ما فهمته من كلامه رحمه الله أنه كان يردّ على أهل الكلام بألفاظهم ومدلولاتهم، وإلاّ فهذه الألفاظ من المخترعات لم يأتِ بها نصٌّ. ما أعرفه من كلام السلف رضوان الله عليهم أنهم لا يثبتون إلاّ ما أثبته الله لنفسه ورسولُه، ولا ينفون إلا ما نفاه الله عن نفسه ورسولُه.
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[31 - 07 - 09, 09:05 ص]ـ
يقول الامام اسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهانى رحمه الله:
تكلم أهل الحقائق في تفسير ((الحد)) بعبارت مختلفة, محصثول تلك العبارات ان حد كل شي موضع بينونته من غيره ,فإن كان غرض القائل بقوله ليس لله حد .. لا يحيط علم الخلق به فهو مصيب , وان كان غرضه بذالك لا يحيط علم الله بنفسه فهو ضال. أ.ه
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 04:40 م]ـ
قال السفاريني –رحمه الله تعالى- في عقيدته السفارينية:
سبحانه قد استوى كما ورد**من غير كيف قد تعالى أن يحد
قال العلامة العثيمين في شرحه:
(تقدير العبارة: تعالى عن أن يحد،
أي: تعالى عن الحد،
يعني: أن الله لا يحد،
وهذا (الحد) من الألفاظ التي لم ترد في الكتاب ولا في السنة،
ليس في الكتاب أن الله يحد ولا أنه لا يحد،
ولا في السنة أن الله يحد ولا أنه لا يحد،
وإذا كان كذلك فالواجب السكوت عنه،
لا تقل: إنه يحد، ولا أنه لا يحد،
ما الذي حَدَّك على أن تقول: إنه يحد أو لا يحد؟
ليس هناك ضرورة لو كان من الضروري أن نعتقد أن الله يحد أو لا يحد لكان الله يبينه أو السنة تبينه، لأن الله تعالى يقول: {ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء} (النحل 89)،
ولذلك اختلف كلام من تكلم به من السلف: هل نقول: إن الله يحد، أو نقول: إن الله لا يحد،
فمنهم من أنكر الحد وقال: لا يجوز أن نقول: إن الله محدود،
ومنهم من قال: يجب أن نقول: إن الله محدود وأن له حداً [36]،
ولكن يجب أن نعلم أن الخلاف يكاد يكون لفظياً،
لأنه يختلف باختلاف معنى الحد المثبت والمنفي،
فمن قال: إن الله محدود، أراد بائنٌ من الخلق ومحادٌّ لهم ليس داخلاً فيهم ولا هم داخلين فيه، كما نقول: هذه أرض فلان وهذه أرض فلان كل واحدةٍ منهما محدودة عن الأخرى بينهما حد،
فمن أثبت الحد أراد به هذا المعنى أي أن الله تعالى منفصل بائن عن الخلق ليس حالاًّ فيهم ولا الخلق حالُّون فيه وهذا المعنى صحيح،
ومن قال: إنه غير محدود، أراد أن الله تعالى أكبر من أن يحد ولا يحده شيء من مخلوقاته ولا يحصره شيء من مخلوقاته فقد وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يمكن أن يحده شيءٌ من المخلوقات،
وهذا المعنى صحيح، وكل السلف متفقون على هذا،
وعليه فيكون الخلاف بينهم لفظياً بحسب هذا التفصيل،
فقول المؤلف: (قد تعالى أن يُحَدّ): هو ممن ينكر أن يوصف الله بالحد،
فيُحمل كلامه على أن المراد بالحد: الحد الحاصر الذي يحصر الله عز وجل،
فنقول: إن الله تعالى بهذا المعنى غير محدود،
الله واسع عليم {وسع كرسيه السماوات والأرض} (البقرة 255)،
والسماوات والأرضين كلها في كف الرحمن عز وجل كخردلةٍ في كف أحدنا،
وهذا على سبيل التقريب وإلا فيه أعظم وأعظم،
ما بين الخالق والمخلوق أعظم مما بين كف الإنسان والخردلة،
على كل حال أراد المؤلف بنفي الحد هنا ما ذكرناه،
يعني: الحد الذي يحصر الله عز وجل،
ولم يُرِدْ الحد الذي يجعله بائناً من الخلق،
فإن الحد الذي يراد به بينونة الله من خلقه أمر ثابت واجب اعتقاده،
على أن كما قلنا: إن الكلام في الحد إثباتاً ونفياً من الأمور التي ينبغي السكوت عنها،
لأنها لم ترد لا في القرآن ولا في السنة، لكن إذا ابتلينا وجب أن نفصِّل.
قوله: (فلا يحيط علمنا بذاته): هذا مما يدل على أنه أراد بقوله:
(تعالى أن يحد) أنه لا يمكن أن يكون محصوراً يحاط به،
فلهذا قال: (فلا يحيط علمنا بذاته): فذات الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يحيط بها العلم،
وإذا كان الحس لا يحيط بها فالعلم من باب أولى .. ) اهـ.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[08 - 06 - 10, 01:48 م]ـ
قال أبو سعيد الدارمي في نقضه على بشر المريسي:
قال أبو سعيد وادعى المعارض أيضا أنه ليس لله حد ولا غاية ولا نهاية وهذا هو الأصل الذي بنى عليه جهم جميع ضلالاته واشتق منها أغلوطاته وهي كلمة لم يبلغنا أنه سبق جهما إليها أحد من العالمين
فقال له قائل ممن يحاوره قد علمت مرادك بها أيها الأعجمي وتعني أن الله لا شيء لأن الخلق كلهم علموا أنه ليس شيء يقع عليه اسم الشيء إلا وله حد وغاية وصفة وأن لا شيء ليس له حد ولا غاية ولا صفة فالشيء أبدا موصوف لا محالة ولا شيء يوصف بلا حد ولا غاية وقولك لا حد له يعني أنه لا شيء
قال أبو سعيد والله تعالى له حد لا يعلمه أحد غيره ولا يجوز لأحد أن يتوهم لحده غاية في نفسه ولكن يؤمن بالحد ويكل علم ذلك إلى الله
ولمكانه أيضا حد وهو على عرشه فوق سماواته
فهذان حدان اثنان. ا. هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/323)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 11:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن حتى الان لم أعرف ما يعني مصطلح ((الغاية))
ـ[عبدالرحمن آل منصور]ــــــــ[11 - 06 - 10, 05:19 ص]ـ
سأل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن هذا السؤال وأجاب: ابن مبارك لا يقصد معنى سيئاً أبداً، لأنه من أئمة السلف -رحمه الله- وقصده بالحد الحقيقة، يعني أنه استوى على عرشه حقيقة.(38/324)
ما المقصود بالتناهي في صفات الله عند المتكلمين؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[02 - 03 - 07, 05:14 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
أصل هذه الشبهة أوردها الرازي في كتابه أساس التقديس , وملخصها أنه لو أثبتنا أن الله فوق العرش لكان متناهيا –أي له حد ونهاية -, والله لا حد له ولا نهاية ليتوصل بذلك إلى نفي علو الله.
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: " يقال لك إذا عقل موجود لا نهاية له؛ فهل التفسير يعقل موجود فوق العرش لا يوصف بالتناهي وعدمه أولى وأحرى بمعنى أنه يمتنع أن يكون له نهاية أو يكون ذا مساحة لا نهاية لها؛ فإنه إذا عقل هذا في موجود مطلق لم يمتنع وصف هذا الموجود بأنه فوق العرش ,ويكون كذلك بل يكون هذا أقرب إلى العقل لأن الفطر تقر بأن الله فوق العالم وتنكر وجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه؛ فإذا أقررت بوجوده خارج العالم كان أقرب إلى الفطرة والعقل , وإذا جاز أن يقال في هذا إنه لا يتناهى بمعنى أن ذاته لا تقبل الوصف بتناهي المقدار وعدمه كذلك يقال فيه مع وجوده فوق العرش , وإذا قال قائل هذا الفوقية أو هذا العلو فوق العرش لا يعقل أو قال لا يعقل علو ولا فوقية إلا بمعنى الذهاب في الجهات قيل له معرفة الصفة وعقلها فرع على معرفة الموصوف وعقله فطلبك العلم بكيفية علوه مع أنك لا تعقل حقيقته جمع بين الضدين , وإذا كنت تقر بأنه موجود بل إقرارك بأن ذاته فوق العرش فوقية تناسب ذاته أسهل على العقل من الإقرار بأنه لا داخل العالم ولا خارجه بل الإقرار بأنه ليس ذا مساحة ومقدار لا ينافي الإقرار بأنه خارج العالم وفوقه كما يناسب ذاته ومنافاة الإقرار بوجوده مع كونه لا داخل العالم ولا خارجه أعظم تنافيا.
وأما المقام الثاني: فكلام من لا ينفي هذه الأمور التي يحتج بها عليه نفاة العلو على العرش ليس لها أصل في الكتاب والسنة بل قد يثبتها أو يثبت بعضها لفظا أو معنى أو لا يعترض لها بنفي ولا إثبات , وهذا المقام هو الذي يتكلم فيه سلف الأمة وأئمتها , وجماهير أهل الحديث وطوائف من أهل الكلام والصوفية وغيرهم , وكلام هؤلاء أسد في العقل والدين حيث ائتموا بما في الكتاب والسنة , وأقروا بفطرة الله التي فطر عليها عباده فلم يغيروا وجعلوا كتب الله التي بعث بها رسله هي الأصل في الكلام , وأما الكلام المجمل المتشابه الذي يتكلم به النفاة ففصلوا مجمله ولم يوافقوهم على لفظ مجمل قد يتضمن نفي معنى حق , ولا وافقوهم أيضا على نفي المعاني التي دل عليها القرآن والعقل , وإن شنع النفاة على من يثبت ذلك أو زعموا أن ذلك يقدح في أدلتهم وأصولهم.
" بيان تلبيس الجهمية " (2|180) ودرء التعارض (3|257)
فأجاب ابن تيمية رحمه الله: إن الألفاظ التي لم ترد في الكتاب والسنة الأصل أن يستفصل عن معناها مع التوقف في اللفظ , ولفظ التناهي من هذا القبيل؛ فإن أريد بنفي التناهي نفي العلو رد اللفظ والمعنى , وإن أريد بالتناهي أن الله عال على خلقه مستو على العرش فهذا حق مع التوقف في اللفظ ,ولا يرد الحق بتسميتكم له المعاني الباطلة.
والله أعلم(38/325)
هل يسمى الله بما صح معناه في اللغة والعقل والشرع وإن لم برد بإطلاقه نص ولا إجماع؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[02 - 03 - 07, 05:31 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:والناس متنازعون هل يسمى الله بما صح معناه فى اللغة والعقل والشرع وإن لم يرد باطلاقه نص ولا إجماع أم لا يطلق إلا ما أطلق نص أو إجماع؟
على قولين مشهورين:
وعامة النظار يطلقون مالا نص فى إطلاقه والإجماع كلفظ القديم والذات
ونحو ذلك , ومن الناس من يفصل بين الأسماء التى يدعى بها وبين ما يخبر به عنه للحاجة فهو سبحانه إنما يدعى بالاسماء الحسنى كما قال: {ولله الأسماء الحسنى فادعوده بها}
وأما إذا احتيج إلى الإخبار عنه مثل أن يقال ليس هو بقديم ولا موجود ولا ذات قائمة بنفسها , ونحو ذلك فقيل في تحقيق الإثبات هو سبحانه قديم موجود وهو ذات قائمة بنفسها , وقيل ليس بشيء فقيل بل هو شيء فهذا سائغ وإن كان لا يدعى بمثل هذه الأسماء التى ليس فيها ما يدل على المدح.
مجموع الفتاوى (9|301)
فقرر رحمه الله أنه لا يدعى الله بمثل هذه الأسماء التي لم يرد بها نص , ولكن يجوز من باب الإخبار عن الله. والله أعلم
ـ[حرملة بن عبد الله]ــــــــ[03 - 03 - 07, 06:06 ص]ـ
مذهب أهل السنة أن أسامي الله توفيقية فلا مجال للعقل فيها و اطلاق أسماء على الله مما لم يسم به نفسه قول على الله بلا علم قال تعالى: ولا تقف ما ليس لك به علم. إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا بل قد يكون ذلك إلحادا قال سبحانه: وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون.
قال الإمام النووي: أسماء الله توقيفية لا تطلق إلا بدليل صحيح.شرح النووي7/ 188
وقال السيوطي: اعلم أن أسماء الله تعالى توقيفية بمعنى أنه لا يجوز أن يطلق اسم ما لم يأذن له الشرع وإن كان الشرع قد ورد بإطلاق ما يرادفه. شرح سنن ابن ماجة275
وقال ابن حزم: لا يجوز أن يسمى الله تعالى ولا أن يخبر عنه إلا بما سمى به نفسه أو أخبر به عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أو صح به إجماع جميع أهل الإسلام المتيقن ولا مزيد، وحتى وإن كان المعنى صحيحا فلا يجوز أن يطلق عليه تعالى اللفظ، وقد علمنا يقينا أن الله عز وجل بنى السماء فقال: وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا الذاريات:47، ولا يجوز أن يسمى بناء، وأنه تعالى خلق أصباغ النبات والحيوان، وأنه تعالى قال: (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) البقرة:138، ولا يجوز أن يسمى صباغا، وأنه تعالى سقانا الغيث ومياه الأرض ولا يسمى سقاء ولا ساقيا، وهكذا كل شيء لم يسم به نفسه. الفصل/2/ 108
وقال السفاريني في منظومته:
لكنها في الحق توقيفية | لنا بذا أدلة وفية
و قال الشيخ محمد صالح العثيمين:أن العقل لا مدخل له قي باب الأسماء والصفات، لأن مدار إثبات الأسماء والصفات أو نفيها على السمع؛ فعقولنا لا تحكم على الله أبداً؛ فالمدار إذاً على السمع.
أما ما ذكره شيخ الإسلام ففي معرض ما إذا وجدنا شخصا يقول إنه ليس بقديم ولا موجود، فنقول له حينئذ هو قديم وموجود، دفعا للإيهامه، كذلك في معرض الرد على المتكلمين والفلاسفة حين يضطرّ السنيّ أن يستخدم بعض الألفاظ التي يفهمونها لتقيب الطاولة عليهم، لذا نجد شيخ الإسلام في بعض كتبه يستخدم آليات المخالفين للرد عليهم كما فعل في الرد على المنطقيين و منهاج السنة و التدمرية وغيرها. و يدخل في الإخبار ما يسميه الأعاجم بالله من أمثال God و Eebe وغيرها مما يستلزم في إفهام الأعاجم ودعوتهم إلى الإسلام.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 06:41 ص]ـ
مذهب أهل السنة أن أسامي الله توفيقية
لعله سبق زر! والصواب توقيفية.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 03 - 07, 03:20 م]ـ
لا اختلف معك أن أسماء الله توقيفية , ولكن باب الإخبار عن الله أوسع من باب الأسماء , فإذا احتجنا إلى الإخبار عن الله بلفظ لم يرد في الكتاب والسنة كما ذكر شيخ الإسلام بقوله: وأما إذا احتيج إلى الإخبار عنه مثل أن يقال ليس ... فهذا سائغ.
ولكن لا يد عى بهذا اللفظ ولا يسمى الله به.
فعند الحاجة للإطلاق فلا بأس من باب الإخبار والله أعلم(38/326)
ما الفرق بين التسمية والوصف؟
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[02 - 03 - 07, 08:59 م]ـ
سمعت دروساً كثيرة بهذا الخصوص ولكني لم أجد جواباً شافياً للسؤال فلعلي أجد ضالتي عندكم
ما الفرق بين التسمية والوصف؟
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[02 - 03 - 07, 09:30 م]ـ
أخي تفضل هذا الرابط:
www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79696 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79696)(38/327)
ما حكم لفظة (في أماني الله)
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[02 - 03 - 07, 09:11 م]ـ
السلام عليكم
ما حكم لفظة (في أماني الله) التي يستخدمها بعض الناس عند وداع بعضهم البعض
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[02 - 03 - 07, 10:00 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللفظ هكذا (في أمانِ الله) والمقصود الأمن وليس بالياء من الأمنية
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[03 - 03 - 07, 07:44 ص]ـ
جزاك الله خيراً
جواب لم يخطر لي على بال
والحمد لله أني سألت قبل أن أفتي!!(38/328)
هل احد بحث العادات والسلوم القبلية من منظو ر شرعي آمل الرد
ـ[سلمان الخطيب]ــــــــ[02 - 03 - 07, 10:28 م]ـ
هل احد بحث العادات والسلوم القبلية من منظو ر شرعي آمل الرد
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[03 - 03 - 07, 09:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
الشيخ بكر ابو زيد
في كتاب نسيت اسمه
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[03 - 03 - 07, 09:58 م]ـ
يوجد كتاب (عادات القبائل وما فيها من المخالفات) للشيخ علي بن عائض بن سعد آل فردان.
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[08 - 03 - 07, 12:18 ص]ـ
"فصل الخصومات عند القبائل دراسة شرعية"
رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في الفقه.
جامعة أم القرى.
إعداد الطالب:علي بن سعد العصيمي.
إشراف الشيخ الدكتور ستر بن ثواب الجعيد.
وقد قابلتُ صاحب الرسالة وأخبرني أنه يصف الرسالة وسيطبعها قريباً.(38/329)
ارجو الرد على هذه الشبهات حول عصمة الأنبياء وحول التماثيل
ـ[وليد محمود]ــــــــ[03 - 03 - 07, 12:38 ص]ـ
القصص (آية:15) (**********: showAya(28,15)): ودخل المدينة على حين غفلة من اهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين (**********: showAya(28,15)) معلوم ان عقيدة اهل السنة والجماعة ان الانبياء معصومون من الكبائر
فكيف قتل نبي الله موسى عليه موسى
سبأ (آية:13) (**********: showAya(34,13)): يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا ال داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور (**********: showAya(34,13))
يستدل البعض بهذه الاية على جواز عنل التماثيل
فما الرد؟
حفظكم الله
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[03 - 03 - 07, 12:58 ص]ـ
السلام عليكمو رحمة الله وبركاته
اما الشبهة الثانية فأسهل الردود أن شرع من قبلنا شرع لنا إذا وافق شرعنا وإلا فهو منسوخ
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[03 - 03 - 07, 01:25 ص]ـ
وفقكم الله أخي وليد،
أجيبك سريعاً على رأس القلم:
1 - إن الأنبياء ليسوا معصومين بإطلاق،و إنما عصمتهم في التبليغ عن الله سبحانه.
هذه هي عقيدة أهل السنة و الجماعة.
فعصمة الأنبياء هي في التبليغ عن الله تعالى، و أنه متى وقع منهم الذنب فإنهم لا يقرّون عليه من قبل الله تعالى، و أنه يلهمُهم التوبة و الإنابة إليه.
هذا ملخص اعتقاد أهل السنة.
و الأدلة عليه كثيرة من الكتاب و السنة:
قوله تعالى: (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) (طه: من الآية121)
و حديث الشفاعة: ففي صحيح الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه:
"أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بلحم. فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه. فنهس منها نهسة فقال " أنا سيد الناس يوم القيامة. وهل تدرون بما ذاك؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد. فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر. وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب مالا يطيقون. ومالا يحتملون. فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟
فيقول بعض الناس لبعض: ائتوا آدم. فيأتون آدم. فيقولون: يا آدم! أنت أبو البشر. خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك. اشفع لنا في ربك. ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله. ولن يغضب بعده مثله. وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته. نفسي. نفسي. اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى نوح.
فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح! أنت أول الرسل إلى الأرض. وسماك الله عبدا شكورا. اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله. وإنه قد كانت لي دعوة دعوتُ بها على قومي. نفسي. نفسي. اذهبوا إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم.
فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض. اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم إبراهيم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله. وذكر كذباته. نفسي. نفسي. اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى.
فيأتون موسى صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا موسى أنت رسول الله. فضلك الله، برسالاته وبتكليمه، على الناس. اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم موسى صلى الله عليه وسلم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله. وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها. نفسي. نفسي. اذهبوا إلى عيسى صلى الله عليه وسلم.
فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى! أنت رسول الله، وكلمت الناس في المهد، وكلمة منه ألقاها إلى مريم، وروح منه. فاشفع لنا إلى ربك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسى صلى الله عليه وسلم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله. و لم يذكر له ذنبا. نفسي. نفسي. اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
فيأتوني فيقولون: يا محمد! أنت رسول الله وخاتم الأنبياء. وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي. ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي. ثم يقال: يا محمد! ارفع رأسك. سل تعطه. اشفع تشفع. فأرفع رأسي فأقول: يا رب! أمتي. أمتي. فيقال: يا محمد! أدخل الجنة من أمتك، من لا حساب عليه، من الباب الأيمن من أبواب الجنة. وهو شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب. والذي نفس محمد بيده! إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر. أو كما بين مكة وبصرى "
و الشاهد في قوله صلى الله عليه و سلم (و لم يذكر له ذنبا) مما يفسّر أن ما تعلل به أنبياء الله عليهم الصلاة و السلام من جنس الذنوب.
فانتفت عنهم العصمة المطلقة.
و القول بالعصمة روّجه على أهل الكلام الروافض، فإنهم أول من أحدث القول بها -كما قال شيخ الإسلام- لأنهم لما قالوا بعصمة العترة، لزمهم أن يقولوا بعصمة الأنبياء من باب أولى فقالوا بها!
2 - أما الاستدلال بالآية على جواز عمل التماثيل (إذا كانت لأرواحٍ)، فجوابه:
أنه من عمل شرع من كان قبلنا .. و القاعدة عند علماء الإسلام (باتفاقهم) أنه إذا عارض شرع من قبلنا شرعنا؛ فإنه لا حجية له.
فشريعتنا ناسخة لما سبقها من شرائع الأمم.
و قد وردت الأدلة المتكاثرة على حرمة التصوير و بيان أنها مضاهاة لفعل الخالق،و أنه يقال لأهلها أحيوا ما خلقتم، و قد كسّر نبينا الأصنام .. و الحمد لله.
بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/330)
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[03 - 03 - 07, 01:32 ص]ـ
الحمد لله
جواب الأولى: أن موسى عليه السلام لم يقصد قتله أساساً. أما عصمة الأنبياء، قال شيخ الإسلام: فإنهم -يعني أهل السنة- متفقون على أن الأنبياء معصومون فيما يبلغونه عن الله تعالى وهذا هو مقصود الرسالة؛ فإن الرسول هو الذي يبلغ عن الله أمره ونهيه وخبره، وهم معصومون في تبليغ الرسالة باتفاق المسلمين، بحيث لا يجوز أن يستقر في ذلك شيء من الخطأ.
ثم قال: هم متفقون على أنهم - يعني الأنبياء- لا يقرون علي خطأ في الدين أصلا ولا على فسوق ولا كذب، ففي الجملة كل ما يقدح في نبوتهم وتبليغهم عن الله فهم متفقون على تنزيههم عنه. وعامة الجمهور الذين يجوزون عليهم الصغائر يقولون إنهم معصومون من الإقرار عليها فلا يصدر عنهم ما يضرهم كما جاء في الأثر كان داود بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة والله يحب التوابين ويحب المتطهرين (سورة البقرة). وإن العبد ليفعل السيئة فيدخل بها الجنة.
أما صنع التماثيل:
(فقيل كانت التماثيل صور شجر أو حيوانات محذوفة الرؤوس مما جوز في شرعتنا، ولا يحتاج إلى التزام ذلك إلا إذا صح فيه نقل فإن الحق أن حرمة تصوير الحيوان كاملاً لم تكن في ذلك الشرع وإنما هي في شرعنا ولا فرق عندنا بين أن تكون الصورة ذات ظل وأن لا تكون كذلك كصورة الفرس المنقوشة على كاغد أو جدار مثلاً). تفسير الألوسي.
الكاغَد أظنه الورق بالفارسية. والله أعلم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[03 - 03 - 07, 02:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أما ما يخص قصة قتل موسى عليه السلام فقد ثبت في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال:سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يقول إن الفتنة تجئ من ههنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ فقال الله عز وجل له {وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا}.
أما ما يخص شبهة التماثيل فهي شبهة مشهورة وقد أجاب عنها أهل العلم بأجوبة (ذكرها ابن حجر في الفتح وكثير من المفسرين) واقواها:
الجواب الأول: أن هذا في شرع من قبلنا وكان صنع التماثيل في شرعهم جائزا إذا لم يقصد به العبادة ثم حرم في شرعنا سداً للذريعة، ومن ذلك إباحة لعب الأطفال كما دل عليه حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم وهي تمتهن ولا تبقى غالبا لطبيعة صنعها فالعلة غير واردة هنا.
الجواب الثاني: يحتمل أن يقال أن التماثيل كانت على صورة النقوش لغير ذوات الأرواح وإذا كان اللفظ محتملا لم يتعين الحمل على المعنى المشكل. ينظر فتح الباري (10/ 395)
ـ[أبو فهر السكندري]ــــــــ[15 - 03 - 07, 02:10 ص]ـ
شئ حدثنيه صديق زار الأقصر من قريب:
شاهد السائحين يطوفون حول أحد الجعارين الضخمة فسأل المرشد عن ذلك بعد ملاطفة معه فأخبره المرشد أنهم يقولون للسائحين من طاف حول هذا الجعران - الاله - زاد رزقه، أو لقى أمراً يسعده.
عبادة تلك الأصنام أمر واقع. تلك الأصنام لها عباد في شتى الدول الملحدة.
ثم يأتي من يقول أن تحريم التماثيل كان لقرب عهد الصحابة بعبادتها. فالصحابة يُخاف عليهم من العودة للشرك وأهل زماننا معصومون من تلك الخرافات.
سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - 04 - 07, 05:50 ص]ـ
أيها الإخوة:
لو قلنا: إن الأنبياء -عليهم السلام- معصومون من الخطأ حال التبليغ، كما أنهم معصومون من المعاصي والخطايا الخسيسة وما يخل بالمروءة. فهل نكون قد أخطأنا أو خرجنا عن طريقة أهل السنة والجماعة في ذلك؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[16 - 04 - 07, 07:53 م]ـ
سأقوم بنقل إجابة، وأرجو من الإخوة مراجعتها:
عصمة الأنبياء في الإسلام
يعتقد المسلمون بعصمة أنبياء الله لقيام الأدلة العقلية و النقلية على ذلك:
من جهة العقل:
لأنهم أعلم البشر بالله تعالى و أتقاهم إليه.فهم عباده الذين اصطفاهم بالرسالة و الرسول عنوان المرسل فلا يُعقل أن يكون رسل الله فاحشين فاجرين!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/331)
فالرسول بشر يُوحَى إليه .. له خصوصية الاتصال بالسماء، ولذلك فإن هذه المهمة تقتضى صفات يصنعها الله على عينه فيمن يصطفيه، كى تكون هناك مناسبة بين هذه الصفات وبين هذه المكانة والمهام الخاصة الموكولة إلى صاحبها، وبداهة العقل - فضلاً عن النقل - تحكم بأن مُرْسِل الرسالة إذا لم يتخير الرسول الذى يضفى الصدق على رسالته، كان عابثًا .. وهو ما يستحيل على الله، الذى يصطفى من الناس رسلاً تؤهلهم العصمة لإضفاء الثقة والصدق على البلاغ الإلهى .. والحُجة على الناس بصدق هذا الذى يبلغون
و قد اختار رسله من البشر لأن البشر هم الذين يصلحون قدوة و اسوة , يقول سيد قطب رحمه الله: [و إنها لحكمة تبدو فى رسالة واحد من البشر إلى البشر يحس بإحساسهم و يتذوق مواجدهم و يعانى تجاربهم و يدرك ألامهم و أمالهم و يعرف نوازعهم و أشواقهم و يعلم ضروراتهم و أثقالهم, و من ثم يعطف على ضعفهم و نقصهم و يرجو قوتهم و استعلائهم و يسير بهم خطوة خطوة, و هو يفهم و يقدر بواعثهم و تأثراتهم و استجاباتهم, لأنه فى النهاية واحد منهم, يرتاد بهم الطريق إلى الله بوحى من الله و عون منه على وعثاء الطريق.
و هم من جانبهم يجدون فيه القدرة الممكنة, لأنه بشر مثلهم, يتسامى بهم رويداً رويداً يعيش فيهم بالأخلاق و الأعمال و التكاليف التى يبلغهم أن الله قد فرضها عليهم و أرادها منهم فيكون بشخصه ترجمة حية للعقيدة التى يحملها إليهم و تكون حياته و حركاته و أعماله صفحة معروضة لهم, ينقلونها سطراً سطراً , و يحققونها معنى معنى و هم يرونها بينهم فتهفوا نفوسهم إلى تقليدها لأنها ممثلة فى الإنسان]
يقول الإمام محمد عبده عن عصمة الرسل: [ .. ومن لوازم ذلك بالضرورة: وجوب الاعتقاد بعلو فطرتهم، وصحة عقولهم، وصدقهم فى أقوالهم، وأمانتهم فى تبليغ ما عهد إليهم أن يبلغوه، وعصمتهم من كل ما يشوه السيرة البشرية، وسلامة أبدانهم مما تنبو عنه الأبصار وتنفر منه الأذواق السليمة، وأنهم منزهون عما يضاد شيئًا من هذه الصفات ...... إن من حكمة الصانع الحكيم - الذى أقام الإنسان على قاعدة الإرشاد والتعليم - أن يجعل من مراتب الأنفس البشرية مرتبة يُعدُّ لها، بمحض فضله، بعض مَنْ يصطفيه من خلقه، وهو أعلم حيث يجعل رسالته، يميزهم بالفطرة السليمة، ويبلغ بأرواحهم من الكمال ما يليقون معه للاستشراق بأنوار علمه، والأمانة على مكنون سره، مما لو انكشف لغيرهم انكشافه لهم لفاضت له نفسه، أو ذهبت بعقله جلالته وعظمته، فيشرفون على الغيب بإذنه، ويعلمون ما سيكون من شأن الناس فيه، ويكونون فى مراتبهم العلوية على نسبة من العالمين، نهاية الشاهد وبداية الغائب، فهم فى الدنيا كأنهم ليسو من أهلها، هم وفد الآخرة فى لباس من ليس من سكانها .. أما فيما عدا ذلك فهم بشر يعتريهم ما يعترى سائر أفراده، يأكلون ويشربون وينامون ويسهون وينسون فيما لا علاقة له بتبليغ الأحكام، ويمرضون وتمتد إليهم أيدى الظلمة، وينالهم الاضطهاد، وقد يقتلو]
من جهة النقل
(1) جاءت نصوص الكتاب و السنة قاطعة بعصمة انبياء الله تعالى:
قال عز و جل "أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ "
و قال " إِ نَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ".
و قال تعالى " لكم فى رسول الله أسوة حسنة "
و قال سبحانه " وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ "
فحمكة إرسال الرسول هى الإقتداء بهم و الإهتداء بهديهم و جعلهم بحكم بشريتهم حجة على من زاغ عن أمرهم و سلك غير مسلكهم،فلو أن أنبياء الله تعالى يرتكبون الرذائل لما صلحوا لأن يكونوا قدوة و أسوة للبشرية
(2) قال تعالى فى خبر يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/332)
فهذه الأية الكريمة تقطع بعصمة الأنبياء إذ يخبرنا جل شأنه بموجبها أنه صرف عن نبيه يوسف الإثم و الرذيلة، و سبب ذلك أنه نبى لأن الأنبياء هم صفوة عباد الله المخلصين الأخيار
(3) من أدلة العصمة أيضاً إنكار النبى على الرجل السفيه الذى شكك فى عدله و اتهمه فى تقواه عليه الصلاة و السلام حين قسم بين الناس ذهبية فى تربتها أرسلها إليه على ابن أبى طالب رضى الله عنه من اليمن، فقال الرجل: يا محمد اتق الله، فاجاب عليه السلام مستنكراً: {فمن يطع الله إذا عصيته؟ أيأمنني على اهل الأرض، ولا تأمنوني؟}
فكان السؤال النبوى ههنا إستنكارى يفيد محال وقوع المعصية من أنبياء الله الذين ائتمنهم على أعظم نبأ نبأ السماء و المصير!
(4) أخيراً و من شواهد عصمة الأنبياء النقلية الحديث الذى رواه الإمام على ابن أبى طالب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: {ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من النساء إلا ليلتين كلتاهما عصمني الله عز وجل فيهما قلت ليلة لبعض فتيان مكة ونحن في رعاء غنم أهلها فقلت لصاحبي أبصر لي غنمي حتى أدخل مكة أسمر فيها كما يسمر الفتيان فقال بلى قال فدخلت حتى جئت أول دار من دور مكة سمعت عزفا بالغرابيل والمزامير فقلت ما هذا قالوا تزوج فلان فلانة فجلست أنظر وضرب الله على أذني فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس فرجعت إلى صاحبي فقال ما فعلت فقلت ما فعلت شيئا ثم أخبرته بالذي رأيت ثم قلت له ليلة أخرى أبصر لي غنمي حتى أسمر ففعل فدخلت فلما جئت مكة سمعت مثل الذي سمعت تلك الليلة فسألت فقيل نكح فلان فلانة فجلست أنظر وضرب الله أذني فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس فرجعت إلى صاحبي فقال ما فعلت فقلت لا شيء ثم أخبرته الخبر فوالله ما هممت ولا عدت بعدهما لشيء من ذلك حتى أكرمني الله عز وجل بنبوته}
رواه ابن كثير فى البداية و النهاية 2/ 287، و حسنه الألبانى فى المطالب العلية لابن حجر العسقلانى 4/ 361
ففى هذا الحديث نجد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يصرح بعصمة الله تعالى له حتى من مجرد سماع غناء الغانيات فى الأفراح بيد أن ذلك كان قبل أن يتشرف بهدى النبوة و حين كان فتى حديث السن و ذلك من تمام عصمة الله لأنبياءه و حمايتهم من كل سوء قبل و بعد بعثتهم
و نظير ذلك ايضاً الحديث الذى رواه الإمام أحمد قال: {حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله يقول لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان حجارة فقال عباس اجعل إزارك على رقبتك من الحجارة ففعل فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم قام فقال إزاري إزاري فشد عليه إزار}
مسند جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه باقي مسند المكثرين مسند أحمد
و كذا رواه الشيخان، فهذا الحديث أيضاً يشهد لرسول الله صلى الله عليه و سلم أن ربه تعالى عصمه من عادات الجاهلية السيئة قبل بعثته حتى و إن لم تكن عقائدية، و لله الحمد و المنة
****************
عصمة الأنبياء فى التحمل و التبليغ:
يقول الدكتور عمر الأشقر: اتفقت الأمة على أن الرسل معصومون فى تحمل الرسالة فلا ينسون شيئاً مما أوحاه الله إليهم إلا ما شاء الله نسخه , و قد تكفل الله لرسوله (صلى الله عليه و أله و سلم) بأن يقرئه فلا ينسى إلا شىء أراد الله أن ينسيه إياه سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله .. و تكفل له بأن يجمعه فى صدره: إن علينا جمعه و قرأنه و هم معصومون فى التبليغ فالرسل لا يكتمون شيئاً مما أوحاه الله إليهم يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ، وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يوحى وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ *لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ *ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِين
************
عصمة الأنبياء من الذنوب
عقيدة الأمة الاسلامية - أهل السنة و الجماعة- على أن الأنبياء معصومون من ارتكاب الكبائر كما أنهم معصومون من الاصرار على الصغائر
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/333)
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: [القول بأن الأنبياء معصومون من الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر أهل العلم , و جميع الطوائف, حتى أنه قول أكثر أهل الكلام, كما ذكر أبو الحسن الأمدى أن هذا قول أكثر الأشعرية , و هو أيضاً قول أهل التفسير و الفقهاء , بل لم ينقل عن السلف و الأئمة و الصحابة و التابعين و تابعيهم إلا ما يوافق هذا القول ... أهـ]
أما الأراء الأخرى التى لا تقول بعصمة الأنبياء أو التى تثبت العصمة عن كل هفوة فهى أقوال شاذة غير صحيحة فلا حجة بها.
_و ننوه هنا إلى أن بعض الباحثين استعظم أن ينسب للأنبياء صغائر الذنوب و يحاول بعضهم تأويل النصوص التى تدل على ذلك و هو تأويل فاسد مردود و كان سبب انكارهم أمرين:
(1) لأن ذلك يتنافى مع الكمال حتى لو تابوا من الذنب
و هذا غير صحيح فالكمال هو كمال بشرى كما أن التوبة تغفر الحوبة و لا تنافى الكمال و التائب من الذنب كمن لا ذنب له بل إن حال العبد بعد توبته قد يكون أفضل من حاله قبل التوبة و لذلك لما يكون فى قلبه من الندم و الخشوع و الخشية من الله تعالى و لما يجهد به نفسه من الاستغفار و الدعاء و لما يقوم به من صالح الأعمال يرجوا بذلك أن تمحو الحسنات السيئات
(2) لأن ذلك يتنافى مع الأمر بالتأسى بهم فكيف نتأسى بهم و هم يرتكبون الذنوب؟
و قولهم هذا قد يكون صحيحاً لو كانت معصية الأنبياء من الكبائرالخبيثة أو صدرت عن عمد و استكبار أو لم يتوبوا منها و هذا كله لم يقع.
بل كانت ذنوبهم من الصغائر التى لا تصدر عن عمد ولا تعدو أن تكون إما هفوةً و إما غفلةً و إما ترك للمستحب كما يقول البعض (حسنات الأبار سيئات المقربين) زد على هذا أن الله كان يوفقهم للتوبة منها سريعاً بلا تأخير, و بذلك نرى أن ما اوردوه لا يصلح أن يكون دليلاً بل يكون التأسى بهم فى هذا منصباً على الاسراع فى التوبة عند وقوع المعصية و عدم التسويف فى هذا, و بهذا يكون الأنبياء نعم القدوة و المثل فهم لا تصدر منهم الفاحشة فنتأسى بهم بذلك و نعظم حرمات الله و لا نسلك سبيل الهوى و الضلال أبداً اما الصغائر من الذنوب فذلك مما لا سبيل لنا إلى منع وقوعه و إن كنا لا نسعى إليه و هنا نجد الأسوة فى أنبياء الله أيضاً الذين كانوا إذا صدرت منهم زلة أسرعوا إلى التوبة و الاستغفار و لم ييئسوا من رحمة الله و لم يصروا عليها أبداً
.
*******************
و من أمثلة الأمور التى لا تنافى العصمة:
الأعراض البشرية الجبلّية لا تنافى العصمة, فإبراهيم عليه السلام أوجس فى نفسه خيفة عندما رأى أيدى ضيوفه لا توتد إلى الطعام الذر قدمه و لم يكن يعلم أنهم ملائكة تشكلوا فى صورة بشر (هود)
-ـ و موسى وعد الخضر بأن يصبر فى صحبته فلا يسأله عن شىء يفعله العبد الصالح حتى يُحدث له منه ذكراً و لكنه لم يتمالك نفسه إذ رأى تصرفات غريبة فكان فى كل مرة يسأل أو يعترض أو يوجه و فى كل مرة يذكره العبد الصالح و يقول له ألم أقل لك إنك لن تستطيع معى صبرا و عندما كشف عن سر أفعاله قال ذلك تأويل ما لم تستطيع عليه صبرا
- و غضب موسى و أخذ برأس أخيه يجره إليه و ألقى الألواح عندما عاد إلى قومه بعد أن تم ميعاد ربه فوجدهم يعبدون العجل،ثم لما تأكد أن هارون عليه السلام لم يقصر فى ردعهم هدأ و دعى ربه قائلا قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
- و من ذلك ما وقع من نبى من الأنبياء حين لدغته نملة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم {نزل نبى من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار فأوحى إليه الله تعالى: فهلا نملة واحدة}
_و من ذلك النسيان الطارىء العارض الذى يحدث لكل الناس بحكم بشريتهم فعن أبى هريرة قال: {صلى رسول الله (صلى الله عليه و سلم) إحدى صلاتى العشى فصلى ركعتين ثم سلم, فقام إلى خشبة معروضة فى المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان و وضع يده اليمنى على اليسرى و شبك بين أصابعه و وضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى و خرجت السرعان من باب المسجد فقالو: قصرت الصلاة , و فى القوم أبو بكر و عمر فهابا أن يكلماه و فى القوم رجل يقال له ذو اليدين فقال: يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة؟ فقال: لم أنس و لم تقصر ثم قال: أكما يقول ذو اليدين؟ فقالوا نعم. فتقدم و صلى ما ترك ثم سلم ثم كبر و سجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه و كبر, فربما سألوه, ثم سلم .... } متفق عليه
و عن ابن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): {و لكنى إنما أنا بشر, أنسى كما تنسون , فإذا نسيت فذكرونى} قال هذا بعد نسيانه فى إحدى صلواته و هذا لا حرج فيه فالنسيان من سمات البشر و قد قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) {رُفع عن امتى الخطأ و النسيان و اُستكرهوا عليه}
,.
و أن الأنبياء بشر ينسون و ينامون و يغضبون و يضحكون و يتزوجون ... و قالوا كال هذا الرسول يأكل الطعام و يمشى فى الأسواق .. و قال تعالى وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً
***************************************
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/334)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[16 - 04 - 07, 07:57 م]ـ
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
فإن موسى عليه السلام لا تثريب عليه في قتل القبطى لسببين:
الأول: أنه تدخل عليه السلام لنصرة مؤمن مستضعف إستغاثه من يد كافر متجبر.
الثانى: أن موسى لم يقصد قتله و إنما قصد ردعه فمات فلا تعمد ههنا و بالتالى لا تناقض مع عصمته الشريفة، و لعل الإشكال نشأ فى عقول القوم بسبب الرواية التوراتية التى تظهر موسى فى صورة القاتل المتعمد المتربص الذى استطلع الأجواء ثم أقدم على جريمته ((وَحَدَثَ فِي تِلْكَ \لأَيَّامِ لَمَّا كَبِرَ مُوسَى أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي أَثْقَالِهِمْ فَرَأَى رَجُلاً مِصْرِيّاً يَضْرِبُ رَجُلاً عِبْرَانِيّاً مِنْ إِخْوَتِهِ 12فَالْتَفَتَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَأَى أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ فَقَتَلَ \لْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي \لرَّمْلِ)) خروج 2: 11
أما الرواية القرأنية فلم تقل أن موسى قتله كى لا يشكل المعنى بل قال تعالى."َفوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ "
قال القرطبى و ابن كثير عن قَتَادَة قال: " وكزه بِعَصَاهُ" وَقَالَ مُجَاهِد: "بِكَفِّهِ ; أَيْ دَفَعَهُ وَالْوَكْز وَاللَّكْز وَاللَّهْز وَاللَّهْد بِمَعْنًى وَاحِد , وَهُوَ الضَّرْب بِجُمْعِ الْكَفّ مَجْمُوعًا كَعَقْدِ ثَلَاثَة وَسَبْعِينَ")
فما فعله موسى هو أن وكز القبطى و كان شديد القوة عليه السلام فلم يحتمل القبطى فمات، و هذه أول مرة فى التاريخ يتم فيها الإشارة إلى هذا التفريق بين القتل العمد و القتل الخطأ و ما يعرف بالضرب المفضى إلى الموت، فالقرأن العظيم هو أول من فرق بين هذه الحالات الثلاث و لم يسبقه أى نظام قانونى فى العالم فى بيان هذا التشريع العادل الراقى و لله الحمد و المنة
و اما قوله عليه السلام "فعلتها إذاً وانا من الضالين"، فهذا من قبيل التواضع لله و ذم الذات و تعظيم حرمات الله من جهة، و من جهة أخرى هو حكاية عن حال قبل النبوة إذ كان ضالاً عن الوحى المعظم و علمه المكرم لا أنه كان طاغياً محيداً عن الحق.
قال إبن حزم: [و هذا قول صحيح وهو حاله قبل النبوة فإنه كان ضالاً عما اهتدى له بعد النبوة وضلال الغيب عن العلم كما تقول أضللت بعيري لا ضلال القصد إلى الإثم وهكذا قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم " ووجدك ضالاً فهدى " أي ضالاً عن المعرفة وبالله تعالى التوفيق]
ـ[عبداللطيف السعيد]ــــــــ[17 - 04 - 07, 07:57 ص]ـ
يمكن أن يقال:
إن الأنبياء لا يقعوا في كبائر الذنوب
وخاصة الدنيئة منها
وإن وقعوا في بعض كبائر الذنوب استدرك الله عليهم فتابوا
فبقي الدين كاملا واضحا.
وبهذا قطعنا على أهل النفاق والكفر طريقهم للطعن في الدين.(38/335)
شرح: مجمل أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة من المجد العلمية (منقول)
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[04 - 03 - 07, 01:45 ص]ـ
شرح: مجمل أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة من المجد العلمية
منقول من منتدى فرسان السنة
جزاهم الله خيرا
> العقيدة - المستوى الأول
> شرح مجمل أصول اعتقاد أهل السنة في مادة العقيدة المستوى الأول
> للشيخ ناصر العقل حفظه الله
* مجمل أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة
* الدرس الأوّل: تعريف مصطلحات العقيدة -1.22س 135ميغا ( http://ia331343.us.archive.org/3/items/dourours_akida_1-2/1_ta3rif_moustalahat_al_3akida.wmv)
* الدرس الثاني: قواعد و أصول في منهج التلقّي و الإستدلال -1.20س 131ميغا ( http://ia331343.us.archive.org/3/items/dourours_akida_1-2/2_manhej_attala9i_wal_istidlel.wmv)
* الدرس الثالث: وجوب الإتّباع و ذمّ الإبتداع -1.24س 143ميغا ( http://ia331332.us.archive.org/1/items/Akida_3-4/3-suite_manhej_attala9i_wal_istidlel.wmv)
* الدرس الرّابع: توحيد الأسماء و الصّفات -1.25س 144ميغا ( http://ia331332.us.archive.org/1/items/Akida_3-4/4-attawhid_arken_al_imen.wmv)
(http://ia331332.us.archive.org/1/items/Akida_3-4/4-attawhid_arken_al_imen.wmv)* الدرس الخامس: الإيمان بالغيبيّات -1.29س 146ميغا ( http://ia331307.us.archive.org/1/items/dourous_akida_5-6/5_al_imen_bil_ghawb.wmv)
* الدرس السّادس: توحيد العبادة -1.25س 140ميغا ( http://ia331307.us.archive.org/1/items/dourous_akida_5-6/6_tawhid_al_3ibeda.wmv)
* الدرس السّابع: شرح التوسل المشروع والبدعي والشركي - 1.28س 141ميغا ( http://ia331304.us.archive.org/3/items/Akida_7-8/7-anwe3_attawessoul.wmv)
* الدرس الثامن: شرح مفهوم الإيمان - 1.25س 137ميغا ( http://ia331304.us.archive.org/3/items/Akida_7-8/8-al_imen.wmv)
(http://ia331304.us.archive.org/3/items/Akida_7-8/8-al_imen.wmv)* الدرس التاسع: صفة كلام الله - القدر - 1.23س 137ميغا ( http://ia331307.us.archive.org/0/items/dourous_akida_9-10/9_alkoran_alkadar.wmv)
* الدرس العاشر -الأخير-: خصائص أهل السنة والجماعة - 1.27س 142ميغا ( http://ia331307.us.archive.org/0/items/dourous_akida_9-10/10_aljama3a_walimama.wmv)
ـ[عماد أحمد سعيد]ــــــــ[20 - 01 - 09, 03:37 م]ـ
مجمل أصول أهل السنة و الجماعة
* الدرس الأوّل: تعريف مصطلحات العقيدة -1.22س 135ميغا
* الدرس الثاني: قواعد و أصول في منهج التلقّي و الإستدلال -1.20س 131ميغا
* الدرس الثالث: وجوب الإتّباع و ذمّ الإبتداع -1.24س 143ميغا
* الدرس الرّابع: توحيد الأسماء و الصّفات -1.25س 144ميغا
* الدرس الخامس: الإيمان بالغيبيّات -1.29س 146ميغا
* الدرس السّادس: توحيد العبادة -1.25س 140ميغا
* الدرس السّابع: شرح التوسل المشروع والبدعي والشركي - 1.28س 141ميغا
* الدرس الثامن: شرح مفهوم الإيمان - 1.25س 137ميغا
* الدرس التاسع: صفة كلام الله - القدر - 1.23س 137ميغا
* الدرس العاشر -الأخير-: خصائص أهل السنة والجماعة - 1.27س 142ميغا
* تمّت بحمد الله و إلى مجموعة جديدة من الدّروس إن شاء الله
http://ia331343.us.archive.org/3/items/dourours_akida_1-2/1_ta3rif_moustalahat_al_3akida.wmv
http://ia331343.us.archive.org/3/items/dourours_akida_1-2/2_manhej_attala9i_wal_istidlel.wmv
http://ia331332.us.archive.org/1/items/Akida_3-4/3-suite_manhej_attala9i_wal_istidlel.wmv
http://ia331332.us.archive.org/1/items/Akida_3-4/4-attawhid_arken_al_imen.wmv
http://ia331307.us.archive.org/1/items/dourous_akida_5-6/5_al_imen_bil_ghawb.wmv
http://ia331307.us.archive.org/1/items/dourous_akida_5-6/6_tawhid_al_3ibeda.wmv
http://ia331304.us.archive.org/3/items/Akida_7-8/7-anwe3_attawessoul.wmv
http://ia331304.us.archive.org/3/items/Akida_7-8/8-al_imen.wmv
http://ia331307.us.archive.org/0/items/dourous_akida_9-10/9_alkoran_alkadar.wmv
http://ia331307.us.archive.org/0/items/dourous_akida_9-10/10_aljama3a_walimama.wmv
-----------
http://rapidshare.com/files/186452176/2_manhej_attala9i_wal_istidlel.wmv
http://rapidshare.com/files/186452191/1_ta3rif_moustalahat_al_3akida.wmv
http://rapidshare.com/files/186452212/6_tawhid_al_3ibeda.wmv
http://rapidshare.com/files/186452243/8-al_imen.wmv
http://rapidshare.com/files/186452255/7-anwe3_attawessoul.wmv
http://rapidshare.com/files/186452277/10_aljama3a_walimama.wmv
http://rapidshare.com/files/186452281/9_alkoran_alkadar.wmv
http://rapidshare.com/files/186452303/3-suite_manhej_attala9i_wal_istidlel.wmv
http://rapidshare.com/files/186452348/4-attawhid_arken_al_imen.wmv
http://rapidshare.com/files/186452419/5_al_imen_bil_ghawb.wmv(38/336)
شيع إلى مثواه الأخير .. تعبير غير صحيح .. أم ما رأيكم؟؟
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[05 - 03 - 07, 12:30 ص]ـ
اعتاد الكثير من الناس صحافيين وغيرهم - حتى بعض الطلبة - أن يقولوا لمن توفي إنه:
"شيع لمثواه الأخير".
وهل القبر هو المثوى الأخير؟
إنه دار جواز لا نهاية مطاف، والقبر مرحلة وسط بين العمل والجزاء، قد يكون فيه نوع من الجزاء لكن ليس هذا هو يوم المثوبة والعقوبة.
.
إنه بداية الطريق للدار الآخرة وومثوى الرجل الأخير إما في الجنة حيث النعيم والرضوان، وإما في جهنم حيث الشقاء والخسران.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[05 - 03 - 07, 02:58 ص]ـ
هو كما قُلت يا أخى الكريم إن قصد به العموم , أما إن قصد بذلك آخر مثوىً له فى الدنيا أى ما بعد ذلك لا يعد منها فى شىء فالقصد يستقيم " خصوصًا إن صدر من الطلبة ".
ـ[فواز الحربي]ــــــــ[05 - 03 - 07, 05:40 ص]ـ
السؤال: بارك الله فيكم له فقرة أخيرة يقول عبارة حمل إلى مثواه الأخير هل في هذه العبارة شيء يا فضيلة الشيخ؟
الجواب
الشيخ: نعم هذه فيها الشيء الكثير لو كان الناس يفهمون معناها وأرادوها لأن قول القائل إنه حمل إلى مثواه الأخير يفيد أن القبر هو آخر مرحلة وآخر منزلةٍ للإنسان وليس الأمر كذلك بل إن القبر يعتبر ممراً ومزاراً والمثوى الأخير هو إما الجنة وإما النار وهذه العبارة لو أخذنا بظاهرها لكانت تتضمن إنكار البعث وإنكار البعث كفر لأن الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره لكن غالب الناس يطلقها وهو لا يدري ما معناها أو يريد ما يفهمه المسلمون كلهم من أن هذه القبور ممرٌ وزيارة وليست مثوىً أخيرا ولذلك نرى أنه لا يجوز للإنسان أن يطلقها حتى وإن كان يريد بها ما يعلمه المؤمنون بالضرورة من الدين وهو أنه لا بد من البعث ولا بد من الخروج من هذه المقابر وأنا قلت إن المقابر مزار لقول الله تبارك وتعالى (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) يذكر أن إعرابيٌ سمع قارئٌ يقرأ بهذه الآية يقول (حتى زرتم المقابر) فقال الأعرابي والله ما الزائر بمقيم والله إن هناك شيئاً وراء هذه المقابر.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
فتاوى نور على الدرب
ـ[أبو المنذر البخاري الأثري]ــــــــ[06 - 03 - 07, 02:59 م]ـ
ما شاء الله هذا أعرابي فطن
ـ[حفيدة خديجة]ــــــــ[06 - 03 - 07, 08:31 م]ـ
سمعته رحمه الله وأكرم نزله في شرحة للأربعين النووية تماما مثل هذا الكلام
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[07 - 03 - 07, 08:45 ص]ـ
باختصار
الشيخ مسعد أنور فى أحد شريطيه عن الألفاظ التى تخالف العقيدة
قال القبر هو مثواه قبل الأخير
أعتقد هذا صحيح ان شاء الله
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 02:41 ص]ـ
ما شاء الله هذا أعرابي فطن
أخي أبا المنذر
من تقصد بالأعرابي الفطن؟
لو كنت تقصد الشيخ الإمام ابن عثينمين فاحترم نفسك والزم حدك
=============================
ـ[فواز الحربي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 03:36 ص]ـ
على رسلك يابن القاضي
فالرجل لم يقصد الشيخ رحمه الله، بل الأعرابي الذي ذكره الشيخ في كلامه
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 04:24 ص]ـ
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأسف أبا المنذ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأسف أبا المنذ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأسف أبا المنذ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأسف أبا المنذ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأسف أبا المنذ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأسف أبا المنذ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأسف أبا المنذ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأسف أبا المنذ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأسف أبا المنذ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأسف أبا المنذ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأسف أبا المنذ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/337)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 07:44 ص]ـ
السؤال: بعض الناس يجري على لسانه إذا توفي بعض الناس " انتقل إلى مثواه الأخير " فما رأيكم في هذه اللفظة؟
الجواب:
[لا أعلم في هذا بأسا لأنه مثواه الأخير بالنسبة للدنيا، وهي كلمة عامية!، أما المثوى الأخير الحقيقي فهو الجنة للمتقين والنار للكافرين].
الشيخ العلامة الإمام ابن باز – رحمه الله تعالى - من " لقاءاتي مع الشيخين ".
اللهم اجعلنا من المتقين.
ـ[أبو المنذر البخاري الأثري]ــــــــ[09 - 03 - 07, 06:23 م]ـ
لا بأس أخي الحبيب
ـ[السدوسي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 10:20 م]ـ
السلسلة الصحيحة - (ج 6 / ص 182)
قلت: و أما قولهم في الإذاعات و غيرها: " .. مثواه الأخير " فكفر لفظي
على الأقل، و أنا أتعجب كل العجب من استعمال المذيعين المسلمين لهذه الكلمة،
فإنهم يعلمون أن القبر ليس هو المثوى الأخير، بل هو برزخ بين الدنيا و الآخرة
، فهناك البعث و النشور ثم إلى المثوى الأخير، كما قال تعالى * (فريق في الجنة
و فريق في السعير) *، و قال في الأخير: * (فالنار مثوى لهم) *، و ما ألقى
هذه الكلمة بين الناس إلا كافر ملحد، ثم تقلدت من المسلمين في غفلة شديدة
غريبة! * (فهل من مدكر) *؟. اهـ.
ـ[ابو عبد الله الايمنتانوتي]ــــــــ[12 - 03 - 07, 02:39 ص]ـ
هذا التعبير من التعابير الشائعة الخاطئة ذلك ان المثوئ الاخير للانسان هو اما الجنة او النار اجارنا الله و اياكم منها
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 04:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ووفقنا إلى ضبط ألسنتنا
ـ[أبو محمد الفرحي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 08:56 م]ـ
كذلك كلمة الإعدام (حكم عليه بالإعدام) مأخوذة عن قوم لايومنون بالاخرة والمعاد والصحيح أن يقال (حكم عليه بالقتل وليس الإعدام)
والله أعلم
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 11:07 ص]ـ
جزاك الله خحيرا أبا محمد
ما أكثر ما يأتي لنا ولا نفكر فيه ..
ـ[أبوعمر وصهيب]ــــــــ[21 - 03 - 07, 03:14 م]ـ
أخي أبا المنذر
من تقصد بالأعرابي الفطن؟
لو كنت تقصد الشيخ الإمام ابن عثينمين فاحترم نفسك والزم حدك
=============================
أول مرة يا شيخ محمد أراك تتعصب ..........
ولكننا نحبك عى كل حال
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 06:53 م]ـ
جزاك الله خيرا
اخي الاستاذ عماااااااااااااااااااااااااااااد
وحفظك
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[14 - 08 - 07, 01:07 ص]ـ
هي من لغة الجرائد المترجمة عن اللغات الأوربية، وأصلها بالإنجليزية ( his last resting place)
ـ[آل زاهر]ــــــــ[14 - 08 - 07, 07:46 م]ـ
ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث فلا تكلني الى نفسي طرفة عين
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 08:35 م]ـ
روى أحمد والترمذي وابن ماجه من حديث عثمان رضي الله عنه مرفوعا: (إن القبر أول منازل الآخرة) صحح إسناده الأرناؤوط في هامش المسند.
وهذا الحديث نص في أن القبر من الآخرة، ويدل بمفهومه على أنه ليس من منازل الدنيا لا مثوى أخير ولا أول.
فأين الآدلة التي تعارض هذا المفهوم وأيضا نص هذا الحديث، والتي تدل على أن القبر مثوى أخير في الدنيا.
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[25 - 04 - 10, 06:15 ص]ـ
روى أحمد والترمذي وابن ماجه من حديث عثمان رضي الله عنه مرفوعا: (إن القبر أول منازل الآخرة) صحح إسناده الأرناؤوط في هامش المسند.
وهذا الحديث نص في أن القبر من الآخرة، ويدل بمفهومه على أنه ليس من منازل الدنيا لا مثوى أخير ولا أول.
فأين الآدلة التي تعارض هذا المفهوم وأيضا نص هذا الحديث، والتي تدل على أن القبر مثوى أخير في الدنيا.
جزاك الله خيرا أخي أبا المنذر على إثراء الموضوع بهذا المبحث الأصولي
أسأل الله ان يرفع قدرك بالعلم والحلم
==
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[27 - 04 - 10, 09:11 ص]ـ
(5393)
سؤال: أرجو تزويدي بحكم قول لفظ (مثواه الأخير) للميت حتى أتمكن من إرسالها إلى الجريدة، لأنهم طلبوها مني؟
الجواب: نرى أن هذا لا يجوز، رغم كثرة من يستعمله، فإن القبر برزخ بين الدنيا والآخرة، وهو مقدمة ما بعد الموت من الحساب والجزاء، فلا يكون هو الأخير، فإن بعد الموت بعث وحساب وجزاء على الأعمال، وإنما الذين يعتقدون أن الموت هو المثوى الأخير هم الكفار والفلاسفة والدهريون الذين ينكرن البعث، ويدعون أنه ليس هناك حياة أخرى، وأن هذه الدنيا لا تنقطع، وإنما هي أرحام تدفع وأرض تبلع، هكذا تعبيرهم ولم يؤمنوا بما أخبر الله تعالى بأنه يحي الموتى، ويبعث الناس من قبورهم، ويعيد الأرواح إلى أجسادها، فلا يكون القبر هو المثوى الأخير إلا على عقيدة الفلاسفة والمشركين. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
17/ 3/1423 هـ
ـ[ابو سمية الأثري]ــــــــ[27 - 04 - 10, 10:14 ص]ـ
(5393)
سؤال: أرجو تزويدي بحكم قول لفظ (مثواه الأخير) للميت حتى أتمكن من إرسالها إلى الجريدة، لأنهم طلبوها مني؟
الجواب: نرى أن هذا لا يجوز، رغم كثرة من يستعمله، فإن القبر برزخ بين الدنيا والآخرة، وهو مقدمة ما بعد الموت من الحساب والجزاء، فلا يكون هو الأخير، فإن بعد الموت بعث وحساب وجزاء على الأعمال، وإنما الذين يعتقدون أن الموت هو المثوى الأخير هم الكفار والفلاسفة والدهريون الذين ينكرن البعث، ويدعون أنه ليس هناك حياة أخرى، وأن هذه الدنيا لا تنقطع، وإنما هي أرحام تدفع وأرض تبلع، هكذا تعبيرهم ولم يؤمنوا بما أخبر الله تعالى بأنه يحي الموتى، ويبعث الناس من قبورهم، ويعيد الأرواح إلى أجسادها، فلا يكون القبر هو المثوى الأخير إلا على عقيدة الفلاسفة والمشركين. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
17/ 3/1423 هـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ممكن مفتاح الدولة للاستفسار وان ننتفع ان شاء الله
ولنشر الدعوة السلفية
وبارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/338)
ـ[ابو سمية الأثري]ــــــــ[27 - 04 - 10, 10:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ان شاء الله
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[27 - 04 - 10, 11:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم
وجوال ابن جبرين يرسل فوائد وفتاوى ومقاطع صوتية للشيخ رحمه الله
وهو لمن هم داخل السعودية فقط ولا يمكن لمن هم خارجها الاشتراك فيه
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - 04 - 10, 06:02 م]ـ
حديث (إن القبر أول منازل الآخرة)
دليل على ان هناك منزل ثاني وان شئت قلت منزل اخير وهو الجنة جعلنا الله من اهلها او انار اعاذنا الله منها
وهذا يشهد لصحة كلام العلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله
والمنزل الاخير هو المثوى الاخير والله اعلم
ـ[ابو سمية الأثري]ــــــــ[05 - 05 - 10, 12:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ان شاء الله
غالبية الناس يعلمون ان القبر ليس مثواه الاخير ولكن المصيبة هي الاتباع بدون علم
والله اعلم(38/339)
من ضلالات الصوفية: الضال الهالك عبد الرحيم البرعي السوداني
ـ[ابو هبة]ــــــــ[05 - 03 - 07, 05:08 ص]ـ
السلام عليكم:
هذا رد مختصر على ضلالات أحد أئمة التصوف في السودان, الهالك عبد الرحيم البرعي السوداني. قام بإعداده شيخنا الفاضل: محمد مصطفى
عبد القادر.
حوار هادئ مع الشيخ البرعى
الشيخ محمد مصطفى عبد القادر
المقدمة
فإن الشيخ عبد الرحيم البرعي من الشعراء الذين اشتهروا فى كثير من المجتمعات بكثرة شعره الذي يردده مجموعات من أهل الفن عبر أشرطة الكاسيت والفيديو وذلك فى أجهزة الأعلام المختلفة والمركبات العامة والمطاعم والمقاهي ولما كان الأمر خطيرا فى منظور الشرع الإسلامي حسب ما نعلم كان لابد من الرد عليه فى هذا المنشور ذلك عملا بواجب النصح والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إستننادا لقوله صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة! قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله , ولكتابه , ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم
ولقول الله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) سورة آل عمران.
وان اول مسالة فى حوارنا مع الشيخ البرعى نقول بان الأحكام قد كفلت لنا هذا الحق فى جرح وتعديل ما يتقول به الشعراء وهو واحد منهم وذلك فى قوله تعالى (والشعراء يتبعهم الغاون الم تر انهم فى كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) سورة الشعراء.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعرض لاقوال الشعراء فيحق الحق ويبطل الباطل وقد جاء فى مسند الامام احمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اصدق كلمة قالها لبيد الشاعر ألا كل شئ ما خلا الله باطل ولكنه كذب فقال: وكل نعيم لا محالة زائل فان نعيم الجنة لا يزول)
وعليه نفهم إن الشعر هو عبارة عن كلام فقط حسنه حسن وقبيحه قبيح وبهذا جاء الحديث عن عائشة ان رسول الله صلى الله عيه وسلم قال: (الشعر بمنزلة الكلام ماكان منه حسن فهو حسن وماكان منه قبيح فهو قبيح) رواه النسائي.
ومن هنا يتضح انه ينظر فى كلام الشاعر مهما ارتفعت مكانته لاحقاق الحق ولإبطال الباطل.
المسالة الثانية: -
إن حوارنا مع الشيخ البرعى على هذا المنهج الذي سوف نتعرض فيه لبعض شعره الذي حواه ديوانه المسمى " رياض الجنة ونور الدجنة " وبيان ما فيه من مخالفات شنيعة قد يرقى بعضها الى الشرك الأكبر والعياذ بالله هذا كما سوف نذكر الأدلة من القران والسنة على بطلانها.
وهذه هىالرسالة الثانية من حوار هادئ مع الشيخ البرعى ونحن نتعرض لمخالفاته الشرعية فى ديوان شعره المسمى رياض الجنة ونور الدجنة وكنا قد وقفنا فى الرسالة الأولى مع خمسة مخالفات وقد ذكرنا الأدلة من الكتاب والسنة فى بيان بطلانها نأصل فى مخالفاته.
المخالفة الاولي
من شعر البرعى فى كتابه "رياض الجنة ونور الدجنة " يزعم الشيخ أن هنالك رجالا إذا شاءوا كانت مشيئة الله تابعة لمشيئتهم وذلك فى قصيدة ((العارفون بالله)) ص 126 حيث يقول:
ألا يا رجال الغيب انتم حصوننا
فما زال مسبولا على الناس ستركم
إذا شئتم شاء الإله
وانكم تشاءون ما قد شاء الله لله دركم
والسؤال هنا الى الشيخ من هؤلاء الرجال؟ إن هذا مجرد أوهام وكيف يشاء الله ما يشاءون والله تعالى يقول: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) سورة التكوير
وقد جاء فى الحديث الذي رواه أحمد عن أبى موسى الاشعرى أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال: (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قل لا حول ولا قوة الا بالله).
المخالفة الثانية
يزعم الشيخ أنه إذا حلّ بالبلاد خطب أن تدعوا غير الله ممن يرى الشيخ أنه ولى الله !!! حيث يقول فى كتابه " ديوان رياض الجنة " فى قصيدة الشيخ إسماعيل الولي ص 119:
إذا ناب خطب فى البلاد نزيل
قل يا ولى الله إسماعيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/340)
والسؤال الذي نوجهه للشيخ ألا يرى أن هنالك خطوبات حلت بالبلاد وفى مقدمتها الحرب الدائرة بين الجنوب والشمال؛ فماذا ينتظر فليقل هو يا ولى الله إسماعيل حتى يزول هذا الخطب وهل ولى الله إسماعيل قادر على إزالة الكرب؟ ثم هل يجوز دعاءه من دون الله؟ ان الأدلة من الكتاب والسنة على ابطال ذلك الضلال واضحة وضوح الشمس فى رابعة النهار وذلك أن الله امرنا فى كتابه أن لا ندعو غيره وان لا نلتجئ لسواه وأقرأ إن شئت قول الله تعالى: (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين) سورة الأحقاف (5 - 6) وقوله تعالى: (إ ن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فأدعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين) سورة الأعراف.
وقوله تعالى: (له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشي إلا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا فى ضلال) سورة الرعد. وقوله تعالى: (وقال ربكم ادعونى استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) سورة غافر (60). وقوله تعالى: (إذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) سورة البقرة (186).
وقد جاء فى الحديث عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إحفظ الله يحفظك , إحفظ الله تجده تجاهك, إذا سألت فاسأل الله , وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشي لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذى.
وليعلم الشيخ أن الأولياء لا يستطيعون كشف الضر عن أنفسهم ناهيك عن غيرهم وليقرأ الشيخ البرعى قوله تعال: (قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا أو ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظالمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار) سورة الرعد (16) وقوله تعالى: (قل ادعو الذين زعمتم من دونه لا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا) سورة الإسراء (56) وهذا يكفى فى بطلان ما قاله الشيخ فى بيت شعره المتقدم آنفا.
المخالفة الثالثة
يزعم الشيخ البرعى أن الأولياء يعلمون الغيب باطنا وظاهرا وذلك فى قصيدة "قوماك نزور"بديوانه " رياض الجنة " ص 296 – 297 حيث يقول:
قوماك نزور
الأولياء الأقطاب ليهم نشاور
منهم خفي الحال منهم مجاهر
منهم عليم بالغيب باطن وظاهر
سبحانك اللهم هذا افتراء عظيم والأدلة من الكتاب والسنة تبطل هذا وتجعله فى دائرة الشرك الأكبر والعياذ بالله لأنه لا يعلم الغيب إلا الله وحده وذلك لقوله تعالى: (قل لا يعلم من فى السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيّان يبعثون) سورة النمل (65). وقوله تعالى: (وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم مافى البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة فى ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا فى كتاب مبين) سورة الأنعام (59). وقوله تعالى فى مخاطبته لنبيه صلى الله عليه وسلم فى بيانه انه لا يعلم الغيب إلا الله وذلك فى قوله تعالى: (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن اتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوى الأعمى والبصير أفلا تتفكرون) سورة الأنعام (50). واخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من ادعى علم الغيب فهو كاهن أو عراف وأن من صدقه فقد كفر وذلك فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد " رواه أبو داود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/341)
وقد جاء فى صحيح البخاري أن جارية مدحت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: " وفينا نبي يعلم ما فى غد فنهاها عن ذلك وقال لها لا تقولي هذا فانه لا يعلم الغيب إلا الله " وجاء عن عائشة أنها قالت: " من حدثك بان محمداً صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب فقد أعظم على الله الفرية " رواه البخاري فان الله تعالى يقول: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون)
فهل يعقل إن نكذب الله ورسوله وأصحابه ونصدق ما قاله الشيخ البرعى! سبحانك هذا بهتان عظيم.
المخالفة الرابعة
يزعم الشيخ البرعى أن شيخ طريقته أحمد الطيب البشير يحي الموتى ويقلب الأنثى ذكراً وذلك فى قصيدة الشيخ احمد الطيب البشير ص 111 فى كتابه " ديوان الجنة ورياض الدجنة " حيث يقول البرعى:
عن الطيب الغوث المبارك منهجي
ومشورتي فى الناس أن يطيبوا
الى أن يقول:
ألم تر أن الله أيده بما يقوم المعجزات يناسب
كأحيائه ميتا بعدما أتت وهى أنثى للذكورة تقلب
وهذا إفتراء واضح أيحيي الأولياء الموتى وهم يموتون؟ إن إحياء الموتى معجزة خص الله بها عيسى عليه السلام والمعجزة لا يقاس عليها،وأيد الله بها موسى كما فى سورة البقرة وهى أيضا معجزة وما يرد فى مقام المعجزات عن الأنبياء لا يقاس عليه كما هو مقرر عند الفقهاء وليقرأ الشيخ فى إنكار هذا قوله تعالى فى سورة يس (ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون) وليقرأ قوله تعالى (أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيى الموتى وهو على كل شى قدير) سورة الشورى.
امّا فى زعمه أن شيخه قد أتاه رجل وطلب منه أن يعطيه مولودا ذكرا فقال له: هل عندك بنات قال نعم قال كم؟ قال سته. فقال احضر منهن واحدة؟ فاحضرها فمس الشيخ عليها بيده فانقلبت ذكرا. وهذا فى كتاب روائع البرعى الجزء الثانى أجازه الشيخ البرعى – طبعة دار البينية والتوزيع ص 40. فان هذا من أكبر الافتراء فكيف يجوز لولى أن يغير خلق الله وقد خلقها الله أنثى فكيف يحولها الى ذكر؟ وهل يقدر؟ وذلك الافتراء يكذبه قوله تعالى: (لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) سورة الروم.
قد صرحت الآية انه لا يستطيع أحد أن يرد هبة الله أو يغيرها حيث يقول تعالى: (لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير) الشورى 49 - 50.
ثم انه قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مجرد تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال فكيف يحولها؟ وهذا فى حديث ابن عباس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال). رواه الترمذى.
وقد جاء فى معجم الطبرانى أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أن ينزوا فرس على حمار فنهى عن ذلك حتى لا تبدل فطرة الله.
المخالفة الخامسة
يزعم الشيخ البرعى ان أحد المشايخ الأولياء خلق من قطعة خشب إمراة لكى تخدم زوجته وذلك فى الكتاب الذي فى خاتمته إجازة من الشيخ البرعى وعليه صورته.
وعنوانه من برعى السودان الجزء الثانى حيث بقول فى صفحة 42 أن الحاج الفلاتى كان رحمه الله جليلا فى عالم الأسرار ومن كراماته ما أخبر به عبد المحمود بن احمد الشبلى أ، أحد نسائه طلبت منه أن يشترى لها خادمه تخدمها فأخذ فأسا وذهب الى الغابة فقطع قطعة من شجرة مثل قامة الإنسان وأخذ سبحته وصار يذكر الله فتحركت الشجرة وانقلبت الى امرأة فقال لها الشيخ بخيته؟ فقالت نعم سيدي فذهب بها الى زوجته فعاشت عندها زمانا ثم ماتت. والرد على ذلك الإفتراء والشرك الجلى تبطله وتكذبه صريح الآيات آلتي تثبت وحدانية الخالق حيث يقول تعالى: (افمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون) سورة النحل.
وقوله تعالى: (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شى وهو الواحد القهار) الرعد 16.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/342)
هذا وقد تحدى الله أهل الشرك وأصحاب العقائد الفاسدة ممن جعلوا أندادا لله أن يخلقوا ذبابا وذلك فى قوله تعالى: (يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب، ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوى عزيز) الحج 74 وقد جاء فى حديث قدسي عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال يقول الله تعالى: (ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة وليخلقوا شعيره) رواه البخاري.
وهذا مختصر من بعض مؤلفات الشيخ البرعى وقد تيبن بطلانها بنص الكتاب والسنة ونسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه وان يهدينا سواء السبيل انه ولى ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم.
المخالفة السادسة
يزعم الشيخ البرعى فى أدب التلميذ مع شيخه أن يدفع له وان لا يعصى المقدم وان لا يخالف أمره قط وأن يستغنى به فقط وان يعترف بسيادة شيخه له وان يستسلم لاوامرشيخه تسليما كاملا وان لا يقول أبدا لم وذلك فى كتابه رياض الجنة ونور الدجنة ص 310
فى قصيدة أهل الطريق حيث يقول:
له مالك قدمو لا تعصى مقدمو
لا تخالف أمره قط وستغنى به قط
بسيادتو اعترف بادر لدعاه رف
لأوأمره استسلم لا تقول أبدا لم
والناظر لهذا الكلام يجد فيه من الغلو والتطرف ما كان سببا فى هلاك أمم مضت وهو ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فى قوله: (إياكم والغلو فانه أهلك من كان قبلكم) رواه البخاري.
السؤال هنا للبرعى من الذي أذن للشيخ البرعى أن يأخذ أموال تلميذه؟! النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطى عطاء من لا يخشى الفقر مع كونه سيد المعلمين وقد ورد فى حديث عمرو بن عوف ان الأنصار تعرضوا له بعد أن صلى الفجر فقال أظنكم سمعتم أن أبو عبيدة أتى بمال من البحرين أبشروا وأملوا فما يكن عندي من شي فلن أدخره عنكم) رواه الترمذى.
وقول الشيخ البرعى هنا دعوة صريحة لأكل أموال الناس بالباطل حيث يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون اموال الناس بالباطل) سورة التوبة.
ويقول الله تعالى: (قل ماأسالكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) سورة ص.
وأما عن قول الشيخ ((لا تعصى مقدمو)) فهذه درجة وهميه عند أهل التصوف أوهموا بها كثيرا من ضعفاء العقول من أمة الإسلام وهى نوع من أنواع التعاون على الإثم والعدوان وقد قال تعالى: (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) سورة آل عمران.
أما عن قول الشيخ البرعى (المخالف عدو قط من عين الرب سقط) فان هذا من أنواع الافتراء على الله فكيف يكون من أختلف مع الشيخ البرعى قد سقط من عين الرب جلا وعلا فان هذا يعنى العصمة للشيخ ولا عصمة لاحد وهذه الدرجة لا تكون الا للنبى صلى الله عليه سلم وحده فإن من خالفه سقط من عين الرب جلا وعلا وذلك لصريح الآيات منها قوله تعالى: (ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيه أبدا) سورة الجن وقوله تعالى: (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) سورة الاحزاب. وقوله تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم) سورة النور.
وقد كان الصحابة ر رضوان الله عليهم يأخذ بعضهم من بعض العلم ويختلفون فى مسائل كثيرة يتسع فيها الاجتهاد ولم يسقط أحدهم من عين الرب كما يزعم الشيخ البرعى. وقد جاء الأثر عن ابن عمر أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب كانا يختلفان حتى نقول بأنهما لن يجتمعا فيقومان وكأنه ليس بينهم شي. انظر تاريخ الخلفاء. وهذا أبو سعيد الخدرى يختلف مع معاوية وهما صحابيان جليلان , فقد أورد الترمذى عن أبي سعيد الخدرى قال كنا إذا كان فينا رسول الله صلى عليه وسلم تخرج زكاة الفطر من القط حتى قدم معاوية حاجا أو معتمرا فكلم الناس على المنبر فقال: أيها الناس أنى أرى أن مّدين من سمراء الشام تعدل صاع من تمر، قال أبو سعيد فاخذ الناس بذلك أما فلا أزال أخرجه صاعا ما عشت ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/343)
وهذا أحد تلاميذ الإمام مالك عليه رحمة الله يختلف معه فيأخذ الإمام بقول تلميذه لانه على صواب بعد أن أخطأ الإمام مالك عندما سئل عن تخليل الأصابع فى الوضوء فقال: ليس من السنة. فقال له أحد تلاميذه فى المجلس بل انه من السنة وذكر له حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا توضأت فخلل بعض أصابع يدك ورجليك فقال الإمام مالك: وأنا الان أقول بذلك، انظر الى أعلام الموقعين لابن القيم فهل باتري آيها الشيخ البرعى وشيوخ المتصوفة افضل من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم ومن الأئمة كالإمام مالك مثلا؟ أرجو أن يراجع الشيخ البرعي نفسه فى ذلك. اما عن قول البرعى (لآوامره استسلم لا تقول أبدا لم) فهذا هو الذي أضاع الدين وفرق شمل الأمة وجعلها شيعا واحزأبا فكيف يستسلم المسلم ويكون مطيعا لشخص دون النبي صلى الله علية وسلم طاعة مطلقه وقد قيد الحكم الشرعي الطاعه بالمعروف وذلك فى حديث آبى هريرة آن رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما الطاعة فى المعروف) رواه احمد وفى رواية أخرى (لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق) وفى روايه أخرى (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلا على سريه وامرهم بطاعته فلما ذهبوا أمرهم بأن يجمعوا حطباً ثم أشعل فيه نارا فقال ألم يأمركم النبي صلى الله عليه وسلم بطاعتي؟ أنى آمركم أن تدخلوا هذه النار فاجتمع أمرهم على عدم دخولها واخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال اما انهم لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا إنما الطاعة فى المعروف) رواه البخاري.
وبهذا يتضح بطلان ما قاله الشيخ البرعي فى أبيات شعره المتقدمة أنفا.
المخالفة السابعة
يستخف البرعى بالتلميذ مع شيخه ويصفه بكلمات جارحة لا تمثل شياً من الحكمة فى الأشعار ولا ترتقى الى درجه البلاغة فى الشعر وذلك فى ديوانه رياض الجنة ونور الدجنه ص312 فى أهل الوصال فى آداب التلميذ مع الشيخ حيث يقول:
أستاذك يا فقير كون عندو حقير ذليل
وهذه الكلمات تمثل قمه الاستخفاف بالمسلم لأخيه المسلم كما ذكرت آنفا فكيف يكون حقيراً وذليلاً والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (:المسلم أخو المسلم لا يحقره ولا يظلمه بحسب المسلم من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) رواه البخاري.
فقد اخرج الترمذى عن أبى سعيد صلى الله عليه وسلم قال (لا يحقرن أحدكم نفسه) فهل اعتبر البرعى بهذه الاحاديث؟ ثم ان الناظر فى القران الكريم يجد أن الله تعالى يتلطف فى خطابه مع عباده حيث يقول سبحانه وتعالى ((فاذكرونى اذكركم واشكروا لى ولا تكفرون)) سوره البقره.
ويقول تعالى ((وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه انه لا اله إلا أنا فاعبدون)).سوره الأنبياء
فلم يقل الله سبحانه تعالى كونوا لي حقيرين ذليلين وبهذا يتضح بطلان ما قاله الشيخ البرعى فى بيت شعره الذي تقدم آنفاً.
المخالفة الثامنة
الشيخ البرعى يبيح مصافحه المتصوفة للمرأة ألاجنبية آلتي حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويزعم إن ذات المحرم والأجنبية سواءً عند أهل التصوف وذلك فى كتاب رياض الجنة ونور الد جنه فى قصيده آهل الطريقة ص (138) حيث يقول:
وإذا بداُ لك منكر ألفيته فى قولهم أو فعلهم لمحرم
اول بفقه ما تشابه منهم تأويل خير مؤول ومترم
يجدون لمس الاجنبيه عندهم ان صافحت يدهم كذات المحرم
وهنا يريد الشيخ البرعى ان يقرر ان مشايخ المتصوفة إذا فعلوا منكرات ان لا ينكر عليهم وان كانت منكرات دلت النصوص على إنكارها وان المنكرات فى طريقهم مباحه وضرب مثلا ً فى بيت شعره الثالث أن الشيخ إذا صافح المرأة الأجنبية فان هذا لا يحرم عندهم وهو كمن صافح امراُة ذات محرم تجوز مصافحتها وهذا يعنى انه يجوز لهم الخروج عن دائرة الشرع وهذا الكفر بعينه فاُنه قد انعقد الإجماع على أن مستحل الحرام كافر ولا يكفر إذا فعله وهو يعتقد تحريمه وقد أشارت الادله الى ذلك حيث يقول تعالى ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)) سورة النساء
وقوله تعالى أيضا: ((وماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله امرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصى الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)) سورة الاحزاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/344)
وقد جاء الحديث عن انس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من رغب عن سنتى فليس منى " رواه مسلم.
أما فى شان المصافحة فقد وردت النصوص واضحة فى بيان ما يحل ويحرم وذلك فى حديث معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لأن يطعن أحدكم بمخيط فى رأسه خير من أن يمس إمراة لاتحل له " رواه الطبرانى. فدل الحديث على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية وأباح مصافحة ذات المحرم؛ وورد حديث آخر فى صحيح الإمام البخاري عن عائشة رضى الله عنها أن امرأة جاءت ومدت يدها لتبايع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إنى لا أصافح النساء وانما قولى لامراة كقولى لمائه امرأة ,ثم قالت:والله ما مست يد النبي صلى الله عليه وسلم يد امرأة لا تحل قط) وهنا السؤال للشيخ البرعى هل اولئك المشائخ من أهل التصوف أنقى سريرة واتقى واكمل وارفع درجة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
المخالفة التاسعة
يزعم الشيخ البرعى ان من مات وقيل عند حفر قبره هذا قبر احمد الطيب البشير السمانى فان صاحبه لا يعذب وهذا فى كتاب رياض الجنه فى قصيدة احمد الطيب البشير ص 111حيث يقول:
ومن قال هذا قبر احمد أولا فصاحبه فى القبر ليس يعذب
وقد اقر ذلك الدكتور حسن الفاتح قريب الله وهو أيضا من رؤوس الطريقة السمانيه التي يدين بها الشيخ البرعى حيث أورده فى كتابه قطرات من بحور الطريقة السمانية ص 3 انه قال إذا اردتم أن تحفروا قبر ميت فقولوا هذا قبر احمد الطيب فان الله لا يعذب صاحبه والرد على ذلك الإفك والدجل يتمثل فى قوله تعالى " ومن اظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى الى الإسلام والله لا يهدى القوم الفاسقين " سورة الصف.
السؤال الذي نوجهه للشيخ البرعى ما هو الدليل الذي يدل على أن من قيل عند حفر قبره هذا قبر احمد الطيب فان صاحبه لا يعذب؟ قال تعالى (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) سور ة البقرة.
ثم من الذي أعطى الحق لأحمد الطيب البشير أن يزعم ذلك الزعم الفاسد وهل احمد الطيب البشير من الآمنين من عذاب القبر؟ وهل احمد الطيب البشير أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه لم يقل النبي من قيل عند حفر قبره هذا قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعذب صاحبه.
إن ذلك الزعم الفاسد يبطله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من عذاب القبر وهو الذي غفر الله من ذنبه ما تقدم وما تأخر وذلك فى حديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال.
هذا وقد كان خيار الخلق من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذون من عذاب القبر؛ وقد ورد فى صحيح البخاري أن عثمان بن عفان كان إذا ذكر القبر بكى ويقول أنى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان القبر اول منزلة من منازل الآخرة. فهل ياتري أيضا أن الشيخ احمد الطيب البشير افضل من عثمان بن عفان؟ أم انه استخفاف بأمة الإسلام؟ ويبقى سؤال يهمس به فى أذن الشيخ البرعى هل نحن الذين ننكر هذا الدجل إذا قيل عند حفر قبرنا هذا قبر احمد الطيب لا نعذب؟ وهنا وقف حمار الشيخ فى العقبة.
المخالفة العاشرة
يزعم الشيخ البرعى انه يجوز بناء القباب على القبور حيث يقول الشيخ البرعى فى كتابه رياض الجنة ص 165 فى قصيدته بعنوان ارباب العقائد:
فأصحاب القباب لهم مزايا
تقوم على أدلتها شواهد
يحق بناء توقير عليهم
وتعظيم كحرمات المساجد
ففي القران قال ابنوا عليهم
لآهل الكهف يكفى من يناشد
وهذا نوع من أنواع تلبيس الحق بالباطل فقال سبحانه وتعالى: ((ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون)) سورة البقرة. ومن الأدلة على تحريم البناء على القبور وهي واضحة وصريحة منها ما جاء فى صحيح الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبر ويكتب عليه أو يقعد عليه أو يجصص ". وما جاء أيضا عن أبى الهياج الاسدى أن علياً رضى الله عنه قال له: " آلا ابعثك على ما بعثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا تدع قبر مشرفا الا سويته ولا تمثالا الا طمسته " رواه احمد.
واما عن استدلاله بما جاء فى سورة الكهف فان الآية ليس فيها تصريح بالبناء على القبور فانه خبر عن أناس فعلوا ذلك هل هم من الأخيار أم الأشرار الفجار وقد رجح المفسرون ومنهم ابن كثيرا أن الذين فعلوا ذلك ليسوا من الأخيار لمخالفتهم أنبيائهم , وذلك استنادا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا إني أنهاكم عن ذلك.
ثم انه إذا ثبت إن كان ذلك جائزا فى شرعهم فان ذلك لا يجوز فى شرعنا ويحرم بالأدلة المتقدمة آنفا وقد تقرر عن علماء الأصول أن شرع من كان قبلنا ليس بشرع لنا إذا خالفه شرعنا وهذا قاعدة لا خلا ف عليها وهل يفهم الشيخ البرعى هذا؟ أرجو أن يفهم!
والله أسأل أن لا يزيغ قلوبنا وان يثبتنا على دينه وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
منقول للأمانة العلمية:
http://marsed.org/hewar%20hadi.htm
--------------------------
عليك بأصحاب الحديث فإنهم خيارعباد الله في كل محفل
ولا تعدون عيناك عنهم فإنهممصابيح الهدى في أعين المتأمل
جهابذة شم سراة فمن أتىإلى حيهم يوما فبالنور يمتلئ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/345)
ـ[حامد تميم]ــــــــ[15 - 03 - 07, 02:22 م]ـ
شعر البرعي في ميزان الكتاب والسنة، عمر بن التهامي.
شريطان صوتيان، للشيخ الدكتور عارف الركابي، يرد فيه على ذلك الهالك، وهذا الرابط:
http://www.sd-sunnah.com/ivt/sound.php?catid=6
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[25 - 03 - 07, 11:04 ص]ـ
لعنة الله على هذا الطاغوت(38/346)
سؤال حول الكافر المعين
ـ[أبوهمام الطائفي]ــــــــ[05 - 03 - 07, 07:21 ص]ـ
هل يحكم على الكافر المعين إذا مات على كفره بدخول النار جزما أم نقول نرجوا له النار
مع ذكر كلام لأهل العلم والمراجع في ذلك لو تكرمتم
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - 03 - 07, 10:05 م]ـ
هل يحكم على الكافر المعين إذا مات على كفره بدخول النار جزما أم نقول نرجوا له النار
مع ذكر كلام لأهل العلم والمراجع في ذلك لو تكرمتم
اخي الحبيب في هذا الرابط تجد بغيتك إن شاء الله.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3381&highlight=%C7%E1%DF%C7%DD%D1+%C7%E1%E3%DA%ED%E4
ـ[أبوهمام الطائفي]ــــــــ[05 - 03 - 07, 10:47 م]ـ
جزاك الله خيرا
وجدت شيئا من بغيتي والباقي يكمله البحث الشخصي ...
بارك الله فيك ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - 03 - 07, 11:00 م]ـ
أخي الكريم وفقني الله وإياك إلى الحق:
إن السلف إذا حكموا بالكفر على من أظهره ليس معنى حكمهم هذا أنهم يحكمون عليه بدخول النار، فذلك أمره إلى الله، وإنما هو امتثال وتصديق لما دلت عليه أخبار الله ورسوله، إذ لا يمكن أن ننفي اسم الكفر عمن سماه الله أو رسوله كافرا، فالحكم بغير ما أنزل الله كافر، وتارك الصلاة كافر، هذا بنص رسوله صلى الله عليه وسلم وذاك بنص القرآن، وقد يكون هذا الكفر اعتقاديا، وقد يكون كفر عمل، على تفصيل في ذلك.
لكن من الممتنع أن يسمي الله سبحانه الحاكم بغير ما أنزل الله كافرا ويسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم تارك الصلاة كافر، ولا يطلق عليهما اسم الكفر.
فينبغي أن يعلم أن الحكم بالكفر من الخلق لا يعد حكما بدخول النار، ولا حكما بالحرمان من الجنة، وإنما هو حكم متعلق بالأحكام الدنيوية من الردة وما يترتب عليها من عقوبة المرتد، وأما الآخرة فإلى الله.
قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} الأنعام159
ولا يشمل التوقف في الحكم بالنار الكفار الذين هم على كفرهم وجاء الحكم عليهم في نصوص الشرع بأنهم من أهل النار المخلدين فيها، فهؤلاء يحكم عليهم بالنار، ويدل على ذلك:
قوله تعالى {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} التوبة113
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ والملائكة وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} البقرة161
ـ[أبوهمام الطائفي]ــــــــ[11 - 03 - 07, 10:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي آل عامر
كان سؤالي تحديدا حول مسألة محددة هو: الكافر الأصلي المعاند لله ولرسوله ولنفرض مثلا ستالين مات على إلحاده والزنادقة ممن ماتوا على زندقتهم، بل ممن مات مدعيا للنبوة كمسيلمة وغيرهم هل يحكم على أعيانهم بالنار؟
ووجدت الخلاف داخل مذهب أهل السنة ولا دليل قوي لأي الطرفين ... والأولى إبقاء الأيات على عمومها ..
بارك الله لك في علمك ...(38/347)
احذر من: الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سو
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - 03 - 07, 10:10 م]ـ
قال العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه ما يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وإذا كان بالعكس قال: الحمد لله على كل حال.
أما ما اشتهر عند العامة، الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه، فهذه صيغة مبتدعة
ـ[زياد عبدالجليل]ــــــــ[05 - 03 - 07, 10:13 م]ـ
بارك الله بك، ورحم شيخنا بن العثيمين
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[06 - 03 - 07, 12:55 ص]ـ
عزيزي آل عامر:
حبذا لو ذكرت المرجع.
بارك الله فيك وفي نقلك المتميز.
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[06 - 03 - 07, 01:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - 03 - 07, 05:22 م]ـ
الإخوة -زياد، ابوثابت،سعيد - جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
وبالنسبة للمرجع ذكر ذلك الشيخ رحمه الله اثناء شرحه لصحيح مسلم (باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد) اثناء كلامه على اول حديث من الباب المذكور.(38/348)
أرجوا المساعدة
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[06 - 03 - 07, 12:44 ص]ـ
أريد كتاب الرد على المشبهة لابن قتيبة
وجزاكم الله خيرا
ـ[زين العابدين]ــــــــ[01 - 11 - 10, 06:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا كتاب (الأختلاف في اللفظ و الرد علي الجهمية و المشبهة) للإمام أبي محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت 276هـ) رحمه الله تعالى.
طبعة دار الكتب العلمية ببيروت, سنة 1405هـ(38/349)
هل هذه العقيدة إرجائية؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 03 - 07, 07:33 ص]ـ
هي لواحد من طلبة العلم، وأريد من الإخوة أهل السنة بيان موافقتها للإرجاء من عدمها، وفيما بعد أذكر من هو قائلها.
قال:
[فعمل القلب هو حلقة الوصل بين التصديق الذي لا بدَّ أن يكون في القلب، وبين عمل الأركان، فكلما قوي عمل القلب: ظهرت آثاره على الجوارح، فإن ضعف وحصل شيء منه: فإن المكلف يُحكم بأنه في دائرة النجاة عند الله عز وجل.
السؤال: إن زال العمل بالكلية فكيف نحكم عليه بالإيمان؟
أضرب لكم مثالاً:
الإنسان يتكون من جسم وعظم وشعر وروح، فإن زال الشعر: فهل يزول الإنسان بالكلية؟!
وكذا العمل إن زال بقي أصل الإيمان!
ولكن إن أريد بالعمل: عمل القلب: فإنه شرط صحة في الإيمان
وإن أريد به عمل الأركان والجوارح: فإن الأعمال شرط كمال في الإيمان!]
انتهى
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[06 - 03 - 07, 07:50 ص]ـ
شيخنا إحسان قد قتلت هذه المسألة بحثا ولي وجهة نظر إذا سمحت لي أن بعض الأخوة لا يعرف بعض المسائل العلمية حتى تثار عليها القلاقل فإن صحت تسميته بأنه طالب علم على الموضة فإذا كنت مسألة تكفير الحكام والحكم تجده يدندن عليها وإذا كانت مسألة الأرجاء بحث فيها وإذا كانت المناهج والجماعات والموقف منها بدأ ينقب وهكذا يضيع عمره نسأل الله العافيه و قد يدخل في الغيبة المحرمة بحجة تبين الحق وإلخ مما لا يخفى فلا للإسلام نصر ولا للعدو كسر
(ولا أقلل من شأن المسائل التي خولف فيها وأهميتها لكن تعلم هذه المسائل يكون وفق التأصيل العلمي على جادة أهل العلم في طرق مواضيع العقيدة وهذا والحمدلله مما أعتقد أن شيخا فاضلا مثلك لا يخالفنا فيه والحمدلله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 03 - 07, 08:00 ص]ـ
حفظك الله وبارك فيك
أعرف أنها قتلت بحثا ولست أشك في اعتقادي وديني
ولكن قائلها تخفى عقيدته على كثيرين، وأظن أنه من الواجب كشف اعتقاده في هذه المسألة التي جلاها علماؤنا وأئمتنا، وقد أفتوا بخصوصها في أناس ينتسبون للعلم والسلف، وكشفوا زيف اعتقادهم، حتى لا يأتي زمان وتتأصل فيه هذه البدعة على أنها قول آخر للسلف
وأنا لا أريد بحثا في المسألة لكن يكفي الحكم
ليصل أمر اعتقاده له لعله يرجع
وليعرف الناس حقيقة اعتقاده(38/350)
لو خرج النبي حياً على هؤلاء لأنكر مرآهم وكره جوارهم
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - 03 - 07, 10:16 م]ـ
كنت كلما دخلت المسجد النبوي أرى مجموعة ممن يدعون حب النبي صلى الله عليه وسلم وقد رابطوا خلف الحجرة التي دفن فيها نبينا صلى الله عليه وسلم وهم والله لم يفهموا الرسالة التي من اجلها بعثه الله.
كنت أقول كيف ينتشر هذا الدين إن لم يكن هناك دعاة لهذا الدين ومجاهدين في سبيله ....
والعجيب انك لاترى من أولئك القوم إنكار لمنكر ولا تسمع تغيضا منهم لما يحدث للمسلمين في بقاع الأرض، ومع ذلك يدعون أنهم هم من يحبون النبي!! وهم من ابعد الناس عن هديه صلى الله عليه وسلم.
وانظر لما قاله الغزالي في كتابه فقه السيرة:
في مسجد النبي صلي الله عليه وسلم بالمدينة رأيت حشدا من الناس يتلمس جوار الروضة الشريفة ويود أن يقضي العمر بجانبها.
ولو خرج النبي حياً على هؤلاء لأنكر مرآهم وكره جوارهم.
إن رثاثة هيئتهم، وقلة فقههم وفراغ أيديهم، وضياع أوقاتهم، وطول غفلتهم تجعل علاقتهم بنبي الإسلام أوهى من خيط العنكبوت.
قلت لهم: ماتفيدون من جوار النبي؟ وما يفيد هو نفسه منكم؟
إن الذين يفقهون رسالته ويحيونها من وراء الرمال والبحار أعرف بحقيقة محمد صلي الله عليه وسلم منكم.
إن القرابة الروحية والعقلية هي الرباط الوحيد بين محمد عليه الصلاة والسلام ومن يمتون إليه.
فأنَّى للأرواح المريضة والعقول الكليلة أن تتصل بمن جاء ليودع في الأرواح والعقول عافية الدين والدنيا؟
أهذا الجوار آية حب ووسيلة مغفرة؟.
إنك لن تحب الله إلا إذا عرفت أولا الله الذي تحب من أجله!!
فالترتيب الطبيعي أن تعرف قبل كل شئ من ربك؟ ومادينك؟ فإذا عرفت ذلك- بعقل نظيف - وزنت - بقلب شاكر- جميل من بلَّغك عن الله وتحمل العنت من أجلك وذلك معنى الأثر (أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني بحب الله) .. (1)
ومعنى الآية: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} آل عمران31
ثم إن نبي الإسلام لم ينصب نفسه " بابا " يهب المغفرة للبشر ويمنح البركات، إنه لم يفعل ذلك يوماً ما، لأنه لم يشتغل بالدجل قط.!!
إنه يقول لك تعالى معي، أو اذهب مع غيرك من الناس لنقف جميعاً في ساحة رب العالمين نناجيه " اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليه ولا الضالين ".
فإذا رضي عنك هذا النبي – دعا الله لك .. وإذا رضيت أنت عنه ووقر في نفسك جلال عمله وكبير فضله فادع الله كذلك له فإنك تشارك بذلك الملائكة الذين يعرفون قدره ويستزيدون أجره "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما".
وليس عمل محمد عليه الصلاة والسلام أن يجرك بحبل إلى الجنة،وإنما عمله أن يقذف في ضميرك البصر الذي ترى به الحق. ووسيلته إلى ذلك كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ميسر للذكر، محفوظ من الزيغ. وذالك سر الخلود في رسالته.(38/351)
هل القرآن صفة من صفات الله؟
ـ[أم عُمَر]ــــــــ[07 - 03 - 07, 02:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكُم ورحمتُه وبركاته
أبقاكُم الله على طاعتهِ إخواني في الله
طُرحت مسألة عن القرآن الكريم
كلنا نعلم أن القرآن كلام الله تعالى الغير مَخلُوق
وكلام الله صفة من صفات الله تبارك وتعالى
السُّؤال: هل يُقال أن القُرآن صفة من صفات الله؟
بصراحة لا أعلم عن المسألة شيء .. !
فمن يعلم فيها شيء أو أقوال العُلماء يُفيدُنا
وله مِنَّا الدُّعاء ..
جُزيتُم خيراً جميعاً.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 07:24 ص]ـ
هذا لا يختلف عليه اثنان الا الذين قالوا بخلق القرآن والعياذ بالله
ـ[أم عُمَر]ــــــــ[07 - 03 - 07, 07:28 ص]ـ
ماهو الذي لا يختلف عليه اثنان؟
أرجو التوضيح بوركت.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[07 - 03 - 07, 06:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذي يعتقده الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين أن القرآن من كلام الله عز وجل، تكلم به الله تعالى حقيقة بصوت وحرف، وهو من صفات الله تعالى غير مخلوق.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[07 - 03 - 07, 06:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذي يعتقده الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين أن القرآن من كلام الله عز وجل، تكلم به الله تعالى حقيقة بصوت وحرف، وهو من صفات الله تعالى غير مخلوق.
ـ[أم عُمَر]ــــــــ[08 - 03 - 07, 02:16 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
أبو سلمى - بوركت وجزيت خيراً على ما تفضلت بهِ -
ولا زال السُّؤال قائماً
هل يُقال عن القرآن أنه صفة من صفات الله؟؟
مثلما أن الكلام صفة من صفات الله؟
أجزل الله لكم الأجر والمثوبة.
ـ[أم حنان]ــــــــ[08 - 03 - 07, 05:47 م]ـ
يقول الشيخ بن عثيمين -رحمه الله- في مجموع الفتاوى:
وقال عمرو بن دينار: أدركت الناس منذ سبعين سنة يقولون (الله الخالق وماسواه مخلوق إلا القران فإنه كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود)
ومعنى قولهم منه بدأ أن الله تكلم به ابتداء، وفيه رد على الجهمية القائلين بأنه خلقه في غيره
وأما قولهم إليه يعود فيحتمل معنيين:
أحدهما: أنه تعود صفة الكلام بالقران إليه بمعنى أن أحدا لايوصف بأنه تكلم به غير الله، لأنه هو المتكلم به، والكلام صفة للمتكلم.
الثاني: أنه يرفع إلى الله تعالى كما جاء في بعض الاثار أنه يسري به من المصاحف والصدور وذلك إنما يقع -والله أعلم- حين يعرض الناس عن العمل بالقران إعراضا كليا فيرفع عنهم تكريما له والله المستعان.
ـ[أبوصخر]ــــــــ[08 - 03 - 07, 06:29 م]ـ
أختي الفاضلة "أم عمر" ..
أنصحكِ بالرجوع إلى "معارج القبول" للشيخ العلامة حافظ الحكمي -رحمه الله- عند شرحه لقوله:
و القول في كتابه المفصل،، بأنه كلامه المنزل
على الرسول المصطفى خير الورى،، ليس بمخلوق و لا بمفترى
شرحه لقوله:
و كل ذي مخلوقة حقيقة،، دون كلام باريء الخليقة
و إن كان الموضع الأول شافيا كافيا و سيفي بالغرض ان شاء الله ..
و لو كان المجال يتسع لنقلت ما قاله -رحمه الله- و لكن لطوله و صعوبة نقله آثرت الإحالة فقط و الله الموفق ..
نفع الله الجميع ..
ـ[أم حنان]ــــــــ[09 - 03 - 07, 01:49 م]ـ
أنقل إليك -أختي الفاضلةأم عمر- هذا الكلام من موقع الشبكة الإسلامية، لعله يفيدك:
(إن (كلمة الله) مركبة من جزئين (كلمة) (الله) فهي مركبة من مضاف ومضاف إليه؛ وإذا كان الأمر كذلك، فإما أن نقول: إن كل مضاف لله تعالى هو صفة من صفاته، أو نقول: إن كل مضاف لله ليس صفة من صفاته. وبعبارة أخرى، إما أن نقول: إن كل مضاف لله مخلوق، أو إن كل مضاف لله غير مخلوق. وإذا قلنا: إن كل مضاف لله صفة من صفاته، وهو غير مخلوق، فإننا سنصطدم بآيات في القرآن، وكذلك بنصوص في الإنجيل، يضاف فيها الشيء إلى الله، وهو ليس صفة من صفاته، بل هو مخلوق من مخلوقاته، كما في قوله تعالى: {ناقة الله} (الأعراف:73) وكما نقول: بيت الله، وأرض الله، وغير ذلك. وإذا عكسنا القضية وقلنا: إن كل مضاف لله مخلوق، فإننا كذلك سنصطدم بآيات ونصوص أخرى؛ كما نقول: علم الله، وحياة الله، وقدرة الله. إذن لا بد من التفريق بين ما يضاف إلى الله؛ فإذا كان ما يضاف إلى الله شيئًا منفصلاً قائمًا بنفسه، كالناقة والبيت والأرض فهو مخلوق، وتكون إضافته إلى الله تعالى من باب التشريف والتكريم؛ أما إذا كان ما يضاف إلى الله شيئًا غير منفصل، بل هو صفة من صفاته، فيكون من باب إضافة الصفة إلى الموصوف. ومن البديهي أن يكون هذا غير مخلوق، إذ الصفة تابعة للموصوف ولا تقوم إلا به، فلا تستقل بنفسها بحال.
ـ[محمد أبو مالك]ــــــــ[11 - 03 - 07, 12:28 ص]ـ
السلام عليكم
تعلمين إن شاء الله أن صفة الكلام من الصفات الذاتية و الفعلية معا وهى قديمة النوع حادثة الأحاد
فإن الله يتكلم متى شاء وكلامه كله غير مخلوق أليس كذلك؟
فإن لم يكن مخلوق فما معنى أن يكون غير مخلوق إلا أن يكون صفة
المخلوقين كل أفعالهم مخلوقة أما الخالق فأفعاله كلها صفات له و إن لم تكن صفات فماذا تكون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/352)
ـ[أبو عمار الأذرعي]ــــــــ[11 - 03 - 07, 06:39 ص]ـ
السلام عليكم الأخت أم عمر:
أعرف مالذي يشكل عليك، فلذا أقول:
نعم يطلق على القرآن أنه صفة الله، وأما تفريقك بين أنا نقول الكلام صفة لله من غير خلاف، فهل نقول القرآن صفة الله؟
فهذا الإشكال يزول إذا فرقتِ بين صفة الفعل وصفة الذات
فالكلام صفته الذاتية سبحانه، والقرآن صفة فعل له سبحانه
زهكذا يقال في جميع ما تكلم به جل وعلا مثل كلامه لموسى وما أنزل علىأنبيائه، فجميعه صفة له وهو صفة فعله
لذا من حلف بالقرآن فهو حالف بصفة الله
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[11 - 03 - 07, 11:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى الفاضل
أليس الكلام صفة ذاتية فعلية؟
هذا من كتاب القواعد المثلى
راجعها بارك الله فيك
ـ[أبو عمار الأذرعي]ــــــــ[11 - 03 - 07, 08:58 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الكلام صفة لها طرفان: فهي ذاتية بالنسبة لأصل الصفة، وصفة فعل من حيث إنها أثر الصفة الذاتية
فنقول عن الأولى هو متكلم بالقوة، وعن الثانية متكلم بالفعل
وليس ما في القواعد المثلى مخالفاً لذلك ..... إنما المسألة بارك الله فيك تحتاج إلى تأمّل وأن تجمع فيها أطرافها
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[12 - 03 - 07, 05:49 م]ـ
قال الامام احمد رحمه الله: من قال القرآن مخلوق فهو عندنا كافر لأن القرآن من علم الله عز وجل وفيه اسماء الله عز وجل السنة لابنه عبدالله ((1))
ـ[صخر]ــــــــ[15 - 03 - 07, 05:34 م]ـ
أحسنت ياأبا عمار
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[15 - 03 - 07, 06:59 م]ـ
أريد توضيح أكثر بارك الله فيك أبا عمار
ما أعلمه هو أن الكلام صفة ذاتية فعلية
وضح جزاك الله خيرا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 03 - 07, 07:14 م]ـ
بارك الله فيك أبا عمار.
وتفصيلك جيد، لأن إطلاق القول أن القرآن صفة الله مطلقا ـ وإن كان سليما ـ إلا أنه يوهم تعريف الكلامية ـ كالأشعرية والماتريدية ـ أن القرآن صفة الله القديمة، قديم بقدمه باق ببقاءه، بناء على أصلهم في الكلام النفسي، أما تفصيلك فيخرج منه هذا، والله أعلم.
ـ[أبو عمار الأذرعي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 09:31 م]ـ
الأخوان الفاضلان (صخر) و (عمرو بسيوني) جزاكم الله خيراً
أخي (عمرو موسى) قولك: ما فصلناه سابقاً لو تأملت
وفق الله الجميع
ـ[أبو عمار الأذرعي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 09:36 م]ـ
بعد التعديل:
الأخوان الفاضلان (صخر) و (عمرو بسيوني) جزاكم الله خيراً
أخي (عمرو موسى) قولك:الكلام صفة ذاتية، لا غبار عليه، ذاتية، باعتبار وفعلية باعتبار آخر وهذا ما فصلناه سابقاً لو تأملت
وفق الله الجميع
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[20 - 03 - 07, 05:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
وبعد
اختصارا للامر ان القران كلام الله والكلام صفة لله تعالى وهذا هو الذى مال اليه اكثر اهل العلم من اهل السنة
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - 03 - 07, 12:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكُم ورحمتُه وبركاته
أبقاكُم الله على طاعتهِ إخواني في الله
طُرحت مسألة عن القرآن الكريم
كلنا نعلم أن القرآن كلام الله تعالى الغير مَخلُوق
وكلام الله صفة من صفات الله تبارك وتعالى
السُّؤال: هل يُقال أن القُرآن صفة من صفات الله؟
بصراحة لا أعلم عن المسألة شيء .. !
فمن يعلم فيها شيء أو أقوال العُلماء يُفيدُنا
وله مِنَّا الدُّعاء ..
جُزيتُم خيراً جميعاً.
بل يقال: إن الله موصوف بالكلام، وهو تعالي متكلم بالقرآن، والقرآن كتاب عربيّ مبين، نزل به الروح الأمين، إلى رسول رب العالمين - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[22 - 03 - 07, 04:33 م]ـ
السلام عليكم
أخى الفاضل
طالما الكلام صفة ذاتية فعلية لماذا تقول هى ذاتية فقط؟
و أين التوضيح؟ " سطر واحد؟ "
الكلام صفة ذاتية فعلية
ولا علاقة للقوة بهذا
أفيدونا
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[24 - 03 - 07, 02:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالما أن الكلام صفة ذاتية لا بد أن تكون فعلية أيضا ليكتمل المعنى
القول بأن القرآن هو الصفة الفعلية للكلام يقتضى أن الله لم يكلم موسى
ولن يكلم المؤمنين فى الجنة و .....................
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أرجو الانتباه و لهذا وتنبيهى ان كان ثم خطأ
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[27 - 03 - 07, 08:14 م]ـ
السلام عليكم جميعا
ارى أناأحبابى الذين قاموا بالرد على هذا الموضوع قد استغرقوا جهدا كبيرا وان كان ألامر فى غاية الاهمية ولكن هذا الامر قديما لم يشغل القرن الاول الذين نزل القرآن فى حضرتهم فآمنوا به ولم يكذبوا شيئا منه وهذا هو الفرق بينهم وبين من جاء بعدهم ولكن المشككون الذين يريدون أن يحرفوا كتاب الله ولكن يأب الله الا ان يتم نوره ووقف العلماء الربانيين وابتلوا فى ذلك اشد البلاء وكان من بينهم امام اهل السنة احمد بن حنبل وكذلك امام المحدثين ابو عبدالله البخارى رحمهم الله تعالى وقالوا كلمة واحدة القرآن كلام الله ليس بمخلوق لالفظا ولا معنى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/353)
ـ[أم عُمَر]ــــــــ[14 - 04 - 07, 04:35 م]ـ
لا حُرمتُم الأجر جميعاً وغفر الله لكم وبورك بكُم على ما ذكرتُم،،
وأخص بالشكر الأخ الفاضل،، أبو عمار الأذرعي،،
على ما ذكر،،
ـ[أبو منة الله]ــــــــ[14 - 04 - 07, 10:19 م]ـ
جزيتم خيرا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 04 - 07, 01:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكُم ورحمتُه وبركاته
أبقاكُم الله على طاعتهِ إخواني في الله
طُرحت مسألة عن القرآن الكريم
كلنا نعلم أن القرآن كلام الله تعالى الغير مَخلُوق
وكلام الله صفة من صفات الله تبارك وتعالى
السُّؤال: هل يُقال أن القُرآن صفة من صفات الله؟
بصراحة لا أعلم عن المسألة شيء .. !
فمن يعلم فيها شيء أو أقوال العُلماء يُفيدُنا
وله مِنَّا الدُّعاء ..
جُزيتُم خيراً جميعاً.
لا يا أخي!
لا نعلم إماما يقول ذلك.
وإنما قالوا: إن القران كتاب منزل من عند الله.
أو قالوا: القران من علم الله
أو قالوا: القران كلام الله غير مخلوق
أو قالوا: القران خرج من الله - حروفه ومعانيه
أو قالوا: إن الله متكلم بالقران حقيقة
أو قالوا: القران كتاب من كتب الله
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[19 - 04 - 07, 02:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله في الإخوة على ما ذكروه وهذا شيء مما يتعلق بالمسألة:
1 / قال اللالكائي رحمه الله: (سياق ما روي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مما يدل على أن القرآن من صفات الله القديمة .. ) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (2/ 249)
2 / وقال ابن تيمية رحمه الله: (مذهب أهل السنة أن القرآن من صفات الله لا من مخلوقات الله .. ) مجموع الفتاوى (17/ 76)
3 / وقال أيضاً: (ال أبو عبدالله بن المرابط فى الكلام على حديث البخاري فى رده لتأويل من تأول هذا الحديث على أن هذه السورة إذا عدلت بثلث القرآن أنها تفضل الربع منه و خمسه و ما دون الثلث فهو التفاضل فى كتاب الله تعالى و هو صفة من صفات الله جل جلاله ... قال: و قد أجمع أهل السنة على أن القرآن صفة من صفات الله لا من صفة خلقه .. لأن القرآن العزيز صفة الله و أسماء الله و صفاته كلها متوافرة في الكمال متناهية إلى غاية التمام لا يلحق شيئا منها نقص بحال ... ) مجموع فتاوى ابن تيمية (17/ 77 - 78)
4 / وقال أيضاً: (وقال لي _ القائل حنبل _ أبو عبد الله_ يعني أحمد بن حنبل _ قال لي اسحاق بن ابراهيم لما قرأ الكتاب بالمحنة تقول ليس كمثله شيء فقلت له ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قال ما اردت بهذا قلت: القرآن صفة من صفات الله وصف بها نفسه لا ننكر ذلك ولا نرده قلت له المشبهة ما يقولون قال من قال بصر كبصري ويد كيدي وقال حنبل في موضع آخر وقدم كقدمي فقد شبه الله بخلقه وهذا يحده وهذا كلام سوء وهذا محدود والكلام في هذا لا احبه قال عبد الله جردوا القرآن وقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يضع قدمه نؤمن به ولا نحده ولا نرده على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بل نؤمن به قال الله تبارك وتعالى ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فقد امرنا الله عز وجل بالاخذ بما جاء والنهي عما نهى واسماؤه وصفاته غير مخلوقة ونعوذ بالله من الزلل والارتياب والشك انه على كل شيء قدير.
قال وزادني ابو القاسم الجبلي عن حنبل في هذا الكلام وقال تبارك وتعالى: {الله لا اله الا هو الحي القيوم الله لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهين العزيز الجبار المتكبر} هذه صفات الله عز وجل واسماؤه تبارك وتعالى ... ) بيان تلبيس الجهمية (2/ 165)
5 / قال البخاري رحمه الله في صحيحه: (باب {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله} فسمى الله تعالى نفسه شيئا. وسمى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - القرآن شيئا وهو صفة من صفات الله. وقال {كل شيء هالك إلا وجهه}) صحيح البخاري (4/ 387)
قال الحافظ في الفتح (13/ 402): (قوله وسمى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - القرآن شيئا وهو صفة من صفات الله يشير إلى الحديث الذي أورده من حديث سهل بن سعد وفيه امعك من القرآن شيء وهو مختصر من حديث طويل في قصة الواهبة تقدم بطوله مشروحا في كتاب النكاح وتوجيهه ان بعض القرآن قرآن وقد سماه الله شيئا)
ـ[أم عُمَر]ــــــــ[20 - 04 - 07, 11:07 ص]ـ
أخي / أبو منة الله .. اللهُم آمين وجُزيتَ بالمِثل.
" نضال مشهود " نفع الله بكم على ما ذكرتُم،،
أخي الكريم: أبو حازم الكاتب
لا حرمكَ ربي أجر ما كتبت، أزلت إشكالات كثيرة
جزاكَ الباري خيراً،،
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 04 - 07, 01:14 م]ـ
السلام عليكم
أخى الفاضل
طالما الكلام صفة ذاتية فعلية لماذا تقول هى ذاتية فقط؟
و أين التوضيح؟ " سطر واحد؟ "
الكلام صفة ذاتية فعلية
ولا علاقة للقوة بهذا
أفيدونا
وعليكم السلام
الذي فهمته من الأخ أبو عمار
هو أن أصل صفة الكلام (أن الله متكلم) هو صفة ذاتية، أزلية، هذا ما يقصدونه عندما يقولون (قديم النوع)
وأن كلام الله الذي تكلم به كالقرآن، وقوله "كن" وكلامه لموسى عليه السلام .. الخ
هو فعل الله عز وجل، تكلُّمُه بهذه الكلمات بصفته الذاتية الأزلية
وهذا ما يقصودنه عندما يقولون (حادث الآحاد)
فيكون كلام الله صفة ذاتية أزلية بإعتبار وفعلية بإعتبار آخر.
أرجو أن أكون قد أصبت في شرح المسألة
وإذا أخطأت فأرجو تصحيحي
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/354)
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[27 - 04 - 07, 10:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكُم ورحمتُه وبركاته
أبقاكُم الله على طاعتهِ إخواني في الله
طُرحت مسألة عن القرآن الكريم
كلنا نعلم أن القرآن كلام الله تعالى الغير مَخلُوق
وكلام الله صفة من صفات الله تبارك وتعالى
السُّؤال: هل يُقال أن القُرآن صفة من صفات الله؟
بصراحة لا أعلم عن المسألة شيء .. !
فمن يعلم فيها شيء أو أقوال العُلماء يُفيدُنا
وله مِنَّا الدُّعاء ..
جُزيتُم خيراً جميعاً.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
ما هذه فزورة؟!
ما دام القرآن غير مخلوق،
فهو حتما صفة من صفات الله تعالى.
لكن ما لي أرى تحرج اخواني في الرد؟!
ـ[أم عُمَر]ــــــــ[27 - 04 - 07, 06:42 م]ـ
الأخ الكريم " وعل المصري "
إقرأ ردود الأخوة،،
لعلك لم تنتبه .. أعانك الله وسددك،
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - 04 - 07, 06:03 ص]ـ
الحمد لله، الهادي إلى سنة خير البرية.
الأخت أم عمر صاحبة السؤال،
بارك الله في عمرك! أعتذر أنني ما كنت ألتفت إلى أنك امرأة. فسبحان من لا يضل ولا ينسى.
الأخ أبا حازم الكاتب - زادك الله حرصا على فعل الخير،
أشكرك على ذلك الاستدراك. فقد كنت متسرعا بالنفي قبل الفحص والاستقراء. فأسأل الله العفو والمغفرة، مع التوبة والمرحمة.
ثم بخصوص المسألة، فأقوى ما نتمسك به من النقول الذي ذكرته في تسويغ إطلاق هذا القول (وهو إطلاق أن القرآن صفة من صفات الله تعالى) هو ما قاله البخاري رحمه الله في صحيحه. وأما ما نقلته من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، فليس ذلك من كلامه رحمه الله. بل هو نقل عن غيره. فإن الذي نقلَته من "مجموع الفتاوى" هو كلامٌ لأبي عبدالله بن المرابط ذكره شيخ الإسلام في معرض الرد عليه (في مسألة تفاضل آيات القرآن وسوره، حيث ظن أن كون القرآن صفة لله يمنع التفاضل فيه). وأما ما نقلته من "بيان تلبيس الجهمية" فهو من نقول حنبل عن الإمام أحمد رحمهما الله. وحنبل معروف بمفرداته. وأما كلام اللالكائي رحمه الله في شرح الأصول، فليس مقبول بإطلاقه. لأن إطلاق القول إن القرآن "قديم" من البدعة الموقعة في الالتباس. وقد يكون لهذا الكلام معنى صحيحا (وهو قدم أصل صفة الكلام لا أعيانها) لكنه عند المتكلمين يعني شيئا آخر هو بدعة بلا ريب - بل يؤدي إلى الكفر، والعياذ بالله سبحانه. والمقصود، أن إطلاق القول بأن القرآن "صفة الله" أو "صفة من صفاته تعالى" منقول عن بعض الأئمة - كما أكده شيخ الإسلام بقوله: أما المقدمة الأولى فمنقولة عنه بلا ريب.
ثم مع تجويزنا إطلاق القول بأن "القرآن صفة من صفات الله"، لا بد أن يكون هناك شيء من التحفظات، حتى لا يؤدي ذلك إلى ما يدعو إلى البدع أو الالتباس - مثل أن نطلق القول "إن القرآن حروف وأصوات" أو "إنه صفة ذاتية وفعلية اختيارية" أو "إنه صفة منزّلة على البشر" أو "إن شيئًا من هذه الصفة سوف يأتي يوم القيامة كهيئة الكبش" أو "إن مع سهل بن سعد رضي الله عنه ومع سائر الحفاظ شيء من صفات الله" أو ما إلى ذلك من الاطلاقات المجملة الملبسة.
وفي الأخير أقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. منه بدأ وإليه يعود. تكلم الله به حقيقة بحروفه ومعانيه، وسمعه منه جبريل عليه السلام، فأنزله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فبلغه إلى الناس، بشيرا ونذيرًا وسراجا منيرًا، وذكرا حكيمًا وصراطا مستقيمًا.
والله أعلى وأعلم. والسلام.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[30 - 04 - 07, 01:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي نضال بارك الله فيك أحب أن أذكر هنا أموراً وهي:
الأمر الأول: أن قولك: إن ما نقلتُه من الفتاوى هو من كلام أبي عبد الله بن المرابط هذا قد بينتُ ذلك في نقلي لكلامه وذكرت أنه منقول عن أبي عبد الله المرابط ولم أنسبه لشيخ الإسلام، وإن كان شيخ الإسلام لم يتعقبه فيما ذكر من نقل الإجماع، وقد نقلت في النص السابق له (رقم 2) نص كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث يقول: (مذهب أهل السنة أن القرآن من صفات الله لا من مخلوقات الله) مجموع الفتاوى (17/ 76) فراجعه بارك الله فيك.
الأمر الثاني: الكلام عن نقل اللالكائي هو في قوله: (القرآن من صفات الله) وأما زيادة القديمة فهذا مبحث آخر، وقد تكلم عليه أهل العلم قديماً وحديثاً وهي ليست موضع البحث هنا.
الأمر الثالث: ما ذكرته أخي من التحفظات أرجو أن تنسبها إلى أحد من السلف فالمذكور في كتبهم إطلاقها بدون هذه التحفظات المذكورة، وأما ما يرد من فهم أهل البدع فلا ينزل على الألفاظ التي تروى عن السلف بل يفصل مراد السلف إذا أورد عليه إيرادات باطلة، وإلا لزم من هذا أن كل لفظة وردت عن السلف لا نطلقها إلا وهي محاطة بالقيود والتحفظات التي يوردها أهل البدع بل ينجر الأمر بعد ذلك إلى نصوص الكتاب والسنة، وينبغي ان يفرق بين الإطلاق على سبيل التأصيل والتقعيد لمنهج أهل السنة والجماعة، وبين الإطلاق في مقام الرد على الخصوم، وكتب أهل السنة في النوعين مشهورة معروفة.
الأمر الرابع: نعم أخي قد تكلم أهل العلم في تفردات حنبل عن أحمد:
- قال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري (2/ 367) (وهذه رواية مشكلة جداً، ولم يروها عن أحمد غير حنبل، وهو ثقة إلا أنه يهم أحيانا، وقد اختلف متقدمو الأصحاب فيما تفرد به حنبل عن أحمد: هل تثبت به رواية أم لا)
- وقال الذهبي في السير (13/ 52): (له مسائل كثيرة عن أحمد، ويتفرد، ويغرب)
وينظر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى عن رواية حنبل عن أحمد في صفة المجيء لله تبارك وتعالى (16/ 405)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/355)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - 04 - 07, 10:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي نضال بارك الله فيك
وفيك يا أخي بارك الله وأمتع بك!
أحب أن أذكر هنا أموراً وهي:
الأمر الأول: أن قولك: إن ما نقلتُه من الفتاوى هو من كلام أبي عبد الله بن المرابط هذا قد بينتُ ذلك في نقلي لكلامه وذكرت أنه منقول عن أبي عبد الله المرابط ولم أنسبه لشيخ الإسلام، وإن كان شيخ الإسلام لم يتعقبه فيما ذكر من نقل الإجماع، وقد نقلت في النص السابق له (رقم 2) نص كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث يقول: (مذهب أهل السنة أن القرآن من صفات الله لا من مخلوقات الله) مجموع الفتاوى (17/ 76) فراجعه بارك الله فيك.
نعم. هذا واضح. وإنما غرضي التقرير أنه ليس من كلام شيخ الإسلام. لأنه إذا كان من كلام شيخ الإسلام فسوف أجمعه مع كلام البخاري في أنه من "أقوى ما نتمسك به من هذا الإطلاق" كما هو الواضح في سياق كلامي السابق. وذلك لما في كلامه رحمه الله من التحرير والضبط ما هو معروف.
الأمر الثاني: الكلام عن نقل اللالكائي هو في قوله: (القرآن من صفات الله) وأما زيادة القديمة فهذا مبحث آخر، وقد تكلم عليه أهل العلم قديماً وحديثاً وهي ليست موضع البحث هنا.
أجل! وأنا إنما أريد التنبيه على تلك النقطة المعيّنة. ولذلك قلت: ("فليس مقبول بإطلاقه، لأن إطلاق القول إن القرآن قديم من البدعة الموقعة في الالتباس"). ووقوع اللالكائي رحمه الله في إطلاق أن القرآن قديم يجعلنا لا نعتمد على إطلاقه أيضا أن القرآن "من صفات الله" إلا إذا أطلقه غيره أيضا من الأئمة الكبار أمثال مالك وأحمد والبخاري رضي الله عنهم - وقد تقدم الإقرار بأن البخاري أطلقه، لكنك جعلت كلام اللالكائي هذا في الرقم الأول من غير شيء من التنبيه، فنبهت على ذلك.
الأمر الثالث: ما ذكرته أخي من التحفظات أرجو أن تنسبها إلى أحد من السلف فالمذكور في كتبهم إطلاقها بدون هذه التحفظات المذكورة، وأما ما يرد من فهم أهل البدع فلا ينزل على الألفاظ التي تروى عن السلف بل يفصل مراد السلف إذا أورد عليه إيرادات باطلة، وإلا لزم من هذا أن كل لفظة وردت عن السلف لا نطلقها إلا وهي محاطة بالقيود والتحفظات التي يوردها أهل البدع بل ينجر الأمر بعد ذلك إلى نصوص الكتاب والسنة، وينبغي ان يفرق بين الإطلاق على سبيل التأصيل والتقعيد لمنهج أهل السنة والجماعة، وبين الإطلاق في مقام الرد على الخصوم، وكتب أهل السنة في النوعين مشهورة معروفة.
1 - إطلاق القول بأن القرآن "صفة الله" ليس عند السلف بذاك المشهور. وإنما المشهور أن القرآن "كلام الله غير مخلوق". ومناقشاتنا هنا في هذا الموضع منشئها سؤال الأخت أم عمر المبني على سلسلة هذا المنطق: "القرآن كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته. إذن، القرآن صفة من صفاته". فالذي ذكرته من التحفظات سدّ لذريعة من يسترسل في مثل هذا المنطق فيسأل مثلاً:
- "القرآن صفة الله. فهل يقال إن الله موصوف بالقرآن؟ "
- أو: "القرآن صفة الله، والقرآن منزل على البشر. فهل يقال إن شيئًا من صفات الله منزّل عن البشر؟ "
- أو: "القرآن كلام الله. والله متكلم بحروف وأصوات. فهل يقال إن القرآن حروف وأصوات؟ "
- أو: "القرآن صفة الله. وصفاته قائمة به. فهل يقال إن القرآن قائم بالله؟ "
- أو: "إن مع سهل بن سعد رضي الله عنه شيء من القرآن. والقرآن من صفات الله. وفهل يقال إن مع سهل شيئ من صفات الرحمن؟! ".
فتلك التحفظات نذكرها حتى لا ينفتح الباب للبحوث عن الإطلاقات الجديدة بكل ما فيها من الإيهام والالتباس بدعوى أنها مستنبطة مما أطلقه بعض السلف. فإنما نشأ بعض البدع لمثل هذه السبب.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله (الفتاوى الكبرى 6/ 459):
قول القائل إن القرآن حرف وصوت قائم به بدعة، وقوله إنه معنى قائم به بدعة. لم يقل أحد من السلف، لا هذا ولا هذا. وأنا ليس في كلامي شيء من البدع، بل في كلامي ما أجمع عليه السلف: أن القرآن كلام الله غير مخلوق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/356)
2 - أما قولك: (ما يرد من فهم أهل البدع فلا ينزل على الألفاظ التي تروى عن السلف بل يفصل مراد السلف إذا أورد عليه إيرادات باطلة) فصحيح لا غبار فيه كما قد بين العلماء مراد السلف بنفي "التشبيه" عند الكلام عن صفات الله - مع أننا لا ننفي مطلق التشبيه بين صفاته وصفات خلقه، وإنما المنفي "التشبيه المطلق" الذي هو "التمثيل". وأنا ليس في كلامي تنزيل فهم أهل البدع على ألفاظ السلف، إنما في كلامي احترازٌ و منعٌ من إطلاقات جديدة لم ترد عن السلف مُفْضِية إلى البدع أو الالتباس.
3 - وأما قولك أخي الكريم: ( ... وإلا لزم من هذا أن كل لفظة وردت عن السلف لا نطلقها إلا وهي محاطة بالقيود والتحفظات التي يوردها أهل البدع بل ينجر الأمر بعد ذلك إلى نصوص الكتاب والسنة) فليس ذلك بلازم لكلامي. فإن العلماء نصبوا قيودا وتحفظات على "إطلاق نفي التشبيه" مع أنه وارد عن السلف بلا ريب. فهي قضية معينة لا تعميم فيها ولا إلزام. فـ"القيود والتحفظات" إنما نذكرها في ألفاظ هي موضع الإيهام والالتباش (أى: "مفردات" و "متشابهات"). أما "المحكمات" و"المشهورات"، فلا داعي لوضع القيود لها ولا تحفظات - إلا بقصد التبحّر وزيادة البيان.
4 - وأما قولك الأخير: (وينبغي ان يفرق بين الإطلاق على سبيل التأصيل والتقعيد لمنهج أهل السنة والجماعة، وبين الإطلاق في مقام الرد على الخصوم، وكتب أهل السنة في النوعين مشهورة معروفة) فكلام جميل مستقيم! وهو بعينه ما أريد الدعوة إليه في هذه القضية. فإن البخاري إنما أطلق القول بأن "القرآن صفة من صفات الله" في معرض الرد على من لا يسمي الله وصفاته "شيئًا". وما رواه حنبل عن الإمام أحمد في إطلاق هذا الكلام هو أيضا في معرض الرد والاحتجاج على من قال بخلق القرآن بناء على نفي التشبيه. وكذلك كلام شيخ الإسلام الذي نقلته في الرقم الثاني، هو أيضا في معرض الرد على من أنكر التفاضل في القرآن، وليس في معرض "التأصيل والتقعيد لمنهج أهل السنة والجماعة" مع كثرة ما كتبه في التأصيل والتقعيد.
5 - خلاصة الكلام: إن إطلاق القول بأن "القرآن صفة من صفات الله تعالى" جائز إذا احتيح إلى ذلك أو مع شيئ من القيود والتحفظات. وأنقل هنا كلام شيج الإسلام ابن تيمية - ذلك النحرير المدقق:
فهذا القول هو القول المعروف عن أهل السنة والجماعة وهو القول بأن القرآن كلام الله وهو غير مخلوق. أما كونه لا يفضل بعضه على بعض فهذا القول لم ينقل عن أحد من سلف الأمة وأئمة السنة الذين كانوا أئمة المحنة كأحمد بن حنبل وأمثاله ولا عن أحد قبلهم ولو قدر أنه نقل عن عدد من أئمة السنة لم يجز أن يجعل ذلك إجماعا منهم فكيف إذا لم ينقل عن أحد منهم وإنما هذا نقل لما يظنه الناقل لازما لمذهبهم. فلما كان مذهب أهل السنة أن القرآن من صفات الله لا من مخلوقات الله وظن هذا الناقل أن التفاضل يمتنع في صفات الخالق نقل امتناع التفاضل عنهم بناء على هذا التلازم. ولكن يقال له: أما المقدمة الأولى فمنقولة عنهم بلا ريب. وأما المقدمة الثانية وهي أن صفات الرب لا تتفاضل فهل يمكنك أن تنقل عن أحد من السلف قولا بذلك فضلا عن أن تنقل إجماعهم على ذلك ما علمت أحدا يمكنه أن يثبت عن أحد من السلف أنه قال ما يدل على هذا المعنى لا بهذا اللفظ ولا بغيره فضلا عن أن يكون هذا إجماعا. ولكن إن كان قال قائل ذلك ولم يبلغنا قوله فالله أعلم.
فهو رحمه الله عندما قرر المبادئ يقول بأن القول المعروف عند أهل السنة هو "أن القرآن كلام الله وهو غير مخلوق" ولم يستعمل عبارة "إن القرآن صفة الله" مع أشددها استلزاما لعدم المخلوقية (فإن التعبير عن "القرآن" بأنه "صفة الخالق" أدل إلى أنه "غير مخلوق" من مجرد التعبير عنه بأنه "كلام الخالق"). ومع ذلك، لم يستعمل شيخ الإسلام هذه العبارة في مثل هذا المقام التأصيلي.
وهو عندما أقر بأن القرآن "من صفات الله" - بناء على كلام أبي عبد الله بن الدراج المنقود بعضه - لم يقر به إقرارا قويا مطلقا من غير تقييد أو بيان. وإنما قال: (فلما كان مذهب أهل السنة أن القرآن من صفات الله لا من مخلوقات الله). فهو قيده هذا الإطلاق بقوله "لا من مخلوقات الله" ليكون التركيز على "عدم المخلوقية" لا على "قيام هذه الصفة بذات الله". ثم في تقريره الثاني إنما يقول: (أما المقدمة الأولى فمنقولة عنهم بلا ريب) ولم يقل مثلاً: (فهو حق) أو (فهو معروف عنهم). فانظر الدقه - بارك الله فيك - وجزى الله ابن تيمية خير الجزاء.
الأمر الرابع: نعم أخي قد تكلم أهل العلم في تفردات حنبل عن أحمد:
- قال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري (2/ 367) (وهذه رواية مشكلة جداً، ولم يروها عن أحمد غير حنبل، وهو ثقة إلا أنه يهم أحيانا، وقد اختلف متقدمو الأصحاب فيما تفرد به حنبل عن أحمد: هل تثبت به رواية أم لا)
- وقال الذهبي في السير (13/ 52): (له مسائل كثيرة عن أحمد، ويتفرد، ويغرب)
وينظر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى عن رواية حنبل عن أحمد في صفة المجيء لله تبارك وتعالى (16/ 405)
فلذلك لا نجعل هذه الرواية عمدة في القضية - فضلاٍ عن فتح الاستلزامات بناء عليها.
وأخيرا أقول كما قال شيخ الإسلام: (ولكن إن كان قال قائل -من أئمة السلف- ذلك -أقصد: تلك الإطلاقات التي حذّرت منها- ولم يبلغنا قوله، فالله أعلم!).
هذا ما لزم بيانه. ولا تظنن أخي الكريم أن هذا "ردٌّ" عليك. وإنما هو "شيء من الملاحظة".
وشكر الشكور مشاركتك الشيّقة، والحمد لله في الأولى والآخرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/357)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[01 - 05 - 07, 03:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك أخي الكريم نضال مشهود وأحب أن أقول لك أخي لماذا تتحفظ في قولك: (ولا تظنن أخي الكريم أن هذا "ردٌّ" عليك) بل رُدَّ علي وبين ما يقع مني أو من غيري من خطأ ولا غضاضة في ذلك فنحن إخوة، وردنا ونقاشنا لا يعني الطعن والتنقيص بل هو مذاكرة ومدارسة نطلب فيها الحق والراجح في المسائل سواء كان في العقيدة أو الفقه أو الحديث أو غير ذلك وأخوك واسع البال ومنشرح الصدر لما تورده عليه فلا تتحرج أخي أبداً في ذلك لا في هذه المسألة ولا في غيرها ونسأل الله أن يزيدينا وإياك علماً نافعاً وعملاً صالحاً.
ثم أما بعد:
لا يخفاك أخي أن الكلام في المسائل العقيدة حرج جداً ويعتمد على النقل أكثر من اعتماده على العقل وبناء عليه فينبغي أن تكون الاطلاقات والتقعيدات مبنية على كلام منقول عن السلف لا على الاستنباطات العقلية والتوجيهات الفردية وأنا أبين لك يا أخي الفاضل نوعاً من هذا في كلامك فإن كنتُ جاهلاً فيما تقعده أخي فأعلمني ما جهلته أستفيد:
- فمن ذلك قولك: (ووقوع اللالكائي رحمه الله في إطلاق أن القرآن قديم يجعلنا لا نعتمد على إطلاقه أيضا أن القرآن "من صفات الله") أنت تقرر يا أخي هنا أمراً وهو أنه بناء على أنه وصف القرآن بالقدم وهو وصف لم ينقل عن السلف فينبغي أن لا يقبل منه قوله إن القرآن صفة) من أين لك هذا التلازم أين ما يدل عليه عقلاً أو نقلاً أن من قال من السلف قولاً في مسألة فلا يقبل منه قوله في مسألة أخرى ويلزم على قولك هذا _ وإن كنت أجزم أنك لا تقر بهذا اللازم _ أن لا يعتبر قول اللالكائي في أبواب العقيدة مطلقاً بناء على ما ذكرته قبل قليل.
واما ذكر قول اللالكائي في الأول فليس للترتيب، ثم أنبه على ماذا؟ ليس هناك ما يحتاج إلى تنبيه وإطلاق لفظة القديم من باب الإخبار لا بأس به إنما الممنوع تسمية الله بالقديم.
ينظر: منهاج السنة النبوية (2/ 123، 131) مجموع فتاوى ابن تيمية (1/ 245) (9/ 300) (17/ 168) بدائع الفوائد (2/ 161) معجم المناهي اللفظية لبكر ابو زيد (ص 262 - 263)
- قولك: (إطلاق القول بأن القرآن "صفة الله" ليس عند السلف بذاك المشهور. وإنما المشهور أن القرآن "كلام الله غير مخلوق") ها هنا أمر ان:
1 - هذا الكلام يعتبر تقريراً لأمر ويلزم من يقرر هذا أن يكون عنده استقراء للمسألة وأقوال السلف فيها حتى يصدر المتكلم هذه النتيجة وأخشى أن يكون هذه حكماً مستعجلاً كالحكم السابق في نفي اطلاقه أساساً ثم تبين ان من السلف من تكلم بهذا كالبخاري واللالكائي وابن تيمية وربما غيرهم وإنما كان ذكر هؤلاء من باب التمثيل وعلى عجل وإلا لو بُحِثت المسألة أكثر لربما وجدنا غير هؤلاء.
2 - اطلاق السلف أن القرآن غير مخلوق أشهر من اطلاق هذه الصفة كان لسبب وهو أن أهل البدع أطلقوا صفة الخلق على القرآن فقالوا القرآن مخلوق فلذلك جاء رد أهل السنة بنفي ما أطلقه هؤلاء.
- قولك أخي: (فالذي ذكرته من التحفظات سدّ لذريعة من يسترسل في مثل هذا المنطق فيسأل مثلاً:
- "القرآن صفة الله. فهل يقال إن الله موصوف بالقرآن؟ "
- أو: "القرآن صفة الله، والقرآن منزل على البشر. فهل يقال إن شيئًا من صفات الله منزّل عن البشر؟ "
- أو: "القرآن كلام الله. والله متكلم بحروف وأصوات. فهل يقال إن القرآن حروف وأصوات؟ "
- أو: "القرآن صفة الله. وصفاته قائمة به. فهل يقال إن القرآن قائم بالله؟ "
- أو: "إن مع سهل بن سعد رضي الله عنه شيء من القرآن. والقرآن من صفات الله. وفهل يقال إن مع سهل شيئ من صفات الرحمن؟! ")
هذا الإيراد لا داعي له أساساً ولا ينبغي إيراد هذه الأسئلة ولا ينبغي ذكرها فإن أوردها المخالف أجيب عنها بمثل ما أجاب السلف عن إيرادات أهل البدع في الصفات فإن سكت عن ذلك سكتنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/358)
ثم إن هذا الإيراد الذي ذكرته أخي _ بارك الله فيك _ وارد في حق جميع الصفات الأخرى فحينما نقول مثلا إن لله يدين فينبغي _ على قولك _ أن نقول عند إثباتها له يدان حقيقيتان وليس المراد بهما القدرة أو النعمة ... إلى غير ذلك من القيود ومعلوم أن ذلك لا حاجة له بل يكفي أن تثبت لله يدين ومعلوم عقيدة أهل السنة والجماعة في المراد بهما فمن أورد ما سبق ذكره من تأويل فعندئذ يرد عليه بالتفصيل، وكذلك حينما نثبت صفة الاستواء لا حاجة إلى أن نقول استواء لا مماسة فيه .... ونحوها فالمقصود أنه في مجال تقعيد مذهب أهل السنة وعقيدتهم يكتفى بما نقل وورد عن السلف ولا نتجاوز ألفاظهم ولا نزيد ولا نقيد إلا عند الحاجة لذلك في موضع الرد أو إذا ظن المرء أن السامع قد يفهم فهماً خاطئاً أو كان اللفظ يوهم مشابهة قول أهل البدع كما حدث في إنكار أحمد على الوقفية واللفظية فيبين ذلك بقدر الحاجة ولا يتعدى بها الحاجة فالألفاظ في هذا الباب دقيقة ومزلة وأنت تعلم يا أخي كم وقع للأئمة من محن بسبب لفظة وليس البخاري _ رحمه الله _ عنا ببعيد حينما امتحن بسبب اللفظ.
فإن أورد علينا الخصم لفظةً محدثةً أو سؤالاً محدثاً فموقفنا هو أن ننظر فيه: فأما اللفظ فنرده؛ لأنه محدث وأما المعنى فنفصل فيه فنقبل ما تضمنه من حق ونرد ما تضمنه من باطل كما قرر ذلك أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية في التدمرية وغيرها كما هو الحال في الجهة والحيز ونحوهما ..
وهذا كلام لابن تيمية رحمه الله حول ما ذكرته من أسئلة وإيرادات، قال رحمه الله: (قلت: ولو فرض أن بعض أهل الإثبات أطلق القول بأن القرآن أو غيره من الصفات بعضه فهذا إما أن ينكر لأن يقال الصفة القائمة بالموصوف كالعلم والكلام لا يقال هي بعضه أو لأن الرب تبارك وتعالى لا يقال أن له بعضا كما للأجسام بعض فإن كان الإنكار لأجل الأول فأهل الكلام متنازعون في صفات الجسم هل يقال أنها بعض الجسم أو يقال هي غيره أو لا يقال هي غيره ... ) الفتاوى الكبرى (6/ 397)
- قولك أخي: (فـ"القيود والتحفظات" إنما نذكرها في ألفاظ هي موضع الإيهام والالتباش (أى: "مفردات" و "متشابهات"). أما "المحكمات" و"المشهورات"، فلا داعي لوضع القيود لها ولا تحفظات - إلا بقصد التبحّر وزيادة البيان)
سبق بيان أن الاطلاقات الواردة في الكتاب والسنة وعن السلف يوقف عندها ويكتفى بما ذكروه إلا عند الحاجة فالأصل هو إطلاقها كما وردت وعند الرد أو مظنة الالتباس يشرح اللفظ ويبين المراد منه.
- قولك أخي: (فإن البخاري إنما أطلق القول بأن "القرآن صفة من صفات الله" في معرض الرد على من لا يسمي الله وصفاته "شيئًا".) من أين لك هذا؟ بل هو يقرر عقيدة ولا يرد وإلا فسنقول إن كل كتب العقيدة سواء التأصيلية أو الردود كلها تكون ردوداً على هذا المعنى ومعلوم الفرق بين الأمرين ثم لو سلِّم أنه يرد على من قال إن الله لا يسمى شيئاً ولا صفاته تبارك وتعالى فإن الاطلاق يكون حول المسألة المردود فيها، ومسألة أن (القرآن صفة الله) مسألة أخرى فهو ذكرها كأمر مسلم به بينه وبين من يرد عليه (هذا على التسليم بأنه في مقام الرد) فهو لا يرد على من قال القرآن ليس صفة مثلاً أو على من قال القرآن مخلوق، وما ذكرتُه الآن أيضاً هو جواب لقولك عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (هو أيضا في معرض الرد على من أنكر التفاضل في القرآن، وليس في معرض "التأصيل والتقعيد لمنهج أهل السنة والجماعة" مع كثرة ما كتبه في التأصيل والتقعيد) فشيخ الإسلام يتكلم عن مسألة التفاضل فالتجوز في الألفاظ إنما يكون في هذه المسألة لا في مسألة أخرى وهي أن القرآن صفة الله.
- قولك أخي: (وهو عندما أقر بأن القرآن "من صفات الله" - بناء على كلام أبي عبد الله بن الدراج المنقود بعضه - لم يقر به إقرارا قويا مطلقا من غير تقييد أو بيان) ما هو مقياس الإقرار القوي؟ إذا كان قد ذكر ما نقله أبو عبد الله المرابط من الإجماع في المسألة ولم يتعقبه ثم هو يقول ابتداءً: (مذهب أهل السنة أن القرآن من صفات الله لا من مخلوقات الله) مجموع الفتاوى (17/ 76) فما هو الإقرار إذاً؟
- قولك أخي: (فهو رحمه الله عندما قرر المبادئ يقول بأن القول المعروف عند أهل السنة هو "أن القرآن كلام الله وهو غير مخلوق" ولم يستعمل عبارة "إن القرآن صفة الله" مع أشددها استلزاما لعدم المخلوقية (فإن التعبير عن "القرآن" بأنه "صفة الخالق" أدل إلى أنه "غير مخلوق" من مجرد التعبير عنه بأنه "كلام الخالق"). ومع ذلك، لم يستعمل شيخ الإسلام هذه العبارة في مثل هذا المقام التأصيلي) إنما لم يستخدم ابن تيمية رحمه الله ما ذكرته لأن التعبير بـ (القرآن كلام الله وهو غير مخلوق) لفظ متواتر عن السلف وأجمعوا عليه وأطبقت ألفاظهم عليه فهو اٌقوى من جهة الثبوت من (صفة الله) بلا شك.
.....
قال شيخ السنة الإمام الحافظ أبو نصر السجزي في رسالته إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص 105): (لا خلاف بين المسلمين أجمع أن القرآن كلام الله عز وجل وأنه الكتاب المنزل بلسان عربي مبين الذي له أول وآخر وهو ذو أجزاء وأبعاض وأنه شيء ينقري ويتأتى أداؤه وتلاوته ثم اختلفوا بعد هذه الجملة فقال اهل الحق: هو غير مخلوق؛ لأنه صفة من صفات ذاته وهو المتكلم به على الحقيقة وهو موصوف بالكلام فيما لم يزل ... )
وأخيراً أخي الكريم نضال وفقه الله:
فهذه المسألة الأمر فيها واسع من جهة الإطلاق إذا اعتقد المرء أن القرآن كلام الله وهو صفة من صفاته وهو غير مخلوق وإنما المقصود الإجابة على سؤال الأخت حول ورود هذا الاطلاق في اطلاقات السلف والله أعلم(38/359)
ماذا تعرفون عن حرية الاعتقاد؟ ومن هم أشهر دعاتها؟
ـ[تلميذ ابن تيمية]ــــــــ[07 - 03 - 07, 04:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الفضلاء .... ماذا تعرفون عن حرية الاعتقاد؟ ومن هم أشهر دعاتها؟
افيدونا جزاكم الله خيرا ...(38/360)
هل يجوز التبرك بقراءة صحيح البخارى
ـ[كريم البحيرى]ــــــــ[07 - 03 - 07, 02:38 م]ـ
السلام عليكم
اخوانى عايز اعرف هل يجوز التبرك بقراءة صحيح البخارى
الشيخ الحوينى قال فى حرس الحدود نقل عن بعصض السلف ما قراءالبخارى فى كرب الاانفرج
والشيخ طارق عوض الله قال فى الدرس السابق من ترجمة البخارى ان من ضمن اسباب ذكر الترجمة التبرك بذكر البخارى فهل هذا جائز
ـ[أبو بكر الجزيري]ــــــــ[11 - 03 - 07, 09:33 ص]ـ
أخى الحبيب:
قال الشيخ بن العثيمين فى القول المفيد:
وطلب البركة لا يخلو من أمرين:
1ـ ان يكون التبرك بأمر شرعى معلوم قال الله (كتاب أنزلناه إليك مبارك).
2 ـ أن يكون بأمر حسى معلوم مثل التعليم , والدعاء , ونحوه فهذا الرجل يتبرك بعلمه ودعوته إلي الخير , فيكون هذا بركة لأننا نلنا منه خيراً كثيراً.
وقال أيضاً:
أما كيفية معرفة هل هذه من البركات الباطلة او الصحيحة , فيعرف ذلك بحال الشخص , فإن كان من أولياء الله المتقين ألمتبعين للسنة ألمبتعدين عن البدعة , فغن الله قد يجعل على يديه من الخير والبركة ما لا يحصل لغيره , ومن ذلك ما جعل الله على يد شيخ الإسلام من البركة التى انتفع بها الناس فى حياته وبعد موته.
باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما (1/ 121) مكتبة العلم.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[11 - 03 - 07, 01:40 م]ـ
فليسمح لي شيخنا الحبيب أبو طارق بوضع هذه المشاركة.
بسم الله الرحمن الرحيم
بدعة التوسل بصحيح البخاري!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قال الشيخ عبد الله علوان في " تربية الأولاد في الإسلام " في (ص493) [د- ... ضاق صدر الخديوي بذلك، فركب يوماً مع شريف باشا وهو محرج، فأراد أن يفرِّج عن نفسه، فقال الشريف باشا: ماذا تصنع حينما تُلمُّ بك مُلمَّة تريد أن تدفعها؟ فقال: يا أفندينا، إن الله عودني إذا حاق بي شيء من هذا أن ألجأ إلى " صحيح البخاري"! يقرؤه لي علماء أطهار الأنفاس فيفرج الله عني … فجمع له من صلحاء العلماء جمعاً أخذوا يتلون في "البخاري" أمام القبلة القديمة في الأزهر…]
قلت: نقل المصنِّف هذه الخرافة من غير أن يعلِّق عليها؛ مما يدل على رضاه بما فيها مِن ضلالٍ، وبدعة التوسل بصحيح البخاري، وهي التي رَوَّج لها – في العصور المتأخرة – الصوفيَّة الجهلة، وقد اشتدَّ نكير أهل السُّنَّة في إنكارها، وممن ذكرها من المتصوفة:
أ. ابن أبي جمرة - أحد شرَّاح صحيح البخاري - حيث قال: قال لي مَن لقيتُ مِن العارفين! عمَّن لقيه من السادة المُقَرِّ لهم بالفضل!: أنَّ " صحيح البخاري" ما قُرئ في شدَّةٍ إلا فُرجت، ولا رُكب به في مركبٍ إلا نجت!.أ. هـ ذكرها الحافظ ابن حجر في "مقدمة الفتح" (ص14) ولم يتعقبها بشيء!.
قلت: وفي رواية " ولا رُكب به في مركب فغرقتْ! "، وتمعن في إسناد ابن أبي جمرة -"سلسلة المجاهيل"-: مَن لقيتُ عمَّن لقيه عمَّن لقيه.
ب. تقي الدين السبكي حيث قال - في ترجمة البخاري -: وأمَّا "الجامع الصحيح" وكونه ملجأً للمعضلات، ومجرَّباً لقضاء الحوائج فأمرٌ مشهورٌ! ولو اندفعنا في ذكر تفصيل ذلك، وما اتفق فيه لطال الشرح. أ. هـ"طبقات الشافعية الكبرى" (2/ 234).
= وقد ردَّ على هذه الخرافة أهلُ السُّنَّة الموحدون، الذين أكرمهم الله بالبعد عن الخرافات، وننقل للقارئ أقوالهم:
1. قال أبو الفضل المباركفوري (1): ونحن نرى خلاف ذلك، نرى أنَّ شفاء المرضى، ودفع الشدائد، ونجاة المراكب بمن فيها… ليست مِن وظائف صحيح البخاري، ولا دواعي وجوده، أو قراءته، فإنَّ وجوده بالمراكب لا يمنعها مِن الغرق، ووجوده في البيوت لا يمنعها مِن الحريق. . . والوقائع الدالة على ذلك لا تحصى نقلاً، ولا عقلاً، وإنَّه لو صحَّ ما قاله الشيخ ابن أبي جمرة لكان "المصحف" - كتاب الله- أولى بِهذه الخصائص منه، بل بأكثر منها، ولا جدال في ذلك وإن استعظمه المستعظمون، إنَّما الحرص على "صحيح البخاري" وموالاة قراءته فللعمل بما فيه مِن فرائض الدين ونوافله، اتِّباعاً لنبيِّنا الكريم، وتأسِّياً به صلوات الله عليه وسلامه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/361)
والذي نحن به موقنون: أنَّ مَن ينجي المراكب في البرِّ والبحر، ويشفي المرضى في الليل والنهار، ويكشف الكربات، ويغيث المضطرين… ليس إلا الله سبحانه… القريب المجيب، بمحض فضله، ومشيئته وحده، واستجابة لمن دعاه من الصالحين، بقلبٍ سليمٍ، ولسانٍ مبينٍ.
قضاء الحاجات، وكشف الكربات، ونجاة المراكب، ليست إذن لوجود "صحيح البخاري"، أو سواه، في البيت، أو المركب، ولا بتعليق الحجب، والتمائم في الأعناق والآباط؛ إنما هي مقادير تجري وفق مشيئة الله سبحانه بعد الأخذ بالأسباب الصحيحة المعلومة للنَّاس ...
ولهذا نذهب - بكل الاطمئنان - إلى القول بأنَّ وجود "صحيح البخاري"، أو سواه، في مركب لا ينجيها مِن الغرق والحريق، وأنَّ قراءته لقضاء الحاجات، ودفع البليات، وكشف الكربات، وشفاء المرضى ... الخ، ليس هو الترياق (2) …أ. هـ"مقدمة تحفة الأحوذي" (ص 90 - 92).
2. كتب بعض الأزهريين - مِن أهل السنَّة - مقالاً ساخراً سماه " بماذا دفع العلماء نازلة الوباء؟! " – وقد نقله برمَّته العلامة جمال الدين القاسمي في كتابه "قواعد التحديث" وكان مما قاله فيه:
دفعوها يوم الأحد الماضي في الجامع الأزهر بقراءة متن "البخاري"، موزعاً كراريس على العلماء، وكبار المرشحين للتدريس، في نحو ساعة، جرياً على عادتهم من إعداد هذا المتن أو السلاح الجبري! لكشف الخطوب، وتفريج الكروب، فهو يقوم عندهم في الحرب: مقام المدفع والصارم والأسل (3)! وفي الحريق: مقام المضخة والماء! وفي الهيضة (4): مقام الحيطة الصحيحة، وعقاقير الأطباء! وفي البيوت: مقام الخفراء والشرطة! ... وإذا كان هذا السرُّ العجيب جاء مِن جهة أنَّ المقرر حديث نبوي، فلِمَ خُصَّ بِهذه المزية مؤلَّف "البخاري"؟! ولِمَ لَمْ يَجُز في هذا " موطأ مالك" وهو أعلى كعباً وأعرق نسباً وأغزر علماً؟! …
وإذا جَرَوْا على أنَّ الأمرَ مِن وراء الأسباب؛ فلِمَ لا يقرؤُه العلماء لدفع ألم الجوع، كما يقرؤونه لإزالة المغص، أو القيء، أو الإسهال؟! ... فإنَّا نعلم أنَّه -أي: صحيح البخاري- قرئ للعرابيين في واقعة " التل الكبير " -وهي في مصر- فلم يلبثوا أنْ فشلوا، ومُزِّقوا شرَّ ممزَّقٍ ... أمَّا أنا فلا أزال أُلِحُّ في طلب الجواب الشافي عن أصل دفع الوباء بقراءة الحديث، وعن منح "متن البخاري" مزيةً لم يُمنَحْها "كتاب الله" الذي نعتقد أنَّه متعبَّد بتلاوته دون الحديث ... أ. هـ"قواعد التحديث" (ص 264 - 267).
الأسباب وموقف المسلم منها:
قلت: وينبغي للمسلم أنْ يعلَم حقيقة "الأسباب" في التوحيد، وسأذكر ما تيسر مِن أقوال أئمَّتنا في ذلك.
أ. قال شيخ الإسلام رحمه الله: ولهذا قال طائفةٌ مِن العلماء، الالتفاتُ إلى الأسباب شركٌ في التوحيد، ومحوُ الأسبابِ أنْ تكون أسباباً؛ نقصٌ في العقل، والإعراضُ عن الأسباب بالكليَّةِ قدحٌ في الشرع، وإنَّما التوكل المأمور به: ما اجتمع فيه مقتضى التوحيد، والعقل، والشرع. أ.هـ"مجموع الفتاوى" (10/ 35).
ب. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: يجب على العبد أن يعرف في الأسباب ثلاثة أمورٍ:
الأول: ألاَّ يجعل منها سبباً؛ إلاَّ ما ثبت أنَّه سببٌ شرعاً، أو قدراً.
الثاني: أنْ لا يَعتمد العبدُ عليها، بل يعتمد على مسبِّبها، ومقدِّرها، مع قيامه بالمشروع منها، وحرصه على النَّافع منها.
الثالث: أنْ يعلم أنَّ الأسباب مهما عظمت، وقويت؛ فإنَّها مرتبطةٌ بقضاء الله وقدره لا خروجَ لها عنه. أ.هـ"القول السديد شرح كتاب التوحيد" (ص 34).
ج. وقال الشيخ محمد الصالح بن عثيمين حفظه الله: والنَّاس في الأسباب: طرفان ووسط.
الأول: مَن يُنكر الأسباب، وهم كل مَن قال بنفي حكمة الله كالجبريَّة، والأشعريَّة.
الثاني: مَن يغلو في إثبات الأسباب حتى يجعلوا ما ليس بسببٍ سبباً؛ وهؤلاء هم عامَّة الخرافيين مِن الصوفيَّة، ونحوهم.
الثالث: مَن يؤمن بالأسباب وتأثيراتِها، ولكنَّهم لا يثبتون مِن الأسباب إلا ما أثبته الله سبحانه، ورسوله سبباً شرعيّاً أو كونيّاً أ. هـ "القول المفيد" (1/ 159 - 160).
والله أعلم
======
الهوامش
(1) وهو يردُّ بذلك على ابن أبي جمرة، وغيره، ممن ذكرهم صاحب "تحفة الأحوذي" - ولم ينكر عليهم، بل أقرهم!
(2) وكيف يكون صحيح البخاري ترياقاً وقد أصاب صاحبَه نفسَه -أي الإمام البخاري- ما أصابه من الشدائد، والغمِّ، والهمِّ، حتى إنَّه سأل الله أن يقبضه إليه!؟، ثمَّ يزعم الزاعمون أنَّ "الصحيح" يفرج الهموم ويحفظ المراكب!
(3) الأسل: الرماح والنبل.
(4) الهيضة: المرضة بعد المرضة.
كتبه
إحسان بن محمد بن عايش العتيبي
أبو طارق
ـ[أبوهمام الطائفي]ــــــــ[11 - 03 - 07, 03:17 م]ـ
إن كان اعتقاد البركة خاصا بالكتاب أي يضنها في الكتاب فلا شك أنه أ [عد النجعة ...
أما إن كان يظن البركة بقراءة حديث النبي صلى الله عليه وسلم فلا شك أنها البركة كل البركة بعد كلام الله عز وجل ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/362)
ـ[عبدالرزاق الأثري]ــــــــ[11 - 03 - 07, 10:58 م]ـ
من كتاب: (التنبيهات الجلية على المخالفات العقدية في كتابي: تحفة الأحوذي وعون المعبود)
(ص 108):
قال المباركفوري: قد أجاز كثير من أهل العلم في هذا الزمان قراءة "صحيح البخاري" وختمه لشفاء الأمراض ودفع المصائب وحصول المقاصد، فيجتمعون ويقرأ بعضهم الجزء الأول منه مثلا وبعضهم الجزء الثاني، وبعضهم الثالث، ..... إلى آخره واستدل بكلام ابن أبي جمرة السابق وغيره
1 - اعتقاد التوسل بصحيح البخاري لكشف الكربات، وإزالت النكبات من بدع الصوفية المحدثة التي ارتضاها المصنف وأخذ يستدل على جوازها.
2 - ابن أبي جمرة أحد شُرّاح "صحيح البخاري" وهو صوفي، وينقل عن المجاهيل ممن لقيهم من العارفين!!.
3 - أنكر أحد طلاب الشارح هذه البدعة فقال معلقًا على كلام الشارح: ونحن نرى خلاف ذلك .. نرى أن شفاء المرضى، ودفع الشدائد، ونجاة المراكب بمن فيها, .. ليست من وظائف صحيح البخاري، ولا دواعي وجوده أو قراءته، فإن وجوده بالمراكب لا يمنعها من الغرق، ووجوده في البيوت لا يمنعها من الحريق .. والوقائع الدالة على ذلك لا تحصى نقلاً وعقلاً .. وأنه لو صحّ ما قاله الشيخ ابن أبي جمرة لكان المصحف .. أولى بهذه الخصائص منه .. بل بأكثر منها .. ولا جدال في ذلك .. وإن استعظمه المستعظمون .. وإنما الحرص على "صحيح البخاري" وموالاة قراءته في العمل بما فيه من فرائض الدين ونوافله .. اتباعًا لنبينا الكريم وتأسياً به .. صلوات الله عليه وسلامه
والذي نحن به موقنون؛ أن من يُنجي المراكب في البر والبحر، ويَشفي المرضى في الليل والنهار، ويكشف الكربات، ويغيث المضطرين .. ليس إلا الله سبحانه .. القريب المجيب، بمحض فضله ومشيئته وحده واستجابة لمن دعاه من الصالحين بقلب سليم ولسان مبين.
قضاء الحاجات وكشف الكربات، ونجاة الراكب .. ليست إذن "صحيح البخاري" أو سواه في بيت أو المركب، ولا بتعليق الحجب والتمائم في الأعناق، والآباط .. إنما هي مقادير وفق مشيئة الله سبحانه بعد أخذ الأسباب الصحيحة المعلومة للناس.اهـ
4 - وكتاب البخاري على الإجمال توسّع فيه الجهلة على مدار القرون حتى وجد من يحلف به من دون الله. والله المستعان.
ـ[أبو بكر الجزيري]ــــــــ[12 - 03 - 07, 12:57 ص]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ:
معنى التبرك بأهل الصلاح هو الاقتداء فى صلاحهم , والتبرك بأهل العلم هو الأخذ من علمهم والاستفادة منه
فواضح جداً الفرق بين مأخذ هؤلاء الصوفية وبين مأخذ الشيخين الشيخ بن العثيمين والشيخ صالح
فالتبرك عندهم هو الأخذ من علمهم ولا تعلق له بتفريج الكروب وقضاء الحوائج.
ـ[حمد الغامدي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 06:29 م]ـ
ما الخلاصة في الموضوع؟؟؟
ـ[أم فراس]ــــــــ[01 - 02 - 09, 07:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتقد أن المقصود من كلام الشيخ الحويني، أن قارئ صحيح البخاري كان يتوسل إلى الله بعمله هذا، فانفرج كربه، وهذا يدخل في التوسل بالأعمال الصالحة، ولا أظنه يقصد أن صحيح البخاري في حد ذاته يكشف الكربات ويفرج الهموم. والله أعلم.(38/363)
نقض عبارة (منهج السلف أسلم ومنهج الخلف أعلم وأحكم)!!!
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 10:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:.
إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في الله حق جهاده وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلى الله عليه وعلى آله الطبين الطاهرين وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وافترقت النصارى على إثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وفي رواية قالوا: يا رسول الله من الفرقة الناجية؟ قال من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) وفي رواية قال: هي الجماعة , يد الله على الجماعة ".
فالفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة. ولكي نكون من الناجين علينا معرفة هذه الفرقة وهؤلاء الجماعة. فالفرقة هم: أهل السنة والجاعة.
* فالسنة: هي الطريقة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل ظهور البدع والمقلات.
* والجماعة: فالمراد بهم سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين الذين اجتمعوا على الحق الصريح من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشتهروا ببدعة ولم يتهموا في الدين.
وهم الفرقة الناجية التي قال عنها صلى الله عليه وسلم " ما تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ". فقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم الفرقة الناجية ب: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.فأي شيء كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وبما أن الصحابة ومن تبعهم بإحسان هم سلف هذه الأمة فيجب علينا معرفة أصولهم ومبائهم.
* السلف والسلفيون *
يطلق لفظ السلف على: الجماعة المتقدمين ومنه قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ}.
اصطلاحا: اسم لكل منَ يُقلد مذهبه في الدين ويتبع أثره كأبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل فإنهم سلف لنا والصحابة والتابعون سلف لهم.
وقد لجأ بعض العلماء إلى تحديد السلف زمنيا بأنهم: من عاشوا قبل القرن الخامس الهجري.
ويحدد الغزالي السلف: بالصحابة والتابعين. وبعضهم يزيد على تعريف الغزالي بأهل القرون الأولى.لقوله صلى الله عليه وسلم " خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم (قال عمران رواي الحديث: فلا أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة) ".
السلف من الناحية العقدية: فالمراد بهم الصحابة والتابعون والعلماء بأصول السنة وطرائقها, وهم حراس العقيدة وحماة الشريعة الواعون لأصولها العاملون بها قولا وعملا واعتقادا وباطنا. وليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذا فالسلفيون هم: من قالوا نؤمن بما آمن به المسلمون الأوائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما آمن به أئمة الدين المشهود لهم بالخير والبر والتقوى والفهم السليم لدين الله عز وجل , فهم الذين سلكوا طريقهم واقتفوا اثرهم.
ومفرده " سلفي " وهو: من سلك طريقهم بإرجاع الأحكام الشرعية إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
* الخلف *
الخلف: هم الذين خلفوا المسلمين الأوائل واختلفوا معهم في المنهج والتطبيق وتأثروا بمناهج الفلاسفة والمتكلمين فقدموا العقل على النقل وصرفوا النصوص عن ظاهرها وعدلوا عن الوقوف عند ظاهر النص وتعللوا في عدولهم عن طريق السلف بأن طريق السلف سليم ولكنه غير عليم, فجعلوهم بمنزلة الأميين وسموهم خطأ مفوضين. مع أن حقيقة السلف أنهم فقهاء في المعاني يفقهونها ويعلمونها أكثر مما يعلمها غيرهم. ومع ذلك يقولون:" منهج السلف أسلم وطريقة الخلف أحكم وأعلم".
وهذا التعبير ليس صواب , إذ لا يُعقل أن يكون الخلف أعلم من السلف وأحكم منهم على اعتبار أن السلف هم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان فهل يتصور أن أحدا أعلم من الصحابة وأحكم في أمور الدين ولو أنفق الواحد ممن خلفهم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه. بل لو وزن إيمان أحدهم - كأبي بكر- بإيمان الأمة كلها لرجحت كفته.
يكفي أنهم نهلوا من موارد الوحي الأمين وعاشوا خير القرون ويكفي أن النجاة لمن اقتفى أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم واثرهم.
فالرسول صلى الله عليه وسلم أوتي الوحيين الكتاب والسنة , والصحابة رضي الله عنهم ما زادوا على ذلك وما نقصو ,فكانت عقيدتهم أن هذا الدين لا يؤخذ بالرأي لأنه أكبر وأجل وأنه وحي.فهل ثبت عن الصحابة استعمال الراي في الوحي والغيبيات؟ أم أن الكتاب والسنة فوق مستوى العقل فهما وحي؟ والوحي غيب وليست الغيبيات من مجالات العقل حتى يلج فيها ويتحكم عليها فيعطلها أو يؤولها أو يزيد عليها أو ينقص منها.
فإذا ثبت أن الصحابة لم يغيروا ولم يعطلوا ولم يؤولوا شيئا من الكتاب ولا من السنة.
وإن ثبت أن ذلك سبيل النجاة ووسام الفرقة الناجية فعلى الفرق الأخرى أن تراجع نفسها مادام هناك ميزان ومعيار تعرض عليه المعتقدات ليبين صحيحها من فاسدها. فكل ما خالف هذا المعيار فهو مردود على اصحابه وغير مقبول منهم لقوله عليه الصلاة والسلام " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/364)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 08:44 م]ـ
يرفع لمزيد من الردود على هذه العبارة السقيمة!!!
منقول من أحد الكتب.
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 06:26 م]ـ
اعتقد يا اخي ان القائلين هذه المقولة يقصدون بمنهج السلف " التفويض"؟؟
اليس كذلك!
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 09:07 م]ـ
فإذا ثبت أن الصحابة لم يغيروا ولم يعطلوا ولم يؤولوا شيئا من الكتاب ولا من السنة.
وإن ثبت أن ذلك سبيل النجاة ووسام الفرقة الناجية فعلى الفرق الأخرى أن تراجع نفسها مادام هناك ميزان ومعيار تعرض عليه المعتقدات ليبين صحيحها من فاسدها. فكل ما خالف هذا المعيار فهو مردود على اصحابه وغير مقبول منهم لقوله عليه الصلاة والسلام " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".
جزاك الله خيرا يااخي وهذه المقوله ((منهج السلف أسلم ومنهج الخلف أعلم وأحكم)) هي للاشاعره حيث يقصدون بمنهج السلف التفويض المطلق ومنهج الخلف التأويل الفاسد.
أما منهج أهل السنة والجماعه من سلف هذه الامه واتباعهم الى قيام الساعة فهم من أثبتوا لله ماأثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولاتعطيل ومن غير تكييف ولاتأويل وهم أهل السنة والجماعه والطائفة المنصوره ,واهل الحديث ومايطلق عليهم إسم السلفيون فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , اللهم اجعلنا منهم ومن الدعاة الى منهجهم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 11:45 م]ـ
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين:
[لو أننا قلنا: إن مذهب السلف في آيات الصفات وأحاديثها هو التفويض الذي أراده هؤلاء لكان أجهل الخلق بالله هم السلف،
لأن من لا يعرف معنى الصفات كيف يعرف الله،
الذي لا يعرف ما معنى السميع والبصير والعزيز والحكيم كيف يعرف الله؟!!! وهذا اللازم: إنه لازم باطل، وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم، ومن ثم أطلق بعض العلماء من هؤلاء القول الآتي:
(طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم)
وهذا القول فيه حق وباطل، فقولهم: (أسلم) صحيح أنه أسلم لكن لا على الوجه الذي أرادوه، لو كان مذهب السلف هو الوجه الذي أرادوه ما كان أسلم بل كان أثلم لأن مذهبا يقول: أنا أقرأ آيات الصفات وأحاديثها ولا أعرف معناها، أين السلامة؟
إذا لم تعرف المعنى وتثبته فأنت غير سالم، لكن هم قالوا: إن كون الإنسان يقول: والله ما أدري هذه سلامة،
طريقة الخلف يقولون: إنها أعلم وأحكم،
أعلم: لأنهم يثبتون معنى وأحكم لأنهم قالوا: من المحال أن ينزل الله علينا كتاباً في أعظم ما نحتاج إليه ثم لا يكون له معنى معلوماً هذا من السفه وقد بينا أن هذه القولة باطلة متناقضة كذب على السلف فيما فهموا من مذهبهم، فنرجع إلى كلام المؤلف: قال السلف في آيات الصفات وأحاديثها: (أمرّوها كما جاءت بلا كيف)، هل هذه العبارة تدل على أن السلف يفوِّضون المعنى؟
لا، هذه تدل على أن السلف يثبتون المعنى معنى آيات الصفات وأحاديثها، تدل على هذا من وجهين:
الوجه الأول: قولهم: (أمروها كما جاءت): ومن المعلوم أنها جاءت ألفاظاً لمعان، لم تأت ألفاظا لغير معنى كالحروف الهجائية أبداً جاءت ألفاظا لمعاني فإذا مررناها كما جاءت معناه أننا نثبت اللفظ والمعنى،
الوجه الثاني: قولهم: (بلا كيف): يعني بلا تكييف تدل على ثبوت المعنى.لأنه لولا ثبوت أصل المعنى ما احتجنا إلى قول: (بلا كيف).
إذ نفي الكيف عن ما ليس بموجود لغو من القول.
فإذا قالوا: (أمروها كما جاءت بلا تكييف): يدل على أنهم أثبتوا المعنى.
ووجه ذلك: أن نفي التكييف يدل على ثبوت أصل المعنى.
لأنه لولا ثبوت أصل المعنى ما احتيج إلى أن نقول: (بلا تكييف).
لأن قولنا: (بلا تكييف) عن شيء ليس له أصل وليس موجوداً يعتبر لغواً من القول، وهذا واضح جداً في أن السلف يثبتون لنصوص الصفات معنى، ووالله لولا أثبتنا للمعنى ما ذقنا طعم هذه النصوص للصفات وفي الأسماء، ولهذا كان دعوى أن السلف لا يثبتون المعنى دعوى باطلة وقدحاً في السلف عظيماً،
مهما صدر هذا القول أو من أي جهة صدر هذا القول فهو خطأ،
إذن إذا كان السلف يثبتون المعنى بلا تكييف صاروا أسلم وأعلم وأحكم، وهذا هو المطلوب].
انتهى من شرح " السفارينية".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/365)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 06:50 ص]ـ
اضافات رائعة , بارك الله في أهل الحديث وردودهم.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[20 - 05 - 07, 08:27 ص]ـ
عبارة ((منهج السلف أسلم ومنهج الخلف أعلم وأحكم)) يفهم منها:
أن يكون الخلف أعلم من السلف, وهذا غير ممكن, لأن سلف الأمة ممن عاصروا النبوة, وهم أعلم الناس بكلام النبي عليه الصلاة والسلام ومعاني القرآن لما كان لهم من قدم سبق في تاريخ هذه الأمة, مع الأخذ بعين الاعتبار أنهم من أصحاب الفصاحة والبلاغة, ومن خلفهم بلا شك أقل منهم مكانة في العربية, لأن الأمة حين توسعت دبت فيها العجمة, وكان علم الخلف في العربية معتمداً على ما كان معلوماً من لغة العرب في عهد الصحابة رضوان الله عليهم ومن كان قبلهم.
وببساطة ... كل خلفي هو عالة على كل سلفي من سلف هذه الأمة.
ومن قال أن العلوم تنوعت وصارت ناضجة, ومثل هذا جعل علم الخلف في المرتبة العليا, قلنا له: أن هذا الافتراض يدل على جهل عميق!!!
لأن لغة العرب (مثلاً) كانت حتى عهد الخلفاء رضوان الله عليهم تعرف عن طريق التعايش, وأكبر دليل على أن الألسنة تتغير بمخالطة غير العرب, وجود مثل هذا في مكة المكرمة في عصر الجاهلية, فكانت العرب ترسل أطفالها الى البادية حتى يتربوا في جوا فصيح ولا تؤثر عليهم ألسنة من كان يزور البيت الحرام من الحجاج. وفي تلك الحقبة من التاريخ لم تكن قد صنفت التصانيف.
ولما دبت العجمة في الناس, كان لزاماً على الأمة أن تضبط اللغة بضوابط تحفظ من خلالها على التكوين الأصيل للغة العرب, لما في لغة العرب من أهمية عظمى لفهم القرآن الكريم الفهم الصحيح ... وعلى هذا فقس.
العلوم اما أن تكون مستقاة من الأمر الأول لهذه الأمة, ومثل هذه العلوم عالة على سلف الأمة, واما أن تكون حادثة دخلية فلا يكون بعد الكمال الا النقصان.
فمن ما سبق ترى أخي الكريم أن قول القائل أن الخلف أعلم لا يصح.
وان قال قائل: هم علموا ما علمنا, ولكن سكتوا عنه, فنقول لهم: اما أن يكون الذي سكتوا عنه ليس من الدين, واما أن يكون من الدين.
فان كان من الدين, فهذا ادعاء أن الصحابة قد كتموا العلم ولم يبلغوه, وان حفظ الله لهذا الدين كان قاصراً في عصر من العصور ((والعياذ بالله)).
واما ان يكون ما تركوه ليس ديناً, ((فهلا وسعك مع وسعهم)).
هذا ما فاض به الخاطر, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 12:54 م]ـ
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين:
[وبهذا تعرف ضلال أو كذب من قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض، هؤلاء ضلوا إن قالوا ذلك عن جهل بطريقة السلف، وكذبوا إن قالوا ذلك عن عمد، أو نقول: كذبوا على الوجهين على لغة الحجاز، لأن الكذب عند الحجازيين بمعنى الخطأ.
وعلى كل حال، لا شك أن الذين يقولون: إن مذهب أهل السنة هو التفويض، أنهم أخطأوا، لأن مذهب أهل السنة هو إثبات المعنى وتفويض الكيفية.
وليعلم أن القول بالتفويض ـ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ من شر أقوال أهل البدع والإلحاد!
عندما يسمع الإنسان التفويض، يقول: هذا جيد، أسلم من هؤلاء وهؤلاء، لا أقول بمذهب السلف، ولا أقول بمذهب أهل التأويل، أسلك سبيلاً وسطاً وأسلم من هذا كله، وأقول: الله أعلم ولا ندري ما معناها. لكن يقول شيخ الإسلام: هذا من شر أقوال أهل البدع والإلحاد
وصدق رحمه الله. وإذا تأملته وجدته تكذيباً للقرآن وتجهيلاً للرسول r واستطالة للفلاسفة.
تكذيب للقرآن، لأن الله يقول:] ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء [[النحل: 89]، وأي بيان في كلمات لا يدرى ما معناها؟ وهي من أكثر ما يرد في القرآن، وأكثر ما ورد في القرآن أسماء الله وصفاته، إذا كنا لا ندري ما معناها، هل يكون القرآن تبياناً لكل شيء؟ أين البيان؟
إن هؤلاء يقولون: إن الرسول r لا يدري عن معاني القرآن فيما يتعلق بالأسماء والصفات وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يدري، فغيره من باب أولى.
وأعجب من ذلك يقولون: الرسول r يتكلم في صفات الله، ولا يدري ما معناه يقول: "ربنا الله الذي في السماء"، وإذا سئل عن هذا؟ قال: لا أدري وكذلك في قوله: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" وإذا سئل ما معنى "ينزل ربنا"؟ قال: لا أدري .... وعلى هذا، فقس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/366)
وهل هناك قدح أعظم من هذا القدح بالرسول r بل هذا من أكبر القدح رسول من عند الله ليبين للناس وهو لا يدري ما معنى آيات الصفات وأحاديثها وهو يتكلم بالكلام ولا يدري معنى ذلك كله.
فهذان وجهان: تكذيب بالقرآن وتجهيل الرسول.
وفيه فتح الباب للزنادقة الذين تطاولوا على أهل التفويض، وقال: أنتم لا تعرفون شيئاً، بل نحن الذين نعرف، وأخذوا يفسرون القرآن بغير ما أراد الله، وقالوا: كوننا نثبت معاني للنصوص خير من كوننا أميين لا نعرف شيئاً وذهبوا يتكلمون بما يريدون من معنى كلام الله وصفاته!! ولا يستطيع أهل التفويض أن يردوا عليهم، لأنهم يقولون: نحن لا نعلم ماذا أراد الله، فجائز أن يكون الذي يريد الله هو ما قلتم! ففتحوا باب شرور عظيمة، ولهذا جاءت العبارة الكاذبة: "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم"!.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "هذه قالها بعض الأغبياء" وهو صحيح، أن القائل غبي.
هذه الكلمة من أكذب ما يكون نطقاً ومدلولاً، "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم"، كيف تكون أعلم وأحكم وتلك أسلم؟! لا يوجد سلامة بدون علم وحكمة أبداً! فالذي لا يدري عن الطريق، لا يسلم، لأنه ليس معه علم، لو كان معه علم وحكمة، لسلم، فلا سلامة إلا بعلم وحكمة.
إذا قلت: إن طريقة السلف أسلم، لزم أن تقول: هي أعلم وأحكم وإلا لكنت متناقصاً.
إذاً، فالعبارة الصحيحة: "طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم"، وهذا معلوم.
وطريقة الخلف ما قاله القائل:
لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أرد إلا واضعا كف حائر على ذقن أو قارعاً سن نادم
هذه الطريقة التي يقول عنها: إنه ما وجد إلا واضعاً كف حائر ذقن. وهذا ليس عنده علم، أو آخر: قارعاً سن نادم لأنه لم يسلك طريق السلامة أبداً.
والرازي وهو من كبرائهم يقول:
نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
ثم يقول: "لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات:] الرحمن على العرش استوى [[طه: 5]] إليه يصعد الكلم الطيب [[الشورى: 11]،] ولا يحيطون به علما [[طه: 110]، ومن جرب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي" أهؤلاء نقول: إن طريقتهم أعلم وأحكم؟!
الذي يقول: "إني أتمنى أن أموت على عقيدة عجائز نيسابور" والعجائز من عوام الناس، يتمنى أن يعود إلى الأميات! هل يقال: إنه أعلم وأحكم؟!
أين العلم الذي عندهم؟!
فتبين أن طريقة التفويض طريق خاطئ، لأنه يتضمن ثلاث مفاسد: تكذيب القرآن، وتجهيل الرسول، واستطالة الفلاسفة! وأن الذين قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض كذبوا على السلف! أو الذين قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض كذبوا على السلف، بل هم يثبتون اللفظ والمعني ويقررونه، ويشرحونه بأوفى شرح.
أهل السنة والجماعة لا يحرفون ولا يعطلون، ويقولون بمعنى النصوص كما أراد الله:] ثم استوى على العرش [[الأعراف: 54]، بمعنى: علا عليه وليس معناه: استولى.] بيده [: يد حقيقية وليست القوة ولا نعمة، فلا تحريف عندهم ولا تعطيل].
انتهى المقصود من " شرح الواسطية".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 11:42 م]ـ
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين:
[من المشهور عندهم قولهم: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم، وهذا القول على ما فيه من التناقض قد يوصل إلى الكفر، فهو:
أولاً: فيه تناقض، لأنهم قالوا طريقة السلف أسلم، ولا يعقل أن تكون الطريقة أسلم وغيرها أعلم وأحكم، لأن الأسلم يستلزم أن يكون أعلم وأحكم فلا سلامة إلا بعلم بأسباب السلامة وحكمة في سلوك هذه الأسباب.
ثانياً: أين العلم والحكمة من التحريف والتعطيل؟
ثالثاً: يلزم منه أن يكون هؤلاء الخالفون أعلم بالله من رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأصحاب، لأن طريقة السلف هي طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.
رابعاً: أنها قد تصل الكفر، لأنها تستلزم تجهيل النبي - صلى الله عليه وسلم - وتسفيهه، فتجهيله ضد العلم، وتسفيهه ضد الحكمة، وهذا خطر عظيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/367)
فهذه العبارة باطلة حتى وإن أرادوا بها معني صحيحاً، لأن هؤلاء بحثوا وتعمقوا وخاضوا في أشياء كان السلف لم يتكلموا فيها، فإن خوضهم في هذه الأشياء هو الذين ضرهم وأوصلهم إلى الحيرة والشك، وصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال: " هلك المتنطعون "، فلو أنهم بقوا على ما كان عليه السلف الصالح ولم يتنطعوا، لما وصلوا إلى هذا الشك والحيرة والتحريف، حتى إن بعض أئمة أهل الكلام كان يتمني أن يموت على عقيدة أمه العجوز التي لا تعرف هذا الضلال، ويقول بعضهم: ها أنا أموت على عقيدة عجائز نيسابور.
وهذا من شدة ما وجدوا من الشك والقلق والحيرة، ولا تظن أن العقيدة الفاسدة يمكن أن يعيش الإنسان عليها أبداً، لا يمكن أن يعيش الإنسان إلا على عقيدة سليمة، وإلا ابتلي بالشك والقلق والحيرة، وقد قال بعضهم: أكثر الناس شكاً عند الموت أهل الكلام، وما بالك والعياذ بالله بالشك عند الموت يختم للإنسان بضد الإيمان.
لكن لو أخذنا العقيدة من كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهولة وبما جري عليه السلف، ونقول كما قال الرازي وهو من علمائهم ورؤسائهم: رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن: أقرأ في الإثبات: {الرحمن على العرش استوس} [طه: 5]، يعني: فأثبت، وأقرأ في النفي: {ليس كمثله شيء} [الشوري: 11] {ولا يحيطون به علماً} [طه: 110]، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي، لأنه أقر هذا الكلام، فقال: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تروي غليلاً ولا تشفي عليلاً، ووجدت أقرب الطرق طريق القرآن.
والحاصل أن هؤلاء المنكرين لما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله عز وجل اعتماداً على هذا الظن الفاسد أنها تقتضي التمثيل قد ضلوا ضلالاً مبيناً، فالصحابة رضي الله عنهم هل ناقشوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا؟ والذي نكاد نشهد به إن لم نشهد به أنه حين يمر عليهم مثل هذا الحديث يقبلونه على حقيقته، لكن يعلمون أن الله لا مثل له، فيجمعون بين الإثبات وبين النفي].
" القول المفيد ... "
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 12:34 ص]ـ
أشكرك أخي علي على اثرائك للموضوع بهذه الدرر ,
ـ[أبو أنس الأنصاري]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:36 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[16 - 07 - 07, 02:37 ص]ـ
وفيك بارك.
ـ[ابو حمزة السوسي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 03:45 م]ـ
السلام عليكم
ارجوا من الإخوة الأفاضل أن يزودوني بكتاب قضية التكفير في الفكر الإسلامي
او دراسة في هذا الباب
ـ[أبو زيد أسامة الليبي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 06:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 11:15 م]ـ
و انظر الفتوى الحموية (أولها) فقد نقض شيخ الاسلام هذه المقالة.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 05:13 ص]ـ
شكرا لكم.
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 03:08 ص]ـ
هُمْ رجالٌ ونحنُ رجال"
هذه الكلمة مأثورة عن الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- قال أبو محمد بنُ حزم: ((هذا أبو حنيفة يقول: ما جاءَ عن اللهِ تعالى فعلى الرأسِ والعينين، وما جاءَ عن رسولِ الله صلى اللهُ عليه وسلم فسمعاً وطاعةً، وما جاءَ عن الصحابةِ رضي الله عنهم تخيرنا من أقوالهم، ولم نخرجْ عنهم، وما جاءَ عن التابعين فهُمْ رجالٌ ونحنُ رجالٌ)) [1].
إذنْ قائلُ هذه الكلمة السائرة الإمامُ المشهورُ: أبو حنيفةَ النعمانُ بنُ ثابت فقيهُ العِراق، رأى أنس بنَ مَالك، وسمع عطاء بن أبي رباح، ونافعاً مولى ابن عمر، وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم، وُلد سنة ثمانين، وماتَ سنة خمسين ومائة على الصحيح [2]، وعُرِفَ أنَّ المقصود بقوله "هم رجال" أقرانه ونظراؤه من التابعين.
إذا تبين مَا تقدم عُلِمَ أنَّ هذه الكلمةُ ابتذلتْ عندَ كثيرٍ مِنْ الناس في هذا الزمان -خاصةً المتعالمين منهم ممن يسمون مفكرين، وكذلك من الناشئة في طلب العلم!! - فلم يراعوا مكانة القائل، ولا قدر من قيلت فيه هذه الكلمة.
نعم إذا قال "هم رجال ونحن رجال" من كان في منزلة أبي حنيفة في نظرائه من أهل العلم فحُقَّ له ذلك، لأنَّ قول بعضهم ليس حجةً على بعض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/368)
إنَّ هذه الكلمة أصبحتْ مطية يركبُها مَنْ يريدُ أنْ يردَّ أقوالَ الأئمة المتقدمين، والسلفِ الصادقين بلا حُجةٍ ولا بُرهان، ومَنْ يريدُ أن يمرر آراءه الشاذة، وأقوالَه الضعيفة، واختياراتِه الغريبة، ومَنْ يريدُ أنْ يُظهِر نفسهُ على حساب أئمة العلم والدين.
نعم "هُمْ رجالٌ ونحنُ رجال" في أصلِ الخِلْقةِ والصفاتِ المشتركة من سمعٍ وبصرٍ وجوارح، ولكنَّ الله حباهم –بفضله ومنته وحكمته- غزارةً في العلم، وإخلاصاً في العمل، وصِدْقاً في الدعوة، وصبراً عِند الأذى والبلاء، قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية: ((ومَنْ آتاه اللهُ علماً وإيماناً عَلِمَ أنّه لا يكون عند المتأخرين من التحقيق إلا ما هُو دونَ تحقيقِ السلفِ لا في العلم ولا في العمل)) [3] ما أجمل وأبلغ هذه العبارة من هذا الإمام الخبير!.
قال الخطيبُ البغداديُّ–لمّا ذَكَرَ الأئمةَ المتقدمين وما وَقَعَ مِنْ بعضهم من وَهْم في الجمعِ والتفريق بين الرواة-: ((ولعل بعض مَنْ ينظرُ فيما سطرناه، ويقفُ على ما لكتابنا هذا ضمّناه، يلحقُ سيئ الظن بنا، ويرى أنّا عَمْدنا للطعنِ على من تقدّمنا، وإظهار العيب لكبراءِ شيوخنا وعلماءِ سلفنا، وأنّى يكونُ ذلكَ! وبهم ذكرنا، وبشعاعِ ضيائهم تبصرنَا، وباقتفائنا واضحَ رسومِهم تميزنا، وبسلوك سبيلهم عن الهَمَجِ تحيزنا، وما مثلُهم ومثلُنا إلا ما ذكر أبو عَمْرو بنُ العلاء فيما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: أخبرنا أبو طاهر عبدالواحد بن عُمر بن محمد بن أبي هاشم قال: حدثنا محمد بن العباس اليزيدي قال: حدثنا الرّياشي عن الأصمعي قال: قالَ أبو عَمرو: مَا نَحْنُ فيمن مَضَى إلاّ كبَقْلٍ في أُصولِ نَخْلٍ طُوالٍ)) [4]، وأبو عَمْرو بنُ العلاء هو: المازني البصريّ شيخ القرّاء والعربية، وأحدُ القرّاء السّبعة، مات سنة أربع وخمسين ومائة [5]، فإذا كان أبو عمرو يقول هذا وهو متقدم الوفاة، فماذا ترانا نقول ونحن نعيش في القرن الخامس عشر من الهجرة وما فيه من كثرة الشبهات، ووفرت الشهوات!!، رحماكَ ربِّ.
وقال الشاطبيُّ- لمّا ذَكَر طريقينِ لأخذِ العلم عن أهلهِ الأوَّل: المشافهه، والثاني: مطالعة كتب المصنفين قال: وهو نافع في بابه بشرطين ثم ذكر الشرط الأوَّل ثم قال-: ((الشرطُ الثاني: أنْ يتحرى كتبَ المتقدّمين مِنْ أهلِ العلم المراد، فإنهم أقعدُ بهِ منْ غيرهِم من المتأخرين، وأصلُ ذلكَ التجربةُ والخَبَرُ: أمَّا التجربةُ فهو أمرٌ مشاهد في أيّ علمٍ كان فالمتأخرُ لا يبلغُ مِنْ الرسوخِ في علمٍ مَا مابلغه المتقدمُ، وحسبكَ منْ ذلكَ أهلُ كلّ علمٍ عمليّ أو نظريّ، فأعمالُ المتقدمين -في إصلاحِ دنياهم ودينهم- على خلافِ أعمالِ المتأخرين؛ وعلومُهم في التحقيقِ أقعدُ، فتحققُ الصحابةِ بعلوم الشريعة ليسَ كتحققِ التابعين؛ والتابعونَ ليسوا كتابعيهم؛ وهكذا إلى الآن، ومَنْ طالعَ سيرهَم وأقوالَهم وحكاياتِهم أبصرَ العَجبَ في هذا المعنى، وأما الخَبَرُ ففي الحديث "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" ... والأخبارُ هنا كثيرةٌ، وهى تدلُ على نقصِ الدينِ والدنيا، وأعظمُ ذلكَ العلم، فهو إذا في نقصٍ بلا شك، فلذلك صارتْ كتب المتقدمين وكلامهم وسيرهم أنفع لمن أراد الأخذ بالاحتياط في العلم على أيّ نوعٍ كان، وخصوصاً علم الشريعة، الذي هو العروةُ الوثقى، والوزَر الأحمى وبالله تعالى التوفيق)) [6].
وقال الذهبيُّ: ((جزمتُ بأنَّ المتأخرين على إياس من أن يلحقوا المتقدمين في الحفظ والمعرفة)) [7]
وقد عَقَد ابنُ القيم في كتابه " إعلام الموقعين" فصلاً لبيان فضل علم السلف قال في أوله: ((فصل في جواز الفتوى بالاثار السلفية والفتاوي الصحابية وإنها اولى بالاخذبها من آراء المتأخرين وفتاويهم وأن قربها الى الصواب بحسب قرب اهلها من عصر الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأن فتاوي الصحابة أولى أن يؤخذ بها من فتاوي التابعين وفتاوي التابعين أولى من فتاوي تابعي التابعين وهلم جرا وكما كان العهد بالرسول اقرب كان الصواب اغلب وهذا حكم بحسب الجنس لا بحسب كل فرد فرد من المسائل كما ان عصر التابعين وإن كان افضل من عصر تابعيهم فإنما هو بحسب الجنس لا بحسب كل شخص شخص ولكن المفضلون في العصر المتقدم اكثر من المفضلين في العصر المتأخر وهكذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/369)
الصواب في أقوالهم اكثر من الصواب في أقوال من بعدهم فإن التفاوت بين علوم المتقدمين والمتأخرين كالتفاوت الذي بينهم في الفضل والدين .. )) [8].
ومِنْ علاماتِ أهل البدع: الوقيعةُ في سلفِ الأمة ورميهم بالجهل تارة، ً وبعدم الفهم والسذاجة تارة كما يقولون "منهج السلف أسلم ومنهج الخلف أعلم وأحكم"، قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية: ((ومن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتابَ والسنةَ وما اتفق عليه أهلُ السنةِ والجماعةِ من جميعِ الطوائف أنّ خيرَ قرونِ هذه الأمة في الأعمالِ والأقوالِ والاعتقادِ وغيرهِا من كل فضيلةٍ أنّ خيرها القرنُ الأولُ ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كما ثَبَتَ ذلكَ عن النبي صلى الله عليه وسلم من غيرِ وجهٍ، وأنهم أفضلُ من الخَلَفِ في كل فضيلةٍ من علمٍ وعملٍ وإيمانٍ وعقلٍ ودينٍ وبيانٍ وعبادةٍ وأنهم أولى بالبيانِ لكل مُشْكلٍ، هذا لا يدفعُه إلاّ من كابرَ المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، وأضله الله على علمٍ، كما قال عبدُالله بن مسعود -رضي الله عنه-:"مَنْ كانَ منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئكَ أصحابُ محمد؛ أبرّ هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم"، وقال غيره: عليكم بآثارِ مَنْ سَلَفَ فإنهم جاءوا بما يكفي وما يشفي ولم يحدث بعدهم خير كامن لم يعلموه، هذا وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم"، فكيف يحدث لنا زمان في الخير في أعظم المعلومات وهو معرفة الله تعالى هذا لا يكون أبدا وما أحسن ما قال الشافعي رحمه الله في رسالته: هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا)) [9].
قال ابنُ رَجَب: ((وقد ابتلينا بجَهَلةٍ من النّاس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم، فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كل من تقدم من الصحابة ومن بعدهم لكثرة بيانه ومقاله، ومنهم من يقول هو أعلم من الفقهاء المشهورين المتبوعين ... وهذا تنقص عظيم بالسلف الصالح وإساءة ظن بهم ونسبته لهم إلى الجهل وقصور العلم)) [10]، وقال ((فلا يوجد في كلام من بعدهم من حق إلاّ وهو في كلامهم موجود بأوجز لفظ وأخصر عبارة، ولا يوجد في كلام من بعدهم من باطل إلاّ وفي كلامهم ما يبين بطلانه لمن فهمه وتأمله، ويوجد في كلامهم من المعاني البديعة والمآخذ الدقيقة ما لا يهتدي إليه من بعدهم ولا يلم به، فمن لم يأخذ العلم من كلامهم فاته ذلك الخير كله مع ما يقع في كثير من الباطل متابعةً لمن تأخر عنهم)) [11].
- ومن أخطر الأمور تربية النشء على الاعتراض على الأئمة السابقين، والعلماء الربانيين بغير حجة ولا برهان، وتصويرُ ذلكَ بأنه هو التجردُ والاجتهادُ وعَلامةُ العلم والتحقيق!!، ونشر مثل هذه الكلمات: "هم رجال ونحن رجال"، و"وكم ترك الأوَّل للآخر"، " والمتأخر جمع ما عند الأولين من العلم فهو أوسع علماً" ونحو ذلك من الكلمات الواسعة والتي قد تفهم خطأ كما تقدم.
- إنّ ما تقدم ليس دعوةً للتقليد؛ فإنّ التقليد –وهو: قبول قول الغير من غير معرفة دليله- لا يجوز لمن تحققت أهليته واتسع وقتُه، بل هي دعوة للاتباع الصادق، وإنزال الناس منازلهم، ووضع الأمور في مواضعها، والعدل في القول والعمل، ومعرفة أنّ لسلفنا الصالح منهجاً فريداً متكاملاً في العلم والعمل، نابعاً من الكتاب والسنة، وما عليه الصحابة الكرام، فكانوا بحق هم أجدر من يقتدى بهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، وفي الصحيحين من حديث عَبيدة السلمانيّ عن عبدِ الله بن مسعود قال: ((سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس خير؟ قال: قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته)).
والأمر كما قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية: ((ومَنْ آتاه اللهُ علماً وإيماناً عَلِمَ أنّه لا يكون عند المتأخرين من التحقيق إلا ما هُو دونَ تحقيقِ السلفِ لا في العلم ولا في العمل)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/370)
- وثمتْ أمر آخر تنطوي عليه كلمة "هُمْ رجالٌ ونحنُ رجال" وهو تزكية النفس وقد دلَّ الكتاب والسنة على المنع من ذلك قال تعالى {فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى} وقال سبحانه {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} وروى مسلم في صحيحه من حديث يزيدَ بنِ أبي حَبيب عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمّيتُ ابنتي برَّةَ، فقالتْ لي زينبُ بنتُ أبي سلمة:إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، وسُمِّيتُ برَّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البرِّ منكم، فقالوا: بم نسمّيها؟ قال: "سموها زينب".
فطالبُ العلمِ الصادقِ لا يزكي نفسَه تصريحاً أو تلميحاً، قال ابنُ رَجب: ((وأمَّا مَنْ علمه غيرُ نافعٍ فليس له شغل سوى التكبر بعلمه على الناس، وإظهار فضل علمه عليهم ونسبتهم إلى الجهل، وتنقصهم ليرتفع بذلك عليهم وهذا من أقبح الخصال وأردئها، وربما نسب من كان قبله من العلماء إلى الجهل والغفلة والسهو، فيوجب له حب نفسه وحب ظهورها، وإحسان ظنه بها وإساءة ظنه بمن سلف، وأهل العلم النافع على ضد هذا يسيئون الظن بأنفسهم ويحسنون الظن بمن سلف من العلماء ويقرون بقلوبهم وأنفسهم بفضل من سلف عليهم وبعجزهم عن بلوغ مراتبهم والوصول إليها أو مقاربتها، ... وكان ابن المبارك إذا ذكر أخلاق من سلف ينشد:
لا تعرضن لذكرنا في ذكرهم ... ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد)) [12].
- ثم لماذا لا تفهم كلمة "هم رجال ونحن رجال" فهماً آخر سليماً يناسب حالنا وزماننا فيقال: "هم رجال" صَدَقوا في الطلب والعلم والعمل والدعوة وصَبَروا على ذلك فأصبحوا رجالا بكل معاني الرجولة، و"نحنُ رجالٌ" بمعنى: عندنا من المؤهلات والصفات ما يجعلنا نقتدي ونستفيد منهم، وأن نخدم الدينَ كما خدموه مع معرفتنا الأكيدة بالفرق الكبير بيننا وبينهم في العلم والعمل.
-وعوداً على بدء إذا قال "هم رجال ونحن رجال" من كان في منزلة أبي حنيفة في نظرائه من أهل العلم فحُقَّ له ذلك، لأنَّ قول بعضهم ليس حجةً على بعض، والله المستعان وعليه التكلان، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
د. علي بن عبد الله الصياح.
قسم الدراسات الإسلامية-كلية التربية- جامعة الملك سعود
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[06 - 08 - 07, 02:17 م]ـ
جزيتم الجنة على إثرائكم لهذا الموضوع المهم جدا ..............
وأظن يا أخواني أن هذه المقولة السقيمة والعارية من الصحة برزت جدا قبل سنوات،،، بل أخذ يتشدق بها أرباب بعض الجماعات البدعية المنحرفة .... لكي يسكتوا أصحاب المنهج السلفي .........
ولكن الحق أحق أن يتبع ........ رغم أنوف أهل الضلال ......
فمنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم أسلم وأعلم وأحكم وهو الطريق المؤدية لمرضاة الله عز وجل ومرضاة رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وهو الطريق التي تدخلنا الجنة برحمته ومغفرته وعفوه سبحانه ..........(38/371)
نظم الاحسائى
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[08 - 03 - 07, 02:44 ص]ـ
مارايكم بهذا النظم
نظم الاحسائى لمقدمة الرسالة
نظمها الشيخ احمد بن مشرف الاحسائى
المتوفى سنة 1285هجرية
الحمدُ لله حمدا ليس منحصِرًا ## على اياديهِ ما يَخْفَى وما ظهرا
ثُم الصلاة وتسليم المهيمن ما ### هب الصبا فادر العارض المطرا
على الذى شاد بنيان الهدى فسما ### وساد كل الورى فخرا وما افتخرا
نبينا احمد الهادى وعترته ## وصحبه كل من اوى ومن نصرا
وبعد فالعلم لم يظفر به احد ### الا سما وباسباب العلا ظفرا
لاسيما اصل علم الدين ان به # سعادة العبد والمنجى اذا حشرا
باب ما تعتقده القلوب وتنطق به الالسن من واجب امور الديانات
واول الفرض ايمان الفؤاد كذا نطق ## اللسان بما فى الذكر قد سطرا
ان الاله اله واحد صمد ## فلا اله سوى من للانام برا
رب السموات والارضين ليس لنا ## رب سواه تعالى من لنا فطرا
وانه موجد الاشياء اجمعها ## بلا شريك ولا عون ولا وزرا
وهو المنزه عن ولد وصاحبة ## ووالد وعن الاشباه والنظرا
لا يبلغن كنه الله واصفه ##ولا يحيط به علما من افتكرا
وانه اول باق فليس له بدء###ولا منتهى سبحان من قدرا
حى عليم قدير والكلام له ###فرد سميع بصير من اراد جرى
وان كرسيه والعرش قد وسعا ##كل السموات والارضين اذ كبرا
ولم يزل فوق ذاك العرش خالقنا ###بذاته فاسال الوحيين والفطرا
ان العلو به الاخبار قد وردت### عن الرسول فتابع من روى و قرا
فالله حقا على الملك احتوى وعلى ال##عرش استوى وعن التكييف كن حذرا
والله بالعلم فى كل الاماكن لا ##شىء سميع شاهد ويرى
وان اوصافه ليست بمحدثة## كذاك اسماؤه الحسنى لمن ذكرا
وان تنزيله القران اجمعه ##كلامه غير خلق اعجز البشرا
وحى تكلم مولانا القديم به ## ولم يزل من صفات الله معتبرا
يتلى ويحمل حفظا فى الصدوركما ## بالخط يثبته فى الصحف من زبرا
وان موسى كليم الله كلمه#### الهه فوق ذاك الطور اذ حصرا
فالله اسمعه من غير واسطة#### من وصفه كلمات تحتوى عبرا
حتى اذا هام سكرا فى محبته ##قال الكليم الهى اسال النظرا
اليك قال له الرحمن موعظة ##انى ترانى ونورى يدهش البصرا
فانظر الى الطور ان يثبت مكانه## اذا راى بعض انوارى فسوف ترى
حتى ماتجلى ذو الجلال له ##تصدع الطور من خوف وما اصطبرا
فصل فى الايمان بالقدر خيره وشره
وبالقضاء والاقدار اجمعها####ايماننا واجب شرعا كما ذكرا
فكل شىء قضاه الله فى ازل## طرا وفى لوحه المحفوظ قد سطرا
وكل ما كان من هم ومن فرح ##ومن ضلال ومن شكران من شكرا
فانه من قضاء الله قدره ##فلا تكن انت ممن ينكر القدر
والله خالق افعال العباد وما ##يجرى عليهم فعلى امر الاله جرا
ففى يديه مقادير الامور وعن## قضائه كل شىء فى الورا صدرا
فمن هدى فبمحض الفضل وفقه ##ومن اضل بعد منة قد كفرا
فليس فى ملكه شىء يكون سوى ##ماشاء الله نفعا كان او ضررا
فصل فى عذاب القبر وفتنته
ولم تمت قط من نفس وما قتلت## من قبل اكمالها الرزقالذى قدرا
وكل روح رسول الموت يقبضها ##باذن مولاه اذ تستكمل العمرا
وكل من مات مسئول ومفتتن## من حين يوضع مقبورا ليختبرا
وان ارواح اصحاب السعادة فى## جنات عدن كطير يعلق الشجرا
لكنما الشهداء احياء وانفسهم## فى جوف طير حسان تعجب النظرا
وانها فى جنات الخلد سارحة## من كل ما تشتهىتجنى بها ثمرا
وان ارواح من يشقى معذبة## حتى تكون الجثمان فى سقرا
فصل فى البعث بعد الموت والجزاء
وان نفخة اسرافيل ثانية## فى الصورحقا فيحيى كل من قبرا
كما بدا خلقهم ربى يعيدهم ##سبحان من انشا الارواح والصورا
حتى اذا ما دعا للجمع صارخه## وكل ميت من الاموات قد نشرا
قال الامام قفوهم للسؤال لكى## يقتص مظلومهم ممن له قهرا
فيوقفون الوفا من سنيهم ##والشمس دانية والرشح قد كثرا
وجاء ربك والاملاك قاطبة## لهم صفوف احاطت بالورى زمرا
وجىء يومئذ بالنار تسحبها ##خزانها فاهالت كل من نظرا
لها زفير شديد من تغيظها## على العصاة ترمى نحورهم شررا
ويرسل الله صحف الخلق حاوية## اعمالهم كل شىء جل او صغرا
فمن تلقته باليمنى صحيفته## فهو السعيد الذى بالفوز قد ظفرا
ومن يكن باليد اليسرى تناولها## دعا ثبورا وللنيران قد حشرا
وزن اعمالهم حقا فان ثقلت## بالخير فازت وان خفت فقد خسرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/372)
وان بالمثل تجزى السيئات كما ##يكون فى الحسنات الضعف قدوفرا
وكل ذنب سوى الاشراك يغفره ##ربى لمن شا وليس الشرك مغتفرا
وجنة الخلد لا تفنى وساكنها ##مخلد ليس يخشى الموت والكبرا
اعدها الله دارا للخلود لمن## يخشى الاله وللنعماء قد شكرا
وينظرون الى وجه الاله بها## كما يرى الناس شمس الظهر والقمرا
كذلك النار لا تفنى وساكنها## اعدها الله مولانا لمن كفرا
ولا يخلد فيها من يوحده ##ولو يسفك دم المعصوم قد فجرا
وكم ينجى الهى بالشفاعة من ##خير البرية عاص بها سجرا
فصل فى الايمان بالحوض
وان للمصطفى حوضا مسافته## ما بين صنعا وبصرى هكذا ذكرا
احلى من العسل الصافى مذاقته ##وان كيزانه مثل النجوم ترى
ولم يرده سوى اتباع سنته## سيماهم ان يرى التحجيل والغررا
وكم ينحى وينفى كل مبتدع ##عن وروده ورجال احدثوا الغيرا
وان جسرا على النيران يعبره ##بسرعة من لمنهاج الهدى عبرا
وان ايماننا شرعا حقيقته## قصد وقول وفعل للذى امرا
وان معصية الرحمن تنقصه## كما يزيد بطاعات الذى شكرا
وان طاعة اولى الامر واجبة## من الهداة نجوم العلم والامرا
الا اذا امروا يوما بمعصية## من المعاصى فيلقى امرهم هدرا
وان افضل قرن للذين راوا## نبينا وبهم دين الهدى نصرا
اعنى الصحابة رهبان بليلهم ##وفى النهار لدى الهيجا ليوث شرا
وخيرهم من ولى منهم خلافته ##والسبق فى الفضل للصديق مع عمرا
والتابعون باحسان لهم وكذا ##اتباع اتباعهم ممن اقتفى الاثرا
وواجب ذكر كل من صحابته## بالخير والكف عما بينهم شجرا
فلا تخض فى حروب بينهم وقعت## عن اجتهاد كن ان خضت معتذرا
والاقتداء بهم فى الدين مفترض## فاقتد بهم واتبع الاثار والسورا
واترك ما احدثه المحدثون فكم## ضلالة تبعث والدين قد هجرا
ان الهدى ماهدى الهادى اليه ##ومابه الكتاب كتاب الله قد امرا
فلا مراء وما فى الدين من جدل ##وهل يجادل الا كل من كفرا
فهاك فى مذهب الاسلاف قافية## نظما بديعا وجيز اللفظ مختصرا
يحوى مهمات باب فى العقيدة## من رسالة ابن ابى زيد الذى اشتهرا
والحمد لله مولانا ونساله## غفران ما قل من ذنب وما كثرا
ثم الصلاة على من عم بعثته ##فانذر الثقلين الجن والبشر
ودينه نسخ الاديان اجمعها ##وليس ينسخ مادام الصفا وحرا
محمد خير كل العالمين به ##ختم النبييين والرسل الكرام جرى
وليس من بعده يوحى الى احد## ومن اجاز حل قتله هدرا
والال والصحب ما ناحت على## فنن وما غردت قمريةو سحرا
شكرا للاخ زكرياء تونانى
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[21 - 03 - 07, 12:41 ص]ـ
شكرا ولكن هل من الممكن ان تخبرنا بالمصدر
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[21 - 04 - 07, 11:49 ص]ـ
المنظومة ذكرها الشيخ بكر أبو زيد في آخر كتابه " عقيدة ابن أبي زيد القيرواني وعبث بعض المعاصرين بها "
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 02:24 ص]ـ
من
يقصد الشيخ بكر ببعض المعاصرين؟ هل هو ابوغدة؟
وهل للمنظومة شرح؟
ولكم مني جزيل الشكر
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[19 - 05 - 07, 06:59 م]ـ
من
يقصد الشيخ بكر ببعض المعاصرين؟ هل هو ابوغدة؟
نعم ذكر ذلك فى الردود ولعلها فى الوقفية
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 09:02 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[الاحسائي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 07:29 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي مصطفى بن سعد , ونشر بك العلوم النافعة ...
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[09 - 08 - 07, 01:39 ص]ـ
شكرا لكم انا السكندرى لا المصرى
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[09 - 08 - 07, 02:45 ص]ـ
من
يقصد الشيخ بكر ببعض المعاصرين؟ هل هو ابوغدة؟
وهل للمنظومة شرح؟
ولكم مني جزيل الشكر
هو أبو غدة كما ذكرت ... و تصرف فيها تصرفا غير مبناها و معناها ... حتى تطاوع ما إليه سائر و ما له ينتصر ... وقد بين الشيخ بكر عور مذهبه
و دسائس مسلكه.
فالحمد لله أولا و أخيرا ...
أما سؤالك الثاني: فإني قد وقفت لها -أي المنظومة- على شرح لأحد الشناقطة لا تحضرني الطبعة ولا ما وسم به شرحه من عنوان ... ولعلي أوفيك بهما بإذنه تعالى
ـ[غندر بن زيد]ــــــــ[09 - 08 - 07, 10:09 م]ـ
واخْشَ الدسائسَ من جُوعٍ ومن شِبَعٍ ... فرب مَخْمَصةٍ شَرٌّ من التُّخَمِ(38/373)
ملحوظات .. على كتاب الحكم بغير ما أنزل الله (مع وثائق)
ـ[الرايه]ــــــــ[08 - 03 - 07, 02:29 م]ـ
ملحوظات
على كتاب الحكم بغير ما أنزل الله
للعنبري
كتبها
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
استاذ العقيدة جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية
التاريخ: 2/ 1/1428 هـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشراف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ..
فهذه مآخذ على كتاب (الحكم بغير ما أنزل الله وأصول التكفير (لمؤلفه خالد بن علي العنبري، فالكتاب -كما هو ظاهر عنوانه- يتحدث عن مسائل خطيرة وقضايا كبيرة، وبعد الاطلاع والقراءة لذلك الكتاب وجدت أن المؤلف -هداه الله- قد وقع في زلات وعثرات، وتلبس كتابه بجمل كثيرة من المآخذ والشطحات، فأحببت أن أشير إلى هذه المآخذ إيضاحاً للحق، ورحمة بالخلق، والله تعالى أسأل أن يهدينا وسائر إخواننا المسلمين لما اختلف فيه من الحق بإذنه،
وهانحن نورد هذه المآخذ على النسق التالي:
1 - من أظهر المآخذ على الكتاب المذكور: تناقضه واضطرابه عند إيراده لأقوال العلماء فتراه يقرر مسألة محتجاً بكلام عالم من العلماء مع أن في نفس كلام هذا العالم ما ينقض دعوى العنبري ويبطل مراده.
أ- فالمذكور يدعي أن كفر العناد (ليس هو مجرد الامتناع عن العمل مع الإقرار به بل لا بد فيه بالإضافة إلى ذلك من البغض للحق والنفرة منه والاستكبار عليه) (ص/9)، ثم يورد كلاماً لشيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير دعواه، مع أن شيخ الإسلام قال -وكما نقله العنبري (ص/13) -: (إنما الكفر يكون بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه مثل كفر فرعون واليهود ونحوهم) (الدرء 1/ 242).
فشيخ الإسلام يقرر أن مجرد الامتناع عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم يعد كفراً مخرجاً عن الملة، فما بال الكاتب يحتج بكلام ينقض دعواه؟!
فالامتناع عن طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم كفر أكبر، كما قال تعالى: ((قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)) (آل عمران: 32).
يقول ابن كثير: (دلت الآية على أن مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم في الطريقة كفر، والله لا يحب من اتصف بذلك وإن ادعى وزعم في نفسه أنه محب لله ويتقرب إليه حتى يتابع الرسول النبي صلى الله عليه وسلم الأمي خاتم الرسل ورسول الله إلى جميع الثقلين) (تفسير ابن كثير 1/ 338).
وقال محمد بن نصر المروزي -رحمه الله-: (لا إيمان إلا بعمل، ولا عمل إلا بعقد، ومثل العمل من الإيمان كمثل الشفتين من اللسان لا يصح الكلام إلا بهما، لأن الشفتين تجمع الحروف واللسان يظهر الكلام، وفي سقوط أحدهما بطلان الكلام، وكذلك في سقوط العمل ذهاب الإيمان) (الفتاوى 7/ 334).
وساق الخلال بسنده إلى الحميدي حيث قال: وأخبرت أن قوماً يقولون: إن من أقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج، ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت أو يصلي مسند ظهره، مستدبر القبلة حتى يموت، فهو مؤمن، ما لم يكن جاحداً إذا علم أن تركه ذلك في إيمانه، إذ كان يقر الفروض واستقبال القبلة، فقلت هذا الكفر الصراح، وخلاف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفعل المسلمين. (السنة للخلال 3/ 586،587).
ب- ومثال ثان من تناقض المذكور: أنه قيد كفر الإعراض بشروط من عنده فقال: (ومنهم من يعرض عنه لا يصدقه ولا يكذبه، ولا يصغي له، ولا يسمعه عمداً أو استهتاراً واستكباراً) (ص/11)، فأحدث المذكور واشترط لهذا الكفر: الاستهتار والاستكبار مع أن كلام ابن القيم الذي احتج به لمذهبه، إنما هو حجة عليه ونقض لدعواه، فإن ابن القيم قال -وكما نقله العنبري-: ((وأما كفر الإعراض، فأن يُعرض بسمعه وقلبه عن الرسول، لا يصدقه ولا يكذبه ولا يواليه ولا يعاديه، ولا يصغي إلى ما جاء به ألبتة)) (مدارج السالكين 1/ 338)، فإن ابن القيم جعل مجرد الإعراض عن دين الله تعالى كفراً دون شروط اشترطها العنبري! بل إن نصوص القرآن الكريم صريحة في تعليق حكم الكفر على مجرد الإعراض، كما قال تعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً)) (النساء:61)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/374)
يقول شيخ الإسلام: (فبين سبحانه وتعالى أن من تولى عن طاعة الرسول، وأعرض عن حكمه فهو من المنافقين، وليس بمؤمن وأن المؤمن هو الذي يقول سمعنا وأطعنا، فالنفاق يثبت ويزول الإيمان بمجرد الإعراض عن حكم الرسول وإرادة التحاكم إلى غيره) (الصارم المسلول 33).
يقول ابن القيم: (فجعل الإعراض عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والالتفات إلى غيره هو حقيقة النفاق، كما أن حقيقة الإيمان هو تحكيمه وارتفاع الحرج عن الصدور بحكمه .. ) (مختصر الصواعق المرسلة 2/ 353).
كما أن ابن القيم قال في (الفوائد): (إن المدعو إلى الإيمان إذا قال لا أصدق ولا أكذب، ولا أحب ولا أبغض ولا أعبده ولا أعبد غيره كان كافراً بمجرد الترك والإعراض) (ص/114).
وقال سبحانه: ((وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ)) (النور: 47 - 48).}
قال شيخ الإسلام: (فنفي الإيمان عمن تولى عن العمل وإن كان قد أتى بالقول .. ) (مجموع الفتاوى 7/ 142)
كما ذكر الشيخ الإمام محمد بن عبدا لوهاب رحمه الله الإعراض عن دين الله تعالى ضمن نواقض الإسلام مستدلاً بقوله تعالى: ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ)) (السجدة: 22).
ج- وتناقض الكاتب مرة ثالثة عندما أطلق هذه المقالة: (أن المسلم لا يكفر بقول أو فعل أو اعتقاد إلا بعد أن تقام عليه الحجة وتزال عنه الشبهة) (ص/18).
فمقالته السالفة تناقض ما أورده من كلام لابن قدامة رحمه الله حيث يقول أثناء كلامه عن تارك الصلاة: (فإن كان جاحداً لوجوبها -أي الصلاة- نظر فيه، فإن كان جاهلاً به، وهو من يجهل ذلك كالحديث الإسلام، والناشئ ببادية عرِّف وجوبها وعلم ذلك، ولم يحكم بكفره لأنه معذور، فإن لم يكن ممن يجهل ذلك كالناشئ من المسلمين في الأمصار والقرى، لم يعذر ولم يقبل منه ادعاء الجهل، وحكم بكفره لأن أدلة الوجوب ظاهرة) (المغني 6/ 44 (.
فليس الجهل عذراً مقبولاً لكل من ادعاه، كما أن إقامة الحجة ليس في كل مسألة مطلقاً، فهناك أمور لا يتوقف في كفر قائلها، ولذا يقول الشيخ محمد بن عبدا لوهاب: (ومسألة تكفير المعين مسألة معروفة إذا قال قولاً يكون القول به كفراً، فيقال من قال بهذا القول فهو كافر، لكن الشخص المعين إذا قال ذلك لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض الناس .. وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة أو ما يعلم من الدين بالضرورة فهذا لا يتوقف في كفر قائله) (الدرر السنية 8/ 244).
وانظر فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم (1/ 74)، وفتاوى اللجنة الدائمة في السعودية (1/ 528)
د- وهاك أخي القارئ تناقضاً رابعاً للكاتب عندما قصر الاستحلال على التكذيب فقط (انظر ص/119 من الكتاب المذكور)، واحتج لدعواه بكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية إذ يقول: (أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعوهم على التبديل، فيعتقدوا تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله اتباعاً لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل، فهذا كفر، وقد جعله الله ورسوله شركاً) (مجموع الفتاوى 7/ 70).
فظاهر كلام شيخ الإسلام أن هؤلاء ليسوا مكذبين حيث يعلمون أنهم خالفوا دين الرسل .. فليس الاستحلال محصوراً في التكذيب فقط كما توهمه العنبري، فإن هذا الاستحلال يعد في حد ذاته كفراً، وإن لم يكن هناك متابعة أو طاعة لأولئك الأرباب، ومناط الكفر في الآية: ((اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ)) (التوبة:31).
هو القبول والمتابعة في هذا التبديل، ويدل على ذلك حديث البراء بن عازب رضي الله عنه حيث قال: (مر بي عمي الحارث بن عمرو ومعه لواء قد عقده له رسول الله صلة الله عليه وسلم فسألته، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضرب عنق رجل تزوج امرأة أبيه) 1
[1] أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وحسنه ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود وصححه الألباني في إرواء الغليل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/375)
ويوضح ابن جرير معنى هذا الحديث بقوله: (فكان فعله -أي الذي تزوج امرأة أبيه- ذلك من أدل الدليل على تكذيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أتاه به عن الله تعالى، وجحوده آية محكمة في تنزيله، فكان بذلك من فعله حكم القتل وضرب العنق، فلذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله وضرب عنقه، لأن ذلك كان سنته في المرتد عن الإسلام) (تهذيب الآثار 2/ 148)، فصرح ابن جرير رحمه الله تعالى أن فعل هذا الرجل استحلال لما حرم الله، وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعلم أن الاستحلال ليس محصوراً باللسان فقط، فإن فعل ذلك الرجل استحلال أوجب كفره وقتله، وكذا الجحود ليس محصوراً على تكذيب ما فرض الله تعالى، بل يتناول الجحود -أيضاً- الامتناع عن الإقرار والالتزام كما بين ذلك شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (7/ 530، 20/ 98) وانظر رسالة ظاهرة الإرجاء للحوالي (158 - 162)
2 - ادعى العنبري أن الكفر العملي لا يخرج من الملة إلا إذا دلَّ على الجحود والتكذيب، أو الاستخفاف والاستهانة والعناد وعدم الانقياد كالسجود للأصنام والاستهانة بالمصاحف كما في (ص/61) من كتابه، والجواب عن ذلك:
أ- أن هذه الأعمال المذكورة -السجود للأصنام والاستهانة بالمصاحف- كفر في حد ذاتها وأما تعليقها بما اشترطه العنبري فلا دليل على ذلك، فالسجود للأصنام شرك يناقض توحيد العبادة، وقد أجمع العلماء على أن من صرف عبادة لغير الله تعالى فهو كافر، دون تقييدات العنبري، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسل نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن تدعو أحداً من الأموات، ولا الأنبياء، والصالحين .. كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت، ولا لغير ميت ونحو ذلك، بل نهى عن كل هذه الأمور، وإن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله) (الرد على البكري ص/376).
وجاء في الفتاوى البزازية: (والسجود لهؤلاء الجبابرة كفر .. ) (6/ 343). ولما أورد الرملي -من فقهاء الشافعية- أنواع الردة .. كان مما قاله: (السجود لصنم أو شمس أو مخلوق آخر، لأنه أثبت لله شريكاً) (نهاية المحتاج 7/ 417).
وقال القاضي عياض: (وكذلك نكفِّر بكل فعل أجمع المسلمون أنه لا يصدر إلا من كافر .. كالسجود للصنم وللشمس والقمر والصليب والنار) (الشفا 2/ 1072)
وبالنظر إلى أقوال هؤلاء العلماء -من المذاهب الأربعة- يظهر أن السجود للصنم كفر دون تقييدات الكاتب وتكلفاته، وكذا الاستهانة بالمصحف كفر في حد ذاته كما هو مبسوط في كتب الاعتقاد، وكتب الفقه في باب حكم المرتد، ومن ذلك ما ذكره الدردير -من علماء المالكية- في موجبات الردة حيث قال: (إلقاء مصحف أو بعضه .. ومثل إلقائه تركه بمكان قذر أو تلطيخه به .. ) (الشرح الصغير 6/ 145)، وعدَّ البهوتي من نواقض الإسلام ما يأتي: (أو وجد منه امتهان القرآن .. أو إسقاط حرمته) (كشاف القناع 6/ 137).
ب- مقالة العنبري بأن الكفر العملي لا يخرج من الملة إلا إذا دل على الجحود .. تشبه مقالة غلاة المرجئة من أصحاب أبي معاذ التومني القائل: (من قتل نبياً أو لطمه كفر، وليس من أجل اللطمة كفر، ولكن من أجل الاستخفاف والعداوة والبغض له) (انظر مجموع الفتاوى 7/ 547) فما الفرق بين مقالة التومني المرجئ وبين مقالة العنبري؟
ج- أن العنبري نقل تقسيم ابن القيم -رحمه الله- كفر العمل إلى قسمين، فقسم يضاد الإيمان، وآخر لا يضاده، فالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف، وقتل النبي وسبه يضاد الإيمان -انظر الكتاب المذكور (ص/50)، وكتاب الصلاة لابن القيم (ص/55).
فالإمام ابن القيم رحمه الله جعل السجود للصنم والاستهانة بالمصحف كفراً عملياً مخرجاً من الملة دون شروط العنبري .. أفلا وسع العنبري أن يلزم فهم ابن القيم دون هذه التجاوزات؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/376)
د- أساء العنبري في نقله لكلام ابن القيم، فحذف كلاماً طويلاً ومهماً في بيان الكفر العملي دون أي إشارة تفيد الحذف أو التصرف فأين التجرد والأمانة في النقل؟ وسنورد كلام ابن القيم في الكفر الذي قد يخرج من الملة دون ما اشترطه العنبري: (وقد سمي الله سبحانه وتعالى من عمل ببعض كتابه وترك العمل ببعضه مؤمناً بما عمل به، وكافر بما ترك العمل به، فقال تعالى: ((وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)) (البقرة: 84 - 85).
فأخبر سبحانه أنهم أقروا بميثاقه الذي أمرهم به، والتزموه، وهذا يدل على تصديقهم به أنهم لا يقتل بعضهم بعضاً، ولا يخرج بعضهم بعضاً من ديارهم، ثم أخبر أنهم عصوا أمره، وقتل فريق منهم فريقاً، وأخرجوهم من ديارهم فهذا كفرهم بما أخذ عليهم في الكتاب، ثم أخبر أنهم يفدون من أسر من ذلك الفريق، وهذا إيمان منهم بما أخذ عليهم في الكتاب، فكانوا مؤمنين بما عملوا به من الميثاق، كافرين بما تركوا منه) (كتاب الصلاة ص/55 - 56 تحقيق زعيتر).
3 - تجاهل العنبري الفرق بين من فعل المعصية مشتهياً -كحال عصاة الموحدين- وبين من فعلها إباءً وتكبراً، فأراد أن يجعل حالهما واحداً، وجعل القسمة ثنائية -على حد دعواه- فإما أن يفعل المعصية مستحلاً لها فهذا هو الكافر، وإما أن يفعلها غير مستحل لها فهذا العاصي، إضافة إلى ما سبق التنبيه عليه من حصره الاستحلال في التكذيب باللسان، ومما يدل على تجاهله، وقلة فهمه أنه نقل كلام شيخ الإسلام دون أن يلتزم به، حيث فرق شيخ الإسلام بين من فعل المعصية مستحلاً فهذا كافر لوقوعه فيما يضاد قول القلب (التصديق)، وبين من فعل المعصية إباءاً واستكباراً وإن اعتقد حرمتها فهذا كافر لانتفاء عمل القلب (الانقياد والخضوع)، وبين من فعل المعصية مشتهياً فهذا من عصاة الموحدين، وإليك كلام شيخ الإسلام في توضيح ذلك: (إن العبد إذا فعل الذنب مع اعتقاد أن الله حرمه عليه، واعتقاد انقياده لله فيما حرمه وأوجبه فهذا ليس بكافر، فأما إن اعتقد أن الله لم يحرِّمه أو أنه حرَّمه لكن امتنع من قبول هذا التحريم وأبى أن يذعن لله وينقاد فهو إما جاحد أو معاند، ولهذا قالوا من عصى مستكبراً كإبليس كفر بالاتفاق، ومن عصى مشتهياً لم يكفر عند أهل الإسلام والجماعة وإنما يكفره الخوارج فإن العاصي المستكبر وإن كان مصدقاً بأن الله ربه، فإن معاندته له ومحادته تنافي هذا التصديق.
وبيان هذا أن من فعل المحارم مستحلاً لها فهو كافر بالاتفاق، فإنه ما آمن بالقرآن من استحل محارمه، وكذلك لو استحلها بغير فعل، والاستحلال اعتقاد أنها حلال له، وذلك يكون تارة باعتقاد أن الله أحلها، وتارة باعتقاد أن الله لم يحرمها، وتارة بعدم اعتقاد أن الله حرمها، وهذا يكون لخلل في الإيمان بالربوبية أو لخلل في الإيمان بالرسالة، ويكون جحداً محضاً غير مبني على مقدمة، وتارة يعلم أن الله حرمها، ويعلم أن الرسول إنما حرم ما حرمه الله، ثم يمتنع عن التزام هذا التحريم، ويعاند المحرم، فهذا أشد كفراً ممن قبله، وقد يكون هذا مع علمه بأن من لم يلتزم هذا التحريم عاقبه الله وعذبه، ثم إن هذا الامتناع والإباء إما لخلل في اعتقاد حكمة الآمر وقدرته، فيعود هذا إلى عدم التصديق بصفة من صفاته، وقد يكون مع العلم بجميع ما يصدق به تمرداً واتباعاً لغرض النفس، وحقيقته كفر، هذا لأنه يعترف لله ورسوله بكل ما أخبر به ويصدق بكل ما يصدق به المؤمنون، لكنه يكره ذلك ويبغضه ويسخطه لعدم موافقته لمراده ومشتهاه، ويقول: أنا لا أقر بذلك ولا ألتزمه وأُبغض هذا الحق وأنفر عنه، فهذا نوع غير النوع الأول، وتكفير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/377)
هذا معلوم بالإضطرار من دين الإسلام .. وبهذا يظهر الفرق بينه وبين العاصي فإنه يعتقد وجوب ذلك الفعل عليه ويجب أن لا يفعله، لكن الشهوة والنفرة منعته من الموافقة، فقد أتى من الإيمان بالتصديق والخضوع والانقياد، وذلك قول وعمل لكن لم يكمل العمل) (الصارم المسلول3/ 971،972).
بل إن هذه المسألة مقررة وثابتة بالإجماع كما حكاه إسحاق بن راهويه رحمه الله حيث يقول: (قد أجمع العلماء أن من سب الله عز وجل، أو سب رسوله، أو دفع شيئاً أنزله الله، أو قتل نبياً من أنبياء الله، وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله أنه كافر) (التمهيد 4/ 226).
4 - خلط العنبري بين التكفير المطلق وتكفير المعين -كما في (ص/105 - 122) -، فلم يفرق بينهما، مع أن أهل السنة يفرقون بين تكفير المطلق وتكفير المعين، ففي الأول يطلق القول بتكفير صاحبه -الذي تلبس بالكفر- فيقال: من قال كذا، أو فعل كذا فهو كافر، ولكن الشخص المعين الذي قاله أو فعله لا يحكم بكفره مطلقاً حتى تجتمع فيه الشروط وتنتفي عنه الموانع، وإزاء هذا الخلط العجيب من العنبري وقع في تأويل متكلف حيث زعم أن قوله تعالى: ((فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً)) (النساء: 65).
أن المراد به بقوله سبحانه (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ) أي لا يستكملون الإيمان!! وهذه عاقبة خلطه بين التكفير المطلق وتكفير المعين، فإن الآية نفت الإيمان حتى يحكّم الرسول صلى الله عليه وسلم كما وضح ذلك ابن تيمية في الصارم (2/ 80، 3/ 984)، ومجموع الفتاوى (28/ 471)، وابن كثير في تفسيره (3/ 211)، وابن القيم في التبيان في أقسام القرآن (270)، وفتح القدير للشوكاني (1/ 484).
وليس هذا كلام سيد قطب وحده كما ادعاه العنبري! وأما الأنصاري الذي اعترض على حكم النبي صلى الله عليه وسلم فهذا شخص معين لم يحكم عليه بالردة إما لتخلف شرط أو وجود مانع والله أعلم (انظر الصارم المسلول 3/ 986).
وخطأ آخر وقع فيه العنبري بسبب عدم تفريقه بين تكفير المطلق وتكفير المعين، عندما استعظم العنبري أمراً عادياً وتعجب من غير عجب، حيث أورد العنبري ما نقله الأستاذ محمد شاكر الشريف في كتابه (إن الله هو الحكم) من كلام شيخ الإسلام في المنهاج (5/ 130)، حيث حذف الشريف عبارة (وإلا كانوا جهالاً) وكأن العنبري قد عثر على صيد ثمين! مع أن الخطب في ذلك يسير، فإن ما حذفه الشريف لا يخل بكلام شيخ الإسلام، إنما هو إشارة إلى أن الجهل عارض من عوارض الأهلية يجب اعتباره والأخذ به، وقد سبق الشريف علماء أجلاء لم يذكروا هذه العبارة كالشيخ حمد بن عتيق في رسالة النجاة والفكاك (ضمن مجموعة التوحيد 413) والشيخ سليمان بن سحمان في الدرر السنية (10/ 504).
فلم هذا التهويل دون مبرر علمي؟ والمصيبة أن هذه الزيادة تنقض دعواه، وتعكر مشتهاه، حيث قال شيخ الإسلام: (فمن لم يلتزم تحكيم الله ورسوله فيما شجر بينهم فقد أقسم الله بنفسه أنه لا يؤمن، وأما من كان ملتزماً لحكم الله ورسوله باطناً وظاهراً، لكن عصى واتبع هواه فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة) (المنهاج 5/ 131)
5 - وقع العنبري في الكثير مما اتهم به الآخرون وتلبس بجملة مآخذ ألصقها بمخالفيه، فكان ممن يقولون ما لا يفعلون، ويأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم .. ومن ذلك ما يلي:
أ- قال العنبري: (لا يجوز لأحد كائناً من كان أن يقيد ما أطلق الشرع الشريف إلا بدليل وبينة من كتاب أو سنة) (ص/125)، ولا شك أن العنبري يندرج ضمن هذه الكائنات، ويدخل دخولاً أولياً كما في إطلاقه لهذا الكلام السالف فما باله قيد -وبلا دليل- ما أطلقه الشارع في الكفر العملي وكفر الإعراض -كما سبق إيراده-؟.
ب- اتهم العنبري مخالفيه بالحذف لكلام أهل العلم، وبتر النصوص .. مع أنه حذف كلام ابن القيم في مسألة الكفر العملي -كما مر بنا- وحذف بعض كلام شيخ الإسلام في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله -كما سبق ذكره آنفاً- بل حذف كلاماً مهماً لإسماعيل الأسعردي في مسألة التحاكم إلى غير شرع الله تعالى (قارن ما نقله في ص/70 بما جاء في رسالة الأسعردي ضمن الرسائل المنيرية 1/ 173).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/378)
ج- كما تصرف العنبري ببعض ما كتبه عبدالعزيز آل عبداللطيف في كتابه (حكم الله وما ينافيه)، وحذف بعضه فأين الأمانة والعدل؟.
حيث قال العنبري: (وإذا قيل عدم تحكيم الشريعة من غير ما جحود واستحلال -كفر إباء وردّ وامتناع- وإن كان مصدقاً بها! كما يقول أحدهم) (ص/94).
وبالرجوع إلى الكتاب المذكور -حكم الله وما ينافيه- نجد أن العبارة على النحو التالي: (ولا شك أن تحكيم الشريعة انقياد وخضوع لدين الله تعالى، وإذا كان كذلك، فإن عدم تحكيم هذه الشريعة كفر إباء ورد وامتناع، وإن كان مصدقاً بها، فالكفر لا يختص بالتكذيب فحسب كما زعمت المرجئة) (ص/29).
د- اتهم العنبري الآخرين بتحريف الكلم، ولي أقوال أهل العلم .. مع أنه وقع في شر منه حيث حرَّف معنى قوله تعالى: ((فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ)) (الآية) إلى نفي كمال الإيمان! -كما سبق إيراده- وادعى أن معنى قول امرأة ثابت بن قيس (ولكني أكره الكفر في الإسلام) أن المراد كفران العشير، وأراد العنبري بهذا التأويل أن يبطل ما حرره ابن تيمية في الاقتضاء من التفريق بين الكفر المعرَّف باللام، وبين كفر منكر في الإثبات! مع أن الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى قال في معنى تلك العبارة: (كأنها أشارت إلى أنها قد تحملها شدة كراهتها له على إظهار الكفر لينفسخ نكاحها منه، وهي كانت تعرف أن ذلك حرام، لكن خشيت أن تحملها شدة البغض على الوقوع فيه) (9/ 400).
فلا يمكن أن نبطل قاعدة قررها شيخ الإسلام من خلال استقراء أدلة كثيرة، ونتشبث بتأول أعجب العنبري! مع أن ما أوردناه عن الحافظ ابن حجر قد يكون هو الأليق والأنسب لسياق العبارة المذكورة، فالكفر على ظاهره لاقترانه بالإسلام، وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (2/ 11) ((أن الظلم إذا أطلق يراد به الشرك الأكبر))، فإذا كان هذا في الظلم فما بالك بالكفر إذا جاء مطلقاً ومعرفاً كما في قوله تعالى: ((وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) (المائدة: 44)!.
ولما حكي ابن كثير الإجماع على كفر من ترك شرع الله وتحاكم إلى غيره من الشرائع، ادعى العنبري أن هذا إجماع خاص بالتتار!! (انظر ص/137)!.
إضافة إلى تكلفه في فهم كلام ابن أبي العز الحنفي ومحمود شاكر (انظر ص/128 - 130).
6 - لم يقف العنبري عند حد التصرف في كلام أهل العلم وليه .. بل تجاوزه إلى التقول عليهم فنسب إليهم ما لم يقولوه، وهاك مثالاً ظاهراً على هذا التقول: قال العنبري: ((وقد حدثني فضيلة الشيخ عبدا لله بن عبدا لرحمن الجبرين -حفظه الله- وهو أحد كبار تلامذته - أن له كلاماً آخر يذهب فيه إلى التفصيل الذي حكيناه عن السلف) (ص/131).
وقد سئل الشيخ عبدا لله بن حبرين عن دعوى العنبري، فلم يوافق العنبري فيما توهمه! وهذا واضح جلي من خلال نص السؤال والفتوى المرفقة بهذا الموضوع.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=45241&stc=1&d=1173373276
وإذا كان العنبري في كتابه المذكور تقول على الشيخ ابن جبرين ما لم يقله كما هو ظاهر فتوى الشيخ المنقولة .. فإن العنبري قد زاد تقولاً وتخرصاً عندما كتب مقالة في مجلة الأصالة (العدد السادس ص15) ونسب إلى الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله ما لم يقله.
يقول العنبري في مقالته - التي عزاها إلى الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله –: (أما إذا حكم بغير ما أنزل الله غير جاحد أو مستحل وحمله على ذلك الهوى والشهوة والجهل فهو ظالم فاسق مرتكب لمعصية أكبر من الكبائر كالزنا، وشرب الخمر، والسرقة، واليمين الغموس وغيرها، فإن معصية سماها الله في كتابه كفراً أعظم من معصية لم يسمها كفراً).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/379)
وأما النقل الصحيح لكلام الشيخ محمد بن إبراهيم دون تحريف العنبري وتبديله: (وأما القسم الثاني من قسمي كفر الحاكم بغير ما أنزل الله وهو الذي لا يخرج عن الملة فقد تقدم أن تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقول الله عز وجل: ((وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) (المائدة: 44) قد شمل ذلك القسم وذلك في قوله رضي الله عنه في الآية (كفر دون كفر) وقوله أيضاً: (ليس بالكفر الذي تذهبون) .. وذلك أن تحمله شهوته وهواه على الحكم في القضية بغير ما أنزل الله مع اعتقاده حكم الله ورسوله هو الحق واعترافه على نفسه بالخطأ ومجانبة الهدى، وهذا وإن لم يخرجه كفره عن الملة فإنه معصية عظمى أكبر من الكبائر كالزنى، وشرب الخمر، والسرقة واليمين الغموس وغيرها، فإن معصية سماها الله في كتابه كفراً أعظم من معصية لم يسمها كفراً) أ. هـ (من رسالة تحكيم القوانين ص/7)، وانظر فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم (12/ 291).
بل ماذا يفعل العنبري وأضرابه بكلام الشيخ محمد بن إبراهيم حيث يقول: (وأما الذي قيل فيه كفر دون كفر إذا حاكم إلى غير الله مع اعتقاد أنه عاص وأن حكم الله هو الحق، فهذا الذي يصدر منه المرّة ونحوها، أما الذي جعل قوانين بترتيب وتخضيع فهو كفر، وإن قالوا أخطأنا وحكم الشرع أعدل) أ. هـ (من فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم (12/ 280)؟.
7 - نلحظ من خلال قراءة كتاب العنبري أن المذكور كما لو كان هو الوصي على عقيدة السلف وصاحب (المرجعية) لأهل السنة! وأن ما يقرره من قناعات وآراء هو الحق الذي لا ريب فيه، فما أكثر عبارته في (القطع) و (الجزم) بما يفهمه ويعجبه! ومثال ذلك أنه لما ساق كلام العلماء في مسألة التحاكم إلى غير شرع الله وأنه لا يكفر إلا إذا عاند أو جحد معلوماً من الدين بالضرورة، فماذا بعد الحق إلا الضلال (ص/74) ثم كررها في موضع آخر (ص/80) وانظر (ص/97).
ومن قواطع العنبري: (ليس بين السلف والخلف من خلاف في تفسيرها - يعني قوله تعالى: ((وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) (المائدة: 44) (ص/100)، وجزم في موضع ثالث قائلاً: (فضلاً عن أني لم أجد من المفسرين من تجاسر على القول بهذا الحكم العام الذي وصل إليه سيّد - عفا الله عنه!) (ص/104).
ومقصود العنبري أنه لم يقل أحد بظاهر الآية وانتفاء الإيمان بأصله!! وقد سبق أن أشرنا إلى ما حرره شيخ الإسلام ابن القيم وابن كثير في معنى الآية وأنه على ظاهرها، فما أعجب جرأة العنبري وتجاسره.
ومن أشنع تجاسر العنبري وقطعه دعواه أن قوله تعالى: ((فلا وربك لا يؤمنون)) مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) ثم قال: (لا فرق ألبتة بين هذه النصوص فالمراد منها جميعاً نفي كمال الإيمان .. ) (ص/106).
فانظر أخي القارئ إلى ما فعله العنبري .. حيث سوى بين المختلفات بجزم وقطع دون دليل، ويسلك العنبري مسلكاً آخر في الوصاية على مذهب السلف، عندما شرح قول شيخ الإسلام: (وأما من كان ملتزماً لحكم الله ورسوله باطناً وظاهراً، لكن عصى واتبع هواه فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة) فقال الشارح العنبري -أو الوصي-: (المقصود بالالتزام الإذعان لأحكام الله ورسوله وعدم ردها وإن لم يعمل به كما سيتضح في كلام الشيخ السعدي الآتي) ثم ساق كلام السعدي فجمع المذكور بين جملة إساءات، حيث زعم أن مقصود شيخ الإسلام بأن تارك جنس العمل ليس كافراً .. ثم أساء مرة أخرى عندما نسب ذلك التوضيح إلى السعدي، مع أن الشيخ السعدي لم يقل ما توهمه العنبري، فيا للعجب من جرأة هذا الشخص وسوء فهمه!
8 - من أهم الملحوظات على العنبري وكتابه دفاعه عن حكام هذا الزمان والتكلف المقيت من أجلهم، وتبرير طغيانهم وفجورهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/380)
ونذكر العنبري وأشباهه بقوله تعالى: ((هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً)) ومن مجادلات العنبري عن طواغيت هذا العصر قوله: فحرام على أهل الورع والدين أن يكفروا حاكماً بغير ما أنزل رب العالمين مجانبين هذه الحقائق العلمية .. (ص/62)، ثم ذكر حال النجاشي رضي الله عنه وأنه لم يمكن أن يحكم بين أهل بلده بحكم القرآن .. وكأن العنبري أراد بذلك المثال -ومن خلال سياق كلامه- أن يبرر حكم الطواغيت وأنهم عاجزون عن تحكيم شرع الله في بلاد المسلمين، وأن حالهم كحال النجاشي!!
ثم يدعي العنبري أن الحاكم بغير الشريعة لا يجرؤ على أن يشرع في الدين ما لم يأذن به الله! بخلاف المبتدع فهو أشد ظلماً وأكثر جرماً من الحاكم بالقوانين الوضعية .. (انظر ص/95).
فلا أدري أعمي العنبري -أو تعامى- عن نظام بلاده مثلاً عندما جوز أوكار الربا والخنا والخمر ونحوها من المحرمات القطعية، وفرض تلك المحرمات الظاهرة، وقام على رعايتها وحمايتها؟ أنسي العنبري -أو تناسى- أن أولئك الحكام هم حماة الأضرحة والمزارات وسائر البدع الكفرية، وهم الذين سوغوا الأحزاب الكفرية وأضفوا عليها الصبغة القانونية المعتبرة؟؟.
ورحم الله رقبة بن مصقلة عندما قال: (وأما المرجئة فعلى دين الملوك) أخرجه ابن بطة في الإبانة الصغرى (ص/163).
9 - مع هذه الرحمة والإشفاق على طواغيت هذا الزمان، كان العنبري غليظاً على مخالفيه من دعاة أهل السنة وعلمائهم، فنعوذ بالله من مسلك الخوارج الذين يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، فوصف العنبري مخالفيه بأنهم أغمار، ليس عندهم شجاعة ولا جراءة! (انظر ص/35)، وحكم العنبري على ما حرره الشريف -في كتابه- إن الله هو الحكم في مسألة (كفر دون كفر) بأنه من (الكذب الواضح) أو (التضليل المقصود أو الجهل الفاضح المزري) (ص/126)، كما اتهم العنبري مخالفيه بأنهم سلكوا سبيل الخوارج الحرورية، مع أن ما حرره هؤلاء الأفاضل هو مذهب السلف الصالح، فليسوا خوارج كما وصمهم العنبري، وليسوا أغماراً جبناء، فإن الجبن ألصق بالمرجئة من غيرهم، فالدكتور صلاح الصاوي صاحب مؤلفات تأصيلية متميزة، وله جهود مشكورة في الذب عن عقيدة السلف الصالح، وكذا الأستاذ محمد شاكر الشريف له مشاركاته المتميزة في نصرة مذهب أهل السنة، وأما ما كتبه عبدا لعزيز آل عبدا للطيف في (نواقض الإيمان القولية والعملية) فهي رسالة علمية، قد ناقشها وأجازها علماء أجلاء: الشيخ عبدا لرحمن البراك، والشيخ صالح اللحيدان، وكذا رسالة ضوابط التكفير للشيخ عبدا لله القرني، فإنها رسالة متينة قد ناقشها وقرظها د. سفر الحوالي.
10 - ابتلى صاحبنا -العنبري- بمدح نفسه والثناء على جهده، حيث قال عن كتابه: (ولا أحسب أن في الكتب المعاصرة من نسج على منواله في التجرد والموضوعية، والوقوف مع النصوص القرآنية والحديثية بفهم سلف الأمة .. ) (ص/6).
وأثنى على نفسه معرِّضاً فقال: (ذلك أن مسائل التكفير من أعظم مسائل الدين وأكثرها دقة لا يتمكن منها إلا الأكابر من أهل العلم الواسع، والفهم الثاقب) (ص/15).
ثم ذكر هذه المسائل! ووصف كتابه بأنه (الكتاب الماتع المتين) (ص/84). ويصل اعتداد العنبري بنفسه إلى أن يقول: (إنه -أي ابن كثير- يذهب إلى ما نذهب إليه) (ص 137). فابن كثير ذهب إلى رأي العنبري!.
كما أن مقالته -المنشورة في مجلة الأصالة- العدد السادس وفي 5 صفحات وكانت تحت عنوان (فصل الخطاب فيمن لم يحكم بالسنة والكتاب).
هذا ما تيسر تسطيره من ملحوظات على الكتاب المذكور، ولعل المؤلف -هداه الله تعالى- ومن سلك مسلكه أن تنشرح صدورهم إلى قبول هذه الملاحظات، وأسأل الله تعالى أن يوفق الجميع للباقيات الصالحات والله الموفق
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=45242&stc=1&d=1173286961
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[08 - 03 - 07, 04:52 م]ـ
اللهم انا نبرأ اليك من افراط الخوارج وتفريط المرجئة
وهذا المذهب المشؤوم قد أخذه هؤلاء المرجئة عن شيخهم الكبير فلماذا نلوم التابع ونتعامى بل ونعتذر للمتبوع
ـ[محمد بشري]ــــــــ[08 - 03 - 07, 05:07 م]ـ
أخي الحبيب الراية جزاكم الله خيرا على بيا ن حقيقة الفرقة الإرجائية الخامسة كما سماها د صالح الفوزان، وخطر هؤلاء لا يقل بحال عن الخوارج، فإن المرجئة المعاصرة تحمل شعار السلف وتتدثر بدثاره، وهي فرقة من أهم أهدافها تدجين النفوس الكريمة الأبية وإدخالها في فقه غريب دخيل على الأمة ........
وأنصح إخواني جميعا الموافق والمخالف لسماع سلسلة شيخنا العلامة -بحق -محمد بن عبد المقصود المسماة (سلسلة تصحيح المفاهيم) والتي من الله علي بحضور أكثرها بمسجد التوحيد برمسيس، فأدعو إخواني لسماعها، ففيها بإذن الله الجواب الكافي الشافي لمنهج أريد له الظهور بمنهج السلف وهو من براء .........
وشيخنا حفظه الله كما يرد على المرجئة لا ينسى في لفتات منهجية بديعة الرد على الغلاة حتى يستقيم منهج أهل السنة وتظهر معالمه عالية خفاقة .....
ودونكم السلسلة http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=286
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/381)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 06:13 م]ـ
مقال علمي رائع أنصف غاية الإنصاف
ولا أدري كيف عمي المرجئة عن هذه الحقائق والبينات
ولو فتشوا لوجدوا السبب في أنفسهم
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 03 - 07, 06:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا وجزا علمائنا أيضا كل خير على بيان ضلال مرجئة العصر ودعاتها وعلى رأسهم هذا الشخص
وإليكم ما قالته هيئة كبار العلماء بحق هذا الشخص وكتابة الذي يدعوا من خلالة إلى مذهب الإرجاء والمرجئة وليس المرجئة المعتدلة بل من غلاة الإرجاء
بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بشأن كتاب بعنوان: (الحكم بغير ما أنزل الله وأصول التكفير) لكاتبه خالد على العنبري
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على كتاب بعنوان:
(الحكم بغير ما أنزل الله وأصول التكفير) لكاتبه خالد على العنبري
وبعد دراسة الكتاب اتضح أنه يحتوي على إخلال بالأمانة العلمية
فيما نقله عن علماء أهل السنة والجماعة. وتحريف للأدلة عن دلالتها التي تقتضيها اللغة العربية ومقاصد الشريعة.
ومن ذلك ما يلي:
1)) تحريفه لمعاني الأدلة الشرعية، والتصرف في بعض النصوص المنقولة عن أهل العلم، حذفاً أو تغييراً على وجه يُفهم منها غير المراد أصلاً.
2)) تفسير بعض مقالات أهل العلم بما لا يوافق مقاصدهم.
3)) الكذب على أهل العلم، وذلك في نسبته للعلامة محمد بن إبراهيم آل شيخ - رحمه الله - ما لم يقله.
4)) دعواه إجماع أهل السنة على عدم كفر من حكم بغير ما أنزل الله في التشريع العام
إلا بالاستحلال القلبي كسائر المعاصي التي دون الكفر. وهذا محض افتراء على أهل السنة، منشؤه الجهل أو سوء القصد نسأل الله السلامة والعافية.
وبناء على ما تقدم، فإن اللجنة ترى تحريم طبع الكتاب المذكور ونشره وبيعه، وتُذكر الكاتب بالتوبة إلى الله تعالى ومراجعة أهل العلم الموثوقين لتعلم منهم ويبينوا له زلاته، ونسأل الله للجميع الهداية والتوفيق والثبات على الإسلام والسنة.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن عبد الرحمن الغديان
عضو: بكر بن عبد الله أبو زيد
عضو: صالح بن فوزان الفوزان
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل شيخ
ولله در القائل:
أيها القائل إني مؤمن - - إنما الإيمان قول وعمل
إنما الإرجاء دين محدث - - سنة جهم بن صفوان تحل
إن دين الله دين قيم - - فيه صوم وصلاة تعتمل
وزكاة وجهاد لا مرئ - - حارب الدين إعتدى وقتل
((الإرجاء دين الملوك))
والأثر هذا أخرجة أيضا أبو منصور الثعالبي المتوفى سنة 429هـ في ثمار القلوب في المضاف والمنسوب
والدولابي في الكنى والأسماء المتوفى سنة 310هـ
وأبن طيفور في كتاب بغداد المتوفى سنه 280هـ
وأبن عبد البر في الاستذكار المتوفى سنه 463هـ
واللالكائي في اعتقاد أهل السنة المتوفى سنه 418هـ
وأبن بطة في الإبانة الصغرى كما ذكر الشيخ حفظه الله(38/382)
هل يصح القول بأن الأشاعرة يثبتون الرؤية لله يوم القيامة هكذا باطلاق؟
ـ[السدوسي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 07:29 م]ـ
هل يصح القول بأن الأشاعرة يثبتون الرؤية لله يوم القيامة هكذا باطلاق؟ أو أن إثباتهم مخالف لأهل السنة والجماعة بل إنه يؤول إلى رؤية كلارؤية.
آمل من الإخوة التعليق ولي عودة.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 03 - 07, 08:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأشاعرة يثبتون الرؤية ولهم في تفسيرها قولان:
الأول أنها رؤية حقيقية لكنها لا في جهة أي انهم يرون الله تبارك وتعالى لا في الأمام ولا الخلف ولا اليمين ولا اليسار ولا فوق ولا تحت وهو قالوا ذلك بزعمهم فرارا من التجسيم، وهم يرون أيضا أنها رؤية مجردة عن النعيم واللذة أي أن المؤمنين لا يتنعمون برؤيتهم لربهم ولا يتلذذون بذلك وقولهم هذا يخالف إجماع السلف والنصوص المتواترة كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (16/ 82) ومابعدها
الثاني: إثبات الرؤية مع تأويلها بزيادة الإنكشاف أي فسروا الرؤية بالعلم لا رؤية البصر وهو اختيار بعض الأشاعرة كالفخر الرازي.
وهم إنما قالوا بذلك فرارا من إثبات صفة العلو لله تبارك وتعالى لأنه يلزم من إثباتهم للرؤية أن يثبتوا العلو ومن نفي العلو نفي الرؤية. فإما أن يثبتوا الأمرين معاً أو ينفوهما معاً.
وهذه سمة واضحة في منهج الأشاعرة وهو الاضطراب والتناقض فهم أكثر اضطرابا وتنقاضا من المعتزلة ومن رأى أقوالهم في مسائل العقيدة في أسماء الله وصفاته والقدر و الإيمان وغيرها يرى مدى تناقضهم واضطرابهم وجهلهم وضلالهم، وليس هذا غريبا فهم أعرضوا عن سبب الهداية ومصدر التوفيق كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فعاقبهم الله تبارك وتعالى حينما أعرضوا عن كتابه بالضلال والحيرة والتقلب في الآراء والمعتقدات الفاسدة فلا يصيبون الحق فهم أعجبوا بعقولهم واغتروا بها واعتقدوا انها كافية في إصابة الحق ولو كانت عقولهم سليمة لدلتهم على كتاب الله فالله سبحانه هو خلقهم وهو أعلم بهم من أنفسهم وأعلم بنفسه وصفاته وأعلم بشرعه فكيف يطلب العاقل الهداية في غير كلامه وهو سبحانه ما انزل كتابه ولا أرسل رسله إلا لهداية الخلق وليعبدوه ويعتقدوا فيه ما أراده سبحانه وهم قلبوا الأمر فظنوا أنهم أعلم بأنفسهم وأعلم بالله منه
قال تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد}
وقال تعالى: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون}
وقال تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين}
وقال تعالى: {قل إن هدى الله هو الهدى}
وقال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} وقال تعالى: {واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين}
وقال تعالى: {قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}
وبقدر الإعراض عن كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يحصل الضلال فالمشركون لما أعرضوا عنهما كليا صاروا أشد ضلالا فهم في ظلمات بعضها فوق بعض، وأهل الأهواء بقدر إعراضهم يصيبهم الضلال.
وليس هذا خاصا في مسائل العقيدة بل حتى مسائل الأحكام فكل من أعرض عن كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وتعصب لأقوال الرجال وعارض بها كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فإنه يصيبه من البعد عن الحق بحسبه.
وينظر:
الإرشاد للجويني (ص 180 - 181) منهاج السنة (2/ 250) (3/ 97) مجموع الفتاوى (10/ 695) (12/ 175) (16/ 82) درء تعارض العقل والنقل (1/ 250) نقض التأسيس (2/ 409)
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 09:08 م]ـ
للرفع
ـ[السدوسي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 11:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا أباحازم الكاتب ونفع بك ..
إذن أخي الفاضل يمكن أن يقال أن الأشاعرة لايثبتون رؤية شرعية، بل إن لازم قولهم نفي الرؤية ولو عرضت تلك الأقوال على لغة العرب لتبين فسادها لكن مشكلة هؤلاء أنهم - لعجمتهم - جهلوا لغة العرب وأعرضوا عن نصوص الوحيين فوقعوا فيما وقعوا فيه.
أخي الفاضل حامد ... أشكر لك مرورك الكريم
ـ[السدوسي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 11:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا أباحازم الكاتب ونفع بك ..
إذن أخي الفاضل يمكن أن يقال أن الأشاعرة لايثبتون رؤية شرعية، بل إن لازم قولهم نفي الرؤية ولو عرضت تلك الأقوال على لغة العرب لتبين فسادها لكن مشكلة هؤلاء أنهم - لعجمتهم - جهلوا لغة العرب وأعرضوا عن نصوص الوحيين فوقعوا فيما وقعوا فيه.
أخي الفاضل حامد ... أشكر لك مرورك الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/383)
ـ[السدوسي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 11:31 ص]ـ
...
ـ[السدوسي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 11:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا أباحازم الكاتب ونفع بك ..
إذن أخي الفاضل يمكن أن يقال أن الأشاعرة لايثبتون رؤية شرعية، بل إن لازم قولهم نفي الرؤية ولو عرضت تلك الأقوال على لغة العرب لتبين فسادها لكن مشكلة هؤلاء أنهم - لعجمتهم - جهلوا لغة العرب وأعرضوا عن نصوص الوحيين فوقعوا فيما وقعوا فيه.
أخي الفاضل حامد ... أشكر لك مرورك الكريم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[10 - 03 - 07, 03:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
نعم أخي السدوسي قول الأشاعرة بالرؤية الذي استقر عليه مذهبهم يؤول إلى قول المعتزلة في إنكار الرؤية حقيقة، وهذا موجود في كثير من مسائل الاعتقاد عند الأشاعرة يريدون الفرار من قول المعتزلة ثم يعودون إليه كما صنعوا في صفة الكلام وكون القرآن كلام الله فالمعتزلة قالوا القرآن مخلوق صراحة والأشاعرة قالوا بالكلام النفسي لله وعندهم القرآن عبارة عن كلام الله أي أنه مخلوق إما جبريل تكلم به أو النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لكنهم لا يقولون بهذا صراحة بحجة تعظيم كلام الله وحتى لا يجروء العوام عليه ككلام المخلوقين، لكنهم حين نفوا صفة الكلام حقيقة بحرف وصوت نفوا أن يكون القرآن كلام الله حقيقة فرجع قولهم إلى قول المعتزلة.
وهم أحيانا يفرون من قول المعتزلة ليقعوا في الطرف النقيض لهم كما في مسألة القدر فروا من قول المعتزلة (القدرية) ليقعوا في القول بالجبر الذي يغطونه باسم الكسب وهو يؤول إلى الجبر حقيقة.
ـ[أبوهمام الطائفي]ــــــــ[11 - 03 - 07, 03:22 م]ـ
سلامات ...
لماذا الردود بمثل هذه الطريقة؟؟؟!!!!!!! 1
ـ[مسدد2]ــــــــ[11 - 03 - 07, 06:53 م]ـ
سبق النقل عن الاشاعرة:
"وهم يرون أيضا أنها رؤية مجردة عن النعيم واللذة أي أن المؤمنين لا يتنعمون برؤيتهم لربهم ولا يتلذذون بذلك "
غير صحيح. والغزالي كغيره من الاشاعر قالوا عن الرؤية انها اللذة الكبرى. فلا عجب ان يختم بها كتابه الاحياء فيجعل هذا في الصفحات الاخيرة كخاتمة حسنى لمن التزم مضمون إحيائه.
ها هي كتب الاشاعرة بين الايادي لمن يحكم عليهم من كتبهم لا كتب مخالفهم، هل قالوا انها رؤية مجردة عن اللذة؟
اين التحقيق والدقيق الذي بدونه يصبح الموضوع دعاوى مجردة؟
والله من وراء القصد.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[11 - 03 - 07, 11:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي مسدد وفقه الله:
ما ذكرتُه من نفي اللذة والتنعم بالرؤية عند الشاعرة ذكره أبو المعالي الجويني _ رحمه الله _ في العقيدة النظامية وأنا أنقل لك نص كلامه في موضعين:
يقول في العقيدة النظامية _ تحقيق أحمد حجازي _ وقال أيضا (ص 61): (والرؤية غاية آمال أهل السنة وأنا أقول فيها: إن الله تبارك وتعالى يقرن بها فناً من الروح لا يوازيه روح،وهو مناط الآمال وإلا فالرؤية في عينها لا يجوز أن تكون مأمولة، وكان يجوز في قدرته أن يقرن بها منتهى عقوبة الكفار حتى يحذرها المؤمنون كما يرجونها الآن ... )
ويقول قبل ذلك (ص 39): (فليعلم الناظر في هذا الفصل أن الذين أحالوا رؤية الإله بنوا عقدهم على ظن فاسد، وذلك أنهم ظنوا أن الإحساس الذي هو تحديق في صوب المرئي هو الذي يدعي أهل الحق تعلق قبيله بوجود الإله، وهذا زلل وسوء ظن بعصبة أهل الحق، تعالى الله أن يُحس ولكن ما أحسسناه من المرئيات ندرك حقيقته، وإدراكنا حقيقته ليس هو المحسوسات المفسرة بمقابلة باتصال أشعة، فقال أهل الحق: لا يمتنع في قدرة الله سبحانه أن يخصص من أراد بصفة هي في التعلق بوجوده بالإضافة إلى العلم كالإدراك المعلق بالمدركات شاهد بالإضافة إلى العلم بها على الغيب من غير درك، ثم تلك الصفة من مقدورات الباري تعالى وهي لا تتناهى) أ. هـ
وكلام الجويني ظاهر في كون الرؤية بذاتها لا لذة فيها ولا تنعم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/384)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _: ((وأما أبو المعالي وابن عقيل ونحوهما فينكرون أن يلتذ أحد بالنظر إليه وقال أبو المعالي يمكن أن يحصل مع النظر إليه لذة ببعض المخلوقات من الجنة فتكون اللذة مع النظر بذلك المخلوق، وسمع ابن عقيل رجلا يقول أسألك لذة النظر إلى وجهك فقال: هب أن له وجهاً أفتلتذ بالنظر إليه؟!) منهاج السنة النبوية (5/ 391 - 392) وذكر مثل ذلك في الاستقامة (1/ 97 - 98)
وقال أيضاً: (و المقصود هنا أن مثبتة الرؤية منهم من أنكر أن يكون المؤمن ينعم بنفس رؤيته ربه قالوا لأنه لا مناسبة بين المحدث والقديم كما ذكر ذلك الأستاذ أبوالمعالى الجوينى فى الرسالة النظامية وكما ذكره أبوالوفاء بن عقيل فى بعض كتبه ونقلوا عن إبن عقيل أنه سمع رجلا يقول اسألك لذة النظر إلى وجهك فقال يا هذا هب أن له وجها اله وجه يتلذذ بالنظر إليه وذكر ابو المعالى أن الله يخلق لهم نعيما ببعض المخلوقات مقارنا للرؤية فأما النعيم بنفس الرؤية فأنكره وجعل هذا من أسرار التوحيد) مجموع الفتاوى (10/ 695)
وقال ابن القيم _ رحمه الله _: (زعم بعض أهل الكلام أنه لا يحصل لهم بذلك لذة كما زعم أبو المعالي الجويني في رسالته النظامية أن نفس النظر إليه سبحانه لا لذة فيه؛ إذ اللذة إنما تكون بالمناسب ولا مناسبة بين القديم والمحدث وزعم أن هذا من أسرار التوحيد،وكذلك أبو الوفاء بن عقيل سمع قائلاً يقول: أسألك لذة النظر إلى وجهك فقال: يا هذا هب أن له وجها أفتلتذ بالنظر إليه؟! وهذه نزعة اعتزالية .. ) الصواعق المرسلة (4/ 1453)
وأما ما تذكره عن أبي حامد الغزالي _ رحمه الله _ من ذكر اللذة إنا يريد بها اللذة العقلية بناء على ما يراه أن حقيقة الرؤية هي العلم وزيادة افدراك والكشف، فهو يقول:
(بيان أن أجل اللذات وأعلاها معرفة الله تعالى والنظر إلى وجهه الكريم وأنه لا يتصور أن لا يؤثر عليها لذة أخرى إلا من حرم هذه اللذة:
أعلم أن اللذات تابعة للإدراكات والإنسان جامع لجملة من القوى والغرائز ولكل قوة وغريزة لذة ولذتها في نيلها المقتضى طبعها الذى خلقت له فإن هذه الفرائز ما ركبت في الإنسان عبثا ... )
ثم يقول: ((4/ 308): ( ... بهذا تبين أن العلم لذيذ وأن ألذ العلوم العلم بالله تعالى وبصفاته وأفعاله وتدبيره في مملكته من منتهى عرشه إلى تخوم الأرضين فينبغي أن يعلم أن لذة المعرفة أقوى من سائر اللذات أعنى لذة الشهوات والغضب ولذة سائر الحواس الخمس فإن اللذات مختلفة بالنوع أولا كمخالفة لذة الوقاع للذة السماع ولذة المعرفة للذة الرياسة ... )
ثم يقول (4/ 312): ( .. بيان السبب في زيادة النظر في لذة الآخرة على المعرفة في الدنيا
أعلم أن المدركات تنقسم إلى ما يدخل في الخيال كالصور المتخيلة والأجسام المتلونة والمتشكلة من أشخاص الحيوان والنبات وإلى مالا يدخل في الخيال كذات الله تعالى وكل ما ليس بجسم كالعلم والقدرة والإرادة وغيرها، ومن رأى إنسانا ثم غض بصره وجد صورته حاضرة في خياله كأنه ينظر إليها ولكن إذا فتح العين وأبصر أدرك تفرقة بينهما ولا ترجع التفرقة إلى اختلاف بين الصورتين لأن الصورة المرئية تكون موافقة للمتخيلة وإنما الافتراق بمزيد الوضوح والكشف فإن صورة المرئى صارت بالرؤية أتم انكشافا ووضوحا وهو كشخص يرى في وقت الإسفار قبل انتشار ضوء النهار ثم رؤى عند تمام الضوء فإنه لا تفارق إحدى الحالتين الأخرى إلا في مزيد الانكشاف
فإذن الخيال أول الإدراك والرؤية هو الاستكمال لإدراك الخيال وهو غاية الكشف وسمى ذلك رؤية لأنه غاية الكشف لا لأنه في العين بل لو خلق الله هذا الإدراك الكامل المكشوف في الجبهة أو الصدر مثلا استحق أن يسمى رؤية وإذا فهمت هذا في المتخيلات فاعلم أن المعلومات التى لا تتشكل أيضا في الخيال لمعرفتها وإدراكها درجتان إحداهما أولى والثانية استكمال لها،وبين الأولى والثانية من التفاوت في مزيد الكشف والإيضاح ما بين المتخيل والمرئى فيسمى الثانى أيضا بالإضافة إلى الأول مشاهدة ولقاء ورؤية وهذه التسمية حق لأن الرؤية سميت رؤية لأنها غاية الكشف وكما أن سنة الله تعالى جارية بأن تطبيق الأجفان يمنع من تمام الكشف بالرؤية ويكون حجابا بين البصر والمرئى ولا بد من ارتفاع الحجب لحصول الرؤية وما لم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/385)
ترتفع كان الإدراك الحاصل مجرد التخيل فكذلك مقتضى سنة الله تعالى أن النفس ما دامت محجوبة بعوارض البدن ومقتضى الشهوات وما غلب عليها من الصفات البشرية فإنها لا تنتهى إلى المشاهدة واللقاء في المعلومات الخارجة عن الخيال بل هذه الحياة حجاب عنها بالضرورة كحجاب الأجفان عن روية الأبصار ... )
ثم قال (4/ 313): ( ... ووافى استحقاق الجنة وذلك وقت مبهم لم يطلع الله عليه أحدا من خلقه فإنه واقع بعد القيامة ووقت القيامة مجهول فعند ذلك يشتغل بصفائه ونقائه عن الكدورات حيث لا يرهق وجهه غبرة ولا قترة؛ لأن فيه يتجلى الحق سبحانه وتعالى فيتجلى له تجلياً يكون انكشاف تجليه بالإضافة إلى ما علمه كانكشاف تجلى المرآة بالإضافة إلى ما تخيله وهذه المشاهدة والتجلى هى التى تسمى رؤية فإذن الرؤية حق بشرط أن لا يفهم من الرؤية استكمال الخيال في متخيل متصور مخصوص بجهة ومكان فإن ذلك مما يتعالى عنه رب الأرباب علوا كبيرا بل كما عرفته في الدنيا معرفة حقيقية تامة من غير تخيل وتصور وتقدير شكل وصورة فتراه في الآخرة كذلك.بل أقول المعرفة الحاصلة في الدنيا بعينها هى التى تستكمل فتبلغ كمال الكشف والوضوح وتنقلب مشاهدة ولا يكون بين المشاهدة في الآخرة والمعلوم في الدنيا اختلاف إلا من حيث زيادة الكشف والوضوح كما ضربناه من المثال في استكمال الخيال بالرؤية .. )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _: (المنكرون لرؤيته من الجهمية والمعتزلة تنكر هذه اللذة وقد يفسرها من يتأول الرؤية بمزيد العلم على لذة العلم به كاللذة التي في الدنيا بذكره لكن تلك أكمل، وهذا قول متصوفة الفلاسفة والنفاة كالفارابي وكأبي حامد وأمثاله فإن ما في كتبه من الإحياء وغيره من لذة النظر إلى وجهه هو بهذا المعنى والفلاسفة تثبت اللذة العقلية وأبو نصر الفارابي وأمثاله من المتفلسفة يثبت الرؤية لله ويفسرها بهذا المعنى) منهاج السنة النبوية (5/ 390 - 391)
وعليه فالحقيقة أن الأشاعرة يرجع قولهم إلى إنكار الرؤية الحقيقية على القولين سواء من قال هي رؤية إبصار أو رؤية بمعنى العلم؛ لأن رؤية الإبصار عندهم فسروها بأنه _ سبحانه _ يرى لا في جهة لا أمام ولا خلف ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ويقيسون ذلك على النظر في المرآة وهذه الرؤية بهذا المعنى لا تجوز عقلاً. فضلا عن معارضتها للنصوص المتواترة وإجماع السلف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _: (ولهذا تجد هؤلاء الذين يثبتون الرؤية دون العلو عند تحقيق الأمر منافقين لأهل السنة والاثبات يفسرون الرؤية التي يثبتونها بنحو ما يفسرها به المعتزلة وغيرهم من الجهمية فهم ينصبون الخلاف فيها مع المعتزلة ونحوهم ويتظاهرون بالرد عليهم وموافقة أهل السنة والجماعة في اثبات الرؤية وعند التحقيق فهم موافقون المعتزلة انما يثبتون من ذلك نحو ما اثبته المعتزلة من الزيادة في العلم ونحو ذلك مما يقوله المعتزلة في الرؤية او يقول قريبا منه ولهذا يعترف هذا الرازي بأن النزاع بينهم وبين المعتزلة في الرؤية قريب من اللفظي فعلم ان هؤلاء حقيقة باطنهم باطن المعتزلة الجهمية المعطلة وإن كان ظاهرهم ظاهر اهل الاثبات كما أن المعتزلة عند التحقيق حقيقة امرهم امر الملاحدة نفاة الأسماء والصفات بالكلية وان تظاهروا بالرد عليهم والملاحدة حقيقة امرهم حقيقة من يجحد الصانع بالكلية هذا لعمري عند التحقيق وأما عوام الطوائف وان كان فيهم فضيلة وتميز فقد يجمعون بين المتناقضات تقليدا وظنا ولهذا لا يكونون جاحدين وكافرين مطلقا لأنهم يثبتون من وجه وينفون من وجه فيجمعون بين النفي والاثبات) بيان تلبيس الجهمية (2/ 396)
ـ[السدوسي]ــــــــ[12 - 03 - 07, 12:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا على إثراء الموضوع ....... وعذرا على التكرار لأنه يظهر أن هناك مشكلة في الإستقبال فعند الإرسال يعطي علامة بأنه لم يتم فيتم الإرسال مرة ومرتين ثم يتبين أنه قد تكرر الإرسال.(38/386)
ما حكم رسم الصحابة لغرض التعليم مع طمس الوجه
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[08 - 03 - 07, 08:48 م]ـ
السلام عليكم
أرجو الإجابة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[10 - 03 - 07, 07:15 م]ـ
يرفع
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[11 - 03 - 07, 03:37 ص]ـ
ما فائدة رسمه مع طمس وجهه؟؟
أجبني إن أمكن
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[12 - 03 - 07, 12:55 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله وبياك و نفع بك و سددك
خروجا من الخلاف فيقوم بطمس معالم العين أو فصل الرقبة غن الجسد
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[17 - 03 - 07, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم
حياك الله وبياك و نفع بك و سددك
خروجا من الخلاف فيقوم بطمس معالم العين أو فصل الرقبة غن الجسد
وما هي فائدته ...
مثلا إذا ما رسمت رسما و طمست وجهه و قلت للأطفال هذا أبو بكر أو علي أو ... ماذا ينفع ذلك وماذا يعني؟؟؟
هل ستربطه بهذا الرسم أم ماذا؟
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[17 - 03 - 07, 04:20 ص]ـ
طيب قبل هذا كله ............... حكم الصور أولا ماهو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وعلى فرض قلنا هناك من جوز التصوير "لكن هل هناك من جوز الرسم باليد؟؟
وعلى فرض قلنا هناك من جوز الرسم باليد (على فرض) هل هناك من قال بجواز الاحتفاظ بها؟
* مابالنا نريد الاصلاح فإذا نحن نرتكب مخالفه شرعية
* لقد عرف السلف الصحابة وتعلموا منهم ولم يحتاجوا إلى صور
* المشكلة أخوتي في الله أننا نجوز كل شيئ من أجل التعليم "
(ربما في كلامي خطأ فاحش) فالعذر منكم ونقبل التصحيح مهم كان حتى مع التوبيخ لكن الدليل أولاً.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[17 - 03 - 07, 10:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم, الذي تبين لي - والله أعلم - أنك تريد أن تعلم الصبية الصغار بعض الأحداث التاريخية, والتي وقعت في عهد الصحابة رضي الله عنهم.
وهذه الأحادث تريد أن تجعلها على شكل صور حتى تقرب المعاني للأطفال, وتعلق في أذهانهم بشكل أكبر.
أخي الكريم, بالنسبة لحكم التصوير فهو معروف أخي الكريم, فهو حرام ودليل ذلك حديث عائشةرضي الله عنها << أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت أو فعرفت في وجهه الكراهية فقالت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله فماذا أذنبت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما بال هذه النمرقة؟) فقالت اشتريتها لك تقعد عليها وتوسدها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أصحاب هذه الصور يعذبون ويقال لهم أحيوا ما خلقتم) ثم قال (إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة) >> رواه مسلم.
*****
وقاعدة ((الغاية تبرر الوسيلة)) لا تصح ... وهي قاعدة غير اسلامية كما قرر ذلك العلامة الألباني في بعض أشرطته.
فلا يجوز ان تؤخذ غاية تعليم الطلاب كوسيلة للاباحة ما حرم الله والرسول عليه الصلاة والسلام.
وفصل الرقبة عن الجسد أو طمس العينين لا يحل المشكلة, ولو كان ذلك مشروعاً لأمر به النبي عليه الصلاة والسلام عائشة ... ولم يرد ذلك في قول النبي عليه الصلاة والسلام, بل كان أمر النبي عليه الصلاة والسلام اخراج هذه الصور من البيت لأن الملائكة لا تدخل البيت الذي فيه صور.
وان كانت أخي الكريم تردي ان تصور بعض الأحداث التي وقعت في التاريخ لطلابك, لعلك تستخدم أشكال هندسية تمثل الجيوش الاسلامية اذا كنت تتكلم عن بعض الغزوات, كالدوائر والمثلثات مثلاً.
هذا والله تعالى أعلم
ـ[محمد سالم سيد عثمان خليل]ــــــــ[27 - 03 - 07, 01:16 م]ـ
يحار المرء فيما يجري في هذا العالم، ويزداد حيرة في بعض أحوال أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأترك هذه الكليمات في مقدمة حديثي لتجول خواطركم في سببها وعلتها؛ لأننا نحتاج حقيقة إلى كثير وكثير من الوقفات مع أنفسنا؛ نبحث فيها عن حقائق إيماننا، وصدق إسلامنا، وقوة غيرتنا، وكثير من المعاني المهمة في حياتنا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/387)
رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، الرسول الأكرم النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام الذي جعل الله له من الخصائص ما لم يجعل لغيره من البشر مطلقا، بل فضله على سائر رسله وأنبياءه من صفوة خلقه وأصفياءه، فقال جل علا: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أقررتم وأخذتم على ذلك إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين}.
وأخبر سيد الخلق صلى الله عليه وسلم أنه: (ما من نبي إلا وأخذ عليه الميثاق أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وينصره إن أدركه يوم).
والله سبحانه وتعالى قد عظّم شأن المصطفى صلى الله عليه وسلم بما لا مزيد لأحد عليه من البشر مهما عظم في ثناءه ومدحه للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .. ألسنا نقرأ: {إنا فتحنا لك فتحا مبيناً * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما * وينصرك الله نصرا عزيز}.
ألسنا نتنبه وندرك كثيرا من هذه الآيات العظيمة في شأن رسولنا صلى الله عليه وسلم
{ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك}.
فذكره مع ذكر الله عز وجل في أساس إيماننا وتوحيدنا وشهادتنا بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .. أليس ذلك في آذاننا وفي صلاتنا وتحياتنا .. أليس ذلك في كل ما هو متعلق بديننا وشأننا في إسلامنا .. ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع شأنه وتوقيره.
نبي الرحمة كما أخبر الحق سبحانه وتعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}.
نبي الصدق صلى الله عليه وسلم {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون}
النبي الذي وصفه الله سبحانه وتعالى بالصفات العظيمة فقال: {إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً * وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً}.
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أحد أن يذكر أو أن يلمّ بكل ما جاء في تعظيمه وتوقيره وإجلاله ورفعة مكانته عليه الصلاة والسلام.
أليس في دنيا الناس بل في الآخرة بين يدي الهول الأعظم والحشر الأكبر {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً}.
والمقام المحمود كما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع) رواه مسلم في صحيحه.
وخوطبت أنت وأنا وكل مسلم مؤمن بهذا الدين العظيم وبالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم خطوبنا بالأدب اللازم معه {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله}، {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون}، {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً}.
ومضات لها دلالات أعظم وآيات أكثر ونصوص أكثر فقهها المؤمنون الخلص من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدواتنا وأسواتنا المحبون المعظمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
زيد بن الدخنة رضي الله عنه أسر عند كفار قريش، جيء به ليصلب، اللحظات الأخيرة من حياته الأنفاس الأخيرة في دنياه، خاطبه أبو سفيان وكان إذ ذاك على شركه وكفره، فقال: " أتحب أن محمداً مكانك وأنت سليم معافى في أهلك؟ "
فنطق زيد بلسان الحب الصادق والتعظيم الخالص والإيمان المستقر المستكن في نفسه وبقدر ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم فقال رضي الله عنه وأرضاه: (والله لا أحب أن محمداً صلى الله عليه وسلم الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي).
وليس ذلك قول بلاغة ولا قول ثناء فارغ، بل كان بين يدي الموت، وكان عند معاينة انتهاء حياة، قال ذلك زيد رضي الله عنه وقاله بفعله بعد قوله عندما صلب ومضى إلى الله عز وجل شهيدا.
وعندما سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه كيف كانت محبتكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (والله كان أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وأمهاتنا والماء البارد على الظمأ)
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[27 - 03 - 07, 01:33 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ محمد سالم سيد عثمان خليل
نرجو منك يا أخانا الفاضل أن تضع مقالاتك في المكان المناسب في المنتدى
و جزاك الله خيرا
ـ[أبن حجرالعسقلانى]ــــــــ[27 - 03 - 07, 05:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبن حجرالعسقلانى]ــــــــ[27 - 03 - 07, 05:17 م]ـ
أخواني نريد تفصيل في هذا الموضوع
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[14 - 08 - 08, 04:58 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[علي التنجدادي]ــــــــ[03 - 03 - 10, 02:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(38/388)
ماذا قال الشيخ عبدالله الجديع عن تفسير الرازي!!!
ـ[أبو عبد الله السعيدي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 08:53 م]ـ
قال في كتابه الموسوم" المقدمات الأساسية في علوم القرآن"ص360"
(هذا الكتاب على كبر حجمه فإنك إن سلمت من تشكيكاته، فلا أحسبك تخرج منه بفائدة ينفرد بها في تفسير القرآن، وفيه ظلمة، ولعلك ترى هذا الوصف في عامة مؤلفات الرازي.
وذلك لما شحن به هذا الكتاب من الآراء الفلسفية التي لا تعود بنفع) انتهى
ـ[احمد سعيد رسلان]ــــــــ[08 - 03 - 07, 09:51 م]ـ
اضافة الي ما قاله الشيخ عبدالله الجديع ان الرازي عفا الله عنه كان يحسن ان يأتي بالشبه ولايستطيع الرد عليها
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[08 - 03 - 07, 09:59 م]ـ
أما قوله لا أحسبك تخرج منه بفائدة في تفسير القرآن فهذا فيه قسوة وفيه ظلم.
تفسير الرازي كتاب كبير جمع فيه صنوفاً من العلوم العقلية واللغوية وغيرها وكثير من هذه العلوم خارج عن مسمى التفسير.ومما شان تفسيره أيضاً ما أورد فيه من مسائل كلامية وفلسفية خرج بها عن منهج السلف.
ولكن ـ والحق يقال ـ إن لديه أقوالاً في التفسير قيمة وترجيحات جيدة , ولا يسلم لكل قول قيل قبله بل يناقش ويحرر.
والكتاب لا يقرؤه إلا من تحصن بالعقيدة الصحيحة وقطع شوطاً لا بأس به في العلم.
والله أعلم.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[08 - 03 - 07, 10:18 م]ـ
أوالكتاب لا يقرؤه إلا من تحصن بالعقيدة الصحيحة وقطع شوطاً لا بأس به في العلم.
والله أعلم.
من تحصن بالعقيدة الصحيحة أعرض عن كتب اهل البدع
قال ابن المبارك -رحمه الله-: في صحيح الحديث غنية عن ضعيفة
قال ابو زرعة الرازي -رحمه الله-:من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة.
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 05:33 م]ـ
( .. من أهم التفاسير التي اعتمدت منهج التفسير بالرأي منهجًا أساسًا في تفسير القرآن، وهو تفسير "مفاتيح الغيب" لمؤلفه الإمام الرازي، الملقب بـ فخر الدين الرازي، الذي كان فريد عصره، ونابغة دهره؛ إذ جمع كثيراً من العلوم وبرع فيها، فكان إماماً في التفسير، وعلم الكلام، وعلوم اللغة، والعلوم العقلية، وغيرها. وكان - لما تمتع به من منزلة علمية - مقصد العلماء، ومحط الأنظار ...
ويُعَدُّ تفسيره المشار إليه آنفاً من أشهر مصنفاته، وهو تفسير مطبوع، ومتداول بين أهل العلم؛ وقد حظي هذا التفسير بشهرة واسعة بين أهل العلم؛ لما امتاز به من سعة في الأبحاث في نواحي شتى؛ ولكن .. قبل أن نتوقف عند منهج الرازي في تفسيره، نرى من المناسب والمفيد أن ننبه على أمرين مهمين، يتعلقان بهذا التفسير:
الأول: أن الإمام الرازي لم يتم كتابة تفسيره إلى نهايته، بل أتمه من جاء بعده؛ وهذا القدر فيه شبه إجماع عند من ترجم لـ الرازي، ثم وقع الاختلاف بينهم في تحديد المكان الذي وصل إليه الرازي في كتابة تفسيره، وأيضًا حصل الخلاف بينهم فيمن أتم كتابة هذا التفسير، مع الإشارة إلى أن قارئ هذا التفسير لا يلحظ فيه تفاوتًا في المنهج والمسلك، فالكتاب يسير من بدايته إلى نهايته على وتيرة واحدة.
الأمر الثاني: وهو الأهم، أن كثيرًا من العلماء والمحققين كانت لهم العديد من المآخذ على هذا التفسير؛ كتوسعه في ذكر مسائل علم الكلام، والعلوم الطبيعية والرياضية، التي لا علاقة لها بموضوع التفسير إلا بشيء غير يسير من التكلف والتأويل البعيد، والتعرض لمثل هذه الأمور مما يجلُّ عنه كتاب الله سبحانه؛ غير أن من أهم المآخذ التي سجلها العلماء على هذا التفسير ما عبر عنه ابن حجر بقوله: " وكان يُعاب بإيراد الشبهة الشديدة، ويقصِّر في حلِّها " وهذا ملاحظ بالفعل في هذا التفسير؛ إذ يورد الرازي شُبه المخالفين على غاية ما يكون الإيراد، حتى قيل: إنه يقرر مذهب خصمه تقريرًا بحيث لو أراد خصمه تقريره لم يقدر على الزيادة عليه .. لكنه عندما يعود لتقرير ما هو الحق في المسألة نجده يضعف، ولا يوفي الرد حقه. ولأجل هذا كان بعضهم يتهم الرازي في دينه، ويشكك في عقيدته.
بعد هذا التنبيه المهم، نتوقف قليلا عند منهج الرازي في تفسيره، والذي يقوم على ما يلي:
- اهتمام الرازي ببيان المناسبات بين آيات القرآن وسوره؛ فهو يهتم غاية الاهتمام بذكر المناسبات بين الآيات القرآنية بعضها مع بعض، وكذلك يهتم بذكر مناسبات السور بعضها مع بعض.
- ثم هو لا يكاد يمر بآية من آيات الأحكام، إلا ويذكر أقوال أهل العلم فيها، مع ترجيحه غالباً لمذهب الشافعي، الذي ينتمي إليه. ويفعل مثل هذا في المسائل الأصولية، والنحوية.
- والذي يظهر لقارئ هذا التفسير - فوق ما تقدم - أن مؤلِّفه - رحمه الله - كان مولعاً بكثرة الاستنباطات والاستطرادات في تفسيره، إضافة إلى توسُّعه - كما ذكرنا آنفًا - في ذكر مسائل الكون والطبيعة، ولأجل هذا، فقد قلَّل البعض من قيمة هذا الكتاب، كتفسير للقرآن الكريم، بل وصل الأمر ببعضهم بأن وصف هذا التفسير بقوله: " فيه كل شيء إلا التفسير" وهذا القول - فيما نرى - فيه شيء من المبالغة، فلا يسعنا أن نسلِّم به على إطلاقه.
ولكن ... ومهما قيل في هذا الكتاب من مدح أو ذم، فإن ما لا نستطيع تجاهله - وهو ما نختم به مقالنا -: أن الكتاب - بما له وما عليه - يبقي فيه غير يسير من المادة التفسيرية، التي تفيد طالب العلم المتخصص، وأن فيه ما هو صواب ومقبول. ونستحضر في هذا المقام مقولة الإمام مالك - رحمه الله - إذ يقول: " إن كل الناس يؤخذ منه ويُرَدُّ، إلا صاحب هذا القبر" يعني رسول الله عليه الصلاة والسلام)
http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=38861
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/389)
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 05:37 م]ـ
وهُنا رابط ذو علاقة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32905
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[09 - 03 - 07, 09:45 م]ـ
وهنا رابط أيضاً
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=243&highlight=%C7%E1%D1%C7%D2%ED
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 03 - 07, 09:53 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=280172#post280172(38/390)
أحتاج أى مؤلفات فى "الألفاظ أو الأفعال التى تخالف العقيدة" لأجعلها سلسلة خطب جمعة
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[08 - 03 - 07, 10:34 م]ـ
السلام عليكم
أحتاج أى مؤلفات فى "الألفاظ أو الأفعال التى تخالف العقيدة" لأجعلها سلسلة خطب جمعة
وبارك الله لكم
ـ[ابوناصر]ــــــــ[09 - 03 - 07, 03:58 م]ـ
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز ابوعبدالله
تفضل هذا الرابط قد يساعدك في مهمتك وفقك الله
http://saaid.net/Minute/mm96.htm
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[09 - 03 - 07, 06:30 م]ـ
بارك الله فيك أخى الكريم
أحتاج لمؤلفات أكثر مادةً وشرحاً
ـ[على بن محمد كمال]ــــــــ[09 - 03 - 07, 11:07 م]ـ
هناك كتاب تحذير المسلمين من الأبتداع فى الدين تأليف أحمد بن حجر آل بوطامى
و كذلك كتاب المناهى اللفظية للشيخ بكر أبو زيد
ـ[وليد محمود]ــــــــ[10 - 03 - 07, 12:46 ص]ـ
الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع
http://www.ibnothaimeen.com/all/index/alebdaafikamalalshara.exe
البدع والنهي عنها ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot/gan.php?file=001342-www.al-mostafa.com.pdf) ابن الوضاح وعظ و ارشاد
بيان تلبيس الجهميه في تاسيس بدعهم الكلاميه ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot/gan.php?file=000313-www.al-mostafa.com.pdf) ابن تيميه اسلام
بيان تلبيس الجهميه في تاسيس بدعهم الكلاميه ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/algahmia.zip) ابن تيميه almeshkat.net (http://almeshkat.net/)
حقوق ال البيت بين السنه والبدعه ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/aal) ابن تيميه almeshkat.net (http://almeshkat.net/)
البدع والنهي عنها ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/ebn) ابن وضاح القرطبي almeshkat.net (http://almeshkat.net/) العقائد
التنبيه والرد علي اهل الاهواء والبدع ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot/gan.php?file=000147-www.al-mostafa.com.pdf) ابو الحسين محمد بن احمد بن عبدالرحمن الملطي الشافعي العقائد
تحذير الراكع و الساجد من بدعه زخرفه المساجد ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/000831.pdf) ابو الفداء السيد بن عبد المقصود الاثري
اعلام الاريب بحدوث بدعه المحاريب ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/003761.pdf) جلال الدين عبد الرحمن السيوطي - عماد طه فره
اتباع السنن واجتناب البدع ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot/gan.php?file=001713-www.al-mostafa.com.pdf) ضياء الدين المقدسي وعظ و ارشاد
الاعتدال فيما شاع عن البدعه من اقوال ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/002869.pdf) عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي
الباعث علي انكار البدع والحوادث ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot/gan.php?file=000020-www.al-mostafa.com.pdf) عبد الرحمن بن اسماعيل بن ابراهيم المقدسي العقائد
حكايه المناظره في القران مع بعض اهل البدعه ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot/gan.php?file=000153-www.al-mostafa.com.pdf) عبد الله بن احمد بن محمد المقدسي العقائد
البدع الحوليه ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/holyh.zip) عبد الله بن عبد العزيز بن احمد التويجري almeshkat.net (http://almeshkat.net/) العقائد
الحث علي اتِّباع السنَّه والتحذير من البدع وبيان خطرها ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/etba) عبد المحسن بن حمد العباد البدر almeshkat.net (http://almeshkat.net/) السنه
موقف اهل السنه والجماعه من البدع والمبتدعه ( http://www.salafi.net/zip/book20.zip) عبدالرحمن بن عبدالخالق salafi.net (http://salafi.net/)
اصلاح المساجد من البدع والعو ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot/gan.php?file=000566-www.al-mostafa.com.pdf)
ـ[وليد محمود]ــــــــ[10 - 03 - 07, 12:51 ص]ـ
اتحاف الوري بما تيسر من احكام البدعه و الهوي* ( http://www.al-mostafa.info/data/arabic/nc/other/0158.pdf) نصر صالح الخولاني waqfeya.com (http://waqfeya.com/) الفرق
مناسك الحج والعمره في الكتاب والسنه واثار السلف وسرد ما الحق الناس بها من البدع ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot/gan.php?file=000615-www.al-mostafa.com.pdf)
ـ[وليد محمود]ــــــــ[10 - 03 - 07, 01:41 ص]ـ
فى الرابط عدة كتب
http://www.almeshkat.net/books/search.php?do=title&u=%C8%CF%DA
ـ[أبو عبد الله همام بن حارث]ــــــــ[10 - 03 - 07, 02:53 م]ـ
شرح الامام علي القاري علي كتاب ألفاظ الكفر لبدر الرشيد
رسالة دكتوراة تحقيق ودراسة
طبعة دار الفضيلة
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[11 - 03 - 07, 08:44 ص]ـ
أستاذنا الكريم / وليد محمود
بارك الله فيك يا اخى على هذه المساعدة القيمة وجعلك الله دوما من اصحاب اليد العليا
وبارك الله فيك أستاذنا همام بن الحارث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/391)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[11 - 03 - 07, 10:29 ص]ـ
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=18&book=19
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=14&book=1453
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[12 - 03 - 07, 01:39 ص]ـ
بارك الله فيك على هذين الكتابين القيمين(38/392)
يا أهل العقيدة: دلونى على أفضل منهج وترتيب لحفظ متون العقيدة
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[09 - 03 - 07, 12:27 ص]ـ
السلام عليكم
يا أهل العقيدة: دلونى على أفضل منهج وأفضل ترتيب لحفظ متون العقيدة مع مراعاة التدرج ويا حبذا لو كانت تلك المتون نظما شعريا لسهولة الحفظ
بارك الله فيكم
ـ[الباحث]ــــــــ[09 - 03 - 07, 01:22 ص]ـ
الأصول الثلاثة.
ثم
القواعد الأربعة.
ثم
كتاب التوحيد.
ثم
كشف الشبهات.
ثم
لمعة الاعتقاد (إن شئت).
ثم
العقيدة الواسطية.
ثم
الفتوى الحموية (إن استطعت).
ثم
العقيدة الطحاوية.
أما منظومات العقيدة:
سلم الوصول - العقيدة السفارينية (مع الانتباه لبعض المآخذ عليها) - حائية ابن أبي داود.
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[09 - 03 - 07, 11:08 ص]ـ
بارك الله فيك استاذنا الباحث
يعنى لو أردت ان أسلك طريق المنظومات أبدا بسلم الوصول ثم السفارينية ثم الحائية؟
أليست الحائية أسهل وأقصر كبداية؟ ارجو الإفادة بارك الله فيكم
ـ[الباحث]ــــــــ[09 - 03 - 07, 11:56 ص]ـ
لا، لا أقصد ذلك.
فإني ذكرتُ المنظومات بدون ترتيب.
وأعتذر عن ذلك أخي الفاضل.
فسلم الوصول هو آخر نظم تحفظه إذا أردتَ المنظومات.
ولكني أنصحك أن تركز المتون غير المنظومة.
لأن فيها الخير كله وهي التي عليها الاعتماد أكثر من المنظومات.
فمن يستطيع أن يستغني عن حفظ كتاب التوحيد أو العقيدة الواسطية مثلاً؟؟؟
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 04:06 م]ـ
للفائدة طالع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84765&highlight=%DF%CA%C8+%C3%CB%E4%EC+%DA%E1%ED%E5%C7
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[09 - 03 - 07, 06:02 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا الباحث
وجزاك الله خيرا على مرورك أستاذنا أبو مهند النجدى(38/393)
إلقاء السلام على الرسول غيبا!!!!
ـ[د/ألفا]ــــــــ[09 - 03 - 07, 02:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز ان اوصي احدا ذاهب لاداء العمرة بقولى ((وصل سلامي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وقل له إنه واحشني))؟؟
وهل يصح الحديث الذي فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم ترد له روحه حين يلقي عليه السلام حتي يرد على قائله.
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 02:23 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سئل الشيخ أبو بكر الجزائري (حفظه الله)
عن مثل ذلك
فقال قل له: سلم عليه من مكانك
ـ[د/ألفا]ــــــــ[09 - 03 - 07, 02:48 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الحبيب
ولكنني اريد ما يشفي صدري فى هذا , وحاولت جاهدا أن اجد فى البحث بالمنتدي عن هذا الامر قبل كتابة موضوعي ولم اجد ما يماثله.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[10 - 03 - 07, 02:25 ص]ـ
عن ابى هريره رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(ما من احد يسلم على الا رد الله على روحى حتى ارد عليه السلام) رواه احمد وابو داود وحسنه
الالبانى فى صحيح سنن ابى داود كتاب المناسك باب زيارة القبور
وللعلماء اقوال فى هذا الحديث اقواها ثلاثة اقوال هى
1 تقدير الكلام مامن احد يسلم على الا ارد عليه السلام لانى حى اقدر على رد السلام
على تقدير ان القرآن اكد ان الشهداء احياء والانبياء اعلى مقاما من الشهداء فهم احياء وقد رآهم
النبى واجتمع بهم ليلة المعراج
2 قال السيوطى رحمه الله ليس المراد بردها عودها بعد مفارقة البدن وانما النبى فى البرزخ مشغول بأحوال الملكوت مستغرق فى مشاهدته تعالى كما كان فى الدنيا فى حالة الوحى فعبر
عن افاقته من تلك الحاله برد الروح
3 قيل ان المراد بالروح ملك يرد عنه وفيه نظر
قلت (العبد الحقير كاتب السطور)
للعلماء اقوال كثيره فى شرح الحديث ولكن هذه الاقوال الثلاثة اقواها وعندى ان قول السيوطى رحمه الله قوى ومقنع وكذلك القول الاول
والله تعالى اعلم بالصواب
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[15 - 03 - 07, 01:18 ص]ـ
2 قال السيوطى رحمه الله ليس المراد بردها عودها بعد مفارقة البدن وانما النبى فى البرزخ مشغول بأحوال الملكوت مستغرق فى مشاهدته تعالى كما كان فى الدنيا فى حالة الوحى فعبر
عن افاقته من تلك الحاله برد الروح
السلام عليكم و رحمة الله
أخي الكريم هل لك المزيد من البيان و التفصيل في هذا القول
جزاك الله خيرا
ـ[د/ألفا]ــــــــ[25 - 03 - 07, 02:24 م]ـ
للرفع وانتظارا لمزيد من المشاركات من طلبة العلم(38/394)
هل للمستهزئ توبة؟
ـ[أبو عمر النجدي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 10:22 ص]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,,,,,,,,
كنت أقرأ في كتاب الإعلام بشرح نواقض الاسلام للشيخ عبد العزيز الطريفي حفظه الله ووفقه ....
ولما وصلت إلى ناقض الاستهزاء بشيء من دين محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو ثوابه أوعقابه
انقدح في ذهني سؤال .... ألاوهو:
هل يستتاب المستهزئ؟
أرجوا ممن لديه إجابة من الاخوة أن يتحفنا بها ويذكر مصدرها أو بعض المراجع.
جزاكم لله خير,,,,,,,,,
ـ[أبو عمر النجدي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 07:28 م]ـ
أين أصحاب العقيدة؟
أرجوا ممن لديه جواب أن لا يبخل علينا به ............................. ,,,,,,,,,,,(38/395)
أرجو من الأخوة أن يرشدوني الى تعريف السنة_ جامع مانع_ عند أهل الإعتقاد
ـ[أبو محمد الشافعي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 03:14 م]ـ
أرجو من الأخوة أن يرشدوني الى تعريف السنة_ جامع مانع_ عند أهل الإعتقاد
ويا حبذا، لو أرشدوني الى كتاب في هذا الموضوع(38/396)
"يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى"أرجو الرد على هذا الاشكال
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[09 - 03 - 07, 03:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته,
فى (صحيح الترغيب والترهيب) للألبانى
عن عثمان بن حنيف -رضى الله عنه- أن أعمى أتى النبى -صلى الله عليه وسلم-فقال"يا يا رسول الله ادع الله ان يكشف لى عن بصرى قال " أو أدعك " فقال:"يا رسول الله إنى قد شق على ذهاب بصرى ",قال:"فانطلق فتوضأ فصل ركعتين "ثم قل "اللهم إنى أسألك وأتوجه اليك بنبيك محمد نبى الرحمة ,يا محمد إنى أتوجه بك الى ربى فى حاجتى هذه لتقضى لى اللهم فشفعه فى"
فهل يجوز الاستدلال بهذا الحديث على جواز التوسل بالنبى -صلى الله عليه وسلم-؟
ـ[أبوبكر بن أحمد الشافعي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 08:49 م]ـ
حُذف
تنبيه من المشرف:
حديث التوسل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ضعيف ولايصح، والتوسل في الحديث المقصود به بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وإلا كان اكتفى الصحابي بالتوسل برسول الله وهو في بيته.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[09 - 03 - 07, 10:00 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37026&highlight=%DD%D4%DD%DA%E5
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[09 - 03 - 07, 10:52 م]ـ
الأخ عمار, والأخ خالد بن عمر جزاكما الله خيرا ,
ولكن أريد أن أتأكد من فهمى ,هل النبى-صلى الله عليه وسلم دعا له وأمره باحسان الوضوء وصلاة ركعتين ثم يدعو بهذا الدعاء " ...... يا محمد انى أتوجه بك الى ربى ... "أى بدعائه لى؟؟؟؟
ـ[محمد أبو مالك]ــــــــ[11 - 03 - 07, 12:11 ص]ـ
تجد توضيح ذلك الأمر فى كتاب التوسل للشيخ ناصر الألبانى رحمه الله ص 75 ط المكتب الإسلامى
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[11 - 03 - 07, 12:28 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد أبو مالك]ــــــــ[12 - 03 - 07, 12:29 ص]ـ
هل إطلعت على لبحث
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[12 - 03 - 07, 12:35 م]ـ
سأبحث عن الكتاب -إن شاء الله -
جزاك الله خيرا على اهتمامك
ـ[أبوعمر وصهيب]ــــــــ[12 - 03 - 07, 02:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته,
فى (صحيح الترغيب والترهيب) للألبانى
عن عثمان بن حنيف -رضى الله عنه- أن أعمى أتى النبى -صلى الله عليه وسلم-فقال"يا يا رسول الله ادع الله ان يكشف لى عن بصرى قال " أو أدعك " فقال:"يا رسول الله إنى قد شق على ذهاب بصرى ",قال:"فانطلق فتوضأ فصل ركعتين "ثم قل "اللهم إنى أسألك وأتوجه اليك بنبيك محمد نبى الرحمة ,يا محمد إنى أتوجه بك الى ربى فى حاجتى هذه لتقضى لى اللهم فشفعه فى"
فهل يجوز الاستدلال بهذا الحديث على جواز التوسل بالنبى -صلى الله عليه وسلم-؟
هذا فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم
أما بعد موته فلا ............ بل كانوا يتوسلون بدعاء العباس وليس بذاته
وذلك بعد موت النبى
وراجع كتاب التوسل
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[13 - 03 - 07, 12:42 م]ـ
جزاك الله خيراً,
ولكن هناك نقطة أُشكلت على:
(ما الفرق بين التوسل بالرسول فى حياته والتوسل به بعد موته؟؟)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 03 - 07, 09:05 م]ـ
أما حديث الأعمى وتوسله بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم فجوابه كالآتي:
أ*- أن توسل الأعمى إنما كان بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم
ب*- أن الأعمى ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليطلب منه الدعاء ولو كان التوسل بالذات مشروعا لم يكن ثمة حاجة للذهاب إليه.
ت*- أن النبي صلى الله عليه وسلم وعد الأعمى بالدعاء له فقال: إن شئت دعوت لك. فألح عليه الأعمى بالدعاء قائلا: بل ادعه.
ث*- ورود لفظ الدعاء بكثرة مع عدم ورود شيء من الجاه يؤكد أن المسألة تدور على التوسل بالدعاء وليس بالذات
ج*- أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يتقرب إلى الله بعدة وسائل منها التوسل إليه بالعمل الصالح وهو إحسان الوضوء وإتيان ركعتين يدعو الله عقبيهما أن يستجيب دعاءه وهذا معنى وشفعني فيه أي أدعوك أن تتقبل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لي.
ح*- أن الشفاعة في اللغة بمعنى الدعاء ومن الأدلة على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مئة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه. أي قبل دعاءهم له.
خ*- أن علماء الحديث كالبيهقي ذكروا هذه الحادثة ضمن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وهو السر في حصول هذه المعجزة التي لم نسمع بعد موته صلى الله عليه وسلم مثلها في الصحابة ولا بعدهم إلى يومنا هذا.
د*- أن قصة عثمان بن حنيف مع الرجل صاحب الحاجة التي رواها الطبراني واستدلاله بما حدث مع الأعمى فقضيت حاجة الرجل لا تصح لأن في سندها شبيب بن سعيد وهو متكلم فيه.
انظر الرد على الحبشي لدمشقية ص 87
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[14 - 03 - 07, 12:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن ما الفرق بين التوسل فى حياته وبعد موته؟
وما الدليل على أن توسل الاعمى كان بدعاء لنبى -صلى اله عليه وسلم؟
أفيدونا بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/397)
ـ[أبوعمر وصهيب]ــــــــ[14 - 03 - 07, 01:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن ما الفرق بين التوسل فى حياته وبعد موته؟
وما الدليل على أن توسل الاعمى كان بدعاء لنبى -صلى اله عليه وسلم؟
أفيدونا بارك الله فيكم
أخى الحبيب
عليك بمراجعة كتاب {قاعدة جليلة فى التوسل والوسيلة} لابن تيمية
رقم الصفحة {60} الناشر {مكتبة الثقافة الدينية} ففى هذه الصفحة كل ماتريد من دفع الشبهات وبيان حال السلف فى هذا الأمر
وربنا يتقبل
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[14 - 03 - 07, 04:12 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الحارث الأثري]ــــــــ[14 - 03 - 07, 04:20 م]ـ
حين قحطت المدينة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرجوا للاستسقاء فقال اللهم إنا كنا نتشفع بنبيك في حياته والآن نستشفع بعم نبيك .................
فالاستشفاع يكون هنا بالدعاء ,فحال الأعمى مثل ذلك.
ـ[أبوصالح الكويتي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 04:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا نقل من كتاب غاية الاماني في الرد على النبهاني للعلامة شامة العراق ابو المعالي محمود شكري الالوسي -رحمه الله -
الصفحة 375 المجلد الاول
الشبهة الثانية: أن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله لي أن يعافيني.
فقال: "إن شئتَ دعوتُ وإن شئتَ صبرتَ، وهو خير لك" إلى أن قال: فأمره أن يتوضأ فيُحْسِنُ وضوءَه ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبيّ الرحمة، يا محمد؛ إني أتوجه بك إلى ربي في قضاء حاجتي لتقضي لي، اللهم شفّعه فيّ" فقام وقد أبصر .. إلخ 2.
والجواب ما ذكره بعض أهل الحديث حيث قال: اعلم أن الجواب عنه يعلم من تأمل معناه، فقوله: "اللهم إني أسألك" أي: أطلب منك. "وأتوجه إليك بنبيك محمد" صرح باسمه، مع ورود النهي عن ذلك، تواضعاً منه صلى الله عليه وسلم لكون التعليم من قبله، وفي ذلك قَصْرُ السؤال الذي هو أصل الدعاء على الله الملك المتعال، ولكنه توسّل بالنبي؛ أي: بدعائه، ولذا قال في آخره: "اللهم فشفّعه فيَّ " إذ شفاعته لا تكون إلا بالدعاء لربه قطعاً، ولو كان المراد التوسل بذاته فقط لم يكن لذلك التعقيب معنى، إذ التوسل بقوله "بنبيك" كافٍ في إفادة هذا المعنى. فقوله: "يا محمد إني توجّهتُ بك إلى ربي". قال الطيبي1: الباء في بك للاستعانة، وقوله: "إن توجهت بك" بعد قوله: إليك؟ فيه معنى قوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} 2. فيكون خطاباً لحاضر معاين في قلبه مرتبط بما توجه به عند ربه من سؤال نبيه بدعائه الذي هو عين شفاعته، ولذلك أتى بالصيغة الماضوية بعد الصيغة المضارعية المفيد كل ذلك أن هذا الداعي قد توسل بشفاعة نبيه في دعائه، فكأنه استحضره وقت ندائه، ومثل ذلك كثير في المقامات الخطابية والقرائن الاعتبارية. فقوله: "في حاجتي هذه لتقضى لي" أي: ليقضيها لي ربي بشفاعته فيّ؛ أي: دعائه. وذلك مشروع مأمور به، فإن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كانوا يطلبون منه الدعاء وكان يدعو لهم، وكذلك يجوز الآن أن تأتي رجلاً صالحاً فتطلب منه الدعاء لك، بل يجوز للأعلى أن يطلب من الأدنى الدعاء له كما طلب النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء من عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عمرته، بأن قال: "لا تنسنا يا أخي من دعائك"1 قال عمر رضي الله عنه: ما يسرني بها حمر النّعم.
قال المناوي2: "سأل الله أولاً أن يأذن لنبيه أن يشفع له، ثم أقبل على النبي ملتمساً شفاعته له، ثم كر مقبلاً على ربه أن يقبل شفاعته. والباء في بنبيك للتعدية، وفي بك للاستعانة. وقوله: "اللهم فشفّعهُ فيّ " أي: اقبل شفاعته في حقي، والعطف على مقدر3، أي: اجعله شفيعاً لي فشفّعه ".
وكل هذه المعاني دالة على وجود شفاعته بذلك، وهو دعاؤه صلى الله عليه وسلم بكشف عاهته، وليس ذلك بمحظور، غاية الأمر أنه توسل من غير دعاء، بل هو نداء لحاضر، والدعاء أخص من النداء، إذ هو نداء عبادة شاملة للسؤال بما لا يقدر عليه إلا الله، وإنما المحظور السؤال بالذوات لا مطلقاً بل على معنى أنهم وسائل لله بذواتهم، وأما كونهم وسائل بدعائهم فغير محظور، وإذا اعتقد أنهم وسائل لله بذواتهم فسأل منهم ا الشفاعة للتقرب إليهم فذلك عين ما كان عليه المشركون الأولون.
وأما ورود هذا الحديث عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه في زمن عثمان ففي سنده مقال1، فكيف يعارض به جميع كتب الله وسنة رسوله وعمل أصحابه؟ وهل سمعتَ أحداً منهم جاء إليه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته إلى قبره الشريف فطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله؟ وهم حريصون على مثل هذه المثوبات، لاسيما والنفوس مولعة بقضاء حوائجها، تتشبّث بكل ما تقدر عليه، فلو صحّ عند أحدهم أدنى شيء من ذلك لرأيتَ أصحابه يتناوبون قبره الشريف في حوائجهم زمراً زمراً، ومثل ذلك تتوفر الدواعي على نقله، ولا وسّع الله طريقاً لم يتسع للصحابة والتابعين وصلحاء، علماء الدين.
و اتمنى ان يكون رد العلامة ابو المعالي الالوسي رحمه الله كفى و وفى ..(38/398)
تحقيق المتابعة
ـ[عبد الصمد الهولندي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 04:03 م]ـ
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – في رسالته (الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع):
"وليعلم أيها الأخوة أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقاً للشريعة في أمور ستة:
الأول: السبب فإذا تعبد الإنسان لله عبادة مقرونة بسبب ليس شرعيّاً فهي بدعة مردودة على صاحبها، مثال ذلك أن بعض الناس يحيي ليلة السابع والعشرين من رجب بحجة أنها الليلة التي عرج فيها برسول الله صلى الله عليه وسلّم فالتهجد عبادة ولكن لما قرن بهذا السبب كان بدعة؛ لأنه بنى هذه العبادة على سبب لم يثبت شرعاً. وهذا الوصف ـ موافقة العبادة للشريعة في السبب ـ أمر مهم يتبين به ابتداع كثير مما يظن أنه من السنة وليس من السنة.
الثاني: الجنس فلابد أن تكون العبادة موافقة للشرع في جنسها فلو تعبد إنسان لله بعبادة لم يشرع جنسها فهي غير مقبولة، مثال ذلك أن يضحي رجل بفرس، فلا يصح أضحية؛ لأنه خالف الشريعة في الجنس، فالأضاحي لا تكون إلا من بهيمة الأنعام، الإبل، البقر، الغنم.
الثالث: القدر فلو أراد إنسان أن يزيد صلاة على أنها فريضة فنقول: هذه بدعة غير مقبولة لأنها مخالفة للشرع في القدر، ومن باب أولى لو أن الإنسان صلى الظهر مثلاً خمساً فإن صلاته لا تصح بالاتفاق.
الرابع: الكيفية فلو أن رجلاً توضأ فبدأ بغسل رجليه، ثم مسح رأسه، ثم غسل يديه، ثم وجهه فنقول: وضوءه باطل؛ لأنه مخالف للشرع في الكيفية.
الخامس: الزمان فلو أن رجلاً ضحى في أول أيام ذي الحجة فلا تقبل الأضحية لمخالفة الشرع في الزمان. وسمعت أن بعض الناس في شهر رمضان يذبحون الغنم تقرباً لله تعالى بالذبح وهذا العمل بدعة على هذا الوجه لأنه ليس هناك شيء يتقرب به إلى الله بالذبح إلا الأضحية والهدي والعقيقة، أما الذبح في رمضان مع اعتقاد الأجر على الذبح كالذبح في عيد الأضحى فبدعة. وأما الذبح لأجل اللحم فهذا جائز.
السادس: المكان فلو أن رجلاً اعتكف في غير مسجد فإن اعتكافه لا يصح؛ وذلك لأن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد ولو قالت امرأة أريد أن أعتكف في مصلى البيت. فلا يصح اعتكافها لمخالفة الشرع في المكان. ومن الأمثلة لو أن رجلاً أراد أن يطوف فوجد المطاف قد ضاق ووجد ما حوله قد ضاق فصار يطوف من وراء المسجد فلا يصح طوافه لأن مكان الطواف البيت قال الله تعالى لإبراهيم الخليل: {وَطَهِّرْ بَيْتِىَ لِلطَّآئِفِينَ} (الحج 26)." اهـ(38/399)
لا يعذب الله على الصلاة ولكنه يعذب على مخالفة السنة
ـ[عبد الصمد الهولندي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 04:43 م]ـ
رأى سعيد بن المسيب رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيها الركوع والسجود فنهاه. فقال: يا أبا محمد! أيعذبني الله على الصلاة؟! قال: لا ولكن يعذبك على خلاف السنة.
رواه البيهقي وصحح إسناده الإمام محمد ناصر الدين الألباني– رحمه الله - وقال: وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب - رحمه الة تعالى -, وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين يستحسنون كثيرا من البدع باسم أنها ذكر وصلاة ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة!! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذلك.
(إرواء الغليل 2/ 236)
ـ[أبو ثابت المترجم]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:19 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى عبد الصمد و كذلك أضيف الى قول سعيد بن المسيب قول عبد الله بن مسعود عندما رأى بعض المسلمين يسبحون بالحصى فأنكر عليهم وقال (ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هذه أنية رسول الله لم تكسر وثيابه لم تبلى) فقالوا والله ما أردنا الا خيرا فقال (وكم من مريد للخير ولا يدركه)
ـ[عبد الرحمن راجى]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:31 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى عبد الصمد و كذلك أضيف الى قول سعيد بن المسيب قول عبد الله بن مسعود عندما رأى بعض المسلمين يسبحون بالحصى فأنكر عليهم وقال (ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هذه أنية رسول الله لم تكسر وثيابه لم تبلى) فقالوا والله ما أردنا الا خيرا فقال (وكم من مريد للخير ولا يدركه)
ولكن قرأت يا أخى: إن هناك علماء يجيزون التسبيح بالحصى، ويقولون أن إنكار سيدنا عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - لعدم وصوله بعض الأحاديث التى تثبت الجواز، كما خفى عليه أحاديث أخرى كتطبيق اليدين أثناء الركوع فلم يصل له الحديث الناسخ لهذا.
والله أعلم
ـ[عبد الرحمن راجى]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:36 م]ـ
فهل فعلا التسبيح على الحصى أو ما شابه كالسبحة يعد بدعة؟
أريد الإفادة بارك الله فيكم
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:55 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن دمشقية يقول انها بدعه
((والله اعلم))
ـ[حمدي أبوزيد]ــــــــ[19 - 03 - 07, 12:08 ص]ـ
ولكن قرأت يا أخى: إن هناك علماء يجيزون التسبيح بالحصى، ويقولون أن إنكار سيدنا عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - لعدم وصوله بعض الأحاديث التى تثبت الجواز، كما خفى عليه أحاديث أخرى كتطبيق اليدين أثناء الركوع فلم يصل له الحديث الناسخ لهذا.
والله أعلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ... وبعد:
أخي العزيز وما هي هذه الاحاديث التي تثبت الجواز؟
وأضيف الى الموضوع: سمع أذني هاتين وبصر عينين هاتين فضيلة الشيخ أبي اسحق الحويني
في قناة الناس يحكي هذه القصة: أن رجلا عطس عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله فقال له ابن عمر وأنا أقول مثل قولك الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله ولكن ما هكذا علمنا رسول الله إنما علمنا أن نقول الحمد لله
(فقط)
وهذا من فقه ابن عمر رضي الله عنه حتى لايخرج الرجل يشغب عليه ويقول إن ابن عمر ينكر
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
حفظ الله #### أبي اسحاق
الحويني
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 07:17 م]ـ
أخي الكريم و هل أنت تعلم منازل الناس؟
أسلوبك أخي لا يدل على النصيحة ...
ربما أغاظك ذكر الشيخ الكريم أبي إسحاق الحويني حفظه الله، فَلِمَ ترفع موضوعاً جاوز السنة و النصف لذكر مثل هذا الكلام؟
ربما يدل عن أشياءٍ لا مجال لذكرها في هذا الملتقى المبارك.
فالله المستعان.
ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[13 - 10 - 08, 09:44 ص]ـ
السبحة تاريخها وحكمها
للشيخ بكر أبي زيد رحمه الله تعالى(38/400)
مشركو قريش أعلم بالدين الذي ينتسب إليه عباد القبور
ـ[عبد الصمد الهولندي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 04:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا فرق بين ما يفعل عباد القبور عند قبور أوليائهم اليوم وبين ما كان يفعل مشركو قريش قبل البعثة إلى أن قضى الله عز وجل على شركهم؛ فهؤلاء يعكفون عند قبر "السيد" البدوي, ويطوفون حوله, ويذبحون له, ويدعونه من دون الله, وهؤلاء يعكفون عند قبر اللاتّ, ويطوفون حوله, ويذبحون له, ويدعونه من دون الله. [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)
إلا أن عباد القبور يقولون: نحن ما نعبدهم, فالعكوف على قبور الأِولياء, والطواف حولها, والذبح لأصحابها, وطلب الشفاعة منهم ليس بعبادة. وأما مشركو قريش فقالوا: ٍ {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2), فاعترفوا أن أفعالهم هذه عبادة.
وأن عباد القبور يقولون "لا إله إلا الله" ويعتقدون أن معناها لا خالق ولا رازق ولا مدبر للكون إلا الله, وأما مشركو قريش فأبوا أن يقولوها لأنهم علموا أن معنى (الإله) المعبود, وأن هذه الكلمة تستلزم ترك جميع ما يعبد من دون الله عز وجل, فقالو: {أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3), وقالوا أيضا: {أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4).
وأن عباد القبور يعتقدون أن لـ"الأقطاب" تصرفا في الكون, وأن بأيديهم الرزق, وأن لهم القدرةَ على نفعهم وضرهم فيخافونهم خوف السر, ويتوجهون إليهم حال الشدائد بالدعاء والاستغاثة, وأما مشركو قريش كانوا إذا سئلوا: {مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn5) قالوا: الله, واعترفوا أنهم يعبدون: {مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ} [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn6), لكنهم قالوا: {هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn7), وإذا وقعوا في الشدة: {دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn8) لأنهم علموا أنه لا {يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} إلا الله سبحانه وتعالى.
فعجبا أن هؤلاء المشركين أعلم بالدين الذي ينتسب إليه عباد القبور اليوم!
كتبه
عبد الصمد الهولندي
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1) انظر "صحيح البخاري" (رقم 4859) , "تفسير ابن جرير" (27/ 34)، "تفسير ابن كثير" (7/ 422)، "إغاثة اللهفان" (2/ 211 - 212)، "فتح المجيد" (1/ 253 - 255).
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref2) الزمر: 3
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref3) ص: 5
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref4) الصافات: 36
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref5) يونس: 31
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref6) يونس: 18
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref7) يونس: 18
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref8) يونس: 22
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref9) النمل: 62(38/401)
كان عندي عقيدة اعتزالية: يجب على الله تعالى بعث الرسل
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 07:54 ص]ـ
كان عندي عقيدة اعتزالية: يجب على الله تعالى بعث الرسل
حتى قرأت كتاب الحكمة من إرسال الرسل للشيخ عبد الرزاق عفيفي
جاء فيه (((وقد أفرط المعتزلة فقالوا إن بعثة الرسل واجبة على الله إبانة للحق وإقامة للعدل ورعاية للأصلح .. )))
هذا والله تعالى لا يجب عليه شيء وقد يوجب على نفسه أشياء ((كتب على نفسه الرحمة))
أرجو المشاركة ببيان بطلان هذه العقيدة
ما للعباد عليه حق واجب ... كلا ولا سعي لديه ضائع
إن عُذبوا فبعدله أو نُعِّموا ... فبفضله وهو الكريم الواسع
وجزاكم الله خيراً(38/402)
نظم نواقض الإسلام العشرة للشنقيطي
ـ[الحامدي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 07:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نظمت هذه المنظومة منذ قرابة سبع سنين، وكانت عندي حبيسة الأوراق، إلى أن قررت نشرها، وقد نشرتها في موقع المشكاة وأهل الحديث عن طريق وصلة تحميل.
أما الآن فأكتبها لكم كاملة بغية التعليق عليها، علما أنني حين نظمتها راعيت فيها أسلوب البساطة والايجاز.
أَقُولُ - بَعْدَ حَمْدِ رَبِّي، وَالصَّلاهْ ****** عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَمَنْ تَلاهْ -:
إِلَيْكُمُ (نَواقِِضَ الإِسْلامِ) ****** عَشْرًا، عَقَدْتُهُنَّ فِي نِظامِ
**********************
1) مَنْ فِي عِبادَةِ الإِلَهِ أَشْرَكَا ****** وَلَمْ يَتُبْ قَبْلَ الْمَماتِ هَلَكَا
مِنْهُ: دُعاءُ الْجِنِّ وَالْقُبُورِ، ****** وَقَصْدُها بِالذَّبْحِ وَالنُّذُورِ
2) مَنْ يَتَّخِذْ دُونَ الإٍلَهِ وُسَطَا ****** يَدْعُوهُمُ،َ فَدِينُهُ قَدْ حَبِطَا
وَكَالدُّعا: تَوَكُّلٌ، وَطَلَبُ ****** شَفاعَةٍ مِنْهُمْ، وَبِئْسَ الْمَكْسَبُ
3) مَنْ شَكَّ أَوْ أَقَرَّ نَهْجَ الْمُشْرِكِينْ ****** أَوْ لَمْ يُكَفِّرْهُمْ، فَبِالْكُفْرِ قَمِينْ
4) وَمَنْ يَظُنُّ أَنَّ هَدْيَ أَحْمَدَا ****** أَكْمَلُ مِنْهُ غَيْرُهُ، قَدْ أَلْحَدَا
5) وَاحْكُمْ بِكُفْرِ مُبْغِضٍ لأَيِّ ****** شَيْءٍ أَتَى مِنْ سُنَّةِ النَّبِيِّ
6) وَكُلُّ هازِئٍ بِهَذَا الدِّينِ ****** أَوْ بَعْضِهِ، فَكُفْرُهُ يَقِينِي
7) وَكُلُّ مَنْ يَعْمَلُ بِالسِّحْرِ كَفَرْ ****** كَذا الَّذِي يَرْضاهُ ضَلَّ وَانْحَدَرْ
وَمِنْهُ: صَرْفُ الْمَرْءِ عَمَّنْ يَهْوَى ****** وَالْعَطْفُ عَكْسُهُ، كَذاكَ يُرْوَى
8) وَكُلُّ مَنْ لِلْمُشْرِكِينْ ظاهَرَا ****** لِحَرْبِ مُسْلِمٍ، يُعَدُّ كافِرَا
9) مَنْ يَعْتَقِدْ بِأَنَّ فِي وُسْعِ بَشَرْ ****** خُرُوجَهُ عَنْ شَرْعِ أَحْمَدٍ كَفَرْ
وَلاَ تَقِسْ عَلَى خُرُوجِ الْخَضْرِ ****** عَنْ شَرْعِ مُوسَى، لاخْتِلافِ الأَمْرِ
10) وَمُعْرِضٌ عَنْ دِينِ خالِقِ الْوَرَى ****** تَعَلُّمًا وَعَمَلاً، قَدْ كَفَرَا
**********************
لا فَرْقَ بَيْنَ جِدِّهِ فِي كُلِّهَا ****** وَهَزْلِهِ، إِلاَّ إِذا ما أُكْرِهَا
فَلْيَحْذَرِ الْمُسْلِمُ كُلَّ الْعَشَرَهْ ****** يَنْجُ بِذاكَ مِنْ عَذابِ الآخِرَهْ
أَعُوذُ رَبِّي بِكَ مِنْ عِقابِكْ ****** فَإِنَّنِي لَمْ أَسْتَغِثْ إِلاَّ بِكْ
ـ[الحامدي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 07:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نظمت هذه المنظومة منذ قرابة سبع سنين، وكانت عندي حبيسة الأوراق، إلى أن قررت نشرها، وقد نشرتها في موقع المشكاة وأهل الحديث عن طريق وصلة تحميل.
أما الآن فأكتبها لكم كاملة بغية التعليق عليها، علما أنني حين نظمتها راعيت فيها أسلوب البساطة والايجاز.
أَقُولُ - بَعْدَ حَمْدِ رَبِّي، وَالصَّلاهْ ****** عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَمَنْ تَلاهْ -:
إِلَيْكُمُ (نَواقِِضَ الإِسْلامِ) ****** عَشْرًا، عَقَدْتُهُنَّ فِي نِظامِ
**********************
1) مَنْ فِي عِبادَةِ الإِلَهِ أَشْرَكَا ****** وَلَمْ يَتُبْ قَبْلَ الْمَماتِ هَلَكَا
مِنْهُ: دُعاءُ الْجِنِّ وَالْقُبُورِ، ****** وَقَصْدُها بِالذَّبْحِ وَالنُّذُورِ
2) مَنْ يَتَّخِذْ دُونَ الإٍلَهِ وُسَطَا ****** يَدْعُوهُمُ،َ فَدِينُهُ قَدْ حَبِطَا
وَكَالدُّعا: تَوَكُّلٌ، وَطَلَبُ ****** شَفاعَةٍ مِنْهُمْ، وَبِئْسَ الْمَكْسَبُ
3) مَنْ شَكَّ أَوْ أَقَرَّ نَهْجَ الْمُشْرِكِينْ ****** أَوْ لَمْ يُكَفِّرْهُمْ، فَبِالْكُفْرِ قَمِينْ
4) وَمَنْ يَظُنُّ أَنَّ هَدْيَ أَحْمَدَا ****** أَكْمَلُ مِنْهُ غَيْرُهُ، قَدْ أَلْحَدَا
5) وَاحْكُمْ بِكُفْرِ مُبْغِضٍ لأَيِّ ****** شَيْءٍ أَتَى مِنْ سُنَّةِ النَّبِيِّ
6) وَكُلُّ هازِئٍ بِهَذَا الدِّينِ ****** أَوْ بَعْضِهِ، فَكُفْرُهُ يَقِينِي
7) وَكُلُّ مَنْ يَعْمَلُ بِالسِّحْرِ كَفَرْ ****** كَذا الَّذِي يَرْضاهُ ضَلَّ وَانْحَدَرْ
وَمِنْهُ: صَرْفُ الْمَرْءِ عَمَّنْ يَهْوَى ****** وَالْعَطْفُ عَكْسُهُ، كَذاكَ يُرْوَى
8) وَكُلُّ مَنْ لِلْمُشْرِكِينْ ظاهَرَا ****** لِحَرْبِ مُسْلِمٍ، يُعَدُّ كافِرَا
9) مَنْ يَعْتَقِدْ بِأَنَّ فِي وُسْعِ بَشَرْ ****** خُرُوجَهُ عَنْ شَرْعِ أَحْمَدٍ كَفَرْ
وَلاَ تَقِسْ عَلَى خُرُوجِ الْخَضْرِ ****** عَنْ شَرْعِ مُوسَى، لاخْتِلافِ الأَمْرِ
10) وَمُعْرِضٌ عَنْ دِينِ خالِقِ الْوَرَى ****** تَعَلُّمًا وَعَمَلاً، قَدْ كَفَرَا
**********************
لا فَرْقَ بَيْنَ جِدِّهِ فِي كُلِّهَا ****** وَهَزْلِهِ، إِلاَّ إِذا ما أُكْرِهَا
فَلْيَحْذَرِ الْمُسْلِمُ كُلَّ الْعَشَرَهْ ****** يَنْجُ بِذاكَ مِنْ عَذابِ الآخِرَهْ
أَعُوذُ رَبِّي بِكَ مِنْ عِقابِكْ ****** فَإِنَّنِي لَمْ أَسْتَغِثْ إِلاَّ بِكْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/403)
ـ[الحامدي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 08:03 م]ـ
الظاهر أن الموضوع تكرر دون قصد مني، فأطلب من الإدارة والمشرفين حذف هذا الموضوع، والإبقاء على الثاني.
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[10 - 03 - 07, 08:22 م]ـ
في المسألة
وَمُعْرِضٌ عَنْ دِينِ خالِقِ الْوَرَى ****** تَعَلُّمًا وَعَمَلاً، قَدْ كَفَرَا
وفي أقوال الإمام محمد عبد الوهاب ما هو قريب من ذلك اللفظ
وكذا قرأت في بعض أقوال الشيخ محمد إبراهيم مفتي السعودية الأسبق
والكل يعني أن هذا كفر لمن نطق الشهادتين فما هو هذا الكفر - كفر الإعراض - مع التمثيل لو تكرمتم؟
ـ[الحامدي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 08:26 م]ـ
ولمن يرغب في تحميل هذا النظم من مكتبة المشكاة، فهذا هو الرابط:
http://www.almeshkat.net/books/search.php?do=title&u=%E4%D9%E3+%E4%E6%C7%DE%D6+%C7%E1%C5%D3%E1%C7%E3
ـ[الحامدي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 08:29 م]ـ
أخي الفاضل مصطفى جعفر، سأعود إن شاء الله لمناقشة مسائل المنظومة بعد أن يزداد التفاعل، وأشكرك على مرورك العاطر.
ـ[محمود المصري]ــــــــ[10 - 03 - 07, 08:39 م]ـ
السلام عليكم أخي أبو حامد
بارك الله فيك وفيما خط قلمك.
لي سؤال وتعليق:
أما التعليق ففي الناقض الرابع
4) وَمَنْ يَظُنُّ أَنَّ هَدْيَ أَحْمَدَا ****** أَكْمَلُ مِنْهُ غَيْرُهُ، قَدْ أَلْحَدَا
لعلك تقصد العكس؟ فالناقض هو من اعتقد أن هدي غير الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أكمل من هديه
فلعلها تكون: "ومن لم يظن أن هَدْيَ أَحْمَدَا ****** أَكْمَلُ مِنْهُ غَيْرُهُ، قَدْ أَلْحَدَا"
أما السؤال فهو عن معنى كلمة قمين في الثالث؟
3) مَنْ شَكَّ أَوْ أَقَرَّ نَهْجَ الْمُشْرِكِينْ ****** أَوْ لَمْ يُكَفِّرْهُمْ، فَبِالْكُفْرِ قَمِينْ
وجزاك الله خير مرة اخرى
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[10 - 03 - 07, 10:21 م]ـ
لا يقصد الا ما قاله اخي الكريم وهو عين ما اسميته عكساً
أَكْمَلُ مِنْهُ غَيْرُهُ
اكمل ليست خبرا لانّ
و لكن الجملة في محل رفع خبر
و بهذا يتضح لك المعنى
ـ[محمود المصري]ــــــــ[11 - 03 - 07, 02:59 ص]ـ
لا يقصد الا ما قاله اخي الكريم وهو عين ما اسميته عكساً
أَكْمَلُ مِنْهُ غَيْرُهُ
اكمل ليست خبرا لانّ
و لكن الجملة في محل رفع خبر
و بهذا يتضح لك المعنى
نعم إتضح ولله الحمد
بارك الله فيك شيخنا أبو يوسف
وجزا الله أخونا الفاضل أبو حامد خير جزاء
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[11 - 03 - 07, 12:25 م]ـ
و فيك بارك الله يا اخي محمود
ـ[بن سالم]ــــــــ[12 - 03 - 07, 03:07 م]ـ
... جَزَاكَ اللهُ خَيْرَاً وَنَفَعَ بِكَ يَارَبَّ العَالَمِيْنَ.
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[13 - 03 - 07, 07:57 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
نظم جميل وسلس واضح المباني،
وفقك الله إلى كل خير.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 04:49 ص]ـ
جزاك الله خيراً
وهناك نظم لأحد الإخوة تجده في أسفل في توقيعي ..
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[14 - 03 - 07, 04:53 ص]ـ
هذا الموضوع مكرر لاخي ابي حامد!!
فالى المشرفين بتوحيد الرابطين
جزاكم الله خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 06:41 ص]ـ
أحسنت أخي أبا حامد، وبارك الله بك.
ـ[الحامدي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 02:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوتي الأعزاء، شكرا على مروركم وحسن تفاعلكم.
أخبركم بأنه لدي المزيد من المنظومات في العقيدة وفي غيرها.
ذلك أني أجيد النظم، ولدي خبرة وتجربة مع نظم المتون والشوارد والحمد لله (وأما بنعمة ربك فحدث). وقد تكونت لدي مجموعة من المنظومات أهمها في موضوعات العقيدة:
ـ نظم العقيدة الطحاوية، وهو نظم ينتتهج منهجا خاصا مغايرا لما سبقه من منظومات لهذه العقيدة، فهي لا تخلو من النقص والقصور والخلل اللغوي، ولإعطاء فكرة واضحة عن هذا النظم أعرض عليكم مقدمته أسفل النص.
ـ نظم مسائل الجاهلية، وهو غير مسبوق، وتناول متنا صعبا على النظم، ولذلك جمعت فيه مسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، مع ذكر أدلتها، ووضعت عليه هوامش للعزو والتخريج، وفي أسفل النص رابط لتحميل مقدمته.
ـ منظومات أخرى، كنظم التوصل في أحكام الوسيلة والتوسل.
وقد تم تقريظ هذه المنظومات من بعض المشائخ والعلماء.
وأعدكم أنني سأقوم برفع هذه المنظومات إلى المنتدى قريبا، بغية الاستفادة منها.
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[15 - 03 - 07, 02:31 ص]ـ
ما شاء الله نحن فى الانتظار يا أستأذنا
لا تتأخر علينا أحسن الله إليك
ـ[سالم عدود]ــــــــ[04 - 01 - 08, 02:10 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبوصخر]ــــــــ[04 - 01 - 08, 02:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا أيها الأخ الفاضل
و بانتظار نتاجكَ العلمي فلا تحرمنا منه
نفع الله بكم
ـ[الخزرجي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 02:56 ص]ـ
9) مَنْ يَعْتَقِدْ بِأَنَّ فِي وُسْعِ بَشَرْ ****** خُرُوجَهُ عَنْ شَرْعِ أَحْمَدٍ كَفَرْ
ترددت جدا في إبداء الملاحظة على هذا البيت؛ لمعرفتي مقامَكم.
لكن لما عرفت منكم السعة سأتجرؤ جرأة المبتدي على المنتهي وأقول:
لم لايكون البيت:
من يعتقد بأن في وسع البشر ... خروجهم عن شرع أحمد كفر
فإنه أنسب؛ فهو الاصل , وهو أيضا لا يعارض التفعيلات بل يوافقها؛ فإن تفعيلة "مستفعلن" أولى وأخف من "متفعلن".
ــــــــ
ولا تعارض مع حسن الظنون فطب ... صدراً رحيباً بما عن كلهم صدرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/404)
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[11 - 12 - 08, 04:12 م]ـ
جميل لو تنطم الرقم مع اليبت
مثل ان تقول
الأول من أشرك في العبادة ..... الخ
والثاني من دون الإله اتخذا ....... الخ
وثالث من شك أو أقر ........ الخ
ورابع من شك ان ثمتا .... هدي كهدي الأنبياءمُقتا
وخامس مبغض مابه النبي ..... الخ
وهكذ .....
تقبل الله من صالح العمل ووالله انه لشيئ جيد وجميل جدا(38/405)
أقوال علماء التفسير في صفات الله وصفاته
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[10 - 03 - 07, 07:14 م]ـ
أرجو الإفادة في منهج علماء التفسير من أمثال الأشاعرة والمعتزلة والمدرسة العقلية والشيعة،في تأويلاتهم لتفسير الأسماء والصفات في آية الكرسي،فهل يثبتونها أم يأولونها،ومن يأولها ويثبتها منهم، كصفة "الكرسي، والحي،والقيوم،والسنة،والنوم، العلي، والعظيم"وغيرها.وجزاكم الله خيراً.
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 07:29 م]ـ
عليك بكتاب" المفسرون بين التأويل والإثبات" لمحمد بن عبدالرحمن المغراوي
مفيد جداً فيما سألت عنه(38/406)
أقوال علماء التفسير في أسماء الله وصفاته
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[10 - 03 - 07, 07:23 م]ـ
ما هي الاتجاهات العقائدية في كتب تفسير"الاشاعرة، والمعتزلة، والشيعة، والمدرسة العقلية" في تفسير آية الكرسي، فهل يثبتون الصفات أم يأولونها،ومن يأولوها،ومن يثبتها،وما هى آرائهم وأقوالهم فيها. مثل صفة الكرسي، الحي القيوم،العلى،العظيم،السنة، النوم. وما إلى ذلك.أرجو الافادة. وجزاكم الله خيرا.
ـ[يوسف السبيعي]ــــــــ[12 - 03 - 07, 07:23 م]ـ
الكرسي ليس من صفات الله تعالى، وإنما هو مخلوق من مخلوقاته.
وأما السنة والنوم، فليستا من صفات الله، وإنما هما منفيان عن الله تعالى؛ لأنهما صفتا نقص، والله منزه عن ذلك.
وأما الأسماء الحسنى: الحي، القيوم، العلي العظيم، فالمعتزلة ترى أنها أعلام، كلها بمعنى واحد.
وأما الأشعرية فهم يفسرونها بناء على تفسيرهم لصفاتها المشتقة منها، فالعلي لما كانت الأشعرية تنفي علو الذات فإنهم لم يفسروا هذا الاسم بما يدل على هذا، وإنما فسروه بعلو القهر والقدر والغلبة ونحوها من المعاني.
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[13 - 03 - 07, 03:36 م]ـ
كيف يمكن الحصول على كتاب المفسرون بين التأويل والاثبات لمحمد المغراوي،حيث أنني بحثت على النت وفشلت في تحميل الكتاب.أرجو المساعدة.
ـ[مهداوي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 01:13 ص]ـ
كيف يمكن الحصول على كتاب المفسرون بين التأويل والاثبات لمحمد المغراوي،حيث أنني بحثت على النت وفشلت في تحميل الكتاب.أرجو المساعدة.
تجده هنا بإذن الله:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=650
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[15 - 03 - 07, 04:36 م]ـ
قمت بتحميل الكتاب ولكنه لم يفتح،حيث الكتابة كانت عبارة عن رموز وارقام،فما الحل،وسؤال آخر هناك كتاب بإسم،تفسير آيات العقيدة لعبد العزيز حاجي، لم أجده في السوق فكيف الحصول عليه. وجزاكم الله خيرا"
ـ[أرحام سلمان]ــــــــ[15 - 03 - 07, 06:27 م]ـ
أكتب في موضوع عن العقائد الفاسدة والضرر الواقع بالانسان سياسياً واجتماعيا واقتصاديا،ومنشأ وقوع الخلاف العقدي للأمة،ولكن المشكلة في عدم معرفة مصادر ومراجع لهذا البحث.وبارك الله فيكم.(38/407)
سؤال عن الاستواء والنزول
ـ[وليد محمود]ــــــــ[11 - 03 - 07, 06:40 ص]ـ
سؤال عن الاستواء والنزول
بعد ان قرأت موضوع فى المنتدى عن كون الاستواء لايلزم منه الاستقرار
هل يعنى ذلك ان نزول الله سبحانه وتعالى فى الثلث الاخير من الليل
يعنى خلو العرش من علو الله عليه
ارجو الافادة
ـ[وليد محمود]ــــــــ[11 - 03 - 07, 07:38 ص]ـ
بعد ان قرأت موضوع فى المنتدى عن كون الاستواء لايلزم منه الاستقرار
هذا رابطه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92555
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 03 - 07, 01:06 م]ـ
لا يجوز الخوض في هذا الأمر نفيا أو إثباتاً , لأنه قول على الله من غير علم فقد بلغنا بالاحاديث المتواترة ان الله تعالى ينزل الى السماء الدنيا و لم يبلغنا انه يخلو منه او لا يخلو , فنؤمن بأن الله تعالى على العرش و ينزل الى السماء الدنيا كل ليلة و هذا يكفي
و كما قال شيخ الإسلام ابن قيّم الجوزية: و نزوله كل ليلة الى السماء الدنيا سلامٌ مما يضاد علوه سلامٌ مما يضاد غناه و كماله سلامٌ من كل ما يتوهم معطل او مشبّه و سلامٌ من ان يصير تحت شيء او محصوراً في شيء تعالى ربنا عن كل ما يضاد كماله
ـ[أبو عمار الأذرعي]ــــــــ[12 - 03 - 07, 06:54 ص]ـ
أخي الكريم لا تدخل هذا الباب - باب الأسماء والصفات - من طريق تمثيل صفات الخالق بالمخلوق
فسؤالك: أنه هل يلزم من ذلك خلو العرش منه! مبني على ملاحظة المخلوق ثم قياس الخالق عليه، إذ أن المخلوق يلزم عليه بالانتقال أن يخلو منه مكان، فلا تقل أيلزم هذا من الخالق
فكما أن سمعه وبصره سبحانه ليس كبصر المخلوق وسمعه فكذلك استواؤه ونزوله ليس كاستواء ونزول غيره
وتذكر قول أبي محمد الجويني لما تاب عن التأويل كتب رسالة إلى مشايخه وعلماء عصره يقول لهم فيها: لم نفهم من الخالق إلا كما نفهم من المخلوق.
فهو سبحانه مستو على عرشه بائن من خلقه ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الآخر من الليل وهو كما أخبر وليس كمثله شئ فلا يلزم منه خلو مكان ولا شئ من لوازم المخلوق
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[13 - 03 - 07, 08:08 م]ـ
آمنتُ بالله،
وبما جاء عن الله،
على مراد الله،
وآمنتُ برسول الله،
وبما جاء عن رسول الله،
على مراد رسول الله
صلى الله عليه وسلم ..
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[14 - 03 - 07, 12:10 ص]ـ
"ليس كمثله شىء وهو السميع البصير "
إجعل هذة الايه فى قلبك حتى لاياخذك الشيطان الى التشبيه والتمثيل
وقول الامام مالك رحمه الله
"الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعه"
ـ[أبو محمد الفرحي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 02:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لا ينبغي أن نبحث في كيف ينزل ربنا تعالى لأن هذا من أمر ربي وما أوتينا من العلم إلا قليلا و لكن تم أمر يمكن أن نبحث فيه على ضوء المعلومات المتوفرة اليوم وهو ما المقصود بثلث اليل لأن الأرض لا تخلو من اليل على مدار 24 ساعة وفي كل وقت هناك من يدخل في ثلث اليل أو ما يمكن أن نسميه جهة ثلث اليل فالأرض كما نعلم اليوم تدور بمن عليها حول نفسها (حول المحور شمال-جنوب) والداخل في ظل الأرض يجد ليلا والخارج منه يجد نهارا ...
سلام
ـ[أبو محمد الفرحي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 08:16 م]ـ
.. وفي كل وقت هناك من يدخل في ثلث اليل أو ما يمكن أن نسميه جهة ثلث اليل فالأرض كما نعلم اليوم تدور بمن عليها حول نفسها (حول المحور شمال-جنوب) والداخل في ظل الأرض يجد ليلا والخارج منه يجد نهارا ...
سلام
أقصد ثلث اليل الآخر
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 01:12 ص]ـ
القول بأن العرش يخلو من الرحمن يشكل على من قال الاستواء صفة ذاتية ... والصواب عدم الخوض في مثل هذه المسائل لأننا لم نتعبد بها ولم يرد فيها نص وقد قال صلى الله عليه وسلم (تركتم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك) فالحذر من مثل هذه المسائل التي لاثمرة من الخلاف فيها .... والله أعلم
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 01:14 ص]ـ
آمنتُ بالله،
وبما جاء عن الله،
على مراد الله،
وآمنتُ برسول الله،
وبما جاء عن رسول الله،
على مراد رسول الله
صلى الله عليه وسلم ..
بارك الله فيك هذا أجمل ماقرأت(38/408)
عقيدة أهل السنة لعدي بن مسافر
ـ[أبو زياد المرواني]ــــــــ[11 - 03 - 07, 01:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني طلاب العلم بارك الله فيكم وغفر لكم
اريد معلومات عن كتاب عقيدة أهل السنة لعدي بن مسافر وهل هو مطبوع أم لا؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 03 - 07, 01:33 م]ـ
اذكر ان الشيخ المحمود قال في كتابه موقف ابن تيمية من الأشاعرة ان الشيخ عدي بن مسافر مشى في هذه العقيدة على منهج الأشاعرة و ذكر انها عقيدة مطبوعة
و الله أعلم
ـ[أبو زياد المرواني]ــــــــ[11 - 03 - 07, 01:39 م]ـ
جزاك الله خير
الشيخ عمر العيد قام بشرحها في عدة اشرطة
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[11 - 03 - 07, 02:25 م]ـ
طبعت قديما
بتحقيق الشيخ حمدي السلفي في دار الغرباء الأثرية
ـ[أبو زياد المرواني]ــــــــ[11 - 03 - 07, 11:18 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً
لكن السؤال اين اجدها في الرياض؟
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[11 - 03 - 07, 11:38 م]ـ
اذكر ان الشيخ المحمود قال في كتابه موقف ابن تيمية من الأشاعرة ان الشيخ عدي بن مسافر مشى في هذه العقيدة على منهج الأشاعرة و ذكر انها عقيدة مطبوعة
و الله أعلم
أخي تاكد من هذا فان الشيخ لم يمشي على ما ذكرت بل كان على عقيدة أهل السنة والجماعة.
والله اعلم.
ـ[حامد تميم]ــــــــ[15 - 03 - 07, 02:36 م]ـ
عقيدة الشيخ عدي بن مسافر الهكاري، طبع في غلاف، عن مكتبة الغرباء الأثرية، وقد شرحها الشيخ الدكتور/ إبراهيم بن عامر الرحيلي -حفظه الله- قبل سنوات، والشيخ عدي بن مسافر تغلو فيه الطائفة اليزيدية التي تقطن في العراق.
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 04:34 م]ـ
وشرح الشيخ عمر العيد - حفظه الله - غير كامل
ـ[أبو زياد المرواني]ــــــــ[15 - 03 - 07, 05:14 م]ـ
جزاكم الله خير
هل يوجد الكتاب أو الشرح على الشبكة
ـ[أبو زياد المرواني]ــــــــ[21 - 03 - 07, 01:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استمعت للشيخ عمر العيد في بداية شرحه للكتاب وقد اثنى على الكتاب وذكر انه لايخلو من الملحوظات وأسلوب الشيخ أثناء الشرح رائع جداً جزاه الله خيراً ونفعنا بعلمه
بارك الله فيكم(38/409)
هل فوق العرش مخلوق؟!
ـ[سليمان السيف]ــــــــ[11 - 03 - 07, 02:56 م]ـ
إخواني الكرام:
من المعلوم أنا أهل السنة يؤمنون بأن الله فوق عرشه، وعند ردّهم على شبهة أن ذلك له مكاناً؛ يقولون ليس فوق العرش شيءٌ؛ بل هو آخر المخلوقات وسقفها. فكون الله فوق العرش لا يلزم منه أن يكون في مكان.
لكن حديث الكتاب (كتب كتاباً فهو عنده فوق العرش) ..
فالكتاب مخلوق، وهو فوق العرش، فالنتيجة أن ما فوق العرش يعتبر مكاناً؛ إذ قد حلّ فيه المخلوق.
أرجو توجيهه .. ولكم الشكر.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[11 - 03 - 07, 08:53 م]ـ
طيب اين المشكلة اذا كان مكان
مادام الذي قال هذا الحديث هو الرسول عليه الصلاة والسلام
ـ[مهداوي]ــــــــ[11 - 03 - 07, 08:58 م]ـ
انظر مشاركة الشيخ فيصل هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86865
ومناقشة الأخ يزيد هنا:
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=259
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 03 - 07, 09:39 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83750
ـ[سليمان السيف]ــــــــ[12 - 03 - 07, 07:33 ص]ـ
الإخوة الكرام
شكر الله لكم.
خلاصة ما في الروابط أن العرش سقف المخلوقات على جهة العموم، وأن الكتاب مستثنى من ذلك.
فالكتاب فوق العرش.
لكن السؤال: بما أن الكتاب فوق العرش، فهل هو في مكان مخلوق أم لا في مكان.
لأننا نعلم أن ما فوق العرش ليس مكاناً وجودياً.
أرجو التوضيح، وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[13 - 03 - 07, 08:05 م]ـ
آمنتُ بالله،
وبما جاء عن الله،
على مراد الله،
وآمنتُ برسول الله،
وبما جاء عن رسول الله،
على مراد رسول الله
صلى الله عليه وسلم ..
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 06:07 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل وفقني واياك لكل خير
التكلم عن الفوقية والعلو والاستواء كلها من اخبار الغيب
والغيب ما غيبه الله عن العقل
ولهذا وقف اهل السنة في هذا الباب على الدليل والوحي ... من غير ايجاد الاسئلة العقلية لان العقيدة مبنية على الوحي لا العقل
ومثل هذه الاسئلة من الخطأ إيرادها
قل الله فوق مخلوقاته اذ الله لو العلو المطلق سبحانه وعلوه ليس كمثله شئ ... ودع عنك الايرادات العقلية لان محلها في غير العقيدة
والله اعلم
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[28 - 04 - 07, 05:25 ص]ـ
هو كقولنا الله فوق السماوات مع انه لا يلزم منه ان فوقية الله في مكان ذاتي و لا ان السماوات هي أعلى المخلوقات و انما يشار الى السماوات لأنها على الاجمال من اعلى ما يدل على جهة العلو و كذلك العرش و هو أعظم من السماوات و لهذا تكثر الاشارة عند أهل الملل جميعا الى منتهى علمهم -شرعا و حسا- بأعلى مخلوقات الله للدلالة على علوه سبحانه و لا يلزم منه عدم وجود مخلوق أعلى مما اشاروا اليه فعدم العلم بالشيء ليس دليلا على العدم مع اقرارهم بأن الله أعلى من خلقه و ان لم يعلموا ما أعلى خلقه فمن انتهى علمه شرعا و حسا الى ان السماء هي أغلى مخلوقاته عبر عن جهة العلو بالسماوات و من انتهى الى علمه علو العرش على السماء عبر عن جهة العلو بالعرش فمن عبر عن العلو بالسماء أو العرش لا يلزم من تعبيره عدم وجود مخلوق أعلى لاعتبارين:أنه قد لا يعلم ورود الخبر به و الثاني و ان علم فانما يعبر بأعظم المخلوقات علوا و اظهرها للناس - حسا و شرعا- وان لم يكن أعلاها كما عبر السلف عن علو الله بكونه فوق سماواته مع القطع بأنهم كانوا يعلمون علو العرش على السماء .. و كل من كان اعرف بأمر ربه وخبره كان أكثرهم علما به و بصفاته و أحسنهم وصفا له فالنصارى و اليهود أعلم بالله و صفاته ممن ليس لهم كتاب و المسلمون اعلم به من أهل الكتاب و أهل الحديث و فقهاءهم و عبادهم اعلم به من جميع طوائف المسلمين و الأنبياء أعلم من كل هؤلاء و لهذا تجد في أحاديث الاسراء من الدلائل و الوصف الصريح لعلو الله ما يجعل عامة المنكرين للعلو ينكرونها و لا يتأولونها كما يتاولون باقي الأحاديث
و الله أعلم بالحال و المآل(38/410)
كيف يُعرَّفُ الكفر شرعاً؟
ـ[المجدد]ــــــــ[12 - 03 - 07, 03:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أن أعظم ما يجتهد الإنسان في معرفته معرفته ربه ودينه ونبيه
وإن أعظم هذه الأمور خطرا، وأجلها ذكرا، هي مسائل الإيمان والكفر
ولدي هاهنا تساؤلان اثنان:
الأول: تعريف الكفر شرعا؟
الثاني: كيف ينطبق هذا التعريف على نوعي الكفر؟
المجدد
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[12 - 03 - 07, 01:14 م]ـ
مشاء الله عليك يالمجدد
الى الان لم تترك هذه المسألة
ـ[المجدد]ــــــــ[12 - 03 - 07, 01:59 م]ـ
حياك الله أخي أحمد
تمنيت لو شاركت بإيجابية وحرص.
تنبيه:
لفظة "مشاء الله" لا تكتب هكذا، ولكن "ما شاء الله"
الله يبارك لك في علمك ويزيدك
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[12 - 03 - 07, 02:33 م]ـ
الكفر تعريفه - أنواعه
(1) تعريفه: الكفر في اللغة التغطية والستر - والكفر شرعا: ضد الإيمان - فإن الكفر عدم الإيمان باللّه ورسله - سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب، بل شك وريب أو إعراض أو حسد أو كبر أو اتباع لبعض الأهواء الصادة عن اتباع الرسالة. وإن كان المكذب أعظم كفرا، وكذلك الجاحد المكذب حسدا مع استيقان صدق الرسل (1)
(ب) أنواعه: الكفر نوعان:
النوع الأول: كفر أكبر يخرج من الملة، وهو خمسة أقسام:
القسم الأول: كفر التكذيب - والدليل قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ} [العنكبوت: 68].
القسم الثاني: كفر الإباء والاستكبار مع التصديق - والدليل قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34].
القسم الثالث: وهو كفر الظن - والدليل قوله تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا} {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا} {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا} {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا} [الكهف: 35 - 38].
القسم الرابع: كفر الإعراض - والدليل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ} [الأحقاف: 3].
القسم الخامس: كفر النفاق - والدليل قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} [المنافقون: 3].
النوع الثاني: كفر أصغر لا يخرج من الملة، وهو الكفر العملي - وهو الذنوب التي وردت تسميتها في الكتاب والسنة كفرا، وهي لا تصل إلى حد الكفر الأكبر - مثل كفر النعمة المذكور في قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ} [النحل: 112].
ومثل قتال المسلم المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» (1). وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض» (2) ومثل الحلف بغير الله قال صلى الله عليه وسلم: «من حلف بغير اللّه كفر أو أشرك» (3) فقد جعل اللّه مرتكب الكبيرة مؤمنا، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} [البقرة: 178ٍ]، فلم يخرج القاتل من الذين آمنوا، وجعله أخا لولي القصاص فقال: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 178]، والمراد أخوة الدين بلا ريب. وقال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9]، إلى قوله تعالي: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 10] انتهى من شرح الطحاوية (4) باختصار.
وملخص الفروق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر
1 - أن الكفر الأكبر يخرج من الملة ويحبط الأعمال، والكفر الأصغر لا يخرج من الملة ولا يحبط الأعمال، لكن ينقصها بحسبه، ويعرض صاحبها للوعيد.
2 - أن الكفر الأكبر يخلد صاحبه في النار، والكفر الأصغر إذا دخل صاحبه النار فإنه لا يخلد فيها. وقد يتوب اللّه على صاحبه فلا يدخله النار أصلا.
3 - أن الكفر الأكبر يبيح الدم والمال، والكفر الأصغر لا يبيح الدم والمال.
4 - أن الكفر الأكبر يوجب العداوة الخالصة بين صاحبه وبين المؤمنين، فلا يجوز للمؤمنين محبته وموالاته ولو كان أقرب قريب. وأما الكفر الأصغر فإنه لا يمنع الموالاة مطلقا، بل صاحبه يحب ويوالى بقدر ما فيه من الإيمان ويبغض ويعادى بقدر ما فيه من العصيان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/411)
ـ[المجدد]ــــــــ[13 - 03 - 07, 02:31 م]ـ
حياك الله يا أبا عبدالله
وزادك الله علما وشرفا
عرفت الكفر بقولك: " والكفر شرعا: ضد الإيمان "
هذا تعريف بالضد، وليس هو تعريفا لماهية الكفر.
وعلى التسليم على تعريفك فهل لنا أن نقول
الكفر شرعا: ضد (اعتقاد الجنان وقول اللسان وعمل الجوارح).
وعلى فرض التسليم على تقسيمك الكفر الشرعي إلى نوعين أكبر وأصغر،
فهل لك يا أبا عبدالله أن تفرق لي بين الكفر اللغوي والكفر الأصغر؟
شاكر لك أخي حسن الصبر على الإيضاح لي
أخوك المجدد
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[13 - 03 - 07, 07:50 م]ـ
بارك الله فيك ..
من الخطأ في فهم الحقائق الشرعية أن ننزل أحكام اليونان عليها من أجل فهمها .. فالماهية قد تُدرك وتُفهم بمعرفة الضد .. وتعريف الكفر كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (عدم الإيمان، باتفاق المسلمين، سواء اعتقد نقيضه وتكلم به، أو لم يعتقد شيئًا ولم يتكلم به) الفتاوى (20/ 86). والحدود إنما هي لضبط المسائل وتقريبها فحسب، وإذا فُهم المراد فحينئذٍ لا ندخل في متاهات قد لا نخرج منها بسبب إيراد الاحتمالات العلقية، فالمقام مقام تبيين الشرع على طريقة السلف الصالح لا على طريقة الخلف. وبين الطريقتين والمنهجين كما بين السماء والأرض كما لا يخفى على مثلك إن شاء الله تعالى.
وفقك الله إلى العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[13 - 03 - 07, 08:00 م]ـ
ثم وجدت هذا الكلام النفيس هنا ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93848
ـ[المجدد]ــــــــ[13 - 03 - 07, 10:15 م]ـ
الأخ الكريم أبو الأشبال
هل أفهم من مداخلتك أنه لا يمكن تعريف الكفر بالماهية، أرجو التوضيح.
أخي لو أن رجلاً مسلماً سألك ما الكفر الذي نهى الله ورسولُه عنه؟
هل ستقول له الكفر هو ضد الإيمان.
ولو عكسنا المثال وقلنا في تعريف الإيمان هو ضد الكفر، كان صحيحا
ولكن يوجد تعريف للإيمان بغير الضد.
أتمنى أن تشاركنا مرة أخرى، فثلك يستفاد منه ومن علمه.
أخوك المجدد
ـ[المجدد]ــــــــ[26 - 03 - 07, 11:32 م]ـ
للرفع
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[27 - 03 - 07, 08:01 ص]ـ
?
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أولاً:ما هو الكفر؟
لغةً: الكُفْرُ: ضدُّ الإيمان. وقد كَفَرَ بالله كُفْراً. وجمع الكافِرِ كُفَّارٌ وكَفَرَةٌ وكِفارٌ أيضاً. وجمع الكافِرَةِ الكَوافِرُ. والكُفْرُ أيضاً: جُحودُ النعمةِ، وهو ضدُّ الشكر. وقد كَفَرَهُ كُفوراً وكُفْراناً. وقوله تعالى: " إنَّا بكُلٍّ كافِرون "، أي جاحدون. وقوله عز وجل: " فأبَى الظالمونَ إلا كُفوراً ". قال الأخفش: هو جمع الكُفْرِ، والكَفْرُ بالفتح: التغطيةُ. وقد كفرْتُ الشيءَ أكْفِرُهُ بالكسر كَفْراً، أي سَتَرْتُهُ. ورمادٌ مكفورٌ، إذا سفَت الريحُ الترابَ عليه حتَّى غطته. والكافِرُ: الليل المظلم، لأنه ستر كلَّ شيء بظلمته. والكافِرُ: الذي كَفَرَ درعَه بثوبٍ، أي غطّاه ولبسَه فوقه. وكلُّ شيء غَطَّى شيئاً فقد كَفَرَهُ. قال ابن السكيت: ومنه سمي الكافِرُ، لأنه يستر نِعَمَ الله عليه (الصحاح في اللغة - (ج 2 / ص 118)).
الكُفرُ: نقيض الإيمان. ويقال لأهل دار الحرب: قد كَفَروا، أي: عصوا وامتنعوا.
والكُفرُ: نقيض الشكر. كَفَر النعمة، أي: لم يشكرها.
والكُفرُ أربعة أنحاء:
• كُفرُ الجحود مع معرفة القلب، كقوله عز وجل: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} (النمل: من الآية14).
• وكُفْرُ المعاندة: وهو أن يعرف بقلبه، ويأبى بلسانه.
• وكُفْرُ النفاق: وهو أن يؤمن بلسانه والقلب كافر.
• وكُفْرُ الإنكار: وهو كُفْرُ القلب واللسان (العين - (ج 1 / ص 440)).
شرعًا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/412)
قال ابن حزم رحمه الله ((((والكفر أصله في اللغة التغطية،وهو في الدين صفة من جحد شيئا مما افترض الله تعالى الإيمان به بعد قيام الحجة عليه ببلوغ الحق إليه بقلبه دون لسانه أو بلسانه دون قلبه أو بهما معا أو عمل جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان (ابن حزم الإحكام لابن حزم [ج 1 - صـ 49])))
وقال شيخ الإسلام رحمه الله ((الكفر عدم الإيمان بالله ورسله سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب بل شك وريب أو إعراض عن هذا كله حسدا أو كبرا أو إتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن إتباع الرسالة (مجموع الفتاوى [جـ12 - صـ 335]).)).
أما تطبيق ذلك على نوعي الكفر ففى مرة قادمة بإذن الله عز وجل، نقلت هذا على عجالة من أمري،وفى التأنى السلامة.
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[27 - 03 - 07, 01:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
فائدة:
ليس كل ما جاء فى اللغة بمعنى لابد من أن يأت الشرع به، بل ربما يزيد عليه أو يأتى بتفصيل يبني على أصله اللغوى (فهو يتضمنه ويزيد عليه بما يحده الشرع).
كالصلاة مثلا فى اللغة بمعنى مطلق الدعاء ومنه قوله تعالى: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) (التوبة: من الآية103)} [التوبة: 103]، أي: ادعُ لهم.
وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ)) (صحيح مسلم) فى شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 328)
مَعْنَى يُصَلُّونَ: أَيْ يَدْعُونَ.
ولا يستطع أحد فى الشرع أن يعرفها بمطلق الدعاء بل هى التعبُّدُ للَّهِ تعالى بأقوال وأفعال معلومة، مفتتَحة بالتَّكبير، مختتَمة بالتَّسليم.
وإن شئت فقل: هي عبادةٌ ذاتُ أقوال وأفعال، مفتتحة بالتَّكبير، مختتمة بالتَّسليم. (الشرح الممتع للشيخ العثيمين).
أو على تعريفات القدماء ((أفعال مخصوصة وأقوال مخصوصة، من شخص مخصوص، فى وقت مخصوص، على وجه التعبد لله تعالى، مفتتحة بالتكبير، ومختتمة بالتسليم)
المهم أن هناك مبياينة بين التعريف اللغوي والشرعي. هذه أولى
ثانيها:حقيقة الكفر فى ضوء اللغة والشرع:
الكفر سبق بيانه اللغوي والشرع وهو الستر والتغطيةوالجحود.،وهو في الدين صفة من جحد شيئا مما افترض الله تعالى الإيمان به.كما سبق نقله
هذا الستر والتغطية والجحود (وقال (ابن منظور) في اللسان: الجَحْدُ والجُحُود نقيض الإِقرار كالإِنكار والمعرفة،و الجُحودُ الإِنكار مع العلم.).
سؤال أولى:ما الذي يعرفه الكافر ثم يجحده؟ وما الذي عنده ثم يغطيه ويستره؟
إنه إنكار لشيء يعرفه فليس بجديد عليه
إنها تغطية لشيء لديه يستطع تغطيته ويستره
لأن الكفر والإيمان فعل الأشخاص (بتوفيق الله لهذا، وخذلان هذا)
بل إنه يجحد مكون رئيسي لذاته وكونينته لأنه بفقده يكون أقل من الدواب و أشر {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55)} [الأنفال/55]
{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (النور:35) قال ابن القيم رحمه الله في (اجتماع الجيوش الإسلامية)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/413)
((وقد جعل الله تعالى القلوب كالآنية كما قال بعض السلف القلوب آنية الله في أرضه فأحبها اليه أرقها وأصلبها وأصفاها والمصباح هو نور الإيمان في قلبه والشجرة المباركة هي شجرة الوحي المتضمنة للهدى ودين الحق وهي مادة المصباح التي يتقد منها والنور على النور نور الفطرة الصحيحة والإدراك الصحيح ونور الوحي والكتاب فينضاف أحد النورين إلى الآخر فيزداد العبد نورا على نور ولهذا يكاد ينطق بالحق والحكمة قبل أن يسمع ما فيه بالأثر ثم يبلغه الأثر بمثل ما وقع في قلبه ونطق به فيتفق عنده شاهد العقل والشرع والفطرة والوحي فيريه عقله وفطرته وذوقه الذي جاء به الرسول هو الحق لا يتعارض عنده العقل والنقل البتة بل يتصادقان ويتوافقان فهذا علامة النور على النور عكس من تلاطمت في قلبه أمواج الشبه الباطلة والخيالات الفاسدة من الظنون الجهليات التي يسميها أهلها القواطع العقليات)) إ. هـ
وهذا يفسر أيضًا قوله تعالى {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة:257)
وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ _ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ قَلْبٌ أجْرَدُ فِيهِ مِثْلُ السِّرَاجِ يُزْهِرُ وَقَلَبٌ أَغْلَفُ مَرْبُوطٌ عَلَى غِلاَفِهِ وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ وَقَلَبٌ مُصْفَحٌ فَأَمَّا الْقَلْبُ الأَجْرَدُ فَقَلْبُ الْمُؤْمِنِ سِرَاجُهُ فِيهِ نُورُهُ وَأَمَّا الْقَلْبُ الأَغْلَفُ فَقَلْبُ الْكَافِرِ وَأَمَّا الْقَلْبُ المَنْكُوسُ فَقَلْبُ الْمُنَافِقِ عَرَفَ ثُمَّ أَنْكَرَ وَأَمَّا الْقَلْبُ المُصْفَحُ فَقَلْبٌ فِيهِ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ فَمَثَلُ الإِيمَانِ فِيهِ كَمَثَلِ الْبَقْلَةِ يَمُدُّهَا الْمَاءُ الطَّيِّبُ وَمَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كَمَثَلِ الْقُرْحَةِ يَمُدُّهَا الْقَيْحُ وَالدَّمُ فَأَىُّ الْمَدَّتَيْنِ غَلَبَتْ عَلَى الأُخْرَى غَلَبَتْ عَلَيْهِ». (رواه أحمد وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف لضعف ليث وهو ابن أبي سليم ولانقطاعه أبو البختري لم يدرك أبا سعيد الخدري وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين ... وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 63 وقال: رواه أحمد والطبراني في الصغير وفي إسناده ليث بن أبي سليم. وأورده ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى " الله نور السماوات والأرض " والسيوطي في الدر عند تفسير قوله تعالى " وقالوا قلوبنا غلف " وجودا إسناده. وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة برقم (5158))).
- وقضية الإشهاد في سورة الأعراف {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)} [الأعراف/172 - 174]
- ويفسرها الحديث المتفق عليه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ _ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا لَوْ كَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهَا فَيَقُولُ نَعَمْ فَيَقُولُ قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِى صُلْبِ آدَمَ أَنْ لاَ تُشْرِكَ - أَحْسَبُهُ قَالَ - وَلاَ أُدْخِلَكَ النَّارَ فَأَبَيْتَ إِلاَّ الشِّرْكَ».
- فالكافر كفر (أي ستر وغطى وجحد) شيئين:
الأول: ستر وغطي نور الفطرة.
الثاني: جحد و أنكر نور الوحي.
وثالثها:مسألة نوعي الكفر لغةً وشرعًا
فهو من جهة الشرع:- أكبر مخرج من الملة
- أصغر غير مخرج من الملة
وهو من جهة فاعله (فى الشرع):- اعتقادي.
:- عملي.
- قال الأمام ابن القيم ’ في كتابه (الصلاة وحكم تاركها)
فصل في نوعي الكفر
وها هنا أصل آخر وهو أن الكفر نوعان كفر عمل وكفر جحود وعناد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/414)
الجحود أن يكفر بما علم أن الرسول جاء به من عند الله جحودا وعنادا من اسماء الرب وصفاته وأفعاله وأحكامه وهذا الكفر يضاد الإيمان من كل وجه
وأما كفر العمل فينقسم إلى:
- ما يضاد الإيمان وإلى ما لا يضاده فالسجود للضم والاستهانة بالمصحف وقتل النبي وسبه يضاد الإيمان
- وأما الحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعا ولا يمكن أن ينفي عنه اسم الكفر بعد أن اطلقه الله ورسوله عليه فالحاكم بغير ما انزل الله كافر وتارك الصلاة كافر بنص رسول الله ولكن هو كفر عمل لا كفر اعتقاد ومن الممتنع أن يسمي الله سبحانه الحاكم بغير ما انزل الله كافرا ويسمى رسول الله تارك الصلاة كافرا ولا يطلق عليهما اسم كافر وقد نفى رسول الله الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر وعمن لا يأمن جاره بوائقه وإذا نفي عنه اسم الإيمان فهو كافر من جهة العمل وانتفى عنه كفر الجحود والاعتقاد
وكذلك قوله: (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض)) (البخاري رقم 1739 مسلم رقم 1679 فهذا كفر عمل)
وكذلك قوله: ((من أتى كاهنا فصدقه أو امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد)) (مسند أحمد 2/ 408 الترمذي رقم 135 أبو داود رقم 3904 ابن ماجة رقم) 639
وقوله (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها احدهما) (البخاري رقم 6103 مسلم رقم 60)
وقد سمى الله سبحانه وتعالى من عمل ببعض كتابه وترك العمل ببعضه مؤمنا بما عمل به وكافرا بما ترك العمل به فقال تعالى: ((وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)) [البقرة/84، 85] فاخبر سبحانه أنهم أقروا بميثاقه الذي أمرهم به والتزموه به وهذا يدل على تصديقهم به أنهم لا يقتل بعضهم بعضا ولا يخرج بعضهم بعضا من ديارهم ثم أخبر أنهم عصوا امره وقتل فريق منهم فريقا وأخرجوهم من ديارهم فهذا كفرهم بما أخذ عليهم في الكتاب ثم أخبر انهم يفدون من اسر من ذلك الفريق وهذا إيمان منهم بماأخذ عليهم في الكتاب فكانوا مؤمنين بما عملوا به من الميثاق كافرين بما تركوه منه فالإيمان العملي يضاده الكفر العملي والإيمان الاعتقادي يضاده الكفر الاعتقادي
وقد أعلن النبي بما قلناه في قوله في الحديث الصحيح: ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)) (البخاري رقم 48 مسلم رقم 64) ففرق بين قتاله وسبابه وجعل احدهما فسوقا لا يكفر به والآخر كفر ومعلوم أنه إنما أراد الكفر العلمي لا الاعتقادي وهذا الكفر لا يخرجه من الدائرة الأسلامية والملة بالكلية كما لا يخرج الزاني والسارق والشارب من الملة وإن زال عنه اسم الإيمان
وهذا التفصيل هو قول الصحابة الذين هم اعلم الأمة بكتاب الله وبالاسلام والكفر ولوازمهما فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم فإن المتأخرين لم يفهموا مرادهم فانقسموا فريقين فريقا اخرجوا من الملة بالكبائر وقضوا على اصحابها بالخلود في النار وفريقا جعلوهم مؤمنين كاملي الإيمان فهؤلاء غلوا وهؤلاء جفوا وهدى الله اهل السنة للطريقة المثلى والقول الوسط الذي هو في المذاهب كالإسلام في الملل فها هنا كفر دون كفر ونفاق دون نفاق وشرك دون شرك وفسوق دون فسوق وظلم دون ظلم.
فتح الباري لابن حجر - (ج 19 / ص 304)
قَوْله (لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا)
جُمْلَة مَا فِيهِ مِنْ الْأَقْوَال ثَمَانِيَة:
أَحَدهَا قَوْل الْخَوَارِج إِنَّهُ عَلَى ظَاهِره،
ثَانِيهَا هُوَ فِي الْمُسْتَحِلِّينَ،
ثَالِثهَا الْمَعْنَى كُفَّارًا بِحُرْمَةِ الدِّمَاء وَحُرْمَة الْمُسْلِمِينَ وَحُقُوق الدِّين،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/415)
رَابِعهَا تَفْعَلُونَ فِعْل الْكُفَّار فِي قَتْل بَعْضهمْ بَعْضًا،
خَامِسهَا لَابِسِينَ السِّلَاح يُقَال كَفَرَ دِرْعَهُ إِذَا لَبِسَ فَوْقهَا ثَوْبًا،
سَادِسهَا كُفَّارًا بِنِعْمَةِ اللَّه،
سَابِعهَا الْمُرَاد الزَّجْر عَنْ الْفِعْل وَلَيْسَ ظَاهِره مُرَادًا،
ثَامِنهَا لَا يُكَفِّر بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَأَنْ يَقُول أَحَد الْفَرِيقَيْنِ لِلْآخَرِ يَا كَافِر فَيَكْفُر أَحَدهمَا، ثُمَّ وَجَدْت تَاسِعًا وَعَاشِرًا ذَكَرْتهمَا فِي كِتَاب الْفِتَن، وَسَيَأْتِي شَرْح الْحَدِيث مُسْتَوْفًى فِي كِتَاب الْفِتَن إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
قَوْله (كُفَّارًا)
تَقَدَّمَ بَيَان الْمُرَاد بِهِ، وَجُمْلَة الْأَقْوَال فِيهِ ثَمَانِيَة، ثُمَّ وَقَفْت عَلَى
تَاسِع وَهُوَ أَنَّ الْمُرَاد سَتْر الْحَقّ وَالْكُفْر لُغَة السَّتْر، لِأَنَّ حَقّ الْمُسْلِم عَلَى الْمُسْلِم أَنْ يَنْصُرهُ وَيُعِينهُ، فَلَمَّا قَاتَلَهُ كَأَنَّهُ غَطَّى عَلَى حَقّه الثَّابِت لَهُ عَلَيْهِ.
وَعَاشِر وَهُوَ أَنَّ الْفِعْل الْمَذْكُور يُفْضِي إِلَى الْكُفْر، لِأَنَّ مَنْ اِعْتَادَ الْهُجُوم عَلَى كِبَار الْمَعَاصِي جَرَّهُ شُؤْم ذَلِكَ إِلَى أَشَدّ مِنْهَا فَيُخْشَى أَنْ لَا يُخْتَم لَهُ بِخَاتِمَةِ الْإِسْلَام. وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهُ مِنْ لُبْس السِّلَاح يَقُول كَفَرَ فَوْقَ دِرْعه إِذَا لَبِسَ فَوْقَهَا ثَوْبًا، وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ: مَعْنَاهُ لَا تَفْعَلُوا بِالْمُؤْمِنِينَ مَا تَفْعَلُونَ بِالْكُفَّارِ، وَلَا تَفْعَلُوا بِهِمْ مَا لَا يَحِلّ وَأَنْتُمْ تَرَوْنَهُ حَرَامًا. قُلْت: وَهُوَ دَاخِل فِي الْمَعَانِي الْمُتَقَدِّمَة. وَاسْتَشْكَلَ بَعْض الشُّرَّاح غَالِب هَذِهِ الْأَجْوِبَة بِأَنَّ رَاوِي الْخَبَر وَهُوَ أَبُو بَكْرَة فَهِمَ خِلَاف ذَلِكَ، وَالْجَوَاب أَنَّ فَهْمه ذَلِكَ إِنَّمَا يُعْرَف مِنْ تَوَقُّفه عَنْ الْقِتَال وَاحْتِجَاجه بِهَذَا الْحَدِيث، فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون تَوَقُّفه بِطَرِيقِ الِاحْتِيَاط لِمَا يَحْتَمِلهُ ظَاهِر اللَّفْظ، وَلَا يَلْزَم أَنْ يَكُون يَعْتَقِد حَقِيقَة كُفْر مَنْ بَاشَرَ ذَلِكَ، وَيُؤَيِّدهُ أَنَّهُ لَمْ يَمْتَنِع مِنْ الصَّلَاة خَلْفهمْ وَلَا اِمْتِثَال أَوَامِرهمْ وَلَا غَيْر ذَلِكَ مِمَّا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ يَعْتَقِد فِيهِمْ حَقِيقَته. وَاَللَّه الْمُسْتَعَان.
شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 160)
98 - قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِب بَعْضكُمْ رِقَاب بَعْض)
قِيلَ فِي مَعْنَاهُ سَبْعَة أَقْوَال:
أَحَدهَا: أَنَّ ذَلِكَ كُفْرٌ فِي حَقّ الْمُسْتَحِلِّ بِغَيْرِ حَقٍّ،
وَالثَّانِي: الْمُرَاد كُفْر النِّعْمَة وَحَقّ الْإِسْلَام،
وَالثَّالِث: أَنَّهُ يُقَرِّبُ مِنْ الْكُفْر وَيُؤَدِّي إِلَيْهِ،
وَالرَّابِع: أَنَّهُ فِعْلٌ كَفِعْلِ الْكُفَّار،
وَالْخَامِس: الْمُرَاد حَقِيقَة الْكُفْر وَمَعْنَاهُ لَا تَكْفُرُوا بَلْ دُومُوا مُسْلِمِينَ،
وَالسَّادِس: حَكَاهُ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْره أَنَّ الْمُرَاد بِالْكُفَّارِ الْمُتَكَفِّرُونَ بِالسِّلَاحِ، يُقَال تَكَفَّرَ الرَّجُل بِسِلَاحِهِ إِذَا لَبِسَهُ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ فِي كِتَابه " تَهْذِيب اللُّغَة " يُقَال لِلَابِسِ السِّلَاح كَافِرٌ، وَالسَّابِع: قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ مَعْنَاهُ لَا يُكَفِّرُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَتَسْتَحِلُّوا قِتَالَ بَعْضِكُمْ بَعْضًا.
وَأَظْهَرُ الْأَقْوَال الرَّابِع وَهُوَ اِخْتِيَار الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ (متفق عليه)
فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 77)
قَوْله: (سِبَاب)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/416)
هُوَ بِكَسْرِ السِّين وَتَخْفِيف الْمُوَحَّدَة، وَهُوَ مَصْدَر يُقَال: سَبَّ يَسُبّ سَبًّا وَسِبَابًا، وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ: السِّبَاب أَشَدّ مِنْ السَّبّ، وَهُوَ أَنْ يَقُول الرَّجُل مَا فِيهِ وَمَا لَيْسَ فِيهِ يُرِيد بِذَلِكَ عَيْبه. وَقَالَ غَيْره: السِّبَاب هُنَا مِثْل الْقِتَال فَيَقْتَضِي الْمُفَاعَلَة، وَقَدْ تَقَدَّمَ بِأَوْضَح مِنْ هَذَا فِي بَاب الْمَعَاصِي مِنْ أَمْر الْجَاهِلِيَّة.
قَوْله: (الْمُسْلِم)
كَذَا فِي مُعْظَم الرِّوَايَات، وَلِأَحْمَد عَنْ غُنْدَر عَنْ شُعْبَة " الْمُؤْمِن "، فَكَأَنَّهُ رَوَاهُ بِالْمَعْنَى.
قَوْله: (فُسُوق)
الْفِسْق فِي اللُّغَة الْخُرُوج، وَفِي الشَّرْع: الْخُرُوج عَنْ طَاعَة اللَّه وَرَسُوله، وَهُوَ فِي عُرْف الشَّرْع أَشَدّ مِنْ الْعِصْيَان، قَالَ اللَّه تَعَالَى (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْر وَالْفُسُوق وَالْعِصْيَان)، فَفِي الْحَدِيث تَعْظِيم حَقّ الْمُسْلِم وَالْحُكْم عَلَى مَنْ سَبَّهُ بِغَيْرِ حَقّ بِالْفِسْقِ، وَمُقْتَضَاهُ الرَّدّ عَلَى الْمُرْجِئَة. وَعُرِفَ مِنْ هَذَا مُطَابَقَة جَوَاب أَبِي وَائِل لِلسُّؤَالِ عَنْهُمْ كَأَنَّهُ قَالَ: كَيْف تَكُون مَقَالَتهمْ حَقًّا وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول هَذَا. .
قَوْله: (وَقِتَاله كُفْر)
إِنْ قِيلَ: هَذَا وَإِنْ تَضَمَّنَ الرَّدّ عَلَى الْمُرْجِئَة لَكِنَّ ظَاهِره يُقَوِّي مَذْهَب الْخَوَارِج الَّذِينَ يُكَفِّرُونَ بِالْمَعَاصِي. فَالْجَوَاب: إِنَّ الْمُبَالَغَة فِي الرَّدّ عَلَى الْمُبْتَدِع اِقْتَضَتْ ذَلِكَ، وَلَا مُتَمَسَّك لِلْخَوَارِجِ فِيهِ؛ لِأَنَّ ظَاهِره غَيْر مُرَاد، لَكِنْ لَمَّا كَانَ الْقِتَال أَشَدّ مِنْ السِّبَاب - لِأَنَّهُ مُفْضٍ إِلَى إِزْهَاق الرُّوح - عَبَّرَ عَنْهُ بِلَفْظِ أَشَدّ مِنْ لَفْظ الْفِسْق وَهُوَ الْكُفْر، وَلَمْ يُرِدْ حَقِيقَة الْكُفْر الَّتِي هِيَ الْخُرُوج عَنْ الْمِلَّة، بَلْ أَطْلَقَ عَلَيْهِ الْكُفْر مُبَالَغَة فِي التَّحْذِير، مُعْتَمِدًا عَلَى مَا تَقَرَّرَ مِنْ الْقَوَاعِد أَنَّ مِثْل ذَلِكَ لَا يُخْرِج عَنْ الْمِلَّةَ، مِثْل حَدِيث الشَّفَاعَة، وَمِثْل قَوْله تَعَالَى (إِنَّ اللَّه لَا يَغْفِر أَنْ يُشْرِك بِهِ وَيَغْفِر مَا دُون ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء)، وَقَدْ أَشَرْنَا إِلَى ذَلِكَ فِي بَاب الْمَعَاصِي مِنْ أَمْر الْجَاهِلِيَّة. أَوْ أَطْلَقَ عَلَيْهِ الْكُفْر لِشَبَهِهِ بِهِ؛ لِأَنَّ قِتَال الْمُؤْمِن مِنْ شَأْن الْكَافِر. وَقِيلَ: الْمُرَاد هُنَا الْكُفْر اللُّغَوِيّ وَهُوَ التَّغْطِيَة؛ لِأَنَّ حَقّ الْمُسْلِم عَلَى الْمُسْلِم أَنْ يُعِينهُ وَيَنْصُرهُ وَيَكُفّ عَنْهُ أَذَاهُ، فَلَمَّا قَاتَلَهُ كَانَ كَأَنَّهُ غَطَّى عَلَى هَذَا الْحَقّ، وَالْأَوَّلَانِ أَلْيَق بِمُرَادِ الْمُصَنِّف وَأَوْلَى بِالْمَقْصُودِ مِنْ التَّحْذِير مِنْ فِعْل ذَلِكَ وَالزَّجْر عَنْهُ بِخِلَافِ الثَّالِث. وَقِيلَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ كُفْر أَيْ قَدْ يَئُول هَذَا الْفِعْل بِشُؤْمِهِ إِلَى الْكُفْر، وَهَذَا بَعِيد، وَأَبْعَد مِنْهُ حَمْله عَلَى الْمُسْتَحِلّ لِذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يُطَابِق التَّرْجَمَة، وَلَوْ كَانَ مُرَادًا لَمْ يَحْصُل التَّفْرِيق بَيْن السِّبَاب وَالْقِتَال، فَإِنَّ مُسْتَحِلّ لَعْن الْمُسْلِم بِغَيْرِ تَأْوِيل يَكْفُر أَيْضًا. ثُمَّ ذَلِكَ مَحْمُول عَلَى مَنْ فَعَلَهُ بِغَيْرِ تَأْوِيل. وَقَدْ بَوَّبَ عَلَيْهِ الْمُصَنِّف فِي كِتَاب الْمُحَارِبِينَ كَمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى. وَمِثْل هَذَا الْحَدِيث قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِب بَعْضكُمْ رِقَاب بَعْض " فَفِيهِ هَذِهِ الْأَجْوِبَة، وَسَيَأْتِي فِي كِتَاب الْفِتَن، وَنَظِيره قَوْله تَعَالَى (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَاب وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) بَعْد قَوْله: (ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارهمْ) الْآيَة. فَدَلَّ عَلَى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/417)
أَنَّ بَعْض الْأَعْمَال يُطْلَق عَلَيْهِ الْكُفْر تَغْلِيظًا. وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَاهُ مُسْلِم: " لَعْن الْمُسْلِم كَقَتْلِهِ " فَلَا يُخَالِف هَذَا الْحَدِيث؛ لِأَنَّ الْمُشَبَّه بِهِ فَوْق الْمُشَبَّه، وَالْقَدْر الَّذِي اِشْتَرَكَا فِيهِ بُلُوغ الْغَايَة فِي التَّأْثِير: هَذَا فِي الْعَرْض، وَهَذَا فِي النَّفْس. وَاَللَّه أَعْلَم. وَقَدْ وَرَدَ لِهَذَا الْمَتْن سَبَب ذَكَرْته فِي أَوَّل كِتَاب الْفِتَن فِي أَوَاخِر الصَّحِيح.
شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 159)
97 - السَّبُّ فِي اللُّغَة الشَّتْم وَالتَّكَلُّم فِي عِرْض الْإِنْسَان بِمَا يَعِيبهُ. وَالْفِسْق فِي اللُّغَة: الْخُرُوج. وَالْمُرَاد بِهِ فِي الشَّرْع الْخُرُوجُ عَنْ الطَّاعَة.
وَأَمَّا مَعْنَى الْحَدِيث فَسَبُّ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقّ حَرَامٌ بِإِجْمَاعِ الْأُمَّة وَفَاعِلُهُ فَاسِقٌ كَمَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَأَمَّا قِتَاله بِغَيْرِ حَقّ فَلَا يَكْفُر بِهِ عِنْد أَهْل الْحَقّ كُفْرًا يَخْرُجُ بِهِ مِنْ الْمِلَّة كَمَا قَدَّمْنَاهُ فِي مَوَاضِع كَثِيرَةٍ إِلَّا إِذَا اِسْتَحَلَّهُ. فَإِذَا تَقَرَّرَ هَذَا فَقِيلَ فِي تَأْوِيل الْحَدِيث أَقْوَالٌ.
أَحَدُهَا: أَنَّهُ فِي الْمُسْتَحِلِّ،
وَالثَّانِي أَنَّ الْمُرَاد كُفْر الْإِحْسَان وَالنِّعْمَة وَأُخُوَّة الْإِسْلَام لَا كُفْر الْجُحُودِ.
وَالثَّالِثُ أَنَّهُ يَئُول إِلَى الْكُفْر بِشُؤْمِهِ،
وَالرَّابِع أَنَّهُ كَفِعْلِ الْكُفَّار. وَاَللَّه أَعْلَم.
ثُمَّ إِنَّ الظَّاهِر مِنْ قِتَاله الْمُقَاتَلَة الْمَعْرُوفَة. قَالَ الْقَاضِي: وَيَجُوز أَنْ يَكُون الْمُرَاد الْمُشَارَّة وَالْمُدَافَعَة. وَاَللَّه أَعْلَم.
- اتضح فيما سبق:
- الكفر الأكبر سواء باعتقاد أو بعمل يكون جحد وستر للفطرة الأولى و جحد وإنكار للإيمان المنزل.
- الكفر الأصغر (عملي) وهو كفر نعمة الإسلام، وستر محاسنه وفعل فعال أهل الكفر (كما سبق من شرح الأحاديث للنووى وابن حجر وكلام ابن القيم رحمهم الله تعالى) بعدم أداء حقوقه (كالتهاون بأداء الواجبات من ترك بعض الصلوات مما أطلق عليه الشرع مسمى الكفر (على خلاف بين أهل العلم فهناك من يعتبر تارك الصلاة كافر كفر أكبر، ومن يعتبره من الكفر الأصغر والله أعلم)، أو حقوق أهله (كقتال المسلمين كما ورد في الحديث).
والله تعالى أعلى وأعلم وأعز وأحكم
{سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (البقرة: من الآية32)
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[28 - 03 - 07, 12:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[المجدد]ــــــــ[31 - 03 - 07, 02:09 ص]ـ
حياك الله أبا المنذر
وليهنك العلم
وشاكر لك هذا الجهد، واستقطاعك جزءا من وقتك للكتابة
ولدي تعقيب بسيط، أتمنى أن تتلقاه بصدر رحب
لما ذكرت في المقالة الأولى (ما هو الكفر) ذهبت تشرح الكفر لغويا
ولم تألوا جهدا في إيضاحه وتبيانه، وتشكر على ذلك ولا يستغرب منك ذلك،
إلا أنني تعجّبتُ منك عند شرحه شرعا، فلم تذكر تعريفا واضحا وبيناً كما فعلت في المعنى اللغوي إلا أنك ذكرت قولا للإمام ابن حزم أرى أنه خير ما ذكرت من التعريفات فقلت: ((وهو في الدين صفة من جحد شيئا مما افترض الله تعالى الإيمان به بعد قيام الحجة عليه ببلوغ الحق إليه بقلبه دون لسانه أو بلسانه دون قلبه أو بهما معا أو عمل جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان)).
فهل هذا هو تعريف الكفر شرعاً لديك؟
وبالنسبة لتعريف شيخ الإسلام: ((الكفر عدم الإيمان بالله ورسله سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب بل شك وريب أو إعراض عن هذا كله حسدا أو كبرا أو إتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن إتباع الرسالة)).
فهذا تعريف صحيح ولكن ليس جامعا وليس مانعا كذلك.
ولعلي أوضح لك سؤالي مرة أخرى
لو جاءك رجل مسلم وقال لك أخبرني عن الكفر الذي نهى الله عنه في كتابه مرارا لاجتنبه، فما هو جوابك عليه؟
وأتنمى من أبي المنذر والأخوة، ترك التقسيمات التي ليست من صلب الموضوع أعني أقسام الكفر والأدلة على الكفر الأكبر والأصغر وتفريعات ليس هذا مجالها، مع العلم أن التقسيم إلى كفر أكبر وأصغر أمر حادث، لا يعرف في خطاب الشارع.
ولدي تعقيبات على ما ذكرت في ثنايا جوابك إلا أني أرى تركها الآن
وعذرا على التأخر في الرد فقد كنت في ذاهبا في نزهة مع الأهل.
ـ[المجدد]ــــــــ[06 - 04 - 07, 01:31 ص]ـ
للفائدة
فقد اجتهدت أن أعرف الكفر شرعا والله أسأل أن يعصمني عن الخطأ
فأقول مستعينا بالله
الكفر شرعا: هو رد ما جاء في الوحيين بعد بلوغهما
ولك أن تقول هو تكذيب أو ترك ما جاء في الوحيين بعد بلوغهما
ولا تسمى شعب الكفر كفرا إلا عند قيام الكفر، فلا يسمى الكذب مثلا كفرا إلا إذا وجد الكفر
وإلا فإنه من خصال الكفر أو شعب الكفر.
وكذلك العكس بالنسبة لشعب الإيمان فلا تسمى إيمانا حتى يوجد الإيمان، وإلا فإنها من خصال الإيمان أو من شعب الإيمان كالحياء.
وهاهنا مسائل تحتاج إلى بسط مرة أخرى
والله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/418)
ـ[عبدالله آل أبو راجح]ــــــــ[07 - 04 - 07, 07:12 ص]ـ
الحمد لله ..
أغلب من عرف الكفر من الناحية الإصطلاحية عرفه بجزئه .. و هذا مقبول عند السلف رضي الله عنهم .. كتعريف الطاغوت بالساحر أو الكاهن مثلا ..
و التعريف الذي رأيت أنه جامع مانع هو ما ذكره الشيخ / عبدالعزيز العبداللطيف حفظه الله في كتابه:نواقض الإيمان القولية و العملية، حيث قال بعد أن إستعرض عددا من التعريفات للكفر: "من خلال النصوص السابقة، ندرك أن معنى الكفر الذي لا يجامع الإيمان، بأنه إعتقادات و أقوال و أفعال حكم الشارع بأنها تناقض الإيمان" ص 39.
إذا ليس هو مجرد تكذيب أو رد، بل يشمل هذا و غيره ..
و الله تعالى أعلم
ـ[المجدد]ــــــــ[08 - 04 - 07, 12:32 ص]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله آل أبو راجح
وأرى أنها من أفضل المداخلات التي رأيتها وأنفعها فيما أراه
والتعريف الذي ذكره الشيخ صحيح ولا شك في ذلك ولكن هل هذا هو تعريف الكفر أو محل الكفر؟
ولا شك لدي أن هذا محل الكفر، بمعنى أن الكفر يكون بالقول أو الفعل أو الاعتقاد.
ولكن ليس هذا هو حقيقة الكفر بل الكفر هو
رد (تكذيب أو ترك) ما جاء عن الله أو رسوله
تنبيه: عنيت بالرد المناسب لما جاء في الوحي فإن كان خبرا كان الرد بالتكذيب، وإن كان حكما كان الرد بالتولي أو الترك أو الاعراض.
والله أعلم
ـ[المجدد]ــــــــ[02 - 05 - 07, 02:26 ص]ـ
قال الله تعالى: {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} الآية
فالله سماه إيمانا قبل دخوله القلب وهذا دليل على أن الاعتقاد بالقلب ليس هو الإيمان
بل محلٌ له.
وهما متلازمان ولا شك ولكن الحقيقة تختلف كما ترون.
والله اعلم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 06:44 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.
بعض العلماء يتسامح فيعرف الشيء بمحله أو جزء منه أو نحو هذا ولا يلتزم بعبارات جامعة مانعة من جنس عبارات المدققين في التعريف.
وعلى هذا ممكن أن نفهم من قولهم: (الكفر نقيض الإيمان) أنه يشمل ما تفضلتم به أيضا.
فالنقيض من المناقضة والمعاكسة وهذه تشمل الرد والجحود والتكذيب وغير ذلك مما هو في الحقيقة يعود إلى عكس الإيمان في أصل الوضع وفي الثمرة المترتبة عليه.
فالإيمان مثلا في أصل وضعه يعود للاستسلام والانقياد لله عز وجل والكفر في أصل وضعه يعود لضد ذلك بالجحود أو التكذيب أو غيرها من الموانع التي تقف حاجزا دون التسليم لله عز وجل.
وكذلك ثمرة الإيمان تعود إلى الثواب على الانقياد والاستسلام وثمرة الكفر تعود إلى العقاب على التكذيب والجحود والتكبر ... إلخ.
والله أعلم.
ـ[المعلمي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 01:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم المجدد:
قلت: الكفر شرعا: هو رد ما جاء في الوحيين بعد بلوغهما
ولك أن تقول هو تكذيب أو ترك ما جاء في الوحيين بعد بلوغهما
هذا التعريف ليس تعريفا للكفر بقدر ما هو جواب لسؤال: بما يُكفّر المرء؟
فالكافر الذي لم تبلغه الدعوة يعد كافرا في أحكامه الدنيوية، وتعريفك لا يشمله!!!
ـ[ابو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 02:29 م]ـ
يقول ابن حزم في الاحكام ج1/ 49
وهو يعرف الكفر: هو
(صفة من جحد شيئا مما افترض الله تعالى الايمان به بعد قيام الحجة عليه ببلوغ الحق إليه بقلبه دون لسانه أو بلسانه دون قلبه، أو بهما معا، أو عمل جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الايمان)
وللعلم المرجئه يأخذون المقطع الاول فقط الخاص بالجحود
ـ[أبو يحيي المصري]ــــــــ[02 - 05 - 07, 11:55 م]ـ
ما رأيكم بهذا التعريف؟
(تعريف الشيخ الإمام تقي الدين السبكي)
قال رحمه الله تعالي:
الكفر حكم شرعي سببه جحد الربوبية أو الوحدانية أو الرسالة أو قول أو فعل حكم الشارع بأنه كفر و إن لم يكن جحدا
فالكفر كفران:
1 - كفر للجهل و الجحود
2 - وكفر مع المعرفة و التصديق ووجود ما يعارضهما أو يضادهما مثل كفر اليهود و إبليس و كفر الساب وكفر مَن سجد للصنم أَو أَلقى الْمصحف في الْقاذورات أو استحل ما علم تحرِيمه بالضرورة وإنْ لم يجحد بِقلبه لأن التصديق لا بد أن يقترن به أمر آخر حال في القلب و عمل له و هو التعظيم والإجلال والتوقير والمحبة والطمأنينة لقبول الأوامر والنواهي و الانقياد بالقلب لذلك فإن كانت صورة التصديق موجودة لكن لم يترتب عليها أثرها ووجد المعارض صارت كالمعدومة.
انتهي كلامه رحمه الله
المصدر:مجموع من كتابيه:
1 - (غيرة الإيمان الجليّ لأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ) رضي الله عنهم
2 - (السيف المسلول علي من سب الرسول) صلي الله عليه وسلم
ـ[المجدد]ــــــــ[04 - 05 - 07, 03:00 ص]ـ
الأخ شتا العربي
كلامك الأخير جميل جدا
"فالإيمان مثلا في أصل وضعه يعود للاستسلام والانقياد لله عز وجل والكفر في أصل وضعه يعود لضد ذلك بالجحود أو التكذيب أو غيرها من الموانع التي تقف حاجزا دون التسليم لله عز وجل."
================================================== ====
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم المجدد:
قلت: الكفر شرعا: هو رد ما جاء في الوحيين بعد بلوغهما
ولك أن تقول هو تكذيب أو ترك ما جاء في الوحيين بعد بلوغهما
هذا التعريف ليس تعريفا للكفر بقدر ما هو جواب لسؤال: بما يُكفّر المرء؟
فالكافر الذي لم تبلغه الدعوة يعد كافرا في أحكامه الدنيوية، وتعريفك لا يشمله!!!
وأنا أسألك أخي المعلمي
بما يكفر المرء؟
الجواب بالكفر، أليس كذلك أخي.
أما الذي لم تبلغه الحجة الرسالية فهذا لا يسمى كافرا أصلا، مثل أهل الفترات ومن شابههم فهؤلاء مشركين وليسوا بكفار.
قال تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله} الآية
فسماه الله مشركا قبل بلوغ الحجة أو الدعوة.
فأنا لا أسلم لك بتسميته بالكافر بل هو مشرك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/419)
ـ[المعلمي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 05:38 م]ـ
{بسم الله الرحمن الرحيم}
الأخ الكريم المجدد:
الشيء لا يعرف بنفسه!
فلا تقل: يكفّر المرء بالكفر، بل قل: بعمل كذا وكذا ..
وتفريقك بين الشرك والكفر لا أصل له بل الكفر أعم من الشرك، فكل مشرك كافر، وليس كل كافر مشرك!
وإنما ذكر الله مشركي العرب بهذا اللفظ دون غيره لتمييزهم عن أهل الكتاب، فاكتسب هذا اللفظ مداليل الحقائق الشرعية أو أسماء الأعلام أوأسماء الأجناس،، وإن كان أحدهما بمعنى الآخر لا بفرق شرعا.
قال تعالى " مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ "
وبالإمكان أن نستخدم الأسلوب المنطقي:
فمن الملعوم أنه لا يوجد في هذه الدار إلا " كفر وإيمان " ولاو سائط بينهما؛ فإن انتفى الإيمان تعين الكفر ..
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[04 - 05 - 07, 07:32 م]ـ
المشرك كافر لا محاله
ـ[ام عبيدالله]ــــــــ[04 - 05 - 07, 09:06 م]ـ
الله يجزاكم خير نتمنى ان تتوسعوا في
نواقض الإيمان القولية و العملية .. والامور التي تخرج من الملة.
الله يرزقنا اليقين والثبات على الدين.
ـ[المجدد]ــــــــ[05 - 05 - 07, 12:11 ص]ـ
المشرك كافر لا محاله
ما الدليل أخ الكريم على قولك؟
لابد من معرفة معاني المصطلحات المستخدمة في كلامنا
ما معنى (تعريف) الكفر شرعا؟ أو معنى (تعريف) الشرك شرعا؟
وهو أصل السؤال الذي طرحته
ننتظر جوابك أخي أحمد الشمري
وأسأل الله لنا ولك الأجر في تبيان هذه المعاني تحقيقا لطلب أختنا أم عبيدالله
ـ[أبو محمد الشايعي الكويتي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 01:41 ص]ـ
بسم الله الذي له الحمد كله في الاولى و الآخره
يمكن يقال
الكفر شرعاً: حجد شيء من حقوق الله وما يتعلق بها
وحقوق الله ثلاثة كما هو معروف الربوبية و اللالوهية و الاسماء والصفات
و المتعلق بها هي الكتب السماوية و الرسل
و يمكن يكون الكفر نوعان 1 - كفر اكبر و قيده ما يخرج به من الملة
2 - كفر اصغر و قيده ما لم يخرج به من الملة
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[05 - 05 - 07, 02:10 ص]ـ
.
هل تقصد ان الكفر العملي هو كفر اصغر غير مخرج من الملة؟؟؟ بمعنى ان الاعمال كلها لا تخرج الانسان عن الملة ... فانك ان قلت بذلك جعلت الاعمال كلها شرط لكمال الايمان بمعنى ان تارك الصلاة جحودا وانكارا لا يكفر اذ ان الصلاة من اعمال الجوارح وليست من اعمال القلوب وكذلك ايضا من مزق المصحف او سب الله تعالى.
وهذا يتنافى مع معتقد اهل السنة الذي تعد الاعمال فيه شرطا لكمال الايمان الا ما دل عليه الدليل من القران او السنه او الاجماع بانه شرط للصحة .. ومن ثم يتفق تعريفك للكفر العملي على انه اصغر غير مخرج من الملة مع عقيدة المرجئة والجهمية.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[05 - 05 - 07, 03:32 ص]ـ
ما الدليل أخ الكريم على قولك؟
لابد من معرفة معاني المصطلحات المستخدمة في كلامنا
ما معنى (تعريف) الكفر شرعا؟ أو معنى (تعريف) الشرك شرعا؟
وهو أصل السؤال الذي طرحته
ننتظر جوابك أخي أحمد الشمري
وأسأل الله لنا ولك الأجر في تبيان هذه المعاني تحقيقا لطلب أختنا أم عبيدالله
ان اجبتك من القران هل تقتنع ام لا؟ (ولن اجيب من غير القران)
جاوب على هذا السؤال بارك الله فيك بنعم او لا ولا يوجد داعي الى الاطاله في الكتابه
ـ[العارض]ــــــــ[05 - 05 - 07, 02:05 م]ـ
...
ـ[المجدد]ــــــــ[06 - 05 - 07, 03:20 ص]ـ
ان اجبتك من القران هل تقتنع ام لا؟ (ولن اجيب من غير القران)
جاوب على هذا السؤال بارك الله فيك بنعم او لا ولا يوجد داعي الى الاطاله في الكتابه
نعم
ننتظر
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[06 - 05 - 07, 05:00 ص]ـ
وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ
: لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثه وما من اله الا اله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم
هذا الله عز وجل ذكر المشركين كفار
واعطني دليلا من القران والسنه (طبعا ان استطعت) او من رأي الائمه المعروفين ان الكافر ليس بمشرك والمشرك ليس بكافر
ودعني من كلامك
ـ[يونس حسن]ــــــــ[06 - 05 - 07, 10:29 ص]ـ
جوزيتم خيرا
ـ[المجدد]ــــــــ[06 - 05 - 07, 04:15 م]ـ
قوله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}
وقوله {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
أين ذكر المشركين في الآيتين، الحقيقة توقعت أنك ستذكر آيات فيها لفظ الشرك والكفر معاً.
ولكنك خيبت أملي.
أخي أحمد الإشكال هو في فهمنا لمعنى الشرك والكفر وما هو معناه الشرعي الذي أراده الله عز وجل، فأنت بارك الله فيك ذكرت هذه الآية استدلالا على أن
قوله: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ}
تعني الشرك وإلا لم يكن لذكرك لها فائدة، هذا يدل على أن لديك تصور للشرك والكفر وهذا الذ نريده.
فهل تقول بأن الشرك هو: دعاء غير الله مع الله بلا برهان له به؟
ثم كيف يندج هذا تحت تعريف الكفر بناءً على قاعدتك التي تقول: "أن كل شرك كفر"
ننتظر أخي أحمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/420)
ـ[المجدد]ــــــــ[06 - 05 - 07, 04:29 م]ـ
بسم الله الذي له الحمد كله في الاولى و الآخره
يمكن يقال
الكفر شرعاً: حجد شيء من حقوق الله وما يتعلق بها
وحقوق الله ثلاثة كما هو معروف الربوبية و اللالوهية و الاسماء والصفات
و المتعلق بها هي الكتب السماوية و الرسل
و يمكن يكون الكفر نوعان 1 - كفر اكبر و قيده ما يخرج به من الملة
2 - كفر اصغر و قيده ما لم يخرج به من الملة
تعريفك أخي أبو محمد جيد ولكننه ناقص في ظني
أنك اختصرت التعريف بالجحد فقط، إلا إن كان قصدك بالجحد التكذيب أو التولي او كلاهما
وهذا ما لم تبينه أخي بارك الله فيك.
أما ما ذكرته بأن ضابط الكفر الأكبر هو ما يخرج من الملة، ففي ظني أنه ليس منضبطا ولا يمكن ضبطه، وكذلك الكفر الأصغر بالمثل.
والسبب في عدم إمكانية ضبطه أصلا هو أن تقسيم الكفر الشرعي إلى قسمين أكبر وأصغر أنه تقسيم ليس بصحيح
والله أعلم.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[06 - 05 - 07, 06:03 م]ـ
أين ذكر المشركين في الآيتين، الحقيقة توقعت أنك ستذكر آيات فيها لفظ الشرك والكفر معاً.
ولكنك خيبت أملي.
أخي أحمد الإشكال هو في فهمنا لمعنى الشرك والكفر وما هو معناه الشرعي الذي أراده الله عز وجل، فأنت بارك الله فيك ذكرت هذه الآية استدلالا على أن
قوله: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ}
تعني الشرك وإلا لم يكن لذكرك لها فائدة، هذا يدل على أن لديك تصور للشرك والكفر وهذا الذ نريده.
فهل تقول بأن الشرك هو: دعاء غير الله مع الله بلا برهان له به؟
ثم كيف يندج هذا تحت تعريف الكفر بناءً على قاعدتك التي تقول: "أن كل شرك كفر"
ننتظر أخي أحمد
يا سبحان الله
اذا كان دعاء اله مع الله ليس شركا فماذا يكون
رد برد علمي اكثر بارك الله فيك
ثانيا: سؤالك كيف كتبته لا اعرف (اذا كان هو كافر بنص القرأن) كيف تريد مني ان اجاوبك عليه
ـ[المجدد]ــــــــ[07 - 05 - 07, 12:16 ص]ـ
الأخ الكريم أحمد الشمري
حتى نستمر في النقاش المثمر
عرف الكفر والشرك شرعا؟
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[07 - 05 - 07, 02:34 ص]ـ
اعرفه اذا اقريت بكتاب الله اولا
اما انني اترك كتاب الله واخذ قولك فهذا مستحيل
جاوب على الايات
وبعدها نتفاهم ان شاء الله
ـ[المجدد]ــــــــ[07 - 05 - 07, 04:33 ص]ـ
اعرفه اذا اقريت بكتاب الله اولا
اما انني اترك كتاب الله واخذ قولك فهذا مستحيل
جاوب على الايات
وبعدها نتفاهم ان شاء الله
أخي أحمد ليس هذا أسلوب طالب العلم
وهل ترى مسلما لا يقر بكتاب الله سبحان الله!!!!!!!! وأزيد عليك وأقر بسنة الرسول الكريم
الآن أرجع لمقولتك
جاوب (أجب) على الآيات
أخي أحمد العلم ليس تحديا وإنما هديا
أخي هل تجد تعريفا للكفر والشرك في كتاب الله؟
فإن كان الإجابة بنعم فبيّنه لنا، كأن تقول الكفر هو كذا والشرك هو كذا ودليلي كذا
أما قضية نتفاهم وكأننا في صراع فأنا أربأ ك عن ذلك
فهل تتكرم يتعريفهما؟ أتمنى ذلك
وأسأل الله أن يجري الحق على لسانك
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[07 - 05 - 07, 05:31 ص]ـ
أخي هل تجد تعريفا للكفر والشرك في كتاب الله؟
فإن كان الإجابة بنعم فبيّنه لنا، كأن تقول الكفر هو كذا والشرك هو كذا ودليلي كذا
انا جاوبتك من القرأن وانت اسأل الله لك الهدايه لم تجيب بأي شيء غير امور مبهمه كمحل الكفر وغيرها
وانا كان ردي محدد هل الذي يعبد مع الله عز وجل اله اخر كافر ام لا؟
نبداء واحدة واحدة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 07:36 ص]ـ
الأخ شتا العربي
كلامك الأخير جميل جدا
"فالإيمان مثلا في أصل وضعه يعود للاستسلام والانقياد لله عز وجل والكفر في أصل وضعه يعود لضد ذلك بالجحود أو التكذيب أو غيرها من الموانع التي تقف حاجزا دون التسليم لله عز وجل."
جزاكم الله خيرا
أما بخصوص الشرك والكفر الذي تتكلم عنه أنت والأخ الشمري
فالظاهر والله أعلم من خلال نظرة سريعة غير محررة مني الآن ولعل بعض الأفاضل في هذا الرابط ينشط لتحرير هذه الفكرة ويخبرني بصوابها أو خطئها لنستفيد جميعا
مشكورا لكم مقدما
أقوال الظاهر لي والله أعلم أن الشرك أخص من الكفر فالكفر يشمل الكفر بالشرك وغيره وأما الشرك فهو خاص بمن عبد مع الله غيره والله أعلم.
وقد يجتمع في الشخص شرك وكفر والعياذ بالله.
فالنصارى مشركون مثلا وسبب كفرهم هو الشرك ولكن الملاحدة فهم كفار وسبب كفرهم ليس هو الشرك لأنهم لا يعبدون مع الله غيره فهو لا يعبدون الله أصلا وإنما سبب كفرهم الجحود لله عز وجل.
أخذت هذا سريعا من نظرة عاجلة الآن (أرجو تحريرها وإخباري بصوابها أو غيره لو تكرمتم حتى أعود من العمل إن شاء الله).
والله أعلم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 07:41 ص]ـ
هل الذي يعبد مع الله عز وجل اله اخر كافر ام لا؟
جزاكم الله خيرا
الظاهر أن كل واحد منكما يتكلم في مسألة غير التي يتكلم فيها الآخر والله أعلم.
الذي يعبد مع الله آله آخر كافر قطعًا ولكن سبب كفره هو الشرك بالله عز وجل لأنه عبد معه إلهًا آخر.
لكن الذي ينكر وجود الله كالملاحدة لعنهم الله فهل هو كافر أو مشرك؟ كافر قطعا ولكن سبب كفره هو الجحود والعياذ بالله عز وجل.
ملاحظة: ليس معنى هذا الكلام أن الشرك لا يأت بمعنى الكفر أو العكس لأنه قد يأتي الشرك في بعض المواضع بمعنى الكفر والعكس بالعكس
هذا ما ظهر لي والله أعلم
وأرجو أن يقوم بعض الأفاضل بتحرير المسألة وجمع الأدلة حتى نعود من العمل لنستفيد كلنا إن شاء الله
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/421)
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[07 - 05 - 07, 08:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الظاهر أن كل واحد منكما يتكلم في مسألة غير التي يتكلم فيها الآخر والله أعلم.
الذي يعبد مع الله آله آخر كافر قطعًا ولكن سبب كفره هو الشرك بالله عز وجل لأنه عبد معه إلهًا آخر.
لكن الذي ينكر وجود الله كالملاحدة لعنهم الله فهل هو كافر أو مشرك؟ كافر قطعا ولكن سبب كفره هو الجحود والعياذ بالله عز وجل.
ملاحظة: ليس معنى هذا الكلام أن الشرك لا يأت بمعنى الكفر أو العكس لأنه قد يأتي الشرك في بعض المواضع بمعنى الكفر والعكس بالعكس
هذا ما ظهر لي والله أعلم
وأرجو أن يقوم بعض الأفاضل بتحرير المسألة وجمع الأدلة حتى نعود من العمل لنستفيد كلنا إن شاء الله
جزاكم الله خيرا
جزاك الله خير
لاكن المجدد هداه الله لا يريد الاقتناع بهذا الكلام
فهو يرى ان المشرك ليس بكافر
وان الكافر ليس بمشرك وان الكفر لايوجد فيه اكب واصغر
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[07 - 05 - 07, 08:46 ص]ـ
نظرا لشذوذات الكاتب المجدد وفقه الله فسيتم إغلاق الموضوع، وننبهه لعدم العودة لمثل هذه الأمور التي لايحسنها، وأن يكتفي بكلام علماء السلف أهل السنة والجماعة، وقد أعطيناه فرصة كافية لمناقشة رأية وبيان خطأه إلا أن إصرارهم وعدم فهمه وتقبله يحول دون الاستمرار.(38/422)
هل يجوز لي أن أعطي هذا الكتيب للمسلمين وفيه بعض الشبهات عن نبوة خاتم الرسل
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[12 - 03 - 07, 08:28 ص]ـ
هل يجوز لي أن أعطي هذا الكتيب للمسلمين وفيه بعض الشبهات عن نبوة خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم، حيث سأقوم بتوزيعه على المدارس التبشيرية في القدس والمعلوم أن غالبية الطلاب فيها من المسلمين
وقد أوردت كلاما ً في آخر الكتيب الذي هو بعنوان لمن كان يصلي المسيح عليه السلام
شبهات عن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
1 - كثرة أزواجه صلى الله عليه وسلم.
والجواب على ذلك ما يلي:
- لقد حفظ الله بأمهات المؤمنين كل ما تحتاجه المرأة من تشريعات وكن مرجعاً لكبار الصحابة في حل كثير من المعضلات.
- لقد اختص الله محمداً صلى الله عليه وسلم بطائفة من الأحكام الخاصة فقد حرّم عليه أخذ الزكاة، والصدقات ولم يحرمهما على المستحقين من أمته، وحجز ما يملكه من المال عن الإرث من بعده، ولم يحجز مال أحد من أمته، وأباح له التزوج من النساء اللواتي تزوج بهن ولم يجز لغيره إلا مثنى وثلاث ورباع، وحرم عليه الزواج بغيرهن أو استبدالهن بغيرهن ولم يحرم ذلك على أحد من أمته، وحرم على الناس نكاح أزواجه من بعده ولم يحرم ذلك بالنسبة لغيرهن من النساء. فأي إشكال في أن يختص الله بشيء من أحكامه أحداً من عباده.
- أنه لم يتزوج من غير خديجة رضي الله عنها إلا بعد وفاتها بأمد غير يسير وكان قد أربى على الخامسة والخمسين من عمره وهي مرحلة الشيخوخة. لا يجد الرجل فيها ميلاً إلى النساء ولو كان زواجه من أمهات المؤمنين بدافع من المتعة لتزوجهن وهو في مقتبل العمر وريعان الشباب، ولما بقي حبيساً على خديجة رضي الله عنها وهي تقارب من الكبر ضعف عمره.
ولو كان زواجه بدافع المتعة لاختار الأبكار الباهرات جمالاً الشابات سناً، في حين أن كل زوجاته ثيبات إلا عائشة رضوان الله عليهن.
- أن نظرة عابرة إلى الظروف والملابسات والدوافع والأسباب التشريعية والانسانية اللتي أدت إلى زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأمهات المؤمنين تجعلنا ندرك السر في بقائهن في عصمته إلى حين وفاته، وقد كان زواجه صلى الله عليه وسلم:
إما تأليفاً ولتقوية الصلة كما في أمر عائشة وحفصة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم شدّ صلته بخلفائه الأربعة عن طريق المصاهرة، مع ما لبعضهم من القرابة الخاصة، فتزوج ابنتي أبي بكر وعمر وزوج بناته الثلاث بعثمان وعلي رضي الله عن الجميع.
أو مكافئة كما في أمر سودة بنت زمعة رضي الله عنها، كانت تحت السكران بن عمرو وقد هاجر بها إلى الحبشة وتنصر بها ومات، فكافأها الله على صدق إيمانها وثباتها عليه وتحملها الهجرة في سبيل عقيدتها وجبر قلبها بما أصابها من تنصر زوجها فأمر نبيه فتزوجها.
أو تقريراً للحكم الشرعي كما في أمر زينب بنت جحش رضي الله عنها هدم النبي صلى الله عليه وسلم بزواجه منها عادة التبني التي كانت سائدة في الجاهلية، فإن اقتناع الناس بالفعل أبلغ من اقتناعهم بالقول، أو غير ذلك من المقاصد العظيمة.
- إظهار كمال عدله في معاملة أزواجه لتتأسى به الأمة في ذلك.
- أن من الأنبياء السابقين من تزوج مائة امرأة وهو داود عليه السلام وهو عند النصارى من الأنبياء ومزاميره مقدسة.
ومثل هذه المطاعن في نبي الرحمة صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الكفّار ونحوهم تدلّ على تمام عجزهم من أن يطعنوا في الشرع والدين الذي جاء به من عند الله تعالى، فحاولوا أن يبحثوا عن مطاعن لهم في أمور خارجة، ولكن يأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون.
2 - تزوجه بعائشة رضي الله عنها وهي بنت تسع سنين.
والجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم نشأ في بلاد حارة وهي أرض الجزيرة، وغالب البلاد الحارة يكون فيها البلوغ مبكرا، ويكون الزواج المبكر، وهكذا كان الناس في أرض الجزيرة إلى عهد قريب، كما أن النساء يختلفن من حيث البنية والاستعداد الجسمي لهذا الأمر وبينهن تفاوت كبير في ذلك. ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل بعائشة رضي الله عنها إلا بعد أن بلغت الحلم، وصارت مهيأة للجماع والمعاشرة.
وقد حكى الشافعي رحمه الله تعالى أنه رأى في بلاد اليمن فتاة صارت جدة في سن الحادية والعشرين. فتكون هذه المرأة بلغت وحملت في سنّ التاسعة، وكذلك الأمر بالنسبة لابنتها.
ويذكر الدكتور محمد علي البار أنه: رأى فتاة تلد وهي في سنّ الحادية عشرة من عمرها، وقد تمت ولادتها بعملية قيصرية لتعسر ولادتها.
وأعجب من هذا كله أن صبيّة من بيرو تدعى (ليمامدنيا) حاضت في سن الرابعة، ووضعت طفلة في سن الخامسة من عمرها. (من بحث عن الحيض والنفاس د. نبيهة الجيار، وقد أكد الأطباء المشاركون في الندوة المقدم إليها البحث صحة هذه الواقعة).
فبماذا تنصحوني؟
ثم هل يجوز لي أن أوزعه على طلاب وطالبات جامعة بيت لحم والطالبات متبرجات كما هو معلوم؟
وجزاكم الله خيراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/423)
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 03:09 م]ـ
هل المقصود يا أخي فيه شبهات مع الردود عليها؟
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 07:06 ص]ـ
نعم وفي الأعلى نص الشبهة والرد عليها
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 01:22 م]ـ
إذا كان الوسط مما تثار فيه الشبهات فجيد ..
وإلا فالأولى توزيع منشورات الحق .. قبل توزيع (شبه القوم مع الرد عليها)
والله أعلم(38/424)
هل يوجد ردود على الشبكة أو في الملتقى على عقيدة حزب التحرير
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[12 - 03 - 07, 08:54 ص]ـ
هل يوجد ردود على الشبكة أو في الملتقى على عقيدة حزب التحرير
حيث أن له انتشاراً عندنا في فلسطين والله المستعان
وجزاكم الله خيراً
ـ[عماد أبوعبدالله]ــــــــ[16 - 03 - 07, 12:00 ص]ـ
راجع برنامج أهل الحديث والأثر www.alathar.net تجد أن الألباني بيَّن من عوراتهم الشيء الكثير
ـ[أبو الفضل المفيد]ــــــــ[17 - 03 - 07, 02:38 م]ـ
أخي الكريم أبو عمر
ستجد في هذا الرابط كتاباً مهماً يتحدث عن حزب التحرير
http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_id=606&PHPSESSID=3c1c0e1e33ab48ff4133475e7849dbb8
أرجو أن يساعدك
ـ[أبو الفضل المفيد]ــــــــ[17 - 03 - 07, 02:45 م]ـ
أخي الكريم أبو عمر
ستجد في هذا الرابط كتاباً مهماً يتحدث عن حزب التحرير
http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_id=606&PHPSESSID=3c1c0e1e33ab48ff4133475e7849dbb8
أرجو أن يساعدك
وهنا أيضاً معلومات عن الحزب وأهم الانتقادات عليه
http://www.daawa.net/Harakat/tahrir/Text/1.mht
ـ[أبو الفضل المفيد]ــــــــ[17 - 03 - 07, 03:03 م]ـ
أخي الكريم أبو عمر
ستجد في هذا الرابط كتاباً مهماً يتحدث عن حزب التحرير
http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_id=606&PHPSESSID=3c1c0e1e33ab48ff4133475e7849dbb8
أرجو أن يساعدك
وهنا أيضاً معلومات عن الحزب وأهم الانتقادات عليه
http://www.daawa.net/Harakat/tahrir/Text/1.mht
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 07:09 م]ـ
جزاكم الله خيراً
الأخ أبو الفضل
الموقع الذي أشرت إليه التابع لفتحي يكن يبدو أنه أخذ ما كان موجودا في موسوعة الفرق
إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي
http://www.daawa.net/Harakat/tahrir/Text/1.mht
- لا تخرج دعوتهم عن أن تكون واحدة من الجماعات الإسلامية التي تحمل فكر أهل السنة والجماعة.
وقد علق عليها الشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف في توجيهاته للموسوعة
6 – (ص 136 / س 15): تقول الموسوعة عن حزب التحرير:"لا تخرج دعوتهم عن أن تكون واحدة من الجماعات الإسلامية التي تحمل فكر أهل السنة والجماعة".
لا أدري ما هذا الفكر السلفي الذي يحمله هذا الحزب المتحرر مع شناعة أخطائهم وعظم انحرافهم؟ نسأل الله عز وجل الهداية للجميع.
وقد جاء في نفس الموسوعة - يبدو بعد التنقيح - كما في نسخة صيد الفوائد
يحرم الحزب (*) على أعضائه الاعتقاد بعذاب القبر وبظهور المسيح الدجال ومن يعتقد هذا في نظرهم يكون آثماً.
هذا ويأخذ الدارسون على الحزب عدة أمور منها:
ـ تركيزهم على النواحي الفكرية والسياسية وإهمال النواحي العقدية و التربوية.
ـ انشغال أفراد الحزب بالجدل (*) مع كافة الاتجاهات الإسلامية الأخرى.
ـ إعطاء العقل (*) أهمية زائدة في بناء الشخصية وفي الجوانب العقائدية.
وهذه فتوى من الشبكة الاسلامية
السؤال
أريد معلومات عن حزب التحرير؟
أفكاره = معتقداته == ورأي الشرع في هذا الحزب
وجزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير.والسلام عليكم ورحمة الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحزب التحرير حزب سياسي تبنى الدعوة إلى وجوب إعادة الخلافة الإسلامية، لكنه اعتمد في ذلك على تغيير الثقافة في الفكر كأداة رئيسية لتحقيق ذلك، وتبنى وسائل واجتهادات عديدة انتقدها عليه جماهير علماء المسلمين المعاصرين لتصادمها مع النصوص والمقاصد الشرعية.
وقد أسسه تقي الدين النبهاني الذي ولد في عام 1909 وتوفي في عام: 1979
وهو فلسطيني الأصل، ودرس في الأزهر، وعمل قاضياً ثم انتقل إلى الأردن، وعمل بها مدرساً في الكلية الإسلامية.
وفي عام 1952 أسس حزبه وتفرغ لرئاسته، وتنقل بين دول بلاد الشام، وأصدر الكتيبات والنشرات التي يعتبرها المنهج الثقافي لحزبه إلى أن توفي في بيروت، وبقي للحزب فروعه في الأردن ولبنان وغيرها من البلدان. وخلاصة منهجهم التغييري تقوم على ثلاث مراحل:
الأولى: الصراع الفكري، ويكون بالثقافة التي يطرحها الحزب.
الثانية: الانقلاب الفكري، ويكون بالتفاعل مع المجتمع عن طريق العمل الثقافي والسياسي.
الثالثة: تسلم زمام الحكم، ويكون عن طريق الأمة تسلماً كاملاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/425)
ومن المنزلقات التي وقع فيها هذا الحزب أن حدد لكل مرحلة مدة زمنية محددة، فالمرحلة الأولى مدتها ثلاثة عشر عاماً، من تاريخ تأسيس الحزب، ثم مددها ثانياً إلى ثلاثين عاماً نتيجة الظروف والواقع.
ورغم أن المدتين قد مضتا فلم يحصل شيء مما ادعو تحقيقه.
ومن الانحرافات لديهم: إغفال الجانب التربوي لأفراده، وإهمال جانب الروح، والتعامل مع الإنسان تعاملاً فكرياً فحسب.
ومن الانحرافات أيضاً: إنكار الحزب لعذاب القبر ونعيمه، وتحكيم العقل في المسائل العقدية. وتخليه عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن ذلك لديهم من معوقات العمل المرحلي، وهو أيضاً من مهمات الدولة المسلمة عندما تقوم… إلى غير هذا من الانحرافات. بالإضافة إلى فتاويه غير المنضبطة بضوابط الفهم الصحيح، مثل: إباحة مصافحة وتقبيل المرأة الأجنبية بشهوة وبغير شهوة، وجواز دفع الجزية من قبل الدولة المسلمة للدولة الكافرة، وسقوط الصلاة عن رجل الفضاء المسلم. إلى غير ذلك من الفتاوى التي تدل على عدم انضباط الحزب بمنهج أهل السنة والجماعة في التلقي والاستدلال، ولهذا الحزب انتشار الآن في كثير من البلدان كبلاد الشام وبعض البلاد العربية، وبعض دول أوربا خاصة النمسا وألمانيا.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
وهذه فتوى للشخ ناصر العقل
فتاوى
العنوان حزب التحرير
المجيب أ. د. ناصر بن عبدالكريم العقل
أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الدعوة الإسلامية/الحركات الإسلامية/مناهج الحركات الإسلامية
التاريخ 28/ 2/1425هـ
السؤال
لدي صديق من حزب التحرير، ما فتئ يحكي لي عن الحزب وميزاته، وأفكاره التي لا نظير لها، وأنهم الحق والباقي هم الباطل، أود أن أعرف هل لدى هذه المنظمة أو الحزب من أخطاء فادحة في العقيدة، أم أنهم بالفعل الأفضل على الإطلاق؟ أرجو الجواب الشافي، خاصة أن الوضع أصبح خطيراً، حيث إنه نشر هذا الفكر الذي طالما شككت بفاعليته ومنهجيته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حزب التحرير فرقة عقلانية مفارقة للسنة والجماعة، تقوم كثير من عقائدهم على أصول المعتزلة، ويركز الحزب على الجانب الثقافي والفكري أكثر من الأمور الأخرى، ويتبنى طريق الانقلابات والثورة في تحقيق قيام الدولة الإسلامية ثم الخلافة، وله فتاوى منحرفة وشاذة، مثل: إباحة النظر للصور العارية، وتقبيل المرأة الأجنبية، وإسقاط الصلاة عن رجل القضاء المسلم، وعن سكان القطبين، وتحريم كنز المال، ولو أخرجت زكاته، ونحو ذلك. وتقوم عقيدة الحزب على تقديم العقل على النص والتوسع في الرأي، وكثرة الجدل والإنهماك في السياسة، وإنكار بعض الشخصيات كالدجال وعذاب القبر تبعاً لمنهج المعتزلة العقلاني، وهذا مجمل مذهبهم وليسوا كلهم كذلك. والله أعلم.
url]http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=37524[/url]
وإسقاط الصلاة عن رجل القضاء المسلم،،،،الصواب رجل الفضاء والله اعلم
على كل جزاك الله خيراً لعلي أشتري الكتاب الذي أعطيتني له وصلة
ـ[أبو الفضل المفيد]ــــــــ[19 - 03 - 07, 07:44 م]ـ
وجزاك الله خيرا وأسأل الله الكريم المنان أن يعلمني وإياك وجميع إخواننا ما ينفعنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا ويجعلنا هداة مهتدين ويجيرنا من مضلات الأهواء والفتن، ويسلك بنا صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.(38/426)
صفة فعلية خبرية التوضيح
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[12 - 03 - 07, 02:41 م]ـ
السلام عليكم
إخوتي اريد توضيح معنى هذه الكلمات التي توجد في كتب العقيدة وهي:
فعلية.
خبرية.
وشكراً
ـ[يوسف السبيعي]ــــــــ[12 - 03 - 07, 07:16 م]ـ
الصفات نوعان باعتبار انقسامها في نفسها:
1 ـ صفات ذاتية.
2 ـ صفات فعلية، وهي المتعلقة بالمشيئة، مثل: المجيء، الإتيان، الضحك، الحياء ...
وتتنوع باعتبار الدليل إلى:
1 ـ صفات خبرية، وهي التي ثبتت بالخبر المحض، ولا يدل الدليل عليها، وقد تكون صفات فعلية كالضحك، أو صفات ذاتية كالوجه.
2 ـ صفات خبرية عقلية، وهي التي ثبتت بالخبر، مع دلاللة العقل عليها، كالعلو.
وحبذا لو تراجع القواعد المثلى للعلامة محمد بن عثيمين رحمني الله وإياك وإياه ومن قرأ هذا الكلام واستفاد منه.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 03 - 07, 09:15 م]ـ
الخبرية مثل اليدين والوجه والعينين .. وما أشبه ذلك مما سماه , نظيره أبعاض وأجزاء لنا
شرح الواسطية (1|78) للعثيمين
وقال أيضا (1|117): الصفات الذاتية كالحياة والقدرة والعلم .. وما أشبه ذلك وتنقسم إلى
ذاتية معنوية وذاتية خبرية وهي التي مسماها أبعاض لنا وأجزاء كاليد والوجه والعين فهذه يسميها العلماء ذاتية خبرية: لأنها لا تنفصل ولم يزل الله ولا يزال متصفا بها.
خبرية: لأنها متلقاة بالخبر فالعقل لا يدل على ذلك ...
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[14 - 03 - 07, 01:54 ص]ـ
جزاكما الباري خيرا
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 11:56 م]ـ
احسن الله اليكم وبارك فيكم
ـ[عبد الله العباد]ــــــــ[23 - 04 - 09, 12:10 م]ـ
الصفات نوعان باعتبار انقسامها في نفسها:
1 ـ صفات ذاتية.
2 ـ صفات فعلية، وهي المتعلقة بالمشيئة، مثل: المجيء، الإتيان، الضحك، الحياء ...
وتتنوع باعتبار الدليل إلى:
1 ـ صفات خبرية، وهي التي ثبتت بالخبر المحض، ولا يدل الدليل عليها، وقد تكون صفات فعلية كالضحك، أو صفات ذاتية كالوجه.
2 ـ صفات خبرية عقلية، وهي التي ثبتت بالخبر، مع دلاللة العقل عليها، كالعلو.
وحبذا لو تراجع القواعد المثلى للعلامة محمد بن عثيمين رحمني الله وإياك وإياه ومن قرأ هذا الكلام واستفاد منه.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
العبارة الملون من كلام الأخ يوسف لعل فيها نقصا(38/427)
تأثير الألفاظ في العقيدة
ـ[عبدالله الحصين]ــــــــ[12 - 03 - 07, 02:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين:
حينما تقرأ لكثير ممن ضلوا وجانبوا الصواب في مسائل العقيدة وتنظر إلى ما اصطلحوا عليه من الألفاظ تجد التباين الكبير في دلالاتها كل فرقة تحمل اللفظ إلى معاني ابتدعوها فالجهة والحد أو التشبية والإحاطة وغير ذلك من الألفاظ التي تحمل إصطلاحات كثيرة بعضها حق والكثير منها باطل. ولذلك صعب على الباحثين البحث في دلالتها وكانت مشكلة في طريقهم وقد أشار إلى ذلك شيخنا ابراهيم البريكان في بحثه القيم "تغيير الدلالة الوضعية لألفاظ العقدية وأثره في علم العقيدة"
إذ قال تحت عنوان مشكلة البحث"
"يمكن تحديد مشكلة هذا البحث من خلال التصفح للكتب العقدية في مذاهبها المختلفة: جهمية، معتزلة، أشعرية، كلابية، كرامية، ونحوها ... حيث نجد من خلال دراستنا لكثير من هذه الكتب ذلكم الكم الهائل من الألفاظ الذي تتفق هذه الفرق على كثير من مبانيها ولكنك تفاجأ عندما تجد ذلك التضارب العظيم، والتباين البعيد بين ما يحمله ذلك اللفظ من معنى عند كل فرقة منها ... "
إلى أن قال حفظه الله:
"وتعظم المشكلة عندما يحمل اللفظ المعنى الإصطلاحي ويطلب بناء على ذلك نفيه أو إثباته لترتب الأمر العقدي على الإثبات أو النفي، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل دخلت بعض الألفاظ الدخيلة على الأمة الإسلامية من لغتها وبما تحمله من معنى، واعتبر ما تحمله من معان دخيلة فاسدة جزءا من اعتقاد بعض الفرق المنتسبة للإسلام .... "
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[13 - 03 - 07, 08:02 م]ـ
جزاك الله خيرًا على هذا النقل المبارك ..
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[27 - 03 - 07, 07:24 م]ـ
وقد أشار إلى ذلك شيخنا ابراهيم البريكان في بحثه القيم "تغيير الدلالة الوضعية لألفاظ العقدية وأثره في علم العقيدة"
وأين طبع هذا البحث؟ أحسن الله إليك.
ـ[عبدالله الحصين]ــــــــ[29 - 03 - 07, 02:07 م]ـ
مجلة الحكمة العدد الثامن والعشرون
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[29 - 03 - 07, 07:02 م]ـ
جزاك الله خيرا.(38/428)
الكلمات المختارة من شرح كتاب التوحيد للشيخ عبدالرزاق البدر
ـ[أم حنان]ــــــــ[12 - 03 - 07, 07:53 م]ـ
بسم الله، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،،،
هذه كلمات مختارة من كلام الشيخ عبدالرزاق البدر في شرح كتاب التوحيد، أسأل الله أن ينفعني وإياكم بها:
* علم التوحيد هو أجل العلوم على الإطلاق، وأفضلها، فليس في العلوم علم أجل منه فهو أجل الغايات وأعظم المطالب وأنبل الأهداف.
*حقيقة التوحيد هي إفراد الله سبحانه وتعالى بخصائصه في ربوبيته وخصائصه في أسمائه وصفاته، وخصائصه في ألوهيته.
* توحيد الله في ربوبيته هو الإيمان بوحدانيته في ربوبيته، أو الإيمان بوحدانيته في أفعاله كالخلق والرزق والإحياء وغير ذلك من معاني الربوبية، وتوحيد الله في هذه الأمور أن نؤمن بها ونقر بها وان نجعل ايماننا بها خاصا بالرب العظيم، فلايضاف شىء منها لغيره، وإنما هي خصائص لله تفرد بها، تفرد وحده بالخلق وتفرد وحده بالرزق والإحياء والتدبير.
* توحيد الأسماء والصفات هو ايماننا بأسماء الله وصفاته الثابته له في الكتاب والسنة نثبتها لله إثباتا خاصا به لائقا بجلاله مع التنزيه له عن مماثلة المخلوقين.
* توحيد الألوهية وهو اعظم أنواع التوحيد وأجلها وهو متضمن لأنواع التوحيد التي مرت بنا، وتوحيد الله في ألوهيته ان نخلص له العبادة وأن نفرده وحده بالطاعة وان نعبده ولانعبد أحدا سواه
ويسمى توحيد العبادة وتوحيد الإرادة والطلب وتوحيد القصد.
* التوحيد لابد له من إثبات ونفي
* توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات يسمى توحيد علمي، توحيد الألوهية يسمى توحيد عملى.
ـ[أم حنان]ــــــــ[13 - 03 - 07, 07:19 م]ـ
* الواجب علينا نحو التوحيد، بل الواجب علينا نحو كل أمر أمرنا الله به سبعة أمور:
* أن نتعلمه
* أن نحبه
* أن نعزم في قلوبنا على فعله
* العمل به
* أن نوقع العمل خالصا صوابا
* أن نحذر من محبطاته، نحذر من محبطات التوحيد ومبطلاته، ومن الأشياء التي تنقصه و تنقص
كماله، فالتوحيدله نواقض ونواقص، له نواقض تفسده وله نواقص تنقص كماله الواجب.
* الثبات على التوحيد والإستقامة عليه إلى الممات.
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[13 - 03 - 07, 07:52 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
أرجو أن تواصل في انتقاء الفوائد والدرر من كلام هذا الشيخ المبارك.
ـ[صخر]ــــــــ[15 - 03 - 07, 05:32 م]ـ
نعم .... أتمنى استمرار الموضوع
ـ[أم حنان]ــــــــ[17 - 03 - 07, 06:30 م]ـ
جزاكما الله خيرا،،،،،،ونسأل الله الإعانة
* الإثبات بدون نفي شرك، والنفي بدون إثبات إلحاد، ولايكون التوحيد إلا بالإثبات والنفي، نثبت لله خصائصه وننفيها عمن سواه.
*التوحيد هو الحكمة من خلق الثقلين (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
* التوحيد والبعد عن الشرك هو الغاية التي من أجلها بعث الله الرسل (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)
* التوحيد هو أعظم الوصايا التي وصانا الله بها (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه)، وقضى هنا أى وصى وأمر.
* التوحيد هو أعظم الحقوق على العباد (واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا) أية الحقوق العشرة في سورة النساء، حيث بدأ ت الاية بذكر حق الله على العباد، ثم ذكر حق الوالدين وحق القربى وحق الجار والمسكين إلى اخر الحقوق.
* أعظم مانهى الله عنه الشرك بالله (قل تعالوا أتل ماحرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا) سورة الأنعام أيات الوصايا العشر، حيث تشمل الايات نواهي عديدة بدأت بالنهي عن الشرك.
ـ[أم حنان]ــــــــ[18 - 03 - 07, 07:43 م]ـ
*التوحيد سبب الأمن والإهتداء في الدنيا والاخرة (الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون).
* لم يلبسوا: أي يخلطوا، واللبس الخلط، امن دون أن يخلط إيمانه، واللبس هو مايغطي الشيء ويحيط به، وليس من الذنوب مامن شانه أن يغطي الإيمان ويمسح أثره إلا الشرك، ولهذا فإن المراد بالظلم في الاية هو الشرك لاسائر الذنوب.
* دواوين الظلم يوم القيامة في ثلاثة، وهذا ثبت به حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام (دواوين الظلم ثلاثة: ديوان لايغفره الله، وديوان لايتركه الله، وديوان لايعبأبه الله، أما الديوان الذي لايغفره الله فهو الشرك، وأما الديوان الذي لايتركه الله فهو ظلم العباد بعضهم لبعض حتى يقتص للمظلوم من ظالمه، وأما الديوان الذي لايعبأ به الله فهو ظلم العبد لنفسه فيما دون الشرك)
*حظ الناس من الامن والإهتداء في الدنيا والاخرة يكون على قدر التوحيد، فالناس ينقسمون في ذلك إلى ثلاثة أقسام:
القسم الاول: أهل الأمن التام والإهتداء التام -جعلنا الله وإياكم منهم-: هؤلاء لم يخلطوا إيمانهم بشرك، وأيضا كملوا إيمانهم وتمموه بالبعد عن الذنوب والبعد عن المعاصي والتوبة منها وحسن الإقبال على الله، فحظهم من الإهتداء والأمن التام الكامل.
القسم الثاني: عنده التوحيد ولكنه ظلم نفسه بالمعاصي والذنوب، فهذا له حظ من الأمن والإهتداء، إذن إيمانه ناقص فأمنه واهتداؤه ناقص.
القسم الثالث: من ليس له أمن ولاإهتداء، وهو المشرك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/429)
ـ[أم حنان]ــــــــ[12 - 06 - 07, 12:29 ص]ـ
* شهادة أن محمدا عبد الله ورسوله شهادة له صلى الله عليه وسلم بالعبودية والرسالةوهي
تعطي الشاهد اعتدالا في هذا الباب، بين الغلو والجفاء، والإفراط والتفريط، والناس في هذا
ثلاثة أقسام: غال وجاف ومتوسط، وخيار الأمور أوساطها.
* العبد لايعبد، فمن حقق مقام الإيمان بالعبودية بأن النبي صلى الله عليه وسلم عبد يسلم من
جانب الغلو، ومن حقق الإيمان بأنه رسول يسلم من جانب الجفاء.
* التهاون بمحبته -صلى الله عليه وسلم-، التهاون بطاعته، التهاون بالإقتداء به، التهاون بالسير
على نهجه، هذا كله يأتي من ضعف تحقيق الإيمان برسالته.
* الغلو الذي يأتي عند طوائف من الناس يدخل عليهم من جهة عدم تحقيقهم الإيمان بعبوديته -
صلى الله عليه وسلم.
* عيسى عليه السلام كلمة الله، هل عيسى هو نفس الكلمة؟ لا، فعيسى بالكلمة كان،
ليس عيسى هو كلمة (كن) وإنما بالكلمة كان.
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[12 - 06 - 07, 01:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك ونرجو الإستمرار
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[15 - 06 - 07, 05:14 م]ـ
استمر وواصل بارك الله فيك فهى فوائد ودرر تشد من أجلها الرحال
فجزاك الله خيرا
وحفظ الله الشيخ وبارك لنا فيه
ـ[أم حنان]ــــــــ[16 - 06 - 07, 04:24 م]ـ
جزاكما الله خيرا
* في قوله تعالى (وروح منه) أي من الأرواح التي خلقها الله تعالى، مثلما قال (وسخر لكم مافي السماوات و ما في الأرض جميعا منه)، فهو منه خلقا وإيجادا
* التخصيص في قوله تعالى (وروح منه) بإضافة الروح إلى الله يدل على التشريف، وإلا فجميع الأرواح من الله خلقا، ومايقال (منه) في القران مضافة إلى الله نوعان:
1 - يقال (منه) خلقا:مثل قوله (وروح منه)، فهو منه خلقا، ولكن خصه بالذكر تشريفا له
وتعلية لقدره.
2 - يقال (منه) وصفا: مثل قوله تعالى (تنزيل الكتاب لاريب فيه من رب العالمين).
* لاإله إلا الله لاتقبل إلا بشروط مثلها مثل أمور الدين الاخرى، فالصلاة لاتقبل إلا بشروط، والحج والصيام كذلك لايقبلان إلا بشروط، وشروط لاإله إلا الله سبعة
:
1 - العلم المنافي للجهل
2 - اليقين المنافي للشك
3 - الصدق المنافي للكذب
4 - الإخلاص المنافي للشرك والرياء
5 - المحبة المنافية للبغض والكره
6 - الإنقياد المنافي للترك
7 - القبول المنافي للرد
* الشرك الأكبر ينقض الإيمان من أصله، والشرك الأصغر ينقص كمال الإيمان الواجب.
ـ[طالبة سنة]ــــــــ[16 - 06 - 07, 04:36 م]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة وسددك
ـ[أم حنان]ــــــــ[18 - 06 - 07, 04:33 م]ـ
وفيك بارك، أختي الكريمة طالبة السنة
* تحقيق التوحيد هو تصفيته وتنقيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي.
* تحقيق التوحيد مرتبة عالية من مراتب التوحيد، من كان من أهلها دخل الجنة من غير حساب
ولاعذاب.
* أهل التوحيد على ثلاثة مراتب: ظالم لنفسه، ومقتصد، وسابق بالخيرات.
* تحقيق التوحيد على درجتين: التحقيق الواجب أشارت إليه الاّية (ومنهم مقتصد)، والتحقيق
الواجب والمستحب وأشارت إليه الاّية (ومنهم سابق بالخيرات)
* مرتبتا المقتصد والسابق بالخيرات أهلها من أهل تحقيق التوحيد، أما مرتبة الظالم لنفسه
فليس أهلها من محققي التوحيد.
* (فمنهم ظالم لنفسه) الظلم المقصود هنا المعصية وليس الشرك لأنه لو ظلمها بالشرك
لكان كافرا، ولم يكن من المصطفين الذين اصطفاهم الله من عباده.
* الظالم لنفسه يحاسب ويعذب على قدر ذنوبه ليتطهر منها ثم يدخل بعد ذلك الجنة.
* لكي يسلم المسلم من الشرك يخلص العبادة لله، ويبرأ من الشرك ويبتعد عنه، وإذا أراد
السلامة من البدعة عليه باتباع السنة، وإذا أراد السلامة من المعاصي يحاذر من الوقوع فيها،
وان وقع منه شىء بادر إلى التوبة ولم يصر على ذنبه، فإذا كان بهذه الصفة كان -بإذن الله-
من محققي التوحيد.
ـ[أم حنان]ــــــــ[10 - 04 - 09, 10:52 ص]ـ
*?إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً? الله -عز وجل- وصف إبراهيم بأنه أمة مع أنه شخص واحد ووصفه بأنه أمة؛ ولهذا فصاحب الحق لا يستوحش ولو كان وحده على الحق فهو أمة، ولو كان وحده، فالله -جل وعلا- وصف إبراهيم بأنه كان أمة قال: ?إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً? ومعنى "أمة" لها معانٍ لكن معناها هنا أي: إماما وقدوة في الخير، فإذا أردت القدوة في الخير والإمامة فعليك بأنبياء الله ورسله -عليهم صلاة الله وسلامه- ولهذا دعانا الله إلى هذا في القرآن قال: ?قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ? [الممتحنة: 4] قيل في معنى ?وَالَّذِينَ مَعَهُ? أي: الأنبياء والذين معه.
* وإبراهيم من محققي التوحيد؛ بل من أئمة محققي التوحيد، فإذن هذ الصفات المذكورة في الآية هي صفات محققي التوحيد، أن يكون الإنسان إماما في الخير، بعيدا عن سفساف الأمور ورديئها، وأيضا قانتا ومداوما على طاعة الله وحنيفا مائلا عن المعاصي وعن الذنوب وعن ما يسخط الله وعن الشرك.
*أول ما يكون في الإنسان الخوف والشفقة من خشية الله، فإذا وجد فيه خوف جاءه الإيمان ?وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ? فإذا وجد الإيمان تبعه بُعد الإنسان ومحاذرته مما يخل به ?وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ? فإذا وجدت هذه الثلاثة يتبعها حفظ الإنسان لها بسؤال الله القبول ورجاء القبول ?وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ? أي: يقدمون ما يقدمون من طاعات وعبادات وقلوبهم خائفة ومشفقة من أن لا يقبل منهم.
* والخوف من الشرك هو أن يكون المؤمن ليس آمنا على نفسه منه، بل يكون خائفا فزعا حذرا، متقيا مبتعدا مجانبا، لا أن يكون آمنا مطمئنا، غير خائف وغير مبال وغير مكترث، فالمؤمن يأتي بالتوحيد والإيمان والعبادة وعنده خوف، وغير المؤمن يقصر ولا يأتي بالعبادة وعنده أمن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/430)
ـ[أم حنان]ــــــــ[10 - 04 - 09, 11:53 ص]ـ
* في الأدب المفرد وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان كل يوم يقول: بعد صلاة الصبح في الصباح وفي المساء كان يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الكفر ومن الفقر وأعوذ بك من عذاب القبر) فإذن التعوذ بالله من الشرك ومن الكفر هذا أمر مطلوب ولا يأمن الإنسان ولا يطمئن ولا يقول: أنا لا أخاف ولا أبالي، أو الأمر معروف عندي، لا؛ بل ينبغي أن يكون خائفا، وهذه الترجمة عقدها المصنف -رحمه الله- لتبيين هذا الأمر والتحذيرمن الشرك وبيان وجوب الخوف منه، الخوف من الشرك واجب، يجب على كل مسلم أن يخاف من الشرك، وأن يكون على حذر من الشرك.
* الآية الآولى: ?إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ? هذه في حق من مات على الشرك، والآية الثانية: ?إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعً? في حق من تاب، لما ذكر التوبة أطلق الذنوب كلها، ولما كان الأمر في حق من مات، خص الشرك بأنه لا يغفر ?إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاءُ? [النساء: 48].
* الله -عز وجل- قال: ?وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاءُ? أي أنه تحت مشيئة الله لأنه قال: ?لِمَن يَّشَاءُ? فصاحب الكبيرة التي دون الشرك تحت الميشئة ما معنى تحت المشيئة؟ إن شاء عذبه وإن شاء غفر له وإن عذبه فإنه لا يخلد في النار.
*الرياء الخالص، فهذا من الشرك الأكبر، الرياء الخالص مثلما قال الله عن المنافقين ?وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ?14?? [البقرة: 14] الآية الآخرى قال: ?يُرَاءُونَ النَّاسَ? [النساء: 142] هذا رياء خالص، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار
*ورياء أصغر الذي هو يسير الرياء كأن يقوم الإنسان بالعبادة وهو يقصد بها وجه الله، ثم يطرأ عليه رياء يسير بأن يزينها أو يحسنها من أجل نظر أحد إليه أو نحو ذلك، فهذا كان يخافه النبي -عليه الصلاة والسلام- على أمته، وأمر يتعلق بالقلوب،
* ولهذا جاء في الحديث في حديث أبي سعيد الخدري في صحيح البخاري ومسلم في ذكر صفة خروج أهل الكبائر من النار إذا دخلوها -نسأل الله العافية والسلامة- قال: (إن النار تميتهم إماتة ويتفحمون فيه) أهل الكبائر يتفحمون يصبحون قطعا من الفحم (يتفحمون وتميتهم إماتة ثم يخرجون ضبائر ضبائر) يعني: جماعات جماعات، ولو سألتكم لماذا يخرجون جماعات جماعات؟ لماذا لا يخرجون دفعة واحدة أهل الكبائر؟ إيش تقولون؟
ربما تتفاوت كبائرهم.
تتفاوت كبائرهم ليسوا هم على درجة واحدة (فيخرجون ضبائر ضبائر) يعني: جماعات جماعات دفعات دفعات بحسب الكبائر، الأقل ثم الأكثر ثم الأكثر ثم هكذا (ثم يلقون) كما جاء في الحديث وفي الصحيحين (يلقون في نهر الفردوس في الجنة هذه القطع المتفحمة تلقى في نهر الفردوس، فيحيون بمائه يقول -عليه الصلاة والسلام-: كما تنبت الحبة في حميل السيل)
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[10 - 04 - 09, 02:45 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أم حنان]ــــــــ[11 - 04 - 09, 10:55 ص]ـ
وجزاك بمثله، أخي الكريم
أود أن أنبه أن الشيخ البدر -حفظه الله - قام بهذا الشرح في الأكاديمية الإسلامية التابعة لقناة المجد العلمية، فجزاهم الله عنا خيرا، وجزى الله الشيخ كل خير وأمد الله عمره في طاعته.
*هنا يوجد اختلاف بين أهل العلم في الشرك الأصغر هل هو داخل تحت قوله: ?إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ? للإطلاق الذي في الآية أو أنه تحت المشيئة، وعموم الآية يدل أن هذا يتناول الشرك الأصغر، لكن صاحب الشرك الأصغر عقوبته ليست كعقوبة الشرك الأكبر بأن يخلد في نار جهنم، وإنما يعذب على قد هذه المعصية، على قدر هذا الجرم ولا يخلد في النار، وإنما الذي يخلد في النار هو المشرك الشرك الأكبر، وبعض أهل العلم قالوا: هو من جملة الكبائر التي تدخل في المشيئة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/431)
*?وَمَنْ أَحْسَنُ? أي: لا أحسن ممن كان هذا شأنه الدعوة إلى الله، والدعوة إلى توحيده، والدعوة إلى الإيمان به، ولهذا يؤثر عن الحسن البصري وهو من أجل التابعين -رحمه الله- أنه قرأ هذه الآية الكريمة وقال: هذا خيرة الله، هذا صفوة الله، هذا أحب عباد الله إلى الله، عرف، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، هذا خيرة الله من خلقه، هذا خليفة الله في أرضه، أي: دعوةً إلى توحيده ودينه.
*ولهذا نبه الشيخ في مسائل هذا الباب أن مما دلت عليه هذه الآية من فوائد الإخلاص في الدعوة، وأن الداعي إذا دعا يدعو إلى الله لا إلى نفسه، ليست مهمة الداعي أن يكثر أتباعه وأنصاره ومؤيديه، ويكثر الثناء عليه ومدحه، ليس هذا غرض الداعي المخلص، وإنما غرضه نفع الناس وإفادتهم، دعوة إلى الله لا إلى نفسه
*إذن لابد في الدعوة أن تكون على بصيرة، والبصيرة هي العلم، والبصيرة للقلب مثل البصر للعين، فبالعين ترى المبصرات، وببصيرة القلب ترى حقائق الأمور أو ترى الأمور على حقائقها، ولاحظ هنا الترابط، من فقد بصر العين لم يرَ المبصرات، ومن فقد البصيرة في قلبه لم يرَ الأمور على حقائقها قد يرى الحق باطلًا والباطل حقًا والسنة بدعة والبدعة سنة قد يقول على أمر بدعة: هذا من السنة؛ لأنه ما عنده بصيرة، وقد يقول عن أمر هو سنة: هذا بدعة؛ لأنه ما عنده بصيرة، فإذا لم توجد البصيرة يقع الخطأ، وتقع المخالفة، فمن يدعو فلابد أن تقوم دعوته على هذين الأصلين: أن يكون داعية إلى الله -سبحانه وتعالى- إلى توحيده وإخلاص الدين له، وأن تكون هذه الدعوة على بصيرة.
* (إنك تأتي قومًا أهل كتاب) وهذا أخذ منه أهل العلم فائدة مهمة لينبغي أن يتنبه إليها الداعية، وهي أن يكون على معرفة بحال المدعو، قال له: (إنك تأتي قومًا أهل كتاب) يعني: أنت لن تذهب الآن إلى عوام، ولن تذهب إلى أميين أو جهال وإنما حدد له من يذهب إليهم، من سيذهب إليهم أهل كتاب اليهود والنصارى، ومعنى أهل كتاب يقرؤون وعندهم علم، وعندهم قراءة، وعندهم معرفة فأنت ستذهب إلى هذا الصنف من الناس، وهذا يعني أن من يدعو ينبغي أن يكون على علم بحال من يدعوه،
*قال: فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله) وهذا نأخذ منه فائدة مهمة عظيمة جدًا أن الناس على كافة مستوياتهم وجميع طبقاتهم يبدؤون بماذا؟ بالشهادتين، يعني: قضية البدء بالتوحيد، أيا كان مستوى الشخص البدء في الدعوة هو بالتوحيد، هي أول ما يُبْدَءُ به؛ ولهذا يدل هذا الحديث على فائدة مهمة هي أن التوحيد هو أول واجب على المكلف، وهو أول ما يُبْدَءُ به في الدعوة إلى الله
*الأعمال لا تقبل إلا بالتوحيد ولهذا يبدء به؛ لأنه هو الذي يصحح الأعمال، وتكون به الأعمال مقبولة.
*فائدة لطيفة من روايتي الحديث، الحديث له روايتان، إحدى روايتيه (فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله) والرواية الأخرى: (أن يوحدوا الله) فماذا نستفيد بمجموع الروايتين؟ أن التوحيد هو مدلول شهادة أن لا إله إلا الله، مدلول شهادة أن لا إله إلا الله هو التوحيد.
ـ[أم حنان]ــــــــ[12 - 04 - 09, 09:28 م]ـ
* قال: تفسير التوحيد. والتفسير للشيء يكون تارة لبيان المعنى الذي يحتويه اللفظ المفسر، وتارة يكون بذكر ضده؛ لأن الضد يظهر ضده وبضددها تتميز الأشياء،
* فمن وسائل التعريف والبيان ذكر الضد؛ ولذلك سلك المصنف -رحمه الله تعالى- في شرح التوحيد وبيانه هاتين الطريقتين: طريقة ذكر معاني التوحيد وحقائقه وما يدل عليه التوحيد من معنى، وأيضا بذكر الشرك وبيانه والتحذير منه.
* في شرح كتاب التوحيد لهذه الآية تيسير العزيز الحميد وفتح المجيد وغيره من كتب التوحيد نقلوا في الشرح كلمة مفيدة جدا لشيخ الإسلام ابن تيمية فيها بيان هذا الأمر وإزالة اللبس الذي قد يشكل على البعض في هذا الباب، وقد قال شيخ الإسلام في بيان هذه الآية ?اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ? قال: إن هذا على نوعين: إما أن يكون اتخذوهم أحبارا ورهبانا من دون الله بطاعتهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله عن اعتقاد وإيمان، وتقديم لهم على شرع الله وحكمه، قال: هذا كفر. والنوع الثاني أن يكون هذا الفعل يقع عن نوع معصية مثلما يفعل الإنسان بقية المعاصي،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/432)
الآن الذي يقع في المعصية مثلا يشرب الخمر أو يكذب أو يأكل الربا أو نحو ذلك وهو يفعل ذلك معتقدا أنه محرم أن الله حرمه ونهى عنه ولكنه يفعله عصيانا فهذا لا يكون كافرا، وإنما هذا من المعاصي ومن الذنوب ومن لم يفرق في هذا الباب يقع في اللبس.
* فإذن إذا كان لبس هذه الأشياء ((لبس الحلقة والخيط ونحوهما، لرفع البلاء أو دفعه) معتقدًا أنها سبب للشفاء فهذا يعده أهل العلم من الشرك الأصغر الاعتقادي لماذا؟ لأنه اعتقد سببًا ما ليس بسبب، وفعل أمرًا هو ذريعة ووسيلة مفضية بصاحبها إلى الشرك الأكبر، فهي إلى هذا الحد من أنواع الشرك الأصغر، أما إن لبس هذه الأشياء وهذا النوع الثاني: إن لبس هذه الأشياء معتقدا فيها أنها دافعة أو أنها رافعة، معتقدا فيها أنها في نفسها دافعة، أو أنها في نفسها رافعة، دافعة للبلاء قبل أن يقع، أو رافعة له بعد أن يقع فهذا من الشرك الأكبر الناقل من الملة.
* أنا أود أن كل واحد منا يقف هنا حتى يستفيد فائدة عظيمة جدا في إبطال الباطل وهدم الضلال، ?مَّا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ? أي: ما أنزل الله بها من حجة لأن السلطان هو الحجة، وسميت الحجة سلطانا لأنها عندما تسلط على العقول والقلوب ما يستطيع العقل أو القلب أن يمتنع لأن الحجة تسلطت عليه فأصبحت لا مجال له أن يقول شيئا أو يدفع، فالحجة واضحة ولها تسلط ولهذا سميت الحجة سلطان لأن لها تسلط ? مَّا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ? هنا من هذه الآية نأخذ فائدة ثمنية جدا للغاية؛ بل نأخذ منها قاعدة متينة لرد كل باطل، نأخذ منها قاعدة وأصلا عظيما لرد كل باطل، كل عقيدة لم ينزل بها سلطان فهي باطلة لماذا؟ الاعتقاد لمن؟ لرب العالمين هو الذي خلق وهو الذي يأمر خلقه أن يؤمنوا بما شاء، الأمر له -جل وعلا- فهو الذي خلق وهو الذي أوجد، وهو الذي يحكم ? إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ? فأي عقيدة لم ينزل بها سلطان من الله -سبحانه وتعالى- فهي باطلة ويطالب كل صاحب عقيدة أن يأتي عليها بسطان، أي: حجة منزلة من رب العالمين.
* وأذكر أن شيخ الإسلام ابن تيمية له في هذا الباب كلمة عظيمة جدا قالها عندما وقعت بينه وبين بعض المتكلمين مناظرة في العقيدة قال لهم: "ليس الاعتقاد لي ولا لمن هو أكبر مني الاعتقاد لله" يعني الاعتقاد حكم الله -جل وعلا- هو الذي يأمر بما يشاء ويحكم بما يشاء ليس لأحد أنه ينشئ اعتقادا يتكلفه من قبل نفسه والله تعالى يقول: ? قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ?10?? [الذاريات: 105].
*العقائد الفاسدة تنشأ عن أمرين:
إما فساد في العقل، في التصور، أو فساد في الإرادة، إرادة الإنسان فساد العقل يكون به اتباع الظن وفساد الإرادة يكون به اتباع ما تهوى الأنفس إرادته فاسدة فيتبع الذي تهواه نفسه
*هؤلاء من الصحابة وهم حديثي عهد بإسلام وخفي عليهم وهم مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويمشون معه لكنهم لكونهم حديثي عهد بإسلام وحديثي عهد بكفر خفي عليهم الأمر، إذا كان هؤلاء خفي عليهم ألا يخفى على غيرهم ممن بعدهم بالعلم وبالرسالة يخفى على غيرهم من باب أولى إذا كان هؤلاء خفي عليهم الأمر وقالوا: (اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط) يدل هذا على أن غيرهم أيضا يخفى عليه إذا كان ابتعد عن الوحي وعن الكتاب وعن السنة وهذا يفسر لكم أسباب الضلال العريض الذي يقع فيه الناس هو ماذا؟ هو البعد عن المصدر والمنبع الصافي كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:24 م]ـ
ماشاءالله أعانكم الله فوائد طيبة ..
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[13 - 04 - 09, 01:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:24 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أم حنان]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:01 م]ـ
وجزاكم الله بمثله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/433)
*الذبح له شقان وجانبان وتقرب الإنسان بالذبيحة له جانبان: جانب الاستعانة، وجانب قصد القربة، الذي هو العبادة، وكلا الجانبين يجب أن يكون فيهما الناسك والذابح والمتقرب مخلصا لله، مخلصا في استعانته ومخلصا في عبادته، فهما جانبان، الاستعانة والعبادة، الاستعانة، من يذبح يذكر اسم الله على ذبيحته، يقول: بسم الله، والباء للاستعانة، فيذبح باسم الله، مستعينا بالله -تبارك وتعالى- متوكلا عليه معتمدا عليه، ويذبح لله،أي: يقصد بذبيحته ونسكه وجه الله، فالأول جانب الاستعانة والثاني جانب العبادة وكلاهما يجب أن يكون العبد فيهما مخلصا لله -سبحانه وتعالى- فيذبح بسم الله ويذبح لله قاصدا بذبيحته وجه الله، فمن ذبح بغير اسم الله أشرك بالاستعانة، ومن ذبح لغير الله أشرك في العبادة
?فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ?2?
*وهذه الآية جمع فيها بين الصلاة والنحر، والصلاة أفضل العبادات البدنية، والنحر من أفضل العبادات المالية، وفيهما من التذلل والخضوع والانكسار وطلب الثواب ورجاء رحمة الله ومغفرته فيهما معاني عظيمة جدًا.
* والأمر الثالث: قال: (لعن الله من آوى مُحْدِث) محدث شخص مرتكب لحد يستحق به العقوبة فيأويه إنسان ويحول بينه وبين أن يعاقب، فيؤويه، ويروى مُحْدَثاً من (آوى محدث) أي أمراً محدَثا أي: مبتدعا (من آوى محدث) أي: أمراً محدثا مبتدعا، وليس شخصاً (آوى محدث) أي: نصر البدعة وحماها وآذرها، وسعى في بقائها، فهذا أيضاً عرضة لهذا اللعن (لعن الله من آوى محدث).
* لكن هنا قال: (دخل رجل النار في ذباب) يعني بسببه، إذن هو كان مسلما، وانتقل من الإسلام إلى الكفر بماذا؟ بسبب الذباب، فإذا كان انتقل من الإسلام إلى الكفر بسبب الذباب فكيف بمن ينتقي أطيب الدواب، وأجود الماشية وأحسنها ويذهب بها إلى من يتقرب إليهم من قباب وقبور أو أضرحة أو غيرها ويذبحها عنده، إذا كان في ذباب ذبحها لغير الله دخل النار، والذباب من أحقر الحيوانات، فكيف بمن ينتقي أفضل الدواب وأطيب الماشية وأحسنها ويقدمها قربة إلى قبر أو ضريح أو أيا كان، أيا كان لأن الذبح عبادة لا تصرف إلا لله -سبحانه وتعالى.
*الرجل الأول الذي دخل النار كما قلت لكم إما أنه رجل مستعد ومستجيب لكن ما عنده شيء يقربه فهذا الأمر فيه واضح وإما أنه مكره، فإذا كان مكرها فكيف يقال إنه دخل النار في ذباب وهو فعل ذلك مكرها؟!
ولهذا فيه كلام جميل جدًا أحيل الإخوة الطلاب على أضواء البيان عند كلامه على هذه الآية، حقق هذه المسألة وأورد هذا الحديث وبين أنه لا إشكال في كونه مكره؛ لأن هذا في شريعة من قبلنا لا يعذر، ومن رحمة الله -عز وجل- بهذه الأمة أنه رفع عنهم ذلك، وإذا أكره فهو يعذركما قال تعالى: ?إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ? [النحل: 106
(باب لا يذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله) فالمكان الذي يعبد فيه غير الله لا يذبح فيه حتى لله على وجه الإخلاص لماذا؟ لأن هذا ذريعة للباطل ومشابهة لأهل الباطل في صورة العمل، فمن المعروف أن هذا المكان يذبح فيه لغير الله فمن جاء إلى المكان نفسه وذبح وهو بينه وبين نفسه يريدها قربة لله شابه أهل هذا الباطل وأيضًا أحيى الباطل في صورته، وإن كان هو في نيته مخالف لذلك ولا يريد الشرك، فهذا لا يجوز، لا يجوز الذبح لله في مكان يعبد فيه غير الله، واستدل المصنف لذلك بقول الله تعالى: ?لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا? [التوبة: 108
*التبرك بآثار الرسول -صلى الله عليه وسلم- قسمها أهل العلم إلى قسمين كما ذكر الأخ الكريم في سؤاله الآثار المتصلة والآثار المنفصلة، وأولاً فيما يتعلق بالآثار عمومًا، أعظم ما ينبغي أن يعتني به المسلم ويهتم به في هذا الباب، العناية بآثار النبي -صلى الله عليه وسلم- التي هي دينه الذي دعى العبادة إليه، دين الله -جل وعلا- دين النبي محمد آثاره، فهذه الآثار التي هي اتباع سنته والتزام هديه وتحقيق محبته باتباعه والانقياد لأوامره.
* التبرك بآثاره وهذا ثابت في أفعال الصحابة بإقرارهم كانوا يتبركون بريقه، ويتبركون ببصاقه -عليه الصلاة والسلام- وبشعره لما حلق شعره -عليه الصلاة والسلام- في حجة الوداع قسم شعره بين الصحابة، وهذا أمر خاص بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وهذا لم يثبت أنه كان يفعل مع أحد من الصالحين غير ما ثبت في حقه -عليه الصلاة والسلام- وهذا من خاصته وهذا أمر دلت السنة على فعله
* وقضية التبرك بالآثار آثار النبي -عليه الصلاة والسلام- المتصلة به هذا أمر ثابت ودلت عليه النصوص وفعله الصحابة ولكن قبل أن يدخل الإنسان في شيء من ذلك ما يدخل في أمور يقال، وقيل، يستثبت، يعني هات دليل أن هذه شعرته -عليه الصلاة والسلام- إذا كان هناك أحاديث كثيرة جدًا تنسب إليه وبين أهل العلم أنها غير صحيحة، فلا نقبل حديثا بمجرد أن نجد قبله قال رسول الله، هذا لا يكفي -عليه الصلاة والسلام- حتى نتحقق من ثبوت إسناده إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وأيضًا لما يؤتى بشعرة أو بأثر ويقال هذا أثر النبي -عليه الصلاة والسلام- ما الدليل؟
الذبح كما مر معنا الذبح لغير الله شرك، الذبح لغير الله شرك والذبح عند القبر إن كان أتى بذبيحته متقربا بها لصاحب القبر فهذا شرك، وإن كان أتى بذبيحته متقربا بها لله، واختار هذا المكان فهذا عمل باطل وهو من ذرائع الشرك، مثل الصلاة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (لا تصلوا إلى القبور) فالذي يصلي لله عند القبر صلاته هذه ليست شركا لكنها ذريعة للشرك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/434)
ـ[أم حنان]ــــــــ[15 - 04 - 09, 07:23 م]ـ
*ذكر أهل العلم بين دعاء المسألة ودعاء العبادة ما بينهما من استلزام وتضمن، والدلالات ثلاثة أنواع دلالة مطابقة، ودلالة تضمن، ودلالة التزام، فدلالة المطابقة هي دلالة اللفظ على كامل معناه، ودلالة التضمن هي دلالة اللفظ على بعض معناه، ودلالة الالتزام هي دلالة اللفظ على أمر خارج معناه، وهذه هي أنواع الدلالة الثلاثة وعرفنا أيضا في الدرس الماضي عند الكلام على الدعاء المراد بقسميه دعاء العبادة ودعاء المسألة، وعرفنا أن دعاء العبادة هو التوجه إلى الله بالعبادة من صلاة وذكر وتلاوة القرآن وغير ذلك، فهذه كلها عبودية لله -سبحانه وتعالى- ودعاء المسألة هو التوجه إليه بالسؤال والطلب: اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم نجني من النار، اللهم أدخلني الجنة، ونحو ذلك هذا كله دعاء مسألة، والصلاة والحج والذكر وتلاوة القرآن هذه كلها دعاء عبادة، وبين الدعاءين تلازم، دعاء المسألة يتضمن دعاء العبادة؛ لأن من دعو الله ويفتقر إليه ويلتجيء إليه ويتجه له وحده بالطلب هو عبد لله وملتجيء لله -سبحانه وتعالى- ودعاء العبادة يستلزم دعاء المسألة من يعبد الله ويقنت له الدين هذا يستلزم أنه في سؤاله وطلبه يلتجيء إلى الله في كل حاجاته وفي جميع شئونه.
* عندنا ثلاث فصول مهمة لا ينبغي لأحد أن يغلط فيها أو يجهلها في هذا الباب، لابد من ضبطها والعناية بها في باب الشفاعة:
الفصل الأول: إذن الله للشافع.
الفصل الثاني: إذن الله للمشفوع له.
الفصل الثالث: الله -جل وعلا- لا يرضى إلا عن أهل التوحيد
*قول الله تعالى: ?قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ ?22? وَلاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ?
أحد أهل العلم -حقيقة- قال كلمة عظيمة جدا بشأن هذه الآية قال: إنها قطعت شجرة الشرك من جذورها، اجتثت من أصولها، لماذا الآية فيها قوة كبيرة جدا في إبطال الشرك واجتثاثه وأنه لا متعلق لمشرك في شركه؟
الأمر الأول: لا يطلب من أحد إلا إذا كان مالكا ملكا استقلاليا، والله -جل وعلا- يقول: ?قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ? أيا كانوا ?لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ? يعني ولو مثقال ذرة لا يملكون الذي هو الملك الاستقلالي، انتهت هذه المرتبة، أو انتفت هذه المرتبة في مرتبة ثانية إن وجدت استحق من وجدت فيها أن يدعى، ما هي؟ إن لم يكن مالكا أن يكون شريكا للمالك، يعني: عنده مع المالك مشاركة ولو في قسط قليل أو في جزء يسير فقال الله -عز وجل- في إبطال ذلك: ?وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ? ومالهم، أي: الأنداد ?فِيهِمَا? السماوات ?مِن شِرْكٍ? أي من شرِكةٍ وحظ ونصيب، إذًا بطل الأمر الثاني، لا مالك ولا شريكا للمالك فيه.
احتمال ثالث: إن وجد ما هو أن يكون ظهيرا للمالك يعني عونًا له يرجع إليه المالك ويأخذ برأيه ويأخذ مشورته فقال تعالى: ?وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ? أي ليس له ظهير من خلقه -جل وعلا- فإذن لا مالك ولا شريكا للمالك ولا ظهيرا للمالك يبقى احتمال رابع إن وجد استحق من وجد فيه أن يدعى وأن يطلب منه مباشرة ماذا؟ أن يملك الشفاعة الابتدائية عند المالك يعني أن يشفع عند المالك بدون إذن المالك فأبطل الله ذلك بقوله: ?وَلاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ? إذن لا مالك ولا شريكا للمالك ولا يملك شفاعة ابتدائية عند المالك، إذن كيف يتجه إلى غير الله بالدعاء والسؤال والطلب؟
ـ[أم حنان]ــــــــ[18 - 04 - 09, 11:17 م]ـ
*حقيقة مهمة جدًا ونسي العلم، معنى أن نسيان العلم والاستهانة به وعدم العناية بدراسته هو سبب الباطل، يجب على الأمة أن تعتني بالعلم، وخاصة علم التوحيد، علم التوحيد، الفقه في كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- في الفقه الأكبر الذي هو أساس صلاح الأعمال توحيد الله -سبحانه وتعالى- فإذا نسي العلم بالتوحيد والعلم بالشرك أصبح الباطل يدخل على الناس، والشرك يدخل على الناس، والوثنية تدخل على الناس، والبدع والضلالات تدخل على الناس وتنفق فيهم وتروج عندهم، والسبب أن العلم نسي، وأي ناعق ينعق أو صائح يصيح بهم في أمر ولو كان من أبطل الباطل يجد له أتباعا كثر.
*للشرك مدخلان خطيران، جاء بيانهما في نصوص كثيرة، المدخل الأول العكوف على القبور، والمدخل الثاني ماذا؟ التصاوير، وهناك أحاديث عديدة جمعت الأمرين.
*هنا يأتي بعض الناس -لابد من التنبيه- هنا يأتي بعض الناس، ويحاولون في هذا الباب التلبيس على عوام المسلمين بالقياس على مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام- وهنا ينبغي أن يتنبه الناس لأمر يتعلق بحديثنا وكلامنا أين دفن -عليه الصلاة والسلام- لما مات؟ في الحجرات، هل دفن في المسجد؟ ما دفن في المسجد، ودفن في حجرة عائشة، حجرة عائشة خارج المسجد، كانت تحيض فيها، وكان يأتيها فيها -عليه الصلاة والسلام- لم تكن من المسجد، فدفن في حجرة عائشة، والأنبياء كما جاء في الحديث: (يدفنون حيث ماتوا) فمات في حجرة عائشة بين سحرها ونحرها، ودفن في حجرتها، لم يدفن في المسجد
فالذي يريد أن يحتج فليحتج بالأحاديث، ما يحتج بأمر فُعِل متأخراً وهذا الأمر يعني لما وسع المسجد من الناحية الشرقية بني بناية كبيرة جدًا تحمي أو تحول بين وصول الناس والوصول إلى القبر هذه قضية سأتحدث عنها لاحقاً عندما نصل إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد) فحمى الله قبره -عليه الصلاة والسلام- بجدار من وراء جدار، ما يصلون الناس إلى القبر وحتى أيضاً بناية الجدر بطريقة معينة ربما يأتي الحديث عنها في درس لاحق، فإذن قبره -عليه الصلاة والسلام- لم يكن في المسجد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/435)
ـ[أم حنان]ــــــــ[19 - 04 - 09, 08:47 م]ـ
* (إن من شرار الخلق عند الله من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد) جمع في هذا الحديث بين الشرك ووسيلته، الشرك في جزئه الأول، ووسيلته في جزء الحديث الثاني في قوله: (اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) لأن اتخاذ قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، هذا ذريعة من ذرائع الشرك، ووسيلة من وسائله.
والشاهد من الحديث أن فيه التغليظ على من فعل ذلك بأنه من شرار الخلق عند الله -سبحانه وتعالى- وقرنهم بالذين تقوم عليهم الساعة.
*وأيضًا تذهب إلى قبره -عليه الصلاة والسلام- وتزوره الزيارة الشرعية، تقف أمام القبر، والقبلة خلفك، وتقول: السلام عليك يا رسول الله، ثم تسلم على أبي بكر، ثم تسلم على عمر مثلما كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يفعل، كان يقف ويكون القبر أمامه والقبلة خلفه، ويقول: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه، والده، ثم ينصرف، فيسلم السلام دون عكوف ودون مكث، ودون رفع الصوت، وأيضًا ما قد يفعله البعض يقف من مسافة بعيدة مادا يديه وأيضًا لا يقف عند القبر وقوفه في الصلاة، يضع اليمنى على اليسرى، اليسرى على صدره ويقف خاشعاً متذللاً، يعني بعض الناس عند القبور يخشع خشوعاً لا يكون منه في الصلاة، وعند القبور يحصل منه من البكاء ما لا يكون منه وقوفه أمام الله -سبحانه وتعالى- في صلاته، وفي ساعات الأسحار، فهذه من المصيبة ومن البلاء ومن ضياع الدين.
ـ[أم حنان]ــــــــ[21 - 04 - 09, 09:36 م]ـ
*سؤال: ما ضابط كون الشخص تلميذاً لشيخه، وهل حضور الدورات والدراسات الجامعية تخوله أن يقول: قال شيخي؟
نعم، يقول: قال شيخي فيما سمعه منه.
*يقول: تكلم البعض في صحة الحديث الذي ذكرتموه ((من أفطر في نهار رمضان لم يجزه صيام الدهر ولو صامه))؟
لا شك أن الكلام فيه ظاهر لأهل العلم، لكن أقل أحواله الحسن وإلا فهو مضعف من قبل جمع من أهل العلم.
*يقول: بعض طلاب المدارس يحتاج لبعض الدرجات عند المراجعة النهائية، كخمس درجات، أو أربع درجات حتى ينجح، ولو لم يأخذ هذا الدرجات يرسب، وقد يعيد السنة، فهل تجوز الزيادة له في هذه الحالة؟
إذا كان هناك نظام يتيح مثل هذه الزيادة فهذا لا إشكال فيه، هذا لا إشكال، وإن لم يكن هناك نظام فلا تجوز الزيادة لأحد دون أحد، والخمس في تقديري كثيرة -يعني ثلاث ممكنة-، أما خمس فهي كثيرة، وجرت العادة عندنا في جامعة الإمام أنه إذا كان الطالب يتضرر ضرراً بالغاً بالرسوب من أجل ثلاث درجات يزاد، لكن خمس ما أعرف أنه يزاد خمس، وأنا عندي أيضاً أنه لا يزاد طالب دون أخر ولو كان محتاجاً، فإذا زدنا طالب في مقرر من المقررات ثلاث درجات، علينا أن نزيد الجميع لماذا؟ لأن هذا الطالب الذي زيد ثلاث درجات، والطالب الذي ما زيد ثلاث درجات، وقد يكون أكثر منه بدرجتين يكون هذا الذي الطالب الذي زيد ثلاث درجات يكون أكثر منه، وهذا له أثر في التقدير، وقد يكون يحتاج إلى شيء يسير ليرتقي عن تقديره إلى الذي فوقه، فالعدل مطلوب فإذا زيد طالب زاد جميع الطلاب.
*خذ على سبيل المثال قصة عمر بن الخطاب المشهورة، وقد ساقها بسند صحيح محمد بن إسحاق في كتابه السيرة والمغازي عن أبي العالية قال: لما فتح عمر تستر وجدوا في بيت المال -في بيت مال هرمزان- رجلاً على السرير ميتا، ويقال: إن له ثلاثمائة سنة وما تغير، ما تغير من تلك المدة هو باق على هيئته ما تغير وعند رأسه مَسْحُ، بلُغَتِهِم، فيرسل إلى عمر وطلب أُبَيًّا وترجم المصحف، يقول فماذا قرأت؟ يقول أبو العالية: قرأت فيه سيركم وأخباركم والأمور الآتية فيما بعد يعني مثل الجنة والنار إلى آخره، عند رأس هذا الرجل، قال: ماذا كانوا يصنعون به؟ قال: كان إذا حبس المطر -وانظروا الفتنة- كان إذا حبس المطر أبرزوا سريره فسقوا، فماذا صنع عمر والصحابة بسريره، وماذا صنعوا بهذا الرجل؟ يقول ابن القيم -قبل أن أتم لكم القصة- يقول ابن القيم: هذا لو وجده أهل الضلال لتجالدوا عليه بالسيوف حتى يبنون عليه الأضرحة والقباب و ..... إلى آخره يقول: لو وجدوا مثل هذا لتجالدوا عليه بالسيوف، كل يريد أن يقيم عليه، فماذا صنعوا؟ يقول أبو العالية: فجئنا بالليل وحفرنا ثلاثة عشر قبرا متباعدة، حفروا ثلاثة عشر قبر متباعدة ثم جاءوا في الليل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/436)
المظلم ودفنوه في واحد منها ودفنوا هذه القبور وسوها، حتى لا يعرف أين مكانه.
*وأما بالنسبة لدرسي فأنا درسي هو درس أحد طلاب العلم، ومشاركة ليست بتلك الأهمية في مقابل جهود العلماء ولذلك عندي تحفظ على كلامه الذي يقول سماحة أخينا، لا، أنا طالب علم من طلاب العلم، يعني: مشاركتي في جهد محدود، وجهد ضعيف، أما الجهود التي يقوم بها علماؤنا وأئمتنا وأهل الفضل فهي هذه الجهود التي يشار إليها بالبنان، ونسأل الله أن يتقبل جهد المقل، وأن ينفع بما نقول ونسمع، وأن يجعل ذلك حجة لنا لا علينا.
*نحن طلبة علم منذ سنين، ولكن في الفترة الأخيرة أصابنا فتور رهيب، ولم نجد لطلب العلم لذة كما كنا نجده من قبل، وعندما درسنا كتاب التوحيد أحسسنا أننا فقدنا الشيء الكثير، وأيقظ كتاب التوحيد غفلة أصابتنا، فنريد نصيحة فضيلتكم لنا، وكيف نتغلب على هذا الفتور الذي أفقدنا الكثير؟
الفتور هذا بلاء، مرض يصاب به الإنسان، ويتخلى عن كثير من أمور الخير وأبواب النفع التي يحتاج إليها. والعلاج من خلال وسائل كثيرة من أهمها الإلحاح على الله -سبحانه وتعالى- بالدعاء، ولاسيما الدعاء المأثور الثابت عن نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (اللهم إني أعوذ بك من العجز ومن الكسل) تكثر من هذا الدعاء، وأيضًا تقرأ في فضل العلم، وفضل طلب العلم، وآداب طالب العلم، فإن هذه القراءة جدًا نافعة، وبعض طلاب العلم وطالبات العلم قد يقصرون في هذا الباب، فتجده يقرأ في العلم رأساً ولا يقرأ في فضائل العلم وآداب العلم؛ لأن الفضائل والآداب تشحذ الهمة، وتطرد الكسل، وتقوي عزيمة الإنسان، وأيضًا يعرف من خلالها الوسائل التي يكون بها الثبات.
أيضاً كما في قول الله -تبارك وتعالى-: ?سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ? [القصص: 35] لما يكون لها أخوات يتعاونَّ معها على الطلب وعلى القراءة، وإذا فترت واحدة شجعتها الأخرى وهكذا يمضين في هذا الطريق، فمثل هذه الأمور والمسائل يكون بها -إن شاء الله- طرد الفتور، وطرد الكسل، والمسلم يحتاج كما يقول ابن القيم: إلى أمرين ذكرهما في كلمة جميلة، قال: يحتاج إلى علم يهديه، وهمة عالية ترقيه.
ـ[حكيم بن عبدالله]ــــــــ[26 - 04 - 09, 11:37 م]ـ
بارك الله فيك أختي الفاضلة أم حنان وسددك، ونسأل الله أن يعينك على الاستمرار ويكتب أجرك.
ـ[أم حنان]ــــــــ[29 - 04 - 09, 10:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
*وقوله: (لعن الله زوارات) هو بمعنى: زائرات؛ لأن ليس المعنى بـ (زوارات) المبالغة، ليس المراد المبالغة، يعني ليس المراد بـ (لعن الله زوارات) أي المبالغات بالزيارة، لأنه يأتي هذه الصيغة ولا يراد بها المبالغة، تأتي هذه الصيغة ولا يراد بها المبالغة، مثل قول الله تعالى: ?وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ? [فصلت: 46] ليس المراد هنا المبالغة نفي المبالغة، وإنما المراد نفي الظلم أصلاً ?وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ? أي ليس بذي ظلم ومثله: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان) ليس المراد هنا المبالغة، وإنما المراد نفي اللعن، أي ليس بذي لعن وليس بذي طعن، فتأتي هذه الصيغة ولا يراد بها المبالغة، فقوله: (لعن الله زوارات القبور) هذا حديث فيه لعن للمرأة الزائرة للقبور وهذا يجعل المرأة تنتبه لهذا الأمر وهو أمر خطير ليس بالأمر الهين وإنما هو لعن، واللعن طرد وإبعاد من رحمة الله.
*وفي الحديث يقول -عليه الصلاة والسلام-: (إن لله ملائكة سياحين يبلغونني عن أمتي السلام) الآن بعض الناس في بعض المناطق يتحرى من سيسافر إلى المدينة ثم يقول له: بلغ الرسول -صلى الله عليه وسلم- عني السلام، وهذا الأمر ليس فيه سنة تدل عليه، والحديث واضح، (إن لله ملائكة) يعني: أينما كنت لا تتحرى أحداً يذهب ثم يحملونه السلام وأحياناً من يحملونه السلام ماذا؟ ربما كل من رآه من أهل القرية وإذا كان سيحفظ أسماءهم اسماً اسماً فهذا عسير عليه وصعب، وإن كان يكتب أسماءهم بورقة فيها مائتان ثلاثمائة أربعمائة خمسمائة ألف حسب من حملوه السلام ويبدأ يسرد هذا قال ربما أيضاً الشنطة تضيع التي فيها الأسماء أم لا؟ يمكن أن تضيع الشنطة في الطريق وربما أيضاً يجد أمامه كشف ثلاثمائة أربعمائة خمسمائة اسم يقول أنا إيش الذي يحملني أن أقرأ هذه الأسماء كلها؟ فلاحظ لما يقع الناس في أشياء ما لها مستند ويضيعون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/437)
السنن، انظر الحديث: (إن لله ملائكة سياحين يبلغونني عن أمتي السلام) أي وقت، أي ساعة من ليل أو نهار صلوا وسلموا عليه صلوات الله وسلامه عليه والملائكة تبلغ.
* ثم أورد هذه الآية الكريمة من سورة المائدة، الأولى من سورة النساء، والثالثة من سورة الكهف أورد هذه الآية: ?قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ? هذه صفات ذكرت للذين شأنهم أنهم شر مثوبة عند الله، يعني: لهم عقوبة شديدة عند الله -تبارك وتعالى- ما هي صفاتهم ?قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ? من هم؟ ما هي صفاتهم؟ عددها؟ ?مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ? والشاهد من الآية قوله: ?وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ? وهذا أمر وجد في اليهود والنصارى، عبادة الطاغوت وفي الحديث الآتي: (لتتبعن سنن من كان قبلكم) إذن كما أنه وجد فيهم من عبد الطاغوت أيضا سيوجد هذا الأمر في ?وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ? العطف هنا في قوله: ?وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ? هل هو عطف على الأسماء القرد والخنازير ?وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ? يعني: وجعل منهم عبد الطاغوت "جعل" بمعنى خلق، هذا قول لأهل العلم، لكن الأوضح منه ما قرره شيخ الإسلام بن تيمية وغيره في معنى الآية أن العطف هنا ليس على هذه الأسماء، وإنما العطف على الأفعال في قوله ?مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ? أي: "ومن عبد الطاغوت" فهي معطوفة على الأفعال "من لعنه الله" ومن غضب عليه ومن جعل منهم القردة والخنازير ومن عبد الطاغوت هؤلاء هذه أوصاف الذين لهم العقوبة الشديدة عند الله، هذه أوصافهم، أوصافهم أن الله لعنهم وغضب عليهم وجعل منهم القردة والخنازير، يعني: منهم من نسخ قرد وخنزير.
*وقد جاء في حديث صحيح في مسلم وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن القردة والخنازير الموجودة هل هي مثل لأولئك الممسوخين فقال -عليه الصلاة والسلام-: (إن الله -عز وجل- لم يمسخ قوما ويجعل لهم نسل) أو كما قال، فالممسوخ لا يكون له نسل يمسخ وينقطع نسله، فهذه الحيوانات الموجودة القردة والخنازير ليست نسلا لأولئك.
*وهذا أيضاً من أمارات نبوته -عليه الصلاة والسلام- قال: (لا تقوم الساعة حتى يخرج في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي) وأنت إن طالعت التاريخ تجد أن مدعي النبوة في قديم الزمان وحديثه أكثر من هذا العدد، أكثر من هذا العدد بكثير؛ لكن أهل العلم يقولون المراد بالثلاثين أي: من كان لهم ظهور، لهم شوكة، لهم أتباع، أما من يأتيه مرض فبعض الناس يأتيه مرض أو يأتيه وسوسة أو يأتيه اختلاط أو مثلاً يتعاطى مخدرًا ثم يفسد عقله ويقول: أنا نبي فهذا ليس المراد، وإنما المراد بـ (الثلاثون) يعني: الذين صار لهم ظهور ولهم شبهات ولهم أتباع وما إلى ذلك.
ـ[حكيم بن عبدالله]ــــــــ[30 - 04 - 09, 01:23 م]ـ
أختي أم حنان وفقها الله، هناك في موقع الشيخ: عبدالرزاق حفظه الله، ثلاثة شروح لكتاب التوحيد أي واحد منها الذي تقومين بتفريغهـ؟؟
أم أنك تجمعين بين الشروح!!
ـ[أم حنان]ــــــــ[30 - 04 - 09, 07:01 م]ـ
أخي الكريم، الشرح الذي أعتمد عليه وأقوم باختيار الفوائد منه هو الشرح الذي قام به الشيخ لطلاب الأكاديمية الاسلامية المفتوحة التابعة لقناة المجد العلمية، وهذا رابطه:
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Category&id=448&lang=Ar
ـ[أم حنان]ــــــــ[05 - 05 - 09, 12:27 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/438)
* دعاة الحق لهم علامات ولهم أمارات، فأنت إذا عرفت أماراتهم وعلاماتهم وصفاتهم فإنك تأخذ عنهم، وأيضًا أهل الباطل لهم علامات، لهم علامات تدل عليهم، فأمارات أهل الحق أنهم معتصمون بالكتاب والسنة معولون على الكتاب والسنة، وهذه أبرز علاماتهم، فهو داعية إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- دائماً إذا حدثك يحدثك: "قال الله وقال رسوله -عليه الصلاة والسلام-" يذكر لك الآية ويذكر لك الحديث.
بخلاف أصحاب الأهواء فتجد مصدرهم في التلقي ومصدرهم في الاستدلال أشياء أخرى مثل أن يأتي بالحكايات أو بالمنامات أو يأتي مثلاً بالتجارب التي يبني عليها عقائد أو يأتي بالأمور العقلية والفلسفات المنطقية أو مثلاً الأذواق أو ما إلى ذلك فيستدل بها.
فصاحب الحق يستدل بـ"قال الله وقال رسوله -عليه الصلاة والسلام-" ثم داعية الحق هو في الحقيقة هو لا يدعو إلى نفسه وإنما يدعو إلى دين الله ?قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ? [يوسف: 108] يدعو إلى الله -سبحانه وتعالى- وإلى دينه -سبحانه وتعالى-.
أما داعية الباطل فهو يريد تكثير أتباعه وتكثير أعوانه ويريد الأشياء التي تخصه وتعنيه، الإمام الشافعي -رحمة الله عليه- يقول: «وددت لو دخل الناس في دين الله أفواجاً وقرض جسمي بالمقاريض» ما يعنيه أن يكون له ظهور، أو يكون له بروز، أو يكون له أتباع، أو يحرص على أن يمد يده للناس يتمسحون ويقبلون وأشياء من هذا القبيل.
فمن همه نفسه فهذا ليس من أمارات دعاة الحق، داعية الحق لا يرى نفسه وإنما همه نشر الدين وبيان الحق والهدى.
أيضاً من علامات دعاة الحق: المحافظة على الطاعة وخصال الخير، تجده في حفاظه على الصلاة على العبادة على طاعة الله -سبحانه وتعالى- والصلاة حقيقة ميزان دقيق لمعرفة أهل الحق فتجد صاحب الحق محافظا على الصلاة معتنيا بها، سعيد بن جبير -رحمه الله- يقول: «ما فاتتني تكبيرة الإحرام من أربعين سنة» تكبيرة الإحرام يقول: «ما فاتتني من أربعين سنة» أحد السلف يقول: «إذا رأيت الشخص يفوت تكبيرة الإحرام -يعني يستديم هذا الأمر فاغسل يديك منه» فأصحاب الحق تجده محافظا على الصلاة معتنيا بها مهتما بها، إذا نودي إلى الصلاة ترك حديثه وترك عمله، أحد السلف -وكان نجاراً- كان إذا رفع المطرقة ليضرب بها المسمار وقال المؤذن: الله أكبر رماها قبل أن يضرب المسمار. رمى المطرقة ما يكمل حتى الضربة التي هوى بيده، إذا قال: الله أكبر. رمى المطرقة وقام يصلي، فالشاهد أن هؤلاء لهم علامات وأولئك لهم علامات.
*الأخت الكريمة من السعودية تقول: هل من الصحيح أن أفتح الحوار بيني وبين أهل البدع؟ أم أدعهم يفتحون هم موضوع بدعهم؟ وتسأل أيضاً: في بعض الأحيان عندما ندخل في موضوع البدع، يبدءون بمناقشتي بعنف وكأنهم يتحدونني وأن الغلبة لهم فهل أستمر أم أخرج من هذا النقاش؟
هذا يا إخوان منزلق وباب دقيق جدًا وبعض الناس استهانوا به، تجده قليل العلم، قليل البصيرة، ولم يتفقه في دين الله حتى لو سألته هل قرأت كتاب التوحيد مرة واحدة، يمكن ما قرأه فضلاً عن أن يقرأ شروحاته، ثم يتصدى لمناقشة أهل البدع، والسلف يقولون في التحذير من السماع لأهل البدع قالوا: فإنه ملقن الحجة، يعني: محمل بالشبهات، فيطرح عليك شبهات وأشياء بسبب قلة علمك وقلة بضاعتك ما تستطيع أن ترد عليه فتبقى الشبهة في نفسك ربما ما تستطيع أن تخرجها، تبقى تؤذيك في نفسك وفي قلبك وتجزل في قلبك ما تستطيع أن تخرجها وأنت الذي خاطرت بدينك، أنت الذي أعطيت سمعك له يملؤه ويملأ فؤاده بما عنده من شبهات، وهذه مخاطرة بالدين، وإذا كنت مخاطرا بشيء فلا تخاطر بدينك، الدين أغلى شيء، الآن لو كان عليك ثوب أبيض ونظيف وناصع البياض وجديد هل تأتي في وحل وتخوض فيه؟ تخشى أن يتلطخ بالطين والأوساخ، فما يعرض الإنسان دينه للخطر والآن لما تيسرت القنوات والشبكات العنكبوتية ووسائل الانتقال المتعددة أصبح بعض الناس في غرفة في بيته يخاطر في دينه، مرة يفتح هناك ومرة يفتح هنا، ومرة يسمع لهذا ومرة يسمع لذاك، ثم يمتلؤ رأسه بالشبهات، ويمتلي جوفه بالشبهات، ويريد أن يخرجها ما يستطيع، ولهذا يكثير في بعض الناس وساوس وشكوك وشبهات وأشياء تؤثر على دينه، وربما يقتنعون ببعض العقائد حتى بعض الأديان وهو الذي خاطر بدينه، من الذي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/439)
قال لك: خاطر بدينك هذه المخاطرة؟ فإذن هذا جانب –الحقيقة- ينبغي أن نحذره والمحافظة على رأس المال أهم من جلب الأرباح، أن تحافظ على رأس مالك أهم من جلب الأرباح، لكن إذا كنت إنسانا من الله عليك بالعلم والفهم والبصيرة واعتنيت بالأدلة وفهمها، وأيضًا وقفت على ردود أهل العلم ومناقشاتهم، وأصبح عندك ملكة في هذا الباب فيمكن أن تسمع وأيضًا بحدود، ابن تيمية -رحمه الله- نصح تلميذه ابن القيم نصيحة قال: «كن للشبهة اجعل قلبك للشبهة كالمرآة، ولا تجعله كالاسفنجاة» يعني: لا تجلس تمتص الشبهات وتستوعبها وتملأ قلبك، يمكن ما تخرج لكن اجعله كالمرآة بمعنى أنه إذا جاءت الشبهة يكون عندك علم حاضر ترد عليها مباشرة تفند هذه الباطلة، ولا تجعلها تتمكن من قلبك وتدخل إلى نفسك.
فإذن هذا الجانب وقع فيه زلل كبير من بعض الناس من الشباب ومن النساء ومن البنات تجده يفتح وبعضهم يقول: أنا أريد من باب الاطلاع وآخر يقول: لا أنا أريد أن أناقشهم، تناقشهم إيش؟ ما عندك علم أنت، ما عندك أدلة ولا عندك فهم تناقشهم بماذا؟ ثم تجده يجلس مرة مرتين ثلاثة بحجة أنه يريد أن يطلع ويرى ماذا عند هؤلاء، أو يريد أن يناقش هؤلاء ثم يأتي بشبهات تضر بدينه وتضر ثم أيضاً من الخطأ في بعضهم إذا أثرت عليه الشبهات يأتي وينشرها في الناس ويبدأ يقول: أنا أشكلت علي كذا، ولا يقولها للعالم حتى يكشفها عنه، وإنما يأتي في أناس مثله وفي مستواه العلمي يقول: أشكل علي كذا، وكيف أوفق بين كذا وبين كذا؟ ويبدأ يشوش على الآخرين مثلما هو متشوش في نفسه، وهذا كله من الإساءة للنفس والإساءة للآخرين والإضرار بالدين، فهذه حقيقة جانب خطير.
ألخص الكلام حتى لا نطيل وإن كان الموضوع مهما، أنت أحد شخصين إما أنك شخص ملم وعندك مادة علمية جيدة، وعندك اطلاع، وعندك فهم بالأدلة، وعندك معرفة وقرأت كلام أهل العلم، وقرأت ردودهم على أهل الأهواء، وأصبح عندك ملكة للمناقشة ففي هذه الحالة لك أن ترد وتناقش أيضاً بالضوابط التي ذكرها أهل العلم في الردود على أهل الأهواء.
وإما أنك شخص لا علم عندك ولا فقه، فيقولون: السلامة لا يعدلها شيء، ولا تخاطر بدينك، وإياك أن تفتح هذه الأماكن ولا تدخلها ولا تعرج عليها، لا تخاطر بدينك؛ لأنها ستضر بك غاية الضرر وإذا صادف في مناسبة ما بليت في مجلس معين فبين السنة ولا تناقش، بين السنة، مثلاً شخص أخذ يثير شبهات يقرر فيها عبادة القبور أو نحو ذلك، قل له: قال الله تعالى: ?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ?56?? [الذاريات: 56] واذكر الآيات التي فيها التوحيد والدعوة إليه وبطلان الشرك وقل هذه الأشياء أو الشبهات التي تثيرها لها أهل علم يحسنون الرد عليها، أما نحن فعلى بصيرة وعلى بينة من ديننا، وهذه آيات القرآن وهذه أحاديث الرسول -عليه الصلاة والسلام- بين السنة وكف، لا تأخذ في حظار لا تملك أن يكون لك نفس فيه لقلة علمك وقصور بضعتك.
إلى هنا انتهت الفوائد التي اخترتها من كتاب التوحيد، وقد توقف الشيخ في شرح الكتاب عند
(باب ما جاء أن بعض هذه الأمة تعبد الأوثان)، وقد أكمل الشيخ سليمان الغصن -حفظه الله- شرح كتاب التوحيد (في مادة التوحيد المستوى الثالث)، وسأقوم باختيار الفوائد وكتابتها هنا ان شاء الله.
ـ[أم حنان]ــــــــ[05 - 05 - 09, 10:20 م]ـ
سأضع -ان شاء الله -موضوعا جديدا لإكمال شرح كتاب التوحيد، لأن عنوان هذا الموضوع لن يكون مناسبا.
ـ[أم حنان]ــــــــ[27 - 05 - 09, 10:32 م]ـ
يوجد الموضوع في المرفقات.(38/440)
هَلْ هُنَاكَ فِي الْجَنَّةِ أُنَاسٌ يُنَّعَمُونَ، وَفِي الْنَّارِ أُنَاسٌ يُعَذَّ بُون
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[12 - 03 - 07, 08:46 م]ـ
بِسْم الِلَّهِ الرَّحْمَن الرحيم
الحمد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالِمِينَ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرِفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِه وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَبَعدُ:
أودُ أن أجمع بحث عن "هَلْ هُنَاكَ فِي الْجَنَّةِ أُنَاسٌ يُنَّعَمُونَ، وَفِي الْنَّارِ أُنَاسٌ يُعَذَّ بُونَ قَبْلَ يَوْمِ اْلقِيَامَةِ؟! "
فأفيدونا أفادكم الله وزادكم من واسع كرمه وفضله.
ـ[يحيى الأول]ــــــــ[13 - 03 - 07, 09:41 ص]ـ
الأخ معاذ
وفقك الله
موضوع غريب
غير عنوان البحث
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - 03 - 07, 12:28 م]ـ
للرفع
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[13 - 03 - 07, 05:32 م]ـ
الأخوان اللطيفان:
يحيى الأول
و
نضال مشهود
بارك الله فيكما
أنا لا يهمني العنوان الآن المهم لدي المضمون أين أجده!!
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[13 - 03 - 07, 07:37 م]ـ
هذه ليست فتوى وإنما مناقشة ...
س / هَلْ هُنَاكَ فِي الْجَنَّةِ أُنَاسٌ يُنَّعَمُونَ، وَفِي الْنَّارِ أُنَاسٌ يُعَذَّ بُونَ قَبْلَ يَوْمِ اْلقِيَامَةِ؟
الجواب: نعم , لأنه إذا قلنا: بلا فسوف ننكر عذاب القبر , والله أعلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 03 - 07, 08:54 م]ـ
بالطبع ففي صحيح مسلم عن مسروق قال سألنا عبدالله (هو ابن مسعود) عن هذه الآية {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} [3 / آل عمران / 169] قال أما إنا سألنا عن ذلك فقال: (أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا؟ قالوا أي شيء نشتهي؟ ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا.
وقال ابن القيم في الروح:
وقد أخبر النبي بأن نسمة المؤمن وهي روحه طائر يعلق في شجر الجنة حتى يردها الله إلى جسدها
وأخبر أن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وأخبر أن الروح تنعم وتعذب في البزخ إلى يوم القيامة
وقد أخبر سبحانه عن أرواح قوم فرعون أنها تعرض على النار غدوا وعشيا قبل يوم القيامة وقد أخبر سبحانه عن الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون وهذه حياة أرواحم ورزقها دار وإلا فالأبدان قد تمزقت وقد فسر رسول الله هذه الحياة بأن أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوى إلى تلك القناديل فأطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا فعل بهم ذلك ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا! من أن يسألوا قالوا نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى
وصح عنه أن أرواح الشهداء في طير خضر تعلق من ثمر الجنة وتعلق بضم اللام أى تأكل العلقة
وقال ابن عباس قال رسول الله لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وحسن مقيلهم قالوا يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله عز وجل أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله تعالى على رسوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون الآيات رواه الإمام أحمد(38/441)
فائدة نفيسة: حقيقة الظلم الذي يُنزَّه عنه الله سبحانه وتعالى
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[13 - 03 - 07, 07:54 ص]ـ
عرّف بعضهم الظلم على أنه: التصرف في ملك الغير، وقالوا: إن الظلم مستحيل على الله تعالى، وجعلوا هذا تفسيراً لما جاء في الحديث القدسي: (يا عبادي إني حرَّمتُ الظلم على نفسي).
قال ابن رجب رحمه الله تعالى في "جامع العلوم والحكم" (274): (وقد فسر كثير من العلماء الظلم: بأنه وضع الأشياء في غير موضعها. وأما من فسره بالتصرف في ملك الغير بغير إذنه، وقد نقل نحوه عن إياس بن معاوية وغيره، فإنهم يقولون إن الظلم مستحيل عليه وغير متصور في حقه؛ لأن كل ما يفعله فهو تصرف في ملكه)
وسنَزِنُ هذين التفسيرين بميزان السلف الذي أظهره لنا العلامة ابن القيم.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (إن طرق الناس اختلفت في حقيقة الظلم الذي يُنزَّه عنه الرب سبحانه وتعالى، فقالت الجبرية: هو المُحال الممتنع لذاته كالجمع بين الضدين وكون الشيء موجوداً معدوماً، قالوا: لأن الظلم إما التصرف في ملك الغير بغير إذنه وإما مخالفة الأمر، وكلاهما في حق الله تعالى محال، فإن الله مالك كل شيء وليس فوقه آمِر تجب طاعته) ...
إلى أن قال: (وقال أهل السنة والحديث ومن وافقهم: الظلم وضع الشيء في غير موضعه، وهو سبحانه حكم عدل لا يضع الشيء إلا في موضعه الذي يناسبه ويقتضيه العدل والحكمة والمصلحة ... وهذا قول أهل اللغة قاطبة، وتفسير الظلم بذينك التفسيرين اصطلاح حادث ووضع جديد ...
وهذا القول هو الصواب المعروف في لغة العرب والقرآن والسنة، وإنما تُحمل ألفاظهما على لغة القوم، لا على الاصطلاحات الحادثة، فإن هذا أصل كل فساد وتحريف وبدعة، وهذا شأن أهل البدع دائماً يصطلحون على معانٍ يضعون لها ألفاظاً من ألفاظ العرب، ثم يحملون ألفاظ القرآن والسنة على تلك الاصطلاحات الحادثة) مختصر الصواعق 198، 199
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالله الحصين]ــــــــ[13 - 03 - 07, 06:37 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخنا.
وأضف على ذلك أنهم لم يكتفوا باصطلاحاتهم البدعية بل أخذوا اصطلاحات غيرهم من أهل الفلسقة اليونانين ورتبوا على ذلك عقائدهم.
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[15 - 03 - 07, 02:21 م]ـ
بارك الله فيكما.
ـ[علاء بن سيدين]ــــــــ[15 - 03 - 07, 07:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا ... وزادكم علما.
فهذه الاصطلاحات الحادثة قد تسشكل على طالب العلم المبتدئ ولا يستطيع تمييز صحيحها من سقيمها
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 03 - 07, 03:48 ص]ـ
وإياكم
حفظكم الله إخوتي في الله.
ـ[ابو عاصم السكندرى]ــــــــ[16 - 03 - 07, 04:32 م]ـ
حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثواكم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 03 - 07, 04:52 م]ـ
وإياكم أخي الكريم
ـ[أبو عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:01 م]ـ
سئل شيخ الإسلام عن معنى حديث أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن الله ـ تبارك وتعالى ـ أنه قال: (ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم. يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم. ياعبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم. ياعبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم. ياعبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. ياعبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقي قلب رجل واحد منكم مازاد ذلك في ملكي شيئًا. ياعبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكمإياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله -عز وجل- ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه).
فأجاب:
الحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أما قوله تعالى: (ياعبادي، إني حرمت الظلم على نفسي) ففيه مسألتان كبيرتان، كل منهما ذات شعب وفروع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/442)
إحداهما: في الظلم الذي حرمه الله على نفسه، ونفاه عن نفسه بقوله: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ} [هود: 101]، وقوله: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49]، وقوله: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} [
فصلت: 46]، وقوله: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [النساء: 40]، وقوله: {قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء: 77]، ونفي إرادته بقوله: {وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ} [آل عمران: 108]، وقوله: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ} [غافر: 31]، ونفي خوف العباد له بقوله: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} [طه: 112]، فإن الناس تنازعوا في معنى هذا الظلم تنازعًا صاروا فيه بين طرفين متباعدين ووسط بينهما، وخيار الأمور أوساطها، وذلك بسبب البحث في القدر ومجامعته للشرع؛ إذ الخوض في ذلك بغير علم تام أوجب ضلال عامة الأمم؛ ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عن التنازع فيه.
فذهب المكذبون بالقدر القائلون: بأن الله لم يخلق أفعال العباد، ولم يرد أن يكون إلا ما أمر بأن يكون. وغلاتهم المكذبون بتقدم علم الله وكتابه بما سيكون من أفعال العباد من المعتزلة وغيرهم، إلى أن الظلم منه هو نظير الظلم من الآدميين بعضهم لبعض، وشبهوه ومثلوه في الأفعال بأفعال العباد، حتى كانوا هم ممثلة الأفعال، وضربوا لله الأمثال، ولم يجعلوا له المثل الأعلى، بل أوجبوا عليه وحرموا ما رأوا أنه يجب على العباد ويحرم، بقياسه على العباد، وإثبات الحكم في الأصل بالرأي، وقالوا عن هذا: إذا أمر العبد ولم يعنه بجميع ما يقدر عليه من وجوه الإعانة كان ظالمًا له، والتزموا أنه لا يقدر أن يهدي ضالًا، كما قالوا: إنه لا يقدر أن يضل مهتديا، وقالوا عن هذا: إذا أمر اثنين بأمر واحد وخص أحدهما بإعانته على فعل المأمور كان ظالمًا، إلى أمثال ذلك من الأمور التي هي من باب الفضل والإحسان، جعلوا تركه لها ظلمًا.
وكذلك ظنوا أن التعذيب لمن كان فعله مقدرًا ظلم له، ولم يفرقوا بين التعذيب لمن قام به سبب استحقاق ذلك ومن لم يقم، وإن كان ذلك الاستحقاق خلقه لحكمة أخرى عامة أو خاصة.
وهذا الموضع زلت فيه أقدام، وضلت فيه أفهام، فعارض هؤلاء آخرون من أهل الكلام المثبتين للقدر، فقالوا: ليس للظلم منه حقيقة يمكن وجودها، بل هو من الأمور الممتنعة لذاتها، فلا يجوز أن يكون مقدورًا ولا أن يقال: إنه هو تارك له باختياره ومشيئته. وإنما هو من باب الجمع بين الضدين، وجعل الجسم الواحد في مكانين، وقلب القديم محدثًا، والمحدث قديمًا، وإلا فمهما قدر في الذهن وكان وجوده ممكنًا والله قادر عليه فليس بظلم منه، سواء فعله أو لم يفعله.
وتلقي هذا القول عن هؤلاء طوائف من أهل الإثبات من الفقهاء وأهل الحديث، من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم، ومن شراح الحديث ونحوهم، وفسروا هذا الحديث بما ينبني على هذا القول، وربما تعلقوا بظاهر من أقوال مأثورة، كما روينا عن إياس ابن معاوية أنه قال: ما ناظرت بعقلي كله أحدًا إلا القدرية، قلت لهم: ما الظلم؟ قالوا: أن تأخذ ما ليس لك، أو أن تتصرف فيما ليس لك. قلت: فلله كل شيء. وليس هذا من إياس إلا ليبين أن التصرفات الواقعة هي في ملكه، فلا يكون ظلمًا بموجب حدهم، وهذا مما لا نزاع بين أهل الإثبات فيه؛ فإنهم متفقون مع أهل الإيمان بالقدر على أن كل ما فعله الله فهو عدل.
وفي حديث الكرب الذي رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أصاب عبدًا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي، إلا أذهب الله همه وغمه، وأبدله مكانه فرحًا). قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلمهن؟ قال: (بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن)، فقد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/443)
بين أن كل قضائه في عبده عدل؛ ولهذا يقال: كل نعمة منه فضل، وكل نقمة منه عدل. ويقال: أطعتك بفضلك والمنة لك، وعصيتك بعلمك ـ أو بعدلك ـ والحجة لك، فأسألك بوجوب حجتك على وانقطاع حجتي إلا ما غفرت لي.
وهذه المناظرة من إياس كما قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن لغيلان حين قال له غيلان: نشدتك الله! أتري الله يحب أن يعصي؟ فقال: نشدتك الله! أتري الله يعصي قسرًا؟ يعني: قهرًا. فكأنما ألقمه حجرًا فإن قوله: يحب أن يعصي لفظ فيه إجمال، وقد لا يتأتي في المناظرة تفسير المجملات خوفًا من لدد الخصم فيؤتي بالواضحات، فقال: أفتراه يعصي قسرًا؟ فإن هذا إلزام له بالعجز الذي هو لازم للقدرية، ولمن هو شر منهم من الدهرية الفلاسفة وغيرهم.
وكذلك إياس رأي أن هذا الجواب المطابق لحدهم خاصم لهم، ولم يدخل معهم في التفصيل الذي يطول.
وبالجملة، فقوله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} [طه: 112]، قال أهل التفسير من السلف: لا يخاف أن يظلم فيحمل عليه سيئات غيره، ولا يهضم فينقص من حسناته، ولا يجوز أن يكون هذا الظلم هو شيء ممتنع غير مقدور عليه، فيكون التقدير: لا يخاف ما هو ممتنع لذاته، خارج عن الممكنات والمقدورات، فإن مثل هذا إذا لم يكن وجوده ممكنًا حتى يقولوا: إنه غير مقدور، ولو أراده كخلق المثل له فكيف يعقل وجوده؟ فضلًا أن يتصور خوفه حتى ينفي خوفه، ثم أي فائدة في نفي خوف هذا؟ وقد علم من سياق الكلام أن المقصود بيان أن هذا العامل المحسن لا يجزي على إحسانه بالظلم والهضم. فعلم أن الظلم والهضم المنفي يتعلق بالجزاء ـ كما ذكره أهل التفسير، وأن الله لا يجزيه إلا بعمله؛ ولهذا كان الصواب الذي دلت عليه النصوص: أن الله لا يعذب في الآخرة إلا من أذنب؛ كما قال: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: 85]، فلو دخلها أحد من غير أتباعه لم تمتلئ منهم؛ ولهذا ثبت في الصحيحين في حديث تحاج الجنة والنار من حديث أبي هريرة وأنس: (أن النار لا تمتلئ ممن كان ألقي فيها حتى ينزوي بعضها إلى بعض، وتقول قط قط! بعد قولها: {هَلْ مِن مَّزِيدٍ} [ق: 30] وأما الجنة فيبقي فيها فضل عمن يدخلها من أهل الدنيا، فينشئ الله لها خلقًا آخر). .
ولهذا كان الصواب الذي عليه الأئمة فيمن لم يكلف في الدنيا من أطفال المشركين، ونحوهم ما صح به الحديث، وهو: أن الله أعلم بما كانوا عاملين، فلا نحكم لكل منهم بالجنة ولا لكل منهم بالنار، بل هم ينقسمون بحسب ما يظهر من العلم إذا كلفوا يوم القيامة في العرصات كما جاءت بذلك الآثار.
وكذلك قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعليها وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]، يدل الكلام على أنه لا يظلم محسنًا، فينقصه من إحسانه أو يجعله لغيره، ولا يظلم مسيئًا، فيجعل عليه سيئات غيره، بل لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. وهذا كقوله: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 36: 39]، فأخبر أنه ليس على أحد من وزر غيره شيء، وأنه لا يستحق إلا ما سعاه، وكلا القولين حق على ظاهره، وإن ظن بعض الناس أن تعذيب الميت ببكاء أهله عليه ينافي الأول فليس كذلك؛ إذ ذلك النائح يعذب بنوحه لا يحمل الميت وزره، ولكن الميت يناله ألم من فعل هذا، كما يتألم الإنسان من أمور خارجة عن كسبه وإن لم يكن جزاء الكسب. والعذاب أعم من العقاب، كما قال صلى الله عليه وسلم: (السفر قطعة من العذاب).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/444)
وكذلك ظن قوم أن انتفاع الميت بالعبادات البدنية من الحي ينافي قوله: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39]، فليس الأمر كذلك؛ فإن انتفاع الميت بالعبادات البدنية من الحي بالنسبة إلى الآية كانتفاعه بالعبادات المالية، ومن ادعي أن الآية تخالف أحدهما دون الآخر فقوله ظاهر الفساد، بل ذلك بالنسبة إلى الآية كانتفاعه بالدعاء والاستغفار والشفاعة، وقد بينا في غير هذا الموضع نحوًا من ثلاثين دليلًا شرعيا يبين انتفاع الإنسان بسعي غيره؛ إذ الآية إنما نفت استحقاق السعي وملكه، وليس كل مالًا يستحقه الإنسان ولا يملكه لا يجوز أن يحسن إليه مالكه ومستحقه بما ينتفع به منه، فهذا نوع وهذا نوع، وكذلك ليس كل ما لا يملكه الإنسان لا يحصل له من جهته منفعة؛ فإن هذا كذب في الأمور الدينية والدنيوية.
وهذه النصوص النافية للظلم تثبت العدل في الجزاء، وأنه لا يبخس عامل عمله، وكذلك قوله فيمن عاقبهم: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ} [هود: 101]، وقوله: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} [الزخرف: 76]، بين أن عقاب المجرمين عدلًا لذنوبهم، لا لأنا ظلمناهم فعاقبناهم بغير ذنب. والحديث الذي في السنن: (لو عذب الله أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرًا من أعمالهم) يبين أن العذاب لو وقع؛ لكان لاستحقاقهم ذلك، لا لكونه بغير ذنب، وهذا يبين أن من الظلم المنفي عقوبة من لم يذنب.
وكذلك قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عليكم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ} [غافر: 30: 31]، يبين أن هذا العقاب لم يكن ظلمًا؛ لاستحقاقهم ذلك، وأن الله لا يريد الظلم، والأمر الذي لا يمكن القدرة عليه لا يصلح أن يمدح الممدوح بعدم إرادته، وإنما يكون المدح بترك الأفعال إذا كان الممدوح قادرًا عليها، فعلم أن الله قادر على مانزه نفسه عنه من الظلم وأنه لا يفعله، وبذلك يصح قوله: (إني حرمت الظلم على نفسي)، وأن التحريم هو المنع، وهذا لا يجوز أن يكون فيما هو ممتنع لذاته، فلا يصلح أن يقال: حرمت على نفسي أو منعت نفسي من خلق مثلي، أو جعل المخلوقات خالقة، ونحو ذلك من المحالات. وأكثر ما يقال في تأويل ذلك ما يكون معناه: إني أخبرت عن نفسي بأن ما لا يكون مقدورًا لا يكون مني. وهذا المعنى مما يتيقن المؤمن أنه ليس مراد الرب، وأنه يجب تنزيه الله ورسوله عن إرادة مثل هذا المعنى الذي لا يليق الخطاب بمثله، إذ هو مع كونه شبه التكرير وإيضاح الواضح ليس فيه مدح ولا ثناء، ولا ما يستفيده المستمع، فعلم أن الذي حرمه على نفسه هو أمر مقدور عليه لكنه لا يفعله؛ لأنه حرمه على نفسه، وهو ـ سبحانه ـ منزه عن فعله مقدس عنه.
يبين ذلك أن ما قاله الناس في حدود الظلم يتناول هذا دون ذلك، كقول بعضهم: الظلم وضع الشيء في غير موضعه، كقولهم: من أشبه أباه فما ظلم. أي: فما وضع الشبه غير موضعه، ومعلوم أن الله ـ سبحانه ـ حكم عدل لا يضع الأشياء إلا مواضعها، ووضعها غير مواضعها ليس ممتنعًا لذاته، بل هو ممكن لكنه لا يفعله؛ لأنه لا يريده، بل يكرهه ويبغضه، إذ قد حرمه على نفسه.
وكذلك من قال: الظلم إضرار غير مستحق. فإن الله لا يعاقب أحدًا بغير حق. وكذلك من قال: هو نقص الحق وذكر أن أصله النقص كقوله: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} [الكهف: 33].
وأما من قال: هو التصرف في ملك الغير فهذا ليس بمطرد ولا منعكس، فقد يتصرف الإنسان في ملك غيره بحق ولا يكون ظالمًا، وقد يتصرف في ملكه بغير حق فيكون ظالمًا، وظلم العبد نفسه كثير في القرآن. وكذلك من قال: فعل المأمور خلاف ما أمر به، ونحو ذلك إن سلم صحة مثل هذا الكلام فالله ـ سبحانه ـ قد كتب على نفسه الرحمة وحرم على نفسه الظلم، فهو لا يفعل خلاف ما كتب ولا يفعل ما حرم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/445)
وليس هذا الجواب موضع بسط هذه الأمور التي نبهنا عليها فيه وإنما يشير إلى النكت، وبهذا يتبين القول المتوسط، وهو أن الظلم الذي حرمه الله على نفسه مثل: أن يترك حسنات المحسن فلا يجزيه بها ويعاقب البريء على ما لم يفعل من السيئات، ويعاقب هذا بذنب غيره، أو يحكم بين الناس بغير القسط، ونحو ذلك من الأفعال التي ينزه الرب عنها لقسطه وعدله وهو قادر عليها، وإنما استحق الحمد والثناء؛ لأنه ترك هذا الظلم وهو قادر عليه. وكما أن الله منزه عن صفات النقص والعيب فهو - أيضًا - منزه عن أفعال النقص والعيب.
وعلى قول الفريق الثاني ما ثم فعل يجب تنزيه الله عنه أصلًا، والكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها يدل على خلاف ذلك، ولكن متكلمو أهل الإثبات لما ناظروا متكلمة النفي ألزموهم لوازم لم ينفصلوا عنها إلا بمقابلة الباطل بالباطل، وهذا مما عابه الأئمة وذموه، كما عاب الأوزاعي والزبيدي والثوري وأحمد بن حنبل وغيرهم مقابلة القدرية بالغلو في الإثبات، وأمروا بالاعتصام بالكتاب والسنة، وكما عابوا أيضًا على من قابل الجهمية نفاة الصفات بالغلو في الإثبات حتى دخل في تمثيل الخالق بالمخلوق. وقد بسطنا الكلام في هذا وهذا، وذكرنا كلام السلف والأئمة في هذا في غير هذا الموضع.
ولو قال قائل: هذا مبني على [مسألة تحسين العقل وتقبيحه]، فمن قال: العقل يعلم به حسن الأفعال وقبحها فإنه ينزه الرب عن بعض الأفعال، ومن قال: لا يعلم ذلك إلا بالسمع فإنه يجوز جميع الأفعال عليه لعدم النهي في حقه، قيل له: ليس بناء هذه على تلك بلازم، وبتقدير لزومها ففي تلك تفصيل وتحقيق قد بسطناه في موضعه، وذلك أنا فرضنا أنا نعلم بالعقل حسن بعض الأفعال وقبحها، لكن العقل لا يقول: إن الخالق كالمخلوق، حتى يكون ما جعله حسنًا لهذا أو قبيحًا له جعله حسنًا للآخر أو قبيحًا له، كما يفعل مثل ذلك القدرية؛ لما بين الرب والعبد من الفروق الكثيرة. وإن فرضنا أن حسن الأفعال وقبحها لا يعلم إلا بالشرع، فالشرع قد دل على أن الله قد نزه نفسه عن أفعال وأحكام - فلا يجوز أن يفعلها- تارة بخبره مثنيا على نفسه بأنه لا يفعلها، وتارة بخبره أنه حرمها على نفسه.
وهذا يبين المسألة الثانية. فنقول: الناس لهم في أفعال الله باعتبار ما يصلح منه ويجوز وما لا يجوز منه ثلاثة أقوال: طرفان ووسط.
فالطرف الواحد: طرف القدرية، وهم الذين حجروا عليه أن يفعل إلا ما ظنوا بعقلهم أنه الجائز له، حتى وضعوا له شريعة التعديل والتجويز، فأوجبوا عليه بعقلهم أمورًا كثيرة، وحرموا عليه بعقلهم أمورًا كثيرة، لا بمعنى أن العقل آمر له وناهٍ؛ فإن هذا لا يقوله عاقل. بل بمعنى أن تلك الأفعال مماعلم بالعقل وجوبها وتحريمها، ولكن أدخلوا في ذلك المنكرات ما بنوه على بدعتهم في التكذيب بالقدر وتوابع ذلك.
والطرف الثاني: طرف الغلاة في الرد عليهم، وهم الذين قالوا: لا ينزه الرب عن فعل من الأفعال، ولا نعلم وجه امتناع الفعل منه إلا من جهة خبره أنه لا يفعله، المطابق لعلمه بأنه لا يفعله. وهؤلاء منعوا حقيقة ما أخبر به من أنه كتب على نفسه الرحمة وحرم على نفسه الظلم، قال اللّه ـ تعالى ـ: {وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عليكم كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54].
وفي الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن اللّه لما قضي الخلق كتب على نفسه كتابا، فهو موضوع عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي)، ولم يعلم هؤلاء أن الخبر المجرد المطابق للعلم لا يبين وجه فعله وتركه؛ إذ العلم يطابق المعلوم، فعلمه بأنه يفعل هذا وأنه لا يفعل هذا ليس فيه تعرض؛ لأنه كتب هذا على نفسه وحرم هذا على نفسه، كما لو أخبر عن كائن من كان أنه يفعل كذا ولا يفعل كذا، لم يكن في هذا بيان؛ لكونه محمودًا ممدوحًا على فعل هذا وترك هذا، ولا في ذلك ما يبين قيام المقتضي لهذا والمانع من هذا؛ فإن الخبر المحض كاشف عن المخبر عنه، ليس فيه بيان ما يدعو إلى الفعل ولا إلى الترك، بخلاف قوله: {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 12]، (وحرم على نفسه الظلم) فإن التحريم مانع من الفعل، وكتابته على نفسه داعية إلى الفعل، وهذا بين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/446)
واضح؛ إذ ليس المراد بذلك مجرد كتابته أنه يفعل، وهو كتابة التقدير، كما قد ثبت في الصحيح: (أنه قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)؛ فإنه قال: {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}، ولو أريد كتابة التقدير لكان قد كتب على نفسه الغضب، كما كتب على نفسه الرحمة؛ إذ كان المراد مجرد الخبر عما سيكون، ولكان قد حرم على نفسه كل ما لم يفعله من الإحسان كما حرم الظلم.
وكما أن الفرق ثابت في حقنا بين قوله: {كُتِبَ عليكم الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} [البقرة: 178] وبين قوله: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ} [القمر: 52]. وقوله: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا} [الحديد: 22]. وقوله: (فيبعث إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات، فيقال له: اكتب رزقه وأجله وعمله، وشقي أو سعيد). فهكذا الفرق ـ أيضًا ـ ثابت في حق اللّه.
ونظير ما ذكره من كتابته على نفسه كما تقدم قوله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا علينَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (يامعاذ، أتدري ماحق اللّه على عباده؟) قلت: اللّه ورسوله أعلم، قال: (حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا. أتدري ماحق العباد على اللّه إذا فعلوا ذلك؟) قلت: اللّه ورسوله أعلم. قال: (حقهم عليه ألا يعذبهم)، ومنه قوله في غير حديث: (كان حقًا على الله أن يفعل به كذا). فهذا الحق الذي عليه هو أحقه على نفسه بقوله.
ونظير تحريمه على نفسه وإيجابه على نفسه ما أخبر به من قسمه ليفعلن وكلمته السابقة، كقوله: {وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ} [يونس: 19]، وقوله: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ} [ص: 85]،و {لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ} [إبراهيم: 13]، {فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} [آل عمران: 195]، {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إليهمْ} [الأعراف: 6]، ونحو ذلك من صِيَغ القسم المتضمنة معنى الإيجاب والمعني، بخلاف القسم المتضمن للخبر المحض.
ولهذا قال الفقهاء: اليمين إما أن توجب حقًا، أو منعًا، أو تصديقًا، أو تكذيبًا. وإذا كان معقولا في الإنسان أنه يكون آمرًا مأمورًا كقوله: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف: 53]، وقوله: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} [النازعات: 40]، مع أن العبد له آمر وناهٍ فوقه، والرب الذي ليس فوقه أحد لأن يتصور أن يكون هو الآمر الكاتب على نفسه الرحمة، والناهي المحرم على نفسه الظلم أوليوأحري، وكتابته على نفسه ذلك تستلزم إرادته لذلك ومحبته له ورضاه بذلك، وتحريمه الظلم على نفسه يستلزم بغضه لذلك وكراهته له، وإرادته ومحبته للفعل توجب وقوعه منه، وبغضه له وكراهته لأن يفعله يمنع وقوعه منه. فأما ما يحبه ويبغضه من أفعال عباده فذلك نوع آخر، ففرق بين فعله هو وبين ماهو مفعول مخلوق له، وليس في مخلوقه ماهو ظلم منه وإن كان بالنسبة إلى فاعله الذي هو الإنسان هو ظلم، كما أن أفعال الإنسان هي بالنسبة إليه تكون سرقة وزنا وصلاة وصوما، واللّه تعالى خالقها بمشيئته، وليست بالنسبة إليه كذلك؛ إذ هذه الأحكام هي للفاعل الذي قام به هذا الفعل، كما أن الصفات هي صفات للموصوف الذي قامت به لا للخالق الذي خلقها وجعلها صفات، واللّه - تعالى - خلق كل صانع وصنعته كما جاء ذلك في الحديث، وهو خالق كل موصوف وصفته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/447)
ثم صفات المخلوقات ليست صفات له؛ كالألوان والطعوم والروائح لعدم قيام ذلك به. وكذلك حركات المخلوقات ليست حركات له ولا أفعالا له بهذا الاعتبار؛ لكونها مفعولات هو خلقها. وبهذا الفرق تزول شبه كثيرة. والأمر الذي كتبه على نفسه يستحق عليه الحمد والثناء وهو مقدس عن ترك هذا الذي لو ترك لكان تركه نقصًا، وكذلك الأمر الذي حرمه على نفسه يستحق الحمد والثناء على تركه، وهو مقدس عن فعله الذي لو كان لأوجب نقصًا.
وهذا كله بين - وللّه الحمد - عند الذين أوتوا العلم والإيمان، وهو أيضًا مستقر في قلوب عموم المؤمنين، ولكن القدرية شبهوا على الناس بشبههم، فقابلهم من قابلهم بنوع من الباطل، كالكلام الذي كان السلف والأئمة يذمونه؛ وذلك أن المعتزلة قالوا: قد حصل الاتفاق على أن اللّه ليس بظالم، كما دل عليه الكتاب والسنة، والظالم من فعل الظلم، كما أن العادل من فعل العدل، هذا هو المعروف عند الناس من مسمي هذا الاسم سمعًا وعقلا، قالوا: ولو كان الله خالقًا لأفعال العباد التي هي الظلم لكان ظالمًا. فعارضهم هؤلاء بأن قالوا: ليس الظالم من فعل الظلم، بل الظالم من قام به الظلم. وقال بعضهم: الظالم من اكتسب الظلم وكان منهيًا عنه. وقال بعضهم: الظالم من فعل محرما عليه أو ما نهي عنه. ومنهم من قال: من فعل الظلم لنفسه. وهؤلاء يعنون: أن يكون الناهي له والمحرم عليه غيره الذي يجب عليه طاعته؛ ولهذا كان تصور الظلم منه ممتنعًا عندهم لذاته؛ كامتناع أن يكون فوقه آمر له وناه. ويمتنع عند الطائفتين أن يعود إلى الرب من أفعاله حكم لنفسه.
وهؤلاء لم يمكنهم أن ينازعوا أولئك في أن العادل من فعل العدل بل سلموا ذلك لهم، وإن نازعهم بعض الناس منازعة عنادية.
والذي يكشف تلبيس المعتزلة أن يقال لهم: الظالم والعادل الذي يعرفه الناس، وإن كان فاعلا للظلم والعدل فذلك يأثم به أيضًا، ولا يعرف الناس من يسمي ظالمًا ولم يقم به الفعل الذي به صار ظالمًا، بل لا يعرفون ظالمًا إلا من قام به الفعل الذي فعله وبه صار ظالمًا، وإن كان فعله متعلقًا بغيره وله مفعول منفصل عنه. لكن لا يعرفون الظالم إلا بأن يكون قد قام به ذلك، فكونكم أخذتم في حد الظالم أنه من فعل الظلم وعنيتم بذلك من فعله في غيره - فهذا تلبيس وإفساد للشرع والعقل واللغة، كما فعلتم في مسمي المتكلم حيث قلتم: هو من فعل الكلام ولو في غيره. وجعلتم من أحدث كلاما منفصلا عنه قائمًا بغيره متكلما وإن لم يقم به هو كلام أصلا. وهذا من أعظم البهتان والقرمطة والسَّفْسَطة.
ولهذا ألزمهم السلف أن يكون ما أحدثه من الكلام في الجمادات، وكذلك أيضًا ما خلقه في الحيوانات، ولا يفرق حينئذ بين نطق وأنطق وإنما قالت الجلود: {أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} [فصلت: 12]، ولم تقل: نطق اللّه بذلك؛ ولهذا قال من قال من السلف كسليمان بن داود الهاشمي وغيره ما معناه: إنه على هذا يكون الكلام الذي خلق في فرعون حتى قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: 24]، كالكلام الذي خلق في الشجرة حتى قالت: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا} [طه: 14]، فإما أن يكون فرعون محقًا، أو تكون الشجرة كفرعون. وإلى هذا المعنى يَنْحُو الاتحادية من الجهمية وينشدون:
وكل كلام في الوجود كلامه ** سواء علىنا نثره ونظامه
وهذا يستوعب أنواع الكفر؛ ولهذا كان من الأمر البين للخاصة والعامة أن مَنْ قال: المتكلم لا يقوم به كلام أصلا - فإن حقيقة قوله أنه ليس بمتكلم؛ إذ ليس المتكلم إلا هذا؛ ولهذا كان أولوهم يقولون: ليس بمتكلم. ثم قالوا: هو متكلم بطريق المجاز، وذلك لما استقر في الفطر أن المتكلم لابد أن يقوم به كلام وإن كان مع ذلك فاعلا له، كما يقوم بالإنسان كلامه وهو كاسب له. أما أن يجعل مجرد أحداث الكلام في غيره كلاما له - فهذا هو الباطل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/448)
وهكذا القول في الظلم، فَهَبْ أن الظالم من فعل الظلم فليس هو من فعله في غيره، ولم يقم به فعل أصلا، بل لابد أن يكون قد قام به فعل، وإن كان متعديا إلى غيره، فهذا جواب. ثم يقال لهم: الظلم فيه نسبة وإضافة، فهو ظلم من الظالم، بمعنى أنه عدوان وبغي منه، وهو ظلم للمظلوم، بمعنى أنه بغي واعتداء عليه. وأما من لم يكن متعدي عليه به ولا هو منه عدوان على غيره فهو في حقه ليس بظلم، لا منه ولا له.
واللّه ـ سبحانه ـ إذا خلق أفعال العباد فذلك من جنس خلقه لصفاتهم فهم الموصوفون بذلك، فهو ـ سبحانه ـ إذا جعل بعض الأشياء أسود، وبعضها أبيض، أو طويلا، أو قصيرًا، أو متحركا، أو ساكنًا. أو عالمًا، أو جاهلا، أو قادرًا، أو عاجزًا، أو حيًا، أو ميتًا. أو مؤمنًا أو كافرًا، أو سعيدًا، أو شقيًا، أو ظالمًا. أو مظلومًا ـ كان ذلك المخلوق هو الموصوف بأنه الأبيض والأسود، والطويل والقصير، والحي والميت، والظالم والمظلوم، ونحو ذلك. واللّه ـ سبحانه ـ لا يوصف بشيء من ذلك، وإنما إحداثه للفعل الذي هو ظلم من شخص وظلم لآخر بمنزلة إحداثه الأكل والشرب الذي هو أكل من شخص وأكل لآخر، وليس هو بذلك آكلا ولا مأكولا.
ونظائر هذا كثيرة، وإن كان في خلق أفعال العباد لازمها ومتعديها حكم بالغة، كما له حكمة بالغة في خلق صفاتهم وسائر المخلوقات، لكن ليس هذا موضع تفصيل ذلك. وقد ظهر بهذين الوجهين تَدْليس القدرية.
وأما تلك الحدود التي عورضوا بها فهي دعاوي ومخالفة أيضًا للمعلوم من الشرع واللغة والعقل، أو مشتملة على نوع من الإجمال، فإن قول القائل: الظالم من قام به الظلم يقتضي أنه لابد أن يقوم به، لكن يقال له: وإن لم يكن فاعلا له آمرًا له لابد أن يكون فاعلا لهمع ذلك، فإن أراد الأول كان اقتصاره على تفسير الظالم بمن قام به الظلم كاقتصار أولئك على تفسير الظالم في فعل الظلم، والذي يعرفه الناس عامهم وخاصهم أن الظالم فاعل للظلم وظلمه فعل قائم به، وكل من الفريقين جحد بعض الحق.
وأما قولهم: من فعل محرما عليه أو منهيًا عنه ونحو ذلك، فالإطلاق صحيح. لكن يقال: قد دل الكتاب والسنة على أن اللّه تعالى كتب على نفسه الرحمة، وكان حقًا عليه نصر المؤمنين، وكان حقًا عليه أن يجزي المطيعين، وأنه حرم الظلم على نفسه، فهو ـ سبحانه ـ الذي حرم بنفسه على نفسه الظلم، كما أنه هو الذي كتب بنفسه على نفسه الرحمة لا يمكن أن يكون غيره محرما عليه أو موجبا عليه، فضلا عن أن يعلم ذلك بعقل أو غيره، وإذا كان كذلك فهذا الظلم الذي حرمه على نفسه هو ظلم بلا ريب، وهو أمر ممكن مقدور عليه، وهو ـ سبحانه ـ يتركه مع قدرته عليه بمشيئته واختياره؛ لأنه عادل ليس بظالم، كما يترك عقوبة الأنبياء والمؤمنين، وكما يترك أن يحمل البريء ذنوب المعتدين.
فصل
قوله: (وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا) ينبغي أن يعرف أن هذا الحديث شريف القدر، عظيم المنزلة؛ ولهذا كان الإمام أحمد يقول: هو أشرف حديث لأهل الشام، وكان أبو إدريس الخولاني إذا حدث به جَثَا على ركبتيه. وراويه أبو ذر الذي ما أَظَلَّتِ الخضراء ولا أَقَلَّتِ الغبراء أصدق لهجة منه، وهو من الأحاديث الإلهية التي رواها الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه، وأخبر أنها من كلام اللّه ـ تعالى ـ وإن لم تكن قرآنًا.
وقد جمع في هذا الباب زاهر الشحامي وعبد الغني المقدسي وأبو عبد الله المقدسي وغيرهم.
وهذا الحديث قد تضمن من قواعد الدين العظيمة في العلوم والأعمال والأصول والفروع؛ فإن تلك الجملة الأولي وهي قوله: (حرمت الظلم على نفسي) يتضمن جل مسائل الصفات والقدر إذا أعطيت حقها من التفسير، وإنما ذكرنا فيها ما لابد من التنبيه عليه من أوائل النكت الجامعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/449)
وأما هذه الجملة الثانية وهي قوله: (وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا) فإنها تجمع الدين كله؛ فإن ما نهي اللّه عنه راجع إلى الظلم، وكل ما أمر به راجع إلى العدل؛ ولهذا قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ} [الحديد: 25] فأخبر أنه أرسل الرسل، وأنزل الكتاب والميزان؛ لأجل قيام الناس بالقسط. وذكر أنه أنزل الحديد الذي به ينصر هذا الحق، فالكتاب يهدي والسيف ينصر، وكفي بربك هاديا ونصيرًا.
ولهذا كان قوام الناس بأهل الكتاب وأهل الحديد، كما قال من قال من السلف: صنفان إذا صلحوا صلح الناس: الأمراء والعلماء. وقالوا في قوله تعالى: {أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء: 59]، أقوالا تجمع العلماء والأمراء؛ ولهذا نص الإمام أحمد وغيره على دخول الصنفين في هذه الآية؛ إذ كل منهما تجب طاعته فيما يقوم به من طاعة اللّه، وكان نواب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في حياته؛ كعلي، ومعاذ، وأبي موسي، وعتاب بن أسيد، وعثمان بن أبي العاص، وأمثالهم، يجمعون الصنفين. وكذلك خلفاؤه من بعده؛ كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، ونوابهم.
ولهذا كانت السنة أن الذي يصلي بالناس صاحب الكتاب، والذي يقوم بالجهاد صاحب الحديد. إلى أن تفرق الأمر بعد ذلك، فإذا تفرق صار كل من قام بأمر الحرب من جهاد الكفار وعقوبات الفجار يجب أن يطاع فيما يأمر به من طاعة اللّه في ذلك، وكذلك من قام بجمع الأموال وقسمها يجب أن يطاع فيما يأمر به من طاعة اللّه في ذلك، وكذلك من قام بالكتاب بتبليغ أخباره وأوامره وبيانها يجب أن يصدق ويطاع فيما أخبر به من الصدق في ذلك، وفيما يأمر به من طاعة اللّه في ذلك.
والمقصود هنا أن المقصود بذلك كله هو أن يقوم الناس بالقسط؛ ولهذا لما كان المشركون يحرمون أشياء ما أنزل الله بها من سلطان، ويأمرون بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، أنزل الله في سورة الأنعام والأعراف وغيرهما يذمهم على ذلك، وذكر ما أمر به هو وما حرمه هو فقال: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [الأعراف: 29]، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ على اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33].
وهذه الآية تجمع أنواع المحرمات كما قد بيناه في غير هذا الموضع. وتلك الآية تجمع أنواع الواجبات كما بيناه أيضًا، وقوله: {أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [الأعراف: 29]، أمر مع القسط بالتوحيد الذي هو عبادة الله وحده لا شريك له، وهذا أصل الدين، وضده هو الذنب الذي لا يغفر، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء: 48]، وهو الدين الذي أمر الله به جميع الرسل، وأرسلهم به إلى جميع الأمم، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إليه أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]، وقال تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: 45] وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]، وقال تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وصى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إليكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَي وَعِيسَي أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشوري: 13]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/450)
الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عليمٌ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [المؤمنون: 51، 52].
ولهذا ترجم البخاري في صحيحه [باب ما جاء في أن دين الأنبياء واحد] وذكر الحديث الصحيح في ذلك، وهو الإسلام العام الذي اتفق عليه جميع النبيين. قال نوح عليه السلام: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 72] وقال تعالى في قصة إبراهيم: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَوَصَّي بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَي لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [البقرة: 131، 132]، {وَقَالَ مُوسَي يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعليه تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} [يونس: 84]، و قال تعالى: {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 52]. وقال في قصة بلقيس: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [النمل: 44]، وقال: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًي وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ} [المائدة: 44].
وهذا التوحيد - الذي هو أصل الدين-هو أعظم العدل، وضده وهو الشرك أعظم الظلم، كما أخرجا في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]، شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال: (ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح: إن الشرك لظلم عظيم)؟. وفي الصحيحين عن ابن مسعود قال: قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: (أن تجعل لله نِدّا وهو خلقك) قلت: ثم أي؟ قال: (ثم أن تقتل ولدك خشية أن يُطْعَم معك) قلت: ثم أي؟ قال: (أن تُزَاني بحليلة جارك). فأنزل الله تصديق ذلك: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} الآية [الفرقان: 68].
وقد جاء عن غير واحد من السلف، وروي مرفوعًا (الظلم ثلاثة دواوين: فديوان لا يغفر الله منه شيئًا، وديوان لا يترك الله منه شيئًا، وديوان لا يعبأ الله به شيئًا؛ فأما الديوان الذي لا يغفر الله منه شيئًا فهو الشرك؛ فإن الله لا يغفر أن يشرك به. وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئًا فهو ظلم العباد بعضهم بعضًا؛ فإن الله لابد أن ينصف المظلوم من الظالم. وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئًا فهو ظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه) أي: مغفرة هذا الضرب ممكنة بدون رضا الخلق؛ فإن شاء عذب هذا الظالم لنفسه وإن شاء غفر له.
وقد بسطنا الكلام في هذه الأبواب الشريفة والأصول الجامعة في القواعد، وبينا أنواع الظلم، وبينا كيف كان الشرك أعظم أنواع الظلم، ومسمي الشرك جليله ودقيقه؛ فقد جاء في الحديث: (الشرك في هذه الأمة أخفي من دبيب النمل). وروي أن هذه الآية نزلت في أهل الرياء {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110]، وكان شداد بن أوس يقول: يا بقايا العرب، يا بقايا العرب، إنما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية. قال أبو داود السجستاني ـ صاحب السنن المشهورة ـ: الخفية حب الرياسة. وذلك أن حب الرياسة هو أصل البغي والظلم، كما أن الرياء هو من جنس الشرك أو مبدأ الشرك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/451)
والشرك أعظم الفساد كما أن التوحيد أعظم الصلاح؛ ولهذا قال تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 4]، إلى أن ختم السورة بقوله: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا} [القصص: 83]، وقال: {وَقَضَيْنَا إلى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} [الإسراء: 4]، وقال: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا على بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]، وقالت الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء} [البقرة: 30].
فأصل الصلاح: التوحيد والإيمان، وأصل الفساد: الشرك والكفر. كما قال عن المنافقين: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} [البقرة: 11، 12]، وذلك أن صلاح كل شيء أن يكون بحيث يحصل له وبه المقصود الذي يراد منه؛ ولهذا يقول الفقهاء: العقد الصحيح ما ترتب عليه أثره وحصل به مقصوده. والفاسد ما لم يترتب عليه أثره ولم يحصل به مقصود، والصحيح المقابل للفاسد في اصطلاحهم هو الصالح.
وكان يكثر في كلام السلف: هذا لا يصلح أو يصلح، كما كثر في كلام المتأخرين يصح ولا يصح، والله تعالى إنما خلق الإنسان لعبادته، وبدنه تَبَعٌُ لقلبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد. وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب) وصلاح القلب: في أن يحصل له وبه المقصود الذي خلق له من معرفة الله ومحبته وتعظيمه، وفساده في ضد ذلك. فلا صلاح للقلوب بدون ذلك قط.
والقلب له قوتان: العلم، والقصد. كما أن للبدن الحس، والحركة الإرادية، فكما أنه متي خرجت قوي الحس والحركة عن الحال الفطري الطبيعي فَسَدت. فإذا خرج القلب عن الحال الفطرية التي يولد عليها كل مولود وهي أن يكون مقرًا لربه، مريدًا له، فيكون هو منتهي قصده وإرادته وذلك هي العبادة؛ إذ العبادة: كمال الحب بكمال الذل، فمتي لم تكن حركة القلب ووجهه وإرادته لله تعالى كان فاسدًا؛ إما بأن يكون معرضًا عن الله وعن ذكره غافلًا عن ذلك مع تكذيب أو بدون تكذيب، أو بأن يكون له ذكر وشعور، ولكن قصده وإرادته غيره؛ لكون الذكر ضعيفًا لم يجتذب القلب إلى إرادة الله ومحبته وعبادته. وإلا فمتي قوي علم القلب وذكره أوجب قصده وعلمه، قال تعالى: {فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّي عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ} [النجم: 29، 30]، فأمر نبيه بأن يعرض عمن كان معرضًا عن ذكر الله، ولم يكن له مراد إلا ما يكون في الدنيا.
وهذه حال من فسد قلبه، ولم يذكر ربه، ولم ينب إليه، فيريد وجهه ويخلص له الدين. ثم قال: {ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ} [النجم: 30] فأخبر أنهم لم يحصل لهم علم فوق ما يكون في الدنيا، فهي أكبر همهم ومبلغ علمهم. وأما المؤمن فأكبر همه هو الله، وإليه انتهي علمه وذكره. وهذا الآن باب واسع عظيم قد تكلمنا عليه في مواضعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/452)
وإذا كان التوحيد أصل صلاح الناس، والإشراك أصل فسادهم، والقسط مقرون بالتوحيد؛ إذ التوحيد أصل العدل، وإرادة العلو مقرونة بالفساد؛ إذ هو أصل الظلم -فهذا مع هذا وهذا مع هذا كالملزوزين في قرن، فالتوحيد وما يتبعه من الحسنات هو صلاح وعدل؛ ولهذا كان الرجل الصالح هو القائم بالواجبات، وهو البر، وهو العدل. والذنوب التي فيها تفريط أو عدوان في حقوق ـ الله تعالى ـ وحقوق عباده هي فساد وظلم؛ ولهذا سمي قطاع الطريق مفسدين، وكانت عقوبتهم حقًا لله -تعالى- لاجتماع الوصفين، والذي يريد العلو على غيره من أبناء جنسه هو ظالم له باغ؛ إذ ليس كونك عاليا عليه بأولى من كونه عاليا عليك، وكلاكما من جنس واحد. فالقسط والعدل أن يكونوا إخوة كما وصف الله المؤمنين بذلك.
والتوحيد، وإن كان أصل الصلاح، فهو أعظم العدل؛ ولهذا قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إلى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبابا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64]؛ ولهذا كان تخصيصهبالذكر في مثل قوله: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [الأعراف: 29]، لا يمنع أن يكون داخلا في القسط، كما أن ذكر العمل الصالح بعد الإيمان لا يمنع أن يكون داخلا في الإيمان، كما في قوله: {وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} [البقرة: 98]، و {مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ} [الأحزاب: 7]، هذا إذا قيل: إن اسم الإيمان يتناوله. سواء قيل: إنه في مثل هذا يكون داخلًا في الأول، فيكون مذكورًا مرتين، أو قيل: بل عطفه عليه يقتضي أنه ليس داخلًا فيه هنا وإن كان داخلًا فيه منفردًا، كما قيل مثل ذلك في لفظ الفقراء والمساكين، وأمثال ذلك مما تتنوع دلالته بالإفراد والاقتران. لكن المقصود أن كل خير فهو داخل في القسط والعدل، وكل شر فهو داخل في الظلم.
ولهذا كان العدل أمرًا واجبًا في كل شيء وعلى كل أحد، والظلم محرمًا في كل شيء ولكل أحد، فلا يحل ظلم أحد أصلًا، سواء كان مسلمًا أو كافرًا أو كان ظالمًا، بل الظلم إنما يباح، أو يجب فيه العدل عليه أيضًا، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ} [المائدة: 8] أي: لا يحملنكم شنآن، أي: بغض قوم ـ وهم الكفار ـ على عدم العدل {قَوْمٍ على أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَي} [المائدة: 8]، وقال تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَي عليكُمْ فَاعْتَدُواْ عليه بِمِثْلِ مَا اعْتَدَي عليكُمْ} [البقرة: 194]، وقال تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ} [النحل: 126]، وقال تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [الشوري: 40].
وقد دل على هذا قوله في الحديث: (يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا) فإن هذا خطاب لجميع العباد ألا يظلم أحد أَحَدًا، وأمر العالم في الشريعة مَبنْي على هذا، وهو العدل في الدماء والأموال والأبضاع والأنساب، والأعراض؛ ولهذا جاءت السنة بالقصاص في ذلك، ومقابلة العَادي بمثل فعله. لكن المماثلة قد يكون علمها أو عملها متعذرًا أو متعسرًا؛ ولهذا يكون الواجب ما يكون أقرب إليها بحسب الإمكان، ويقال: هذا أمثل، وهذا أشبه. وهذه الطريقة المثلي لما كان أمثل بما هو العدل والحق في نفس الأمر إذ ذاك معجوز عنه؛ ولهذا قال تعالى: {وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [الأنعام: 152]،فذكر أنه لم يكلف نفسًا إلا وسعها حين أمر بِتَوْفِية الكيل والميزان بالقسط؛ لأن الكيل لابد له أن يفضل أحد المكيلين على الآخر ولو بحبة أو حبات، وكذلك التفاضل في الميزان قد يحصل بشيء يسير لا يمكن الاحتراز منه، فقال تعالى: {لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [الأنعام: 152].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/453)
ولهذا كان القصاص مشروعًا إذا أمكن استيفاؤه من غير جنف، كالاقتصاص في الجروح التي تنتهي إلى عَظْم. وفي الأعضاء التي تنتهي إلى مفصل، فإذا كان الجَنْفُ واقعًا في الاستيفاء عُدِل إلى بدله وهو الدية؛ لأنه أشبه بالعدل من إتلاف زيادة في المقتص منه، وهذه حجة من رأي من الفقهاء أنه لا قَوَدَ إلا بالسيف في العنق. قال: لأن القتل بغير السيف، وفي غير العنق لا نعلم فيه المماثلة، بل قد يكون التحريق والتغريق والتوسيط، ونحو ذلك أشد إيلاما. لكن الذين قالوا: يفعل به مثل ما فعل قولهم أقرب إلى العدل، فإنه مع تحري التسوية بين الفعلين يكون العبد قد فعل ما يقدر عليه من العدل. وما حصل من تفاوت الألم خارج عن قدرته.
وأما إذا قطع يديه ورجليه، ثم وسطه، فقوبل ذلك بضرب عنقه بالسيف، أو رَضّ رأسه بين حجرين فضرب بالسيف، فهنا قد تيقنا عدم المعادلة والمماثلة. وكنا قد فعلنا ما تيقنا انتفاء المماثلة فيه، وأنه يتعذر معه وجودها، بخلاف الأول فإن المماثلة قد تقع؛ إذ التفاوت فيه غير متيقن.
وكذلك القصاص في الضربة واللطمة، ونحو ذلك، عدل عنه طائفة من الفقهاء إلى التعزير؛ لعدم إمكان المماثلة فيه. والذي عليه الخلفاء الراشدون، وغيرهم من الصحابة، وهو مَنْصُوص أحمد: ما جاءت به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثبوت القصاص به؛ لأن ذلك أقرب إلى العدل والمماثلة. فإنا إذا تحرينا أن نفعل به من جنس فعله ونقربالقدر من القدر كان هذا أمثل من أن نأتي بجنس من العقوبة تخالف عقوبته جنسًا وقدرًا وصفة.
وهذا النظر أيضًا في ضمان الحيوان والعقار، ونحو ذلك بمثله تقريبًا أو بالقيمة، كما نص أحمد على ذلك في مواضع ضمان الحيوان وغيره. ونص عليه الشافعي فيمن خرب حائط غيره، أنه يبنيه كما كان. وبهذا قضي سليمان ـ عليه السلام ـ في حكومة الحَرْث التي حكم فيها هو وأبوه، كما قد بين ذلك في موضعه.
فجميع هذه الأبواب المقصود للشريعة فيها تحري العدل بحسب الإمكان، وهو مقصود العلماء، لكن أفهمهم من قال بما هو أشبه بالعدل في نفس الأمر، وإن كان كل منهم قد أوتي علمًا وحكمًا؛ لأنه هو الذي أنزل الله به الكتب وأرسل به الرسل، وضده الظلم، كما قال سبحانه: (يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا).
ولما كان العدل لابد أن يتقدمه علم -إذ من لا يعلم لا يدري ما العدل؟ والإنسان ظالم جاهل إلا من تاب الله عليه فصار عالمًا عادلًا- صار الناس من القضاة وغيرهم ثلاثة أصناف: العالم الجائر، والجاهل الظالم؛ فهذان من أهل النار، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (القضاة ثلاثة: قاضيان في النار، وقاضٍ في الجنة: رجل علم الحق وقضي به فهو في الجنة، ورجل قضي للناس على جهل فهو في النار، ورجل علم الحق وقضي بخلافه فهو في النار) فهذان القسمان كما قال: (من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ، ومن قال في القرآن برأيه فأخطأ فليتبوأ مقعده من النار).
وكل من حكم بين اثنين فهو قاض، سواء كان صاحب حرب أو متولي ديوان أو منتصبًا للاحتساب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. حتى الذي يحكم بين الصبيان في الخطوط فإن الصحابة كانوا يعدونه من الحكام. ولما كان الحكام مأمورين بالعدل والعلم، وكان المفروض إنما هو بما يبلغه جهد الرجل قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر).
فصل
فلما ذكر في أول الحديث ما أوجبه من العدل وحرمه من الظلم على نفسه وعلى عباده- ذكر بعد ذلك إحسانه إلى عباده مع غناه عنهم وفقرهم إليه. وأنهم لا يقدرون على جلب منفعة لأنفسهم ولا دفع مضرة إلا أن يكون هو الميسر لذلك. وأمر العباد أن يسألوه ذلك، وأخبر أنهم لا يقدرون على نفعه ولا ضره مع عظم ما يوصل إليهم من النعماء، ويدفع عنهم من البلاء. وجلب المنفعة ودفع المضرة؛ إما أن يكون في الدين أو في الدنيا، فصارت أربعة أقسام: الهداية والمغفرة، وهما: جلب المنفعة ودفع المضرة في الدين. والطعام والكسوة، وهما: جلب المنفعة ودفع المضرة في الدنيا. وإن شئت قلت: الهداية والمغفرة يتعلقان بالقلب الذي هو ملك البدن، وهو الأصل في الأعمال الإرادية. والطعام والكسوة يتعلقان بالبدن؛ الطعام لجلب منفعته، واللباس لدفع مضرته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/454)
وفتح الأمر بالهداية فإنها، وإن كانت الهداية النافعة، هي المتعلقة بالدين، فكل أعمال الناس تابعة لهدي الله إياهم، كما قال سبحانه: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعلى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّي وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَي} [الأعلى: 1: 3]، وقال موسي: {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَي كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَي} [طه: 50]، وقال تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10]، وقال: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 3].
ولهذا قيل: الهدي أربعة أقسام:
أحدها: الهداية إلى مصالح الدنيا؛ فهذا مشترك بين الحيوان الناطق والأعجم، وبين المؤمن والكافر.
والثاني: الهدي بمعني دعاء الخلق إلى ما ينفعهم وأمرهم بذلك، وهو نصب الأدلة وإرسال الرسل وإنزال الكتب، فهذا أيضًا يشترك فيه جميع المكلفين، سواء آمنوا أو كفروا، كما قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَي على الْهُدَي} [فصلت: 17]، وقال تعالى: {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]، وقال تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشوري: 52]، فهذا مع قوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 65]، يبين أن الهدي الذي أثبته هو البيان والدعاء، والأمر والنهي، والتعليم وما يتبع ذلك، ليس هو الهدي الذي نفاه، وهو القسم الثالث الذي لا يقدر عليه إلا الله.
والقسم الثالث: الهدي الذي هو جعل الهدي في القلوب. وهو الذي يسميه بعضهم بالإلهام والإرشاد، وبعضهم يقول: هو خلق القدرة على الإيمان؛ كالتوفيق عندهم، ونحو ذلك، وهو بناء على أن الاستطاعة لا تكون إلا مع الفعل. فمن قال ذلك من أهل الإثبات جعل التوفيق والهدي، ونحو ذلك خلق القدرة على الطاعة.
وأما من قال: إنهما استطاعتان:
إحداهما: قبل الفعل، وهي الاستطاعة المشروطة في التكليف، كما قال تعالى: {وَلِلّهِ على النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إليه سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين: (صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب) وهذه الاستطاعة يقترن بها الفعل تارة، والترك أخري، وهي الاستطاعة التي لم تعرف القدرية غيرها، كما أن أولئك المخالفين لهم من أهل الإثبات لم يعرفوا إلا المقارنة. وأما الذي عليه المحققون من أئمة الفقه والحديث والكلام وغيرهم فإثبات النوعين جميعًا، كما قد بسطناه في غير هذا الموضع؛ فإن الأدلة الشرعية والعقلية تثبت النوعين جميعًا.
والثانية: المقارنة للفعل، وهي الموجبة له، وهي المنفية عمن لم يفعل في مثل قوله: {مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ} [هود: 20]، وفي قوله: {لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} [الكهف: 101]. وهذا الهدي الذي يكثر ذكره في القرآن في مثل قوله: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} [الفاتحة: 6]، وقوله: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام: 125]، وفي قوله: {مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} [الكهف: 17]، وأمثال ذلك.
وهذا هو الذي تنكر القدرية أن يكون الله هو الفاعل له، ويزعمون أن العبد هو الذي يهدي نفسه. وهذا الحديث وأمثاله حجة عليهم، حيث قال: (يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم)، فأمر العباد بأن يسألوه الهداية، كما أمرهم بذلك في أمالكتاب في قوله: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} [الفاتحة: 6]،وعند القدرية أن الله لا يقدر من الهدي إلا على ما فعله من إرسال الرسل، ونصب الأدلة، وإزاحة العلة، ولا مزية عندهم للمؤمن على الكافر في هداية الله -تعالى، ولا نعمة له على المؤمن أعظم من نعمته على الكافر في باب الهدي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/455)
وقد بين الاختصاص في هذه بعد عموم الدعوة في قوله: {وَاللّهُ يَدْعُو إلى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [يونس: 25]، فقد جمع الحديث تنزيهه عن الظلم الذي يجوزه عليه بعض المثبتة، وبيان أنه هو الذي يهدي عباده، ردًا على القدرية. فأخبر هناك بعدله الذي يذكره بعض المثبتة، وأخبر هنا بإحسانه وقدرته الذي تنكره القدرية، وإن كان كل منهما قصده تعظيمًا لا يعرف ما اشتمل عليه قوله.
والقسم الرابع: الهدي في الآخرة، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وَهُدُوا إلى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إلى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} [الحج: 23، 24]، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [يونس: 9]، فقوله: {يّهًدٌيهٌمً رّبٍَهٍمً بٌإيمّانٌهٌمً} كقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ} [الطور: 21]، على أحد القولين في الآية. وهذا الهدي ثواب الاهتداء في الدنيا، كما أن ضلال الآخرة جزاء ضلال الدنيا، وكما أن قصد الشر في الدنيا جزاؤه الهدي إلى طريق النار، كما قال تعالى: {\احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إلى صِرَاطِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 22، 23].
وقال: {وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَي وَأَضَلُّ سَبِيلًا} [الإسراء: 72]، وقال: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًي فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَيوَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَي قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَي وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليوْمَ تُنسَي} [طه: 123: 126]، وقال: {وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أولياء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ على وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} الآية [الإسراء: 97]، فأخبر أن الضالين في الدنيا يحشرون يوم القيامة عميًا وبكما وصما، فإن الجزاء - أبدًا - من جنس العمل، كما قال صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، وقال: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). وقال: (من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار).
وقد قال تعالى: {وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22]، وقال: {إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149]، وأمثال هذا كثير في الكتاب والسنة.
ولهذا -أيضًا- يجزي الرجل في الدنيا على ما فعله من خير الهدي بما يفتح عليه من هدي آخر؛ ولهذا قيل: من عمل بما علم وَرَّثه الله علم ما لم يعلم. وقد قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} إلى قوله: {مُّسْتَقِيمًا} [النساء: 66: 68]، وقال: {قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ} [المائدة: 15، 16]. وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/456)
وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [الحديد: 28]. وقال: {إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29]، فسروه بالنصر والنجاة، كقوله: {يَوْمَ الْفُرْقَانِ} [الأنفال: 41]. وقد قيل: نور يفرق به بين الحق والباطل. ومثله قوله: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3]، وعد المتقين بالمخارج من الضيق وبرزق المنافع.
ومن هذا الباب قوله: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًي وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} [محمد: 17]، وقوله: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًي} [الكهف: 13]. ومنه قوله: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عليكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا} [الفتح: 1: 3].
وبإزاء ذلك أن الضلال والمعاصي تكون بسبب الذنوب المتقدمة، كما قال الله: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5]، {وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ} [البقرة: 88]، {بَلْ طَبَعَ اللّهُ عليها بِكُفْرِهِمْ} [النساء: 155]، وقال: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} [المائدة: 13]. وقال: {وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} إلى قوله: {لاَ يُؤْمِنُونَ} إلى قوله: {يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 109، 110]. وهذا باب واسع.
ولهذا قال من قال من السلف: إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها، وإن من عقوبة السيئة السيئة بعدها. وقد شاع في لسان العامة أن قوله: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ} [البقرة: 282]، من ال
باب الأول؛ حيث يستدلون بذلك على أن التقوي سبب تعليم الله، وأكثر الفضلاء يطعنون في هذه الدلالة؛ لأنه لم يربط الفعل الثاني بالأول ربط الجزاء بالشرط، فلم يقل؛ واتقوا الله ويعلمكم، ولا قال: فيعلمكم. وإنما أتي بواو العطف، وليس من العطف ما يقتضي أن الأول سبب الثاني، وقد يقال: العطف قد يتضمن معني الاقتران والتلازم، كما يقال: زرني وأزورك، وسلم علينا ونسلم عليك، ونحو ذلك مما يقتضي اقتران الفعلين والتعاوض من الطرفين، كما لو قال لسيده: اعتقني ولك على ألف، أو قالت المرأة لزوجها: طلقني ولك ألف، أو اخلعني ولك ألف، فإن ذلك بمنزلة قولها: بألف أو على ألف.
وكذلك - أيضًا - لو قال: أنت حر وعليك ألف، أو أنت طالق وعليك ألف، فإنه كقوله: على ألف أو بألف عند جمهور الفقهاء. والفرق بينهما قول شاذ. ويقول أحد المتعاوضين للآخر: أعطيك هذا وآخذ هذا، ونحو ذلك من العبارات، فيقول الآخر: نعم وإن لم يكن أحدهما هو السبب للآخر دون العكس. فقوله: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ} [البقرة: 282]، قد يكون من هذا الباب، فكل من تعليم الرب وتقوي العبد يقارن الآخر ويلازمه ويقتضيه، فمتي علمه الله العلم النافع اقترن به التقوي بحسب ذلك، ومتي اتقاه زاده من العلم، وهَلُمَّ جَرّا.
فصل
وأما قوله: (يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، وكلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم) فيقتضي أصلين عظيمين:
أحدهما: وجوب التوكل على الله في الرزق المتضمن جَلْب المنفعة كالطعام، ودفع المضرة كاللباس، وأنه لا يقدر غير الله على الإطعام والكسوة قدرة مطلقة. وإنما القدرة التي تحصل لبعض العباد تكون على بعض أسباب ذلك؛ ولهذا قال: {وَعلى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوف} [البقرة: 233]، وقال: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ} [النساء: 5]، فالمأمور به هو المقدور للعباد، وكذلك قوله: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} [البلد: 14: 16]، وقوله: {وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} [الحج: 36]، وقوله: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/457)
} [الحج: 28]، وقال: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ} [يس: 47] فذم من يترك المأمور به اكتفاء بما يجري به القدر.
ومن هنا، يعرف أن السبب المأمور به أو المباح لا ينافي وجوب التوكل على الله في وجود السبب، بل الحاجة والفقر إلى الله ثابتة مع فعل السبب؛ إذ ليس في المخلوقات ما هو وحده سبب تام لحصول المطلوب؛ ولهذا لا يجب أن تقترن الحوادث بما قد يجعل سببًا إلا بمشيئة الله تعالى، فإنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
فمن ظن الاستغناء بالسبب عن التوكل فقد ترك ما أوجب الله عليه من التوكل، وأخَلَّ بواجب التوحيد؛ ولهذا يخذل أمثال هؤلاء إذا اعتمدوا على الأسباب. فمن رجا نصرًا أو رزقًا من غير الله خذله الله، كما قال على - رضي الله عنه -: لا يرْجُوَنَّ عَبْدٌ إلا ربه، ولا يخافنَّ إلا ذنبه. وقد قال تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [فاطر: 2]، وقال تعالى: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ} [يونس: 107]، وقال: {قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عليه يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} [الزمر: 38].
وهذا كما أن من أخذ يدخل في التوكل تاركًا لما أمر به من الأسباب فهو ـ أيضًا ـ جاهل ظالم، عاص لله بترك ما أمره، فإن فعل المأمور به عبادة لله. وقد قال تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عليه} [هود: 123]، وقال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، وقال: {قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عليه تَوَكَّلْتُ وَإليه مَتَابِ} [الرعد: 30]، وقال شعيب ـ عليه السلام ـ: {عليه تَوَكَّلْتُ وَإليه أُنِيبُ} [هود: 88]، وقال: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إلى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عليه تَوَكَّلْتُ وَإليه أُنِيبُ} [الشوري: 10]. وقال: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حتى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عليكَ تَوَكَّلْنَا وَإليكَ أَنَبْنَا وَإليكَ الْمَصِيرُ} [الممتحنة: 4]، فليس من فعل شيئًا أمر به وترك ما أمر به من التوكل بأعظم ذنبًا ممن فعل توكلًا أمر به وترك فعل ما أمر به من السبب؛ إذ كلاهما مخل ببعض ما وجب عليه، وهما، مع اشتراكهما في جنس الذنب، فقد يكون هذا أَلْوَم، وقد يكون الآخر، مع أن التوكل في الحقيقة من جملة الأسباب.
وقد روي أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قضي بين رجلين. فقال المقضي عليه: حسبي الله ونعم الوكيل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يلوم على العجز، ولكن عليك بالكَيْس، فإن غلبك أمر فقل: حسبي الله ونعم الوكيل).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/458)
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان)، ففي قوله صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) أمر بالتسبب المأمور به، وهو الحرص على المنافع. وأمر معذلك بالتوكل وهو الاستعانة بالله، فمن اكتفي بأحدهما فقد عصي أحد الأمرين، ونهي عن العجز الذي هو ضد الكيس. كما قال في الحديث الآخر: (إن الله يلوم على العجز، ولكن عليك بالكيس)، وكما في الحديث الشامي: (الكَيِّسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أَتْبَع نفسه هواها وتمني على الله)، فالعاجز في الحديث مقابل الكيس، ومن قال: العاجز هو مقابل البر فقد حرف الحديث ولم يفهم معناه. ومنه الحديث: (كل شيء بقدر حتى العجز والكيس).
ومن ذلك ما روي البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، يقولون: نحن المتوكلون. فإذا قدموا سألوا الناس فقال الله تعالى: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَي} [البقرة: 197]، فمن فعل ما أمر به من التزود فاستعان به على طاعة الله وأحسن منه إلى من يكون محتاجًا كان مطيعًا لله في هذين الأمرين، بخلاف من ترك ذلك ملتفتًا إلى أزْواد الحجيج، كَلًا على الناس، وإن كان مع هذا قلبه غير ملتفت إلى معين، فهو ملتفت إلى الجملة، لكن إن كان المتزود غير قائم بما يجب عليه من التوكل على الله ومواساة المحتاج، فقد يكون في تركه لما أمر به من جنس هذا التارك للتزود المأمور به.
وفي هذه النصوص بيان غلط طوائف؛ طائفة تضعف أمر السبب المأمور به فتعده نقصًا، أو قدحًا في التوحيد والتوكل، وأن تركه من كمال التوكل والتوحيد، وهم في ذلك ملبوس عليهم، وقد يقترن بالغلط اتباع الهوي في إخلاد النفس إلى البطالة؛ ولهذا تجد عامة هذا الضرب - التاركين لما أمروا به من الأسباب ـ يتعلقون بأسباب دون ذلك، فإما أن يعلقوا قلوبهم بالخلق رغبة ورهبة، وإما أن يتركوا لأجل ما تبتلوا له من الغلو في التوكل واجبات أو مستحبات أنفع لهم من ذلك، كمن يصرف همته في توكله إلى شفاء مرضه بلا دواء أو نيل رزقه بلا سعي فقد يحصل ذلك، لكن كان مباشرة الدواء الخفيف، والسعي اليسير، وصرف تلك الهمة، والتوجه في عمل صالح، أنفع له، بل قد يكون أوجب عليه من تبتله لهذا الأمر اليسير الذي قدره درهم، أو نحوه.
وفوق هؤلاء من يجعل التوكل والدعاء ـ أيضًا ـ نقصًا وانقطاعًا عن الخاصة؛ ظنًا أن ملاحظة ما فرغ منه في القدر هو حال الخاصة.
وقد قال في هذا الحديث: (كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم) وقال: (فاستكسوني أكسكم) وفي الطبراني ـ أو غيره ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لِيَسْأل أحدكم ربه حاجته كلها، حتى شِسْعُ نعله إذا انقطع، فإنه إن لم ييسره لم يتيسر). وهذا قد يلزمه أن يجعل ـ أيضًا ـ استهداء الله وعمله بطاعته من ذلك وقولهم يوجب دفع المأمور به مطلقًا، بل دفع المخلوق والمأمور، وإنما غلطوا من حيث ظنوا أن سبق التقدير يمنع أن يكون بالسبب المأمور به، كمن يتزندق فيترك الأعمال الواجبة، بناء على أن القدر قد سبق بأهل السعادة وأهل الشقاوة، ولم يعلم أن القدر سبق بالأمور على ما هي عليه، فمن قدره الله من أهل السعادة كان مما قدره الله تيسيره لعمل أهل السعادة، ومن قدره من أهل الشقاء كان مما قدره أنه ييسره لعمل أهل الشقاء، كما قد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا السؤال في حديث على بن أبي طالب، وعمران بن حصين، وسراقة بن جُعْشُم، وغيرهم.
ومنه حديث الترمذي: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي خزامة، عن أبيه. قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أرأيت أدوية نتداوي بها، ورقى نسترقي بها، وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئًا؟ فقال: (هي من قدر الله).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/459)
وطائفة تظن أن التوكل إنما هو من مقامات الخاصة المتقربين إلى الله بالنوافل، وكذلك قولهم في أعمال القلوب وتوابعها، كالحب والرجاء والخوف والشكر، ونحو ذلك. وهذا ضلال مبين، بل جميع هذه الأمور فروض على الأعيان باتفاق أهل الإيمان، ومن تركها بالكليةفهو إما كافر، وإما منافق، لكن الناس هم فيها كما هم في الأعمال الظاهرة؛ فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات، ونصوص الكتاب والسنة طَافِحَة بذلك، وليس هؤلاء المعرضون عن هذه الأمور ـ علمًا وعملًا ـ بأقل لوما من التاركين لما أمروا به من أعمال ظاهرة مع تلبسهم ببعض هذه الأعمال، بل استحقاق الذم والعقاب يتوجه إلى من ترك المأمور من الأمور الباطنة والظاهرة، وإن كانت الأمور الباطنة مبتدأ الأمور الظاهرة وأصولها، والأمور الظاهرة كمالها وفروعها التي لا تتم إلا بها.
فصل
وأما قوله: (يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا) ـ وفي رواية: (وأنا أغفر الذنوب ولا أبالي) ـ (فاستغفروني أغفر لكم) فالمغفرة العامة لجميع الذنوب نوعان:
أحدهما: المغفرة لمن تاب، كما في قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} إلى قوله: " {ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} [الزمر: 53، 54]، فهذا السياق ـ مع سبب نزول الآية ـ يبين أن المعني لا ييأس مذنب من مغفرة الله، ولو كانت ذنوبه ما كانت، فإن الله ـ سبحانه ـ لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لعبده التائب. وقد دخل في هذا العموم الشرك وغيره من الذنوب، فإن الله ـ تعالى ـ يغفر ذلك لمن تاب منه، قال تعالى: {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ} إلى قوله: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ} [التوبة: 5]، وقال في الآية الأخري: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11]، وقال: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} إلى قوله: {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 73، 74].
وهذا القول الجامع بالمغفرة لكل ذنب للتائب منه ـ كما دل عليه القرآن والحديث ـ هو الصواب عند جماهير أهل العلم، وإن كان من الناس من يستثني بعض الذنوب، كقول بعضهم: إن توبة الداعية إلى البدع لا تقبل باطنًا؛ للحديث الإسرائيلي الذي فيه: (فكيف من أضللت).
وهذا غلط؛ فإن الله قد بين في كتابه وسنة رسوله أنه يتوب على أئمة الكفر، الذين هم أعظم من أئمة البدع. وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [البروج: 10]، قال الحسن البصري: انظروا إلى هذا الكرم! عذبوا أولياءه وفتنوهم، ثم هو يدعوهم إلى التوبة.
وكذلك توبة القاتل ونحوه، وحديث أبي سعيد، المتفق عليه، في الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا يدل على قبول توبته، وليس في الكتاب والسنة ما ينافي ذلك، ولا نصوص الوعيد ـ فيه وفي غيره من الكبائر ـ بمنافية لنصوص قبول التوبة، فليست آية الفرقان بمنسوخة بآية النساء؛ إذ لا منافاة بينهما، فإنه قد علم يقينًا أن كل ذنب فيه وعيد فإن لُحوق الوعيد مشروط بعدم التوبة؛ إذ نصوص التوبة مبينة لتلك النصوص، كالوعيد في الشرك وأكل الربا، وأكل مال اليتيم والسحر، وغير ذلك من الذنوب. ومن قال من العلماء: توبته غير مقبولة. فحقيقة قوله التي تلائم أصول الشريعة أن يراد بذلك أن التوبة المجردة تسقط حق الله من العقاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/460)
وأما حق المظلوم فلا يسقط بمجرد التوبة، وهذا حق. ولا فرق في ذلك بين القاتل وسائر الظالمين. فمن تاب من ظلم لم يسقط بتوبته حق المظلوم، لكن من تمام توبته أن يعوضه بمثل مظلمته، وإن لم يعوضه في الدنيا فلابد له من العوض في الآخرة، فينبغي للظالم التائب أن يستكثر من الحسنات، حتى إذا استوفي المظلومون حقوقهم لم يبق مفلسًا. ومع هذا فإذا شاء الله أن يعوض المظلوم من عنده فلا راد لفضله، كما إذا شاء أن يغفر ما دون الشرك لمن يشاء؛ ولهذا في حديث القصاص الذي ركب فيه جابر بن عبد الله إلى عبد الله بن أنيس شهرًا حتى شَافَهَهُ به، وقد رواه الإمام أحمد، وغيره، واستشهد به البخاري في صحيحه، وهو من جنس حديث الترمذي صِحَاحه أو حسانه، قال فيه: (إذا كان يوم القيامة فإن الله يجمع الخلائق في صعيد واحد، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر. ثم يناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قَرُبَ: أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، ولا لأحد من أهل النار قِبَلَه مظلمة، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار ولا لأحد من أهل الجنة حتى أقصه منه). فبين في الحديث العدل والقصاص بين أهل الجنة وأهل النار.
وفي صحيح مسلم، من حديث أبي سعيد: (أن أهل الجنة إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة)، وقد قال ـ سبحانه ـ لما قال: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا} [الحجرات: 12]ـ والاغتياب من ظلم الأعراض ـ قال: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات: 12]. فقد نبههم على التوبة من الاغتياب وهو من الظلم.
وفي الحديث الصحيح: (من كان عنده لأخيه مظلمة في دم أو مال أو عرض فليأته فليستحل منه قبل أن يأتي يوم ليس فيه درهمولا دينار إلا الحسنات والسيئات. فإن كان له حسنات وإلا أخذ من سيئات صاحبه فطرحت عليه، ثم يلقي في النار) أو كما قال. وهذا فيما علمه المظلوم من العِوَض، فأما إذا اغتابه أو قذفه ولم يعلم بذلك فقد قيل: من شرط توبته إعلامه، وقيل: لا يشترط ذلك، وهذا قول الأكثرين، وهما روايتان عن أحمد. لكن قوله مثل هذا أن يفعل مع المظلوم حسنات، كالدعاء له، والاستغفار، وعمل صالح يهدي إليه، يقوم مقام اغتيابه وقذفه. قال الحسن البصري: كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته.
وأما الذنوب التي يطلق الفقهاء فيها نفي قبول التوبة، مثل قول أكثرهم: لا تقبل توبة الزنديق وهو المنافق، وقولهم: إذا تاب المحارب قبل القدرة عليه تسقط عنه حدود الله، وكذلك قول كثير منهم أو أكثرهم في سائر الجرائم، كما هو أحد قولي الشافعي وأصح الروايتين عن أحمد، وقولهم في هؤلاء: إذا تابوا بعد الرفع إلى الإمام لم تقبل توبتهم ـ فهذا إنما يريدون به رفع العقوبة المشروعة عنهم، أي: لاتقبل توبتهم بحيث يخلي بلا عقوبة، بل يعاقب: إما لأن توبته غير معلومة الصحة، بل يظن به الكذب فيها، وإما لأن رفع العقوبة بذلك يفضي إلى انتهاك المحارم وسد باب العقوبة على الجرائم، ولا يريدون بذلك أن من تاب من هؤلاء توبة صحيحة فإن الله لا يقبل توبته في الباطن؛ إذ ليس هذا قول أحد من أئمة الفقهاء، بل هذه التوبة لا تمنع إلا إذا عاين أمر الآخرة، كما قال تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عليهمْ وَكَانَ اللّهُ علىمًا حَكِيمًا وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} الآية [النساء: 17، 18].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/461)
قال أبو العالية: سألت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقالوا لي: كل من عصي الله فهو جاهل، وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب. وأما من تاب عند معاينة الموت فهذا كفرعون الذي قال: أنا الله، فلما أدركه الغرق قال: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين. قال الله: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 91]، وهذا استفهام إنكار بَين به أن هذه التوبة ليست هي التوبة المقبولة المأمور بها، فإن استفهام الإنكار؛ إما بمعني النفي إذا قابل الإخبار، وإما بمعني الذم والنهي إذا قابل الإنشاء، وهذا من هذا.
ومثله قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا} الآية [غافر: 83: 84]. بين أن التوبة بعد رؤية البأس لا تنفع، وأن هذه سنة الله التي قد خلت في عباده؛ كفرعون وغيره، وفي الحديث: (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يُغَرْغِرْ)، وروي: (ما لم يعاين).
وقد ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم عرض على عمه التوحيد في مرضه الذي مات فيه، وقد عاد يهوديًا كان يخدمه فعرض عليه الإسلام فأسلم، فقال: (الحمد لله الذي أنقذه بي من النار)، ثم قال لأصحابه: (آووا أخاكم).
ومما يبين أن المغفرة العامة في [الزمر] هي للتائبين أنه قال في سورة [النساء]: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء: 116]، فقيد المغفرة بما دون الشرك وعلقها على المشيئة، وهناك أطلق وعمم، فدل هذا التقييد والتعليق على أن هذا في حق غير التائب؛ ولهذا استدل أهل السنة بهذه الآية على جواز المغفرة لأهل الكبائر في الجملة، خلافًا لمن أوجب نفوذ الوعيد بهم من الخوارج والمعتزلة، وإن كان المخالفون لهم قد أسرف فريق منهم من المرجئة، حتى توقفوا في لحوق الوعيد بأحد من أهل القبلة، كما يذكر عن غلاتهم أنهم نفوه مطلقًا، ودين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه، ونصوص الكتاب والسنة مع اتفاق سلف الأمة وأئمتها متطابقة على أن من أهل الكبائرمن يعذب، وأنه لا يبقي في النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان.
النوع الثاني: من المغفرة العامة التي دل عليها قوله: (يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا) المغفرة بمعني تخفيف العذاب، أو بمعني تأخيره إلى أجل مسمي، وهذا عام مطلقًا؛ ولهذا شفع النبي صلى الله عليه وسلم في أبي طالب ـ مع موته على الشرك ـ فنقل من غمرة من نار، حتى جعل في ضَحْضَاحٍ من نار، في قدميه نعلان من نار يغلي منهما دماغه. قال: (ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار)، وعلى هذا المعني دل قوله سبحانه: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ} [فاطر: 45]، {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عليها مِن دَآبَّةٍ} [النحل: 61]، {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشوري: 30].
فصل
وأما قوله عز وجل: (يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضَرِّي فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني) فإنه هو بين بذلك أنه ليس هو فيما يحسن به إليهم من إجابة الدعوات، وغفران الزلات بالمستعيض بذلك منهم جلب منفعة أو دفع مضرة، كما هي عادة المخلوق الذي يعطي غيره نفعًا ليكافئه عليه بنفع، أو يدفع عنه ضررًا؛ ليتقي بذلك ضرره، فقال: (إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضري فتضروني)، فلست إذا أخصكم بهداية المستهدي وكفاية المستكفي المستطعم والمستكسي بالذي أطلب أن تنفعوني، ولا أنا إذا غفرت خطاياكم بالليل والنهار أتقي بذلك أن تضروني، فإنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني؛ إذ هم عاجزون عن ذلك، بل ما يقدرون عليه من الفعل لا يقدرون عليه إلا بتقديره وتدبيره، فكيف بما لا يقدرون عليه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/462)
فكيف بالغني الصمد، الذي يمتنع عليه أن يستحق من غيره نفعًا أو ضرًا؟ وهذا الكلام كما بين أن ما يفعله بهم من جلب المنافع ودفع المضار فإنهم لن يبلغوا أن يفعلوا به مثل ذلك، فكذلك يتضمن أن ما يأمرهم به من الطاعات وما ينهاهم عنه من السيئات فإنه لا يتضمن استجلاب نفعهم، كأمر السيد لعبده، أو الوالد لولده، والأمير لرعيته، ونحو ذلك. ولا دفع مضرتهم، كنهي هؤلاء أو غيرهم لبعض الناس عن مضرتهم.
فإن المخلوقين يبلغ بعضهم نفع بعض ومضرة بعض، وكانوا في أمرهم ونهيهم قد يكونون كذلك، والخالق ـ سبحانه ـ مقدس عن ذلك، فبين تنزيهه عن لحوق نفعهم وضرهم في إحسانه إليهم بما يكون منأفعاله بهم وأوامره لهم، قال قتادة: إن الله لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليهم، ولا نهاهم عما نهاهم عنه بخلًا به عليهم، ولكن أمرهم بما فيه صلاحهم، ونهاهم عما فيه فسادهم.
فصل
ولهذا ذكر هذين الأصلين بعد هذا، فذكر أن برهم وفجورهم ـ الذي هو طاعتهم ومعصيتهم ـ لا يزيد في ملكه ولا ينقص، وأن إعطاءه إياهم غاية ما يسألونه نسبته إلى ما عنده أدني نسبة، وهذا بخلاف الملوك وغيرهم ممن يزداد ملكه بطاعة الرعية، وينقص ملكه بالمعصية. وإذا أعطي الناس ما يسألونه أنفد ما عنده ولم يغنهم، وهم في ذلك يبلغون مضرته ومنفعته، وهو يفعل ما يفعله من إحسان وعفو وأمر ونهي لرجاء المنفعة وخوف المضرة. فقال: (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقي قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا)، إذ ملكه هو قدرته على التصرف. فلا تزداد بطاعتهم ولا تنقص بمعصيتهم، كما تزداد قدرة الملوك بكثرة المطيعين لهم، وتنقص بقلة المطيعين لهم، فإن ملكه متعلقبنفسه، وهو خالق كل شيء وربه ومليكه، وهو الذي يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء.
والملك قد يراد به القدرة على التصرف والتدبير، ويراد به نفس التدبير والتصرف، ويراد به المملوك نفسه الذي هو محل التدبير، ويراد به ذلك كله. وبكلٍّ حال، فليس بر الأبرار وفجور الفجار موجبًا لزيادة شيء من ذلك ولا نقصه، بل هو بمشيئته وقدرته يخلق ما يشاء، فلو شاء أن يخلق مع فجور الفجار ما شاء لم يمنعه من ذلك مانع، كما يمنع الملوك فجور رعاياهم التي تعارض أوامرهم عما يختارونه من ذلك، ولو شاء ألا يخلق مع بر الأبرار شيئًا مما خلقه لم يكن برهم محوجًا له إلى ذلك، ولا معينًا له كما يحتاج الملوك ويستعينون بكثرة الرعايا المطيعين.
فصل
ثم ذكر حالهم في النوعين سؤال بره وطاعة أمره اللذين ذكرهما في الحديث، حيث ذكر الاستهداء والاستطعام والاستكساء، وذكر الغفران والبر والفجور، فقال: (لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المِخْيَط إذا أدخل البحر)،والخياط والمخيط: ما يخاط به، إذ الفعال والمفعل والمفعال من صيغ الآلات التي يفعل بها، كالمسعر، والمخلاب، والمنشار. فبين أن جميع الخلائق إذا سألوا ـ وهم في مكان واحد وزمان واحد ـ فأعطي كل إنسان منهم مسألته، لم ينقصه ذلك مما عنده إلا كما ينقص الخياط ـ وهي الإبرة ـ إذا غمس في البحر.
وقوله: (لم ينقص مما عندي) فيه قولان:
أحدهما: أنه يدل على أن عنده أمورًا موجودة يعطيهم منها ما سألوه إياه، وعلى هذا فيقال: لفظ النقص على حاله؛ لأن الإعطاء من الكثير، وإن كان قليلا، فلابد أن ينقصه شيئًا ما. ومن رواه: (لم ينقص من ملكي) يحمل على ما عنده، كما في هذا اللفظ؛ فإن قوله: (مما عندي) فيه تخصيص ليس هو في قوله: (من ملكي). وقد يقال: المعطي؛ إما أن يكون أعيانًا قائمة بنفسها، أو صفات قائمة بغيرها. فأما الأعيان فقد تنقل من محل إلى محل، فيظهر النقص في المحل الأول. وأما الصفات فلا تنقل من محلها، وإن وجد نظيرها في محل آخر، كما يوجد نظير علم المعلم في قلب المتعلم من غير زوال علم المعلم، وكما يتكلم المتكلم بكلام المتكلم قبله من غير انتقال كلام المتكلم الأول إلى الثاني. وعلى هذا فالصفات لا تنقص مما عنده شيئًا، وهي من المسؤول كالهدي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/463)
وقد يجاب عن هذا بأنه هو من الممكن في بعض الصفات ألا يثبت مثلها في المحل الثاني حتى تزول عن الأول؛ كاللون الذي ينقص، وكالروائح التي تعبق بمكان وتزول، كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم على حمى المدينة أن تنقل إلى مَهيَعَة وهي الجحفة، وهل مثل هذا الانتقال بانتقال عين العرض الأول، أو بوجود مثله من غير انتقال عينه؟ فيه للناس قولان: إذ منهم من يجوز انتقال الأعراض، بل من يجوز أن تجعل الأعراض أعيانًا، كما هو قول ضرار والنجار وأصحابهما، كبرغوث وحفص الفرد، لكن إن قيل: هو بوجود مثله من غير انتقال عينه فذلك يكون مع استحالة العرض الأول وفنائه، فيعدم عن ذلك المحل ويوجد مثله في المحل الثاني.
القول الثاني: أن لفظ النقص هنا كلفظ النقص في حديث موسي والخضر الذي في الصحيحين من حديث ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: (أن الخضر قال لموسي ـ لما وقع عصفور على قارب السفينة فنقر في البحر ـ فقال: يا موسي، ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور من هذا البحر). ومن المعلوم أن نفس علم الله القائم بنفسه لا يزول منهشيء بتعلم العباد، وإنما المقصود أن نسبة علمي وعلمك إلى علم الله كنسبة ما علق بمنقار العصفور إلى البحر.
ومن هذا الباب كون العلم يورث، كقوله: (العلماء ورثة الأنبياء) ومنه قوله: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} [النمل: 16]، ومنه توريث الكتاب أيضًا كقوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32]، ومثل هذه العبارة من النقص، ونحوه تستعمل في هذا، وإن كان العلم الأول ثابتًا، كما قال سعيد بن المسيب لقتادة، وقد أقام عنده أسبوعًا سأله فيه مسائل عظيمة حتى عجب من حفظه، وقال: نَزَفْتَنِي يا أعمى! وإنْزَاف القليب، ونحوه هو رفع ما فيه بحيث لا يبقي فيه شيء. ومعلوم أن قتادة لو تعلم جميع علم سعيد لم يَزُلْ علمه من قلبه كما يزول الماء من القليب، لكن قد يقال: التعليم إنما يكون بالكلام، والكلام يحتاج إلى حركة وغيرها مما يكون بالمحل ويزول عنه؛ ولهذا يوصف بأنه يخرج من المتكلم؛ كما قال تعالى: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} [الكهف: 5].
ويقال: قد أخرج العالم هذا الحديث ولم يخرج هذا، فإذا كان تعليم العلم بالكلام المستلزم زوال بعض ما يقوم بالمحل وهذا نزيف وخروج ـ كان كلام سعيد بن المسيب على حقيقته. ومضمونه أنه في تلك السبع الليالي من كثرة ما أجابه وكلمه فارقه أمور قامت به من حركات وأصوات، بل ومن صفات قائمة بالنفس كان ذلك نزيفًا، ومما يقوي هذا المعني أن الإنسان، وإن كان علمه في نفسه، فليس هو أمرًا لازمًا للنفس لزوم الألوان للمتلونات، بل قد يذهل الإنسان عنه ويغفل، وقد ينساه ثم يذكره، فهو شيء يحضر تارة ويغيب أخري. وإذا تكلم به الإنسان وعلمه فقد تَكِلُّ النفس وتعي، حتى لا يقوي على استحضاره إلا بعد مدة، فتكون في تلك الحال خالية عن كمال تحققه واستحضاره الذي يكون به العالم عالمًا بالفعل، وإن لم يكن نفس ما زال هو بعينه القائم في نفس السائل والمستمع، ومن قال هذا يقول: كون التعليم يرسخ العلم من وجه لا ينافي ما ذكرناه، وإذا كان مثل هذا النقص والنزيف معقولًا في علم العباد كان استعمال لفظ النقص في علم الله بناء على اللغة المعتادة في مثل ذلك، وإن كان هو ـ سبحانه ـ منزهًا عن اتصافه بضد العلم بوجه من الوجوه، أو عن زوال علمه عنه، لكن في قيام أفعال به وحركات نزاع بين الناس من المسلمين وغيرهم.
وتحقيق الأمر أن المراد ما أخذ علمي وعلمك من علم الله، وما نال علمي وعلمك من علم الله، وما أحاط علمي وعلمك من علم الله، كما قال: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء} [البقرة: 255]، إلا كما نقص أو أخذ أو نال هذا العصفور من هذا البحر، أي: نسبة هذا إلى هذا كنسبة هذا إلى هذا، وإن كان المشبه به جسمًا ينتقل من محل إلى محل ويزول عن المحل الأول، وليس المشبه كذلك؛ فإن هذا الفرق هو فرق ظاهر يعلمه المستمع من غير التباس، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر)، فشبه الرؤية بالرؤية، وهي، وإن كانت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/464)
متعلقة بالمرئي في الرؤية المشبهة والرؤية المشبه بها، لكن قد علم المستمعون أن المرئي ليس مثل المرئي، فكذلك هنا شبه النقص بالنقص، وإن كان كل من الناقص والمنقوص والمنقوص منه المشبه به، ليس مثل الناقص والمنقوص، والمنقوص منه المشبه به.
ولهذا كل أحد يعلم أن المعلم لا يزول علمه بالتعليم، بل يشبهونه بضوء السراج الذي يحدث، يقتبس منه كل أحد، ويأخذون ما شاؤوا من الشهب، وهو باق بحاله، وهذا تمثيل مطابق، فإن المستوقد من السراج يحدث الله في فتيلته أو وقوده نارًا من جنس تلك النار، وإن كان قد يقال: إنها تستحيل عن ذلك الهواء مع أن النار الأولى باقية، كذلك المتعلم يجعل في قلبه مثل علم المعلم مع بقاء علم المعلم؛ ولهذا قال على ـ رضي الله عنه ـ: العلم يزكو على العمل، أو قال: على التعليم، والمال ينقصه النفقة. وعلى هذا فيقال في حديث أبي ذر: إن قوله: (مما عندي)، وقوله: (من ملكي) هو من هذا الباب، وحينئذ فله وجهان:
أحدهما: أن يكون ما أعطاهم خارجًا عن مسمي ملكه ومسمي ما عنده، كما أن علم الله لا يدخل فيه نفس علم موسي والخضر.
والثاني: أن يقال: بل لفظ الملك وما عنده يتناول كل شيء، وما أعطاهم فهو جزء من ملكه ومما عنده، ولكن نسبته إلى الجملة هذه النسبة الحقيرة. ومما يحقق هذا القول الثاني أن الترمذي روي هذا الحديث من طريق عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر مرفوعًا، فيه: (لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، ورطبكم ويابسكم، سألوني حتى تنتهي مسألة كل واحد منهم فأعطيتهم ما سألوني، ما نقص ذلك مما عندي كمغرز إبرة لو غمسها أحدكم في البحر، وذلك أني جَوَادٌ ماجد واجد، عطائي كلام، وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له: كن فيكون)، فذكره ـ سبحانه ـ أن عطاءه كلام، وعذابه كلام، يدل على أنه هو أراد بقوله: (من ملكي) و (مما عندي) أي: من مقدوري، فيكون هذا في القدرة كحديث الخضر في العلم، والله أعلم.
ويؤيد ذلك أن في اللفظ الآخر الذي في نسخة أبي مسهر: (لم ينقص ذلك من ملكي شيئًا إلا كما ينقص البحر)، وهذا قد يقال فيه: إنه استثناء منقطع، أي: لم ينقص من ملكي شيئًا، لكن يكون حاله حال هذه النسبة، وقد يقال: بل هو تام، والمعني على ما سبق.
فصل
ثم ختمه بتحقيق ما بينه فيه من عدله وإحسانه، فقال: (يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلُومَنَّ إلا نفسه)، فبين أنه محسن إلى عباده في الجزاء على أعمالهم الصالحة إحسانًا يستحق به الحمد؛ لأنه هو المنعم بالأمر بها، والإرشاد إليها، والإعانة عليها، ثم إحصائها، ثم توفية جزائها. فكل ذلك فضل منه وإحسان؛ إذ كل نعمة منه فضل، وكل نقمة منه عدل، وهو، وإن كان قد كتب على نفسه الرحمة، وكان حقًا عليه نصر المؤمنين ـ كما تقدم بيانه ـ فليس وجوب ذلك كوجوب حقوق الناس بعضهم على بعض، الذي يكون عدلًا لا فضلا؛ لأن ذلك إنما يكون لكون بعض الناس أحسن إلى البعض فاستحق المعاوضة، وكان إحسانه إليه بقدرة المحسن دون المحسن إليه؛ ولهذا لم يكن المتعاوضان ليخص أحدهما بالتفضل على الآخر لتكافئهما، وهو قد بين في الحديث أن العباد لن يبلغوا ضره فيضروه، ولن يبلغوا نفعه فينفعوه، فامتنع حينئذ أن يكون لأحد من جهة نفسه عليه حق، بل هو الذي أَحَقَّ الحق على نفسه بكلماته، فهو المحسن بالإحسان وبإحقاقه وكتابته على نفسه، فهو في كتابة الرحمة على نفسه، وإحقاقه نصر عباده المؤمنين، ونحو ذلك محسن إحسانًا مع إحسان.
فليتدبر اللبيب هذه التفاصيل التي يتبين بها فصل الخطاب في هذه المواضع التي عظم فيها الاضطراب، فمن بَيْن مُوجبٍ على ربه بالمنع أن يكون محسنًا متفضلًا، ومن بين مُسَوٍّ بين عدله وإحسانه وما تنزه عنه من الظلم والعدوان، وجاعل الجميع نوعًا واحدًا. وكل ذلك حَيْدٌ عن سنن الصراط المستقيم، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/465)
وكما بَيَّنَ أنه محسن في الحسنات، متم إحسانه بإحصائها والجزاء عليها، بين أنه عادل في الجزاء على السيئات، فقال: (ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) كما تقدم بيانه في مثل قوله: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ} [هود: 101]. وعلى هذا الأصل استقرت الشريعة الموافقة لفطرة الله التي فطر الناس عليها، كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري؛ عن شداد بن أوس؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك على، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)، ففي قوله: (أبوء لك بنعمتك على) اعتراف بنعمته عليه في الحسنات وغيرها. وقوله: (وأبوء بذنبي) اعتراف منه بأنه مذنب، ظالم لنفسه، وبهذا يصير العبد شكورًا لربه مستغفرًا لذنبه، فيستوجب مزيد الخير، وغفران الشر من الشكور الغفور، الذي يشكر اليسير من العمل ويغفر الكثير من الزلل.
وهنا انقسم الناس ثلاثة أقسام في إضافة الحسنات والسيئات التي هي الطاعات والمعاصي إلى ربهم وإلى نفوسهم، فشرهم الذي إذا أساء أضاف ذلك إلى القدر، واعتذر بأن القدر سبق بذلك، وأنه لا خروج له على القدر، فركب الحجة على ربه في ظلمه لنفسه، وإن أحسن أضاف ذلك إلى نفسه، ونسي نعمة الله عليه في تيسيره لليسري. وهذا ليس مذهب طائفة من بني آدم، ولكنه حال شرار الجاهلين الظالمين، الذين لا حفظوا حدود الأمر والنهي، ولا شهدوا حقيقة القضاء والقدر، كما قال فيهم الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي: أنت عند الطاعة قدري، وعند المعصية جبري. أي مذهب وافق هواك تمذهبت به.
وخير الأقسام، وهو القسم المشروع، وهو الحق الذي جاءت به الشريعة: أنه إذا أحسن شكر نعمة الله عليه وحمده؛ إذ أنعم عليه بأن جعله محسنًا ولم يجعله مسيئًا، فإنه فقير محتاج في ذاته وصفاته وجميع حركاته وسكناته إلى ربه، ولا حول ولا قوة إلا به، فلو لم يهده لم يهتد، كما قال أهل الجنة: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: 43]، وإذا أساء اعترف بذنبه، واستغفر ربه وتاب منه، وكان كأبيه آدم الذي قال: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]، ولم يكن كإبليس الذي قال: {بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر: 39، 40]. ولم يحتج بالقدر على ترك مأمور ولا فعل محظور، مع إيمانه بالقدر خيره وشره، وأن الله خالق كل شيء وربه ومليكه، وأنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء، ونحو ذلك.
وهؤلاء هم الذين أطاعوا الله في قوله في هذا الحديث الصحيح: (فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)، ولكن بسط ذلك وتحقيق نسبة الذنب إلى النفس مع العلم بأن الله خالق أفعال العباد فيه أسرار ليس هذا موضعها، ومع هذا فقوله تعالى: {وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ} [النساء: 78، 79]، ليس المراد بالحسنات والسيئات في هذه الآية الطاعات والمعاصي، كما يظنه كثير من الناس حتى يحرف بعضهم القرآن ويقرأ: {فَمِن نَّفْسِكَ} [النساء: 79]، ومعلوم أن معني هذه القراءة يناقض القراءة المتواترة، وحتى يضمر بعضهم القول على وجه الإنكار له، وهو قولالله الحق، فيجعل قول الله الصدق الذي يحمد ويرضي قولًا للكفار يكذب به ويذم، ويسخط بالإضمار الباطل الذي يدعيه، من غير أن يكون في السياق ما يدل عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/466)
ثم إن من جهل هؤلاء ظنهم أن في هذه الآية حجة للقدرية واحتجاج بعض القدرية بها؛ وذلك أنه لا خلاف بين الناس في أن الطاعات والمعاصي سواء من جهة القدر. فمن قال: إن العبد هو الموجد لفعله دون الله، أو هو الخالق لفعله، وأن الله لم يخلق أفعال العباد، فلا فرق عنده بين الطاعة والمعصية.
ومن أثبت خلق الأفعال وأثبت الجبر أو نفاه، أو أمسك عن نفيه وإثباته مطلقًا، وفصل المعني أو لم يفصله ـ فلا فرق عنده بين الطاعة والمعصية. فتبين أن إدخال هذه الآية في القدر في غاية الجهالة؛ وذلك أن الحسنات والسيئات في الآية المراد بها المسار والمضار دون الطاعات والمعاصي، كما في قوله تعالى: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الأعراف: 168]، وهو الشر والخير في قوله: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35].
وكذلك قوله: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا} [آل عمران: 120]، وقوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي} [هود: 10]،وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} [الأعراف: 94، 95]، وقال تعالى: {فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ} [الأعراف: 131].
فهذه حال فرعون وملئه مع موسي ومن معه، كحال الكفار والمنافقين والظالمين مع محمد وأصحابه، إذا أصابهم نعمة وخير قالوا: لنا هذه، أو قالوا: هذه من عند الله، وإن أصابهم عذاب وشر تطيروا بالنبي والمؤمنين، وقالوا: هذه بذنوبهم، وإنما هي بذنوب أنفسهم لا بذنوب المؤمنين، وهو ـ سبحانه ـ ذكر هذا في بيان حال النَّاكِلِين عن الجهاد الذين يلومون المؤمنين على الجهاد، فإذا أصابهم نصر، ونحوه قالوا: هذا من عند الله، وإن أصابتهم محنة قالوا: هذه من عند هذا الذي جاءنا بالأمر والنهي والجهاد، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ}، إلى قوله: {وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ}، إلى قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عليهمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ علينَا الْقِتَالَ}، إلى قوله: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ} [النساء: 71: 78]، أي هؤلاء المذمومين {يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ} [النساء: 78]، أي بسبب أمرك ونهيك، قال الله تعالى: {فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ} [النساء: 78، 79]، أي: من نعمة {فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ} [النساء: 79]، أي: فبذنبك. كما قال: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشوري: 30]، وقال: {وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} [الروم: 36].
وأما القسم الثالث في هذا الباب: فهم قوم لبسوا الحق بالباطل، وهم بين أهل الإيمان ـ أهل الخير ـ وبين شرار الناس وهم الخائضون في القدر بالباطل، فقوم يرون أنهم هم الذين يهدون أنفسهم ويضلونها، ويوجبون لها فعل الطاعة وفعل المعصية، بغير إعانة منه وتوفيق للطاعة، ولا خذلان منه في المعصية. وقوم لا يثبتون لأنفسهم فعلًا ولا قدرة ولا أمرًا.
ثم من هؤلاء من يَنْحَلُّ عن الأمر والنهي فيكون أكفر الخلق، وهم في احتجاجهم بالقدر متناقضون؛ إذ لا بد من فِعْلٍ يحبونه وفعل يبغضونه، ولابد لهم ولكل أحد من دفع الضرر الحاصل بأفعال المعتدين، فإذا جعلوا الحسنات والسيئات سواسية لم يمكنهم أن يذموا أحدا، ولا يدفعوا ظالمًا، ولا يقابلوا مسيئًا، وأن يبيحوا للناس من أنفسهم كل ما يشتهيه مُشْتَهٍ، ونحو ذلك من الأمور التي لا يعيشعليها بنو آدم؛ إذ هم مضطرون إلى شرع فيه أمر ونهي أعظم من اضطرارهم إلى الأكل واللباس.
وهذا باب واسع لشرحه موضع غير هذا. وإنما نبهنا على ما في الحديث من الكلمات الجامعة والقواعد النافعة بنُكَتٍ مختصرة، تنبه الفاضل على ما في الحقائق من الجوامع والفوارق، التي تفصل بين الحق والباطل في هذه المضائق، بحسب ما احتملته أوراق السائل. والله ينفعنا ـ وسائر إخواننا المؤمنين ـ بما علمناه، ويعلمنا ما ينفعنا ويزيدنا علمًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ منه إلا إليه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، وأستغفر الله العظيم لي ولجميع إخواننا المؤمنين.
والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليمًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/467)
ـ[أبو عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:06 م]ـ
وعذراًَ على الإطالة .......
ـ[أبو عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:12 م]ـ
مجموع الفتاوى 18/ 136 - 210
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:13 م]ـ
نقل نفيس يكتب بماء الذهب
جزاك الله خيراً وأحسن إليك.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[20 - 03 - 07, 12:08 ص]ـ
سئل شيخ الإسلام ..... فأجاب:
الحمد لله رب ............ وهذا باب واسع لشرحه موضع غير هذا. وإنما نبهنا على ما في الحديث من الكلمات الجامعة والقواعد النافعة بنُكَتٍ مختصرة، تنبه الفاضل على ما في الحقائق من الجوامع والفوارق، التي تفصل بين الحق والباطل في هذه المضائق، بحسب ما احتملته أوراق السائل. والله ينفعنا ـ وسائر إخواننا المؤمنين ـ بما علمناه، ويعلمنا ما ينفعنا ويزيدنا علمًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ منه إلا إليه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، وأستغفر الله العظيم لي ولجميع إخواننا المؤمنين.
والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليمًا.
رحم الله شيخ الاسلام و لو أراد التفصيل أكثر لفعل فقد كان يغترف من بحر فالحمد لله على ما وهب له من العلم و الهمة و طول النفس
ـ[أبو محمد التطواني]ــــــــ[22 - 03 - 07, 08:01 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد التطواني]ــــــــ[22 - 03 - 07, 08:03 م]ـ
بارك الله فيكم وسدد خطاكم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[23 - 03 - 07, 03:18 ص]ـ
وفيك أيها الحبيب التطواني
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 10:43 م]ـ
أحسنت أبا يوسف، وأحسن الجهني.
ـ[ابو عبدالرحمن الذماري]ــــــــ[28 - 03 - 07, 01:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ... وزادكم علما
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 10 - 09, 05:36 ص]ـ
جزيتما خيراً .. وبورك فيكما
ـ[قلم]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:42 م]ـ
وإياكم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:44 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:15 م]ـ
وإياكم
وبارك الله فيكم أجمعين(38/468)
كتاب ذم الأشاعرة و المتكلمين و الفلاسفة - صدر حديثا -
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - 03 - 07, 01:21 م]ـ
قال الشيخ سعد الماجد في الملتقى العلمي للعقيدة:
صدر حديثاً: [ SIZE=4]
كتاب ذم الأشاعرة والمتكلمين والفلاسفة -للشيخ أحمد بن الصديق الغماري، مجموع من بعض كتبه، ومعها مقدّمة مهمة تتضمن الرد على بعض مُعظيميه ومحبيه-.
جمع وإعداد وتعليق د: صادق بن سليم بن صادق
نشر دار التوحيد، للنشر، الرياض، الطبعة الأولى 1428هـ
يقول مؤلفه وفقه الله في مقدمته:
هذه رسالة لطيفة في الرد على الأشاعرة والمتكلمين جمعتها، من كلام صوفي معاصر، جليل القدر عند أحبابه، مُقدّمٌ فيهم، يوافقونه ويوافقهم في كثير من المسائل، ولا سيما ما ارتبط منها بالتصوف، وتعظيم الأموات، التعظيم الشركي؛ المنهي عنه ... ذلكم هو الشيخ أحمد بن الصديق الغماري الحسني، الذي ذم الأشاعرة بصريح اللفظ،وبدّعهم، وضللهم، ونعى عليهم مسلكهم في التأويل الذي سموه زوراً وبهتاناً: تنزيهاًَ، وما هو في حقيقة الأمر إلا التحريف لظواهر نصوص الصفات الواردة في الكتاب والسنة ... والذي دعاني لإيراد قدح أحمد الغماري في الأشاعرة – مع أنه يرى التفويض في الصفات؛ وينسبه إلى السلف غالطاً في هذه النسبة -: هو إلزام من يعظّم الغماري، ويبجله: بالطعن فيه؛ لكونه لا يرى التأويل، ويستهجنه، ويبطله أشد الإبطال، بل إنه ليصرّح بكفر من زعم ان الأشاعرة من أهل السنة والجماعة
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=658
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 07:40 ص]ـ
هناك غماري له شرح على بداية المجتهد
هل هذا هو؟
ـ[ابن السائح]ــــــــ[14 - 03 - 07, 10:32 ص]ـ
له كتاب الهداية
خرّج فيه أحاديث البداية
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[14 - 03 - 07, 12:02 م]ـ
بل إنه ليصرّح بكفر من زعم ان الأشاعرة من أهل السنة والجماعة
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=658
وهذه من شناعاته وأخطائه ... إضافة لما عنده من بلاء رحمه الله.
ـ[مسلم2003]ــــــــ[14 - 03 - 07, 12:12 م]ـ
هل كل صوفي أشعري؟
وما رأي الأشاعرة المعاصرين في هذا الشيخ؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[29 - 12 - 07, 11:33 م]ـ
هل كل صوفي أشعري؟
وما رأي الأشاعرة المعاصرين في هذا الشيخ؟
الغماري صوفي محترق، وهو يذم الأشاعرة في هذا الكتاب.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[30 - 12 - 07, 10:51 ص]ـ
والأشاعرة يذمونه ويتهمونه بالجنون ...
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - 12 - 07, 10:20 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك الشيخ الفاضل المقدادي
ـ[محمد الناظوري]ــــــــ[30 - 12 - 07, 11:49 م]ـ
الكتاب نافع، وبخاصة مقدمة العلامة بوخبزة -حفظه الله - له، أنصح بقراءته ..
ـ[عبد الله الشمالي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 01:23 ص]ـ
قال الشيخ سعد الماجد في الملتقى العلمي للعقيدة:
صدر حديثاً: [ size=4]
كتاب ذم الأشاعرة والمتكلمين والفلاسفة -للشيخ أحمد بن الصديق الغماري، مجموع من بعض كتبه، ومعها مقدّمة مهمة تتضمن الرد على بعض مُعظيميه ومحبيه-.
جمع وإعداد وتعليق د: صادق بن سليم بن صادق
نشر دار التوحيد، للنشر، الرياض، الطبعة الأولى 1428هـ
السلام عليكم
المرجو من الإخوة تنزيل الكتاب وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو البركات]ــــــــ[31 - 12 - 07, 12:32 م]ـ
في أي مكتبه نجده؟؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[03 - 01 - 08, 04:39 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
جزاك الله خيرًا.
ـ[محمد سمير]ــــــــ[06 - 01 - 08, 12:31 م]ـ
هل وضعه احد على النت وفقكم الله
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[05 - 09 - 08, 10:30 م]ـ
أخي محمد الناظوري السلام عليكم ورحمة الله ..
لو تكرمت أخي لتنزل لنا وللإخوة مقدمة الشيخ محمد بوخبزة للكتاب المذكور .. لاهميتها ...
الكتاب بحتث عنه فلم اجده.
ـ[حامد تميم]ــــــــ[10 - 09 - 08, 06:36 ص]ـ
وللشيخ الدكتور صادق سليم كتاب آخر في معنى الإستواء، وفيه رد على الأشاعرة المعاصرين أمثال: الكوثري وعبد الله بن الصديق الغماري والمدعو حسن السقاف.
ولمن أراد الكتاب فهذا هاتف وفاكس دار التوحيد:
الهاتف: 01678878
الفاكس: 014280404
وبإذن الله -تبارك وتعالى- سوف انزل مقدمة الشيخ محمد الأمين بوخبزة الحسني -حفظه الله تعالى- في الأيام القادمة.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - 09 - 08, 01:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[المزروعي المغربي]ــــــــ[11 - 09 - 08, 09:48 م]ـ
نعرف عن الشيح رحمه الله انه كان اشعريا صوفيا فهل تراجع في آخر حياته؟
ـ[حامد تميم]ــــــــ[14 - 09 - 08, 03:40 م]ـ
ليعذرني الإخوة الكرام لعدم وضوح المقدمات التي كتبها الشيخ بوخبزة -حفظه الله تعالى-؛ لأن الأصل غير واضح!
ـ[حامد تميم]ــــــــ[14 - 09 - 08, 03:47 م]ـ
المقدمة الثانية، وهي: مقدمة كتاب ذم الأشاعرة.
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 10:14 ص]ـ
نعرف عن الشيح رحمه الله انه كان اشعريا صوفيا فهل تراجع في آخر حياته؟
الشيخ كان صوفيا لكن كان يحارب الأشاعرة ولم يكن أشعريا إلا أن له شيء من التشيع والدعوة إلى التوسل بالقبور
لكن لابد من التنبيه على مسألة مهمة وهي لابد من التفريق بين الصوفي والأشعري بل والتفريق بين الصوفي المبتدع كابن عربي الحاتمي والحلاج وبين صوفي سني كالجنيد رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/469)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 09 - 08, 02:54 م]ـ
وله كتاب آخر في الدفاع عن حديث الجارية، وهو كتاب نفيس لم أر مثله في الاستقصاء والكلام عن حديث الجارية رواية ودراية، واسم الكتاب (تكحيل العينين بجواز السؤال عن الله بأين)، والكتابان نشر دار التوحيد، واشتريتهما من معرض القاهرة الأخير، ثم لم أرهما مرة أخرى في أي مكتبة بالإسكندرية إلا في المكتبة العصرية نسيخات قليلة نفدت فورا، ولا أدري ما الحال في القاهرة.
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[19 - 10 - 08, 02:14 ص]ـ
هنا التقديم لكتاب (ذم الأشاعرة)،أنزله متطوعا الأخ في الله محمد الناظوري- أحسن الله إليه-
-الرابط - ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=150844)
وهنا التقدين لكتاب: ((تكحيل العينين، بجواز السؤال عن الله تعالى:ب (أَينْ))
-الرابط- ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149860&highlight=%C8%E6%CE%C8%D2%C9)
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[19 - 10 - 08, 02:19 ص]ـ
كتاب ذم الأشاعرة والمتكلمين والفلاسفة
للشيخ أحمد بن الصديق الغماري
تقديم
للشيخ أبي أويس محمد بوخبزة الحسني
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
بين يديَّ الساعة، كتاب (ذم الأشاعرة والمتكلمين والفلاسفة)، تأليف الأخ بظهر الغيب، الأستاذ الفاضل، الناقد الخبير، الدكتور: صادق بن سليم صادق، وقد أرسله إلي منذ مدة، وشغلت عنه، إلى أن يسر الله العودة إليه، فقرأته كله؛ معجبا باطلاعه؛ مستغربا الاقتصار على آثار الشيخ أبي الفيض أحمد بن الصديق الغماري، واستخراج نقد منهاج الأشاعرة والمتكلمين وأسلافهم الفلاسفة منها، ولعلَّ للمؤلف ـ وفقه الله ـ هدفا من رواء ذلك، وإلا فنقد مناهج الأشاعرة والماتردية، ومن وراءهم المتكلمين والفلاسفة؛ معروف متداول في أوضاع الدارسين والباحثين، وقد وقفت على أبحاث قيمة في ذلك.
ورأيت المؤلف موفقا أحاط ـ تقريبا ـ بآراء الشيخ الغماري، وشقيقه عبد الله، ومواقفهما من مذهب الأشعري، وكيف افترقا ولم يتفقا؛ مع اتحاد المنشأ والبيئة والتربية؛ فاتخذ أبو الفيض لنفسه مذهبا خاصا؛ عُرف به، كسائر مذاهبه في السلوك، والأخلاق، والفقه وأصول الحديث، وعلم الرجال، والتصوف، وكان في المغرب أمة وحده في شذوذه، وآراءه وسلوكه، ويعرف هذا من اتصل به وخالطه، وسبر أفكاره، وقرأ كتبه.
فهو في توحيد الأسماء والصفات ينحو نحو ابن تيمية وتلاميذه، ويشيد بهم، ويصرح بأن ما هم عليه من الحق، وأن ما أخطأوا فيه قليل، كذرة بالنسبة لجبل، على حد تعبيره في كتاب منه إليَّ، ثم هو ينافرهم ويخالفهم بعناد وإصرار في توحيد الربوبية، والإلهية والعبادة، والقصد، فتراه يعتقد تصرف أولياءه في الكون، في حياتهم وبعد مماتهم، وأن لهم ديوانا يعقد بغار حراء بمكة المكرمة، يحضره القطب الذي يسير دفة الكون، ولا يقع شيء من الأشياء إلا بإذنه وإشرافه، حتى إن شيخه الكتاني يقول: (لا يعتدي قط على فأر بمدينة فاس إلا بإذنه المولى إدريس دفين فاس)! وله من هذا بلايا وفضائح، مما هو طعن صريح في توحيد الربوبية ـ ولا شك أن الأخ صادقاً على ذُكر من اعتقاده وزعمه ـ أن أولياءه كانوا يحيون الموتى، وقد سجل هذا بقلمه في كتابه الموبوء (البرهان الجلي)، في قصص مما عملت أيديهم.
وأما توحيد الإلهية والعبادة فقد برَّر استغاثة الناس بالشيخ عبد السلام بن مشيش، وهتافهم باسمه دائما عند ضريحه، الذي يلجأون إليه ويطوفون به، وينحرون عنده تقربا وتعبدا، وحتى ما شاع بين الناس من الحلف باسمه، وقول بعضهم: وحقِّ مولاي عبد السلام الذي خلق الدنيا والدين! وبعيدا عنه، وكذلك: أضرحة المولى إدريس الأول بمدينة زرهون، وابنه إدريس الثاني باني مدينة فاس ـ عاصمة العلم والقرويين ـ! وضريح أبي يعزي بمدينة تادلا، وأضرحة الرجال السبعة بمدينة مراكش، والشيخ أبو الفيض ووالده وجده ومشايخ القرويين وأرباب الزوايا، والطرق التي تفوق المائة في المغرب: يرون هذا، ويفرحون له، ويسعون في بقائه وازدياده، لأنه مصدر عيشهم! وقد قال الشيخ في رسالته الضالة (إحياء المقبور بأدلة استحباب اتخاذ المساجد والقباب على القبور) ـ بعد أن حكى بعض ما تقدم من جهالة العامة وأشباههم في غلوهم في الشيخ ابن مشيش ـ ما معناه: أنهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/470)
رغم ذلك كله يعتقدون أن الله هو الخالق البارئ المصور؛ وهذا وحده كاف للحكم بإيمانهم!
وهكذا برهن الشيخ أنه جاهل بتوحيد العبادة والقصد، ولا غرو؛ فإنه كان ينكر تقسيم التوحيد، وعنه بالواسطة، وعن شقيقه عبد الله، أخذ السَّخاف: حسن السَّقاف، ورصيفه وعدوه في نفس الوقت: محمود سعيد: إنكارَ التقسيم الذي هو ضروري لمن يقرأ القرآن، ويعي ما ذكره عن الإيمان، والتوحيد والشرك، ويدخل في هذا الباب صنيع الدجال: عبد الله الكرفطي، المدعو: التليدي، في رسالة (الصارم المبيد لما زعمه المبتدع العنيد من الضلالات في شرح كلمة التوحيد)، التي كتب كثيرا من فصولها الشيخ أبو الفيض! وسمَّاها وطبعها على نفقته، بغضا وكراهية، وعنادا لشقيقه الشيخ: محمد الزمزمي [الغماري]، وهي نقول مشوهة، وأفهام مريضة، من مثل كتاب (شواهد الحق) ليوسف النبهاني، و (الرد المحكم المتين) لعبد الله [الغماري]، والقصد منها الدعوة إلى الشرك في العبادة، وحث المسلمين على الاستغاثة بالأموات، ودعائهم في النوازل والأزمات، في ما لا يقدر عليه إلا الله.
ومن العجيب أن الشيخ عبد الله كان كشيخه وشقيقه أبي الفيض؛ لا يعرف توحيد الإلهية، بدليل أنه ذكر في رسالته (إتحاف الأذكياء بجواز التوسل بالأنبياء والأولياء) ص/19، طبعة تطوان، ما نصه: (في هذين الحديثين ـ يعني حديث: «إن لله ملائكة في الأرض ... » وحديث: «إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد عونا ... »، وكلا الحديثين ضعيف! ـ دلالة على أمرين: الأول: جواز الاستعانة والاستغاثة بالمخلوق؛ فيما يقدر عليه [!]، خلافا للوهابية الذين يجعلون كل استعانة واستغاثة شركا ... ).
وهذا كذب وبهتان عليهم، ولا يمكن لعاقل أن ينكر هذا النوع من الاستغاثة، لأنه داخل في باب الأسباب.
وقد ناظرت الشيخ عبد الله في هذا بتطوان، بعد عودته من مصر.
والغريب أنه احتج لجواز الاستغاثة مطلقا بقوله تعالى: (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه)، وناقشته في هذا الاستدلال، فإذا به لا يفرق بين الاستغاثتين، كما لا يفرق بين التوسل والاستغاثة، مع وضوح الفرق بينهما! وتراه هنا يقول: (أما ما لا يدخل في قدرة المخلوق؛ فلا يستعان فيه إلا بالله، ولا يستغاث إلا به؛ وهذا بإجماع المسلمين)!
وبهذا الكلام هدم ما تعب فيه من قبل ومن بعد؛ مما زعمه ردا على الوهابية ومن قبلهم من مشايخ العلم الصحيح والدين المتين، كابن تيمية وتلاميذه الأبرار، وهو لم يفهم كلامهم.
نعم! هو يسرع الخطى للإيمان بالخرافات والانتصار لها والدعوة إليها، كما تراه في رسالته المشار إليها في صفحة 32، من وصف السيدة نفيسة ـ دفينة القاهرة ـ: (خفيرة ديار مصر)؛ أي حارستها، كما يعتقد العامة وأشباهم، بالمغرب وغيره؛ أن لكل مدينة وقرية وليًّا يحميها، ويحوطها بعنايته.
وهم وإن كانوا يرون الواقع خلاف هذا: لا ينفكون عن هذه الموبقات، بل تأييدهم لهم قولا وعملا، كما تراهم بالقرويين، على رمية بحجر من الضريح الإدريسي. وبهذا تتحقق غربة الإسلام بين أهله، التي أنذر بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ومع هذا: فإن من أهداف الشيخ عبد الله بعد قدومه إلى المغرب: محاربة الوهابية، وهو ضرب في حديد بارد! لأنهم في المغرب قلة، ولو ألهم رشده لجعل من أهدافه: محاربة الزوايا والمتصوفة، الذين أهلكوا الحرث والنسل ـ على حد تعبير شقيقه الشيخ الزمزمي ـ.
كما أنني ضحكت بملء فيَّ حينما سمعته يقول عن الأزهريين، أنهم كانوا يلقبونه: (الخرافي رقم 1)! وقد صدقوا والله.
هذا ما يتعلق بعبد الله.
أما أبو الفيض فهو كما شرحت: لا سلفي ولا خلفي، فهو ضد الأشاعرة والماتردية، وبالتالي: المتكلمين والفلاسفة، ولا يقول بمذهب الجمهورـ والصواب معهم ـ أن الشيخ أبا الحسن الأشعري انتهى به المطاف إلى التوبة إعلانها، على منبر جامع البصرة، وأنه على مذهب الإمام المبجل: أحمد بن حنبل، كما سجل بقلمه في كتابه (مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين)، وكتابه (الإبانة عن أصول الديانة)؛ فإن الشيخ ضرب بهذا عرض الحائط، وأصر على أن الأشعري لم يتب، وأنه مازال مصرا على التأويل، وما معه إلا الصفات السبعة، واعتمد في هذا على رسالة الأشعري (اللمع في الرد على أهل الأهواء والبدع)، ولم يلتفت إلى غيرها، ومنها: شنَّ الغارة عليه، وسلقه بلسانه الحاد، ولم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/471)
يفرق بينه وبين الأشاعرة الزاعمين أنهم على مذهبه.
والعجيب أننا لم نر واحدا من متقدميهم ومتأخريهم يشير على حال أبي الحسن وتوبته رحمه الله.
ومن فواقر أبي الفيض: أنه أعلن الحرب على السلف والخلف في مسألة المعية، مصرا على أن تفسيرها بالعلم؛ كما فسرها الله تعالى في آية العلم؛ وهو قوله تعالى: (ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض. ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم)، [إلى أن قال تعالى]: (إن الله بكل شيء عليم)، فختمها ربنا تعالى بالعلم، كما افتتحها به، وهي محكمة، فيجب رد المتشابه إليها ـ إن كان هناك متشابه! ـ فإن أئمة السلف مطبقون على أن معيته تعالى بالعلم، ولكن أبا الفيض ـ لحاجة في نفسه ـ يصر على أنها بالذات؛ ليتدرج إلى الحلول ثم إلى وحدة الوجود ـ والعياذ بالله ـ.
وللشيخ هنات وهنات لا يتسع المجال لتناولها، وقد جمعت منها عشرين موبقة في عشرين فصلا، سميتها: (صحيفة سوابق وجريدة بوائق)؛ محتجا لها بأقوال الشيخ، ناقلا عن خطه في رسائله إلي، التي ناهزن المائة، والتي سطا عليها الدجال عبد الله الكرفطي ـ المدعو: التليدي ـ وضمن أكثر من عشرين من عيونها كتابه (درّ الغمام الرقيق)، ولم يستأذني كما هو مقتضى الأمانة العلمية، بله أن يشكرني عليها، وهي ملكي، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله.
وليته اقتصر على هذا، بل أشار إلي في المقدمة، وهددني في ما يدخل في الإرهاب الفكري الصوفي؛ بأنني سألقى جزائي كاملا! وأنا واثق ـ بفضل الله ـ أنه سيجازيني على هدم الهياكل التي لا أساس لها، والجهاد في سبيل الله، بكشف الزيف والباطل، وتعرية الضلال والزندقة وأهلها؛ نصحا لله وديني، والتحذير ممن يقول بإيمان فرعون ـ عدو الله المتربب ـ محادة لله ورسوله، ويرجح قول من يزعم فناء النار، ويدعو إلى الاستغاثة بالمخلوق، والتعلق بالأموات، ودعائهم لتفريج الكربات، والمصيبة العظمى: اعتقاد وحدة الوجود؛ وأن الخلق هو الخالق، وأن ليس إلا ما ترى، وأن من لم يعتقد هذه الوحدة فإن إيمانه مدخول، وأن السماع الصوفي والرقص اليهودي؛ من شعائر التصوف، ولم يزل يمارسه ويدعو إليه إلى وفاته، وما زال إلى الآن في زاوية أبيه بطنجة، وبزاوية ذنبه ووارث (شرِّه): التليدي، كل جمعة، والطعن على عدد من الصحابة، واعتقاد كفرهم، ونفاق أغلب الصحابة ـ كما يعتقد مشايخه الروافض ـ.
وشرح هذا بأدلته وحججه في رسالتي المشار إليها (صحيفة سوابق)، أعان الله على إكمالها.
وبالمناسبة: أسجل هنا لله تعالى وللتاريخ، ودفعا لما أُعيَّر به إلى الآن، من أوباش الطريقة، وأنعام الخليقة، أنني كنت صوفيا درقاويا من تلاميذ الشيخ أبي الفيض، وأني مدحته بقصائد، ورثيته بعد موته بمرثيتين، ألقيت إحداهما على منبر الزاوية بطنجة.
وأنا لا أنكر هذا، مع أنني أعترف بفضل الشيخ علي، وانتفاعي به، إلا أن الحقيقة التي لا يعرفها هؤلاء ولا يقبلونها: أنني أسلمت لله رب العالمين، وأعلنت توبتي غير مرة من التصوف والزوايا، جملة وتفصيلا، كما وقع لشيخي الدكتور الهلالي، وقبله الشيخ النتيفي البيضاوي، وغير هؤلاء، ومن آخرهم: ربيب الزاوية وابنها، وشقيق أبي الفيض، وهو: الشيخ محمد الزمزمي بن الصديق الغماري ـ رحمهم الله ـ.
وقد سبق لي أن أعلنت هذا في رائية نشرت بأول كتاب (تنبيه القاري إلى فضائح أحمد الغماري)، لمؤلفه: مصطفى أبو سفيان، وهو مطبوع بعنوان: (لدرقاوي تائب)، والكتاب مازال قذى في أعين الغماريين، وشجا في حلوقهم، وسفودا في أكبادهم وأكباد أذنابهم، كالكرفطي، وهذا الإمعة الرقيع الجهول الوقح، الذي ألف بمساعدة شيخه التليدي كتابا؛ حاول فيه نقضه بالصدر، والجحود والتوقح.
والمهم أنني لم أكن قرأت لأبي الفيض كتابين من كتبه، أحدهما طبع بعد موته بمصر، وهو المسمى (البرهان الجلي)، والآخر مازال مخطوطا، ويسمى (الإقليد في تنزيل كتاب الله على أهل التقليد)، وهو ـ والله ـ عبث بكتاب الله، وتفسير له بالرأي الفائل، ولم يقع بيدي كاملا إلا بعد موت الشيخ، فقرأته كما قرأت البرهان، وبهما تبين لي بما لا يدع مجالا للشك: أن أبا الفيض عدو لله ورسوله، فنفضت يديَّ منه، وتبرأت من صحبته وموالاته، اقتداءً بخليل الرحمن إبراهيم ـ عليه السلام ـ مع أبيه (فلا تبيَّن له أنه عدوٌّ لله تبرأ منه)، صدق الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/472)
العظيم، والحمد لله رب العالمين.
تطوان في 10 شوال عام 1427 هـ
محمد بن الأمين أبو خبزة الحسني
عفا الله عنه
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[19 - 10 - 08, 02:20 ص]ـ
كتاب ذم الأشاعرة والمتكلمين والفلاسفة
للشيخ أحمد بن الصديق الغماري
تقديم
للشيخ أبي أويس محمد بوخبزة الحسني
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
بين يديَّ الساعة، كتاب (ذم الأشاعرة والمتكلمين والفلاسفة)، تأليف الأخ بظهر الغيب، الأستاذ الفاضل، الناقد الخبير، الدكتور: صادق بن سليم صادق، وقد أرسله إلي منذ مدة، وشغلت عنه، إلى أن يسر الله العودة إليه، فقرأته كله؛ معجبا باطلاعه؛ مستغربا الاقتصار على آثار الشيخ أبي الفيض أحمد بن الصديق الغماري، واستخراج نقد منهاج الأشاعرة والمتكلمين وأسلافهم الفلاسفة منها، ولعلَّ للمؤلف ـ وفقه الله ـ هدفا من رواء ذلك، وإلا فنقد مناهج الأشاعرة والماتردية، ومن وراءهم المتكلمين والفلاسفة؛ معروف متداول في أوضاع الدارسين والباحثين، وقد وقفت على أبحاث قيمة في ذلك.
ورأيت المؤلف موفقا أحاط ـ تقريبا ـ بآراء الشيخ الغماري، وشقيقه عبد الله، ومواقفهما من مذهب الأشعري، وكيف افترقا ولم يتفقا؛ مع اتحاد المنشأ والبيئة والتربية؛ فاتخذ أبو الفيض لنفسه مذهبا خاصا؛ عُرف به، كسائر مذاهبه في السلوك، والأخلاق، والفقه وأصول الحديث، وعلم الرجال، والتصوف، وكان في المغرب أمة وحده في شذوذه، وآراءه وسلوكه، ويعرف هذا من اتصل به وخالطه، وسبر أفكاره، وقرأ كتبه.
فهو في توحيد الأسماء والصفات ينحو نحو ابن تيمية وتلاميذه، ويشيد بهم، ويصرح بأن ما هم عليه من الحق، وأن ما أخطأوا فيه قليل، كذرة بالنسبة لجبل، على حد تعبيره في كتاب منه إليَّ، ثم هو ينافرهم ويخالفهم بعناد وإصرار في توحيد الربوبية، والإلهية والعبادة، والقصد، فتراه يعتقد تصرف أولياءه في الكون، في حياتهم وبعد مماتهم، وأن لهم ديوانا يعقد بغار حراء بمكة المكرمة، يحضره القطب الذي يسير دفة الكون، ولا يقع شيء من الأشياء إلا بإذنه وإشرافه، حتى إن شيخه الكتاني يقول: (لا يعتدي قط على فأر بمدينة فاس إلا بإذنه المولى إدريس دفين فاس)! وله من هذا بلايا وفضائح، مما هو طعن صريح في توحيد الربوبية ـ ولا شك أن الأخ صادقاً على ذُكر من اعتقاده وزعمه ـ أن أولياءه كانوا يحيون الموتى، وقد سجل هذا بقلمه في كتابه الموبوء (البرهان الجلي)، في قصص مما عملت أيديهم.
وأما توحيد الإلهية والعبادة فقد برَّر استغاثة الناس بالشيخ عبد السلام بن مشيش، وهتافهم باسمه دائما عند ضريحه، الذي يلجأون إليه ويطوفون به، وينحرون عنده تقربا وتعبدا، وحتى ما شاع بين الناس من الحلف باسمه، وقول بعضهم: وحقِّ مولاي عبد السلام الذي خلق الدنيا والدين! وبعيدا عنه، وكذلك: أضرحة المولى إدريس الأول بمدينة زرهون، وابنه إدريس الثاني باني مدينة فاس ـ عاصمة العلم والقرويين ـ! وضريح أبي يعزي بمدينة تادلا، وأضرحة الرجال السبعة بمدينة مراكش، والشيخ أبو الفيض ووالده وجده ومشايخ القرويين وأرباب الزوايا، والطرق التي تفوق المائة في المغرب: يرون هذا، ويفرحون له، ويسعون في بقائه وازدياده، لأنه مصدر عيشهم! وقد قال الشيخ في رسالته الضالة (إحياء المقبور بأدلة استحباب اتخاذ المساجد والقباب على القبور) ـ بعد أن حكى بعض ما تقدم من جهالة العامة وأشباههم في غلوهم في الشيخ ابن مشيش ـ ما معناه: أنهم رغم ذلك كله يعتقدون أن الله هو الخالق البارئ المصور؛ وهذا وحده كاف للحكم بإيمانهم!
وهكذا برهن الشيخ أنه جاهل بتوحيد العبادة والقصد، ولا غرو؛ فإنه كان ينكر تقسيم التوحيد، وعنه بالواسطة، وعن شقيقه عبد الله، أخذ السَّخاف: حسن السَّقاف، ورصيفه وعدوه في نفس الوقت: محمود سعيد: إنكارَ التقسيم الذي هو ضروري لمن يقرأ القرآن، ويعي ما ذكره عن الإيمان، والتوحيد والشرك، ويدخل في هذا الباب صنيع الدجال: عبد الله الكرفطي، المدعو: التليدي، في رسالة (الصارم المبيد لما زعمه المبتدع العنيد من الضلالات في شرح كلمة التوحيد)، التي كتب كثيرا من فصولها الشيخ أبو الفيض! وسمَّاها وطبعها على نفقته، بغضا وكراهية، وعنادا لشقيقه الشيخ: محمد الزمزمي [الغماري]، وهي نقول مشوهة، وأفهام مريضة، من مثل كتاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/473)
(شواهد الحق) ليوسف النبهاني، و (الرد المحكم المتين) لعبد الله [الغماري]، والقصد منها الدعوة إلى الشرك في العبادة، وحث المسلمين على الاستغاثة بالأموات، ودعائهم في النوازل والأزمات، في ما لا يقدر عليه إلا الله.
ومن العجيب أن الشيخ عبد الله كان كشيخه وشقيقه أبي الفيض؛ لا يعرف توحيد الإلهية، بدليل أنه ذكر في رسالته (إتحاف الأذكياء بجواز التوسل بالأنبياء والأولياء) ص/19، طبعة تطوان، ما نصه: (في هذين الحديثين ـ يعني حديث: «إن لله ملائكة في الأرض ... » وحديث: «إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد عونا ... »، وكلا الحديثين ضعيف! ـ دلالة على أمرين: الأول: جواز الاستعانة والاستغاثة بالمخلوق؛ فيما يقدر عليه [!]، خلافا للوهابية الذين يجعلون كل استعانة واستغاثة شركا ... ).
وهذا كذب وبهتان عليهم، ولا يمكن لعاقل أن ينكر هذا النوع من الاستغاثة، لأنه داخل في باب الأسباب.
وقد ناظرت الشيخ عبد الله في هذا بتطوان، بعد عودته من مصر.
والغريب أنه احتج لجواز الاستغاثة مطلقا بقوله تعالى: (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه)، وناقشته في هذا الاستدلال، فإذا به لا يفرق بين الاستغاثتين، كما لا يفرق بين التوسل والاستغاثة، مع وضوح الفرق بينهما! وتراه هنا يقول: (أما ما لا يدخل في قدرة المخلوق؛ فلا يستعان فيه إلا بالله، ولا يستغاث إلا به؛ وهذا بإجماع المسلمين)!
وبهذا الكلام هدم ما تعب فيه من قبل ومن بعد؛ مما زعمه ردا على الوهابية ومن قبلهم من مشايخ العلم الصحيح والدين المتين، كابن تيمية وتلاميذه الأبرار، وهو لم يفهم كلامهم.
نعم! هو يسرع الخطى للإيمان بالخرافات والانتصار لها والدعوة إليها، كما تراه في رسالته المشار إليها في صفحة 32، من وصف السيدة نفيسة ـ دفينة القاهرة ـ: (خفيرة ديار مصر)؛ أي حارستها، كما يعتقد العامة وأشباهم، بالمغرب وغيره؛ أن لكل مدينة وقرية وليًّا يحميها، ويحوطها بعنايته.
وهم وإن كانوا يرون الواقع خلاف هذا: لا ينفكون عن هذه الموبقات، بل تأييدهم لهم قولا وعملا، كما تراهم بالقرويين، على رمية بحجر من الضريح الإدريسي. وبهذا تتحقق غربة الإسلام بين أهله، التي أنذر بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ومع هذا: فإن من أهداف الشيخ عبد الله بعد قدومه إلى المغرب: محاربة الوهابية، وهو ضرب في حديد بارد! لأنهم في المغرب قلة، ولو ألهم رشده لجعل من أهدافه: محاربة الزوايا والمتصوفة، الذين أهلكوا الحرث والنسل ـ على حد تعبير شقيقه الشيخ الزمزمي ـ.
كما أنني ضحكت بملء فيَّ حينما سمعته يقول عن الأزهريين، أنهم كانوا يلقبونه: (الخرافي رقم 1)! وقد صدقوا والله.
هذا ما يتعلق بعبد الله.
أما أبو الفيض فهو كما شرحت: لا سلفي ولا خلفي، فهو ضد الأشاعرة والماتردية، وبالتالي: المتكلمين والفلاسفة، ولا يقول بمذهب الجمهورـ والصواب معهم ـ أن الشيخ أبا الحسن الأشعري انتهى به المطاف إلى التوبة إعلانها، على منبر جامع البصرة، وأنه على مذهب الإمام المبجل: أحمد بن حنبل، كما سجل بقلمه في كتابه (مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين)، وكتابه (الإبانة عن أصول الديانة)؛ فإن الشيخ ضرب بهذا عرض الحائط، وأصر على أن الأشعري لم يتب، وأنه مازال مصرا على التأويل، وما معه إلا الصفات السبعة، واعتمد في هذا على رسالة الأشعري (اللمع في الرد على أهل الأهواء والبدع)، ولم يلتفت إلى غيرها، ومنها: شنَّ الغارة عليه، وسلقه بلسانه الحاد، ولم يفرق بينه وبين الأشاعرة الزاعمين أنهم على مذهبه.
والعجيب أننا لم نر واحدا من متقدميهم ومتأخريهم يشير على حال أبي الحسن وتوبته رحمه الله.
ومن فواقر أبي الفيض: أنه أعلن الحرب على السلف والخلف في مسألة المعية، مصرا على أن تفسيرها بالعلم؛ كما فسرها الله تعالى في آية العلم؛ وهو قوله تعالى: (ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض. ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم)، [إلى أن قال تعالى]: (إن الله بكل شيء عليم)، فختمها ربنا تعالى بالعلم، كما افتتحها به، وهي محكمة، فيجب رد المتشابه إليها ـ إن كان هناك متشابه! ـ فإن أئمة السلف مطبقون على أن معيته تعالى بالعلم، ولكن أبا الفيض ـ لحاجة في نفسه ـ يصر على أنها بالذات؛ ليتدرج إلى الحلول ثم إلى وحدة الوجود ـ والعياذ بالله ـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/474)
وللشيخ هنات وهنات لا يتسع المجال لتناولها، وقد جمعت منها عشرين موبقة في عشرين فصلا، سميتها: (صحيفة سوابق وجريدة بوائق)؛ محتجا لها بأقوال الشيخ، ناقلا عن خطه في رسائله إلي، التي ناهزن المائة، والتي سطا عليها الدجال عبد الله الكرفطي ـ المدعو: التليدي ـ وضمن أكثر من عشرين من عيونها كتابه (درّ الغمام الرقيق)، ولم يستأذني كما هو مقتضى الأمانة العلمية، بله أن يشكرني عليها، وهي ملكي، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله.
وليته اقتصر على هذا، بل أشار إلي في المقدمة، وهددني في ما يدخل في الإرهاب الفكري الصوفي؛ بأنني سألقى جزائي كاملا! وأنا واثق ـ بفضل الله ـ أنه سيجازيني على هدم الهياكل التي لا أساس لها، والجهاد في سبيل الله، بكشف الزيف والباطل، وتعرية الضلال والزندقة وأهلها؛ نصحا لله وديني، والتحذير ممن يقول بإيمان فرعون ـ عدو الله المتربب ـ محادة لله ورسوله، ويرجح قول من يزعم فناء النار، ويدعو إلى الاستغاثة بالمخلوق، والتعلق بالأموات، ودعائهم لتفريج الكربات، والمصيبة العظمى: اعتقاد وحدة الوجود؛ وأن الخلق هو الخالق، وأن ليس إلا ما ترى، وأن من لم يعتقد هذه الوحدة فإن إيمانه مدخول، وأن السماع الصوفي والرقص اليهودي؛ من شعائر التصوف، ولم يزل يمارسه ويدعو إليه إلى وفاته، وما زال إلى الآن في زاوية أبيه بطنجة، وبزاوية ذنبه ووارث (شرِّه): التليدي، كل جمعة، والطعن على عدد من الصحابة، واعتقاد كفرهم، ونفاق أغلب الصحابة ـ كما يعتقد مشايخه الروافض ـ.
وشرح هذا بأدلته وحججه في رسالتي المشار إليها (صحيفة سوابق)، أعان الله على إكمالها.
وبالمناسبة: أسجل هنا لله تعالى وللتاريخ، ودفعا لما أُعيَّر به إلى الآن، من أوباش الطريقة، وأنعام الخليقة، أنني كنت صوفيا درقاويا من تلاميذ الشيخ أبي الفيض، وأني مدحته بقصائد، ورثيته بعد موته بمرثيتين، ألقيت إحداهما على منبر الزاوية بطنجة.
وأنا لا أنكر هذا، مع أنني أعترف بفضل الشيخ علي، وانتفاعي به، إلا أن الحقيقة التي لا يعرفها هؤلاء ولا يقبلونها: أنني أسلمت لله رب العالمين، وأعلنت توبتي غير مرة من التصوف والزوايا، جملة وتفصيلا، كما وقع لشيخي الدكتور الهلالي، وقبله الشيخ النتيفي البيضاوي، وغير هؤلاء، ومن آخرهم: ربيب الزاوية وابنها، وشقيق أبي الفيض، وهو: الشيخ محمد الزمزمي بن الصديق الغماري ـ رحمهم الله ـ.
وقد سبق لي أن أعلنت هذا في رائية نشرت بأول كتاب (تنبيه القاري إلى فضائح أحمد الغماري)، لمؤلفه: مصطفى أبو سفيان، وهو مطبوع بعنوان: (لدرقاوي تائب)، والكتاب مازال قذى في أعين الغماريين، وشجا في حلوقهم، وسفودا في أكبادهم وأكباد أذنابهم، كالكرفطي، وهذا الإمعة الرقيع الجهول الوقح، الذي ألف بمساعدة شيخه التليدي كتابا؛ حاول فيه نقضه بالصدر، والجحود والتوقح.
والمهم أنني لم أكن قرأت لأبي الفيض كتابين من كتبه، أحدهما طبع بعد موته بمصر، وهو المسمى (البرهان الجلي)، والآخر مازال مخطوطا، ويسمى (الإقليد في تنزيل كتاب الله على أهل التقليد)، وهو ـ والله ـ عبث بكتاب الله، وتفسير له بالرأي الفائل، ولم يقع بيدي كاملا إلا بعد موت الشيخ، فقرأته كما قرأت البرهان، وبهما تبين لي بما لا يدع مجالا للشك: أن أبا الفيض عدو لله ورسوله، فنفضت يديَّ منه، وتبرأت من صحبته وموالاته، اقتداءً بخليل الرحمن إبراهيم ـ عليه السلام ـ مع أبيه (فلا تبيَّن له أنه عدوٌّ لله تبرأ منه)، صدق الله العظيم، والحمد لله رب العالمين.
تطوان في 10 شوال عام 1427 هـ
محمد بن الأمين أبو خبزة الحسني
عفا الله عنه
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[19 - 10 - 08, 02:22 ص]ـ
للأسف المشاركة تكررت الموجو من الإدارة حذف المكرر
بارك الله فيكم
ـ[أبويعلى البيضاوي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 09:34 م]ـ
الهدية (315)
من سلسلة:
عمل من طب لمن حب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=186011&page=14)
وهي كتاب:
http://ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=78547&stc=1&d=1068693357
ذم الأشاعرة والمتكلمين والفلاسفة للشيخ أحمد بن الصديق الغماري الحسني / مجموع من بعض كتبه / ومعها مقدمة مهمة تتضمن الرد على بعض مغظميه ومحبيه / جمع وإعداد وتعليق د. صادق بن سليم بن صادق / تقديم الشيخ العلامة محمد بن الامين بوخبزة الحسني / دار التوحيد للنشر الرياض / الطبعة الاولى 1428 هـ
رابط التحميل:
http://www.archive.org/download/abuyaala_dam_achaiira/Dam_achaiira_Ghomari.pdf
ـــ
رحم الله امرءا أعجبته هديتي فدعا لوالدتي بالشفاء من مرضها
اللهم أعط منفقا خلفا اللهم أعط ممسكا تلفا
عقيدتنا: مذهب السلف الصالح أهل الحديث ( http://akidatuna.blogspot.com)
القول الحسن: مكتبة الكتبة الصوتية المقروءة والمسموعة ( http://kawlhassan.blogspot.com/)
سلسلة عمل من طب لمن حب ( http://amalmantab.blogspot.com/)
تراث شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية رحمه الله ( http://bentaimiya.blogspot.com/)
خزانة المذهب الحنبلي ( http://hanabila.blogspot.com/)
خزانة المذهب المالكي ( http://malikiaa.blogspot.com)
خزانة المخطوط العربي والإسلامي ( http://makhtotat.blogspot.com)
خزانة التراث العربي ( http://khizana.blogspot.com)
ديوان السنة المسندة ( http://diwansunna.blogspot.com)
إسنادنا / مدونة الأثبات والفهارس والمشيخات ( http://isnaduna.blogspot.com/)(38/475)
ما رأيكم بهذه الحجة؟ هل يصلح الاحتجاج بها لنقض مذهب الرافضة؟
ـ[أبو معاذ القصيمي]ــــــــ[13 - 03 - 07, 02:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ...
إخوة العقيدة ...
أحد الإخوة كان يناقش بعض الروافض قال:
((إذا قلتم إن تقلد أبي بكر منصب الخلافة مع وجود علي بن أبي طالب رضي الله عنه منكر عظيم فإن هذا يلزم منه أحد أمرين كلاهما باطل:
1 - أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه سكت عن إنكار المنكر ... وأنه جبن عن ذلك ... وهذا باطل .. فإننا نعرف شجاعة علي ... ونعرف قوته في الحق ...
2 - أن عليا رضي الله عنه خاف على المسلمين ... وهذا باطل لأنكم تكفرون عامة الصحابة .. فمن هم المسلمين الذي خاف عليهم علي .. ؟
.....
إنكم بأقوالكم هذه تتنقصون من علي رضي الله عنه بلا شعور ...
فاسأل الله أن ينتقم لنا وله -رضي الله عنه- منكم ... ))
قلت: إن اختاروا أنه ترك إنكار المنكر فهذا مناقض لقولهم بعصمته
فما رأيكم بهذه الحجة؟
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - 03 - 07, 12:07 م]ـ
انظر هذا الرابط:
saaid.net/book/open.php?cat=89&book=1747 - 12k
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[14 - 03 - 07, 07:06 م]ـ
عندهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر علياً بعدم القتال إذا أخذ حقه في الخلافة!
ويقولون أن علياً رضي الله عنه كان يأخذ برأيه و مشورته في خلافة الثلاثة فلم يكن بحاجة لقتالهم.
ويقولون أنه لو رفع سيفه لزادت الفتن و ازداد الأمر سوءاً.
لكن من سؤالك هذا قد يتفرع سؤال أدق منه.
فهم يزعمون أن معاوية سم الحسن رضي الله عنهما و مات بسببه. بالرغم من أنه تنازل له!
و فاطمة ماتت بسبب ضرب عمر لها رضي الله عنهما. بالرغم من أنه لا حاجة له في ذلك أساساً!!!
فإن كان كذلك ... فما الذي منع الشيخان من قتل من سلبوا منه الخلافة و غصبوها؟ وهو وحده ولا ناصر له من أصحابه فكلهم منافقون كما يزعم الرافضة إلا نفر قليل!!
رضي الله عن الصحابة وهدى الرافضة للحق
ـ[أبو معاذ القصيمي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 01:58 م]ـ
أخي خالد البحريني ...
عذرا لم أفهم .. هل لك أن توضح أكثر ... ؟
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[15 - 03 - 07, 02:16 م]ـ
أقول الرافضة يزعمون ان معاوية سم الحسن بن علي رضي الله عنهما ومات بسببه.
بالرغم من أن الحسن قد تنازل لمعاوية عن الخلافة
فالسؤال الذي نطرحه على الرافضة ... إذا كان الشيخان يعلمان بأحقية علي في الخلافة كما يزعمون و سلباها و غصباها منه فما الذي منعهم من قتله!!! وهو وحيد ولا ناصر له من أصحابه؟
أليسوا يتهمون عمر بقتل الزهراء رضي الله عنها؟ و معاوية بقتل الحسن؟
وقد أخبرني أحد الرافضة أن عمر كاد أن يغتال علي خوفاً على الخلافة! لكن منعه أبو بكر!
ولا اعلم من أين جاء بهذا الكلام
رضي الله عنهم وأرضاهم
ـ[أبو معاذ القصيمي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 10:45 ص]ـ
بارك الله فيك أخ خالد على التوضيح ...
ولو افترضنا صحة كلامهم .. فلماذا منع أبو بكر عمرا أن يقتل علي؟
سؤال للرد عليهم ...
بوركت أخي خالد
ـ[محمد المسلم1]ــــــــ[22 - 03 - 07, 01:01 ص]ـ
محاجة الرافضة ومجادلتهم لا تكاد تفيد شيئا
لأنهم قوم لا يلتقون معنا في نقل ولا عقل كما قال شيخ الإسلام رحمه الله (لا عقل ولا نقل ولا دين ولا دنيا منصورة)
ويمكن أن تقنع يهوديا أو نصرانيا ويبعد جداً أن تقنع رافضيا والله أعلم
ـ[ابو احمد البصري]ــــــــ[25 - 03 - 07, 07:14 م]ـ
بارك الله فيك اخ محمد المسلم
1 - لي رأي مخالف لما ذكرت اذ ان اهل السنة والجماعة يمتلكون من الحق والحجج والبراهين ما لا يستطيع احد الوقوف أمامها من المخالفين عموما, أذا نحن أخلصنا النية لله تعالى وأصبنا السبيل في عرض الحق بصورة علمية جميلة.
2 - أنت عندما تدعوا المخالف عموما أيا كان أنما تمتثل أمر الله عز وجل حيث قال تعالى (وإذا قالت أمة منهم لم تعضون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون) ولا تنتظر النتائج لأنها ليست من اختصاصك وانما هي من الله تعالى.
3 - كلام شيخ الأسلام رحمه الله تعالى أنما هو في أصول مذهبهم لا يلزم منه عدم دعوتهم ومناظرتهم بل العكس من ذالك.
4 - الواقع خير دليل على نجاح دعوة المخالفين وخاصتا الرافضة منهم اذ استجاب لدعوة الحق الكثيرين منهم (ثبتنا الله واياهم).
وجزاك الله خيرا وبارك فيكز(38/476)
هل قال الشيخ يوسف الرفاعي الحقيقة في مقابلة الوطن - ملف الصوفية؟؟ [وثائق + صور]
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[13 - 03 - 07, 08:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
نشرت جريدة الوطن الكويتية مقابلة للشيخ يوسف الرفاعي ضمن ملف الصوفية في العدد رقم 11135/ 05581 – السنة 46 يوم الثلاثاء 4 محرم 1428 هـ الموافق 23 يناير 2007، وحصل في تلك المقابلة مغالطات من الشيخ يوسف الرفاعي حول التصوف والصوفية مما يشعر أنه الشيخ ليس له دراية كاملة عن التصوف أو أنه يحاول إخفاء بعض تلك الحقائق، وسوف اذكر نص كلامه ومن ثم أعلق عليه. وهذا رابط المقابلة على جريدة الوطن الكويتية.
اضغط هنا ( http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=460648&pageId=35)
قال الشيخ يوسف الرفاعي: ((- لا يوجد شيء اسمه العقيدة الصوفية او المذهب الصوفي))
قلت: كيف لا يوجد قد انفردوا عن باقي الامة الاسلامية بعقائد شتى مثل وحدة الوجود والحلول والاتحاد والحقيقة المحمدية .... الخ.
قال الشيخ: ((وانما ما حدث ان المسلمين يحبون الترقي في المسائل الروحية للوصول الى مرتبة المراقبة، ولذلك دائما ما يردد المتصوفة عبارة «الله خالقي .. الله ناظري .. الله مطلع عليّ» المسلم يظل يترقى في حياته عن طريق العبادات الى ان يصل إلى مرحلة يشعر عندها انه بحاجة الى ان يجالس الصالحين ويحضر مجالس الذكر ويزور الاموات من الصالحين، عند هذه المرحلة نستطيع ان نقول انه اقبل على الله))
قلت: وهذه المرحلة التي يتكلم عنها الشيخ هي المرحلة الأولى للمريد حيث يردد الله خالقي، ففي هذه يفصل، ويقر بوجودين، ثم يرتقي بالمقامات حتى لا وجود إلا الله وهي وحدة الوجود الغاية القصوى في التوحيد، وعبر عن هذا الترقي الكمشخانوي بعبارة بسيطة فقال: (( ... والتحقيق لا معبود في الابتداء ولا مقصود في التوسط، ولا موجود في الانتهاء)) [جامع الأصول في الأولياء ص 302].
وقال الشيخ: ((سلوك الصوفيين هو سلوك المسلمين فليس لديهم مساجد خاصة بهم او اذكار خاصة بهم بل لديهم زيادة في عدد الاذكار))
قلت: هل حقا الشيخ يوسف أحد مشايخ الصوفية أو حتى يعيش في واقعنا المعاصر فضلا أن يكون له اطلاع على ما عند باقي الطرق الصوفية، فقوله: ((فليس لديهم مساجد خاصة بهم))، ولكن لهم التكايا والزوايا الخاصة بهم وناهيك عن المساجد التي بنها المتصوفة على قبور من يعتقدون بهم الصلاح
أما قوله: ((او اذكار خاصة بهم))، فهذا يدرك بطلانه من لديه أدنى معرفة بالصوفية وطرقها بل لكل طريقة ذكر خاصة يؤلفه صاحب الطريقة ويلزم به مريده، وقد خصص أبو الهدى الصيادي بابا في كتاب قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وإتباعه الأكابر اسماه: ((الباب السابع في أدعيته المباركة وأحزابه وصلواته على النبي صلى الله عليه وسلم))
أبعد هذا يقال ليس لديهم ذكر خاصة بهم؟؟!! فقائل هذا الكلام أما جاهل لا يعرف ما عند المتصوفة، أو مدلس يدلس على الناس اعتمادا منه على أن غالب الناس لا يعرفون هذه المسائل عن الصوفية.
أما قوله: ((بل لديهم زيادة في عدد الاذكار))، أما الإعداد فالذي يحددها له شيخ الطريقة، فالمريد يلتزم ما يحده له شيخ من عدد، وقد يزيد المريد بالعدد إذا حد له الشيخ عدد كحد أدنى، ولا أخال الشيخ يجهل هذا، وهو الشيخ يوسف الرفاعي!!
وقال الشيخ: ((كل ما لدى الصوفية زيادة في الأوراد فهم يريدون ان يزيدوا من عباداتهم، فالانسان الصوفي يريد ان يقرأ حزب النصر إذا كان مظلوما وان يقرأ حزب الفتح إذا تأخر عليه الفتح وان يقرأ حزب الفرج إذا اتته مصيبة، الصالحون هم من ألغوا هذه الاحزاب كحزب البر وحزب البحر و حزب التحفة وحزب الغنية لمن يريد ان يستزيد))
قلت: وهنا يناقض الشيخ يوسف نفسه، فقبل قليل قال: ((او اذكار خاصة بهم))، والان يقول: ((كل ما لدى الصوفية زيادة في الأوراد))، فهذه الأوراد ألفها مشايخ الطرق الذين هم معظمون عند الصوفية أنفسهم. وهذا ورد ذكره الشيخ في موقعه الرسمي على الشبكة العنكبوتية: ((بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/477)
اللهم صل وسلم وبارك على نورك الاسبق. وصراطك المحقق. الذي ابرزته رحمة شاملة لوجودك. وأكرمته بشهودك. واصطفيه لنبوتك ورسالتك. وأرسلته بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله إذنه وسراجا منيرا. مركز الباء الذائرة الاولية.وسر اسرار الألف القطبانية الذي فتقت به رتق الوجود. وخصصته بأشرف المقامات بمواهب الامتنان والمقام المحمود. وأقسمت بحياته في كتابك المشهود لأهل الكشف والشهود. فهو سرك القديم الساري. وماء جوهر الجوهرية الجاري. الذي احييت به الموجودات. من معدن وحيوان ونبات. قلب القلوب. وروح الارواح. واعلام الكلمات الطيبات. القلم الاعلى والعرش المحيط.روح جسد الكونين. وبرزخ البحرين. وثاني اثنين. وفجر الكونين. ابي القاسم ابي الطيب سيدنا محمد ابن عبداللهبن عبد المطلب عبدك ونبيك وحبيبك ورسولك النبي الامي. وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. بقدر عظمة ذاتك. في كل وقت وحين. سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين والحمد الله رب العالمين))
http://www.rifaieonline.com/adhkhar.html# الحزب%20السابع
وهذا يحتوى على عقيدة الحقيقة المحمدية، وهي أن موجود هو نور النبي صلى الله عليه وسلم أو النبي صلى الله عليه نفسه ثمل خلقت الأكوان من نوره وتجد هذا ظاهرا في قوله: ((مركز الباء الذائرة الاولية.وسر اسرار الألف القطبانية الذي فتقت به رتق الوجود))، وهذا لتعلم أخي القارئ أن الشيخ يوسف لا يقول الحقيقة في أن أورادهم هي مجرد زيادة أعداد الذكر فقط بل تحتوي على عقائد ليس من عقائد المسلمين. وهذه صورة الورد المذكور من موقع الشيخ الرسمي.
http://members.lycos.co.uk/almrsal595/up_ar/ar/refa3i_000.jpg
أما قوله: ((الصالحون هم من ألغوا هذه الاحزاب كحزب البر وحزب البحر و حزب التحفة وحزب الغنية لمن يريد ان يستزيد))
قلت: إن كان يقصد بالصلحين أهل السنة والجماعة السائرين على منهج السلف الصالح، نقول: نعم ولا يعترفون بأوراد الصوفية كلها التي في الغالب لا يفهم معناها، أما إذا كان يقصد بالصالحين كبار الصوفية، فهذه دعوى منه تحتاج إلى دليل، فهذه الأحزاب ما زال الصوفية يطبعونا ويتداولونها بينهم، فيكف ألغوها؟؟!!
وقال الشيخ يوسف الرفاعي: ((- الصوفية تعود الى زمن النبي «صلى الله عليه وسلم» الذي أُمر ان يقوم الليل الا قليلا وبذلك فان المسلك الصوفي نشأ مع النبي «صلى الله عليه وسلم» الذي يعتبر الصوفي الاول ومثله كان الصحابة))
قلت: يدرك بطلان هذا الكلام لكل عاقل، لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم صوفيا يوما، وأول من أطلق عليه أسم صوفي هو أبو هاشم الصوفي؛ قال مصطفى الحنفي في كشف الظنون: ((وأول من سمي بالصوفي أبو هشام الصوفي المتوفى سنة 15 خمسين ومائة)) [ص 414/ 1].
أما أحمد الرفاعي مؤسس الطريقة الرفاعية فله رأي آخر، وهو أن التصوف قبل الإسلام حيث قال في كتابه الشهير البرهان المؤيد: ((واختلف الناس في سبب التسمية وسببها غريب لا يعرفه الكثير من الفقراء وهو أن جماعة من مضر يقال لهم بنو الصوفة وهو الغوث بن مر بم أد بن طابخة الربيط كانت أمه لا يعيش لها ولد فنذرت إن عاش لها ولد لتربطن برأسه صوفة، وتجعله ربيط الكعبة، وقد كانوا يجيزون الحاج إلى أن من الله بظهور الاسلام، فأسلموا وكانوا عباد)) [البرهان المؤيد ص 18].
فإذاً دعوة الشيخ يوسف الرفاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم أول صوفي باطلة لا تمد إلى الحقيقة بصلة سواء على الواقع أو عند شيخ الطريقة الرفاعية أحمد الرفاعي.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[13 - 03 - 07, 08:09 م]ـ
قال الشيخ يوسف الرفاعي: ((الحركات الاسلامية المتطرفة غارت من الصوفية لأن الصوفيين لم يغيروا منهجهم فهم المقبلون على الله والتاركين الدنيا وراء ظهورهم ولكنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وبيوتهم مفتوحة للفقير والسائل والمستجير)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/478)
قلت: بغض النظر عن السبب الذي قاله أن الجماعات الإسلامية غارت من الصوفية، ويا ليت شعري يغارون من ماذا!! ولكن أريد التعليق على أنهم تركوا الدنيا ويأمر بالمعروف، وهذا إدعاء باطل؛ فالصوفية للاسف لاأقول أنهم يعظمون من قتل بالزندقة، بل يعظمون من يفعل الفاحشة بالأتان أمام الناس مثل علي وحيش، ويعظمون من يتشوش من قول المؤذن ((الله أكبر))، ويعظمون من يحسس على مقعدة المرأة الأجنبية أو الشاب الأمرد، فأين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يدعيه الشيخ يوسف الرفاعي؟؟!!
نعم متصوف هذا الزمن لهم وجهان، وجهان إذا ظهروا على شاشات التلفزة وصفحات الجرائد، ووجه آخر عند المريدين والمحبين، ولا تجد صوفي إلا من رحم ربي ينكر أفعال علي وحيش إبراهيم بن عصيفير، وأبو خوذة.
قال الشيخ: ((عندما قامت الحركات الاسلامية المتطرفة بأعمال استوجبت ان تحاربها الدول الغربية بسببها كما حدث في احداث الحادي عشر من سبتمبر.
هذه الحركات تعرضت لمراقبة وملاحقة وتضييق فغارت لأن الصوفية لم يشملها هذا التضييق وتساءلوا لماذا الصوفية لم يمسسها سوء؟ لماذا الحكومات لا تخاف من المتصوفة الذين يستطيعون دخول اي بلد)).
قلت: ولم يقف الأمر عند هذا، المجتمع الغربي رمى الإسلام عن قوس واحدة، وفي نفس الوقت يقدم الدعم للمتصوفة ويشاركهم بمناسباتهم الدينية، فهل يتصور أن الصليبيين الذين ما فتئوا عن محارب الإسلام يدعمون الإسلام؟؟!! بل نجد من المستشرقين من يريد أن يحيي سنة الحلاج الذي قتل بالزندقة!!
قال الشيخ يوسف الرفاعي: ((من يحارب التصوف انما يحارب مرتبة الاحسان ومحاربة المتصوفة تعني قطع ذكر الله سبحانه وتعالى))
قلت: لم يحارب أحد من أهل السنة والجماعة مرتبة الإحسان وهي أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، بل يحارب أهل السنة والجماعة عقيدة وحدة الوجود التي هي عقيدة الخواص، ويحاربون الحلول والاتحاد، والخرافة والبدع، وصرف العبادة الدعاء والنذر والطواف لغير الله عز وجل، ولا يستطيع الشيخ يوسف الرفاعي ولا غيره أن يثبت أن أهل السنة والجماعة يحاربون مرتبة الإحسان الذي قالها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل التي هي: ((أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))، وما عرض في الحلقة الأولى من ملف الصوفية الذي فتحته جريدة الوطن يكفي لمعرفة حقيقة الصوفية الذي يدعي الشيخ يوسف هداني الله وإياه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أولهم!!!
قال الشيخ يوسف الرفاعي: ((يا دعاة السلفية: هل يسركم ان تجدوا ذلك الذي كان يحضر مجالس الذكر وبدعتموه ولم تقدموا البديل ان يتجه للفيديو كليب))
قلت: يا ليت كان الشيخ يخاطب السلفيين بنفس الأدب الذي كان يخاطب به الرافضة عندما قابلوه بمجلة المنبر الرافضة التي تشتم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ونعود للموضوع فنقول: كلام الشيخ هذا يدل على أنه لا يعلم شيئا عن الدعوة السلفية فيكون كلام من مطلق الخصومة فقط، ولا هذا يليق برجل مثله ينشد وحدة المسلمين، فالدعاة المنهج السلفي قدموا البديل هو العودة إلى الكتاب والسنة، وهذه محاضراتهم وكتبهم وأشرطتهم في تزكية النفس،، ولا تسرنا المعصية كما لا تسرنا البدعة يا شيخ يوسف، ودعوتنا هي العودة إلى ما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم، وليس ما ابتدعه مشايخ الطرق الصوفية، فهذا دعوتنا إن كنت تجهلها.
ثم أي عبث هذا الذي يسميه المتصوف ذكرا فانظرا هذه الصورة التي فيها حلقات الذكر الصوفية لتعلم مدى تجني هؤلاء المتصوفة على شريعة النبي المختار صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[13 - 03 - 07, 08:10 م]ـ
قال الشيخ: ((ـ السلفيون يبحثون في الدفاتر القديمة،))
قلت: السلفيون ليس هم من يطبع كتب ابن عربي والتلمساني والحلاج والجيلي وعلي وفا، الذي يطبع هذه الكتب التي تحتوي على حدة الوجود هم الصوفية أنفسهم ويقدمونها على أنها كتب أهل المعرفة وكبار الصوفية، بل المتصوفة أنفسهم يسمون ابن عربي الشيخ الأكبر أي أكبر شيخ عند الصوفية، ولا أخال الشيخ يوسف الرفاعي يجهل مثل هذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/479)
ثم هذه العقيدة عقيدة وحدة الوجود موجودة في أرواد الصوفية المعاصرين، فعلى سبيل المثال هذا الورد الفاتح للشيخ صلاح الدين القوصي جاء فيه ((الذكر الليلي، لا إله إلا الله (المعنى الوارد على القلب لا موجود بحق إلا الله)))، وهذه صورة الذكر من موقعه الرسمي.
http://members.lycos.co.uk/almrsal595/up_ar/ar/alabd_000.gif
أما الطريقة السمانية فقد جاء في بعض أورادها ((ثم يقول (هي) مشيراً برأسه إلى جهة صدره مستحضراً بقلبه أن مرجع جميع الناس إلى التراب، أو لا موجود في الوجود غير ذات الله تعالى؛ ثم يفتح بصره ويقول: لا وجود لغير هذه الذات، المنزهة عن التشبيهات))، وهذه صورة الورد من موقعهم الرسمي
http://members.lycos.co.uk/almrsal595/up_ar/ar/sammaniya_000.gif
فكيف بعد هذا كله يقال أن السلفيين يبحثون في الدفاتر!!!
وقال: ((وحدة الوجود تكلم عنها بن عربي وهو ليس بصاحب طريقة، بن عربي احد فلاسفة التصوف وليس شيخ طريقة، لا توجد زوايا تحمل اسمه كزوايا القادرية والرفاعية، وتكلمت عن ذلك في كتاب شبهات حول التصوف))
قلت: والله ما أدري من أيهما أعجب هل من جهل الشيخ أو كذبه إن كان يعلم، بل لابن عربي طريقة أسمها الطريقة الأكبرية، واتباعها موجود الان بمصر، هذا من الناحية الواقعية أما من الناحية الإخبارية فقد صدر الكمشخانوي في جامع الأصول في الأولياء: ((وأما كيفية طريقة الشيخ الأكبر: فهي أن يأمر المريد بالتوبة من جميع الصغائر والكبائر، ثم يقابله شيخه ويضع يده بيده ويأمره أن يغمض عينيه ويقول: لا إلا له إلا الله ثلاث مرات .... الخ.
وقال: واعلم أن الشيخ قدس سره صاحب طريقة بالاستقلال لدى أهل الحقائق كبقية الطرق، وسبب عدم اشتهارها عدم إظهار كتبها، فقد تلقتها الأفراد من الرجال وأهل الخصوصية من الأبدال، ولم يظهروا كتبها إلا للخواص. ومبنى طريقته على أربع خصال وهي: الصمت والعزلة والجوع والسهر والتفصيل في كتاب الحلية للشيخ الأكبر)) [ص 176 – 177].
فعدم معرفة الشيخ بهذا ليس حجة على عدم الوجود، ويا ليت شعري كيف يجهل الشيخ هذا، هو من هو عند المتصوفة في بلده!!!
قال الشيخ: ((واريد ان اؤكد ان المدرسة السلوكية في الصوفية تتبرأ من فكرة وحدة الوجود، فنجد ان سيدنا أحمد الرفاعي يقول انه يكفر من يقول بوحدة الوجود اذا قصد به ان الخالق من جنس المخلوق))
قلت: وهل وحدة الوجود إلا القول بالوجود الواحد، وما ثم إلا الله!!، ولكن هم يجعلون لهم خط رجع أو قيد حتى لا يُلزموا بما يدعون من تكفير أهل وحدة الوجود، على كل حال هذه قائمة بأسماء من قال بوحدة الوجود بقلم صوفي، وهو عبد الغني النابلسي قال: ((وأما القائلون بها فلأنهم العلماء العارفون، والفضلاء المحققون أهل الكشف والبصيرة، الموصوفون بحسن السيرة، وصفاء السريرة؛ كالشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي، والشيخ شرف الدين ابن الفارض، والعفيف التلمساني، الشيخ عبد الحق بن سبعين والشيخ عبد الكريم الجيلي وأمثالهم ... إلخ)) [إيضاح المقصود من معنى وحدة الوجود ص 56 – 58]. وفي الرابط التالي توثيق للنقل.
http://70.84.212.53/vb/showthread.php?t=25996
فلو سألت الشيخ هل تكفير أحد الرفاعي يشمل من ذكروا آنفا، لما تحصلت على إجابة، والله تعالى أعلم.
وأكتفي بهذا القدر، ولا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل بطالا وارزقنا اجتنابه
اللهم آمين آمين آمين.
=============
أبو عثمان
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 03 - 07, 12:27 ص]ـ
بارك الله فيك أبا عثمان
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[14 - 03 - 07, 02:35 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[فتح الرحمن بن محمد عثمان]ــــــــ[15 - 03 - 07, 11:18 ص]ـ
جزيت خيرا يا أبا عثمان والله يبارك في جهودك وأكثر من أمثالك
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[06 - 03 - 08, 06:35 م]ـ
وإياكم يا اخوان(38/480)
هل من مجيب، قوله تعالى: لا إكراه في الدين
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[13 - 03 - 07, 10:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أخواني و أخواتي في الله،،
لدي سؤال كثيرة التفكير به،
و هو قال الله تعالى،، // لا إكراه في الدين ... //
و يوجد حديث للرسول صلى الله عليه وسلم و لا أذكره بالتحديد أنه أمر ليقاتل حتى يشهدوا ان لا إله إلا الله و ان محمدا رسول الله //
فكيف يجتمع و يتوافق الآيه مع الحديث ..
و الأمر الآخر هو ان الله تعالى في كتابه العزيز بمعنى انه يغفر للمسلم كل شيئ إلا الشرك ... أي ان الله يدخل المرء الجنه إلا لم يشرك ..
حسنا:.
و هنا يأتي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن المرأة، (نساء كاسيات عاريات ..... ، لا يدخلن الجنه) فأيضا كيف يجتمع الآيه مع الحديث؟؟؟!!!
أرجوا من أعطاه الله شئ من العلم ان لا يبخل علي ...
و جزاكم الله جنه عدن ..
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 12:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
حياك الله أختي الكريمة ..
أما قول الله تعالى"لا إكراه في الدين" .. فمعلوم وهو كما فهمتيه .. بأنه ليس من شأن الإسلام أن يكره أحدا على دخول الملة الحنيفية ..
وأما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى "
فيفسّره ما كان يفعله الصحابة اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في فتوحاتهم
ففي جهاد الطلب .. يخيرون الكفار بين إحدى ثلاث:-
-الإسلام
-القتال
-الجزية
فإن أبوا الإسلام .. وأبوا مع ذلك الجزية ..
فهذا إصرار منهم على ما يمكن تسميته"معاندة المشروع الإسلامي" ..
ولاشك أن ذلك متضمن للظلم في الأرض .. والإسلام جاء يقيم العدل ويبسطه ..
فيقاتلون ساعتئذ .. حتى تفيء ديارهم للحكم الإسلامي .. وهيمنة القانون الرباني
ولايجبر أحد مع هذا على الدخول في الإسلام ..
فبهذا يجمع بين الأمرين ..
أما حديث "ونساء كاسيات عاريات .. "وأمثاله من تحريم دخول الجنة على عصاة المسلمين ..
فالمعنى أنهم لايدخلونها إلا بعد تطهيرهم من هذه الذنوب .. بالنار .. أعاذنا الله وإياكم وأهل الملتقى منها
اللهم إلا أن يكون الله غفر لهم .. بأشياء عملوها كفّرت خطاياهم .. ونحو ذلك ..
هذا باختصار
والله أعلم
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 03:42 م]ـ
جزاك الله خير،،
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[18 - 03 - 07, 09:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أضيف أختي الكريمة على ما قاله الأخ أبو بكر:
أما الآية الأولى: لا إكراه في الدين فمعناها: أننا لا نقيم محاكم التفتيش وإرغام الناس على النفاق!! فنحن لا نجعلهم يؤمنون بعقيدتنا بالحديد والنار كما تفعل باقي المذاهب إن صح التعبير لأن مؤدى ذلك: أن ننشىء طابورا خفيا من المنافقين وليس الإسلام بالسيف.
أما الحديث فلم يقل عليه السلام: أمرت أن أقتل الناس حتى يشهدوا ... بل قال أقاتل!!
وبين المعنيين فرق! إذ أن الأول فيه الاعتداء والثاني فيه المفاعلة!!
فنحن نقول افتحوا لنا باب الدعوة لننشر السلام , فمن أراد قتل السلام قتلناه (من قاتلنا قاتلناه) ,
أرجو أن أكون وفقت للجواب الشافي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمود بن أحمد]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:57 م]ـ
و اسمحوا لي أن أدلوا بدلوي ...
فيها قولان مشهوران لأهل التفسير , الأول: أن هذه الآية إنما هي في أهل الكتاب خاصة , وهم من لا يجبرون على الدخول في الإسلام , أما باقي أهل الكفر فلا يقبل منهم إلا الأسلام أو السيف , و ذلك لقوله تعالى {قل للمخلفين من الأعراب ستدعو إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون} و في الصحيح أن النبي صلى عليه وسلم قال " عجب ربك من قوم يقادون في السلاسل إلى الجنة "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/481)
الثاني: قال القرطبي قِيلَ إِنَّهَا مَنْسُوخَة ; لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَكْرَهَ الْعَرَب عَلَى دِين الْإِسْلَام وَقَاتَلَهُمْ وَلَمْ يَرْضَ مِنْهُمْ إِلَّا بِالْإِسْلَامِ , قَالَهُ سُلَيْمَان بْن مُوسَى , قَالَ: نَسَخَتْهَا " يَا أَيّهَا النَّبِيّ جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ " [التَّوْبَة: 73]. وَرُوِيَ هَذَا عَنْ اِبْن مَسْعُود وَكَثِير مِنْ الْمُفَسِّرِينَ.
وقال بن كثير: وَقَدْ ذَهَبَ طَائِفَة كَثِيرَة مِنْ الْعُلَمَاء أَنَّ هَذِهِ مَحْمُولَة عَلَى أَهْل الْكِتَاب وَمَنْ دَخَلَ فِي دِينهمْ قَبْل النَّسْخ وَالتَّبْدِيل إِذَا بَذَلُوا الْجِزْيَة وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هِيَ مَنْسُوخَة بِآيَةِ الْقِتَال وَأَنَّهُ يَجِب أَنْ يُدْعَى جَمِيع الْأُمَم إِلَى الدُّخُول فِي الدِّين الْحَنِيف دِين الْإِسْلَام فَإِنْ أَبَى أَحَد مِنْهُمْ الدُّخُول وَلَمْ يَنْقَدْ لَهُ أَوْ يَبْذُل الْجِزْيَة قُوتِلَ حَتَّى يُقْتَل وَهَذَا مَعْنَى لَا إِكْرَاه قَالَ اللَّه تَعَالَى" سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْس شَدِيد تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ " وَقَالَ تَعَالَى " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ " وَقَالَ تَعَالَى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّار وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّه مَعَ الْمُتَّقِينَ" وَفِي الصَّحِيح عَجِبَ رَبُّك مِنْ قَوْم يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّة فِي السَّلَاسِل يَعْنِي الْأُسَارَى الَّذِينَ يُقْدَم بِهِمْ بِلَاد الْإِسْلَام فِي الْوَثَائِق وَالْأَغْلَال وَالْقُيُود وَالْأَكْبَال ثُمَّ بَعْد ذَلِكَ يُسْلِمُونَ وَتَصْلُح أَعْمَالهمْ وَسَرَائِرهمْ فَيَكُونُوا مِنْ أَهْل الْجَنَّة فَأَمَّا الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ حُمَيْد عَنْ أَنَس أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِرَجُلٍ أَسْلِمْ قَالَ إِنِّي أَجِدُنِي كَارِهًا قَالَ وَإِنْ كُنْت كَارِهًا فَإِنَّهُ ثُلَاثِيّ صَحِيح وَلَكِنْ لَيْسَ مِنْ هَذَا الْقَبِيل فَإِنَّهُ لَمْ يُكْرِههُ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْإِسْلَام بَلْ دَعَاهُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ نَفْسه لَيْسَتْ قَابِلَة لَهُ بَلْ هِيَ كَارِهَة فَقَالَ لَهُ أَسْلِمْ وَإِنْ كُنْت كَارِهًا فَإِنَّ اللَّه سَيَرْزُقُك حُسْن النِّيَّة وَالْإِخْلَاص.
و أما عن جواب السؤال الثاني فهو كما قال الأخ الفاضل أبو بكر. والله أعلم!
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 11:08 ص]ـ
هذا قول مرجوح أخي العزيز محمود لأسباب أذكرها لاحقا لأني على عجلة
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 05:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أضيف أختي الكريمة على ما قاله الأخ أبو بكر:
أما الآية الأولى: لا إكراه في الدين فمعناها: أننا لا نقيم محاكم التفتيش وإرغام الناس على النفاق!! فنحن لا نجعلهم يؤمنون بعقيدتنا بالحديد والنار كما تفعل باقي المذاهب إن صح التعبير لأن مؤدى ذلك: أن ننشىء طابورا خفيا من المنافقين وليس الإسلام بالسيف.
أما الحديث فلم يقل عليه السلام: أمرت أن أقتل الناس حتى يشهدوا ... بل قال أقاتل!!
وبين المعنيين فرق! إذ أن الأول فيه الاعتداء والثاني فيه المفاعلة!!
فنحن نقول افتحوا لنا باب الدعوة لننشر السلام , فمن أراد قتل السلام قتلناه (من قاتلنا قاتلناه) ,
أرجو أن أكون وفقت للجواب الشافي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته،،
جزاك الله خيرا على الإضافه و التصحيح يا فاضل،
وصلى الله على نبينا محمد ...
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 05:10 م]ـ
و اسمحوا لي أن أدلوا بدلوي ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/482)
فيها قولان مشهوران لأهل التفسير , الأول: أن هذه الآية إنما هي في أهل الكتاب خاصة , وهم من لا يجبرون على الدخول في الإسلام , أما باقي أهل الكفر فلا يقبل منهم إلا الأسلام أو السيف , و ذلك لقوله تعالى {قل للمخلفين من الأعراب ستدعو إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون} و في الصحيح أن النبي صلى عليه وسلم قال " عجب ربك من قوم يقادون في السلاسل إلى الجنة "
الثاني: قال القرطبي قِيلَ إِنَّهَا مَنْسُوخَة ; لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَكْرَهَ الْعَرَب عَلَى دِين الْإِسْلَام وَقَاتَلَهُمْ وَلَمْ يَرْضَ مِنْهُمْ إِلَّا بِالْإِسْلَامِ , قَالَهُ سُلَيْمَان بْن مُوسَى , قَالَ: نَسَخَتْهَا " يَا أَيّهَا النَّبِيّ جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ " [التَّوْبَة: 73]. وَرُوِيَ هَذَا عَنْ اِبْن مَسْعُود وَكَثِير مِنْ الْمُفَسِّرِينَ.
وقال بن كثير: وَقَدْ ذَهَبَ طَائِفَة كَثِيرَة مِنْ الْعُلَمَاء أَنَّ هَذِهِ مَحْمُولَة عَلَى أَهْل الْكِتَاب وَمَنْ دَخَلَ فِي دِينهمْ قَبْل النَّسْخ وَالتَّبْدِيل إِذَا بَذَلُوا الْجِزْيَة وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هِيَ مَنْسُوخَة بِآيَةِ الْقِتَال وَأَنَّهُ يَجِب أَنْ يُدْعَى جَمِيع الْأُمَم إِلَى الدُّخُول فِي الدِّين الْحَنِيف دِين الْإِسْلَام فَإِنْ أَبَى أَحَد مِنْهُمْ الدُّخُول وَلَمْ يَنْقَدْ لَهُ أَوْ يَبْذُل الْجِزْيَة قُوتِلَ حَتَّى يُقْتَل وَهَذَا مَعْنَى لَا إِكْرَاه قَالَ اللَّه تَعَالَى" سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْس شَدِيد تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ " وَقَالَ تَعَالَى " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ " وَقَالَ تَعَالَى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّار وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّه مَعَ الْمُتَّقِينَ" وَفِي الصَّحِيح عَجِبَ رَبُّك مِنْ قَوْم يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّة فِي السَّلَاسِل يَعْنِي الْأُسَارَى الَّذِينَ يُقْدَم بِهِمْ بِلَاد الْإِسْلَام فِي الْوَثَائِق وَالْأَغْلَال وَالْقُيُود وَالْأَكْبَال ثُمَّ بَعْد ذَلِكَ يُسْلِمُونَ وَتَصْلُح أَعْمَالهمْ وَسَرَائِرهمْ فَيَكُونُوا مِنْ أَهْل الْجَنَّة فَأَمَّا الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ حُمَيْد عَنْ أَنَس أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِرَجُلٍ أَسْلِمْ قَالَ إِنِّي أَجِدُنِي كَارِهًا قَالَ وَإِنْ كُنْت كَارِهًا فَإِنَّهُ ثُلَاثِيّ صَحِيح وَلَكِنْ لَيْسَ مِنْ هَذَا الْقَبِيل فَإِنَّهُ لَمْ يُكْرِههُ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْإِسْلَام بَلْ دَعَاهُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ نَفْسه لَيْسَتْ قَابِلَة لَهُ بَلْ هِيَ كَارِهَة فَقَالَ لَهُ أَسْلِمْ وَإِنْ كُنْت كَارِهًا فَإِنَّ اللَّه سَيَرْزُقُك حُسْن النِّيَّة وَالْإِخْلَاص.
و أما عن جواب السؤال الثاني فهو كما قال الأخ الفاضل أبو بكر. والله أعلم!
بارك الله فيك اخي الفاضل،
و نفعنا الله بعلمه،
و جزاكم الله خيرا،،
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[27 - 03 - 07, 06:44 م]ـ
وجزاك خيرا وبارك فيك وفي حرصك.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 04:19 ص]ـ
و اسمحوا لي أن أدلوا بدلوي ...
فيها قولان مشهوران لأهل التفسير , الأول: أن هذه الآية إنما هي في أهل الكتاب خاصة , وهم من لا يجبرون على الدخول في الإسلام , أما باقي أهل الكفر فلا يقبل منهم إلا الأسلام أو السيف , و ذلك لقوله تعالى {قل للمخلفين من الأعراب ستدعو إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون} و في الصحيح أن النبي صلى عليه وسلم قال " عجب ربك من قوم يقادون في السلاسل إلى الجنة "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/483)
الثاني: قال القرطبي قِيلَ إِنَّهَا مَنْسُوخَة ; لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَكْرَهَ الْعَرَب عَلَى دِين الْإِسْلَام وَقَاتَلَهُمْ وَلَمْ يَرْضَ مِنْهُمْ إِلَّا بِالْإِسْلَامِ , قَالَهُ سُلَيْمَان بْن مُوسَى , قَالَ: نَسَخَتْهَا " يَا أَيّهَا النَّبِيّ جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ " [التَّوْبَة: 73]. وَرُوِيَ هَذَا عَنْ اِبْن مَسْعُود وَكَثِير مِنْ الْمُفَسِّرِينَ.
وقال بن كثير: وَقَدْ ذَهَبَ طَائِفَة كَثِيرَة مِنْ الْعُلَمَاء أَنَّ هَذِهِ مَحْمُولَة عَلَى أَهْل الْكِتَاب وَمَنْ دَخَلَ فِي دِينهمْ قَبْل النَّسْخ وَالتَّبْدِيل إِذَا بَذَلُوا الْجِزْيَة وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هِيَ مَنْسُوخَة بِآيَةِ الْقِتَال وَأَنَّهُ يَجِب أَنْ يُدْعَى جَمِيع الْأُمَم إِلَى الدُّخُول فِي الدِّين الْحَنِيف دِين الْإِسْلَام فَإِنْ أَبَى أَحَد مِنْهُمْ الدُّخُول وَلَمْ يَنْقَدْ لَهُ أَوْ يَبْذُل الْجِزْيَة قُوتِلَ حَتَّى يُقْتَل وَهَذَا مَعْنَى لَا إِكْرَاه قَالَ اللَّه تَعَالَى" سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْس شَدِيد تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ " وَقَالَ تَعَالَى " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ " وَقَالَ تَعَالَى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّار وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّه مَعَ الْمُتَّقِينَ" وَفِي الصَّحِيح عَجِبَ رَبُّك مِنْ قَوْم يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّة فِي السَّلَاسِل يَعْنِي الْأُسَارَى الَّذِينَ يُقْدَم بِهِمْ بِلَاد الْإِسْلَام فِي الْوَثَائِق وَالْأَغْلَال وَالْقُيُود وَالْأَكْبَال ثُمَّ بَعْد ذَلِكَ يُسْلِمُونَ وَتَصْلُح أَعْمَالهمْ وَسَرَائِرهمْ فَيَكُونُوا مِنْ أَهْل الْجَنَّة فَأَمَّا الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ حُمَيْد عَنْ أَنَس أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِرَجُلٍ أَسْلِمْ قَالَ إِنِّي أَجِدُنِي كَارِهًا قَالَ وَإِنْ كُنْت كَارِهًا فَإِنَّهُ ثُلَاثِيّ صَحِيح وَلَكِنْ لَيْسَ مِنْ هَذَا الْقَبِيل فَإِنَّهُ لَمْ يُكْرِههُ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْإِسْلَام بَلْ دَعَاهُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ نَفْسه لَيْسَتْ قَابِلَة لَهُ بَلْ هِيَ كَارِهَة فَقَالَ لَهُ أَسْلِمْ وَإِنْ كُنْت كَارِهًا فَإِنَّ اللَّه سَيَرْزُقُك حُسْن النِّيَّة وَالْإِخْلَاص.
و أما عن جواب السؤال الثاني فهو كما قال الأخ الفاضل أبو بكر. والله أعلم!
أفاض شيخ الاسلام في رد هذا القول و بيان غلط قائله في أول المجلد الأول من الجواب الصحيح
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[28 - 03 - 07, 05:56 ص]ـ
واسمحو لي أن أدلو بدلوي أيضا مع جميل مارد به الإخوة فإنني أزيد عن علماء التصريف قولهم
وفاعل تفيد المشاركة بين اثنين فأكثر مثال المشاركة بين اثنين قاتل زيد عمرا ومثالها مع أكثر من اثنين كقولنا تقاتل الناس وقد لا تأتي صغة فاعل للمشاركة كقوله سبحانه قاتلهم الله
وقد ألمح الأخ أشرف الغمري إلى ذلك وأحببت أن أفصل
قال شيخنا طاهر البرزنجي حفظه الله وعفا عنه: ونستطيع أن نعرب قاتل زيد عمرا بأن زيدأ فاعل صريح ومفعولا ضمنا وأن عمرا مفعولا صريح وفاعلا ضمنا ولم أقرأ هذا الكلام في الكتب إنما نقلته عن شيخي لأن الأمانة العلمية تقتضي ذلك قلت والمشاركة لا تفهم أن بندأهم بالقتال بل نطلب منهم الجزية مثلا فإن أبو الرضوخ والانقياد لدولة الإسلام وعاندوها وهددوا قيامها بامتناعهم عن ذلك وإشاعتهم للفوضى والتمرد قاتلناهم فإن انتصرنا عليهم تحققت غاية (حتى) في قوله صلى الله عليه وسلم حتى يشهدوا أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يقيم للإسلام عزه وأن يكون هذا التنظير واقعا لا مجرد تنظير.
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 10:57 م]ـ
قول الأخ الفاضل أشرف الغمري:فمن أراد قتل السلام قتلناه ..
فيه نوع إشكال .. من حيث كونه كلاما مجملا غير جلي
فالقتال مشروع .. ليس لأنهم أرادوا قتل السلام ..
ولكن حين كانوا سببا في الحيلولة دون التمكين لدين الله في الأرض .. بانتشاره وإقامة شرعه والإذعان لحكمه وإن بقوا كفارا
ولا أرى أن نستعمل العبارات الفضفاضة التي يوهم ظاهرها مجاملتنا لمن يلمز في الإسلام هذا وغيره .. من المغرضيي والمشككين من المستغربين الذين هم أذناب المستشرقين ..
والله أعلم
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[01 - 04 - 07, 09:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الأحبة الكرام وفقهم الله: فللتوضيح: أردت من مداخلتي أن أبين أن قتالنا نحن أهل الإسلام ليس على الدرهم والدينار وليس فيه نوع اعتداء والكلمة كما قال أخي الفاضل أبو بكر الزرعي فضفاضة وهذا له وجهان: الأول إن كانت توهم معنى فاسدا فهي مردودة لكنني أردت بها العموم بحيث تشمل نوعي الجهاد: جهاد الدفع وجهاد الفتح (بشروطهما) وكلاهما (أي كلا الجهادين) يتحقق فيه معنى قتلهم للسلام: فمن اعتدى على دولة الإسلام فهذا حربا منه على الإسلام - دين السلام - ومن وقف في وجه الدعوة أبى الإسلام وأبى أن يتركنا ندعوا له فهذا أراد قتل السلام أيضا لكن الأول في بلدنا والثاني في بلده فأرجو من الأحبة أن يغفروا فضفاضية كلمتي وهل ما أشرت إليه له وجه؟ إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله مما جرى وكان ..
لما دخل بعض قادة الجيش على كسرى يفاوضونه أخرج لهم درة كبيرة فمررها عليهم! فدارت ورجعت إليه ولم يأبه بها أحد!! فتعجب من أنها لم تحدث فيهم نوع انبهار ولم تؤثر فيهم!!
فقال لو يعلم قيصر أنها عندي لحرك جيشا أوله عندي وآخره عنده.
(البداية والنهاية لابن كثير وعهدي به بعيد لكن بالمعنى).
حروبهم للدرهم والدينار (والبترول) حتى يومنا هذا , أما نحن ليقولوا لا إله إلا الله ليفلحوا.
شتان بين من يهدم -باسم البناء -وبين من يبني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/484)
ـ[أبو محمد التطواني]ــــــــ[03 - 04 - 07, 01:25 م]ـ
خير الكلام ما قل ودل فشكرا للأخ أبو بكر الزرعي على تركيزه في الموضوع واختزال جوابه(38/485)
سلسلة الأشقر، هل بها مخالفات عقدية؟
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[14 - 03 - 07, 12:51 ص]ـ
- - - - - -
((العقيدة في ضوء الكتاب والسنة)) سلسلة شهيرة، أوصى بها غير واحد من أهل العلم، ورشحوها للمبتديء.
فهل بها مخالفات لعقيدة أهل السنة؟
إذ أنني أثناء تصفحي للمقدمة صادفت كلاما أشكل علي، وهو مرفق بالأسفل، فأرجو التوضيح والإرشاد، وجزاكم الله خيرا.
ويمكن لمن أراد التثبت تحميل الكتاب من الوقفية على هذا الرابط:
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=10&book=501
- - - -
ـ[أبو فهر السكندري]ــــــــ[15 - 03 - 07, 01:17 ص]ـ
أخي لم أفهم موضع الاشكال.
الإيمان قول وعمل يزيد وينقص .........
والإيمان منه ما هو أصل إن زال زال الإيمان،
ومنه ما هو واجب إن كمُل وقي صاحبه العذاب، وإن نقص منه أستحق صاحبه العذاب وهو إلى الله إن شاء عفى، وإن شاء عذب،
ومنه ما هو مستحب وبه تتفاوت الدرجات.
فقول القلب وهو: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الأخر، والقدر خيره وشره = أصل.
وقول اللسان وهو: النطق بالشهادتين = أصل.
وعمل القلب وهو: العبادات القلبية من الخوف، والرجاء، وووووو = أصلها أصل، والباقي بين الواجب والمستحب = فالخوف الذي يمنع صاحبه من الشرك أصل، والذي يمنعه من المعاصي واجب، والذي يمنعه من المكروهات مستحب.
وعمل اللسان والجوارح = بين الواجب والمستحب - مع خلاف في المباني الأربعة فمن أهل السنة من أعتبرها أو بعضها أصل -
فالأعمال - وهي هنا أعمال اللسان والجوارح لأنها ما يظهر لنا وعليه الأحكام - ليست شرطاً في الإيمان = أي ليست أصلاً يزول بزوالها الإيمان، ولكن منها الواجب = من تركه فقد نقص كمال إيمانه الواجب واستحق العذاب ولكن لم يزل عنه أصل الإيمان = فهو مؤمن ناقص الإيمان.
والعقيدة - الإيمان بالله وملائكته ....... إلخ - أصل إن زالت زال معها الإيمان.
ولعلي لا أكون أخطأت في شئ، أو أطلت فيما ليس هو موضع الإشكال ...
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 01:52 ص]ـ
يظهر أن الشيخ يقصد آحاد العمل
فإن قصد جنس العمل - عمل الجوارح -: فهو قول المرجئة
وقد دخل الإرجاء على بعض من انتسب للسلف فمنهم من هدى الله ومنهم من لم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 09:03 ص]ـ
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ج 10 ص 355، 356:
[والدين القائم بالقلب من الإيمان علما وحالا هو الأصل، والأعمال الظاهرة هي "الفروع" وهي كمال الإيمان.
فالدين أول ما يبنى من أصوله ويكمل بفروعه، كما أنزل الله بمكة أصوله من التوحيد والأمثال التى هي المقاييس العقلية، والقصص والوعد والوعيد، ثم أنزل بالمدينة - لما صار له قوة - فروعه الظاهرة من الجمعه والجماعة، والأذان والإقامة والجهاد والصيام وتحريم الخمر والزنا، والميسر وغير ذلك من واجباته ومحرماته.
فأصوله تمد فروعه وتثبتها، وفروعه تكمل أصوله وتحفظها، فإذا وقع فيه نقص ظاهر فإنما يقع ابتداء من جهة فروعه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: " أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة " وروى عنه أنه قال: "أول ما يرفع الحكم بالأمانة" و"الحكم" هو عمل الأمراء وولاة الأمور، كما قال تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}.
وأما "الصلاة" فهي أول فرض، وهي من أصول الدين والايمان، مقرونة بالشهادتين، فلا تذهب إلا فى الآخر،كما قال صلى الله عليه وسلم: " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غربيا كما بدأ، فطوبى للغرباء" فاخبر أن عوده كبدئه.].
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 09:19 ص]ـ
س: ما رأيكم في كتاب الإيمان بالرسل لفضيلة الدكتور عمر الأشقر فقد استوفى كثيرا من الموضوعات؟
ج/ الجواب:
[أن كتب الدكتور عمر الأشقر في العقيدة في الجملة جيدة، وشاملة للمباحث وهو يتحرى في نقوله فهي نافعة لطالب العلم والاستفادة منها طيبة].
الشيخ صالح آل الشيخ " شرح الطحاوية ".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 09:22 ص]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ:
[ثَم كتب كثيرة أُلفت في ذكر الملائكة ولا أدري هل هو مناسب أن نطيل الحديث حولها أو نحيلكم إلى بعض الكتب التي فيها ذكر تفصيل للملائكة منها:
شرح الطحاوية الذي عندكم فيه بيان لا بأس به.
وكذلك نقل عنه صاحب معارج القبول وزاد بعض الأدلة.
ومن الكتب المعاصرة كتاب الدكتور الأشقر عالم الملائكة فهو كتاب جيد في بابه يمكن أن ترجع إليه].
انتهى من شرح الطحاوية.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 09:26 ص]ـ
وقال – حفظه الله تعالى -:
[وهذا قد ألفت فيه مؤلفات ترجعون إليها، في أوصاف الملائكة في خلقتهم وفي منازلهم وفي أحوالهم وفي أعمالهم وفي عباداتهم وما وكلوا به من الأعمال ومن أحسن ما كتب في هذا كتاب (عالم الملائكة الأبرار) للدكتور الأشقر فإنه جمع فيه جمعا حسنا طيبا ويتحرى الصواب في كثير من مباحثه].
انتهى من شرح الواسطية.(38/486)
أيّهما أعظم؟ الشرك الأصغر أعظم من الكبائر
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[14 - 03 - 07, 03:17 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نسمع عن كثير من المشايخ أن الشرك الأصغر أعظم من الكبائر هكذا بإطلاق فيشمل جميع الكبائر عدا الشرك الأكبر و قد صح عن نبيّّّّّّّّنا عليه الصلاة و السلام أنه سًًًًًُأل عن أي الذنب أعظم فقال أن تجعل لله ندا و هو خلقك قيل ثم أي ٌقال وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ كما في صحيح البخاري
فهل هذا الحديث يشكل على تلك الفتوى أم أن الشرك الأصغر داخل في قوله عليه الصلاة و السلام أن تجعل لله ندا؟
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[14 - 03 - 07, 03:22 م]ـ
مقصودهم أن جنس الشرك الأصغر أعظم من جنس الكبائر ... والله أعلم
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[15 - 03 - 07, 12:55 ص]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ:
الكبائر قسمان: قسم منها يرجع إلى جهة الاعتقاد والعمل الذي يصحبه اعتقاد , وقسم منها يرجع إلى جهة العمل الذي لا يصحبه اعتقاد
مثال الأول: وهو الذي يصحبه اعتقاد ـ: أنواع الشرك بالله كالاستغاثة بغير الله , والذبح لغيره , والنذر لغيره, ونحو ذلك , فهذه أعمال ظاهرة , ولكن هي كبائر يصحبها اعتقاد جعلها شركاً أكبر , فهي في ظاهرها: صرف عبادة لغير الله.
القسم الثاني: الكبائر العملية التي تعمل لا على وجه اعتقاد , مثل: الزنا , وشرب الخمر , والسرقة , ونحو ذلك من الكبائر والموبقات ,فهذه تعمل دون اعتقاد , ولهذا صارت الكبائر على قسمين.
فنقول: الشرك الأصغر ـ ومن باب أولى الشرك الأكبر ـ: هو من حيث جنسه أكبر من الكبائر العملية , فأنواع الشرك الأصغر وإن كانت لفظياً ,مثل قول: ما شاء الله وشئت , ومثل الحلف بغير الله , أو نسبة النعم إلى غير الله , أو تعليق التمائم , ونحو ذلك كلها من حيث الجنس أعظم. نعم: هي من الكبائر , لكنها من حيث الجنس أعظم من كبائر العمل التي لا يصاحبها اعتقاد ,لأن كبائر الأعمال مثل: الزنا , والسرقة ونحوها من الكبائر العملية ليس فيها سوء ظن بالله وليس فيها صرف عبادة لغير الله والحامل له على فعلها: مجرد الشهوات وأما في الأخرى فالحامل له على فعلها: اعتقاده بغير الله , وجعل غير الله نداً لله.
شرح كتاب التوحيد (461)
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[15 - 03 - 07, 08:57 ص]ـ
أسأل الله أن يبارك في أعمالكم و جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به
لكن أرجو من الاتنباه للسؤال الوارد في المشاركة الأولى و عليه فليس المقصد هو بيان أن الشرك الأصغر أعظم من الكبائر فحسب بل و إنما بيان هل هذا الحديث يشكل على الإطلاق الموجود في القاعدة و ما هو جواب هذا الإشكل إن وجد أو لا يشكل.
فمثلا يقال أن هذا الإطلاق صحيح و الحديث لا يشكل لأن الشرك الأصغر من جملة قوله صلى الله عليه و سلم {أن تجعل لله ندا و هو خلقك}
لكن مشكلة هذا الكلام أنه من عندي و نحن نحب أن يكون من العلماء حتى نستفيد و جزاكم الله خيرا
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[18 - 03 - 07, 06:32 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85888(38/487)
سؤالات فى كتاب التوحيد.
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[14 - 03 - 07, 04:27 م]ـ
1 ـ ما الضابط فى التفريق بين كون الشيء وسيلة للشرك وبين كونه شركاً أصغر؟
2 ـ قال الشيخ صالح آل الشيخ: (وأما إن كان الذبح لأن بالبيت مريض فيذبح لأجل أن يرتفع ما بالمريض من أذى فهذا لا يجوز بل يحرم سداً للذريعة وذلك لأن كثيرين يذبحون حين يكون بهم مرض لظنهم أن المرض كان بسبب الجن أو كان بسبب مؤذ من المؤذين فإذا ذبح الذبيحة وأراق الدم فإنه ينذفع شره) (455)
وقال أيضاً (وكذلك إذا كان الذبح لدفع أذى متوقع كان يكون فى البلد داء معين فذبح لدفع هذا الداء أو كان فى الجهات التى حول البيت شيء يؤذى فيذبح لدفع ذلك المؤذى فهذا أيضاً غير جائز ومنهى عنه للذريعة) (455)
وقال ايضاً (واما إذا كانت مقاصده أو نياته فى هذا الذبح: ان يدفع رجوع هذا المرض مرة أخرى, أو أن يدفع شيئاً من انتكاسات المرض , أو أن يدفع شيئاً مما يخافه ك فهذا غير جائز سداً لذريعة الاعتقادات الباطلة) (472)
فكيف يقال فى مثل هذه الحالات إنه غير جائز وسداً للذريعة وهو ذبح لدفع ضر ودفع شيء لم يقع بعد أليس هذا اعتقاد أن مثل هذا الذبح له تأثير فى رد قضاء الله؟
3 ـ قال الشيخ صالح فى التبرك: (أما التعلق بأستار الكعبة رجاء البركة: فهذا من وسائل الشرك , ويكون من الشرك الأصغر إذا اعتقد ان ذلك التبرك سبب لتحقيق مطلوبه)
ما الفرق بين الحالتين؟
4 ـ فى حادثة ذات أنواط: الصحابة طلبوا شجرة ليتبركوا بها بوضع الأسلحة وهذا التبرك قصدوا به أن يكون سبباً لأن تكون الأسلحة مباركة فقصدوا به أن يكون سبباً للبركة , فيظهر من ذلك أن طلبهم ولو فعلوه لكان شركاً أصغر لأن من أثبت سبباً لم يجعله الله سبباً لا شرعاً ولا قدراً فقد أشرك أى شركاً أصغر
وهؤلاء أثبتوا سبباً لم يجعله الله سبباً فى تحصيل البركة وهم لم يقصدوا بهذا التبرك أن يكون واسطة إلى الله.
فكيف يُقال إنهم لو فعلوا ما طلبوه لكان شركاً أكبر؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 09:29 م]ـ
يرفع؟؟؟؟
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[17 - 03 - 07, 05:20 م]ـ
هل من مجيب أو مستجيب؟!
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[18 - 03 - 07, 12:39 ص]ـ
2 ـ قال الشيخ صالح آل الشيخ: (وأما إن كان الذبح لأن بالبيت مريض فيذبح لأجل أن يرتفع ما بالمريض من أذى فهذا لا يجوز بل يحرم سداً للذريعة وذلك لأن كثيرين يذبحون حين يكون بهم مرض لظنهم أن المرض كان بسبب الجن أو كان بسبب مؤذ من المؤذين فإذا ذبح الذبيحة وأراق الدم فإنه ينذفع شره) (455)
وقال أيضاً (وكذلك إذا كان الذبح لدفع أذى متوقع كان يكون فى البلد داء معين فذبح لدفع هذا الداء أو كان فى الجهات التى حول البيت شيء يؤذى فيذبح لدفع ذلك المؤذى فهذا أيضاً غير جائز ومنهى عنه للذريعة) (455)
وقال ايضاً (واما إذا كانت مقاصده أو نياته فى هذا الذبح: ان يدفع رجوع هذا المرض مرة أخرى, أو أن يدفع شيئاً من انتكاسات المرض , أو أن يدفع شيئاً مما يخافه ك فهذا غير جائز سداً لذريعة الاعتقادات الباطلة) (472)
فكيف يقال فى مثل هذه الحالات إنه غير جائز وسداً للذريعة وهو ذبح لدفع ضر ودفع شيء لم يقع بعد أليس هذا اعتقاد أن مثل هذا الذبح له تأثير فى رد قضاء الله؟
الله سبحانه وتعالى كتب في اللوح المحفوظ كل شيء هو كائن الى يوم القيامة, والتقرب اليه سبحانه بأي قربة كانت بغرض جلب مصلحة أو دفع مفسدة, هو من ضمن ما كُتب في اللوح, فوجود البلاء ودفعه بهذه القربة ضمن مشيئة الله سبحانه وتعالى لم يخرج عنها, فلا تعارض بين النصين.
3 ـ قال الشيخ صالح فى التبرك: (أما التعلق بأستار الكعبة رجاء البركة: فهذا من وسائل الشرك , ويكون من الشرك الأصغر إذا اعتقد ان ذلك التبرك سبب لتحقيق مطلوبه)
* التعلق باستار الكعبة يفعله البعض كمبالغة في فعل الدعاء, فهو يتعلق بها لاعتقاده أن هذه الأستار مباركة, وملامسة أستار البيت تكسبه البركة ... ويكون مثل هذا العمل وسيلة من وسائل الشرك لأن الرجل قد يدعو الله عند البيت وهو متعلق باستار الكعبة ويتحقق له ما أراد, فيظن أن تعلقه بأستار الكعبة هو السبب في قبول الله دعائه.
فالتعلق في أصله كان للتبرك فقط, وقد يجره هذا الغلو في حق استار الكعبة أن يعتقد عقيدة فاسدة, وهي أن هذه الستارة هي من أسباب تحقق الدعاء.
1 ـ ما الضابط فى التفريق بين كون الشيء وسيلة للشرك وبين كونه شركاً أصغر؟
السؤال السابق فيه اجابة, التعلق كان وسيلة للشرك, واعتقاد نفعها وضرها كان سبباً في الشرك.
ما الفرق بين الحالتين؟
4 ـ فى حادثة ذات أنواط: الصحابة طلبوا شجرة ليتبركوا بها بوضع الأسلحة وهذا التبرك قصدوا به أن يكون سبباً لأن تكون الأسلحة مباركة فقصدوا به أن يكون سبباً للبركة , فيظهر من ذلك أن طلبهم ولو فعلوه لكان شركاً أصغر لأن من أثبت سبباً لم يجعله الله سبباً لا شرعاً ولا قدراً فقد أشرك أى شركاً أصغر
وهؤلاء أثبتوا سبباً لم يجعله الله سبباً فى تحصيل البركة وهم لم يقصدوا بهذا التبرك أن يكون واسطة إلى الله.
فكيف يُقال إنهم لو فعلوا ما طلبوه لكان شركاً أكبر؟
التبرك الذي سأل عنه (المؤلفة قلوبهم) من الصحابة هو من النوع الذي يقصد فيه وجود واسطة بينهم وبين الله تعالى, ودليل ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لهم بعد سؤالهم له: ((اللهُ أكْبَر، هَذَا كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلُ: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلهَةٌ. لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ)).
وبنو اسرائيل كما هو مبين سألو موسى أن يجعل لهم آلهة, وذكر بعد ذلك أن هذه هي سنتهم التي سيركبها بعض أمة النبي عليه الصلاة والسلام.
والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/488)
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[22 - 03 - 07, 07:05 م]ـ
أخي الحبيب لم أفهم وجه إجابتك على سؤالي الأول.
هذا الذبح إنما كان لاعتقاد صاحبه أنه يدفع الضر بنفسه وإذا كان الذبح على هذا الوجه فإنه يكون شركاً أكبر للاعتقاد فيه أنه يدفع الضر استقلالاً.
أو على أقل حالاته سيكون شركاً أصغر للاعتقاد أنه سبباً في دفع الضر.
فكيف يقال في ذبح على هذا الوجه إنه وسيلة للشرك؟
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[22 - 03 - 07, 08:10 م]ـ
قال شيخ الإسلام: وهؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله يكونون على وجهين:
أحدهما: أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على هذا التبديل , فيعتقدون تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله ,اتباعاً لرؤسائهم , مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل , فهذا كفر.
الثاني: أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحرام وتحليل الحلال ثابتاً , لكنهم أطاعوهم في معصية الله , كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي , فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب.
هل هذا القسم الثاني يختص بالمعاصي فقط أم لا يختص بذلك فيكون من أطاع الأحبار والرهبان في الشرك أو في تحليل المعلوم حرمته من الدين بالضرورة من هذا القسم؟ مع ذكر الدليل.(38/489)
ما الفرق بين المجىء و الاتيان؟؟؟
ـ[ابوسمية]ــــــــ[15 - 03 - 07, 12:09 ص]ـ
ورد فى القرءان <وجاء ربك > و < أو يأتى ربك>
وفى اللسان الاتيان هو المجىء
فهل هناك فرق بين الاتيان والمجىء أم هما بمعنى واحد أقصد كصفتين من صفات الله جل وعلا؟؟؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[15 - 03 - 07, 03:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
من تكلم عن صفة المجيء والإتيان _ كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله وغيرهما من محققي أهل السنة _ يجعلهما بمعنى واحد ويستدل لهما بالأدلة نفسها دون تفريق وكذا غالب أهل اللغة لم يفرقوا بينهما.
نعم هناك من أهل اللغة من ذكر فرقاً بينهما _ لكنه غير وارد هنا في باب الصفات _:
قال الراغب في المفردات (ص 11): (الإتيان مجيءٌ بسهولة، ومنه قيل للسيلِ المارّ على وجهه أتي"
وقال (ص 283): "المجيء كالإتيان، لكن المجيء أعم، لأن الإتيان مجيء بسهولة"
ويدل على أنهما بمعنى واحد استعمالهما في القرآن كذلك:
قوله تعالى: {أتى أمر الله} = قوله تعالى: {جاء أمر الله}
قوله تعالى: {أتاهم نصرنا} = قوله تعالى: {جاءهم نصرنا}
وقال تعالى: {قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون}(38/490)
هل يصح مثل هذا الدعاء؟ اللهم بلّغ ثواب ما قرأناه و نور ما تلوناه إلى روح سيدنا محمد
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[15 - 03 - 07, 01:38 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
* اللهم بلّغ ثواب ما قرأناه و نور ما تلوناه إلى روح سيدنا محمد *
هل يصح مثل هذا الدعاء؟
أرجو جوابا بأدلة شرعية.
بلغكم الله مما يرضيه آمالكم و أصلح لكم جميع أحوالكم
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[17 - 03 - 07, 11:50 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
لم أجد جوابا و لا تعقيبا و لاتعليقا و لا استغرابا و لا استهجانا و لا ... و لا ... و لا ... و لا ... ولا ...
فلا حول و لا قوة إلا بالله
ألم يجد أحدا ما يقوله من مشايخ أو طلاب علم
حسبي أني في منتدى للمهتمين بعلوم الحديث الشريف.يعني أهل الجرح و التعديل. يعني أهل ...
قال بعضهم: من أشكل المشكلات إيضاح البديهيات و تعويص المبهمات
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[18 - 03 - 07, 12:05 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
* اللهم بلّغ ثواب ما قرأناه و نور ما تلوناه إلى روح سيدنا محمد *
هل يصح مثل هذا الدعاء؟
أرجو جوابا بأدلة شرعية.
بلغكم الله مما يرضيه آمالكم و أصلح لكم جميع أحوالكم
حفظك ربي ..
هذا لا شك أنه من البدع ..
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[18 - 03 - 07, 09:03 ص]ـ
الثواب يصل الى النبي صلى الله عليه وسلم سواء قال هذا الكلام ام لا.
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[18 - 03 - 07, 11:27 ص]ـ
الثواب يصل الى النبي صلى الله عليه وسلم سواء قال هذا الكلام ام لا.
فـ " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً " [رواه مسلم] .. صلى الله عليه و آله و سلم
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[18 - 03 - 07, 03:23 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أصيغ السؤال بشكل آخر:
هل الرسول صلى الله عليه و سلم في حاجة إلى أم أنا في حاجة إليه لفعل الخير و السعي إلى الأجر
ثم أليس القول ... إلى روح سيدنا محمد. توحي بأن هذا القول فاسد كأني أتوجه إلى روح سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و هذا من عقيدة التناسخ.
أستحضر من وراء سؤالي ما يقوله بعض من يدعون التصوف بأن مثل هذا العمل" إهداء الثواب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم" يترتب عليه أن يدعو لهم الرسول صلى الله عليه و سلم و هكذا تكون لهم الطمأنينة بأن عملهم مقبول و الدعاء من الرسول صلى الله عليه و سلم.
إن شاء الله كلامي واضح و بين و جوابكم مقعد
و بارك الله فيكم
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[18 - 03 - 07, 11:12 م]ـ
الذي يدعوا بهذا الدعاء لاشك انه جاهل جهل مركب، لانه يدعوا لشخص ضمن الجنه والفردوس الاعلى (صلى الله وسلم عليه)
اما بخصوص التناسخ فلا دخل له بالموضوع
ـ[عبد الملك المرواني]ــــــــ[19 - 03 - 07, 02:20 ص]ـ
هذا الدعاء وامثاله هو من صناعة اهل التصوف والتقليد الذين لم يشموا عبق السنة، ولم يتعرفوا على الادعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالاسانيد الصحيحة، ولم اجد صحابيا يدعوا بمثله او بمعناه، كما لم اجد من يفعل ذلك من ائمة التابعين وتابعيهم ومن الائمة الاربعة ولا من ائمة مذاهبهم العارفين باصولهم.وهذه هي القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية،وليس في ائمتهم من اثر عنه مثل هذه الادعية.
ثم ان اهداء القراءة للميت فيها خلاف معروف بين الفقهاء، والراجح ان كان ذلك من فعل ابنائه فيرجى ان يصل اليه الثواب.
وعليه فكل عبادة لم يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي عبادة باطلة كما قال الامام احمد، وفي الصحيح غنية عن مثل هذه البدع المحدثة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ان منكم من يعتدي في دعائه) ولااظن هذا الدعاء الا نوعا من انواع الاعتداء والاعتداء هو مجاوزة الحد وهو هنا مجاوزة المشروع،والدعاء من العبادة،والاصل فيها التوقف حتى يرد النص والله اعلم.
ـ[عبد الملك المرواني]ــــــــ[19 - 03 - 07, 03:55 ص]ـ
والدعاء من العبادة،والاصل فيها التوقف حتى يرد النص والله اعلم [/ COLOR].
اقصد بالنص هنا النص المبيح لمثل هذه الصيغ ولااقصد النص المتضمن لالفاظ مخصوصة من الدعاء لانه قد ثبت عن الصحابة انهم دعوا بادعية غير ماثورة عن النبي صلى الله علي وسلم ولكنها في حدود المشروع الذي وردت به النصوص وقد قال تعالى (واسالوا الله من فضله) وقال (ادعوني استجب لكم) وقال (واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان)
والدعاء المشروع هو اما ن ندعوا بالادعية الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم او الادعية القرانية او ما يقرب منها وما يشبهها. وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم في دعاء التشهد انه قال: (ثم ليتخير من الدعاء اعجبه اليه) متفق عليه قال الامام احمد: اعجبه اليه مما ورد اي ورد في السنة. وذهب الحنفية والنخعي وطاوس الى انه لا يدعو في الصلاة الا بما يوجد في القران لكن في لفظ للبخاري: (من الثناء ما شاء) وهذا اطلاق للداعي ان يدعوا بما اراد كما قال الصنعاني.
وقد ورد عن عمر بن الخطاب انه كان يقول في دعاء القنوت (اللهم عذب كفرة اهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك).
والدعاء المسؤل عنه وان كان خارج الصلاة لكنه ليس من الادعية الداخلة في اطار النصوص المبيحة،وليس له شبيه او مثل من الادعية الماثورة التي تجيز اهداء الاعمال او ثوابها الى روح الميت خاصة، سيما ان النبي صلى الله عليه وسلم قد حفظه الله تعالى بروحه وجسده الطاهرين.
والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/491)
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[19 - 03 - 07, 03:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
زادكم الله علما نافعا و وفقكم الله للعمل به
رجائي الحصول على جواب مبني على قواعد شرعية و أسس عقدية
ظني - و لست بعالم و لا طالب علم - أن الأمر يفسد عقيدة المسلم ثم إني سعمت من يقول بأن العالم السوري وهبه الزحيلي يبيح (إهداء الثواب) للرسول صلى الله عليه و سلم و يأصل لذلك. و الله أعلم
أعتذر عن تكرار نفسي
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 04:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي "طالب الرحمن " إليك الجواب من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
قال رحمه الله في (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة) ص 71 بتحقيق الشيخ ربيع المدخلي ما نصه: " فإنه ثبت عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في (الصحيح) أنه قال: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا"، ومحمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو الداعي إلى ما تفعله أمته من الخيرات، فما يفعلونه له فيه من الأجر مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئا. ولهذا لم تجر عادة السلف بأن يهدوا إليه ثواب الأعمال، لأن له مثل ثواب أعمالهم بدون الإهداء من غير أن ينقص من ثوابهم شيئا. وليس كذلك الأبوان؛ فإنه ليس كل ما يفعله الولد يكون للوالد مثلُ أجره، وإنما ينتفع الوالد بدعاء الولد ونحوه مما يعود نفعه إلى الأب كما قال في الحديث الصحيح: " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له " ". إنتهى كلامه رحمه الله، وأأعتقد أنه شافٍ كافٍ في الدليل والتعليل، وفقكم الله لما يحب ويرضى.
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[21 - 03 - 07, 03:56 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أول ما دخلت هذا المنتدى لاحظت أن فيه من يتكلم عن مدونات و شروحات و شروح للشروحات.
و أول ما يتبادرني أمام علماء و طلاب علم أن لا أقدم بين أيديهم من باب الأدب فآليت على نفسي أن أطرح أسئلتي مجردة.
و أول ما استشفيته من محتوى الأجوبة التي تليقتها أنها غير مؤسسة و لا مقعدة
و آخر جواب تلقيته على ملاحظة شخص يزكي نفسه أني مخطأ من غير دليل و لا برهان
و أخيرا لا أسمح لنفسي القول بأن لي ما عندكم من المعلومات و أستحضر قول ربي عز ّ و جلّ * مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا*
و لا أقدر القول:يامن يحاول بالأماني رتبتي*كم بين مستفل وآخر راقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته*نوما وتبغي بعد ذلك لحاقي
فلم يقل مثل هذا الكلام أتقى الناس و أعلم الناس و أزهد الناس المصطفى صلى الله عليه و سلم
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[29 - 03 - 07, 05:28 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
يا مشايخ يا إخوان
أنتظر الجواب المأصل على سؤالي. من يستطيع الردّ فإني ما زلت في انتظاره. و من كان ليس مثلي يمكنه التواصل مع المشايخ فلا يقصّر.
الموضوع بالنسبة لي مهم و أذكر نفسي و إيكم بقول الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ما استطعتم. و قوله عز و جل: و تعاونوا على البرّ و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان.
لا خاب ظني فيكم و بلغكم الله مما يرضيه آمالكم و أصلح لكم جميع أحوالكم
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[29 - 03 - 07, 11:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يرد الأمر بهذا في أي من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو في فعل صحابته أو التابعين أو في فعل أهل الكتاب من يهود ونصارى وصابئة تجاه أنبيائهم
ولكن لم يرد النهي عن الدعاء فهذا مجرد دعاء ونظرياً يستطيع كل مسلم أن يدعو الله بما يشاء ما لم يكن في ذلك تنطع أو إثم أو قطيعة رحم
والظاهر أن من يقول هذا الدعاء يريد أن يعبر عن محبته وامتنانه لرسول الله - ولكنه سلك في ذلك طريقاً خلاف الأولى
وكان أفضل له من ذلك أن يعمل بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك: أن يصلي على رسول الله بالصيغة الواردة أو الصيغ الواردة (كالصلاة اتي تقال غقب التشهد) وأن يسأل الله له الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة كالوارد عقب الأذان - وذلك أفضل له وللنبي صلى الله عليه وسلم
ولو تفهم هذا الداعي معنى الصلاة على النبي لوجدها أكمل ما يمكن أن يقال بهذا الخصوص
أما ما ألمح إليه بعض الإخوة من استغناء الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا الثواب أو أي ذرة من الثواب فهو خطأ واضح ورسول الله رغم أنه أكمل البشر وأفضلهم فهو محتاج إلى الله وإلى أي خير أو ثواب يأتي من الله الكريم ولو قرأوا أحاديث يوم القيامة وخوف الأنبياء وجميع الخلق بما فيهم محمد صلى الله عليه وسلم من غضب الله تعالى لأدركوا فقر كل مخلوق وحاجته إلى ثواب الله ورضوانه
وأما ما قيل من ربط هذا الأمر بالتناسخ فهو من سوء الظن بالمسلمين أعاذنا الله وإياكم من ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/492)
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[29 - 03 - 07, 12:04 م]ـ
كون الدعاء عبادة نعم وكون الأجر عائدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم دعونا أم لم ندع فهذا صحيح أيضا وكون من دعا يعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له فهذا من فساد عقيدته وجهله وأما كون النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى فلا يحتاج منا إلى هذا الدعاء فلا ينبغي أن يقال لأنه صلى الله عليه وسلم صاحب الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود الموعود ومع ذلك شرع لنا أن ندعوا له بهذا الدعاء وهذا يشبه الدعاء له صلى الله عليه وسلم بنيل الثواب ولكن من ضمن للداعي قبول دعاءه أو قراءته ليهديه بغير أن يقول مثلا _إن تقبلته فلا ينبغي أن يبدع الداعي بهذا الدعاء لأنه مجرد تعبير عن محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلو قيل لو فعل كذا لكان أفضل قلنا نعم لكنه لا يصير مبتدعا بهذا الدعاء من وجهتي نظري والله أعلم والأجر والثواب واصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم دعونا أم لم ندع.
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[30 - 03 - 07, 01:01 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
يا إخواني جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم
أزعم أني أستطيع الإدلاء برأيي في الموضوع و لكنه رأي مصبوغ بثقافية إسلامية لا غير. وليس هذا ما أطلبه.
الله يوفقني و إياكم لما ينجينا في الدنيا و الآخرة(38/493)
حتى لا تظلم الليبرالية!
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[15 - 03 - 07, 01:25 م]ـ
أحبتي الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فهذا كتيب صغير الحجم , أرجو أن يكون كبير النفع فيما يتعلق بالليبرالية حقيقتها وآثارها ولعله يصدر قريبا فأردت أن أعرضه على الأحبة لعلمي بفضلهم وجميل رأيهم وأنهم لن يبخلوا على بالنصيحة والمسلم قوي بالله ثم بإخوانه ضعيف بنفسه , فمن وجد خيرا فليدع بظهر الغيب ومن وجد غير ذلك فليسد لنا النصح وإنا قابلو الحق إن شاء الله.
وسوف أعرضه على أجزاء فإني أرى أن ذلك أمتع للنفس وأسهل للقراءة والله الهادي إلى سواء الصراط.
الجزء الأول:
الليبرالية
حقيقتها وآثارها
بسم الله الرحمن الرحيمالمقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد.
فلقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ: فطوبى للغرباء)!
قالوا ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: (أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم).
ولقد لاحت بوادر هذا الحديث الصحيح في الأفق , والمتأمل اليوم يجد حربا ضروسا على الإسلام وأهله ويشعر بالواقع الذي يخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أهله ومعارفه فكيف بنا كلما ابتعدنا شرق الأرض وغربها؟
وإن مما ابتلي به المسلمون اليوم هو تلك الحرب الآخذة في الانتشار متمثلة في الزحف الليبرالي - على حد تسميتهم - , وهذه الحرب ليست بالبساطة التي يتوقعها البعض! ولتوضيح هذه المسألة فإن فكرة هذه الحرب تبدأ باستبدال مصطلحات شرعية بأخرى ذات دلالات مغايرة بهدف التلبيس على الناس وتهوين شأن هذا البلاء في نفوسهم , أو للهروب من الصفات المترتبة على انطباق بعض المصطلحات الشرعية في حق من يتبنى ذلك الفكر, مثل ما توصف به فاحشة الزنا في بعض البلدان بأنها (تجارب عاطفية) , أو ما توصف به الخمر من أنها (مشروبات روحية) ,أقول تبدأ بالمسميات لتنتهي بالانسلاخ التام من الدين –والعياذ بالله - رافعين في ذلك شعار الحرية والمساواة.
وقد من الله علي بأن يسر لي هذا الموضوع الذي دفعني إلى البحث في مختلف الكتب سواء كتب المؤيدين أو المعارضين لأقف على حقيقة هذا النهج المعاصر فأقول وبالله التوفيق:
ستكون البداية بإذنه تعالى: بتعريف الليبرالية ثم بالحديث عن نشأتها وتطورها , ثم بالتعريج على الفرق بينها وبين العلمانية , ومن ثم الكلام على المبادئ التي ترتكز عليها وبعدها بذكر الممارسات العملية لتطبيع المجتمع على هذا المنهج , وسيكون ثمة عنوان:بين النقد والتناقض متعلقا بما سبق , ثم آثارها ووسائل التصدي لهذا الهجوم وكيفية التعامل معه , وأخيرا نماذج من كتابات الكتاب وسنأخذ جريدة الجزيرة أنموذجا , ونختم بالمراجع التي استفدنا منها في هذا البحث.
أولا: تعريف الليبرالية: إن من المصطلحات الحادثة على مجتمعاتنا الإسلامية اليوم ما يعرف بمصطلح الليبرالية ( LIBERALISM) , وهو في الأصل مصطلح غربي المنشأ، مشتق من الحرية , وعند البحث في الموسوعات وجدت أنهم لم يتفقوا على تعريف جامع وموحد لليبرالية إذ أن الصورة غير واضحة تماما حتى عند مؤيدي هذا الفكر, فهم مختلفون حول مضمونه الحديث لكن وجه الاتفاق بينهم: يكمن في معنى الحرية والانفكاك من القيود , وسأسوق التعاريف المختارة عند غالبهم فتعرَّف بالمعنى الحديث بأنها فلسفة اقتصادية وسياسية تؤكد على الحرية والمساواة وإتاحة الفرص.
أما مراد وهبة ففي "المعجم الفلسفي"، يذهب إلى أنها "نظرية سياسية ترقى إلى مستوى الأيديولوجية، إذ تزعم أن الحرية أساس التقدم، فتعارض السلطة المطلقة، سواء أكانت دنيوية أو دينية".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/494)
وهناك من عرفه بأنها:مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في الميدانين الاقتصادي والسياسي. وهناك تعاريف كثيرة أخرى كلها تدور حول معنى الانفلات المطلق من كل قيد إلا من قيد القانون وفي أضيق الحدود سواء كانت الحرية المطلقة في الميدان السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو ... أو .. , وبمعنى آخر هي الاعتراف للفرد لمجال خاص يتمتع فيه باستقلال ولا يخضع فيه لغير سلطة القانون. إلا أن السمة البارزة في هذا الانفكاك: هي في الميدانين الاقتصادي والسياسي ,
النشأة والتطور:إن الجذور الفكرية لما يسمى بالليبرالية يمتد إلى العهد اليوناني والممارسات الديمقراطية في المدن الإغريقية ثم في العديد من المدن التجارية الإيطالية في العصور الوسطى وعصر النهضة – كما يحلو لهم أن يسموه – حتى وصل إلى ما وصل إليه في عصرنا هذا.فالفكر الليبرالي ( Libralisme) لم يبلوره مفكر واحد في عصر واحد، بل اشترك في وضع أصوله العديد من المفكرين في أزمنة وأمكنة مختلفة، حتى صارت له أسسٌ تشمل نواحي الحياة في جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وبما أننا نتكلم عن الليبرالية المبكرة فيجدر بنا أن نبين أن الليبرالية بالمفهوم القديم:
هي الحق في المشاركة في اتخاذ القرارات السياسية فقط.
وأحد المذاهب الرئيسية لليبرالية المبكرة هو التمرد ضد الحكومات التي تقيد الحرية الشخصية ولذا فقد أوحت الليبرالية المبكرة بالثورة الإنجليزية عام 1688م وبالثورة الأمريكية عام 1775م وبالثورة الفرنسية عام 1789م وقد أدت الثورات الليبرالية إلى قيام حكومات عديدة تستند إلى دستور قائم على موافقة المحكومين!
الجزء الثاني: ما الفرق بين الليبرالية والعلمانية؟
(حواشي):
الموسوعة العربية العالمية (21/ 247)
مجلة الفكر السياسي العدد 21 السنة الثامنة.
الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة (2/ 1135)
قلت: على سبيل المثال ففيما يتعلق بالحرية الثقافية: وجدنا عند بعضهم أبيات غاية في الكفر كقول أحدهم فيما سماه ديوانا عبارة: نافذتي أوسع من ثغر الله!! وقائل يقول: لقد أطعت الله حتى ظننت أنني أغضبت الشيطان والله معا!! ولما يناقش أحدهم يقول: ربك رب قلوب , فنزع من حيث لا يدري ربوبية الله من أعمال الجوارح مع أن الحديث قد صح بلفظ ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم , وهكذا تتوالى التأويلات على المرء حتى يبتعد – عافانا الله وإياكم – عن الإسلام , وقد نصحنا أصحاب بعض التأويلات: فقال مدللا على صفاء قلبه: أنه لو أراد أن يلحس أرض الحرم لفعل قربة!! مع أن النبي صلى الله عليه وسلم وأم سلمة كلاهما طاف راكبا , وليس في هذا الفعل مزية فترك ما ينبغي من احترام الله إلى ما لا ينبغي بل إلى ما يحرم. وهذا يدلك على التغريب الذي وصل إلى المسلمين فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
من أجل الإصلاح السياسي ص 17 وفيه: أنهم يرضون بسلطة قانون قاضي الأرض ولا يرضون بشريعة رب السماء!
المصدر السابق ص 16
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[17 - 03 - 07, 08:10 م]ـ
القسم الثاني: أقول وبالله التوفيق:
الفرق بين الليبرالية والعلمانية:
أما عن هذا الفرق: فالعلمانية هي فصل الدين عن الدولة! وهي بذلك أعم من الليبرالية التي هي الحرية المطلقة في شتى مجالات الحياة:الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية ... بحيث لا يخضع لغير سلطة القانون.
فكل ليبرالية علمانية وليست كل علمانية ليبرالية , لكن كلاهما يشترك في إقصاء الدين وتنحيته عن الدور القيادي في الحياة!!
الأنظمة العلمانية ليست بالضرورة أنظمة ليبرالية أو ديمقراطية , فالاتحاد السوفيتي السابق كان نظاما علمانيا قائما على مبدأ الفصل بين الدين والسياسة , ولكنه ليس نظاما ليبراليا ديمقراطيا , بل كان نظاما استبداديا ظالما يحكم الشعب بالحديد والنار علاوة على إقصائه للدين عن جوانب الحياة.
وفي موقعهم على الشبكة , تحت سؤال:
هل الليبرالي علماني؟
أجابت الجماعة الليبرالية الكويتية:نعم! كل الليبراليين علمانيون ولا يلزم من كل علماني أن يكون ليبراليا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/495)
قلت: وهذا لأن النظام السياسي – تحت مظلة الليبرالية – لا يمكن أن يقوم إلا عن طريق فصل الدين عن الدولة وعلى أساس التعددية الفكرية (الأيدلوجية) والتنظيمية 000 وهو مالا يقبله الإسلام البتة, بل ويصرحون في أصول كتبهم بذلك فيقول أحدهم: ومن هنا تؤكد الليبرالية أنها مفهوم بشري مدني بعيد عن المطلقات سواء باسم الدين أو العلم أو التاريخ فكل شيء في ظلها قابل للحوار .... ويطلق البعض على هذه الصفة اصطلاح العلمانية فالليبرالية علمانية في جوهرها.أقول:فالليبرالية تعتبر الدين حجر عثرة في طريقها لذلك اتخذت منه هذا الموقف الإقصائي حتى لا يشكل عائقا بالنسبة لها!
وتأكيدا على ذلك تجدهم يطرحون سؤالا في ذات الموقع ويجيبون عليه:
ما موقفكم من تطبيق "الشريعة الإسلامية"؟
فأجابوا وبكل صراحة:) الجماعات الدينية حاولت لوقت طويل نشر وهم “الشريعة الإسلامية”. الحقيقة هي انه لا توجد هناك أية شريعة إسلامية , بل الموجود هو شرائع إسلامية , فهناك الشريعة السلفية والشريعة الشيعية والشريعة الإخوانية والصوفية والوهابية ... الخ. وقد اثبت التاريخ إن جميع الدول الدينية في التاريخ الإنساني هي دول دكتاتورية قمعية للأقليات بطبيعتها. لا يوجد أي نموذج لشريعة إسلامية حتى الآن يتوافق مع حقوق الإنسان الأساسية , بل إن البعض يدعوا إلى إباحة الرق في "دولة الإسلام" والى انتهاك حقوق البحث والرأي والتجمع والعقيدة التي يكفلها لنا الفكر الليبرالي الآن.
فلكل "شريعة إسلامية" سلفية كانت أم طالبانية ما يمنع تطبيقها على أي مجتمع مدني. التطبيق الوحيد والكامل للشريعة الإسلامية في التاريخ الحديث حدث في أفغانستان على النمط الطالباني , ومعه جر نظام طالبان شعب أفغانستان إلى الحرب والفقر والجوع والإرهاب والقمع والخوف تحت ظل الإسلام. فمن واجبنا التعلم من دروس التاريخ هذه والتي تتكرر تحت أقنعة أخرى بعد اندثار وتشتت نظام طالبان.
ولهذا , فإن الطريق لمجتمع مبني على العدل والمساواة والحرية يبدأ بتطبيق الديمقراطية والليبرالية الحرة. فالدعوات إلى "الشريعة" الكبرى ما هي إلا أوهام مخلوقة من قبل الجماعات الأصولية لبسط نفوذهم على المجتمع المدني (انتهى من كلامهم في موقع: الليبراليون الكويتيون).
والمتأمل في كلامهم السابق: يجد أنهم لا يفرقون بين الشريعة والمنهج! وهذا عدم تأمل لقوله تعالى: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) فالشريعة: الأحكام: مثل الأحكام التكليفية (الحلال والحرام ... ) ومثل الحدود والتعزيرات ومثل علوم الشرع المطهر ... أما المنهج: فهو المسلك والطريق والسبيل والوسائل التي يتمكن عن طريقها تطبيق الشريعة الإسلامية , فما ذكروا من مناهج كلهم لا يختلف حول وجوب تطبيق الشريعة , وإقامة الحدود وطاعة الله عز وجل لكنهم يختلفون في الوسائل الموصلة لذلك فهناك من يرى أن العلم والدعوة هو الموصل لإقامة شرع الله عز وجل , وهناك من يرى طرقا أخرى مستوردة: كالاعتصامات والمظاهرات وآخرون قد يرون التغيير بالقوة , وفريق ثالث يرى البقاء في الزوايا والتكايا والمساجد والعبادة والدعاء حتى يأتي التغيير من عنده تعالى ... وهكذا , وبين الأمرين بون شاسع ,
ثم يقال لهؤلاء: أنتم عندكم عدم انضباط في الحريات فهي ليست حرية واحدة:
فعندكم الحرية الجمهورية Repaublican Liberality وعندكم الحرية المثالية Idealist Liberality
وعندكم الحرية الفردية الخاصة Individualism Liberality فلماذا تقعون فيما نسبتموه لغيركم؟؟.
وإنك لتعجب حقا حين تسمع تلك الأبواق الإعلامية التي تمجد لليبرالية بوصفها قدرنا المحتوم – على حد قولهم بلسان الحال أو بلسان المقال –وتتباكى عليها وتقول بعد كل ما سبق من اعترافاتهم تجاه الدين إن: "مصطلح العلمانية قد اكتسب سمعة سيئة في العديد من الأوساط العربية والإسلامية حيث أنه فهم أحيانا باعتباره مفهوما يعارض الدين وأحيانا أخرى باعتباره مفهوما غربيا لا شأن لنا به والأمر في الحالين تحريف وتشويه لمعنى العلمانية ومن باب أولى الليبرالية".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/496)
قلت: وكيف لا يكتسب سمعة سيئة عند المسلمين: وهم يصفون جميع دول الإسلام وعلى مر التاريخ بأنها دول: (ديكتاتورية قمعية) ابتداء من الدولة الأولى التي أقامها سيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه مرورا بأبي بكر وعمر وحتى عصرنا هذا دون استثناء! وأن أحدا لم يطبق الشريعة غير نظام طالبان!!
ولعمر الله تعالى قد فعل هؤلاء أشد من فعل الدينماركيين:فأولئك رسموا الكفر , أما هؤلاء فقد راموا هدم الدين من أصله!
فأحكام الله كالحدود والقصاص وما يتعلق بتنظيم المعاملات والبيوع عندهم جائرة لا تصلح للتطبيق في زماننا – زمان المعلوماتية وثورة التقنية!! - بل هي ضرب بزعمهم من ضروب تقييد الحرية وبالتالي تحول من تقدم المجتمع الذي لا يتقدم إلا بتنفيذ الفرد ما يمليه عليه هواه!!
وأقبح من هذا: مقولة بعضهم: بعيدا عن المطلقات!! يعني باختصار لا يعترفون بقوله تعالى: (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)
فالله علق وصف الإيمان: على القبول لهذه المطلقات التي لا ترضيهم!!
وبالتالي: نصوت هل نضع الخمر على متن الخطوط الجوية مثلا , ونترك الخيار للبرلمان: هل يقره أم لا!!
مثل القطيع ينساق نحو الأكثر!!
فشل وانهزامية!
ولقد تعجبت غاية العجب أثناء بحثي في هذا الموضوع إذ وقفت على كتاب ليورغين هابرماس: مستقبل لطبيعة الإنسانية نحو نسالة ليبرالية!!!
والذي يدعو فيه إلى استخدام الهندسة الوراثية والعبث في تقنية المورثات (الجينات) بحيث تتقبل الأجيال القادمة فكرة الحريين أو فكرة اللبرلة كمنهج دولي أممي!!
وهذا يدل على أمور منها:
1. سقوط الليبرالية في فخ الحرية المزعومة , فإنهم إذا كانوا يريدون تطبيق الحرية التي ينعقون بها صباحهم ومسائهم: فما بالهم يصادرون حريات الأجيال القادمة في حقها المكتسب في تقرير المصير؟؟
أليس هذا تناقضا عجيبا؟؟
2. كذلك: هذا يدل على شعور نفسي عميق بأن الأمم الحالية فضلا عن الأمم القادمة لن تقبل بالعيش في ظل هذا المنهج المعوج لأنهم وإن نمقوه – وهذا شأن كل من يريد أن يقنعك بباطله فلا بد وأن يضع عليه شيء من الحق تمويها – وهذا إنما استقوه من رؤيتهم خلال التاريخ فكلما رفعت رأسها أطفئت: "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره " فهذا يشعرهم بالإحباط ومحاولة التعلق بمستقبل الأجيال القادمة والتعويل عليه!!!
وهنا لا أجدني إلا مستشهدا بقول أحدهم ويدعى ونستن تشرشل إذ يقول:
هي أسوأ نظام , ولكنها: أفضل أسوأ الأنظمة المتاحة!!
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[19 - 03 - 07, 01:51 م]ـ
أما عن القسم الثالث:
بين المبادئ والممارسات!
إن لليبرالية اليوم مبادئ عامة ولهم ممارسات , وثمة فرق بين هذه المبادئ التي ينادون عليها , وبين ممارساتهم لتحقيق هذه المبادئ النظرية إذ أن المبادئ هي النظريات أما الممارسات فهي وسائل تحقيق هذه النظريات.
ولذا سنفرد كلا منهما ذكرا ونقدا.
المبادئ العامة لليبرالية:
ليس من الطرح العلمي أن نستقي مبادئ منهج ما – إذا أردنا الحكم عليه – من كلام النقاد الذين أخذوا منهج التنظير والنقد لهذا المبدأ , ولذا عمدت إلى مصادر شتى في بحثي هذا تكون من كتبهم تارة ومن مواقعهم تارة أخرى ومقالاتهم ثالثة ,وندواتهم رابعة وهكذا!
أولا: الحرية والمساواة:
" إن الحرية والمساواة هما أهم دعامتين للفكر الليبرالي على أن يكون مفهوما أن الأولوية يجب أن تكون دائما للحرية ولكن دون تضحية غير مقبولة بالمساواة". وتلاحظ كلمة غير مقبولة فهناك تضحية مقبولة بالمساواة التي زعموا أنها ركن الليبرالية ولا أدري أي بيت هذا الذي يقوم على ركن واحد!
ثانيا: فالليبرالية مبدأ علماني بحت أي مبدأ لا يقوم إلا على سلخ الدين من جوانب الحياة المختلفة:السياسية والاقتصادية والثقافية ... إلا فيما يتعلق ببعض الجوانب الأخلاقية النظرية وفي أوساط محدودة جدا!
يقول مؤلف كتاب من أجل الإصلاح السياسي ما نصه: القانون هو عمل الدولة وهو مسئولية رجال السياسة , أما الأخلاق والدين فهما مجال الأفراد والمجتمع المدني ... فالفرد ومبادئه والمجتمع وقيمه في المنزل وفي المدرسة وفي المسجد وفي الكنيسة وفي الجمعيات!! ا. ه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/497)
ولاحظ قوله " أما الأخلاق والدين " فالدين عنده محصور في المنزل والمدرسة والمسجد والكنيسة والجمعية!!
أما الدولة فالله عنده – سبحانه و تعالى – عاجز أن ينزل دينا يصلح لها في كل زمان ومكان! عندهم الله يعلمنا آداب الخلاء ويغفل منهج الحياة المتكامل!! إنكم لتقولون على الله قولا عظيما.
ويقول أيضا في ذات المصدر: ومن هنا تؤكد الليبرالية أنها مفهوم " بشري " "مدني " بعيد عن المطلقات سواء باسم الدين أو العلم أو التاريخ. ا. ه.
ثالثا: أنها ذات فكر فردي النزعة:
" وإذا كان الفكر الليبرالي يبدأ من ضرورة الاعتراف بالفرد وبمجال خاص له يستقل فيه وتظهر فيه قدراته الإبداعية فإنما يرجع ذلك إلى موقف عام من الفرد والجماعة! فالفكر الليبرالي يرفض الأفكار الموروثة والتي ترى أن للمجتمعات غايات محتومة – غيبية أو غير غيبية – وأن الفرد مسخر لتحقيق هذه الغايات , ..... وأن الفرد يسعى إلى تحقيق ذاته ومع سعيه المستمر وراء غايات وأهداف خاصة به وهي متغيرة دوما مع تغير الظروف في ضوء مدى ما يحققه من إنجازات أو يصادفه من إخفاقات!
وتحت عنوان: الآليات (النظام الاقتصادي): فالفرد قادر على معرفة مصالحه ولا يحتاج في الغالب إلى وصاية عليه من أحد , وليس هذا فحسب بل إن سعي الأفراد لتحقق مصالحهم الخاصة سوف يؤدي – بشكل عام – إلى تحقيق الصالح العام ... ا. ه
رابعا: مبدأ التداول للسلطة:
يقول مؤلف من أجل الإصلاح السياسي: ففيما يتعلق بممارسة السياسة: يجب أن يتم ذلك من خلال أدوات الديمقراطية السياسية وضمان المساءلة للحكام , وتداول السلطة في ظل دولة القانون التي تحترم الحريات الأساسية للأفراد. ا. ه
بل وأصرح من هذا يذكر في المصدر نفسه: فإن الديمقراطية الليبرالية تعني إمكان التغيير السلمي في السلطة من فئة إلى أخرى بين الحين والحين وتنطوي هذه الخاصة على أمرين, الأول: هو ضرورة التغيير وتداول السلطة , والثاني أن يتم التغيير بشكل سلمي ووفقا للإرادة الشعبية .... فإذا كان النظام لا يؤدي إلى التغيير أصلا وإلى استمرار نفس الحكام لفترات طويلة: فإن ذلك يعني أن هناك خللا ما في شكل النظام ..... حتى قال: عدم التغيير قد لا يكون راجعا إلى خلل في الإجراءات السياسية المتبعة بقدر ما هو راجع إلى ضمور الحياة السياسية وغلبة اللامبالاة السياسية وضعف الحياة الحزبية ... ا. ه.
ويقول أيضا ص20: فالمجتمع الليبرالي لا يتعامل مع حكام من الآلهة أو من أنصاف الآلهة وإنما يتعامل مع مجموعة من البشر العاديين الذين يخطئون ويصيبون وهي لا تعترف بدوام للسلطة أو تأبيدها , فالأصل هو تداولها.
وما سبق عدم اعتراف لسيادة الحكام وسلبهم حقهم وفضحهم من أجل الأمور الدنيوية.
خامسا: نظرية التقدم:
وهو عندهم:الأمل الذي لا حدود له ولا منتهى لغايته!!
ومعناه: إمكانية التحسين المستمر في ظروف الحياة , أي التخلص وتخفيف أسباب النقص والقصور .... وإذا وصل الإنسان إلى الكمال فهذا يعني أيضا انعدام الحاجة إلى التغيير وعندها يتوقف التقدم ويضيع الأمل! ..... الديمقراطية هي في نهاية الأمر اعتراف بحدود قدرات الإنسان وقصوره ..... ولكن رفض الليبرالية لفكرة المدينة الفاضلة لا يرجع إلى فضيلة التواضع لدى الليبرالية ... ولكن الأمر عندهم ينطوي على تشكيك كبير في صحة هذا الادعاء نفسه: بإقامة الجنة على الأرض!
هذه أبرز أركان الليبرالية من حيث الناحية النظرية.
أما من حيث الممارسات التي تمارسها الليبرالية لتطبيق الجانب النظري فهم يستترون خلف أكثر من قناع بالنظر للاختلافات من زمان لآخر أو من مكان لآخر أو من سلطة لأخرى!
لكن لو نظرنا إلى الاتجاه السائد نستطيع أن نعرف ممارساتهم في الجملة لا بالجملة , إذ أن كثيرا من الأمور تكون خلف الكواليس وتحاك خيوطها بليل ,وإنني إذ أتكلم سيكون حديثي عن وسائلهم المعاصرة في المملكة وقد باتوا يفتخرون بتسميتهم ليبراليين والمتأمل يلاحظ هذا في منتدياتهم ومواقعهم على الشبكة.
• وعموما فإن وسائلهم يمكن تلخيصها بما يلي:
ممارسة أساليب التزلف للقادة وتصنع الغيرة على الوطن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/498)
ومن أمثلة ذلك المزايدات المكشوفة حيال بعض الموضوعات كـ (الوطنية) و إعطاء التصور بأنها (الوطنية) حكراً على أصحاب الفكر الليبرالي، وأنهم أحرص الناس على مصالح هذا الوطن، ومحاولة اتهام كل من خالفهم بعدم حب الوطن ,كما قال أحدهم معدداً مآثر القوم (وتحدثوا عن الوطن والوطنية، وعَلَم البلاد وهيبتها؛ يوم كان بعضهم يحرم ذلك)
وهذا الأسلوب قد مارسه أشباههم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً, فقد كان عبد الله بن سلول يقوم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كل جمعة حين يجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم للخطبة، فيقول" هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم، أكرمكم الله و أعزكم به، فانصروه وعزروه، واسمعوا له وأطيعوا" ثم يجلس، فيقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخطب، وكان من أمره أن فعل ذلك في الجمعة التي أعقبت معركة أحد فقام ليقول ما كان يقوله من قبل، فأجلسه المسلمون بثيابه وقالوا: اجلس يا عدو الله فلست لذلك بأهل وقد فعلت ما فعلت.
الدعوة إلى الفساد تحت مسمى الإصلاح.
يرى الليبراليون اليوم في كثيرٍ مما لديهم من دعواتٍ إفسادية إصلاحاً , ويصفون من يخالفهم بالتشدد والتكفير , حتى قال قائلهم وهو يصف العلماء و الدعاة الذين عارضوا ما وقعت فيه بعض الوزارات من خطأ بقوله: (حتى أوصلهم ما وصلوا إليه من تشدد وتكفير، وجرأة وصلت إلى التكتل الهائل ضد قرارات الدولة وخططها التطويرية والإصلاحية، وما الموقف المتشنج من قرار وزارة العمل بتشغيل النساء في محلات الأدوات النسائية عنا ببعيد) وكذلك فهم يعتقدون بأن الإصلاح لا يتم إلا إذا تخلت الأمة عن ماضيها وانسلخت عن دينها و (أدارت ظهرها بالكامل نحو المستقبل) ,
و قد وُجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فئةٌ يرون في ما يمارسون ويدعون إليه إصلاحاً , {و إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} (البقرة 11) ولكن لما كان ما يزعمونه إصلاحاً هو في الحقيقة عين الإفساد , فقد رد الله عليهم بقوله {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} (البقرة 12)
التحالف مع أعداء الإسلام في الداخل و الخارج.
أما داخلياً , فلا يخفى على أحد ما يمارسه أصحاب الفكر الليبرالي من تعاونٍ مع بعض الطوائف و الفرق المناوئة لمنهج أهل السنة و الجماعة وحضورٍ لمنتدياتهم و المشاركة فيها ويحتجون بأن ذلك هدفه تعزيز الوحدة الوطنية , ويصورون منع هذه الفئات من ممارسة طقوسهم و شعائرهم إنما هو نوع وصاية من طائفة معينة ذات مذهبٍ وفكرٍ معين ,وإقصاءٌ لا مبرر له وقد كان من أشباههم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من يدافع حتى عن اليهود, فقد ورد في قصة غزوة بني قينقاع أنهم وبعد نقضهم العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حاصرهم فنزلوا على حكمه في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم، فأمر بهم فكتفوا , فعند ذلك قام عبد الله بن أبي بن سلول فألح على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدر عنهم العفو ولم يرى مسوغاً لقتلهم وقال: يا محمد، أحسن في موالي وكان بنو قينقاع حلفاء الخزرج ـ فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكرر ابن أبي مقالته فأعرض عنه، فأدخل يده في جيب درعه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرسلني)، وغضب حتى رأوا لوجهه ظُللاً، ثم قال: (ويحك، أرسلني). ولكنه مضى على إصراره وقال: لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالى أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة؟!!
وأما خارجياً فإنك لن تجد عناءً كبيراً في إثبات مدى التعاون القائم بين هؤلاء الليبراليين و بين أعداء الأمة من الدول الكافرة, بل كل ما عليك هو الرجوع إلى بعض التقارير التابعة لبعض مراكز البحوث الغربية و التي تنادي بدعم هذه الفئة واستغلال أنشطتها و منابرها لنشر الديمقراطية الغربية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/499)
بل وكلمة إحدى سيدات الأعمال – الأخت الفاضلة حصة العون حفظها الله - على قناة من القنوات الفضائية حول دعم بعض السفارات لها ولأمثالها لأكبر دليل على ذلك ,مما أثار حفيظة الليبراليين في المملكة خاصة وأن تصريحاتها جاءت متزامنة مع ذلك السجال الذي كان دائرا ضد الشيخ الفاضل سعد البريك من قبل مجموعة من الليبراليين – قينان الغامدي - فجاءت هذه التصريحات لتخرس ألسنتهم: (أن الله يدافع عن الذين آمنوا).
استخدام الإعلام كوسيلة فاعلة في ذلك!
إن: (الدعاية الإعلامية للعولمة الليبرالية هي جزء من الحرب في المعركة الحضارية بيننا وبين الرأسمالية المتوحشة التي تقدم لنا تحت شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والأممية السياسية ...... ولا يمكن أن يصبح الذئب حملا ..... إن الرأسمالية اليوم تخوض حربا إعلامية شرسة للسيطرة على العالم فهناك إحصائيات تشير إلى أن أمريكا اليوم تمتلك 65 بالمئة من المادة الإعلامية العالمية وهذا يسهل عليها رفع وترويج شعارات للاستهلاك والتخويف واستغلالها في أساليب التصعيد ضد الخصوم).
(إن مخاطر الغزو الإعلامي والتوجس منها ليست محصورة على الدول الصغيرة فحتى فرنسا لها نضال أمده ضد الأفلام الأمريكية وتطور حديثا إلى صراع مرير وما زالت فرنسا تحد من عدد الساعات التي تخصص للمواد الأمريكية في أجهزتها القومية!).
استغلال الأخطاء التي يقع فيها بعض المنتسبين للدين لتشويه صورة جميع المتدينين جميعاً, واتهامهم بأنهم يستغلون الدين لأهداف أخرى.
فكما لا يخفى, فإن الليبراليون قد استغلوا ما وقع من أحداث إجرامية ,ارتكبها فريقٌ من الجهلة الغالين وشرذمة من الضالين , للنيل من الدعوة والدعاة و المتدينين جميعاً ووصفهم بأنهم (تيار "الإسلام السياسي", وأن هذا التيار بدأ تكوين نفسه بعد أحداث "الحرم المكي" مباشرة قبل أكثر من ربع قرن، عندما التقى الفكر التنظيمي للإخوان المسلمين مع التراث الفقهي المتشدد للمدرسة السلفية التقليدية السعودية " و أنه " لا يريد الإعلان عن نفسه تحت صفة سياسية فبحث عن دثار يغطيه وانتشر انتشار النار في الهشيم، فمجتمع المملكة شعب مسلم بالفطرة، والدولة قامت أصلاً على الشريعة الإسلامية، فاستغلَّ التيار هاتين الحقيقتين واستثمرهما استثمارا منقطع النظير، حيث تغلغل تغلغلا هائلا في المدارس والجامعات والمساجد والأسواق والمناهج المدرسية والجامعية ومختلف مؤسسات الدولة وقطاعاتها، واستخدم كل الوسائل المتاحة، وسائل الإعلام كلها، النشرات والمطويات، الأشرطة، المخيمات، المراكز .. الخ"،" وأن " التيار السياسي ودعاته لم يدعوا شيئا إلا وأسلموه وحشروا الدين فيه حشرا أو حشروه في الدين ابتداء من المرأة وشؤونها، وانتهاء بشكل الرجل ولباسه وحديثه، " و أن "خطأ في الحسابات قد حدث فانفلت الشباب من عقال التنظير الكثيف، إلى ميدان التطبيق العنيف،)
ومثله التشنيع على بعض المؤسسات الإسلامية – هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على سبيل المثال لا الحصر – من خلال تصيد الأخطاء وتضخيمها لتنفير الناس من هذه الشعيرة العظيمة.
ويبقى السؤال: ماذا عن التجربة الليبرالية في المملكة؟؟؟
سيكون الجواب في القسم الأخير من البحث بإذن الله (وبأقلامهم)!!
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[20 - 03 - 07, 11:27 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المفيد
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[21 - 03 - 07, 07:51 ص]ـ
وجزاك الله خيرا أخي محمد بن حجاج.
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[22 - 03 - 07, 09:11 م]ـ
التجربة الليبرالية في المملكة من منظورهم الخاص!
لماذا سقط الليبراليون السعوديون؟
أجاب على هذا السؤال فارس بن حزام وأسوق كلامه من موقع العربية على الشبكة:
الجمعة 25 فبراير 2005م، 16 محرم 1426 هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(38/500)
النتيجة الأولى التي يخرج بها المتابع للانتخابات البلدية في منطقة الرياض: الليبراليون السعوديون لا يمثلون إلا أنفسهم، وليسوا سوى بضعة آلاف لا تقدر على إدارة نفسها، ولا تجد من يقدر مشروعها! والأعجب أنهم لم يقتنعوا طوال الفترة الماضية بقلتهم التي لا تستند إلى قاعدة شعبية، ولا تلقى حتى مجرد التعاطف من غير المقترنين بمشروعها. ولعل نتيجة الانتخابات تزيح الغشاوة عن أعينهم، ليروا الحقيقة التي طالما رفضوا الاقتناع بها، وحاولوا ترويج مقولة «الغالبية الصامتة»، وهي مقولة كان مطلقوها يزعمون وجود غالبية في المجتمع السعودي تؤمن بدورهم، ولكنها لا تجرؤ على الإعلان عن ذلك، خشية رد فعل الإسلاميين.
الآن، وقد انتهت نتائج الاقتراع، وخرجوا بنتيجة صفرية، هل سيقتنعون بعدم وجود مثل تلك الغالبية الصامتة التي كانوا يتخيلونها؟
عليهم أن يعرفوا حقيقة مستوى أدائهم ومكانتهم في الداخل، فتلك الغالبية الصامتة التي كانوا يراهنون عليها جانبتهم تماماً وذهبت إلى الجانب الآخر - المرشحين الإسلاميين - مع أن أحداً لم يجبر تلك الغالبية المصوتة على سلوك الطريق إلى صندوق الاقتراع، أو أرهبها من مغبة التصريح بأي رؤية هي ربيبة لذلك لتيار.
الانتخابات في الرياض كانت صادقة، ومرآة صافية تعكس واقع المجتمع المحافظ، فليبرالي واحد لم يتمكن من الوصول إلى المجلس منتخباً من أهل المدينة، والآن ليس أمام الفئة الخاسرة إلا أن يكون من نصيبها أحد المقاعد السبعة المنتظرة في قرار التعيين من السلطة السياسية.
والحقيقة التي يحاول تجاهلها بعضهم، هي أن المجتمع السعودي متدين بالفطرة، وهذا التدين قد لا يكون تديناً إسلامياً، بقدر ما هو تدين اجتماعي، ومن شأن هؤلاء المتدينين اجتماعياً، إن خُيروا بين فريقين أحدهما ليبرالي، وآخر إسلامي، فبكل تأكيد سيجنحون إلى الأخير، لأنه الأقرب إلى نمطهم الاجتماعي المحافظ، وإن كان متشدداً بالنسبة إلى هذا النمط، إلا أنه لن يقبل فكر آخر يجهله كلياً.
أزمة الليبراليين السعوديين أن المجتمع لا يثق في مشروعهم، وقد لا يكون ذلك لسلبيته، بقدر ما هو عجز في الأسلوب والخطاب المسوق له. وهذا المجتمع بطبيعته يصعب اختراقه، وعمل كهذا يحتاج إلى تكتيكات معينة لم يتبنها الحراك الليبرالي يوماً، بل يذهب هذا الحراك في كثير من آلياته مذهباً صدامياً مع الثوابت الاجتماعية. وبعيدا عن صدق هذه الثوابت من عدمها فإن التعرض لها بذلك الفعل الصدامي لا ريب أنه سيحدث رداً سلبياً، يوفر فرص النجاح أمام الطرف الآخر في السباق - الإسلاميين - من خلال تجييش المجتمع ضد الأفكار الليبرالية، وإقناعهم بأن ما ينادي به الجانب الليبرالي ما هو إلا تغريباً للمجتمع، ولذا لا غرابة من تغلغل عبارات داخل المجتمع تشتغل على إقصاء الليبرالي، تحمله تهمة «العمالة للغرب»، وهي التهمة غير السليمة، ولكنها متداولة على كل حال.
وعلى رغم أن الأقليات في السعودية - من حيث الانحدار الجغرافي - أثبتت قدرتها على التنظيم لمشروعها وتحقيق مكتسبات في سباق الانتخابات، وهذه حال عامة في ثقافة الأقليات، إلا أن الحال لم تكن كذلك في وضع الأقلية الليبرالية، إذغاب عنها التنظيم، وافتقدت الرؤية السليمة في استدراج أصوات الناخبين.
على الضفة الأخرى أثبت الإسلاميون أنهم كائنات سياسية تجيد الفنون التنظيمية، وتحسن إدارة أي حملة تريدها، وقد بدت كلاعب أساسي رائع في الجولة الأخيرة. الواضح تماماً، أن هناك تحضيراً إسلامياً أكثر تنظيماً، وهذا ما لم يستوعبه الليبراليون.
في جانب آخر، كانت هناك «دهشة إسلامية» تجاه النظرة الشرعية للانتخابات والممارسات الديمقراطية في صورة عامة. ففي السابق كان ينظر إلى الانتخابات على أنها غير جائزة شرعاً، وتندرج ضمن قائمة المحرمات. فجأة تغيرت الحال وتبدلت، وأصبحت هذه التجربة تتسم بالإباحة الشرعية، وانطلق بعض الإسلاميين إليها في صورة سريعة، وقادوا فريقاً ناجحاً في التنظيم والحشد، حقق أول النجاحات لمصلحته في مسابقة منطقة الرياض. حال الذهول هي نتيجة طبيعية تجاه الموقف الشرعي، وتحوله المرن من التحريم إلى كونها ضرورة شرعية، وهو أمر يقود إلى التفاؤل بوجود بحبوحة شرعية مستقبلاً تجاه بعض المشاريع المغيبة، لكونها مدرجة ضمن قائمة المحرمات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/1)
في هذا الشأن، وأخيراً، فإن الإسلاميين مدينون إلى الليبراليين بالشكر والتقدير، لكونهم الوحيدين الذين نادوا بالانتخابات، في وقت كان التيار الإسلامي يرفض ويحرم مثل هذه الممارسات السياسية الواجبة، وها هو قد كسب نتيجة نزال لم يبحث عنه مطلقاً.
* نقلا عن صحيفة "الحياة" اللندنية
وماذا بعد الممارسات؟!
ما سبق كان لمحة سريعة عن الليبرالية بصفة عامة , ثم عرجنا على رؤى الليبراليين السعوديين- ومن منظورهم الخاص - حول تجربتهم في المملكة ,والآن ينبغي أن نعرض ما سبق من مبادئ وممارسات هذا التوجه على ميزان الشريعة السمحاء , لننظر ما الآثار المترتبة على المجتمع المسلم المحافظ؟ فنقول وبالله التوفيق إن هناك الكثير من السلبيات التي يمكن أن تقع بسبب هذا الفكر لكن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1) صبغ المجتمع بالصبغة العلمانية: فالليبراليون يفتخرون بكونهم يفصلون الدين عن مناحي الحياة , ذلك أن أول جدار تصطدم به العلمانية ومنه الليبرالية جدار الشريعة السمحاء!
فنحن المسلمين: نرى أن الله أنزل لنا منهج حياة متكامل: في جميع المجالات , وهو صالح لكل زمان ومكان , وقادر على حل مشكلات البشرية , ولا يتعارض مع الواقع بل نحن ننظر بمنظار فقه الواقع لكن في ضوء الكتاب والسنة لا بدفن الكتاب والسنة.
ومن قال غير هذا فقد اتهم ربه بالنقص إذ لو كانت الشريعة ناقصة لكان منزلها كذلك!! والله منزه عن النقائص والعيوب سبحانه وتعالى!
أما الليبرالية فهي تزعم الحرية والمساواة كما نقلنا عنهم وهذا ينبني على قاعدة جائرة: الغاية تبرر الوسيلة!!
وعلى سبيل المثال: فلو كانت مصلحة الفرد في الربا والشريعة تعاقب عليه بالحرب من الله فلكي يخرجون من هذا التعارض فيقومون بإقصاء الشريعة لأنها بظنهم الفاسد تقف حجر عثرة أمام حرية الشخص ومصالحه ويتركون للفرد حرية إدارة اقتصاده كما يحلو له بشرط بارد ألا يعتدي على حقوق الآخرين!! فهم بذلك وهذا مسألة أخرى يكذبون الله تعالى في قوله:
(وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون)
فوصف الربا بأنه ظلم واعتداء على مصالح الغير فمن نصدق؟ الله ومن أحسن من الله قيلا , أم أذناب فوكوياما وكونستانت؟؟
2) تجريد المجتمع من شعائر الدين: ففي مجال العقيدة يزعمون الحرية وهي عندهم بمعنى إسقاط كل سلطة تقيد الممارسة الدينية للأفراد مهما كان دينهم , ومهما كانت طريقتهم! فلو خرج رجل ووضع صليبه على قارعة الطريق وسجد له فلا يحق للنظام – فضلا عن الأفراد – الاعتراض عليه , وهذا لا يوجد في الإسلام ... نعم لهم الحق في ممارسة شعائرهم في بيوتهم ونحوه لكن دون إظهار ذلك والافتخار به أمام المجتمع المسلم.
وفي مجال الحرية الاجتماعية: إسقاط كافة القوانين التي تعيق من الحرية السلوكية للأفراد فللفرد ممارسة ما شاء من العلاقات والتحرر من جميع الواجبات الاجتماعية إن شاء دون أدني وازع من دين أو خلق فالضابط له: الرغبة الشخصية بشرط: ألا يتعدى على حدود الغير!
وما سبق إذا كان يسقط قوانين الله فهو يتضمن ضياع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من باب أولى.
3) صدم الشعوب بالحكام: وذلك باستغلالهم لأخطاء بعض المنحرفين وتضخيمها وبالتالي التحريض عليهم من جهة , ومن جهة أخرى تحريش الشعوب ضد مؤسسات الدولة بسبب الأخطاء الواقعة ببعضها فتسقط قيمة هذه المؤسسات وتبدأ عمليات الاستغلال والسرقة وانتهاك الحقوق .... الخ.
4) التمكين للأعداء:
فعلى مر التاريخ فإن أعداء الإسلام كانوا يخترقون الدول الإسلامية عن طريق أمثال هؤلاء المنافقين لأنهم غالبا ما يقفون على أخص خصوصيات الدول فلا تبقى شاردة ولا واردة إلا علمها أعداء الإسلام , مثلما حدث في دخول التتار لبغداد فلولا مؤامرات الروافض وإعانتهم لجنكيز خان وتفريغ حدود الدولة من المرابطين ثم إبلاغه بذلك وغير ذلك مما هو مذكور في بابه لما استطاع أن يدوس على أرض الدولة الإسلامية وكل ذلك في لحظة غفلة من المسلمين عما يحاك ضدهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/2)
5) ربط الناس بالمناهج المستوردة في حل المشكلات بدلا عن المنهج الشرعي – كالإضرابات والمظاهرات .... - لأن الليبرالية قامت على الثوروية ضد الدول شأنها في ذلك شأن الممالك الغابرة التي كانت تقوم على الانقلابات والاغتيالات!! خلافا للمنهج الإسلامي السلفي تحديدا الذي نتبع فيه إمامنا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم! فالنبي بدأ بالدعوة دون أن تسال قطرة دم واحدة حتى لا يتحدث الناس بأن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ دعوته بالسيف! حتى الصحابة لما جاءوا قبل الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله! لو أنا ملنا على أهل منى ,وحرفوا بأيديهم يريدون القتل! وكان المشركون يدخلون منى بلا سلاح , فيستتب الأمر في مكة لرسول الله خلال ساعات ويسترح الصحابة من العناء الذي كانوا يلقونه من المشركين!! فقال بأبي هو وأمي: لم أمر بهذا!! (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)
وانظر إلى حال أولئك ففي الموسوعة العربية العالمية: (21/ 247) تحت عنوان الليبرالية المبكرة: كان حق التمرد ضد الحكومة التي تقيد الحرية الشخصية أحد المذاهب الرئيسية لليبرالية المبكرة. وقد أوحت الأفكار الليبرالية المبكرة بالثورة الإنجليزية عام 1688م وبالثورة الأمريكية عام 1775م وبالثورة الفرنسية عام 1789 م!! ا. ه.
تاريخ بدئ بالثورات وإن شئت فقل الانقلابات والاغتيالات, الثوروية أصل أصيل من مبادئه!! أما عندنا نحن أهل الإسلام: فالعلاقة علاقة مناصحة لا مفاضحة وتصحيح لا تجريح , قال عبد الله بن مسعود للذين أرادوا الخروج على عثمان رضي الله عنه لما زاد من جنس الصلاة في الحج: قال لا تخرجوا عليه الخلاف شر!
فيا ترى: أي الفريقين أحق بالأمن؟؟
6) إلهاء الناس عن تحكيم الشريعة:
والتي قال الله فيها: " إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه " فتأمل معي كيف سمى الله الحكم بأوامره عبادة وهذا معنى فقده كثيرون فحصروا العبادة في الصلاة والصيام , مع العلم بأنه نظام لا يثق أصحابه به!
يقول ونستن تشرشل: إن الديمقراطية هي أسوأ نظام ولكنها أفضل أسوأ الأنظمة المتاحة. فإذا كان هذا رأي أصحابه به , فهل هو جدير بالتطبيق في مقابل الشريعة الغراء وإشغال الناس بمثله؟؟
7) أنه نظام يضفي الاضطراب على مؤسسات المجتمع:
يقول المؤلف في المصدر السابق ما نصه: فدول تأخذ بنظم الانتخاب الفردي بالأغلبية المطلقة ودول أخرى بالقوائم النسبية أو المطلقة , ودول تعرف مجلسا وحيدا , ودول تعرف مجلسين ودول تحدد هذه المجالس النيابية بخمس سنوات وأخرى أكثر أو أقل ودول تأخذ بالنظام البرلماني وأخرى تأخذ بالنظام الرئاسي وكل هذه النظم تتفق مع الفكر الديمقراطي والعبرة في نهاية الأمر هي باختيار النظام الملائم الذي يؤدي إلى كفاءة الحكم واختيار أفضل العناصر. ولذلك فإن مناقشة قضية الديمقراطية ليست فقط في مناقشة المبدأ وإنما هي بالدرجة الأولى في مناقشة أشكال الديمقراطية المناسبة ا. ه.
قلت: وهذه التجارب والنقلات من طرق لأخرى تكلف الكثير ماديا ومعنويا وترتكب خلال هذه التحولات أخطاء وأخطاء حتى إذا ظن الناس أنهم اقتربوا من الإصلاح إذ بهم يفاجئون بنقلة أخرى وهكذا دواليك.
فهذا النظام مجرد رسوم ونظريات لم يفلح أربابها في تحقيقها حتى اليوم فكيف نقدم أصحاب هذا الفكر ليتولوا زمام أمور ليسوا لها بأهل؟؟
وإذا كانوا عاجزين عن تحديد أشكال التطبيق للوصول إلى مآربهم فكيف يريدون قيادة الأمة وإيصالها للأمل المنشود؟؟
فواعجبا من حالنا كيف آلت الأمور إلى ما آلت إليه ولا حول ولا قوة إلا بالله: يقبلون كل نظام , وهم على استعداد لتجربة كل وسيلة إلا وسيلة واحدة وهي الدين الحنيف؟
فعندهم ثقة عمياء بكل ناعق إلا ربهم وخالقهم الذي يقول ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)
فمتى سيقبلونه دينا صالحا في مجالات الحياة أجمع؟
عندما يطبقه الغرب وينادون به؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/3)
8) أنه أمركة – إن صحت اللفظة – وتغريب للمجتمع في شتى ميادينه: لأنه يبني مبادئه ورؤاه على الطريقة الأمريكية وإنك ليزيد عجبك إذ تراه – هذا النظام – يفرق بين المتماثلات ويجمع بين المتضادات , فعلى سبيل المثال في مسألة السلطة يقول أحدهم: (كذلك ينبغي الإحساس الدائم بأن التغيير ممكن حتى وإن لم يكن مطلوبا فترة أو فترات. وهكذا لا يتعارض مع جوهر الديمقراطية أن يستمر حزب في الحكم لسنوات طويلة يفوز فيها في دورة انتخابية بعد دورة وهكذا. فبقاء الحزب الجمهوري في رئاسة الجمهورية الأمريكية لأكثر من ثلاث دورات أمرا لا يتعارض مع الديمقراطية وقل مثل ذلك بالنسبة لحزب المحافظين في انجلترا مادام أن المسلم به أن الأحزاب الأخرى قد تفوز يوما ما وقد نجحوا بالفعل في فترات متلاحقة في الوصول إلى الحكم. أما إذا احتكر حزب مقاليد الحكم كما هو الحال في المكسيك في نهاية القرن العشرين لجيل بعد جيل دون أن يتمكن حزب آخر من الوصول إليه فأن ذلك يعني خللا ما ا. ه
فالفارق هو الإحساس!! مع أن كلاهما متربع على عرش الرئاسة!!
والسؤال الذي فات الدكتور المؤلف: هل يعقل أن دولة مثل أمريكا تعداد سكانها قرابة ثلاثمائة مليون نسمة ليس فيها سوى حزبين فقط؟
فهل يستطيع الدكتور الجواب على هذا؟؟
9) أنه نظام يربي أفراده على السلطوية القاسية: من حيث يشعرون أو لا يشعرون! فعلاوة على مثال التناقض في الحرية المزعومة أضيف مثالا آخر عليه:وهو أنهم عندما تصل الحرية إلى الحد التي تطالب فيه بتطبيق شرع الله فهنا يتدخلون ليمنعوا الشعوب من حقها المختار التي رضيت به كاسرين بذلك صنم الحرية المزعومة , ويعللون بأن هذه الشعوب لا تدري أين مصلحتها بعد أن كرروا – وقد ذكرت هذا مرارا – عبارة الفرد لا يحتاج إلى وصاية من أحد ... الفرد يحكم عقله وهذا الذي سينجح المجتمع و .... و .... الخ!
وهذا داعية من دعاتهم يقول: (وهكذا فالديمقراطية الليبرالية لا تستطيع أن تتجاهل " الحرية الجمهورية " وضرورة المشاركة السياسية عبر الانتخابات وتداول السلطة وقيام المسئولية ولكنها لابد وأن تحترم في نفس الوقت الحقوق الأساسية للأفراد بحيث لا يمكن التطاول عليها أو المساس بها ولو باسم الأغلبية).
قلت: وعلى كلامه فهب أن الغالبية رأت أن الانتخابات مرفوضة في مجتمعها , فحتى لو كانت هذه رغبتها وأنها لا تريد مناهجا مستوردة فلا يحق لها الرفض وينزع الخيار من أيديها ليوضع في (يد القانون دستوري الليبرالي الذي يحمي الحريات وهو الحكم والفيصل الأخير).
وسائل التصدي للزحف الليبرالي:
1) التفريق بين طبقات الليبراليين: فكثير ممن شاهدناهم يقول هو ليبرالي وينادي بها لكنه في وسطه يختلف تماما عن هذا التوجه فبعضهم يظن أن الليبرالية: جواز كشف الوجه مثلا!! لكنه لا يرضى في بيئته أن يأتي الناس ليصافحوا ابنته ونحو ذلك , وبعضهم من أهل صلاة الفجر , بل وبعضهم لعلك لو نبهته تنبه ولا يخطر بباله أن هذا المنهج سب لله ولرسوله واتهام الدين الذي جاء من عندهما بالنقص والقصور. فإن حصل هذا اختلفت وسائل دعوة كل فريق.
2) ينبغي على العلماء وطلبة العلم القراءة في مضامين هذا النهج والتبحر فيه والتوسع بحيث يمكن مناظرة أولئك المنادين به فهذا من أعظم الجهاد ولكل عصر سمته ولم يصب من قصر الجهاد على السنان وأغفل دعوة الإيمان , بل إنني أرى أن هذا العصر أشبه ما يكون في شبهاته بعصر القول بخلق القرآن بل أعظم لأن ذلك العصر كانت الشبه واحدة والدعاة محدودون! ولكن في عصرنا تكالبت الأمم والشبهات والشهوات على المسلمين وإنا لله وإنا إليه راجعون.
3) الرد على أولئك في الصحف وفي المنتديات التي لا تحجب بواسطة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والندوات ...
4) الرفع لولاة الأمر عن مثل هؤلاء ليتم تطبيق حكم الله فيمن تجاوز وظلم وتعدى , والأخذ على يد السفهاء منهم بالجلد والتعزير أمام العامة وهذا مثل فعل عمر لما أتاه أصيبيغ فقال يا أمير المؤمنين ما تقول في كذا وكذا من صفات الله؟؟ فقال أنت؟ وكان قد بلغه من بعض الصحابة ما بلغه عنه فضربه ثلاثة أيام وبعد كل مرة يرميه في القليب حتى تأدب فلما كانت الفتنة بعد موت عمر قالوا له اخرج فقد جاء وقتك! فقال: أدبني العبد الصالح ..
5) منع هؤلاء من الكتابة في الصحف والتضييق عليهم ولو بالحجر وهذا علاج نبوي آخر أو بالتغريب ولعمر الله ما يقولونه أشد عند الله من الزني والقذف فمن يركب الفواحش فهذه من جنس المعاصي , أما من يحارب الله ورسوله ويقصى دينه ويلبس على الناس دينهم ويناقش في مسلمات الدين فهذا هو الكفر والعياذ بالله.
6) العناية بالوسائل الإعلامية مثل القنوات الفضائية الإسلامية والوسائل السمعية والمقروءة صحفا كانت أو مجلات أو على الشبكة لتغطية الفراغ الموجود في الساحة وملئ الجانب الاجتماعي المتعلق بالشباب والمراهقين حتى لا يقعوا في حبال هؤلاء القوم ..
7) فضح مخططاتهم وتدليسهم على الناس – بالمحاضرات مثلا -:
فكثيرا ما يقولون: لم يخبرنا التاريخ عن أية حروب وقعت بين دول تأخذ بالنظم الليبرالية فهي نظم تأخذ بالحوار .... الخ فيكشف تلبيسهم على العامة فنقول:
وماذا نسمي الحرب العالمية الثانية؟؟؟
وماذا نسمي الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان؟؟؟
هل هذا من مقتضيات الليبرالية المزعومة؟؟؟
هل هذه قدرتها على التسامح والتعايش مع مختلف القيم؟؟
وبهذا يكون قد انتهى هذا البحث المتواضع راجيا بذلك الأجر من الله تعالى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/4)
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[22 - 03 - 07, 10:00 م]ـ
بقيت مسألة!
أما فيما يتعلق بالعنوان: فالظلم وضع الشئ في غير موضعه , وإذا ظننا بالليبرالية أقل مما ينبغي لها (وهي ما هي في البلاء والسوء) فقد ظلمناها!!!
فالواجب أن ننزلها منزلتها في السوء والمحاربة لله ورسوله وكتابه! هذا ما عنيته بقولي حتى لا نظلمها فالظلم تارة بوضع الشئ فوق منزلته الحقيقية , وتارة بأن نظن به دون ما هو فلنعط كل ذي حق حقه!!
ألا تتفقون معي يا أحبتي؟
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[24 - 03 - 07, 02:24 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أخى وللاضافة فهذا فهرس لبعض المواضيع عن الليبرالية
http://www.eltwhed.com/vb/showpost.php?p=31746&postcount=11
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[24 - 03 - 07, 02:10 م]ـ
وبارك فيك أخي الجندي المسلم وجعلك مباركا أينما كنت.
ـ[أبو عبدالعزيز النجدي]ــــــــ[01 - 04 - 07, 11:35 م]ـ
من أراد أن يقف شعر رأسه فليدخل إلى موقع (الشبكة الليبرالية السعودية) وليقرأ بعض مايكتبونه هناك ...
إبحثو عنها في جوجل ...
جزاك الله خيراً ياشيخ أشرف ...
وسلم لي على أخيك عبدالله ...
أبو عبدالعزيز النجدي
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[02 - 04 - 07, 01:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
أخي الفاضل: نعم موقع الشبكة الليبرالية السعودية غاية في الشر.
وكذلك موقع الليبراليون السعوديون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تلقيت أخي الكريم رسالتك ورددت عليها مقدرا شوقك.
اللهم اجمعنا في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.(39/5)
أبحث عن نص الإمام النووي في تحريم المنطق
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 03:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص الإمام النووي على تحريم علم المنطق، من يسعفنا ويأتي بنص كلامه مع الإحالة إلى المصدر، أو يخبرنا عن مظنته، وله مني دعوة في ظهر الغيب.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[15 - 03 - 07, 04:13 م]ـ
وفقك الله.
هذا مشهور عن الإمام النووي - رحمه الله - وقد قال الإمام شهاب الدين الرملي - رحمه الله - وقد
(سُئِلَ): هَلْ يَحْرُمُ الِاشْتِغَالُ بِعِلْمِ الْمَنْطِقِ وَكَانَ الْفَارَابِيُّ يُسَمِّيهِ رَئِيسَ الْعُلُومِ , وَأَنْكَرَهُ ابْنُ سِينَا وَقَالَ هُوَ خَادِمُهَا؟ (فَأَجَابَ) بِأَنَّ فِي الِاشْتِغَالِ بِهِ ثَلَاثَةَ مَذَاهِبَ قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ وَالنَّوَوِيُّ: يَحْرُمُ الِاشْتِغَالُ بِهِ , وَقَالَ الْغَزَالِيُّ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ لَا يُوثَقُ بِعُلُومِهِ وَالْمُخْتَارُ كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ جَوَازُهُ لِمَنْ وَثِقَ بِصِحَّةِ ذِهْنِهِ وَمَارَسَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَغَايَتُهُ عِصْمَةُ الْإِنْسَانِ عَنْ أَنْ يَضِلَّ فَكُرِهَ وَنِسْبَتُهُ إلَى الْمَعَانِي كَنِسْبَةِ النَّحْوِ إلَى الْأَلْفَاظِ وَهُوَ آلَةٌ لِغَيْرِهِ مِنْ الْعُلُومِ وَلَا يَحْتَاجُ إلَى آلَةٍ أُخْرَى.
وقد قال صاحب السلم:
وابن الصلاح والنواوي حرم - - وقال قوم ينبغي أن يعلم
وأظن الإمام النووي ذكر ذلك في طبقات الشافعية له أو في الروضة ... وهو ليس بين يدي الآن ... فلعلي إن وجدتُه نقلته لك - إن شاء الله -.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[15 - 03 - 07, 04:18 م]ـ
نسيت ردّ السلام.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وقد حاولت تعديل المشاركة لرد السلام ففوجئت برسالة تقول: (المدير العام سمح لك فقط بتحرير الرسائل في 1 دقيقة بعد كتابتها. هذه الفترة انتهت, لذا يجب عليك التواصل مع المدير العام لعمل التعديلات على رسالتك).
وهذه مدة قياسية أظن مديرنا الفاضل سينظر في أمرها سراعا وفقه الله.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[15 - 03 - 07, 04:54 م]ـ
تصحيح
وقد قال صاحب السلم:
وابن الصلاح والنواوي حرّما - - وقال قوم ينبغي أن يُعلما
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 12:07 ص]ـ
أخي الفهم الصحيح اسأل الله سبحانه أن لا يحرمك الأجر، وسأبحث عنه في مختصر طبقات الشافعية ولعلي آتي بنص كلامه لتعم الفائدة، وأكرر شكري لك وبارك الله فيك.(39/6)
ردود قوية لابن القيم على النصارى
ـ[الباحث]ــــــــ[16 - 03 - 07, 01:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالأمس اسمعني أحد الأخوة الأفاضل قصيدة لابن القيم فيها ردود قوية على النصارى.
لا أذكر ما عنوان القصيدة ولكنها قصيرة.
وإليكم بعض هذه الردود (نقلتها بالمعنى):
- كيف تعبدون أيها النصارى إلهاً يحتويه قبر، بل وقد احتواه بطن إمرأة؟؟؟
- كيف تعبدون أيها النصارى إلهاً في بطن إمرأة يتغذى من دم الحيض؟؟؟
- كيف يكون الإله ميتاً والمخلوق حياًّ؟؟؟
فمن تدعون حين مات إلهكم؟؟؟
- كيف تعظمون أيها النصارى الصليب الذي يُقتل به إلهكم؟؟؟
بل الواجب عليكم أن تدوسوه وتحاربوه بدلاً من تعظيمه والتبرك به!
- كيف تعظمون أيها النصارى الصليب - كل صليب - مع أن الصليب الأصلي الذي صُلِبَ فيه المسيح عليه السلام - بزعمكم - مفقود؟؟؟
- إن قلتم أيها النصارى: إننا نعظم شكل الصليب الأصل وليس فقط ذاته، فإذن يجب عليكم أن تعظموا القبر الذي دُفِنَ فيه المسيح عليه السلام كما عظمتم الصليب!
وليس ذلك فقط.
بل يجب أن تعظموا جميع القبور وتسجدوا لها لأنها بنفس شكل القبر الأصل!
فوجب عليكم السجود لكل قبر في الأرض، كما أوجبتم على أنفسكم تعظيم كل صليب في الأرض!
انتهت ردود ابن القيم - التي استحضرها الآن -.
ولكني كتبتها من باب الفائدة لأنها أعجبتني وفيها دليل على ذكاء ابن القيم رحمه الله وفطنته في الرد على عباد الصليب.
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 02:21 ص]ـ
بارك الله فيك
و هذه هي القصيدة:
أَعُبَّادَ المَسِيحِ لَنَا سُؤَالٌ نُرِيدُ جَوَابَهُ مَّمِنْ وَعَاهُ
إذا ماتَ الإِلهُ بِصُنْع قومٍ أمَاتُوهُ فَما هذَا الإِلهُ؟
وَهَلْ أرضاه ما نَالُوهُ مِنْهُ؟ فبُشْرَاهمْ إذا نالُوا رِضَاهُ
وَإِنْ سَخِطَ الّذِى فَعَلُوهُ فيه فَقُوَّتُهُمْ إِذًا أوْهَتْ قُوَاهُ
وَهَلْ بَقِى الوُجُودُ بِلاَ إِلهٍ سَمِيعٍ يَسْتَجِيبُ لَمِنْ دَعَاهُ؟
وَهَلْ خَلَتِ الطِّبَاقُ السَّبْعُ لَمّا ثَوَى تَحتَ التُّرَابِ، وَقَدْ عَلاَهُ
وَهَلْ خَلَتِ الْعَوَالُمِ مِن إِلهٍ يُدَبِّرهَا، وَقَدْ سُمِرَتْ يَدَاهُ؟
وَكَيْفَ تَخَلْتِ الأَمْلاَكُ عَنْهُ بِنَصْرِهِمُ، وَقَدْ سَمِعُوا بُكاهُ؟
وكيف أطاقت الخشبات حمل ال إله الحق مشدودا قفاه؟
وَكيْفَ دَنَا الحَدِيدُ إِلَيْهِ حَتَّى يُخَالِطَهُ، وَيَلْحَقَهُ أذَاهُ؟
وَكيْفَ تَمكْنَتْ أَيْدِى عِدَاهُ وَطَالتْ حَيْثُ قَدْ صَفَعُوا قَفَاهُ؟
وَهَلْ عَادَ المَسِيحُ إِلَى حَيَاةٍ أَمَ المُحْيى لَهُ رَب سِوَاهُ؟
وَيَا عَجَباً لِقَبْرٍ ضَمَّ رَبا وَأَعْجَبُ مِنْهُ بَطْنٌ قَدْ حَوَاهُ
أَقَامَ هُنَاكَ تِسْعاً مِنْ شُهُورٍ لَدَى الظُّلُمَاتِ مِنْ حَيْضٍ غِذَاهُ
وَشَقَّ الْفَرْجَ مَوْلُودًا صَغِيراً ضَعِيفاً، فَاتِحاً لِلثَّدْى فَاهُ
وَيَأْكُلُ، ثمَّ يَشْرَبُ، ثمَّ يَأْتِى بِلاَزِمِ ذَاكَ، هَلْ هذَا إِلهُ؟
تَعَالَى اللهُ عَنْ إِفْكِ النَّصَارَى سَيُسأَلُ كُلَّهُمْ عَمَّا افْترَاهُ
أَعُبَّادَ الصَّلِيبِ، لأَى مَعْنِّى يُعَظمُ أوْ يُقَبَّحُ مَنْ رَمَاهُ؟
وَهَلْ تَقْضِى العقولُ بِغَيْرِ كَسْرٍ وَإحْرَاقٍ لَهُ، وَلَمِنْ بَغَاهُ؟
إِذَا رَكِبَ الإِلهُ عَلَيْهِ كُرْهاً وَقَدْ شُدَّتْ لِتَسْمِيرٍ يَدَاهُ
يُهَانُ عَلَيْهِ رَبُّ الْخَلقِ طُرا وتَعْبُدُهُ؟ فَإِنّكَ مِنْ عِدَاهُ
فإِنْ عَظِّمْتَهُ مِنْ أَجْلِ أَنْ قَدْ حَوَى رَبَّ العِبَادِ، وَقَدْ عَلاَهُ
وَقَدْ فُقِدَ الصَّلِيبُ، فإِنْ رَأَيْنَا لَهُ شَكْلاً تَذَكَّرْنَا سَنَاهُ
فَهَلاّ للقبورِ سَجَدْتَ طُرا لَضِّم القبرِ رَبّكَ فى حَشَاهُ؟
فَيَا عَبْدَ المِسيحِ أَفِقْ، فَهَذَا بِدَايَتُهُ، وَهذَا مُنْتَهاهُ
ـ[ابو اليمان الدموهي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 02:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخواني الكرام(39/7)
الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ في رده على شاعر قال: "حبيبي رسول الله جئتك خاشعاً ... "
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 09:19 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد نشرت صحيفة المدينة في ملحقها الأسبوعي العدد (11869) في 10/ 5/1416 هـ ص 22 قصيدة بعنوان - أتيت أزف أشعاري - لمن سمى نفسه عبده محمد درويش. نسأل الله لنا وله الهداية. وقد قال في هذه القصيدة:
حبيبي رسول الله جئتك خاشعا خفيفا بأشواقي ثقيلا بأوزاري
حبيبي رسول الله هل من شفاعة وهل يا حبيب الله تقبل أعذاري
ولا يخفى على كل ذي بصيرة ما في قوله: "جئتك خاشعا" من صرف الخشوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي قوله: "ثقيلا بأوزاري" ما يدل على طلبه تخفيف الأوزار من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي قوله: "حبيبي رسول الله هل من شفاعة" طلب الشفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته.
وفي قوله: "وهل يا حبيب الله تقبل أعذاري" الطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقبل أعذاره.
ومن تأمل هذين البيتين من أهل العلم والبصيرة علم أن نشرهما وأمثالهما غير جائز لما اشتملا عليه من الشرك، ومخالفة العقيدة الإسلامية من صرف الخشوع للرسول صلى الله عليه وسلم، وطلب تخفيف الأوزار منه، وطلب الشفاعة منه بعد موته، وقبول الأعذار، وذلك كله مما يجب طلبه من الله سبحانه.
كما أن الواجب الخشوع له سبحانه كما قال عز وجل عن الرسل وأتباعهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [1]، وقال سبحانه: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} [2]، وقال سبحانه: {فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [3]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
فالواجب على كل من ينوبه حاجة أو ضائقة أن يرفع شكواه إلى الله عز وجل لا إلى الأنبياء ولا غيرهم من سائر المخلوقات من الأموات والأصنام والكواكب والجن وغيرهم من سائر الخلق؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي بيده الضر والنفع والعطاء والمنع وكشف الكروب وإجابة المضطر، ولا مانع من استعانة المخلوق بالمخلوق الحي الحاضر القادر فيما يستطيع مشافهة أو مكالمة أو مكاتبة أو نحو ذلك؛ كما قال الله سبحانه في قصة موسى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} [4] الآية من سورة القصص أما الأموات من الأنبياء وغيرهم، وهكذا الجمادات من الأصنام والأشجار وغيرها وهكذا الغائبون من الملائكة والجن وغيرهم، فلا تجوز الاستعانة بهم ولا الشكوى إليهم؛ لأن الميت انقطع عمله إلا من ثلاث كما جاء بذلك الحديث عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) [5] رواه مسلم.
ومعلوم أن نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أفضل الخلق وأشرفهم أحياء وأمواتا، ومع ذلك فلا يجوز عبادته لا في حياته ولا بعد وفاته؛ لأن العبادة تختص بالله وحده دون غيره، كما أمر الله تعالى بذلك في كثير من آيات القرآن الكريم ومنها قوله تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} [6]، ونهى عن دعاء غيره كما قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [7]، وقال عز وجل: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [8]، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا)) [9]، وفي الصحيحين أيضا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك)) [10] الحديث. والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
فالواجب على الكاتب أن يتوب إلى الله سبحانه مما صدر منه، وأن يحذر الشرك دقيقه وجليله، كما أن الواجب على جميع المسلمين الحذر من الشرك بالله عز وجل ووسائله، والتواصي بتركه مع بيانه للناس والتحذير منه.
كما أنه يجب على جميع القائمين على الصحف والمسئولين عن الإعلام من أهل الإسلام ألا ينشروا ما يخالف شرع الله عز وجل، وأن يتحروا فيما ينشرونه ما ينفع الأمة ولا يضرهم في دينهم ولا دنياهم، وأعظم ذلك خطرا ما يوقع في الشرك وأنواع الكفر، أصلح الله أحوال المسلمين ووفقهم وجميع القائمين على وسائل الإعلام للفقه في الدين ولكل ما فيه صلاح العباد ونجاتهم وسلامة أمر دينهم ودنياهم إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وأتباعه بإحسان.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
مفتي عام المملكة العربية السعودية و
رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
[1] سورة الأنبياء الآية 90.
[2] سورة الزمر الآية 44.
[3] سورة الجن الآية 18.
[4] سورة القصص الآية 15.
[5] رواه مسلم في الوصية برقم 3084، ورواه الترمذي في الأحكام برقم 1297، والدارمي في المقدمة برقم 558.
[6] سورة الزمر الآية 2.
[7] سورة الجن الآية 18.
[8] سورة البينة الآية 5.
[9] رواه البخاري في الاستئذان برقم 5796، ومسلم في الإيمان برقم 43.
[10] رواه البخاري في تفسير القرآن برقم 4117 والأدب برقم 5542، واللفظ له، ومسلم في الإيمان برقم 124.
وصلة الموضوع من موقع الشيخ
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...article&id=612
منقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/8)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 01:39 م]ـ
أحسنت أخي العوضي، وجزاك الله خيرا.
ورفع الله درجة العلامة ابن باز في المهديين.
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[16 - 03 - 07, 02:13 م]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة ...
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[24 - 03 - 07, 06:04 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا الشيخ نبيل العوضي
ـ[فلاح عمر القرعان]ــــــــ[25 - 03 - 07, 01:45 ص]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة ...
ـ[نياف]ــــــــ[25 - 03 - 07, 08:11 ص]ـ
أحسنت أخي العوضي، وجزاك الله خيرا.
ورفع الله درجة العلامة ابن باز في المهديين.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[31 - 03 - 07, 09:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا الشيخ نبيل العوضي
أخونا الكريم / العوضي ليس هو الشيخ نبيل العوضي.
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 04 - 07, 04:52 م]ـ
وإياكم حفظكم الله ورعاكم
وبارك الله في الأخ رمضان على التوضيح
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 11:45 ص]ـ
أخونا الكريم / العوضي ليس هو الشيخ نبيل العوضي.
:). نعم فذلك قابع عندنا في الكويت.
وصاحبنا في الشارقة.(39/9)
قطب الدين الشيرازي يشرح لك حقيقة التصوف.
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[16 - 03 - 07, 03:07 م]ـ
بسم الله و الحمد و الصلاة و السلام على رسول الله و اله و بعد.
ففي عصور الخلف و ازمانهم ابتعد الناس عن ميراث النبوة و اثار من سلف - وقد نُصحوا بان ياخذوا بالامر العتيق - فانتشرت فيهم البدع و شاع فيهم التصوف و التشيع و عقائد الباطنية.
و تاثرت جموعٌ من المسلمين بهذا التيار الخطير فانزلقوا في اوحاله.
و بين يدي نصٌّ منقول عن احد كبار الاطباء و الفلاسفة الصوفية انه الفقيه الشافعي قطب الدين الشيرازي محمود بن مسعود (الشهير بالعلامة).
تتلمذ على النصير الطوسي و غيره، و له مشاركات في جميع الفنون.
فقد شرح القانون لابن سينا و كلياته، و له كتب في الفلك، و له حاشية كبيرة على كشاف الزمخشري،و له كتاب في التصوف الفلسفي (شرح حكمة الاشراق للسهروردي)، و شرح لمختصر ابن الحاجب في الاصول و هو اجود شروحه -اختصره العضد-، و شرح لمفتاح السكاكي وهو اجود شروحه -افاد منه التفتازاني -
و قد اوصى بان يدفن عند قبر البيضاوي!
توفي عام 710هـ
وفقتُ على نصٍّ مهم لهذا الرجل يشرح فيه حقيقة التصوف (و صاحب الدار ادرى بما فيها)
من كتاب: (رحلة ابن معصوم المدني أو سلوة الغريب وأسوة الأريب) تأليف السيد علي صدر الدين المدني المتوفى عام 1120هـ في صفحة 173 قال:
"ومن إملاء المولى الأعظم قطب الدين الشيرازي:
التصوف في زماننا عبارة عن متابعة التيوس اللحيانية، وتقوية النفوس الشهوانية، والرقص بالحركات الميلانية، والانسلاخ من جميع الأخلاق الإنسانية، ومخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع الوظائف الإيمانية. " انتهى.
طبعة الدار العربية للموسوعات 2006 بتحقيق الرافضي شاكر هادي شكر.
هذا في زمنهم فما بال من جاء بعدهم؟!
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 12:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
نقل في الصميم كأنه نقش في حجر.
وما أشبه الليلة بالبارحة.
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[17 - 03 - 07, 03:13 م]ـ
بارك الله فيك اخي
نسال الله تعالى ان يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه، و ان يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[17 - 03 - 07, 06:14 م]ـ
وما أشد هذه الشهادة! ولكن القوم لم يأخذوا دينهم على الطاعة والتقوى حتى يؤثر فيهم مثل هذا الكلام .. إنما أخذوه عن هوى أورثهم العمى عن كل ما سوى ما هم فيه من الغي والدجل والتلبيس على المسلمين. أوتظنون زنادقتهم المشاهير مثل شحاتة أو ا لجفري أو غيرهم من المغمورين لايدرون عن هذا؟ فإن دروا أوتروهم تاركي ما هم فيه من استعباد الهمج ا لهامج من السفهاء والأميين؟
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[18 - 03 - 07, 03:34 م]ـ
أخي الكريم السلام عليكم و رحمة الله
أنت تقول أنه *أحد كبار الاطباء و الفلاسفة الصوفية انه الفقيه الشافعي قطب الدين الشيرازي محمود بن مسعود (الشهير بالعلامة) *
فهل كلامه هذا شهادة على نفسه أم على غيره.
الرجاءا توضيح الإشكال
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[18 - 03 - 07, 09:26 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
الاظهر عندي انها شهادة على نفسه.
ـ[السنافي]ــــــــ[18 - 03 - 07, 09:38 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
الاظهر عندي انها شهادة على نفسه.
بارك الله فيكم.
إذا كانت هذه شهادةً على نفسه (وهو العالم الفقيه)، فهي على غيره من الجهال و الدراويش المجاذيب من باب أولى!
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[28 - 03 - 07, 12:41 م]ـ
جزاك الله خيرا على التعليق
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[19 - 05 - 08, 03:28 ص]ـ
:
"ومن إملاء المولى الأعظم قطب الدين الشيرازي:
التصوف في زماننا عبارة عن متابعة التيوس اللحيانية، وتقوية النفوس الشهوانية، والرقص بالحركات الميلانية، والانسلاخ من جميع الأخلاق الإنسانية، ومخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع الوظائف الإيمانية. " انتهى.!
--- تستحق التأمل--
ولا أظنها شهادة على نفسه بما أنه قد كتب ((ومخالفة رسول الله في جميع الوظائف الإيمانية)) الا اذا كنت تقصد شهادة رجل صوفي على الصوفية
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[19 - 05 - 08, 03:52 ص]ـ
وفقك الله اخي الفاضل ..
الحكم المذكور لا تفيده العبارة بانفرادها .. وانما بعد تتبعي لسيرته الحافلة بالتناقضات والمراجعات والتحولات الفكرية، يجعلني اجزم بانه اراد الشهادة على نفسه كنوع من الندم والتوبة على ما فرط منه.
ولما ترجم له الذهبي في (الذيل على تاريخ الاسلام) (1) بيّن انه مع ما كان في ظاهر هذا الرجل من زيوف ومستبشعات الا ان فيه ما يدل على صلاح باطنه!
و لا احفظ نص كلامه، والكتاب ليس قريباً مني الآن ..
لكن في ترجمته قرائن كثيرة على هذا الفهم؛ حيث ذكر عنه ما انزه قلمي عن ايراده هنا.
(1) [وهو نموذج واحد من مصادر ترجمته التي اطلعت عليها]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/10)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[19 - 05 - 08, 04:16 ص]ـ
بارك الله فيك وزادك علما وفهما(39/11)
هل أجمع الرافضة على أن مكة المكرمة أفضل من جميع بقاع العالم؟؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 04:58 م]ـ
قال شيخ لهم يدعى " حسين الراضي ":
وقع خلاف بين علماء السنة أن مكة المكرمة أفضل من المدينة المنورة؟ أو أن المدينة أفضل؟ ويبدو أن الجمهور والأغلب من علمائهم يقول أن مكة أفضل.
أما الشيعة الإمامية فإن علمائهم (كذا) يطبقون على أن مكة المكرمة أفضل من جميع بقاع العالم بما فيها المدينة المنورة وبيت المقدس والنجف الاشرف وكربلاء المقدسة ولم يخالف في ذلك إلا شاذ منهم. هذا ما يستفاد من كلام الشهيد الأول (!!!) الشيخ شمس الدين محمد بن مكي العاملي المولود في سنة 734 هـ والمتوفى سنة 786 هـ في كتابه القواعد والفوائد ج 2 ص 117 - 125
«مذهب الأصحاب أن مكة شرفها الله تعالى «أشرف البقاع وأفضلها، وهو مذهب أكثر الجمهور، وخالف فيه بعضهم.
انتهى
فمن عنده من الإخوة المختصين بالرافضة زيادة علم؟
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - 03 - 07, 05:36 م]ـ
حديث تفضيل كربلاء على مكة مشهور عندهم، و أظنه في الكافي.
و يقول بعضهم عن كربلاء في قصيدة مشهورة عندهم:
هي الطفوف فطف سعاً بمغناها ................. فما لمكة معنى مثل معناها.
و هي قصيدة مشهورة لديهم، و تُنشد كثيراً في يوم عاشوراء.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - 03 - 07, 06:37 م]ـ
يقول الرافضي ـ فُضَّ فوه ـ:
هي الطفوف فطف سبعاً بمغناها ................. فما لمكة معنى مثل معناها.
أرضٌ و لكنَّما السبع الشداد لها .................... دانت و طأطأ أعلاها لأدناها.
ـ[أبو عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[16 - 03 - 07, 06:38 م]ـ
سئل آيتهم العظمى و مرجعهم محمد الحسيني الشيرازي في كتابه (الفقه العقائد) ص 370 توزيع مكتبة جنان الغدير - الكويت.
(يقال أن أرض كربلاء أفضل من أرض مكة و السجدة على التربة الحسينية أفضل من السجدة على أرض الحرم هل هذا صحيح؟
فأجاب الشيرازي: نعم. ص 143
و هذا أيضا آيتهم و علامتهم السيد العباس الحسيني الكاشاني عنون في كتابه مصابيح الجنان ص 360 رقم 59 دار الفقه إيران عنوانا باسم (أفضلية كربلاء على سائر البقاع). فقال (أما أفضلية كربلاء على سائر البقاع حتى الكعبة فلاشك إن أرض كربلاء أقدس بقعة في الإسلام , و قد أعطيت حسب النصوص الواردة أكثر مما أعطيت لأي أرض أو بقعة أخرى من المزية و الشرف فكانت أرض الله المقدسة المباركة و أرض الله الخاضعة المتواضعة و أرض الله التي في تربتها الشفاء فإن هذه المزايا و أمثالها التي اجتمعت لكربلاء لم تجتمع لأي بقعة من بقاع الأرض حتى الكعبة).
ملاحظة في هذا الكتاب تقريظ و مدح و ثناء على الكتاب و مؤلفه من آيتهم العظمى محمد الهادي الميلاني و علامتهم الكبير المجتهد محمد المهدي الخونساري. ص 144
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[17 - 03 - 07, 12:15 ص]ـ
أما عن مسألة " تفضيل مكة عندهم":
فالبقعة المباركة عندهم في قوله سبحانه: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ} [القصص، آية: 30] هي كربلاء [ابن قولويه/ كامل الزيارات: ص 48 - 49، البرهان: 3/ 336، مرآة الأنوار: ص99]
وهم يقولون: زيارة كربلاء يوم عرفة أفضل من سائر الأيام:
مما يكشف أن هذه الروايات هي ثمرة مؤامرة ضد الأمة لصرفها عن بيت ربها، والعمل على إفساد أمرها، وتفريق اجتماعها .. والحيلولة دون تلاقيها في هذا المؤتمر السنوي العام .. أن هذه الروايات خصت زيارة الحسين يوم عرفة بفضل خاص، تقول:
"من أتى قبر الحسين عارفًا بحقّه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجّة وعشرين عمرة مبرورات مقبولات .. ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائة حجّة ومائة عمرة .. ومن أتاه يوم عرفة عارفًا بحقّه كتب الله له ألف حجّة وألف عمرة مبرورات متقبّلات، وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل" [انظر: الكليني/ فروع الكافي: 1/ 324، ابن بابويه/ من لا يحضره الفقيه: 1/ 182، الطّوسي/ التّهذيب: 2/ 16، ابن قولويه/ كامل الزّيارات ص169، ابن بابويه/ ثواب الأعمال ص50، الحرّ العاملي/ وسائل الشّيعة: 10/ 359].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/12)
وتكاد بعض رواياتهم تصرح بالهدف، فهذا جعفرهم يقول: "لو أنّي حدّثتكم بفضل زيارته وبفضل قبره لتركتم الحجّ رأسًا وما حجّ منكم أحد، ويحك أما علمت أنّ الله اتّخذ كربلاء حرمًا آمنًا مباركًا قبل أن يتّخذ مكّة حرمًا .. " [بحار الأنوار: 101/ 33، كامل الزّيارات ص266].
فأنت تلاحظ أنه صرح من طرف خفي أن ترك الحج وزيارة كربلاء أولى. وقال: "إنّ الله يبدأ بالنّظر إلى زوّار قبر الحسين بن علي عشيّة عرفة قبل نظره إلى أهل الموقف"، (قال الراوي: وكيف ذلك؟) قال أبو عبد الله – كما يزعمون -: لأنّ في أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا [الفيض الكاشاني/ الوافي/ المجلّد الثّاني: 8/ 222]، وأولاد الزّنا عند الشّيعة هم غير الشّيعة من المسلمين [يدلّ على ذلك ما جاء في الكافي عن أبي جعفر قال: "والله إنّ النّاس كلّهم أولاد بغايا ما خلال شيعتنا" (الكليني/ الرّوضة من الكافي: ص135 ط: لكنو 1886م، وانظر: بحار الأنوار: 24/ 311)، وعن إبراهيم بن أبي يحيى عن جعفر بن محمد قال: ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته، فإن علم الله أنّ المولود من شيعتنا حجبه من ذلك الشّيطان، وإن لم يكن المولود من شيعتنا أثبت الشّيطان إصبعه في دبر الغلام فكان مأبونًا، وفي فرج الجارية فكانت فاجرة (تفسير العيّاشي: 2/ 218، البرهان 2/ 139). وعقد المجلسي في البحار بابًا لهذا الاعتقاد بعنوان: "باب أنّه يدعى النّاس بأسماء أمّهاتهم إلا الشّيعة" وذكر فيها 12 حديثًا (بحار الأنوار: 7/ 237)، وانظر: تفسير نور الثّقلين: 2/ 513].
ويظهر من روايتهم أن لهذه الأساطير تأثيرها حتى قال أحد نقلة هذه الأسطورة ورواتها بعد سماعه دعاء من جعفرهم لزوار قبر الحسين قال: "والله لقد تمنيت أني زرته ولم أحج .. " [وسائل الشيعة: 10/ 321، فروع الكافي: 335، ثواب الأعمال ص35].
وتتحدث رواية أخرى أن من أراد "أن يتنفل بالحج والعمرة فمنعه من ذلك شغل دنيا أو عائق فأتى الحسين بن علي في يوم عرفة أجزأه ذلك من أداء حجته وضاعف الله له بذلك أضعافًا مضاعفة (قال الراوي): قلت: كم تعدل حجة وكم تعدل عمرة؟ قال: لا يحصى ذلك. قلت: مائة. قال: ومن يحصي ذلك؟ قلت: ألف. قال: وأكثر، ثم قال: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها [الوافي، المجلد الثاني: 8/ 223].
وأنت تلاحظ أن صدر النص يشير إلى أن الحج أفضل، وأن زيارة الحسين هي البديل عند حصول عائق بينما عجزه يشير إلى خلاف ذلك.
قال شيخهم الفيضي الكاشاني في التعليق عما تذكره رواياتهم من فضائل زيارة قبر الحسين: "إن هذا ليس بكثير على من جعله الله إمامًا للمؤمنين، وله خلق السّماوات والأرضين، وجعله صراطه وسبيله، وعينه، ودليله، وبابه الذي يؤتى منه، وحبله المتّصل بينه وبين عباده من رسل وأنبياء وحجج وأولياء، هذا مع أنّ مقابرهم رضي الله عنهم فيها أيضًا إنفاق أموال، ورجاء آمال، وإشخاص أبدان، وهجران أوطان، وتحمّل مشاق، وتجديد ميثاق، وشهود شعائر، وحضور مشاعر" [الوافي، المجلّد الثّاني: 8/ 224].
تأمل هذا الغلو، حيث جعل الحسين هو الحبل والواسطة بين الله وعباده، وأنه عين الله وبابه!! ولاحظ توجيهه لفضل زيارة قبر الحسين بفعل أسباب الوقوع في الشرك نفسه من شد الرحال إلى القبر، وإنفاق الأموال لها أو عندها طلبًا لشفاعتها، وتعلق الآمال عليها، إلى آخر ما ذكره من أعمال الشرك وأسبابه، ومع ذلك فهذا عندهم من أفضل الطاعات!! [ولكن لماذا لم يعمل شيوخهم بهذه الروايات ويدعوا الحج .. ؟ الواقع أنهم لم يفعلوا، لعل ذلك لأسباب منها ليتمكن هؤلاء من نقل شرهم لسائر العالم الإسلام عبر هذا المؤتمر العظيم .. وخشية التشنيع عليهم من قبل المسلمين فيفقدوا الأرضية الصالحة لنشر دعوتهم، سيما أنهم يرون الفريضة لابد منها، على الرغم من أن هذه الروايات لا تجعل في قلب المؤمن بها أي حنين إلى حج بيت الله الحرام].
ويقولون: إن كربلاء أفضل من الكعبة:
قبلة المسلمين، وأقدس مقدساتهم، وأفضل البقاع بيت الله الحرام، مهوى أفئدة المسلمين، الذي لا يشرع الطواف إلا به .. والذي جعله الله مثابة للناس وأمنًا .. ملتقى المسلمين العام، وقبلتهم التي يتجهون إليها جميعًا .. تقول روايات الاثني عشرية بأنها ليست إلا ذنبًا ذليلاً مهينًا لأرض كربلاء [سيأتي بعد أسطر سياق النص بتمامه وتخريجه من كتبهم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/13)
إن وراء الأكمة ما وراءها .. لقد أقضَّ مضاجع الأعداء اجتماع المسلمين في هذا الملتقى الطاهر، وأرَّق أجفانهم تلاقيهم وتوجيههم لهذا المكان الواحد ..
فراموا الكيد لذلك بكل وسيلة .. وراحوا يبحثون عما يصرفون به قلوب المسلمين .. وكان المدخل الميسر لهم عن طريق التشيع، فقالوا: إن قبر الحسين أفضل من الكعبة البيت الحرام .. ووضعوا من الروايات ما يحتالون به لإثبات هذه المقالة، ونسبوها لبعض آل البيت زورًا وبهتانًا .. علها تجد طريقها لقلوب المغفلين، وعقول الجاهلين، ويميل إليها أهل الأهواء، والابتداع، وأصحاب الأحقاد المتوارثة، والثارات القديمة، ومن يبغي في الأمة الفرقة والشتات.
لقد اعتبر الشيعة كربلاء وغيرها من أماكن قبور أئمتهم المزعومة حرمًا مقدسًا؛ فالكوفة حرم، وقُمّ حرم، وغيرها، جاء في رواياتهم "إنّ الكوفة حرم الله وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم أمير المؤمنين، وإنّ الصّلاة فيها بألف صلاة والدّرهم بألف درهم" [الوافي/ باب فضل الكوفة ومساجدها، المجلّد الثّاني: 8/ 215].
ويروون عن جعفرهم "إنّ لله حرمًا هو مكّة، ولرسوله حرمًا وهو المدينة، ولأمير المؤمنين حرمًا وهو الكوفة، ولنا حرمًا وهو قم [قم: بالضّم والتّشديد كلمة فارسيّة، وهي مدينة مقدّسة عند الشّيعة مشهورة في إيران، وأهلها كلّهم شيعة إماميّة (انظر: معجم البلدان: 4/ 397) ومن أسباب تقديسهم لقم وجود قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر (إمامهم السّابع) فيها، انظر: عبد الرّزّاق الحسيني/ مشاهد العترة: ص 162 وما بعدها]، ستدفن فيه امرأة من ولدي تسمّى فاطمة، من زارها وجبت له الجنّة" [بحار الأنوار: 102/ 267].
وقال علي بن الحسن – كما يفترون علي -: "اتّخذ الله أرض كربلاء حرمًا آمنًا مباركًا قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتّخذها حرمًا بأربعة وعشرين ألف عام، وقدّسها وبارك عليها، فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدّسة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنّة، وأفضل منزل ومسكن يسكن فيه أولياءه في الجنّة" [بحار الأنوار: 101/ 107].
وتقديسهم لأرض كربلاء لأنه ضمت جسد الحسين فاستمدت قداستها بوجوده فيها.
فهل كان الحسين مدفونًا فيها قبل خلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام، أو هي معدة لاستقباله منذ غابر الأزمان؟! وإذا كان كل هذا الفضل بوجود جسد الحسين فلماذا لم تفضل المدينة وفيها جسد رسول الله؟! إن هذا تناقض في بنية المذهب .. وهو يكشف أنه ليس الهدف تقديس الحسين، ولكن الكيد للأمة ودينها.
وقد جاءت روايات كثيرة عندهم تفضل كربلاء على بيت الله.
فتتحدث بعض هذه الأساطير عن محاورة جرت بين كربلاء والكعبة يتبين منها أن هؤلاء الوضاعين لا عقل عندهم فضلاً عن الدين، قال جعفرهم: "إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل فجر عميق وجعلت حرم الله وأمنه.
فأوحى الله إليها – كما يفترون – أن كفي وقرّي ما فضل ما فضّلت به فيما أعطيت أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت، فقرِّي واستقري وكوني ذنبًا متواضعًا ذليلاً مهينًا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم" [كامل الزيارات: ص270، بحار الأنوار: 101/ 109].
ولكن الكعبة لم تأخذ بالنصيحة كما تقول روايات الشيعة!! فلم تتواضع لأرض كربلاء، وتصبح كالذنب الذليل المهين لها، فحلت بها العقوبة، بل إن العقوبة – كما يقولون – وقعت على كل ماء وأرض ما عدا كربلاء، قالوا في رواياتهم:
" .. فما من ماء ولا أرض إلا عوقبت لترك التواضع لله، حتى سلط الله على الكعبة المشركين، وأرسل إلى زمزم ماء مالحًا حتى أفسد طعمه .. " [كامل الزيارات: ص270، بحار الأنوار: 101/ 109].
أما كربلاء فقد نجت من العقوبة على الرغم أنها افتخرت وقالت: "أنا أرض الله المقدسة المباركة، الشفاء في تربتي ومائي ولا فخر .. " [كامل الزيارات: ص270، بحار الأنوار: 101/ 109].
هذا جزء مما يدعونه حول كربلاء، وجمعه كله وتحليله يستغرق مؤلفًا خاصًا، وهي كلمة لا يمكن أن تخضع للمناقشة بالعقل والمنطق؛ فهي من جنس هذيان المحمومين وكلمات المجانين، ولو لم أجدها في كتبهم المعتمدة، وبروايات عديدة لما أثبتها .. وهذه الدعاوى والمخاريق هي إساءة بالغة لأهل البيت الذين يزعمون محبتهم والتشيع لهم، ولكنهم كانوا عليهم أشد من أعدائهم، وهي فضيحة من فضائح دين الشيعة قد تنتهي بقارئها والمؤمن بها من مثقفي الشيعة وعقلائهم إلى درب الإلحاد والضلال.
ولقد خاب واضع هذه الأساطير وفشل في تحقيق أهدافه، فلم يتجه المسلمون إلى كربلاء، وظلت هذه الروايات لا تؤثر إلا بأولئك الذين أصمهم التعصب عن سماع الحق وأعمى قلوبهم، فهاموا في أودية من الضلال.
فما دام كتاب الله سبحانه بين المسلمين فلن يغتر بمثل هذه المؤامرات إلا من اتخذ كتاب الله مهجورًا، ولم ير الحق إلا فيما قاله الحجة والسيد والآية وما سارت عليه طائفته، وإن كان لا شاهد له من كتاب الله سبحانه.
والذي يروي هذه الأسطورة السالفة الذكر عن جعفر الصادق رجل يدعى صفوان الجمال، وهو كما يزعم شيوخ الشيعة من رجال جعفر وهو ثقة عندهم [معجم رجال الحديث: 9/ 121]، فقد يكون هو الذي باء بإثم هذا الإفك، إذا لم يكن السند مصنوعًا، ولم أجد لهذا الرجل ذكرًا في الكتب التي رجعت إليها من كتب الرجال عند أهل السنة.
لعل هذا النقل من كتاب د. ناصر القفاري "أصول مذهب الشيعة" أن يفيدكم، وقد تصرفتُ عند النقل تصرفًا يسيرًا بأن قدمتُ وأخرتُ وأدمجتُ من موضع إلى موضع.
وللفائدة إذ أنني علمتُ أن فضيلتكم تسكنون اليمن .... هذه الروابط:
الحوثيون في اليمن .. هل يشكلون امتداداً للهلال الشيعي في المنطقة؟ ( http://www.albainah.net/index.aspx?function=Item&id=15344)
اليمن وجماعة الحوثي: إنقلاب السحر على الساحر ( http://www.albainah.net/index.aspx?function=Item&id=15430)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/14)
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[17 - 03 - 07, 12:18 ص]ـ
وهذا إيضاح لتناقض كتبهم
بداية إن الكتب الرئيسة التي تعتبر مصادر الأخبار عند الاثني عشرية هي ثمانية يسمونها: "الجوامع الثمانية"،كما في [مفتاح الكتب الأربعة: 1/ 5].
ويقولون بأنها هي المصادر المهمة للأحاديث المروية عن الأئمة، كما في [أعيان الشيعة: 1/ 288، مفتاح الكتب الأربعة: 1/ 5].
قال عالمهم المعاصر محمد صالح الحائري: "وأما صحاح الإمامية فهي ثمانية، أربعة منها للمحمدين الثلاثة الأوائل، وثلاثة بعدها للمحمدين الثلاثة الأواخر، وثامنها لحسين - المعاصر - النوري" [الحائري/ منهاج عملي للتقريب (مقال نشر في مجلة رسالة الإسلام في القاهرة، كما نشر مع مقالات أخرى منتخبة من المجلة باسم "الوحدة الإسلامية" ص: 233)].
أول هذه المصادر وأصحها عندهم الكافي [انظر في التعريف بالكافي: الذريعة: 17/ 245، النوري/ مستدرك الوسائل: 3/ 432، مقدمة الكافي، الحر العاملي/ وسائل الشيعة: 20/ 71، وقد أشارت هذه المصادر إلى أن هذا الكتاب أصح الكتب الأربعة المعتمدة عندهم، وأنه كتبه في فترة الغيبة الصغرى التي بواسطتها يجد طريقاً إلى تحقيق منقولاته .. ، مع أنه الكتاب الوحيد من بين الكتب الأربعة الذي ورد فيه أساطير الطعن في كتاب الله، وبلغت أحاديث الكافي كما يقول العاملي: 16099 حديثاً (أعيان الشيعة: 1/ 280) وقد طبع عدة طبعات، وشرحه عدد من شيوخهم، وقد رأيت من شروحه: مرآة العقول للمجلسي، وقد اعتنى بالحكم على أحاديث الكافي من ناحية الصحة والضعف .. وقد صحح روايات هي كفر بإجماع المسلمين كروايات تحريف القرآن.
كما اطلعت أيضاً على شرح المازندراني للكافي المسمى "شرح جامع"، وكذلك الشافي شرح أصول الكافي].
لمحمد بن يعقوب الكليني، ثم كتاب: "من لا يحضره الفقيه" [انظر في التعريف بهذا الكتاب: الخوانساري/ روضات الجنات: 6/ 230 - 237، وأعيان الشيعة: 1/ 280، مقدمة من لا يحضره الفقيه، وقد اشتمل على 176 باباً أولها باب الطهارة وآخرها باب النوادر، وبلغت أحاديثه (9044) وقد ذكر في مقدمة كتابه أنه ألفه بحذف الأسانيد لئلا تكثر طرقه، وأنه استخرجه من كتب مشهورة عندهم وعليها المعول، ولم يورد فيه إلا ما يؤمن بصحته].
لشيخهم المشهور عندهم بالصدوق محمد بن بابويه القمي (المتوفى سنة 381ه*)، ثم تهذيب الأحكام [انظر في التعريف به: النوري الطبرسي/ مستدرك الوسائل 4/ 719، الذريعة: 4/ 504، مقدمة تهذيب الأحكام. وقد ألفه لمعالجة التناقض والاختلاف الواقع في رواياتهم، وبلغت أبوابه (393) باباً، أما عدد أحاديثه فسيأتي الحديث عنها]، والاستبصار [ويقع الكتاب في ثلاثة أجزاء، جزآن منه في العبادات، والثالث في بقية أبواب الفقه، وبلغت أبوابه (393) باباً، وحصر المؤلف أحاديثه بـ (5511) وقال: حصرتها لئلا يقع زيادة أو نقصان، وقد جاء في الذريعة أن أحاديثه (6531) وهو خلاف ما قاله المؤلف. (انظر: الذريعة: 2/ 14، أعيان الشيعة: 1/ 280، حسن الخرسان، في تقيدمه للاستبصار)]، كلاهما لشيخهم المعروف بـ"شيخ الطائفة" أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (المتوفى سنة 360ه*).
قال شيخهم الفيض الكاشاني (المتوفى سنة 1091هـ): "إن مدار الأحكام الشرعية اليوم على هذه الأصول الأربعة، وهي المشهود عليها بالصحة من مؤلفيها" [الوافي: 1/ 11].
وقال أغا بزرك الطهراني - من مجتهديهم المعاصرين - وهي: "الكتب الأربعة والمجاميع الحديثية التي عليها استنباط الأحكام الشرعية حتى اليوم" [الذريعة: 2/ 14].
هذه هي المصادر الأربعة المتقدمة عندهم، ثم ألف شيوخهم في القرن الحادي عشر وما بعده مجموعة من المدونات ارتضى المعاصرون منها أربعة سموها بالمجاميع الأربعة المتأخرة وهي: الوافي [ويقع في 3 مجلدات كبار، وطبع في إيران، وبلغت أبوابه (273) باباً، وقال شيخهم محمد بحر العلوم - من المعاصرين - بأنه يحتوي على نحو خمسين ألف حديث. (لؤلؤة البحرين "الهامش" ص122)، بينما يذكر محسن الأمين بأن مجموع ما في الكتب (44244) حديثاً (أعيان الشيعة: 1/ 280)] لشيخهم محمد بن مرتضى المعروف بملا محسن الفيض الكاشاني (المتوفى سنة 1091ه*)، وبحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار [قالوا بأنه أجمع كتاب في الحديث، جمعه مؤلفه من الكتب المعتمدة عندهم. انظر في التعريف به: الذريعة: 3/ 27، أعيان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/15)
الشيعة: 1/ 293] لشيخهم محمد باقر المجلسي (المتوفى سنة 1110 أو 1111ه*)، ووسائل الشيعة [هو أجمع كتاب لأحاديث الأحكام عندهم، جمع فيه مؤلفه رواياتهم عن الأئمة من كتبهم الأربعة التي عليها المدار في جميع الأعصار - كما يقولون - وزاد عليها روايات أخذها من كتب الأصحاب المعتبرة تزيد على 70 كتاباً، كما ذكر صاحب الذريعة، ولكن ذكر الشيرازي في مقدمة الوسائل بأنها تزيد على 180، ولا نسبة بين القولين، وقد ذكر الحر العاملي أسماء الكتب التي نقل عنها فبلغت - كما حسبتها - أكثر من ثمانين كتاباً، وأشار إلى أنه رجع إلى كتب غيرها كثيرة، إلا أنه أخذ منها بواسطة من نقل عنها (طبع في ثلاثة مجلدات عدة مرات، ثم طبع أخيراً بتصحيح وتعليق بعض شيوخهم في عشرين مجلداً).
(الشيرازي/ مقدمة الوسائل، أعيان الشيعة: 1/ 292 - 293، الذريعة: 4/ 352 - 353، الحر العاملي/ وسائل الشيعة: 1/ 4 - 8، 20/ 36 - 49)] إلى تحصيل مسائل الشريعة تأليف شيخهم محمد بن الحسن الحر العاملي (المتوفى سنة 1104ه*)، ومستدرك الوسائل [قال أغا بزرك الطهراني: "أصبح كتاب المستدرك كسائر المجاميع الحديثية المتأخرة في أنه يجب على المجتهدين الفحول أن يطلعوا عليها ويرجعوا إليها في استنباط الأحكام، وقد أذعن بذلك جل علمائنا المعاصرين" (الذريعة: 2/ 110 - 111)، ثم استشهد بعض أقوال شيوخهم المعاصرين باعتماد المستدرك من مصادرهم الأساسية (الذريعة: 2/ 111).
ولكن يبدو أن بعض شيوخهم لم يوافق على ذلك فنجد صاحب أحسن الوديعة ينتقد بشدة هذا الكتاب ويقول بأنه: "نقل منه عن الكتب الضعيفة الغيرة معتبرة ... والأصول الغير ثابتة صحة نسخها، حيث إنها وجدت مختلفة النسخ أشد الاختلاف"، ثم قال بأن أخباره مقصورة على ما في البحار، وزعها على الأبواب المناسبة للوسائل، كما قابلته حرفاً بحرف (محمد مهدي الكاظمي/ أحسن الوديعة ص 74)] لحسين النوري الطبرسي (المتوفى سنة 1320ه*).
إثبات زيف الكتب الثمانية
هناك كتب كثيرة عندهم قالوا: إنها في الاعتبار والاحتجاج كالكتب الأربعة، كما ذكر ذلك المجلسي في مقدمة بحاره [انظر: ج*1 ص 26، قال المجلسي بأن كتب الصدوق ما عدا خمسة فيها لا تقصر في الاشتهار عن الكتب الأربعة (نفس الموضع من المرجع السابق).
وقال: "وكتاب بصائر الدرجات من الأصول المعتبرة التي روى عنها الكليني وغيره". (السابق: 1/ 27)، وهكذا قال في عدد كبير من كتبهم]. والحر العاملي في الوسائل [انظر: وسائل الشيعة: ج*20 (الخاتمة)]، وكما نجد ذلك في مقدمات تلك الكتب. ويبدو أن تخصيص ما سلف بالذكر، إما لأنها مجاميع كبيرة، أو قد يكون لمجرد محاكاة أهل السنة وللدعاية المذهبية، ومما يوضح ذلك أنهم اعتبروا مثلاً من المجاميع الثمانية المتقدمة كتاب الوافي، وعدوه أصلاً مستقلاً، مع أنه عبارة عن جمع لأحاديث الكتب الأربعة المتقدمة (الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه) فكيف يعد أصلاً خامساً، ومستقلاً، وهو تكرار لأحاديث الكتب الأربعة؟!
وكذلك اعتبروا "الاستبصار" للطوسي مصدراً مستقلاً من المصادر الأربعة المتقدمة، وهو لا يعدو أن يكون اختصاراً لكتاب تهذيب الأحكام للطوسي، كما صرح بذلك الطوسي في مقدمة الاستبصار [الاستبصار: 1/ 2 - 3]، وكما يبدو واضحاً لمن شاء المقارنة بين الكتابين، فالدعاية المذهبية واضحة في صنيعهم هذا ..
وتجد أن بحار الأنوار وضعه مؤلفه في خمس وعشرين مجلداً، ولما كبر المجلد الخامس والعشرين جعل شطراً منه في مجلد آخر فصار المجموع (26) مجلداً [انظر: الذريعة: 3/ 27]، فقام المعاصرون وزادوا فيه كتباً ليست من وضع المؤلف كجنة المأوى للنوري الطبرسي، وهداية الأخبار للمسترحمي، ومجلدات في الإجازات ليبلغوا به في طبعة جديدة مائة وعشرة مجلدات تبدأ من الصفر [حيث إن المجلد الأول يحمل رقم صفر!]. كلون من المظاهر الثقافية الشكلية، والدعاية المذهبية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/16)
وهم مغرمون بهذا الاتجاه الدعائي [وتجد أن مجموعة كبيرة منهم تكلف بالكتابة في موضع "ما"، ويصرف لها المرتبات من الحوزات العلمية، فإذا انتهى العمل نسب لواحد منهم أو لأحد شيوخهم كأنه هو الذي قام بهذا العمل الذي لا يقوم به إلا جمع من الناس، كما يلاحظ ذلك في كتاب الغدير وغيره، ولهم هوس في ادعاء السبق، حيث تجد في كتاب الشيعة وفنون الإسلام بأن للشيعة السبق في كل علم، مع أن الروافض لم يعرف عنهم شيء من هذا إلا ما أخذوه عن أهل السنة، ولهم مفردات تفضح أمرهم، وترى في أعيان الشيعة للعاملي احتسابه لكثير من أئمة أهل السنة من طائفته لمجرد ما يذكر في تراجمهم من وجود ميل للتشيع عندهم، وهو أمر لا يدخلهم في مسلك الروافض، إذ محبة أهل البيت الحقيقية هي في أهل السنة أكثر من الرافضة].
أما موضوع هذه المدونات فإن التهذيب، والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه، ووسائل الشيعة، ومستدرك الوسائل كلها في الفقه، وكذلك الكافي، فإن المجلدين الأول والثاني في الأصول وسائر المجلدات الباقية في الفقه وهو مما يسمى "فروع الكافي".
ويلاحظ التشابه في كثير من مسائلهم الفقهية مع أهل السنة؛ مما يؤكد ما يقول بعض أهل العلم من أخذهم لذلك من أهل السنة [انظر: منهاج السنة النبوية: 3/ 246]، ولهم مفردات غريبة، ومسائل منكرة لا تخطر على البال تستحق أن يكتب فيها تأليف خاص، وقد جمع جزءاً منها شيخهم المرتضى في كتاب سماه "الانتصار" [وقد وقفت عليه في طبعته الأخيرة (1405ه*، دار الأضواء، بيروت) وقد طبع قبل ذلك ضمن الجوامع الفقهية بطهران سنة 1267هـ* ومستقلاً سنة 1315ه*، ويسمى: "مسائل الانفرادات في الفقه" (لؤلؤة البحرين ص 320)].
وقد نقل ابن عقيل الحنبلي بعض هذه المسائل، وهو يتعجب منها، وقد سجلها ابن الجوزي في المنتظم [المنتظم: 8/ 120] من خط ابن عقيل، كما أشار إليها في الموضوعات بقوله: "ولقد وضعت الرافضة كتاباً في الفقه وسموه مذهب الإمامية، وذكروا فيه ما يخرق إجماع المسلمين بلا دليل أصلاً [الموضوعات: 1/ 338].
أما بالنسبة للقسم الباقي من هذه المدونات وهي أصول الكافي، وبحار الأنوار فهي تتعلق بمسائل: التوحيد، والعدل، والإمامة .. وأكثر ما فيها يدور حول عقائدهم وآرائهم في الإمامة والأئمة الاثني عشر والنص عليهم، وصفاتهم، وأحوالهم، وزيارة قبوهم، والحديث عن أعدائهم، وعلى رأسهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونلحظ أن كل شيء - في الغالب - يدور في فلك الإمامة والأئمة.
والقارئ لهذه الأحاديث في هذه المدونات وغيرها من كتب الرواية عندهم يجد أن هناك فرقاً واضحاً وكبيراً بين الروايات التي ترد عن طريق أهل السنة ويطلق عليها الحديث، وبين الروايات التي ترد عن طريق الشيعة ويطلق عليها اللفظ نفسه، فكتب السنة الستة وغيرها إذا روت حديثاً فهو منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي أحاديثه هو. أما كتب الحديث عند الشيعة فهي تأتي بالرواية عن أحد أئمتهم الاثني عشر ويعتقدون - كما مر - أن لا فرق بين ما يروونه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو عن أحد أئمتهم.
كما أن القارئ لكتب الحديث عندهم لا يجد إلا القليل النادر منها هو المسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر ما يروونه في الكافي، واقف عند جعفر الصادق، وقليل منها يعلو إلى أبيه محمد الباقر، وأقل من ذلك ما يعلوا إلى أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - ونادراً ما يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
كما يلحظ أن مدوناتهم الأربع المتأخرة ألفت في القرن الحادي عشر وما بعده، وآخرها ألفه النوري الطبرسي (المتوفى سنة 1320ه*) وهو من معاصري الشيخ محمد عبده.
وقد جمع فيه ثلاثة وعشرين ألف حديث عن الأئمة [الذريعة: 21/ 7]. لم تعرف من قبل، فهي متأخرة عن عصور الأئمة بمئات السنين، فإذا كان هؤلاء قد جمعوا تلك الأحاديث عن طريق السند والرواية فكيف يثق عاقل برواية لم تسجل طيلة أحد عشر قرناً أو ثلاثة عشر قرناً!! وإذا كانت مدونة في كتب فلم يعثر على هذه الكتب إلا في القرون المتأخرة؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/17)
[صرح بعض أصحاب هذه المدونات بأنه عثر على كتب لم تدون في كتبهم المعتمدة من قبل. يقول المجلسي: "اجتمع عندنا بحمد الله سوى الكتب الأربعة نحو مائتي كتاب، ولقد جمعتها في بحار الأنوار (اعتقادات المجلسي ص 24، مصطفى الشيبي/ الفكر الشيعي ص61)، وذكر شيخهم الحر العاملي بأنه توفر عنده أكثر من ثمانين كتاباً عدا الكتب الأربعة، وقد جمع ذلك في وسائل الشيعة" (انظر: الوسائل ج*1، المقدمة، والذريعة: 4/ 352 - 353).
أما شيخهم المعاصر النوري الطبرسي فهو أيضاً قد عثر على كتب لم تدون من قبل رغم أنه من المعاصرين، يقول أغا بزرك الطهراني: "والدافع لتأليفه عثور المؤلف على بعض الكتب المهمة التي لم تسجل في جوامع الشيعة من قبل (الذريعة: 21/ 7) وجعلوا هذه الأحاديث المكتشفة والتي جمعها مستدرك الوسائل مما لا يستغنى عنه، قال آيتهم الخراساني - كما ينقل صاحب الذريعة - بأن الحجة للمجتهد في عصرنا هذا لا تتم قبل الرجوع إلى المستدرك، والاطلاع على ما فيه ما الأحاديث" (الذريعة 2/ 111)، فهل يعني هذا أنه قبل تأليف المستدرك لا حجة عندهم في قول شيخهم؟! فانظر وتعجب .. وقد تستمر مسيرة الاكتشاف للكتب والروايات]، ولم يجمع تلك الروايات متقدموهم، ولم لم تذكر تلك الكتب وتسجل في كتبهم القديمة؟! كيف لم يسجلها الكليني وهو بحضرة السفراء الأربعة سفراء المهدي؟! وقد سماه الكافي لأنه كاف للشيعة، وقد عرضه على مهديهم - بواسطة السفراء - فقال: كاف لشيعتنا – كما سلف [انظر: مقدمة الرسالة]- بل إن الطوسي قال بأنه جمع في كتابه تهذيب الأحكام جميع ما يتعلق بالفقه من أحاديث أصحابهم وكتبهم وأصولهم، لم يتخلف عن ذلك إلا نادر قليل وشاذ يسير [الاستبصار: 1/ 2].
فهل هذه الكتب وضعت فيما بعد في أيام الدولة الصفوية، ونسبت لشيوخهم الأوائل؟ هذا ليس ببعيد.
بل إن كتبهم الأربعة الأولى لم تخل من دس وزيادة، وآية ذلك أن كتاب تهذيب الأحكام للطوسي بلغت أحاديثه (13950) حديثاً كما ذكر ذكر أغا بزرك الطهراني في الذريعة [الذريعة: 4/ 504]، ومحسن العاملي في أعيان الشيعة [أعيان الشيعة: 1/ 288] وغيرهما من شيوخهم المعاصرين، في حين أن الشيخ الطوسي نفسه صرح في كتابه عدة الأصول بأن أحاديث التهذيب وأخباره تزيد على (5000)، ومعنى ذلك أنها لا تصل إلا إلى (6000) في أقصى الأحوال [انظر: الإمام الصادق: ص485].
فهل زيد عليها أكثر من الضعف في العصور المختلفة؟! الدليل المادي الملموس أمامنا يؤكد ذلك.
وأيضا تراهم اختلفوا هل كتاب الروضة - وهو أحد كتب الكافي التي تضم مجموعة من الأبواب، وكل باب يتضمن عدداً كبيراً من الأحاديث - هل هو من تأليف الكليني أم مزيد فيما بعد على كتابه الكافي [روضات الجنات: 6/ 188 - 176]، فكأن أمر الزيادة شيء طبيعي ووارد في كل حال.
بل الأمر أخطر من ذلك فإن شيخهم الثقة عندهم حسين بن حيدر الكركي العاملي (المتوفى سنة 1076ه*) قال: إن كتاب الكافي خمسون كتاباً بالأسانيد التي فيه لكل حديث متصل بالأئمة [المصدر السابق: 6/ 114]، بينما نرى شيخهم الطوسي (المتوفى سنة 360ه*) يقول: "كتاب الكافي مشتمل على ثلاثين كتاباً، أخبرنا بجميع رواياته الشيخ .. " [الفهرست: ص161].
فهل زيد على الكافي للكليني فيما بين القرن الخامس، والحادي عشر عشرون كتاباً، مع أن كل كتاب يضم عشرات الأبواب، وكل باب يشمل مجموعة من الأحاديث؟! لعل هذا أمر طبيعي، فمن كذب على رسول الله والصحابة والقرابة فمن باب أولى أن يكذب على شيوخه .. ، وشواهد هذا الباب كثيرة .... نكتفي بهذا لمن كان له عقل ....
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 02:08 ص]ـ
اللهم بارك
جزاكم الله خيراً
وقد توقعت أن ذاك الشيخ كذاب
وكلامه كان في " السعودية "!
فإما أن جاهل
أو:
كاذب، قالها " تقية "
وفقكم الله
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[17 - 03 - 07, 06:32 م]ـ
أخانا في الله علاء شعبان .. هل تأذن أحسن الله إليك أن ننقل مقالتكم المباركة آنفا في منتديات أخرى منسوبا إليكم .. وطباعته وتوزيعه على الناس؟ سواء باسمك أو باسم الشيخ على القفاري مع نسبة كل إلى أهله .. فإنه رائع نافع ..
ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[17 - 03 - 07, 07:15 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/18)
قراءة دقيقة على قلة سطورها وحصر مواضع النقد التى تركزت حولها، جزاك الله خيرا وأذن لنا بالنسخ مع النسبة إليكم لتعميم الفائدة. بارك الله فيك.
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[17 - 03 - 07, 08:28 م]ـ
جزاكم الله خيرًا لكم ما أردتم مع نسبته إلى د. ناصر بن عبد الله بن علي القفاري .. مع التنبيه أنه مقتبس من كتابه "أصول مذهب الشيعة الإمامية ... عرض ونقد"
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 06:44 م]ـ
أقول: تنبيه للإخوة الأماجد الأفاضل:
هذا ما ضلّ به الشيعة من تفضيل كربلاء أو الكوفة أو النجف المسمى عندهم الأشرف؛ تفضيلها على مكة والمدينة والمشاعر، وخالفوا بذلك المعقول والمنقول، أما المنقول فقد كفيتمونيه بنقولكم جزاكم الله خيرًا.
أما المعقول فهو أن الأرض إنما تفضل بالنص الشرعي ويكون هذا تفضيلاً عامًا لا يدخله تخصيص ألبتة كتفضيل الحرمين.
أو أن يكون التفضيل لما حصل فيها من الخير والنفع للناس وبالأخص النفع الديني وهذا لا يكون عامًّا إلاّ إذا عمّ الخير فيها وامتد، مثال ذلك تفضيل ديار التوحيد على ديار الشرك، وديار الطاعة على ديار المعصية، وديار السنة على ديار البدعة وهكذا ......
والملاحظ أن الرافضة ضلوا هنا كما ضلوا من قبل في غير هذا الأمر، فالأرض التي يفضلونها لم يحصل فيها من الخير شيء لأجله فضّلوها ألبتّة، بل الواقع أنه قتل فيها آل بيت النبي كبارًا وصغارًا، فمن قتل عليٍّ رضي الله عنه إلى طعن الحسن بن علي إلى مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهم، مما أغضب الجبار جل وعلا، ثم توالت الفتن على تلك الأراضي: فمن مخرج المختار المدعي للنبوة، ومن قبله خروج الخوارج، والشِّيَع والروافض بل والغلو في أهل البيت حتى قيل بإلهية بعضهم، ولا يُعلم في أهل الأمصار أكذب في الحديث منهم، ولا أظهر بغضًا لأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منهم، ولا أشهد بالزور منهم، ولا أجبن عند اللقاء منهم، ولا يُعلَمُ الشرك في الألوهية في طائفة تنتسب للإسلام أكثر منه فيهم على مرّ العصور، فهم أول من أشاد القبور وصوّر التصاوير، وحجّ المشاهد والأضرحة في الإسلام، واستغاث بالأموات وأظهر لهم الفاقات، وطلب منهم الحاجات، وأظهر الجزع على أهل العظام الباليات وإن كانوا قد نعموا في الجنّات.فهل بعد هذا يظن ظان أنها تستحق فضيلة ً فضلاً عن أن تكون الأفضل؟؟!!!!!! سبحان من يهدي من يشاء ويضل من يشاء
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 01:09 م]ـ
جزاكم الله خيراً(39/19)
أرجو المساعدة في توضيح مسألة من مسائل كتاب التوحيد
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 08:04 م]ـ
ذكر الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في مسائل باب الخوف من الشرك:
العاشرة: فيه تفسير (لا إله إلا الله) كما ذكره البخاري
والذي أريد معرفته ماذا يقصد الشيخ بقوله (كما ذكره البخاري) والشيخ ابن عثيمين رحمه الله لم يوضح هذا وغيره كذلك.
وبارك الله فيكم
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 09:16 م]ـ
قال حفيد محمد عبد الوهاب سليمان بن عبد الله في تسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ص97: "قال المصنف وفيه تفسير لا إله إلا الله كما ذكره البخاري في صحيحه يعني أن معنى لا اله إلا إلله ترك الشرك وافراد الله بالعبادة والبراءة ممن عبد سواه كما بينه الحديث وفيه فضيلة من سلم من الشرك"
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[21 - 03 - 07, 03:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الذي يظهر لي _ والله أعلم _ أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب _ رحمه الله _ أراد أن يبين أن البخاري فسر لا إله إلا الله في صحيحه بالتبويب والترجمة مع ذكره للحديث في أكثر من موضع بألفاظ أخرى فالبخاري _ رحمه الله _ أورد حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في ثلاث مواضع في صحيحه:
الموضع الأول: في كتاب الجنائز باب في الجنائز ومن كان آخر كلامة لا إله إلا الله برقم (1238) قال: حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق عن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من مات يشرك بالله شيئا دخل النار ". وقلت أنا من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة "
الموضع الثاني: في كتاب التفسير باب قوله: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله} برقم (4497) قال:
حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كلمة وقلت أخرى قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار ". وقلت أنا: " من مات وهو لا يدعو لله ندا دخل الجنة "
الموضع الثالث: كتاب الأيمان والنذور باب إذا قال والله لا أتكلم اليوم فصلى أو قرأ أو سبح أو كبر أو حمد أو هلل فهو على نيته برقم (6683) قال:
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كلمة وقلت أخرى: " من مات يجعل لله ندا أدخل النار ". وقلت أخرى: " من مات لا يجعل لله ندا أدخل الجنة "
فلعل مراد الشيخ _ رحمه الله _ أن البخاري بوب في الجنائز بباب ( .. ومن كان آخر كلامة لا إله إلا الله)
ثم ساق تحت هذا الباب حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يفسر فيه الترجمة وقد فسر (لا إله إلا الله) بالحديث بألفاظه واكتفى بذكر أحد الألفاظ تحت الترجمة وهو (من مات يشرك بالله شيئا)
وتؤخذ البقية من المواضع الأخرى للحديث وهي (من مات وهو يدعو من دون الله ندا) و (من مات يجعل لله ندا)
هذا الذي يظهر لي والله أعلم.
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 02:56 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:04 ص]ـ
قال حفيد محمد عبد الوهاب سليمان بن عبد الله في تسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ص97: "قال المصنف وفيه تفسير لا إله إلا الله كما ذكره البخاري في صحيحه يعني أن معنى لا اله إلا إلله ترك الشرك وافراد الله بالعبادة والبراءة ممن عبد سواه كما بينه الحديث وفيه فضيلة من سلم من الشرك"
هذا الشبل من ذاك الأسد جزاك الله خيرا وانا اميل الى هذا التفسير البسيط
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الذي يظهر لي _ والله أعلم _ أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب _ رحمه الله _ أراد أن يبين أن البخاري فسر لا إله إلا الله في صحيحه بالتبويب والترجمة مع ذكره للحديث في أكثر من موضع بألفاظ أخرى فالبخاري _ رحمه الله _ أورد حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في ثلاث مواضع في صحيحه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/20)
الموضع الأول: في كتاب الجنائز باب في الجنائز ومن كان آخر كلامة لا إله إلا الله برقم (1238) قال: حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق عن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من مات يشرك بالله شيئا دخل النار ". وقلت أنا من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة "
الموضع الثاني: في كتاب التفسير باب قوله: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله} برقم (4497) قال:
حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كلمة وقلت أخرى قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار ". وقلت أنا: " من مات وهو لا يدعو لله ندا دخل الجنة "
الموضع الثالث: كتاب الأيمان والنذور باب إذا قال والله لا أتكلم اليوم فصلى أو قرأ أو سبح أو كبر أو حمد أو هلل فهو على نيته برقم (6683) قال:
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كلمة وقلت أخرى: " من مات يجعل لله ندا أدخل النار ". وقلت أخرى: " من مات لا يجعل لله ندا أدخل الجنة "
فلعل مراد الشيخ _ رحمه الله _ أن البخاري بوب في الجنائز بباب ( .. ومن كان آخر كلامة لا إله إلا الله)
ثم ساق تحت هذا الباب حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يفسر فيه الترجمة وقد فسر (لا إله إلا الله) بالحديث بألفاظه واكتفى بذكر أحد الألفاظ تحت الترجمة وهو (من مات يشرك بالله شيئا)
وتؤخذ البقية من المواضع الأخرى للحديث وهي (من مات وهو يدعو من دون الله ندا) و (من مات يجعل لله ندا)
هذا الذي يظهر لي والله أعلم.
جزاك الله خيرا وزادك الله علما ونفعا للناس(39/21)
لفتة لو تأملها الأشاعرة .. ؟
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 12:22 ص]ـ
هنا لفتة .. لو انتبه إليها أي أشعري أو (أي "مؤول" لمعاني صفات الله تعالى) بإخلاص توجه لله عز وجل .. لنفض عنه العقد الكلامية .. ومن أبرزها كلامه في الصفات
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الفرقان "ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا"
وقال في سورة أخرى عن نفسه المقدسة"ولا ينبئك مثل
خبير"
فتأمل السر في مجيء قوله "فاسأل به خبيرا" بعد خبر استوائه سبحانه على عرشه .. كأنه يقول تعالى .. إنما يعرف حقيقة ذلك الخبير .. ثم بين الله تعالى من يكون هذا الخبير في موضع ثان ..
أفلا ننتهي عن كلام اللطيف الخبير .. ونقنع بما وصف به نفسه .. ونسكت عما سكت رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح؟
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 03:29 ص]ـ
لفتة جميلة بارك الله فيك
وللمزيد إليك كلام ابن كثير رحمه الله فى الاية
وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} أي: استعلم عنه من هو خبير به عالم به فاتبعه واقتد به، وقد عُلِم أنه لا أحد أعلم بالله ولا أخبر به من عبده ورسوله محمد، صلوات الله وسلامه، على سيد ولد آدم على الإطلاق، في الدنيا والآخرة، الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى -فما قاله فهو حق، وما أخبر به فهو صدق، وهو الإمام المحكم الذي إذا تنازع الناس في شيء، وجب ردّ نزاعهم إليه، فما يوافق أقواله، وأفعاله فهو الحق، وما يخالفها فهو مردود على قائله وفاعله، كائنا من كان، قال الله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59] ..... الخ مقاله وانظر اليه غير مأمور
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 06:30 م]ـ
جزيت خيرا .. أخي الشافعي للمشاركة النافعة
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[20 - 03 - 07, 06:43 م]ـ
بارك الله فيك(39/22)
القول الصداح في الرد على الرافضي النباح
ـ[أبوعمر المذحجي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 12:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا نحمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
فهذه بعض ردود العلماء على شبهات الرافضة (قبحهم الله) ...
هؤلاء الرافضة الذين كفروا الصحابة ولعنوهم وسبوهم ...
هؤلاء الرافضة الذين قذفوا أم المؤمنين بالإفك ...
هؤلاء الرافضة الذين يستجيرون بالحسين رضي الله عنه من دون الله ويسجدون للقبور من دون الله
هؤلاء الرافضة الذ ين حرفوا كتاب الله ...
فكان لزاما علينا أن نتصدى لهم بكل مانملك وأن ندحر شبهاتهم العفنة حتى يُدحر كيدهم ويقضي الله أمرا كان مفعولا ...
علما أن ليس لي من جهد إلا الجمع والترتيب والنقل فقط ....
آملا أن تعم الفائدة على الجميع وأن يدحر كيد الرافضة بحول الله وقوته ....
أخوكم: أبوعمر المذحجي
الشبهة الأولى:
إحتجاج الشيعة بهذا الحديث:
- نص الحديث 118: حدثنا علي بن محمد حدثنا أبو معاوية حدثنا موسى بن مسلم عن إبن سابط وهو عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص قال قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا عليا فنال منه فغضب سعدوقال تقول هذا لرجل سمعت رسول الله (ص) يقول من كنت مولاه فعلي مولاه وسمعته يقول أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وسمعته يقول لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله، صحيح _ الصحيحة 335/ 4 الكتاب صحيح سنن إبن ماجة باختصار السند.
الرد على الشبهة:
أيها الفاضل ..
خذ الرد و اصفع به وجه الرافضي ..
أولا: هذا ليس حديثا إنما هي رواية.
ثانيا: السند فيه إنقطاع بين ابن سابط و سعد
حيث أن الحافظ ابن حجر قال في "تهذيب التهذيب": قيل ليحيى بن معين سمع عبد الرحمن من سعد بن أبي وقاص؟ قال: لا. (جزء 6، صفحة: 163)
ثالثا: أبو معاوية في حديثه إضطراب، حيث أن الحافظ ابن حجر أيضا يقول في تهذيب التهذيب صفحة 121 الجزء التاسع في ترجمة أبو معاوية: قال بن خراش: صدوق و هو في الأعمش ثقة و في غيره فيه إضطراب.
حدثنا علي بن محمد ثنا أبو معاوية ثنا موسى بن مسلم عن ابن سابط وهو عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص قال قدم معاوية في بعض حاجاته فدخل عليه سعد فذكروا عليا فنال منه فغضب سعد وقال تقول هذا لرجل سمعت رسول الله e يقول من كنت مولاه فعلي مولاه وسمعته يقول أنت مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وسمعته يقول لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله» (سنن ابن ماجه1/ 45 السنة لابن أبي عاصم2/ 610 مصنف ابن أبي شيبة6/ 366 صحيح ابن حبان15/ 454).
والرواية معلولة بالإرسال. فإن فيها عبد الرحمن بن سابط وهو ثقة لكنه كثير الإرسال عن جماعة من الصحابة. وأشار الحافظ المزي إلى ذلك كما في (تهذيب الكمال17/ 124) وجزم يحيى بن معين بأن ابن سابط لم يسمع من سعد بن أبي وقاص (أنظر جامع التحصيل1/ 222).
قال الحافظ في التهذيب «قيل ليحيى بن معين: سمع عبد الرحمن من سعد بن أبي وقاص؟ قال: لا. قيل: من أبي أمامة؟ قال: لا. قيل: من جابر؟ قال: لا؛ هو مرسل» (تهذيب التهذيب6/ 180 ترجمة رقم361).
وقال عنه في التقريب «ثقة كثير الإرسال» (تقريب التهذيب ترجمة رقم3867 ص340 الإصابة5/ 228).
بل حكى الحافظ أنه «لا يصح له سماع من صحابي» (الإصابة5/ 228).
فإن قيل إن الألباني قد صححه. فالجواب: إن لذلك احتمالان:
الأول: أن يكون الشيخ قد غفل عن علة الإرسال في الرواية. والشيخ بشر. ولا يعرف لمحدث عدم وقوع الغفلة والزلة والخطأ منه.
الثاني: أن يكون الشيخ كان يعني في التصحيح تلك الأحاديث التي ورد في الرواية احتجاج سعد بن أبي وقاص بها ومنها حديث (من كنت مولاه فهذا علي هو مولاه). وهذا هو الراجح والله أعلم. فإنه لما صحح الرواية أحال على صحيحته (4/ 335) وفي هذه الصفحة من صحيحته كان يبحث صحة إسناد هذا الحديث فلعله كان يصحح الحديث دون قصة سعد مع معاوية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/23)
وعلى افتراض صحة الرواية فإنها ليست صريحة في السب وإنما مجرد النيل من الشخص. ويمكن أن يكون النيل من الشخص بغير حق مما يراه الرائي أنه حق. فهو ليس صريحا في السب. والرافضة يلعنون أبا بكر وعمر وبقية الصحابة ويقولون نحن لا نسب وإنما نلعن. فتأمل. وقد أجازوا الإكثار من السب لمن كان مخالفا لمذهبهم. وروت الشيعة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: «إذا رأيتم أهل البدع والريب من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم كي لا يطعموا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس» (الفصول المهمة في أصول الأئمة2/ 232 مجمع الفائدة13/ 163 منهاج الفقاهة1/ 378).
وذكرت كتب الرافضة أن هذا «محمول على اتهامهم وسوء الظن بهم بما يحرم اتهام المؤمن به بأن يقال: لعله زان أو سارق .. ويحتمل إبقاؤه على ظاهره بتجويز الكذب عليهم لأجل المصلحة» (كتاب المكاسب للأنصاري2/ 118 منهاج الفقاهة2/ 228). وعن أبي حمزة الثمالي أنه قال لأبي جعفر عليه السلام: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم، فقال: الكف عنهم أجمل» علق الأنصاري على الرواية بأن فيها «دلالة على جواز الافتراء وهو القذف على كراهة» (كتاب المكاسب للأنصاري2/ 119).
الشبهة الثانية / أن معاوية رضي الله عنه وأرضاه سم الحسن رضي الله عنه وأرضاه:
الرد على الشبهة / وفاة الحسن بن علي رضي الله عنهما:
كانت وفاة الحسن بن علي رضي الله عنه سنة (51هـ) مسموماً، وصلى عليه سعيد بن العاص رضي الله عنه والي المدينة من قبل معاوية من سنة (49 - 54هـ). انظر: طبقات ابن سعد (القسم المفقود) تحقيق محمد بن صامل (1/ 341 - 344).
ولم يرد في خبر وفاة الحسن بن علي رضي الله عنه بالسم خبر صحيح أو رواية ذات أسانيد صحيحة .. وفي ما يلي أقوال أهل العلم في هذه المسألة:-
1 - قال ابن العربي رحمه الله في العواصم (ص 220 - 221): فإن قيل: دس - أي معاوية - على الحسن من سمه، قلنا هذا محال من وجهين:-
أحدهما: أنه ما كان ليتقي من الحسن بأساً وقد سلّم الأمر.
الثاني: أنه أمر مغيب لا يعلمه إلا الله، فكيف تحملونه بغير بينة على أحد من خلقه، في زمن متباعد، لم نثق فيه بنقل ناقل، بين أيدي قوم ذوي أهواء، وفي حال فتنة وعصبية، ينسب كل واحد إلى صاحبه مالا ينبغي، فلا يقبل منها إلا الصافي، ولا يسمع فيها إلا من العدل الصميم.
2 - قال ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (4/ 469): وأما قوله: إن معاوية سم الحسن، فهذامما ذكره بعض الناس، ولم يثبت ذلك ببينة شرعية، أو إقرار معتبر، ولا نقل يجزم به، وهذا مما لا يمكن العلم به، فالقول به قول بلا علم.
- قال الذهبي رحمه الله في تاريخ الإسلام (عهد معاوية) (ص 40): قلت: هذا شيء لا يصح فمن الذي اطلع عليه.
4 - قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (8/ 43): وروى بعضهم أن يزيد بن معاوية بعث إلى جعدة بنت الأشعث أن سُمّي الحسن وأنا أتزوجك بعده، ففعلت، فلما مات الحسن بعثت إليه فقال: إنا والله لم نرضك للحسن أفنرضاك لأنفسنا؟ وعندي أن هذا ليس بصحيح، وعدم صحته عن أبيه معاوية بطريق الأولى والأحرى.
5 - قال ابن خلدون في تاريخه (2/ 649): وما نقل من أن معاوية دس إليه السم مع زوجته جعدة بنت الأشعث، فهو من أحاديث الشيعة، وحاشا لمعاوية من ذلك.
وقد علق الدكتور جميل المصري على هذه القضية في كتابه: أثر أهل الكتاب في الفتن والحروب الأهلية في القرن الأول الهجري (ص 482) بقوله: .. ثم حدث افتعال قضية سم الحسن من قبل معاوية أو يزيد .. ويبدو أن افتعال هذه القضية لم يكن شائعاً آنذاك؛ لأننا لا نلمس لها أثراً في قضية قيام الحسين، أو حتى عتاباً من الحسين لمعاوية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/24)
قلت: ثم إن الناس في تلك المرحلة في حالة فتنة تتصارعهم الأهواء، وكل فرقة تنسب للأخرى مايذمها وإذا نقل لنا خبر كهذا فإنه يجب علينا ألا نقبله إلا إذا نقل عن عدل ثقة ضابط .. وقد حاول البعض من الإخباريين والرواة أن يوجدوا علاقة بين البيعة ليزيد وبين وفاة الحسن بالسم. ثم إن الذي نُقِلَ لنا عن حادثة سم الحسن بن علي رضي الله عنه روايات متضاربة ضعيفة، بعضها يقول أن الذي دس السم له هي زوجته، وبعضها يقول أن أباها الأشعث بن قيس هو الذي أمرها بذلك، وبعضها يتهم معاوية رضي الله عنه بأن أوعز إلى بعض خدمه فسمه، وبعضها يتهم ابنه يزيد .. وهذا التضارب في حادثة كهذه، يضعف هذه النقول؛ لأنه يعزوها النقل الثابت بذلك، والرافضة خيبهم الله، لم يعجبهم من هؤلاء إلا الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه يلصقون به التهمة، مع أنه أبعد هؤلاء عنها ..
وقلت أيضاً: إن هذه الحادثة - قصة دس السم من قبل معاوية للحسن - تستسيغها العقول في حالة واحدة فقط؛ وهي كون الحسن بن علي رضي الله عنه رفض الصلح مع معاوية وأصر على القتال، ولكن الذي حدث أن الحسن رضي الله عنه صالح معاوية وسلم له بالخلافة طواعية وبايعه عليها، فعلى أي شيء يقدم معاوية رضي الله عنه على سم الحسن؟؟!!
وإن من الدلالة على ضعف تلك الاتهامات وعدم استنادها إلى معقول أو محسوس، ما ذكر حول علاقة جعدة بنت قيس بمعاوية ويزيد، حيث زعموا أن يزيد بن معاوية أرسل إلى جعدة بنت قيس أن سمي حسناً فإني سأتزوجك، ففعلت، فلما مات الحسن بعثت جعدة إلى يزيد تسأله الوفاء، فقال: إنا والله لم نرضك له أفنرضاك لأنفسنا.
ولعل الناقد لمتن هذه الرواية يتجلى له عدة أمور:-
هل معاوية رضي الله عنه أو ولده يزيد بهذه السذاجة ليأمرا امرأة الحسن بهذا الأمر الخطير، الذي فيه وضع حد لحياة الحسن بن علي غيلة، و ما هو موقف معاوية أو ولده أمام المسلمين لو أن جعدة كشفت أمرهما؟!
هل جعدة بنت الأشعث بن قيس بحاجة إلى شرف أو مال حتى تسارع لتنفيذ هذه الرغبة من يزيد، وبالتالي تكون زوجة له، أليست جعدة ابنة أمير قبيلة كندة كافة وهو الأشعث بن قيس، ثم أليس زوجها وهو الحسن بن علي أفضل الناس شرفاً ورفعة بلا منازعة، إن أمه فاطمة وجده الرسول صلى الله عليه وسلم وكفى به فخراً، وأبوه علي بن أبي طالب أحد العشرة المبشرين بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين، إذاً ما هو الشيء الذي تسعى إليه جعدة وستحصل عليه حتى تنفذ هذا العمل الخطير؟!
لقد وردت الروايات التي تفيد أن الحسن قال: لقد سقيت السم مرتين، وفي رواية ثلاث مرات، وفي رواية سقيت السم مراراً، هل بإمكان الحسن أن يفلت من السم مراراً إذا كان مدبر العملية هو معاوية أو يزيد؟! نعم إن عناية الله وقدرته فوق كل شيء، ولكن كان باستطاعة معاوية أن يركز السم في المرة الأولى ولا داعي لهذا التسامح مع الحسن المرة تلو المرة!!
و إذا كان معاوية رضي الله عنه يريد أن يصفي الساحة من المعارضين حتى يتمكن من مبايعة يزيد بدون معارضة، فإنه سيضطر إلى تصفية الكثير من أبناء الصحابة، ولن تقتصر التصفية على الحسن فقط.
وإن بقاء الحسن من صالح معاوية في بيعة يزيد، فإن الحسن كان كارهاً للنزاع وفرقة المسلمين، فربما ضمن معاوية رضاه، وبالتالي يكون له الأثر الأكبر في موافقة بقية أبناء الصحابة.
ثم إن هناك الكثير من أعداء الحسن بن علي رضي الله عنه، قبل أن يكون معاوية هو المتهم الأول، فهناك السبئية الذين وجه لهم الحسن صفعة قوية عندما تنازل عن الخلافة لمعاوية وجعل حداً لصراع المسلمين، وهناك الخوارج الذين قاتلهم أبوه علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النهراون وهم الذين طعنوه في فخذه، فربما أرادوا الانتقام من قتلاهم في النهروان وغيرها.
ولمزيد فائدة راجع كتاب: أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري للدكتور محمد نور ولي (ص 367 - 368) لتقف على الكم الهائل من الروايات المكذوبة على معاوية رضي الله عنه من قبل الشيعة في قضية سم الحسن .. وكتاب: مواقف المعارضة في خلافة يزيد بن معاوية للدكتور محمد بن عبد الهادي الشيباني (ص 120 - 125).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/25)
الشبهة الثالثة / أن خروج الحسين رضي الله عنه وأرضاه على يزيد بن معاوية يدل على فسق يزيد وعلى جواز لعنه وأنه ضال سكير شارب للخمر:
الرد على الشبهة /
قبل أن نورد الردود نقول قبل ذلك: أن يزيدا أخطأ عندما لم يعاقب عبيدالله بن زياد خطأ كبيرا
والله المستعان ...
فهذا شيخ الإسلام يقول: و لكنه مع ذلك أي مع إظهار الحزم على الحسين ما انتصر للحسين، ولا أمر بقتل قاتله، ولا أخذ بثأره. منهاج السنة (4/ 558).
أما بخصوص لعن يزيد بن معاوية فسأورد لك أهم الشبهات التي تعلق بها من استدل على لعن يزيد والرد عليها:
أولا:
استدلوا بلعنه بأنه كان سبباً في قتل الحسين - رضي الله عنه -:
الرد على هذه الشبهة:
الصواب أنه لم يكن ليزيد بن معاوية يد في قتل الحسين - رضي الله عنه -، وهذا ليس دفاعاً عن شخص يزيد لكنه قول الحقيقة، فقد أرسل يزيد عبيد الله بن زياد ليمنع وصول الحسين إلى الكوفة، ولم يأمر بقتله، بل الحسين نَفْسُه كان حسن الظن بيزيد حتى قال دعوني أذهب إلى يزيد فأضع يدي في يده. قال ابن الصلاح - رحمه الله -: " لم يصح عندنا أنه أمر بقتله - أي الحسين رضي الله عنه -، والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله - كرمه الله - إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك " (3)
__________
(1) منهاج السنة النبوية 4/ 570 - 571
(2) رفع الملام ص91.
(3) فتاوى ومسائل ابن الصلاح 1/ 216 - 219.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره، ولم يَسْبِ لهم حريماً بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردّهم إلى بلادهم، أما الروايات التي في كتب الشيعة أنه أُهين نساء آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنهن أُخذن إلى الشام مَسبيَّات، وأُهِنّ هناك هذا كله كلام باطل، بل كان بنو أمية يعظِّمون بني هاشم، ولذلك لماّ تزوج الحجاج بن يوسف فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها وأن يطلقها، فهم كانوا يعظّمون بني هاشم، بل لم تُسْبَ هاشميّة قط " ا. هـ. (1)
قال ابن كثير - رحمه الله -: " وليس كل ذلك الجيش كان راضياً بما وقع من قتله - أي قتل الحسين - بل ولا يزيد بن معاوية رضي بذلك والله أعلم ولا كرهه، والذي يكاد يغلب على الظن أن يزيد لو قدر عليه قبل أن يقتل لعفا عنه، كما أوصاه أبوه، وكما صرح هو به مخبراً عن نفسه بذلك، وقد لعن ابن زياد على فعله ذلك وشتمه فيما يظهر ويبدو "ا. هـ. (2)
وقال الغزالي - رحمه الله -: " فإن قيل هل يجوز لعن يزيد لأنه قاتل الحسين أو آمر به؟ قلنا: هذا لم يثبت أصلاً فلا يجوز أن يقال إنه قتله أو أمر به ما لم يثبت، فضلاً عن اللعنة، لأنه لا تجوز نسبة مسلم إلى كبيرة من غير تحقيق " (3)
قلت: ولو سلّمنا أنه قتل الحسين، أو أمر بقتله وأنه سُرَّ بقتله، فإن هذا الفعل لم يكن باستحلال منه، لكن بتأويل باطل، وذلك فسق لا محالة وليس كفراً، فكيف إذا لم يثبت أنه قتل الحسين ولم يثبت سروره بقتله من وجه صحيح، بل حُكِي عنه خلاف ذلك.
قال الغزالي: "فإن قيل: فهل يجوز أن يقال: قاتل الحسين لعنه الله؟ أو الآمر بقتله لعنه الله؟ قلنا: الصواب أن يقال: قاتل الحسين إن مات قبل التوبة لعنه الله، لأنه يحتمل أن يموت بعد التوبة، لأن وحشياً قتل حمزة عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتله وهو كافر، ثم تاب عن الكفر والقتل جميعاً ولا يجوز أن يلعن، والقتل كبيرة ولا تنتهي به إلى رتبة الكفر، فإذا لم يقيد بالتوبة وأطلق كان فيه خطر، وليس في السكوت خطر، فهو أولى " (1)
ثانيا: شبهة أنه كان سكيرا شاربا للخمر:
الرد على هذه الشبهة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/26)
.. نقل الطبري روايتين عن أبي مخنف (1). ونقل البلاذري عدة روايات عن الواقدي (2). ونقل ابن عساكر وابن كثير عن محمد بن زكريا الغلابي نصاً واحداً (3).ونقل البيهقي وابن عساكر وابن كثير رواية واحدة من طريق الفسوي (4). ونقل ابن كثير رواية واحدة عن أبي مخنف (5).ونقل الطبري وخليفة بن خياط وأبو الحسن العبدي وابن كثير والذهبي وابن حجر على رواية جويرية بن أسماء عن أشياخ أهل المدينة (6)، ونقل ابن سعد عن الواقدي نصاً واحداً (7).ونقل البياسي عن أبي مخنف نصاً واحداً (8).ونقل ابن عساكر عن عمر بن شبة باتهام يزيد بشرب الخمر (9).
... قلت: ممّا سلف بيانه يتضح أن الاعتماد في نقل تلك الروايات تكمن في الواقدي، وأبي مخنف، وعوانة بن الحكم، ورواية عمر بن شبة.
... فأما الروايات التي من طريق الواقدي وأبي مخنف فهما متروكا الحديث، وأما عوانة بن الحكم فقد قال عنه الحافظ ابن حجر: " فكان يضع الأخبار لبني أمية (1) ".وأما رواية عمر بن شبة التي تشير إلى اتهام يزيد بشرب الخمر في حداثته، فقد تكفل ابن عساكر - رحمه الله - في ردها فقال: " وهذه حكاية منقطعة، فإن عمر بن شبة بينه وبين يزيد زمان (2) "
... قلت: وأقوى ما يتعلق به المتهمون يزيد بشرب الخمر بروايتين:
الرواية الأولى:
... وهي التي أخرجها ابن عساكر وغيره من طريق محمد بن زكريا الغلابي، في أن يزيد كان يشرب الخمر في حداثته، فأرشده أبوه إلى شربها ليلاً فقط!!، وهذه الرواية لا تصح سنداً ولا متناً للعلل التالية:
في سندها محمد بن زكريا الغلابي، قال عنه الدارقطني: " كان يضع الحديث (3) "، وذكره الذهبي في " المغني في الضعفاء (4) "، وساق له حديثاً في ميزان الاعتدال، وقال: " فهذا من كذب الغلابي (5) ".
وفي سندها ابن عائشة راوي الخبر، وهو محمد بن حفص بن عائشة، فقد ذكره أبو حاتم و البخاري و سكتا عنه (6)، فهو مجهول عندهما كما قرّر ذلك ابن القطان في كتابه: " بيان الوهم والإيهام " (7).
لم تحدّد المصادر تاريخ وفاة ابن عائشة، غير أنّ ابنه عبد الله الراوي عنه توفي سنة 228هـ (8)، وبهذا فإن ابن عائشة ولد تقريباً بعد المائة من الهجرة، ومن ثم تكون الرواية مرسلة، لأن الراوي بينه وبين هذه القصة - على افتراض وقوعها - أمد بعيد.
من ناحية المتن فكيف يرضى معاوية - رضي الله عنه - لولده بشرب الخمر، ويشجعه عليها ليلاً، ومعاوية هو الصحابي الجليل وأخو أم المؤمنين وكاتب الوحي المبين، وهو رواي الحديث: " من شرب الخمر فاجلوده (1) ".
قال الشيباني - حفظه الله -: " ومن الغريب أن ابن كثير - رحمه الله - بعد إيراده لهذا الخبر تعقبه بقوله: قلت: وهذا كما جاء في الحديث من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله عز وجل (2) " ويفهم من تعقيب ابن كثير كأنه مؤيد لهذه الرواية التي لا تحظى بأي نسبة من الصدق (3) " ا. هـ.
الرواية الثانية:
وهي رواية يعقوب بن سفيان البسوي: سمعت ابن عفير: أخبرنا ابن فليح أن عمرو بن حفص وفد على يزيد فأكرمه، وأحسن جائزته، فلمّا قدم المدينة قام إلى جنب المنبر، وكان مرضياً صالحاً. فقال: ألم أجب؟ ألم أكرم؟ والله لرأيت يزيد بن معاوية يترك الصلاة سكراً. فأجمع الناس على خلعه بالمدينة فخلعوه " (4)
... قلت: هذه الرواية لا تصح سنداً ولا متناً، وذلك للعلل التالية:
ابن فليح هو يحيى بن فليح بن سليمان المدني، قال عنه ابن حزم: " مجهول " وقال مرة: " ليس بالقوي " (5)
ابن فليح وأبوه أيضاً لم يدركا هذه الحادثة،فقد ولد أبوه سنة 90 من الهجرة تقريبا (1) ً، وتوفي سنة ثمان وستين ومئة من الهجرة (2)، ومن هنا يتضح أن كان بين مولد أبيه والحادثة مفاوز طويلة وزمان بعيد، ومن ثم تبقى الرواية منقطعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/27)
عندما ذهب عبد الله بن مطيع إلى محمد بن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب، فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة، متحرياً للخير، يسأل عن الفقه ملازماً للسنة، قالوا: فإن ذلك كان منه تصنعاً، فقال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر لي الخشوع؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وإن لك يكن أطلعكم فما يحلّ لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا (3) "
محمد بن الحنفية هو أخو الحسين بن علي، وقد قتل أخوته وأقاربه في كربلاء، وليس من المعقول أن يقف مع يزيد، خاصة إذا علم أنه كان يشرب الخمر ويترك الصلاة.
كذلك أقام علي بن الحسين طويلاً عند يزيد (قرابة الشهر)، وذلك بعد مقتل والده وأقاربه في كربلاء، ومع ذلك لم نجد رواية واحدة عن علي بن الحسين يتهم فيها يزيد بن معاوية بشرب الخمر (4).
الصحابيان الجليلان النعمان بن بشير وعبد الله بن جعفر - رضي الله عنهما - من الذين كانت لهم صلة قوية بيزيد، فالنعمان كان أميره على الكوفة، ثم جعله مستشاراً له في أمور الدولة، وعبد الله بن جعفر صحابي جليل كان يحبه - صلى الله عليه وسلم - وكان يقول: " وأما عبد الله فشبه خَلْقي وخُلُقي " (1)، ولم نر هذين الصحابيين الجليلين ذكرا يزيد بالخمر، أو ترك الصلاة، فكيف يكون لهما هذه المنزلة ولا يعرفون عن يزيد ما اطلع عليه المغرضون المتهمون يزيد بشربها. (2)
لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " ولم يكن يزيد مظهراً للفواحش كما يحكي عنه خصومه (3) "ا. هـ.
ثالثا: أن يزيدا أهان سبايا بيت رسول الله وأنه أوصلهن إلى الشام بدل المدينة:
الرد على الشبهة:
قال شيخ الإسلام رحمه الله في منهاج السنة (4/ 559): و أما ما ذكر من سبي نسائه والذراري والدوران بهم في البلاد و حملهم على الجمال بغير أقتاب، فهذا كذب و باطل، ما سبى المسلمون ولله الحمد هاشمية قط، ولا استحلت أمة محمد صلى الله عليه وسلم سبي بين هاشم قط، ولكن كان أهل الجهل والهوى يكذبون كثيراً.
وقال أيضا: (ولم يَسْبِ لهم حريماً بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردّهم إلى بلادهم، أما الروايات التي في كتب الشيعة أنه أُهين نساء آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنهن أُخذن إلى الشام مَسبيَّات، وأُهِنّ هناك هذا كله كلام باطل، بل كان بنو أمية يعظِّمون بني هاشم، ولذلك لماّ تزوج الحجاج بن يوسف فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها وأن يطلقها، فهم كانوا يعظّمون بني هاشم، بل لم تُسْبَ هاشميّة قط " ا. هـ. (1))
وأرسل يزيد إلى كل امرأة من الهاشميات يسأل عن كل ما أخذ لهن كل امرأة تدعي شيئاً بالغاً ما بلغ إلا أضعفه لهن في العطية. و كان يزيد لا يتغدى ولا يتعشى إلا دعى علي بن الحسين. و بعث يزيد إلى المدينة فقدم عليه ذوي السن من موالي بني هاشم ومن موالي نبي علي. - و لعل يزيد أراد باستقدامه لهؤلاء الموالي إظهار مكانة الحسين و ذويه و يكون لهم موكب عزيز عند دخول المدينة -. وبعد أن وصل الموالي أمر يزيد بنساء الحسين وبناته أن يتجهزن وأعطاهن كل ما طلبن حتى أنه لم يدع لهم حاجة بالمدينة إلا أمر بها. و قبل أن يغادروا قال يزيد لعي بن الحسين إن أحببت أن تقيم عندنا فنصل رحمك ونعرف لك حقك فعلت. ابن سعد في الطبقات (5/ 397) بإسناد جمعي.
قال شيخ الإسلام في المنهاج (4/ 559): وأكرم أبناء الحسين و خيرهم بين المقام عنده و الذهاب إلى المدينة فاختاروا الرجوع إلى المدينة.
و عند مغادرتهم دمشق كرر يزيد الاعتذار من علي بن الحسين وقال: لعن الله ابن مرجانة، أما و الله لو أني صاحبه ما سألني خصلة أبداً إلا أعطيتها إياه ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي ولكن الله قضى ما رأيت، كاتبني بكل حاجة تكون لك. الطري (5/ 462).
وأمر يزيد بأن يرافق ذرية الحسين وفد من موالي بني سفيان، وأمر المصاحبين لهم أن ينزلوا بهم حيث شاءوا و متى شاءوا، وبعث معهم محرز بن حريث الكلبي و كان من أفاضل أهل الشام. ابن سعد في الطبقات (5/ 397) بإسناد جمعي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/28)
و خرج آل الحسين من دمشق محفوفين بأسباب الاحترام والتقدير حتى وصلوا إلى المدينة. قال ابن كثير في ذلك: وأكرم آل الحسين ورد عليهم جميع ما فقد لهم وأضعافه، و ردهم إلى المدينة في محامل وأهبة عظيمة .. البداية والنهاية (8/ 235).
الشبهة الرابعة: أن عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم أجمعين قاموا بتجهيز الجيوش لحرب علي بن أبي طالب رضي الله عنه , أفلا ينم هذا عن بغض وكره لعلي رضي الله عنه؟ وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ياعلي لايحبك إلا مؤمن ولايبغضك إلا منافق)
الرد على الشبهة: الرافضة يحتجون بهذا الحديث و كأن هذا الأمر هو فقط لا غير الذي يقرر إيمان المرء أو نفاقه، و يتجاهلون حتى أركان الإسلام و أركان الإيمان الأساسية كلها، و يتعلقون بهذا الحديث كما يتعلق الغريق بالقشة، و لذلك فإن عليهم أن يعلموا و يفهموا و يدركوا، أنه إذا كانوا يعتقدون بصحة هذا الحديث و يقرون بما فيه، فإن عليهم أيضا الإقرار، بأن الرسول عليه الصلاة و السلام لم يخص سيدي علي بن أبي طالب رضوان الله عليه بهذا الأمر من دون باقي الصحابة رضوان الله عليهم، فقد قال عليه الصلاة و السلام:
و حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ح و حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ
يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْأَنْصَارِ لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ مَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ
قَالَ شُعْبَةُ قُلْتُ لِعَدِيٍّ سَمِعْتَهُ مِنْ الْبَرَاءِ قَالَ إِيَّايَ حَدَّثَ صحيح مسلم رقم 110
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَنْصَارِ لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يَبْغَضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ مَنْ أَحَبَّهُمْ فَأَحَبَّهُ اللَّهُ وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَأَبْغَضَهُ اللَّهُ فَقُلْتُ لَهُ أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ الْبَرَاءِ فَقَالَ إِيَّايَ حَدَّثَ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (سنن الترمذي 3835)
حَدَّثَنَا بَهْزٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُحِبُّ الْأَنْصَارَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ مَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ قَالَ شُعْبَةُ قُلْتُ لِعَدِيٍّ أَنْتَ سَمِعْتَ مِنْ الْبَرَاءِ قَالَ إِيَّايَ يُحَدِّثُ (مسند أحمد رقم 17769)
و حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ح و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ كِلَاهُمَا عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (صحيح مسلم رقم 112)
و كما فإن آخر حديثين أوردتهما لك من صحيح مسلم يقعان في الصحيح بعد الحديث الذي ذكر فيه سيدي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فإما أن يأخذ الرافضة بالكل، و إما أن لا يأخذوا بشيء منه.
ثانيا: هذه دعوى باطلة بينة البطلان لأنه لم يخرج طلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم ومن معهم من مكة إلى العراق مقاتلين، ولا داعين أو طامعين لنزع الخلافة من علي رضي الله عنه، بل خرجوا إرادة الإصلاح وحسم الخلاف، وتجميع المسلمين بتوحيد كلمتهم، والانتقام من قتلة خليفة المسلمين عثمان بن عفان رضي الله عنه وإخراجهم من صفوف المسلمين في العراق، هذا ما ذكرته كتب التاريخ، وليس بغضا لعلي رضي الله عنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/29)
والجواب على هذا: أولا / أن الخلاف بين الصحابة -- رضي الله عنهم -- في عهد علي -- رضي الله عنه -- لم يكن في الخلافة، فإن الذين اختلفوا مع علي -- رضي الله عنه -- هم: طلحة، والزبير، وعائشة، ومعاوية -- رضي الله عنهم --، ولم يكن هؤلاء ينازعونه في الخلافة بل لم يَدَّعِ أحد لامن هؤلاء ولا من غيرهم، أنه أولى بالخلافة بعد مقتل عثمان -- رضي الله عنه -- من علي؛
ثالثا / أن الخلاف بينهم إنما هو في تعجيل قتل قتلة عثمان أو تأخيره، مع اتفاقهم على وجوب تنفيذ ذلك.
ثالثا / أنهم مع اختلافهم لم يتهم بعضهم بعضاً
في الدين، وإنما يرى كل فريق منهم أن مخالفه مجتهد متأول، يعترف له
بالفضل في الإسلام، والصحبة لرسول - صلى الله عليه وسلم -.
... وهذه مسائل عظيمة، دلت عليها الأخبار الصحيحة. وفيها توضيح لحقيقة الخلاف بين الصحابة وتبرئة لساحتهم من كل مايرميهم به الرافضة والزنادقة، وهي أصل كبير في الرد على هؤلاء ينبغي لطالب العلم أن يتعلمها بأدلتها، وإليك أيها القارئ بسط الأدلة على تقريرها:
... المسألة الأولى: أن الخلاف الذي حصل بينهم لم يكن في الخلافة، ولم ينازع علياً أحد من مخالفيه فيها، ولم يدع أحد منهم أنه أولى بها من علي -- رضي الله عنه --.
... ومن أقوى الأدلة، وأكبر الشواهد على هذا: اجتماع الصحابة -- رضي الله عنهم -- على مبايعته بالخلافة بعد مقتل عثمان -- رضي الله عنه -- بما فيهم طلحة والزبير -رضي الله عنهما-، وقد دلت على ذلك الروايات الصحيحة المنقولة عنهم في ذلك.
... منها مارواه الطبري في تاريخه بسنده إلى محمد بن الحنفية، قال: «كنت مع أبي حين قتل عثمان -- رضي الله عنه -- فقام فدخل منزله، فأتاه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: إن هذا الرجل قد قتل ولابد للناس من إمام، ولا نجد اليوم أحداً أحق بهذا الأمر منك، لا أقدم سابقة، ولا أقرب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: لا تفعلوا، فإني أكون وزيراً، خيرٌ من أن أكون أميراً، فقالوا: لا والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك، قال: ففي المسجد فإن بيعتي لا تكون خَفِيّاً ولا تكون إلا عن رضا المسلمين.
قال سالم بن الجعد، فقال عبدالله بن عباس: فلقد كرهت أن يأتي المسجد مخافة أن يُشْغَب عليه، وأبى هو إلا المسجد، فلما دخل دخل المهاجرون والأنصار فبايعوه ثم بايعه الناس». (1)
... وعن أبي بشير العابدي قال: «كنت بالمدينة حين قتل عثمان -- رضي الله عنه -- واجتمع المهاجرون والأنصار فيهم طلحة والزبير فأتوا علياً، فقالوا: يا أبا الحسن هلم نبايعك، فقال: لا حاجة لي في أمركم أنا معكم، فمن اخترتم فقد رضيت به، فاختاروا والله، فقالوا: ما نختار غيرك .... » (2) الخ الرواية، وفيها تمام البيعة لعلي-- رضي الله عنه --.
... والروايات في هذا كثيرة ذكر بعضها ابن جرير في تأريخه (3)
وهي دالة على مبايعة الصحابة -- رضي الله عنهم -- لعلي -- رضي الله عنه -- واتفاقهم على بيعته بما فيهم طلحة والزبير، كما جاء مصرحاً به في الرواية
السابقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
ولقد ذهب علي رضي الله عنه إلى بيت عبد الله بن بديل الخزاعي لزيارة عائشة و الاطمئنان عليها فقال لها: غفر الله لكِ، قالت: ولك ما أردت إلا الإصلاح بين الناس. شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي (1/ 206). و نقل الزهري في المغازي (ص154) قولها: إنما أريد أن يحجز بين الناس مكاني، و لم أحسب أن يكون بين الناس قتال، و لو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبداً. و لو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبداً. و هذا هو الصحيح بخلاف من قال بأن عائشة نزلت في بيت عبد الله بن خلف الخزاعي.
ثم قام علي بتجهيز عائشة و إرسالها إلى مكة معززة مكرمة، و هذا الفعل من علي رضي الله عنه يعد امتثالاً لما أوصاه به النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أخرج الإمام أحمد في المسند (6/ 393) بسند حسن من حديث أبي رافع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: إنه سيكون بينك و بين عائشة أمر، قال: فأنا أشقاهم يا رسول الله؟ قال: لا، ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها.
الشبهة الخامسة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/30)
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يا علي لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضضك الا منافق .. الم تقم عائشه والزبير وطلحه بتجهيز الجيوش وتحشيد الناس لحرب الامام علي عليه السلام وهل تحشيد الناس والجيوش ينم عن محبه ام بغض للأمام علي عليه السلام ... ؟
معركة صفين
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. يا علي لا بحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق. فهل من جهزت الجيوش وحشدتها لحرب الامام علي تحبه ام تبغضه.؟؟ هذا هو سؤالي واريد اجابه اما تبغضه او تحبة وما يترتب على البغض والمحبه؟
وما حكم من يخرج على امام زمانه؟
وكل كتبكم تقول لا يجوز الخروج على الحاكم الشرعي , ومن يخرج عليه فيموت ميته جاهليه.
فقد قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لامير المؤمنين عليه السلام: «تقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين»
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا يحبك يا علي الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق ....
هل من حشد الجيوش وجهزها لحرب الامام علي يبغضه ام يحبه؟
الرد على هذه الشبهة:
أولا:
لم تقم عائشة رضي الله عنها ولا الزبير ولاطلحة بتجييش الجيوش خروجا على علي أو كرها له
وإنما أرادوا الإصلاح
وقد خرجت عائشة والزبير وطلحة ومن معهم من الصحابة قاصدين العراق لمحاربة الذين قتلوا عثمان ثمَّ اتجه عليّ - رضي الله عنه - إلى العراق لما بلغه الخبر وكان يريد قبل ذلك الشام ولمَّا تلاقى الجيشان اتفقا على الصلح لكن المفسدين الذين كانوا في جيش عليّ أدركوا خطورة الصلح فاتفقوا على إعلان الحرب آخر الليل واتهام جيش عائشة وطلحة والزبير بأنَّهم هم الذين بدؤوا وأنَّهم قد خدعوا عليًا - رضي الله عنه - (2).
... هذا ملخص الفتنة.
... الذين أثاروا الفتنة على عثمان هم الذين أثاروها على عليّ وكانت النتيجة أن وقع القتال.
... فأين في هذه الأحداث تعمد القتل؟! أليس كلا الجيشين قد جُرَّ إلى الفتنة بدون رغبته؟
... هذه كتب التواريخ فهل عندكم روايات أصدق منها وأصح تقول بأنَّ الصحابة تعمدوا القتال؟ واستباحوا دماء بعضهم؟!
__________
(1) تاريخ الطبري/أحداث سنة (35هـ)
(2) تاريخ الطبري/أحداث سنة (36هـ) ص [458 - 506]
ثانيا: هذا القتال قد شارك عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - فيه فهل يُقال إنَّه ليس ممن قال الله - عز وجل - فيهم: (رحماء بينهم) وأنَّه قد قتل الصحابة؟!
... ما يعتذر به لعليّ - رضي الله عنه - يعتذر به لإخوانه وإن كنا نعتقد أنَّه - رضي الله عنه - هو أحق من الآخرين لكنا لا نؤثِّم الآخرين ولا ندعي أنَّهم تعمدوا القتال لما ظهر منهم من حسن الصحبة وفضلها وما ورد فيهم من مدح وثناء وأنَّهم هم مع إخوانهم كانوا قاعدة الإسلام ورواته وأنصاره وما وقع من فتنة لعل الله - عز وجل - يعفو عنهم ويغفر لهم فإنَّنا لا نعتقد أنَّهم تعمدوا تلك الأحداث.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية: (وأما قوله إنها سألت من تولة الخلافة فقالوا على فخرجت لقتاله على دم عثمان فأي ذنب كان لعلي في ذلك فيقال له أولا قول القائل إن عائشة وطلحة والزبير اتهموا عليا بأنه قتل عثمان وقاتلوه على ذلك كذب بين بل إنما طلبوا القتلة الذين كانوا تحيزوا إلى علي وهم يعلمون أن براءة علي من دم عثمان كبراءتهم وأعظم لكن القتلة كانوا قد أووا إليه فطلبوا قتل القتلة ولكن كانوا عاجزين عن ذلك هم وعلي لأن القوم كانت لهم قبائل يذبون عنهم والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء فصار الأكابر رضي الله عنهم عاجزين عن إطفاء الفتنة وكف أهلها وهذا شأن الفتن كما قال تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله وأيضا فقوله أي ذنب كان لعلي في قتله تناقض منه فإنه يزعم أن عليا كان ممن يسحل قتله وقتاله)
فصل ....
_ موقف يزيد من قتل الحسين رضي الله عنه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/31)
كتب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية يخبره بما حدث و يستشيره في شأن أبناء الحسين و نسائه، فلما بلغ الخبر إلى يزيد بن معاوية بكى وقال: كنت أرضى من طاعتهم أي أهل العراق بدون قتل الحسين .. لعن الله ابن مرجانة لقد وجده بعيد الرحم منه، أما و الله لو أني صاحبه لعفوت عنه، فرحم الله الحسين. الطبري (5/ 393) بسند كل رجاله ثقات ماعدا مولى معاوية و هو مبهم. و البلاذري في أنساب الأشراف (3/ 219، 220) بسند حسن.
و في رواية أنه قال: .. أما والله لو كنت صاحبه، ثم لم أقدر على دفع القتل عنه لا ببعض عمري لأحببت أن أدفعه عنه. الجوزقاني في الأباطيل والمناكير (1/ 265) بسند كل رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعاً بين الشعبي و المدائني.
فجاء رد يزيد على ابن زياد يأمره بإرسال الأسارى إليه؛ فبارد ذكوان أبو خالد فأعطاهم عشرة آلاف درهم فتجهزوا بها. الطبقات لابن سعد (5/ 393) بإسناد جمعي.
و من هنا يعلم أ ابن زياد لم يحمل آل الحسين بشكل مؤلم أو أنه حملهم مغللين كما ورد في بعض الروايات.
و كان رد يزيد رحمه الله على ابن زياد كان مخالفاً لما يطمع إليه ابن زياد، حيث كان يطمع بأن يقره يزيد على الكوفة، فلم يقره على عمله بل سبه و نال منه بسبب تصرفه مع الحسين، و هنا يكون الداعي أكبر لأن يحمل ابن زياد آل الحسين على صورة لائقة لعلها تخفف من حدة وغضب يزيد عليه.
و لذلك قال شيخ الإسلام رحمه الله في منهاج السنة (4/ 559): و أما ما ذكر من سبي نسائه والذراري والدوران بهم في البلاد و حملهم على الجمال بغير أقتاب، فهذا كذب و باطل، ما سبى المسلمون ولله الحمد هاشمية قط، ولا استحلت أمة محمد صلى الله عليه وسلم سبي بين هاشم قط، ولكن كان أهل الجهل والهوى يكذبون كثيراً.
و لما دخل أبناء الحسين على يزيد قالت: فاطمة بنت الحسين: يا يزيد أبنات رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا؟ قال: بل حرائر كرام، أدخلي على بنات عمك تجديهن قد فعلن ما فعلت، قالت فاطمة: فدخلت إليهن فما وجدت فيهن سفيانية إلا ملتزمة تبكي. الطبري (5/ 464) من طريق عوانة.
وأرسل يزيد إلى كل امرأة من الهاشميات يسأل عن كل ما أخذ لهن كل امرأة تدعي شيئاً بالغاً ما بلغ إلا أضعفه لهن في العطية. و كان يزيد لا يتغدى ولا يتعشى إلا دعى علي بن الحسين. و بعث يزيد إلى المدينة فقدم عليه ذوي السن من موالي بني هاشم ومن موالي نبي علي. - و لعل يزيد أراد باستقدامه لهؤلاء الموالي إظهار مكانة الحسين و ذويه و يكون لهم موكب عزيز عند دخول المدينة -. وبعد أن وصل الموالي أمر يزيد بنساء الحسين وبناته أن يتجهزن وأعطاهن كل ما طلبن حتى أنه لم يدع لهم حاجة بالمدينة إلا أمر بها. و قبل أن يغادروا قال يزيد لعي بن الحسين إن أحببت أن تقيم عندنا فنصل رحمك ونعرف لك حقك فعلت. ابن سعد في الطبقات (5/ 397) بإسناد جمعي.
قال شيخ الإسلام في المنهاج (4/ 559): وأكرم أبناء الحسين و خيرهم بين المقام عنده و الذهاب إلى المدينة فاختاروا الرجوع إلى المدينة.
و عند مغادرتهم دمشق كرر يزيد الاعتذار من علي بن الحسين وقال: لعن الله ابن مرجانة، أما و الله لو أني صاحبه ما سألني خصلة أبداً إلا أعطيتها إياه ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي ولكن الله قضى ما رأيت، كاتبني بكل حاجة تكون لك. الطري (5/ 462).
وأمر يزيد بأن يرافق ذرية الحسين وفد من موالي بني سفيان، وأمر المصاحبين لهم أن ينزلوا بهم حيث شاءوا و متى شاءوا، وبعث معهم محرز بن حريث الكلبي و كان من أفاضل أهل الشام. ابن سعد في الطبقات (5/ 397) بإسناد جمعي.
و خرج آل الحسين من دمشق محفوفين بأسباب الاحترام والتقدير حتى وصلوا إلى المدينة. قال ابن كثير في ذلك: وأكرم آل الحسين ورد عليهم جميع ما فقد لهم وأضعافه، و ردهم إلى المدينة في محامل وأهبة عظيمة .. البداية والنهاية (8/ 235).
الشبهة السادسة:
إن كان يزيد غير راضٍ على فعل عبيد الله بن زياد .. فنريد نصا موثقا عن عقوبة قام بها يزيد تجاه عبيد الله .... هل عاقبه؟؟ هل عزله؟؟
الرد على الشبهة / نعم كان يزيدا مخطئا في ذلك خطأ كبيرا ...
حتى أن يزيد بن معاوية انتقد على عدم اتخاذ موقف واضح من ابن زياد أو من الذين شرعوا في قتل الحسين رضي الله عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/32)
فهذا شيخ الإسلام يقول: و لكنه مع ذلك أي مع إظهار الحزن على الحسين ما انتصر للحسين، ولا أمر بقتل قاتله، ولا أخذ بثأره. منهاج السنة (4/ 558).
و كل الذي أبداه شيخ الإسلام و غيره من هذه الاعتراضات لها قدر كبير من الوجاهة والأهمية، و لكن معرفة ظروف العصر الذي حدثت فيه الحادثة، تجعلنا أكثر تعمقاً في مناقشة هذا الرأي.
فالكوفة كما هو معروف هي مركز التشيع في تلك الفترة، و هي بلدة غير مستقرة، معروفة بثوراتها و فتنها، وطوائفها وأحزابها، و عندما كان أمير الكوفة النعمان بن بشير رضي الله عنه كادت الأمور أن تنفلت من يده، فلما أسل يزيد ابن زياد أميراً على الكوفة استطاع ابن زياد في مدة قصيرة أن يعيد الأمور إلى نصابها، وأن يكبح جماح الثورة، و سيطر سيطرة كاملة على الكوفة، وحتى بعد مقتل الحسين رضي الله عنه، فإن الوضع الأمني في الكوفة ازداد خطورة، ولا أظن أن يزيد يسجد قائداً بحزم ابن زياد وبقوته، ثم إن الشيعة لن ترضى سواء عُزل ابن زياد أم بقي، ولن تغير ما في قلوب الشيعة من حقد على الدولة نفسها.
ولو أقدم يزيد على إقالة ابن زياد فإنه سيدفع تكاليف هذه الخطوة كثيراً، وربما سوف يتحول الوضع إلى ثورة كبرى يقودها الشيعة أنفسهم والمتأسفون لقتل الحسين رضي الله عنه
أما بالنسبة إلى تتبع قتلة الحسين رضي الله عنه، فإن هذا ليس من السهولة، فنفس الصعوبات التي اعترضت علياً رضي الله عنه في عدم تتبعه لقتلة عثمان رضي الله عنه، و من بعده معاوية رضي الله عنه، و الذي كان من المصرين على تنفيذ القصاص على قتلة عثمان، سوف تعترض يزيد بن معاوية لو أنه أراد تتبع قتلة الحسين.
و لعل تصرف سليمان بن صُرَدْ رضي الله عنه الذي قاد التوابين ضد ابن زياد يوضح هذه المسألة بوضوح، فقد أدرك سليمان بن صرد أن قتلة الحسين رضي الله عنه في الكوفة، ومع ذلك اتجه لمقاتلة ابن زياد بدلاً من مقاتلة قتلة الحسين في الكوفة قائلاً لأصحابه: (إني نظرت فيما تذكرون فرأيت أن قتلة الحسين هم أشراف أهل الكوفة، و فرسان العرب، وهم المطاَلبون بدمه، و متى علموا ما تريدون وعلموا أنهم المطاَلبون كانوا أشد عليكم، و نظرت فيمن تبعني منكم فعلمت أنهم لو خرجوا لم يدركوا ثأرهم ولم يشفوا أنفسهم، و لم ينكوا في عدوهم وكانوا لهم حذراً .. الطبري (5/ 558).
و بهذا يتضح السبب أكثر في عدم تتبع قتلة الحسين، و بالأخص من قبل الدولة الأموية؛ إذ ليس الأمر بالهين وهم يتبعون قبائل كبيرة لها وزنها الاجتماعي والسياسي، فلربما أدى تصرف مثل هذا، إلى زعزعة أمن الدولة وبالأخص في منطقة العراق كلها، ثم إن يزيد لم يتفرغ بعد لمحاسبة ولاته، بل كانت الثورات متتابعة، فمعارضة ابن الزبير أخذت تكبر وتنمو، وأهل الحجاز قلوبهم ليست مع يزيد إلى غير ذلك من مشاكل الدولة الخارجية، والتي تجعل يزيد عاجزاً عن اتخاذ موقف قوي مع ولاته أو الذين أخطأوا في حق الحسين رضي الله عنه.
موقف أهل السنة والجماعة من مقتل الحسين رضي الله عنه:
أما موقف أهل السنة من مقتل الحسين رضي الله عنه فيلخصه شيخ الاسلام ابن تيمية بقوله: " وقد أكرمه الله بالشهادة وأهان بذلك من قتله أو أعان على قتله، أو رضي بقتله وله أسوة حسنة بمن سبقه من الشهداء، فانه وأخوة سيدا شباب الجنة، وقد كانا قد تربيا في عز الاسلام لم ينالا من الهجرة والجهاد والصبر والأذى في الله ما ناله أهل بيته فأكرمهما الله بالشهادة تكميلا لكرامتهما ورفعاً لدرجاتهما وقتله مصيبة عظيمة.
والله سبحانه وتعالى قد شرع الاسترجاع عند المصيبة بقوله تعالى:
" وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون (3) " (4) مجموع الفتاوى (4/ 511).
الشبهة السابعة: الإمام الحسين وهو سيد شباب أهل الجنة يعني فيما يعنيه رفضه لحكم يزيد واعتباره حاكما ظالما فاسدا منحرفا؟
لماذا نركز على فعل أهل الكوفة ولا نركز على الخروج بحد ذاته .. لماذا خرج الإمام الحسين من مكة إلى الكوفة؟؟ هل لكي يستريح هناك؟؟ هل لكي يغير عنوان سكنه ومكان إقامته؟؟ أم أن خروجه وبشكل متفق عليه كان خروجا على يزيد .. وأهل الكوفة لم يبايعوه إلا على رفض يزيد وحكمه ومناصرته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/33)
فهو سلام الله عليه رفض بيعة يزيد .. ألا يكفي هذا للعن يزيد؟؟ أن يمتنع سيد شباب أهل الجنة والتي يشتاق إليها الجميع ليدخلها .. سيدها يمتنع عن بيعة يزيد .. سيدها يرفض حكم يزيد .. سيدها يعتبر يزيد ظلاما منحرفا فاسدا " ويزيد رجل فاسق شارب للخمور قاتل للنفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله "
ألا يكفي خروجه على يزيد أن يزيد يمثل أقصى درجات الانحراف؟؟ ألا يكفي للعنه أن سيد شباب الجنة التي وعد الله بها المؤمنين قد خرج عليه؟؟
الرد على هذه الشبهة:
أولا: الحسين رضي الله عنه لم يكن مبايعا ليزيد حتى يسمى خارجا عليه فالحسين لم يبايع يزيد أصلاً، وظل معتزلاً في مكة حتى جاءت إليه رسل أهل الكوفة تطلب منه القدوم، فلما رأى كثرة المبايعين ظن رضي الله عنه أن أهل الكوفة لا يريدون يزيد فخرج إليهم، وحدث ماحدث ...
ثم إن قياسك بأن خروج الحسين على يزيد يعني أن يزيدا ملعون قياس فاسد ولايصح , ولقد بايع يزيدا ستون من الصحابة , قال الحافظ عبد الغني المقدسي ((خلافته صحيحة، بايعه ستون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم ابن عمر)
ولقد حذر الصحابة الحسين بعدم الخروج ولكن كانت له نظرته رضي الله عنه وأرضاه وجمعنا به في الفردوس الأعلى وحدث ماحدث ... ووالله إن قتل الحسين ليس بالحدث السهل ووالله إن قتله قطع قلوبنا حزنا عليه رضي الله عنه ولكن .... لانغلو فيه كما يفعل الشيعة ...
قال ابن الصلاح:
وأما سب يزيد ولعنه فليس من شأن المؤمنين، فإن صح أنه قتله أو أمر بقتله، وقد ورد في الحديث المحفوظ: " أن لعن المسلم كقتله (1) "، وإنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم -، والناس في يزيد ثلاث فرق: فرقة تحبه وتتولاّه، وفرقة أخرى تسبه وتلعنه، وفرقة متوسطة في ذلك لا تتولاّه ولا تلعنه، وتسلك به سبيل سائر ملوك الإسلام وخلفائهم غير الراشدين في ذلك وشبهه،وهذه الفرقة هي الصائبة، ومذهبها اللائق بمن يعرف سير الماضين،ويعلم قواعد الشريعة الطاهرة، جعلنا الله من خيار أهلها آمين (2) "
قال الذهبي: " ويزيد ممّن لا نسبه ولا نحبه، وله نظراء من خلفاء الدولتين، وكذلك من ملوك النواحي، بل فيهم من هو شر منه، وإنما عظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بتسع وأربعين سنة، والعهد قريب، والصحابة موجودون، كابن عمر الذي كان أولى منه ومن أبيه وجدّه " (3)
وقال ابن الحداد الشافعي في عقيدته: " ونترحم على معاوية، ونكل سريرة يزيد إلى الله تعالى " (4)
__________
(1) البخاري كتاب الأدب - باب ما ينهى من السباب واللعن.
(2) فتاوى ومسائل ابن الصلاح 1/ 216 - 219.
(3) سير أعلام النبلاء 4/ 36.
(4) اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم 66.
__________
وسئل الحافظ عبد الغني المقدسي عن يزيد بن معاوية فأجاب بقوله: " خلافته صحيحة، وقال بعض العلماء: بايعه ستون من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم، منهم ابن عمر، وأما محبته: فمن أحبه فلا ينكر عليه، ومن لم يحبه فلا يلزمه ذلك، لأنه ليس من الصحابة الذين صحبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيلزم محبتهم إكراماً لصحبتهم، وليس ثم أمر يمتاز به عن غيره من خلفاء التابعين، كعبد الملك وبنيه، وإنما يمنع من التعرض للوقوع فيه، خوفاً من التسلق إلى أبيه، وسداً لباب الفتنة " (1)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (3) - رحمه الله -:" وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة، وأما بالنسبة للعنه فالناس فيه ثلاث فرق، فرقة لعنته، وفرقة أحبّته، وفرقة لا تسبه ولا تحبه، .. وهذا هو المنصوص عن الإمام أحمد، وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين، وهذا القول الوسط مبني على أ، ه لم يثبت فسقه الذي يقتضي لعنه، أو بناء على أن الفاسق المعيّن لا يلعن بخصوصه، إما تحريماً أو تنزيهاً، فقد ثبت في صحيح البخاري عن عمر في قصة عبد الله بن حمار الذي تكرّر منه شرب الخمر، وجلده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لمّا لعنه بعض الصحابة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لعن المؤمن كقتله " متفق عليه
__________
(1) ذيل طبقات الحنابلة 2/ 34.
(3) مجموع الفتاوى 3/ 409 - 414 - 4/ 443 - 484 - 506.
__________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/34)
وهذا كما أ، نصوص الوعيد عامة في أكل أموال اليتامى والزنا والسرقة فلا يشهد بها على معيّن بأنه من أصحاب النار، لجواز تخلف المقتضى عن المقتضى، وغير ذلك من المكفرات للذنوب، هذا بالنسبة لمنع سبّه ولعنته.
الشبهة الثامنة: قل لي لماذا خرج الحسين إلى الكوفة؟؟ هل لكي يشرب وينام في الكوفة؟؟ هل لكي يشاهد بيوتات الكوفة؟؟ ألسنا كلنا ننقل أن أهل الكوفة دعوه؟؟؟ لماذا دعوه؟ نريدك فقط أن تستعمل عقلك .. أليست دعوتهم لنصرته ورفض بيعة يزيد التي رفضها الحسين عليه السلام؟؟ هل تنكر ذلك؟؟
الرد على الشبهة:
سوف نرد على هذه الشبهة من كتب الشيعة أنفسهم حتى يتبين لك أخي الكريم أنهم على باطل صراح
خرج إلى الكوفة لأن الرافضة دعوه حتى يقتلوه
وإليك توضيح ذلك:
كتب الشيعة تصل الى الحسين رضي الله عنه
يقول الشيعي كاظم حمد الاحسائي النجفي:
وجعلت الكتب تترى على الامام الحسين عليه السلام حتى ملأ منها خرجين، وكان آخر كتاب قدم عليه من أهل الكوفة مع هانىء بن هانىء السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي ففضه وقرأه واذا فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علي من شيعة أبيه أمير المؤمنين أما بعد فان الناس ينتظرونك ولا رأي لهم الى غيرك فالعجل العجل (2).
ويقول الدكتور الشيعي أحمد النفيس:" كتب أهل الكوفة الى الحسين عليه السلام يقولون: ليس علينا امام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق، وتوالت الكتب تحمل التوقيعات تدعوه الى المجيء لاستلام البيعة، وقيادة الأمة في حركتها في مواجهة طواغيت بني أمية، وهكذا اكتملت العناصر الأساسية للحركة الحسينية وهي:
…. وجود ارادة جماهيرية تطلب التغيير وتستحث الامام الحسين للمبادرة الى قيادة الحركة وكان موقع هذه الارادة في الكوفة تمثلت في رسائل البيعة القادمة من أهلها (3) ".
وذكر محمد كاظم القزويني الشيعي أن أهل العراق كاتبوا الحسين وراسلوه وطلبوا منه التوجه الى بلادهم ليبايعوه بالخلافة الى أن اجتمع عند الحسين اثنا عشر ألف كتاب من أهل العراق وكلها مضمون واحد كتبوا اليه: قد أينعت الثمار واخضر الجناب وانما تقدم على جند لك مجند ان لك في الكوفة مائة ألف سيف اذا لم تقدم الينا فأنا نخاصمك غداً بين يدي الله (4) ".
(3) على خطى الحسين ص94.
(4) فاجعة الطف ص6.
الحسين يرسل مسلم بن عقيل
قال الشيعي رضا حسين صبح الحسني:
" فخرج مسلم من مكة للنصف من شعبان ووصل الكوفة لخمس خلون من شوال، وأقبلت الشيعة يبايعونه حتى بلغوا ثمانية عشر ألفاً وفي حديث الشعبي بلغ من بايعه أربعين ألفاً " (1).
قال الشيعي عبد الرزاق الموسوي المقرم: " ووافت الشيعة مسلماً في دار المختار بالترحيب وأظهروا له من الطاعة والانقياد ما زاد في سروره وابتهاجه … وأقبلت الشيعة يبايعونه حتى أحصى ديوانه ثمانية عشر ألفاً، وقيل بلغ خمسة وعشرين ألفاً، وفي حديث الشعبي بلغ من بايعه أربعين ألفا فكتب مسلم الى الحسين مع عبس بن شبيب الشاكري يخبره باجتماع أهل الكوفة على طاعته وانتظارهم، وفيه يقول: الرائد لايكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً … (1) " مقتل الحسين للمقرم ص147
الغدر بمسلم بن عقيل
قال الشيعي هاشم معروف: " لقد استطاع الوالي الجديد أن يحكم الحيلة ليقبض على هانىء بن عروة الذي آوى رسول الحسين (ع)، وأحسن ضيافته، واشترك معه في الرأي والتدبير، فقبض عليه وقتله بعد حوار طويل جرى بينهما، وألقى بجثمانه من أعلى القصر الى الجماهير المحتشدة حوله، فاستولى الخوف والتخاذل على الناس، وذهب كل انسان الى بيته، وكأن الأمر لايعنيه (1) ".
وقال الشيعي محمد كاظم القزويني: فدخل ابن زياد الكوفة، وأرسل الى رؤساء العشائر والقبائل يهددهم بجيش الشام، ويطمعهم، فجعلوا يتفرقون عن مسلم شيئاً فشيئاً الى أن بقي مسلم وحيداً (2) " فاجعة الطف ص7
قلت: هذا ما كان يتوقعه مسلم بن عقيل عندما طلب من الحسين رضي الله عنه أن يعفيه من هذه المهمة، لعلمه بغدر الشيعة بعمه علي، وابنه الحسن رضي الله عنهم، فقد تحقق ما كان يتوقعه، وقتل مسلم بمرأى ومسمع من دعاه وبايعه باسم الحسين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/35)
وقال الشيعي المتعصب عبد الحسين شرف الدين ناقلاً غدر أسلافه بمسلم بن عقيل: " لكنهم نقضوا بعد ذلك بيعته، وأخفروا ذمته، ولم يثبتوا معه على عهد، ولا وفوا له بعقد، وكان بأبي هو وأمي من أسود الوقائع، وسقاة الحقوق، وأباة الذل، وأولى الحفائظ، وله حين أسلمه أصحابه واشتد البأس بينه وبين عدوه مقام كريم،وموقف عظيم، اذ جاءه العدو من فوقه ومن تحته وأحاط به من جميع نواحيه، وهو وحيد فريد، لاناصر له ولامعين …. حتى وقع في أيديهم أسيراً؛ (1) " المجالس الفاخرة ص62
الخبر الفظيع:
قال عباس القمي: " ثم انتظر (أي الحسين) حتى اذا كان السحر قال لفتيانه وغلمانه أكثروا من الماء فاستقوا وأكثروا ثم ارتحلوا فسار حتى انتهى الى زبالة فأتاه خبر عبد الله بن يقطر فجمع أصحابه فأخرج للناس كتاباً قرأه عليهم فاذا فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: فانه قد أتانا خبر فظيع، قتل مسلم بن عقيل وهانىء بن عروة وعبد الله بن يقطر، وقد خذلنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف في غير حرج ليس عليه ذمام ".
فتفرق الناس عنه ممن اتبعوه طمعاً في مغنم وجاه، حتى بقي في أهل بيته وأصحابه ممن اختاروا ملازمته، عن يقين وايمان (2) "
نزول الحسين رضي الله عنه أرض كربلاء:
قال محمد تقي آل بحر العلوم: " قال أرباب السير والمقاتل: ولما نزل الحسين عليه السلام كربلاء جمع أصحابه وأهل بيته، وقام فيهم خطيباً وقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه:
" أما بعد فانه قد نزل بنا من الأمر ما قد ترون وان الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها، واستمرت حذاء، ولم يبق منها الا صبابة كصبابة الاناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون الى الحق لايعمل به، والى الباطل لايتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقاً، فاني لاأرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما (3) " مقتل الحسن لبحر العلوم ص263
وينقل لنا الدكتور الشيعي أحمد راسم النفيس مناشدة الحسين (1) رضي الله عنه وتذكيره لشيعته الذين دعوه لينصروه وتخلوا عنه فيقول: "كان القوم يصرون على التشويش على أبي عبد الله الحسين لئلا يتمكن من إبلاغ حجته، فقال لهم مغضباً: ما عليكم أن تنصتوا إليَّ فتسمعوا قولي؟ وإنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد، فمن أطاعني كان من المرشدين، ومن عصاني كان من المهلكين، وكلكم عاص لأمري غير مستمع لقولي، قد انخزلت عطياتكم من الحرام، وملئت بطونكم من الحرام، فطبع الله على قلوبكم، ويلكم ألا تنصتون؟ ألا تسمعون؟ .. فسكت الناس. فقال عليه السلام: (تبا لكم أيها الجماعة وترما حين استصرختمونا والهين مستنجدين فأصرخناكم مستعدين، سللتم علينا سيفا في رقابنا، وحششتم علينا نار الفتن التي جناها عدونا وعدوكم، فأصبحتم ألبا على أوليائكم، ويدا عليهم لأعدائكم، بغير عدل أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم إلا الحرام من الدنيا أنالوكم وخسيس عيش طمعتم… فقبحا لكم، فإنما أنتم من طواغيت الأمة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ونفثة الشيطان، وعصبة الآثام، ومجرمي الكتاب، ومطفئي السنن، وقتلة أولاد الأنبياء" (2). على خطى الحسين ص130و131
... هذا هو اللفظ الذي ضبطه الشيعي المذكور وقد روى أصل الخطبة شيخهم علي بن موسى بن طاووس (1) ونقلها عبد الرزاق المقرم (2) وفاضل عباس الحياوي (3) وهادي النجفي (4) وحسن الصفار (5) ومحسن الأمين (6) وعباس القمي (7) وغيرهم كثير (8) فلاحظ يا من تنشد الحق كيف وصف الإمام الحسين رضي الله عنه شيعته بأوصاف هم لها أهل:
" قد أنخزلت عطايتكم من الحرام".
" وطئت بطونكم الحرام".
"فطبع الله على قلوبكم".
... ولاحظ أنهم هم شيعته الذين استصرخوه ولهين… وحششتم عينا نار الفتن.
... فهؤلاء الشيعة:
... " شذاذ الأحزاب".
... "نبذة الكتاب".
... "عصبة الآثام".
... "مجرمو الكتاب".
... "مطفئو السنن".
... "قتلة أولاد الأنبياء".
من الذي قتل الحسين رضي الله عنه؟
... لقد نصح محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنيف أخاه الحسين رضي الله عنهم قائلا له: يا أخي إن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك. وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى (1). هوف لابن طاووس ص 39، عاشوراء للإحسائي ص 115، المجالس الفاخرة لعبد الحسين ص 75، منتهى الآمال 1/ 454، على خطى الحسين ص 96.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/36)
.. وقال الشاعر المعروف الفرزدق للحسين رضي الله عنه عندما سأله عن شيعته الذين هو بصدد القدوم إليهم:
... "قلوبهم معك وأسيافهم عليك والأمر ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء. فقال الحسين: صدقت لله الأمر، وكل يوم هو في شأن، فإن نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته" (1). (1) مجالس الفاخرة ص 79، على خطى الحسين ص 100، لواعج الأشجان للأمين ص 60، معالم المدرستين 3/ 62.
... والإمام الحسين رضي الله عنه عندما خاطبهم أشار إلى سابقتهم وفعلتهم مع أبيه وأخيه في خطاب منه: "… وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم، وخلعتم بيعتي من أعناقكم، فلعمري مما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم، والمغرور من اغتر بكم … " (2) وسبق للإمام الحسين رضي الله عنه أن ارتاب من كتبهم وقال: " إن هؤلاء أخافوني وهذه كتب أهل الكوفة وهم قاتلي" (3). (2) معالم المدرستين 3/ 71 - 72، معالي السبطين 1/ 275، بحر العلوم 194، نفس المهموم 172، خير الأصحاب 39، تظلم الزهراء ص 170.
(3) مقتل الحسين للمقرم ص 175.
... وقال رضي الله عنه في مناسبة أخرى:"اللهم أحكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا" (4). (4) منتهى الآمال 1/ 535.
... قلت: نعم إن شيعة الحسين رضي الله عنه دعوه ينصروه فقتلوه.
... قال الشيعي حسين كوراني: " أهل الكوفة لم يكتفوا بالتفرق عن الإمام الحسين، بل انتقلوا نتيجة تلون مواقفهم إلى موقف ثالث، وهو أنهم بدأوا يسارعون بالخروج إلى كربلاء، وحرب الإمام الحسين عليه السلام، وفي كربلاء كانوا يتسابقون إلى تسجيل المواقف التي ترضي الشيطان، وتغضب الرحمن، مثلا نجد أن عمرو بن الحجاج الذي برز بالأمس في الكوفة وكأنه حامي حمى أهل البيت، والمدافع عنهم، والذي يقود جيشاً لإنقاذ العظيم هانئ بن عروة، يبتلع كل موفقه الظاهري هذا ليتهم الإمام الحسين بالخروج عن الدين لنتأمل النص التالي: وكان عمرو بن الحجاج يقول لأصحابه: "قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعة…" (1).
... وقال حسين كوراني أيضا: "ونجد موقفا آخر يدل على نفاق أهل الكوفة، يأتي عبد الله بن حوزة التميمي يقف أمام الإمام الحسين عليه السلام ويصيح: أفيكم حسين؟ وهذا من أهل الكوفة، وكان بالأمس من شيعة
... ويتساءل مرتضى مطهري: كيف خرج أهل الكوفة لقتال الحسين عليه السلام بالرغم من حبهم وعلاقتهم العاطفية به؟ ثم يجيب قائلا:
... "والجواب هو الرعب والخوف الذي كان قد هيمن على أهل الكوفة. عموما منذ زمن زياد ومعاوية والذي ازداد وتفاقم مع قدوم عبيد الله الذي قام على الفور بقتل ميثم التمار ورشيد ومسلم وهانئ … هذا بالإضافة إلى تغلب عامل الطمع والحرص على الثروة والمال وجاه الدنيا، كما كان الحال مع عمر بن سعد نفسه… وأما وجهاء القوم ورؤساؤهم فقد أرعبهم ابن زياد، وأغراهم بالمال منذ اليوم الأول الذي دخل فيه إلى الكوفة، حيث ناداهم جميعاً وقال لهم من كان منكم في صفوف المعارضة فإني قاطع عنه العطاء. نعم وهذا عامر بن مجمع العبيدي أو مجمع بن عامر يقول: أما رؤساؤهم فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائزهم" (1). (1) الملحمة الحسينية 3/ 47 - 48.
... ويقول الشيعي كاظم الإحسائي النجفي:" إن الجيش الذي خرج لحرب الإمام الحسين عليه السلام ثلاثمائة ألف، كلهم من أهل الكوفة، ليس فيهم شامي ولا حجازي ولا هندي ولا باكستاني ولا سوداني ولا مصري ولا أفريقي بل كلهم من أهل الكوفة، قد تجمعوا من قبائل شتى" (2). (2) عاشوراء ص 89.
وقال المؤرخ الشيعي حسين بن أحمد البراقي النجفي: "قال القزويني: ومما نقم على أهل الكوفة أنهم طعنوا الحسن بن علي عليهما السلام، وقتلوا الحسين عليه السلام بعد أن
استدعوه" (3). (3) تاريخ الكوفة ص 113.
... وقال المرجع الشيعي المعروف آية الله العظمى محسن الأمين:
... "ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفا غدروا به، وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم، فقتلوه" (4). (4) أعيان الشيعة 1/ 26.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/37)
.. وقال جواد محدثي: "وقد أدت كل هذه الأسباب إلى أن يعاني منهم الإمام علي عليه السلام الأَمَرَّين، وواجه الإمام الحسن عليه السلام منهم الغدر، وقتل بينهم مسلم بن عقيل مظلوماً، وقتل الحسين عطشاناً في كربلاء قرب الكوفة وعلى يدي جيش الكوفة" (5) (5) موسوعة عاشوراء ص 59.
لذا أقول هذه الكلمة الموجزة: دعوتموه يا شيعة لتقتلوه وهذا كلام مصادركم ومراجعكم
الشبهة التاسعة:
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل , سألت أبي عن علي ومعاوية , فقال: إعلم أن علياً كان كثير الأعداء , ففتش له أعداؤه عيباً فلم يجدوا , فجاؤا إلى رجل قد حاربه وقاتله فأطروه كيداً منهم لعلي. (راجع: تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 133. فتح الباري 7/ 83. صواعق ابن حجر ص 76).
الرد عليها:
أولا: الرواية أعلاه بحثت عنها في تاريخ الخلفاء للسيوطي فلم أجدها في صفحة 133 فإما أن الرافضي كذاب و إما أنه أخطأ في الرقم
ثانيا: الرواية أعلاه بحثت عنها في فتح الباري، فلم أجد لها أثرا
ثالثا: إعلم أن الرافضة المدلسين عندهم أسماء علماء تتشابه مع أسماء علمائنا و يستخدمون هذا الأمر للتضليل و التدليس و التلبيس على أهل السنة
فإبن حجر صاحب كتاب الصواعق المحرقة هو إبن حجر الهيتمي وليس ابن حجر العسقلاني المعروف عند أهل السنة فتنبه أيها الفاضل.
رابعا: الرواية سواء صحت أم لم تصح، فهي تتحدث عن رجال كادوا لعلي فأطروا رجلا قاتله علي، و هذا يعني أن الرواية تتحدث عن الرجال الذين قاموا بفعل الإطراء، و الكيد كان من هؤلاء الرجال و ليس كيدا من علي أو معاوية رضوان الله عليهما.
خامسا: الرواية أصلا مبتورة، و لا يصح الإحتجاج بالمبتور، و لذلك فإحتجاجه بها ساقط.
الشبهة العاشرة:
يقول الشيعي:
قالت عائشة مخاطبةً معاوية: قتلت حجراً وأصحابه , أما والله لقد بلغني أنه سيقتل بعذراء سبعة رجال (وفي لفظ آخر أناس) يغضب الله وأهل السماء لهم. (راجع تاريخ ابن عساكر 4/ 86. تاريخ ابن كثير 8/ 55. الإصابة 1/ 315).
أخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، عن طريق عبد الله ابن بريده , قال: دخلت أنا وأبي على معاوية , فأجلسنا على الفرش ثم أتينا بالطعام فأكلنا , ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية ثم ناول أبي ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وآله. (مسند أحمد 5/ 347).
الرد على الشبهة:
أولا .. الرد على الحديث الأول /
أولا: الرواية أصلا مبتورة، و لا يصح الإحتجاج بالمبتور، و لذلك فإحتجاجه بها ساقط.
ثانيا: لم أجد هذه الرواية في أي من المصادر التي أوردها الرافضي، إلا أنني قد وجدتها في موضع آخر في البداية و النهاية لابن كثير الجزء الثامن صفحة ثمانية و خمسين، و كان هذا هو نصها:
وروينا ان معاوية لما دخل على ام المؤمنين عائشة فسلم عليها من وراء حجاب - وذلك بعد مقتله حجراً واصحابه - قالت له: اين ذهب عنك حلمك يا معاوية حين قتلت حجراً واصحابه؟.
فقال لها: فقدته حين غاب عني من قومي مثلك يا اماه. (ج/ص: 8/ 58)
وهذه تسمية الذين قتلوا بعذراء: حجر بن عدي، وشريك بن شداد، وصيفي بن فسيل، وقبيصة بن ضبيعة، ومحرز بن شهاب المنقري، وكرام بن حيان.
و عذراء يا عزيزي هي إسم منطقة،، فهي إسم منطقة و ليست إشارة إلى إمرأة، و حتى لو كان يقصد بها إمرأة (مع أنه ليس كذلك) فأم المؤمنين لم تكن عذراء!!
و أما لفظ (يغضب الله وأهل السماء لهم) فلم أجد له أثرا.
الرد على الحديث الثاني /
هذه الرواية نفسها قد وردت في مصنف إبن أبي شيبة بهذا النص:
«حدثنا زيد بن الحباب عن الحسين بن واقد قال: حدثنا عبد الله بن بريدة قال دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلس أبي على السرير وأتى بالطعام فأطعمنا وأتى بشراب فشرب فقال معاوية ما شيء كنت استلذه وأنا شاب فآخذه اللبن إلا اللبن فإني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم والحديث الحسن» (11/ 94 - 9 (.
و قد استنكر الهيثمي التغير في متن الرواية في مسند أحمد (مجمع الزوائد، الجزء الخامس، صفحة 42).
وفي مسند أحمد ج: 5 ص: 347
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/38)
22991 حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَجْلَسَنَا عَلَى الْفُرُشِ ثُمَّ أُتِينَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلْنَا ثُمَّ أُتِينَا بِالشَّرَابِ فَشَرِبَ مُعَاوِيَةُ ثُمَّ نَاوَلَ أَبِي ثُمَّ قَالَ مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مُعَاوِيَةُ كُنْتُ أَجْمَلَ شَبَابِ قُرَيْشٍ وَأَجْوَدَهُ ثَغْرًا وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّ غَيْرُ اللَّبَنِ أَوْ إِنْسَانٍ حَسَنِ الْحَدِيثِ يُحَدِّثُنِي *
أولا: النص لا يدل أبدا على أن ما شربه معاوية هو خمر، و لو كان كذلك لما شرب معه إبن بريدة.
ثانيا: الإحتجاج بهذه الرواية أيها ساقط، ففي السند زيد بن حباب و كان قد قال الشيخ الألباني عنه «ضعيف. لم يوثقه غير ابن حبان» (معجم أسامي الرواة، الجزء الثاني صفحة 75 (
و قد استنكر الهيثمي التغير في متن الرواية في مسند أحمد (مجمع الزوائد، الجزء الخامس، صفحة 42 (.
الشبهة الحادية عشر:
قال الحسن البصري: أربع خصال كُنّ في معاوية , لو لم يكن فيه منهن إلا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء حتى ابتزها أمرها بغير مشورة منهم، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة.واستخلافه ابنه بعده سكيراً خميراً، يلبس الحرير ويضرب بالطنابير. وادعاؤه زياداً، وقد قال رسول الله (ص): الولد للفراش وللعاهر الحجر. وقتله حجراً, ويلاً له من حجر وأصحاب حجر , قالها مرتين. (تاريخ ابن عساكر 2/ 381. تاريخ الطبري 6/ 157.الكامل لابن الأثير 4/ 209. ابن كثير 8/ 130)
الرد على هذه الشبهة:
أولا: السند لم يُذكر ...
ثانيا: 1ـ هذه الرواية مدارها على أبي مخنف (2) (2) راجع الطبري جـ3 ص (232) سنة 51 هـ، وأبو مخنف هذا هو لوط بن يحى الأزدي الكوفي قال عنه الذهبي وابن حجر ((أخباري تالف لا يوثق به)) (3) (3) ميزان الاعتدال للذهبي جـ3 ص (419) برقم (6992) ولسان الميزان لابن حجر جـ4 ص (492).، ((تركه أبو حاتم وغيره، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال مرة ليس بشيء، وقال ابن عدي: شيعي محترق)) (4) (4) ميزان الاعتدال جـ3 ص (419 ـ 420).، وعده العقيلي من الضعفاء (5) (5) الضعفاء للعقيلي جـ4 ص (18 ـ 19) برقم (1572).، وعلى ذلك فالخبر ساقط ولا حجة فيه.
و للمزيد من حال هذا الرجل راجع رسالة مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري للدكتور يحيى بن إبراهيم اليحيى (ص 43 - 45) ففيها مزيد بيان وتفصيل عن حال هذا الرجل
وعلى ذلك فالخبر ساقط ولا حجة فيه بسبب ضعف سنده، هذا بالنسبة لرواية الطبري. أما رواية ابن الأثير فقد أوردها ابن الأثير بغير إسناد. إذ كيف نسلم بصحة خبر مثل هذا في ذم صحابي لمجرد وروده في كتاب لم يذكر فيه صاحبه إسناد صحيح، والمعروف أن المغازي والسير والفضائل من الأبواب التي لم تسلم من الأخبار الضعيفة والموضوعة
والشبهات المذكورة بعضها أضعف من بعض مردود عليها فلا حجة فيها
وإليكم التفصيل
الشبهة الأولى: قال الحسن البصري في ما روي عنه: أن معاوية أخذ الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة ونور الفضيلة.
الجواب: هذا الادعاء باطل من أساسه .. لأن الحسن بن علي رضي الله عنهما قد تنازل لمعاوية رضي بالخلافة، وقد بايعه جيمع الناس ولم نعلم أن أحداً من الصحابة امتنع عن مبايعته .. ولست هنا بصدد الحديث عن صلح الحسن مع معاوية أو أسباب ذلك، وإنما الحديث ينصب في رد الشبهة التي أثيرت حول معاوية من كونه أخذ الأمر من غير مشورة ..
وتفصيل ذلك:-
ذكر ابن سعد في الطبقات في القسم المفقود الذي حققه الدكتور محمد السلمي (1/ 316 - 317) رواية من طريق ميمون بن مهران قال: إن الحسن بن علي بن أبي طالب بايع أهل العراق بعد علي على بيعتين، بايعهم على الإمارة، وبايعهم على أن يدخلوا فيما دخل فيه، ويرضوا بما رضي به. قال المحقق إسناده حسن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/39)
ورواية أخرى أخرجها ابن سعد أيضاً وهي من طريق خالد بن مُضرّب قال: سمعت الحسن بن علي يقول: والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم، قالوا: ما هو؟ قال: تسالمون من سالمت، وتحاربون من حاربت. طبقات ابن سعد (1/ 286، 287). وقال المحقق: إسناده صحيح.
هذا ويستفاد من هاتين الروايتين ابتداء الحسن رضي الله عنه في التمهيد للصلح فور استخلافه، وذلك تحقيقاً منه لنبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
أخرج البخاري في صحيحه (5/ 361) من طريق أبي بكرة رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: (إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين).
وقد علق ابن حجر الهيتمي على هذا الحديث بقوله: وبعد نزول الحسن لمعاوية اجتمع الناس عليه، وسمي ذلك العام عام الجماعة، ثم لم ينازعه أحد من أنه الخليفة الحق يومئذ. انظر: تطهير الجنان (ص 19، 21 - 22، 49).
وأخرج الطبراني رواية عن الشعبي قال: شهدت الحسن بن علي رضي الله عنه بالنخيلة حين صالح معاوية رضي الله عنه، فقال معاوية: إذا كان ذا فقم فتكلم وأخبر الناس أنك قد سلمت هذا الأمر لي، وربما قال سفيان - وهو سفيان بن عيينة أحد رجال السند -: أخبر الناس بهذا الأمر الذي تركته لي، فقام فخطب على المنبر فحمد الله وأثنى عليه - قال الشعبي: وأنا أسمع - ثم قال: أما بعد فإن أكيس الكيس - أي الأعقل - التقي، وإن أحمق الحمق الفجور، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إما كان حقاً لي تركته لمعاوية إرداة صلاح هذه الأمة وحقن دمائهم، أو يكون حقاً كان لامرئ أحق به مني ففعلت ذلك {وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين} [الأنبياء/111]. المعجم الكبير (3/ 26) بإسناد حسن. وقد أخرج هذه الرواية كل من ابن سعد في الطبقات (1/ 329) و الحاكم في المستدرك (3/ 175) و أبو نعيم في الحلية (2/ 37) والبيهقي في الدلائل (6/ 444) وابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 388 - 389).
و هذا الفعل من الحسن رضي الله عنه - وهو الصلح مع معاوية وحقنه لدماء المسلمين -، كان كعثمان بن عفان رضي الله عنه في نسخه للقرآن و كموقف أبي بكر في الردة.
وبعد أن تم الصلح بينه و بين الحسن جاء معاوية إلى الكوفة فاستقبله الحسن و الحسين على رؤوس الناس، فدخل معاوية المسجد و بايعه الحسن رضي الله عنه و أخذ الناس يبايعون معاوية فتمت له البيعة في خمس و عشرين من ربيع الأول من سنة واحد و أربعين من الهجرة، و سمي ذلك العام بعام الجماعة.
أخرج يعقوب بن سفيان و من طريقه أيضاً البيهقي في الدلائل من طريق الزهري، فذكر قصة الصلح،
و فيها: فخطب معاوية ثم قال: قم يا حسن فكلم الناس، فتشهد ثم قال: أيها الناس إن الله هداكم بأولنا و حقن دماءكم بآخرنا و إن لهذا الأمر مدة و الدنيا دول. المعرفة و التاريخ (3/ 412) و دلائل النبوة (6/ 444 - 445) و ذكر بقية الحديث.
أخرج البخاري عن أبي موسى قال: سمعت الحسن - أي البصري - يقول: استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها. فقال له معاوية - و كان خير الرجلين -: أي عمرو، إن قتل هؤلاء، هؤلاء و هؤلاء، هؤلاء من لي بأمور الناس؟ من لي بنسائهم؟ من لي بضيعتهم؟ فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس - عبد الله بن سمرة و عبد الله بن عامر بن كريز - فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه و قولا له و اطلبا إليه. فأتياه فدخلا عليه فتكلما و قالا له و طلبا إليه. فقال لهما الحسن بن علي: إنّا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال و إن هذه الأمة قد عاثت في دمائها، قالا: فإنه يعرض عليك كذا و كذا و يطلب إليك و يسألك، قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به، فما سألهما شيئاً إلا قالا نحن لك به فصالحه، فقال الحسن - أي البصري -: و لقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر - و الحسن بن علي إلى جنبه و هو يقبل على الناس مرة و عليه أخرى و يقول -: إن ابني هذا سيد و لعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. صحيح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/40)
البخاري مع الفتح (5/ 361) و الطبري (5/ 158).
الشبهة الثانية ولاية العهد ليزيد
وأما استخلافه يزيد فقد تم بمبايعة الناس ومنهم عبد الله بن عمر، ولم يتخلّف إلا الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، وليس تخلّف من تخلف عن البيعة بناقض لها
وقد بايعه ستون من الصحابة رضوان الله عليهم
وقد بدأ معاوية رضي الله عنه يفكر فيمن يكون الخليفة من بعده، ففكر معاوية في هذا الأمر و رأى أنه إن لم يستخلف و مات ترجع الفتنة مرة أخرى.
فقام معاوية رضي الله عنه باستشارة أهل الشام في الأمر، فاقترحوا أن يكون الخليفة من بعده من بني أمية، فرشح ابنه يزيد، فجاءت الموافقة من مصر و باقي البلاد و أرسل إلى المدينة يستشيرها و إذ به يجد المعارضة من الحسين و ابن الزبير، و ابن عمر و عبد الرحمن بن أبي بكر، و ابن عباس. انظر: تاريخ الإسلام للذهبي - عهد الخلفاء الراشدين - (ص147 - 152) و سير أعلام النبلاء (3/ 186) و الطبري (5/ 303) و تاريخ خليفة (ص213). إلا أن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما قد بايعا فيما بعد طوعاً ليزيد.
و كان اعتراض هؤلاء النفر حول تطبيق الفكرة نفسها، لا على يزيد بعينه.
ثم كانت سنة واحد وخمسين هجرية فحج معاوية في الناس و قرأ كتاب الإستخلاف ليزيد على الناس فحمد الله و أثنى عليه ثم قال: لقد علمتم سيرتي فيكم، و صلتي لأرحامكم، و صفحي عنكم و حلمي لما يكون منكم، و يزيد ابن أمير المؤمنين أخوكم و ابن عمكم و أحسن الناس لكم رأياً، و إنما أردت أن تقدموه باسم الخلافة و تكونوا أنتم الذين تنزعون و تؤمرون، و تجيبون و تقسمون لا يدخل عليكم في شيء من ذلك. راجع العواصم من القواصم (ص226 - 228)، و الكامل في التاريخ (2/ 512).
و اعتبر معاوية أن معارضة هؤلاء ليست لها أثر، و أن البيعة قد تمت، حيث أجمعت الأمة على هذه البيعة. راجع: الفصل في الملل و النحل لابن حزم (4/ 149 - 151) و قد ذكر كيفية انعقاد البيعة و شروطها فعرضها عرضاً دقيقاً.
و كان سبب تولية معاوية ابنه يزيد لولاية العهد من بعده، أسباب كثيرة، فهناك سبب سياسي؛ وهو الحفاظ على وحدة الأمة، خاصة بعد الفتن التي تلاحقت يتلوا بعضها بعضاً، و كان من الصعوبة أن يلتقي المسلمون على خليفة واحد، خاصة و القيادات المتكافئة في الإمكانيات قد تضرب بعضها بعضاً فتقع الفتن و الملاحم بين المسلمين مرة ثانية، ولا يعلم مدى ذلك إلا الله تعالى.
ويروي البلاذري أن محمد بن علي بن أبي طالب - المعروف بابن الحنفية - دخل يوماً على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت، فقال له يزيد، و كان له مكرماً: يا أبا القاسم، إن كنت رأيت مني خُلُقاً تنكره نَزَعت عنه، و أتيت الذي تُشير به علي؟ فقال: والله لو رأيت منكراً ما وسعني إلاّ أن أنهاك عنه، وأخبرك بالحق لله فيه، لما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه، وما رأيت منك إلاّ خيراً. أنساب الأشراف للبلاذري (5/ 17).
كما أنه شهد له بحسن السيرة والسلوك حينما أراده بعض أهل المدينة على خلعه والخروج معهم ضده، فيروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو و أصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب، فقال محمد ما رأيت منه ما تذكرون، قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة، قالوا: ذلك كان منه تصنعاً لك، قال: و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع؟ ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا، قالوا: إنه عندنا لحق و إن لم نكن رأيناه، فقال لهم: أبى الله ذلك على أهل الشهادة، و لست من أمركم في شيء .. الخ. البداية و النهاية (8/ 233) و تاريخ الإسلام - حوادث سنة 61 - 80هـ - (ص274) و حسن محمد الشيباني إسناده، انظر مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية (ص384).
وقد شهد له ابن عباس رضي الله عنه بالفضيلة وبايعه، كما في أنساب الأشراف (4/ 289 - 290) بسند حسن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/41)
كما أن مجرد موافقة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية، من أمثال عبد الله بن الزبير و عبد الله بن عباس و أبو أيوب الأنصاري، على مصاحبة جيش يزيد في سيره نحو القسطنطينية، فيها خير دليل على أن يزيد كان يتميز بالاستقامة، و تتوفر فيه كثير من الصفات الحميدة، و يتمتع بالكفاءة والمقدرة لتأدية ما يوكل إليه من مهمات.
أخرج البخاري عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حمص و هو في بناء له و معه أم حرام، قال عمير: فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا، فقالت أم حرام: قلت يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم، فقلت: أنا فيهم قال: لا. البخاري مع الفتح (6/ 120).
وأخرج البخاري عن محمود بن الربيع في قصة عتبان بن مالك قال محمود: فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها، و يزيد بن معاوية عليهم بأرض الروم. البخاري مع الفتح (3/ 73).
و في هذا الحديث منقبة ليزيد رحمه الله حيث كان في أول جيش يغزوا أرض الروم.
و قد اعترف بمزايا خطوة معاوية هذه (تولية العهد ليزيد)، كل من ابن العربي في العواصم من القواصم (ص228 - 229)، وابن خلدون الذي كان أقواهما حجة، إذا يقول: والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل و العقد عليه - و حينئذ من بني أمية - ثم يضيف قائلاً: و إن كان لا يظن بمعاوية غير هذا، فعدالته و صحبته مانعة من سوى ذلك، و حضور أكابر الصحابة لذلك، وسكوتهم عنه، دليل على انتفاء الريب منه، فليسوا ممن تأخذهم في الحق هوادة، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم - كلهم - أجلّ من ذلك، و عدالتهم مانعة منه. المقدمة لابن خلدون (ص210 - 211).
الشبهة الثالثة: إدعاؤه زيادا
الرد على الشبهة:
وهي: ادعاؤه زياداً وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر.
الجواب: المراد بزياد هنا؛ هو زياد بن سمية، وهي أمه كانت أمة للحارث بن كلدة، زوجها لمولاه عبيد، فأتت بزياد على فراشه وهم بالطائف قبل أن يسلم أهل الطائف. انظر ترجمته في الإصابة (2/ 527 - 528)، والاستيعاب ترجمة رقم (829) وطبقات ابن سعد (7/ 99) وغيرها.
إن قضية نسب زياد بن أبيه تعد من القضايا الشائكة في التاريخ الإسلامي؛ لأنها تثير عدداً من الأسئلة يصعب الإجابة عليها، مثل:-
1 - لماذا لم تثر هذه القضية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مثلما أثيرت قضايا مشابهة لها عند فتح مكة؟
مثل قضية: نسب ابن أمة زمعة بن قيس الذي ادعاه عتبة بن أبي وقاص، انظر القصة في صحيح البخاري مع الفتح (12/ 32 - 33).
2 - لماذا لم تثر هذه القضية في حياة أبي سفيان رضي الله عنه؟
3 - لماذا لم تثر هذه القضية في أثناء خلافة علي رضي الله عنه، خاصة عندما كان زياد من ولاة علي؛ لأن في إثارتها في تلك الفترة مكسباً سياسياً لمعاوية رضي الله عنه؛ إذ قد يترتب على ذلك انتقال زياد من معسكر علي إلى معسكر معاوية؟
4 - لماذا أثيرت هذه القضية في سنة (44 هـ) وبعد أن آلت الخلافة إلى معاوية رضي الله عنه؟
ومهما يكن من أمر فإن قضية نسب زياد تعد من متعلقات أنكحة الجاهلية، ومن أنواع تلك الأنكحة ما أخرجه البخاري في صحيحه من طريق عائشة رضي الله عنها: (إن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء - بمعنى: أنواع -: فنكاح منها نكاح الناس اليوم، يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها - أي يعين صداقها - ثم ينكحها.
ونكاح آخر، كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها - حيضها -: أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه - أي اطلبي منه الجماع - ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبداً حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد - النجيب: الكريم الحسب -، فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/42)
ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها، فإذا حملت ووضعت ومر ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها، تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم، وقد ولدت، فهو ابنك يا فلان، فتسمي من أحبت باسمه، فيلحق به ولدها ولا يستطيع أن يمتنع به الرجل.
والنكاح الرابع: يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمنع من جاءها، وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علماً، فمن أردهن دخل عليهن، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها، جمعوا لها و دعوا لها القافة - جمع قائف، وهو الذي يعرف شبه الولد بالوالد بالآثار الخفية - ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون، فالتاطه به - أي استلحقه به - ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك.
فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم بالحق، هدم نكاح الجاهلية كله، إلا نكاح الناس اليوم. الفتح مع الصحيح (9/ 88 - 89).
وقد أقر الإسلام ما نتج عن تلك الأنكحة من أنساب، وفي ذلك يقول ابن الأثير: فلما جاء الإسلام .. أقر كل ولد ينسب إلى أب من أي نكاح من أنكحتهم على نسبه، ولم يفرق بين شيء منها. الكامل في التاريخ (3/ 445).
وأما الذراري الذين جاء الإسلام وهم غير منسوبين إلى آبائهم - كأولاد الزنى - فقد قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه أبو داود بإسناده قال: قام رجل فقال: يا رسول الله إن فلاناً ابني، عاهرت - أي زنيت - بأمه في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا دعوة في الإسلام، ذهب أمر الجاهلية، الولد للفراش، وللعاهر الحجر. صحيح سنن أبي داود (2/ 430).
أما القول إن سبب سكوت أبي سفيان رضي الله عنه من ادعاء زياد هو خوفه من شماتة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. انظر القصة في الاستيعاب لابن عبد البر (2/ 525). فهذا القول مردود بما يلي:-
1 - إن قضية نسب ولد الزنا قد ورد فيها نص شرعي ولم تترك لاجتهادات البشر.
2 - إن الإسلام يجب ما قبله.
3 - إن عمر رضي الله عنه توفي قبل أبي سفيان رضي الله عنه، فلماذا لم يدّع أبو سفيان زياداً بعد وفاة عمر؟.
4 - إن في إسناد هذا الخبر محمد بن السائب الكلبي، وقد قال عنه ابن حجر: (متهم بالكذب ورمي بالرفض) التقريب (479).
وأما اتهام معاوية رضي الله عنه باستلحاق نسب زياد فإني لم أقف على رواية صحيحة صريحة العبارة تؤكد ذلك، هذا فضلاً عن أن صحبة معاوية رضي الله عنه وعدالته ودينه وفقهه تمنعه من أن يرد قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، لاسيما وأن معاوية أحد رواة حديث (الولد للفراش وللعاهر الحجر) الفتح (12/ 39).
وبعد أن اتضحت براءة معاوية رضي الله عنه من هذا البهتان فإن التهمة تتجه إلى زياد بن أبيه بأنه هو الذي ألحق نسبه بنسب أبي سفيان، وهذا ما ترجح لدي من خلال الرواية التي أخرجها مسلم في صحيحه من طريق أبي عثمان قال: لما ادعى زياد، لقيت أبا بكرة فقلت: ما هذا الذي صنعتم؟ إني سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من ادعى أباً في الإسلام غير أبيه، يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام)، فقال أبو بكرة: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. صحيح مسلم بشرح النووي (2/ 51 - 52) والبخاري مع الفتح (12/ 54).
قال النووي رحمه الله معلقاً على هذا الخبر: ( .. فمعنى هذا الكلام الإنكار على أبي بكرة، وذلك أن زياداً هذا المذكور هو المعروف بزياد بن أبي سفيان، ويقال فيه: زياد بن أبيه، ويقال: زياد بن أمه، وهو أخو أبي بكرة لأمه .. فلهذا قال أبو عثمان لأبي بكرة: ما هذا الذي صنعتم؟
وكان أبو بكرة رضي الله عنه ممن أنكر ذلك وهجر بسببه زياداً وحلف أن لا يكلمه أبداً، ولعل أبا عثمان لم يبلغه إنكار أبي بكرة حين قال له هذا الكلام، أو يكون مراده بقوله: ما هذا الذي صنعتم؟ أي ما هذا الذي جرى من أخيك ما أقبحه وأعظم عقوبته، فإن النبي صلى الله عليه وسلم حرم على فاعله الجنة). شرح صحيح مسلم (2/ 52).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/43)
وقال أيضاً: قوله: ادُّعِي) ضبطناه بضم الدال وكسر العين مبني لما لم يسم فاعله، أي ادعاه معاوية، ووجد بخط الحافظ أبي عامر العبدري - وهو إمام من أعيان الحفاظ من فقهاء الظاهرية (ت 524هـ)، انظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ للذهبي (4/ 1272) - (ادَّعَى) بفتح الدال والعين، على أن زياداً هو الفاعل، وهذا له وجه من حيث إن معاوية ادعاه، وصدقه زياد فصار زياد مدعياً أنه ابن أبي سفيان، والله أعلم. شرح مسلم (2/ 52 - 53).
وقد تبينت براءة معاوية رضي الله عنه من هذه التهمة فيما تقدم من القول، وبذلك ينتفي الوجه الذي ذهب إليه النووي في كلامه عن ضبط الحافظ أبي عامر العبدري لكلمة (ادَّعَى).
ويزيد هذا الأمر تأكيداً ما أورده الحافظ أبو نعيم في ترجمة زياد بن أبيه حيث قال: (زياد بن سمية: ادَّعَى أبا سفيان فنسب إليه) معرفة الصحابة (3/ 1217).
وبذلك يكون زياد هو المدعي، ولذلك هجره أخوه أبو بكرة رضي الله عنه. والله تعالى أعلم. مقتبس من كتاب: مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري للدكتور خالد الغيث (ص 372 - 379).
وقد أجاب الإمام ابن العربي رحمه الله عن هذه الشبهة بجواب آخر له وجه من الصحة أيضاً، فقال فيما معناه: أما ادعاؤه زياداً فهو بخلاف حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لعبد بن زمعة: (هو لك الولد للفراش وللعاهر الحجر) باعتبار أنه قضى بكونه للفراش وبإثبات النسب فباطل لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت النسب، لأن عبداً ادعى سببين، أحدهما: الأخوة، والثاني: ولادة الفراش، فلو قال النبي صلى الله عليه وسلم هو أخوك، الولد للفراش لكان إثباتاً للحكم وذكراً للعلة، بيد أن النبي صلى الله عليه وسلم عدل عن الأخوة ولم يتعرض لها وأعرض عن النسب ولم يصرح به، وإنما هو في الصحيح في لفظ (هو أخوك) وفي آخر (هو لك) معناه أنت أعلم به بخلاف زياد، فإن الحارث بن كلدة الذي ولد زياد على فراشه، لم يدعيه لنفسه ولا كان ينسب إليه، فكل من ادعاه فهو له، إلا أن يعارضه من هو أولى به منه، فلم يكن على معاوية في ذلك مغمز بل فعل فيه الحق على مذهب الإمام مالك. انظر تفصيل ذلك في كتاب العواصم من القواصم (ص 248 - 255) بتخريج محمود مهدي الاستانبولي و تعليق الشيخ محب الدين الخطيب وهو من منشورات مكتبة السنة بالقاهرة.
الشبهة الرابعة: قتله حِجْراً وأصحاب حِجْر
وهو القول المنسوب للحسن: قتله حِجْراً وأصحاب حِجْر، فيا ويلاً له من حِجْر ويا ويلاً له من حِجْر وأصحاب حِجْر.
الجواب:
تحدثت معظم المصادر التاريخية عن مقتل حجر بن عدي رضي الله عنه بين مختصر في هذا الأمر ومطول كل بحسب ميله، وكان للروايات الشيعية النصيب الأوفر في تضخيم هذا الحدث ووضع الروايات في ذلك؛ وكأنه ليس في أحداث التاريخ الإسلامي حدث غير قصة مقتل حجر بن عدي .. هذا ونظراً لقلة الروايات الصحيحة عن حركة حجر بن عدي، ولكون هذه الروايات لا تقدم صورة متكاملة عن هذه القضية .. لذا فلن أتطرق للحديث عنها بقدر ما سيكون الحديث منصباً على السبب الذي جعل معاوية رضي الله عنه يقدم على قتل حجر بن عدي والدوافع التي حملته على ذلك ..
كان حجر بن عدي من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وممن شهد الجمل وصفين معه. وحجر هذا مختلف في صحبته، وأكثر العلماء على أنه تابعي، وإلى هذا ذهب كل من البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه وخليفة بن خياط وابن حبان وغيرهم، ذكروه في التابعين وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة. انظر ترجمته في الإصابة (2/ 31 - 34).
ذكر ابن العربي في العواصم بأن الأصل في قتل الإمام، أنه قَتْلٌ بالحق فمن ادعى أنه بالظلم فعليه الدليل، و لكن حجراً فيما يقال: رأى من زياد أموراً منكرة، حيث أن زياد بن أبيه كان في خلافة علي والياً من ولاته، و كان حجر بن عدي من أولياء زياد و أنصاره، و لم يكن ينكر عليه شيئاً، فلما صار من ولاة معاوية صار ينكر عليه مدفوعاً بعاطفة التحزب و التشيع، و كان حجر يفعل مثل ذلك مع من تولى الكوفة لمعاوية قبل زياد، فقام حجر و حصب زياد و هو يخطب على المنبر، حيث أن زياد قد أطال في الخطبة فقام حجر و نادى: الصلاة! فمضى زياد في خطبته فحصبه حجر و حصبه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/44)
آخرون معه و أراد أن يقيم الخلق للفتنة، فكتب زياد إلى معاوية يشكو بغي حجر على أميره في بيت الله، وعدّ ذلك من الفساد في الأرض، فلمعاوية العذر، و قد كلمته عائشة في أمره حين حج، فقال لها: دعيني و حجراً حتى نلتقي عند الله، و أنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله مع صاحبهما العدل الأمين المصطفى المكين. انظر هذا الخبر بالتفصيل في العواصم من القواصم لابن العربي (ص 219 - 220) بتحقيق محب الدين الخطيب و تخريج محمود الإستانبولي مع توثيق مركز السنة.
وأما قضاء معاوية رضي الله عنه في حجر رضي الله عنه وأصحابه، فإنه لم يقتلهم على الفور، ولم يطلب منهم البراءة من علي رضي الله عنه كما تزعم بعض الروايات الشيعية، انظر: تاريخ الطبري (5/ 256 - 257 و 275). بل استخار الله سبحانه وتعالى فيهم، واستشار أهل مشورته، ثم كان حكمه فيهم ..
والحجة في ذلك ما يرويه صالح بن أحمد بن حنبل بإسناد حسن، قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو المغيرة - ثقة - قال: حدثنا ابن عياش - صدوق - قال: حدثني شرحبيل بن مسلم - صدوق - قال: لما بُعِث بحجر بن عدي بن الأدبر وأصحابه من العراق إلى معاوية بن أبي سفيان، استشار الناس في قتلهم، فمنهم المشير، ومنهم الساكت، فدخل معاوية منزله، فلما صلى الظهر قام في الناس خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، ثم جلس على منبره، فقام المنادي فنادى: أين عمرو بن الأسود العنسي، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألا إنا بحصن من الله حصين لم نؤمر بتركه، وقولك يا أمير المؤمنين في أهل العراق ألا وأنت الراعي ونحن الرعية، ألا وأنت أعلمنا بدائهم، وأقدرنا على دوائهم، وإنما علينا أن نقول: {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} [البقرة /285].
فقال معاوية: أما عمرو بن الأسود فقد تبرأ إلينا من دمائهم، ورمى بها ما بين عيني معاوية. ثم قام المنادي فنادى: أين أبو مسلم الخولاني، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فلا والله ما أبغضناك منذ أحببناك، ولا عصيناك منذ أطعناك، ولا فارقناك منذ جامعناك، ولا نكثنا بيعتنا منذ بايعناك، سيوفنا على عواتقنا، إن أمرتنا أطعناك، وإن دعوتنا أجبناك وإن سبقناك نظرناك، ثم جلس.
ثم قام المنادي فقال: أين عبد الله بن مِخْمَر الشرعبي، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: وقولك يا أمير المؤمنين في هذه العصابة من أهل العراق، إن تعاقبهم فقد أصبت، وإن تعفو فقد أحسنت.
فقام المنادي فنادى: أين عبد الله بن أسد القسري، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أمير المؤمنين، رعيتك وولايتك وأهل طاعتك، إن تعاقبهم فقد جنوا أنفسهم العقوبة، وإن تعفوا فإن العفو أقرب للتقوى، يا أمير المؤمنين لا تطع فينا من كان غشوماً ظلوماً بالليل نؤوماً، عن عمل الآخرة سؤوماً. يا أمير المؤمنين إن الدنيا قد انخشعت أوتارها، ومالت بها عمادها وأحبها أصحابها، واقترب منها ميعادها ثم جلس. فقلت - القائل هو: اسماعيل بن عياش - لشرحبيل: فكيف صنع؟ قال: قتل بعضاً واستحيى بعضاً، وكان فيمن قتل حجر بن عدي بن الأدبر. انظر الرواية في مسائل الإمام أحمد رواية ابنه صالح (2/ 328 - 331).
ومما يجدر التذكير به في هذا المقام أن معاوية رضي الله عنه لم يكن ليقضي بقتل حجر بن عدي رضي الله عنه لو أن حجراً اقتصر في معارضته على الأقوال فقط ولم ينتقل إلى الأفعال .. حيث أنه ألّب على عامله بالعراق، وحصبه وهو على المنبر، وخلع البيعة لمعاوية وهو آنذاك أمير المؤمنين .. ولكن حجراً رضي الله عنه زين له شيعة الكوفة هذه المعارضة، فأوردوه حياض الموت بخذلانهم إياه .. ولا ننسى موقف شيعة الكوفة مع الحسين رضي الله عنه، حين زينوا له الخروج ثم خذلوه كما خذلوا حجراً من قبله، فآنا لله وآنا إليه راجعون ..
وقد اعتمد معاوية رضي الله عنه في قضائه هذا بقتل حجر بن عدي، على قوله صلى الله عليه وسلم: (من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم فاقتلوه). صحيح مسلم بشرح النووي (12/ 242).
وفي رواية عنه صلى الله عليه وسلم: (أنه ستكون هنات - أي فتن - وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع، فاضربوا بالسيف كائناً من كان). صحيح مسلم بشرح النووي (12/ 241).
ولو سلمنا أن معاوية أخطأ في قتل حجر؛ فإن هذا لا مطعن فيه عليه، كيف وقد سبق هذا الخطأ في القتل من اثنين من خيار الصحابة؛ هما: خالد بن الوليد وأسامة بن زيد رضي الله عنهما.
أما قصة خالد بن الوليد رضي الله عنه مع بني جذيمة، وقولهم صبأنا بدلاً من أسلمنا، فرواها البخاري في صحيحه برقم (4339) من حديث عبد الله بن عمر .. وقول النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) ..
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 194): وقال الخطابي: الحكمة من تَبرُّئه صلى الله عليه وسلم من فعل خالد مع كونه لم يعاقبه على ذلك لكونه مجتهداً، أن يعرف أنه لم يأذن له في ذلك خشية أن يعتقد أحد أنه كان بإذنه، ولينزجر غير خالد بعد ذلك عن مثل فعله .. ثم قال: والذي يظهر أن التبرأ من الفعل لا يستلزم إثم فاعله ولا إلزامه الغرامة، فإن إثم المخطئ مرفوع وإن كان فعله ليس بمحمود.
وقصة أسامة بن زيد رضي الله عنه مع الرجل الذي نطق بالشهادتين، وقتل أسامه له بعد نطقها، في الصحيحين البخاري برقم (4269، 6872) ومسلم برقم (96) .. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟) .. الحديث
وكل ما جرى من أسامة وخالد ناتج عن اجتهاد لا عن هوى وعصبية وظلم ..
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
كثيرا
أخوكم / أبو عمر المذحجي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/45)
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[17 - 03 - 07, 12:19 م]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا وجعنا وإياك في الفردوس الأعلى(39/46)
البرمجة العصبية او تغيير العقل
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[17 - 03 - 07, 03:27 م]ـ
انتشر فى هذه الايام صرعة جديدة تسمى احيانا البرمجة العصبية و احيانا تغيير العقل و تجذب الناس اليها بدعوى القدرة على الانتهاء من حفظ القرآن الكريم فى مدة خمسة وخمسون يوما فقط فما هى شرعية مثل هذة الدعوات التى نسمعها الآن كثيرا خاصة اننى سمعت انها تحوى بعض المخالفات فى العقيدة. ارجو ان اجد اجابة شافية عن مدى شرعية مثل هذا عند شيوخنا الاجلاء.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 - 03 - 07, 03:57 م]ـ
نوقش الموضوع هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=47765&highlight=%C7%E1%C8%D1%E3%CC%C9)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 - 03 - 07, 03:59 م]ـ
مناقشة ما يسمى بالبرمجة اللغوية العصبية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72400&highlight=%C7%E1%C8%D1%E3%CC%C9)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 - 03 - 07, 04:00 م]ـ
فتوى الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في البرمجة اللغوية العصبية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73199&highlight=%C7%E1%C8%D1%E3%CC%C9)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 - 03 - 07, 04:01 م]ـ
ما حكم الشرع في علم (البرمجه العصبية)؟
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9072&highlight=%C7%E1%C8%D1%E3%CC%C9)
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[19 - 03 - 07, 10:51 م]ـ
بارك الله فيكم لقد اصبح الامر اكثر وضوحا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[20 - 03 - 07, 12:47 ص]ـ
وفيك اخي الكريم وجزاك الله خيرا
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 11:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أم معين]ــــــــ[20 - 03 - 07, 11:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا(39/47)
ما توجيه المشائخ الفضلاء لسجود يعقوب ليوسف عليهما السلام؟
ـ[أبو معاذ القصيمي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 08:39 م]ـ
السلام عليكم ..
ما توجيه مشائخنا الكرام لسجود يعقوب عليه السلام لابنه يوسف عليه السلام ... ؟
وما الدليل عليه؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[17 - 03 - 07, 08:53 م]ـ
قال ابن كثير: {وخروا له سجدا} أي سجد له أبواه وإخوته الباقون وكانوا أحد عشر رجلا {وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل} أي التي كان قصها على أبيه من قبل {إني رأيت أحد عشر كوكبا} الاية وقد كان هذا سائغا في شرائعهم إذا سلموا على الكبير يسجدون له ولم يزل هذا جائزا من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليه السلام فحرم هذا في هذه الملة وجعل السجود مختصا بجناب الرب سبحانه وتعالى هذا مضمون قول قتادة وغيره
وفي الحديث أن معاذا قدم الشام فوجدهم يسجدون لأساقفتهم فلما رجع سجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال [ما هذا يا معاذ؟] فقال إني رأيتهم يسجدون لأساقفتهم وأنت أحق أن يسجد لك يا رسول الله فقال: [لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها] والغرض أن هذا كان جائزا في شريعتهم ولهذا خروا له سجدا فعندها قال يوسف: {يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا}
تفسير القرآن العظيم (2|644)
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 09:01 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
ـ[ابن السائح]ــــــــ[17 - 03 - 07, 09:13 م]ـ
جوابك هنا أخي الكريم:)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=557248
لكن الذي أذكر أنه (رُوي) أن معاذا 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - هم بالسجود
ولا أذكر أنه سجد
فراجع الحديث وأفدني مأجورا مشكورا
وما غايتي إلا الاستفادة
والله من وراء القصد
وجزاك الله خيرا ونفع بفوائدك
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[17 - 03 - 07, 09:48 م]ـ
كما ذكرت أيها الشيخ ابن السائح فلفظ أن معاذا سجد عند الطبراني في الكبير (8|31) بسند ضعيف
وإنما الصواب أنه هم بالسجود والله أعلم
ـ[أبو عمر السلمي]ــــــــ[18 - 03 - 07, 12:06 ص]ـ
يقال السجود لغير الله نوعان:
الأول: سجود بنية التقرب للمسجود له
فهذا حكمه/ أنه كفر مخرج من الملة بلا شك لأن صرف العبادة لغير الله كفر أكبر
الثاني: سجود ينوى به التقرب لله لكن يظن صاحبه جوازه أو غير ذلك من الأوهام
فهذا حكمه/ أنه محرم وكبيرة في شرعنا وقد كان جائزا فيما مضى كسجود الملائكة لآدم وسجود إخوة يوسف وأبيه ليوسف عليه السلام ولا يظن فيهم أنهم يتقربون بسجودهم له فهذا لا يصح! والسبب أن دين الرسل والأنبياء واحد في العقائد وشرائعهم تختلف ..
والله أعلم ..
- للفائدة تجد أصل هذا التفصيل في كتاب (الذخائر شرح منظومة الكبائر) للإمام السفاريني رحمه الله
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[18 - 03 - 07, 01:17 ص]ـ
انظر مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية 4/ 360_361
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[30 - 03 - 07, 08:06 ص]ـ
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض المعاصرين يقولون بالتفريق بين سجود معاذ وسجود الملائكة لأدم ,ويعقوب وبنيه ليوسف عليه السلام, ويجزمون أن معاذ سجد عباده عن جهل ... فرد أحد المعاصرين بقصيدة عليهم جاء فيها ...
سجد الملائكة الكرام لأدم بأمر الله الواحد الديان
أمر الأله أن اسجدوافلم يعترض الا اللعين أقصد بذا الشيطان
وسجود الأخوة الأحدا عشر لنبي الله و كذا الأبوانى
أقصد بذا يوسف انه ابن الكريم بل و الكريمانى
وسجود معاذ للنبي انه اعني بذا أبو عابد الرحمن
كل ذلك كان سجود تحية فكان السجود من قبل ذا أثنان
احداهما كما ذكرت تحية وعبادة لله النوع الثاني
ان قولتموا أن السجود واحدا" من قبل ذا
فقد افتريتم علي العلي الشان
أثبتموا أن الملائكة العلى قد واقعوا من أوسع الأبواب في الكفران
والله يأمر بالسجود لغيره وهذا افتراء من أعظم البطلان
ولتقرأو كتب الكرام انها تشفي العليل وتروي الظمأن
لأبي الفداء بداية ونهاية وكلامه في تفسيره القرأن
أن السجود كان تحية ونسخت بفعلة أبو عبد الرحمن
فمن سجد من بعدذا تحية فهو سجود عابد الأوثاني
والقصيدة 84 بيتا" ولكن اقتبست منها هذه الأبيات تأيدأ"لقول الأخوة الأحباب ......
وجزاكم الله خيرا" جميعا(39/48)
ما توجيه المشائخ الفضلاء لسجود يعقوب ليوسف عليهما السلام؟
ـ[أبو معاذ القصيمي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 08:42 م]ـ
السلام عليكم
ما توجيه المشائخ الفضلاء لسجود يعقوب ليوسف عليهما السلام؟
وما الدليل؟
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 08:53 م]ـ
جوابي ليس معناه أني مندرج ضمن من وجهت لهم الخطاب .. وهم المشايخ
ويجاب عنه بأن هذا السجود توقير واحترام كان مشروعا في الأمم السابقة ..
فجاءت شريعة الإسلام ونسخته .. ومما يدل عليه سجود الملائكة لآدم. عليه السلام
بل إن استكبار الشيطان عن السجود له أورثه التهلكة ..
ومما يدل على نسخه ما كان من معاذ حين سجد لرسول الله .. فنهره رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال: لو كنت آمرا لأحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها
والله أعلم
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 06:16 م]ـ
السلام عليكم
اخي الحبيب الفاضل
الرد يكون من وجهين
الأول أن السجود هنا للتكريم ... وهو الحاصل من أمر الله للملائكة للسجود لآدم
من باب التكريم لا التعبد
الثاني أن شرع من قبلنا ليس شرع لنا اذا خالف الشرع
ومعلوم أن السجود منع ان يكون لغير الله لأنه عبادة
والله يخلق ما يشاء ويختار سبحانه لا اله الا هو
والله اعلم
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[06 - 05 - 07, 12:31 ص]ـ
هل السجود من مسائل العقيدة أم الشريعة؟
إذا قلنا بأنه من العقيدة، فالعقيدة غير معرضة للنسخ أو التبديل
فالعقيدة التي جاء بها الأنبياء واحدة لا تتغير من زمان إلى زمان أو مكان إلى مكان
وإذا قلنا أنها من مسائل الشريعة
فهل قابلة للنسخ والتغيير
فالسجود أقر في شرع من قبلنا ونسخ في شرعنا
فهو يندرج تحت الشريعة لا العقيدة
فسجود إخوة يوسف من باب التكريم لا العبادة
والله أعلم
ـ[يونس حسن]ــــــــ[06 - 05 - 07, 10:26 ص]ـ
السلام عليكم
االأول أن السجود هنا للتكريم ... وهو الحاصل من أمر الله للملائكة للسجود لآدم
من باب التكريم لا التعبد
والله يخلق ما يشاء ويختار سبحانه لا اله الا هو
والله اعلم
السجود بأمر الله هو سجود لله و لمزيد من التفصيل السجود ما كان تعظيما لهم و لا إكبارا و إنما تعظميا لأمر الله بالسجود لهم و طاعة لله و ليس عبادة لهم بل عبادة لله بطاعة أمره.
و الله أعلم
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 06:25 ص]ـ
السجود بأمر الله هو سجود لله و لمزيد من التفصيل السجود ما كان تعظيما لهم و لا إكبارا و إنما تعظميا لأمر الله بالسجود لهم و طاعة لله و ليس عبادة لهم بل عبادة لله بطاعة أمره.
و الله أعلم
أخي الفاضل النبيل
لم نختلف بعد
كل طاعة لله تعظيم له سبحانه ... لا يختلف في هذا اثنان
وإنما السجود لم يكن قبل ُ من أفراد العبادة
ولكن كان للتكرريم
كما فعل أخوة يوسف ليوسف عليهم السلام
ولذلك نقول شرع من قبلها ليس شرعا لنا اذا خالف شرعنا
والله اعلم
ـ[يونس حسن]ــــــــ[10 - 05 - 07, 10:56 ص]ـ
لم نختلف بعد
كل طاعة لله تعظيم له سبحانه ... لا يختلف في هذا اثنان
وإنما السجود لم يكن قبل ُ من أفراد العبادة
ولكن كان للتكرريم
كما فعل أخوة يوسف ليوسف عليهم السلام
ولذلك نقول شرع من قبلها ليس شرعا لنا اذا خالف شرعنا
والله اعلم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم
أما الخلاف فلا أحب خلاف المشاحنة و لا أدخل فيه ... مع مسلم و أرجوا من الله أن إن وجد خلاف أن يكون خلاف رحمة و بناء و مودة لا خلاف تنازع و إعراض. و لكني أخي الكريم لا أختلف معك و إنما أقول ما أراه حتى إن كنت على خطأ نتعلم في هذا الملتقى الطيب من نقد أهل العلم و إن كنت على صواب فلا خير في علم لا يخرج من صدر صاحبه. و لا أدعي لنفسي بالعلم و إنما طويلب علم بل أقل من ذلك و لا أرى أني أهل لذلك.
أما بخصوص تكريم يوسف عليه الصلاة و السلام بسجود أبيه عليه السلام و إخوته له فهل لديك في هذا أخي شيء صحيح صريح يقول بتكريم يوسف عليه السلام بسجود أبيه .... له؟
الذي أراه في نصوص القرآن الكريم هو السجود و لا أرى تكريم يوسف عليه السلام بالسجود له
و الله أعلم ... صوبونا متى أخطأنا بالدليل و البرهان نكون لكم شاكرين.
ـ[يونس حسن]ــــــــ[10 - 05 - 07, 11:00 ص]ـ
هل السجود من مسائل العقيدة أم الشريعة؟
فسجود إخوة يوسف من باب التكريم لا العبادة
والله أعلم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم ألديك في هذا دليل أم هذا اجتهاد من عندك؟
إن توفر لديكم الدليل لا تبخلوا به علينا أكرمك الله.
ـ[يونس حسن]ــــــــ[10 - 05 - 07, 11:05 ص]ـ
جوابي ليس معناه أني مندرج ضمن من وجهت لهم الخطاب .. وهم المشايخ
ويجاب عنه بأن هذا السجود توقير واحترام كان مشروعا في الأمم السابقة ..
فجاءت شريعة الإسلام ونسخته .. ومما يدل عليه سجود الملائكة لآدم. عليه السلام
بل إن استكبار الشيطان عن السجود له أورثه التهلكة ..
ومما يدل على نسخه ما كان من معاذ حين سجد لرسول الله .. فنهره رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال: لو كنت آمرا لأحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها
والله أعلم
زادك الله تواضعا و علمة و رفعة
أخي الكريم الفاضل هل من دليل على أن السجود للتكريم؟ و لا أزيد على ما قلته للإخوة الأفاضل فبارك الله فيكم صوبونا إن أخطأنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/49)
ـ[يونس حسن]ــــــــ[10 - 05 - 07, 11:09 ص]ـ
حتى لا يلتبس على أحد ما أريد قوله
جل ما أريد قوله في هذه المسألة أكرمكم الله أن لا علاقة للسجود بالتكريم و لا بيوسف عليه السلام و إنما الأمر كله طاعة الله و انتهى.
و الله تعالى أعلم
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 09:02 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم
أما الخلاف فلا أحب خلاف المشاحنة و لا أدخل فيه ... مع مسلم و أرجوا من الله أن إن وجد خلاف أن يكون خلاف رحمة و بناء و مودة لا خلاف تنازع و إعراض. و لكني أخي الكريم لا أختلف معك و إنما أقول ما أراه حتى إن كنت على خطأ نتعلم في هذا الملتقى الطيب من نقد أهل العلم و إن كنت على صواب فلا خير في علم لا يخرج من صدر صاحبه. و لا أدعي لنفسي بالعلم و إنما طويلب علم بل أقل من ذلك و لا أرى أني أهل لذلك.
أما بخصوص تكريم يوسف عليه الصلاة و السلام بسجود أبيه عليه السلام و إخوته له فهل لديك في هذا أخي شيء صحيح صريح يقول بتكريم يوسف عليه السلام بسجود أبيه .... له؟
الذي أراه في نصوص القرآن الكريم هو السجود و لا أرى تكريم يوسف عليه السلام بالسجود له
و الله أعلم ... صوبونا متى أخطأنا بالدليل و البرهان نكون لكم شاكرين.
أخي الفضل بعد السلام والتحية أقول ما يلي
بالنسبة للمقدمة التي قدمت ليس لي إلا قول
رفع الله قدرك عند ذي الجلال والإكرام وعند الخلق والأنام
وأما بالنسبة التي عليها النقاش وهو هل السجود في شرع من قبلنا عبادة أم مجرد تكريم وتحية فخذ هذا النقل من تفسير الطبري المشهور لإمام المفسرين رحمه الله
قال
وقوله: (وخرّوا له سجدًا)، يقول: وخرّ يعقوب وولده وأمّه ليوسف سجّدًا.
* * *
19899 - حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: (وخرُّوا له سجدًا)، يقول: رفع أبويه على السرير، وسجدا له، وسجد له إخوته.
19900 - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: تحمّل = يعني يعقوب = بأهله حتى قدموا على يوسف، فلما اجتمع إلى يعقوب بنوه، دخلوا على يوسف، فلما رأوه وقعوا له سجودًا، وكانت تلك تحية الملوك في ذلك الزمان = أبوه وأمه وإخوته.
19901 - حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: (وخروا له سجّدًا) وكانت تحية من قبلكم، كان بها يحيِّي بعضهم بعضًا، فأعطى الله هذه الأمة السلام، تحية أهل الجنة، كرامةً من الله تبارك وتعالى عجّلها لهم، ونعمة منه.
19902 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (وخروا له سجدًا)، قال: وكانت تحية الناس يومئذ أن يسجد بعضهم لبعض.
أنتهى النقل
أخي الفاضل هذا السجود للتكريم والتحية وكذا يقال في سجود الملائكة لآدم للتكريم
هذا شي
وثانيا لو كان السجود عبادة هل يصح في نظرك أن الله يأمرنا بصرفها لغيره؟؟
وهو القائل ((ولقد بعثنا في كل أمة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت))
المراد أن الله اختار السجود وجعله من أفراد عبادته بعد ذلك فصار يحرم صرف السجود لغير الله
وصرف السجود لغير الله شرك
وعلى هذا شرع من قبلنا ليس شرعا لنا اذا خالف شرعنا
قذف الله الحق على لسانك
والله أعلم
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 09:08 ص]ـ
وهذا نقل الطبري في قوله تعالى في سورة البقرة حينما أمر الله سجود الملائكة لآدم
706 - وحُدّثت عن عمار بن الحسن، قال حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، بمثله.
وذلك شبيه بمعنى قولنا فيه.
وكان سجود الملائكة لآدم تكرمةً لآدم وطاعة لله، لا عبادةً لآدم، كما:-
707 - حدثنا به بشر بن معاذ: قال: حدثنا يزيد بن زُرَيع، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله:"وإذْ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم"، فكانت الطاعة لله، والسجدة لآدم، أكرم الله آدم أن أسْجَد له ملائكته.
والله اعلم
ـ[ابن العيد]ــــــــ[11 - 05 - 07, 10:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا لقد ارشدت ..........
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 11:53 م]ـ
جزيت خيرا أخي على دعائك
وأما الدليل أن السجود كان مشروعا .. فهذه الآية التي هي تأويل الرؤيا .. في نهاية السورة"وخروا له سجدا" .. وإسناد السجود له واضح .. ولم يرد أن الله تعالى أمرهم بالسجود له .. فدل على أنه كان عندهم دلالة على الاحترام
وأما الرؤيا وهي قوله"إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين"
وقد علم يقينا أن هذه الكواكب إنما تعبد الله وحده كما هو الكون كله طوعا أو كرها
فكان تأويل الرؤيا أن أبويه وإخوته يسجدون له ..
وهو ما نصت عليه الآية ..
وأما القول بأن السجود إنما كان لله .. فغير سديد ..
حتى سجود الملائكة لآدم عليه السلام .. إنما كان سجود توقير له واحترام .. بدليل امتناع إبليس وحجته "أأسجد لمن خلقت طينا"؟
ولكنه هنا سجود لآدم بأمر الله تعالى
وفيما نقله الإخوة أيضا بيان شاف
والله أعلم(39/50)
هل يقع التفاضل في صفات الله؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[17 - 03 - 07, 09:12 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما بعد:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
و قول من قال صفات الله لا تتفاضل و نحو ذلك قول لا دليل عليه بل هو مورد النزاع , و من الذي جعل صفته التى هي الرحمة لا تفضل على صفته التى هي الغضب و قد ثبت عن النبى صلى الله عليه و سلم: إن الله كتب في كتاب موضوع عنده فوق العرش: إن رحمتى تغلب غضبى , و فى رواية: تسبق غضبى.
و صفة الموصوف من العلم و الإرادة و القدرة و الكلام و الرضا و الغضب و غير ذلك من الصفات تتفاضل من و جهين:
أحدهما: أن بعض الصفات أفضل من بعض و أدخل في كل الموصوف بها فإنا نعلم أن إتصاف العبد بالعلم و القدرة و الرحمة أفضل من إتصافه بضد ذلك لكن الله تعالى لا يوصف بضد ذلك و لا يوصف إلا بصفات الكمال و له الأسماء الحسنى يدعى بها فلا يدعى إلا بأسمائه الحسنى و أسماؤه متضمنة لصفاته و بعض أسمائه أفضل من بعض ,و أدخل في كمال الموصوف بها و لهذا في الدعاء المأثور .. لقد دعا الله بإسمه العظيم الذي إذا دعى به أجاب و إذا سئل به أعطى و أمثال ذلك فتفاضل الأسماء و الصفات من الأمور البينات
و الثانى أن الصفة الواحدة قد تتفاضل فالأمر بمأمور يكون أكمل من الأمر بمأمور آخر و الرضا عن النبيين أعظم من الرضا عمن دونهم و الرحمة لهم أكمل من الرحمة لغيرهم و تكليم الله لبعض عباده أكمل من تكليمه لبعض و كذلك سائر هذا الباب و كما أن أسماءه و صفاته متنوعة فهي أيضا متفاضلة كما دل على ذلك الكتاب و السنة و الإجماع مع العقل و إنما شبهة من منع تفاضلها من جنس شبهة من منع تعددها و ذلك يرجع إلى نفي الصفات كما يقوله الجهمية لما إدعوه من التركيب و قد بينا فساد هذا مبسوطا فى موضعه
مجموع الفتاوى (17|211)(39/51)
شد الرحال لقبر النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[18 - 03 - 07, 02:13 م]ـ
إخواني في الله:
شد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقط هل ممكن أن نقول هذه مسألة فقهية وليست عقدية، وأيضا أن الخلاف فيها واسع لاإنكار فيها على المخالف مالم يصاحب هذه الزيارة شيئا من البدع!!
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[18 - 03 - 07, 03:10 م]ـ
شد الرحل لزيارة القبر النبوي الشريف المراد منه التعبد لله عزوجل والتقرب بهذه الزيارة, والتعبدلله
بشيء لم يرد به الشرع من البدع فكيف إذا كان هذا الأمر المتقرب به قد ورد النهي عنه.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:33 م]ـ
إذا قيل لك أخي: قد حث النبي صلى الله عليه على زيارة القبور وهذه منها.
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[18 - 03 - 07, 11:07 م]ـ
نعم حث النبي صلى الله عليه وسلم على زيارة القبور للإتعاظ, كما أنه نهى صلى الله عليه وسلم عن شد الرحال لبقعة غير المساجد الثلاث بقصد التبرك بهذه البقعة, فالقدر المنهي عنه هو السفر وشد الرحال وليست الزيارة المجردة.
قال الأوزاعي رحمه الله:"ندور مع السنة حيث دارت"
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[18 - 03 - 07, 11:29 م]ـ
فإذا قيل لك أخي الحبيب هذا خاص بالمساجد ـــ أي لاتشد الرحال إلى المساجد إلا المساجد الثلاثة ــ وهذا المعنى محتمل في الحديث ورجحه بعض اللأئمة كابن حجر رحمه الله.
ـ[ناصر أبو بدر]ــــــــ[19 - 03 - 07, 11:23 ص]ـ
الأصل فى العبادات التحريم يا أخى أبا عائشة
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 11:56 ص]ـ
أليس زيارة القبور من العبادات أخي ناصر.
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[19 - 03 - 07, 05:51 م]ـ
أفضل ما ألف في الباب
- والله أعلم -
كتاب: الجواب الباهر في زوار المقابر.
للشيخ الإسلام رحمه الله.
فقد أجاد وأفاد في مسألة زيارة قبر الحبيب -صلى الله عليه وسلم.
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=25&book=372
ـ[مصطفى المجري]ــــــــ[20 - 03 - 07, 04:45 م]ـ
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم
رواه أبو داود في سننه
صحيح الجامع 7226
وقال سعيد بن منصور في سننه: حدثنا عبد العزيز بن محمد أخبرني سهل بن سهيل قال رآني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عند القبر فناداني وهو في بيت فاطمة يتعشى فقال هلم إلى العشاء , فقلت لا أريده , فقال ما لي رأيتك عند القبر؟ فقلت سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم , فقال إذا دخلت المسجد فسلم ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تتخذوا قبري عيدا ولا تتخذوا بيوتكم مقابر وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 06:29 م]ـ
سمعت من الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله ما يلي:"قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله، لا يجوز شد الرحال إلى قبر النبي عليه الصلاة و السلام و لكن يستحب شد الرحال إلى المسجد النبوي ثم زيارة قبره عليه الصلاة و السلام ...... "
و المسئلة واضحة إن شاء الله و الله ولي التوفيق.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 11:57 م]ـ
19)) جاء في مجموع الفتاوى لابن تيمية ج6 ص194: وَأَمَّا إذَا كَانَ قَصْدُهُ بِالسَّفَرِ زِيَارَةَ قَبْرِ النَّبِيِّ دُونَ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِهِ فَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ فِيهَا خِلَافٌ. فَاَلَّذِي عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ وَأَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ أَنَّ هَذَا غَيْرُ مَشْرُوعٍ وَلَا مَأْمُورٍ بِهِ؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 11:58 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/52)
18)) جاء في فتح الباري ج4ص94 ((وَاخْتُلِفَ فِي شَدِّ اَلرِّحَالِ إِلَى غَيْرِهَا كَالذَّهَابِ إِلَى زِيَارَةِ اَلصَّالِحِينَ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا وَإِلَى اَلْمَوَاضِعِ اَلْفَاضِلَةِ لِقَصْد اَلتَّبَرُّك بِهَا وَالصَّلَاة فِيهَا فَقَالَ اَلشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّد اَلْجُوَيْنِيّ: يَحْرُمُ شَدّ اَلرِّحَال إِلَى غَيْرِهَا عَمَلًا بِظَاهِرِ هَذَا اَلْحَدِيثِ، وَأَشَارَ اَلْقَاضِي حُسَيْن إِلَى اِخْتِيَارِهِ وَبِهِ قَالَ عِيَاض وَطَائِفَة، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا رَوَاهُ أَصْحَابُ اَلسُّنَنِ مِنْ إِنْكَار بَصْرَة اَلْغِفَارِيّ عَلَى أَبِي هُرَيْرَة خُرُوجه إِلَى اَلطُّورِ وَقَالَ لَهُ " لَوْ أَدْرَكْتُك قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مَا خَرَجْت " وَاسْتَدَلَّ بِهَذَا اَلْحَدِيثِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَرَى حَمْلَ اَلْحَدِيثِ عَلَى عُمُومِهِ، وَوَافَقَهُ أَبُو هُرَيْرَة. وَالصَّحِيحُ عِنْدَ إِمَامِ اَلْحَرَمَيْنِ وَغَيْره مِنْ اَلشَّافِعِيَّةِ أَنَّهُ لَا يَحْرُمُ، وَأَجَابُوا عَنْ اَلْحَدِيثِ بِأَجْوِبَةٍ مِنْهَا أَنَّ اَلْمُرَادَ أَنَّ اَلْفَضِيلَةَ اَلتَّامَّةَ إِنَّمَا هِيَ فِي شَدّ اَلرِّحَالُ إِلَى هَذِهِ اَلْمَسَاجِدِ بِخِلَافِ غَيْرِهَا فَإِنَّهُ جَائِز، وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ سَيَأْتِي ذِكْرهَا بِلَفْظ " لَا يَنْبَغِي لِلْمَطِيِّ أَنْ تَعْمَلَ " وَهُوَ لَفْظٌ ظَاهِرٌ فِي غَيْرِ اَلتَّحْرِيمِ وَمِنْهَا أَنَّ اَلنَّهْيَ مَخْصُوص بِمَنْ نَذَرَ عَلَى نَفْسِهِ اَلصَّلَاةَ فِي مَسْجِدٍ مِنْ سَائِرِ اَلْمَسَاجِدِ غَيْر اَلثَّلَاثَةِ فَإِنَّهُ لَا يَجِبُ اَلْوَفَاء بِهِ قَالَهُ ابْن بَطَّال، وَقَالَ اَلْخَطَّابِيّ: اَللَّفْظُ لَفْظ اَلْخَبَرِ وَمَعْنَاهُ اَلْإِيجَاب فِيمَا يَنْذِرُهُ اَلْإِنْسَانُ مِنْ اَلصَّلَاةِ فِي اَلْبِقَاعِ اَلَّتِي يُتَبَرَّكُ بِهَا أَيْ لَا يَلْزَمُ اَلْوَفَاء بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ غَيْر هَذِهِ اَلْمَسَاجِدِ اَلثَّلَاثَةِ، وَمِنْهَا أَنَّ اَلْمُرَادَ حُكْم اَلْمَسَاجِدِ فَقَطْ وَأَنَّهُ لَا تُشَدُّ اَلرِّحَال إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ اَلْمَسَاجِدِ لِلصَّلَاةِ فِيهِ غَيْر هَذِهِ اَلثَّلَاثَةِ؛ وَأَمَّا قَصْدُ غَيْر اَلْمَسَاجِدِ لِزِيَارَةِ صَالِحٍ أَوْ قَرِيبٍ أَوْ صَاحِبٍ أَوْ طَلَب عِلْمٍ أَوْ تِجَارَةٍ أَوْ نُزْهَةٍ فَلَا يَدْخُلُ فِي اَلنَّهْيِ، وَيُؤَيِّدُهُ مَا رَوَى أَحْمَد مِنْ طَرِيق شَهْر بْن حَوْشَب قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيد وَذُكِرَتْ عِنْدَهُ اَلصَّلَاةُ فِي اَلطُّورِ فَقَالَ: قَالَ رَسُول اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا يَنْبَغِي لِلْمُصَلِّي أَنْ يَشُدَّ رِحَالَهُ إِلَى مَسْجِدٍ تُبْتَغَى فِيهِ اَلصَّلَاة غَيْر اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرَام وَالْمَسْجِدِ اَلْأَقْصَى وَمَسْجِدِي " وَشَهْرٌ حَسَنُ اَلْحَدِيثِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ بَعْض اَلضَّعْفِ. وَمِنْهَا أَنَّ اَلْمُرَادَ قَصْدهَا بِالِاعْتِكَافِ فِيمَا حَكَاهُ اَلْخَطَّابِيّ عَنْ بَعْضِ اَلسَّلَفِ أَنَّهُ قَالَ: لَا يُعْتَكَفُ فِي غَيْرِهَا، وَهُوَ أَخَصُّ مِنْ اَلَّذِي قَبْلَهُ، وَلَمْ أَرَ عَلَيْهِ دَلِيلًا(39/53)
هل يصحّ أن نقول إن لله ضد, على اعتبار أنه الحق وضده الباطل؟.
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[18 - 03 - 07, 05:53 م]ـ
هل يصحّ أن نقول إن لله ضداً؟ , على اعتبار أنه الحق وضده الباطل؟.
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[18 - 03 - 07, 06:27 م]ـ
يا أخي الكريم ...
ليس هذا من العلم الصحيح النافع ..
اشتغل بما يعود عليك بالنفع في الدنيا والآخرة.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[18 - 03 - 07, 11:03 م]ـ
لا اعتقد ان هذا الكلام يجوز، لان الذين يعتقدون بهذا المجوس
والمسلم يعتقد ان الله واحد خالق حق.
والحق والباطل امران معنويان كأن تقول لشخص يصلي الفرض هذا حق
ولشخص اخر قام بنفس العبادة شكلا لاكنها لصنم هذا باطل
والله اعلم
ـ[أحمد بن حماد]ــــــــ[19 - 03 - 07, 04:00 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (وأما قول المعترض: النور ضد الظلمة، وجل الحق أن يكون له ضد، فيقال له: لم تفهم معنى الضد المنفي عن الله، فإن الضد يراد به ما يمنع ثبوت الآخر، كما يقال في الأعراض المتضادة مثل السواد والبياض، ويقول الناس: الضدان لا يجتمعان، ويمتنع اجتماع الضدين، وهذا التضاد عند كثير من الناس لا يكون إلا في الأعراض، وأما الأعيان فلا تضاد فيها، فيمتنع عند هذا أن يقال: لله ضد، أو ليس له ضد، ومنهم من يقول: يتصور التضاد فيها، والله تعالى ليس له ضد يمنع ثبوته ووجوده بلا ريب، بل هو القاهر الغالب الذي لا يغلب.
وقد يراد بالضد المعارض لأمره وحكمه، وإن لم يكن مانعاً من وجود ذاته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (من حالت شفاعته دون حد من حدود الله، فقد ضاد الله في أمره) رواه أبو داود، وتسمية المخالف لأمره وحكمه ضداً كتسميته عدوا، وبهذا الاعتبار فالمعادون المضادون لله كثيرون.
فأما على التفسير الأول فلا ريب أنه ليس في الأمر مضاد لله، لكن التضاد يقع في نفس الكفار، فإن الباطل ضد الحق والكذب ضد الصدق، فمن اعتقد في الله ما هو منزه عنه كان هذا ضداً للإيمان الصحيح به.
وأما قوله: النور ضد الظلمة وجل الحق أن يكون له ضد، فيقال له: والحي ضد الميت، والعليم ضد الجاهل، والسميع والبصير والذي يتكلم ضد الأصم والأعمى والأبكم، وهكذا سائر ما سمي الله به من الأسماء لها أضداد، وهو منزه عن أن يسمى بأضدادها، فجل الله أن يكون ميتاً أو عاجزاً أو فقيراً ونحو ذلك.
وأما وجود مخلوق له موصوف بضد صفته، مثل وجود الميت والجاهل والفقير والظالم فهذا كثير، بل غالب اسمائه لها أضداد موجودة في الموجودين.
ولا يقال لأولئك: إنهم أضداد الله، ولكن يقال: إنهم موصوفون بضد صفات الله، فإن التضاد بين الصفات إنما يكون في المحل الواحد لا في المحلين، فمن كان موصوفاً بالموت ضادته الحياة، ومن كان موصوفاً بالحياة ضاده الموت، والله سبحانه يمتنع أن يكون ظلمة أو موصوفاً بالظلمة، كما يمتنع أن يكون ميتاً أو موصوفاً بالموت.
فهذا المعترض أخذ لفظ الضد بالاشتراك، ولم يميز بين الضد الذي يضاد ثبوته ثبوت الحق وصفاته وأفعاله، وبين أن يكون في مخلوقاته ما هو موصوف بضد صفاته، وبين ما يضاده في أمره ونهيه، فالضد الأول هو الممتنع، وأما الآخران فوجودهما كثير، لكن لا يقال: إنها ضد لله، فإن المتصف بضد صفاته لم يضاده) الفتاوى 6/ 384 - 386
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[19 - 03 - 07, 03:56 م]ـ
شكرا أخي بن حماد .. فقد أعتنت وأفدت ..
أما أخي أبو الأشبال, فما أعنت ولا أفدت, غفر الله لك!.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 04:08 م]ـ
شكرا أخي بن حماد .. فقد أعتنت وأفدت ..
أما أخي أبو الأشبال, فما أعنت ولا أفدت, غفر الله لك!.
بل أجاد أبو الأشبال، فشيء سكت عنه السلف ألا يسعك أن تسكت عنه أخ غيث؟!!
إن أمرا متعلقا بذات الله تعالى قد نهاك رسولك عن الخوض فيه [تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في ذات الله].
هل انتهت المواضيع المفيدة البناءة يا ابن أحمد؟!
ياأخي النصيحة ثم النصيحة، دع عنك هذا واشتغل فيما ينفعك، ولو كان خيرا لسبقك إليه من هم خير مني ومنك.
فاتق الله إني أعظك أن تكون من الجاهلين.
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[22 - 03 - 07, 05:10 م]ـ
إن أمرا متعلقا بذات الله تعالى قد نهاك رسولك عن الخوض فيه [تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في ذات الله].
.
وهل صحّت النصيحة التي نصصتها عن رسول الله؟؟.
ثانيا: هل العلم أخي إلا سؤال؟.
فماذا تريدني أن أفعل إن خطر لي سؤال؟ , هل أقرأ كل كتب السلف الأولين إن كانوا سألوه؟.
أم أتصل بك لتزنه لي؟.
يا أخي, دعنا نكتب ونسأل ما ينفعنا, ودعكم -رجاء- من التأديب والتربية, فلعل أحدنا بعمر أبيكم!.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 10:24 م]ـ
فلعل أحدنا بعمر أبيكم!.!!!!!!!!!!
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين في شرحه " القول المفيد .. " على حديث [هلك المتنطعون]:
[قوله: "المتنطعون"، المتنطع: هو المتعمق المتقعر المتشدق، سواء كان في الكلام
أو في الأفعال، فهو هالك، حتى ولو كان ذلك في الأقوال المعتادة، فبعض الناس يكون بهذه الحال، حتى إنه ربما يقترن بتعمقه وتنطعه الإعجاب بالنفس في الغالب، وربما يقترن به الكبر، فتجده إذا تكلم يتكلم بأنفه، فتسلم عليه فتسمع الرد من الأنف إلى غير ذلك من الأقوال.
والتنطع بالأفعال كذلك أيضاً قد يؤدي إلى الإعجاب أو إلى الكبر، ولهذا قال: "هلك المتنطعون".
والتنطع أيضاً في المسائل الدينية يشبه الغلو فيها، فهو أيضاً من أسباب الهلاك، ومن ذلك ما يفعله بعض الناس من التنطع في صفات الله تعالى والتقعر فيها، حيث يسألون عما لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم، وهم يعلمون أن الصحابة خير منهم وأشد حرصاً على العلم، وفيهم رسول الله الذي عنده من الإجابة على الأسئلة ما ليس عند غيره من الناس مهما بلغ علمهم].(39/54)
معنى قول الامام الطحاوى (لم يكن قبلهم من صفته)
ـ[أبو ثابت المترجم]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله أرجو من الاخوة توضيح معنى قول الامام الطحاوى (لم يكن قبلهم من صفته) وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بن حماد]ــــــــ[19 - 03 - 07, 04:27 ص]ـ
العبارة هي (مَا زَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيمًا قَبْلَ خَلِقِهِ، لَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهِمْ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ)
والمعنى (أن الله سبحانه وتعالى لم يزل متصفاً بصفات الكمال – صفات الذات وصفات الفعل -، ولا يجوز أن يعتقد أن الله وصف بصفة بعد أن لم يكن متصفاً بها، لأن صفاته – سبحانه – صفات كمال، وفقدها صفة نقص، ولا يجوز أن يكون قد حصل له الكمال بعد أن كان متصفاً بضده) شرح الطحاوية 1/ 188 [والجملة الأخيرة غير موجودة في بعض الطبعات]
ولكن يُتنبَّه إلى أن الكلام السابق لا ينفي قيام الأفعال بذات - الرب تبارك وتعالى - بقدرته ومشيئته، فإن (ما ذكره أئمة السنة والحديث متبعين لما جاء من الآثار من أنه سبحانه لم يزل كاملاً بصفاته، لم تحدث له صفة ولا تزول عنه صفة ليس هو بمخالف لقولهم: إنه ينزل كما يشاء، ويجيء يوم القيامة كما يشاء، وإنه استوى على العرش بعد أن خلق السماوات، وأنه يتكلم إذا شاء، وأنه خلق آدم بيديه، ونحو ذلك من الأفعال القائمة بذاته، فإن الفعل الواحد من هذه الأفعال ليس مما يدخل في مطلق صفاته، ولكن كونه بحيث يفعل إذا شاء هو صفته، والفرق بين الصفة والفعل ظاهر، فإن تجدد الصفة أو زوالها يقتضي تغير الموصوف واستحالته، ويقتضي تجدد كمال له بعد نقص، أو تجدد نقص له بعد كمال، كما في صفات الموجودات كلها إذا حدث للموصوف ما لم يكن عليه من الصفات، مثل ما تجدد العلم بما لم يكن يعلمه، والقدرة على ما لم يكن يقدر عليه، ونحو ذلك، أو زال عنه ذلك، بخلاف الفعل) التسعينية 1/ 328 - 330
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 07, 02:24 ص]ـ
رحمه الله تعالى(39/55)
نونية القحطانى
ـ[عبد الرحمن راجى]ــــــــ[18 - 03 - 07, 11:24 م]ـ
لا أعلم هل سبق وأن نُقِلَت هنا أم لا.
ولكن لا مانع من زيادة الخير.
فعلا أعجبنى جدا حداء لنونية القحطانى بصوت الشيخ الدكتور عبد الرحمن الحمين ...
استمع من هنا:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=24742
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[20 - 03 - 07, 12:16 م]ـ
منظومة جميلة ورائع جمعت علوما كثيرة في العقيدة والحديث والفقه الاداب والفرق وغيرها(39/56)
ألفاظ يرددونها الرافضة دائماً!!
ـ[أبو زياد العامري]ــــــــ[19 - 03 - 07, 08:39 ص]ـ
بسم الله
هذه بعض الألفاظ التي يرددها الرافضة دائماً ولا أعلم ما الحكم في ترديدها وهل ممن تولى الرد على هذه الفرقة الضالة قد تناول هذه المسألتين.
- بسمه تعالى.
- عليه السلام - سواء عند ذكر إحدى أئمتهم أو عند ذكرهم لأمير المؤمين علي -رضي الله عنه-
فما حكم قولها راجياً أن يكون الكلام مذيلاً بمرجع أو مظن ..
أخووووكم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 12:08 م]ـ
[أما كتابة (باسمه تعالى) فلا يجوز، أصلاً كتابة (باسمه تعالى) حرام لأنها عدول عما في القرآن، القرآن (بسم الله الرحمن الرحيم) وأيضاً ربما يقول: (باسمه تعالى) من كان مشركاً يريد ولياً من أولياء الله، أو إماماً من الأئمة الذين يعتقد أنهم أئمة ويكتب (باسمه) ويريد اسم الإمام الذي يرى أنه إمام، فالضمير هنا ليس له مرجع بين، فالواجب أن يكتب باسم الله، وما رأينا أحداً يكتب (باسمه تعالى) إلا أهل البدع لأنهم ربما يرون أن أولياءهم أو أئمتهم هم الذين يدبرون الكون فيتبركون بأسمائهم ويقولون: (باسمه تعالى) ولا يصرحون بمرجع الضمير لئلا يتبين أمره.]
الشيخ العلامة ابن عثيمين " لقاء الباب المفتوح".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 12:35 م]ـ
[قول الأخ الكاتب أو الراقم باسمه تعالى هذا خلاف السنة لأن السنة أن يقول الإنسان باسم الله بالاسم المظهر لا بالضمير وهذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الأنبياء قال الله تبارك وتعالى عن كتاب سليمان إلى ملكة سبأ (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كتب إلى الملوك يدعوهم إلى الله يبدأ بقوله بسم الله الرحمن الرحيم أما الاسم المضمر فإنه لا يدل على اسم الله تبارك وتعالى إلا من كان يعرف أن ابتدأ الأمور باسم الله فقد يعرف أن هذا الضمير يرجع إلى الله تبارك وتعالى وعلى كل حال فالضمير مبهم يحتاج إلى معرفة مرجعه فلا ينبغي أن يستعمل في مقام الإظهار لا سيما وأنه على خلاف السنة الواردة عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام].
الشيخ العلامة ابن عثيمين " نور على الدرب ".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 12:58 م]ـ
قال الإمام ابن كثير - رحمه الله تعالى - في تفسيره من سورة الأحزاب:
[وأما السلام فقال الشيخ أبو محمد الجُوَيني من أصحابنا: هو في معنى الصلاة، فلا يستعمل في الغائب، ولا يفرد به غير الأنبياء، فلا يقال: "علي عليه السلام"، وسواء في هذا الأحياء والأموات، وأما الحاضر فيخاطب به، فيقال: سلام عليكم، أو سلام عليك، أو السلام عليك أو عليكم. وهذا مجمع عليه. انتهى ما ذكره.
قلت: وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب، أن يفرد علي، رضي الله عنه، بأن يقال: "عليه السلام"، من دون سائر الصحابة، أو: "كرم الله وجهه" وهذا وإن كان معناه صحيحا، لكن ينبغي أن يُسَاوى بين الصحابة في ذلك؛ فإن هذا من باب التعظيم والتكريم، فالشيخان وأمير المؤمنين عثمان بن عفان أولى بذلك منه، رضي الله عنهم أجمعين].
ـ[رقية حمزة]ــــــــ[19 - 03 - 07, 02:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا علي افادتي بهذه المعلومة
ـ[أبو زياد العامري]ــــــــ[19 - 03 - 07, 09:45 م]ـ
بسم الله
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 01:30 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا على الفضلي على الفوائد وبارك فيك.
ولي سؤال: أنت علي أبو عائشة؟!! أم غيره؟
ـ[أبو زياد العامري]ــــــــ[20 - 03 - 07, 07:22 م]ـ
أخي علي أنا لدي ((لقاء الباب المفتوح)) قمت بتحميله من موقع صيد الفوائد ولم أجد فيه هذه المسألة ..
فأتمنى أن تفيدنا إن كانت مطبوعة في كتاب
أم هناك نسخة على الشبكة هي أشمل منها
وأتمنى أيضا أن تدلني على لقاءات الباب المفتوح كاملة بصوت الشيخ ابن عثيمين ..
أخوك/
أبو زياد العامري
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 02:22 م]ـ
الذي عندي - حفظك الله تعالى - إنما حملته من هذا المنتدى الكريم.
وأما صوتيا: فعلى موقع الشيخ، وعلى الشبكة الإسلامية، وعلى طريق الإسلام.
واسلم لأخيك وسامحني على التأخر في ردي.
ـ[علي خان الكردي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 12:58 م]ـ
حكم الصلاة والسلام على غير الانبياء
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=96125&ln=ara&txt= جلاء%20الأفهام
و حكم كتابة (ص) (صلعم)
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=47976&ln=ara
ـ[ابو عبد الله السكندر]ــــــــ[23 - 03 - 07, 11:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا الله يهديهم ويهدينا جميعا الله يهدينا ويهدينا امين حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[بن ضياف فريد]ــــــــ[15 - 04 - 07, 05:34 م]ـ
بارك الله فيك في ردكم القويم
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[15 - 04 - 07, 06:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/57)
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[16 - 04 - 07, 12:16 ص]ـ
أما السلام على علي بن أبي طالب خاصة وأهل الكساء عامة فمشهور قديم عند كثير من السلف ..
وأما "باسمه تعالى" فقد وجدت "بديع الزمان النورسي" التركي (رحمه الله) يقول في رسائله المشهورة: "باسمه سبحانه" .. وقد نقل الأخ عن الشيخ العثيمين بدعية ذلك؛ وفي "باسمه تعالى" أو "باسمه سبحانه" ملمح صوفي في النسبة إلى "ضمير" .. أفيكون كـ"يا هو" عندهم؟؟!
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[16 - 04 - 07, 12:24 ص]ـ
يقصد الشيعة بذلك المهدي المنتظر، لأن المتكلم وهو غالبا مرجعهم الديني يتكلم نيابة عنه اي عن المهدي.
وهم يزعمون أن رئيس الحوزة له لقاءات أسبوعية معه فتصدر القرارت معبرة عن اسم المهدي.(39/58)
المسيح الدجال (دراسه عقديه) ارجو المساعده في المراجع التي تفيد في دراسة هذا البحث
ـ[الطالب مشاري]ــــــــ[19 - 03 - 07, 09:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله .. المسيح الدجال (دراسه عقديه) ارجو المساعده في المراجع التي تفيد في دراسة هذا البحث كذلك من يستطيع المساعده في ارشادي لا اعداد خطه لهذا البحث .. جزكم الله خيرا وهذه مشاركه طلبت مني من احد الاخوه لمساعدته في هذا البحث
ـ[اسلام سيف]ــــــــ[25 - 03 - 07, 01:04 ص]ـ
ارجع الى الشيخ محمد حسان فى النهاية وهو يفيدك اكثر
ـ[الحبيب1]ــــــــ[25 - 03 - 07, 01:41 م]ـ
أخي الكريم هذا الكتاب نافع في هذا الباب إن شاء الله تعالى
لمؤلف: تركي بن عيسى العبدلي
الدار: غراس للنشر والتوزيع
http://www.maktoobblog.com/user_files/turky23/images/292turky2.jpg(39/59)
ممكن توضيح حول اعتزال الزمخشري خصوصا في تفسيره الكشاف
ـ[ابو عبد الله فيصل]ــــــــ[20 - 03 - 07, 02:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن توضيح حول اعتزال الزمخشري خصوصا في تفسيره الكشاف كما قال احد العلماء اخرجت من تفسير الزمخشري اعتزالا بالمناقيش
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[20 - 03 - 07, 02:22 م]ـ
يوجد رسالة علمية بعنوان المسائل الإعتزالية في تفسير الكشاف للزمخشري في مجلدين
ـ[ابو عبد الله فيصل]ــــــــ[21 - 03 - 07, 01:36 م]ـ
جزاك الله خيرا يا اخي ابوسليمان
ـ[عبادة السلفي]ــــــــ[01 - 04 - 07, 02:44 ص]ـ
من هو مؤلف الرسالة و اين اجدها بارك الله فيك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 04 - 07, 03:33 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يمكنك كذلك الاستفادة من هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=68036#post68036
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=221634#post221634
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[07 - 04 - 07, 01:36 ص]ـ
الذي استخرج اعتزاليات الزمخشري هو البلقيني رحمه الله
ـ[السنافي]ــــــــ[07 - 04 - 07, 02:10 ص]ـ
أحسن الله إليكم
(التمييز لما أودعه الزمخشري من الاعتزال في تفسير الكتاب العزيز)
في ثلاثة أجزاء
سبق ذِكْرُه هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=502527&postcount=126
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[07 - 04 - 07, 10:25 م]ـ
عنوان الرسالة: المسائل الإعتزالية في تفسير الكشاف للزمخشري في ضوء ما ورد في كتاب الإنتصاف لابن المنير
تقع الرسالة في مجلدين
مؤلفها: صالح بن غرم الله الغامدي
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[09 - 04 - 07, 12:44 ص]ـ
بارك الله فيكم(39/60)
منظومة مسائل الجاهلية للشنقيطي في أكثر من مائتي بيت
ـ[الحامدي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 05:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت قد نوهت من قبل بأني نظمت العديد من المتون والشوارد، وقد ذكرت شيئا من ذلك هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93635 هنا).
أخبركم بأنه لدي المزيد من المنظومات في العقيدة وفي غيرها.
ذلك أني أجيد النظم، ولدي خبرة وتجربة مع نظم المتون والشوارد والحمد لله (وأما بنعمة ربك فحدث). وقد تكونت لدي مجموعة من المنظومات أهمها في موضوعات العقيدة:
ـ نظم العقيدة الطحاوية، وهو نظم ينتتهج منهجا خاصا مغايرا لما سبقه من منظومات لهذه العقيدة، فهي لا تخلو من النقص والقصور والخلل اللغوي، ولإعطاء فكرة واضحة عن هذا النظم أعرض عليكم مقدمته أسفل النص.
ـ نظم مسائل الجاهلية، وهو غير مسبوق، وتناول متنا صعبا على النظم، ولذلك جمعت فيه مسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، مع ذكر أدلتها، ووضعت عليه هوامش للعزو والتخريج، وفي أسفل النص رابط لتحميل مقدمته.
ـ منظومات أخرى، كنظم التوصل في أحكام الوسيلة والتوسل.
وقد تم تقريظ هذه المنظومات من بعض المشائخ والعلماء.
وأعدكم أنني سأقوم برفع هذه المنظومات إلى المنتدى قريبا، بغية الاستفادة منها.
ـ[الحامدي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 05:53 ص]ـ
حمل من هنا منظومة مسائل الجاهلية. ( http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=3264)
وهي عقد لمتن مسائل الجاهلية المشهور، ولم يسبق أن نظم من قبل. وقد راعيت فيه مضمون المتن، واهتممت بالتخريج والعزو في الهامش.
ـ[الحامدي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 05:57 ص]ـ
هذه مقدمة نظم مسائل الجاهلية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فإن نظم المتون العلمية المنثورة يقربها إلى الحفظ والفهم؛ لأن المدارك والأذهان تميل إلى المنظوم من المتون أكثر من المنثور؛ ولا أدل على ذلك من كثرة المنظومات في كل فن، وشدة عناية أهل العلم بها: درسا وحفظا وشرحا، مقارنة بالمتون المنثورة.
وفي إطار محاولاتي وجهودي في نظم بعض المتون العلمية – ولا سيما في مجال التوحيد والعقيدة – أقدم هذا النظم الذي عقدت فيه رسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله التي سماها: " المسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ما عليه أهل الجاهلية".
وقد اتبعت في هذا النظم منهجية تقوم على الأسس التالية:
1) الاعتماد على أكثر من نسخة مطبوعة من رسالة الشيخ، منها: نسختان مطبوعتان في كتيبين صغيرين، وأخرى مطبوعة ضمن كتاب "مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله" الذي نشرته الوزارة، رغم وجود اختلافات طفيفة بين هذه النسخ.
2) الالتزام بمضمون رسالة الشيخ دون زيادة أو نقصان.
3) الالتزام بترتيب المسائل كما جاءت في الرسالة الأصلية دون تغيير.
4) البعد عن التعقيد اللفظي والمعنوي، واختيار الألفاظ السهلة ذوات الدلالات الواضحات للتعبير عن محتوى الرسالة الأصلية.
5) الإشارة إلى الآيات التي استدل بها الشيخ على مسائله؛ بذكر أسماء سورها غالبا أو ذكر ألفاظ منها، مع ملاحظة أن الشيخ لم يستدل لجميع مسائله، وتابعه الناظم في ذلك، فأغفل ما أغفله الشيخ، وإلا لطال النظم طولا يبعده عن مقصوده.
6) وضع هوامش لإيراد الآيات والأحاديث التي استدل بها الشيخ، مع العزو والتخريج.
والله أرجو أن أكون قد وفقت فيما إليه قصدت؛ فما كان من صواب فهو من الله تعالى، وما كان من خطإ فهو مني ومن الشيطان، وأستغفر الله منه.
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
الناظم / أبو حامد الشنقيطي
ـ[الحامدي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 06:17 ص]ـ
وفي الطريق إن شاء الله منظومات أخرى في العقيدة، وقد اكتملت عندي، وعما قريب أنشرها هنا على صفحات الملتقى.
ـ[أبو محمد التطواني]ــــــــ[20 - 03 - 07, 04:50 م]ـ
شكرا
ـ[محمد المسلم1]ــــــــ[22 - 03 - 07, 12:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا
حملتها ولما أطلع عليها
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 01:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 01:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
جعلها الله فى ميزان حسناتكم يوم القيامة
ـ[الحامدي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 06:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا إخوتي الأعزاء على مروركم الكريم.
ويسعدني أن أتابع ــ إن شاء الله ــ نشر العديد من منظوماتي ورفعها على الموقع قريبا لخدمة طلاب العلم.
ـ[أبو الأنفال الرقي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 04:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سالم عدود]ــــــــ[04 - 01 - 08, 01:58 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[سلوم السلوم]ــــــــ[22 - 03 - 08, 09:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
جعلها الله فى ميزان حسناتكم يوم القيامة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/61)
ـ[العويشز]ــــــــ[07 - 12 - 08, 07:56 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[محمد مصطفى السكندري]ــــــــ[08 - 12 - 08, 07:41 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم
رجاء مراجعة بريدكم الإلكتروني
وفقتم
ـ[منصور شمس الحق]ــــــــ[10 - 12 - 08, 06:33 ص]ـ
بارك الله فيك
وزادك المولى علما وعملا
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[11 - 12 - 08, 03:47 م]ـ
ليتك تنظم الأحاديث التي اتفق العلماء على صحتها ولو بالإشارة الى كل حديث
فسوف تكون بذلك قدمت خدمة عظيمة للأمة
وجزاك الله خيرا وبارك فيك وكثر من أمثالك(39/62)
هل هناك فرق بين قولنا اهل السنة وسط بين المعتزلة والأشاعرة وقولنا اهل السنة وسط بين ا
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[20 - 03 - 07, 08:49 ص]ـ
هل هناك فرق بين قولنا اهل السنة وسط بين المعتزلة والأشاعرة وقولنا اهل السنة وسط بين المعطلة والمشبهة
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[20 - 03 - 07, 06:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الوسطية المذكورة ينظر إليها بعدة اعتبارات:
فإذا نظرت إليها من باب الأسماء والصفات فأهل السنة والجماعة وسط بين المعطلة والمشبهة وفي هذا الباب يكون المعتزلة والأشاعرة في طرف واحد فكلهم معطلة فلا يقال أهل السنة وسط بين المعتزلة والأشاعرة في هذا الباب.
لكن أهل السنة والجماعة وسط بين المعتزلة والأشاعرة في:
1 - باب القدر وأفعال العباد وذلك أن المعتزلة قدرية في هذا الباب والأشاعرة جبرية.
2 - باب الأسماء والأحكام والوعد والوعيد وذلك أن الأشاعرة مرجئة في الإيمان والمعتزلة يكفرون مرتكب الكبيرة وهو في منزلة بين المنزلتين في الآخرة عندهم.(39/63)
ماهي عقيدة الشنقيطي صاحب نشر البنود؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 05:58 م]ـ
السلام عليكم:
ماهي عقيدة الشنقيطي رحمه الله مؤلف مراقي السعود والتي شرحها بنفسه في نشر البنود
حيث يظهر من القدمة انه من الصوفية؟
وبارك الله فيكم
ـ[المعافيري]ــــــــ[27 - 03 - 07, 06:37 م]ـ
أخي الكريم .. لنشغل أنفسنا بالمهم .. فالشنقيطي وغيره يعرف قصدك قبل أن توجد أنت وأنا في هذه الدنيا .. {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت .. }
أنه لمن المزري أن نحمل حملة شعواء نبحث فيها عن عقائد العلماء الذين قدموا خدمة للأمة .. فقد تساءل البعض عن عقيد ابن حجر وأضرابه .. لماذا نأخذ على غيرنا من العلمانيين وغيرهم طعنهم في علمائنا ولا ننكر على أنفسنا إذ نقوم بمثل أعمالهم
إذا كان من علمائنا بعض (الأخطاء) فإن الأسلوب الأمثل هو بيان الحق من الباطل، أي أن من مهمة العلماء أهل الاختصاص أن يقوموا بواجب التبيين والإيضاح بعيدا عن الطعن في العلماء السابقين لأن هذا يفقدهم مصداقيتهم ويكون ذريعة لكل من هب ودب أن يشهر قلمه المغرض للنيل من كل علماء الأمة دون استثناء .. مادام أهل الدار فتحوا الباب للنيل من ساكنيها .. ماذا قدم لنا من تكلموا في ابن حجرمثلا .. وما قيمة (الفتح) .. إذن.!! ألا ترى أن هذه طعنة مسمومة في كبد الأمة .. ومثل هذا يقال عن غير صاحب الفتح .. أقصد أن مهمتنا هو طلب العلم النافع .. وبعد ذلك نقف على (زلات) العلماء ونحن على بينة ثم تبدأ مهمة التبيين. ومعناها هنا التصنيف في المجال الذي صنفوا فيه ويكون ما قدمناه نحن فيه غنية عما قدموه .. وهذا هوالتجديد أي تخليص العلوم مما علق بها كالمنطقيات التي لا تفيد علماولا عملا .. وهكذا .. أما أن نبدأ بالسؤال في أمور دقيقة خطيرة فهذا يفتح باب الريبة في أهل العلم .. ومن ثم في الشريعة ..
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[04 - 04 - 07, 04:48 ص]ـ
الرجل أشعري ... فخذ من علمه واغسل يديك من بدعته ..
واحذر منه وحذِّر غيرك ..
ومعرفة عقائد من تأخذ عنه هو منهج السلف ...
العلم دين فانظر عمن تأخذ دينك ...
والله المستعان
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 06:24 ص]ـ
ما ضر شمس الضحى في الأفق طالعة ... أن لا يرى نورها من ليس ذا بصر
سبحان الله, البعض يتحدث ويبدِّع ويفسق وهو لا يدري أعلى الإسلام يموت أم يتخبطه الشيطان فيهلك على ملة من ملل الكفر, اللهم ارزقنا الأدب مع سائر الأموات سيما العلماء وارزقنا الثبات على توحيدك حتى نلقاك راضٍ عنا يا رب.
أما أنت يا (المصلحي) فأورد لنا الكلام الذي حملك على أن تجزم بتصوف الرجل في مقدمة مراقي السعود, مشكوراً
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[04 - 04 - 07, 07:49 ص]ـ
ما ضر شمس الضحى في الأفق طالعة ... أن لا يرى نورها من ليس ذا بصر
سبحان الله, البعض يتحدث ويبدِّع ويفسق وهو لا يدري أعلى الإسلام يموت أم يتخبطه الشيطان فيهلك على ملة من ملل الكفر, اللهم ارزقنا الأدب مع سائر الأموات سيما العلماء وارزقنا الثبات على توحيدك حتى نلقاك راضٍ عنا يا رب.
أما أنت يا (المصلحي) فأورد لنا الكلام الذي حملك على أن تجزم بتصوف الرجل في مقدمة مراقي السعود, مشكوراً
عدت والعود أحمد أبا زيد جزاك الله خيرا في الذب عن أعراض العلماء و لا سيما علماء شنقيط (إبتسامة)
لكن هناك استيضاح لبعض كلامك ومن سبقك من الأخوة فإنها كلها كان قالبها واحد والله يعلم أني لا أنشد إلا الحق
هل من ضير أخي الحبيب في السؤال عن عقيدة عالم من العلماء صنف وتناقل الناس كتبه حتى يتبين الناظر وينهل من كل ما يورده أو يتوقف ويحرر و يحقق في بعض ما يورده لا سيما إن كان على علاقة في العقيدة وهل هناك تضاد بين إحترام الذين سبقونا بالإيمان وبين منهج تبين الخطأ ممن كان سيما وأن القاعدة المتفق عليها بين أهل العلم (إذا عارض كلامي كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضربوا بكلامي عرض الحائط)
فليس الأمر أخي الحبيب هو تتبع زلات أهل العلم لإسقاطهم وأكل لحومهم أمواتا وأحياء ولكن المقصد حتى لا يتابعهم حديث السن في سائروا ما قالوا فيقع في الخطأ الذي وقعوا فيه ... إن كان ثم
أخي الحبيب الفاضل الله يعلم أننا لا نتمنى وقوعهم في ما يخالف أقوال أهل السنة (وليس الكلام محصورا في العالم المسؤول عنه) لكن المقصد إن شاء الله من سؤال الأخ الكريم لعله هذا وأبرأ إلى الله منه إن كان قصده الثلب والتشهير لأجل التشهير. والله الهادي للصواب
ـ[أبو علي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 11:38 ص]ـ
كأنَّك يا ابو زيد ما غزيت!!!!!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 12:52 م]ـ
كأنَّك يا ابو زيد ما غزيت!!!!!
جزاك الله خيراً وبارك فيك ووفقني وإياك لمراضيه .. سلاماً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخي الكريم أبو الحسن الأثري وجميع الأفاضل الكرام
لقد علمنا الإسلام أن نحب المسلمين ونحب الحق كذلك حتى إذا افترق المسلمُ عالماً كان أو جاهلاً مع الحق ,لم نجد من دون الحق ملتحدا, ولم نظاهر عليه أحداً, ووجه استشكالي في بداية الأمر هو أن السائل سأل ولم يورد مظنة الاشتباه من كلام الحاج سيدي عبد الله, ثم أتى أبو الأشبال وأصدر حكمه بالمجان بأن الرجل أشعري, مع أن السائل سأل عن التصوف, وإلا إذا ظهر الحق وبان فهو أحب إلينا من أنفسنا والناس أجمعين, ولايخفاكم أني وجميع من يكتب في الملتقى في عداد المجهولين فلا تثبت أقوالنا إلا بحجة وبرهان, فهل يتفضل أخوانا بهما .. ؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/64)
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[04 - 04 - 07, 04:44 م]ـ
لا أشك طرفة عين أنه أشعري أشعري أشعري
وسآتيك بالبرهان ... فاصبر علي .. لأنني الآن مشغول ..
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[05 - 04 - 07, 08:51 ص]ـ
قالوا عنه:
وصفه باب بن أحمد بيب فقال:
قد كاد أن يوصف بالترجيح *لفهمه ونقله الصحيـ ــح
وكان في الحديث لا يبارى*كأنم ا نشأ في بخـ ـارى
وقال بدي بن سيدينا:
" خاتمة المجتهدين ذو المحاسن الأثيرة والمناقب الكثيرة من سار ذكره في الآفاق سير المثل وزان علمه بزينة العمل.
وقال عنه أحمد الأمين الشنقيطي نزيل القاهرة (ت 1915 م)
أعطته العلوم أزمتها فصار من علماء أئمتها، حاو جميع الفنون كثير الشروح والمتون لم يأت الزمان بمثله.
وقال الشيخ محمد الحافظ العلوي (1247 هـ)
ما رأيت مثل سيد عبد الله بن الحاج إبراهيم في إرشاد الخلق وتدريجهم إلى الخير، لا يزال يقدم الرجل إلى الخير حتى يستحي من الشر.
و وصفه بعضهم بأنه أعلم رجل عرفته الصحراء، وأنه مجدد العلم في بلاد شنقيط انتهي
(منقول من ترجمة بقلم الهادي بن محمد المختار النحوي)
نسئل اللهم بحبنا لشيخ ان تدخلنا الجنة اللهم ارحمه
وان تنفعنا بعلومه
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[06 - 04 - 07, 01:42 ص]ـ
لا أشك طرفة عين أنه أشعري أشعري أشعري
وسآتيك بالبرهان ... فاصبر علي .. لأنني الآن مشغول ..
يا أخي الكريم هون على نفسك فوالله لأن خطأك في وصفه بالتمشعر أحب إلينا من صوابك غفر الله لنا وله
ـ[أبو علي]ــــــــ[06 - 04 - 07, 08:13 ص]ـ
وإلا إذا ظهر الحق وبان فهو أحب إلينا من أنفسنا والناس أجمعين
يقول في أوّل النظم:
ما ربُّنا لم ينه عنه حسنُ * وغيره القبيح والمستهجنُ
ويقول في (فصل الأمر):
هذا الَّذي حُدَّ به النَّفسيُّ * وما عليه دلَّ قلْ لفظيُّ
ومن عرفَ المنظومة والشَّرح لم يشكَّ في أشعريَّته
وليت البعض يتأكد من معلوماته قبل أن يكتب شيئًا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[06 - 04 - 07, 11:02 ص]ـ
وليت البعض يحسن الفهمَ والاستنباط ويقرأ ويتدبر ويعقل ما يريد نقده قبل أن يهاجم ويسب ويشتم .. !!!
أين التمشعر في قوله:
ما ربُّنا لم ينه عنه حسنُ * وغيره القبيح والمستهجنُ
إن معنى هذا البيت يا أستاذ أن الحسنَ شرعاً هو ما لم ينه الله عنه وهذا كما قرره إمام العلماء في عصره الشيخ الأمين الشنقيطي يدخل فيه الواجب والمندوب والجائز.
وقوله: وغيره القبيح والمستهجنُ
يشمل الحرام والمكروه وقيل يشمل خلاف الأولى كذلك , والصحيح اقتصاره على الحرام فقط لكون المكروه واسطةً بين الحسن والقبيح فلا يذم ولا يمدح.
أما البيت الثاني فقد وُفقتَ في الاستدلال به أو تعلُّم الاستدلال به بمعنى أدق, وليست السقطة والسقطتان مما يُخرَج به المرء من دائرة أهل السنة كما يقول الشيخ عبد النمحسن العبادُ حفظه الله وإلا لما بقي فيها أحد فمن ذا الذي لم يزل ويُخل ببعض مسائل المعتقد .. ؟؟
ودع عنك هذا التعميم بقولك (ومن عرف المنظومة والشرح .... الخ)
فما دمتَ كذلك في طريقة الاستدلال فلايؤمَن عليك اللبس والتدليس أبداً
وألفتُ انتباه الجميع إلى أن السائل أصلاً سأل عن تصوف الرجل فأثبتوه إن كنتم صادقين
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[07 - 04 - 07, 02:07 ص]ـ
ودع عنك هذا التعميم بقولك (ومن عرف المنظومة والشرح .... الخ)
فما دمتَ كذلك في طريقة الاستدلال فلايؤمَن عليك اللبس والتدليس أبداً
وألفتُ انتباه الجميع إلى أن السائل أصلاً سأل عن تصوف الرجل فأثبتوه إن كنتم صادقين
نعوذ بالله من انتكاسة المفاهيم،،،
ونعوذ بالله من تقديس وتعظيم الأشخاص،
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[07 - 04 - 07, 09:06 ص]ـ
أرى أن الموضوع فائدته قليلة ولا ينبغي أن يبذل فيه كثير وقت
يقول الشيخ المحدث سليمان العلوان فك الله أسره عند بيت صاحب المراقي "محمد منور القلوب وكاشف الكرب لدى الكروب"
قال الناظم في شرحه "وتنويره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للقلوب بالإيمان به وبمحبته والصلاة عليه واتباعه وكاشف الكروب بشفاعته والاستغاثة بجاهه"
قال الشيخ:"وهذا خلاف ما عليه أهل العلم المحققين ولو قال الشارح معنى منور القلوب أي بالعلم والدعوة إلى التوحيد وكاشف الكروب الشفاعة يوم القيامة بعد أن يأذن الله له لكان المعنى مستقيما وأما ماذكره فلا يوافق عليه وراجع لذلك التوسل والوسيلة تجد ما يشفي ويكفي لرد كلامه "
والله أعلم
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[07 - 04 - 07, 11:34 ص]ـ
نعوذ بالله من انتكاسة المفاهيم،،،
ونعوذ بالله من تقديس وتعظيم الأشخاص،
ونعوذ به من تتبع السقطات والفرية على الأموات والعمى عن الحسنات ونصرة الأهواء والنزغات
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[07 - 04 - 07, 11:39 ص]ـ
أرى أن الموضوع فائدته قليلة ولا ينبغي أن يبذل فيه كثير وقت
يقول الشيخ المحدث سليمان العلوان فك الله أسره عند بيت صاحب المراقي "محمد منور القلوب وكاشف الكرب لدى الكروب"
قال الناظم في شرحه "وتنويره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للقلوب بالإيمان به وبمحبته والصلاة عليه واتباعه وكاشف الكروب بشفاعته والاستغاثة بجاهه"
قال الشيخ:"وهذا خلاف ما عليه أهل العلم المحققين ولو قال الشارح معنى منور القلوب أي بالعلم والدعوة إلى التوحيد وكاشف الكروب الشفاعة يوم القيامة بعد أن يأذن الله له لكان المعنى مستقيما وأما ماذكره فلا يوافق عليه وراجع لذلك التوسل والوسيلة تجد ما يشفي ويكفي لرد كلامه "
والله أعلم
إذاً فليسعنا ما وسع أهل العلم المحققين كالشيخ العلوان حفظه الله الذي قوم الخطأ وبين وجه تخطأته إياه ودل على الذي يراه حقاً وترك المهاجمة بالباطل وإخلاء دائرة أهل السنة من كل منزل وسقط ولو بشيء يسير ,وأنا أوافقك في عدم جدوى النقاش والخلاف حول هذه الجزئية لكننا بحاجة إلى إشاعة السنة المهجورة وهي الذب عن أعراض عامة المسلمين خصوصا أمواتهم وبالأخص نقلة الشريعة منهم,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/65)
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[09 - 04 - 07, 01:49 ص]ـ
فقط مجرد استفسار
قول الشيخ: وتنويره للقلوب بالإيمان به وبمحبته والصلاة عليه واتباعه وكاشف الكروب بشفاعته والاستغاثة بجاهه انتهي
واستدراك الشيخ العلوان انا لا افهم لماذا استدرك عليه كل شئ
نعم فهمت استدراك الشيخ العلوان في نهاية التوسل بالجاه نعم والمسئلة خلافية ... لكن
تنوير القلوب بالايمان به وهل يشك احد ان الايمان بالنبي صلي الله عليه وسلم
ينور القلوب؟ ومحبته تنور قلبه ... لان ايمانه هو من الاركان الايمان وبدونه يظلم
وبه يستنير القلوب وكذلك الصلاة عليه صلي الله عليه وسلم سبب لزيادة الأجر
ونقصان الذنوب وصلاة الله علي المرء فمن صلي عليه صلي الله عليه عشرا
ورفعه عشر درجات ومحي عنه عشر سيئات وكما نعلم زيادة الايمان ونقصانه
بسبب الطاعات والصلاة علي النبي صلي لله عليه منها
وبمحبته صلي الله عليه وسلم كذلك يستنير القلب وينشرح
وانا لا أشك في ذلك
فانا لا أفهم لماذا استدرك عليه في كل كلامه
اريد ان أفهم وجه الاستدراك
ثم السائل جاء هنا يسئل هل الشيخ صوفي ام لا
وجاء البعض وبدأ يتكلم في اشياء اخر لا علاقة لها بالسؤال
ثم كون الشيخ يتأول في الصفات ليس معناه يحذر منه ويبدع بسبب مسئلة واحدة
فهل نقول عن مجاهد احذر منه يقول بعدم رؤية الله في الاخرة
كلمة تحذير لا ينبغي ان يطلق فيه ...
او نقول ابن حزم احذر منه بسبب كلامه في الصفات
اخواني هناك طريقة او اسلوب اسلوب لبيان الخطأ
الخ وكم من عالم وقع في خطأ فهل كل من وقع ف خطأ نقول حذر منه؟
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[09 - 04 - 07, 03:58 ص]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم ..
و هنا كلمة: أن الدارس لعلم أصول الفقه ينبغي أن يحذر من كثير من المسائل المبنية على عقائد المتكلمين، فقد كانوا يراعون معتقداتهم في كتب هذا الفن.
حتى الورقات للإمام الجويني رحمه الله لم تسلم من هذا.
فيقظة طالب العلم مطلوبة في كل الأحوال.
و الله تعالى الموفق لإصابة الحق و الهادي إليه.
ـ[أبو علي]ــــــــ[09 - 04 - 07, 06:54 ص]ـ
وليت البعض يحسن الفهمَ والاستنباط ويقرأ ويتدبر ويعقل ما يريد نقده قبل أن يهاجم ويسب ويشتم .. !!!
أين التمشعر في قوله:
ما ربُّنا لم ينه عنه حسنُ * وغيره القبيح والمستهجنُ
إن معنى هذا البيت يا أستاذ أن الحسنَ شرعاً هو ما لم ينه الله عنه وهذا كما قرره إمام العلماء في عصره الشيخ الأمين الشنقيطي يدخل فيه الواجب والمندوب والجائز.
وقوله: وغيره القبيح والمستهجنُ
يشمل الحرام والمكروه وقيل يشمل خلاف الأولى كذلك , والصحيح اقتصاره على الحرام فقط لكون المكروه واسطةً بين الحسن والقبيح فلا يذم ولا يمدح.
لعلَّكَ لم تفهم معنى البيت جيِّدًا
البيت يقرِّر مذهب الأشاعرة في التّحسين والتّقبيح؛ لذلك قال العلاَّمة الشّنقيطيّ رحمه الله في آخره شرحه على هذا البيت: (والحسن عند المعتزلة ما حسَّنه العقل، والقبيح ما قبَّحه)
ولبسط هذه المسألة مقام آخر.
ويامن تدّعي الدِّفاع عن العلماء ليتك تركت هذه العبارة: (إمام العلماء في عصره الشيخ الأمين الشنقيطي) فإنَّنا نعلم ماذا تقصد بها!!!
ـ[الأشفقي]ــــــــ[09 - 04 - 07, 07:14 ص]ـ
ليس من >عادة " السلف السؤال عن "عقائد الناس خاصة "العلماء منهم 0
وليس من "عادتهم " التفاضل " بينهم " فكل عبد الله حسب اجتهاده،وكلهم إن شاء الله مأجورون 0
ولكن "البلية " كل "البلية " عندما فتح "الجهال " هذا الباب،فدخل منه بعض أهل العلم من باب حسن الظن 0
ولككنا نعرف أن الشيطان له طرق عديدة في "الوسوسة "بأهل العلم والفضل0
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 04 - 07, 10:35 ص]ـ
ليس من >عادة " السلف السؤال عن "عقائد الناس خاصة "العلماء منهم 0
وليس من "عادتهم " التفاضل " بينهم " فكل عبد الله حسب اجتهاده،وكلهم إن شاء الله مأجورون 0
ولكن "البلية " كل "البلية " عندما فتح "الجهال " هذا الباب،فدخل منه بعض أهل العلم من باب حسن الظن 0
ولككنا نعرف أن الشيطان له طرق عديدة في "الوسوسة "بأهل العلم والفضل0
عذراً هذا الكلام غير صحيح
فالسؤال عن عقائد العلماء ليس فيه محظور، بل هو من دأب السلف
وافتح إن شئت أي كتابٍ من كتب الجرح والتعديل
فستجد ((ثقة يتشيع)) و ((رافضي ضعيف)) وغيرها
فإن قلتَ السؤال أصلاً عن الرواية
قلتُ لماذا يذكر العلماء العقيدة والمسألة متعلقة بالرواية فقط؟
هذا من باب جواب الحكيم الذي لا يجيب السائل عما سأل عنه فقط بل يجيبه أيضاً عما يحتاجه _ وللأمر علاقة برواية المبتدع _
وقد نهى جماعة من السلف عن الكتابة عن بعض ثقات أهل البدع
ويا ليت شعري كيف نطبق ((إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم))
إن لم نسأل عن عقائد العلماء
ويعجبني في الطالب المبتديء سؤاله عن عقائد العلماء قبل القراءة لهم
فإن هذا من باب اتقاء الشبهات
وجعلك للعلماء ممن ينقاد وراء الجهال ويتبع خطوات الشيطان أمرٌ لا يليق(39/66)
هل الذهبي مفوض؟؟
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 04:37 ص]ـ
السلام عليكم
رايت كلام لبعض اهل العلم يقول ويثبت ان الذهبي مفوض
فاستغربت جدا ً
فما رايكم؟؟؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[21 - 03 - 07, 05:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذا الكلام المنسوب للذهبي _ رحمه الله _ باطل ويرده كلامه المذكور في كتبه ومن ذلك على سبيل المثال:
1 - قال _ رحمه الله _ في العلو (ص 251):
(المتأخرون من أهل النظر قالوا مقالة مولدة ما علمت أحدا سبقهم بها _ يقصد المفوضة _
قالوا: هذه الصفات تمر كما جاءت ولا تأول مع إعتقاد أن ظاهرها غير مراد.
فتفرع من هذا أن الظاهر يعني به أمران:
أحدهما: أنه لا تأويل لها غير دلالة الخطاب كما قال السلف الإستواء معلوم وكما قال سفيان وغيره قراءتها تفسيرها يعني أنها بينة واضحة في اللغة لا يبتغى بها مضائق التأويل والتحريف، وهذا هو مذهب السلف مع إتفاقهم أيضا أنها لا تشبه صفات البشر بوجه إذ الباري لا مثل له لا في ذاته ولا في صفاته.
الثاني: أن ظاهرها هو الذي يتشكل في الخيال من الصفة كما يتشكل في الذهن من وصف البشر فهذا غير مراد.
فإن الله تعالى فرد صمد ليس له نظير وإن تعددت صفاته فإنها حق ولكن ما لها مثل ولا نظير فمن ذا الذي عاينه ونعته لنا ومن ذا الذي يستطيع أن ينعت لنا كيف يسمع كلامه والله إنا لعاجزون كالون حائرون باهتون في حد الروح التي فينا وكيف تعرج كل ليلة إذا توفاها بارئها وكيف يرسلها وكيف تستقل بعد الموت وكيف حياة الشهيد المرزوق عند ربه بعد قتله وكيف حياة النبيين الآن وكيف شاهد النبي أخاه موسى يصلي في قبره قائما ثم رآه في السماء السادسة وحاوره وأشار عليه بمراجعة رب العالمين وطلب التخفيف منه على أمته وكيف ناظر موسى أباه آدم وحجه آدم بالقدر السابق وبأن اللوم بعد التوبة وقبولها لا فائدة فيه وكذلك نعجز عن وصف هيأتنا في الجنة ووصف الحور العين فكيف بنا إذا انتقلنا إلى الملائكة وذواتهم وكيفيتها وأن بعضهم يمكنه أن يلتقم الدنيا في لقمة مع رونقهم وحسنهم وصفاء جوهرهم النوراني، فالله أعلى وأعظم وله المثل الأعلى والكمال المطلق ولا مثل له أصلا آمنا بالله واشهد بأن مسلمون)
2 - وقال في نقل قول أبي جعفر الترمذي في العلو:
( ..... منصور بن محمد بن منصور القزاز قال سمعت أبا الطيب أحمد والد أبي حفص بن شاهين يقول حضرت عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث نزول الرب فالنزول كيف هو يبقى فوقه علو فقال: لنزول معقول والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.
قلت _ أي الذهبي _: صدق فقيه بغداد و عالمها في زمانه إذا السؤال عن النزول ما هو؟ عيٌ؛ لأنه إنما يكون السؤال عن كلمة غريبة في اللغة وإلا فالنزول والكلام والسمع والبصر والعلم والإستواء عبارات جلية واضحة للسامع فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعة للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر) العلو (ص 214)
ـ[المقدادي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 07:49 ص]ـ
الذهبي من أهل الإثبات و قد بالغ تلميذه الأشعري التاج السبكي - الذي أخذ علم الحديث منه - في انتقاده بعد وفاته , تجد ذلك في طبقات الشافعية , و نسبه الى التجسيم - بالتصريح او التلميح - فلو كان الذهبي مفوضا لما انتقده السبكي بكل هذه القسوة , فالسبكي يرى ان مذهبي التأويل و التفويض هو الحق الذي لا شيء بعده ,فلماذا ينتقد شيخه ان كان مفوضا؟
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 06:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك اله فيك اخي (ابو حازم) على المساعدة
ولو كان هناك المزيد الرجاء الافادة
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 11:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[المقدادي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 12:39 ص]ـ
قال التاج السبكي في طبقات الشافعية الجزء الثاني:
(وأمثلة هذا تكثر وهذا شيخنا الذهبى رحمه الله من هذا القبيل له علم وديانة وعنده على أهل السنة تحمل مفرط فلا يجوز أن يعتمد عليه
ونقلت من خط الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدى العلائى رحمه الله ما نصه الشيخ الحافظ شمس الدين الذهبى لا أشك فى دينه وورعه وتحريه فيما يقوله الناسولكنه غلب عليه مذهب الإثبات ومنافرة التأويل والغفلة عن التنزيه حتى أثر ذلك في طبعه انحرافا شديدا عن أهل التنزيه وميلا قويا إلى أهل الإثبات فإذا ترجم واحدا منهم يطنب فى وصفه بجميع ما قيل فيه من المحاسن ويبالغ فى وصفه ويتغافل عن غلطاته ويتأول له ما أمكن وإذا ذكر أحدا من الطرف الآخر كإمام الحرمين والغزالى ونحوهما لا يبالغ فى وصفه ويكثر من قول من طعن فيه ويعيد ذلك ويبديه ويعتقده دينا وهو لا يشعر ويعرض عن محاسنهم الطافحة فلا يستوعبها وإذا ظفر لأحد منهم بغلطة ذكرها وكذلك فعله فى أهل عصرنا إذا لم يقدر على أحد منهم بتصريح يقول فى ترجمته والله يصلحه ونحو ذلك وسببه المخالفة في العقائد
انتهى
والحال فى حق شيخنا الذهبى أزيد مما وصف وهو شيخنا ومعلمنا غير أن الحق أحق أن يتبع وقد وصل من التعصب المفرط إلى حد يسخر منه) اهـ!
و قال ايضافي طبقات الشافعية في ترجمة شيخه الذهبي في الجزء التاسع:
(وكان شيخنا والحق أحق ما قيل والصدق أولى ما آثره ذو السبيل شديد الميل إلى آراء الحنابلة كثير الإزراء بأهل السنة الذين إذا حظروا كان أبو الحسن الأشعري فيهم مقدم القافلة فلذلك لا ينصفهم في التراجم ولا يصفهم بخير إلا وقد رغم منه أنف الراغم) اهـ
فهل لو كان من اهل التفويض ينعته بهذه النعوت و يصفه بأنه يزري بأهل السنة - اي الاشاعرة بزعمه! - بل و يخرجه من اهل السنة؟؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/67)
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 04:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي المقدادي
ولقد وجدت ردا اخر للاخ فيصل فى منتدى (انا السلم) فانقله لتعم الفائدة ....
هل الحافظ الذهبي مفوض
كثيرين في هذا الموضوع الذين نسبوا للتفويض ولا يثبت ذلك عنهم مثال ذلك ما نسبة المرشد للحافظ الذهبي أنه مفوض.
الحافظ الذهبي الذي لم يكن يوماً من الأيام منزهاً عندهم بل كما يقول الكوثري: ((من الحشوية)) وقالوا أنه سمي بالذهبي لذهاب عقله!! ونقل السبكي الصغير إجماع مشايخه عن النهى عن النظر فى كلامه وعدم اعتبار قوله!!
يقول الإمام الحافظ الذهبي: ((المتأخرون من أهل النظر قالوا مقالةً مُولَّدةً ما علمت أحداً سبقهم بها، قالوا: هذه الصفات تُمَر كما جاءت ولا تُأول مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد)) العلو ص 183
وقد قال الإمام الحافظ الذهبي معلقاً أثر الإمام أبو جعفر الترمذي في النزول: ((صدق فقيه بغداد وعالمها في زمانه، إذ السؤال عن النزول ماهو؟ عيٌّ، لأنه إنما يكون السؤال عن كلمةٍ غريبةٍ في اللغة، وإلا فالنزول والكلام والسمع و البصر والعلم والاستواء عباراتٌ جليلةٌ واضحةٌ للسَّامع، فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعةٌ للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر وكان هذا الترمذي من بحور العلم والعُباد الورعين مات سنة 295 هـ)) أهـ. العلو ص 156
وقال: ((قَدْ صَارَ الظَّاهِرُ اليَوْم ظَاهِرَيْنِ: أَحَدُهُمَا حقّ، وَالثَّانِي بَاطِل، فَالحَقّ أَنْ يَقُوْلَ: إِنَّهُ سمِيْع بَصِيْر، مُرِيْدٌ متكلّم، حَيٌّ عَلِيْم، كُلّ شَيْء هَالك إِلاَّ وَجهَهُ، خلق آدَمَ بِيَدِهِ، وَكلَّم مُوْسَى تَكليماً، وَاتَّخَذَ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلاً، وَأَمثَال ذَلِكَ، فَنُمِرُّه عَلَى مَا جَاءَ، وَنَفهَمُ مِنْهُ دلاَلَةَ الخِطَابِ كَمَا يَليق بِهِ تَعَالَى، وَلاَ نَقُوْلُ: لَهُ تَأْويلٌ يُخَالِفُ ذَلِكَ.
وَالظَّاهِرُ الآخر وَهُوَ البَاطِل، وَالضَّلاَل: أَنْ تَعتَقِدَ قيَاس الغَائِب عَلَى الشَّاهد، وَتُمَثِّلَ البَارِئ بِخلقه، تَعَالَى الله عَنْ ذَلِكَ، بَلْ صفَاتُهُ كَذَاته، فَلاَ عِدْلَ لَهُ، وَلاَ ضِدَّ لَهُ، وَلاَ نَظيرَ لَهُ، وَلاَ مِثْل لَهُ، وَلاَ شبيهَ لَهُ، وَلَيْسَ كَمثله شَيْء، لاَ فِي ذَاته، وَلاَ فِي صفَاته، وَهَذَا أَمرٌ يَسْتَوِي فِيْهِ الفَقِيْهُ وَالعَامِيُّ-وَاللهُ أَعْلَمُ)) السير
وكتبه وتصانيفه طافحة مليئة بالإثبات الصريح الذي لا يخالج أحداً أنه نقيض للتفويض. لذا فنفي التفسير في كلامه أو تفويض المعنى واضح أن مراده منها ما قد وضحنا من قبل في كلام السلف. أما قوله: (استأثر الله بعلم حقائقها) فهذا نقوله نحن فحقيقة الصفات على ما هي عليه -وهو ما يسمى الكيف- استأثر الله بعلمها لكن يعلم أصل المعنى من لغة العرب.
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[02 - 04 - 07, 08:28 ص]ـ
وهناك رسالة بعنوان (منهج الإمام الذهبي في العقيدة) لسعيد الزهراني وهي رسالة ماجستير
وهي لم تُطبع، ذكر ذلك الدكتور عبدالله البراك في تحقيقه لكتاب العلو للذهبي رحمه الله
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[02 - 04 - 07, 10:13 ص]ـ
أسأل الله أن يبارك في جهودكم(39/68)
ما الفرق بين ما ذكره ابن القيم في الصواعق
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[21 - 03 - 07, 11:29 ص]ـ
مالفرق بين ما ذكره ابن القيم في الصواعق المرسلة:
الثاني: ما لم يحتمله اللفظ ببنيته الخاصة من تثنية أو جمع وإن احتمله مفردا.
الثالث: ما لم يحتمله سياقه وتركيبه وإن احتمله في غير ذلك السياق.
الخامس: ما ألف استعماله في ذلك المعنى لكن في غير التركيب الذي ورد به النص ...
عندي أن هذه الأمور متداخلة فليت أحدا يشرحها لنا.
كذلك أنواع التأويل الفاسد التي ذكرها ابن القيم في الصواعق المرسلة ليت أحد الإخوة يفرق لنا بينها كي نفهمها فهما جيدا فلا شك أن ابن القيم إنما قسمها هذه التقسيمات لوجودها على أرض الواقع عند أهل البدع لكن فهمها قد تعسر علي ولعل الإخوة لا يحيلوننا على بعض الكتب كجناية التأويل الفاسد لمحمد لوح أو التأويل للأشقر أو غيرها فإن أكثرها مجرد نقل لما ذكره ابن القيم هنا فليس فيها شيء جديد.
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[21 - 03 - 07, 01:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مذاكرة لا أكثر
الثاني: ما لم يحتمله اللفظ ببنيته الخاصة من تثنية أو جمع وإن احتمله مفردا.
قد ذكر ابن القيم رحمه الله مثالا لذلك وهو في نفس الموضع من المطبوع (188) قوله جل وعلا (لما خلقت بيدي) (فإن لفظ التثنية لا يحتمل تأويله على القدرة بخلاف لفظ المفرد فإن اليد المفردة قد تحتمل كونها الإنعام او القدرة بحسب السياق ولكنها في حال الجمع والتثنية لا تحتمل هذا التأويل فعليه يكون التأويل باطلا).
الثالث: ما لم يحتمله سياقه وتركيبه وإن احتمله في غير ذلك السياق.
قد ذكر ابن القيم رحمه الله مثالا لذلك وهو في نفس الموضع من المطبوع (188) قوله جل وعلا (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض أيات ربك) فإن أهل البدع كما لا يخفاك يأولون أيات المجيء بمجيء الأمر وهذا ما يأباه سياق هذه الآية قال ابن القيم رحمه الله فإنه يمتنع حمله على ذلك، مع التقسيم والترديد والتنويع. اهـ فإنه قد نوع جل وعلا وفرق بين ذكر مجيء الأيات ومجيء ذاته العلية سبحانه وتعالى.
الخامس: ما ألف استعماله في ذلك المعنى لكن في غير التركيب الذي ورد به النص
ان بعض الكلمات قد تحتمل التأويل الذي قصدوه ولكن لوجود في هذا السياق الذي ذكره الله عز وجل فإنها لاتحتمل غير هذا المعنى ألا وهو الحقيقة. مثاله استوى فإنه يصح أن تقول أستوى الماء والخشبة أي ساواه لكن إذا دخل ضمن تركيب كقوله جل وعلا (استوى إلى السماء) فإن العرب لا تعرف استوى في هذا التركيب بمعنى ساوى
####(39/69)
سؤال هام (عقائدي محض)
ـ[أبو عبد الرحمن السبيلي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 11:56 ص]ـ
السلام عليكم
سؤال هام أحتاج الأجابة عليه بالدليل وجزاكم الله خيرا ,أو أين أجد هذه المصادر التي تتحدث عن هذا الموضوع؟
السؤال
هل يستطيع أحد من البشر تسخير الملائكة لخدمته ولعمل ما يؤمرن به من قبل العبد!!(39/70)
سؤال في القضاءوالقدربارك الله فيمن يجيب
ـ[أبويونس]ــــــــ[21 - 03 - 07, 03:00 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاةوالسلام على نبينا محمد
هناك شيئان لم أفهمهما في عقيدتنافيما يخص القضاء والقدر
أولا مراتب القدر علم ثم كتابة ثم مشيئة ثم خلق أشكل علي فيها المرتبة الثالثة أي المشيئة ولتوضيح الأمر أقول
كان الله ولم يكن شيئامعه فشاء أن يخلق الخلق فعلم ماهم قائمون به
إذن كما أن علمه أزلي كذلك مشيئته ثم إنه سبحانه و تعالى عندما كتب مقادير كل شيئ في اللوح المحفوظ لم يكتب إلا ما شاء أن يقع فلم تبقى إلا مرتبة الخلق؛
فلمذا يضع علماءنا مرتبة المشيئة بين مرتبة الكتابة و مرتبة الخلق؟
ـ[أحمد بن حماد]ــــــــ[24 - 03 - 07, 08:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي يظهر لي من كلامك أن استشكالك مبني على عدم التفريق بين ما قد يسمى (عزماً) وبين ما قد يسمى (قصداً)
فقولك (((كما أن علمه أزلي كذلك مشيئته))) مع أنه مناقض لظاهر عبارتك التي قبلها (((كان الله ولم يكن شيئا معه فشاء أن يخلق الخلق فعلم ما هم قائمون به))) إلا أنه يوضح أصل الاشكال - الذي سبق ذكره -، والذي بني عليه سؤالك (((فلماذا يضع علماؤنا مرتبة المشيئة بين مرتبة الكتابة و مرتبة الخلق؟))).
والحق أن إرادة الشيء المعين وفعله كقوله تعالى (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) و قوله (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما و يستخرجا كنزهما) و قوله (و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) و قوله (و إذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له) و قوله (و إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو و إن يردك بخير فلا راد لفضله) و قوله (قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله أن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادنى برحمة هل هن ممسكات رحمته) ليست قديمةً كالعلم، بل إن الله تعالى (لم يزل مريداً بإرادات متعاقبة، فنوع الإرادة قديم وأما إرادة الشيء المعين فإنما يريده في وقته، وهو - سبحانه – يقدر الأشياء ويكتبها، ثم بعد ذلك يخلقها، فهو إذا قدرها علم ما سيفعله، وأراد فعله في الوقت المستقبل، لكن لم يرد فعله في تلك الحال، فإذا جاء وقته أراد فعله فالأول عزم والثاني قصد ... وسواء سمي عزماً أو لم يسم، فهو – سبحانه – إذا قدرها، علم أنه سيفعلها في وقتها، وأراد أن يفعلها في وقتها، فإذا جاء الوقت فلابد من إرادة الفعل المعين، ونفس الفعل، ولابد من علمه بما يفعله) مجموع الفتاوى 16/ 303 - 304
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أبويونس]ــــــــ[24 - 03 - 07, 01:48 م]ـ
بارك الله فيك أخي على هذا الجواب وزادك علما
الذي فهمته أن صفة الإرادة و المشيئة صفة ذاتية فعلية قديمة النوع حادثة الآحادوالله أعلم والصلاة والسلام على نبينا محمد
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[24 - 03 - 07, 09:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا(39/71)
الشيعة بوابة الاعداء لعالمنا الاسلامى
ـ[ابو عبد الله السكندر]ــــــــ[21 - 03 - 07, 03:14 م]ـ
لم يكن للشيعة ولاء للمسلمين فى يوم من الايام لانه دين قام على الحقد الطائفى فهم الذين فتحوا الباب للتتار والامريكان قديما وحديثا وذلك نابع من عقيدتهم المتسربلة بكل لون المطاطة تحت ستار التقية
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 03:56 م]ـ
فضلا عن التقية مواقفهم سافرة في الخيانة.(39/72)
الدكتور البوطي ورده على ابن تيمية
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[21 - 03 - 07, 05:47 م]ـ
تكلم الدكتور البوطي على أن شيخ الإسلام أول صفة الوجه بالجهة في الآية {أينما تولوا فثم وجه الله} فما هو ضابط التأويل
أفيدونا أفادكم الله Question
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[21 - 03 - 07, 06:21 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63500&highlight=%C7%E1%C3%D4%C7%DA%D1%C9
ـ[أحمد بن حماد]ــــــــ[21 - 03 - 07, 06:23 م]ـ
لقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - هذه المسألة أتم بيان موصياً بتدبرها لكثرة الغلط فيها فقال ..
(فَتَدَبَّرْ هَذَا فَإِنَّهُ كَثِيرًا مَا يَغْلَطُ النَّاسُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، إذَا تَنَازَعَ النفاة وَالْمُثْبِتَةُ فِي صِفَةٍ وَدَلَالَةٍ نص عَلَيْهَا يُرِيدُ الْمُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَ ذَلِكَ اللَّفْظَ - حَيْثُ وَرَدَ دَالًّا عَلَى الصِّفَةِ وَظَاهِرًا فِيهَا، ثُمَّ يَقُولُ النَّافِي: وَهُنَاكَ لَمْ تَدُلَّ عَلَى الصِّفَةِ فَلَا تَدُلُّ هُنَا. وَقَدْ يَقُولُ بَعْضُ الْمُثْبِتَةِ: دَلَّتْ هُنَا عَلَى الصِّفَةِ فَتَكُونُ دَالَّةً هُنَاكَ، بَلْ لَمَّا رَأَوْا بَعْضَ النُّصُوصِ تَدُلُّ عَلَى الصِّفَةِ جَعَلُوا كُلَّ آيَةٍ فِيهَا مَا يَتَوَهَّمُونَ أَنَّهُ يُضَافُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى - إضَافَةَ صِفَةٍ - مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ. كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}. وَهَذَا يَقَعُ فِيهِ طَوَائِفُ مِنْ الْمُثْبِتَةِ والنفاة، وَهَذَا مِنْ أَكْبَرِ الْغَلَطِ.
فَإِنَّ الدَّلَالَةَ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ بِحَسَبِ سِيَاقِهِ. وَمَا يُحَفُّ بِهِ مِنْ الْقَرَائِنِ اللَّفْظِيَّةِ وَالْحَالِيَّةِ، وَهَذَا مَوْجُودٌ فِي أَمْرِ الْمَخْلُوقِينَ يُرَادُ بِأَلْفَاظِ الصِّفَاتِ مِنْهُمْ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ غَيْرُ الصِّفَاتِ.
وَأَنَا أَذْكُرُ لِهَذَا مِثَالَيْنِ نَافِعَيْنِ:
(أَحَدُهُمَا) صِفَةُ الْوَجْهِ: فَإِنَّهُ لَمَّا كَانَ إثْبَاتُ هَذِهِ الصِّفَةِ مَذْهَبَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالْمُتَكَلِّمَةِ الصفاتية: مِنْ الكلابية وَالْأَشْعَرِيَّةِ والكرامية وَكَانَ نَفْيُهَا مَذْهَبَ الجهمية: مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ وَمَذْهَبَ بَعْضِ الصفاتية مِنْ الْأَشْعَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ صَارَ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ الطَّائِفَتَيْنِ كُلَّمَا قَرَأَ آيَةً فِيهَا ذِكْرُ الْوَجْهِ جَعَلَهَا مِنْ مَوَارِدِ النِّزَاعِ، فَالْمُثْبِتُ يَجْعَلُهَا مِنْ الصِّفَاتِ الَّتِي لَا تُتَأَوَّلُ بِالصَّرْفِ وَالنَّافِي يَرَى أَنَّهُ إذَا قَامَ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهَا لَيْسَتْ صِفَةً فَكَذَلِكَ غَيْرُهَا. (مِثَالُ ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}. أَدْخَلَهَا فِي آيَاتِ الصِّفَاتِ طَوَائِفُ مِنْ الْمُثْبِتَةِ والنفاة حَتَّى عَدَّهَا أُولَئِكَ كَابْنِ خزيمة مِمَّا يُقَرِّرُ إثْبَاتَ الصِّفَةِ وَجَعَلَ النَّافِيَةُ تَفْسِيرَهَا بِغَيْرِ الصِّفَةِ حُجَّةً لَهُمْ فِي مَوَارِدِ النِّزَاعِ.
وَلِهَذَا لَمَّا اجْتَمَعْنَا فِي الْمَجْلِسِ الْمَعْقُودِ وَكُنْت قَدْ قُلْت: أَمْهَلْت كُلَّ مَنْ خَالَفَنِي ثَلَاثَ سِنِينَ إنْ جَاءَ بِحَرْفِ وَاحِدٍ عَنْ السَّلَفِ يُخَالِفُ شَيْئًا مِمَّا ذَكَرْته كَانَتْ لَهُ الْحُجَّةُ وَفَعَلْت وَفَعَلْت وَجَعَلَ الْمُعَارِضُونَ يُفَتِّشُونَ الْكُتُبَ فَظَفِرُوا بِمَا ذَكَرَهُ البيهقي فِي كِتَابِ " الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ " فِي قَوْله تَعَالَى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} فَإِنَّهُ ذَكَرَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَالشَّافِعِيِّ أَنَّ الْمُرَادَ قِبْلَةُ اللَّهِ فَقَالَ أَحَدُ كُبَرَائِهِمْ - فِي الْمَجْلِسِ الثَّانِي - قَدْ أَحْضَرْت نَقْلًا عَنْ السَّلَفِ بِالتَّأْوِيلِ فَوَقَعَ فِي قَلْبِي مَا أَعَدَّ فَقُلْت: لَعَلَّك قَدْ ذَكَرْت مَا رُوِيَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/73)
نَعَمْ. قُلْت: الْمُرَادُ بِهَا قِبْلَةُ اللَّهِ فَقَالَ: قَدْ تَأَوَّلَهَا مُجَاهِدٌ وَالشَّافِعِيُّ وَهُمَا مِنْ السَّلَفِ. وَلَمْ يَكُنْ هَذَا السُّؤَالُ يَرِدُ عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا نَاظَرُونِي فِيهِ صِفَةَ الْوَجْهِ وَلَا أُثْبِتُهَا لَكِنْ طَلَبُوهَا مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ وَكَلَامِي كَانَ مُقَيَّدًا كَمَا فِي الْأَجْوِبَةِ فَلَمْ أَرَ إحْقَاقَهُمْ فِي هَذَا الْمَقَامِ بَلْ قُلْت هَذِهِ الْآيَةُ لَيْسَتْ مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ أَصْلًا وَلَا تَنْدَرِجُ فِي عُمُومِ قَوْلِ مَنْ يَقُولُ: لَا تُؤَوَّلُ آيَاتُ الصِّفَاتِ. قَالَ: أَلَيْسَ فِيهَا ذِكْرُ الْوَجْهِ فَلَمَّا قُلْت: الْمُرَادُ بِهَا قِبْلَةُ اللَّهِ. قَالَ: أَلَيْسَتْ هَذِهِ مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ؟ قُلْت: لَا. لَيْسَتْ مِنْ مَوَارِدِ النِّزَاعِ فَإِنِّي إنَّمَا أُسَلِّمُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْوَجْهِ - هُنَا - الْقِبْلَةُ فَإِنَّ " الْوَجْهَ " هُوَ الْجِهَةُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ يُقَالُ: قَصَدْت هَذَا الْوَجْهَ وَسَافَرْت إلَى هَذَا " الْوَجْهِ " أَيْ: إلَى هَذِهِ الْجِهَةِ وَهَذَا كَثِيرٌ مَشْهُورٌ فَالْوَجْهُ هُوَ الْجِهَةُ. وَهُوَ الْوَجْهُ: كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} أَيْ مُتَوَلِّيهَا فَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} كَقَوْلِهِ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} كِلْتَا الْآيَتَيْنِ فِي اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبَتَانِ وَكِلَاهُمَا فِي شَأْنِ الْقِبْلَةِ وَالْوَجْهِ وَالْجِهَةِ هُوَ الَّذِي ذُكِرَ فِي الْآيَتَيْنِ: أَنَّا نُوَلِّيهِ: نَسْتَقْبِلُهُ. قُلْت: وَالسِّيَاقُ يَدُلُّ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ قَالَ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا} وَأَيْنَ مِنْ الظُّرُوفِ وَتُوَلُّوا أَيْ تَسْتَقْبِلُوا. فَالْمَعْنَى: أَيُّ مَوْضِعٍ اسْتَقْبَلْتُمُوهُ فَهُنَالِكَ وَجْهُ اللَّهِ فَقَدْ جَعَلَ وَجْهَ اللَّهِ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَسْتَقْبِلُهُ هَذَا بَعْدَ قَوْلِهِ: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} وَهِيَ الْجِهَاتُ كُلُّهَا كَمَا فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. فَأَخْبَرَ أَنَّ الْجِهَاتِ لَهُ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْإِضَافَةَ إضَافَةُ تَخْصِيصٍ وَتَشْرِيفٍ؛ كَأَنَّهُ قَالَ جِهَةُ اللَّهِ وَقِبْلَةُ اللَّهِ. وَلَكِنْ مِنْ النَّاسِ مَنْ يُسَلِّمُ أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ جِهَةُ اللَّهِ أَيْ قِبْلَةُ اللَّهِ وَلَكِنْ يَقُولُ: هَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى الصِّفَةِ وَعَلَى أَنَّ الْعَبْدَ يَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: {إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ} وَكَمَا فِي قَوْلِهِ: {لَا يَزَالُ اللَّهُ مُقْبِلًا عَلَى عَبْدِهِ بِوَجْهِهِ مَا دَامَ مُقْبِلًا عَلَيْهِ فَإِذَا انْصَرَفَ صَرَفَ وَجْهَهُ عَنْهُ} وَيَقُولُ: إنَّ الْآيَةَ دَلَّتْ عَلَى الْمَعْنَيَيْنِ. فَهَذَا شَيْءٌ آخَرُ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ. وَالْغَرَضُ أَنَّهُ إذَا قِيلَ: " فَثَمَّ قِبْلَةُ اللَّهِ " لَمْ يَكُنْ هَذَا مِنْ التَّأْوِيلِ الْمُتَنَازَعِ فِيهِ؛ الَّذِي يُنْكِرُهُ مُنْكِرُو تَأْوِيلِ آيَاتِ الصِّفَاتِ؛ وَلَا هُوَ مِمَّا يَسْتَدِلُّ بِهِ عَلَيْهِمْ الْمُثْبِتَةُ فَإِنَّ هَذَا الْمَعْنَى صَحِيحٌ فِي نَفْسِهِ وَالْآيَةُ دَالَّةٌ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ دَالَّةً عَلَى ثُبُوتِ صِفَةٍ فَذَاكَ شَيْءٌ آخَرُ وَيَبْقَى دَلَالَةُ قَوْلِهِمْ: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} عَلَى فَثَمَّ قِبْلَةُ اللَّهِ هَلْ هُوَ مِنْ بَابِ تَسْمِيَةِ الْقِبْلَةِ وَجْهًا بِاعْتِبَارِ أَنَّ الْوَجْهَ وَالْجِهَةَ وَاحِدٌ؟ أَوْ بِاعْتِبَارِ أَنَّ مَنْ اسْتَقْبَلَ وَجْهَ اللَّهِ فَقَدْ اسْتَقْبَلَ قِبْلَةَ اللَّهِ؟ فَهَذَا فِيهِ بُحُوثٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهَا.) الفتاوى 6/ 14 - 17
واعذرني على الأخطاء في التشكيل فقد نسختها من الشاملة
(وانظر بيان تلبيس الجهمية 6/ 71 وما بعدها)
ـ[إسلام حسن ياسين]ــــــــ[22 - 03 - 07, 12:28 ص]ـ
مع احتامنا لشيخنا العلامة الكبير البوطي الا انني ارى انه ياشيخنا دعك مما لا تجيد واذهب الى ما تجيد
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 08:12 م]ـ
لا أرى البوطي مستحقا لهذه النعوت الكبيرة ..
هداه الله وأصلحه
ـ[أبو الفضل السلفي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 09:03 م]ـ
صدقت و الله ليس أهلا لشيء ممّا وصفت يا ابن الكرام
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[22 - 03 - 07, 10:55 م]ـ
أخي ابحث في المنتدى لترى الردود على البوطي قبل أن تنعته بهذه النعوت الضخمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/74)
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[23 - 03 - 07, 12:55 ص]ـ
مع احتامنا لشيخنا العلامة الكبير البوطي الا انني ارى انه ياشيخنا دعك مما لا تجيد واذهب الى ما تجيد
البوطي اشعري متريدي صوفي
يعنى
اجتمع فيه الشر
نسال الله السلامة
وهو معروف بعدائه لأهل السنة السلفيين حفظهم الله واقواله الخبيثة ووصفهم با وصاف هو اهلها
وقد رد عليه كبار العلماء
من امثال:
الامام عبدالعزيزبن باز رحمه الله
والامام الالبانى رحمه الله
والعلامة صالح الفوزان حفظه الله
وكثير من العلماء والمشائخ وطلابة العلم حفظهم الله ورعاهم وسدد رميهم
فراجع يا اخي اسلام ما قرائته او سمعته من هذا!! لان هذا الامر دين
ـ[أخ علقمة]ــــــــ[23 - 03 - 07, 02:35 ص]ـ
كيف يجتمع التصوف والتشعر والتبدع والتمذهب والتفلسف والتملق والتعصب للباطل والترضي على الشيعة والعداء لأهل الحديث؟ يضل من يشاء ويهدي من يشاء
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[23 - 03 - 07, 04:24 م]ـ
و هل يأخذ أو يناقش كلام شخص مثل البوطي عن " شيخ الاسلام ابن تيمية " رحمه الله رحمة واسعة!!!
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[23 - 03 - 07, 05:05 م]ـ
يكفينا دندنة حول نفس الشيء ..
فقد تحول الموضوع إلى "شرشحة" البوطي ..
فإني وإن كنت أعدّه مبتدعا .. لكن ليس يليق أن نضيع الأوقات في مثل هذا ..
والله أعلم(39/75)
هل تعتبر الطوائف البدعية أهل سنة فيما وافقوا فيه اهل السنة والجماعة؟
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[22 - 03 - 07, 02:19 ص]ـ
لانه إذا قلنا بذلك يلزم ان يكون الكفار من أهل السنة فيما توافقوا فيه معهم ,ومن المعلوم عند أهل العلم في باب الأسماء والصفات وغيرها ,أنه لاينسب إليهم إلا إذا سلك طريقتهم ومنهجهم.
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[22 - 03 - 07, 09:37 م]ـ
لا أدري هل ما تفضلت به من العنوان والمقال أهو سؤال أم تقرير؟! ولكن لم يسموا مبتدعة إلا لأنهم مسلمين في ا لجملة خالفوا شيئا من أسس الإسلام بزيادة أو نقصان فتم تمييزهم للتحذير من جهة ولوعظهم وتذكيرهم من جهة أخرى .. وإلا لكانوا كفارا .. لأنه لا منزلة بين الإسلام والكفر إلا الوصف بالبدعة و هو الإنحراف عن الإسلام دون الوقوع في الكفر ا لمطلق المخرج من الملة .. وحتى بعض الطامات التي يقع فيها هؤلاء كجزئيات مفردة يقولون بها ويكون حكمها الكفر لا يمكن أن يطلق على أعيانهم وصف الكفر إلا بضوابط معلومة لأهل العلم والفهم .. فأين تجعله إن لم يكن مؤمنا كامل الإيمان ولم يكن كافرا خارجا من الملة إن لم تجعل له مصطلحا يتميز به عالقا بين الإيمان والكفر؟ ذلك أننا لا نقدر على وصف من أنكر علو الله الذي قال به في القرآن والسنة، أو قال عن كلام الله الذي هو علمه الأزلي ا لأبدي بأنه مخلوق! فأنت لا تستطيع أن تقول له: إنه كافر لقوله بذلك ولا تستطيع أن تجزم بأنه مؤمن لبعده عن وصف الأيمان .. كانت هذه أضافة لا أدري لها تعلق بتقريرك أم بعيدة (ابتسامة)
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[23 - 03 - 07, 11:27 م]ـ
المقصود بارك الله فيك
ان هؤلاء لايطلق عليهم أهل سنة مطلقا بل يكونون مبتدعة ولو وافقوا أهل السنة في بعض الأصول.
((ابتسامة لك ايضا))
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - 03 - 07, 06:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذا الاطلاق فيه نظر وبيانه:
أن الأشاعرة وهم أقرب إلى أهل السنة من الرافضة والمعتزلة ونحوهم لا يدخلون ضمن أهل السنة وإنما يطلق لقب أهل السنة على الأشاعرة إما أشعري كما صنع البغدادي في الفرق بين الفرق والمقري وغيرهما.
وإما إطلاق نسبي إضافي أي بالنسبة للمعتزلة والرافضة أو إذا كانوا في بلاد لا يوجد غيرهم فهم أهل سنة في مقابل أهل البدع كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية. نقض التأسيس (2/ 87).
ثم الأشاعرة درجات فليس الباقلاني والبيهقي وأمثالهم كابن فورك والغزالي والفخر الرازي ومن (ينتسب) إلى السنة منهم ليس كغيره.
أما إذا وجد أهل الحديث وأتباع السلف فهم أهل السنة فقط دون من سواهم ولا يقال للأشاعرة عندئذ أهل سنة فيما وافقوا فيه أهل السنة لأنه لو قيل بذلك لم يبق طائفة إلا ودخلت بأهل السنة فنقول المعتزلة أهل سنة فيما وافقوا فيه أهل السنة والرافضة أهل سنة فيما وافقوا فيه أهل السنة وهكذا وعندها لم يتميز أهل السنة عن غيرهم.(39/76)
مهرجان الزهور
ـ[معبد]ــــــــ[22 - 03 - 07, 09:20 ص]ـ
يجري هذه الأيام، و على مدى أحد عشر يوما الاحتفال بما يسمى (مهرجان الزهور)، حيث تقام عروض لآلاف الزهور، و تجرى مسابقات في أحسن تنسيق للزهور. . إلخ.
و الناظر في تاريخ هذا المهرجان يجده تقليدا لأعياد وثنية؛ ففيه اتخاذ عيد غير شرعي، و التشبه بعادات الكفار، إضافة إلى ما يصاحبه من المنكرات التي تتمثل في الاختلاط بين الرجال و النساء و التبرج و ارتفاع أصوات المعازف. .
و من الملاحظ في الفترة الأخيرة ازدياد ظاهرة الأعياد غير الشرعية؛ مما يوجب على أهل العلم توعية الناس بهذا الأمر، و بيانهم لحقيقته، و بيان باب التشبه بالكافرين، قبل أن يصبح المنكر معروفا.
كما آمل ممن لديه إضافة حول هذا العيد إثراء الموضوع بالمشاركة، سواء فيما يتعلق بتاريخه و منشئه أو من فتاوى أهل العلم فيه،أو غير ذلك، لتستكمل دراسة الموضوع و يخرج للناس بشكل كامل؛ خصوصا أنه منكر حولي.
فتوى للشيخ عبد الرحمن البراك ( http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=14814&Itemid=35)
بحث للشيخ عبد الرحمن الشثري ( http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=2440&Itemid=25).(39/77)
أريد المساعدة حول الحسد والإسماعيلية
ـ[هنوده]ــــــــ[22 - 03 - 07, 09:51 ص]ـ
السلام عليكم
لو سمحتوا بغيت تدلوني على كتب تفيد
في موضوع الحسد
كتب استطيع استخدامها لاستخراج معلومات كافية عن هذا الموضوع
وبعد لوسمحتو أبي أعرف ماهو الحكم على الاسماعيلية
ممكن تدلوني على أسماء كتب ورد فيها الحكم على هذه الفرقة أو تدلوني بمقالات في الانترنت
ورد فيها الحكم على هذه الفرقة
وجزاكم الله ألف خير وجعله في ميزان حسناتكم
طالبة علم محتاجة
ـ[أبو الاشبال المكى]ــــــــ[22 - 03 - 07, 10:47 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعل هذه الروابط تنفعك
1 - روابط ومراجع عن الحسد
http://www.heartsactions.com/ref/be.htm
2- روابط عن فرقة الاسماعلية
الرابط الاول / لشيخنا مصطفى محمد حفظه الله
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=21&book=587
الرابط الثانى/ بحث عن الاسماعلية
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=21&book=554
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[22 - 03 - 07, 11:08 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله هناك كتاب فقه الحسد للشيخ مصطفى العدوي وقد صوره الأخ الجليس الصالح في منتدى الألوكة.
حمليه من هنا أختي
http://ia340912.us.archive.org/2/items/estikhfar/fhasad.pdf
والفضل بعد الله جل وعلا للأخ الجليس الصالح.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 06:08 م]ـ
إليكِ هذا البحث: الدعوة الإسماعيلية: كيف نجحت الباطنية في اختراق المسلمين
http://sultanmemo.tadwen.com/?p=36
ـ[هنوده]ــــــــ[25 - 03 - 07, 11:26 ص]ـ
مشكووورين على الردوود واااذا عنكم ااايضااافت زياادة
اسمااء كتب زياادة حطوووها
وجزاكم الله خير
ـ[محمد ياسر عرفات]ــــــــ[25 - 03 - 07, 02:46 م]ـ
الاسماعيلية: دهاقنة اليمن:
http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_id=83&PHPSESSID=6c0c7f84a82580d58426ee03a0e638a2
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 07:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
كتب الشيخ احسان الهي ظهير
له كتاب اسمه الاسماعيلية لم يؤلف مثله. ذكره الاخوان في الروابط(39/78)
مامعنى قول الشنقيطي هذا في نشر البنود؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 12:11 م]ـ
قال الشنقيطي رحمه الله في نشر البنود 1/ 15:
فالحق ان الاعتقاد وسائر الادراكات انفعال لا فعل
واذا لم يكن فعلا فلا يكون عملا
الا على سبيل التسامح ـ قاله في الايات البينات أ. هـ
من يوضح لنا هذا الكلام
لان في النفس منه شيئا
بل اشياء
ـ[المعافيري]ــــــــ[24 - 03 - 07, 11:00 ص]ـ
وماذا في نفسك غير اهتمامك بتتبع عورات العلماء .. حتى وإن أفضوا إلى ربهم .. وعجزك عن الجلوس ولو سويعة لطلب العلم والفهم دون تعصب أو سابق ترصد .. ألم يقل الله في أكثر من ثمانين موضعا من القرآن (آمنوا وعملوا الصالحات) .. ؟ أليس هذا بتمييز بين الإيمان والعمل .. وماذا لو زل الشنقيطي رحمه الله!! هل أنت مكلف بتتبع وشق قلوب الرجال؟ أي دليل على هذا التكليف في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو إجماع أو قياس .. حسبتك تريد العلم .. لكن .. وواأسفاه .. ! تريد عقيدة الرجل .. وهل يترتب على سؤالك هذا عمل .. أنصحك ونفسي بالجد في الطلب والاشتغال بصلب العلم ولبه،وهو العلم الذي يترتب عليه عمل، هو العلم النافع ..(39/79)
عندي إشكال: قرأت كلام بعض العلماء من أهل السنة حول " الطاغوت " و أريد توضيحا
ـ[سهل]ــــــــ[22 - 03 - 07, 09:10 م]ـ
السلام عليكم
الإخوة الكرام طلبة العلم
قرأت في المدة الأخيرة كلام علماء التوحيد في معاني (الطاغوت) إلى أن قرأت كلاما مفاده أن كل من أطاع الشيطان فهو طاغوت.فهل معنى هذا أنه يجوز أن أطلق على الزاني أو السارق بأنه (طاغوت) انطلاقا من أنه أطاع الشيطان فيما أتاه من معصية أو أنه طاغوت بحسب تلك المعصية؟
أفيدونا يا طلبة العلم و خاصة جلساء العلماء
ـ[الحارثي أبو معاذ]ــــــــ[23 - 03 - 07, 02:24 م]ـ
المراد حفظك الله بطاعة الشيطان ــ كما في تعريف الطاغوت كل ماعبد من دون الله وزاد ــ يعني
طاعة الاتباع والعبادة، كما ظهر أخيراً في بعض بلاد المسلمين من طاعة الشياطين وعبادتها،
وكم هو حال السحرة والمشعوذين، الذين يتقربون للشياطين بأنواع من العبادات لاتصرف إلا لله تعالى، وليس مجرد أفراد الطاعة.
ولذلك من أطاع مخلوق في معصية الله، لكان عاصياً , و مثل هذا أخي مبسوط في
كتب العقيدة وشروح كتب التوحيد.
ـ[أبو ربانى]ــــــــ[23 - 03 - 07, 06:52 م]ـ
أخى فى الله كما قال لك أخونا الحارثى هذا الموضوع مظانه كتب التوحيد ولكن هذا لايمنع أن أنقل لك بعض ما قاله الشيخ عبد المنعم مصطفى حليمه فى تعريف الطاغوت مستندا الى أقوال أهل العلم.
4ـ الطاغوت.
ـ التحقيق اللغوي: طغى يطغى طغْيا ويطغو طغيانا: جاوز القَدْرَ وارتفعَ وغَلا في الكفر. وكل مجاوز حدَّه في العصيان طاغ.
و طغى الماء والبحر: هاجت أمواجه، وكل شيء جاوز القَدْرَ فقد طغى كما طغى الماء على قوم نوح، وكما طغت الصيحة على ثمود.
و الطاغوت: يقع على الواحد، والجمع، والمذكر، والمؤنث، وزنه فعَلوت إنما هو طغيوت، قدمت الياء قبل الغين وهو مفتوحة وقبلها فتحة، فقلبت ألفا، فصار طاغوت.
و جمع الطاغوت: طواغيت، وفي الحديث: "لا تحلفوا بآبائكم ولا بالطوغي، وفي الآخر: ولا بالطواغيت"، فالطواغي جمع طاغية، وهي ما كانوا يعبدونه من الأصنام وغيرها، ومنه: هذه طاغية دَوْس وخثعَم أي صنمهم ومعبدهم، ويجوز أن يكون أراد بالطواغي من طغى في الكفر وجاوز الحدَّ، وهم عظماؤهم وكبراؤهم.
ـ أقوال أهل العلم في الطاغوت:
1ـ ابن جرير الطبري: والصواب من القول عندي في "الطاغوت"، أنه كل ذي طغيان على الله، فقبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنسانا كان ذلك المعبود، أو شيطانا، أو وثنا، أو صنما، أو كائنا ما كان من شي.
و أرى أصل "الطاغوت"، الطغووت من قول القائل: طغا فلان يطغو، إذا عدا قدره فتجاوز حده.
2ـ ابن تيمية: الطاغوت فعلوت من الطغيان، والطغيان: مجاوزة الحد وهو الظلم والبغي. فالمعبود من دون الله إذا لم يكن كارها لذلك طاغوت، ولهذا سمى النبي ? الأصنام طواغيت في الحديث الصحيح لما قال: "و يتبع من يعبد الطواغيت الطواغيت".
و المطاع في معصية الله، والمطاع في اتباع غير الهدى ودين الحق سواء كان مقبولا خبره المخالف لكتاب الله، أو مطاعا أمره المخالف لأمر الله هو طاغوت، ولهذا سمى من تحوكم إليه من حاكم بغير كتاب الله طاغوت، وسمى فرغون وعاداً طغاة …
3ـ ابن القيم: الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله، فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم عدلوا من عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى طاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته.
قلت: هذا حال الناس في عهد ابن القيم - رحمه الله - قبل أكثر من سبعمائة عام، فكيف لو رأى ابن القيم الناس في زماننا، فماذا تراه يقول .. ؟!
4ـ القرطبي: الطاغوت الكاهن، والشيطان، وكل رأس في الضلال.
5ـ النووي: قال الليث، وأبو عبيدة، والكسائي، وجماهير أهل اللغة: الطاغوت كل ما عبد من دون الله تعالى.
6ـ محمد بن عبد الوهاب: الطاغوت عام في كل ما عبد من دون الله ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله فهو طاغوت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/80)
7ـ الشنقيطي: والتحقيق أن كل ما عبد من دون الله فهو طاغوت، والحظ الأكبر من ذلك للشيطان، كما قال تعالى: ?ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان?.
8ـ عبد الرحمن، بابطين: الطاغوت يشمل كل معبود من دون الله، وكل رأس في الضلال يدعو إلى الباطل ويحسنه، ويشمل أيضا: كل من نصبه الناس للحكم بينهم بأحكام الجاهلية المضادة لحكم الله ورسوله، ويشمل أيضا: الكاهن، والساحر، وسدنة الأوثان الداعين إلى عبادة المقبورين وغيرهم، بما يكذبون من الحكايات المضلة للجهال .. وأصل هذه الأنواع كله وأعظمها: الشيطان، فهو الطاغوت الأكبر، والله سبحانه وتعالى أعلم.
9ـ المودودي: المراد من الطاغوت كل فرد أو طائفة أو إدارة تبغي وتتمرد على الله، وتجاوز حدود العبودية وتدعي لنفسها الألوهية والربوبية.
و قال: ومعنى الطاغوت في اصطلاح القرآن، كل دولة أو سلطة، وكل إمامة أو قيادة تبغي على الله وتتمرد، ثم تنفذ حكمها في أرضه وتحمل عباده على طاعتها بالإكراه أو بالإغراء أو بالتعليم الفاسد.
فاستسلام المرء لمثل تلك السلطة وتلك الإمامة والزعامة، وتعبُّده لها ثم طاعته إياها، كل ذلك منه عبادة - ولا شك - للطاغوت.
10 - سيد قطب: والطاغوت صيغة من الطغيان، تفيد كل ما يطغى على الوعي ويجور على الحق، ويتجاوز الحدود التي رسمها الله للعباد، ولا يكون له ضابط من العقيدة في الله، ومن الشريعة التي يسنها الله، ومنه كل منهج غير مستمد من الله، وكل تصور أو وضع أو أدب أو تقليد لا يستمد من الله.
إن الطاغوت هو كل سلطان لا يستمد من سلطان الله، وكل حكم لا يقوم على شريعة الله، وكل عدوان يتجاوز الحق، والعدوان على سلطان الله وألوهيته، وحاكميته هو أشنع العدوان، وأشده طغيانا، وأدخله في معنى الطاغوت لفظا ومعنى .. وأهل الكتاب لم يعبدوا الأحبار والرهبان، ولكن اتبعوا شرعهم فسماهم الله عبادا لهم، وسماهم مشركين ?اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله?، فهم عبدوا الطاغوت أي السلطات الطاغية المتجاوزة لحقها، وهم لم يعبدوها بمعنى السجود والركوع، ولكنهم عبدوها بمعنى الاتباع والطاعة، وهي عبادة تخرج صاحبها من عبادة الله ومن دين الله.
11 - محمد حامد الفقي: والذي يستخلص من كلام السلف رضي الله عنهم: أن الطاغوت كل ما صرف العبد وصده عن عبادة الله وإخلاص الدين والطاعة لله ولرسوله. سواء في ذلك الشيطان من الجن والشيطان من الإنس، والأشجار والأحجار وغيرها. ويدخل في ذلك بلا شك الحكم بالقوانين الأجنبية عن الإسلام وشرائعه وغيرها من كل ما وضعه الإنسان ليحكم به في الدماء والفروج والأموال، وليبطل بها شرائع الله من إقامة الحدود وتحريم الربا والزنا والخمر ونحو ذلك، مما أخذت هذه القوانين تحللها وتحميها بنفوذها ومنفذيها. والقوانين نفسها طواغيت، وواضعوها ومروجوها طواغيت، وأمثالها من كل كتاب وضعه العقل البشري ليصرف عن الحق الذي جاء به رسول الله ? إما قصدا أو عن غير قصد من واضعه، فهو طاغوت.
خلاصة ما تقدم نقول: إن الطاغوت هو كل ما عبد من دون الله - وهو راض بذلك - ولو في جزئية أو مجال من مجالات العبادة، فمن يُعبد من جهة الحب والموالاة والمعاداة فهو طاغوت، ومن يُعبد من جهة الطاعة والاتباع والتحاكم فهو طاغوت، ومن يُعبد من جهة الدعاء والخشية والنذر والنسك فهو طاغوت، ومن يُعبد من جهة الإقرار له بخصائص الإلهية أو بعضها فهو طاغوت.
و مما يندرج كذلك في مسمى الطاغوت، الشرائع والقوانين، والدساتير والمناهج المضاهية لشرع الله. وكذلك كل إمام في الكفر والفساد والإضلال فهو طاغوت.
ـ مسألة: هل كل طاغوت كافر؟!
عندما يثار مثل هذا السؤال، لا شك أنه لا يراد منه الحجر أو الشجر التي تعبد من دون الله - كمن يفعل ممن يريدون أن يميعوا قضية الكفر بالطاغوت - وإنما يُراد به شياطين الإنس والجن التي تعبد من دون الله تعالى.
و عليه فإننا نقول: كل ما عبد من دون الله - وهو راض بذلك - ولو في مجال من مجالات العبادة فهو كافر، بل إمام من أئمة الكفر والطغيان يجب الكفر به وتكفيره، ولا يتوقف في تكفيره أو يشك في كفره إلا كل كافر مثله، أعمى البصر والبصيرة.
ثم إن الكتاب والسنة لم يرد فيهما ذكر للطاغوت إلا على النحو الذي يدل على كفره كفرا بواحا، مما يدل أن الأصل في استخدام هذه الكلمة اطلاقها على طواغيت اجتمعت فيهم صفات الكفر البواح.
و لكن أحيانا يطلق اسم الطاغوت على أعيان، ويراد منه معناه اللغوي وهو مجاوزة الحد والتعدي - وليس كل ظالم مجاوز للحد كافرا - كإطلاقات بعض السلف على أئمة الجور من حكام بني أمية والعباسيين كالحجاج وغيره، فإنهم أطلقوا عليه اسم الطاغوت وصفة الطغيان، ومع ذلك كثير منهم توقف عن تكفيره، والله تعالى أعلم.
ـ[سهل]ــــــــ[24 - 03 - 07, 02:38 م]ـ
الأخوة الكرام وفقكم الله
ما أشرتما إليه أعلمه و أعلم مضانه، لكن الظاهر أنكما لم تتأملا ما طلبته.
أنا قلت هناك من العلماء من أطلق على العاصي بأنه طاغوت لأنه أطاع الشيطان فيما أتاه من معصية؛ فقلت هل يجوز أن أطلق على العاصي اسم الطاغوت. هذا ما أريده و استشكل علي.
فهل من إفادة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/81)
ـ[الحارثي أبو معاذ]ــــــــ[24 - 03 - 07, 09:51 م]ـ
قلت أخي الحبيب (إلى أن قرأت كلاما مفاده أن كل من أطاع الشيطان فهو طاغوت.فهل معنى هذا أنه يجوز أن أطلق على الزاني أو السارق بأنه (طاغوت) حبذا لو تيسر نقل الكلام الذي بنيت عليك سؤالكمن كلام أهل العلم في الطاغوت، حتى نتعاون على المعنى الذي الذي تريد.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[25 - 03 - 07, 12:08 ص]ـ
الشيخ ابن عبد الوهاب رحمه الله جعل (آكل الرشوة) طاغوت
وقال: وهم كثيرون ورؤسهم خمسة.
الدرر السنية (1/ 137)
ومعنى ذلك أن لفظة طاغوت لا تساوي كافر عند الشيخ
وهذا أيضا ما صرح به الشيخ ابن باز رحمه الله.
والله أعلم.
ـ[أبو ربانى]ــــــــ[25 - 03 - 07, 01:07 ص]ـ
أخى عبد الله إذا قرأت آخر المقالة فربما وجدت الاجابة على سؤالك و أنقلها لك مرة أخرى " و لكن أحيانا يطلق اسم الطاغوت على أعيان، ويراد منه معناه اللغوي وهو مجاوزة الحد والتعدي - وليس كل ظالم مجاوز للحد كافرا - كإطلاقات بعض السلف على أئمة الجور من حكام بني أمية والعباسيين كالحجاج وغيره، فإنهم أطلقوا عليه اسم الطاغوت وصفة الطغيان، ومع ذلك كثير منهم توقف عن تكفيره، والله تعالى أعلم.
ـ[سهل]ــــــــ[25 - 03 - 07, 05:52 م]ـ
شكرا جميعا
و ما نقله الأخ عبد الله عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو الذي أبحث عنه، يبقى كلام الشيخ ابن باز أين أجده؟
و قد وقفت على كلام للشيخ صالح الفوزان يوافق كلام الإمام المجدد في شرح لرسالة معنى الطاغوت(39/82)
مكابرات و تناقضات الأشاعرة
ـ[أبو الفضل السلفي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 09:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
اما بعد اخواني الفضلا
سلام الله عليكم و رحمته و بركاه
هذا موضوع أظنه من الأهمية بمكان و هو يحتاج الى اثراء من المشايخ و أنا عندي جهد المقل و ما انا الا ناقل
و على الاخرين اتمام المسيرة
1 - قالو ان الجهة مستحيلة في حق الله ثم قالوا ثم قالوا بإثبات الرؤية و لهذا قيل فيهم (من انكر الجهة و اثبت الرؤية فقد أضحك الناس على عقله)
2 - قالوا ان لله سبع صفات عقلية يسمونها معاني و هي الحياة و العلم و القدرة و الإرادة و السمع و البصر و الكلام و أن لله سبع صفا ت اخرى يسمونها معنوية و هي كونه حيا و كونه عالما و كونه قادرا و كونه مريدا و كونه سميعا و كونه بصيرا و كونه متكلما و في التفريق بين الصفتين لم ياتوا بفرق الا انهم قالوا ان الصفات المعنوية هي احوال و الأحوال عندهم صفة لا معدومة و لا موجودة ...
3 - قالوا بنفي الحكمة و التعليل في افعال الله مطلقا ثم ان الله يجعل لكل نبي معجزة لأجل اثبات صدق النبي فتناقضوا بين ما يسمونه (نفي الحكمة و الغرض و بين اثبات الله للرسول تفريقا بينه و بين المتنبئ
4 - قالوا بأن أحاديث الاحاد مهما صحت لا يبنى عليها عقيدة ثم أسسوا مذهبهم و بنوه في أخطر الأصول و القضايا (الايمان القرآن العلو) على بيتين غير ثابتين لشاعر نصراني –الأخطل –هما
ان الكلام لفي الفؤاد و انما ** جعل اللسان علي الفؤاد دليلا
قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف و لا دم مهراق
5 - قالوا بأن رفع النقيضين محال و هو كذلك ثم قالوا في صفة العلو ان الله لا داخل العالم و لا خارجه
و قالوا عن الأحوال هي صفات لا موجودة و لا معدومة
6 - قالوا ان العقل يقدم على النقل عند التعارض بل هو الأصل ثم قالوا ان العقل لا يحسن شيئا و لا يقبح
7 - قالوا ان تأويل آيات الصفات واجب يقتضيه التنزيه و تاويل آيات الحشر و الحكام كفر يخرج من الملة
8 - قالوا ان من قال ان النار تحرق بطبعها كافر مشرك و من انكر علو الله على خلقه موحد منزه
9 - جزموا بأن من لم يبلغه شرع فهو غير مؤاخذ ثم قالوا ان على كل مكلف و ان كان مولود من أبوين مسلمين في ديار الاسلام أن ينظر في حدوث العالم ووجود الله اذا بلغ سن التكليف فان مات قبل النظر اختلفوا في الحكم باسلامه و جزم بعظهم بكفره
بتصرف يسير من كتاب منهج الأشاعرة في العقيدة لسفر الحوالي
و هذا نتمنى من الشايخ و وطلبة العلم الاتيان بتناقضات و مكابرات الاشاعرة فما نقلته هو غيض من فيض
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[23 - 03 - 07, 04:00 م]ـ
بارك الله فيك أبا الفضل
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[25 - 03 - 07, 07:35 م]ـ
بارك الله فيك
و لقد قرأت في كتاب أن الأشاعرة كاليهود قال لهم ربهم قولوا حطة فقالوا حنطة والأشاعرة قال ربهم إستوى فقالوا إستولا فسبحان مقلب القلوب والأبصار.
ـ[عبدالله الحصين]ــــــــ[25 - 03 - 07, 11:46 م]ـ
بارك الله فيك
أما مكابرتهم فهو شيء ظاهر. قال أحد المليبارية في أحد كتبه أنه إذا صح عن الدارمي إثبات الصفات أولناه مثل ما أولنا آيات الصفات. وقد ذكر أنه لم يقرأ كتاب الدارمي ولم يطلع عليه.
ـ[عبدالله الحصين]ــــــــ[26 - 03 - 07, 12:53 ص]ـ
أما مكابرتهم فهذا شيء ظاهر. قال أحد المليبارية في أحد كتبه أنه إذا صح عن الدارمي إثبات الصفات أولناه مثل ما أولنا آيات الصفات. وقد ذكر أنه لم يقرأ كتاب الدارمي ولم يطلع عليه.
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 12:54 ص]ـ
بارك الله فيك أبا الفضل
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 01:02 ص]ـ
أما مكابرتهم فهذا شيء ظاهر. قال أحد المليبارية في أحد كتبه أنه إذا صح عن الدارمي إثبات الصفات أولناه مثل ما أولنا آيات الصفات. وقد ذكر أنه لم يقرأ كتاب الدارمي ولم يطلع عليه.
لعل احدا يبلغه كلام شيخه شيخ الجهمية: الكوثري في الإمام الكبير و الحافظ النبيل: عثمان الدارمي ,و رميه إياه بالتجسيم و ما إلى ذلك من التهم(39/83)
اذا قال قائل: ان الله تعالى له عينين اثنتين، فهل هو من المشبه؟
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[22 - 03 - 07, 11:44 م]ـ
الأخوة الأفاضل،
اذا قال قائل:
ان الله تعالى له عينين اثنتين،
فهل هو من المشبه؟
وهل قال أحد من السلف هذا القول؟
أفيدونا،
أصلحكم الله،
وفقكم الله.
ـ[عبدالرحمن الحنبلي]ــــــــ[23 - 03 - 07, 12:41 ص]ـ
لعل هذا الموضوع يفيدك في الجواب عن سؤالك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=94858
ـ[المقدادي]ــــــــ[23 - 03 - 07, 01:52 ص]ـ
لله تعالى عينين تليقان بجلاله و لا يقتضي هذا التشبيه لأنه تعالى ليس كمثله شيء
و هذه فتوى للعلامة عبدالرحمن البراك:
صاحب الفضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك سلمه الله
س: يذهب بعض الناس في هذا العصر (1) إلى القدح في إثبات أهل السنة صفة العينين لله تعالى, زاعماً أن أهل السنة اعتمدوا في ذلك على قياس الغائب على الشاهد أي قياس الخالق على المخلوق، فهل هذا المذهب والزعم صحيح؟ أفيدونا أثابكم الله.
الجواب:
الحمد لله قال الله تعالى: "تجري بأعيننا" (القمر) وقال سبحانه: "فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا" (الطور) وقال: "ولتصنع على عيني" (طه)
ففي هذه الآيات إضافة العين إلى الله مفردة ومجموعة، ففهم أهل السنة من هذه الآيات أن لله عينين، ولم يقل أحد منهم بأنه ليس لله إلا عين واحدة أو له أعين.
فإنّ ذكر العين مفردة ومجموعة في هذه الآيات لا يدل على ذلك، وسبب هذا أنه يصح في اللغة أن تقول: رأيت بعيني، وإن كان لك عينان، ومن قواعد لغة العرب ذكر المثنى بلفظ الجمع إذا أضيف إلى صيغة الجمع أو التثنية، كقوله تعالى: "فبما كسبت أيديكم" وقوله: "فقد صغت قلوبكما"
ونظير هذه الآيات في العينين في الجمع والإفراد قوله تعالى في اليدين: "مما عملت أيدينا" (يس) وقوله: "بيده الملك" (الملك)
والجمع والإفراد لليدين في الآيتين لا ينافي التصريح بأن لله تعالى يدين، كقوله تعالى: "بل يداه مبسوطتان" (المائدة)، لأن الجمع والإفراد في الخبر عن المثنى له في اللغة أساليب تقتضيه كما تقدم.
والسلف والأئمة أعلم باللغة التي نزل بها القرآن وجاءت بها السنة. فهم أعلم بدلالات الكتاب والسنة وأعلم بمراد الله من كلامه وبمراد رسوله صلى الله عليه وسلم ممن جاء بعدهم، فكل فَهْمٍ في القرآن أو في السنة يخالف فهم السلف فهو باطل مردود.
هذا؛ وقد استدل بعض أئمة السنة على إثبات العينين لله بقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال: "إن ربكم ليس بأعور، وإن الدجال أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية" (2)
وممن نص على إثبات العينين لله تعالى واستدل بالحديث: أبو محمد بن قتيبة (3) وعثمان ابن سعيد الدارمي (4)،وأبو بكربن خزيمة (5)، وأبو بكر الباقلاني في كتابه (الرد على من نسب إلى الأشعري خلاف قوله) كما نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية (6) , واللالكائي (7) , وأبو عمرو الداني (8) , وشيخ الإسلام ابن تيمية (9)، وابن القيم (10) , رحمهم الله جميعا.
وممن نص أيضاً على إثبات العينين لله تعالى أبو الحسن الأشعري (11) , وأبو إسماعيل الهروي (12) , رحمهم الله جميعا.
وزَعْمُ المعترض أن"أهل السنة اعتمدوا في هذا الاستدلال على قياس الخالق على المخلوق" زعم باطل، وقول قبيح، وافتراء على أئمة السنة، كيف وهم أعظم الناس إنكاراً على أهل التمثيل، وأبعد الناس عن هذا القياس الباطل.؟
وهل يقول المعترض: إن سمع الله إدراك الأصوات، وبصره إدراك المرئيات، أو لهما معنى آخر, أو لا يُعلم معناهما؟
فإن قال بالأول لزمه ما يزعم أنه من قياس الخالق على المخلوق.
وبعد فالمنكر على أهل السنة إثبات العينين لله يلزمه واحد من أربعة أمور:
الأول: أن لله عيناً واحدة.
الثاني: أو له أعين كثيرة.
الثالث: أو تجويز الأمرين.
وكل هذا لم يقل به أحد من أهل السنة.
والرابع:- مما يلزم المعترض- أن ينفي العين لله مطلقاً، وهذا سبيل الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة والأشاعرة, الذين لايثبتون لله عينين ولا وجهاً ولا يدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/84)
وأما قول ابن حزم: "إن لله عينا واحدة وله أعين" (13)، فهذا من غلوه في ظاهرتيه. ولهذا يصرح بأنه "لا يقال: له سمع وبصر وحياة" (14).ومن ذلك يُعلم من مذهبه في الصفات أنه لا يثبت عينا ولا أعينا صفة قائمة به سبحانه وتعالى تكون بها الرؤية. فحقيقة قوله إثبات هذه الألفاظ لورودها في القرآن، فابن حزم -رحمه الله- ممن لا يعتدُّ بقوله في باب الاعتقاد خصوصا في باب الأسماء والصفات، وهذا نظير قوله: "إن لله يدا ويدين وأيديا" (15) , ومقصوده إثبات ألفاظ القرآن، ولا ينازعه أحد في ذلك، فإن جميع المسلمين يؤمنون بأن هذه الألفاظ جاءت في القرآن، ولا يجحدها إلا كافر بالرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به. ومعلوم أن من سلك هذا المسلك لا يثبت لله يدين يكون بهما الفعل كخلق آدم بيديه سبحانه، وأخذه السماوات والأرض بيديه يوم القيامة. فحقيقة مذهب ابن حزم مذهب المعطلة من الجهمية ومن وافقهم.
فعلى هذا المعترض أن يوضح مذهبه في ذلك وفهمه للآيات.
ولاريب أنه في هذه المسألة التي خالف فيها أهل السنة قد اتبع غير سبيل المؤمنين. فالله يهدينا ويهديه إلى معرفة الحق واتباعه, والله الهادي إلى سواء السبيل.
وكتبه
عبدالرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا
10/ 4/1427هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1) ومنهم الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع في كتابيه تيسير علم أصول الفقه (378) والمقدمات الأساسية في علوم القرآن (365)
(2) رواه البخاري 4/ 1598 (4141) ومسلم1/ 155 (169) عن ابن عمر رضي الله عنهما.
(3) الرد على بشر المريسي (ضمن عقائد السلف406).
(4) الرد على المريسي (48)
(5) التوحيد (1/ 101) تحقيق د. عبدالعزيز الشهوان.
(6) بيان تلبيس الجهمية (2/ 34)
(7) شرح أصول اعتقاد السنة (3/ 471)
(8) الرسالة الوافية (49) تحقيق د. محمد القحطاني.
(9) الجواب الصحيح (4/ 413)
(10) مختصر الصواعق المرسلة (1/ 66)
(11) الإبانة (129) ط. الجامعة الإسلامية.
(12) كتاب الأربعين في دلائل التوحيد (64) تحقيق د. ناصر القيهي.
(13) المحلى (1/ 33) ط. المنيرية
(14) السابق (1/ 34).
(15) السابق (1/ 33).
ـ[أبو ربانى]ــــــــ[23 - 03 - 07, 02:02 ص]ـ
إلى الاخ السائل يرجى الرجوع الى شرح العقيدة الواسطية للشيخ بن عثيمين صفحة 199 طبعة بن الجوزى السعودية ففيها الجواب الكافى على سؤالك و أدعوا الله لى بالشفاء
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[23 - 03 - 07, 09:59 ص]ـ
لعل هذا الموضوع يفيدك في الجواب عن سؤالك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=94858
أخي،
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[23 - 03 - 07, 10:01 ص]ـ
لله تعالى عينين تليقان بجلاله و لا يقتضي هذا التشبيه لأنه تعالى ليس كمثله شيء
و هذه فتوى للعلامة عبدالرحمن البراك:
أخي،
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[23 - 03 - 07, 10:04 ص]ـ
إلى الاخ السائل يرجى الرجوع الى شرح العقيدة الواسطية للشيخ بن عثيمين صفحة 199 طبعة بن الجوزى السعودية ففيها الجواب الكافى على سؤالك و أدعوا الله لى بالشفاء
أخي،
جزاك الله خيرا،
وشفاك الله وعافاك،
هو الشافي، لا شفاء الا شفاؤه.(39/85)
ما علاقة العقيدة بالفكر؟
ـ[إبنة الخطاب]ــــــــ[23 - 03 - 07, 11:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي استفسارات حول بعض المسائل واتمنى مساعدتي
بالتوضيح او ذكر المراجع التي يمكنني الاستفادة منها
:::
ماعلاقة العقيدة بالفكر؟
::: وجزاكم الله خير
ـ[ابو أحمد سليمان]ــــــــ[27 - 03 - 07, 11:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي استفسارات حول بعض المسائل واتمنى مساعدتي
بالتوضيح او ذكر المراجع التي يمكنني الاستفادة منها
:::
ماعلاقة العقيدة بالفكر؟
::: وجزاكم الله خير
ألا أين المجيبون؟
فإن قلت الإجابات قل السائلون!
ـ[الحسين مطيع]ــــــــ[11 - 04 - 08, 04:11 م]ـ
للرفع
ـ[ابو فيصل الشمري]ــــــــ[14 - 04 - 08, 01:02 م]ـ
اخي الحبيب راجع كلام الشيخ صالح آل الشيخ في محاضرتة ((العلم والفكر))(39/86)
هل المخالف في حديث الصورة من جنس ابن خزيمة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 07, 08:29 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...
وقفت في هذه المسألة على قولين:
الأول: نعم يصدق عليه أنه قال بقول الجهمية،ويدل على ذلك أن أحداً من أهل العلم الذين أفاضوا في تلكم المسألة كشيخ الإسلام لم يحاول نفي ذلك عنه .... بل منهم من يسوق عبارة الإمام أحمد في سياق رده على مثل ابن خزيمة كصنيع الشيخ التويجري .... (وقطعاً مسألة إعذار ابن خزيمة خارجة عن محل البحث فالبحث في مجرد إطلاق هذه العبارة عليه).
الثاني: منع صدق هذه العبارة في حقه،والمانعون يستندون في منعهم إلى الفرق الظاهر بين مأخذ ابن خزيمة ومأخذ الجهمية ومعالم هذا الفرق تشكلها الأمور التالية:
1 - ابن خزيمة يثبت أصل صفة الصورة كما هو ظاهر في تبويبه: ((
باب ذكر صورة ربنا جل وعلا)).
2 - ابن خزيمة يضعف لفظة: ((على صورة الرحمن)) فليست الأدلة في حقه صريحة كصراحتها في حق الجهمية.
ويعضدون ذلك بقولهم أنه لافارق بين هذه المسألة وبين قول من قال بأن الآية لا تثبت صفة الساق ويقتصر على إثباتها بالحديث ولم يكن هذا قدحاً في حقه .. فمن نفى أن الدليل المعين يثبت الصفة ليس كمن ينفي أصل ثبوت الصفة ..
فما هو رأيكم في كلام الفريقين ..
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[23 - 03 - 07, 10:14 م]ـ
للفائدة
في هذا الموضوع نقل فيه رجوع عام لابن خزيمة وتحريج على من نقل عنه خلاف السنة
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=592
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 07, 11:21 م]ـ
النقل في الرابط لا يثبت الرجوع .........
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[24 - 03 - 07, 12:51 ص]ـ
نعم النقل لا يثبت الرجوع بل كلام الإمام ابن خزيمة فيه عام ننقل الكلام للإخوة أولا
رجوع الامام ابن خزيمة رحمه الله عن كل ما خالف فيه السنة
((قال الحافظ ابو الفضل صالح بن أحمد الهمذاني في كتاب سنن التحديث:
سمعت ابا إسحاق يقولك سمعت أبا عمرو يقول: سمعت محمد بن اسحاق بن خزيمة يقول:
حرجٌ على كل من سمع منِي مسألة يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر صحيح خلافه لم يبلغني او لم أحفظه في وقت جوابي أن يحكي عنِي تلك المسألة التي خلاف خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل قول قلت خلاف خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحا من جهة النقل لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه باسناد صحيح فاشهدوا على رجوعي عن ذلك القول
وأنا أتو ب و أستغفر الله منت كل قول قلت خلاف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.))
طبقات علماء الحديث للحافظ ابن عبد الهادي (443:2)
واما الامام ابن مندة رحمه الله فقد قال في آخر كتابه التوحيد (309:3) ط الجامعة ت: الفقيهي
((وكذلك نقول فيما تقدم من هذه الاخبار في الصفات في كتابنا هذا نرويها من غير تمثيل ولاتشبيه ولا تكييف ولاقياس ولاتأويل على مانقلها السلف الصادق عن الصحابة الطاهرة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ونجهِلِ
من تكلم فيها الا ببيان عن الرسول صلى الله عليه وسلم او خبر صحابي حضر التنزيل والبيان ونتبرأالى الله عز وجل مما يخالف القرآن وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.)
من قرأ الكلام علم أنه كلام عام ومثل هذا الكلام مشهور عن السلف فلا يدل على الرجوع في مسألة معينة.
أما بالنسبة للرأين الذين أتى بهما الأخ أبو فهر فأعتقد أن الرأي الثاني فيه عدل وإنصاف إذ إنه من الإجحاف المساواة بين رأي الإمام ابن خزيمة رحمه الله وبين رأي الجهمية خصوصا وأن الإمام عقد باب لإثبات الصورة.
ولي طلب عند الأخ أبي فهر وهو ذكر من قال بهذين القولين مع المراجع وأكون لك شاكرا أخي الكريم.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[24 - 03 - 07, 01:07 م]ـ
النقل في الرابط لا يثبت الرجوع .........
انا قلت:
رجوع عام لابن خزيمة وتحريج على من نقل عنه خلاف السنة
ولاشك ان هذا مما يفرح اهل السنة ويغيظ غيرهم
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 03:43 ص]ـ
أعتقد و الله أعلم أن الرأي الثاني هو الصواب بلا شك , فالإمام ابن خزيمة _ رحمه الله تعالى _ لم تصح عنده اللفظة أصلاً مما يفرق بين قوله و قول الجهمية الذين ذهبوا إلى تأويل الأحاديث الصحيحة. فالأمر راجعٌ و العلم عند الله إلى مسألة ثبوت الحديث. و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/87)
ـ[حارث همام]ــــــــ[29 - 03 - 07, 07:10 م]ـ
الشيخ الفاضل أبو فهر علقت هذا الرد ولعلك تكون هنا أقرب:
الذي يبدو أنه ليس ثم كبير فرق سوى قول الأول:
تقول هذا مُجاجُ النحلِ تمدحُهُ = وإن تعِبْ قلت ذا قَيْء الزنابير
مدحاً وذماً وما جاوزت وصفهما = سحر البيان يُري الظلماء كالنور
فالذي ترك القول بقول أهل الحق في نص مع قوله به لنص آخر، قد وافق أهل الباطل في قوله بعدم دلالة النص الأول على ما يثبته أهل الحق، وإن اختلف منزعه في النفي مع منزع أهل الباطل.
فاختلاف المنزع لا يرفع مطابقة المحصلة لقول المبطلين في ذلك الأثر بعينه.
فإن كان مراد الشيح حمود وغيره بموافقة الجهمية هذا أي في تأويل هذا النص خاصة فهذا صحيح، ونحو هذا لايكون صاحبه جهمياً، بل لايلزم في أمثلة أخرى أن يكون مخطئاً، فما كل ما قلت الجهمية غلط.
وإن كان مراده موافقة الجهمية في أصل النفي لتلك الصفة كان هذا محتملاً في حق إمام الأئمة رحمه الله غير أن الأقرب إثباته للصورة لما ذكر الشيخ أبو فهر.
وإن كان مراده موافقة الجهمية في نفي أن يكون الله قد خلق آدم على صورته سبحانه وتعالى، فهذا حق، ولاتقضي المشاركة في هذا القول تجهماً ولو لم يكن عذر، وليس من وافق الكفار في مسألة محتملة عنده غير قطعية يكون كافراً وإن كان القول باطلاً.
وأما إن كان مراد الشيخ أنه جهمي حكمه حكم الجهمية من كل وجه فاللهم لا.
فهذه أربعة احتملات تكتنف المقولة المنقولة عن الشيخ حمود رحمه الله:
1 - وافق الجهمية على نفي إثبات النص المعين الصورة لله.
2 - وافق الجهمية في نفي الصورة.
3 - وافق الجهمية في نفي أن تكون صورة آدم على صورة الله.
4 - وافق الجهمية في نفيهم مطلقاً.
ومعلوم أن الرابع غير مراد، والثاني كذلك فيما يظهر في حق ابن خزيمة، ولعل الأول مراد يؤخذ من مفهوم كلامه لامنطوقه، أما الثالث فمراد يؤخذ من منطوقه، فهو الذي نجزم بنسبته إليه قطعاً، ونسبته إلى الجهمية كذلك، كما ننسب إليهما نفي التمثيل، غير أن الأخير حق، والأول مختلف فيه بين أهل السنة، والصواب مع من خالف ابن خزيمة فيما يظهر.
وأما قول من قال هو يثبت الصورة، لكنه ينفي أن يكون الله قد خلق آدم على صورة الرحمن، فليحمل لفظ الشيخ حمود على المراد الثالث، ولن يكون بينهما تعارض، اللمهم إلاّ في التعبير على ما أنشد ...
وإذا كانت عبارة الشيخ حمود -رحمه الله- مطلقة فنحن نحملها على أحسن المحامل، ونقول لعله أراد المعنى الثالث.
وبهذا يظهر أن محصل القولين قد يكون واحداً.
فإن ثبت أنه يريد إطلاقاً غير الثالث أو الأول، فالذي يظهر أن ابن خزيمة إنما ينفي ما تضمنه المراد الثالث، وليس كلامه صريحاً فيما عداه، والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - 03 - 07, 09:34 م]ـ
أحسن الله إليك ................ وعن مثل ما سطرتَ كنت أبحث ......
يبقى التحقيق في أمرين أرجو ألا يبخل الشيخ المبارك في تحقيقهما معنا:
الأول: هل ابن خزيمة -فعلياً- يثبت صفة الصورة لله (؟؟؟) ....
والذي استدعى السؤال: أنك لو عدت للباب المذكور من كتاب ابن خزيمة لوجدت سائر ماتحته إنما هو في ذكر صفة الوجه ... ومن المعلوم أن الصورة أعم من الوجه ...... فما وجه ذلك (؟؟؟)
الثاني: ماذكرتموه في الاحتمال الثالث أزيده وضوحاً فأقول: أن حديث الباب يختلف عن آية الساق في كون حديث الباب قد أثبت شيئاً زائداً في الصفة عن مجرد كونها (الصورة) وهو كون هذه الصورة فيها وجه شبه من صورة آدم فهذا قدر زائد تنفيه الجهمية وينفيه ابن خزيمة ...
فهل المخالف في هذا يسوغ له الخلاف أم لا (بقطع النظر عن إعذاره إن خالف) ....
إنما البحث في: هل تعد المسألة خلافية بين أهل السنة بحيث يسوغ للمخالف الخلاف أم أن الأمر أضيق من ذلك (؟؟؟)
ـ[حارث همام]ــــــــ[01 - 04 - 07, 09:51 ص]ـ
شكر الله لكم شيخنا الفاضل ..
بادي الرأي أن الاحتمال الثالث أمر للاختلاف فيه مجال خاصة وأن ابن خزيمة بناه على تعليل الرواية المصرحة، والحق أن لتعليله وجه وإن خولف فيه.
ومما جاء في التعليق أعلاه: "وإن كان مراده موافقة الجهمية في نفي أن يكون الله قد خلق آدم على صورته سبحانه وتعالى، فهذا حق، ولاتقضي المشاركة في هذا القول تجهماً ولو لم يكن عذر".
أما إثباته صفة الصورة فليس في كلامه صريح نفيها أو إثباتها وظاهر تبويبه إذا جمعته إلى عقيدته السلفية مع تقدمه في معرفة السنة، يقوي إثباته الصورة لله تعالى، وإن لم يقطع به.
غير أن القول بأنه ينفيها يكاد يكون محض ادعاء، إذا لايلزم من نفيه لها على سبيل اللزوم لنفيه خلق آدم على صورة الله، أن يكون نافياً لما ثبت بالنصوص الأخرى.
ومما جاء في الرد أعلاه: "وإن كان مراده موافقة الجهمية في أصل النفي لتلك الصفة كان هذا محتملاً في حق إمام الأئمة رحمه الله غير أن الأقرب إثباته للصورة لما ذكر الشيخ أبو فهر".
وجزاكم الله خيراً ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/88)
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[02 - 05 - 10, 03:11 م]ـ
من المفيد معرفة الفرق بين نفي الصفات وبين منع إثبات الصفات.
فمن أقر بأن مدلول دليل ما من الكتاب أو السنة فيه الإخبار عن صفة من صفات الباري جل وعز , فيجب عليه إثباتها على مذهب السلف أصحاب الحديث , إثبات يليق بجلال الله وعظمة سلطانه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تمثيل ولا تكييف.
فمن أقر بالصفة ثم ذهب يتأول معناها , فقد وافق أهل البدع من المعطلة والنفاة وإن لم يأخذ حكمهم إلا أذا كان منهم.
وأما من قال: أن هذا الحديث أو هذه الأية ليس من أحاديث أو ليست من آيات الصفات , فهذا لم يتأول لأن التأويل فرع عن إثبات الدليل ومدلوله.
وفرق بين النافي وبين المانع.
فلا يقال: أن هذا وافق المؤولة والنفاة المعطلة , لاختلاف المنزع وهذا ظاهر.
ولكن يؤخذ على هذا مخالفته لاتفاق الأئمة إن كان هناك اتفاقًا على إثبات أن الباب باب الصفات والله تعالى أعلم.(39/89)
من فوائد الإمام القرافي: ضوايط نافعة فيما يحل ومالا يحل من الخوف من غير الله تعالى
ـ[عبد]ــــــــ[24 - 03 - 07, 02:42 ص]ـ
قال رحمه الله في (الفروق 4/ 182):
(الْفَرْقُ الْخَامِسُ وَالسِّتُّونَ وَالْمِائَتَانِ بَيْنَ قَاعِدَةِ الْخَوْفِ مِنْ غَيْرِ اللَّهِ - تَعَالَى - الْمُحَرَّمِ وَقَاعِدَةِ الْخَوْفِ مِنْ غَيْرِ اللَّهِ - تَعَالَى - الَّذِي لَا يَحْرُمُ)
وَرَدَ قَوْله تَعَالَى {وَلَمْ يَخْشَ إلَّا اللَّهَ} وقَوْله تَعَالَى {فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي} وقَوْله تَعَالَى {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاَللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ النُّصُوصِ الْمَانِعَةِ مِنْ خَوْفِ غَيْرِ اللَّهِ - تَعَالَى - وَهُوَ الْمُسْتَفِيضُ عَلَى أَلْسِنَةِ الْجُمْهُورِ، وَهَذِهِ النُّصُوصُ مَحْمُولَةٌ عَلَى خَوْفِ غَيْرِ اللَّهِ - تَعَالَى - الْمَانِعِ مِنْ فِعْلِ وَاجِبٍ أَوْ تَرْكِ مُحَرَّمٍ أَوْ خَوْفٍ مِمَّا لَمْ تَجْرِ الْعَادَةُ بِأَنَّهُ سَبَبٌ لِلْخَوْفِ كَمَنْ يَتَطَيَّرُ بِمَا لَا يَخَافُ مِنْهُ عَادَةً كَالْعُبُورِ بَيْنَ الْغَنَمِ يُخَافُ لِذَلِكَ أَنْ لَا تُقْضَى حَاجَتُهُ بِهَذَا السَّبَبِ فَهَذَا كُلُّهُ خَوْفٌ حَرَامٌ، وَمِمَّا وَرَدَ فِي هَذَا الْبَابِ، وَهُوَ قَلِيلٌ أَنْ يَتَفَطَّنَ لَهُ قَوْله تَعَالَى {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاَللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} فَمَعْنَى هَذَا التَّشْبِيهِ فِي هَذِهِ الْكَافِ قَلَّ مَنْ يُحَقِّقُهُ، وَهُوَ قَدْ وَرَدَ فِي هَذَا الْبَابِ فِي سِيَاقِ الذَّمِّ وَالْإِنْكَارِ مَعَ أَنَّ فِتْنَةَ النَّاسِ مُؤْلِمَةٌ، وَعَذَابُ اللَّهِ مُؤْلِمٌ، وَمَنْ شَبَّهَ مُؤْلِمًا بِمُؤْلِمٍ كَيْفَ يُنْكِرُ عَلَيْهِ هَذَا التَّشْبِيهَ وَمُدْرَكُ الْإِنْكَارِ بَيِّنٌ، وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - وَضَعَ عَذَابَهُ حَاثًّا عَلَى طَاعَتِهِ وَزَاجِرًا عَنْ مَعْصِيَتِهِ فَمَنْ جَعَلَ أَذِيَّةَ النَّاسِ حَاثَّةً عَلَى طَاعَتِهِمْ فِي ارْتِكَابِ مَعْصِيَةِ اللَّهِ - تَعَالَى - وَزَاجِرَةً لَهُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَدْ سَوَّى بَيْنَ عَذَابِ اللَّهِ وَفِتْنَةِ النَّاسِ فِي الْحَثِّ وَالزَّجْرِ وَشَبَّهَ الْفِتْنَةَ بِعَذَابِ اللَّهِ - تَعَالَى - مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَالتَّشْبِيهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ حَرَامٌ قَطْعًا مُوجِبٌ لِلتَّحْرِيمِ وَاسْتِحْقَاقِ الذَّمِّ الشَّرْعِيِّ فَأُنْكِرَ عَلَى فَاعِلِهِ ذَلِكَ، وَهُوَ مِنْ بَابِ خَوْفِ غَيْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ، وَهُوَ سِرُّ التَّشْبِيهِ هَا هُنَا، وَقَدْ يَكُونُ الْخَوْفُ مِنْ غَيْرِ اللَّهِ - تَعَالَى - لَيْسَ مُحَرَّمًا كَالْخَوْفِ مِنْ الْأُسُودِ وَالْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبِ وَالظُّلْمَةِ، وَقَدْ يَجِبُ الْخَوْفُ مِنْ غَيْرِ اللَّهِ - تَعَالَى - كَمَا أَمَرَنَا بِالْفِرَارِ مِنْ أَرْضِ الْوَبَاءِ وَالْخَوْفِ مِنْهَا عَلَى أَجْسَامِنَا مِنْ الْأَمْرَاضِ وَالْأَسْقَامِ، وَفِي الْحَدِيثِ {فِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ فِرَارَك مِنْ الْأَسَدِ} فَصَوْنُ النَّفْسِ وَالْأَجْسَامِ وَالْمَنَافِعِ وَالْأَعْضَاءِ وَالْأَمْوَالِ وَالْأَعْرَاضِ عَنْ الْأَسْبَابِ الْمُفْسِدَةِ وَاجِبٌ، وَعَلَى هَذِهِ الْقَوَاعِدِ فَقِسْ يَظْهَرْ لَك مَا يَحْرُمُ مِنْ الْخَوْفِ مِنْ غَيْرِ اللَّهِ - تَعَالَى - وَمَا لَا يَحْرُمُ وَحَيْثُ تَكُونُ الْخَشْيَةُ مِنْ الْخَلْقِ مُحَرَّمَةً وَحَيْثُ لَا تَكُونُ فَاعْلَمْ ذَلِكَ).
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 04:23 ص]ـ
رحم الله القرافى
وجزاكم الله خيرا(39/90)
أناأسأل عن عقيدة السفاريني وعقيدة الصنعاني
ـ[مفيد بن علي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 01:40 م]ـ
السلام عليكم
.
أناأسأل عن عقيدة السفاريني وعقيدة الصنعاني في باب الصفات
و السفاريني والصنعاني في تفسيرحديث (ان الله لاينظر الى المسبل ازاره)
قد فسرا النظر بالرحمة فهل هذا صحيح. والسلام عليكم
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[24 - 03 - 07, 03:31 م]ـ
الصنعاني صاحب السبل عقيده ومنهجه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12080&highlight=%C7%E1%D5%E4%DA%C7%E4%ED)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[26 - 03 - 07, 01:10 ص]ـ
بل في سبل سلامه تنقص لبعض الصحابة رضي الله عنهم
ـ[ابوعبدالله الزرهوني]ــــــــ[28 - 03 - 07, 12:04 ص]ـ
السلام عليكم
ارجع الى شرح ابن عثيمن رحمه الله على العقيدة السفارينية فقد ذكرشيئا عنه في المقدمة وفي اثناء الكتاب. والله ولي التوفيق.(39/91)
الرجاء مساعدتي في اختيار عنوان لكتابة رسالة ماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[24 - 03 - 07, 06:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء من الإخوة المتخصصين في العقيدة مساعدتي في اختيار عنوان لكتابة رسالة ماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[02 - 04 - 07, 01:42 ص]ـ
الاستفهام في ايات القران ودلالته الاعتقادية
اوالمسائل التي توافق فيها أهل البدع
الإمام ابن القيم وجهوده في توحيد العبادة
او الشيخ عبد الرحمن بن قاسم وجهوده العقدية.
تحقيق رسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الى اهل القصيم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[02 - 04 - 07, 10:28 ص]ـ
الاستفهام في ايات القران ودلالته الاعتقادية
اوالمسائل التي توافق فيها أهل البدع
الإمام ابن القيم وجهوده في توحيد العبادة
او الشيخ عبد الرحمن بن قاسم وجهوده العقدية.
تحقيق رسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الى اهل القصيم
إذا سمح لي الشيخ نايف أبو محمد
فإذا لم أكن واهما فهناك بعض العناوين التي طرحها قد تكررت أو قريبا منها
أما بخصوص أقتراحي وإن لم أكن على شرط صاحب الموضوع
الرجاء من الإخوة المتخصصين في العقيدة مساعدتي في اختيار عنوان لكتابة رسالة ماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة
الدعوة إلى العقيدة الصافية و الجماعات الإسلامية.
الوسائل الحديثة وكيفية نشر التوحيد والعقيدة.
الدولة السعودية ونشر العقيدة الواقع والطموح. (وأظن هذا البحث يدخل في مناصحة ولاة الأمر مما قد يكتشفه الباحث من خطأ أو تقصير وهو تقويم لهذه الجهود المباركة التي تقوم فيها المملكة على الصعيدين الأهلي والحكومي وتصحيح لها)
من حقنا يا شيخ أن تخبرنا ما هو الموضوع الذي ستخاره:)
ـ[أبو محمد التطواني]ــــــــ[03 - 04 - 07, 01:19 م]ـ
لن يفيدك في هذا الموضوع سوى شيوخك المقربين إليك أو الأساتذة الذين تدارسهم لأنهم أعلم بتخصصك جيدا وشكرا
ـ[أبو حفص السلفي]ــــــــ[03 - 04 - 07, 05:29 م]ـ
يسر الله لك ووفقك.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[05 - 04 - 07, 12:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبو محمد على هذه المواضيع ولكن أريد أن أنظر هل بحث فيها أم لا عن طريق مركز الملك فيصل وشكرا
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[09 - 04 - 07, 03:42 م]ـ
أغلبها مكتوب فيها رسائل ماجستير في السعودية وأرجوا توضيح ماهي الوسائل الحديثة لنشر التوحيد والعقيدة وهل هناك مراجع في ذلك
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[10 - 04 - 07, 10:10 م]ـ
الرجاء من الإخوة المتخصصين في العقيدة مساعدتي في اختيار عنوان في العقيدة وأنا طالب فلسطيني
ـ[الشريف الحسيني الحنبلي]ــــــــ[13 - 04 - 07, 07:31 م]ـ
أقترح عليك ميزان السلف المبين في إعتقاد الخلف المعاصرين
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[19 - 04 - 07, 10:02 ص]ـ
الرجاء بيان الاختلاف في شيء من العقائد بين السلف والخلف في الأسماء والصفات أم غيرها
ـ[الشريف الحسيني الحنبلي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 04:40 م]ـ
بل في الأسماء والصفات فلقد طغى على كثير من المفكرين الذين تصدوا لقيادة الحركات شبهات وقاموا بنشرها. وبدون التعرض لأسماء كثرت شبهات الأشاعرة وأيضا منهج المعتزلة على فلتات ألسنتهم فضلوا وأضلوا والعياذ بالله من الفتن. وفقك الله الى ما يحب ويرضى.
ـ[الخطابي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 12:10 م]ـ
وفقك الله(39/92)
اعتقاد ائمة الحديث للأسماعيلى
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[25 - 03 - 07, 05:01 م]ـ
اعتقاد أئمة الحديث
أبو بكر الإسماعيلي
قال ابن قدامة، أخبرنا الشريف أبو العباس مسعود بن عبد الواحد بن مطر الهاشمي، قال أنبأ أبو الحسن على بن محمد الجرجاني، أنبأ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي (*)، قال:
[أصول الاعتقاد عند أهل الحديث]
اعلموا رحمنا الله وإياكم أن مذهب أهل الحديث أهل السنة والجماعة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله، وقبول ما نطق به كتاب الله تعالى، وصحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا معدل عن ما ورد به ولا سبيل إلى رده، إذ كانوا مأمورين باتباع الكتاب والسنة، مضمونا لهم الهدى فيهما، مشهودا لهم بأن نبيهم صلى الله عليه وسلم يهدي إلى صراط مستقيم، محذرين في مخالفته الفتنة والعذاب الأليم.
[القول في الأسماء والصفات]
ويعتقدون أن الله تعالى مدعو بأسمائه الحسنى وموصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم، خلق آدم بيده، ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، بلا اعتقاد كيف، وأنه عز وجل استوى على العرش، بلا كيف، فإن الله تعالى انتهى من ذلك إلى أنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه.
[ذكر بعض خصائص الربوبية]
وأنه مالك خلقه وأنشأهم لا عن حاجة إلى ما خلق ولا معنى دعاه إلى أن خلقهم، لكنه فعال لما يشاء ويحكم كما يريد، لا يسأل عما يفعل، والخلق مسؤولون عما يفعلون.
[إثبات أسماء الله الحسنى وصفاته العلا]
وأنه مدعو بأسمائه، موصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه، وسماه ووصفه بها نبيه عليه الصلاة والسلام، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ولا يوصف بنقص أو عيب أو آفة، فإنه عز وجل تعالى عن ذلك.
[إثبات صفة اليدين]
وخلق آدم عليه السلام بيده، ويداه مبسوطتان ينفق كيف شاء، بلا اعتقاد كيف يداه، إذ لم ينطق كتاب الله تعالى فيه بكيف.
ولا يعتقد فيه الأعضاء (1)، والجوارح، ولا الطول والعرض، والغلظ، والدقة، ونحو هذا مما يكون مثله في الخلق، وأنه ليس كمثله شيء تبارك وجه ربنا ذو الجلال والإكرام.
ولا يقولون إن أسماء الله عز وجل كما تقوله المعتزلة (2) والخوارج (3) وطوائف من أهل الأهواء مخلوقة (4).
[قولهم في صفة الوجه والسمع والبصر والعلم والقدرة والكلام]
ويثبتون أن له وجها، وسمعا، وبصرا، وعلما، وقدرة، وقوة، وكلاما، لا على ما يقوله أهل الزيغ من المعتزلة وغيرهم، ولكن كما قال تعالى: {ويبقى وجه ربك} وقال: {أنزله بعلمه} وقال: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} وقال: {فلله العزة جميعا} وقال: {والسماء بنيناها بأيد} وقال: {أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة} وقال: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}.
فهو تعالى ذو العلم، والقوة، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام، كما قال تعالى: {ولتصنع على عيني} {واصنع الفلك بأعيننا ووحينا} وقال: {حتى يسمع كلام الله} وقال: {وكلم موسى تكليما} وقال: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}.
[إثبات المشيئة]
ويقولون ما يقوله المسلمون بأسرهم: (ما شاء الله كان، وما لا يشاء لا يكون)، كما قال تعالى: {وما يشاؤون إلا أن يشاء الله}.
[علم الله]
ويقولون لا سبيل لأحد أن يخرج عن علم الله ولا أن يغلب فعله وإرادته مشيئة الله ولا أن يبدل علم الله، فإنه العالم لا يجهل ولا يسهو، والقادر لا يغلب.
[القرآن كلام الله]
ويقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق، وإنما كيفما يصرف بقراءة القارئ له، وبلفظه، ومحفوظا في الصدور، متلوًا بالألسن، مكتوباَ في المصاحف، غير مخلوق، ومن قال بخلق (5) اللفظ بالقرآن يريد به القرآن، فهو قد قال بخلق القرآن.
[أفعال العباد مخلوقة لله]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/93)
ويقولون إنه لا خالق على الحقيقة إلا الله عز وجل، وأن أكساب العباد كلها مخلوقة لله، وأن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، لا حجة لمن أضله الله عز وجل، ولا عذر، كما قاله الله عز وجل: {قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} وقال: {كما بدأكم تعودون فريقا حق عليهم الضلالة} وقال: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيراَ من الجن والإنس} وقال: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} ومعنى "نبرأها" أي نخلقها وبلا خلاف في اللغة، وقال مخبراَ عن أهل الجنة: {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله} وقال: {أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاَ} وقال: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك}.
[الخير والشر بقضاء الله]
ويقولون إن الخير والشر والحلو والمر، بقضاء من الله عز وجل، أمضاه وقدره، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله، وإنهم فقراء إلى الله عز وجل، لا غنى لهم عنه في كل وقت.
[النزول إلى السماء الدنيا]
وأنه عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر (6) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلا اعتقاد كيف فيه (7).
[رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة]
ويعتقدون جواز الرؤية من العباد المتقين لله عز وجل في القيامة، دون الدنيا، ووجوبها لمن جعل الله ذلك ثواباَ له في الآخرة، كما قال: {وجوه يومئذِ ناضرة إلى ربها ناظرة} وقال في الكفار: {كلا إنهم عن ربهم يومئذِ لمحجوبون} فلو كان المؤمنون كلهم والكافرون كلهم لا يرونه، كانوا جميعا عنه محجوبين، وذلك من غير اعتقاد التجسيم (8) في الله عز وجل ولا التحديد له، ولكن يرونه جل وعز بأعينهم على ما يشاء هو بلا كيف.
[حقيقة الإيمان]
ويقولون إن الإيمان قول وعمل (9) ومعرفة، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، من كثرت طاعته أزيد إيماناَ ممن هو دونه في الطاعة.
[قولهم في مرتكب الكبيرة]
ويقولون إن أحداَ من أهل التوحيد ومن يصلي إلى قبلة المسلمين، لو ارتكب ذنباَ، أو ذنوباَ كثيرة، صغائر، أو كبائر، مع الإقامة على التوحيد لله والإقرار بما التزمه وقبله الله، فإنه لا يكفر به، ويرجون له المغفرة، قال تعالى: {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
[حكم تارك الصلاة عمداَ]
واختلفوا في متعمدي ترك الصلاة المفروضة حتى يذهب وقتها من غير عذر، فكفره جماعة (10) لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة) وقوله: (من ترك الصلاة فقد كفر) و: (من ترك الصلاة فقد برأت منه ذمة الله) وتأول جماعة منهم. . . بذلك من تركها جاحداَ لها، كما قال يوسف عليه السلام: {إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله} ترك (11) جحود الكفر.
[أقوال أهل العلم في الفرق بين الإسلام والإيمان]
وقال منهم: إن الإيمان قول وعمل، والإسلام فعل ما فرض على الإنسان أن يفعله، إذا ذكر كل اسم مضموماَ إلى الآخر، فقيل: المؤمنون والمسلمون جميعا مفردين أريد بأحدهما معنى لم يرد بالآخر، وإن ذكر أحد الاسمين شمل الكل وعمهم.
وكثير منهم (12) قالوا: الإسلام والإيمان واحد، قال عز وجل: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه} فلو أن الإيمان غيره لم يقبل منه، وقال: {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين}.
ومنهم من ذهب إلى أن الإسلام مختص بالاستسلام لله والخضوع له والانقياد لحكمه فيما هو مؤمن به، كما قال: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} وقال: {يمنون عليك أن اسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان} وهذا أيضاَ دليل لمن قال هما واحد.
[الشفاعة والحوض والمعاد والحساب]
ويقولون إن الله يخرج من النار قوما من أهل التوحيد بشفاعة الشافعين، وأن الشفاعة حق، والحوض حق، والمعاد حق، والحساب حق.
[ترك الشهادة لأحد من الموحدين بالجنة أو النار]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/94)
ولا يقطعون على أحد من أهل الملة أنه من أهل الجنة أو من أهل النار، لأن علم ذلك يغيب عنهم، لا يدرون على ماذا الموت؟ أعلى الإسلام؟ أم على الكفر؟ ولكن يقولون إن من مات على الإسلام مجتنبا للكبائر والأهواء والآثام، فهو من أهل الجنة، لقوله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات} ولم يذكر عنهم ذنبا {أولئك خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن} ومن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بعينه وصح له ذلك عنه، فإنهم يشهدون له بذلك، اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتصديقا لقوله.
[عذاب القبر]
ويقولون إن عذاب القبر حق، يعذب الله من استحقه إن شاء، وإن شاء عفى عنه، لقوله تعالى: {النار يعرضون عليها غدواّ وعشياّ ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} فأثبت لهم ما بقيت الدنيا عذابا بالغدو والعشي دون ما بينهما، حتى إذا قامت القيامة عذبوا أشد العذاب، بلا تخفيف عنهم كما كان في الدنيا، وقال: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاَ} يعني قبل فناء الدنيا، لقوله بعد ذلك: {ونحشره يوم القيامة أعمى} بين أن المعيشة الضنك قبل يوم القيامة، وفي معاينتنا اليهود والنصارى والمشركين في العيش الرغد والرفاهية في المعيشة ما يعلم به انه لم يرد به ضيق الرزق في الحياة الدنيا لوجود مشركين في سعة من أرزاقهم، وإنما أراد به بعد الموت، قبل الحشر.
[سؤال منكر ونكير]
ويؤمنون بمسألة منكر ونكير على ما ثبت به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع قول الله تعالى: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء} وما ورد تفسيره عن النبي (13).
[ترك الخصومات والمراء في الدين]
ويرون ترك الخصومات والمراء في القرآن وغيره، لقول الله عز وجل: {وما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا} يعني يجادل فيها تكذيبا بها والله اعلم.
[خلافة الخلفاء الراشدين]
ويثبتون خلافة أبي بكر رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، باختيار الصحابة إياه، ثم خلافة عمر بعد أبي بكر رضي الله عنه باستخلاف أبي بكر إياه، ثم خلافة عثمان رضي الله عنه باجتماع أهل الشورى وسائر المسلمين عليه عن أمر عمر، ثم خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن بيعة من بايع من البدريين عمّار بن ياسر، وسهل بن حنيف، ومن تبعهما من سائر الصحابة مع سابقه وفضله.
[المفاضلة بين الصحابة]
ويقولون بتفضيل الصحابة رضي الله عنهم، لقوله: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} وقوله: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم}.
ومن أثبت الله رضاه عنه لم يكن منهم بعد ذلك ما يوجب سخط الله عز وجل، ولم يوجب ذلك للتابعين إلا بشرط الإحسان، فمن كان من التابعين من بعدهم يتنقصهم لم يأت بالإحسان، فلا مدخل له في ذلك.
[قولهم فيمن يبغض الصحابة]
ومن غاظه مكانهم من الله فهو مخوف عليه ما لا شيء أعظم منه، لقوله عز وجل: {محمد رسول الله والذين معه} إلى قوله {ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} فأخبر أنه جعلهم غيظا للكافرين.
وقالوا بخلافتهم، لقول الله عز وجل: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات} فخاطب بقوله {منكم} من ولد الآن وهو مع النبي صلى الله عليه وسلم على دينه، فقال بعد ذلك: {وليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا} فمكن الله بأبي بكر وعمر وعثمان الدين، وعد الله آمنين يغزون ولا يغزون، ويخيفون العدو ولا يخيفهم العدو.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/95)
وقال عز وجل للذين تخلفوا عن نبيه في الغزوة التي ندبهم الله عز وجل بقوله: {فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستئذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين} فلما لقوا النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه الإذن في الخروج للعدو فلم يأذن لهم، أنزل الله عز وجل: {سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلك قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا} وقال لهم: {قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما} والذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحياء خوطبوا بذلك لما تخلفوا عنه، وبقي منهم في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ما أوجب لهم بطاعتهم إياهم الأجر وبترك طاعتهم العذاب الأليم، إيذانا من الله عز وجل بخلافتهم رضي الله عنهم ولا جعل في قلوبنا غلا لأحد منهم، فإذا أثبتت خلافة واحد منهم انتظم منها خلافة الأربعة.
[الجمعة خلف كل إمام مسلم برا كان أو فاجرا]
ويرون الصلاة -الجمعة وغيرها- خلف كل إمام مسلم برا كان أو فاجرا، فإن الله عز وجل فرض الجمعة وأمر بإتيانها فرضا مطلقا، مع علمه تعالى بان القائمين يكون منهم الفاجر والفاسق، ولم يستثن وقتا دون وقت، ولا أمرا بالنداء للجمعة دون أمر.
[الجهاد مع الأئمة وإن كانوا جورة]
ويرون جهاد الكفار معهم، وإن كانوا جورة، ويرون الدعاء لهم بالصلاح والعطف إلى العدل، ولا يرون الخروج بالسيف عليهم، ولا قتال الفتنة، ويرون قتال الفئة الباغية مع الإمام العادل، إذا كان ووجد على شرطهم في ذلك.
[دار الإسلام]
ويرون الدار دار الإسلام لا دار الكفر كما رأته المعتزلة، مادام النداء بالصلاة والإقامة ظاهرين وأهلها ممكنين منها آمنين.
[أعمال العباد لا توجب لهم الجنة إلا بفضل الله]
ويرون أن أحدا لا تخلص له الجنة، وإن عمل أي عمل، إلا بفضل الله ورحمته التي يخص بهما من يشاء، فإن عمله للخير وتناوله الطاعات إنما عن فضل حجة ولا عذر، كما قال الله: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء}، {ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا} وقال: {يختص برحمته من يشاء}.
[الرازق الله]
وإن الله تعالى يرزق كل حي مخلوق رزق الغذاء الذي به قوام الحياة، وهو يضمنه الله لمن أبقاه من خلقه، وهو الذي رزقه من حلال أو من حرام، وكذلك رزق الزينة الفاضل عما يحيا به.
[الله خالق الشياطين ووساوسهم]
ويؤمنون بأن الله تعالى خلق الشياطين توسوس للآدميين ويخدعونهم ويغرونهم، وأن الشيطان يتخبط الإنسان (14).
[السحر والسحرة]
وأن في الدنيا سحرا وسحرة، وان السحر واستعماله كفر من فاعله، معتقدا له، نافعا ضارا بغير إذن الله.
[مجانبة البدعة]
ويرون مجانبة البدعة والآثام، والفخر، والتكبر، والعجب، والخيانة، والدغل (15)، والسعاية (16)، ويرون كف الأذى وترك الغيبة إلا لمن أظهر بدعة وهو يدعو إليها، فالقول فيه ليس بغيبة عندهم.
[تعلم العلم]
ويرون تعلم العلم وطلبه من مظانه، والجد في تعلم القرآن وعلومه وتفسيره، وسماع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وجمعها والتفقه فيها، وطلب آثار الصحابة.
[الكف عن الصحابة]
والكف عن الوقيعة فيهم، وتأول القبيح عليهم، ويكلونهم فيما جرى بينهم على التأويل إلى الله عزّ وجل.
[لزوم الجماعة]
مع لزوم الجماعة، والتعفف في المأكل والمشرب والملبس، والسعي في عمل الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإعراض عن الجاهلين حتى يعلموهم ويبينوا لهم الحق، ثم الإنكار والعقوبة من بعد البيان وإقامة العذر بينهم ومنهم.
[وجوب لزوم مذهب أهل الحديث الفرقة الناجية]
هذا أصل الدين والمذهب، اعتقاد أئمة أهل الحديث، الذين لم تشنهم بدعة، ولم تلبسهم فتنة، ولم يخفوا إلى مكروه في دين، ولا تفرقوا عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/96)
واعلموا أن الله تعالى أوجب في كتابه محبته ومغفرته لمتبعي رسوله صلى الله عليه وسلم في كتابه، وجعلهم الفرقة الناجية والجماعة المتبعة، فقال عزّ وجلّ لمن ادعى أنه يحب الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}.
نفعنا الله وإياكم بالعلم، وعصمنا بالتقوى من الزيغ والضلالة بمنه ورحمته.
هوامش:
(*) قال الحاكم عن الإمام الإسماعيلي: (كان الإسماعيلي واحد عصره وشيخ المحدثين والفقهاء وأجلهم في الرئاسة والمروءة والسخاء) (سير أعلام النبلاء 16/ 294). وقال عنه السمعاني: (إمام أهل جرجان والمرجوع إليه في الحديث والفقه. . . وهو أشهر من أن يذكر) (الأنساب 1/ 139). وقال عنه الذهبي: (الإمام الحافظ الفقيه شيخ الإسلام) (سير أعلام النبلاء 16/ 292) وقال في موضع آخر: (الإمام الحافظ الثبت شيخ الإسلام) (تذكرة الحفاظ 3/ 947). وقال عنه الصفدي: (الإمام. . . الفقيه الشافعي الحافظ) (الوافي بالوفيات 6/ 213). وقال عنه الأناباكي: (الحافظ. . . كان إماما طاف البلاد ولقي الشيوخ) (النجوم الزاهرة 4/ 140). وقال عنه ابن كثير: (الحافظ الكبير الرحال الجوال سمع الكثير وحدث وخرج وصنف فأفاد وأجاد وأحسن الانتقاد والاعتقاد) (البداية والنهاية 11/ 317). وقال عنه ابن عبد الهادي: (الإمام الحافظ الكبير أحد الأئمة الأعلام. . . كبير الشافعية بناحيته) (طبقات علماء الحديث 3/ 140). وقال عنه ابن ناصر الدين: (الإمام. . . أحد الحفاظ الأعيان كان شيخ المحدثين والفقهاء وأجلهم في المروءة والسخاء) (شذرات الذهب 3/ 72).
(1) هذه الكلمات ليست من الألفاظ المعروفة عند أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة، بل هي من الكلمات المبتدعة المخترعة، والتعبير عن الحق بالألفاظ الشرعية هو سبيل أهل السنة والجماعة، فلا ينبغي لطالب الحق الالتفات إلى مثل هذه الألفاظ والتعويل عليها، وما كان أغنى الإمام المصنف رحمه الله عن مثل هذه الكلمات فإن الله سبحانه موصوف بصفات الكمال منعوت بنعوت الجلال، وعلى كل حال فالباطل مردود على قائله كائنا من كان، والقاعدة السلفية في مثل هذه الكلمات انه لا يجوز نفيها ولا إثباتها إلا بعد التفصيل وتبيين مراد قائلها، وكان على المؤلف أن يجمل في النفي غير أنه أراد بهذا النفي أن يسد الطريق على المعطلة لئلا يكون لهم مدخل في رمي أهل الحديث بالتشبيه، لكنه لو امسك رحمه الله عن مثل هذه العبارات لكان أجدى.
(2) المعتزلة: فرقة كلامية ظهرت في أول القرن الثاني الهجري، وبلغت شانها في العصر العباسي الأول، يرجع اسمها إلى اعتزال إمامها واصل بن عطاء مجلس الحسن البصري لقول واصل بان مرتكب الكبيرة ليس كافرا ولا مؤمنا بل هو في منزلة بين المنزلتين، ولما اعتزل واصل مجلس الحسن وجلس عمرو بن عبيد إلى واصل وتبعهما أنصارهما قيل لهم معتزلة، وهذه الفرقة تعتد بالعقل وتغلو فيه وتقدمه على النقل.
(3) الخوارج: جمع خارجة،أي فرقة خارجة، واشتهر بهذا اللقب جماعة خرجوا على علي رضي الله عنه ممن كان معه في حرب صفين، وقد افترق الخوارج إلى عدة فرق يجمعهم القول بتكفير عثمان وعلي وأصحاب الجمل ومن رضي بالتحكيم وصوب الحكمين أو أحدهما، وتكفير صاحب الكبيرة، انظر الملل والنحل 1/ 114 والفرق بين الفرق 72/ 73 ومقالات الإسلاميين 1/ 167 ومجموع الفتاوى 3/ 279.
(4) هذه من حماقات الجهمية والمعتزلة ومن تابعهم، وهي مبنية على قولهم بخلق القرآن، قال الدارمي في الرد على المريسي: (وقد كان للمريسي في أسماء الله مذهب كمذهبه في القرآن، كان القرآن عنده مخلوقا من قول البشر لم يتكلم الله بحرف منه في دعواه، وكذلك أسماء الله عنده من ابتداع البشر) إلى أن قال: (فهذا الذي ادّعو في أسماء الله اصل كبير من أصول الجهمية الذي التي بنوا عليها محنتهم وأسسوا عليها ضلالاتهم، غالطوا بها الأغمار والسفهاء) وشبهتهم: (انهم لو اثبتوا لله تسعة وتسعين اسما لأثبتوا تسعة وتسعين إلها) انظر شرح أصول الاعتقاد 2/ 215، وقد كفرهم جماعة من السلف، يقول إسحاق بن راهوية: (أفضوا -الجهمية- إلى أن قالوا أسماء الله مخلوقة. . . وهذا الكفر المحض)، وقال الإمام أحمد بن حنبل: (من زعم أن أسماء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/97)
الله مخلوقة فهو كافر) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/ 214. وقال خلف بن هشام المقري: (من قال إن أسماء الله مخلوقة فكفره عندي أوضح من هذه الشمس) شرح أصول اعتقاد أهل السنة 2/ 207.
(5) زعم كثير من أهل الأهواء أن الإمام البخاري قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ولكن بعد التحقيق تبين أن نسبة هذا القول للإمام البخاري رحمه الله من قبل شهادة الزور عليه وانه براء من هذه المقالة، قال نصر بن محمد: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: (من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله) طبقات الحنابلة 1/ 277، سير أعلام النبلاء 12/ 457. وقال أبو عمر والخفاف: (أتيت البخاري فناظرته في الأحاديث حتى طابت نفسي، فقلت: يا أبا عبد الله هاهنا أحد يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة. فقال: يا أبا عمرو أحفظ ما أقول لك: من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والبصرة ومكة والمدينة أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله، إلا أني قلت أفعال العباد مخلوقة) تاريخ بغداد 2/ 32 مقدمة فتح الباري 492، سير أعلام النبلاء 12/ 457 - 458.
(6) في عقيدة السلف أصحاب الحديث: (على ما صح به الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال عز وجل: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} وقال: {وجاء ربك والملك صفا صفا} ونؤمن بذلك كله على ما جاء).
(7) في عقيدة السلف أصحاب الحديث: (بلا كيف، فلو شاء سبحانه أن يبين لنا كيفية ذلك فعل، فانتهينا إلى ما أحكم وكففنا عن الذي يتشابه، إذ كنا قد أمرنا به في قوله تعالى: {هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب}).
(8) التجسيم من الألفاظ المجملة المحدثة التي أحدثها أهل الكلام، فلم ترد في الكتاب والسنة ولم تعرف عن أحد من الصحابة والتابعين وأئمة الدين، فلذلك لا يجوز إطلاقها نفيا ولا إثباتا، فإن الله لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم نفيا أو إثباتا.
(9) العمل قسمان: عمل القلب وهو الإخلاص والنية، وعمل الجوارح وهي الأعضاء ويدخل في ذلك اللسان.
(10) منهم عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وابن مسعود وابن عباس وجابر بن عبد الله وأبو الدرداء رضي الله عنهم، ومن التابعين إبراهيم النخعي وعبد الله بن المبارك وأيوب السختياني وإسحاق بن راهوية وأحمد بن حنبل وأبو بكر بن آبي شيبة وغيرهم رحمهم الله، انظر المحلى لابن حزم 2/ 242، ومعالم السنن للخطابي 5/ 58، وكتب الصلاة لابن القيم ص 37.
(11) معلوم أن النبي يوسف عليه السلام لم يكن تلبس بملة الكفر، ولكن أعرض عن الكفر جاحدا له، ومعلوم أن ترك الشيء لا يستلزم الوقوع فيه أولا.
(12) منهم محمد بن نصر المروزي وسفيان الثوري والبخاري والمزني وابن عبد البر، انظر جامع العلوم والحكم ص170، وروي عن الشافعي، انظر فتح الباري 1/ 114 - 115.
(13) قال النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية: (المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قول الله تعالى: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. .})، أخرجه البخاري.
(14) كما قال تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} البقرة 275.
(15) الدغل: هو الذي يبغي الشر، انظر تهذيب اللغة 8/ 71.
(16) الوشاية والنميمة بين الناس.(39/98)
نصيحة غالية من الشيخ عبد الرزاق عند دراسة العقيدة
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 02:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنبيه من الشيخ عبد الرزاق (وفقه الله)
على أمر قد نغفل عنه عند دراستنا للعقيدة
==============================
يقول الشيخ البدر -حفظه الله على طاعته-
في معرض ذكره لأمور مهمة نبّه عليها في مقدمة كتابه
(تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي)
... أود التنبيه على شيء قد نغفل عنه عند دراسة العقيدة!!
يقول ابن القيم رحمه الله:
كل علم و عمل لايزيد الايمان واليقين قوة فمدخول!!!
وكل ايمان لايبعث على العمل فمدخول!!
يعني دخله شيء إما رياء , أو إرادة الدنيا , أو نحو ذلك، فلا ينتفع به , ولا يبارك فيه
ولهذا فإن حسن النية في دراسة العقيدة وفي دراسة أمور الدين عموما أمر لابد منه
فعندما يتعلم العبد العقيدة لا يدرسها من أجل زيادة الاطلاع وكثرة المعرفة
وإنما عليه أن يتعلمها لأنها دين الله الذي أمربه عباده , ودعاهم اليه ,
وخلقهم لاجله , وأوجدهم لتحقيقه فيجتهد في فهم أدلتها ,
ويتقرب الى الله عز وجل باعتقادها والايمان بها ويرسخها في قلبه ويمكن لها في فؤاده
فإذا درس العقيدة بهذه النية أثمرت فيه ثمرات عظيمة ,
وأثرت في سلوكه وأعماله وأخلاقه , وفي حياته كلها
أما اذا كانت دراسته للعقيدة مجرد جدل و نقاش!! ولم يعتن بجانب
تزكية القلب بالايمان والثقة والاطمئنان بهذا الاعتقاد الذي امر الله عز وجل به عباده
لم تكن مؤثرة!!
ومن الامثلة على ذلك_فيما يتعلق بالايمان برؤيةالله_: قول النبي صلى الله عليه وسلم:
(إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون البدر، لا تضامون
-وفي رواية: لاتضارون- في رؤيته , وفي رواية: لاتضامون في رؤيته (بتشديد الضاد)
فان استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا
ثم قرأ: (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) طه، يعني صلاة الفجر وصلاة العصر.
لاحظ الارتباط بين العقيدة والعمل
ذكر لهم العقيدة التي هي الايمان برؤية الله , ثم ذكر لهم العمل الذي هو ثمرة هذا الاعتقاد
فقال لهم: (فان استطعتم الا تغلبوا ... )
فلو أن شخصا درس أحاديث الرؤيا , وتتبع طرقها وأسانيدها
وناقش المتكلمين في شبهاتهم حولها, ثم انه مع ذلك أخذ يفضل السهر في الليل
ويضيع صلاة الفجر!! بل قد لا يكون لهذه الصلاة وزن عنده!!
ينادي المؤذن الصلاة خير من النوم وهو بلسان حاله وفعله النوم عنده خير من الصلاة!!
فأي أثر لهذا الاعتقاد عليه!!
نسأل الله العافية.
إن مثل هذا يحتاج إلى تصحيح نيته ومقصده في دراسة العقيدة
حتى تثمر الثمرة المرجوة , وتحقق الآثار المباركة على صاحبها
فالمسلم يتعلم العقيدة لانها عقيدته ودينه الذي امره الله عزوجل به
ويجتهد في ان تكون لها أثر عليه وعلى عبادته وتقربه الى الله عز وجل ... )
انتهى كلامه اسعده الله كما اسعدنا بكلامه
فيا اخواني واخواتي في المنتدي , نصيحة لوجه الله
عليكم بنصيحة الشيخ عبد الرزاق ولا يهمكم المنصب او الشهادة
او كثرة العلم ولا اي احد عليكم بأنفسكم
وحبوا العقيدة من قلوبكم تثمر وتنتج صالح اعمالكم.
أختكم أمل السلفيه بإذن الله،،
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 02:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وهي نصيحة نفيسة غالية كما تفضلتم
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 04:19 ص]ـ
العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل
فائدة نفيسة جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الله السعيدي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 04:07 م]ـ
جزى الله فضيلة الشيخ عبد الرزاق خير الجزاء وشكر الله سعي الناقل
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[27 - 03 - 07, 12:51 ص]ـ
تنبيه في محله
جزاه الله خيرا
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[28 - 03 - 07, 08:50 ص]ـ
نقل جميل وموفق غفر الله لك وجعلنا من اتباع المنهج السلفي الذي ربما استحى بعض اتباعه
ان يقول انا سلفي مع ان الانتساب اليه واجب
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 11:03 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 02:34 ص]ـ
مؤسف والله من كان منهجه هو المنهج السلفي و يستحي من ذكر ذلك،،
و الآخرين من الفرق الضاله تفتخر بإنتمائها لها،،،
.:.
أسأل الله ان يجعل طلبنا للعلم خالصه لوجه،
.:.
جزاكم الله خيرا،،
.:.
ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[31 - 03 - 07, 05:45 م]ـ
احسنت
ـ[أبو ذر المكي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 07:01 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبادة السلفي]ــــــــ[01 - 04 - 07, 02:35 ص]ـ
بارك الله في الفاضلة على هذا النقل الطيب و بارك الله في الشيخ عبد الزاق البدر حفظه الله
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 04:22 ص]ـ
جزاكي الله خير الجزاء على نقل هذا الكلام الطيب
فهذه تذكرة مهمة للغاية
بارك الله فيكي يا ام مالك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/99)
ـ[سهير أحمد]ــــــــ[04 - 04 - 07, 03:46 م]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
كل علم و عمل لايزيد الايمان واليقين قوة فمدخول!!!
وكل ايمان لايبعث على العمل فمدخول!!
بارك الله فيك اختي على النقل الطيب والنصيحة المباركة
والله المستعان
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 05:23 م]ـ
و بورك فيكم،،
ـ[ابوعبدالله المصرى]ــــــــ[04 - 04 - 07, 10:10 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم ...
ـ[أم أنس الدّوسي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 11:22 ص]ـ
جزاكم الله خبرا على هذه الفائدة الرائعة
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[06 - 04 - 07, 03:25 ص]ـ
أحستنم بارك الله فيك
ـ[أم عُمَر]ــــــــ[06 - 04 - 07, 09:20 ص]ـ
جزاكم الله خيراً .. ونفع الله بكم،،
وفق الله الشيخ وجزاه عنا خيراً ..
ـ[باحثة شرعية]ــــــــ[07 - 04 - 07, 08:30 ص]ـ
بارك الله فيك أخيّة،، و جزى الله الشيخ خير الجزاء
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 04 - 07, 11:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا اختي الكريمة
نحتاج لمثل هذا
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 05:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا،،
ـ[عبدالرحمن ناصر]ــــــــ[18 - 04 - 07, 02:00 ص]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ وفي الإخوة ...
وهنا إضافة:
من يشرح أحد كتب الاعتقاد فليتطرق لمثل هذه الوصية عند حديثه عن الصفة
ويربطها بواقع المتعلم وعباداته القلبية والعملية ..
ـ[أبو صلاح الأثري]ــــــــ[19 - 04 - 07, 01:38 م]ـ
حفظ الله الشيخ عبد الرزاق عفيفي البدر
بارك الله فيكِ يا أختنا على نقلك لهذا الموضوع المفيد
نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[22 - 04 - 07, 12:08 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب، وجزى الشيخ الفاضل خير الجزاء على هذه الكلمات النافعة ,,,
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[22 - 04 - 07, 02:21 م]ـ
نصيحة ثمينة غالية ... (اللهم وفقنا للعمل بها والثبات على ذلك)
جزاكم الله خيراً ونفع بكم.
ـ[أبو عروة]ــــــــ[22 - 04 - 07, 03:47 م]ـ
حفظ الله الشيخ وحفظك من كل شر وجزاك الله خيرا
ـ[أبو أبي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 03:22 ص]ـ
اللهم احفظنا بالإخلاص وويسره لنا وقونا على حظوظ أنفسنا(39/100)
كيف أرد على أحد الخبثاء من منكري السنة حيث أنه ينكر خطبة الجمعة؟
ـ[عمر أحمد العاني]ــــــــ[26 - 03 - 07, 09:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الكرام
في حوار لي مع احد منكري السنة الشريفة قال:
ان خطبة الجمعة من الامور المبتدعة ولم تكن في عهد النبي صلى الله وعليه وسلم
وقرن مزاعمه هذه بقوله
ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى عشرة سنوات يحكم دولة
فمن خلال حساب رياضي يكون هناك المفروض حوالي 480 خطبة ليوم الجمعة
اين هي؟؟؟
فاجبته ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يبلغ القرآن الكريم في خطبة الجمعة لكونها تضم
حشدا كبيرا من الناس وليضمن عليه الصلاة والسلام وصول القرآن الكريم
الى هذا العدد الكبير .. بالاضافة الى ان الاحاديث النبوية الشريفة تضم ايضا
الوصايا التي بلغ بها عليه الصلاة والسلام في خطبه ..
فقال: تصفحت البخاري ولم اجد ما يشير الى هذا القول .. بل ان ما موجود عن خطب
الجمعة او منقول عنها لا يتجاوز 2% من مجمل الكتاب
اخوتي الاحبة
ارجوكم سرعة الرد على هذه الشبهة
اين هي خطب الرسول الكريم؟؟؟
وهل ان تلك المزاعم بخلو الاحاديث من الاشارة اليها او الى الوصايا الواردة
فيها وان ما موجود لا يتجاوز 2%؟؟؟
اعينوني اعانكم الله لنذود عن سنة خير البشر وخاتم النبيين ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[26 - 03 - 07, 10:40 م]ـ
فقال: تصفحت البخاري ولم اجد ما يشير الى هذا القول .. بل ان ما موجود عن خطب [/ FONT][/COLOR]
الجمعة او منقول عنها لا يتجاوز 2% من مجمل الكتاب [/ RIGHT]
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا اخي هاهو يرد على نفسه
حتى لو كانت 1\ 1000 فهذا يدل على سنتها
والاحاديث التي تدل على وجوبها وعلى غسلها وكيفيتها
ثانيا: لو سلمنا بقوله وزدنا عليه ايضا ان الرسول لم يصليها نهائيا يبقى السؤال:من هو الذي ابتدع صلاة الجمعة؟ فأن قال الخلفاء الراشدون فنقول انت ملزم بأتباعهم
والله اعلم
ـ[عمر أحمد العاني]ــــــــ[26 - 03 - 07, 10:46 م]ـ
اخي الحبيب احمد
هذا لا يعترف بالسنة ومن منكريها
ويطرح الشبهة بشكل لعين
اذ يقول .. ومن الغرابة ان هناك 480 خطبة للنبي الكريم كما يقولون
ولا أثر لها في كتبهم سوى لواحدة او اثنين
فاين الباقي؟؟؟
كما يقول ان من العجيب ان الاحاديث التي تتحدث او تشير الى اقوال النبي الكريم
التي قالها اثناء خطب الجمعة في صحيح البخاري
لا تتجاوز 2%
اخي الحبيب. ماذا ارد عليه؟؟
كيف ادحض استفساره وارده على رأسه؟؟
افدني افادك الله
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[26 - 03 - 07, 11:08 م]ـ
قل له اين تجد قي القران ان صلاة الفجر ركعتان والظهر اربع والمغرب ثلاث ركعات
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 02:29 ص]ـ
الصحابة نقلوا ألوف الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يشترطوا أن يبينوا أن هذه الأحاديث كانت في الخطبة أو في غير الخطبة.
وهناك أحاديث كثيرة أيضا صرَّحَ الصحابة فيها بأنهم سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، مع أنها أسطر يسيرة، كحديث عمر بن الخطاب في النية، وحديث معاوية في الفقه في الدين، وحديث أنس في الاستسقاء، وحديث ابن عمر في صلاة الليل، وحديث أم حبيبة في الإحداد، وحديث أبي سعيد الخدري فيما ينبت الربيع، وحديث ابن عباس في الحشر، وحديث جابر في وصف الخطبة، وغير ذلك كثير.
فمن قال إنها لم تنقل؟ بل نقل كثير منها، ولكن لا يشترط أن ينصوا على أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها في الخطبة.
ثم إن كثيرا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم مما يخص الفتن ونحو ذلك لم تنقل، كما في حديث أبي هريرة ( ... فلو بثثته لقطع هذا البلعوم)
وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتحرجون من كثرة الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يروون إلا ما يحتاج إليه الناس من أمر دينهم.
وقد زعم بعض المعاصرين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب الناس بالقرآن محضا، وهذا صحيح إن أراد أنه كان يفعله أحيانا لا دائما، كما في حديث أم هشام في قراءة سورة ق كل جمعة، وحديث عمر في قراءة سورة النحل على المنبر، ولكن من المحال أن يكون ذلك ديدنه في جميع خطبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/101)
ثم إن الصحابة - بدءا من الخلفاء ثم من وَلَّوْهُم من الأمراء - خطبوا مئات الخطب على المنابر بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فهل يستطيع أحد أن يقدح في ذلك أيضا؟
هذا متواتر تواترا لا يخفى على آحاد الناس فضلا عن أهل العلم، فهل سينكر أيضا أن الصحابة كانوا يخطبون الجمع؟ أم تراه سيقول: إن الصحابة جميعا تواطئوا واتفقوا على ابتداع خطبة الجمعة وإحداثها في الدين بعد أن لم تكن؟!!
يا أخي الكريم، دعك من بنيات الطريق، فالوقت أنفس من إضاعته مع أمثال هؤلاء الذين ينكرون البدهيات ويجادلون في المسلمات!
ـ[ابو هبة]ــــــــ[27 - 03 - 07, 03:39 ص]ـ
الاخوة الكرام
في حوار لي مع احد منكري السنة الشريفة قال:
ان خطبة الجمعة من الامور المبتدعة ولم تكن في عهد النبي صلى الله وعليه وسلم
أخي الفاضل عمر وفقه الله,
إن سمحت لي ذكرتُ أموراً من فنيات المناظرة مع مثل هذا عسى الله أن ينفع بها. أما الرد على الشبهة فقد أجاب عنه من هو أعلم مني.
لعل الأولى عند مناظرة مثل هذا التركيز على مناقشة الأصل و هو إنكاره حجية السنة النبوية. و الواجب الحذر حتى لا (تتجرر) لمناقشة فروع و تطبيقات المسألة, فإنها أكثر من ان تُدرك.
و مما قد يعينك على الرد على مثل هذا إستعمال قاعدة الإلزام, فلازم القول يقع مقام القول إن كان حقاً لازماً للقول, فابحث عن لوازم قاعدته الفاسدة و الزمه بها. وخذ على ذلك أمثلةً من واقعه هو وقم بإحراجه ببيان تخبطاته و تناقضه.
و لا تنتظر حتى يمطرك بالسؤالات.
و من اللطائف ما حُكي لي عن الشيخ محمد مصطفى عبد القادر, من شيوخ أنصار السنة بالسودان, أنه دُعِيَ لمناظرة أحد منكري السنة كصاحبك هذا فقال نعم و لكن اصنعوا لنا طعاماً قبل المناظرة و ليكن فيه سمك و كبد و ادعو صاحبكم. فاجتمعوا و أكثر المبتدع من الأكل فلما فرغوا سأله الشيخ هل تعلم ان في هذا الطعام ميتةٌ و دم؟ قال الميتدع وأين؟ قال الشيخ هذا السمك من ذكاه؟ وهذه الكبدة دم؟ (وانت واقع فيها ضرب) فقال المبتدع لكنها حلال.فألزمه الشيخ بتقييد الاية:
قوله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} بحديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن ابن عُمَرَ رضي الله عنهُمَا قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: " أُحِلّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ. فأمّا المَيْتَتَانِ: فالجَرَادُ والحُوتُ وأمّا الدَّمَانِ: فالكَبِدُ والطحَالُ " أخرجه أحمد وابنُ ماجَهْ. و انتهت المناظرة قبل ان تبدأ.
وفقك الله للذب عن سنة نبيه و أظهرك على أعدائها, امين.
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[27 - 03 - 07, 05:24 ص]ـ
فألزمه الشيخ بتقييد الاية:
قوله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} بحديث النبي عن ابن عُمَرَ رضي الله عنهُمَا قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: " أُحِلّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ. فأمّا المَيْتَتَانِ: فالجَرَادُ والحُوتُ وأمّا الدَّمَانِ: فالكَبِدُ والطحَالُ " أخرجه أحمد وابنُ ماجَهْ. و انتهت المناظرة قبل ان تبدأ.
حدث لي موقع مشابه مع أحد الذين ينكرون السنة بهواهم! وليس بعقولهم!
كان يقول لي: (لماذا تقولون أن لحم الحمار حرام ولحم الحصان حلال؟) ..
قلت: (هذا ما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم) ..
فقال كلامًا كثيرًا عن الأحاديث الموضوعة وأنه لا سبيل لمعرفة الصحيح من الضعيف ... إلخ هذا الكلام الخائب ..
فقلت له: (هل الجراد حلال؟ هل الطحال والكبد حلال؟) ..
قال: (نعم حلال)!!
قلت: (ما الدليل والجراد ميتة والطحال دم؟ وهما محرمان في القرآن؟) ..
هنا فهم ما أريد الإشارة إليه، فسكت والحمد لله ..
أسأل الله أن يهديهم، أو يريحنا منهم ..
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 09:28 م]ـ
أخي الكريم؛ إن أمثال هؤلاء لايحسن محاورتهم ولا الالتفات إليهم، لأنهم يحملون بذور التشكيك والإفساد، ويحاولون نقل الوباء الذي أصابهم إلى الأصحاء، فاتركهم يموتون بوبائهم، أو يتوبوا إلى ربهم.
نسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة.(39/102)
أبواب البدعة والشكوك والزندقة
ـ[الضبيطي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 10:50 م]ـ
إذا أردت الاستقامة على الحق وطريق أهل السنة قبلك، فاحذر الكلام،وأصحاب الكلام والجدال والمراء والقياس والمناظرة في الدين، فإن استماعك منهم وإن لم تقبل منهم يقدح الشك في القلب، وكفى به قبولا فتهلك، وما كانت زندقة قط،ولا بدعة، ولا هوى، ولاضلالة، إلا من الكلام والجدال والمراء والقياس وهي أبواب البدعة والشكوك والزندقة.
وجاء رجل إلى الحسن فقال: أنا أناظرك في الدين، فقال الحسن: أنا عرفت ديني، فإن ضل دينك فاذهب فاطلبه.
قال يونس بن عبيد: العجب ممن يدعو اليوم إلى السنة، وأعجب منه من يجيب إلى السنة فيقبل.
وكان ابن عون يقول عند الموت: السنة! السنة! وإياكم والبدع حتى مات رحمه الله.
قال الفضيل بن عياض: لاتجلس مع صاحب بدعة، فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة. وقال أيضا: من عظم صاحب بدعة، فقد أعان على هدم الإسلام.
قاله الإمام الحسن البربهاري رحمه الله في كتابه / شرح السنة ص118،120،128.
اللهم اجعلني وإخواني المسلمين والمسلمات متبعين لامبتدعين وارزقنا التمسك بكتابك وسنة نبيك محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى الممات.
ـ[الضبيطي]ــــــــ[23 - 01 - 09, 09:27 م]ـ
من رجل لها؟
لهذه الأبواب أعني أبواب البدع والزندقة والشكوك التي انفتحت على الناس اليوم كانفتاح أبواب جهنم أمام الكفار كقوله تعالى: " حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها ... " فرب رجال حازمين ينبرون لها فيغلقونها عن الناس لتسلم لهم أخلاقهم ودينهم.(39/103)
أبواب البدع والشكوك والزندقة
ـ[الضبيطي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 12:59 ص]ـ
إذا أردت الاستقامة على الحق وطريق أهل السنة قبلك، فاحذر الكلام، وأصحاب الكلام والجدال والمراء والقياس والمناظرة في الدين، فإن استماعك منهم وإن لم تقبل منهم يقدح الشك في القلب، وكفى به قبولا، فتهلك، وما كانت زندقة قط ولا بدعة ولاهوى ولا ضلالة، إلا من الكلام والجدال والمراء والقياس وهي أبواب البدعة والشكوك والزندقة.
جاء رجل إلى الحسن، فقال: أنا أناظرك في الدين، فقال الحسن: أنا عرفت ديني، فإن ضل دينك، فاذهب فاطلبه.
قال الفضيل بن عياض: لا تجلس مع صاحب بدعة، فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة. وقال أيضا: من عظم صاحب بدعة، فقد أعان على هدم الإسلام.
انظر كتاب / الإمام الحسن البربهاري (شرح السنة ص 118، 120، 128).
اللهم أحيني على الإسلام والسنة وأمتني عليهما وكل من قرأ هذا الموضوع والمسلمين والمسلمات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.(39/104)
حكم الصلاة فى مسجد به ضريح؟
ـ[محمود يس]ــــــــ[27 - 03 - 07, 10:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الكرام
لدينا مسجد بجواره ضريح لأحد المقبورين خارج المسجد, ويحيط سور بالمسجد والقبر معا
فاختلفنا فى حكم الصلاة فى هذا المسجد
فهل هناك فتوى لأحد علمائنا في مسألة مماثلة أكرمكم الله؟؟
ـ[ناصر أبو بدر]ــــــــ[27 - 03 - 07, 11:00 ص]ـ
هل أفهم من كلامك أن الضريح خارج فناء المسجد؟
ـ[محمود يس]ــــــــ[28 - 03 - 07, 03:21 ص]ـ
الضريح بساحة خارج المسجد
لكنها محاطة مع المسجد بسور خارجى
و القبر ليس في إتجاه القبلة
ـ[محمود يس]ــــــــ[28 - 03 - 07, 04:04 ص]ـ
أعتذر لإخوانى من المشرفين
فلم أنتبه لهذا التنبيه
قبل كتابة الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=94878
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 10:22 ص]ـ
السؤال:
بارك الله فيكم يقول المستمع من العراق حكم الصلاة في مسجد فيه قبر وهل يستوي الحكم إذا كان القبر ليس من ضمن الجامع أي في الحوش مثلاُ فقد سمعنا فتوى تقول بأنه تجوز الصلاة إذا كان غير مستقبل القبر ونيتك إلى الله أرجو بهذا إفادة؟
الشيخ:
[الذي نرى في هذه المسألة أنه لا يخلو الأمر من حالين الأولى أن يكون المسجد سابقاً على القبر فإذا كان سابقاً على القبر فإن الصلاة تصح فيه إلا إن يكون القبر في القبلة فإنه لا يجوز استقبال القبور حال الصلاة لما ثبت في صحيح مسلم أن أبي مرثد الغنوي أن النبي صلي الله عليه وسلم قال (لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا عليها) أما إذا كان القبر سابقاً على المسجد ولكن بني المسجد عليه فإن الصلاة في المسجد لا تصح سواء كان القبر في جوف المسجد أو في حوش المسجد لأن النبي صلي الله عليه وسلم نهى عن البناء على القبور واتخاذها مساجد فإذا اتخذها الإنسان مسجداً فقد عصى الله ورسوله وفعل ما لم يرد به أمر الله ورسوله وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) هذا هو التفصيل في مسألة الصلاة التي في المسجد الذي فيه قبر نعم].
الشيخ العلامة ابن عثيمين " فتاوى نور على الدرب".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 10:23 ص]ـ
السؤال:
له فقرة أخرى فضيلة الشيخ يقول ما حكم الشرع في نظركم يا فضيلة الشيخ في الصلاة في مسجد به ضريح؟
الجواب:
[الضريح يعني القبر والمسجد الذي فيه ضريح لا يخرج من حالين إما أن يكون المسجد مبنياً على الضريح يعني على القبر فهذا مسجدٌ لا تصح الصلاة فيه لأنه مسجدٌ لا يجوز إقراره شرعاً بل يجب هدمه وتخلي المكان عنه وعن الصلاة حول القبر لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا تصلوا إلى القبور والحال الثانية أن يكون المسجد سابقاً على القبر ولكن يدفن فيه الميت لسبب من الأسباب فهذا المسجد تصح فيه الصلاة بشرط أن لا يكون القبر في القبلة ولكن يجب أن ينبش هذا القبر وأن يدفن مع الناس في المقبرة ولا يحل إبقاؤه في المسجد لأن المساجد إنما بنيت للصلاة فيها لا للدفن فيها ثم إن الميت لا ينتفع بدفنه في المسجد الميت إن كان من أهل السعادة فهو في سعادة ولو دفن في أقصى البر وإن كان من أهل الشقاوة فهو من أهل الشقاوة ولو دفن في المسجد وإنا بهذه المناسبة ننصح إخواننا الذين ابتلوا بهذا أن يطالبوا إما بهدم المسجد إن كان مبنياً على القبر بأن يكون القبر سابقاً عليه ثم بني عليه المسجد وإما بإخراج الميت من قبره حتى يدفن مع الناس إذا كان المسجد سابق للقبر لأنه ليس لأهل الميت الحق في أن يدفنوه في المسجد الذي أعد للصلاة].
فتاوى نور على الدرب.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 10:28 ص]ـ
السؤال:
هذا السائل من تونس م. ن. ح. ش. يقول في السؤال الأول هل تجوز الصلاة في مسجد جزء منه على حافة الطريق والجزء الآخر في المقبرة مع العلم بأنه بني على ضريح ولي صالح؟
الجواب:
[لا يجوز أن يصلي الإنسان في مسجد بني على ضريح أي على قبر لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أولياءهم مساجد) فهذا المسجد مسجد محرم يجب هدمه أما لو كان المسجد قديما ثم دفن فيه ميت فإنه يجب أن ينبش الميت ويدفن مع الناس فإن لم يمكن نظرنا إن كان الميت في جهة القبلة فإنه لا يصلى إلى الميت وإن كان خلف القبلة أو عن اليمين أو عن اليسار فلا بأس أن يصلى في هذا المسجد].
الشيخ العلامة ابن عثيمين "فتاوى نور على الدرب"
ـ[محمود يس]ــــــــ[28 - 03 - 07, 01:49 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى الكريم
ووفقنا الله إلى ما يحب ويرضى(39/105)
ما عقوبة الكفر الأصغر؟
ـ[ابو أحمد سليمان]ــــــــ[27 - 03 - 07, 01:00 م]ـ
ما موقف السلطان ممن يثبت في حقِّه حكمٌ بالكفر الأصغر؟
هل يعتبر مرتدّاً فيستتاب؟
أم له عقوبة تعزيريّة متصاعدة؟
هل اتخاذ شعارات ورموز غير المسلمين هو من الكفر الأصغر؟
=============
للتعريف بالكفر الأصغر
انظر الرابطين التاليين:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90641
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93635(39/106)
ماوجه ارتباط البدع العملية بالاعتقاد؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 06:38 م]ـ
هناك بدع عملية في الطهارة والصلاة والحج وغيرها
فماوجه ارتباطها بالاعتقاد، وكيف نرد على من يفرق بينها وبين البدع الاعتقادية من كل وجه؟.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 - 03 - 07, 11:38 ص]ـ
للرفع
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - 03 - 07, 11:48 م]ـ
وجه ذلك والله أعلم ما ذكره الشاطبي رحمه الله في الاعتصام (1|544): وأما في البدع فثبت لها أمران:
أحدهما: أنها مضادة للشارع ومراغمة له حيث نصب المبتدع نفسه نصب المستدرك على الشريعة لا نصب المكتفي بما حد له
والثاني: أن كل بدعة ـ وإن قلت ـ تشريع زائد أو ناقص أو تغير للأصل الصحيح وكل ذلك قد يكون على الانفراد وقد يكون ملحقا بما هو مشروع فيكون قادحا في المشروع ولو فعل أحد مثل هذا في نفس الشريعة عامدا لكفر إذ الزيادة والنقصان فيها أو التغيير ـ قل أو كثر ـ كفر فلا فرق بين ما قل منه وما كثر فمن فعل مثل ذلك بتأويل فاسد أو برأي غالط رآه أو ألحقه بالمشروع إذا لم تكفره لم يكن في حكمه فرق بين ما قل منه وما كثر لأن الجميع جناية لا تحملها الشريعة بقليل ولا بكثير
ويعضد هذا النظر عموم الأدلة في ذم البدع من غير استثناء في الفرق بين بدعة جزئية وبدعة كلية
2 - وقرر كذلك أن البدع كالمعاصي منها الكبير والصغير
3 - وقال أيضا:وإذا قلنا إن من البدع ما يكون صغيرة فذلك بشروط
أ- أن لا يداوم عليها
ب- أن لا يدعو إليها ..
الاعتصام (1|551)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 05:31 م]ـ
شكر الله لك(39/107)
إشكال في حديث أبي ذر أدنى أهل الجنة منزلة
ـ[أبو حارثة المصري]ــــــــ[28 - 03 - 07, 12:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفق الله الجميع لكل خير
قال الإمام مسلم في صحيحه
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبى حدثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبى ذر قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إنى لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها. فتعرض عليه صغار ذنوبه فيقال عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا. فيقول نعم. لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه. فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة. فيقول رب قد عملت أشياء لا أراها ها هنا». فلقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحك حتى بدت نواجذه.
السؤال
كيف بدلت سيئاته حسنات وقد عذب بل هو أكثر أهل الإيمان عذابا
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 06:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
الذي ظهر والله أعلم أن السيئات يدخل بها النار و الحسنات ينجى بها من النار بالاضافة إلى أنه ترفع بها الدرجات في الجنة فإذا عذب بذنوبه ثم بدلت سيئاته حسنات دخل الجنة بخروجه من النار و رفعت درجته بقدر ما بدل من سيئاته فنفس السيئات التي عذب بها بدلت حسنات بعد عذابه فرفع بها في الجنة.
هكذا يبدو لي و لا يشترط - حسب الحديث - أن يكون التبديل قبل العذاب لأن التبديل ليس حساب وإنما هو رحمة و مغفرة و فضل من الله فلا يشترط أن يكون قبل العذاب أي داخلا في الحساب.
ومثل ذلك قوله تعالى لنفس هذا الرجل حيث ورد عند مسلم بلفظ آخر: آخر من يخرج من النار رجل .... , ثم يذكر من مشيه عل السراط و زحفه و مكوثه تحت الشجره ثم يقول له تعالى: لك مثل الدنيا فيعجب فيزيده و يقول لك مثلها وعشر أمثالها ...
وهذا الحديث مشهور لأن في آخره قوله " أتسخر مني و أنت الملك " حيث جرت حولها نقاشات كثيرة من ناحية العقيدة.
والله أعلم.
ـ[أبو حارثة المصري]ــــــــ[28 - 03 - 07, 09:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
الذي ظهر والله أعلم أن السيئات يدخل بها النار و الحسنات ينجى بها من النار بالاضافة إلى أنه ترفع بها الدرجات في الجنة فإذا عذب بذنوبه ثم بدلت سيئاته حسنات دخل الجنة بخروجه من النار و رفعت درجته بقدر ما بدل من سيئاته فنفس السيئات التي عذب بها بدلت حسنات بعد عذابه فرفع بها في الجنة.
هكذا يبدو لي و لا يشترط - حسب الحديث - أن يكون التبديل قبل العذاب لأن التبديل ليس حساب وإنما هو رحمة و مغفرة و فضل من الله فلا يشترط أن يكون قبل العذاب أي داخلا في الحساب.
ومثل ذلك قوله تعالى لنفس هذا الرجل حيث ورد عند مسلم بلفظ آخر: آخر من يخرج من النار رجل .... , ثم يذكر من مشيه عل السراط و زحفه و مكوثه تحت الشجره ثم يقول له تعالى: لك مثل الدنيا فيعجب فيزيده و يقول لك مثلها وعشر أمثالها ...
وهذا الحديث مشهور لأن في آخره قوله " أتسخر مني و أنت الملك " حيث جرت حولها نقاشات كثيرة من ناحية العقيدة.
والله أعلم.
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على إهتمامك
تنبيه أنا ما ذكرت الإشكال لكي أجادل أو أناقش ولكن هذا الحديث أشكل علي فعلا
لو قلنا أن السيئات يدخل بها النار و الحسنات ينجى بها من النار فهذا فيه إشكال
أولا هذا لم ينجوا من النار بل هو أكثر أهل الإيمان عذابا لأنه آخر أهل النار خروجا
ثانيا هل خرج من النار بتبديل سيئاته حسنات أم بأصل التوحيد
ثالثا لو قلنا أنه ترفع بها الدرجات في الجنة فإذا عذب بذنوبه ثم بدلت سيئاته حسنات دخل الجنة بخروجه من النار و رفعت درجته بقدر ما بدل من سيئاته فنفس السيئات التي عذب بها بدلت حسنات بعد عذابه فرفع بها في الجنة.فيشكل عليه أنه أدنى أهل الجنة منزلة فكيف يرفع هل سيعلوا علم من هو أكثر منه حسنات أو أقل منه سيئات(39/108)
معتقد الشيعة اللئام في الملائكة الكرام.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 03:08 م]ـ
خلق الملائكة عند الرافضة:
خلقوا من نور الأئمة، قالوا: [خلق الله من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة. وقالوا: إن الله تعالى خلق الملائكة من نور علي] " أصول مذهب الشيعة".
والملائكة عند الرافضة ليس لهم شغل إلا الأئمة وأبناء الأئمة وقبور الأئمة وزوار قبور الأئمة!! حتى تجرأوا وقالوا إن الملائكة خدم للأئمة ولمحبي الأئمة، قالوا: [إن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا] " أصول مذهب الشيعة".
وزعموا أنه قيل لأبي نواس الشاعر الماجن!: لِمَ لَمْ تمدح الإمام علي الرضا؟
فقال:
لماذا تركت مدح ابن موسى
والخصال التي تجمعن فيه
قلت: لا أستطيع مدح إمام
كان جبريل خادما لأبيه!!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية الإمام - رحمه الله تعالى عن هذه الأبيات في "منهاج السنة": [وهي لو كانت صدقا لم تصلح أن تثبت فضائل شخص بشهادة شاعر معروف بالكذب والفجور الزائد الذي لا يخفى على من له أدنى خبرة بأيام الناس فكيف والكلام الذي ذكره فاسد .... ثم كون الرجل من ذرية الأنبياء قدر مشترك بين الناس فإن الناس كلهم من ذرية نوح عليه السلام ومن ذرية آدم وبنو إسرائيل يهوديهم وغير يهوديهم من ذرية إبراهيم وإسحاق ويعقوب،
وأيضا فتسمية جبريل رسول الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم خادما له عبارة من لا يعرف قدر الملائكة وقدر إرسال الله لهم إلى الأنبياء ولكن الرافضة غالب حججهم أشعار تليق بجهلهم وظلمهم وحكايات مكذوبة تليق بجهلهم وكذبهم، وما يثبت أصول الدين بمثل هذه الأشعار إلا من ليس معدودا من أولى الأبصار].انتهى باختصار.
وقال ابن أبي العز في " شرح العقيدة الطحاوية": [وحملني على بسط الكلام هنا - أي المفاضلة بين الأنبياء والملائكة - أن بعض الجاهلين يسيئون الأدب بقولهم: كان الملك خادما للنبي صلي الله علية وسلم أو إن بعض الملائكة خدام بني آدم؛ يعنون الملائكة الموكلين بالبشر، ونحو ذلك من الألفاظ المخالفة للشرع المجانبة للأدب].
بل زعموا أن الملائكة تدعوا الله أن يرزقها شرف خدمة الأئمة!! كما جاء في حديث طويل لهم: [إن جبريل دعا أن يكون خادما للأئمة قالوا: فجبريل خادمنا] " بحار الأنوار"
وتفضيل الأئمة على الملائكة أمر مشهور عنهم ذكروه في كتبهم:
قال المجلسي: [باب تفضيلهم عليهم السلام على الأنبياء وعلى جميع الخلق وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق وأن أولي العزم إنما صاروا أولي العزم بحبهم!!] " بحار الأنوار".
وهذه العقيدة مستمرة فيهم حتى يومنا هذا، ولهذا لما ظهر الخميني الهالك أكد على هذه العقيدة ودعا إليها فمما قاله في هذا الباب: [إن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل ... وقد ورد عنهم – أي الأئمة – أن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل]. " الحكومة الإسلامية".
[ولذلك زعموا أن الملائكة مكلفون بمسألة الولاية، ولكنهم يقولون بأنه لم يستجب منهم إلا طائفة المقربين، والعقوبة تحل بمن أبى، حتى إن أحد الملائكة عوقب بكسر جناحه لرفضه ولاية أميرالمؤمنين!!، ولم يبرأ إلا حينما تمسح وتمرغ بمهد الحسين،
ولم تتشرف الملائكة إلا بقبولها ولاية علي؛
وحياة الملائكة موقوفة على الأئمة والصلاة عليهم وعلى محبيهم والاستغفار لشيعتهم المذنبين!!!] " أصول مذهب الشيعة".
ومما رووه عن الأئمة في ذلك: قال أبو عبد الله – أي: جعفر الصادق- وهذا الكلام [[ليس من قوله بل من كذبهم عليه]]: [إن الملائكة لتنزل علينا في حالنا وتتقلب على فرشنا وتحضر موائدنا وتأتينا من كل نبات في زمانه رطب ويابس، وتقلب علينا أجنحتها، وتقلب أجنحتهاعلى صبياننا، وتمنع الدواب أن تصل إلينا، وتأتينا في وقت كل صلاة لتصليها معنا، وما من يوم يأتي علينا ولا ليل إلا وأخبار أهل الأرض عندنا وما يحدث فيها!، وما من ملك يموت في الأرض ويقوم غيره إلا وتأتينا بخبره وكيف كانت سيرته في الدنيا].، [وزعموا أن الملائكة تتولى رعاية أبناء الأئمة، وأن وسائد وقلائد أبنائهم يأخذونها من أجنحة الملائكة] " أصول مذهب الشيعة ".
ومثل هذا كثير من الأساطير التي ورثوها عن المجوس وحكاياتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/109)
ومن أبشع اعتقاداتهم في الملائكة – و عامة ما عندهم بشع شنيع- ما تعتقده بعض فرقهم الغرابية منهم حيث زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أشبه بعلي من الغراب بالغراب، وأن الله عز وجل بعث جبريل عليه السلام بالوحي إلى علي فغلط جبريل بمحمد، ولا لوم على جبريل في ذلك لأنه غلط.
وقالت طائفة منهم: بل تعمد ذلك جبريل وكفروه ولعنوه!!!، لعنهم الله." الفصل".
وقال القاضي عياض: [وفي النوادر عن مالك في من قال: إن جبريل أخطأ بالوحي وإنما كان النبي علي بن أبي طالب، استتيب وإلا قتل؛
ونحوه عن سحنون وهذا قول الغرابية من الروافض سموا بذلك لقولهم: النبي صلى الله عليه وسلم أشبه بعلي من الغراب بالغراب] " الشفا".
وقال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى -: [جبريل عليه السلام معروف بأمين الوحي، وقد وصفه بذلك، وفيه رد على الرافضة الكفرة الذين يقولون: بأن جبريل أمر أن يوحي إلى علي فأوحى إلى محمد!! صلى الله عليه وسلم؛ ويقولون: خان الأمين فصدها عن حيدرة. وحيدرة لقب علي]." القول المفيد ".
[ومن مزاعمهم أن جبريل لا زال ينزل على أئمتهم، وأنه أول ما نزل على فاطمة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: وإن عندنا مصحف فاطمة عليها السلام، وما يدريهم ما مصحف فاطمة؟!! مصحف فيه مثل قرآنكم هكذا ثلاث مرات!!، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد؛ وأما كيف جاء فاطمة هذا المصحف، فإن فاطمة لما مات النبي صلى الله عليه وسلم حزنت حزنا شديدا فأرسل الله إليها جبرائيل يسليها ويحدثها!!، وكان علي – رضي الله عنه – مختبئا خلف الستار يكتب كلامه!!!، فهذا هو مصحف فاطمة بزعمهم] " عقيدة ختم النبوة "، " أصول مذهب الشيعة".
أما القبور وهم عبادها فلها عند الشيعة شأن عظيم، لن تجد فرقة من الفرق الإسلامية رفعت من شأن القبور واتخذتها دينا وسمتها مشاهد مثل الشيعة، فقد حرصوا على بناء القبور التي تحت أيديهم وسموا زيارتها حجا وألفوا في آدابها وأدعيتها المؤلفات، وعامة ما يجمعون الناس عليه اليوم إما زيارة القبور أو البكاء على أهلها الذين ماتوا ظلما بزعمهم، ومن وظائف الملائكة عندهم أنها حافة بقبور أئمتهم.
قالوا: [ومن خرج من منزله يريد زيارة الحسين كتب الله له بكل خطوة حسنة ...... إلى أن قال: وإذا قضى مناسكه أتاه ملك فقال: أنا رسول ربك يقرئك السلام ويقول لك استأنف فقد غفر لك ما مضى]. " أصول مذهب الشيعة".
ولم يكتفوا بذلك كعادتهم في الغلو والمبالغة بل زعموا أن الله تعالى عما يقوله الظالمون علوا كبيرا يزور قبور الأئمة فقالوا: [إن قبر أمير المؤمنين يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون!!!] " أصول مذهب الشيعة".
هذه عقائد هؤلاء الغلاة الضلال في الملائكة على وجه الإجمال، فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا.
والحمد لله رب العالمين.
من كتاب: " معتقد فرق المسلمين واليهود والنصارى والفلاسفة والوثنيين في الملائكة المقربين ".بتصرف
للشيخ الدكتور: محمد بن عبد الوهاب العقيل.
__________________
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - 10 - 07, 03:40 م]ـ
يرفع للفائدة.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 10 - 07, 04:23 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 10 - 07, 06:20 م]ـ
الشيخ المبارك / علي الفضلي
بارك الله فيكم، وزادكم من فضله.
ترّهات .... لو عرضت على بعض ضعاف العقول والمجانين لاستنكرها ..... فمالهم لا يعقلون ولا يفكرون ولا يتأملون؟؟!!.
أسأل الله أن يهديهم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[17 - 10 - 07, 07:30 ص]ـ
أسأل الله أن يهديهم.
بارك الله فيكم مشرفنا الغالي هيثم حمدان.
الشيخ الفاضل سامي: جزاكم الله خيرا، وأقول كما كان يقول كِشك - رحمه الله تعالى -: اللهم إن لم تهدهم فخذهم.(39/110)
قاعدة مفيدة جميلة يذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الماتع "الاستقامة".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 03:20 م]ـ
قاعدة مفيدة جميلة يذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الماتع "الاستقامة" ص 184 - 185:
قال شيخ الاسلام:
[وهذا الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه كما تقدم؛ ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة فكلما كثر البر والتقوى قوى الحسن والجمال وكلما قوى الإثم والعدوان قوى القبح والشين حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح فكم ممن لم تكن صورته حسنة ولكن من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه حتى ظهر ذلك على صورته، ولهذا ظهر ذلك ظهورا بينا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهرا بها في حال الصغر لجمال صورتها،وهذا ظاهر لكل احد فيمن يعظم بدعته وفجوره مثل الرافضة وأهل المظالم والفواحش من الترك ونحوهم فإن الرافضي كلما كبر قبح وجهه وعظم شينه حتى يقوى شبهه بالخنزير وربما مسخ خنزيرا وقردا كما قد تواتر ذلك عنهم]. [/ B]
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 03:42 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفضلي
وصدق شيخ الإسلام رحمه الله
عندنا عجائز أهل السنة من النساء عليهم نور وبهاء عجيبين
وعمة والدي أدركتها وعمرها قريب ال 80 ودك تحطها برغيف خبز وتاكلها (ابتسامة)
وإذا انتفخ بطنك وأردت أن تستقيئ فانظر في وجوه النصارى الكبار في السن المخنزرة أو الرافضة
ولا تنس الكيس الأسود يكون بيدك عندما تراهم!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 03:52 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفضلي
وعمة والدي أدركتها وعمرها قريب ال 80 ودك تحطها برغيف خبز وتاكلها (ابتسامة)
وإذا انتفخ بطنك وأردت أن تستقيئ فانظر في وجوه النصارى الكبار في السن المخنزرة أو الرافضة
ولا تنس الكيس الأسود يكون بيدك عندما تراهم!
أضحك الله سنك أبا طارق، لقد أضحكتني ملء فمي، وجزاك الله خيرا.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 03:54 م]ـ
قال العلامة المحدث الألباني: [كما في شريط (310) من سلسلة الهدى والنور]
[القول بأن الشيعة لهم أصولهم و وينبغي أن نعتبرمذهبهم، كالقول بأن النصارى لهم كتبهم وينبغي أن نعتبرها!!].
ـ[جمعه بن آل طاحون]ــــــــ[28 - 03 - 07, 05:13 م]ـ
كحل الله عينك اخي الكريم ابو طارق برؤية اهل السنة الذين علي الجادة فبالله رؤيتهم تنفعني في ديني
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 06:23 م]ـ
آمين
أبا أويس ولك مثله
أخي الفضلي
حقيقة هذا النقل رائع عن شيخنا الألباني رحمه الله
ولا أزال أردد ذلك اقتناعا مني به منذ ربع قرن!
ولا يزال بعض من ينتسب للسلفية ينكره علي ويشهر بي من أجله
ولم أعبأ بهم قديما ولا حديثا
فالحمد لله على توفيقه
وشكر الله هذا النقل المبارك
وأضحك الله سنك وجعلك سعيدا دنيا وأخرى
وهذا فهرس أشرطة الشيخ هدية لك إن لم يكن عندك
وهدية لمن أحب قبولها
- وهو منقول -
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 06:45 م]ـ
أخي الفضلي
حقيقة هذا النقل رائع عن شيخنا الألباني رحمه الله
ولا أزال أردد ذلك اقتناعا مني به منذ ربع قرن!
ولا يزال بعض من ينتسب للسلفية ينكره علي ويشهر بي من أجله
ولم أعبأ بهم قديما ولا حديثا
فالحمد لله على توفيقه
وشكر الله هذا النقل المبارك
وأضحك الله سنك وجعلك سعيدا دنيا وأخرى
وهذا فهرس أشرطة الشيخ هدية لك إن لم يكن عندك
وهدية لمن أحب قبولها
- وهو منقول -
جزاك الله خيرا على هذه الهدية الطيبة، ولنعم الهدية هي فبارك الله بك.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 06:57 م]ـ
وهذا الملف الصوتي للشيخ رحمه الله
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=fgC352OM
قال الشيخ الألباني :
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 07:07 م]ـ
وهذه هدية أخرى
فهارس أشرطة الشيخ رحمه الله ال 901!!
جاهز للسماع والنسخ والبحث
ويجب أن تكون متصلا بالإنترنت
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=OPm463kjf
من موقع أهل الحديث والأثر وفقهم الله
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 07:58 م]ـ
أجزل الله لكم المثوبة والعطاء أبا طارق.
ـ[أبوبراء]ــــــــ[29 - 03 - 07, 11:40 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ... وجعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 03 - 07, 11:13 م]ـ
جزاكم الله خيراً ... وجعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم
وإياكم.
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[30 - 03 - 07, 02:16 ص]ـ
رحم الله شيخ الإسلام،،
و جزاكم الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 03 - 07, 02:59 م]ـ
الأخ الكريم / علي الفضلي
جزاك الله خيرا.
ما أعظم فوائدك، وأجزل عوائدك.
الشيخ الكريم / إحسان العتيبي
أضحك الله سنك.
أسأل الله أن يرحم عمتك، وأخاها، وزوجة أخيها وابنها، وابناء ابنها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/111)
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 03 - 07, 03:03 م]ـ
وهذا رابط قد يفيد:
هل تعجب من دمامة وقبح وجه الرافضي؟ يخبرك بالسبب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29485
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 03 - 07, 03:56 م]ـ
الأخ الكريم / علي الفضلي
جزاك الله خيرا.
ما أعظم فوائدك، وأجزل عوائدك.
.
وما فوائدي عند فوائدكم أخي المفيد المسيطير؟! فكم انتفعت بفوائدكم، لا قطعها الله بمنه وكرمه.
ـ[القندهاري]ــــــــ[31 - 03 - 07, 04:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفضلي
وصدق شيخ الإسلام رحمه الله
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 06:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفضلي
وصدق شيخ الإسلام رحمه الله
وإياك أخي الكريم.
ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[31 - 03 - 07, 04:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 04 - 07, 07:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وإياكم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 01 - 08, 09:59 ص]ـ
يرفع ..... !
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 01 - 08, 11:25 ص]ـ
وهذه فائدة أخرى من كلام ابن القيم تجمع مع أختها تحت مسألة تأثير الأعمال على البدن، أضافها في " المجلس العلمي " الأخ محمد الأمين الجزائري:
قال:
[والمقصود: أن النجاسة تارة تكون محسوسة ظاهرة، وتارة تكون معنوية باطنة، فيغلب على الروح والقلب الخبث والنجاسة، حتى إن صاحب القلب الحي ليشم من تلك الروح والقلب رائحة خبيثة يتأذى بها كما يتأذى من شم رائحة النتن!، ويظهر ذلك كثيرا في عرقه حتى ليوجد لرائحة عرقه نتنٌ، فإن نتن الروح والقلب يتصل بباطن البدن أكثر من ظاهره، والعرق يفيض من الباطن، ولهذا كان الرجل الصالح طيب العرق؛ وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطيب الناس عرقا، قالت أم سليم - وقد سألها رسول الله عليه الصلاة و السلام عنه وهي تلتقطه -: ((هو من أطيب الطيب)). [رواه مسلم عن أنس].
فالنفس النجسة الخبيثة يقوى خبثها ونجاستها حتى يبدو على الجسد، والنفس الطيبة بضدها؛ فإذا تجردت وخرجت من البدن وجد لهذه كأطيب نُفْحة مسك وجدت على وجه الأرض، ولتلك كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض].
من " إغاثة اللهفان " تحت فصل: فيما في الشرك والزنا واللواطة من الخبث.
أضيف: ج 1 ص 55، 65 ط. العصرية.
ـ[أبو عثمان السبيعي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 10:30 ص]ـ
قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله: إذا كان لليهود دولة في العراق ,
فإن أعظم أعوانهم الرافضة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 11:28 ص]ـ
بارك الله فيك.
قاله - رحمه الله تعالى - في كتابه منهاج السنة الجزء الثالث صفحة378، وكلامه:
[ ... إذا صار اليهود دولة بالعراق وغيره، تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى، ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم].
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 03 - 08, 10:22 م]ـ
وقال ابن القيم – رحمه الله تعالى -:
((قال بعض أهل العلم: إذا اتصف القلب بالمكر والخديعة والفسق، وانصبغ بذلك صبغة تامة، صار صاحبه على خلق الحيوان الموصوف بذلك من القردة والخنازير وغيرهما، ثم لا يزال يتزايد ذلك الوصف فيه، حتى يبدو على صفحات وجهه بُدُوّا خفيا، ثم يقوى ويتزايد، حتى يصير ظاهرا على الوجه، ثم يقوى حتى يقلب الصورة الظاهرة كما قلب الهيئة الباطنة! ومن له فراسة تامة يرى على صور الناس مسخا من صور الحيوانات التي تخلقوا بأخلاقها في الباطن، فقل أن ترى محتالا مكارا مخادعا ختارا إلا وعلى وجهه مسخة قرد!! وقل أن ترى رافضيا إلا وعلى وجهه مسخة خنزير!! وقل أن ترى شرها نهما نفسه نفس كلبية، إلا وعلى وجهه مسخة كلب، فالظاهر مرتبط بالباطن أتم ارتباط؛ فإذا استحكمت الصفات المذمومة في النفس، قويت على قلب الصورة الظاهرة.
ولهذا خوف النبي - صلى الله عليه وسلم - من سابق الإمام في الصلاة، بأن يجعل الله صورته صورة حمار؛ لمشابهته للحمار في الباطن، فإنه لم يستفد بمسابقة الإمام إلا فساد صلاته وبطلان أجره، فإنه لا يسَلّم قبله، فهو شبيه بالحمار في البلادة وعدم الفطنة].
انتهى من " إغاثة اللهفان " ج1 ص 477،476
ط. ابن الجوزي. تحقيق شيخنا علي الحلبي.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[25 - 03 - 08, 09:43 م]ـ
أخي الفاضل: "علي الفضلي" بارك الله فيكم على ما نقلتم و أفدتم ..
حقيقة قاعدة مفيدة وجميلة و واقعية .. ( .. إذا اتصف القلب بالمكر والخديعة والفسق، وانصبغ بذلك صبغة تامة، صار صاحبه على خلق الحيوان الموصوف بذلك من القردة والخنازير وغيرهما، ثم لا يزال يتزايد ذلك الوصف فيه، حتى يبدو على صفحات وجهه بُدُوّا خفيا، ثم يقوى ويتزايد، حتى يصير ظاهرا على الوجه، ثم يقوى حتى يقلب الصورة الظاهرة كما قلب الهيئة الباطنة! .. ). و الله المستعان.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 03 - 08, 10:00 ص]ـ
وبكم بارك أخي عبد الحق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/112)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 03 - 08, 10:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وسدد خطاكم على طريق الخير وبيان فساد اهل البدع من الروافض المجرمين
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 11:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وسدد خطاكم على طريق الخير وبيان فساد اهل البدع من الروافض المجرمين
آمين وإياكم أخي السلفي الفلسطيني.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 06:32 م]ـ
يرفع .............
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 01:03 م]ـ
يرفع للفائدة .....
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 02:09 م]ـ
بارك الله فيك وغفر لك.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 03 - 09, 07:04 ص]ـ
بارك الله فيك وغفر لك.
آمين وإياك.(39/113)
رسالة قصيرة إلى شيعي.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 04:08 م]ـ
إلى عبد الكاظم وعبدالزهرا وعبدالرضا وعبدالمهدي و عبد الحسن!! كم هو مبرمج عقلك على هذه العبارة " صاحب البيت أدرى بالذي فيه"!! عبدالحسن: يبدو أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ الرسالة الربانية إلا في بيته!!! يبدو يا عبد الحسن أنك قد عطلت عقلك عن التفكير!!! عبد الحسن: من نعم الله على العبد أن أعطاه الله عقلا يفكر به لاأن يلغيه!!! ومدار التكليف عليه ألا تتأمل قرآننا - طبعا ليس قرآنكم - ألا تتأمل الآيات المحفوظة في الكتاب ((" إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون"))
فالخطاب للعاقلين!! وليس ل .... ، وتنزلا معك يا عبد الحسن: من الذي يجلس النبي صلى الله عليه وسلم في أغلب أوقاته في بيته ومعه؟! أليس أزواجه الطاهرات؟!!! ألا تتلو القرآن؟!! لا لعله صعب عليك! لأنه ((بلسان عربي مبين))!!.
يا عبد الحسن: هذه آية تحتاج تأملا منك لعل الله تعالى ينتشلك من بحر الضياع! بحر الرفض والترفض! قال تعالى في كتابه المحفوظ مخاطبا أزواج النبي الطاهرات العفيفات المحصنات - وإن رغمت أنوف المجوس - (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة))!! يا صاحب الفكر المعطل فكر فكر ولا تتعجل.
تحياتي! لكن ليس لك وإنما لأسود أهل السنة.
ـ[أبو ثابت المترجم]ــــــــ[30 - 03 - 07, 02:24 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 03 - 07, 02:22 م]ـ
بارك الله فيك
وبك بارك.
ـ[بن حامد الجيزاوي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 02:28 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 02:45 ص]ـ
ليتهم يفقهون،،
لكنهم
يضعون في أوذنيهم وقرا كي لا يستمعون للحقيقه،،
.:.
جزاكم الله خيرا،،
.:.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 06:25 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
ـ[ملاصاحب]ــــــــ[31 - 03 - 07, 08:40 ص]ـ
اللهم ارناالحق حقاوارزقنااتباعه وارناالباطل باطلاوارزقنااجتنابه
ـ[هارون الرشيد]ــــــــ[31 - 03 - 07, 09:09 ص]ـ
الحمد لله على الأسلام والسنة والسلفية
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 11:54 ص]ـ
جزاكما الله خيرا.
يا إخواني هؤلاء القوم منذ نعومة أظفارهم، وهم يُسقون مثل هذا المذهب، فمنذ الصغر تُبَرمج عقولهم على أن عبادتهم دون تقليد فهي باطلة!!!
وأن من لم يكن له مرجع أي عالم يقلده فعبادته باطلة!!
ويُبرمجون على قاعدة خبيثة: " حطها أي ضعها في رقبة عالم واطلع منها سالم!! "
وقاعدة أخرى " حب عليٍّ حسنة لا تضر معها سيئة!! ".
ولذلك من الصعوبة بمكان أن يستجيب لك رافضي، ولو أجلبت عليه بكل الأدلة السمعية والعقلية!! إلا من أنجاه الله.
والحمد لله على التوحيد.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[31 - 03 - 07, 06:20 م]ـ
بارك الله فيييك اخى على
ويكثر سواد اهل السنه بأذن الله
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 04 - 07, 07:17 ص]ـ
بارك الله فيييك اخى على
ويكثر سواد اهل السنه بأذن الله
وبك بارك أخي المكرم.
وسمع الله دعاءك.
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[08 - 04 - 07, 07:01 م]ـ
بارك الله فيكم
ذم الرافضة والتحذير منهم نصرة للنبي الاعظم صلى الله عليه وسلم وآله الابرار الاطهار الاخيار رضي الله عنهم أجمعين
واتعظوا بما فعلوا في قبة الاسلام بغداد المنصور وقد دخلت الكرى الرابعةلاحتلال العراق فك الله واعاده عزة للإسلام والعرب
معاذ القيسي
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 04 - 07, 01:42 م]ـ
بارك الله فيكم
ذم الرافضة والتحذير منهم نصرة للنبي الاعظم صلى الله عليه وسلم وآله الابرار الاطهار الاخيار رضي الله عنهم أجمعين
واتعظوا بما فعلوا في قبة الاسلام بغداد المنصور وقد دخلت الكرى الرابعةلاحتلال العراق فك الله واعاده عزة للإسلام والعرب
معاذ القيسي
وبكم بارك.
وأحسنت أخي الفاضل، فهذه الحقيقة ما ينبغي أن يختلف فيها اثنان أو أن ينتطح فيها عنزان.
ـ[عبد الله بن إبراهيم المدني]ــــــــ[11 - 04 - 07, 06:45 م]ـ
أتمنى أن ترسل هذه الرسالة لشريحة كبيرة من الرافضة
ويكتب تحتها
(انشر ولك الأجر) أن وقعت في يد سني نشرها أيضاَ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - 04 - 07, 02:49 م]ـ
أتمنى أن ترسل هذه الرسالة لشريحة كبيرة من الرافضة
ويكتب تحتها
(انشر ولك الأجر) أن وقعت في يد سني نشرها أيضاَ.
هذه فكرة جيدة، أضم صوتي إلى صوتك.(39/114)
طريق الرفض طريق الردة!! "قصيدة".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 04:13 م]ـ
أحمده ربي اللي هداني للي يريد
وجنبني طريق الرفض طريق الردة
وعلمني طريق النبي طريق التوحيد
ما هو طريق ابن سبأ الله لا يرده
الرافضة يا إخواني هم ثلة عبيد
يحاربون الدين بأفكار لهم عدة
يدّعون الدين وهو عنهم بعيد
كِلِّن مِنّهم على هدم الدين وده
الرافضي يفعل الخطأ وبه يزيد
ويقول هذا اللي عليه أبوه وجده
وإذا جيت علمته عنك يحيد
والعن في لطم صدره وخده
الرافضي يقول إقرا أحاديثنا واستفيد
وما يدري وِش قال عفير عن جده
وإذا سألته عن كتاب ربنا المجيد
يقول جمعوه من كانوا للدين ضده
وهو رافضي يفعل الخطا وله يعيد
ويقول ما هَم اللي يوالي علي وبسده
وإذا قلتله هذا ما هو طريق السعيد
يقول ماتْبع من ضرب الزهرا بيده
وما سلم منهم حتى سيد العبيد
يطعنون في عرضه طول هالمدة
عساالله بْهم وباتباعهم يبيد
أهل الرفض من يبون للدين صده
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - 10 - 07, 03:39 م]ـ
يرفع.(39/115)
العد الثاني من مجلة [الصوفية] إصدار رائع ...
ـ[العوضي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 05:00 م]ـ
http://www.alsoufia.com/chapters_pic/magazine_2.gif
مواضيع هذا العدد:
أقوال علماء السلف والخلف في الاحتفال بالمولد النبوي .. !!
ومفاجأة أن الصوفية يحتفلون بيوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس بيوم مولده .. !!
وكذلك أقوال لشيخ طريقه هداه الله وترك التصوف وهو الشيخ محمود المراكبي .. !!
وآخر من المغرب العربي وهو الدكتور عبد الله الشارف كتب عن رحلته في طريق التصوف، والعجيب وصفه لما حدث له بعد يومين من ذكره المفرد بكلمة " الله " في خلوته حيث بدأ يسمع أصوات موسيقية تشبه السمفونيات الشهيرة .. !!
ويتحدث الدكتور الشارف عن الرؤى في الخلوة حيث تمثل له الشيطان بصورة الترمذي القائل بختم الولاية وكذلك ابن عربي الذي لمّح له بوحدة الوجود .. !!
ومن الموضوعات موضوع عن ختم الولاية ومن قال به وإلى أين وصل الصوفية بهذا القول .. !!
وموضوع عن الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله بعنوان: عبد القادر الجيلاني الشيخ المفترى عليه .. !!
وأكبر فضيحة للصوفية هو موضوع زوجة السيدين النصرانية التي يتيمم الصوفية بالتراب الذي تمشي عليه .. !!
وكذلك موضوع عن الحقاني النقشبندي وتعاونه مع الأمريكان لهدم الإسلام .. !!
وغير ذلك من المقالات .. !!
وأذكركم أخوتي في الله بإنزال الخطوط في أسفل صفحة الرابط لتظهر لكم جميع الخطوط .. !!
وبارك الله بأخوتنا في موقع الصوفية على هذا الجهد الرائع وجعله الله في موازين حسناتهم .. !!
رابط التحميل
http://www.alsoufia.com/articles_attach/magazine_2.rar
الكلام للأخ: البرقعي في الساحة الإسلامية ...
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[29 - 03 - 07, 02:16 ص]ـ
الشيخ العوضي جزاكم الله خيرا
مشاركاتكم النافعة لها طعم خاص (ابتسامة صوفية)
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[29 - 03 - 07, 02:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[29 - 03 - 07, 04:24 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أمجد التركماني]ــــــــ[30 - 03 - 07, 11:05 ص]ـ
أرجو ممن لديه الخط الخاص بالمجلة إرفاقه مشكوراً فبعض الكتابات لا تظهر عندي
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[30 - 03 - 07, 12:03 م]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
ـ[القندهاري]ــــــــ[31 - 03 - 07, 04:11 ص]ـ
الشيخ العوضي جزاكم الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 04 - 07, 04:53 م]ـ
وإياكم بارك الله فيكم
الأخ الكريم: أبو يوسف العامري شكرا لك على ابتسامك الشاذلية!
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 12:29 م]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[أبو محمد التطواني]ــــــــ[05 - 04 - 07, 05:07 م]ـ
طبتم وطاب ممشاكم على هذا المجهود الرائع وأذكركم أن الشيخ أبي أويس اطلع على العدد أول ونال إعجابه بمبادرتكم هذه وإن شاء الله سأشارككم ببعض مقالاتي ومقالاتي شيخي وبارك الله فيك أخي العوضي(39/116)
امتحان وأسئلة من أهل تفويض صفات الله
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[28 - 03 - 07, 09:22 م]ـ
المشرفون الأفاضل والأخوة،
عليكم السلام ورحمة الله
سألني أحد الاخوة والذين يقولون بتفويض معنى صفات الله عز وجل،
لكي يعلم الفرق بيني قولي وقوله،
وكانت الأسئلة والأجوبة كالتالي،
نزول الله تعالى معناه: انتقال يليق بالله
ضحك الله تعالى معناه: ضحك يليق بالله
فرح الله تعالى معناه: فرح يليق بالله
غضب الله تعالى معناه: غضب يليق بالله
يد الله تعالى معناها: يبطش يها الله.
وهي التي خلق الله بها آدم عليه السلام.
أصابع الله تعالى معناها: ما يمسك بها الله عز وجل
كف الله تعالى معناها: ما يقبض بها الله
عين الله تعالى معناها: ما يبصر بها الله.
-----
وقلت له: هذا جوابي أنا وفهمي،
فان أصبت فمن الله،
وان أخطأت فمن نفسي.
---
الاخوة، فهل أنا مخطئ؟ أم لا
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[28 - 03 - 07, 11:30 م]ـ
أخي وع وفقك الله لكل خير وثبتك على الحق.
هناك ثلاث ملحوظات فقط وهي:
نزول الله تعالى معناه: انتقال يليق بالله
[/ COLOR] يد الله تعالى معناها: يبطش يها الله.
وهي التي خلق الله بها آدم عليه السلام.
أصابع الله تعالى معناها: ما يمسك بها الله عز وجل
كف الله تعالى معناها: ما يقبض بها الله
1 - نزول الله تعالى ليس انتقال، بل هو نزول يليق به جل وعلا.
2 - أخطأت حينما فسرت يد الله تعالى بالبطش، وكان الأولى أن تقول: يد تليق بجلاله وعظمته.، وأحسنت - بارك الله فيك وسدد خطاك - حينما قلتَ: وهي التي خلق الله آدم عليه السلام بها.
3 - أخطأت حينما فسرتَ أصابع الله تعالى بأنه يُمسك بها، وكان الأولى أن تقول: أصابع تليق بجلاله وعظمته.
4 - أخطأت حينما فسرت كف الرحمن جل وعلا بأنها: ما يقبض بها، وكان الأولى أن تقول: كفاً تليق بجلاله وعظمته.
والقول في يدي الله عز وجل كما هو مذهب أهل السنة والجماعة: أن لله تعالى يدين تليلقان بجلاله وعظمته، وأن كِلتا يديه يمين، وأنه يقبض بهما ويبسط، وأن له تعالى أصابع وأنه تعالى في يوم القيامة يقبض الأرض جميعا بيده والسموات مطويات بيمينه جل وعلا، كما أخبر عن نفسه وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنه تعالى ليس كثله شيء.
وأما الباقي فأحسنت الإجابة رزقك الله وإياي وإخواني كلمة الحق في الغضب والرضى.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[29 - 03 - 07, 12:35 ص]ـ
ليس عندي شيء أضيفه على ما تفضل به الأخ صقر بن حسن ولكن لعل الأخ ينظر في رسالة الشيخ القاضي مذهب أهل التفويض عرض ونقد و لا أدري لماذا لم يعد طبعها؟؟؟؟؟؟
ـ[آل حمدال]ــــــــ[29 - 03 - 07, 10:40 ص]ـ
قول الأخ صقر: (نزول الله تعالى ليس انتقال).
قول غير صحيح والتعرض لهذا ليس من مذهب السلف الصالح
بل هو نفي لا يعرف إلا من أهل الكلام المذموم،
ومن ذلك قول المزني وهو من الأشاعرة المتأخرين وليس هو بالمزني صاحب الشافعي رحمه الله فقد قال: والمجيء والنُّزول صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة، والانتقال من حال إلى حال، بل هما صفتان من صفات الله تعالى، بلا تشبيهٍ جلّ الله وتعالى عما يقول المعطّلة لصفاته، والمشبّهة بها علوًّا كبيرًا.
وقد تعقبه الشيخ ابن باز رحمه الله فقال:
فقال: لاشكّ أنّ هذا القولٌ باطلٌ، مخالفٌ لما عليه أهل السنّة والجماعة، فإن الله سبحانه قد أثبت لنفسه المجيء، وكما أخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم بالنزول، ولم يبين لنا سبحانه، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، كيفية النزول، ولا كيفيّة المجيء، فوجب الكفُّ عن ذلك كما وسع السلف الصالح ذلك، ولم يزيدوا على ما جاء في النصوص, فالواجب السير على منهاجهم، ولزوم طريقهم في إثبات الصفات الواردة في الكتاب العزيز، والسنة الصحيحة، بلا كيف, مع الإيمان بأنه سبحانه لا كُفَوَ له، ولا شبيه له، ولا مثيل له, كما قال (وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ?، (? (فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ الأمْثَالَ ?، ?) (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ?، ومعلومٌ أن نفي الحركة، والانتقال، دخول في التكييف بغير علم، ونحن مَمنوعون من ذلك، لعدم علمنا بكيفية صفاته سبحانه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يخبرنا بذلك، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم. اهـ
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[29 - 03 - 07, 12:04 م]ـ
الأخ آل حمدان لقد استعجلت في فَهْمِ كلامي.
أخونا يسألى عن (معاني الصفات) فأخبرته أن الانتقال ليس من معاني النزول وليس هو النزول، وهذا ليس في اللغة ولا في كلام السلف.
قول الأخ صقر: (نزول الله تعالى ليس انتقال).
قول غير صحيح والتعرض لهذا ليس من مذهب السلف الصالح
بل هو نفي لا يعرف إلا من أهل الكلام المذموم،
وأنا أزيدك أيضا أن (الانتقال والحركة) لم يرد أيضا إثباتها لا في الكتاب ولا في السنة، والواجب هو السكوت عن ذلك، والاكتفاء بما ورد في الوحي المطهر من صفات الله جل وعلا.
ثم إنك خلطت كلام المزني بغيره ولم تُميز بينهما.
في الأول ينفي، وفي الآخر يُثبت؟؟!!
أتمنى أن تُحرر كلامه من كلام غيره.
فقد قال: والمجيء والنُّزول صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة، والانتقال من حال إلى حال، بل هما صفتان من صفات الله تعالى، بلا تشبيهٍ جلّ الله وتعالى عما يقول المعطّلة لصفاته، والمشبّهة بها علوًّا كبيرًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/117)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - 03 - 07, 09:45 م]ـ
المشرفون الأفاضل والأخوة،
عليكم السلام ورحمة الله
سألني أحد الاخوة والذين يقولون بتفويض معنى صفات الله عز وجل،
لكي يعلم الفرق بيني قولي وقوله،
وكانت الأسئلة والأجوبة كالتالي،
نزول الله تعالى معناه: انتقال يليق بالله
ضحك الله تعالى معناه: ضحك يليق بالله
فرح الله تعالى معناه: فرح يليق بالله
غضب الله تعالى معناه: غضب يليق بالله
يد الله تعالى معناها: يبطش يها الله.
وهي التي خلق الله بها آدم عليه السلام.
أصابع الله تعالى معناها: ما يمسك بها الله عز وجل
كف الله تعالى معناها: ما يقبض بها الله
عين الله تعالى معناها: ما يبصر بها الله.
-----
وقلت له: هذا جوابي أنا وفهمي،
فان أصبت فمن الله،
وان أخطأت فمن نفسي.
---
الاخوة، فهل أنا مخطئ؟ أم لا
تقول يا أخي لذلك المفوض:
نزول الله تبارك وتعالى وضحكه وفرحه وغضبه، كلها صفات له فعليّة تليق بجلاله، يفعلها إذا شاء متى شاء وكيف شاء. نفهم معناها ودلالتها، ولا نعلم كنهها وكيفيتها.
فنزوله إلى الشيء يقتضي قربه به
وفرحه بالشيء يقتضي رضاه عنه
وغضبه على الشيء يقتضي مقته له
وضحكه للشيء يدل على إكرامه سبحانه إياه
ووجود فهمنا لهذه الدلالة والاقتضاء، تبطل التفويض قطعا.
فإن ما لا يفهم منه معنًى، لن يعلم منه دلالة ولا اقتضاء.
وتقول:
نزوله غير ضحكه، وفرحه غير غضبه.
فإقرارنا لهذا التفريق بين صفة وصفة وبين فعل وفعل، يبطل التفويض أيضا.
فإن ما لا يفهم منه معنًى، لن يعلم منه فرق لغيره.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[21 - 09 - 07, 03:25 ص]ـ
تقول يا أخي لذلك المفوض:
نزول الله تبارك وتعالى وضحكه وفرحه وغضبه، كلها صفات له فعليّة تليق بجلاله، يفعلها إذا شاء متى شاء وكيف شاء. نفهم معناها ودلالتها، ولا نعلم كنهها وكيفيتها.
فنزوله إلى الشيء يقتضي قربه به
وفرحه بالشيء يقتضي رضاه عنه
وغضبه على الشيء يقتضي مقته له
وضحكه للشيء يدل على إكرامه سبحانه إياه
ووجود فهمنا لهذه الدلالة والاقتضاء، تبطل التفويض قطعا.
فإن ما لا يفهم منه معنًى، لن يعلم منه دلالة ولا اقتضاء.
وتقول:
نزوله غير ضحكه، وفرحه غير غضبه.
فإقرارنا لهذا التفريق بين صفة وصفة وبين فعل وفعل، يبطل التفويض أيضا.
فإن ما لا يفهم منه معنًى، لن يعلم منه فرق لغيره.
أخواني الأحباب
سلام الله عليكم
قد قلت له مثل ماقال أخي الكريم صقر،
يد تليق بالله، نزول يليق بالله، كف تليق بالله، أصبع تليق بالله،
وقد كنت أعلم أن السائل يريد أن يوقعني في خطأ،
حيث لو أنني أردت التعبير بلفظ آخر للمعنى المفهوم من اللفظ الوارد، فلاشك أني واقع لا محالة في الزلل والخطأ،
أما واني رددت بنفس اللفظ وأضفت يليق بالله، - وهو الحق -
ولكني بذلك يعطي السائل لنفسه مساغا لتفويض المعنى،
فما دام السلفيين لايزيدوا عن الاجابة وترديد نفس اللفظ ولا يجرؤن على الاشارة الى المعنى المفهوم من اللغة والذي فيه تشبيه،
اذن فهو يثبت الصفة ويفوض المعنى.
فما قولكم اذن اخواني الكرام؟
نريد وسيلة لافهام القوم والرد عليهم،
ولقد جال رد في خاطري منذ فترة، وقد ذكره أخي الكريم نضال في مشاركته،
أن
نزوله غير ضحكه، وفرحه غير غضبه.
فإقرارنا لهذا التفريق بين صفة وصفة وبين فعل وفعل، يبطل التفويض أيضا.
فإن ما لا يفهم منه معنًى، لن يعلم منه فرق لغيره
....
بقيت ملحوظة في مشاركة أخينا نضال، قوله
(وضحكه للشيء يدل على إكرامه سبحانه إياه)
أخشى ان يكون لفظ اكرامه، تأويلا على منهج الأشاعرة والمعتزلة.
فالاكرام والمثوبة هما من لوازم صفة الضحك وليس ذات الصفة.
ـ[المقدادي]ــــــــ[21 - 09 - 07, 04:08 ص]ـ
أخي الكريم وعل
هذه ألفاظ جلية واضحة للسامع فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعة للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر كما قال الأئمة , و لا تحتاج الى بيان لأن توضيح الواضحات من المشكلات , و سؤال هؤلاء المفوضة عن معنى اليد والوجه والمجيء هو سؤال عن الكيف في صورة السؤال عن المعنى، وهي المغالطة الأولى التي يقعون فيها، وإلا فليفسروا الوجه واليد للمخلوق بدون ذكر الكيفية، فإن فسروها بغير الكيف كان ذلك هو جواب سؤالهم و انتهى الموضوع، وإن عجزوا كان كشفا لمغالطتهم في السؤال عن الكيف بصورة السؤال عن المعنى.
فهو إما ان يسأل عن معنى هذه الألفاظ في الخلق فيتعين انه يسأل عن الكيفية فتعطيه المعنى بحسب إضافتها كأن تقول بأن يد الإنسان جارحة من دم و لحم ... ألخ
أما إذا سأل عن معناها في الخالق عز و جل فنخبره بأن يد الله تعالى يد تليق بجلاله بها يبسط و يقبض .. ألخ ما ورد في الكتاب و السنة و غير ذلك فهو يسأل عن الكيفية! و هذا لا علم لنا به
و كذا في كل صفة
و ورود القبض و البسط دليل على ان اليد حقيقية لا مجازية
فعندما لا يرضى بهذا المعنى يقال له:
هذا معناها عندنا و انت تطلب الكيفية لا المعنى و تلبّس على ذلك بقولك ما هو المعنى!
و تفريقه بين الغضب و الرحمة دليل على انه يفهم مدلولها و هذا ما نطلبه منه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/118)
ـ[المقدادي]ــــــــ[21 - 09 - 07, 04:16 ص]ـ
فائدة:
قال الامام الحافظ الذهبي في المهذب عند تعقبه تأويل البيهقي لصفة الفرح لله تعالى:
" قلت: ليت المؤلف سكت فإن الحديث من أحاديث الصفات التي تمر على ما جاءت كما هو معلوم من مذهب السلف و التأويل الذي ذكره ليس بشيء فإن يسأل عن معنى الرضا فيأوله بمعنى الارادة , و النبي صلى الله عليه و سلم قد جعل فرح الخالق عز و جل اشد من فرح الذي ضلت راحلته فتأمل هذا و كف , و اعلم ان نبيك لا يقول الا حقا فهو اعلم بما يجب لله و ما يمتنع عليه من جميع الخلق , اللهم اكتب لنا الإيمان بك في قلوبنا و ايدنا بروح منك." المهذب ج 8 ص94 41
فليتأمل المفوض هذا الكلام و ليقل: ان فرح الله تعالى أشد من فرح الذي ضلت راحلته و هذا يكفي ليفهم معنى الفرح و مدلوله و إلا فهو يكذب على نفسه حينما يزعم انه لا يفهم من كلمة " الفرح " شيئا! و لا يقر في نفسه مدلولها , و قس على ذلك بقية الصفات
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 - 09 - 07, 01:29 م]ـ
قل له عندما نقول أننا نؤمن باليد حقيقة يعني أننا نؤمن أنها "يد"
وليست القوة أو القدرة أو أي من المجازات لكلمة اليد في اللغة العربية وأنها صفة الذات التي يقبضها الله ويبسطها ... الخ من الأفعال المذكورة في القرآن والسنة والتي تكون في اليد الحقيقية وأن كلتاهما يمين وأي صفة أخرى ذكرها الله لنا لليد
ولا يمكن أن تكون هذه صفة لليد إلا وتكون يدا حقيقة
ولكن هذه اليد الحقيقة كيفيتها لا نعلمها ولكن نعلم أنها لا تشبه يد المخلوقين
فنقول أنها يد تليق بالله عز وجل لا تشبه يد المخلوق.
فكما أن لله ذاتا حقيقة لا تشبه ذوات المخلوقين فالله عز وجل له يد حقيقة لا تشبه أيدي المخلوقين.
واذكر أنني قرأت كلاما لاحد اهل العلم لا اذكر من وإذا كان من المتقدمين أو المتاخرين في هذا الموضوع
مسألة التشابه في الذات والتشابه في الصفات
يا ليتني حفظته
قدر الله وما شاء فعل
فقل له إذا كنت لا تجد أي مشكلة في اثبات الذات لله عز وجل لا تشبه ذوات المخلوقين وأنها ذات تليق بجلاله
ولا تجد أي مشكلة في اثبات سمع وبصر وعلم وكلام لله عز وجل لا يشبه سمع وبصر وعلم وكلام المخلوقين وأنها تليق بجلاله، فطبقها على باقي الصفات ولا تعمل عقلك فيها
ثم كيف تحكم عقلك في ذات الله عز وجل؟؟!!
تحكيم العقل في هذه المسألة خاصةً باطل لعدة أسباب منها:
1_ أنه أمر غيبي
2_ الله عز وجل غير محدود وعقولنا محدودة!
3_ عقول الناس تختلف فما يقبله عقلك قد لا يقبله عقلي وما تراه مستحيلا قد لا اراه مستحيلا وهكذا.
ثم كيف تقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم معناها والله عز وجل أرسله ليبين للناس ما نُزل إليهم؟؟
فكيف يبين ما لا يعلم؟
والسنة مبينة موضحة لما في القرآن
فكيف تفوضون أيضا ما فيها؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 - 09 - 07, 01:35 م]ـ
فائدة:
قال الامام الحافظ الذهبي في المهذب عند تعقبه تأويل البيهقي لصفة الفرح لله تعالى:
" قلت: ليت المؤلف سكت فإن الحديث من أحاديث الصفات التي تمر على ما جاءت كما هو معلوم من مذهب السلف و التأويل الذي ذكره ليس بشيء فإن يسأل عن معنى الرضا فيأوله بمعنى الارادة , و النبي صلى الله عليه و سلم قد جعل فرح الخالق عز و جل اشد من فرح الذي ضلت راحلته فتأمل هذا و كف , و اعلم ان نبيك لا يقول الا حقا فهو اعلم بما يجب لله و ما يمتنع عليه من جميع الخلق , اللهم اكتب لنا الإيمان بك في قلوبنا و ايدنا بروح منك." المهذب ج 8 ص94 41
فليتأمل المفوض هذا الكلام و ليقل: ان فرح الله تعالى أشد من فرح الذي ضلت راحلته و هذا يكفي ليفهم معنى الفرح و مدلوله و إلا فهو يكذب على نفسه حينما يزعم انه لا يفهم من كلمة " الفرح " شيئا! و لا يقر في نفسه مدلولها , و قس على ذلك بقية الصفات
مثال آخر
في صفة المحبة
وتحريفهم معنى (خليلا) في قوله عز وجل (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً)
هذا الحديث بين وواضح في أنها الخلة على ظاهرها، والتي هي المحبة:
صحيح مسلم - (ج 12 / ص 100)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/119)
4394 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِسْحَقُ أَخْبَرَنَا و قَالَ الْآخَرَانِ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلًا وَلَكِنْ صَاحِبُكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ
فهذا دليل واضح على اثبات المعنى الحقيقي للخلة.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[22 - 09 - 07, 12:30 ص]ـ
و لا تحتاج الى بيان لأن توضيح الواضحات من المشكلات ,
و سؤال هؤلاء المفوضة عن معنى اليد والوجه والمجيء هو سؤال عن الكيف في صورة السؤال عن المعنى،
وهي المغالطة الأولى التي يقعون فيها، وإلا فليفسروا الوجه واليد للمخلوق بدون ذكر الكيفية، فإن فسروها بغير الكيف كان ذلك هو جواب سؤالهم و انتهى الموضوع، وإن عجزوا كان كشفا لمغالطتهم في السؤال عن الكيف بصورة السؤال عن المعنى.
و ورود القبض و البسط دليل على ان اليد حقيقية لا مجازية
فعندما لا يرضى بهذا المعنى يقال له:
هذا معناها عندنا و انت تطلب الكيفية لا المعنى و تلبّس على ذلك بقولك ما هو المعنى!
و تفريقه بين الغضب و الرحمة دليل على انه يفهم مدلولها و هذا ما نطلبه منه
قال الامام الحافظ الذهبي في المهذب عند تعقبه تأويل البيهقي لصفة الفرح لله تعالى:
" قلت: ليت المؤلف سكت فإن الحديث من أحاديث الصفات التي تمر على ما جاءت كما هو معلوم من مذهب السلف و التأويل الذي ذكره ليس بشيء فإن يسأل عن معنى الرضا فيأوله بمعنى الارادة ,
و النبي صلى الله عليه و سلم قد جعل فرح الخالق عز و جل اشد من فرح الذي ضلت راحلته فتأمل هذا و كف ,
و اعلم ان نبيك لا يقول الا حقا فهو اعلم بما يجب لله و ما يمتنع عليه من جميع الخلق , اللهم اكتب لنا الإيمان بك في قلوبنا و ايدنا بروح منك." المهذب ج 8 ص94 41
أخي الكريم / المقدادي
أثلجت صدري بردودك، وقرّت عيناي باضافاتك
أحبكم في الله يا أهل الحديث.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[22 - 09 - 07, 12:41 ص]ـ
مثال آخر
في صفة المحبة
وتحريفهم معنى (خليلا) في قوله عز وجل (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً)
هذا الحديث بين وواضح في أنها الخلة على ظاهرها، والتي هي المحبة:
صحيح مسلم - (ج 12 / ص 100)
4394 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِسْحَقُ أَخْبَرَنَا و قَالَ الْآخَرَانِ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلًا وَلَكِنْ صَاحِبُكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ
فهذا دليل واضح على اثبات المعنى الحقيقي للخلة.
سبحان الله،
كم قرأت وقرأنا وسمعنا هذا الحديث؟
فشكرا لهذه الاشارة الطيبة.
بارك الله في أخي أو أختي العقيدة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - 09 - 07, 03:43 م]ـ
بقيت ملحوظة في مشاركة أخينا نضال، قوله
(وضحكه للشيء يدل على إكرامه سبحانه إياه)
أخشى ان يكون لفظ اكرامه، تأويلا على منهج الأشاعرة والمعتزلة.
فالاكرام والمثوبة هما من لوازم صفة الضحك وليس ذات الصفة.
دع الخشية يا أخي، فبين الإثبات والتحريف بون شاسع.
ما ذكرتُه هو قول أهل الإثبات، وفيه رد على كل من المفوضة و المؤولة:
فإن الأولى تقول: ضحكه تعالى صفة له لا يعلم معناه إلا هو ولا يدل على شيء من المعانى،
والثانية تقول: الضحك هو إبداء الكرم من غير أن يقوم به فعل حادث، أو كما قال الرازي: "ضحكه عفوه أو إذنه".
والمثبتة العاقلة تقول: ضحكه تعالى صفة له فعلية، مفهومة المعنى مجهولة الكيف، وضحكه للشيء يدل أو يقتضي أو يستلزم إكرامه إياه.
والخلاصة، أنك ترد على المفوضة من خلال ثلاث طرق أو أكثر:
1 - تلزمهم الفرق بين صفة و أخرى - وما لا يفهم معناه يمتنع قطعا فرقه عن غيره؛
2 - تلزمهم استنباط اللوازم أو الفوائد من الصفات - وما لا يفهم معناه يستحيل قطعا إدراك لوازمه؛
3 - تلزمهم بتفاسير السلف لهذه الصفات سواء تفسير بالمطابقة أو بالاقتضاء - وما لا يفهم معناه كيف يفسر؟!
والله الموفق.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[22 - 09 - 07, 07:10 م]ـ
دع الخشية يا أخي، فبين الإثبات والتحريف بون شاسع.
ما ذكرتُه هو قول أهل الإثبات، وفيه رد على كل من المفوضة و المؤولة:
فإن الأولى تقول: ضحكه تعالى صفة له لا يعلم معناه إلا هو ولا يدل على شيء من المعانى،
والثانية تقول: الضحك هو إبداء الكرم من غير أن يقوم به فعل حادث، أو كما قال الرازي: "ضحكه عفوه أو إذنه".
والمثبتة العاقلة تقول: ضحكه تعالى صفة له فعلية، مفهومة المعنى مجهولة الكيف، وضحكه للشيء يدل أو يقتضي أو يستلزم إكرامه إياه.
والخلاصة، أنك ترد على المفوضة من خلال ثلاث طرق أو أكثر:
1 - تلزمهم الفرق بين صفة و أخرى - وما لا يفهم معناه يمتنع قطعا فرقه عن غيره؛
2 - تلزمهم استنباط اللوازم أو الفوائد من الصفات - وما لا يفهم معناه يستحيل قطعا إدراك لوازمه؛
3 - تلزمهم بتفاسير السلف لهذه الصفات سواء تفسير بالمطابقة أو بالاقتضاء - وما لا يفهم معناه كيف يفسر؟!
والله الموفق.
والخلاصة، أنك ترد على المفوضة من خلال ثلاث طرق أو أكثر:
1 - تلزمهم الفرق بين صفة و أخرى - وما لا يفهم معناه يمتنع قطعا فرقه عن غيره؛
2 - تلزمهم استنباط اللوازم أو الفوائد من الصفات - وما لا يفهم معناه يستحيل قطعا إدراك لوازمه؛
3 - تلزمهم بتفاسير السلف لهذه الصفات سواء تفسير بالمطابقة أو بالاقتضاء - وما لا يفهم معناه كيف يفسر؟!
بارك الله فيك أخي الكريم نضال.(39/120)
أفيدوني أفادكم الله في مسألتي هذه مفهوم أهل البيت
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[29 - 03 - 07, 12:53 ص]ـ
أيها الإخوة الأفاضل!!
منذ سنوات وأنا أبحث في مفهوم أهل البيت/آل محمد عندى عامة أهل القبلة (السنة بمذاهبهم المختلفة، الشيعة/جعفرية/إسماعيلية/زيدية، إباضية، صوفية)، واجتهدت في الحقيقة في جمع مادته وفي عرض المفاهيم والآراء ..
واعتمدت على الكتب الأصلية لكل مذهب ومشرب من تلك المذاهب والمشارب ..
واتخذت أسوباً أدبياً في كثير من الأحيان في عرض ذلك، مستفيداً من نحو أسلوب الجاحظ وغيره من الأدباء ..
وولله لقد أهمني جداً هذا البحث، وأقلقني، إذ إنني أخشى حين عرضه من اللوم والعتاب .. لأنني اتخذت موقفاً صارماً وربما جريئاً في تقرير الصواب، وفي تبيين أغلاط بعض العلماء وتلفيقاتهم في التعريف بهذا المصطلح .. (حسبما أرى)
الحاصل!!
ما رأي الأفاضل وبما تنصحونني بارك الله في الجميع!!
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[29 - 03 - 07, 08:38 ص]ـ
رأيي أن تعرض البحث في الملتقى ليبدي إخوانك رأيهم
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[29 - 03 - 07, 11:32 م]ـ
عفواً أخي أنا لا أرى هذه طريقة جيدة، ولكني لا أمانع باطلاعه على رجل فقيه/عقدي ليبدي ملاحظاته
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[30 - 03 - 07, 03:32 ص]ـ
أنصحك بعدم عرض هذا البحث ما دام أنه أهمك وأقلقك.
اعرضه أولا على أحد العلماء.
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[30 - 03 - 07, 09:01 ص]ـ
إن كنت تعرف أحداً من علماء بلادك فذاك، وإلا فاعرضهُ على بيرد من تثق فيه -سواء من أهل الملتقى أو غيره- وتكون المذاكرة بينكما.
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[30 - 03 - 07, 09:04 ص]ـ
تصحيح: (بريد)
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[31 - 03 - 07, 11:17 ص]ـ
شكرأ لكم وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد عمر الكاف]ــــــــ[31 - 03 - 07, 09:13 م]ـ
منذ سنين وأنا استشكل التعريفات الموجودة في الكتب الفقهية حول تحديد من هم آل البيت
وبين تطبيقاتها الاجتماعية ..
وحول تفسير بعض الألفاظ: آل البيت، أهل البيت، العترة، آل محمد، ذوي القربى ..
وهل هي مترادفة أم لا؟
وحول الأحاديث الواردة في فضائلهم وهل هي شاملة لجميع هذه التحديدات أم لا؟
وحول جملة من القضايا المتصلة بالموضوع ..
ويبدو أن بعض العلماء -كما ذكرت- وقعوا في أخطاء في هذا الصدد لابد من تبيانها ..
أرجو أن أفيد منك في هذا الجانب أو أفيدك لأني جمعت فيه مادة جيدة
وإني لفي شوق كبير إلى الاطلاع على ما كتبت ..
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[01 - 04 - 07, 11:52 ص]ـ
أخي الفاضل محمد عمر الكاف حفظه الله
يسعدني الإلتقاء بك
أنا جمعت مادة الكتاب خلال عقد من الزمان وعانيت بسببه الكثير، والكتاب جاهز الآن والحمد لله ..
احب أن تفيدني وأفيدك بارك الله فيك
ـ[محمد عمر الكاف]ــــــــ[02 - 04 - 07, 12:12 م]ـ
هل تستطيع إرسال بحثكم القيم
إلى بريدي حتى أطلع عليه
وأما أنا فمادتي مجرد مسودات لم تبيض بعد
وأستطيع أن أفيدك واناقشك في بعض النقاط التي قد أختلف معك فيها
والله من وراء القصد(39/121)
"الرد على الجهمية" مؤلفها عبد الرحمن ابن منده وليس والده أبو عبد الله محمد بن منده
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 03 - 07, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم
قرأت في كتابين أن مؤلف "الرد على الجهمية" هو أبو عبد الله محمد بن اسحاق ابن منده رحمه الله (395هـ)
ولكن في كتاب ذيل طبقات الحنابلة لإبن رجب واحدى كتب الحافظ الذهبي رحمه الله ذكروا الكتاب من مؤلفات ابنه أبو القاسم عبد الرحمن ابن منده رحمه الله (470هـ)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[29 - 03 - 07, 04:58 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
حين قرأت العنوان ظننت أنني سأجد بحثا وتحقيقا ودراسة متقصّية
فلما قرأت المضمّن سُقِط في يدي
اللهَ اللهَ فيما تكتبون
والدقةَ الدقةَ
فالأمر دين
وللكلمة تبعاتها
وكتاب الرد على الجهمية المطبوع المتداول لا يرتاب من شدا طرفا من ذا الشأن أنه مما دبجته يراعة أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده
نعم لابنه أبي القاسم جهود طيبة في النقض على الجهمية وأفراخهم
لكن ليس له في الكتاب المتداول ناقة ولا جمل
بل ليس له حرف ولا نقْط
ومن تآليفه في الانتصار للعقيدة السلفية: جزء في الرد على من يقول ألم حرف، وهو كتاب نفيس قيّم
وله كتاب الرد على من زعم أن الله في كل مكان وعلى من زعم أنه ليس له مكان وعلى من تأول النزول على غير النزول، تجد بعض النقول عنه في جواب شيخ الإسلام عن شبهات أُثيرت حول حديث النزول (مجموع الفتاوى 5/ 380 - 389)
أما كتاب الرد على الجهمية فمُفتتح بقول الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده: قول الله جل وعز {يوم يكشف عن ساق} وما ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في ذلك، واختلاف الصحابة، والتابعين في معنى تأويله.
حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، بنيسابور، ثنا محمد بن عبد الوهاب بن حبيب النيسابوري --- ثنا جعفر بن عون، ثنا هشام بن سعد،
وثنا إبراهيم بن محمد الديبلي بمكة، ثنا إبراهيم بن عيسى الشيباني
وأبو القاسم لم يدرك الأصم ولا الديبلي بل ولد بعد وفاتهما بدهر
ولو ذهبت أسوق البراهين على غلط نسبة الكتاب إلى أبي القاسم لطال بي المقام
لأن كل سند في الكتاب ينادي أنه من سياق أبي عبد الله بن منده
ومثل هذا لا يخفى على عارف بالصنعة
وأنصح إخواني بالابتعاد عن الطبوليات = المسائل التي يُضرب لها بالطبل
وإياي وإياهم من الخوض في موضوع لم يختمر بعدُ في أذهانهم فضلا عن أن يتهجّموا على نشره في الآفاق
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
ـ[محب آل مندة]ــــــــ[29 - 03 - 07, 07:11 ص]ـ
للامام ابي عبد الله محمد بن اسحاق ابن مندة كتاب (الرد على الجهمية) وقد طبع بتحقيق الفقيهي
كما ان لابنه الامام ابي القاسم عبد الرحمن ايضا كتاب (الرد على الجهمية) ذكره جمع ممن ترجم له
ونقل عنه الحافظ ابن رجب بعض النقول في ذيل الطبقات وهو- والله اعلم- في عداد المفقود.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 03 - 07, 10:15 ص]ـ
يا ابن السائح
ارجو ان لا تستعجل وتهجم على الآخرين قبل ان تعرفهم وتعرف سبب وضعهم للموضوع
كان بإمكانك ان تسألني "وما الدليل على ما قلته"
او فقط ترد بأدلتك على ان الكتاب هو لأب وليس الإبن
فكما ترى موضوعي ليس فيه بحث طويل فقط ما رأيته مذكورا في بعض الكتب
وقد كتبته لأرى التعليقات على الموضوع هل ما قلته صحيح ام لا
فهو ليس جزما مني
فقد رأيت ترجمة الإمام محمد ابن مندة في كتابين او 3 ولم ارى ذكر الكتاب من مؤلفاته سوى في كتاب واحد
ورأيت ذكر كتاب "الرد على الجهمية" منسوب لإبنه عبد الرحمن في 3 كتب ذكرت اثنين منهما فوق
كما اني قرأت في سيرته انه يرد على المبتدعين وتُوهّم فيه التجسيم وانه بريئ منه
ولا شك ان والده له جهود عظيمة، وله مؤلفات كثيرة منها كتاب التوحيد وغيرها
وهو ووالده وجده وأبو جده من الحفاظ الثقات
فلو سمحتم اذكروا الأدلة على أن كتاب الرد على الجهمية مؤلفه هو أبو عبد الله محمد ابن مندة وليس ابنه
جزاكم الله خيرا
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 03 - 07, 10:18 ص]ـ
عفوا
لم اقرأ رد ابن السائح جيدا ..
ذكر فيه ادلة
لكن هل هناك من نسبه إليه في كتب الراجم والطبقات غير علماء معاصرين؟
للفائدة فقط
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد يس]ــــــــ[01 - 03 - 10, 02:19 م]ـ
ومن تآليفه في الانتصار للعقيدة السلفية: جزء في الرد على من يقول ألم حرف، وهو كتاب نفيس قيّم
هذا الكتاب حققه الدكتور عبد الله الجديع والكتاب متوفر على الشبكة دون حواشي المحقق بصيغة الوورد فهل الكتاب لدى أحد من الإخوة مصوراً pdf ؟
نرجو التفاعل مع الطلب.
ـ[حسام رياض الشافعى]ــــــــ[19 - 08 - 10, 01:26 م]ـ
أين أجد كتاب الرد على الجهمية لابن منده pdf
ـ[أبويعلى البيضاوي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 06:20 م]ـ
الكتاب مصور ولله الحمد كثيرا
هنا ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1392732&postcount=749)(39/122)
هل (الديان) اسم من أسماء الله الحسنى أو صفة من صفاته
ـ[أبو محمد الحضرمي]ــــــــ[29 - 03 - 07, 01:37 ص]ـ
أرجو من الإخوة طلاب العلم تزويدي بأقوال أهل العلم المتقدمين والمتأخرين ممن قالوا بأن (الديان) اسم من أسماء الله الحسنى أو صفة من صفاته، وإليكم بعض أقوال أهل العلم التي توصلت إليها:
ذكر من قال بأن (الديان) من أسماء الله تعالى:
قال السمرقندي في بحر العلوم 2/ 166:
وروى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنَّ لله تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْماً مائَةً إلاَّ وَاحِدَةً مَنْ أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ وَمِنْ أسْمَائِهِ عَزَّ وَجَلَّ الرحمن الرَّحِيمُ» وقد ذكرنا تفسيرها ومن أسمائه الأحد وأصله الوحد بمعنى الواحد، وهو الذي ليس كمثله شيء ....... إلى أن قال: ومنها الديان يعني: المجازي.
وقال ابن عاشور في تفسير التحرير والتنوير 5/ 273:
والدّعاء في قوله: {وادعوه مخلصين له الدين} بمعنى العبادة أي اعبدوه كقوله: {إن الذين تدعون من دون الله} [الأعراف: 194]. والإخلاص تمحيض الشّيء من مخالطة غيره. والدّين بمعنى الطّاعة من قولهم دنت لفلان أي أطعته.
ومنه سمّي الله تعالى: الديَّان، أي القهّار المذلّل المطوع لسائر الموجودات.
وقال ابن منظور رحمه الله في لسان العرب 13/ 167: الديان: من أسماء الله عز وجل، معناه الحكم القاضي.
وقال ابن الأثير في كتابه النهاية في غريب الحديث:
في أسماء الله تعالى [الديان] قيل هو القهار. وقيل هو الحاكم والقاضي وهو فعال من دان الناس: أي قهرهم على الطاعة.
وقال في القاموس الفقهي 1/ 134:
الديان: اسم من أسماء الله عزوجل.
ذكر من قال بأن (الديان) من صفات الله تعالى:
قال القرطبي في تفسيره 1/ 144:
وحكى أهل اللغة: دنته بفعله دينا (بفتح الدال) ودينا (بكسرها) جزيته، ومنه الديان في صفة الرب تعالى أي المجازي.
وقال في تفسير حقي 17/ 69:
{بل تكذبون بالدين} قال في الإرشاد عطف على جملة ينساق إليها الكلام .... فإنه يراد بالدين الجزاء والمكافأة ومنه الديان في صفة الله
وقال في الصحاح في اللغة 1/ 220:
وقوله تعالى: " أَءِنَّا لَمَدينونَ " أي مجزيُّون محاسَبون. ومنه الدَيَّانُ في صفة الله تعالى.
وقال في مختار الصحاح 1/ 106
وقوله تعالى: (إنّا لَمدِينُون) أي لمَجزِيُّونَ مُحَاسَبُون ومنه الدَّيّان في صفة الله تعالى.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - 03 - 07, 08:05 م]ـ
للرفع بارك الله فيكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - 03 - 07, 11:10 م]ـ
وممن أثبت أن الديان من أسماء الله البيهقي في الأسماء والصفات وذكر من الأحاديث ما يدلل على ذلك منها عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الله العباد يوم القيامة أو قال الناس عراة غرلا بهما
قال قلنا وما بهما قال ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الديان أنا الملك لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة
قال قلنا كيف وإننا نأتي عراة غرلا بهما قال الحسنات والسيئات
رواه أحمد بإسناد حسن
وقد حسنه شيخنا الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والله أعلم
ـ[أبو محمد الحضرمي]ــــــــ[01 - 04 - 07, 12:38 ص]ـ
نص ما ذكره البيهقي في كتاب الأسماء والصفات 1/ 195 قال:
ومنها – يعني من أسماء الله الحسنى – (الديان) قال الحليمي: أُخذ من مالك يوم الدين، وهو الحاسب والمجازي، ولا يضيع عملاً، ولكنه يجزي بالخير خيراً وبالشر شراً.
وأيضاً ممن قال بأن (الديان) من أسماء الله الحسنى:
الأصبهاني في كتاب الحجة في بيان المحجة 1/ 177
ومن أسمائه الصادق والمحيط والمنان ....... وأما الديان فمعناه المجازي يقال دنت الرجل إذا جزيته أدينه والدين الجزاء ومنه المثل كما تدين تدان، والديان أيضاً الحاكم قال أعشى مازن لرسول الله: يا سيد الناس وديان العرب.
وقال ابن منده في كتاب التوحيد ص342
ومن أسماء الله عز وجل: الدائم والدافع والديان قال عمر رضي الله عنه: «ويل لديان الأرض من ديان السماء».
وممن استعمل (الديان) في أسماء الله ابن القيم في النونية ص714 حيث قال:
من وافق الكونِيَّ وافق سُخْطه إذ لم يوافق طاعة الديان.(39/123)
إين ذكر شيخ الإسلام هذه العبارة (إنه ليس بمسلم بالإجماع حتى ينطق بها)
ـ[العوضي]ــــــــ[29 - 03 - 07, 07:56 م]ـ
والمقصوع النطق بأشهد أن لا إله إلا الله
وكلام شيخ الإسلام منقول من كتاب القول المفيد 1/ 133 دار ابن الجوزي(39/124)
إين ذكر شيخ الإسلام هذه العبارة (إنه ليس بمسلم بالإجماع حتى ينطق بها)
ـ[العوضي]ــــــــ[29 - 03 - 07, 07:59 م]ـ
والمقصوع النطق بأشهد أن لا إله إلا الله
وكلام شيخ الإسلام منقول من كتاب القول المفيد 1/ 133 دار ابن الجوزي
ـ[أحمد بن حماد]ــــــــ[29 - 03 - 07, 11:38 م]ـ
والمقصود النطق بأشهد أن لا إله إلا الله
وكلام شيخ الإسلام منقول من كتاب القول المفيد 1/ 133 دار ابن الجوزي
لعل المقصود هو قوله (وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأت بالشهادتين فهو كافر) مجموع الفتاوى 7/ 302
وقوله (فأما الشهادتان إذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين، وهو كافر باطناً وظاهراً عند سلف الأمة وأئمتها وجماهير علمائها) مجموع الفتاوى 7/ 609
والله تعالى أعلم
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[30 - 03 - 07, 12:58 ص]ـ
ما الكفر الذي لا تراعى فيه اقامة الحجة وانتفاء الموانع في تكفير المعين
جزاكم الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 04 - 07, 04:54 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أحمد بن حماد على هذه الإفادة
ـ[أبو حفص السلفي]ــــــــ[03 - 04 - 07, 05:26 م]ـ
بارك الله في الجميع.
ـ[العوضي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 10:28 ص]ـ
أخواني بارك الله فيكم هل ذكر شيخ الإسلام مثل هذه العبارات في أي مكان آخر من كتبه(39/125)
أسئلة عقدية أرجو الإجابة
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[29 - 03 - 07, 11:51 م]ـ
الصحيح أني (انجررت) لمجادلة حزب التحرير في منتداهم
وكنت أظنهم من المنشقين وأنهم متأثرين بالعقيدة السلفية
لوجود كتاب صفات الله الواردة في الكتاب والسنة لعلوي السقاف
وأريد أن أتأكد
فقد ذكرت لهم أن وجود المجاز في القرآن ليس في صفات الله وهذا ما أذكره
فاعترض علي بكلام لابن كثير والسعدي! في تفسير بعض آيات الصفات
عندي بعض الردود ولكن هذه المسألة بعينها أريد التثبت فيها وأنا غير مستعجل في الرد عليهم
فهم إلى الآن لم يجيبوني على سؤالي أين الله!!
قضية ثانية طلب مني أحدهم إثبات أن السحر علاقة بين الساحر والجن
وهذا أمر معلوم بالضرورة ولكن لا أدري بماذا أجيبه
إذا أردتم وصلة للموضوع فلا مانع عندي
وجزاكم الله خيراً
ثم أنا والله (زعلان) من المشرفين يحذفون مواضيع لا أدري لماذا
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[29 - 03 - 07, 11:58 م]ـ
يا أخي الكريم والله إني لك ناصح الجدل مع هؤلاء لن يعود عليك بشيء
وقد نهينا عن مثل هذا ولنا أسوة بسلفنا(39/126)
الفوائد المنتقاة من شرح الشيخ صالح آل الشيخ على الواسطية
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[30 - 03 - 07, 07:51 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته:
هذه فوائد وقواعد جمعتها من شرح شيخنا الشيخ صالح آل الشيخ على الواسطية لعله يكون من باب بر التلميذ بالشيخ الذي استفاد منه كثيرا نسأل الله أن يحفظه
أن اعتقاد أهل السنة والجماعة يشمل أصول:
الأول العقيدة العامة في الله جل وعلا وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
ثم مسائل الإمامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا هو الثاني، والكلام في ما يتصل بذلك من الكلام في الصحابة رضوان الله عليهم.
الأصل الثالث من أصول الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة: الكلام في أخلاق أهل السنة والجماعة
الفوائد المتبقية ستأتي تباعا إن شاء الله والله المستعان
ـ[العدناني]ــــــــ[30 - 03 - 07, 08:13 ص]ـ
واصل بارك الله فيك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 03 - 07, 08:26 ص]ـ
بارك الله بك أخ محمد.
ولكن هل يُسمح للفقراء المساكين الدراويش أمثالي:) بمشاركتك ببعض الفوائد؟
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[30 - 03 - 07, 01:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله تعالى والصلاة والسلام على نبياً محمد صلى الله عليه وسلم ..
جزاك الله خيراً
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[31 - 03 - 07, 12:34 ص]ـ
جزاكم الله خير أخي العدناني وأخ علي وأخ عبد الله
================================================== ========
قال حفظه الله: في معنى الشهادة
أشهد هذه الشهادة معناها الاعتراف والإقرار الذي يتبعه إعلامٌ وإخبار.
لأن الشهادة تشمل: اعتقاد القلب وإخبار اللسان.
فمن اعتقد بقلبه دون أن يتكلم بلسانه لم يُعد شاهداً.
ومن تكلم بلسانه – كحال المنافقين – ولم يعتقد بقلبه لم يكن شاهداًَ بما دلت عليه كلمة التوحيد.
قال حفظه الله: في معنى الجماعة
1 - ففسرها طائفة بأن الجماعة هي السواد الأعظم
2 - وفسر طائفة الجماعة– وهذا هو التفسير الثاني – بأن الجماعة هم جماعة أهل العلم والسنة والأثر والحديث.
3 - القول الثالث أن الجماعة هم أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
4 - القول الرابع وهو قولٌ نذكره ولكن لا دليل عليه أن الجماعة هم أمة الإسلام بعامة.
5 - القول الأخير أن الجماعة يراد بها عصبة المؤمنين الذين يجتمعون على الإمام الحق فيدينون له بالسمع والطاعة ويعقدون له البيعة الشرعية
والأقوال الثلاثة الأول من باب أختلاف التنوع. وقد ذكر الخطابي رحمه الله تعالى في كتابه (العزلة) كلمة فائقة فيها تحرير هذا المقام.
قال إن الافتراق ينقسم إلى افتراق في الآراء والأديان.
و افتراق في الاجتماع والأبدان أو بالأشخاص والأديان.
افتراق تارةً يكون في الآراء والأديان وتارةً يكون في الأشخاص والأبدان.
ـ[نبيل الجزائري]ــــــــ[31 - 03 - 07, 12:56 ص]ـ
سبقتني إليها يا عكاشة بتقييد الفرائد و جمع الفوائد من الشرح الماتع لشيخنا الذكي البارع أمد الله في عمره و بارك في علمه و نسأل الله الواحد الأحد أن ييسر له العودة لمقاعد التعليم و التدريس فهو من أهل العلم لا من أهل الإدارة و الوزارة و الله أعلم و جزاكم الله على وضعك هذا خير الجزاء.
ـ[نبيل الجزائري]ــــــــ[31 - 03 - 07, 12:57 ص]ـ
سبقتني إليها يا عكاشة بتقييد الفرائد و جمع الفوائد من الشرح الماتع لشيخنا الذكي البارع أمد الله في عمره و بارك في علمه و نسأل الله الواحد الأحد أن ييسر له العودة لمقاعد التعليم و التدريس فهو من أهل العلم لا من أهل الإدارة و الوزارة و الله أعلم و جزاكم الله على وضعك هذا خير الجزاء.
ـ[ابوحمزةالسكندرى]ــــــــ[31 - 03 - 07, 01:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله هل لى بشرح الشيخ صالح على الواسطية سواء مكتوب او مسموع ارجو المواصلة على الخاص وجزاكم الله خيرا
ـ[بن حامد الجيزاوي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 02:24 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ونرجوا المواصله وبارك الله في الشيخ صالح وأسأل الله أن يمد في عمره ليتحفنا بالشروح.
ـ[فوزي زماري]ــــــــ[31 - 03 - 07, 02:24 ص]ـ
واصل أخي محمد فشرح الشيخ صالح حفظه الله من أمتع الشروح على العقيدة الواسطية ولقد من الله علي بسماعه كله هو وشرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وكم فيهما من درر وفوائد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/127)
ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[31 - 03 - 07, 05:54 م]ـ
أخي محمد شمر عن ساعديك واعد لنا شيئا دسما بارك الله فيك
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[31 - 03 - 07, 07:51 م]ـ
الإخوان الفضلاء والمشايخ الكرام
نبيل الجزائري و أبو حمزة السكندري و بن حامد الجيزاوي و أبو أحمد الحسيني
شكر الله لك هذا المرور الكريم أسأل الله أن يعلمني وإياكم ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا
================================================== =====
قال الشيخ حفظه الله:
1/ الإيمان بالله يشمل أشياء:
الأول: أول درجات الإيمان بالله أن يؤمن بأن الله جل وعلا موجود.
الثاني: أن يؤمن بأن هذا الذي له هذا الملك أنه واحد فيه، واحد في ربوبيته لا شريك له في ملكه
الثالث: الإيمان بأن هذا الذي له ملكوت كل شيء وأنه صاحب هذا الملك وحده دون ما سواه، الذي ينفذ أمره في هذا الملكوت العظيم أن له الأسماء الحسنى والصفات العلا.
الرابع: وهو الأخير وهو المهم الأعظم في الإيمان بالله الإيمان بأن هذا الموجود الذي له الملك وحده دون ما سواه والذي له نعوت الجلال والجمال والكمال على وجه الكمال أنه هو المستحق للعبادة وحده دون ما سواه.
2/ الإيمان بالملائكة:
الإيمان الإجمالي: أن يؤمن العبد بأن لله جل وعلا خلقا وهم الملائكة وأنهم مطهَرون عباد مكرمون ليسوا بمعبودين ولا يستحقون ذلك، وأن الله جل وعلا خصهم بأنواع من الرسالات لإنفاذ أمره في خلقه.
الإيمان التفصيلي: وهو الإيمان بكل ما أخبر الله جل وعلا به في كتابه أو أخبر به النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ في السنة من أحوال الملائكة وصفاتهم وخلقهم ومميزاتهم وما وكلوا به وأنواع مهماتهم ونحو ذلك.ضابط مهم: يلزم العبد الإيمان به إذا علم النص لأنه أمر غيبي ومن لم يصل إليه النص فإنه لا يكون ناقضا لإيمانه بالملائكة إذا كان قد أتى بالإيمان الإجمالي لأن الإيمان التفصيلي يختلف فيه الناس فهو تبع العلم.
ـ[عبادة السلفي]ــــــــ[01 - 04 - 07, 02:31 ص]ـ
جزاك الله عنا خيرا و بارك الله فيك كثيرا مزيدا
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[02 - 04 - 07, 12:40 م]ـ
حياك الله يا أخ أبا عبادة وشكرا لك على مرورك ومتابعتك للموضوع
=================================================
قال الشيخ حفظه الله وسدده
1/ التحريف:
أ- فأصله في اللغة من الانحراف بالشيء عن وجهه وهو صرفه عن وجهه ومعناه إلى غيره.
ب - والتحريف في نصوص الصفات معناه أن تُغَّير و تُبَدّل ألفاظها أو معانيها عن ظواهرها.
ج - هذا سواء أكان في اللفظ أو في المعنى والتحريف في اللفظ إما بزيادة أو نقصان أو بتغيير حركة إعرابية، أو بغير تغيير حركة إعرابية.
والتحريف في المعنى يكون بتغيير معنى الكلمة عن معناها المعروف في لغة العرب.
د - هل كل تحريف يعد كفرا؟
الجواب ليس كل تحريف يُعَد كفرا، فإن أهل السنة لم يكفروا الذين فسروا استوى باستولى
فإن كان التحريف في جميع الصفات كفعل الجهمية فإن هذا يعد كفرا. (وإذا كانت هذه الصفة ظاهرة لا يحتملها التأويل كفر المحرف لها كالرؤية (بتصرف)
2/ التعطيل أصله في اللغة من عطل يعطل تعطيلا وهو عُطل إذا كان خاليا
والتعطيل عند العلماء أقسام أشهرها ثلاثة وهي:
? أولا تعطيل المخلوق عن خالقه، يعني إخلاء المخلوق عن أن يكون مخلوقا بنفي أن يكون ثم خالق له كقول الملاحدة.
? الثاني تعطيل الخالق عن أوصافه التي وصف بها نفسه أو وصفه بها رسله.
? الثالث تعطيل الخالق عن استحقاقه العبادة وحده لا شريك له.
================================================== =
للعلم فإن مسألة ترقيم الفوائد أقترحها علي الفاضل علي الفضلي زاده الله فضلا
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[02 - 04 - 07, 03:43 م]ـ
جزاك الله خيرا ..... تابع
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[04 - 04 - 07, 08:31 ص]ـ
حياك الله أخي الكريم أبا الحسن الأثري
================================================== ========
قال الشيخ حفظه الله:
1/ التكييف من كيّف الشيء يكيّفه تكييفا إذا جعل له كيفية.
والتكييف معناه أن يجعل لصفة الله جل وعلا كيفية، قد تكون هذه الكيفية معلومة المثال وقد لا تكون معلومة المثال.
2/ التمثيل من مثل يمثل تمثيلا إذا جعل للشيء مثالا.
التمثيل في الأصل نوع من التكييف.
فما المراد بالتمثيل؟
أن يجعل لصفة الله جل وعلا مثالا يعلمه، يجعل اتصاف الله جل وعلا باليد على نحو اتصاف المخلوق به، يجعل اتصاف الله جل وعلا بالغضب على نحو اتصاف المخلوق به، يجعل اتصاف الله جل وعلا بالنزول على نحو اتصاف المخلوق به.
ولهذا تجد أن كل معطل ممثل، لأنه لم يعطل إلا وقد استحضر التمثيل قبل أن يعطل
3/قوله جل وعلا لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
على وجهين في الكاف:
أ- تكون الكاف صلة يعني زائدة لتأكيد المعنى، قال ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? يعني ليس مثله شيء ليس مثله شيء ليس مثله شيء وهو السميع البصير.
ب- الوجه الثاني أن تكون الكاف بمعنى مثل، فيكون المعنى ليس مثلَ مثلِه شيء ـ ما فيها تأكيد ـ وهو السميع البصير.
ونفي مثل المثل فائدته استحالة وجود المثل وليس كما ظُن أن فيه إثبات لوجود المثل.
فائدة إثبات السمع والبصر هنا؟
قال العلماء في هذا حكمة وفائدة عظيمة وهو أنه نفى أولا بقوله ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? ثم أثبت هذين الاسمين لله المتضمنين لصفتي السمع والبصر، وسبب ذلك أن صفة السمع والبصر من الصفات التي تشترك فيها أكثر المخلوقات الحية ذات الروح مهما صغر من فيه حياة من ذوي الأرواح أو عظم فعنده سمع وبصر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/128)
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[06 - 04 - 07, 02:54 م]ـ
معذرة على التأخير
قال الشيخ حفظه الله:
1/إذا كان في باب الأخبار قد جاء مثله فإنه ينسب وقد يسمى الله جل وعلا بذلك من باب الأخبار مثل ما يقال إنه جل وعلا (قديم) أو إنه (صانع) أو أنه (مريد) ونحو ذلك، فهذه الألفاظ لم تأت لا في القرآن ولا في السنة أن الله جل وعلا قديم أو أنه مريد يعني بالاسم أو التسمية الخاصة باسم الصانع.
وذلك لأن هذه الأشياء تنقسم إلى ما فيه كمال وما فيه نقص فلاحتمالها لم تطلق في باب الصفات وإنما يجوز أن تطلق في باب الخبر عن الله جل وعلا.
2/فمن القواعد المقررة في ذلك أن باب الأسماء لله جل وعلا أضيق من باب الصفات وأن باب الصفات أضيق من باب الأفعال وأن باب الأفعال أضيق من باب الإخبار.
3/نقول أيضا من القواعد المقررة في هذا الباب أن أسماء الله جل وعلا لا تحصر بعدد معين
4/ (من أحصاها دخل الجنة) فُسِّر الإحصاء بأشياء وجماع ذلك ثلاثة أمور، الإتيان بها مجتمعة هو معنى الإحصاء:
الأول حفظها.
الثاني: معرفة معانيها.
الثالث: التعبد لله جل وعلا بها. حفظها معرفة معانيها التعبد لله جل وعلا بها بسؤاله بها بدعائه بها ونحو ذلك.
5/القاعدة التالية أن أسماء الله جل وعلا وصفات الله جل وعلا تنقسم باعتبارات، فمن انقسامها أنها تنقسم إلى صفات ذاتية وصفات فعلية:
-ونعني بالصفات الذاتية الصفة التي لا ينفك لا تنفك عن الله جل وعلا، يعني أن الله جل وعلا موصوف بها دائما ليس في حال دون حال بل هو جل وعلا موصوف بتلك الصفات الذاتية مثل (الرحمة).
-القسم الثاني الصفات الفعلية، ونعني بالصفات الفعلية التي يتصف الله جل وعلا بها بمشيئته وقدرته، يعني أنه ربما اتصف بها في حال وربما لم يتصف بها مثل صفة الغضب.
-أيضا من التقسيمات أن أسماء الله جل وعلا وصفاته من حيث معناها منها ما هو وصف جلال أو أسماء جلال ومنها ما هي أوصاف أو أسماء جمال ومنها ما هي أوصاف أو أسماء لمعاني الربوبية ومنها أوصاف أو أسماء لمعاني الألوهية ونحو ذلك، فهذه انقسامات للمعاني.
ـ[أبو محمد إدريس]ــــــــ[06 - 04 - 07, 07:43 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,
بارك الله فيك أخي محمد
و رحم الله شيخنا الفاضل
تابع جزيت خيرا و زوجك حورا
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[07 - 04 - 07, 02:32 م]ـ
شكر الله لك أخ إدريس هذا من حسن ظنك فقط والله يعلمنا وإياك ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا
قال الشيخ حفظه الله:
1/ أسماء الله جل وعلا منها أسماء جلال ومنها أسماء جمال وضابط ذلك:
- أن أسماء الجمال ما كان فيها فتح باب المحبة من العبد لربه جل وعلا من جنس أسماء وصفات الرحمة.
- أما أسماء الجلال وصفات الجلال فضابطها أنها الأسماء والصفات التي فيها معاني جبروت الله جل وعلا وعزته وقهره من مثل اسم الله العزيز والقهار.
2/ من القواعد المقررة في هذا أن العقل تابع للنقل وأن النصوص نصوص الكتاب والسنة لا يُحَكّم فيها القوانين العقلية التي اصطلح عليها طوائف من الخلق بل نأخذ القواعد العقلية من النصوص.
الإيمان بالصفات لابد من شيئين:
3 - الأول إثبات الصفة، لأن الله جل وعلا أثبتها فتثبت كما أثبتها الله جل وعلا، وهذا أول درجات الإيمان.
4 - الثاني أن يثبت المعنى الذي يدل عليه ظاهر اللفظ فإن القرآن نزل بلسان عربي مبين تعقل معانيه وتفهم ألفاظه بلسان العرب.
5/ ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله في التدمرية في قاعدته المعروفة في الفرق بين التعميم أن المعاني هذه لا توجد كلية إلا في الأذهان أما في الخارج فإنما توجد بالإضافات والِنسب.
6/ وهي أن ظاهر النصوص مراد، وأن الإيمان إنما يكون بظاهر النص لأن الظاهر هو ما يتبادر إلى الذهن من النص وهذا هو الذي كلفنا الله جل وعلا بالإيمان به.
7/ يعني أن الظاهر ينقسم إلى قسمين: ظاهر إفرادي وظاهر تركيبي:
?الظاهر الإفرادي هو الذي دل عليه أفراد الكلام يعني كلمة واحدة كقوله ?وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ? وكقوله ?وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي? وكقوله ?إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا? ونحو ذلك من الصفات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/129)
?وأما الظاهر التركيبي فهو الذي يُفْهَم لا من جهة لفظه ولكن من جهة الكلام كله، وهذا حجة وهو أصل في اللغة وهو مقرر عند أئمة أهل اللغة من السنيين وكذلك أئمه أهل السنة في كتب العقائد وغيرها، مثاله قوله تعالى ? فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ?.
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[08 - 04 - 07, 03:10 م]ـ
قال الشيخ حفظه الله:
1/إن مذهب أهل السنة والجماعة في الصفات النفي المجمل والإثبات المفصل نعني به أيضا ما يدخل في الأسماء والأفعال، ما يدخل فيه الأسماء والأفعال أيضا، لكنه في الصفات هذا هو المقصود وإذا ذُكِرَت الأسماء فباعتبار أنها مشتملة على الصفة وإذا ذكرت الأفعال فإنها باعتبار أنها مشتملة على الصفة.
2/مذهب أهل السنة والجماعة في تفضيل بعض صفات الله على بعض وتفضيل بعض القرآن على بعض.
3/الأشاعرة لا يفاضلون بين كلام الله ومأخذه عندهم أن الله واحد بالعين فكيف يكون التفاضل؟
الرد عليهم:
فإن الكلام يتفاضل عند الناس في عرفهم من هاتين النسبتين:
- إما من جهة أن المتكلم أفضل من المتكلم الثاني: كلام الرسول صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ليس ككلام أبي بكر بل كلامه عليه الصلاة والسلام أفضل من كلام أبي بكر وذلك بالنظر إلى اعتبار أن المتكلم هو النبي عليه الصلاة والسلام.
- الجهة الثانية المتكلَّم فيه فيتفاضل الكلام باعتبار المتكلَّم فيه فمثلا تتكلم أنت في العلم، وتتكلم تارة أخرى في غير العلم، كلامك في العلم أفضل من كلامك في غيره وذلك لأن المتكلَّم فيه أفضل
فإذن يكون التفضيل ها هنا من جهة المتكلَّم فيه، يعني موضوع الكلام، وموضوع الكلام يجمع شيئين: المعاني والألفاظ.
4/إيراد وجوابه:
قوله ?وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ? هذا نفي مجمل، أما قوله ?لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ? فهل يعد من النفي المفصل؟
هذا الجواب عنه أن هذا النفي من جنس ما في القرآن من النفي وهو أنه لا يراد به تفصيل النفي وإنما يراد به إثبات كمال الضد.
ومعنى ذلك أن النفي إذا ورد في القرآن مفصلا فهو محمول على الإثبات المفصل لأن المراد منه إثبات كمال الضد، وكمال الضد في قوله ?لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ? هي صفة (الغنى) التام وأنواع الكمال في الأوصاف وهذا من الإثبات المفصل.
5/والحياة متنوعة فحياة الملائكة غير حياة الإنس، وحياة الجن غير حياة الإنس وحياة الحيوانات تختلف عن حياة الإنس والجن والملائكة إلى آخره، حتى الجمادات فاضت عليها آثار اسم الله جل وعلا (الحي) فكانت حية.
فالجماد هو من ليس فيه حياة ظاهرة، وليس هو الذي لا يتحرك - يعني الجامد الذي لا يتحرك –
لا، الجماد هو الذي ليس فيه حياة ظاهرة، لا يقال ليس فيه حياة فقط، كذلك يعني شرعا أو نظرا في الأدلة الشرعية فإن الجمادات فاضت عليها ما يناسبها من الحياة ولهذا فإن النبي عليه الصلاة والسلام يصف أحدا فيقول (أحد جبل يحبنا ونحبه).
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[11 - 04 - 07, 01:13 ص]ـ
شكرا على متابعتك أخ القباني
============================================
قال الشيخ حفظه الله:
1//وكرسي الله جل وعلا هو موضع قدميه، وهو ليس العرش ومن فسره بالعرش من السلف كالحسن وغيره فإن هذا غلط، فالكرسي شيء والعرش شيء آخر، هكذا دلت السنة.
2//إجماع أهل العقائد معناه أنه لا تجد أحدا من أئمة الحديث والسنة يذكر غير هذا القول ويرجحه، هذا معناه الإجماع، وإذا خالف أحد، واحد أو نحوه فلا يعد خلافا، لأنه يعد خالف الإجماع، فلا يعد قولا آخر، فنجد أنه مثلا أنهم أجمعوا على أن الله جل وعلا له (صورة) وذلك لأنه لا خلاف بينهم على ذلك كلهم يوردون ذلك، فأتى (ابن خزيمة) رحمه الله تعالى رحمة واسعة فنفى حديث الصورة وتأوله - يعني حديث الخاص (أن الله خلق آدم على صورة الرحمن) وحمل حديث (خلق الله آدم على صورته) يعني على غير صورة الرحمن، وأنكر ذلك، وهذا عُدّ من غلطاته رحمه الله ولم يُقل إن ذلك فيه خلاف للإجماع أو إنه قول آخر، فإذن الإجماع في العقائد يعني أن أهل السنة والجماعة تتابعوا على ذكر هذا بدون خلاف بينهم، مثل مسألة الخروج على أئمة الجَور، على ولاة الجور من المسلمين، هذا كان فيه خلاف فيها عند بعض التابعين وحصلت من هذا وقائع، وتبع التابعين، والمسألة تذكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/130)
بإجماع، يقال أجمع أهل السنة والجماعة على أن السمع والطاعة وعدم الخروج على أئمة الجور واجب، وهذا مع وجود الخلاف عند بعض التابعين وتبع التابعين لكن ذلك الخلاف قبل أن تَقَرّرَ عقائد أهل السنة والجماعة، ولما بُيِّنَت العقائد وقُرِّرَت وأوضحها الأئمة وتَتَبَّعوا فيها الأدلة وقرروها تتابع الأئمة على ذلك وأهل الحديث دون خلاف.
3//يقول كيف يسترق الشياطين السمع؟ وكيف يصل إليهم قبل بعثة الرسول صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ؟
الشياطين لهم أوصاف غير أوصاف ابن آدم، فمما جاء من استراقهم السمع أن بعضهم يركب بعضا ويعلو بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء - يعني الدنيا - فيسمعون ما أوحَى الله جل وعلا، فربما لقف أحدهم الخبر من السماء قبل أن يصله الشهاب فيلقيه على من تحته ثم يصل إلى الأرض، واستراق الشياطين للسمع له ثلاثة أحوال:
- قبل بعثة النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ.
- وفي أثناء بعثة النبي عليه الصلاة والسلام ـ يعني في حياته.
- وبعد حياته عليه الصلاة والسلام.
قبل البعثة كان كثيرا جدا، كثير جدا تخطف الشياطين الخبر وتلقيه على الكهنة وعظُم شأن الكهنة جداً.
أما في عهد النبي عليه الصلاة والسلام فإنه امتنع ذلك إلا في النادر جدا، امتنع، كما قال الله جل وعلا ?وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا? وقال في الآية الأخرى ?إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ?، فملئت السماء حرسا شديدا وشهب حتى إذا بُلِّغ الوحي للنبي عليه الصلاة والسلام وسُمع الوحي في السماء فإنه لا يخطفونه فيقع الابتلاء والفتنة من جهة الوحي، فلم يخطفوا شيئا من الوحي الذي أوحاه الله جل وعلا لنبيه.
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[14 - 04 - 07, 03:13 م]ـ
قال الشيخ حفظه المولى جل وعلا:
1/ (النافع) و (الضار) فإن اسم الله جل وعلا (الضار) لا يطلق إلا مقترنا مع اسم الله (النافع) وذلك لأن كماله إنما يظهر مع الاسم الآخر، وهذا له نظائر في أسماء الله جل وعلا الحسنى، فمنها ما يطلق على وجه الانفراد ومنها ما يطلق على وجه الاقتران ولا يطلق على وجه الانفراد.
2/ هو (الْعَلِيمُ) بصفة وهي صفة (العلم) وهذا فيه مخالفة للمعتزلة الذين قالوا إن الله جل جلاله يعلم لكن ليس بعلم، يعني يقولون إن الله عالم لكن ليس بعلم، يعني ليس بصفة زائدة على ذاته جل وعلا بل هو يعلم بذاته لا يعلم بصفة إنما العلم يأتي من ذاته جل وعلا.
وهذا باطل لأن اسم الله جل وعلا (الْعَلِيمُ) مشتمل على صفة العلم، والعلم أُثبِت له جل وعلا كغيره من الصفات بالاسم كـ (الْعَلِيمُ) وبالصفة يعني المجردة وكذلك بالأفعال، والأفعال تدل على حصول الحدث، يعني تدل على حصول المصدر مع الزمن المقترن به، وهذا كله يدل على أن العلم الحاصل لله جل وعلا هذا شيء زائد عن الذات، يعني شيء متعلق بزمن، والذات غير متعلقة بشيء من ذلك.
فإذن دل على أن صفة العلم لله جل وعلا أنها كسائر الصفات لله تبارك وتعالى وهي أنها صفة مستقلة ذاتية قائمة بالذات لكن ليست هي عين الذات فـ (الْعَلِيمُ) من أسماء الله جل وعلا هو ذو العلم الواسع وليس معناه أنه (الْعَلِيمُ) بذاته وإنما هو (عليم) بالعلم.
يعبر المعتزلة عن ذلك بقولهم عليم بلا علم.
معنى قولهم (عليم بلا علم) يعني عليم بلا صفة زائدة عن ذاته هي العلم، وهكذا يقولون في سائر الصفات سميع بلا سمع، يعني بلا صفة زائدة هي السمع بصير بلا بصر وحفيظ بلا حفظ، وهكذا، يعني أن الأسماء إما أن يفسروها بمخلوقات منفصلة وإما أن يفسروها بالذات.
ومما ينبه عليه هنا أن أهل السنة يقولون (يعلم بعلم) وأما ما وقع في بعض الكتب من الكتب المنسوبة لأهل السنة ككتاب (الحيدة) مثلا من أنه جل وعلا (يعلم بلا علم) هذا غلط، أو قولهم (إننا لا نطلق هذه العبارة بعلم أو بغير علم لعدم ورودها) كذلك هذا غلط.
والذي جاء في (الحيدة) هو كذلك في غيرها (أننا نقول يعلم ولا نقول بعلم ولا بغير علم)
وهذا باطل لأن كونه جل وعلا يعلم معنى ذلك أن علمه متجدد بتجدد زمن الفعل، لأن الفعل ينحل عن زمن وعن مصدر، والمصدر مجرد من الزمن، والزمن لا بد له من تجدد والذات لا يمكن أن تكون كذلك.
فإذن التجدد راجع إلى حصول هذه الصفة باعتبار متعلقاتها، وإذا صارت هذه الصفة متجددة باعتبار متعلقاتها يعني باعتبار المعلوم صار ذلك بعلم زائد على الذات، المقصود من ذلك أن في هذه الآيات رد على طائفة من الضلال في باب الصفات وهم الذين يقولون إن صفات الله جل وعلا هي بالذات وليست زائدة عن الذات. الصفات غير الذات، نعم، صفات الله جل وعلا القول فيها كالقول في الذات لكن ذاته جل وعلا هي المتصفة بالصفات.
فالصفات أمر زائد على الذات ولا يعقل أن توجد ذات ليست بمتصفة بالصفات بل الصفات تكون للذات، وليس الذات وجودها عينه هو وجود الصفات، بل ثم صفات وثم ذات.
نعم الصفات لا يمكن أن تقوم بنفسها بل لا بد لها من ذات تقوم بها، فإذن صفات الله جل وعلا ومنها (العلم) على ذلك، وهذه مقدمة تصلح لجميع أنواع الصفات التي ستأتي. (كلام نفيس)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/131)
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[16 - 04 - 07, 02:28 ص]ـ
قال الشيخ حفظه الرب تبارك وتعالى:
(مسألة قدرة الله جل وعلا وما تتعلق به والرد على المخالفين)
وقوله هنا ?عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? فيه أن (القدرة) متعلقة بكل شيء، وأنه ما من شيء إلا وهو متعلق بقدرته جل وعلا، يعني ما من شيء إلا وهو داخل تحت قدرته، فـ (قدرة) الله جل وعلا شاملة لجميع الأشياء، وهذا يدخل فيه:
- أفعال العباد خلافا للقدرية.
- يدخل فيه ما لم يشأ الله جل وعلا أن يكون خلافا للأشعرية والماتريدية.
لأن الأشعرية والماتريدية يقولون إن قدرة الله جل وعلا متعلقة بما يشاؤه، ويجعلون لها نوعين من التعلق، يسمون الأول التعلق الصلوحي، ويسمون الثاني التعلق التنجيزي، وهذا ليس محل إيضاحهما.
المقصود أنهم يقولون إن قدرة الله جل وعلا ليست شاملة لكل شيء بل هو قدير على ما يشاؤه جل وعلا، ولهذا يكثر عندهم التعبير بقولهم (هو على ما يشاء قدير) (والله على ما يشاء قدير) ويعدلون عن ما قال الله جل وعلا ?وَاللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? يعدلون عن استعمال كلمة ?كُلِّ شَيْءٍ? إلى (ما يشاء) وذلك لأن (القدرة) تتعلق عندهم بما يشاؤه الله جل وعلا.
و ?كُلِّ شَيْءٍ? التي في النصوص يعني (كل شيء شاءه) وليس (كل شيء شاءه أو لم يشأه).
وهذا لا شك أنه باطل وذلك لأن الله جل وعلا بيّن أن قدرته متعلقة بكل شيء، وما لا يشاؤه داخل في هذا العموم، فمن أراد إخراجه من العموم فلا بد أن يكون عنده دليل على ذلك، بل الدليل دل على أن (قدرة) الله جل وعلا متعلقة بما لم يشأه جل وعلا وذلك في قوله تعالى في سورة الأنعام ?قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ?.
?قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ? هذه مُنعت عن هذه الأمة.
فإذن لم يشأها الله جل وعلا أن تقع على هذه الأمة.
?أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ? لم يشأها الله جل وعلا أن تقع في هذه الأمة.
?أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا? قال النبي عليه الصلاة والسلام (هذه أهون).
فإذن دلت الآية على أن الله جل وعلا (قادر) على ما لم يشأه وعلى ما شاءه جل وعلا.
إذن في الآية هذه التي معنا وغيرها تعلق (قدرة) الله جل وعلا بكل شيء، وهذا التعلق يشمل ما قضى الله جل وعلا وقدر أن يكون، أو ما علم الله جل وعلا أنه لا يكون، فقدرته شاملة لكل شيء.
الجواب عن حديث إني على ما أشاء قادر؟
لأن قوله على ما أشاء قادر:
* هذا أولا داخل في ضمن ?كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? فإننا نقول: هو يقدر على ما يشاء وعلى ما لم يشأ.
* ثانيا أن هذه قالها الله جل وعلا متعلقا بشيء حصل وهذه قصة الرجل الذي دخل الجنة وقال الله جل وعلا له (أترغب في شيء) أو (هل لك من شيء) قال يا رب أتهزأ بي، قال (لا، ولكني على ما أشاء قادر) وهذا بعد حصول الشيء، وهذا يختلف عن إطلاق أولئك هذه الكلمة لأنهم يطلقونها قبل حصول الأشياء غير متعلقة بشيء معين حصل، إلى آخر الكلام في هذه المسألة.
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[18 - 04 - 07, 02:26 ص]ـ
قال الشيخ حفظه الله:
(صفة العلم وفيه ضوابط مهمة في تجدد الصفة)
وتعالى هو (الْعَلِيمُ) بصفة وهي صفة (العلم).
وهذا فيه مخالفة للمعتزلة الذين قالوا إن الله جل جلاله يعلم لكن ليس بعلم، يعني يقولون إن الله عالم لكن ليس بعلم، يعني ليس بصفة زائدة على ذاته جل وعلا بل هو يعلم بذاته لا يعلم بصفة إنما العلم يأتي من ذاته جل وعلا.
وهذا باطل لأن اسم الله جل وعلا (الْعَلِيمُ) مشتمل على صفة العلم، والعلم أُثبِت له جل وعلا كغيره من الصفات بالاسم كـ (الْعَلِيمُ) وبالصفة يعني المجردة وكذلك بالأفعال، والأفعال تدل على حصول الحدث، يعني تدل على حصول المصدر مع الزمن المقترن به، وهذا كله يدل على أن العلم الحاصل لله جل وعلا هذا شيء زائد عن الذات، يعني شيء متعلق بزمن، والذات غير متعلقة بشيء من ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/132)
فإذن دل على أن صفة العلم لله جل وعلا أنها كسائر الصفات لله تبارك وتعالى وهي أنها صفة مستقلة ذاتية قائمة بالذات لكن ليست هي عين الذات فـ (الْعَلِيمُ) من أسماء الله جل وعلا هو ذو العلم الواسع وليس معناه أنه (الْعَلِيمُ) بذاته وإنما هو (عليم) بالعلم.
يعبر المعتزلة عن ذلك بقولهم عليم بلا علم.
معنى قولهم (عليم بلا علم) يعني عليم بلا صفة زائدة عن ذاته هي العلم، وهكذا يقولون في سائر الصفات سميع بلا سمع، يعني بلا صفة زائدة هي السمع بصير بلا بصر وحفيظ بلا حفظ، وهكذا، يعني أن الأسماء إما أن يفسروها بمخلوقات منفصلة وإما أن يفسروها بالذات.
ومما ينبه عليه هنا أن أهل السنة يقولون (يعلم بعلم) وأما ما وقع في بعض الكتب من الكتب المنسوبة لأهل السنة ككتاب (الحيدة) مثلا من أنه جل وعلا (يعلم بلا علم) هذا غلط، أو قولهم (إننا لا نطلق هذه العبارة بعلم أو بغير علم لعدم ورودها) كذلك هذا غلط.
والذي جاء في (الحيدة) هو كذلك في غيرها (أننا نقول يعلم ولا نقول بعلم ولا بغير علم)
وهذا باطل لأن كونه جل وعلا يعلم معنى ذلك أن علمه متجدد بتجدد زمن الفعل، لأن الفعل ينحل عن زمن وعن مصدر، والمصدر مجرد من الزمن، والزمن لا بد له من تجدد والذات لا يمكن أن تكون كذلك.
فإذن التجدد راجع إلى حصول هذه الصفة باعتبار متعلقاتها، وإذا صارت هذه الصفة متجددة باعتبار متعلقاتها يعني باعتبار المعلوم صار ذلك بعلم زائد على الذات، المقصود من ذلك أن في هذه الآيات رد على طائفة من الضلال في باب الصفات وهم الذين يقولون إن صفات الله جل وعلا هي بالذات وليست زائدة عن الذات. الصفات غير الذات، نعم، صفات الله جل وعلا القول فيها كالقول في الذات لكن ذاته جل وعلا هي المتصفة بالصفات.
فالصفات أمر زائد على الذات ولا يعقل أن توجد ذات ليست بمتصفة بالصفات بل الصفات تكون للذات، وليس الذات وجودها عينه هو وجود الصفات، بل ثم صفات وثم ذات.
نعم الصفات لا يمكن أن تقوم بنفسها بل لا بد لها من ذات تقوم بها، فإذن صفات الله جل وعلا ومنها (العلم) على ذلك، وهذه مقدمة تصلح لجميع أنواع الصفات التي ستأتي.
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[20 - 04 - 07, 04:25 م]ـ
قال الشيخ حفظه الله
(مسألة الإرادة والمشيئة)
أهل السنة والجماعة يخالفون في هذا كما ذكرت لك قولهم فيقولون إن إرادة الله جل وعلا متجددة
فلهذا نقول الإرادة من حيث هي صفة: قديمة، لكن من حيث تعلقها بالمعين هذا متجددة
هل الإرادة والمشيئة ملتزمة بصفة المحبة والرضا؟
عند من نفى الإرادة الشرعية قال كل ما شاءه الله جل وعلا فهو مراد له محبوب لأنه لا يحدث في ملكه شيء لا يحبه، وبالتالي قالوا إن كفر الكافر وعصيان العاصي هذه وقعت والله جل وعلا لا يحبها فإذن الله جل وعلا لم يردها ولم يشأها فإذن دخلوا في أن أفعال العبد منقسمة إلى أفعال أرادها الله وشاءها وأفعال لم يردها الله جل وعلا ولم يشأها.
ما الذي شاءه وأراده؟
طاعة المطيع إيمان المؤمن.
ما الذي لم يرده ولم يشأه جل وعلا؟
هو عصيان العاصي وكفر الكافر، وهذا على قول الذين ينفون التقسيم أو لا يقولون به.
وأما عند المقسمة إلى إرادة دينية شرعية وإرادة كونية قدرية فإن هذا التلازم عندهم ليس واردا لأن الإرادة عندهم إذا كانت كونية فإنها قد تقع بما يحبه الله جل وعلا ويرضاه وقد تقع بما لا يحبه الله جل وعلا ولا يرضاه، فإن الكفر كونا حصل في ملك الله بمشيئة الله وهو جل وعلا لا يرضاه، والإيمان حصل في ملك الله وفي ملكوت الله وهو يرضاه، والإيمان أَمَر به والكفر نهى عنه.
ولهذا يقول علماؤنا إنه في حق المؤمن المطيع تجتمع الإرادتان الشرعية الكونية و القدرية الدينية، وفي حق العاصي إما بالمعصية وهو من أهل الإيمان أو بكفر الكافر فهذا يكون في حقه الإرادة الشرعية أو الإرادة الكونية؟
في حقه الإرادة الكونية لأنه خالف الإرادة الشرعية.
إذا تبين لك هذا فإن (إرادة) الله جل وعلا لها جهتان:
- جهة في فعله جل وعلا.
- والجهة الأخرى في فعل العبد.
أما فعله جل وعلا وتعلق (الإرادة) به فكما قال جل وعلا ?وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ? فالله جل وعلا ما أراده فعله لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ولا لمشيئته جل وعلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/133)
وأما فعل العبد فهو من حيث (الإرادة) مراد له – للعبد – وهو مراد لله جل وعلا إذا توجهت (إرادة) العبد باختياره إليه، فإن العبد يريد فعلا يفعله من الطاعة أو من المعصية هو مختار إذا توجهت (إرادته) – إرادة العبد – لهذا الفعل وفعله فإن الله جل وعلا ما مكنه من فعله إلا بعد أن شاء ذلك وذلك لأنه لا يحدث في ملكوت الله إلا ما يريده جل وعلا وما يشاؤه وأذن الله جل وعلا كونا بحصول الأشياء التي يريدها العبد مما لا يرضي الله جل وعلا ابتلاء للعباد وحكمة لأن حقيقة الابتلاء لا تحصل إلا بذلك.
فإذن من جهة (إرادة) العبد – من جهة العبد – فإن العبد يريد، له مشيئة، له إرادة، وإذا أراد الشيء فإنه لا يكون إلا إذا أراده الله جل وعلا كونا.
وهذا يلاحظه المرء في نفسه فإنك تجد أن مثلا الصالح من عباد الله يتوجه إلى شيء من الفعل ويريده ثم يُصرف عنه بشيء لا يدري ما سببه، يُصرف عنه بأنواع من الصوارف وهذا لأن الله جل وعلا لم يرد أن يُحْدِث ذلك لعبده المعين.
العبد تارة يكون عنده القدرة التامة على تحصيل هذا الشيء وعلى فعله وأراده لكن الإرادة كانت إرادة جازمة لكنه صُرِف عنه، صُرِف عنه ذلك الشيء ولم يُترك ونفسه بل منحه الله جل وعلا عونا خاصا صرفه عن ذلك السوء الذي أراد أن يفعله.
كذلك ما يريد العبد أن يفعله من الطاعات وعنده القدرة عليه فإنه يلحظ من نفسه أنه لا يستطيع أن يُحْدِث بإرادته وبقدرته الفعل المعيّن بمجرد إرادته وقدرته وإنما يجد أن ثَََم إعانه خاصة أتته منعت مضادات الإرادة ومضادات القدرة.
مثلا العبد أراد أن يصلي أن يأتي للصلاة في المسجد وعنده هذه الإرادة وعنده القدرة على المشي في ذلك قد تصده شواغل كثيره يتسلط عليه الشيطان تتسلط عليه فتنة في نفسه أو في بصره في عينه أو يُثَبَّط عن ذلك فالمطيع الذي وُفِّق صُرِفت عنه أنواع المعيقات هذه من (إرادة) الله، الله جل وعلا أراد منه أن يصلي ولو لم تُصْرف عنه هذه ربما قعد عن ذلك، لو كانت عنده ذلك ثم أتته الشواغل فإن الله جل وعلا كونا لم يرد منه أن يصلي في المسجد ولذلك لم يقع منه الصلاة في المسجد.
في الحال الأولى الإعانة الخاصة على تحقيق إرادته المقترنة بالقدرة هذا يسمى (التوفيق) والآخر وهو سلبه الإعانة الخاصة التي تصرف عنه المضادات لما يريده من الخير هذا يسمى (الخِذلان).
وهذا وجه تعلق (التوفيق) و (الخِذلان) بإرادة الله جل وعلا وقدرته وإرادة العبد وقدرته.
إذن يتضح لنا مما سبق أن هذا البحث واضح بحمد الله ألا وهو صفة (المشيئة) و (الإرادة) لله جل وعلا على مذهب أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وقولهم فيها واضح سهل ميسور لا يكاد أحد لا يفهمه ممن عنده نوع عقل كما قال شيخ الإسلام، يعني أي واحد عنده بعض العقل يفهم هذا القول، المشئية متعلقة بكل شيء و (الإرادة) منها شرعي ديني ومنها كوني قدري وهذا مذهب أهل السنة والجماعة.
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:03 ص]ـ
هذا إخواني هو عبارة عن تلخيص الواسطية الذي قمت به أضعه بين أيديكم حتى تستفيدوا منه
وللعلم لم أتلقى العلم من الشيخ مباشرة ولكن عن طريق الأشرطة فجزاه الله عني خير الجزاء وما أدري أحق لي أن أقول شيخي أم لا، أستفدت من تفريغ هذا الشرح عن طريق الشبكة و أختصرته كما ترون على ما رأيت من أهم النقاط التي ذكرها الشيخ.
فلا تنسوا أخاكم من دعائكم رزقنا الله وإياكم العفو والعافية والمعافاة الدائمة.
وبهذا يكون قد أنتهى هذا الموضوع.
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:08 ص]ـ
معذرة على الخطأ
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 02:37 م]ـ
اسمح لي أخي محمد أن أضيف بعض الفوائد النافعة مما ذكره معالي الشيخ - حفظه الله تعالى - ولم تعرج عليها أنت.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 04:12 م]ـ
فائدة 1 - الاستفهام إذا جاء بعده جملة يراد إثباتها صار الاستفهام للتوبيخ، أو للحث، أو نحو ذلك.
فائدة 2 - كلمة (إنّ)، المتقرر عند علماء الأصول وعند علماء اللغة العربية، وعند علماء التفسير، أنها إذا جاءت بعد الأمر، والنهي، والخبر، فإنها تفيد التعليل –تعليل ما سبق -، والتعليل قد يكون لكل الجملة، وقد يكون لبعضها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/134)
فائدة 3 - صفة المحبة إثباتها لا يعني إثبات جميع مراتبها، وإنما فقط ما جاء إثباته في النصوص، سواء من جهة محبة الله للعبد، أو من جهة محبة العبد لله جل وعلا.
فائدة 4 - حذف ما يتعلق بالفعل يفيد العموم. مثال / (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين).
فائدة 5 - الفعل المضارع ينحل إلى مصدر، وزمان (الزمان الحاضر).
فائدة 6 - المقسط من أسماء الله، وليس من أسماء الله العادل.
فائدة 7 - ما قاله العلماء من أن باب الأفعال أوسع من باب الصفات، يعنون به: أن ليس كل فعل أضيف إلى الله جل وعلا يكون فيه إثبات الصفة على الإطلاق، بل قد يطلق الفعل ويراد به إثبات الصفة على وجه التقييد، مثال الأول: الإتيان، قال تعالى (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله .. )، ومثال الثاني: (يخادعون الله وهو خادعهم).
الفائدة 8 - الأشياء التي تضاف إلى الله عزوجل على قسمين:
1 - إضافة أعيان. 2 - إضافة صفات.
-إضافة أعيان. مثل (ناقة الله وسقياها)، (رب السموات والأرض)، (وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا).
- إضافة صفات، وتنقسم إلى قسمين:
1 - إضافة صفات مستحقَّة لله جل وعلا، وهذه يأتي بعدها لام الاستحقاق. مثل (الحمد لله، سبحان الله)، فالتسبيح ليس من صفات الله، ولكن التسبيح مستحق لله عز وجل، ومثل (قل إن صلاتي ونسكي ... لله) مستحقة أو مملوكة.
2 - إضافة صفات يتصف الله بها مثل (ويبقى وجه ربك).، (سبحان ربك رب العزة)، (يد الله فوق أيديهم)، ( ... حتى يسمع كلام الله).
فائدة 9 - الكريم / هو الذي فاق الأشياء أو فاق جنسه في صفات الكمال.
فائدة 10 - من القواعد العربية: أن المثنى إذا أضيف إلى ضمير تثنية أو جمع، جُمع على الأفصح، كما قال جلا وعلا (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). فجُمعت اليد هنا مع أن المقطوع اثنان، لأنها أضيفت إلى ضمير المثنى.
فائدة 11 - القسم بصفات المكر، والغضب، وما شابهها، لا يجوز، لأنها لا تثبت مطلقة، وإنما مقيدة.
فائدة 12 - الكافر المعين يجوز لعنه، والأولى تركه، وأما المؤمن الفاسق فلا يجوز لعنه عينا.
فائدة 13 - العفو: عدم المؤاخذة بالفعل، وإنما يكون ذلك لمن يماك المؤاخذة.
فائدة 14 - النفي يكون كمالا إذا كان المراد بالنفي إثبات كمال الضد.
فائدة 15 - المعتزلة يثبتون ثلاث صفات: العلم والحياة والقدرة.
فائدة 16 - دخول حرف الجر (مِنْ) على النكرة في سياق النفي، ينقل العموم من الظهور إلى التنصيص على العموم.
فائدة 17 - المعاني الكلية تختلف معانيها بالإضافة.
والتخصيص إلى من فعل الفعل، أو من اتصف بالوصف.
فائدة 18 - العرش أصله في اللغة راجع إلى مادة الارتفاع.
فائدة 19 – أهل السنة عندهم الكتاب والقرآن واحد، والعطف في قوله تعالى: (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ)، هذا العطف لتغاير الصفات، لا الذوات، أما الكلابية، ومن نحا نحوهم يقولون: الكتاب شيء، والقرآن شيء آخر!.
فائدة 20 – الصفة الذاتية فُسرت بتفسيرين:
1 - هي الصفة التي لم تنفك عن الموصوف أزلا، ولم تنفك عنه أبدا.
2 - هي التي لا يزال الله جل وعلا متصفا بها، لا تنفك عنه (دون ذكر الأزل والأبد).
فائدة 21 - الله عزوجل له علو الذات، وعلو القهر، وعلو القدر.
وعلو القهر أي: إنه سبحانه عالٍ على خلقه بقهره.
وهو عالٍ على خلقه بقدره، فقدره جل وعلا أعظم وأجل.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[25 - 04 - 07, 09:29 م]ـ
اسمح لي أخي محمد أن أضيف بعض الفوائد النافعة مما ذكره معالي الشيخ - حفظه الله تعالى - ولم تعرج عليها أنت.
نستفيد منكم يا شيخ وأنا على كل حال قد وضعت تلخيصي المتواضع في المرفقات في الموضوع
وجزاك الله خير وحفظك و إن شاء الله يكون هناك عمل مشترك آخر:)
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[09 - 07 - 07, 07:16 م]ـ
للرفع
أسأل الله أن لا يحرم عبده الفقير الأجر
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[18 - 08 - 07, 03:22 م]ـ
.....
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[18 - 08 - 07, 08:20 م]ـ
جزاكم الله خيراً على الفوائد
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[08 - 06 - 08, 02:20 ص]ـ
وإياك أخب الحبيب
يرفع للإفادة
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[09 - 06 - 08, 01:27 م]ـ
جزى الله أخانا محمد بن فهد على شيئين. على هذا الطرح الحسن (جعله في ميزان حسناتك) وعلى ما كتبه الشيخ علي الفضيلي وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[11 - 06 - 08, 02:32 ص]ـ
جزى الله أخانا محمد بن فهد على شيئين. على هذا الطرح الحسن (جعله في ميزان حسناتك) وعلى ما كتبه الشيخ علي الفضيلي وجزاكم الله خيرا
وإياك أخي الحبيب والشيخ علي الفضلي لا حرمكم الله الأجر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/135)
ـ[فهد السند]ــــــــ[13 - 06 - 08, 02:23 م]ـ
شكر الله لك أخ إدريس هذا من حسن ظنك فقط والله يعلمنا وإياك ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا
قال الشيخ حفظه الله:
1/ أسماء الله جل وعلا منها أسماء جلال ومنها أسماء جمال وضابط ذلك:
- أن أسماء الجمال ما كان فيها فتح باب المحبة من العبد لربه جل وعلا من جنس أسماء وصفات الرحمة.
- أما أسماء الجلال وصفات الجلال فضابطها أنها الأسماء والصفات التي فيها معاني جبروت الله جل وعلا وعزته وقهره من مثل اسم الله العزيز والقهار.
ما ثمرة هذا التقسيم؟
ـ[أبو علي المصراوي]ــــــــ[14 - 06 - 08, 12:07 ص]ـ
جزاكم الله خبرا وبارك الله فيكم
وبارك الله فى الشيخ العلاًمة وحفظه الله تعالى
وتفضلوا هذه الهدية
قال الشيخ حفظه الله
قال سبحانه وتعالى ?إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ?
قال شيخ الإسلام (وقوله) يعني وقوله تعالى ?إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ? وهذا فيه اسم من أسماء الله وهو (الرَّزَّاقُ) وفيه اسم من أسماء الله وهو (الْمَتِينُ).
و (الْمَتِينُ) فيه منازعة هل يدخل في أسماء الله جل وعلا التسعة والتسعين أم لا؟
أما (الرَّزَّاقُ) فهو من أسماء الله جل وعلا الحسنى التسعة والتسعين.
(الرَّزَّاقُ) هذه من حيث اللفظ صيغة مبالغة من (رازِقْ).
و (الرَازِقْ) اسم فاعل (الرَزْْقْ) بالفتح.
(الرَّزْق) هو المصدر، مثل (الخَلْقْ) و (البَرْءْ) ونحو ذلك، أما (الرِزْقْ) بالكسر، فلا يقال إن الله جل وعلا متصف بصفة (الرِزْقْ) حاشا وكلا، إنما الله جل وعلا متصف بصفة (الرَزْقْ) لأن (الرَّزْق) هو الحدث هو الوصف، أما (الرِزْقْ) فهو العين المرزوقة (الرِزْقْ) هو الشيء، إذا أتاك أكل هذا رِزق، إذا أتاك مال هذا رِزق، الهداية رِزق، يعني (الرِزْقْ) في المخلوقات هو أثر (الرَزْقْ).
أثر صفة الله (الرَزْقْ) (الرِزْقْ).
فإذن (الرَزَاقْ) نقول صيغة مبالغة من (الرَازِقْ)، و (الرَازِق) اسم فاعل (الرَزْقْ) و (الرَزْقُ) هو إعطاء ما تمس الحاجة إليه.
إذن في قوله (الرَزَاقْ) فيه إثبات صفة (الرَزْقْ) لله جل وعلا، لذلك نقول مثلا في توحيد الربوبية نقول توحيد الربوبية هو [توحيد الله بأفعاله] مثل (الخلق) و (الرَزْقْ) - تنتبه ما تقول (الرِزْقْ) - (الخلق) و (الرَزْقْ) و (الإحياء) و (الإماتة) لأن (الرِزْقْ) هو العين المرزوقة، فإذا قلت إن الله جل وعلا من صفته (الرِزْقْ) هذا باطل، لأن (الرِزْقْ) هو الشيء المرزوق، لكن من صفته (الرََزق) يعني أن يعطي العباد ما يحتاجون إليه.
هنا قال (الرَزَاقْ) و (الرَزَاقْ) كما ذكرت لكم ما دام أنها صيغة مبالغة من فاعل وهي (رازِق) ودخلت عليها الألف واللام فتفيد استغراق أنواع (الرَزْقْ) و أنواع (الرَزْقْ) لله جل وعلا هي أنواع ما أعطى العباد مما يحتاجون إليه] فتدخل في ذلك
ـ[أبو علي المصراوي]ــــــــ[14 - 06 - 08, 12:32 ص]ـ
وهذه أيضا (قال الشيخ حفظه الله) فى الرد على من يقول بالكلام النفسي
والجواب عن هذا أن نقول: إن الكلام في لغة العرب لا يحتمل المعنى النفسي بل لا بد أن يكون بحرف وصوت.
والمعتزلة من حيث اللغة أحذق من الأشاعرة، الأشاعرة أكثرهم عجم والمعتزلة لهم تحقيق في مسائل اللغة.
فلما قالوا الكلام حرف وصوت نقول نعم كلام العرب دل على أن الكلام لا يكون إلا بحرف وصوت واستدل على ذلك ابن جني في كتابه الخصائص بأن هذه الأحرف الثلاثة (الكاف، واللام، والميم) في لغة العرب في اللسان العربي الكريم كيفما جمعتها لا تدل على لين وسهولة وإنما تدل على قوة وشدة، كيف ذلك؟
قال خذ (كَلَمَ) يعني جرح، خذ (مَلَكَ) خذ (كَمُلَ) خذ (لَكَمَ) إلى آخره، فتصريفاتها تدل – بتقليباتها الذي يسمى الاشتقاق الأكبر – هذه تدل على قوة وشدة ولا تدل على لين وسهولة والذي يدل على القوة والشدة هو إخراج الكلام بحرف وصوت أما المعنى النفسي الداخلي فهذا مبالغة في اللين والسهولة لا يناسب معنى (تكلم) في لغة العرب.
وهذا الذي ذكره نفيس وصحيح لأنه يوافق الاشتقاق الأكبر ويوافق ما نعلمه من لغة العرب من أسرار في مثل ارتباط الكلمات وتصريفاتها وتقليبات الأحرف والكَلِم بعضها مع بعض.
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[14 - 06 - 08, 01:49 ص]ـ
ما ثمرة هذا التقسيم؟
الشيخ حفظه الله ذكر أن الأسماء تنقسم باعتبارات منها الذاتية ومنها الفعلية ومنها لمعناها وهي التي تسأل عنها حفظك الله
أبو علي المصراوي جزاك الله خيرا
ـ[ابوعواض]ــــــــ[14 - 06 - 08, 10:51 ص]ـ
جزاك اللة خير
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[18 - 08 - 08, 06:17 م]ـ
جزاك اللة خير
وإياك أخي الكريم عسى الله أن يقبل منا ومنكم صالح القول والعمل
ـ[عمار شلبي]ــــــــ[25 - 08 - 08, 08:10 م]ـ
نفع الله بكم(39/136)
سؤال عن عبارة مشكلة لابن حجر رحمه الله
ـ[أحمد فاروق محمد حسن]ــــــــ[30 - 03 - 07, 08:41 ص]ـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في معرض رده علي الكرماني:
(مَعَ أَنَّ الْبُخَارِيّ فِي جَمِيع مَا يُورِدهُ مِنْ تَفْسِير الْغَرِيب إِنَّمَا يَنْقُلهُ عَنْ أَهْل ذَلِكَ الْفَنّ كَأَبِي عُبَيْدَة وَالنَّضْر بْن شُمَيْلٍ وَالْفَرَّاء وَغَيْرهمْ، وَأَمَّا الْمَبَاحِث الْفِقْهِيَّة فَغَالِبهَا مُسْتَمَدَّة لَهُ مِنْ الشَّافِعِيّ وَأَبِي عُبَيْدَة وَأَمْثَالهمَا، وَأَمَّا الْمَسَائِل الْكَلَامِيَّة فَأَكْثَرهَا مِنْ الْكَرَابِيسِيّ وَابْن كِلَاب وَنَحْوهمَا.) فتح الباري ج243/ 1. كتاب الطهارة. شرح باب رقم 9 (بَاب مَا يَقُول عِنْد الْخَلَاء)
فهل هناك توجيه لكلامه هذا أم أنه كلام مردود عليه
ـ[المقدادي]ــــــــ[30 - 03 - 07, 11:15 ص]ـ
قال الشيخ عبدالرحمن السديس في رده على المدعو محمود سعيد ممدوح:
وأما نقل محمود قول الحافظ: وأما المسائل الكلامية فأكثرها من الكرابيسي، وابن كلاب ونحوهما.
----------------
قال السديس: هذا فيه نظر ظاهر، فمقالات ابن كلاب التي وافق فيها الحق، وعليها أئمة أهل السنة، فالبخاري ليس بتابع له، وكتب البخاري ليس فيها من مسائل ابن كلاب، وبدعه شيء، ومن زعم فليثبت ذلك، بل فيها خلاف قوله، بل والرد عليه كما في مسألة الصوت.
قال الإمام أبو نصر السجزي في رسالته إلى أهل زبيد ص80: اعلموا ـ أرشدنا الله وأياكم ـ أنه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نحلهم من أول الزمان إلى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب، والقلانسي، والصالحي والأشعري، وأقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة، وهم معهم بل أخس حالا منهم .. وينظر ما بعده.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي6/ 528: وليس من طوائف المسلمين من أنكر أن الله يتكلم بصوت إلا ابن كلاب ومن اتبعه كما أنه ليس في طوائف المسلمين من قال: إن الكلام معنى واحد قائم بالمتكلم إلا هو ومن اتبعه .. [ينظر ما قبله وما بعده].
المقصود من ذا أن البخاري رد على من أنكر الصوت في أبواب صحيحه، وفي خلق أفعال العباد، فكيف يزعم أنه أخذ منه؟!.
وينظر: مختصر الصواعق 4/ 1387 من أراد التوسع.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64693&highlight=%E6%CA%CD%D1%ED%DD+%E3%CD%E3%E6%CF
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - 03 - 07, 12:11 ص]ـ
الكرابيسي هو أبو علي الكرابيسي الحسين بن علي البغدادي من أقواله أنه كان يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وقد هجره الإمام أحمد رحمه الله لهذه الكلمة.
فقد كان الإمام أحمد ينكر على من يقول بهذا القول وينسبه إلى الابتداع.
انظر السير (12|81)
وهذه الكلمة نسبت إلى الإمام البخاري وامتحن من أجلها وقد قصد رحمه الله أفعال وحركات العباد وما قصد الملفوظ.
وهذا معروف ومشهور ومن أجله ألف كتابه خلق أفعال العباد
فلما اشتهرت الكلمة عن الكرابيسي وكان البخاري معاصرا له ظن أن البخاري أخذ ذلك عنه والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 07, 12:31 ص]ـ
للفائدة ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=289669#post289669
ـ[أحمد فاروق محمد حسن]ــــــــ[05 - 04 - 07, 09:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً إخواني(39/137)
من من السلف يثبت صفة الجنب لله تعالى؟
ـ[ياسر السيلي]ــــــــ[30 - 03 - 07, 09:51 ص]ـ
ارجو الإفادة مع الإحالة وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[30 - 03 - 07, 10:21 ص]ـ
? الْجَنْبُ
جعل بعضهم (الجنب) صفةً من صفات الله الذاتية، وهذا خطأ، والسلف على خلاف ذلك، ومن هؤلاء الذين أثبتوا هذه الصفة صديق حسن خان في كتابه ((قطف الثمر)) (ص67)، والذين أثبتوا هذه الصفة يستدلون بقوله تعالى: ?أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ? (الزمر: 56).
يقول ابن جرير عند تفسير هذه الآية: ((وقوله: ?عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّه?؛ يقول: على ما ضيعت من العمل بما أمرني الله به، وقصرت في الدنيا في طاعة الله)).أهـ.
وقال الدارمي في ((رده على المريسي)) (ص 184): ((وادعى المعارض أيضاً زوراً على قوم أنهم يقولون في تفسير قول الله: ? يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ?؛ قال: يعنون بذلك الجنب الذي هو العضو، وليس على ما يتوهمونه.
فيقال لهذا المعارض: ما أرخص الكذب عندك، وأخفه على لسانك، فإن كنت صادقاً في دعواك؛ فأشر بها إلى أحد من بني آدم قاله، وإلا؛ فلم تشنع بالكذب على قوم هم أعلم بهذا التفسير منك، وأبصر بتأويل كتاب الله منك ومن إمامك؟!.
إنما تفسيرها عندهم: تحسر الكفار على ما فرطوا في الإيمان والفضائل التي تدعو إلى ذات الله تعالى، واختاروا عليها الكفر والسخرية بأولياء الله، فسماهم الساخرين، فهذا تفسير (الجنب) عندهم، فمن أنبأك أنهم قالوا: جنب من الجنوب؟!. فإنه [لا] يجهل هذا المعنى كثير من عوام المسلمين، فضلاً عن علمائهم)) أهـ.
ويقول شيخ الإسلام في ((الجواب الصحيح)) (3/ 145، 146): ((000لا يُعرف عالم مشهور عند المسلمين، ولا طائفة مشهورة من طوائف المسلمين، أثبتوا لله جنباً نظير جنب الإنسان، وهذا اللفظ جاء في القرآن في قوله: ?أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ? (الزمر:56) فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أنَّ يكون المضاف إلى الله صفة له، بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها ما ليس بصفة له باتفاق الخلق؛ كقوله تعالى: ?بَيْت الله?، ?ناقَة الله?، و?عِبَاد الله?، بل وكذلك ?رُوح الله? عند سلف المسلمين وأئمتهم وجمهورهم، ولكن؛ إذا أضيف إليه ما هو صفة له وليس بصفة لغيره؛ مثل كلام الله، وعلم الله، ويد الله، ونحو ذلك؛ كان صفة له.
وفي القرآن ما يبين أنه ليس المراد بالجنب ما هو نظير جنب الإنسان؛ فإنه قال: ?أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ?، والتفريط ليس في شيء من صفات الله عَزَّ وجَلَّ، والإنسان إذ قال: فلان قد فرط في جنب فلان أو جانبه؛ لا يريد به أنَّ التفريط وقع في شيء من نفس ذلك الشخص، بل يريد به أنه فرط في جهته وفي حقه.
فإذا كان هذا اللفظ إذا أضيف إلى المخلوق لا يكون ظاهره أنَّ التفريط في نفس جنب الإنسان المتصل بأضلاعه، بل ذلك التفريط لم يلاصقه؛ فكيف يظن أنَّ ظاهره في حق الله أنَّ التفريط كان في ذاته؟!)).اهـ.
ويقول ابن القيم في ((الصواعق المرسلة)) (1/ 250): ((000 فهذا إخبار عما تقوله هذه النفس الموصوفة بما وصفت به، وعامة هذه النفوس لا تعلم أنَّ لله جنباً، ولا تقر بذلك؛ كما هو الموجود منها في الدنيا؛ فكيف يكون ظاهر القرآن أنَّ الله أخبر عنهم بذلك، وقد قال عنهم: ?يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ? (الزمر: 56)، والتفريط فعل أو ترك فعل، وهذا لا يكون قائماً بذات الله؛ لا في جنب ولا في غيره، بل يكون منفصلاً عن الله، وهذا معلوم بالحس والمشاهدة، وظاهر القرآن يدل على أنَّ قول القائل: ?يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ?؛ ليس أنه جعل فعله أو تركه في جنب يكون من صفات الله وأبعاضه)).اهـ
قلت: لا يصح إضافة الأبعاض إلى الله تعالى.
وذكر ابن الجوزي في ((زاد المسير)) عند تفسير الآية السابقة خمسة أقوال لجنب الله: طاعة الله، وحق الله، وأمر الله، وذكر الله، وقرب الله.
صِفَاتُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ
الْوَارِدَةُ فِي الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ
لعلوي السقاف
وهذه وصلة للكتاب ملف وورد
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=129
ـ[ياسر السيلي]ــــــــ[30 - 03 - 07, 06:31 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابو عمر على هذه الفائدة ..
لكن أخي الكريم أذكر أن الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله قد نسب هذا القول لأبي عمر الطلمنكي وأيده عندما سألته عن ذلك , وذلك قبل عشر سنوات تقريبا وأنا أريد التأكد الآن .. فإن كان لأحد علم بقول الشيخ في هذه المسألة فليسعفني به مأجوراً.
ـ[أحمد بن حماد]ــــــــ[30 - 03 - 07, 07:29 م]ـ
نعم أخي ياسر
انظر السير للإمام الذهبي 17/ 569
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/138)
ـ[ياسر السيلي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 02:50 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أحمد بن حماد ونفع بك
بقي قول الشيخ ابن باز في المسألة .. هل يقول بإثبات صفة الجنب؟ أنا سمعته من الشيخ ولكن أريد من يؤكد لي ذلك حتى يطمئن قلبي.
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[08 - 04 - 07, 10:04 ص]ـ
ويقول شيخ الإسلام في ((الجواب الصحيح)) (3/ 145، 146): ((000لا يُعرف عالم مشهور عند المسلمين، ولا طائفة مشهورة من طوائف المسلمين، أثبتوا لله جنباً نظير جنب الإنسان، وهذا اللفظ جاء في القرآن في قوله: ?أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ? (الزمر:56) فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أنَّ يكون المضاف إلى الله صفة له، بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها ما ليس بصفة له باتفاق الخلق؛ كقوله تعالى: ?بَيْت الله?، ?ناقَة الله?، و?عِبَاد الله?، بل وكذلك ?رُوح الله? عند سلف المسلمين وأئمتهم وجمهورهم، ولكن؛ إذا أضيف إليه ما هو صفة له وليس بصفة لغيره؛ مثل كلام الله، وعلم الله، ويد الله، ونحو ذلك؛ كان صفة له.
وفي القرآن ما يبين أنه ليس المراد بالجنب ما هو نظير جنب الإنسان؛ فإنه قال: ?أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ?، والتفريط ليس في شيء من صفات الله عَزَّ وجَلَّ، والإنسان إذ قال: فلان قد فرط في جنب فلان أو جانبه؛ لا يريد به أنَّ التفريط وقع في شيء من نفس ذلك الشخص، بل يريد به أنه فرط في جهته وفي حقه.
فإذا كان هذا اللفظ إذا أضيف إلى المخلوق لا يكون ظاهره أنَّ التفريط في نفس جنب الإنسان المتصل بأضلاعه، بل ذلك التفريط لم يلاصقه؛ فكيف يظن أنَّ ظاهره في حق الله أنَّ التفريط كان في ذاته؟!)).اهـ.
ويقول ابن القيم في ((الصواعق المرسلة)) (1/ 250): ((000 فهذا إخبار عما تقوله هذه النفس الموصوفة بما وصفت به، وعامة هذه النفوس لا تعلم أنَّ لله جنباً، ولا تقر بذلك؛ كما هو الموجود منها في الدنيا؛ فكيف يكون ظاهر القرآن أنَّ الله أخبر عنهم بذلك، وقد قال عنهم: ?يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ? (الزمر: 56)، والتفريط فعل أو ترك فعل، وهذا لا يكون قائماً بذات الله؛ لا في جنب ولا في غيره، بل يكون منفصلاً عن الله، وهذا معلوم بالحس والمشاهدة، وظاهر القرآن يدل على أنَّ قول القائل: ?يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ?؛ ليس أنه جعل فعله أو تركه في جنب يكون من صفات الله وأبعاضه)).اهـ>
أعتقد أنه كلام شافي وافي لك أخي والله أعلم.
ـ[ياسر السيلي]ــــــــ[08 - 04 - 07, 03:09 م]ـ
الأخ ابن القطان العراقي جزاك الله خيرا .. لم أفهم قول ابن القيم: (ولكن؛ إذا أضيف إليه ما هو صفة له وليس بصفة لغيره؛ مثل كلام الله، وعلم الله، ويد الله، ونحو ذلك؛ كان صفة له.) ما الفرق بين هذا وبين جنب الله!؟
ـ[محب لأثر]ــــــــ[10 - 04 - 07, 09:07 ص]ـ
قال الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي حفظه الله في تعليقه على مذكرة على العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في برنامج اليوم الواحد:
قول الله عز وجل " يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله " من أهل العلم من خفي عليه معنى هذه الأية وظن أنها من آيات الصفات كأبي عمر الطلمنكي في كتاب الصفات ثم تبعه جماعة من المتأخرين. إلا أن جمهور أهل السنة على أن معناها الصحيح أنها في حق الله عز وجل وطاعته وجنابه , وليس المراد فيها إثبات صفة الجنب الله عز وجل.
والله أعلم.
ـ[أحمد الصقعبي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 07:36 ص]ـ
كلام الشيخ ابن باز في إثبات صفة الجنب لله عز و جل موجود في كتاب الفوائد الجلية للزهراني.
وهناك كلام جميل عن هذه الصفة للشيخ عبد الرحمن المحمود في كتابه تيسير لمعة الاعتقاد.
وفي تعليق الشيخ السماري على كتاب الدارمي على المريسي بعض الفوائد، حيث ذكر أن غلام الخلال أثبتها في مصنف له.
وشيخ الإسلام يفهم من كلامه في مجموع الفتاوي ج6 أنه لا يثبت هذه الصفة.
أم قوله "لا يُعرف عالم مشهور عند المسلمين، ولا طائفة مشهورة من طوائف المسلمين، أثبتوا لله جنباً نظير جنب الإنسان "
فتلاحظ كلمة نظير.
ـ[ممدوح الرويلي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 03:20 م]ـ
قال معالي الشيخ صالح ال الشيخ في (شرحه لطحاوية)
س2/ هل من صفات الله تعالى الجَنْبْ لقوله تعالى {عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزمر:56]؟، وهل من صفات الله التردد لحديث «ما ترددت في شيء أنا فاعله»؟
ج/ هذه مما اختلف فيها من أهل السنة، هل يُطْلَقُ القول بإثباتها أم لا؟
والواجب هو الإيمان بظاهر الكلام، وهل الظاهر هنا في إطلاق صفة الجنب هل هو الظاهر الصفة؟ أم الظاهر غير ذلك؟
الراجح أنَّ الظاهر غير ذلك وأنه ليس المقصود من قوله: {عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} أنَّ المقصود الجنب الذي هو الجنب، لأنَّ العرب تستعمل هذه الكلمة وتريد بها الجَنَاب لا الجَنْبْ يعني الجهة، إنما تقصد الجناب المعنوي. {عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} يعني في حق الله، في ما يستحق الله - عز وجل -.
فمن أهل العلم من أثبتها لكن ليس ذلك هو ظاهر الكلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/139)
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[13 - 04 - 07, 10:25 م]ـ
أخوتي الفضلاء
كلام شيخ الاسلام وابن القيم -وهما أئمة الشأن - واضح وهو تأصيلي فالجنب صفة تضاف للخالق وللمخلوق ولم يرد دليل واضح أنها من صفات الله والصفات عقدية توقيفية وليست اجتهادية!!
وكلام المتأخر لا يرد كلام المتقدم الا بدليل واضح؟
ومثلها مثل " كنت يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وسمعه الذي يسمع به .... " والله أعلم.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[14 - 04 - 07, 09:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
جزاكم الله خيرا
ـ[ياسر السيلي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 04:46 م]ـ
أشكر الأخوة الذين شاركوا في الإجابة على هذا التساؤل وأخص بالشكر الأخ أحمد الصقعبي على فوائده القيمة.
اخي ابن القطان , لعلك لم تفهم كلام ابن تيمية وابن القيم! فالذي أفهمه من كلامهما أن كلمة (الجنب) التي لها في اللغة العربية معان متعددة (منها شق الإنسان وغيره ومنها معظم الشيء وأكثره ومنها القرب والجوار ... إلخ) ليس من معانيها في الآية إطلاقاً المعنى الأول .. وعليه فهي ليست عندهما من آيات الصفات تماماً كالقول في آية (فثم وجه الله) أي جهته.
على أنني أستشكل بعض كلام شيخ الإسلام وابن القيم.
لكن إن ثبت أن العرب تقول: (فرطت في جنب الله) وهي تكني بشق الإنسان عن حقه ومقامه ونحو ذلك؛ فإن القول_ عندها _ بأن الجنب صفة لله قول متجه , بل يتعين القول به على المنهج السلفي في إثبات الصفات حتى لا نتناقض. والله أعلم.
ـ[ياسر السيلي]ــــــــ[23 - 05 - 07, 11:29 م]ـ
فائدة عرضت لي ربما تؤيد ما ذهبت إليه:
قال القرطبي رحمه الله عند تفسير الآية 121 من سورة طه:
( .. فالإخبار عن صفات الله عز وجل كاليد والرجل والإصبع والجنب والنزول إلى غير ذلك أولى بالمنع , وأنه لا يجوز الابتداء بشيء من ذلك إلا في أثناء قراءة كتابه أو سنة رسوله)
فجعل القرطبي الجنب من صفات الله كاليد والرجل والإصبع رغم أنه يؤولها على طريقته الأشعرية , فذكره للجنب من بين الصفات الذاتية وأنها لا تذكر ابتداء ولكن في تلاوة القرآن فقط (يريد القرطبي أن ذلك من باب التنزيه والبعد عن وصف الله بصفات تشبه صفات المخلوقين!!) يدل على أنه يفهم من ظاهر الآية الصفة. والله أعلم.
ـ[حرملة بن عبد الله]ــــــــ[12 - 06 - 07, 03:22 م]ـ
إذا ابتعدنا عن التأويل فإن ظاهر الآية يفيد أنها صفة لله ولا فرق بينها وبين اليد والأصبع والساق التي هي صفات له.(39/140)
اين والد والده الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[الشريف حسن]ــــــــ[30 - 03 - 07, 10:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوانى
لقد سمعت من د/ احمد عمر هاشم
ان والد والده الرسول من اهل الجنه ما صدق ذلك
ودليله انهم من اهل الفتره اى كان وجودهم فى وقت لم يبعث فيه رسول او نبى
وان اهل الفتره كلهم ناجون
ارجو الاجابه وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 03 - 07, 10:34 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخطأ الدكتور أحمد هاشم في هذه المسألة
فرسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن والداه في النار.وقد نقل عدد من العلماء الإجماع على أن والدي النبي صلى الله عليه وسلم في النار.
راجع هذا الرابط وفقك الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=194007#post194007(39/141)
بدعة المولد النبوي
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[30 - 03 - 07, 11:23 م]ـ
إنّ من أعظم نِعم الله على خلقه إرسالَ الرسل، رُّسُلاً مُّبَشّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ?للَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ?لرُّسُلِ [النساء:165]. أرسلهم لينيروا الطريق ويُوضحوا السبيل، قُلْنَا ?هْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مّنّى هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ وَ?لَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَـ?تِنَا أُولَئِكَ أَصْحَـ?بُ ?لنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـ?لِدُونَ [البقرة:38، 39]. تابع الله الرسلَ على العباد، ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى [المؤمنون:44]، كلُّ رسول أرسله الله بلسان قومه ليكونَ ذلك أقومَ للسان وأفصحَ في البيان وأعظمَ في البرهان، قال جلَّ وعلا: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيّنَ لَهُمْ [إبراهيم:4].
آخرُ الرسل والأنبياء محمد، مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مّن رّجَالِكُمْ وَلَـ?كِن رَّسُولَ ?للَّهِ وَخَاتَمَ ?لنَّبِيّينَ [الأحزاب:40]. هو سيِّد ولد آدم، هو أفضل الأنبياء وأكملهم وسيِّدهم وإمامهم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا، يقول: ((أنا سيِّد ولد آدم ولا فخر)) [1]، أفصحُهم بيانًا وأعظمهم حجّة، آتاه الله جوامعَ الكلم، واختصر له الكلامَ اختصارًا، يقول البراء بن عازب رضي الله عنه: كان محمّد أحسنَ الخَلق وجهًا وخُلُقًا [2]، وفي صفتِه في التوراة: "أنت عبدِي ورسولي، سمّيتك المتوكِّل، ليس بالفظِّ ولا بالغليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يجازي بالسيئةِ السيّئة، بل يعفو ويغفِر، لن أقبضَه حتى يقيمَ الملّة العوجاء، أن يشهدوا أن لا إلهَ إلاّ الله، أفتحُ به قلوبًا عُميًا وآذانًا صمًّا وقلوبًا غُلفا" [3]، فصلوات الله وسلامه عليه أبدًا دائمًا إلى يوم الدين.
خصَّه الله بخصائصَ من بين سائر الأنبياء والمرسلين، هو صاحبُ اللّواء المعقود والمقام المحمود الذي يغبِطه فيه الأوّلون والآخرون، وصاحبُ الحوض المورود، يقول: ((أعطِيتُ خمسًا لم يعطَها أحدٌ من الأنبياء قبلي: نُصِرت بالرّعب مسيرةَ شهر، وجُعِلت ليَ الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيّما رجلٍ من أمّتي أدركته الصلاة فليصلِّ، وأحِلَّت ليَ الغنائم، وكان النبيّ يُبعَث إلى قومه خاصّة، وبُعثتُ إلى النّاس عامّة، وأعطِيتُ الشفاعة)) [4].
بعثه الله ليبيِّن الحقَّ للناس، ويُعلِمهم بما أوجب الله عليهم. أدَّى الأمانة، ونصح الأمّة، وجاهد في الله حقَّ جهاده. أعلمنا أنَّ طريقة محبَّتنا لله لا تكون إلا بموافقةِ شريعة محمّد: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ?للَّهَ فَ?تَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ?للَّهُ [آل عمران:31]. أعلمنا أنَّ أصل محبّته أصل الإيمان، وأنّ كمالها كمالُ الإيمان، يقول: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من نفسه وولده ووالده والنّاس أجمعين)) [5]، ويقول أيضًا: ((ثلاثٌ مَن كنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوةَ الإيمان: أن يكونَ الله ورسوله أحبَّ إليه ممّا سواهما، وأن يحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلا لله، وأن يكرهَ أن يعودَ في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكرَه أن يقذَف في النار)) [6]. أعلمَنا أنّ محبَّته تقتضي طاعةَ أمرِه، بأن نطيعه فيما أمرَنا به ونجتنب ما نهى عنه: وَمَا ءاتَـ?كُمُ ?لرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَـ?كُمْ عَنْهُ فَ?نتَهُواْ وَ?تَّقُواْ ?للَّهَ إِنَّ ?للَّهَ شَدِيدُ ?لْعِقَابِ [الحشر:7]. أعلمنا أنه لا إيمان إلا بتصديقِ أخباره، بأن نصدِّقه في كلّ ما أخبرنا به، فهو لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى: وَ?لَّذِى جَاء بِ?لصّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ ?لْمُتَّقُونَ [الزمر:33]. أعلمنا أنَّ مِن كمال الإيمان به أن نقتدي به ونتأسَّى به، ونستنَّ بسنّته على وفق ما شرع، لا بأهوائنا ولا باستحساننا، بل نوافق شرعَه ونتَّبع سنته: لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ?للَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21]، قال تعالى: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الملك:2]، وقال: فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَ?عْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ ?تَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مّنَ ?للَّهِ إِنَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/142)
?للَّهَ لاَ يَهْدِى ?لْقَوْمَ ?لظَّـ?لِمِينَ [القصص:50].
إنّ محمدًا نعمة من الله أنعَم بها علينا، وفضلٌ تفضَّل به علينا، فهو الرحمة المهداة والنعمة المسداة، لَقَدْ مَنَّ ?للَّهُ عَلَى ?لْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءايَـ?تِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ ?لْكِتَـ?بَ وَ?لْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَـ?لٍ مُّبِينٍ [آل عمران:164]. زكَّى نفوسَ المؤمنين، وطهّر قلوبَهم، فهو رحمةٌ للعالمين وحجّةٌ على الخلائق أجمعين، صلوات الله وسلامه عليه أبدًا دائمًا إلى يوم الدين.
أخبرنا أنَّ الله ما بعث من نبيّ إلا كان حقًا عليه أن يُدلَّ أمّته على خير ما يعلمه لهم، وينهاهم عن شرّ ما يعلمه لهم [7]، وحقًّا إنّ محمّدًا دلَّنا على كلّ سبيل يقرِّبنا إلى الله، بيَّنه لنا، وأمرنا بسلوكه، وحذّرنا من كلّ طريق يُبعدنا عن الله، وبيَّنه لنا، ونهانا عن ذلك. إنّه بلّغ رسالات ربّه كما أمره الله: يَـ?أَيُّهَا ?لرَّسُولُ بَلّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ [المائدة:67]، تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما: من حدّثكم أنّ رسول الله كتَم شيئًا ممّا أنزل الله فقد افترى على الله الكذب [8]، وقد زكَّاه الله بقوله: ?لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ?لإِسْلاَمَ دِينًا [المائدة:3]، فلا خيرَ من أمر الدّنيا والآخرة إلا بيّنه لنا بيانًا واضحًا، ولا شرَّ إلا حذّرنا منه، فصلوات الله وسلامه عليه أبدًا دائمًا إلى يوم الدين.
فالموفَّق من عرض أقواله وأعمالَه على سنّة محمّد، فما وافقها عمِل به، وما خالفها كان بعيدًا عنه. هكذا الإيمان الصادق والشهادة الصادقة بأنّ محمّدا عبد الله ورسوله. هكذا الإيمان الصادق الاتباعُ والاقتداء وعدم الابتداع وعدمُ الخروج عن منهجه القويم، صلوات الله وسلامه عليه أبدًا دائمًا إلى يوم الدين
أيّها المسلم، شهادتُك أنّ محمدًا رسول الله تُلزمك التصديقَ بكلّ ما قاله النبيّ وكلِّ ما أخبر عن الله وبلّغك من كتاب الله، فلقد قال الله لنا فيما أنزله على عبده ورسوله محمّد: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ?لرُّسُلُ أَفإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ?نقَلَبْتُمْ عَلَى? أَعْقَـ?بِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى? عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ?للَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِى ?للَّهُ ?لشَّـ?كِرِينَ [آل عمران:144]. فمحمد أتاه ما أتى سائرَ البشر من الموت الذي سنّه الله على العباد أجمعين، تقول عائشة رضي الله عنها: مات رسول الله بين سَحْري ونحري [1]، وتقول رضي الله عنها: كان يرفع أصبعه في آخر حياته ويقول: ((اللهم في الرفيق الأعلى)) ثلاثًا [2]، قال الله له: إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ?لْقِيَـ?مَةِ عِندَ رَبّكُمْ تَخْتَصِمُونَ [الزمر:30، 31]. مات محمد وقد أدَّى الرسالة، ونصح الأمّة، وجاهد في الله حقَّ الجهاد. مات رسول الله وقد أكمل الله به الدين، وأتمَّ به النعمة، ومات وقد تركنا على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعده إلا هالك.
أيّها المسلم، إنّ من تعظيمك لرسول الله أن تنظرَ في كلِّ أمرٍ تريد الإقدامَ فيه أو الإحجام عنه، أن تعرضَه على سنّة محمّد، فما رأيتَه موافقًا لسنّته فاعلم أنّه حقّ مقبول، وما رأيتَه مخالفًا لسنّته فاعلم أنّه الباطل المردود، فإنّ الحقّ فيما شرعه.
أخي المسلم، إنّ هناك حديثين هما ميزان الأعمال الظاهرة والباطنة، يقول: ((إنّما الأعمال بالنيات، وإنّما لكلّ امرئ ما نوى)) [3]، هذا ميزان للأعمال الباطنة، فلا يقبل الله عملَ عاملٍ إلا أن يكون مخلِصًا في عمله، وهناك الميزان الظاهر للأعمال، يقول: ((من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو ردّ)) [4]، وفي بعض الألفاظ: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ)) [5].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/143)
أخي المسلم، لِيكن لك نظرٌ دقيق وتجرّد لله جلّ وعلا، تعلم أنّ محمدًا عاش بعدما بعثه الله ثلاثًا وعشرين سنة نبيًا رسولاً، خلفاؤه الرّاشدون بعده والأئمة المهديون والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين، هل عُرِف عن واحدٍ منهم أنّه عظَّم ليلةَ مولده أو أحياها بخطب وقصائد وقيل وقال؟ إنَّ كلَّ هذا لم يرد عن نبيّنا ولا عَن أصحابه ولا عن من سار على نهجهم واقتفى أثرَهم.
فيا أخي المسلم، إذا قال لك قائل: هذه أمورٌ لا أعرِف لها أصلا في سنّة رسول الله، ولا أعرف لها أصلا في منهج الخلفاء الراشدين ولا الأئمة المهديّين، فأنا لا أحيي تلك الليلةَ لعلمي أنّ هذا أمر محدَث في دين الله، ليس عليه حجةٌ ولا برهان، وآخر يقول: احتفِل به تعظيمًا للنبيّ وشكرًا لله على نعمته، فأيّ الفريقين أحقّ بالاتباع؟ نعم، إنّ أحقَّ الناس بالاتباع من اقتفى أثرَ محمّد، ولو كان الاحتفال خيرًا لكانوا أسبقَ الناس إليه، لو كان خيرًا لسبقونا إليه، ولم يكن ذلك من حظِّ من تأخّر بعد القرون المفضّلة.
أيّها الموفَّق للخير، إنّ الله جلّ وعلا يقول لنبيّه: وَ?سْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ [الشورى:15]، فالاستقامة حقًا والعمل الصّدق إنّما هو باتباع منهج محمّد، ولا تكون استقامةً إلا باتّباع هديه وتحكيم شريعته.
أخي المسلم، أيّها الموفَّق للخير، إنّ بعضَ الناس يرى أنّ مَن لم يقِم احتفالا بليلة المولد أنّه عنوان الجفاء لرسول الله، وعنوان عدم المحبّة لرسول الله، وهذا ـ لعمرو الله ـ من التصوُّر الخاطئ، بل الذين لم يحتفِلوا ولم يقيموا وزنًا لذلك هم متّبعون لسنّته، ولو علموا دليلا من سنّته أو هدي خلفائِه الراشدين والقرون المفضّلة لكانوا أسعدَ الناس بالعمل بذلك.
أيّها الموفَّق للخير، تعلمُ حقًا أنّ المؤمن دائمًا مقتدٍ برسول الله متأسٍّ به، سنةُ محمد تصحبه في كلِّ أوقاته، في سفره وفي إقامته، في ليله ونهاره، في مأكله ومشربه، في يقظتِه ومنامه، في كلِّ حركاتِه، في معتقده، في معاملاته، في كلّ تصرفاته وأحواله، فسنّة محمّد نصبَ عينيه دائمًا وأبدًا، لا يعمل ولا يترك ولا يتصرَّف إلا على منهجٍ من كتاب الله وسنّة محمّد، أفمن كانت هذه صفاته يحتاج إلى ليلةٍ من الليالي ليظهرَ فيها تلك المحبَّة، ويظهر فيها تلك الموالاة، أقصائدُ تلقى وخطب رنّانة تُقال هي عنوان المحبة؟! وقد يقول هذه القصائد ويلقي تلك المحاضرات من ليس له علاقة بالسنة، تراه بعد هذه الليلة لا يعرف سنّة رسول الله ولا يعمل بها. فالمقصود أنّ سنّته هي الواجب الاتّباع، والمسلم إذ يترك ما يترك إنّما هو بناءً على ما علِمه من السنّة، فيأتي الأمرَ الذي شرعه الله ورسوله، ويترك الأمرَ الذي لم يشرعه الله ورسوله، ويعلم أنّ العبادات مبناها على الاتّباع لا على الابتداع، فالاتّباع هو المطلوب، والابتداع ينأى المسلم بنفسه عنه.
فيا أيّها الإخوة، إنّ ما نسمعه وما ينقَل لنا في كلِّ ليلة من اثني عشر من ربيع الأول إنّما هذه الأمور تلقّاها الناس بعد القرون المفضّلة، ابتدعها من ابتدعها، وقد يكون عن حسنِ قصد، لكنّها أمور مخالفة للشرع، والمقصد لا يجعل الباطل حقًا، ولا يجعل البدعة سنّة؛ لأن العمل لا يقبله الله إلا إذا كان خالصًا لوجهه، وكان على وفق ما شرعه لنا نبيّنا.
للشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[31 - 03 - 07, 06:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعتقد أنه لا مزيد يمكن أن يقال على كلام الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله وجزاه خيراً - ولكن إليكم حادثة لفتت نظري
سمعت أحد الهندوس، وكان يتحدث إلي بعد رمضان، يقول بما معناه (لأنه يتحدث باللغة الانكليزية والكلام مترجم): الفرق بين أعيادكم أيها المسلمين وأعياد غيركم أن أعيادكم تحتفل بعمل عملتموه مثل عيد الفطر بعد الصيام وعيد النحر بعد الحج، أما أعياد الديانات الأخرى فتحتفل بميلاد شخص مقدس مثل عيد الميلاد للأشخاص المقدسين عند المسيحيين والهندوس والبوذيين
وهذا هو جمال أعيادكم وتميزها أن كل شخص أدى العمل هو محور العيد وليس شخصاً آخر مقدساً
لو علم هذا الشخص ما يفعله بعض المسلمين من الأعياد الأخرى المبتَدَعة ومنها الاحتفال بعيد المولد ويوم عاشوراء والغدير عند الشيعة إليها لانكسرت عنده تلك القاعدة التي يحترمها في المسلمين، فالمسلمون كلٌّ واحد بالنسبة لمن ليس مسلماً وكل من يعمل بما ليس عليه أمر المسلمين يرد عليه عمله وهو يظهر صورة خاطئة ما أنزل الله بها من سلطان ولا أمر بها المسلمين(39/144)
ارجوا منكم المساعده
ـ[طالبة رضاه]ــــــــ[31 - 03 - 07, 12:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مطلوب مني بحث في موضوعين واتمنى منكم مساعدتي فيه وهما الآتي:
الأول - فتوى للشيخ ابن عثيمين او الشيخ ابن باز في وجوب التسليم في النصوص الشرعيه وتحريم القول على الله بغير علم.
الثاني - فتوى للشيخ ابن عثيمين او الشيخ ابن باز في وجب تقديم النقل على العقل.
ارجوا منكم المساعده في اسرع وقت ممكن واكون لكم من الشاكرين مع خالص دعواتي لكم بالتوفيق والسداد
جزيتم خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(39/145)
ما هي عقيدة الطرطوشي
ـ[أبو خطاب زين]ــــــــ[31 - 03 - 07, 03:09 ص]ـ
أريد أن أعرف عقيدة أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي صاحب كتاب الحوادث والبدع وسراج الملوك وغيرها
لأنني قرأت أنه مالكي ثم قرأت في كتابه سراج الملوك يؤول الكرسي بالعلم عند شرحه لقول الله تعالى: "وسع كرسيه السموات والأرض "
أرجو الإجابة جزاكم الله خيرا(39/146)
جماعة العدل والإحسان وموقفها من معاوية
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 02:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فهذه رسالة كنت كتبتها قديما ردا على ما كنت قرأته في بعض كتب عبد السلام ياسين شيخ جماعة العدل والإحسان في معاوية رضي الله عنه سبا وشتما وطعنا على طريقة الشيعة ولا غرو فإنه كثيرا ما يقول عن الروافض: إخواننا الشيعة وحق له ذلك كما سترى. ورأيت أن أضعها هنا لعل الله ينفعني بدعائكم.
من العدل و الإحسان
حب معاوية بن أبي سفيان
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله
أما بعد:
فقد ساءني كثيرا وقوع كثير من شباب جماعة العدل والإحسان في واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله و سلم من كتبة الوحي وأصهاره صلى الله عليه وآله و سلم و هو معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حيث أصبح مثل هذا ديدنا لهم في غير ما مناسبة و لست أنسى شابا منهم وقف وسط حلقة في كلية العلوم زمن دراستي هنالك يفتتح حديثا له عن توقيت ابتداء انتكاسة الإسلام, فبدأه بالحديث عن معاوية و أنه سبب ذلك مع سب وشتم و نسبة له إلى الظلم, وأصل ذلك مقولة شيخهم ياسين في الشورى والديمقراطية ص 242 ونصها: {خرج معاوية بن أبي سفيان بالسيف والبطش والقوة، فغير مجرى تاريخ المسلمين ونقض أعلى عرا الإسلام} – و هذه سنتهم كل بداية سنة جامعية وأما الآن فلست أدري ما يفعلونه هنالك – الشيء الذي دفعني إلى طلب التدخل فأعطيت بضع دقائق لا غير و بعد هنية بينت فيها سوء أدبه مع واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله و سلم وقد كنت حديث عهد بمثل تلك الكلمات في الحلقات الجامعية فطلب مني المشرف عليها التوقف فلم أستجب فلغا بعضهم لغوا فسكت تنزها عن مثل ذلك اللغط , و لست أدري كيف استطعت ذلك و لكنه حب الصحابة فعل ما فعل, و إني أذكر جيدا أنه بعدما أتممت حديثي تفرق الجمع مبديا تقذرا من صاحبنا الياسيني غفر الله لي و له و ذاك ما كنت أبغي, و اعلم أخي أنهم ما كانوا ليتجرؤوا على معاوية ومن كان معه من أمثال المغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص رضي الله عنهما وكان في نحر كل من تكلم بكلمة سوء فيهما, لولا ما يأخذونه جاهزا من عبد السلام ياسين دون نقد أو تصفية كما في كتابه الموسوم بالشورى و الديمقراطية ـ وقد أخبرني بعض الإخوة الذين يعملون في سيارة الأجرة أن رجلا ركب معه فسمع كلاما للشيخ الحويني ينبعث من شريط {علموا أولادكم حب الصحابة} فأعجبه وسأله عن اسم الشريط كي يقتنيه ثم أخبره أن أخا له كان من جماعة العدل والإحسان ثم صار شيعيا يسب الصحابة ويحاول نشر ذلك في بيته ولا حول ولا قوة إلا بالله!
فطريقته في قراءة التاريخ لا صلة لها بالأسلوب النقدي العلمي ـ والرجل كما قال الإمام مالك رحمه الله {لا يكون إماما أبدا وهو يحدث بكل ما سمع} رواه مسلم في المقدمة ـ إنما منهجه في ذلك:
(كتب التاريخ حافلة بالأمثلة لو كان من ينصف ويقر) أ (ص301/الشورى} و (هكذا روى المشهد ابن الأثير (ص247/الشورى) وقد اعتدى الرجل في كتابه ذاك عفا الله عنا وعنه في صفحات على شخص معاوية رضي الله عنه ومن معه من الصحابة بما يثير غضب كل سني, وسماه فيه باسمه في أكثر من عشرين مرة ولم يترض عليه ولو في واحدة مع أن الله تعالى رضي عنه و عن سائر الصحابة فرضي الله عنه وأرضاه وأدخله فسيح جناته. وهاك بعضا من طعونه في السيد الحليم معاوية:
الطعنة الأولى:
قال في الكتاب المذكور آنفا (ص 245) وهو يتحدث عن معاوية: (يأتي الإستكبار القبلي وفي يده السيف ليعيد المؤتلفين الأحرار من عبادة لله إلى عبادة جبابرة)
الطعنة الثانية:
قال (ص255): (كانت سنة ستين للهجرة هي السنة التي مات فيها معاوية شيخ العصبية القبلية الأموية القرشية)
الطعنة الثالثة:
وقال في سياق حديثه عن الخطبة السيفية المكذوبة والتي يذكر فيها أن معاوية رضي الله عنه كذب على الناس في شأن مبايعة سادة المسلمين ليزيد: (هل ينفصل الإكراه و العنف عن الكذب والتلفيق؟ هل القران المكيفيلي إلا غريزة من غرائز الإستبداد؟)
الطعنة الرابعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/147)
ويقول في ذلك أيضا (ص349): (كان الإكراه والكذب والنفاق مناخا اجتمعت فيه شرائط الفساد والإفساد)
الطعنة الخامسة:
قال وهو يتحدث عن ما نقله الأخباريون عن معاوية من إعطائه الأموال لبعض الكبار لاستمالتهم إليه ورفضهم ذلك: (كان الأتقياء شحيحين بدينهم وكان المنافقون يتاجرون في الدين وكان الملك بين ذلك على بينة من المعاملة المريبة لكنها العصبية الأموية بوسائل ظالمة: العنف وسفك الدماء والكذب والنفاق وشراء الدين)
وأما الزلات التي وقع فيها إما جهلا أو كذبا فكثيرة منها:
الزلة الأولى:
قوله في الشورى والديمقراطية (ص 250): (يتورع بعض علماء المسلمين عن التعرض لما فعله معاوية وحاشيته مخافة الوقوع في أعراض الصحابة)
قلت: بل كلهم يتورعون , وتورعهم هو الحق الذي لا ينازع فيه أحد من أهل السنة والجماعة. وسيأتي بيان ذلك في محله.
الزلة الثانية:
قوله {ص 250} أيضا: (غالى ابن تيمية وحط من الإمام علي ,فزعم أنه كان يقاتل على الرئاسة وأن رايته كانت مخذولة) , قلت: هذه لا أستطيع فيها أن أملك لساني فأقول: هذا كذب صريح لا يكون إلا من جاهل مريض أو حقود كذاب أو غبي أحمق تنطلي عليه أكاذيب خصوم ابن تيمية! ـ ولست أتهمه بواحدة معينة منها وأدع ذلك للمنصفين ـ فكيف يحط منه وهو القائل: {من لم يربع بعلي في الخلافة ـ أي يجعله رابع الخلفاء ـ فهو أضل من حمار أهله} والله أعلى وأعلم
الزلة الثالثة:
قوله في كتابه تنوير المؤمنات (2/ 20): أخبر عروة خالته عائشة بأن الإمام عليا يسب ويشتم ويلعن على المنابر قالت عائشة: يا ابن أختي أمروا أن يستغفروا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبوهم
قلت: هذا يوحي إلى من يقرؤه أن سبب مقالة أمنا عائشة رضي الله عنها هو سب علي رضي الله عنه فقط وهذه خيانة علمية وتحريف لا يليق برجل يوصف بالصلاح من قبل مريديه؟ فإن عائشة رضي الله عنها قالت ذلك لما أعلمت بأن الناس يسبون عثمان في مصر وعليا في الشام وغيرهما في أماكن أخرى قال القاضي عياض في إكمال المعلم: (الظاهر أنها قالت هذا عندما سمعت أهل مصر يقولون في عثمان ما قالوا وأهل الشام في علي ما قالوا والحرورية في الجميع)
فلماذا التزوير والإقتصار على ذكر علي وحده دون عثمان ذي النورين مجهز جيش العسرة أمير المؤمنين وثالث الخلفاء الراشدين.
الزلة الرابعة:
قوله في تنوير المؤمنات ـ هكذا سماه والله أعلم! ـ {2/ 20}: (كان شتم علي ولعنه على المنابر مما فعله وأمر به معاوية)
كذا قال , وهي زلة تظهر قلة بضاعته التاريخية وبعده عن فن التحقيق وجرأته على اتهام الناس بلا تبين،ولعله حقد بغيض! وكما قال الحافظ بن حجر رحمه الله: (من تكلم في غير فنه أتى بهذه العجائب)! وإن كنت أشك في أن يكون له فن يتقنه, فإن هذا وأمثاله لا يصح, فلعن علي على المنابر إنما شاع بعده رضي الله عنه، إلا إذا كان دليله على صحته وروده في كتب التاريخ. بس! والله المستعان.
الزلة الخامسة:
قال في {الشورى ص251}: (كان الإمام الحسن البصري وهو من كبار التابعين عاصر الوثبة الأموية وما جناه على الإسلام بنو أمية بصيرا بما حدث حكيما صريحا روى ابن الأثير مقالة الإمام قال: (أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة)
والعجيب في المسألة أن هذه المقالة من رواية صاحبنا أبي مخنف الرافضي المتهم!! وأصلها عند الطبري في التاريخ (3/ 233//دار الكتب العلمية)
من أجل هذا وغيره أحببت أن أتحدث إلى إخواننا في جماعة العدل و الإحسان خصوصا وإلى غيرهم عموما و قد شجعني على ذلك ما أعرفه عن بعضهم من حبهم للحق و إجلالهم للنبي صلى الله عليه وآله و سلم و أصحابه هذا ظني بهم و الله حسيبهم و لن أطيل عليك أخي في الله فهاك كلماتي أهديها لك في طبق نصيحة مطيب بطيب الأخوة و اعلم أنه ما دفعني لكتابة هذه السطور إلا حبي لهم و ما أوجبه الله علينا من حق بيان فضلهم و الدفاع عنهم و الذب عن أعراضهم خصوصا إذا ظهر من ينال منهم و قد قال الخطيب البغدادي رحمه الله في الجامع (): {فلزم الناقلين للأخبار والمتخصصين بحمل الآثار نشر مناقب الصحابة الكرام و إظهار منزلتهم و محلهم من الإسلام عند ظهور هذا الأمر العظيم و الخطب الجسيم و استعلاء الحائدين عن سلوك الطريق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(39/148)