوهاب من علماء وقته أقروا بهذا، فأي إشكال يرد مع غربة الدين واستحكام الجهل في تلك البلاد، ثم إنه لم يقل: إنهم كلهم، وإنما ذكر كثيرا وأكثر.
وليس كل ماتطعن به الرافضة نتقبله ونحاول أن نبرر لهم، ألم يقولوا بزنا أمنا عائشة؟ ألم يلعنوا الشيخين؟ ألم يكفروا الأمة كلها ما عدا الرافضة؟ الرافضة كما قال القائل: رمتني بدائها وانسلت.
ـ[عبدالله الرحابي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 06:49 ص]ـ
السلام عليكم
كان الكثير من أجدادنا في نجد-مع الأسف- ينكرون البعث, وعذاب القبر.
ولا زال بعض أهل البادية ينكرونه -مع الأسف -ومن الأمثلة المنتشرة عندهم:" محدٍ طلع من القبر مكمخ" ويعنون به أنه لم يظهر أحدٌ من قبره وقد عذب , ويريدون بهذا انكار عذاب القبر والبعث , والله المستعان.
بارك الله فيكم.(40/58)
هل كلمّ محمداً صلى الله عليه وسلم ربه؟
ـ[أم معاذ]ــــــــ[19 - 04 - 07, 07:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال:
هل كلم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ربه في المعراج؟
الذي أعرفه أنه كلمه .. ولكن سألتني سائلة فقالت: يقال: أنه لو كلم النبي صلى الله عليه وسلم ربه لما كان هناك خصيصة لموسى عليه السلام"وكلّم موسى تكليماً" وذكرت أنّ ابن القيم ذكر ذلك
أرجو البيان والتوضيح ..
بوركتم
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[19 - 04 - 07, 07:51 ص]ـ
لموافقة العُنوان للسؤال، أن يُقال:
هل كلَّم محمدٌ صلى الله عليه وسلَّم ربَّه - عز وجلَّ -؟
والله أعلم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[19 - 04 - 07, 01:29 م]ـ
العنوان صحيح أخي أبا مالك، فكل الناس تكلم الله وتدعوه، ليس في ذلك خصيصة لأحد، لكن السؤال عن كلام الله للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما كلم موسى، لذلك في العنوان ذكر محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ منصوبا على المفعولية مقدما على الفاعل، وإن كان من الأولى تقديم الفاعل لشرفه.
أما ثبوت كلام الباري للنبي صلى الله عليه وسلم من وراء حجاب من غير واسطة، فهذا ثابت في السنة في حديث الإسراء، بل بعض أهل السنة يزيد على ذلك أنه كلم ربه كفاحا من غير حجاب وفي ذلك فضيلة على موسى عليهما الصلاة والسلام، والأخيرة مسئلة خلافية بين السلف والخلف.
أما كلام ابن القيم فحبذا لو توقفنا عليه.
ملاحظة: الآية (وكلم الله موسى تكليما).
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 01:45 م]ـ
قد ثبت أن الله كلم آدم ومحمدا وغيرهم من الأنبياء عليهم صلوات ربي وسلامه أجمعين
أما موسى عليه الصلاة والسلام فهو الوحيد الذي كلمه الله بلا واسطة في الأرض فهذه خصوصيته
والله أعلم
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[19 - 04 - 07, 02:41 م]ـ
أخي الكريم / عمرو ... بارك الله فيك.
الأختُ قالت في العنوان: (هل كلمّ محمداً صلى الله عليه وسلم ربه؟).
ثم قالت في المشاركة: (هل كلم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ربه في المعراج؟)، ثم أعادت ذلك قائلةً: (يقال: أنه لو كلم النبي صلى الله عليه وسلم ربه).
فذلك كُلُّه الذي جعلني أقول ما قلتُ، ولكن كلامها في المشاركة يحتمل الوجه الثاني أيضًا، والله أعلم.(40/59)
الرجاء من الإخوة المتخصصين في قسم العقيدة والفرق مساعدتي في اختيار عنوان لرسالة ماجست
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[19 - 04 - 07, 09:49 ص]ـ
الرجاء من الإخوة المتخصصين في قسم العقيدة والفرق مساعدتي في اختيار عنوان لرسالة ماجستير وبارك الله فيكم وأنا من فلسطين.
ـ[أبو عبد الله العلالي]ــــــــ[21 - 04 - 07, 10:52 ص]ـ
أنت بحاجة إلى المساعدة في اختيار موضوع وليس في اختيار عنوان، وفقك الله أعانك، وإذا كنت سلفيا على الجادة اتصل بي
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[21 - 04 - 07, 11:19 ص]ـ
ما هي وسيلة الاتصال التي أتمكن بها من الاتصال بك أيها الأخ الحبيب وجزاك الله خيراً.
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 09:04 م]ـ
راسلني على الخاص لعلي أنصحك ببعض الموضوعات
ـ[أحمد عسيري]ــــــــ[28 - 04 - 07, 08:43 م]ـ
لعل من المواضيع التي أنصحك بها هي:
1 - المسائل العقدية في سنن النسائي.
2 - المسائل العقدية في المرض.
.::وأسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد::.
aaaalzamal@gawab.com
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 02:27 ص]ـ
:
1 - المسائل العقدية في سنن النسائي.
فيه ثلاثة بحوث: بحث في المنهج، وبحثان في أحاديث العقيدة في سنن النسائي
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 06:54 م]ـ
قبل هذا
أين ستسجل البحث؟
فإن بعض الموضوعات لاتقبل في بعض الأقسام
ـ[عبدالرحمن القصير]ــــــــ[09 - 05 - 07, 09:21 ص]ـ
ممكن تراسلني حفظك الله على بريدي وهناك موضوع على الأقل مناسب
مع الاهتمام بتوضيح ميولك لأثرها في التعامل مع البحوث ففي تخصص العقيدة عدة مسارات ولكلٍ وجهة.
فهل أنت ترغب في تحقيق المسائل العلمية في الأبواب الرئيسة في الاعتقاد (الإيمان، الصفات،القدر)، أم أن توجهك لدراسة الفرق قديماً أم دراسة التيارات المعاصرة؟؟ فراسلني عسى أن أقدم لك شيئاً.
ـ[عبدالرحمن القصير]ــــــــ[09 - 05 - 07, 09:21 ص]ـ
عفواً بريدي
quseear@hotmail.com
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[03 - 08 - 10, 12:22 م]ـ
للرفع(40/60)
من يذكر لي أسماء علماء الحنابلة في تقرير العقيدة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[19 - 04 - 07, 10:32 ص]ـ
الرجاء من الإخوة مساعدتي في إرسال أسماء علماء الحنابلة في تقرير العقيدة
ـ[نصر المنبجي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 06:10 م]ـ
1ـ الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
2ـ أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية
3ـ أحمد بن علي ابو الخطاب الكلوذاني البغدادي
4ـ أحمد بن عيسى بن قدامة المقدسي
5ـ أحمد بن محمد الخلال
6ـ أحمد بن محمد المروذي
7ـ غسحاق بن أحمد أبو الفضل العلثي
8ـ حرب الكرماني
9ـ الحسن بن احمد ابن البنا
10ـ الحسن بن علي البربهاري
11ـ حنبل بن اسحاق
12ـ عبدالعزيز بن جعفر (غلام الخلال)
13ـ عبدالعزيز بن علي ابو القاسم الأزجي
14ـ عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي
15ـ عبدالله بن أبي الفضل ابن الوليد الحنبلي
16ـ الإمام عبدالله بن الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
17ـ عبدالله بن أحمد بن قدامة المقدسيعثغززىىىن4زغفةا
18ـ عبدالله بن مسلم بن قتيبة
19ـ عبدالوهاب بن أبي الفرج شرف الإسلام ابن الحنبلي
20ـ عبدالوهاب بن عبدالحكم الوراق
21 - ة ز
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 11:06 م]ـ
رقم 21؟؟؟؟؟(40/61)
الاستحلال ...
ـ[أبو تراب الهاشمي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 02:50 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم.
هل هذه الصورة الواردة في الحديث الآتي هي الصورة الوحيدة للاستحلال العملي؟؟
عن البراء أن الرسول صلى اله عليه وسلم عقد له راية وبعثه إلى رجل نكح امرأة أبيه أن اضرب عنقه وخذ ماله. رواه أبو داوود والنسائي والدارمي والبيهقي وابن الجارود.
نكح: أي عقد النكاح.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[19 - 04 - 07, 07:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذا الحديث أخرجه الخمسة والحاكم والطحاوي وابن الجارود في المنتقى وفي سنده اختلاف كثير وقد أشار إلى ذلك الترمذي في جامعه وله شاهد من طريق معاوية بن مرة عن أبيه أخرجه ابن ماجة والدارقطني.
وقد اختلف في قتله هنا فالجمهور أبو حنيفة ومالك والشافعي ورواية عن أحمد ذهبوا إلى أنه محمول على الاستحلال لقرينة (آخذ ماله) وعليه فمن زنى بذات محرم فهو كغيره إن كان محصنا قتل وإن كان بكرا يجلد بخلاف من عقد عليها عالماً بالتحريم فيقتل لردته فإن كان جاهلاً بالحكم فلا حد ولا تعزير.
واختار أحمد والظاهرية أن حد الزاني والناكح للمحرم القتل مطلقا سواء كان محصنا أو غير محصن ويدخل ماله في بيت المال واحتج بهذا الحديث ورجحه ابن القيم رحمه الله وهو حد للزنا لا للردة.
وروي عن أبي حنيفة والثوري أنه لا حد عليه لشبهة العقد.
ينظر: زاد المعاد (3/ 202) المغني (10/ 153) نهاية المحتاج (7/ 426) معالم السنن للخطابي (4/ 602) نيل الأوطار (7/ 286) المحلى (11/ 256)
ـ[ابو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 12:26 ص]ـ
اخي الكريم
ماذا تقصد بالاستحلال العملي
جزاك الله خيرا
ـ[أبو تراب الهاشمي]ــــــــ[05 - 09 - 07, 04:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو أن تتغافلا عن تقصيري وتكاسلي وسوء تصرفي , و التمادي في تأخير الرد , غفر الله لي ولكما وأجارنا الله من النار وأدخلنا الجنة.
شيخنا الفاضل أبو حازم جزاك الله خيرا , مسألتي كانت عن الاستحلال ولا أبحث عن عفوبة الواقع على أمه أو رحمه , وفي الحديث قرينة أخرى على الردة وهي نصب الراية , ومن غير المعهود نصب الراية في غير الحرب.
شيخنا أبو عبد الرحمان جزاك الله خيرا.
الاستحلال (كما يفهمه عقلي الصغير): اعتقاد حل محرم مقطوع بحرمنه أو جحد تحريم محرم مقطوع بحرمته.
والاعتقاد محله القلب ولا سبيل إليه إلا أن يصرح بلسانه أو يظهر على جوارحه لازم ذلك الاعتقاد.
والظاهر والباطن متلازمان. (ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله)
((ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء)).
سئل نا فع ٌ عمن يقول نقر بالصلاة ولا نصلي وأن الخمر حرام ونشربها وأن نكاح الأمهات حرام ونفعله فقال نافع: من فعل هذا فهو كافر.
وما سطرت هذا الموضوع إلا لأتعلم و أفهم وما عندي سطرته وانتظر تعقيبات المشايخ الأفاضل , وتصحيحاتهم.
غفر الله لي ولوالدي ولمشايخي ولأموات المسلمين وأحيائهم , وصلى الله على رسوله وآله وسلم تسليما.(40/62)
معلومات عن البرزخ؟؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 04 - 07, 03:05 م]ـ
السلام عليكم
عملت بحثا في النت عن البرزخ و عالم البرزخ
وفوجئت بأن نتائج اول صفحتين كانت إما مواقع رافضة او مواقع لفرق اخرى ضالة كالأحمدية
ثم بحثت في عناوين المواضيع في هذا الملتقى عن البرزخ ولم احصل على مواضيع تتحدث عن البرزخ
ألا توجد مقالات في مواقع لأهل السنة تتحدث عن البرزخ، ما هو، وتشرحه لمن ليس لديه علم في المسألة؟
أريد مقالات جاهزا او كتابا يتحدث عن البرزخ، وإذا وُجد مقال جاهز باللغة الأنجليزية يكون افضل
وإذا لم يوجد، فبالعربي ونحاول ان نحصل له على ترجمة إن شاء الله
وجزاكم الله خيرا
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 04 - 07, 03:08 م]ـ
توضيح
لا اقصد ما هو متعلق بالغيب في هذه المسألة مما ليس لدينا فيه علم
اقصد ما نعلمه مما هو في القرآن والسنة
تعريف بالبرزخ وما اخبرنا به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عنها
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 08:52 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كتاب الروح لإبن القيّم -رحمه الله- فيه ما تبحث عنه
http://arabic.islamicweb.com/books/taimiya.asp?book=56
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 09:59 م]ـ
هنا نتائج البحث عن كلمة البرزخ في موقع طريق الإسلام ( http://islamway.com/?iw_s=Search&type=&s_act=archive&action=stat&search=%C7%E1%C8%D1%D2%CE)(40/63)
إثبات الحوادث التي لا أول لها عند شيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 04:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتب لي أحد الأخوة في إحدى المنتديات يقول في معرض كلامه زاعماً ضعف منهج علماء السلفيه في العقيدة وعدم صلاحيته لدعوة الملحدين:
قد كتب شيخ الاسلام من قبل وكثير من علماء الدعوة السلفية في اثبات حوادث لا أول لها وأن الله تعالى لم يزل خالقاً في الازل فلم يكن معطلا يوماً ما عن صفاته.
ولا شك أن تصحيح وجود سلسلة من الحوادث لا أول لها يضعف القول بوجود الله الخالق لهذا العالم بكل ما فيه لانني إذا أرشدت الملحد الى ما في الكتاب والسنة من دلائل وجود الله تعالى صح له أن يقول لا يجب أن يكون مدبر كل ذلك هو الله بل يكفي أن ينشئ العالم مخلوق آخر مثله وهو مخلوق لمخلوق آخر مثله وهكذا ....
نعم، أعلم أن شيخ الاسلام وعلماء السلفية لم يقولوا بأن التسلسل الجائز هو تسلسل بين العلة ومعلولاتها، بل الكل مستند عندهم الى الله تعالى بلا تأثير لأي مخلوق على الأخر وغاية الأمر هو الابتعاد عن تعطيل الله عن صفة الخلق.
ولكن كيف نلزم الملحد باستناد الكل الى الله لا بأن كل حادث علة فيما قبله؟
فأرجو أن نثري الموضوع هنا بالمناقشة بأمثلة لما ذكره الأخ وشرحه وتوجيهه.
جزاكم الله خيراً .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 08:26 ص]ـ
كل حادث علة فيما قبله؟
=
تسلسل بين العلة ومعلولاتها
=
نعم، شيخ الاسلام وعلماء السلفية لم يقولوا بأن التسلسل الجائز هو تسلسل بين العلة ومعلولاتها [وَالْبُرْهَانُ إنَّمَا دَلَّ عَلَى امْتِنَاعِ التَّسَلْسُلِ فِي الْمُؤَثِّرِينَ فَإِنَّ هَذَا مِمَّا يُعْلَمُ فَسَادُهُ بِصَرِيحِ الْمَعْقُولِ وَهُوَ مِمَّا اتَّفَقَ الْعُقَلَاءُ عَلَى امْتِنَاعِهِ (مجموع الفتاوى لابن تيمية)]
=
الكل مستند عندهم الى الله تعالى بلا تأثير لأي مخلوق على الأخر وغاية الأمر هو الابتعاد عن تعطيل الله عن صفة الخلق.
ـ[أبو عبد الله العلالي]ــــــــ[21 - 04 - 07, 11:09 ص]ـ
قبل أن تتكلم أخي في مثل هذه المسالة، ينبغي لك أن تدرسها جيدا وتفهم كلام أهل السنة فيها، وعلى رأس هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية الذي أشبع هذه المسألة بحثا، ولا ينبغي لك ولا لغيرك الخوض فيما لا يحسن، خاصة فيما يتعلق بأمو الاعتقاد فاحذر أن يؤتى الإسلام أو السنة من قبلك، ثم إن افلحاد وشبهاته أوهى من بيت العنكبوت، ولذلك قل المتأثرون به قديما وحديثا وغالبهم أصحاب شهوات لا ينطلقون من عقيدة وقناعة لأن وجود الله أمر فطري مركوز في النفوس بل أصل محبته وعبادته مركوز في النفوس وإنما جاءت الرسل لتذكير الفطرة وتطهيرها مما ينكسها عن ذلك كما في الحديث الصحيح فأبواه يهودانه أو ينصرانه او يمجسانه، ولم يقل أو يسلمانه، وهذا دليل على أنه مفطور على الإسلام والإسلام قدر زائد على مجدر الإقرار بوجود الخالق، ثم كيف تقول إن منهج أهل السنة ضعيف أمام شبهات الملحدين وهو منهج مستقى من نصوص الكتاب والسنة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها؟ ولعل هذه الشبهة رايجع إلى ما ذكره شيخ الإسلاكم ابن تيمية رحمه الله تعالى في مواطن من كتبه من اعتقاد طائفة من أهل الكلام أن دلالة نصوص الكتاب والسنة على المطالب الدينية خبرية، وأنه ليس فيهما ادلة عقلية، وهذا باطل والأدلة من الكتاب والسنة تدره فالقرآن مليء من الأدلة العقلية الدالة على صحة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فيا عجبا كيف يعصى الإله ام كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد، وللحديث بقية وإنما هذه عجالة وغن كنت لا أحب المشاركة
ـ[أبو عبد الله العلالي]ــــــــ[21 - 04 - 07, 11:32 ص]ـ
قبل أن تتكلم أخي في مثل هذه المسالة، ينبغي لك أن تدرسها جيدا وتفهم كلام أهل السنة فيها، وعلى رأس هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية الذي أشبع هذه المسألة بحثا، ولا ينبغي لك ولا لغيرك الخوض فيما لا يحسن، خاصة فيما يتعلق بأمور الاعتقاد فاحذر أن يؤتى الإسلام أو السنة من قبلك، ثم إن إن الإحاد وشبهاته أوهى من بيت العنكبوت، ولذلك قلّ المتأثرون به قديما وحديثا وغالبهم أصحاب شهوات لا ينطلقون من عقيدة وقناعة وإنما غرضهم إشباع شهواتهم، لأن وجود الله أمر فطري مركوز في النفوس بل أصل محبته وعبادته مركوز في النفوس وإنما جاءت الرسل لتذكير الفطرة وتطهيرها مما ينكسها عن ذلك كما في الحديث الصحيح: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)، ولم يقل أو يسلمانه، وهذا دليل على أنه مفطور على الإسلام،وهو قدر زائد على مجرد الإقرار بوجود الخالق، ثم كيف يقال إن منهج أهل السنة ضعيف أمام شبهات الملحدين وهو منهج مستقى من نصوص الكتاب والسنة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها؟ ولعل هذه الشبهة راجع إلى ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مواطن من كتبه من اعتقاد طائفة من أهل الكلام أن دلالة نصوص الكتاب والسنة على المطالب الدينية خبرية مجردة، وأنه ليس فيهما أدلة عقلية، وهذا باطل والأدلة من الكتاب والسنة ترده فالقرآن مليء من الأدلة العقلية الدالة على صحة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها قوله تعالى: (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) ... وقوله: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) أي القرآن، فيا عجبا كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد، وللحديث بقية وإنما هذه عجالة وإن كنت لا أحب المشاركة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/64)
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[22 - 04 - 07, 05:34 م]ـ
هذه المسألة من المسائل الشائكة وقد بحثها شيخ الإسلام في المجلد الأول من الرد على الرافضي في 320 صحيفة فراجع كلامه هناك.
وقد جمعت كلامه حول هذه المسألة العالمة: كاملة الكواري وكتابها هنا فيما أظن.
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[22 - 04 - 07, 08:13 م]ـ
المسألة مليئة بالمصطلحات الغريبة عمن ليس له اطلاع على كلام أهل الفلسفة، ولعل في بحث الفاضلة كاملة الكواري نوع تبسيط ولو كان لا يكفي لكي يخرج منه المبتديء بكبير فائدة.
الكتاب هنا:
http://www.saaid.net/book/108.zip
وكنت قد دونت عيه فوائد وملاحظات عندما قرأته، فلعلي أنشط لنقلها إن أردت.
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[01 - 05 - 07, 06:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم ابن عاشور .. السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيراً على ما أفدتم به ولعلك تتحفنا بنقل ما دونت على الكتاب من فوائد وملاحظات.
ـ[محمد كمال فؤاد]ــــــــ[17 - 07 - 09, 08:13 م]ـ
أعتقد أن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية هو الصحيح حتى وإن خالفه بعض أهل السنة مثل الإمام الطحاوي والحافظ ابن حجر والشيخ الألباني رحمهم الله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 12:54 ص]ـ
لانني إذا أرشدت الملحد الى ما في الكتاب والسنة من دلائل وجود الله تعالى صح له أن يقول لا يجب أن يكون مدبر كل ذلك هو الله بل يكفي أن ينشئ العالم مخلوق آخر مثله وهو مخلوق لمخلوق آخر مثله وهكذا ....
يا أخي الفاضل، مسألة الدلائل على مجرد الوجود لله عز وجل لم يكثر كلام الأنبياء فيها؛ لأنها من الوضوح والبداهة والفطرة بالمكان الذي لا ينكر، وإنما كان أكثر كلام الأنبياء في إفراد الله عز وجل بالعبادة؛ وما زال الناس من جميع الملل والنحل يعترفون بوجود خالق لهذا الكون ولا ينكر هذا منهم إلا من هو منسوب لضعف العقل أو المكابرة، لأن مراتب الاستدلال لها أوائل ضرورية ترجع إليها، ومعرفة الإنسان بأنه ناقص مفتقر إلى خالق يخلقه من هذه الأوائل الضرورية.
هذا أولا.
وأما ثانيا؛ فإن الأشعري الذي يناظرك بمثل هذه الشبهات أحمق لا يدري ما يقول؛ إذ لا يوجد من الملحدين من يورد مثل هذا الكلام، إلا أن يكون قد تلقفه عن الأشعرية أو من مال إليهم.
وتسلسل المعلولات لا يقول به أحد من العقلاء مطلقا؛ لا من الملاحدة ولا من غيرهم؛ إلا أن يكون ممن خولط في عقله.
وإنما قلت ذلك لأن الرد على مثل هذه الشبهات المضحكة من أيسر ما يكون؛ لأننا نقول له بكل سهولة:
أنت تزعم أن خالق الكون هو كون آخر سابق لهذا الكون، ونحن نقول بل خالق الكون هو الله الواحد الأحد، وأنت تزعم أنه لا محيد عن أحد هذين القولين، ومعنى هذا أنه إذا ثبت بطلان أحد القولين لزم صحة القول الآخر، وهذا لا ينبغي أن ينازع فيه عاقل.
فإذا ثبت هذا نأتي إلى إبطال هذا القول بالأدلة البينة في عقل كل عاقل:
- أولا: الله عز وجل أخبرنا أنه خالق هذا العالم، وأما العالم السابق فلم يخبرنا بمثل هذا، فإذا كان ربك المزعوم نفسه لم يدع لنفسه هذه الربوبية فكيف تزعمها أنت له!
- ثانيا: لا فرق بين هذا العالم والعالم الذي قبله، فما الذي جعله يخلق خلقا مثله؟! وهل يعقل العاقل أن الرب الكامل الذي تنزه عن كل نقص يخلق إلها مثله؟!
- ثالثا: العالم الذي بين أيدينا إذا كان مخلوقا لعالم آخر قبله، فكيف صار العالم الذي قبله إلى العدم والزوال؟!! وكيف يتخيل عاقل مجرد تخيل أن يفنى الخالق ويبقى المخلوق؟!
- رابعا: إذا كان كل عالم يخلق العالم الذي يليه، فمعنى هذا أن العالم الذي نعيش فيه سوف يخلق عالما آخر فيما بعد، وهذا يعني أن العالم الذي نحن فيه متصف بصفات القدرة والخلق والعلم، ولكن المشاهد المحسوس الذي لا ينكره أحد أن العالم مليء بالمتناقضات والحروب والمنازعات والقتال والفتك وغير ذلك من البلايا، فكيف اجتمع من كل هذه المتناقضات الملازمة للنقص: رب منزه عن النقص؟!
- خامسا: إذا نظرت إلى أي شيء في الشاهد ونزلت عليه هذا الكلام المنسوب إلى الملاحدة فسوف تجده واضح البطلان؛ فخبرني بالله عليك أيهما أقرب إلى العقل والمنطق والفطرة والضرورة وغير ذلك: أن نقول: هذه النبتة أو تلك الشجرة إنما خلقها شجرة قبلها، والتي قبلها خلقها شجرة قبلها، وهكذا إلى غير أول، أو نقول: إن خالق كل شيء إله واحد متصف بكل كمال منزه عن كل نقص؟!
- سادسا: لو افترضنا غايةً في التنزل أن ما قاله محتمل، فإن وجود الخالق العظيم الذي لا شريك له محتمل أيضا، والاحتمال الأول لا يدفع الاحتمال الثاني، بل الاحتمال الثاني أقوى بكثير جدا؛ لأن وجود صنعة لها صانع كثير جدا في الشاهد، أما وجود علل ومعلولات متسلسلة فلا يوجد له نظير في الشاهد، فما السبب الذي جعلك تختار الاحتمال الضئيل جدا جدا، وتترك الاحتمال الكثير جدا جدا؟!
وأقول لك أيضا يا أخي الفاضل؛ إن هذه الشبهة التي يوردها لك الأشعرية قد وقف عندها بعض كبارهم وهو الآمدي فإنه لم يستطع الجواب عنها، وقال: لعل جوابها عند غيري!!
والمتكلمون من الأشعرية أيضا عندهم ضعف شديد جدا في أدلة وجود الله؛ فالرازي قد أورد على ذلك ستة أدلة فندها جميعا إلا واحدا، والآمدي أورد خمسة أدلة فندها جميعا إلا واحدا ثم أورد عليه اعتراضا ولم يجب عنه!! وكل منهما يفند أدلة الآخر، حتى تعجب وتقول: ألا يسلم لهؤلاء دليل واحد على مجرد وجود الله؟!! فماذا سيفعلون إذن في باقي المسائل؟
فنصيحتي لك أخي الكريم أن تبتعد عن هذه الشبهات ولا تجعلها تستولي على قلبك؛ لأن كثرة النظر في كلام المتكلمين لا يورث إلا الحيرة، ومن لم يعصمه الله فلا عاصم له.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/65)
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي العوضي
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[18 - 07 - 09, 01:48 م]ـ
يا اخوه الله يبارك فيكم
ممكن اخ يتطوع ويجزيه الله خيرا يشرح هذه المسألة شرح مبسط حتى تفهم
الله يبارك فيكم(40/66)
هل المحسن، والنور من أسماء الله الحسنى؟
ـ[صالح العقل]ــــــــ[19 - 04 - 07, 05:54 م]ـ
بسم الله.
هل المحسن، والنور من أسماء الله الحسنى؟
بوركتم.
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[19 - 04 - 07, 06:32 م]ـ
هي من الصفات
وباب الصفات أوسع من باب الأسماء
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 12:38 ص]ـ
سُئل العلامة عبدالعزيز الراجحي حفظهُ الله ورعاه في شرحه للإبانة هذا السؤال ...
أحسن الله إليكم ... وهذا سؤال من ضواحي جدة يقول: هل السَّتَّار والمُحْسِن من أسماء الله الحسنى ... وجزاكم الله خيرا؟؟؟
أما المحسن: فنعم، ولا يزال معروفا هذا قديما وحديثا، ولا يزال العلماء والمشايخ وأئمة الدعوة يقرُّون التعبيد بالمحسن فيقولون عبد المحسن، وأما الستار، فلا أعلم أنه من أسماء الله، ولكن من أسماء الله الستير، كما جاء في حديث البخاري " إن الله حيي ستير "، أما الستار فلا أعلم أنه من أسماء الله، وإنما هو من باب الخبر، أُخْبِرَ عن الله أنه ستار، وباب الخبر أوسع من باب الأسماء، فلا أعلم أن الستار من أسماء الله، لكن الثابت في الحديث، الستير:"إن الله حيي ستير". أهـ ... شرح الإبانة الصغرى لابن بطة
بإمكانك الاستماع لجواب الشيخ حفظهُ الله ورعاه من هذا الرابط
http://www.fatwa1.com/upload/26/al3lamaRaj7i.rm
========
وأما مسألة هل النور ...
أيضا فصَّل العلامة عبدالعزيز الراجحي حفظهُ الله ورعاه هذه المسألة في كتابه المُسمى بـ (تقييد الشوارد من القواعد والفوائد) ص 57 بإمكانك الرجوع إليه ...
هذا الرابط يُفيدك بإذن الله
http://www.sh-rajhi.org/rajhi/?action=Display&docid=14&page=akida00009.htm
ونفع الله بالجميع
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[23 - 04 - 07, 01:12 ص]ـ
ثبت في الحديث:إن الله محسن فأحسنوا
وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله المحسن من أسمائه كما في القواعد المثلى وقد عده شيخ الإسلام من أسماء الله كذلك كما ذكر الشيخ رحمه الله و الحديث وصححه الألباني رحمه في السلسلة الصحيحة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 02:03 ص]ـ
" المحسِن " من أسماء الله تعالى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
المحسن من أسماء الله الحسنى
وفي ذلك ثلاثة أحاديث!
1. إن الله تعالى محسنٌ فأحسنوا فإذا قتل أحدكم فليكرم قاتله وإذا ذبح فليحد شفرته وليرح ذبيحته".
رواه ابن عدي في " الكامل " (6/ 426) من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه.
وصححه شيخنا الألباني في " صحيح الجامع " (1823).
2. " إن الله محسن يحب الإحسان، فإذا قتلتم فأحسنوا القتل، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، ثم ليرح ذبيحته ".
رواه عبد الرزاق في " المصنف " (4/ 292) والطبراني في " المعجم الكبير " (7/ 257) من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه.
وصححه شيخنا الألباني في " صحيح الجامع " (1824).
3. " إذا حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا فإن الله محسن يحب المحسنين ".
رواه الطبراني في " الأوسط " (6/ 40) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
وحسَّنه شيخنا الألباني في " صحيح الجامع " (494).
والله أعلم
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
إثبات أن المحسن اسم من أسماء الله الحسنى
بقلم د. عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر الحمد لله عظيم الإحسان، واسع الجود والامتنان، الذي أحسن كل شيء خلقه، وبدأ من طين خلق الإنسان، وأصلي وأسلم على رسوله القائل أحسنوا فإن الله محسن يحب الإحسان.
وبعد. . .
فهذه فوائد متنوعة ولطائف متفرقة، جمعت شتاتها من أماكن عديدة حول إثبات أن المحسن اسم من أسماء الله الحسنى، وذكر الأدلة على ذلك من السنة بنقل الأحاديث الدالة على ذلك، وحكم أهل العلم عليها، وبيان جواز التعبيد لله به كغيره من أسماء الله الحسنى لثبوته اسما لله، ونقل أقوال أهل العلم ممن صرح بذلك، وذكر عدد ممن سمي بـ " عبد المحسن " إلى نهاية القرن التاسع، مع فوائد أخرى، سائلا الله الكريم التوفيق والسداد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/67)
والداعي لجمع هذا الموضوع ولم شتاته هو وقوع التردد عند بعض الأفاضل من أهل العلم في صحة إطلاق هذا الاسم على الله -جل وعلا-، ولقد جمعت- بحمد الله وتوفيقه- من الأدلة والنقول عن أهل العلم في صحة تسمية الله بذلك ما فيه كفاية ومقنع وأسأله سبحانه أن يجعل عملي هذا لوجهه خالصا، ولسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- موافقا، ولعباده نافعا، إنه جواد كريم، وهذا أوان الشروع في المقصود، وقد رتبته حسب النقاط التالية:
(أ) لقد صح تسمية الله بالمحسن في ثلاثة أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحدها: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، وثانيها: عن شداد بن أوس -رضي الله عنه-، وثالثها: عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه-، وبيانها كما يلي:
(الجزء رقم: 36، الصفحة رقم: 364)
أولا: حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قتلتم فأحسنوا فإن الله محسن يحب المحسنين أخرجه ابن أبي عاصم في الديات (ص: 49) وابن عدي في الكامل (6 2145) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2 113) والطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد للهيثمي (5 197) من طرق عن محمد بن بلال ثنا عمران القطان عن قتادة عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره.
قال الهيثمي ورجاله ثقات، وكذا قال المناوي في التيسير (1 90) وقال العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (1 761).
وهذا إسناد جيد رجاله ثقات معروفون غير محمد بن بلال وهو البصري الكندي. قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقال الحافظ: (صدوق يغرب) أ هـ وقال في صحيح الجامع (1 194): "حسن ".
قلت: وقد رمز السيوطي في الجامع الصغير (1 24) لضعفه فلم يصب.
ثانيا: حديث شداد بن أوس -رضي الله عنه- قال: حفظت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اثنتين قال: صحيح مسلم الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان (1955)،سنن الترمذي الديات (1409)،سنن النسائي الضحايا (4411)،سنن أبو داود الضحايا (2815)،سنن ابن ماجه الذبائح (3170)،مسند أحمد بن حنبل (4/ 125)،سنن الدارمي الأضاحي (1970). إن الله محسن يحب الإحسان إلى كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته. .
رواه عبد الرزاق في المصنف (4 492) ومن طريقه الطبراني في الكبير (7 332) عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس -رضي الله عنه-. فذكره.
ورجال إسناده كلهم ثقات، فمعمر بن راشد البصري ثقة ثبت فاضل من كبار السابعة التقريب. (ص:541). وأيوب هو السختياني ثقة ثبت حجة من الخامسة التقريب. (ص: 117). (الجزء رقم: 36، الصفحة رقم: 365)
وأبو قلابة البصري هو عبد الله بن زيد الجرمي ثقة فاضل كثير الإرسال من الثالثة التقريب. (ص: 304). وأبو الأشعث الصنعاني هو شراحيل بن آده ثقة من الثانية التقريب. (ص: 264). .
فإسناد الحديث صحيح لولا عنعنة أبي قلابة، وهو مدلس، قال الذهبي في ترجمته في الميزان: (إمام شهير من علماء التابعين، ثقة في نفسه إلا أنه مدلس عمن لم يلحقهم، وكان له صحف يحدث منها ويدلس الميزان. (2 425). .
وأورده الحافظ ا ابن حجر في كتابه طبقات المدلسين في الطبقة الأولى طبقات المدلسين (ص: 21). .
لكن الحديث صحيح ثابت بما قبله، ولذا صححه الألباني -حفظه الله-، انظر صحيح الجامع (1 129) والإرواء (7 293).
وللحديث طريق أخرى فيها عنعنة أبي قلابة أيضا، فقد رواه البيهقي في سننه (9 280) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- فذكره، لكن لفظه: صحيح مسلم الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان (1955)،سنن الترمذي الديات (1409)،سنن النسائي الضحايا (4405)،سنن أبو داود الضحايا (2815)،سنن ابن ماجه الذبائح (3170)،مسند أحمد بن حنبل (4/ 125)،سنن الدارمي الأضاحي (1970). إن الله محسان كتب الإحسان على كل شيء.
ثالثا: حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله -عز وجل- محسن فأحسنوا، فإذا قتل أحدكم فليحسن مقتوله، وإذا ذبح فليحد شفرته وليرح ذبيحته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/68)
رواه ابن عدي في الكامل (6 2419) قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسين الأهوازي ثنا جعفر بن محمد بن حبيب ثنا عبد الله بن رشيد، ثنا مجاعة بن الزبير أو عبيدة عن الحسن عن سمرة، فذكره، وقد ذكر ابن رجب هذا الحديث في جامع العلوم والحكم. انظر (ص: 141).
قلت: وإسناده ضعيف، عبد الله بن رشيد ليس بالقوي وفيه جهالة المغني في الضعفاء للذهبي (1 481). . ومجاعة بن الزبير مختلف فيه وضعفه الدارقطني وغيره المغني في الضعفاء للذهبي (2 145). والحسن مختلف في
(الجزء رقم: 36، الصفحة رقم: 366)
سماعه من سمرة انظر: جامع التحصيل للعلائي. (ص) 199).، وقال المناوي في التيسير (1 90) إسناده ضعيف. لكن الحديث صحيح، يشهد له الحديثان قبله، وقد صححه الألباني في صحيح الجامع (1 129).
قلت: فبهذه الأحاديث يعلم أن المحسن اسم من أسماء الله الحسنى دون شك أو ريب. والله أعلم.
(ب) وقد جاء تسمية الله بهذا الاسم في أقوال بعض المحققين من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فقد قال: "وكان شيخ الإسلام الهروي قد سمى أهل بلده بعامة أسماء الله الحسنى وكذلك أهل بيتنا غلب على أسمائهم التعبيد لله كعبد الله وعبد الرحمن وعبد الغني والسلام والقاهر واللطيف والحكيم والعزيز والرحيم والمحسن. . . " الفتاوى (1 379). وسيأتي ذكر عبد المحسن بن علي الحراني من آل ابن تيمية وقد سمي بعبد المحسن. .
وقال في موضع آخر: (. . . لأنه سبحانه بر جواد محسن يعطي العبد ما يناسبه. .) الفتاوى. (5 238). .
وكذلك وقع في كلام العلامة ابن القيم تسمية الله بهذا الاسم في مواضع عديدة من مؤلفاته.
فقد قال في بدائع الفوائد في تفسيره لسورة الناس: (فتأمل هذه الجلالة وهذه العظمة التي تضمنتها هذه الألفاظ الثلاثة على أبدع نظام وأحسن سياق رب الناس ملك الناس إله الناس وقد اشتملت هذه الإضافات الثلاث على جميع قواعد الإيمان وتضمنت معاني أسمائه الحسنى، أما تضمنها لمعاني أسمائه الحسنى فإن الرب هو القادر الخالق البارئ المصور الحي القيوم العليم السميع البصير المحسن. . إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقه من الأسماء الحسنى. .) البدائع. (2 249). وانظر أيضا البدائع (2 211). .
(الجزء رقم: 36، الصفحة رقم: 267)
وقال في مدارج السالكين وهو بصدد ذكره لأسماء الله وما تقتضيه (. . واسم البر المحسن المعطي المنان ونحوها تقتضي آثارها وموجباتها) المدارج. (1 416). .
وقال في طريق الهجرتين: (وإقرار قلوبنا بأن الله الذي لا إله إلا هو. . . وأنه حكيم كريم جواد محسن. . ولا أحد أحب إليه الإحسان منه فهو محسن يحب المحسنين. .) طريق الهجرتين. (ص: 120). .
وقال في نونيته الكافية الشافية (ص: 151). وهو بصدد أسماء الله وصفاته:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فالبر حينئذ له نوعان وصف وفعل فهو بر محسن مولى الجميل ودائم الإحسان وكذلك الوهاب من أسمائه فانظر مواهبه مدى الأزمان
ونقل القرطبي وابن حجر عن ابن حزم عده لأسماء الله الحسنى التي جمعها من القرآن والسنة، وكان من ضمن هذه الأسماء اسم المحسن ولما ساقها القرطبي نقلا عن ابن حزم قال: "وفاته الصادق. . إلخ) مما يشعر أن القرطبي مقر له فيما ذكر من أسماء، وكذلك كلام ابن حجر يشعر بأنه مقر له فيما ذكر في أسماء حيث علق على الأسماء التي نقلها عن ابن حزم بأن سبعة وستين اسما منها مأخوذة من القرآن وباقيها ملتقط من الأحاديث انظر التلخيص الحبير لابن حجر (4 173). .
ثم إني لم أقف على كلام ابن حزم المشار إليه في شيء من كتبه وذلك بعد التتبع الذي وقفت عليه في كتبه من قوله يخالف ما نقلاه عنه حيث قال في فصله: (فلا يحل أن يسمى الله -عز وجل- القديم ولا الحنان. . ولا المحسن. . ولا بشيء لم يسم به نفسه أصلا وإن كان في غاية المدح).
(الجزء رقم: 36، الصفحة رقم: 368)
فهذا يناقض ما نقلاه عنه، وعلى كل إن كان ما نقلاه عنه صحيحا وأحسبه كذلك فالجمع بين النقلين يسير، بحيث يقال إن ابن حزم كان يرى أن المحسن ليس اسما من أسماء الله لعدم بلوغ النص إليه أو لعدم ثبوته عنده ثم بلغه النص- أو ثبت عنده- الدال على صحة تسمية الله بالمحسن فصار إليه، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/69)
(جـ) ما صح تسمية الله به جاز التعبيد لله به، بل اتفق أهل العلم على استحسان الأسماء المضافة إلى الله كعبد الله وعبد الرحمن وما أشبه ذلك، واتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد العزى وعبد هبل وعبد عمرو وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حكى ذلك ابن حزم، ونقله عنه ابن القيم انظر مراتب الإجماع لابن حزم (ص: 154) وتحفة الودود لابن القيم. ص: (80). .
وقد سمي بعبد المحسن عدد من ذوي الفضل والعلم وغيرهم، وقد جمعت ما وقفت عليه ممن سمي بذلك إلى نهاية القرن التاسع- دون تقص دقيق- واقتصرت على الذين وجد لهم تراجم، وقد يأتي في ذكر أحد المترجمين أن من آبائه من سمي بعبد المحسن فلم أعد ذلك، وهاهي أسماؤهم:
1 - عبد المحسن بن عمرو بن يحيى بن سعيد أبو القاسم الصفار، روى عن أبي بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرملي المتوفى سنة 333 هـ انظر ترجمته في تاريخ دمشق لابن عساكر. (10 448). .
2 - عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري الشاعر المشهور ت 419 هـ انظر ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد (3 211). .
3 - عبد المحسن بن علي بن الحسن القزويني. سمع مع أبيه أبا منصور المقومي سنة ت 482 هـ انظر ترجمته في التدوين في أخبار قزوين (3 258). .
4 - عبد المحسن بن محمد بن علي البغدادي المعروف بالشيحي المحدث التاجر السفار أبو منصور ت 489 هـ انظر ترجمته في العبر للذهبي. (2 360). وشذرات الذهب لابن العماد. (3 392). .
(الجزء رقم: 36، الصفحة رقم: 369)
5 - عبد المحسن بن صدقة بن عبد الله أبو المواهب المصري الشاعر ت 503 هـ انظر ترجمته في تاريخ دمشق لابن عساكر. (10 447). .
6 - عبد المحسن بن عبد المنعم بن علي الكفرطاي الشيرازي الشافعي ت 560 هـ انظر ترجمته في تاريخ دمشق لابن عساكر (10 447). .
7 - عبد المحسن بن تريك الأزجي أبو الفضل ت 375 هـ انظر ترجمته في العبر للذهبي (3 68) وشذرات الذهب لابن العماد (4 251). .
8 - عبد المحسن (طغدي) بن ختلع بن عبد الله أبو محمد الأميري البغدادي الفرضي يسمى طغدي ويسمى عبد المحسن وهو بطغدي أشهر ت 589 هـ انظر ترجمته في تاريخ الإسلام للذهبي (وفيات سنة 589 هـ). .
9 - عبد المحسن بن علي بن الفراش، توفي بعد 590 هـ بقليل انظر: ترجمته في المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي للذهبي. (ص: 281). .
10 - عبد المحسن بن أحمد بن وهب الزابي أبو منصور البزاز ت 597 هـ انظر ترجمته في المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي للذهبي (ص: 281). .
11 - عبد المحسن بن شفاء بن أبي المعالي التراسي الحميري ت 601 هـ انظر ترجمته في تاريخ أربل لابن المستوفي (1 408). .
12 - عبد المحسن بن إسماعيل الوزير الصدر شرف الدين بن المحلى الفلكي ت 604 انظر ترجمته في تاريخ الإسلام للذهبي (وفيات سنة 604 هـ، ص: 158). .
13 - عبد المحسن بن يعيش بن إبراهيم بن يحيى الحراني الفقيه الحنبلي ت 611 هـ انظر ترجمته في ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (2 82) وشذرات الذهب لابن العماد (5 47). .
14 - عبد المحسن بن أبي القاسم عبد المنعم بن إبراهيم رشيد الدين أبو محمد ابن النقار المصري ت 613 هـ.
15 - عبد المحسن بن نصر الله بن كثير الفقيه زين الدين ابن البياع الشامي
(الجزء رقم: 36، الصفحة رقم: 370)
الأصل المصري الشافعي ت 621 هـ انظر: ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي (8 40213)، وتاريخ الإسلام للذهبي (وفيات سنة 621 هـ ص: 61). .
16 - عبد المحسن بن خطيب الموصل أبي الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد أبو القاسم بن الطوسي الموصلي ت 622 هـ انظر ترجمته في تاريخ إربل لابن المستوفي، وتاريخ الإسلام للذهبي (وفيات سنة 622، ص؛ 107). .
17 - عبد المحسن بن أبي العميد بن خالد بن عبد الغفار الأبهري الشافعي ت 624 انظر ترجمته في العبر للذهبي (3 193) وشذرات الذهب لابن العماد (5 114). .
18 - عبد المحسن بن عبد الكريم بن ظافر بن رافع الحصري المصري الحنبلي الفقيه ت 625 انظر ترجمته في ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (4 172) وشذرات الذهب لابن العماد (5 117). .
19 - عبد المحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن علي الخزرجي المصري الشافعي عرف بابن الدجاجي، ت 626.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/70)
20 - عبد المحسن بن أبي عبد الله بن علي بن عيسى أبو محمد العشيشي الشامي ثم المصري الفامي ت 633 هـ انظر ترجمته في تاريخ الإسلام للذهبي (وفيات منة 633 هـ، ص: 136). .
21 - عبد المحسن بن عبد الله الفاضلي الزمام ت 634 هـ انظر ترجمته في التكملة لوفيات النقله للمنذري (3 431). .
22 - عبد المحسن بن أبي القاسم بن خلف بن رافع المسكي. ت 636 هـ انظر ترجمته في التكملة لوفيات النقله للمنذري (3 521). .
23 - عبد المحسن بن حمود التنوخي الحلبي الكاتب المنشئ ت 643 هـ انظر ترجمته في العبر للذهبي (3 246) وشذرات الذهب لابن العماد (5 220). .
24 - عبد المحسن بن عبد الرحمن بن محمد الكندي الدشناوي، سمع الحديث من بهاء الدين ابن بنت الجميزي سنة 654 هـ انظر ترجمته في الطالع السعيد لأبي الفضل الأدفوي (ص: 338). .
25 - عبد المحسن بن عبد الله بن الحسين بن رواحة الأنصاري، تقلد كتابة
(الجزء رقم: 36، الصفحة رقم: 371)
الجيش للملك الطاهر بحلب، روى عنه ابن أخيه عبد الله بن الحسين المتوفى 646 هـ انظر ترجمته في تاريخ إربل (1 714) وانظر تعليق المحقق (2 674). .
26 - عبد المحسن بن أبي العلاء مرتفع بن حسن بن عبد الله الخثعمي المصري الشافعي الأثري السراج ت 656 هـ انظر ترجمته في تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني. (ص: 16). .
27 - عبد المحسن بن علي بن أبي الفتوح بن إبراهيم الأنصاري المصري أبو محمد المعروف بابن الزهر، ت 665 هـ انظر ترجمته في تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني (ص: 184). .
28 - عبد المحسن بن هبة الله بن أبي المنصور الفوي زكي الدين، توفي في عشر التسعين وستمائة انظر ترجمته في درة الحجال لابن القاضي (3 164). .
29 - عبد المحسن بن موسى بن سليمان المالكي المفتي نبيه الدين، كان حيا سنة 687 هـ انظر ترجمته في درة الحجال لابن القاضي (3 161). .
30 - عبد المحسن بن عبد الرحمن بن الحسين بن هارون البكري الأرمنتي ت 694 هـ انظر ترجمته في الطالع السعيد لأبي الفضل الأدفوي (ص: 337). .
31 - عبد المحسن بن محمد بن أحمد هبة الله بن أحمد بن يحيى بن جراده العقيلي. ت 704 انظر ترجمته في الدرر الكامنة لابن حجر (2 413). .
32 - عبد المحسن بن عبد القدوس بن إبراهيم الشعراوي أبو أحمد الحنبلي ت 719 هـ انظر ترجمته في الدرر الكامنة لابن حجر (2 412). .
33 - عبد المحسن بن عيسى بن جعفر الأرمنتي. ت 729 هـ انظر ترجمته في الطالع السعيد لأبي الفضل الأدفوي (ص: 337). .
34 - عبد المحسن بن علي بن محمد بن عبد الغني بن تيمية الحراني. ت 730 هـ انظر ترجمته في الدرر الكامنة لابن حجر (2 413). .
(الجزء رقم: 36، الصفحة رقم: 372)
35 - عبد المحسن بن عبد اللطيف بن محمد بن الحسين بن رزين ت 733 هـ انظر ترجمته في الدرر الكامنة لابن حجر (2 412). .
36 - عبد المحسن بن عبد العزيز المخزومي. ت 735 هـ انظر ترجمته في ذيل العبر للذهبي (4 101). .
37 - عبد المحسن بن أحمد بن محمد بن علي بن الصابوني أبو الفضل ت 736 هـ انظر ترجمته في الدليل الشافي لابن تغري بردي (1 429). والدرر الكامنة (2 411). .
38 - عبد المحسن بن محمد القيصري فقيه حنفي عروضي من الروم ت 755 هـ انظر ترجمته في ذيل العبر للذهبي (4 539). .
39 - عبد المحسن بن الحسن بن سليمان الباريني جمال الدين من القرن الثامن انظر ترجمته في الدرر الكامنة لابن حجر (2 411). .
40 - عبد المحسن بن حمود الحلبي أمين الدين، كاتب السر للكامل سيف الدين أبي الفتوح المتوفى سنة 746 هـ.
41 - عبد المحسن بن محمد بن عبد المحسن قوام الدين أبو مسلم الفالي الشافعي ت 824 هـ انظر ترجمته في الضوء اللامع للسخاوي (5 9). .
42 - عبد المحسن بن حسان البغدادي القطفني الباطايني الأديب كان حيا 835 هـ انظر ترجمته في الضوء اللامع للسخاوي (5 78). .
43 - عبد المحسن بن البغدادي ثم المكي ت 848 هـ انظر ترجمته في الضوء اللامع للسخاوي (5 78)، وإتحاف الورى بأخبار أم القرى لابن فهد (4 240). .
44 - عبد المحسن بن عبد الصمد بن لطف الله بن محمد بن حسن الشرواني الشافعي ت 889 هـ انظر ترجمته في الضوء اللامع للسخاوي (5 78). .
(الجزء رقم: 36، الصفحة رقم: 373)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/71)
45 - عبد المحسن بن أحمد بن البدر حسين بن الأهدل اسمه محمد وسماه والده عبد المحسن تبركا بعبد المحسن الشاذلي فلم يحسن بذلك صنعا، كان حيا سنة 893 هـ انظر ترجمته في الضوء اللامع للسخاوي (5 78) و (6 306). .
46 - عبد المحسن بن أحمد بن أبي بكر عبد الله بن ظهيرة القرشي المكي ت 898 هـ انظر ترجمته في الضوء اللامع للسخاوي (5 78).
47 - عبد المحسن بن علي بن عمر اليماني، من القرن التاسع انظر ترجمته في الضوء اللامع للسخاوي (5 78). .
48 - عبد المحسن بن إبراهيم بن فتوح القوصي أبو محمد المشطاوي انظر ترجمته في الطالع السعيد لأبي الفضل الأدفوي (ص: 335). .
49 - عبد المحسن بن محمد بن علي شهدايله انظر نزهة الألباب لابن حجر (1 408). .
فهؤلاء من وقفت على ذكرهم إلى نهاية القرن التاسع ممن سموا بعبد المحسن، ولم أقصد حصر من سمي بذلك، ثم إن هذا الذي جمعت هنا كتب في مثله غير واحد من أهل العلم، وأفردوا فيه التصانيف، ومما صنف في ذلك:
- كتاب (من اسمه عطاء من رواة الحديث) للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ت 360 هـ، وهو مطبوع.
- كتاب (من اسمه صالح) لأبي موسى محمد بن أبي بكر المديني الأصبهاني ت 581 هـ.
- كتاب (المحمدون من الشعراء وأشعارهم)، لعلي بن يوسف القفطي ت 646 هـ، وهو مطبوع.
- كتاب (العقد المثمن فيمن اسمه عبد المؤمن) لعبد المؤمن بن خلف الدمياطي ت 705.
- كتاب (من اسمه حسين) لجمال الدين حسين بن علي السبكي ت 722 هـ.
- كتاب (الألماس فيمن اسمه عباس) لعباس بن محمد بن محمد بن
(الجزء رقم: 36، الصفحة رقم: 374)
إبراهيم بن الحسين السملالي ت 1378 هـ.
(د) إن أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة مشتقة وغير جامدة كما بين ذلك ابن القيم -رحمه الله- في كتابه بدائع الفوائد واحتج له، وبين أن المراد بالاشتقاق هو أن الاسم دال على صفة لله تعالى وليس علما محضا كما يزعم المعتزلة بدائع الفوائد (1 22).، وقال في نونيته:
أسماؤه أوصاف مدح كلها مشتقة قد حملت لمعان
وعليه فإن المحسن مشتق من أحسن يحسن إحسانا، ومعناه أن الإحسان وصف لازم له لا يخلو موجود من إحسانه طرفة عين فلا بد لكل مكون من إحسانه إليه بنعمة الإيجاد ونعمة الإمداد.
والله -جل وعلا- يحب من خلقه أن يتقربوا إليه بمقتضى معاني أسمائه، فهو الرحمن يحب الرحماء، وهو الكريم يحب الكرماء، وهو المحسن يحب المحسنين.
قال تعالى: سورة البقرة الآية 195 وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ البقرة 195.
وقال تعالى: سورة القصص الآية 77 وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ القصص 77.
وقال تعالى: سورة الرحمن الآية 60 هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ الرحمن 60.
وقال تعالى: سورة النحل الآية 128 إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ النحل 128.
والإحسان من العبد هو أعلى مقامات الدين وأرفعها كما جاء ذلك في حديث جبريل المشهور، وفسر الإحسان في الحديث بأن يعبد العبد ربه كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله -جل وعلا- يراه لا يخفى عليه منه شيء.
(هـ) وأختم هذه النقاط بذكر ثلاث فوائد مهمة:
الأولى: إن أسماء الله غير محصورة في عدد معين، وعليه فإن جمع بعض أهل العلم لتسعة وتسعين اسما من أسماء الله الحسنى المذكورة في الكتاب والسنة لا يعني أنهم يرون حصرها في تلك الأسماء التي ذكروها، وإنما
(الجزء رقم: 36، الصفحة رقم: 375)
مرادهم تقريب هذه الأسماء إلى الراغبين في حفظها وفهمها والعمل بما تقتضيه، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة ز
الثانية: إن أسماء الله الحسنى المذكورة في الكتاب والسنة أكثر من تسعة وتسعين اسما كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- الفتاوى (22 482). .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/72)
وعليه: فإن من جمع من أهل العلم تسعة وتسعين اسما من أسماء الله وجمع غيره أسماء أخرى، فوافقه الأول في بعضها وخالفه في بعض لا يعني ذلك أن ما اختلفا فيه بعضه ليس من أسماء الله لتجاوز ذلك التسعة والتسعين، بل قد يكون ما جمعاه كله من أسماء الله وإن جاوز التسعة والتسعين، وعلى كل فالعبرة في صحة ذلك الاسم أو عدمها قيام الدليل عليه من الكتاب والسنة.
الثالثة: أسماء الله توقيفية كما نص على ذلك جمع من أهل العلم وهو الحق والصواب ولا ريب في ذلك لأن الله بالنسبة لنا غيب لم نره فلا سبيل لنا أن نسميه بغير ما سمى به نفسه أو سماه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولأن تسميته بغير ذلك قول عليه بغير علم وهذا من أعظم المحرمات قال تعالى: سورة الأعراف الآية 33 قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ إلى قوله: سورة الأعراف الآية 33 وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ الأعراف 33. ولأن تسميته بغير ما سمى به نفسه أو سماه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- أحد أنواع الإلحاد في أسماء الله، وقد توعد الله الملحدين في أسمائه بقوله: سورة الأعراف الآية 180 وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ الأعراف. الآية: 180.
هذا ما أردت جمعه في هذا الموضوع، وأسأل الله أن أكون قد وفقت إلى الصواب، والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فهرس المراجع:
1 - إتحاف الورى لعمر بن فهد تحقيق د. عبد الكريم علي باز، نشر مركز إحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى، الأولى 1408 هـ.
2 - أخبار أصبهان لأبي نعيم. الدار العلمية، الهند، الثانية 1405 هـ.
3 - إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، للألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الأولى 1399 هـ.
4 - بدائع الفوائد لابن القيم، دار الكتاب العربي، بيروت.
5 - تاريخ إربل لأبي البركات ابن المستوفى الإربلي، من منشورات وزارة الثقافة والإعلام العراقية، تحقيق سامي الصقار.
6 - تاريخ دمشق للحافظ أبي القاسم بن عساكر مصور لنسخة خطية، اعتنى بنشره مكتبة الدار، المدينة 1407 هـ.
7 - تحفة الودود بأحكام المولود لابن القيم، دار الكلمة الطيبة، الأولى 1403 هـ.
8 - التدوين في أخبار قزوين للرافعي. ط المطبعة العزيزية، حيدر أباد، الهند، 1404 هـ.
9 - تقريب التهذيب لابن حجر، دار الرشيد سوريا، 1408 هـ.
10 - التكملة لوفيات النقلة للمنذري، ط مؤسسة الرسالة، الثالثة.
11 - التلخيص الحبير لابن حجر، إدارة البحوث الإسلامية بالجامعة السلفية، باكستان.
12 - التيسير بشرح الجامع الصغير للمناوي، المكتب الإسلامي، بيروت.
13 - جامع التحصيل في أحكام المراسيل للحافظ صلاح الدين العلائي، تحقيق حمدي السلفي. الدار العربية للطباعة، العراق 1398 هـ.
14 - الجامع الصغير للسيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت.
15 - جامع العلوم والحكم لابن رجب، دار المعرفة، بيروت.
مجلة البحوث الإسلامية
ـ[صالح العقل]ــــــــ[24 - 07 - 07, 02:16 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذه الإفادات القيمة.
ـ[السدوسي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 06:36 م]ـ
الإشكال في اسم الهادي ولم أقف على التسمية به فيما صح من الأحاديث.
ـ[أحمد عسيري]ــــــــ[29 - 07 - 07, 12:58 ص]ـ
صفة النور
صفةٌ ذاتية لله عز وجل ثابتة بالكتاب والسنة، وقد عدَّ بعضهم النور من أسماء الله تعالى.
aaaalzaml@hotmal.com
aaaalzamal@gawab.com
ـ[الغُندر]ــــــــ[30 - 07 - 07, 03:32 م]ـ
سُئل العلامة عبدالعزيز الراجحي حفظهُ الله ورعاه في شرحه للإبانة هذا السؤال ...
أحسن الله إليكم ... وهذا سؤال من ضواحي جدة يقول: هل السَّتَّار والمُحْسِن من أسماء الله الحسنى ... وجزاكم الله خيرا؟؟؟
أما المحسن: فنعم، ولا يزال معروفا هذا قديما وحديثا، ولا يزال العلماء والمشايخ وأئمة الدعوة يقرُّون التعبيد بالمحسن فيقولون عبد المحسن، وأما الستار، فلا أعلم أنه من أسماء الله، ولكن من أسماء الله الستير، كما جاء في حديث البخاري " إن الله حيي ستير "، أما الستار فلا أعلم أنه من أسماء الله، وإنما هو من باب الخبر، أُخْبِرَ عن الله أنه ستار، وباب الخبر أوسع من باب الأسماء، فلا أعلم أن الستار من أسماء الله، لكن الثابت في الحديث، الستير:"إن الله حيي ستير". أهـ ... شرح الإبانة الصغرى لابن بطة
بإمكانك الاستماع لجواب الشيخ حفظهُ الله ورعاه من هذا الرابط
http://www.fatwa1.com/upload/26/al3lamaRaj7i.rm
========
وأما مسألة هل النور ...
أيضا فصَّل العلامة عبدالعزيز الراجحي حفظهُ الله ورعاه هذه المسألة في كتابه المُسمى بـ (تقييد الشوارد من القواعد والفوائد) ص 57 بإمكانك الرجوع إليه ...
هذا الرابط يُفيدك بإذن الله
http://www.sh-rajhi.org/rajhi/?action=Display&docid=14&page=akida00009.htm
ونفع الله بالجميع
غفر الله للشيخ فالحديث ليس في البخاري وانما اخرجه ابو داود ولحديث معلول قال عنه ابو حاتم ليس بذاك (ان الله حيي ستير)
وقال الشيخ سليمان العلوان (حديث ان الله حيي ستير) ضعيف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/73)
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 08:50 م]ـ
ورد تسمية الله عز وجل بالستير
في حديث يعلى بن أمية (والصواب أنه من مراسيل عطاء)
ومعاوية بن حيدة (جد بهز بن حكيم) (وفيه مجهول)
وأثر ابن عباس (من رواية عمرو بن ابي عمرو عن عكرمة وهي ضعيفة) وعلى فرض صحتها فزيادة (ستير) شاذة، وقد صحح الخبر ابن كثير وابن حجر والشوكاني رحمهم الله، لكن أبا داود أعله، والله أعلم
ولا يصح في الباب شيء.
أما المحسن فمتوقف على لفظة (محسن) وقبولها من عدمه.(40/74)
شيخنا الدمشقية يرد على المدعو سعيد فودة غدا
ـ[أبوالهمام القطري]ــــــــ[19 - 04 - 07, 11:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ايها الاخوة، علمت عن طريق "منتدى الأصلين" ما يلي:
غدا الجمعة الساعة التاسعة مساءً ان شاء الله تعالى، في غرفة انصار اهل البيت سيرد شيخنا اسد السنة عبدالرحمن الدمشقية على المبتدع المدعو سعيد عبداللطيف فودة صاحب " الكاشف الصغير على عقائد ابن تيمية " و" نقض الرسالة التدمرية " زعم انه نقضها بذلك الرد الركيك، وله كتب ومؤلفات، والعجب ليس من ظهور ضال يرد على شيخ الاسلام وعلى أئمة السلف وانما العجب من كثرة أتباعه، ولا اظن شيخنا الدمشقية يريد الرد عليه لقوته وانما فقط لكثرة المتبعين له بسبب تدليساته وتلبيساته
على أية حال , قرأت هذا الخبر في منتداهم المشئوم المظلم " منتدى الأصلين " ..
ونرجو من اخواننا التواجد في هذا الوقت في الغرفة مؤازرةً لشيخنا، وليشفي الله صدور قوم مؤمنين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 04:27 م]ـ
ضع الرد تسجيل هنا للأخوة الجهلة بما يسمى بالبالتوك
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 10:10 ص]ـ
وانا من الجاهلين بهذا البالتوك فأرجوا وضع الرابط له(40/75)
هل يكفر من اعتقد أن إبليس ليس كافرا؟؟
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[20 - 04 - 07, 03:13 ص]ـ
أريد التفصيل لأني سمعت من يقول ذلك من الدعاة ....
ـ[محمد العزام]ــــــــ[20 - 04 - 07, 04:47 ص]ـ
السلام عليكم
هذا القول كفر واضح لمخالفته صريح الكتاب والسنة والإجماع وماكان معلوما من الدين بالضرورة حتى عند الأطفال ..
أما قائله؟؟
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 05:01 ص]ـ
أريد التفصيل لأني سمعت من يقول ذلك من الدعاة ....
نعم يكفر لأنه رد صريح القرآن لذلك لا يتم إيراد مانع التأويل. والله أعلم.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 05:04 ص]ـ
قل له: إن لم يكن يحفظ القرآن فليفتح أي برنامج مسجل عليه القرآن الكريم وليبحث عن كلمة (إبليس) لعنه الله ولينظر بنفسه فيما حكم الله عز وجل به على (إبليس) لعنه الله.
ولعل هذا الداعية من الصوفية أو ممن يقرأ لهم لأن المشهور عند مجاذيب الصوفية أن إبليس وفرعون لعنهما الله من أولى أولياء الله والعياذ بالله.
وبعض المخرفين من القبوريين الصوفية كان يقول بأنه على دين إبليس.
وأقول: هنيئا له بدين إبليس ولينتظر عاقبة كعاقبة إبليس والمرء مع من أحب.
ولعنة الله على الحلاج وابن عربي وغيرهما من أبالسة الصوفية الذين نشروا هذا الدجل في الناس.
حفظ الله علينا ديننا وعقولنا.
ـ[محمد العزام]ــــــــ[20 - 04 - 07, 06:02 ص]ـ
من المعلوم عند أهل السنة أن التكفير لابد له من تحقق الشروط وانتفاء الموانع ..
وما كان واضحاً مما لايحتاج إلى مسألة الشروط والموانع إنما كان لاستحالة وجود الموانع ..
هذا من الجهة العملية .. أما من الجهة النظرية فإن تحقق الشروط وانتفاء والموانع هي أهم أسس التكفير ..
ولايحكم أبداً إلا بالنظر إلى الشروط والموانع
ودمتم بحفظ الله
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[20 - 04 - 07, 12:29 م]ـ
ما قولك بمن يرد قول العزيز الجبار (و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس ابى واستكبر و كان من الكافرين)
الا إنه الكفر الصريح والله أعلم
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 02:38 م]ـ
هؤلاء هم عبدة الشيطان لعنهم الله , انتشروا الآن في الجزيرة العربية ..
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[20 - 04 - 07, 03:01 م]ـ
بارك الله فيكم أحبتي في الله ..
وجزاكم الله خيرا على إفادتكم لي ..
وسؤالي:
هل يكفر من اعتقد ذلك دون إقامة حجة أم لا بد من إقامتها؟
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[20 - 04 - 07, 03:24 م]ـ
بارك الله فيكم أحبتي في الله ..
وجزاكم الله خيرا على إفادتكم لي ..
وسؤالي:
هل يكفر من اعتقد ذلك دون إقامة حجة أم لا بد من إقامتها؟
بل كفره لاشك فيه
واي اقامة حجة تقصد؟
اهناك حجة اعظم من القرآن؟
ام انه لابد ان يذهب اليه شخص ويحاججه ثم بذلك تقام الحجة0 (عند البعض)
ولاشك ان هذا باب من الارجاء عرييييييييييييييييض (اي من يقول بهذا القول, ولا اقصد اخي السائل)
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[20 - 04 - 07, 03:45 م]ـ
بل كفره لاشك فيه
واي اقامة حجة تقصد؟
اهناك حجة اعظم من القرآن؟
ام انه لابد ان يذهب اليه شخص ويحاججه ثم بذلك تقام الحجة0 (عند البعض)
ولاشك ان هذا باب من الارجاء عرييييييييييييييييض (اي من يقول بهذا القول, ولا اقصد اخي السائل)
جزاك الله خيرا ..
وهل ترى أن أصرح باسم هذا الداعية المشهور؟؟
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 03:47 م]ـ
أخي أنت تقصد الداعية الذي قال: (إن إبليس لم يكفر ... لم ينكر خلق الله له و لم ينكر عزة الله فإبليس يقول: وعزتك و جلالك) ... انتهى
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 03:49 م]ـ
سؤال:
أنا أحذر أصدقائي من سماع أحد الدعاة ولي أسباب هي: 1:- أنه قال إن إبليس لم يكفر. 2:- قوله إن الله سوف يدخل الفنانين الجنة بفنهم. 3:- قوله إن اليهود ليسوا أعداءنا. وأنا لم أقل ذلك عليه من فراغ، ولكني استمعت لأحاديثه وهو يقول بذلك، فإن كان ذلك حراما فأريد أن أعرف. وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله
نشكر لك حرصك وغيرتك على الإسلام، ولكن لا بد هنا من ذكر بعض القواعد المهمة التي ينبغي لكل مسلم التوقف عندها:
أولا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/76)
باب الكلام في الناس باب خطير، والحكم عليهم بالمدح أو الذم أمر جليل، تهيب خوض غماره كثير من العلماء، فإن الغيبة من موبقات الذنوب، ويتعاظم إثمها إذا كانت غيبة للدعاة أو العلماء أو المصلحين.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) رواه مسلم (2564)
قال ابن دقيق العيد في "الاقتراح" (34):
" أعراضُ المسلمين حُفْرَةٌ من حُفَرِ النار " انتهى.
وقد أصبح الاشتغال بأخطاء الآخرين ومتابعتها آفة ابتلي بها الناس اليوم، وقد كان الأحرى بهم السعي في تحصيل العلم النافع والاجتهاد في صالح الأقوال والأعمال.
ومع ذلك فإن الغيبة تكون جائزة، بل قد تكون واجبة، إذا كانت لتحذير المسلمين من شر فاسق أو ضال أو مبتدع.
الناس جميعا - والدعاة والعلماء منهم - ليسوا معصومين من الخطأ، بل لم يسلم من الخطأ أحد من البشر.
غير أن هذه الأخطاء على نوعين:
الأول: أخطاء واضحة لمخالفة النصوص الصريحة أو الظاهرة، أو مخالفة إجماع الأمة، فهذا الخطأ يجب بيانه، ولا يجوز السكوت عنه.
النوع الثاني: أخطاء في مسائل اجتهادية، كتلك التي لم ترد فيها نصوص قطعية أو ظاهرة تدل على حكمها، ولكن ورد فيها نصوص محتملة في دلالتها، أو مختلف في صحتها، أو ليس فيها نصوص أصلا، وإنما هي قضايا اجتهادية عند أهل العلم، على ما هو معروف في بابه؛ فهذه لا يجوز إنكارها، ولا التشنيع على القائل بها، وإن كان لا يُمنع من التباحث فيها وبيان الصواب من غيره، كلٌّ حسب ما يراه.
وأما الطعن في الشخص نفسه والتحذير منه، فذلك يختلف باختلاف الأشخاص وحجم الأخطاء التي وقعوا فيها، ومدى استفادة المسلمين من دعوته، فإذا كان الرجل يدعو إلى منهج غير منهج أهل السنة والجماعة، ويحارب منهج أهل السنة، ويمدح غيره من المناهج، أو ينطلق في منهجه ـ وإن لم يصرح بذلك ـ من أصول بدعية؛ فهذا ـ إن كان عنده خير ـ إلا أن شره أعظم من خيره، فيجب التحذير منه، حتى لا ينخدع الناس بكلامه، ويكون سببا في إضلالهم.
ومن الناس ـ الدعاة ـ من ينتسب إلى أهل السنة والجماعة، ولا يدعو إلى منهج آخر، ولكنه كثرت أخطاؤه وشذوذاته، حتى صارت سيئات دعوته تربو على حسناته، وأخطاؤه أكثر من صوابه، فهذا أيضا يجب التحذير منه.
وقسم ثالث من الناس، ينتسب إلى أهل السنة والجماعة، وله بعض الأخطاء ـ التي لا يخلو منها بشر ـ إما عن تأويل أو اجتهاد خاطئ أو ضعف في العلم، أو دعوى المصلحة .... إلخ، ولكنه في الجملة متمسك بالسنة داع إليها مدافع عنها، وحسناته أكثر من سيئاته، وانتفاع الناس بدعوته أكثر من الضرر الحاصل على بعضهم في اتباعه في هذه الأخطاء، فهذا يجب بيان أخطائه تحذيرا للناس، ونصحا لهم، وإنكارا للمنكر، ولكنه لا يجوز أن يتعدى ذلك إلى الطعن في الشخص نفسه، أو محاولة إسقاطه وتحذير الناس من استماعه أو الأخذ منه، أو الحمل عليه ـ تأولا ـ بأخطاء لم يصرح بها في كلامه؛ فإن المنصف من يغتفر قليل زلل المرء في كثير صوابه، ومَنْ مِنَ الناس هو الذي يصيب دائما ولا يخطئ؟
من الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط
فقد دار حديثنا هنا ـ أيها الأخ الكريم ـ على أصول مهمة يجب البناء عليها عند النظر والحكم على الآخرين:
الأصل الأول: النظر إلى أصول الشخص، ومنطلقه في علمه وعمله؛ فمن كان قصده متابعة الرسول، وتعظيم شرعه، ظاهرا وباطنا، فهذا يغتفر له، إن شاء الله.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، في معرض كلامه عن أبي ذر الهروي، والباقلاني والباجي، وغيرهم من علماء الأشاعرة:
" ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع، والانتصار لكثير من أهل السنة والدين، ما لا يخفى على من عرف أحوالهم، وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/77)
لكن لما التبس عليهم هذا لأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة [يعني: نفي الأفعال الاختيارية، والأمور المتعلقة بمشيئة الله تعالى] وهم فضلاء عقلاء، احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه، فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين؛ وصار الناس بسبب ذلك: منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل، ومنهم من يذمهم لما وقع في كلامهم من البدع والباطل، وخيار الأمور أوساطها!!
وهذا ليس مخصوصا بهؤلاء؛ بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين، والله تعالى يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات، ويتجاوز لهم عن السيئات: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم} (الحشر: 10).
ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخطأ في بعض ذلك، فالله يغفر له خطأه؛ تحقيقا للدعاء الذي استجابه الله لنبيه وللمؤمنين حيث قالوا: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} (البقرة: 286)
ومن اتبع ظنه وهواه، فأخذ يشنع على من خالفه بما وقع فيه من خطأ، ظنه صوابا بعد اجتهاده، وهو من البدع المخالفة للسنة؛ فإنه يلزمه نظير ذلك، أو وأعظم أو أصغر، فيمن يُعَظِّمُه هو من أصحابه؛ فقلَّ من يسلم من مثل ذلك في المتأخرين، لكثرة الاشتباه والاضطراب، وبعد الناس عن نور النبوة وشمس الرسالة الذي به يحصل الهدى والصواب، ويزول به عن القلوب الشك والارتياب .. " انتهى.
درء تعارض العقل والنقل (2/ 102 - 103).
الأصل الثاني: إذا عرف أن أصله تعظيم شرع الله، واتباع رسوله، ظاهرا وباطنا، فإنه يوزن قوله وعمله بميزان الكتاب والسنة، وموازنة حسناته وسيئاته، على ما سبق الإشارة إليه.
يقول شيخ الإسلام، رحمه الله:
" وجماع ذلك داخل في القاعدة العامة فيما إذا تعارضت المصالح والمفاسد، والحسنات والسيئات، أو تزاحمت؛ فإنه يجب ترجيح الراجح منها، فيما إذا ازدحمت المصالح والمفاسد، وتعارضت المصالح والمفاسد؛ فإن الأمر والنهى وإن كان متضمنا لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة، فينظر في المعارض له؛ فإن كان الذي يفوت من المصالح، أو يحصل من المفاسد أكثر، لم يكن مأمورا به؛ بل يكون محرما إذا كانت مفسدته أكثر من مصلحته.
لكن اعتبار مقادير المصالح والمفاسد هو بميزان الشريعة؛ فمتى قدر الإنسان على اتباع النصوص لم يعدل عنها، وإلا اجتهد رأيه لمعرفة الأشباه والنظائر، وقل أن تُعْوِز النصوص من يكون خبيرا بها وبدلالتها على الأحكام.
وعلى هذا إذا كان الشخص أو الطائفة جامعين بين معروف ومنكر بحيث لا يفرقون بينهما؛ بل إما أن يفعلوهما جميعا أو يتركوهما جميعا، لم يجز أن يؤمروا بمعروف ولا أن ينهوا عن منكر؛ بل ينظر:
فإن كان المعروف أكثر أُمر به، وإن استلزم ما هو دونه من المنكر، ولم ينه عن منكر يستلزم تفويت معروف أعظم منه، بل يكون النهي حينئذ من باب الصد عن سبيل الله، والسعي في زوال طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وزوال فعل الحسنات!!
وان كان المنكر اغلب نهي عنه، وإن استلزم فوات ما هو دونه من المعروف، ويكون الامر بذلك المعروف المستلزم للمنكر الزائد عليه، أمرا بمنكر، وسعيا في معصية الله ورسوله!!
وان تكافأ المعروف والمنكر المتلازمان لم يؤمر بهما ولم ينه عنهما؛ فتارة يصلح الأمر، وتارة يصلح النهي، وتارة لا يصلح لا أمر ولا نهي؛ حيث كان المنكر والمعروف متلازمين، وذلك في الأمور المعينة الواقعة.
وأما من جهة النوع: فيؤمر بالمعروف مطلقا، وينهى عن المنكر مطلقا.
وفي الفاعل الواحد، والطائفة الواحدة: يؤمر بمعروفها، وينهى عن منكرها، ويحمد محمودها، ويُذم مذمومها؛ بحيث لا يتضمن الأمر بمعروف فوات معروف أكبر منه، أو حصول منكر فوقه، ولا يتضمن النهي عن المنكر حصول ما هو أنكر منه أو فوات معروف أرجح منه.
وإذا اشتبه الأمر: استثبت المؤمن حتى يتبين له الحق؛ فلا يقدم على الطاعة إلا بعلم ونية، وإذا تركها كان عاصيا؛ فترك الأمر الواجب معصية، وفعل ما نهى عنه من الأمر معصية؛ وهذا باب واسع ولا حول ولا قوة إلا بالله!! " انتهى.
الاستقامة (2/ 216 - 219).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/78)
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى "مجموع الفتاوى" (7/ 311 - 315):
"وما وجد من اجتهاد لبعض العلماء وطلبة العلم فيما يسوغ فيه الاجتهاد فإن صاحبه لا يؤاخذ به ولا يثرب عليه إذا كان أهلا للاجتهاد , فإذا خالفه غيره في ذلك كان الأجدر أن يجادله بالتي هي أحسن , حرصا على الوصول إلى الحق من أقرب طريق، ودفعا لوساوس الشيطان وتحريشه بين المؤمنين.
فإن لم يتيسر ذلك , ورأى أحد أنه لا بد من بيان المخالفة فيكون ذلك بأحسن عبارة وألطف إشارة , ودون تهجم أو تجريح أو شطط في القول قد يدعو إلى رد الحق أو الإعراض عنه، ودون تعرض للأشخاص أو اتهام للنيات أو زيادة في الكلام لا مسوغ لها، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذه الأمور: (ما بال أقوام قالوا كذا وكذا) " انتهى.
والله أعلم.
الأصل الثالث: ألا يكون الكلام إلا بما هو فيه فعلا، وإلا كان بهتانا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، لمن سأله عن الغية:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟
قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ!!
قَالَ: (ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ!!
قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟
قَالَ: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ؛ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ!!) رواه مسلم (2589).
سئل شيخ الإسلام رحمه الله:
هل يجوز غيبة تارك الصلاة أم لا؟
فأجاب:
" الحمد لله؛ إذا قيل عنه إنه تارك الصلاة، وكان تاركها، فهذا جائز، وينبغي أن يشاع ذلك عنه ويُهجر حتى يصلي، وأما مع القدرة فيجب أن يُسْتتاب؛ فإن تاب وإلا قُتِل!!) انتهى.
آثار شيخ الإسلام (5/ 122).
ويجب التنبه أيضا إلى أن كثيراً من هؤلاء الدعاة دعوتهم موجهة في الأصل إلى عامة المسلمين، الذين قد يكون كثير منهم تاركاً للصلاة أو متهاوناً بها، أو منغمسا في المعاصي والموبقات، فإقبال هؤلاء وأمثالهم على أولئك الدعاة واستمالتهم إليهم وهدايتهم على أيديهم فيه خير كثير، وهو خطوة أو خطوات إلى الأمام، فليس من الحكمة الكلام مع أمثال هؤلاء عن أولئك الدعاة وتحذيرهم منهم، لأن كثيرا من هؤلاء يكون أمامه خياران اثنان، إما أن يبقى مع هؤلاء الدعاة، وإما أن يعود إلى ما كان عليه، ولا شك أن بقاءه مع هؤلاء الدعاة خير له،
ولكن الواجب على أهل الحق بعد ذلك أن يتعاهدوا هؤلاء، ويأخذوا بأيديهم إلى منهج أهل السنة شيئا فشيئا.
وما ذكرته من الأخطاء عن الشخص المعين، يجب تحذير المسلمين منها، وتنبيههم إلى مخالفتها لكتاب الله وسنة رسوله، بل وإجماع المسلمين؛ ثم ينظر في منهجه في دعوته، في ضوء الأصل العام الذي سبق ذكره، وإن أمكن لمن فيه علم وانتباه ودين أن ينتفع في نفسه، أو ينفع غيره، بما عند هذا الشخص وأمثاله من الخير، ويحذر في نفسه , ويحذر غيره، مما عنده من خطأ أو بدعة، فهو حسن إن شاء الله تعالى؛ وإلا ففي الخير الخالص أو الغالب ما يغني عنه إن شاء الله:
خُذ ما تَراهُ وَدَع شَيئاً سَمِعتَ بِهِ في طَلعَةِ الشَمسِ ما يُغنيكَ عَن زُحَلِ
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب ( http://www.islamqa.com/index.php?ref=93211&ln=ara)
ـ[محمود المصري]ــــــــ[20 - 04 - 07, 04:52 م]ـ
بارك الله فيكم إخواني الأفاضل
لعله هدانا الله وإياه خانه تعبيره بحيث أراد أن يقول أن إبليس لم يكفر بإنكاره الربوبية ولكن كفره كان من جهة العبودية فزل لسانه
يقول أحد الإخوة حاكيا عن هذا الداعية وقوله:
ويقول عن إبليس لم يكفر فما ... في الأرض كفار بذا الهذيان
والله كفره وذم فعاله ... في بضع آيات من القران
أخشى على (اسم الداعية) ردة ... مما بذي الفتوى من الطغيان
فنواقض الإسلام فيها كفر من ... لا يرتضي تكفير ذي الكفران
لكننا بالجهل نعذره فما ... نرضى بتكفير بلا برهان
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[20 - 04 - 07, 08:13 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
وهل ترى أن أصرح باسم هذا الداعية المشهور؟؟
هذا امر عائد اليك.
اما عندي فهو معروف وقد تنقص النبي صلى الله الله عليه وسلم وقال بلهجته العاميه الخبيثة ((الرسول زول ساكت))!!!
وعنده ان للفنانين باب في الجنة يدخلون معه!!!
ويحق للانسان في الدولة الاسلامية الجديدة تغيير دينه كما ان لليهودي او النصراني ذلك!!!
وهذا وحده ناقض من نواقض الاسلام.
وهذا رد موثق لبعض اقواله
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 09:46 م]ـ
هذا امر عائد اليك.
اما عندي فهو معروف وقد تنقص النبي صلى الله الله عليه وسلم وقال بلهجته العاميه الخبيثة ((الرسول زول ساكت))!!!
وعنده ان للفنانين باب في الجنة يدخلون معه!!!
ويحق للانسان في الدولة الاسلامية الجديدة تغيير دينه كما ان لليهودي او النصراني ذلك!!!
وهذا وحده ناقض من نواقض الاسلام.
وهذا رد موثق لبعض اقواله
إذا كان الأمر كذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين إن ظل على هذا ومات عليه ولم يُسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/79)
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[20 - 04 - 07, 11:04 م]ـ
يقول الإمام الشافعي رحمه الله في الرسالة (ص 357_360) شاكر:
(العلم علمان: علم عامة لا يسع أحدًا غير مغلوب على عقله جهلُه، وقال: ومثل ماذا؟ قلتُ: مثل الصلوات الخمس، وأن لله على الناس صوم شهر رمضان، وحج البيت إذا استطاعوه، وزكاة في أموالهم، وأنه حرم الزنا، والقتل، والسرقة، والخمر، وما كان في معنى هذا مما كُلِّف العباد أن يعقلوه ويعملوه ويعطوه من أنفسهم وأموالهم، وأن يكفوا عنه: ما حرم عليهم منه.
وهذا الصنف كله من العلم موجود نصًّا في كتاب الله، وموجود عامًّا عند أهل الإسلام، ينقله عوامهم عمن مضى من عوامهم، يحكونه عن رسول الله ولا يتنازعون في حكايته ولا وجوبه عليهم.
وهذا العلم الذي لا يمكن فيه الغلط من الخبر، ولا التأويل، ولا يجوز فيه التنازع، قال: فما الوجه الثاني؟ قلت له: ما ينوب العباد من فروع الفرائض وما يخص به من الأحكام وغيرها مما ليس فيه نص كتاب ولا أكثره نص في سنة، إن كانت في شيء منه فإنما هي من أخبار الخاصة لا أخبار العامة).
ويقول ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم (ص 83):
(وفي الجملة فما ترك الله ورسوله حلالاً إلا مبيًّا، ولا حرامًا إلا مبيًّا، لكن بعضه كان أظهر من بعض، فما ظهر بيانه واشتهر وعُلِم من الدين بالضرورة من ذلك، ولم يبق فيه شكٌّ ولا يُعذر أحد فيه بجهله في بلدٍ يظهر فيها الإسلام، وما كان بيانه دون ذلك، فمنه ما يشتهر بين حملة الشريعة خاصًّة، فأجمع العلماء على حِلِّه أو حرمته، وقد يخفى على بعض من ليس منهم، ومنه ما لم يشتهر بين حملة الشريعة أيضًا، فاختلفوا في تحليله وتحريمه).
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[20 - 04 - 07, 11:13 م]ـ
هذا امر عائد اليك.
اما عندي فهو معروف وقد تنقص النبي صلى الله الله عليه وسلم وقال بلهجته العاميه الخبيثة ((الرسول زول ساكت))!!!
وعنده ان للفنانين باب في الجنة يدخلون معه!!!
ويحق للانسان في الدولة الاسلامية الجديدة تغيير دينه كما ان لليهودي او النصراني ذلك!!!
وهذا وحده ناقض من نواقض الاسلام.
وهذا رد موثق لبعض اقواله
أيشك أحد بعد هذا في كفر هؤلاء ..(40/80)
سؤال في باب "من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما"
ـ[أم معاذ]ــــــــ[20 - 04 - 07, 05:14 ص]ـ
س1: في كتاب التوحيد في باب "من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما"
سؤالي: هل مايعلن عنه الآن من الخواتم والسوار التي لها خصائص عجيبة كما يقال داخل في هذا الباب؟
وهل يلحق حكمه بحكم سوار الصفر الذي نزعه النبي صلى الله عليه وسلم عن عمران بن حصين لما قال انزعها فإنها لاتزيدك إلا وهنا"؟ كماأنه انتشر في الآونة الأخيرة كثير من مثل هذه الأمور التي تتخذ يعتقد فيها النفع .... فهل يصحّ أن نقول أنها ممايصح أن يقال فيه أنه سبباً مجرباً وأثره ظاهر؟
س2: ماحكم اتخاذ قلائد للزينة فيها خرزاً أزرق دون اعتقاد أنها دافعة أو رافعة فقط لمحبة بعض النساءللون الأزرق فيما تتخذه من حلي فيها أحجار-بمعنى لو اتخذت المرأة تعليقات تشبه التمائم وتشبه مايعلقه بعض النساء لدفع المرض أو رفعه ودفع العين هل يدخل في الباب؟ وماحكم من لبست قلائد تشبه تمائم يتخذها الأفارقة الوثنيون لدفع الشياطين عرفت عندهم من الخشب أو العظام أو الخيوط الكثيرة التي تعقد في اليد بغرض الزينة فقد انتشرت في حلي النساء ويكثر السؤال عنها ... ماحكم ذلك كله؟ أرجو أن يفيدني من لديه علم بذلك؟
بوركتم
آسفة لتوي انتبهت أنني وضعته في منتدى آخر غير منتدى العقيدة فأرجو نقله
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[20 - 04 - 07, 08:24 ص]ـ
س1: في كتاب التوحيد في باب "من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما"
سؤالي: هل مايعلن عنه الآن من الخواتم والسوار التي لها خصائص عجيبة كما يقال داخل في هذا الباب؟
ــــــ
الجواب: قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في "القول المفيد" (1/ 192):
[ظهر في الأسواق في الآونة الأخيرة حلقة من النحاس يقولون أنها تنفع من الروماتيزم، يزعمون أن الإنسان إذا وضعها على عضده وفيه روماتيزم نفعته من الروماتيزم، ولا ندري هل هذا صحيح أم لا؟ لكن الأصل أنه ليس بصحيح؛ لأنه ليس عندنا دليل شرعي ولا حسي يدل على ذلك، وهي لا تؤثر على الجسم، فليس فيها مادة دهنية حتى نقول: إن الجسم يشرب هذه المادة وينتفع بها؛ فالأصل أنها ممنوعة حتى يثبت لنا بدليل صحيح صريح واضح أن لها اتصالاً مباشراً بهذا الروماتيزم حتى ينتفع بها]. انتهى.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[21 - 04 - 07, 12:55 ص]ـ
س2: ماحكم اتخاذ قلائد للزينة فيها خرزاً أزرق دون اعتقاد أنها دافعة أو رافعة فقط لمحبة بعض النساءللون الأزرق فيما تتخذه من حلي فيها أحجار-بمعنى لو اتخذت المرأة تعليقات تشبه التمائم وتشبه مايعلقه بعض النساء لدفع المرض أو رفعه ودفع العين هل يدخل في الباب؟ وماحكم من لبست قلائد تشبه تمائم يتخذها الأفارقة الوثنيون لدفع الشياطين عرفت عندهم من الخشب أو العظام أو الخيوط الكثيرة التي تعقد في اليد بغرض الزينة فقد انتشرت في حلي النساء ويكثر السؤال عنها ... ماحكم ذلك كله؟ أرجو أن يفيدني من لديه علم بذلك؟
الجواب:الذي يظهر انها لاتجوز من باب سد الذرائع المفظية إلى الشرك ((من باب المدارسة))
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[23 - 04 - 07, 08:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
نعم اخي الكريم نايف الأظهر والأولي عدم الجوازمن باب سد الذرائع المفضية الي الشرك.
فها هو عمر بن الخطاب1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قد نها عن امور كثيرة من المباحات سدا" لهذا الباب عفانا الله واياكم من الوقوع فيه. وأذكر أختى الكريمه .... بحديث النعمان بن بشير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (فمن اتقى الشبهات فقد أستبراء لدينه وعرضه ومن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام) والحديث في الصحيحين
ثم ان هناك فيما احل الله من الزينة بالحلي وغيره للنساء مايغنينهن عن هذة الأشياء.
وأما عما هوتشبه بالوثنيون الأفارقة مثلا" او غيرهم فالنصوص واضحة انه لايجوز التشبه بهم بل لابد من المخالفة والأدلة معلومةمن الكتاب والسنة.والله أعلم
________________________________________
لا اله الا الله منهج حياة ****
ـ[العامري السبيعي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 04:15 م]ـ
(كتب أحد الأشخاص وأظنه أحد الأطباء إلى الشيخ ابن باز -رحمه الله - سؤالا مفصلا وذكر فيه الأشياء التي في هذه الأسورة النحاسية
خصائصها وأثرها وكتب له أشياء وطلب من الشيخ أن يجيب على هذه المسألة فالشيخ -رحمه
الله تعالى- يقول: إنني تأملت هذا الأمر كثيرا وتباحثته مع كثير من أساتذة الجامعات
والمشايخ ودرست الموضوع وذكر خلاصة لما يظهر له ويراه في هذه المسألة -رحمه الله
تعالى- بعد التأمل الطويل والمباحثة مع المشايخ وطلاب العلم وأساتذة الجامعات كما
ذكر هو، ونسمع الآن خلاصة الفتوى الطويلة لكن آخر كلام الشيخ نقلته بنصه ونسمعه من
أخينا:
قال الشيخ بن باز -رحمه الله تعالى- «والذي أرى في هذه المسألة هو ترك الأسورة
المذكورة وعدم استعمالها سدا لذريعة الشرك وحسما لمادة الفتنة بها، والميل إليها،
وتعلق النفوس بها، ورغبة في توجيه المسلم بقلبه إلى الله -سبحانه وتعالى- ثقة به
واعتمادا عليه، واكتفاء بالأسباب المشروعة المعلومة إباحتها بلا شك وفيما أباح الله
ويسر لعباده غنية عما حرم عليهم وعما اشتبه أمره .... إلى أن قال -رحمه الله تعالى-:
ولا ريب أن تعليق الأسورة المذكورة يشبه ما تفعله الجاهلية في سابق الزمان فهو إما
من الأمور المحرمة الشركية، أو من وسائلها، وأقل ما يقال فيه: إنه من المشتبهات.
فالأولى بالمسلم والأحوط له أن يترفع بنفسه عن ذلك، وأن يكتفي بالعلاج الواضح
البعيد عن الشبهة، هذا ما ظهر لي ولجماعة من المشايخ والمدرسين»)
اقتبسته من شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرزاق البدر عضو هيئة التدريس بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/81)
ـ[العامري السبيعي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 04:19 م]ـ
هذه الفتوى من رغب أن يطلع عليها فهي موجودة في كتاب أصدرته رئاسة الإفتاء في بعض
المجلدات بعنوان "أحكام الفتاوى الطبية وأحكام المرضى" في المجلد الأول صفحة 201
والكتاب طبع قريبا من سنتين عام 1424 بإشراف الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- وتقديم
المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - 11 - 08, 08:10 م]ـ
بارك الله فيكم
[سؤالكم عمن أعطاه الصيدلي دواء للروماتزم على شكل سوار يلبسه في اليد إلى آخر ما ذكرتم.
جوابه:
أن تعلم أن الدواء سبب للشفاء، والمسبِّب هو الله تعالى، فلا سبب إلا ما جعله الله تعالى سببا، والأسباب التي جعلها الله تعالى أسبابا نوعان:
أسباب شرعية كالقرآن والدعاء: كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – في سورة الفاتحة:
((وما يدريك أنها رقية؟!))، وكما كان صلى الله عليه وسلم يرقى المرضى بالدعاء لهم فيشفي الله تعالى بدعائه من أراد شفاءه به.
والنوع الثاني: أسباب حسية كالأدوية المادية المعلومة عن طريق الشرع، كالعسل أو عن طريق التجارب مثل كثير من هذه الأدوية، وهذا النوع لابد أن يكون تأثيره عن طريق المباشرة لا عن طريق الوهم والخيال، فإذا ثبت تأثيره بطريق مباشر محسوس، صح أن يتخذ دواء يحصل به الشفاء بإذن الله تعالى.
أما إذا كان مجرد أوهام وخيالات يتوهمها المريض، فتحصل له الراحة النفسية بناء على ذلك الوهم والخيال، ويهون عليه المرض، وربما ينبسط السرور النفسي على المرض فيزول، فهذا لا يجوز الاعتماد عليه، ولا إثبات كونه دواء، لئلا ينساب الإنسان وراء الأوهام والخيالات، ولهذا نهى عن لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع المرض أو دفعه، لأن ذلك ليس سببا شرعيا ولا حسيا، وما لم يثبت كونه سببا شرعيا ولا حسيا لم يجز أن يجعل سببا، فإنّ جعْله سببا نوع من منازعة الله تعالى في ملكه وإشراك به، حيث شارك الله تعالى في وضع الأسباب لمسبَّباتِها، وقد ترجم الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – لهذه المسألة في كتاب التوحيد بقوله: (باب: من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لدفع البلاء أو رفعه).
وما أظن السوار الذي أعطاه الصيدلي صاحب الروماتزم الذي ذكرت في سؤالك إلا من هذا النوع، إذْ ليس ذلك السوار سببا شرعيا ولا حسيا تعلم مباشرته لمرض الروماتزم حتى يبرئه، فلا ينبغي للمصاب أن يستعمل ذلك السوار حتى يعلم وجه كونه سببا، والله الموفق] اهـ. من (إزالة الستار عن الجواب المختار لهداية المحتار .. مسائل متعددة في العقيدة تمس الواقع) العلامة ابن عثيمين- رحمه الله تعالى -.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - 10 - 09, 08:33 ص]ـ
http://www.kaifalhal.net/1702.html
الاسورة النحاسية لا تعالج التهاب المفاصل
أظهرت دراسة جديدة لعلماء جامعة يورك أن استخدام الاسورة النحاسية و حزام المعصم المغناطيسي لعلاج التهاب المفاصل غير فعال في عملية العلاج و لا يؤدى لتحسين الأعراض.
و لقد أظهرت الأبحاث القديمة أن استخدام الاسورة النحاسية قد يحسن أعراض التهاب المفاصل حيث وجد أن مرضي التهاب المفاصل يعانون من انخفاض مستوى النحاس بأجسامهم و يتم تعويض هذا النقص من الاسورة النحاسية و لكن العلم الحديث اثبت عدم صحة هذه الأبحاث.
إما حزام المعصم المغناطيسي فيعتقد العلماء أن المغناطيسية تزيد من تدفق الدم و تخفض الالتهابات أو أن الحديد بالمغناطيس يحفز إنتاج الحديد بالدم و هو ما يساعد على علاج التهاب المفاصل و لكن العلم الحديث اثبت عدم صحة هذه الادعاءات.
و أجرى علماء جامعة يورك دراسة تضمنت 45 فرد يبلغون من العمر 50 عام مصابين بالتهاب المفاصل حيث ارتدوا أربعة أجهزة بمناطق مختلفة من الجسم (أحزمة مغناطيسية و سوار نحاسي).
و أظهرت النتائج عدم وجود اختلاف في تحسن الأعراض أو انحسار الألم.
و يقول العلماء أن تحسن الأعراض الذي يحس به المريض قد يرجع إلى ما يعرف بتأثير العقار الوهمي أو توهم المريض بفاعلية العقار نتيجة لاقتناعه التام بفاعلية العقار.(40/82)
ما الفرق بين الصفات والنعوت؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 04 - 07, 12:46 م]ـ
قال الشيخ الكشميري في كتابه فيض الباري شرح صحيح البخاري
في شرحه لحديث (خلق الله آدم على صورته)
((والذي تبيَّن لي: أنَّ الصورةَ على نحوين:
الأولى: ما كانت قائمةً بذاته تعالى، حاكيةً عنه جلَّ مجده. وتلك ليست بمرادةٍ ههنا، بل يَجِبُ نفيُها عنه، ولا مادةَ لها في السمع.
والثانيةُ: ما ليست قائمةً بذاته تعالى، ولكنَّه تعالى علَّمنا إيَّاها في كتابه، أنَّها صورتُه، فأسندَ إليه: الوجهَ، واليدَ، والساقَ، واقدمَ، والأصابعَ، وأمثالَها. لا أَقُولُ إنَّه أثبتها لنفسه، ولكن أقولُ: إنه أسندَها إليه، وكم من فرقٍ بينهما ثم أقولُ: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِهِمْ} (الفتح: 10) كما قاله هو، ولا أقولُ: إنَّ يداً. فإن كنتَ ممَّن يقوم بالفرق بينهما، فادره.
ولقد أجاد البخاريُّ حيث سمَّاها في كتابه نعوتاً، لا صفاتٍ، لكونها غيرَ معانٍ زائدةٍ على الذات، فهي الحِلْيَةُ. وسمَّاها المتكلِّمون صفاتٍ سمعيةً، وسمَّوْا نحوَ القدرةِ والإِرادةِ صفاتٍ عقليةً، فجعلوا مرجعَها إلى الصفات أيضاً، فصارت معاني زائدةً على الذات، كما هو مقتضى معنى الصفة. بخلاف الصورة، والحلْيَةِ، فإنها من الذات، لا معاني زائدة عليها. ولعلَّك عَلِمْتَ أن في تسميتها صفاتٍ - كما سمَّاها المتكلِّمون تفويتٌ لغرضِ الشارع، وإخلاءُ هذه الألفاظ عن معانيها. وأحسنَ البخاريُّ في تسميتها نعوتاً، فلم يَدُلَّ على كونها زائدةً على الذات.
---
نعم لا بُدَّ من تقييدها بكونها وراءَ عقولِنا، وخيالِنا، وأوهامِنا، ثم وراءَ، ووراءَ، وبما شِئْتَ من التنزيهات ممَّا يُسَاعِدُك فيها خيالُك. فهذه النعوتُ التي كلَّت الأنظارُ والأفكارُ عن إدراكها هي صورتُه تعالى، وإرجاعُها إلى معنى الصفات، سلخٌ عن معناها. وليست تلك على حدِّ ما زَعَمَهُ الفلاسفةُ، أي ما تَحْصُلُ بإِحاطة الحدِّ والحدودِ. فإن تلك الصورةَ لا تختصُّ بشيءٍ دون شيء، مع أنَّ الله تعالى ذكرها في موضع الامتنان، وقال: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} (غافر: 64) فدلَّ على معنى زائدٍ فيها، فالتصويرُ أمرٌ مُغَايِرٌ للخلق. وما ذكروه من الإِحاطة داخلٌ في الخلق، فلا يَظْهَرُ في العطفِ لطفٌ، مع أنه قال: «خلقكم»، «وصوَّركم» ... إلخ. فجاء بالعطف تنبيهاً على تغايُرِهما .... )) الخ كلامه رحمه الله
لم أفهم كلامه فيما يتعلق بالصفة والنعت
فأرجو ان توضحوا لي ما الفرق بين الصفة والنعت وما قاله في شرحه فيما يتعلق بهذا
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد الصقعبي]ــــــــ[21 - 04 - 07, 07:33 ص]ـ
قال ابن حجر في الفتح (17/ 347):"يقال نعت فلان نعتاً مثل وصفه وصفاً، وزنه ومعناه"
لكن قال الشيخ بكر في معجم الناهي اللفظية ص541:"فإن الله سبحانه يوصف بصفات الكمال، ولا يقال: ينعت؛ للمفارقة اللغوية بين الوصف والنعت، وهي: أن النعت ما كان خاصاً بعضو كالأعور ... ،والصفة للعموم كالعظيم، ... ،ومن ثم قال جماعة: الله تعالى يوصف ولا ينعت".
والمسألة تحتاج إلى تحرير والله أعلم.
ـ[أم حنان]ــــــــ[28 - 11 - 09, 12:35 م]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي-حفظه الله - في شرح الطحاوية:
فإن ربنا -جلا وعلا- موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية ليس في معناه أحد من البرية المعنى أن الله -سبحانه وتعالى- موصوف بما وصف به نفسه من النفي والإثبات فموصوف بصفات الوحدانية، وهذا مأخوذ من قول الله -تعالى- من سورة الإخلاص موصوف بصفات الوحدانية كما في قوله -تعالى- {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} منعوت بنعوت الفردانية كما في قوله -تعالى- {اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)} ليس في معناه أحد من البرية يعني: لا يماثله أحد من خلقه كما قال -سبحانه وتعالى-: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد (4)} والوحدانية والوصف، والنعت متقاربان الوصف والنعت إما مترادفان أو متقاربان.
فالوصف يطلق على الذات، والنعت يطلق على الفعل، وكذلك الوحدانية والفردانية متقاربتان، فالوحدانية للذات يقصد بها الذات والفردانية للصفات فهو -سبحانه وتعالى- متوحد في ذاته متفرد في صفاته لا يشبه أحدا من خلقه، وهذا المؤلف -رحمه الله- أتى بهذه الكلمات وهي من باب السجع لو لم يلتزم السجع كان أحسن، فقول ليس في معناه أحد من البرية قول الله -سبحانه- {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد (4)} {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} أحسن من قوله: ليس في معناه أحد من البرية. نعم.
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 01:21 م]ـ
إضافة:
سمعت كلاماً جميلاً حول الفرق بين الصفة والنعت للشيخ العلامة عبدالكريم الخضير في شرح الواسطية عند قول المؤلف: ..... ما وصف الله به نفسه ... الخ
لعله يراجع، ففيه فوائد.
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[28 - 11 - 09, 01:47 م]ـ
بارك الله فيكم وجهودكم(40/83)
تعقيب على تعقيب (بين الشيخين القاري والسقَّاف في حكم التبرك بالآثار النبوية المكانية)
ـ[عبدالله العجيري]ــــــــ[20 - 04 - 07, 01:37 م]ـ
تعقيب على تعقيب
(بين الشيخ القاري والشيخ السقاف
في مسألة التبرك بالآثار النبوية المكانية)
فقد اطلعت على مقالة لفضيلة الشيخ عبدالعزيز القاري -حفظه الله- يتعقب فيها ما كتبه الشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف بخصوص ما أثاره الأول من القول بجواز التبرك بالآثار النبوية المكانية وذلك في كتابه (الآثار النبوية بالمدينة المنورة وجوب المحافظة عليها وجواز التبرك بها)، ولقد أحسن الشيخ السقاف في رده غاية الإحسان، وكفى من بعده تبعة الرد أو البيان، وبيّن بالأدلة الشرعية الصحيحة عدم جواز ذلك التبرك، وبدعيته، وأنه على خلاف الهدي الأول، فعاد الشيخ القاري حفظه الله في مقاله هذا للانتصار لرأيه بالجواز في محاولة لإقامة ما يراه من الأدلة، والرد على بعض الإشكالات التي أثيرت حولها، وجمهور ما ذكره الشيخ في تعقيبه هذا إنما هو تكرار لنفس الشبهات التي ساقها في كتابه الأصل، إضافة إلى لون تراجع أو توضيح بخصوص هذه المسألة، مع إعراض عن بعض ما أورده الشيخ السقاف من أدلة وإشكالات، ونسبة بعض القضايا إليه وهو منها برئ، فأحببت تقييد بعض الكلمات بخصوص تعقيب الشيخ هذا، تنبيهاً للقارئ على جملة من القضايا التي أرى أن الشيخ كان ولا زال مجانباً للصواب فيها، مُذكّراً ببعض ما سبق إلى ذكره الشيخ السقاف في تعقبه على الشيخ القاري، وذلك لظني أن جملة عريضة من القراء -وللأسف- قد يتأثر بكلام المتأخر في المناقشات العلمية لمجرد كونه آخر المتكلمين، دون أن ينظر في أدلة الفريقين ويرى أي القولين أقرب إلى الحق والدليل، ولأني أحسب أن البعض قد لا يقرأ مقال الشيخ السقاف حفظه الله إلا من خلال مقال الشيخ عبدالعزيز وبعيونه ووفق فهمه، والذي سيظهر أن الشيخ -غفر الله له- لم يكن مصيباً في فهم كثير من كلام الشيخ السقاف فلم يحسن الجواب عليه، أسأل الله أن يغفر لنا وله ولعموم المسلمين، وأهم القضايا التي سيتم معالجتها -إن شاء الله- في هذه المقالة والتي أرى أن الشيخ لم يكن موفقاً في معالجتها:
-توضيح لحقيقة التبرك بالآثار النبوية المكانية، بين ما ذكره الشيخ القاري في تعقيبه، وما أورده في الكتاب.
-عودة الشيخ إلى الاستدلال بنصوص خارجة عن محل البحث.
-حقيقة موقف الإمام مالك من التبرك بالآثار النبوية المكانية.
-اتهام الشيخ للشيخ السقاف بإنكار التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم مطلقاً.
-اتهام الشيخ للشيخ السقاف بتوقيت البركة النبوية، وأن للتبرك بآثاره مدة صلاحية لا تصلح بعدها تلك الآثار للتبرك.
-إصرار الشيخ على نسبة القول بجواز التبرك بالآثار النبوية المكانية للشيخ عبدالعزيز بن باز، وبراءة الشيخ ابن باز من ذلك.
-موقف جمهور الصحابة من تتبع ابن عمر لآثار النبي صلى الله عليه وسلم وما نسبه الشيخ إليهم.
-حقيقة الفرق بين مذهب ابن عمر في تتبع الآثار النبوية، وما يريد الشيخ تقريره في هذه المسألة، وأن الشيخ لا سلف له من الصحابة على ما يذهب إليه.
وغيرها من المسائل التي ستراها بإذن الله جل وعلا في هذه المقالة، أسأل الله لي وللشيخ التوفيق والسداد، ولست بحاجة هنا للتأكيد على تقديري للشيخ عبدالعزيز، ومحبتي له، ومعرفتي لفضله وعلمه -حفظه الله- فإن هذه كلها محفوظة له، ولكنها لا تمنع المحب أن يراجع وأن ينقد وأن ينصح شريطة أن يكون بعلم وحلم، وإني لأرجو أن يكون فيما سيأتي علماً نافعاً، وحلماً يكسر حدة القلم، فإلى بعض الملاحظات والاستدراكات على مقال الشيخ عبدالعزيز القاري (الآثار النبوية، تعقيب على تعقيب) والمنشور في موقع الإسلام اليوم بتاريخ 13/ 2/1428هـ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/84)
1) بيّن الشيخ في أول تعقيبه مقصوده بالتبرك بالآثار المكانية فقال: (والمقصود بالتبرك بالأماكن النبوية هو قَصْدُها للصلاة فيها، والدعاء، أو المكث بها)، وقال: (ولكن مقصودنا -أنا وغيري- بالتبرك بالأماكن النبوية هو قصدها للصلاة فيها والدعاء، أو المكث بها)، وهذا التنبيه من الشيخ لم يرد له ذكر في كتابه على هذا النحو، وأحسب أنه يعد لوناً من التراجع أو التوضيح لما في كتابه من إطلاقات لكلمة التبرك دون تقييد لها بما ذُكر هنا، بدءاً بعنوان الكتاب (الآثار النبوية بالمدينة المنورة وجوب المحافظة عليها وجواز التبرك بها) مروراً بكلمات الشيخ وإطلاقاته في أثناء الكتاب، وكان الأولى بالشيخ أن ينص صراحة على هذا الضابط للتبرك بالآثار النبوية المكانية في الكتاب دفعاً للبس، إذ لفظة التبرك -كما لا يخفى- لفظة مجملة يدخل تحتها أنواع وأجناس من الأفعال التي يُتطلب بها بركة الشئ كاللمس والتمسح وغيرها، وتقييد الشيخ هنا للتبرك وفق المعنى المذكور، وقصره على هذه الأنواع الثلاث -الصلاة والدعاء والمكث- دون غيرها، مما يخفف من حجم الخلاف -بحمد الله-، لكنه لا يلغيه بالكلية إذ القول بالتبرك بالأماكن التي لبث بها النبي صلى الله عليه وسلم ولو لبرهة على المعنى المذكور مما يُنازع فيه الشيخ ولا يُسلم له كما سيتضح، بل هو قول لم يقل به أحد من الرعيل الأول.
2) عاد الشيخ للتدليل على قوله بمشروعية التبرك بنفس الأدلة التي استدل بها في كتابه الأصل، فأورد في تعقيبه حديث عتبان، وسلمة، وجابر وغيرها مستدلاً بها على جواز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم المكانية، وعذراً إن أعدت بعضاً مما ذكر في مناقشة هذه الأدلة، فإن الشيخ أعاد ذكر أدلته دون أن يورد وجهاً جديداً يحسن التعلق به في تقوية ما ذهب إليه. وجمهور ما ذكره الشيخ من أدلة في كتابه ومقاله هو في الحقيقة خارج عن بحث مسألتنا وعن محل النزاع، وبيان ذلك:
أن الشيخ عبدالعزيز –حفظه الله- يقول بمشروعية التبرك بكل مكان لبث فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بالصلاة، أو الدعاء، أو المكث، سواءً صلى النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المكان أو لم يصل، وسواءً قصدها النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة أو لم يقصد، لكن ما أورده من أدلة لا تصحح له هذه الدعوى، فهو حين يستدل يستدل بأحاديث في قصد ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقصده من الأماكن للصلاة، وذلك كتحري سلمة رضي الله عنه للصلاة في المكان الذي (يتحراه)! النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة، وفرق كبيير بين ما يريد الشيخ تقريره من هذا الحديث، وما يدل عليه ظاهر الحديث، وفرق كبير بين أن يقصد العبد ما قصده النبي صلى الله عليه وسلم من الأماكن لأداء عبادة من العبادات، وقصد العبد لمكان لم يقصده النبي صلى الله عليه وسلم وإنما وقعت العبادة منه فيه اتفاقاً، فلسنا ننازع الشيخ في مشروعية تحري ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحراه من الأماكن أو الأوقات أو الأحوال للصلاة أو الدعاء، إنما المنازعة في تحري ما لم يتحراه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقصده على وجه الخصوص من الأماكن، بل وقعت منه الصلاة مثلاً على وجه الاتفاق في مكان من الأماكن دون أن يكون لذات المكان خصوصية.
وحديث سلمة السابق وإن أورده الشيخ -حفظه الله- كما هو في الصحيحين في بداية المقال بإثبات (تحري) النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة في ذلك المكان، لكن هذا التحري الوارد سقط من نص الأثر في آخر المقال فجاء هكذا: (فسلمة رضي الله عنه تحرّى المكان الذي كان يصلي فيه النبي صلى الله عليه وسلم من روضته الشريفة)، وشتان بين أن يتحرى ما كان يتحراه النبي صلى الله عليه وسلم كما هو نص الأثر، وبين أن يتحرى ما صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/85)
والشيخ يرى أن ما وقع من سلمة وغيره إنما كان على سبيل التبرك بالبقعة التي مكث فيها النبي صلى الله عليه وسلم وليس على سبيل التأسي والاقتداء، وأن حمل هذا النص على هذين لا يصح، يقول -حفظه الله-: (وأما القول بأنه من باب الاقتداء بالنبي والتأسي به صلى الله عليه وسلم فهذا لا يصح هنا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقال إنه كان يتبرك بنفسه، إنما يصح هذا القول إذا كان المقصود الفعل وهو الصلاة .. ولكن في هذه النصوص التي أوردناها الكلام كله يدور حول المكان، وليس حول الصلاة، فسلمة رضي الله عنه تحرّى المكان الذي كان يصلي فيه النبي صلى الله عليه وسلم من روضته الشريفة، ولم يتحرّ فعله الذي هو الصلاة، حتى يسوغ لك أن تقول: إن مقصوده الاقتداء والتأسي) ا. هـ.
وهذا الكلام غير صحيح، بل كان سلمة رضي الله عنه يتحرى فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهي الصلاة في المكان الذي تحراه، فكيف يقال بعد ذلك: (ولم يتحر فعله الذي هو الصلاة)؟! وعليه فما وقع من الصحابة من هذا الجنس وقع تأسياً به في صورة الفعل وفي القصد والمكان، وليس للتبرك كما زعم الشيخ، والذي لا ذكر له مطلقاً في هذه النصوص جميعاً، فكيف يُترك ما نُص عليه في الحديث إلى ما لم يُنص عليه.
وإني لا زلت أعجب من تمسك الشيخ بحديث سلمة هذا مع كونه خارج محل النزاع ودائرة البحث، ولتأكيد ذلك أقول: الشيخ حفظه الله يستدل بالحديث على مشروعية الصلاة والدعاء والمكث في كل مكان لبث فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولو لبرهة، ولازم ذلك أن سلمة رضي الله عنه كان يتتبع مجالس النبي صلى الله عليه وسلم ويتحراها بصلاته ودعائه، لكن حقيقة الأمر أنه ما كان يتحراها لا هو ولا غيره بفعل شئ من ذلك، إنما كان يقتصر على ما تحراه النبي صلى الله عليه وسلم وقصده من الأماكن وهذا بين بحمد الله.
أما حديث عتبان والذي فيه: ... وددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلّى. قال فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سأفعل إن شاء الله) ... الحديث، فلا يخرج عما تقدم من قصد ما قصده النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أن عتبان أحب أن يتخذ في بيته مصلىً فطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيه فوافقه النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى في مكان مخصوص نزولاً عند رغبة عتبان رضي الله عنه، فأين في الحديث مشروعية الصلاة بكل مكان لبث فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولو لبرهة، وأين في الحديث ما يدل على جواز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم المكانية، ولو كان الأمر على ما يريده الشيخ لم يلزم أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عتبان، بل كان يكفي أن يلبث ولو لبرهة في مكان من البيت ليُتخذ هذا المكان مصلى؟!
وأُذكر هنا بما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الحديث -وإن لم يرق للشيخ- فإن كلامه رحمه الله كلام سديد لا غبار عليه، يقول عليه رحمة الله: (فإنه قصد أن يبني مسجداً وأحب أن يكون أول من يصلى فيه النبى صلى الله عليه وسلم، وأن يبنيه في الموضع الذي صلى فيه، فالمقصود كان بناء المسجد، وأراد أن يصلي النبى صلى الله عليه وسلم في المكان الذي يبنيه، فكانت الصلاة مقصودة لأجل المسجد، لم يكن بناء المسجد مقصودا لأجل كونه صلى فيه اتفاقاً، وهذا المكان مكان قصد النبى صلى الله عليه وسلم الصلاة فيه ليكون مسجدا، فصار قصد الصلاة فيه متابعة له بخلاف ما اتفق أنه صلى فيه بغير قصد) مجموع الفتاوى 17/ 467.
أما استدراك الشيخ على الشيخ السقاف تنبيهه على ما أورده الحافظ ابن حجر من احتمالات في فهم حديث عتبان وقوله بضعفها، فبعضها ضعيف نعم، لكن الشيخ السقاف ما أراد بذكرها إلا التنبيه على الخلاف في فهم الحديث، وأن الكاتب -غفر الله له- اقتصر على جزء من كلام الحافظ وأعرض عن جزء، وأن دلالة الحديث على جواز التبرك ليست قطعية كما ادعى الشيخ في كتابه وكرره في مقاله هذا، بل لا دلالة في الحديث على ما يريده الشيخ من تجويز هذا التبرك، فضلاً عن كون تلك الدلالة المزعومة دلالة قطعية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/86)
وأما قول الشيخ عبدالعزيز: (وأبعد من ذلك قول أخي الشيخ السقاف: "كل ما في الأمر أن عتبان كلَّ بصره، وفعل فعلاً كان يرى عليه فيه غضاضة؛ وهو صلاته في بيته فأراد إقرار النبي صلى الله عليه وسلم عليه له على فعله". وأقول لأخي إن هذا جيل البلاغة والبيان أما كان يمكنه أن يقول: "يا رسول الله هل تجد لي رخصة أن أصلي في بيتي" فيقول له الرسول: "لا أجد لك رخصة، أو افعل ولا حرج". فأين منطوق الحديث ودلالته الظاهرة من هذه التأويلات البعيدة المتكلفة) ا. هـ.
ويريد الشيخ هنا الاعتراض على ما ذكره الشيخ السقاف من حمل الحديث على المعنى المذكور، وبيان أنه أبعد من القول بأن عتبان أراد من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه باتجاه القبلة على وجه القطع، ولا شك أن ما ذكره الشيخ السقاف هنا ليس بأبعد ولا أضعف من هذا القول، بل ذاك القول هو الأضعف الأبعد، ومن تأمل في سياق نص الحديث كاملاً رأى أن هذا المعنى الذي أبداه الشيخ السقاف ممكن محتمل وليس كما يصوره الشيخ -غفر الله له-، وإليك النص تاماً بين يديك لتتأمل فيه:
عن عتبان بن مالك، وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ممن شهد بدرا من الأنصار: أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، قد أنكرت بصري، وأنا أصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار، سال الوادي الذي بيني وبينهم، لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، ووددت يا رسول الله، أنك تأتيني فتصلي في بيتي، فأتخذه مصلى، قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سأفعل إن شاء الله). قال عتبان: فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له، فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: (أين تحب أن أصلي من بيتك). قال: فأشرت إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر، فقمنا فصصفنا، فصلى ركعتين ثم سلم .. الحديث. رواه البخاري 425.
وبكل حال فليس في النص دليلاً على ما يريده الشيخ من تجويز التبرك بكل مكان لبث فيه النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق.
وأما ما ذكره الشيخ بخصوص الواقدي وما رواه عن الصحابة وأهل المدينة من قصدهم لمسجد عتبان للصلاة، فالواقدي كما يعلم الشيخ متروك كذاب، ولا يصلح لمسألتنا هذه التعلق بروايته مع كونه حافظاً لجملة واسعة من التواريخ، وكونه وعاءً من أوعيته، إذ مسألتنا من مسائل الدين والشريعة، والتي لا يصلح أن يُستدل فيها إلا بالأخبار الصحيحة الثابتة وهذا ما لا ينبغي أن يختلف عليه، وليت الشيخ إذ أراد الاستدلال برواية الواقدي المتروك أن بين -ولو أطال- الموقف العلمي الصحيح من رواية الواقدي وأمثاله حتى نتبين وجه الحجة، وإني لأعجب من وصف الشيخ لرواية الواقدي (بالثبوت) وهو المتروك في علم الرواية.
ثم نقول فهب أن الصحابة كانوا يصلون في ذلكم المسجد بل ويقصدونه للصلاة فما الضير في ذلك وقد قصده النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة فيه نزولاً عند رغبة عتبان وليكون ذلك المكان مصلى.
أما حديث جابر فلو سُلِّم صحة ما جاء من قصد جابر للدعاء في مسجد الفتح فيما بين الأذانين على ما في رواية الأدب المفرد، فليس ذلك من قبيل التبرك بذلكم المكان، وإنما هي المتابعة والتحري لِمَ قصده النبي صلى الله عليه وسلم، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد تحرى الدعاء في هذا المسجد في وقت مخصوص ثلاثة أيام متتالية، فاستجيب له في آخرها، فليس فيه دليل على ما يريده الشيخ من جواز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم المكانية كما لا يخفى بل غاية الأمر متابعة فعلها جابر للنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه في مكان وزمان مخصوص.
فما سبق دال على أن دعوى الشيخ بجواز التبرك بكل مكان لبث فيه النبي صلى الله عليه وسلم أوسع من دلالة ما أورده من نصوص، فالشيخ يقول بمشروعية التبرك (الصلاة والدعاء والمكث) بكل مكان لبث فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولو لبرهة، وما أورده دال على مشروعية قصد ما قصده النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة أو الدعاء من الأماكن دون ما وقع منه صلى الله عليه وسلم اتفاقاً، وليت شعري لِمَ اقتصر هؤلاء الصحابة على فعل ما فعلوا في أماكن مخصوصة، مادام كل موطن لبث فيه النبي صلى الله عليه وسلم صالحاً لذلك؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/87)
3) وبهذا يتضح أن ما أورده الشيخ عقب أثر سلمة السابق من كلام الإمامين الكبيرين مالك وأحمد لا مورد له في تقرير مسألتنا، فغاية المنقول عن مالك موافق للمنقول عن سلمة وهو ما لا نُنازع فيه، وليس في كلامه رحمه الله جواز التبرك بكل مكان لبث فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولو لبرهة، يقول الشيخ عبدالعزيز: (ومن هذا الحديث [أي حديث سلمة] أخذ مالك -إمام دار الهجرة- رحمه الله استحباب أن يصلِّي النوافلَ في هذا المكان؛ كما في (البيان والتحصيل/ لابن رشد) (17/ 133): " .. روى ابن وهب عن مالك أنه سُئل عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل له: أيُّ المواضع أحبُّ إليك الصلاة فيه؛ قال: أما النافلة فموضع مصلاّه، وأما المكتوبة فأول الصفوف") فالأمر لا يعدو تحرياً لما تحراه النبي صلى الله عليه وسلم من الأماكن كتحريه للصلاة في مسجد قباء، وخلف مقام إبراهيم عقب الطواف، وهكذا، وليس هذا محل النزاع كما تقدم.
وإني أُذكر -وليعذر القارئ- بما نقله الشيخ السقاف من كلام الإمام مالك بخصوص هذه المسألة والذي أعرض الشيخ عنه ولم يعلق عليه، (قال ابن وضاح القرطبي في البدع والنهي عنها (ص108): "وكان مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد وتلك الآثار للنبي صلى الله عليه وسلم ماعدا قباءً وأحداً –يعني شهداء أحد" وقال ابن بطال في شرح البخاري (3/ 159) "روى أشهب عن مالك أنه سئل عن الصلاة في المواضع التي صلى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: ما يعجبني ذلك إلا مسجد قباء")، وأزيد هنا ما ذكره الحافظ ابن عبدالبر عن الإمام مالك مما له صلة بمسألتنا، يقول عليه رحمة الله: (وقد كره مالك وغيره من أهل العلم طلب موضع الشجرة التي بويع تحتها بيعة الرضوان وذلك والله أعلم مخالفة لما سلكه اليهود والنصارى في مثل ذلك) الاستذكار 2/ 360، فلِمَ الإعراض عن هذه الأقوال الصريحة لمالك عليه رحمة الله والتعلق بقول خارج عن محل بحثنا.
أما الإمام أحمد فمن الغريب أن ينقل الشيخ هنا خبر التبرك بشعر النبي صلى الله عليه وسلم وكأن ثمة منازعة في مشروعية ذلك، أو أن الشيخ السقاف لا يقول به، وهو ما حاول الشيخ أن يُلمح إليه في مقاله، وهو ظلم ينسب للشيخ السقاف، وخطأ يُحمل عليه كما سيأتي.
4) من الغريب محاولة الشيخ عبدالعزيز إظهار الشيخ السقاف في مظهر المنكر للتبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم مطلقاً، ومن المعلوم لكل من قرأ مقال الشيخ السقاف أنه قائل بمشروعية التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم المنفصلة منه كشعره وريقه وعرقه وغيره، أو ما لامسه كقصعته وثيابه وغير ذلك، لكنه يقول باندراس هذا التبرك المشروع لاندراس هذه الآثار، وفرق كبير بين من ينكر أصل مشروعية هذا اللون من التبرك وبين من يقول هو مشروع لكنه لا يمكن في هذه الأعصار لانعدام ما يتبرك به.
ثم إن كلام الشيخ عبدالعزيز في تصوير موقف الشيخ من هذه القضية لا يخلو من إيهام -أرجو أن لا يكون مقصوداً- قال الشيخ عبدالعزيز: (فإن الأخ الفاضل "علوي بن عبد القادر السقاف" لا يعترف بمشروعية التبرك مطلقًا؛ لا بالآثار التي هي جزء من جسده الشريف كشعره، أو لامست جسده الشريف صلى الله عليه وسلم كثيابه وقصعته؛ لأنها اندرست فاندرس معها التبرك بها، ولا بالآثار النبوية المكانية؛ لأن التبرك بها مرفوض عنده؛ مع وجودها وتوافرها؛ إذن فلا تبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم بأي حال؛ فهو منفيٌّ عنده جملةً وتفصيلاً).
وإني لأتساءل هل يقول الشيخ القاري بمشروعية التبرك بهذه الأمور جميعاً ليُنكر على الشيخ السقاف هذا الإنكار، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟!
وأما ما أثاره الشيخ في نهاية المقال بقوله: (وإنني أتعجب من هذه العقدة في نفوس البعض من إثبات البركة النبوية والتلهف إلى نفيها بالكلية لأنها أصبحت مرتبطة في أذهانهم بالشرك والبدعة)، فليس من العدل ولا الإنصاف في محاكمة الخصوم، وإنها لتهمة كبيرة عريضة أُعظِم أن تخرج من مثل الشيخ أو تصدر عنه، وإني لأحرج على الشيخ أن يقولها أو ينطق بها غاية التحريج، ووالله لو كان في الأدلة الشرعية ما يصحح دعوى الشيخ لأخذنا به ونشرناه وأذعناه ولوضعناه فوق رؤوسنا، لكننا نظرنا في خطابات الشارع وأحوال الصحابة فلم نر فيها ما يدل أدنى دلالة على ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/88)
يريده الشيخ، فليست المسألة مسألة عقدة في إثبات البركة النبوية -وحاشا- فهي والله الثابتة له صلى الله عليه وسلم، لكنه الدوران مع الأدلة الشرعية حيث دارت، فما أثبتته الشريعة من ألوان التبرك أثبتناه وما لم تثبته تركناه.
5) من الغريب كذلك محاولة الشيخ -غفر الله له- أن ينسب للشيخ السقاف قولاً غريباً وهو أن آثار النبي صلى الله عليه وسلم لها بركة مؤقتة، ووقتاً لا يصلح بعده للتبرك، يقول الشيخ عبدالعزيز: (فالبركة النبوية إذن –عند أخي السقاف- لها وقت معين تنتهي صلاحيتها بانتهائه من غير أن يحدد وقت هذه الصلاحية؛ بل يطلق كلامًا مبهمًا: "سنوات معدوات" ... ولا شك أن مائتي سنة فأكثر تعتبر خارجة على هذا التوقيت حيث كان الإمام أحمد المتوفى سنة 241 يتبرك بتلك الشعرة النبوية –وفي رواية أنها ثلاث شعرات- (انظر سير أعلام النبلاء للذهبي 11/ 337) وكذلك لما تبرّك بقصعةِ النبي صلى الله عليه وسلم " لأن مائتي سنة ليست مدة قليلة، ولا سنوات معدودة.
والتحديد الزمني يحكم بلا دليل والصواب أنه لا توقيت للتبرك بأشياء النبي صلى الله عليه وسلم، أو بأجزاء جسده الشريف –كشعره- مادامت باقية، وغلب على الظن نسبتها إليه صلى الله عليه وسلم، وهذا هو ما يُفهم من صنيع الإمام أحمد رحمه الله) وهذا الكلام فيه ما فيه من التعدي والتجاوز في نسبة قول لا يقول به الشيخ قطعاً، بل الشيخ يقول بمشروعية التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه المتقدم ما دامت الآثار موجودة أما إذا عدمت فكيف يمكن أن يقع التبرك، أما ما يحاول الشيخ –غفر الله له- نسبته للشيخ السقاف بأن لآثار النبي صلى الله عليه وسلم مدة مخصوصة يتبرك بها، وأنه متى ما انتهى ذلكم الوقت انتهت صلاحية الأثر للتبرك مع بقاء عينها، فنسبة باطلة وإلزام للشيخ بما لا يلزمه، وقد نقل الشيخ كلام الشيخ السقاف في هذه المسألة وليس فيه ما يدل على هذا الكلام، يقول الشيخ السقاف: (أما آثاره سواءً كانت جزءًا منه ثم انفصلت عنه، أو خارجة عنه لكنها لامست جسده الطاهر؛ فهذه هي التي كان الصحابة يتبركون بها دون توسع، وربما استمر الأمر على ذلك سنوات معدودات ممن أتى بعدهم، ثم انقرضت الآثار وانقرض تبعًا لذلك هذا التبرك)، وهو صريح في أن سبب انقراض هذا التبرك انقراض الأثر لا انتهاء مدة صلاحية الأثر للتبرك وهو ما أوهمه الشيخ عبدالعزيز غفر الله له، نعم لو عبر الشيخ السقاف بغير قوله (سنوات معدودات) لكن أحسن، دفعاً للإيهام، أما الكلام بمجموعه فبيّن صريح لا إشكال فيه.
6) من العجيب كذلك إصرار الشيخ غفر الله له على نسبة القول بجواز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم المكانية للشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- وذلك في قوله رداً على الشيخ السقاف: (وسكت عن إقرار الشيخ [عبدالعزيز بن باز] لدلالة حديث عتبان على التبرك بالآثار المكانية. وذلك يوحي بأنني حمّلت كلام الشيخ ابن باز رحمه الله ما لا يحتمل، حين نقلت عبارته الواضحة من هامش فتح الباري)، وقال: (وحتى الشيخ ابن باز أيد ولم ينكر دلالة حديث عتبان على مشروعية التبرك بالأماكن النبوية)، ونسبة هذا القول للشيخ ابن باز باطلة بيقين، وقد نقل الشيخ السقاف كلاماً صريحاً للشيخ عبدالعزيز بن باز في إنكار مشروعية ما ينادي به الشيخ القاري، فأعرض الشيخ -غفر الله له- عن نقله مع وضوحه وصراحته واطلاعه عليه، يقول الشيخ ابن باز رحمه الله: (والحق أن عمر رضي الله عنه أراد بالنهي عن تتبع آثار الأنبياء، سد الذريعة إلى الشرك، وهو أعلم بهذا الشأن من ابنه رضي الله عنهما، وقد أخذ الجمهور بما رآه عمر، وليس في قصة عتبان ما يخالف ذلك، لأنه في حديث عتبان قد قصد أن يتأسى به صلى الله عليه وسلم في ذلك، بخلاف آثاره في الطرق ونحوها فإن التأسي به فيها وتتبعها لذلك غير مشروع، كما دل عليه فعل عمر، وربما أفضى ذلك بمن فعله إلى الغلو والشرك كما فعل أهل الكتاب والله أعلم) هامش فتح الباري 1/ 569، فلو قُدر أن الشيخ ذهل عن هذا الكلام مع وجوده في إحدى صفحات الفتح والتي نقل منها الشيخ كلاماً للحافظ ابن حجر، وكان تعليق الشيخ ابن باز استدراكاً على نفس كلام الحافظ المنقول، أقول لو قُدر ذلك، فما بال الشيخ -غفر الله له- يعرض عنه بعد اطلاعه عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/89)
في كلام الشيخ السقاف.
بل للشيخ ابن باز جملة من الفتاوى الدالة على عدم مشروعية تتبع الآثار النبوية فضلاً عن التبرك بها فمن ذلك قوله مثلاً في حكم قصد المساجد السبعة بالمدينة ومسجد القبلتين: (أما المساجد السبعة ومسجد القبلتين وغيرها من المواضع التي يذكر بعض المؤلفين في المناسك زيارتها فلا أصل لذلك ولا دليل عليه. والمشروع للمؤمن دائماً هو الاتباع دون الابتداع) (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 6/ 321)، ويقول كذلك في فتوى أخرى: (وأما ما نقل عن ابن عمر رضي الله عنهما من تتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم واستلامه المنبر فهذا اجتهاد منه رضي الله عنه لم يوافقه عليه أبوه ولا غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم منه بهذا الأمر، وعلمهم موافق لما دلت عليه الأحاديث الصحيحة. وقد قطع عمر رضي الله عنه الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية لما بلغه أن بعض الناس يذهبون إليها ويصلون عندها؛ خوفاً من الفتنة بها وسدا للذريعة) (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 9/ 109)، ويقول كذلك: (لا يجوز للمسلم تتبع آثار الأنبياء؛ ليصلي فيها أو ليبني عليها مساجد؛ لأن ذلك من وسائل الشرك، ولهذا كان عمر رضي الله عنه ينهى الناس عن ذلك ويقول: (إنما هلك من كان قبلكم بتتبعهم آثار أنبيائهم)، وقطع رضي الله عنه الشجرة التي في الحديبية التي بويع النبي صلى الله عليه وسلم تحتها؛ لما رأى بعض الناس يذهبون إليها ويصلون تحتها؛ حسماً لوسائل الشرك، وتحذيراً للأمة من البدع، وكان رضي الله عنه حكيماً في أعماله وسيرته، حريصاً على سد ذرائع الشرك وحسم أسبابه، فجزاه الله عن أمة محمد خيراً، ولهذا لم يبن الصحابة رضي الله عنهم على آثاره صلى الله عليه وسلم في طريق مكة وتبوك وغيرهما مساجد؛ لعلمهم بأن ذلك يخالف شريعته، ويسبب الوقوع في الشرك الأكبر، ولأنه من البدع التي حذر الرسول منها عليه الصلاة والسلام، بقوله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) رواه مسلم في صحيحه، وكان عليه الصلاة والسلام يقول في خطبة الجمعة: (أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة) خرجه مسلم في صحيحه، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.) (مجموع فتاوى ومقالات 17/ 421)، فهذا كلام الشيخ ابن باز، فهل يصح بعد ذلك أن يُنسب القول بجواز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم المكانية إليه؟!
7) نقل الشيخ كلاماً لإسحاق بن راهويه في معرض كلامه حول عدم الفرق بين التبرك بالمكان وبين التبرك بما اتصل من المكان بجسد النبي صلى الله عليه وسلم كالتراب ونحوه، وذلك في معرض رده على الشيخ السقاف في بيان الفرق وأنه بتقدير جواز التبرك في الثاني لوجود عين لامست جسد النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يجوز التبرك بالمكان بعد انعدام تلك العين، فأتى الشيخ بكلام إسحاق لبيان عدم تفريق السلف بين المسألتين فقال: (وعبارة إسحاق بن راهويه شيخ الإمام أحمد تدل على أن السلف لا يفرقون بين هذين القسمين، يقول:"ومما لم يزل من شأن من حج المرور بالمدينة، والقصد إلى الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتبرك برؤية روضته، ومنبره، وقبره، ومجلسه، وملامس يديه، ومواطئ قدميه").
فيقال أولاً: ليس إسحاق بن راهويه بشيخ للإمام أحمد، وإنما هو من أقرانه، وأحمد أسن منه، ولا ضير أن روى أحمد عن إسحاق فإن روايته عنه لا تصيره شيخاً له بل هي من قبيل رواية الأقران، ولعل الشيخ أراد أن يُضفي على كلام إسحاق نوع جلالة بذكر هذه المشيخة، ويستميل قلوب القراء بهذا الأسلوب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/90)
ويقال ثانياً: ليس في كلام إسحاق ما يُتعلق به في شأن مسألتنا إذ غاية ما في كلام إسحاق أن الحُجاج بعد فراغهم من حجهم يقصدون المدينة للصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ولتكتحل عيونهم بمرأى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم فيتبركوا برؤية روضته، (ورؤية) منبره، (ورؤية) قبره، (ورؤية) مجلسه، (ورؤية) ملامس يديه، (ورؤية) مواطئ قدميه، وإني لأعتذر للقارئ على تكرار كلمة رؤية لأنها مقصودة في العطف في كلام إسحاق كما هو بين واضح وإلا فهل يتصور في إسحاق أن يبيح التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم!! ولقد كنت في غنى عن هذا التعليق لولا أن الشيخ عبدالعزيز غفر الله له قد علق على كلمة إسحاق فقال: (فالروضة الشريفة يتبرك برؤيتها، والمكث بها، والصلاة فيها من باب أولى، ومنبره صلى الله عليه وسلم يتبرك به بالتمسح به كما كان يفعل الصحابة، ومنبره اندرس ولم يبق منه شيء، لكن بقيت البقعة فيتبرك بالمكث بها إن أمكن، وأما قبره وجدار الحجرة النبوية التي بها قبره وقبرا صاحبيه فلا يوصل إلى شيء من ذلك ليتبرك به؛ لأنه أحيط بالجدران الثلاثة، وأما مجلسه: أي الأماكن التي كان يجلس بها كأسطوانة الوفود، وأسطوانة السرير فيتبرك بالجلوس فيها والدعاء والصلاة)، وليت شعري لو أمكن للشيخ أن يصل لقبر النبي صلى الله عليه وسلم، أفيجيز التبرك ساعتئذ، ظاهر عبارته نعم، وهو باطل بيقين، وقد كان قبر النبي صلى الله عليه وسلم مما يوصل إليه زمن الصحابة فهل عرف عن واحد منهم التبرك به بأي لون من ألوان التبرك، وحاشا إسحاق رحمه الله أن يقول بجواز التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم وعبارته كما تقدم لا تدل عليه.
8) من الغريب جداً ظن الشيخ أن مخالفيه في هذه المسألة يَعتقدون أن هذا اللون من التبرك الذي يعتقده الشيخ لون من ألوان الشرك، فيقول: (هنا قاعدة مهمة: عدم المخالفة يدل على الموافقة في هذه المسائل، لأن مسألة التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم المكانية لو كانت مرتبطة بالشرك؛ لما سكت الصحابة، وكذلك التابعون؛ فإنهم لا يسكتون على منكر؛ فكيف يسكتون على شرك؟!)، وكنت أربأ بالشيخ أن يتهم مخالفيه بمثل هذه التهمة دونما مستند أو دليل، ثم يبني عليها مثل هذا الكلام ليجعله دليلاً على المطلوب، والمخالفة في هذه المسألة لا تصل بصاحبها حد الشرك -كما لا يخفى- فما بناه الشيخ على وصف الشرك والحالة هذه غير وارد، ثم نقول ليس في أفعال الصحابة والتابعين تبرك بالبقعة كما تقدم، بل غاية ما ثبت موافقة بعضهم لقصد النبي صلى الله عليه وسلم لبقعة معينة، وما وقع من بعضهم من قصد ما وقع من النبي صلى الله عليه وسلم اتفاقاً فليس من قبيل التبرك كما يظنه الشيخ وهذا ما سيتضح في نهاية المقال إن شاء الله، ثم إنكار ما يريده الشيخ موجود من فعل عمر فلما الإعراض عنه، والتكلف في تأويله.
9) أعاد الشيخ في رده هذا، الكلام على أثر عمر والمروي عن المعرور بن سويد في محاولة لتضعيف دلالة الحديث على عدم مشروعية تقصد ما نزله النبي صلى الله عليه وسلم من المنازل اتفاقاً، يقول المعرور بن سويد: (وافيت الموسم مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلما انصرف إلى المدينة، وانصرفت معه، صلى لنا صلاة الغداة، فقرأ فيها: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) و (لإيلاف قريش)، ثم رأى أناساً يذهبون مذهباً، فقال: أين يذهب هؤلاء؟ قالوا: يأتون مسجداً ها هنا صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما أهلك من كان قبلكم بأشباه هذه يتبعون آثار أنبيائهم، فاتخذوها كنائس وبيعاً، ومن أدركته الصلاة في شيء من هذه المساجد التي صلى فيها رسول الله، فليصل فيها، ولا يتعمدنها)، ولا شك أن هذا الأثر في غاية القوة في الدلالة على عدم مشروعية تتبع المواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم اتفاقاً، وتقّصد الصلاة فيها، ومع ذلك فالشيخ مصر أن لا دلالة في هذا الأثر فيقول: (وأما حديث عمر الذي رواه المعرور بن سويد فأجاب عنه الحافظ ابن حجر، وملخص الأجوبة أنها واقعة عين، ولها أسباب كانت حاضرة في تلك الواقعة، وإلا فكيف تفسر سكوت الفاروق عن ابنه طوال الوقت، أيحابي عمر ابنه عبد الله؟) والشيخ يشير إلى ما ذكره في كتابه من أجوبة الحافظ ابن حجر على أثر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/91)
عمر هذا، وأن إنكار عمر إنما كان لأحد أمرين:
أ) إما أنه أنكر على قوم يزورون هذه الأماكن ولا يصلون.
ب) أو خشية أن يُعتقد وجوب ذلك.
وكلا الوجهين لا يخلو من تكلف بيّن، فالأول على خلاف نص الحديث، بل وعلى خلاف ما يراه الشيخ، فهو لا يرى غضاضة من تقصد هذه الأماكن للزيارة والمكث المجرد.
أما الثاني فكسابقه على خلاف ظاهر الأثر، ولقد كان يكفي عمر أن يبين ذلك بكلام عربي مبين دون الحاجة لأن ينكر عليهم إنكاره هذا ويقول لهم ما قال.
يؤكد هذا ما أورده الشيخ من أثر عمر رضي الله عنه في قطع شجرة الرضوان وذلك في سياق نقله من كلام الحافظ ابن حجر وفيه: (ثم وجدت عند ابن سعد بإسناد صحيح عن نافع أن عمر بلغه أن قوماً يأتون الشجرة فيصلون عندها؛ فتوعدهم، ثم أمر بقطعها، فقطعت)، قال الشيخ معلقاً: (لقد ذكر أخي الفاضل خبر قطع الفاروق عمر رضي الله عنه للشجرة، وهو مرسل، لأن نافعاً لم يلق عمر؛ قال الإمام أحمد: نافع عن عمر منقطع (انظر التهذيب لابن حجر 10/ 414) لكن هذا الخبر مشهور، وإن كان مرسلاً فهو مقبول) أليس هذا الفعل من عمر كفعله السابق في حديث المعرور في إنكار قصد هذه المواقع للصلاة سواءً بسواء، وهو ما لا يراه الشيخ غفر الله.
أما قوله فيمن كان يصلي عندها أنهم إما صحابة وإما تابعون، وأن طارق بن عبدالرحمن مر بمن كان يصلي عندها ولا ينكر عليهم فلا أدري ما وجهه، وما الحجة فيه، وكيف يُترك إنكار عمر الصريح لفعل مجاهيل لا تعرف أعيانهم، وهل من الإنصاف الإعراض عن الأمر المحكم المعلوم إلى أمر مجهول، وليس ينفع الشيخ قيام الاحتمال بكون بعض أولئك من الصحابة إذ الاحتمال قائم بكونهم ليسوا منهم، ولو قدر أن بعضهم من الصحابة، فمن علم (وهو عمر) حجة على من لم يعلم، وليس فعلهم هذا بأبلغ مما كان يفعله ابن عمر، ولم يوافقه عليه جماهير الصحابة كما سيتضح إن شاء الله.
10) أما ما ذكره الشيخ -غفر الله له- من أن عدم مخالفة الصحابة لابن عمر -على حد زعمه- دال على الموافقة وقوله: (فعدم نقل المخالفة أو الإنكار يدل على الموافقة؛ بخلاف العكس، وهو ما حاولتَ الاستدلال به، فجزمتَ بأن أبا بكر وعمر وبقية الصحابة كانوا يخالفون ابن عمر، ولا يرون التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم المكانية، ودون أن تثبت ذلك خرط القتاد؛ لكنك تستدل بأنه لم ينقل عنهم، وعدم النقل هنا ليس دليلاً)، فالشيخ يعتقد أن عدم النقل هنا لا يفيد نقل العدم، وأنه من الممكن المحتمل أن أبا بكر وعمر وبقية الصحابة كانوا يصنعون صنيع ابن عمر، وهذا في الحقيقة أمر عجيب، ولو فتح هذا الباب لانفتحت علينا أبواب البدع، فكلما قلنا هذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، أمكن أن يُدعى ما ادعاه الشيخ هنا، من أن عدم النقل ليس نقلاً للعدم، ومعلوم أن هذه القاعدة ليست على إطلاقها بل هي فيما أمكن أن لا ينقل لقلته وندرته وعدم توافر الهمم على نقله، أما مسألتنا هذه فلو كان من ذلك شئ لنُقل، ولا أعلم أحداً من أهل العلم ادعى أن هذا ليس خاصاً بابن عمر وأن الصحابة كانوا مثله في شدة تحري أفعال النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما نُقل عنه ولم يُنقل عنهم مع اشتراك الكل في هذا التحري، كيف وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول: (ما كان أحد يتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم في منازله كما كان يتبعه ابن عمر) (الطبقات الكبرى 4/ 145)، فما كان أحد يصنع كصنيعه، ولا يتحرى تحريه، بل أنكر عمر -وإن أبى الشيخ- من صنع صنيع ابنه، وليت شعري أيهما أقرب للمعقول والإمكان عدم نقل إنكار عمر على ابنه لو وقع، أو عدم نقل موافقة عمر وغيره لابنه!!
وهذا كله لو سُلم أن ما جرى من ابن عمر كان على وجه التبرك، والصواب أن ذلك لم يكن منه رضي الله عنه ولا من غيره على وجه التبرك بالبقعة على النحو الذي يريده الشيخ –غفر الله له- وهذا يتضح بالنقطة التالية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/92)
11) أختم مقالتي هذه بهذه النقطة -بعدما تقدم- للتأكيد على مسألة غاية في الأهمية وهي أن ثمة فرقاً حقيقياً بين من يستدل الشيخ بأفعالهم من السلف وما يذهب إليه -حفظه الله- في هذه المسألة، فالشيخ يرى أن الاعتبار في التبرك بالآثار النبوية المكانية هو سريان البركة فيها، ولذا فهو يرى مشروعية الصلاة والدعاء والمكث بها لبركة المكان، ولا فرق لديه بين أن يكون المكان مما أحدث فيه النبي صلى الله عليه وسلم عبادة أو لم يحدث، وبين أن يكون قاصداً للمكان لإحداث العبادة أو غير قاصد، فكل مكان لبث فيه النبي صل الله عليه وسلم ولو لبرهة فيشرع أن يتبرك بها -أي بالصلاة والدعاء والمكث- ولا يختلف الحكم بين مكان صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم أو دعا أو جلس، فمجرد مكث النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المكان هذه الخصوصية، ولذا يقول الشيخ مبيناً حقيقة الأماكن النبوية: (أي الأماكن التي وطئتها قدماه الشريفتان، صلى فيها، أو مكث بها ولو لبرهةٍ)، ويقول مبيناً سريان بركة النبي صلى الله عليه وسلم لكل ما مسه صلى الله عليه وسلم ووطئته قدماه: (فالنبي صلى الله عليه وسلم جسده الشريف كله بركة، وما انفصل من جسده فهو مبارك كشعره وعرقه ودمه، وما باشر جسده الشريف تسري إليه البركة كجبته وقصعته، والتراب الذي وطئه، وما لامسته يداه كرمانة المنبر، وتسري بركته صلى الله عليه وسلم إلى المكان أيضاً، مثل مصلاه، وبيته وحجرته، والمواضع التي صلى فيها، أو التي مكث بها، قال ابن حجر: ولو لبرهة- وقد بينّا ذلك: وأوضح مثال لهذا المدينة النبوية كلها، بوركت بوجوده فيها صلى الله عليه وسلم بذاته وبجسده الشريف، فالتراب والجدار الذي باشره يتبرك به إذا وجد، ويتبرك بقصد المكان للمكث فيه أو الصلاة فيه .. كما نقلنا عن السلف، فلا معنى لنفي البركة عن المكان)، فهذا هو المعنى الذي لأجله يرى الشيخ جواز التبرك بالآثار النبوية المكانية، ولست أدري لما اقتصر الشيخ على ثلاثة أنواع من التبرك دون غيرها، إن كان الأمر كما ذكر، ولما لا يبيح التمسح بالمكان الذي لبث فيه النبي صلى الله عليه وسلم ومسه، ما دام مباركاً وما الفرق حقيقة -إن كان الأمر كما يدعي- بين رمانة منبره والأرض التي جلس عليها ما دامت البركة سارية فيها، ثم ما الدليل على دعوى الشيخ هذه أن بركته تسري لكل مكان لبث فيه؟!
أما إذا تأملنا في أحوال من يستدل الشيخ بأفعالهم من سلفنا الصالح –كابن عمر وغيره- فسنلحظ أنهم كانوا يفعلون ما يفعلون لا طلباً لبركة المحل والمكان وإنما تحرياً لأفعال النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يأتوا بها على وجه الموافقة التامة في هيئتها وصفتها ومكانها وزمانها إن قدروا عليه، فتأمل صنيع سلمة وتحريه للصلاة حيث كان يتحرى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي، وكذا جابر كان يدعو في المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، فلا سلمة بالذي اقتصر على الدعاء أو مجرد المكث في ذلك المكان ولا جابر بالذي حرص على الصلاة أو مجرد المكث في المكان الآخر، وهذا المعنى أوضح ما يكون في سيرة ابن عمر والذي كان لشدة تحريه يتقصد أن يصلي حيث صلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويتقدم في المواقف بعرفة وغيرها إلى المواضع التي كان النبي صلى الله عليه وسلم قد وقف فيها، ويقول برأس راحلته بمكة يثنيها ويقول: لعل خفاً يقع على خف، بل ويبول في المكان الذي بال فيه النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قيل فيه رضي الله عنه وعن شدة تتبعه لآثار النبي صلى الله عليه وسلم: (لو رأيت ابن عمر يتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم لقلت مجنون)، فهل كان هذا الاتباع منه تبركاً بالبقعة أم هي المتابعة والموافقة للنبي صلى الله عليه وسلم في فعله بالمكان الذي فعل، فلم يكن ابن عمر ولا غيره يفعل هذه الثلاث (الصلاة والدعاء والمكث) في كل مكان نزله النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان لا يفعل فيها إلا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وفرق عظيم بين ما يقول به الشيخ وما وقع من بعض الصحابة من تتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا بين بحمد الله، وإلا فهل كان ابن عمر يفعل واحداً من هذه الثلاث في المكان الذي نزله النبي صلى الله عليه وسلم ليبول!! وهل بوله حيث بال النبي صلى الله عليه وسلم دال على تبركه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/93)
بهذه البقعة!! بل هذا الصنيع منه مخالف لمطلوب الشيخ، إذ حظ المكان المبارك أن يحترم ويكرم ويجنب مثل هذا الصنيع.
وعليه فلو أن الشيخ قد قال بجواز موافقة النبي صلى الله عليه وسلم في أفعاله بأدائها حيث فعل ولو اتفاقاً من غير تحر للمكان لكان له سلف من السلف الصالح كابن عمر وغيره، مع قولنا بأن هذا الاجتهاد منه رضي الله عنه اجتهاد مرجوح وهو على خلاف رأي أبيه رضي الله عنه ورأي جماهير الصحابة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله:
(وكذلك ابن عمر كان يتحرى أن يسير مواضع سير النبي صلى الله عليه وسلم،وينزل مواضع منزله، ويتوضأ في السَّفر حيث رآه يتوضأ، ويصب فضل مائه على شجرة صبَّ عليها، ونحو ذلك مما استحبه طائفة من العلماء ورأوه مستحبا، ولم يستحب ذلك جمهور العلماء، كما لم يستحبه ولم يفعله أكابر الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود ومعاذ بن جبل وغيرهم لم يفعلوا مثل ما فعل ابن عمر ولو رأوه مستحبا لفعلوه كما كانوا يتحرون متابعته والاقتداء به.
وذلك لأن المتابعة: أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الذي فعل، فإذا فعل فعلاً على وجه العبادة شرع لنا أن نفعله على وجه العبادة، وإذا قصد تخصيص مكان أو زمان بالعبادة خصَّصناه بذلك، كما كان يقصد أن يطوف حول الكعبة وأن يلتمس الحجر الأسود وأن يصلي خلف المقام وكان يتحرى الصلاة عند أسطوانة مسجد المدينة، وقصد الصعود على الصفا والمروة والدعاء والذكر هناك، وكذلك عرفة ومزدلفة وغيرهما.
وأما ما فعله بحكم الاتفاق ولم يقصده مثل أن ينزل بمكان ويصلي فيه لكونه نزله لا قصداً لتخصيصه بالصلاة والنزول فيه.
فإذا قصدنا تخصيص ذلك المكان بالصلاة فيه أو النزول لم نكن متبعين، بل هذا من البدع التي كان ينهى عنها عمر بن الخطاب.
كما ثبت بالإسناد الصحيح من حديث شعبة عن سليمان التيمي عن المعرور بن سويد قال: (كان عمر بن الخطاب في سفرٍ فصلى الغداة ثم أتى على مكان فجعل الناس يأتونه فيقولون: صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: إنما هلك أهل الكتاب أنهم اتَّبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعاً فمن عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض.
فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد تخصيصه بالصلاة فيه، بل صلى فيه لأنه موضع نزوله، رأى عمر أن مشاركته في صورة الفعل من غير موافقة له في قصده ليس متابعة بل تخصيص ذلك المكان بالصلاة من بدع أهل الكتاب التي هلكوا بها ونهى المسلمين عن التشبه بهم في ذلك ففاعل ذلك متشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصورة ومتشبه باليهود والنصارى في القصد الذي هو عمل القلب، هذا هو الأصل فإن المتابعة في النية أبلغ من المتابعة في صورة العمل) (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة 201)، وهذا كلام متين، من إمام محقق فاستمسك به.
أما قول الشيخ بجواز التبرك بكل ما نزله النبي صلى الله عليه وسلم من الأمكنة فقول غريب، لا دليل عليه وليس بثابت في أفعال الصحابة كما قد تبين، وعليه فإن قول الشيخ -حفظه الله- في صنيع ابن عمر: (وذكرت الحديثَ الصحيح في البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وعن سالم ابنه، ونافع مولاه، تتبُّعهم للأماكن النبوية؛ ولاشك أن تتبُّعهم للتبرك، وإلا لم يكن له كبير معنى) غير صحيح كما قد تبين.
والتبرك عند الشيخ بهذه الأماكن على ثلاثة أنواع كما سبق الصلاة والدعاء والمكث، وإني لأتساءل ما فائدة المكث المجرد فيما نزله النبي صلى الله عليه وسلم من الأماكن لصلاة وغيرها، وأي خير يستفيده الإنسان من مثل هذا، هل يرجو الأجر بمجرد هذا الجلوس، أو الشفاء، أو الخير، أو ماذا؟! وهل جرى مثل هذا من أحد من الصحابة فتقصد أن يجلس في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم أو مصلاه أو غير ذلك من منازله جلوساً مجرداً رجاء بركة البقعة!! هذا ما لا أعلم ثبوته عن واحد منهم رضي الله عنهم، وبهذا يتبين بطلان ما قاله الشيخ –حفظه الله- في تقرير هذه المسألة: (بل أقول أكثر من ذلك: إن التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم المكانية لا خلاف فيه طوال القرون الثلاثة المفضلة، وطوال القرون بعد ذلك، ولا أعلم أحدًا خالف في ذلك إلا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله).
والخلاصة أن ما كان يجري من ابن عمر وأمثاله إنما هو المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم في الهيئة الظاهرة فيفعل مثل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في المكان الذي فعل، وهذا على خلاف رأي الشيخ الذي يعلل ذلك بالتبرك كما سبق، وعلى كلٍ فجماهير الصحابة وساداتهم على خلاف صنيع ابن عمر، بل إن عمر رضي الله عنه قد أنكر على من فعل مثل صنيع ابنه كما تقدم مراراً.
هذا ما تيسر ذكره من ملاحظات حول تعقيب الشيخ عبدالعزيز القاري -غفر الله له- على أخيه الشيخ علوي السقاف، وإني لأدعو الشيخ أن يتأمل في المسألة ويراجعها وينظر لعل شيئاً فاته، ولعل فيما ذَكر ما يستحق أن يستدرك، أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يهدينا، ويغفر لنا، ويرحمنا، اللهم رب جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
بقلم: عبدالله بن صالح العجيري
إمام مسجد الصابرين بحي الجامعة بمدينة الظهران
Abosaleh95@hotmail.com
المقال منشور في موقع الألوكة
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=596
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/94)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 02:45 م]ـ
جزاك الله خيرا
وجزى الشيخ علوي خيرا
وهدى الله الشيخ القاري للحق واتباع هدي السلف
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[20 - 04 - 07, 02:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الخطابي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 11:43 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[القحطاني]ــــــــ[29 - 05 - 07, 06:36 م]ـ
السلام عليكم .. اخي الفاضل/بما انك من اهل الظهران وبالقرب منكم الشيخ خالد السبت .. فأرجو عرض الموصوع برمته عليه لتحصل لنا جميعا الفائدة .. بارك الله في علمك
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[31 - 05 - 07, 11:56 ص]ـ
لم اقرأ ما كتبه الاخ عبدالله لطوله، كما اني لم اتابع ما دار بين الشيخين القاري و السقاف.
و لكني زرت الشيخ عبد العزيز قاريء في منزله، و جرى حوار حول هذه القضية، و للعلم فان للشيخ كتابا حول هذه المسألة.
بين الشيخ من خلال الحوار ادلته الشرعية، فاولا:
مسألة المحافظه على الاثار، و على المدينة القديمة، و انكر الشيخ انكارا شديدا على من يزيلة بحجة محاربة البدعه، و يقول الشيخ انها للاسف تزال و يبنى عليه مشاريع تجارية، و ياسف الشيخ ان تزل هذه الاثار النبوية و التي تعيننا على فهم السيرة و المغازي و يبنى بدلا منها خرسانات متوج في اعلاها اسماء الكفره كـ " الهيلتون، و الشيرتون .... الخ "
بينما اثار سلف الامة يزال.
و الشيخ يقسم الاثار الى اقسام، منها اثار الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - التي نعرف من خلالها المغازي و السيرة فهذه ينبغي المحافظة عليه، تأسيا بسلف الامة، و استدل:
بفعل عمر ابن عبدالعزيز حيث انه جدد الاثار النبوية، و بنى المساجد السبعة و هو عالم و لم يعرف له مخالف، كذلك بكاء التابعين و الصحابة لما ازيلت الغرف و ضمت الى المسجد.
اما الاثار و التبرك بها، فالشيخ يرى جواز التبرك مطلقا، و لكنه يمنع من بعض الاشياء كالتبرك بالمنبر سدا لذريعة البدعه و استدل بادلة بسطها في كتابه.
الذي خرجت به بعد لقائي مع الشيخ ان المسألة تحتاج الى اعادة نظر و هي محل اجتهاد، و لي عتب على البعض ممن اغلض الحديث عن الشيخ و طالبة بالرجوع الى مذهب السلف و كأنه خرج منه!!!
و ليس من راى كمن سمع و قرأ
و من الطريف و اختم به: قول الشيخ ان كل الامم تحافظ على تراثها البالي الذي لا يقدم و لا يؤخر و نحن نأتي الى تراث الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و باسم محاربة البدعه و سد الذريعة نزيلها مع اننا مطالبين بالمحافظة عليها شرعا.
و ضرب الشيخ مثالا بالدرعية و كيف انها يحافظ عليه و ترمم، اليست مدينه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اولى
و الاطرف من ذلك تجميع الحبال و العصي و السكاكين و الذهاب بها الى الجنادرية
و يقابلة اذالة المدينه القديمة بالكامل.
و الشيخ سيظهر له كتابا عن اثار المدينه موثقا بالصور النادرة التي التقطها بنفسه، فهناك اكثر من 200 اثر ازيل منها ما يزيد على 150 اثرا.
و قد اطلعت على بعض الخرائط التي اعدها الشيخ عن المدينة القديمة
و كل هذا في كتابه الذي سيظهر قريبا.(40/95)
اقتراح بإنشاء موقع (كشف الشبهات) ...
ـ[الباحث]ــــــــ[20 - 04 - 07, 05:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقترح على إخواني طلاب العلم المتخصصين في العقيدة أن يقوموا بإنشاء موقع متخصص بالرد على الشبهات التي تشكك في الإسلام وعقيدة أهل السنة والجماعة.
وأن يتم تسمية هذا الموقع (كشف الشبهات).
ولكن أن يتميز هذا الموقع بجمع جميع الشبهات والافتراءات التي يوردها اليهود والنصارى والعلمانيون والرافضة والصوفية والأشاعرة وغيرهم من أعداء الإسلام والسنة ويقوموا بالرد عليها بردود تفصيلية قوية تكون عوناً لطالب العلم وللمسلم في دينه.
ويكون في الموقع مكتبة متخصصة في الكتب التي ردت على شبه هؤلاء، ويكون فيها تعريف بدين الإسلام وبعقيدة أهل السنة والجماعة بشكل عام.
بحيث يخصص صفحات كاملة في بيان فتنة الصحابة وحقيقة ما ورد فيها حسب ما ورد في كتب أهل السنة والجماعة مثلاً.
ويكون في هذا الموقع صفحات كاملة تعرض الكتب التي ردت على الشبهات مثل: كتاب (التوفيق الرباني في الكشف عن ضلالات الكوراني) للشيخ عبد الرحمن دمشقية حفظه الله.
ويكون في الموقع تواصل مع المتصفحين بحيث يتم الإجابة على كل من عنده شبهة ويريد الجواب عليها.
أنا أتوقع أن هذا الموقع مهم جداً، وربما تكون هناك مواقع اهتمت بذلك.
ولكن أقول: لا بد من موقع جامع متكامل جميل التصميم يهتم بهذا الأمر ويركز عليه.
خصوصاً وأن أهل الكفر والعلمنة والإلحاد والبدعة قد اجتهدوا كثيراً في بث الشبهات والافتراءات على أهل الإسلام.
أنا أعتقد أن هذا الموقع مهم جداً، ولم أجد موقعاً يقوم بذلك حتى الآن.
فهذا اقتراحي لكم.
والأمر لكم.
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[20 - 04 - 07, 05:34 م]ـ
منتدى التوحيد للرد على الإلحاد والمذاهب الشركية ( http://eltwhed.com/vb/index.php)
منتدى الجامع للرد على النصارى ( http://www.aljame3.net/ib)
... بارك الله في القائمين عليهما ...
ـ[الباحث]ــــــــ[20 - 04 - 07, 05:39 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء على وضع روابط هذا المواقع النافعة بارك الله في القائمين عليها.
ولكنها عبارة عن منتديات وليست كتب أو موقعاً مترابطاً بحيث يسهل الحصول على رد الشبهة.
أضف إلى ذلك أنها متخصصة في جانب معين إما في الرد على العلمانيين أو الرافضة أو النصارى.
نحن نريد موقعاً جامعاً متكاملاً يسهل فيه الوصول إلى الرد على الشبهة.
حيث أننا نجد بعض الصعوبة في البحث في المنتديات.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 11:01 م]ـ
أتمنى أن تطبق هذه الفكرة .. ولكنها ستكون متعبة فأعانكم الله .. ولكن فيها من الخير الكثير الكثير ونحتاجه جدا ..
وفقكم الله ..
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[21 - 04 - 07, 12:44 ص]ـ
ولكن فيها من الخير الكثير الكثير ونحتاجه جدا
ولا سيما فى هذه الايام
ـ[الباحث]ــــــــ[21 - 04 - 07, 12:44 ص]ـ
والله يا أخوان هذا الموقع مهم ولا تستهينوا به.
فلعل الله يدفع به الكثير من الشبهات عن دين الإسلام واعتقاد أهل السنة والجماعة.
بل سيكون مكاناً للذب عن أئمة الإسلام ابتداءً بنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام ومروراً بصحبه الكرام وباقي علماء السلف وعلماء الأمة رضي الله عن الجميع.
فلا تستهينوا بهذا الأمر.
وحبذا لو قام به جمعٌ من المشايخ وطلبة العلم المتخصصين في الملل والنحل كالنصارى والرافضة والصوفية وغيرهم.
نفع الله بكم.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[21 - 04 - 07, 12:57 ص]ـ
فكرة جميلة ورائعة بارك الله فيك
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[21 - 04 - 07, 01:14 ص]ـ
فكرة جميلة
ـ[أبو عروة]ــــــــ[21 - 04 - 07, 01:22 ص]ـ
رحم الله السلف كانوا أشد الناس هروبا من هذه الشبهات التي قد تدخل القلب فتفسده فالمسلم لايستشرف هذه الشبهات ويفتح لها الباب بل أن أحد طلبة العلم يخبرني بزميل له كان كثير البحث عن الشبه حتى يظن من نفسه الرد عليها فوقعت شبهة لم يستطع الخلا ص منها حتى يسر له الله الخلاص منها لكن حرم طلب العلم يا إخوان قضية وضع منتدى خاص في رد الشبهات يفتح لنا باب شر الله أعلم به
اللهم جنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن يارب العالمين اللهم اشرح الصدور واكفنا شر مداخل الشيطان وزدنا علما وعملا فأنت علام الغيوب وصلى الله وسلم على نبينا محمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/96)
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[21 - 04 - 07, 01:40 ص]ـ
أرى أن تطرح الفكرة على الشيخ الفاضل ناصر العقل حفظه الله
ويدرس الموضوع من جميع جوانبه ...
ولعل مؤسسة ابن باز الخيرية تقوم عليه ...
هذا رأيي ..
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[21 - 04 - 07, 01:50 ص]ـ
والله يا أخوان هذا الموقع مهم ولا تستهينوا به.
فلعل الله يدفع به الكثير من الشبهات عن دين الإسلام واعتقاد أهل السنة والجماعة.
بل سيكون مكاناً للذب عن أئمة الإسلام ابتداءً بنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام ومروراً بصحبه الكرام وباقي علماء السلف وعلماء الأمة رضي الله عن الجميع.
فلا تستهينوا بهذا الأمر.
وحبذا لو قام به جمعٌ من المشايخ وطلبة العلم المتخصصين في الملل والنحل كالنصارى والرافضة والصوفية وغيرهم.
نفع الله بكم.
بارك الله فيك أخي الحبيب الباحث على غيرتك الواضحة على السنة والعقيدة الصحيحة
لكن لي ملاحظات إذا سمحتم لي:
1/ سيكون هذا الموقع فهرساً لنشر الشبه لا العكس فإن بعض البلدان ليس فيها شبه كبلدان أخرى وهكذا فسيسهل الأمر على أهل الأهواء في نقل بدعهم وتناقل الشبه بينهم وسينتشر الشر نسأل الله العافية.
2/ ليس كل شبهه ردها يكون بالنقض بل بعض الأبواب مبناها كسائر مباني الإيمان على التسليم
3/ هناك شبهه تتولد من أخرى وهكذا ظلمات بعضها فوق بعض.
(سمعت الشيخ صالح آل الشيخ في أحد دروسه يقول أنهم سعوا في فكرة وهو أن يجمعوا الشبهه على التوحيد ثم يرد عليها ويرسل الرد إلى الدعاة في الأمصار ولكن لما رأوا أن هناك بعض البلدان ليس فيها شبه ما عند غيرها تركوا الأمر أو حادثة نحو هذه لا أذكر التفاصيل الأن)
قال الشيخ حفظه الله في شرحه على كشف الشبهات (بحثته عن طريق الكمبيوتر)
لا شك أن منهج الصحيح ألا تورد الشبهات لأن بعض الناس قد لا يكون عنده في قلبه شبهة أصلا، فإذا وردت الشبهة وبعدها الرد قد تعلق الشبهة ولا يفهم الرد
نسأل الله أن يحفظنا وإياكم وإخواننا الموحدين.(40/97)
كيف يمكن التعرف على الشيء الذي وضع فيه السحر و ما الطريقة التي يمكن التخلص منه
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[20 - 04 - 07, 05:32 م]ـ
السلام عليكم
كثيرا ما أسمع أن فلان سحر له , و أن البعض وضع له السحر في كذا , لكنني أتساءل عن الطريقة التي يتمكن من خلالها على التعرف على الشيء المسكور , كما أنني لا أدري طريقة التخلص من الشيء الذي يوضع فيها السحر , هل بحرقه أم بماذا؟ و جزاكم الله خيرا
ـ[منى فؤاد]ــــــــ[20 - 04 - 07, 06:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
هناك برنامج يعرض على قناه الشارقه الفضائيه في يوم الاحد الساعه الثامنه والنصف بتوقيت الشارقه يتحدث عن دجل السحره وكيفيه معرفه السحر والتخلص منه ويرد على الفضائيات التي اتشرت وهي تروج للدجل والسحر ويقدم هذا البرنامج الشيخ محمد مصطفى جزاه الف خير للاسلام والمسلمين
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[20 - 04 - 07, 07:28 م]ـ
جزاك الله خيرا , و الأفضل أن يكتب بعض الإخوة فنستفيد منهم فمشاهدة البرنامج قد لا تتيسر , كما أن إشكالات تبقى عالقة و أسلوب الحوار هو الأفضل في اعتقادي خاصة أنني جاهل بمثل هذه الأمور(40/98)
العقلانيون أصحاب الباطل المُشرق!؟
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[20 - 04 - 07, 06:07 م]ـ
العقلانيون، أصحاب الباطل المُشرِق!!؟
حمداً لربي أن شرع لنا ديناً قويماً، وأرسل نبياً أميناً، تركنا على البيضاء،لايزيغ عنها إلا هالك،فصلوات ربي وسلامه عليه
وبعد
التجديد والإصلاح، مع العقل والتنوير، حلوَا العلانية،شهيَّ الدعوى،لكنه من غير أهله،مر العاقبة،ومآل أمره خسرا
يقدم عليهما كل من أراد ولوج التغيير قصدا أو هزوا،يمشي جهده فيعثر، ويروب فيخثر، إن قام أقعى، وإن كتب حكى الأفعى
ولا تملك للكثير من هذا الجنس، إلا تعويذة بمن تساوى عنده السر والنجوى، أن يحول بينه وبين العلم والثقافة، أنْ كان يكتب فيه،وكأنه غاضب عليه، يُحمِّله ما يرى أو يُرى له، من مسالك الجهل وشذوذ العلم، وخرق سقف الثقافة بالحرية حينا،والعقل حينا، والتنوير في أحايين كثيرة
يرى أنه لم يفعل شيئا إذا لم يأت بمثير، وعصرنا عصر الإثارة، ولو عقل لعلم أن من لم يبتلى بنظرته الزاهية،يعرف بجلاء تام، عِظم خطيئته وأنها مما لا تقبل التجزئة والمخاصمة، فضلا عن المخالفة المتاحة
قيل للامام ابن مهدي: كيف تعرف الصواب من الكذب؟ قال: كما يعرف الطبيب المجنون (الإرشاد للخليلي ج2)
ولك أن تأخذ أصلاً واحدا فقط، أليس في زماننا توسعاً دقيقاً في التخصصات، مع احترامها غالبا؟
فلماذا كان حمى دين الله ــ عز وجل ــ متاحاً للعقول، أخذاً ورَدَّاً،نشراً إذا هوى،وطياً إذا غوى
أليس أولى الحمى حمى الله؟
فمالك لاترى إلا خدشاً في ثابت،هو يَرَاه متحركا؛؛ لأنه يهواه،والهوى هوان ........
إذا كانت هذه هي البوابة التي يلج منها المتكلم، فما بالك بأسس عدة كخيط العنكبوت هشاشة وخُلوا،
أُراك عندما تتأمل، وتقرأ لهم، تستمر في تناقضات دعوى العقلانية، ثم تعدُّ منها ولا تعددها ...
وبعد
هي نبتةٌ غريبةًٌ في زماننا، انحدرت من سُلالات هجينة، جامعة من شُبهات عقول المضلين، من منتسبي الملة؛ رسْمُها (العقلانية التنويرية)) ومعهم مَن لفَّ لفهم ممن حمل لواء تجديد التراثِ بالتياث،
وللشرع مسمى فيهم،لكني آثرتُ لقبهم المزوَّر (1)؛لتقع النقاط على الحروف، وإلا فما أبعدهم عن العقلِ المفهِم للحق، والنورِ الدال على الصراط المستقيم (لأن العقل ما يؤدي إلى قبول السنة، فأما ما يؤدي إلى إبطالها فهو جهل لاعقل) (2)
هؤلاء الفئة القليلة في عددها،الكثيرة في ظهورها، يُلبسون الباطل لبوس الحق، ويمعنون في التجني على ثوابت المِلَّة، ورواسخ الدين؛ يُغرُّون بباطلهم عقولاً ناشئة (على العلم والمعرفة) أو (على الحق والسُّنة النبوية) فتردد ــ تلك ــ النظرَ يوماً بعد يوم، في أقاويلهم الزاهية بغير حق، فتقبله وتعجب به؛
ولقد سألت نفسي عن عدد يسير، لايتجاوز أصابع اليد الواحده، ممن انتسب إلى العلم الشرعي، كيف اغترَّ بهذا المشرب، فأخذ يرتوي منه، ويدعو إليه، مع التعصب؛
وأنا أتأمل الجواب،إذ بالإمام الخطابي يذكره مفصَّلاً، دون أن يدع مقالاً لمن بعده، فلله درُّه.
والأولى ــ أُخَيَّ ــ أن يَمُرَّ المرءُ بخاطره عليهم سلاماً،فضلاً عن أن يذكرهم قلم،أو ينطق بهم لسانٌ (3)، لولا أن حمل لواءهم ـ كما قلتُ ــ فئام تمسحت بالعلم الشرعي زمنا، ثم نأت عنه (4) (قدجاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ........ ) الآية
فجاء من عقلية بعضهم، قولُ أحدِهم: ينبغي في كل نص، أيّاً كان هذا النص، أن يُقرأ عِدَّةَ قراءات؛لأن فيه إثراء له إ. هـ بمعناه ــ هدانا الله وإياه ــ (5) ما أكثر الفهم المنحرف من قراءات الباطنية للقرآن العظيم، أفيكون جميع الفهوم عن القرآن والسنة صحيحا؟!، حينئذ لم تكن السنة تبيانا للقرآن،ولا مفسرة له،مادام أن اللفظ مفتوح لتعدد الأفهام،مِن كل مَن علِمَ أبا جاد،وكتب بما يُعاب
ولم يكن للعلم الذي يرفع الله صاحبه درجات،مزية،إذْ كل عاقل له فهم
ولقد صدقت الحكمة القائلة (عقول الناس على قدر زمانهم)
ثم زاد الطين بِلَّة، أن تلقفت بعضَ هذه الأفكار، بعضُ المنابر المنتسبة للإسلام، احتواء وتبجيلاً،والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/99)
ولم تكن حوادثنا ــ والسابق ذكره منها ــ من مستجدات زماننا، فالتاريخ يتكرر في أحداثه، ويتَّحِدُ في نتائجه،ورحم الله العلامة الإبراهيمي ت 1385هـ حيث قال: (لامُحَلِّلَ للأحداثِ كالتّاريخ).
وإليك ــ رعاك الله ــ كلام الإمامِ الخطابي ت388هـ فيما نقله عنه الإمام قوَّام السُّنة أبو القاسم الأصبهاني ت535هـ ــ رحم الله الجميع ــ:
((فنحن اليوم في ذلك الزمان وبين أهله (6)، فلا تنكرْ ما تشاهدُه منه، وسَلِ اللهَ العافيةَ من البلاء، واحمده على ما وهب لك من السلامة، ثم إني تدبرت هذا الشأن، فوجدت عظم السبب فيه؛ أن الشيطان صار بلطيف حيلته يسوّل لكل مَن أحسّ من نفسه بفضل ذكاء وذهن، يوهمه أنه إن رضي في علمه ومذهبه بظاهرٍ من السُّنة، واقتصر على واضح بيان منها، كان أُسوة العامة، وعُدَّ واحداً من الجمهور والكافة، فحرّكهم بذلك على التنطُّع في النظر، والتبدع بمخالفة السنة والأثر، ليَبينوا بذلك عن طبقة الدهماء، ويتميزوا في الرتبة عمن يرونه دونهم في الفهم والذكاء، واختدعهم بهذه المقدمة حتى استزلهم عن واضح المحجة، وأورطهم في شبهات تعلقوا بزخارفها، وتاهوا في حقائقها، ولم يخلصوا منها إلى شفاء نفس، ولا قبلوها بيقين علم، ولما رأوا كتاب الله تعالى ينطق بخلاف ما انتحلوه، ويشهد عليهم بباطل ما اعتقدوه، ضربوا بعض آياته ببعض، وتأولوها على ما سنح لهم في عقولهم، واستوى عندهم على ما وضعوه من أصولهم، ونصبوا العداوة لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولسننه المأثورة عنه، وردّوها على وجوهها، وأساءوا في نقلتها القالة، ووجهوا عليهم الظنون، ورموهم بالتزيد، ونسبوهم إلى ضعف المنة، وسوء المعرفة بمعاني ما يروونه من الحديث، والجهل بتأويله، ولو سلكوا سبيل القصد، ووقفوا عند ما انتهى بهم التوقيف؛ لوجدوا بَرْدَ اليقين، وروح القلوب، ولكثرت البركة، وتضاعف النماء، وانشرحت الصدور، ولأضاءت فيها مصابيح النور، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
واعلم أن الأئمة الماضين، والسلف المتقدمين، لم يتركوا هذا النمط من الكلام، وهذا النوع من النظر، عجزاً عنه، ولا انقطاعاً دونه، وقد كانوا ذوي عقول وافرة، وأفهام ثاقبة؛ وكان في زمانهم هذه الشبه والآراء، وهذه النحل والأهواء، وإنما تركوا هذه الطريقة، وأضربوا عنها؛ لما تخوفوه من فتنتها (7)، وحذروه من سوء مغبتها، وقد كانوا على بينةٍ من أمرهم، وعلى بصيرةٍ من دينهم، لما هداهم الله به من توفيقه، وشرح به صدورهم من نور معرفته، ورأوا أن فيما عندهم من علم الكتاب وحكمته، وتوقيف السنة وبيانها، غنى ومندوحة عما سواهما، وأن الحجة قد وقعت بهما، والعلة أُزيحت بمكانهما ..... )) (8).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ــ رحمه الله ــ:" كلُّ مَن أعرض عن الطريقة السلفية النبوية الشرعية الإلهية؛ فإنه لابُدَّ أن يضلَّ، ويتناقض، ويبقى في الجهل المركب أو البسيط" (9)
وقال ابن عقيل الحنبلي ت هـ ـ رحمه الله ــ: " ... وأنا أنصحُ بحكم العلم والتجارب:إيَّاكَ أن تتبع شيخاً يقتدي بنفسه، ولا يكون له إمام يعزي إليه ما يدعوك إليه، ويتصل ذلك بشيخ إلى شيخ إلى السفير صلى الله عليه وسلم ...... ثم ذكرَ وصف السُّني في نصيحةٍ مطوَّلةٍ نفيسة (10)
وختاماً: العقل نوعان: عقل أُعين بالتوفيق، وعقل كيد بالخذلان (11)
ثم الصلاة والسلام على خير الأنام، ومن تبعه بإحسان.
* تذكرة:/
(ومَنْ لمْ يَجعلِ اللهُ لهُ نُورَاً فمالَهُ مِن نُور) (12) سورة النور
كتبه:/
إبراهيم بن عبدالله المديهش
الرياض
4/ 1428هـ
الهوامش:/
1. انظر مقالاً للعلامة: محمد الخضر حسين، عن استعمال الألفاظ في غير مواضعها، ومضاره الاجتماعية (الهداية ص117)،وانظر: فقه النوازل للشيخ بكر أبو زيد 1/ 152،والحقيقة الشرعية لبازمول
2. الحجة لقوَّام السنة 2/ 549
3. يُنظر كتاب د. ناصر العقل (الاتجاهات العقلانية الحديثة) ص337،و (العصرانيون) للناصر، الإسلام والحضارة الغربية د. محمد حسين ص52،127، ولم يُخلِهم من قلمه اللاذع العلاّمةُ:أبو فهر محمود شاكر، فقد سماهم أصحاب الباطل المشرق،وهم أخطر من الباطل المظلم، فانظرفي جمهرة مقالاته 1/ 588ــ598،2/ 943، 1051، وللدكتور المسند مقالٌ في الشبكة عن (الليبراليون والدعوة إلى نقد الثوابت) فيه نقولٌ عن الدعوى مُوثقة.
4. وقد أبدى نهاية أسفه،العلاّمة محمد الخضر حسين،مِن صِنفٍ تبوأَ مقعدَ الدعاة المصلحين، ثم اشترى بضاعة الإزدراء بالدين، وعلمائه المخلصين، فارجع إليه مستبصراً محوقلاً، في رسائل الإصلاح2/ 100
5. قال محمد الخضر حسين ــ رحمه الله ــ: (الآراء الفاسدة والشُبه المغوية، تُربي في النفوس الضعيفة أذواقاً سقيمة) رسائل الإصلاح 1/ 99
6. يعني به ما جاء في الحديث الوارد قبل هذا الكلام (إن الدين بدأ غريباً وسيعود كما بدأ .... )
7. ينظر كتاب (هجر المبتدع) للشيخ:بكر أبو زيد ــ ألبسه الله لباس الصحة والعافية وأمد في عمره على طاعته ــ ص 11، 48
8. الحجة في بيان المحجة 1/ 404،وانظر 1/ 347، 2/ 124، 237
9. درء التعارض 5/ 356
10. نقلها شيخ الإسلام في درء التعارض 8/ 67
11. الحجة 2/ 315
12. لا تنس دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث ابن عباس "اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، وعن يميني نوراً .... الحديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/100)
ـ[أبو أبي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 03:32 ص]ـ
اللهم اجعل في عقلي نزرا وقلبي نورا من هدايتك يارحمن
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[23 - 04 - 07, 02:01 م]ـ
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4398(40/101)
حوار مع الشيخ حاتم الشريف حول كلامه في معاملة أهل البدع
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[21 - 04 - 07, 08:26 ص]ـ
الشيخ العوني يدندن دائما حول التخصص ###
من آخر ما كتب عن معاملة البدع وقرر قواعد وأصل لمسائل من أعقد المسائل وأدقها؟؟؟ وقفت على رد فأعجبني وهذا نصه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن تبع سنته وهداه أما بعد,
قال عليه الصلاة والسلام: " أُذَكِّرُكُمُ اللّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي. أُذَكِّرُكُمُ اللّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي. أُذَكِّرُكُمُ اللّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي " صحيح مسلم
فمحبة آل البيت الطيبين الموحدين الأشراف طاعة لنبينا صلى الله عليه وسلم وبالتالي فهي عبادة نتقرب بها إلى ربنا جل في علاه.
فإن كان للمسلم على أخيه المسلم حقوق فلآل البيت الأطهار حق زائد لاتصال نسبهم الشريف بخير البرية وسيد البشرية محمد بن عبد الله صلى عليه الله وسلم تسليماً كثيراً.
ومن هذه الحقوق النصيحة في الدين وخصوصاً والمخطئ من سلالة صاحب الدين المبلغ عن رب العالمين.
فقد كتب الشيخ الدكتور الشريف حاتم العوني عفا الله عنه وبالغ في الجواب عن الواجب تجاه المعاملة مع المبتدعين وقد جانبه الصواب والى الله المرجع والمآب.
والمشكلة أن الدكتور الشريف عفا الله عنه أتبع منهج " اعتقد ثم استدل " وهذا الذي ساقه إلى سيء القول ومن ذلك:
1 - تقرير الدكتور العجيب بأن البدعة يرد عليها وتبين للناس وينفر عنها أما المبتدع فلا يشدد عليه!!
2 - سوء فهمه لمسألة الهجر فوق الثلاث.
3 - إتهامه لغيره بأنهم يأخذون من كلام الائمة ما يوافق تصوراتهم وهو يفعل عين هذا الفعل المستنكر!!
4 - عدم تنقيحه مناط مسألة من هو المبتدع المقصود بالهجر والتنفير عن مجالسه وأقواله.
5 - استماتته عفا الله عنه في المساواة بين البدع والمعاصي وتلميحه بأن فتن الشهوات أخطر على الدين من فتن الشبهات وهذا خلاف ما أستقر عليه أهل السنة قديماً وحديثاً.
6 - إيهامه القارئ بأن قبول السلف رواية المبتدع دليل على عدم جواز هجره.
وهذا شروع في البيان وعلى الله التكلان:
قال الشيخ الدكتور الشريف عفا الله عنه:
هل تظنّ أن السلف والأئمة كانوا يقدّمون كبار الفساق وناشري الفجور والفواحش والزنا والربا غير المتلبّسين ببدعة على أولئك الجلّة من العلماء الذين ضلّوا فابتدعوا، كقتادة القدري، وعبد الرزاق الشيعي، وعُبيد الله بن موسى العبسي الرافضي، وأبي معاوية الضرير رأس المرجئة وداعيتهم، والعزّ ابن عبد السلام الأشعري, وغيرهم ممن وُصفوا ببدعة. أهـ
أقول:
لا أدري أهي غفلة من الدكتور الشريف أو تغافل عندما يزج بأسماء هولاء الأعلام وكأن الداعين من علماء الدعوة السلفية لهجر المبتدعة قديماً وحديثاً كانوا يدعون لهجر كل من تلبس ببدعة وهو من هو في ميدان من ميادين العلم!!
فهذه دعوى لا تطابق الواقع يا حضرة الشريف الدكتور , فلا بد لك إن كنت منصفاً في بحثك أن تحرر من هو المبتدع الذي قال فيه بعض السلف1: آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد.
ومن هنا حصل الخلل في المقال ,
فذهب الشريف الدكتور يقول:
يا معشر أتباع السلف: ليس من منهج السلف تقديمُ ناشرٍ للخنا والزنا والربا؛ لأنه غير متلبِّسٍ ببدعة، على عالم فاضل عابد مجاهد؛ لأنه تلبّس ببدعة؛ لأنّ شرّ الثاني ليس مطلقاً أعظمُ من شرّ الأول، بل ربما لم يكن بينهما تقارب. وإلا فهل يستطيع أحدٌ أن يقدّم بعض من أقام بيوت الخنا والربا من كبار الفُسّاق في زماننا على العز ابن عبد السلام أو تقيِّ الدين السبكي أو الباقلاني أو الأشعري لمذهبهم العقدي؟!!!.أهـ
أقول:
معاذ الله إن كان يقول هذا عاقل فضلاً عن عالم من علماء الدعوة السلفية قديماً وحديثاً , فهذا سوء فهم من الدكتور الشريف أو تهويل ليس له رواج عند من يعرف حقيقة الأمر!!
ولتصحيح هذا الخطأ أقول بأن السلف وكلامهم المُذهّب في البدع وأهلها لا يقع على من خدم الدين وعاش لنشر سنة سيد المرسلين ثم وقع في هفوة بل هفوات مغمورات في بحور الحسنات والله حسيب الجميع , فهولاء يُرّد على بدعهم وتُبين أخطاءهم مع حفظ مكانتهم وما بذلوه في خدمة السنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/102)
ولكن هناك من هو جدير بأن يقع عليه كلام السلف الصالحين في التحذير والتنفير من البدع وأهلها مطلقاً وهم كل جماعة أو مبتدع فارقوا السنة وأهلها ببدعتهم ووالوا وعادوا عليها من أمثال عمرو بن عبيد وغيلان وابن عربي والحلاج وابن الفجاءة وأتباعهم من المتقدمين ومن المتأخرين والخميني والكوثري ومحمد علوي مالكي وأتباعهم ومن سار على فكرهم.
فلا بد من التفريق بين من إقام البدعة ودعى الناس إليها وضلل وكفر من خالفه فيها وبين من وقع في بدعة متأولاً وغير داعي لها أو منافحاً عنها وهذا هو العدل الذي عليه أهل السنة.
يقول الشريف الدكتور عفا الله عنه:
ومن الخطأ المنتشر بيننا تصوُّرُ أن شرَّ المبتدع مطلقاً أعظم من شر الفاسق. أهـ
ثم علق في الحاشية برقم 36 بما مضمونه أن لشيخ الإسلام في كتاب الإستقامة كلام أذا جمعناه مع كلامه المشهور عنه بأن شر المبتدع مطلقاً أعظم من شر الفاسق يتضح لنا بأن الإطلاق غير مراد!!؟
وعلل الشريف الدكتور بقوله: وكيف يريد الإطلاق؟! وهو نفسُه يرى قبولَ شهادةِ أهل البدع , دون أهل الفسوق!!
أقول والله المستعان:
قال شيخ الإسلام في الإستقامة 2: وكان السلف يحذرون من هذين النوعين من المبتدع في دينه والفاجر في دنياه كل من هذين النوعين وإن لم يكن كفرا محضا فهذا من الذنوب والسيئات التي تقع من أهل القبلة.
وجنس البدع وإن كان شرا لكن الفجور شر من وجه آخر وذلك أن الفاجر المؤمن لا يجعل الفجور شرا من الوجه الآخر الذي هو حرام محض لكن مقرونا بأعتقاده لتحريمه وتلك حسنة في أصل الاعتقاد وأما المبتدع فلا بد ان تشتمل بدعته على حق وباطل لكن يعتقد ان باطلها حق أيضا ففيه من الحسن ما ليس في الفجور ومن السئ ما ليس في الفجور وكذلك بالعكس
فمن خلص من الشهوات المحرمة والشهوات المبتدعة وجبت له الجنة وهذه هي الثلاثة الكلام المنهى عنه والطعام المنهى عنه والنكاح المنهى عنه فإذا اقترن بهذه الكبائر استحلالها كان ذلك أمرا فكيف إذا جعلت طاعة وقربة وعقلا ودينا. أهـ المقصود
فهذا كلام ابن تيمية في الإستقامة الذي جعله الشريف الدكتور معارضاً لقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (28/ 470) «ولهذا اتفق أئمة الإسلام على أن هذه البدع المغلّظة شرٌّ من الذنوب التي يعتقدُ أصحابُها أنها ذنوب» , وكقوله فيه (20/ 103): «أن أهل البدع شرٌّ من أهل المعاصي الشهوانية , بالسنة والإجماع».
فهل يا منصفين كلام شيخ الإسلام في الإستقامة يصلح معارضاً لما نقله شيخ الإسلام نفسه من الإتفاق بل والسنة والإجماع بأن أهل البدع شرَّ من أهل المعاصي!!؟
ولمساعدة المنصفين على الجواب أسوق الأدلة من السنة الشريفة على صحة الإجماع المنقول من شيخ الإسلام على أن البدع وأهلها شر من المعاصي وأهلها:
أخرج البخاري في صحيحه 3 عن عمرَ بن الخَطاب أن رجلاً كان على عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يُلقبُ حِماراً وكان يُضحكُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم قد جَلدَهُ في الشراب، فأُتيَ به يوماً فأمرَ به فجُلدَ، فقال رجلٌ منَ القوم: اللهمَّ العَنْهُ، ما أكثرَ ما يؤتى به! فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَلعَنوهُ، فو الله ما علمتُ إلا أنه يحبُّ الله ورسوله».
وروى مالك في موطأه 4 عن زَيدِ بْنِ أَسْلَمَ،؛ أَنَّ رَجُلاً اعْتَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ بِالزِّنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله. فَدَعَا لَهُ رَسُولُ الله بِسَوْطٍ فَأُتِيَ بِسَوْطٍ مَكْسُورٍ. فَقَالَ: «فَوْقَ ه?ذَا» فَأُتِيَ بِسَوطٍ جَدِيدٍ، لَمْ تُقْطَعْ ثَمَرَتُهُ فَقَالَ: «دَونَ ه?ذَا» فَأتِيَ بِسَوطٍ قَدْ رُكِبَ بِهِ وَلاَنَ. فَأَمَرَ به رَسُولُ الله فَجُلِدَ. ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ. قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ الله. مَنْ أَصَابَ مِنْ ه?ذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئاً، فَلَيَسْتَتِرِ بِسِتْرِ الله. فَإنَّهُ مَنْ يُبْدِ لَناَ صَفْحَتَهُ، نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ الله». ووصله الحاكم في مستدركه وقال على شرط الشيخين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/103)
وأخرج البخاري في صحيحه5 عن أنسَ بن مالكٍ رضيَ الله عنه يقول: «جاء ثلاثةُ رَهْطٍ إلى بيوتِ أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم يسألونَ عن عبادةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلما أُخبروا كأَنهم تَقالُّوها، فقالوا: وأينَ نحنُ منَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قد غَفر اللهُ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ وماتأخَّر. قال أحدُهم: أما أنا فأنا أصلِّي الليلَ أبداً. وقال آخر: أنا أصومُ الدهرَ ولا أُفطر. وقال آخر: أنا أعتزِلُ النساء فلا أتزوَّجُ أبداً. فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنتُم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما واللهِ إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصومُ وأُفطر، وأصلِّي وأرقُد، وأتزوجُ النساء، فمن رغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مني».متفق عليه
من ما تقدم تعرف يا عبد الله بأن النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه نهى أصحابه أن يلعنوا صاحبهم السكران وأرشد الزاني لما يدرأ عنه الحد بأن يستر نفسه أذا ابتلي بشيء من هذه المعاصي لعلمه عليه الصلاة والسلام بأن الشيطان لا يفتر بأن يوقع المسلم في الشهوة فالنفس مجبولة عليها إلا من كمل إيمانه وعافاه الله من هذه القاذورات فكان النبي عليه الصلاة والسلام نعم المعلم لصاحب المعصية ولمن أنكر عليه بأن لا يتعدى في إنكاره.
والعكس بالعكس فعندما يأتي بعض الرجال الصالحين فيتحروا عمل خير العابدين صلى الله عليه وسلم , فيرغبوا في الزيادة على السنة بإجتهاد منهم يروموا منه مرضاة ربهم , وفيهم المتبتل الصالح عثمان بن مظعون رضي الله عنه وأرضاه.
فينكر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وينسب فعلهم بأنه مفارقة للسنة وأنهم ليسوا منه عليه الصلاة والسلام إن رغبوا عن سنته.
فالفاسق يقال له أستتر بستر الله ويقال لمن يلعنه لا تلعنه , أما الرجل الصالح المتبتل الراغب في زيادة العمل فيقال له من رغب عن سنتي فليس مني!!
بهذا تفهم ما قاله البربهاري 6 رحمه الله:
إذا رأيت الرجل رديء الطريق والمذهب فاسقا فاجرا صاحب معاص ظالما وهو من أهل السنة فاصحبه واجلس معه فإنه ليس تضرك معصيته وإذا رأيت الرجل عابدا مجتهدا متقشفا محترفا بالعبادة صاحب هوى فلا تجلس معه ولا تسمع كلامه ولا تمشي معه في طريق فإني لا آمن أن تستحلي طريقه فتهلك معه.
رأى يونس بن عبيد ابنه وقد خرج من عند صاحب هوى فقال: [يا بني من أين خرجت قال
من عند عمرو بن عبيد قال يا بني لأن أراك خرجت من بيت هيتي أحب إلي من أن أراك خرجت من بيت فلان وفلان ولأن تلقى الله زانيا سارقا خائنا أحب إلي من أن تلقاه بقول أهل الأهواء].
أفلا تعلم أن يونس قد علم أن الهيتي لا يضل ابنه عن دينه وأن صاحب البدعة يضله حتى يكفره. أهـ كلام البربهاري
يقول الشريف الدكتور عفا الله عنه:
إن المبتدع لا يصحُّ أن يُنزَّل مطلقًا في أحد تلك المنازل الشرعية، لأنه قد يكون مؤمنا عدلا ولذلك قبلوا شهادته وقبلوا روايته أيضًا، وقد يكون فاسقا. أهـ
أقول:
لم يكن قبول السلف شهادة و رواية أهل البدع قبولاً مطلقاً , ولا يجوز أن نسمي المبتدع بأنه عدل بشكل مطلق , فالتعديل لهم إنما فيما يروونه أو يشهادوا به وليس في كل شهادة أو كل رواية ومثال ذلك أن البخاري وهو البخاري 7روى للخارجي عمران بن حطان الذي مدح الهالك ابن ملجم قاتل علي بن ابي طالب رضي الله عنه!!
فهولاء الخوارج قد جرحهم الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام فكيف يكونوا عدولاً من بعد هذا الجرح النبوي؟
يقول الحافظ ابن حجر 8 رحمه الله:
وينبغي ان يقيد قولنا بقبول رواية المبتدع إذا كان صدوقا ولم يكن داعية بشرط ان لا يكون الحديث الذي يحدث به مما يعضد بدعته ويشيدها فانا لا نأمن حينئذ عليه غلبة الهوى والله الموفق. أهـ
فلا يجوز للشريف الدكتور عفا الله عنه أن يطلق القول بعدالة المبتدع الذي تقبل روايته فالبدعة في ذاتها مسقطه للعدالة , ولا يعضد قوله رواية بعض الائمة عنهم , لأن من روى عنهم من الائمة ذو بصيرة بما يقبلونه وبما يردونه , بل هناك من الائمة من لا يقبل للمبتدعة رواية مثل الإمام مالك , وهناك من لا يرضى أن يحدثهم مطلقاً كزائدة بن قدامة فيما رواه عنه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي والسامع.9
وقال الدكتور الشريف عفا الله عنه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/104)
وسأضرب هنا مَثَلًا بأحد أظهر الحقوق التي يُظَنُّ أنها مُنْتَقَصَةٌ من الحقوق الإسلاميّة للمبتدع، ألا وهو تحريم هجر المسلم فوق ثلاثة أيام، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجُرَ أخاه فوقَ ثلاثِ ليالٍ، يلتقيان فَيُعْرِضُ هذا ويُعرضُ هذا، وخيرُهما الذي يبدأ صاحبَه بالسلام».أهـ
أقول:
جاء في الصحيحين بأن النبي عليه الصلاة والسلام جميع زوجاته شهراً كاملاً وكذلك هجر الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك.
قال الحافظ في الفتح10: وفيه ترك السلام على من أذنب، وجواز هجره أكثر من ثلاث، وأما النهي عن الهجر فوق الثلاث فمحمول على من لم يكن هجرانه شرعيا. أهـ
وعن عبدِ الله بن مُغفَّلٍ أنه رأى رجلاً يَخذف فقال له: «لا تخذفْ، فإِنَّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف ـ أو كان يَكرهُ الخَذف ـ وقال: إنهُ لا يُصادُ به صَيدٌ ولا يُنكأُ به عَدوٌّ، ولكنَّها قد تَكسِرُ السنَّ، وتفقأ العين. ثمَّ رآهُ بعد ذلك يخذِفُ فقال له: أُحدِّثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الخَذفِ ـ أو كرهَ الخَذف ـ وأنت تخذِف؟ لا أكلِّمك كذا وكذا».صحيح البخاري11
قال الحافظ ابن حجر 12: وفي الحديث جواز هجران من خالف السنة وترك كلامه، ولا يدخل ذلك في النهي عن الهجر فوق ثلاث فإنه يتعلق بمن هجر لحظ نفسه. أهـ
قلت: ومن هذا الباب يكون هجر أهل البدع كما فعل ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع صبيغ بن عسل رحمه الله.
وقال الدكتور الشريف عفا الله عنه:
وقد تأتي عباراتٌ عن السلف في هذا الباب قد يظنها بعضُنا متناقضة، وقد يكون التناقُضُ في فهمنا لها، لا في تلك العبارات! فيعمد بعضُنا إلى انتقاء ما يريد، وترك ما لا يريد، لا لعدم اطلاعه على ما لا يرتضيه، ولا لكونه قد وجّهَ ما لا يرتضيه توجيها سائغا على ما وَفْقِ ما يرتضيه، ولكنه أغفله وتَعَامَى عنه لأنه لا يرتضيه فقط!! أهـ
أقول: هذا عين ما فعلته يا دكتور وللأسف , فقد تغافلت عن الأقوال المأثورة المتواترة عن السلف والخلف في قبح البدع وسوء مآلها والتنفير عن مجالسة أهلها وإنها هدم للدين فلا يسوغ السكوت عمن يُحدثها ومثال ذلك ما فعلته تجاه أقوال الأئمة مالك واحمد وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتوجيهها توجيهاً مخل بمقصودهم رحمهم الله.
وسأورد لك أيها القارئ الفطِّن من فعل شيخ الإسلام ما يؤكد قوله رحمه الله في أن أهل البدع يجب أن يجاهدوا ويحذر منهم وينفر من مجالستهم وطرائقهم وذلك يكون بالسنان من قبل ولاة الأمر من الأمراء وباللسان وهذا هو واجب اهل العلم وهم الشق الثاني من معنى وأولي الأمر منكم.
جاء في مجموع الفتاوى 13 القصة العظيمة لشيخ الإسلام في مناظرته للبطائحية الرفاعية وهم فرقة مبتدعة فأنكر عليهم ابو العباس بدعتهم وحذر الناس منهم حتى وصل بهم الأمر للأمير فأشتكوا ابن تيمية عند الأمير فتمت المناظرة , وبعد أن أقتنع الأمير بكلام شيخ الإسلام في هولاء المبتدعة فسأل الأمير ابن تيمية في الواجب تجاه هولاء المبتدعة قائلاً: فبأي شيء تبطل هذه الأحوال.
فقلت – ابن تيمية القائل -: بهذه السياط الشرعية. فأعجب الأمير وضحك، وقال: أي والله! فقال شيخ الإسلام: بالسياط الشرعية، تبطل هذه الأحوال الشيطانية، كما قد جرى مثل ذلك لغير واحد، ومن لم يجب إلى الدين بالسياط الشرعية فبالسيوف المحمدية. وأمسكت سيف الأمير وقلت – لازال المتكلم ابن تيمية -: هذا نائب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغلامه، وهذا السيف سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن خرج عن كتاب الله وسنة رسوله ضربناه بسيف الله، وأعاد الأمير هذا الكلام، وأخذ بعضهم يقول: فاليهود والنصارى يُقرُّون ولا نقر نحن؟ فقلت: اليهود والنصارى يقرون بالجزية على دينهم المكتوم في دورهم، والمبتدع لا يقر على بدعته، فافحموا لذلك. أهـ
الشاهد هنا وهو استنكار هولاء المبتدعة من إقرار أهل الكتاب من أهل الذمة والمعاهدين على دينهم وعدم إقرار أهل السنة لهم على بدعتهم.
فقال ابوالعباس رحمه الله: اليهود والنصارى يقرون بالجزية على دينهم المكتوم في دورهم، والمبتدع لا يقر على بدعته، فافحموا لذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/105)
وأما قول شيخ الإسلام 14: وإذا اجتمع في الرجل الواحد: خيرٌ وشرٌّ، وفجورٌ وطاعةٌ ومعصيةٌ، وسنةٌ وبدعةٌ = استحقَّ من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحقَّ من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر فيجتمع في الشخص الواحد موجباتُ الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا. وهذا كاللصِّ الفقير: تُقطَعُ يدُهُ، ويُعطَى من بيت المال ما يكفيه. أهـ
فهذا النص منه رحمه الله حق وصدق فإن كان الكافر لا يكون شر محض فالمسلم من باب أولى , لكن يخطئ من يجعل هذا النص من شيخ الإسلام ناسخاً أو معارضاً لما تقرر من منهج السلف تجاه أهل البدع , بل أن ابن تيمية في أخر هذا الكلام ضرب مثلاً للسارق ولم يجعل المثل في صاحب بدعة فتنبه.
وأيضاً نقول أن المؤمن مأمور بالعدل والإنصاف مع من يقاتلهم من الكفار فكيف بمن لازال على دين الإسلام , فكما أن قتال الكفار لم يمنع إقامة العدل لهم , كذلك هجر المبتدع وذمه والتنفير عنه لا يمنع من استيفاء حقوقه من قِبَل المؤمن الهاجر ولا يهتدي إلى هذا الأصل إلا من كان صادقاً في القيام بهذا وهذا وسلفنا الصالح خير من قام بهذا وهذا.
يقول الدكتور الشريف عفا الله عنه:
أن التشديدَ مع أهل البدع خلافُ الأصل فيهم (وهذا أوّلاً)، (وثانيًا): أنّ التشديدَ معهم ينبغي أن يكون بالقَدْرِ الذي نظنّ أنه سيُصلحه أو يدفع إفسادَه، دون مجاوزة هذا الحدّ؛ لأنه ما زال مسلمًا. وإذا كان صاحبَ تَدَيُّنٍ وتعظيمٍ لحرمات الدين مع بدعته، فهذا يستحق من هذه الجهة ما يستحقُّهُ المؤمنون من الإكرام وحفظ الحقوق. أهـ
أقول:
لو قمنا برد هذا الكلام الى السنة المطهرة وفعل الصحابة المهديين والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم اجمعين , لما وجدنا ما يشهد له أو يعضده بل هناك من السنن ما يخالف هذا التقرير الباطل من الدكتور الشريف عفا الله عنه ومن ذلك إنكار النبي عليه الصلاة والسلام على خيار الصحابة الرهبانية التي عزم على فعلها وشدد عليه الصلاة والسلام عليهم حتى قال من رغب عن سنتي فليس مني.
ومن ذلك فعل عمر مع صبيغ حتى روى ابن حجر 15 في ترجمه صبيغ أنه ضُرب مائة سوط فلما برئ دعاه فضربه مائة أخرى ثم حمله على قتب وكتب إلى أبي موسى حرم على الناس مجالسته وفي رواية وكتب إلينا عمر لا تجالسوه قال فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا.
فالأصل في أهل البدع قوله عليه الصلاة والسلام: " من رغب عن سنتي فليس مني " فمن كان ذا قدرة من الأمراء بأن يفعل بهم مثل ما فعل عمر رضي الله عنه فهو واجب عليه وهذا في حال قوة أهل السنة وأما إن كان حال أهل السنة الضعف والقلة كما كان حال شيخ الإسلام في بعض فترات حياته فيجب جهادهم بالعلم والقلم ولا يسقط هذا بحال عن أهل العلم العاملين وذلك لقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة:159]
وأخيراً قول الدكتور الشريف:
وبذلك يتضح أن تصوّرنا بأن منهج التعامل مع المبتدعة والبدع منهجٌ واحد خطأٌ كبير في التصوُّرِ، ويخالف ما كان عليه السلف فانظر تعظيمَهم لبعض من تلبّس ببدعة، إذا كان فيه من العلم والإيمان ما يغلب فسادَ بدعته: كقتادة بن دعامة القدري وانظر تفريقهم بين الداعية وغير الداعية، وبين المعاند والمتأوّل. أهـ
أقول:
الأصل في منهج السلف تجاه أهل الأهواء والبدع معلوم منثور في كتب السنة , وأما المستثنى من ذلك فلا يجوز أن نجعله أصلاً وحكماً عاماً تجاه جميع أهل البدع.
فكل بدعة ضلالة ويجب ردها وإن كان صاحبها من يكون في العلم والعمل , مع حفظ مكانة أهل العلم والفضل الذابين عن السنة والداعين لها والمحكمين لها في جميع أقوالهم وأفعالهم.
والمشكلة اليوم 16هي أن بعض الفضلاء يشكل عليهم هذا المنهج السلفي الحق في التعامل مع أهل البدع والأهواء وذلك لكثرة البدع والأهواء اليوم فمن أراد أن يطبق هذا الحق يجد نفسه غريباً فيؤثر السلامة – في ظنه – وخصوصاً أن البدع اليوم يحدثها أناس من بني جلدتنا بل وبعضهم إخوان لنا وجيران فيستعصى على البعض أن يطبق منهج السلف في مثل هولاء من ذوي القربى وكأن الموالاة والمعادة قائمة على هذه القرابة وليست على الحق!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/106)
ومثال ذلك الليبرالية لا شك أنها بدعة خصوصا أذا كان الداعي لها ممن يتلبس لباس الدين ومن يدعي لها هم بعض إخواننا في داخل هذه البلاد الموحدة ومع ذلك لا يجرؤ إلا القليل بالمنادة بتطبيق منهج السلف في هجرهم والتنفير عن دعوتهم المخالفة للكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة.
فدولتنا والحمد لله دولة سلفية قائمة على التوحيد والسنة بمنهج سلف الامة مع بعض التقصير والسنة فيها عزيزة مقارنة بما حولها من البلدان ولله الحمد والمنة فالواجب على دعاة السنة الصدع بالدعوة وتحذير الناس من كل ما يخالف السنة المطهرة سواء صغرت البدعة أو كبرت والله إنكم لمسئولون أمام الله يا من تنتسبون للسنة وتتهاون مع أهل البدعة اللهم أشهد.
وختاماً أقول سائلاً ربي العزيز الحميد بأن يغفر لنا وللدكتور خطأنا وعمدنا وكل ذلك عندنا وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه , والله أعلم
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
كتبه
ابن عقيل غفر الله له ولوالديه
3 ربيع الثاني 1428 هـ
=============================
1 - شرح السنة للبربهاري ص129 ط دار الصميعي.
2 - الإستقامة ص321 - 322 ط دار الفضيلة
3 - صحيح البخاري – كتاب الحدود (6623)
4 - الموطأ – كتاب الحدود (1521)
5 - صحيح البخاري كتاب النكاح (4943) صحيح مسلم كتاب النكاح (3751)
6 - شرح السنة ص114 ط دار الصميعي
7 - صحيح البخاري كتاب اللباس – باب نقض الصور (5815)
8 - مقدمة لسان الميزان لابن حجر العسقلاني رحمه الله
9 - الجامع لأخلاق الراوي والسامع (1\ 333) ط مكتبة المعارف
10 - فتح الباري (8\ 156) ط دار السلام
11 - صحيح البخاري كتاب الذبائح والصيد – باب الخذف والبندقة (5353)
12 - فتح الباري (9\ 753) ط دار السلام
13 - مجموع الفتاوى (11\ 470)
14 - مجموع الفتاوى (28\ 209)
15 - أنظر ترجمة صبيغ بن عسل في الإصابة
16 - ويستغرب الناظر اليوم في الساحة الإسلامية مدى السقوط العجيب ممن كان في أقصى اليمين دفاعاً عن الدين بزعمه ومنكراً كل ما يخالفه بل وكان يصل به الأمر التشنيع على كل صغيرة وكبيرة في المجتمع متجاهلاً الحكمة في ذلك وهو اليوم مداهناً لأهل البدع بل مزكياً لهم داعياً للأخذ عنهم بل ويزاورهم في عقر دارهم والله المستعان!!
وهذا مصداق قول ابن سرين رحمه الله لما قيل له أرايت فلان قد عاد عن رأيه - المخالف للسنة - قال ابن سيرين: أنظر الى ماذا يتحول!؟
ـ[القباني]ــــــــ[21 - 04 - 07, 12:42 م]ـ
مقال جميل لكن سيتم شطبه على أقل الأحوال إن لم يتم إيقافك
عفا الله عن الشيخ وسدده
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - 04 - 07, 01:17 م]ـ
أين رابط المقال الأصلي، للشيخ الفاضل، حاتم العوني؟
ـ[ياسر السيلي]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:16 م]ـ
جزاك الله خيرا يا ابن خميس ونفع بك.
ـ[ياسر السيلي]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:18 م]ـ
أخي القباني .. لعلك اسأت الظن بالقائمين على هذا المنتدى المبارك
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:18 م]ـ
أين رابط المقال الأصلي، للشيخ الفاضل، حاتم العوني؟
هذا هو السؤال .. خشية أن يكون في الكلام بترٌ او تصرف!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:42 م]ـ
هذا مقال الشريف:
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957
لا شك أن فيه بعض كلام الشيخ حاتم غلطا، وقد أحسن الأخ ابن عقيل في مجمل ما ذكر.
وإن كان المقال بحاجة إلى رد أوضح وتحرير لرأي السلف وطريقتهم، يسر الله من يتولى ذلك نصحا لدين الله ولعباده.
وفي مقال الشريف تهويل في المقارنة وعدم تحرير للمسألة ونفَس العاطفة فيه أقوى من نفس التحقيق.
وبالنسبة لرواية المبتدع فمن أحسن من تكلم عليه العلامة المعلمي في التنكيل 1/ 42 - 52.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:47 م]ـ
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957
التعامُلُ مع المبتدِعِ
بين رَدِّ بدعته ومُرَاعاةِ حُقوقِ إسلامِه
(تصحيحٌ لمُمَارساتِنا بالاحتكام إلى الكتاب والسنة وفهم السلف)
د. الشريف حاتم العوني 20/ 3/1428
08/ 04/2007
الحمد لله ذي الجلال، والصلاة والسلام على الرسول وأزواجه والآل.
أما بعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/107)
فأهل البدع وأصحاب الفسق طائفتان مخالفتان لأهل الحق.
وسوف أخص مقالي بإحدى الطائفتين, وهم المبتدعة, لغموض شأنها, ولقلّة التأصيل فيها.
ولا شك أن لأهل البدع تقسيماتٍ عديدة، تختلف باختلاف مناط التقسيم. لكنَّ أهمَّ تقسيماتهم: ما يتعلق بالحُكم عليهم إسلامًا وكفرًا، وإيمانًا وفسقًا؛ لأن هذا التقسيم هو الذي ستُبنَى عليه أحكامٌ كثيرةٌ فيما يتعلّق بحكم المبتدع في الدنيا، وحكمه في الآخرة أيضًا.
والحكم على المبتدع بالإسلام أو الكفر, وبالإيمان أو الفسق, مرجعه إلى أمرين: إلى النظرِ في البدعة نفسها، والنظرِ في حال المبتدع نفسه.
وبيان ذلك: أن البدعةَ إما أن تكون بدعةً كُفْريةً، أو غيرَ كُفريةٍ. والبدعة الكُفرية: إما أن تكون مناقضةً لصريح دلالة الشهادتين (1) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#1), فهذه يُكَفَّرُ أصحابها على التعيين، ولا نعذرهم في أحكامنا عليهم بجهلٍ أو تأوّلٍ أو شُبْهةٍ. أو أن تكون البدعةُ الكُفريةُ غيرَ مناقضةٍ لصريح دلالة الشهادتين, لكنها تُعارِضُ أمرًا مقطوعًا به في الدين, وهذه يُمكنُ الإعذارُ فيها بالأعذار التي مرجعها إلى الجهل أوالخطأ، لكن إن أُقيمت الحجة على أصحابها (إقامةً صحيحة) فحينئذٍ يُمكن لأهل العلم تكفيرُهم (2) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#3). وإما أن تكون بدعتُهم بدعةً غيرَ كفريةٍ أصلاً, وهي التي لا تعارض أمرًا مقطوعًا به في الدين، فهذه لا يُكفَّرُ بها أحدٌ .. لا المتأوِّل ولا المعاند، لكنه قد يُفَسَّقُ إذا أُقيمت الحجة عليه، فتبيَّن إصراره وعنادُه.
فهذه ثلاثة أقسام للبدعة، مع بيان أحوال أصحابها إيمانًا وفسقًا وكفرًا.
وسأخصُّ هذا المقال بالمبتدع المسلم، وهو من كانت بدعته غيرَ كُفرية أصلاً، أو من كانت بدعتُه كفريةً، لكنها لا تناقِضُ دلالةَ الشهادتين، ولذلك يُعذر فيها بالجهل والخطأ، قبل إقامة الحجة الصحيحة عليه (3) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#5).
فهؤلاء: تستحق بِدَعُهم التشديدَ في ردّها، والحرصَ على استيفاءِ بيانِ بطلانها، بكل ما من شأنه أن يحقق مصلحة قَمْعِ هذا الرأي الذي يُحرّف حقائقَ الدين؛ إذْ في كُلِّ بدعةٍ تحريفٌ لحقائق الدين، بحسب غلظها أو خفّتها (4) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#7). فيجب أن تُرَدَّ تلك البدع، بكل قوّة ووضوح، دون مداراة أو مجاملة (ما أمكن ذلك)، وبالوسائل الشرعية الممكنة جميعها.
لكن هذا التشديدَ والغِلَظَ يخصّ البدعةَ نفسَها والرأي المبتدعَ عينَه، دون قائله وصاحبه، والذي هو غالبًا من المتأوّلين، الذين الأصل فيهم الإعذارُ بالجهل والشُّبَهِ الصارفةِ عن الحق. وتأوّلُ المبتدع (الذي يُعذَرُ معه عندنا في الظاهر) يستوجب أن يكون الأصلُ عدمَ التشديدِ عليه، بل ينبغي أن يكون إعذارُهُ واضحًا في تعاملنا معه، من جهة الرفق به وعدم تنفيره بالغلظة عن الحق وأهل الحق. ولا يصحُّ أن نُقَرِّرَ إعذارَه، ثمّ نُغْفِلُ تقريرَنا هذا في منهج تعاملِنا معه. بل لا ننسى أن المبتدع قد يكون مأجورًا في بدعته (لا عليها)، ومن جهتين: من جهة أنه اجتهدَ فأخطأ، ومن جهة أنه قد يكون دَاعِيْهِ إلى البدعة حُبَّ الله تعالى وحبَّ رسوله -صلى الله عليه وسلم-، كما قال شيخ الإسلام ابن تيميّة عمن يقيم بدعةَ المولد، وأنه يؤجر على محبّته للنبي (صلى الله عليه وسلم)، لا على بدعته (5) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#9).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/108)
بل الذي ينبغي علينا أن لا نَغْفُلَ عنه أبدًا تجاه المبتدع الذي لم يَكْفُرْ، أي الذي لم يخرج عن الإسلام، أنّ حقوقَ المسلم على المسلم (التي بيّنتها نصوصُ الوحيين) تشمله، وله فيها ما لغيره من جميع المسلمين، سواء أفسّقْناهُ ببدعته (6) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#11)، أو كان عدلًا عندنا. فللمبتدع على السُّنّي أن يُوَفِّيَهُ حقَّهُ الإسلاميَّ العامّ، الذي ألزمت النصوصُ به كلَّ مسلمٍ لكلِّ مسلمٍ لم يخرج عن الإسلام. ولا يجوز على السُّنّي أن يَنْتَقِصَ المبتدعَ حقًّا أوجبه اللهُ تعالى له بالآراء وحظوظ النفس أوبالمُعَاداةِ والمُباغضةِ غيرِ المنضبطة بالشرع (7) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#13)؛ إلا إذا كان للمبتدع إفسادٌ, فيُنْتَقَصُ من حقوقه بقدْرِ ما يدفع إفسادَهُ (8) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#15)، دون تجاوُزٍ ولا اعتداءٍ على هذا القَدْر!!
وهذا يعني أن عقوبة المبتدع حُكْمٌ مَصْلَحِيٌّ، ليس هو بالحكم الثابت في حقّ كل مبتدع. وإذا قلنا عن حُكمٍ ما: إنه مصلحي، فهذا يعني أنه لا يُشرَعُ العمل به إلا إذا علمنا أنه سيؤدّي إلى مصالحه، وإلا فلا يُشرَعُ العملُ به. ويعني أيضًا أنه لا يحق لكل أحد أن يقرِّر مشروعيته، ولكنّ تقريرَ ذلك محصورٌ في أهل العدل والتحرير من أهل العلم.
وخلاصة ذلك: أن عقوبةَ المبتدع خلافُ الأصل الذي نرجع إليه عند عدم العلم بحصولِ المصلحةِ المرجوّةِ من العقوبة، وهذا الأصلُ المرجوعُ إليه حينها هو: أنه مسلمٌ، له ما للمسلمين من الحقوق. كما نَخْلُصُ من ذلك أيضًا: بأن مشروعيةَ عقوبةِ المبتدع تختلفُ من شخصٍ إلى شخص، ومن حالٍ إلى حال، وأن هذه العقوبة أيضًا مَظِنّةُ اختلافٍ بين أهل العلم: فهذا يرى عقوبةَ مبتدعٍ معيّنٍ لتحقُّقِ المصلحة منها عنده، والآخر لا يرى عقوبته لعدم تحقُّقِ المصلحة منها عنده، فلا يسوغُ الإنكار على أحدهما قبل أن نُثبِتَ له خطأه.
وأما من ظن أن البدعة وحدها تستوجبُ عقوبةَ صاحبِها مطلقًا، فأباح لنفسه أن ينتقص من حقوق المسلم المبتدِعِ ما شاء من حقوقِهِ الثابتةِ له بالإسلام، فقد أخطأ خطأً بيِّنًا, وأوشك أن يستوجب عقوبةَ خالقِه على ظُلمه واعتدائه.
وسأضرب هنا مَثَلًا بأحد أظهر الحقوق التي يُظَنُّ أنها مُنْتَقَصَةٌ من الحقوق الإسلاميّة للمبتدع، ألا وهو تحريم هجر المسلم فوق ثلاثة أيام، لقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجُرَ أخاه فوقَ ثلاثِ ليالٍ، يلتقيان فَيُعْرِضُ هذا ويُعرضُ هذا، وخيرُهما الذي يبدأ صاحبَه بالسلام» (9) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#17).
فقد تعارضتِ الأقوالُ والمذاهبُ المنسوبةُ إلى السلف في هجر المبتدع، فلا يصحُّ بعد هذا التعارُضِ أن أنقلَها دون تحرير.
ومن أهمّ ما أُذكِّرُ به لتحرير مذاهب السلف في مسألة هجر المبتدع: ما سنثبته قريبا (إن شاء الله) من أن المسلمين من أهل البدع عند السلف مقبولو الشهادةِ والرواية، وهذا يدل على أنهم عدولٌ عندهم، فلا يصح أن أُقَرّر هذا الأصل عن السلف ثم أنقضُه بقولٍ أنسبُه إليهم، بأن أدّعي أن حكمَ التعامل مع المبتدع عندهم هو هجرُه مطلقًا؛ لأن هذا يُناقضُ ما دلَّ عليه موقفُ السلف الذي قرَّرَ أن من أهل البدع مَن يكون عدلا مؤمنًا عندهم، بدليل قبولهم شهادةَ أهلِ البدع وروايتِهم، ويعارضُ (قبل ذلك) حُكمَ السلف (وحُكمَنا) لأهل البدع بالإسلامِ، ويعارضُ أيضًا إعذارَهم بالتأوّل.
وقد تأتي عباراتٌ عن السلف في هذا الباب قد يظنها بعضُنا متناقضة، وقد يكون التناقُضُ في فهمنا لها، لا في تلك العبارات! فيعمد بعضُنا إلى انتقاء ما يريد، وترك ما لا يريد، لا لعدم اطلاعه على ما لا يرتضيه، ولا لكونه قد وجّهَ ما لا يرتضيه توجيها سائغا على ما وَفْقِ ما يرتضيه، ولكنه أغفله وتَعَامَى عنه لأنه لا يرتضيه فقط!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/109)
ومن أمثلة ما جاء عن أئمة السنة الذين اختَلفَ النقلُ عنهم في شأن هجر المبتدع: ما جاء عن الإمامِ أحمد (عليه رحمة ُالله) (10) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#19). فلا يصحُّ أن أنتقي من أقواله ما أهوى دون ما لا أهوى، ولا أن أنسب إليه مذهبًا بناءً على قولٍ دون موازنته ببقية أقواله.
وممن حرّر مذهب الإمام أحمد في شأن هجر المبتدع: شيخُ الإسلام ابن تيمية، حيث ذهب هو أولاً إلى أن هجرَ المبتدعِ خاضعٌ حُكمُه للمصلحة (11) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#21)، بل قال (رحمه الله): «وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين: في قوّتهم وضعفهم، وقلّتهم وكثرتهم؛ فإن المقصودَ به زَجْرُ المهجورِ وتأديبُهُ, ورجوعُ العامة عن مِثْلِ حاله. فإن كانت المصلحة في ذلك راجحةً، بحيث يُفضي هجرُهُ إلى ضعف الشرّ وخِفْيتِه، كان مشروعًا. وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك، بل يزيد الشرّ، والهاجرُ ضعيفٌ، بحيث يكون مفسدةُ ذلك راجحةً على مصلحته، لم يُشرع الهجر؛ بل يكون التأليفُ لبعض الناس أنفعَ من الهجر، والهجرُ لبعض الناس أنفعَ من التأليف ... (ثم استدلّ لذلك، إلى أن قال:) وجواب الأئمة كأحمدَ وغيرِه في هذا الباب مبنيٌّ على هذا الأصل. ولهذا كان يُفرِّقُ بين الأماكنِ التي كثُرت فيها البدع ,كما كَثُرَ القَدَرُ في البصرة, والتجهُّم (12) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#23) بخراسان، والتشيُّعُ بالكوفة، وبين ما ليس كذلك ... » (13) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#25) .
وتحريرُ ابنِ تيمية لمذهبه هذا، و الذي نسبه إلى أئمة الإسلام قاطبةً، وإلى الإمام أحمد خاصةً، مرجِّحًا فيه أن مشروعيةَ هجرِ المبتدع ترجعُ إلى المصلحة = تحريرٌ يجعل هجرَ المبتدع كهجر السُّنّي سواءً بسواء؛ لأن هجرَ السُّني أيضًا قد يجوز أو يجبُ لمصلحة دينيةٍ؛ والأصل في هجرهما عدم الجواز؛ لعموم النصِّ الناهي عن هجر المسلم فوق ثلاث؛ إلا إذا دعت مصلحةٌ دينيةٌ ظاهرةٌ إليه.
ومثالٌ آخر للحقوق التي يُظَنُّ أنها مُنتَقَصةٌ من الحقِّ الإسلاميِّ العامِّ للمبتدع، بسبب الفهم القاصر لبعض عبارات السلف: ما يُمكنُ أن نفهمه من عبارةٍ للإمام مالكٍ (رحمه الله)، أنه قال عن القدرية: «لا يُصلَّى عليهم، ولا يُسلَّم على أهل القدر، ولا على أهل الأهواء جميعهم، ولا يُصلَّى خلفَهم، ولا تُقْبَلُ شهادتهم».ولكن انظر كيف فَهِمَ العلماءُ هذه العبارة، فقد فسَّرها الإمامُ المُحرِّرُ أبو عمر ابن عبد البرّ بما يراه حريًّا بمذهب الإمام مالك، فقال: «أما قوله: لا يُصَلَّى خلفهم، فإن الإمامة يُتخيَّرُ لها أهلُ الكمال في الدين من أهل التلاوة والفقه، هذا في الإمام الراتب (14) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#27). وأما قوله: لا يُصَلَّى عليهم، فإنه يريد لا يُصلِّي عليهم أئمةُ الدين وأهلُ العلم؛ لأن ذلك زجرٌ لهم وخزيٌ؛ لابتداعهم، رجاءَ أن ينتهوا عن مذهبهم، وكذلك تركُ ابتداءِ السلام عليهم. وأما أن تُتركَ الصلاةُ عليهم جُملةً إذا ماتوا, فلا، بل السنةُ المُجْتَمَعُ عليها أن يُصلَّى على كل من قال: (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، مبتدعًا كان، أو مرتكبًا للكبائر (15) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#29). ولا أعلم أحدًا من فقهاء الأمصار أئمةِ الفتوى يقول في ذلك بقول مالك. وقد ذكرنا أقاويلَ العلماء في قبول شهاداتهم، في كتاب الشهادات، وأن مالكًا شذَّ عنهم في ذلك؛ إلا أحمد بن حنبل، قال: ما تُعجبني شهادة الجهمية ولا الرافضة ولا القدرية، قال إسحاق: وكذلك كل صاحب بدعة (16) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#31) ...» (17) (http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#33).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/110)
ويحق لابن عبد البر أن يتأوَّل عبارات الإمام مالكٍ، لا لكونه عالمًا بمذهبه فقط، ولا لكون ظاهر مقالته خطأً جليًّا يُنزّهُ الإمامُ عن مثله، ولا لكونه قولا شاذًّا عن مذاهب العلماء (حسب تعبير ابن عبد البر)، بل لكونه يعارضُ أقوالاً ومواقفَ أخرى للإمام مالك! من مثل قوله، وقد سُئل: «كيف رويتَ عن داود بن الحصين، وثور بن زيد، وغيرهم، وكانوا يُرمون بالقدر؟ فقال: إنهم كانوا لأن يخرُّوا من السماء إلى الأرض أسهل عليهم من أن يكذبوا» (18) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#35).
فما ذكره الإمام مالك من ذلك التشديدِ على أهل البدع إنما هو تأديبٌ لهم، فلا يُشرَعُ إلا إذا ظن العلماءُ المحرّرون (لا كل أحد) أن ذلك التشديدَ سيُؤدّبهم ويردعهم، أو كان لهم إفسادٌ لا يُدفَعُ إلا بتلك العقوبات التي يُحدِّدُها العلماءُ وحدهم أيضًا. وهذا يعني أن تلك العقوبات ليست هي الأصل في التعامل مع أهل البدع، إلا إذا كانت مؤدّيةً لمصالحِها, وأنهم في ذلك كالمسلم العاصي تمامًا، فلا يُختَصُّ أهلُ البدع بتلك الأحكام! وإنما خصّهم مالكٌ وغيره من السلف بالذكر أحيانًا؛ لأن تأوُّلَ المبتدعِ وصلاحَه قد يُظَنُّ معه أن إيقاع ذلك التعزيرِ به غيرُ جائز مطلقًا.
وهذا هو صريحُ تقريرِ شيخ الإسلام ابن تيمية أيضًا، حيث قال: «والتعزير لمن ظهر منه تركُ الواجبات وفعل المحرّمات، كتارك الصلاة والتظاهُرِ بالمظالم والفواحش، والداعي إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة التي ظهر أنها بدع. وهذا حقيقة قول السلف والأئمة: إن الدُّعاة إلى البدع لا تُقبل شهادتهم، ولا يُصلَّى خلفهم، ولا يؤخذ عنهم العلم، ولا يُناكَحون. فهذه عقوبة لهم حتى ينتهوا؛ ولهذا فرّقوا بين الداعية وغير الداعية (19) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#37)؛ لأن الداعية أظهر المنكرات، فاستحقّ العقوبة، بخلاف الكاتم، فإنه ليس شرًّا من المنافقين الذين كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يقبَلُ علانيتهم، ويكِلُ سرائرَهم إلى الله ... » (20) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#39)، ثم صرّحَ عَقِبَ هذا الكلام أن مناطَ ذلك راجعٌ إلى المصلحة المترتِّبة عليه، في كلامه المنقول آنفًا عن الهجر.
وبسبب أمثال تلك العبارات التي تحتاج إلى تريّثٍ وعلمٍ لفهمها، وتحتاج آحادُها إلى عرضٍ على الكتاب والسنة، جاء الخطأ في تعاملنا مع المبتدع. وتَرسَّخَ هذا الخطأُ أيضًا بسبب الخلط بين أمرين: أمرِ خطورةِ البدعة على الدين, وأمرِ منهجِ التعامل مع صاحب البدعة، الذي نُقرِّرُ أن الأصلَ فيه التأوّلُ الذي يُعذَرُ صاحبُه ويُؤجَر؛ وما كان ينبغي أن نخلط بين هذين الأمرين!!
ولا شك أنّ الانفصالَ التّامَّ بين البدعةِ و المتلبِّسِ بها غيرُ مُمكنٍ وغيرُ صحيح؛ ولذلك إذا انضمّت إلى البدعة دعوةٌ إليها، ومعاداةٌ لأهل السنة المخالفين للبدعة = استحقّ هذا الداعي من التشديد عليه بقدر ما يدفع إفسادَه، مع اعتقادنا (وثبوت هذا الاعتقاد) أنه قد يكون معذورًا مأجورًا في واقع الحال؛ لتأوّله وللشُّبَهِ التي عنده. فدَفْعُ الإفسادِ شيءٌ، وحُكمُ صاحبِهِ من جهة الإعذار شيءٌ آخر.
وهذا التقرير (أعود فأقول): إنه يعني أن التشديدَ مع أهل البدع خلافُ الأصل فيهم (وهذا أوّلاً)، (وثانيًا): أنّ التشديدَ معهم ينبغي أن يكون بالقَدْرِ الذي نظنّ أنه سيُصلحه (21) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#41) أو يدفع إفسادَه، دون مجاوزة هذا الحدّ؛ لأنه ما زال مسلمًا. وإذا كان صاحبَ تَدَيُّنٍ وتعظيمٍ لحرمات الدين مع بدعته، فهذا يستحق من هذه الجهة ما يستحقُّهُ المؤمنون من الإكرام وحفظ الحقوق. (وثالثاً): أن الموازنة بين: صلاح المبتدع وعصيانه (من غير وجه البدعة)، وبدعتِه غلظةً وخِفّةً، ودرجة إعذاره (22) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#43)، وإن كان له إفسادٌ ببدعته (دعوةً أو قتالًا عليها) أو ليس له إفساد ببدعته = فالموازنة بين هذه الأمور الأربعة، مع ما يثبتُ للمبتدع غير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/111)
المكفَّر (أي المسلم) من حق الإسلام العام، هي الوسيلة الدقيقة والعميقة والعادلة لمعرفة منهج التعامل مع صاحب البدعة المعيَّن. وهذا مما لا يستطيع تنزيلَه على الأعيان جميعُ الناس، بل لا يقدر على تحقيقه إلا العلماءُ الراسخون المحرِّرون.
وهذا شيخُ الإسلام ابن تيمية يقرِّرُ ذلك فيقول: «وإذا اجتمع في الرجل الواحد: خيرٌ وشرٌّ، وفجورٌ وطاعةٌ ومعصيةٌ، وسنةٌ وبدعةٌ = استحقَّ من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحقَّ من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر. فيجتمع في الشخص الواحد موجباتُ الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا. وهذا كاللصِّ الفقير: تُقطَعُ يدُهُ، ويُعطَى من بيت المال ما يكفيه. هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهلُ السنة والجماعة، وخالفهم الخوارجُ والمعتزلةُ ومن وافقهم، فلم يجعلوا الناسَ: إلا مستحقًّا للثواب فقط، وإلا مستحقًّا للعقاب فقط ... » (23) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#45).
وبذلك يتضح أن تصوّرنا بأن منهج التعامل مع المبتدعة والبدع منهجٌ واحد خطأٌ كبير في التصوُّرِ، ويخالف ما كان عليه السلف:
فانظر تعظيمَهم لبعض من تلبّس ببدعة، إذا كان فيه من العلم والإيمان ما يغلب فسادَ بدعته: كقتادة بن دعامة القدري.
وانظر تفريقهم بين الداعية وغير الداعية، وبين المعاند والمتأوّل.
هل تظنّ أن السلف والأئمة كانوا يقدّمون كبار الفساق وناشري الفجور والفواحش والزنا والربا غير المتلبّسين ببدعة على أولئك الجلّة من العلماء الذين ضلّوا فابتدعوا، كقتادة القدري، وعبد الرزاق الشيعي، وعُبيد الله بن موسى العبسي الرافضي، وأبي معاوية الضرير رأس المرجئة وداعيتهم، والعزّ ابن عبد السلام الأشعري, وغيرهم ممن وُصفوا ببدعة، وربما وُصفوا بغلوٍّ فيها، أو دعوةٍ إليها، ومع ذلك .. لا تكاد ترى (بعدما وُصِفوا به من البدعة وحالِهم معها) في ترجماتهم إلا ما يدل على إجلال الأئمة لهم، وحفاوتهم بهم وبعلومهم، أو على حُكمهم عليهم بالعدالة والثقةِ، وأنهم من المعظِّمين لحُرُمات الدّين، مما جَوَّزَ للأئمة قَبولَ رواياتهم عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، وأوجبَ قَبول شهاداتهم في القضاء أيضًا؛ لأنهم رَأَوْا فيهم من مراقبة الله تعالى ومن إجلال مقام الوقوف أمامه سبحانه ما يحجزهم عن الكذب على رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، و يمنعهم عن شهادة الزور.
والله إن من يُقَدّمُ كبارَ الفُسّاق بوصفهم أنهم من طائفتنا: (أهل السنة)، لمجرّد أنهم لم يتلبّسوا ببدعة، مع عظيم إجرامِهم، على أولئك الجِلّةِ من أهل العلم والصلاح والجهاد، لمجرّد أنهم اجتهدوا فأخطؤوا وابتدعوا، بإخراجهم عن طائفتنا: (ليسوا من أهل السنة) = إنه لظالم لنفسه مبين!
وتالله إن تقسيمًا يقع جرّاءَه ذلك الظلمُ .. ليس من دين الله تعالى!!
فإمّا أنه تقسيمٌ كان يُطبَّق على حسب التعامل الشرعي المشروح آنفاً، وحينها يكون تقسيمًا اعتباريًّا، المقصودُ منه التأكيدُ على خطورة البدعة، وخطورة الاغترار بصلاح صاحبها في تسويق بدعته .. إلى هنا فقط، دونما يمارسه بعضُنا من التقديم المطلق للفاسق من أهل السنّة (!!) على المبتدع، ودون أن يؤدي ذلك الوصفُ إلى الإلغاء المطلق لحقوقٍ واجبةٍ لذلك المبتدع المسلم، ودون أن يُنسي تقريرُ ذلك التقسيمِ وطولُ استعماله أنه يجبُ أن تُراعَى فيه مصالحُه ومفاسدُه.
وإما أن تقول: إنه تقسيمٌ شرعيٌّ ثابت، يقتضي تقديمَ الفجرة الأشقياء ممن لم يتلبَّس ببدعة، على البررة الأتقياء ممن تلبّس ببدعة!! بحجّة أنّ السلف درجوا عليه، وبزعم أنه من الدين!!!
لكن هذا الإصرار على الباطل يقدح في السلف والدين، لظلمه وجوره!!!
ولا شك أن الصواب هو الاحتمال الأول، وهو أن هذا التقسيم مصلحيٌّ اعتباري، فيخضع تطبيقُه واستعماله لمصالحه ومفاسده، وإذا أُحسنَ استخدامُه فقط.
ولكي تعلم أن تقسيم الأمة إلى سُني وبِدعي تقسيمٌ اعتباريٌّ مصلحيّ، عليك أن تتأمّلَ الأوصافَ الشرعيةَ التي أَنزلتِ العِبَادَ منازلهم من الدين، وأن تنظر في المبتدع: أيُّ الأوصاف منها وَصْفُه؟ وفي أيِّ منازلها وضعتْهُ الشريعةُ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/112)
ولا يخفى أن الشريعة قد أنزلت المخاطَبين بالشرع على أربعة منازل فقط، ليس إلا هي، وهي منزلة: المسلم المؤمن, والمسلم الفاسق، والمنافق، والكافر المشرك. والوصفان الأولان يشملهما وصف الإسلام، والوصفان الأخيران يشملهما وصف الكفر. فالمكلَّفون كلُّهم: إما مسلمٌ (عدلاً كان، أو فاسقًا)، وإمّا كافرٌ (منافقًا كان أو معلنًا بكفره).هذه هي منازل الناس التي لا يخرجون عنها، والتي رتّبتِ الشريعةُ عليها أحكامًا.
وهنا أسألك:في أيِّ منزلة يقع المبتدعُ عندك؟ هل المبتدع عدلٌ مؤمنٌ؟ أم أنه مسلمٌ فاسق؟ أم أنه منافقٌ زنديقٌ؟ أم أنه كافرٌ خارجٌ من الملّة؟ فإنك (إن كنتَ من أهل العلم, أو نظرتَ في أحكامهم على المبتدعة) ستقول: إن المبتدع لا يصحُّ أن يُنزَّل مطلقًا في أحد تلك المنازل الشرعية، لأنه قد يكون مؤمنا عدلا (ولذلك قبلوا شهادته (24) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#47) وقبلوا روايته أيضًا (25) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#49)، وقد يكون فاسقا (إذا أتى ما يُفَسَّقُ به غيرُهُ من المعاصي سوى البدعة، أو إذا كانت بدعته مُفسِّقةً وأُقيمت الحُجّةُ عليه فأصرّ عليها)، وقد يكون منافقًا (إذا أبطن الكفر)، وقد يكون كافرًا (إذا ارتدّ عن الدين، كأن تكون بدعتُه كُفْريةً، وأُقيمت الحُجّةُ عليه، فأصرَّ على بدعته).فتبيّنَ بذلك أن المبتدعَ ليس مساويًا لواحدٍ من تلك الأوصاف الشرعية الأربعة، فخرج بذلك عنها جميعِها. بل تبيّنَ أن المبتدع من هذه الجهة كمن أظهر السنةَ وعدمَ التلبُّسِ بالبدعة, من جهة أنه قد يكون مؤمنًا، أومسلما فاسقًا، أومنافقًا، وقد يكفر. والسبب في ذلك أن المبتدع متأوّلٌ، والتأوُّلُ ما دام غيرَ مُضادٍّ للشهادتين فالأصلُ فيه الإعذارُ وعدمُ اللومِ والمؤاخذةِ عليه: ظاهرًا وباطنًا، وفي الدنيا والآخرة.
المهم أنه قد ظهر لك أن وَصْفَ (المبتدع) ليس منزلةً من المنازل الشرعية الأربعة، وأن الابتداعَ قد تُرافقه العدالةُ الدينية, وقد تتخلّفُ العدالةُ عن المبتدع المتأوّل لا من جهة البدعة التي تأوّلها، ولكنها تتخلّفُ عنه بمعاصٍ يقترفها أو نفاقٍ أو كُفرٍ، أو إذا ثبت عنادُه في بدعته وعدم تأوّله فيها. فلا يصح أن يُنزَّلَ المبتدعُ عندنا منزلةً بين المنزلتين (بين الإيمان والفسق)، ولا دون الفسق وفوق الكفر (ليكون منزلةً أخرى بين منزلتين) (26) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#51)؛ لعدم وجود منزلةٍ بين المنزلتين عند أهل السنة. فضلًا عن أن نُفَسِّقَهُ مطلقًا، أو نكفّره مطلقًا!! هذا كله مخالفٌ لحكم الشرع في المبتدع، مخالفٌ لمواقف أئمة الإسلام فيه.
فكيف نتوهّمُ بعد ذلك (أو نُوهِم): أن المبتدع شرٌّ في نفسه وعند ربه عزّ وجل ببدعته مطلقا من الفاسق الذي ينشر الخنا والفواحش لأنه لم يتلبّس ببدعة؟!! نعم .. لقد وقع هذا التوهُّم عندما قلنا عن المبتدع: إنه ليس من أهل السنة، فجعلناه بذلك خارجًا عن طائفتنا؟!! في حين أننا قلنا عن ذلك الفاجر: إنه من أهل السنة (فاسق سُنّي)، فأدخلناه في طائفتنا؟!! لا والله! لا يكون المؤمنُ التقيُّ (كقتادة والعزّ ابن عبد السلام) إلا من طائفة المؤمنين (والله حسيبهما) , ولا يكون الفاجرُ الشقيُّ إلا من طائفة الفجرة الفاسقين!!!
وانظر ماذا قال الخليفةُ الراشدُ علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) عمن كفّروه هو وكلَّ المؤمنين في زمنه ممن لم يدخل في بدعتهم، وهم الخوارج الذين قد جاء فيهم من النصوص وفي التحذير من بدعتهم ما لم يجئ في غيرهم. فقد صحَّ عنه (رضي الله عنه) أنه سُئل عنهم: «أمشركون هم؟ قال: من الشرك فرّوا. قيل فمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا. قيل: فما هم؟ قال: قومٌ بغوا علينا، فقاتلناهم» (27) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#53).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/113)
فعلّق شيخُ الإسلام ابن تيميّة على جواب علي (رضي الله عنه) بقوله: «فقد صرّحَ عليٌّ (رضي الله عنه) بأنهم مؤمنون، ليسوا كفارا، ولامنافقين» (28) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#55).
وقال يعقوب بن يوسف المطوّعي (وهو أحد تلامذة أحمد الثقات الأثبات): «كان عبد الرحمن بن صالح الأزدي رافضيًّا، وكان يغشى أحمد بن حنبل، فيقرّبه ويدنيه. فقيل له: يا أبا عبد الله، عبد الرحمن رافضي، فقال: سبحان الله! رجلٌ أحب قومًا من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) نقول له: لا تحبهم؟!! هو ثقة».
ولمّا أنكر خلف بن سالم على يحيى بن معين ذهابَه إلى هذا الراوي (عبدالرحمن بن صالح الأزدي)، قال له ابن معين: «اغْرُبْ، لا صلّى الله عليك! عنده والله سبعون حديثًا، ما سمعت منها شيئًا». وقال عنه ابن معين مّرّةً أخرى: «ثقةٌ صدوقٌ شيعيٌّ، لأن يخرَّ من السماء أحبُّ إليه من أن يكذب في نصفِ حرفٍ» (29) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#57).
وقال أبو داود للإمام أحمد: «لنا أقارب بخراسان يرون الإرجاء، فنكتب إلى خراسان نقرئهم السلام؟ قال: سبحان الله! لمَ لا تقرئهم؟! قلتُ: نكلّمهم؟ قال: نعم، إلا أن يكون داعيًا، ويخاصم فيه» (30) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#59).
وقال ابن حبان في كتابه (الثقات) عن جعفر بن سليمان الضُّبَعي: «كان يُبغضُ الشيخين (ثم أسند) عن جرير بن يزيد بن هارون، قال: بعثني أبي إلى جعفر بن سليمان، فقلتُ له: بلغنا أنك تسبُّ أبا بكر وعمر، قال: أمّا السبّ فلا، ولكنّ البُغضَ ما شئتَ! قال: وإذا هو رافضيّ مثل الحمار (31) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#61).( ثم قال ابن حبان:) وكان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات، غير أنه كان ينتحلُ الميلَ إلى أهل البيت، ولم يكن بداعيةٍ إلى مذهبه. وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلافٌ أن الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعةٌ ولم يكن يدعو إليها أنّ الاحتجاج بأخباره جائز (32) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#63). فإذا دعا إلى بدعته سقط الاحتجاج بأخباره، ولهذه العلة ما تركوا حديثَ جماعةٍ ممن كانوا ينتحلون البدع ويدعون إليها، وإن كانوا ثقاتًا، واحتججنا بأقوامٍ ثقات انتحالُهم كانتحالهم سواء، غير أنهم لم يكونوا يدعون إلى ما ينتحلون. وانتحالُ العبد بينه وبين ربِّه، إن شاء عذّبه وإن شاء عفا عنه، وعلينا قبول الروايات عنهم إذا كانوا ثقاتا» (33) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#65).
ووصف الإمام أبو داود أحدَ الرواة وهو عمرو بن ثابت بأنه كان رجُلَ سوء، وأنه كان يقول: «لما مات النبي –صلى الله عليه وسلم- كفر الناس إلا خمسة»، وجعل أبو داود يذمه، ثم قال: «المشؤوم ليس يشبه حديثُه أحاديثَ الشيعة [يعني أن أحاديثه مستقيمة]» (34) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#67).
الخلاصة:
1 - يجب أن نفرّق بين البدعة وصاحبها: فالبدعة نُشَدّد في بيان منافاتها للشريعة، ونبذل غاية الجهد في إبطالها، ولا تبرأ الذّممُ بغير ذلك. وأما المبتدع فَيُتعامل معه على أنه مسلم، ومادام مسلمًا فله الحق العامّ للمسلم على المسلم، ولا نخرج عن هذا الأصل إلا بقدر ما يدفع إفسادَه أو يستوجبه استصلاحُه، دون تجاوز هذا الحدّ، ومع حفظ باقي حقوقه. وقد قال شيخُ الإسلام ابن تيمية: «فالرادُّ على أهل البدع مجاهدٌ، والمجاهدُ قد يكون عدلاً في سياسته، وقد لا يكون. وقد يكون فيه فُجُورٌ ... » (35) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#69)، فما كلّ ردٍّ على أهل البدع يُحْمَدُ صاحبُه؛ إلا أن يكون متقيِّدًا بقيود الشريعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/114)
ولا يصحُّ مع حُكمنا على المبتدع بأنه مسلم، بل أنه معذور في تأوّله (كما هو الأصل)، أن نَحْرِمَهُ من حقوقٍ جاءت النصوص بإثباتها له، هي حقوق المسلم على المسلم, ثم نُعارضها بفهمٍ سقيمٍ وانتقاءٍ ظالمٍ من أقوال السلف أو أفعالهم!!
2 - أن المبتدع قد يكون أقرب إلينا وأحب، بل قد يستحق من الإجلال والإكرام، ما لا يستحقّه السنّي الفاسق؛ فإن البدعة والفسق كليهما خلافُ المنهجِ النبويِّ وخلاف السنّة، فلا يصح أنْ أُقدّمَ الفاسق (بوصفه أنه سني) مطلقاً على صاحب البدعة بإخراجه عن دائرة أهل السنة (بوصفه أنه بدعي).
فالتقديم والتأخير بين صاحب البدعة والفاسق يجب أن يكون مبنيًّا على مقدار ما عند كل واحدٍ منهما من الخير والشرّ. ومن الخطأ المنتشر بيننا تصوُّرُ أن شرَّ المبتدع مطلقاً أعظم من شر الفاسق (36) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#71)!!
وإذا كانت البدعةُ تحرِّفُ حقائقَ الدين، فإن المعاصيَ والانغماسَ في الفسوق يؤدّي إلى الجهل بحقائق الدين، ليؤدّي ذلك إلى إعراضٍ عن حقائقه، إعراضٍ قد يصل إلى درجة الكفر، كما قال أحدُ الزهاد وكثيرٌ من العلماء: المعاصي بريدُ الكفر؛ فلا فرقَ كبيرًا (من هذه الجهة) بين المعاصي والبدع!! خاصة في زمننا، عندما أصبح نَشْرُ الفساد العملي أقوى وأظهر من نشر الفساد الاعتقادي، وبصورة أبشع من كل مراحل التاريخ السابقة، وعلى وجه مرتبطٍ بمَحْوِ حضارتنا الإسلامية، من خلال إحلال القِيَمِ الغربيّة محلَّها. أعود فأقول: لم يَعُدْ هناك وجهٌ لتقديم خطورة البدعة مطلقًا على المعاصي المُمَنْهَجَةِ المُهدَّفة في زماننا خاصّة, فلا يصحُّ أن يكونَ موقفُنا من أهل المعاصي (وهم معاندون مُسْتَخِفّون بالحرمات) أخفّ من موقفنا من صاحب البدعة، كما يستلزمه وَصْفُ الفاسق غير المتلبِّس ببدعة عندنا: أنه سُني، والمبتدع بأنه: ليس منا: ليس من أهل السنة (37) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#73)!
فإلى متى نغلو في إسقاط حقوق أصحابِ البدع المسلمين، ونَنْسَى أن إسلامَهم قد جمعنا بهم على دينٍ واحد (ماداموا مسلمين)، وأن اختلافَهم معنا لم يُخرجْهم عن أن يكونوا مِنّا، في الدنيا والآخرة، وأنهم مثلُنا في عدم حِرْمانهم من رحمة الله وفي أنهم غيرُ مخلّدين في النار، وأنهم بذلك يستحقّون من حقوق الأُلفة والأُخوّة في الدنيا بقدر ما اجتمعنا معهم فيه من أجلِّ وأعظمِ أمورِ الآخرة!!! فكيف إذا كنّا في مواجهة خَصْمٍ ليس منّا ولا منهم، خصمٍ لا يُريدُنا ولا يريدُهم، فيأكل هذا الخصمُ بعضَنا ببعض!!!
يا معشرَ أهل السنة: قولوا الحق، ورُدّوا على الباطل؛ لكن لا تَسْلُبُوا مسلمًا حقَّه الإسلاميَّ العام، ولا تقدّموا من يستهينُ بحرمات الله على من يعظّمها، ولو ضلّ فابتدع، ما دام معذورًا مأجورًا؛ أفنقدّم المأزور على المأجور "أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ" [القلم:35 - 36].
يا معشر أتباع السلف: ليس من منهج السلف تقديمُ ناشرٍ للخنا والزنا والربا؛ لأنه غير متلبِّسٍ ببدعة، على عالم فاضل عابد مجاهد؛ لأنه تلبّس ببدعة؛ لأنّ شرّ الثاني ليس مطلقاً أعظمُ من شرّ الأول، بل ربما لم يكن بينهما تقارب. وإلا فهل يستطيع أحدٌ أن يقدّم بعض من أقام بيوت الخنا والربا من كبار الفُسّاق في زماننا على العز ابن عبد السلام أو تقيِّ الدين السبكي أو الباقلاني أو الأشعري لمذهبهم العقدي؟!!!
إن كنّا لا نُحسن استخدامَ تقسيم الناس إلى سُنّي وبدعي، إلا على ذلك الوجه الظالم الجائر، الذي ليس من منهج السلف، فخيرٌ لنا أن لا نستخدمه. وقد بيّنتُ آنفًا أن استخدامه المصلحي مبنيٌّ على أمرين:
التشديد في التنفير من البدعة نفسها، وأن لا يُتَشَدَّد مع صاحبها إلا بقدر ما يدفع إفسادَه، مع حفظ ما لا يُهدَرُ من حقوقه، وأن لا يقودنا هذا التقسيمُ إلى تقديم صاحب الشرّ الأعظم (كمَرَدَةِ الفُسّاق) على صاحب الشر الأخف (كالعالم الصالح المبتدع)، وكما لم يُلْغِ فسقُ الفاسق حقَّهُ الإسلاميَّ العامّ إلغاءً مطلقاً، فكذلك لا يُلغي الابتداعُ حقَّ المبتدعِ المسلمِ في الحقِّ الإسلاميِّ العامِّ الإلغاءَ المطلقَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/115)
وأرجو أن يقرأ المسلمون (علماءَ ودعاةً وعمومَ المسلمين) هذا النداء بعمق وتعقّل، وأن يعلموا أنه نداء محبّ شفيق، ومن عاش مع السنّة حتى جاوز الأربعين، لكنّنا نمرّ بمرحلةٍ خطيرة، تستوجب المحاسبة والنقد وتصحيح المسار، وتستلزم إقامة العدل، الذي لا قوام لأمّةٍ بدونه، وإن ظَلَمَنا المخالفون لنا، فإن الظلم لا يُدفع إلا بالعدل، كما لا يُدفع الباطلُ إلا بالحق (38) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#75)!! ولا يعني ذلك عدمَ دفْعِ الظُّلم ومُصاولتِهِ، لأن العدل هو: ردُّ المظالم، والانتصافُ للمظلوم والانتصارُ له، والأخذ على يد الظالم وردعُه، لكن دون تجاوز حدِّ العدل. وهذا حُكم السُّني والبِدعي، من ظَلَمَ منهما أو ظُلِمَ.
والله هو المستغاث، وإليه الملجأ في نصر هذه الأمّة.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك (صلى الله عليه وسلم) وعبادك الصالحين.
والله أعلم.
والحمد لله على ما لا أُحصيه من نعمته، والصلاة والسلام على محمد وأزواجه وذريته.
(1) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#2) فالناقضُ الذي لا إعذارَ معه أبدًا هو الناقضُ الصريحُ للدلالة اللغوية التي تُفهَمُ من الشهادتين , لا للوازمهما. ودلالة الشهادتين اللغوية الصريحة مما لا ينبغي الخلافُ فيه , فكذلك يجبُ أن يكونَ ناقضُها الصريحُ: مما لا ينبغي أن يُختَلَفَ فيه.
فناقضُ (لا إله إلا الله) الصريح , هو: إنكار وجود الخالق , أو جَعْلُ غيرِ الله إلهًا , أو ادعاءُ إلهٍ مع الله؛ لأن هذا هو المناقِضُ للدلالة اللغوية لها , فناقضُ دلالةِ الإثبات: هو نَفْيُ المُثْبَتِ , أو استبدالُ المُثْبَتِ بغيره , وأما ناقضُ دلالةِ النفي: فهو إثبات الشَّريك لله تعالى.
وناقضُ (أن محمدًا رسولُ الله) الصريح , هو: تكذيبه –صلى الله عليه وسلم- في شيء مما جاء به , أو اعتقاد أنه لا طاعة له , أو بُغضُه –صلى الله عليه وسلم-؛ لأن مقتضى الإيمان بالرسالة هو: التصديقُ بجميع ما جاء به الرسولُ, واعتقادُ استحقاقه للطاعة المطلقة , ومحبتُه على ما هدانا الله به من الخيرات وأنقذنا من الشرور.
(2) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#4) يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا: «وهكذا الأقوال التي يُكَفَّرُ قائلها , قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق , وقد تكون عنده ولم تثبت , أو لم يتمكَّن من فهمها , وقد يكون عرضت له شُبُهات يعذره الله بها. فمن كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحقّ , وأخطأ , فإن الله يغفر له خطأَه كائنًا ما كان! سواء كان في المسائل النظرية , أو العملية. هذا الذي عليه أصحابُ النبي –صلى الله عليه وسلم- وجماهيرُ أئمة الإسلام. وما قَسَّموا المسائل إلى أصولٍ يُكفَّرُ بإنكارها , ومسائلَ فروعٍ لا يُكَفَّرُ بإنكارها ... » , مجموع الفتاوى (23/ 346).ونحوه فيها (19/ 206 - 227). فشيخ الإسلام هنا يُقرِّرُ أن المبتدعةَ أصحابَ المقالاتِ الكُفريةِ (فضلًا عمن هم أقرب إلى الحق) ليسو فقط ممن لا يستحقّون التكفير قبل أمورٍ ثلاثة: بلوغ الحجة , وفهمِها , وإزالةِ عوارض الشبهة عنهم , بل صَرَّحَ أنهم مؤمنون! مغفورٌ ذلك الخطأُ الكُفْريُّ منهم!! بسبب إعذارهم بالجهل والتأول والشُّبَه.
ومع تقرير ابن تيمية لذلك , فقد قرّر هو وغيره من علماء المسلمين تكفيرَ طوائف من المنتسبين للإسلام (كالقرامطة وغيرهم) , ممن ناقضوا صريحَ دلالةِ الشهادتين , من غير إعذارٍ ولا توقُّفٍ لمعرفة ما عندهم من الشُّبه والجهالات. (فانظر مجموع الفتاوى 28/ 553 وحاشية ابن عابدين 4/ 244).
فالنقل الأول عن شيخ الإسلام يدلُّ على وجود بدعٍ كفريةٍ وبدع غير كفرية , وهو ظاهر , لكني أذكره لمن لا يطمئنّ قلبه إلا بأمثاله. وأما التقرير الثاني المذكور بعده عن شيخ الإسلام وعن غيره من العلماء فيدل على وجود بدع لا يُعذر فيها أحدٌ بأيِّ عذر. وهذه هي الأقسام الثلاثة للبدعة التي ذكرتها في الأصل , قد قرّرها العلماء من قبل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/116)
(3) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#6) فكل الذي أريده من القارئ أن يقصر نظره في هذا المقال على المبتدع الذي يوافقني في كونه مازال مسلمًا عندي وعنده , مع كونه مبتدعًا عندي وعنده أيضًا.
(4) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#8) وكونُ البدعة تحريفًا لحقائق الدين هو أخشى ما يُخشى منها، وهو وجهُ الخطر الأعظم والخوف الأشدِّ منها.
(5) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#10) اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية (2/ 123).
(6) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#12) المبتدع لكونه متأوّلًا لا يُفسَّق بمجرّد البدعة , إلا إذا قام الدليل الصحيح بعدم إعذاره بالتأوّل , كأن تُقام عليه الحجّة , وتُزالَ عنه الشُّبْهةُ في بدعةٍ مُفسِّقَةٍ , فَيَثْبُتَ عندنا عِنادُه ثبوتًا ندينُ الله تعالى به.
ومن أطلق من أهل السنة القول بتفسيق مبتدع , وأردنا حملَ إطلاقه على موافقة الصواب: فإما أنه يخصُّ ذلك المبتدعَ المعيّن؛ لقيام موجِبِ تفسيقه عند العالم. أو أنه أراد بالفسق معناه اللغوي , وهو الخروج عن تعاليم الشريعة , بغضِّ النظر عن كونه آثمًا في بدعته أم معذورًا فيها , وبغضِّ النظر عن كونه معظّمًا للحُرُمات أو ليس معظِّمًا لها , مع أن الفاسق في الاصطلاح لا يُطلقُ على غير الآثم ولا على المعظِّمِ للحرمات , وإنما يُطلقُ على الآثم بفعله للمحظور لعدم إعذاره فيه , ولا يوصَفُ بكونه فاسقًا إلا أن يكون مستهينًا بالحُرُمات عند مَن وصفه بذلك.
وهذا كقول ابن القيّم الصريح فيه: «الفاسقُ باعتقاده: إذا كان متحفِّظًا في دينه، فإن شهادته مقبولة , وإن حكمنا بفسقه , كأهل البدع والأهواء الذين لا نُكَفِّرهم , كالرافضة , والخوارج , والمعتزلة , ونحوهم , هذا منصوصُ الأئمة ... » , الطُّرُق الحُكمية لابن القيم (1/ 461).فهنا أطلق ابنُ القيم الفسقَ على المتحفِّظ في الدين , وليس هذا هو الفاسقَ في الاصطلاح.
(7) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#14) وهذا كالذي كان قد نبّهَ عليه شيخُ الإسلام ابن تيمية , عندما تكلّم عن ضوابط هجر المبتدع , ومتى تُشرع , ثم قال بعد ذلك: «وإذا عُرِفَ هذا , فالهَجْرَةُ الشرعية: هي من الأعمال التي أمر الله بها ورسولُه –صلى الله عليه وسلم-, فالطاعةُ لا بُدّ أن تكون خالصةً لله صوابًا. فمن هجر لهوًى في نفسه , أو هجر هجرًا غيرَ مأمورٍ به , كان خارجًا عن هذا. وما أكثر ما تفعلُ النفوسُ ما تهواه، ظانّةً أنها تفعله طاعةً لله!!».مجموع الفتاوى (28/ 207).
(8) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#16) ويدخل في (دفع إفساده): استصلاحُه هو وعودته إلى الحق.
(9) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#18) أخرجه البخاري (رقم6077, 6237) , ومسلم (رقم2560).
(10) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#20) انظر اختلاف النقول عن الإمام أحمد في ذلك في الآداب الشرعية لابن مفلح (1/ 229 - 236 , 237 - 239)
(11) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#22) كما نقل ذلك عنه ابنُ مفلح في الآداب الشرعية (1/ 233).
(12) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#24) في المصدر (والتنجيم) , والظاهر أنه تصحيف , صوابه ما أثبتّه , وانظر مجموع الفتاوى (20/ 301).
(13) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#26) مجموع الفتاوى (28/ 206 - 207).وانظر كلامًا نحوه في المسوّدة لآل تيمية (1/ 524 - 528).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/117)
(14) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#28) فهنا يحمل ابنُ عبد البرّ عبارةَ الإمامِ مالكٍ على أن اختيارَ الإمامِ الراتبِ للإمامة يجب أن يُحرَصَ فيه أن يكون على أحسن الأوصاف, لا أنّ الصلاةَ خلف أهل البدع لا تجوز؛ فإن القاعدة عند عامة أهل السنة في ذلك معلومة , وهي: أن كلَّ من صحّت صلاتُه لنفسه فقد صحّت لغيره؛ وحينئذٍ نقول: المسلمُ المبتدعُ لا يكون مسلمًا إلا أن تكون صلاتُه صحيحةً لنفسه. وانظر لذلك شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (2/ 569 - 570).
ولمّا كان قولُ الإمام مالكٍ لا يصحُّ في هذا الأصل إلا أن يكون هو قولَ المحقّقين من أهلِ السنة؛ لأنه من أكبر أئمة السنة , كان ذلك صارفًا صحيحًا (لا يُشَكُّ في صحّته) نَصْرِفُ به عبارته عن ظاهرها!! خاصةً مع صارفٍ آخر: وهو بقية أقواله التي تُعارضُ هذا القول , والذي سيأتي أحدها في أصل المقال بعد قليل.
وقد عقد الإمامُ البخاري بابًا في صحيحه (باب إمامة المفتون والمبتدع) , ثم بدأ بنقلٍ علّقه جازمًا عن الحسن البصري (وهو صحيح عنه , كما تراه في تغليق التعليق 2/ 292 - 293) , أنه قال: «صلِّ , وعليه بدعته» , ثم أسند إلى عُبيد الله بن عدي بن الخِيار: «أنه دخل على عثمان بن عفان (رضي الله عنه) وهو محصورٌ , فقال: إنك إمامُ عامةٍ , ونزل بك ما نرى , ويُصلِّي لنا إمامُ فتنةٍ , ونتحرّج؟ فقال: الصلاة أحسنُ ما يعمل الناسُ , فإذا أحسنَ الناسُ فأحسِنْ , وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم». (فتح الباري 2/ 188 رقم695).
(15) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#30) وهنا يُقرّر ابن عبد البرّ: أن بعض عقوبات المبتدع المعيّن إذا رأى العالمُ مشروعيّتها لما تحققه من المصالح , فإنها قد تُشرعُ وتجوزُ للعالم وحده , دون بقية المسلمين , فلا يجوز ذلك لهم.
وهذا تقريرٌ صحيح في نفسه؛ لأنّ بعضَ العقوبات لا يجوز أن يمارسها المسلمون كلُّهم ضدَّ المبتدع: إما لكون ذلك محرّمًا في الشرع أصلاً , كالصلاة على المبتدع المسلم التي لا يجوز أن يتركها المسلمون كلهم (كما قال ابن عبد البر) , وإما لأن عوامَّ المسلمين لن يستطيع أغلبُهم الوقوفَ ببعضِ العقوبات عند حدِّها المشروع , وسيُبالغون فيها حتى تخرجَ عن حدّها الجائز إلى الحدّ المحرّم.
وهنا أذكّر العلماءَ بواجبهم تجاه العامة في شأن ما يرونه من عقوباتٍ يقرّرون مشروعيتها تجاه أحد المبتدعة: بأن يُراعوا عَجْزَ أغلب العوام عن تقديرها قدرَها , وعن فَهْمِ المقصود منها , وأنها قد لا تستوجب تكفيرًا , وربما أنها لا تستوجب تفسيقًا أيضًا!!
(16) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#32) عبارة الإمامين أحمد وإسحاق جاءت في سؤالات الكوسج لهما (رقم2913) , قال الكوسج: «قلت: كان ابن أبي ليلى يجيز شهادة صاحب الهوى , إذا كان فيهم عدلًا , لا يستحلّ شهادة الزور؟ قال [أي أحمد]: ما يُعجبني شهادة الجهمية والرافضة والقدرية والمُغْلِيَة.
قال إسحاق: كما قال , وكذلك كل صاحب بدعة يدعو إليها».
وقوله (المغلية): أي الغُلاة.
(17) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#34) الاستذكار لابن عبد البر (26/ 103 - 104).
(18) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#36) التهذيب لابن حجر (2/ 32).
(19) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#38) التفريق بين الداعية وغير الداعية يدلُّ على أن العقوبة ليست بسبب البدعة التي يشترك فيها الاثنان (الداعية وغير الداعية) , وإنما لمصلحة عدم نشر البدعة. وتعليق تلك العقوبات بالمصالح يجعلها منوطةً بها , فلا تكون مشروعةً إلا إذا كانت محقِّقةً لها , وأن تقديرها يختلف من حالٍ إلى حال.
(20) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#40) مجموع الفتاوى (28/ 205).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/118)
(21) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#42) القناعات والعقائد لا تتبدّل إلا بالإقناع العقلي والأدلة , وأما محاولة تغيير العقائد بمجرّد الترغيب أو الترهيب وحدهما فإنه لا يُجدي شيئًا. ولذلك فالأصل أن لا نلجأ إلى عقوبةٍ أو إغراءٍ لتغيير القناعات؛ بل غالبًا ما تكون نتائجُ ذلك عكسيةً. أما أن يُلجأ إلى الترغيب والترهيب مع الإثباتات العقلية والأدلة الصحيحة , فهذا هو المنهج الصحيح , كما مع المؤلفة قلوبهم. والترغيب والإحسان هو الأعظم أثرًا في الغالب والأنجع لمن أراد الإقناع , وما أبعد الإقناع عمن أرادها من خلال العقوبة!
ولذلك قُعِّدَ للجدل أن يكون بالأحسن من الأقوال "وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" [النحل:125] "وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ" [العنكبوت:46].ولا يُلجَأُ إلى العقوبة إلا في أضيق الحدود , كما لو ظهرتْ أدلةُ العنادِ والاستكبارِ من المخالِف ورأينا المصلحة في عقوبته , أو اتّضحتْ براهينُ إعراضِه عن سماعِ ما يجب عليه الإنصاتُ إليه.
(22) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#44) حيث إن درجة الإعذار تختلف بسبب جهاتٍ عِدّة: (1) من جهة ظهور أدلة الحق في نفسها أو خفاء أدلته (2) ومن جهة كثرة شُبَهِ الباطل وقوتها أو قِلّتها وضعفها (3) ومن جهة كون بلد المبتدع ومجتمعه على السنة أم على البدعة , فلا يكون من ابتدع في خلافة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في الإعذار كمن نشأ في زمننا في بلد لا تكاد تعرف فيه أحدًا من أهل السنة (4) ومن جهة قوة ذكاء المبتدع أو ضعف فهمه , فليس الذي تُلبِّسُ عليه أدنى شبهة؛ لغبائه (وإن كان ما زال في حيّز التكليف) , كمن لا تنطلي عليه الأُغلوطات؛ لفرط ذكائه.
وهذه الأعذار تُبَيِّنُ لك الخطأَ الكبيرَ الذي وقع فيه من كفَّرَ الملايين من أهل الشهادتين بأعيانهم!!! بشُبهة أن الحجة قد قامت عليهم جميعِهم!!! أما كان يكفيه العُذرُ الأخيرُ منها (وهو الرابع) , ليعلم مقدارَ ما أفرط فيه مقالُه , ولكي يُدرك عظيمَ تجاوزِه في التصوُّرِ للواقعِ المشاهَدِ!!! فكما أن الحُكم على كافرٍ بالإسلام بغير تثبّتٍ من دخوله فيه خطأٌ كبيرٌ , فأكبر منه: إخراجُ مسلمٍ إلى الكفر! وأكبر وأخطر: إخراجُ العددِ من المسلمين!! فكيف بملايين المسلمين!!!
ولا يجوز أن نُصَغِّر الخطأ إذا صدر من أحدنا , ونُعظِّمه إذا صدر من غيرنا!!
(23) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#46) مجموع الفتاوى (28/ 209).وجاء في المطبوع: «لا مستحقا» هكذا على النفي في الجملتين الأخيرتين , وهوخطأ ظاهر , صوابه بالاستثناء.
(24) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#48) وهذا ما قرّره الإمام الشافعي في كتابه الأم في باب (ما تجوز به شهادة أهل الأهواء). (7/ 509 - 511).
وهذا هو مذهب عامة الفقهاء , وفي بيان ذلك يقول ابن عبد البر: «اتفق ابن أبي ليلى , وابن شُبرمة , وأبو حنيفة , والشافعي , وأصحابهما , والثوري , والحسن بن يحيى , وعثمان البتّي , وداود , والطبري , وسائرُ من تكلّم في الفقه؛ إلا مالكا وطائفة من أصحابه , على قبول شهادة أهل البدع: القدريةِ وغيرهم , إذا كانوا عدولا , ولا يستحلّون الزور , ولا يشهد بعضُهم على تصديق بعضٍ في خبره ويمينه , كما تصنع الخطّابية ... (ثم قال:) كلُّ مَن يُجيز شهادتَهم لا يرى استتابتَهم ولا عَرْضَهم على السيف» , الاستذكار لابن عبد البر (26/ 104).وانظر أيضًا اختلاف العلماء لمحمد بن نصر المروزي (286 - 287).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/119)
وقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم إلى أن موقف الإمام مالك والإمام أحمد في ردِّ شهادة أهل الأهواء ليس مبنيّا على التأثيم والتكذيب , وإنما هو من باب الزجر والتأديب لردعهم ولمنع بدعهم من الانتشار. انظر مجموع الفتاوى (13/ 125) , والطرق الحكمية لابن القيم (1/ 461 - 466). والذي يقطع بصحة هذا البيان: أن الإمامين مالكا وأحمدَ لم يتركا الروايةَ عن أهل البدع مطلقًا , ولو كانت البدعةُ عندهما مفسِّقةً لتركا الرواية عنهم؛ لإجماع الأئمة على ترك رواية الفاسق.
(25) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#50) وهذا هو الراجح , والذي اتفق عليه المحدثون من أئمة النقد (رُغم دعاوى الاختلاف المحكيّة عنهم): أن روايةَ من لم يُقدح فيه بغير البدعة مقبولةٌ , بشرطين: أن لا يكون ممن أُقيمت الحجةعليه فثبت عِنادُهُ , وأن لا يروي حديثا منكرا من مثله يؤيّد به بدعته , فيُرَدُّ حديثُه حينها للظِنّة. وقد بينتُ ذلك باختصار في شرحي المطبوع لموقظة الذهبي.
(26) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#52) وإن صحّ على تجوُّزٍ أن يُقالَ عن البدعة نفسها (لا عن المبتدع): «هي أصغر من الكُفر , وأكبر من الفسق» , كما في الكُلِّيّات للكَفَوِيّ (243).لكنها عبارةٌ تحتاج بيانًا , فلا يصح إطلاقُها هكذا!
(27) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#54) أخرجه ابن أبي شيبة (رقم39097) , ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (رقم591 ,592 ,593) , وغيرهما.
(28) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#56) منهاج السنة النبوية (5/ 244).
(29) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#58) تاريخ بغداد للخطيب: (10/ 261 - 263)، وتهذيب التهذيب: (6/ 197 - 198).
(30) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#60) مسائل أبي داود للإمام أحمد (276).
(31) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#62) ليس هذا الشتم من منهج النبي –صلى الله عليه وسلم- , وكيف يكون المسلم الثقة مثل الحمار!!!
(32) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#64) التفريق بين الداعية وغير الداعية يدل على أن مناط ترك الرواية ليس هو انعدام الثقة بنقل الداعية؛ لأن الداعية وغير الداعية مشتركان في البدعة التي هي الطعن , ولذلك ما زال الداعية عند ابن حبان ثقةً كما قال: «وإن كانوا ثقاتا».وإنما سببُ تركِ رواية الداعية هو الهجر والتأديب , ولكي لا تكون الرواية عنه سببا في الترويج لبدعته. وهذا ما صرّحَ به ابن حبان في مقدمة صحيحه , حيث ذكر مسألة الرواية عن أهل البدع , وضرب لهم مثلًا بالمرجئة والرافضة , وفرّق بين الداعية وغير الداعية , ثم قال: «فإن الداعي إلى مذهبه والذابَّ عنه حتى يصير إمامًا فيه , وإن كان ثقةً , ثم روينا عنه , جعلنا للاتباع لمذهبه طريقًا , وسوّغنا للمتعلِّمِ الاعتمادَ عليه وعلى قوله , فالاحتياطُ تركُ رواية الأئمة الدعاة منهم ... ».الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان لابن بَلَبَان (1/ 160).
(33) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#66) الثقات لابن حبان (6/ 140 - 141).
(34) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#68) سؤالات أبي عبيد الآجُرّي لأبي داود (رقم591).
(35) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#70) مجموع الفتاوى (4/ 13).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/120)
(36) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#72) وقد ذكر هذا الأمرَ شيخُ الإسلام ابنُ تيميّة , حيث قال: «وجنسُ البدع (وإن كان شرًّا) لكنّ الفجورَ شرٌّ من وجه آخر؛ وذلك أن الفاجر المؤمن لا يجعل الفجور شرّا من الوجه الذي هو حرام محض, لكن مقرونًا باعتقاده لتحريمه , وتلك حسنة ٌ في أصل الاعتقاد. وأما المبتدعُ فلا بُدّ أن تشتمل بدعته على حقّ وباطلٍ , ولكن يعتقد أن باطلَها حقٌّ أيضًا , ففيه من الحُسْنِ ما ليس في الفجور , ومن السيئ ما ليس في الفجور , وكذلك العكس». الاستقامة لابن تيمية (1/ 455)
وبكلام ابن تيمية هذا (الذي يدل على صحته النظرُ الشرعيُّ في المسألة) ينبغي أن نفهم كلامه الآخر في الموازنة بين البدع وأهلها والمعاصي وأهلها, كقوله في مجموع الفتاوى (28/ 470) «ولهذا اتفق أئمة الإسلام على أن هذه البدع المغلّظة شرٌّ من الذنوب التي يعتقدُ أصحابُها أنها ذنوب» , وكقوله فيه (20/ 103): «أن أهل البدع شرٌّ من أهل المعاصي الشهوانية , بالسنة والإجماع».فبكلام ابن تيمية الأول يتّضح أن الإطلاق هنا غيرُ مرادٍ عنده , وكيف يريد الإطلاق؟! وهو نفسُه يرى قبولَ شهادةِ أهل البدع , دون أهل الفسوق!! كما سبق عزو ذلك إليه. كما أن شيخ الإسلام نفسه يقرّر أن المبتدع هو والعاصي سواء في اجتماع موجبات الإكرام وضدّها فيه , وأنه لا يُطلَقُ القولُ فيه بموجبات الإكرام أو الإهانة , ولكن بحسب ما فيه من خيرٍ وشر , وسبق نقلُ كلامه في ذلك.
ولا ننسى المواقفَ العملية لشيخ الإسلام مع خصومه من أهل البدع , وفيهم الغُلاة في بدعتهم , من ثنائه الخاص على آحادهم (كتقي الدين السبكي) , والشفاعة فيهم (كما فعل مع البكري) ,والعفو عنهم بعد قُدرته عليهم , حتى كان يقول للسلطان الذي يستشيره في قتلهم (وهم رؤوس أهل البدع في زمنه) , بعدما مدحهم عنده وأثنى عليهم وشكرهم: «إن هؤلاء لو ذهبوا , لم تجد مثلهم في دولتك!!» , فكان يقول أحدُهم: «ما رأينا أتقى من ابن تيميّة! سعينا في دمه , فلما قدر علينا عفا عنا».فانظر العقود الدرية لابن عبد الهادي (187) , والجامع لسيرة شيخ الإسلام (260 - 261, 478 - 479, 606 - 607).
وهكذا لا ينبغي أن ننتقي من كلام العالم ما نريدُ أن نتقَوَّى به على رأينا , دون تحقيق رأيه فيه من عموم مواطنه. ولعلّي لو لم أذكر هذين النقلين عن ابن تيمية لظن بعضُهم أنهما يَرُدّان على تقريري لمذهبه فيه , ولذلك أحببت بيانَ أن فهمهما لا يصحُّ أن يكون بانتقائيّةِ وفَهْمِ أهلِ الجهالة!!
ومن هذا الباب كلامٌ في مواطن عديدة لابن تيمية (كالذي في مجموع الفتاوى 11/ 468 - 471) , يجب أن يُفهمَ بكامل سياقه , وبعرضه على أقواله الأخرى , والأهم من ذلك أن يُعرَضَ على الكتاب والسنة. ولولا حرصي على الاختصار لنقلتُ ما قد يشتبه (كالنقل المشار إليه) , لأبيِّنه. ولولا احتمال ادّعاء ذهاب نقلٍ عليَّ يؤثر في نتيجة هذا المقال , لأعرضتُ عن تلك الإشارة اكتفاءً بإنصاف الباحث عن الحق!! كما أنه (في هذا السياق نفسه) يجب أن نراعي احتمالَ تغيُّرِ اجتهاد الإمام , كما كان قد نقل الإمام الذهبي عن أبي الحسن الأشعري أنه أشْهَدَ على نفسه بأنه لا يُكفِّر أحدًا من أهل القبلة , ثم قال الذهبي: «قلتُ: وبنحو هذا أدين , وكذلك كان شيخُنا ابنُ تيمية في أواخر أيامه , يقول: أنا لا أكفِّرُ أحدا من الأمة , ويقول: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: {لا يحافظُ على الوضوء إلا مؤمن} , فمن لازَمَ الصلوات بوضوء فهو مسلم» , سير أعلام النبلاء (15/ 88).
ولن يتأخّرَ المُزايِدُون غيرَهم على الحميّة السُّنِّيّة (بلا إنصاف) عن هذه الساحة , ولو بالكذب! فيروي أحدهم أن الإمامَ مالكًا قال: «لو أن رجلا ركب الكبائر كلها (!!!) , بعد أن لا يُشرك بالله, ثم تخلّى من هذه الأهواء والبدع (وذكر كلاما) دخل الجنّة».أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 325) , من رواية أحد أجلاد الكذابين , وهوالنضر بن سلمة شاذان المروزي (لسان الميزان: رقم 8140).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/121)
ومثله في البُعد عن العلم والإنصاف: ما رُوي عن الإمام أحمد (وحاشاه منه) أنه قال: «قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة , وقبور أهل البدعة من الزُّهاد حفرة. فُسّاق أهل السنة أولياء الله , وزُهّاد أهل البدعة أعداءُ الله».أسنده القاضي أبو الحسين ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (2/ 12).ومثل هذا الكلام لا يقوله عالم!! بل يتورّع عما دونه في الغُلُوِّ والمُجازفة عوامُّ المسلمين!!! ولو لم يكن في هذه العبارة إلا إغراءُ أهلِ السنة بارتكاب الكبائر لكفاها سوءًا!! وانظر سياق ابن القيم لهذه العبارة مساقَ الذمّ لها, وأنه لا يشفع لها طِيبُ مقصدها , ولايُحسِّنها أن مُنطلقَها (وهو بيانُ وجهِ تقديمِ البدعة على المعصية في الخطورة) منطلقٌ صحيح , وذلك في إعلام الموقّعين (3/ 329).
(37) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#74) ولا يكاد يُوجَدُ وَجْهٌ يُظنّ معه أن البدعة أعظم ضررًا من الفسق مطلقاً، إلا وفيه ما ينقض ذلك الإطلاق. وقد بيّنتُ ذلك في أصل المقال في أظهر وجهٍ يُظَنُّ معه هذا الظن , وهو: أن البدعة تحريفٌ لحقائق الدين، دون الفسق. فالمعاصي تؤدي إلى الإعراض عن حقائق الدين , وهذا الإعراض قد يصل إلى حدّ الكفر.
وقد يُقال أيضاً: إنّ البدعة يبقى ضررها حتى بعد موت أصحابها، بخلاف الفسق. أقول: لئن تنزّلتُ في قبول ذلك في تاريخنا الغابر، فماذا تقول في العصر الحاضر، حين أصبح للفسق مدارسُ ومناهجُ ومؤلفاتٌ وبرامج، تدوم وتعمُّ بشرورها، حتى بعد موت أصحابها؟!!
(38) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8957#76) جاء في الآداب الشرعية لابن مفلح (1/ 257): «فصل: في حظر حبس أهل البدع لبدعتهم: قال المرُّوذي: سألت أبا عبدالله [أحمد بن حنبل] عن قوم من أهل البدع يتعرّضون ويُكَفِّرون؟ قال: لا تتعرّضوا لهم. قلتُ: وأي شيء تكرهُ من أن يُحْبَسوا؟! قال: لهم والِداتٌ وأخوات. قلتُ: فإنهم قد حبسوا رجلا وظلموه , وقد سألوني أن أتكلّم في أمره حتى يخرج؟ قال: إن كان يُحبس منهم أحدٌ , فلا».فما أعدل أهل السنة وما أرحمهم!!! هذا كلام أحمد في الذين يتعرّضون لنا بالأذى والتكفير , أنه لا يُسعى في سَجْنهم لمجرّد بدعتهم؛ لما يُخشى من تجاوزِ الوُلاةِ في عقوبتهم قَدْرَها المشروع!!!
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:49 م]ـ
جزاك الله خيرا على ما قدمت
ولي بعض التعقبات على ما ذكرت سأذكرها لاحقا آمل ان يتسع لها صدرك
وعسى ان يكون في الوقت فسحة قبل حذف الموضوع او اغلاقه كما هي العادة
والله المستعان
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[21 - 04 - 07, 03:01 م]ـ
هجر المبتدع
الشيخ بكر أبو زيد
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإنه في حال من انفتاح ما كان يخشاه النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته في قوله -عليه الصلاة والسلام-: (أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم) (1).
وانفتاح العالم بعضه على بعض، حتى كثرت في ديار الإسلام الأخلاط، وداهمت الأعاجم العرب، وكثر فيهم أهل الفرق، يحملون معهم جراثيم المرض العقدي والسلوكي.
وفي وسط من تداعي الأمم كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق ... ) (2)، وأمام هذا: غياب رؤوس أهل العلم حيناً، وقعودهم عن تبصير الأمة في الاعتقاد أحياناً، وفي حال غفلة سرت إلى مناهج التعليم بضعف التأهيل العقدي، وتثبيت مسلمات الاعتقاد في أفئدة الشباب، وقيام عوامل الصد والصدود عن غرس العقيدة السلفية وتعاهدها في عقول الأمة.
فى أسباب تمور بالمسلمين موراً، يجمعها غايتان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/122)
الأولى: كسر حاجز "الولاء والبراء" بين المسلم والكافر، وبين السني والبدعي، وهو ما يسمى في التركيب المولَّد باسم:"الحاجز النفسي"، فيكسر تحت شعارات مضللة:"التسامح" "تأليف القلوب" "نبذ: الشذوذ والتطرف والتعصب"،" الإنسانية" (3)، ونحوها من الألفاظ ذات البريق، والتي حقيقتها "مؤامرات تخريبية" تجتمع لغاية القضاء على المسلم المتميز وعلى الإسلام.
الثانية: فُشو " الأمية الدينية " حتى ينفرط العقد وتتمزق الأمة، ويسقط المسلم بلا ثمن في أيديهم وتحت لواء حزبياتهم، إلى غير ذلك مما يعايشه المسلمون في قالب: " أزمة فكرية غثائية حادة " أفقدتهم التوازن في حياتهم، وزلزلت السند الاجتماعي للمسلم " وحدة العقيدة "، كلٌّ بقدر ما علَّ من هذه الأسباب ونهل، فصار الدخل، وثار الدخن وضعفت البصيرة، ووجد أهل الأهواء والبدع مجالاً فسيحاً لنثر بدعهم ونشرها، حتى أصبحت في كف كل لافظ، وذلك من كل أمر تعبدي محدث لا دليل عليه " خارج عن دائرة وقف العبادات على النص ومورده ".
فامتدت من المبتدعة الأعناق، وظهر الزيغ، وعاثوا في الأرض الفساد، وتاجرت الأهواء بأقوام بعد أقوام، فكم سمعنا بالآلاف من المسلمين وبالبلد من ديار الإسلام يعتقدون طرقاً ونحلاً محاها الإسلام.
إلى آخر ما هنالك من الويلات، التي يتقلب المسلمون في حرارتها، ويتجرعون مرارتها، وإن كان أهل الأهواء في بعض الولايات الإسلامية هم: مغمورون، مقموعون، وبدعهم مغمورة مقهورة، بل منهم كثير يؤوبون لرشدهم، فحمداً لله على توفيقه، لكن من ورائهم سرب يحاولون اقتحام العقبة، لكسر الحاجز النفسي وتكثيف الأمية الدينية في ظواهر لا يخفى ظهور بصماتها في ساحة المعاصرة وأمام العين الباصرة.
والشأن هنا في تذكير المسلم بالأسباب الشرعية الواقعية من " المد البدعي، واستشرائه بين المسلمين، والوعاء الشامل لهذه الذكرى":
القيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، والتبصير في الدين، وتخليص المنطقة الإسلامية من شوائب البدع والخرافات والأهواء والضلالات، وتثبيت قواعد الاعتقاد السلفي المتميز على ضوء الكتاب والسنة في نفوس الأمة.
ومن أبرز معالم التميز العقدي فيها، وبالغ الحفاوة بالسنة والاعتصام بها، وحفظ بيضة الإسلام عما يدنسها:
نصب عامل "الولاء والبراء" فيها، ومنه: إنزال العقوبات الشرعية على المبتدعة، إذا ذكروا فلم يتذكروا، ونهوا فلم ينتهوا، إعمالاً لاستصلاحهم وهدايتهم وأوبتهم بعد غربتهم في مهاوي البدع والضياع، وتشييداً للحاجز بين السنة والبدعة، وحاجز النفرة بين السني والبدعي، وقمعاً للمبتدعة وبدعهم، وتحجيماً لهم ولها عن الفساد في الأرض، وتسرب الزيغ في الاعتقاد، ليبقى الظهور للسنن صافية من الكدر، نقية من علائق الأهواء وشوائب البدع، جارية على منهاج النبوة وقفو الأثر، وفي ظهور السنة أعظم دعوة إليها ودلالة عليها، وهذا كله عين النصح للأمة.
فالبصيرة إذاً في العقوبات الشرعية للمبتدع: باب من الفقه الأكبر كبير، وشأنه عظيم، وهو رأس في واجبات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأصل من أصول الاعتقاد بدلالة الكتاب والسنة والإجماع، ولهذا تراه بارز المعالم في كتب الاعتقاد السلفي "اعتقاد أهل السنة والجماعة".
كل هذا تحت سلطان القاعدة العقدية الكبرى "الولاء والبراء" (4) التي مدارها على الحب والبغض في الله تعالى، الذي هو " أصل الدين " وعليه تدور رحى العبودية.
وهذه العقوبات الشرعية التي كان يتعامل بها السلف مع أهل البدع والأهواء، متنوعة ومتعددة في مجالات:
الرواية، والشهادة، والصلاة خلفهم وعليهم، وعدم توليتهم مناصب العدالة كالإمامة والقضاء، والتحذير منهم ومن بدعهم وتعزيرهم بالهجر، إلى آخر ما تراه مروياً في كتب السنة والاعتقاد، مما حررت مجموعه في " أصول الإسلام لدرء البدع عن الأحكام".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/123)
وما في هذه الرسالة هو في خصوص "الزجر بالهجر للمبتدع ديانة" (5) لأهميته في: التميز، والردع، وعموم المطالبة به، ولأنه أصبح في الغالب من "السنن المهجورة"، تحت العوامل المذكورة في صدر هذه المقدمة، لهذا رأيت إفراده بهذه الرسالة إحياءً لهذه السنة، ونشراً لها بضوابطها الشرعية التي تحفظ للمبتدع كرامته مسلماً، وتكشف بدعته بوصفه مبتدعاً، ما لم تكن مكفرة كبدعة: القدر (6)، والباب، والبهاء ... وتحفظ على أهل السنة والجماعة كف بدعته ومداخلتها في صفوفهم، وهذا واجب باتفاق المسلمين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في بيان وجوب النصح لصالح الإسلام والمسلمين:
"ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين، حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟؛ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل، فبيَّن أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته، ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً"ا. هـ. (7).
هذا وما سيمر نظرك عليه في هذه الرسالة، فإنه ينتظم في جملته: أحكام الهجر الشرعي للكافر والمبتدع الضال ببدعته والعاصي المجاهر بمعصيته، لكن صار نسج الكلام وجلب الروايات والنقول في " هجر المبتدع "، لأن ضرره أعظم وخطره أشد، كما مر بك في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-، ويأتي له نظائر إن شاء الله تعالى.
وتجد رؤوس المعتبرات في هذه الرسالة على ما يلي:
1 - مقاصد الإسلام في الهجر.
2 - أنواعه.
3 - شروطه.
4 - صفته.
5 - منزلة هجر المبتدع من الاعتقاد.
6 - الأدلة العلمية من الكتاب والسنة والإجماع.
7 - إعمال الصحابة فمن بعدهم له في مواجهة المبتدع.
8 - ضوابط الهجر في الشرع.
9 - عقوبة من والى المبتدعة.
10 - التحذير من إشاعة البدعة.
فاللهم "ارزقنا هدياً قاصداً" (8) و "جنِّبنا منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء".
المبحث الأول
مقاصد الإسلام في الهجر:
فوائد الهجر للمبتدع التي قصدها الشرع كثيرة، منها ما يعود إلى الهاجرين القائمين بهذه الوظيفة الشرعية العقدية، ومنها ما يعود إلى المهجور وإلى عامة المسلمين، وإلى حماية السنن من البدع والأهواء، فالهجر الشرعي ومنه "هجر المبتدعة": عقوبة زجرية متعددة الغايات والمقاصد الشرعية المحمودة، وهي على ما يلي:
1 - أن "الزجر بالهجر" عقوبة شرعية للمهجور، فهي من جنس الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا، وأداء لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تقرباً إلى الله تعالى بواجب الحب والبغض فيه سبحانه وتعالى.
2 - بعث اليقظة في نفوس المسلمين من الوقوع في هذه البدعة وتحذيرهم.
3 - تحجيم انتشار البدعة.
4 - قمع المبتدع وزجره، ليضعف عن نشر بدعته، فإنه إذا حصلت مقاطعته والنفرة منه بات كالثعلب في جحره.
أما معاشرته ومخالطته، وترك تحسيسه ببدعته: فهذا تزكية له، وتنشيط وتغرير بالعامة، إذ العامي مشتق من العمى، فهو بيد من يقوده غالباً، فلابد إذاً من الحجر على المبتدع استصلاحاً للديانة وأحوال الجماعة، وهو ألزم من الحجر الصحي لاستصلاح الأبدان.
وبعد أن نقل الشاطبي -رحمه الله تعالى- بعض الآثار في النهي عن توقير المبتدع، قال:
" فإن الإيواء يجامع التوقير، ووجه ذلك ظاهر، لأن المشي إليه والتوقير له تعظيمٌ له لأجل بدعته، وقد علمنا أن الشرع يأمر بزجره وإهانته وإذلاله بما هو أشد من هذا، كالضرب والقتل، فصار توقيره صدوداً عن العمل بشرع الإسلام،. وإقبالاً على ما يضاده وينافيه، والإسلام لا ينهدم إلا بترك العمل به والعمل بما ينافيه.
وأيضاً فإن توقير صاحب البدعة مظنة لمفسدتين تعودان بالهدم على الإسلام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/124)
أحدهما: التفات العامة والجهال إلى ذلك التوقير، فيعتقدون في المبتدع أنه أفضل الناس، وأن ما هو عليه خير مما عليه غيره، فيؤدي ذلك إلى اتباعه على بدعته دون اتباع أهل السنة على سنتهم.
والثانية: أنه إذا وقر من أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرض له على انتشار الابتداع في كل شيء.
وعلى كل حال فتحيا البدع وتموت السنن، وهو هدم الإسلام بعينه ... " ا. هـ (9).
5 - إعطاء ضمانة للسنن من شائبة البدع ومداخلتها لصفاء السنن. والله أعلم.
المبحث الثاني
أنواع الهجر: وهى ثلاثة:
الأول: الهجر ديانة، أي:" الهجر لحق الله تعالى " وهو من عمل أهل التقوى، في: هجر السيئة، وهجر فاعلها، مبتدعاً أو عاصياً.
وهذا النوع من الهجر للفجار على قسمين:
1 - هجر ترك: بمعنى هجر السيئات، وهجر قرناء السوء الذين تضره صحبتهم إلا لحاجة أو مصلحة راجحة.
قال الله تعالى: ((والرُّجْزَ فَاهْجُرْ))، وقال سبحانه: ((واهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً)). وقال تعالى: ((وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وإمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ)) (10).
وقال تعالى: ((وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا ويُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إذاً مِّثْلُهُمْ))، وفي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (المهاجر من هجر ما نهى الله عنه).
2 - هجر تعزير: وهذا من العقوبات الشرعية التبصيرية التي يوقعها المسلم على الفجار كالمبتدع، على وجه التأديب،في دائرة الضوابط الشرعية للهجر، حتى يتوب المبتدع ويفيء.
وهذا القسم هو الذي تدور عليه الأبحاث في هذه الرسالة المباركة.
وهذا النوع بقسميه من أصول الاعتقاد، والأمر فيه أمر إيجاب في أصل الشرع، ومباحثه في كتب السنن والتوحيد والاعتقاد وغيرها.
تنبيه: في هجر الكافر:
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-:
"قال الطبري: قصة كعب بن مالك أصل في هجران أهل المعاصي،وقد استشكل كون هجران الفاسق أو المبتدع مشروعاً ولا يشرع هجران الكافر، وهو أشد جرماً منهما لكونهم من أهل التوحيد في الجملة.
وأجاب ابن بطال: بأن لله أحكاماً فيها مصالح للعباد وهو أعلم بشأنها وعليهم التسليم لأمره فيها، فجنح إلى أنه تعبد لا يعقل معناه.
وأجاب غيره: بأن الهجران على مرتبتين: الهجران بالقلب، والهجران باللسان، فهجران الكافر بالقلب وبترك التودد والتعاون والتناصر لا سيما إذا كان حربياً، وإنما لم يشرع هجرانه بالكلام لعدم ارتداعه بذلك عن كفره، بخلاف العاصي المسلم فإنه ينزجر بذلك غالباً، ويشترك كل من الكافر والعاصي في مشروعية مكالمته بالدعاء إلى الطاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنما المشروع ترك المكالمة بالموادة ونحوها " ا. هـ (11).
والظاهر ما قاله النووي -رحمه الله تعالى- من أن للمسلم هجر الكافر من غير تقييد (12)، لما هو معلوم من الأصل الشرعي العام من تحريم موالاة الكفار،والتحذير من موادتهم وتعظيم ما يؤدي إلى ذلك، ونصب الأسباب الموصلة إلى ظهور المسلم عليهم كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:" لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام،فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه" رواه أحمد ومسلم وغيرهما. والنصوص في تحريم موالاة الكافرين من الكتاب والسنة وآثار السلف كثيرة مشهورة، والله أعلم (13).
-يتبع -
__________
1 - انظر: فتح الباري 6/ 58 2، 263.
2 - السلسلة الصحيحة برقم / 956، وصحيح الجامع الصغير برقم / 8035.
3 - عن "مذهب الإنسانية" انظر: مذاهب فكرية معاصرة لمحمد قطب: 589 - 604، وفي: معجم المناهي اللفظية، حرف الألف، ومقدمة طه العلواني لكتاب: النهي عن الاستعانة والاستنصار في أمور المسلمين بأهل الذمة والكفار، لمصطفى الوارداني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/125)
4 - هذه القاعدة مبحوثة في كتب الاعتقاد، وقد أفردت بمؤلفات منها: تحفة الإخوان ... للشيخ حمود التويجري، سبيل النجاة، للشيخ حمد بن عتيق، الولاء والبراء، للشيخ محمد سعيد القحطاني، الموالاة والمعاداة للشيخ محمد الجلعود، الولاء والبراء للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، وخمستها مطبوعة.
5 - للسيوطي رسالة باسم (الزجر بالهجر) ولم أقف عليها، وللشيخ محمد الزمزمي بن محمد الصديق الغماري رسالة باسم:" إعلام المسلمين بوجوب مقاطعة المبتدعين والفجار والظالمين" طبعت بتطوان بلا تاريخ، رد بها على أخيه عبد الله في رسالته: (القول المسموع في بيان الهجر المشروع)، وكان الزمزمي قد قاطع آخاه عبد الله لما لديه من الدعوة إلى القبوريات وإلى بناء المساجد على القبور، وخدمة زاوية أبيه، في سلسلة يطول ذكرها من البدع المضلة، فبلغت الصورة الغضبية مبلغها من عبد الله فألف رسالة: (النفحة الزكية) هجر فيها دلالة النصوص على الهجر، وخرق إجماع الأمة عليه، وهي من الباطل الذي لا يلتفت إليه، والله الهادي إلى سواء السبيل.
6 - ما أحسن ما قاله الحربي أبو اسحاق -رحمه الله تعالى-: من لم يؤمن بالقدر لم يتهنَّ بعيشه. انظر: ولاية الله للشوكاني /396.
7 - الفتاوى 28/ 231 232.
8 - اقتباس من حديثين مرفوعين رواهما ابن أبي عاصم في "السنة" برقم / 13، 95، وانظر: ظلال الجنة 1/ 12، 46.
9 - الاعتصام 1/ 114.
10 - الفتح 28/ 211 - 213، 216 - 217، 203، فتح الباري 10/ 497. الترغيب والترهيب 3/ 454 - 462، الدرر السنية 4/ 216 - 208.
11 - فتح الباري 10/ 497.
12 - فتح الباري 10/ 496.
13 - انظر: تحفة الإخوان، فهو مهم في هذا، والدرر السنية 4/ 135، 140 - 143، 20، 208 - 216، ومن النظر فيها يتبين أن ما استشكله الطبري غير مشكل والله أعلم.
المبحث الخامس
منزلة الهجر من الاعتقاد:
يؤصل علماء الإسلام (هجر المبتدع ديانة) تحت القاعدة العقدية الكبرى (قاعدة الولاء والبراء) (5).
ومفهوم هذه القاعدة الشريفة لدى أهل السنة والجماعة هو: الحب والبغض في الله، فهم يوالون أولياء الرحمن، ويعادون أولياء الشيطان، وكلٍ بحسب ما فيه من الخير والشر.
وفي حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره المرء أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" متفق عليه (6).
وعن أبي إمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، فقد استكمل الإيمان» رواه أبو داود والضياء (7).
يحيى بن معاذ: (حقيقة الحب في الله أن لا يزيد بالبر، ولا ينقص بالجفاء) (8).
وهذه القاعدة من مسلمات الاعتقاد في الإسلام، لكثرة النصوص عليها من الكتاب والسنة والأثر (9).
ومن أولى مقتضياتها - التي يثاب فاعلها ويعاقب تاركها - البراءة من أهل البدع والأهواء، ومعاداتهم، وزجرهم بالهجر ونحوه، على التأبيد حتى يفيئوا، وهذا موفور في عامة كتب اعتقاد أهل السنة والجماعة (10).
واكتفى بما أصله الإمام أبو إسماعيل الصابوني م سنة 449هـ رحمه الله تعالى إذ قال:
(ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الديني، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان قَرّت بالآذان وقرت بالقلوب ضرّت وجرّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جَرَّت، وفيه أنزل الله عز وجل قوله ((وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ في آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْرِهِ)).
ثم ذكر علامات أهل البدع، وعلامات أهل السنة، ثم قال: (واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم، والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم…) ا هـ (11).
والعقوبة بالهجر للمبتدع إحدى العقوبات الشرعية التي ينزلها أهل السنة بالمبتدعة، حسب البدع والأهواء التي يتلبسون، بها، ومنها ما تقدمت الإشارة إليه. والله أعلم.
المبحث السادس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/126)
الأدلة من الكتاب والسنة على هجر المبتدع ديانة:
هذا التأصيل العقدي: الزجر بالهجر للمبتدع ديانة، مستمد من دلائل: الكتاب، والسنة، والإجماع وإلى بيان بعض منها:
أولا - الكتاب العزيز:
ففيه آيات كثيرة في التأكيد على) الموالاة في الله، والمعاداة فيه، في سور: البقرة، وآل عمران، والأنعام، والنساء، و ا لمجادلة وغيرها (12).
ونقتصر هنا على ذكر أربع آيات من سور: الأنعام، والنساء، وهود، والمجادلة، والتي نص العلماء في تفسيرها على عقوبة المبتدع بالهجر ودلالتها عليه، وذلك باعتبار عموم اللفظ في كل آية، وهذا هو المعتبر دون خصوص السبب، ففي عموم كل آية منها دليل على الهجر والإعراض والاجتناب، والمجالسة، لكل مبتدع محدث في الدين حتى يفيء، وعلى هذا تدل كلمة من تراه من المفسرين وغيرهم.
وهذه من أجل الفوائد في تفسير النصوص من آية أو حديث، إذ يشمل تفسيرها الأمرين:
الأول: ما هي نص فيه.
الثاني: ما يؤخذ منه حكم له وإن لم يكن نصا فيه باعتبار العموم والاستنباط من كتاب الله تعالى وأسرار تنزيله، وكما في حديث الصحيفة المشهور. " أو فهماً يؤتيه الله رجلا في كتابه".
وهذه قاعدة شريفة فلا يفوتنك الوقوف عليها، وبخاصة لدى الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى، وعنه بل بأبسط في كتاب (حد الإسلام وحقيقة الإيمان) (13).
وإلى بيانها.
1 - - ومنها قول الله تعالى في سورة الأنعام:68 (14):
((وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ في آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْرِهِ وإمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ))
وفي هذه الآية دلالة على تحريم مجالسة أهل البدع والأهواء وأهل الكبائر والمعاصي.
قال القرطبي رحمه الله تعالى: (في هذه الآية رد من كتاب الله عز وجل على من زعم أن الأئمة الذين هم حجج، وأتباعهم لهم أن يخالطوا الفاسقين،. ويصوبوا آرائهم تقية، وذكر الفري عن أبي جعفر محمد بن علي رض الله عنه أنه قال: لا تجالسوا أهل الخصومات، فإنهم الذين يخوضون في آيات الله.
قال ابن العربي: وهذا دليل على أن مجالسة أهل الكبائر لا تحل. قال ابن خويز منداد: من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر مؤمنا كان أو كافرا، قال: وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو، وكنائسهم، والبيع ومجالسة الكفار وأهل البدع، وألا تعتقد مودتهم، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم، ثم ذكر بعض الآثار عن السلف في هجر المبتدعة) ا هـ (15) (16).
وقال الشوكاني رحمه الله تعالى: (وفى هذه الآية موعظة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون. كلام الله، ويتلاعبون بكتاب وسنة رسوله، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة، فإنه إذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم، وذلك يسير عليه غير عسير، وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون، به شبهة يشبهون بها على العامة، فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر. وقد شاهدنا من هذه المجالسة الملعونة ما لا يأتي عليه الحصر، وقمنا في نصرة الحق ودفع الباطل بما قدرنا عليه، وبلغت إليه طاقتنا، ومن عرف هذه الشريعة المطهرة حق معرفتها: علم أن مجالسة أهل البدع المضلة فيها من المفسدة أضاف أضعاف ما في مجالسة من يعصي الله بفعل شيء من المحرمات، ولا سيما لمن كان غير راسخ القدم في علم الكتاب والسنة، فإنه ربما ينفق عليه من كذباتهم وهذيانهم ما هو من البطلان بأوضح، مكان فينقدح في قلبه ما يصعب علاجه ويعسر دفعه، فيعمل بذلك مدة عمره، ويلقى الله به معتقداً أنه من الحق، وهو من أبطل الباطل وأنكر المنكر) ا هـ (17)
2 - ومنها قوله تعالى: النساء 140:
((وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا ويُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إذاً مِّثْلُهُمْ إنَّ اللَّهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ والْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً))
قال القرطبي رحمه الله تعالى ما محصله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/127)
(فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم، والرضا بالكفر كفر، قال الله عز وجل: ((إنَّكُمْ إذاً مِّثْلُهُمْ)) فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية ..
وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والأهواء أولى (1) وروى جويبر عن الضحاك قال: (دخل في هذه الآية كل محدث في الدين مبتدع إلى يوم القيامة) (2). وقال القرطبي أيضاً رحمه الله تعالى عند قول الله تعالى: ((وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))، ومضى في النساء، وهذه السورة النهي عن مجالسة أهل البدع والأهواء، وأن من جالسهم حكمه حكمهم فقال: ((وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا)) الآية، ثم بين في سورة النساء، وهي مدنية. عقوبة من فعل ذلك وخالف ما أمر الله به فقال: ((وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ)) الآية، فألحق من جالسهم بهم.
وقد ذهب إلى هذا جماعة من أئمة هذه الأمة، وحكم بموجب هذه الآيات في مجالس أهل البدع على المعاشرة والمخالطة منهم: أحمد بن حنبل والأوزاعي، وابن المبارك، فإنهم قالوا في رجل شأنه مجالسة أهل البدع، قالوا: ينهى عن مجالستهم فإن انتهى وإلا ألحق بهم، يعنون في الحكم) (3).
وقال الشوكانى رحمه الله تعالى:
(وفي هذه الآية باعتبار عموم لفظها الذي هو المعتبر دون خصوص السبب: دليل على اجتناب كل موقف يخوض فيه أهله بما يفيد التنقص والاستهزاء للأدلة الشرعية كما يقع كثيراً من أسراء التقليد…) (4).
3 - ومنها قوله تعالى في سورة هود/ 113:
((ولا تَرْكَنُوا إلَى الَذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ومَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ)).
قال القرطبي رحمه الله تعالى:
(الصحيح في معنى هذه الآية أنها دالة على هجران أهل الكفر والمعاصى من أهل البدع وغيرهم، فإن صحبتهم كفر أو معصية إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة، وقد قال حكيم - أي طرفة بن العبد -: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي فإن كانت الصحبة عن ضرورة وتقية فقد مضى القول فيها في: آل عمران، والمائدة، وصحبة الظالم على التقية مستثناة من النهي بحال الاضطرار، والله أعلم) (5).
4 - ومنها قول الله تعالى:
((لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ ولَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُم)) [المجادلة:22].
قال القرطبي رحمه الله تعالى:
(استدل مالك رحمه الله تعالى من هذه الآية على معاداة القدرية، وترك مجالستهم، قال أشهب عن مالك: لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى: ((لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ)) قلت: وفي معنى أهل القدر جميع أهل الظلم والعدوان) (6).
ثانياً - ومن السنة النبوية:
وهي كثيرة يترجم لها المحدثون في عدة أبواب:
أ - ففي صحيح البخاري رحمه الله تعالى: باب الهجرة وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث. وباب ما يجوز من الهجران لمن عصى. وباب من لم يسلم على من اقترف ذنباً، ومن لم يرد سلامه حتى تتبين توبته وإلى متى تتبين توبة العاصي؟ وقال عبدالله بن عمرو: لا تسلموا على شربة الخمر (7).
ب - وفي سنن أبي داود رحمه الله تعالى: باب مجانبة أهل الأهواء أو بغضهم، وباب ترك السلام على أهل الأهواء (8).
ج -وفي رياض الصالحين للنووي رحمه الله تعالى: باب تحريم الهجر بين المسلمين إلا لبدعة في المهجور أو تظاهر بالفسق (9).
د- وفي شرح السنة للبغوي رحمه الله تعالى: باب مجانبة أهل الأهواء (10)
هـ- وفي الترغيب والترهيب للمنذري رحمة الله تعالى: الترهيب من سب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب (11).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/128)
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم» رواه مسلم في مقدمة صحيحه (12).
قال البغوي رحمه التعالى بعده: (قد أخبر النبي لهم عن افتراق هذه الأمة، وظهور الأهواء والبدع فيهم، وحكم بالنجاة لمن اتبع سنته، وسنة أصحابه رضي الله عنهم، فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلاً يتعاطى شيئاً من الأهواء والبدع معتقداً، أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره، ويتبرأ منه، ويتركه حياً وميتا، فلا يسلم عليه إذا لقيه، ولا يجيبه إذا ابتدأ إلى أن يترك بدعته، ويراجع الحق) (13).
والنهي عن الهجران فوق ثلاث فيما يقع بين الرجلين من التقصير في حقوق الصحبة والعشرة دون ما كان كذلك في حق الدين، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا) اهـ.
2 - عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: «لكل أمة مجوس، ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم».
رواه أحمد، والطبراني والحاكم (14).
والأحاديث بمعناه كثيرة عن حذيفة، وأبي الدرداء، وعبد الله بن عمرو، وعمر، وابن عباس، وغيرهم رواها جميعاً الإمام أحمد في مسنده، وشاركه في رواية بعضها: أبو داود، والترمذي، والحاكم، والطبراني، وغيرهم. والله أعلم ..
3 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية ((هُوَ الَذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ ومَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللَّهُ والرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ومَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)) قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم"متفق عليه (15).
وابتغاء المتشابه من مآخذ أهل البدع في الاستدلال، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم بقوله: «فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم».
4 - حديث الصحيفة المشهور عن علي رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه: «المدينة حرم مابين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ... » الحديث. متفق عليه (16).
5 - حديث: «سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، وليس بوارد علي الحوض» (17) رواه الترمذي.
6 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من نبي بعثه الله تعالى في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته،ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف: يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون مالا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل» رواه مسلم (18).
7 - الأحاديث المتكاثرة في: هجر النبي لأهل المعاصي حتى يتوبوا، ثبت ذلك في وقائع متعددة، رواها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، منهم: كعب بن مالك، وابن عمرو روى حديثين، وعائشة وأنس، وعمار، وعلي، وأبو سعيد الخدري، وغيرهم رضي الله عنهم (19).
فهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم لما تخلفوا عن غزاة تبوك، واستمر هجرهم خمسين ليلة، حتى آذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتوبة الله عليهم (رواه الشيخان وغيرهما).
وهجر -صلى الله عليه وسلم- زينب بنت جحش رضي الله عنها قريباً من شهرين لما قالت أنا أعطبى تلك اليهودية - تعنى صفية رضي الله عنها. رواه أبو داود من حديث عائشة رضي الله عنها.
وهجر -صلى الله عليه وسلم- صاحب القبة المشرفة بالإعراض عنه حتى هدمها. رواه أبو داود من حديث أنس رضي الله عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/129)
وهجر -صلى الله عليه وسلم- عمار بن ياسر رضي الله عنه بتركه -صلى الله عليه وسلم- رد السلام عليه لملابسته الخلوق حتى غسله. رواه أبو داود في سننه والطيالسي كلاهما من حديث عمار رضي الله عنه.
وهجر -صلى الله عليه وسلم- رجلاً بالإعراض عنه؛ لأنه كان متخلقاً بخلوق .. رواه البخاري في: الأدب المفرد من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً رأى في يده خاتماً من ذهب حتى طرحه، وكان هجره له بالإعراض عنه. رواه أحمد والبخاري في: الأدب المفرد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
ونحوه من حديث أبي سعيد الخدري رضي إلى عنه (رواه النسائي والبخاري في: الأدب المفرد).
وهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً بترك رد السلام عليه وذلك لأن عليه ثوبين أحمرين (رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي). فهذه الأحاديث وما في معناها نص في مشروعية هجر العاصي المجاهر بمعصيته حتى يتوب ويفيء، وعليه: فإن الاستدلال بها على هجر المبتدع هو من باب الأولى في الدلالة على: مشروعية هجره ديانة لاسيما وهو المخصوص بأوصاف: البدعة في الدين، والإحداث والضلال، دون العاصي، وإلى هذا أشارت تراجم جماعة من المحدثين على هذه الأحاديث وما في معناها كما تقدم في صدر هذه الأدلة من السنة، والله أعلم.
8 - توظيف الصحابة رضي الله عنهم فَمَن بعدهم لهذه السنة النبوية.
والصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم تقفوا أثر النبي -صلى الله عليه وسلم- في هجر المتلبس بالمعصية المجاهر بها حتى يفيء. ورد ذلك عن جمع غفير منهم (20):
عمر، وعلي بن أبي طالب، وعبدالله بن عمر، وعبد الله بن عمرو،وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن المغفل المزني، وعبادة بن الصامت، وأبو الدرداء، وسمرة بن جندب، وشيخ من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وغيرهم رضي الله عنهم.
وعن سعيد بن جبير، وابن سيرين، وعمر بن عبد العزيز، والحسن البصري، وأحمد بن حنبل، وزياد بن حدير، ويزيد بن أبي حبيب، وغيرهم رحمهم الله تعالى ..
فإلى ذكر بعضها مختصراً: فهجر عمر رضي الله عنه: زياد بن حدير لما رأى عليه طيلساناً وشاربه عافيةً، إذ سلم زياد فلم يرد عليه عمر السلام حتى خلع الطيلسان وقص شاربه. رواه أبو نعيم في الحلية.
تنبيه:
كيف بنا اليوم، ونحن نتهلل بالحفاوة لمن يحلق لحيته ويعفي شاربه، ويتشبه بلباسه.
وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. كان يعتقل أصحاب النرد غدوة ونحوها، وينهى عن السلام عليهم. رواه البخاري في الأدب المفرد، وترجم له بقوله: باب من لم يسلم على أصحاب النرد.
وهجر عبد الله عمر رضي الله عنهما. رجلاً رآه يخذف بعدما أعلمه أن النبي -صلى الله عليه وسلم-كان ينهي عن الخذف. وقال: والله لا أكلمك أبداً. رواه الحاكم.
وهجر عبدالله بن المفضل رضي الله عنه: رجلاً يخذف في نحو قصته.
وهجر شيخ من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فتى كان يخذف. رواه رمي.
وعبادة بن الصامت رضي الله عنه هجر: معاوية رضي الله عنه في مخالفته له في مسألة ربوية وقال عبادة: أحدثك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتحدثني عن رأيك لئن أخرجنى الله لا أساكنك بأرض لك علي فيها إمرة، ولما خرج شكاه إلى عمر رضي الله عنه فكتب إليه عمر: لا إمرة لك عليه واحمل الناس على ما قاله فإنه هو الأمر. رواه ابن ماجه.
ونحو هذه الرواية وقعت لأبي الدرداء مع معاوية رضي الله عنهما. رواها: مالك، والشافعي.
وهجر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه رجلاً رآه يضحك في جنازة، فقال. والله لا أكلمك أبداً. رواه أحمد في: الزهد.
ثالثاً: الإجماع:
حكاه جماعة منهم: القاضي أبو يعلى، والبغوي، والغزالي.
قال القاضي أبو يعلى - رحمه الله - تعالى: "أجمع الصحابة والتابعون على مقاطعة المبتدعين".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/130)
وقال البغوي - رحمه الله تعالى - بعد حديث كعب بن مالك - رضي الله عنه (1) -:"وفيه دليل على أن هجران أهل البدع على التأبيد، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خاف على كعب وأصحابه النفاق حين تخلفوا من الخروج معه، فأمر بهجرانهم إلى أن أنزل الله توبتهم، وعرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- براءتهم، وقد مضت الصحابة والتابعون، وأتباعهم، وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة، ومهاجرتهم".
وقال الغزالي رحمه الله تعالى:"طرق السلف اختلفت في إظهار البغض مع أهل المعاصي، وكلهم اتفقوا على إظهار البغض للظَّلَمة والمبتدعة، وكل من عصى معصية متعدية إلى غيره".
وقال ابن عبد البر (2) - رحمه الله تعالى -:"أجمعوا على أنه لا يجوز الهجران فوق ثلاث إلا لمن خاف من مكالمته ما يفسد عليه دينه أو يدخل منه على نفسه أو دنياه مضرة، فإن كان كذلك جاز، ورُب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية".
وقال أيضاً - في الاستدلال من حديث كعب بن مالك وهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- له هو والمسلمون (3) -:"وهذا أصل عند العلماء في مجانبة مَن ابتدع وهجرته وقطع الكلام عنه، وقد رأى ابن مسعود - رضي الله عنه - رجلاً يضحك في جنازة فقال: والله لا أكلمك أبداً".
المبحث السابع
إعمال الصحابة - رضي الله عنهم - فمن بعدهم لهذه القاعدة في حياتهم العملية في مواجهة المبتدعة:
لما ذَرَّ قرن الفتنة بكسر قفلها، وقتل أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - وبدأ المندسون يبدون ما كانوا يضمرون من كيد للإسلام والمسلمين، أخذوا ينفخون في كير الفتنة، وينشرون الهوى وينفثون البدعة، بدع: القدر، والخوارج والرفض، والإرجاء، وهكذا تتوالى، كلما بعد الناس من عهد النبوة وأنوارها، حتى داخلت البدع والمحدثات شعائر التعبد وصارت مفرداتها كحَب منثور في كف كل لاقط.
لما كان الأمر كذلك واجه العلماء - رضي الله عنهم - فمن بعدهم هذه المحدثات العقدية والعملية، بإيمان مستكمل، وعلم جم، وبصيرة نافذة فأظهروا من أنوار الشريعة الماحية لظلمة الضلال - ما اكتسح هذه الأهواء، وقضى على نابتها، وأعملوا فيهم العقوبات الشرعية، حتى قلموهم، وأجهزوا على محدثاتهم في الدين، وكان الزجر بالهجر مما وظفوه - رضي الله عنهم - في حياتهم العملية ضد البدعة ومبتدعيها تأسيساً على قاعدة (الولاء والبراء) والحب لله والبغض لله.
ومازال هذا النهج السوي شارعاً في حياة الأمة يعتمدونه في مواجهة المبتدعة، مدوناً بأسانيده في كتب السنة، وهذه جملة من المرويات في هذه الوظيفة الشرعية بخصوصها عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - فمن بعدهم:
فهذا عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - لما أخبره يحيى بن يعمر عن القدرية قال: "إذا رجعت إليهم فقل لهم: ابن عمر يقول لكم: إنه منكم بريء، وأنتم منه براء" رواه مسلم وغيره (4).
وعن مجاهد قال: قيل لابن عمر: إن نجدة يقول كذا وكذا؛ فجعل لا يسمع منه كراهية أن يقع في قلبه منه شيء (5).
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يقول:"إياكم وما يحدث الناس من البدع؛ فإن الدين لا يذهب من القلوب بمرة، ولكن الشيطان يحدث له بدعاً حتى يخرج الإيمان من قلبه، ويوشك أن يدع الناس ما ألزمهم الله من فريضة في الصلاة، والصيام، والحلال والحرام، ويتكلمون في ربهم - عز وجل - فمَن أدرك ذلك الزمان فليهرب.
قيل يا أبا عبد الرحمن: فإلى أين؟!، قال: إلى لا أين، قال: يهرب بقلبه ودينه، لا يجالس أحداً من أهل البدع" (6).
وعن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال:"ما كان شرك قط إلا كان بُدُوّه تكذيب بالقدر ولا أشركت أمة قط إلا كان بدوه تكذيب بالقدر، وإنكم ستبلون بهم - أيتها الأمة! - فإن لقيتموهم فلا تمكّنوهم؛ فيدخلوا عليكم الشبهات" (7).
وعن الفضيل بن عياض قال:"من جلس مع صاحب بدعة فاحذره، ومن جلس مع صاحب البدعة لم يُعطَ الحكمة، وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد، آكل مع اليهودي والنصراني أحب إليَّ من أن آكل مع صاحب البدعة" (8).
وعن الفضيل بن عياض: من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام، واحذروا الدخول على صاحب البدع فإنهم يصدون عن الحق (9).
وعنه أيضاً: في النهي عن مجالستهم (10).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/131)
وعنه أيضاً: في النهي عن مجالسته ومشاورته (11).
وعنه أيضاً: في النهي عن مجالسته وأنها من علامات النفاق (12).
وعنه أيضاً قال: أدركت خيار الناس، كلهم أصحاب سنة ينهون عن أصحاب البدع (13).
وعنه آثار أُخر كما في ترجمته من (الحلية لأبي نعيم) (14).
وعن ابن المبارك: وإياك أن تجالس صاحب بدعة (15).
وعن سفيان الثوري - رحمه الله تعالى - أنه قال: "من أصغى بإذنه إلى صاحب
بدعة خرج من عصمة الله ووكل إليها - يعني إلى البدع -". ذكره البربهاري في شرح السنة (16).
وروى اللالكائي بسنده عن ابن زرعة عن أبيه قال:
"لقد رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنه بعير أجرب يجيء إلى الحِلَق، فكلما جلس إلى حلقة قاموا وتركوه، فإن جلس إلى قوم لا يعرفونه ناداهم أهل الحلقة الأخرى: عزمة أمير المؤمنين" (17).
وعن ابن أي الجوزاء قال: لأن يجاورني قردة وخنازير، أحب إليَّ من أن يجاورني أحد منهم - يعني أصحاب الأهواء (18).
وعن طاوس: جعل إصبعيه في أذنيه لما سمع معتزلياً يتكلم (19).
وعبد الرزاق: امتنع من سماع إبراهيم بن أبي يحيى المعتزلي، وقال: لأن الغلب ضعيف وإن الدين ليس لمن غلب (20).
وعن محمد بن النضر الحارثي: النهي عن الإصغاء إلى كلام المبتدعة (21).
وعن يونس بن عبيد: لا نجالس سلطاناً ولا صاحب بدعة (22).
وعن يحيى بن أبى كثير: إذا كنت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره (23).
وعن إبراهيم بن ميسرة: ومن وقّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام (24).
وعبد الله بن عمر السرخسي: هجر ابن المبارك مدة لما أكل عند صاحب بدعة (25).
وقال سلاَّم: وقال رجل من أصحاب الأهواء لأيوب: أسألك عن كلمة، فولى أيوب وهو يقول: ولا نصف كلمة، مرتين يشير بإصبعيه (26).
ومثله عن أبي عمران النخعي (27).
وعن الحسن البصري قوله: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم (28).
وعن محمد بن سيرين: في عدم سماع قراءتهم (29).
وعن أبي قلابة: تجالسوهم ولا تخالطوهم فإنه لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبّسوا عليكم كثيراً مما تعرفون (30).
وعنه أيضاً: ولا تمكّن أهل الأهواء من سمعك (31).
وأما الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - فالروايات عنه في ذلك - من فعله، وقوله، وفتواه - بلغت مبلغاً عظيماً.
وقال مالك: لا يسلم على أهل الأهواء، قال ابن دقيق العيد: يكون ذلك على سبيل التأديب لهم والتبري منهم (32).
وقال النووى: وأما المبتدع ومن اقترف ذنباً عظيماً ولم يتب منه فلا يسلم عليهم ولا يرد عليهم السلام، كما قال جماعة من أهل العلم (33).
وقال أيضاً: السنة إذا مر بمجلس فيه مسلم وكافر أن يسلم بلفظ التعميم ويقصد به المسلم، قال ابن العربي: ومثله إذا مر بمجلس يجمع أهل السنة والبدعة، وبمجلس فيه عدول وظَلمة، وبمجلس فيه محب ومبغض (34).
وقال الخطابي - رحمه الله تعالى -: "إن هجرة أهل الأهواء والبدعة دائمة على مر الأوقات والأزمان ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق (35).
المبحث الثامن
الضوابط الشرعية للهجر
هذا بيان (لميزان الشرع في الهجر) وهو من أهم أبحاث هذا الواجب الشرعي، وعليه: فإذا علمنا أن الزجر بالهجر للمبتدع حتى يتوب إلى الله تعالى، قد قامت عليه أدلة بخصوصه، وأنه من أولى مفردات قاعدة الشريعة المطردة (الولاء والبراء) أي الحب والبغض في الله تعالى.
وعلمنا أيضاً: أن المقصود بالهجر: زجر المهجور، وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله، إلى آخر مقاصد الإسلام من مشروعية الهجر كما تقدم.
وأن الهجر الشرعي لحق الله تعالى (عبادة) من جنس الجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعبادة لابد من توفر ركنيها: الإخلاص، والمتابعة، أي بأن يكون الهجر (خالصاً صواباً) خالصاً لله، صواباً وفق السنة، وأن (هوى النفس) ينقض ركنية (الإخلاص)، كما أن ركن المتابعة ينقضه (عدم موافقة الهجر للمأمور به).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/132)
إذا تقرر جميع ذلك: فليعلم أن الشرع الشريف يزن الواقعات والأحوال الداخلة تحت قاعدته العامة (الولاء والبراء) بميزان قسط، وقسطاس مستقيم، وسطاً عدلاً بين جانبي الإفراط والتفريط، فلا تزيد عن حدها ولا تنقص عنه، فتلتقي العفوية للمبتدع بالهجر مع مقدار بدعته باعتبارات مختلفة، وما يحف بذلك من أحوال تنزل على قاعدة رعاية المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد وتقليلها، فنقول إذاً:
الأصل في الشرع هو: هجر المبتدع لكن ليس عاماً في كل حال ومن كل إنسان ولكل مبتدع. وترك الهجر والإعراض عنه بالكلية، تفريط على أي حال، وهجر لهذا الواجب الشرعي المعلوم وجوبه بالنص، والإجماع، وأن مشروعية الهجر هي في دائرة ضوابطه الشرعية المبنية على رعاية المصالح ودرء المفاسد، وهذا مما يختلف باختلاف البدعة نفسها واختلاف مبتدعها واختلاف أحوال الهاجرين، واختلاف المكان والقوة والضعف، والقلة والكثرة، وهكذا من وجوه الاختلاف والاعتبار التي يرعاها الشرع وميزانها للمسلم الذي به تنضبط المشروعية هو: مدى تحقق المقاصد الشرعية من الهجر: من الزجر، والتأديب، ورجوع العامة، وتحجيم المبتدع وبدعته وضمان السنة من شائبة البدعة ..
هذا محصل الضوابط الشرعية للهجر (1)، لكن ليحذر كل مسلم من توظيف (هوى نفسه) وتأمير (حظوظها) على نفسه، فإن هذا هلكة في الحق، وهو شر ممن يترك الهجر عصياناً لأنه يعصي الله تعالى بترك الهجر الشرعي للمبتدع، وإظهاره ترك الهجر باسم الشرع تحت غطاء وهمي باسم (المصلحة) و (تأليف القلوب) وهكذا، فالتزام الهجر الشرعي للمبتدع بضوابطه الشرعية لاغير. وعلى هذا التأصيل تتنزل كلمات الأئمة كالإمام أحمد وغيره.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في المسلك الحق في الهجر:
"فإن أقواماً جعلوا ذلك عاماً، فاستعملوا من الهجر والإنكار ما لم يؤمروا به، فلا يجب ولا يستحب، وربما تركوا به واجبات أو مستحبات وفعلوا به محرمات.
وآخرون أعرضوا عن ذلك بالكلية فلم يهجروا ما أمروا بهجره من السيئات البدعية، بل تركوها ترك المعرض لاترك المنتهي الكاره، أو وقعوا فيها، وقد يتركونها ترك المنتهي الكاره، ولا ينهون عنها غيرهم، ولا يعاقبون بالهجرة ونحوها من يستحق العقوبة عليها، فيكونون قد ضيعوا من النهي عن المنكر ما أمروا به إيجاباً أو استحباباً، فهم بين فعل المنكر أو ترك المنهي عنه، وذلك فعل ما نهوا عنه وترك ما أمروا به، فهذا هذا، ودين الله وسط بين المغالي فيه والجافي عنه، والله سبحانه أعلم " (2).
فباعتبار اختلاف مرتبة البدعة من الإثم هو من عدة جهات (3):
من جهة كونها كفراً أو غير كفر
فالمكفرة مثل: البابية، والبهائية، والقاديانية، وغلاة البريلوية.
وغير المكفرة مثل عامة البدع في العبادات حقيقية كانت أو إضافية.
ومن جهة كون صاحبها مستتراً بها أو معلناً لها
ففرق بين المعلن لبدعته الداعي لها، وبين الكاتم لها لأن الداعية، والمعلن لها، أظهرها فاستحق العقوبة بخلاف الكاتم فإنه ليس شراً من المنافقين الذين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله تعالى، هذا وهم في الدرك الأسفل من النار (4).
ومن جهة كونها حقيقية أو إضافية
فالبدعة الحقيقية هي: البدعة التعبدية المحدثة استقلالاً كصلاة الرغائب، وليست بدعة إضافية، ومثل القول بالقدر، وصلاة الألفية ليلة النصف من شعبان، وبدعة الموالد، والأعياد الحكومية، وعيد غدير خم لدى الشيعة، وهكذا.
والبدعة الإضافية: هي الأمر المبتدع مضافاُ إلى ما هو مشروع أصلاً بزيادة أو نقص، مثاله:
الدعاء الجماعي بعد الصلاة، فالدعاء مشروع وجعله جماعياً بدعة مضافة لم يرد بها النص، وبناء العبادات على التوقيف، وسجود الشكر جماعة، واتخاذ التبليغ خلف الإمام سنة راتبة مع عدم الحاجة إليه، وهكذا.
ومن جهة كونها بينة أو مشكلة، أي كونها ظاهرة المأخذ فهي بدعة متمحضة كبدع المآتم والموالد، وصلاة الرغائب ...
أو بدعة فيها احتمال لا ستشباه مأخذها، مثاله: القنوت في صلاتي العشاء والصبح فإنه كان ثم نسخ وبقي المشروع فيها عند النوازل، وشبهة الخلاف لا تصيره مشروعاً راتباً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/133)
والحقيقة أن هذا الوجه: صوري لا حقيقي إذ البدع مشكلة المأخذ يلحق بها من الإشاعة والتعصب ما يجعلها بينة، والله أعلم (5).
ومن جهة اجتهاده فيها أو كونه مقلداً
فالمجتهد مفترع للبدعة، فالزيغ أمكن في قلبه من المقلد، وإن كان كل منهما موزوراً لكن أثم من سن سنة سيئة أعظم وزراً، والله أعلم (6).
ومن جهة الإصرار عليها أو عدمه
أما الإصرار عليها فيجعلها من باب: الدعوة إليها فيكون داعية معلناً لها، وأما عدم الإصرار فهو من باب كونها: فلتة، وزلة عالم، إذا كانت منه ثم لم يعاودها (7).
ويختلف باختلاف حال المبتدع وما فيه من خير وشر: "وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر، وفجور وطاعة، ومعصية وسنة وبدعة: استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا، كاللص الفقير تقطع يده لسرقته، ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته، هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة و الجماعة ... " (8).
وفرق بين عالم تشربت نفسه بالبدع، لكنه لم يختلط بعلماء أهل السنة ولم يتلق عنهم، وبين عالم تلقى عن المبتدعة فنالت منه منالاً، ثم خالط أهل السنة وعلماءهم وجاورهم مدة بمثلها يحصل برد اليقين بل يكون عاشرهم عشرات السنين، ثم هو يبقى على مشاربه البدعية يعملها، ويدعو إليها، ويصر عليها، فهذا قامت عليه الحجة أكثر، واستبانت له المحجة فما أبصر. فهو من أعظم خلق الله فجوراً، وغيضاً على أهل السنة.
فالأول في تأليف قلبه وتودده للرجوع إلى السنة مجال، أما الثاني: فلا والله، بل يتعين هجره، ومنابذته وإبعاده، وإنزال العقوبات الشرعية للمبتدعة عليه، وأن يُهجر ميتاً كما هُجر حياً فلا يصلي أهل الخير عليه، ولا يشيعون جنازته.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في حق بعض العصاة المظهرين لفجورهم:
"وأما إذا أظهر الرجل المنكرات، وجب الإنكار عليه علانية، ولم يبق له غيبة، ووجب أن يعاقب علانية بما يردعه عن ذلك من هجر وغيره، فلا يسلم عليه، ولا يرد عليه السلام، إذا كان الفاعل لذلك متمكناً من ذلك من غير مفسدة راجحة.
وينبغي لأهل الخير والدين أن يهجروه ميتاً، كما هجروه حياً، إذا كان في ذلك كف لأمثاله من المجرمين فيتركون تشييع جنازته، كما ترك النبى - صلى الله عليه وسلم - على غير واحد من أهل الجرائم، وكما قيل لسمرة ابن جندب: إن ابنك مات البارحة، فقال: لو مات لم أصل عليه، يعني لأنه أعان على قتل نفسه، فيكون كقاتل نفسه، وقد ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة على قاتل نفسه. وكذلك هجر الصحابة الثلاثة الذين ظهر ذنبهم في ترك الجهاد الواجب حتى تاب الله عليهم، فإذا أظهر التوبة أظهر له الخير ... " (9).
وفرق في حال المهجور: بين القوي في الدين وبين الضعيف فيه، فإن القوي يؤاخذ بأشد مما يؤاخذ به الضعيف في الدين كما في قصة كعب بن مالك وصاحبيه -رضي الله عنهم- (10).
وكذلك بالنسبة للأماكن: ففرق بين الأماكن التي كثرت فيها البدع، كما كثر القدر بالبصرة، والتنجيم بخراسان، والتشيع بالكوفة، وبين ما ليس كذلك.
وهذا على ما أفتى به الأئمة أحمد وغيره بناء على هذا الأصل: رعاية المصالح الشرعية. (11)
"ويختلف باختلاف الهاجرين أنفسهم في قوتهم وضعفهم وقلتهم و كثرتهم" (12).
فإذا كانت الغلبة والظهور لأهل السنة كانت مشروعية هجر المبتدع قائمة على أصلها، وإن كانت القوة والكثرة للمبتدعة - ولا حول ولا قوة إلا بالله - فلا المبتدع ولا غيره يرتدع بالهجر ولا يحصل المقصود الشرعي، لم يشرع الهجر وكان مسلك التأليف، خشية زيادة الشر.
وهذا كحال المشروع مع العدو "القتال تارة، والمهادنة تارة، وأخذ الجزية تارة، كل ذلك بحسب الأحوال والمصالح" (13).
ومن أهم المهمات هنا: إذا كانت الواجبات لدى أهل السنة مثل: التعليم، و الجهاد، و الطب، والهندسة، ونحوها متعذر إقامتها إلا بواسطتهم، فإنه يعمل على تحصيل مصلحة الجهاد، ومصلحة التعليم وهكذا، مع الحذر من بدعته، واتقاء الفتنة به وبها ما أمكن، وبقدر الضرورة، فإذا زالت عاد أهل السنة إلى الأصل في الهجر، وأبعد لمبتدع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/134)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في جوابه المحرر في الهجر المشروع:
" .. فإذا لعذر إقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب: كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة معه خيراً من العكس، ولهذا كان الكلام في هذه المسائل فيه تفصيل" (14).
هذا وإن الناظر في أحوال المبتدعة من وجه ما هم عليه من الشناعات، وإماتة السنن، والنشاط في غير هدى والنصرة لغير حق، وأنهم يفسدون على أهل السنة صفاء الإسلام، رآهم مستحقين لما قاله الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- في أهل الكلام:
"حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في القبائل والعشائر، ويقال: هذا جزاء من أعرض عن الكتاب والسنة وأقبل على الكلام".
"وإذا نظرت إلى المبتدعة بعين القدر، والحيرة مستولية عليهم، والشيطان مستحوذ عليهم رحمتهم، وترفقت بهم، أوتوا ذكاءً وما أوتوا زكاءً، وأعطوا فهوماً وما أعطوا علوماً، وأعطوا سمعاً وأبصاراً وأفئدة ((فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ ولا أَبْصَارُهُمْ ولا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)) " (15).
وختاماً: احذر المبتدع، واحذر بدعته، وأعمل الولاء والبراء معه، وتقرب إلى الله بذلك، وبهجره الهجر الشرعي منزلاً له على قواعد الشريعة وأصولها في رعاية المصالح ودفع المفاسد، وإياك ثم إياك من تأمير الهوى هجراً أو تركاً، والسلام.
المبحث التاسع
عقوبة من والى المبتدعة
كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق فالساكت عن الحق شيطان أخرس كما قال أبو علي الدقاق (م سنة 406 هـ) -رحمه الله تعالى- (16).
وقد شدد الأئمة النكير على من ناقض أصل الاعتقاد فترك هجر المبتدعة، وفي معرض رد شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- على (الاتحادية) قال (17):
"ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم، أو عظم كتبهم، أو عرف بمساعدتهم أو معاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدري ما هو؟ أو من قال: إنه صنف هذا الكتاب؟
وأمثال هذه المعاذير، التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات، لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فساداً ويصدون عن سبيل الله ... (18) ".
فرحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية وسقاه من سلسبيل الجنة آمين، فإن هذا الكلام في غاية الدقة والأهمية وهو وإن كان في خصوص مظاهرة (الاتحادية) لكنه ينتظم جميع المبتدعة، فكل من ظاهر مبتدعاً فعظمه أو عظم كتبه، ونشرها بين المسلمين، ونفخ به وبها، وأشاع ما فيها من بدع وضلال، ولم يكشفه فيما لديه من زيغ واختلال في الاعتقاد، إن من فعل ذلك فهو مفرط في أمره، واجب قطع شره لئلا يتعدى إلى المسلمين.
وقد ابتلينا بهذا الزمان بأقوام على هذا المنوال يعظمون المبتدعة وينشرون مقالاتهم، ولا يحذرون من سقطاتهم وما هم عليه من الضلال، فاحذر أبا الجهل المبتدع هذا، نعوذ بالله من الشقاء وأهله.
المبحث العاشر
إشاعة البدعة
نصيحتي لكل مسلم سلم من فتنة الشبهات في الاعتقاد، أن البدعة إذا كانت مقموعة خافتة والمبتدع إذا كان منقمعاً مكسور النفس بكبت بدعته فلا يحرك النفوس بتحريك المبتدع وبدعته؛ فإنها إذا حركت نمت وظهرت، وهذا أمر جبلت عليه النفوس، ومنه في الخير: أن النفوس تتحرك إلى الحج إذا ذكر الحجاز، وعرصات الوحي، ومواطن التنزيل ... وفي الشر: إذا ذكرت النساء والتغزل والتشبيب بهن تحركت النفوس إلى الفواحش.
وهذا الكتمان والإعراض من باب المجاهدة والجهاد فكما يكون الحق في الكلام فإنه يكون في السكوت والإعراض، والله أعلم.
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[22 - 04 - 07, 04:49 ص]ـ
وإن كان المقال بحاجة إلى رد أوضح وتحرير لرأي السلف وطريقتهم، يسر الله من يتولى ذلك نصحا لدين الله ولعباده.
وفي مقال الشريف تهويل في المقارنة وعدم تحرير للمسألة ونفَس العاطفة فيه أقوى من نفس التحقيق.
أرى أن تستعين بالله وتشرع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/135)
نفع الله بك ... ولا تدري كم سينفع الله به ..
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[22 - 04 - 07, 04:02 م]ـ
نشر المقال في الألوكة
فقلت تعليقاً عليه ((الحمد لله معز الإسلام بنصره
للعبد الفقير مع هذه المقالة وقفات
الوقفة الأولى في مسألة تفضيل الفاسق على المبتدع أو العكس
فنقول هل يقر الشريف معنا أن البدعة شر من المعصية؟
قطعاً نعم
فبناءً عليه يكون الأصل في المبتدع أنه شر من الفاسق
وعندما نقول أنه شر من الفاسق، لا يعني أننا نجزم أن الفاسق افضل عند الله، فهذا اختصاص إلهي إذ أننا لا نطلع على الأعمال القلبية
ولكن المقصود أن الفاسق أقل شراً من المبتدع
فلو كان لك جارٌ فاسق وآخر مبتدع، لكانت مجالستك للفاسق هي أخف الضررين
الوقفة الثانية مع قول الشريف ((وإذا كانت البدعةُ تحرِّفُ حقائقَ الدين، فإن المعاصيَ والانغماسَ في الفسوق يؤدّي إلى الجهل بحقائق الدين، ليؤدّي ذلك إلى إعراضٍ عن حقائقه، إعراضٍ قد يصل إلى درجة الكفر، كما قال أحدُ الزهاد وكثيرٌ من العلماء: المعاصي بريدُ الكفر؛ فلا فرقَ كبيرًا (من هذه الجهة) بين المعاصي والبدع!! خاصة في زمننا))
لا فرق كبير بين المعاصي والبدع؟!!!
يا للعجب
اين الشريف من قول النبي صلى الله عليه وسلم ((وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة))
ولنتبع مع الشريف أسلوبه في إلغاء القواعد بالشواذ عنها
ونقول هناك الكثير من الفساق يحافظون على الصلوات ويبتعدون عن الشركيات والبدع
ثم إن كثيراً من البدع هي الكفر بعينه وليست بريد الكفر
كمثل تجويز الإستغاثة بالأموات،وتعطيل الصفات، وإنكار الرؤية، ودعوى علم الأنبياء الغيب وغيرها _ وهذا لا يعني تكفير أصحابها فتنبه _
ولا ننكر أن كثيراً من الفساق يقعون في الشركيات والبدع ولكن ذلك هو نتاج علماء السوء من أهل البدع
الوقفة الثالثة مع قول الشريف ((فلا يصحُّ أن يكونَ موقفُنا من أهل المعاصي (وهم معاندون مُسْتَخِفّون بالحرمات))
هكذا يجعل جميع الفساق معاندين!!!!!!!! مستخفين بالحرمات وهذا أخذٌ بلازم الفعل
وماذا عن أهل البدع؟
الذين جاء ذمهم في النصوص عامةً، انظر على سبيل المثال حديث الإفتراق ((كلها في النار إلا واحدة))
((كلها في النار)) تأمل هذه
وتأمل حديث ((تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك))
أليس هذا ذمٌ لأهل البدع عموماً، فلو كنا على منهج الشريف لجعلناهم جميعاً معاندين أو الأصل فيهم العناد، خصوصاً في عصورٍ كانت السيادة فيها لأهل السنة، ولجعلنا ذلك في علما أهل البدع قبل غيرهم لأن العلم مظنة تمييز بين الحق والباطل
ولكننا أهل إنصاف واعتدال
ثم ما هي أعظم نتيجة للجهل بالحقائق الدينية؟
الجواب: الشرك ولم يقل أحدٌ أن الفاسق الواقع في الشرك خير من المبتدع
ثم تأتي البدع فيكون فاسقاً بالمعاصي ومبتدعاً في نفس الوقت
وبناءً تكون مقارنة الشريف واقعة بين علماء أهل البدع وفساقهم
ولا علاقة لهذا بمحل النزاع
وللوقفات بقية))
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 02:10 ص]ـ
الوقفة الرابعة مع قول الشريف ((وانظر ماذا قال الخليفةُ الراشدُ علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) عمن كفّروه هو وكلَّ المؤمنين في زمنه ممن لم يدخل في بدعتهم، وهم الخوارج الذين قد جاء فيهم من النصوص وفي التحذير من بدعتهم ما لم يجئ في غيرهم. فقد صحَّ عنه (رضي الله عنه) أنه سُئل عنهم: «أمشركون هم؟ قال: من الشرك فرّوا. قيل فمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا. قيل: فما هم؟ قال: قومٌ بغوا علينا، فقاتلناهم» (27).
فعلّق شيخُ الإسلام ابن تيميّة على جواب علي (رضي الله عنه) بقوله: «فقد صرّحَ عليٌّ (رضي الله عنه) بأنهم مؤمنون، ليسوا كفارا، ولامنافقين»))
قلت هناك فرق واضح بين توقير المبتدع وتفضيله على الفاسق والحكم عليه بعدم الكفر والإستدلال على ذلك
والفاسق أيضاً لا يكفر بل إن النبي صلى الله عليه وسلم حكم قال في حمارة أنه ((يحب الله ورسوله)) مع ما صدر منه
ثم ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج ((شر قتلى تحت أديم السماء))
تأمل ((شر قتلى))
مع أنهم لم يكفروا على مذهب الشريف وليسوا فساقاً ومع ذلك ((شر قتلى))
وقال ((هم كلاب النار))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/136)
أم أن هذا الحديث ليس متسقاً مع منهج النبي صلى الله عليه وسلم في عدم تشبيه المسلمين الثقات بالحيوانات _ على زعم الشريف _
ولماذا يترك الشريف الأحاديث في ذم الخوارج ولا يذكرها بل يشير إليها إشارة فقط؟
أليس هذا من الإجتزاء؟
وليست هذه أول مرة يفعل فيها الشريف هذا الفعل ال ........
فقد فعل ذلك في كتابه المرسل الخفي عند كلامه على بن زيد بن جدعان وقد كان يسعى لتقوية حالة فأشار إلى أقوال مضعفيه مجرد إشارة ولم يتعرض لنقلها تفصيلياً وإما نقل ما استطاع الإجابة عليه
فإن فيها ما هو تضعيف لرواية علي بن زيد بن جدعان عن الحسن وهي التي سعى الشريف جاهداً لتقويتها وإثبات أن لها حكماً خاصاً
قال عبد الله بن أحمد سئل أبي سمع الحسن من سراقة فقال لا هذا علي بن زيد يعني يرويه كأنه لم يقنع به
ومنها ما هو جرحٌ شديد
كمثل قول أحمد ((ليس بشيء)) وكذلك قال نقل عن يحيى بن معين
ومنها ما هو جرحٌ مفسر
كمثل قول ابن خزيمة ((لا أحتج به لسوء حفظه))
وقول حماد بن زيد ثنا علي بن زيد وكان يقلب الأحاديث وفي رواية كان يحدثنا اليوم بالحديث ثم يحدثنا غدا فكأنه ليس ذلك
وقول ابن حبان يهم ويخطئ فكثر ذلك منه فاستحق الترك وقال غيره أنكر ما روى ما حدث به حماد بن سلمة عنه عن أبي نضرة عن أبي سعيد رفعه إذا رأيتم معاوية على هذه الأعواد فاقتلوه
ومنها في فيه تنصيصٌ على اختلاطه الذي نص عليه تلميذه شعبة وتابعه عليه ابن قانع
هذا كله في تهذيب التهذيب
الوقفة الخامسة مع قول الشريف ((ولا يصحُّ مع حُكمنا على المبتدع بأنه مسلم، بل أنه معذور في تأوّله (كما هو الأصل)))
هذه من كيسك فمن أين لك أن الأصل في المبتدع التأول والنصوص جاءت في ذمهم عموماً وعهدنا قريب بنصوص ذم الخوارج
وقد كان السلف يذمون المبتدعة الذين لم يدركوهم ولو كانوا يجعلون الأصل التأويل لما فعلوا
فقد قال ابن معين في خالد القسري رجل سوءٍ يقع في علي
الوقفة الخامسة مع نقله الشريف عن يعقوب بن يوسف المطوّعي (وهو أحد تلامذة أحمد الثقات الأثبات): «كان عبد الرحمن بن صالح الأزدي رافضيًّا، وكان يغشى أحمد بن حنبل، فيقرّبه ويدنيه. فقيل له: يا أبا عبد الله، عبد الرحمن رافضي، فقال: سبحان الله! رجلٌ أحب قومًا من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) نقول له: لا تحبهم؟!! هو ثقة».
ولمّا أنكر خلف بن سالم على يحيى بن معين ذهابَه إلى هذا الراوي (عبدالرحمن بن صالح الأزدي)، قال له ابن معين: «اغْرُبْ، لا صلّى الله عليك! عنده والله سبعون حديثًا، ما سمعت منها شيئًا». وقال عنه ابن معين مّرّةً أخرى: «ثقةٌ صدوقٌ شيعيٌّ، لأن يخرَّ من السماء أحبُّ إليه من أن يكذب في نصفِ حرفٍ»
والجواب أن الشريف قد ذكر أنه يجب علينا ألا نأخذ من كلام العالم ما نؤيد به رأينا فقط
وعملاً بما أرشد إليه ننقل عن أحمد نصاً آخراً في هذه المسألة _ وهو لم يعمل _
قال الخلال في ((السنة)) (659): أخبرني محمد بن أبي هارون، ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث حدثهم قال: وجهنا رقعة إلى أبي عبدالله، ما تقول رحمك الله فيمن قال: لا أقول: إن معاوية كاتب الوحي، ولا أقول إنه خال المؤمنين، فإنه أخذها بالسيف غصباً؟ قال أبو عبدالله: هذا قول سوء ردئ، يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون، ونبين أمرهم للناس. وسنده صحيح
فما بالك بمن يطعن في الشيخين
وأما النص الذي نقله الشريف فأنا في شكٍ من صحته إذ أن في سنده محمد بن موسى الخلال الدولابي لم أقف على ترجمته فمن وقف عليها فليفدنا
ويمكن حملها على أن الإمام أحمد لم يرَ من الرجل رفضاً وإنما رأى منه تعظيم لبعض أهل البيت فقط
وإلا فالجواب المنطقي على كلامه هو أننا لا ننهاه عن حب أهل البيت وإنما ننهاه عن سبه للسلف
وفتوى الإمام أحمد فيمن يسب الشيخين معروفة
وأما عن المبتدع فهي ضرورة من أجل الحفاظ على السنة وقد انقرض ذاك الزمان
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 03:02 ص]ـ
الرد كان واضحا وينبغي ان يناصح د. حاتم لان هذا الكلام لايليق ان يخرج منه وهو ممن ينتسب الى السنة خصوصا والى العلم عموما(40/137)
ما زالت تؤرقني فعلا!! إنها عقيدة القرآن وعدل الله
ـ[مسلم من أهل عمان]ــــــــ[21 - 04 - 07, 12:17 م]ـ
إخواني من أتباع السلف الصالح:
هنالك موضوع يؤرقني جدا، ألا وهو الشفاعة لأهل الكبائر في الآخرة، وقد شغلني في الفترة المتأخرة كثيرا جدا؛ إذ كيف يكون الزاني والتارك للصلاة والمرابي في الجنة منعمين؛ بمعنى آخر إذا كانوا في النهاية سيدخلون الجنة إما بشفاعة الرسول أو بتعذيبهم في النار ثم يدخلون الجنة، ألا ترون أن في ذلك دافعا للناس إلى أن يفعلوا ما يريدون من المعاصي؛ لأن الشهادتين ستشفعان له في النهاية، ثم لماذا نرعّب الناس ونخوفهم إذا كان مصيرهم في الجنة في النهاية، فكل من قال لا إله إلا الله فهو الجنة وإن زنى وإن سرق.
أرجو جوابي من دون تشنج، فهذه أفكار عرضت لي، وأريد الجواب عليها إن كان ثمت جواب.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 04 - 07, 01:04 م]ـ
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى
دلت النصوص من الكتاب والسنة على أن المسلم إذا ارتكب بعض الكبائر كالزنى والربى من غير استحلال لها فإنه لايكفر بذلك
والأدلة من القرآن والسنة كثيرة فمنها:
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [سورة النساء، الآية: 48].
ومنها ما جاء في الصحيحن واللفظ للبخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - وحوله عصابة من أصحابه -: " بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف، فمن وفي منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب [به] في الدنيا فهو كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه " فبايعناه على ذلك.
ومنها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه حدثني زهير بن حرب وأحمد بن خراش قالا حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي قال حدثني حسين المعلم عن ابن بريدة أن يحيى بن يعمر حدثه أن أبا الأسود الديلي حدثه أن أبا ذر حدثه قال
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم عليه ثوب أبيض ثم أتيته فإذا هو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فجلست إليه فقال ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق ثلاثا ثم قال في الرابعة على رغم أنف أبي ذر قال فخرج أبو ذر وهو يقول وإن رغم أنف أبي ذر.
وأما مرتكب الكبيرة إذا لم يتب منها توبة صحيحة قبل موته فإنه تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه، فهذا وعيد شديد لمرتكب الكبيرة، فمن يتحمل دخول النار ولو للحظة، أعاذنا الله وإياكم من نار جهنم.
فمرتكب الكبيرة على خطر، ولكن فضل الله تعالى على من وحده توحيدا صحيحا أن يدخله الجنة وإن فعل بعض الكبائر، فهذا يدل على عظم توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة.
وليس المقصود بالتوحيد مجرد النطق بالشهادتين بدون العمل، بل الإيمان قول وعمل.
فالله سبحانه وتعالى خلق الخلق وقضى بحكمته العظيمة أن الموحد إذا ارتكب كبيرة فإنه تحت المشيئة، وله في خلقه مايشاء سبحانه، فلا نعترض على حكمه وهو العليم الخبير.
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[21 - 04 - 07, 01:56 م]ـ
وأما مرتكب الكبيرة إذا لم يتب منها توبة صحيحة قبل موته فإنه تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه، فهذا وعيد شديد لمرتكب الكبيرة، فمن يتحمل دخول النار ولو للحظة، أعاذنا الله وإياكم من نار جهنم.
فمرتكب الكبيرة على خطر.
بارك الله فيكم
ـ[مسلم من أهل عمان]ــــــــ[22 - 04 - 07, 12:41 م]ـ
أيها الإخوان:
كأنكم ما فهمتم كلامي، كيف يستوي الزاني وغير الزاني بأن يكون مصيرهم في النهاية واحد وهو الجنة، بل هذا سيدفع الناس إلى أن يفعلوا ما شاؤوا من الكبائر بدون مبالاة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/138)
وأما الآية: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فليس فيها دليل؛ لأني قرأت لأحد العلماء فيها ما يأتي ــ وقد اقتنعت بكلامه ــ: " قوله تعالى: ? وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاءُ ? لا يدل بحال على العفو عن أصحاب الكبائر دون الشرك مع الإصرار عليها، ذلك لأن هذه الآية جاءت في موضعين من سورة النساء في مقام التحضيض على دخول من لم يسلم في الإسلام، فهي في الموضع الأول مسبوقة بقوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً ? (1)، ثم تلا ذلك قوله سبحانه: ? إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاءُ ? فيفهم من هذا السياق أن المراد بالآية أن الله لا يغفر لمن بقي على شِركه غير نازع عنه إلى التوحيد، ولو تاب من سائر آثامه فإن توبة المشرك لا تكون إلا بالتوحيد الذي هو أساس الصالحات، ومحور البرّ، كما أن الشرك أم الفجور، وقوله: ? وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاءُ ? أي مادون الشرك من معاصي المشركين لمن شاء أن يوفقه للتوبة من شركه منهم، فإن الإسلام جب لما قبله، وكل من أسلم مخلصاً لله تعالى خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ولم تلحقه تبعة، ولا يعلق به إثم مما قارفه في جاهليته من أنواع المعصية، وهو معنى قوله تعالى: ? قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَف ? (1) ولا خلاف بين الأمة في ذلك، وتفسير هذه الآية بغير هذا يخرجها عما يقتضيه سياقها.
وأما الموضع الثاني فقد سُبِقَت فيه بقوله تعالى: ? وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ? (2) فحملها على غير ما ذكرته من تفسيرها مخرج لها عما يدل عليه أيضاً سياق ما قبلها، فإن قوله تعالى: ? إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ? تقرير فيه معنى التعليل لقوله: ? وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ .. الخ الآية ? وقوله: ? وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاءُ ? وعد لمن أسلم من المشركين بغفران ما تقدم من خطاياهم بعد ما تقدمه من وعيد لمن أصر على شركه، وبهذا يتبين وجه إعادة لفظ الآية مرة أخرى مع عدم اختلاف إلا في الفاصلة، فقد فصلت أولاً بقوله تعالى: بـ ? وَمَن يُّشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ? (3) وفصلت ثانيا بقوله: (وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا ? (4) وبهذا يمكن الجمع ما بينهما وبين آيات الوعيد القاطعة بإنجازه كالوعد.
وأما ما ذكره الفخر من أن آية قتل العمد هي إحدى عمومات الوعيد وعمومات الوعد أكثر من عمومات الوعيد.
فجوابه أنه لا تنافي بين هذه وتلك حتى يرجح جانب منها على جانب، لأن عمومات الوعيد في المصرّين، وعمومات الوعد في التائبين، والكل من عند الله تعالى الذي لا إخلاف لميعاده، ولا تبديل لكلماته، ولا معنى لترجيح بعض أخبار الله على بعض مع استحالة الكذب في جميع أخباره تعالى، وإنما يجب أن يوضع كل موضعه، ويؤول بتأويله.
وقال صاحب المنار - بعدما تحدث في تفسير الآية -: " قد استكبر الجمهور خلود القاتل في النار، وأوله بعضهم بطول المكث فيها، وهذا يفتح باب التأويل لخلود الكفار، فيقال إن المراد به طول المكث أيضاً، وقال بعضهم إن هذا جزاؤه الذي يستحقه إن جازاه الله تعالى، وقد يعفو عنه فلا يجازيه، رواه ابن جرير عن أبي مجلز، وفيه أن الأصل في كل جزاء أن يقع لاستحالة كذب الوعيد كالوعد، وأن العفو والتجاوز قد يقع عن بعض الأفراد لأسباب يعلمها الله تعالى، فليس في هذا التأويل تفص من خلود بعض القاتلين في النار، والظاهر أنهم يكونون الأكثرين، لأن الاستثناء إنما يكون في الغالب للأقلين، وقال بعضهم إن هذا الوعيد مقيد بقيد الاستحلال، والمعنى ومن يقتل مؤمنا متعمدا لقتله مستحلا، له فجزاؤه جهنم خالداً فيها .. الخ، وفيه أن الآية ليس فيها هذا القيد، ولو أراده الله تعالى لذكره كما ذكر قيد العمد وأن الاستحلال كفر، فيكون الجزاء متعلقا به لا بالقتل، والسياق يأبى هذا، وقال بعضهم إن هذا نزل في رجل بعينه فهو خاص به، وهذا أضعف التأويلات لا لأن العبرة بعموم اللفظ دون خصوص السبب فقط، بل لأن نص الآية على مجيئه بصيغة العموم (من الشرطية) جاء بفعل الاستقبال فقال: (وَمَن يَقْتُلْ)، ولم يقل: (وَمَن قُتِلَ)، وقال آخرون: إن هذا الجزاء حتمٌ إلا من تاب وعمل من الصالحات ما يستحق به العفو عن هذا الجزاء كله أو بعضه، وفيه أنه اعتراف بخلود غير التائب المقبول التوبة في النار ".
وبعدما قطع شوطاً في الكلام على توبة قاتل العمد: نقل عن الإمام محمد عبده ما يؤكد أن عقيدته في قاتل العمد إذا لم يتب أنه مخلد في النار والعياذ بالله ".
وأما الأحاديث التي أوردتها فهي آحادية، ولا يمكن لي أن أبني عقيدتي التي أغرسها في قلبي على ظن، إن يتبعون إلا الظن، ولا يغني الظن عن الحق شيئا.
نعم في العمل أتمسك به لا في العلم (العقيدة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/139)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 04 - 07, 01:32 م]ـ
هذا ما توقعت أن تقوله من البداية لأن من عقيدة الأباضية تكفير أصحاب الكبائر، وهم في عقيدتهم على عقيدة المعتزلة في الجملة.
وما ذكرته في كلامك لايخرج عن كلام الخليلي في كتابه الحق الدامغ
وقد أخذ بجزء من كلام محمد رشيد رضا ولم يأخذ بكلامه في تفسير سورة يونس الذي فيه رد عليه
والكلام حول عقائد الأباضية طويل جدا، فنسأل الله أن يهديك للسنة وأن يصرف قلبك عن البدعة.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[22 - 04 - 07, 02:16 م]ـ
أحاديث الآحاد إذا صحت وجب العمل بها، ولتراجع استدلال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى على ذلك بأكثر من دليل، وهو فعل الصحابة رضي الله عنهم الذين هم قدوة الأمة.
وللشيخ الألباني رحمه الله تعالى كتاب قيِّم حول هذا الموضوع.
قال ابن القاص: لا خلاف بين أهل الفقه في قبول خبر الآحاد.
وقال القاضي أبو يعلى: يجب عندنا سمعاً، وقاله عامة الفقهاء والمتكلمين، وهو الصحيح المعتمد عند جماهير العلماء من السلف والخلف.
قال في شرح الكوكب المنير: ومنع قوم من قبول أخبار الآحاد مطلقا، منهم: ابن أبي داود، وبعض المعتزلة، وبعض القدرية والظاهرية، وكذلك الرافضة.
وقال ابن القاص أيضا: وإنما دفع بعض أهل الكلام خبر الآحاد لعجزه عن السنن، زعم أنه لا يقبل منها إلا ما تواتر بخبر من يجوز عليه الغلط والنسيان، وهذا ذريعة إلى إبطال السنن، فإن ما شرطه لا يكاد يوجد إليه سبيل.
وأما قول أهل السنة والجماعة أن أهل الكبائر تحت المشيئة، وأن الله تعالى يغفر لمن شاء منهم فإنهم قد جمعوا بين النصوص، وعلموا أن كلاً من عند الله تعالى، فإن الله تعالى سمى المتقاتلين مؤمنين، ولم يجعلهم كفاراً ولا منافقين، فدل على أن مآلهم الجنة.
ورتب الله الحد في الدنيا على بعض الكبائر كالقتل العمد والزنا، ولو كانوا كالكفار في الحكم لما عوقبوا في دنياهم.
(وليس في هذا تسوية بين الفاجر وغيره كما فهمت، "فالجنة منازل"، فإنك -ولله المثل الأعلى- كمعلِّم تعطي جائزة كبرى لأكثر الطلاب اجتهاداً، وقد تعطي جائزة أقل قيمة للفائز العاشر مع حصول التقصير منه، ومع أنك قد عاقبته خلال الفصل الدراسي مراراً على تقصيره في أداء واجباته، وأنت تعلم أن صاحب الكبيرة قد أتى بحسنة التوحيد التي يثاب عليها وغيرها من حسنات أتى بها).
بل يورَد عليك صاحب السؤال: كيف يسوى بين المؤمن الذي صدَّق وآمن وعمل صالحاً ولكن نفسه وشيطانه غلباه فوقع في كبيرة معترفاً بذنبه، وبين والكافر الجاحد الملحد أو المشرك الذي عبد غير الله تعالى فيخلدان في النار؟!! (شتان ما بينهما).
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[22 - 04 - 07, 02:59 م]ـ
أحسنت أخي أبا يوسف ... وحفظك الله تعالى ...
وأما أخي مسلم من أهل عمان فأقول له:
عليك أن تتجرّد أولاً لفهم النصوص، وأن تبذل الوسع في ذلك، واعتمد على أصلين:
1 - الكتاب والسنة؛ وابحث هنا أولا عن مسألة قبول خبر الآحاد بتجرّد.
2 - النظر في أقوال علماء الإسلام، الجهابذة المتقنين، أهل العلم والعمل.
وادع الله في جوف الليالي أن يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه، والباطلَ باطلا ويرزقك اجتنابه، فهو العليم الخبير.
ولا أشك أنك ستصل إلى الحق بإذن الله تعالى ...
أسأل الله تعالى لي ولك ولجميع المسلمين الهداية والرشاد.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[22 - 04 - 07, 03:34 م]ـ
عجيبٌ قولك أيها الأخ الكريم:
كيف يستوي الزاني وغير الزاني بأن يكون مصيرهم في النهاية واحد وهو الجنة
المفروض أنكم أهل المنطق الذي يعصم الجنان كما يعصم النحو اللسان!! (هكذا سمعت من أستاذ لي أشعري!)
لو سألت عامياً من أهلك: هل يستوي الطالب الذي ينجح في الدور الأول ويحصل على مراتب الشرف وتتنافس الشركات وغيرها على توظيفه، مع الطالب الذي يعيد السنة مرتين، وينجح في النهاية بتقدير مقبول، ويفرح بأي وظيفة؟!
لقال لك: لا يستويان!!
فهل يستوي من يدخل الجنة رأساً ومن يدخل النار ثم يدخل الجنة في النهاية؟!
ألا يجوز أن يعمل مرتكب الكبيرة أعمالاً صالحة عظيمة تجعله يستوي مع بعض الصالحين أو حتى يتقدَّم عليهم ويدخل الجنة قبلهم؟!
لقد جلست مراراً أمام التلفاز أستمع إلى محاضرات شيخكم أحمد الخليلي، فتعجبَّت من كلامه كما تعجَّبت من كلامك!
كيف يخفى على هذا العالم الجليل النبيل أن تنزيه الباري سبحانه وتعالى لا يقتضي بالضرورة تأويل الآيات وصرفها عن معانيها المعتادة؟!
وكيف يخفى عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحذِّر أصحابه من مغبَّة فهم آيات الصفات على ظاهرها؟!
وكيف بخفى عليه أن اتحاد اللفظ لا يقتضي اتحاد المعنى، بل المعنى مفتوح لا نهاية له، فكلمة (طائرة) تطلق على طائرة الأخوين رايت، وعلى طائرة الجامبو النفاثة، إلى ما لا نهاية من أحجام الطائرات وتقنياتها؛ هذا في عالم الشهادة، فما بالك بعالم الغيب؟!
سبحان الله! لا إيمان بتسليم، ولا منطق سليم!
أتعرف الفرق الأساسي بيننا وبينكم أيها الأخ الفاضل؟
تجده في أول جملة من متوننا ومتونكم!
(الإيمان بالغيب) عندنا تقابله (المعرفة) عندكم!
و (معرفة الغيب) عندكم طريقها طبعاً: التفكير والعقل وقياس الغائب على الشاهد، والتشريع لرب العالمين، وتقرير ما يليق به وما لا يليق، كل على ضوء منطق أرسطو، أو (معيار العلم) الذي يعصم الجنان كما يعصم النحو اللسان!
فاقرأ القرآن من أوله وآخره وانظر لنفسك: هل تجد دعوة للإيمان أم دعوة لذلك النوع من المعرفة؟!
واعلم أنني ناصح لك، هداني الله وإياك إلى سواء السبيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/140)
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[22 - 04 - 07, 04:03 م]ـ
تقول:
كيف يستوي الزاني وغير الزاني بأن يكون مصيرهم في النهاية واحد وهو الجنة، بل هذا سيدفع الناس إلى أن يفعلوا ما شاؤوا من الكبائر بدون مبالاة.
أقول لا تسهن بعذاب الآخرة، صحيح هو سيدخل الجنة بعد ذلك لكن ما يدريك كم سيقيم في نار جهنم يذوق العذاب؟
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[22 - 04 - 07, 04:28 م]ـ
كيف يستوي الزاني وغيره؟
يا أخي من قال انهما مستويان، اخي الكريم حتى العلماء في علمهم لا يستوون مع انهم كلهم علماء
وندعو الله لك بالعقيدة الصحيحة
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[22 - 04 - 07, 04:32 م]ـ
أرجو من الإخوان الاكتفاء بما ذُكِر .. إلا إن كان من إضافة لا بد منها
ولعل الأخ السائل ينظر فيما كُتِب ببصر وبصيرة.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[23 - 04 - 07, 08:10 ص]ـ
ارايت لو ان رجلا عاش ملحدا ينكر وجود الله تعالى ويعيث فى الارض فسادا وكانت له سلطه فاستخدمها فى قهر المؤمنين ومحاربة الدين والاستهزاء برسول رب العالمين مع غشيانه صنوف الموبقات بالطبع هذا مصيره الخلود فى جهنم ان مات على ذلك ولاخلاف فى ذلك بين الفرق
هل يستوى فى الخلود الابدى مع من كان مؤمنا بالله تعالى موحدا له متبعا لرسوله صلى الله عليه وسلم وربما كان داعيا للخير آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ولكنه بحكم بشريته زل زله وارتكب كبيره ومات ولم يتب فعند القوم هو مخلد فى النار خلودا ابديا مع الاول
هنا يفترض ان يكون الهاجس الذى يشغل البال وينغص على معتنق هذه العقيده كيف يستويان
اما ان يشغله لماذا غفر الله لهذا ورحم ذاك فهذا من فساد تقديم العقل على النقل
وصدق مولانا حين قال (لايسأل عما يفعل وهم يسألون)
ـ[أبوخليفة]ــــــــ[25 - 04 - 07, 08:01 ص]ـ
أخي السائل قد بين لك الإخوة الأفاضل ما فيه الخير والكفاية، إن شاء الله تعالى، ولكن لدي إضافة أسأل الله أن ينفع بها، فأقول:
اعلم أن الله تعالى حكم عدل لا يضيع لديه عمل، ويجزي الكثير بالعمل القليل، ويغفر الذنب الكبير، ورحمته قد سبقت غضبه.
وأهل السنة والجماعة -أخي الكريم- تبعا للدليل لم يسووا بين الفاسق والمؤمن، ولا بين الكافر والمسلم.
فكما أنك ترى أنه لا يجوز التسوية بين العاصي وغيره، فكذلك لا يجوز لك أن تسوي بين العاصي والكافر.
أما ظنك بأن عقيدة عدم تخليد أهل الكبائر في النار فيها فتح لباب الكبائر فغير صحيح بيانه:
أن الإباضية يقولون بأن الصغائر يغفرها الله تعالى باجتناب الكبائر، فهل ترى أن هذه العقيدة فيها فتح لباب الصغائر؟
وعليه تعلم أن الذنوب على مراتب -نسأل الله السلامة والعافية-، ولكل مرتبة حكمها:
فالصغائر تغفر باجتناب الكبائر، والكبائر صاحبها متوعد بالنار، والشرك هو الذنب الذي لا يغفره الله تعالى.
ثم إن العمومات التي أشكلت عليك كقوله تعالى: "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ... " الخ، وغيرها قد استثنى الإباضية منها التائبون مع أن عمومها يتناول التائب وغيره، لكن ساغ لكم ذلك للأدلة المتظافرة الدالة على أن التائب يغفر له ما قد سلف.
فكما استثنيتم التائبون استثنى علماء السنة الموحدين للأدلة المتظافرة على أن من مات على التوحيد دخل الجنة، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه.
وإني لأعجب أخي الكريم أن يعظم في نفسك هذا مع أن الإباضية قد أولوا نصوص الصفات والتي جاء كثير منها في سياقات يتعذر معها نفي الصفة الواردة فيها،
ومع ذلك جنح الإباضية إلى تأويل كل تلك النصوص لما رأوا أنها تخالف قوله تعالى: "ليس كمثله شيء"
فنصيحتي لك أخي الكريم أن تتبع الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة -رضوان الله تعالى عليهم-، واقرأ كتب شيخ الإسلام ابن تيمية تجد فيها بيانا لما عليه السلف من تلك المسائل، والله الموفق لسواء السبيل، والله تعالى أعلم.
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[26 - 04 - 07, 10:59 م]ـ
السلام عليكم
النقاش مع الأخ الإباضي بسيط ولولا انشغالى الشديد لناظرته , وهناك من طلبة العلم في المنتدى من هم على قدرة لتحريك مثل هذا النقاش فلماذا يمنع ويوقف!؟ هكذا فهمت من العبارة.
يا أحباب نحن في زمن النقاش والجدل ولا بأس بالنقاش من أي طرف بل هذا الذي يثبت العلم وهذا زكاته ورأيي ألا يمنع أحد ولو كان ليبراليا علمانيا شيوعيا والله فرصة لنصرة الدين وأيما نصرة!!! ألا توافقوني؟؟؟
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[27 - 04 - 07, 12:23 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=98782
ـ[عبدالرحمن الزبيدي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 09:04 ص]ـ
يا إخوان -
في النقاش العلمي لا توجد قبليات وعشائر
كونه منتميا إلى التراث الإباضي وكونكم منتمين إلى التراث السني لا يسوغ لكم التعالي على الرجل ولا خطابه بلغة فوقية
وفقا لقوانين علم الدلالة كان كلام (مسلم من عمان) أقرب إلى السياق، والسياق أحد أركان الدلالة، وكان النحاة والمفسرون وعلماء الحديث في القديم كثيرا ما يُغفلون السياق، ومن أمثلة إغفال الناس للسياق فهمهم لـ (أهل الذكر) بأنهم العلماء من المسلمين، ولو رجعوا إلى السياق لفهموا أن (أهل الذكر) هم (أهل الكتاب)، كما قال تعالى: ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر- أي التوراة. وقال تعالى (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم [فإن كنتم تشكون أنهم رجال مثل محمد] فاسألوا أهل الذكر [=أهل الكتاب] إن كنتم لا تعلمون)
وقد كان كلام الأخ (مسلم من عمان) أقرب إلى السياق في هذه القضية وإلى مقصد الآيات القرآنية المحتج بها.
ولا أتحدث عن المسائل الأخرى
وأنا تلميذ لعلماء الحديث وحفاظه ولفقهاء الإسلام كمالك وأبي حنيفة وأصحابهما، ومنتم إلى التراث السنيّ مثل أكثر الإخوة في المنتدى،ولكن الحق أحق أن يتبع سواء صدر عن معتزلي أو عن سني أو عن إباضي أو عن زيدي
________________
ملاحظة بين قوسين: تلميح بعض الإخوة أو حتى روايته لاقتراح حذف الأخ أو طرده من المنتدى أمر أربأ بكرام الناس عن فعله أو تكراره.
بل مرحبا (بالمسلم من عمان) بين إخوته وأهله.
والله من وراء القصد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/141)
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[08 - 05 - 07, 01:42 م]ـ
للعلم وفقك الله، فمن شروط الملتقى أن تكون الكتابة موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة، ويمنع نشر الشبهات، ويمكنك طرح الشبهات ومناقشتها في منتديات أخرى غير الملتقى، وهذا الأمر نسير عليه منذ بدء الملتقى، وهو مذكور في شروط المشاركة التي تجدها عند التسجيل.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7324
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[08 - 05 - 07, 02:10 م]ـ
يا إخوان -
في النقاش العلمي لا توجد قبليات وعشائر
كونه منتميا إلى التراث الإباضي وكونكم منتمين إلى التراث السني لا يسوغ لكم التعالي على الرجل ولا خطابه بلغة فوقية
وفقا لقوانين علم الدلالة كان كلام (مسلم من عمان) أقرب إلى السياق، والسياق أحد أركان الدلالة، وكان النحاة والمفسرون وعلماء الحديث في القديم كثيرا ما يُغفلون السياق، ومن أمثلة إغفال الناس للسياق فهمهم لـ (أهل الذكر) بأنهم العلماء من المسلمين، ولو رجعوا إلى السياق لفهموا أن (أهل الذكر) هم (أهل الكتاب)، كما قال تعالى: ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر- أي التوراة. وقال تعالى (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم [فإن كنتم تشكون أنهم رجال مثل محمد] فاسألوا أهل الذكر [=أهل الكتاب] إن كنتم لا تعلمون)
وقد كان كلام الأخ (مسلم من عمان) أقرب إلى السياق في هذه القضية وإلى مقصد الآيات القرآنية المحتج بها.
ولا أتحدث عن المسائل الأخرى
وأنا تلميذ لعلماء الحديث وحفاظه ولفقهاء الإسلام كمالك وأبي حنيفة وأصحابهما، ومنتم إلى التراث السنيّ مثل أكثر الإخوة في المنتدى،ولكن الحق أحق أن يتبع سواء صدر عن معتزلي أو عن سني أو عن إباضي أو عن زيدي
________________
ملاحظة بين قوسين: تلميح بعض الإخوة أو حتى روايته لاقتراح حذف الأخ أو طرده من المنتدى أمر أربأ بكرام الناس عن فعله أو تكراره.
بل مرحبا (بالمسلم من عمان) بين إخوته وأهله.
والله من وراء القصد
هل تعتقد عقيدة اهل السنة والجماعة ام تنتمي الى التراث السني فقط
للأني رأيتك بدعوى الانصاف تدافع عن جمال الدين الافغاني الماسوني
وتقول ان هذا الاباضي أقرب إلى السياق في هذه القضية وإلى مقصد الآيات القرآنية المحتج بها؟؟؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - 05 - 07, 04:06 م]ـ
تعلَّم -أخي الزبيدي- قبل أن تتكلم
والذي يعرف السياق والسباق هم العلماء لا المتعالمون الذين أرادوا فهم النصوص من خلال نص واحد، أو من خلال ظاهر مجمع على خلافه، أو فهم سقيم سببه ضعف التحصيل أو قلة العقل.
وقد أجبتُ وأجاب الشيخ الفقيه وغيرنا من الإخوة عن كلامه بالأثر والنظر
فتأمل وراجع الأمثلة المذكورة ليظهر لك أن ما ذهب إليه واهٍ مردود.
ـ[عبدالرحمن الزبيدي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 03:46 م]ـ
لم أدافع عن جمال الدين الأفغاني بل بينت كيف يمكن لنا فهمه،،
ولا أدري لماذا حذفت المقالة إلى الآن،
وأما ماذا أعتقد فأنا مسلم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعتقد ما يعتقده النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام كأبي بكر وعمر وعمار بن ياسر زيد بن ثابت وأبيّ بن كعب رضي الله عنهم
وأعوذ بالله من إثارة الشبهات بل أسأل الله تعالى أن يهديني وسائر المسلمين لما اختلف فيه من الحق بإذنه
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[09 - 05 - 07, 05:33 م]ـ
لم أدافع عن جمال الدين الأفغاني بل بينت كيف يمكن لنا فهمه،،
ولا أدري لماذا حذفت المقالة إلى الآن،
وأما ماذا أعتقد فأنا مسلم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعتقد ما يعتقده النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام كأبي بكر وعمر وعمار بن ياسر زيد بن ثابت وأبيّ بن كعب رضي الله عنهم
وأعوذ بالله من إثارة الشبهات بل أسأل الله تعالى أن يهديني وسائر المسلمين لما اختلف فيه من الحق بإذنه
وماذا عن عقيدة عثمان وعلي رضي الله عنهما؟؟؟(40/142)
مهم هل البهائم تقتص من الانس يوم القيامة كما يقتص بعضها من بعض
ـ[نور الدين الأثري]ــــــــ[22 - 04 - 07, 07:17 م]ـ
أرجو من الاخوة طلبة العلم أن يبينوا لنا هذا الاشكال
هل البهائم تقتص من الانس يوم القيامة كما يقتص بعضها من بعض
ضروري
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[22 - 04 - 07, 08:08 م]ـ
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. متفق عليه.
وعن ابن عمر أيضًا: أنه مر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرًا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضًا. متفق عليه أيضًا.
ـ[نور الدين الأثري]ــــــــ[22 - 04 - 07, 10:05 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي على هذه الافادة لكن يقع القصاص بسبب هذا التعذيب(40/143)
أسماء بعض اللغويين الذين هم على منهج أهل السنة والجماعة في الاعتقاد
ـ[العوضي]ــــــــ[22 - 04 - 07, 08:13 م]ـ
1.الفراهيدي، الخليل بن أحمد، ت:175هـ من مؤلفاته (كتاب العين، وكتاب العروض، وكتاب الشواهد، وكتاب النقط والشكل)
2. سيبويه، عمرو بن عثمان بن قنبر، ت:180هـ من مؤلفاته (الكتاب)
3. الكسائي، علي بن حمزة بن عبد الله، ت:189هـ من مؤلفاته (معاني القرآن)
4. النضر بن شميل بن خرشة النحوي، ت:203هـ
5. الأصمعي، عبدالملك بن قريب، ت:213هـ من مؤلفاته (الأضداد،)
6. أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي، ت:224هـ من مؤلفاته (الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز وما فيه من الفرائض والسنن، غريب الحديث، فضائل القرآن، الأمثال، الأموال، الإيمان ومعالمه وسننه واستكماله ودرجاته، الخطب والمواعظ، السلاح، الطهور)
7. ابن الأعرابي، محمد بن زياد، ت:231هـ من مؤلفاته (النوادر، الأنواء، الخيل، تاريخ القبائل، الألفاظ)
8. ابن قتيبة الدينوري، عبدالله بن مسلم، ت:276هـ من مؤلفاته (أدب الكاتب، الأشربة وذكر اختلاف الناس فيها، الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة، المسائل والأجوبة في الحديث والتفسير، المعاني الكبير في أبيات المعاني، تأويل مختلف الحديث، تأويل مشكل القرآن، تفسير غريب القرآن، عيون الأخبار، غريب الحديث، الميسر والقداح) وغيرها كثير يفوق الستين
9. إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الحربي، ت:285هـ من مؤلفاته (غريب الحديث، إتباع الأموات، ذم الغيبة، سجود القرآن، رسالة في أن القرآن غير مخلوق، إكرام الضيف)
10. ثعلب، أحمد بن يحيى بن زيد الشيباني، ت:291هـ من مؤلفاته (معاني القرآن، مجالس ثعلب، الفصيح)
11. ابن الحداد سعيد بن محمد بن صبيح المغربي، ت:302هـ من مؤلفاته (توضيح المشكل في القرآن، المقالات، الاستيعاب، الأمالي، عصمة المسلمين، العبادة الكبرى والصغرى، الاستواء)
12. ابن دريد، محمد بن الحسن الأزي، ت:321هـ من مؤلفاته (جمهرة اللغة، الاشتقاق، ديوان شعر، السرج واللجام، الملاحن)
13. نفطويه، إبراهيم ين محمد بن عرفة، ت:323هـ من مؤلفاته (التاريخ، الرد على من قال بخلق القرآن، مسألة سبحان)
14. ابن الأنباري، أبو بكر محمد بن القاسم، ت:328هـ من مؤلفاته (إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل، الزاهر في معاني كلام الناس، الأضداد، الرد على من خالف مصحف العامة، مشكل القرآن)
15. النحاس، أبو جعفر أحمد بن محمد، ت:328هـ من مؤلفاته (معاني القرآن الكريم، اشتقاق أسماء الله، إعراب القرآن، الناسخ والمنسوخ في كتاب الله، القطع والائتناف)
16. غلام ثعلب، محمد بن عبد الواحد الزاهد، ت:345هـ من مؤلفاته (غريب الحديث، فاءت الفصيح، فضائل معاوية، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن، المداخل أو المداخلات)
17. الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد، ت:370هـ من مؤلفاته (تهذيب اللغة، الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي)
18. الزبيدي، أبو بكر محمد بن الحسن، ت:379هـ من مؤلفاته (طبقات النحويين واللغويين، لحن العوام، مختصر العين، الانتصار للخليل، هتك ستور الملحدين)
19. أحمد بن فارس بن زكريا، ت:395هـ من مؤلفاته (مأخذ العلم، المجمل في اللغة، تمام فصيح الكلام، معجم مقاييس اللغة، الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب، الحجر، حلية الفقهاء)
20. بديع الزمان الهمذاني، أحمد بن الحسين، ت:398هـ من مؤلفاته (المقامات، رسائل بديع الزمان الهمذاني)
مستفادة من كتاب: ((مناهج اللغويين في تقرير العقيدة إلى نهاية القرن الرابع الهجري))
رسالة دكتوراة لمحمد الشيخ عليو محمد طبعة دار المنهاج 1427هـ
http://www.dorar.net/weekly_tip.asp?tip_id=33
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 04 - 07, 08:47 م]ـ
موضوع مميز، بارك الله فيك.
هل من الممكن إلحاق بعض نقولاتهم في منهج التلقي والاستدلال في العقيدة؟
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:30 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي
ـ[أبو منة الله]ــــــــ[25 - 04 - 07, 09:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(40/144)
ما عقيدةجمال الدين الافغاني؟
ـ[محب آل مندة]ــــــــ[22 - 04 - 07, 10:44 م]ـ
ما عقيدةجمال الدين الافغاني؟
ـ[الباحث]ــــــــ[22 - 04 - 07, 10:53 م]ـ
أفاد الشيخ سليمان الخراشي وفقه الله بأنه رافضي إيراني متأفغن.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[22 - 04 - 07, 11:29 م]ـ
من هو الشيخ محمد عبده وجمال الدين الافغاني؟ عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل ( http://saaid.net/Doat/Zugail/291.htm)
(http://saaid.net/Doat/Zugail/291.htm)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[23 - 04 - 07, 01:32 ص]ـ
لا شك بأنه إيراني، وليس عليه سمت الأفغان، بل سمت الإيرانيين
وانغماسه في أمور السياسة الإيرانية، واجتماعه مع الشاه ناصر الدين، وعودته معه إلى إيران، ثم الصراع بينهما، إلى حد اتهام جمال الدين بأن له يداً في اغتيال الشاه، هي أبلغ دليل على إيرانيته.
والإيرانيون كلهم إجماع على أنه (جمال الدين الأسدأبادي)
وقد قرأت دفاع المدافعين عن أفغانيته فلم أجد لديهم وسائل تحرير هذه القضية، وإنما هو جدال نظري لا غير
ـ[محب آل مندة]ــــــــ[23 - 04 - 07, 02:31 م]ـ
الاخوة: الباحث- ابو هبة
جزاكما الله خيرا على ما افدتاه
الاخ خزانة الادب جزاك الله خيرا سؤالي عن عقيدته لا جنسيته.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[23 - 04 - 07, 04:16 م]ـ
عقيدته وجنسيته قريب من قريب
فهو أصلاً شيعي اثناعشري
ولكن الحق يقال: ما كان المذهب أكبر همومه
وهو سياسي قبل كل شيء
وظاهر حاله أنه غيور على أمة الإسلام، وأنه من صنف الرجال الذين يتآمرون لقلب الأوضاع والدول، ولكن لا يوجد دليل على أنه كان يتآمر على أهل السنة ضد الشيعة، بل ظاهر حاله أنه يدعو إلى اجتماع المسلمين تحت راية الخلافة العثمانية. وقد مات وهو في ضيافة السلطان عبدالحميد. وزعم التالف أبو رية أن السلطان هو الذي قتله بالسم، وروايته لا يُلتفت إليها.
ولا يعني ذلك أنه متمسك بدين الإسلام أو شديد الغيرة عليه، فهذه قضية أخرى مختلفة تماماً.
وعلى كل حال فالرجل بعيد الغور، ولا يمكن الجزم بأمره إلا لو وصل إلى السلطة في بلد ما وكشف عن أوراقه، وهذا ما لم يحصل.
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 04:38 م]ـ
هو من أشهر الهدّامين المترئّسين على بعض جمعيات البنّائين (!) الأحرار = المعروفين بـ (الماسونيين).
ـ[حسن خلف]ــــــــ[23 - 04 - 07, 05:12 م]ـ
نرجوا من الاخوة الكرام الذين تحدثوا عن عقيدة الأفغاني و انه شيعي ان يدلونا علي مصادر تللك الاقوال من كتبه و لا يرسلوا القول هكذا حتي نتبين عقيدة الرجل و نرجوا ترجمة مفصلة من اقرانه عن نشأته و علمه و عقيدته حتي لا نفتري علي الرجل (فكفي بالمرءاثما ان يحدث بكل ما سمع)
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو موسى المغربي]ــــــــ[24 - 04 - 07, 01:52 ص]ـ
الرجل على عقيدة أهل الاعتزال كما نص على ذلك أهل العلم
والله أعلم
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[25 - 04 - 07, 11:43 ص]ـ
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1179
ـ[حسن خلف]ــــــــ[26 - 04 - 07, 03:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا ايها الجندي المسلم فقد احسنت بالإحالة للرابط و ازلت اللبس عند في هذا الرجل
فهكذا يؤخذ العلم
ـ[الخطابي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 11:49 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن عبدالله القحطاني]ــــــــ[01 - 05 - 07, 12:52 ص]ـ
لمن أراد الزيادة حول حال هذا الرجل فهناك كتابان ـ فيما أعلم ـ تطرقا لكثير مما يتعلق بجمال الدين الأفغاني. هما:
الأول: صحوة الرجل المريض أو السلطان عبدالحميد الثاني للدكتور / موفق بني الموجة طبعته دار البيارق.
وفيه كثير من الحقائق التي نحتاجها لا سيما في هذا العصر ..
الثاني: سهام طائشة عن الفقه الإسلامي والحمدلله لوهبي سليمان غاوجي.
ودمتم ..
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[01 - 05 - 07, 01:12 ص]ـ
فجزاكم الله خيرا
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[01 - 05 - 07, 06:38 ص]ـ
الرجل ياخي ماسوني خبيث من اراد معرفة حياة الرجل معرفة كاملة منذ ولادته الى هلاكة فليرجع الى كتاب الشيخ الدكتور فهد الرومي (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير) ففيه غنية عنيره من المراجع)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[04 - 05 - 07, 07:31 ص]ـ
فكونه ماسونيا لا يقدح به لأن الماسونية في عصره كانت معلنة ذات شعارات جذابة، وقد حضر بعض مؤتمراتها -أو هكذا قيل- ليرى ما فيها. ولذلك لم يقدح به عند أخبر الناس به وهو الشيخ محمد رشيد رضا
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رحم الله رجلا جاء في عصر لا يحسن فيه الناس القراءة فدعاهم إلى الصحوة والتعلم والتوحد وألف لهم (الرد على الدهريين) وقال فيه كلمته الخالدة:
"وهكذا يمتاز دهري الشرق على دهري الغرب بالخسة والنذالة بعد الكفر والزندقة"
اي صحوة هداك الله
أما بعض طلبة العلم ممن يريدون أن يتصدقوا برجالات الأمة على الروافض لأنهم لا يفكرون بنفس طريقتهم أو لا يستخدمون عباراتهم وكلماتهم نفسها
هل طلبة العلم هم الذين تصدقوا؟
ام هو الذي انفق وبسخاء ايضا؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/145)
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 05:31 م]ـ
يااخ عبد المصور هل قرأت شيئا عن ضلالات هذا الرجل أم أنك تتكلم بغيرة عاطفية من غير علم يا أخي أقرأ ما كتبه الشيخ الدكتور فهد الرومي ثم بعدذلك تكلم إني لأعرف الشيخ الرومي فهو من الناس المعتدلين في المشائخ ولا يتتبع الزلات لكن هذا هو حال المدعو الافغاني
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[04 - 05 - 07, 11:03 م]ـ
يااخ عبد المصور هل قرأت شيئا عن ضلالات هذا الرجل أم أنك تتكلم بغيرة عاطفية من غير علم يا أخي أقرأ ما كتبه الشيخ الدكتور فهد الرومي ثم بعدذلك تكلم إني لأعرف الشيخ الرومي فهو من الناس المعتدلين في المشائخ ولا يتتبع الزلات لكن هذا هو حال المدعو الافغاني
الرجل ياخي ماسوني خبيث من اراد معرفة حياة الرجل معرفة كاملة منذ ولادته الى هلاكة فليرجع الى كتاب الشيخ الدكتور فهد الرومي (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير) ففيه غنية عنيره من المراجع)
ألست أنت الكاتب أعلاه؟؟؟
تذكر انه ماسوني خبيث وتحيل الى كتاب الدكتور الرومي
ثم تستفسر هل قرأت شيئا من ضلالاته!!!
هل تراجعت عن كلامك السابق ام ماذا؟؟؟
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 06:15 ص]ـ
السؤال موجه اليك ياأخ عبد المصور هل قرأتَ شيئا عن هذا الرجل أقول لك لو رجعت الى كتاب الدكتور الرومي لاستفدت ارجو الرجوع اليه ثم نتناقش في هذا لاني مارجعتُ عما قلت سابقا فهو ماسوني خبيث
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[07 - 05 - 07, 07:24 ص]ـ
قال محمود شاكر: ((إنها مؤامرة! -مؤامرة؟؟ مؤامرة تستهدف تمجيد رجلين من أخطر عملاء الاستعمار في تاريخ أمة الإسلام
جمال الدين الأفغاني الماسوني ومحمد عبده الصديق الصدوق لكرومر.))
انظر الرابط
http://www.ahlaltahkek.com/vb/showthread.php?p=1294#post1294
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[07 - 05 - 07, 03:00 م]ـ
السؤال موجه اليك ياأخ عبد المصور هل قرأتَ شيئا عن هذا الرجل أقول لك لو رجعت الى كتاب الدكتور الرومي لاستفدت ارجو الرجوع اليه ثم نتناقش في هذا لاني مارجعتُ عما قلت سابقا فهو ماسوني خبيث
الاخ العواضي جوابا على سؤالك: نعم قرأت عنه كثيرا, غير ماذكرت من ماسونيته
وقد كان الرجل حربا على الإسلام والمسلمين ,والأفغاني كان يشرب قليلا من الكونياك - وهو نوع من الخمر - كما ذكر ذلك محمد رشيد رضا في " تاريخ الأستاذ " (1/ 49).
وهناك امور أخرى سأنقلها لاحقا لكن موثقةبالجزء والصفحة.(40/146)
خبث العلمانية
ـ[أبو ريا]ــــــــ[23 - 04 - 07, 04:55 ص]ـ
خبثُ العلمانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ...
يروى أن جحا وابنه وحماره كانوا يسيرون في طريق، فسمع من يقول من الناس إن هذا الرجل وابنه أحمقان، لماذا لا يركب أحدهما على الحمار، فركب جحا، وبعد مسافة سمع من يقول إن هذا الأب قاسي القلب حيث يركب هو ويترك ابنه يمشي، فنزل جحا وأركب ابنه فسمع بعد مسافة من يقول إن هذا الابن عاق لأنه يترك أباه يمشي ويركب هو، فركب هو وابنه الحمار، فسمع من يقول إن هذين ليس في قلبهما رحمة حيث إنهما يرهقان الحمار والمقصود من هذه الحكاية أن العقل البشري قادر على مدح وذم أي حالة وأي قرار وأي عقيدة وأي نظام وسيجد لكل رأي أو عقيدة أو قرار أو نظام مؤيدون ومعارضون، مؤيدون يرون أنه الحق ومعارضون يرون أنه الباطل وهذا هو الجنون والعجز العلماني، وهذا يفتح باباً لا ينتهي من الجدل والنقاش البيزنطي فهذا يستشهد بقول الفيلسوف الأول، والثاني يستشهد بقول الفيلسوف الثاني، والثالث يقول هذا رأيي وهذه أدلتي وهكذا مما جعلهم لا يتفقون حتى على حقيقة فكرية واحدة مع أن عمر العلمانية الحديثة عدة قرون، وعمر العقل العلماني الآلاف من السنين.
قال الرازي " لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً " وقال:
وَلَمْ نَسْتَفِدْ مِنْ بَحْثِنَا طُولَ عُمْرِنَا ... سِوَى أَنْ جَمَعْنَا فِيهِ: قِيلَ وَقَالُوا 1
نعم هذه بداية قصة مرض نفسي نشاهده في حياتنا اليومية في صورة بعض الآدميين يمشون بيننا ويتنفسون الهواء الذي نتنفسه وهم ولاشك قد قرأوا ومر بهم من الآيات والنذر ما مر بنا، ولكن نظرتهم للحياة نظره مليئة بالاضطراب والشك، متذبذبة بين الحيرة واليقين، وقد اختلطت عليها الأمور حتى صار الحق باطلاً والباطل حقاً والثابت متحولاً والمتحول ثابتاً وكل ذلك يصاحبه عقلٌ بلقعٌ من العقلانية وإن ادّعوها وروحٌ خالية من الروحانية وآدمية خلت من الإنسانية وإن سنوها ديناً جديداً يبشرون به البشرية من وراء حجاب غليظ من المرض والتخبط وسوء الفطرة والفهم، وهذه كلها ولاشك من نتاج الهوى والشهوات، وهي مما يلقيه الشيطان في النفوس الموغلة في تتبع الشبهات.
لست بدعاً من الناس ولن آتي بجديد إن قلتُ:إن الأمةَ اليوم تمتحن على صعيد مستواها الفردي والجماعي وهي ولاشك تمر بمرحلة مخاض عسير تتبين فيه معادن الرجال، وتُعرض فيه الأفكار والرؤى والتصورات على محك القرآن والسنة، وهانحن نرى التجليات النورانية للمعاني الإيمانية في تلكم الآية القرآنية التي طالما تلوناها ورددناها (أم حسب الذين في قلوبهم مرضٌ أن لن يخرج اللهُ أضغانهم) 29 سورة محمد، وأيم الله لقد أخرجت قلوبٌ كثيرة أضغانها وأبانت عن صفحة السوء المندرجة تحت عباءة تنويرهم المزعوم وها نحن نسمع بمن يتمنى أن يكون قرداً ليفعل أفعال القرود.
وهنا لابد لنا من معرفة هذه الفرقة ونشأتها وما تعنيه هذه الكلمة قبل نقض أهدافها ومخططاتها الرامية إلى محاربة الاسلام بالدرجة الأولى.
تعريف العلمانية ونشأتها:
لفظ العلمانية ترجمة خاطئة لكلمة Secularism في الإنجليزية، أو Secularite بالفرنسية، وهي كلمة لا صلة لها بلفظ العلم ومشتقاته على الإطلاق .. والترجمة الصحيحة للكلمة هي اللادينية أو الدنيوية، لا بمعنى ما يقابل الأخروية فحسب، بل بمعنى أخص هو ما لا صلة له بالدين، أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد!!.
وفي دائرة المعارف البريطانية مادة Secularism هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها ..
وهل الدينا والآخرة طريقان منفصلان؟! وهل هذه لإله وتلك لإله؟! وهل الإله الذي يحكم الدنيا، غير الإله الذي يحاسب الناس يوم القيامة؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/147)
ولذلك فإن المدلول الصحيح لكلمة "العلمانية" هو: فصل الدين عن الدولة .. أو هو إقامة الحياة على غير الدين، سواء بالنسبة للأمة أو للفرد، ثم تختلف الدول أو الأفراد في موقفها من الدين بمفهومه الضيق المحدود، فبعضها تسمح به، وتسمى العلمانية المعتدلة، فهي ـ بزعمهم ـ لا دينية ولكنها غير معادية للدين، وذلك في مقابل المجتمعات الأخرى المضادة للدين .. وبدهي أنه لا فرق في الإسلام بين المسميين، فكل ما ليس دينياً من المبادئ والتطبيقات فهو في حقيقته مضاد للدين، فالإسلام واللادينية نقيضان لا يجتمعان. ولا واسطة بينهما.
عليه فالعلمانية دولة لا تقوم على الدين، بل هي دولة لا دينية، تعزل الدين عن التأثير في الدنيا، وتعمل على قيادة الدنيا في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية وغيرها بعيداً عن أوامر الدين ونواهيه.
والعلمانية دولة لا تقبل الدين إلا إذا كان علاقة خاصة بين الإنسان وخالقه بحيث لا يكون لهذه العلاقة أي تأثير في أقواله وأفعاله وشؤون حياته.
ولا شك أن المفهوم الغربي العلماني للدين، على أنه علاقة خاصة بين العبد والرب، محلها القلب، ولا علاقة لها بواقع الحياة .. جاء من مفهوم كنسي محرف، شعاره "أد ما لقيصر لقصير، ما لله لله"، ومن واقع عانته النصرانية خلال قرونها الثلاثة الأولى، حين كانت مضطهدة مطاردة من قِبل الإمبراطورية الرومانية الوثنية، فلم تتمكن من تطبيق شريعتها، واكتفت بالعقيدة والشعائر التعبدية ـ اضطراراً ـ واعتبرت ذلك هو الدين وإن كانت لم تتجه إلى استكمال الدين حين صار للبابوية سلطان قاهر على الأباطرة والملوك، فظل دينها محرفاً لا يمثل الدين السماوي المنزل. فلما جاءت العلمانية في العصر الحديث وجدت الطريق ممهداً، ولم تجد كبير العناء في فصل الدين عن الدولة، وتثبيت الدين على صورته الهزيلة التي آل إليها في الغرب ..
وإذا فالعلمانية، رد فعل خاطئ لدين محرف وأوضاع خاطئة كذلك، ونبات خرج من تربة خبيثة ونتاج سيئ لظروف غير طبيعية .. فلا شك أنه لم يكن حتماً على مجتمع ابتلى بدين محرف أن يخرج عنه ليكون مجتمعاً لا دينياً بل الافتراض الصحيح هو أن يبحث عن الدين الصحيح ..
فإذا وجدنا مجتمعاً آخر يختلف في ظروفه عن المجتمع الذي تحدثنا عنه، ومع ذلك يصر على أن ينتهج اللادينية ويتصور أنها حتم وضرورة فماذا تحكم عليه؟ .. وكيف يكون الحكم أيضاً إذا كان المجتمع الآخر يملك الدين الصحيح .. فقط نثبت السؤال، ونترك ـ لا نقول لكل مسلم ـ بل لكل عاقل الإجابة عليه؟
أما نحن فنكرر هنا أنه لا يوجد دين جاء من عند الله هو عقيدة فقط، والدين الذي هو عقيدة فقط أو عقيدة وشعائر تعبدية، دون شريعة تحكم تصرفات الناس في هذه الأرض، هو دين جاهلي مزيف لم يتنزل من عند الله. 2
وقد لبست العلمانية رداءين:
أحدهما: يتظاهر بالحياد تجاه عقائد الدين وعباداته المحضة، وما أرادوا حصر الدين فيه واعتبروه من دائرة تخصصه، ويتظاهر بأنه لا يريد إلغاء الدين كلياً، إنما يريد حصره في مجالات تخصصه.
أما تدخله في شؤون الحياة الدنيا فهو تدخل يفسدها، ويعوّق مسيرتها وتقدّمها وارتقاءها.
ويزعم لابسو هذا الرداء – كذباً وافتراءً على الدين الحق – أن تعاليم الدين في شؤون الحياة غير صالحة، لأنها غير علمية ولا عقلية.
وثانيهما: يُعلن حربه وعداءه للدين كله، ويسعى بكل ما أوتي من حيلة وقوة لإلغائه إلغاءً كلياً، وجعل المادية ومفاهيم التطور الذاتي للكون، والإلحاد بالله عزّ وجلّ، والكفر بكل القيم الدينية، هي العقيدة السائدة في كل المجتمعات الإنسانية.
ويتخذ لابسو هذا الرداء كل وسائل المكر، والكيد، والقهر والإكراه، والتزييف الفكري للحقائق، وفرض القوانين، ومناهج السلوك، وبرامج التعليم الموجه، بغية تحقيق هذا الهدف.
ولا ريب أن العلمانية صاحبة الرداء الأول المتظاهر بالحياد تجاه الدين في المجال الذي أراد حصره فيه، إنما لبست رداءها هذا نفاقاً لأنصار الدين وأتباعه في الأرض، ونفاقها هذا سياسة مرحلية ذكية، تعتمد على أسلوب التدرج، حتى إذا تمكنت انتقلت إلى الإجهاز على الدين كله إجهازاً كلياً، ويومئذٍ ترتدي الرداء الثاني، وتعلن حربها للدين كله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/148)
فهي مع تظاهرها بهذا الحياد النسبي الجزئي تشجع الدراسات الفلسفية المعادية للدين وتتبناها، وتشجع المذاهب الفكرية القائمة على الإلحاد والكفر بكل الأديان وتتبناها.
وقد تسترضي جماهير المتدينين استرضاءً صورياً، ببعض شكلياتٍ ومظاهر لا تعطي الفكر الديني قوَّة ولا انتشاراً.
وبعض المؤمنين بـ "الدنيوية = العلمانية" يرون ضرورة التسامح مع الدنييين، على أساس أن لهم الحق في اعتقاد ما يشاءون، وفي أن يكونوا أحراراً في الأخذ بالمبادئ التي يقتنعون بها.
فباستطاعتنا إذن أن نُدخِل في الاتجاه الذي يحمل شعار العلمانية كل المذاهب الفكرية والسلوكية المخالفة للدين، والمتنافية معه (الفلسفية، والنفسية، والأخلاقية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والإدارية، وغيرها).
فالعلمانية شعرا يتستر بالعلم، وبالتزام ما تثبته الحقائق العلمية، ويوحي ضمناً أو يعلن صراحةً أن الدين يتناقض مع العلم.
ومن له ظن حسن بالدين، من الذين يحملون شعار العلمانية أو الدنيوية، وأصل المبدأ غير واضح في ذهنه تماماً، يقول:إن صدق الدين إنما يكون في دائرة اختصاصه فقط، وهي عقائد غيبية وعبادات وطقوس ومراسيم خاصة. أما شؤون الحياة الدنيا فهي من اختصاص العقل ووسائل المعرفة الإنسانية.
وبهذا الزعم الباطل يضيقون دائرة اختصاص الدين تضييقاً شديداً. 3
أسئلة للعقل العلماني:
سنسأل الآن بعض الأسئلة الفكرية الهامة، وسنرى بعد ذلك الإجابات التي قدمها لنا العقل العلماني، وهل هي إجابات صحيحة أم لا؟ وكيف وصل إليها؟ ومن هذه الأسئلة
أ- في مجال العقائد: هل الله سبحانه وتعالى موجود أم لا؟ وإذا كان موجوداً فما هي صفاته؟ ولماذا خلقنا؟ وما هو أصل الإنسان؟ وهل هنالك حياة بعد الموت أم لا؟ وهل هناك أنبياء أم لا؟ وكيف نعبد الله بطريقة صحيحة؟ وإذا لم يكن وجود الله سبحانه وتعالى حقيقة، فما هو هدفنا من الحياة؟ ومن يضع هذا الهدف؟ وماذا سنفعل مع من يعارض هذا الهدف؟
ب- ما هو النظام الاقتصادي الصحيح؟ هل هو النظام الرأسمالي أم الشيوعي أم الاشتراكي أم الإسلامي؟ وهل النظام الربوي حق أم باطل؟ وهل نسمح بوجود قطاع خاص أم نرفض ذلك؟ وهل نسمح بالقمار أم لا؟ وهل نوافق على أن تصل ثروة بعض البشر إلى الملايين من الدولارات أم لا؟ وهل من حق الإنسان أن يتصرف بماله كيف يشاء؟ وهل من حقه أن يتبرع به كله لأعمال الخير أو لجمعيات الرفق بالحيوان؟ وهل من حق زوجته أن تشاركه في ماله أم لا؟ وهل للفقراء حق في مال الأغنياء أم لا؟
جـ- ما هو النظام السياسي الصحيح؟ هل يحكمه العمال أم الأغنياء أم العلماء؟ وهل يكون الحكم فيه للأغلبية أم للأقلية أم لفرد؟ وما هي مواصفات الأغلبية هل هي عرقية أم سياسية أم دينية أم طبقية أم مهنية؟ وما هي حقوق الأقلية؟ وما هي حدود حرية الرأي؟ أم أنها بلا حدود؟ وهل نساوي بين العلماء والمثقفين وغيرهم في حقوق الانتخابات والترشيح أم لا؟ وهل نسمح بوجود أحزاب دينية أو طبقية أو علمانية أو نرفض بعض أو كل هذا؟ وما هو موقفنا من التعصب العرقي؟ وما الفرق بين التعصب والانتماء العرقي؟ وما هو موقفنا من تعارض المصالح بين العمال والتجار وبين المستأجر والمالك؟ وهل الديمقراطية الصحيحة هي تلك التي في أمريكا أم هي التي في روسيا الشيوعية سابقاً؟ وهل نساوي بين البشر في رواتبهم أم نرفض ذلك؟ وهل العدالة الاجتماعية أهم كما تقول الشيوعية أم أن الحرية الفردية أهم كما تقول الرأسمالية؟
د- ما هي أسس الحياة الزوجية الصحيحة؟ وما هو الأسلوب التربوي الصحيح لتربية الأبناء؟ وهل نسمح بالطلاق أم لا؟ وما هي الحقوق والواجبات المترتبة عليه؟ وكيف نوزع الميراث بطريقة عادلة؟ ومن هم الورثة؟ وهل الزنا حرية شخصية أم فساد مرفوض؟ وهل نسمح ببيع المجلات والأفلام الجنسية؟ وما هو نظام العقوبات العادل للمخدرات والاغتصاب والقتل والسرقة ... ؟ وما هي السعادة؟ وكيف نعالج الأمراض النفسية؟ وهل نسمح بالإجهاض أم نرفضه؟ وهل الأنانية صفة محمودة أم مذمومة؟ وهل الغيرة ميزة أم صفة سيئة؟
إجابات العقل العلماني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/149)
تعالوا لنرى ما هي الإجابات العلمانية على الأسئلة السابقة وغيرها سنجد الآلاف من الكتب العلمانية الحديثة والقديمة تعطي إجابات كثيرة متناقضة، فلكل سؤال من الأسئلة السابقة سنجد إجابات علمانية متناقضة، وسنأخذ الرأسمالية والشيوعية كعقائد علمانية رئيسة شغلت العالم في القرن العشرين لنبين طريقة التفكير العلماني، وما هي الإجابات التي وصل إليها وما هي الأدلة التي يستخدمها العلمانيون لإثبات " صواب " عقائدهم؟ وهذا لا يتعارض مع معرفتنا بسقوط أغلب الأنظمة الشيوعية في العالم لأننا نناقش هنا الشيوعية كعقيدة علمانية اقتنعت بصوابها كثير من العقول العلمانية وسيطرت كدول لعشرات السنين على نصف الكرة الأرضية، ومن فوائد اختيار هذين النموذجين هو أننا عايشناهما، وسمعنا آراء أصحابهما، وكلاهما حاول أن يثبت أنه يتبع الأسلوب العلمي، وأنه العلماني الحقيقي، ووصل للعدل والحرية والمساواة، وهناك عقائد علمانية كثيرة كالوجودية والمثالية والعنصرية والاشتراكية وغير ذلك ولكن أغلبها عالجت قضايا فكرية جزئية، وهي يجهلها أغلب الناس، وأكثر من يهتم بها الفلاسفة العلمانيون، وبالتالي فتسليط الأضواء على الرأسمالية والشيوعية يعطينا مادة علمانية غنية بعقائدها وأدلتها وأفكارها وتطبيقاتها ونتائجها ولنبدأ الرحلة مع العلمانية، وسنجد أن الرأسمالي يقول أن الرأسمالية هي أفضل نظام للبشر، ألا ترى حرية الرأي في أمريكا؟ ألا تعلم أن الاقتصاد الأمريكي هو أقوى اقتصاد في العالم؟ وأن الأنظمة الغربية هي التي تقود التقدم المادي التكنولوجي؟ وهي التي حققت نجاحات كثيرة في قضايا حقوق الإنسان؟ وأن تداول السلطة يتم بطريقة سلمية، وأن أغنى الشعوب هي شعوب الدولالرأسمالية الغربية؟ ويكفي أن نعلم أن الولايات المتحدة تصدر القمح إلى عشرات الدول، وبعضها دول شيوعية ... وإذا انتهت الرأسمالية من كلامها سنجد الشيوعية تقول إن ديمقراطية الرأسمالية كاذبة لأنها ديمقراطية الأغنياء فالفقير لا يستطيع أن يرشح نفسه للانتخابات لأن الترشيح يحتاج أموالاً كثيرة، أما ديمقراطية الشيوعية فهي تمثيل حقيقي لأغلبية المواطنين من عمال وفقراء لأنهم هم الأغلبية؟ كما أن الشيوعية لا تسمح بأن يسيطر الأغنياء على الإنتاج والوظائف فيضطهدوا العمال والضعفاء.
وهي لا تعترف بالانتماءات العرقية القومية والوطنية، فهي عقيدة أممية تساوي بين جميع البشر، ألا يكفي أن جعلت الشيوعية روسيا والصين من الدول العظمى القادرة على إنتاج أسلحة نووية، ألا يكفي أن توفر الشيوعية العلاج والتعليم مجاناً للجميع؟ وسترد الرأسمالية بقولها إن الشيوعية أنتجت الفقر والاستبداد،فقد سيطر الحزب الشيوعي على الناس، وأوجد أكبر ديكتاتورية في تاريخ البشر، وتدخل حتى في اختيار أماكن العمل والسكن ومنعت الشيوعية الناس حتى من حرية الهرب من الدول الشيوعية ولا يوجد في الشيوعية حرية صحافة، كما أن ستالين قتل الملايين من الروس والشعوب السوفيتية، أما الاستبداد الفكري فحدث عنه ولا حرج، فالشيوعية لم تضطهد الأديان السماوية فقط وتهدم الكثير من المساجد والكنائس بل اضطهدت كل الأفكار والعقائد العلمانية الأخرى، ولم تسمح للفلاسفة الروس والأدباء بحرية القول بل حتى لم تسمح للشيوعيين بذلك فقد سيطرت على الناحية الفكرية مجموعة فلاسفة شيوعيين فرضوا على الشيوعيين وغيرهم ما يقرأون، وما يقولون وسترد الشيوعية بقولها إن التطبيق الخاطئ هو الذي أنتج الاستبداد والفقر، ففرقوا بين النظرية والتطبيق فليس كل من يدعي أنه شيوعي صادق في ذلك وهذا ما حدث في بعض الأنظمة كما أن الحرب الأمبريالية للشيوعية ساهمت في فقر وإضعاف بعض الدول الشيوعية ومن قال إن كل الدول الرأسمالية غنية؟ ألا ترون الدول الرأسمالية في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. كما أن السيطرة الفكرية الشيوعية في الاتحاد السوفيتي هدفها حماية الحقائق الفكرية من التشويه والأعداء الداخليين، وكل ثروة في حاجة إلى فترة لبناء وطنها دون السماح بأي هزات فكرية أو سياسية وهذه مرحلة مؤقتة وبعد أن تثبت الشيوعية نفسها ستفتح الأبواب الثقافية كما أن الشيوعية ناقشت الرأسمالية وغيرها خارج الاتحاد السوفيتي، فهي ليست عاجزة عن الحوار وكان المفكرون الشيوعيون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/150)
موجودين في كل قارة ولهم، أحزاب وكتب ومؤلفات وكانت كثير من الدول الرأسمالية تضطهدهم وتمنع كتبهم وتسجنهم.
وإذا اعتبرنا ما فات معركة يصعب حسمها وسيحتار العقل في تقصي الحقائق وفي جمع المعلومات وفي التعرف على حقائق الواقع وماذا حدث؟ ولماذا حدث؟ وما هو الحقيقي والصادق؟ وما هو الوهمي والكاذب؟ سنجد أن الشيوعية تقول أن الحق معي لأنني بناء على أدلة " علمية " أثبت أن الله غير موجود وتأملت في تاريخ الإنسان فوجدت أن هناك علاقة وثيقة بين المصلحة وبين الإنسان، وحركة التاريخ، واستنتجت النظرية الماركسية، وهذا ما يثبت أنني وصلت للحقائق الفكرية بطريق عقلي، فقد بذلت جهوداً عقلية كبيرة حتى وصلت لهذه الحقائق، فأنا العدو الأول لاستغلال البشر من قبل الإقطاعيين والأغنياء وأصحاب الأعمال والتجار وأنا أطبق المساواة الحقيقية بين جميع البشر، ولا أجعل وسائل الإنتاج بيد أي فئة ما عدا العمال والفلاحين لأنهم هم من يقومون فعلاً بالإنتاج ودورهم أهم من المدراء وأصحاب العمل ولهذا قمت بتأميم المصانع الخاصة والمزارع وأنشأت قطاعاً عاماً قوياً يسعى لتحقيق فائدة الشعب، ويديره أبناء الشعب، وألغيت الصراع الطبقي، وألغيت وسائل الإعلام الخاصة التي تسعى لمصالح التجار، وتشوه الرأي العام، ولا تهتم بمصالحه، كما أنني لم أجامل كالرأسمالية بل حددت الحقائق في كل المجالات، وحاربت الدين لأنه أفيون الشعوب ولأنه يمنع العمال من الثورة على الأغنياء ولا أومن بأي شيء عاطفي أو نفسي أو روحي أو أخلاقي فالأساس هو المصلحة، وأهم شيء هو العمل والإنتاج، والأهداف السامية هي التي تتعامل مع تضميد جروح الفقراء والمستضعفين، وهؤلاء هم الفئة النقية الطاهرة في المجتمع، وأنا أهتم كثيراً جداً بتقدير العلماء في العلوم المادية، وأرى أن العلم المادي هو العلم الوحيد الصحيح، وهو الذي يفسر جميع الظواهر المادية، والفكرية، أما الأخلاق والدين فهما خدعة بورجوازية تتستر من ورائها البورجوازية من أجل مطامعها، كما أن العدل والمساواة بين الناس ستؤدي إلى توزيع الثروة والإنتاج والمكاسب، وستؤدي إلى عدم الحاجة إلى السرقة لأن للجميع نفس الممتلكات، ولا يوجد جوع ولا فقر، فالسرقة هي وضع فرضته الأوضاع الأمبريالية، وجعلت لها عقوبات رادعة حتى تحمي الأغنياء من الفقراء، أما الرأسمالية فمبدأها الأقوى هو الذي يسيطر ويعيش وهي لا تعتمد في بنيانها الفكري على حقائق فكرية بل على التعايش مع الواقع والوصول إلى حلول وسط، فهي تخضع للظروف والمصالح وليس للعقل البشري، أما الرأسمالية فستقول إن عقلي أوصلني للحقائق، فإن فكرت بعقلي فوجدت أن الدين المسيحي خاطئ، وأن فيه تناقض مع بعض الحقائق العلمية المادية التي اكتشفتها في الفلك،
وعلم الأحياء، واقتنعت بأن، العقل هو طريقي للتعرف على الحقائق وفتحت المجال للفلاسفة والمفكرين والسياسيين وغيرهم أن يختاروا أنظمتهم العقائدية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفتحت الأبواب الواسعة للنقاش والحوار، ووضعت وثائق ودساتير وقوانين أدت إلى تبني مفاهيم محددة في قضايا الحرية والعدل والمساواة والاقتصاد، منها حرية الرأي، وأن الحكم هو للأغلبية، وأن هناك حقوق للأقليات وأن الناس حرة في اختيار عقائدها، فهذا الأمر لا تتدخل فيه الدولة، كما أنها حرة في جوانب كثيرة من حياتها الشخصية وعلاقاتها الاجتماعية، فلا أفرض عليها شيئاً، ولا أحدد لها الصواب من الخطأ، فبإمكانك في عقائدك أن تكون مسيحياً أو مسلماً أو بوذياً أو وجودياً أو رأسمالياً أو حتى شيوعياً أو لا تؤمن بأي عقائد وبإمكانك في حياتك الشخصية أن تكون عفيفاً أو زانياً، وبإمكانك أن تشرب الخمر أو تمتنع عنها ولك الحرية في التصرف في مالك كيف تشاء وبإمكانك أن تتزوج أو تبقى عازباً طول عمرك، فالحرية الفردية مقدسة، ومن خلالها أحقق المنفعة للمجتمع، فلا يوجد تعارض بين الاهتمام بالفرد وتحقيق مصالح الجماعة، وكثير من الاختلافات الموجودة في المجتمع يتم حسمها من خلال التصويت والأغلبية فالمبادئ عندي والقوانين والقرارات تستند في أحيان كثيرة بل في الأغلبية الساحقة للتصويت سواء في مجالس الشعب أو في المحاكم من خلال هيئة المحلفين، كما أن من مبادئي الحلول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/151)
الوسط في أحيان كثيرة، فأنا لست مع الإيمان بالله، ولا مع إلا لحاد، وأنا لست مع المدارس الدينية ولا ضدها، ولا مع الاحتشام ولا مع التبرج، وأسعى دائماً إلى الحلول الوسط بين الاختلافات والصراعات الموجودة في المجتمع، سواء كمصالح أو مفاهيم أو مواقف وذلك من خلال الحوار والنظر بواقعية للأمور، كما أنني اقتنعت بأن رفض الأديان سيؤدي إلى إضعاف التعصب الديني الذي كان وراء كثير من الحروب في الماضي كما أن جعل القرار الأخير للشعب وللأغلبية سيؤدي إلى التخلص من انحرافات الحكومات، وتسلطها وانفراد الأفراد والأقليات بالتحكم بالأغلبية، كما أن النظام الاقتصادي الرأسمالي قد أثبت نجاحات كبيرة وحقيقية من خلال حجم الإنتاج، واستفاد جميع المواطنين من تشجيع الإبداع التكنولوجي والتنافس التجاري، وتقديم أجود الخدمات، وتحقيق قفزات هائلة في رفاهية الإنسان أما بالنسبة للفكر الماركسي فهو مهزلة فكرية، اختار بعض الفترات من التاريخ التي تناسب وتجاهل الفترات الأخرى
، فلم يدرس ماركس التاريخ بحياد وموضوعية، بل انطلق من حقد وكراهية للأغنياء، وليس من عقل بشري، كما أن أغلب بل كل نبوءات ماركس حول المستقبل، والتي منها توقع سيطرة الشيوعية على العالم فشلت فشلاً ذريعاً، وانهارت الأنظمة الشيوعية، وأصبح مكان الفكر الشيوعي المتاحف.
المعايير العقلية العلمانية:
لا زلنا نسأل العلمانية نفس السؤال: ما هي الحقائق الفكرية؟ وما هو الطريق العقلي العلماني لهذه الحقائق؟ نحن نريد حقائق، وليس أراء وظنون، نريد طريقاً مشابهاً لطريق التجربة والمشاهدة والاستنتاج الذي يوصلنا للحقائق العلمية المادية فإذا كان مرفوضاً أن يقول علماء المادة أظن أن الماء يغلي عند 20 درجة مئوية في الظروف العادية أو أظن أن الأكسجين غاز لا يساعد على الاشتعال ومبرراتي هي أن ذرته تتكون من كذا وكذا فإن مثل هذه الآراء لا وقت عند علماء المادة حتى لسماعها، فالعلم المادي بشقيه الإحيائي والتكنولوجي يعتمد على حقائق لا أراء ولا مبررات عقلية متناقضة، فعندما يقولون غليان الماء عند 100 درجة مئوية حقيقة، فإنه لا أحد يستطيع أن يعارض، فالعلمانية أعطتنا مبررات منطقية وثبت أنها متناقضة وحاول الفلاسفة وضع معايير عقلية لتحديد الحق والصواب فقالوا: لنأخذ الحرية والعدل والمنفعة والسعادة ... الخ.
ومن الصعوبات التي واجهتهم أن هناك تناقض بين هذه المعايير ومنها أن هذه أهداف عامة لا اختلاف حولها، فلا يوجد عاقل يقول أن هدفي هو التعاسة أو الظلم، وأنها مقياس لتحديد الحق من الباطل، ومن التناقض في هذه المبادئ: أن العلمانية الرأسمالية أعطت وزناً أكبر لقضايا الحرية مما جعل وزن العدل يقل في حين أن العلمانية الشيوعية فعلت العكس، فالحرية تجعل الناس يتفاوتون في ثرواتهم وحظهم من الغنى والفقر فقد يسكن فرد منهم قصراً به مئات الغرف، وينام الآخر في العراء، في حين أن الشيوعية تحرص على نفس السكن أو مساكن متقاربة ولا تعتبر هذا يعارض الحرية الشخصية بل لا تعتبر تملك الثروة الهائلة بل المعتدلة من الحرية أصلاً، والمشكلة أنه ليست عندنا حرية أو عدل فقط بل هناك مساواة ومصلحة جماعة ومصلحة فرد ومصلحة شعب، وهناك السعادة والرحمة والمنفعة " المصلحة " والإخاء والاحترام والحب والإبداع والتمتع والراحة النفسية والعزة والرفاهية والاستقرار والتملك والراحة الجسدية واللذة، وهذه وغيرها أهداف نريد أن توصلنا لها عقائدنا ونظمنا ومفاهيمنا وقوانيننا ونريد أن نصل إلى نظام صحيح يحقق التوازن الصحيح بين هذه الأمور، فلا نتطرف في ماديات ولا روحانيات ولا غرائز وهذه الأمور أهداف متداخلة مع بعضها، وأحياناً متناقضة واقتناع العقول البشرية بأهميتها كلها أو بعضها أمر مختلف فيه كما أن إعطاء أوزان لها أمر مختلف فيه حتى لو تم الاتفاق على بعضها أو كلها كعناصر معيارية فقد تكون الانتخابات تعطي حرية ولكنها قد لا تعطي عدلاً، وقد يخسرها المخلصون والعلماء وينجح بها المنافقون والجهلاء، أما إذا حددنا مواصفات دقيقة تمنع ترشيح الجهلاء والمنافقين فإن هذا معناه تقليل حجم الحرية، فالبعض لن يكون من حقه الترشيح أو حتى الانتخاب، بحث العلمانيون والفلاسفة هذه القضايا فقالوا لنعتبر الشيء حقاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/152)
وصواباً إذا حصل على اتفاق الأغلبية أي من خلال التصويت وما عداه خاطئ، وقال آخرون لنجعل معيارنا للحق السلطة سواء كانت أباً أو أماً أو حكومة، وقال آخرون إن مقياس الحقيقة هي أن نعيش تجربة عملية، ثم نستنتج بعدها حقائق هذا الواقع وقال غيرهم لنجعل المصلحة هي الميزان ونقيس الإيجابيات والسلبيات، واختلفوا في ذلك والإيجابيات والسلبيات تختلف وزناً واتجاهاً من طرف إلى آخر، وقد قيل مصائب قوم عند قوم فوائد، وقال آخرون ما رأيكم أن يكون معيارنا هو تجربة كل فكرة على الواقع، والفكرة التي تبقى وتعيش هي الصحيحة، أما التي تموت فهي الخاطئة وبعضهم قال لنجمع علماء من مختلف التخصصات، ونجعلهم يحددون المعايير وبعضهم قال لنأخذ بعض العلماء ونجعلهم يعرفون كل أنواع العلم، ثم سيكونون قادرين على وضع هذه المعايير، وبعضهم حاول أن يصنع معياراً مركباً من عدة نقاط، وكل هذه المعايير وجدت من يرفضها كلياً أو جزئياً وينفي مناسبتها لتحديد الحق من الباطل، وطبعاً سيختلف الناس فيمن يضع هذه المعايير بمعنى لو اخترنا مئة عالم أمريكي لأعطونا معايير متأثرة بخبرتهم وتجاربهم، ولو أخذنا مئةعالم أمريكي لأعطونا معايير متأثرة بخبرتهم وتجاربهم، ولو أخذنا مئة عالم صيني لأعطونا معايير أخرى، وهكذا فستكون معايير تحديد الحق من الباطل هي معايير ظنية ومتغيرة ومختلفة من فريق إلى آخر وهنا نحن نفترض أن المئة عالم " مفكر " أمريكي سيتفقون على معايير واحدة من خلال نقاش وحوار وسيتضح للجميع أن هذه هي المعايير الصحيحة لتحديد الصواب من الخطأ أي أن الاتفاق لن يكون من خلال التصويت، وهذا أيضاً افتراض خيالي لأن العقول الأمريكية متعارضة كفلاسفة وعلمانيين ومفكرين، فإذا كان من الصعب وأحياناً من المستحيل أن يتفق فيلسوفان كبيران على عشر حقائق فما بالك بمئة عقل وما بالك بمئة عقل من مختلف أنحاء العالم، إن النتيجة المنطقية والبديهية أننا لن نصل إلى معيار لتحديد ما هو الحق وما هو الباطل في القضايا المختلف حولها وأقول المختلف حولها لأن هناك قضايا لا اختلاف حولها بين العقلاء مثل أن السرقة شر والاعتداء على الناس خطأ، والتواضع صفة محمودة، ومساعدة الفقراء رقي وحضارة .. الخ، وقال هنترميد عن معيار مركب: " حدود المعيار المركب: ولكن من سوء الحظ أن جزءاً فقط من القضايا التي يتعين الحكم عليها بأنها " حقيقة " أو " بطلان " هو وحده الذي يستطيع الصمود لكل هذه المعايير " - ص 171 الفلسفة: أنواعها ومشكلاتها - هنترميد ترجمة د. فؤاد زكريا- وقال " تعد مشكلة الحقيقة من أعقد المشكلات التي يتعين على الفلسفة بحثها، ذلك لأنه ليست هناك كثرة من " الحقائق " فحسب، بل إن الناس نادراً ما يعنون نفس الشيء عندما يضعون عبارة بأنها " حقيقة " وقال " لأن الخلاف الأساسي يكمن في أن أحد الفريقين يستخدم نظرية أو معياراً معيناً للحقيقة، في حين يرتكز الآخر على مفهوم مختلف كل الاختلاف " وقال " فإذا قلت " حقيقي " وكان في ذهني معنى معين، وقلت أنت نفس اللفظ وكان في ذهنك معنى آخر، لكن في مواصلة الحديث مضيعة للوقت، أي إذا كان الميزان الذي في ذهنك لتحديد الحق من الباطل يختلف عن الميزان لدى فرد آخر فلا فائدة حتى من الحوار، فالعلمانية عجزت عن إيجاد الميزان الصحيح، ومعنى هذا الكلام إن كان معيار تقييمك للرجال أن الأفضلية هي للأصدق والأكرم في حين أن فرداً آخر عنده الأفضلية، هي للأغنى والأجمل فإن اختلافكم هنا هو في المعيار، وبالتالي لن تتفقا على ترتيب عشرة رجال حسب الأفضلية وهذا ما حدث مع اختلاف المعايير في العلمانية حيث تحديد الحقيقة يصبح مستحيلاً إذا كان كل فرد أو حزب أو دولة تستخدم معايير مختلفة، فهذا سيؤدي إلى أن كل طرف يرى الحقيقة التي صنعها أو ما يريد أن يعتبره حقيقة مما يجعل لدينا حقائق لكل طرف أو آراء مقتنع بها كل طرف، ونحن نريد حقائق أصلية وليست مسميات وهمية لوجهات نظر شخصية وآراء ظنونية،قال تعالى " إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى " النجم (23) وقال تعالى " وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يُغني من الحق شيئا " النجم (28) وقال تعالى " وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/153)
عليم بما يفعلون " يونس (36) معنى هذه النتيجة التي وصل إليها العلمانيون أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى العلم الفكري والحقائق. 4
شبهات علمانية ظالمة:
ما أكثر الاتهامات التي يوجهها العلمانيون للإسلام، والتي إذا درسناها سنقتنع بأنها خاطئة وظالمة، وليست لها أي أساس من الصحة واليكم بعضها:
1 - مبادئ قديمة: هل تريدون أن نعيش بعقائد واقتناعات مضى عليها خمسة عشر قرنا ونحن في عصر الإنترنت والطائرة والعولمة؟ ونقول من قال إن المسلمين لا يؤيدون استخدام الطائرة والإنترنت والطب الحديث .. الخ فكل البلاد الإسلامية تسعى لذلك، وكثير من المسلمين تخصصوا في علوم الهندسة والتكنولوجيا فهذا الاتهام باطل من أساسه، فلا توجد معارضة فكرية إسلامية لهذه العلوم، فالعلمانيون يفتعلون مشكلة غير موجودة أصلا، أما بالنسبة للمجال الفكري فحقائقه ثابتة حتى ولو كانت قبل خمسة عشر قرنا، فوجود الله سبحانه وتعالى حقيقة فكرية لا تتغير مع الزمن، وكذلك صفاته، وشريعته، والإنسان هو الإنسان يضحك، ويبكي ويحب ويكره، ويؤمن ويكفر، ويصدق ويكذب، ويعدل ويظلم .. الخ هكذا كان الإنسان قبل خمسة آلاف سنة، وهو كذلك حاليا، وسيبقى كما هو إلى أن يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها. والشيوعية عقيدة حديثة كنظام وكدول، ومع هذا فقد ثبت فشلها النظري والعملي، وكل أقوال الفلاسفة الحديثة هي نفسها أقوال الفلاسفة القدماء، أي كلها أراء موجودة منذ أكثر من ألفين سنة، فالإلحاد قديم، والإيمان قديم، والاختلاف حول معاني الحرية والعدل قديم، وهكذا فكل المبادئ الصحيحة والخاطئة (الدينية والعلمانية) قديمة، وباختصار تحديد الحق من الباطل في المجال الفكري والمادي أيضا ليس قائما على القديم والحديث بل على الأدلة التي تثبت أنه حق أو باطل.
2 - العقول الجامدة: تمسكنا بالحقائق الفكرية الإسلامية (القرآن والسنة) ليس معناه إطلاقا أننا نجمد عقولنا، وأننا لا نفكر ولا نحلل، فالفقه الإسلامي كله اجتهادات عقلية، والاجتهادات تصيب وتخطئ، ومساحتها واسعة جدا، ورفض علماؤنا التعصب لمذاهب أو اجتهادات، وعارضوا الجمود الفكري والتقليد، وبلغ من تشجيع الاجتهاد أن المجتهد المخطئ له أجر، فهل هناك تشجيع على العلم والتفكير والتأمل أكثر من ذلك، وبلغ من تشجيع العلم والقراءة أن الله سبحانه وتعالى جعل العلماء هم ورثة الأنبياء، قال تعالى: "يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب " (269) سورة البقرة، وقال تعالى " وقل رب زدني علما " (114) سورة طه. ونحن لا نتكلم عن الجانب النظري فقط بل ندعو للنظر في واقع المسلمين، وتحليله وهناك آيات كثيرة جدا في القرآن تدعو للعلم والتفكير والتأمل في مخلوقات الله والكون وواقع البشر ........... الخ والمكتبة الإسلامية بها آلاف كثيرة من الكتب التي تثبت دور العقل والثقافة والعلم في حياة المسلمين، وأقرأوا إن شئتم في كتب ابن القيم أو أبي حامد الغزالى أو ابن الجوزى وغيرهم كثير جدا لتتعجبوا من ذكائهم وثقافتهم وحكمتهم وتنوع علومهم، ولكن مشكلة بعض العلمانيين أنهم لا يعرفون ثقافتنا وبديهيات الاجتهاد، ومع هذا يتهموننا بالجمود العقلي، فهل هم علميون حقا!!
3 - الاختلاف الفكري: يرفض بعض العلمانيين تطبيق الشريعة الإسلامية لأن هناك فرق كثيرة، واجتهادات مختلفة، وبالتالي فما الذي سيتم تطبيقه؟ ونقول: إن المسلمين بشكل عام مع اختلاف فرقهم متفقون على قضايا كثيرة جدا، فطبقوها كما أن الأغلبية الساحقة من العرب هم من أهل السنة والجماعة، ولا توجد وحدة فكرية أكثر من ذلك، ولا توجد بينهم اختلافات أساسية، وأما الاختلافات الاجتهادية فهذا شئ طبيعي، وفى نفس الوقت الاختلاف بين العلمانيين هو في الأسس الفكرية فهناك علمانيون رأسماليون وهناك علمانيون اشتراكيون وهناك شيوعيون وهكذا ...... وإذا قلنا للعلمانيين اجمعوا علماء الإسلام ليقرروا الصواب فيما لديكم فيه غموض (إذا كان هناك شئ غامض) قالوا من الذي يحدد علماء المسلمين لأن عندهم أن كل علماء المسلمين لا يصلحون! فهذا متطرف، وهذا رجعي، وهذا من وعاظ السلاطين، وهكذا، ونقول: علماء المسلمين الصادقون الواعون معروفون ويشهد لهم الناس ويثقون فيهم أكثر من ثقتهم بالعلمانيين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/154)
4 - البيئة الملوّثة: من الشبهات التي يثيرها العلمانيون هو ضرورة توفير البيئة المناسبة لتطبيق الشريعة، وهذه كلمة حق أريد بها باطل، لأنهم لو كانوا صادقين لطالبوا بالإعلام النظيف والمناهج التعليمية الإسلامية ومساعدة الفقراء وغير ذلك، ولكنهم يريدون تأجيل تطبيق الشريعة للأبد بحجة التدرج في تطبيق الشريعة، والغريب أن الاشتراكيين واليساريين لا يطالبون بتطبيق الزكاة مع أنها تفيد الفقراء، وذلك رغبة منهم في مخالفة الإسلام حتى ولو حقق بعض أهدافهم، فهم يخربون بيوتهم بأيديهم، ومن الشبهات التي يثيرها العلمانيون هي أن الدين شئ سام ونقي ويجب أن نبعده عن الحياة السياسية، ونقاء الدين لا يتعارض مع ما في الحياة السياسية من حق وباطل بمعنى أن النظام الإسلامي السياسي سيقف مع الحق والصواب والمبادئ قدر ما يستطيع، والإسلام لا يمنع السياسي المسلم من الخداع والمناورة إذا تطلب الأمر ذلك، فالحرب خدعة، ونضيف إلى ذلك أن التلوث يصيب الحياة الاجتماعية والاقتصادية فهل نبعد الإسلام عن كل هذه المجالات؟ وماذا يبقى له؟!!.
5 - الأقوال الشاذة:هناك عشرات الآلاف من العلماء والخطباء والكتاب الإسلاميين، وكثيرا ما نجد كاتبا علمانيا يختار بعض الأقوال الشاذة لخطيب أو جماعة أو كاتب أو اجتهاد خاطئ لعالم، ويجعل منها حكايات ودليلا على تطرف المسلمين وتعصبهم وسطحيتهم، ولو فعلنا مثل ما يفعل العلمانيون لوجدنا آلاف الأمثلة على شذوذ أراء العلمانيين، ولو أخذنا الفكر الشيوعي العلماني وحده لو جدنا العجب إلى درجة أن العواطف لا وجود لها، والإنسان أصله صرصور ...... !!!.الخ ولو أنصف العلمانيون لوجدوا مئات الكتب الإسلامية التي تنتقد وتفضح التطرف والجهل الذي يحدث باسم الدين ولو أنصفوا لقالوا في كل العقائد والمبادئ متطرفون، ولو أنصفوا لقالوا الغالبية الساحقة والعظمى من الاتجاه الإسلامي والمسلمين معتدلون.
6 - الأحاديث الموضوعة: حذّر الرسول صلى الله عليه وسلم ممن ينسب له أحاديث لم يقلها. وألف علماؤنا كتبا في الأحاديث الصحيحة والضعيفة والموضوعة، وأفنى كثير منهم أعمارهم في هذا المجال كمالك والبخاري ومسلم والترمذي وغيره من علماء الحديث، ومع هذا نجد من العلمانيين من يستند في نقده واتهاماته للإسلام بأحاديث موضوعة، فهذا يتهم الإسلام بظلم المرأة، والآخر بالاستبداد، والثالث بالإرهاب ........ الخ ولا أدري لماذا لا يأخذ هؤلاء ان كانوا صادقين أحاديث موضوعة تمجد المرأة مثل " خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء" ويأخذ هؤلاء كذلك أقوال شاذة لرجال ينسبون زورا للإسلام ويعتبرونها دليلا قاطعا على تخلف المسلمين الفكري، وقد وضح علماؤنا في كتب كثيرة ضلال الفرق المخالفة والاجتهادات الشاذة والخاطئة سواء كانت عقائدية أو تشريعية أو عبادية. وهذا يثبت أن العلمانيين ليس هدفهم الحقيقة بل التشويه والجدل!!.
7 - التخلف التكنولوجي: سبب تخلف المسلمين الصناعي والإداري والزراعي والتجاري ..... الخ في القرنين التاسع عشر والعشرين يرجع لعوامل كثيرة منها فقر العرب، وتفرقهم السياسي، وتنازعهم كحكومات ومكائد الاستعمار والأعداء، ونشر الفتن بينهم، ومنها غياب الاستقرار في كثير من دولنا، وغياب الشركات الكبيرة والقطاع الخاص القوي والمراكز البحثية الحكومية، فعلى سبيل المثال أغلب دول الجزيرة العربية كانت تشكو وبشدة من نقص الماء، فكيف بالطعام، وكيف ستكون قادرة على بناء المختبرات والمصانع والمدارس، وبالمقابل توفر لأمريكا الأنهار والأمن لعدة قرون، والوحدة السياسية والشعب الكبير والثروات الهائلة. فمن الطبيعي أن تكون أقوى بكثير من الدول العربية. فتخلف المسلمين لم يكن راجعا لعقائد إسلامية تمنعهم من اعمار الأرض، والاستفادة من التكنولوجيا، وتطويرها، بل للظروف التي ذكرتها باختصار، وقد رأينا بأعيننا جيل الآباء واجتهادهم في عملهم، وطموحهم وصبرهم ورغبتهم في التعلم والعلم، واحترامهم الشديد للمعلمين، ولكن كثيرا منهم لم يستطيعوا الحصول على كثير مما يتمنون لأن إمكانياتهم كشعوب وحكومات محدودة جدا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/155)
8 - الماضي الأسود:ليس من الإنصاف أن نحسب على الإسلام والمسلمين اقتناعات كانت موجودة قبل قرنين أو ثلاثة كرفض تعليم المرأة، أو التعصب للمذاهب، أو التعامل الخاطئ مع غير المسلمين ...... الخ فهذه أمور يرفضها الإسلام، ومن بديهيات الحياة والتاريخ أن يحدث هناك سوء فهم للمبادئ من أهلها، وأن ينتمي لها من هو غير صادق في الاقتناع كالمنافقين حتى ولو كانت أسماؤهم محمد وعبدالله وعلي وبالتالي فلا يجوز إطلاقا نسبة ما في تاريخنا من ظلم أو جهل أو تعصب للإسلام، أو حتى للمسلمين الحقيقيين. فالواقع ليس دائما ترجمة صحيحة للفكر، وهذا ينطبق حتى على العقائد العلمانية، وتاريخ الشعوب غير الإسلامية. فالنقاش والنقد مقبولان إذا كان حول ما تدعو له المبادئ، ومع من ينتمون حقا لها. والأمثلة التي نشاهدها قديما وحديثا في المسلمين الحقيقيين هي أمثلة رائعة فعلا، فسيماهم في وجوههم، فهم في أسرهم، وحياتهم الوظيفية والسياسية من أفضل البشر، بل أفضلهم على الإطلاق، فهم لا يكذبون، ولا ينافقون، ولا يزنون، ولا يسرقون، وهم أهل عدل ورحمة وصدقات وتواضع واجتهاد وحكمة.
9 - الاستبداد: يصر بعض العلمانيين على اتهام الإسلام والدولة الإسلامية بتهم كثيرة غير صحيحة تم الرد عليها مرارا وتكرارا في كتب ومقالات وتلفاز وإذاعة وصحافة وأشرطة، قالوا: الإسلام ضد الديمقراطية، وقلنا الشورى والديمقراطية متشابهتان لدرجة كبيرة جدا، وقالوا الدولة الإسلامية دولة دينية، وقلنا هي دولة مدنية والشعب هو الذي يحكمها وليس علماء الإسلام، ودور علماء الإسلام أشبه ما يكون بدور الخبراء الدستوريين. وقالوا: إن الإسلام يظلم المرأة، وقلنا أن المرأة المسلمة هي أكثر نساء الأرض حقوقا واحتراما وكرامة، وقالوا: الإسلام ضد الحرية، وقلنا الإسلام مع الحرية الحكيمة المسؤولة، وضد حرية الشتم والفساد والإلحاد. وقالوا الإسلام مع الأخذ بالأسباب الإيمانية فقط، وقلنا بل بالأخذ بالأسباب الإيمانية والمادية وشعارنا " اعقلها وتوكل على الله " وهذا هو أسلوب الرسول صلى الله عليه وسلم وطبقه في السلم والحرب. وعموما لماذا يصر البعض على تكرار هذه الاتهامات، المسألة لم تعد جهلا منهم بقدر ما هو عناد وحقد وتشويه!!.
10 - الفشل الدائم:نجح الإعلام الغربي في إقناع بعض شبابنا بأننا لم نعمل شيئا جيدا لا في حاضرنا ولا تاريخنا وهذا ظلم كبير، ويفتقد الموضوعية وأقول باختصار وبأعلى صوتي إن أعداء أمتنا يريدون منا أن نفقد الثقة في حكوماتنا وشعوبنا حتى نيأس ونستسلم لهم، وأعرف أن عندنا مهازل فكرية وسياسية وإدارية ولكن الصفحات المضيئة كثيرة، والإنجازات الطبية كثيرة،
11 - الإسلام هو الحل: يتهم العلمانيون الإسلاميين بأنهم يعتبرون الرجوع للإسلام حلا لكل مشاكل الأفراد والوطن والأمة، وهذا الاتهام صحيح إذا فهمناه بصورة صحيحة، فالأخذ بالإسلام معناه الأخذ بالعقائد الصحيحة والشورى والأخلاق الفاضلة والأحكام العادلة ونبذ العصبيات والفرقة والطبقية ومحاربة النفاق والكذب والحسد والأنانية والبخل والانتقام، ومعناه أيضا الأخذ بالعلوم التكنولوجية من صناعة وزراعة وطب ..... الخ ومعناه الأخذ بالعقل والاجتهاد في معرفة حقائق الواقع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعقائدية، والإسلام لا يقتصر على العبادات والأخلاق فقد تعامل المسلمون قديما وحديثا مع الحياة من خلال المبادئ الإسلامية والقوانين والقرارات والصلاحيات الحكومية والسياسية والسيف والتسامح والصبر .... الخ وما نقوله تاريخ مكتوب ومعروف.
وهذه شبهات علمانية ظالمة أيضاً:
كل العلمانيين والمتأثرين بالعلمانية يفهمون الإسلام بصورة خاطئة لم نعرفها نحن الذين نقرأ في الفكر الإسلامي منذ ثلاثين عاماً، ولذلك هم يتهمونه باتهامات ليس لها أسس صحيحة، أو حتى منطقية، وإليكم أمثلة من اتهاماتهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/156)
1 - يقول الأمريكيون "لا تضع الكلمات في فمي" بمعنى لا تنسب لي قولاً لم أقله، ثم تبنى عليه انتقادك، فهناك من يتهم الاتجاه الإسلامي بأنه يغضب إذا إنتقدت التاريخ" أو "يطالب بالدولة الدينية" أو "يرفض الديمقراطية".ولو أخذنا تهمة رفض انتقاد التاريخ لوجدنا كتبا إسلامية كثيرة قديمة وحديثة تطرقت بالنقد والتحليل لتاريخ الدول الإسلامية، وما فيها من إيجابيات وسلبيات، ولوجدنا محاضرات في ذلك في كل الدول العربية، فمثل هذه التهمة ليس فيها من الموضوعية، ولا حتى واحد في المائة، ولكن الاتجاه الإسلامي يغضب إذا كانت هناك اتهامات كاذبة توجه لشخصيات إسلامية أثبتت إخلاصها وعلمها، والفرق ولا شك شاسع بين النقد الموضوعي، وبين الكذب والشتم، والتشويه وليس الاتجاه الإسلامي وحده الذي يرفض ذلك، بل كل أصحاب عقيدة أو مبدأ أو حتى حكومة أو حزب أو فرد يرفضون الاتهامات الباطلة، ومن المعروف أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه ستكون هناك فتن وظلم، ومن ذلك ما قاله لعمار بن ياسر رضي الله عنه "ستقتلك الفئة الباغية" والكتب التي تحدثت عن الفتنة بعد قتل عثمان رضي الله عنه وعن مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه وعن الخلافة الأموية والعباسية والعثمانية متوفرة في المكتبات. ومرتبط بهذا الموضوع أن من الظلم أن يستشهد العلماني بأقوال أو مواقف أو اجتهادات قديمة أو حديثة يرفضها الإسلام ويعارضها العلماء، ثم بناء عليها يتهم الإسلام بالتطرف، أو الجمود، أو الجهل، أو غير ذلك، فمن الطبيعي أن تكون هناك أقوال ومواقف شاذة في أمة فيها مئات الملايين من البشر لا يستطيع أحد أن يمنعهم من الكلام والكتابة، أو القيام بأعمال ومواقف منحرفة، فمن الظلم تحميل الإسلام الصحيح المعتدل الواعي مسؤولية ما قاله هذا أو فعله ذاك.
2 - صحيح أن الإسلام يرفض الثورة على الحاكم المسلم الظالم خوفاً من الفتنة ولكن هذا الأمر ليس على إطلاقه، وقد جرب بعض المسلمين الثورة على الخلافة الأموية والعباسية فزاد الظلم والانحرافات، وهذا أضعف المسلمين والدولة الإسلامية. وإذا أضفنا إلى ذلك أن الانحرافات موجودة في كل حكومة، وأن المصالح والعصيبات والجهلاء في كل شعب، فإن تشجيع التصادم بين الشعب والحكومة سيؤدي إلى الضعف والفشل والفقر، ولا شك في أن الإسلام دين واقعي ولا يتوقع المثالية من حكومة أو حزب أو جماعة أو فرد، فالواقعية شيء والتخاذل والاستسلام شيء آخر، ولو ثار المسلمون على كل حاكم ظالم لقال العلمانيون: انظروا إلى المسلمين، إنهم إرهابيون يحبون القتل والدماء. ومن المعروف في عالمنا العربي أن العلمانيين والمتأثرين بالعلمانية في العالم العربي لم يقوموا بثورات مسلحة خلال الثلاثين سنة الماضية، فلماذا لا يتهمون أنفسهم بأنهم يرضون بالظلم والاستبداد.
3 - يتهم الإسلام بأنه يناقض الديمقراطية، وهذا الاتهام ليس صحيحا، فمن المعروف أن الشورى واجبة، ومن المعروف أن الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل حاكم مسلم عادل يشاور المسلمين، واختلف فقهاؤنا هل الشورى ملزمة للحاكم أم لا؟ ومن قال بأنها ملزمة للحاكم اقترب كثيراً من الديمقراطية الغربية، وعموماً واقع كثير من الدول الإسلامية الملتزمة بالإسلام ليس سيئاً في جانب الشورى حتى ولو حدث استبداد في فترات من تاريخنا. وإذا أضفنا إلى ذلك أن الديمقراطية الغربية ليست الصورة الأفضل للشورى لما فيها من سلبيات جعلت" تشرشل " يصفها بأنها أحسن الأنظمة السيئة. فإن محاكمة الإسلام بناء على المقاييس الغربية للديمقراطية خطأ، كما أن محاكمته بناء على ضعف المسلمين وعدم التزامهم بالشورى خطأ.
4 - يظن بعض العلمانيين أن الفكر الإسلامي يواجه عجزاً في بناء الدولة الإسلامية الحديثة، وأن من الصعب تقديم نظرية إسلامية سياسية واقعية، وأن المسلمين بحاجة لمن يشرح لهم أساسيات السياسة والعدل والحكمة ...... الخ وقد يكون هذا صحيحاً لو لم يبن المسلمون عدة دول عظمى على مدى تاريخنا، وقد يكون صحيحاً لو لم توجد دول إسلامية كالسعودية وإيران وماليزيا والسودان وغيرهم ليس لديها أزمة فكرية، لا في داخلها ولا في تعاملها مع العالم. أما من الناحية النظرية فالفكر الإسلامي السياسي ليس بحاجة إلى تقديم نظرية سياسية جديدة لأن مبادئه لم يثبت فشلها حتى يغيرها، أما إذا كان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/157)
المقصود اجتهادات جديدة تناسب تعقد الحياة في عصرنا هذا، وتغير بعض الظروف والأحوال فهذا شيء مطلوب، وهذا هو ما يحصل في أغلب دولنا الإسلامية، وهو يحدث في اجتهادات العلماء والجماعات الإسلامية.
5 - عجزت العقول العلمانية العربية والأجنبية عن إيجاد تفسير لعودة الناس للتمسك بالإسلام، وبالتالي تفسير قوة الاتجاه الإسلامي من إندونيسيا حتى المغرب، في حين أن العلمانية كانت وستبقى ضعيفة مع دعمها من أمريكا وأوربا، قالوا: الإسلام ينتشر في بيئات الفقر والجهل، ونقول أن انتشاره واضح في الدول الخليجية وماليزيا وحتى أوروبا وأمريكا وغير ذلك من الدول. فالشعب الكويتي هو أكثر الشعوب الإسلامية غنى وترفا، ومع هذا فاتحاد الطلبة يسيطر عليه الاتجاه الإسلامي منذ أكثر من عشرين عاماً بانتخابات حرة ونزيهة. وسيطر الإسلاميون على نقابات المحامين والأطباء وغيرهم في مصر وغيرها. ولن يستطيع العلمانيون قراءة الواقع بصورة صحيحة، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى أعمى بصائرهم قال تعالى: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). (46) سورة الحج.
6 - يظن العلمانيون إنك إن لم تقتنع بالعلمانية فأنت ضد الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتفكير الإبداعي والحوار والسلام.وهذا من أغرب وأجهل التهم فإذا لم نعتبر الشذوذ الجنسي من الحرية، فإن هذا لا يعني أننا ضد الحرية بل مع الحرية النظيفة. ونحن إذا عارضنا بعض ما يسمى حقوق الإنسان بالمفاهيم العلمانية، فلسنا ضد حقوق الإنسان ولو نظرنا للأمر من زاوية أخرى لوجدنا العلمانية الرأسمالية تحتكر معاني الحرية والمساواة وحقوق الإنسان، ...... الخ وتريد أن تجبر كل أصحاب العقائد الدينية والعلمانية الأخرى على تطبيقها بالصورة العلمانية، وهذا في حد ذاته ضد حرية الإنسان والدول. هذا ما تفعله أمريكا وأوربا لأنها دول غنية،وقوية، فلا صوت يعلو فوق صوتها حتى ولو كان صوت الأنبياء والعقل والحرية الحقيقية.
7 - لا نستغرب أن يتهم الإسلام بتهم كثيرة كاذبة فأحياناً هو مثالي لا يصلح للتطبيق (مع أنه مطبق في حياة كل مسلم ملتزم وكل دولة ملتزمة) وأحياناً توجد به اختلافات (والاختلافات الاجتهادية دليل مرونة وتنوع وحرية رأي) ... الخ وإذا فخر المسلمون بإنجازات عظيمة بتاريخهم اتهموا بأنهم يريدون أن يعيشوا في الماضي، ويتركوا الحاضر والمستقبل مع أن هذا أمر تفعله كل شعوب الأرض، ولو سكت المسلمون، ولم يتكلموا عن تاريخهم لأتهمهم العلمانيون بأنهم ليست لهم إنجازات طيبة ... المهم أن اتهامات العلمانيين لم ولن تنتهي وهي نابعة من الجهل أو الحقد أو الغباء!!. 5
لماذا نرفض العلمانية؟
لا شك أن العلمانية لا تستدعي في حقيقة الأمر كبير جهد لبيان تناقضها مع دين الله "الإسلام" فهي من ذلك النوع من الاتجاهات والأفكار التي قال عنها علماؤنا قديماً: إن تصوره وحده كافٍ في الرد عليه ..
فالتوحيد .. الذي هو جوهر الإسلام .. يتضمن إفراد الله بحق الحكم والتشريع بينما العلمانية .. تقر بحق التشريع والحكم لغير الله .. الشعب أو البرلمان أو الحزب أو الحاكم ..
و"لا إله إلا الله" .. التي هي شعار الإسلام .. تعني الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، وتقتضي تحكيم شريعة الله، والحكم بها، والتحاكم إليها. بينما العلمانية .. نظام طاغوتي يقوم على الحكم بغير ما أنزل الله، ويحمل على التحاكم إلى غير شريعة الله.
والإسلام .. الذي هو دين الرسل جميعاً .. حقيقته هي الاستسلام المطلق لله، ورفض الاستسلام لسواه ..
بينما العلمانية .. حقيقتها الاستسلام لغير الله ـ معه أو من دونه ـ سواء كان هذا الغير هو الدستور أو السلطة التشريعية أو الحزب أو غيرها ... والشرك .. ذنب البشرية الأعظم، ونقيض الإسلام الأكبر .. أصله هو تحكيم غير الله والتلقي عن غير الله، فهو تمرد على شرع الله تعالى وعدم تحكيمه في شؤون الحياة بعضها أو كلها.
والعلمانية .. ترفض شريعة الله، وتمنع من قبول حكم الله رجوعاً إلى شريعة أخرى .. هي ما تشرعه الأمة أو الشعب أو الحاكم أو غيرهم من البشر ..
وإذن فالإسلام والعلمانية طريقان متباينان، ومنهجان متغايران .. طريقان لا يلتقيان ولا تقام بينهما قنطرة اتصال .. واختيار أحدهما هو رفض للآخر .. ومن اختار طريق الإسلام .. فلا بد له من رفض العلمانية ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/158)
هذه بديهية من البديهات التي يعد إدراكهما ـ فيما نحسب ـ هو نقطة الانطلاق الصحيحة لتغيير واقع الأمة الإسلامية، ويعد غيابها هو السبب الأول لبقاء الأمة ألعوبة في يد العلمانيين يجرّونها إلى الهلاك بكل مهلكة من القول والعمل، ويزيدونها غياً كلما اتبعتهم في طريق الغيّ .. طريق العلمانية .. ولأن إدراك هذه البديهية على هذا القدر من الأهمية، فلا بد من التفصيل فنقول:
نحن نرفض العلمانية لأنها ..
1 - تُحِل ما حرّم الله:
إذا كانت الشريعة مُلْزِمة من حيث المبدأ، فإن في داخل هذه الشريعة أحكاماً ثابتة لا تقبل التغيير، وأحكاماً عامة ثابتة في ذاتها، ولكنها تقبل أن تدخل تحتها متغيرات .. ومن بين الثوابت التي لا تقبل التغيير ولا يدخل تحتها متغيرات، أحكام العبادات كلها، والحدود، وعلاقات الجنسين.
فماذا فعلت العلمانية بهذه الثوابت؟ ..
إن الأنظمة العلمانية تبيح الزنا برضا الطرفين، و"المتشدد" منها يشترط موافقة الزوج أو الزوجة .. والكثير منها يبيح اللواط للبالغين .. وكلها يبيح الخمر والخنزير!! ..
فأما الزنا برضى الطرفين فنجد مثلاً أن قانون العقوبات في مصر والعراق يؤكد على أن الزنا إذا وقع برضى الطرفين وهما غير متزوجين وسنهما فوق الثامنة عشرة، فلا شيئ عليهما، وإن كانا متزوجين فلا عقوبة عليهما ما لم يرفع أحد الزوجين دعوى ضد الزوج الخائن. [قانون العقوبات المصري ـ مواد 267، 279]، وقانون العقوبات العقوبات العراقي ـ المواد 232، 240].
وإذن ففي شريعة العلمانية يكتسب الزنا "شرعية" حين يقع برضاء الطرفين والصلة بامرأة بالغة برضائها لا تقوم به جريمة إذا لم يقع في ظروف تجلعه داخلاً تحت قانون مكافحة الدعارة .. وتبيح العلمانية ظهور النساء على شواطئ البحر بملابس الاستحمام مع أنها تكشف العورات ..
فالعِرض في شريعة العلمانية هو مجرد حرية السلوك الجنسي، ولكل شخص في هذه الشريعة أن يتخذ لنفسه السلوك الجنسي الذي يروق له، والأفعال التي يحرّمها قانون العلمانية في جرائم العرض، إنما يحرمها لكونها تشكل اعتداء على الحرية الجنسية فحسب لا باعتبارها أمراً يغضب الله ويحرّمه الدين فإذا اتخذت الجريمة صورة الاغتصاب أو هتك العرض بالقوة فإن القانون الوضعي يُحرم ذلك لكونه اعتداء على الحرية الجنسية، لأن الجاني قد أرغم المجني عليه على سلوك جنسي لم تتجه إليه إرادته ورغبته .. ونفس الأمر نجده في جريمة الزنا فهي لا تعد جريمة إذا كان الطرفان غير متزوجين، أو إذا ارتكبها الزوج في غير منزل الزوجية، ولا تتحرك الدعوى الجنائية في جريمة الزنا إلا بناء على شكوى من الزوج، وللزوج الحق في التنازل عن الشكوى بعد تقديمها، وبالتالي تنقضي الدعوى الجنائية، وتوقف إجراءات رفع الدعوى الجنائية وللزوج حق وقف تنفيذ العقوبة!!. [شرح قانون العقوبات ـ محمود نجيب حسني، مجلة نادي القضاة 1981].
ذلك قانون العلمانية، وتلك فلسفته فيما يتعلق بجرائم العِرْض والزنا، وما ذكرته ليس إلا شرحاً لنصوص هذا القانون الذي تحكم به محاكمنا، ويدرسه طلاب كلية الحقوق .. قانون يمجد الحرية الجنسية، ويجعل من الشرطة حامياً لها، بل وتشرف الدول العلمانية على الملاهي الليلية وتعد لها شرطة خاصة لحمايتها .. وكأنها بيوت رسمية للبغاء .. بل هي على الحقيقة كذلك فلا يستطيع إنسان كائناً من كان، منع راقصة من الذهاب إلى هذه الملاهي، وإلا اعتبر ذلك منع لموظفة من أداء وظيفتها، وتعرض مَنْ منعها للعقوبة الجنائية والمدنية، واحتفظ صاحب الملهى بحق مقاضاتها ومطالبتها بالتعويض لعدم وفائها بالتزامها التعاقدي معه!!.
وهكذا تبيح العلمانية الزنا، وتهيئ له الفرص، وتعد له المؤسسات، وتقيم له الحفلات في الملاهي والمسارح.
وأما الربا فهو عماد الاقتصاد العلماني، تؤسس عليه البنوك، وتقدم به القروض، وقد حرم الله عزوجل الربا بقوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله} .. وهذه الآية نزلت في أهل الطائف لما دخلوا الإسلام والتزموا الصلاة والصيام لكن امتنعوا من ترك الربا فبين الله أنهم محاربون له ولرسوله إذا لم ينتهوا عن الربا .. فإذا كان هؤلاء محاربين لله ورسوله فكيف بمن يقيمون للربا بنوكاً ويعطون للتعامل به الشرعية الكاملة؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/159)
وأما الخمر فإن النظم العلمانية تبيح شربها، وتفتح المحلات لبيعها وشرائها والتجارة بها، وتجعلها مالاً متقوماً يَحْرم إهداره، بل إن النظم العلمانية تنشئ المصانع لإنتاج الخمور وتعطي على الاجتهاد في إنتاجها جوائز إنتاج، وبالتالي فهي تبيح تصديرها واستيرادها، وعقد الصفقات للتجارة بها، وتحرّم على الأطراف المتعاقدة عدم الالتزام بنصوص العقد أو عدم مطابقتها للمواصفات المتعاقد عليها .. هكذا كأي سلعة تدخل في نظام التغذية!! ..
وإذن فالعلمانية تحل شرب الخمر وبيعها وعصرها .. فتحل ما حرم الله، وتحرم إهدارها والإنكار على شاربها وعدم الوفاء بالالتزام التعاقدي عليها .. فهي تحرم ما أحله الله.
فالعلمانية تحل ما حرم الله، وتحرم ما أحله الله .. وليس هذا في الزنا والربا والخمر فقط، أو في الحدود والتعاذير فقط، أو في مادة أو أكثر من مواد القانون الوضعي العلماني .. بل إن قضية تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحله الله هي قضية النظام القانوني العلماني بأكمله، وبجميع جوانبه المختلفة ..
ولما كان تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله .. كفراً لمن فعله، ومن قبله .. فلا بد لنا لنبقى مسلمين من رفض الكفر .. ورفض شريعة الكفر .. ورفض العلمانية التي تقوم على هذه الشريعة.
2 - كفر بواح:
العلمانية ـ كما أوضحنا ـ هي قيام الحياة على غير الدين، أو فصل الدين عن الدولة، وهذا يعني ـ بداهة ـ الحكم بغير ما أنزل الله، وتحكيم غير شريعته سبحانه، وقبول الحكم والتشريع من غير الله .. لذلك فالعلمانية هجر لأحكام الله عامة بلا استثناء وإيثار أحاكم غير حكمه في كتابه وسنة نبيه، وتعطيل لكل ما في الشريعة، بل بلغ الأمر مبلغ الاحتجاج على تفضيل أحكام القانون الموضوع على أحكام الله المنزلة ..
وادعاء المحتجين لذلك بأن أحكام الشريعة إنما نزلت لزمان ولعلل وأسباب انقضت فسقطت الأحكام كلها بانقضائها ..
وكان من نتيجة ذلك أن أصبحت القوانين والأحكام التي تعلوا أغلب ديار الإسلام هي قوانين تخالف الإسلام مخالفة جوهرية في كثير من أصولها وفروعها، بل إن في بعضها ما ينقض الإسلام ويهدمه، وحتى ما فيها من قوانين لا تخالف الإسلام فإن من وضعها حين وضعها لم ينظر إلى موافقتها للإسلام أو مخالفتها، إنما نظر إلى موافقتها لقوانين أوربا ولمبادئها وقواعدها وجعلها هي الأصل الذي يرجع إليه ..
وقد وضع الأمام الشافعي قاعدة جليلة دقيقة في نحو هذا ولكنه لم يضعها في الذين يشرعون القوانين عن مصادر غير إسلامية، فقد كانت بلاد الإسلام إذ ذاك برئية من هذا العار، ولكنه وضعها في المجتهدين العلماء من المسلمين الذين يستنبطون الأحكام قبل أن يتثبتوا مما ورد في الكتاب والسنة، ويقيسون ويجتهدون برأيهم على غير أساس صحيح، حتى ولو وافق الصواب حيث يقول: ومن تكلف ما جهل، وما لم تثبت له معرفته كانت موافقته للصواب ـ إن وافقه من حيث لا يعرفه ـ غير محمودة والله أعلم، وكان بخطئه غير معذور إذا نطق فيما لا يحيط علمه بالفرق بين الخطأ والصواب فيه ..
وإذا كان هذا هو حكم المجتهد في الفقه الإسلامي على غير أساس من معرفة، وعن غير تثبت من أدلة الكتاب والسنة حتى ولو أصاب، فلا شك أن هؤلاء الذين يشرعون من دون الله. مخطئون إذا أصابوا، ومجرمون إذا أخطأوا، لأنهم أصابوا عن غير طريق الصواب إذ لم يضعوا الكتاب والسنة نصب أعينهم، بل أعرضوا عنها ابتغاء مرضاة غير الله ..
بل إن هؤلاء الذين يشرعون من دون الله قد وقعوا في نوع من أنواع الكفر الأكبر وهو كفر التشريع من دون الله، قال تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون} [المائدة:50]، يقول ابن كثير رحمه الله عند تفسير هذه الآية: ينكر الله تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر، وعدل إلا ما سواه من الآراء والأهواء التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجاهلات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكيزخان الذي وضع لهم الياسق، وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى، من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه، فصارت في بنيه شرعاً متبعاً يقدمونها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/160)
على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير ..
أرأيت ـ أخي المسلم ـ هذا الوصف القوي من الحافظ ابن كثير في القرن الثامن، لذلك القانون الوضعي الذي وضعه عدو الإسلام جنكيزخان؟ ألا ترى هذا الوصف ينطبق على القانون الوضعي الذي يضعه العلمانيون الذين يشرعون للناس من دون الله؟ إلا في وصف واحد وفرق واحد ـ أشرنا إليه سابقاً ـ وهو أن الشريعة الإسلامية كانت عند جنكيزخان مصدراً أساسياً لقانونه، بينما هي عند العلمانيين مصدراً احتياطياً من الدرجة الثالثة!!.
وإذا تبين هذا فإننا نقول بما قاله الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: "إن من الكفر الأكبر المستبين تنزيل القانون اللعين منزلة ما نزل به الروح الأمين على قلب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليكون من المنذرين، بلسان عربي مبين، في الحكم به بين العالمين، والرد إليه عند تنازع المتنازعين، مناقضة ومعاندة لقول الله عز وجل: {فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} .. فإنه لا يجتمع التحاكم إلى غير ما جاء به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع الإيمان في قلب عبد أصلاً، بل أحدهما ينافي الآخر ... فهذه المحاكم الآن في كثير من أمصار الإسلام ميهأة مكملة، مفتوحة الأبواب، والناس إليها أسراب إثر أسراب، يحكم حكامها بينهم بما يخالف حكم السنة والكتاب من أحكام ذلك القانون، وتلزمهم به، وتقرهم عليه، وتحتمه عليهم. فأي كفر فوق هذا الكفر، وأي مناقضة للشهادة بأن "محمداً رسول الله" بعد هذه المناقضة.
إن ما جد في حياة المسلمين من تنحية شريعة الله، واستبدالها بالقوانين الوضعية البشرية القاصرة، بل رمي شريعة الله بالرجعية والتخلف وعدم مواكبة التقدم الحضاري والعصر المتطور ـ إن هذا في حقيقته ردة جديدة على حياة المسلمين، وهذا هو ما قاله الشيخ عبد العزيز بن باز في معرِض رده على القوميين حيث قال ـ: "الوجه الرابع من الوجوه الدالة على بطلان الدعوة إلى القومية العربية أن يقال أن الدعوة إليها والتكتل حول رايتها يفضي بالمجتمع ولا بد إلى رفض حكم القرآن لأن القوميين غير المسلمين لن يرضوا تحكيم القرآن فيوجب ذلك لزعماء القومية أن يتخذوا أحكاماً وضعية تخالف حكم القرآن حتى يستوي مجتمع القومية في تلك الأحكام، وقد صرح الكثير منهم بذلك كما سلف وهذا هو الفساد العظيم والكفر المستبين والردة السافرة" ..
وكيف لا وهذه الأحكام الوضعية تحل ما حرم الله، وتحرم ما أحل الله، وتبيح انتهاك الأعراض وإفساد العقول، وتهلك الحرث والنسل حتى أصبحت المادة القانونية: إذا زنت البكر برضاها فلا شيئ عليها أحفظ لأمن المجتمع ـ عند هؤلاء العلمانيين ـ من قول الله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بها رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} .. وأصبحت تصاريح فتح الخمارات والملاهي والمواخير والبنوك الربوية أصلح للمجتمع ـ عند العلمانيين ـ من الأخذ بقول الله عز وجل: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} .. وقوله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله}.
إن الأمر في هذه القوانين الوضعية واضح وضوح الشمس، وهي كفر بواح لا خفاء فيه ولا مداورة .. وليس هذا رأياً لنا نبديه، أو رأياً لعالم أو مفسر أو مجتهد من الفقهاء ننقل عنه، إنما هو النص الذي لا مجال فيه للتأويل، والحكم المعلوم من الدين بالضرورة .. قال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله، فأولئك هم الكافرون} .. فالعلمانية التي تحكم بغير ما أنزل الله ليست معصية، بل هي كفر بواح .. وقبول الكفر والرضا به كفر .. ولذلك فلا بد لنا من رفض العلمانية لنبقى في دين الله، ونحقق لأنفسنا صفة الإسلام.
3 - تفتقد الشرعية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/161)
أكثر البلاد الإسلامية لا تحكم بشريعة الله، ولكن يحكمها أناس يحملون أسماء إسلامية، ويستعرضون أنفسهم بين الحين والحين في صلاة أو عمرة أو حج، فتتوهم الجماهير أن لهم (شرعية) رغم أنهم لا يحكمون بما أنزل الله .. فهل الحاكم إذا أبطل شريعة الله كاملة، واستعاض عنها بالشرائع الجاهلية .. هل تكون له شرعية؟
وهل يكون له على الرعية حق السمع والطاعة؟
وهل إذا قام نظام دولة على الإقرار بحق التشريع المطلق لغير الله، وحمل الأمة على التحاكم إلى غير ما أنزل الله ..
هل تكون لهذا النظام شرعية؟
بادئ ذي بدء نقول إنه من المتفق عليه بين العلماء إن الإمام ما دام قائماً بواجباته الملقاة على عاتقه، مالكاً القدرة على الاستمرار في تدبير شؤون رعيته عادلاً بينهم، فإن له على الرعية حق السمع والطاعة ..
ولكن هذا الحق في السمع والطاعة يكون في حدود طاعته هو لله ورسوله، فإن عطّل شرع الله، فقد خرج من طاعة الله والرسول، ولم تصبح له طاعة على الناس، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} [النساء: 59]، وظاهر من البناء اللغوي للآية أن الطاعة لله مطلقة، كذلك الطاعة للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولكن ليست كذلك الطاعة لأولي الأمر .. ولو قال تعالى: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأطيعوا أولي الأمر منكم لوجبت طاعتهم مطلقاً كطاعة الله والرسول ـ صلى الله عليه وسلم
ولكن الله جل شأنه لم يقل ذلك، وإنما عطف طاعة أولي الأمر على طاعة الله والرسول بدون تكرار الأمر "أطيعوا"، لتظل طاعتهم مقرونة دائماً بحدود ما أنزل الله، فشرط الطاعة أن يكون ولي الأمر (منكم) أي من الذين آمنوا، ولكي يكون ذلك فلا بد أن يرد الأمر عند التنازع (إلى الله) أي كتاب الله (وإلى الرسول) أي سنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وقد أكد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا المعنى فقال: "اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ما أقام فيكم كتاب الله" [رواه البخاري] وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ:"إن أمر عليكم عبد مجدع ـ أو قال أسود ـ يقودكم بكتاب الله، فاسمعوا وأطيعوا" [رواه مسلم]. فهذه الأحاديث واضحة الدلالة على أنه يشترط للسمع والطاعة أن يقود الإمام رعيته بكتاب الله، أما إذا لم يُحَكّم فيهم شرع الله فهذا لا سمع له ولا طاعة، وهذا يقتضي عزله، وهذا في صورة الحكم بغير ما أنزل الله المفسقة، أما المكفرة فهي توجب عزله ولو بالمقاتلة، وعليه فمن أجاز اتباع شريعة غير شريعة الإسلام وجب خلعه، وانحلت بيعته، وحرمت طاعته، لأنه في مثل هذا الحال يستحق وصف الكفر، والكفر هو أعظم الأسباب الموجبة لعزل الإمام، وخلعه عن تدبير أمور المسلمين.
وقد انعقد إجماع العلماء على أن الأمامة لا تنعقد لكافر، وعلى أنه إذا طرأ عليه كفر وتغيير للشرع أو بدعة، خرج عن حكم الولاية وسقطت طاعته.
وبناء على ذلك فإن ولي الأمر الذي يتصرف في شريعة الله بالإبطال أو التعديل أو الاستبدال .. لا تكون له شرعية، لأنه فقد شرط توليه الذي يعطيه شرعية تولي الأمر وهو تطبيق شريعة الله، أي سياسة الدنيا بالدين.
وإذن فالحكام الذين يسوسون الدنيا بغير الدين، ويقيمون منهاج الحكم على المبدأ العلماني .. فصل الدين عن الدولة ـ هؤلاء الحكام ليس لهم شرعية، ولا تجب على الرعية طاعتهم، بل الواجب على المسلم معاداتهم وبغضهم وعدم مناصرتهم بقول أو فعل.
هذا من ناحية شرعية الحاكم .. أما من ناحية شرعية الوضع، أو ما يمكن أن نطلق عليه شرعية النظام فنقول: يعتقد كثير من الناس أن الأوضاع القائمة في معظم أرجاء العالم الإسلامي هي أوضاع إسلامية، ولكنها ينقصها تكملة هي تحكيم شريعة الله .. وفي الحقيقة إن هذا الفهم غير صحيح، فتحكيم الشريعة ليس تكملة لأصل إسلامي موجود بالفعل ولكنه تأسيس لذلك الأصل بمعنى أن الأوضاع لا تكون إسلامية إلا إذا حكمت شريعة الله، قال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت، ويسلموا تسليما} .. فأول صفات الدولة الإسلامية التي يجب طاعتها وتحرم معاداتها هي أن يكون الحكم الحقيقي فيها من حيث التشريع والتكوين لله وحده .. وأن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/162)
لا يكون فيها قانون خاص أو عام يخالف الكتاب والسنة، وأن لا يصدر أي أمر إداري يخالف التشريع الإلهي .. وأن لا ترتكز الدولة في قيامها على أساس إقليمي أو عرقي ..
ذلك أن الدولة الإسلامية تقوم على الإسلام والانتساب للشرع، بمعنى أنها ترجع إلى أصول الإسلام وليس إلى أصول الكفر، مثل فصل الدين عن الدولة، أو نعرات القومية.
فإذا قام نظام دولة على مبدأ إلغاء الشريعة الإسلامية والإقرار بحق التشريع المطلق لبشر من دون الله، والتحاكم في الدماء والأموال والأعراض إلى غير ما أنزل الله كان هذا النظام باطلاً، ولا تجب طاعته ..
وهذا هو شأن معظم النظم العلمانية التي تقوم على مبدأ فصل الدين عن الدولة فأنظمة الحكم القائمة الآن في العالم الإسلامي، أنظمة علمانية مقتبسة من النظم الغربية القائمة على مبدأ فصل الدين عن الدولة ... وهذا المبدأ يعتبر خروجاً صريحاً على مبدأ معلوم من الدين بالضرورة، وبالنصوص القطعية في الكتاب والسنة وإجماع العلماء كافة، وهو عموم رسالة الإسلام لأمور الدين وشؤون الحياة، وأن الإسلام منهاج حياة كامل ينظم سائر شؤون المسلمين في دنياهم ..
وإذن فقد بلغت الأنظمة العلمانية أقصى صور عدم الشرعية بعدولها عن حكم الله وتعدليها في أحكامه، وإبقائها على قوانين الكفر والشرك .. القوانين الوضعية .. التي تبيح ما حرم الله، وتحرم ما أحل الله.
إن انعدام شرعية الأنظمة العلمانية التي تقوم على فصل الدين عن الدولة، والتحاكم إلى إرادة الأمة بدلاً من الكتاب والسنة .. إن انعدام شريعة هذه الأنظمة هو بديهية من البديهات .. وموقف المسلم منها يتحدد في عبارة واحدة .. إنه يرفض هذه الأنظمة .. ويرفض الاعتراف لها بأي شرعية.
4 - طريق التخلف والتبعية:
حين نقول للناس إن العلمانية هي طريق التخلف والتبعية، وأننا إذا أردنا التقدم والريادة، بل وقيادة البشرية جميعاً، فلا بد لنا من رفض العلمانية رفضاً مبدئياً، وقبول الإسلام قبولاً مبدئياً ... حين نقول للناس ذلك .. يفتح كثير من الناس أفواههم من العجب .. وينكر كثيرون ..
فعند بعض القوم أن طريق التقدم والريادة هو محاربة الفقهر والجهل والمرض. هو النباء الاقتصادي المتين. هو إزالة التخلف الحضاري والمادي والتكنولوجي .. هو إصلاح الأخلاق المنهارة: الكذب والنفاق، والغش والإهمال، وموت الضمير واللامبالاة .. هو إزالة الفرقة وتوحيد الصف وتغليب المصلحة العامة .. هو .. وهو .. وهو .. .
ونحن نقول: نعم لكل هذا، فكله إصلاح، وكله مطلوب .. ولكن كيف السبيل؟ لقد جربنا خلال قرن كامل من الزمان أن نصلح هذا كله، وفتحنا المدراس، وأنشأنا المصانع، وسلّحنا الجيوش .. و .. و .. .
فماذا حدث؟
زادت مشاكلنا كلها حدة، وزادت أزماتنا كلها تعقيداً. وزدنا ضعفاً وهواناً على الناس. ولم تعد الأمم وحدها هي التي تتداعى علينا كما يتداعى الأكلة إلى قصعتهم .. وإنما صار شذاذ الآفاق، الذين كتب الله عليهم الذلة والمسكنة من اليهود، هم أول المتداعين إلى القصعة، وأول الناهشين في الأموال والأعراض والدماء .. وما حدث ذلك إلا لوجود الزعامات العلمانية التي تجعل القرآن عضين وتجزئه وتمزقه، فتأخذ منه ما تشاء، وتدع ما لا يتفق مع أهوائها ..
هذه الزعامات التي تولت زمام السلطة في ديار الإسلام في أعقاب رحيل الاستعمار العسكري المباشر على أراضي المسلمين، فقامت تعمل بجد واجتهاد على تذويب مجمتعات الإسلام في الغرب، وبذلت الجهود الخفية والمعلنة لعزل الإسلام عن الحياة، وإقامة هذه الحياة على المذهب العلماني .. فصل الدين عن الدولة ..
ربما يقول قائل: وما علاقة العلمانية بتخلفنا الحضاري والمادي والعلمي والتكنولوجي؟ .. وما علاقة العلمانية بأخلاقنا المنهارة من كذب ونفاق وغش وإهمال، وتقاعس وموت ضمير وعدم مبالاة؟
ونحن قبل أن نجيب .. نسأل: ما هو المقياس الذي نرجع إليه لقياس مدى تخلف الأمة؟.
لا شك أن هذا القياس هو القرآن والسنة، لأنه مرجع المسلمين في كل أمر من أمور حياتهم .. ولا شك أنه كلما اقتربنا من القرآن والسنة فنحن (متقدمون) عقيدياً وبالتالي (سلوكياً) .. وكلما تأخرنا عن القرآن والسنة، فنحن متخلفون في مجال العقيدة وبالتالي في مجال السلوك ..
وماذا تعني العلمانية؟
أليست تعني فصل الدين عن الدولة، وإقامة الحياة على غير الدين، وتنحية شريعة الله عن الحكم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/163)
إذن العلمانية هي أقصى درجات التخلف العقيدي، والتي تنشأ منه كل ألوان التخلف الأخرى .. التخلف العلمي، والتخلف الاقتصادي، والتخلف الحربي، والتخلف الفكري والثقافي ..
يقول البعض من العلمانيين: دعونا بالله من حديث العقيدة. تعالوا ننظر إلى الواقع. تعالوا إلى ملايين الأفواه المفتوحة والمعدات الجائعة .. ابحثوا معنا عن حلول عملية للمشاكل الاقتصادية التي يعانيها العالم الإسلامي في تخلفه المزري وفقره المدقع وكثرة سكانه وقلة موارده ..
ونقول: نعم. ابحثوا. ما زلتم تبحثون منذ قرن كامل أو يزيد فبأي شيئ خرجتم؟
أما نحن فنؤكد أن أي جهد يبذل في سبيل الخروج مما نحن فيه دون رد الناس إلى المنهج الرباني، سيظل كالأناء المملوء بالثقوب، كلما حاولنا ملأه عاد إلى الفراغ ..
كيف لا ونحن نترك الطريق الصحيح لتحقيق التقدم وهو منهاج الله الذي ارتضاه لحكم الحياة، ونلهث وراء الرأسمالية تارة، والماركسية تارة، والاشتراكية تارة .. ونرفض أن نفهم أن هذه الأيدلوجيات الجاهلية تعجز عن الخروج بالأمة من التخلف، وأنها في الحقيقة سراب خادع ..
إن العلمانية لم تحل مشاكل الأمة، بل زادت هذه المشاكل تعقيداً وحدةً، فضلاً عن المزيد من الهوان والذل والضياع والتخلف .. وإنها لحماقة أن يستزيد الإنسان من السم ويتوهم أنه مقبل على الشفاء .. ولذلك فلا بد من رفض هذا السم .. رفض العلمانية .. التي هي السبب الأول في التخلف ..
والعلمانية كما قلنا آنفاً هي تخلف عقيدي، بل هي أقصى درجات التخلف العقيدي وهذا التخلف العقيدي يؤدي إلى تخلف اقتصادي، والتخلف الاقتصادي يؤدي إلى الفقر والاحتياج، والاحتياج يؤدي إلى التبعية .. وفي ظل التبعية تزداد المشاكل تعقيداً وتهبط عملات البلاد إلى الحضيض، وتثقل الديون، ويزداد الجوع والاحتياج، وهذا الاحتياج يولد التبعية مرة أخرى .. وهكذا تدور الأمة في حلقة مفرغة، وتصبح كالذي يخرج من حفرة ليقع في أكبر منها .. حتى يقع في الحفرة التي ليس منها خلاص!!.
فهل نظل نقبل العلمانية حتى نقع في هذه الحفرة التي لا خلاص منها، أم نرفض هذه العلمانية لننقذ أمتنا من التخلف والتبعية، ونخرج بها إلى التقدم والريادة؟
4 - حكم الأراذل والعملاء:
لكل أمة من الأمم ثوابت تعد هي القاعدة الأساسية لبناء الأمة، وفي طليعة هذه الثوابت تأتي الهوية باعتبارها التي تتمركز حوله بقية الثوابت، والذي يستقطب حوله أفراد الأمة .. فأي أمة هي بنيان يتجمع فيه الأفراد حول (هوية) ثابتة، فإذا فقدت الهوية، تفككت الأمة وضاع الأفراد .. بل وماتت الأمة وأصبحت مطمعاً للآخرين، وتداعى عليها الأعداء.
والتاريخ يثبت أن أية أمة من الأمم تنطلق في دربها الحضاري من مجموعة الأفكار التي تمثل هويتها .. بل إن أية أمة لا توصف بأنها أمة إلا إذا كانت ذات (هوية) واضحة ومتميزة ..
فماذا فعلت العلمانية بهوية أمتنا؟
لقد جاءت العلمانية بتنحية شرعية الله عن الحياة، فألقت الأمة وراء الحاجز الذي ظلت قروناً طويلة تستند إليه لتحافظ على هويتها كأمة ..
وجاءت العلمانية بإثارة النعرات القومية، فلم يصبح الإسلام هو أساس الولاء والبراء وإنما أصبح الجنس أو الوطن هو أساس الموالاة والمعاداة، فتفرقت الأمة، ولم يصبح الإسلام هو المهيمن على توجيه حركتها .. وبذلك جردت الأمة من (هويتها) الإسلامية، وطرحت عليها الهوية الوطنية كبديل لها ..
ولا شك أن الهوية الوطنية في المجتمعات الإسلامية هي في حقيقتها (فراغ اجتماعي) وأي أمة إذا حدث فيها فراغ اجتماعي، حدثت فيها ظواهر (اغتراب) .. وفقدان (انتماء)، وهذا هو ما حدث في ظل حكم العلمانية، وصلنا إلى المعادلة الصعبة ـ وطن بلا مواطنين، ومواطنون بلا وطن ـ وفقد أفراد الأمة الانتماء للأمة وانعزل كل فرد في داخل نفسه، وعاش همه الفردي ..
وأصبح العقلاء والحكماء من الأمة غير قادرين على التأثير لفقدهم مساندة الأمة، وصارت الكلمة للأراذل، وصار الحكم للسفهاء، وإذا حكم الأراذل فهو الفساد العريض، والجهود الضائعة، واستنزاف الطاقات، واعتقال العقول ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/164)
وهذا هو ما تعانيه مجتمعاتنا اليوم في ظل حكم الأراذل والسفهاء من زعماء العلمانية الذين يدفع بهم أعداء الأمة إلى القيادة بأيد خفية ليقوموا بعملية تغييب الهوية الحقيقية للأمة .. الإسلام .. واستبدالها بهويات أخرى .. وطنية أو قومية، تخرب بنيان الأمة، وتجعلها أكثر قابلية لعملية الامتصاص والاستغلال من قبل الأعداء ..
فهؤلاء الزعماء في الحقيقة يقومون عبر العلمانية بإعادة ترتيب وتنظيم المجتمعات الإسلامية لتكون أكثر قابلية للتعايش مع أعدائها .. وذلك لأنهم عملاء يقومون بالدور المطلوب منهم لقاء الأجر الذي يحصلون عليه .. سواء كان هذا الأجر سلطاناً في الأرض أو شهرة وذيوع صيت، أو مالاً حراماً، أو شهواتٍ دنسة ..
فإذا أردنا أن نسقط هؤلاء الأراذل العملاء، فلا بد من رفض العلمانية ليكون الإسلام هو محور اجتماع الأمة، وتزول ظواهر الاغتراب وفقدان الانتماء .. وتدفع الأمة بأولي الألباب والحكماء إلى القيادة ..
وإذا تولى أولوا الألباب قيادة الأمة، كان الاجتماع على الإسلام، والولاء والبراء عليه، فكانت هذه الهوية الإسلامية حافزاً لصنع الحضارة، ودافعاً للفاعلية .. ووقتها سيكون الميلاد الجديد للفرد المسلم الذي يحقق في سنوات ما لا يحققه غيره في عقود، وللأمة المسلمة صاحبة الوثبة القوية، والانطلاقة الواسعة التي يتحطم الأغلال التي وضعها الأعداء على المارد الإسلامي عبر العلمانية .. وعبر حكم الأراذل والعملاء.
وأولاً .. وأخيراً .. نحن نرفض العلمانية لتكون:
6 - شريعة الله هي العليا:
فقد جاء الإسلام ليكون دين البشرية كلها، ولتكون شريعته هي شريعة الناس جميعاً ولتهيمن على ما قبلها من الشرائع، وتكون هي المرجع النهائي، ولتقيم منهج الله لحياة البشرية حتى يرث الله ومن عليها. والمنهج الذي تقوم عليه الحياة في شتى شعبها ونشاطها، والشريعة التي تعيش الحياة في إطارها وتدور حول محورها، وتستمد منها تصورها الاعتقادي، ونظامها الاجتماعي، وآداب سلوكها الفردي والجماعي ..
وقد نَزّه الله شريعته عن التناقض والفساد، وجعلها كفيلة وافية بمصالح خلقه في المعاش والمعاد .. فهي صراطه المستقيم الذي لا أمت فيه ولا عوج، وملته الحنيفية السمحة التي لا ضيق فيها ولا حرج .. لم تأمر بشيئ فيقول العقل لو نهت عنه لكان أوفق، ولم تنه عن شيئ فيقول الحَجِي لو أباحته لكان أرفق، بل أمرت بكل صلاح ونهت عن كل فساد، وأباحت كل طيب، وحرمت كل خبيث، فأوامرها غذاء ودواء، ونواهيها حمية وصيانة، وظاهرها زينة لباطنها، وباطنها أجمل من ظاهرها .. شعارها الصدق وقوامها الحق، وميزانها العدل، وحكمها الفصل، لا حاجة بها البتة إلى أن تكمل بسياسة ملك، أو رأي ذي رأي .. أكملها الله الذي أتم نعمته علينا بشرعها قبل سياسة الملوك فقال سبحانه: {اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام ديناً} [المائدة: 3] ..
وبقيت هذه الشريعة تحكم حياة المسلمين منذ قيام المجتمع الإسلامي على يد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي عهد الخلفاء الراشدين، ثم الخلفاء الأمويين وإن كان بدر منهم بعض الانحرافات، إلا أن الحكم الذي ظل الناس يتحاكمون إليه هو شريعة الله، ثم جاءت الدولة العباسية، وكان الشرع أيضاً هو نظام الحكم مع وجود ثغرات قوية بعض الشيئ .. ثم جاء التتار، وكان كتابهم الياسق الذي تحدثنا عنه سابقاً، ولكن المسلمين لم يستسلموا له، فزال أثره بثبات المسلمين على دينهم وشريعتهم. وبقيت شريعة الإسلام هي الشريعة الوحيدة التي تحكم حياة المسلمين، يردّون إليها عند التنازع، ويتحاكمون إليها عند الاختلاف .. ولم يحدث أبداً أن استبدلت الأمة بشريعة الإسلام شريعة أخرى .. حتى غزت العلمانية ديار الإسلام فقامت بتنحية شريعة الله عن الحكم، وجعلت الشريعة الغالبة، والسلطان المهيمن، هو سلطان غير الله، وشريعة غير الله ..
ولذلك وجب على كل مسلم أن يكفر بهذه العلمانية، وأن يرفض الأنظمة القائمة عليها، ولا يرضى بها ولا يرضى عنها .. حتى يعلو سلطان الله، وتعز راية القرآن وتكون شريعة الله هي العليا .. 6
الخلاصة:
· العلمانية: هي فصل الدين عن الدولة .. أو هي إقامة الحياة على غير الدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/165)
· العلمانية تقر بالسيادة المطلقة، وحق التشريع للأمة، فما تحله هو الحلال ـ عندهم ـ وإن اجتمعت على حرمته كافة الشرائع السماوية وما تحرمه هو الحرام وإن اتفق على حله كل دين من عند الله.
· المصادر الرسمية للقانون في ظل العلمانية هي: التشريع، العرف، ومبادئ الشريعة الإسلامية، وقواعد العدالة، ومبادئ القانون الوضعي .. والتشريع، والعرف مقدمان في الحكم ـ عند العلمانيين ـ على الشريعة الإسلامية.
· القضاة في المحاكم الوضعية لا يملكون إلا أن يطبقوا القوانين الوضعية المكتوبة التي بين أيديهم، ولو حكموا بغيرها فمصير أحكامهم هو البطلان. 7
وختاماً نقول، لقد أدى الغبش في هذه القضية إلى التفاف البعض حول الأحزاب العلمانية التي تجاهر بعلمانيتها لمجرد أنها تعد الناس بشيء من الرغد وتلوح لهم بحلول لمشكلة الغذاء والكساء والمسكن، ولو رسخت حقائق الإسلام والولاء والبراء في النفوس ما التف حول هذه الأحزاب من الأمة رجل واحد، وكيف يرضى بموالاتها رجل يؤمن بالله واليوم الآخر وهو يتلو آناء الليل والنهار قول الله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} [المجادلة: 22]. وأية محادة لله ورسوله أكبر من أن تستعلن العلمانية بردها لشرائع الإسلام وتدعو بلا مواربة لإقصاء شرع الله عن الحياة بفصل الدين عن الدولة. وأية محادة لله ورسوله أكبر من منزاعة الله تعالى في حق التشريع بالتحليل والتحريم.
والله من وراء القصد
وكتبه، علي محمد عبدالحميد
09/ 11/2006م
------------------------
الهوامش:
1 - عجز العقل العلماني - عيد الدويهيس
2 - لماذا نرفض العلمانية لمحمد محمد بدري.
3 - كواشف زيوف في المذاهب الفكريّة المعاصرة - عبد الرّحمن حسن حبَنّكة الميداني
4 - عجز العقل العلماني - عيد الدويهيس.
5 - العلمانية في ميزان العقل - عيد الدويهي.
6 - لماذا نرفض العلمانية لمحمد محمد بدري.
7 - العلمانية وثمارها الخبيثة – محمد شاكر الشريف.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[23 - 04 - 07, 01:58 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالرحمن عبدالله القحطاني]ــــــــ[01 - 05 - 07, 12:44 ص]ـ
بورك بكم ..(40/166)
ابن تيمية: "وهذه حجج قولية من أجود المقاييس العقلية لمن فهمها"
ـ[أبوخليفة]ــــــــ[23 - 04 - 07, 08:25 ص]ـ
يذهب كثير من المتكلمين إلى نفي علو الله تعالى على عرشه، ومباينته لخلقه، ويزعمون أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه، ولا متصل به ولا منفصل عنه.
وهنا ينقل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- كلاما لأحد أئمة المتلكمين وهو ابن كلاب شيخ أبي الحسن الأشعري
يرد فيه على من يقول: إن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه.
وما بين القوسين المعقوفين [ .... ] هكذا فهو من كلامي.
قال ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ناقلا كلام ابن كلاب (1/ 94):
"يقال لهم: إذا قلنا: الإنسان لا مماس ولا مباين للمكان، فهذا محال؟
فلابد من نعم، [أي لابد أن يكون الجواب: نعم]
قيل لهم: فهو [أي الله -عز وجل-] لا مماس ولا مباين للمكان؟،
فإذا قالوا نعم.
قيل لهم: فهو بصفة المحال من الخلوقين الذي لا يكون ولا يثبت إلا في الوهم؟
فإذا قالوا: نعم.
قيل: فينبغي أن يكون بصفة المحال من كل جهة، كما كان بصفة المحال من هذه الجهة.
وقيل لهم: أليس لا يقال لما ليس ثابتا في الإنسان مماس ولا مباين؟
[أي: أليس يقال للمعدوم الذي لا وجود له ليس مماسا ولا مباينا للإنسان؟]
فإذا قالوا: نعم.
قيل: فأخبرونا عن معبودكم مماس هو أو مباين؟
فإذا قالوا: لا يوصف بهما.
قيل لهم: فصفة إثبات الخالق كصفة عدم المخلوق!، فلم لا تقولون: عدم، كما تقولون للإنسان عدم إذا وصفتموه بصفة العدم؟
وقيل لهم: إذا كان عدم المخلوق وجودا له [أي لله]، كان جهل المخلوق علما له، لأنكم وصفتم العدم الذي هو للمخلوق وجودا له، فإذا كان العدم وجودا كان الجهل علما والعجز قوة". [انتهى كلام ابن كلاب، وما يلي هو من كلام ابن تيمية]
فقد بيَّن في هذا الكلام امتناع أن يقال في الباري: ليس بمماس ولا مباين، فينفى عنه الوصفان المتناقضان اللذان لا يخلو الموجود منهما جميعا، كما هو معلوم بصريح العقل، فهذان ونحوهما متضادان في الإثبات، وفي النفي جميعا، وذكر على ذلك ثلاث حجج:
(أحدها): أن انتفاء هذين جميعا ممتنع في حق الإنسان محال، فإن جاز وصفه بهذا المحال جاز وصفه بغيره من المحالات.
قلت [والقائل ابن تيمية]: وهذا الإلزام مثل أن يقال: لا عالم ولا جاهل، ولا قادر ولا عاجز، ولا حي ولا ميت، ونحو ذلك، كما يقول الملاحدة، فينفون المتقابلات.
(الحجة الثانية): أن سلب هذين جميعا يوصف به المعدوم الذي ليس بثابت في الإنسان، فإذا وصفوا بهما المعبود فقد جعلوا ما وصفوا به الثابت في حق الخالق، كما وصفوا أنه العدم في حق المخلوق،
فإذا جاز أن يوصف بما هو صفة المعدوم في حق المخلوق، لزم أن يوصف بنفس العدم، كما يوصف المخلوق بأنه عدم إذا وصف بصفات العدم.
(الحجة الثالثة): أنه إذا جاز أن يقال: إذا كان ما هو صفة عدم في حق المخلوق وجودا في حقه، جاز أن يكون ما هو جهل في حق المخلوق علما في حقه، وما هو عجز في حق المخلوق قدرة في حقه،
وجماع هذه الحجج وصفه بالمحال ووصفه بالمعدوم، ووصفه بضد صفات الكمال، وهو الجهل والعجز لربهم حين جوزوا وأخلوه عن المماسة والمباينة، مع قولهم بأن هذا ممتنع في الوجود غيره،
[هكذا في المطبوع، والذي يظهر لي أن صوابه (لغيره)، أي أن هؤلاء جوزوا على الله أن لا يكون مماسا للعالم ولا مباينا له، وأما غيره فهم يعترفون أن هذا محالا في حقه، فلما قضوا على الله تعالى بالمحال لزمهم ما لزمهم من الباطل، والله أعلم]
ففرقوا بين الواجب والممكن في الخلو عن النقيضين من جهة المعنى، حيث جعلوه ثابتا لهذا [أي لله تعالى] منتفيا عن هذا [أي عن غيره]، فلزمهم مثل ذلك في نظائره،
وهذه حجج قولية من أجود المقاييس العقلية لمن فهمها، وهذا لأن كون الشيء القائم بنفسه غير مماس لغيره، ولا مباين له، لمَّا كان ممتنعا في بديهة العقل –وادعى الجهمي إمكان ذلك في حق الله تعالى- لزمه أن يجوِّز كلَّ الممتنعات التي تناظره" اهـ.(40/167)
سليمان بن عبد الوهاب ... الشيخ المفترى عليه
ـ[أحمد بن عبد الرازق]ــــــــ[23 - 04 - 07, 08:47 ص]ـ
سليمان بن عبد الوهاب ... الشيخ المفترى عليه
د. محمد بن سعد الشويعر
الشيخ سليمان بن عبد الوهاب هو أخو الشيخ المجدد المصلح محمد بن عبد الوهاب -رحمهما الله-، ومثلما افترى اعداء الدعوة وخصومها على الشيخ محمد افتراءات كثيرة كما ذكر هو -رحمه الله- في رسائله وتبرأ مما نسب اليه فإن الشيخين: مسعود الندوي- رحمه الله - في كتابه ((محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه))، الذي خرج في اول امره باللغة الاوردية ثم ترجم لعدة لغات، والشيخ احمد بن حجر آل طامي القاضي سابقاً بقطر في كتابه: نقض كلام المفترين الحنابلة السلفيين قد ردا وفندا الأكاذيب على دعوة الشيخ ومن ذلك تسميتها بالوهابية، لأن الوهابية فرقة خارجية إباضية تنسب الى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الاباضي المتوفى عام 197هـ على رواية وعام 205هـ على رواية اخرى بشمال افريقيا، وقد اكتوى اهل المغرب بهذه الفرقة ونارها، وافتى علماء الأندلس والمالكية بالمغرب بكفرها,, فأرادوا الباس الثوب الجاهز بعيوبها لهذه الدعوة السلفية التصحيحية من باب التنفير والتفريق بين المسلمين.
والشيخ سليمان بن عبد الوهاب، اراد اهل الباطل ان يتسلقوا على كتفه بالكذب عليه، وجعله مطية تدافع عن اهوائهم وباطلهم، فنسبوا اليه كتابين هو منهما براء وهما: ((صواعق الالهية في الرد على الوهابية))، و ((فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب))، هذا ما وصل الينا علمه، وقد تكون رغبات اهل الأهواء زادت بمؤلفات اخرى كما يحلو لهم,, كما قالوا ايضا عن والده بأنه عارض ابنه محمداً في دعوته، ومعلوم ان كثيراً من طلبة العلم في نجد والاحساء وغيرهما، ومنهم الشيخ سليمان بن عبد الوهاب، قد توقفوا عن الاستجابة للدعوة حتى يتحققوا من الداعي وما يدعو اليه، وقد تم هذا بالمكاتبات والمناظرات والسؤال فاستجاب طالب الحق الصادق في مقصده، وتمادى من لم يلن قلبه، ومن كانت لديه بعض الشبهات، لكن لم تكن لاحد من علماء نجد ردود ومؤلفات الا ما نسب لسليمان هذا,, وبتتبعي للوضع والبيئة والقرائن اصبح لدي قناعة بأن الكتب المنسوبة لسليمان بن عبدالوهاب لا صحة لها وهي من الافتراء عليه لكي يزكي اصحاب الأهواء ما هم فيه من هوى لا يستند على نص من كتاب الله، ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا رأي قاله او عمل به سلف الأمة في القرون المفضلة التي اخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها خير القرون من بعده، وقد اعتمدت بعد الله في قناعتي تلك على قرائن منها:
1 - ان رسائل الشيخ وردوده على المناوئين للدعوة لم يرد من بينها اسم الشيخ سليمان حيث قالوا: إن من المعارضين له اخاه سليمان، وحيث لم يرد اسمه في الردود فهو ممن اتضحت له الحقيقة في وقت مبكر واستجاب، كما يتضح من رسائله هو لبعض المشايخ الذين بانت امامهم الحقيقة فاستجابوا بعدما علموا حقيقتها وصدق الداعي لها وهو الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-, وسليمان ممن استجاب مبكراً ولحق بأخيه في الدرعية في بداية الأمر لان خلافهما لم يمس الجوهر.
2 - ينفي المهتمون بدعوة الشيخ هذه الكتب المنسوبة للشيخ سليمان في الرد على اخيه، ويعللون ذلك بان القصد زيادة التنفير بتثبيت ان اخاه وهو اقرب الناس اليه انكر عليه بينما واقع الحال انه تابعه ووفد اليه معتذراً في الدرعية.
3 - الشيخ محمد بن عبد الوهاب توفي عام 1206هـ والشيخ سليمان بن عبد الوهاب توفي يوم 17 رجب عام 1208هـ كما ذكر ابن لعبون في تاريخه، ولقب الوهابية لم تتفتق الحيلة باطلاقه على دعوة الشيخ، الا عند بدء الحملات المصرية التركية ضد هذه الدولة بقيادة ابراهيم باشا، وبعد موت الشيخين بدليل ان " ني بور " المعاصر الاوروبي للشيخ محمد لم يستعمل اصطلاح الوهابية اصلاً. يقول عنه مسعود الندوي: ويظهر من هذا ان اصطلاح الوهابية لم يكن معروفاً الى ذلك الوقت ولكنه يسمى مع انه يعبر عن مذهب محمد بن عبد الوهاب الجديد: بالمحمدية وان اول ذكر جاء للوهابية عند باحثيهم جاء عند برلي هارث New Religion دعوة الشيخ بدين جديد الذي جاء الحجاز بعد استيلاء محمد علي في سنة 1229ه كما جاء عند المؤرخ المصري الجبرتي رحمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/168)
الله, وقد جاء ذكرها باسم الوهابية في كتابات المستشرقين والمؤرخين الغربيين مصاحبة لأخبار الحملة الهادفة الى القضاء على هذه الدولة الجديدة التي نبعت من الجزيرة، خوفاً من المد الاسلامي الذي يجدد للأمة دينها منذ عام 1225هـ.
4 - ولكي يبرهن الداعون الى التنفير من هذه الدعوة على ما يدعون اليه، خاصة وان الاعلام عنها ضعيف ولا يصل الا من جانب الخصوم واصحاب الاهواء لأنهم الأقدر على الاتصال مع الأمم الأخرى فإنه لا بد من الباس سليمان ثوبا يتلاءم مع الهدف الذي تفتقت الحيلة عنه لإلباسه لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوهابية ليتلازما في خطين متوازيين يخدم احدهما الآخر رغم ان دعوة الشيخ محمد تتنافر مع الوهابية الرستمية من حيث المعتقد والمحتوى والمكان والطريقة، واسلوب الاستشهاد بالدليل الشرعي، لان الوهابية الرستمية تخالف معتقد اهل السنة والجماعة كما هو معروف عنهم لدى علماء المالكية في شمال افريقيا والاندلس - قبل تغلب الافرنج عليها- بينما الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دعوته لا يخرج عن مذهب اهل السنة والجماعة، ويدعم رأيه في كل امر بالدليل الصحيح من الكتاب والسنة، وما انتهجه السلف الصالح، كما هو واضح النص والقياس في جميع كتبه ورسائله.
اما سليمان فلم يعرف عنه رأي يخالف ذلك لا في الشيخ ولا في دعوته، ولم يذكر المخالفون للشيخ محمد وفق الرسائل الكثيرة رأياً للشيخ سليمان يخالف ما سار عليه اخوه، ولو عرفوا عنه شيئاً وهم لصيقون به لذكروه كبرهان يستدل به .. لكن العكس هو الصحيح. كما سوف يرى القراء فيما بعد من هذا البحث: نموذجاً من رسائله المؤيدة لدعوة الشيخ والحاثة لبعض طلبة العلم بالانضمام اليها وتبيين محاسنها.
5 - وقرينة اخرى فإن مخالفة الشيخ سليمان بن عبد الوهاب لأخيه كانت في بداية امر الشيخ محمد، ووقتها لم تتعد الردود الكلام الشفوي في بداية امر الشيخ محمد، ومحمد ابن غنام - رحمه الله - رصد ذلك بتأريخه وقد عاصرهما سوياً، وتوفي بعدهما بزمن، ولم يذكر من ذلك شيئاً رغم انه ذكر المخالفين للشيخ محمد في دعوته,, كما انه لم يذكر المشايخ احمد بن محمد التويجري، واحمد ومحمد ابنا عثمان بن شبانه، وهم مَن بينهم وبين الشيخ سليمان مكاتبات حول الدعوة وكانوا متوقفين في البداية حتى عرفوا صدقها فأيدوها كما يتبين من رسائلهم المتبادلة, وسوف نورد بعضا منها في حدود ما يتسع له المقام.
6 - ومن جانب آخر فإن كلمة الوهابية في وضعها اللغوي الصحيح تكون نسبة لوالدهما عبد الوهاب سوياً ولا يمكن ان يكون لسليمان الابتداع في اطلاق هذا المسمى على دعوة اخيه لانه يعرف دلالة اللغة العربية، كما لم يعرف ان والدهما عبد الوهاب قد اخذ هذه النسبة، ومن جهة فانه لم يرد على والده، وهو يدرك ان النسبة خطأ لأنها من نسبة الشيء الى غير اصله، فلا يمكن ان نقول للمكي انه مدني، ولا للمغربي انه هندي، وهكذا وان أطلقت الوهابية تجوّزا فان محمداً وسليمان مشتركان فيها، الراد والمردود عليه، وهذا مما لا ينطلي على الشيخ سليمان بن عبد الوهاب,, إن كان هو صاحب الرد حقيقة,, اما اذا كان الرد مدسوساً عليه - وهذا هو الأرجح عندي - فإن جهالة المفتري تجعله يقع في مزالق ابلغ من ذلك.
وقلنا في القرينة الثالثة: ما يدل على ان كل من كتب كان لسبب دفع اليه، وهدف قصده هو او وجه اليه لتحقيق غرض حول هذه الدعوة اذ يرون من اهم ما يجب ابرازه معارضة المحيطين بالشيخ من اهل نجد اذ تلقفوا في العراق وفي الشام وفي مصر وغيرها اقوال اشخاص ناوؤا الدعوة كما يظهر من الردود عند بن جرجيس وغيره,,
بل نموذج ذلك مربد المربد الذي ذهب لليمن في عام1170هـ ثم رجع الى مكة ووضع محدثاً في الحرم، وقال عنه الشيخ عبد الله بن بسام: " والقصد ان هذا الرجل وامثاله ممن ناوؤا الدعوة الاصلاحية هم الذين شوهوا سمعتها وألصقوا بها الاكاذيب وزوروا عليها الدعاية الباطلة، حتى اغتر بهم من لا يعرف حقيقتها ولا يخبر حلها،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/169)
فرميت بالعداء، عن قوس واحد، اما من الحاسدين الحاقدين، واما من المغرورين المخدوعين، واما من اعداء الاصلاح والدين حتى غزتها الجيوش العثمانية في عقر دارها، فأوقفت سيرها وشلت نشاطها بالقضاء على دعاتها وابادة القائمين عليها من حكام الحكومة السعودية الاولى ورجال العلم من ابناء الشيخ محمد واحفاده " [علماء نجد: 3/ 949]
ومنهم سليمان بن محمد بن سحيم الذي جاء ذكره في كثير من رسائل الشيخ بانه يكتب للأمصار في النيل من الشيخ ومهاجمة دعوته، حيث يصور للناس في رسائله اشياء لم تقع من الشيخ وليس لها اصل، كان من علماء الرياض وبعد سقوط الرياض في يد الدولة السعودية الاولى غادر للاحساء ثم الزبير بالعراق، وقد توفي هناك عام،1181هـ وفيها اولاده.
ومنهم محمد بن عبد الله بن فيروز النجدي اصلاً الأحسائي مولداً كان من العلماء وجاء ذكره في رسائل الشيخ وقد اهتم به والي البصرة العثماني عبدالله اغا لما انتقل اليها وسكنها حيث بقي بها حتى آخر حياته عا 1216هـ، وقد وجد فيه والي البصرة ما يعينه على تحريض السلطان العثماني بالقضاء على الدعوة وقمعها، وقد ايده في هذا المسلك بعض تلاميذه ما عدا الشيخ محمد بن رشيد العفالقي الذي هاجر للمدينة وعرف حقيقة الدعوة فصار يدعو لها كما هي حال الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ورفقائه الثلاثة الذين مر ذكرهم، ولما دخل الامام سعود بن عبد العزيز المدينة اكرم الشيخ محمد بن رشيد العفالقي كعادته في اكرام العلماء، وجعله على قضاء المدينة، وقد ظهرت جهوده في تعريف الناس بهذه الدعوة، وخاصة في مصر بعد ان سكنها، فأحبه الناس هناك، وله دور كبير في تعريف الناس بالسلفية في مصر، وقد توفي بالقاهرة سنة 1257هـ. [انظر مشاهير علماء نجد لعبدالرحمن آل الشيخ، 228]
ومنهم عبد الله بن عيسى الموسى، قاضي حرمة الذي جاء ذكره في رسائل الشيخ كثيراً، وحذر الشيخ الناس منه وبين اعماله وقد توفي ببلده عام 1175هـ قبل انتشار الدعوة واتساع دائرتها في الجزيرة العربية. [علماء نجد: 2/ 604]
ومنهم عثمان بن منصور الذي درس في العراق ومن اشهر مشايخه: داود بن جرجيس ومحمد بن سلوم الفرضي وهما من اشد خصوم الدعوة، وبين ابن جرجيس وعلماء نجد ردود ومنافرات حول هذه الدعوة،وقد قال ابن بسام عنه في ترجمته: " والمترجم له متردد في اتجاهه العقدي، فمرة يوالي الدعوة السلفية وينتسب اليها واخرى يبتعد عنها ويوالي اعداءها، وذلك لما وصل داود بن جرجيس الذي اخذ يقرر استحباب التوصل بالصالحين من الأموات والاستعانة بهم، ونحو ذلك مما يخالف صافي العقيدة، ناصره وصار يثني عليه ويمدح طريقته وقرظ كتابه واثنى على نهجه بقصيدة بلغت ستة وثلاثين بيتاً وقد رد عليه من علماء نجد بقصائد مماثلة بالوزن والقافية اكثر من سبعة. [علماء نجد: 3/ 696]
كما ان منهم ابراهيم بن يوسف الذي تعلم في دمشق وسكنها وهو من اشيقر، وكان له حلقة في الجامع الأموي وقتل في ظروف غامضة هناك عام 1187هـ.
وغيرهم كثير ممن جاءت اسماؤهم في ردود الشيخ محمد وتلاميذه ولكن لم نر فيها رداً واحداً اشار الى تمادي الشيخ سليمان بن عبد الوهاب في معاداته للدعوة، ولا اشارة لرد حصل منه على الشيخ، مما يدل على ان الرد المزعوم الذي تسمى باسم ((الصواعق الالهية في الرد على الوهابية)) وما تبعه من ردود افتريت على الشيخ سليمان لكي يتقوى من وراء ذلك على مقصدهم بسلم يريدونه اقرب طريق يوصلهم لغاياتهم، ولكي يحتجوا بالشيخ سليمان في تقوية شبهاتهم وتعزيز باطلهم.
من موقع فيصل نور
إعداد / أحمد بن محمد بن عبد الرازق فرج الله السلفي نسألكم الدعاء بظاهر الغيب
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - 04 - 07, 01:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 02:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ايمن شعبان]ــــــــ[03 - 05 - 07, 07:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الديولي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 12:38 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن الذي ذكر هذه العداوة بينهما، وان أباه لم يكن راضي عنه بن حميد في كتابه ((السحب
والوابلة على ضرائح الحنابلة))
فما توجيهك لهذا بارك الله فيك(40/170)
نداء عاجل .. إلى علماء مصر عائض بن سعد الدوسري. حول التشيع
ـ[حامد تميم]ــــــــ[23 - 04 - 07, 10:19 ص]ـ
نداء عاجل .. إلى علماء مصر
عائض بن سعد الدوسري.
بتاريخ 18 - 4 - 2007
إلى علماء مصر ..
إلى علماء الأزهر الأجلاء ..
إلى أهل مصر يا جند الإسلام وحصن الإيمان ..
تعلمون -حفظكم الله- أن بلدكم مصر هي من أعظم البلدان الإسلامية مكانة وتأثيراً على الصعيدين العربي والإسلامي، ولها كذلك أثر ملموس عالمياً، وذلك لثقلها العلمي والدولي والثقافي.
ومصر ومنذ أول عهدها في الإسلام وهي حصنه، وأهلها هم جند الإسلام، وكم تحطمت عند أعتاب مصر كتائب الغزاة، فمن مصر انطلق صلاح الدين الأيوبي –رحمه الله- لتوحيد الأمة الإسلامية في وجه المحتلين، فوحد قلوب العباد والبلاد، وفتح القدس في أعظم صور عرفتها الفتوح. ومن مصر نفسها تجمع جند الإيمان بقيادة القائد قطز وصدوا زحف التتار الذي عجز جميع العالم عن صده، لقد خسر العالم كله، لكن مصر ربحت وحدها. وكذلك قادت مصر الوحدة الإسلامية بينها وبين الشام على يد المجدد الكبير شيخ الإسلام ابن تيمية، وواجهوا فلول المغول، وفرق الموت الخاصة بالحشاشين الباطنيين.
وهكذا ستبقى مصر –بإذن الله- هي حجر الزاوية، وقطب الرحى، وقلب العالم العربي ودرعه وحصنه.
يا علماء مصر ..
يا علماء الأزهر الأجلاء ..
يا أهل مصر يا جند الإسلام وحصن الإيمان ..
هل سيعيد التاريخ نفسه ويتسلل الباطنيون إلى أرضكم مرة أخرى تحت مزاعم كاذبة ودعاوى ملفقة؟ هل سيقدرون على إعادة الكرة وتكرير حيلهم مرة تلو مرة؟
فلا زالت ذاكرة التاريخ تحتفظ بالملفات السريَّة الخاصة بالباطنيين وإستراتيجيتهم السريَّة في نشر دعوتهم الباطنية الخطيرة باسم حب أهل البيت –رضي الله عنهم- وتلبسهم الظاهري بما ليسوا عليه باطنياً، وهذا أمر ثابتٌ بشهادتهم أنفسهم عليه.
فالباطنيون يروون الأحاديث المكذوبة عن الأئمة –رضي الله عنهم- بما يتوافق مع مخططاتهم المستورة. فهم يروون عن جعفر الصادق –رحمه الله- أنه قال: (التقيَّة ديني ودين آبائي، من لا تقيَّة له فلا دين له) (1). وكذلك يروون عنه أنه قال: (المذيع لأمرنا كالجاحد له) (2)!
ويروون أيضاً أنه قال: (إن احتمال أمرنا؛ ستره وصيانته عن غير أهله). وقال أيضاً كما يزعمون: (رحم الله عبداً اجتر مودة الناس إلينا وإلى نفسه فحدثهم بما يعرفون وستر عنهم ما ينكرون، أكتم سرنا ولا تذعه) (3).
ويُعلق الدكتور الإسماعيلي المعاصر (مصطفى غالب) على هذه الروايات فيقول: (هذا ما جعل الدعاة الإسماعيلية الأُول يحرصون أشد الحرص على أن تظل أسرار دعوتهم بعيدة عن متناول أيدي من ليست لهم علاقة بالدعوة) (4).
وتطبيقاً لهذه الإستراتيجية السريَّة استطاع الباطنيون أن يبثوا جواسيسهم ودعاتهم في البلدان الإسلامية والعربية، واندسوا بين الناس، وكتبوا التقارير السريَّة إلى خليفتهم وإمامهم الباطني عن الحالة الدينية والاجتماعية في البلدان التي أُرسلوا إليها، وعن مدى جاهزيتها لتقبل الدعوة الباطنية.
فهذا الداعية الباطني الشهير (علي بن الفضل) يُرسله حجة إمامه الباطني (أحمد بن عبدالله بن ميمون القداح) إلى بلاد اليمن ليكتب عنها التقرير السريَّة ويبث فيها دعوته الباطنية. ولما مكث فيها ما شاء الله، كتب تقريراً خطيراً عن بلاد اليمن ومخططاتهم فيها، ومن ذلك ما جاء في كتبهم المعتبرة والسريَّة، حيث أرسل الداعي (علي بن الفضل) رسالة إلى إمامه الباطني جاء فيها ما نصه: (والله إن الفرصة ممكنة في اليمن، وإن الذي تدعون إليه جائز هنالك، وناموسنا يمشي عليهم، وذلك لما أعرف فيهم من ضعف الأحلام، وقلة المعرفة بأحكام الشريعة المحمدية) (5).
فجاءه توجيهٌ من (ابن ميمون القداح) باسم الإمام الباطني بأن يباشر الدعوة الباطنية بسريَّة تامة جداً هو وداعية آخر اسمه (ابن حوشب) وأن يتظاهرا بخلاف ما يبطنا!
يقول الإسماعيلي المعاصر (مصطفى غالب) عن علي بن الفضل وابن حوشب ما نصه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/171)
(ونهج الدعايان منهجاً واحداً في نشر نفوذهما في بلاد اليمن، وقد اتخذا الدين وسيلة لنشر هذا النفوذ، فأظهر كل منهما الزهد والتقشف والصلاح عملاً بوصية الإمام الحسين إليها، كما تظاهر كل منهم بالتفقه في الدين والتضلع في المذاهب السنيَّة .. فمال إليهما كثير من أهل اليمن، وأقبلوا عليهما من كل فج وخاصة بعد أن أظهرا دعوتهما علناً سنة 270هـ بعد أن قاما بها سراً لمدة سنتين. فأصبح لك منهما جماعة كبيرة تخلص له الإخلاص كُله، وبعد أن قوي حزب كل منهما في جهته عمل على الحصول على الأموال لتنفيذ مخططه) (6)!!
فبثوا دعاتهم في أرض اليمن وما حولها أو قريب منها: كعدن لاعة، وحراز، ونجران، وبلاد يافع الجبلية، واستطاعوا أن يؤثروا على الناس في تلك البلاد لطيبة أهلها وسلامة قلوبهم وصدق نواياهم وكرمهم، وذلك بما كانوا يظهرونه ويدعونه من خير وصلاح ظاهري، فكانت تلك هي البذرة الأولى لدخول كثير من أهل تلك البلاد في مذهبهم الباطني وهم لا يعرفون حقيقته ولا حقيقة هؤلاء الدعاة، ثم تطور الأمر وصارت للباطنية دولة في اليمن!
يقول مصطفى غالب: (لم توجه أي دولة من الدول، أو فرق من الفرق، اهتماماً خاصاً بالدعاية وتنظيمها كما اهتمت بنها الإسماعيلية، فجعلت منها الوسيلة الرئيسية لتحقيق نجاح الحركة في دور الستر والتخفي .. وقد كان للحمام الزاجل الذي برع في استخدامه دعاة الإسماعيلية أثره الفعال في تنظيم نقل الأخبار والمراسلات السرية الهامة) (7).
وقد أكدَّ الإسماعيلي المعاصر (عارف تامر) أن تلك الدعوة الإسماعيلية هي التي صدعت المجتمع الإسلامي وهزت دعائمه إلى الأعماق، وأصابته في روحه وخلاله، وأدت إلى تفككه واضمحلاله، وانتشاره إلى دويلات ومجتمعات ضعيفة متنابذة، استطاع الغرب أن يخضعها تباعاً إلى نفوذه واستعماره، وأن الحركة الباطنية هي التي عجلت بالقضاء على المجتمع الإسلامي (8).
تلك صور تاريخية أو بقايا صور وذكريات بقيت محفوظة من عوامل الزمن في الملفات والمراسلات والكتب السريَّة، وكأنها تريد أن تصرخ بنا وتوقظنا من غفلتنا.
وفي هذه الأيام –وكأن التاريخ يريد أن يُعيد نفسه- يصرح الرئيس المصري حسني مبارك بأن أغلب الشيعة (ولاءهم لإيران وليس لدولهم) (9)، وسبقه الملك عبدالله الثاني ملك الأردن الذي حذر من (الهلال الشيعي). ثم تصريحات الشيخ الفاضل يوسف القرضاوي –وفقه الله- الذي حذر من تسلط التشيع وتهديده مصر، وكذلك مقاله الدكتور محمد سليم العوا، أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، اتهم المتشيعين بأنهم يتخذون (الدعوة للتشيع وسيلة للزعامة والكسب المادي) (10). وأخيراً ما كتبه المفكر الإسلامي محمد عمارة –حفظه الله- عن التشيع وتزييفه للتاريخ (11).
وفي المقابل أقدمت بعض الجرائد المتجاوبة مع الدعم الشيعي المالي الكبير، حيث نشرت شتماً لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها باعتبارها أسوء شخصية في الإسلام، كما شتمت وطعنت في الصحابة، وقامت أخرى بالهجوم والشتم في حق صلاح الدين الأيوبي، وغيرهما كثير، ومع كل أسف جاء مد اللعان والسباب في مصر مع مد التشيع!
ومن كان يتوقع أنه في مصر والتي هي حصن الإسلام سيقوم من يُصفون بالمتشيعين بشتم أم المؤمنين عائشة ووصفها بأنها من أسوء الشخصيات في الإسلام؟! ويشتم معها خير أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟! وفي الجرائد المصرية يكتب وينشط موظفو السفارة الإيرانية لنشر التشيع؟!
فأين علماء الأزهر الكرام؟ أين علماء مصر؟
ولا بد لعلماء مصر وللمصريين جميعاً أن يعلموا أن هذا المد وهذه البذرة ليست إلا بذرة إيرانية فارسية فمن طلائع المبشرين الأوائل بها محمد تقي القمي الإيراني الذي اندس في صفوف المصريين باسم التقارب والوحدة الإسلامية. ثم في العام 1973 أسس السيد طالب الحسيني الرفاعي، وهو من العراق، (جمعية آل البيت) التي تعتبر واجهة التشييع في مصر.
وهذا أحد الذين يزعمون التشيع أو كما يسمونه (الاستبصار) وهو (أحمد النفيس)، يؤكد تلك الحقيقة، وهي أن البذرة الأولى للباطنية الحديثة كانت على يد فارسية!
يقول المصري المتشيع (أحمد راسم النفيس): (وفي العصر الراهن أنا أعتبر أن من أسس للتشيع في مصر هو آية الله الخميني -رحمه الله-، ذلك الرجل الذي أيقظ ونبّه الغافلين. وهناك مناضلون صغار لا داعي لذكر أسمائهم) (12)!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/172)
ثم يدعو هذا المتشيع إيران والمؤسسات الشيعية إلى دعم التشيع في مصر، ويستجديهم ويستعطفهم، حيث يقول أحمد النفيس: (إذا بقي حالنا كما هو اليوم، فلن نفلح وسنظل كما لو كنا نحرث في البحر .. أما إذا وجدت هذه النبتة من يتبناها ماديا وثقافيا وسياسيا، فسوف يكون للتشيع مقام ودور آخر بلا شك).
ويقول أحمد النفيس: (على من يهمه أمر التشيع لا في مصر وحدها بل التشيع عموما، أن يأتي إلى الساحة في مصر .. إن مصر هي قلب العالم العربي وقلب العالم الإسلامي، وحاضرة العالم الإسلامي الثقافية والفكرية شاء من شاء وأبى من أبى، الذي يهمه أمر التشيع ويريد أن يقوم لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) قائما، عليه أن يأتي إلى مصر).
وحينما سأله المقدم: ألم تحاولوا التواصل مع الأخوة هنا –إيران- مثلا، وإعلامهم بمشاكل التشيع في مصر، والتنسيق معهم لأعمال ومشاريع مستقبلية، يراعى فيها دعم حركة التشيع في هذا البلد؟ قال: (حاولنا) (13)!
ثم يلمح أحمد النفيس إلى نواياه المخفية وطموحاته الباطنية فيقول: (مصر كانت شيعية قبل الدولة الفاطمية فلماذا الخوف من التشيع) (14).
هذا مع أن جمال الدين الأفغاني الذي اعتقد أنه كان من الشيعة وهو إيراني الأصل، قال عن الدولة الفاطمية: أنها كانت بعقيدتها الباطنية السبب والبداية للانحطاط في التاريخ الإسلامي (15)!
وللأسف فإن المال الشيعي الذي يتدفق على مصر بشكل هائل دون مراقبة كافية كان وراء إغراء ضعاف النفوس من بعض الصحفيين المأجورين وبعض المنتفعين الذين يقدمون مصالحهم ومكاسبهم الشخصية على الدين ومصلحة بلادهم وأمنهم الوطني، فسمحوا بسبب ذلك أن ينشر في صحفهم علانية سب أمهات المؤمنين عليهن السلام، وسب أصحاب الحبيب عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، وشتم صلاح الدين الأيوبي، وللأسف دون تحرك يليق بمقام علماء الأزهر أو من علماء مصر المحروسة!
أقول: انظروا إلى ما يقوله المصري المتشيع (صالح الورداني) بعد أن اختلف مع بعض مراجع الشيعة حول المسائل المالية والهبات والأعطيات، ما نصه: (للأسف الشديد أنا أرى أن الأخماس تستثمر من قبل المراجع أو بمعنى أدق من قبل وكلائهم، فأنا أعتقد أن المراجع الشيعية في عزلة عن الجمهور وعن الواقع، والذين يتحركون بأسمهم ويعملون حلقة الوصل هم الوكلاء، وهم للأسف يحتالون وينصبون باسم المراجع، ويكذبون عليهم وعلى الجمهور) (16).
وقال صالح الورداني: (اكتشفت في التشيع العديد من السلبيات والبدع التي لم تأتى في كتاب الله، مثل ولاءهم للمراجع التي يعتبرونها معصومة من الخطأ ووكلاء عن الله.، فهم يجلسون في خلواتهم ولا يسمح لأي شيعي من الوصول إليهم بينما يتم التعامل بينهم وبين الآخرين من خلال وكلاء عنهم يتولون الحصول على (الأخماس) وهى أموال تجمع من الشيعة لتمويل المؤسسات ونشر الفكر الشيعي في البلدان الأخرى، كما أنهم لا يصلون في مساجد واحدة بل لكل مرجع مسجد خاص به يصلى فيه أتباعه) (17).
وعن الشيعة في مصر قال الورداني: (إن الشيعة في مصر منقسمون على أنفسهم وكل مجموعة تعمل بمفردها ولكل مجموعة رئيس يذهب إلى الخارج ليتحدث على أنه زعيم الشيعة ليحصل على أموال بزعم نشر المذهب الشيعي في مصر) (18).
وأكد صالح الورداني أن المتشيع أحمد راسم النفيس يحصل على أموال، إلى جانب مشاركته في مؤتمرات في إيران (19).
وكشفت مجلة (الحكومة الإسلامية) الشيعية الناطقة بالانكليزية وجود مخطط شيعي لإصدار خمس صحف لنشر التشيع في مصر وبكلفة تتجاوز عشرة ملايين دولار.
وهذا خسرو شاهي هو السفير الإيراني السابق في مصر من يقرأ ما كتب عن نشاطاته المحمومة في مصر يعلم كيف كان دوره الرسالي في نشر التشيع في مصر وحرصه على التواصل مع المفكرين وأساتذة الجامعات وتأليف الكتب المدافعة والمبشرة للتشيع في أوساط السنة (20).
يا علماء مصر ..
يا علماء الأزهر الأجلاء ..
يا أهل مصر يا جند الإسلام وحصن الإيمان ..
ها أنتم هؤلاء سمعتم ورأيتم هؤلاء الباطنية يطعنون -في صحفكم العلنية- في أمكم أم المؤمنين رضي الله عنها، وسمعتم ورأيتم كيف يشتمون الصحابة رضوان الله عليهم، ورأيتم طعنهم وشتمهم في فاتح ومحرر مصر عمرو بن العاص رضي الله عنه، ورأيتم طعنهم في صلاح الدين الأيوبي!
فإلى متى تسكتون على هؤلاء الذين يكفرون أمهات المؤمنين؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/173)
ولماذا تقفون دون تحرك فعال في وجه من ينشرون ثقافة الكراهية والتفرقة والسب والشتم؟
فهذا هو الخميني الذي يزعم المتشيع (أحمد راسم النفيس) أنه من أسس للتشيع في مصر يقول عن المسلمين غير الشيعة:
(غيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين .. فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم) (21).
ثم ذكر الخميني بعد ذلك هذه الرواية: (عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت له: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم. فقال: الكف عنهم أجمل. ثم قال: يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغاة –أي أولاد زنا- ما خلال شيعتنا) (22).
وعلق الخميني عليها قائلاً: (الظاهر منها جواز الافتراء والقذف عليهم) (23)!
ولأن هؤلاء الباطنية يعلمون أن مصر وأهلها هم جند الإسلام وحصن الإيمان، فلذلك هم لا يحبونهم، بل يطعنون فيهم، ويضعون باسم أهل البيت –رضي الله عنهم- الروايات المكذوبة في الطعن في أهل مصر وتشويه سمعتهم!
فقد رووا عن أئمة أهل البيت -كما يزعمون- أنهم قالوا: (أبناء مصر لعنوا على لسان داود عليه السّلام، فجعل الله منهم القردة والخنازير) (24).
ورووا كذلك عنهم أنهم قالوا: انتحوا مصر لا تطلبوا المُكث فيها لأنه يورث الدياثة) (25).
وقالوا: (بئس البلاد مصر) (26).
وقالوا: (ما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر، ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها) (27).
وهم لا يظهرون حقيقة ما يبطنونه لكم، فمن أهم عقائدهم (التقيَّة) التي من خلالها يخادعون الناس، ويجوزون الكذب والحلف على ذلك!
فعن الصادق يزعمون أنه قال: (استعمال التقية في دار التقية واجب، ولا حنث ولا كفارة على من حلف تقية) (28).
وعنه أيضا أنه قال: (إنكم علي دين من كتمه أعزة الله ومن أذاعه أذله الله) (29).
ويقول (الخميني) إمام المتشيع أحمد النفيس: (وترك التقية من الموبقات التي تلقي صاحبها قعر جهنم وهي توازي جحد النبوة والكفر بالله العظيم) (30).
وقال الشيخ (بهاء الدين العاملي): (المستفاد من تصفح كتب علمائنا، المؤلفة في السير والجرح والتعديل، أن أصحابنا الإمامية .. كانوا يتقون العامة [يقصد أهل السنة] ويجالسونهم وينقلون عنهم، ويظهرون لهم أنهم منهم، خوفا من شوكتهم، لأن حكام الضلال منهم) (31).
ثم يبين الشيخ (بهاء الدين العاملي) أنه إذا كانت الضرورة غير داعية إلى (التقية) عندها يسلك الشيعي مع المخالف على غير ذلك المنوال، ولذا يجب أن يكون الشيعي في غاية الاجتناب لهم، والتباعد عنهم، لأن الأئمة -عليهم السلام- كانوا ينهون شيعتهم عن مجالستهم ومخالطتهم، ويأمرونهم بالدعاء عليهم في الصلاة، ويقولون: إنهم كفار، مشركون، زنادقة، وكتب أصحابنا مملوءة بذلك.
هذا هو حقيقة منهج الباطنية مع المخالفين!
والسؤال المهم الموجه إلى علماء مصر الكرام هو:
هل سيعيد التاريخ الباطني نفسه مرة أخرى في مصر؟ ويتسللون إلى مصر تحت غطاء الخداع والتقية باسم محبة أهل البيت أو باسم التقارب المزعوم؟
هل ستسكتون على شتم أمهات المؤمنين في صحفكم؟ هل يرضيكم ثقافة اللعن والسب والشتم التي أتت مع مد التشيع؟
هل ترضون أن يسب أصحاب نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم في وطنكم؟
ألستم علماء الإسلام وحصن العلم والشريعة؟
هل ترضون أن تعود مصر باطنية مرة أخرى؟
يا علماء مصر .. إذا سكتم فمن الذي سوف يتكلم؟!
ayedh1_d@hotmail.com
--------------------------------------------------------------------------------
هوامش:
1ـ دعائم الإسلام- القاضي الباطني النعمان (ص60).
2ـ دعائم الإسلام (ص60).
3ـ دعائم الإسلام (ص 61).
4ـ مقدمة كنز الولد- مصطفى غالب (ص18).
5ـ افتتاح الدعوة – للقاضي الباطني النعمان (ص10)، وزهر المعاني- للداعي الباطني إدريس (ص65).
وانظر: مقدمة كتاب كنز الولد- لمصطفى غالب (ص22).
6ـ مقدمة كتاب كنز الولد- لمصطفى غالب (ص23).
7ـ تاريخ الدعوة الإسماعيلية- مصطفى غالب (ص27).
8ـ عبقرية الفاطميين- عارف تامر (ص18). وانظر: تاريخ الدعوة الإسماعيلية (ص11).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/174)
9ـ مقابلة أجرتها معه قناة "العربية" الفضائية في 8 إبريل/نيسان 2006م.
10ـ في ندوة عقدت بنقابة الصحفيين بالقاهرة في 6 سبتمبر/ أيلول 2006م.
11ـ في موقع (المصريون) كتب الدكتور محمد عمارة مقال بعنوان: (التاريخ السني والشيعي!) بتاريخ: 9 - 4 – 2007، ومقال آخر بعنوان: (تاريخ أهل السنة النضالي) بتاريخ 16 - 4 – 20.
12ـ في لقاء أجراه معه: حيدر السلامي، في موقع شيعي متطرف يسمى (المعصومون الأربعة عشر).
13ـ في لقاء أجراه معه: حيدر السلامي، في موقع شيعي متطرف يسمى (المعصومون الأربعة عشر).
14ـ في جريدة العربي المصرية 15/ 10/2006م.
15ـ انظر: موقع المصريون، مقال بعنوان: تاريخ أهل السنة النضالي. للدكتور. محمد عمارة، بتاريخ 16 - 4 – 2007م.
16ـ مقابلة في موقع العربية. نت: بتاريخ الثلاثاء 31 أكتوبر 2006م.
17ـ في مقابلة معه في موقع (ولاد البلد) المصري أجراها هاني بدر بتاريخ 09/ 11/2006م.
18ـ في مقابلة معه في موقع (ولاد البلد) المصري أجراها هاني بدر بتاريخ 09/ 11/2006م.
19ـ في مقابلة معه في موقع (ولاد البلد) المصري أجراها هاني بدر بتاريخ 09/ 11/2006م
20ـ مجلة مختارات إيرانية عدد 48 يوليو 2004 م
21ـ المكاسب المحرمة - الخميني (1/ 251).
22ـ المكاسب المحرمة - الخميني (1/ 251).
23ـ المكاسب المحرمة - الخميني (1/ 251).
24ـ بحار الأنوار (60/ 208)، تفسير القمّي (ص596).
25ـ بحار الأنوار (0/ 211).
26ـ بحار الأنوار (60/ 210)، تفسير العياشي (1/ 305)، البرهان (1/ 457).
27ـ بحار الأنوار (60/ 208 - 209)، قرب الإسناد (ص 220)، تفسير العياشي (1/ 304)، البرهان (1/ 456).
28ـ البحار (75/ 394 - 395)، والخصال (2/ 153) وعيون أخبار الرضا (2/ 124) والوسائل (15/ 49،50).
29ـ البحار (75/ 397)، والمحاسن (ص412)، وجامع الأخبار (ص 257)، ورسائل الخميني (2/ 185).
30ـ المكاسب المحرمة (2/ 162).
31ـ مشرق الشمسين- الشيخ بهاء الدين العاملي (273 - 274).
منقول ........................................
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 08:11 م]ـ
أطراف الصفحة لا يظهر منه الكلام.
نرجو إصلاح المشكلة هنا تكرما.
ـ[عماد الجيزى]ــــــــ[24 - 04 - 07, 11:57 م]ـ
جزى الله أخاناحامداخيراعلى هذه الصيحة
ـ[الخطابي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 12:04 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 10:36 م]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[28 - 04 - 07, 02:01 ص]ـ
احسن الله اليك
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[06 - 05 - 07, 04:52 ص]ـ
صدقت فيما قلت وبارك الله فيك ولكن اخي الخطه الموضوعه ليست لنشر التشيع في مصر وحدها ولكن في جميع الدول العربيه
كل علي حده والامر ياتي من جهه حب ال البيت والتغرير بالعوام من الناس وخداعهم بحلو الكلام وخلط الحقائق
فعلي علماء الامه التحذير من هذا الخطر القادم
وتنبيه العوام لما تنطلي عليه عقائد هؤلاء الشيعه من زيف وبهتان
نسال الله الثبات علي الحق حتي نلقاه واياكم اخواني في الله
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 04:09 م]ـ
اللهم احفظ بلاد المسلمين من الرفض والروافض.
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[09 - 05 - 07, 02:51 م]ـ
اللهم عليك بالروافض ومن شايعهم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 01:51 ص]ـ
أطراف الصفحة لا يظهر منه الكلام.
نرجو إصلاح المشكلة هنا تكرما.
لم تصلح المشكلة حتى الآن
لكني بحثت عنه في الشبكة ووجدته في موقع مجلة (المصريون) وسأنقلها مرة أخرى مع تصغير الحفاظ على أن يظهر في الصفحة بصورة كاملة
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 01:51 ص]ـ
نداء عاجل .. إلى علماء مصر
عائض بن سعد الدوسري.: بتاريخ 18 - 4 - 2007
إلى علماء مصر ..
إلى علماء الأزهر الأجلاء ..
إلى أهل مصر يا جند الإسلام وحصن الإيمان ..
تعلمون -حفظكم الله- أن بلدكم مصر هي من أعظم البلدان الإسلامية مكانة وتأثيراً على الصعيدين العربي والإسلامي، ولها كذلك أثر ملموس عالمياً، وذلك لثقلها العلمي والدولي والثقافي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/175)
ومصر ومنذ أول عهدها في الإسلام وهي حصنه، وأهلها هم جند الإسلام، وكم تحطمت عند أعتاب مصر كتائب الغزاة، فمن مصر انطلق صلاح الدين الأيوبي –رحمه الله- لتوحيد الأمة الإسلامية في وجه المحتلين، فوحد قلوب العباد والبلاد، وفتح القدس في أعظم صور عرفتها الفتوح. ومن مصر نفسها تجمع جند الإيمان بقيادة القائد قطز وصدوا زحف التتار الذي عجز جميع العالم عن صده، لقد خسر العالم كله، لكن مصر ربحت وحدها. وكذلك قادت مصر الوحدة الإسلامية بينها وبين الشام على يد المجدد الكبير شيخ الإسلام ابن تيمية، وواجهوا فلول المغول، وفرق الموت الخاصة بالحشاشين الباطنيين.
وهكذا ستبقى مصر –بإذن الله- هي حجر الزاوية، وقطب الرحى، وقلب العالم العربي ودرعه وحصنه.
يا علماء مصر ..
يا علماء الأزهر الأجلاء ..
يا أهل مصر يا جند الإسلام وحصن الإيمان ..
هل سيعيد التاريخ نفسه ويتسلل الباطنيون إلى أرضكم مرة أخرى تحت مزاعم كاذبة ودعاوى ملفقة؟ هل سيقدرون على إعادة الكرة وتكرير حيلهم مرة تلو مرة؟
فلا زالت ذاكرة التاريخ تحتفظ بالملفات السريَّة الخاصة بالباطنيين وإستراتيجيتهم السريَّة في نشر دعوتهم الباطنية الخطيرة باسم حب أهل البيت –رضي الله عنهم- وتلبسهم الظاهري بما ليسوا عليه باطنياً، وهذا أمر ثابتٌ بشهادتهم أنفسهم عليه.
فالباطنيون يروون الأحاديث المكذوبة عن الأئمة –رضي الله عنهم- بما يتوافق مع مخططاتهم المستورة. فهم يروون عن جعفر الصادق –رحمه الله- أنه قال: (التقيَّة ديني ودين آبائي، من لا تقيَّة له فلا دين له) (1).
وكذلك يروون عنه أنه قال: (المذيع لأمرنا كالجاحد له) (2)!
ويروون أيضاً أنه قال: (إن احتمال أمرنا؛ ستره وصيانته عن غير أهله). وقال أيضاً كما يزعمون: (رحم الله عبداً اجتر مودة الناس إلينا وإلى نفسه فحدثهم بما يعرفون وستر عنهم ما ينكرون، أكتم سرنا ولا تذعه) (3).
ويُعلق الدكتور الإسماعيلي المعاصر (مصطفى غالب) على هذه الروايات فيقول: (هذا ما جعل الدعاة الإسماعيلية الأُول يحرصون أشد الحرص على أن تظل أسرار دعوتهم بعيدة عن متناول أيدي من ليست لهم علاقة بالدعوة) (4).
وتطبيقاً لهذه الإستراتيجية السريَّة استطاع الباطنيون أن يبثوا جواسيسهم ودعاتهم في البلدان الإسلامية والعربية، واندسوا بين الناس، وكتبوا التقارير السريَّة إلى خليفتهم وإمامهم الباطني عن الحالة الدينية والاجتماعية في البلدان التي أُرسلوا إليها، وعن مدى جاهزيتها لتقبل الدعوة الباطنية.
فهذا الداعية الباطني الشهير (علي بن الفضل) يُرسله حجة إمامه الباطني (أحمد بن عبدالله بن ميمون القداح) إلى بلاد اليمن ليكتب عنها التقرير السريَّة ويبث فيها دعوته الباطنية. ولما مكث فيها ما شاء الله، كتب تقريراً خطيراً عن بلاد اليمن ومخططاتهم فيها، ومن ذلك ما جاء في كتبهم المعتبرة والسريَّة، حيث أرسل الداعي (علي بن الفضل) رسالة إلى إمامه الباطني جاء فيها ما نصه: (والله إن الفرصة ممكنة في اليمن، وإن الذي تدعون إليه جائز هنالك، وناموسنا يمشي عليهم، وذلك لما أعرف فيهم من ضعف الأحلام، وقلة المعرفة بأحكام الشريعة المحمدية) (5).
فجاءه توجيهٌ من (ابن ميمون القداح) باسم الإمام الباطني بأن يباشر الدعوة الباطنية بسريَّة تامة جداً هو وداعية آخر اسمه (ابن حوشب) وأن يتظاهرا بخلاف ما يبطنا!
يقول الإسماعيلي المعاصر (مصطفى غالب) عن علي بن الفضل وابن حوشب ما نصه:
(ونهج الدعايان منهجاً واحداً في نشر نفوذهما في بلاد اليمن، وقد اتخذا الدين وسيلة لنشر هذا النفوذ، فأظهر كل منهما الزهد والتقشف والصلاح عملاً بوصية الإمام الحسين إليها، كما تظاهر كل منهم بالتفقه في الدين والتضلع في المذاهب السنيَّة .. فمال إليهما كثير من أهل اليمن، وأقبلوا عليهما من كل فج وخاصة بعد أن أظهرا دعوتهما علناً سنة 270هـ بعد أن قاما بها سراً لمدة سنتين. فأصبح لك منهما جماعة كبيرة تخلص له الإخلاص كُله، وبعد أن قوي حزب كل منهما في جهته عمل على الحصول على الأموال لتنفيذ مخططه) (6)!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/176)
فبثوا دعاتهم في أرض اليمن وما حولها أو قريب منها: كعدن لاعة، وحراز، ونجران، وبلاد يافع الجبلية، واستطاعوا أن يؤثروا على الناس في تلك البلاد لطيبة أهلها وسلامة قلوبهم وصدق نواياهم وكرمهم، وذلك بما كانوا يظهرونه ويدعونه من خير وصلاح ظاهري، فكانت تلك هي البذرة الأولى لدخول كثير من أهل تلك البلاد في مذهبهم الباطني وهم لا يعرفون حقيقته ولا حقيقة هؤلاء الدعاة، ثم تطور الأمر وصارت للباطنية دولة في اليمن!
يقول مصطفى غالب: (لم توجه أي دولة من الدول، أو فرق من الفرق، اهتماماً خاصاً بالدعاية وتنظيمها كما اهتمت بنها الإسماعيلية، فجعلت منها الوسيلة الرئيسية لتحقيق نجاح الحركة في دور الستر والتخفي .. وقد كان للحمام الزاجل الذي برع في استخدامه دعاة الإسماعيلية أثره الفعال في تنظيم نقل الأخبار والمراسلات السرية الهامة) (7).
وقد أكدَّ الإسماعيلي المعاصر (عارف تامر) أن تلك الدعوة الإسماعيلية هي التي صدعت المجتمع الإسلامي وهزت دعائمه إلى الأعماق، وأصابته في روحه وخلاله، وأدت إلى تفككه واضمحلاله، وانتشاره إلى دويلات ومجتمعات ضعيفة متنابذة، استطاع الغرب أن يخضعها تباعاً إلى نفوذه واستعماره، وأن الحركة الباطنية هي التي عجلت بالقضاء على المجتمع الإسلامي (8).
تلك صور تاريخية أو بقايا صور وذكريات بقيت محفوظة من عوامل الزمن في الملفات والمراسلات والكتب السريَّة، وكأنها تريد أن تصرخ بنا وتوقظنا من غفلتنا.
وفي هذه الأيام –وكأن التاريخ يريد أن يُعيد نفسه- يصرح الرئيس المصري حسني مبارك بأن أغلب الشيعة (ولاءهم لإيران وليس لدولهم) (9)، وسبقه الملك عبدالله الثاني ملك الأردن الذي حذر من (الهلال الشيعي). ثم تصريحات الشيخ الفاضل يوسف القرضاوي –وفقه الله- الذي حذر من تسلط التشيع وتهديده مصر، وكذلك مقاله الدكتور محمد سليم العوا، أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، اتهم المتشيعين بأنهم يتخذون (الدعوة للتشيع وسيلة للزعامة والكسب المادي) (10). وأخيراً ما كتبه المفكر الإسلامي محمد عمارة –حفظه الله- عن التشيع وتزييفه للتاريخ (11).
وفي المقابل أقدمت بعض الجرائد المتجاوبة مع الدعم الشيعي المالي الكبير، حيث نشرت شتماً لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها باعتبارها أسوء شخصية في الإسلام، كما شتمت وطعنت في الصحابة، وقامت أخرى بالهجوم والشتم في حق صلاح الدين الأيوبي، وغيرهما كثير، ومع كل أسف جاء مد اللعان والسباب في مصر مع مد التشيع!
ومن كان يتوقع أنه في مصر والتي هي حصن الإسلام سيقوم من يُصفون بالمتشيعين بشتم أم المؤمنين عائشة ووصفها بأنها من أسوء الشخصيات في الإسلام؟! ويشتم معها خير أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟! وفي الجرائد المصرية يكتب وينشط موظفو السفارة الإيرانية لنشر التشيع؟!
فأين علماء الأزهر الكرام؟ أين علماء مصر؟
ولا بد لعلماء مصر وللمصريين جميعاً أن يعلموا أن هذا المد وهذه البذرة ليست إلا بذرة إيرانية فارسية فمن طلائع المبشرين الأوائل بها محمد تقي القمي الإيراني الذي اندس في صفوف المصريين باسم التقارب والوحدة الإسلامية. ثم في العام 1973 أسس السيد طالب الحسيني الرفاعي، وهو من العراق، (جمعية آل البيت) التي تعتبر واجهة التشييع في مصر.
وهذا أحد الذين يزعمون التشيع أو كما يسمونه (الاستبصار) وهو (أحمد النفيس)، يؤكد تلك الحقيقة، وهي أن البذرة الأولى للباطنية الحديثة كانت على يد فارسية!
يقول المصري المتشيع (أحمد راسم النفيس): (وفي العصر الراهن أنا أعتبر أن من أسس للتشيع في مصر هو آية الله الخميني -رحمه الله-، ذلك الرجل الذي أيقظ ونبّه الغافلين. وهناك مناضلون صغار لا داعي لذكر أسمائهم) (12)!!
ثم يدعو هذا المتشيع إيران والمؤسسات الشيعية إلى دعم التشيع في مصر، ويستجديهم ويستعطفهم، حيث يقول أحمد النفيس: (إذا بقي حالنا كما هو اليوم، فلن نفلح وسنظل كما لو كنا نحرث في البحر .. أما إذا وجدت هذه النبتة من يتبناها ماديا وثقافيا وسياسيا، فسوف يكون للتشيع مقام ودور آخر بلا شك).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/177)
ويقول أحمد النفيس: (على من يهمه أمر التشيع لا في مصر وحدها بل التشيع عموما، أن يأتي إلى الساحة في مصر .. إن مصر هي قلب العالم العربي وقلب العالم الإسلامي، وحاضرة العالم الإسلامي الثقافية والفكرية شاء من شاء وأبى من أبى، الذي يهمه أمر التشيع ويريد أن يقوم لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) قائما، عليه أن يأتي إلى مصر).
وحينما سأله المقدم: ألم تحاولوا التواصل مع الأخوة هنا –إيران- مثلا، وإعلامهم بمشاكل التشيع في مصر، والتنسيق معهم لأعمال ومشاريع مستقبلية، يراعى فيها دعم حركة التشيع في هذا البلد؟
قال: (حاولنا) (13)!
ثم يلمح أحمد النفيس إلى نواياه المخفية وطموحاته الباطنية فيقول: (مصر كانت شيعية قبل الدولة الفاطمية فلماذا الخوف من التشيع) (14).
هذا مع أن جمال الدين الأفغاني الذي اعتقد أنه كان من الشيعة وهو إيراني الأصل، قال عن الدولة الفاطمية: أنها كانت بعقيدتها الباطنية السبب والبداية للانحطاط في التاريخ الإسلامي (15)!
وللأسف فإن المال الشيعي الذي يتدفق على مصر بشكل هائل دون مراقبة كافية كان وراء إغراء ضعاف النفوس من بعض الصحفيين المأجورين وبعض المنتفعين الذين يقدمون مصالحهم ومكاسبهم الشخصية على الدين ومصلحة بلادهم وأمنهم الوطني، فسمحوا بسبب ذلك أن ينشر في صحفهم علانية سب أمهات المؤمنين عليهن السلام، وسب أصحاب الحبيب عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، وشتم صلاح الدين الأيوبي، وللأسف دون تحرك يليق بمقام علماء الأزهر أو من علماء مصر المحروسة!
أقول: انظروا إلى ما يقوله المصري المتشيع (صالح الورداني) بعد أن اختلف مع بعض مراجع الشيعة حول المسائل المالية والهبات والأعطيات، ما نصه: (للأسف الشديد أنا أرى أن الأخماس تستثمر من قبل المراجع أو بمعنى أدق من قبل وكلائهم، فأنا أعتقد أن المراجع الشيعية في عزلة عن الجمهور وعن الواقع، والذين يتحركون بأسمهم ويعملون حلقة الوصل هم الوكلاء، وهم للأسف يحتالون وينصبون باسم المراجع، ويكذبون عليهم وعلى الجمهور) (16).
وقال صالح الورداني: (اكتشفت في التشيع العديد من السلبيات والبدع التي لم تأتى في كتاب الله، مثل ولاءهم للمراجع التي يعتبرونها معصومة من الخطأ ووكلاء عن الله.، فهم يجلسون في خلواتهم ولا يسمح لأي شيعي من الوصول إليهم بينما يتم التعامل بينهم وبين الآخرين من خلال وكلاء عنهم يتولون الحصول على (الأخماس) وهى أموال تجمع من الشيعة لتمويل المؤسسات ونشر الفكر الشيعي في البلدان الأخرى، كما أنهم لا يصلون في مساجد واحدة بل لكل مرجع مسجد خاص به يصلى فيه أتباعه) (17).
وعن الشيعة في مصر قال الورداني: (إن الشيعة في مصر منقسمون على أنفسهم وكل مجموعة تعمل بمفردها ولكل مجموعة رئيس يذهب إلى الخارج ليتحدث على أنه زعيم الشيعة ليحصل على أموال بزعم نشر المذهب الشيعي في مصر) (18).
وأكد صالح الورداني أن المتشيع أحمد راسم النفيس يحصل على أموال، إلى جانب مشاركته في مؤتمرات في إيران (19).
وكشفت مجلة (الحكومة الإسلامية) الشيعية الناطقة بالانكليزية وجود مخطط شيعي لإصدار خمس صحف لنشر التشيع في مصر وبكلفة تتجاوز عشرة ملايين دولار.
وهذا خسرو شاهي هو السفير الإيراني السابق في مصر من يقرأ ما كتب عن نشاطاته المحمومة في مصر يعلم كيف كان دوره الرسالي في نشر التشيع في مصر وحرصه على التواصل مع المفكرين وأساتذة الجامعات وتأليف الكتب المدافعة والمبشرة للتشيع في أوساط السنة (20).
يا علماء مصر ..
يا علماء الأزهر الأجلاء ..
يا أهل مصر يا جند الإسلام وحصن الإيمان ..
ها أنتم هؤلاء سمعتم ورأيتم هؤلاء الباطنية يطعنون -في صحفكم العلنية- في أمكم أم المؤمنين رضي الله عنها، وسمعتم ورأيتم كيف يشتمون الصحابة رضوان الله عليهم، ورأيتم طعنهم وشتمهم في فاتح ومحرر مصر عمرو بن العاص رضي الله عنه، ورأيتم طعنهم في صلاح الدين الأيوبي!
فإلى متى تسكتون على هؤلاء الذين يكفرون أمهات المؤمنين؟
ولماذا تقفون دون تحرك فعال في وجه من ينشرون ثقافة الكراهية والتفرقة والسب والشتم؟
فهذا هو الخميني الذي يزعم المتشيع (أحمد راسم النفيس) أنه من أسس للتشيع في مصر يقول عن المسلمين غير الشيعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/178)
(غيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين .. فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم) (21).
ثم ذكر الخميني بعد ذلك هذه الرواية: (عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت له: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم. فقال: الكف عنهم أجمل. ثم قال: يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغاة –أي أولاد زنا- ما خلال شيعتنا) (22).
وعلق الخميني عليها قائلاً: (الظاهر منها جواز الافتراء والقذف عليهم) (23)!
ولأن هؤلاء الباطنية يعلمون أن مصر وأهلها هم جند الإسلام وحصن الإيمان، فلذلك هم لا يحبونهم، بل يطعنون فيهم، ويضعون باسم أهل البيت –رضي الله عنهم- الروايات المكذوبة في الطعن في أهل مصر وتشويه سمعتهم!
فقد رووا عن أئمة أهل البيت -كما يزعمون- أنهم قالوا: (أبناء مصر لعنوا على لسان داود عليه السّلام، فجعل الله منهم القردة والخنازير) (24).
ورووا كذلك عنهم أنهم قالوا: انتحوا مصر لا تطلبوا المُكث فيها لأنه يورث الدياثة) (25).
وقالوا: (بئس البلاد مصر) (26).
وقالوا: (ما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر، ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها) (27).
وهم لا يظهرون حقيقة ما يبطنونه لكم، فمن أهم عقائدهم (التقيَّة) التي من خلالها يخادعون الناس، ويجوزون الكذب والحلف على ذلك!
فعن الصادق يزعمون أنه قال: (استعمال التقية في دار التقية واجب، ولا حنث ولا كفارة على من حلف تقية) (28).
وعنه أيضا أنه قال: (إنكم علي دين من كتمه أعزة الله ومن أذاعه أذله الله) (29).
ويقول (الخميني) إمام المتشيع أحمد النفيس: (وترك التقية من الموبقات التي تلقي صاحبها قعر جهنم وهي توازي جحد النبوة والكفر بالله العظيم) (30).
وقال الشيخ (بهاء الدين العاملي): (المستفاد من تصفح كتب علمائنا، المؤلفة في السير والجرح والتعديل، أن أصحابنا الإمامية .. كانوا يتقون العامة [يقصد أهل السنة] ويجالسونهم وينقلون عنهم، ويظهرون لهم أنهم منهم، خوفا من شوكتهم، لأن حكام الضلال منهم) (31).
ثم يبين الشيخ (بهاء الدين العاملي) أنه إذا كانت الضرورة غير داعية إلى (التقية) عندها يسلك الشيعي مع المخالف على غير ذلك المنوال، ولذا يجب أن يكون الشيعي في غاية الاجتناب لهم، والتباعد عنهم، لأن الأئمة -عليهم السلام- كانوا ينهون شيعتهم عن مجالستهم ومخالطتهم، ويأمرونهم بالدعاء عليهم في الصلاة، ويقولون: إنهم كفار، مشركون، زنادقة، وكتب أصحابنا مملوءة بذلك.
هذا هو حقيقة منهج الباطنية مع المخالفين!
والسؤال المهم الموجه إلى علماء مصر الكرام هو:
هل سيعيد التاريخ الباطني نفسه مرة أخرى في مصر؟ ويتسللون إلى مصر تحت غطاء الخداع والتقية باسم محبة أهل البيت أو باسم التقارب المزعوم؟
هل ستسكتون على شتم أمهات المؤمنين في صحفكم؟ هل يرضيكم ثقافة اللعن والسب والشتم التي أتت مع مد التشيع؟
هل ترضون أن يسب أصحاب نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم في وطنكم؟
ألستم علماء الإسلام وحصن العلم والشريعة؟
هل ترضون أن تعود مصر باطنية مرة أخرى؟
يا علماء مصر .. إذا سكتم فمن الذي سوف يتكلم؟!
ayedh1_d@hotmail.com
هوامش:
1ـ دعائم الإسلام- القاضي الباطني النعمان (ص60).
2ـ دعائم الإسلام (ص60).
3ـ دعائم الإسلام (ص 61).
4ـ مقدمة كنز الولد- مصطفى غالب (ص18).
5ـ افتتاح الدعوة – للقاضي الباطني النعمان (ص10)، وزهر المعاني- للداعي الباطني إدريس (ص65). وانظر: مقدمة كتاب كنز الولد- لمصطفى غالب (ص22).
6ـ مقدمة كتاب كنز الولد- لمصطفى غالب (ص23).
7ـ تاريخ الدعوة الإسماعيلية- مصطفى غالب (ص27).
8ـ عبقرية الفاطميين- عارف تامر (ص18). وانظر: تاريخ الدعوة الإسماعيلية (ص11).
9ـ مقابلة أجرتها معه قناة "العربية" الفضائية في 8 إبريل/نيسان 2006م.
10ـ في ندوة عقدت بنقابة الصحفيين بالقاهرة في 6 سبتمبر/ أيلول 2006م.
11ـ في موقع (المصريون) كتب الدكتور محمد عمارة مقال بعنوان: (التاريخ السني والشيعي!) بتاريخ: 9 - 4 – 2007، ومقال آخر بعنوان: (تاريخ أهل السنة النضالي) بتاريخ 16 - 4 – 20.
12ـ في لقاء أجراه معه: حيدر السلامي، في موقع شيعي متطرف يسمى (المعصومون الأربعة عشر).
13ـ في لقاء أجراه معه: حيدر السلامي، في موقع شيعي متطرف يسمى (المعصومون الأربعة عشر).
14ـ في جريدة العربي المصرية 15/ 10/2006م.
15ـ انظر: موقع المصريون، مقال بعنوان: تاريخ أهل السنة النضالي. للدكتور. محمد عمارة، بتاريخ 16 - 4 – 2007م.
16ـ مقابلة في موقع العربية. نت: بتاريخ الثلاثاء 31 أكتوبر 2006م.
17ـ في مقابلة معه في موقع (ولاد البلد) المصري أجراها هاني بدر بتاريخ 09/ 11/2006م.
18ـ في مقابلة معه في موقع (ولاد البلد) المصري أجراها هاني بدر بتاريخ 09/ 11/2006م.
19ـ في مقابلة معه في موقع (ولاد البلد) المصري أجراها هاني بدر بتاريخ 09/ 11/2006م
20ـ مجلة مختارات إيرانية عدد 48 يوليو 2004 م
21ـ المكاسب المحرمة - الخميني (1/ 251).
22ـ المكاسب المحرمة - الخميني (1/ 251).
23ـ المكاسب المحرمة - الخميني (1/ 251).
24ـ بحار الأنوار (60/ 208)، تفسير القمّي (ص596).
25ـ بحار الأنوار (0/ 211).
26ـ بحار الأنوار (60/ 210)، تفسير العياشي (1/ 305)، البرهان (1/ 457).
27ـ بحار الأنوار (60/ 208 - 209)، قرب الإسناد (ص 220)، تفسير العياشي (1/ 304)، البرهان (1/ 456).
28ـ البحار (75/ 394 - 395)، والخصال (2/ 153) وعيون أخبار الرضا (2/ 124) والوسائل (15/ 49،50).
29ـ البحار (75/ 397)، والمحاسن (ص412)، وجامع الأخبار (ص 257)، ورسائل الخميني (2/ 185).
30ـ المكاسب المحرمة (2/ 162).
31ـ مشرق الشمسين- الشيخ بهاء الدين العاملي (273 - 274).
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=33158
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/179)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 01:55 ص]ـ
وكتبت نفس الجريدة السابقة في زاوية أخرى منها في نفس التاريخ:
الدوسري ناشد علماء مصر التصدي لخطر التمدد الشيعي ويصف مصر بأنها "حصن الإسلام" .. باحث سعودي يكشف بالوثائق طلب متشيعين في مصر دعما ماليا من إيران
المصريون ـ خاص: بتاريخ 18 - 4 - 2007
ناشد باحث سعودي متخصص في رصد مسارات التمدد الشيعي في العالم العربي علماء مصر وخاصة علماء الأزهر الشريف بضرورة الاضطلاع بدورهم الرسالي في التصدي لمخاطر التغلغل الشيعي في مصر، باعتباره مؤذنا بالتأسيس لاضطرابات اجتماعية وطائفية خطيرة، مصر في غنى عنها، مستشهدا بمواقف تاريخية محددة شهدت أزمات خطيرة بفعل الاختراقات الشيعية والباطنية في غفلة من علماء البلاد، كما أشار الباحث عائض الدوسري في مقاله الذي تنشره المصريون اليوم إلى خطابات ومقالات منشورة لعدد من الرموز التي تشيعت في مصر وهي تعترف بتلقي الأموال من دول شيعية في المنطقة لدعم جهود التشييع ونشر دعوتها في مصر بما في ذلك الإنفاق على بعض الإعلاميين والصحفيين، كما أكد على عمق الروح العدائية من قبل المراجع الشيعية لمصر وشعبها والتي تصل إلى حد الاحتقار "الشوفيني" البغيض، فيما يبدو على خلفية الدور الكبير الذي قامت به مصر تاريخيا في محاصرة بدع التشيع في العالم العربي، كما أبدى الباحث أسفه الكبير على انتشار ظاهرة شتم الصحابة والطعن في أمهات المؤمنين في عدد من الصحف المصرية معتبرا أن هذه سابقة لم تكن تخطر على بال أحد ممن يكبرون مصر السند والداعم للإسلام والمسلمين حسب قوله .. راجع نص المقال في زاوية أفق عربي
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=33196
ـ[ابن الحسيني]ــــــــ[23 - 06 - 07, 04:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه النصيحة وسوف نعطيها لأساتذتنا الأزاهرة ونرجو من كل أخ مصرى أن يوصل هذا المقال لمشايخ الأزهر وأساتذة الجامعيات ما استطاع إلى ذلك سبيلا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[22 - 09 - 07, 02:17 ص]ـ
إقامة مراكز تقوية لتلاميذ الإعدادي والثانوي في المناطق الفقيرة .. أحدث محاولات استقطاب المصريين للمذهب الشيعي
كتب حسين البربري (المصريون):: بتاريخ 21 - 9 - 2007
أخذت محاولات المد الشيعي في مصر أسلوبًا جديدًا يهدف إلى جذب الشباب واستمالتهم بطريقة غير مباشرة، عبر إنشاء مراكز تقوية لتلاميذ الإعدادي والثانوي في بعض محافظات الجمهورية بأجور رمزية لا تزيد عن ثلاثة جنيهات في الحصة الواحدة.
وعلمت "المصريون" أن مراكز التقوية هذه سيتم نشرها في المناطق الفقيرة بالقاهرة، إضافة إلى مدينة السادس من أكتوبر التي يجتمع فيها أكبر عدد من الطائفة الشيعية العراقية في مصر، وبعض قرى محافظة الشرقية والمنوفية وأحياء الإسكندرية.
ووضع أصحاب فكرة إنشاء هذه المراكز نصب أعينهم تحفيز الطلاب من خلال تنظيم رحلات ترفيهية مجانية أسبوعية لزيارة الملاهي والحدائق العامة، واصطحابهم قبل ذلك لصلاة الجمعة بأحد مساجد آل البيت في السيدة زينب أو الحسين أو أبو العباس المرسي وغيرها من المساجد.
وتعد هذه أحدث محاولة لجذب أكبر عدد من المصريين لاعتناق المذهب الشيعي، بعد محاولات تبدت في بناء حسينيات وإنشاء محلات لبيع الملابس الخاصة بالشيعة
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=38785&Page=1
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[01 - 10 - 07, 08:13 ص]ـ
-------
ـ[بن نصار]ــــــــ[04 - 10 - 08, 01:47 ص]ـ
يرفع للفائدة. .
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[04 - 10 - 08, 10:29 م]ـ
الدكتور: عائض الدوسري أنموذج رائع لطلبةالعلم الذين نحتاجهم في هذا الوقت، وليت المشايخ وأصحاب الكلمة المسموعة يحذون حذوه فينشرون الوعي الكامل لخطر هؤلاء الصفويين على أهل السنة ..
نرجو التفاعل فالأمر ليس بالهين
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - 11 - 08, 06:40 م]ـ
صدقتم أخي
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم جميعا
ـ[عبدالله بن أحمد العنزي]ــــــــ[09 - 11 - 08, 11:32 م]ـ
للرفع.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 04 - 09, 12:46 م]ـ
رفع الله قدركم(40/180)
أسئلة حول بناء القبب على القبور ..
ـ[راجية الجنان]ــــــــ[23 - 04 - 07, 11:50 م]ـ
أرجو من الإخوة والأخوات مساعدتي في حل بعض الأسئلة التي استصعب علي إيجاد أجوبة لها .. وهي تتعلق بالقبب على القبور:
1:من أول من بنى قبة على قبر؟
2:من الذي بنى القبة الخضراء بالمدينة, وما معتقده في ذلك , وما قصتها؟
3:ماأشكال القبب على القبور؟
مع ذكر مراجع في ذلك .. لاحرمكم الله الأجر والمثوبة ..(40/181)
هل من خبر عن محاضرة الشيخ دمسقية على البالتوك
ـ[محمد بشري]ــــــــ[24 - 04 - 07, 02:38 ص]ـ
وقد ذكر بعض الاخوة في مشاركة له في الملتقى أنها مخصصة للرد العلمي على بعض كتب سعيدة فودة؟(40/182)
هل في كتاب القواعد المثلى ملاحظات علمية وغيره
ـ[أبو منار ضياء]ــــــــ[24 - 04 - 07, 08:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
الإخوة هناك من يقول أن كتاب القواعد المثلى لابن عثيمين رحمه الله
عليه ملاحظات وتقييمات علمية وفكرية وإعلامية واجتماعية ......
نأمل لمن تخصص في النظر في الكتاب أن ينظر لنا فيه نظرة منصفة ويقييم حقيقية الكتاب
وهل يصلح أن يكون أو الكتب التعليمية لطلاب العلم
ودمتم سالمين
ـ[عبدالرحمن العصفور]ــــــــ[24 - 04 - 07, 10:49 م]ـ
أذكر الملاحظات التي قيلت فيه ..
ـ[محمد بشري]ــــــــ[25 - 04 - 07, 02:06 ص]ـ
لا تخرج أكثر القواعد المذكورة عن كلام شيخ الاسلام ابن تيمية في رسالته التدمرية وغيرها، و الرسالة قرأها الشيخ ابن باز وأثنى عليها.
فما وجه الاعتراض وفقكم الله؟
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[25 - 04 - 07, 02:29 ص]ـ
الذي يعترض يذكر الاخطاء او يسكت فالرسالة تلقها كثير من العلماء بالقبول.
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 12:49 م]ـ
تكلم فعلاً بعضهم في أشياء منها، ورد الشيخ نفسه -رحمه الله- على اعتراضهم كما في شرحه المكتوب، ومثال ذلك: اعتراضهم على تسمية الشيخ لنوع من الصفات (سلبية)، وهناك بعض الاعترضات الأخرى، لا تخرج عن الخلاف السائغ بين أهل العلم، كتعيين بعض الأسماء ورفض بعضها، وهذا الكلام فيه يسع الجميع إذ يرجع غالبه إلا قواعد مختلف فيها كذلك، أو تصحيح بعض الأحاديث وتضعيفها، ورأينا من شذ بعقلها السقيم وقال: إن الشيخ قال فيه كلام كفر! هكذا زعم وسبحان واهب العقول!
ـ[عبدالرحمن العصفور]ــــــــ[25 - 04 - 07, 03:52 م]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله وصحبه و من والاه .. أما بعد ..
أخواي الحبيبان حسن السلفي و أبو منار ضياء ..
إذا كان ما ذكره أخي حسن السلفي هو كل ما ذكر عن الكتاب .. فهذا لاشك في وقوعه في كل الكتب .. إذ أن ما ذكر " لا يخرج عن الخلاف السائغ بين أهل العلم " ..
أما بالنسبة إلى " تسمية الشيخ لنوع من الصفات (سلبية) " ..
أقول .. نعم قد ذكر ذلك في القاعدة الثالثة من قواعد الأسماء و الصفات .. ولكن المشكلة فيمن يذكرها على الإطلاق دون النظر إلى الشرح الذي أورده الشيخ ..
فقد قال الشيخ رحمه الله ..
" القاعدة الثالثة: صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية و سلبية " ..
ولا شك أن إذا نظر الناظر إلى هذه الجزئية سيذكر ما ذكر أخي حسن السلفي و أنها من المآخذ .. فلننظر إلى ما ذكره الشيخ رحمه الله في شرح القاعدة ..
" فالثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم و كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه كـ ((الحياة)) و ((العلم)) و ((القدرة)) و ((الاستواء على العرش)) و ((النزول إلى السماء الدنيا)) و ((الوجه)) و ((اليدين)) و نحو ذلك ..
فيجب إثباتها لله تعالى حقيقة على الوجه اللائق به، بدليل السمع و العقل." ..
ثم ساق الشيخ أدلة السمع و العقل .. نكمل من الصفات السلبية .. قال الشيخ رحمه الله ..
" و الصفات السلبية: ما نفاها الله سبحانه عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات نقص في حقه.
كـ: ((الموت)) و ((النوم)) و ((الجهل)) و ((النسيان)) و ((العجز)) و ((التعب)).
فيجب نفيها عن الله تعالى لما سبق، مع إثبات ضدها على الوجه الأكمل، وذلك لأن ما نفاه الله تعالى من نفسه فالمراد به بيان انتفائه لثبوت كمال ضده لا لمجرد نفيه؛ لأن النفي ليس بكمال إلا أن يتضمن ما يدل على الكمال، وذلك لأن النفي عدم و العدم ليس بشيء فضلاً عن أن يكون كمالاً؛ و لأن النفي قد يكون لعدم قابلية المحل له فلا يكون كمالاً كما لو قلت: ((الجدار لا يظلم)).
وقد يكون للعجز عن القيام به فيكون نقصاً.
* كما قال الشاعر:
قُبَيِّلَةٌ لا يغدرون بذمة.:. ولا يظلمون الناس حبة خردل
* و قول الآخر:
لكن قومي و إن كانوا ذوي حسب.:. ليسوا من الشر في شيء و إن هاناً
مثال ذلك: قوله تعالى: {و توكل على الحي الذي لا يموت} فنفي الموت عنه يتضمن كمال حياته.
مثال آخر: قوله تعالى: {ولا يظلم ربك أحداً} فنفي الظلم عنه؛ يتضمن كمال عدله.
مثال ثالث: قوله تعالى: {وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض}
فنفي العجز عنه يتضمن كمال علمه و قدرته ولهذا قال بعده: {إنه كان عليماً قديراً} لأن العجز سببه إما الجهل بأسباب الإيجاد، و إما قصور القدرة عنه، فلكمال علم اللع تعالى وقدرته لم ليعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض.
وبهذا المثال: علمانا أن ((الصفات السلبية)) قد تتضمن أكثر من كمال.". إنتهى كلامه رحمه الله.
بهذا أيها الإخوة يتضح لنا ما قصده الشيخ رحمه الله ..
أما بالنسبة لقول أخي حسن السلفي " وقال: إن الشيخ قال فيه كلام كفر! " .. فهذا لم أقف عليه البتة و قد قرأت الكتاب كاملاً وقد يكون مما خفي علي .. فأرجوا بيانه جزاكم الله خيراً ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/183)
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 07:33 م]ـ
أما بالنسبة لقول أخي حسن السلفي " وقال: إن الشيخ قال فيه كلام كفر! " .. فهذا لم أقف عليه البتة و قد قرأت الكتاب كاملاً وقد يكون مما خفي علي .. فأرجوا بيانه جزاكم الله خيراً ..
حتى لا يفهم أحد ما لم أعنه ..
لستُ قائل هذا الكلام ..
وإنما أحكيه في سياق ما ذكرتُ من الاعتراضات على كتاب الشيخ - رحمه الله -
بل لم أحك كلام صاحبه لبيان فساده وتفاهة مستنده ..
وبالنسبة لتسمية الشيخ أو تقسيمه الصفات لإيجابية وسلبية فلا شيء فيه - إن شاء الله - وقد وضح الشيخ هذه النقطة في شرحه، ورد كذلك اعتراض من اعترض على تفسير الشيخ للحسنى بقوله (البالغة في الحسن غايته) أو قريباً من هذا ..
ووضح غير هاتين المسألتين على ما أذكر مما اعتُرض عليه ..
أما أنا فلا أنكر أي شيء في الكتاب، لا أقول ذلك لإثبات قولي في الكتاب، وإنما لدفع النقص عن نفسي بإنكاري عليه ..
ـ[ابو هبة]ــــــــ[25 - 04 - 07, 07:55 م]ـ
حتى لا يفهم أحد ما لم أعنه ..
لستُ قائل هذا الكلام ..
وإنما أحكيه في سياق ما ذكرتُ من الاعتراضات على كتاب الشيخ - رحمه الله -
بل لم أحك كلام صاحبه لبيان فساده وتفاهة مستنده ..
وبالنسبة لتسمية الشيخ أو تقسيمه الصفات لإيجابية وسلبية فلا شيء فيه - إن شاء الله - وقد وضح الشيخ هذه النقطة في شرحه، ورد كذلك اعتراض من اعترض على تفسير الشيخ للحسنى بقوله (البالغة في الحسن غايته) أو قريباً من هذا ..
ووضح غير هاتين المسألتين على ما أذكر مما اعتُرض عليه ..
أما أنا فلا أنكر أي شيء في الكتاب، لا أقول ذلك لإثبات قولي في الكتاب، وإنما لدفع النقص عن نفسي بإنكاري عليه ..
جزاك الله خيراً على البيان, ولا يظن بك إلا هذا.
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 09:10 م]ـ
بارك الله فيكم أخي أبي هبة ..
وجزاكم الله خيراً أخي الكريم عبد الرحمن العصفور ..
ـ[الخطابي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 11:55 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو منار ضياء]ــــــــ[27 - 04 - 07, 09:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
جزاكم الله جميعا خيرا
نأمل المشاركة والنظر في الملاحظات
ودمتم سالمين
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[28 - 04 - 07, 10:14 م]ـ
شكرا لعبدالرحمن العصفور على ما كتب
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 06:45 م]ـ
هناك مسألة واحدة ذكرها الشيخ رحمه الله وقام بالردعليه فيها الشيخ حمود التويجري وقد تراجع عنها الشيخ وكتب التراجع والحقها في ىخر الكتاب وانا لال اذكر المسألة الآن لأن كتبي ليست معي وعهدي بالمسألة قديم ولعله ما جاء في حديث من عادى لي وليا والله أعلم
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[30 - 04 - 07, 10:30 م]ـ
لعلك تقصد التعقيب الذي ذكره الشيخ رحمه الله في خصوص صفة المعية فإن كنت تقصده هو أخي فهذا ليس تراجعا من الشيخ ولكن توضيحا لمن لم يفهم كلامه.
ـ[أبو منار ضياء]ــــــــ[02 - 05 - 07, 06:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
جزاكم الله خيرا جميعا
فهل من مزيد
وهل مافي النقد الآنف الذكر من صواب أو ركاكة
فهل من متخصص في علم العقيدة ننتفع به
ودمتم سالمين
تنبيه من المشرف:
تم حذف الكلام المطول المكتوب عن بعض كتب العقيدة لما فيه من بعض مخالفات وخلط، فعلى من يكتب أن يكتب ببصيرة أو يعتمد على كلام العلماءالسلفيين الثقات.
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[03 - 05 - 07, 11:47 م]ـ
أخي أبو أنس العواضي ..
لعلك تقصد التعقيب الذي ذكره الشيخ رحمه الله في خصوص صفة المعية فإن كنت تقصده هو أخي فهذا ليس تراجعا من الشيخ ولكن توضيحا لمن لم يفهم كلامه.
ـ[أبو منار ضياء]ــــــــ[04 - 05 - 07, 06:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
جزاكم الله خيرا جميعا
فهل من مزيد
وهل مافي النقد الآنف الذكر من صواب أو ركاكة
فهل من متخصص في علم العقيدة ننتفع به
ودمتم سالمين
تنبيه من المشرف:
تم حذف الكلام المطول المكتوب عن بعض كتب العقيدة لما فيه من بعض مخالفات وخلط، فعلى من يكتب أن يكتب ببصيرة أو يعتمد على كلام العلماءالسلفيين الثقات.
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
تم الحذف معلوم وهذه صلاحية لا أناقشها، لصاحبه الحق في ذلك
وجود بعض المخالفات هل هي!! دينية، أو علمية أو عقدية أو أو ...... بين " الأصل البيان "
وخلط " ............... تحت أي معيار يا سيد نوع هذه الخلط
أن يكتب ببصيرة " هلا أبنتها وبينت العوار
يعتمد كلام العلماء السلفيين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ما فهمت اللباقة هذه ما مردها وما أصلها وما تأصيلها
أخشى أنه " هوى " ونزول في محل يتطلب العدل
وهذه طريقة مألوفة من أهل البدع لا من أهل السنة في بيان الحق ورده
ودعوني أكيل للمشرف " مع احترامي له " نفس تصرفه وأقول: هذه تصرف يحمل كذا وكذا وكذا " ويجب من حذفك دون أن أبين فهل يقبل مني هذه
وأنا نقلت الموضوع عن شخص لأى بيان ما قاله من متخصص في مجال النقد لا في مجال الحذف
ما زلت مطالب المشرف بحق التبيان من عالم ومتخصص في وجه ما ذكر، وإلا مرد الحاذف ما سبق بينانه، ولكم فائق الحب
ودمتم سالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/184)
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[05 - 05 - 07, 10:46 ص]ـ
اما كتاب القواعد المثلى فهو مفيد فائدة عظيمة لمستها من خلال تكرار قراءته وسماع شروحه وقراءة المكتوب منها
فلا غنى حقيقة لمن يطلب علم العقيدة عنه وخصوصا إذا كان في بداية الطلب
وقد أكرمني ربي بقراءة الكتاب على الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله ولم أنتهي منه بعد فزادت تعليقاته حفظه الله الكتاب فائدة وتأصيلا
ونقلت فوائد من تعليقات الشيخ في موضوع مستقل على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80882
وماذكره أخي أبو أنس العواضي هو ما ذكره الشيخ في الكتاب بقوله:
اعلم أيها القارئ الكريم، أنه صدر مني كتابة لبعض الطلبة تتضمن ما قلته في بعض المجالس في معية الله تعالى لخلقه ذكرت فيها: أن عقيدتنا أن لله تعالى معية حقيقة ذاتية تليق به، وتقتضي إحاطته بكل شيء علماً وقدرة، وسمعاً وبصراً، وسلطاناً وتدبيراً، وأنه سبحانه منزه أن يكون مختلطاً بالخلق أو حالاً في أمكنتهم، بل هو العلي بذاته وصفاته، وعلوه من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها، وأنه مستو على عرشه كما يليق بجلاله وأن ذلك لا ينافي معيته؛ لأنه تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (173).
وأردت بقولي: "ذاتية" توكيد حقيقة معيته تبارك وتعالى.
وما أردت أنه مع خلقه سبحانه في الأرض، كيف وقد قلت في نفس هذه الكتابة كما ترى: إنه سبحانه منزه أن يكون مختلطاً بالخلق أو حالاً في أمكنتهم، وأنه العلي بذاته وصفاته، وأن علوه من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها، وقلت فيها أيضاً ما نصه بالحرف الواحد:
"ونرى أن من زعم أن الله بذاته في كل مكان فهو كافر أو ضال إن اعتقده، وكاذب إن نسبه إلى غيره من سلف الأمة أو أئمتها". انتهى
ثم قال الشيخ بعدها:
هذا وقد كتبت بعد ذلك مقالاً نشر في مجلة (الدعوة) (174) التي تصدر في الرياض نشر يوم الاثنين الرابع من شهر محرم سنة 1404هـ أربع وأربعمائة وألف برقم 911 قررت فيه ما قرره شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله تعالى – من أن معية الله تعالى لخلقه حق على حقيقتها، وأن ذلك لا يقتضي الحلول والاختلاط بالخلق فضلاً عن أن يستلزمه، ورأيت من الواجب استبعاد كلمة "ذاتية". وبينت أوجه الجمع بين علو الله تعالى وحقيقة المعية.
واعلم أن كل كلمة تستلزم كون الله تعالى في الأرض أو اختلاطه بمخلوقاته، أو نفي علوه، أو نفي استوائه على عرشه، أو غير ذلك مما لا يليق به تعالى فإنها كلمة باطلة، يجب إنكارها على قائلها كائناً من كان وبأي لفظ كانت.
وكل كلام يوهم – ولو عند بعض الناس – ما لا يليق بالله تعالى فإن الواجب تجنبه لئلا يظن بالله تعالى ظن السوء، لكن ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فالواجب إثباته وبيان بطلان وهم من توهم فيه ما لا يليق بالله – عز وجل. انتهى
ولكن هذا الكلام لم يقرر أصلا في الكتاب وانما في كتابة كتبها لبعض طلابه وأظن أن تأليف كتاب القواعد المثلى جاء بعد هذه الحادثة.
والكتاب بحمد الله مفيد جدا وليس فيه ملاحظات أو أخطاء بالصورة التي تتصورها والحمد لله.
ـ[الديولي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 12:14 م]ـ
عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم ". رواه مسلم
وسعوا بالكم
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 06:19 ص]ـ
الاخ ابو محمد جزاك الله خيرا على هذا التنبيه والمسألة التي كتبتتُ عنها كتبتها والكتاب لم يكن في متناول يدي والكتاب قد درسته قديما أكثر من مرة وسمعت شرحه من أشرطة الشيخ نفسه واستفدت منه كثيرا ولهذا فإنه لا غنى لطالب علم عن هذا الكتاب
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[16 - 05 - 07, 02:47 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو أنس العواضي(40/185)
عقيدة و منهج الشيخ فيصل مولوي
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[24 - 04 - 07, 01:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل لديكم أي معلومة عن عقيدة و منهج الشيخ فيصل مولوي
وجزاكم الله خيرا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[24 - 04 - 07, 01:13 م]ـ
الشيخ فيصل مولوي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26869&highlight=%DD%ED%D5%E1+%E3%E6%E1%E6%ED)
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[24 - 04 - 07, 01:26 م]ـ
عقيدة و منهج
ـ[أبو سليمان سيف]ــــــــ[24 - 04 - 07, 08:21 م]ـ
الشيخ فيصل المولوي مسؤول جماعة الأخوان المسلمين في لبنان، فهو على منهجهم. وهو على مذهب المفوضة في العقيدة.
هذه فتوى من موقعه:
فتوى رقم: 882
عنوان الفتوى: أين الله
تاريخ الفتوى: 11/ 2/2003
السؤال
شيخنا الفاضل بارك الله فيك، عندي سؤال مهم، أين الله؟ هل هو مستو على عرشه، فوق سمواته، بائن في مخلوقاته؟ أفيدوناأثابكم الله. السائل: منير من بيروت - لبنان
الفتوى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد ... يا أخي الكريم هذا النمط من الأسئلة، سماها الأئمة أسئلة فتنة. وقد دخل رجل إلى مجلس الإمام مالك وسأله أيها الإمام (ما معنى الرحمن على العرش استوى)؟ فطرده من مجلسه وسماه مبتدعاً. أما الإعتماد على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية السوداء فكان الهدف من ذلك أن يستوثق بأنها تعبد الله وحده ولا تشرك به شيئاً من الأصنام المتخذة آلهة في الجزيرة. بدليل أن بعض الروايات جاء فيها أتشهدين أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالت: نعم. فهذا يدل على أن هذا خرج مخرج التأكد من عقيدتها. ولا يجوز أن تتخذ هذه الحادثة علّة لإختبار عقائد الناس كما يزعمه البعض، إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتخذ ذلك عادة لسؤال كل الناس. أما الإيمان بقول الله عزّ وجلّ (الرحمن على العرش استوى) فهو واجب وإنكار ذلك كفر، كما ذكرت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، ولكن العلماء فوَّضوا معنى ذلك إلى الله عزّ وجلّ. قال سفيان بن عيينة رضي الله عنه: تفسيرها تلاوتها والسكوت عنها. أي معناها (الرحمن على العرش استوى) فلا نقول استولى ولا نقول جلس تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. وأما قولهم بائنٌ عن خلقه، فهو بمعنى أن الله عزّ وجلّ ليس بمماسٍ للسماء ولا للعرش ولا للكرسي، وهو للرد على المشبهة. وانصحك أخي الحبيب أن تبحث عما يفيدك في الإتيان بالعبادة على وجهها الصحيح، فتعرّف على أحكام الصلاة والطهارة وما تستلزمه من معرفة أحكام المياه والسنن والشروط والواجبات والأركان مثلاً، وتعرف على الحلال والحرام في جميع شؤونك فهذا هو مقصود الأدلة الشرعية. وهو الذي يترتب عليه عمل. والله يهدينا وإياك إلى سواء السبيل.
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[24 - 04 - 07, 09:29 م]ـ
عقيدة .... ((ومنهج))!! ....(40/186)
موقف الصنعاني من بعض الصحابة رضي الله عنهم .. (مبحث من رسالة مخطوطة)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - 04 - 07, 07:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مبحث منتزع من رسالة الأخ نعمان بن محمد شريان – وفقه الله -: " ابن الأمير الصنعاني ومنهجه في الاعتقاد "، نوقشت عام 1417هـ في كلية أصول الدين بجامعة الإمام، ولم تُطبع حسب علمي.
المطلب السادس: مناقشة بعض المآخذ على ابن الأمير:
سبق في مطلب العدالة الآنف الذكر أن ابن الأمير يُخرج من عدالة الصحابة من ظهر منه اختلالها بمفسق وغيره، ويقصد بذلك إخراج أربعة من الصحابة من العدالة، وقد أشار إليهم بقوله: (والمحدثون وإن أطلقوا أن كل الصحابة عدول، فقد ذكروا قبائح جماعة لهم رؤية تخرجهم من عموم دعوى العدالة، كما قال الحافظ الذهبي في النبلاء في مروان بن الحكم (1) ما لفظه ... إلى أن قال ابن الأمير: وكتأويل من تأول لمعاوية (2) في فواقره أنه مجتهد أخطأ في اجتهاده مع أنه قد نقل العلامة العامري الإجماع على أنه باغ، والباغي غير مجتهد في بغيه .. إلى أن قال ابن الأمير: هذا وقد خالف ابن حجر المحدثين فإنهم صرحوا بفسق من له رؤية كبسر بن أرطاة (3)، قال الدارقطني: كانت له صحبة ولم تكن له استقامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ... إلى أن قال ابن الأمير: وكذلك الوليد بن عقبة (4) قال الذهبي في النبلاء في ترجمته: كان يشرب الخمر، وحد على شربها، ... إلى أن قال: والقصد من هذا بيان أن قول الحافظ: إن ثبتت رؤية لمروان، فلا يعرج على من تكلم فيه أنه جعل الرؤية كالعصمة، وكلامه خلاف ما عليه أئمة الحديث ... ) (5).
ويمكن مناقشة هذا النص في الأمور الآتية:
الأمر الأول: يقال: لعل ابن الأمير قد أورد هؤلاء الأربعة للكلام عليهم كأمثلة لمن خرمت عدالتهم، لا لإخراجهم من الصحبة، وقد تقدم الإشارة إلى أن الصحابة كلهم عدول، ولااعتبار إن وجد شواذ، ولا يسلم من المعاصي إلا الأنبياء، ثم إن الصحابة أسرع الناس إلى التوبة، ثم إن الموقف مما شجر بينهم السكوت عن ذلك، وأن تلك فتن قد طهر الله أيدينا منها فلنطهر قلوبنا وألسنتنا من الإساءة إليهم رضي الله عنهم أجمعين.
الأمر الثاني: مما ذكره محقق ثمرات النظر في تعليقه على كلام ابن الأمير هذا قوله: لقد قال الشيخ المعلمي كلاماً طيباً في الرد على من شنع على أهل الحديث في إخراجهم لمروان قال (رحمه الله): (اعتبر البخاري أحاديث مروان فوجدها مستقيمة معروفة لها متابعات وشواهد، ووجد أن أهل عصر مروان كانوا يتقون بصدقه في الحديث ... ).
أما الوليد بن عقبة فلم يثبت أن الوليد روى حديثاً يزكي به نفسه، أو يبرز ما نسب إليه، وليس له حديث في الصحيحين.
أما بسر بن أرطاة فقد ذكر ابن عدي فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في التهذيب أنه ليس له صحبة، وتوفي صلى الله عليه وسلم وهو صغير فلم يسمع منه، وكذلك الذهبي في النبلاء قال: في صحبته تردد ... ) (6).
أما معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه لا يُسَلِّم أحد للمؤلف أن معاوية رضي الله عنه في النار، لأن أهل السنة والجماعة لا يشهدون لأحد بجنة ولا نار إلا بوحي من الله رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم إن الحسن بن علي قد تنازل عن الخلافة لمعاوية وبايعه ... والذي لا يُشك فيه أنها فتنة خاض فيها أناس مبشرون بالجنة ورجال لا يمكن أن يكونوا في النار، ثم هل للمؤلف دليل حتى من الإمام على رضي الله عنه بتكفير معاوية، وهو الذي لم يكفر الخوارج ولا الصحابة الذين ساروا مع معاوية، أما معاوية ورواية الحديث، فإنه مشهود له أثناء الحرب بأنه لم يضع حديثاً، أو يكذب لصالح نفسه، وأحاديثه في الصحاح، وقد ذكرها السيد محمد بن الوزير، ولم يشنع عليه فيها بل تعجب لمن شنع على أهل الصحاح برواية هذه الأحاديث (7).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/187)
الأمر الثالث: بالنسبة لموقف ابن الأمير من معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وولده يزيد، فقد ورد عن ابن الأمير في أكثر من موضع بأن معاوية بن أبي سفيان من الظلمة البغاة في اغتصابه مقام الخلافة، وأن الفئة المحقة علي ومن في حزبه، والفئة الباغية معاوية ومن في حزبه (8)، وقد ورد في بضع مواضع لعن معاوية ويزيد ابنه، وفي بعضها لا يكون اللفظ من كلام ابن الأمير إنما يكون نقلاً عن غيره كابن أبي الحديد وغيره، كما في الروضة الندية شرح التحفة العلوية (9)، أما في الديوان حيث جاء القول: (قال يزيد بن معاوية لعنهما الله أبياته المعروفة) (10)، فليس من قول ابن الأمير، وكذلك أبياته في الديوان (11) لا تخرج عن كلامه في أنه من البغاة، وهذا الكلام عن معاوية وابنه يزيد ثابت عن ابن الأمير (غفر الله له).
الأمر الرابع: أما مسألة كون معاوية من البغاة فيقال: ربما أن ابن الأمير قد استند إلى حديث أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: رضي الله عنه "تقتلك الفئة الباغية" (12) وهو حديث ثابت، ورواه مسلم، وقد أشار ابن الأمير نفسه إلى جملة طرقه في توضيح الأفكار (13)، وشرحه في كتابه سبل السلام (14)، وتكلم عن مسألة قتال البغاة وأنه إجماع لقوله تعالى: (فقاتلوا التي تبغي). وإذا كان كلامه (رحمه الله) من باب الكلام في قتال البغاة، فهذا قد يقال إنه من باب الاجتهاد، ومن باب وقوع الاختلاف في المسألة، أما تعيينه بأن رأس البغاة ورأس النواصب معاوية وابنه يزيد (15) فهذا مما كان ينبغي لابن الأمير أن لا يخوض فيه، وكان الأولى به (غفر الله له) القول بقول الله تعالى: (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم).
والعمل بما قرره نفسه في مواضع من تحريم سب الأموات أو لعنهم أو النيل منهم حيث قال في الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها: "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا" (16). قال: ظاهره العموم للمسلم والكافر (17).
وكذلك قوله: (والحديث إخبار بأنه ليس من صفات المؤمن الكامل الإيمان السب واللعن، إلا أنه يستثني من ذلك لعن الكافر، وشارب الخمر، ومن لعنه الله ورسوله) (18).
وفي إيقاظ الفكرة بعد أن نقل عن ابن قيم الجوزية في كتابه الجواب الكافي في تعداد من لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا عرفت هذا، فليس لمن قاتل الباغي مثلاً أن يلعنه ويسبه وينال منه، إن لم يرد ذلك عن الشارع ... وقد ورد فيمن جلده صلى الله عليه وسلم على الخمر أنه سبه بعض الصحابة، فنهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال: "لا تعينوا الشيطان على أخيكم" (19)، وأنه ليس لنا التصرف في عباد الله في أموالهم ولا في أعراضهم ولا دمائهم إلا بالإذن الشرعي، فالأصل منع الإضرار فلا ينتقل عنه إلا بالدليل) (20).
وفي ختام هذا المبحث أشير إلى أن العليمي، قد ذكر بعض الانتقادات التي وجهت إلى ابن الأمير ورد عليها (21)، من ذلك: قول ابن الأمير بعد ذكر اسم علي بن أبي طالب –عليه السلام- قال العليمي: (والمتأمل لهذا الأمر يرى أن الصنعاني –رحمه الله- قال: (واختلفوا أيضاً في السلام على غير الأنبياء بعد الاتفاق على مشروعيته في تحية الحي، فقيل: يشرع مطلقاً، وقيل: تبعاً ولا يفرد بواحد لكونه صار شعاراً للرافضة، ونقله النووي عن الشيخ محمد الجويني، قلت –أي ابن الأمير-: هذا التعليل بكونه صار شعاراً لا ينهض على المنع؛ والسلام على الموتى قد شرعه الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم "السلام عليكم دار قوم مؤمنين" (22).
قال العليمي: إن قول الصنعاني –عليه السلام- بعد ذكر علي لا تعني أكثر من معناها الذي تدل عليه اللغة، ولا ينبغي تحميلها أكثر من ذلك؛ لأن الصنعاني وغيره كابن الوزير لم يستعملاها لعلي فقط، بل يطلقانها على غيره والأمر كما قال العليمي لا ينبغي إعطائها أكثر من حجمها، والله أعلم.
ومما ذكره من الانتقادات أيضاً: عدم ترضيه عن بعض الصحابة أو الترجمة لهم وهذا إما سهواً من ابن الأمير أو اختصاراً ولا يقصد من وراء ذلك شيئاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/188)
وأيضاً ما نسب إليه من سب لبعض الصحابة، وهذا قدم تقدم الإشارة إليه قريباً، وأيضاً ذكر انتقادات ابن الأمير لاجتهادات عمر رضي الله عنه وقد ذكر العليمي أمثلة مما يوضح أن ابن الأمير مجتهد يتبع الدليل، وأنه قد يتبع عمر بن الخطاب إذا صح الدليل على ما ذهب إليه أو قد ينتقده إذا لم يكن الدليل مع عمر رضي الله عنه (23).
- وأشير إلى شيء في باب الصحابة مما يؤخذ على ابن الأمير وهو إطلاقه على علي بن أبي طالب رضي الله عنه لفظ (الوصي) ولم يشر إلى هذا العليمي، وهذا ثابت عن ابن الأمير في مواضع من ديوانه، وفي مواضع من مؤلفاته الأخرى، وهذا اللفظ من إطلاقات الرافضة، حيث يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم وصى بالخلافة لعلي ابن أبي طالب رضي الله عنه، وقد وضع الشيعة أحاديث في هذا الأمر، وقد أشار الشوكاني أن أحاديث وصايا علي بن أبي طالب كلها موضوعة (24).
وعلى العموم فإن ابن الأمير مع هذه الهفوات التي ربما كانت في فترة سابقة من حياته، فإنه يترضى عن جميع الصحابة، وأن الغالب على أهل ذلك العصر الصدق، ويقدم أبا بكر وعمر ويترضى عنهم، ولا يمكن نسبته إلى التشيع ولا إلى الاعتزال لكلام قليل في مواضع قليلة نادرة، نسأل الله له العفو والعافية.). (ص 721 - 727).
============================== ====
(1) هو مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الأموي، يكنى أبا القاسم وأبا الحكم. قيل: له رؤية، وذلك محتمل ومن كبار التابعين، قال الذهبي: (استولى مروان على الشام ومصر تسعة أشهر، ومات خنقاً من أول رمضان سنة 65هـ). انظر: الذهبي: سير أعلام النبلاء 3/ 476.
(2) تقدمت ترجمته ص 272.
(3) هو بسر بن أرطاة الأمير أبو عبدالرحمن عمر بن عويمر بن عمران القرشي العامري الصحابي نزيل دمشق. قال الذهبي: (كان فارساً شجاعاً، فاتكاً من أفراد الأبطال، وفي صحبته تردد) وقال ابن حجر: (من صغار الصحابة. مات سنة 86هـ). انظر: الذهبي: سير أعلام النبلاء 3/ 409؛ ابن حجر: التقريب (121 برقم 663).
(4) هو الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأمير، أبو وهب الأموي، له صحبة قليلة، ورواية يسيرة، وهو أخو أمير المؤمنين عثمان بن عفان لأمه. من مُسْلمة الفتح. قال الذهبي: (وكان مع فسقه –والله يسامحه- شجاعاً قائماً بأمر الجهاد وله أخبار طويلة في تاريخ دمشق ولم يذكر وفاته). انظر: الذهبي: سير أعلام النبلاء 3/ 412.
(5) انظر: ابن الأمير: ثمرات النظر 53 - 56.
(6) انظر: المصدر السابق: المقدمة 36 - 37 من كلام المحقق: أحمد عبده ناشر.
(7) انظر: ابن الأمير: ثمرات النظر 34 - 35 المقدمة؛ وانظر كلام ابن الوزير في نقل أحاديث معاوية التي رواها وهي: ستاً وثلاثين ومائة حديث، في توضيح الأفكار 2/ 435.
(8) انظر على سبيل المثال: ابن الأمير: سبل السلام 3/ 524 - 525؛ منحة الغفار 4/ 2479، 2491، 2555، الروضة الندية في مواضع منها 73، 76، 85، 86، 133، التنوير شرح الجامع الصغير 4/ 379 (مخ). قال النووي –رحمه الله-: (قال العلماء: هذا الحديث ظاهرة في أن علياً رضي الله عنه كان محقاً مصيباً، والطائفة الأخرى بغاة لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم لذلك) انظر: شرح مسلم 18/ 56 شرح حديث (2915).
(9) انظر: ابن الأمير: الروضة الندية 125، 141، 184، 241.
(10) انظر: الديوان ص 368.
(11) انظر: الديوان ص 196.
(12) رواه مسلم في كتاب الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (شرح النووي 18/ 56 - 57 برقم 2916) بلفظه وله روايات عدة.
(13) انظر: ابن الأمير: توضيح الأفكار 2/ 448 - 453.
(14) انظر: ابن الأمير: سبل السلام 3/ 523 - 524.
(15) انظر: ابن الأمير: التنوير 2/ 202 (مخ)، فتح الخالق 1/ 110 (مخ).
(16) رواه البخاري في كتاب الجنائز، باب ما ينهى من سب الأموات (الفتح 3/ 304 برقم 1393) بلفظه، وتقدم تخريجه 17.
(17) انظر: ابن الأمير: سبل السلام 2/ 239 - 241، 4/ 378.
(18) المصدر السابق 4/ 378.
(19) أخرجه البخاري في كتاب الحدود، باب الضرب بالجريد والنعال، باب ما يكره من لعن شارب الخمر وأنه ليس بخارج من الملة (الفتح 12/ 67، 77 برقم 6777، 6780، 6781).
(20) انظر: ابن الأمير: إيقاظ الفكرة 2/ 640، وانظر في تحريم سب الصحابة (رضوان الله عليهم) د. ناصر بن علي عائض حسن الشيخ: عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام 2/ 831 وما بعدها، فقد ذكر تحريم سبهم بنص الكتاب والسنة ومن كلام السلف، وبين حكم ساب الصحابة وعقوبته، وقد أجاد في ذلك وأفاد، وكذلك رده على الفرق المنحرفة في باب الصحابة في الباب الرابع في الجزء الثالث. مع العلم أن ابن الأمير –رحمه الله- لا يجهل تلك النصوص والأحكام، ولعلها كبوة في حقه يغفرها الله له بجانب حسناته الكثيرة. والله أعلم.
(21) انظر: العليمي: الصنعاني وكتابه توضيح الأفكار 95 - 103.
(22) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها (شرح النووي 7/ 58 برقم 974) بلفظه.
(23) انظر: العليمي: المرجع السابق 103 – 108.
(24) انظر: الشوكاني: الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، تحقيق، عبدالرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (بيروت، المكتب الإسلامي ط3، 1407هـ =1987م) ص 366 تحت عنوان: (بحث آخر في النسخ الموضوعة) بعد حديث رقم (1230)؛ (193) في فضائل القرآن.(40/189)
ما هي أدلة الأخذ بظواهر النصوص و جواز الإستدلال بها في أمور العقيدة؟؟
ـ[عبدالرحمن العصفور]ــــــــ[25 - 04 - 07, 04:08 م]ـ
ما هي أدلة الأخذ بظواهر النصوص و جواز الإستدلال بها في أمور العقيدة؟؟
أفيدونا زادكم الله علماً ..(40/190)
كيف نرد على هذه الشبهة الرافضية
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[25 - 04 - 07, 04:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما ننكر على الروافض لعنهم الصحابة (رضي الله عنهم) يوردون هذا الخبر ونحوه من كتب التاريخ:
تاريخ الطبري ج: 3 ص: 113
ورجع ابن عباس وشريح بن هانئ إلى علي وكان إذا صلى الغداة يقنت فيقول اللهم إلعن معاوية وعمرا وأبا الأعور السلمي وحبيبا وعبدالرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد فبلغ ذلك معاوية فكان إذا قنت لعن عليا وابن عباس والأشتر وحسنا وحسينا
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[26 - 04 - 07, 05:32 ص]ـ
الاثر ضعيف لان فيه رجل وهم في اخره (العتب على الذاكرة)
لاكن ليست حجه ان علي يلعن معاويه رضي الله عنهما، سؤال بسيط لهم هل ترضون بسب علي وحشاه
فإذا كانوا لا يجيزون هذا لعلي فلما يجيزون سب معاويه
ـ[الخطابي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 11:45 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[26 - 04 - 07, 12:32 م]ـ
أخي الشمري
هلا وثقت كلامك بارك الله فيك لأن هذا الأثر وجدته في غير كتب التاريخ، قاله ابن حزم عندما تكلم عن القنوت وكذلك الشافعي في الأم، وفي نيل الأوطار ونصب الراية وغيرها من الكتب، وحتى شيخ الإسلام أظنه تكلم عن المسألة!!!
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[26 - 04 - 07, 12:35 م]ـ
الحجة للشيباني ج: 1 ص: 104
ولم يقنت ابو بكر ولا عمر ولا عثمان حتى ماتوا ولا على حتى حارب اهل الشام فكان يقنت في الصلوات كلها وكان يدعو عليهم وكان معاوية يدعو عليهم
الأم ج: 7 ص: 140
وكان أبو حنيفة رحمه الله تعالي ينهي عن القنوت في الفجر وبه يأخذ ويحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يقنت إلا شهرا واحدا حارب حيا من المشركين فقنت يدعو عليهم وأن أبا بكر رضي الله عنه لم يقنت حتى لحق بالله عز وجل وأن ابن مسعود رضي الله عنه لم يقنت في سفر ولا في حضر وأن عمر بن الخطاب لم يقنت وأن ابن عباس رضي الله عنه لم يقنت وأن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لم يقنت وقال يا أهل العراق أنبئت أن إمامكم يقوم لا قاريء قرآن ولا راكع يعني بذلك القنوت وأن عليا رضي الله عنه قنت في حرب يدعو على معاوية فأخذ أهل الكوفة عنه ذلك وقنت معاوية بالشام يدعو على علي رضي الله عنه فأخذ أهل الشام عنه ذلك.
مجمع الزوائد ج: 2 ص: 136
ولا قنت علي حتى حارب أهل الشام وكان يقنت في الصلوات كلهن وكان معاوية يدعو عليه أيضا يدعو كل واحد منهما
مصنف عبد الرزاق ج: 3 ص: 107
ما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من الصلوات إلا إذا حارب فإنه كان يقنت في الصلوات كلهن ولا قنت أبو بكر ولا عمر ولا عثمان حتى ماتوا حتى لا قنت علي حتى حارب أهل الشام فكان يقنت في الصلوات كلهن وكان معاوية يقنت أيضا فيدعو كل واحد منهما على صاحبه
كتاب الآثار ج: 1 ص: 71
352 قال حدثنا يوسف بن ابي يوسف عن ابيه عن ابي حنيفة عن حماد عن ابراهيم ان عليا رضي الله عنه قنت يدعو على معاوية رضي الله عنه حين حاربه فأخذ اهل الكوفة عنه وقنت معاوية يدعو على علي فأخذ اهل الشام عنه
مسند أبي حنيفة ج: 1 ص: 83
حدثنا محمد بن احمد ثنا بشر بن موسى ثنا المقرئ ثنا أبو حنيفة عن حماد عن ابراهيم عن علقمة قال ما قنت أبو بكر ولا عمر ولا عثمان وما قنت علي حتى حارب أهل الشام وكان يقنت على معاوية
المعجم الأوسط ج: 7 ص: 274
ولا قنت علي حتى حارب أهل الشام وكان يقنت في الصلوات كلهن وكان معاوية يدعو عليه أيضا يدعو كل واحد منهما على الآخر
لسان الميزان ج: 2 ص: 368
م علي وانه قنت يدعو على معاوية وقنت معاوية يدعو عليه
الدراية في تخريج أحاديث الهداية ج: 1 ص: 196
ال إبراهيم وأهل الكوفة إنما أخذوا القنوت عن علي قنت يدعو على معاوية حين حاربه وأهل الشام أخذوا القنوت عن معاوية قنت يدعو على علي
نصب الراية ج: 2 ص: 131
أهل الكوفة إنما أخذوا القنوت عن علي قنت يدعو على معاوية حين حاربه وأهل الشام أخذوا القنوت عن معاوية قنت يدعو على علي
المحلى ج: 4 ص: 145
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/191)
ولا قنت علي حتى حارب أهل الشام فكان يقنت في الصلوات كلهن وكان معاوية يقنت أيضا يدعو كل واحد منهما على صاحبه قال علي هذا لا حجة فيه لأنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسل ولا حجة في مرسل وفيه عن أبي بكر وعمر وعثمان أنهم لم يقنتوا وقد صح عنهم بأثبت من هذا الطريق أنهم كانوا يقنتون والمثبت العالم أولى من النافي الذي لم يعلم أو نقول كلاهما صحيح وكلاهما مباح
نيل الأوطار ج: 2 ص: 394
لا قنت علي حتى حارب أهل الشام وكان يقنت في الصلوات كلهن وكان معاوية يدعو عليه.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[26 - 04 - 07, 09:25 م]ـ
والله يا اخ خالد المشكلة انني انسى
لاكن كما قلت لك، قل لهم هل تجيزون السب لعي رضي الله عنه استنادا لهذه الروايه وما تقولون في من سب علي
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[26 - 04 - 07, 11:05 م]ـ
اخي الشمري
هذا ما وجدته بعد البحث في الشاملة:
عن عبد الله بن مسعود قال ما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من الصلوات كلهن إلا في الوتر وكان إذا حارب يقنت في الصلوات كلهن يدعو على المشركين ولا قنت أبو بكر ولا عمر ولا عثمان حتى ماتوا ولا قنت علي حتى حارب أهل الشام وكان يقنت في الصلوات كلهن وكان معاوية يدعو عليه أيضاً يدعوا كل واحد منهما على الآخر.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه شيء مدرك عن غير ابن مسعود بيقين هو قنوت علي ومعاوية في حال حربهما فإن ابن مسعود مات في زمن عثمان، وفيه محمد بن جابر اليمامي وهو صدوق ولكنه كان أعمي واختلط عليه حديثه وكان لقن.
وبنفس السند عند عبدالرزاق في مصنفه
والرواية اللتي في اللسان:
حنظلة بن عامر العنبري: عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما في القنوت وفيه قصة العرنيين وقول ابن عمر: لم يقنت بعدهم وصحبت أبا بكر في السفر والحضر فلم يقنت حتى حارب أهل الردة وفيه ذكر عمر ثم عثمان ثم علي وأنه قنت يدعو على معاوية وقنت معاوية يدعو عليه وإنما القنوت إلى الأئمة إذا انفتق عليهم فتق من ناحية العدو قنتوا وأما قنوتكم أنتم في صلاة الفجر فهو كلام أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من رواية موسى بن إبراهيم بن النضر العطار عن الحسن بن كثير عنه وقال: حنظلة مجهول والراوي عنه ضعيف والحديث منكر.
نيل الاوطال:
زَادَ الطَّبَرَانِيُّ {إلَّا فِي الْوِتْرِ وَأَنَّهُ كَانَ إذَا حَارَبَ يَقْنُتُ فِي الصَّلَوَاتِ كُلِّهِنَّ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ}، وَلَا قَنَتَ أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرَ حَتَّى مَاتُوا وَلَا قَنَتَ عَلِيٌّ حَتَّى حَارَبَ أَهْلَ الشَّامِ وَكَانَ يَقْنُتُ فِي الصَّلَوَاتِ كُلِّهِنَّ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَدْعُو عَلَيْهِ أَيْضًا قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: كَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ السُّحَيْمِيُّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
وفي نصب الراية ينقل من كتاب الاثار (رواية ابي حنيفة للاثر) وكذلك الشافعي في الأم إنما نقل من أبي حنيفة.
فأظن أن سند الرواية واحد! وأرجو من المشايخ الإفادة وفقفكم الله
ـ[هانى محمد]ــــــــ[27 - 04 - 07, 12:04 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخى الفاضل بإذن الله تجد الرد هنا
http://www.d-sunnah.net/forum/index.php
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته(40/192)
ظاهرة الهجوم على منهج السلف 1/ 2 للشيخ د. عبدالرحمن المحمود حفظه الله
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[25 - 04 - 07, 05:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ د/ عبدالرحمن المحمود
7/ 4/1428
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فالهجوم على منهج ومذهب السلف ليس جديداً، بل هو قديم قدم نشوء البدع والافتراق في هذه الأمة، حيث كانت كل طائفة ترى في مذهبها الحق وتعادي من يخالفه، ولما كان السلف هم الوسط المخالفين لأهل الغلو والجفاء والإفراط والتفريط نالهم من كافة الطوائف المنحرفة ما نالهم، وصبت عليهم كل فئة حادت عن الطريق المستقيم غضبها.
وكان ذلك – من فضل الله – سبباً في رسوخ الحق وعلوه ونشره، وفي رفعة رجاله الحاملين للوائه وذيوع ذكرهم في الأمة وقبولهم عند الناس، مع ما لهم عند ربهم من مزيد الأجر والحسنات وحسن الثواب.
والنبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن إتباع هذه الأمة من سبقها من الأمم وافتراقها كما افترقت أمر بإتباع ما كان عليه هو وأصحابه وأمر بإتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده وأمر بالعض عليها بالنواجذ ونهى عن البدع والمحدثات في الدين. وكل هذا لأجل خطورة مثل هذا الافتراق والبدع.
ولما كانت كل طائفة تدعي أن مذهبها الحق وأنه يقوم على دلائل الكتاب والسنة أو على الأقل لا تعارضها جاء الأمر مع اتباع سنته وما كان عليه صلى الله عليه وسلم باتباع أصحابه وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وفي هذا بيان لمسألة – قد يغفل عنها البعض – خاصة في الأزمنة المتأخرة فيظن أنه ينبغي الرجوع إلى الكتاب والسنة دون الالتفات إلى ما وقع من افتراق في هذه الأمة ونشوء طوائف في كل زمن وعصر، وأن تجاوزها شرط لوحدة الأمة الإسلامية في دينها وعقيدتها.
وهذا كلام طيب وحسن وهو أمنية كل مسلم ولكن شرطه أن تتخلى كل فرقة وطائفة عن معتقداتها المنحرفة لترجع إلى ما جاء في الكتاب والسنة دون تحريف أو تأويل أو إلحاد.
أما والواقع غير ذلك فلا بدّ من تمييز منهج السلف عن مناهج غيرهم كما فعل الأئمة منذ عهد الصحابة – رضوان الله عليهم – وإلى يومنا، ولا بد من نشره والدفاع عنه والرد على المنحرفين وأهل البدع جميعاً، ونصحهم وأمرهم بالتوبة والرجوع إلى الله وتحذير الأمة كلها من هذه البدع والضلالات، مع بيان العقيدة الصحيحة وشرحها وتوضيحها لهم، والردود والمناقشات بحسب أحوال هذه البدع وانتشارها وعموم خطرها.
والخلاصة:
1 - أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن تقليد هذه الأمة لغيرها وعن افتراقها وقد وقع هذا فلا داعي لإنكار ما ورد في ذلك، خاصة ممن يريد جمعها بأيّ شكل وعلى أي منهج.
2 - أنه لا تعارض بين الشرع والقدر – كما قرر ذلك الأئمة ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – بل نؤمن بهما جميعاً فنؤمن ونصدق ما جاءت به الأخبار من الافتراق في هذه الأمة، ونتبع الشرع في اجتنابها والإعراض عن بدعها واتباع ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والقرون المفضلة.
أما من أراد أن يلغي الشرع باعتبار الافتراق أمراً قدرياً فنرضى بهذه الفرق ونقبلها، أو أراد أن يلغي القدر وينفي وجود هذا الافتراق لأن الله لا يحبه ولا يحبه رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا من الخطأ البيّن الذي يجب أن يحذره الجميع وخاصة طلاب العلم.
3 - عقيدة ومنهج السلف باقيان إلى آخر الزمان كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور أنه لا تزال طائفة من أمته باقية على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى، وهذا مع ما سبقت الإشارة إليه من الأمر باتباع أصحابه وسنة الخلفاء الراشدين، فيه الدلالة القاطعة على وجوب اتباع منهج السلف في كل وقت ومنه وقتنا هذا في فتنه وعولمته ومتغيراته.
وقد عجبت لعبارة شيخ الإسلام ابن تيمية حين ذكر في أول العقيدة الواسطية ما يفيد هذا حيث قال: أما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة إلى يوم القيامة، فقوله: إلى قيام الساعة تنبيه للأمة في زمنه، وهو تنبيه لنا في هذه الأيام مقتضاه أن الحق واحد باق، لا يتغير ولا يتبدل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/193)
4 - وعلى هذا فما يجري في هذه الأيام من هجوم على منهج السلف هو جزء من سنة الله تبارك وتعالى في الصراع بين الحق والباطل، وهي سنة باقية ولا تتغير ولا تتبدل.
5 - والصراع قد يشتد في زمان دون زمان أو في مكان دون مكان حسب قوة الباطل وحسب قيام أهل الحق بما أوجب الله عليهم، ولكن العاقبة للمتقين المتبعين لسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم – نسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجعلنا منهم -.
وهذه الكلمات المختصرات جعلتها في ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أسباب الهجوم على مذهب السلف.
القسم الثاني: مظاهر الهجوم على منهج السلف.
القسم الثالث: العلاج ووسائله.
وأسأل الله أن ينفع بها.
القسم الأول: أسباب الهجوم على مذهب السلف:
لقد عظمت الحملة في هذه الأيام على منهج وعقيدة السلف الصالح واشتد أوارها إلى حدّ لم نعهده في زماننا المتأخر – خاصة في بلاد الحرمين المملكة -.
وأسباب ذلك معلومة لا تخفى، ولا بأس من أن نشير إليها باختصار من باب التذكير، ويمكن تقسيمها إلى أسباب عامة وأسباب خاصة:
أولاً: الأسباب العامة:
1 - سنة الله في الصراع بين الحق والباطل.
2 - اتباع الهوى.
3 - التباس الحق بالباطل لدى بعض الناس [فتن الشبهات].
4 - ضعف التقوى وكثرة التفريط وانتشار المنكرات [فتن الشهوات].
5 - الجهل، والخوض في مسائل الدين بلا علم.
6 - عدم القيام بالواجب من جانب بعض أهل العلم والدعوة.
7 - عداوة اليهود والنصارى والملحدين والمنافقين والعلمانيين ورؤوس البدع للمسلمين عامة ولأهل السنة خاصة.
8 - العولمة ووسائل الإعلام والاتصال التي ساهمت في نشر الباطل وفشوه ودخوله إلى كافة بلاد المسلمين ومدنهم وقراهم وبيوتهم إلا ما عصم الله. [مع ملاحظة أن بعضها ساهم في نشر الخير والعقيدة الصحيحة والدفاع عنها].
ثانياً: الأسباب الخاصة:
1 - تنامي ظاهرتي الإفراط والتفريط: فمن جهة ظهور الغلو عند البعض وعدم ضبط مسائل الإيمان والكفر، وما ترتب على ذلك وغيره من وقوع التفجيرات التي أفرحت أعداء هذه العقيدة في داخل المملكة وخارجها، ومن جهة ظهور التفريط عند بعض ممن تأثر بمذاهب المرجئة حتى أخلوا بمسائل الإيمان وربما صحح بعضهم دين اليهود والنصارى والمشركين. ومن ذلك التفريط الخطير غلو العلمانيين في نشر مبادئهم الإلحادية وحربهم على ثوابت الدين وأصوله.
2 - الحرب العالمية الصليبية على الإسلام ركزت على عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة – ولم تطل الحرب أهل البدع من الرافضة والصوفية ومن شاكلهم – وقد تركزت الحرب بشكل أخص على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلى هذه البلاد المنتسبة إليها – وخاصة بعد أحداث نيويورك.
3 - ظهور العلمانيين والحداثيين وأهل البدع [لأسباب معروفة] وعلو صوتهم في كثير من وسائل الإعلام ومجاهرتهم بالكثير من أفكارهم دون رادع – مما شجعهم على المضيّ سريعاً في نشر أفكارهم ومذاهبهم.
4 - الناظر في الموقف الرسمي مما يجري يرى الليونة والضعف – وقد يقول البعض إنه تخلٍّ – عن أعظم ميزة تميزت بها هذه البلاد وهي العقيدة السلفية الصحيحة والتي لا يخفى تاريخها في هذه البلاد منذ عشرات ومئات السنين.
وهذا شجع الملاحدة وأهل الأهواء وأصحاب البدع على أن تعلو أصواتهم في نشر ضلالاتهم في الرد والطعن في عقيدة أهل السنة والجماعة ومصادرها وعلمائها قديماً وحديثاً. كما أنه أصاب أهل السنة بالضعف والوهن.
5 - وجود عدد من المنتكسين والناكصين على أعقابهم – لأسباب كثيرة – حيث حمل هؤلاء لواء الهجوم على العقيدة والشريعة وأصولهما وقواعد العلم الشرعي المعروفة.
وقد استخدم العلمانيون والمفسدون هؤلاء شر استخدام فروّجوا لهم في وسائل الإعلام وكرروا وأعادوا وزادوا وعملوا على تحويلهم إلى ظاهرة فكرية يحاربون بها دين الله عموماً وعقيدة ومنهج السلف خصوصاً.
6 - ظهور المدرسة [العصرانية] – مدرسة أهل الأهواء – حيث تبنى بعض أسس هذه المدرسة من قد ينتسب إلى العقيدة الصحيحة ممن تأثر بهذه المدرسة، فصار بعض هؤلاء يروجون لهذه المدرسة في بعض مقولاتها وأسسها.
وهذه المدرسة من أخطر المدارس على الإسلام وقد أدرك هذا العلمانيون وأهل البدع المعروفون من الرافضة والصوفية ونحوهم، فوطدوا العلاقة مع هذه المدرسة وصاروا ينشرون فكرها، ويعلون من شأن كل من تأثر بها أو تبنى بعض مقولاتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/194)
7 - تراجع بعض من كان ينتسب إلى عقيدة السلف من تبنيها، وفي المقابل صار يظهر الميل وأحياناً الانتساب إلى ما يخالفها، فهذا يظهر مذهب المعتزلة وذاك يقول بمذهب الأشاعرة، وهذا يدعو إلى التصوف ويراه حقاً ... الخ
القسم الثاني: مظاهر الهجوم على منهج السلف:
من خلال ما سبق ذكره من الأسباب الخاصة والعامة تظهر جملة من مظاهر الهجوم على عقيدة ومنهج السلف – رحمهم الله – بشكل عام.
ويمكن أن تذكر هنا جملة من هذه المظاهر لعلها تكفي في إعطاء التصور الواضح للمشكلة، وأما الإحاطة بذلك أو بجله، فمما يُعلم صعوبته.
فمن هذه المظاهر:
أ/ عالمياً أخذ الهجوم على منهاج السلف وعقيدتهم – أو على الإسلام – لكن يقصد به من يعتمد هذا المنهج – شكلاً لم يعهد من قبل [بسبب وسائل الإعلام المتقدمة]. وقد اتخذ هذا المحاور التالية:
المحور الأول: الهجوم الصليبي والغربي على الإسلام واتهام أتباعه بالتطرف والأصولية والإرهاب ... إلخ. وتتبع مظاهر ذلك مما لا يمكن حصره، ولكن يكفي فيه أن الإسلام صار متهماً في عقيدته وفي شريعته، وفي أعلامه، وفي مظاهره [من سمت إسلامي، وحجاب، ولحية، ... إلخ]، وفي نشاطاته الإسلامية، وفي جمعياته الخيرية ... ولم يسلم من هذا إلا أهل البدع المرضيّ عنهم من جانب الصليبيين.
المحور الثاني: وسائل الإعلام – وخاصة المحطات الفضائية – التي تتبع إما أهل البدع وأما أن أصحابها أذناب للغرب الكافر من العلمانيين والمنافقين والمفسدين في الأرض، فقد شنت هذه الوسائل حروباً متتالية وبأساليب متنوعة على عقيدة السلف ومصادرها ورجالها وأئمتها.
ونماذج ذلك ظاهرة للعيان في تلك المحطات التي تبث بالعربية لتنشر الفكر المنحرف والبدعي وتحارب بشكل صريح الإسلام وعقيدة السلف.
المحور الثالث: إعادة التجمعات والروابط الجاهلية على مستوى الأمة، حيث إنه بعد الفشل الذريع للأفكار العلمانية من يسارية وقومية ونحوها في المرحلة السابقة [ولا تزال والحمد لله] أخذت بعض القوى من أجل حرب الإسلام وعقيدته الصحيحة تعيد تنظيم صفوفها أو ابتداع منظومات فكرية جديدة.
1 – فهناك مراكز بحوث في لندن وبيروت وعمان وغيرها يقوم عليها أناس مشبوهون، حيث عرف عنهم تبني قواعد وأسس مخالفة للعقيدة والمنهج الصحيح.
2 – ومؤسسة الفكر العربي تنشأ في ظل هذه الظروف وتمول ويشرف عليها أناس معروفون في حقدهم وحربهم للعقيدة الصحيحة ...
3ـ إضافة إلى مراكز البحوث والدراسات العلمانية التي كانت موجودة سابقاً، فأعادت ترتيب أمورها مدعومة مادياً بشكل قوي من قوى صليبية وعلمانية وغيرها.
ب/ ومن المظاهر: الشدة والقسوة في الهجوم على عقيدة ومنهج السلف، في هذه البلاد حيث بلغت حداً لم يعهد من قبل، وجرأة لم ير مثيل لها فيما سبق.
ومن أمثلة ذلك:
- اتهام عقيدة السلف بأنها تكفيرية إرهابية – هكذا -.
- اتهام الأئمة المعروفين المعتبرين بذلك.
- الدعوة الصريحة إلى إلغاء بعض أصولها – كالولاء والبراء، ونواقض الإسلام.
- الدعوة الصريحة إلى إحياء الآثار الجاهلية وغيرها والدعوة إلى إعادة بناء الأضرحة على القبور.
- سب العقيدة بأنها تفرقنا وتمزقنا والدعوة إلى وطنية جاهلية مفرغة من العقيدة.
- الدعوة الصريحة إلى العلمانية والليبرالية الغربية وتبنيها.
- تحدي الأمة في المسائل المتعلقة بالمرأة ودعوتها قولاً وفعلاً إلى التمرد على دينها وشريعتها.
- التبجح بالفكر الحداثي والافتخار به، والتسابق إلى الإعلان عن رواده ودعاته وتنافسهم في ذلك.
- مدح الحضارة الغربية وثقافتها وفكرها ونظمها بشكل لا أظن أنه وقع قبل ذلك.
وهكذا .. والأمثلة لا تكاد تنتهي.
ج/ ظهور أهل البدع وعلوّ صوتهم وتحديهم للأمة:
1 – فالرافضة لا يخفى أمرهم على أحد لا من ناحية أهدافهم أو خططهم ولا من ناحية أعمالهم وأفعالهم.
[والكلام حولهم يطول: ولعل فيما كتب عنهم من ملفات ما يكفي لبيان حالهم وخطرهم].
2 – والصوفية بدؤوا يظهرون المخفيّ عندهم، وصاروا يعملون بكل ما أوتوا من وسائل لاستباق كل عائق حتى ينشروا تصوفهم وخرافاتهم بل وشركياتهم الصريحة.
ويمكن أن نذكر هنا ما يلي من نشاطهم:
1) الدعوة إلى التصوف صارت علناً لا يتدسس بها أصحابها.
2) نشر مقالاتهم وحججهم وشبههم على صفحات الصحف مثل المدينة وعكاظ والوطن ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/195)
3) إقامة الموالد والمناسبات الصوفية علناً في البيوت والاستراحات.
4) السعي إلى إحياء الآثار في مكة والمدينة والدعوة إلى تعظيمها والتبرك بها.
5) العداء السافر من كثير منهم لأهل السنة أصحاب العقيدة السلفية ورميها بما سبق أن رُميت به من التهم.
6) وآخر قصص جرأتهم ما جرى أخيراً في النادي الأدبي في المدينة النبوية حيث ألقيت محاضرة تدعو إلى إحياء الآثار والتبرك بها.
3 - والأشاعرة أخذوا يدعون إلى مذهبهم داخل شباب أهل السنة، ويحمل لواء ذلك أشاعرة كانوا يخفون مذهبهم ثم أظهروه، وأناس تمشعروا بعد أن كانوا سلفيين.
والملاحظ أن هذا الصنف من أهل البدع عادوا إلى ما عُرف عن شيوخهم من التصاقهم بالصوفية، ودعوتهم إلى الأصول الكلامية، والعداء لأهل السلف ولكتبهم قديماً وحديثاً، مع المهادنة لبقية أهل البدع، كما أن حرصهم على نشر كتب الأشاعرة نشط كثيراً.
4 – مدرسة الاعتزال والتجهم تعود هنا وهناك، وتُنشر كتبها وآراؤها التي يتبناها للأسف جمهرة من العقلانيين والعلمانيين وغيرهم.
د/ ظهور أصحاب الفكر المنحرف – في هذه البلاد – من الحداثيين والعلمانيين على مختلف مدارسهم المعروفة من ماركسية وقومية وبعثية وحداثية وليبرالية وغيرها.
وقد عملوا على:
إظهار رموزهم – دون خجل – على أنهم رواد الفكر والثقافة والتوجيه في المجتمع، كما عملوا على استقطاب عدد كبير من المتأثرين بهم من الشباب والصحفيين وتجييشهم بأساليب مختلفة حتى يسايروا الخط الذي يسيرون عليه. ومما يؤسف له أن يقع هؤلاء فريسة لهذه الأفكار المنحرفة عن وعي وعن غير وعي. وهذا تشخيص لما يجري، وإلا فهم يتحملون مسؤولية ما يكتبون.
[وهؤلاء كالرافضة والصوفية يحتاجون إلى من يتتبع أفكارهم ونشاطهم، وهناك جهود في هذا ولكنها قليلة إذا ما قورنت بعظم خطرهم على الأمة وعلى العقيدة والشريعة].
ونحن هنا نشير إلى أبرز مظاهر نشر فكرهم وحربهم للدين عقيدة وشريعة وخلقاً كما يلي:
1 – أغلب هؤلاء العلمانيين كانوا أصحاب تنظيمات سرية كانت معروفة في السابق في البلاد العربية ومنها ما كانوا يسمونه فرع الخليج العربي [البحرين – عمان – الكويت – السعودية].
وأبرز هذه التنظيمات [الشيوعيون، والبعثيون، وحركة القوميين العرب، والناصريون، والقوميون القدامى، الوحدويون]. والحداثيون هم خليط من هؤلاء، وإن كانوا في الغالب ينتمون إلى التيارين: الشيوعي والليبرالي الغربي.
وأغلب هؤلاء غلب عليهم الفكر الثوري واليساري.
وهناك التيار الغربي العلماني الليبرالي ويقود هذا مجموعة من الدارسين في الغرب الذين تشربوا فكره وأصبحوا من أدواته.
والملاحظ أن هؤلاء يعيدون ترتيب صفوفهم وشيئاً من تنظيماتهم السابقة، ويتحالف بعضهم مع بعض، وينتقل الواحد منهم في لحظة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ما دامت المصلحة الشخصية تقتضي ذلك.
2 – بدؤوا يجاهرون بأفكارهم ويفاخرون بتاريخهم السابق من شيوعي وبعثي وغيره.
[ونحن نخشى أن يأتي اليوم الذي يقف فيه الواحد من هؤلاء أمام وسيلة إعلامية رسمية ليشرح بكل فخر قصة انتسابه للفكر الشيوعي ودخوله في تنظيمه، وقصة انتسابه لتنظيم البعث أو الناصرية وغيرها كما فعل بعثيوا العراق وسوريا وشيوعيوا عدن وغيرهم حين صارت لهم سلطة ودولة].
3 - حولوا مراكز نفوذهم إلى منابر لنشر أفكارهم المنحرفة ومحاربة من يخالفهم وهذا واضح جداً في بعض الصحف، وغيرها التي شنوا من خلالها حرباً لا هوادة فيها على العقيدة ومنهج السلف وشريعة الإسلام.
4 – استولوا من جديد – بطريقة ثورية انقلابية – على أغلب إن لم نقل كافة الأندية الأدبية في المملكة عن طريق نفوذهم في وزارة الإعلام وما فوقها.
5 - شنوا حملة شعواء على الشريعة، وإقامة الحدود، وعلى القضاء والقضاة والإفتاء وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكم سخروا من كثير من القضايا – آخرها موضوع هلال رمضان.
6 – عملوا على تعطيل الأحكام الشرعية التي أصدرت على أصحابهم من الزنادقة وأشباههم لأنهم يريدون إضعاف قاعدة الحسبة على هؤلاء وهو الإحالة للقضاء، ولأنهم يضعون خط دفاع عنهم؛ لأنه لو نفذت الأحكام فالدور عليهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/196)
7 – استولوا على المهرجانات الثقافية: كالجنادرية، ومعرض الكتاب والمناسبات الثقافية، وحاولوا من خلال معارض الكتاب الدولية، ومن خلال المراقبين في الإعلام إدخال كتب الفساد والانحلال والفكر المنحرف على مختلف مدارسه، إلى هذه البلاد ونشرها وبيعها. وفي مقابل ذلك حاربوا الكتاب الإسلامي ومنعوا الكثير منها من الفسح والدخول إلى المملكة.
8 – وفي الشبكات العنكبوتية لهم مواقعهم الصريحة في العلمنة والإلحاد وحرب الدين والاستهزاء الصراح به.
وصاروا ينشرون فيها ما لا يستطيعون نشره في صحفهم ووسائل إعلامهم المعروفة.
9 – أما أخطر مجالات عملهم التغريبي والإفسادي للعقيدة وللأمة فهو المثلث العلماني الخطير، وهو:
أ – التعليم. ومحاولة إفراغه من محتواه الإسلامي إلى تعليم علماني، وما الهجوم على المناهج الشرعية ونقد عملية الحفظ، والدعوة إلى الاختلاط وابتعاث الشباب إلى بلاد الغرب، وطلب إلغاء سياسة التعليم، والدعوة إلى إلغاء التخصصات الشرعية من الجامعات والدعوة إلى حذف مقررات الإسلام واللغة العربية من التخصصات العلمية ... إلا جزء من هذه الحرب.
ب – الإعلام. وقد قفز هؤلاء بوسائل الإعلام قفزات إفسادية سريعة تشتمل على نشر الأغاني والتبرج والاختلاط في البرامج وعلى نشر الفكر المنحرف، والهجوم بأشكال متفاوتة على الدين، وهذا في الإعلام الرسمي أما الصحف والإعلام الخارجي فحدث ولا حرج عن عبث هؤلاء بدين الأمة وعقيدتها وشريعتها وأخلاقها.
ج – المرأة. وقد رموا بثقلهم حتى تتحول إلى قضية يومية في كافة وسائل الإعلام، وأصبح إفساد المرأة وتبرجها واختلاطها بالرجال وتمردها على دينها وعلى ولي أمرها مطالب تتكرر عند هؤلاء كل ساعة وفي أية مناسبة.
10 – الدعوة إلى الوطنية والحوار الوطني بعد إفراغها من العقيدة. وقد تحول ذلك – وللأسف – إلى تمكين لأصحاب البدع وربان العلمنة أن يعلنوا عن آرائهم ومذاهبهم الفاسدة بكل جرأة.
11 – وأخطر ما يفعله العلمانيون وأصحاب هذه التيارات محاولات شق الصف الإسلامي من خلال:
1) الاستهزاء بالمشايخ والقضاة وهيئة كبار العلماء والإفتاء ورميهم بالجمود والتحجر والسخرية منهم.
2) إعلاء شأن كل من ينتسب إلى العلم إذا كان صاحب شواذ في أقواله وفتاويه، ونقل كلامه الذي يناسبهم ومدحه والثناء عليه، وإذا كان هذا يقال في الصحف علناً فماذا هم قائلون للشيخ إذا انفردوا به؟
3) تبني المدارس الإسلامية المنحرفة فهم يعظمون الرافضة ويلينون للصوفية، ويعلون من شأن المدارس العقلانية العصرانية ويرفعون شأن كل من ينتسب إليها.
4) الهجوم على المشايخ والدعاة الصادقين والحط من شأنهم في كل مناسبة، والتمكين من الردود عليهم.
وهذا واضح في الردود على المشايخ صالح الفوزان، وصالح اللحيدان، وسماحة المفتي، وبعض الدعاة.
هـ/ ومن مظاهر هذه الحرب على العقيدة:
1 – تشجيع الناكصين على أعقابهم حتى صاروا كتّاباً في صحف متعددة وضيوف منتديات إذاعية وتلفزيونية يستضاف هؤلاء على أنهم من كبار الكتاب والمفكرين وقد ركز هؤلاء الناكصون على أعقابهم على أمور:
أ – إظهار تجاربهم الشخصية السابقة بمظهر ساقط وسافل لما كانوا مستقيمين.
ب – الكذب على أهل الخير واختلاق الحكايات التي لم تقع وكل ذلك من باب التشويه لأهل الدين.
جـ - إبراز نكوصهم على أنه مراجعات فكرية عقلانية وتصوير ذلك على أنه عودة إلى المنهج الصحيح مع أنه منهج منحرف ساقط.
د – شن الهجوم على العقيدة وحملتها في كل مناسبة وصارت مقالاتهم متخصصة في هذه الجوانب ولا تكاد تقرأ مقالة لواحد من هؤلاء أو تسمع له مقابلة أو مشاركة في ندوة إلا ولبّها وموضوعها الرئيس الهجوم على الثوابت والاستهزاء بالدين وبأهله والرفع من شأن كل صاحب بدعة وضلالة وفكر منحرف.
هـ - التعاون والتفاعل من العلمانيين في هذه المجالات فكل منهم يمدح الآخر ويرفع من شأنه تشابهت قلوبهم.
2 – ومن المظاهر المؤلمة – في الفترة الأخيرة – وجود بعض من ينتسب إلى العلم أو من الشباب الذين نشأوا على العقيدة الصحيحة – الذين مالوا أو تبنوا بعض مناهج أهل البدع.
مثل من مال إلى الصوفية وصار من دعاة هذا المذهب وهو يشعر أو لا يشعر.
ومثل من مال إلى المدرسة العصرانية وصار يقدم أفكاراً توافق أصولهم.
ومثل من مال إلى مذهب الأشاعرة وصار يدعو إلى مذهبهم ويغض من مذهب أهل السنة.
ويؤسفنا أن أهل البدع فرحوا بهذه الفئة وطاروا بها وبأقوالها في كل ناد، وصاروا يحتجون بهؤلاء على صحة مذاهبهم وبطلان مذهب وعقيدة أهل السنة.
ويا ليت هؤلاء – إن كانوا يفقهون ويريدون حقاً أن يدافعوا عن دينهم وعقيدتهم – يدركون مقدار جنايتهم على أمتهم وعلى عقيدة السلف والصف الإسلامي الذي فتحوا فيه ثغرات وثغرات، والله المستعان.
http://www.almoslim.net/articles/show_article_main.cfm?id=2116
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/197)
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[03 - 05 - 07, 09:16 ص]ـ
ظاهرة الهجوم على منهج السلف 2/ 2
الشيخ د/ عبدالرحمن المحمود
15/ 4/1428هـ
القسم الثالث: العلاج ووسائله:
لا شك أن هذا الدين منصور، وأنه كما جاء في الأحاديث لا تزال طائفة من هذه الأمة قائمة بالحق لا يضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي أمر الله تعالى. وكما سبق في المقدمة فإن هذا الذي يجري وقد تكلمنا عن أسبابه ومظاهره لا يخرج عن سنة الله تعالى في الصراع بين الحق والباطل، والعاقبة للمتقين.
ولأن المؤمنين لا بدّ أن يأخذوا بالأسباب وقد أمروا بذلك فإن هذا الهجوم على عقيدة ومنهج السلف الصالح يحتاج إلى أخذ بكافة الأسباب لمدافعة هذا الباطل وتثبيت الحق والدعوة إليه.
وتعداد وسائل العلاج وطرائقه مما يطول ولا يخفى على البصير، ومن نظر في الأسباب والمظاهر استنتج جملة كبيرة من وسائل العلاج التي قد يتجاوز تعدادها المئات، خاصة عند التفصيل.
ومن باب المشاركة في هذا الباب الواسع المتنوع نذكر جملة منها على وجه الاختصار، وقد يكون عند المشايخ الفضلاء ما هو أهم وأجدى نفعاً.
فمن وسائل العلاج:
1 – ثبات المؤمنين السائرين على منهاج السلف على عقيدتهم ومنهاج سلفهم الصالح، وهذا الثبات على الدين هو أحد الواجبات، بل غاية المؤمن في هذه الحياة أن يثبته الله على الحق حتى يلقى ربه تعالى غير مغيّر ولا مبدل.
وأثر هذه الوسيلة العظيمة يظهر من وجوه، أهمها:
أ – الاستقامة وما لها من عواقب وآثار في حياة المسلم في الدنيا وعند الموت وفي الآخرة.
ب – أن الذي يثبت على منهجه هو الجدير بتقديمه منهجه هذا للناس ودعوتهم إليه، أما الشاك المتردد فلا يمكن أن يقنع الآخرين بمنهجه.
جـ - القدوة التي تجعل الآخرين يقتدون به، ومعلوم أن هذه الصفة العظيمة تنهار حين ينهار أو يتغير صاحبها.
د – السلامة من كل آثار الانتكاسة والتقلب التي تصيب الإنسان في قلبه وعلمه وعمله ودعوته ... إلخ.
2 – الصبر والمصابرة على الثبات على هذا المنهج مهما تحزبت الأحزاب ضده وضد منهجه. وللمسلم هنا أن يتذكر ثبات المؤمنين لما تحزبت الأحزاب يوم الخندق على المسلمين، قال تعالى: (وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:22، 23).
ومعلوم أن من أظهر سمات السلف في كل وقت أن منهجهم واحد لا يتغير وأنهم يدعون إليه ولا يغيّرون ولا يتغيرون.
3 – التأصيل العلمي المبنيّ على منهج علمي متكامل، ومعلوم أن أعظم ما يواجه به الباطل والبدعة والانحراف الدليل الصحيح من الكتاب والسنة.
ومن ثم فلا بدّ من إحياء مدارس العلم بين يدي العلماء [التي لا تعكرها نظم المدارس والجامعات النظامية التي أخلت بكثير من شروط طلب العلم النافع – مع ما فيها من فوائد لا تنكر].
ولذا فلا بد من الإكثار من دروس العلم التي تعنى بالعلم النافع عموماً وبعلم الكتاب والسنة و العقيدة خصوصاً، بحيث تشمل كافة الفئات من العامة إلى طلاب العلم المتمكنين.
وينبغي أن يكون هناك تواصٍ وحثٌّ بين طلاب العلم والمشايخ في كل مكان على ذلك. وحبذا لو تحول هذا إلى مشاريع دروس في كل مدينة بحيث تكون أكثر ترتيباً، بدلاً من واقع الدروس الحالية التي كثيراً ما يتيه فيها الطلبة.
[وهناك مشروع لتنظيم دروس يومية في كل مدينة يختار لها أحد الجوامع المناسبة ويأتي المشايخ إليه لإلقاء دروسهم كالدورات العلمية، ولكن ذلك يمتد طول العام بشكل لا يثقل على المشايخ].
4 – وجود مشاريع دعوية تركز على العقيدة وعلى المنهاج الصحيح في الاستدلال، ويستخدم لذلك كافة الوسائل، ومنها:
- الدروس العلمية كما سبق.
- المحاضرات العامة.
- الندوات والدورات.
- الندوات الفكرية التي تقام في الديوانيات والبيوت [المسماة بالثلوثية أو الأحادية].
- الجولات الدعوية المنتشرة في كل مكان التي تركز على العقيدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/198)
5 – لا بدّ من مشاريع علمية – وقفية وغير وقفية – لنشر كتب السلف وتوزيعها في كل مكان داخل المملكة وخارجها وفي المناسبات المختلفة من حج وعمرة وغيرها.
فمثلاً: يقترح طباعة عشرات الألوف من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية وتوزيعها في أوسع نطاق ... وهكذا.
6 – اختيار كتب أو كتيبات منهجية مركزة تخاطب أكبر شريحة وتعيد الثقة بالمنهج – منهج السلف – ويطبع منها مئات الألوف لتصل إلى كل بيت – وترتيب مسابقات عليها [كما حدث مثلاً لحراسة الفضيلة].
7 – انتشار مراكز بحوث للردود والمناقشات:
أ – مناقشات آنية للبرامج الحوارية في وسائل الإعلام كالإذاعة والتلفزيون.
ب – ومناقشات لما ينشر في الصحف.
جـ - ولنشر الكتب والبحوث المركزة للرد على أهل البدع والمخالفين وبيان تناقضهم وضعف حججهم.
8 – الأقسام العلمية الشرعية في الجامعات تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الميدان، بأن تركز في بحوثها على مسائل العقيدة والمذاهب المعاصرة ضد أعدائها المعاصرين.
9 – تدعو المجلات الإسلامية إلى التصدي لهذا الهجوم على عقيدة ومنهاج السلف، وما كان منها له جهود طيبة فيرجى المزيد والتركيز.
10 – السعي لبث عدة محطات فضائية موثوقة وقوية ومؤصلة لتقوم بالدور المطلوب في هذه الأمور والمسائل العقدية والشرعية [ووجود محطة واحدة لا يكفي].
11 – مواقع الشبكة المعلوماتية ينبغي دراستها بشكل جيد من دعم المواقع المميزة، وإيجاد مواقع أخرى مميزة تحمل المنهج، ويكون لكل موقع مجموعة من الفضلاء في منطقة من المناطق.
12 – الموضوعات المشكلة كالتعليم أو الإعلام أو المرأة ونحوها والتي هي محل الغزو الفكري من الجانب العلماني المنحرف ينبغي فتح ملفات عنها حتى يكشف زيف هؤلاء.
ومثلاً [وثيقة المرأة] التي طبعت يمكن أن تكون نواة مشروع كبير حول المرأة.
13 – الاحتساب على هؤلاء بشتى الوسائل المناسبة، وهذا باب غير الردود، وقد تبيّن أن الاحتساب له دور كبير وملموس في أمور كثيرة، فينبغي أن يكون موضوع المنهج والعقيدة على رأس هذه الأمور.
14 – النصح لهؤلاء المنحرفين، ونعني به تكثيف النصح في كل مدينة ومنطقة يوجد بها هؤلاء، وذلك من أجل إقامة الحجة على هؤلاء ولعلهم يرجعون ويتوبون، ومن أجل إبقاء هذه الأمور حيّة حتى يعلم هؤلاء أن الأمر ليس هيناً.
15 – فضح مخططات هؤلاء: مثل:
- كشف علاقة العلمانيين بأعداء الدين من الصليبيين وغيرهم.
- وكشف ولاء الرافضة وعلاقتهم بمراجعهم الدينية والسياسية خارج المملكة.
- وكشف حقيقة الصوفية والتقاؤهم بصوفية العالم وفضح تاريخهم المخذل في الأمة.
وهكذا.
16 – التصدي – عن طريق الاحتساب – لمحاولات هؤلاء كسر حواجز العقيدة – مثل البناء على القبور ونحوها.
17 – ينبغي مداومة الرد على هؤلاء المنحرفين وأهل البدع بالوسائل الممكنة حتى يعلموا أن الأمة ترفضهم وترفض باطلهم، وحتى لا يستريحوا لباطلهم وما يدعونه من نجاح. ذلك الذي يدعوهم إلى نشر باطل آخر ...
18 – إظهار تناقض هؤلاء في كل وقت:
فمثلاً: تناقض العلمانيين في ادعاء الوطنية وهم يوالون الأعداء من الصليبيين وغيرهم.
ومثلاً: يهاجم بعض هؤلاء السلف مدعياً أنهم لا يحكمون العقل ثم هو يمجد الرافضة بخرافاتهم التي لا تعقل.
ومثلاً: هناك من يمجد الغرب بعلميته وعقلانيته المزعومة ثم هو يمجد النصارى بخرافاتهم، أو يمجد الصوفية بخرافاتهم.
19 – نشر العقيدة الصحيحة خارج المملكة واجب كبير وهو في النهاية مدّ معنوي مهم، والعقيدة الصحيحة واحدة وصوت أصحابها واحد.
20 – التركيز على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومؤازرة محمد بن سعود له – رحمهم الله جميعاً – وأن هذه البلاد تميزت بهذه العقيدة السلفية الصحيحة، وأنها لا فكاك لها عنها.
21 – العمل على وضع كتاب يضم تراجم الأئمة السائرين على منهج السلف عبر العصور، وكتابة أقوالهم في ذلك، حتى يتبين للجميع وللأعداء خاصة أن هذه العقيدة لا يختص بها ابن تيمية أو محمد بن عبد الوهاب، بل عقيدة هؤلاء الأئمة جميعاً.
22 – هناك مسائل تتعلق في منهج السلف في الأحكام الشرعية، والتي خاض فيها أهل البدع ودعاة التأويل ومدعوا التنوير والعصرانية، وهي تحتاج إلى بيان وردّ ومناقشة لهؤلاء الخائضين فيها بغير حق.
ومن هذه المسائل:
أ – التجديد في مسألة التعامل مع آيات القرآن الكريم وما أدخله هؤلاء من التأويل الباطل.
ب – التحديد في مصطلح الحديث، وطريقة أخذ السنة النبوية والاحتجاج بها.
جـ - التجديد في أصول الفقه وقواعده المعروفة، ومحاولة هؤلاء العبث بها وبما أصله الأئمة في هذا الباب.
د – مسألة التيسير في الشريعة والخلط فيها.
هـ - مسألة المصالح والمقاصد في الشريعة والخلط فيها.
و – مسألة الوسطية ومدلولها ومفهومها الصحيح وخلط هؤلاء فيها.
ز – مسألة الفتوى والترجيح عند اختلاف العلماء وتخليط هؤلاء وزعمهم أن الحق يتعدد.
ح – مسألة تتبع الرخص التي لم يدل عليها دليل، وتتبع شواذ العلماء وفتاواهم المرجوحة، وتأصيل هذا الباب.
23 – أخيراً يقترح إنشاء مركز علمي – مستقل – يتولى شؤون هذه المسائل التي سبقت الإشارة إليها في عدة فقرات، ويتولى التخطيط والتنفيذ.
هذا ما تيسر جمعه في هذه العجالة، ونسأل الله لنا ولإخواننا الثبات والهداية. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
http://www.almoslim.net/articles/show_article_main.cfm?id=2124
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/199)
ـ[العارض]ــــــــ[05 - 05 - 07, 02:00 م]ـ
بارك الله في الشيخ عبدالرحمن المحمود.(40/200)
ترجمة الجهم بن صفوان
ـ[يوسف السعيدي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 07:01 م]ـ
أرجو من الإخوة الكرام تزويدي بترجمة وافية عن الجهم بن صفوان
وأسأل الله لكم التوفيق والإعانة
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[26 - 04 - 07, 03:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخ يوسف السعيدي حفظه الله اليك هذة الترجمة المختصرة:
قال الأمام الذهبي في السيرم6/ص26,27.ط الرسالة
(هو الجهم بن صفوان السمرقندي. الكاتب المتكلم, أس الضلالة, ورأس الجهمية, كان صاحب ذكاء وجدال, كتب للأميرحارث بن شريح التميمي, وكان ينكر الصفات وينزه الباري عنها بزعمه, ويقول بخلق القرأن).
وجاء في شرح الطحاوية لأبن أبي العزص523
(وكان الجهم هذاقد ترك الصلاة أربعين يوما" شكا" في ربه, وكان ذالك لمناظرته قوما" من المشركين, يقال لهم السمنية من فلاسفة الهند الذين ينكرون من العلم ما سوى الحسيات.
فقد قالوا له: يا جهم هذا ربك الذي تعبده هل يُرى او يشم او يذاق او يلمس؟
فقال: لا .. فقالوا هو معدوم.
فبقي أربعين يوما" لا يعبد شيئا" ,ثم لماخلا قلبه من معبود يؤلهه نقش الشيطان اعتقادا" نحته ... فقال: انه الوجود المطلق ونفى جميع الصفات.) أ. ة
ويقول ابن كثير رحمه الله:
(ثم ما لبس جهم حتى قتله سلم بن أحوذ أمير خرسان بمقالته هذة سنة ثمان وعشرين ومائة. وقد أخذ مقالته هذة عنة بشر بن غياث المريسي ابو عبد الرحمن شيخ المعتزلة قبحه الله وقبح من أخذ عنه وهو أحد من أضل المأمون واليه تنسب المريسية من المرجئة) أ. ة
البداية والنهاية م9/ص351 _م10/ص643 ط مكتبة الأيمان بمصر
هذة نبذة اخي الكريم ارجو الله أن ينفع بها وأرجو ألا تنسانا بدعوة لنا ولعلمائنا ومشايخنا وأبائنا وأمهاتنا والمسلمين بظاهر الغيب ليقول لك الملك ولك بمثلها ..
ـ[يوسف السعيدي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 02:31 م]ـ
أخي الكريم جزاك الله خيراً وأسأل الله الكريم بمنه وعفوه وكرمه أن يصلح لنا النية والذرية وأن يغفر لي ولك ولعلمائنا ومشايخنا وآبائنا وأمهاتنا ولمن له فضل علينا ولسائر المسلمين الأحياء منهم والميتين. آمين
ثم لو تكرمت: هل يمكن أن أحصل على ترجمة موسعة مستقلة عن هذا الرجل؟
ولك وللإخوة جزيل الشكر والعرفان.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 08:39 م]ـ
هناك رسالتان لدرجة الماجستير، راجعهما ففيهمافوائد كثيرة
الأولى لياسر قاضي، والثانية لخيرالله بن طالب
ـ[يوسف السعيدي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 12:23 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب وفي جميع الإخوة الكرام
أين أجد هاتين الرسالتين؟ وهل يمكن أن تدلني على اماكنهما؟
وجزاك الله خيراً ..
ـ[أم مصعب بن عمير]ــــــــ[22 - 04 - 09, 01:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
من هو الجهم بن صفوان:
هذ1 الرجل هو حامل لواء الجهمية، واسمه الجهم بن صفوان، وهو من أهل خراسان، ظهر في المائة الثانية من الهجرة سنة 2هـ، ويكني بأبي محرز، وهو من الجبرية الخالصة، وأول من ابتدع القول بخلق القرآن وتعطيل الله عن صفاته.
وكان مولى لبني راسب إحدى قبائل الأزد، وكان من أخلص أصدقاء الحارث بن سريج إلي أن قتلاً سنة 128 هـ، وقيل: إن الجهم قتل سنة 130، وقيل سنة 132هـ. وتاريخه طويل، وكتبت فيه مؤلفات عديدة ورسائل جامعية.
كان الجهم كثير الجدال والخصومات والمناظرات، وإلا أنه لم يكن له بصر بعلم الحديث ولم يكن من المهتمين به، إذ شغله علم الكلام عن تلك، وقد نبذ علماء السلف أفكار جهم وشنعوا عليه ومقتوه أشد مقت مع ما كان يتظاهر به من إقامة الحق، قال عنه الأشعري بعد أن ذكر جملة من آرائه الاعتقادية التي تفرد بها، قال: "وكان جهم ينتحل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
إلا أن الشيخ جمال الدين القاسمي ذهب إلي أ ن جهماً كان من أحرص الناس على إقامة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن قتله إنما كان لأمر سياسي، وذلك لخروجه في وجه بني أمية، ولم يكن قتله لأمر ديني يوجب ذلك فيما يرى القاسمي". وهو بهذا قد خالف ما ذكره جمهور العلماء من أن قتله إنما كان لأمر ديني، وقد أقر الناس قتله في وقته لضلاله.
وأما الإمام أحمد بن حنبل فقد قال عنه:"وكذلك الجهم وشيعته دعو الناس إلى المتشابه من القرآن والحديث فضلوا وأضلوا بكلامهم بشراً كثيراً، فكان مما بلغنا من أمر الجهم عدوا الله أنه كان من أهل خراسان من أهل ترمذ، وكان صاحب خصومات وكلام".
المصدر ( http://www.dorar.net/enc/melal/787)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[24 - 04 - 09, 12:07 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب وفي جميع الإخوة الكرام
أين أجد هاتين الرسالتين؟ وهل يمكن أن تدلني على اماكنهما؟
وجزاك الله خيراً ..
رسالة ياسر قاضي مطبوعة، نشر أضواء السلف
رسالة خير الله بن طالب .. غير مطبوعة، تجدها في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/201)
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[24 - 04 - 09, 12:54 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فالجهم بن صفوان: أبو محرز السمرقندى ظهر فى ترمذ ثم انتقل إلى بلخ وأقام بها مدة يصلى مع مقاتل بن سليمان فى مسجده يتناظران ثم خرج على السلطان مع الحارث بن سريج فقتله مسلم بن أحوز بأصبهان وقيل بمرو سنة 128
وتبنى الجهم أراء الجعد بن درهم من نفى الصفات والقول بخلق القرآن وزاد عليها بدع أخرى
فقال بالجبر
وبفناء الجنة والنار
وقال بأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط والكفر هو الجهل به فقط
وقال بأن علم الله حادث
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[24 - 04 - 09, 01:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا إخواني.
فقتله مسلم بن أحوز بأصبهان وقيل بمرو سنة 128
قال الشّيخ عبدالعزيز بن عبدالله الرّاجحي ـ حفظه الله ـ: الخطأ في اسم علم من الأعلام ومن مشاهير الأسماء، أخطأ الدكتور في اسم علم من الأعلام، ومن مشاهير الأسماء وهو "سلم بن أحوز" أمير خراسان الذي قتل الجهم بن صفوان
قال الدكتور في تهذيبه ص 43 سطر 2 - 3 من أسفل: "وأخذ هذا المذهب عن الجعد الجهم بن صفوان فأظهر وناظر عليه، وإليه تنسب فرقة الجهمية فقتله مسلم بن أحوز أمير خراسان بها " ا هـ.
قلت: هكذا أثبته الدكتور في تهذيبه " مسلم " بالميم ثم السين ثم اللام ثم الميم والصواب أن اسمه " سلْم " بالسين المفتوحة أولًا، ثم اللام الساكنة، ثم الميم.
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في كتابه البداية والنهاية ج9 ص 530 في ترجمة الجعد بن درهم قال: "وأخذ عن الجعد الجهمُ بن صفوان الخزري وقيل: الترمذي وقد أقام ببلخ وكان يصلي مع مقاتل بن سليمان في مسجده ويتناظران، حتى نفي إلى ترمذ ثم قتل الجهم بأصبهان وقيل: بمرو قتله نائبها سلْم بن أحوز -رحمه الله- وجزاه عن المسلمين خيرًا " ا هـ.
وقال خير الدين الزركلي في كتابه الأعلام ج2 ص141 في ترجمة جهم بن صفوان قال: " جهم بن صفوان السمرقندي أبو محرز من موالي بني راسب رأس الجهمية قال الذهبي الضال المبتدع هلك في زمان صغار التابعين، وقد زرع شرًّا كثيرا، كان يقضي في عسكر الحارث بن سريج الخارج على أمراء خراسان فقبض عليه نصر بن سيار فطلب جهم استبقاءه، فقال نصر لا تقوم علينا مع اليمامة أكثر مما قمت: وأمر بقتله، فقتل " ا هـ.
وفي حاشية الكتاب رقم 1 ميزان الاعتدال 1: 197، والكامل لابن الأثير حوادث سنة 128، ولسان الميزان 2: 142، وخطط المقريزي 2: 349، 351 وهو فيه الترمذي والحور العين 255، وفيه: قتل بمرو قتله سلْم بن أحوز على شط نهر بلخ " ا هـ.
وقال الذهبي في كتابه: سير أعلام النبلاء ج 6 ص 26 - 27 في ترجمة جهم بن صفوان قال: " أبو محرز الراسي مولاهم السمرقندي الكاتب المتكلم، أس الضلالة ورأس الجهمية كان صاحب ذكاء وجدال، كتب للأمير شريح التميمي وكان ينكر الصفات، وينزه البارئ عنها بزعمه، ويقول بخلق القرآن، ويقول: إن الله في الأمكنة كلها، قال ابن حزم كان يخالف مقاتلًا في التنجيم، وكان يقول: الإيمان عقد بالقلب، وإن لفظ الكفر. قيل: إن سلم بن أحوز قتل الجهم لإنكاره أن الله كلم موسى " ا هـ.
المصدر ( http://shrajhi.com/?Cat=3&SID=150)(40/202)
الطواف على القبور
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 07:07 م]ـ
سُئل الشيخ العلامة عبدالله الغنيمان حفظه الله:
س/ نحن نعلم أن الطواف من أنواع العبادة و أن من طاف بقبر او وثن فهو مشرك السؤال هنا ما الحكم وما الجواب على من يقول أن من طاف حول قبر بقصد التقرب لصاحب القبر يكون مشركاً وأما من طاف حول القبر بقصد التقرب إلى الله فهذا ليس مشرك و إنما فقط يقال عنه أنه عاصي؟!.
فأجاب:
هذا القول غير صحيح لأن الطواف عبادة لا يجوز ان تكون إلا لله جل وعلا ولا يجوز ان تكون إلا على الكعبة فقط و إذا طاف إنسان على قبر او حجر او شجرة فمعنى ذلك أنه جعل العبادة في غير محلها والإنسان العاقل لا يقع منه ذلك إلا بقصد و إرادة، فكونه يطوف عليه لا بد , لا ينفك عن المقاصد أما كوننا نصرف النظر عن الفعل و نقول إن كانت نيته كذا و كذا فهذا غير صحيح هذا قول المرجئة وقولهم من ابطل الباطل فالفعل مبنيٌ على النية والمقاصد و لايمكن يقع إلا بمقصد ونية والمقصود ان كل عبادة عُلمت بشرع لا يجوز ان تكون للمخلوق اصلاً فإذا جعلت للمخلوق فقد وقع الانسان في الشرك، فالطواف على القبر شرك ظاهراً وباطناً و لانبحث عن نيته، نقول كان نيته كذا فهو كذا وإلا فسدت الامور كلها فمثلاً الذي مثلاً يسجد للصنم يقال وش مقصودك أنت سجدت لله أم للصنم وما أشبه ذلك من الأمور اللتي لا تستقيم معها.
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أ, هـ.
سُئل الشيخ عبدالعزيز الطريفي حفظه الله:
س/ ما حكم الطواف على القبور؟ وهل التفصيل فيها صحيح؟
فأجاب:
الذي يغلب في حالِ الذين يطوفون على القبور أنهم يفعلون ذلك تعبد لصاحب ذلك القبر.
أما من يقول أن هناك من يفعله تحية، يقال أن الإستثناء لا يغير من الحكم شيء، حينما نقول: وجد بعض الناس أنه يفعل هذا تحية لا يريد تعظيم لهذا الرجل، يقال هذا يوجد لا كنه قليل لا يغير من الأصل و مثل هذي الإستثناءات لا تُجعل قسيماً في مسائل العلم.
نظير هذا إذا قلنا بهذا الأصل هذا يفسد علينا كثير من مسائل الدين فالطواف عند البيت الحرام تحية البيت كما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم " الطواف تحية البيت " وجاء عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
وهناك من بعض الجهلة من المسلمين وهم ندرة جداً من يطوف تعظيماً لهذا الحجر، ألا يوجد من الجهلة؟! من يأتي من شرق آسيا وعباد القبور ونحو ذلك من يأتي و يطوف يريد تعبدً لهذا الحجر، هل يجوز أو يسوغ ان نقول ان الطواف عند الكعبة ينقسم إلى قسمين شرك و طاعة لا يجوز هذا.
لهذا يقال ان الأصل في الطواف أنه عبادة، الطواف الأصل فيه أنه يفعلونه عبادة إلا إذا علم من حال قوماً عند ضريح أو قبر أنهم لا يفعلون ذلك عبادة عُرف من عادتهم، فيقال ان الأصل فيهم الإبتداع و ليس الشرك، فهم قد حيوا بتحية ليست على وجهها ويعلمون أن هذا الفعل لا يكون إلا عبادة لله عز وجل فإن بقوا على ذلك قد وقعوا وارتكبوا الشرك والعياذ بالله.
التفصيل جاء في كلام بعضهم، انه يكون تحية ويكون غير ذلك قد جاء في كلام ابن السعدي رحمه الله تعالى وتبعه على ذلك جماعة.أ, هـ
مفرغة من تسجيل صوتي.
ـ[أبو زيد الشمري]ــــــــ[26 - 04 - 07, 03:20 م]ـ
جزيت خيرا يا شيخ نايف.
ما أعظمها من فائدة!!
ـ[بدرالعبدالعزيز]ــــــــ[26 - 04 - 07, 03:55 م]ـ
جزيت خيرا يا شيخ نايف.
ما أعظمها من فائدة
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[30 - 04 - 07, 11:47 ص]ـ
أخي الفاضل نايف:
أنقل لك فتوى اللجنة الدائمة
السؤال الاول من الفتوى رقم (5000):
س 1: ما حكم الاستعانة بقبور الاولياء والطواف بها والتبرك باحجارها والنذر لهم والاظلال على قبورهم واتخاذهم وسيلة عند الله.
ج 1: الاستعانة بقبور الاولياء او النذر لهم او اتخاذهم وسطاء عند الله بطلب ذلك منهم شرك اكبر مخرج من الملة الاسلامية موجب للخلود في النار لمن مات عليه. اما الطواف بالقبور وتظليلها فبدعة يحرم فعلها ووسيلة عظمى لعبادة اهلها من دون الله , وقد تكون شركا اذا قصد ان الميت بذلك يجلب له نفعا او يدفع عنه ضرا او قصد بالطواف التقرب الى الميت.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , واله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة
عبد الرزاق عفيفي
عضو
عبد الله بن غديان
عضو
عبد الله بن قعود
ـ[بدرالعبدالعزيز]ــــــــ[01 - 05 - 07, 06:29 م]ـ
غفر الله للشيخ العلامة ابن باز
وللجنة الدائمة
وبارك الله فيك أخي ابو دوسر
ولكن الطواف عبادة وتخصيصها لغير الله عز وجل شرك أكبر
غفر الله للجميع
والله أعلم و أحكم.
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[02 - 05 - 07, 11:05 ص]ـ
أخي الفاضل بدر العبد العزيز
وفيك بارك الله
وقولك (ولكن الطواف عبادة وتخصيصها لغير الله عز وجل شرك أكبر)
وهذا لا أخالفك فيه ولا أظن اللجنة تقول بخلاف قولك
فتخصيص العبادة لغير الله شرك
ولكن إذا خص الله وحده بالعبادة في حال طوافه بالقبر هل نعتبره شرك؟
اللجنة ذهبت إلى أنه بدعة محرمة وليس شركا
فقالت (اما الطواف بالقبور وتظليلها فبدعة يحرم فعلها ووسيلة عظمى لعبادة اهلها من دون الله)
أما لو خص المقبور بالعبادة فهو شرك
(وقد تكون شركا اذا قصد ان الميت بذلك يجلب له نفعا او يدفع عنه ضرا او قصد بالطواف التقرب الى الميت)
فإذا قصد بالطواف التقرب إلى الميت فهو شرك
وأما إذا قصد بالطواف بالقبر التقرب إلى الله - تبارك وتعالى- فهو بدعة محرمة لأنه استحدث عبادة لم يأتي بها النبي صلى الله عليه وسلم
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/203)
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[22 - 03 - 10, 03:49 م]ـ
ما هي أقوال علماء الأحناف في الطواف حول شيء مثل ما يفعله كثير من السياح مثل ما في هذه الصورة
*****
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 06:00 م]ـ
من هذا التفريق عند اللجنة يفهم أنه ليس كل أشكال العبادة التي تخالف الوجه الشرعي تكون شركا في العبادة ... فتكون بعضها بدعة دون الشرك ... والمثال الطواف حول شيء ما: إن كان يقصد به التعظيم لله يكون بدعة وإن كان يقصد تعظيم غير الله يكون شركا ....
الفار ق النية ....
فهل نستعمل نفس الفارق في بقية العبادات؟
مثل السجود والركوع والدعاء والذبح والنضر.
ـ[إبراهيم بن سعيد بن سليمان]ــــــــ[25 - 03 - 10, 09:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 03 - 10, 09:56 م]ـ
جزاكم الله خير ..
لكن يا أخي الكريم أنت ذكرت قول الشيخ الغنيمان ورده على من يقول بالتقسيم بأنه من قول المرجئة وهو قول من أبطل الباطل!!
ثم نقلت مباشرة قول الشيخ الطريفي يناقض قول الشيخ الغنيمان، ثم نقل الإخوة قول اللجنة برئاسة ابن باز وهو أيضا يناقض قول الشيخ الغنيمان حفظه الله بل ويقول أن قولهم من قول المرجئة وهو أبطل الباطل، حسب ما فهمت إن لم أخطئ؟ ..
إذا مالراجح في المسألة؟؟ هل يعتبر القصد في نية الطائف وقصده، أم فقط نية الطواف الذي هو عبادة كافي في الحكم عليه بأنه مشرك شركا أكبر ..
وما قلتُ هذا يا أخي الكريم إلا لإرادتي الفائدة، وإلا بستطاعتي أن أقول جزاك الله خير وأغلق الصفحة وأنا محتار!! فلنحرر المسألة بأدلة كلا القولين ونرجح ..
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[27 - 03 - 10, 01:07 ص]ـ
حتى المرجئة عندهم بعض الاعمال تقون مقام الحجود دون اعتبار النية
يقول العلامة الكشميري الحنفي رحمه الله: (وههنا إشكالٌ يردُ على الفقهاءِ والمتكلمين وهو أن بعضَ أفعال الكفر قد توجد من المُصدِّق، كالسجود للصنم والاستخفاف بالمصحف، فإن قلنا: إنه كافر، ناقض قولنا: إن الإيمان هو التصديق. ومعلومٌ أنه بهذه الأفعال لم ينسلخ عن التصديق، فكيف يُحْكم عليه بالكفر؟ وإن قلنا: إنه مسلم، فذلك خلافُ الإجماع. وأجاب عنه القسطلاني تبعاً للجُرْجَاني: أنه كافر قضاءً، ومسلم دِيَانَة. وهذا الجواب باطلٌ مما لا يُصْغى إليه، فإنه كافر دِيَانة وقضاءً قطعاً، فالحق في الجواب ما ذكره ابن الهمام رحمه الله تعالى، وحاصله: أن بعض الأفعال تقوم مَقَام الجحود، نحو العلائم المختصة بالكفر، وإنما يجب في الإيمان التبرؤ عن مثلها أيضاً، كما يجب التبرؤ عن نفس الكفر. ولذا قال تعالى: {لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَنِكُمْ} (التوبة: 66)، في جواب قولهم: {إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} (التوبة: 65)، لم يقل: إنكم كذبتم في قولكم، بل أخبرهم بأنهم بهذا اللعب والخوض اللذين من أخصِّ علائم الكفر خلعوا رِبْقَةَ الإسلام عن أعناقهم، وخرجوا عن حِمَاهُ إلى الكفر، فدل على أنّ مثلَ تلك الأفعال إذا وجدت في رجل يُحكم عليه بالكفر، ولا يُنظر إلى تصديقه في قلبه، ولا يلتفت إلى أنها كانت منه خوضاً وهزأً فقط، أو كانت عقيدة. ومن ههنا تسمعهم يقولون: إن التأويل في ضروريات الدين غيرَ مقبول، وذلك لأن التأويلَ فيها يُساوِق الجحود وبالجملة: إن التصديق المجامعُ مع أخصِّ أفعال الكفر، لم يعتبره الشرع تصديقاً، فمن أتى بالأفعال المذكورة فكأنه فاقدٌ للتصديق عنده وأوضحه الجصَّاص، فراجعه.) إهـ فيض الباري شرح صحيح البخاري.
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[27 - 03 - 10, 10:11 ص]ـ
كما هو مقرر إن علّق التمائم للدفع أو الرفع فإنه شرك أصغر إن اعتقد أنها سبب
وإذا دعا دعاءً فيه شرك وهو ربما لا يعرف معناها كما هو عندنا قبل الخروج يقولون لا اله الا الله خير الخلاص لا اله الا الله يا خضر إلياس
ولكن لا يفهم معناه ويعتقد أن الله سيحفظه بهذا الدعاء
او يفهم ولكن يعتقد أن الله جعل الخضر وإلياس أشخاص لإعانته في الطريق وحفظ السائر وإرشاد الضال
فما الفرق بين هذا وبين اعتقاد سببية التمائم؟
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[27 - 03 - 10, 01:03 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/204)
الله تبارك وتعالى قال في الكتاب: (وليطوفوا بالبيت العتيق) ولكن الله تبارك وتعالى لم يقل: (وليطوفوا بالقبر العتيق) فالقرآن يشهد بأن هذا الفعل بعيد عن الدين والإسلام وليس بالإسلام في شيء .. والله أعلم ..
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[30 - 03 - 10, 09:47 م]ـ
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله، ما نصه: " كنت جالسا مع إخوة لي من أبناء وطني من صعيد مصر، فقالوا لي: يوجد عندنا مقام لأبي الحسن الشاذلي من طاف به سبع مرات كانت له عمرة، ومن طاف به عشر مرات كان له حجة، ولا يلزمه الذهاب إلى مكة، فقلت لهم: إن هذا الفعل كفر بل شرك -والعياذ بالله- فهل أنا مصيب؟ وبماذا تنصحون من ينخدع بذلك؟
الجواب: نعم قد أحسنت، لا يجوز الطواف بالقبور، لا بقبر أبي الحسن الشاذلي، ولا بقبر البدوي، ولا بقبر الحسين، ولا بالسيدة زينب، ولا بالسيدة نفيسة ولا بقبر من هو أفضل منهم، لأن الطواف عبادة لله وإنما يكون بالكعبة خاصة، ولا يجوز الطواف بغير الكعبة أبدا، وإذا طاف بقبر أبي الحسن الشاذلي أو بمقامه يتقرب إليه بالطواف، صار شركا أكبر، وليس هو يقوم مقام حجة، ولا مقام عمرة، بل هو كفر وضلال، ومنكر عظيم، وفيه إثم عظيم.
فإن كان طاف يحسب أنه مشروع، ويطوف لله لا لأجل أبي الحسن فهذا يكون بدعة ومنكرا، وإذا كان طوافه من أجل أبي الحسن ومن أجل التقرب إليه فهو شرك أكبر- والعياذ بالله- وهكذا دعاؤه والاستغاثة بأبي الحسن الشاذلي، أو النذر له، أو الذبح له، كله كفر أكبر -نعوذ بالله- ... فالدعاء والاستغاثة بالأموات، والذبح لهم، والنذر لهم، والتوكل عليهم، أو اعتقاد أنهم يعلمون الغيب، أو يتصرفون في الكون، أو يعلمون ما في نفوس أصحابهم، والداعين لهم، والطائفين بقبورهم، كل هذا شرك أكبر -نعوذ بالله من ذلك- فالغيب لا يعلمه إلا الله؛ لا يعلمه الأنبياء ولا غيرهم، وإنما يعلمون من الغيب ما علمهم الله إياه، ويقول الله سبحانه وتعالى: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ [النمل: 65].
فمن زعم أن شيخه يعلم الغيب، أو يعلم ما في نفس زائره، أو ما في قلب زائره فهذا كفر أكبر- والعياذ بالله- فالغيب لله وحده سبحانه وتعالى، وكذلك إذا عكف على القبر يطلب فضل صاحب القبر، ويطلب أن يثيبه أو يدخله الجنة بالجلوس عند قبره، أو بالقراءة عند قبره، أو بالاستغاثة به أو نذره له، أو صلاته عنده، أو نحو ذلك، فهذا كفر أكبر.
فالحاصل أن الواجب على المؤمن أن يحذر الشرك كله وأنواعه، والقبور إنما تؤتى للزيارة، يزورها المؤمن للدعاء لهم، والترحم عليهم، فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يغفر الله لنا ولكم يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية وهكذا.
أما أن يدعوهم مع الله، أو يستغيث بهم، أو ينذر لهم، أو يتقرب إليهم بالذبائح بالبقر، أو بالإبل، أو بالغنم، أو بالدجاج فكل هذا كفر أكبر- والعياذ بالله- فالواجب الحذر والواجب التفقه في الدين، المسلم عليه أن يتفقه في دينه حتى لا يقع في الشرك والمعاصي.
وعلماء السوء علماء ضلالة يضلون الناس ويغشونهم، فالواجب على علماء الحق أن يتقوا الله وأن يعلموا الناس من طريق الخطب والمواعظ وحلقات العلم، ومن طريق الإذاعة، ومن طريق الكتابة والصحافة، ومن طريق التلفاز، يعلمون الناس دينهم ويرشدونهم إلى الحق حتى لا يعبدوا الأموات، ولا يستغيثوا بهم، وحتى لا يطوفوا بقبورهم، وحتى لا يتمسحوا بها، وحتى لا ينذروا لها وحتى لا يقعوا بالمعاصي.
والقبور تزار للذكرى؛ لذكر الآخرة، وذكر الموت، وللدعاء للميت والترحم عليه كما تقدم، أما أن يطاف بقبره أو يدعى من دون الله أو يستغاث به، أو يجلس عنده للصلاة، فهذا لا يجوز، والجلوس عند قبره للصلاة عنده أو للقراءة عنده بدعة، وإذا كان يصلي له كان كفرا أكبر، فإن صلى لله وقرأ لله يطلب الثواب من الله، ولكن يرى أن القبور محل جلوس لهذه العبادات صار بدعة فالقبور ليست محل جلوس للصلاة أو للقراءة، ولكنها تزار للدعاء للأموات، والترحم عليهم، مثلما زارهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
فالنبي كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وكان إذا زار البقيع يقول: اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ويترحم عليهم، وهذه هي الزيارة الشرعية، فيجب الحذر مما حرم الله مما أحدثه عباد القبور، وأحدثه الجهال، مما يضر ولا ينفع بل يوقع أصحابه في الشرك الأكبر- ولا حول ولا قوة إلا بالله " انتهى من "فتاوى نور على الدرب". (1/ 304)
وسئلت اللجنة الدائمة (1/ 206): " ما حكم الطواف حول أضرحة الأولياء، أو الذبح للأموات أو النذر، ومن هو الولي في حكم الإسلام، وهل يجوز طلب الدعاء من الأولياء أحياء كانوا أم أمواتا؟
فأجابت: الذبح للأموات أو النذر لهم شرك أكبر، والولي: من والى الله بالطاعة ففعل ما أمر به وترك ما نهي عنه شرعا ولو لم تظهر على يده كرامات، ولا يجوز طلب الدعاء من الأولياء أو غيرهم بعد الموت، ويجوز طلبه من الأحياء الصالحين، ولا يجوز الطواف بالقبور، بل هو مختص بالكعبة المشرفة، ومن طاف بها يقصد بذلك التقرب إلى أهلها كان ذلك شركا أكبر، وإن قصد بذلك التقرب إلى الله فهو بدعة منكرة، فإن القبور لا يطاف حولها ولا يصلى عندها ولو قصد وجه الله " انتهى.(40/205)
سؤال مهم عن الشيخ البوطي
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[25 - 04 - 07, 11:45 م]ـ
ما حكم الإسلام في الشيخ البوطي وما منهجه وعقيدته وجزاكم الله خيراً
ـ[حامد تميم]ــــــــ[30 - 04 - 07, 01:32 ص]ـ
هذا الرجل عدو لدعوة السلفية والسلفيين، وقد آذى الشيخ الألباني وتلاميذه في الشام.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[30 - 04 - 07, 02:00 ص]ـ
ينظر في هذين الرابطين، وإن كنت أنصح الإخوان جميعاً باستخدام مؤشرات البحث؛ للبحث عن بغيتهم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63500&highlight=%22%C7%E1%C8%E6%D8%ED%22
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67351&highlight=%22%C7%E1%C8%E6%D8%ED%22
وينظر هذه الروابط أيضاً:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74263&highlight=%22%C7%E1%C8%E6%D8%ED%22
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41873&highlight=%22%C7%E1%C8%E6%D8%ED%22
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41816&highlight=%22%C7%E1%C8%E6%D8%ED%22
أخوكم / أبومحمد.(40/206)
أين اجد بحثاً أو كتاباً على الانترنت عن الرأسمالية في أسرع وقت ممكن وجزاكم الله خيراً
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[25 - 04 - 07, 11:55 م]ـ
أين اجد بحثاً أو كتاباً على الانترنت عن الرأسمالية في أسرع وقت ممكن وجزاكم الله خيراً.
ـ[ابن اليماني]ــــــــ[26 - 04 - 07, 12:38 ص]ـ
هذا بحث عن الرأسمالية
الرأسمالية
إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي
التعريف:
الرأسمالية نظام اقتصادي ذو فلسفة اجتماعية وسياسية، يقوم على أساس إشباع حاجات الإنسان الضرورية والكمالية، وتنمية الملكية الفردية والمحافظة عليها، متوسعاً في مفهوم الحرية، معتمداً على سياسة فصل الدين (*) نهائياً عن الحياة. ولقد ذاق العلم بسببه ويلات كثيرة نتيجة إصراره على كون المنفعة واللذة هما أقصى ما يمكن تحقيقه من السعادة للإنسان. وما تزال الرأسمالية تمارس ضغوطها وتدخلها السياسي والاجتماعي والثقافي وترمي بثقلها على مختلف شعوب الأرض.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
= كانت أوروبا محكومة بنظام الإمبراطورية الرومانية التي ورثها النظام الإقطاعي Feudal System.
= لقد ظهرت ما بين القرن الرابع عشر والسادس عشر الطبقة البرجوازية (*) Bourgeois تالية لمرحلة الإقطاع ومتداخلة معها.
= تلت مرحلة البرجوازية مرحلة الرأسمالية وذلك منذ بداية القرن السادس عشر ولكن بشكل متدرج.
= فقد ظهرت أولاً الدعوة إلى الحرية (*) Liberation وكذلك الدعوة إلى إنشاء القوميات اللادينية.
= ظهر المذهب الحر (الطبيعي (*)) في النصف الثاني من القرن الثامن عشر في فرنسا حيث ظهر الطبيعيون Phisiocrates Les ومن أشهر دعاة هذا المذهب:
- فرنسوا كنزني Francois Quensnay 1694 – 1778 م ولد في فرساي بفرنسا، وعمل طبيباً في بلاط لويس الخامس عشر، لكنه اهتم بالاقتصاد وأسس المذهب الطبيعي، فلقد نشر في سنة 1756م مقالين عن الفلاحين وعن الجنوب، ثم أصدر في سنة 1758م الجدول الاقتصادي Tableau Economique وشبَّه فيه تداول المال داخل الجماعة بالدورة الدموية. وقد قال ميرابو حينذاك عن هذا الجدول بأنه: "يوجد في العالم ثلاثة اختراعات عظيمة هي الكتابة والنقود والجدول الاقتصادي).
- جول لوك Jonn Locke 1632 – 1704 م صاغ النظرية الطبيعية الحرة حيث يقول عن الملكية الفردية: "وهذه الملكية حق من حقوق الطبيعة وغريزة تنشأ مع نشأة الإنسان، فليس لأحد أن يعارض هذه الغريزة".
- ومن ممثلي هذا الاتجاه أيضاً تورجو Turgot وميرابو Mirabour وجان باتست ساي J.B. Say وباستيا.
= ظهر بعد ذلك المذهب (*) الكلاسيكي الذي تبلورت أفكاره على أيدي عدد من المفكرين من أبرزهم:
= آدم سميث A. Smith 1723 – 1790 م وهو أشهر الكلاسيكيين على الإطلاق، ولد في مدينة كيركالدي في اسكوتلنده، ودرس الفلسفة (*)، وكان أستاذاً لعلم المنطق (*) في جامعة جلاسجو. سافر إلى فرنسا سنة 1766م والتقى هناك بأصحاب المذهب الحر. وفي سنة 1776م أصدر كتاب بحث في طبيعة وأسباب ثروة الأمم هذا الكتاب الذي قال عنه أحد النقاد وهو أدمون برك: "إنه أعظم مؤلف خطه قلم إنسان".
- دافيد ريكاردو David ricardo 1772 – 1823 م قام بشرح قوانين توزيع الدخل في الاقتصاد (*) الرأسمالي، وله النظرية المعروفة باسم قانون تناقص الغلة ويقال بأنه كان ذا اتجاه فلسفي ممتزج بالدوافع الأخلاقية لقوله: "إن أي عمل يعتبر منافياً للأخلاق ما لم يصدر عن شعور بالمحبة للآخرين".
- جون استيوارت مل J. Stuart Mill 1806 – 1873 م يعدُّ حلقة اتصال بين المذهب الفردي والمذهب الاشتراكي (*) فقد نشر سنة 1836م كتابه مبادىء الاقتصاد السياسي.
- اللورد كينز
قال الشيخ الألباني :
eyns 1883 – 1946 م صاحب النظرية التي عرفت باسمه التي تدور حول البطالة (*) والتشغيل وقد تجاوزت غيرها من النظريات إذ يرجع إليه الفضل في تحقيق التشغيل الكامل للقوة العاملة في المجتمع الرأسمالي. وقد ذكر نظريته هذه ضمن كتابه النظرية العامة في التشغيل والفائدة والنقود الذي نشره سنة 1936م.
- دافيد هيوم 1711 – 1776م صاحب نظرية النفعية Pragmatism التي وضعها بشكل متكامل والتي تقول بأن "الملكية الخاصة تقليد اتبعه الناس وينبغي عليهم أن يتبعوه لأن في ذلك منفعتهم".
- أدمون برك من المدافعين عن الملكية الخاصة على أساس النظرية التاريخية أو نظرية تقادم الملكية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/207)
الأفكار والمعتقدات:
= أسس الرأسمالية:
البحث عن الربح بشتى الطرق والأساليب إلا ما تمنعه الدولة لضرر عام كالمخدرات مثلاً.
- تقديس الملكية الفردية وذلك بفتح الطريق لأن يستغل كل إنسان قدراته في زيادة ثروته وحمايتها وعدم الاعتداء عليها وتوفير القوانين اللازمة لنموها واطرادها وعدم تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية إلا بالقدر الذي يتطلبه النظام العام وتوطيد الأمن.
- المنافسة والمزاحمة في الأسواق Perfect Competition.
- نظام حرية الأسعار Price System وإطلاق هذه الحرية وفق متطلبات العرض والطلب، واعتماد قانون السعر المنخفض في سبيل ترويج البضاعة وبيعها.
= أشكال رأسمالية:
- الرأسمالية التجارية التي ظهرت في القرن السادس عشر إثر إزالة الإقطاع، إذ أخذ التاجر يقوم بنقل المنتجات من مكان إلى آخر حسب طلب السوق فكان بذلك وسيطاً بين المنتج والمستهلك.
- الرأسمالية الصناعية التي ساعد على ظهورها تقدم الصناعة وظهور الآلة البخارية التي اخترعها جيمس وات سنة 1770م والمغزل الآلي سنة 1785م مما أدى إلى قيام الثورة الصناعية في إنجلترا أولاً وفي أوروبا عامة إبان القرن التاسع عشر. وهذه الرأسمالية الصناعية تقوم على أساس الفصل بين رأس المال وبين العامل، أي بين الإنسان وبين الآلة.
- نظام الكارتل Cartel System الذي يعني اتفاق الشركات الكبيرة على اقتسام السوق العالمية فيما بينها مما يعطيها فرصة احتكار (*) هذه الأسواق وابتزاز الأهالي بحرية تامة. وقد انتشر هذا المذهب في ألمانيا واليابان.
- نظام الترست Trust System والذي يعني تكون شركة من الشركات المتنافسة لتكون أقدر في الإنتاج وأقوى في التحكم والسيطرة على السوق.
أفكار معتقدات أخرى:
= إن المذهب الطبيعي الذي هو أساس الرأسمالية إنما يدعو إلى أمور منها:
- الحياة الاقتصادية تخضع لنظام طبيعي ليس من وضع أحد حيث يحقق بهذه الصفة نمواً للحياة وتقدماً تلقائياً لها.
- إنه يدعو إلى عدم تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية وأن تقصر مهمتها على حماية الأفراد والأموال والمحافظة على الأمن والدفاع عن البلاد.
- الحرية الاقتصادية لكل فرد حيث إن له الحق في ممارسة واختيار العمل الذي يلائمه وقد عبروا عن ذلك بالمبدأ المشهور: "دعه يعمل دعه يمر" Laser Faire, Laisser Passer.
- إن إيمان الرأسمالية بالحرية (*) الواسعة أدى إلى فوضى في الاعتقاد وفي السلوك مما تولدت عنه هذه الصراعات الغريبة التي تجتاح العالم معبرة عن الضياع الفكري والخواء الروحي.
- إن انخفاض الأجور وشدة الطلب على الأيدي العاملة دفع الأسرة لأن يعمل كل أفرادها مما أدى إلى تفكك عرى الأسرة وانحلال الروابط الاجتماعية فيما بينها.
- من أهم آراء آدم سميث أن نمو الحياة الاقتصادية وتقدمها وازدهارها إنما يتوقف على الحرية الاقتصادية، وتتمثل هذه الحرية في نظره بما يلي:-
- الحرية الفردية التي تتيح للإنسان حرية اختيار عمله الذي يتفق مع استعداداته ويحقق له الدخل المطلوب.
- يرى الرأسماليون بأن الحرية Liberation ضرورية للفرد من أجل تحقيق التوافق بينه وبين المجتمع، ولأنها قوة دافعة للإنتاج، لكونها حقاً إنسانياً يعبر عن الكرامة البشرية.
= عيوب الرأسمالية:
- الرأسمالية نظام وضعي يقف على قدم المساواة مع الشيوعية وغيرها من النظم التي وضعها البشر بعيداً عن منهج الله الذي ارتضاه لعباده ولخلقه من بني الإنسان، ومن عيوبها:
- الأنانية: حيث يتحكم فرد أو أفراد قلائل بالأسواق تحقيقاً لمصالحهم الذاتية دون تقدير لحاجة المجتمع أو احترام للمصلحة العامة.
- الاحتكار (*): إذ يقوم الشخص الرأسمالي باحتكار البضائع وتخزينها حتى إذا ما فقدت من الأسواق نزل بها ليبيعها بسعر مضاعف يبتز به المستهلكين الضعفاء.
- لقد تطرفت الرأسمالية في تضخيم شأن الملكية الفردية كما تطرفت الشيوعية في إلغاء هذه الملكية.
- المزاحمة والمنافسة: إن بنية الرأسمالية تجعل الحياة ميدان سباق مسعور إذ يتنافس الجميع في سبيل إحراز الغلبة، وتتحول الحياة عندها إلى غابة يأكل القوي فيها الضعيف، وكثيراً ما يؤدي ذلك إلى إفلاس المصانع والشركات بين عشية وضحاها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/208)
- إبتزاز الأيدي العاملة: ذلك أن الرأسمالية تجعل الأيدي العاملة سلعة خاضعة لمفهومي العرض والطلب مما يجعل العامل معرضاً في كل لحظة لأن يُستبدَل به غيره ممن يأخذ أجراً أقل أو يؤدي عملاً أكثر أو خدمة أفضل.
- البطالة (*): وهي ظاهرة مألوفة في المجتمع الرأسمالي، وتكون شديدة البروز إذا كان الإنتاج أكثر من الاستهلاك مما يدفع بصاحب العمل إلى الاستغناء عن الزيادة في هذه الأيدي التي تثقل كاهله.
- الحياة المحمومة: وذلك نتيجة للصراع القائم بين طبقتين إحداهما مبتزة يهمها جمع المال من كل السبل وأخرى محروقة تبحث عن المقومات الأساسية لحياتها، دون أن يشملها شيء من التراحم والتعاطف المتبادل.
- الاستعمار (*): ذلك أن الرأسمالية بدافع البحث عن المواد الأولية، وبدافع البحث عن أسواق جديدة لتسويق المنتجات تدخل في غمار استعمار الشعوب والأمم استعماراً اقتصاديّاً أولاً وفكريًّا وسياسيًّا وثقافيًّا ثانياً، وذلك فضلاً عن استرقاق الشعوب وتسخير الأيدي العاملة فيها لمصلحتها.
- الحروب والتدمير: فلقد شهدت البشرية ألواناً عجيبة من القتل والتدمير وذلك نتيجة طبيعية للاستعمار الذي أنزل بأمم الأرض أفظع الأهوال وأشرسها.
- الرأسماليون يعتمدون على مبدأ الديمقراطية في السياسة والحكم، وكثيراً ما تجنح الديمقراطية مع الأهواء بعيدة عن الحق والعدل والصواب، وكثيراً ما تستخدم لصالح طائفة الرأسماليين أو من يسمون أيضاً (أصحاب المكانة العالية).
- إن النظام الرأسمالي يقوم على أساس ربوي، ومعروف أن الربا هو جوهر العلل التي يعاني منها العالم أجمع.
- إن الرأسمالية تنظر إلى الإنسان على أنه كائن مادي وتتعامل معه بعيداً عن ميوله الروحية والأخلاقية، داعية إلى الفصل بين الاقتصاد وبين الأخلاق.
- تعمد الرأسمالية إلى حرق البضائع الفائضة، أو تقذفها في البحر خوفاً من أن تتدنى الأسعار لكثرة العرض، وبينما هي تقدم على هذا الأمر تكون كثير من الشعوب أشدَ معاناة وشكوى من المجاعات التي تجتاحها.
- يقوم الرأسماليون بإنتاج المواد الكمالية ويقيمون الدعايات الهائلة لها دونما التفات إلى الحاجات الأساسية للمجتمع ذلك أنهم يفتشون عن الربح والمكسب أولاً وأخراً.
- يقوم الرأسمالي في أحيان كثيرة بطرد العامل عندما يكبر دون حفظ لشيخوخته إلا أن أمراً كهذا أخذت تخف حدته في الآونة الأخيرة بسبب الإصلاحات التي طرأت على الرأسمالية والقوانين والتشريعات التي سنتها الأمم لتنظيم العلاقة بين صاحب رأس المال والعامل.
= الإصلاحات التي طرأت على الرأسمالية:
- كانت إنجلترا حتى سنة 1875م من أكبر البلاد الرأسمالية تقدماً. ولكن في الربع الأخير من القرن التاسع عشر ظهرت كل من الولايات المتحدة وألمانيا، وبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت اليابان.
- في عام 1932م باشرت الدولة تدخلها بشكل أكبر في انجلترا، وفي الولايات المتحدة زاد تدخل الدولة إبتداء من سنة 1933م، وفي ألمانيا بدءً من العهد الهتلري وذلك لأجل المحافظة على استمرارية النظام الرأسمالي.
- لقد تمثل تدخل الدولة في المواصلات والتعليم ورعاية حقوق المواطنين وسن القوانين ذات الصبغة الاجتماعية، كالضمان الاجتماعي والشيخوخة والبطالة (*) والعجز والرعاية الصحية وتحسين الخدمات ورفع مستوى المعيشة.
- لقد توجهت الرأسمالية هذا التوجه الإصلاحي الجزئي بسبب ظهور العمال كقوة انتخابية في البلدان الديمقراطية وبسبب لجان حقوق الإنسان، ولوقف المد الشيوعي الذي يتظاهر بنصرة العمال ويدعي الدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم.
الجذور الفكرية والعقائدية:
= تقوم جذور الرأسمالية على شيء من فلسفة الرومان القديمة، يظهر ذلك في رغبتها في امتلاك القوة وبسط النفوذ والسيطرة.
= لقد تطورت متنقلة من الإقطاع إلى البرجوازية (*) إلى الرأسمالية وخلال ذلك اكتسبت أفكاراً ومبادىء مختلفة تصب في تيار التوجه نحو تعزيز الملكية الفردية والدعوة إلى الحرية.
= قامت في الأصل على أفكار المذهب الحر والمذهب الكلاسيكي.
= إن الرأسمالية تناهض الدين (*) متمردة على سلطان الكنيسة (*) أولاً وعلى كل قانون أخلاقي أخيراً.
= لا يهم الرأسمالية من القوانين الأخلاقية إلا ما يحقق لها المنفعة ولا سيما الاقتصادية منها على وجه الخصوص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/209)
= كان للأفكار والآراء التي تولدت نتيجة للثورة الصناعية في أوروبا دور بارز في تحديد ملامح الرأسمالية.
= تدعو الرأسمالية إلى الحرية (*) وتتبنى الدفاع عنها، لكن الحرية السياسية تحولت إلى حرية أخلاقية واجتماعية، ثم تحولت هذه بدورها إلى إباحية.
الانتشار ومواقع النفوذ:
= ازدهرت الرأسمالية في إنجلترا وفرنسا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وفي معظم العالم الغربي.
= كثير من دول العالم تعيش في جو من التبعية إما للنظام الشيوعي وإما للنظام الرأسمالي، وتتفاوت هذه التبعية بين التدخل المباشر وبين الاعتماد عليهما في الشؤون السياسية والمواقف الدولية.
= وقف النظام الرأسمالي مثله كمثل النظام الشيوعي إلى جانب إسرائيل دعماً وتأييداً بشكل مباشر أو غير مباشر.
ويتضح مما سبق:
أن الرأسمالية مذهب (*) مادي جشع يغفل القيم الروحية في التعامل مع المال مما يزيد الأغنياء غنى والفقراء فقراً. وتعمل أمريكا الآن باعتبارها زعيمة هذا المذهب (*) على ترقيع الرأسمالية في دول العالم الثالث بعد أن انكشفت عوارها ببعض الأفكار الاشتراكية (*)، محافظة على مواقعها الاقتصادية، وكي تبقى سوقاً للغرب الرأسمالي وعميلاً له في الإنتاج والاستهلاك والتوزيع. وما يراه البعض من أن الإسلام يقترب في نظامه الاقتصادي من الرأسمالية خطأ واضح يتجاهل عدداً من الاعتبارات:
= أن الإسلام نظام رباني يشمل أفضل ما في الأديان والمذاهب من إيجابيات ويسلم ممَّا فيها من سلبيات إذ أنه شريعة الفطرة تحلل ما يصلحها وتحرم ما يفسدها.
= أن الإسلام وجد وطبق قبل ظهور النظم الرأسمالية والاشتراكية، وهو نظام قائم بذاته، والرأسمالية تنادي بإبعاد الدين (*) عن الحياة، وهو أمر مخالف لفطرة الإنسان، كما تزن أقدار الناس بما يملكون من مال، والناس في الإسلام يتفاضلون بالتقوى.
= ترى الرأسمالية أن الخمر والمخدرات تلبي حاجات بعض أفراد المجتمع، وكذلك الأمر بالنسبة لخدمات راقصة البالية، وممثلة المسرح، وأندية العراة، ومن ثم تسمح بها دون اعتبار لما تسببه من فساد، وهي أمور لا يقرها الضمير الإسلامي. وفي سبيل تنمية رأس المال تسلك كل الطرق دونما وازع أخلاقي مانع فالغاية عندهم دائماً تبرر الوسيلة.
= النواحي الاقتصادية في الإسلام مقيدة بالشرع وما أباحه أو حرمه ولا يصح أن نعتبر الأشياء نافعة لمجرد وجود من يرغب في شرائها بصرف النظر عن حقيقتها واستعمالها من حيث الضرر أو النفع.
= القول بأن الندرة النسبية هي أصل المشكلة الاقتصادية قول مخالف للواقع فالمولى سبحانه وتعالى خلق الكون والإنسان والحياة وقدر الأقوات بما يفي بحياة البشرية، وقدّر الأرزاق وأمر بالتكافل بين الغني والفقير.
= أدى النظام الرأسمالي إلى مساوىء وويلات، وأفرز ما يعانيه العالم من استعمار ومناطق نفوذ وغزو اقتصادي ووضع معظم ثروات العالم في أيدي الاحتكارات (*) الرأسمالية وديون تراكمية.
------------------------------------------------------------
مراجع للتوسع:
- أسس الاقتصاد بين الإسلام والنظم المعاصرة، تأليف أبي الأعلى المودودي- ترجمة محمد عاصم حداد – ط3 – 1391هـ/1971م مطبعة الأمان – لبنان.
- المذاهب الاقتصادية الكبرى، تأليف جورج سول – ترجمة راشد البراوي.
- الأنظم الاقتصادية في العالم، د. أحمد شلبي – ط1 – النهضة المصرية – 1976م
- معركة الإسلامية والرأسمالية، سيد قطب – ط2 – مطبعة دار الكتاب العربي – 1371هـ/1952م.
- الاقتصاد في الإسلام، حمزة الجميعي الدهومي – ط1 – مطبعة التقدم بالقاهرة – 1399هـ/1978م.
- الاقتصاد الإسلامي، مفاهيم ومرتكزات، د. محمد أحمد صقر – ط1 – مطابع سجل العرب – نشر دار النهضة العربية بالقاهرة – 1398هـ/ 1978م.
- اقتصادنا، محمد باقر الصدر – دار الكتاب اللبناني – دار الكتاب المصري – 1398هـ/1977م.
- فلسفتنا، محمد باقر الصدر – دار التعارف للمطبوعات – بيروت – لبنان – 1379هـ.
- الاقتصاد الإسلامي، المركز العالمي للأبحاث والاقتصاد – ط1 - 1400هـ/1980م.
- حركات ومذاهب في ميزان الإسلام، فتحي يكن – مؤسسة الرسالة – ط2 - 1397هـ/1977م.
- حكم الإسلام في الرأسمالية، د. محمود الخالدي.
المراجع الأجنبية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/210)
- D. Villey: A La recherche d’une Doctrine Economiques, Ed.; Genen, Paris, 1967.
- J. Marchal: “ Cours D’economie politique” paris 1956.
- J.J.
قال الشيخ الألباني :
enes, General Theory of Employment, Interst and Money (Harcourt, Brace and Company. 1933).
- George N. Halm, Economic: A Comparative Analysis, Hotlt, rinchart & Winston Ltd. New York.
- Gunnar Myrdal, Against The Stream, Published by Pantheon press, Cambridge University Press 1972.
- Lord Bowdan and S.T.S Al- Hasani “The profit and the loss or a fair share of the proceeds. The Guradian, Thursday. June 5 – 1975.
- Abdul – Hamid Ahmad Abu Sulayman: The Theory of the Economics of Islam, Proceedings of the Third East Coast regional Conference. Theme contermporary Aspects of Economic and social Thinking in Islam, Moslem Students Association, Holiday Hills, April 12, 1968. PP. 26 – 83.
- Adam Smith, The Wealth of Nations.
- Encyclopaedia Britannica, Vol 2, P. 535, 1976.
المصدر
http://saaid.net/feraq/mthahb/115.htm
وهذا مقال ايضا
ملكية الوحدة الاجتماعية في النمط الاسلامي العربي
لم تقم الملكية في التاريخ العربي الاسلامي حتى بدايات التغلغل الاستعماري في القرن التاسع عشر، على أساس نمط الملكية الجرمانية الفردية التي تحدث عنه ماركس باعتباره نموذج الملكية في النمط الحضاري التاريخي الأوروبي. ولم تعتبر الملكية الفردية ملكية مقدسة أو مطلقة يحق للمالك التصرف بها بيعاً وتوريثاً وحتى تدميراً كما تنص أصول القانون الروماني. إن ألوان الملكية التي عرفتها هذه البلاد قامت على أساس التصرف والاستخلاف غالباً وفقاً للشرع الاسلامي. وامتازت، بوجود عدة أنماط من الملكية تراوحت من ملكية الوحدات الاجتماعية، إلى ملكية الأرض المشاع والمرافق العامة إلى ملكية الدولة، إلى الملكية الفردية، إلى ملكية الوقف الذري والخيري. ولكنها جميعها تنبثق من النظرية الاسلامية القرآنية وهي خلافة الانسان للأرض ومسؤوليته في إعمارها واعتبارها جسر العبور إلى الآخرة.
إن نمط الملكية الاجتماعية التي تصرفت بها الوحدات الاجتماعية، مثلاً ملكية الأراضي التابعة لقبيلة أو عشيرة أو عائلة، أو قرية أو ناحية أو منطقة أو نمط ملكية المشاع أو ملكية الوقف العام لعموم المسلمين أو لفئات محددة منهم، يشكل النمط الأقرب إلى دراسة حالة تسيير ذاتي وعلاقة إنتاجية واجتماعية وسياسية مشتركة. كانت الجماعة الاسلامية المعنية تقوم من خلال أهل الحل والعقد بإدارة العملية الإنتاجية وإعادة توزيع حق التصرف المحدد لفترة معينة في الأرض المشاع أو الوقفية العامة، فضلاً عن إنجاز القرارات الأساسية المتعلقة بها. وأهل الحل والعقد هؤلاء من العلماء ورؤوس العائلات والعشائر ومن عرفوا بالحكمة والتجربة والنفوذ الشعبي. ولم يكن دورهم في حياة القرية يحمل طابع لجنة مشرفة على تعاونية وإنما كانوا يجمعون تحت قيادتهم مختلف الجوانب كما أن رابطتهم مع القاعدة الشعبية أو المنتجين تتعدى العلاقة الاقتصادية والإدارية لتشمل العقيدة والفكر والسياسة ومعالجة مختلف المشاكل. وقد بقي هذا النمط سائداً في الريف الاسلامي إلى أن بدأ الاستعمار يضغط على الدولة العثمانية لفرض قوانين تسمح بتحطيم الملكية الاجتماعية والعامة والوقفية ولم يأخذ بالزوال إلا بعد تمزيق الدولة العثمانية وقيام الحكومة الاستعمارية بإعادة توزيع الأرض وتسجيل ملكيتها على أساس فردي، في الأغلب، لا على أساس ملكيات كبيرة. إن التحضر في هذه المناطق لم ينتقل كما حدث في مجتمع روما القديمة أو أثينا إلى نظام الملكية الفردية الذي اتخذ شكل النظام العبودي والإقطاعي أو الرأسمالي وإنما بقيت القبيلة ومتفرعاتها متماسكة، وتشكل أساس الوحدة الاجتماعية التي تسكن المدن وتشتغل في التجارة أو الحرف أو تمارس السلطة السياسية والعسكرية. أو تلك التي تسكن القرى وتمارس الزراعة وتربية الحيوانات والصناعات الناتجة عن المجتمع الزراعي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/211)
لهذا لم يكن مسار التطور باتجاه تحول الملكية إلى ملكية فردية يملكها السيد بينما يحرم غالبية المجتمع من الملكية. وإنما كان التوجه أن تبقى الملكية للوحدة الاجتماعية التي حافظت في داخلها على روابط الدم والقرابة. أما زعيم القبيلة فليس السيد المالك وأعضاء القبيلة ليسوا العبيد، وإنما هو رأس الوحدة الاجتماعية بمعنى راعيها وحكيمها وزعيمها والممثل لقيمها. ومن ثم تقوم علاقة بها على أساس مختلف تماماً عن علاقة السيد بالعبيد، إنها أقرب ما تكون علاقة أفراد العائلة الواحدة، دون أن يعني ذلك (المساواتية) أو عدم تمتعه بامتيازات نابعة من مكانته على رأس الوحدة الاجتماعية. ولهذا يقوم هذا النمط على أساس من التعاون والتكافل والتسيير الذاتي، إذا صح التعبير، والعمل المشترك.
ولكن هذا التقسيم يعاد فينظر فيه كل عام أو أكثر وفقاً لأصول معينة أيضاً، فتوزع الأرض من جديد للتصرف في الملكية العامة على العائلات والأفراد المنضوين ضمن الوحدة الاجتماعية المحددة. كما أن دفع الضريبة للحاكم سواء جمعها باسم الدولة أو اقتطعته الدولة تلك الأراضي فقد كانت تتم بصورة جماعية لا بصورة فردية. فالعلاقة بين السلطة والفرد غير مباشرة لأن العلاقة المباشرة هي بين السلطة أو المقتطعة له الأرض والوحدة الاجتماعية. فالمنتجون لا يتبعون له كما الحال في أنظمة العبودية والقنانة والأجر. فعلاقته بهم أقرب ما تكون لعلاقة جابي الضريبة ولكن حتى هذه كانت تمر عبر أهل الحل والعقد أو من ينوب عنهم. لهذا يجب أن يفرق هنا تفريقاً حاسماً بين الاقطاع الذي ورد في الحياة الاقتصادية للمجتمعات الاسلامية العربية وبين الاقطاع الذي هو ترجمة عربية مشوشة لكلمة (فيودالي) في الغرب لأن الاقطاع أو الاقتطاع هنا هو أقرب ما يكون إلى التزام جمع الضريبة منه إلى ملكية الأرض على الطريقة الجرمانية. لأن رقبة الأرض في أغلب البلاد العربية هي أرض عنوة وفقاً للشرع الاسلامي تدخل ضمن المشاع والوقف لكل المسلمين. ومن ثم لا يحق تمليكها شرعاً لفرد (فيودالي) ولا حتى يحق للدولة أن تدعي ملكيتها والتصرف بها باعتبارها كذلك.
إن هذا النمط من الملكية والعلاقات الإنتاجية والحياة الاجتماعية والسياسية لا يجوز أن ينظر إليه باعتباره نمطاً بدائياً أو مشاعياً. أو باعتباره النمط العبودي أو الاقطاعي الفيودالي الغربي. كما لا يمكن اعتباره من أنماط ما قبل الرأسمالية بمعنى أن مساره الطبيعي يتجه إلى التطور نحو مرحلة أرقى هي الرأسمالية. وذلك لأن السياق الداخلي يقضي بالمحافظة على تماسك الوحدات الاجتماعية والتأقلم مع كل تطور في أدوات الإنتاج والعلوم دون فرط تلك الوحدات وملكيتها العامة.
إن الدراسة المدققة لانقسام المجتمعات الاسلامية في البلاد العربية إلى وحدات اجتماعية ضمن مفهوم كلي لوحدة الأمة تفتح آفاقاً أمام التطور المستقبلي وأشكال العمل الجماعي، بما في ذلك أشكال الملكية، والتسيير الذاتي في مجال الإنتاج والتكافل الاجتماعي. إن دراسة مدققة لتاريخ الاقتصاد الاجتماعي ـ السياسي في هذه البلاد يخلصنا من التصور القائل أن التطور الانساني يتحدد في كل مكان على أساس معايير المرحلة العبودية فالإقطاعية فالرأسمالية المرتبطة بالملكية الفردية من النمط الجرماني.
ومن ثم فإن التطور الذي ينتظر له أحد احتمالين: إما الإيغال في طريق المزيد من التبعية للنمط الرأسمالي أو لنمط ملكية الدولة البيروقراطية أو ملكية التعاونيات الواقعة تحت تحكم الدولة أو الحزب الحاكم لا المنتجين والمجتمع، وإما العودة إلى الإمساك بسياقه السابق، والانتقال إلى حالة تتسم بتحقيق أعلى درجات الاستقلالية. وهذا يقتضي اعتبار نظام الوحدات الاجتماعية المتكافلة المتآلفة المتعاونة نظاماً قائماً بذاتته يدير الملكية المشاع والوقف العام والملكيات الخاصة. الأمر الذي يسمح بعدم الوقوع في براثن النظام الرأسمالي، أو ملكية الدولة وحزبها، أو الأنظمة الهجينة التابعة. وبهذا يكون من مهام الفكر الاسلامي المعاصر الإسهام في صياغة النظرية العملية وصولاً بالمجتمعات الاسلامية إلى النمط الاسلامي المتكامل للوحدات الاجتماعية وتفاوتها ضمن إطار مختلف أشكال الملكيات التي يوازن الشرع بينها. وإن مثل هذه الصياغة تحتاج إلى ركيزتين الأولى ركيزة الشرع والثانية ركيزة التجربة الاسلامية التاريخية من أجل الإفادة منها حتى تكون عملية المستقبل موصولة روحياً بروح الأمة وعملياً بتجربتها التاريخية بعد أن يصار إلى تخطي الظروف التاريخية السابقة وما ولدته من صور وأشكال، لمعايشة ظروف الزمن الراهن، وما يقتضيه من صور وأشكال في بناء المجتمع الاسلامي المعاصر. وبهذا يصبح من الممكن تلبية شروط النهضة الشاملة وما تتطلبه من تنمية على مختلف الصعد من جهة وبما يخلص الأمة من حالة التبعية السائدة من جهة أخرى
المصدر
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=312900(40/212)
قصة هدايتي لمذهب أهل السنة والجماعة بعد إن كنت اباضيا
ـ[الشبامي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 06:45 ص]ـ
منقول من هنا http://www.noor-alyaqeen.com/vb/showthread.php?t=1792
هذه قصة أخ فاضل كريم من أهل سلطنة عمان واسمه سالم , وكان يعتنق المذهب الأباضي , و قد تحول إلى مذهب أهل السنة والجماعة منذ ما يقرب من ثمانية أشهر أي في عام (1427هـ) , واليوم (الأربعاء أرسل لى قصة تحوله , فأحببت أن أنشرها ليطلع عليها الإخوة الأفاضل.
قصة هدايتي لمذهب أهل السنة والجماعة بعد إن كنت اباضيا
--------------------------------------------------------------------------------
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد اللهُ، فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد .. فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أخوتي في الله، سوف أسرد قصتي لرجوعي لمذهب أهل السنة والجماعة بعد أن كنت في ظلمات البدعة .. وبعد أن كنت غارقا في بئر ضيق مظلم .. وبعد أن كدت أغرق مع الغارقين في ظلمات البدعة ... بعد أن كنت إباضيا ..
والحمد لله على هدايتي حمداً كثير، وأني أحمد الله تعالى حمد كثيراً أولاً وآخراً الذي هداني لعقيدة السلف الصالح. و ما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله.
أكتب قصتي ليس لقصد الشهرة ولكن ندما وبكاءاً على زمن عشته من حياتي هدراً وضياعٍ في ظلمات ليس فيها نور أو قبس من نور. ولقصد العبرة لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد. وأعلم أنه سيكذبني كثير من الإباضية كعادتهم عندما يخرج أحد من نحلتهم. ولكن أقسم بالله العظيم أني كنت إباضيا. وأسأل الله أن يغفر لي إنه كان غفوراً رحيما يحب التوابين، ويغفر للمنيبين والمستغفرين، ويقبل اعتذار المعتذرين، فله الحمد حمدا كثيراً طيباً مباركا فيه.
ظلمات فى ظلمات
لقد عشت في وسط بيئة أغلبهم إباضية وقليل منهم سنة، وكان البعض من أهلي معتدلين ولا يعرفون عن عقائد الإباضية شيءا اللهم سوى رفع اليد وإسبالها والحمد لله على ذلك حمداً كثيراً.
وكان البعض الآخر وهم بحمد الله قلة لا تذكر على عكس ذلك فلقد عرفوا عن المذهب الإباضى كل شيء وتعمقوا فيه، وكانوا متعصبين لمذهبهم أشد التعصب وما زالوا على ذلك! اللهم أهدهم للحق وطريق السنة، اللهم آمين.
لقد نشأت إباضيا، ولم أكن أعرف عن المذهب الإباضي إلا اسمه وانه مذهب آبائنا وأجدادنا ونحن نفتخر به أشد الافتخار، ونسير على خطاهم سير المقلدين. والويل كل الويل على من غير أو بدل أو تكلم في هذا المذهب أو أحد من علمائهم ولو بكلمة حق.
عشت وكبرت على هذا الفهم وكنت أستغرب عندما أدخل مسجد وأرى بعضهم سنيين وبعضهم إباضيين، ويزيد الاستغراب عندما أسمع من الذين يشار إليهم بالبنان في منطقتنا بأن السنة (السنيين) ليسوا على الحق، وبأن علمائهم ومنهم (علماء البلد الحرام) لا يعرفون شيئا عن الدين وأنهم مقلدون وأنهم وهابيون، وأن الإباضية وإن كانوا قلة قليلة لكنهم هم أهل الحق والاستقامة، وهم الذين أخذوا سنن وآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام وأن (عبد الله بن إباض) الذي ينتمون إليه هو الذي أخذ العلم من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ودائما ما أسمع الذم والشتم لعلماء البلد الحرام من الجهلة ومن المتعلمين أيضا وممن يشار إليهم بالبنان.
وحتى العامة من أبناء المملكة (الوهّابيين) -وهو مصطلح يطلق على جميع أبناء المملكة عند الإباضية - لم يسلموا من الذم والشتم! وخاصة حرس الحدود منهم؛ ودائما ما يتسلون بالقصص التي تحكي أن هؤلاء (الوهابية) عند الحدود لا يحبون العمانيين ويرمون بحقائبهم وحاجاتهم وأنهم يؤخرونهم لأنهم إباضية فقط.
والحق كل الحق بأني لم أر مثل هذا! فلقد ذهبت إلى المملكة عن طريق البر أكثر من خمس مرات ولم أر هذا الشيء أبداً! وإن كان هناك قلة منهم فهذا في كل بلد وليس في المملكة فقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/213)
فنشأ لي بعض التعصب المذهبي بسبب الكلام الذى أسمعه من الذين يأتون من العمرة أو الحج، أو حتى الذين لم يذهبوا إلى الحج أو العمرة بأن (الوهابية) يكرهون (الإباضية)، ويكرهون المذهب الإباضي أشد الكره لأنهم على الحق – أي المذهب الإباضي – وأنهم عندما يرون إباضيا يصلي في الحرم ينظرون إليه نظرة كره ومن ثم يكلمونه بكلام قوي شديد – وهم لم يروا هذا وإنا مجرد أنهم سمعوا فقط - وإذا سألتهم هل ذهبت إلى السعودية يقول لك: لا! فوا عجباه!!
ـ[الشبامي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 06:46 ص]ـ
بداية الغيث
ومرت السنين، ومنّ الله عزوجل عليَّ بالذهاب للعمرة لأول مرة في حياتي سنة 1427هـ، وكان ذلك في أوائل شهر رمضان المبارك، وكان معي في هذه الرحلة ابن خالي وكان من المتعصبين للمذهب. وعندما قرُبنا من المدينة النبوية وقفنا لنصلي إحدى الصلوات المكتوبة في أحد المساجد المنتشرة على الطريق في منطقة بريدة، وبعد الانتهاء من الصلاة، أتانا أحد الشباب السعوديين عليه سمات الصالحين – وأظنه طالب علم - وقال لنا باحترام وبأسلوب محترم وكلام طيب - وكان يريد النصيحة -: أخوتي ممكن أتكلم معكم؟ فتكلم ابن عمي وقال: تفضل؟ فسألنا عن هيئة الصلاة التي صليناها وقد استغرب وحق له الاستغراب لأنه أول مرة يرى هذه الهيئة في الصلاة.
فقال ابن عمي وكان يتكلم بعصبية: نحن إباضيين، ولنا كتاب هو أصح كتاب بعد القرآن نأخذ منه فقهنا وأحاديث المصطفي صلى الله عليه وسلم وهو مسند الإمام الربيع (المنحول طبعا بعد 1000 هـ)، وليس لك دخل فينا! فاستغرب الشاب السعودي من هذا الكلام الذي يسمعه لأول مرة في حياته، لأنه معروف في العالم الإسلامي أن أصح كتاب بعد القرآن الكريم باتفاق الأمة هو صحيح البخاري وصحيح مسلم، ولم يسمع في حياته عن هذا الكتاب المسمى بمسند الربيع، المهم بعد هذه المناقشة جلست أفكر، تارة أغضب وأقول في نفسي لماذا يتكلم معنا هذا الشاب وما هو دخله في هيئة صلاتنا؟ وتارة استغرب من هذا الكلام وانتبه لماذا نحن مختلفون عن بقية الناس كما يقول لنا هذا الشاب؟!
وزاد استغرابي حينما أرى الناس -حتى من غير السعوديين - ينظرون إلى صلاتنا مستغربين، ووقفت أرى جموع الناس الذين يختلفون في صلاتهم عن صلاتنا، لأني لأول مرة أرى المصلين خارج بلادنا، فإذا بأغلب الناس يصلون بالرفع والضم! ولا أرى أحدا يصلى بإسبال اليد إلا قلة قليلة!!
وكان هذا بداية الغيث ولله الحمد أولاً وأخيراً.
نور السنة تطفئ ظلمة البدعة
ومرت الأيام والشهور، وكان معي في العمل زميل هو أيضا إباضي وسافر إلى بريطانيا ومنّ الله عليه فاهتدى إلى مذهب أهل السنة والجماعة، وبدأت أسرد له كيف كان ذهابي للعمرة .. الخ، فلما رآني متحمساً بدأ يدعوني لنور السنة فجزاه الله ألف خير وغفر له وأدخله فسيح جناته لأنه كان له الفضل بعد الله تعالى في هدايتي.
قال لي في يوم من الأيام بأن عقائد ومذهب الإباضية ليست هي العقيدة الإسلامية الصحيحة وهم يختلفون كثيرا مع العقائد الصحيحة التي أثبتها الله عز وجل في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وضرب لي أمثلة، منها: نفي صفات الله عز وجل. فقال بأن صفات الله عز وجل مذكورة في القرآن الكريم والسنة المطهرة فكيف لنا أن ننفيها؟! ومنها يقولون- أي الإباضية - بأن الله ليس بفوق وأنه ليس بمستوى على عرشه وهو في كل مكان ويؤولون آيات العلو لنفي التشبيه بزعمهم .. الخ،
والله تعالى يقول في أكثر من آية (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) [(لأعراف: 54)، (يونس: 3)، (الرعد: 2)، (السجدة: 4)، (الفرقان: 59)، (الحديد: 4)].
ويقول تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه:5).
ويقول تعالى (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) (الملك:16). ويقول تعالى (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (فاطر: من الآية10)
ويقول تعالى (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) (الأعلى:1).
وغيرها من الآيات الكثيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/214)
والحمد لله! فقد اقتنعت بأن الله عز وجل له أسماء وصفات، وأن صفاته يجب أن نثبتها كما أثبتها الله لنفسه في القرآن الكريم الذي هو كلامه عز وجل المنزل وليس مخلوقا كما يقول به الإباضية!
وكما ثبتت في السنة المطهرة لصاحبها حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلالة سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم للجارية: "أين الله؟ " فقالت في السماء. والحديث رواه مسلم في صحيحه.
وعلمت بأن الله مستو على عرشه وعلمه محيط بجميع خلقه.
وأنه سبحانه وتعالى يُرى يوم القيامة كما قال تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة:22 - 23)، لا كما يقول الإباضية بأنه لا يُرى! ويفسرون هذه الآية بأن المؤمنين ينتظرون ثواب ربهم، وهذا التفسير خاطئٌ، والأدلة كثيرة ببطلانه يعلمها الصغير قبل الكبير والعامي قبل العالم والحمد لله على ذلك حمداً كثيراً.
وبدأت في قراءة عقيدة أهل السنة والجماعة وأولها العقيدة الطحاوية كما نصحني بها زميلي المهتدي جزاه الله خيرا، وكذلك العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وانصح أخوتي -وأخص بالذكر الإباضية منهم- بقراءة هذه العقائد مع الشرح المفصل لها ليتعرفوا على العقيدة الإسلامية الصحيحة بإنصاف دون تعصب مذهبي.
ومن كلامه لي قوله بأن مذهب الإباضية يتبرأ من بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم: عثمان ذو النورين رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه والزبير بن العوام رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وهارون الرشيد رضي الله عنه، وغيره من أفاضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفاضل التابعين، فاستغربت وقلت له: هذا الكلام غير صحيح. فقال لي: انتظر لبعض الوقت وسترى بنفسك. وبالفعل احضر ما يدل على هذا المعتقد من كتب الإباضية المشهورة!!
فانتبهت من غفلتي، وقلت لنفسي:كيف لي بمذهب يتبرأ من أفاضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وينفون صفات أثبتها الله لنفسه في القرآن الكريم؟!!
كيف يكون مذهب الإباضية على حق وهم ينفون صفات الله عز وجل والقرآن الكريم الذي هو كلام الله تعالى يثبت هذه الصفات؟!
فدعوت ربي أن يلهمني الهداية، وبدأت في قراءة كتب علماء أهل السنة، وبدأ نور السنة يتسلل إلى روحي وجسدي، وعرفت بأن نور السنة سوف يطفئ بإذن الله تعالى ظلمات البدعة.
... معاناة لأخ في الله اهتدى لمذهب أهل السنة والجماعة ...
بدأت في محاورتي مع بعض الإباضية في الاعتقاد سواء كان ذلك شخصياً أو بالانترنت أو حتى بالهاتف. وتأكدت بعد ذلك من صحة ما قاله أخونا – جزاه الله خيراً – من أن هذا المذهب باطلٌ، وأنَّي كنت أعيش في الظلمات.
وأخبرني بأنه قد عانى الكثير بسبب تغييره للمذهب، ومنها: قطع دراسته في الخارج!!
وليس هذا الكلام افتراء وإنما هذه حقيقة، فوالله العظيم أنه قد أبلغنا بنفسه بهذه الكلام. وبعد ذلك اتجه فوراً إلى القنصلية السعودية وطلب إعانته على الحصول على عمل، وقد تكفل سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية باستكمال دراسته بعد اتصالات المسئولين في القنصلية مع سماحته جزاه الله خيرا وأدخله فسيح جناته.
ولقد عرفنّي هذا الأخ على كثير من العلماء الكبار من علمائنا الأفاضل وعلى كتبهم ونصحنا ولا يزال ينصحني إلى هذا اليوم.
ومازلت أذكر نصيحته الغالية بقراءة كتب الحديث الصحيحة كالبخارى ومسلم، وكذلك كتب الحديث المحققة والمصححة للشيخ الألباني رحمه الله تعالى ونصحني بقراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والإمام المجدد قام البدعة ومحيي السنة محمد بن عبدالوهاب ففيهما العلم الكثير المفيد والرد على المبتدعة، وبالفعل بدأت بقراءة هذه الكتب بالرغم من منع بيع كثير منها في بلادنا ولكن الحمد لله على منِّه الكبير فلقد يسر الله لنا طريق العلم والهداية.
ـ[الشبامي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 06:46 ص]ـ
محاورة مع إباضي
ولقد تم محاورتي مع بعض الإباضية بعدما عرفوا برجوعي للحق وكأني انتقلت من الإسلام إلى ملة أخرى!! .. أسأل العلي العظيم ان يغفر لهم.
وهذا نموذج من تلك المحاورات، وهي محاورة مع أحد أقربائي الإباضيين
سألني: هل صحيح بأنك غيرت مذهبك وأصبحت وهابي حشوي مشبه .. الخ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/215)
فأجبته: وهل قرأت أنت هذه الآية: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام:153)، بينما أنتم تتبعون ابن أباض؟! وهل صحيح بأنكم في المذهب الإباضي تتبرءون من سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه؟
أجاب: نحن لا نتبرأ! وأنت لا تعرف معنى الولاء والبراءة عندنا، ولعلمك عثمان - هكذا بدون ترضي عليه! - فى خلافته تغير وغير!! وقد أعطى بعض أقربائه مناصب كبيرة لا يستحقونها وهذا لا يخفى على أحد.
قلت له: لو سمحت أولاً من هذا عثمان الذى تتكلم عنه؟! أخي ينبغي عندما نتكلم عن أصحاب رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نحترمهم ونترضى عليهم. وسيدنا عثمان رضى الله عنه هو من العشرة المبشرين بالجنة وهو ذو النورين زوج ابنتي رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو مجهز جيش العسرة … الخ.
أجاب: من أين أتيت بأنه من العشرة المبشرين بالجنة؟!
قلت له: أنا لم آتي بأي شيء من عندي، وهناك أحاديث صحيحة وآثار مروية صحيحة عن رسولنا صلى الله عليه وسلم ارجع إليها إن شئت في كتب الحديث وفي كتب التاريخ إن أردت الحق.
أجاب: الكثير من هذه الأحاديث والآثار ضعيفة أو موضوعة، ولا ينبغي أن نأخذها ونرويها!!.
قلت له: ماذا تقول يا أخي؟! جمهور العلماء اتفقوا على صحتها، وأنا الآن أطالبك بالدليل على كلامك، فأت بدليلك إن كنت من الصادقين!
أجاب: هاتِ الأحاديث المروية عن فضائل عثمان وسوف أقدمها للعلامة القنوبي لأنه هو عالم الحديث عندنا. ولقد ضعف حفظه الله أغلبها.
أجبته: إلى هنا ونقف، لأني لا أعترف بهذا القنوبي من أساسه، لأنه ليس له ناقة ولا جمل في علم الحديث ولا له قيمة علمية هو أو حتى كتبه عند المحدثين. ولقد دلس وزيّد ونقّص وبدل في كتبه من كلام علمائنا وشيوخنا الأفاضل. والأمثلة موجودة إن أردتها. فهو عند علماء الجرح والتعديل مجروح؛ فكيف يصحح ويضعف الأحاديث؟!
هداك الله إلى الحق.
ولقد حاولت معه أن يترضى على سيدنا عثمان رضي الله عنه فلم يستجب لي!!
وقد استغرب عامة الإباضية الذين كانوا معنا في المناقشة من أن المذهب الإباضية يتبرأ من سيدنا عثمان رضى الله عنه! وحذروه من القول مرة أخرى بهذا الكلام الذى يعتبرونه خطيرا! وهم لا يعلمون بأن هذا القول من عقائد الإباضية وليس من قوله الشخصي! ولقد قلت لهم ارجعوا إلى كتبكم إن شئتم فستجدونه أخذ هذا القول الخطير منها.
ـ[الشبامي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 06:47 ص]ـ
محاورة أخرى مع إباضي بخصوص معاوية رضي الله عنه
قلت مرة لأحد الإباضية بعد رجوعه من مأتم للشيعة: لماذا تذهب إلى مأتم الشيعة؟
قال: لأننا نحن نريد أن نوحد الأمة لا أن نفرقها وتوجد لديهم محاضرات قيمة!!
قلت: أنهم يسبون أصحاب وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم - وبالأخص أمنا عائشة رضي الله عنها، ومعاوية رضي الله عنه الذي كان كاتباً للوحي فيسبونهم- في محاضرتهم وهذا لا يخفي على أحدٍ صغيراً أو كبيراً، فهل ترضى هذا السب لأمهاتنا وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، مع العلم بأنكم لا تتفقون مع الشيعة تاريخياً؟!
قال: الحق معهم! فمعاوية هو سبب المصائب، وهو الذي خرج على الإمام علي، وهو سبب الاختلاف، وهو ليس بكاتب وحي كما تقول! وبدأ يتكلم عن الاختلاف بين الصحابة رضوان الله عليهم ويتقول بأن معاوية رضي الله عنه أراد الخلافة!!
قلت: انظر! لقد فتنوك فاحذر! فيجب أن تكون قلوبنا وألسنتنا سليمة لأصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم ولا نخوض فيما شجر بينهم.فإن الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في عهد علي رضي الله عنه لم يكن في الخلافة، فإن الذين اختلفوا مع علي رضي الله عنه هم: طلحة، والزبير، وعائشة، ومعاوية رضي الله عنهم، ولم يكن هؤلاء ينازعونه في الخلافة بل لم يَدَّعِ أحد لا من هؤلاء ولا من غيرهم، أنه أولى بالخلافة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه من علي؛ لأنه أفضل من بقي، وقد كانوا يقرون له بالفضل، وإنما أصل الخلاف بين هؤلاء الصحابة المذكورين وعلي رضي الله عنهم هو في المطالبة بدم عثمان وقتل قتلته، فقد كانوا يرون تعجيل ذلك والمبادرة بالاقتصاص منهم، وقد كان علي رضي الله عنه لا ينازعهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/216)
في أن عثمان رضي الله عنه قُتل مظلوماً، ولا على وجوب الاقتصاص من قتلته، وإنما كان يرى تأجيل ذلك حتى تهدأ الأوضاع ويستتب له الأمر، لأن قتلة عثمان كثير وقد تفرقوا في الأمصار كما كانت طائفة كبيرة منهم في المدينة بين الصحابة. ومع هذا كله فإن اختلافهم رضي الله عنهم لم يصل بهم إلى الطعن في الدين، واتهام بعضهم لبعض، وإنما كان كل فريق يرى لمخالفه مكانته في الفضل والصحبة ويرى أنه مجتهد في رأيه، وإن كان يخطئه فيه.
ومعاوية رضي الله عنه كان كاتباً للوحي وعندنا الدليل من السنة بأنه من كتاب الوحي.
وذكرت له عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة:-
أنهم يتبرءون ممن يكره الصحابة، ويمسكون عما شجر بينهم، ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونُقص وغُير عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره. بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة. ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر. حتى أنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم. لأن لهم من الحسنات التى تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم. وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنهم خير القرون. وأن المدّ من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهباً ممن بعدهم. ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه. أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذين هم أحق الناس بشفاعته. أو ابتلي ببلاء في الدنيا كُفر به عنه.
فإذا كان هذا في الذنوب المحققة، فكيف الأمور التى كانوا فيها مجتهدين إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطئوا فلهم أجر واحد والخطأ مغفور؟!
ثم القدر الذى ينكر من فعلهم قليل ونزر يسير مغمورٌ في جنب فضائل القوم ومحاسنهم، ومن الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح. ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء. لا كان ولا يكون مثلهم. وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله.
ولا أدرى لماذا يتداول الإباضية هذه الاختلافات بفهمهم السقيم بدون الرجوع إلى الرويات الصحيحة المعتبرة؟!
شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمهما الله
غصة في حلوق المبتدعين إلى يومنا هذا
وقد قال لي مرة: ماذا تقول في علمائكم الذين تفخرون بهم ومنهم ابن تيمية وابن القيم؟
قلت: علماء من أفاضل علماء المسلمين رحمهم الله وحشرنا معهم. ولهم من الكتب القيمة التي انتفع بها المسلمون قاطبة الشيء الكثير جزاهم الله عن المسلمين كل خير.
قال: لقد ذكر صاحبكم ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة بأن الله ينسى – والعياذ بالله – فما رأيك؟
قلت: سوف أرجع الى الكتاب ثم اتكلم معك – ورجعت الى كتاب مختصر الصواعق المرسلة للشيخ ابن القيم رحمه الله فما وجدت إلا أنه شرح الآية (نسوا الله فنسيهم) وقال رحمه الله: أي أهملهم وتركهم بما نسوا آيات الله. فانظر رحمك الله الى الافتراء! – بدون أن يقرأ الكتاب!! فقط اللهم سمعه من أحد مشايخهم الإباضية الذى يشار اليه بالبنان عندهم – ولقد تحديته إن هو قرأ هذا الكتاب؟
فأجاب أنه لم يقرأه! ولكن الكلام موجود حتى وإن لم يقرأه!!!
قلت له: أليس هذا بافتراء على أحد مشايخ وعلماء المسلمين بدون علم؟!
ولقد أعطاك الله عقلا لترجع إليه، ماذا تقول لربك عندما يسألك؟ تقول له: قال الشيخ الفلاني لي وقال فلان! اتق الله يا رجل!
فأنظر رحمك الله كيف التضليل من قبل علمائهم!!
وكما قيل: عش رجباً ترى عجباً.
لكنه أبى واستكبر، وكان دائما ما يستهزئ بعلماء أهل السنة والجماعة سواء المتأخرين أو المعاصرين وخاصة شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومن المتقدمين الشيخين ابن باز والألباني رحمهما الله (مع العلم بأن كتب وأشرطة الشيخين ابن باز والألباني رحمهم الله ممنوعة، وكذلك أغلب كتب شيخ الاسلام ابن تيمية).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/217)
ولقد قال لي هذا الشخص في أكثر من مناسبة: لنذهب إلى الشيخ الحارثي أو الشيخ الخليلى ليردوا على عقائدك الوهابية.
وهذه هى حجتهم عندما يعجزون عن إثبات أدلة صحة مذهبهم!
ودائما ما أقول له مراراً: إني والحمد لله على حق، ولا أريد أن أرجع إلى الظلام مرة أخرى بعد أن هداني الله عز وجل إلى نور السنة، فله الحمد أولا وأخير.
ـ[الشبامي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 06:48 ص]ـ
ولازلت صابراً ...
توالت المضايقات وخاصة من أقربائي، فكانوا دائما ما يرددون لي أني بعد أن ذهبت للعمرة تغيرت، وغيرت مذهب آبائك وأجدادك مذهب أهل الحق والاستقامة بمذهب الوهابية. فقلت: هل تريدون أن تقولوا (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (الزخرف: 23)
وقالوا لي مرة: نذهب بك إلى الشيخ الخليلي أو الشيخ سعد القنوبي لعل الله أن يهديك على يديهم.
قلت لهم: يا قوم ليس بي مس أو جنّة وليس بي ضلالة، إني آمنت بالله واتبعت سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفلا ترضون باتباعي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قالوا: إذن اتبع ما كان عليه آبائك!
قلت: (أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) (البقرة: 170)
قالوا: كيف وهذا فلانٌ قريبك وهذا فلان درسوا في الخارج وتعلموا الشيء الكثير، معقولة لا يعرفون بأن هذا المذهب خاطئ؟! وعلمائنا المتأخرين والمتقدمين لم يكتشفوا هذا المذهب الخاطئ؟!
قلت لهم: علمائكم ليسوا بحجة عند علماء المسلمين، وأقربائي هؤلاء تعلموا أمور الدنيا فقط، وإن معي كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ولن أضل طالما اتبعهما، فإن كان لكم حجة فأتوني بها (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة: 111) ليصلح الله أعمالكم ويهدنا وإياكم إلى الحق.
قالوا: صلاتك فيها رفع وضم وتحريك أصبع، وهذا ليس من الصلاة في شيء وبهذه الحركات تبطل صلاتك لأنك لم تخشع لله في صلاتك؟.
قلت: هذه الحركات هي صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وتوجد أحاديث صحيحة بل ومتواترة بخصوص الصلاة، وموجودة في الكتب الصحاح. فهاتوا دليلا واحدا صحيحا بأن من صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إسبال اليد! وإني والله العظيم مستعد أن أتبع هذه الصفة إن كانت بروايات صحيحة، لأني ما غيرت إلا لاتباع الصحيح والطريق المستقيم.
فسكتوا ومازلت انتظر ردا من الإباضية أن يأتوا بحديث صحيح في إسبال اليد في الصلاة بسند صحيح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم!
مع العلم بأن هذا اختلاف فقهي وإنما الأهم هو اختلافنا في العقيدة.
.. وابصرت الحقيقة عن قرب ...
ودرات الأيام والشهور وسافرت عدة مرات للمملكة ولاحظت بأن العلماء وطلبة العلم في المملكة متواضعين جداً بعكس الكلام الذي كان يقال عنهم عند جمهور الإباضية، وجلست مع بعضهم وتكلمنا ولم أرَ منهم أي شيء مما يقوله الإباضية عن هذا الشعب والله العظيم الذي لا إله إلا هو بأني لم أرَ منهم إلا كل احترام وتقدير هناك، وهذا الكلام لمسته من صغيرهم قبل كبيرهم، ورأيت كيف طلبة العلم يحترمون علمائهم، وجالستهم في مجالس خاصة وعامة، ولا أدرى لماذا كل هذا الحقد عليهم، و هل هو حقد أم حسد!!.
بالعكس تماما أرى بأن أخوتنا وأهلنا وأحبائنا في المملكة أناس يطبقون الشريعة الإسلامية ويحرمون الحرام ويحلون الحلال ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وهذا لمسته عن قرب. في حين نرى أن بعض الدول أو الأغلبية من الدول العربية والإسلامية يحاربون الإسلام حرباً ضروساً، وهذا واضح جلي لا يختلف فيه اثنان.
الحق أقول بأن علمائنا وأخوتنا طلبة العلم السعوديين من أفضل الناس الذين قابلتهم وليس كما يدعيه الإباضية، وانظروا بأنفسكم قبل أن تحكموا على الناس. اللهم أهد قومي للحق فإنهم لا يعلمون.
ـ[الشبامي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 06:49 ص]ـ
نصيحة لأخوتي وأهلي الإباضية
هذا ما أردت قوله في هذا الموضوع، وأقسم بالله العظيم الذي لا إله إلا هو بأني كنت إباضيا وعشت معظم عمري إباضيا قبل أن يهديني ربي للحق وطريق السنة المطهرة طريق السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/218)
لقد كنت أظن في دعوة التوحيد الخالصة (دعوة الشيخ المجدد محمد عبد الوهاب رحمه الله تعالى) الظنون! حتى منّ الله عليّ بقراءة كتب الشيخ محمد عبد الوهاب وما رأيت في كتبه إلا قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى التوحيد الخالص الخالي من الشركيات، فأنصح معشر الإباضية بحسن الظن بهذه الدعوة وقراءة كتبهم قبل الحكم عليها بتسرع. وأنصحهم بقراءة كتب أهل السنة والجماعة حتى يعرفوا عن قرب السنة الصحيحة ولن يندموا أبدا والله الذي لا إله إلا هو .. لن يندموا.
وأنصح أخوتي الإباضية بأن ينتبهوا ويفيقوا من غفلتهم ويرجعوا إلى الكتاب والسنة المطهرة بفهم سلف الأمة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن لا يتعصبوا لمذهبهم ويتناسوا تعصبهم وأن يدعوا الله تعالى أن يهديهم لطريق الحق بقلب صادقٍ مطمئن، فسوف يرون النور ولسوف يهديهم الله عز وجل للحق فلن يخذل الله عز وجل عبداً دعاه بقلب صادق خاشع.
وأنصحهم بعدم التسرع في الحكم على من جاء بنبأ أو كلمة تحقّر من شان علماء أهل السنة والجماعة والرجوع إلى كتبهم قبل رميهم بالكذب أو غيره.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6)
نصيحتي لكل من يقرأ هذا الكلام من أخوتي الإباضية أن يراجعوا أنفسهم مع أنفسهم ويتذكروا قوله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: 59). ويتذكروا قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم: (ألا وإني أوتيت هذا الكتاب، ومثله معه] (أخرجه أبو داود و صححه العلامة الألباني).
أخوتي إن اختلفتم في شيء فردوه إلى كتاب الله عز وجل القرآن الذي {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت:42)
وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بدون تعصب لفلان أو علان وسوف تتضح لكم الحقيقة إن شاء الله تعالى.
بشارة
بفضل من الله تعالى وحده انتشرت الدعوة السلفية المباركة عند كثير من الإباضية واهتدوا لطريق السنة المطهرة، وعرفوا الحق الواضح، والكثير منهم ينشرون هذه الدعوة المباركة لأنها دعوة التوحيد الخالص، والكثير اقتنع بهذه الدعوة لأنها ترجع إلى الكتاب والسنة في عقيدتها وجميع أمورها الدينية نسأل الله العلى القدير أن يثبتنا وييسر أمرنا.
خاتمة
الحمد لله حمد كثيرا على تفضله علي بهدايتي للحق والطريق المستقيم.
الحمد لله حمدا كثيرا على منه علي باتباع سنة حبيبنا محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اللهم اغفر وارحم وارزق من كان سببا ولو بكلمة في هدايتي.
اللهم اغفر لأخي في الله (الذي نصحني بكتابة هذه الأسطر) وارحمه وارزقه الذرية الصالحة وأدخله فسيح جناتك، وأشهد الله العظيم أني أحبه في الله، اللهم زده علماً ووفقه إلى طريقك المستقيم واحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
اللهم اغفر لي ولوالديَّ ولجميع المسلمين.
اللهم بيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.
اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم ولا تعذبنا فإنك علينا قادر.
اللهم اهدِ قومي لطريق السنة فإنهم لا يعلمون.
اللهم اهد قومي لطريق السنة فإنهم لا يعلمون.
اللهم اهد قومي لطريق السنة فإنهم لا يعلمون.
وأسأل الله تعالى أن يقبل توبتنا، ويغفر حوبتنا، ويسدد ألسنتنا، ويسل سخيمة قلوبنا.
طلب بسيط
طلبي من أخوتي الذين يقرءون هذا الموضوع أن يدعوا لنا بالثبات على الهداية وأن ييسر الله لنا الخير ويرزقنا علماً نافعاً وقلباً خاشعاً ولسانا ذاكراً شاكراً لله عزوجل.
ولا تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب. .
والله على ما أقوله شهيد، وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين
أخوكم / المهتدي إلى مذهب أهل السنة والجماعة
كتبت هذه الكلمات في ربيع الأول 1428 هـ لعله يطلع عليها عامة الإباضية فينتفعون بها
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[26 - 04 - 07, 09:15 ص]ـ
ثبتك الله على دينه وأعلى قدرك وزادك فهما وثبت على طريق الحق خطانا وخطاك
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[26 - 04 - 07, 07:14 م]ـ
بارك الله فيك وجعلك الله ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر
ـ[أبو إبراهيم التميمي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 12:20 ص]ـ
ثبتنا الله وإياك على الإسلام والسنة. ولدي ملحوظة لغوية على قول: إسبال اليدين، فالصواب: إسدال اليدين.
ـ[وليد محمود]ــــــــ[27 - 04 - 07, 12:30 ص]ـ
امين
ـ[ام سارة]ــــــــ[27 - 04 - 07, 04:26 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الامين
ادعو الله العلي القدير ان يكرمك ان تكون سبب في هداية اهل عمان الطيبين الكرماء واعلم ان اهل عمان يحبون الدين حبا شديدا وهم اهل خير ووفاء وعليك اخي الكريم بالرفق معهم في تصحيح عقائدهم التي كما ذكرت لا يعلمون عنها الا اقوال سمعوها فقط ولم يتسير لهم المنهج الحق بسبب قلة الكتب والمحاضرات لاهل السنة وكثرة الشيعة في البلاد فابدا باهل بيتك والاقرباء والجيران ولا تتوسع في جدال القوم لنصرة كلامك لانك ستقف عند اول الطريق ولكن بين لهم الحق باسلوب تراه مناسبا يصل لعقولهم مع اختلاف مستوى تلقى العلم لديهم فكن متدرج وعليك بالحجة بالقران وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يصير عندك قاعدة راسخة في قلوبهم وفي مرحلة متقدمة عندما تجد انهم على الحق اشرح لهم مذهب اهل السنه وبطريقه ميسرة وابتعد كل البعد عن الجدال معهم بقدر اقناعهم بصوت هادىء وبثقة فان الحق معك فلا تحزن واصبر يا اخي الكريم فان طريق الدعوة يحتاج للاخلاص والعزم والعلم الصحيح هداك الله لكل خير وجعل كلمه الحق على لسانك وايدك ونصر ك وجزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/219)
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[27 - 04 - 07, 06:51 ص]ـ
ثبتك الله علي الحق حتي تلقاه وايدك بمدد من عنده فاصبر واحتسب فما عند الله خير وابقي
وعامل اهلك بالحسني وقابل الاساءه بالاحسان واكثر من الدعاء لهم فهم غرر بهم كما غرر بكثير من المسلمين نسال الله الهدايه
اللهم امين
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 10:31 ص]ـ
نسأل الله للأخ الكريم الثبات على الحق، وأن يهدي ضال المسلمين
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 10:39 ص]ـ
ومن كلامه لي قوله بأن مذهب الإباضية يتبرأ من بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم: عثمان ذو النورين رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه والزبير بن العوام رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وهارون الرشيد رضي الله عنه، وغيره من أفاضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفاضل التابعين ..........
لعل أحداً ينبه أخانا.
أسأل الله عز وجل أن يبارك فيه وأن يثبتنا وإياه على طريق الحق، وأن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[29 - 04 - 07, 06:21 م]ـ
ثبتك الله على طريق الحق وأنصح الأخ بالرسالة التدمرية ففيها ردود جميلة عليهم من القرآن ولغة العرب التي يتفقون معنا فيها ولا يسعهم خلافها
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[29 - 04 - 07, 06:35 م]ـ
لعل أحداً ينبه أخانا.
أسأل الله عز وجل أن يبارك فيه وأن يثبتنا وإياه على طريق الحق، وأن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
أخي أبا سمية لعله يقصد بها الدعاء لأنها تأتي على صيغتين دعائية وخبرية فالصحابة نخبر أن الله قد رضي عنهم أما هارون الرشيد وغيره من التابعين وتابع التابعين تكون لهم دعائية فندعوا الله أن يرضى عنهم مثل لفظ المرحوم فلو قيل المرحوم فلان وقصد بها الدعاء فهذا جائز وإن قصد بها الخبر فهذا محرم لأنه إخبار عن أمر غيبي لا نعلمه.
وأشكر لك نصحك كثر الله من أمثالك.
ـ[أبو عزان]ــــــــ[30 - 04 - 07, 07:34 م]ـ
ثبتك الله على الحق والسنة
ـ[خالد مرزوق]ــــــــ[03 - 05 - 07, 08:36 م]ـ
ثبتنا الله واياك على الكتاب والسنه
وهدنا الله واياك الى طريق الحق
والف شكر على الموضوع القيم
وجعله الله فى ميزان حسناتك
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 03:57 ص]ـ
ثبتنا الله واياك على الكتاب والسنه
وهدنا الله واياك الى طريق الحق
والف شكر على الموضوع القيم
وجعله الله فى ميزان حسناتك
آمين
ـ[أبو معاذ الحايلي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 07:01 م]ـ
نسأل الله لنا ولك الثبات ولا اجد لك خيرا من طلب العلم الشرعي فهوا معين بعد الله على الثبات(40/220)
توقف الإمام مالك -رحمه الله- بالقول بنقصان الإيمان في إحدى روايته، فأين هذه الرواية؟
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[26 - 04 - 07, 09:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
نقل الإمام النووي، وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهما الله- وغيرهما عن الإمام مالك أنه توقف بالقول بنقصان الإيمان في إحدى الروايات عنه
فبحثت كثيرًا في الموطأ وفي كتب المذهب ولم أهتدي إلى هذه الرواية، وكل ما وصلت إليه أنه من رواية محمد بن القاسم عنه
فهل وقف أحد من إخواننا الكرام على هذا القول مسندٌ من قول الإمام مالك نفسه؟!
وجزاكم الله خيرًا
ـ[محمد بشري]ــــــــ[26 - 04 - 07, 05:30 م]ـ
الحكاية المذكورة أوردها الحافظ ابن عبد البر في التمهيد ج9ص252
والقاضي عياض في ترتيب المدارك ج2ص43
عن عبد الرحمان بن القاسم قال كان مالك يقول الايمان يزيد وتوقف في النقصان،وقال ذكر الله زيادته في غير موضع،فدع الكلام عن نقصانه وكف عنه.
وقد وجه الرواية جمع من علماء المذهب الرواية المذكورة،ومن ذلك قول ابن رشد في المقدمات الممهدات:
-وقد روي عن مالك أنه كان يطلق القول بزيادة الايمان وكف عن إطلاق نقصانه،إلم ينص الله تعالى إلا على زيادته،فروي عنه أنه قال عند موته لابن نافع:قد أبرمتموني أني تدبرت هذا الأمر،فما من شيىء يزيد إلا وينقص، وهو الصحيح.اه
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[27 - 04 - 07, 02:55 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
وقد وقفت على رواية أخرى من طريق عبد الله بن وهب، ذكرها ابن عبد البر في كتابه الانتقاء، وإسنادها صحيح
ورواية أخرى من طريق اسماعيل بن أبي أويس، ذكرها ابن عبد الهادي في ارشاد السالك
ـ[أبوعبدالرحمان المهدي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 04:44 ص]ـ
روى الآجري في كتاب الشريعة بسنده قال حدثنا أبوبكر بن أبي داود قال حدثنا سلمة بن شبيب قال حدثنا عبد الرزاق قال سمعت معمرا وسفيان الثوري ومالك بن أنس وابن جريج وسفيان بن عيينة يقولون "الإيمان قول وعمل يزيد وينقص "
وبسنده قال حدثنا ابن مخلد قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد قال حدثنا شريح بن النعمان قال حدثنا عبد الله بن نافع قال كان مالك رحمه الله تعالى يقول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص
{الشريعة /باب ذكر ما دل على زيادة الإيمان ونقصانه}
هذا رد بسيط ودليل واحد لمن سولت له نفسه إخراج الإمام مالك عن منهج أهل السنة والجماعةأو اللمز أو الهمز فيه و الأسانيد يرويها أعلام مختصون بالعقيدة
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[11 - 05 - 07, 06:59 ص]ـ
روى الآجري في كتاب الشريعة بسنده قال حدثنا أبوبكر بن أبي داود قال حدثنا سلمة بن شبيب قال حدثنا عبد الرزاق قال سمعت معمرا وسفيان الثوري ومالك بن أنس وابن جريج وسفيان بن عيينة يقولون "الإيمان قول وعمل يزيد وينقص "
وبسنده قال حدثنا ابن مخلد قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أحمد قال حدثنا شريح بن النعمان قال حدثنا عبد الله بن نافع قال كان مالك رحمه الله تعالى يقول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص
{الشريعة /باب ذكر ما دل على زيادة الإيمان ونقصانه}
هذا رد بسيط ودليل واحد لمن سولت له نفسه إخراج الإمام مالك عن منهج أهل السنة والجماعةأو اللمز أو الهمز فيه و الأسانيد يرويها أعلام مختصون بالعقيدة
نعم هذا هو المشهور والثابت عن الإمام مالك -رحمه الله- أن الإيمان يزيد وينقص، وهو قول جماهير أهل السنة قاطبة، و لكن قد ثبت عنه أيضًا أنه توقف في القول بالنقصان في إحدى رواياته، وللعلماء توجيهات لهذه الرواية، وهذا لا يقدح في الإمام مالك ولا يخرجه من أهل السنة ولا يعد همزًا ولا لمزًا،ومن فهم ذلك فالعيب فيه وفي فهمه، فمن هم أهل السنة إن لم يكن مالكًا منهم بل على رأسهم؟!!
ملحوظة
قولك: "هذا رد بسيط"
فيه خطأ لغوي؛ لأنَّ البساطة لا تستخدم في العربية بالاختصار أو التقليل، وإنما بالعكس -أي: من الانبساط والتكثير والتوسيع وهكذا ...
ـ[أبوعبدالرحمان المهدي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 11:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا على التصحيح واعذرني أخي فإن بلساني عجمة يسر الله لي تعريبها
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[05 - 06 - 09, 01:30 م]ـ
للرفع
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[05 - 06 - 09, 01:37 م]ـ
إن بلساني عجمة يسر الله لي تعريبها
- آمين(40/221)
كيف ينشر المبتدع بدعته؟
ـ[أم عُمَر]ــــــــ[26 - 04 - 07, 10:01 ص]ـ
الحمد لله الذي أبان الحق وأوضحه، وطمس الباطل وضحضحه
والصلاة والسلام على خير الانام مُحمد رسول الاسلام وعلى آله وصحبه الكرام:
ثُمَّ أمَّا بعد:
مِنْ المعلوم أن أصل كُل بدعةٍ في دين الله البُعد عن الوحي كتاباً وسُنَّة
والبعد عن منهج السلف الكرام عليهم رحمة الله في فهم نصوص الوحي
وترك التعامل معها فذاك أصل كُل بدعة وضلال
مما لا شك فيه أنهُ ظهرت فرق كثيرة مِنْ أهل البدع والأهواء كالخوارج والصوفيّة والمعتزلة وغيرهم كثير ..
وكُلنا نعلم " أي أهل السُّنة والجماعة " جعلنا الله منهم ..
أن هؤلاء مُبتدعة ولكن لماذا يكون لهُم أتباع .. وماذا يفعل المُبتدع حتى ينشر بدعته؟
أقول - رحمني ربي -
يأتي المُبتدع ويُحاول أن يُسمّي بدعته بمُسمّيات شرعية وأسماء تقبلُ الرَّواج
مثال ذلك " الصوفيَّة "
التزموا قضية الزهد والورع وذكر الله وقراءة القرآن فدخلوا على الناس مِنْ هذا المدخل
وكذا المُعتزلة - قبَّحهُم الله - قالوا في عقيدتهم أن أصلهم الأول التوحيد
ولو بحثنا حول تعريف التوحيد لديهم وتأمَّلناه لوجدنا أن أصل توحيدهم التعطيل ولا أريد التوسّع - الآن - حول
عقيدتهُم بل لاحقاً بإذن الله ولم أذكر ما ذكرت إلا لكي تُفهم المسألة
فطريقتهم أعني " أهل البدع والأهواء " دَس السُم بالعسل
وجعل الأسماء برَّاقة جميلة أما ما تحت الإسم إنحراف وزيغ وضلال
وكُلٌ يَرى الحَقَّ فيما قَالَ واعتقدَ
لذا
ليعلَمْ مَنْ عَلِمْ
أنَّهُ لا عبرة بالأسماء إنِّما العبرة بالمُسميَّات أي بالمكنون والعقائد،،
وما حُزبُ الله عنَّا ببعيد ..
جعلنا الله مِنْ حُرَّاس العقيدة وحُماتُها،،
وكَتَبَتهُ أختكُم
أمُّ عُمَرْ
لا تنسوها مِنْ صالح الدعاء
. . . . . . . . . . . .
إن كان من زلل فصححوه لنا مشكورين مأجورين
كما نطمح بالإضافات،،
وصلى الله على نبينا مُحمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
. . . . . . . . . . . .
ـ[الخطابي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 11:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أم عُمَر]ــــــــ[27 - 04 - 07, 03:42 ص]ـ
آمين وجُزيتُم بمثلهِ ..
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 04:45 م]ـ
السلام عليكم
جزيت ِ خيرا
ومما ذكره مشايخنا في هذا الباب
أن البدعة لا تروج إلا بأمرين
الأول: تعبد وتنسك المبتدع ... فالناس ترق قلوبهم للعباد ويقبلوا ما يأتي منهم ولو كان على غير سبيل وسنة
الثاني: الاستدلال بالنصوص الشرعية العامة ... كالاستدلال بقوله تعالى ((أقيموا الصلاة)) على الصلوا المبتدعة
المراد أن بعض النساك نشرت بدعتهم بالاستدلال بالنصوص العامة
فلما يرفع الجهل .. يظن الناس في هذه البدع خيرا
ورحم الله إمام أهل السنة البربهاري حينما قال ((ولا تغتر بكل شي لم يرد فإن البدع كان أولها صغيرا يشبه الحق حتى عادة كبيرا يقاتلون عليها))
والله اعلم
ـ[حامد تميم]ــــــــ[27 - 04 - 07, 10:29 م]ـ
فكل خيرٍ في اتباع من سلف ... وكل شرٍ في ابتداع من خلف
ـ[أم عُمَر]ــــــــ[29 - 04 - 07, 06:45 م]ـ
الأخ الفاضل " بلال الرَّشيدي "
باركَ اللهُ بِكَ وبعلمِكَ على ما ذكرتَ مِنْ فوائِدْ
جُزيتَ خيراً،،
الأخ الفاضل " حامد تميم "
جعلنا الله وإيَّاك ومن يقرأ ممن اتبعَ لا ابتدع ..
ـ[حامد تميم]ــــــــ[30 - 04 - 07, 01:29 ص]ـ
اللهم ..................... آمين.
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[23 - 10 - 07, 02:38 ص]ـ
السلام عليكم.
أما بعد.
جزاكي الله خيرا أختي أم عمر.
أجمل مؤلف قرأته في علم البدع و التحذير منها.
1: الإعتصام للشاطبي.
2:البدع و الحوادث للطرطوشي.
3:الأمر بالإتباع و النهي عن الإبتداع للسويطي.
4:قواعد معرفة البدع للجيزاني.
5:البدعة حقيقتها و أحكامها للغامدي جزأين.
6:البدعة و أثرها السيء في الأمة سليم بن عيد الهلالي السلفي.
و الحمد لله على فضله و منه علينا.
ـ[مهند الهاشمي الحسني]ــــــــ[27 - 10 - 07, 09:43 م]ـ
فكل خيرٍ في اتباع من سلف ... وكل شرٍ في ابتداع من خلف
لعلّ هذا البيت من منظومة جوهرة التّوحيد للشّيخ إبراهيم اللّقاني الصّوفي الأشعري .. ؟
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[27 - 10 - 07, 10:07 م]ـ
من باب صدقك وهو كذوب؟؟؟(40/222)
هل يوصف الله تعالى بالنسيان على وجه المقابلة؟
ـ[مراد مزايدة]ــــــــ[26 - 04 - 07, 11:43 م]ـ
هل يجوز أن نصف الله سبحانه وتعالى بالنسيان على وجه المقابلة؟ كأن نقول: من ينسى الله ينساه الله لقوله تعالى: (نسوا الله فنسيهم)، ولماذا لم يذكر العديد من الشراح للواسطية هذه الصفة في معرض ذكرهم للفات التي يجوز وصف الله بها على وجه المقابلة مثل الخداع والمكر والاستهزاء؟
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[27 - 04 - 07, 01:23 ص]ـ
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هل يوصف الله تعالى بالنسيان؟
فأجاب بقوله: للنسيان معنيان:
أحدهما: الذهول عن شيء معلوم مثل قوله تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ((1). ومثل قوله تعالى: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً ((2). على أحد القولين، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا بشر كما تنسون فإذا نسيت فذكروني". وقوله صلى الله عليه وسلم: " من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها". وهذا المعنى للنسيان منتف عن الله عز وجل بالدليلين السمعي، والعقلي.
أما السمعي: فقوله تعالى: (يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ((3) وقوله عن موسى: (قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولاينسى ((4). فقوله: (يعلم ما بين أيديهم (أي مستقبلهم يدل على انتفاء الجهل عن الله تعالى، وقوله: (وما خلفهم (أي ماضيهم يدل على انتفاء النسيان عنه. والآية الثانية دلالتها على ذلك ظاهرة.
وأما العقلي: فإن النسيان نقص، والله تعالى منزه عن النقص، موصوف بالكمال، كما قال الله تعالى: (ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم ((5). وعلى هذا فلا يجوز وصف الله بالنسيان بهذا المعنى على كل حال.
والمعنى الثاني للنسيان: الترك عن علم وعمد، مثل قوله تعالى: (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء ((1). الآية، ومثل قوله تعالى: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً ((2). على أحد القولين. ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في أقسام أهل الخيل: "ورجل ربطها تغنياً وتعففاً، ولم ينس حق الله في رقابها وظهورها فهي له كذلك ستر". وهذا المعنى من النسيان ثابت لله تعالى عز وجل قال الله تعالى: (فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم ((3). وقال تعالى في المنافقين: (نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون ((4). وفي صحيح مسلم في كتاب الزهد والرقائق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟
فذكر الحديث، وفيه" أن الله تعالى يلقى العبد فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني".
وتركه سبحانه للشيء صفة من صفاته الفعلية الواقعة بمشيئته التابعة لحكمته، قال الله تعالى: (وتركهم في ظلمات لا يبصرون (5). وقال تعالى: (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ((6). وقال: (ولقد تركنا منها آية بينة ((7). والنصوص في ثبوت الترك وغيره من أفعاله المتعلقة بمشيئته كثيرة، معلومة، وهي دالة على كمال قدرته وسلطانه. وقيام هذه الأفعال به سبحانه لا يماثل قيامها بالمخلوقين، وإن شاركه في أصل المعنى، كما هو معلوم عند أهل السنة.
(مجموع الفتاوى)
ـ[أبو عمر السلمي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 04:46 ص]ـ
قد ذكر ابن عبدالبر في هذه الصفات ونحوها:
أنها خرجت مخرج المشاكلة(40/223)
نظم للمبتدئين في العقيدة
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 03:24 ص]ـ
هذا وفقكم الله نظم في العقيدة للمبتدئين أسأل الله أن ينفع به.
ولا غنى لأخيكم عن توجيهات إخوانه ومناصحتهم.
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[29 - 04 - 07, 08:59 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك الإسلام والمسلمين
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[29 - 04 - 07, 09:27 م]ـ
احبك الله اخي الحبيب ورفع درجتك واعلى منزلتك
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[17 - 05 - 07, 06:08 م]ـ
جزاك الله خيراً وشرح الله تعالى به صدرك وجعل لك به لسان صدق في الآخرين ### وطلب### من أخيك لو أتبعته بشرح موجز تبين فيه مرامك؛ لنزداد نوراً على نور
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 06:57 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك الإسلام والمسلمين
ـ[أم مصعب بن عمير]ــــــــ[29 - 05 - 07, 10:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك أخى وزادك الله إيمانا وعلما وزادك الله أخلاصا فى القول والعمل اللهم أمين
ولك جزيل الشكر على هذه النظم وجعلها الله فى موازين حسناتك اللهم أمين ورفع الله قدرك وشائنك وأعزك الله بالإسلام اللهم أمين
وجزيت أخى الجنة
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 05:38 م]ـ
...
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 01:16 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[31 - 05 - 07, 01:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا"
ـ[شذى الإخاء]ــــــــ[31 - 05 - 07, 03:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا(40/224)
هل يجوز ان نقول الله موجود؟
ـ[عادل المامون]ــــــــ[27 - 04 - 07, 05:23 ص]ـ
ان الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله اما بعد ......
هل يجوز القول بان الله موجود
اقصد الاشكال علي لفظة موجود اسم مفعول ام نقول الواجد
ام ماذا نقول بارك الله فيكم
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[27 - 04 - 07, 06:58 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23365
ـ[أحمد بن حماد]ــــــــ[27 - 04 - 07, 07:48 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -
(وهذا مثل "الموجود" فإنه لا يُقصد به أن غيره أوجده، بل يُقصد به المحقق الذي هو بحيث يوجد، فكثير من الأفعال التي بُنيت للمفعول واسم المفعول التابع لها قد كثر في الاستعمال حتى بقي لا يقصد به قصد فعل حادث له فاعل أصلاً، بل يُقصد إثبات ذلك الوصف من حيث الجملة) الدرء 3/ 388
وقال (لفظ الموجود إنما يراد به ما كان متحققاً في نفسه لا يعنى به ما وجده أو أوجده غيره) الدرء 3/ 405
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[27 - 04 - 07, 09:03 م]ـ
يجوز-وهي بمعنى اثبات ان الله ليس عدما
ولكن العدول عنها الى الاثر اولى واحسن
ـ[عادل المامون]ــــــــ[28 - 04 - 07, 01:54 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[28 - 04 - 07, 03:03 ص]ـ
اعلم -رحمكالله- انه يجب علينا معرفة ثلاثة الاصول والعمل بمقتضاهن
-الله
-الدين
-الرسول
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[04 - 05 - 07, 11:25 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وكلمة موجود حكاية عن اتصاف الخالق جل وعلا بأنه الأول وليس قبله شيء كما يقول الإمام أحمد وغيره من الأئمة: ياملاذ المستغيثين ولكن لا نقول: إن الموجود اسم من أسماء الله تعالى؛ لأن الأسماء مبناها على التوقيف كما هو مبين في كتب أهل السنة قاطبة ومن الخطأ التسمية بعبد الموجود وكذا بعبد المعبود وبعبد المُنعِم مع أن الله وحده موجود وجوداً أزلياً لم يسبقه شء سبحانه وكذلك هو وحده المعبود والمُنعِم ...
(وهذه الأسماء يتشرف بالتسمية بها أهل مصر ... عن جهل ممن سمى بها لكن مراده التسمية بأسماء الله تعالى و تنزيه الله تعالى وأسأل الله تعالى أن يتقبل منهم على حُسن نياتهم).
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[05 - 05 - 07, 02:51 ص]ـ
هكذا سمعت بنفسي من الشيخ ابو اسحاق الحويني: ان صفة الحياة تشمل الوجود ولكن الوجود وحده لا يجب ان يقال فى حق الله
فالميت ان لم يدفن بعد فهو موجود كما ان الجماد موجود وكل شئ لا يشعر ولا يضر ولا ينفع موجود ايضا
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[08 - 05 - 07, 11:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فوصلاً بما سبق يقول الإمام ابن القيم في بدائع الفوائد (1/ 170): ((السابع أن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه
فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع)) أهـ
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 11:56 م]ـ
الوجود من باب الإخبار عن الله تعالى، وباب الإخبار واسع(40/225)
محمد زياد تكلة يرد على الصوفية
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 03:31 م]ـ
قام الشيخ الفاضل محمد زياد تكلة بالرد على الصوفية من خلال جريدة الوطن الكويتية (للعلم الشيخ الفاضل أحد أعضاء هذا المنتدى الذي يزخر بأهل العلم)
استنكر الداعية محمد زياد بن عمر التكلة ما تردد مؤخرا في بعض الصحف من نفي الظل عن الرسول ـ صلى الله عليه سلم ـ مؤكدا بالادلة والاسانيد العقلية والنقلية فساد هذا الرأي وكذب اسانيد اصحابه.
وذلك في دراسة موجزة تنشرها» الوطن «خصوصا بعدما تعرضت له اذاعة القرآن الكريم وبرنامجها تباشير الصباح اثر لغط دار ولا يزال يدور حول هذه القضية.
وفيما يلي نص الدراسة.
من لوازم محبة الله محبة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا تتحقق تلك المحبة الا باتباعه عليه الصلاة والسلام، قال تعالى (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)» آل عمران 31 «واتباعه الكامل ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكون بفعل ما امر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وتتبع سنته، وعدم التدين بما لم يشرعه والحذر من مخالفة سننه الفعلية والتَّركية.
ومما نهى عنه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ الغلو فيه فوق مرتبته التي جعلها الله له، وعدم الاكتفاء بالخصائص الكثيرة الثابتة في حقه، ففي صحيح البخاري من حديث عمر، انه قال عليه الصلاة والسلام:» لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم، فانما انا عبده، فقولوا: عبدالله ورسوله «.
وصح عن انس رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا خيرنا وابن خيرنا، ويا سيدنا وابن سيدنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم» يا ايها الناس قولوا بقولكم ولا يستفزنكم الشيطان، انا عبدالله ورسوله، وما احب ان ترفعوني فوق منزلتي التي انزلنيها الله «رواه النسائي في الكبرى واحمد، وغيرهما، وصححه ابن حبان والضياء وابن عبدالهادي في الصارم المنكي وابن مفلح في الآداب والالباني وغيرهم.
وللاسف الشديد فقد وقع في الامة كثير مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من غلو، حتى وصل الامر عند بعضهم الى صرف بعض انواع العبادة له من دون الله كالاستغاثة وغيرها، ولا حول ولا قوة الا بالله.
المرجع الصحيح
واخصص هذه المقالة بالرد العلمي الموجز على ما تمت اثارته قبل ايام في بعض الصحف اليومية وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم خلق من نور الله تعالى وان ليس له ظل!
فأقول: ان المرجع في سائر امور الشريعة هو الكتاب والسنة الصحيحة، واتفق اهل العلم قاطبة على عدم الاعتماد في الاعتقاد الا على الحديث الصحيح، فخرج ما كان ضعيفا من باب اولى: الحديث الموضوع، فكيف اذا علم القارىء ان الحديث الذي اعتمد عليه هؤلاء الغلاة لا اصل له في دواوين الحديث والسنة مطلقا؟
فعمدة هؤلاء ما زعموا انه حديث مروي عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:» اول ما خلق الله نور نبيك يا جابر « .. وتتمة الحديث المزعوم طويلة ركيكة، فاقرأ.
واعجب: (ثم خلق فيه كل خير وخلق بعده كل شيء، وحين خلقه أقامه قدامه من مقام القرب اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أقسام، فخلق العرش والكرسي من قسم، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم، وأقام القسم الرابع في مقام الحب اثنى عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أقسام فخلق القلم من قسم، واللوح من قسم، والجنة من قسم، ثم أقام القسم الرابع في مقام الخوف اثني عشر ألف سنة [ .. ] جعله أربعة أجزاء خلق الملائكة من جزء، والشمس من جزء والقمر والكواكب من جزء وأقام الجزء الرابع في مقام الرجاء اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أجزاء فخلق العقل من جزء، والعلم والحكمة والعصمة والتوفيق من جزء وأقام الجزء الرابع في مقام الحياء اثني عشر ألف سنة، ثم نظر الله عز وجل إليه فترشح النور عرقاً، فقطر منه مائة ألف وعشرون ألفا وأربعة [وعشرون ألف وأربع آلاف] قطر، من نور، فخلق الله من كل قطرة روح نبي، أو روح رسول، ثم تنفست أرواح الأنبياء، فخلق الله من أنفاسهم الأولياء والشهداء والسعداء والمطيعين إلى يوم القيامة، فالعرش والكرسي من نوري، والكروبيون من نوري، والروحانيون والملائكة من نوري، والجنة وما فيها من النعيم من نوري، وملائكة السموات السبع من نوري، والشمس والقمر والكواكب من نوري والعقل والتوفيق من نوري، وأرواح الرسل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/226)
والأنبياء من نوري، والشهداء والسعداء والصالحون من نتاج نوري، ثم خلق الله اثني عشر ألف حجاب، فأقام الله نوريـ وهو الجزء الرابعـ في كل حجاب ألف سنة، فلما أخرج الله النور من الحجب ركبه الله في الأرض، فكان يضيء منها ما بين المشرق والمغرب كالسراج في الليل المظلم، ثم خلق الله آدم من الأرض فركب فيه النور في جبينه، ثم انتقل منه إلى شيث، وكان ينتقل من طاهر إلى طيب ومن طيب إلى طاهر إلى أن أوصله الله صلب عبدالله بن عبد المطلب، ومنه إلى رحم أمي آمنه بنت وهب، ثم أجرجني إلى الدنيا فجعلني سيد المرسلين وخاتم النبيين ورحمة للعالمين وقائد الغر المحجلين وهكذا كان بدء خلق نبيك يا جابر).
فهذا هو الحديث (!) الذي اعتمد عليه أولئك في نسج عقيدتهم!
اتفاق
وقد اتفق أهل الحديث قاطبة أن هذا الحديث كذب لا أصل له، وأول ما جاء به شيخ أهل الحلول والاتحاد محيي الدين بن عربي (المتوفى في القرن السابع الهجري)، وجاء به دون سند! فسبعة قرون ولا يعرف هذا الحديث في كتب المسلمين، ويجيء وفيه مصطلحات فلسفية وصوفية متأخرة! وإنما يعرف شبيهه في كتب الإسماعيليةـ الذين درس عندهم ابن عربيـ والذين أخذوه بدورهم من الفلسفة اليونانية مع تبديل بعض المصطلحات فقط!.
ثم وهم بعض اهل العلم في القرن العاشر وعزاه لعبدالرزاق، ولم يذكر بقية اسمه، ولا في اي كتاب هو، ولا ذكر سنده! وجاء من بعدهـ من غير المحققينـ فحسبوه عبدالرزاق المشهور عند المحدثينـ وهو الامام الحافظ عبدالرزاق بن همام الصنعاني المتوفى سنة 211 هـ ـ وقد طبعت كتبه، ولم يكن هذا الحديث فيها بالتأكيد.
ولما لم يجد هؤلاء الغلاة سندا لحديثهم هذا: اوحى الشيطان لبعضهم ان يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ويفتعل له سندا! وحصل هذا مع الاسف قريبا على يد البعض فزور مخطوطا زعم انه الجزء المفقود من مصنف الامام عبدالرزاق المذكور، وركب سندا لهذا الحديث واودعه فيه، وذكر معه مجموعة من الاحاديث والاثار الركيكةـ لفظا ومعنىـ في نفس الموضوع، تلقفها من كتب ابن عربي ودلائل الخيرات للجزولي وبعض الكتب الاخرى! وطبع هذا الكتاب المزور من يعتقد هذه الاباطيل، وهو عيسى بن مانع الحميري، وقدم له صاحبه محمود سعيد ممدوح، وزادا على الجريمة ان كتبا في تثبيت مافيه وتسوية شأن المخطوط، مع علمهما الاكيد بحاله.
ولكن لان الله حفظ الدين من التحريف فقد فضح امر المخطوط المزور واصحابه، كما كشف ستر اسلافهم من الكذابين، فتتابع انكار العلماء والمختصين في سائر انحاء العالم الاسلامي لهذه الجريمة التي لا سابقة لها في عصرنا، وطبع مجموع في كشف حقيقة الجزء المزعوم هذا لبضع وعشرين من اهل العلم، ولي في هذا المجموع رسالتان، توسعت في اولاهما ببيان بطلان الحديث المذكور (ص 99 ـ 108)، وذكرت هناك اقوال العلماء في تكذيب وانكار الحديث المذكور، ومنهم: السيوطي والجمال القاسمي، ومحمد رشيد رضا، وابن باز، والالباني، ومحمد احمد بن عبدالقادر الشنقيطي، ومحمد الطاهر عاشور، واحمد وعبدالله الغمارين ـ وهما صوفيانـ وغيرهم، ونقل غير واحد اتفاق اهل الحديث على بطلانه، وان الامام عبدالرزاق منه بريء، والامر كذلك، واحيل للتوسع على المجموع المذكور.
اعتقاد فاسد
وعوداً على بدء: فان هذا الاعتقاد الفاسد مع بطلان دليله يناقض نص القرآن الكريم فامر الله تعالى نبيه ان يعلن بشريته على الملأ، فقال تعالى (قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا) (الاسراء: 93)، والبشر مخلوقون من التراب، لا من النور، كما قال تعالى (ومن آياته ان خلقكم من تراب ثم اذا انتم بشر تنتشرون) (الروم:20) وقال تعالى (إذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من طين) (ص:71) والآيات كثيرة في هذا المعنى، فليت شعري هل يسع المسلم ان يتجاوز قول الله تعالى ـ الواضح الصريحـ الى قول الغلاة المتأثرين بالفلاسفة وغير المسلمين؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/227)
ومع جلاء هذه المسألة عند من يستقي من الكتاب والسنة اقول: ان بعض من تأثر بالمقالة السالفةـ كالبريلوية في الهندـ زعم ان النبي صلى الله عليه وسلم لا ظل له لاجل انه نور، وهذا امر باطل لا يثبت فيه دليل، وانما هو قول ذكر اصله بعض المتوسعين في كتب الخصائص والسيرة المتأخرين ممن غايته الجمع دون تحقيق او تثبت، فلم يذكر السيوطي في الخصائص الكبرى (122/ 1 العلمية) في الباب الذي عقده لاجله الا ما عزاه للحكيم الترمذي، من طريق عبدالرحمن بن قيس الزعفراني، عن عبدالملك بن عبدالله بن الوليد، عن ذكوان: (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يرى له ظل في شمس ولا قمر ولا اثر قضاء حاجة). هذا الحديث موضوع في ميزان المحدثين، ففيه على ارساله: عبدالرحمن الزعفراني، وقد كذبه ابن مهدي وابوزرعة وصالح جزرة، وتركه بقية الحفاظ، وشيخه لم اميزه، وكذا ذكوان، فضلاً عن جهالة الوسائط بين الحكيم الترمذي والزعفراني! بل يكفي ان الحكيم تفرد به ليكون غير ثابت حتى على مذهب السيوطي (كما في خطبة الجامع الكبير)، على تساهله المعروف في التضعيف!
فهؤلاء اعتمداوا في اثبات عقيدة على حديث موضوع ليس في الباب سواه، مع ان العهد بامثالهم انهم لا يقبلون في العقيدة حتى الحديث الصحيح اذا لم يكن متواتراً في مصطلحهم، مع انهم اذا جاءهم المتواتر في مثل مسألة العلو لم يقبلوا به، فتأمل.
وهذا الحديث الاخير مع كونه موضوعاً وينافي الطبيعة البشرية والسنن الربانية: فقد جاء ما يبطله من الاحاديث الصحيحة من انه صلى الله عليه وسلم كان يبتغي الظل كالناس، وكان صحابته الكرام يبتغون له الظل، فليس من نور كما يزعمون: ففي حديث انس رضي الله عنه في صحيح البخاري انه صلى الله عليه وسلم كان يدخل حديثة بيرحاء ويستظل بها.
وفي الصحيحين من حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة الحديث.
وفيهما من حديث ابي بكر رضي الله عنه في الهجرة انه قال: فرفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تأت عليه الشمس، فنزلنا عنده، وسويت للنبي صلى الله عليه وسلم مكاناً بيدي ينام عليه .. فنام. الحديث.
الحقيقة المحمدية
وفي حديث الهجرة الآخر في البخاري: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم قام ابو بكر للناس وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطفق من جاء من الانصار ممن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيي ابا بكر! حتى اصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاقبل ابو بكر حتى ظل عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك.
وفي صحيح البخاري ايضاًَ من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ظل الكعبة .. الحديث.
وفي الصحيحين من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: انتهيت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول في ظل الكعبة: هم الاخسرون ورب الكعبة .. الحديث.
وفي حديث يعلى بن امية رضي الله عنه في الصحيحين انه جاء وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب قد اظل به .. الخ.
وفي حديث جابر رضي الله عنه لما ادركتهم القائلة في ذات الرقاع قال: فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس يستظلون بالشجر، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة. متفق عليه، وفي رواية عندهما: فاذا اتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهناك احاديث اخرى صحيحة في هذا الباب، واقتصرت على جملة مما في الصحيحين او احدهما، فتأمل ما ثبت في الكتاب والسنة وفهم الصحابة لهذه المسألة، ووازنه بفهم اولئك الغلاة، وفي ذلك مقنع لمن كان يبتغي الادلة الصحيحة.
وهذا كله من جهة ظاهر مسألة النور والظل اما عن جذور واصل عقيدة الحقيقة المحمدية التي تنبني على حديث جابر المزعوم: فقد تكلم عنها جماعة من الباحثين، واكدوا انها عقيدة مستقاة من فلسفة افلوطين الوثني، ومنه اخذها الفلاسفة، وادخلها الباطنية الملاحدة الى المسلمين، ونشرها من اتصل بهم من اصحاب التصوف الفلسفي الغالي، مثل الحلاج وابن عربي، واحيل للتوسع على البحث القيم للشيخ عايض بن سعد الدوسري ـ وفقه الله ـ بعنوان:» الحقيقة المحمدية ام الفلسفة الافلوطينية «والذي طبع ضمن المجموع السابق ذكره في المقال، بدار المحدث بالرياض.
وفي الختام نسأل الله ان يوحد كلمة المسلمين على الحق والهدى، وان يهدي ضالهم، ويعافي مبتلاهم، وينصرهم على عدوهم، آمين.
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=494369&pageId=35
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 04:02 م]ـ
بارك الله في الشيخ محمد زياد التكلة و نفع به
حقيقة , اصبح امر الحميري و محمود سعيد مفروغا منه فقد افتضحا في الدنيا , و هذا نتيجة حتمية لمن يحارب السنة و اهلها و يحتفل بموت علمائهم - كما فعل الاحمق الاول - و قد آذن الله تعالى من يعادي اولياءه بالحرب , فكم ولغ هؤلاء في اعراض الائمة الكبار , فهذا شيء يسير من الجزاء الدنيوي(40/228)
منضومة في التوحيد والعقيدة للأطفال غير الناطقين بالعربية
ـ[نورالدين الغريب]ــــــــ[27 - 04 - 07, 07:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا طلب للإخوة في هذا الملتقى وأرجو أن يلقى آذانا صاغية. لو أن أحد الإخوة يقوم بتأليف منضومة في التوحيد والعقيدة بلغة سهلة وميسرة تصلح للأطفال الغير الناطقين بالعربية والذين يتعلمون العربية في المساجد خلال العطل الأسبوعية.
وجزى الله خيرا كل من كان عونا في نشر هذا الدين وتعليمه(40/229)
هل ثبت تسمية الله بالحنان المنان وما معناهما؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - 04 - 07, 07:34 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي عياش زيد بن الصامت الزرقي وهو يصلي وهو يقول اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت يا
حنان يا منان يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى
رواه أحمد واللفظ له وابن ماجه
ورواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم
قال شيخنا الألباني رحمه الله في الصحيحة (7|1210):لقد وقع في سياق حديث الترجمة عند المنذري في الترغيب .. وقد ساقه بلفظ أحمد: يا حنان يامنان يا بديع فزاد يا النداء في الجمل الثلاثة وزاد اسم حنان .. ولا أصل للاسم المذكور إلا في رواية لأحمد في طريق خلف ,وأظنها خطأ أيضا من بعض النساخ أو الرواة.
ففي الرواية الأخرى (3|245) المنان وهو الثابت في رواية أبي داود والنسائي والطحاوي وابن حبان والحاكم .. وأظن أن ما في الترغيب بعضه من تلفيق المؤلف نفسه بين الروايات وهو من عادته فيه وبعضه من النساخ ...
وبعد كتابة ما تقدم رجعت إلى الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان في طبعته فرأيت في حديث خلف أنت الحنان المنان جمع بين الاسمين لكن ليس في زوائد ابن حبان (2382) إلا أنت المنان وهو المحفوظ وزيادة الحنان شاذة باعتبارين
أحدهما: عدم ورودها مطلقا في حديث الترجمة وغيره
والآخر مخالفتها لكل الطرق الدائرة على خلف فليس فيها الجمع المذكور ومما يؤكده أن راويه في صحيح ابن حبان عن خلف هو قتيبة بن سعيد وعنه رواه النسائي دون الزيادة فكان هذا مما يسرجح ما في زوائد ابن حبان على ما في الإحسان.انتهى
فعلى ذلك ما ورد في بعض كتب الشيخ من سكوته عن هذه اللفظة ينسخه ما قرره هنا والله أعلم
فعلى ذلك لا يصح إلا اسم الله المنان أما الحنان فضعيف
وقد أنكر تسمية الله بالحنان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على ما نقله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (1|161)
وقال شيخ الإسلام في تفسير هذين الاسمين:
وجاء في تفسير اسمه الحنان المنان أن الحنان: الذي يقبل على من أعرض عنه والمنان الذي يجود بالنوال قبل السؤال.
النبوات (1|78)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 04 - 07, 12:34 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[28 - 04 - 07, 01:29 ص]ـ
كذلك الشيخ الرضواني قال أن المنان من الأسماء أما الحنان فليس كذلك.
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[28 - 04 - 07, 01:49 ص]ـ
احسن الله اليك
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[28 - 04 - 07, 11:53 م]ـ
وأنتم جميعا بارك الله فيكم
ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 12:26 ص]ـ
أخي المبارك جزاك الله كل خير ولقد كانت هذه الكلمة موضع اعتراض من بعض الأخوة الأفاضل علي وذلك لما أنكرتها في بعض الخطب لما كنت أتكلم عن الدعاء فاضطررت للسفر لشيخي أبو اسحاق الحويني حفظه الله لأستوثق منه وسعيت خلفه بعد أدائه لخطبة الجمعة وقلت له: ياشيخ كلمة الحنان، ولم أزد عليها فالتفت إلي وقال: لم ترد في أي حديث صحيح
ـ[أم عُمَر]ــــــــ[29 - 04 - 07, 01:00 ص]ـ
الذي أعلمه أنه ثبت تسميته بالمنان،،
أما الحنان فلا أصل له
والله أعلم
.............
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 11 - 08, 08:57 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
فعلى ذلك ما ورد في بعض كتب الشيخ من سكوته عن هذه اللفظة ينسخه ما قرره هنا والله أعلم
بارك الله فيكم شيخ عبد الباسط.
كما أشرتَ هنا فقد صحح هذه الرواية الشيخ - رحمه الله تعالى - في (صحيح موارد الظمآن).في كتاب "الأدعية".
وبهذا نعرف خطأ الشيخ محمد الحمود في تصحيحه هذه اللفظة في كتابه (النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى).
وأوهم -غفر الله له- أنها عند أبي داود و النسائي. وليس الأمر كذلك.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[15 - 11 - 08, 02:35 م]ـ
وفيكم بارك الله أخي الفضلي
ـ[ابو الجود الأثري]ــــــــ[16 - 11 - 08, 12:32 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - 11 - 08, 02:48 م]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[16 - 11 - 08, 05:02 م]ـ
بارك الله فيكم
ليت الإخوة يفيدونا بالأسماء التي لم تثبت أو لا أصل لها إثراءً للموضوع واستكمالاً للفائدة،
- فممّا أعرفه ممّا لا أصل له:
الساتر - الستار - المعين
- ولم يثبت:
الجليل - المعين - الماجد
فأفيدونا حفظكم الله.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 11 - 08, 10:03 ص]ـ
كذلك مما لا يثبت أنه اسم من أسماء الله تعالى، ويُذكر في بعض الكتيبات:
((الخافض، القابض، الرافع، المعز، المذل، العدل، الباعث، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الواجد، الناصر، الوالي، المنتقم، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، المغني، المانع، النافع، البديع، الباقي، الرشيد، الصبور، المقيت)).
وبعض أهل العلم عدّ بعضها اسما لله تعالى.
ولكنّ هذه أغلبها صفات للرب جل وعلا.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/230)
ـ[الغُندر]ــــــــ[18 - 11 - 08, 09:37 م]ـ
كذلك المحسن لم يثبت
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 11 - 08, 07:17 ص]ـ
كذلك المحسن لم يثبت
الظاهر من بعض الأحاديث أنه اسم لله تعالى:
كالحديث الذي رواه عبد الرزاق وغيره:
((إن الله محسن ...... )) اهـ.
ـ[أبو لؤى وليد بن محمود]ــــــــ[23 - 03 - 09, 03:50 م]ـ
الحمد لله وبعد
فإن اسم (المحسن) من الأسماء الثابتة لله - عز وجل -
وقد ورد، ذلك عن جمع من الصحابة، ومنهم شداد بن أوس، وأنس، وسمرة - رضي الله عنهم -.
أما حديث شداد بن أوس فأخرجه عبد الرزاق في المصنف، (8603) وعنه الطبراني في الكبير (7121) قال: حدثنا إسحاق عن إبراهيم الدبري أخبرنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن أبي أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصغاني عن شداد بن أوس قال: حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنتين أنه قال: (إن الله - عز وجل - محسن يحب الإحسان؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة).
ورجاله ثقات كما قال الهيثمي في المجمع.
والحديث أخرجه مسلم (1995) وأبو داود (2797) والنسائي 7/ 227، وابن ماجة (3170) وغيرهم وليس فيه عندهم (إن الله محسن ... )
وأما حديث أنس فأخرجه ابن أبي عاصم في الديات ص 56 وابن عدي في الكامل 2/ 328, وابن وأبو نعيم في أخبار أصبهان 2/ 113 من طرق عن محمد بن بلال ثنا عثمان عن قتادة عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قتلتم فأحسنوا؛ فإن الله محسن يحب المحسنين "
قال الألباني في الصحيحة (469): " وهذا إسناد جيد رجاله ثقات معروفون غير محمد بن بلال، وهو البصري الكندي، قال ابن عدي: أرجوا أنه لا بأس به، وقال الحافظ: صدوق يُغرب " ا - هـ
وأما حديث سمرة فأخرجه ابن عدي في الكامل بلفظ " إن الله - تعالى - محسن فأحسنوا " وصححه الألباني في صحيح الجامع (1819).
(موقع دعوة الاسلام)
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - 03 - 09, 10:20 ص]ـ
كذلك مما لا يثبت أنه اسم من أسماء الله تعالى، ويُذكر في بعض الكتيبات:
((الخافض، القابض، الرافع، المعز، المذل، العدل، الباعث، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الواجد، الناصر، الوالي، المنتقم، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، المغني، المانع، النافع، البديع، الباقي، الرشيد، الصبور، المقيت)).
وبعض أهل العلم عدّ بعضها اسما لله تعالى.
ولكنّ هذه أغلبها صفات للرب جل وعلا.
والله أعلم.
أخي الكريم علي الفضلي .. يبدو أنه عندك لبس في مسألة الأسماء و الصفات أعني في التفريق بينهما، و ذلك أنك زعمت أن ما ذكرته إنما هي صفات لا أسماء، و الذي ينبغي التنبه له أن الصفات إنما يعبر عنها بالمصادر لا بالألفاظ الدالة على ذات الرب عز وجل، فما دل على ذات الرب عز و جل يسمى في اصطلاح علماء العقيدة اسما لا صفة، وإنما الصفة هي المعنى الذي يتضمنه ذلك الاسم.
فالرب اسم دال على صفة الربوبية، و الله اسم دال على صفة الألوهية، و الرحمن اسم دال على صفة سعة الرحمة، و العزيز اسم دال على صفة العزة، و القوي اسم دال على صفة القوة، و الحي اسم دال على صفة الحياة، و القيوم اسم دال على صفة القيومية، و القدير اسم دال على صفة القدرة، و هكذا دواليك.
و ما تفضلت أخي بالتنبيه عليه وأنه ليس مما ثبت نسبته إلى الله على وجه التسمية صحيح في معظمه، فإن معظم ما ذكرته مما وردت النصوص بنسبته لله - تعالى - على وجه الإخبار بأنه يفعله أو أنه يقوم به في الجملة و ليس على أنه اسم من أسمائه.
فقد أخبر الله - تعالى- عن نفسه وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه يبدئ و يعيد، وأنه يخفض ويرفع، وأنه يحيي و يميت، وأنه يعز من يشاء و يذل من يشاء، وأنه يبعث من في القبور، وأنه أحصى كل شيء عددا، وأنه انتقم من أعدائه و أنه ذو انتقام، إلى آخره، و لكن لم يرد في النصوص تسمية الله بالمبدئ و لا بالمعيد و لا الخافض و لا الرافع و لا المحيي و لا المميت و لا المعز و لا المذل و لا الباعث و لا المحصي و لا المنتقم إلا أن يكون في قوله تعالى: {إنا من المجرمين منتقمون}، و لا غير ذلك مما يصح الإخبار به عن الله في الجملة لا على أنه من أسماء الله، لأن أسماء الله أعلام له فهي توقيفية لا يصح اشتقاقها من أفعالها و لا مصادرها كما نص عليه جماعة من أهل العلم.
و لكن يا أخي في الله .. قد سمى الله - تعالى - نفسه (مالك الملك) في قوله في سورة آل عمران: {قل اللهم مالكَ الملك}، و سمى نفسه ذا الجلال و الإكرام في قوله في سورة الرحمن: {تبارك اسم ربِّك ذي الجلال و الإكرام}، و سمى نفسه (مُقِيتا) في قوله تعالى في سورة النساء: {وكان الله على كل شيء مُقيتا} و كذلك قال تعالى: {وما لهم من دونه من وال}، وأما الواجد فقد ورد ذكره في حديث في مسند الإمام أحمد و غيره و لكن لا يحضرني الكلام عليه الآن.
و المقصود أن هذه المذكورة في الآيات السابقة كلها معدودة عند أهل العلم في أسماء الله تعالى لا في صفاته لكونها دالة على ذات الرب عز وجل لا على المعاني المتضمنة التي يعبر عنها بالمصادر فتنبه رعاك الله.
بالنسبة للمحسن ففي النفس منه شيء لأن الروايات الواردة فيه لا تخلوا من مقال و قد تفرد بذكرها من تكلم في حفظهم فالظاهر أنها غير محفوظة بل هي شاذة أو منكرة و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/231)
ـ[أسامة]ــــــــ[24 - 03 - 09, 10:20 ص]ـ
كذلك مما لا يثبت أنه اسم من أسماء الله تعالى، ويُذكر في بعض الكتيبات:
((الخافض، القابض، الرافع، المعز، المذل، العدل، الباعث، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الواجد، الناصر، الوالي، المنتقم، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، المغني، المانع، النافع، البديع، الباقي، الرشيد، الصبور، المقيت)).
وبعض أهل العلم عدّ بعضها اسما لله تعالى.
ولكنّ هذه أغلبها صفات للرب جل وعلا.
والله أعلم.
أخي الكريم علي الفضلي .. يبدو أنه عندك لبس في مسألة الأسماء و الصفات أعني في التفريق بينهما، و ذلك أنك زعمت أن ما ذكرته إنما هي صفات لا أسماء، و الذي ينبغي التنبه له أن الصفات إنما يعبر عنها بالمصادر لا بالألفاظ الدالة على ذات الرب عز وجل، فما دل على ذات الرب عز و جل يسمى في اصطلاح علماء العقيدة اسما لا صفة، وإنما الصفة هي المعنى الذي يتضمنه ذلك الاسم.
فالرب اسم دال على صفة الربوبية، و الله اسم دال على صفة الألوهية، و الرحمن اسم دال على صفة سعة الرحمة، و العزيز اسم دال على صفة العزة، و القوي اسم دال على صفة القوة، و الحي اسم دال على صفة الحياة، و القيوم اسم دال على صفة القيومية، و القدير اسم دال على صفة القدرة، و هكذا دواليك.
و ما تفضلت أخي بالتنبيه عليه وأنه ليس مما ثبت نسبته إلى الله على وجه التسمية صحيح في معظمه، فإن معظم ما ذكرته مما وردت النصوص بنسبته لله - تعالى - على وجه الإخبار بأنه يفعله أو أنه يقوم به في الجملة و ليس على أنه اسم من أسمائه.
فقد أخبر الله - تعالى- عن نفسه وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه يبدئ و يعيد، وأنه يخفض ويرفع، وأنه يحيي و يميت، وأنه يعز من يشاء و يذل من يشاء، وأنه يبعث من في القبور، وأنه أحصى كل شيء عددا، وأنه انتقم من أعدائه و أنه ذو انتقام، إلى آخره، و لكن لم يرد في النصوص تسمية الله بالمبدئ و لا بالمعيد و لا الخافض و لا الرافع و لا المحيي و لا المميت و لا المعز و لا المذل و لا الباعث و لا المحصي و لا المنتقم إلا أن يكون في قوله تعالى: {إنا من المجرمين منتقمون}، و لا غير ذلك مما يصح الإخبار به عن الله في الجملة لا على أنه من أسماء الله، لأن أسماء الله أعلام له فهي توقيفية لا يصح اشتقاقها من أفعالها و لا مصادرها كما نص عليه جماعة من أهل العلم.
و لكن يا أخي في الله .. قد سمى الله - تعالى - نفسه (مالك الملك) في قوله في سورة آل عمران: {قل اللهم مالكَ الملك}، و سمى نفسه ذا الجلال و الإكرام في قوله في سورة الرحمن: {تبارك اسم ربِّك ذي الجلال و الإكرام}، و سمى نفسه (مُقِيتا) في قوله تعالى في سورة النساء: {وكان الله على كل شيء مُقيتا} و كذلك قال تعالى: {وما لهم من دونه من وال}، وأما الواجد فقد ورد ذكره في حديث في مسند الإمام أحمد و غيره و لكن لا يحضرني الكلام عليه الآن.
و المقصود أن هذه المذكورة في الآيات السابقة كلها معدودة عند أهل العلم في أسماء الله تعالى لا في صفاته لكونها دالة على ذات الرب عز وجل لا على المعاني المتضمنة التي يعبر عنها بالمصادر فتنبه رعاك الله.
بالنسبة للمحسن ففي النفس منه شيء لأن الروايات الواردة فيه لا تخلوا من مقال و قد تفرد بذكرها من تكلم في حفظهم فالظاهر أنها غير محفوظة بل هي شاذة أو منكرة و الله أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 09:14 م]ـ
فإن معظم ما ذكرته مما وردت النصوص بنسبته لله - تعالى - على وجه الإخبار بأنه يفعله أو أنه يقوم به في الجملة و ليس على أنه اسم من أسمائه.
فقد أخبر الله - تعالى- عن نفسه وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه يبدئ و يعيد، وأنه يخفض ويرفع، وأنه يحيي و يميت، وأنه يعز من يشاء و يذل من يشاء،.
أخي أسامة:
هذه الإخبارات التي ذكرت هنا هل يوصف الله بها؟
يعني مثلا: هل يوصف الله تعالى بأنه يحيي وأنه يميت؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 09:40 م]ـ
.. يبدو أنه عندك لبس في مسألة الأسماء و الصفات أعني في التفريق بينهما، و ذلك أنك زعمت أن ما ذكرته إنما هي صفات لا أسماء، و الذي ينبغي التنبه له أن الصفات إنما يعبر عنها بالمصادر لا بالألفاظ الدالة على ذات الرب عز وجل، فما دل على ذات الرب عز و جل يسمى في اصطلاح علماء العقيدة اسما لا صفة، وإنما الصفة هي المعنى الذي يتضمنه ذلك الاسم.
قال العلامة العثيمين في شرح الواسطية:
(هناك عدة طرق لإثبات الصفة:
الطريق الأول: دلالة الأسماء عليها، لأن كل اسم، فهو متضمن لصفة ولهذا قلنا فيما سبق: إن كل اسم من أسماء الله دال على ذاته وعلى الصفة التي اشتق منها.
الطريق الثاني: أن ينص على الصفة، مثل الوجه، واليدين، والعينين .. وما أشبه ذلك، فهذه بنص من الله عز وجل، ومثل الانتقام، فقال عنه تعالى: {إن الله عزيز ذو انتقام} [إبراهيم: 47]، ليس من أسماء الله المنتقم، خلافاً لما يوجد في بعض الكتب التي فيها عد أسماء الله، لأن الانتقام ما جاء إلا على سبيل الوصف أو اسم الفاعل مقيداً، كقوله: {إنا من المجرمين منتقمون} [السجدة: 22].
الطريق الثالث: أن تؤخذ من الفعل، مثل: المتكلم، فأخذها من {وكلم الله موسى تكليماً} [النساء: 164].
هذه هي الطرق التي تثبت بها الصفة وبناء على ذلك نقول: الصفات أعم من الأسماء، لأن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة متضمنة لاسم) اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/232)
ـ[أسامة]ــــــــ[25 - 03 - 09, 09:05 ص]ـ
أخي أسامة:
هذه الإخبارات التي ذكرت هنا هل يوصف الله بها؟
يعني مثلا: هل يوصف الله تعالى بأنه يحيي وأنه يميت؟
الجواب أخي الكريم أنه يوصف بذلك لا محالة، لأنه تعالى أثبت ذلك لنفسه، و الله تعالى يوصف بكل ما أثبته لنفسه و أثبته له رسوله صلى الله عليه و سلم من صفات الكمال و نعوت الجلال، ولاشك أن الإحياء و الإماتة من صفات الكمال و نعوت الجلال.
ولكن كونه تعالى يوصف بذلك لا يقتضي أن يشتق له من هذه الأوصاف أسماء لأن أسماءه - تعالى- توقيفية لكونها أعلاما عليه كما تقدم، و العلم لا سبيل إلى إثباته إلا بالنص و الخبر الصادق الصريح، و الله أعلم.
والحقيقة أنني لم أفهم مغزى سؤالك هذا فإن الجواب عليه معلوم لدى الخاصة و العامة و لا أظنه يخفى عليك، و لكن لعلك تريد به شيئا آخر لم أتوصل إليه فأرجو الإيضاح.
ـ[أسامة]ــــــــ[25 - 03 - 09, 11:14 ص]ـ
قال العلامة العثيمين في شرح الواسطية:
(هناك عدة طرق لإثبات الصفة:
الطريق الأول: دلالة الأسماء عليها، لأن كل اسم، فهو متضمن لصفة ولهذا قلنا فيما سبق: إن كل اسم من أسماء الله دال على ذاته وعلى الصفة التي اشتق منها.
الطريق الثاني: أن ينص على الصفة، مثل الوجه، واليدين، والعينين .. وما أشبه ذلك، فهذه بنص من الله عز وجل، ومثل الانتقام، فقال عنه تعالى: {إن الله عزيز ذو انتقام} [إبراهيم: 47]، ليس من أسماء الله المنتقم، خلافاً لما يوجد في بعض الكتب التي فيها عد أسماء الله، لأن الانتقام ما جاء إلا على سبيل الوصف أو اسم الفاعل مقيداً، كقوله: {إنا من المجرمين منتقمون} [السجدة: 22].
الطريق الثالث: أن تؤخذ من الفعل، مثل: المتكلم، فأخذها من {وكلم الله موسى تكليماً} [النساء: 164].
هذه هي الطرق التي تثبت بها الصفة وبناء على ذلك نقول: الصفات أعم من الأسماء، لأن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة متضمنة لاسم) اهـ.
كلام جميل .. و هو يؤكد ما قررتُه سابقا من أن الصفات تشتق من الأسماء لا العكس .. فالكلام مثلا صفة من صفات الله و لكن لا يقال إن الله تعالى من أسمائه (المتكلم)، و الاستواء صفة من صفات الله و لكن ليس من أسمائه (المستوي).
وهكذا يقال إن الله تعالى يقاتل الكفار و لا يقال إن من أسمائه (المقاتل) و قس على ذلك.
أما كون الصفات أعم من الأسماء باعتبار طرق إثباتها فهذا أمر معلوم لا إشكال فيه فنحن نعلم أن الوجه و اليدين و العينين و الساق و القدم و القبضة و الأصابع من صفات الله تعالى التي وردت بها النصوص، و مع ذلك لايشتق لله من هذه الصفات أسماء، فلا يقال إن الله ذو الوجه أو ذو اليدين أو ذو العينين ... إلخ.
وكذلك الربوبية و الألوهية و العلو و القوة و القدرة و الحياة و السمع و البصر وغيرها من صفات الذات، كلها صفات لله ثبتت بدلالة الأسماء عليها، كما ثبت بعضها أو كلها بطرق أخرى إضافة إلى ذلك.
أما الاستواء و الكلام و المجيء و النزول و القبض و البسط و الإنفاق و الإعطاء و المنع و الإعزاز و الإذلال و الأخذ و الإهلاك و غير ذلك من الصفات المتعلقة بالمشيئة فكلها صفات فعل ثابتة لله بالنصوص الصريحة الواردة بصيغة الفعل، وهذه أيضا لا يشتق لله منها أسماء، فلا يقال: إن من أسماء الله المستوي و المتكلم و الجائي و النازل و القابض و الباسط و المنفق و المعطي و المانع و المعز و المذل و الآخذ و المهلك، وإن كان بعض ما تقدم مما تنازع فيه العلماء و اشتهر استعماله عند العامة و الخاصة.
ومما يحسن التنبيه عليه في هذا المقام أن شيخ الإسلام حكى في بعض فتاويه عن الإمام أحمد و جمهور السلف جواز دعاء الله بما يصح الإخبار به عنه و لو لم يكن من الأسماء الحسنى، كأن يقول الداعي: اللهم أسالك بأنك أنت المستوي على عرشك البائن من خلقك المحيي المميت المعز المذل القابض الباسط المعطي المانع .. و نحو ذلك، و هذا لأن هذه معاني صحيحة ثبت الخبر بها عن الله - تعالى - و إن لم تكن من الأسماء الحسنى التي ورد بها النص الصريح.
ولكن ينبغي أن لا يعتقد الداعي بهذه الألفاظ و نحوها أنها من أسماء الله الثابتة له بالنصوص، وإنما يعتقد أن مدلولها حق من جهة تضمنها لمعاني صحيحة ثبتت بالكتاب و السنة، و الله أعلم.
و إنما لم أشر إلى هذه التفاصيل فيما سبق و اقتصرت على الصفات التي دلت عليها الأسماء بطريق التضمن لأن الكلام و السياق في ذلك الموطن كان مختصا بالتفريق و التمييز بين الأسماء و الصفات، و لم يكن عن تقرير موضوع الصفات و طرق إثباتها، و الله الموفق للصواب.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 11:44 ص]ـ
يبدو أنه عندك لبس في مسألة الأسماء و الصفات أعني في التفريق بينهما، و ذلك أنك زعمت أن ما ذكرته إنما هي صفات لا أسماء،
أما الاستواء و الكلام و المجيء و النزول و القبض و البسط و الإنفاق و الإعطاء و المنع و الإعزاز و الإذلال و الأخذ و الإهلاك و غير ذلك من الصفات المتعلقة بالمشيئة فكلها صفات فعل ثابتة لله بالنصوص الصريحة الواردة بصيغة الفعل، وهذه أيضا لا يشتق لله منها أسماء، فلا يقال: إن من أسماء الله المستوي و المتكلم و الجائي و النازل و القابض و الباسط و المنفق
أظن أن اللبس ليس عندي، والعلم عند الله تعالى، ومن مشاركتك الأخيرة يظهر لي - أخي أسامة - أن الأمر قد تبين لك.
وأما مسألة هل الاسم مشتق من الصفة أو الصفة مشتقة من الاسم فهي مسألة خلافية معروفة بين أهل العلم.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/233)
ـ[أسامة]ــــــــ[28 - 03 - 09, 02:10 م]ـ
أظن أن اللبس ليس عندي، والعلم عند الله تعالى، ومن مشاركتك الأخيرة يظهر لي - أخي أسامة - أن الأمر قد تبين لك.
وأما مسألة هل الاسم مشتق من الصفة أو الصفة مشتقة من الاسم فهي مسألة خلافية معروفة بين أهل العلم.
والله أعلم.
أخي في الله علي الفضلي .. أنا آسف إذا كانت كلمة اللبس أزعجتك فأنا لم أقصد انتقاصك وإنما أردت تنبيهك فقط، و على كل حال فأرجو المعذرة.
لم أفهم مرادك بأن الأمر تبين لي!! ما الذي تبين لي؟!!
بالنسبة لمسألة اشتقاق الاسم من الصفة أو العكس، فالذي يظهر لي من كلامك آنفا أنك لا ترى جواز اشتقاق أسماء الله من صفاته، و لذا لم تجوز تسميته تعالى بالباقي و لا بالمحيي و لا بالمميت إلى آخره، وهذا متفق عليه بيني و بينك في الجملة، و بالتالي فلا فائدة من الإشارة إلى وجود خلاف في المسألة، و الله أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 03 - 09, 05:16 ص]ـ
أخي في الله علي الفضلي .. أنا آسف إذا كانت كلمة اللبس أزعجتك فأنا لم أقصد انتقاصك وإنما أردت تنبيهك فقط، و على كل حال فأرجو المعذرة.
لم أفهم مرادك بأن الأمر تبين لي!! ما الذي تبين لي؟!!.
أخي الكريم: تنبيهك كان مبنيا على فهم في ذهنك لكنه خطأ.
فهلا بينت وجه الخطأ في قولي: إن هذه التي ذكرتُ ليست أسماء لله تعالى، وإنما هي أوصاف؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[29 - 03 - 09, 06:41 ص]ـ
((هل ثبت اسم المنان والحنان لله تعالى))؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((المعروف عن مالك أنه كره للداعي أن يقول: ياسيدي سيدي، وقال: قل كما قالت الأنبياء يارب يارب ياكريم. وكره أيضاً أن يقول: ياحنان يامنان. فإنه ليس بمأثور عنه)).
علق الشيخ ربيع:
((أَمَّا المنان فقد ورد ضمن حديث لفظه " اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ياذا الجلال والإكرام ياحي ياقيوم ... " الحديث أخرجه أبوداود في الصلاة حديث (1495) والترمذي الدعوات حديث (3544)، والنسائي حديث (1300) وابن ماجه: الدعاء حديث (3858) كلهم من طرق إلى أنس يصح بمجموعها الحديث. وصححه الألباني انظر: صحيح أبي داود رقم (1325) وأما الحنان فرواه الطبراني في الأوسط بإسناد ضعيف. انظر: مجمع البحرين حديث (4639)، وقول: " ليس بمأثور " أي على هذا الوجه)).
انظر: [حاشية قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة].
من موقع الشيخ: ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -.
http://www.rabee.net/show_book.aspx?...&pid=6&bid=169 (http://www.rabee.net/show_book.aspx?...&pid=6&bid=169)
ـ[أسامة]ــــــــ[29 - 03 - 09, 03:13 م]ـ
أخي الكريم: تنبيهك كان مبنيا على فهم في ذهنك لكنه خطأ.
فهلا بينت وجه الخطأ في قولي: إن هذه التي ذكرتُ ليست أسماء لله تعالى، وإنما هي أوصاف؟
أخي الكريم .. أنت لم تقل إنها أوصاف و إنما قلت إن أغلبها صفات، فراجع كلامك و تأكد مما قلته.
هذا من جهة .. و من جهة أخرى فقد أوضحت لك من قبل أن العلماء لا يطلقون الصفات على ما دل على ذات الرب عز وجل و إنما يسمونها أسماء، وأما الصفات فيعبرون عنها بالمصادر، و سبق أن ضربت لك الأمثلة على ذلك و قلت لك إن الله و الرحمن و الرحيم و العزيز و الحكيم و نحو ذلك كلها أسماء، وأما الصفات فمثل الألوهية و الرحمة و العزة و الحكمة و نحو ذلك فتنبه.
فأنت عندما تقول إن الرافع و الخافض و القابض و الباسط و المحيي و المميت ونحوها صفات و ليست أسماء تكون قد خالفت ما اصطلح عليه العلماء من أن ما كان على صيغة اسم الفاعل و نحوه مما يدل على الذات يعبر عنه بالأسماء لا بالصفات.
نعم لو قلت إن الإحياء و الإماتة و القبض و البسط و الرفع و الخفض و نحو ذلك صفات لكان كلامك صحيحا مستقيما لا اعتراض عليه،و الله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 03 - 09, 09:51 م]ـ
أخي الكريم .. أنت لم تقل إنها أوصاف و إنما قلت إن أغلبها صفات، فراجع كلامك و تأكد مما قلته.
هذا من جهة .. و من جهة أخرى فقد أوضحت لك من قبل أن العلماء لا يطلقون الصفات على ما دل على ذات الرب عز وجل و إنما يسمونها أسماء، وأما الصفات فيعبرون عنها بالمصادر، و سبق أن ضربت لك الأمثلة على ذلك و قلت لك إن الله و الرحمن و الرحيم و العزيز و الحكيم و نحو ذلك كلها أسماء، وأما الصفات فمثل الألوهية و الرحمة و العزة و الحكمة و نحو ذلك فتنبه.
فأنت عندما تقول إن الرافع و الخافض و القابض و الباسط و المحيي و المميت ونحوها صفات و ليست أسماء تكون قد خالفت ما اصطلح عليه العلماء من أن ما كان على صيغة اسم الفاعل و نحوه مما يدل على الذات يعبر عنه بالأسماء لا بالصفات.
نعم لو قلت إن الإحياء و الإماتة و القبض و البسط و الرفع و الخفض و نحو ذلك صفات لكان كلامك صحيحا مستقيما لا اعتراض عليه،و الله الهادي إلى سواء السبيل.
الحقيقة أنا فهمت من استدراكك هذا الفهم، لكني استبعدته، لظني أنك على علم بصنيع أهل العلم، ولكن خاب ظني! فإذا بك تعني ما ظننت، على كل حال:
أما قولي:
إن أغلبها أوصاف أو صفات ولا فرق، إنما هو احتراز مما يمكن أن يكون فيها خلاف قوي بين علمائنا في إثباته أو عدم إثباته.
وأما قولي عنها إنها أوصاف بعد أن سقت أنها ليست أسماء، فأظن أن طالب العلم يعرف أن المقصود هو الوصف، فقولي الباقي ليس من الأسماء، ثم قولي هو وصف، فطالب العلم يفهم منه أن الله تعالى يوصف بالبقاء.
واعلم - علمني الله وإياك - أن هذا المسلك معروف بين أهل العلم وإليك شيء من الأمثلة:
سؤال: هل يسمى الله تعالى المسعر؟
الجواب: (الذي يظهر لي أن هذا من صفات الأفعال ...... فليست من الأسماء).
العلامة العثيمين (لقاء الباب المفتوح) شريط (69).
قال الشيخ علوي السقاف في كتابه (الصفات):
(يوصف الله عزوجل بأنه الهادي، وهذا ثابت بالكتاب والسنة، وقيل الهادي من أسماء الله تعالى .. ) اهـ.
وقال:
(يوصف الله عزوجل بأنه البارئ، وهو اسم له سبحانه، وهذه الصفة ثابتة بالكتاب والسنة.
*الدليل من الكتاب:
1 - قوله تعالى: {هو الله الخالق البارئ} ...... ) اهـ.
وغيره كثير.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/234)
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - 04 - 09, 03:07 م]ـ
أخي الكريم علي الفضلي .. سددك الله ..
جزاك الله خيرا على البيان و توضيح قصدك .. ولكن لا أظنك تختلف معي أن التعبير الأدق بالنظر إلى الاصطلاح المشهور هو ما تقدم تقريره من إطلاق الأسماء على ما دل على الذات، و إطلاق الصفات على المعاني المتضمنة في تلك الأسماء و التي يعبر عنها بالمصادر كما تقدم، وهذا هو المتبادر إلى الذهن ..
أما ما نقلته عن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- و الشيخ علوي السقاف - حفظه الله- فهذا جار على التوسع في العبارة لا على الاصطلاح المشهور، و مع ذلك فكلام الشيخ السقاف ليس صريحا في المسألة لأنه عبر بالفعل (يوصف) و هذا قد جرى استعماله في عرف السلف الصالح فيما هو أوسع من المصطلح المشهور بعدهم، كقولهم لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه في القرآن أو وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم، و مرادهم ما هو أعم من الاصطلاح الحادث، و من ذلك ما صح في حديث الرجل الذي كان يقرأ سورة الإخلاص في كل ركعة معللا ذلك بأنها صفة الرحمن، مع أنها متضمنة لذكر أسماء الله تعالى، فهذا وأمثاله قبل استقرار الاصطلاح على التفريق بين مدلول الأسماء و مدلول الصفات، وأما بعد استقرار الاصطلاح فإن الذي يفهمه طالب العلم هو ما دل عليه الاصطلاح المشهور، و الله أعلم.
ـ[أسامة]ــــــــ[19 - 04 - 09, 12:07 م]ـ
استدراك:
أما الاستواء و الكلام و المجيء و النزول و القبض و البسط و الإنفاق و الإعطاء و المنع و الإعزاز و الإذلال و الأخذ و الإهلاك و غير ذلك من الصفات المتعلقة بالمشيئة فكلها صفات فعل ثابتة لله بالنصوص الصريحة الواردة بصيغة الفعل، وهذه أيضا لا يشتق لله منها أسماء، فلا يقال: إن من أسماء الله المستوي و المتكلم و الجائي و النازل و القابض و الباسط و المنفق و المعطي و المانع و المعز و المذل و الآخذ و المهلك، وإن كان بعض ما تقدم مما تنازع فيه العلماء و اشتهر استعماله عند العامة و الخاصة.
.
وقع في كلامي هذا وهم حيث ذهلت عن حديث ((إن الله هو الخالق القابض الباسط الرازق المُسعِّر)) والذي أخرجه أبو داود و الترمذي والدارمي و غيرهم بسند صحيح وهذا لفظ الدارمي، فالصواب إثبات هذين الاسمين لله تعالى مع بقية الأسماء الواردة في الحديث لهذا الحديث لا من طريق الاشتقاق.
وأما المعطي، فقد ورد في صحيح البخاري من حديث معاوية رضي الله عنه- مرفوعا:
((منْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ و الله المعطي وأنا القاسم)) الحديث.
وقد روى البخاري وغيره هذا الحديث بلفظ: ((إنما أنا قاسم و الله يعطي)) هكذا بصيغة الفعل لا بصيغة اسم الفاعل، فإن كان اللفظ الأول (اسم الفاعل) محفوظا فنثبت لله هذا الاسم أيضا من طريق النص لا من طريق الاشتقاق، وإلا فلا، والله أعلم، وأستغفر الله عز وجل.
ـ[أبو أويس الأثري الجزائري]ــــــــ[23 - 04 - 09, 06:43 م]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[24 - 04 - 09, 01:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
عندي بحث مطول وتخريج مفصل للأحاديث التي ورد فيها اسم "الحنّان" _أعددته لنفسي_ وقارب على الانتهاء أعمل فيه منذ سنة و نصف تقريبا _بشكل متقطع_ وقد تبين لي أنه لايثبت كاسم
وإن كان يثبت كصفة في قوله تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13)} سورة مريم
قال ابن كثير في تفسيره:
وقوله: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} يقول: ورحمة من عندنا، وكذا قال عكرمة، وقتادة، والضحاك وزاد: لا يقدر عليها غيرنا. وزاد قتادة: رُحِم بها زكريا.
وقال مجاهد: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} وتعطفًا من ربه عليه.
وقال عكرمة: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} [قال: محبة عليه. وقال ابن زيد: أما الحنان_بالتسهيل بدون شدة_ فالمحبة. وقال عطاء بن أبي رباح: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا}]، قال: تعظيمًا من لدنا.
أما اسم المنّان فثابت ...
والله أعلم
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[28 - 04 - 09, 05:14 ص]ـ
والله يا إخوان مسألة التفريق بين الاسم والصفة مسألة شائكة لم يتجلّ فيها القول الفصل إلى الآن، وأعني ما ورد على زنة اسم الفاعل، وهذا حتى نستبعد ما ورد بزنة الفعل وكذا ما ورد بصيغة المصدر فهذا لا يختلف فيه اثنان أنّ أقل ما يستفاد منه أنّه صفة أثبتها الله لنفسه فيجب على الخلق إثباتها له كالاستواء والكلام والغضب والرضى، والمحبة ..
لكن الإشكال فيما ورد مثله وكان من الأسماء
فبعضهم قال ما كان على زنة اسم الفاعل، كباسط، فأشكل مثل غافر
وبعضهم قال ما ورد مخبرا به عن اسم الجلالة (الله) مثل إن الله سميع بصير، فاختلفوا في الله نور السموات والأرض.
وبعضهم قال ما كان محلى بـ (ال) السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر
ويظهر لي عل حسب علمي القاصر أن هذا أسلمها والمسألة تحتاج إلى بحث دقيق يعمد فيه الباحث إلى جمع الأسماء التي ورد عليها الاتفاق ثم محاولة بيان القاسم المشترك بينها مما يصلح أن يكون ضابطا للتفريق بين ما هو اسم أو صفة مما يشكل، ومع ذلك يبقى الخلاف قائما.
أما الحنان كما ذكر أخونا الشيخ أبو جعفر:
فهو من الصفات الفعلية التابعة لمشيئة الله تعالى وإرادته كما قال تعالى في كتابه: {وحنانا من لدنّا وزكاة وكان تقيا} {مريم:13} وراجع الكتاب الرّائع الفريد في بابه (صفات الله عزّ وجلّ الواردة في الكتاب والسنة) للشيخ علوي عبد القادر السقّاف حفظه الله (ص119) عند كلامه على صفة الحنان لله عزّ وجلّ ونقل كلاما قيّما لأئمة السلف كابن جرير وابن قتيبة وأبي عبيد والخطابي وشيخ الإسلام وابن القيم في بحث قد لا تجده عند غيره.(40/235)
كيف نستعين باسم الله تعالى مع العلم بأن الاسم غير المسمى؟
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 07, 05:20 م]ـ
كيف نستعين باسم الله تعالى مع العلم بأن الاسم غير المسمى - كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير وغيره -؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 04 - 07, 06:10 م]ـ
الصواب ألا يقال الاسم هو المسمى أو غير المسمى بل يقال الاسم للمسمى
جاء في مجموع فتاوى الإمام ابن تيمية رحمه الله
وقال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - رحمه الله -:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما.
فصل: في " الاسم والمسمى "
هل هو هو أو غيره؟ أو لا يقال هو هو ولا يقال هو غيره؟ أو هو له؟ أو يفصل في ذلك؟. فإن الناس قد تنازعوا في ذلك والنزاع اشتهر في ذلك بعد الأئمة بعد أحمد وغيره والذي كان معروفا عند " أئمة السنة " أحمد وغيره: الإنكار على " الجهمية " الذين يقولون: أسماء الله مخلوقة.
فيقولون: الاسم غير المسمى وأسماء الله غيره وما كان غيره فهو مخلوق؛ وهؤلاء هم الذين ذمهم السلف وغلظوا فيهم القول؛ لأن أسماء الله من كلامه وكلام الله غير مخلوق؛ بل هو المتكلم به وهو المسمي لنفسه بما فيه من الأسماء. و " الجهمية " يقولون: كلامه مخلوق وأسماؤه مخلوقة؛ وهو نفسه لم يتكلم بكلام يقوم بذاته ولا سمى نفسه باسم هو المتكلم به؛ بل قد يقولون: إنه تكلم به وسمى نفسه بهذه الأسماء بمعنى أنه خلقها في غيره؛ لا بمعنى أنه نفسه تكلم بها الكلام القائم به. فالقول في أسمائه هو نوع من القول في كلامه.
والذين وافقوا " السلف " على أن كلامه غير مخلوق وأسماءه غير مخلوقة يقولون: الكلام والأسماء من صفات ذاته؛ لكن هل يتكلم بمشيئته وقدرته. ويسمي نفسه بمشيئته وقدرته؟ هذا فيه قولان: النفي هو قول " ابن كلاب " ومن وافقه. والإثبات قول " أئمة أهل الحديث والسنة " وكثير من طوائف أهل الكلام كالهشامية والكرامية وغيرهم كما قد بسط هذا في مواضع. (والمقصود هنا أن المعروف عن " أئمة السنة " إنكارهم على من قال أسماء الله مخلوقة وكان الذين يطلقون القول بأن الاسم غير المسمى هذا مرادهم؛ فلهذا يروى عن الشافعي والأصمعي وغيرهما أنه قال: إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى فاشهد عليه بالزندقة؛ ولم يعرف أيضا عن أحد من السلف أنه قال الاسم هو المسمى؛ بل هذا قاله كثير من المنتسبين إلى السنة بعد الأئمة وأنكره أكثر أهل السنة عليهم. ثم منهم من أمسك عن القول في هذه المسألة نفيا وإثباتا؛ إذ كان كل من الإطلاقين بدعة كما ذكره الخلال عن إبراهيم الحربي وغيره؛ وكما ذكره أبو جعفر الطبري في الجزء الذي سماه " صريح السنة " ذكر مذهب أهل السنة المشهور في القرآن والرؤية والإيمان والقدر والصحابة وغير ذلك. وذكر أن " مسألة اللفظ " ليس لأحد من المتقدمين فيها كلام؛ كما قال لم نجد فيها كلاما عن صحابي مضى ولا عن تابعي قفا إلا عمن في كلامه الشفاء والغناء ومن يقوم لدينا مقام الأئمة الأولى " أبو عبد الله أحمد بن حنبل " فإنه كان يقول: اللفظية جهمية. ويقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع. وذكر أن القول في الاسم والمسمى من الحماقات المبتدعة التي لا يعرف فيها قول لأحد من الأئمة وأن حسب الإنسان أن ينتهي إلى قوله تعالى {ولله الأسماء الحسنى} وهذا هو القول بأن الاسم للمسمى. وهذا الإطلاق اختيار أكثر المنتسبين إلى السنة من أصحاب الإمام أحمد وغيره.
والذين قالوا الاسم هو المسمى كثير من المنتسبين إلى السنة: مثل أبي بكر عبد العزيز وأبي القاسم الطبري واللالكائي وأبي محمد البغوي صاحب " شرح السنة " وغيرهم؛ وهو أحد قولي أصحاب أبي الحسن الأشعري اختاره أبو بكر بن فورك وغيره. و (القول الثاني وهو المشهور عن أبي الحسن أن الأسماء ثلاثة أقسام تارة يكون الاسم هو المسمى كاسم الموجود. و " تارة " يكون غير المسمى كاسم الخالق. و " تارة " لا يكون هو ولا غيره كاسم العليم والقدير. وهؤلاء الذين قالوا: إن الاسم هو المسمى لم يريدوا بذلك أن اللفظ المؤلف من الحروف هو نفس الشخص المسمى به؛ فإن هذا لا يقوله عاقل. ولهذا يقال: لو كان الاسم هو المسمى لكان من قال " نار " احترق لسانه. ومن الناس من يظن أن هذا مرادهم ويشنع عليهم وهذا غلط عليهم؛ بل هؤلاء يقولون: اللفظ هو التسمية والاسم ليس هو اللفظ؛ بل هو المراد باللفظ؛ فإنك إذا قلت: يا زيد يا عمر فليس مرادك دعاء اللفظ؛ بل مرادك دعاء المسمى باللفظ وذكرت الاسم فصار المراد بالاسم هو المسمى. وهذا لا ريب فيه إذا أخبر عن الأشياء فذكرت أسماؤها فقيل: {محمد رسول الله} {وخاتم النبيين} {وكلم الله موسى تكليما} فليس المراد أن هذا اللفظ هو الرسول وهو الذي كلمه الله. وكذلك إذا قيل: جاء زيد وأشهد على عمرو وفلان عدل ونحو ذلك فإنما تذكر الأسماء والمراد بها المسميات وهذا هو مقصود الكلام.
وراجع بقية الرسالة في مجموع الفتاوى (6/ 187 وما بعدها).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/236)
ـ[ابو هبة]ــــــــ[28 - 04 - 07, 07:03 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
والواضح ان مسألة (الاسم والمسمى) أصلها من البدع الكلامية, وما تكلم فيها أهل السنة إلا رداً على من خاض فيها من أهل الكلام سيما المعطلة منهم ..
وهنا بعض النقول في ذلك:
وسأل رجل ابن عقيل فقال له: هل ترى لي أن أقرأ الكلام فإني أحسن من نفسي بذكاء؟ فقال له: (إن الدين النصيحة فأنت الآن على مابك مسلم سليم وإن لم تنظر في الجزء - يعني الجوهر الفرد - وتعرف الطفرة - يعني طفرة النظام - ولم تخطر ببالك الأحوال ولا عرفت الخلاء والملاء والجوهر والعرض وهل يبقى العرض زمانين وهل القدرة مع الفعل او قبله وهل الصفات زوائد على الذات وهل الاسم المسمى أو غيره وهل الروح جسم أو عرض فإني أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا ذلك ولا تذاكروه فإن رضيت أن تكون مثلهم بإيمان ليس فيه معرفة هذا فكن وإن رأيت طريقة المتكلمين اليوم أجود من طريقة أبي بكر وعمر والجماعة فبئس الاعتقاد والرأي) درء التعارض, كلام العلماء في ذم الكلام وأهله.
س2/ما هو الفرق بين الاسم والمسمى؟
الاسم والمسمى إذا اجتمعت فيُعْنَى بها بحث كلامي بحث عند أهل الكلام ودخل فيه أهل السنة رداً على أهل الكلام وبيانا للحق فيها، وإلا فبحث الاسم والمسمى ليس من البحوث الموجودة في الكتاب والسنة ولا في كلام الصحابة رضوان الله عليهم، وإنما الكلام فيها حادث؛ لكن جرّ إلى الكلام فيها أنَّ المعتزلة خاضوا في ذلك توطئةً لنفي الصفات ولتحريف الأسماء لله - عز وجل -.
وتلخيص المسألة:
أنّ الاسم مثل: الرحمن، الرحيم، الكريم، ونحو ذلك، المسمى بهذا الاسم هو الله - عز وجل -، محمد المسمى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، الكأس اسم المسمى هو هذا الذي ترى.
فإذاً الاسم دلالة عامة والمسمى انطباق هذا الاسم على العين أو على الذات.
إذا تبين ذلك، فإن المسألة التي اختلفوا فيها هي: قولهم هل الاسم عين المسمى أم أنَّ الاسم غير المسمى؟
وهذه المسألة مبسوطة وطويلة الذيول؛ لكن اختصار القول فيها أنَّ مذهب الأئمة أنَّ الاسم لا يطلق القول بأنه عين المسمى ولا أنه غير المسمى؛ بل المسألة فيها تفصيل في دلالة الاسم على المسمى وأنَّ الأسماء مختلفة؛ لأنّ كل اسم يدل على المسمى وزيادة صفة، فهو يدل على الذات ويدل على الصفة التي تضمنها هذا الاسم، كما ذكرنا لكم الرحيم تدل على ذات الله - عز وجل - المتصفة بالرحمة، والذين قالوا إن الاسم هو عين المسمى جعلوا أنه لا فرق بين الأسماء في دلالتها على المسمّى فجعلوا العليم هو الرحيم مطابقة، وجعلوا الملك هو الودود، ونحو ذلك، بدون تفرقة بين الاسم والصفة، يعني جعلوا أنَّ الأسماء دالة على الذات كما قال المعتزلة عليم بلا علم، رحيم بلا رحمة، وهكذا وهلم جرّاً.
والمسألة فيها طول لكن هذا بيان لأصلها.
الشيخ صالح آل الشيخ, شرح الطحاوية
القول في الاسم والمسمى بدعة
ثم قال: "وكذلك في الاسم والمسمى". وهذه أيضا من البدع التي شغَّب بها أهل البدع على عامة الناس، هل الاسم هو المسمى أو الاسم غير المسمى؟ الجهمية قالوا: "الاسم غير المسمى"، وأرادوا بذلك أن أسماء الله مخلوقة
وأن كلام الله مخلوق؛ لأن كل ما سوى الله فهو مخلوق، والقول الصحيح في هذه المسألة أن الاسم للمسمى كما قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (1) الاسم للمسمى، لا نقول غير المسمى، ولا نقول هو المسمى، والأولى الإمساك عن هذه المسألة كما قال ابن جرير -رحمه الله-، ذكر أن هذه المسألة ليس فيها أثر، وليس فيها قول عن الأئمة المتقدمين سوى ما نقل عن الإمام أحمد أنه أمر بالإمساك عنها.
شرح الحموية الشيخ حمد التويجري
* ويقولون: أسماء الله هي الله.
الشرح:
من البدع التي أحدثها أهل الكلام أن أسماء الله غير الله، وما كان غيره فهو مخلوق، وهذا من حماقاتهم وبذلك يمهدون الطريق لبدعة القول بخلق أسماء الله، قال ابن جرير في كتابه صريح السنة: (وأما القول في الاسم هو المسمى أم هو غيره فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيُتبع ولا قول من إمام فيُستمع).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/237)
قلت: قول ابن جرير: (ولا قول من إمام فيستمع) يشير إلى أن النزاع في هذه المسألة حدث بعد أئمة السلف الأوائل، وذكر ابن أبي يعلى أن الإمام أحمد كان يشق عليه الكلام في الاسم والمسمى ويقول: (هذا كلام محدث، ولا يقول إن الاسم غير المسمى ولا هو هو ولكن يقول: إن الاسم للمسمى اتباعا لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}. [انظر: طبقات الحنابلة (2/ 270)].
اعتقاد أهل السنة شرح أصحاب الحديث
الشيخ محمد بن عبد الرحمن الخميس
أما تحرير المسألة, فإضافةً لنقل شيخ الإسلام الذي أورده شيخنا أعلاه وجدت هذا التفصيل للشيخ ابن عثيمين, رحمه الله:
المبحث الخامس:
هل أسماء الله تعالى غيره، أو أسماء الله هي الله؟
إن أُريد بالاسم اللفظ الدال على المسمى، فهي غير الله عز وجل، وإن أُريد بالاسم مدلول ذلك اللفظ، فهي المسمي.
فمثلاً: الذي خلق السماوات والأرض هو الله، فالاسم هنا هو المُسَمَّى، فليست " اللام، والهاء " هي التي خلقت السماوات والأرض، وإذا قيل: اكتب باسم الله. فكتبت بسم الله، فالمراد به الاسم دون المسمى، وإذا قيل: اضرب زيداً. فضربت زيداً المكتوب في الورقة لم تكن ممتثلاً، لأن المقصود المسمى، وإذا قيل: اكتب زيد قائم فالمراد الاسم الذي هو غير المسمى. ابن عثيمين القول المفيد ج2/ 128
وقوله الله تعالى: (وهم يكفرون بالرحمن) [الرعد: 30] الآية.قوله تعالى: (وهم يكفرون بالرحمن) الآية:
(وهم). أي: كفار قريش.
(يكفرون بالرحمن). المراد أنهم يكفرون بهذا الاسم لا بالمسمي، فهم يُقرِّون به، قال تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله} [لقمان: 25]، وفي حديث سهيل بن عمر: " لما أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكتب الصلح في غزوة الحديبية قال للكاتب: " اكتب بسم الله الرحمن الرحيم "، قال سهيل: أما الرحمن، فو الله ما أدري ما هي ولكن اكتب باسمك اللهم " (1)، وهذا من الأمثلة التي يراد بها الاسم دون المسمى.
وقد قال الله تعالى: {قل أدعوا الله الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسني} [الإسراء: 110]، أي: بأي اسم من أسمائه تدعونه، فإن له الأسماء الحسنى، فكل أسمائه حسنى، فادعوا بما شئتم من الأسماء، ويراد بهذا الآية الإنكار على قريش. ابن عثيمين القول المفيد ج2/ 131
وكذلك تمامة كلام الشيخ محمد بن عبدالرحمن الخميس:
* ويقولون: أسماء الله هي الله.
الشرح:
من البدع التي أحدثها أهل الكلام أن أسماء الله غير الله، وما كان غيره فهو مخلوق، وهذا من حماقاتهم وبذلك يمهدون الطريق لبدعة القول بخلق أسماء الله، قال ابن جرير في كتابه صريح السنة: (وأما القول في الاسم هو المسمى أم هو غيره فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيُتبع ولا قول من إمام فيُستمع).
قلت: قول ابن جرير: (ولا قول من إمام فيستمع) يشير إلى أن النزاع في هذه المسألة حدث بعد أئمة السلف الأوائل، وذكر ابن أبي يعلى أن الإمام أحمد كان يشق عليه الكلام في الاسم والمسمى ويقول: (هذا كلام محدث، ولا يقول إن الاسم غير المسمى ولا هو هو ولكن يقول: إن الاسم للمسمى اتباعا لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}. [انظر: طبقات الحنابلة (2/ 270)].
وقال شيخ الإسلام: (وهذا هو القول بأن الاسم للمسمى، وهذا الإطلاق اختيار أكثر المنتسبين إلى السنة من أصحاب أحمد وغيره). [انظر: الفتاوى (6/ 187)] وعقد اللالكائي في كتابه (1) بابا في (سياق ما فُسِّر من كتاب الله تعالى وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وورد في لغة العرب على أن الاسم والمسمى واحد وأنه هو هو لا غير) قال المحقق في الحاشية هنا في حاشية الأصل بخط دقيق كأنه جديد: (وأن الاسم للمسمى)، وذكر الأدلة من الكتاب والسنة منها قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [سورة النساء، الآية: 36]. ومن أعظم الشرك أن يقال (إن العبادة لاسمه واسمه مخلوق وقد أمر بالعبادة للمخلوق) وهذا قول المعتزلة والنجارية وغيرهم من أهل البدع والكفر والضلالة. وقال تبارك وتعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. [
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/238)
سورة الإخلاص، الآية: 1]. وقد أجمع المسلمون على أن هو إشارة إليه وأن اسمه هو، وقال تبارك وتعالى: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ}. [سورة الحج، الآية: 36]، فأمر الله تبارك وتعالى أن يُذكر اسمه على البُدْن حيث نحرها للتقرب إليه، وعلى مذهب المبتدعة لو ذكر اسم زيد أو عمرو أو اللات والعزى يجزيه لأن هذه الأسماء مخلوقة، وأسماء الله عز وجل عندهم مخلوقة، وقال في آية أخرى: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}. [سورة الأنعام، الآية: 118].
وأجمع المسلمون على أن المؤذن إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فإنه قد أتى بالتوحيد وأقر بالنبوة إلا المعتزلة فإنه يلزمهم أن يقولوا: أشهد أن الذي اسمه (الله) لا إله إلا هو وأشهد أن الذي اسمه محمد رسول الله، وهذا خلاف ما وردت به الشريعة وخلاف ما عليه المسلمون، وكذلك هذه الأيمان التي بالله تبارك وتعالى كلها عندهم يجب أن تكون مخلوقة والناس يحلفون بالمخلوق دون الخالق لأن الاسم غير المسمى والاسم مخلوق عندهم، والذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه: «باسمك اللهم أحيا وأموت» (1)، وكان يستشفي للمرضى بقوله: «أعيذك بكلمات الله التامة»، وكان يعوِّذ بها حسنا وحسينا، وجبريل حين اشتكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عوَّذه بها، ثم قول الناس في الأدعية: اللهم اغفر لي وارحمني: معناه عندهم: من اسمه اللهم الذي هو مخلوق اغفر لي، وهذا كفر بالله وخلاف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين ولغة العرب والعرف والعادة.
والحاصل أن هاهنا ثلاث صور: لأولى: الاسم غير المسمى.
والثانية: الاسم هو المسمى.
والثالثة: الاسم للمسمى.
فأما الصورتان الأوليان فتحتملان حقا وباطلا، فقول القائل إن الاسم غير المسمى إن أراد أن لفظ الاسم غير الذات وأنه مخلوق، فهذا معنى باطل لأن أسماء الله تعالى من كلامه وكلامه غير مخلوق فأسماء الله غير مخلوقة.
وإن أراد القائل أن أسماء الله غير ذات الله، فهذا كلام صحيح عقلا ولغة، لأن لفظ زيد مثلا غير زيد الآكل الشارب.
وأما الصورة الثانية: أن الاسم عين المسمى، فأيضا تحتمل حقا وباطلا، فمن قال إن الاسم عين المسمى وأراد بالاسم الذات وأراد أن ألفاظ أسماء الله مخلوقة، فهذا معنى باطل كما سبق.
وإن أراد أن الاسم عين المسمى بمعنى الاسم لا ينفك عن المسمى ولم يقل بخلق أسماء الله، فهو كلام حق. وأما الصورة الثالثة: وهي أن الاسم للمسمى فهو كلام واضح لا تلبيس فيه ولا تدليس وليس من الكلمات المحدثة بل الكتاب والسنة يدلان عليه، فقد قال الله تبارك وتعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}. فالحاصل أن قول القائل إن الاسم عين المسمى أو غير المسمى إن صدر عن إمام من أئمة السنة فيُحمل على المعنى الحق، وإن جرى على لسان إمام من أئمة أهل الكلام فيحمل على المعنى الباطل.
ولذلك ننبه طلبة العلم إلى معرفة مصطلحات أهل الكلام لغموضها وتلبيسها ولما في طياتها من التعطيل والشطط (1)، والله المستعان.
الخلاصة:
الراجح عند أهل السنة أن يقال: إن الاسم للمسمى؛ لورود الأدلة بذلك، ولا يقال الاسم هو المسمى أو غير المسمى إلا ببيان المعنى الحق إذ إنها تحتمل حقا وباطلا) اعتقاد أهل السنة شرح أصحاب الحديث
الشيخ محمد بن عبد الرحمن الخميس
تنبيه: كل النقول التي أوردتها من الشاملة الإصدار الأخير ..
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 07, 07:57 م]ـ
بارك الله فيكم
كنت قد قرأت كلام شيخ الإسلام -الذي تفضلتم بنقله هاهنا - ومن قبله قول الشيخ حافظ الحكمي في معارج القبول حيث قال: (خلاصة ذلك فنقول الباء أداة تخفض ما بعدها ومعناها في البسملة الاستعانة ......... والإسم هو المسمى وعينه وذاته .............. ولو كانت أسماء الله غيره لكان الداعي بها مشركا إذ دعا مع الله غيره ولكانت مخلوقة إذ كل ما سوى الله مخلوق وهذا هو الذي حاوله الملحدون في أسماء الله تعالى وصفاته تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا)
وما أردت قطعا بقولي ( .. مع العلم بأن الاسم غير المسمى) موافقة المعتزلة
ولكن كما قال شيخ الإسلام (المعنى اللغوي الذي يفصل بين الاسم والمسمى، فإن الأسماء التي هي أقوال ليست نفسها هي المسميات، فهذا لا ينازع فيه أحد من العقلاء)
و كما قال الشيخ ابن العثيمين (وإذا قيل: اكتب باسم الله. فكتبت بسم الله، فالمراد به الاسم دون المسمى)
و سؤالي:
عندما نفسر البسملة نقول في باء (بسم الله) للاستعانة
فهل يستعان بأسماء الله تعالى كما يستعان بذاته وصفاته؟
وسامحوني إن كنت أثقلت عليكم فإنما شفاء العي السؤال
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 07, 08:11 م]ـ
وجدت هذا النقل في منتدى اللعة العربية
(تاج أبي العباس سيدي أحمد بن حمدون السلمي المعروف بابن الحاج:
(و المختار أن الباء للمصاحبة لا للاستعانة لما في الأول من رعاية التعظيم دون الثاني. لأن باء الاستعانة هي الداخلة على آلة الفعل كما في قولك: كتبت بالقلم وفي جعل اسم الله آلة سوء أدب و إن أجيب عنه) قاله في كتابه " العقد الجوهري من فتح الحي القيوم في حل شرح الأزهري على مقدمة بن آجروم")
فما رأيكم فيه؟
وكذلك قول الباجوري (باء الاستعانة تدخل على الآلة فيلزم عليهاجعل اسم الله مقصودا لغيره لا لذاته إلا أن يقال إن من جعلها للاستعانة نظر إلى جهة أخرى وهي أن الفعل المشروع فيه لا يتم على الوجه الأكمل إلا باسمه تعالى)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/239)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 04 - 07, 08:41 م]ـ
بارك الله فيكم
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه
باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء أحدكم فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث مرات وليقل باسمك رب وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين
تابعه يحيى وبشر بن المفضل عن عبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد زهير وأبو ضمرة وإسماعيل بن زكرياء عن عبيد الله عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال اللهم باسمك أحيا وأموت وإذا أصبح قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور
حدثنا سعد بن حفص حدثنا شيبان عن منصور عن ربعي بن حراش عن خرشة بن الحر عن أبي ذر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل قال باسمك نموت ونحيا فإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن منصور عن سالم عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله فقال باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا فضيل عن منصور عن إبراهيم عن همام عن عدي بن حاتم قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم قلت أرسل كلابي المعلمة قال إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت اسم الله فأمسكن فكل وإذا رميت بالمعراض فخزق فكل
حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو خالد الأحمر قال سمعت هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة قالت قالوا يا رسول الله إن ها هنا أقواما حديث عهدهم بشرك يأتونا بلحمان لا ندري يذكرون اسم الله عليها أم لا قال اذكروا أنتم اسم الله وكلوا
تابعه محمد بن عبد الرحمن والدراوردي وأسامة بن حفص
حدثنا حفص بن عمر حدثنا هشام عن قتادة عن أنس قال
ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين يسمي ويكبر
حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن الأسود بن قيس عن جندب
أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر صلى ثم خطب فقال من ذبح قبل أن يصلي فليذبح مكانها أخرى ومن لم يذبح فليذبح باسم الله
حدثنا أبو نعيم حدثنا ورقاء عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا بآبائكم ومن كان حالفا فليحلف بالله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 04 - 07, 08:58 م]ـ
قال الشيخ عبدالحق الهاشمي رحمه الله في شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري ص 56
ومطابقته للترجمة من جهة إضافة الوضع إلى الاسم في قوله (باسمك وضعت) وإضافة الرفع إلى الذات في قوله (وبك أرفعه) فدل على أن المراد بالاسم الذات وبالذات يستعان في الوضعوالرفع، لاباللفظ.
ومنه يعرف وجه المطابقة بين الترجمة والحديث، لأنه إذا جاز إضافة الفعل إلى الاسم جاز السؤال به والاستعاذة به.
ثم قال ص 58
والغرض منه قوله (باسمك) وفيه إثبات الاستعانة بالاسم لأن المراد به الذات، ومنه يعرف وجه المطابقة بين الترجمة والحديث، لأنه إذا جاز إضافة الموت والحياة إلى الاسم جاز السؤال والاستعاذة به.
ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - 04 - 07, 10:12 م]ـ
قال الشيخ عبدالحق الهاشمي رحمه الله في شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري ص 56
ومطابقته للترجمة من جهة إضافة الوضع إلى الاسم في قوله (باسمك وضعت) وإضافة الرفع إلى الذات في قوله (وبك أرفعه) فدل على أن المراد بالاسم الذات وبالذات يستعان في الوضعوالرفع، لاباللفظ.
ومنه يعرف وجه المطابقة بين الترجمة والحديث، لأنه إذا جاز إضافة الفعل إلى الاسم جاز السؤال به والاستعاذة به.
ثم قال ص 58
والغرض منه قوله (باسمك) وفيه إثبات الاستعانة بالاسم لأن المراد به الذات، ومنه يعرف وجه المطابقة بين الترجمة والحديث، لأنه إذا جاز إضافة الموت والحياة إلى الاسم جاز السؤال والاستعاذة به.
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن
هل للشيخ المحدّث عبدالحق الهاشمي رحمه الله شرح مطبوع على صحيح البخاري و مسلم؟؟
افيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 12:40 ص]ـ
جزاكم الله كل خير بارك فيكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 04 - 07, 04:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا واحسن إليكم
والشيخ عبدالحق رحمه الله له ثلاثة شروح على صحيح البخاري،ولم يطبع منها إلا شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري بدار القبلة بجدة عام 1404.(40/240)
أنواع البدعة وأحوال أهلها
ـ[مرزوق الرويس]ــــــــ[28 - 04 - 07, 08:13 م]ـ
قال ابن تيمية رحمه الله:
«إن البدعة التي يعد الرجل بها من أهل الأهواء: ما اشتهر عند أهل العلم بالسنة مخالفتها للكتاب والسنة؛ كبدعة الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة».
أنواع البدعة وأحوال أهلها
البدع ليست على مرتبة واحدة، فمنها البدعة الكفرية المخرجة من الملة، ومنها البدعة التي لا تخرج من الملة، ولكن صاحبها على خطر، ومنها البدعة العلمية، ومنها البدعة الاعتقادية، ومنها البدعة الحقيقية، ومنها البدعة الإضافية.
وهكذا تختلف مراتب البدع وتتفاوت، واختلاف مراتب البدع هو باختلاف متعلقاتها، وهذه المتعلقات تنحصر في:
1 - مسائل الأصول ومسائل الاجتهاد.
2 - القواعد والأصول الاعتقادية والعملية، والفروع الاعتقادية والعملية.
3 - الضروريات والحاجيات والتكميليات.
4 - الكليات والجزئيات.
5 - البدع الحقيقية والإضافية.
6 - البدع التي يظهر مأخذها والتي يشكل مأخذها ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)).
وباختلاف هذه المتعلقات تختلف مرتبة البدعة، وتختلف طريقة التعامل مع الواقع في البدعة والحكم عليه، ولا بد من مراعاة هذه الفروق والاختلافات والمراتب.
ومن خلال هذه المتعلقات يمكن تقسيم البدع إلى: صغرى وكبرى، ويرجع ما سبق إلى كونه إما أن يكون بدعة صغرى أو بدعة كبرى.
([1]) حقيقة البدعة للغامدي (2/ 195).(40/241)
متى يبدأ اليوم الاخر؟
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[28 - 04 - 07, 10:19 م]ـ
هل بداية اليوم الاخر الموت ام القبر ام البعث مع الادلة على ذلك؟
وجزيتم خيرا
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 01:32 ص]ـ
يقول الشيخ عطية محمد سالم:
(يتفق العلماء على أن بداية اليوم الآخر لكل إنسان بحسبه، أما يوم البعث ويوم الحشر فهو للجميع. وبداية اليوم الآخر بالنسبة لكل فرد من بداية النزع، ولحظات سكرات الموت ومفارقة الدنيا والإقبال على الآخرة، ولذا يقول الفقهاء: من مات فقد قامت قيامته، يعني: انتهت دنياه وبدأ في طريق الآخرة)
وقال شيخ الاسلام في الواسطية: (ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت)
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[29 - 04 - 07, 06:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا(40/242)
خطاب مفتوح إلى شيخ الأزهر من العلامة أحمد شاكر (رحمه الله)
ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 01:50 ص]ـ
إن الحمد لله تعالى نحمده سبحانه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ثم أما بعد أيها الأخوة الأعزاء أحييكم بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فهذا الخطاب أرسله فضيلة الشيخ /أحمد شاكر لشيخ الأزهر وكنت قد قرأته في مجلة التوحيد في عددها السادس من السنة الثالثة والعشرون- جمادى الأخرة 1418هـ أردت أن تشاركوني قراءته لتقفوا على عزة العالم وقوته في إنكار المنكر000
حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الأزهر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتشرف بأن أرفع إليكم مع كتابي هذا مقالاً منشورًا في مجلة (السوادى) في العدد 93، الصادر يوم الجمعة 9 رمضان سنة 1367 هـ، 16 يوليو سنة 1947 م، وهذا المقال بعنوان؛
" الرقص فن وعبادة "!! بقلم الفنان / أحمد البيه 0 وستجدون فيه فضيلتكم أن الكاتب يكتب بروح وثنية أوربا قبل أن تدخلها النصرانية دخولاً شكليًا، بل هي وثنية أوربا الآن، ويكفي أن يزعم هذا الكاتب الذي سماه أهله باسم إسلامي؛ أن رقص النساء العاريات عبادة!! وأن يقول: إن الراقصة تتعرى لتتجرد من مظاهر الدنيا، ولتكون أكثر انطلاقًا وأكثر روحانية، وهي تؤدي صلاة الجسد في خضوعه للروح!! وأن يختم مقاله بقوله: هذا الفن الذي يحترمه الإحساس ويمجده العقل، وتتعبد في محرابه الروح، قبل أن تسجد له العواطف!!
ولست أزعم أن هذا المقال أكثر من غيره فحشًا وفجورًا مما امتلأت به مجلات مصر وصحفها، كلا؛ بل لعله من أخفها وأهونها؛ إنما أنكر فيه الروح الوثني الملعون، روح عبادة الجسد كعبادة الأصنام، بل هو أقبح، وهو الروح الذي قضى على الرومان واليونان القدماء، والذي سيقضي على أوربا وأمريكا قريبًا، إن شاء الله، وهو الروح الذي بدأ يتغلغل في بلادنا، فيملأ عقول شبابنا وشيبنا ورجالنا ونسائنا، ونخشى أن يقضي علينا أيضًا من سبيل قبلنا 0
وما رميت بكتابي هذا إلى أن أستعدي مولانا الأستاذ الأكبر بما له من سلطان على الكاتب الذي كتب، ولا على المجلة التي نشرت، ولا أن أستعدي سلطان الدولة عليهما، فما أيسر هذا علي إن أردته 0 ولكني أرمي إلى أعلى وأشرف، إلى العمل على حفظ عقائد الأمة البائسة التي تتردى في مهاوى الإلحاد والكفر والوثنية وهي لاتشعر، أستغفر الله، بل إن كثيرًا من كبرائها وعظمائها ومثقفيها يشعرون ويقصدون، ثم لا يستحون، وإلا فتكون أمة مسلمة؛ الأمة التي لاتحكم إلا بقوانين بنيت على عقائد وثنية مصبوغة بصبغة نصرانية، هي أبعد ماتكون عن النصرانية، وعن كل عقيدة من عقائد التوحيد، وعن كل خلق فاضل من أخلاق الأديان السماوية، قوانين تبيح الفسوق والفجور، وتعرف كل منكر، وتنكر كل معروف، وماقصة القانون الذي ضرب علينا أخيرًا ببعيدة، القانون الذي فرض على بلد إسلامي في عهد استقلاله بشئونه، وبعد رفع نير الأجانب له من عنقه 0 هذا القانون الذي جعل أساسه مانسب إلى " جستنيان " الأمبراطور الوثني، والذي لم يستحيوا أن يسموا مجموعة مانسب إليه " مدونة جستنيان " تشبيهًا باسم " مدونة الإمام مالك"، بل استهزاءً بها وتحقيرًا 0
وها نحن أولاء في فترة من أخطر الفترات التي تمر بالأمم، فترة الجهاد بالسيف لرد عدوان المعتدين على بلادنا وديننا من أعداء الله اليهود، وهو جهاد ديني لاشك فيه، له مابعده من أخطر النتائج في مصائر الأمم العربية والأمم الإسلامية، ومن أظهر الأحكام الإسلامية المنصوصة في القرآن؛ أحكام الغنائم، وقد أبى الله غلا أن يحكم فيها بنفسه في كتابه حكمًا واضحًا مفسرًا، فلم يتركها لاستنباط العلماء واجتهاد المجتهدين، ومع ذلك فإننا نرى أن قد وضعت لها أحكام أخيرة تخالف أحكام الله وآياته، وشكلت لها محكمة خاصة تحكم فيها بما وضع لها من أحكام، تحكم صريحًا بغير ما أنزل الله 0
أفتظن - ياسيدي الأستاذ - أن أمة تصنع هذا، وهي تلجأ إلى الله تلتمس منه النصر والعون، وقد رمتها الأمم الوثنية النصرانية المتعصبة عن قوس، وليس لها أمل في النصر إلا من عند الله وحده، أتكون أمة هذا أملها وهذا ملجأها أمة مسلمة وهي تخرج على دينها، وعلى ربها، هذا الخروج الواضح الصريح؟!
سيدي الأستاذ: إن المسألة أخطر من أن تعالج بمحاكمة كاتب، أو مصادرة مجلة، أو الرد على كتاب يؤلفه معتد على الدين، المسألة مسألة الأزهر، وهو سياج الإسلام في هذا الزمن، ومنه يرجى العلاج إن كان لذلك علاج، وهو المسئول عن نعليم المسلمين دينهم، وبث عقائده الصحيحة فيهم على الوجه الصحيح الذي يأخذ الناس إلى النهج الواضح والصراط المستقيم، قبل أن يكون مسئولاً عن التبشير به بين أمم غير إسلامية، أو الدعاية إلى شرائعه وآدابه في بلاد غير بلاده 0 وبيدكم سلطة واسعة، تستطيعون بها أن تجندوا كثيرًا من العلماء الأفذاذ الذين تثقون بهم، وتطمئنون إلى غيرتهم وعصبيتهم وحميتهم، ليقرءوا ماينشر ويبث من العقائد والنظريات والمبادئ الهدامة في الصحف والمجلات والكتب وغيرها، ثم ينقبوا عن مصادرها العقلية والثقافية، وعن الدوافع لها في نفوس هؤلاء الهدامين، حتى يشخصوا العلة وأسبابها، ويصلوا إلى مصادرها في النفوس والعقول، ثم تأتي مهمتهم الكبرى، وواجبهم الأعظم، فيصفون العلاج الحكيم، ويضعونه مواضعه، في خطط دقيقة حكيمة، خطط الجماعات الرشيدة، لا الأفراد الموزعة القوى، وبذلك قد يكون العلاج ناجحًا موافقًا للداء، بإذن الله 0
هذا رأيي أرفعه إلى مولانا الأستاذ الأكبر، لا أريد إلا وجه الله، ثم العمل على أن تكون كلمة الله هي العليا، وأن تنجوا الأمة من الخطر المحيق بها 0
وفقنا الله وإياكم للعمل الصالح، ووفق المسلمين جميعًا إلى إعلاء كلمة التوحيد وإلى إحاطة المسلمين بما يحفظ عليهم دينهم وعقائدهم0 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/243)
ـ[دكتور عربى]ــــــــ[29 - 04 - 07, 02:04 ص]ـ
ولكني أرمي إلى أعلى وأشرف، إلى العمل على حفظ عقائد الأمة البائسة التي تتردى في مهاوى الإلحاد والكفر والوثنية وهي لاتشعر
حفظ الله شيخنا الفاضل احمد شاكر
اكرمكم الله اخى الفاضل
جمعنا الله بجنة الفردوس
ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 02:38 ص]ـ
جزاك الله كل خير 0000 آمين يارب العالمين
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 11:30 م]ـ
رفع للفائدة
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[26 - 08 - 07, 10:17 م]ـ
لم يذكر أحد اسم شيخ الأزهر المخاطب بهذه الرسالة!؟
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 05:22 م]ـ
حفظ الله شيخنا الفاضل احمد شاكر
رحم الله الشيخ أحمد شاكر رحمة واسعة وطيب ثراه وأسكنه فسيح جناته جزاء ما قدم للإسلام والمسلمين
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[30 - 08 - 07, 05:43 م]ـ
رحمة الله عليك يا محقق التراث
وأمطر على قبرك شآبيب الرحمات
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[31 - 10 - 07, 01:46 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جوابا للأخ أبو مالك،شيخ الأزهر في تلك الفترة هو الشيخ محمد مأمون الشناوي الذي تولى مشيخة الأزهر في 2 ربيع الأول 1367 هـ الموافق 18 جانفي 1948م خلفا للشيخ مصطفى عبد الرازق الذي توفاه الله في 15 فيفري 1947م.
رحم الله الشيخ المحدث أحمد شاكر و رزقه الله الفردوس الأعلى بمنّه و كرمه.
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[31 - 10 - 07, 07:08 ص]ـ
سلمت يمينك
ورحم الله الإمام أحمد شاكر
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[31 - 10 - 07, 03:10 م]ـ
رفع للفائدة(40/244)
ما حكم قول الشخص عن شخص مادحا انت المستعان و انت حسبي؟
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[29 - 04 - 07, 06:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم قول الشخص عن شخص مادحا انت المستعان و انت حسبي؟
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[29 - 04 - 07, 04:58 م]ـ
الاستعانة لا تكون الا بالله وحده
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[29 - 04 - 07, 09:57 م]ـ
الاستعانه بالمخلوق فى مايستطيع ويقدر عليه جائزه بلاخلاف ففى الحديث اشفعوا تؤجروا اى ليشفع بعضكم لبعض فيباح ان استعين بشخص ليشفع لى عند آخر ونحو ذلك مما يندرج تحت قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى)
اما الاستعانه المذمومه بل وتكون شركيه هى الاستعانه بالمخلوق فيما لايقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى وهذا ماقصده النبى صلى الله عليه فى الحديث اذا استعنت فاستعن بالله
اما الحسب فلايكون الا بالله فلايجوز قول المسلم للآخر انت حسبى ففى الآيه الكريمه
(ولو انهم رضوا ماءاتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله ورسوله من من فضله انا الى الله راغبون)
يقول ابن القيم رحمه الله (مامعناه)
ذكر الله رسوله فى الايتاء فالايتاء من الله بواسطة الرسول اما حينما تحدث عن الحسب لم يذكر الرسول لان الله هو الحسيب وحده (يا ايها النبى حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين)
اى يامحمد الله حسبك وحسب كل المؤمنين
الخلاصه
الاستعانه منها مباح وهى ماكان فى مقدور البشر ومنها لايجوز وهى مالايقدر عليه الا الله
الحسب لايكون الا بالله فهو حسبنا سبحانه وتعالى والله تعالى اعلم
ـ[محمد العبد]ــــــــ[07 - 05 - 07, 09:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
جزى الله الأخ خيرا على التفصيل , لكن ينبغي أن ينبه أنه حتى إن كانت المسألة مما يقدر العبد على الإستعانة فيها فلا ينبغي أن يقال (أنت المستعان) لما في الكلمة من حصر لمعنى الإستعانة في المخاطب بل ينبغي أن يقول (أني أستعين بالله ثم بك أو أنت المستعان من بعد الله) وما أشبه هذا فإن هذا المخلوق لن يسيتطيع فعل شىء إلا بلإرادة الله. والله أعلم
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 06:48 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الحبيب
أما الاستعانة بالمخلوقة فلها ثلاث شروط إن وجدت جاز لك الاستعانة بالمخلوق وان تقول له اعني او انتي معيني أو المستعان
الأول أن يكون فيما يقدر عليه المخلوق
الثاني أن يكون حاضرا
الثالث أن يكون حيا
فإن استعنت بميت أو غائب أو فيما لايقدر عليه الا الله صارت الاستعانة شركية
.....
أما بالنسبة لقولك فلان حسيبي
الحسيب في اللغة والشرع الكافي ... فسبحانه حسيبنا أي الذي يكفينا
وأما الحكم على مقولة فلان حسيبي فتحتاج إلى نظر واللع اعلم(40/245)
ماهو الضابط الصحيح في اهل الفترة وهل المشركون قبل بعثة النبي صل الله وعليه ةسلم من أه
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 07:09 م]ـ
ماهو الضابط الصحيح في اهل الفترة وهل المشركون قبل بعثة النبي صل الله وعليه ةسلم من أهل الفترة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 06:37 ص]ـ
أهل الفترة هم من لم تبلغهم دعوة الرسل لوقوعهم في الفترة التي بين بعثة النبي والذي يليه أو لوقوعهم في زمانه لكنهم ما علموا به لوجودهم في أرض بعيدة لم تُكتشف بعدُ مثلا.
العرب قبل الإسلام الراجح أنهم لا تشملهم مسألة أهل الفترة لأنهم كانوا على علم ودراية بالرسالات السماوية.
هذا ملخص ما وجدته في كلام الإمام ابن حزم والإمام النووي وعدد من العلماء في كلامهم على الموضوع وعلى الأحاديث الواردة فيه.
وقرأت مثل هذا في بحث لبعض المعاصرين عن الموضوع لا أذكر أين هو الآن.
والله أعلم.
ـ[أبو علي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 12:10 م]ـ
المشركون الذي بعث النّبيّ صلَّى الله عليه وسلم إليهم لم يكونوا من أهل الفترة بالإجماع؛ كما نقل ذلك القرافي في شرح تنقيح الفصول
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 12:16 م]ـ
المشركون الذي بعث النّبيّ صلَّى الله عليه وسلم إليهم لم يكونوا من أهل الفترة بالإجماع؛ كما نقل ذلك القرافي في شرح تنقيح الفصول
أخي الكريم هل بالإمكان أن تحيلني على من ذكر الأجماع وفقك الله
ـ[عمر بن مختار]ــــــــ[03 - 05 - 07, 07:07 ص]ـ
المشركون الذي بعث النّبيّ صلَّى الله عليه وسلم إليهم لم يكونوا من أهل الفترة بالإجماع؛ كما نقل ذلك القرافي في شرح تنقيح الفصول
هذا على ما أعتقد لأنهم كان عندهم التوراه و ما فيها من بشارات بقدوم نبي آخر الزمان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 06:23 ص]ـ
أَهل الفترة هل يسمون كفارا أَو مسلمين؟
ج: كفار لا مسلمين. أَما عذابهم فلا يكون حتى يبعث لهم رسول. وفي قصة المجانين وأَهل الفترات أَنه يبعث لهم عنق من النار.
وسئل أيضاً عن:
س: المسلم اذا جن هل هو مثل أَهل الفترة والمجانين؟
ج:- الظاهر أَن جنونه كموته، فانه قد قامت عليه الحجة.
فتاوى الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[04 - 05 - 07, 11:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم إخواني هذا الأمر بالأدلة اسمع هنا
http://www.tahhansite.com/pages/A.htm
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[05 - 05 - 07, 02:40 ص]ـ
العرب كانوا على الاقل على علم بدعوة ابراهيم عليه السلام الى التوحيد بالاضافة الى وجود الكثير من اليهود وبعض النصارى بينهم وهم من المنتسبين الى ابراهيم عليه السلام مع ما في كتبهم من التحريف
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[21 - 09 - 09, 10:09 ص]ـ
ونقل الإجماع على كفرهم البيهقى أظن فى شعب الإيمان(40/246)
هل ثبت عن الشيخ بن عثيمين رحمه الله ان ظل ال
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[29 - 04 - 07, 11:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة ........
هل ثبت عن الشيخ العثيمين -رحمه الله- ان الظل معناه الكنف؟
وإن ثبت فما معنى الكلام؟ وما هى القاعدة التى اول بها الشيخ -رحمه الله - ظل الرحمن؟
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 12:10 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: (وهنا مسألة: أحب أن أُنبه عليها وهي أن بعض الناس يظنون أن المراد بالظل في ظله يوم لا ظل إلا ظله، أنه ظل الرب عزوجل، وهذا ظن خاطئ جداً لا يظنه إلا رجل جاهل وذلك أن من المعلوم أن الناس في الأرض وأن الظل هذا يكون عن الشمس فلو قُدر أن المراد ظل الرب سبحانه وتعالى لزم من هذا أن تكون الشمس فوق الله ليكون حائلاً بينه وبين الناس وهذا شيء مستحيل ولا يمكن، لأن الله سبحانه قد ثبت له العلو المطلق من جميع الجهات.
ولكن المراد ظل يخلقه الله في ذلك اليوم يظلل من يستحق أن يظلهم الله في ظله، وإنما أضافه الله إلى نفسه لأنه في ذلك اليوم لا يستطيع أحد أن يظلل بفعل مخلوق! ليس هناك بناء ولا شيء يوضع على الرؤوس إنما يكون الظل ما خلقه الله لعباده في ذلك اليوم، فلهذا أضافه الله إلى نفسه لاختصاصه به)
انظر شرح رياض الصالحين (1/ 221) وكذلك (1/ 783) وكذلك (1/ 950)
ـ[صالح العقل]ــــــــ[30 - 04 - 07, 12:56 ص]ـ
هل ورد في بعض الروايات أنه ظل العرش؟
ـ[ابو هبة]ــــــــ[30 - 04 - 07, 01:04 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
روابط سابقة في نفس الموضوع:
هنا. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5588)
وهنا. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22573&highlight=%ED%E6%E3+%C5%E1%C7+%D9%E1%E5+%C7%E1%DA% D1%D4)
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[30 - 04 - 07, 05:34 م]ـ
بارك الله فيكم استاذنا ابى حازم الحربى
والله لقد أصبت المَحَزْ
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[30 - 04 - 07, 05:52 م]ـ
أستاذنا الفاضل / أبو هبة
بارك الله فيك وجزاك عنى خير الجزاء، لقد انتفعت بالرابطين الذين احلتنى إليهما ايما إنتفاع
غفر الله لك ولوالديك وللمسلمين اجمعين
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[01 - 05 - 07, 02:17 ص]ـ
الكلام الذي ذكره الشيخ محمد رحمه الله فيه نظر ,لانه تأويل لظاهر النص. والواجب القول بأن الله جل وعلا له ظل يليق به سبحانه. فنثبت ما ورد في النصوص من غير تأويل لها.
والله يعغر للجميع.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[01 - 05 - 07, 02:21 ص]ـ
أستاذنا الفاضل / أبو هبة
بارك الله فيك وجزاك عنى خير الجزاء، لقد انتفعت بالرابطين الذين احلتنى إليهما ايما إنتفاع
غفر الله لك ولوالديك وللمسلمين اجمعين
وانت غفر الله لك .. لستُ والله بأستاذك ولا أستاذ غيرك .. ولا أحسن سوى استعمال آلة البحث وأعني ذلك.
آمين, ولك ذلك إن شاء الله ولوالديَك وللمسلمين أجمعين.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[01 - 05 - 07, 02:47 ص]ـ
سئل العلامة ابن باز رحمه الله:
السؤال:
ذكر أحد العلماء عند حديثه عن ظل الله قوله:
الله عز وجل يخلق شيئا يظلل به من شاء من عباده فهل يستقيم هذا المعنى؟؟
الجواب:
هذا من التأويل لايجوز هذا من التأويل بل يجب امرار الحديث على ظاهره ويقول الله أعلم بالكيفية.
يظلهم في ظله على الكيفية التي يعلمها سبحانه وتعالى.
شريط فتاوى متنوعة ... ابن باز الطائف.
منقول من الملتقى
أنظر غير مأمور للفائدة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=578271)(40/247)
الفرق ما بين المماثلة والمثلية وبين التشبيه
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[29 - 04 - 07, 11:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته الكرام، وبعد
---
يقول فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ في شرح العقيدة الطحاوية،
أنَّ قوله (وَلا شيءَ مثْلُهُ) مأخوذٌ من قول الله - عز وجل - {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11]، ومن قوله - عز وجل - {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:4]، ومن قوله - عز وجل - {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم:65]، ومن قوله سبحانه {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَال َإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل:74]، وأشباه هذه الأدلة التي تدل على أنَّ الله سبحانه لا يماثله شيء من مخلوقاته.
مسألة الفرق ما بين المماثلة والمثلية وبين التشبيه.
ولتقرير ذلك تنتبه إلى أنَّ الذي جاء نفيه في الكتاب والسنة إنما هو نفي المماثلة.
أما نفي المشابهة؛ -مشابهة الله لخلقه- فإنها لم تُنْفَ في الكتاب والسنة؛ لأنَّ المشابهة تحتملُ أن تكون مشابهةً تامة، ويحتمل أن تكون مشابهةً ناقصة.
فإذا كان المراد المشابهة التامة فإنَّ هذه المشابهة هي التمثيل وهي المماثلة، وذلك منفِيٌ، لقوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11].
فإذاً لفظ المشابهة ينقسم:
- إلى مُوَافِقٍ للمماثلة، الشَبِيهْ موافِقٌ للمثيل وللمِثِلْ.
- وإلى غير موافق.
يعني قد يشترك معنى الشبيه والمثيل ويكون المعنى واحداً، إذا أُريْدَ بالمشابهة المشابهة التامة في الكيفية وفي تمام معنى الصفة.
وأمَّا إذا كان المراد بالمشابهة المشابهة الناقصة وهي الاشتراك في أصل معنى الاتصاف، فإنَّ هذا ليس هو التمثيل المنفي، فلا يُنْفَى هذا المعنى الثاني، وهو أن يكون ثَمَّ مشابهة بمعنى أن يكون ثَمَّ اشتراك في أصل المعنى.
وإذا كان كذلك فإنَّ لفظ الشبيه والمثيل بينهما فرق -كما قَرَّرْتُ لك- ولفظ المشابهة لفظ مجمل لا يُنْفَى ولا يُثْبَتْ.
وأهل السنة والجماعة إذا قالوا: إنَّ الله - عز وجل - لا يماثله شيء ولا يشابهه شيء يعنون بالمشابهة المماثلة.
أما المشابهة التي هي الاشتراك في المعنى فنعلم قَطْعَاً أنَّ الله - عز وجل - لم ينفها؛ لأنه سبحانه سَمَّى نفسه بالملك {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة:4]، {الْمَلِكُ الْحَقُّ} (طه:114، المؤمنون:116)
وسَمَّى بعض خلقه بالمَلِكْ {وَقَالَ الْمَلِكُ} (يوسف:43، 50، 54)
وأشباه ذلك من الآيات، وكذلك سَمَّى نفسه بالعزيز، وسَمَّى بعض خلقه بالعزيز، وكذلك جَعَلَ نفسه سبحانه سميعاً، وأخبرنا بصفة السمع له، والبصر، والقوّة، والقدرة، والكلام، والاستواء، والرحمة، والغضب، والرضا وأشباه ذلك، وأثبت هذه الأشياء للإنسانِ فيما يناسبه منها.
فَدَلَّ على أَنَّ الاشتراك في اللفظ وفي بعض المعنى ليس هو التمثيل الممتنِع؛ لأنَّ كلام الله - عز وجل - حق وبعضه يفسر بعضاً.
فَنَفَى المماثلة سبحانه بقوله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11]، وأثبت اشتراكاً في الصفة.
وإذا قلتُ اشتراكَاً ليس معنى ذلك أنها من الأسماء المُشْتَرَكَة في الصفات، ولكن أثْبَتَ اشتراكاً في الوصف يعني شَرِكَةً فيه، فإنَّ الإنسان له مُلْكْ والله - عز وجل - له الملك، والإنسان له سمع والله - عز وجل - له سمع، والإنسان له بصر والله - عز وجل - له بصر، وهذا الإثبات فيه قَدْرٌ من المشابهة، لكنَّهَا مُشَابَهَةٌ في أصل المعنى، وليست مشابهة في تمام المعنى ولا في الكيفية.
فتحَصَّلَ من ذلك أنَّ المشابهة ثلاثة أقسام:
1 - الأول: مشابهة في الكيفية، وهذا ممتنع.
2 - الثاني: مشابهةٌ في تمام الاتصاف ودلالة الألفاظ على المعنى لكمالها، وهذا ممتنع.
3 - الثالث: مشابهة في معنى الصفة - في أصل المعنى - وهو مطلق المعنى وهذا ليس بمنفي.
ولهذا صار لفظ التمثيل، ونفي التمثيل، ونفي المِثْلِيَّة شرعياً؛ لأنه واضح، دلالته غير مجملة.
وأما لفظ المشابهة فإنَّ دلالته مجملة فلم يأتِ نفيه.
ونحن نقول إنَّ الله - عز وجل - لا يماثله شيء ولا يشابهه شيء - سبحانه وتعالى -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/248)
ونعني بقولنا (لا يشابهه شيء) معنى المماثلة في الكيفية أو المماثلة في تمام الاتصاف بالصفة وتمام دلالة اللفظ على كمال معناه.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[30 - 04 - 07, 04:21 م]ـ
وقال علي بن أبي العز الحنفي في شرح العقيدة قوله (ولا شيء مثله):
اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، لَا فِي ذَاتِهِ، وَلَا فِي صِفَاتِهِ، وَلَا فِي أَفْعَالِهِ.
وَلَكِنَّ لَفْظَ"التَّشْبِيهِ"قَدْ صَارَ فِي كَلَامِ النَّاسِ لَفْظًا مُجْمَلًا يُرَادُ بِهِ الْمَعْنَى الصَّحِيحُ، وَهُوَ مَا نَفَاهُ الْقُرْآنُ وَدَلَّ عَلَيْهِ الْعَقْلُ،
مِنْ أَنَّ خَصَائِصَ الرَّبِّ - تَعَالَى - لَا يُوصَفُ بِهَا شَيْءٌ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ، وَلَا يُمَاثِلُهُ شَيْءٌ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ فِي شَيْءٍ مِنْ صِفَاتِهِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (سورة الشُّورَى آية: 11)، رَدٌّ عَلَى الْمُمَثِّلَةِ الْمُشَبِّهَةِ، {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (سورة الشُّورَى آية: 11)، رَدٌّ عَلَى النُّفَاةِ الْمُعَطِّلَةِ.
فَمَنْ جَعَلَ صِفَاتِ الْخَالِقِ مِثْلَ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِ، فَهُوَ الْمُشَبِّهُ الْمُبْطِلُ الْمَذْمُومُ، وَمَنْ جَعَلَ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِ مِثْلَ صِفَاتِ الْخَالِقِ، فَهُوَ نَظِيرُ النَّصَارَى فِي كُفْرِهِمْ، وَيُرَادُ بِهِ أَنَّهُ لَا يَثْبُتُ لِلَّهِ شَيْءٌ مِنَ الصِّفَاتِ، فَلَا يُقَالُ: لَهُ قُدْرَةٌ، وَلَا عِلْمٌ، وَلَا حَيَاةٌ؛ لِأَنَّ الْعَبْدَ مَوْصُوفٌ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ! وَلَازِمُ هَذَا الْقَوْلِ أَنَّهُ لَا يُقَالُ لَهُ: حَيٌّ، عَلِيمٌ، قَدِيرٌ، لِأَنَّ الْعَبْدَ يُسَمَّى بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ، وَكَذَلِكَ كَلَامُهُ وَسَمْعُهُ وَبَصَرُهُ وَإِرَادَتُهُ وَغَيْرُ ذَلِكَ.
وَهُمْ يُوَافِقُونَ أَهْلَ السُّنَّةِ عَلَى أَنَّهُ مَوْجُودٌ، عَلِيمٌ، قَدِيرٌ، حَيٌّ. وَالْمَخْلُوقُ يُقَالُ لَهُ: مَوْجُودٌ حَيٌّ عَلِيمٌ قَدِيرٌ، وَلَا يُقَالُ: هَذَا تَشْبِيهٌ يَجِبُ نَفْيُهُ، وَهَذَا مِمَّا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَصَرِيحُ الْعَقْلِ، وَلَا يُخَالِفُ فِيهِ عَاقِلٌ.
فَإِنَّ اللَّهَ سَمَّى نَفْسَهُ بِأَسْمَاءَ، وَسَمَّى بَعْضَ عِبَادِهِ بِهَا، وَكَذَلِكَ سَمَّى صِفَاتِهِ بِأَسْمَاءَ، وَسَمَّى بِبَعْضِهَا صِفَاتِ خَلْقِهِ، وَلَيْسَ الْمُسَمَّى كَالْمُسَمِّي، فَسَمَّى نَفْسَهُ: حَيًّا، عَلِيمًا، قَدِيرًا، رءوفًا، رَحِيمًا، عَزِيزًا، حَكِيمًا، سَمِيعًا، بَصِيرًا، مَلِكًا، مُؤْمِنًا، جَبَّارًا، مُتَكَبِّرًا. وَقَدْ سَمَّى بَعْضَ عِبَادِهِ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ فَقَالَ: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} (سورة الْأَنْعَامِ آية: 95)، {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} (سورة الصَّافَّاتِ آية: 101)، {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} (سورة الذَّارِيَاتِ آية: 28)،
{بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (سورة التَّوْبَةِ آية: 128)، {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (سورة الإنسان آية: 2)، {قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ} (سورة يُوسُفَ آية: 51)،
{وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ} (سورة الْكَهْفِ آية: 79)، {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا} (سورة السَّجْدَةِ آية: 18)،
{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى} {كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} (سورة غافر آية: 35).
وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَا يُمَاثِلُ الْحَيُّ الْحَيَّ، وَلَا الْعَلِيمُ الْعَلِيمَ، وَلَا الْعَزِيزُ الْعَزِيزَ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأَسْمَاءِ.(40/249)
فوائد من شرح أسماء الله الحسنى للشيخ خالد السبت
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 02:04 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
أستمع هذه الفترة إلى سلسلة شرح أسماء الله الحسنى للشيخ العالم خالد بن عثمان السبت رئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالدمام حفظه الله ورعاه , وهي سلسلة تتكون من 10 أشرطة من تسجيلات صدى التقوى الإسلامية , شرح فيها 8 أسماء من أسماء الله عزوجل وهي على الترتيب:
المتكبر , الجبار , المصور , الخالق (شريطان) , الحكيم (شريطان) , الحميد , الغفور , القدير.
وقد سجلت بعض الفوائد بل بعض الدرر التي قالها الشيخ ... فهل ترغبون في أن أنشرها .. ؟
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[30 - 04 - 07, 06:48 ص]ـ
أنشرها أخي عبدالله وفقك الله لتنال الأجر بأذن الله ...
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[01 - 05 - 07, 12:46 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ابن المبارك ووفقك لما تحبه وترضاه.
نبدأ على بركة الله ومع اسم من أسماء الله عزوجل.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[01 - 05 - 07, 12:53 ص]ـ
1 - المتكبر:
الكبر في كلام العرب: التعاظم والتعالي والترفع.
الكبر والتكبر في معنى واحد.
الكَبَر: نبت معروف ويقال أيضا للطبل الذي له وجل واحد.
الكِبْرُ: الشيخوخة أي ضد الصغر.
معنى اسم الله المتكبر: هو الذي تكبر عن ظلم عباده , وهذا التعريف داخل بالمتنزه ومن تكبر عن كل ما لا يليق.
معنى الكبرياء: الإمتناع. (قلة الإنقياد).
المتكبر في القرآن الكريم: جاءت في أواخر سورة الحشر في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
وجاء في معنى الكبرياء: جاءت في آخر سورة الجاثية في قوله تعالى: (وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
أما في الأحاديث النبوية: فجاءت في مواطن كثيرة منها ما أخرجه الشيخان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (جنتان من فضه آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن).
وكذلك الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ومن حديث أبي هريرة أيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العز إزاره والكبرياء رداءه فمن ينازعني عذبته) , وفي لفظ عند أبي داوود (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري).
· المخلوق من أكثر وأنفع الأمور التي تكون سببا في سعادته واستقامته أن يعرف شيئيين:
1 - قدر الرب الذي يعبده.
2 - قدر النفس التي بين جنبيه.
· المتعين في حق المخلوق التواضع لا التكبر , فكمال العبد في التواضع والعبودية.
· كلما زاد الإنسان تواضع لله زاد رفعه عند الله.
· إذا علم العبد أن ربه هو المتكبر فذلك يولد علما ويقينا راسخا أن الله عزوجل أعلى وأجل وأرفع من كل شيء.
· كلما زاد نقص العبد كلما كان الكبر في حقه أشنع , والدليل حديث الثلاثة وذكر منهم عائل مستكبر , وهكذا كلما قلت الدواعي إلى المعصية كان الذنب أعظم , كما أن المثبطات عن الطاعة كلما زادت كان فعل الطاعة أعظم وأجل , ولهذا كان من السبعة الذين يظلهم الله شاب نشأ في طاعة الله لأن دواعي الشباب للانحراف أقوى , وكذلك في الرجل الذي دعته ذات ملك وجمال.
· السلف وذم الكبر وحب التواضع:
- قال الأحنف بن قيس: (عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبر).
- قال محمد بن علي: (ما دخل قلب امرئ من الكبر شيء إلا نقص من عقله مقدار ذلك).
- كان يزيد بن المهلب وهو من الأمراء المشهورين كان ذي عجب وكبر , رآه إمام التابعين وهو مطرف بن الشخير رحمه الله يسحب حلته فقال له: إن هذه المشية يبغضها الله , فقال يزيد: أوما عرفتني؟ , قال بلى أعرفك: أولك نطفة مذرة , وآخرك جيفة قذرة , وأنت بين ذلك تحمل العذرة.
- يقول أبو وهب سألت ابن المبارك ما الكبر؟ فقال: أن تزدري الناس , فسألته عن العجب , قال: أن ترى أن عندك شيئا ليس عند غيرك , ثم قال: لا أعلم في المصلين شرا من العجب.
- قال بن عيينة: (من كانت معصيته في الشهوة فأرجو له , ومن كانت معصيته في الكبر فاخش عليه , فإن آدم عصى الله مشتهيا فغفر الله له , وإبليس عصى الله متكبرا فلعن).
- قال عفان: قدمنا أنا وبهس بن حكيم إلى واسط فدخلنا على علي بن عاصم فقال من أين أنتما , قلنا من البصرة , قال كم بقي, فجعلنا نذكر حماد بن زيد والمشايخ , فلا نذكر له إنسانا إلا استصغره , يقول فلما خرجنا , قال بهس: ما أرى هذا يفلح.
- يقول إبراهيم النخعي: (تكلمت ولو وجدت بدا لم أتكلم , وإن زمانا أكون فيه فقيها لهو زمان سوء).
- يقول أيوب السختياني: (إذا ذكر الصالحون كنت بمعزل عنهم).
- يقول يونس بن عبيدالله: (إني لأعد مئة خصلة من خصال البر ما فيّ منها خصلة واحدة).
- ويقول سفيان الثوري: (أخاف أن يكون الله قد ضيع الأمة حيث احتاج الناس إلى مثلي).
- وهذا الشافعي يقول: (وددت أن الناس قد تعلموا هذا العلم على أن لا ينسب إليّ منه شيء).
- وقال الذهبي: (إيثار الخمول والتواضع وكثرة الوجل من علامات التقوى والفلاح).
والله أعلم والحمدلله رب العالمين.
وهذا الشريط أنصح به طلاب العلم , إذ أن الشيخ حفظه الله تكلم بشكل أكبرمما كتب عن التكبر والتواضع خصوصا في طلب العلم , وجاء بآثار كثيرة من حياة السلف رحمهم الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/250)
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 04:02 م]ـ
2 - الجبار:
· هذا اللفظ مأخوذ من: الجبر ومعاني الجبر أربعة:
1 - الإغناء من الفقر وتقوية الضعيف واصلاح المختل والفاسد وجبر الكسير , والمعنى الشامل هو الإصلاح.
2 - الإكراه والقهر والقسر والإرغام , مثال: أجبرته على ......
3 - العز والارتفاع والامتناع والطول والعلو والشموخ , مثال: هذا بناء جبار. , مثال آخر: قال تعالى (إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ) , مثال آخر: هذا عمل جبار (أي لا يطاق).
4 - المتكبر, مثال: تجبر الرجل , مثال آخر: قوله تعالى (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً).
· اسم الله الجبار جاء في موضع واحد في آخر سورة الحشر , في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ).
· أما ما جاء في السنة , فمن ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفأها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة).
أي: أن الله سبحانه يجعل الأرض خبزة فتكون نزلا (وهو ما يعطى للضيف من الطعام) لأهل الجنة.
· ومن ذلك أيضا ما أخرجه أبو داوود والترمذي وابن ماجه والحاكم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بين السجدتين فيقول: (اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وعافني وارزقني) فهنا الرسول صلى الله عليه وسلم دعا ربه أن يجبره وإنما يجبر الضعيف والمنكسر من كان جبارا.
· ومن ذلك حديث عوف بن مالك قال قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فلما ركع مكث قدر سورة البقرة يقول في ركوعه (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة). أخرجه أبو داوود والنسائي بإسناد صحيح.
· ومن ذلك حديث أبي سعيد الخدري في الرؤية قال (فيأتيهم الجبار بصورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة). أخرجه البخاري.
معنى اسم الله الجبار: ممكن أن نقول بناء على ما سبق بناء على هذه اللفظة في اللغة , أن هذه الأمور والمعاني مجتمعة يمكن ظان تكون داخله في معنى اسم الله الجبار.
فيقال الجبار على المعنى الأول: (عائد إلى اسم الرؤوف).
- المصلح أمور خلقه فهو الذي يدبر الضعيف وكل قلب منكسر لأجله , فيجبر الكسير ويغني الفقير وييسر على المعسر كل عسير , وهو الذي يجبر أصحاب المصيبات ويوفقهم على الثبات , ويعوضهم الأجر ويعوضهم في هذه الدنيا إن هم صبروا وثبتوا ولم يبد من أحد منهم جزعا ولا تسخط , كما أنه سبحانه يجبر قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله وقلوب المحبين بما بفيض عليهم من أنواع كراماته وأصناف المعارف والأحوال الإيمانية , وإذا دعا الداعي فقال اللهم اجبرني فإنه يريد هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح العبد ودفع جميع المكاره عنه.
ويقال على المعنى الثاني: (عائد إلى اسم القهار).
- أنه القهار لكل شيء , الذي دان له كل شيء , وخضع له كل شيء , ولا يقع في هذا الكون تسكينة ولا تحريكة إلا بمشيئته سبحانه , فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن , لا يستطيع أحد في هذا الكون مهما بلغت قوته وعظمته وإمكاناته أن يخرج عن إرادة الله عزوجل , فإرادته تبارك وتعالى فوق كل إرادة , ومشيئته فوق كل مشيئة , لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه , وهذا كله صادر من قوته وعزته وعظمته جل جلاله.
ويقال على المعنى الثالث: (عائد إلى اسم الله العظيم).
- أنه العلي على كل شيء, العزيز العظيم الذي له العلو المطلق , الكامل من جميع الوجوه , فله علو الذات وعلو القدر وعلو القهر , فأنواع العلو كلها متحققة لله عزوجل , فهو الرحمان على عرشة استوى , وهو العظيم الأعظم.
ويقال على المعنى الرابع:
- هو أنه تكبر بربوبيته عن كل سوء ونقص ,وعلى مماثلة شيء من خلقه , وعلى أن يكون له كفوا أو ضد أو سمي أو شريك في خصائصه وحقوقه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/251)
· هذا الاسم الكريم يتضمن هذه المعاني جميعا ولا مانع لذلك , فالله تعالى أسماءه تجمع أنواع الكمالات فتضمن لمعنى الرؤوف , وتضمن أيضا لمعنى القهار , وأيضا العلي العظيم , وقد جمع ابن القيم رحمه الله هذه المعاني في نونيته عند ذكر هذا الاسم الكريم فقال:
وكذلك الجبار من أوصافه ** والجبر في أوصافه قسمان
جبر الضعيف فكل قلب قد غدا ** ذا كسرة فالقلب منه دان
والثاني جبر القهر بالعز الذي ** لا ينبغي لسواه من إنسان
وله مسمى ثالث وهو العلو ** فليس يدنو منه من إنسان
من قولهم جبارة للنخلة الـ ** عليا التي فاتت لكل بنان
· فإذا كانت هذه المعاني مندرجة تحت اسم الله الجبار فإن القرينة قد تحدد بعضها في بعض المواضع , وذلك أن الله عزوجل قد ذكر هذا الاسم الكريم بين اسمين (العزيز – المتكبر).
فلو قال قائل إن معنى هذا الاسم الكريم في سورة الحشر هو ما ذكر من المعاني الثلاثة الأخيرة سوى المعنى الأول (المصلح) فيكون ذلك هو تفسيره في هذه السورة التي في كتاب الله عزوجل لأنه لم يرد إلا مرة واحدة , وعليه فيقال الجبار هنا يمكن أن يفسر بأنه الملك , القاهر , العالي على خلقه , العظيم , وما شابه ذلك من معاني لأنه جعله مقرونا بالعزيز المتكبر , وعلى كلٍ فكل اسم متضمن للآخر في المعنى , فالعزيز متضمن لما تضمنه معنى الجبار والمتكبر لأنه لا يكون عزيزا إلا إذا تحققت فيه هذه الأوصاف.
· يقول ابن القيم: هذه الأسماء الثلاثة (يعني العزيز والجبار والمتكبر) نظير الأسماء الثلاثة (أي في الآية التي بعدها وهم الخالق والبارئ والمصور) فالجبار المتكبر يجرينا مجرى التفصيل لمعنى العزيز , كما أن البارئ والمصور تفصيل لمعنى الخالق , فالجبار من أوصافه يرجع إلى كمال القدرة والعزة والملك ولهذا كان من أسماءه الحسنى.
· ما الذي يؤثره هذا الاسم في قلب المؤمن؟
- تعظيم الرب تعظيما يليق بجلاله وعظمته , وهذا بمقتضى أن يعلم العبد أن ما شاء الله كان , وما لم يشأ لم يكن , لأننا قلنا أنه لا معقب لحكمه .. الخ.
- أن يعرف العبد قدره ومنزلته وأن لا يتعدى طوره وأن يتواضع لربه تبارك وتعالى ولا يخرج عن طاعته.
- أن يستسلم لقضاء الله عزوجل فلا يجزع ويتذمر ولا يشكو الخالق لدى المخلوق.
- أن يعلم ويستيقن أنه لا مشرع إلا الله عزوجل , فالجبار هو له الخلق والأمر فلا أحد يشرع في هذا الكون ويأمر وينهى على وجه التشريع إلا الله سبحانه , وهذا من معنى ربوبيته , فمن اجترأ على أن يشرع للناس ويضع لهم القوانين الوضعية بدلا من أحكام الله عزوجل فقد اجترأ على اسم الرب تعالى وعلى واجترأ أيضا على اسم الله الجبار.
- إذا علم أن الله هو الجبار بمعنى العظيم الأعظم فإنه يتواضع ويترك التكبر والتجبر.
- أن يثق العبد بربه الثقة الكاملة ويعلم أنه يركن إلى ركن شديد , وأنه يلجأ إلى رب تواصى الخلق بيده , وأنه لو اجتمعت عليه الأمة على أن ينفعوه بشيء لن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له , ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء , لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه , فلا يخاف من المخلوقين مهما انتفشوا ومهما تعاظموا , فإن الذي عظمهم قي قلبه إنما هو الشيطان يقول تبارك وتعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
- أن يحب الله عزوجل فتكون محبته أكبر من كل محبة , لأن القلوب جبلت على من أحسن عليها , والله هو الذي يصلح له شانه كله دقه وجله.
- أن يرغب العبد لله في كل نقص وكل حاجة تعترضه , فلا يلجأ إلى المخلوقين , وإنما يلجأ إلى الله سبحانه فهو الذي يجبر الكسير ويغني الفقير وهو لا يسأم من سؤال العطايا.
· كلما كان العبد أكثر افتقارا إلى الله عزوجل كلما كان أكثر عبودية له.
· وكلما كان القلب ملتفتا إلى المخلوقين كلما نقصت العبودية.
· ولذلك فإن هذه العبودية في كمالها على مراتب فمنها مراتب مستحبة عليا فنحن نقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/252)
- تحقيق العبودية بفعل ما أمر الله عزوجل به وجوبا وترك ما نهى عنه تحريما , فإن ارتفعت درجة , فعلت المستحبات وتركت المكروهات , وإن أردت أن ترتقي درجات وهذا باب واسع , فينبغي أن يتخلص القلب من كل افتقار للمخلوقين ولذلك بايع الرسول صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه ولم يبايع كل أصحابه أن لا يسألوا الناس شيئا , فكان السوط يسقط من أحدهم فلا يقول لصاحبه ناولني.
والله أعلم والحمد لله رب العالمين.
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - 05 - 07, 04:17 م]ـ
أحسن الله إليك، وجعل ما نقلت رفعة لك
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 05:16 م]ـ
رفع الله قدرك أخي العزيز آل عامر ... وجزيت خيرا ...
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 05:22 م]ـ
ومع اسم آخر من أسماء الله عزوجل وهو المصور , وقد تكلم الشيخ كعادته عن معنى الكلمة في كلام العرب , ثم جاء بالآيات الواردة بشان هذا الاسم الكريم , ثم بين ما الأمور التي يتأثر بها العبد بعد معرفته لإسم الله المصور , فتكلم عن حكم التصوير وهو يراه محرما سواء كان تصويرا فوتغرافيا أم فيديو , ثم شرح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (لعن الله الواشمات والموستوشمات .. الحديث) , ثم تكلم عن عمليات تحويل جنس الإنسان , وتكلم عن عمليات التجميل ومنها: تطويل القامة وتصغيرها , وتكبير الثديين وتصغيرهما , وكذلك الأنف , وكذلك عمليات تقويم الأسنان وشد الوجه وغيرها ...
3 - المصور:
معناه وأصله في كلام العرب:
- يقول ابن فارس: (صورة كل مخلوق والجمع صور وهي هيئة خلقته والله تعالى البارئ المصور ويقال رجل صّير إذا كان جميل الصورة).
- فالصورة هي الهيئة والمصور هو الذي يشكل ويعطي كل مُصور هيئته التي تناسبه وتليق به.
- التصوير يطلق على التخطيط والتشكيل فإذا قلت صوره أي جعل له صورة أو شكلا أو نقشا معينا.
- فالتصوير إذن في كلام العرب هو صناعة الصورة
· سمى الله عزوجل نفسه بهذا الاسم الكريم في موضع واحد وهو في سورة الحشر في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
· وأما ما ذكره الله عزوجل في كتابه في أنه يفعل التصوير ويصور ما شاء فقد ورد ذلك في مواضع من كتاب الله تعالى متعددة , وهي تدور على معنى واحد أو معنى مقارب.
· فمن ذلك:
- أن الله تبارك وتعالى قال في سورة آل عمران: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فهو يخبرنا جل وعلا عن كمال علمه وقدرته وإرادته حيث إن الله عز وجل رد في هذه الآية على النصارى الذين زعموا أن عيسى عليه السلام هو ابن الله و1لك أن عيسى أعطاه الله عزوجل من القُدر والإمكانات التي كانت من قبيل المعجزات فكان من ذلك أن عيسى صلى الله عليه وسلم يخلق من الطين هيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله عز وجل.
إذا كان الله عز وجل هو الذي يصور المخلوقين في الأرحام كيف يشاء ومعلوم أن عيسى عليه السلام هو من جملة المخلوقين فهو إذا من جملة المصّوَرين , فكيف يكون المصّوَر كيف يكون مصِّور , وكيف يكون المربوب المخّلق الذي خلقه الله عز وجل كيف يكون خالقا مبدعا موجدا للخلائق من عدم وهو مخلوق؟.
- جاء أيضا إضافة التصوير إلى الله تبارك وتعالى في آية أخرى من سورة الأعراف وهي قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ).
(ولقد خلقناكم): متى كان هذا التصوير ومن هو المعني بذلك؟ هل هو آدم أم المراد بذلك الذرية؟ هذا خلاف بين السلف , والحاصل أنها يمكن أن تفسر أنها خطاب لجميع المخلوقين.
- وجاء أيضا في قوله تعالى: (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) وذلك في موضعين في كتاب الله عز وجل , والموضع الأول في سورة غافر , والثاني في سورة التغابن , ومعناها: أي أن الله خلقنا في أحسن صورة وأجمل هيئة وفضلنا في هذا الخلق على كثير ممن خلقت حلت قدرته وتعالت أسماؤه وصفاته , فجعل رأس الإنسان إلى أعلى ورأس البهائم إلى أسفل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/253)
· جمع الله لنا حسنا في التصوير الظاهر والباطن , فأما الظاهر فهذا التصوير الشكل الذي نراه في أحسن هيئة من جمال الوجه وحسن المنظر , ووضع كل عضو في مكان اللائق به فلم يقلب في شيء من هذه الأعضاء ولم ينكسها , وأما جمال الباطن فيما خص الله به هذا الإنسان وحباه من العقل الذي يفكر به , وميزه بالأدب والأخلاق.
- جاء أيضا في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ) والخالق هو المقدر في هذه الآية , والبارئ هو الذي أوجد ما قدر على وفق تقديره فأبرزه في الخارج وأوجده , وأما التصوير فهو أن الله أعطاه هيئة مناسبة وشكلا لائقا به.
- الآية الأخيرة هي قوله تعالى: (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) في سورة الانفطار , والمعنى: أن الله تعالى يركب هذا المخلوق في أي صورة يختارها على حسب ما تقتضيه حكمته جل وعلا.
· بهذا يتبين أن التصوير في هذه الآيات الست كلها يدور حول معنى واحد وهو التخطيط والتشكيل وإعطاء الإنسان هذه الصورة الظاهرة مع المعنى الحسن الباطن من الأخلاق الكريمة والمعاني الطيبة.
· ورد في كتاب الله عز وجل إضافة التصوير إلى الله تبارك وتعالى بغير لفظه يعني بألفاظ أخرى ومن ذلك:
- قوله عن النطفة التي يخلق منها الإنسان والعلقة والمضغة قال: (مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) يعني أن هذه المضغة التي هي قطعة من لحم بقدر ما يمضغه هذا الإنسان , (مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) السلف لهم أقاويل كثيرة في معناها ومن أقاويلهم الشاهد هنا:
(مخلقة) أي مصورة واضحة المعالم , (غير مخلقة) أي التي لم يظهر فيها التصوير والتخطيط والتشكيل , ونحن نعلم أن هذه المضغة إذا مضى عليها ثمانون يوما أنه يبدأ بعد ذلك فيها التخطيط والتشكيل فالعيون تكون نقط واليد والرجل وما شابه ذلك هي عبارة عن خطوط ثم بعد ذلك يبدأ تميز أعضاء الإنسان أكثر وتنفصل هذه الأعضاء فتكون اليد منفردة كما ترون ثم بعد ذلك يكتمل خلقه على وفق ما أراد الله عز وجل.
- ومن هذه الآيات قوله تعالى: (فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ) ومما قيل في معناها أي: فصورنا فنعم المصورون.
- ومن ذلك قوله تعالى: (وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) فقد قال بعض السلف (فقدر فهدى) أي الذي صور صورا حسنه ثم هدى هذه المخلوقات المصورة إلى ما يصلحها وما يكون فيه بقاؤها وقوامها وما يكون سببا لمجانبتها للمضار.
- ومن ذلك أيضا قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) فكثير من السلف يقولون أي أنه خلق في أحسن صورة وفي أتم شكل.
- وكذلك قوله تعالى: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) فبعض أهل العلم يقولون في معناه (فإذا سويته) أي صورته وجعلته على صورة البشر من الطين ثم بعد ذلك نفخت فيه فصار إنسانا فيه الروح , ومعلوم أن الله قد أخذ قبضة من طين الأرض ثم بُلّ هذا التراب بالماء فصار طينا , ثم ترك مدة فصار حمأَ (يعني طينا متغيرا يميل إلى السواد وفيه رائحة متغيرة) ثم بعد ذلك صوره الله عزوجل وشكله إلى هيئة إنسان ثم ترك فصار فخارا لما جف , هذه أطوار الإنسان التي أخبرنا الله عزوجل عنها في القرآن الكريم وبعد ذلك نفخ الله به الروح.
· إذا عرفت يا عبدالله أن الله عز وجل هو المصور فإن ذلك يؤثر في سلوكك وفي قلبك وفي عملك آثارا لا تخفى , ومن هذه الآثار:
1 - أن العبد لا يجترئ على الله عزوجل فيضاهئ بخلقه فيصور الصور التي حرم الله عزوجل تصويرها , وقد أخرج الشيخان من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه مرفوعا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم) , وجاء أيضا من حديث عائشة رضي الله عنها المخرج في الصحيحين قالت: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الستارة تلون وجهة وقال يا عائشة أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة الذين يضاهؤون بخلق الله , قالت: فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين) والسهوة هي الصفة تكون بين يدي البيت وثيل هي الطاق النافذ في الحائظ أي هي النافذة , ومعلوم أن الذي يكون على الستار شيئا من قبيل الرسم ولا يكون من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/254)
قبيل التماثيل المجسمة, ومعلوم أن التمثال يطلق على الصورة المجسمة والغير مجسمة وهذا الدليل صريح في أن التصاوير المحرمة لا يشترط أن تكون من المجسمات وإنما يكفي أن تكون من المصورات سواء كان ذلك تطريزا في الثياب أو كان رسما على الورق أو غير ذلك مما يدخل في اسم التصوير فإن كان من المجسمات فهذا أشنع وأشد.
فدل هذا الحديث على تحريم التصوير وأنه من الكبائر بل من أعظم الكبائر لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل أصحابه من أشد الناس عذابا يوم القيامة ثم أن هذا لا يقتصر على الذي صورها وإنما يلحق هذا الحكم من اتخذها أيضا فإن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على عائشة رضي الله عنها هذا الإنكار وتغير هذا التغير.
2 - وأخرج الشيخان أيضا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل مصور في النار يجعل له في كل صورة صورها نفس فيعذبه في جهنم) , وقد ذكر ابن عباس رضي الله عنهما هذا الحديث لرجل سأله عن صنعة وعن مهنة امتهنها وأنه يرتزق من التصوير , فقال له ابن عباس لا أحدثك إلا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث , فتغير وجه هذا الرجل وربى ربوة (يعني انتفخ وكأنه تنفس بقوة مما ينبئ عن ضيقه ومضجره بما سمع) , فقال له ابن عباس رضي الله عنهما: ويحك إن كنت فاعلا لا محالة فعليك بهذا الشجر والحجر مما لا روح له , أو كمال قال رضي الله عنه.
3 - وأيضا أخرج الشيخان من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من صور صورة في الدنيا كُلّف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ).
4 - وأخرج الشيخان أيضا من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون).
5 - وأيضا أخرجا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أن الله تعالى قال: (ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي .. الحديث) وهذا الاستفهام مضمنا لمعنى الإنكار والنفي كما لا يخفى , وهو بمعنى لا أحد أظلم ممن ذهب يخلق كخلق الله عزوجل.
6 - وأخرجا أيضا عن طريق أبي طلحة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة).
7 - وفي الحديث المشهور عندما تأخر جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في بعض زياراته له كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل أن يأتيه فراث عليه (أي تأخر جبريل) حتى اشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فلقيه جبريل عليه السلام فشكا إليه فقال جبريل: إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة. وهذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.
8 - وأخرج مسلم أيضا من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام في ساعة أن يأتيه فجاءت تلك الساعة فلم يأته , قالت: وكان بيده عصا فطرحها من يده وهو يقول ما يخلف الله وعده ولا رسله , ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره فقال: متى دخل هذا الكلب , فقلت: والله ما دريت به , فأمر به فأخرج , فجاءه جبريل عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعدتني فجلست لك ولم تأتني , فقال جبريل: منعني الكلب الذي كان في بيتك , إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة) فهذا كلب صغير دخل من غير علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا علام أهل بيته مع ذلك امتنع جبريل عليه السلام عن الدخول , مع أن بيت الرسول صلى الله عليه وسلم هو أشرف البيوت على الإطلاق , فكيف بالبيوت التي تعج بأنواع المنكرات وبألوان التصاوير المعلقة على الحيطان , ولربما كانت تصاوير أفجر الخلق من المغنيين والممثلين والماجنين وما إلى ذلك من السفلة في المجتمعات , فكيف تدخل الملائكة مثل هذه البيوت؟!.
9 - وأيضا أخرج الإمام مسلم من حديث أبي الرياح حيان بن حصين قال قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ألا أبعثك على ما جعلني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/255)
فدلت هذه الأحاديث على تحريم التصاوير وعلى تحريم اتخاذها وعلى تحريم تعليقها وعلى تحريم أن يقوم العبد بتصوير شيء منها والمقصود بذلك أي من ذوات الأرواح.
· التصاوير: هذا اللفظ يشمل كل ما يصدق عليه أنه تصوير في كلام العرب , والأصل في حمل ألفاظ الكتاب والسنة على أن تحمل على ظاهرها , العام منها يحمل على عمومه ولا يخصص إلا بدليل يدل على تخصيصه , والأحاديث التي وردت في هذا المعنى من تأمل فيها ونظر فيها وجد أن التصاوير إنما حرمت لعلل وأعظم هذه العلل وأكبرها هما علتان:
1 - مضاهاة خلق الله عز وجل.
2 - أنها مظنة لأن تعبد من دون الله عز وجل.
ومعلوم أن أول كفر وقع في العالم هو كفر قوم نوح عليه السلام حيث أنهم صوروا التصاوير لقوم صالحين ثم تطاول بهم الزمان فزين لهم الشيطان عبادتهم فعبدوهم من دون الله عز وجل , وبقي فيهم نوح عليه السلام ألف سنة إلا خمسين عاما وهم يصرون على كفرهم , وهذا يدل على خطر هذه التصاوير وأنها باب واسع وذريعة عظيمة من ذرائع الشرك.
- ولذلك يقال هذه التصاوير بجميع أنواعها محرمة لأنها مضاهاة لخلق الله سواء كانت رسما باليد أو تماثيل مجسمة أو كان تصوير بالكاميرا بجميع أنواعها حتى ما يقال له كاميرة الفيديو , فكل ذلك يقال له تصاوير لغة , واللفظ يصدق عليها جميعا , ومن قال أنها ليست تصاوير فعليه بالدليل , لأنه لا يجوز إخراج شيء من العام أو مما دخل تحت العموم إلا بدليل يجب الرجوع إليه.
ومن قال بأن هذه التصاوير ليس فيها مضاهاة لخلق الله عز وجل , لو سلمنا جدلا أن ليس فيها مضاهاة لخلق الله عز وجل على سبيل التنزل لبقيت العلة الأخرى ظاهرة.
2 - ومما يؤثر هذا الاسم الكريم في العبد أنه إذا عرف هذا فإنه لا يغتر مما أعطاه الله من حسن الخلق وكماله ووفور الجمال والخصائص التي تميزه عن سائر الناس وإنما يتواضع لله عز وجل ويزداد شكرا له ويحمده على هذا الإنعام والأفضال الذي حباه الله عز وجل به.
ومعلوم أن الإنسان لا يشكر بحال من الأحوال على الأوصاف التي لا يد له فيها أو على الأمور التي لا يد له فيها , وإنما يشكر على ذلك هو من أسداها وأعطاها فالإنسان لا يُشكر على بياضه أو على طوله أو على حسن هيئته ونحو 1لك لأن هذا أمر ليس له يد فيه لا من قريب ولا من بعيد , وإنما يُشكر الإنسان على الأوصاف الاختيارية إن هو اتصف بها بطوعه واختياره وجاهد نفسه وحملها على هذه الأمور , فالإنسان يشكر على صبره وكرمه وتحمله وغير ذلك , وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقول إذا سجد في سجود التلاوة (سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته فتبارك الله أحسن الخالقين) أخرجه الإمام أحمد والترمذي والحاكم بإسناد صحيح.
3 - ينبغي على العبد أن يشتغل بإصلاح الباطن , فإن حسن الظاهر إن كان من غير صلاح في الباطن فإن ذلك صورة لا معنى لها , وإنما يكمل هذا الحسن ويتم إذا سعى العبد في تصحيح باطنه وفي تقويم نفسه وتهذيبها على طاعة الله عز وجل ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها وابن مسعود رضي الله عنه فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اللهم كما أحسنت خَلقي فأحسن خُلقِي)
4 - أن العبد إذا عرف أن التصوير من خصائص الله عز وجل فلا يشتغل في عيب أحد في خلقته , لأن عيب الصنعة إنما هو عيب لصانعها , فالإنسان لم يتدخل في هيئته الظاهرة , وقد أخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث الشريد رضي الله عنه في خبر الرجل الذي قد أسبل إزاره فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر إزاره قال له ارفع إزارك واتق الله , فقال: إني أحنث تصطك ركبتاي , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارفع إزارك فإن كل خلق الله عز وجل حسن) والحنث هو ميل في الساقين.
وإنما يُذم الإنسان في الأمور التي اختارها كأن يكون جبانا أو بخيلا أو كذابا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(40/256)