وأهانوا ابنة رسول الله ? أم الحسن والحسين، زوجة علي، فاطمة رضي الله عنهم أجمعين، ونسبوا إليها أشياء لم يتصور صدورها من أية امرأة مؤمنة مسلمة، دون أن تصدر من بضعة الرسول وسيدة نساء أهل الجنة، ومنها أنهم قالوا: إنها كانت دائمة الغضب على ابن عم الرسول ? ورضي الله عنه، وكانت تعترض عليه وتشكوه إلى أبيها في أشياء كثيرة، صغيرة وتافهة وحتى على أمور الخير، كما يروي محدثهم ابن الفتال النيسابوري: أن رسول الله ? غرس لعليّ حديقة، فباعها علي، وقسم كل ما أخذ منها إلى فقراء المدينة ومساكينها حتى لم يبق درهم واحد. فلما أتى المنزل قالت له فاطمة عليها السلام: يا ابن عم! بعت الحائط الذى غرسه والدي؟ قال: نعم! بخير منه عاجلاً أو آجلاً، قالت: فأين الثمن؟ قال: دفعته إلى أعين استحييت أن أذلها بذل المسألة، قالت فاطمة: أنا جائعة، وابناي جائعان، ولا شك أنك مثلنا في الجوع، لم يكن منه لنا درهم، وأخذت بطرف ثوب علي (ع) فقال علي: يا فاطمة! خلني، فقالت: لا والله! أو يحكم بيني وبينك أبي، فهبط جبريل على رسول الله ? فقال: يا محمد! الله يقرؤك السلام ويقول: اقرأ علياً مني السلام، وقل لفاطمة: ليس لك أن تضربي على يديه ().
وكذلك ما نسبوا إليها أنها تقدمت إلى أبي بكر وعمر بقضية فدك، وتشاجرت معهم، وتكلمت في وسط الناس، وصاحت، وجمع لها الناس (). ومرة "أخذت بتلابيب عمر، فجذبته إليها ().
وأيضاً هددت أبا بكر: لئن لم تكف عن عليّ لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ().
فهل كانت عرمة حتى تفعل هذا؟ وأنها دخلت مع الخلفاء في المعارك حتى أحرق بيتها وضربت ووجع به جنبها، وكسر ضلعها، وألقت جنينها من بطنها - عياذاً بالله من هذه الخرافات – وماتت في مثل هذه الظروف ونتيجة هذه الصدمات (). هذا ومثل هذا كثير.
طعنهم في إبراهيم بن النبي ?
فقد رووا رواية باطلة فيها تصغير لشأن ابن النبي ?، وتحقيره إياه مقابل حفيده من فاطمة رضي الله عنهم أجمعين، وخلاصة ما قالوا: إن رسول الله ? كان جالساً وعلى فخذه الأيسر إبراهيم ولده، وعن يمينه حسين حفيده، وكان يقبل هذا تارة وذاك تارة أخرى، فنظر جبريل وقال: إن ربك أرسلني وسلم عليك، وقال: لا يجتمع هذان في وقت واحد، فاختر أحدهما على الآخر، وافد الثاني عليه، فنظر رسول الله ? إلى إبراهيم وبكى، ونظر إلى سيد الشهداء - انظر إلى التعبير الرقيق، والموازنة بين ابن علي وابن نبي - وبكى، ثم قال: إن إبراهيم أمه مارية، فإن مات لا يحزن أحد عليه غيري، وأما الحسن فأمه فاطمة وأبوه علي فإنه ابن عمي وبمنزلة روحي، وإنه لحمي ودمي، فإن مات ابنه يحزن وتحزن فاطمة، فخاطب جبريل وقال: يا جبريل! أفديت إبراهيم الحسين، ورضيت بموته كي يبقى الحسين ويحيى ().
طعونهم في بنات النبي رضي الله عنهن
وأهانوا بنات النبي ? الثلاثة حيث نفوا عنهن أبويته ()، وقالوا: إن النبي لم ينجبهن، بل كن ربيبات.
فيذكر حسن الأمين الشيعي: ذكر المؤرخون أن للنبي ? أربع بنات، ولدى التحقيق في النصوص التاريخية لم نجد دليلاً على ثبوت بنوة غير الزهراء (ع) منهن، بل الظاهر أن البنات الأخريات كن بنات خديجة من زوجها الأول قبل محمد (?) ().
طعونهم في الحسن بن علي ?
وأما الحسن ? فلم يهن أحد مثل ما أهين هو من قبل الشيعة، فإنهم بعد وفاة أبيه علي ? جعلوه خليفته وإماماً لهم، ولكنهم لم يلبثوا إلا يسيراً حتى خذلوه مثل ما خذلوا أباه، وخانوه أكثر مما خانوا علياً ?.
يقول المؤرخ الشيعي اليعقوبي: وأقام الحسن بعد أبيه شهرين، وقيل: أربعة أشهر، ووجه بعبيد الله بن عباس في اثني عشر ألفاً لقتال معاوية فأرسل معاوية إلى عبيد الله بن عباس فجعل له ألف ألف درهم، فسار إليه في ثمانية آلاف من أصحابه ووجه معاوية إلى الحسن، المغيرة بن شعبة وعبد الله بن شعبة وعبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن أم الحكم، وأتوه وهو بالمدائن نازل في مضاربه، ثم خرجوا من عنده وهو يقولون ويسمعون الناس: إن الله قد حقن بابن رسول الله الدماء، وسكن به الفتنة، وأجاب إلى الصلح، فاضطرب العسكر ولم يشك الناس في صدقهم، فوثبوا بالحسن، فانتهبوا مضاربه وما فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/101)
وقد قال المسعودي الشيعي في كتابه: أن الحسن ? لما خطب بعد اتفاقه مع معاوية ? قال: يا أهل الكوفة! لو لم تذهل نفسي عنكم إلا لثلاث خصال لذهلت: مقتلكم لأبي، وسلبكم ثقلي، وطعنكم في بطني، وإنى قد بايعت معاوية فاسمعوا وأطيعوا. وقد كان أهل الكوفة انتهبوا سرداق الحسن ورحله وطعنوا بالخنجر في جوفه، فلما تيقن ما نزل به انقاد إلى الصلح ().
وأهانوه إلى أن شدوا على فسطاطه وانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته، ثم شد عليه عبد الرحمن بن عبد الله الجعال الأزدي، فنزع مطرفة عن عاتقه، فبقى جالساً متقلداً السيف بغير رداء ().
وطعنه رجل من بني أسد الجراح بن سنان في فخذه، فشقه حتى بلغ العظم …. وحمل الحسن على سرير إلى المدائن … واشتغل بمعالجة جرحه، وكتب جماعة من رؤساء القبائل إلى معاوية بالطاعة سراً، واستحثوه على سرعة المسير نحوهم، وضمنوا له تسليم الحسن إليه عند دنوهم من عسكره أو الفتك به، … فازدادت بصيرة الحسن عليه السلام بخذلانهم له، وفساد نيات المحكمة فيه وما أظهروه له من سبه وتكفيره، واستحلال دمه، ونهب أمواله ().
هذا وكانوا يهينونه بلسانهم كما كانوا يؤذونه بأيديهم، ولقد ذكر الكشي عن أبي جعفر أنه قال: جاء رجل من أصحاب الحسن عليه السلام يقال له سفيان بن أبي ليلى وهو على راحلة له، فدخل على الحسن عليه السلام وهو محتب في فناء داره، فقال له: السلام عليك يا مذل المؤمنين! قال وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلى أمر الأمة فخلعته من عنقك وقلدته هذه الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله ().
ثم بين الحسن وأوضح ما فعلت به شيعته وشيعة أبيه وما قدمت إليه من الإساءات والإهانات، وأظهر القول وجهر به فقال: أرى والله معاوية خير إلي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي، وأخذوا مالي. والله! لأن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي وأهلي، والله: لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً. والله لئن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير ().
وأهانوه حيث قطعوا الإمامة من عقبه وأولاده، بل افتوا بكفر كل من يدعي الإمامة من ولده بعده.
طعنهم في الحسين بن علي رضي الله عنه
وأما الحسين فلم يكن أسعد من أخيه وأمه وأبيه حظاً مع إظهار مغالاة القوم ومبالغتهم في حبه وولائه، فأهانوه ? وأرضاه قولاً وفعلاً، فقالوا: إن أمه فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله ? كرهت حمله، وردت بشارة ولادته عدة مرات كما لم يكن رسول الله ? يريد أن يقبل بشارة ولادته، ووضعته فاطمة كرهاً، ولكراهة أمه لم يرضع الحسين من فاطمة رضي الله عنهما. وهذه الروايات من أهم كتب الحديث عند القوم وأصحها مثل البخاري عند السنة، فيروي الكليني عن جعفر أنه قال: جاء جبريل إلى رسول الله ? فقال: إن فاطمة عليها السلام ستلد غلاماً تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين عليه السلام كرهت حمله، وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: لم تر في الدنيا أم تلد غلاماً تكره، ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل، قال: وفيه نزلت هذه الآية: ?ووصينا الإنسان بوالديه حسناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً? (). هذا وعاملوه معاملتهم أخيه وأبيه من قبل، فلقد ذكر جميع مؤرخي الشيعة أن أهل الكوفة، التي كان مركزاً للشيعة، والتي قالوا فيها ما قالوا، وإن جعفراً ذكرها بقوله: إن ولايتنا عرضت على السموات والأرض والجبال والأمصار، ما قبلها قبول أهل الكوفة ().
والتي قالوا فيها: إن الله قد اختار من البلدان أربعة فقال: والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين، فالتين المدينة والزيتون بيت المقدس وطور سيناء الكوفة وهذا البلد الأمين مكة ().
كتبوا من هذه الكوفة كتباً إلى الحسين نحواً من مائة وخمسين كتاباً، منها ما جاء فيه: بسم الله الرحمن الرحيم! للحسين بن عليّ أمير المؤمنين من شيعته وشيعة أبيه عليّ أمير المؤمنين. سلام الله عليك، أما بعد! فإن الناس منتظروك، ولا رأي لهم غيرك فالعجل! العجل! يا ابن رسول الله! والسلام عليكم ورحمة الله ().
وكتاباً آخر: أما بعد! فقد اخضرت الجنات، وأينعت الثمار، فإذا شئت فأقبل على جند لك مجندة، والسلام ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/102)
ولما تتابعت إليه كتب الشيعة، وتوالى الرسل أرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل، فانثل عليه أهل الكوفة واجتمعوا حوله، فبايعوه وهم يبكون، وتجاوز عددهم ثمانية عشر ألفاً ().
وبعد أيام كتب إليه مسلم بن عقيل: "إن لك مائة ألف سيف ولا تتأخر" ().فكتب رداً عليه وعليهم: "قد شخصت من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا في أمركم وجدوا فإني قادم إليكم ().
ولكن انقلبت الأمور وتقلبت الشيعة كشأنهم ودأبهم سابقاً، وقتل مسلم بن عقيل بدون ناصر ومعين، ولما بلغ الحسين نعيه وواجهه عسكر بن زياد من الكوفة و"خرج إليهم في إزار ورداء ونعلين، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس! إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم أن أقدم علينا، فإنه ليس لنا إمام، لعل الله يجمعنا بك على الهدى والحق، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم، فأعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم، وإن لم تفعلوا، وكنتم لقدومي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذى جئت منه إليكم ().
ثم خذلوه، وأعرضوا عنه، وأسلموه للعدو حتى قتل في نفر من أهل بيته ورفاقه، كما يذكر محسن الأمين: "ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم، وقتلوه ().
وذكر اليعقوبي الشيعي أن أهل الكوفة لما قتلوه: "انتهبوا مضاربه وابتزوا حرمه، وحملوهن إلى الكوفة، فلما دخلن إليها خرجت نساء الكوفة يصرخن ويبكين، فقال علي بن الحسين: هؤلاء يبكين علينا، فمن قتلنا ()؟
فهؤلاء هم الشيعة وأولئك أهل البيت وهذه معاملاتهم وأحوالهم مع أهل البيت الذين يدعون أنهم محبون وموالون لهم.
طعنهم في العباس عم النبي ? وابن عمه عقيل
فقد قالوا فيهم نقلاً عن علي بن أبي طالب أنه قال - وهو يذكر قلة أعوانه وأنصاره -: ولم يبق معي من أهل بيتي أحد أطول به وأقوى، أما حمزة فقتل يوم أحد، وجعفر قتل يوم مؤتة، وبقيت بين خلفين خائفين ذليلين حقيرين، العباس وعقيل ().
ومثله ذكر الكليني عن محمد الباقر أنه قال: وبقي معه رجلان ضعيفان، ذليلان، حديثا عهد بالإسلام عباس وعقيل ().
والمعروف أن العباس والعقيل وآلهما من أهل بيت النبوة كما أقر به الأربلي أن رسول الله ? سئل: من أهل بيتك؟ قال: آل علي، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل عباس ().
وعن علي بن الحسين أنه قرأ: {ومن كان في هذا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً}، نزلت في العباس عم النبي ?.
روى الكشي أن قوله تعالى: {فَلَبِئْسَ المولى وَلَبِئْسَ العَشِير}، نزلت فيه – أي في العباس. وقول الله عز وجل: ?ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم?: نزلت فيه ().
طعنهم في عبد الله بن العباس ابن عم النبي ?
وأخيه عبيد الله رضي الله عنهم
فقد رووا عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: هل تدرون ما أضحكني؟ قالوا: لا. قال: زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ... وذكر كلاماً طويلاً ثم قال: فاستضحكت، ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله ().
وعن علي أنه قال: اللهم العن ابني فلان وأعم أبصارهما كما أعميت قلوبهما ().
قال المحقق في حاشية كتاب الكشي: ابني فلان كناية عن عبد الله وعبيد الله ابني العباس عم النبي ?.
وذكروا عن علي أنه قال لابن العباس: فلما أمكنتك الشدة من خيانة أمة محمد أسرعت الوثبة وعجلت العدوة فاختطفت ما قدرت عليه, أما تؤمن بالمعاد، أو ما تخاف من سوء الحساب، أو ما يكبر عليك أن تشتري الإماء وتنكح النساء بأموال الأرامل والمهاجرين ().
بقية أهل البيت
وأما الثمانية من أولاد الحسين الذين خلعوا عليهم لقب الإمام، والتاسع الموهوم لم يكونوا بأقل توهيناً وتحقيراً وتصغيراً من قبل القوم أنفسهم، فإنهم تكلموا فيهم، وشنعوا عليهم، وخذلوهم، وأذلوهم، وضحكوا عليهم، واتهموهم بتهم هم منها براء، كفعلتهم مع آباءهم، مع الحسنين، وعلي بن أبي طالب، وصنيعهم مع سيد الكونين ورسول الثقلين ?، وأنبياء الله ورسله.
علي بن الحسين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/103)
فأهانوا علي بن الحسين الملقب بزين العابدين، والذي يعدونه إماماً مطاعاً، ومتبعاً مبايعاً بعد أبيه بقولهم إنه كان جباناً، ولقد أقر بالعبودية ليزيد قاتل الحسين - حسب زعمهم - والرواية من كتابهم "الكافي" عن ابن زين العابدين محمد الباقر أنه قال: إن يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحج، فبعث إلى رجل من قريش فأتاه، فقال له يزيد: أتقر لي أنك عبد لي، إن شئت بعتك وإن شئت استرقيتك. فقال له الرجل: والله يا يزيد! ما أنت بأكرم مني في قريش حسباً ولا كان أبوك أفضل من أبي في الجاهلية والإسلام، وما أنت بأفضل مني في الدين ولا بخير مني، فكيف أقر لك بما سألت؟ فقال له يزيد: إن لم تقر لي والله لقتلتك، فقال له الرجل: ليس قتلك إياى بأعظم من قتلك الحسين بن علي عليهما السلام ابن رسول الله ? فأمر به فقتل. ثم أرسل إلى علي بن الحسين عليهما السلام فقال له مثل مقالته للقرشي، فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: أرأيت إن لم أقر لك أليس تقتلني كما قتلت الرجل بالأمس؟ فقال له يزيد: بلى فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: قد أقررت لك بما سألت، أنا عبد مكره، فإن شئت فأمسك وإن شئت فبع ().
هذا وقد أهانوه وآذوه في ولده ووالدته، فلقد قالوا إنه سئل أحد أئمتهم المعصومين من شيعته: "إن لي جارين، أحدهما ناصب والآخر زيدي، ولا بد من معاشرتهما، فمن أعاشر؟ فقال: هما سيان، من كذب بآية من كتاب الله فقد نبذ الإسلام وراء ظهره وهو المكذب بجميع القرآن والأنبياء والمرسلين، قال: ثم قال: إن هذا نصب لك وهذا الزيدي نصب لنا" ().
وأوذي في والدته وأهين حيث قالوا: إن جميع الناس ارتدوا بعد قتل الحسين إلا الخمسة، أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل وجبير بن مطيع وجابر بن عبد الله والشبكة زوجة الحسين بن علي (). ولا ندري أين ذهبت أمه شهربانو حيث عدت شبكة، ولم تذكر تلك.
طعنهم في محمد الباقر وابنه
وأما محمد الباقر وابنه جعفر فهما المظلومان الحقيقيان لأنه لا يوجد فضيحة ولا قبيحة إلا وقد نسبوها إليهما من الجبن والنفاق والغدر والخيانة والكذب، وباسمهما اخترعوا مذهباً، واختلقوا مسلكاً وهما لا يدريان عنه وعنهم شيئاً، فلقد قالوا إن الباقر كان يحل ما حرمه الله خوفاً وجبناً. فقد قالوا أنه كان يفتي: "أن ما قتل البازي والصقر فهو حلال - مع كونه حراماً –" ().
ونقلوا عن زرارة بن أعين من كبار رواة الشيعة ومشائخهم الذين عليهم مدار المذهب أنه قال في محمد الباقر: شيخ لا علم له بالخصومة" ().
هذا ولقد نقلوا أن زرارة بن أعين قال: سألت محمداً الباقر عن مسألة فأجابني، ثم جاءه رجل فسأله عنها، فأجابه بخلاف ما أجابني، ثم جاء رجل آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت: يا ابن رسول الله! رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه؟ فقال: يازرارة! إن هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم، ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم.
قال: ثم قلت لأبي عبد الله عليه السلام: شيعتكم لو حملتموهم على الأسنة أو على النار لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين، قال: فأجابني بمثل جواب أبيه ().
وعن عبيد الله الدابغي قال: دخلت حماماً في المدينة فإذ شيخ كبير وهو قيِّم الحمام {يعني المسؤول عنه، والحمام يعني الحمامات العامة}، فقلت: يا شيخ لمن هذا {يعني الحمام}؟ قال: لأبي جعفر؟ قلت: كان يدخله؟ قال: نعم. قلت: كيف كان يصنع؟ قال: كان يدخل فيبدأ فيطلي عانته وما يليها، ثم يلُف على طرف إحليله {يعني الذكر} ويدعوني فأطلي سائر بدنه. فقلت له يوماً: الذي تكره أن أراه قد رأيته. فقال: كلا إن النورة سترته ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/104)
وقالوا عن جعفر أيضاً أنه مدح أبا حنيفة أمامه، وذمه بعد ما خرج من عنده كما رواه الكليني عن محمد بن مسلم أنه قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعنده أبو حنيفة فقلت له: وجعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة فقال لي: يا ابن مسلم! هاتها فإن العالم بها جالس وأومأ بيده إلى أبي حنيفة، قال: فقلت: رأيت كأني دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت علي فكسرت جوازاً كثيراً ونثرته علي، فتعجبت من هذه الرؤيا فقال أبو حنيفة: أنت رجل تخاصم وتجادل لئاماً في مواريث أهلك، فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها إن شاء الله، فقال: أبو عبد الله عليه السلام: أصبت والله يا أبا حنيفة، قال: ثم خرج أبو حنيفة من عنده فقلت: جعلت فداك إني كرهت تعبير هذا الناصب، فقال: يا ابن مسلم! لا يسؤك الله، فما يواطئ تعبيرهم تعبيرنا. ولا تعبيرنا تعبيرهم وليس التعبير كما عبره، قال: فقلت له: جعلت فداك فقولك: أصبت وتحلف عليه وهو مخطئى؟ قال: نعم! حلفت عليه أنه أصاب الخطأ ().
هذا ولقد نسبوا إليه أنه قال: إني لأتكلم على سبعين وجهاً، لي في كلها المخرج ().
عن زرارة أنه قال: والله! لو حدثت بكل ما سمعته من أبي عبد الله لانتفخت ذكور الرجال على الخشب (). وعن زرارة قال: سألت أبا عبد الله يعني جعفر الصادق عن التشهد؟ فأجاب. فقال زرارة: فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت: لا يفلح أبداً ().
وحق لنا أن نبكي دماً على الإمام الصادق، ... كلمة قذرة كهذه تقال في حق الإمام أبي عبد الله؟؟ أيضرط زرارة في لحية أبي عبدالله؟! أيقول عن الصادق رحمه الله: لا يفلح أبداً؟
واعلم أن أكثر من تَعَرَّضَ للطعن وللغمز واللمز الإمامان محمد الباقر وابنه جعفر الصادق رحمهما الله، فقد نُسِبَتْ إليهما أغلب المسائل كالقول بالتقية، والمتعة، واللواطة بالنساء، وإعارة الفرج و ... إلخ. وهما بريئان من هذا كله.
وعن ابن أبي يعقوب قال: خرجت إلى السواد {العراق} أطلب دراهم للحج ونحن جماعة وفينا أبو بصير المرادي، قلت له: يا أبا بصير اتق الله وحج في مالك فإنك ذو مالٍ كثير. فقال: اسكت، فلو كانت الدنيا وقعت على صاحبك لاشتمل عليها بكسائه {يعني جعفر الصادق} ().
طعنهم في موسى بن جعفر
فقد تكلموا في علمه وعقله حيث قالوا: إنه سئل عن امرأة تزوجت ولها زوج؟ قال: ترجم المرأة، ولا شيء على الرجل، فلقيت أبا بصير فقلت له: إني سألت أبا الحسن عن المرأة التي تزوجت ولها زوج، قال: ترجم المرأة ولا شيء على الرجل، قال: فمسح صدره (أبو بصير) وقال: ما أظن صاحبنا تناهى حكمه بعد – وفى رواية أخرى: أظن صاحبنا ما تكامل علمه ().
طعنهم في علي بن موسى
وأما علي بن موسى بن جعفر هو الذى قالوا عنه إنه كان يرى جواز إتيان الرجل المرأة في دبرها (). ونسبوا إليه بأنه كان يعشق ابنة عم المأمون وهى تعشقه كما يذكر ابن بابويه القمي ().
وينسبونه إلى جبن ومذلة بقولهم لما أرسل إليه الجلودى - أحد أمراء الرشيد - لينهب بيته ويسلب أمواله، فبدل أن يدافع عنه وعن أهل بيته وعن شرفه وحرمه وحرماته بدأ يدفع إليه الأموال: فدخل الحسن أبو الرضا عليه السلام، فلم يدع عليهن شيئاً حتى أقراطهن وخلاخيلهن وأزرارهن إلا أخذه منهن وجميع ما كان في الدار من قليل وكثير ودفعها إليه ().
طعنهم في إمامهم التاسع
وأما ابن الرضا محمد الملقب بالقانع والمكنى بأبي جعفر الثاني، فقد شكوا في بنوته للرضا وترددوا في قبول إمامته لاسوداد وجهه وتغير لونه، وقالوا إن الذين سبقوا إلى الشك فيه هم عمومته وإخوته كما نقلوا عن علي بن جعفر بن الباقر أنه قال له إخوته"أي الرضا": ما كان فينا إمام قط حائل اللون [حال لونه: أي تغير واسود]، فقال لهم الرضا عليه السلام: هو ابني، قالوا: فإن رسول الله ? قد قضى بالقافة [جمع القائف وهو الذي يعرف الآثار والأشباه ويحكم بالنسب] فبيننا وبينك القافة، قال: ابعثوا أنتم إليهم، فأما أنا فلا، ولا تعلموهم لما دعوتموهم ولتكونوا في بيوتكم. فلما جاؤوا أقعدونا في البستان واصطف عمومته وإخوته وأخواته، وأخذوا الرضا عليه السلام وألبسوه جبة صوف وقلنسوة منها، ووضعوا على عنقه مسحاة وقالوا له: ادخل البستان كأنك تعمل فيه، ثم جاؤا بأبي جعفر عليه السلام فقالوا: ألحقوا هذا الغلام بأبيه، فقالوا: ليس له ههنا أب ولكن هذا عم أبيه، وهذا عمه، وهذه عمته، وإن يكن له
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/105)
ههنا أب فهو صاحب البستان، فإن قدميه وقدميه واحدة، فلما رجع أبو الحسن عليه السلام قالوا: هذا أبوه (). انظر إلى هذه المسرحية وكيف يحكون عنها؟ وكم فيها من الإساءات إلى أهل بيت علي رضي الله عنهم؟
ويقولون عنه إنه كان جباناً خوافاً أنه لما طلبه المعتصم العباسي: "بكى حتى اخضلت لحيته ().
طعنهم في إمامهم العاشر
وأما ابنه علي فيقولون إنه مات أبوه وكان في الثامنة من عمره، فاختلفوا في إمامته وتكلموا كثيراً حولها حتى أثبتوها بشهادة رجل لم يكن منهم وبعد إجباره على تلك الشهادة ().
وأما الحادي عشر حسن بن علي الملقب بالعسكري فيقولون عنه إنه شكر الله عزوجل على وفاة أخيه الأكبر محمد بن على لما سمع أن الإمامة تصل إليه بعد ما شق جيوبه ولطم خدوده ().
طعنهم في المهدي المنتظر (الإمام الثاني عشر)
فقد أظهروه بمظهر المتجبر الظالم الذي لا يعرف شفقة ولا رحمة , ونسبوا إليه كثيرا من الشنائع ومن ذلك:
أ- أنه يظهر عريانا: روى الشيخ الطوسي والنعماني عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: "إنّ من علامات ظهور المهدي أنه سيظهر عارياً أمام قرص الشمس" ().
ب- إذا خرج قتل الناس بلا شفقة أو رحمة: روى المجلسي عن أبي عبد الله عليه السلام: لو يعلم الناس ما يصنعُ القائم إذا خرج لأَحَبُّ أكثرُهم أَلا يَرَوْهُ مما يقتل من الناس ... حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد، ولو كان من آل محمد لرحم ().
ج- يضع السيف في العرب وفي قريش خاصة: روى المجلسي أن المنتظر يسير في العرب بما في الجفر الأحمر وهو قَتْلُهم (). وروى أيضاً: ما بقي بيننا وبن العرب إلا الذبح ().
وروى أيضاً: اتَّقِ العرب، فإن لهم خبرُ سوءٍ، أما إنه لم يخرج مع القائم منهم واحد ().
وعن أبى عبد الله قال: "إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف" ().
د- من أعماله أنه يهدم المسجد الحرام والمسجد النبوي: روى المجلسي: إن القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه، والمسجد النبوي إلى أساسه ().
هـ- و يقيم الحد على أبي بكر وعمر لغصبهم الخلافة من علي في زعمهم ويهدم الحجرة النبوية: ففي "بحار الأنوار" أن منتظرهم يقول: "وأجيء إلى يثرب، فأهدم الحجرة، وأخرج من بها وهما طريان، فآمر بهما تجاه البقيع، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما، فتورقان من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشد من الأول، فينادي منادي الفتنة من السماء: يا سماء انبذي، ويا أرض خذي، فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلا مؤمن، أي شيعي ثم يكون بعد ذلك الكرة والرجعة" ().
وهذا نص آخر يقول: "هل تدري أول ما يبدأ به القائم، "أول ما يبدأ به يخرج هذين، يعني: خليفتي رسول الله ?، رطبين غضين فيحرقهما ويذريهما في الريح ويكسر المسجد" ().
و- وهو عند خروجه لا يحكم بشريعة محمد ? بل يقيم حكم آل داود: عقد الكليني باباً في أن الأئمة عليهم السلام إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم آل داود، ولا يسألون البينة، ثم روى عن أبي عبد الله قال: إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان، ولا يَسْأَلُ بَيِّنَةً ().
وروى المجلسي: يقوم القائم بأمر جديد، وكتاب جديد، وقضاء جديد ().
ز- وينزع الحجر الأسود من الكعبة ويحول القبلة إلى الكوفة: يقول النص: "يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب أحد من فضل، مصلاكم بيت آدم وبيت نوح، وبيت إدريس، ومصلى إبراهيم ... ولا تذهب الأيام والليالي حتى ينصب الحجر الأسود فيه" ().
طعونهم في أولاد الحسن بن علي بن أبي طالب واتهامهم بطلب الدنيا والحسد: فقد رووا عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: وعندي الجفر الأحمر. فقال له عبد الله بن أبي يعقوب: أصلحك الله أيعرف هذا بنو الحسن؟ قال: إي والله، كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار، ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار ().
طعنهم في محمد بن علي بن أبي طالب أخو الحسن والحسين والذي يعرف بابن الحنفية لأن أمه من بني حنيفة واتهامه بالزنا: فقد رووا عن علي أنه جمع الناس لإقامة حد الزنا على امرأة، ثم قال: لا يقيم الحد مَنْ لله عليه حد. يعني لا يقيم عليها الحد إلا الطاهرون. قال: فانصرف الناس يومئذ كلهم ما خلا أمير المؤمنين والحسن والحسين. وانصرف فيمن انصرف محمد ابن أمير المؤمنين ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/106)
طعنهم في زيد بن علي بن الحسين، عم جعفر الصادق وأخو محمد الباقر واتهامهم إياه بشرب الخمر: فقد رووا عن حنان بن سدير قال: كنت جالسا عند الحسن بن الحسن، فجاء سعيد بن منصور وكان من رؤساء الزيدية، فقال: ما ترى في النبيذ؟ قال: إن زيدًا كان يشربه عندنا. قال: ما أُصدق على زيد أنه شرب مسكرًا. قال: بلى قد شربه. قال: فإن كان فعل، فإن زيداً ليس بنبي ولا وصي نبي، إنما هو رجل من آل محمد.
طعنهم في عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب واتهامهم إياه بالفسق والضلال: فقد رووا عن صفوان الجمال أنه قال: وقع بين أبي عبد الله وبين عبد الله بن الحسن كلام، حتى وقعت الضوضاء بينهما واجتمع الناس فتفرقا، {وذكر قصة طويلة} قال المحقق في الحاشية: فيه دلالة على حسن رعاية الرحم وإن كان بهذه المثابة، وإن كان فاسقاً ضالاً ().
طعنهم في إسماعيل بن جعفر الصادق الذي تنتسب إليه الإسماعيلية وهو أخو موسى الكاظم:
فقد رووا عن جعفر الصادق والده أنه قال له: أفعلتها يا فاسق؟ أبشر بالنار ().
وذكروا عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال عن ولده إسماعيل: إنه عاص، لا يشبهني ولا يشبه أحداً من آبائي ().
طعنهم في موسى بن علي بن موسى أخو محمد بن علي {الجواد}:
فقد رووا عن يعقوب بن المثنى قال: كان المتوكل يقول: أعياني أمر ابن الرضا {يعني محمد بن علي الجواد} أبَى أن يشرب معي. فقالوا له: فإن لم تجد منه، فهذا أخوه موسى قصَّاف، عزَّاف، يأكل، ويشرب، ويتعشق ().
طعنهم في جعفر بن علي بن محمد، أخو الحسن العسكري، وعم المهدي المنتظر: فقد رووا عن أحمد بن عبيد الله بن خاقان أنه سأل أباه عن الحسن العسكري؟ فأطراه وأعلى منزلته. فسأله عن أخيه جعفر؟ فقال: ومن جعفر فتسأل عن خبره؟! أوَ يُقرن بالحسن جعفر؟ معلن الفسق، فاجر، ماجن، شريب للخمور، أقلُّ من رأيتَ من الرجال، وأهتكُهم لنفسه، خفيفٌ، قليلٌ في نفسه ().
وفي الختام نقول هذه بعض طعون الشيعة في آل البيت الذين زعموا محبتهم ومودتهم وهذا شبيه بحال اليهود مع أنبيائهم الذين قتلوا بعضهم ووقعوا في عرض بعضهم , ونسبوهم إلى الرذائل والنقائص, وعلى هذا يكون انتساب الشيعة لأهل البيت كانتساب النصارى لعيسى وانتساب اليهود لموسى!
فلا يستغرب المسلم بعد ذلك ما هو أعظم من ذلك وأفظع مما قالوه وتفوهوا به في حق الصحابة وأهل السنة مما هو مسطر في كتبهم ومروياتهم.
الفهرس
الموضوع الصفحة
المقدمة 3
اعتقاد أهل السنة والجماعة في آل النبي ? 5
بيان أن الشيعة في الحقيقة غير متبعين لأل النبي ? 8
تذمر وتألم أهل البيت من شيعتهم والشكوى منهم 8
طعون الشيعة في نبينا محمد ? 18
طعونهم في أنبياء الله عليهم السلام 27
إهانة الشيعة لأهل البيت 31
طعونهم في علي بن أبي طالب ? 31
طعونهم في فاطمة رضي الله عنها 44
طعنهم في إبراهيم ابن النبي ? 45
طعنهم في بنات النبي ? 46
طعونهم في الحسن بن علي ? 47
طعنهم في الحسين بن علي ? 49
طعنهم في العباس عم النبي ? وابن عمه عقيل 53
طعنهم في عبد الله بن عباس وأخيه عبيد الله 54
طعنهم في علي بن الحسين "زين العابدين" 55
طعنهم في محمد الباقر وابنه جعفر الصادق 57
طعنهم في موسى بن جعفر 60
طعنهم في علي بن موسى 61
طعنهم في إمامهم التاسع 62
طعنهم في إمامهم العاشر 63
طعونهم في المهدي المنتظر – الإمام الثاني عشر 63
طعنهم في أولاد الحسين بن علي 66
طعنهم في محمد بن علي بن أبي طالب "ابن الحنفية" 66
طعنهم في زيد بن علي بن الحسين 67
طعنهم في عبد الله بن الحسن 67
طعنهم في إسماعيل بن جعفر 68
طعنهم في موسى بن علي بن موسى 68
طعنهم في جعفر بن علي بن موسى 68
الفهرس 71(36/107)
عندي اشكال في إثبات صفة الوجه مستدلين ب
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[04 - 11 - 06, 02:07 ص]ـ
في قوله تعالى.
كل من عليها فان. و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام
هذا النقل:
قال سبحانه وتعالى {ويبقى وجه ربك} قال المفسرون:يبقى ربك ,وكدا قالوا في قوله تعالى {يريدون وجهه} أي يريدونه. وقال الضحاك وأبو عبيدة {كل شيء هالك الا وجهه} أي إلا هو. وقد دهب الدين أنكرنا عليهم إلى أن الوجه صفة يختص باسم زائد على الدات فمن أين قالوا هدا وليس لهم دليل إلا ماعرفوه من الحسيات ودلك يوجب التبعيض, ولو كان كما قالوا كان المعنى إن داته تهلك إلا وجهه.وقال ابن حامد أثبتنا لله وجها ولا يجوز إثبات رأس.قلت ولقد اقشعر بدني من جراءته على دكر هدا فما أعوزه في التشبيه غير الرأس. انتهى كلام ابن الجوزي
من دفع شبه التشبيه
أرجو المساعدة في فهم المسئلة
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[04 - 11 - 06, 04:35 ص]ـ
نعم هذا هو معنى الآية حقاً
ولكن هذا من باب إطلاق الخاص وإرادة العام
كقول إخوة يوسف ((يخل لكم وجه أبيكم))
وهذا لا يدل على نفي الخاص بل يؤكد وجوده
وقد الحديث الصحيح ((أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم))
على أن الوجه غير الذات(36/108)
من أين أتى العلماء بهذا التقسيم
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[04 - 11 - 06, 05:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل
جاء في شرح كتاب التوحيد في باب ما جاء في الرقي والتمائم أن التميمة إذا استعملت علي أنها سبب في جلب نفع أو رفع ضر أو دفعه فهذا شرك أصغر
أما إن استعملت علي أنها تجلب النفع وتدفع الضر بنفسها فهذا شرك أكبر
والسؤال
من أين أتي العلماء بهذا التقسيم وخصوصا نقطة الشرك الأصغر فالشرك الأكبر واضح(36/109)
الشيخ عبد الله الغنيمان يشكك بنسبة لامية شيخ الإسلام لشيخ الإسلام
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[05 - 11 - 06, 12:08 ص]ـ
انطالقت هذه الليلة الدورة العلمية في جامع الراجحي في بريدة 13/ 10/1427 هـ واستُقطب لها عدد من أهل العلم أبرزهم شيخنا الشيخ العلامة عبدالله الغنيمان حفظه الله شارحا لامية شيخ الإسلام.
وأول ماابتدأ درسه (بمفاجأة) ألا وهي التشكيك بلامية شيخ الإسلام في نسبتها إليه وقال لعدة أمور:
ـــ أن ابن عبدالهادي أحد أبرز تلاميذ شيخ الإسلام ذكر أن شيخ الإسلام كثيرا مايوضع عليه كتب ورسائل هي لغيره.
ـــ أنني فتشت (والكلام للغنيمان) في جميع نسخ اللامية فوجدت كلامه عن القرآن يصفه ب (القديم) في بعض الأبيات وعُدلت في الطبعات الاخيرة إلى (الكريم)
ـــ أن مؤلفات الشيخ تكون عن إجابة على سؤال ونحوه
ـــ أن أسلوبها ليس يتناسب مع قوة علم الشيخ
ـــ أنه كيف تكون العقيدة في ست عشرة بيتا
هذا تقريبا خلاصة ماقيدته عنه في هذه المسالة
ثم استدرك الشيخ وقال حفظه الله: إلا أن تكون ألّفها في مقتبل عمره.
فهل أحد سبق الغنيمان شكك في نسبتها؟ ... وهل ذكرها ابن قاسم في مجموع فتاوى شيخ الإسلام؟
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 12:02 ص]ـ
استمعت لشرح الشيخ عبدالكريم الخضير عليها وقد ذكر الإختلاف في صحة نسبتها لشيخ الإسلام ولكنه لم يرجح ولم يهتم كثيراً بهذا!! وقد تعجبت مع قوة علمه بالكتب مع ذلك لم يذكر هذا ولم يرجح.
وقد ذكر أحد الإخوة هنا أن ابن عثيمين رحمه الله في شرح السفارينية سئل عنها فقال: الظاهر أنها لا تصح لشيخ الإسلام.
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[07 - 11 - 06, 05:57 ص]ـ
أخي أبا عمر القصيمي
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد
وهل أحد حقق المسألة؟
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 07:31 ص]ـ
نعم شيخنا عبدالله الغنيمان -حفظه الله- يشكك من قديم -وليس الأمر بجديد- في نسبتها لشيخ الإسلام ..
وقد قال في مقدمته لشرح الأخ يوسف السالم على اللامية، قال: (وإن كان بعض أهل العلم يشك في تكون لشيخ الإسلام، ولكن ما دامت تشتمل على حق وإفادة، فالحق ضالة المؤمن .. )
وقد بين الشارح في المقدمة سبب عدم اهتمام العلماء بها، أما لقلة أبياتها، أو لعدم الوثوق بنسبتها لشيخ الإسلام. لأنه لم يذكرها أحد من طلابه، ولم تذكر مع مؤلفاته، وبين أنه حتى ولو لم تثبت فيجب العناية بها لاحتوائها على مسائل في صميم المعتقد .. مع أنه يرجح أنها لشيخ الإسلام لموافقتها اعتقاده، ولثبوتها في بعض كتبهورسائله، والمخطوطة التي تقوي ذلك ..
وقد شرحها أحمد بن عبدالله المرداوي الحنبلي -رحمه الله- بعنوان [الاآلئ البهية شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية] وقد حققها إياد القيسي ..
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 11:30 ص]ـ
جزاكم الله خير وهذا نقل لكلام الشيخ عبدالكريم على اللامية نقلته من الأشرطة المفرغة عندي:
قال حفظه الله:
وهذه الأبيات الستة عشر التي تسمى لامية لأن أواخر الأبيات تنتهي بحرف اللام، وجدت بين رسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية يعني في المخطوطات يوجد قبلها رسالة لشيخ الإسلام وبعدها رسالة، وكتب على بعضها عقيدة ابن تيمية ولذا قالوا اللامية لشيخ الإسلام ابن تيمية، اللامية باعتبار أن حرف الراوي فيها اللام، وباعتبار أنها وجدت في بعض مصنفات، وإلا ما فيها ما يدل على أنها لشيخ الإسلام ابن تيمية، وما ذكرت في مؤلفاته، يعني ما ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى في مؤلفات شيخ الإسلام ولذا يقول المنسوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية، لكن الكلام الموجود فيها حق، سواء كان لشيخ الإسلام أو لغيره رحم الله الجميع، وما دام الكلام حقا فعلى طالب العلم أن يعنى بها، فهي منظومة طيبة على اختصارها حوت ما اتفق عليه من مسائل الاعتقاد فهي منظومة طيبة فعلى طالب العلم أن يعنى بها ويحفظها وينظر في شروحها ولا أعرف لها شرحا للمتقدمين قدم نسبي فبعد الآن أي بعد الألف أي الذي شرح بعد الألف أحمد المرداوي لأنه ينقل عن السفاريني فهو متأخر لكنه ليس من المعاصرين، وشرحه هذا طبع قبل أربعين سنة في مطابع النور في الرياض، ثم طبع أخيرا في دار المسلم
ـ[السمرقندية]ــــــــ[08 - 11 - 06, 04:59 م]ـ
هل توجد منها نسخة مشكولة على الانترنت وفقكم الله
أو يتبرع لنا احد بتشكيلها
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[09 - 11 - 06, 12:31 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[10 - 11 - 06, 12:12 م]ـ
استمعت لشرح الشيخ عبدالكريم الخضير عليها وقد ذكر الإختلاف في صحة نسبتها لشيخ الإسلام ولكنه لم يرجح ولم يهتم كثيراً بهذا!! وقد تعجبت مع قوة علمه بالكتب مع ذلك لم يذكر هذا ولم يرجح.
وقد ذكر أحد الإخوة هنا أن ابن عثيمين رحمه الله في شرح السفارينية سئل عنها فقال: الظاهر أنها لا تصح لشيخ الإسلام.
الذي أذكر أنني سمعته من الشيخ ابن عثيمين أنه سئل عن البيت الذي يُذكر فيه " القديم "، أو أنه ذكر له أن شيخ الإسلام وصف القرآن بالقديم، فاستبعد ذلك و قال لعله من أوائل ما ألف - أو كلمة نحوها -، فليُراجع كلام الشيخ.
و بالنسبة للعلامة عبد الكريم الخضير، فإنه ذكر اللامية، و أنه عُثر عليها بين مؤلفات شيخ الإسلام و ليس يُقطَع أنها من مؤلفاته، و قال: المهم أن العلم الذي فيها صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/110)
ـ[الرايه]ــــــــ[09 - 02 - 08, 10:45 م]ـ
يقول الشيخ ابن جبرين في مقدمة شرحه لهذه المنظومة
[هذه عقيدة منسوبة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقد اختلف في نسبتها، فوجدت عند أجدادنا مخطوطة، مكتوب عليها هذه الأبيات تنسب لشيخ الاسلام والخط قديم يمكن ان يكون له أكثر من مئة سنة وكذلك قد شرحها أحد علماء الحنابلة، من العلماء المتأخرين وهو المرداوي وشرحه مطبوع، وقد ذكرها أيضا الشيخ محمد بن مانع في كتابه الذي جعله في العقيدة وسماه القول السديد، ولما ذكرها أتبعها بترجمة لشيخ الاسلام، مما يدل على انه جزم بانها لشسيخ الاسلام، ولم يذكرها الشيخ محمد بن قاسم في مجموع الفتاوى، ويمكن انه شك في نسبتها له، ولكن شهرتها تدل على انها من نظم شيخ الاسلام وكانه توقف وقال: لانه -رحمه الله- لم يكن مشهورا بقول الشعر، ولامعروفا بسرعة انشاء الشعر فيمكن ان يكون هذا قصده، ولكن نقول: انه -رحمه الله- يقول الشعر، ودليل ذلك: قصة ذلك الذمي او المنافق الذي ارورد عليه ابيات شعر، يقول فيها:
ايا علماء الدين ذمي دينكم ** تحيّر دلّوه على خير ملة
الذي يسأل عن القدر، فانه اشتغل -رحمه الله- بالرد عليه، ويحسبون انه يرد عليه نثرا، واذا هو يرد عليه نظما في مجلس واحد نظم تلك المنظومة التي زادت على مئة وعشرين بيتا، والتي اولها:
سؤالك يا هذا سؤال معاند ** مخاصم رب العرش باري البرية
فدل ذلك على انه يتمكن من قول الشعر.
ولاشك ان المعاني التي في هذه القصيدة سهلة النظم؛ لانها ظاهرة، ولأن كلامه حولها كثير في رسائله وكتبه]
من شرحه المطبوع صـ 16 - 17
اعتنى به د. طارق الخويطر
ـ[شمس الدين ابن راشد]ــــــــ[09 - 02 - 08, 11:34 م]ـ
أهلا بك أخي
هنا إضافة جيدة وهو من حوار مع المحقق /
علي محمد العمران وهو لقاء ممتع
س13/ لامية شيخ الإسلام هل وقفتم على أصل لها مخطوط يثبت صحة نسبتها إليه؟
ج13/ لامية شيخ الإسلام نشرها الأخ خالد الحيان معتمدا على عدة نسخ خطية متأخرة، وذكر بعض أدلة ثبوتها،وإن كنت لا أوافقه على الجزم بنسبتها إليه، بل فيه نظر كبير.
ثم وقفت على نسخة خطية منها على طرة مجموع فيه فناوى لابن تيميه
بخط أحد أبناء عمومته ابن تيميه، بتاريخ (762) في غاية الجودة والنفاسة، لكنه لم يجزم بنسبتها لشيخ الإسلام، فيبقى أن تجمع هذه الدلائل والقرائن إذا أردنا الجزم بإثباتها أو نفيها.
http://www.saaid.net/leqa/17.htm
ـ[معاذ المزحم]ــــــــ[10 - 02 - 08, 09:07 ص]ـ
سمعت شيخنا الفوزان ينكر نسبتها لشيخ الاسلام والله أعلم.
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 10:13 ص]ـ
و أيا كان الأمر كما قال الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله تعالى فالعقيدة الموجودة في المنظومة موافقة لعقيدة أهل السنة و طالب العلم يقبل ما في المنظومة حتى و لو لم تكن لشيخ الإسلام مادام أنه ما فيها حق دلت على صحته الأدلة." من شرح الشيخ على المنظومة ".
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[10 - 02 - 08, 04:04 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وهي مقروءة هنا بصوت محمود داود وقال: المنسوبة لشيخ الإسلام ابن تيميَّة فالله أعلم
http://ia341207.us.archive.org/3/items/tawheed1_548
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 06:16 م]ـ
وسمعت الشيخ عيد فهمي يستبعد نسبتها لشيخ الإسلام أيضا
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[24 - 06 - 10, 06:31 ص]ـ
عقيدة الأئمة الأربعة (اللامية) وهي منسوبة للإمام ابن تيميَّة فالله أعلم بصوت محمود داود
ـ[المناوي الشافعي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 02:54 م]ـ
ماهو السبب الذي جعل العلماء يشككون في نسبتها له؟؟؟(36/111)
يا إخواني أحذر من هؤلاء
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[05 - 11 - 06, 12:59 ص]ـ
هم الكفرة الملاحدة
لديهم مواقع و يكفرون بالله فيها
كتبت موضوع لينشط من هو أهل الرد على هؤلاء و لكن حذف!!!
كان من الممكن التعديل فيه!
هل يتركون هكذا؟
من لهم؟؟
يطلع من في قلبه شبه و شك إلى مواقعهم.
هل من مسلم متمكن يرد؟؟؟؟
لا.
يفتن و يكفر!!!
هل نتعلم لنناقش أنفسنا و ..............
نترك أهل الكفر هكذا
لم أفهم!
ـ[أبو سالم الحضرمي]ــــــــ[05 - 11 - 06, 10:00 ص]ـ
اخي الكريم
هؤلاء الملاحدة لا منهج واضح عندهم , و هم يثيرون الشبهات من اي نص يطلعون عليه سواء كان من الكتاب او السنة , فالواجب تركهم لانهم لن يلتزموا بأي منهج او اسلوب معين للنقاش , بل سيفرحون اكثر عندما يجدون احد المسلمين يناقشهم , و بالتالي يبدؤون باختراع الشبهات حول وجود الله تعالى و الاستهزاء بالله تعالى و غير ذلك , و هم ليسوا بطالبي حق ليتعب طلبة العلم في جدالهم و مناقشتهم
الا اذا اراد كبيرهم مناظرة بشروط - كعدم الاستهزاء بالله تعالى و عدم الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه و سلم و الالتزام بمحاور معينة و غيرها - مع احد طلبة العلم فهنا يمكن ان يدخل احد طلبة العلم في مناظرة معه ليبين عواره لاتباعه
اما عدا ذلك فالأولى الابتعاد عنهم و شغل النفس بما يفيد
و الله اعلم
ـ[عبد العزيز ابو عبد الله]ــــــــ[05 - 11 - 06, 10:46 ص]ـ
بارك الله فيك ابا سالم النصيحه ان لا ندخل في جدال مع اهل الزيغ والضلاله وذكر ذلك الأمام الشاطبي في كتابه الأعتصام
ـ[فيصل]ــــــــ[05 - 11 - 06, 12:42 م]ـ
للاخوة اهل منتدى التوحيد جهود مباركة وعظيمة في دحر شر هؤلاء وشر العلمانيين والعصرانيين وأشباههم وهم على ثغر والله عظيم:
http://www.eltwhed.com/vb/index.php
وهذا فهرس قسم الحوار عن الإلحاد والمذاهب الفكرية المعاصرة:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2533
أسأل الله أن يوفقهم ويعينهم.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[15 - 11 - 06, 12:22 م]ـ
للاخوة اهل منتدى التوحيد جهود مباركة وعظيمة في دحر شر هؤلاء وشر العلمانيين والعصرانيين وأشباههم وهم على ثغر والله عظيم:
http://www.eltwhed.com/vb/index.php
وهذا فهرس قسم الحوار عن الإلحاد والمذاهب الفكرية المعاصرة:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2533
أسأل الله أن يوفقهم ويعينهم.
اضافة إلى فهرس المنتدى هناك المكتبة بها مجموعة من الكتب الخاصة بنقد هذه الفرق وبيان بطلان افكارهم
جامع الكتب والابحاث فى الرد على الالحاد والمذاهب الفكرية المعاصرة
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2456
كتب تطرح لأول مرة على الإنترنت
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1289
ـ[مقنع الكندي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 01:33 ص]ـ
أبازكريا المكرم لقد لاحظت أني وضعت رابطاً قبل أيام للرد على روافض ثم حذف هذا الرابط وبتر الكلام دون رسالة تبين السبب كسائر المنتديات المشارك فيها ...
لكني فهمت أن سياسة المنتدى عدم قبول الروابط في هذا المنتدى
ومن وجهة نظري أن الرد على أصحاب الأهواء والمبتدعة والنصارى واليهود
له أساليب وفن يجيدها من هو أهلاً لها
ومن تجربتي القليلة
فقد لمست تفتحت كثيراً منهم وهداية كثيراً من المعاندين
وعندما تكتب في منتدى حواري أنت لا تكتب للمحاور فحسب بل لكثير من القراء فربما من يقرئ ويسمع هو أول المهتدين
مما يجعل الفائدة تشمل ..
وإذا كنا نرضى أن نتناقش في مسائل فرعية صغيرة ولا نرضى أن نناقش وندعوا ونصبر على الأذى فية فما فائدة العلم إذاً قال علي رضي الله عنه
(هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلاارتحل)(36/112)
أعاد الله علينا وعلى المسلمين من بركاته
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[05 - 11 - 06, 05:56 م]ـ
ايها الأخوة ما حكم هذا القول وهل فيه محظور شرعي؟(36/113)
ترى لماذا سماه الأمام الذهبي في سيره بالشهيد
ـ[عبد العزيز ابو عبد الله]ــــــــ[06 - 11 - 06, 01:38 م]ـ
الشهيد
ترى لماذا سماه الأمام الذهبي في سيره بالشهيد ومن الصعب على عالم في مثل الذهبي ان يطلق هذه الكنى جزافا بغير حق اذا فصاحبها لزاما كان في محل هذه الكلمه ولا نذكيه على الله
واليكم كلام الذهبي رحمه الله تعالىالشهيد * الامام القدوة الشهيد، أبو بكر.
محمد بن أحمد بن سهل الرملي، ويعرف بابن النابلسي.
حدث عن: سعيد بن هاشم الطبراني، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن أحمد بن شيبان الرملي.
روى عنه: تمام الرازي، وعبد الوهاب الميداني، وعلي بن عمر الحلبي.
قال أبو ذر الحافظ: سجنه بنو عبيد العبيدين الروافض، وصلبوه على السنة، سمعت الدارقطني يذكره، ويبكي، ويقول: كان يقول: وهو يسلخ: (كان ذلك في الكتاب مسطورا " [الاسراء: 58].
قال أبو الفرج بن الجوزي: أقام جوهر القائد لابي تميم صاحب مصر أبا بكر النابلسي، وكان ينزل الاكواخ، فقال له: بلغنا أنك قلت:
إذا كان مع الرجل عشرة أسهم، وجب أن يرمي في الروم سهما، وفينا تسعة، قال: ما قلت هذا، بل قلت: إذا كان معه عشرة أسهم، وجب أن يرميكم بتسعة، وأن يرمي العاشر فيكم أيضا، فإنكم غيرتم الملة، وقتلتم الصالحين، وادعيتم نور الالهية، فشهره ثم ضربه، ثم أمر يهوديا فسلخه.
قال ابن الاكفاني: توفي العبد الصالح الزاهد أبو بكر بن النابلسي، كان يرى قتال المغاربة الدوله الرافضيه بالمغرب ومصر آن ذاك، هرب من الرملة إلى دمشق، فأخذه متوليها أبو محمود الكتامي، وجعله في قفص خشب، وأرسله إلى مصر، فلما وصل قالوا: أنت القائل، لو أن معي عشرة أسهم .. وذكر القصة، فسلخ وحشي تبنا، وصلب.
قال معمر بن أحمد بن زياد الصوفي: أخبرني الثقة، أن أبا بكر سلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر حتى بلغ الصدر فرحمه السلاخ، فوكزه بالسكين موضع قلبه فقضى عليه.
وأخبرني الثقة أنه كان إماما في الحديث والفقه، صائم الدهر، كبير الصولة عند العامة والخاصة، ولما سلخ كان يسمع من جسده قراءة القرآن، فغلب المغربي بالشام، وأظهر المذهب الردئ، وأبطل التراويح والضحى، وأمر بالقنوت في الظهر، وقتل النابلسي سنة ثلاث.
وكان نبيلا رئيس الرملة، فهرب، فأخذ من دمشق.
وقيل: قال شريف ممن يعانده لما قدم مصر: الحمد لله على سلامتك، قال: الحمد لله على سلامة ديني، وسلامة دنياك.
حكى ابن السعساع المصري، أنه رأى في النوم أبا بكر بن النابلسي بعد ما صلب وهو في أحسن هيئة، فقال: ما فعل الله بك؟ فقال: حباني مالكي بدوام عز * وواعدني بقرب الانتصار وقربني وأدناني إليه * وقال: انعم بعيش في جواري
وذكر الأمام بن الجوزي في المنتظم ما يلي
المعز لدين الله وكان بطاشاً، أحضر يوماً أبا بكر النابلسي الزاهد، وكان ينزل الأكواخ من أرض دمشق، فقال له: بلغنا أنك قلت: إذا كان مع الرجل المسلم عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهماً واحداً، وفينا تسعة. فقال: ما قلت، هكذا فطن أنه رجع عن قوله، فقال: كيف قلت؟ قال: قلت إذا كان معه عشرة وجب أن يرميكم بتسعة ويرمي العاشر فيكم أيضاً، فغنكم غيرتم الملة، وقتلتم الصالحين ادعيتم نور الالهية، فأمر حينئذ أن يشهر، فشهر في اليوم الأول، وضرب بالسياط في اليوم الثاني، وأخرج في اليوم الثالث فسلخ، سلخه رجل يهودي، وكان يقرأ القرآن ولا يتأوه، قال اليهودي: أيداخلني له رحمة فطعنت بالسكين في فؤاده حتى مات عاجلاً.
حكى صاحب النابلسي قال: مضيت مستخفياً أول يوم فتراءيت له وهو يشهر، فقلت: ما هذا؟ فقال: امتحان، فلما كان اليوم الثاني رأيته يضرب فقلت: ما هذا؟ فقال: كفارات.
فلما أخرج في اليوم الثالث يسلخ، قلت: ما هذا؟ قال: أرجو أن تكون درجات.
فأعتبروا يا اولي الأبصار فيما مضى لعله يكون نبراسا يضيء لنا الطريق فيما سيكون لو نفذ الروافض احلامهم بالسيطره على بلاد المسلمين والله اني لكم ناصح امين
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 02:04 م]ـ
الشهيد
ترى لماذا سماه الأمام الذهبي في سيره بالشهيد ومن الصعب على عالم في مثل الذهبي ان يطلق هذه الكنى جزافا بغير حق اذا فصاحبها لزاما كان في محل هذه الكلمه ولا نزكيه على الله
واليكم كلام الذهبي رحمه الله تعالىالشهيد * الامام القدوة الشهيد، أبو بكر. [/ i][/b]
الأصل يا أخي الحبيب كما بوب البخاري - رحمه الله تعالى- باب لا يقال فلان شهيد، فهذه مسألة أصلها قلبي، وإنما نقول نحسبه شهيدا. ونعتذر للإمام الذهبي.
فأعتبروا يا اولي الأبصار فيما مضى لعله يكون نبراسا يضيء لنا الطريق فيما سيكون لو نفذ الروافض احلامهم بالسيطره على بلاد المسلمين والله اني لكم ناصح امين
إن هذه الحقيقة لا تخفى إلا على أحد ثلاثة أشخاص: إما مثلهم، وإما جاهل بحالهم، وإما منافق ذي وجهين.
وجزاك الله خيرا أخي أبا عبد الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/114)
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[07 - 11 - 06, 01:27 ص]ـ
هناك نماذج أخرى يرد عليها نفس الإشكال. فمنها ما قاله الدارقطني في الإمام النسائي، وما قاله ابن معين في ترجمة الإمام الخزاعي الذي قتله الواثق، فهل من متصدر لحل الإشكال. وهل يقال: إنهم قالوا ذلك إحسانا للظن، وليس قطعا بالحكم.
ـ[عبد العزيز ابو عبد الله]ــــــــ[07 - 11 - 06, 02:29 ص]ـ
وبارك الله فيك اخي علي الفضلي
ـ[حسام بن أحمد]ــــــــ[30 - 01 - 07, 03:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمَّا تقريرُ جوازِ إطلاقِ اسم الشَّهيدِ فلا بدَّ قبلَه من تمهيد:
فإنَّ الشَّريعَة جاءت للأعيان والأفعال بأسماءٍ وأحكامٍ، وهي الأحكام الوضعيَّة والأحكام التَّكليفيَّةُ التَّعبُّديَّة.
والمراد بالأحكام الوضعيَّة والتكليفيَّة: الأحكام الفقهيَّة لا الأُصوليَّة، فإنَّ الحكمَ الأصوليَّ هو مُوجِبُ الحكمِ الفقهيِّ: من دليلٍ، وسببٍ ومانعٍ وشرطٍ ونحو ذلك.
والأحكام الوضعيَّة الفقهيَّة: منها الصِّحَّة والفساد، والرخصة والعزيمة، ولعدم التفريق بين الحكم الوضعي الفقهي والحكم الوضعيِّ الأُصوليِّ، اختلَفَ الأصوليُّون في الرخصة والعزيمة والصحة والفساد هل هي من الأحكام الوضعيَّة أم لا؟
ومن الأحكام على معنى الأحكام الفقهيَّة دون الأُصوليَّة: الأحكام العقديَّةُ المذكورة في مسائل الأسماء والأحكام، ومنها الكفر والإيمان والفسق والبدعة ونحوها.
إذا عُلمَ ما تقدَّم: فإنَّ الأسماء والأحكام على قسمين:
أسماءٌ وأحكامٌ دُنيويَّة: تُبنى على الظَّواهِر، اعتمادًا على أنَّ الأصل مطابقة الظاهر للباطن، كإثباتِ اسمِ الإسلام لفلانٍ من الناس، وقد يكون في باطن الأمر كافرًا مشتملاً قلبُهُ على ناقضٍ من نواقض الإيمان.
ويترتّبُ الحُكم تبعًا لذلكَ بأحكام الإسلام الدنيويَّة له من:
· موالاةٍ ونصرةٍ وعصمةٍ للدم والمال والعرض، وكذا صحَّةُ إمامتِه في الصلاة، ونكاحه بمسلمةٍ وفيه من الأسماء إثباتُ اسمِ الزَّوجيَّة، ونحو ذلك من أحكام الحياة.
· وغسلٍ وتكفينٍ وصلاةٍ ودفنٍ مع المسلمين وما إليها عند الموت، وإرثٍ وترحُّمٍ عليه وما يلحقُ بذلك بعد الموت.
وأسماءٌ وأحكامٌ أُخرويَّة: فأمَّا الأسماءُ الأُخرويَّة، فلا تعرف على اليقين في حقِّ الرَّجل المعيَّن إلاَّ في الآخرة، عدا من فيه نصٌّ أو إجماعٌ كالأنبياء ومن بُشِّر بالجنَّة أو بالنَّار، أو ثبتَ بيقينٍ موتُهُ على الكُفر.
أمَّا ثُبوتُ موتِهِ على الإيمان بيقينٍ فمتعذِّرٌ لاشتراط موافقة الباطِنِ في صحَّة الإيمان دون الكفر، وقد استثنى بعضُ أهل العلم من اجتمع الناس على الثَّناء عليه بالخير لحديث "وجبَت وجبَت"، وهي مسألةٌ مشهورةٌ.
وأمَّا الأحكَام الأُخرويَّة، فأحكامُ النَّعيمِ والعَذَاب المترتِّبةُ على أسماء الإيمان والكفر فيما فيه خلودٌ، وعلى ما دونهما من أسماءٍ وأفعالٍ فيما دون الخلود في النار.
إذا تبيَّنَ هذا؛ فإنَّ اسم الشَّهِيدِ يُطلقُ اسمًا دُنيويًّا، كما يُطلق اسمُ الإسلامِ، والأسماءُ المبنيَّةُ عليه دنيويًّا: فيكون فلانٌ زوجَ فلانةَ من المسلمين، وفلانةُ زوجَهُ، ويسمَّى إمام المصلّين إمامًا، وتُعلَّقُ به الأحكامُ، كما يُسمَّى الحاكم الَّذي لم يظهر منه كفرٌ بواحٌ: من عبادةِ غير الله، أو حكمٍ وتحاكمٍ بغير ما أنزل الله، أو تولٍّ لأعداء الله أو نحو ذلك؛ يُسمَّى هذا الحاكم وليَّ أمرِ من تحت يده من المسلمين.
وإطلاقُهُ اسمًا دنيويًّا: هو ما تواردَت عليه عبارات الفقهاء من جميعِ المذَاهِبِ في جميعِ العصورِ، دون اختلافٍ أو نكيرٍ، ورتَّبُوا عليه أحكامه الدنيويَّة: من ترك التغسيلِ باتّفاق الأربعة، وعدم وجوب الصلاةِ عند الثلاثةِ عدا الحنفيَّة.
ولا فرقَ بينَ أن تُسمِّيَ فلانًا مسلمًا، وتُرتّب على ذلك أحكام الدنيا، من تصحيح نكاحٍ وإمامةٍ، وصلاةٍ عليه ودفنٍ في مقابر المسلمين، وأن تسمِّيه شهيدًا، وتُرتِّب عليه أحكام الدنيا من ترك الغسل والصلاة عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/115)
وتمامُ تحرير هذا البابِ، أن يُقالَ: إنَّ إثباتَ الاسمِ والحُكمِ في الظَّاهِرِ، إنَّما يكونُ حيثُ لا مُعارِضَ، فمن ثبتَ فيهِ بالوحيِ ونصِّ المعصومِ صلَّى الله عليه وسلَّم نفيُ الاسم الَّذي يَقتضِيهِ الظَّاهرُ نفيناهُ وأحكامَهُ، فإنَّ الظَّاهر ظنٌّ غالبٌ، ونصُّ المعصوم يقينٌ، ولا فرق في هذا بين: اسم الإسلام، واسم الشهادة، وغيرها.
ودليلُ ما ذَكَرنا من جواز إطلاق اسم الشَّهيدِ: السُّنَّةُ من تقرير النبي صلى الله عليه وسلَّم وقوله، والإجماعُ المأخوذُ من تسميةِ الصحابة والسلف والفقهاء على مرِّ العصور، وتلازُمُ الاسم والحكمِ مع صحَّةِ الأدلَّة في إثباتِ الحكم للشهيد دون معارِض.
فأمَّا تلازُمُ الاسم والحكم: فإنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلَّم، فالصَّحابة، فمن بعدهم، عاملوا قتلى المسلمين في المعاركِ معاملةَ الشَّهيدِ، وحكموا لهم بكلِّ أحكامهم الدنيويَّةِ، ويلزمُ من هذا إثباتُ الاسم الدنيويِّ، لأنَّ الحكم فرعٌ عليه مُعلَّقٌ به.
وأمَّا الإجماعُ: فقد سمَّى المسلمونَ قتلى المعارك شهداء، فقالوا شهداءُ أحدٍ، وشهداءُ بدرٍ، وشهداءُ اليمامة، وشهداء اليرموك، وشهداءُ حطين، وسُمِّي بعض العلماء بالشهيد كأبي الفضل ابن عمَّارٍ الشهيد صاحب جزء العلل على صحيح مسلم وغيرِه.
وهكذا إلى اليوم: فيُقال: شُهداءُ القلعة وكابل وقندهار وغيرها في أفغانستان، وشهداءُ الشيشان، وشهداءُ فلسطين، وشهداءُ البوسنة، وشهداءُ العراق .....
وأمَّا السُّنَّة، فقد روى مسلمٌ في صحيحه من حديثِ عمرَ بن الخطَّابِ رضي الله عنه: "لمَّا كان يومُ خيبرَ أقبلَ نفرٌ من صحابةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلانٌ شهيدٌ وفلانٌ شهيدٌ، حتَّى مرُّوا على رجلٍ فقالوا: فلانٌ شهيدٌ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلاَّ؛ إنِّي رأيتُه في النَّار في بردةٍ غلَّها أو عباءةٍ" ثمَّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "يا ابن الخطَّاب اذهب فنادِ في النَّاسِ أنَّهُ لا يدخل الجنَّةَ إلاَّ المؤمنون" قال فخرجتُ فناديتُ: ألا إنَّه لا يدخل الجنَّة إلاَّ المُؤمنونَ.
فقد أقرَّهم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم على تسميةِ من سمَّوا شهداءَ، وحين أنكرَ عليهِم أنكرَ في حقِّ المُعيَّنِ الَّذي علمَ النّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم منه خلافَ ظاهِرِ حالِهِ، ولذا علَّقَ وعلَّل صلى الله عليه وسلَّم إنكارهُ بأمرٍ مختصٍّ بهذا الغالِّ، لا يشملُ غيرَهُ من المسلمين.
ولو قيلَ بعمومِهِ للنهي عن تسمية كل قتيلِ معركةٍ بالشهيدِ، كان المراد الجزم بذلك المتضمّن إثبات الاسم والحكم الأُخرويَّينِ، بدليلِ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلَّم لمَّا أنكر عليهم ذكر حال الرَّجل في النار.
ولعلّ هذا المعنى هو المقصود من ترجمة البخاري رحمه الله حين قال: باب لا يقول فلانٌ شهيد، قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الله أعلم بمن يجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يُكلم في سبيله"، ثمَّ أسند حديث سهل بن سعدٍ في الرجل الذي كان لا يدع للمشركين شاذَّة ولا فاذَّة إلاَّ اتّبعها يضربها بسيفه، فقال فيه الصَّحابة: ما أجزأ منا اليوم أحدٌ كما أجزأ فلانٌ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "أما إنَّه من أهل النار" الحديث وفيه قتله نفسه، وفي آخره قول النبي صلى الله عليه وسلَّم: "إنَّ الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار".
فما ذكره البخاريُّ في الترجمة وفي الباب، ليس في شيءٍ منه النهي عن إطلاق اسم الشهيد، وإنَّما النهي عن إطلاق أحكام الآخرة، وما يستلزمها كما ترى، وهذا كما يُقال في اسم الشَّهيد، يُقال في اسم المسلم.
فتلخَّص: أنَّ اسم الشهيد يجوز إطلاقُهُ اسمًا دنيويًّا، كما يُحكم له بجميع أحكام الدنيا، وأمَّا إطلاقُه اسمًا أخرويًّا فإن كان على وجه الجزم فهو المحرَّم الّذي جاءت فيه النصوص، وهو كالشهادة بالجنَّة له، وإن كان على وجه الفأل فالأولى تقييدهُ بالمشيئةِ احترازًا من توهُّم التزكيةِ الممنوعةِ.
ـ[ممدوح بن متعب الجبرين]ــــــــ[30 - 01 - 07, 05:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[30 - 01 - 07, 01:10 م]ـ
النزاع في المسألة مشهور ومعلوم، وتبويب البخاري هو قولٌ في المسألة.(36/116)
كذب عميد كلية الشريعة محمد عبد الغفار الشريف وصدق الشيخ فيحان بن سرور!! بقلم المليفي
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[06 - 11 - 06, 10:38 م]ـ
كذب عميد كلية الشريعة محمد عبد الغفار الشريف وصدق الشيخ فيحان بن سرور!
في يوم الجمعة الفائت, طالعتنا صفحة الوطن الإسلامي بجريدة الوطن بكلام نفيس من الشيخ الفاضل فيحان بن سرور الجرمان , وكان عنوان حديثه (سبعُ وقفات مع عمد كلية الشريعة السابق والأمين العام للأوقاف حالياً د. محمد عبد الغفار الشريف) , ولقد تناول في رده مجموع الكلام الخطير الذي تفوه بعد عميد كلية الشريعة السابق في مؤتمر الأديان الذي عقده مع نائب بابا الفاتيكان (أجلكم الله) ومن جملة كلامه الذي قاله وبالنص: من الخطأ حرص كل من المسلمين والمسيحيين على خطف اتباع الديانة الاخرىمن بعضهما البعض ولو عمل كل من المسلمين والمسيحيين على اصلاح المنحرفين والفاسدين من اتباع دينهم، لكان لديهم من العمل ما يكفيهم، نظرا لابتعاد كثير من ابناء كل دين عن تعاليمه السمحة، ثم يجب علينا أن نترك اتباع الديانتين لحريتهم في الاختيار، فمن اراد من اتباع الديانتين اختيار اي دين منهما فذلك راجع إلى اختياره، والدليل قوله تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) (!!!!)
إنتهى نص كلام الدكتور محمد عبد الغفار الشريف في لقاءه مع الفاتيكان قبل أسابيع ...
ونحن إذ نشكر الشيخ فيحان بن سرور على تعقيبه الذي نشره بالوطن قبل أيام حيث بدا واضحاً فيه غيرته على دين الإسلام وذبه عن عقيدة التوحيد, فإننا نزيد على تعقيبه الكريم بهذه الوقفة:
عندما يتجرأ المرء على ما هو معلومٌ من الدين بالضرورة , فإنه لا يعذر بالجهل كما قرر ذلك علماء الشريعة, ولكن كيف الحال إذا كان المتجرئ أو إن شئت فقل المستهتر هو من علماء الشريعة وممن لهم باع في علم الفقه والمتبحر في أصوله وحتى في السيرة النبوية ناهيك بمعرفته بالحديث وعلومه , وتفسير القرآن وناسخه ومنسوخه? نعم, إذا كان الأمر كذلك فإن جرأة هذا العالم على ما هو معلومٌ من الدين بالضرورة ليس محلاً لتخطئته فحسب, ولكن بتكذيبه والبراءة من قوله ونهجه, فكل شيء يمكن أن يتساهل به المرء لاسيما في القضايا الفقهية والفرعية إلا ما يمس أصل الدين وتوحيد الله تعالى والعقيدة , فإن ذلك الفيصل بين الحق والباطل وبين الهداية والانحراف والضلال والعياذ بالله من الزيغ.
ونحن نخشى على عميد كلية الشريعة السابق محمد عبد الغفار الرشيف أن يستمر أكثر على مثل هذا النهج المتهالك , فيكون من أولئك الذين آتاه الله آيته فانسلخ منها , وهو يحسب بأنه بهذا الانسلاخ قد حظي بوسطية الإسلام التي كان يمثلها قولاً وفعلاً سيد الأنام محمد صلى الله عليه وآله وسلم, فكان ذروة عمله الجهاد في سبيل الله والإثخان في الأرض إلى أن قامت الدولة الإسلامية ,وإن كان داعي الوسطية الحديثة يريد أن يقنعنا بأن الوسطية تتمثل بهز أوساطنا عند قوم كفار مشركين ومداهنتهم على حساب ديننا وعقيدتنا فيجعل ــ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً ــ دين الإسلام بمحاذاة دين الكفر بالله ورسوله , ويجعل فاسدي الكفار بمحاذاة فاسدي المسلمين , فإننا نقول وبملء الفم سحقاً لمثل هذه الوسطية فوالله الذي لا إله إلا هو لا سواء ففاسدينا بالجنة ولو بعد حين وصالحيهم في جهنم وبئس القرار إلى أبد الآبدين ...
ولعل المرء يتساءل: ما قصد سعادة العميد السابق للشريعة عندما قال: يجب أن نصلح الفاسدين والمنحرفين بكلا الديانتين المسيحية والإسلامية?!
فهل قصد بفاسدي المسلمين الفسقة الذين استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة? لا أظنه يقصد هؤلاء البتة لأن لقاءه مع نائب الفاتيكان كان عن مستقبل الحوار والتعاون والتواصل بين دين الإسلام ودين الكفار, وبما أنه من دعاة الوسطية فيبدو أن قصده كان منصباً على أولئك الذين حملوا لواء الجهاد في الأرض وكفروا بوسطيته بعد أن كفر بها قبلهم طغاة العالم وصار الكيد الغربي والأوروبي للإسلام ومحاربتهم له ليل نهار يعرفه حتى الأطفال , ولم يجد أعداء الإسلام الحقيقي لقباً يليق بمن يرفضون أن يكون إسلامهم مائعاً ومفصلاً على حسب أهواء الكفار, إلا نعتهم بالمتطرفين, ثم جاء عميد كلية الشريعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/117)
السابق بعد أن ذاق حلاوة الوسطية الحديثة وأخذ يرفل بفخامتها وحياتها المخملية ليل نهار ليحمل على المجاهدين والمرابطين بالأرض ويلقبهم بالفاسدين والمنحرفين , وهكذا تتجلى الوسطية بكل معانيها السامية فيصبح الكفار والمسلمين في سلة واحدة فكما أن للمسلمين صالحون باعوا الدنيا واشتروا الآخرة, كذلك تعلمنا الوسطية الحديثة بأن عند هؤلاء الكفار أيضا صالحين وأطهاراً, ومنهم على سبيل المثال نائب بابا الفاتيكان فهو يمثل الصالحين عند الكفار, وعميد كلية الشريعة السابق يمثل الصالحين في الإسلام, فأنعم وأكرم بصالحينا وصالحيهم (!!!!!)
قبل أكثر من عشر سنوات كنت أثني ركبتي عند عالم الفقه الحنبلي وعالم أصول الفقه وقواعده الشيخ محمد عبد الغفار الشريف بأحد مساجد منطقة (هدية) وكان يدرسنا (أصول الفقه) ومن أهم القواعد الأصولية التي تعلمتها منه وأسهب في شرحها (لا اجتهاد مع نص) ولكن يبدو أن قوله تعالى (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ, مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) وغيرها من الآيات الصريحة التي تجاوزها عالم النحو والقواعد الفقهية والأصول والفقه هي أيضاً من النصوص التي يمكن الاجتهاد فيها لأنه ربما حتى في هذه الآيات يعتبر القرآن حمال أوجه ... !!
معاشر السادة النبلاء
كم أشفق على البعض الذين درسوا السيرة النبوية بل ويدرسونها أيضاً , والتي يدرك أصغر طالب علم أنها سيرة الجهاد والصبر والبلاء والأذى .. ومع هذا كله يخاطب الله النبي وصحابته بقوله ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ))، نعم هذه هي خلاصة السيرة النبوية جهاد وبلاء وأذى واحتساب ثم يأتي هؤلاء (الوسطيون) ويحسبون أنهم بمجرد أن أرخوا بين يديهم سُبحة تافهة فلقد حازوا بهذا سبق الاتباع وساروا على المنهج النبوي, ولا ضير عليهم حتى ولو تبوأوا أعلى المناصب المخملية وحتى لو حملتهم مقاعد الدرجة الأولى من قصر إلى آخر وحتى لو نحروا مفهوم الولاء والبراء وحتى لو قالوا بشرعية وطهارة الدستور الوضعي العلماني والذي يعرف ضلاله وكفره حتى أعمى البصر والبصيرة وحتى لو انخلعوا من كل ما له أدنى صلة من ذروة سنام الإسلام (الجهاد) عفواً أقصد الإرهاب وتبرأوا منه ومن أهله, بل وعادوهم أيضاً, كل هذا لا يضر أبداً لأن سُبحته تدل على أنه (محب) وأنه من أهل الإشارات وربما الكشف والكرامات ولا غرو في ذلك ولا عجب فمن شابه شيخه وإمامه في اتباع المنهج النبوي والذي يقدسه عميد الشريعة ويجله ونقصد به الصوفي الهالك (ابن عربي) فما ظلم.!!
الكاتب محمد يوسف المليفي
mlaifi@maktoob.com
منقووووول
ـ[فيصل]ــــــــ[10 - 11 - 06, 12:45 م]ـ
ومن جملة كلامه الذي قاله وبالنص: من الخطأ حرص كل من المسلمين والمسيحيين على خطف اتباع الديانة الاخرىمن بعضهما البعض ولو عمل كل من المسلمين والمسيحيين على اصلاح المنحرفين والفاسدين من اتباع دينهم، لكان لديهم من العمل ما يكفيهم، نظرا لابتعاد كثير من ابناء كل دين عن تعاليمه السمحة، ثم يجب علينا أن نترك اتباع الديانتين لحريتهم في الاختيار، فمن اراد من اتباع الديانتين اختيار اي دين منهما فذلك راجع إلى اختياره، والدليل قوله تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) (!!!!) إنتهى نص كلام الدكتور محمد عبد الغفار الشريف في لقاءه مع الفاتيكان قبل أسابيع ...
جزاك الله خيراً وهكذا نعرف سر الدعم والتمليع لهؤلاء.
http://alsaha2.fares.net/sahat?14@0.Vku
قال الشيخ الألباني :
gfxYkJQ.0@.2cc15cc1/15
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[10 - 11 - 06, 02:34 م]ـ
صدقت اخى فيصل وشكرا للجرىء الشجاع عبدالله بن خميس
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[10 - 11 - 06, 03:12 م]ـ
والغريب انهم يلمعون فيه كثيرا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!(36/118)
حسناته رجحت على سيئاته
ـ[أبو أمير]ــــــــ[07 - 11 - 06, 10:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
عندي مشكلة
قال صاحبي, أن مسلم الذانب في الآخرة سيدخل النار ولو حسناته رجحت على سيئاته.
هل هذا قول صحيح؟ أحتاج الدليل
أثابكم الله
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[07 - 11 - 06, 11:25 ص]ـ
المسلم الذي عنده ذنوب و لم يتب منها ثم مات فهو تحت المشيئة
لكن هذه المشيئة هل هي على اطلاقها أم أن هناك قيد لها
ذكر الشيخ السعدي (و لا يحضرني في أي كتبه) أن المشيئة مقيدة بالموازنة بين الحسنات و السيئات.
وهذا هو الظاهر من نصوص القرن و السنة، لكن لا يمنع أن يتجاوز الله عن بعض الناس كرما منه و رحمة، كما في حديث الرجل الذي كان يداين الناس فكان يتجاوز عنهم فتجاوز الله عنه، و كما في حديث الذي أمر اولاده بحرقه بعد موته.
ـ[أبو أمير]ــــــــ[07 - 11 - 06, 12:49 م]ـ
إذا كان سيئاته أخف من حسناته, هل سيدخل النار أولا؟
جزاكم الله خيرا كثيرا
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[15 - 11 - 06, 09:59 ص]ـ
أهل السنة يقولون أهل المعاصي الذين لم يتوبوا منها هم تحت المشيئة ثم اختلفوا كما قلت سابقا
لكنهم يقولون: لابد من وقوع العذاب على طائفة من أهل الذنوب لتواتر الأحاديث بهذا كحديث الشفاعة وغيره.
و هناك كلام لابن تيمية ذكر 9 موانع تمنع حصول العذاب في الاخرة
فإذا لم يدركه شيئ منها
فالظاهر أنه يعذب على قدر ما معه ثم مآله للجنة ما لم يعف الله عنه
ـ[أم حنان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 11:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
عندي مشكلة
قال صاحبي, أن مسلم الذانب في الآخرة سيدخل النار ولو حسناته رجحت على سيئاته.
هل هذا قول صحيح؟ أحتاج الدليل
أثابكم الله
من رجحت حسناته دخل الجنة باذن الله (فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون)
إذا كان سيئاته أخف من حسناته, هل سيدخل النار أولا؟
جزاكم الله خيرا كثيرا
إذا رجحت كفة حسناته فلايدخل النار بل يدخل الجنة ,,,,رزقنا الله واياكم الفردوس الأعلى.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[17 - 11 - 06, 12:43 ص]ـ
الكلام الذي ذكرته الأخت الداعية -وفقها الله- ذكره الشيخ السعدي في كتابه: فتح الرحيم الملك العلام (71 - 72) لكن بقيد: فلابد من دخوله النار إلا أن تحصل له شفاعة -أي قبل دخول النار-.
وهذا القول هو الذي لا شك في صحته .. وقد أفاض فيه ابن القيم في طريق الهجرتين وابن حزم في الفصل وفي رسالة: التلخيص لوجوه التخليص.
أما من رجحت حسناته .. فهو إلى الجنة قطعا ولو كان في كفة السيئات كبائر .. ونصوص الكتاب نص في ذلك .. ويكفي للدلالة على ذلك: أن أهل الأعراف -وهم من تساوت حسناتهم وسيئاتهم- لا يدخلون النار .. بل هم على الأعراف مدة يشاؤها الله ثم مصيرهم إلى الجنة .. هذا مع وجود سيئات وكبائر كثيرة تساوي حسناتهم .. فكيف يقال إن من هم أحسن حالا منهم -وهم من رجحت حسناتهم- يدخلون النار .. هذا لا يُتوهم.
والله أعلم.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:41 ص]ـ
مصير من تساوت حسناته وسيئاته
ما مصير من تساوت حسناته وسيئاته يوم الحساب، هل سيدخل الجنة أم لا بد أن يأخذ نصيبه من النار؟
الله أعلم، أمره إلى الله سبحانه، لكن لا بد من القطع بأنه لا بد أن يكون مصيره إلى الجنة في المنتهى، أما كونه قد يعذب أو لا يعذب، هذا إلى الله سبحانه وتعالى; لأن الموحِّد الذي تساوت حسناته وسيئاته منتهاه الجنة، لكن قد يعفى عنه بفضل الله سبحانه، ويدخل الجنة من أول وهلة، وقد يدخل النار بسيئاته التي لم يتب منها، فهو تحت مشيئة الله عز وجل، والله أعلم هل يدخل الجنة من أول وهلة أو لا يعفى عنه، بل يعذب على قدر المعاصي التي مات عليها ولم يتب، ثم يدخل الجنة.
هذه قاعدة عند أهل السنة والجماعة; وهي أن مصير الموحدين الجنة، سواء دخلوا النار أم لم يدخلوا النار; فمن دخلها بذنوبه فإنه لا يخلد فيها; بل يخرج منها بعدما يطهر ويمحص يخرج من النار إلى الجنة، يلقى في ماء الحياة فينبت كما تنبت الحبة في حميل السيل، ثم بعد ذلك يدخل الجنة، كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يعفو الله سبحانه وتعالى عن العاصي الموحد المؤمن، بشفاعة الشفعاء أو برحمته من دون شفاعة أحد، فيدخله الله الجنة جل وعلا، كما قال الله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [1] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/4768#_ftn1).
وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بعض العصاة يدخل النار ويبقى فيها ما شاء الله، ثم يخرجه الله سبحانه من النار بسبب توحيده وإيمانه وإسلامه إلى الجنة، فالذين تتساوى حسناتهم وسيئاتهم هم في حكم العصاة، وأمرهم إلى الله سبحانه وتعالى.
[1] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/4768#_ftnref1) النساء: 48 و 116.
فتاوى نور على الدرب الجزء الأول
العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى
http://www.binbaz.org.sa/mat/4768 (http://www.binbaz.org.sa/mat/4768)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/119)
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[01 - 10 - 09, 09:05 ص]ـ
ولا بن القيم رحمه الله كلام عن هؤلاء في طريق الهجرتين، حيث قال:
(فقوله تعالى: "وبينهما حجاب" أي بين أهل الجنة والنار حجاب قيل هو السور الذي يضرب بينهم له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب: باطنه الذي يلي المؤمنين فيه الرحمة وظاهره الذي يلي الكفار من جهتهم العذاب والأعراف جمع عرف وهو المكان المرتفع، وهو سور عال بين الجنة والنار عليه أهل الأعراف قال حذيفة وعبد الله بن عباس: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار فوقفوا هناك حتى يقضي الله فيهم ما يشاء ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته قال عبد الله بن المبارك أخبرنا أبو بكر الهذلي قال: كان سعيد بن جبير يحدث عن ابن مسعود قال: يحاسب الله الناس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر بواحدة دخل النار، ثم قرأ قوله تعالى: " فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم " ثم قال: إن الميزان يخفف بمثقال حبة أو يرجح قال: ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا: سلام عليكم وإذا صرفوا أبصارهم إلى أصحاب النار قالوا: "ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين" فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ويعطي كل عبد يومئذ نورا فإذا أتوا على الصراط سلب الله تعالى نور كل منافق ومنافقة فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا: "ربنا أتمم لنا نورنا" وأما أصحاب الأعراف فإن النور لم ينزع من أيديهم فيقول الله: "لم يدخلوها وهم يطمعون" فكان الطمع للنور الذي في أيديهم ثم أدخلوا الجنة وكانوا آخر أهل الجنة دخولا يريد آخر أهل الجنة دخولا ممن لم يدخل النار وقيل هم قوم خرجوا في الغزو بغير إذن آبائهم فقتلوا فأعتقوا من النار لقتلهم في سبيل الله وحبسوا عن الجنة لمعصية آبائهم وهذا من جنس القول الأول وقيل هم قوم رضي عنهم أحد الأبوين دون الآخر يحبسون على الأعراف حتى يقضي الله بين الناس ثم يدخلهم الجنة وهي من جنس ما قبله فلا تناقض بينهما وقيل: هم أصحاب الفترة وأطفال المشركين وقيل: هم أولوا الفضل من المؤمنين علوا على الأعراف فيطلعون على أهل النار وأهل الجنة جميعا وقيل: هم الملائكة لا من بني آدم والثابت عن الصحابة هو القول الأول وقد رويت فيه آثار كثيرة مرفوعة لا تكاد تثبت أسانيدها. وآثار الصحابة في ذلك المعتمدة وقد اختلف في تفسير الصحابي هل له حكم المرفوع، أو الموقوف؟ على قولين: الأول: اختيار أبي عبد الله والحاكم والثاني: هو الصواب ولا نقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نعلم أنه قاله وقوله تعالى: "يعرفون كلا بسيماهم " يعني يعرفون الفريقين بسيماهم " ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم " أي نادى أهل الأعراف أهل الجنة بالسلام وقوله تعالى: "لم يدخلوها وهم يطمعون" الضميران في الجملتين لأصحاب الأعراف لم يدخلوا الجنة بعد وهم يطمعون في دخولها قال أبو العالية: ما جعل الله ذلك الطمع فيهم إلا كرامة يريدها بهم، وقال الحسن: الذي جمع الطمع في قلوبهم يوصلهم إلى ما يطمعون وفي هذا رد على قول من قال: إنهم أفاضل المؤمنين علوا على الأعراف يطالعون أحوال الفريقين فعاد الصواب إلى تفسير الصحابة وهم أعلم الأمة بكتاب الله ومراده منه ثم قال تعالى: " وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين " هذا دليل على أنه بمكان مرتفع بين الجنة والنار، فإذا أشرفوا على أهل الجنة نادوهم بالسلام وطمعوا في الدخول إليها وإذا أشرفوا على أهل النار سألوا الله أن لا يجعلهم معهم ثم قال تعالى: " ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم " يعني من الكفار الذين في النار، فقالوا لهم: "ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون" يعني ما نفعكم جمعكم وعشيرتكم وتجرؤكم على الحق ولا استكباركم وهذا إما نفي وإما استفهام وتوبيخ وهو أبلغ وأفخم ثم نظروا إلى الجنة فرأوا من الضعفاء الذين كان الكفار يسترذلونهم في الدنيا ويزعمون أن الله لا يختصهم دونهم بفضله كما لم يختصم دونهم في الدنيا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/120)
فيقول لهم أهل الأعراف "أهؤلاء الذين أقسمتم" أيها المشركون أن الله تعالى لا ينالهم برحمة فها هم في الجنة يتمتعون ويتنعمون وفي رياضها يحبرون ثم يقال لأهل الأعراف: "ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون" وقيل: إن أصحاب الأعراف إذا عيروا الكفار وأخبروهم أنهم لم يغن عنهم جمعهم واستكبارهم عيرهم الكفار بتخلفهم عن الجنة، وأقسموا أن الله لا ينالهم برحمة، لما رأوا من تخلفهم عن الجنة وأنهم يصيرون إلى النار فتقول لهم الملائكة حنيئذ: "أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون" والقولان قويان محتملان والله أعلم. فهؤلاء الطبقات هم أهل الجنة الذين لم تمسهم النار.)
__________________
أهل الأعراف وحالهم السؤال: س76
يقول تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=7%20&nAya=46)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif فمن هم أهل الأعراف؟ وما حالهم؟ الجواب:-
يظهر أن الأعراف أماكن مرتفعة تطل على موقف الناس يوم القيامة، أما أصحاب الأعراف فهم الذين يقفون عليها، أو يقومون عليها وقت الحساب، وقد اختلف في المراد بهم، والظاهر أنهم من الشهداء على الناس، وأنهم لا يحرمون من دخول الجنة؛ لأن الله أخبر أنهم ينادون رجالا يعرفونهم بسيماهم، ويقولون لهم: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=7%20&nAya=48)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif ... الآيتين، وقيل: إنهم أناس تساوت حسناتهم وسيئاتهم، وقيل: إنهم أناس عصوا الوالدين فخرجوا للجهاد فاستشهدوا في سبيل الله، والله أعلم.
الشيخ عبدالله الجبرين ( http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=6&book=67&toc=4020&page=3618&subid=29421)
---------------
من هم أصحاب الأعراف؟
السؤال: سمعت من شخص يقول: إن الأعراف سور بين الجنة والنار يمكثون فيه عدداً من السنين؟
الجواب:
الحمد لله
"الناس إذا كان يوم القيامة انقسموا إلى ثلاثة أقسام: قسم ترجح حسناتهم على سيئاتهم فهؤلاء لا يعذبون ويدخلون الجنة، وقسم آخر ترجح سيئاتهم على حسناتهم فهؤلاء مستحقون للعذاب بقدر سيئاتهم ثم ينجون إلى الجنة، وقسم ثالث سيئاتهم وحسناتهم سواء، فهؤلاء هم أهل الأعراف، ليسوا من أهل الجنة، ولا من أهل النار، بل هم في مكان برزخ عالٍ مرتفع يرون النار ويرون الجنة، يبقون فيه ما شاء الله وفي النهاية يدخلون الجنة، وهذا من تمام عدل الله سبحانه وتعالى أن أعطى كل إنسان ما يستحق، فمن ترجحت حسناته فهو من أهل الجنة، ومن ترجحت سيئاته عذب في النار إلى ما شاء الله، ومن كانت حسناته وسيئاته متساوية فهو من أهل الأعراف لكنها -أي الأعراف- ليست مستقراً دائماً، وإنما المستقر: إما إلى الجنة، وإما إلى النار، جعلني الله وإياكم من أهل الجنة" انتهى.
فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله.
"لقاءات الباب المفتوح" (1/ 408).
الإسلام سؤوال وجواب
أقرآئى هذا أيضا
من رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة وسلم من العذاب ( http://islamqa.com/ar/ref/98964)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 09:14 ص]ـ
ايها الأحبة
هل الصواب أنه إن المرء لا يدخل الجنة الا برحمة الله تبارك وتعالى؟؟
أم أن المعاصي ترجح على الحسنات!!!
وبارك الله فيكم(36/121)
السعد التفتازاني
ـ[ابن السكندري]ــــــــ[07 - 11 - 06, 05:17 م]ـ
كنت قرأت من زمن أن السعد التفتازاني قال ان ظاهر عموم ايات القرآن التجسيم والله المستعان
او كلام هذا نحوه
اظن كان كتاب فتاوى له او لغيره
اين قال السعد هذا الكلام
و هل توجد له ترجمة وافية
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[17 - 11 - 06, 09:38 م]ـ
أوفى ترجمة له في كتاب (روضات الجنات) للخوانساري.
و له عدة كتب في علم الكلام، منها شرح العقائد النسفية، و شرح المقاصد له.
و يغنيك عن هذا مراجعة كتاب الشيخ الشمس الأفغاني: (الماتريدية) فهو في منتهى الحسن.
و قد نقل عنه تصريحه بخلق القرآن!! و العياذ بالله.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 - 12 - 06, 08:48 م]ـ
هناك رسالة دكتوراة في الجامعة الإسلامية، نوقشت قبل سنة تقريبا
بعنوان: نقد كتاب شرح العقائد النسفية للتفتازاني على ضوء عقيدة السلف لمحمد محمدي بن محمد جميل
ـ[أبو محمد]ــــــــ[03 - 12 - 06, 11:54 م]ـ
عنوان الرسالة أخي الكريم على وجه الدقة: مواقف التفتازاني الاعتقادية في كتابه: شرح العقائد النسفية - دراسة وتعليقا على ضوء عقيدة السلف الصالح.
وقد اطلعت عليها .. وهي رسالة كبيرة زادت صفحاتها على ألفي صفحة ..
والحق: هي رسالة نفيسة .. ليت صاحبها -وفقه الله- يعجل بطبعها.
ـ[صخر]ــــــــ[04 - 12 - 06, 03:14 ص]ـ
سمعت الشيخ الحسن الددو ينصح بقراءة كتبه في إذاعة المجد يعني في مراحل دراسة العقيدة
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 12 - 06, 11:50 ص]ـ
سمعت الشيخ الحسن الددو ينصح بقراءة كتبه في إذاعة المجد يعني في مراحل دراسة العقيدة
أرجو التأكد من كلام الشيخ، أو نقل كلامه كاملا.
هل نصح بقراءتها فعلا، أم ذكرها ضمن كتب العقيدة على طريقته المعروفة في عد كتب الأشعرية والماتريدية؟
فكتب السعد التفتازاني لا يشك سُني في حالها.
ـ[صخر]ــــــــ[05 - 12 - 06, 02:36 م]ـ
هو ذكرها ولم يشر إلى أي مغمز فيها
والله تعالى أعلم
ـ[أبو محمد]ــــــــ[05 - 12 - 06, 11:57 م]ـ
الوصية بكتب التفتازاني في العقيدة .. كارثة!
ـ[ابوعبدالملك الأنصاري]ــــــــ[06 - 12 - 06, 02:13 ص]ـ
كارثة عندك أنت أما عند فضيلة الشيخ فلا فهناك فرق بين العالم و غيره , و هناك فرق بين من اطلع و درس و بين من سمع و نقل.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[06 - 12 - 06, 11:46 ص]ـ
كارثة عندك أنت أما عند فضيلة الشيخ فلا فهناك فرق بين العالم و غيره , و هناك فرق بين من اطلع و درس و بين من سمع و نقل.
أخي الكريم
حبذا لو ذكرتم لنا - من خلال اطلاعكم على هذه الكتب ودراستكم لها - وجه الوصية بها؟
أم تراكم اطمأننتم إلى قول الشيخ تقليدا له؟
أما أنا فأشهد أنها كتب كلامية بدعية، فمن عرف عنها خلاف هذا، فليخبرني لأرجع إليه.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[06 - 12 - 06, 08:23 م]ـ
أخي أبا عبد الملك .. أود أن أعرف أولا .. أنت من أي النوعين .. ممن قرأ وعرف أم ممن يقلد تقليدا أعمى؟
الكتاب أعرفه جيدا .. وأقتنيه .. وقرأت فيه .. وقرأت في نقده .. وأعرف مواضع الخطر فيه .. وقبل هذا عرفت عقيدة أهل السنة جيدا .. وعرف وصية أئمة أهل السنة بأي كتب تكون ..
بعد هذا قلتُ: إن الوصية به كارثة .. فهل ترى لي الحق في هذا؟
أخي الكريم .. هذا كتاب قد اشتمل على علم الكلام المذموم .. على ضلال وبدع ..
حسنا .. هل تريد أن أنقل لك منه مقتطفات؟
ماذا تريد؟ تريد نفيه للصفات الفعلية بسبب شبه ساقطة؟
أم نريد تقرير الكلام النفسي؟
أم تريد تقرير أن الرؤية لا في مكان؟
أم تريد تقرير مذهب القدر المائل إلى الجبر؟
أم تقرير مذهب الإيمان على طريقة المرجئة؟
قل لي ماذا تريد من مذاهب أهل البدع التي حشاها المؤلف في كتابه فسآتيك بها .. وحينها ستعرف هل الوصية بهذا الكتاب كارثة ومصيبة أم لا ..
مهما يكن من شيء .. أقولها بوضوح: إن كان الشيخ الددو قال هذا الكلام وأوصى بهذا الكتاب وصية مطلقة .. فهو إما لا يعرف الكتاب أو عقيدة الأشاعرة والماتريدية .. أو لا يعرف عقيدة السلف.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[07 - 12 - 06, 11:44 ص]ـ
لاأظن الشيخ الددو يوصي بذا الكتب وصية مطلقة
وإنما ظني أنه يعني المتخصصين في العقيدة والذين لهم دراية تامة بمذهب السلف، فقد يفيدون منه ماجاء فيه من صواب وسيقفون على مافيه من مخالفات
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[07 - 12 - 06, 01:09 م]ـ
لاأظن الشيخ الددو يوصي بذا الكتب وصية مطلقة
وإنما ظني أنه يعني المتخصصين في العقيدة والذين لهم دراية تامة بمذهب السلف، فقد يفيدون منه ماجاء فيه من صواب وسيقفون على مافيه من مخالفات
هذا الكلام جاري على ما يأصل الشيخ وفقنا الله و إياه بأن الماترديه و الأشاعرة من أهل السنة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68231
اللهم ألهمه رشده وختم لنا و إياه بخير
ـ[أبو محمد]ــــــــ[08 - 12 - 06, 01:24 م]ـ
أخي عبد الله .. وأنا أتمنى أيضا -والله- ألا يكون قد قال ذلك ..
على أن وصية المتخصصين من أهل العقيدة السلفية بهذا الكتاب في قناة جل مشاهديها من العامة والجهال شيء لا يتوقع صدوره منه ..
على أنه لا يخفاك أيضا أن من أراد التعمق في دراسة مذهب القوم فإنه لا يوصى بهذا الكتاب .. فثمة كتب أفضل منه وأعمق بمراحل .. وإنما هذا كتاب مختصر مناسب لطلبة العلم المتوسطين والمبتدئين منهم .. ولذا فهو مقرر في المعاهد عندهم ...
وأما عد الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة فزلة كبيرة أسأل الله أن يغفر له إياها .. فأين يلتقي أهل السنة وهؤلاء؟! والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/122)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[10 - 12 - 06, 10:49 ص]ـ
احسنت ابامحمد
ـ[أبوفاطمة الجداوي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 04:30 م]ـ
هو ذكرها ولم يشر إلى أي مغمز فيها
والله تعالى أعلم
كذا قال بدون مغمز!؟
يا أخي ألم يكن جواباً لسائل قال أنه قرأ كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب, وقرأ الواسطية وشروحها, وقرأ شرح الطحاوية؟
وألم يقترح عليه الددو قراءة بعض الكتب لمعرفة أصول (المبتدعة) و الرد عليهم وكشف شبهاتهم؟
ألم يكن كذلك؟
فلماذا تجتزء القول من سياقه لتقرر شيئاً توهمته؟
ـ[خالد الشريف]ــــــــ[10 - 05 - 07, 10:42 ص]ـ
وهل يشك عاقل في أنهم من أهل السنة؟
ـ[الطنجي]ــــــــ[29 - 10 - 07, 01:54 م]ـ
يا عباد الله:
الله الله في الانصاف!
إن كان الشيخ قد أوصى بشرح التفتازاني من جهة أنه من مصادر عقيدة أهل السنة، وأن ما وقع فيه من المخالفة ليس مما يستحق (التهويل) والتحذير، فقد أفحش الشيخ في الخطأ، وبالغ في الغلط، ولا ينبغي المماراة في ذلك.
وإن كان أوصى به من جهة أن الدارس للمذاهب العقدية يحتاج إليه لمعرفة عقيدة الأشاعرة، فهذا لا بأس فيه، بل إن خير الطرق لمعرفة مذهب الطائفة هو الوقوف على ما سطره أئمتها في مصادرهم المعتبرة.
وإن كانت وصية الشيخ بشرح التفتازاني مبهمة، تحتمل هذا وهذا، فالواجب الكف عن الشيخ، وعدم الحكم عليه لا بإصابة ولا بخطأ حتى يُراجَع ويستفسر عن مقصوده، لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
اللهم إلا أن يقال: إنه أخطأ من جهة الإبهام والإجمال في هذا الموقف الذي يقتضي البيان والتفصيل، حتى لا يكون كلامه سببا في دفع بعض عباد الله إلى الثقة في ذلك الكتاب وإحسان الظن بمصنف، فيوقعهم ذلك في عقائد الأشاعرة المبتدعة.
غير أن التخطئة من هذه الجهة أهون من غيرها، فمن ذا الذي يأمن على نفسه السهو والغفلة، والكمال لله تعالى.
نسأل الله التوفيق لما يحبه ويرضاه.(36/123)
ابو يعرب المرزوقي
ـ[ابن السكندري]ــــــــ[07 - 11 - 06, 05:20 م]ـ
هل من معلومات عن ابو يعرب المرزوقي او ترجمة له(36/124)
هل الآية على ظاهرها (نسوا الله فنسيهم)
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[07 - 11 - 06, 05:34 م]ـ
كيف يفهم الكلام؟؟
أليس حمله على ظاهره فيه إثبات أن الله سبحانه و تعالى ينسى تعاى عن ذلك علوا كبيرا؟
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[07 - 11 - 06, 06:07 م]ـ
معنى النسيان (الترك) بارك الله فيك فكثير من الكلمات عندما تسمعها تحسب ان معناها الاصلي هو الذي ببالك
هذا والله اعلم
ـ[المقدادي]ــــــــ[07 - 11 - 06, 06:16 م]ـ
من كتاب: لا دفاعا عن الألباني فحسب بل و دفاعا عن السلفية للشيخ عمرو عبدالمنعم:
(التنبيه هنا على أن النسيان ليست صفة من صفات الله عز وجل، تعالى الله وتنزه، وإطلاق الترك على النسيان هنا واجب، وليس بتأويل. ذلك لأن صفات الرب عز وجل على قسمين؛ صفات ثبوتية، وصفات سلبية.
والصفات الثبوتية: هي ما أثبته الله سبحانه وتعالى لنفسه في الكتاب، أو على لسان نبيه، وهي صفات كمال لا نقص، مثل العلم، والحياة، والقدرة، واليد، والاستواء على العرش، .. ولم يرد في الكتاب أو في السنة نفي صفة من هذه الصفات حتى نحكم على أنها صفات سلبية – أي صفات نقص – بل الأحاديث كثيرة في إثبات هذه الصفات، وتلقاها العلماء بالقبول والتصديق والإيمان.
والصفات السلبية: هي ما نزه الله سبحانه وتعالى نفسه عنها في الكتاب، أو على لسان نبيه، كالموت، أو النسيان، أو العجز، أو الجهل.
وصفة النسيان في حق المخلوق صفة نقص وعيب تدل على قصوره، وحدود قوته، فكيف إذا وصف بها الخالق؟؟ !! ولذلك نزه الله نفسه عن هذه الصفة، فقال: {وما كان ربك نسيا} {مريم:64}. وقال: {قل علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي و لا ينسى} {طه: 52} فلما يرد في الشرع نفي صفة من الصفات عن الرب عز وجل – خصوصاً إذا عُلم أنها صفة نقص وقصور – ثم تُذكر في موضع آخر من الكتاب أو السنة مضافة إلى الله عز وجل يعلم بذلك أن المراد بهذه النسبة إحدى معاني الصفة التي لا تدل على النقص إذا أضيفت إلى الرب تعالى. والنسيان يأتي بمعنى الترك، فيكون معنى الآية أن الله عز وجل يتركهم في العذاب، وهذا من تمام عدله وكماله عز وجل.
)
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=1719&highlight=%CF%DD%C7%DA%C7+%C7%E1%D3%E1%DD%ED%C9
ـ[أبو علي]ــــــــ[13 - 11 - 06, 01:41 ص]ـ
قال تعالى عن المشركين في الأنعام: (وتنسون ما تشركون) أي تتركون عبادتهم.
والنِّسيان بمعنى التَّرك مستخدم عندنا في العاميَّة بكثرة
ـ[أبو حذيفة الدرعمي]ــــــــ[13 - 11 - 06, 03:32 ص]ـ
فائدة: في قول الله تعالى {وأضل فرعون قومه} جعل الفعل " أضل " متعديا، ففرعون أضل قومه.
أما في قوله تعالى {لا يضل ربي ولا ينسى} فالفعل " يضل " هنا لازم، وليس متعديا؛ أي: أن الله تعالى منفي عنه أصل النسيان ومطلقه، سبحانه وتعالى .....
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[13 - 11 - 06, 04:43 ص]ـ
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرحه للاربعين النووية
الحديث الثلاثون
الفائدة 12ـ انتفاء النسيان عن الله عزّ وجل، لقوله "غَيرَ نسيَان" وقد جاء ذلك في القرآن الكريم، فقال الله عزّ وجل: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً) [مريم: 64] وقال موسى عليه الصلاة والسلام لفرعون لما سأله ما بال القرون الأولى: (قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى) (طه: 52)
فإن قال قائل: ما الجواب عن قول الله تعالى: (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ) (التوبة: الآية67) فأثبت لنفسه النسيان؟
فالجواب: أن المراد: النسيان هنا نسيان الترك، يعني تركوا الله فتركهم. فهؤلاء تعمدوا الشرك وترك الواجب، ولم يفعلوا ذلك نسياناً. إذاً: (نَسُوا اللَّهَ) [التوبة:67] أي تركوا دين الله (فَنَسِيَهُمْ) أي فتركهم.
أما النسيان الذي هو الذهول عن شيء معلوم فهذا لا يمكن أن يوصف الله عزّ وجل به، بل يوصف به الإنسان، لأن الإنسان ينسى، ومع ذلك لا يؤاخذ بالنسيان لأنه وقع بغير اختيار. انتهى
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17790.shtml(36/125)
الأدلة و البراهين على عدم العذر بالجهل في أصول الدين/ للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل شيخ
ـ[العذب الزلال]ــــــــ[07 - 11 - 06, 05:36 م]ـ
http://www.up07.com/upload-26/wh_180108783.JPG
الأدلة و البراهين على عدم العذر بالجهل في أصول الدين/ للشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن آل شيخ رحمه الله تعالى ( http://www.isonly.net/~blue_cats/cgi-bin/upload/source/up5208.rar)
ـ[محمد عبد العزيز]ــــــــ[07 - 11 - 06, 05:47 م]ـ
فما بال: " أو يعلم الله كل شيء؟! "
أمعذور فيها أم لا؟!
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[07 - 11 - 06, 08:20 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون!
هداك الله يا أخي (العذب الزلال)!!
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[07 - 11 - 06, 09:27 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عصام البشير]ــــــــ[07 - 11 - 06, 09:29 م]ـ
لم أفهم وجه الإنكار على الأخ (العذب الزلال)؟
هذا كتاب لعالم معروف بصحة العقيدة، في مسألة عقدية مشهورة.
وما في الكتاب مبثوث في كتب أخرى منشورة على الشبكة.
من أراد أن يخالف في هذا، فلا بأس.
لكن لا وجه للإنكار على من ينشر الكتاب بين إخوانه.
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[07 - 11 - 06, 09:39 م]ـ
السبب في هذا الإنكار هو أن المنكر لم يدرس العقيدة عند المشايخ المشهود لهم، وإنما عند الـ .......... المنتشرين في بلادهم، فيظن أن من ينشر مثل هذا الكتاب أنه ينشر منكرا من القول وزورا.
ـ[أبو عبيد الله المصري]ــــــــ[07 - 11 - 06, 09:41 م]ـ
أحسن الله إليك أخي العذب, وبارك فيك.
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[08 - 11 - 06, 01:51 ص]ـ
مجموع الفتاوى ج: 23 ص: 346
فمن كان من المؤمنين مجتهدا فى طلب الحق وأخطأ فان الله يغفر له خطأه كائنا ما كان سواء كان فى المسائل النظرية أو العملية هذا الذى عليه أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وجماهير أئمة الاسلام وما قسموا المسائل الى مسائل أصول يكفر بانكارها ومسائل فروع لا يكفر بانكارها فأما التفريق بين نوع وتسميته مسائل الأصول وبين نوع آخر وتسميته مسائل الفروع فهذا الفرق ليس له اصل لا عن الصحابة ولا عن التابعين لهم باحسان ولا أئمة الاسلام وانما هو مأخوذ عن المعتزلة وأمثالهم من أهل البدع وعنهم تلقاه من ذكره من الفقهاء فى كتبهم وهو تفريق متناقض)
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 04:25 ص]ـ
السبب في هذا الإنكار هو أن المنكر لم يدرس العقيدة عند المشايخ المشهود لهم، وإنما عند الـ .......... المنتشرين في بلادهم، فيظن أن من ينشر مثل هذا الكتاب أنه ينشر منكرا من القول وزورا.
ما هذا يا أخي؟! ما أدراك أنت بدراستي وبمشايخي؟ ومن أعطاك الحق في تأويل سبب إنكاري؟ ومن أنت لتُعَرض هكذا بمشايخ بلدي؟ أوتقوى على لقاء الله بكلامك هذا؟ استغفر الله وتب إليه يا رجل وإلا فلا تأمن على نفسك القصاص يوم نلقاه.
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 07:45 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون!
هداك الله يا أخي (العذب الزلال)!!
إذاً ما سبب إنكارك!
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 01:17 م]ـ
ترفعوا عن هذه التعليقات التي لا تليق بمقامكم
فأنتم اكبر من هذه الامور
ربما يكون عند الاخ ابو داوود وجهة نظر في هذه المسألة غير التي خطرت ببالكم
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 01:21 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم .. لكن للأسف الموقع محجوب، فهلا أنزلته على ملف وروود وهيأته للتحميل
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 01:41 م]ـ
جزاكم الله خيراً أيها الفاضل (احمد الشمري). أحسن الله إليك.
ياليتنا جميعاً نتعلم كيف يكون الحوار مع الموافق والمخالف. وياليتنا نأخذ من العلماء الربانيين أخلاقهم وأخلاق نبيهم لا مجرد فتاويهم ومقالاتهم.
وليعلم الأخ (محمد بن حسن أبو خشبة) أن لي في رقبته حق لا أحله منه حتى يعتذر لي ولمشايخ مصر هنا حيث أساء إلينا, حينئذٍ فقط أسامحه مسامحة مشروطة بصدق توبته, وإلا فالموعد يوم الدين ولات حين مندم.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[محمد عبد العزيز]ــــــــ[08 - 11 - 06, 02:02 م]ـ
[ b] هذا قول الله:
(إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ "هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ) [المائدة: 5/ 112]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/126)
وهذا قول رسوله:
حدثنا محمد بن الصباح وزهير بن حرب قالا حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثنا أنس بن مالك وهو عمه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح.
وهذا قول بعض العلماء
قال ابن عبد البر رحمه الله: (من جهل بعض الصفات وآمن بسائرها لم يكن بجهل البعض كافرا لأن الكافر من عاند لا من جهل، و هذا قول المتقدمين من العلماء و من سلك سبيلهم من المتأخرين) [التمهيد: 18/ 42].
وأخرج ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي عن يونس بن عبد الأعلى، قال: سمعت الشافعي يقول: (لله أسماء و صفات لا يسع أحدا ردها، و من خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر، و أما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل و لا الرؤية و الفكر)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فإنه بعد معرفة ماجاء به الرسول نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن يدعو أحداً من الأموات و لاالصالحين و لاغيرهم لا بلفظ الاستغاثة و لا بغيرها و لا بلفظ الاستعاذة و لا بغيرها، كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت و لا إلى ميت و نحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور و أن ذلك من الشرك الذي حرمه الله و رسوله، لكن لغلبة الجهل و قلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه [مختصراً من: الاستغاثة الكبرى: 1/ 629 و ما بعدها].
=============
هذا هو حد علمي في المسألة، ولم أكن أظن أن فيها كبير خلاف
والجاهل عندي يفرق عن المعاند الذي يجادل في قول الله وقول رسوله، فليس هذا بالجاهل
كما أن هناك مسائل لا جهل فيها، كسب الربّ العلي العظيم، وسبّ رسوله، وتعمد سبّ دين الإسلام.
وربما لدقة المسألة ولعدم إطلاقها كان هناك قولين فيها لبعض العلماء، فقد نُقل عن بن باز رحمه الله قوله بعدم العذر في السجود والذبح، ثم في موقعه وجدت قوله: (حكم من دعا الأصنام واستغاث بها ونحو ذلك بحمد الله ظاهر وهو الكفر الأكبر إلا أن يدعي أنه طاف بالقبور بقصد عبادة الله، كما يطوف بالكعبة يظن أنه يجوز الطواف بالقبور ولم يقصد التقرب بذلك لأصحابها وإنما قصد التقرب إلى الله وحده، فهذا يعتبر مبتدعاً لا كافراً؛ لأن الطواف بالقبور بدعة منكرة، كالصلاة عندها، وكل ذلك من وسائل الكفر)
=============
وللفوزان أيضا - ما أفهم منه أنه قولين [منقول من النت]
1 - دَرْسِ شَرح ِالسُّنةِ للإِمام ِالبَربَهاَرِي 19/ 2/1426
س - هَلْ نُكفّر مَنْْ ذَبحَ لِقبَرٍ أَوْ سَجَد لصّنم ٍ؟ أَوْ نَنتَظِرَ حَتىَّ نُقيِم َعَليْهِ الحُجَة؟
ج - هُوَ يَكفُر بِهَذا، وَأنَت تَحْكمُ عَلَى فِعْلهِ هَذا بأِنَه ُكُفرٌ، وَتكُفّرهُ فِي الظَاهِر، ثُم ّ َبعْد ذَلَك تُناَصِحُهُ فَإِنْ تاَبَ،وَ إِلاَّ فاَنَّهُ يُعْتَبرُ كَافِراً ظَاهِرَاً وَبَاطِنَاً.
2 - فضيلة الشيخ وجدت هذا الاسبوع جريدة من أذربيجان صورّت عيسى عليه السلام ومريم عليه الصلاة والسلام بصور شنيعة، وهذا ردٌّ بزعمهم على ماقامت به الجرائدُ الدنماركية بنبينا –صلى الله عليه وسلم – فهل من فهعل هذا بعيسى وأُمه يكفر؟ ويرتد عن الاسلام –علما بأنهم ينتسبون الى دين الاسلام الذين فعلوا ذلك؟
ج/ لاشك أن الجهل يفعل بأهلهُ أشد من هذا، وهذا من الجهل بلاشك، وماذنبُ المسيحُ عليه السلام، وما ذنب أمه رضي الله عنها، فنحن نؤمن بجميع الرسل ونحترم جميع الرسل، وجميعُ المؤمنين من جميع الأمم،إخواننا المؤمنيين نترحم عليهم ونستغفير لهم (ربَّنَا اغْفِرْ لَنَّا ولِإخواننّا الِّين سبقونَّا بالإِيْمّان) فنحنُ نوالي المؤمنيين، من أي دين ومن أي قرن، من أدم الى أن تقوم الساعة ُ، .. اخواننا نترحم عليهم ولا .. تنقص الأنبياء، وأما تنقصُ الأنبياء فهو كفرٌ، فالذين تنقصوا عيسى عليه السلام فهذا كفر، ولايجوز أن يقابل الكفرُ بالكفرِ والعياذ بالله هذا أمرٌ لايجوز، لكن الحكم على هؤلاء بالكفر .. ما ندري لعلهم جُهّالٌ، أو متأولون أو ما شابه ذلك .. يعني عندهم جهل، والجهل يعذرُ به، ما ندري عن الحكم عليهم، نتوقف لكن هذا الفعلُ مايجوز وشنيعٌ؛ وهذا تفريق بين الأنبياء وقد قال - جل وعلا - (لانفرق بين أحدٍ منهم) فنحن نحترم الأنبياء ونحترم جميع الأنبياء، ونعتقد أن من تنقص واحداً منهم فهو كافر، قد يمتنع بالحكم على شخصٍ بالكفر ِ لسبب الجهل أو سبب ما ندري عنه.
=============
وللشافعي بجانب قوله الأول أيضا له قوله: (لو عُذِرَ الجاهل؛ لأجل جهله لكان الجهل خيراً من العلم إذ كان يحط عن العبد أعباء التكليف و يريح قلبه من ضروب التعنيف؛ فلا حجة للعبد في جهله بالحكم بعد التبليغ و التمكين؛ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرُسل) [المنثور في القواعد، للزركشي: 2/ 17].
وأخيرا
لا يعجبني لزم وغمز بعضهم في العلماء، فإن كانت المسألة خلافية فلماذا يعمد إلى اللمز؟!
وأتسائل من يا تُرى يختار ليوقع عليه لمزه وغمزه، بن تيمية، أم بن عثيمين، أم الشافعي أم بن عبد البر، أم من بالضبط؟!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/127)
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 02:23 م]ـ
مسألة خلافية؟؟!
نسأل الله أن يرينا جميعاً الحق حقاً وأن يرزقنا اتباعه.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 02:28 م]ـ
معذرة, هي خلافية نعم, شأنها شأن كل مسائل الدين (والدنيا) تقريباً, ولكن بقي أن يتحدد أي نوع من أنواع الخلاف هذا
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 02:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أخوان بارك الله فيكم المسألة هينه ولله الحمد
فالمؤلف رحمة الله كان يرد حسب ما قرات في اول الكتاب على شخص ما والظاهر ان هذا الشخص كان يأخذ من كلام شيخ الاسلام ويبتره هذا والله اعلم
لاكن كل مافي الامر ان المؤلف كان يتكلم
عن من يكفر حتى ولو كان تقليدا (يعني لو ان شخصا سجد لقبر او لصنم فهو كافر)
ولا يقال له انه معذور ويستشهد بألايات والاحاديث
وكل كلامه الذي يخص العنوان يوجد في الصفحة رقم (27،28،واول صفحة29)
__________________________________________________ ___________
انبذوا هذه الحساسيات بارك الله فيكم
فمصر دولة مسلمة وفيها علماء اجلاء لانرضى تنقيصهم
واما المبتدعة فلا يوجد دولة الا وفيها منهم نسأل الله السلامة
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 03:41 م]ـ
الأخ أبا داوود القاهري , بارك الله فيك و هداني و إياك إلى الحق , لا عجب أخي الكريم من ردود إخوانك عليك إذ جاء استنكارك مبهم و لم توضح مغزاك من هذا الاستنكار حتى بعدما سألك الأخ الكريم أبو حازم الحبي , ثم بعد ذلك نفيك ضمنياً أن تكون المسألة خلافية أصلاً.
عموماً أخي الكريم أفصح عما بداخلك لإخوانك و اجهر بما يكمن تحت صدرك , و إن كنتَ تريد مناقشة أو مناظرة الأخوة في قضية العذر بالجهل فهذا لا يكون بالتعليقات المقتضبة و الاستنكارات المجملة.
و أما القاء النقولات هكذا في وسط هذا الموضوع فليس هذا مكانه , فتستطيع انشاء موضوع جديد تناقش فيه المسألة و يكون فيه مناقشة جدية و ليست مجرد سرد نقول.
و انكارك على الأخ محمد بن حسن أبو خشبة بالتعريض بمشايخ مصر , فأنا لا أوافقه في اسلوب مناقشته و لكنه لم يعرض بمشايخ مصر , و لكنه قال " وإنما عند الـ .......... المنتشرين في بلادهم " و هذا لا يقتضي منه قدح في مشايخ مصر , و لكنه حتماً أراد من خالف منهم منهج أهل السنة و الجماعة في قضايا الإيمان و الكفر. و لا تنسى أنك أول من عرض بالعلماء باستنكارك غير المبرر و غير المفهوم على رفع أحد رسائل شيخ الإسلام و مجدد الدعوة و أحد كبار العلماء على الملتقى و قد تكون الرسالة بذاتها في مكتبتك الشخصية إذ أنها في مجموع الدرر السنية.
و جزاك الله خيراً على سعة صدرك.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 03:45 م]ـ
يا أخي الكريم, أحسن الله إليك ونفع بك.
أترى إخراج الناس عن ملة الإسلام بالأمر الهين؟؟!
نعم الكافر لابد أن يستبين أمره وأن يقام فيه حكم الله, ولكن معاذ الله أن نكفر من لم يكفره الله ورسوله. ومعاذ الله أن نخالف ما عليه الصحابة وسائر السلف.
يا أخي المحترم سبب إنكاري على الأخ هو أن هذه المسألة هي من جملة مسائل مزقت الصف السلفي إرباً ونحن في أمس الحاجة إلى التوحد وتأليف القلوب. وهذه المنتديات يطلع عليها العالم والجاهل والسني والمبتدع, والكل يشارك فيها ويكتب ما شاء, كان الله في عون المشرفين. فإن كان الغرض هو المباحثة والمدارسة وتصفية العقيدة والوصول إلى الحق, فلا ينبغي أن تطرح مثل هذه المسائل الشائكة على مرأى العوام ممن لا يحسن فهمها وتطبيقها فتكون الطوام. ومن عاصر جماعات التكفير (وأعني جماعات التكفير بحق, وليس من نسب زوراً إليهم) وعرف أصولهم ومصادر تلقيهم يعرف الذي أتكلم عليه جيداً.
فأرى يا أخي الكريم أن إخماد الفتنة أولى من إيقاظها. أكاد أقسم أنك لو تعرف مغبة هذه الأفكار لما استهونتها هكذا.
والله المستعان
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 03:57 م]ـ
الأخ أبا داوود القاهري , بارك الله فيك و هداني و إياك إلى الحق , لا عجب أخي الكريم من ردود إخوانك عليك إذ جاء استنكارك مبهم و لم توضح مغزاك من هذا الاستنكار حتى بعدما سألك الأخ الكريم أبو حازم الحبي , ثم بعد ذلك نفيك ضمنياً أن تكون المسألة خلافية أصلاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/128)
عموماً أخي الكريم أفصح عما بداخلك لإخوانك و اجهر بما يكمن تحت صدرك , و إن كنتَ تريد مناقشة أو مناظرة الأخوة في قضية العذر بالجهل فهذا لا يكون بالتعليقات المقتضبة و الاستنكارات المجملة.
و أما القاء النقولات هكذا في وسط هذا الموضوع فليس هذا مكانه , فتستطيع انشاء موضوع جديد تناقش فيه المسألة و يكون فيه مناقشة جدية و ليست مجرد سرد نقول.
و انكارك على الأخ محمد بن حسن أبو خشبة بالتعريض بمشايخ مصر , فأنا لا أوافقه في اسلوب مناقشته و لكنه لم يعرض بمشايخ مصر , و لكنه قال " وإنما عند الـ .......... المنتشرين في بلادهم " و هذا لا يقتضي منه قدح في مشايخ مصر , و لكنه حتماً أراد من خالف منهم منهج أهل السنة و الجماعة في قضايا الإيمان و الكفر. و لا تنسى أنك أول من عرض بالعلماء باستنكارك غير المبرر و غير المفهوم على رفع أحد رسائل شيخ الإسلام و مجدد الدعوة و أحد كبار العلماء على الملتقى و قد تكون الرسالة بذاتها في مكتبتك الشخصية إذ أنها في مجموع الدرر السنية.
و جزاك الله خيراً على سعة صدرك.
سامحك الله يا أخي الفاضل.
أنا عرضت بأحد؟؟ أين هذا؟ أنا أنكرت على الأخ فتحه للموضوع وما عرضت بأحد من العلماء -معاذ الله. وقد أعرضت في أول الأمر إن الإفصاح عن سبب الإنكار لكي لا يكثر الجدل, فكل لبيب بالإشارة يفهم.
وبالنسبة للأخ أبي خشبة فالكلام على " ... المنتشرين" هذه. فانظر يا أخي من هم السواد الأعظم من المشايخ في مصر؟ أليسوا أهل السنة؟ لو أن القلة القليلة جانبها الصواب, فهل هذا يستحق وصفهم بالمنتشرين؟ وما أدراه أني تلقيت عندهم وهو لا يعرفني ولا يعرف مشايخي؟ أوليس هذا ظلماً وبهتاناً وزوراً؟ أوليس هذا تعريضاً تشويهاً لسمعة أهل مصر عموماً؟؟؟ إنا لله وإنا إليه راجعون.
يا أخي لا أريد المناقشة ولا المناظرة, والله ليس عجزاً ولا لضعف الحجة ولله الحمد فقد فرغت من هذه المسائل منذ سنوات, ولكن إغلاقاً لباب شر أراه يلوح في الأفق وحفاظاً على وقتي وأوقاتكم, فهناك ما هو أولى.
أصلحنا الله جميعاً.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 04:25 م]ـ
الأخ الفاضل أبو داوود , بارك الله فيك. لا تلوم الأخوة عن سوء فهمهم لسبب انكارك بسبب عدم تصريحك به. و أكثر من عقب لم يفهم ما قصدته أنت , فضلاً عن أن هذا السبب أيضاً ليس مسلماً به , لأن قياساً على هذا الباب فمن الأولى السكوت عن الكلام في الصفات حتى لا نشق صف المسلمين و لا نذب عن أصحاب النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم حتى لا نفزع الروافض , و لا نتكلم في أي قضية منعاً لشق الصف. و الله المستعان.
و لكن لحظة أخي الكريم .... لماذا تلومونا نحن فقط لما نتكلم في هذه القضايا بدعوى شق الصف و لماذا لا يُلام الجانب الآخر لنفس الفعل , أهذا هو الانصاف ... ألم يبدأ الشيخ أحمد فريد في التعليق على كتاب العذر الجهل منذ شهرين تقريباً و تبث الدروس على الشبكة إلى كل العالم , ليس للمبتدع فقط و لكن للكافر و العلماني و كل من أراد سوءاً بالدين. لماذا لم نسمع أحد يتكلم عن شق الصف , أحرامٌ على بلابله الدوح حلالٌ للطير من كل جنس!!!
يا أخي الكريم الإنصاف مطلوب و هو عملة نادرة في هذا الزمان.
ـ[السمرقندية]ــــــــ[08 - 11 - 06, 04:49 م]ـ
هل من الممكن أن تنزل الملف بالمرفقات لان الموقع محجوب
جزيت الجنة
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 05:07 م]ـ
تفضلوا الرسالة مع المرفقات.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 05:13 م]ـ
بارك الله فيك أيها الحبيب. وأسأل الله أن يرزقنا جميعاً الإخلاص والإنصاف.
أولاً يا أخي لا أحب أن يكون الكلام "بنحن" "وأنتم". فكلنا اجتمعنا يا أخي على منهج واحد وعلى أصول واحدة وإن اختفلنا في آحاد المسائل. ولعلك تذكر حوارنا الأخير. فأسأل الله أن يهدينا جميعاً إلى الحق.
وبالنسبة لتعليقاتك أخي الكريم أجيبها من آخرها إلى أولها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/129)
هناك فرق يا أخي بين دروس العلم المنهجية المرتبة والمخصصة لطلبة العلم, والتي تتدرج في بيان المسائل بشكل لا يشكل ولا يتعسر فهمه وبين المناقشات العشوائية التي يقول كلٌ فيها بقوله, وقد تلقى الشبه فتعلق بقلب من لا يعرف الحق فيها, فكم من أخ انزلق في مزالق الأفكار المنحرفة بسبب حماسة أصحابها ولجوئهم إلى الشعارات والهتافات رغم افتقارهم للحجة ومجانبتهم للحق, ولي تجارب مريرة مع غير واحد من هؤلاء -أصلحنا الله وإياهم. والشيخ أحمد فريد لم يأت ببدع من القول, بل سبقه في ذلك الشيخ محمد بن عبد المقصود وغيره, وهذا من باب تعليم العلم ودفع الشبه حيث يقتضي المقام ذلك, وهذا لا غبار عليه بل هو واجب. أما المعترَض عليه هو المناقشة على المنتديات المفتوحة للسببين السابق ذِكرهما: أولاً: كونها مفتوحة للكل للكتابة فيها, سواء كان ذا علم أو كان جاهلاً, وثانياً: كونها مفتوحة للكل للقراءة, فيمكن أن عامي أو حديث عهد بالالتزام على بعض الأفكار المسمومة ولا يفهم الرد عليها فتعلق في قلبه ويحدث ما يحدث. بالإضافة إلى أن دروس الشيخ أحمد موضوعة في صورة مسموعة ومرئية, وهو أبعد لوصول العوام إليها أما المنتديات فالكل يصل إليها من خلال محركات البحث والروابط وخلافُه.
وبالنسبة لتعليقك الأول, فرق بين مقام الدعوة ومقام المدارسة ومقام المناظرة. فالأول يجب فيه بيان ما قد يُفسد أديان الناس وعقائدهم وقد يصل إلى خروجهم عن ملة الإسلام, مثل إعلان التشنيع على الروافض والنصارى والبهائية وكشف عوارهم وبيان كفرهم. وهذه مسائل لا تلتبس على أحد وهذا من البيان الواجب. أما المسائل الصعبة مثل مسائل الصفات فالكلام فيها ينبغي أن يكون بحذر شديد, وبالشكل المناسب للمخاطَب. فهذه مسألة شائكة والخوض في دقائقها من الخطورة بمكان, وقد زل فيها كثير من العلماء من أهل السنة وغيرهم فكيف بالعوام؟ فعندما يأتي ضال يجيز الاستغاثة بالأولياء أو التمسح بالأضرحة أو يسب أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهذا يجب بيان حاله وتوجيه الناس إلى دين الله الحق بالطريقة التي تناسب حالهم. أما في مقامي المناظرة والمدارسة فالأمر فيهما أوسع فاحتمالات تعلق الشبه بالمستمع تكون واهية, وكل هذا بحسب حال الحضور.
وليلاحظ أنني لست -والعياذ بالله- من دعاة التقريب بين أهل الحق وأهل الباطل, ولا من هؤلاء الذين يميعون الدين. لا والله, فلعلي أغير منكم على جناب التوحيد والمحجة البيضاء, ولكن مراعاة أحوال الناس هي مما جاء به المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو من هدي الصحابة ومن تبعهم.
والخلاصة, ليس المنكر هو مناقشة المسائل وتحقيقها, ولا هو بيان الحق فيها, ولكن المنكر هو كيفية عرضها, وعلى من تعرَض. فلكل مقام مقال.
وعلى أكل حال, أشكر لك يا أخي أدبك وحسن مناقشتك. فوالله مثلك وإن خالفني لا أكاد أجد في قلبي تجاهه إلا الود والاحترام, مع الدعاء لنفسي وله بالهداية والصلاح. جزاك الله خيراً.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 05:35 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبا داوود ... و جزاك الله خيراً على سعة صدرك مع أخيك و أسأل الله أن يهدنا إلى ما اختلف فيه من الحق بإذنه.
أخي الكريم , أين هو الطرح و المناقشة في هذا الموضوع؟ حتى الآن لا يوجد إلا مشاركات من اعترض , و ما من مؤيد للرسالة عقب أو علق إلا بشكر صاحب الرسالة , إذن أين هي المناقشة المزعومة التي ستضل عوام المسلمين و تكون عوناً لأعداء الدين!!! ألا ترى أنها إن كانت فإنها ستكون بسبب ردودكم على الرسالة , مع أن الرسالة تكاد تكون موجودة في كل مكتبة.
أضف إلى ذلك أن من يستعمل محركات البحث سيجد هذا الكلام متواتراً من مفتاوى كبار العلماء كالشيخ ابن باز رحمه الله تعالى و الشيخ الفوزان و غيرهم. و فتاواهم في هذا الأمر أشهر من أن يبحث عنها العوام ..
و أكرر أن حتى هذه اللحظة لم يتم مناقشة المسألة في هذا الموضوع حتى نخشى على عوام الناس.
بالمناسبة ما يزال كتاب الشيخ أحمد فريد _ حفظه الله _ يوزع في الملتقيات و يتم الدعاية له على أكبر نطاق. فهل من منكر على الإخوة. أم أن رأي الشيخ أحمد هو الحق و كل ما سواه هو الباطل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/130)
أرجو اخي الحبيب ألا تغضب من أخيك فإن ما أنا فيه هو من مرارة ما قاسيته جراء عدم الإنصاف و وجود الازدواجية في الإحكام.
سؤال جانبي أرجو ألا يؤثر على الأخوة التي بيننا: هل عندك الخوميني _ لعنه الله _ كافر أم يُعذر بجهله؟ أرجو أن تحاول توثيق رأي الشيخ أحمد فريد في ذلك. و جزاك الله خيراً.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 07:30 م]ـ
يبدو أنك مصر على جر قدمي للكلام في الموضوع جراً!
بداية أقرر أنه لا علاقة مباشرة بيني وبين الشيخ أحمد فريد حفظه الله ورعاه, فلست من تلاميذه (وإن كان فهو شرف لي) ولا حتى من حضور دروسه. فأنا مقيم بالقاهرة لا الإسكندرية.
كالعادة أخي الحبيب أجيبك أخيراً ثم أولاً. ومعاذ الله أن أغضب مِن مؤدَّب مريد للحق -وهكذا أحسبك- فدائماً أسعد بمناقشة أمثالك, فلو لم أستفد منها إلا أن أتعلم من خلقك لكفى به.
بالنسبة للخميني -عامله الله بما يستحق- فلم أسمع واحداً من أهل العلم نفى كفره بعينه. وهذا لا علاقة له بالجهل يا أخي. وإن شئت معرفة مذهب الشيخ أحمد تحديداً فاتصل به أو بتلامذته يأتوك بما تريد.
المشكلة يا أخي هي عدم تحرير محل النزاع. فإذا كان ذلك تلاشت معظم أو كل الخلافات إن شاء الله. فالمسألة التي أتكلم عنها هي تحديداً: "هل يكفر من قال أو فعل كفراً لم يبلغه تحريم الشرع إياه أم لا؟ " أي الكفر الناشئ عن عدم البلاغ. هذا هو موطن النزاع. فالكثير ممن ينافح عن هذا القول (أي تكفيره) يقع في أمور:
1 - الخلط بين كفر النوع وكفر العين. فتارة تراه يستدل بالأدلة على مذهبه بأدلة غاية ما فيها أن هذا الفعل أو القول قد حكم الشرع بأنه كفر.
2 - الخلط بين الجهل الناتج عن عدم البلاغ وأنواع أخرى من الجهل كالجهل بالعاقبة والجهل الناتج عن الإعراض أو العناد أو الاستكبار. فالأول هو الذي أتكلم عنه.
3 - الالتباس الناشئ عن تكفير بعض العلماء لبعض الأعيان مع عدم عذرهم أو تصريحهم بأن فلان لا يعذر بجهله. ففرق بين أن يقال أن فلان لا يعذر بجهله لأنه ليس مظنة للجهل أصلاً وبين أن يقال أنه جاهل بالشرع ومع هذا يكفر. فالأخير باطل قطعاً والأول خارج محل النزاع.
4 - الالتباس الناشئ عن فتاوي بعض العلماء في بعض الأفعال أنه لا عذر فيها بالجهل لكونها قد انتشر العلم بها في بلادهم انتشاراً لا يدع شبهة لأحد فيها ولا يُتصور أن أحداً عاش في هذا البلد وتعلم تعليم أهله وخالطهم ومع ذلك يجهل تلك المسائل. فهذا ليس بجاهل أصلاً حتى يعذر. فهذا بهذا القيد يكون مسألة تحتمل الاجتهاد, أما إطلاق الحكم أنه لا عذر بالجهل مطلقاً في مسائل التوحيد لأي أحد أبداً حتى ولو ثبت جهله بالمسأله, فهذا هو ما ننكره ونقول ببطلانه ومخالفته للقرآن والسنة لما عليه السلف.
5 - الخلط بين من أتى بلا إله إلا الله محمد رسول الله ونقضها جاهلاً ومن لم يأت بها أصلاً كمن صرح بأن الله ثالث ثلاثة أو أنكر نبوة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو عبد مع الله إلهاً مصرحاً بعبادته إياه ولو على وجه التقرب إلى الله.
والكلام في هذا يطول.
وبالنسبة لقولك:
بالمناسبة ما يزال كتاب الشيخ أحمد فريد _ حفظه الله _ يوزع في الملتقيات و يتم الدعاية له على أكبر نطاق. فهل من منكر على الإخوة. أم أن رأي الشيخ أحمد هو الحق و كل ما سواه هو الباطل؟
أرجو اخي الحبيب ألا تغضب من أخيك فإن ما أنا فيه هو من مرارة ما قاسيته جراء عدم الإنصاف و وجود الازدواجية في الإحكام.
فمعاذ الله يا أخي أن أكون من هؤلاء. وأنا لا أظنك قد أسأت الظن بي لهذه الدرجة.
يا أخي يبدو أنك مازلت لم تفهم كلامي أو لم تحسن تطبيقه. مناط الإنكار عندي هو غلبة الظن بحدوث فتنة. كتاب يوزع على طلبة العلم وعلى الإخوة ليس بمظنة حدوث فتنة. كتاب في شرح للمسألة بشكل مبسط ويفهمه كل أحد ولا يحتمل حدوث لبس أو فساد اعتقاد ويوزع على الناس ليس بمظنة حدوث فتنة. كتاب يناقش الأسماء والصفات ويرد على المباحث الكلامية للمعتزلة ويورد أدلتهم ويوزع ملحقاً بالجرائد العامة مظنة حدوث فتنة. بث مناظرة بين أشعري ومعتزلي على المحطات المرئية المفتوحة مظنة حدوث فتنة. مناقشة المسائل التي تقود إلى الإفراط في التكفير وظهور فكر التفجيرات وقتل العوام بزعم إقامة الحدود فتنة وأي فتنة. أفهمت يا أخي مرادي؟ فإذا اتضح لك ذلك علمت أن لا إزدواجية في كلامي إن شاء الله.
أما بالنسبة لفتاوى العلماء فأغلبها أو كلها (بالتتبع) ملحقة بالنقطة الرابعة أعلاه. فلا يُظن برجل تربى في بلاد الحرمين -حرسها الله وسائر بلاد المسلمين- وتعلم في مدارسها وسمع شيوخها أن يجهل مثلاً كفر النصارى, أو أن يجهل كون الاستغاثة بالبدوي ونحوه شرك, أما في بلادنا فالله المستعان. فإن كانت المناقشة حول تحقيق المناط (أي كون العوام قد قامت عليهم الحجة الرسالية ببلوغ العلم إليهم) ناقشتك وبينت لك عدم لزوم ذلك بالضرورة. أما إن كانت المناقشة حول أن كلانا نقول أنهم لم يبلغهم العلم ومع ذلك يكفرون, فأنا أبرأ إلى الله من هذه المقالة.
أما قولك:
و ما من مؤيد للرسالة عقب أو علق إلا بشكر صاحب الرسالة
فهذا ليس هو الفصل في المسألة (مع كامل احترامي للسادة الأفاضل). فأنت ترى شبكة "سباب" مليئة بالطعن في العلماء والشتم بأقذر الشتائم وترى الشكر الجزيل والترضي على زبالتهم. وطبعاً معاذ الله أن أشبه أفاضل ملتقانا بهؤلاء المساكين ولكن القصد أن أبين لك أن كثرة الشاكرين ليس بحجة, اللهم إلا إن كانوا من من تعتبر تزكيتهم.
إذن أين هي المناقشة المزعومة التي ستضل عوام المسلمين و تكون عوناً لأعداء الدين!!! ألا ترى أنها إن كانت فإنها ستكون بسبب ردودكم على الرسالة , مع أن الرسالة تكاد تكون موجودة في كل مكتبة.
سبق الإجابة على هذا ضمناً. راجع تعليقي على مسألة الفتنة.
وختاماً أرجو أن لا يكون في النفس شيء تجاهي, فليس في قلبي تجاهك إن شاء الله إلا الود والمحبة خلافاً لمن يتجنى علي بغير بينة.
والله تعالى أعلى وأعلم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(36/131)
"صلاة الفاتح لما أغلق" نصها، حكمها و الرد عليها للعلامة ابن باديس
ـ[أم مريم]ــــــــ[08 - 11 - 06, 12:48 ص]ـ
صلاة الفاتح لما أغلق
نصها، حكمها و الرد عليها
للعلامة عبد الحميد بن باديس
منقول من موقع: الصوفية
نصها
(اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لماأغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، الهادي إلى صراطك المستقيم، وعلى حق قدره ومقداره) [1]
فضلها عند أتباع الطريقة التجاينة
جاء في جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التجاني لعلي حرازم بن العربي الفاسي
( .. ثم أمرني بالرجوع صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الفاتح لما أغلق،فلما أمرني بالرجوع إليها سألته صلى الله عليه وسلم عن فضلها فأخبرني أولا بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات،ثم أخبرني ثانيا أن المرأة الواحدة منها تعدل من كل تسبيح وقع في الكون ومن كل ذكر ومن كل دعاء كبيرا وصغيرا ومن القرآن ستة آلاف مرة لأنه من الأذكار) [2]
بسم الله الرحمن الرحيم
جواب صريح
تمهيد:
ورد سؤال على الأستاذ الجليل محمد بن الحسن الحجوري وزير معارف الحكومة المغربية من الشيخ حافظ إبراهيم ربيشطي من أهل العلم ببلدة شقودرة بمملكة ألبانيا، عن أشياء منها ما يتعلق بالطريقة التجانية، فأجاب الأستاذ عن تلك المسائل كلها ونشر جوابه في مجلة (الرسالة) حيث نشر السؤال، ولقد أجاد الأستاذ في جوابه غير أنه أحاط كلامه في شأن الطريقة التجانية بشيء من الغموض حمله عليه فيما أظن مركزه ومحيطه وليس له في هذا عذر عند الله فإن السؤال كان واضحا والموضوع عظيماً هاما والموقف محتاجا إلى صراحة لا يخاف فيها إلا الله، فرأيت من واجبي الديني أن أجيب بصراحة وأن آتي من كلام الأستاذ بما هو مؤيد لجوانبي مع التعليق عليه لا أقصد من ذلك - علم الله – إلا النصح لإخواني الذين ضلوا بهذه الطريقة عن الصراط المستقيم هدانا الله كلنا إليه.
تلخيص السؤال:
يدعي المنتسبون للطريقة التجانية:
1 - أن قراءة (صلاة الفاتح) أفضل من تلاوة القرآن ستة آلاف مرة متأولين بأن ذلك بالنسبة لمن لم يتأدب بآداب القرآن.
2 - أن (صلاة الفاتح) من كلام الله القديم ولا يترتب عليها ثوابها إلا لمن اعتقد ذلك.
3 - وأن (صلاة الفاتح) علمها النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - لصاحب الطريقة ولم يعلمها لغيره.
4 - وأن مؤسس الطريقة التجانية أفضل الأولياء.
5 - وأن من انتسب إلى تلك الطريقة يدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب وتغفر ذنوبه الصغار والكبار، حتى التبعات.
فهل الاندماج فيها غير مناف للشريعة الغراء؟
الجواب:
1 - القرآن كلام الله و (صلاة الفاتح) من كلام المخلوق ومن اعتقد أن كلام المخلوق أفضل من كلام الخالق فقد كفر، ومن جعل ما للمخلوق مثل ما لله فقد كفر بجعله لله نداً فكيف بمن جعل ما للمخلوق أفضل مما للخالق.
هذا إذا كانت الأفضلية في الذات فأما إذا كانت الأفضلية في النفع فإن [3] الأدلة النظرية والأثرية قاضية بأفضلية القرآن على جميع الأذكار وهو مذهب الأئمة من السلف والخلف، قال سفيان الثوري - رحمه الله- (سمعنا أن قراءة القرآن أفضل من الذكر)، نقله القرطبي في الباب السابع من كتاب (التذكار) وقال النووي - رحمه الله – (وأعلم أن المذهب الصحيح المختار الذي عليه من يعتمد من العلماء أن قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الأذكار، وقد تظاهرت الأدلة على ذلك) قاله في الباب الثاني من كتاب التبيان ومخالفة مثل هذا موجب للتبديع والتضليل.
2 - وأما زعم من زعم - متأولا لتلك الأفضلية الباطلة – بأن (صلاة الفاتح) خير لعامة الناس من تلاوة القرآن لأن ثوابها محقق ولا يلحق فاعلها إثم والقرآن إذا تلاه العاصي كانت تلاوته عليه إثماً لمخالفته لما يتلوه، واستدلوا على هذا بقول أنس - رضي الله عنه – الذي تحسبه العامة حديثاً: (رب تال للقرآن والقرآن يلعنه) فهو زعم باطل لأنه مخالف لما قاله أئمة السف والخلف من أن القرآن أفضل الأذكار ولم يفرقوا في ذلك بين عامة وخاصة ولا بين مطيع وعاص، ومخالف لمقاصد الشرع من تلاوة القرآن، وذلك من وجوه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/132)
الأول - أن المذنبين مرضى القلوب فإن القلب هو المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله فكل معصية يأتي بها الإنسان هي من فساد في القلب ومرض به، والله تعالى قد جعل دواء أمراض القلب تلاوة القرآن: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)) [يونس:57] ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)) [الإسراء:82] فمقصود الشرع من المسلمين أن يتلوه ويتدبروه ويستشفوا بألفاظه ومعانيه من أمراضهم ومن عيوبهم وذنوبهم وذلك الزعم الباطل يصرف المذنبين - وأيُّنا غير مذنب؟ - عن تلاوته.
الثاني - أن القلوب تعتريها الغفلة والقسوة والشكوك والأوهام والجهالات وقد تتراكم عليها هذا الأدران كما تتراكم الأوساخ على المرآة فتطمسها وتبطل منفعتها وقد يصيبها القليل منها أو من بعضها فلا تسلم القلوب على كل حال من أصابتها فهي محتاجة دائماً وأبداً إلى صقل وتنظيف بتلاوة القرآن وقد أرشد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى هذا فيما رواه البيهقي في " الشعب " والقرطبي في ((التذكار)) - ((أن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قالوا: يا رسول اله فما جلاؤها، قال: تلاوة القرآن)) فمقصود الشرع من المذنبين أن يتلوا القرآن لجلاء قلوبهم وذلك الزعم الباطل يصرفهم عنه.
الثالث- أن الوعيد والترهيب قد ثبتا في نسيان القرآن بعد تعلمه، وذهابه من الصدور بعد حفظه فيها، فروى أبو داوود عن سعد -مرفوعاً-: ((ما من أمريء يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله أجذم))، وروى الشيخان عن عبد الله - مرفوعاً -: ((وأستذكروا القرآن فأنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم))، فمقصود الشرع دوام التلاوة لدوام الحفظ ودفع النسيان وذلك الزعم الباطل يؤدي إلى تقليلها أو تركها.
ومثل هذا الزعم في البطلان والضلال زعم أن تالي القرآن يأثم بقراءته مع مخالفته فإن المذنب يكتب عليه ذنبه مره واحدة، ولا يكتب عليه مرة ثانية إذا ارتكب ذنباً آخر وإنما يكتب عليه ذلك الذنب الآخر فيكف يكتب عليه ذنب إذا باشر عبادة التلاوة؟ والأصل القطعي - كتاباً وسنة - أن ما جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهو يبطل أن تجدد له سيئاته إذا جاء بتلاوة القرآن.
وما قول أنس - رضي الله عنه - ((رب تال للقرآن والقرآن يلعنه)) فليس معناه أن القرآن يلعنه لأجل تلاوته، كيف وتلاوته عبادة؟
وإنما معناه أنه ربما تكون له مخالفه لبعض أوامر القرآن أو نواهيه من كذب أو ظلم مثلاً فيكون داخلاً في عموم لعنه للظالمين والكاذبين.
وهذا الكلام خرج مخرج التقبيح للإصرار على مخالفة القرآن مع تلاوته بعثاً للتالي على سرعة الاتعاظ بآيات القرآن وتعجيل المتاب، ولم يخرج مخرج الأمر التلاوة والانصراف عنها، هذا هو الذي يتعين حمل كلام هذا الصحابي الجليل بحكم الأدلة المتقدمة، ونظيره ما ثبت في الصحيح: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))، قال الشراح - واللفظ للقسطلاني -: (وليس المراد الأمر بترك صيامه إذا لم يترك الزور إنما معناه التحذير من الزور فهو كقوله عليه الصلاة والسلام: ((من باع الخمر فليشقص الخنازير)) أي يذبحها، ولم يأمره بشقصها، ولكنه التحذير والتعظيم لإثم شار بالخمر، وكذلك حذر الصائم من قول الزور والعمل به، ليتم له أجره))، هذا فيمن يرتكب الزور وهو صائم فيكون متلبساً بالعبادة والمخالفة في وقت واحد، فكيف بمن كان ذنبه في غير وقت عبادة التلاوة؟ فالمقصود من كلام أنس تحذيره من الإصرار على المخالفة، وترغيبه في المبادرة بالتوبة ليكمل له أجر تلاوته بكمال حالته.
3 - وليس عندنا من كلام الله إلا القرآن العظيم، هذا إجماع المسلمين حتى أن ما يلقيه جبريل - عليه السلام - في روع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- سماه الأئمة بالحديث القدسي، وفرقوا بينه وبين القرآن العظيم ولم يقولوا فيه كلام الله، ومن الضروري عند المسلمين أن كلام الله هو القرآن وآيات القرآن، فمن اعتقد أن (صلاة الفاتح) من كلام الله فقد خالف الإجماع في أمر ضروري من الدين وذلك موجب للتفكير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/133)
4 - قد بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معلما كما صح عند [4]، وعاش معلما آخر لحظة من حياته فتوفاه الله تعالى نبينا ورسولاً ونقله للرفيق الأعلى، وقد أدى الرسالة، وبلغ الأمانة، وأنقطع الوحي وانتهى التبليغ والتعليم، وترك فينا ما إن تمسكنا به لن نضل أبدا وهو كتاب الله وسنته، كما صح عنه، هذا كله مجمع عند المسلمين، وقطعي في الدين، فمن زعم أن محمداً مات وقد بقي شيء لم يعلمه للناس في حياته فقد أعظم على الله الفرية وقدح في تبليغ الرسالة، وذلك كفر، فمن اعتقد أن (صلاة الفاتح) علمها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لصاحب الطريقة التجانية دون غيره، كان مقتضى اعتقاده هذا أنه مات ولم يبلغ وذلك كفر، فإن زعم أنه علمه إياها في المنام فالإجماع على أنه لا يؤخذ شيء من الدين في المنام مع ما فيه من الكتم وعدم التبليغ المتقدم.
هذا وقد ثبت في الصحيح أن الصحابة - رضي الله عنهم - سألوا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم _ كيف يصلون عليه فانتظر الوحي وعلمهم الصلاة الإبراهيمية وقد تواترت في الأمة تواتراً معنوياً ونقلها الخلف عن السلف طبقة عن طبقة واجمع الناس على مشروعيتها في التشهد، ومن مقتضى الاعتقاد الباطل المتقدم أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - كتم عن أفضل أمته ما هو الأفضل وحرم منه قرونا من أمته وهو الأمين على الوحي وتبليغه، الحريص على هداية الخلق وتمكينهم من كل كمال وخير، فمن قال عليه ما يقتضي خلاف هذا فقد كذب عليه وكذب ما جاء به، ومن رجح صلاته على ما علمه هو - صلى الله عليه وآله وسلم - لأصحابه - رضي الله عنهم - بوحي من الله واختيار منه تعالى فقد دخل في وعد: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا)) [الأحزاب:36].
5 - لا تثبت الأفضلية الشرعية إلا بدليل شرعي ومن أدعاها لشيء بدون دليل فقد تجرأ على الله وقفا ما ليس به علم وقد أجمعت الأمة على تفضيل القرون المشهود لها بالخيرية من الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام فاعتقاد أفضلية صاحب الطريقة التجانية تزكية على الله بغير علم وخرق للإجماع، موجب للتبديع والتضليل.
6 - عقييدة الحساب والجزاء على الأعمال قطيعة الثبوت ضرورية العلم فمن اعتقد أنه يدخل الجنة بغير حساب فقد كفر.
فالمندمج في الطريقة التجانية على هذه العقائد ضال كافر، والمندمج فيها دون هذا العقائد عليه أثم من كثر سواد البدعة والضلال.
ثم هاكم من جواب الأستاذ عن فصول السؤال، مما يؤيد جوابنا مع تعليقنا عليه:
((ومن المكر الخفي والكيد للإسلام المنطوي تحت هذه المقالة تزهيد الناس في القرآن العظيم وفي تلاوته ثم الأعراض عنه إلى ما هو أخف عملا وفي الميزان أثقل في زعمهم الباطل وأني لأعجب لمسلم استنار بنور القرآن يقبل هذه المقالة في الإسلام، فلا حول ولا قوه إلا بالله)).
لهذه وغيره نقول أن الطريقة التجانية ليست كسائر الطرق في بدعها، والمشاهد اليوم من أضرارها، ودعنا من حديث ماضيها بما فيه، بل هي طريقة موضوعة لهدم الإسلام تحت أسم الإسلام، فان كتبها وأقوال أصحاب صاحبها مطبقة على هذه الأفكار وأكثر منها فلا تجد في كتبهم ما هو خالص منها حتى يمكن أن يكون هو الأصل وأن غيره مدسوس وأنك لتجد هذه الكتب محل الرضى والقبول والتقديس عند جميع أتباع الطريقة عالمهم وجاهلهم، ولو كان عالمهم بالكلمة المنسوبة إلى صاحب الطريقة: والله أعلم بصحة نسبتها: ((زنوا كلامي بميزان الكتاب والسنة)) - لأعدموا تلك الكتب أو حموا على جماعتهم قراءتها أو حذفوا منها هذه الكفريات والأضاليل وأعلنوا البراءة منها للناس لكن شيئا من ذلك لم يقع، وإنما يطنطنون بتلك الكلمة قولياً ويقرون تلك الكتب وما فيها عمليا، وماذا يفيد القول مع التقرير والعمل، ولهذا رغم من كان في هذه الطريقة من أناس مشهورين بالعلم كالشيخ الرياحي فإن الحالة هي الحالة وتلك الكفريات والأضاليل فاشية منتشرة في أتباع الطريقة إلى اليوم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/134)
قال الأستاذ الحجوري .... بعدما نقل أقوالهم في ضمان شيخهم ومضاعفة الأجور لهم ودخولهم الجنة بغير حساب -: ((فكأنها (الطريقة التجانية) ورقة حماية من دولة لها سلطة عالية، تعالى من يجير ولا يجار عليه، فكأنهم نسوا القرآن)).
فبهذا صارت الطريقة التجانية في نظر أهل العلم بالسنة والكتاب كأنها مسجد الضرر ضد الإسلام، فالله يقول في نبيه خاتم النبيين، وهو يقولون في الشيخ التجاني هو الختم وهو لبنة التمام للأولياء فحجروا على الله ملكه وقطعوا المدد المحمدي وهم لا يبالون أو لا يشعرون، وحتى أن شعروا فالمقصد يبرر الواسطة، وإذا سمعوا أن النبي أفضل النبيين قالوا أن التجاني رجله على رقبة كل ولي لله، بهذه العبارة الجافة من كل أدب الجارحة لعواطف كل مسلم لأن الولي في عرفهم يشمل النبي إذ يقولون أن ولاية النبي أفضل من نبوته، ولا يبالون أن يكون أصابهم أفضل من أبي بكر وعمر والعشرة المبشرين بالجنة الذين كانوا يخافون الحساب ولا يأمنون العقاب، ولم يكن عندهم بشارة بالنجاة منهما، إذ لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)).
دعاء الإسلام إلى الجد ومحاسبة النفس والعمل على الخوف والرجاء في جميع نواحي الحياة الدنيا على أن يكون ذلك على السداد والإخلاص ليكون ذخراً لسعادة الأخرى فجاءت عقيدة ضمان الشيخ ودخول الجنة بلا حساب هادمة لذلك كله وقد ظهرت آثارها بالفعل كما حكاه الأستاذ الحجوري فيما يلي:
((حكي لي بعض القضاة قال: كان في محكمتي تسعون عدلا في البادية، وقد تقصيت أخبار الصالح والطالح منهم لأعلم مقدار ثقتي بهم في حقوق المسلمين فوجدت عشرين منهم متساهلين لا يؤتمنون على الحقوق، وحين دققت النظر في السبب تبين لي أنهم جميعاً تجانيون، فبقيت متحيرا حتى انكشف لي أن السبب هو أتكالهم على أنه لا حساب ولا عقاب يترصدهم فانتزع الخوف من صدورهم)).
هذا في العدول وهم من أهل العلم فكيف بالعامة؟ فهذه الطريقة ما وضعت إلا لهدم الإسلام ولا اجزم بأن صاحبها هو الذي وضعها هذا الوضع فقد يكون فيمن أتصل به من كاد هذا الكيد، ودسّ، وليس مثل هذا الكيد جديداً على الإسلام، قال الإمام ابن حزم في كتاب ((الأحكام)) ج3 ص21: ((فإن هذه الملة الزهراء الحنيفة السمحة كيدت في وجوه جمة، وبغيت لها الغوائل من طرق شتى، ونصبت لها الحبائل من سبل خفية، وسعي عليها بالحيل الغامضة وأشد هذه الوجوه سعي من تزيا بزيهم، وتسمى باسمهم ودسّ لهم سم الأساود، في الشهد والماء البارد، فلطف لهم من مخالفة الكتاب والسنة، فبلغ ما أراد ممن شاء الله تعالى خذلانه، وبه تعالى نستعين من البلاء، ونسأله العصمة بمنه، لا إله إلا هو)).
(كلمة إلى العلماء)
[وفي مقدمتهم صديقي العلامة الأستاذ البشير النيفر التونسي].
إنني ادعوا كل عالم تجاني إلى النظر في فصول السؤال والجواب فإن اقروا ما انكرناه فليعلنوا اقرارهم له، وإذا انكروا ما انكرناه فليعلنوا انكارهم له، يصرحوا:
1 - بأن (صلاة الفاتح) ليست من كلام الله.
2 - وأنها ليست مثل الصلاة الإبراهيمية.
3 - وأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -لم يعلمها لصاحب طريقتهم.
4 - وأن لا فضل له ولا لا تباعه إلا بتقوى الله.
5 - وأن المنتسب إلى طريقتهم لا يمتاز من المسلمين عن غير المنتسب إليها.
ومن لم يصرح بهذا باء بوزره ووزر الهالكين من الجاهلين وكان عليه أثم الكاتمين من العالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين [5] [6]
عبد الحميد بن باديس.
------------------------------
[1] أحزاب وأوراد التجاني 12 تحقيق محمد الحافظ
[2] انظر جواهر المعاني 1/ 136
[3] راجع ج 3 م 5 من الشهاب.
[4] كذا في الأصل والكلام ناقص وربما يكون أصله أو عنه.
[5] ش: جـ 7، م 14، ص 49 - 57
غرة رجب 1357 هـ - سبتمبر 1938.
[6] كتاب ابن باديس حياته وآثاره، جمع ودراسة: د. عمار الطالبي دار الغرب الإسلامي، ط.2 سنة 1403هـ، الجزء الثالث، ص (142 - 174)
ـ[حميد الهلالي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 02:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا وهذه الصلاة أفضل عند القوم من القرآن وهذه زندقة مكشوفة وردة مفضوحة
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 03:42 م]ـ
بورك فيك .. ورحم الله الشيخ عبدالحميد ..
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 03:46 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/135)
العلويون واغتيال ابن باديس
خلفيات الجريمة
بقلم عبد الحق عباس
كان الجزائريون بعد قرابة القرن من الاحتلال لا يرون الإسلام إلا الطُرقية، وقد زاد ضلالهم ما كانوا يرون من الجامدين والمغرورين من المنتسبين للعلم من التمسك بها والتأييد لشيوخها (1). وآل وضع الأمة إلى تخلف حضاري عام وشامل، لم يسلم من ذلك عالم أفكار الأمة ودينها ومعتقدتها، وأصبح الجانب التعبدي في أشكاله ومظاهره دون جوهره ومضامينه، وأخذ تَدين المجتمع عامة طابع الوراثة والتقليد والجمود لا أكثر، وتكلفت الزوايا والكتاتيب والمساجد في صورتها الموروثة بتقديم صورة معينة للإسلام، وفق وضع شيخ الطريقة المعينة.
ولما كان الإمام بن باديس يربط دائمًا بين الدين والأخلاق والعقل، ويرى أن قدرة المسلمين إنما تكون بالجمع بين العقائد الواضحة والأخلاق الطيبة والعلم، فإنه لم يتحرج من أن يقاوم الطُرق الصوفية في الجزائر، فكانت الحملات في دُروس التفسير والخُطب وفي مقالات الصحافة الإصلاحية بالأخص في الشهاب متوالية على الخرافات والأباطيل، وعلى المبتدعة والمضللين، وأيده في حملته فحول العلماء والمفكرين في الجزائر وتونس والمغرب وكان من أشدها عنفا على الطريقة العلوية وشيخها المتهم بالحلول ووحدة الوجود "أحمد بن عليوة" شيخ الطريقة العلوية في مستغانم، لسوء أدبه مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى بعض شطحاته الحلولية المنافية للعقيدة الإسلامية.
أحمد بن عليوة وطريقته:
لقد انتشرت الطرق الصوفية، وتعددت وتنوعت، وصارت تتحكم بزمام أوضاع الأمة، فلم يكن أحد أيًا كان يتجرأ على مواجهة شيوخ الطرق ومريديهم، ورَفض قبول كلامهم والانصياع لمطالبهم، والإذعان لأحكامهم وأوامرهم، فتفطن الاستعمار لما للطرقية من قوة ونفوذ، وعمل على احتوائها واستيعابها لاستخدامها وسيلة لبسط نفوذه وإحكام سيطرته، بتنصيبه من يضطلع لتشويه الدين عن طريق ضعاف النفوس من أمثال "أحمد بن عليوة" الذي تحدث عنه وعن طريقته الشيخ المجاهد "أحمد توفيق المدني" بما يلي:»
قال لي الأخ محمد رضا الأكحل – وكنا في أواخر شهر تموز/يوليو (جويلية) 1925 م -: لنا اليوم سهرة حافلة بمقبرة سيدي محمد بن عبد الرحمن، فلنستعد لها مبكرين حتى نكون في الصفوف الأولى. لم أفهم إطلاقًا. سيدي محمد .. مقبرة كبيرة وشهيرة بعاصمة الجزائر تعادل في أهميتها وفي قيمتها وفي علو كعب من دفن بها مقبرة الزلاج التونسية، وهي ذات أقسام ثلاث: المسجد والضريح، وساحة الضريح الفسيحة، وقبورها مسواة مع الأرض، ثم القسم الخلفي وقبوره عالية بارزة، فكيف تكون حفلة ساهرة فوق الأجداث؟ قال لي مؤكدًا أنها حفلة سنوية يقوم بها رجال الطريقة الرحمانية الذين يأتون في ركب عظيم من مدينة قسنطينة لزيارة شيخهم صاحب الطريقة. تقززت أولاً، هذه من أعظم البدع .. ويجب أن أرى ذلك رأي العين ...
وجاء الليل وذهبنا جماعة إلى المقبرة، فإذا بالساحة الفسيحة الموجودة أمام الضريح وقد أصبحت أشبه شيء ببهو فخم لقصر ثري، وقد فرشت أرضها بالبسط الثمينة، والزرابي المبثوثة، والمنابذ الصوفية الفارهة. وجلسنا، واستمر توارد القوم من حي "بلكور" ومن العاصمة وما يحيط بها، حتى لم يبق من مكان تطأه رجل إنسان.
وبعد صلاة العشاء، التأمت حلقة الذكر، وأخذ "الفقراء" يترنمون بأصوات هي البشاعة أقرب منها إلى الرخامة. وطال ذلك نحو ساعة. فبعض تلك الأناشيد والأذكار كان مستقيم المعنى صحيح المبنى، فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه الموعظة والذكرى، أما بعضها الآخر ففيه إشارات واضحة إلى مذهب "وحدة الوجود" يترنم بها القوم ولا يفهمون لها معنى، وخرجت من هناك آسفا حزينًا وأنا أتساءل: كيف تمكن أحمد بن عليوة المستغانمي من إنشاء طريقة صوفية وهو شبه أمّي؟ ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/136)
زارني – أحمد بن عليوة – يومًا، وسألته: ما هي الأسس التي بنيت عليها هذه الطريقة الجديدة؟ قال: سأبعث إليك بكتاب ألفته وطبعته ... وما هي إلا ساعة حتى جاءني أحد "الفقراء" يحمل إلي كتابًا، اسمه "المنهج القدوسية في شرح متن ابن عاشر على الطريقة الصوفية". وأخذت في الحين أقرأ الكتاب، ويا لهول ما قرأت: كلام أهوج، وخرافات لا تنطلي حتى على الأبله، وأباطيل وضلالات ما أنزل الله بها من سلطان. ودعوة سافرة غير حكيمة، لمذهب "وحدة الوجود" المنافي لعقيدتنا الإسلامية القرآنية الطاهرة على خط مستقيم. فاستعذت بالله من رجل اتخذ في ذهني صورة الشيطان في جسم إنسان ... «(2).
هذا ما جاء به "أحمد بن عليوة" (المتوفى سنة 1934 م) الذي كان يعمل حرازًا بمستغانم قبل أن آلت إليه مشيخة زاوية "درقاوة" بمستغانم بوصيّة من شيخه "محمّد بن الحبيب البوزيدي" (المتوفى عام 1909 م). ولكن الشيخ "ابن عليوة" كان طموحًا جدًّا فجدّد الطريقة وأدخل على نظامها وطقوسها ودعايتها تغييرًا شاملاً مِمّا جعلها تنتسب إليه بدلاً من نسبتها إلى "الدرقاوي" أو "الشاذلي"، وخرج بها من مستغانم لتنتشر في الآفاق، ونشطت على يده نشاطًا هائلاً، وامتدّت دعوتها باسمها الجديد: "الطريقة العليوية" في الوطن وخارج الوطن (3) ... وهكذا انتحل مذهبه - الذي نادى به محيى الدين بن عربي الأندلسي في كتابه (شجرة الكون) وعالجه اليهوي الهلاندي اسبينوزا، وتعرض له عمر بن الفارض – وهو مذهب "وحدة الوجود" الذي اشتهر به أيضًا شيخ الصوفية جلال الدين الرومي، أبعد الطرق عن الإسلام التي تدعو إلى الحلول صراحة، وهذا يتنافى تمامًا مع تعاليم الدين الإسلامي، ويصل بصاحبه إلى الكفر والإلحاد.
حملات ابن باديس على العلويين والطرق الصوفية الأخرى
رُفع نص سؤال إلى الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس يقول: "ما قول ساداتنا العلماء - رضي الله تعالى عنهم، وأدام النفع بهم - في رجلٍ يزعم أنّه قطب الزمان الفرد، وأنّ الكلّ دونه، وأنّه العارف الْمُسَلّك ... إلى غير ذلك من أعلى صفات العارفين، وأسمى درجات الكاملين، ثُمَّ يقول مخاطبًا للنبيّ صلى الله عليه وسلم بما نصّه:
إنْ مُتّ بالشَّوْق منكد
من هو بالملك موحّد
إن تبق في هجري زائد
عبس بالقول تساعد
ما عذر ينجيك للمولى ندعيك
ينظر في أمريك ما نرجوه فيك
ولَمّا قيل له في هذه الأبيات، قال: أَلسُنُ الْمُحِبِّين أعجمية!
فهل يُعَدُّ خِطابُه هذا سُوء أدب؟
وهل تجوز مخاطبة النبيّ صلى الله عليه وسلم بمثله؟
وهل صدور مثله من شأن العارفين الكاملين!؟
وهل يُقبل منه ما اعتذر به من عُجمة ألسن الْمُحبّين؟
أفيدونا مأجورين - إن شاء الله تعالى - من ربّ العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".
فانبرى الشيخ ابن باديس للجواب بعد أن استخار الله تعالى، فألف رسالة نافعة في الذب عن النبي صلى الله عليه وسلم موسومة ب: "رسالة جواب سؤال عن سوء مقال". ردّا على أحمد بن عليوة المستغانمي صاحب الطريقة العليوية، الذي تَجَرَّأَ على مقام النبوة الكريم فَفَاهَ بِجُمَلٍ سَخِيفَةِ الْمَعْنَى في أبيات باللّسان العَامِّيِّ الوارد في السؤال التي نشرها في ديوانه المطبوع في تونس عام 1920 م، المشحون بالدعوة إلى مبدأ الحلول وحدة الوجود (4).
رسالة جواب عن سوء مقال، عبارة عن رسالة صغيرة لا يزيد عددها عن سبع عشرة صفحة، تحتوي على مقدّمة وأربعة فصول وخاتمة، حَشَدَ فيها ابن باديس خير الأدلة، من الكتاب الكريم والسنّة الصحيحة وآثار السلف، بأسلوب علمي متين ولسان عربي مبين، وفرغ من تحريرها صبيحة الثلاثاء السابع والعشرين من ذي الحجة الحرام عام 1340ه الموافق لعام 1922 م، أرسل بها إلى كبار مشايخه بتونس وإلى أفاضل العلماء والمفتين بالجزائر والمغرب ومصر، فاطّلعوا عليها وقرّظوها وأرسلوا إليه بتقاريظهم تباعا فطبعها ونشرها في الجزء الأخير من الرسالة بأسماء العلماء المقرظين مع بيان وظائفهم وبلدانهم. واعتبروها من العمل المبرور والصنيع المشكور، وضلّلوا من فاه بتلك الأبيات، لما حوته من ترّهات"!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/137)
إنّ الرسالة - على صغر حجمها وما فيها من علم دسم – ساهمة بالقدر الممكن في الردّ على تحرّك أدعياء التصوّف الزائف في تلك الأيام، وتحذير الأمة من إفكهم وباطلهم، وكشف مخازيهم على ما أدخَلُهُ في القلوب من فساد العقائد، وعلى العقول من باطل الأوهام، وعلى الإسلام من زور وتحريف وتشويه، إلى ما صرفت من الأمّة عن خالقها بما نصبت من أنصاب، وشتّتت بكلمتها بما اختلقت من ألقاب، وقتلت من عزّتها بما اصطنعت من إرهاب، حتّى حقّت للحقّ على باطلها الغلبة (5)، واهتداءً بجنود الإصلاح من إخوانه المشايخ في جمعية العلماء المسلمين - التي أسسها ابن باديس سنة 1931 م – من أبرزهم: الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، والعربي التبسي، ومبارك الميلي، والطيب العقبي (رَحِمَ اللهُ الجميع) الذين "شنّوا الغارة على قلعة الضلال، وحملوا عليها حملةً صادقةً شعارُهم: لا صوفية في الإسلام، حتّى يدكّوها دكًّا وينسفوها نسفًا ويذروها خاوية على عروشها" (6).
وأمام الصعاب التي واجهها ابن باديس ورجال الإصلاح خاصة أن الطرق المنحرفة كانت تتلقى الدعم من سلطات الاحتلال، استعان ابن باديس بالصحافة الإصلاحية لكشف حقيقة تلك الطرق المنحرفة متبنيا منهج إصلاح عقائد الناس وأعمالهم، إذ يقول: "قمنا بالدعوة إلى ما كان عليه السلف الصالح من التمسك بالقرآن الشريف والصحيح من السنة الشريفة وقد عرف القائمون بتلك الدعوة ما يلاقونه من مصاعب وقحم في طريقهم من وضع الذين شبّوا على ما وجدوا عليه آباءهم من خلق التساهل في الزيادات والذيول التي ألصقها بالدين المغرضون أو أعداء الإسلام الألداء والغافلون من أبناء الإسلام".
فكانت الحملات متوالية منذ أول جريدة أنشأها الإمام، هي المنتقد (في 3 جويلية سنة 1925 م) وكان شعارها "الحق فوق كل أحد والوطن قبل كل شيء"، وكما يدل عليها اسمها فقد كانت ثورة على كل المظاهر المنحرفة في المجتمع الجزائري بهدف تنبيه المجتمع إلى مواطن الخلل والتركيز على نقض الطرق الصوفية المنحرفة التي كانت تمثل الإسلام بصورة مشوهة وكانت توجه أتباعها من خلال المقولة الخطيرة "اعتقد ولا تنتقد" فكان عبد الحميد بن باديس يردد عبارة "انتقد ولا تعتقد".
ولكن "المنتقد" لم تعش طويلا، نظرا للهجتها الحارة، وجملتها الصادقة، ضد الخرافات والبدع، والتي أثارت حفيظة الطرقيين عليها، وساندهم في ذلك بعض رجال الدين الرسميين. فأخذوا في الوشاية لدى السلطات الفرنسية ضدها، حتى عطلتها بأمر حكومي، بعد أن دامت أربعة أشهر أصدرت خلالها ثمانية عشر عددًا. ويقول الإمام فاضحًا وكاشفًا سبب سعي السعاة لتعطيلها: "ولكن أثار الذين اعتادوا التملق صدقها. وكبر على الذين تعودوا النفاق صراحتها. وهال الذين اعتادوا الجبن من الرؤساء، أو اعتادوا الجمود من الأتباع صرامتنا. فأجمعت هذه الطرائف أمرها، وأخذوا يسعون في الوشاية ضدها، وحمل الحطب للمراجع العليا لحرقها، حتى عطلت".
على إثر تعطيلها مباشرة، أصدر ابن باديس جريدة "الشهاب" (في 12 نوفمبر 1925 م) التي يوحي عنوانها "بالطموح إلى إضرام النار في القديم البالي الميت، الذي يريد أن يتحكم في الأحياء، وفي المستقبل. وإلى إنارة الطريق للجيل الصاعد، نظرا لما للشهاب من معاني النار والضوء" (7). وخوفًا من الإمام على الجريدة من التعطيل، وحذرًا منه على ذلك، اصطنع وانتهج – مداراة وتمويهًا – في تحريرها رؤية جديدة تتسم بعدم الصدام مع سلطات الاحتلال، والصبغة الدينية الغالبة في موضوعاتها، فقام الشيخ بشرح التفسير والأحاديث على صفحاتها، مع ربط المسائل الدينية بالواقع الجزائري، فراح يهاجم الدجاجلة فيقول على صفحاتها: "أحذر من دجال يتاجر بالطلاسم، ويتخذ آيات القران وأسماء الرحمن هزواً يستعملها في التمويه والتضليل".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/138)
واتهم المتصوفة الذين أخذوا أنفسهم وأتباعهم بنسك الأعاجم (يعتبر أحمد بن عليوة أنه واحد منهم) بأنهم اخترعوا أعملا وأوضاعًا وعقائد من عند أنفسهم وظنوا أنهم يتقربون بها إلى الله على غرار ما فعل المشركون من عبادة الأوثان والذبح عليها، "وكما اخترع طوائف من المسلمين الرقص والزمر والطواف حول القبور والنذر لها والذبح عندها ونداء أصحابها وتقبيل أحجارها ونصب التوابيت عليها، وحرق البخور عندها، وصب العطور عليها" وهو يدمغ ذلك كله بأنه مخالف لسنة رسول الله وأصحابه. وهو يظهر عجبه من حال المسلمين الجزائريين وغيرهم إذ "تجد السواد الأعظم من عامتنا غارقًا في هذا الضلال. فتراهم يدعون من يعتقدون فيهم الصلاح من الأحياء والأموات، يسألونهم حوائجهم من دفع الضر، وجلب النفع وتيسير الرزق وإعطاء النسل، وإنزال الغيث ويذهبون إلى الأضرحة ... ويدقون قبورهم وينذرون لهم ... وتراهم هناك في ذل وخضوع وتوجه، قد لا يكون في صلاة من يصلي منهم"، إنهم يدعون غير الله، ومن دعا غير الله، فهو إلى الشرك أقرب.
وإلى جانب هذا الشرك الخفي أو الصريح، ما عسى أن يقول المتصوفة عن الأنبياء وعن سيد الخلق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وهم أكثر الخلق خوفًا من الله ونفورًا من عذابه؟ وهل يجهلون أن من دعاء القنوت الثابت المحفوظ "وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخاف عذابك الجد" ...
هذا وقد صرف الطرقية في الجزائر الناس عن العمل، وحببوا إليهم التواكل، وأنكروا عليهم حرية الإرادة، وكادوا يجردونهم من قيمهم الإنسانية، وشاعت المنكرات في الوالد "والزردات والوعدات"، واستغل أرباب الطرق الصوفية سذاجة العامة فهناك "نوع موجود في غالب القطر الجزائري، ويكثر في بعض الجبال وهو أن بعض المأمورين من بعض شيوخ الطوائف يأتون بثلة من أتباعهم، فينزلون على المنتمين إليهم من ضعفاء الناس فتدبح لهم الذبائح، ويكنس لهم ما في البيت .. وشر ما في هذا الشر أنه يرتكب باسم الدين وينسبه الجهال أنه قربة لرب العالمين".
ويعترف الإمام بن باديس أن الناس قبل نجاح حركة الإصلاح كانوا يظنون أن الإسلام ليس إلا ما تصوره الطرق الصوفية. ومما زاد في ترويج هذه الفكرة الضالة ما رأوه من مسلك علماء الدين ضيقي الأفق الذين ساندوا الطرقية، وأيدوا شيوخها. لهذا عمد لكشف أسمائهم وطرقهم المنحرفة عبر عديد المقالات الحادة باسمه أشهرها مقال "جواب صريح" في ذكر المشتهر بصلاة الفاتح لما أغلق من الأذكار المنتشرة عند الطريقة التيجانية، ونشره "الخطبة العصماء في التحذير من البدع والموالد" للسلطان سليمان بن سيدي محمد بن عبد الله، أحد مفاخر ملوك المسلمين في القرن الثاني عشر في المغرب الأقصى، ويعلل ذلك "ونحن نرجو من خطباء الجزائر أن يخطبوا بها على الناس إن كانوا لهم ناصحين". وللإمام مقالات أخرى كان يمضيها باسم "بيضاوي" في أغلبها كانت شديدة النقد للطريقة العلوية، فحاول العلويون معرفة هذا الكاتب، ولكن إدارة الشهاب أبت الكشف عنه، وما تحركهم لمعرفة الكتاب إلا غيضا، كون الله وفق الجزائريين إلى معرفة حقيقة هذه الطرق وإلى كشف عن أهدافها من إشاعة العقائد الباطلة وتحريف الإسلام وتشويهه، وتحطيم القيم الأخلاقية الإسلامية، ومن مساندة دولة الباطل.
تحرك غيض العلويين:
بعد قرابة العام من صدور الصحافة الإصلاحية التي تزعمتها صحف الشيخ ابن باديس وصمودها، واشتداد الحمالات على الطرقية خاصة على الطريقة العلوية واتباعها، تحرك غيض العلويين، فقرروا الفتك بابن باديس، لأن بموته تختفي الصحف وينطفئ نجم جمعية العلماء المسلمين اللتان كشفتا أفعالهم المنحرفة، وينتقمون لشيخهم أحمد بن عليوة الذي فضح أمره في رسالة جواب سؤال عن سوء مقال، وتنطفئ الصحوة والنهضة القائمة كون ابن باديس زعيمها الروحي الذي أخمد نار زرداتهم، وخلص البلاد من حمى دراويشهم، وحرر عقل الأمة من أضاليلهم وأحلامهم الممتعة المسكرة، التي يشعيها شيوخهم ومريدوهم. فعقدوا اجتماعا في مستغانم واتفقوا فيه أن يغتالوا الشيخ المصلح، وأرسلوا من ينفذ هذه الخطة.
- صورة الحادثة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/139)
في قسنطينة شرع هذا الشخص الموفد مع بعض مساعديه يترصدون الشيخ لمعرفة مسكنه وتحركاته وأوقاته، وفي يوم 9 جمادى الثانية 1341 هـ الموافق ليوم 14 ديسمبر 1926 م عندما كان ابن باديس عائد إلى بيته بعد منتصف الليل، كمن له الجاني في الطريق، وأقدم على تنفيذ محاولته الآثمة، ولما دنا منه هوى عليه بهراوة وأصابه بضربة على رأسه وصدعه، فشج رأسه وأدماه، لكن الشيخ أمسك به، وهو الضعيف النحيل، وصعد به في الدرج إلى الطريق العام، ويصيح مستغيثا فتبلغ صيحته جماعة كانت بمكان قريب منه، فيهرعون إليه ولما رأى المجرم إقبال الجماعة لاذ بالفرار، وإلى أين؟ إلى منزل الإمام حيث وقف ببابه ولعله كان ينتظر الإجهاز عليه بطعنة خنجرا من نوع "البوسعادي" كان يحمله، ولكن خاب ظنه، وخذلته بركة الشيخ والزاوية، فعثرة عليه جماعة النجدة هناك، وانقضوا عليه، وكادوا يفتكون به، لو لا تدخل الإمام بن باديس قائلا: "كفوا عنه فليس الذنب ذنبه، فما هو إلى صخرة مسخرة".
شاع خبر محاولة الاغتيال في المدينة فأقبلت الجموع تستطلع الخبر، وتتأكد من حياة الإمام بن باديس برؤيته، ومن القلة الذين أذن لهم الشيخ بدخول عليه الشيخ محمد الصالح بن عتيق أحد أبرز طلبته رفقة بعض زملائه، يتحدث عن حالة الإمام: "ولما دخلنا عليه رأينا ويا هول ما رأينا شخصا نحيلا علاه الاصفرار يصارع الألم الذي أصابه بصبر وثبات فأصابنا حزن عميق وقد أدرك ما نحن عليه فابتسم وقال لنا أتذكرون درس الليلة في تفسير قول تعالى: "لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون"، قلنا نعم نذكره جيدا، والحمد لله على سلامتكم. وقبل أن ننصرف سألناه عن الحادثة وكيف جرت بينه وبين المجرم قال: "بينما كنت عائدا من إدارة الشهاب ليلا، وقد تلفعت ببرنوسي من شدة البرد أفكر في أعمال الغد، وأنا ذاهب إلى المنزل، وعندما كنت على السلم الواصل إليه، لم أشعر إلا بضربة شديدة تهوي على رأسي، ولو لا العمامة التي وقتني لنالت مني هذه الضربة أكثر مما نالت، فاشتبكت مع المجرم، واستطعت أن أحمله بين يدي هاتين، مشيرا بيديه، وأصعد به في الدرج وبلغت به الطريق العام، ثم سكت قليلا، ثم قال: أتدرون كيف تغلب عليه؟ قلنا لا، والله الرجل بدوي يجهل السير على الدرج وخاصة الضيق منها، أما أننا فقد تعودت السير عليها، ولم أجد في ذلك حرجا". وأبي رحمة الله أن يجعلنا نعتقد أنها كرامة له من الله، وهي كذلك فمن عرف المكان الوعر والوحش الكاسر، وما معه من سلاح، ومن عرفه ما عليه الأستاذ من الضعف والهزال أيقن أن الله كان معه يدافع عنه" (10).
أما الجاني فقد أمسكت به جماعة النجدة وساقوه إلى الشرطة فأوقفته وفتشته فوجدت عنده سبحة وتذكرة ذهاب وإياب بتاريخ ذلك اليوم، (من مستغانم إلى قسنطينة) زيادة عن الخنجر والعصا، فأودعته السجن ثم قدمته للمحاكمة فنال جزاءه، وصدر في شأنه الحكم بخمس سنوات سجنا. رغم أن ابن باديس عفا عنه في المحكمة قائلا: "إن الرجل غرر به، لا يعرفني ولا أعرفه، فلا عداوة بيني وبينه .. أطلقوا سراحه"، ولكن الزبير بن باديس المحامي (شقيق الشيخ بن باديس) قام باسم العائلة يدافع عن شرفها، ويطالب بحقها في تنفيذ الحكم قائلا: "إن أخي بفعل الصدمة لم يعد يعي ما يقول إلى غير ذلك مما جرى في المحاكمة".
- صدى الحادث الأليم:
ما كاد خبر الحادثة يقع حتى انتشر الخبر في أنحاء البلاد وأرجاء الوطن العربي، فورد على مجلة الشهاب عشرات من القصائد والمقالات يستنكرون فيها محاولة اغتيال الإمام بن باديس من طرف دعاة البدعة بإيعاز الإدارة الاستعمارية، وانتقلت الطريقية العلوية واتباعها من مواقع الهجوم إلى مواقع الدفاع في محاولة للدفاع عن وجودها ومصالحها، غير مدركة في الحقيقة أين تكمن مصلحتها الحقيقة بعد أن فقدت شعبيتها وظهرت بمظهر الخيانة، ولم تعد ذات نفع للحكومة الفرنسية، بل غدت عبئاً عليها بسبب الحادث الأليم.
وفي هذه الحادثة فاضة المقالات بشعور الإعجاب بجهاد الإمام بن باديس وشجاعته، فمن ذلك القصيدة التي وردت من شاعر الشباب، وأمير شعراء الجزائر الشيخ محمد العيد آل خليفة الذي خاطب بها الشيخ بن باديس بعد الحادثة:
حَمتْك يَدُ المَوْلَى وكُنْتَ بِهَا أولَى
وأخطاك الموت الزؤام يقوده
وأهوى إلى نصل بكف لئمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/140)
فأوسعها وهنا، وأوسعتها قوة
وكادت يد الجاني السخّر تعتلي
فَيَا لو ضِيع النّفْسِ كَيفَ تَطاولتْ
فَوَافَتكَ بالنَّصْر العَزِيزِ طَلائعٌ
وإنْ أنْسَ لا أنْسَى الذينَ تَظَافَرُوا
فيَالكَ مِنْ شَيخَ حَمََتْهُ يَدُ المَوْلَى
إليك أمرؤ أملي له الغي ما أملي
تعود أن ينضي بها ذلك النصلا
وأجهدتها عقدا، وأجهدها حلا
يد الشيخ لولا الله أدركه لولا
بِهِ نَفْسُه حتَّى أسرّ لَكَ القَتلاَ
مُبَاركةٌ تَتْرى من الْملأ الأعْلَى
عَلى الفَتْكِ بالجَاني فقلتَ لَهُم مَهْلاَ (11)
وجاءت من الشاعر الكبير السعيد الزاهري قصيدة ينوه فيها بشخصية الإمام بن باديس، ويستنكر فعل خصومه الأنذال ومطلعها:
لا تبلغ العلياء دون ثبات
يا وقفة لك في سبيل الله لم
بعثوا إليك منوما يعدو على
قطع الطريق عليك في غسق ولم
نهضوا لحرب المصلحين لعلهم
أذوك حين دعوت من ضلوا الـ
هيهات دون المجد كل أداة
نرهان لغيرك من ذوي الوقفات
ما فيك من جد ومن عزمات
تكن التّيوس لتقطع الطرقات
يقفون دون طريقة عشرات
ـدين النير بحكمة وعظات (12)
وجاء من الشاعر الوطني رمضان حمود قصيد مطلعه:
عِشْ سالما عبد الحميد من البلا
عش كالهلال سناؤه وعلوه
قد خابت الأنذال وهي كتائب
والكل نحوك أنجم وكواكب (13)
وكتب الشيخ العربي التبسي – وهو طالب بالأزهر الشريف بمصر – مقالا موسوم "أريد حياته ويريد قتلي" قال فيه بعد أن اثنى عل مجلة الشهاب: "وما قبل اليوم كاهن، ولا عراف، ولا زاحر، يقر إليه (في أذنيه) يظن أن هناك مخلوقًا من إنس، أو جن، تحدثه نفسه بأن يحمل المعول والفؤوس ليهد علمًا يزاحم الكواكب بالمناكب، من أعلام الإسلام في سبيل الشيطان، ومرضاة الطاغوت، ولكن من سبقت عليه الشقاوة، وجرى عليه القضاء، اتبع هواه فركبها عشواء مظلمة!
من ذا الذي لا ينفلق كبده أسفًا وغمًا لما أتاه هذا الأفاك الأثيم العليوي مما يغضب الرحمان، ويثير الأشجان؟
ألا فليعلم العليوي السفاك، ولي إبليس، أن فعلته التي فعل لم تكن مسددة إلى الأستاذ العظيم ابن باديس، وإنما رمى بسهمه نحر الإسلام، وأنه أراد هو وشيعته أن يأتوا بدين مزيج من معتقدات الآباء الكاثوليك، والرسل البروستانتيين، فليس له أن يرغم علماء الإسلام على قبول شنعه باسم دينهم وأن يكم أفواههم حذر أن يبينوا للناس ما أتيتم به مما ينقض الهيكل الإسلامي، ويحطمه لبنة لبنة، فدون وصولكم إلى غايتكم – والله – لمس السماء، ودك الشاخب (الجبال) " ... (14)
واستمرت الرسائل والقصائد تهنئ ابن باديس وتنعي باللائمة على المعتدي وحزبه، فكانت هذه الحادثة رغم فضاعتها وبشاعتها مباركة على المصلحين وأنصارهم، فقد تأهبوا للدفاع عن الفكرة الإصلاحية ورعايتها بينما باء أهل الزيغ والضلال بالهزيمة وسوء السمعة فانكشف حالهم وحيطت أعملهم فكانوا من الخاسرين.
موقف ابن باديس من الحادث وكلمته الصريحة:
بعدما تبين أن للعلويين والطرقية المنحرفة يد في الحادث، بين الإمام بن باديس موقفه من الحادث، موجها كلمة صريحة للطرقية، يقول: "لا يهمنا اليوم أن نجهز على الجريح المثخن الذي لم يبق منه إلا ذماء، وإنما يهمنا أن نبين موقفنا مع البقية من شيوخنا ونسمعهم صريح كلمتنا. حاربنا الطرقية لما عرفنا فيها – علم الله – من بلاء على الأمة من الداخل ومن الخارج، فعملنا على كشفها وهدمها مهما تحملنا في ذلك من صعاب. وقد بلغنا غايتنا والحمد لله، وقد عزمنا على أن نترك أمرها للأمة، هي التي تتولى القضاء عليها، ثم نمد يدنا لمن كان على بقية من نسبته إليها لنعمل معًا في ميادين الحياة على شريطة واحدة: وهي أن لا يكون آلة مسخرة في يد نواح اعتادت تسخيرهم، فكل طرقي مستقل في نفسه عن التسخير فنحن نمد يدنا له للعمل في الصالح العام، وله عقليته لا يسمع منا فيها كلمة، وكل طرقي – أو غير طرقي – يكون أذنًا سماعة وآلة مسخرة، فلا هوادة بيننا وبينه حتى يتوب إلى الله. قد نبذنا إليكم على سواء .. إن الله لا يحب الخائنين" (15).
--------------------------------------------------------------------------------
الهوامش:
1 - الشهاب، ج11، م14، محرم 1357 – مارس 1938، ص: 204.
2 - بسام العسلي: عبد الحميد بن باديس وبناء قاعدة الثورة الجزائرية، ط2، دار النفائس، بيروت، لبنان، 1403 هـ/1983 م، ص: 74 – 75 – 76.
3 - أنظر محمد الصالح رمضان (وهو من تلاميذ ابن باديس) في مقدمته على الرسالة المحققة "رسالة جواب سؤال عن سوء مقال".
4 - انظر الشواهد على ذلك في "صراع بين السنّة والبدعة" لأحمد حماني، ص: 201 - 223.
5 - أنظر آثار الإمام ابن باديس، ج5، ط1، من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية، الجزائر 1985 م، ص: 587.
6 - أنظر سجل مؤتمر جمعية العلماء، ص 31.
9 - محمد الميلي: ابن باديس وعروبة الجزائر، ابن باديس وعروبة الجزائر، ط2، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1973، ص 12.
10 - محمد الصالح بن عتيق، أحداث ومواقف في مجال الدعوة الإصلاحية والحركة الوطنية بالجزائر، منشورات دحلب، ص: 60.
11 - محمد العيد آل خليفة: ديوان محمد العيد، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، ص: 122.
12 - محمد الصالح بن عتيق، نفس المرجع، ص: 62 - 63.
13 - محمد الصالح بن عتيق، نفس المرجع، ص: 63.
14 - محمد الصالح بن عتيق، نفس المرجع، ص: 64.
15 - الشهاب، ج11، م14، محرم 1357 – مارس 1938، ص: 204.
http://www.chihab.net/modules.php?name=News&file=article&sid=1480(36/141)
الرسائل العلمية في الماجستير والدكتوراه في الجامعات السعودية
ـ[سنغالي]ــــــــ[09 - 11 - 06, 06:27 ص]ـ
بسم الله
دفعني لكتابة الموضوع تلك الجهود المبعثرة في جمع الرسائل العلمية في الجامعات السعودية.
ولقد رأيت طرح مثل هذا الموضوع لتثبيته في الملتقى، وقد تمت بدايات للجمع في:
(الملتقى العلمي للعقيدة) وهو ملتقى جديد يكتب فيه عدد من طلبة العلم باسمائهم الصريحة، او بالقابهم
http://www.alagidah.com/vb/index.php
وهنا سانقل ما تم كتابته من رسائل هناك في الملتقى، وهذا هو الرابط للموضوع:
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?p=317#top
وهذه هي الرسائل المسجلة في مسار العقيدة في قسم الدراسات الاسلامية في جامعة الملك سعود.
مع العلم ان جميعها ماجستير، وقد بدا التسجيل في رسائل الدكتوراه ولكن على نطاق ضيق جدا، حيث إن المسار جديد في القسم.
1 إبراهيم عليه السلام في التوراة ـ دراسة عقدية في ضوء القرآن الكريم سليمان عبدالله الراجحي د. محمد أبو الغيط الفرت 13/ 2/1421
2 أبرز المواقع التنصيرية عبر شبكة المعلومات العالمية (الأنترنت) – دراسة تحليلية. أنعام بنت محمد محسن عقيل أ. د. مهدي رزق الله أحمد 2/ 4/1426
3 أثر الإيمان في تحقيق الأمن. عبدالله بن ناصر أبو حيمد د. محمد بن عبدالله السحيم 7/ 1/1424
4 أثر الإيمان في تنمية العمل الاجتماعي وتطبيقاته في المنطقة الشرقية. أحمد حمد البوعلي د. سليمان بن قاسم العيد 1424
5 أثر التصوف على مذهب الأشاعرة. منيفة خليف الشمري د. عبدالله بن صالح البراك 12/ 9/1424
6 الاختلاف بين الأشاعرة والماتريدية في مسائل الإيمان والأسماء والصفات. في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. عبدالرحمن علي محمد المزعل
د. سليمان قاسم العيد 21/ 4/1424
7 أدلة الوحدانية في الرد على النصرانية، للقرافي (626ـ684). دراسة وتحقيق. فاطمة بنت حيدر آل معافا د. محمد بن عبدالله السحيم 6/ 5/1426
8 أدلة أهل السنة العقلية في الأسماء والصفات والقدر. أحلام بنت صالح الضبيعي د. خالد عبدالله القاسم 13/ 8/1425
9 الأديان والفرق المعاصرة المنتسبة إلى الإسلام في ساحل العاج (كوت ديفور) - عرض ودراسة. عبدالله بامبا د. مهدي رزق الله أحمد 1424
10 آراء ابن حبان في مسائل العقيدة ومنهجه في عرضها. عبدالعزيز عبدالله رشيد المبدل د. محمد أبو الغيط الفرت 12/ 3/1417
11 آراء الكلابية العقدية وآثرها في الأشعرية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. هدى ناصر محمد الشلالي د. شوقي إبراهيم عبدالله 30/ 2/1419
12 أسباب الخطأ في نسبة المسائل العقدية إلى السلف – دراسة عقدية. نورة بنت محمد المجرشي د. محمد بن عبدالله السحيم 19/ 1/1426
13 الأسماء والصفات عند متأخري الحنابلة في القرنين الخامس والسادس في ضوء الكتاب والسنة. نوره حمد عبدالرحمن الحرقان د. محمد أبو الغيط الفرت 16/ 9/1417
14 أشهر الفرق الأمريكية المعاصرة المنتسبة للإسلام وأثرها العقدي ـ عرض ودراسة. فهد عبدالعزيز السنيدي د. حمدان بن محمد الحمدان 1426
15 الأصول الستة الأولى من كتاب أصول الدين للبغدادي ـ دراسة تحليلية نقدية. محمد سليمان محمد العريني د. صابر عبدالرحمن طعيمه 13/ 11/1417
16 الأصول التسعة الأخيرة من كتاب أصول الدين للبغدادي ـ دراسة تحليلية نقدية. في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. ناصر فلاح ناصر الشهراني د. صابر عبدالرحمن طعيمه 2/ 11/1418
17 الإعلام التنصيري الموجة للطفل من خلال قناة (سات 7) الفضائية ـ دراسة تحليلية. فضة بنت سالم العنزي أ. د. مهدي رزق الله أحمد.
ودخيل الله الدخيل. 16/ 10/1425
18 أعمال القلوب عند الإمام ابن القيم _ جمع ودراسة. وفاء بنت زيد العزيري د. محمد بن عبدالله الوهيبي 1/ 5/1425
19 أقوال ابن بطال في مسائل العقيدة ومنهجه في تقريرها في كتابه شرح صحيح البخاري. سعيد بن مشبب القحطاني د. سليمان بن قاسم العيد 4/ 2/1426
20 إنجيل متى ـ دراسة السند والمتن. عبدالله محمد المطرود د. محمد أبو الغيط الفرت 15/ 11/1415
21 البدع القولية والفعلية حول القرآن الكريم في واقع المسلمين المعاصر_جمعاً ودراسة. عبير عبدالعزيز شبيب د. سهير الفيل 14/ 10/1424
22 بدع المقابر ـ دراسة عقدية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. صالح مقبل عبدالله العصيمي د. حمدان محمد الحمدان 9/ 1/1424
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/142)
23 البرمجة اللغوية العصبية المعربة ( NLP)– دراسة عقدية. هند بنت علي المطرود أ. د. سليمان بن قاسم العيد
ود. أحمد بن عثمان المزيد 19/ 4/1425
24 التابعون المنسوبون إلى البدعة، عرض ونقد. أحمد بن محمد اللهيب د. سعد بن عبدالله الحميد 14/ 10/1424
25 التأويل الكلامي عند الإباضية- دراسة وتحليل. عبدالله بن علي الطعيمي د. حمدان بن محمد الحمدان 1/ 5/1425
26 التأويل وعلاقته بالإيمان والكفر عند الفرق الإسلامية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. هيا إسماعيل عبدالعزيز آل الشيخ د. رزق يوسف الشامي 5/ 2/1419
27 التحسين والتقبيح وجذوره في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. علي موسى محمود الزهراني د. عبدالعزيز سيف النصر 25/ 2/1418
28 التحولات العقدية المحمودة في صفوف الإمامية في الفترة (1320_1420) _ عرض ونقد. خالد محمد البديوي د. خالد عبدالله القاسم 5/ 4/1425
29 التوكل عند الصوفية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. جمعه خالد غضب العنزي د. محمد طلعت أبوصير 13/ 2/1417
30 التيار الوجودي في الفكر العربي المعاصر (عبدالرحمن بدوي وزكريا إبراهيم نموذجاً_ دراسة نقدية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. هاني بن عبدالله الملحم د. الشفيع الماحي أحمد 13/ 8/1425
31 الجهل بالعقيدة ومدى العذر فيه. سعيد محمد حسين معلوي د. عماره نجيب محمد 12/ 3/1417
32 حجية خبر الآحاد في العقيدة. منيرة فراج علي العقلا د. شوقي إبراهيم علي 8/ 1/1419
33 الحوار مع أهل الكتاب: أسسه ومناهجه في الكتاب والسنة. خالد عبدالله عبدالعزيز القاسم د. أحمد عبد الحميد غراب 7/ 2/1411
34 الخرافة في المجال العقدي عند المنتسبين إلى الإسلام ـ دراسة عقدية. بدرية بنت فواز التميمي د. عبدالله بن صالح البراك 25/ 5/1425
35 الخضر عند الصوفية في ضوء الكتاب والسنة. سعود الخماس د. الشفيع الماحي أحمد 1423
36 الداء والدواء المعروف بـ (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) لابن قيم الجوزية (ت751)، القسم الأول، دراسة وتحقيق. فتحية بنت علي القحطاني د. عبدالله بن صالح البراك 1426
37 الداء والدواء المعروف بـ (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي)، لابن القيم، القسم الثاني، دراسة وتحقيق. أمل بنت صالح المبدل د. عبدالله بن صالح البراك 1426
38 دراسة عقدية لإبليس ومعتقدات الفرق الضالة في ضوء الكتاب والسنة. محمد بن سليمان المفدى د. حمدان بن محمد الحمدان 9/ 9/1424
39 دعوى التحول إلى مذهب الإمامية الإثني عشرية على شبكة المعلومات العالمية-الانترنت- زكي بن منصور أبوحيمد د. عبد الله بن دجين السهلي 15/ 9/1426
40 دعوى خصوصية رسالة النبي صلى الله عليه وسلم للعرب عند المحدثين ـ عرض ونقد صالح عبدالله عبدالعزيز الخراشي د. عبدالقادر عبدالقادر البحراوي 10/ 3/1422
41 دلائل النبوة عند أهل السنة والجماعة – دراسة عقدية. أسماء بنت سعد الرشود د. سهير محمد الفيل 1421
42 الرد على الإخنائي، لشيخ الإسلام ابن تيمية. تحقيق ودراسة. أحمد مونس خلف العنزي د. رزق يوسف على الشامي 19/ 2/1418
43 الروح في الفكر الإسلامي في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. حنان زكي حسين العباسي د. محمد أبوالغيط الفرت 28/ 7/1420
44 السببية وصلتها بالقدرة الإلهية عند الفلاسفة والمتكلمين في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. رعد صالح إبراهيم الذيب د. شوقي إبراهيم عبدالله 16/ 11/1421
45 الشفاعة عند المثبتين والنافين دراسة مقارنة في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. عفاف محمد عبدالعزيز الونيس د. محمد طلعت أبوالنصر 7/ 2/1419
46 طائفة السيخ عرض ونقد في ضوء العقيدة الإسلامية. نادر بن صقر السحيل د. حمدان بن محمد الحمدان 4/ 2/1426
47 العصمة في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة منصور راشد سعد السعيد د. محمد بن طلعت أبو النصر 1419
48 عقيدة الإمام أبي الخطاب الكلوذاني – عرض ودراسة. هيلة بنت إبراهيم المهيدب د. عبدالله بن صالح البراك 16/ 10/1425
49 عقيدة التثليث النصرانية وموقف الإسلام منها. عباس صالح كانه د. أحمد محمد جلي 4/ 4/1404
50 العقيدة الماركسية وعلاقتها بانحسار النظم السائدة في الاتحاد السوفياتي وأوربا الشرقية. نايف بن محمد أبا الخيل د. صابر عبدالرحمن طعيمة 14/ 11/1413
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/143)
51 علاقة البهائية بالماسونية والاستعمار وبعض الفرق الباطنية. مانع محمد علي المانع د. عماره نجيب محمد 5/ 2/1415
52 العمل وعلاقته بالإيمان عند الفرق الإسلامية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. شريفة أحمد علي الحازمي
د. رزق يوسف علي الشامي 5/ 3/1420
53 العولمة: دراسة نقدية في ضوء العقيدة الإسلامية. ماجد علي إبراهيم الزميع د. عبدالقادر البحراوي 22/ 10/1422
54 الفرق الباطنية المعاصرة في الولايات المتحدة الأمريكية. أبو أمينة بلال برادلي فيلبس د. فاروق أحمد دسوقي 18/ 6/1405
55 فرقة الإسماعيلية المعاصرة وعلاقتها ببعض المذاهب الأخرى. محمد أحمد علي الجوير د. صابر عبدالرحمن طعيمة 1413
56 فكر الحارث المحاسبي الصوفي في ميزان الكتاب والسنة. خالد سليمان جارالله الخطيب د. صابر عبدالرحمن طعيمة 25/ 12/1418
57 الفناء عند الصوفية وموقف السلف منه. سعيد أبو بكر زكريا د. أحمد محمد جلي 8/ 5/1406
58 قضايا العقيدة عند الإمام الشوكاني خالد بن إبراهيم الدبيان د. أحمد محمد جلي 28/ 12/1412
59 القنوات الفضائية العربية التنصيرية: دراسة في ضوء العقيدة الإسلامية. تركي بن خالد الظفيري د. خالد بن عبدالله القاسم 23/ 3/1426
60 القوادح العقدية في شعر العصر العباسي الأول ومواردها الفكرية. عبدالعزيز محمد عبدالله السدحان د. صابر عبدالرحمن طعيمه 30/ 2/1419
61 كتاب الاستغاثة المعروف بالرد على البكري لشيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية. دراسة وتحقيق. عبدالله بن دجين السهلي د. محمد أبو الغيط الفرت 13/ 2/1417
62 كتاب التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع لأبي الحسن الملطي ـ عرض ودراسة. محمد بن علي المطرود د. حمدان بن محمد الحمدان 19/ 1/1426
63 كتاب شرح كلمات الشيخ عبدالقادر الكيلاني من فتوح الغيب لشيخ الإسلام ابن تيمية. دراسة وتحقيق. إبراهيم محمد عبدالله السياري د. محمد عبدالله الوهيبي 25/ 12/1423
64 كرامات الأولياء عبدالله بن عبدالعزيز العنقري د. صابر عبدالرحمن طعيمة 6/ 9/1413
65 ما ورد من نصوص وآراء في كتب التراث عن ابن أبي حاتم في كتابه المفقود الرد على الجهمية جمعاً ودراسة. فهد بن أحمد مسلم النمري
د. سليمان قاسم العيد 2/ 5/1424
66 المجاز في الإلهيات عند المتكلمين في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. ابتسام فهد مشاري السعدون د. صابر عبدالرحمن طعيمه 28/ 7/1420
67 مسائل التكفير عند جماعات العنف المعاصرة. عرض ونقد. إبراهيم بن صالح العايد. د. محمد بن عبدالله الوهيبي 6/ 6/1426
68 مسائل العقيدة في كتاب التوحيد من صحيح الإمام البخاري عرض ودراسة. يوسف حمود حوشان الحوشان د. عبدالعزيز سيف النصر 17/ 2/1418
69 مسائل العقيدة في كتاب بدء الخلق من الجامع الصحيح للبخاري ت 256 ـ عرض ودراسة. محمد إبراهيم محمد القريشي د. الشفيع الماحي أحمد 5/ 3/1420
70 مسائل العقيدة من كتاب طبقات الشافعية للسبكي-عرض ودراسة- إبراهيم أبو هاوي د. عبدالقادر عبدالقادر البحراوي 1421
71 مسائل النبوة في كتاب الشفا للقاضي عياض ـ عرض ودراسة في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. ياسر إبراهيم عبدالله السلامة د. رزق يوسف شامي 13/ 2/1421
72 مسائل النبوة من كتاب أحاديث الأنبياء من الجامع الصحيح للإمام البخاري ـ دراسة عقدية صفية سياني أحمد الأمير د. الشفيع الماحي أحمد 26/ 7/1422
73 مسائل حديثي العهد بالإسلام ومشكلاتهم _ دراسة عقدية. أحمد بن عبدالله الحسين د. محمد بن عبدالله الوهيبي 6/ 5/1426
74 مصادر التلقي عند الأشاعرة في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. زياد عبدالله الحمام د. محمد عبدالله الوهيبي 27/ 3/1425
75 مصباح الظلام في الرد على من كذب الشيخ الإمام للشيخ عبد اللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ، القسم الأول، تحقيق ودراسة. علي بن موسى الشافعي أ. د. سليمان بن قاسم العيد 19/ 2/1424
76 مصباح الظلام في الرد على من كذب الشيخ الإمام للشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ، القسم الثاني، تحقيق ودراسة. خالد بن محمد الشنيبر د. خالد بن عبدالله القاسم 18/ 4/1425
77 المصطلحات العقدية المتعلقة بأركان الإيمان الواردة في كتاب تعارض العقل والنقل لإبن تيمية. عرض ودراسة. هند عبد المحسن الفرحان د. محمد عبدالله السحيم 21/ 3/1425
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/144)
78 مفهوم الألوهية في بعض المذاهب الفلسفية المعاصرة. عبدالرحمن إبراهيم البديري د. جعفر شيخ إدريس 3/ 9/1402
79 مفهوم الشر ومصدره بين السلف والمعتزلة. حمدان محمد الحمدان د. أحمد محمد جلي 19/ 6/1402
80 مفهوم الوحي عند التأويلية المعاصرة في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة لطيفة عبدالعزيز عبدالله المعيوف د. رزق علي الشامي 28/ 7/1420
81 مفهوم تجديد الدين. بسطامي محمد سعيد خير د. جعفر شيخ إدريس 6/ 1/1402
82 منهج أئمة الدعوة العقدي في الرد على أهل البدع من خلال دراسة الرسائل والمسائل النجدية. عبدالله بن مفلح آل حامد د. الشفيع الماحي أحمد نوقشت
83 منهج ابن القيم في تقرير مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل من خلال كتابه شفاء العليل. عايض بن سعد الدوسري د. عبدالله بن صالح البراك 19/ 9/1425
84 منهج ابن القيم في مناقشة ظاهرة التعطيل في الفكر الإسلامي. أحمد عبدالعزيز محمد القصير د. محمد أبو الغيط الفرت 18/ 12/1414
85 منهج ابن تيمية في تقرير أحكام السب من خلال كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول. عرض ودراسة. صالح بن سعود المجيش د. خالد بن عبدالله القاسم 11/ 4/1425
86 منهج أبي الحسن الأشعري في كتابه مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، دراسة وتقويم. عبدالعزيز بن ناصر البرادي د. عبدالله بن صالح البراك 16/ 4/1424
87 منهج أبي المظفر الاسفراييني في كتابه التبصرة في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكة– عرض ودراسة. محمد عوض الشهري د. محمد بن عبدالله الوهيبي 1425
88 منهج أبي بكر العربي وآراؤه في الإلهيات في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. سعد فلاح عبدالعزيز العريفي د. محمد أبوالغيط الفرت 1418
89 منهج الاستدلال عند الإمام ابن القيم في دراسة مسائل الاعتقاد خالد عبدالعزيز محمد السيف د. عبدالقادر البحراوي 2/ 3/1423
90 منهج الإمام النووي في تقرير مسائل الاعتقاد من خلال شرحه لصحيح مسلم في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. زكية يوسف مصباح أبو قرن
د. الشفيع الماحي احمد 21/ 4/1424
91 منهج الحافظ ابن كثير في تقرير مسائل أشراط الساعة شداد راجح عيسى والد د. سليمان قاسم العيد 25/ 12/1423
92 منهج الشهرستاني في كتابه الملل والنحل. محمد بن ناصر القديري د. حمدان الحمدان 1422
93 منهج المقريزي في عرض الملل والنحل من خلال كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار. عرض ودراسة. مفلح بن علي الشمري د. عبدالله بن صالح البراك 7/ 1/1424
94 منهج وآراء أبي بكر بن العربي في الإيمان والنبوات والإمامة في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. محمد عبدالكريم موسى الموسى د. محمد عبدالرحمن عبدالمهيمن 21/ 4/1424
95 منهج وآراء الإمام ابن أبي العز الحنفي في العقيدة من خلال شرحه للطحاوية. عبدالله عبيد عباد العتيبي د. محمد أبوالغيط الفرت 30/ 2/1419
96 منهج وآراء الشيخ مصطفى صبري في التوحيد والنبوة في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة سعود عبدالرحمن محمد اليميني د. عبدالقادر البحراوي 25/ 8/1422
97 المهدي المنتظر- دراسة عقدية مقارنة. عبدالله فهد العرفج د. عبدالعزيز سيف النصر 25/ 2/1418
98 موسى عليه السلام في التوراة ـ دراسة عقدية في ضوء القرآن الكريم. صلاح بن محمد السميح د. حمدان بن محمد الحمدان 19/ 1/1426
99 موقف ابن تيمية من مفهوم النبوة والولاية لدى المتصوفة. باتي إمباكي محمد إمبك د. أحمد محمد جلي 18/ 8/1404
100 موقف الاتجاه العقلي الإسلامي المعاصر من قضايا الولاء والبراء ـ دراسة عقدية. مضاوي بنت سليمان البسام د. محمد بن عبدالله الوهيبي 19/ 1/1426
101 موقف الإمامية من أحاديث العقيدة، صحيح البخاري أنموذجا فيحان بن خلف الحربي د. عبدالله بن صالح البراك 15/ 9/1426
102 موقف الصوفية من الاستعمارـ دراسة عقدية. وفاء بنت حمد الخميس د. وليد بن محمد السعد 6/ 5/1426
103 موقف أهل السنة والخوارج من علي بن أبي طالب رضي الله عنه: دراسة مقارنة. مها بنت عبدالرحمن البابطين أ. د. سليمان بن قاسم العيد 16/ 5/1424
104 اليزيدية - عرض ودراسة. بدر محمد طرار المعيقل د. صابر عبدالرحمن طعيمه 6/ 2/1416
105 يعقوب عليه الصلاة والسلام ونبوته في التوراة ـ دراسة عقدية في ضوء القرآن الكريم. علي بن محمد المهيدب د. الشفيع الماحي أحمد 13/ 8/1425
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/145)
ـ[سنغالي]ــــــــ[09 - 11 - 06, 06:29 ص]ـ
وهذه عناوين الرسائل في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام
(الماجستير و الدكتوراه) (م) ماجستير، (د) دكتوراه،
منقول من نفس الملتقى (الملتقى العلمي للعقيدة)
الرقم موضوع الرسالة اسم الباحث الدرجة
1. الإباضية عقيدة وفكراً عبد الرحمن أبو بكر المصلح م
2. الابتهاج في الكلام على الإسراء والمعراج لنجم الدين محمد بن أحمد الغيطي
عمر بن سعود العيد م
3. أبرز الاتجاهات العقدية لدى مسلمي البوسنة والهرسك من الفتح لإسلامي إلى العصر الحاضر-عرض ونقد- زهدي بن بكر عادلوفيتش البوسنوي د
4. ابن الأمير الصنعاني ومنهجه في الاعتقاد نعمان بن محمد شريان م
5. ابن الحنبلي وكتابه الرسالة الواضحة –دراسة وتعليقا- علي بن عبد العزيز الشبل م
6. ابن حزم الأندلسي ومنهجه في إثبات نبوة محمد r علي بن جابر مفرح م
7. أبو الفضل السكسكي وكتابه: (البرهان في معرفة أهل الأديان) –دراسة تحليلية نقدية وتحقيق. علي بن حسن العسيري م
8. أبو عبيد القاسم بن سلام ومنهجه في تقرير أنواع التوحيد والإيمان راجح بن عبد العزيز الراجح م
9. الاتجاه العقلاني لدى المفكرين الإسلاميين المعاصرين-عرض ونقض- سعيد بن عيضه الزهراني د
10. الاتجاهات الدينية اليهودية المعاصرة – دراسة في ضوء العقيدة الإسلامية أمين بن يحيى الوزان د
11. الاتجاهات المعاصرة في تفسير نصوص الفتن و الملاحم في ضوء عقيدة أهل السنة و الجماعة محمد بن إبراهيم القريش د
12. الآثار العقدية الواردة عن أئمة السنة في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي-جمعا ودراسة- علي بن سنوسي بن أحمد أبو حسبو م
13. الآثار الواردة عن السلف القضاء والقدر في تفسير الطبري –جمعا وترتيبا ودراسة عقدية0 سعاد بنت محمد السويد د
14. الآثار الواردة عن السلف في الإيمان بالملائكة والكتب والرسل من تفسير الطبري-جمعا وترتيبا ودراسة-0 عبد العزيز بن عمر الغامدي د
15. الآثار الواردة عن السلف في الإيمان باليوم الآخر من تفسير الطبري-جمعا وترتيبا ودراسة-0 سعود بن عبد العزيز العقيل د
16. الآثار الواردة عن السلف في النصارى في تفسير الطبري -جمعا وترتيبا ودراسة-0 عقل بن عبد الكريم العقل د
17. الآثار الواردة عن السلف في النفاق والمنافقين في تفسير الطبري -جمعا وترتيبا ودراسة عقدية-. نايف بن محمد أبا الخيل د
18. الآثار الواردة عن السلف في اليهود في تفسير الطبري -جمعا وترتيبا ودراسة-. يوسف بن حمود الحوشان د
19. الآثار الواردة عن السلف في توحيد الربوبية والأسماء والصفات في تفسير الطبري إبراهيم بن عبد الله الحماد د
20. الآثار الواردة عن السلف في مسائل الإيمان وما ينافيه في تفسير الطبري-جمعا وترتيبا ودراسة- عبد الله بن سليمان العمر د
21. أثر الاتجاه العقدي في التفسير – دراسة نظرية تطبيقية على الاتجاه الفلسفي - ياسر بن ماطر المطرفي م
22. أثر الإيمان في تحقيق الأمن وثماره في الدولة السعودية نادية بنت عبد العزيز الهلالي م
23. الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة لشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي سالم بن محمد القرني م
24. أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد - جمعا ودراسة- توفيق بن إبراهيم المحيش م
25. أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد (أحاديث الصفات) القسم الأول منصور بن عبد العزيز الحجيلي م
26. أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد (أحاديث أشراط الساعة الصغرى والكبرى) جمعا ودراسة خالد بن ناصر الغامدي م
27. أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد (أحاديث اليوم الآخر البرزخ وأحوال القيامة) ترتيبا وتخريجا وشرحا ودراسة علي بن سعيد العبيدي م
28. أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد بن حنبل - ترتيبا وتخريجا ودراسة- (الإيمان بالرسل) خالد بن محمد الخرصان م
29. أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد بن حنبل - جمعا وترتيبا ودراسة - (الوعيد في الآخرة) شادية بنت خالد الناجي م
30. أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد بن حنبل (الوعيد في الدنيا) جمعا وترتيبا ودراسة هيا بنت صالح الخميس م
31. أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد بن حنبل -الأحاديث الواردة في الملائكة-ترتيبا وتخريجا ودراسة سليمان بن محمد السدلان م
32. أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد بن حنبل -توحيد الألوهية سالم الكندري م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/146)
33. أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد بن حنبل -جمعا وترتيبا ودراسة (الجنة والنار) حسن بن محمد البارقي م
34. أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد بن حنبل (أحاديث الصفات) سعيد بن أحمد الغامدي م
35. أحاديث العقيدة من مسند الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله – جمع ودراسة (أحاديث الأسماء والصفات) القسم الثاني أمين بن يحيى الوزان م
36. الأحاديث والآثار المتعلقة بالإيمان بالرسل واليوم الآخر والقدر في مصنف ابن أبي شيبة - جمعا وترتيبا ودراسة _ محمد بن حسن العمري د
37. الأحاديث والآثار المتعلقة بالإيمان بالله وملائكته وكتبه في مصنف ابن أبي شيبة ترتيبا ودراسة عقدية عبد الله بن عبد العزيز الخضير د
38. الأحاديث والآثار المتعلقة بمسائل الإيمان والإمامة والصحابة في مصنف ابن أبي شيبة جمعا وترتيبا ودراسة- طارق بن عبد الرحمن الحواس د
39. احتجاج المعطلة بالآيات القرآنية في باب الأسماء والصفات –عرضا ونقدا- عبدالرحمن بن حمد الخالدي م
40. الاختلافات العقدية عند النصارى، عرض و نقد في ضوء العقيدة الإسلامية، حسن بن محمد البارقي د
41. آراء ابن حجر الهيتمي الاعتقادية –عرض وتقويم في ضوء عقيدة السلف- محمد بن عبدالعزيز الشايع م
42. آراء ابن حمدان الاعتقادية، عرض و نقد في ضوء عقيدة السلف الصالح، مع تحقيق كتابه " نهاية المبتدئين في أصول الدين على مذهب الإمام أحمد ابن حنبل " حياة بنت يوسف الصبياني م
43. آراء ابن عقيل الحنبلي في مسائل التوحيد – عرض و دراسة - أيمن بن سعود العنقري م
44. آراء أبي الحسن السبكي الاعتقادية –عرض ونقد في ضوء عقيدة السلف الصالح- عجلان بن محمد العجلان م
45. آراء أبي الوفاء بن عقيل الحنبلي في مسائل النبوات و اليوم الآخر و القدر و الأسماء و الأحكام سارة بنت عبد الله الرشيد م
46. آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية (الكلابية والسالمية) 0 عبد الرحمن بن عبد الله الشدي د
47. آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في عرضها (الباطنية) حمود بن غزاي الحربي د
48. آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في عرضها (المرجئة) عبد الله بن محمد السند د
49. آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في عرضها (الصوفية) محمد بن عبد الرحمن العريفي د
50. آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في عرضها (الخوارج والشيعة) محمد بن ناصر السحيباني د
51. آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في عرضها (الجهمية والمعتزلة) يوسف بن محمد السعيد د
52. آراء مرعي الحنبلي الاعتقادية –عرض ودراسة- في ضوء عقيدة السلف علي بن موسى طيران م
53. أُسس النظرية الماركسية –عرض ونقد- أُسيد خليل القطو م
54. أسماء الله الحسنى عبد الله بن صالح الغصن م
55. أشراط الساعة الكبرى سعود بن حمد الصقري م
56. أصحاب رسول الله r ومذاهب الناس فيهم عبد العزيز بن عبد الرحمن العجلان م
57. أصول الاعتقاد في سورة يونس u قذلة بنت محمد بن معيض آل مفلح م
58. أصول الإيمان في سورة الأعراف سمية بنت حسن الشنقيطي م
59. أصول الدين عند أبي حامد الغزالي –دراسة وتقويما- أحمد بن عوض الله الحربي د
60. أصول الدين عند أبي حنيفة محمد بن عبد الرحمن الخميس د
61. أصول الدين عند إمام أهل السنة أحمد بن حنبل (رضي الله عنه) عبد الله بن سليمان الجاسر د
62. أصول العقيدة في ضوء سورة القصص علي بن عبده دغريري م
63. أصول العقيدة في ضوء سورة النمل مخلد بن عقل المطيري م
64. أصول الفلسفة وعلم الكلام في ضوء العقيدة الإسلامية شفيق أحمد الندوي د
65. أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية- عرض ورد- ناصر بن عبد الله القفاري د
66. الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد لابن العطار- دراسة وتحقيقا- سعد بن هليل الزويهري م
67. أعمال القلوب –حقيقتها وأحكامها عند أهل السنة والجماعة وعند مخالفيهم0 سهل بن رفاع العتيبي د
68. الأعياد المشروعة والأعياد الممنوعة0 حافظ بن موسى الحكمي م
69. الافتراق وأصول الفرق في القرن الأول الهجري حمود بن غزاي الحربي م
70. اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية ت / ناصر بن عبد الكريم العقل د
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/147)
71. الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بالنبوات - جمعا ودراسة -. منيرة بنت فراج العقلا د
72. الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الأسماء والصفات-جمعا ودراسة- أسماء بنت عبد العزيز السلمان د
73. الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية-جمعا ودراسة-0 آمال بنت عبد العزيز العمرو د
74. الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في العقيدة محمد بن عبد الله السكاكر م
75. الإمام عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في تقرير العقيدة مع دراسة وإخراج كتاب: جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية ناصر بن سلمان السعوي م
76. الإمامة عند أهل السنة والرد الفرق المخالفة خالد أحمد عبد المجيد الدوري م
77. الانحراف العقدي في الأدب العربي المعاصر –دراسة نقدية- سعيد بن ناصر الغامدي د
78. أهل الفترة ومن في حكمهم موفق أحمد شكري م
79. أهل الكتاب من خلال مسند الإمام أحمد –دراسة عقدية- هارون بن بشير صديقي م
80. أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور محمد مصطفى القضاة م
81. إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق من أصول التوحيد لابن الوزير أحمد مصطفى حسين صالح م
82. إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى مذهب الحق من أصول التوحيد لابن الوزير -الجزء الثاني- محمد بن زيد العسكر م
83. الإيمان بالغيب بسام علي سلامة م
84. الإيمان بالقرآن الكريم ومواقف الناس منه-دراسة عقدية-0 أحمد بن عبد الرحمن العاكش م
85. الإيمان من جامع الصحيح للإمام البخاري –دراسة وشرحا- منيرة البدراني م
86. الباطنية في الدراسات الاستشراقية – عرضاً و نقداً على ضوء منهج أهل السنة و الجماعة ابتسام بنت أحمد باصديق د
87. الباقلاني وموقفه من الإلهيات – عرضاً ونقداً نسيم شحدة ياسين م
88. البدع الحولية عبد الله بن عبد العزيز التويجري م
89. بدع القبور وحكمها محمد بن ناوي درامن م
90. البرهان في علامات مهدي الزمان لعلي بن عبد الملك حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي جاسم بن محمد بن مهلهل الياسين م
91. البعث عند الفلاسفة وموقف الإسلام منه عبد الكريم بن محمد الحميدي د
92. البغدادي و جهوده في تقرير عقيدة السلف و الرد على المخالفين إيناس بنت زيد الزيد م
93. تأثير المعتزلة في الخوارج والشيعة –أسبابه ومظاهره عبد اللطيف بن عبد القادر الحفظي م
94. تأثير النظريات العلمية الحديثة في الفكر التغريبي العربي المعاصر –دراسة نقدية في ضوء العقيدة الإسلامية- حسن بن محمد الأسمري د
95. التأويل في غريب الحديث من خلال كتاب النهاية لابن الأثير –عرض ونقد- علي بن عمر السحيباني م
96. التبرك أنواعه، وأحكامه ناصر بن عبد الرحمن الجديع د
97. التجاني والتجانية عقائدهم وبدعهم وحكم الإسلام فيها علي بن محمد الدخيل الله م
98. تُحفة الأريب في الرد على أهل الصليب للشيخ عبد الله بن الترجمان محمد بن عبد الله البريدي م
99. تحقيق كتاب البحور الزاخرة في علوم الآخرة للسفاريني الجزء الأول محمد بن عبد الله السمهري د
100. تحقيق ودراسة كتاب: (المختار في أصول السنة للحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء الحنبلي) زهير مشرف العمري م
101. التداخل العقدي في مقالات الطوائف المخالفة في أصول الدين: موارده, ومظاهره, وآثاره0 يوسف بن محمد الغفيص د
102. التدمرية لابن تيمية محمد بن عودة السعوي م
103. تدوين علم العقيدة من بداية القرن الرابع (301) إلى نهاية القرن السادس (600) مناهجه ومصنافته0 يوسف بن علي الطريف د
104. التشبيه والتمثيل في الصفات وموقف الفرق منه علي بن سالم المري م
105. تفسير سورة الإخلاص لشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية فوزية بنت محمد البدر م
106. توحيد الألوهية لدى مسلمي غينيا "كونا كري" – عرض و دراسة على ضوء عقيدة أهل السنة و الجماعة - إلياس سليمان يولا م
107. توحيد الألوهية لدى مسلمي نيجيريا _ عرضاً و دراسة _ رفيع أديسا بلو م
108. توحيد الربوبية بين السلف ومخالفيهم من الفرق الإسلامية سعيد بن علي العمري0 م
109. التوحيد في النصرانية وما أصابه من تحريف محمد الشيخ أحمد الحاج م
110. التوسل أنواعه وحكمه عبد الكريم بن محمد الحميدي م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/148)
111. توضيح المقاصد وتصحيح القواعد شرح نونية ابن القيم للعلامة أحمد بن إبراهيم بن حمد بن عيسى النجدي (رحمه الله) (1253 - 1329هـ) تحقيقاً و تعليقاً عبد العزيز بن إبراهيم الجبرين د
112. الجاهلية في القديم والحديث عبد الله بن سليمان العميريني م
113. جزء فيه امتحان السني من البدعي لأبي الفرج الشيرازي الحنبلي (المتوفى سنة 486هـ) –دراسة وتحقيقا فهد بن سعد المقرن م
114. الجهل بمسائل الاعتقاد وحكمه عبد الرزاق طاهر معاش م
115. الجهم بن صفوان وآراؤه الاعتقادية-عرض ونقد- خيرالله بن محمد طالب م
116. جهود ابن مفلح الحنبلي في تقرير العقيدة زياد بن حمد العامر م
117. جهود الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – في بيان مسائل التكفير أحمد بن جزاع الرضيمان م
118. جهود الصحابة –رضي الله عنهم- في تقرير العقيدة والدفاع عنها لولوه بنت محمد المطرودي د
119. جهود العلماء في الرد على الصوفية في مسألة السماع مع تحقيق كتاب تلخيص الرد على ابن طاهر في السماع لسيف الدين بن المجد الحنبلي المقدسي 605 - 643هـ علي بن سالم المري د
120. جهود علماء الدعوة السلفية في نجد في الرد على المخالفين من بداية القرن الثالث عشر إلى منتصف القرن الرابع عشر عبد الهادي بن عبد اللطيف الخليف م
121. جهود علماء السلف في الرد على النصارى من الفتح الإسلامي 92 حتى سقوط غرناطة892هـ0 خالد بن ناصر الغامدي د
122. جهود علماء السلف في القرن الثامن الهجري في الرد على الصوفية- جمعة بن خالد العنزي د
123. جهود علماء السلف في القرن الرابع الهجري في الرد على الصوفية- عبد الله بن محمد المطرود د
124. جهود علماء السلف في القرن السادس الهجري في الرد على الصوفية- محمد بن أحمد الجوير د
125. جهود علماء السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها (القرن الخامس) علي بن حسين يحيى د
126. جهود علماء السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها (القرن الثاني الهجري) محمد بن أحمد خضي د
127. جهود علماء السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها في القرن الرابع الهجري زيد بن أحمد العبلان د
128. جهود علماء السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها ق7 علي بن محمد الشهراني د
129. جهود علماء السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها-كبار التابعين-0 علي بن عبد العزيز الشبل د
130. جهود علماء القرن الثالث الهجري في تقرير عقيدة السلف والدفاع عنها نسيم شحدة إسماعيل ياسين د
131. جهود علماء نجد في تقرير الولاء والبراء في القرن الثالث عشر الهجري عبد الله بن محمد السند م
132. جهود علماء نجد في تقرير توحيد العبادة والتحذير من الشرك في القرن الثالث عشر الهجري عبد الرحمن بن عبد الله الشدي م
133. جهود علماء نجد-رحمهم الله – في بيان نواقض الإسلام في القرن الثالث عشر الهجري فهد بن محمد السليم م
134. جواب أهل العلم والإيمان بتحقيق ما أخبر به رسول الرحمن من أن (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد) تعدل ثلث القرآن للإمام ابن تيمية سليمان بن عبد الله الغفيص م
135. الحافظ محمد بن طاهر المقدسي ومنهجه في العقيدة مع دراسة وتحقيق كتاب الحجة على تارك المحجة عبدالعزيز بن محمد السدحان د
136. الحداثة في العالم العربي محمد بن عبد العزيز العلي د
137. الحركات الباطنية في العالم الإسلامي عقائدها وحكم الإسلام فيها محمد بن أحمد الخطيب د
138. الحركة المهدية في السودان عقيدتها وآثارها إبراهيم بن سليمان الباحوث م
139. حزب البعث مبادؤه وأهدافه في ضوء الإسلام إبراهيم بن محمد الدوسري د
140. حقيقة الألوهية سليمان بن ممدوح العلي م
141. حقيقة البدعة وأحكامها سعيد بن ناصر الغامدي م
142. الخليفتان عثمان وعلي -رضي الله عنهما- بين السنة والشيعة الاثني عشرية أنور بن عيسى السليم د
143. الخوارج – دراسة ونقد لمذهبهم ناصر بن عبد الله السعوي م
144. خوارق العادات وحقيقة الولاية والفرق بينها وبين الأحوال الشيطانية وليد محمد السعد م
145. الدراسات الاستشراقية في ضوء العقيدة الإسلامية زيد بن أحمد العبلان م
146. دراسة مسائل العقيدة في سنن الترمذي –القسم الأول- (الاعتصام بالكتاب والسنة، الإيمان بالله، وبالملائكة، وبالكتب، وبالرسل) فهد بن سليمان الفهيد م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/149)
147. دراسة مسائل العقيدة في سنن الترمذي –القسم الثاني- (اليوم الآخر، الإيمان بالقدر، مسائل الإيمان، الإمامة، الصحابة) يوسف بن علي الطريف م
148. دعاوى الإجماع عند المتكلمين في مسائل أصول الدين – عرض و نقد- ياسر بن عبد الرحمن اليحيى م
149. دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب-عرض ونقض- عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف م
150. دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية-عرض ونقد- عبد الله بن صالح الغصن د
151. دعوة التقريب بين الأديان-دراسة نقدية في ضوء العقيدة الإسلامية- أحمد بن عبد الرحمن القاضي د
152. الدلالات العقدية لأساليب الاستفهام في القرآن الكريم منى بنت عبد الرحمن الشنيفي د
153. الرافضة عقيدتهم وحكمهم عبد السلام بن محمد السفياني م
154. الرسائل و المسائل العقدية في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى صالح التويجري م
155. رفع عيسى u ونزوله في آخر الزمان عبد العزيز بن أوغ كجيك م
156. الروح في الديانات والدعاوى المعاصرة علي بن سعيد العبيدي د
157. الروىء عند أهل السنة والجماعة والمخالفين سهل بن رفاع العتيبي م
158. الزنادقة وعقائدهم وفرقهم وموقف أهل السنة منهم0 سعد بن فلاح العريفي د
159. زوائد مسائل الجاهلية للعلامة المحدث/عبد الله بن محمد بن أحمد الدويش (1373ــــ 1408هـ) دراسة و شرحاً هيلة بنت ضيف الله اليوسف م
160. السالمية منهجها وآراؤها في العقيدة والتصوف- عرضا ونقدا-0 عبد الله بن دجين السهلي د
161. السببية عند أهل السنة والمخالفين من خلال مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية0 توفيق محمد المحيش د
162. سد ذرائع الابتداع في مسائل الاعتقاد0 عبد اللطيف بن عبد القادر الحفظي د
163. سد ذرائع الشرك في التوحيد يوسف بن سعيد الغامدي0 م
164. الشاذلية – عرض ونقد - خالد بن ناصر العتيبي د
165. شبهات العقلانيين الإسلاميين في العصر الحديث حول الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ عرض و نقد. مبارك بن محمد المبارك م
166. شبهات المبتدعة في توحيد العبادة عرض ونقد0 عبد الله بن عبد الرحمن الهذيل د
167. شرح الأصبهانية لابن تيمية محمد بن عودة السعوي د
168. شرح حديث النزول لابن تيمية محمد بن عبد الرحمن الخميس م
169. شرح وبيان و آثار و علامات الاثنين و سبعين فرقة لأبي الثناء شرف الدين محمد بن القاضي حميد الدين بن محمود بن عمر الحمودي البلخي (939_1032هـ) دراسةً و تحقيقاً أسماء بنت مبارك البوصي م
170. الشرك الأكبر (حقيقته،وحكمه، وأنواعه) أسماء بنت عبد العزيز السلمان م
171. الشرك مظاهره وآثاره فايز سعيد عزام م
172. شكر المنة في نصر السنة للمكني عبد العزيز بن عبد الله الضاحي م
173. الشهادتان حقيقتهما وأثرهما محمد يوسف سنيك م
174. الشيخ أحمد بن عيسى ومنهجه في تقرير العقيدة مع تحقيق كتابه: (تنبيه النبيه والغبي في الرد على المدراسي والحلبي) عبد العزيز بن إبراهيم الجبرين م
175. الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي ومنهجه في تقرير العقيدة مع توثيق كتابه: أعلام السنة المنشورة أحمد بن علي بن علوش مدخلي م
176. الشيخ سليمان بن سحمان في تقرير العقيدة مع دراسة كتابه: الحجج الواضحة الإسلامية في رد شبهات الرافضة الإمامية محمد بن حمود الفوزان م
177. الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب وطريقته في تقرير العقيدة مع دراسة وتحقيق كتابه: في الرد على ابن جرجيس خالد بن عبد العزيز الغنيم م
178. الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين، حياته وأثاره وجهوده في نشر عقيدة السلف علي بن محمد العجلان م
179. الصابئون – أصولهم وعقائدهم وموقف الإسلام منهم0 فهد بن موسى الفايز د
180. صفات الله تعالى الذاتية – جمع ودراسة - صالح بن محمد العيدان د
181. الصوفية في إندونيسيا-نشأتها وتطورها وآثارها-عرض وتقويم فرحان ضيفور جهوري م
182. الطائفة الزيدية عقيدتها وحكمها جوهري بن مت مت شاه م
183. الطرق الصوفية المعاصرة في المغرب الأقصى – عرض ومناقشة- عبد الله سعيد أعياش م
184. طريق الهجرتين وباب السعادتين من أول الكتاب إلى قوله فصل في أن الله خلق دارين وخص كل دار بأهل -دراسة وتحقيقا- عايد بن مسفر العقيلي0 م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/150)
185. طريق الهجرتين وباب السعادتين من قوله فصل في أن الله خلق دارين إلى قوله المثال السابع الخوف إلى آخر الكتاب0 - دراسة وتحقيقا- عبد الله بن عايض القحطاني0 م
186. طريق الهجرتين وباب السعادتين من قوله فصل والمثال السابع الخوف إلى آخر الكتاب0 - دراسة وتحقيقا-0 خالد بن علي العايد م
187. الطيرة والفأل –دراسة عقدية- سعاد السويد م
188. عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة عبد الكريم نوفان العبيدات م
189. العبادة حقيقتها وأنواعها محمد بن مجدوع القرني م
190. عبد القاهر البغدادي ومنهجه في كتاب الفرق بين الفرق-عرضا وتقويما- هند بنت أحمد العصيمي م
191. عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ حياته وأثاره… إبراهيم بن عثمان الفارس م
192. العقائد الباطنية في ماليزيا - عرض ونقض- جوهري بن مت مت شاه د
193. عقائد العرب الأميين قبل الإسلام في أصول الإيمان- عرض ونقد-0 جابر بن حيان آل صبحان0 م
194. عقائد النورسية- عرض وتقويم- علي بن عامر بقنة0 م
195. عقائد اليهود بين الحق والباطل خضر بن عبد اللطيف سوندك د
196. العقائد في سورة الأنعام محمد بن عبد الله المديميغ م
197. العقد الثمين في بيان مسائل الدين لعلامة العراق علي بن محمد السويدي (المتوفى سنة 1237هـ) صالح بن محمد العيدان م
198. العقد الثمين في شرح أصول الدين لابن غنام إبراهيم الماس م
199. عقيد التوحيد في القرآن الكريم محمد أحمد عبد القادر م
200. عقيدة الإمام ابن عبد البر في التوحيد والإيمان سليمان بن صالح الغصن م
201. عقيدة الإيمان بالملائكة وأدلتها محمد بن سليمان الدريويش م
202. عقيدة الدروز – عرض ونقض- محمد أحمد الخطيب م
203. عقيدة السلف وأصحاب الحديث للإمام الصابوني ناصر بن عبد الرحمن الجديع م
204. عقيدة اليهود في الله والأنبياء سعد عابد الهاشمي م
205. عقيدة ختم النبوة بالنبوة المحمدية وأثرها في الأمة الإسلامية علي بن سليمان الصالحي م
206. علم الملل أهميته وضوابطه الشرعية أحمد عبد الله جود م
207. العلمانية كيف نواجهها. حسين بركات حسن م
208. علو الله على خلقه موسى بن سليمان الدويش م
209. العين والأثر في عقائد أهل الأثر للعلامة عبد الباقي الحنبلي راشد بن حمد الطيار م
210. غاية السؤل في معرفة علم الأصول لتاج الدين عبدالرحمن بن إبراهيم الفزاري الشافعي "ت690هـ" عزيزة بنت محمد العجلان م
211. غلو الأمم في معظيمها وأثره على الطوائف الإسلامية ثامر بن ناصر الغشيان م
212. الغلو والفرق الغالية في العقيدة الإسلامية -عرض ومناقشة- علي بن سليمان الصالحي د
213. فتاوى الرسول صلى الله عليه وسلم في أصول ا لإيمان من خلال الكتب الستة- جمعا ودراسة- وصال بنت عبد العزيز الحسن م
214. الفرقة البريلوية تاريخها وعقائدها ودورها في مسلمي الهند نظام الدين الندوي م
215. فرقة السليمانية الباطنية –عرضا ونقدا مسفر بن سعيد بن علي لسلوم م
216. الفروق العقدية في باب النبوات و اليوم الآخر و القدر عند أهل السنة – جمعاً و دراسة - متاعب بن مرشود العتيبي م
217. الفروق العقدية في مسائل التوحيد و ما يضاده بين أهل السنة و الجماعة و المتكلمين – جمعاً و دراسة - أحمد بن منصور التركي م
218. الفروق العقدية في مسائل التوحيد و ما يضاده عند أهل السنة و الجماعة – جمعاً و دراسة - أمير حمزة حميدوف م
219. الفسق وأحكامه عند أهل السنة والمخالفين ريما بنت مقرن الشيخ0 م
220. الفكر الباطني أصله وروافده،وأثاره السياسية والاجتماعية أحمد بن محمد المغربي د
221. فكرة التقريب بين أهل السنة والشيعة ناصر بن عبد الله القفاري م
222. القرافي ومنهجه في الرد على اليهود والنصارى محمد بن عبدالله السحيمي م
223. القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه عبد الرحمن بن صالح المحمود م
224. قلب الأدلة على الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات تميم بن عبد العزيز القاضي م
225. قلب الأدلة على المخالفين في مسائل الإيمان و القدر عبد الله بن سليمان النفيسة م
226. قلب الدليل على المستدل في توحيد القصد و الطلب أحمد بن عبد الله التويجري م
227. القواعد الكلية للأسماء والصفات عند السلف إبراهيم بن محمد البريكان م
228. كاشف الغمة في اعتقاد أهل السنة للالكائي عبد الله بن صالح المشيقح م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/151)
229. الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية لابن القيم ناصر بن يحيى الحنيني م
230. الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية لابن القيم تحقيق ودراسة – من قوله: فصل في تترية أهل الحديث…إلى قوله: فصل في السير إلى الله. عبد الله بن عبد الرحمن الهذيل م
231. الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية لابن القيم تحقيق ودراسة –القسم الأول من بداية الكتاب إلى قول المؤلف: فصل في الإشارة إلى الطرق النقلية. محمد بن عبد الرحمن العريفي م
232. الكبيرة وحكم مرتكبها عبد الله بن سليمان الجاسر م
233. كتاب الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية لسليمان بن عبد القوي الطوفي
سالم بن محمد القرني د
234. كتاب الانتصاف فيما تضمنه الكشاف من اعتزال لابن المنير (620 - 683هـ) صالح بن غرم الله الغامدي م
235. كتاب الإيمان من صحيح الإمام مسلم –دراسة وشرحا يوسف بن محمد الغفيص م
236. كتاب البحور الزاخرة في علوم الآخرة للسفاريني –الكتاب الخامس في ذكر النار-دراسة وتحقيقا علي بن جابر مفرح د
237. كتاب البحور الزاخرة في علوم الآخرة للسفاريني –الكتاب الرابع-دراسة وتحقيقا محمد بن عبد الله المديميغ د
238. كتاب البحور الزاخرة في علوم الآخرة للسفاريني -دراسة وتحقيقا-الكتاب الثالث منه- المحشر محمد بن سليمان الدريويش د
239. كتاب التبصرة في أصول الدين على مذهب الإمام الجليل ناصر السنة وقامع البدعة أحمد بن حنبل –رضي الله عنه- لأبي الفرج الشيرازي إبراهيم بن محمد الدوسري م
240. كتاب التحفة الاثني عشرية-للإمام عبد العزيز الدهلوي- من أول الباب العاشر إلى نهاية الكتاب – تحقيق ودراسة إبراهيم بن عثمان الفارس د
241. كتاب التحفة الاثني عشرية-من أوله إلى نهاية الباب الرابع-دراسة وتحقيقا ت / عمر بن سعود العيد د
242. كتاب التحفة الآني عشرية-من الباب الخامس إلى نهاية الباب التاسع-دراسة وتحقيقا أحمد بن علي المدخلي د
243. كتاب التحفة العراقية لابن تيمية يحيى بن محمد هنيدي م
244. كتاب التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار لابن رجب سعيد سليمان القيق م
245. كتاب التسعينية لابن تيمية محمد بن إبراهيم العجلان د
246. كتاب التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة للآجري محمد غياث الجنباز م
247. كتاب التوحيد لابن منده-القسم الأول- موسى بن عبد العزيز الغصن م
248. كتاب التوحيد للإمام ابن منده (القسم الثاني) محمد بن عبد الله الوهيبي م
249. كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل لابن خزيمة عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان د
250. كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية حمدان بن محمد الحمدان د
251. كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية عبد العزيز بن إبراهيم العسكر د
252. كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية علي بن حسن ناصر د
253. كتاب الدرة في تحقيق الكلام فيما يلزم الإنسان اعتقاده والقول به في الملة والنحلة باختصار وبيان لابن حزم عبد العزيز الجلعود م
254. كتاب الروح لابن القيم بسام بن علي العموش د
255. كتاب السنة من سنن أبي داود-دراسة وشرحا- عبد الله بن صالح البراك م
256. كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض-دراسة وتقويماً- يوسف بن عبد الرحمن القاضي م
257. كتاب الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة لابن القيم علي بن محمد الدخيل الله د
258. كتاب العلو للعلي العظيم وإيضاح صحيح الأخبار من سقيمها للإمام الذهبي عبد الله بن صالح البراك د
259. كتاب العلوم الفاخرة في النظر في أمور الآخرة لأبي زيد الثعالبي -دراسة وتحقيقا - علي بن عبدالله القرني د
260. كتاب العلوم الفاخرة في النظر في أمور الآخرة لأبي زيد الثعالبي -دراسة وتحقيقا - سليمان بن محمد السدلان د
261. كتاب الفتوى الحموية-دراسة وتحقيق- لابن تيمية حمد بن عبد المحسن التويجري م
262. كتاب الفرق وأصناف الكفرة للإمام أبي محمد عثمان العراقي عبد الله بن سليمان العمر م
263. كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية عبد الرحمن بن عبد الكريم اليحيى م
264. كتاب القدر للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي أحمد بن صالح الصمعاني م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/152)
265. كتاب بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية أهل الاتحاد من القائلين بالحلول والاتحاد لابن تيمية موسى بن سليمان الدويش د
266. كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية أحمد بن معاذ حقي د
267. كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية راشد بن حمد الطيار د
268. كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية رشيد بن حسن الألمعي د
269. كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية سليمان بن عبد الله الغفيص د
270. كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية عبد الرحمن بن عبد الكريم اليحيى د
271. كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية محمد بن عبد العزيز اللاحم د
272. كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية محمد بن عبد الله البريدي د
273. كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية يحيى الهنيدي د
274. كتاب تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل للقاضي أبي طالب عقيل بن عطية القضاعي موسى بن عبد العزيز الغصن د
275. كتاب تلبيس إبليس لأبي الفرج بن الجوزي-من أول الكتاب إلى نهاية تلبيس إبليس على الصوفية في مطاعمهم ومشاربهم- أحمد بن عثمان المزيد د
276. كتاب تلبيس إبليس للإمام أبي الفرج عبدالرحمن بن علي الجوزي – من ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في السماع والرقص والوجد إلى نهاية الكتاب – دراسة وتحقيقا - علي بن عمر بن محمد السحيباني د
277. كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه لنجم الدين الغزي- الجزء الخامس من القسم الثاني -من قول المؤلفومن أخلاق أهل الكتاب ترك الوضوء للصلاة) إلى قوله: (ومنها أكل السحت) دولة بنت محمد العسيري م
278. كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه لنجم الدين الغزي- الجزء الخامس من قول المؤلف: ومنها أكل السحت إلى قوله: (الظلم بجميع أنواعه) منى بنت عبد الرحمن الشنيفي م
279. كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه لنجم الدين الغزي- القسم الأول من قول المؤلف: باب النهي عن التشبه بأهل الكتاب أميره بنت عبد الرؤوف أمجد م
280. كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه لنجم الدين الغزي- من قول المؤلف: في القسم الرابع من الجزء الخامس ومن أخلاق اليهود والنصارى الظلم ريمه بنت محمد العبد المنعم م
281. كتاب خلق أفعال العباد للإمام محمد بن إسماعيل البخاري-دراسة وتحقيقا- فهد بن سليمان الفهيد د
282. كتاب شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل لابن القيم ت / علي بن محمد العجلان د
283. كتاب شفاء العليل لابن القيم –من أول الكتاب إلى نهاية الباب العشرين- أحمد بن صالح الصمعاني د
284. كتاب غاية السؤل في معرفة الأصول لتاج الدين عبدالرحمن بن إبراهيم الفزاري (690هـ) دراسة وتحقيقا ماجدة بنت سالم باجابر م
285. كتاب فتح الغفور لشرح منظومة القبور لشهاب الدين أحمد بن خليل ابن إبراهيم بن ناصر الدين السبكي الشافعي المصري (939 - 1032ه) علي بن سنوسي بن أحمد أبو حسبو د
286. كتاب مدارج السالكين لابن القيم-دراسة وتحقيقا- من أول قوله: والذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر إلى نهاية قول المؤلف: فصل قال صاحب المنازل الدرجة الثالثة ت / علي بن عبد الرحمن القرعاوي د
287. كتاب مدارج السالكين لابن القيم-دراسة وتحقيقا- من أول الكتاب إلى نهاية قول المؤلف: فصل مبدأ التوبة ومنتهاها ت / ناصر بن سليمان السعوي د
288. كتاب مدارج السالكين لابن القيم-دراسة وتحقيقا- من قول المؤلف منزلة الذكر إلى نهاية قوله: باب التمكن0 ت / خالد بن عبد العزيز الغنيم د
289. كتاب مدارج السالكين لابن القيم-دراسة وتحقيقا-من أول قول المؤلف:فصل منزلة الاستقامة إلى نهاية قوله: فصل منزلة الأنس بالله تعالى0 ت / صالح بن عبد العزيز التويجري د
290. كتاب مدارج السالكين لابن القيم-دراسة وتحقيقا-من باب المكاشفة إلى آخر الكتاب0 ت / محمد بن عبد الله الخضيري د
291. كتاب منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب للشيخ عبد العزيز بن حمد معمر محمد بن عبد الله السكاكر د
292. كتاب نور اليقين في أصول الدين للبوسنوي زهدي عادلوفيتش م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/153)
293. كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم محمد الشيخ أحمد محمود الحاج د
294. لكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية لابن القيم تحقيق ودراسة –القسم الرابع من قول المؤلف: (فصل في السير إلى الله إلى آخر القصيدة-0 فهد بن علي المساعد م
295. الماتريدية –دراسة وتقويما احمد بن عوض الحربي م
296. المادية الجدلية شفيق أحمد الندوي م
297. الماسونية عقيدة تدمير كوني إبراهيم بن عبد الرحمن السكيتي م
298. المجامع النصرانية وأثرها على اعتقاد النصارى الجيلي الكباشي م
299. المجوسية وأثرها في العالم عقل بن عبد الكريم العقل م
300. محبة الله عند أهل السنة والجماعة ومخالفيهم والرد عليهم مريم بنت علي الحوشاني م
301. محمد رسول الله-صلى الله عليه وسلم- نبوته وحقوقه- ثامر بن ناصر الغشيان د
302. المدرسة العقلية الحديثة في ضوء العقيدة الإسلامية ناصر بن عبد الكريم العقل م
303. مدلولات مصطلحات الصوفية عبر مراحل التصوف – عرض و تقويم- دولة بنت محمد العسيري د
304. مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات –عرض ونقد- أحمد بن عبد الرحمن القاضي م
305. المرجئة وموقف أهل السنة منهم محمد بن عبد العزيز اللاحم م
306. مسائل الاعتقاد في سنن الدارمي جمال صفا خان تركستاني م
307. مسائل الإيمان في سورة غافر –عرضا ودراسة- محمد بن علي السعوي م
308. المسائل التي خالف فيها رسول الله أهل الجاهلية للإمام محمد بن عبد الوهاب- دراسة وشرحا- يوسف بن محمد السعيد م
309. المسائل العقدية في كتاب أحكام أهل الملل والردة والزنادقة وتارك الصلاة والفرائض لأبي بكر الخلال لطيفة بنت عبد الله الصقير م
310. المسائل العقدية في كتاب فيض القدير للمناوي –عرض ونقد-0 عبد الرحمن بن عبد الله التركي د
311. مسائل العقيدة في سنن ابن ماجه – القسم الأول- (الاعتصام بالسنة والجماعة، التوحيد) وليد بن خالد بسيوني أحمد م
312. مسائل العقيدة في سنن ابن ماجه – القسم الثاني- (الإيمان باليوم الآخر،الإيمان بالقدر، مسائل الإيمان) طارق بن عبد الرحمن الحواس م
313. مسائل العقيدة في سورة التوبة شريفة بنت مصلح السنيدي م
314. مسائل العقيدة في كتاب مشكل الآثار للطحاوي- عرض ودراسة- عبد الله بن صالح المشيقح د
315. مسالك المتكلمين في رد الأحاديث والآثار المروية في صفات رب العالمين صادق سليم صادق د
316. مسالك أهل السنة فيما أشكل من نصوص العقيدة عبد الرزاق طاهر معاش د
317. المستشرق نيكولسون ومفترياته على الإسلام الجيلي محمد يوسف الكباشي د
318. المسيح الدجال بين أهل السنة و الجماعة و مخالفيهم محمد بن إسماعيل الرياني م
319. المصادر العامة للتلقي عن الصوفية صادق سليم صادق م
320. المعتزلة وأصولهم الخمسة عواد بن عبد الله المعتق م
321. معجزات محمد r زكريا محمود بن داود م
322. مقالات الجبرية – عرض و نقد - فيصل بن رثعان العنزي م
323. مكائد الشيطان في مسائل الاعتقاد وطرق التحصين منه قذلة بنت محمد آل مفلح د
324. المكفرات عند علماء الحنفية في مسائل الإيمان ــ عرض و دراسة ــ عبد الإله بن عبد العزيز التويجري م
325. المناظرة الكبرى بين الشيخ رحمت الله والقسيس فندر محمد أحمد عبد القادر د
326. مناهج الإسلاميين في إثبات وجود الله ووحدانيته –دراسة ونقدا- صالح بن حسين الرقب د
327. منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس- تحقيق ودراسة0 شريفة بنت مصلح السنيدي د
328. منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس- تحقيق ودراسة0 لطيفة بنت عبد الله الصقير د
329. منهج أئمة الدعوة في نجد في توحيد الأسماء والصفات من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى آخر القرن الرابع عشر الهجري رياض بن حمد العمري م
330. منهج ابن النجار الفتوحي الحنبلي في تقرير مسائل العقيدة محمد بن فيصل السلطان م
331. منهج ابن حزم في الرد على أهل الكتاب –دراسة وتقويم- حسين بركات حسن د
332. منهج ابن سحنون (256هـ) في بيان عقيدة السلف أحمد بن سعيد العمودي م
333. منهج ابن عطية في أصول الدين علي بن سليمان القرعاوي م
334. منهج ابن قدامة في تقرير عقيدة السلف وموقف المخالفين لها علي بن محمد الشهراني م
335. منهج أبي الثناء الألوسي في أصول الإيمان –عرض وتقديم- عبد الله الخضير م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/154)
336. منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة عثمان بن علي حسن م
337. منهج الإمام ابن الصلاح في تقرير العقيدة والرد على المخالفين-عرضا ودراسة- عبد الله بن أحمد آل غنيم الغامدي0 م
338. منهج الإمام ابن القيم في تقرير التوحيد آمال بنت عبد العزيز العمرو م
339. منهج الإمام ابن بطة في تقرير عقيدة السلف والرد على أهل الأهواء والبدع مع تحقيق الجزء السابع والعشرين والثامن والعشرين من كتابه الإبانة حمد بن عبد المحسن التويجري د
340. منهج الإمام ابن كثير في تقرير عقيدة السلف علي بن حسين بن يحيى موسى م
341. منهج الإمام ابن منده في أصول الإيمان ومسائله-عرضا ودراسة- سعد بن عبد الله الماجد0 م
342. منهج الإمام أحمد في التعامل مع الفرق وأهل الأهواء والبدع عبد الرحمن بن عبد الله التركي م
343. منهج الإمام البخاري في تقرير العقيدة والدفاع عنها سعد بن بجاد العتيبي م
344. منهج الإمام البغوي في تقرير عقيدة السلف محمد بن عبد الله الخضيري م
345. منهج الإمام الذهبي في العقيدة وموقفه من المبتدعة سعيد بن عيضة الزهراني م
346. منهج الإمام المروزي في أصول الإيمان ومسائله سليمان بن محمد العثيم م
347. منهج الإمام النووي في أصول الدين منيرة بنت حمود البدراني د
348. منهج الجدل والمناظرة في تقرير مسائل الاعتقاد عثمان بن علي حسن د
349. منهج الحافظ ابن حجر العسقلاني في تقرير العقيدة من خلال فتح الباري لولوه المطرودي م
350. منهج الحافظ عبد الغني المقدسي في تقرير عقيدة السلف والرد على المخالفين محمد بن محمد بلخير الراجحي الشهري0 م
351. منهج الخطابي في العقيدة إبراهيم بن عبد الله الحماد م
352. منهج السفاريني في أصول الدين رجاء الجويسر م
353. منهج الشهرستاني في كتابه: الملل والنحل محمد بن ناصر السحيباني م
354. منهج الطاهر بن عاشور في أصول الاعتقاد محمد بن حسن العمري م
355. منهج الطوفي في تقرير العقيدة –عرض ونقد- إبراهيم بن عبدالله المعثم م
356. منهج القاضي أبي يعلى في أصول الدين فهد بن موسى الفايز م
357. منهج القاضي البيضاوي في تقرير العقيدة –عرض ونقد- سعود بن عبد العزيز العقيل م
358. منهج القرطبي في أصول الدين أحمد المزيد م
359. منهج الماوردي في أصول الدين –عرض ورد- عبد العزيز بن عمر القنصل الغامدي م
360. منهج المرتضى الزبيدي في دراسة العقيدة - في ضوء عقيدة أهل السنة و الجماعة - راجح بن عبد العزيز الراجح د
361. منهج أهل السنة في تدوين العقيدة إلى نهاية القرن 3 ناصر بن يحيى الحنيني د
362. منهج أهل السنة والجماعة في الاستدلال باللغة العربية على مسائل العقيدة محمد بن فهد الداود م
363. منهج جمال الدين القاسمي في تقرير العقيدة محمد بن أحمد خضي م
364. منهج شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله – في بيان البدع والرد عليها فهد بن سعود المقرن د
365. منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير عقيدة التوحيد إبراهيم بن محمد البريكان د
366. منهج عبد الغني النابلسي (المتوفى سنة 1143هـ) في العقيدة و التصوف – عرض و دراسة - خالد بن سليمان الخطيب د
367. الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية محماس بن عبد الله الجلعود م
368. موقف ابن تيمية من الأشاعرة عبد الرحمن بن صالح المحمود د
369. موقف ابن حزم من الأشاعرة- عرض ونقد- أحمد بن عبد العزيز أبانمي م
370. موقف ابن حزم من المعتزلة-عرضا ونقد- سعود بن صالح السرحان. م
371. موقف الاتجاه الفلسفي المعاصر من النص الشرعي حسن بن محمد الأسمري م
372. موقف الاستشراق من الافتراق و الفرق الإسلامية (الجهمية و المرجئة و الممثلة و الماتريدية) عرضاً و نقداً على ضوء منهج أهل السنة و الجماعة أميرة بنت عبد الرءوف أمجد حسين د
373. موقف الإمام ابن القيم من آراء المتكلمين محمد سعيد صباح د
374. موقف المتكلمين من الاستدلال بنصوص الكتاب والسنة- عرضا ونقدا سليمان بن صالح الغصن د
375. موقف المذاهب المادية المعاصرة من عقيدة الإيمان بالغيب-عرض ونقد- عفاف بنت حمد الونيس د
376. موقف المستشرقين من الافتراق والفرق (الخوارج والشيعة) مسفر بن سعيد لسلوم د
377. موقف المستشرقين من الصحابة – عرض و نقد في ضوء عقيدة أهل السنة و الجماعة - سعد بن عبد الله الماجد د
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/155)
378. موقف المستشرقين من المعتزلة و الفلاسفة – عرض و نقد - منصور بن عبد العزيز الحجيلي د
379. موقف المستشرقين من أهل السنة و الجماعة – عرضاً و نقداً على ضوء منهج أهل السنة والجماعة نورة بنت حمد الحرقان د
380. موقف المستشرقين من دراسة الفرق – الصوفية – عرض و نقد في ضوء عقيدة أهل السنة و الجماعة لطيفة بنت عبد العزيز المعيوف د
381. موقف المستشرقين من علم الكلام و الأشاعرة – عرض و نقد في ضوء منهج أهل السنة و الجماعة - هدى بنت ناصر الشلالي د
382. موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من آراء الفلاسفة ومنهجه في عرضها صالح بن غرم الله الغامدي د
383. موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من المسائل التي كفر بها الغزالي الفلاسفة والتي بدعهم فيها - دراسة تحليلية ونقدية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة-. هيا بنت إسماعيل آل الشيخ د
384. ميلاد عيسى u عند اليهود والنصارى والمسلمين مسعود بن سعد الغامدي م
385. النبوة والرسالة في منهج الإسلام عبد العزيز بن إبراهيم العسكر م
386. النصب والنواصب –دراسة عقدية على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة بدر بن ناصر العواد م
387. نظرية القياسي الأرسطي- عرضاً ونقداً- محمد سعيد صباح م
388. نظرية المعرفة في الفلسفة الأوربية خلال القرنين 17 و 18م صالح بن عبد الرحمن الشريدة م
389. نظرية الواجب الأخلاقي عند كانط-دراسة ونقد- أحمد معاذ حقي م
390. النفاق وخطره على العقيدة عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان م
391. نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله من التوحيد رشيد بن حسن الألمعي م
392. نواقض الإيمان الاعتقادية وضوابطها عند أهل السنة محمد بن عبد الله الوهيبي د
393. نواقض الإيمان القولية والعملية عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف د
394. الهندوسية –عرض ونقد- محمد بن عبد العزيز العلي م
395. وحدة الأديان عند الصوفية عرض ونقد سعيد بن محمد معلوي د
396. وحدة الوجود خضر بن عبد اللطيف سوندك م
397. وحدة الوجود عند الصوفية-حقيقتها وآثارها-عرض ونقد أحمد بن عبد العزيز القصير د
398. الوزير ابن هبيرة وجهوده في تقرير عقيدة السلف عبد الله بن عبد الرحمن الميمان م
399. الوعد والوعيد بين أهل السنة والمخالفين خالد بن ناصر العتيبي م
400. اليزيدية: وعلاقتها بعبادة الشيطان ـــ عرض و نقد في ضوء عقيدة أهل السنة و الجماعة ـــ فهد بن علي المساعد د
401. جهود علماء الشافعية في بيان نواقض الأيمان نادية بنت عبدالعزيز الهلالي د
402. منهج الطيبي وآراؤه في العقيدة ـ عرض ودراسة منال بنت علي الهويدي م
403. الموارد العلمية لابن تيمية في تقرير عقيدة أهل السنة والرد على المخالفين " مسائل أصول الإيمان " هيا بنت صالح الخميس د
404. المكفرات عند علماء الحنفية في أصول الإيمان–عرض ودراسة- خالد الجماز م
405. جهود شيخ الإسلام ابن تيميه في الدفاع عن آل البيت خالد الرباح م
406. التطبيقات المعاصرة لفلسفة الإستشفاء الشرقية -دراسة عقدية- هيفاء بنت ناصر الرشيد م
407. صفات الله تعالى الفعلية عند السلف وعند مخالفيهم –دراسة عقدية- عبدالله بن عايض القحطاني د
408. جهود الشيخ العلامة عبدالله بن حميد في تقرير العقيدة. ابتسام بنت ناصر اللهيم م
409. منهج الإمام عز الدين عبدالرزاق الرسعني الحنبلي وجهوده في تقرير عقيدة السلف. إبراهيم الناشري م
410. الشيخ حمد بن معمر: منهجه وجهوده في تقرير العقيدة والردعلى المخالفين هيا بنت إبراهيم العتيبي
م
411. منهج الشيخ أحمد شاكر في العقيدة وجهوده في الدفاع عنها خلود بنت عبدالله السهلي م
412. أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بين أهل السنة ومخالفيهم إبراهيم بن خالد المخلف د
ـ[سنغالي]ــــــــ[09 - 11 - 06, 06:30 ص]ـ
الرسائل المسجلة في الاستشراق
على هذا الرابط في الملتقى العلمي للعقيدة:
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=6
عناوين رسائل الاستشراق المسجلة في كلية الدعوة بالمدينة (دكتواره)
1. الأخطاء العقدية في دائرة المعارف الإسلامية- دراسة تحليلية نقدية- للطالب حميد بن ناصر خالد الحميد
2.الاستشراق الماروني: دراسة تأصيلية لاتجاهاته ووسائله في النصف الأول من القرن العشرين للطالب عبدالعزيز بن علي بن صالح المحويني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/156)
3.منهج المستشرق برنارد لويس في دراسة الجوانب الفكرية في التاريخ الإسلامي مازن بن صلاح حامد مطبقاني
4.منابع المستشرقين الثقافية في دراسة السيرة النبوية –دراسة تحليلية نقدية- مصطفى بن عمر حلمي
5.تقويم دراسات المستشرقين حول الأحكام الشرعية الخاصة بالموارد المالية في الدولة الإسلامية مع دراسة لكتاباتهم عن أهم الموارد في فترة خلافة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- عدنان بن مصطفى صبري الأماسي
6.منهج البروتستانت في تنصير المسلمين خلال النصف الثاني من القرن العشرين –دراسة تحليلية-للطالب علي بن عتيق حامد الحربي
7.موقف المستشرقين في دائرة المعرف الإسلامية من الحديث النبوي-دراسة تقويمية- طلال بن عبدالله ملوش
عناوين رسائل الاستشراق المسجلة في كلية الدعوة بالمدينة (ماجستير) م
8.الفكر الاستشراقي في نيجريا،للطالبه: أولا ليكي عبدالرشيد عبدالعزيز
9.دراسة تحليلية نقدية لمجلة الآباء اليسوعيين الكاثوليكية للفترة من 1898 حتى بداية الحرب العالمية الثانية للطالب عبدالعزيز بن علي بن صالح المحويني
10.الفكر الاستشراقي في تنزانيا، للطالب جمعة مقداد عمر
11.العلاقة بين التنصير والاستشراق من حيث النشأة والأهداف حسن محمد نايف غالب
12.العلاقة بين اليهود والنصارى خلال النصف الأول من القرن العشرين نصر عمر مقبول الحطامي
13.الكنيسة القبطية: فكرها ومنهجها التنصيري خلال القرن العشرين عبدالله بن عبدالعزيز الشعيبي
14.نصرانية عيسى عليه السلام ونصرانية بولس –دراسة مقارنة في أسفار العهد الجديد علي بن عتيق الحربي
15.الحوار الإسلامي النصراني: الأهداف والأبعاد هندي بن هندي عبده حوفان
16.توطين التنصير في إندونيسيا محمد صالح بن رحماني
17.موقف المستشرقين من عقوبة الزنى في الأحاديث النبوية- دراسة وصفية نقدية- عبدالرحمن بن مهيدب بن عبدالرحمن المهيدب
18.الخلفية الثقافية لاتجاهات المستشرقين في دراسة شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم مصطفى عمر حلمي
19.شبهات المستشرقين حول إسناد الحديث (عرض ونقد) يحيى بن عبدالهادي محمد
20.تقويم جهد المستشرق آرثر جيفري في تحقيقه لمقدمة كتاب: (المباني لنظم المعاني) طلال بن عبدالله ملوش
21.منهج مقارنة الروايات عند المحدثين: دراسة وصفية نقدية لدعوى المستشرقين اهتمام المحدثين بنقد سند الحديث دون متنه،للطالب فتح الدين محمد أبو الفتح البيانوني
22.كتابة الصحابة للحديث النبوي بين المسلمين والمستشرقين أقونج أفندي
23.أساليب المستشرق جولد تسهير في عرضه للإٍسلام-دراسة استقرائية- أحمد حسن قاضي وزير
24.مفهوم القدر في دراسات المستشرقين المحسن بن علي سويسي
25.دراسة المستشرقين للجوانب العقدية والفكرية من دعوةالشيخ محمد بن عبدالوهاب: دراسة تحليلية نقدية للطالب محمد عبدالرزاق خير الدين
ـ[محمد سليمان]ــــــــ[10 - 11 - 06, 10:38 م]ـ
جزاك الله خيرا
اخي كيف استطيع الحصول على شرح الأصبهانية لابن تيمية محمد بن عودة السعوي
مطبوعة او ملف وورد
وجزاك الله خيرا
ـ[سنغالي]ــــــــ[11 - 11 - 06, 08:04 ص]ـ
حياك الله يا أخي
الرسالة موجودة في مكتبة ابن القيم في جامع شيخ الاسلام في الرياض، حيث وجدتها في محرك بحث المكتبة على الانتر نت
وهذا رقم الهاتف: 4250099 01
هذا محرك بحث المكتبة:
http://www.taimiah.org/maktaba/
وأيضا يوجد نسخة في مكتبة الملك فهد الوطنية، وهم متعاونون مع الباحثين.
ومركز الملك فيصل للبحوث.
والرسالة في مجلدين، ولم تطبع في حد علمي
اضغط هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38246
ـ[سنغالي]ــــــــ[11 - 11 - 06, 08:09 ص]ـ
إليكم رسائل الجامعة الاسلامية مع نقصها
ـ[سنغالي]ــــــــ[11 - 11 - 06, 08:10 ص]ـ
منقول من: الملتقى العلمي للعقيدة:
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=107&page=2
(( أقرا هذه المقدمة قبل الاستفادة من قائمة الرسائل))
مقدمة:
دخلت موقع الجامعة الاسلامية واستطعت أن اخرج منه الرسائل العلمية في العقيدة
لكن المهم في هذا معرفة مدى دقة الجامعة في تحديث المعلومات
هذا ما نرجوا ان يفيدنا به أحد طلابها بعد سؤالهم
والذي أنا متأكد منه أن هذه القائمة غير كاملة، بل هي قديمة للأسف، وأعرف رسائل سجلت قبل أربع وثلاث سنوات وهي غير موجودة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/157)
المهم: كثيرا ما نجد ان الجامعات لا تعتني بتحديث المعلومات، كأي دائرة حكومية، ولهذا تأتي أهمية أخذها مباشرة من الاقسام.
عدد الرسائل: 236
عنوان الرسالة اسم الباحث الجنسية الكلية القسم
إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، للبوصيري "من أول كتاب الأدعية إلى نهاية كتاب علامة النبوة" -دراسة وتحقيق. سعود بن حمد العلي الصقري سعودي الدعوة العقيدة
أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الحركات الفكرية الهدامة عبدالله بن عبدالرحمن بن منصور الجربوع سعودي الدعوة العقيدة
أصول السنة، لأبي عبدالله محمد بن أبي زمنين -تحقيق وتخريج ودراسة. محمد إبراهيم محمد هارون هندي الدعوة العقيدة
أصول العقيدة من خلال سورة (ق) أحمد بن شاكر بن عبدالله الحُذيفي سعودي الدعوة العقيدة
أعمال القلوب وأثرها في الإيمان محمد دوكوري بن محمد مالي الدعوة العقيدة
أفعال العباد بين أهل السنة ومخالفيهم عبدالعزيز بن أحمد محسن الحميدي سوري الدعوة العقيدة
أهم عوامل انحراف النصرانية إبراهيم بن خلف بن يعقوب التركي سعودي الدعوة العقيدة
أوجه الشبه بين اليهود والرافضة في العقيدة إبراهيم بن عامر بن علي الرُحيلي سعودي الدعوة العقيدة
إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة، للصنعاني -دراسة وتحقيق. عبدالله شاكر محمد الجنيدي مصري الدعوة العقيدة
ابن رجب الحنبلي وأثره في توضيح عقيدة السلف عبدالله بن سليمان بن عبدالله الغُفَيلي سعودي الدعوة العقيدة
الآثار العقدية الواردة عن السلف في كتاب التمهيد لابن عبد البر -جمعًا ودراسة. أبو بكر سالم شهال لبناني الدعوة العقيدة
الآثار العقدية الواردة في التمهيد لابن عبدالبر -جمعا ودراسة. أبو بكر سالم شهال لبناني الدعوة العقيدة
الآثار العقدية في مصنف عبدالرزاق -جمعا ودراسة. عبداللطيف شيخ عبدالرشيد هندي الدعوة العقيدة
الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة في "كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر" -جمعا وتحقيقا ودراسة. توفيق طاس جزائري الدعوة العقيدة
الآثار المروية عن الصحابة في التمسك بالسنة والتحذير من البدع وأهلها -جمع وتوثيق ودراسة. ناصر علي خليفة محمد سوداني الدعوة العقيدة
الآثار الواردة عن أئمة السلف في توحيد الأسماء والصفات في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة. أبو بكر محمد ثاني نيجيري الدعوة العقيدة
الآثار الواردة عن أئمة السلف في معاني الآيات المتعلقة بتوحيد الألوهية في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة. رضا إسماعيل المجراب ليبي الدعوة العقيدة
الآثار الواردة عن أئمة السنة في أبواب الاعتقاد من كتاب "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي -جمع وتخريج ودراسة. جمال أحمد بشير بادي ليبي الدعوة العقيدة
الآثار الواردة عن الإمام الأوزاعي في العقيدة -جمعا ودراسة. أحمد رمضان جالو سيراليوني الدعوة العقيدة
الآثار الواردة عن الإمام سفيان الثوري في العقيدة -جمعا ودراسة. محمد بن سعيد عثمان طبسة إرتري الدعوة العقيدة
الآثار الواردة عن عمر بن عبدالعزيز في العقيدة -دراسة وتحقيق. حياة محمد جبريل كميروني الدعوة العقيدة
الأحاديث الموضوعة التي تنافي توحيد العبادة -جمعا ودراسة- أسامة بن عطايا بن عثمان بن إبراهيم فلسطيني الدعوة العقيدة
الأسماء الحسنى معانيها وآثارها والرد على المبتدعة فيها رفيع أوونلا بصيري نيجيري الدعوة العقيدة
الأسماء والصفات، للبيهقي -دراسة وتحقيق. صالح بن علي بن عبدالرحمن المحسن سعودي الدعوة العقيدة
الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات والرد عليهم من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله. عبدالقادر محمد عطا صوفي سوري الدعوة العقيدة
الأعياد وأثرها على المسلمين سليمان بن سالم بن رجاء السُحيمي سعودي الدعوة العقيدة
الأقوال المروية عن السلف في العقيدة في "كتاب حلية الأولياء" لأبي نعيم -جمعا وتحقيقا ودراسة- محمد بن بوبكر بن عمر بنعلي تونسي الدعوة العقيدة
الإلحاد وسبب انتشاره محمود يوسف محمد الشوبكي فلسطيني الدعوة العقيدة
الإمام الخطابي ومنهجه في العقيدة المجذوب العلوي مولاي الحسن مغربي الدعوة العقيدة
الإمام الشاطبي عقيدته وموقفه من البدع وأهلها عبدالرحمن آدم علي بنيني الدعوة العقيدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/158)
الإمام القصاب وجهوده في بيان عقيدة السلف والرد على مخالفيهم حميد بن أحمد محمد نعيجات جزائري الدعوة العقيدة
الإمامة عند الشيعة الاثنى عشرية جلال الدين محمد صالح أرتري الدعوة العقيدة
الأمثال القرآنية القياسية المتعلقة بالإيمان بكتب الله ورسله عبدالعزيز جليدان السعيدي سعودي الدعوة العقيدة
الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان باليوم الآخر. محمد رفيق فرخ أحمد بورمي الدعوة العقيدة
الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للركن الأول من أركان الإيمان بالله عبدالله بن عبدالرحمن بن منصور الجربوع سعودي الدعوة العقيدة
الآيات الدالة على الله تعالى وفق نهج القرآن ومذهب السلف إبراهيم بن محسن محي الدين آل عيسى سعودي الدعوة العقيدة
الاستغفار في الكتاب والسنة والرد على المفاهيم الخاطئة فيه حياة محمد جبريل كمروني الدعوة العقيدة
الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار، للشيخ يحيى بن أبي الخير العمراني اليمني الشافعي -دراسة وتحقيق. سعود بن عبدالعزيز بن خلف الخلف سعودي الدعوة العقيدة
الباطنيون في أندونيسيا محمد هداية نور وحيد إندونيسي الدعوة العقيدة
البعث والنشور للبيهقي "القسم الثاني من باب جماع أبواب الشفاعة إلى آخر الكتاب" -دراسة وتحقيق. عايش بن عياش بن بخيت الحبيشي سعودي الدعوة العقيدة
البوذية تاريخها وعقائدها وعلاقة الصوفية بها عبدالله نومسوك تايلندي الدعوة العقيدة
البوهرة تاريخها وعقائدها رحمة الله الأثري بن قمر الهدى هندي الدعوة العقيدة
التبرك المشروع والممنوع ناصر بن حميدان بن ناحي العوفي سعودي الدعوة العقيدة
التجريد في شرح كتاب التوحيد، لعبدالهادي بن محمد البكري العجلي (ت1264هـ) -دراسة وتحقيق. حسن بن علي بن حسين عواجي سعودي الدعوة العقيدة
التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، للقرطبي -دراسة وتحقيق. الصادق محمد إبراهيم سوداني الدعوة العقيدة
التسبيح في الكتاب والسنة والرد على المناهج الخاطئة فيه محمد إسحاق كندو بوركينابي الدعوة العقيدة
التصوف وتأثره بالنصرانية والفلسفات القديمة إبراهيم بن خلف بن يعقوب التركي سعودي الدعوة العقيدة
التقسيمات المتعلقة بأنواع التوحيد الثلاثة -جمعا ودراسة- محمد عارف بن عبدالحكيم كليم باكستاني الدعوة العقيدة
التكبير ودلالته العقدية، وإبطال المفاهيم الخاطئة فيه. بابا سانكن سيس غامبي الدعوة العقيدة
التكبير، دلالالته العقدية وإبطال المفاهيم الخاطئة فيه بابا سانكن سيسي غامبي الدعوة العقيدة
التكفير والمكفرات حسن بن علي بن حسين عواجي سعودي الدعوة العقيدة
التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع، لمحمد بن أحمد الملطي (ت377هـ) -دراسة وتحقيق. صالح بن عبدالرحمن إبراهيم الدخيل سعودي الدعوة العقيدة
التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام عبدالمجيد بن سالم بن عبدالله مشعبي سعودي الدعوة العقيدة
التوضيح والتبيين لمسائل العقد الثمين، لأبي الفوز السويدي (ت1246هـ) "من أول الباب التاسع إلى آخر الكتاب" -دراسة وتحقيق. عبدالله بن إبراهيم بن عبدالله الشمسان سعودي الدعوة العقيدة
التوضيح والتبيين لمسائل العقد الثمين، لأبي الفوز السويدي (ت1246هـ) "من أول الكتاب إلى باب التاسع" -دراسة وتحقيق. صالح بن محمد بن علي العَقِيل سعودي الدعوة العقيدة
التوكل على الله صالح بن زيار بن وادع العتيبي سعودي الدعوة العقيدة
الجامع لشعب الإيمان للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458) "الشعبة الثامنة والتاسعة والعاشرة " -تحقيق ودراسة. فلاح بن إسماعيل أحمد مندكار كويتي الدعوة العقيدة
الجامع لشعب الإيمان للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458) ثلاث شعب منه وهي: 1/ الخوف من الله تعالى، 2/ الرجاء من الله جل جلاله، 3/ التوكل على الله عز وجل والتسليم لأمره تعالى وتقدس - دراسة وتحقيق. عبدالإله بن سلمان بن سالم الأحمدي سعودي الدعوة العقيدة
الجامع لشعب الإيمان للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458) من أول الكتاب إلى نهاية الشعبة السابعة -تحقيق ودراسة. فلاح بن ثاني شامان سعيدي كويتي الدعوة العقيدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/159)
الجامع لشعب الإيمان للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458هـ) "الشعبة التاسعة عشر وهي باب في تعظيم القرآن الكريم" - دراسة وتحقيق. سعود بن عبدالعزيز بن سالم الدعجان سعودي الدعوة العقيدة
الجامع لشعب الإيمان للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458هـ) أربع شعب وهي: 1/ إخلاص العمل وترك الرياء، 2/ السرور بالحسنة والاغتمام بالسيئة، 3/ معالجة كل ذنب بالتوبة منه، 4/ القرابين والإبانة عن معناها - دراسة وتحقيق. عبدالله بن سليمان بن عبدالله الغُفَيلي سعودي الدعوة العقيدة
الجامع لشعب الإيمان للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458هـ) خمس شعب منه وهي: 1/ محبة النبي صلى الله عليه وسلم، 2/ تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، 3/ شح المرء بدينه، 4/ طلب العلم، 5/ نشر العلم - دراسة وتحقيق. محمد بن عبدالوهاب بن محمد العقيل سعودي الدعوة العقيدة
الجوانب الاعتقادية في سورة الإسراء عزام نعمان عبدالرحمن سلهب أردني الدعوة العقيدة
الحجج الباهرة في إفحام الطائفة الكافرة الفاجرة (وهو في الرد على الرافضة) لجلال الدين الدواني (ت928هـ) -دراسة وتحقيق. عبدالله حاج علي منيب فلبيني الدعوة العقيدة
الحياة الآخرة ما بين البعث إلى دخول الجنة أو النار غالب بن علي بن غالب عواجي سعودي الدعوة العقيدة
الخوف والرجاء في الكتاب والسنة عبدالرحمن بن سليمان علي الشمسان سعودي الدعوة العقيدة
الداعي والمدعي في علم الدعاء، ليوسف بن الحسن بن عبدالهادي الصالحي (ت909هـ) -دراسة وتحقيق. عبدالباسط شيخ إبراهيم صومالي الدعوة العقيدة
الدعاء ومنزلته في العقيدة الإسلامية جيلاني بن خضر غمدا العروسي أثيوبي الدعوة العقيدة
الذخائر لشرح منظومة الكبائر، لأبي العون السفاريني (ت1188هـ) -دراسة وتحقيق. وليد بن محمد بن عبدالله العلي كويتي الدعوة العقيدة
الرد على المبتدعة، لأبي علي الحسن بن أحمد بن البنا (ت471هـ) - دراسة وتحقيق. عبدالمنعم عبدالغفور حيدر قل أسرار سعودي الدعوة العقيدة
الرد على من أنكر الحرف والصوت، للشيخ الإمام أبي نصر عبدالله بن سعيد السجزي -دراسة وتحقيق. محمد بن باكريم محمد باعبدالله سعودي الدعوة العقيدة
الرسائل والمسائل المروية عن الإمام أحمد -رحمه الله تعالى - في العقيدة عبدالإله بن سلمان بن سالم الأحمدي سعودي الدعوة العقيدة
الرقى والتمائم وما ألحق بها فهد بن ضويان بن عوض السُحيمي سعودي الدعوة العقيدة
السنة، لأبي بكر أحمد بن محمد الخلال (ت311هـ) "الأجزاء الثلاثة الأولى" -دراسة وتحقيق. عطية بن عتيق بن عبدالله الزهراني سعودي الدعوة العقيدة
السنن الواردة في الفتن، لأبي عمرو الداني -دراسة وتحقيق. رضاء الله محمد إدريس هندي الدعوة العقيدة
السيف الباتر لأرقاب الشيعة الرافضة الكوافر، لعلي بن أحمد الهيتي (ت1029هـ) -دراسة وتحقيق. محمد موسى حجازي السويطي أسترالي الدعوة العقيدة
السيف المسلول على مبغض أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، لياسين بن مصطفى البقاعي (ت1095هـ) -دراسة وتحقيق. إدريس محمود إدريس أرتري الدعوة العقيدة
الشرك في القديم والحديث أبو بكر محمد زكريا مجموعة دار بنجلاديشي الدعوة العقيدة
الشرك وأنواعه جفري أفندي وهاب بن عبدالوهاب إندونيسي الدعوة العقيدة
الشيخ أبو الوفاء الأبرتسري وجهوده في مقاومة الأديان والفرق الضالة عبداللطيف شيخ عبدالرشيد شيخ هندي الدعوة العقيدة
الشيخ عبدالرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة عبدالرزاق بن عبدالمحسن بن حمد العباد البدر سعودي الدعوة العقيدة
الصارم الحديد في عنق صاحب سلاسل الحديد، لأبي الفوز محمد السويدي (ت:1246هـ) "من أول الكتاب إلى نهاية الأدلة على العصمة" -دراسة وتحقيق. فهد بن ضويان بن عوض السُحيمي سعودي الدعوة العقيدة
الصارم الحديد في عنق صاحب سلاسل الحديد، لأبي الفوز محمد السويدي (ت:1246هـ) "من مطاعن الرافضي في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب والرد عليها إلى بيان عقيدة أهل السنة في الصحابة رضي الله عنهم" -دراسة وتحقيق. جازي بن بخيت بن بدر الجُهَني سعودي الدعوة العقيدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/160)
الصارم الحديد في عنق صاحب سلاسل الحديد، لأبي الفوز محمد السويدي (ت:1246هـ) "من نهاية الكلام على عثمان رضي الله عنه إلى آخر الكتاب" -دراسة وتحقيق. سعد بن خلوفة بن زارع الشهري سعودي الدعوة العقيدة
الصافي عن الكدر فيما جاء عن سيد البشر في القضاء والقدر، لمحمد بن عبدالرسول البرزنجي -دراسة وتحقيق. محمد معصوم حسن بن أحمد سوري الدعوة العقيدة
الصفات الإلهية عند الفرق الإسلامية عبر العصور التاريخية سعد بن خلوفة بن زارع الشهري سعودي الدعوة العقيدة
الطائفة الختمية في ضوء الكتاب والسنة محمد صالح أرها حامد أرتري الدعوة العقيدة
الطريقة الختمية -دراسة وتحليل في ضوء الكتاب والسنة إبراهيم عبدالمطلب عثمان محمد سوداني الدعوة العقيدة
العصمة عند الشيعة الإمامية الإثنى عشرية أنور علي عبدالمنعم الباز مصري الدعوة العقيدة
العقيدة الإسلامية وأثرها في بناء المجتمع عزام نعمان عبدالرحمن سلهب أردني الدعوة العقيدة
العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية وقدرتها على مواجهة التحديات محمد عبدالرحمن مغراوي مغربي الدعوة العقيدة
العقيدة في أهل البيت بين الإفراط والتفريط سليمان بن سالم بن رجاء السُحيمي سعودي الدعوة العقيدة
العلاقة بين التشيع والتصوف فلاح بن إسماعيل أحمد مندكار كويتي الدعوة العقيدة
الغلو وأثره في عقائد الرافضة جازي بن بخيت بن بدر الجُهَني سعودي الدعوة العقيدة
الفروق العقدية عند أهل السنة والجماعة يوسف عبدالله مبارك الغنبوصي عماني الدعوة العقيدة
القاضي أبو يعلى وكتابه الإيمان "الجزء الأول" -دراسة وتحقيق. سعود بن عبدالعزيز بن خلف الخلف سعودي الدعوة العقيدة
القاضي عياض اليحصبي ومنهجه في العقيدة غسان أحمد عبدالرحمن لبناني الدعوة العقيدة
القرآن الكريم ومنزلته بين السلف ومخالفيهم. محمد هشام بن لعل محمد أفغاني الدعوة العقيدة
القضاء والقدر، للبيهقي -دراسة وتحقيق. سويلم بن عقاب بن خصيوي التوم سعودي الدعوة العقيدة
القياس الفاسد وأثره في الانحراف في العقيدة أحمد بن شاكر بن عبدالله الحُذيفي سعودي الدعوة العقيدة
الكتاب اللطيف لشرح مذهب أهل السنة ومعرفة شرائع الدين والتمسك بالسنة لعمربن شاهين (ت385هـ) -دراسة وتحقيق وتخريج. عبدالله بن محمد بن سليمان البصيري سعودي الدعوة العقيدة
الكشف المبدي لتمويه أبي الحسن السبكي تكملة الصارم المنكي، لمحمد بن حسين بن إبراهيم الفقيه "من أول الكتاب إلى نهاية الباب السابع" -دراسة وتحقيق. صالح بن علي بن عبد الرحمن المحسن سعودي الدعوة العقيدة
الكشف المبدي لتمويه أبي الحسن السبكي في تكملة الصارم المنكي، لمحمد بن الحسين الفقيه (ت1354هـ) "القسم الثاني والأخير من الكتاب" -دراسة وتحقيق. أبو بكر بن سالم شهال لبناني الدعوة العقيدة
الكفر بالطاغوت، حقيقته، أهميته، لوازمه. فهد بن عبدالهادي العرجاني سعودي الدعوة العقيدة
الماتريدية وموقفهم من توحيد الأسماء والصفات شمس الدين محمد أشرف باكستاني الدعوة العقيدة
المباحث العقدية المتعلقة بالأذكار علي بن عبدالحفيظ الكيلاني سوري الدعوة العقيدة
المباحث العقدية المتعلقة بقبر النبي صلى الله عليه وسلم بدر بن مقبل السعيدي سعودي الدعوة العقيدة
المباحث العقدية في الغزوات النبوية -جمعا ودراسة من الكتب التسعة. عبدالكريم بن عيسى عبدالله الرحيلي سعودي الدعوة العقيدة
المباحث العقدية في حديث افتراق الأمم أحمد سردار محمد مهر الدين أفغاني الدعوة العقيدة
المسائل الاعتقادية المتعلقة بالصلة بين الأحياء والأموات عبدالله بن عبدالمحسن إبراهيم آل الشيخ سعودي الدعوة العقيدة
المسائل العقدية المتعلقة بآدم عليه السلام ألطاف الرحمن بن ثناء الله هندي الدعوة العقيدة
المسائل العقدية المتعلقة بالحسنات والسيئات -جمعا ودراسة. صالح بن عبدالعزيز سندي سعودي الدعوة العقيدة
المسيح -عليه االصلاة ولسلام- والنصرانية في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. إسماعيل بن عبد العزيز العبد اللطيف سعودي الدعوة العقيدة
المصطلحات المستعملة في توحيد الألوهية عند السلف. محمد عبدالله علي عبدالقادر سوداني الدعوة العقيدة
المنظومة التائية في القدر لشيخ الإسلام ابن تيمية مع شرحها لسليمان بن عبد القوي الطوفي محمد نور الإحسان بن علي يعقوب إندونيسي الدعوة العقيدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/161)
المهدي المنتظر عند الشيعة الإثني عشرية جلال الدين محمد صالح حامد أرتري الدعوة العقيدة
النبوات، لابن تيمية -دراسة وتحقيق. عبدالعزيز بن صالح بن إبراهيم الطويان سعودي الدعوة العقيدة
النصيحة الإيمانية في فضيحة الملة النصرانية، للشيخ نصر بن يحيى بن عيسى المطبب المهتدي -دراسة وتحقيق. محمود بن عبدالرحمن بن محمد زين قدح سعودي الدعوة العقيدة
النفي في باب الصفات بين أهل السنة والجماعة والمعطلة. سعيداني أرزقي جزائري الدعوة العقيدة
النهي عن الرقص والسماع، للحافظ أبي محمد محمود بن أبي القاسم الدمشقي -دراسة وتحقيق. علي مصري سميجان فوترا إندونيسي الدعوة العقيدة
النوافض للروافض، لمحمد بن عبدالرسول الحسيني الموسوي البرزنجي (ت1103هـ) -دراسة وتحقيق. محمد هداية نور وحيد إندونيسي الدعوة العقيدة
الهندوسية وتأثر بعض الفرق الإسلامية بها أبو بكر محمد زكريا مجموعة دار بنجلاديشي الدعوة العقيدة
الواسطة بين الله وخلقه عند أهل السنة وأهل الأهواء، وأثر ذلك على العقيدة المرابط ولد المجتبى موريتاني الدعوة العقيدة
الوجودية دراسة ونقد في ضوء الإسلام صالح بن عبدالرحمن بن صالح الشريدة سعودي الدعوة العقيدة
اليمانيات المسلولة على الرافضة المخذولة، لزين العابدين بن يوسف بن محمد الكوراني -دراسة وتحقيق. المرابط ولد المجتبى الجكني موريتاني الدعوة العقيدة
بهجة الناظرين وآيات المستدلين، للشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (ت1033هـ) -دراسة وتحقيق. خليل إبراهيم أحمد الموصلي عراقي الدعوة العقيدة
بيان النبي صلى الله عليه وسلم لتوحيد الأسماء والصفات عند أهل السنة ومخالفيهم وأثر ذلك في العقيدة. جيلالي إيطاطحين جزائري الدعوة العقيدة
بيان مباحث العقيدة في سورة مريم محمد بن عبدالرحمن أبو سيف الجُهني سعودي الدعوة العقيدة
بين أبي الحسن الأشعري والمنتسبين إليه في العقيدة خليل إبراهيم أحمد الموصلي عراقي الدعوة العقيدة
تخجيل من حرف التوراة والإنجيل، لصالح بن الحسين الجعفري الهاشمي (ت:668هـ) -دراسة وتحقيق. محمود بن عبدالرحمن بن محمد زين قدح سعودي الدعوة العقيدة
تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي عرض وتحليل على ضوء الكتاب والسنة محمد أحمد لوح سنغالي الدعوة العقيدة
تقرير أهل السنة من الحنفية لعقيدة السلف في الأسماء والصفات إسماعيل بن محمد عبدالغفور أفغاني الدعوة العقيدة
توحيد الألوهية أساس الإسلام حامد بن عبدالقادر علي الأحمدي سعودي الدعوة العقيدة
جلاء العينين في محاكمة الأحمدين، لأبي البركات البغدادي -دراسة وتحقيق. داود عثمان بنيني الدعوة العقيدة
جماعة من المفسرين بين التأويل والإثبات في آيات الصفات محمد بن عبدالرحمن مغراوي مغربي الدعوة العقيدة
جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر، ليوسف بن حسن بن عبدالهادي المقدسي (ت909هـ) -دراسة وتحقيق. مأفوسي بن عاسي سأعا تايلندي الدعوة العقيدة
جناية التأويل الفاسد على العقيدة الإسلامية محمد أحمد لوح سنغالي الدعوة العقيدة
جهود أبي الثناء الألوسي في الرد على الرافضة مع تحقيق ثلاث رسائل له في ذلك، وهي: 11 الأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهورية، 12 نهج السلامة إلى مباحث الإمامة، 13 النفحات القدسية في الرد على الإمامية. عبدالله بن بو شعيب المختار البخاري مغربي الدعوة العقيدة
جهود أبي المظفر السمعاني في تقرير عقيدة السلف محمد بن بوبكر بن عمر بنعلي تونسي الدعوة العقيدة
جهود ابن القيم الجوزية في توضيح توحيد العبادة عبدالله حاج علي منيب فلبيني الدعوة العقيدة
جهود الإمام أبي المعالي محمود شكري الألوسي في نصرة عقيدة السلف داود عثمان بنيني الدعوة العقيدة
جهود الإمام أبي داود السجستاني في تقرير مسائل الاعتقاد جيلاني بن خضر غمدا العروسي أثيوبي الدعوة العقيدة
جهود الإمام ابن أبي حاتم الرازي في العقيدة مامادو كوني عاجي الدعوة العقيدة
جهود الإمام ابن القيم في تقرير مسائل الإيمان. هشام بن خليل الحوسني إماراتي الدعوة العقيدة
جهود الإمام ابن قيم الجوزية في تقرير توحيد الأسماء والصفات وليد بن محمد بن عبدالله العلي كويتي الدعوة العقيدة
جهود الإمام الأزهري اللغوي في تقرير العقيدة السلفية والرد على مخالفيها محمد الشيخ عليو محمد كيني الدعوة العقيدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/162)
جهود البقاعي في محاربة إلحاد الاتحادية والبدع العلمية، مع تحقيق ثلاث رسائل له في ذلك وهي: 1 - صواب الجواب للسائل المرتاب المجادل المعارض في كفر ابن الفارض. 2 - إنارة الفكر فيما هو الحق في كيفية الذكر. 3 - السيف المسلول في الرد على المفتي المفتون بالابتداع. محمد بن مسلم إبراهيم نيجيري الدعوة العقيدة
جهود الشاه إسماعيل بن عبدالغني بن الشاه ولي الله الدهلوي في توضيح عقيدة السلف في شبه القارة الهندية محمد عبدالسلام محمد غوث هندي الدعوة العقيدة
جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف عبدالعزيز بن صالح بن إبراهيم الطويان سعودي الدعوة العقيدة
جهود العلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- في تقرير التوحيد. محمد تيقمونين جزائري الدعوة العقيدة
جهود العلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- في تقرير التوحيد تيقمونين محمد جزائري الدعوة العقيدة
جهود العلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- في توضيح الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر ومباحث الإيمان. عبد الله بن مسلم الأحمدي سعودي الدعوة العقيدة
جهود سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- في توضيح العقيدة. عبدالرحمن عبدالله عمر صومالي الدعوة العقيدة
جهود شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في توضيح توحيد العبادة أحمد بن عبدالله بن محمد الغُنَيمان سعودي الدعوة العقيدة
جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على القبوريين مع تحقيق كتاب "الجواب الباهر في زوار المقابر" إبراهيم بن خالد بن عيسى المخلف سعودي الدعوة العقيدة
جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في توضيح المسائل الكلية للأسماء والصفات عند السلف ذياب بن مدخل بن دخيل العلوي سعودي الدعوة العقيدة
جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض استدلالات أهل الأهواء بالنصوص الشرعية على بدعهم. منير شديد محمد منير السبيعي كويتي الدعوة العقيدة
جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية شمس الدين محمد أشرف باكستاني الدعوة العقيدة
جهود علماء الماليكة في المغرب في إنكار بدع العبادات الأربع: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج -جمعا ودراسة. أحمد جمال الدين عيمر جزائري الدعوة العقيدة
جهود من أسلم من النصارى في كشف فضائح الديانة النصرانية مامادوكارامبيري بوركينابي الدعوة العقيدة
حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته في ضوء الكتاب والسنة محمد بن خليفة بن علي التميمي سعودي الدعوة العقيدة
حقيقة الجماعة الأحمدية في نيجيريا رفيع أوونلا بصيري نيجيري الدعوة العقيدة
حماية الرسول صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد محمد بن عبدالله زربان الغامدي سعودي الدعوة العقيدة
حمد الله تعالى، دلالالته العقدية وإبطال المفاهيم الخاطئة فيه لطفي خميس محمد أبو خشيم ليبي الدعوة العقيدة
خصائص المصطفى صلى الله عليه وسلم بين الغلو والجفاء عرض ونقد على ضوء الكتاب والسنة الصادق محمد إبراهيم علي سوداني الدعوة العقيدة
دلائل النبوة، لقوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد التيمي (ت535هـ) -دراسة وتحقيق. مساعد بن سليمان الراشد الحميد سعودي الدعوة العقيدة
ذم الكلام وأهله، لأبي إسماعيل عبدالله بن محمد الأنصاري الهروي (ت481هـ) "الجزء الأول والثاني" -دراسة وتحقيق. عبدالرحمن بن عبدالعزيز علي الشبل سعودي الدعوة العقيدة
ذم الكلام وأهله، لأبي إسماعيل عبدالله بن محمد الأنصاري الهروي (ت481هـ) "من بداية الجزء الثالث إلى آخر الكتاب" -دراسة وتحقيق. عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن علي الشبل سعودي الدعوة العقيدة
رسائل عبدالغني المقدسي في العقيدة -دراسة وتحقيق. سليمان بن محي الدين باه غيني الدعوة العقيدة
رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب، لأبي الحسن الأشعري (ت 324) -دراسة وتحقيق. عبدالله شاكر محمد الجنيدي مصري الدعوة العقيدة
زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه عبدالرزاق بن عبدالمحسن بن حمد العباد البدر سعودي الدعوة العقيدة
صب العذاب على من سب الأصحاب لمحمود شكري بن عبدالله الألوسي -دراسة وتحقيق. عبدالله بن بوشعيب البخاري مغربي الدعوة العقيدة
ضرورة البشر إلى اتباع رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ضياء الدين إبرلي أمريكي الدعوة العقيدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/163)
ضوء الساري إلى معرفة رؤية الباري عز وجل للحافظ أبي شامة عبدالرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم (ت665هـ) -دراسة وتحقيق. أبو البيان محمد صديق الرحمن بنجلاديشي الدعوة العقيدة
ضوابط معاملة الحاكم عند أهل السنة والجماعة وأثرها على الأمة خالد ضحوي فدان الضقيري كوتي الدعوة العقيدة
طوائف المرجئة وموقف أهل السنة منهم هادي بن أحمد علي طالبي سعودي الدعوة العقيدة
ظاهرة الغلو في الدين في العصر الحديث محمد عبدالكريم حامد مصري الدعوة العقيدة
عقائد الثلاث والسبعين فرقة، لأبي محمد اليمني -دراسة وتحقيق. محمد بن عبدالله بن زربان الغامدي سعودي الدعوة العقيدة
عقيدة أهل السنة في الصحابة الكرام -رضي الله تعالى عنهم- ناصر بن علي عايض حسن الشيخ يمني الدعوة العقيدة
عقيدة الرجعة عند الشيعة ضياء الدين أبرلي أمريكي الدعوة العقيدة
عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي صالح بن عبدالله بن عبدالرحمن العبود سعودي الدعوة العقيدة
علم الغيب في العقيدة الإسلامية أحمد بن عبدالله بن محمد الغُنَيمان سعودي الدعوة العقيدة
عيون الرسائل والأجوبة على المسائل، للشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ -دراسة وتحقيق. حسين محمد بوا يوغندي الدعوة العقيدة
فتاوى النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة -جمعا ودراسة. يوسف حسن محمد باقر إماراتي الدعوة العقيدة
فتاوى علماء المالكية في تقرير عقيدة أهل السنة -جمعا ودراسة. فاضل نورالدين الإمام نيجيري الدعوة العقيدة
قاعدة كمال الدين بين السلف والطوائف المخالفة امدجار مولاي بوجمعة مغربي الدعوة العقيدة
قواعد الرد على النصارى -جمعا ودراسة. محمد نور عبدالله نيجيري الدعوة العقيدة
كتاب الإيمان، للحافظ محمد بن يحيى العدني (ت 243) -دراسة وتحقيق. حمد بن حمدي أحمد الجابري الحربي سعودي الدعوة العقيدة
كتاب العظمة، تأليف أبي الشيخ الأصبهاني أبي محمد عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان (ت369هـ) -دراسة وتحقيق. رضاء الله بن محمد إدريس هندي الدعوة العقيدة
كتاب الفتن للحافظ نعيم بن حماد المروزي، ابتداء من خروج المهدي إلى نهاية الكتاب -دراسة وتحقيق. كمال مرعي طالب أسترالي الدعوة العقيدة
كتاب الفتن للحافظ نعيم بن حماد المروزي، من بداية الكتاب إلى باب اجتماع الناس بمكة للمهدي فيها -دراسة وتحقيق. أسفري رحمت أزي سفتري إندونيسي الدعوة العقيدة
لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية بشرح قصيدة ابن أبي داود الحائية في عقيدة أهل الآثار السلفية، للسفاريني -دراسة وتحقيق. عبدالله بن محمد بن سليمان البصيري سعودي الدعوة العقيدة
لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية شرح الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية للسفاريني "من أوله إلى نهاية الباب الأول وهو أول الواجبات" -دراسة وتحقيق. خالد محمد ظافر القحطاني كويتي الدعوة العقيدة
لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية شرح الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية للسفاريني "من الأفعال المخلوقة إلى نهاية أشراط الساعة" -دراسة وتحقيق. إسماعيل غصاب العدوي قطري الدعوة العقيدة
لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية شرح الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية للسفاريني "من فصل في أمر المعاد حتى نهاية الكتاب" -دراسة وتحقيق. مبارك بن دبيان عوض المطيري كويتي الدعوة العقيدة
مباحث العقيدة في سورة الأنبياء محمد دوكوري محمد مالي الدعوة العقيدة
مباحث العقيدة في سورة الزمر ناصر بن علي عائض حسن الشيخ يمني الدعوة العقيدة
مباحث المفاضلة في العقيدة محمد بن عبدالرحمن أبو سيف الجُهني سعودي الدعوة العقيدة
مباحث في العقيدة الإسلامية على ضوء سورة التكاثر كمال الدين بن شاه الحميد هندي الدعوة العقيدة
محبة الله تعالى ورسوله في الكتاب والسنة غسان أحمد عبدالرحمن لبناني الدعوة العقيدة
محمد بن عثمان بن أبي شيبة وكتابه العرش -دراسة وتحقيق. محمد بن خليفة بن علي التميمي سعودي الدعوة العقيدة
مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، لشمس الدين الموصلي - دراسة وتحقيق. الحسن بن عبد الرحمن العلوي مغربي الدعوة العقيدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/164)
مختصر كتاب الحجة على تارك المحجة، لأبي الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي (ت490هـ) -دراسة وتخريج وتحقيق. محمد إبراهيم محمد هارون هندي الدعوة العقيدة
مراتب أهل الإيمان عبدالرحمن بن عقيل محمد أبو عوف سعودي الدعوة العقيدة
مسائل أصول الدين المبحوثة في علم أصول الفقه عرض ونقد على ضوء الكتاب والسنة. خالد عبداللطيف محمد نور سوداني الدعوة العقيدة
مشكل الحديث، لأبي محمد عبدالجليل القصري - دراسة وتحقيق. علي بن سعيد بن بردي الشيخي سعودي الدعوة العقيدة
مصادر النصرانية -دراسة ونقدا. عبدالرزاق بن عبدالمجيد ألارو نيجيري الدعوة العقيدة
مظاهر الانحراف في توحيد العبادة لدى بعض مسلمي أوغندا وسبل معالجتها على ضوء الإسلام حسين محمد بوا أوغندي الدعوة العقيدة
مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية وأثرها السيء على الأمة الإسلامية إدريس محمود إدريس أرتري الدعوة العقيدة
معارج الألباب في مناهج الحق والصواب للشيخ حسين النعمي -دراسة وتحقيق. محمد عبدالله مختار محمد صالح سوداني الدعوة العقيدة
مقالات الجهم بن صفوان وأثرها في الفرق الإسلامية -عرض ونقد. ياسر قاضي أمريكي الدعوة العقيدة
مقالة التشبيه وموقف أهل السنة منها جابر إدريس علي أمير أرتري الدعوة العقيدة
منهاج القاصدين في فضل الخلفاء الراشدين، لابن قدامة المقدسي -دراسة وتحقيق. فلاح بن ثاني شامان سعيدي كويتي الدعوة العقيدة
منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى خالد عبداللطيف محمد نور سوداني الدعوة العقيدة
منهج ابن تيمية في مسألة التكفير عبدالمجيد بن سالم بن عبدالله مشعبي سعودي الدعوة العقيدة
منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة محمد بن عبدالوهاب بن محمد العقيل سعودي الدعوة العقيدة
منهج الإمام الشوكاني في العقيدة عبدالله نومسوك تايلندي الدعوة العقيدة
منهج الإمام مالك في إثبات العقيدة سعود بن عبدالعزيز بن سالم الدعجان سعودي الدعوة العقيدة
منهج الحافظ ابن حجر في العقيدة من خلال كتابه (فتح الباري) محمد إسحاق كندو بوركينابي الدعوة العقيدة
منهج الحافظ ابن عبدالبر في توحيد الأسماء والصفات صالح بن محمد بن علي العَقِيل سعودي الدعوة العقيدة
منهج السلف والمتكلمين في موافقة العقل للنقل وأثر المنهجين في العقيدة جابر إدريس علي أمير أرتري الدعوة العقيدة
منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة تامر محمد محمود متولي مصري الدعوة العقيدة
منهج المعلمي وجهوده في تقرير عقيدة السلف أحمد بن علي بن يحيى محمد بيه يمني الدعوة العقيدة
منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في تأصيل العقيدة الإسلامية جبران بن أحمد صالح سعودي الدعوة العقيدة
موقف أهل السنة والجماعة من أصحاب الأهواء والبدع إبراهيم بن عامر بن علي الرُحيلي سعودي الدعوة العقيدة
موقف الأئمة الأربعة وأعلام مذاهبهم من الرافضة، وموقف الرافضة منهم. عبدالرزاق بن عبدالمجيد ألارو نيجيري الدعوة العقيدة
موقف الخليفة الراشد علي بن أبي طالب من مخالفيه وأثر ذلك في الاستدلال عند أهل السنة والجماعة سامي بن مشعل فياض الظفيري سعودي الدعوة العقيدة
موقف الرافضة من القرآن الكريم ماما دوكار امبيري بوركينابي الدعوة العقيدة
موقف الشيعة الاثنى عشرية من الصحابة رضي الله عنهم عبدالقادر بن محمد عطا صوفي سوري الدعوة العقيدة
موقف الطوائف المنتسبة إلى الإسلام من وجود الله تعالى وإيجاده للمخلوقات. سيرين إلمان إنجاي سنغالي الدعوة العقيدة
موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من الرافضة في منهاج السنة عبدالله بن إبراهيم بن عبدالله الشمسان سعودي الدعوة العقيدة
موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من تقديس الأماكن والأزمان أبو بكر صار سنغالي الدعوة العقيدة
موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من قضية الصفات الإلهية محمد يوسف هارون إندونيسي الدعوة العقيدة
نقد كتاب شرح العقائد النسفية للتفتازاني على ضوء عقيدة السلف محمد محمدي بن محمد جميل أفغاني الدعوة العقيدة
وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق جمال أحمد بشير بادي ليبي الدعوة العقيدة
وسطية أهل السنة بين الفرق محمد بن باكريم بن محمد باعبدالله سعودي الدعوة العقيدة
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[11 - 11 - 06, 02:35 م]ـ
للرفع
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[12 - 11 - 06, 08:47 م]ـ
للرفع
ـ[محمد سليمان]ــــــــ[17 - 11 - 06, 01:01 ص]ـ
اخي سنغالي
بورك بكم وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله أبو محمد]ــــــــ[17 - 11 - 06, 10:40 م]ـ
أحسن الله إليكم وجزاكم عنا خير الجزاء
متى يأتي الوقت الذي نرى فيه جامعتنا وقد نسقت الجهود فيما بينها وصارت هناك شبكة موحدة في أي موقع بحيث من حين ما يسجل الطالب رسالته يدرجها في هذا الموقع حتى لا يقع الطلب رحين التوجس والخوف من أن يكون البحث قد سبق إليه أو يكتشف أنه في طور البحث والإعداد
كم من طلبة العلم من أصيب بخيبة أمل حين أدرك في آخر اللحظات وبعد البحث والتعمق في الموضوع أن البحث قد سبق إليه
حتى مركز الملك فيصل على جهوده الكبيرة في هذا المجال إلا إن مجموعة من الرسائل ليست موجودة في نظامهم
أسأل الله بمنه وكرمه أن ييسر للباحثين ويعينهم ويسددهم(36/165)
سلسلة النوادر ((1)) [تنزيه الاصحاب عن تنقص ابي تراب]
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[09 - 11 - 06, 06:44 ص]ـ
سلسلة النوادر ((1))
ملاحظة هامة: الندرة مسألة نسبية!
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه
اما بعد فهذا ماوعدت به الاخوة وهو كتاب
{تنزيه الاصحاب عن تنقص ابي تراب}
وهو من الآثار النادرة للشيخ حمود رحمه الله
وكم في كتب ذاك الجبل من علم وغيرة على دين الله ورد ع لأهل الباطل
فاللهم ارفع درجته في المهديين والحقنا واياه وجميع اهل السنة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ومما جاء في رد الشيخ على ابي تراب الظاهري:
( .. وإذا علم هذا فلا يخفى ما في هذا المقال السيء من الفرى التي يستحق قائلها أن يجلد على كل واحدة منها حد الفرية ثمانين سوطاً
الأولى تفضيل أمهات المؤمنين على عمر رضي الله عنه.
الثانية تفضيل أبي هريرة رضي الله عنه على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بالعلم ,
الثالثة زعمه أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ماتا ولم يحفظا القرآن كله , وهذا يقتضي تفضيل عدد كثير من الصحابة عليهما , الرابعة تفضيل علي ومعاذ وابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم على عمر رضي الله عنه بالعلم والفقه ,
الخامسة تفضيل مرتبة البخاري في العلم على مرتبة أبي بكر وعمر وسائر الصحابة رضي الله عنهم. .))
وقد نشر هذا الرد في مجلة الجامعة الاسلامية
العدد30 - 31عام 1395هـ
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[09 - 11 - 06, 07:13 م]ـ
جزيت خيرا
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[09 - 11 - 06, 10:59 م]ـ
بارك الله فيك
ورحم الله شيخنا العلامة المجاهد ابوعبدالله حمود التويجري
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[11 - 11 - 06, 01:45 م]ـ
الاخوبن الكريمين: احمد ومشعل
بارك الله فيكما
اسأل الله النفع والفائدة للجميع.
قريبا ان شاء الله (سلسلة النوادر-2 - ) لكن لعلها في منتدى اخر غير العقيدة!
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[12 - 11 - 06, 01:49 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل .. ونحن بانتظار الدرةالثانية ..
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[13 - 12 - 06, 03:57 م]ـ
قريبا بإذن الله
سلسلة النوادر ((2)) ........... ؟؟؟
ـ[فيصل]ــــــــ[17 - 07 - 07, 09:41 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل ..
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[17 - 07 - 07, 11:57 م]ـ
جزاك الله خيرا ً، الملف لا يعلم لدي ... هلا رفعت الملف مرة أخرى ..
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[11 - 08 - 07, 02:53 م]ـ
تنزيه الأصحاب عن تنقص أبي تراب ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/ashab4.zip)
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[30 - 03 - 08, 04:46 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[10 - 08 - 08, 05:51 ص]ـ
المرفق معطل، ولا يعمل معي
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[11 - 08 - 08, 07:50 ص]ـ
جرب هذا الرابط
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/ashab4.zip
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[11 - 08 - 08, 06:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 08:23 م]ـ
جزاك الله خيراً(36/166)
إشكالية رفع روح عيسى عليه السلام لا جسمه (أسئلة)
ـ[سعيد]ــــــــ[10 - 11 - 06, 05:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد نص قرآني يلزم الإعتقاد بأن المسيح عليه السلام رفع بجسمه إلى السماء؟
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[10 - 11 - 06, 05:24 م]ـ
عن ابن عباس قال: لما أراد الله أن يرفع عيسى عليه السلام إلى السماء خرج إلى أصحابه وهم اثنا عشر رجلا من غير البيت ورأسه يقطر ماء، فقال لهم: أما إن منكم من سيكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي، ثم قال: أيكم سيلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي، فقام شاب من أحدثهم سنا فقال: أنا، فقال عيسى: اجلس، ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال: أنا، فقال: نعم أنت ذاك، قال: فألقى عليه شبه عيسى، قال: ورفع عيسى عليه السلام من روزنة كانت في البيت إلى السماء، قال: وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبيه فقتلوه ثم صلبوه وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به، فتفرقوا ثلاث فرق، قال: فقال فرقة: كان فينا الله ما شاء، ثم صعد إلى السماء، وهؤلاء اليعقوبية. وقالت فرقة: كانت فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه، وهؤلاء النسطورية، وقالت فرقة: كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه وهؤلاء المسلمون، فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقاتلوها فقتلوها، فلم يزل الاسلام طامسا حتى بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عليه {فآمنت طائفة من بني إسرائيل} يعني الطائفة التي آمنت في زمن عيسى، {وكفرت طائفة} يعني الطائفة التي كفرت في زمن عيسى {فأيدنا الذين آمنوا} في زمان عيسى {على عدوهم} بإظهار محمد صلى الله عليه وسلم دينهم على دين الكفار {فأصبحوا ظاهرين}.
7/ 461 مصنف ابن أبي شيبة , 6/ 489 السنن الكبرى للنسائي
ـ[سعيد]ــــــــ[10 - 11 - 06, 06:52 م]ـ
أشكرك أخي محمد قنديل على هذه الإضافة أو الفائدة
لكن الحديث المذكور لايوجد فيه نص صريح عن رفع عيسى بجسمه وروحه
يقول تعالى {إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا}
فهذا نص صريح على وفاته عليه السلام
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[10 - 11 - 06, 06:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أجمعت الأمة على أن الله رفع عيسى عليه السلام إليه بجسمه وهو قول طوائف من النصارى، وجمهور النصارى يقرون برفعه لكن بعد الصلب.
قال الشوكاني في كتابه إرشاد الثقات (ص 58): (وهكذا ثبت في الأناجيل كلها أن الله سبحانه رفع عيسى عليه السلام بعد الصلب في زعمهم كما هو محرر هنالك ولا يخالف في ذلك أحد من النصارى وقد نطق القرآن الكريم بأنه رفعه إليه ولم يصلب والى ذلك ذهب بعض طوائف النصارى الحاصل أن رفعه إلى السماء متفق عليه بين جميع المسلمين وجميع النصارى ولم يقع الخلاف بينهم إلا في كونه رفع قبل الصلب أو بعده)
ومما يدل على ان الله رفع عيسى إليه ما يلي:
1 / قوله تعالى: {قال إني متوفيك ورافعك إلي}
2 / قوله تعالى: {وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه}
وهذا الرفع حقيقي يفسره ماثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن عيسى عليه السلام ينزل آخر الزمان ومن هذه الأحاديث:
1 / حديث حذيفة رضي الله عنه قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال: " ما تذاكرون؟ قالوا نذكر الساعة قال إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم " رواه مسلم (18/ 27 نووي)
2 / حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد " أخرجه البخاري (6/ 491 فتح الباري) برقم (3449) ومسلم (2/ 193)
3 / حديث جابر بن عبدالله رؤضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة " أخرجه مسلم (2/ 193 نووي)
والأحاديث في نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان كثيرة
ينظر: الإبانة للأشعري (ص 109) مجموع فتاوى ابن تيمية (3/ 226) الصواعق المريلة (4/ 1252) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، موقف اليهود والنصارى من المسيح عليه السلام وإبطال شبهاتهم حوله د. سارة العبادي
ـ[سعيد]ــــــــ[10 - 11 - 06, 07:13 م]ـ
الإشكالية ليست في النزول بل في الرفع هل رفع جسمه مع روحه
لأن هذا قول النصارى بأنه رفع بروحه وجسمه
وقد تكون دسيسة
أنا لست عالم ولا متعالم ولا طالب علم لكني قرأت هذا وأشكل علي
يقول تعالى {قال إني متوفيك ورافعك إلي}
فالأية تقول بأنه الله توفاه ورفعه فليس هنالك نص صريح برفع الجسم
أما في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فارجو أن تخرج لي احديث وهل أحاديث الأحاد لاتلزم الإعتقاد
وهل نزوله يستلزم رفع جسمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/167)
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[10 - 11 - 06, 07:17 م]ـ
مشاء الله عليك ابو حازم
كلام جميل جدا
والاخ سعيد يكفينا بارك الله فيك ان عيسى عليه السلام سينزل بجسمة فأن كان صعد بروحه فقط فكيف سينزل بجسمة ام انك ترى غير ذلك
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[10 - 11 - 06, 07:51 م]ـ
أخي بارك الله فيك الأحاديث تدل على أنه ينزل فما الذي ينزل بنظرك روحه أو جسمه؟
إن قلت جسمه فنزوله دليل على أنه كان مرتفع، وإن قلت روحه فهذا يرده ظاهر الحاديث لأنه سينزل بيننا ويصلي معنا ونراه ويرانا.
أما إن كنت لاتقبل أحاديث الآحاد في العقائد فهذا امر آخر يحتاج إلى بحث مستقل.
كما أن الآية تدل على الرفع والأصل هو رفع الجسم وإلا لما ميزه الله بذلك فكل الأرواح ترفع حال موتها ثم ترد إلى الأجساد للحياة البرزخية.
ـ[سعيد]ــــــــ[10 - 11 - 06, 09:45 م]ـ
أشكرك أخي على التوضيح
لكن سؤالي الأن
إذن أين ذهب عيسى عليه السلام بعد أن نجاه الله هل صعد بروحه وجسمه أم هل قضى أجله ثم توفاه الله وصعد بروحه وجسمه أم بروحهه فقط؟
وأرجو منك أن تتطرق لقوله تعالى {قال إني متوفيك ورافعك إلي}
أما مسألة النزول فهي لاتستلزم الإرتفاع لقوله تعالى {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد}
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[10 - 11 - 06, 10:45 م]ـ
ومن قال هداك الله ان النزول يستلزم الارتفاع
لاكن قلنا ان مادام انه ارتفع وينزل اذن يستلزم انه صعد بجسمه
وللعلم اذهب وتعلم معاني الكلمات وبعدها اطرح شبهك
فأنت لا تعلم معنى متوفيك وتعتقد ان الناس مثلك
_________________________________
(000000000000000)
ـ[محمود المصري]ــــــــ[11 - 11 - 06, 04:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزا الله مشايخنا الأفاضل محمد قنديل, أبو حازم الكاتب, و احمد الشمري على ما تفضلوا به
ولعلي أضيف بعض الأشياء البسيطة على ما ذكروه, على أمل أن ينبهوني إن أخطأت في شيء ما:
1) قولك أخي سعيد بارك الله فيك:
يقول تعالى {إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا}
فهذا نص صريح على وفاته عليه السلام
لفظ التوفي لا يقتضي نفسه توفي الروح دون البدن، ولا توفيهما جميعا إلا بقرينة منفصلة.
وقد يراد به توفي النوم كقوله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} (الزمر 42)، وقوله: {وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار} (الأنعام 60)
وكما روي عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
175765 - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان، إذا أخذ مضجعه، قال " اللهم! باسمك أحيا وباسمك أموت ". وإذا استيقظ قال " الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور ".
الراوي: البراء بن عازب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2711
وذكر الإمام النووي في شرحه:
قوله صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور)
المراد بأماتنا النوم وأما النشور فهو الإحياء للبعث يوم القيامة , فنبه صلى الله عليه وسلم بإعادة اليقظة بعد النوم الذي هو كالموت على إثبات البعث بعد الموت , قال العلماء: وحكمة الدعاء عند إرادة النوم أن تكون خاتمة أعماله كما سبق , وحكمته إذا أصبح أن يكون أول عمله بذكر التوحيد والكلم الطيب.
فتدل هذه أن الأية ليست نصا صريحا على وفاته عليه السلام
2) قولك حفظك الله:
الإشكالية ليست في النزول بل في الرفع هل رفع جسمه مع روحه
لأن هذا قول النصارى بأنه رفع بروحه وجسمه
وقد تكون دسيسة
يقول تعالى {قال إني متوفيك ورافعك إلي}
فالأية تقول بأنه الله توفاه ورفعه فليس هنالك نص صريح برفع الجسم
أما في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فارجو أن تخرج لي احديث وهل أحاديث الأحاد لاتلزم الإعتقاد
وهل نزوله يستلزم رفع جسمه
أولا أخي ليس شرطا أن النصارى يعتقدون ذلك أنها دسيسة فالرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
117462 - كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل}. الآية).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/168)
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم:
ثانيا إن إفترضنا أخي أن الوفاة بمعنى خروج الروح وقبضها فما معنى قوله تعالى ورافعك؟ وهناك قاعدة في اللغة على ما أعتقد أن: "الأصل في الكلام التأسيس لا التأكيد".
فما المعنى الجديد الذي أفاده لفظ ورافعك؟ بل إن الوفاة إذا كانت بمعنى قبض الروح في مشتملة على رفعها إلى السماء كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
2152 - إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها. قال حماد: فذكر من طيب ريحها، وذكر المسك. قال: ويقول أهل السماء: روح طيبة جاءت من قبل الأرض. صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه. فينطلق به إلى ربه عز وجل. ثم يقول: انطلقوا به إلى آخر الأجل. قال: وإن الكافر إذا خرجت روحه - قال حماد وذكر من نتنها، وذكر لعنا - ويقول أهل السماء: روح خبيثة جاءت من قبل الأرض. قال فيقال: انطلقوا به إلى آخر الأجل. قال أبو هريرة: فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة، كانت عليه، على أنفه، هكذا.
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2872
فعليك أخي بدليل على تأويلك.
ثالثا سألت الشيخ الفاضل أبو حازم الكاتب أن يخرج لك الأحاديث وهي في البخاري ومسلم فإن كنت تعتقد أنها ضعيفة فبين لنا رعاك الله موضع الضعف.
أما إن كانت العلة الوحيدة في نظرك أنها أحاديث آحاد:
حديث الآحاد حجة في العقائد والأحكام
هذا بالنسبة للآيات القرآنية، وأما الأحاديث، فهناك أحاديث كثيرة جداً في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها من دواوين السنة، كلها تدل دلالة صريحة على ثبوت نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، وقد سبق شيء منها، منها أحاديث أجمعت الأمة على تلقيها بالقبول، فهي مفيدة لليقين حتى عند أهل البدع من أهل الكلام، الذين لا يحتجون بأخبار الآحاد في العقائد، ولا حجة لمن ردها بدعوى أنها أحاديث آحاد لا تقوم بها الحجة، وأن نزوله ليس عقيدة من عقائد المسلمين يجب الإيمان بها، لأنه إذا ثبت الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم – وجب الإيمان به، وتصديق ما أخبر به الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم –، ولا يجوز لنا رده بحال من الأحوال.
فخبر الآحاد الذي يصححه أهل الحديث ويقبلونه حجة في العقائد والأحكام، بإجماع الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين وتابعيهم، فإنهم كانوا يروون أحاديث الآحاد في العقائد، ويعتقدون بما تضمنته من الأمور الغيبية، ولا يفرقون بينها وبين أحاديث الأحكام في شروط القبول وأسباب الرد، بل يوجبون في أحاديث العقائد ما يوجبونه في أحاديث الأحكام من التثبت والتحري.
وقد قال الإمام الشافعي في كتابه الرسالة (1/ 457): " ولو جاز لأحد من الناس أن يقول في علم الخاصة: أجمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه، بأنه لم يعلم من فقهاء المسلمين أحد إلا وقد ثبته جاز لي. ولكن أقول: لم أحفظ عن فقهاء المسلمين أنهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد، بما وصفت من أن ذلك موجود على كلهم ".
وقال الإمام ابن عبد البر في (التمهيد 1/ 8) وهو يتكلم عن خبر الآحاد وموقف العلماء منه: " وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات، ويعادي ويوالي عليها، ويجعلها شرعاً وديناً في معتقده، على ذلك جميع أهل السنة ".
وقال ابن القيم في (مختصر الصواعق 577) وهو يرد على من لم يحتج بخبر الآحاد في العقائد: وأما المقام الثامن: وهو انعقاد الإجماع المعلوم المتيقن على قبول هذه الأحاديث، وإثبات صفات الرب تعالى بها، فهذا لا يشك فيه من له أقل خبرة بالمنقول أن الصحابة رضي الله عنهم هم الذين رووا هذه الأحاديث، وتلقاها بعضهم عن بعض بالقبول، ولم ينكرها أحد منهم على من رواها، ثم تلقاها عنهم جميع التابعين من أولهم إلى آخرهم ... ".
بل إن رد خبر الآحاد في العقائد يؤول إلى رد السنة كلها كما قال الإمام ابن حبان في مقدمة صحيحة: " فأما الأخبار فإنها كلها أخبار آحاد "، إلى أن قال " وأن من تنكب عن قبول أخبار الآحاد، فقد عمد إلى ترك السنن كلها، لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد " أهـ.
أحاديث نزول عيسى متواترة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/169)
هذا كله على فرض أن أخبار نزوله أخبار آحاد، فكيف وقد نص العلماء على تواترها، وفي مقدمتهم إمام المفسرين الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره (5/ 451) عند تفسير آية آل عمران حيث قال: بعد أن ذكر الخلاف في معنى وفاة عيسى: " وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا قولُ من قال: " معنى ذلك: إني قابضك من الأرض ورافعك إليّ "، لتواتر الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال "، ثم ساق بعض الأحاديث الواردة في نزوله.
وممن نص على التواتر أيضاً الإمام ابن كثير رحمه الله عند تفسير آية الزخرف (4/ 167) فقال رحمه الله: " وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إماماً عادلاً وحكماً مقسطاً "، ثم ذكر أكثر من ثمانية عشر حديثاً يضيق المقام بذكرها.
وقال في تفسير آية النساء (1/ 768): " فهذه أحاديث متواترة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من رواية أبي هريرة و ابن مسعود و عثمان بن أبي العاص، و أبي أمامة و النواس بن سمعان و عبد الله بن عمرو بن العاص، و مجمع بن جارية، و أبي سريحة،و حذيفة بن أسيد رضي الله عنهم، وفيها دلالة على صفة نزوله، ومكانه من أنه بالشام، بل بدمشق عند المنارة الشرقية، وأن ذلك يكون عند إقامة صلاة الصبح، وقد بنيت في هذه الأعصار في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة منارة للجامع الأموي بيضاء، من حجارة منحوتة عوضاً عن المنارة التي هدمت بسبب الحريق المنسوب إلى صنيع النصارى. . . . . وقويت الظنون أنها هي التي ينزل عليها المسيح عيسى بن مريم عليه السلام. . . إلخ.
وممن نص على التواتر الشوكاني رحمه الله في كتاب له بعنوان: " التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح "، وكذلك الكتاني رحمه الله في كتابه: " نظم المتناثر من الحديث المتواتر "، و صديق حسن خان في كتابه " الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة "، والشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند، و الغماري في كتابه " عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام "، و الألباني في تعليقه على شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز.
وممن جمع الأحاديث في نزول عيسى عليه السلام الشيخ محمد أنور شاه الكشميري (ت1352هـ) في كتابه: " التصريح بما تواتر في نزول المسيح، حيث ذكر أكثر من سبعين حديثاً.
إذاً فأحاديث نزوله عليه السلام في آخر الزمان ثابتة بالتواتر المعنوي، ولو كانت آحاداً لكان واجباً علينا التسليم بها، والإيمان بمضمونها، فكيف وقد ثبتت بالتواتر.
===============================================
وهناك أحاديث أخرى تبين نزوله عليه السلام بجسده منها ما ذكره الإمام مسلم:
"فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم. فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق. بين مهرودتين. واضعا كفيه على أجنحة ملكين. إذا طأطأ رأسه قطر. وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ"
فبينت أنه ينزل عليه وضعا كفيه على أجنحة ملكين وإني أراها صريحة الدلالة على نزوله بجسمه عليه السلام.
وقد ذكر شيخنا المبارك أحمد:
ومن قال هداك الله ان النزول يستلزم الارتفاع
لاكن قلنا ان مادام انه ارتفع وينزل اذن يستلزم انه صعد بجسمه
فإن لم تسلم بقوله فلزمك أن تؤمن وجوبا أنه حال نزوله سيكون هناك لعيسى عليه السلام جسدان واحد الذي سينزل به وآخر يكون الذي لم يرفع به.
فالرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.
الراوي: أوس بن أوس الثقفي - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح - المحدث: الألباني - المصدر: فضل الصلاة - الصفحة أو الرقم: 22
وعند موته ودفنه سيكون هناك "عيسيان" مدفونان وعند البعث من سيبعث فيهم (ابتسامة)
وللعلم القول بحياته بعد صلبه وعيشه على الأرض ثم موته ودفنه هو إعتقاد طائفة الأحمدية فالحذر الحذر أخي الفاضل أن يوافق فهمك إعتقادهم فقد أوصى الألبيري إبنه قائلا:
إذا ما لم يفدك العلم خيرا = فخير منه أن لو قد جهلتا
وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ = فليتك ثم ليتك ما فهمتا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41032&highlight=%C7%E1%C3%E1%C8%ED%D1%ED
فإليك أخي هذه المقالة ففيها فائدة وقد نقلت بعض الكلام منها:
http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=70176
وأسأل شيوخي الكرام أن يصوبوا لي ما يجدوه من أخطاء
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[11 - 11 - 06, 06:03 ص]ـ
شكرا لك اخ محمود ونفع بك
هذا شخص يبدوا انه صاحب شبه نسأل الله السلامة في الدين
بصراحة لم افتح قلبة ولاكن ما استفزني هو طريقة طرحة للسؤال ويشكك ان هذا الحديث وغيرة ليس صريح
يأخي اذا كنت غبي فليس ذنبنا
وان كنت لا تاخذ حديث الاحاد فهذا شأنك
اما نحن فندين بذالك واذا كان عندك شيء يناقض ما نحن عليه احضره وادخل مباشرة
وتحضر اية ((اني متوفيك ورافعك الي)) ولا تعرف معاني الكلمات؟
____________________________________________
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/170)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[11 - 11 - 06, 09:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أولا: أخي سعد بارك الله فيك قولك الانزال لايستلزم الارتفاع لقوله تعالى: (وأنزلنا الحديد) يجاب عنه بما يلي:
1 / الإنزال هنا بمعنى الخلق والإعطاء وهو أحد التفسرين في الآية وهو الأظهر وسمي إنزالا لأن الأحكام تنزل من السماء كقوله تعالى: (وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج) وقوله: (وينزل لكم من السماء رزقا) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء) ونحوها.
ينظر تفسير ابن كثير (1/ 187) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (8/ 317) (10/ 15) (15/ 207)
2 / لو سلم بأن الإنزال هنا بمعنى الهبوط وهو القول الآخر فلا يهبط إلا ماكان مرتفع فيكون الحديد بهذا المعنى خلق في الأعلى ثم أنزل فإذا أقررت بارتفاع عيسى عليه السلام كما هو الحال فيما استشهدت به فلا يخلو أن تقول كان مرتفعا منذ خلق ولم ينزل أو نزل. فإن قلت كان مرتفعا ونزل فما الذي جعله مرتفعا الآن وينزل آخر الزمان؟ أليس لأنه رفع؟
وإن قلت كان مرتفعا منذ خلق ناقضت ماثبت أن الله أرسله لقومه ودعاهم لعبادة الله مما ثبت في القرآن.
ثانيا: عيسى عليه السلام صعد بجسمه وروحه وينزل آخر الزمان بجسمه وروحه كما هو ظاهر النصوص.
ثالثا: قوله تعالى: (إني متوفيك ورافعك إلي) اختلف أهل التأويل فيها على أربعة أقوال:
القول الأول: أن الوفاة بمعنى النوم فهي هي وفاة نوم كقوله تعالى: (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار) وكأن معنى الكلام على مذهبهم: إني منيمك ورافعك في نومك وهو ما روي أن الله أوقع عليه النوم حين أراد اليهود قتله ثم رفعه وهو قول الربيع
القول الثاني: أن الوفاة بمعنى القبض تقول توفيت ما عند فلان من حق لي: أي قبضته واستوفيته وأخذته تاما فمعنى قوله: {إني متوفيك ورافعك} أي: قابضك من الأرض حيا إلى جواري وآخذك إلى ما عندي بغير موت ورافعك من بين المشركين وأهل الكفر بك وأرفعك مستوفى من غير نقص أو ضرر يلحقه بك أعداؤك، وبهذا قال محمد بن جعفر بن الزبير والحسن وابن زيد وابن جريج والكلبي وابن قتيبة
ورجحه ابن جرير الطبري.
ومما يشهد لهذا الوجه قوله تعالى: (فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم)
القول الثالث: أن المراد بالوفاة وفاة الموت وكان الله قد توفاه بضع ساعات فقط روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ووهب بن منبه.
القول الرابع: أن المراد بالوفاة الحقيقية لكن في الآية تقديم وتأخير والواو لا تقتضي الترتيب كما هو معلوم وهو قول قتادة والمعنى: إني رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد أن تنزل من السماء كقوله: (ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى) والتقدير ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزاما قال الشاعر::
(ألا يا نخلة من ذات عرق ... عليك ورحمة الله السلام)
أي عليك السلام ورحمة الله وبهذا قال الضحاك والفراء والزجاج
قال القرطبي والصحيح أن الله رفعه إليه بدون نوم ولا وفاة وهو قول ابن زيد والحسن وابن جرير الطبري.
ينظر في ذلك: تفسير ابن جرير (3/ 287) تفسير ابن كثير (1/ 487) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (4/ 100) زاد المسير لابن الجوزي (1/ 396) فتح القدير (1/ 521) تفسير البغوي (1/ 45) تفسير البيضاوي (1/ 54) الدر المنثور (2/ 225) التحرير والتنوير (1/ 759)
ـ[سعيد]ــــــــ[11 - 11 - 06, 02:22 م]ـ
ومن قال هداك الله ان النزول يستلزم الارتفاع
لاكن قلنا ان مادام انه ارتفع وينزل اذن يستلزم انه صعد بجسمه
وللعلم اذهب وتعلم معاني الكلمات وبعدها اطرح شبهك
فأنت لا تعلم معنى متوفيك وتعتقد ان الناس مثلك
_________________________________
(000000000000000)
هداني الله وإياك أنا لم أطرح شبهه إنما أنا مستفتي
فإن لم يسع صدرك أسألتي فلست ملزم بالرد
هذه الشبهة قرأتها في كتاب ويقول مؤلفه بأن مسألة الرفع هي فقط رفع الروح وليس الجسم وأن رفع الروح والجسم شبهه نصرانية دلست بين المسلمين
فهل سيسع صدرك لتفنيدها
وشكراً
ـ[سعيد]ــــــــ[11 - 11 - 06, 02:34 م]ـ
الإخوة أبو حازم الكاتب والأخ محمود المصري والأخ أحمد الشمري
أشكركم شكراً جزيلاً فقد إتضحت الصورة لدي
وهي بأن عيسى عليه السلام قد يكون قبض الله روحه أو قد يكون أصابه النوم ورفع بروحه وجسده
وسينزل بروحه وجسده وهذا تفسير قوله تعالى {إني متوفيك ورافعك}
وقوله تعالى {فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم} وهذه الأية تدل على أن الله توفاه ساعات
والأحاديث متواترة على نزوله عليه السلام بجسده
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[11 - 11 - 06, 04:17 م]ـ
الحمد لله على كل حال
أذا كنت لست صاحب شبة فعلى الاقل تعلم كيف تطرح السؤال
اما مسألة الرفع بالروح فهي ساقطة عقلا ونقلا
اما الاستشهاد بألاية ((اني متوفيك)) فتفسيرها اني
:: ((اني قابضك ورافعك الي والقبض لا يستلزم الموت))
لانه من ضمن كلام العرب كأن تقول ((توفيت من فلان ما لي عنده)) يعني اخذت او قبضت من فلان الشيء الذي لي عندة
ثانيا اين الدليل على قبض الروح فقط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/171)
ـ[سعيد]ــــــــ[11 - 11 - 06, 04:41 م]ـ
يقول الرازي في تفسير الأية الأولى: {إني متوفيك} أي منهي أجلك {ورافعك} أي رافع مرتبتك ورافع روحك إلي
ويقول الآلوسي إن قوله تعالى {إني متوفيك} معناه أني مستوفي أجلك ومميتك موتاً طبيعياً لا أسلط عليك من يقتلك والرفع الذي كان بعد الوفاة هو رفع المكانة لارفع الجسد خصوصاً وقد جاء بجانب قوله تعالى {ومطهرك من الذين كفروا} ممايدل على أن الأمر تشريف وتكريم
ويقول ابن حزم " أن الوفاة في الآيات تعني الموت الحقيقي وأن صرف الظاهر عن حقيقته لامعنى له وأن عيسى بناء على هذا قد مات "
ويقول الإمام محمد عبده إل آيات الرفع وأحاديث النزول فقرر الأية على ظاهرها وأن التوفى هو الإماته العادية وأن الرفع يكون بعد ذلك وهو رفع الروح
ويقول الشيخ محمود شلتوت "إن كلمة {توفى} قد وردت في القرآن كثيراً بمعنى الموت حتى صار هذا المعنى هو الغالب عليها المتبادر منها ولم تستعمل في غير هذا المعنى إلا بجانبها مايصرفها عن هذه المعنى المتبادر , ثم يسوق الكثير من الأيات أستعملت فيه هذه الكلمة بمعنى الموت الحقيقي.ويرى المفسرين الذين يلجئون إلى القول بأن الوفاة هي النوم أو أن في قوله تعالى {متوفيك ورافعك} تقديماً وتأخيراًٍ يرى أن هؤلاء المفسرين يحملون السياق مالا يحتمل تأثر بالأية {بل رفعه إليه} وبالأحاديث التي تفيد نزول عيسى , ويرد بذلك بأنه لاداعي لهذا التفكير , فالرفع رفع المكانة والأحاديث لاتقرر الرفع على الإطلاق
ويقول فضيلته إنه إذا إستدل البعض بقوله تعالى {وجيهاً في الدنيا وفي الأخرة من المقربين}
على أن عيسى رفع إلى محل الملائكة المقربين أجبناه بأن {المقربين} وردت في غير موضع من القرآن الكريم دون أن تفيد معنى رفع الجسم
قال تعالى {السابقون السابقون أولئك المقربون} " إنتهى
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[11 - 11 - 06, 06:02 م]ـ
ويقول الشيخ محمود شلتوت "إن كلمة {توفى} قد وردت في القرآن كثيراً بمعنى الموت حتى صار هذا المعنى هو الغالب عليها المتبادر منها ولم تستعمل في غير هذا المعنى إلا بجانبها مايصرفها عن هذه المعنى المتبادر , ثم يسوق الكثير من الأيات أستعملت فيه هذه الكلمة بمعنى الموت الحقيقي.ويرى المفسرين الذين يلجئون إلى القول بأن الوفاة هي النوم أو أن في قوله تعالى {متوفيك ورافعك} تقديماً وتأخيراًٍ يرى أن هؤلاء المفسرين يحملون السياق مالا يحتمل تأثر بالأية {بل رفعه إليه} وبالأحاديث التي تفيد نزول عيسى , ويرد بذلك بأنه لاداعي لهذا التفكير , فالرفع رفع المكانة والأحاديث لاتقرر الرفع على الإطلاق
ويقول فضيلته إنه إذا إستدل البعض بقوله تعالى {وجيهاً في الدنيا وفي الأخرة من المقربين}
على أن عيسى رفع إلى محل الملائكة المقربين أجبناه بأن {المقربين} وردت في غير موضع من القرآن الكريم دون أن تفيد معنى رفع الجسم
قال تعالى {السابقون السابقون أولئك المقربون} " إنتهى
وبن حزم ظاهري ومعروف مذهب الظاهريه
الرازي لا اخذ بكلامه لسبب في نفسي ويعلمه كثير من الاخوة
تمعن كلام شلتوت وبذات السطر الاول ((يقول في الغالب)) يعني ليس دائما
واقوى الاقوال ان الوفاة معناها القبض وممكن ان يكون النوم وممكن يكون من القدم والمؤخر وقد وقد وقد وقد يعني معنى الوفاة لا يستلزم الموت
ابحث في التفاسير وستتعلم ان شاء الله
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[11 - 11 - 06, 06:03 م]ـ
ويقول الشيخ محمود شلتوت "إن كلمة {توفى} قد وردت في القرآن كثيراً بمعنى الموت حتى صار هذا المعنى هو الغالب عليها المتبادر منها ولم تستعمل في غير هذا المعنى إلا بجانبها مايصرفها عن هذه المعنى المتبادر , ثم يسوق الكثير من الأيات أستعملت فيه هذه الكلمة بمعنى الموت الحقيقي.ويرى المفسرين الذين يلجئون إلى القول بأن الوفاة هي النوم أو أن في قوله تعالى {متوفيك ورافعك} تقديماً وتأخيراًٍ يرى أن هؤلاء المفسرين يحملون السياق مالا يحتمل تأثر بالأية {بل رفعه إليه} وبالأحاديث التي تفيد نزول عيسى , ويرد بذلك بأنه لاداعي لهذا التفكير , فالرفع رفع المكانة والأحاديث لاتقرر الرفع على الإطلاق
ويقول فضيلته إنه إذا إستدل البعض بقوله تعالى {وجيهاً في الدنيا وفي الأخرة من المقربين}
على أن عيسى رفع إلى محل الملائكة المقربين أجبناه بأن {المقربين} وردت في غير موضع من القرآن الكريم دون أن تفيد معنى رفع الجسم
قال تعالى {السابقون السابقون أولئك المقربون} " إنتهى
وبن حزم ظاهري ومعروف مذهب الظاهريه
الرازي لا اخذ بكلامه لسبب في نفسي ويعلمه كثير من الاخوة
تمعن كلام شلتوت وبذات السطر الاول ((يقول في الغالب)) يعني ليس دائما
واقوى الاقوال ان الوفاة معناها القبض وممكن ان يكون النوم وممكن يكون من المقدم والمؤخر وقد وقد وقد وقد يعني معنى الوفاة لا يستلزم الموت
ابحث في التفاسير وستتعلم ان شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/172)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[11 - 11 - 06, 08:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قد دل على رفع عيسى عليه السلام بروحه وجسده الكتاب والسنة المتواترة والإجماع.
أما الكتاب فكما يلي:
1 / قوله تعالى: (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون) سورة آل عمران الآية رقم (55)
2 / قوله تعالى: (وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما) سورة النساء الآيتان (157 – 158)
وقد سبق ذكر أقوال المفسرين المأثورة عن السلف وكلها تقتضي أن عيسى رفع بجسده وروحه وإن اختلفت التأويلات لقوله تعالى: (إني متوفيك) سواء قيل الوفاة النوم أو القبض أو الموت الحقيقي مع التقديم والتأخير.
3 / قوله تعالى: (وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم) سورة الزخرف الآية (61)
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (4/ 167): (تقدم تفسير ابن إسحاق أن المراد من ذلك ما بعث به عيسى عليه الصلاة والسلام من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وغير ذلك من الأسقام وفي هذا نظر وأبعد منه ما حكاه قتادة عن الحسن البصري وسعيد بن جبير أن الضمير في وأنه عائد على القرآن بل الصحيح أنه عائد على عيسى عليه الصلاة والسلام فإن السياق في ذكره ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة كما قال تبارك وتعالى: (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته) أي قبل موت عيسى عليه الصلاة والسلام (ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا) ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى (وإنه لعلم للساعة): أي أمارة ودليل على وقوع الساعة قال مجاهد (وإنه لعلم للساعة) أي آية للساعة خروج عيسى بن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة وهكذا روي عن أبي هريرة وابن عباس وأبي العالية وأبي مالك وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم) أ. هـ
4 / قوله تعالى: (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا) سورة النساء الآية (159)
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد وحتى تكون السجدة خيرا لهم من الدنيا وما فيها " ثم يقول أبو هريرة: اقرؤا إن شئتم: (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا) أخرجه البخاري ومسلم
ثانيا: السنة المتواترة:
وقد نص على تواتر أحاديث نزول عيسى عليه السلام كل من:
1 / ابن جرير الطبري في تفسيره (3/ 287)
2 / ابن كثير في تفسيره (4/ 167)
3 / نقله عن الآبري ابن حجر في فتح الباري ولم يتعقبه (6/ 493)
4 / ابن عطية الغرناطي في تفسيره.
5 / وأبو الوليد بن رشد كما في إكمال المعلم شرح صحيح مسلم للأبيّ (1/ 265)
6 / والشوكاني في تفسيره (1/ 535)
7 / والسفاريني في لوامع الأنوار (2/ 94)
8 / والكتاني في نظم المتناثر (ص 147)
9 / وأبو حيان الأندلسي في تفسيره (2/ 473)
10 / الألوسي في روح المعاني (7/ 60)
وسبق ذكر بعض الأحاديث.
ثالثا الإجماع:
قال ابن عطية الغرناطي (2/ 478): (وأجمعت الأمة على ماتضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى في السماء حي وأنه ينزل في آخر الزمان ... )
ونقله أيضا أبو حيان في تفسيره الصغير المسمى النهر الماد من البحر المطبوع في حاشية البحر المحيط (2/ 473)
ونقله السفاريني في لوامع الأنوار (2/ 94) والكتاني في نظم المتناثر (ص 147) وقال ابن حجر في التلخيص الحبير في كتاب الطلاق (: (وأما رفع عيسى عليه السلام فاتفق أصحاب الأخبار والتفسير على أنه رفع ببدنه حيا وإنما اختلفوا هل مات قبل أن يرفع أولا أو نام فرفع)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/173)
وبعد هذا أقول: ما يدعيه محمود شلتوت من اضطراب الروايات وكونها أحاديث آحاد ومن ثم لا تكون قطعية تصلح لإثبات العقيدة يرده ما سبق ثم يعتمد على ما ذكره صاحب المقاصد السعد في تأويل كثير من أحاديث أشراط الساعة الآحادية ومن ذلك تأويل النار التي تخرج من الحجاز بالعلم والهداية سيما الفقه الحجازي والنار الحاشرة للناس بفتنة الأتراك وفتنة الدجال بظهور الشر والفساد ونزول عيسى ? باندفاع الشر وبدو الخير والصلاح ... الخ ثم يقول شلتوت: (ومما تقدم يتبين جليا أنه ليس في الحاديث التي اوردوها في شأن نزول عيسى آخرلا الزمان قطعية ما لا من ناحية ورودها ولا من ناحية دلالتها) الفتاوى (ص 79)
فسبحان الله كتاب الله المفسر بأقوال السلف وسنة متواترة وإجماع والنتيجة عنده يظهر (جليا؟؟) انها ليست قطعية.فما هو القطع إذن؟ إن لم يكن قرآنا ولا سنة متوارتة ولا إجماع؟ لكنه تبع في هذا شيخه الأستاذ (الإمام؟؟) محمد عبده كما في تفسير المنار (3/ 317) ثم يقول محمد رشيد رضا مدافعا: (هذا ما قاله الأستاذ الإمام في الدرس مع بسط وإيضاح ولكن ظواهر الأحاديث الواردة في ذلك تأباه، ولأهل هذا التأويل أن هذه الأحاديث قد نقلت بالمعنى كأكثر الحاديث والناقل للمعنى ينقل ما فهمه) وهذا أفسد من تأويل محمد عبده لأن من ذهب هذا المذهب سيرد الأحاديث حتى وإن تواترت بحجة كونها رويت بالمعنى.
واما قوله إن الرفع رفع مكانة ويؤيد هذا بقوله تعالى: (ورفعناه مكانا عليا) وقوله: (نرفع درجات من نشاء) وقوله: (ورفعنا لك ذكرك) وقوله: (يرفع الله الذين آمنوا منكم) ... ونحوها.
أقول قوله تعالى: (بل رفعه الله إليه) عدى الرفع هنا بإلى بخلاف ما ذكره من أمثلة حمل فيها المعنى على الرفع المعنوي وهنا لا شك أن المراد الرفع الحسي وإلا فما فائدة ذكر حرف الجر؟
وأخيرا أقول ليس هذا غريبا من أصحاب المدرسة العقلية فقد سبقهم أسلافهم من متكلمي الأشاعرة والمعتزلة.
وليتك أخي توثق مانقلته عن ابن حزم والرازي والألوسي بالجزء والصفحة حتى نطلع على كلامهم من كتبهم.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[11 - 11 - 06, 10:24 م]ـ
شكرا ابو حازم
ولماذا لا ينظر في تفسير الطبري رحمة الله
فكل الروايات تذكر والاسانيد التي ذكرها الطبري عن ابن المثنى وغيره تدل على انه رفع بجسدة انما اختلفوا في المعنى حول معنى الوفاة
والظاهر لدي ان اقوى الروايات هي التي تعني القبض
لاكن حتى لو سلمنا تسليما قطعيا ان الله توفاة قبل رفعه واحياة في ما بعد فأين المشكلة
انما نحن نسلم انه رفع بجسدة وروحه جميعا
مع ذكر جميع الختلافات فهي لا تدل على انه رفع بروحة فقط
انما الاختلاف في حال عيسى عليه السلام اثناء الرفع
هذا والله اعلم
وتفسير ابن كثير ايضا يروي حول هذا الكلام
ـ[أبوهمام الطائفي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 08:42 م]ـ
بارك الله فيكم يا إخوان، هذا بحث قديم في هذه المسألة لما أشكلت علي بحثتها من بعض
الكتب وسأضعه لكم هنا رغم أنه موجود في بعض ما كتب وربما فيه زيادة بسيطة وآسف على الإزعاج:
) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (آل عمران:55)
تنوير المقباس لابن عباس
) إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك (مقدم ومؤخر يقول إني رافعك) إلي ومطهرك (منجيك) من الذين كفروا (بك) وجاعل الذين اتبعوك (اتبعوا دينك) فوق الذين كفروا (بالحجة والنصرة) إلى يوم القيامة (ثم متوفيك قابضك بعد النزول ويقال متوفي قلبك من حب الدنيا
جامع القرطبي
قوله تعالى (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك) العامل في أذ مكروا أو فعل مضمر وقال جماعة من أهل المعاني منهم الضحاك والفراء في قوله تعالى إنى متوفيك ورافعك إلي على التقديم والتأخير لأن الواو لا توجب الرتبة والمعنى إنى رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد أن تنزل من السماء كقوله ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى والتقدير ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزاما قال الشاعر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/174)
ألا يا نخلة من ذات عرق ********عليك ورحمة الله السلام
أي عليك السلام ورحمة الله وقال الحسن وبن جريج معنى متوفيك قابضك ورافعك إلى السماء من غير موت مثل توفيت مالي من فلان أي قبضته وقال وهب بن منبه توفى الله عيسى عليه السلام ثلاث ساعات من نهار الطبري
يقول تعالى أنه يتوفى عباده في منامهم بالليل وهذا هو التوفي الأصغر كما قال تعالى (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي)
ثم اختلف أهل التأويل في معنى الوفاة التي ذكرها الله عز وجل في هذه الآية فقال بعضهم هي وفاة نوم وكان معنى الكلام على مذهبهم إني منيمك ورافعك في نومك
ذكر من قال ذلك حدثني المثنى قال ثنا إسحاق قال ثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع في قوله إني متوفيك قال يعني وفاة المنام رفعه الله في منامه
قال الحسن قال رسول الله ? لليهود إن عيسى لم يمت وإنه راجع إليكم قبل يوم القيامة
وقال آخرون معنى ذلك إني قابضك من الأرض فرافعك إلي قالوا ومعنى الوفاة القبض لما يقال توفيت من فلان ما لي عليه بمعنى قبضته واستوفيته
قالوا فمعنى قوله إني متوفيك ورافعك أي قابضك من الأرض حيا إلى جواري وآخذك إلى ما عندي بغير موت ورافعك من بين المشركين وأهل الكفر بك
ذكر من قال ذلك حدثنا علي بن سهل قال ثنا ضمرة بن ربيعة عن بن شوذب عن مطر الوراق في قول الله إني متوفيك قال متوفيك من الدنيا وليس بوفاة موت
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الحسن في قوله إني متوفيك قال متوفيك من الأرض
حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثني حجاج عن بن جريج قوله إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا قال فرفعه إياه إليه توفيه إياه وتطهيره من الذين كفروا
حدثني المثنى قال ثنا عبد الله بن صالح قال ثني معاوية بن صالح أن كعب الأحبار قال ما كان الله عز وجل ليميت عيسى بن مريم إنما بعثه الله داعيا ومبشرا يدعو إليه وحده فلما رأى عيسى قلة من اتبعه وكثرة من كذبه شكا ذلك إلى الله عز وجل فأوحى الله إليه إني متوفيك ورافعك إلي وليس من رفعته عندي ميتا وإني سأبعثك على الأعور الدجال فتقتله ثم تعيش بعد ذلك أربعا وعشرين سنة ثم أميتك ميتة الحي
قال كعب الأحبار وذلك يصدق حديث رسول الله ? حيث قال كيف تهلك أمة أنا في أولها وعيسى في آخرها
حدثنا بن حميد قال ثنا سلمة عن بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير يا عيسى إني متوفيك أي قابضك
حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال قال بن زيد في قوله إني متوفيك ورافعك إلي قال متوفيك قابضك قال ومتوفيك ورافعك واحد
قال ولم يمت بعد حتى يقتل الدجال وسيموت وقرأ قول الله عز وجل ويكلم الناس في المهد وكهلا قال رفعه الله إليه قبل أن يكون كهلا قال وينزل كهلا
حدثنا محمد بن سنان قال ثنا أبو بكر الحنفي عن عباد عن الحسن في قول الله عز وجل يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي
وقال آخرون معنى ذلك إني متوفيك وفاة موت
ذكر من قال ذلك حدثني المثنى قال ثنا عبد الله بن صالح قال ثني معاوية عن علي عن بن عباس قوله إني متوفيك يقول إني مميتك
حدثنا بن حميد قال ثنا سلمة عن بن إسحاق عمن لا يتهم عن وهب بن منبه اليماني أنه قال توفي الله عيسى بن مريم ثلاث ساعات من النهار حتى رفعه إليه
حدثنا بن حميد قال ثنا سلمة عن بن إسحاق قال والنصارى يزعمون أنه توفاه سبع ساعات من النهار ثم أحياه الله
وقال آخرون معنى ذلك إذ قال الله يا عيسى إني رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد إنزالي إياك إلى الدنيا
وقال هذا من المقدم الذي معناه التأخير والمؤخر الذي معناه التقديم
قال أبو جعفر وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا قول من قال معنى ذلك إني قابضك من الأرض ورافعك إلي لتواتر الأخبار عن رسول الله ? أنه قال ينزل عيسى بن مريم فيقتل الدجال ثم يمكث في الأرض مدة ذكرها اختلفت الرواية في مبلغها ثم يموت فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/175)
قال أبو جعفر ومعلوم أنه لو كان قد أماته الله عز وجل لم يكن بالذي يميته ميتة أخرى فيجمع عليه ميتتين لأن الله عز وجل إنما أخبر عباده أنه يخلقهم ثم يميتهم ثم يحييهم كما قال جل ثناؤه الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء فتأويل الآية إذا قال الله لعيسى يا عيسى إني قابضك من الأرض ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا فجحدوا نبوتك
أضواء البيان
فإن قيل إن كثيرا ممن لا تحقيق عندهم يزعمون أن عيسى قد توفي ويعتقدون مثل ما يعتقده ضلال اليهود والنصارى ويستدلون على ذلك بقوله تعالى) إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك ورافعك إلى (وقوله) فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم (
فالجواب أنه لا دلالة في إحدى الآيتين ألبتة على أن عيسى قد توفي فعلا
أما قوله تعالى) إني متوفيك (فإن دلالته المزعومة على ذلك منفية من أربعة أوجه
الأول أن قوله) متوفيك (حقيقة لغوية في أخذ الشيء كاملا غير ناقص والعرب تقول توفي فلان دينه يتوفاه فهو متوف له إذا قبضه وحازه إليه كاملا من غير نقص
فمعنى) إني متوفيك (في الوضع اللغوي أي حائزك إلي كاملا بروحك وجسمك
ولكن الحقيقة العرفية خصصت التوفي المذكور بقبض الروح دون الجسم ونحو هذا مما دار بين الحقيقة اللغوية العرفية فيه لعلماء الأصول ثلاثة مذاهب
الأول هو تقديم الحقيقة العرفية وتخصيص عموم الحقيقة اللغوية بها
وهذا هو المقرر في أصول الشافعي وأحمد وهو المقرر في أصول مالك إلا أنهم في الفروع ربما لم يعتمدوه في بعض المسائل
وإلى تقديم الحقيقة العرفية على الحقيقة اللغوية أشار في مراقي السعودي بقوله وإلى تقديم الحقيقة العرفية على الحقيقة اللغوية أشار في مراقي السعودي بقوله
واللفظ محمول على الشرعي
إن لم يكن فمطلق العرفي
فاللغوي على الجلي ولم يجب
بحث عن المجاز في الذي انتخب
المذهب الثاني هو تقديم الحقيقة اللغوية على العرفية بناء على أن العرفية وإن ترجحت بعرف الاستعمال فإن اللغوية مترجحة بأصل الوضع
وهذا القول مذهب أبي حنيفة رحمه الله
المذهب الثالث أنه لا تقدم العرفية على اللغوية ولا اللغوية على العرفية بل يحكم باستوائهما ومعادلة الاحتمالين فيهما فيحكم على اللفظ بأنه مجمل لاحتمال هذه واحتمال تلك
وهذا اختيار ابن السبكي ومن وافقه وإلى هذين المذهبين الأخيرين أشار في مراقي السعودي بقوله وهذا اختيار ابن السبكي ومن وافقه وإلى هذين المذهبين الأخيرين أشار في مراقي السعودي بقوله
ومذهب النعمان عكس ما مضى
والقول بالإجمال فيه مرتضى
وإذا علمت هذا فاعلم أنه على المذهب الأول الذي هو تقديم الحقيقة اللغوية على العرفية فإن قوله تعالى) إني متوفيك (لا يدل إلا على أنه قبضه إليه بروحه وجسمه ولا يدل على الموت أصلا كما أن توفي الغريم لدينه لا يدل على موت دينه
وأما على المذهب الثاني وهو تقديم الحقيقة العرفية على اللغوية فإن لفظ التوفي حينئذ يدل في الجملة على الموت
ولكن سترى إن شاء الله أنه وإن دل على ذلك في الجملة لا يدل على أن عيسى قد توفي فعلا
وقد ذكرنا في كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب في سورة آل عمران وجه عدم دلالة الآية على موت عيسى فعلا أعني قوله تعالى) إني متوفيك (فقلنا ما نصه
والجواب عن هذا من ثلاثة أوجه
الأول أن قوله تعالى) متوفيك (لا يدل على تعيين الوقت ولا يدل على كونه قد مضى
وأما عطفه ورافعك إلى على قوله متوفيك فلا دليل فيه لإطباق جمهور أهل اللسان العربي على أن الواو لا تقتضي الترتيب ولا الجمع وإنما تقتضي مطلق التشريك
وقد ادعى السيرافي والسهيلي إجماع النحاة على ذلك وعزاه الأكثر للمحققين وهو الحق خلافا لما قاله قطرب والفراء وثعلب وأبو عمرو الزاهد وهشام والشافعي من أنها تفيد الترتيب لكثرة استعمالها فيه
وقد أنكر السيرافي ثبوت هذا القول عن الفراء وقال لم أجده في كتابه
وقال ولي الدين أنكر أصحابنا نسبة هذا القول إلى الشافعي
حكاه عنه صاحب الضياء اللامع
وقوله ? (أبدأ بما بدأ الله به) يعني الصفا لا دليل فيه على اقتضائها الترتيب
وبيان ذلك هو ما قاله الفهري كما ذكره عنه صاحب الضياء اللامع
وهو أنها كما أنها لا تقتضي الترتيب ولا المعية فكذلك لا تقتضي المنع منهما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/176)
فقد يكون العطف بها مع قصد الاهتمام بالأول كقوله) إن الصفا والمروة من شعآئر الله (بدليل الحديث المتقدم
وقد يكون المعطوف بها مرتبا كقول حسان هجوت محمدا وأجبت عنه
على رواية الواو
وقد يراد بها المعية كقوله) فأنجيناه وأصحاب السفينة (وقوله) وجمع الشمس والقمر (ولكن لا تحمل على الترتيب ولا على المعية إلا بدليل منفصل
الوجه الثاني أن معنى) متوفيك (أي منيمك ورافعك إلي أي في تلك النومة
وقد جاء في القرآن إطلاق الوفاة على النوم في قوله تعالى) وهو الذى يتوفاكم باليل ويعلم ما جرحتم بالنهار (وقوله) الله يتوفى الا نفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها (وعزى ابن كثير هذا القول للأكثرين واستدل بالآيتين المذكورتين
الوجه الثالث أن متوفيك اسم فاعل توفاه إذا قبضه وحازه إليه ومنه قولهم توفي فلان دينه إذا قبضه إليه فيكون معنى متوفيك على هذا قابضك منهم إلي حيا وهذا القول هو اختيار ابن جرير
وأما الجمع بأنه توفاه ساعات أو أياما ثم أحياه فلا معول عليه إذ لا دليل عليه ا ه من دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب
وقد قدمنا في هذا البحث أن دلالة قوله تعالى) متوفيك (على موت عيسى فعلا منفية من أربعة أوجه وقد ذكرنا منها ثلاثة من غير تنظيم
أما قوله تعالى) فلما توفيتنى (فدلالته على أن عيسى مات منفية من وجهين
الأول منهما أن عيسى يقول ذلك يوم القيامة ولا شك أن يموت قبل يوم القيامة فإخباره يوم القيامة بموته لا يدل على أنه الآن قد مات كما لا يخفى
والثاني منهما أن ظاهر الآية أنه توفي رفع وقبض للروح والجسد لا توفي موت
وإيضاح ذلك أن مقابلته لذلك التوفي بالديمومة فيهم في قوله) وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى (تدل على ذلك لأنه لو كان توفي موت لقال ما دمت حيا فلما توفيتني لأن الذي يقابل بالموت هو الحياة كما في قوله) وأوصانى بالصلواة والزكواة ما دمت حيا (
أما التوفي المقابل بالديمومة فيهم فالظاهر أنه توفي انتقال عنهم إلى موضع آخر
وغاية ما في ذلك هو حمل اللفظ على حقيقته اللغوية مع قرينة صارفة عن قصد العرفية وهذا لا إشكال فيه
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[16 - 11 - 06, 11:51 م]ـ
أبو همام جزاك الله خير
لاكن التفسير الذي ذكرته للقرطبي
اعتقد انك تقصد الامام الطبري
فمسألة حال عيسى علية السلام اثناء الرفع هينه ولله الحمد هل هو ميت او نائم او غيرها لا اشكال فيها أن شاء الله
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[11 - 01 - 07, 09:18 ص]ـ
السّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته ..
أخي الكريم, إليك هذا البحث ففيه ما يفيدك باذن اللّه
سيناريوهات يوم الصّلب: نظريّة الإغماء نموذجًا
زكريا نور الدّين بلخامسة
الحمد للّه ربّ العالمين وصلّى اللّه وسلّم على محمّد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
لا تزال مسألة صلب المسيح وموته عند علماء النّصارى ومفكّريهم محلّ جدل كبير وواسع بحيث أقحمت في ذلك العلوم الاجتماعية والنّظريّات الفلسفية ما بين مؤيّد ومعارض, والكنائس بين المؤيّدين والمعارضين تحاول بكلّ جهد أن تصرف عوامّ النّصارى عن مثل هذه الفلسفات الدّينية منعًا لعقيدة التّذبذب أو التّشكيك التي قد تحلّ بالمسيحي التي تعتبر أساس الخلاص المسيحي وركيزة الإيمان الذي به يتقرّر الإعتقاد. وما أريد أن أتكلّم فيه في هذا المقال هو مناقشة النّظرية القائلة بأنّ المسيح لم يمت على الصّليب وأنّه نجا من الموت لإغماء حصل له.
وقبل أن أدخل في شرح نظريّة الإغماء, يحسن أن أذكر أشهر أصول النّظريّات الثيولوجية المتعلّقة بصلب المسيح عليه السّلام:
النّظريّة العامّة: والتي يؤمن بها غالبيّة طوائف النّصارى أنّ المسيح مات على الصّليب ثمّ قام في اليوم الثّالث.
النّظرية الهلوسينيّة ( Hallucination Theory) : ( الهلوسة) وتقول هذه النّظريّة أنّ المسيح عليه السّلام مات على الصّليب ولم يقم من الموت, لكنّ من كانوا حاضرين حوله حصل لهم نوع من الهلوسة أو التّخيّل بحيث خيّل إليهم أنّه عاد إلى الحياة وقام من الأموات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/177)
النّظرية التآمريّة ( Deception Theory ): وتنصّ أنّ المسيح مات على الصّليب ولم يقم من الموت, لكنّ أصحابه تآمروا على إخفاء الحقيقة ونشروا خبر حياته انتقامًا للكبت النّفسي والاضطهاد والحزن الذي حصل لهم من موته, فعمدوا إلى نشر خبر حياته بعد ثلاثة أيّام ليلاقوا بهذا الخبر نوعًا من العزاء لهم على فقدانه, وتفرّع منها أيضًا ما يسمّى بنظريّة الجسد المسروق, وهو أنّ أصحابه سرقوا جسده بعد دفنه, ثمّ ادّعوا أنّه قام من الأموات مستندين إلى الأعداد 13 إلى 15 من الإصحاح الأخير من إنجيل متّى.
نظريّة الإغماء ( Swoon Theory ) : وتنصّ أنّ المسيح لم يمت على الصّليب أصلاً, وهذا المتعارف عند هذه النّظريّة هو جزء من نظريّة أعمق تشرح هذه النّظريّة وتسمّى الدوسيتية ( Docetism Theory ) , وتنصّ على أنّ المسيح لم تكن له طبيعة جسدية, ولذلك فإرهاصات الموت والقتل لم تبلغ مبلغها في "الحقيقة الظّاهرة الغير جسدية" التي كانت تظهر لمشاهديه إلاّ بمقدار الكشف الباطني
والذي تمثّل في الإغماء, ولعلّي أشرح هذه النّظريّة بمزيد من التّفصيل في ثنايا هذا البحث.
وما يهمّنا هنا نظريّة الإغماء, والتي بدورها تحتوي العديد من الآراء والفلسفات في تبرير المحور الأساسي في نجاة المسيح من الموت على الصّليب, ويصرّ القائلون بنظرية الإغماء أنّ لهم كامل الأدلّة من الكتاب المقدّس لإثبات صحّة نظريّاتهم.وأوّل هذه الآراء تقول أنّ أحد أطبّاء الجماعة السّرّيّة "الآسينيّين" أعطى المسيح دواء مخدّرًا جعله يظهر بمظهر المغمى عليه علىالصّليب, ولمّا طلب يوسف الذي من الرّامة جسده من بيلاطس أعطى له دواء آخر فاستفاق من غيبوبته. رأي آخر يقول أنّ الدّواء أعطي له وهو على الصّليب, ودليلهم من إنجيل متى 27:49"وللوقت ركض واحد منهم وأخذ اسفنجة وملأها خلاًَ وجعلها على قصبة وسقاه", ويتكرّر النّصّ الآخر في إنجيل مرقص15:36:" فركض واحد وملأ اسفنجة خلاًّ وجعلها على قصبة وسقاه"اهـ إذ ما معنى أن يعطى مصلوبًا ينتظر أن يموت خلاًّ في اسفنجة, فلا هي ترويه من ظمأ ولا هي تنجيه من موت. وقيل أيضًا أنّ المسيح استفاق من إغمائه بمساعدة أحد الذين مرّوا عليه وهو في القبر وهي مريم المجدليّة, وقال البعض أنّ يوسف الذي من الرّامة ومريم المجدلية ومريم الأخرى كانوا على علم بأنّه لم يمت ولهذا جهّزوا العطر والأثواب البيضاء وتبعوه إلى حيث القبر, والمسيح نفسه أقرّ بذلك حينما وجدها في المقبرة وأخبرها كيف تبحثين عن حيّ بين الأموات؟ ويتساءل الكثيرون من المناصرين لهذه الرّأي عن سبب اهتمام يوسف الذي من الرّامة بجسد المسيح وهو ميّت, ولماذا طلبه من بيلاطس إلاّ أن يكون ذلك خطّة مدروسة من أجل أن ينجيه من هذه المؤامرة السّياسيّة (راجع كتاب الدّم الأقدس, الكأس الأقدس).
دليل آخر يطرحه أنصار هذه النّظريّة وهو أنّه كيف لما أتى يوسف الذي من الرّامة لطلب جسد المسيح من بيلاطس, تعجّب بيلاطس كيف مات المسيح بهذه السّرعة وهو المشرف على الصّلب, كما جاء في مرقص:"وجاء إلى بيلاطس (أي يوسف) وطلب جسد يسوع, فتعجّب بيلاطس أنّه مات هكذا سريعًا فدعا قائد المائة وسأله هل له زمان قد مات؟ ". وكذلك من أدلّتهم ما جاء في إنجيل يوحنّا 19:21 حينما أدرك اليهود غروب الشّمس وأرادوا التّخلّص من موت الأجساد المصلوبة قبل الغروب لحلول يوم السّبت وقد نهوا عن ذلك, (لأنّ الصّلب المزعوم كان يوم الجمعة) , فعمدوا إلى تكسير سيقان المصلوبَين لتسريع موتهما, ولمّا وصلوا لتكسير سيقان المسيح لم يكسروهما لأنّه وجدوه قد مات! , وتساءلوا كيف أدرك اليهود أنّ المسيح قد مات وبالتّالي لم تكسر سيقانه؟
وهكذا ترى أنّ الأدلّة التي يتّكأ عليها أصحاب هذه النّظريّة من الكتاب المقدّس لها وجاهتها على اعتبار صحّة الكتاب المقدّس, ولا مجال للمعترضين من جمهور النّصارى أن ينكروا مثل هذه النّصوص الصّريحة في ذلك. والحقيقة أنّ مثل هذا الزّعم من عقلاء النّصارى وعلمائهم يحرج كثيرًا من رهبان الكنائس وقساوستهم, سرعان ما يكتفي أولئك القساوسة وأرباب الكنائس بإصدار فتاوى بكفر وهرطقة القائلين بهذه النّظريّة مفضّلين عدم الخوض في الرّدّ على تلك الشّكوك لعلمهم أنّهم يخوضون معركة قد يكونون الطّرف الخاسر فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/178)
ولقد حاولتُ مرّات أن أبحث عن ردود علميّة من الكنائس وجمهور النّصارى تجاه مثل هذه الاتّهامات, فلم أجد شيئًا ذال بال مقارنة مع ردودهم على أفكار ونظريّات أخرى, وهذا ما جعل مثل هذه النّظريّة الآن تروج رواجًا كبيرًا. والسّبب في رأيي يرجع إلى شيئ مهمّ اصطلحتُ مبدئيًّا على تسميته ب"نظريّة بقاء الأفكار وتطوّرها في الفكر النّصراني" Process of the Idea Surviving and Development in Christian Dogma, وأقرّر فيه أنّ الكفر المسيحي الثيولوجي حينما يريد دحض نظريّة من النّظريّات التي يراها دخيلة على فكره, لا يسعه أن ينكرها إلاّ بحدود ماهو مسلّم عنده في الكتاب المقدّس, فدحضه لها يكون أساسًا على التفنيد الحرفي من النّصوص المسلّمة لديهم, هذا التّفنيد إذا ابتدأ في الفكر المسيحي على مرّ الزّمن فإنّه يساعد على زوال الفكرة وتحجيمها بقدر قوّة هذا التّفنيد ونشاط أصحابه, وبالعكس من ذلك إذا كانت أسس الفكرة منطلقة من القوّة التي تعتمد عليها الكنيسة في التّفنيد والتي هي الكتاب المقدّس, فإنّ الكنيسة تعجز عن دحض الفكرة وتفنيدها ومحاربتها ممّا يكسب الفكرة بقاء وتطوّرًا على مدى التّاريخ وتتشبّع بالمزيد من الرّكائز لا على أساس صحّتها, وإنّما على أساس مخالفتها للكنيسة, بغضّ النّظر طبعًا على صحّتها من بطلانها.
ونظريّة الإغماء من هذا النّوع من الأفكار التي لم تلق مصارعة بيّنة من الكنيسة لاكتسابها قوّة من الكتاب المقدّس نفسه, فجرّ الأمر بعد هذا ليس إلى مناقشة الفكرة نفسها وإنّما مناقشة نصوص الكتاب المقدّس وإعادة قرائته قراءة علمية تاريخية استقصائية.
ورغم أنّ القائلين بنظريّة الإغماء اتّفقوا على أنّ المسيح لم يمت على الصّليب, إلاّ أنّهم اختلفوا في مجريات الأحداث بعد إنزال الجسد المزعوم من الصّليب إلى روايات وأقوال عديدة, وقد أحصيتُ على الأقلّ خمسة عشر قولاً, وفي كلّ مرّة أزداد يقينًا بقول اللّه تعالى:"مالهم به من علم إلاّ اتّباع الظّنّ ". وقد أخذتُ من بين هذه الأقوال أشهر قولين للحديث عنهما, الأوّل وهو قول أصحاب كتاب الكأس الأقدس الدّم الأقدس, أو ما يعرف بحركة الصّحوة العقليّة للمسيحية, والثّاني وهو قول القاديانية.
-نظرية الإغماء عند أصحاب الصّحوة العقلية المسيحية: منذ أن أصدر الباحثون المسيحيون ميشال بريجنت وريشارد ليذ سنة 1982, بدأت بوادر هذه الحركة التّشكيكية في الظّهور مرّة أخرى, وبرزت معها نظريّة الإغماء بالشّكل الذي كان يروّج له فريدريك باهدرت في القرن الثّامن عشر, وتبعه بعد ذلك علماء مسيحيون آخرون كفنتوريني وهنريك بولوس, ولقد صدق ما كنت توقّعتُه منذ سنتين حينما فرغتُ من قراءة الكتب الثّلاثة لميشال بريجنت وريشارد ليث ولينكون خاصّة كتاب الكأس الأقدس الدّم الأقدس, فقد كنتُ توقّعتُ أن تنتشر هذه الفكرة وترتكز دعائمها, وها قد ألّفت في هذا الرّواية المعروفة شفرة دافنشي التي أشارت ضجّة كبرى, كما كتبت في هذه الفكرة عشرات الكتب التي تدعّم أفكار هذا الكتاب ومن بينها نظريّة الإغماء, وآخر الأخبار كما علمت من يومين فقط أنّ مؤلّف كتاب الكأس الأقدس الدّم الأقدس قد أصدر هذا الشّهر آخر كتب له واسمه:"أوراق عيسى"ولم أطّلع عليه بعد. أمّا تفاصيل ما تروّجه هذه الكتب من أنّ المسيح لم يمت على الصّليب وأنّه تزوّج مريم المجدلية وولدت له بنتًا وسلالته لا تزال إلى حدّ الآن في جنوب فرنسا إلى غير ذلك من النّظريّات التي تعتبر هرطقة في العقيدة المسيحيّة.
نظريّة الإغماء عند الميرزا غلام أحمد
أخذ ميرزا غلام أحمد نظريّة الإغماء, لكنّه أضاف ادّعاء جديدًا لم يكن عند أولئك الذي قالوا بالنّظريّة أوّل مرّة, فقد زعم أنّ المسيح لم يمت على الصّليب بل أغمي عليه ودفن ثمّ هرب إلى الهند وهناك عاش إلى أن مات موتةً طبيعيّة ودفن في كشمير وقبره معروف في سرنجار, وقد قرّر الميرزا هذا في كتابه:"المسيح في الهند", ويستدلّ بهذا بتفسيره الإيواء في قوله تعالى: "وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين". وسأعود إلى هذه النّقطة حينما أتكلّم على نظريّة الإغماء من رؤية شرعيّة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/179)
ومن المعلوم أنّ طبيعة المسيح عليه السّلام من المسائل الشّائكة في العقيدة النّصرانية لا يزال الجدل فيها واسعًا عند الثّيولوجييّن النّصارى وعلماء اللاهوت حتّى اتّخذت أبعادًا فلسفيّة أدّت إلى خلافات جوهريّة بين الطّوائف المسيحيّة, فمنذ مجمع نيقيّة في القرن الرّابع ميلادي ومنذ قتل الموحّد المسلم آريوس السّكندري (رحمه اللّه) من قبل الكنيسة, لا يزال الخلاف على أشدّه في طبيعة المسيح, ومنها النّظرية الغنوصيّة القائلة بأنّ المسيح عليه السّلام له طبيعة روحيّة ولم يكن له جسد بشري إلاّ ما تبيّن للنّاس تصوّره بسسب نورانيّة روحه فاتّخذ جسمًا خياليًا, وسمّيت هذه فيما بعد بالدّوسيتية, وهي كلمة يونانية أصلها "دوكين" بمعنى يظهر أو يتجلّى, وهذه النّظرية في الواقع انتقلت من الفلسفات الوثنية القديمة واعتمدها الفيلسوف المشهور فيلو, صاحب النّص الشّهير: "في البدء كانت الكلمة, وكانت الكلمة مع اللّه, وكانت الكلمة اللّه" هذا النّص الذي هو الآن أوّل جملة من إنجيل يوحنّا, ومن هنا فإنّ الدّوسيتيّين يفسّرون جميع الألم والعذاب التي زُعم أن المسيح تعرّض له بأنّه تقلّب روحه في النّعيم اللاّهوتي, والذي يظهر لأصحاب أجساد الخطيئة من العالم السّفلي أنّه عذاب وألم وشقاء نتيجة أرواحهم الغارقة في الخطيئة, فلا فرق عندهم بين المسيح قبل الصّلب وبعده, ومن هذا المنطلق فإنّ القتل لم يكن حاصلاً لجسده لأنّه لم يمسّ العالم الأرضي, وماظهر لمشاهديه من قتل إنّما هي حالة الإغماء تكون أشبه بحدّ التّماس بين العالمين العلوي والسّفلي من أجل حدوث تطهير الخطايا, فهو إذن عرض دون جوهر (بالمصطلح الفلسفي) معتمد على الخيال ( Phanto) !, هذه النّظريّة الغنوصيّة وجدت أيضًا صداها بين الفلسفة الإسلامية وتطوّرت لتأخذ أبعاد وحدة الوجود ومن دعا إليها كابن عربي والحلاّج وابن سبعين والسّهروردي وغيرهم.
ويربط بعض أعداء الإسلام من نصارى ويهود وملحدين بين الإسلام وبين النّظريّة ويعتمدون على قوله تعالى:"ولكن شبّه لهم", وهو لا شكّ استدلال باطل لأنّ الإسلام يقرّر حقيقة المسيح الجسديّة بكلّ وضوح وأنّه بشر له طبيعة بشريّة, يبقى الأمر الذي يحتاج إلى استفاضة هو نظريّات تفنيد الصّلب في الإسلام وهل لمسألة الإغماء وجه شرعيّ في نجاة المسيح من القتل والصّلب.
تقرّر إذن بمعرفة حقيقة الدّوسيتية أنّه لا مكان لها في الإسلام وأنّ القائل بها منكر لبشريّة المسيح, يبقى الأمر الذي يحتاج إلى بيان هو مسألة الإغماء والنّظرة الشّرعيّة لها.
والجدير بالذّكر أنّ نظرية الإغماء لا تتعلّق بالإخبار بمصير المسيح بعد حادثة الصّلب, فالقائلون بها اختلفوا فيما حدث له بعد ذلك من قائل بالرّفع وقائل بفراره إلى مصر وقائل بفراره إلى الهند, وما يهمّنا أوّلا الآن هو ما يتعلّق بحال الصّلب. وأوّل شيئ يقرّ به القائل بالإغماء هو وقوع الصّلب من حيث أنّه وضع الشّخص على الصّليب لا على أنّه مات مصلوبًا, لكنّه نجا من الموت على الصّليب, ويعبّر عنه بقولهم: ( Survived the Crucifixion), أي نجا من الموت على الصّليب, وهو ما ذهب إليه أهل القول الأوّل وكذا ميرزا غلام أحمد, غير أنّ القاديانيّة يتأوّلون قوله تعالى:"وما صلبوه" أي ما قتلوه على الصّليب, ولا يعني عندهم نفي وضعه على الصّليب, فهم وإن نفوا قتله وموته حال وضعه على الصّليب, إلاّ أنّهم يقولون بأنّه وضع على الصّليب لكنّه نجا من الموت.
ويخلط الكثير من النّاس حينما يريد أن يفسّر الوفاة في القرآن بشأن عيسى عليه السّلام ويعلّل بها الإغماء, فيقول إنّ اللّه تعالى رفعه بعد أن توفّاه بالنّوم, مستدلاًّ على هذا بقوله تعالى ":إنّي متوفّيك ورافعك إليّ", ثمّ يعمد إلى القول بأنّ المسيح عليه السّلام توفّاه اللّه بالنّوم ثمّ رفعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/180)
والحقيقة أنّ القول بأنّ اللّه تعالى توفّاه بالنّوم حال الرّفع هو وجه سليم في التّفسير, وهو مرويّ عن السّلف وصحّح ابن كثير سنده عن ابن عبّاس في إحدى روايتيه وهو اختياره, لكن يجب أن يعلم أنّ هذه الوفاة ليست حال وقوع الصّلب, أي ليست حال كون المسيح على الصّليب, وإنّما قبل ذلك أي أنّ اليهود والرّومان لم يظفروا بالمسيح أصلاً, فالوفاة إن كانت فسّرت بالنّوم -وإن كان مرجوحًا عندي- فإنّه رفع عليه السّلام حالها ولا إشكال في تعلّق هذا بالصّلب لأنّ توابعه أصلاًُ لم تتحقّق كإلقاء قبض وسجن ونحو ذلك, وإن كانت فسّرت بأنّ الوفاة بمعنى استيفاء الأجر فهذا هو الرّاجح بناء على ما سأذكره لاحقًا عن صحّة الرّؤية الشّرعيّة في الحادثة وإثبات واقعة إلقاء الشّبه.
وترجيح معنى الوفاة على أنّه وفاة القبض والاستيفاء هو الظّاهر من وجوه:
أولاً: في قوله تعالى:" وما قتلوه يقينًا بل رفعه الله إليه" فالرفع هنا يقابل نفي القتل والصلب, ومعلوم أنّه يجب وقوع التلازم بين المثبت والمنفي وإلا لصار قول الله تعالى من غير معنى وهو مستحيل على الله تعالى, فما أُثبِت بعد "بل" لا بدّ أن يكون ضدًَا لما نُفِي وهو القتل والصلب, ولا يكون هنا إلا الرّفع والقبض إلى السّماء.
ثانيا:" في قوله تعالى أيضا:" وما قتلوه يقينًا" دليل على انتفاء أيّ شبهة للموت, ومعلوم أن النّوم من جنس الموت بدليل آية الزمر, ولو حصل النّوم لكان هناك حصول شبهة وهو ينافي اليقين المذكور في الآية, فإن قيل: قد يتضمّن وجود اليقين مع احتمال النّوم, فالجواب أنّه إنما حدّدنا اليقين بما سبق في الآية من قوله:" مالهم به من علم إلا اتباع الظن", ولو كان المسيح نائمًا وظنّوه مات لما عوتبوا باتباعهم الظنّ لأنهم ليسوا مأمورين بعلم الغيب, فتبيّن انتفاء النوم من أجل انتفاء الظنّ ولوازمه وإثبات اليقين الذي هو الرفع.
ثالثا: قوله تعالى على لسان المسيح عليه وعلى نبيّنا أفضل الصلاة والسلام:"وكنتُ عليهم شهيدًا ما دمتُ فيهم فلما توفّيتني كنتَ أنت الرقيبَ عليهم" يجري عليها ما يجري على ما ذكرناه في الوجه الأول, فقوله توفيتني تشير إلى تغيّر من الحالة الأولى وهي كونه موجود بينهم, ومقتضاها أي وكنت فيهم شهيدًا, فلما رفعتني من بينهم كنت أنت الرقيب عليهم" ولو كان معنى الوفاة هو النّوم لكان سياق الآية وكنت عليهم شهيدًا ما دمت فيهم فلما نمت كنت أنت الرقيب عليهم, وهو ليس بسديد فتأمّل, فدل أن معنى الوفاة هنا هو الرّفع والقبض. وهذا جواب أيضًا لمن يقول من أهل القبلة عن وقوع النّوم أو الإغماء على الصّليب.
وقبل أن أتكلّم عن الصّلب واختلاف النّاس في ذلك, هاهنا مسألة أحبّ أن أبيّنها أوّلاً وهو أنّه يجب أن يبيّن الباحث منهجه العلمي في تحقيقه هل هو تقريريّ شرعيّ أم إلزاميّ جدليّ, سواء تصريحًا أم تلميحًا, كما يجب على القارئ أن يدرك ماذا يقصده الباحث, فإنّ الباحث أحيانُا يعمد لتقرير مسألة شرعيّة, وفي خضمّ تقريره يعمد إلى التّسليم بفرضيّة ثم يذهب في دحض استدلالات المسألة الأصليّة بناء على ما سلّمه من صحّة الفرضيّة سواء إلزامًا أم تنزّلاًُ, فيتوهّم القارئ أنّ هذا الباحث يستدلّ على صحّة الفرضيّة لا على دحض المسألة الأصليّة, وهذا من جنس ما حصل للشّيخ الدّاعية أحمد ديدات رحمه اللّه, فإنّ منهجه في إحدى كتبه وهو:"مسألة الصّلب حقيقة أم خرافة" أوهم القارئ أنّ الشّيخ أحمد ديدات يقرّ بحادثة الصّلب وإنّما ينكر موت المسيح على الصّليب, والشّيخ أحمد ديدات اعتمد هنا أوّلاً على التّسليم للنّصارى بصحّة كتبهم, فما استدلّ به لنقض أصل المسألة وهو الموت علىالصّليب جعله يتتبّع مجرى النّصوص المقدّسة ويثبت تناقضها وتضاربها ومن ثمّ بطلانها بناء على أنّ الدّليلين إذا تعارضا تساقطا, وقد تتبّعتُ جميع مسائل كتاب الشّيخ أحمد ديدات, فلم أجده خرج في مسألة من مسائله عن تقريرات الشّيخ رحمة اللّه الهندي في كتابه إظهار الحقّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/181)
ومن جنس ما وقع للشّيخ أحمد ديدات رحمه اللّه, وقع أيضًا للشّيخ الإمام محمّد رشيد رضا رحمه اللّه في مسألة من نوعها, فإنّه ذهب يفنّد زعم النّصارى في إبطال قيامة المسيح من الأموات وقصّة القبر الفارغ, وذكر أنّه على فرض صحّة ما ثبت للنّاس ما رأوه من تجلّي المسيح لهم بعد حادثة الصّلب, فإنّه لا يبعد أن يكون ما رأوه إنّما هو من خيالات وتصوّرات لا يكون وقوعها من جنس الخوارق والمستحيلات وإنّما وقوعها غير مستبعد, ثمّ شرع في إثبات ذلك بقصص واقعيّة وحوادث وقعت في زمانه وذكر رأي الطّب الحديث وعلم النّفس في ذلك, فجاء بعد ذلك من يطعن في تقرير الشّيخ ويقول أنّ الشّيخ الإمام يقول بعدم رفع المسيح وينكر حياته بعد حادثة الصّلب.
ونعود إلى مسألة الصّلب, وقد بيّنتُ أنّ من قال بوقوع الصّلب وأنّه رفع من على الصّليب وهو في حالة وفاة أو إغماء فإنّه متأوّل لقوله تعالى:"وما صلبوه" على أنّ المراد بذلك ما قتلوه على الصّليب, ويستدلّون بأنّ مجرّد وضعه على الصّليب وعدم كسر أعضائه لا يسمّى صلبًا لأنّه في النّهاية نجا من الموت عليه فهو قد نجا من الصّلب, فمعناه أنّه لم يصلب وهذا هو تصديق الآية. والجواب على هذه الشّبهة من وجوه:
أوّلاً: أنّ ذلك متوجّه لو كان ذكر في الآية نفي القتل دون الصّلب, أما وقوله تعالى:" وما قتلوه وماصلبوه", فهو دليل على انتفاء كليهما, أي القتل وكذا الصّورة أو الهيئة التي تؤدّي إلى ذلك, فالآية واضحة في نفي كليهما.
ثانيًا: تأمّل في قوله تعالى:"وقولهم إنّا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول اللّه", ألا ترى أنّهم زعموا القتل, ولو كان حادثة وضعه على الصّليب محتملة كان ردّ اللّه تعالى مقتصرًا على نفي مازعموا من قتله, لكنّ اللّه تعالى ردّ عليهم بنفي ما قرّروه ومقدّمات ذلك, فهم إنّما اكتفوا بقولهم قتلنا, لأنّ القتل عندهم كان بالصّلب, فاللّه تعالى أخبر بنفي ذلك القتل ونفى حصول مقدّماته.
ثالثًا: قوله تعالى:"ومطهّرك من الذين كفروا" ومقتضى الطّهارة وكمالها أن لا يكون في الهيئة التي حصل له بها حال وضعه على الصّليب من إهانة وشتم وضرب وتسمير وتعرية وما تابع ذلك, ومن سلّم له عليه السّلام باعتلائه الصّليب فقد سلّم له بحصول هذه الإهانات والخزي والعار التي هي مخالفة لوعد اللّه تعالى له بالنّجاه والتّطهير من الذين كفروا. فإن قيل نسلّم باعتلائه الصّلب ولا نجزم بحصول تلك الإهانات, قلنا لهم إنّ مصدر اعتلائه الصّليب هو نفس مصدر حصول تلك الإهانات فكيف تفرّقون بينها وقد جاءت من مصدر واحد وهو الكتاب المقدّس؟
رابعًا: وهو ردّ ثيولوجي, وهو أنّ وقوع الإهانة والألم والشّتم التي هي توابع وضعه على الصّليب هي جزء ممّا يقرّره النّصارى من عقيدة الخلاص وهو الألم والموت من أجل تخليص النّاس من الخطايا, والإسلام جاء بنسف هذا كلّه, فلو حدث اعتلاؤه عليه السّلام الصّليبَ لم تكن حجّة الإسلام قويّة في دحض هذه العقيدة, إذ ردّ مجرّد الموت على الصّليب مع بقاء وجوده على الصّليب لا يمكن أن تكون في معرض الرّدّ القويّ المفحم لعقيدة الصّلب والفداء, إذ قد يكون الإقرار بحصول الصّلب جزء من الإقرار بحصول اللألم والفداء, فتأمّل.
وإلى هنا يتوقّف ما يعتمد عليه عقيدة المسلم من إيمان بالمسيح عليه السّلام, فيكفى المسلم أن يؤمن بأنّه ما قُتل وما صُلب ولكن رفعه اللّه إليه, وبهذا يتعبّد اللّهَ, وليس متعبّدًا أن يعرف ماذا حصل بعد ذلك أو من الذي مات على الصّليب وغير ذلك من توابع المسألة. وما سأضيفه من بيان يفيد في التّحقيق العلمي للمسألة بما يحتاجه الدّعاة إلى اللّه تعالى في هذا الميدان.
بعد أن ذكرتُ اختلاف النّاس القائلين بعدم موت المسيح على الصّليب نعمد إلى مسألة ما بعد الصّلب وما حدث للمسيح عليه السّلام بعده. والقائلون بنظريّة الإغماء اختلفوا فيما حصل للمسيح عليه السّلام بعد ذلك, فقال بعضهم إنّه رفع إلى السّماء بعد إنزاله من الصّليب, وقالت طائفة أنّه عاش حياة عادية وتزوّج من مريم المجدليّة, وقالت القاديانيّة بل هاجر إلى الهند ولم يرفع. والجدير بالذّكر أنّ كفر القاديانيّة ليس من باب أنّهم قالوا بأنّ المسيح أغمي عليه ونجا من الصّلب, فتأويل قوله تعالى:"وماصلبوه" يعني وما قتلوه وإن حصل وضعه على الصّليب ليس تكذيبًا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/182)
للقرآن ولا يحكم بكفره وإن كان الرّاجح خلافه كما سبق.
أمّا كفر الميرزا غلام أحمد فليس لقوله هذا بالتّحديد, وإنّما بزعمه أنّه المسيح المنتظر وغيره من أقواله الكفريّة, وممّن ردّ عليه وفنّد أقواله وآراءه الشّيخ الإمام محمّد رشيد رضا رحمه اللّه وكفّره, وردّ عليه في مقالات كثيرة ترجمت ونشرت في الهند وانتشرت, إضافة إلى ردوده عليه في المنار منذ بداية أمره, فغضب ميرزا غلام أحمد عليه, فكتب جوابًا هجا فيه الإمام محمّد رشيد رضا وتوعّده بقوله:"سيهزم فلا يُرى", فسخر منه وتحدّاه, وزعم أنّ هذه نبوّة من اللّه فيه وادّعى أنّ الإمام محمّد رشيد رضا يموت قريبًا, فكان من أمر اللّه تعالى أن عاش الإمام محمّد رشيد رضا طويلاً وهلك الميرزا في حياته.
وها هنا سؤال يطرحه الكثير من المعترضين ويحتار فيه الكثير, وهو قولهم كيف تجمعون بين نفيكم لمسألة صلب المسيح وتسفّهون أصحاب هذا القول, ثّم في الوقت نفسه تدّعون أنّ شخصًا آخر صُلب؟ فأيّ القولين قولكم؟ هل حادثة الصّلب لم تقع؟ أم أنّها وقعت لشخص آخر؟.
والجواب على هذا السّؤال سهل وبسيط, فكلّ ما عمدناه لحدّ الآن هو نفي صلب المسيح عليه السّلام وإبعاده كامل البعد عن هذه الحادثة المزعومة, وما عدا هذا القول فإنّ المسألة تحتمل أمرين: فإمّا أنّ حادثة الصّلب لم تقع أصلاً, وإمّا أنّها وقعت والمصلوب شخص غير المسيح. ومهما اعتقد المسلم من قول فلا يضرّ, وهذا يكفي. أمّا إذا أخذنا الطّريقة الجدليّة لمناقشة النّصارى والاعتماد على الموروث التّاريخي عندهم وهو الكتاب المقدّس, فإنّ الرّأي الأوّل يكون بعيدًا, والثّاني هو الأقرب والميل إليه شرعًا أسلم لأنّه وجه قويّ في تفسير قوله تعالى:"ولكن شبّه لهم".
ويمكن استقراء نصوص الكتاب المقدّس وإثبات أنّ المصلوب المذكور ليس هو المسيح جزمًا وعندي أكثر من عشرين دليلاً على هذا.
وصلت لحدّ الآن إلى أنّ نظريّة إلقاء الشّبه هي أصحّ وأسلم ما في المسألة, وهي إضافة إلى أنّه يمكن الاستدلال عليها من الكتاب المقدّس الموجود حاليًا, إلاّ أنّ بعض الأناجيل الغير المعترف بها عند النّصارى كإنجيل برنابا يذكر هذه النّظريّة بطريقة لا مجال للشّكّ فيها أو التّأويل.
وإذا اعتمد الدّاعية على أنّ الذي صلب هو شخص آخر غير المسيح, فإنّه يمكنه بذلك مسايرة سرد راويات الكتب المقدّسة وتفنيدها جزءاً جزءًا ممّا يساعد على التّشكيك في عقيدتهم, والتّشكيك –كما هو معلوم- أوّل مراحل البحث عن الحقيقة, بل حتّى مسايرتهم في التّسليم لهم بأنّ الذي مات على الصّليب هو المسيح ثمّ الوصول إلى طريق مسدود يدفع ذلك إلى التّشكيك في كبرى عقيدتهم وإيمانهم.
ولو قيل إن سلّمتم بأنّ الذي صلب ومات على الصّليب هو شخص آخر غير المسيح, وتزعمون بأنّ المسيح رفع قبل عمليّة الصّلب, فكيف تفسّرون ظهور المسيح بعد عمليّة الصّلب لبعض تلامذته؟ والجواب أنّ مصدر هذا الكلام لم يصحّ عندنا إلاّ فيما سلّمناه للنّصارى من إقرارنا لكتابهم ولذلك فهذه لا نسلّم بصحّتها, وعلى فرض صحّتها فليس فيها دليل على إقامته من الأموات, وما رأته مريم المجدلية وغيرها قد يكون ممّا حصل لهم من خيالات وأوهام ظنّت أنّها رأت المسيح عليه السّلام وهذا ليس ببعيد ولا مستبعد, بل ويمكن الاستدلال به من الكتاب المقدّس أيضًا.
وأسأل اللّه تعالى في ختام هذا المقال المتواضع أن يوفّقني للكلام قريبًا في موضوع:"مناهج المسلمين في تناول عمليّة الصّلب بحثًا ونقدًا" باذن اللّه تعالى.
واللّه أعلم وصلّى اللّه على محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم(36/183)
شرح الحموية
ـ[إبراهيم عزيز]ــــــــ[10 - 11 - 06, 05:08 م]ـ
الإخوة الكرام:
أريد طريقة عملية لتدريس الحموية للطلاب
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[14 - 11 - 06, 05:21 م]ـ
اخي الحبيب
يوجد كتاب لشيخ خالد فوزي عبدالحميد المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة المكرمة
سماه تقريب وترتيب شرح العقيدة الطحاوية وقد وضح طرق تدريس المادة وتقريبها للطلاب ووضع اسئلة منهجية باخر الكتاب وحلول نموذجيه لها وقد سئلت الشيخ العلامة عبد الحمن المحمود عن الكتاب وصاحبة فأثني عليه خيرا ونصح به وقد طبع الكتاب بدار السوادي بجدة
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[14 - 11 - 06, 06:17 م]ـ
الله المستعان عفوا اخي الحبيب والله لم انتبه انها الحمويه لكن الحمد لله فائدة
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[16 - 11 - 06, 04:17 ص]ـ
بمناسبة ذكرك الشيخ عبد الرحمن المحمود - حفظه الله تعالى - فإن له شرح كامل على الحموية:
http://www.almoslim.net/sound/Other_Lessones.cfm?id=81
ـ[إبراهيم عزيز]ــــــــ[18 - 11 - 06, 03:14 م]ـ
أشكر الأخوين الفاضلين
لكن سؤالي كان عن طريقة تدريس الحموية
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[18 - 11 - 06, 05:25 م]ـ
اخى الفاضل لماذا اخترت الحموية!!!!!! لماذا لا تبدا بالاسهل مثلا
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[18 - 11 - 06, 08:44 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[18 - 11 - 06, 10:41 م]ـ
اخى الفاضل لماذا اخترت الحموية!!!!!! لماذا لا تبدا بالاسهل مثلا
ومن قال لك أنه بدأ بها؟!!
هو يدرس للطلاب الحموية، هذا ما قاله، نسأل الله له الإعانة والتيسير.
وهذا شرح للحموية للشيخ حمد التويجري
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79561
ـ[إبراهيم عزيز]ــــــــ[30 - 11 - 06, 01:51 م]ـ
أشكر الإخوة كثيراً على ما أدلوه من نصائح، وما دلوني عليه من روابط مفيدة
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[01 - 12 - 06, 10:26 ص]ـ
استمع إلى شرح العلامة يوسف الغفيص
للحموية والواسطية والتدمرية ورسالة الافتراق وغيرها
وستذهل وتعجب من قوة شرحه وتمكنه، ولعلك تبدأ بشرح رسالة حديث الافتراق
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=1119&read=0
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[07 - 12 - 06, 06:08 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.(36/184)
رجاء بخصوص الصلاة بالأنبياء في قصة الإسراء
ـ[المستشار]ــــــــ[11 - 11 - 06, 02:22 م]ـ
هل من أبحاث أو دراسات حول صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في قصة الإسراء والمعراج؟ سواء من حيثُ الأدلة والأحاديث الواردة في الإثبات، أو رأي حذيفة في النفي، أو من حيث كيفية الصلاة وغير ذلك من أبحاث؟
آمل التكرم بالإفادة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(36/185)
ما ضوابط العوائد الاجتماعية لدى الناس حتى لا تكون بدعة
ـ[السني]ــــــــ[11 - 11 - 06, 06:29 م]ـ
فبعض العامة قد يحتفل بمناسبة اجتماعية تتكرر سنوياً فهل هذا من البدع، أو تحتفل الدولة بذكرى يوم الاستقلال، أو بالانتصار في معركة، وقس على هذا أي مناسبة لا تعلق للعبادة بها.
نرجو إثراء الموضوع نظراً لأهميته
ـ[السني]ــــــــ[13 - 11 - 06, 10:20 م]ـ
لازال السؤال قائماً
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[14 - 11 - 06, 01:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أولا: الأصل في العادات أنه لا بدعة فيها لكن أغلب العادات فيها شائبة تعبد فإن كانت العادة يجتذبها أصلان العادة والتعبد كالنكاح والبيع والشراء ونحوها فإن جاء الابتداع من جهة التعبد فهي بدعة وإلا فلا.
ثانيا: العادة إنما تكون بدعة إذا قصد بها التقرب إلى الله وهي ليست من الدين فالعادة إذا فعلت مجردة ولم تنسب للدين أو يقصد بهها التقرب فهي ليست بدعة لقول النبي ?: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " متفق عليه فقوله " في أمرنا " أي شرعنا وديننا والعادة إذا لم يقصد بها التقرب لا تكون من الدين، وهذا بخلاف العبادة فالعبادة الغير مشروعة تكون بدعة وإن لم يقصد بها التقرب فمجرد نسبتها للدين يعتبر ابتداعا، وإن كان الغالب على العبادات هو قصد التقرب.
ثالثا: العادة قد لا تحرم من جهة الابتداع لكن تحرم لسبب آخر كالتشبه بالكفار أو أهل البدع و نحو ذلك.
وهذه بعض أقوال اهل العلم التي تؤكد ما ذكرته:
قال ابن تيمية رحمه الله: (الأصل الذي بنى الإمام أحمد وغيره من الأئمة عليه مذاهبهم أن أعمال الخلق تنقسم إلى: عبادات يتخذونها دينا ينتفعون بها في الآخرة أو في الدنيا والآخرة، وإلى عادات ينتفعون بها في معايشهم.
فالأصل في العبادات أن لا يشرع منها إلا ما شرعه الله
والأصل في العادات أن لا يحظر منها إلا ما حظره الله
وهذه المواسم المحدثة إنما نهى عنها لما حدث فيها من الدين الذي يتقرب به) اقتضاء الصراط المستقيم (ص 269).
وقال كما في مجموع الفتاوى (29/ 16): (تصرفات العباد من الأقوال و الأفعال نوعان: عبادات يصلح بها دينهم و عادات يحتاجون إليها فى دنياهم فباستقراء أصول الشريعة نعلم أن العبادات التى أوجبها الله أو أحبها لا يثبت الأمر بها إلا بالشرع و أما العادات فهي ما اعتاده الناس فى دنياهم مما يحتاجون إليه و الأصل فيه عدم الحظر فلا يحظر منه إلا ما حظره الله سبحانه و تعالى، و ذلك لأن الأمر و النهي هما شرع الله و العبادة لابد أن تكون مأمورا بها فما لم يثبت أنه مأمور به كيف يحكم عليه بأنه عبادة و ما لم يثبت من العبادات أنه منهي عنه كيف يحكم على أنه محظور و لهذا كان أحمد و غيره من فقهاء أهل الحديث يقولون إن الأصل فى العبادات التوقيف فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله تعالى و إلا دخلنا في معنى قوله أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله.
و العادات الأصل فيها العفو فلا يحظر منها إلا ما حرمه و إلا دخلنا في معنى قوله قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما و حلالا و لهذا ذم الله المشركين الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله و حرموا ما لم يحرمه فى سورة الأنعام من قوله تعالى و جعلوا لله مما ذرأ من الحرث و الأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم و هذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله و ما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون و كذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم و ليلبسوا عليهم دينهم و لو شاء الله ما فعلوه فذرهم و ما يفترون و قالوا هذه أنعام و حرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم و أنعام حرمت ظهورها و أنعام لا يذكرون اسم لله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون فذكر ما ابتدعوه من العبادات و من التحريمات و في صحيح مسلم عن عياض بن حمار رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال قال الله تعالى إنى خلقت عبادى حنفاء فاجتالتهم الشياطين و حرمت عليهم ما أحللت لهم و أمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا)
وقال الشاطبي في الاعتصام (2/ 98): (العاديات من حيث هي عادية لا بدعة فيها ومن حيث يتعبد بها أو توضع وضع التعبد تدخلها البدعة)
ـ[السني]ــــــــ[14 - 11 - 06, 07:38 م]ـ
أبا حازم: كلام جميل، وفقك الله
الأخوة الكرام، نرجو المزيد من الفوائد
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 12:41 م]ـ
للشَّيْخِ العلاَّمَة ريحانَةِ الجزائر أبي عبد المُعزّ محمّد علي فَرْكوس رسالَةٌ لَطِيْفَةٌ مُبَاركَةٌ و لعلَّ عنوانَها يُوهِمُ التفرُّغَ لبابٍ بعَيْنِهِ و لكن أنَّى لكَ أن تَحُدَّ أصوليًا نِحريرًا في كلاَمِهِ، و قد أجابَ في ثَنَايَاها عن مسَائِلَ قد لا تجِدُها مَفْكُوكَةَ الأسْرَارِ في غيرِ رِسَالَتِنَا هذِهِ و الَّتِي هي بِعُنْوان (العاداتُ الجَارِيَةُ في الأَعْرَاسِ الجَزَائِرِيَّةِ) و أَصْلُهَا شَرِيْطَانِ حَوَيَا الأَجْوِبَةَ عن أَرْبَعِيْنَ سُؤَالاً.
تنبيه: الرِّسَالَةُ من طبع دار الرَّغَائِب و النَّفائِس بالقبَّة - الجزائر العاصمة - رقمُ هَاتِفِهِم هو: 00213 - 21 - 28 - 27 - 71 (الأرْقَامُ منَ اليَمِيْنِ إلى اليَسَارِ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/186)
ـ[أم حسان]ــــــــ[20 - 11 - 06, 06:54 ص]ـ
سؤال كان يساوروني
خاصة عند احتجاج العامة بأن بعض مايصنعونه من الأعياد (أعياد الميلاد مثلاً) يقولون إنه ليس قصدهم به العبادة، وبالتالي فهو لايتعلق بالدين أصلاً!
ولا أدري مدى صحة هذه الحجة خاصة أنهم في بعض أعيادهم تلك قد لايكون فيها تشبه مثل (الاحتفال بذكرى الزواج) أو ماإلى ذلك
وهنا يشكل على ماسمعته من أن العيد فيه معنى المعاودة (يعني يتكرر) ولا عيد في الإسلام إلا العيدين؟
ـ[أبوعبدالرحمن المكي التميمي]ــــــــ[14 - 09 - 08, 10:26 م]ـ
هل هناك إضافة ....(36/187)
مسأله في اسماء الله تعالى وصفاته
ـ[محبة القرآن والسنة]ــــــــ[11 - 11 - 06, 06:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نرد على من يقول بأن صفاته تعالى هي عين ذاته؟؟
هل هناك من الطوائف من تقول بذلك غير الإباضيه؟
ما الذي قادهم إلى القول بذلك
كما نرجو توضيح عقيدة أهل السنة والجماعه في هذا الباب
وجزاكم الله خيرا(36/188)
مسأله في اسماء الله تعالى وصفاته
ـ[محبة القرآن والسنة]ــــــــ[11 - 11 - 06, 07:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نرد على من يقول بأن صفاته تعالى هي عين ذاته؟؟
هل هناك من الطوائف من تقول بذلك غير الإباضيه؟
ما الذي قادهم إلى القول بذلك
كما نرجو توضيح عقيدة أهل السنة والجماعه في هذا الباب
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[11 - 11 - 06, 09:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فالقول بأن الصفات هي عين الذات هو قول الإباضية والمعتزلة والشيعة من أواخر القرن الثالث وبداية القرن الرابع وإلى الآن وإلا فمتقدمو الشيعة قبل بداية القرن الرابع مجسمة غلاة لكن صنف لهم المفيد وأتباعه كالموسوي الملقب بالشريف المرتضى وأبي جعفر الطوسي واعتمدوا على كتب المعتزلة: ينظر: منهاج السنة النبوية 1/ 229)
وشبهتهم في ذلك أن إثبات صفات غير الذات يقتضي اثبات الهين؛ لأنه يلزم لإثبات الصفات أن تكون الصفة إما قديمة أوحادثة والأول باطل لأنه يلزم منه إثبات قديمين وإلهين، والثاني لا يخلو من حالين إما أن يكون الله أحدثه في نفسه أو في غيره أو لا في محل وكلها باطلة لأنه يلزم على الأول أن يكون الله محلا للحوادث وما كان محلا للحوادث فهو حادث، ويلزم على الثاني أن يكون غيره عالما بما حله منه دونه، والثالث باطل لأن الصفة عرض والعرض لا تقوم إلا بمحل.
وقولهم الصفة لايمكن أن تكون حادثة حق فهي إذا قديمة لكن قولهم إنه يوجب تعدد القدماء فيه إجمال فما المراد بقولهم القديم هل هو القائم بنفسه المستقل بموصوفه؟ فالصفات ليست كذلك بهذا الاعتبار، وإن أرادوا أنها قديمة بمعنى أنه لا ابتداء لها ولم يسبقها عدم مطلق فالصفات قديمة بقدم موصوفها وإذا كان قدمها بقدم موصوفها فليس هناك تعدد قدماء بل هناك قديم وصفته ولا يلزم من هذا التعدد وإلا للزم أن تكون صفة الإله إلها وصفة الإنسان إنسانا وهذا باطل بلا شك.
ينظر: منهاج السنة النبوية للاستفادة (2/ 95)
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[11 - 11 - 06, 10:35 م]ـ
)
وشبهتهم في ذلك أن إثبات صفات غير الذات يقتضي اثبات الهين؛ لأنه يلزم لإثبات الصفات أن تكون الصفة إما قديمة أوحادثة والأول باطل لأنه يلزم منه إثبات قديمين وإلهين، والثاني لا يخلو من حالين إما أن يكون الله أحدثه في نفسه أو في غيره أو لا في محل وكلها باطلة لأنه يلزم على الأول أن يكون الله محلا للحوادث وما كان محلا للحوادث فهو حادث، ويلزم على الثاني أن يكون غيره عالما بما حله منه دونه، والثالث باطل لأن الصفة عرض والعرض لا تقوم إلا بمحل.
وقولهم الصفة لايمكن أن تكون حادثة حق فهي إذا قديمة لكن قولهم إنه يوجب تعدد القدماء فيه إجمال فما المراد بقولهم القديم هل هو القائم بنفسه المستقل بموصوفه؟ فالصفات ليست كذلك بهذا الاعتبار، وإن أرادوا أنها قديمة بمعنى أنه لا ابتداء لها ولم يسبقها عدم مطلق فالصفات قديمة بقدم موصوفها وإذا كان قدمها بقدم موصوفها فليس هناك تعدد قدماء بل هناك قديم وصفته ولا يلزم من هذا التعدد وإلا للزم أن تكون صفة الإله إلها وصفة الإنسان إنسانا وهذا باطل بلا شك.
ينظر: منهاج السنة النبوية للاستفادة (2/ 95)
في كتاب الملل والنحل للشهرساتني
على ما اذكر في صفحة (118) فالكتاب ليس عندي في هذه الحظة
يذكر بعض تفصيل ابو الحسن الاشعري حول قدرة الله وكلامه
ويحبذا يا أبو حازم ان تذكر رأيك في هذا القول
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[11 - 11 - 06, 11:21 م]ـ
الأخ أحمد الشمري حبذا لو حددت ووضحت السؤال ماذا تقصد بتفريق أبي الحسن الأشعري في المسألة
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[11 - 11 - 06, 11:24 م]ـ
اقصد بارك الله فيك هو قياس ابو الحسن وليس قول ما يعتقدة هل هو مقبول عند اهل السنة
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[12 - 11 - 06, 12:06 ص]ـ
للأسف أخي لم أفهم سؤالك حتى الآن الأشاعرة يثبتون الصفات السبع المشهورة (الحياة والكلام والبصر والسمع والإرادة والعلم والقدرة) مع تأويلها أيضا فإن كان هذا مرادك وإلا فوضح السؤال حتى استطيع الإجابة
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[12 - 11 - 06, 02:23 ص]ـ
قال ابو الحسن:
الباري تعالى عالم بعلم،قادر بقدرة، حي بحياة، مريد بارادة، متكلم بكلام،سميع بسمع، بصير ببصر، وله في البقاء اختلاف رأي
قال: وهذه الصفات ازليه قائمة بذاته تعالى
لا يقال:هي هو، ولاهي غيرة
ولا: لاغيره
والدليل على انه متكلم بكلام قديم، ومريدبارادة قديمةانه قد قام الدليل على انه تعالى ملك، والملك من له الامر والنهي فهو آمر،ناه
فلا يخلو اما ان يكون آمرا بأمر قديم، او بأمر محدث
وأن كان محدثا فلا يخلو: اما ان يحدثة في ذاته، أو في محل او لا في محل
ويستحيل ان يحدثة في ذاته لأنه يؤدي ان يكون محلا للحوادث، وذلك محال
ويستحيل ان يحدثة في محل، لانه يوجب ان يكون المحل به موصوفا
ويستحيل ان يحدثة لا في محل، لأن ذلك غير معقول
يتعين انه قديم، قائم به صفة له، وكذلك التقسيم في الارادة والسمع والبصر
قال: علمه واحد يتعلق بجميع المعلومات: المستحيل، والجائز، والواجب، والموجود، والمعدوم
_______________________________________________
هل هذا القياس مقبول عند اهل السنة
واما قولك انهم يأولون الصفات السبع كيف فأنا اعرف انهم يثبتون هذه الصفات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/189)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[12 - 11 - 06, 12:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
صفات الله تبارك وتعالى كلها قديمة والعلاقة بينها وبين الذات علاقة متلازمة فالإيمان بالذات يستلزم الإيمان بالصفات وكذلك العكس، ولا ينبغي اطلاق لفظة غير الذات إلا بتفصيل في حال الرد
قال ابن القيم رحمه الله: (وبلاء القوم من لفظه الغير فانها يراد بها معنيان أحدهما المغاير لتلك الذات المسماة بالله وكل ما غاير الله مغايرة محضة بهذا الاعتبار فلا يكون الا مخلوقا ويراد به مغايرة الصفة للذات اذا جردت عنها فاذا قيل علم الله وكلام الله غيره بمعنى أنه غير الذات المجردة عن العلم والكلام كان المعنى صحيحا ولكن الاطلاق باطل فاذا اريد ان العلم والكلام مغاير لحقيقتة المختصة التي امتاز بها عن غيره كان باطلا لفظا ومعنى) بدائع الفوائد (1/ 21)
وما قيل في صفة العلم يقال في بقية الصفات كالسمع والإرادة والبصر وغيرها.
وأما مسألة إثبات الأشاعرة للصفات السبع التي يطلقون عليها صفات المعاني فيتعلق بها أمور:
الأمر الأول: أنهم يقسمونها قسمين:
1 / صفات دليلها العقل فقط وهي التي تتعلق بها المعجزة وهي القدرة والإرادة والعلم والحياة فعندهم لا يح الاستدلال عليها إلا بالعقل ولا يصح بالأدلة السمعية.
2/ صفات دليلها السمع وهي ما تتوقف عليها المعجزة وهي السمع والبصر والكلام.
الأمر الثاني: إثباتهم لهذه الصفات ليس إثباتا كاملا وحقيقيا وبيان ذلك:
1 / صفة الكلام يثبتون فيها الكلام النفسي فقط لا الكلام بحرف وصوت ولا يتعلق بالمشيئة بخلاف قول اهل السنة والجماعة فهو عندهم كلام حقيقي بحرف وصوت وأن الله يتكلم متى شاء وكيف شاء.
2 / صفة الإرادة يثبتونها صفة ذاتية فقط فرارا من القول بحلول الحوادث بينما أهل السنة يثبتونها إرادة أزلية ذاتية وإرادات مستقبلية فعلية.
3 / إثبات صفتي السمع والبصر ذاتيتين فقط بخلاف قول أهل السنة فهما عند أهل السنة صفتان ذاتيتان فعليتان.
4 / متعلق السمع والبصر عندهم واحد كما أن متعلق العلم والكلام واحد ويوحدون بين متعلق السمع والبصر ومتعلق العلم فمتعلق الصفات الأاربعة واحد وهذا قريب من قول المعتزلة بخلاف أهل السنة فمتعلق السمع عندهم ما يسمع ومتعلق البصر مايبصر.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 12:38 م]ـ
في كتاب الملل والنحل للشهرساتني
على ما اذكر في صفحة (118) فالكتاب ليس عندي في هذه الحظة
يذكر بعض تفصيل ابو الحسن الاشعري حول قدرة الله وكلامه
قال الشيخ العلامة الفوزان في "الفرق الضالة":
[ ... بقيت عند أبي الحسن الأشعري بعد رجوعه بعض الأخطاء مثل قوله في الكلام: " إنه المعنى النفسي القائم بالذات والقرآن حكاية أو عبارة عن كلام الله، لا أنه كلام الله.].
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[12 - 11 - 06, 12:53 م]ـ
يأخي اتمنى لو ان هؤلاء القوم يقولون بأخطاء ابو الحسن لاكنهم يقولون ان الابانه مزور
وابو الحسن لم يغير طريقتة الكلامية ويفتخرون بضلالهم
نسأل الله السلامة
______________________
انا لا ادخلهم مع اهل السنه لاكن لو قالوا حتى بأخطاء سنقبلهم
وهذا رائي(36/190)
فضح الصوفي المفتري عبدالحفيظ بن ملك المكي
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[11 - 11 - 06, 07:38 م]ـ
يقول (الكذاب) الصوفي عبد الحفيظ بن ملك عبد الحق المكي في كتابه (موقف أئمة الحركة السلفية من التصوف والصوفية) عن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
((وقد طالعت بفضل الله كل هذه المجلدات صفحة صفحة، فلم أجد فيها في أي مقام أي طعن أو رد إنكار من الشيخ محمد بن عبد الوهاب على التصوف أو على أحد من مشايخ التصوف بسبب تصوفه، وهذه المجلدات ميسرة تباع في الأسواق والمكتبات ويمكن لأي أحد أن يقتنيها ويطالعها ويتحقق فيما ذكرته.
بل إني وجدت قطعات مختلفة في مؤلفاته هذه من كلامه الذي يتبين منه بجلاء ووضوح موقفه الصريح من التصوف والسادة الصوفية رحمهم الله، وسأذكرها فيما يأتي بتوفيق الله وإحسانه وعليه سبحانه التكلان)).
وهذا كذب ظاهر صاحبه أبعد ما يكون عن طلب الحق والعياذ بالله:
* قال الشيخ محمد رحمه الله _ كما القسم الأول والثاني والرابع من مؤلفاته _:
(و أركان العبادة ثلاثة؛ هي: المحبة، والرجاء، والخوف. فمن زعم أنه يعبد الله تعالى بالمحبة وحدها؛ فهو لم يعبده؛كما هو شأن منحرفي الصوفية، ومن عبد الله بالرجاء وحده على زعمه؛ فهو لم يعبد الله؛ كما هو شأن المرجئة، ومن عبد الله بالخوف وحده على وهمه؛ فهو لم يعبده؛ كما هو شأن الخوارج).
*وقال رحمه الله في رسالته إلى أهل الرياض ومنفوحة -وهو إذ ذاك مقيم في العيينة- بعد أن بين لهم معنى (لا إله إلا الله):
(ومن أعظم الناس ضلال متصوفة في معكال وغيره، مثل ولد موسى بن جوعان وسلامة بن مانع وغيرهما يتبعون مذهب ابن عربي وابن الفارض، وقد ذكر أهل العلم أن ابن عربي من أئمة أهل مذهب الاتحادية وهم أغلظ كفراً من اليهود والنصارى فكل من لم يدخل في دين محمد صلى الله عليه وسلم ويتبرأ من دين الاتحادية فهو كافر برئ من الإسلام ولا تصح الصلاة خلفه، ولا تقبل) قسم الرسائل الشخصية.
* وقال رحمه الله عن أبيات البردة:
(فليتأمل من نصح نفسه هذه الأبيات ومعناها، ومن فتن بها من العباد، وممن يدعى أنه من العلماء واختاروا تلاوتها على تلاوة القرآن. هل يجتمع في قلب عبد التصديق بهذه الأبيات والتصديق بقوله " يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله " وقوله " يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاُ " لا والله لا والله لا والله، إلا كما يجتمع في قلبه أن موسى صادق، وأن فرعون صادق، وأن محمداً صادق على الحق، وأن أبا جهل صادق على الحق. لا والله ما استويا ولن يتلاقيا حتى تشيب مفارق الغربان.
فمن عرف هذه المسألة وعرف البردة، ومن فتن بها عرف غربة الإسلام).
فهذه ثلاث نقولات عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- من نفس المجلدات التي زعم الكذاب أنهُ راجعها صفحة صفحة.
ويبتع ...
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[11 - 11 - 06, 07:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي حمى الدين بمن يذودون عنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فهذا الوعد ننجزه لأهل السنة، ليروا بأم أعينهم كتاباً تواطئ أهل التصوف على النقل منه، وزعمموا الإفحام لمن يناقشهم حول أئمة الدعوة السلفية!! به،وقد كشفت هذا الكذب الكبير، وصفاقة وجهه العريض، مُنذ سُنيات .. وما زلت أُحرج كل من يجعل هذا الكتاب عمدة له، في نقله الكذب والتحريف .. ثم يهرب .. ولا يعقب على الملتقى ..
وحاولت .. لعل أحدهم يجيبني .. فلما رأيت ذعرهم، علمت أنه لن يقوم أحدهم بهذا الأمر .. فلعلهم في قناعة من أنفسهم أنهم قد أيقنوا بكذب صاحبهم .. ولكنه والله الكبر!!
تأتي بالبينات .. ثم تجد من يحجب عينه عن رؤية الحقائق!!
أيها الأخوة:
هذا الصاعقة المحرقة كافية .. وكما يقال: هلك بالضربة القاضية ..
والسؤال لأصحاب الطرق الصوفية: أين ما تذكرونه من تعلمكم تهذيب النفوس؟!!
ونحن نرى صاحبكم يكذب!! بل ونرى الكثير من كتاب الصوفية يكذبون ليوافق أهوائهم، ويستنصرون لأقوالهم؟!!
أين ما تعلمته من عدم الكبر وقبول الحق؟!!
فها هو قد استبان لك حال صاحبكم!!
ولا نريد منك إلا أمر واحد فقط .. أن تبحث عن البراهين على كل مقولة تسمعها -إن كانت دينية- لقد تصل آمناً .. فنحن جميعاً نعبد الله وحده، لا طريقة الهوى!!
والسلام على كل صادق
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[11 - 11 - 06, 08:07 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل ستنزل ردودك على هذا الكتاب على حلقات؟
ـ[حامد تميم]ــــــــ[11 - 11 - 06, 09:24 م]ـ
عبد الحفيظ بن ملك عبد الحق المكي، صاحب المكتبة الإمدادية بمكة -حرسها الله-، وتصفحت كتابه المذكور، ولعلي اذكر بعض الوقفات مع هذا الكتاب، والشاهد على فساد هذا الكتاب نشره في موقع الفرزدقي!
وفق الله أخي، أبو عمر الدوسري للرد على هؤلاء.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 01:28 م]ـ
بارك الله فيك أخي ابا عمر ...(36/191)
أفيدونا بالله عليكم: هل اعتقد شيخ الإسلام أن النبي رأى ربه يقظة في صورة الشاب الأمرد؟
ـ[الطنجي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 07:00 م]ـ
السلام عليكم.
هذا موضوع حساس ودقيق، وأرجو ممن كان عنده خبرة فيه أن لا يبخل علينا، وأجره على الله تعالى.
يتداول الرافضة والأشاعرة الجدد في الشبكة على نطاق واسع وثيقة مصورة من مخطوط يقولون إنه كتاب (التأسيس في الرد على أساس التقديس)، يصحح فيها صاحب الكتاب حديثا مرفوعا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه رأى ربه في صورة شاب أمرد، ويقول الشيخ بأن ذلك كان يقظة.
ويقولون إن صاحب الكلام هو شيخ الإسلام!!!
وهذا نص محتوى الوثيقة:
مجلد 3/ 241 - من كتاب التأسيس في الرد على أساس التقديس - مخطوط، لابن تيمية:
قال ابن تيمية:
( .. الذي هو نوره الذي إذا تجلّى فيه لم يدركه شيء. وفي هذا الخبر من رواية ابن أبي داود أنه سُئل ابن عباس: هل رأى محمد ربّه؟
قال: نعم.
قال: وكيف رآه؟!.
قال: في صورة شاب دونه ستر من لؤلؤ، كان قدماه في خضرة.
فقلت لابن عباس: أليس في قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار، وهو اللطيف الخبير).
قال: لا أمّ لك!!، ذاك نوره الذي هو نوره إذا تجلّى بنوره لا يدركه شيء.
وهذا يدل على أنه رآه، وأخبر أنه رآه في صورة شاب دونه ستر، وقدماه في خضرة.
وأن هذه الرؤية هي المعارضة بالآية، والمُجاب عنها بما تقدّم، فيقتضي أنها رؤية عين!!! كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رايتُ ربي في صورة أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء.
الوجه الرابع: أن في حديث عبدالله بن أبي سلمة؛ أن عبدالله بن عمر أرسل إلى عبدالله بن عباس يسأله: هل رآه في روضة خضراء دونه فراش من ذهب على كرسي من ذهب تحمله أربعة من الملائكة؟، كما تقدّم، ولكون حملة العرش على هذه الصور الأربع هو كذلك.
الوجه الخامس: أنه ذكر أن الله اصطفى محمداً بالرؤية كما اصطفى موسى بالتكليم، ومن المعلوم أن رؤية القلب مشتركة ..
(لاتختص) ..
مجلد 3/ 241 مخطوط) انتهى.
ومن أراد رابط صورة الوثيقة وضعناه له.
والأسئلة التي نريد جوابها كلآتي:
ـ هل هذا الكتاب ثابت لشيخ الإسلام؟
ـ إن كان ثابتا فهل هذا الكلام المذكور في الوثيقة من ذلك الكتاب؟
ـ وإن كان ذلك الكلام موجودا في الكتاب، فهل هو من كلام الشيخ أم هو مدسوس عليه أم هو حاك له عن غيره؟
ـ وإن كان من كلام الشيخ، فأرجو أن تذكروا لنا ما وقعتم عليه من كلام المشايخ في توجيهه.
جزاكم الله خير الجزاء.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 07:41 م]ـ
هذه الوثيقة تحتاج إلى مراجعة وقد جرب على القوم بتر النصوص
وقد أنكر المحققون لمنهاج التأسيس تصحيح شيخ الإسلام لهذا الحديث وحمله له على رؤيا عين
وقد يكون كلامه هذا كله للإلزام فهو في هذا الكتاب يلزم المعطلة ببعض مقالات المجسمة لإظهار ناقضهم في أصولهم))
وقد حكم شيخ الإسلام على هذا الحديث بالوضع في درء تعارض العقل والنقل
قال الشيخ ((وقد صنف القاضي أبو يعلى كتابه في إبطال التأويل ردا لكتاب ابن فورك وهو وإن كان أسند الأحاديث التي ذكرها وذكر من رواها ففيها عدة أحاديث موضوعة كحديث الرؤية عيانا ليلة المعراج ونحوه وفيها اشياء عن بعض السلف رواها بعض الناس مرفوعة كحديث قعود الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش رواه بعض الناس من طرق كثيرة مرفوعة وهي كلها موضوعة))
درء التعارض الجزء 5، صفحة 237.
وإذا راجعت إبطال التأولات ستجد أن حديث الرؤيا ليلة المعراج هو حديث ابن عباس المذكور بحروفه
وقال شيخ الإسلام ((وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال
واعلموا أن أحدا منكم لن يرى ربه حتي يموت
وقد بسطنا الكلام على مسالة الرؤية في غير هذا الموضع وبينا أن النصوص عن الامام احمد وامثاله من الأئمة هو الثابت عن ابن عباس من انه يقال رآه بقلبه أو رآه بفؤاده
واما تقييد الرؤية بالعين فلم يثبت لا عن ابن عباس ولا عن احمد
والذي في الصحيح عن أبي ذر انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال
نور اني أراه وقد روى احمد باسناده عن أبي ذر انه رآه بفؤاده واعتمد احمد على قول أبي ذر لان ابا ذر سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه المسالة واجابه وهو اعلم بمعنى ما اجابه به النبي صلى الله عليه وسلم فلما اثبت انه رآه بفؤاده دل ذلك على مراده))
كتاب درء التعارض، الجزء 8، صفحة 42.
ـ[الطنجي]ــــــــ[13 - 11 - 06, 11:56 ص]ـ
الأخ الكريك عبد الله الخليفي
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء على ما قدمت.
وإن وقعت على مزيد بيان فلا تحرمنا منه، أكرمك الله.
والمسألة كما لا يخفى عليك لا زالت تحتاج إلى بحث وأجوبة واضحة، فأرجو من الإخوة المطلعين أن لا يبخلوا علينا وعلى أنفسهم.
ننتظر مشاركات الإخوة.
والسلام عليكم ورحمة الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/192)
ـ[الطنجي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 09:34 ص]ـ
سبحان الله!
هل السؤال معجز؟
أم هو إعراض طلبة العلم عن المسائل الأصولية التي تستدعي التشمير والتحقيق إلى الخوض في مسائل فروعية لا تتطلب أكثر من ثقافة شرعية؟
أم أقفر المنتدى من طلبة العلم؟؟؟!!!
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 08:27 م]ـ
وقال شيخ الإسلام ((ومما يشبه ذلك حديث الجمل الأورق وأنه ينزل عشية عرفة على جمل أورق فيصافح المشاة ويعانق الركبان وحديث رؤيته لربه في الطواف أو رؤيته ليلة المعراج بعين رأسه وعليه تاج يلمع بل وكل حديث فيه رؤيته لربه ليلة المعراج عيانا فإنها كلها أحاديث مكذوبة موضوعة باتفاق أهل المعرفة بالحديث لكن الذين وضعوها يمكن أنهم كانوا زنادقة فوضعوها ليهجنوا بها من يرويها ويعتقدها من الجهال))
درء التعارض الجزء 7، صفحة 93.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 09:13 م]ـ
قال شيخ الإسلام في الفتاوى ((وَقَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ - كَابْنِ قُتَيْبَةَ وَغَيْرِهِ - هَذَا وَأَمْثَالُهُ إنَّمَا وَضَعَهُ الزَّنَادِقَةُ الْكُفَّارُ لِيَشِينُوا بِهِ [عَلَى] أَهْلِ الْحَدِيثِ وَيَقُولُونَ: إنَّهُمْ يَرْوُونَ مِثْلَ هَذَا. وَكَذَلِكَ حَدِيثٌ آخَرُ: فِيهِ {أَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ حِينَ أَفَاضَ مِنْ مُزْدَلِفَةَ يَمْشِي أَمَامَ الْحَجِيجِ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ} أَوْ مَا يُشْبِهُ هَذَا الْبُهْتَانَ وَالِافْتِرَاءَ عَلَى اللَّهِ الَّذِي لَا يَقُولُهُ مَنْ عَرَفَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهَكَذَا حَدِيثٌ فِيهِ {أَنَّ اللَّهَ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ فَإِذَا كَانَ مَوْضِعُ خُضْرَةٍ قَالُوا: هَذَا مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ} وَيَقْرَءُونَ قَوْله تَعَالَى {فَانْظُرْ إلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} هَذَا أَيْضًا كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ. وَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ فَانْظُرْ إلَى آثَارِ خُطَى اللَّهِ وَإِنَّمَا قَالَ: آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ وَرَحْمَتُهُ هُنَا النَّبَاتُ. وَهَكَذَا أَحَادِيثُ فِي بَعْضِهَا {أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فِي الطَّوَافِ} وَفِي بَعْضِهَا {أَنَّهُ رَآهُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ مَكَّةَ} وَفِي بَعْضِهَا {أَنَّهُ رَآهُ فِي بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِينَةِ} إلَى أَنْوَاعٍ أُخَرَ. وَكُلُّ حَدِيثٍ فِيهِ {أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ بِعَيْنِهِ فِي الْأَرْضِ} فَهُوَ كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَائِهِمْ هَذَا شَيْءٌ لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا رَوَاهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ. وَإِنَّمَا كَانَ النِّزَاعُ بَيْنَ الصَّحَابَةِ فِي أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ رَأَى رَبَّهُ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ؟ فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَأَكْثَرُ عُلَمَاءِ السُّنَّةِ يَقُولُونَ: إنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ وَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَطَائِفَةٌ مَعَهَا تُنْكِرُ ذَلِكَ وَلَمْ تَرْوِ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا وَلَا سَأَلَتْهُ عَنْ ذَلِكَ. وَلَا نُقِلَ فِي ذَلِكَ عَنْ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَمَا يَرْوُونَهُ نَاسٌ مِنْ الْجُهَّالِ: {أَنَّ أَبَاهَا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: نَعَمْ. وَقَالَ لِعَائِشَةَ: لَا} فَهَذَا الْحَدِيثُ كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ. وَلِهَذَا ذَكَرَ الْقَاضِي " أَبُو يَعْلَى " وَغَيْرُهُ: أَنَّهُ اخْتَلَفَتْ الرِّوَايَةُ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - هَلْ يُقَالُ: إنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ بِعَيْنَيْ رَأْسِهِ؟ أَوْ يُقَالُ بِعَيْنِ قَلْبِهِ. أَوْ يُقَالُ: رَآهُ وَلَا يُقَالُ بِعَيْنَيْ رَأْسِهِ وَلَا بِعَيْنِ قَلْبِهِ؟ عَلَى ثَلَاثِ رِوَايَاتٍ. وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ أَهْلُ الْعِلْمِ أَنَّهُ قَالَ: {رَأَيْت رَبِّي فِي صُورَةِ كَذَا وَكَذَا} يُرْوَى مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمِنْ طَرِيقِ أُمِّ الطُّفَيْلِ وَغَيْرِهِمَا وَفِيهِ {أَنَّهُ وَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْت بَرْدَ أَنَامِلِهِ عَلَى صَدْرِي} هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَكُنْ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ، فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ بِالْمَدِينَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ ثُمَّ خَرَجَ إلَيْهِمْ وَقَالَ: رَأَيْت كَذَا وَكَذَا} وَهُوَ فِي رِوَايَةِ مَنْ لَمْ يُصَلِّ خَلْفَهُ إلَّا بِالْمَدِينَةِ كَأُمِّ الطُّفَيْلِ وَغَيْرِهَا، وَالْمِعْرَاجُ إنَّمَا كَانَ مِنْ مَكَّةَ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَبِنَصِّ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ الْمُتَوَاتِرَةِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} فَعُلِمَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ رُؤْيَا مَنَامٍ بِالْمَدِينَةِ كَمَا جَاءَ مُفَسَّرًا فِي كَثِيرٍ مِنْ طُرُقِهِ {إنَّهُ كَانَ رُؤْيَا مَنَامٍ} مَعَ أَنَّ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ لَمْ يَكُنْ رُؤْيَا يَقَظَةٍ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ. وَقَدْ اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا يَرَ رَبَّهُ بِعَيْنَيْهِ فِي الْأَرْضِ))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/193)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 09:14 م]ـ
قال شيخ الإسلام في الفتاوى ((وَقَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ - كَابْنِ قُتَيْبَةَ وَغَيْرِهِ - هَذَا وَأَمْثَالُهُ إنَّمَا وَضَعَهُ الزَّنَادِقَةُ الْكُفَّارُ لِيَشِينُوا بِهِ [عَلَى] أَهْلِ الْحَدِيثِ وَيَقُولُونَ: إنَّهُمْ يَرْوُونَ مِثْلَ هَذَا. وَكَذَلِكَ حَدِيثٌ آخَرُ: فِيهِ {أَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ حِينَ أَفَاضَ مِنْ مُزْدَلِفَةَ يَمْشِي أَمَامَ الْحَجِيجِ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ} أَوْ مَا يُشْبِهُ هَذَا الْبُهْتَانَ وَالِافْتِرَاءَ عَلَى اللَّهِ الَّذِي لَا يَقُولُهُ مَنْ عَرَفَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهَكَذَا حَدِيثٌ فِيهِ {أَنَّ اللَّهَ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ فَإِذَا كَانَ مَوْضِعُ خُضْرَةٍ قَالُوا: هَذَا مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ} وَيَقْرَءُونَ قَوْله تَعَالَى {فَانْظُرْ إلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} هَذَا أَيْضًا كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ. وَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ فَانْظُرْ إلَى آثَارِ خُطَى اللَّهِ وَإِنَّمَا قَالَ: آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ وَرَحْمَتُهُ هُنَا النَّبَاتُ. وَهَكَذَا أَحَادِيثُ فِي بَعْضِهَا {أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فِي الطَّوَافِ} وَفِي بَعْضِهَا {أَنَّهُ رَآهُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ مَكَّةَ} وَفِي بَعْضِهَا {أَنَّهُ رَآهُ فِي بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِينَةِ} إلَى أَنْوَاعٍ أُخَرَ. وَكُلُّ حَدِيثٍ فِيهِ {أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ بِعَيْنِهِ فِي الْأَرْضِ} فَهُوَ كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَائِهِمْ هَذَا شَيْءٌ لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا رَوَاهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ. وَإِنَّمَا كَانَ النِّزَاعُ بَيْنَ الصَّحَابَةِ فِي أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ رَأَى رَبَّهُ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ؟ فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَأَكْثَرُ عُلَمَاءِ السُّنَّةِ يَقُولُونَ: إنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ وَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَطَائِفَةٌ مَعَهَا تُنْكِرُ ذَلِكَ وَلَمْ تَرْوِ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا وَلَا سَأَلَتْهُ عَنْ ذَلِكَ. وَلَا نُقِلَ فِي ذَلِكَ عَنْ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَمَا يَرْوُونَهُ نَاسٌ مِنْ الْجُهَّالِ: {أَنَّ أَبَاهَا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: نَعَمْ. وَقَالَ لِعَائِشَةَ: لَا} فَهَذَا الْحَدِيثُ كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ. وَلِهَذَا ذَكَرَ الْقَاضِي " أَبُو يَعْلَى " وَغَيْرُهُ: أَنَّهُ اخْتَلَفَتْ الرِّوَايَةُ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - هَلْ يُقَالُ: إنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ بِعَيْنَيْ رَأْسِهِ؟ أَوْ يُقَالُ بِعَيْنِ قَلْبِهِ. أَوْ يُقَالُ: رَآهُ وَلَا يُقَالُ بِعَيْنَيْ رَأْسِهِ وَلَا بِعَيْنِ قَلْبِهِ؟ عَلَى ثَلَاثِ رِوَايَاتٍ. وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ أَهْلُ الْعِلْمِ أَنَّهُ قَالَ: {رَأَيْت رَبِّي فِي صُورَةِ كَذَا وَكَذَا} يُرْوَى مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمِنْ طَرِيقِ أُمِّ الطُّفَيْلِ وَغَيْرِهِمَا وَفِيهِ {أَنَّهُ وَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْت بَرْدَ أَنَامِلِهِ عَلَى صَدْرِي} هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَكُنْ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ، فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ بِالْمَدِينَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ ثُمَّ خَرَجَ إلَيْهِمْ وَقَالَ: رَأَيْت كَذَا وَكَذَا} وَهُوَ فِي رِوَايَةِ مَنْ لَمْ يُصَلِّ خَلْفَهُ إلَّا بِالْمَدِينَةِ كَأُمِّ الطُّفَيْلِ وَغَيْرِهَا، وَالْمِعْرَاجُ إنَّمَا كَانَ مِنْ مَكَّةَ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَبِنَصِّ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ الْمُتَوَاتِرَةِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} فَعُلِمَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ رُؤْيَا مَنَامٍ بِالْمَدِينَةِ كَمَا جَاءَ مُفَسَّرًا فِي كَثِيرٍ مِنْ طُرُقِهِ {إنَّهُ كَانَ رُؤْيَا مَنَامٍ} مَعَ أَنَّ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ لَمْ يَكُنْ رُؤْيَا يَقَظَةٍ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ. وَقَدْ اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا يَرَ رَبَّهُ بِعَيْنَيْهِ فِي الْأَرْضِ))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/194)
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[15 - 11 - 06, 01:43 ص]ـ
عبد الله الخليفي
جزيت خيرا و زوجت بكرا و بارك الله فيك و رزقك الجنه
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 11:12 ص]ـ
عبد الله الخليفي
جزيت خيرا و زوجت بكرا و بارك الله فيك و رزقك الجنه
أخي خالد البحريني بعض أهل العلم قال: إن الزيادة هنا على الوارد ليست حسنة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء].ولا شك أن الوقوف مع الوارد أجمل وأسلم. وإن كان أخانا الخليفي سيفرح بهذه الزيادات:) وجزاك الله خيرا.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[15 - 11 - 06, 11:54 ص]ـ
اعتقد انه يرغب بالزيادة اكثر
رأي شخصي
ـ[الطنجي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 12:35 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم عبد الله الخليفي على النقول الطيبة المفيدة.
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[15 - 11 - 06, 09:06 م]ـ
الأخ الخليفي جزاك الله خيرا عنا
ـ[أم حنان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 11:47 م]ـ
أخي خالد البحريني بعض أهل العلم قال: إن الزيادة هنا على الوارد ليست حسنة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء].ولا شك أن الوقوف مع الوارد أجمل وأسلم. وإن كان أخانا الخليفي سيفرح بهذه الزيادات:) وجزاك الله خيرا.
جزاكم الله خيرا ,,,,,,ولكن الأخ هنا شكر أخيه ثم زاد على ذلك بالدعاء ,,,,ولايقال أنه أجمل وأسلم أن يقف عند الثناء لأن دعاء الأخ لأخيه مستحب ,,,فالفعل هنا فعلان ثناء ودعاء
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 01:24 ص]ـ
أخي خالد البحريني بعض أهل العلم قال: إن الزيادة هنا على الوارد ليست حسنة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء].ولا شك أن الوقوف مع الوارد أجمل وأسلم. وإن كان أخانا الخليفي سيفرح بهذه الزيادات:) وجزاك الله خيرا.
نعم لقد فرحت بها كثيراً _ وتعرف لماذا _
ـ[أبو فراس القحطاني]ــــــــ[16 - 11 - 06, 09:56 ص]ـ
نعم لقد فرحت بها كثيراً _ وتعرف لماذا _
والله يا الخليفي لك حق تفرح
ولا أعلم هل هو فرح بالذب عن دين الله
وتبرأت شيخ الإسلام
أم عن الدعاء لك وهذا أظنه أمر شخصي وليس لي حق الكلام به
ولكن أن أقول آمين
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 10:10 ص]ـ
أخي خالد البحريني بعض أهل العلم قال: إن الزيادة هنا على الوارد ليست حسنة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء].ولا شك أن الوقوف مع الوارد أجمل وأسلم. وإن كان أخانا الخليفي سيفرح بهذه الزيادات:) وجزاك الله خيرا.
يبدو أن هذا سبق "زر"!! لأن" أخو " اسم كان فتكون علامة رفعها الواو، أي: ... وإن كان أخونا ... ،
وعلى كل حال القصر لغة بني الحارث بن كعب، وعلى لغتهم قرأ بعضهم {{إنّ هذان لساحران}}.
أخي الخليفي أنا فرِح أنك فرحت:)، وأسأل الله تعالى أن يجعل أيامك أفراحا وأفراحا، ويعجل لك بزوجة صالحة.
ـ[كريم أبو أمامة]ــــــــ[16 - 11 - 06, 05:26 م]ـ
الأخ الشيخ عبد الله الخليفي:
جزاك الله خيرا، وكثر من أمثالك، وجعل الجنة هي دارك، بعد طول عمر في طاعة معبودك.
آمين.
ورحم الله من قال آمين.
محبكم.
ـ[فيصل]ــــــــ[17 - 11 - 06, 03:50 ص]ـ
بارك الله في الأخ عبد الله، وأزيد:
أن إجماع العلماء بل إجماع العقلاء أن نسبة أمر كهذا لأحد لا يكون بمجرد وريقة من مخطوطة لا يعرف ناسخها وعن من نسخها ولا يدرى مالذي قبلها والذي بعدها لا سابقها ولا لاحقها الخ، فكيف إن كان الرجل نفسه يبطل هذا في كثير من كتبه وفي أكثر من موضع!!؟ سبحانك هذا بهتان عظيم!!!
وقد مر ما أورده الأخ عبد الله عن درء التعارض ومجموع الفتاوى وهاك ما قاله في منهاج السنة ومنهاج السنة ألفه شيخ الإسلام بعد تأليفه لبيان التلبيس حيث الف المنهاج بعد رجوعه للشام وبيان التلبيس في مصر، وكذا درء التعارض فقد ألفه بعد رجوعه للشام يراجع مقدمة الطويان على النبوات ج1/ 88 - 91.وهذا مما يزيد في بطلان هذا الكلام
يقول شيخ الإسلام في منهاجه: "فصل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/195)
قال الإمامي (( .. وحكي عن بعض المنقطعين المباركين من شيوخ الحشوية أنه اجتاز عليه في بعض الأيام نفاط ومعه أمرد حسن الصورة قطط الشعر على الصفات التي يصفون ربهم بها فألح الشيخ بالنظر إليه وكرره وأكثر تصويبه إليه فتوهم فيه النفاط فجاء إليه ليلا وقال أيها الشيخ رأيتك تلح بالنظر إلى هذا الغلام وقد أتيتك به فإن كان لك فيه نية فأنت الحاكم فحرد الشيخ عليه وقال إنما كررت النظر إليه لأن مذهبي أن الله ينزل على صورته فتوهمت أنه الله تعالى فقال له النفاط ما أنا عليه من النفاطة أجود مما أنت عليه من الزهد مع هذه المقالة))،
فيقال: هذه الحكاية وأمثالها دائرة بين أمرين إما أن تكون كذبا محضا ممن افتراها على بعض شيوخ أهل بغداد وإما أن تكون قد وقعت لجاهل مغمور ليس بصاحب قول ولا مذهب وأدنى العامة أعقل منه وأفقه وعلى التقديرين فلا يضر ذلك أهل السنة شيئا لأنه من المعلوم لكل ذي علم أنه ليس من العلماء المعروفين بالسنة من يقول مثل هذا الهذيان الذي لا ينطلي على صبي من الصبيان ومن المعلوم أن العجائب المحكية عن شيوخ الرافضة أكثر وأعظم من هذا مع أنها صحيحة واقعة وأما هذه الحكاية فحدثني طائفة من ثقات أهل بغداد أنها كذب محض عليهم وضعها إما هذا المصنف أو من حكاها له للشناعة وهذا هو الأقرب فإن أهل بغداد لهم من المعرفة والتمييز والذهن ما لا يروج عليهم معه مثل هذا ومما يبين كذب ذلك عليهم أن هذا الحديث الذي ذكره لم يروه أحد لا بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا روى أحد من أهل الحديث أن الله تعالى ينزل ليلة الجمعة، ولا أنه ينزل ليلة الجمعة إلى الأرض، ولا أنه ينزل في شكل أمرد بل لا يوجد في الآثار شيء من هذا الهذيان بل ولا في شيء من الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله ينزل إلى الأرض وكل حديث روى فيه ((هذا)) فإنه موضوع كذب .. ، وقد قدمنا القول: بأن أهل السنة متفقون على أن الله لا يراه أحد بعينه في الدنيا لا نبي ولا غير نبي ولم يتنازع الناس في ذلك إلا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاصة مع أن أحاديث المعراج المعروفة ليس في شيء منها أنه رآه أصلا وإنما روى ذلك بإسناد ضعيف موضوع من طريق أبي عبيدة ذكره الخلال والقاضي أبو يعلى في كتاب إبطال التأويلات وأهل العلم بالحديث متفقون على أنه حديث موضوع كذب وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله هل رأيت ربك قال نور أنى أراه ولم يثبت أن أحدا من الصحابة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرؤية إلا ما في الحديث وما يرويه بعض العامة أن أبا بكر سأله فقال رأيته وأن عائشة سألته فقال لم أره كذب باتفاق أهل العلم لم يروه أحد من أهل العلم بإسناد صحيح ولا ضعيف ولهذا اعتمد الإمام أحمد على قول أبي ذر في الرؤية وكذلك عثمان بن سعيد الدارمي وأما أحاديث النزول إلى السماء الدنيا كل ليلة فهي الأحاديث المعروفة الثابتة عند أهل العلم بالحديث وكذلك حديث دنوه عشية عرفة رواه مسلم في صحيحه وأما النزول ليلة النصف من شعبان ففيه حديث اختلف في إسناده ثم إن جمهور أهل السنة يقولون إنه ينزل ولا يخلو منه العرش كما نقل مثل ذلك عن إسحاق بن راهويه وحماد بن زيد وغيرهما ونقلوه عن أحمد بن حنبل في رسالته إلى مسدد يقول وهم متفقون على أن الله ليس كمثله شيء وأنه لا يعلم كيف ينزل ولا تمثل صفاته بصفات خلقه ... و المقصود التنبيه على أن ما ذكره هذا مما يعلم العقلاء أنه لا يقوله أحد من علماء أهل السنة ولا يعرف أنه قاله لا جاهل ولا عالم بل الكذب عليه ظاهر " انتهى بإختصار والنقل من نسخة إلكترونية فالمعذرة على التصحيفات.
ـ[محمد بن سيف]ــــــــ[17 - 11 - 06, 06:43 ص]ـ
[ CENTER]
بسم الله، والحمدلله، وبعد:
فهذه تقييدات حول النص الذي يسأل عنه أخونا الطنجي.
فقد اتفق العلماء على جواز رؤية الله ـ عز و جل ـ في المنام. و اتفقوا على أن الصفة التي يراها النائم ليست هي صفة الله ـ سبحانه ـ.
و قد جاءت أحاديث فيها تصريح النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأنه رأى ربه في منامه.
جاء هذا من رواية (معاذ بن جبل)، و من رواية (ثوبان)، و من رواية (أم الطفيل) امرأة أبي بن كعب ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ:
-=-=-=-=-=-=-=-=-
ـ أما حديث معاذ، فقد أخرجه الترمذي بلفظ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/196)
(إني قمت من الليل، فصليت ما قدر لي، فنعست في صلاتي حتى استثقلت. فإذا أنا بربي ـ عز و جل ـ في أحسن صورة، فقال: يامحمد فيم يختصم الملأ الأعلى ... الحديث).
أخرجه أحمد (5/ 243)، و صححه الترمذي (5/ 368) و نقل عن البخاري ـ أيضاً ـ تصحيحه. و رواه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 542).
-=-=-=-=-=-=-
ـ و أما حديث ثوبان، فقد أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (2/ 543) بنحو لفظ حديث معاذ بن جبل.
-=-=-=-=-=-=-
ـ و أما حديث أم الطفيل ففيه:
أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأى ربه ـ عز و جل ـ في النوم في صورة شاب ذي وفرة، قدماه في الخضرة، عليه نعلان من ذهبٍ. على وجهه فَرَاش من ذهب.
رواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 205)، و الطبراني في الكبير (25/ 143)، و اللالكائي في أصول الاعتقاد (ح909)، والبيهقي في الأسماء و الصفات (2/ 368).
و هذه الأحاديث الثلاثة كلها صريحة في كون الرؤيا كانت مناماً، ولم تكن حال اليقظة. و من ثم لم يستشكلها العلماء. و إن اختلفوا في صحة حديثي أم الطفيل، و ثوبان.
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
لكن الإشكال جاء عند بعض أهل العلم في حديث رابع جاء من طريق ابن عباس و لفظه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "رأيت ربي ـ عز و جل ـ في صورة شاب أمرد، له وفرة، جعد قطط، عليه حلة خضراء".
و لم يرد في سياقه ما يفيد أن الرؤيا كانت مناماً.
و هو حديثٌ معروف من رواية حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس.
و قد أطال في ذكر طرقه أبو يعلى في: (إبطال التأويلات 1/ 133 و ما بعدها).
و خرجه الطبراني في السنة (كما نقله السيوطي اللآلئ 1/ 29).
و أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 677).
و البيهقي في الأسماء و الصفات (رقم 938).
و هو عند هؤلاء مذكورٌ بتمامه.
و غيرهم قد يذكر الحديث مختصراً، فيقتصر منه على أوله: (رأيت ربي عز و جل). لكن كما قال ابن تيمية في نقض التأسيس: "الحديث معروف بطوله".
و ممن أخرجه مختصراً:
الإمام أحمد (2/ 285)، وابن أبي عاصم في السنة (440). و أشار إلى اختصاره، و أخرجه مختصراً الدارقطني في الرؤية (296 ـ 299)، واللالكائي (987)، وأبو القاسم الأصبهاني في الحجة (1/ 205).
-=-=-=-=-0=-=-=-0=
و حيث لم يذكر في خبر ابن عباس أن تلك الرؤيا كانت مناماً، فقظ ظن بعض أهل العلم أن هذه الرؤيا كانت رؤيا عيانٍ ليلة المعراج. و من العلماء من استشكل معنى الحديث، فاستنكره و توقف في قبوله، كما وقع ذلك للحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ في الميزان.
لكن الحديث ثابت من جهة النقل. و قد صححه جماعة من كبار أهل الحديث كالإمام أحمد بن حنبل، و الحافظ الكبير أبو زرعة الرازي، و أبو القاسم الطبراني، و غيرهم. و قد نقل ذلك كله عنهم أبو يعلى في إبطال التأويلات.
و ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ممن صحَّح هذا الحديث و أثبته، لكنه نبه في أكثر من موضع من مصنفاته على أن الرؤيا المذكورة فيه هي نفسها التي ذكرت في حديث أم الطفيل، و في حديث معاذ، فهي ـ إذاً ـ رؤيا منامٍ لا يقظة. و ذكر أن من ظن أن هذه الرؤيا كانت عياناً ليلة المعراج، فهو مخطئ خطأً ظاهراً.
بل ذكر ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أن كل حديث فيه: (رأيت ربي)، فإن المقصود به رؤيا منامٍ. و أكد أن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ لم يرَ ربه رؤية عيانٍ في هذه الدنيا.
فمما قاله ـ رحمه الله ـ:
"قد روي أحاديث فيها ذكر الرؤية، و أنه رآه (في صورة كذا)، و (أنه وضع يده بين كتفيه، حتى وجد برد أنامله) .... و هذا الحديث و نحوه كله رؤيا منامٍ، و كانت بالمدينة بعد المعراج. و أما أحاديث المعراج فليس في شيء منها ذكر رؤيته البتة أصلاً.
فالواجب اتباع الآثار الثابتة في ذلك، و ما كان عليه السلف و الأئمة، وهو إثبات مطلق الرؤية، أو رؤية مقيدة بالفؤاد. أما رؤيته بالعين ليلة المعراج، أو غيرها.
ثم قال ـ رحمه الله ـ: "تدبرنا عامة ماصنفه المسلمون في هذه المسألة، و ما نقلوا فيها قريباً من مئة مصنفٍ، فلم نجد أحداً روى بإسنادٍ ثابتٍ ـ لا عن صاحبٍ، و لا إمامٍ ـ أنه رآه بعين رأسه. و الله أعلم". (جامع المسائل ـ المجموعة الأولى: 107 ـ 108).
و قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/197)
"وكذلك الحديث الذي رواه أهل العلم أنه قال: (رأيت ربي في صورة كذا وكذا)، يروي من طريق ابن عباس، ومن طريق أم الطفيل، وغيرهما. وفيه أنه (وضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله على صدري).
هذا الحديث لم يكن ليلة المعراج، فإن هذا الحديث كان بالمدينة. وفي الحديث أن النبي نام عن صلاة الصبح، ثم خرج إليهم، وقال: (رأيت كذا وكذا). وهو من رواية من لم يصل خلفه إلا بالمدينة كأم الطفيل وغيرها، والمعراج إنما كان من مكة باتفاق أهل العلم وبنص القرآن والسنة المتواترة، كما قال الله ـ تعالى ـ: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)، فعلم أن هذا الحديث كان رؤيا منام بالمدينة، كما جاء مفسرا في كثير من طرقه أنه كان رؤيا منامٍ". مجموع الفتاوى (3/ 387)
===
وقال:
"أما رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ربه بعين رأسه في الدنيا، فهذا لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ و لا عن أحدٍ من الصحابة، و لا عن أحدٍ من الأئمة المشهورين، لا أحمد بن حنبل، و لا غيره". جامع المسائل ـ المجموعة الأولى (ص106).
و قال: "من قال: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رآه بعينه في الدنيا، فهو ـ أيضاً ـ غالطٌ، قائلٌ قولاً لم يقله أحدٌ من الصحابة، و لا الأئمة. و المنقول في رؤية العين في الدنيا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كله كذبٌ موضوع باتفاق أهل العلم. و كذلك عن أحمد، فإنه لم يقل قط: إنه رآه بعينه".جامع المسائل (ص107)
===
و قال:
"اتفق المسلمون على أن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ لم ير ربه بعينيه في الأرض". مجموع الفتاوى (3/ 387).
و قال:
"صنف القاضي أبو يعلى كتابه (إبطال التأويل) رداً لكتاب ابن فورك. و هو و إن كان أسند الأحاديث التي ذكرها، , ذكر من رواها، ففيها عدة أحاديث موضوعه كحديث الرؤية عياناً ليلة المعراج و نحوه". درء التعارض (5/ 237).
-=-=-=-=-=-=-=-
أما النص الذي نقله أخونا الطنجي عن بعض أهل الأهواء، فهو نص صحيح لكنه مقطوع عن سياقه.
فابن تيمية ـ رحمه الله ـ لما صنف كتابه (نقض التأسيس) رداً على كتاب الرازي (أساس التقديس)، تعرض لهذه المسألة، و اعترض على كلام الرازي فيها. و كان الرازي في (ص119) قد ذكر حديث ابن عباس بلفظ غير صحيح، و ذكر أوجهاً كثيرة في تأويله. و كان من جملة ما ذكره أن القصة يحتمل أن تكون رؤيا منامٍ. فعلق على ذلك ابن تيمية قائلاً:
"ليس فيما تقدم ما يقرب من الحق إلا قولك يحتمل أن يكون عائداً إلى المرئي، و يكون رؤيا منامٍ، لأن الحق أنه كان رؤيا منامٍ، فهذا الاحتمال قريبٌ إلى الحق. لكن هو جوَّز ذلك و لم يجزم به. و تسمية هذا تأويلاً غلط، لأنه تفسيرٌ مبين في الحديث، و إن كان قد لا يروى في حديث ابن عباسٍ الذي ذكره فهو مفسرٌ في ألفاظ جمهور الرواة للحديث".
ثم أطال ابن تيمية في عرض طرق حديث ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ حيث استوفى الكلام عنه، و قارن ألفاظه بألفاظ الأحاديث الأخرى الواردة عن معاذٍ و أم الطفيل و ثوبان، ليثبت أن القصة واحدة، و أن حديث ابن عباس كان ـ أيضاً ـ حال النوم، و لم يكن يقظة. و مما قاله هناك:
"هذه الأحاديث كلها ترجع لهذه الأحاديث الأربعة: (حديث أم الطفيل)، و (حديث ابن عائش عن معاذ)، و (حديث ثوبان)، و (حديث ابن عباسٍ). و قد ذكر الإمام أحمد أن أصلها حديث واحدٌ ... و كلها فيها ما يبين أن ذلك كان في المنام، و أنه كان بالمدينة، إلا حديث عكرمة عن ابن عباسٍ. و قد جعل أحمد أصلهما واحداً. و كذلك ذكر العلماء".
و نقل عن أحمد أنه سئل عن حديث أم الطفيل، فأذن بالتحديث به، ثم قال: "هذا الحديث الذي أمر أحمد بتحديثه، قد صرح فيه بأنه رأى ذلك في المنام. و هذه الألفاظ نظير الألفاظ التي في حديث ابن عباس".
والموضع الذي سأل عنه أخونا الطنجي مقتطع من كلام للشيخ ـ رحمه الله ـ في سياق أدلة من يرى أن ما وقع في حديث ابن عباسٍ كان رؤيا عين.
وعلى فرض أن النص من كلام الشيخ وليس من نقله عن غيره، فهو مخالف لما استفاض في كتب الشيخ، مع ملاحظة أن:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/198)
ـ المخطوط المذكور عبارة عن قطعة من كتاب (نقض التأسيس) لابن تيمية ـ رحمه الله ـ. و هو من المصنفات التي لم تصل إلينا كاملةً. و القطعة الموجودة منه فيها الكثير من التحريف و التصحيف، يعرف ذلك من تعامل مع النسخة و طالعها. و قد ذكر ناسخها أنه نقلها عن أصلٍ كثير الغلط و التحريف.
فقد قال في خاتمة النسخة: "فرغت من استنساخ هذه القطعة المباركة، عن النسخة التي استنسخها (محمد بهجة أفندي، ابن محمود أفندي البغدادي)، و فرغ من استنساخها لتسعة خلون من شهر ربيع الثاني سنة تسعٍ و ثلاثين و ثلثمائة و ألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة، وأتم التحية. و قد قابلها على الأصل، و هي نسخة كثيرة الأغلاط و التحريف، مع الأستاذ الإمام السيد محمود شكري الآلوسي ـ رحمه الله تعالى و رضي عنه ـ ... ".
و بالرجوع للورقة التي اقتطع منها النص المذكور، و الورقة التي قبلها نجد ابن تيمية يسوق الأوجة التي تقوي قول القاضي أبي يعلى، و من يوافقه ممن يرى أن الرؤيا كانت عياناً. لكن سياق الكلام فيه خلل يلحظه من يدقق فيه.
فقد قال ابن تيمية:
"تبين أن القاضي ليس معه ما اعتمد عليه في رواية اليقظة، إلا قول ابن عباس، و آية النجم. وقول ابن عباسٍ قد جمعنا ألفاظه. بلغ (هكذا) ما يقال لمن يثبت رؤية العين أن ابن عباسٍ أراد بالمطلق رؤية العين لوجوه ".
ثم سرد هذه الوجوه واحداً تلو الآخر. و أثناء سرده للوجه الرابع، جاء النص السابق، الذي فيه تقرير أن الرؤيا كانت رؤيا عين".
و بعد أن فرغ من سرد هذه الأوجه، وقع في النسخة فراغ، و كتب بحاشيتها عبارة: (بياض في الأصل).
فالخلل في هذا الموضع من النسخة ظاهر لمن يراجعه، و أما باقي الكلام، فهو واضح لا إشكال فيه، و قد تقدم نقل مواضع من النسخة تبين رأي ابن تيمية الموافق لما قرره في سائر كتبه و مصنفاته ـ رحمه الله ـ.
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
وأعتذر من الإخوة من عدم توثيق النصوص المنقولة من مخطوط نقض التأسيس، ذلك لأن مصورة النسخة التي اعتمدت عليها لها ترقيم خاص. علاوة على أنها ليست تحت يدي الآن.
ـ[المقدادي]ــــــــ[17 - 11 - 06, 11:03 ص]ـ
[ CENTER]
بسم الله، والحمدلله، وبعد:
فهذه تقييدات حول النص الذي يسأل عنه أخونا الطنجي.
فقد اتفق العلماء على جواز رؤية الله ـ عز و جل ـ في المنام. و اتفقوا على أن الصفة التي يراها النائم ليست هي صفة الله ـ سبحانه ـ.
و قد جاءت أحاديث فيها تصريح النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأنه رأى ربه في منامه.
جاء هذا من رواية (معاذ بن جبل)، و من رواية (ثوبان)، و من رواية (أم الطفيل) امرأة أبي بن كعب ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ:
-=-=-=-=-=-=-=-=-
ـ أما حديث معاذ، فقد أخرجه الترمذي بلفظ:
(إني قمت من الليل، فصليت ما قدر لي، فنعست في صلاتي حتى استثقلت. فإذا أنا بربي ـ عز و جل ـ في أحسن صورة، فقال: يامحمد فيم يختصم الملأ الأعلى ... الحديث).
أخرجه أحمد (5/ 243)، و صححه الترمذي (5/ 368) و نقل عن البخاري ـ أيضاً ـ تصحيحه. و رواه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 542).
-=-=-=-=-=-=-
ـ و أما حديث ثوبان، فقد أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (2/ 543) بنحو لفظ حديث معاذ بن جبل.
-=-=-=-=-=-=-
ـ و أما حديث أم الطفيل ففيه:
أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأى ربه ـ عز و جل ـ في النوم في صورة شاب ذي وفرة، قدماه في الخضرة، عليه نعلان من ذهبٍ. على وجهه فَرَاش من ذهب.
رواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 205)، و الطبراني في الكبير (25/ 143)، و اللالكائي في أصول الاعتقاد (ح909)، والبيهقي في الأسماء و الصفات (2/ 368).
و هذه الأحاديث الثلاثة كلها صريحة في كون الرؤيا كانت مناماً، ولم تكن حال اليقظة. و من ثم لم يستشكلها العلماء. و إن اختلفوا في صحة حديثي أم الطفيل، و ثوبان.
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
لكن الإشكال جاء عند بعض أهل العلم في حديث رابع جاء من طريق ابن عباس و لفظه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "رأيت ربي ـ عز و جل ـ في صورة شاب أمرد، له وفرة، جعد قطط، عليه حلة خضراء".
و لم يرد في سياقه ما يفيد أن الرؤيا كانت مناماً.
و هو حديثٌ معروف من رواية حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/199)
و قد أطال في ذكر طرقه أبو يعلى في: (إبطال التأويلات 1/ 133 و ما بعدها).
و خرجه الطبراني في السنة (كما نقله السيوطي اللآلئ 1/ 29).
و أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 677).
و البيهقي في الأسماء و الصفات (رقم 938).
و هو عند هؤلاء مذكورٌ بتمامه.
و غيرهم قد يذكر الحديث مختصراً، فيقتصر منه على أوله: (رأيت ربي عز و جل). لكن كما قال ابن تيمية في نقض التأسيس: "الحديث معروف بطوله".
و ممن أخرجه مختصراً:
الإمام أحمد (2/ 285)، وابن أبي عاصم في السنة (440). و أشار إلى اختصاره، و أخرجه مختصراً الدارقطني في الرؤية (296 ـ 299)، واللالكائي (987)، وأبو القاسم الأصبهاني في الحجة (1/ 205).
-=-=-=-=-0=-=-=-0=
و حيث لم يذكر في خبر ابن عباس أن تلك الرؤيا كانت مناماً، فقظ ظن بعض أهل العلم أن هذه الرؤيا كانت رؤيا عيانٍ ليلة المعراج. و من العلماء من استشكل معنى الحديث، فاستنكره و توقف في قبوله، كما وقع ذلك للحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ في الميزان.
لكن الحديث ثابت من جهة النقل. و قد صححه جماعة من كبار أهل الحديث كالإمام أحمد بن حنبل، و الحافظ الكبير أبو زرعة الرازي، و أبو القاسم الطبراني، و غيرهم. و قد نقل ذلك كله عنهم أبو يعلى في إبطال التأويلات.
و ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ممن صحَّح هذا الحديث و أثبته، لكنه نبه في أكثر من موضع من مصنفاته على أن الرؤيا المذكورة فيه هي نفسها التي ذكرت في حديث أم الطفيل، و في حديث معاذ، فهي ـ إذاً ـ رؤيا منامٍ لا يقظة. و ذكر أن من ظن أن هذه الرؤيا كانت عياناً ليلة المعراج، فهو مخطئ خطأً ظاهراً.
بل ذكر ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أن كل حديث فيه: (رأيت ربي)، فإن المقصود به رؤيا منامٍ. و أكد أن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ لم يرَ ربه رؤية عيانٍ في هذه الدنيا.
فمما قاله ـ رحمه الله ـ:
"قد روي أحاديث فيها ذكر الرؤية، و أنه رآه (في صورة كذا)، و (أنه وضع يده بين كتفيه، حتى وجد برد أنامله) .... و هذا الحديث و نحوه كله رؤيا منامٍ، و كانت بالمدينة بعد المعراج. و أما أحاديث المعراج فليس في شيء منها ذكر رؤيته البتة أصلاً.
فالواجب اتباع الآثار الثابتة في ذلك، و ما كان عليه السلف و الأئمة، وهو إثبات مطلق الرؤية، أو رؤية مقيدة بالفؤاد. أما رؤيته بالعين ليلة المعراج، أو غيرها.
ثم قال ـ رحمه الله ـ: "تدبرنا عامة ماصنفه المسلمون في هذه المسألة، و ما نقلوا فيها قريباً من مئة مصنفٍ، فلم نجد أحداً روى بإسنادٍ ثابتٍ ـ لا عن صاحبٍ، و لا إمامٍ ـ أنه رآه بعين رأسه. و الله أعلم". (جامع المسائل ـ المجموعة الأولى: 107 ـ 108).
و قال:
"وكذلك الحديث الذي رواه أهل العلم أنه قال: (رأيت ربي في صورة كذا وكذا)، يروي من طريق ابن عباس، ومن طريق أم الطفيل، وغيرهما. وفيه أنه (وضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله على صدري).
هذا الحديث لم يكن ليلة المعراج، فإن هذا الحديث كان بالمدينة. وفي الحديث أن النبي نام عن صلاة الصبح، ثم خرج إليهم، وقال: (رأيت كذا وكذا). وهو من رواية من لم يصل خلفه إلا بالمدينة كأم الطفيل وغيرها، والمعراج إنما كان من مكة باتفاق أهل العلم وبنص القرآن والسنة المتواترة، كما قال الله ـ تعالى ـ: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)، فعلم أن هذا الحديث كان رؤيا منام بالمدينة، كما جاء مفسرا في كثير من طرقه أنه كان رؤيا منامٍ". مجموع الفتاوى (3/ 387)
===
وقال:
"أما رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ربه بعين رأسه في الدنيا، فهذا لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ و لا عن أحدٍ من الصحابة، و لا عن أحدٍ من الأئمة المشهورين، لا أحمد بن حنبل، و لا غيره". جامع المسائل ـ المجموعة الأولى (ص106).
و قال: "من قال: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رآه بعينه في الدنيا، فهو ـ أيضاً ـ غالطٌ، قائلٌ قولاً لم يقله أحدٌ من الصحابة، و لا الأئمة. و المنقول في رؤية العين في الدنيا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كله كذبٌ موضوع باتفاق أهل العلم. و كذلك عن أحمد، فإنه لم يقل قط: إنه رآه بعينه".جامع المسائل (ص107)
===
و قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/200)
"اتفق المسلمون على أن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ لم ير ربه بعينيه في الأرض". مجموع الفتاوى (3/ 387).
و قال:
"صنف القاضي أبو يعلى كتابه (إبطال التأويل) رداً لكتاب ابن فورك. و هو و إن كان أسند الأحاديث التي ذكرها، , ذكر من رواها، ففيها عدة أحاديث موضوعه كحديث الرؤية عياناً ليلة المعراج و نحوه". درء التعارض (5/ 237).
-=-=-=-=-=-=-=-
أما النص الذي نقله أخونا الطنجي عن بعض أهل الأهواء، فهو نص صحيح لكنه مقطوع عن سياقه.
فابن تيمية ـ رحمه الله ـ لما صنف كتابه (نقض التأسيس) رداً على كتاب الرازي (أساس التقديس)، تعرض لهذه المسألة، و اعترض على كلام الرازي فيها. و كان الرازي في (ص119) قد ذكر حديث ابن عباس بلفظ غير صحيح، و ذكر أوجهاً كثيرة في تأويله. و كان من جملة ما ذكره أن القصة يحتمل أن تكون رؤيا منامٍ. فعلق على ذلك ابن تيمية قائلاً:
"ليس فيما تقدم ما يقرب من الحق إلا قولك يحتمل أن يكون عائداً إلى المرئي، و يكون رؤيا منامٍ، لأن الحق أنه كان رؤيا منامٍ، فهذا الاحتمال قريبٌ إلى الحق. لكن هو جوَّز ذلك و لم يجزم به. و تسمية هذا تأويلاً غلط، لأنه تفسيرٌ مبين في الحديث، و إن كان قد لا يروى في حديث ابن عباسٍ الذي ذكره فهو مفسرٌ في ألفاظ جمهور الرواة للحديث".
ثم أطال ابن تيمية في عرض طرق حديث ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ حيث استوفى الكلام عنه، و قارن ألفاظه بألفاظ الأحاديث الأخرى الواردة عن معاذٍ و أم الطفيل و ثوبان، ليثبت أن القصة واحدة، و أن حديث ابن عباس كان ـ أيضاً ـ حال النوم، و لم يكن يقظة. و مما قاله هناك:
"هذه الأحاديث كلها ترجع لهذه الأحاديث الأربعة: (حديث أم الطفيل)، و (حديث ابن عائش عن معاذ)، و (حديث ثوبان)، و (حديث ابن عباسٍ). و قد ذكر الإمام أحمد أن أصلها حديث واحدٌ ... و كلها فيها ما يبين أن ذلك كان في المنام، و أنه كان بالمدينة، إلا حديث عكرمة عن ابن عباسٍ. و قد جعل أحمد أصلهما واحداً. و كذلك ذكر العلماء".
و نقل عن أحمد أنه سئل عن حديث أم الطفيل، فأذن بالتحديث به، ثم قال: "هذا الحديث الذي أمر أحمد بتحديثه، قد صرح فيه بأنه رأى ذلك في المنام. و هذه الألفاظ نظير الألفاظ التي في حديث ابن عباس".
والموضع الذي سأل عنه أخونا الطنجي مقتطع من كلام للشيخ ـ رحمه الله ـ في سياق أدلة من يرى أن ما وقع في حديث ابن عباسٍ كان رؤيا عين.
وعلى فرض أن النص من كلام الشيخ وليس من نقله عن غيره، فهو مخالف لما استفاض في كتب الشيخ، مع ملاحظة أن:
ـ المخطوط المذكور عبارة عن قطعة من كتاب (نقض التأسيس) لابن تيمية ـ رحمه الله ـ. و هو من المصنفات التي لم تصل إلينا كاملةً. و القطعة الموجودة منه فيها الكثير من التحريف و التصحيف، يعرف ذلك من تعامل مع النسخة و طالعها. و قد ذكر ناسخها أنه نقلها عن أصلٍ كثير الغلط و التحريف.
فقد قال في خاتمة النسخة: "فرغت من استنساخ هذه القطعة المباركة، عن النسخة التي استنسخها (محمد بهجة أفندي، ابن محمود أفندي البغدادي)، و فرغ من استنساخها لتسعة خلون من شهر ربيع الثاني سنة تسعٍ و ثلاثين و ثلثمائة و ألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة، وأتم التحية. و قد قابلها على الأصل، و هي نسخة كثيرة الأغلاط و التحريف، مع الأستاذ الإمام السيد محمود شكري الآلوسي ـ رحمه الله تعالى و رضي عنه ـ ... ".
و بالرجوع للورقة التي اقتطع منها النص المذكور، و الورقة التي قبلها نجد ابن تيمية يسوق الأوجة التي تقوي قول القاضي أبي يعلى، و من يوافقه ممن يرى أن الرؤيا كانت عياناً. لكن سياق الكلام فيه خلل يلحظه من يدقق فيه.
فقد قال ابن تيمية:
"تبين أن القاضي ليس معه ما اعتمد عليه في رواية اليقظة، إلا قول ابن عباس، و آية النجم. وقول ابن عباسٍ قد جمعنا ألفاظه. بلغ (هكذا) ما يقال لمن يثبت رؤية العين أن ابن عباسٍ أراد بالمطلق رؤية العين لوجوه ".
ثم سرد هذه الوجوه واحداً تلو الآخر. و أثناء سرده للوجه الرابع، جاء النص السابق، الذي فيه تقرير أن الرؤيا كانت رؤيا عين".
و بعد أن فرغ من سرد هذه الأوجه، وقع في النسخة فراغ، و كتب بحاشيتها عبارة: (بياض في الأصل).
فالخلل في هذا الموضع من النسخة ظاهر لمن يراجعه، و أما باقي الكلام، فهو واضح لا إشكال فيه، و قد تقدم نقل مواضع من النسخة تبين رأي ابن تيمية الموافق لما قرره في سائر كتبه و مصنفاته ـ رحمه الله ـ.
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
وأعتذر من الإخوة من عدم توثيق النصوص المنقولة من مخطوط نقض التأسيس، ذلك لأن مصورة النسخة التي اعتمدت عليها لها ترقيم خاص. علاوة على أنها ليست تحت يدي الآن.
بارك الله فيكم و أجزل لكم المثوبة
ـ[فيصل]ــــــــ[17 - 11 - 06, 01:25 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ بندر "محمد بن سيف" فقد كفيت ووفيت، جزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/201)
ـ[الطنجي]ــــــــ[17 - 11 - 06, 07:14 م]ـ
كم أسعدتني إفادات الإخوة ونقولاتهم الطيبة.
الأخوين: فيصل ومحمد بن سيف.
جزاكم الله خير الجزاء، ونفعكم ونفع بكم.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 02:26 م]ـ
جزى الله الجميع على الإفادة
ـ[عبدالرحمن الحنبلي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 11:12 م]ـ
قال ابن تيمية: فيقتضي أنها رؤية عين كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء)
انظر كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لأحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام النميري الحراني (ج7/ص290) طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف 1426هـ بالمدينة المنورة 0
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 11:33 م]ـ
الاخ عبدالرحمن الحنبلي
لعلك تقرأ ما طرحه الشيخ محمد بن سيف:
[ center]
لكن الإشكال جاء عند بعض أهل العلم في حديث رابع جاء من طريق ابن عباس و لفظه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "رأيت ربي ـ عز و جل ـ في صورة شاب أمرد، له وفرة، جعد قطط، عليه حلة خضراء".
و لم يرد في سياقه ما يفيد أن الرؤيا كانت مناماً.
و هو حديثٌ معروف من رواية حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس.
و قد أطال في ذكر طرقه أبو يعلى في: (إبطال التأويلات 1/ 133 و ما بعدها).
و خرجه الطبراني في السنة (كما نقله السيوطي اللآلئ 1/ 29).
و أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 677).
و البيهقي في الأسماء و الصفات (رقم 938).
و هو عند هؤلاء مذكورٌ بتمامه.
و غيرهم قد يذكر الحديث مختصراً، فيقتصر منه على أوله: (رأيت ربي عز و جل). لكن كما قال ابن تيمية في نقض التأسيس: "الحديث معروف بطوله".
و ممن أخرجه مختصراً:
الإمام أحمد (2/ 285)، وابن أبي عاصم في السنة (440). و أشار إلى اختصاره، و أخرجه مختصراً الدارقطني في الرؤية (296 ـ 299)، واللالكائي (987)، وأبو القاسم الأصبهاني في الحجة (1/ 205).
-=-=-=-=-0=-=-=-0=
و حيث لم يذكر في خبر ابن عباس أن تلك الرؤيا كانت مناماً، فقظ ظن بعض أهل العلم أن هذه الرؤيا كانت رؤيا عيانٍ ليلة المعراج. و من العلماء من استشكل معنى الحديث، فاستنكره و توقف في قبوله، كما وقع ذلك للحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ في الميزان.
لكن الحديث ثابت من جهة النقل. و قد صححه جماعة من كبار أهل الحديث كالإمام أحمد بن حنبل، و الحافظ الكبير أبو زرعة الرازي، و أبو القاسم الطبراني، و غيرهم. و قد نقل ذلك كله عنهم أبو يعلى في إبطال التأويلات.
و ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ممن صحَّح هذا الحديث و أثبته، لكنه نبه في أكثر من موضع من مصنفاته على أن الرؤيا المذكورة فيه هي نفسها التي ذكرت في حديث أم الطفيل، و في حديث معاذ، فهي ـ إذاً ـ رؤيا منامٍ لا يقظة. و ذكر أن من ظن أن هذه الرؤيا كانت عياناً ليلة المعراج، فهو مخطئ خطأً ظاهراً.
بل ذكر ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أن كل حديث فيه: (رأيت ربي)، فإن المقصود به رؤيا منامٍ. و أكد أن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ لم يرَ ربه رؤية عيانٍ في هذه الدنيا.
فمما قاله ـ رحمه الله ـ:
"قد روي أحاديث فيها ذكر الرؤية، و أنه رآه (في صورة كذا)، و (أنه وضع يده بين كتفيه، حتى وجد برد أنامله) .... و هذا الحديث و نحوه كله رؤيا منامٍ، و كانت بالمدينة بعد المعراج. و أما أحاديث المعراج فليس في شيء منها ذكر رؤيته البتة أصلاً.
فالواجب اتباع الآثار الثابتة في ذلك، و ما كان عليه السلف و الأئمة، وهو إثبات مطلق الرؤية، أو رؤية مقيدة بالفؤاد. أما رؤيته بالعين ليلة المعراج، أو غيرها.
ثم قال ـ رحمه الله ـ: "تدبرنا عامة ماصنفه المسلمون في هذه المسألة، و ما نقلوا فيها قريباً من مئة مصنفٍ، فلم نجد أحداً روى بإسنادٍ ثابتٍ ـ لا عن صاحبٍ، و لا إمامٍ ـ أنه رآه بعين رأسه. و الله أعلم". (جامع المسائل ـ المجموعة الأولى: 107 ـ 108).
و قال:
"وكذلك الحديث الذي رواه أهل العلم أنه قال: (رأيت ربي في صورة كذا وكذا)، يروي من طريق ابن عباس، ومن طريق أم الطفيل، وغيرهما. وفيه أنه (وضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله على صدري).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/202)
هذا الحديث لم يكن ليلة المعراج، فإن هذا الحديث كان بالمدينة. وفي الحديث أن النبي نام عن صلاة الصبح، ثم خرج إليهم، وقال: (رأيت كذا وكذا). وهو من رواية من لم يصل خلفه إلا بالمدينة كأم الطفيل وغيرها، والمعراج إنما كان من مكة باتفاق أهل العلم وبنص القرآن والسنة المتواترة، كما قال الله ـ تعالى ـ: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)، فعلم أن هذا الحديث كان رؤيا منام بالمدينة، كما جاء مفسرا في كثير من طرقه أنه كان رؤيا منامٍ". مجموع الفتاوى (3/ 387)
===
وقال:
"أما رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ربه بعين رأسه في الدنيا، فهذا لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ و لا عن أحدٍ من الصحابة، و لا عن أحدٍ من الأئمة المشهورين، لا أحمد بن حنبل، و لا غيره". جامع المسائل ـ المجموعة الأولى (ص106).
و قال: "من قال: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رآه بعينه في الدنيا، فهو ـ أيضاً ـ غالطٌ، قائلٌ قولاً لم يقله أحدٌ من الصحابة، و لا الأئمة. و المنقول في رؤية العين في الدنيا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كله كذبٌ موضوع باتفاق أهل العلم. و كذلك عن أحمد، فإنه لم يقل قط: إنه رآه بعينه".جامع المسائل (ص107)
===
و قال:
"اتفق المسلمون على أن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ لم ير ربه بعينيه في الأرض". مجموع الفتاوى (3/ 387).
و قال:
"صنف القاضي أبو يعلى كتابه (إبطال التأويل) رداً لكتاب ابن فورك. و هو و إن كان أسند الأحاديث التي ذكرها، , ذكر من رواها، ففيها عدة أحاديث موضوعه كحديث الرؤية عياناً ليلة المعراج و نحوه". درء التعارض (5/ 237).
-=-=-=-=-=-=-=-
أما النص الذي نقله أخونا الطنجي عن بعض أهل الأهواء، فهو نص صحيح لكنه مقطوع عن سياقه.
فابن تيمية ـ رحمه الله ـ لما صنف كتابه (نقض التأسيس) رداً على كتاب الرازي (أساس التقديس)، تعرض لهذه المسألة، و اعترض على كلام الرازي فيها. و كان الرازي في (ص119) قد ذكر حديث ابن عباس بلفظ غير صحيح، و ذكر أوجهاً كثيرة في تأويله. و كان من جملة ما ذكره أن القصة يحتمل أن تكون رؤيا منامٍ. فعلق على ذلك ابن تيمية قائلاً:
"ليس فيما تقدم ما يقرب من الحق إلا قولك يحتمل أن يكون عائداً إلى المرئي، و يكون رؤيا منامٍ، لأن الحق أنه كان رؤيا منامٍ، فهذا الاحتمال قريبٌ إلى الحق. لكن هو جوَّز ذلك و لم يجزم به. و تسمية هذا تأويلاً غلط، لأنه تفسيرٌ مبين في الحديث، و إن كان قد لا يروى في حديث ابن عباسٍ الذي ذكره فهو مفسرٌ في ألفاظ جمهور الرواة للحديث".
ثم أطال ابن تيمية في عرض طرق حديث ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ حيث استوفى الكلام عنه، و قارن ألفاظه بألفاظ الأحاديث الأخرى الواردة عن معاذٍ و أم الطفيل و ثوبان، ليثبت أن القصة واحدة، و أن حديث ابن عباس كان ـ أيضاً ـ حال النوم، و لم يكن يقظة. و مما قاله هناك:
"هذه الأحاديث كلها ترجع لهذه الأحاديث الأربعة: (حديث أم الطفيل)، و (حديث ابن عائش عن معاذ)، و (حديث ثوبان)، و (حديث ابن عباسٍ). و قد ذكر الإمام أحمد أن أصلها حديث واحدٌ ... و كلها فيها ما يبين أن ذلك كان في المنام، و أنه كان بالمدينة، إلا حديث عكرمة عن ابن عباسٍ. و قد جعل أحمد أصلهما واحداً. و كذلك ذكر العلماء".
و نقل عن أحمد أنه سئل عن حديث أم الطفيل، فأذن بالتحديث به، ثم قال: "هذا الحديث الذي أمر أحمد بتحديثه، قد صرح فيه بأنه رأى ذلك في المنام. و هذه الألفاظ نظير الألفاظ التي في حديث ابن عباس".
والموضع الذي سأل عنه أخونا الطنجي مقتطع من كلام للشيخ ـ رحمه الله ـ في سياق أدلة من يرى أن ما وقع في حديث ابن عباسٍ كان رؤيا عين.
وعلى فرض أن النص من كلام الشيخ وليس من نقله عن غيره، فهو مخالف لما استفاض في كتب الشيخ، مع ملاحظة أن:
ـ المخطوط المذكور عبارة عن قطعة من كتاب (نقض التأسيس) لابن تيمية ـ رحمه الله ـ. و هو من المصنفات التي لم تصل إلينا كاملةً. و القطعة الموجودة منه فيها الكثير من التحريف و التصحيف، يعرف ذلك من تعامل مع النسخة و طالعها. و قد ذكر ناسخها أنه نقلها عن أصلٍ كثير الغلط و التحريف.
فقد قال في خاتمة النسخة: "فرغت من استنساخ هذه القطعة المباركة، عن النسخة التي استنسخها (محمد بهجة أفندي، ابن محمود أفندي البغدادي)، و فرغ من استنساخها لتسعة خلون من شهر ربيع الثاني سنة تسعٍ و ثلاثين و ثلثمائة و ألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة، وأتم التحية. و قد قابلها على الأصل، و هي نسخة كثيرة الأغلاط و التحريف، مع الأستاذ الإمام السيد محمود شكري الآلوسي ـ رحمه الله تعالى و رضي عنه ـ ... ".
و بالرجوع للورقة التي اقتطع منها النص المذكور، و الورقة التي قبلها نجد ابن تيمية يسوق الأوجة التي تقوي قول القاضي أبي يعلى، و من يوافقه ممن يرى أن الرؤيا كانت عياناً. لكن سياق الكلام فيه خلل يلحظه من يدقق فيه.
فقد قال ابن تيمية:
"تبين أن القاضي ليس معه ما اعتمد عليه في رواية اليقظة، إلا قول ابن عباس، و آية النجم. وقول ابن عباسٍ قد جمعنا ألفاظه. بلغ (هكذا) ما يقال لمن يثبت رؤية العين أن ابن عباسٍ أراد بالمطلق رؤية العين لوجوه ".
ثم سرد هذه الوجوه واحداً تلو الآخر. و أثناء سرده للوجه الرابع، جاء النص السابق، الذي فيه تقرير أن الرؤيا كانت رؤيا عين".
و بعد أن فرغ من سرد هذه الأوجه، وقع في النسخة فراغ، و كتب بحاشيتها عبارة: (بياض في الأصل).
فالخلل في هذا الموضع من النسخة ظاهر لمن يراجعه، و أما باقي الكلام، فهو واضح لا إشكال فيه، و قد تقدم نقل مواضع من النسخة تبين رأي ابن تيمية الموافق لما قرره في سائر كتبه و مصنفاته ـ رحمه الله ـ.
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
وأعتذر من الإخوة من عدم توثيق النصوص المنقولة من مخطوط نقض التأسيس، ذلك لأن مصورة النسخة التي اعتمدت عليها لها ترقيم خاص. علاوة على أنها ليست تحت يدي الآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/203)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 01:08 ص]ـ
قال شيخ الإسلام في المنهاج ((قال القاضي
اعلم أن الكلام في هذا الخبر في فصول
أحدها في إثبات ليلة الإسراء وصحتها والثاني في إثبا رؤيته لله تعالى في تلك الليلة والثالث في وضع الكف بين كتفيه الرابع في إطلاق الصورة عليه الخامس قوله ((لا أدري)) لما سأله فيم يختصم الملأ الأعلى ثم على ذلك
قلت (يعني شيخ الإسلام) ((الإسراء وإن كان حقاً ورؤية محمد قد جاءت بها آثار ثابتة، وهذا قد ثبت عن النبي أنه رآه بالمدينة في المنام لكن الحديث بهذا للفظ المذكور في ليلة الإسراء من الموضوعات المكذوبات))
قلت وهذا حديث الشاب الأمرد فأين أنت منه يا حنبلي وهو قبل الكلام الذي نقلته بصفحات
ثم يتابع شيخ الإسلام قائلاً ((فإن النبي لم يقل ((لما كانت ليلة أسري بي رأيت ربي في أحسن صورة فقال فيم يختصم الملأ الأعلى)) وإنما ذكر أن ربه أتاه في المنام))
ثم يقول شيخ الإسلام ((فتبين أن القاضي ليس معه ما اعتمد عليه في رواية اليقظة إلا قول ابن عباس وآية النجم وقول ابن عباس قد جمعنا ألفاظه، فأبلغ ما يقال لمن يثبت رؤية العين أن ابن عباس أراد مطلق رؤية العين
أحدها أن يقال أن هذا المفهوم من مطلق الرؤية))
ثم أخذ يسرد الوجوه التي اعتمدها مثبتي الرؤية العينية
فدل على أن الكلام السابق ليس كلامه بل هو على لسان مثبتي رؤية العين
ونقل أقوال مثبتي الرؤية القلبية وجمع بين أقوال ابن عباس
وقال شيخ الإسلام _ في نفس المجلد وبعد الكلام الذي نقله الحنبلي المفوض الجديعي _ ((إذا عرف أن الحديث الذي فيه ((رايت ربي)) _ ثم ذكر كلاماً _ إنما كان بالمدينة وكان في المنام وهو حديثٌ ثابت ظهر خطأ طائفتين طائفة تعتقد أنه في اليقظة ليلة المعراج وتجعله التي تقررها أو تحرفها))
هذا نص من شيخ الإسلام على أنه ليس برؤية عين يؤكد أن المنقول سابقاً هو عن غيره وهي فئة يغلطها شيخ الإسلام
ـ[محمد سمير]ــــــــ[31 - 03 - 07, 04:49 ص]ـ
اين صورة المخطوط لنتأكد فمعروف كذب هؤلاء على شيخ الاسلام
ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[31 - 03 - 07, 05:01 م]ـ
هناك كلام نفيس لشيخ الإسلام في الرؤية في رسالته لأهل البحرين يمكن الرجوع إليها والإستفادة منها
ـ[نصر المنبجي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 07:50 م]ـ
لايحتاج الأمر الى مخطوطات فقد طبع كتاب بيان تلبيس الجهمية على عدد من المخطوطات وثبت بها صحة مانسب الى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو يصحح هذا الحديث ويرى أنها رؤية عين يقظة لا منام وهذا اجتهاده رحمه الله فهو بشر ليس بمعصوم رحمة الله عليه رحمة واسعة وقد سبق أن نقل أحد الإخوة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقد رجعت للطبعة المشار إليها ووجدت النقل صحيحاً كما هو:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فيقتضي أنها رؤية عين كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء)
انظر كتاب:بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لأحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام النميري الحراني (ج7/ص290) طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف 1426هـ بالمدينة المنورة 0
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 08:34 م]ـ
لايحتاج الأمر الى مخطوطات فقد طبع كتاب بيان تلبيس الجهمية على عدد من المخطوطات وثبت بها صحة مانسب الى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو يصحح هذا الحديث ويرى أنها رؤية عين يقظة لا منام وهذا اجتهاده رحمه الله فهو بشر ليس بمعصوم رحمة الله عليه رحمة واسعة وقد سبق أن نقل أحد الإخوة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقد رجعت للطبعة المشار إليها ووجدت النقل صحيحاً كما هو:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فيقتضي أنها رؤية عين كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء)
انظر كتاب:بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لأحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام النميري الحراني (ج7/ص290) طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف 1426هـ بالمدينة المنورة 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/204)
انظر مشاركتي السابقة ففيها الجواب على مانقل وقبل أن تعلق على أي موضوع يجب أن تقرأ المشاركات السابقة فالنص المذكور نقله شيخ الإسلام على لسان غيره ثم بين مذهبه في المسألة
حيث قال ((إذا عرف أن الحديث الذي فيه ((رأيت ربي)) _ ثم ذكر كلاماً _ إنما كان بالمدينة وكان في المنام وهو حديثٌ ثابت ظهر خطأ طائفتين طائفة تعتقد أنه في اليقظة ليلة المعراج وتجعله التي تقررها أو تحرفها))
فهو يخطيء من يرى أنه رؤيا عين فتأمل
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 06 - 07, 08:36 م]ـ
لايحتاج الأمر الى مخطوطات فقد طبع كتاب بيان تلبيس الجهمية على عدد من المخطوطات وثبت بها صحة مانسب الى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو يصحح هذا الحديث ويرى أنها رؤية عين يقظة لا منام وهذا اجتهاده رحمه الله فهو بشر ليس بمعصوم رحمة الله عليه رحمة واسعة وقد سبق أن نقل أحد الإخوة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقد رجعت للطبعة المشار إليها ووجدت النقل صحيحاً كما هو:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فيقتضي أنها رؤية عين كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء)
انظر كتاب:بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لأحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام النميري الحراني (ج7/ص290) طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف 1426هـ بالمدينة المنورة 0
هذا الرد وضعته لعبد الرحمن الحنبلي الذي كرر هذا النقل في عدَّة مشاركات قبل أن يمنع من الكتابة في الملتقى، ثم أخذ ينقل أقوال العلماء في من يقول بالتجسيم، ولم يقرأ المسكين كلام ابن تيمية رحمه الله كاملا
الحديث بهذا اللفظ فيه خلاف في تصحيحه وتضعيفه، وإن كان الراجح أنه لا يصح والله أعلم
وإن أردت أن تفهم كلام ابن تيمية رحمه الله كاملا فاقرأ من (7/ 135_357)
ـ[نصر المنبجي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 08:51 م]ـ
أخي نحن نتكلم عن تصحيح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله للحديث و أن ماورد فيه يقتضي أنها رؤية عين لانتكلم عن الخلاف في تصحيح الحديث عموماً بل نتكلم عن تصحيح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لهذا الحديث وثبوت ذلك عنه فمن متعصب ينافح ان هذا لايثبت عن الشيخ رحمه الله وهو ثابت ومتحقق كما في كتابه بيان تلبيس الجهمية وهذا رد على من ينفي ثبوت تصحيح شيخ الإسلام رحمه الله لهذا الحديث ويبالغ في الرد والنفي والأمر واضح جلي كالشمس في وضح النهار لاتخفى الا على الأعمى وفق الله الجميع لهداه
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 06 - 07, 09:00 م]ـ
لايحتاج الأمر الى مخطوطات فقد طبع كتاب بيان تلبيس الجهمية على عدد من المخطوطات وثبت بها صحة مانسب الى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو يصحح هذا الحديث ويرى أنها رؤية عين يقظة لا منام وهذا اجتهاده رحمه الله فهو بشر ليس بمعصوم رحمة الله عليه رحمة واسعة 0
الأخ المنبجي وفقه الله
المسألة ليست تعصبا أو غيره
نريد أن تثبت ما لونته لك باللون الأحمر فقط
ـ[نصر المنبجي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 09:06 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فيقتضي أنها رؤية عين كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء) ـ بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (7/ 290)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 09:13 م]ـ
لقد نقلت لك الكلام كاملاً سابقاً ولكنك تصر على البتر
وإذا غيرت معرفك تظن أننا لن نعرفك
أنت الحنبلي
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 06 - 07, 09:28 م]ـ
اقتطاع الكلام من وسط السياق يدل على الجهل هداك الله
اقرأ ما قلته للحنبلي وسترى أنك تتكلم بغير فهم
ـ[نصر المنبجي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 09:32 م]ـ
اخي بارك الله فيك:
أين البتر؟
اتحداك أن تثبت البتر الذي تزعمه؟
هذا كلام شيخ الإسلام رحمه الله أم تراك غاضب لأن شيخ الإسلام رحمه الله يصحح الحديث وانت تصر على نفي ذلك تعصباً مقيتاً هذا كتابه فانظره فليس هناك ماتدعيه من البهتان والرجم بالغيب
اما بقية كلامك فلم افهمه؟؟ معذرة ولا ادري ما تقصد به؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 06 - 07, 11:31 م]ـ
هذا الذي نقلتَهُ ولونتَهُ باللون الأخضر ساقه ابن تيمية ضمن الأدلة التي يقولها من يقول إن رؤية محمد صلى الله عليه وسلَّم لله تعالى رؤية عين
وهو لا يقول بهذا القول بل يرد عليه
وأنا أقول لك اقرأ الكلام كاملا حتى تفهم.
إن فهمت كلامي هذا، فإني أطلب منك طلبا يسيرا.
هل تستطيع أن تأتينا بنقل عن ابن تيمية رحمه الله يقرر هو أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلَّم لربه رؤية عين؟
أما تصحيح الحديث فهو يصححه تبعا لمن صحَّحه قبله من العلماء ولما ظهر له هو وقد ناقش ذلك، انظر (7/ 356)
وإن خالفناه في الحكم على الحديث إلا أنه لا يجوز لنا أن نرميه بما لم يقله، فإن هذا من البهتان نعوذ بالله من ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/205)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 11:44 م]ـ
جزاك الله خيراً يا خالد
وما عسانا نصنع بالمكابر نرد على الشبهة مرة واثنين وثلاثة ويبقى مصراً
اقرأ كلامي السابق جيداً تجد اثبات البتر
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:07 ص]ـ
شيخ الاسلام أصلا ذكر الحديث في سياق الرد على الجهمية الحلولية في احتجاجهم بالصورة لاتباث رؤية الله في الدنيا يقظة فكيف يعقل أنه يتبثها؟ و من ثم ابتدأ يفصل في مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لله أكانت يقظة ام مناما؟ و ان كانت يقظة أكانت بفؤاده أم بعيني رأسه؟
فسرد ما يمكن أن يحتج به القائلون من اهل الاثبات من انواع الدلالات الحديثية على لسانهم لا على لسانه هو بدليل أنه بعد ذلك ابتداءا من صفحة 315 بدأ بنقض هذه الوجوه و تقرير مذهبه المعروف و المتواتر في سائر كتبه من اعتماده على قول أجل صحابي سال رسول الله عليه و سلم عن هذه المسألة أبو ذر رضي الله عنه و عنف من بالغ من اهل الاثبات تعنيفا شديدا يدلك على انصاف الرجل و أنه يذوذ عن الحق لا عن عشيرته كعامة من يلمزونه فان تأملت في النص وجدت أن شبخ الاسلام يسرد حجة من حجج القائلين برؤية العين و يقول: و هذا -أي هذا الحديث و دلالته - يقتضي أن الرؤية كانت رؤية عين .... و هذا هو نفسه الذي فعله شيخ الاسلام هنا في هذا النص المبتور بخبث فالذي عناه شيخ الاسلام بأنه يقتضي رؤية العين هو أثر بن عباس في تفسير" آية لا تدركه الأبصار" و ان حملت الرؤية هنا على رؤية العين وجب حمل الرؤية أيضا في الحديث الصحيح المرفوع حديث الشاب الأمرد على رؤية العين هذا كله قاله شيخ الاسلام على لسانهم مع ما قلنا من أنه سيرجع على كل هذه الحجج بالنقض فيما بعد و مع أن شيخ الاسلام لم يترك مجالا للشك قبل هذا الكلام بصفحات في بيان أن حديث الشاب الأمرد كان في المنام بدليل الزيادات الواردة و هذا كله ساقه شيخ الاسلام رحمه الله للرد على من قد يحتج من الحلولية و الاتحادية شيوخ الجهمية و الرافضة الحقيقيين باختلاف السلف في الرؤية- و بقول بعض من بالغ من أهل الاثبات كأبي الحسن الأشعري و الهروي -لاتباث قوله في الصورة و جواز رؤية الله تعالى في الدنيا تمهيدا لقطبهم الأكبر الدجال كما قال الامام البقاعي لهذا تجد اصرح الأحاديث الناقضة لأصول مذاهبهم هي الأحاديث الواردة في امامهم كحديث 'واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا" (و ان وضعت هذا الحديث مع حديث "إنكم سترون ربكم عيانا"تبينت لك جرأتهم حين عكسوا قول النبي صلى الله عليه و سلم فأتبثوا رؤية الخالق في الدنيا و أحالوها في الآخرة) "و إنه أعور و إن ربكم ليس بأعور" ....
فاذ تبين هذا يتبين بجلاء من هو على هدى و من هو على ضلال مبين و من يسعى لبيان الحق كان له او عليه و من يسعى للذب فقط عن عشيرته و عن طائفته و عمن اعتاد منهم التعظيم و تبين بجلاء من في قرارة نفسه يعتقد صادقا ان الحق لا بد أن يظهر على لسانه أو على لسان خصمه و من في قرارة نفسه يعتقد أنه مهما تبين أن الحجة في جانب فهناك ثغرات و طرق للمغالبة و ما هي الا مسألة خطابة و ذكاء و مكر و هاهم يفنون اعمارا و أموالا في التنقيب في كتب أهل السنة من الامام الدارمي الى الامام الألباني فلا يخرجون الا بنتف ان وضعت في سياقها تبين تلبيسهم و انقلبت دليلا عليهم في انصاف أهل السنة مع نفسهم و مع غيرهم و ان أحلناهم الى طوام ائمتهم دللناهم على مجلدات بأكملها و عبارات واضحة هم يطالبون بفهمها بعيدا عن سياقها و الأمر كذلك فيالتوحيد و الصفات و التفضيل و غيرها من الأصول تأتيهم بما تنقله الكواف عن الكواف و بالبحار من الأحاديث و النصوص و الأقوال المثبتة للعلو و معاني الصفات و القدر و قدرالصحابة فيأتيك بالحديث و الحديثين و القول و القولين مقتطعين من سياقهما راجيا أن يقضي للأقل على الأكثر و للمحتمل على البين ليذب عن كبراءه كالحال تماما مع من شابهوهم من النصارى و اليهود تاتيهم بجيوش من النقول من القرآن و السنة و الانجيل و التوراة و الزبور تتبث التوحيد و النسخ و البشارة و التحريف ما لا يبقى لمن تأمل مجموعها انه هو الحق و البينة فلا يلبثون يأتونك بالنص و النصين المتشابهين و يرجون أن يقضوا بهما على كل المحكم مستنفرين اولياءهم ومنفقين اعمارهم و اموالهم اعتقادا منهم انه ما من حجة مهما تبينت قوتها الا و أمكن نقضها بحجة اخرى و ما من قول و ان وضح الا و امكن التشكيك به حتى يدرس .... إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه
تجدر الاشارة أن الشيخ خزانة الأدب في احدى مشاركاته كشف فرية أخرى لمروج هذه الكذبة الصلعاء تجدها في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100729&highlight=%E3%CE%C7%E4%ED%CB
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[أبو براء العزابي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 10:44 ص]ـ
السلام عليكم يا أخي إليك هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90661&highlight=%C7%E1%C3%D4%C7%DA%D1%C9
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/206)
ـ[نصر المنبجي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 03:43 م]ـ
سؤال: من من العلماء سبق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تصحيح حديث ابن عباس رضي الله عنهما رأيت ربي في صورة شاب أمرد؟ اريد الجواب مفصلاً
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:04 م]ـ
الجواب: اقرأ الموضع الذي ذكرت لك من الكتاب وستجد جواب ما سألت عنه
ـ[أبو جبريل المجاهد]ــــــــ[17 - 09 - 07, 03:27 ص]ـ
الحمد لله
الله أكبر
يا نصر المنبجي
لما لا تقرأ ياأخي الموضوع جيدا .. إن كنت لا تفهم فلا داعي لهذا الجهل المركب الكلام واضح ليس هذا مذهب ابن تيمية بل ذكره في سياق الرد على كلام غيره ثم بعد ذلك لما لا تأخذ بنصيحة أخي خالد بن عمر الجواب: اقرأ الموضع الذي ذكرت لك من الكتاب وستجد جواب ما سألت عنه و تقرأ بتمعن و تفهم قليلا و كفاك هذا الجهل المركب
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[18 - 09 - 07, 03:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا لقد سألت بالأمس نفس السؤال
ـ[أبو عبدالله الزبير]ــــــــ[18 - 09 - 07, 10:34 ص]ـ
الحمد لله
الله أكبر
يا نصر المنبجي
لما لا تقرأ ياأخي الموضوع جيدا .. إن كنت لا تفهم فلا داعي لهذا الجهل المركب الكلام واضح ليس هذا مذهب ابن تيمية بل ذكره في سياق الرد على كلام غيره ثم بعد ذلك لما لا تأخذ بنصيحة أخي خالد بن عمر و تقرأ بتمعن و تفهم قليلا و كفاك هذا الجهل المركب
يدور القوم بتلك الكذبة الصلعاء على أن الشيخ هو القائل: أن صورته سبحانه وتعالى على صورة الشاب الأمرد
وطبعاً كانت تلك على زعمهم أقوى مثالبه
و عندما إنجلى جبل الجليد عن تلك الفرية بدؤا بالصراخ والعويل
فبارك الله فيكم أحبتي ودمتم بخير
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[18 - 09 - 07, 03:42 م]ـ
نصر المنبجي (القديم) كان خصماًَ جائراً لابن تيمية، وشارك في سجنه في مصر .. فلا تتشبه به في هذا ..
ولعلك تقرأ الكلام السابق بتمعن لتنظر السياق من حيث السباق واللحاق
وفقك الله للسنة(36/207)
ما هو ملخص عقيدة ابن بطوطة؟
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[12 - 11 - 06, 07:48 م]ـ
أقول: بما أن ابن بطوطة الرحالة المعروف مالكي المذهب في الفروع فما هو ملخص اعتقاده في الأصول؟ و إلى أي الطرق الصوفية ينتمي؟ و ماذا قال عنه ابن خلدون؟ أو ماذا قال عنه أهل العلم الثقات أهل الدين و الورع؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 01:23 ص]ـ
أخي إبراهيم:
- ابن بطوطة ليس من العلماء، إنما رحالة مولع بالقبور والمزارات، فرحلاته مليئة بتعظيمها ووصفها.
- من كتب في الدفاع عن شيخ الإسلام ابن تيمية من المعاصرين؛ كالبيطار في رسالته " حياة شيخ الإسلام " يورد - غالبًا - الافتراء الشهير من ابن بطوطة عليه في قضية الاستواء والنزول، ويبين كذبه على الشيخ. (أفرد لها البيطار مبحثًا).
وكذبها أيضا: صلاح مقبول في رسالته " دعوة شيخ الإسلام وأثرها ... " 2/ 382 .. ، وكذبها الشيخ عبدالعزيز السدحان في رسالته " تحت المجهر "
- في المجلة العربية العدد 1 السنة 2 مقال عن أكاذيب ابن بطوطة في رحلته وغرائبه التي لا تُقبل.
- أطال د شاكر خصباك في رسالته " ابن بطوطة ورحلته " في ولع ابن بطوطة بمسألة الأولياء .. الخ الخرافات.
وفقكم الله ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 02:10 ص]ـ
- وتجد هنا مزيد فوائد:
http://saaid.net/Minute/31.htm
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23384
ـ[راجح]ــــــــ[16 - 11 - 06, 09:46 ص]ـ
جمعت هنا بعض ما ورد في الكتب في شأن ابن بطوطة
قال ابن حجر في الدرر الكامنة:
محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف اللواتي الطنجي أبو عبد الله بن بطوطة قال ابن الخطيب كان مشاركا في شيء يسير ورحل إلى المشرق في رجب سنة 25 فجال البلاد وتوغل في عراق العجم ثم دخل الهند والسند والصين ورجع على اليمن فحج سنة 26 ولقي من الملوك والمشايخ خلقا كثيرا وجاور ثم رجع إلى الهند فولاه ملكها القضاء ثم خلص فرجع إلى المغرب فحكى بها أحواله وما اتفق له وما استفاد من أهلها قال شيخنا أبو البركات ابن البلفيقي حدثنا بغرائب مما رآه فمن ذلك أنه زعم أنه دخل القسطنطينية فرأى في كنيستها اثني عشر ألف أسقف.
ثم انتقل إلى العدوة ودخل بلاد السودان ثم استدعاه صاحب فاس وأمره بتدوين رحلته انتهى وقرأت بخط ابن مرزوق أن أبا عبد الله بن جزي نمقها وحررها بأمر السلطان أبي عنان وكان البلفيقي رماه بالكذب فبرأه ابن مرزوق وقال إنه بقي إلى سنة سبعين ومات وهو متولي القضاء ببعض البلاد قال ابن مرزوق ولا أعلم أحدا جال البلاد كرحلته وكان مع ذلك جوادا محسنا.
وفي الإحاطة لابن الخطيب
ابن بطوطة: محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن يوسف اللواتي من أهل طنجة، يكنى أبا عبد الله، ويعرف بابن بطوطة
حاله
من خط شيخنا أبي البركات، قال، هذا رجل لديه مشاركة يسيرة في الطلب، رحل من بلاده إلى بلاد المشرق يوم الخميس الثاني من رجب عام خمسة وعشرين وسبعماية، فدخل بلاد مصر والشام والعراق، وعراق العجم، وبلاد الهند والسند، والصين، وصين الصين، وبلاد اليمن. وحج عام ستة وعشرين وسبعماية. ولقي من الملوك والمشايخ عالماً، وجاور بمكة. واستقر عند ملك الهند، فحظي لديه، وولاه القضاء، وأفاده مالاً جسيماً. وكانت رحلته على رسم الصوفية زيا وسجية، ثم قفل إلى بلاد المغرب، ودخل جزيرة الأندلس، فحكى بها أحوال المشرق، وما استفاد من أهله، فكذب، وقال، لقيته بغرناطة، وبتنا معه ببستان أبي القاسم ابن عاصم بقرية نبلة، وحدثنا في تلك الليلة، وفي اليوم قبلها عن البلاد المشرقية وغيرها، فأخبر أنه دخل الكنيسة العظمى بالقسطنطنية العظمى، وهي على قدر مدينة مسقفة كلها، وفيها اثني عشر ألف أسقف. قلت، وأحاديثه في الغرابة أبعد من هذا. وانتقل إلى العدوة، فدخل بلاد السودان، ثم تعرف أن ملك المغرب استدعاه، فلحق ببابه. وأمر بتدوين رحلته.
ساير الأسماء في حرف الميم الملوك والأمراء، وما منهم إلا طارئ علينا أو غريب.
وفي تاج العروس للزبيدي:
الإِمامُ المؤَرِّخُ الرَّحَّالُ شَمْسُ الدِّين أَبو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ عليٍّ اللَّواتِيُّ الطَّنْجِيُّ المعروفُ بابنِ بَطُّوطَةَ، كسَفُّودَةَ، صاحبُ الرِّحْلَةِ المشْهورَةِ الَّتِي دارَ فيها مَا بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ وَقَدْ جمعَ ابنُ جُزَيٍّ في ذلك كِتاباً حافِلاً في مُجَلَّدَيْنِ طالَعْتُهما، وَقَدْ ذَكَرَ فيه العجائبَ والغَرائبَ، واخْتَصَرَه محمَّدُ بنُ فَتْحِ الله البيلونِيُّ في جُزْءٍ صغيرٍ اقْتَصَرَ فيه عَلَى بعضٍ؛ وَقَدْ مَلَكْتُه والحمدُ لله تعالَى.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[17 - 11 - 06, 08:22 م]ـ
السلام عليكم
هل ابن بطوط شرح صحيح مسلم؟؟؟
كأني رأيت في أحد معارض الكتاب الاسلامي، شرح على صحيح مسلم، تأليف ابن بطوط، وسأل الله أن لا أكون واهما
============
أبو عثمان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/208)
ـ[حميد الهلالي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 01:36 ص]ـ
ذاك صحيح مسلم بخط ابن بطوطة طبعته وزارة الأوقاف المغربية ولا علاقة له بالحديث فضلا عن شرح مسلم
ـ[ابن السائح]ــــــــ[21 - 11 - 06, 02:41 ص]ـ
بل هو خطُّه بكتاب المفهم لِما أشكل من تلخيص كتاب مسلم لأبي العباس القرطبي
اعتنى به الأستاذ عبد الهادي التازي
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[21 - 11 - 06, 11:06 م]ـ
ذاك صحيح مسلم بخط ابن بطوطة طبعته وزارة الأوقاف المغربية ولا علاقة له بالحديث فضلا عن شرح مسلم
بارك الله فيك
إذاً كنتُ واهما
============
أبو عثمان
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[22 - 11 - 06, 10:37 م]ـ
فى كتابه الشهير تحفة النظار فى غرائب الامصار يذكر انه دخل دمشق عام 726 وذكر انه رأى ابن تيميه ولمزه بالسفه قائلا اظن فى عقله شىء او كلمه نحوها والادهى انه قال رايته بعينى يخطب فى جامع دمشق وشرح حديث النزول فنزل درجه من المنبر وقال ينزل هكذا وقد استغل خصوم شيخ الاسلام هذه القصه الملفقه للنيل من شيخ الاسلام واتهامه بالتشبيه والتجسيم والدليل على كذب ابن بطوطه ان شيخ الاسلام فى هذا التاريخ كان فى سجنه فقد مات كما هو معلوم عام 728 الا سحقا لمن يفترى على الائمه الهداه(36/209)
هل لله سبحانه وتعالى أجنحة؟ وما توجيهكم لمن يسأل هذه الأسئلة؟
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[12 - 11 - 06, 08:21 م]ـ
العنوان هل يجوز إثبات هذه الصفات لله؟!
المجيب د. محمد بن عبد الرحمن الجهني
عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية
التصنيف الفهرسة/ العقائد والمذاهب الفكرية/توحيد الأسماء والصفات
التاريخ 21/ 10/1427هـ
السؤال
هل لله سبحانه وتعالى أجنحة؟
هل من صفاته سبحانه وتعالى الطيران والإنشاد؟ أم أنها صفات نقص تنزه الله جل وعلا عنها.
وهل لله تعالى أصابع يدين وقدمين؟
وما توجيهكم لمن يسأل هذه الأسئلة؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لا طريق لعلمنا بصفات الله إلا الخبر الصحيح الصادق الوارد عن الله عز وجل، الذي بلغنا إياه رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وثبت النقل فيه عنه صلى الله عليه وسلم. لأننا لم نره –سبحانه- فنستطيع وصفه كمن رأى. ولا نظير له –تعالى- فنقيسه على نظيره كمن رأى النظير.
فلم يبق إلا الوقوف عند الخبر والسمع لما ورد فيه.
وليس في الخبر (كتاباً ولا سنة) أن لله تعالى أجنحة، ولا أنه سبحانه يطير. بل الوارد في الخبر كتاباً وسنة أنه سبحانه استوى على عرشه، وينزل إلى السماء الدنيا إذا بقي ثلث الليل الأخير وذلك كل ليلة. وأنه يأتي لخلقه يوم القيامة سبحانه.
وليس في الخبر كتاباً ولا سنة أن الله من صفاته الإنشاد، بل الوارد في الخبر كتاباً وسنة أنه سبحانه يكلم وينادى ويناجى جل وعلا.
وليس في الخبر كتاباً ولا سنة أن ليدي الله وقدمه أصابع، بل الوارد في الخبر في صحيح السنة أن لله أصابع لم تضف في الخبر ليدي الله ولا لقدمه.
هذا ما ورد في الخبر وهو معلوم لفظه ومعناه، ولكن لا نعلم كيفيته وحقيقته؛ لأننا لم نر الله فنرى حقائق صفاته وكيفياتها، ولا نظير له سبحانه فنقيس عليه حقائق صفاته. ولم يذكر لنا الخبر الحقائق، بل قال فيها قولاً مجملاً: "ليس كمثله شيء" [الشورى:11]. و "لا يحيطون به علماً" [طه:110]. و "له المثل الأعلى" [النحل:60].
وعلى المؤمن أن يقف في صفات الله عند الخبر. ولا يكون من المؤمن أن يتتبع تصوراته ومظنوناته فيسلطها على الرب ويحتملها في صفاته، ويسأل عنها هل هي من صفاته أم لا. ليس هذا من منهج المسلم. ولم يعرف عن الصحابة والتابعين وصالحي الأمة، وإنما عرف من منهج المبتدعة وأهل الضلال.
والمؤمن إذا عرف لله صفة في كتابه وعلى لسان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عبده بها وسبحه جل وعلا. فالذي يكون من العبد من اجتهاده وفعله التعبد لله وتعظيمه، لا اقتراح الصفات له سبحانه، والتندر بالسؤال عن مقترحاته. هدى الله الجميع لما أوجبه عليهم.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[13 - 11 - 06, 01:51 ص]ـ
سلمت يداك
ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[13 - 11 - 06, 02:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[13 - 11 - 06, 10:19 ص]ـ
الإمام مالك غضب عندما سئله رجل عن الاستواء كان يستفسر وامر باخراجه
كيف لو كان حيا بيننا .. وسئله شخص مثل هذا السؤال ....
لا يسئل مثل هذه الاسئلة الا جاهل او احمق ...
هل لله اجنحة؟!
استغفر الله .... اعوذ بالله من غضبه وعقابه
وصدق الدكتور عندما قال
"ليس هذا من منهج المسلم. ولم يعرف عن الصحابة والتابعين وصالحي الأمة، وإنما عرف من منهج المبتدعة وأهل الضلال"
ـ[فيصل]ــــــــ[14 - 11 - 06, 08:25 ص]ـ
استغفر الله العلي العظيم
ينبغي تغيير هذا العنوان إلى: ((هل يجوز إثبات هذه الصفات لله؟)) كما هو عنوانه الأصلي فهو أحسن من هذا العنوان
ـ[همام بن همام]ــــــــ[16 - 11 - 06, 08:38 م]ـ
أعوذ بالله من هذا الكلام، أرجو من المشرف تغير هذا العنوان، أو حذف الموضوع كله؛ فإنه يكفي في ذلك أن يقال: لا يوصف الله سبحانه إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، وينزه عن كل نقص وعيب.
والله أعلم.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 02:29 م]ـ
عجيب أمر المتكلفين وجزاكم الله خيرا
ـ[نشر الخزامى]ــــــــ[16 - 12 - 06, 12:04 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا
يا أرحم الراحمين(36/210)
الحديث عن كفر الإعراض
ـ[أسنج]ــــــــ[13 - 11 - 06, 10:35 م]ـ
أين تجد هذا الحديث الذي استدل به إبن القيم في مدارج السالكين على كفر الإعراض حيث قال رحمه الله: فأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسو ل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يصدقه ولا يكذبه ولا يواليه ولا يعاديه ولا يصغي إلى ما جاء به ألبتة كما قال أحد بني عبد ياليل للنبي: والله أقول لك كلمة إن كنت صادقا فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك وإن كنت كاذبا فأنت أحقر من أن أكلمك.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[14 - 11 - 06, 04:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الحديث ذكره ابن هشام في السيرة (2/ 267) قال: (لثلاثة الذين نزل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشرافهم و تحريضهم عليه:
قال ابن إسحاق: فحدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال: لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف عمد إلى نفر من ثقيف هم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم وهم إخوة ثلاثة: عبد ياليل بن عمرو بن عمير ومسعود بن عمرو بن عمير وحبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف وعند أحدهم امرأة من قريش من بني جمح فجلس إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم إلى الله وكلمهم بما جاءهم له من نصرته على الإسلام والقيام معه على من خالفه من قومه فقال له أحدهم: هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك وقال الآخر: أما وجد الله أحدا يرسله غيرك وقال الثالث: والله لا أكلمك أبدا. لئن كنت رسولا من الله كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك. فقام رسول الله صلى عليه وسلم من عندهم وقد يئس من خير ثقيف وقد قال لهم - فيما ذكر لي -: إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ قومه عنه فيذئرهم ذلك عليه .. )
وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 135)
ـ[أسنج]ــــــــ[15 - 11 - 06, 05:27 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[العذب الزلال]ــــــــ[15 - 11 - 06, 07:14 م]ـ
بيّن أئمة الدعوة النجدية رحمهم الله تعالى حقيقة كفر الإعراض و ضابطه حيث ذكروا ان كفر الإعراض يكون بالإعراض عن تعلم ما ينعقد به أصل دين الإسلام و أساسه و تعلم ما يُذهب هذا الأصل و ينقضه من الشرك و الكفر و نواقض الإسلام التي لا تجتمع مع أصل التوحيد و لا عذر لأحد في الجهل بها.
قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى في كتابه "مناهج أهل الحق و الاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع"
المسألة الرابعة: قول السائل: وما الإعراض الذي هو ناقض من نواقض الإسلام؟ وما الذي يصدق عليه الإعراض؟
فالجواب أن نقول: قد ذكرنا الجواب عن هذه المسالة فيما تقدم من المسائل التي أجبنا عنها أولا فراجعه منها, ولكن نذكر ههنا ما ذكره شيخنا الشيخ عبد اللطيف _رحمه الله تعالى_ لما سئل عن هذه المسألة فقال:
الجواب:"أن أحوال الناس تتفاوت تفاوتا عظيما, وتفاوتهم بحسب درجاتهم في الإيمان إذا كان أصل الإيمان موجودا, والتفريط والترك إنما هو فيما دون ذلك من الواجبات والمستحبات.
وأما إذا عدم الأصل الذي يدخل به في الإسلام وأعرض عن هذا بالكلية, فهذا كفر إعراض فيه قوله تعالى: {ولَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ} (لأعراف: من الآية179) الآية. وقوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} (طه: من الآية124) الآية.
ولكن عليك أن تعلم أن المدار على معرفة حقيقة الأصل وحقيقة القاعدة وإن اختلف التعبير واللفظ, فإن كثيرا يعرف الأصل والقاعدة ويعبر بغير التعبير المشهور ... " انتهى.
فتبين من كلام الشيخ أن الإنسان لا يكفر إلا بالإعراض عن تعلم الأصل الذي يدخل به الإنسان في الإسلام, لا ترك الواجبات والمستحبات." إهـ(36/211)
اريد مذاهب العلماء في مسأله سب النبي (صلي الله عليه وسلم)؟
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 09:18 ص]ـ
السلام عليكم
هل من الاخوه من يفيدنا في مذاهب اهل السنه والجماعه في مسأله سب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وما الراجح فيها؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[14 - 11 - 06, 05:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
المسلم الذي يسب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كافر مرتد خارج عن الملة بإجماع العلماء.
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
" ... وتحرير القول فيه [قلت (أبو داوود): أي سب الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما تقدم] أن الساب إن كان مسلماً فإنه يكفر ويقتل بغير خلاف, وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم. وقد تقدم ممن حكى الإجماع على ذلك إسحق بن راهوية وغيره, وإن كان ذمياً فإنه يقتل أيضاً في مذهب مالك وأهل المدينة, وسيأتي حكاية ألفاظهم وهو مذهب أحمد وفقهاء الحديث." ا. هـ من الصارم المسلول على شاتم الرسول ص 12 ط. دار العقيدة, القاهرة.
راجع الكتاب المذكور يا أخي ففيه جمع للمسائل وأدلتها وأقوال العلماء فيها.
والله المستعان(36/212)
جلوس النبي صلى الله عليه وسلم على الكرسي مع الله جل وعلى
ـ[عمر بن نوح الدمري]ــــــــ[14 - 11 - 06, 12:10 م]ـ
السلام عليكم ورحة الله وبركاته
أيها الإخوة الأفاضل مامدى صحةالآثار التى ذكرها الخلال في" السنة" فيما يتعلق بأن الله -سبحانه وتعالى- يجلس نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم معه على الكرسي يوم القيامة؟
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[14 - 11 - 06, 12:56 م]ـ
مكان السؤال الدراسات الحديثية
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[14 - 11 - 06, 01:13 م]ـ
451 - المقام المحمود)
قيل الشفاعة العظمى، وقيل إِنه إِجلاسه معه على العرش كما هو المشهور من قول أَهل السنة.
والظاهر أَن لا منافاة بين القولين، فيمكن الجمع بينهما بأَن كلاهما من ذلك. والإِقعاد على العرش أَبلغ (192). (تقرير)
________________________________________
(192) وقال ابن القيم رحمه الله: ((فائدة)):
قال القاضي صنف المروزي كتابا في فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فيه اقعاده على العرش قال القاضي: وهو قول أَبي داود، وأحمد بن أصرم، ويحي بن أبي طالب، وأبي بكر بن حماد، وأبي جعفر الدمشقي، وعياش الدوري، واسحق بن راهويه، وعبدالوهاب الوراق، وإبراهيم الأصبهاني، وإبراهيم الحربي، وهرون بن معروف. ومحمد بن إسماعيل السلمي، ومحمد بن مصعب العايد، وأبي بكر ابن صدقة، ومحمد بن بشر بن شريك، وأبي قلابة، وعلي بن سهل، وأبي عبدالله بن عبدالنور وأبي عبيد، والحسن بن فضل، وهرون بن العباس الهاشمي، واسماعيل ابن ابراهيم الهاشمي، ومحمد بن عمران الفارسي الزاهد، ومحمد بن يونس البصري، وعبدالله بن الامام أحمد، والمروزي، وبشر الحافى، انتهى. (قلت): وهو قول ابن جرير الطبري، وامام هؤلاء كلهم مجاهد امام التفسير، وهو قول أبي الحسن الدارقطني ومن شعره فيه:
حديث الشاعة عن أحمد * الى أحمد المصطفى مسنده
وجاء حديث باقعادة * على العرش أيضًا فلا نجحده
أمروا الحديث على وجهه * ولا تدخلوا فيه ما يفسده
ولا تنكروا أَنه قاعد * ولا تنكروا أنه يقعده
فتاوى الشيخ محمد بن ابراهيم –رحمه الله- والحاشية لتلميذه جامع الفتاوى الشيخ محمد بن قاسم- رحمه الله-
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 05:18 م]ـ
451 - المقام المحمود)
قيل الشفاعة العظمى، وقيل إِنه إِجلاسه معه على العرش كما هو المشهور من قول أَهل السنة.
والظاهر أَن لا منافاة بين القولين، فيمكن الجمع بينهما بأَن كلاهما من ذلك. والإِقعاد على العرش أَبلغ (192). (تقرير)
________________________________________
(192) وقال ابن القيم رحمه الله: ((فائدة)):
قال القاضي صنف المروزي كتابا في فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فيه اقعاده على العرش قال القاضي: وهو قول أَبي داود، وأحمد بن أصرم، ويحي بن أبي طالب، وأبي بكر بن حماد، وأبي جعفر الدمشقي، وعياش الدوري، واسحق بن راهويه، وعبدالوهاب الوراق، وإبراهيم الأصبهاني، وإبراهيم الحربي، وهرون بن معروف. ومحمد بن إسماعيل السلمي، ومحمد بن مصعب العايد، وأبي بكر ابن صدقة، ومحمد بن بشر بن شريك، وأبي قلابة، وعلي بن سهل، وأبي عبدالله بن عبدالنور وأبي عبيد، والحسن بن فضل، وهرون بن العباس الهاشمي، واسماعيل ابن ابراهيم الهاشمي، ومحمد بن عمران الفارسي الزاهد، ومحمد بن يونس البصري، وعبدالله بن الامام أحمد، والمروزي، وبشر الحافى، انتهى. (قلت): وهو قول ابن جرير الطبري، وامام هؤلاء كلهم مجاهد امام التفسير، وهو قول أبي الحسن الدارقطني ومن شعره فيه:
حديث الشاعة عن أحمد * الى أحمد المصطفى مسنده
وجاء حديث باقعادة * على العرش أيضًا فلا نجحده
أمروا الحديث على وجهه * ولا تدخلوا فيه ما يفسده
ولا تنكروا أَنه قاعد * ولا تنكروا أنه يقعده
فتاوى الشيخ محمد بن ابراهيم –رحمه الله- والحاشية لتلميذه جامع الفتاوى الشيخ محمد بن قاسم- رحمه الله-
حديث مجاهد في تفسير المقام المحمود منكر كما قال الشيخ ناصر في مختصر العلو .. ولم يصح في الباب حديث، فكيف نقر قضية غيبية، بأحاديث واهية أسنايدها ومتونها منكرة؟؟ ..
أسألكم أن تراجعوا قبل أن تجمعوا وتقولوا .. فالجمع يكون بين صحاح الآثار والأخبار
كما أني أذكر أن بعضهم رد نسبة الأبيات إلى الدارقطني
ثم إن هذا ليس بحال قول ابن جرير .. ففي التراجم أن ما وقع له مع شباب الحنابلة، من حصار بيته ورميها بالحجارة حتى سد الباب .. هذا كله وقع لأنه رد هذا التأويل .. بل ذكروا أنه وجد مكتوبا على بابه الأبيات المنسوبة إلى الدارقطني أعلاه.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[14 - 11 - 06, 07:38 م]ـ
ثم إن هذا ليس بحال قول ابن جرير .. ففي التراجم أن ما وقع له مع شباب الحنابلة، من حصار بيته ورميها بالحجارة حتى سد الباب .. هذا كله وقع لأنه رد هذا التأويل .. بل ذكروا أنه وجد مكتوبا على بابه الأبيات المنسوبة إلى الدارقطني أعلاه.
لم يثبت عن ابن جرير رد خبر مجاهد
بل ظاهر كلامه في جامع البيان قبوله
وقد تكلم بعضهم في ثبوت قصة ابن جرير مع الحنابلة كما تراه في كتاب قصص لا تثبت
ولعلك تراجع ما ذكرته من أنهم وجدوا الأبيات المنسوبة إلى الدارقطني مكتوبة على باب ابن جرير
فلا أظن أن لذلك أصلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/213)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[14 - 11 - 06, 07:41 م]ـ
قال القاضي: صنف المروزي كتابا في فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم
الصحيح أنه المرّوذي
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[14 - 11 - 06, 08:55 م]ـ
سبحان الله، لقد قَفَّ شعري مما قلت
أين الدليل الصريح الصحيح
ـ[عمر بن نوح الدمري]ــــــــ[15 - 11 - 06, 03:03 م]ـ
يا إخوتي الفضلاء لقد وقفت أخيرا على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- "في درء التعارض" ما نصه:
((وقد صنف القاضي أبو يعلى كتابه في إبطال التأويل ردا لكتاب ابن فورك وهو وإن كان أسند الأحاديث التي ذكرها وذكر من رواها ففيها عدة أحاديث موضوعة كحديث الرؤية عيانا ليلة المعراج ونحوه وفيها اشياء عن بعض السلف رواها بعض الناس مرفوعة كحديث قعود الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش رواه بعض الناس من طرق كثيرة مرفوعة وهي كلها موضوعة وإنما الثابت أنه عن مجاهد وغيره من السلف وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه ويتلقونه بالقبول
وقد يقال إن مثل هذا لا يقال إلا توقيفا لكن لا بد من الفرق بين ما ثبت من ألفاظ الرسول وما ثبت من كلام غيره سواء كان من المقبول أو المردود)) اهـ
أبوعمير عمر بن نوح الدمري (صاحب السؤال) وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد عبد العزيز]ــــــــ[15 - 11 - 06, 05:03 م]ـ
السلام عليكم ورحة الله وبركاته
أيها الإخوة الأفاضل مامدى صحةالآثار التى ذكرها الخلال في" السنة" فيما يتعلق بأن الله -سبحانه وتعالى- يجلس نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم معه على الكرسي يوم القيامة؟
الكرسي شيء والعرش شيء آخر، وبينهما فرق كبير
وأهل السنّة لا يقولون أن الله "جالس" أو "قاعد" على العرش، سبحانه ...
الله سبحانه مستوى على عرشه، وعرشه فوق سماواته، والكرسي في العرش كمثل خاتم في صحراء
ويجب التقيد بالألفاظ الشرعيه في باب الأسماء والصفات
وفقكم الله
ـ[آل حمدال]ــــــــ[15 - 11 - 06, 07:03 م]ـ
تلقّى أهل السنة من السَّلف الصَّالح أثر مجاهد رحمه الله بالقبول والتسليم،
بل والإنكار على من ردّه أو طعن فيه، ووصفوه بالبدعة والجهمية.
كما روى ذلك عنهم الخلال رحمه الله في كتاب السنة (1/ 209) وما بعدها
ومما رواه الخلال رحمه الله تعالى عنهم في كتاب السنة - وهو كثير جدا -
1 - قول إمام أهل السنة والجماعة قاطبة بلا نزاع:
الإمام أحمد بن حنبل (241هـ) رحمه الله.
قال: قد تلقّتها العلماء بالقبول، نُسلّم الأخبار كما جاءت.
2 - إسحاق بن إبراهيم الحنظلي التميمي المعروف بابن راهويه (238هـ)
قال: الإيمان بهذا الحديث والتَّسليم له.
قال: ليس يُنكر حديث ابن فُضيل عن ليث عن مجاهد إلا الجهميّة.
3 - عبدالوهاب بن عبدالحكم بن نافع الورَّاق (251)
قال: من رَدَّ هذا الحديث فهو جهميّ.
4 - أبو داود السِّجستاني صاحب السُّنن (275هـ)
قال: من أنكر هذا فهو عندنا مُتهمٌ، ما زال النّاس يُحدِّثون بهذا، يُريدون مُغايظة الجهمية؛ وذلك أن الجهميّة يُنكِرون أن على العرشِ شَيءٌ.
قال: ما ظننت أن أحدًا يُذكرُ بالسُّنّةِ يتكلَّم في هذا الحديث.
5 - الحسن بن الفضل بن السمح أبو علي الزعفراني البُصيراني" (280هـ)
قال: ما أدركنا أحدًا يردّه؛ إلا من في قلبه بَلِيّة، يُهجَرُ، ولا يُكلّم.
6 - إبراهيم الحربي (285هـ)
قال: هذا حدَّثَ به عثمان بن أبي شيبة (239هـ) في المجلسِ على رُؤوسِ النَّاسِ، فكم ترى كان في المجلس عشرين ألفًا؟
فترى لو أن إنسانًا قام إلى عُثمان فقال: لا تُحدِّث بهذا الحديث،
أو أظهر إنكاره تراه، كان يخرج من ثَمّ إلا وقد قُتِلَ.
7 - عبدالله بن الإمام أحمد بن حنبل (290هـ)
قال: سمعت هذا الحديث من جماعةٍ، وما رأيت أحدًا من المُحدّثين يُنكره، وكان عندنا في وقتِ ما سمعناه من المشائخ أن هذا الحديث إنّما تُنكره الجهمية.
8 - محمد بن عثمان بن أبي شيبة (297هـ)
قال: وبلغني عن بعض الجُهّالِ دفع الحديث بقلِّةِ معرفتِهِ في ردِّهِ مما أجازه العلماءِ ممن قبله ممن ذكرنا،
ولا أعلمُ أحدًا ممن ذكرتُ عنه هذا الحديث إلا وقد سَلّم الحديث على ما جاء به الخبر، وكانوا أعلمَ بتأويل القرآن وسُنّة الرسول صلى الله عليه وسلم ممن ردّ هذا الحديث من الجُهّال، وزعم أن المقام المحمود هو الشّفاعة لا مقام غيره.
وممن أثبتها كذلك من أئمة أهل السنة
9 - أبو بكر الآجري رحمه الله
قال في ["الشريعة" (4/ 1604)]: (باب ذكر ما خصّ الله عزّ وجلّ به النبي ? من المقام المحمود القيامة):
"وأما حديث مُجاهد .. فقد تلقّاه الشُّيوخ من أهل العلم والنَّقل لحديث رسول الله ? تلَقّوها بأحسن تلقٍّ، وقبلوها بأحسن قبول، ولم يُنكروها، وأنكروا على من ردَّ حديث مُجاهدٍ إنكارًا شديدًا، وقالوا: من ردَّ حديث مجاهد فهو رجلُ سُوء.
قلت: فمذهبنا - والحمد لله - قبول ما رسمناه في هذه المسألة مما تقدّم ذكرنا له، وقبول حديث مُجاهد، وترك المعارضة والمناظرة في ردِّه، والله الموفق لكُلّ رشادٍ، والمعين عليه. اهـ
10 - وشيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ)
قال في ["مجموع الفتاوى" (4/ 374)]: إذا تبيّن هذا، فقد حدَّث العُلماء المرضيّون، وأولياؤه المقبولون: أنّ محمدًا رسول الله يُجلسه ربه على العرش معه.
روى ذلك محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد فى تفسير: (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)، أو ذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة، وغير مرفوعة.
قال ابن جرير: وهذا ليس مُناقضًا لما استفاضت به الأحاديث من أن المقام المحمود هو الشَّفاعة باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدّعي، ه لا يقول إن إجلاسه على العرش مُنكرًا، وإنّما أنكره بعض الجهمية، ولا ذِكره في تفسير الآية مُنكر. اهـ
وممن أثبت هذا الأثر وتلقاه بالقبول:
ابن أبي عاصم، والدارقطني والطبراني، وابن بطة، والبربهاري، وابن النجاد، والبغوي، والخلال، والمروذي، وابن السَّرَّاج الشّافعي ............
وغيرهم كثير جدًا.
- قال الأوزاعي رحمه الله: اصبر نفسك على السُّنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكُفّ عما كفّوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصَّالح، فإنه يسعك ما وسعهم.
ومن لم يسعه ما وسع هؤلاء الأئمة فلا وسَّع الله عليه. والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/214)
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[15 - 11 - 06, 07:42 م]ـ
ورد في جلوس الله على العرش احاديث
((كلها ضعيفة)) هذا والله اعلم
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[15 - 11 - 06, 09:40 م]ـ
الاخ احمد الشمري-وفقه الله-
الاحاديث التي تقول عنها ضعيفة:قد صححها الائمة وتلقوها بالقبول من مثل امام اهل السنة والحديث:احمد بن حنبل واسحاق بن راهوية وعبد الله بن الامام احمد والاجري وابن تيمية وغيرهم
وهل العمدة في التصحيح والتضعيف الا اولئك!
قال ابن القيم في النونية:
واذكر كلام مجاهد في قوله ... أقم الصلاة وتلك في سبحان
في ذكر تفسير المقام لأحمد ... ما قيل ذا بالرأي والحسبان
ان كان تجسيما فان مجاهدا ... هو شيخهم بل شيخه الفوقاني
وقد أتى ذكر الجلوس به وفي ... أثر رواه جعفر الرباني
أعني ابن عم نبينا وبغيره ... أيضا والحق ذو التبيان
والدارقطني الامام يثبت الآثار في ذا الباب غير جبان
وله قصيد ضمنت هذا وفيها لست للمروي ذا نكران
وجرت لذلك فتنة في وقته ... من فرقة التعطيل والعدوان
والله ناصر دينه وكتابه ... ورسوله في سائر الأزمان
لكن بمحنة حزبه من حربه ... ذا حكمة مذ كانت الفئتان
وجزى الله الاخ -آل حمدال- خيرا على ماذكره من الآثار. وليته يتحفنا بذكر المزيد من اقوال العلماء في ذلك.
ـ[سيد المرصفي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 10:02 م]ـ
الضمير في قوله: فلا تنكروا أنه قاعد. علام يعود؟
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 10:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[15 - 11 - 06, 10:33 م]ـ
أخي آل حمدال
جزاك الله خير الجزاء
هذه النقولات مهمة جدا
وقد استفدت أيضا أن الأئمة يصححون طريق ليث بن أبي سليم عن مجاهد في التفسير
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[15 - 11 - 06, 11:32 م]ـ
الضمير في قوله: فلا تنكروا أنه قاعد. علام يعود؟
الضمير يعود الى الله تبارك وتعالى. فقد ورد لفظ (القعود) في عدة احاديث وآثار.
ـ[سيد المرصفي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 03:33 م]ـ
هلا ذكرت هذه الآثار أخي مع بيان درجتها من حيث الصحة والضعف
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 09:40 م]ـ
تلقى العلماء الحديث بالقبول .. لكن الاثر ضعيف لم يصح من طرقه شيء؛ وكذا أبيات الدارقطني، لا تثبت نسبتها إليه .. والحق أن للشيخ ناصر رحمه الله كلام نفيس عن هذا الاثر بالذات في مقدمة مختصر العلو .. هل نثبت صفة لربنا باثر لم يثبت رفعه ولا وقفه؟؟ اهكذا السلفية؟ ثم كيف يوجه اخوانا الروايات المكملة؛ وفي بعضها: فيبقى مقدار اصبعين؟!!! وفي بعضها فيئط الكرسي! آمنت بالله .. ثم اني ساكت قبل ان يتهمني البعض بالخلفية!!
ـ[آل حمدال]ــــــــ[18 - 11 - 06, 06:44 م]ـ
الأخ الطيبي ..
نظرت فيما أحلتنا عليه من مختصر العلو للألباني، وتمنيت أن يكون كما وصفته بأنه: (كلام نفيس)!!
فلم أجده كذلك للأسف؛
إذ كيف يكون كلامًا نفيسًا وهو يخالف ما عليه أئمة السلف وأهل السنة والجماعة قاطبة؟
كيف يكون كلامًا نفيسًا وهو يتهم كل من قَبِلَ هذا الأثر وقال به من أهل السنة والجماعة بأنهم يستدلون على عقيدتهم بالأحاديث والآثار الضعيفة بل والمنكرة؟
بل ليت الشيخ وقف على طعنه في الإسناد،
لقلنا لعله تبين له في إسناده ما خفي على أئمة هذا الشأن أئمة الجرح والتعديل: كأحمد وإسحاق، وإبي داود، والدارقطني والطبراني وغيرهم مما يطول ذكرهم
بل تعدّى الأمر وللأسف إلى الطعن في متنه فقال: (إن قول مجاهد هذا - وإن صح عنه - لا يجوز أن يتخذ دينا وعقيدة .. )
ثم علّل ذلك -على حسب فهمه ورأيه ولم يسند ذلك إلى إمام متبع-: بأن القول بهذا الأثر يستلزم اعتقاد فاسد لا يجوز اعتقاده في صفاتِ الله تعالى!!
ففطن إلى ما لم يفطن إليه السَّلف الصالح أئمة السنة في مسائل التوحيد والاعتقاد!!
وهذا عجيب!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/215)
فإنّ من المُسَلَّم به عند كل صاحب سنةٍ واتباعٍ، أنّهم لا يثبتون مسائل التوحيد والاعتقاد إلا بأثر صحيحٍ صريحٍ، وأنهم أورع وأخشى لله من أن يصفوه بما لا يثبت أو بما لا يليق به سبحانه، ورحم الله الآجري إذ يقول في ["الشريعة" (1/ 301)]: علامة من أراد الله به خيراً سلوك هذه الطريق: كتاب الله، وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنن أصحابه رضي الله عنهم، ومن تبعهم بإحسان, ومن كان عليه أئمة المسلمين في كل بلد، إلى آخر ما كان من العلماء، مثل: الأوزاعي، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، والشافعي، وأحمد بن حنبل، والقاسم بن سلام، ومن كان على طريقتهم، ومجانبة كل مذهب لا يذهب إليه هؤلاء العلماء.
- وقال البربهاري رحمه الله: فالله الله في نفسك، وعليك بالآثار، وأصحاب الآثار، والتقليد، فإنّ الدين إنّما هو التقليد - يعني للنبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين - ومن قبلنا لم يدعونا في لَبسٍ، فقلّدهم واسترح، ولا تجاوز الأثر، وأهل الأثر. ["طبقات الحنابلة" (2/ 39)]
وكنت أتمنا أن يذكر لنا الشيخ بعض أسماء أهل السنة ممن تبعهم في الطعن في هذا الأثر، فلم يذكرلنا أحدًا،
- وقد بحثت طويلا على أن أقف على من رد هذا الأثر وطعن في متنه من أئمة السلف أئمة التوحيد والسنة، فلم أجد.
- نعم قد طعن في هذا الأثر رجل أعجمي يقال له: (الترمذي) - وليس هو بصاحب السنن - فانظر إلى موقف أهل السنة منه.
- قال أبو بكر بن إسحاق الصَّاغاني (270هـ):
لا أعلمُ أحدًا من أهلِ العلمِ ممن تقدَّموا، ولا في عصرِنا هذا إلا وهو مُنكرٌ لما أحدثَ التّرمذيّ من ردِّ حديث محمد بن فضيل عن ليث عن مُجاهد في قوله: (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمود) قال: يُقعده على العرش، فهو عندنا جهميٌّ يُهجرُ، ونُحذِّر عنه.
- وقال عليّ بن داود القَنْطَريّ (272هـ): إن هذا التّرمذِيّ الذي طعنَ على مُجاهد بردِّه فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم مُبتدعٌ، ولا يَردُّ حديث محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد، إلا جهميٌّ، يُهجر، ولا يُكلَّم، ويُحذر عنه، وعن كُلّ من ردَّ هذه الفضيلة.
- وقال محمد بن يُونُس البصري (286هـ): ما سَمعنا أحدًا من شُيوخنا المُتقدِّمين من أهل السُّنّة ذكر هذه الأحاديث إلا بالقبول لها، ويَحتجُّون بها على الجهميّة، ويقمعونهم بها، ويكفِّرونَهم، ولا يردها إلا رجلٌ مُعطلٌ جهميٌّ،
فمن ردَّ هذه الأحاديث، أو طعنَ فيها فلا يُكلَّمَ، وإن ماتَ لم يُصلَّ عليه،
وقد صحَّ عندنا أن هذا التَّرمذيّ تكلَّمَ في هذه الأحاديث الذي يَحتجُّ بها أهل السُّنّة، وهذا رجلٌ قد تبيّن أمره، فعليكم بالسُّنّة والاتباع، ومذهب أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه فهو الإمام يُقتدى به. [رواها عنهم الخلال في السنة ولولا الإطالة لسقتها كلها، ولكن راجع كتاب السنة للخلال بعين الاتباع لأهل السنة].
وأما قولك: (هل نثبت صفة لربنا بأثر لم يثبت رفعه ولا وقفه؟؟ أهكذا السلفية؟)
نحن وإن لم يتبين لنا صحة هذا الأثر ولم نقف على إسناد صحيح له كما تقول أنت،
فإن تصحيح الأئمة له وقبولهم له يكفينا في تصحيحه والقول به، فإنه يسعنا ما وسعهم، ونحن قوم متبعون ومقتفون لمن كان قبلنا، وكيف يصح مخالفة أئمة أهل السنة فيما قالوه أو اعتقدوه، فأين الدعوة إلى الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة.
نحن لا نقول لأئمة أهل السنة كما تقوله أهل البدع: كيف تُثبتون صفات ربكم بالأحاديث والآثار الضعيف المنكرة،
والله ثم والله إنا ننزه أئمتنا أئمة السلف وأهل السنة بعدهم - كالإمام: أحمد وإسحاق وأبي عبيد القاسم بن سلام وابن أبي شيبة وإبي داود والدارقطني والطبراني وابن أبي عاصم والبربهاري وابن بطة والمروذي والخلال وابن تيمية وابن القيم وغيرهم كثير ممن أثبت هذا الأثر وقال به- أن يستدلوا على صفات ربهم وخالقهم بما لا يصح إسناده فضلا من أن يكون هذا الأثر لا تجوز نسبته إلى الله تعالى.
وإن قلنا ذلك فماذا أبقينا لأهل البدع ممن يطعن على أهل السنة وعلى عقيدتهم.
2 - قولك: (وكذا أبيات الدارقطني، لا تثبت نسبتها إليه)
هذا تقليد منك للألباني، فقد أنكر نسبت هذه القصيدة للدارقطني؛
لأنه لم يقف عليها إلا من طريق أبي العز أحمد بن كادش وقد تُكلِّم فيه، فلهذا ضعفها.
ولكن لهذا القصيدة إسناد آخر صحيح مثل الشمس؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/216)
فقد أخرجها القاضي أبو يعلى في "إبطال التأويلات" (2/ 492) ورواها عن شيخه أبي طالب العشاوي - وهو ثقة - عن الدارقطبي.
والحمد الله على توفيقه.
ـ[ممدوح الرويلي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 09:54 ص]ـ
قال معالي الشيخ صالح ال الشيخ (في شرح الحموية)
(00 مثل هذا الحديث مثل هذا الأثر أثر مجاهد في قوله تعالى ?عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا? [الإسراء:79] وأن يجلسه تعالى على عرشه هذا كان الناس يمتحنون به في زمن الفتنة في القرن الثاني والثالث لما حصلت فتنة خلق القرآن وقبل ذلك كان الناس يمتحنون بهذا الأثر أثر مجاهد، ومن لم يكن من أهل السنة نفاه وقال لا أقول به، ومن كان من أهل السنة أثبته؛ لأن المراد ليس هو الإجلاس المراد منه فيه التصريح بالاستواء الذي معناه الجلوس، فأوضح الاستواء أنه بمعنى الجلوس إجلاس النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الرب جل وعلا على العرش، وإلا فالإجلاس لم تثبت به السنة، ما نقول ابتداء أنه من عقيدتنا أنه يجلس عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ نسكت عن ذلك لا نذكرها؛ لكن قالها مجاهد رحمه الله، وابتلي الناس بذلك لأنها تفسر معنى الاستواء، فمن رد هذا؛ لأن بعض الناس يقول أنا أقر بالاستواء ويعني بالاستواء معنى آخر، فهذا الأثر صار فارقا بين الاسم وغيره، فمن لم يقل به قيل أنه من المبتدعة في الزمن الأول، لهذا من أهل العلم طوّل عليه الكلام مثل الخلاَّل في السنة أربعين صفحة أو خمسين صفحة على هذا، وكذلك الدار قطني والطبراني ومن الآثار التي ينبغي الانتباه لمعناها، وإلا فالقاعدة عندكم أنه لا يتجاوز القرآن والحديث.)
-----------------
وقال في (شرح الواسطية)
(أولا ليس من الحديث هذا واحد وليس من كلام النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ثم هذا من اجتهاد مجاهد يكون هذا اجتهاد من مجاهد ذكره اجتهادا وهو ما يُثْبَت صفة من الصفات.
لكن أثر مجاهد هذا كان فاصلا بين أهل السنة وغيرهم في زمن من الأزمنة، في الأزمنة الأولى كان هو الفارق أثر مجاهد في إجلاس النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ على العرش وقال به جماعة من أهل العلم لأجل أن الإجلاس فيه إثبات استواء الله على عرشه بذلك سبحانه، ولهذا يهتمون به، فمن أنكر خبر مجاهد فهو جهمي لماذا؟ لأنهم لا يريدون - من أنكره - لا يريد إنكار الفضيلة الخاصة بالنبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ وإنما يريد إنكار الاستواء على العرش وعلو الله جل وعلا بذلك 00 فمن أنكر خبر مجاهد فهو جهمي لماذا؟
لأنهم لا يريدون - يعني من أنكره - لا يريد إنكار الفضيلة الخاصة بالنبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ وإنما يريد إنكار الاستواء على العرش وعلو الله جل وعلا بذلك.
ولهذا كان هذا الأثر عن مجاهد في إجلاس النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ على عرش الله جل وعلا أنه فارق بين أهل السنة وأهل البدعة والتجهم، لأن أهل السنة يروونه ويقبلون ما جاء به مجاهد في هذا الحديث لكن ما تفرد به من جهة الإجلاس لا يأخذون به ويقولون هو من قول مجاهد وعلى عهدته لكن هو يشمل العلو والاستواء وهذا رواه أهل الحديث والأمة وتلقته - تلقت يعني مضمونه - بالقبول.
هذا مثل حديث الأوعال، له نظائر، في أحاديث تضعف أسانيدها وبعضها يكون واهيا.
لو رأيت مثلا كتاب العرش وما جاء فيه لابن أبي شيبة تجد فيه أخبارا ضعيفة وأخبارا ضعيفة جدا إلى آخره يريد الناقل يريد المؤلف بذلك أن هذه الأخبار قبلها أهل السنة يعني قبلوا بمضمونها بما دلت على استواء الله على عرشه ودلت على علو الذات لله تبارك وتعالى.
فلا يدخل أثر مجاهد في ذلك لأن هذا الكلام يراد به ما جاء في حديث النبي عليه الصلاة والسلام.)
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 05:46 م]ـ
الأخ المبارك الكريم آل حمدال
السلام عليكم ورحمة الله
نعم وفقكم الله، بعد أن كتبتُ ما كتبت "تقليدا للألباني" ( .. كما قلتم: في استقصائه للطرق والروايات، ولعلي قلدته في حكمه!) وقفت على ما ذكرتم
فقد أخرجها القاضي أبو يعلى في "إبطال التأويلات" (2/ 492) ورواها عن شيخه أبي طالب العشاوي - وهو ثقة - عن الدارقطبي.
وبارك الله فيكم، ثم وجدت أيضا ان الإمام الدارقطني رحمه الله، يلتحق بمن يحتج بأثر مجاهد، كالمرّوذي، وأبي يعلى، والنجاد وغيرهم ممن ذكرتم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/217)
ولكن يا أخي الكريم، لو نظرت إلى حال الأثر، سندا .. وشهدت بالحق على ما نظرت لعلمت أن كل طرقه لا تقوم بها حجة
إذ كيف يكون كلامًا نفيسًا وهو يخالف ما عليه أئمة السلف وأهل السنة والجماعة قاطبة؟
كيف يكون كلامًا نفيسًا وهو يتهم كل من قَبِلَ هذا الأثر وقال به من أهل السنة والجماعة بأنهم يستدلون على عقيدتهم بالأحاديث والآثار الضعيفة بل والمنكرة؟
الشيخ لا يتهم، بل نظر في طرق الأثر ورواياته .. فوجدها ضعافا بل منكرة .. فكيف يحكم لها؟
بل ليت الشيخ وقف على طعنه في الإسناد، لقلنا لعله تبين له في إسناده ما خفي على أئمة هذا الشأن أئمة الجرح والتعديل: كأحمد وإسحاق، وإبي داود، والدارقطني والطبراني وغيرهم مما يطول ذكرهم بل تعدّى الأمر وللأسف إلى الطعن في متنه فقال: (إن قول مجاهد هذا - وإن صح عنه - لا يجوز أن يتخذ دينا وعقيدة .. )
ثم علّل ذلك -على حسب فهمه ورأيه ولم يسند ذلك إلى إمام متبع-: بأن القول بهذا الأثر يستلزم اعتقاد فاسد لا يجوز اعتقاده في صفاتِ الله تعالى!!
ففطن إلى ما لم يفطن إليه السَّلف الصالح أئمة السنة في مسائل التوحيد والاعتقاد!!
وهذا عجيب!!
هل تعتقد في صفات الله تعالى، صفة .. لم تثبت بحديث مرفوع؟ أو له حكم الرفع؟؟ كيف تعتقدها؟ دون بينة يا شيخي الكريم؟؟
فإنّ من المُسَلَّم به عند كل صاحب سنةٍ واتباعٍ، أنّهم لا يثبتون مسائل التوحيد والاعتقاد إلا بأثر صحيحٍ صريحٍ، وأنهم أورع وأخشى لله من أن يصفوه بما لا يثبت أو بما لا يليق به سبحانه،
هم أورع يا أخي .. نعم؛ وهم لا يقصدون إلى أن يثبتوا مسألة في التوحيد والاعتقاد بأثر ضعيف أو منكر .. لكن ألا يقع منهم الخطأ؟ في آحاد المسائل؟؟ ألا يمكن ذلك؟
فما تقولون إذا في حديث الأوعال، وفي بعض الصفات .. كالهرولة مثلا؟؟!
وقد بحثت طويلا على أن أقف على من رد هذا الأثر وطعن في متنه من أئمة السلف أئمة التوحيد والسنة، فلم أجد.
نعم معك حق، أنا أيضا لم أقف على من ردّه .. (وللمناسبة أسأل: هل يعرف أحد من الإخوة الترمذي هذا، الذي هجره القوم، وشنّعوا عليه؟ من هو؟؟ .. للمعرفة فقط، أو للفضول العلمي -وليس من فضو العلم! - لا ليتخذ سلفا في المسألة!!)
لكن أيها الشيخ الكريم، أودّ أن أستفسر .. لم لم يتعرّض شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، للأثر .. وأنت تعلم أن شيخ الإسلام "لسان الدين" ثم إن تلميذه الإمام ابن القيم لم يذكر الأثر إلا في بدائع فوائده .. لا في اجتماع الجيوش مثلا!! ألا يشي ذلك بشيء ..
أيها الشيخ الفاضل، أسأل الله أن يحييني على عقيدة السلف، وأن يميتني عليها .. وأنا والله طالب حق .. وليس غرضي أن أتهم أئمة الإسلام أو أتطاول عليهم .. لكن والله لقد "قف شعري" (كما قال أخ هنا من قبل) وأنا أقرأ هذا الأثر أول ما قرأته في البدائع من سنين .. وقد بحثت يومها .. وهالني ما قرأت من بعض الروايات (الموسعة) ..
فإن أثبت هذا .. فما أصنع بـ"يفسح له مقدار إصبعين (أو أربعة أصابع لا أذكر) " وبـ"يئط الكرسي" ... الخ
وفيها ما فيها
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك!
ـ[آل حمدال]ــــــــ[20 - 11 - 06, 10:37 ص]ـ
الأخ ممدوح
لم يذكر الشيخ صالح آل الشيخ من سبقه إلى هذا الفهم والتفصيل
ومن تأمل كلام السلف الصالح في هذا الأثر يتضح له أمرين:
1 - الرد على الجهمية المعطلة للصفات وخاصة صفة العلو والاستواء
كما قال أبو داود - صاحب السنن- رحمه الله وهو يتكلم عن أثر مجاهد رحمه الله قال: من أنكر هذا فهو عندنا مُتهمٌ.
وقال: ما زال النّاس يُحدِّثون بهذا، يُريدون مُغايظة الجهمية؛ وذلك أن الجهميّة يُنكِرون أن على العرشِ شَيءٌ.
2 - أن السلف فهموا منه فضيلة من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم، ونصوا على أن من رده فقد رد فضيلة من فضائله صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك قولهم:
1 - قال أبو بكر بن أبي طالب: من ردّه فقد ردّ على اللهِ عزَّ وجلَّ، ومن كذّب بفضيلةِ النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كَفَرَ باللهِ العظيم.
2 - وقال عبدالوهاب الورّاق للذي ردّ فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم يُقعده على العرشِ فهو مُتهمٌ على الإسلامِ.
3 - وقال محمد بن إسماعيل السّلمي: من توهم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يستوجب من اللهِ عزَّ وجلَّ ما قال مُجاهد فهو كافرٌ باللهِ العظيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/218)
4 - وقال محمد بن مُصعب - يعني العابد: نعم يُقعده على العرش ليُرى الخلائق منزلته.
5 - وقال أبو العباس هارون بن العباس الهاشمي: من ردّ حديث مُجاهدٍ فهو عندي جهميٌّ، ومن ردّ فضل النبي صلى الله عليه وسلم فهو عندي زنديقٌ لا يُستتاب، ويُقتل؛ لأنّ الله عزَّ وجلَّ قد فضلّه صلى الله عليه وسلم على الأنبياء عليهم السَّلام،
6 - قال الآجري رحمه الله في ["الشريعة" (4/ 1604)]: (باب ذكر ما خصّ الله عزّ وجلّ به النبي ? من المقام المحمود القيامة) وذكر أثر مجاهد ونقل اتفاق أهل السنة على قبوله.
فهذه بعض أقوال أهل السنة في هذا الأثر وفهمهم له.
فمن يخالفهم فليأتي بالبينة والحجة الواضحة من كلامهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
الأخ الطيبي وفقني الله وإياك لاتباع السنة.
وأسال أن يرنا الحق حقًا وأن يرزقنا اتباعه، ووالله لا نريد إلا اتباع الحقّ والسنة،
ولكن الحق لن يكون في غير كتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما اتفق عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة.
وفد اتفقوا على قبول أثر مجاهد وتلقوه بالقبول،
فهل يكون الحق مع غيرهم من الجهمية المعطلة ممن رد هذا الأثر وطعن فيه؟!!
كان السلف الصالح يقولون عند طهور البدع والاختلاف في مسائل الدين: سموا لنا رجالكم؟
فمن ستسمي لنا في الطعن على أثر مجاهد من أئمة الدين وعلماء السلف الصالح؟!
الترمذي الجهمي الذي لا يعرف بعلم واتباع.
قد قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: إياك وأن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.
فكيف بمسألة إمامك فيها الجهمية المعطلة؟!!!
قولك:
الشيخ لا يتهم، بل نظر في طرق الأثر ورواياته .. فوجدها ضعافا بل منكرة .. فكيف يحكم لها؟
نعم له أن ينظر في طرق الأثر ورواياته؛ ومن يمنعه من ذلك؟
ولكن ماذا بعد النظر والاجتهاد؟
ماذا لو كانت النتيجة التوصل إلى قولٍ مخالفٍ لقول السلف الصالح أهل السنة والجماعة؟
هل يصح أن يقال:
اختلف الناس في القرن الثاني والثالث الهجري في قبول أثر مجاهد في إقعاد النبي صلى الله عليه وسلم على العرش على قولين.
القول الأول:
تصحيح أثر مجاهد وقبوله والرضا به، والطعن على من خالفه ولم يقبله.
وإليه ذهب السلف الصالح قاطبة ولم يعرف منهم في وقتهم مخالف.
القول الثاني:
رد أثر مجاهد، والطعن فيه، والقول بخلافه.
وهو قول الجهمية المعطلة كالترمذي الأعجمي ومن وافقه.
والصحيح في هذا المسألة:
بعد النظر والتحري في طرق هذه الأحاديث والآثار يترجح أن الصواب هو:
القول الثاني قول الجهمية المعطلة، وذلك لما يأتي:
1 - أن كل ما استدل به السلف الصالح من الأحاديث والآثار في هذا المسألة لا تقوم به حجة، لضعفها بل ونكارتها!!
2 - ولو قلنا بصحتها جدلا؛ لما جاز لنا قبولها لما اشتملت عليه من عقيدة فاسدة لا يجوز نسبتها إلى الله تعالى.
تأمل في هذا وقل: سبحانك هذا بهتان عظيم.
قولك:
هل تعتقد في صفات الله تعالى، صفة .. لم تثبت بحديث مرفوع؟ أو له حكم الرفع؟؟ كيف تعتقدها؟ دون بينة يا شيخي الكريم؟؟
أعوذ بالله من أن أثبت صفة لله تعالى بحديث موضوع مكذوب ..
لكني أثبت ما أثبته أهل السنة والجماعة وتلقوه بالقبول ليقيني بأن أئمة هذا الدين لا يثبتون صفات الله تعالى بالأحاديث والآثار الموضوعة والمكذوبة.
وأنهم لا يثبتون إلا ما صح سنده ومتنه، وهم أئمة هذا الشأن، وأعلم بما صح وما لم يصح، وهم أورع وأتقى الله تعالى من الخلف هذا الباب.
هل تعتقد أنت أن هذا الجم الغفير من السلف الصالح وأئمة السنة والحديث والأثر ممن أثبت هذا الأثر وقبله يثبتون صفات الله تعالى بالأحاديث والآثار الموضوعة؟!!
إن إثباتهم لهذا الأثر وتلقيهم له بالقبول واستباحة طعنهم فيمن ردّه
أكبر دليل على صحت هذه الآثار وقبولهم له عندهم،
وإلا لما قالوا به ولما استحلوا الكلام فيمن طعن فيه.
أنا أكاد أجزم أن كثيرًا ممن يحكم على ضعف هذه الروايات إنما يقلد فيها الألباني، لم يتعب نفسه بجمع طرق هذا الآثار وما يشهد لها من نصوص السنة.
فإذا جاز لكم تقليده في هذا الحكم
إلا يجوز لنا تقليد السلف الصالح أئمة الجرح والتعديل في جمعهم للطرق وما تشهد لها من نصوص السنة والحكم عليها بالصحة والقبول والرضا.
من أولى بالاتباع والتقليد في هذا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/219)
وانظر إلى قول الذهبي في حديث عمر رضي الله عنه: "إذا جلسَ الربّ عز وجل على الكُرسيّ" فاقشعر رجلٌ عند وكيع، فغضب وكيع، وقال: أدركنا الأعمش، وسفيان، يُحدّثون بهذه الأحاديث لا يُنكرونها.
قال في كتابه ["العرش" (2/ 119 - 122)]: فإذا كان هؤلاء الأئمة: أبو إسحاق السبيعي، والثوري، والأعمش، وإسرائيل، وعبدالرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ممن يطول ذكرهم وعددهم الذين هم سُرج الهدى، ومصابيح الدُّجى، قد تلّقوه هذا الحديث بالقبول وحدثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمن نحن حتى ننكره و نتحذلق عليهم؟! بل نؤمن به، ونكل علمه إلى الله عز وجل.
قال الإمام أحمد: لا نزيل عن ربنا صفة من صفاته، لشناعة شنعت، وإن نبت عن الأسماع.
فانظر إلى وكيع بن الجراح الذي خلف سفيان الثوري في علمه وفضله، وكان يشبه به في سمته وهديه، كيف أنكر على ذلك الرجل، وغضب لما رآه قد تلون لهذا الحديث. اهـ
وهذا الكلام يقال لك ولغيرك ممن (قف شعره) لما سمع أثر مجاهد رحمه الله.
قولك:
هم أورع يا أخي .. نعم؛ وهم لا يقصدون إلى أن يثبتوا مسألة في التوحيد والاعتقاد بأثر ضعيف أو منكر .. لكن ألا يقع منهم الخطأ؟ في آحاد المسائل؟؟ ألا يمكن ذلك؟
لا أتصور أن يجتمع هؤلاء الأئمة على الخطأ في مسألة عقدية كهذه،
ثم يتتابع على هذا الخطأ العقدي علماء السنة والأثر عبر القرون حتى يأتي الشيخ الألباني في القرن الخامس عشر فيصحح هذا الخطأ الذي وقع فيه أئمة السنة والحديث!!
أنت تتصور هذا؟!!
أين عنها علماء أهل السنة من المتقدمين والمتأخرين كشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وأمة الدعوة وغيرهم؟
ألم يتفطنوا إلى ما اشتمل عليه هذا الأثر من العقيدة التي لا تجوز نسبتها إلى الله تعالى!!
ولو فتح باب وقوع جمهور السلف في الخطأ في آحاد المسائل
لخرج علينا أصحاب البدع ببدعهم وتجرؤوا على السلف الصالح بأنهم قد أخطؤوا في هذا المسألة، وأنا الصواب معنا فيها.
قولك:
لكن أيها الشيخ الكريم، أودّ أن أستفسر .. لم لم يتعرّض شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، للأثر .. وأنت تعلم أن شيخ الإسلام "لسان الدين"
ما أدري ما هذا؟!!
فقد سبق النقل عن شيخ الإسلام رحمه الله في إثبات هذه المسألة، ونقله عن السلف الصالح قبولهم لها كما في (درء التعارض) و (مجموع الفتاوى)
قولك:
ثم إن تلميذه الإمام ابن القيم لم يذكر الأثر إلا في بدائع فوائده .. لا في اجتماع الجيوش مثلا!! ألا يشي ذلك بشيء ..
قد ذكر ابن القيم رحمه الله أثر مجاهد هذا في قصيدته النونية التي ذكر فيها اعتقاده، وما كان عليه السلف الصالح، وقد سبق ذكرها.
قولك
فإن أثبت هذا .. فما أصنع بـ"يفسح له مقدار إصبعين (أو أربعة أصابع لا أذكر) " وبـ"يئط الكرسي" ... الخ، وفيها ما فيها
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك
الأمر في هذا سهل للمتّبع بإذن الله تعالى،
أن تقف حيث وقف القوم، وأن تقول بما قالوا، وتسكت عن ما سكتوا عنه، فإنهم يسعك ما وسعهم.
قال البربهاري رحمه الله في ["شرح السنة" (50)]: وكُلُّ ما سمعت من الآثارِ شيئاً مما لم يبلغه عقلك .. فعليك بالتَّسليمِ، والتَّصديق، والتَّفويضِ، ولا تُفسر شيئًا من هذه بهواك، فإن الإيمان بهذا واجب، فمن فَسَّرَ شيئٍا من هذا بهواهِ أو رَدَّهُ فهو جهميٌّ. اهـ
ولا تُرد عقيدة السلف الصالح وما اتفقوا عليه بمثل هذه الإشكالات
فاجتهد في البحث، وسل ربك التوفيق والهداية لاتباع ما كان عليه سلف الأمة.
وما ذكرت من حديث الأوعال والأطيط والهرولة فليس هنا مكان بحثها حتى لا نخرج عن مقصودنا وهو الكلام عن أثر مجاد رحمه الله.
والله اعلم، والحمد لله على الإسلام والسنة.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[20 - 11 - 06, 04:33 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
وليتك تفرد الكلام عن حديث (الأطيط) و (الأوعال) في بحث مستقل فالحاجة اليه ماسة مع كثرة التخبط والازراء بعلم السلف والله المستعان
وفقك الله ورعاك
ـ[ممدوح الرويلي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 10:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اقصد ان ارجح قول على قول ولست اهل لذلك ولن اتقدم على اخواني طلبة العلم في هذا الملتقى المبارك فضلا عن التقدم على العلماء
---------
قال شيخ الاسلام في (رده على البكري)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/220)
(وقد قال طوائف من السلف و الخلف أنه يقعده معه على العرش و أنكر ذلك آخرون)
---- -----
وانظر لدقته رحمه الله حيث قال (في درء تعارض العقل والنقل)
(00وفيها أشياء عن بعض السلف رواها بعض الناس مرفوعة كحديث قعود الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش رواه بعض الناس من طرق كثيرة مرفوعة وهي كلها موضوعة وإنما الثابت أنه عن مجاهد وغيره من السلف وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه ويتلقونه بالقبول
وقد يقال: إن مثل هذا لا يقال إلا توفيقا لكن لا بد من الفرق بين ما ثبت من ألفاظ الرسول وما ثبت من كلام غيره سواء كان من المقبول أو المردود).
------- --------------------------------------------
السؤال: هل المقام المحمود ما ذكره بعض العلماء من أن الله سبحانه وتعالى يُجلس الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش [222]؟
الجواب: هذا إنْ صح فهو من المقام المحمود لا شك، إذا صح فهو من المقام المحمود، (قاله ابن عثيمين في السفارينيه).
-------- ----------------------------
قال بعض طلبة العلم: فالأثر ضعيف لا تثبت به حجة، وإنكار عبد الله بن الإمام أحمد إنما هو من باب الإنكار على أهل البدع الذين ينكرون الصفات، لإن الأثر فيه صفة الإستواء والعلو، وفيه كذلك إثبات الرؤية وغير ذلك، فكأن ابن الإمام أحمد لم يقصد قضية الجلوس على العرش.
ولو قصد ذلك فلا يثبت مثل هذا بهذه الموقوفات الواهيات، خصوصا أنه مخالف لما في الصحيحين من أن المقام المحمود هو الشفاعة العظمى. والله تعالى أعلم
--------
قال الشوكاني في تفسيره
(لثالث: أن المقام المحمود: هو أن الله سبحانه يجلس محمداً صلى الله عليه وسلم معه على كرسيه، حكاه ابن جرير عن فرقة منهم مجاهد، وقد ورد في ذلك حديث. وحكى النقاش عن أبي داود السجستاني أنه قال: من أنكر هذا الحديث فهو عندنا متهم، ما زال أهل العلم يتحدّثون بهذا الحديث. قال ابن عبد البرّ: مجاهد وإن كان أحد الأئمة بالتأويل، فإن له قولين مهجورين عند أهل العلم: أحدهما هذا، والثاني في تأويل {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22 23]. قال: معناه تنتظر الثواب، وليس من النظر. انتهى)
---------
قال الراجحي في شرحه (لكتاب الاعتقاد لا بن الفراء)
كل هذه الآثار استدل بها بعض العلماء على أن المقام المحمود أنه يجلسه على العرش يوم القيامة، هذا مروي عن ابن عباس ومجاهد وعائشة وعمر بن الخطاب، وقال الإمام أحمد تلقاها العلماء بالقبول، وقال عبد الله: أنا منكر على كل من رد هذا الحديث.
والقول الثاني وهو القول المشهور: أن المقام المحمود هو الشفاعة العظمى في موقف القيامة، وهذا مروي عن ابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وابن عمر، وسلمان الفارسي، وجابر بن عبد الله، والحسن، وهي رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد، وهو قول الجماهير أنه الشفاعة العظمى، وقال شيخ الإسلام رحمه الله: هذه الآثار أنه يجلس على العرش ليست مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بعضهم رواها مرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن موضوعة، الأحاديث التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجلسه على العرش" هذه موضوعة، لكن كلها مروية موقوفة على ابن عباس، وعلى عائشة، وعمر، وموقوفة على مجاهد؛ ولهذا قال شيخ الإسلام: الثابت عن مجاهد وغيره من السلف، وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه.
وعلى هذا فلا مانع أن يقال: إن المقام المحمود هو الشفاعة العظمى، ويجلس على العرش، يكون منهم، يكون الأمران. وإن لم يكن السلف الآن أحد قال بهذا القول؛ يعني الجمهور قالوا بالقول الأول: أنه الشفاعة، وقال آخرون: إنه إجلاسه على العرش، لكن لا مانع أن يكون ما دام أن العلماء تلقوه بالقبول كما قال الإمام أحمد، فيكون من إكرام الله لنبيه يكون: الشفاعة العظمى، وإجلاسه على العرش.
والشوكاني في تفسيره نقل عن عبد البر أنه قال: "مجاهد وإن كان أحد أئمة التأويل إلا أن له قولين ومهجورين عند أهل العلم أحدهما هذا -إقعاد الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش، وهذا من الأقوال المهجورة."
كيف يكون من القول المهجور، والإمام أحمد يقول: تلقته الأمة بالقبول؟ هذه قد يكون بعض العلماء قال بهذا، لكن كما سبق، المشهور أن المقام المحمود هو الشفاعة العظمى، ولا مانع أن يكون إجلاسه على العرش جزء منه. نعم.
------------------
وقال الراجحي في شرحه للابانه الصغرى
وأنه يأتي يوم القيامة وهو أشرف الأنبياء -صلى الله عليه وسلم- مقاما، وأعلاهم مكانا، وأقربهم من الله -عز وجل-، وأحبهم إليه، فَيَشْفَعُ فَيُشَفَّعُ، ويسأل فيُعْطَى، ويجلس مع ربه على العرش، وليس هذا لأحد غيره.
نعم، كل هذا ثابت أنه يأتي يوم القيامة -عليه الصلاة والسلام- فيشفع، وهو أشرف الأنبياء وأفضلهم على الإطلاق مقاما، وأعلاهم مكانا، وأقربهم من الله -عز وجل- وأجلهم إليه فيَشفع فيُشَفِّعُه الله الشفاعة العظمى لأهل الجنة، ويأذن لهم في دخولها، ولعمه أبي طالب وللعصاة، يشفعه الله فيهم، ويسأل الله فيعطَى، "ويجلس مع ربه على العرش، وليس هذا لأحد غيره".
هنا كلام لأهل العلم، وهو إقعاد النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء في مسند الإمام أحمد وغيره: وأن المقام المحمود أن يقعده ربه معه على العرش ومن العلماء من قال: إن إقعاده على العرش لم يثبت، إنما جاء في آثار عن مجاهد.
وفي الصحيح عن مجاهد، ومجاهد يروي عن ابن عباس، وجاء فيه أحاديث مرفوعة، لكن بعض أهل العلم لم يصحح الأحاديث المرفوعة في إقعاده على العرش.
وذكر شيخ الإسلام ابن القيم: أن هذا يثبته أهل السنة، وأنه لا يردُّ هذا إلا الجهمية، وعلى هذا فإذا ثبت يكون المقام المحمود شيئان: الشفاعة، وإقعاده على العرش، ويكون هذا من خصائصه -عليه الصلاة والسلام-نعم.
كذا روى نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا قال: يقعده معه على العرش، وهكذا فسره مجاهد فيما رواه محمد بن فضيل، عن الليث عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/221)
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[20 - 11 - 06, 10:34 م]ـ
1 - قال أبو بكر بن أبي طالب: من ردّه فقد ردّ على اللهِ عزَّ وجلَّ، ومن كذّب بفضيلةِ النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كَفَرَ باللهِ العظيم.
2 - وقال عبدالوهاب الورّاق للذي ردّ فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم يُقعده على العرشِ فهو مُتهمٌ على الإسلامِ.
3 - وقال محمد بن إسماعيل السّلمي: من توهم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يستوجب من اللهِ عزَّ وجلَّ ما قال مُجاهد فهو كافرٌ باللهِ العظيم ..
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا تعليق
ـ[المقدادي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 11:30 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (11/ 427) بعد ان ذكر اقول اهل العلم في المقام المحمود:
(قُلْت: وَهَذَا هُوَ الَّذِي يَتَّجِه، وَيُمْكِن رَدُّ الْأَقْوَال كُلّهَا إِلَى الشَّفَاعَة الْعَامَّة، فَإِنَّ إِعْطَاءَهُ لِوَاءَ الْحَمْد وَثَنَاءَهُ عَلَى رَبِّهِ وَكَلَامِهِ بَيْن يَدَيْهِ وَجُلُوسه عَلَى كُرْسِيِّهِ وَقِيَامه أَقْرَبِ مِنْ جِبْرِيل كُلّ ذَلِكَ صِفَات لِلْمَقَامِ الْمَحْمُود الَّذِي يَشْفَع فِيهِ لِيُقْضَى بَيْن الْخَلْق)
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 11:43 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي آل حمدال على بيانك الواضح لما كان عليه السلف الصالح رحمهم الله في هذه المسألة، وطريقتك هي طريقة المتبع للكتاب والسنة على فهم السلف الصالح حيث وقفت حيث وقف القوم.
قال البربهاري رحمه الله في ["شرح السنة" (50)]: وكُلُّ ما سمعت من الآثارِ شيئاً مما لم يبلغه عقلك .. فعليك بالتَّسليمِ، والتَّصديق، والتَّفويضِ، ولا تُفسر شيئًا من هذه بهواك، فإن الإيمان بهذا واجب، فمن فَسَّرَ شيئٍا من هذا بهواهِ أو رَدَّهُ فهو جهميٌّ. اهـ
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 01:54 ص]ـ
قال الشيخ سمير المالكي:
تفصيل القول في جلوس الرب عز وجل:
ذكر الإمام عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (الذي حققه وقرأ الشيخ القحطاني) تحت عنوان "سئل عما روي في الكرسي وجلوس الرب عز وجل عليه" حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه:)) إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد ((.
رواه من طريق الإمام أحمد عن عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر موقوفاً ().
ورواه عبد الله أيضاً عن الإمام أحمد قال: نا وكيع بحديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:)) إذا جلس الرب عز وجل على الكرسي ((فاقشعرَّ رجل، سماه أبي، عند وكيع، فغضب وكيع وقال:)) أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث لا ينكرونها ((().
قال سمير: فهؤلاء الأئمة، الأعمش وسفيان ووكيع وأحمد وابنه عبد الله رووا هذا وأقروه ولم ينكروه، فهل هم مجسمة مشبهة عند الشيخ القحطاني؟!
وهذا الأثر روي موقوفاً على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عند ابن جرير الطبري في تفسيره [5/ 400] ومرسلاً، أرسله عبد الله بن خليفة، أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة [1/ 305/برقم 593] وابن جرير الطبري [5/ 400] من طريق أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة قال: جاءت امرأة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة. قال: فعظم الرب عز وجل وقال {وسع كرسيه السموات والأرض} إنه ليقعد عليه جل وعز فما يفضل منه إلا قيد أربع أصابع، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل إذا ركب.
هذا لفظ عبد الله في السنة، ولفظ ابن جرير:)) فما يفضل منه مقدار أربع أصابع، ثم قال بأصابعه فجمعها، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله ((.
وروى نحوه الخطيب البغدادي في تاريخه [8/ 52] في ترجمة الحسين بن شبيب، من طريق أبي بكر المروذي عنه عن أبي حمزة الأسلمي قال: حدثنا وكيع حدثنا أبو إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:)) الكرسي الذي يجلس عليه الرب عز وجل، وما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد ((.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/222)
)) قال أبو بكر المروذي: قال لي أبو علي الحسين بن شبيب، قال لي أبو بكر بن سلم العابد -حين قدمنا إلى بغداد-)) أخرج ذلك الحديث الذي كتبناه عن أبي حمزة ((فكتبه أبو بكر بن سلم بخطه وسمعناه جميعاً. وقال أبو بكر بن سلم: إن الموضع الذي يفضل لمحمد -صلى الله عليه وسلم- ليجلسه عليه. قال أبو بكر الصيدلاني: من ردَّ هذا فإنما أراد الطعن على أبي بكر المروذي وعلى أبي بكر بن سلم العابد ((اهـ من تاريخ بغداد.
قال سمير: وقد أعل هذا الحديث بأمرين:
الأول: عبد الله بن خليفة، ومدار الحديث عليه، لم يوثقه إلا ابن حبان، وقال ابن كثير في تفسيره [1/ 458])) ليس بذاك المشهور، وفي سماعه من عمر نظر ((.
الثاني: الاختلاف في إسناده، فبعضهم رواه موقوفاً على عمر، ومرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ومرسلاً لم يذكر فيه الصحابي. هذا من حيث الإسناد ().
وأما المتن فقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى [16/ 435 - 438] أن أكثر أهل السنة قبلوه، وله شواهد، وإنما حصل الاختلاف في قوله:)) فما يفضل منه إلا قيد أربع أصابع ((وهذا يخالف اللفظ الآخر)) فما يفضل منه مقدار أربع أصابع ((وهو لفظ ابن جرير، وقد رجحه شيخ الإسلام، وأبطل اللفظ الأول وعلل ذلك بأنه)) يقتضي أن يكون العرش أعظم من الرب وأكبر ((.
قال سمير: والمقصود أن صفة "القعود" لم ينكرها السلف بل أثبتوها، ولها شواهد: فمنها: ما رواه الإمام ابن خزيمة في "التوحيد" [1/ 246] بإسناده من حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: كنت مع جعفر بأرض الحبشة فرأيت امرأة على رأسها مكتل من دقيق، فمرت برجل من الحبشة فطرحه عن رأسها، فسفت الريح الدقيق، فقالت:)) أكلك إلى الملك، يوم يقعد على الكرسي، ويأخذ للمظلوم من الظالم ((.
وذكره الذهبي في العلو [ص 82] بلفظ)) يجلس ((، وقال:)) روى نحوه خالد بن عبد الله الطحان عن عطاء بن السائب عن ابن بريدة عن أبيه. ورواه منصور بن أبي الأسود عن عطاء بن السائب فقال: عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه ((.
وروي في جلوس الرب آثار أخرى، منها حديث ابن عباس ولفظه:)) فآتي ربي فأجده على كرسيه أو سريره جالساً ((وحديث أنس:)) فأجده قاعداً على كرسي العزة ((وحديث أبي هريرة:)) فإذا نزل إلى سماء الدنيا جلس على كرسيه ((ذكرها ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية [ص 108 - 109]، ومنها أثر ابن عباس في تفسير استوى، قال: قعد، ذكره ابن القيم أيضاً [ص 251] وأثر قتادة:)) حتى إذا جلس على كرسيه ((رواه أبو الشيخ في العظمة [2/ 753] ولا يخلو إسناد منها من مقال ().
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى [5/ 527]:)) وإذا كان قعود الميت في قبره ليس هو مثل قعود البدن، فما جاءت به الآثار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من لفظ "القعود" و "الجلوس" في حق الله تعالى، كحديث جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وحديث عمر رضي الله عنه وغيرهما، أولى أن لا يماثل صفات أجسام العباد ((اهـ.
ونقل ابن القيم عن القاضي أبي يعلى أنه قال في حديث النزول)) واختلفوا في صفته، فذهب شيخنا أبو عبد الله إلى أنه نزول انتقال. قال: لأن هذا حقيقة النزول عند العرب، وهو نظير قوله في الاستواء بمعنى: قعد ((اهـ من مختصر الصواعق [ص 386].
واحتج ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن [7/ 98 - 99] بحديث عمر المتقدم:)) إن كرسيه فوق السموات والأرض، وإنه يقعد عليه ... ((ورد على من ضعفه.
وقال في النونية:
واذكر كلام مجاهد في قوله
في ذكر تفسير المقام لأحمد
إن كان تجسيماً فإن مجاهداً
ولقد أتى ذكر الجلوس به وفي
أعني ابن عم نبينا وبغيره
والدارقطني الإمام يثبت الـ
وله قصيد ضمنت هذا وفيـ
أقم الصلاة وتلك في سبحان
ما قيل ذا بالرأي والحسبان
هو شيخهم بل شيخه الفوقاني
أثر رواه جعفر الرباني
أيضاً أتى والحق ذو التبيان
آثار في ذا الباب غير جبان
ـها لست للمروي ذا نكران
قال سمير: يشير رحمه الله إلى قصيدة الدارقطني وفيها قال:
ولا تنكروا أنه قاعد
ولا تنكروا أنه يقعده
فعلم أن السلف رحمهم الله لم ينكروا صفة القعود والجلوس لله تعالى، بل أثبتوها، واحتجوا لها بالآثار، وهو مذهبهم، خلافاً لما زعم القحطاني بقوله:)) أما القول بأن الاستواء لا يكون إلا بجلوس، فليس هذا من مذهب السلف، بل مذهب السلف بخلافه ((.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/223)
ولا أدري من السلف عند الشيخ، فهذا الإمام أحمد وابنه عبد الله وسائر من ذكرنا قد أثبتوا هذه الصفة لله، ورووا آثارها في مصنفاتهم التي خصصوها لتقرير مذهب السلف والرد على مخالفيهم من الجهمية المعطلة.
وهذه الآثار وإن كان آحادها لا يخلو من مقال، إلا أنها بمجموعها تصح، ويكفي تصحيح من ذكرنا من الأئمة لها، واحتجاجهم بها.
وكان على الشيخ القحطاني، هداه الله، أن يتابع السلف في إثباتها وقبولها بالتسليم، فإن أبى ذلك وتعلل بضعف أسانيدها، كما تعلل غيره من أهل العلم المعاصرين ()، فليمرها كما جاءت، دون تجريح السلف والطعن فيهم ورميهم بالتشبيه والتجسيم، كما فعل هنا، وهو ما لم يجرؤ عليه أحد من أهل العلم قبله، ممن ينتحل مذهب السلف. وإن مما يقضي منه العجب أن الشيخ نفسه حكى هذه التهم والمطاعن المذكورة بعينها عن الكوثري، فقال في مقدمة الكتاب في ص 84 - 85 [ومن هؤلاء المبتدعة في العصر الحديث المدعو زاهد الكوثري، والمتأمل لجميع ما كتبه هذا الرجل يخرج بنتيجة قطعية لا شك فيها هي أن قلبه مملوء غيظاً على عقيدة أهل السنة والجماعة، ولذلك نصب نفسه مخاصماً لجوجاً همازاً مشاءاً بنميم .... ].
إلى أن قال: [وإليك أيها القارئ الكريم نماذج من النزهات الكوثرية حول كتاب السنة:
1 - ورد في مقالات () -أو قل جهالاته- ص 402 عنوان "كتاباً () يسمى كتاب السنة وهو كتاب الزيغ" حيث ذكر أن عبد الله أورد أثر خارجة)) وهل يكون الاستواء إلا بجلوس ((. وقد خرجت هذا القول وعلقت عليه في موضعه، والكوثري يدعي أنه يعرف من علم الرجال شيئاً، فلماذا لم يبحث في ترجمة خارجة هذا من هو؟ حتى يتبين له الأمر، لكنه تعامى عن هذا….
2 - بعدما نقل ما يريد من هذا الكتاب مما يخالف أشعريته العمياء قال ما نصه ص 407:)) فهل ترك قائل هذه الكلمات شيئاً من الوثنية والتجسيم ((.
وإذا وصل الحال إلى أن من نقل للأمة كتاب المسند والسنة والرد على الجهمية والزهد وفضائل الصحابة يوصف بأنه وثني مجسم، فعلى الدنيا العفاء] اهـ.
قال سمير: وهذا الذي شنع عليه القحطاني وعده من جهالات الكوثري وضلالاته، هو بعينه ما سطره في تعليقه على الأثر المذكور، أثر خارجة بن مصعب فقد رمى قائله بالتجسيم والتشبيه، وهذا الطعن لا يخص خارجة رحمه الله، بل ينعطف على سائر الأئمة الذين أثبتوا صفة الجلوس، ومنهم راوي الأثر ومخرجه الإمام عبد الله، فقد صرح بإثبات صفة الجلوس، ونقل عن وكيع قوله:)) أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث لا ينكرونها ((.
والمتأمل في كلام الشيخين، الكوثري والقحطاني لا يجد فرقاً كبيراً، فالأول طعن في الكتاب وفي مصنفه الإمام عبد الله، ورماه بالوثنية والتجسيم، والثاني أوقع الطعن على خارجة بن مصعب الإمام، ورماه بالكذب والتشبيه والتجسيم وسوء المعتقد، ومؤداهما واحد. نعم هنالك فرق، فالكوثري نسب الفضل لأهله، وإن كان بصيغة الطعن والشتم، لأن خارجة ليس وحده القائل بالجلوس، بل وافقه عليه الأئمة ومن روى أقوالهم واحتج لها بالآثار المرفوعة والموقوفة وجمعها في مصنف خصصه للرد على الجهمية المعطلة وغيرهم من المبتدعة الضلال، فهو أولى بنسبة الفضل إليه في إثبات الصفة المذكورة، كما لا يخفى.
وأما وصفهم بتلك الأوصاف الشنيعة: التجسيم، والتشبيه، والحشو، وغيرها، فقد دأب عليه الجهمية من قديم، فليس ببعيد ولا غريب على الكوثري، لكن العجب من القحطاني في متابعته له.
قال ابن القيم رحمه الله:
كم ذا مشبهة مجسمة نوا
أسماء سميتم بها أهل الحد
ما ذنبهم والله إلا أنهم
إن كان ذا التجسيم عندكم فيا
إنا مجسمة بحمد الله لم
بتة مسبة جاهل فتان
يث وناصري القرآن
أخذوا بوحي الله والفرقان
أهلاً به ما فيه من نكران
نجحد صفات الخالق الديان
قال سمير: ولم يكتف القحطاني بمتابعة الكوثري في طعنه وانتقاده للسلف، بل زاد عليه مسألتين:
الأولى: تكذيبه لخارجة بن مصعب.
والثانية: توهين السند به، مع أنه القائل وليس الراوي.
فالأثر رواه الدارمي عن أبيه عن خارجة قال:)) الجهمية كفار ... ((الخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/224)
فخارجة كما ترى ليس من رواة الأثر حتى يعلل به، كما زعم القحطاني، بل هو القائل، فإنكار الشيخ على الكوثري عدم تعليله للأثر بذلك قلب للحقائق. نعم، تعليله بسعيد بن صخر الدارمي، الراوي عن خارجة، صحيح، إذ هو مجهول كما قال أبو حاتم في الجرح والتعديل لابنه [4/ 34].
وأما خارجة بن مصعب فهو ضعيف في الحديث مع إمامته، وليس بكذاب، كما زعم الشيخ، عفا الله عنه.
ولعله اغتر بما ورد في ترجمته في التهذيب [3/ 76] والميزان [1/ 625] عن ابن معين، وغفل عن سبب ذلك، وقد فسره الأئمة، كابن حبان وغيره، كما سيأتي، فمثله لا يقال عنه كذاب، وإنما يكتفى بتضعيف روايته.
وقد اختلفت عبارات ابن معين فيه، فقال فيه كذاب، وقال: ليس بشيء، وقال: ضعيف، وقال: ليس بثقة.
وقال ابن حبان في المجروحين [1/ 284]:)) كان يدلس عن غياث بن إبراهيم وغيره، ويروي ما سمع منهم مما وضعوه على الثقات عن الثقات الذين رآهم، فمن هنا وقع في حديثه الموضوعات عن الإثبات، لا يحل الاحتجاج بخبره ((.
وساق ابن عدي له نحواً من عشرين حديثاً مناكير وغرائب، ثم قال: وهو ممن يكتب حديثه. عندي أنه يغلط ولا يتعمد.
قال الذهبي: كان له جلالة بخراسان.
ترجم له في السير [7/ 326] فقال:)) الإمام العالم المحدث، شيخ خراسان مع إبراهيم بن طهمان. روى مسلم عن يحيى بن يحيى قال: هو مستقيم الحديث عندنا، ولم ننكر من حديثه إلا ما كان يدلس عن غياث، فإنا كنا نعرف تلك الأحاديث. وقال الحاكم: هو في نفسه ثقة، يعني ما هو بمتهم.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال ابن عدي: يغلط ولا يتعمد. وقال عباس عن يحيى: ليس بثقة. وقال عبد الله بن أحمد: نهاني أبي أن أكتب أحاديثه.
وقال الجوزجاني: يرمى بالإرجاء ((انتهى ملخصاً.
قال سمير: فقد تبين سبب ضعفه، وتكذيب ابن معين لروايته، وأن ذلك لا يدخله في عداد الكذابين، بل يضعف روايته.
هذا من حيث الرواية فقط، أما هو في نفسه فكما قال الإمام الذهبي في ترجمته:)) إمام عالم محدث شيخ خراسان ((، ولم يطعن في عدالته بفسق أو بدعة، سوى ما ذكره الجوزجاني السعدي أنه رمي بالإرجاء، وهذا لم يسلم منه بعض الأكابر، والأثر المذكور لا علاقة له بالإرجاء.
ومما يبين لك مكانته في الإمامة والعلم، ذكر الإمام عبد الله له وتخريجه لقوله في كتابه "السنة" في أكثر من موضع، وكذا اللالكائي في "السنة" له [2/ 306] ذكره في عداد الأئمة الذين نقل عنهم تكفير من قال بخلق القرآن.
وذكره كذلك الإمام ابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية" [ص 232] فقال:)) قول خارجة بن مصعب رحمه الله تعالى: قال عبد الله بن أحمد في كتاب "السنة" حدثني أحمد بن سعيد الدارمي ... ((فساق الأثر المذكور هنا دون قوله:)) وهل يكون الاستواء إلا بجلوس ((.
ومن هنا تعلم أن قول الشيخ في ص [85 - 86]:)) وأما زاهد فقصمه الله في السبعينات من هذا القرن، فكان نكرة من النكرات، هلك وهلكت ترهاته ((مخالف للواقع، وهو مطلب كنا نتمنى حصوله، لكنه لم يحصل، فقد بقيت ترهات الكوثري وأباطيله ممثلة في تعليقات الشيخ على كتاب "السنة"!
==
() انظر السنة [1/ 301/رقم 585].
() وقد علق الشيخ القحطاني على قول وكيع فقال: ((نعم، السلف لا ينكرون ذلك لأن الله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} أما المبتدعة وأصحاب الكلام الذين لا يتخيلون في صفات الباري إلا ما يليق بالبشر ثم يهربون إلى التأويل .... )) الخ!!!
() وقد رواه ابن خزيمة في التوحيد [1/ 244] دون ذكر الجلوس، وذكر الاختلاف في إسناده وقال: ((وليس هذا الخبر من شرطنا لأنه غير متصل الإسناد. لسنا نحتج في هذا الجنس من العلم بالمراسيل المنقطعات)).
() والكلام فيها يطول، وإنما أردت الإشارة فقط إلى من ذكرها من الأئمة.
() وهم غير ملزمين بما لم يصح عندهم.
() كذا، والصواب: ((مقالاته)).
() كذا أوردها الشيخ.
ـ[ممدوح الرويلي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 02:36 م]ـ
عنوان الموضوع (جلوس النبي صلى الله عليه وسلم على الكرسي مع الله جل وعلا)
أليس في العنوان نظر هل الجلوس على الكرسي ام على العرش؟
اليس هناك فرق بين الكرسي والعرش حتى في أصل الماده (اصلها اللغوي)؟
هل المسألة المطروحه (إجلاس النبي على العرش) أم مسألة (استواء الله على عرشه -لان بعض الاخوه تكلم عن الثانيه) والموضوع يتكلم عن الاولى
وبارك الله في الجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/225)
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا استغرب من صنيع بعض الأخوة وهو عتب مني عليهم ونصح لهم في الله لأني احبهم في الله
لاحظت إستدلال البعض على صحة صفة لله (من جلوس او قعود او إستقرار) وصحة فضيلة للنبي صلى الله عليه وسلم من خلال احاديث موضوعة وضعيفة جدا!!!
لعل بعض الأخوة سيقول صححها بعض العلماء!!!
اقول ومنذ متى كان السلفي يستدل على عقيدته بتصحيح بعض العلماء ويسكت دون ان يوضح رد واضح على ادلة المخالفين له من السلفيين على ان احاديث الجلوس ضعيفة جدا بل منها ما هو موضوع
الخلاصة أن جميع احاديث الجلوس والقعود لا تخلوا من ضعف شديد جدا او كذاب فكيف يقال انها عقيدة فضلا عن أن يقال بصحتها.؟
أما كون بعض العلماء قال بصحتها فنعتذر لهم بأنهم اعتقدوا صحتها وقالول بأنه جلوس وإستقرار يليق بالله دون تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تحريف فهو جلوس وإستقرار لا يماثل جلوس المخلوق ولا يشبهه خلافا للمشبهة الذين قالوا يجلس كجلوسنا
ولكن لا نتبعهم في هذا الخطأ فإن أسانيد الأحاديث تلك كلها لا تخلوا من ضعف شديد وكذابين
أما كون القائل بصحة هو محدث معروف أو شيخ الإسلام فهم رحمهم الله اوجبوا علينا اتباع ما صح عنالمعصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقولهم مردود عليهم لعدم وجود الحديث الصحيح
العلماء مثل الإمام احمد وشيخ الإسلام رحمهم الله لم يفرضوا علينا اتباعهم ولا ادعوا العصمة في انفسهم فكيف لنا ان نجعل من كل قول صدر عنهم حقا وغيره باطل وهم رحمهم الله اجتهدوا لطلب الحق ولم يكونوا معصومين!!!
وقد نبه على ذلك الألباني في كتابه مختصر العلو ووضح بالأدلة ضعف ما يروى وانه لا يصح في ذلك حديث ونقل تضعيفه عن الذهبي وإن كان الذهبي متردد بعض الشيء في تضعيفه كما قال الألباني رحمه الله وهذا كلام الألباني من مقدمته على مختصر العلو (العلو هو كتاب الذهبي اختصره الألباني وقدم مقدمة قبل اختصاره):
مختصر العلو - (ص 14)
ومن أشهر من أخذ ذلك عليهم (يقصد على اهل السنة) في هذا العصر ويتخذه حجة في تسخيفهم وتضليلهم الشيخ الكوثري المعروف بعدائه الشديد لأهله السنة والحديث ونبزه إياهم بلقب الحشوية والمجسمة وهو في ذلك ظالم لهم مفتر ولكن - والحق يقال - قد يجد أحيانا في ما يرويه بعضهم من الأحاديث والآثار ما يدعم به فريته مثل الحديث المروي في تفسير قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: يجلسني على العرش. رواه المصنف (ص 74 - 75) عن ابن مسعود مرفوعا وضعفه جدا بقوله: (مرسله الأحمر متروك الحديث). ورواه (ص 99) عن ابن عباس مثله موقوفا. وقال: (إسناده ساقط وعمر بن مدرك الرازي متروك وهذا مشهور من قول مجاهد ويروى مرفوعا وهو باطل)
وقد خرجت الحديثين في (الضعيفة) (871)
وقال في ترجمة محمد بن مصعب العابد كما يأتي:
(فأما قضية قعود نبينا على العرش فلم يثبت في ذلك نص بل في الباب حديث واه وما فسر به مجاهد الآية كما ذكرناه)
قلت: ولو أن المصنف رحمه الله تعالى وقف عند هذا البيان الواضح في أنه
(ص 15)
ليس في الباب نص ملزم للأخذ به لكان قد أحسن وسد بذلك الطريق على أهل الأهواء أن يتخذوا ذلك ذريعة للطعن في أهل السنة والحديث كما فعل الكوثري هنا بالذات في مقدمته لكتاب (تبين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري) (ص 64) فقد قال فيهم بعد أن نبزهم بلقب الحشوية - أسوة بسلفه من الجهمية - وغيرهم (1):
(ويقولون في الله مالا يجوزه الشرع ولا العقل من إثبات الحركة له (تعالى) والنقلة (ويعني بهما النزول) والحد والجهة (يعني العلو) والقعود والإقعاد). فيعني هذا الذي نحن في صدد بيانه عدم ثبوته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/226)
أقول: لو أن المؤلف رحمه الله وقف عند ما ذكرنا لأحسن ولكنه لم يقنع بذلك بل سود أكثر من صفحة كبيرة في نقل أقوال من أفتى بالتسليم بأثر مجاهد في تفسير قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: يجلسه أو يقعده على العرش. بل قال بعضهم: (أنا منكر على كل من رد هذا الحديث وهو عندي رجل سوء متهم) بل ذكر عن الإمام أحمد أنه قال: هذا تلقته العلماء بقبول إلى غير ذلك من الأقوال التي تراها في الأصل ولا حاجة بنا إلى استيعابها في هذه المقدمة. وذكر في (مختصره) المسمى ب (الذهبية) أسماء جمع آخرين من المحدثين سلموا بهذا الأثر ولم يتعقبهم بشيء هناك. وأما هنا فموقفه مضطرب أشد الاضطراب فبينما تراه يقول في آخر ترجمة محمد بن مصعب العابد عقب قول من تلك الأقوال (ص 126):
(فأبصر - حفظك الله من الهوى - كيف آل الفكر بهذا المحدث إلى وجوب الأخذ بأثر منكر. . .) فأنت إذا أمعنت النظر في قوله هذا ظننت أنه ينكر هذا الأثر ولا يعتقده ويلزمه ذلك ولا يتردد فيه ولكنك ستفاجأ بقوله (ص 143) بعد أن
(ص 16)
أشار إلى هذا الأثر عقب ترجمة حرب الكرماني:
(وغضب العلماء لإنكار هذه المنقبة العظيمة التي انفرد بها سيد البشر ويبعد أن يقول مجاهد ذلك إلا بتوقيف. . .)
ثم ذكر أشخاصا آخرين ممن سلموا بهذا الأثر غير من تقدم فإذا أنت فرغت من قراءة هذا قلت: لقد رجع الشيخ من إنكاره إلى التسليم به لأنه قال: إنه لا يقال إلا بتوقيف ولكن سرعان ما تراه يستدرك على ذلك بقوله بعد سطور:
(ولكن ثبت في (الصحاح) أن المقام المحمود هو الشفاعة العامة الخاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم)
قلت: وهذا هو الحق في تفسير المقام المحمود دون شك ولا ريب للأحاديث التي أشار إليها المصنف رحمه الله تعالى وهو الذي صححه الإمام ابن جرير في (تفسيره) (15/ 99) ثم القرطبي (10/ 309) وهو الذي لم يذكر الحافظ ابن كثير غيره وساق الأحاديث المشار إليها. بل هو الثابت عند مجاهد نفسه من طريقين عنه عند ابن جرير. وذاك الأثر عنه ليس له طريق معتبر فقد ذكر المؤلف (ص 125) أنه روي عن ليث بن أبي سليم وعطاء بن السائب وأبي يحيى القتات وجابر بن يزيد). قلت: والأولان مختلطان والآخران ضعيفان بل الأخير متروك متهم
ولست أدري ما الذي منع المصنف - عفا الله عنه - من الاستقرار على هذا القول وعلى جزمه بأن هذا الأثر منكر كما تقدم عنه فإنه يتضمن نسبة القعود على العرش لله عز وجل وهذا يسلتزم نسبة الاستقرار عليه الله تعالى وهذا مما لم يرد فلا يجوز اعتقاده ونسبته إلى الله عز وجل ولذلك ترى المؤلف رحمه الله أنكر على من قال ممن جاء بعد القرون الثلاثة: إن الله استوى استواء استقرار) كما تراه في ترجمة (140 - أبو أحمد القصاب). وصرح في ترجمة (161
(ص 17)
البغوي) أنه لا يعجبه تفسير (استوى) ب (استقر). (إنتهى نقلا عن مختصر العلو للألباني)
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة ما نصه:
السلسلة الضعيفة - (ج 2 / ص 364)
865 - " يجلسني على العرش ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 255):
باطل. ذكره الذهبي في " العلو " (55 طبع الأنصار) من طريقين عن أحمد بن
يونس عن سلمة الأحمر عن أشعث بن طليق عن عبد الله بن مسعود قال: بينا أنا
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأ عليه حتى بلغت * (عسى أن يبعثك ربك
مقاما محمودا) * قال: فذكره. و قال الذهبي: " هذا حديث منكر لا يفرح به، و
سلمة هذا متروك الحديث، و أشعث لم يلحق ابن مسعود ". قلت: قد وجدت له طريقا
أخرى موصولا عن ابن مسعود مرفوعا نحوه، و لا يصح أيضا كما سيأتي بيانه برقم (
5160) إن شاء الله تعالى. ثم ذكره الذهبي نحوه عن عبد الله بن سلام موقوفا
عليه و قال: " هذا موقوف و لا يثبت إسناده، و إنما هذا شيء قاله مجاهد كما
سيأتي ". ثم رواه (ص 73) من طريق ليث عن مجاهد نحو حديث ابن مسعود موقوفا
على مجاهد. و كذلك رواه الخلال في " أصحاب ابن منده " (157/ 2)، ثم قال
الذهبي: " لهذا القول طرق خمسة، و أخرجه ابن جرير في " تفسيره "، و عمل فيه
المروزي مصنفا "! ثم رواه (ص 78) من طريق عمر بن مدرك الرازي: حدثنا مكي بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/227)
إبراهيم عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس موقوفا مثله. قال: " إسناده ساقط، و
عمر هذا متروك، و جويبر (سقط الخبر من الأصل و لعله. مثله)، و هذا مشهور
من قول مجاهد، و يروى مرفوعا، و هو باطل ". قلت: و مما يدل على ذلك أنه ثبت
في " الصحاح " أن المقام المحمود هو الشفاعة العامة الخاصة بنبينا صلى الله
عليه وسلم. و من العجائب التي يقف العقل تجاهها حائرا أن يفتي بعض العلماء من
المتقدمين بأثر مجاهد هذا كما ذكره الذهبي (ص 100 - 101 و 117 - 118) عن غير
واحد منهم، بل غلا بعض المحدثين فقال: لو أن حالفا حلف بالطلاق ثلاثا أن الله
يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش و استفتاني، لقلت له: صدقت و بررت!
قال الذهبي رحمه الله: " فأبصر - حفظك الله من الهوى - كيف آل الغلو بهذا
المحدث إلى وجوب الأخذ بأثر منكر، و اليوم فيردن الأحاديث الصريحة في العلو
، بل يحاول بعض الطغام أن يرد قوله تعالى: * (الرحمن على العرش استوى) * ".
قلت: و إن مثل هذا الغلو لمما يحمل نفاة الصفات على التشبث بالاستمرار في
نفيها، و الطعن بأهل السنة المثبتين لها، و رميهم بالتشبيه و التجسيم، و دين
الحق بين الغالي فيه و الجافي عنه، فرحم الله امرءا آمن بما صح عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كهذا الحديث، فضلا عن مثل هذا الأثر! و بهذه المناسبة
أقول: إن مما ينكر في هذا الباب ما رواه أبو محمد الدشتي في " إثبات الحد " (
144/ 1 - 2) من طريق أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش: أنشدنا أبو طالب
محمد بن علي الحربي: أنشدنا الإمام أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني رحمه الله
قال: حديث الشفاعة في أحمد، إلى أحمد المصطفى نسنده. فأما حديث إقعاده على
العرش فلا نجحده. أمروا الحديث على وجهه و لا تدخلوا فيه ما يفسده. و لا
تنكروا أنه قاعد و لا تجحدوا أنه يقعده. فهذا إسناد لا يصح، من أجل أبي العز
هذا، فقد أورده ابن العماد في وفيات سنة (526) من " الشذرات " (4/ 78) و
قال: " قال عبد الوهاب الأنماطي: كان مخلطا ". و أما شيخه أبو طالب و هو
العشاري فقد أورده في وفيات سنة (451) و قال (3/ 289): " كان صالحا خيرا
عالما زاهدا ". فاعلم أن إقعاده صلى الله عليه وسلم على العرش ليس فيه إلا هذا
الحديث الباطل، و أما قعوده تعالى على العرش فليس فيه حديث يصح، و لا تلازم
بينه و بين الاستواء عليه كما لا يخفى. و قد وقفت فيه على حديثين، أنا
ذاكرهما لبيان حالهما: " إن كرسيه وسع السماوات و الأرض، و إنه يقعد عليه
، ما يفضل منه مقدار أربع أصابع - ثم قال بأصابعه فجمعها - و إن له أطيطا كأطيط
الرحل الجديد إذا ركب من ثقله ".
" يقول الله عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده: إني
لم أجعل علمي و حكمي فيكم إلا و أنا أريد أن أغفر لكم، على ما كان فيكم، و لا
أبالي ".
السلسلة الضعيفة - (ج 2 / ص 365)
866 - " إن كرسيه وسع السماوات و الأرض، و إنه يقعد عليه، ما يفضل منه مقدار أربع
أصابع - ثم قال بأصابعه فجمعها - و إن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من
ثقله ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 256):
منكر. رواه أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني في فتياله حول الصفات (100
/ 1) من طريق الطبراني عن عبيد الله بن أبي زياد القطواني: حدثنا يحيى بن أبي
بكير: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب
قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة
، فعظم الرب عز وجل، ثم قال: فذكره. و رواه الضياء المقدسي في " المختارة "
(1/ 59) من طريق الطبراني به، و من طرق أخرى عن ابن أبي بكير به. و كذلك
رواه أبو محمد الدشتي في " كتاب إثبات الحد " (134 - 135) من طريق الطبراني و
غيره عن ابن أبي بكير به و لكنه قال: " هذا حديث صحيح، رواته على شرط البخاري
و مسلم ". كذا قال: و هو خطأ - بين مزدوج فليس الحديث بصحيح، و لا رواته على
شرطهما، فإن عبد الله بن خليفة لم يوثقه غير ابن حبان، و توثيقه لا يعتد به
كما تقدم بيانه مرارا، و لذلك قال الذهبي في ابن خليفة هذا: " لا يكاد يعرف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/228)
"، فأنى للحديث الصحة؟! بل هو حديث منكر عندي. و مثله حديث ابن إسحاق في "
المسند " و غيره، و في آخره: " إن عرشه لعلى سماواته و أرضه هكذا مثل القبة،
و إنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب ". و ابن إسحاق مدلس، و لم يصرح بالسماع في
شيء من الطرق عنه، و لذلك قال الذهبي في " العلو " (ص 23): " هذا حديث غريب
جدا فرد، و ابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند، و له مناكير و عجائب، فالله
أعلم أقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا أم لا؟ و أما الله عز وجل فليس كمثله
شيء جل جلاله، و تقدست أسماؤه، و لا إله غيره. (قال:). " الأطيط الواقع
بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرحل، فذاك صفة للرحل و للعرش، و معاذ
الله أن نعده صفة لله عز وجل. ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت ". هذا حال
الحديث و هو الأول من حديثي القعود على العرش، و أما الآخر فهو: " يقول الله
عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده: إني لم أجعل علمي
و حكمي فيكم إلا و أنا أريد أن أغفر لكم، على ما كان فيكم، و لا أبالي ".
السلسلة الضعيفة - (ج 2 / ص 366)
867 - " يقول الله عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده: إني
لم أجعل علمي و حكمي فيكم إلا و أنا أريد أن أغفر لكم، على ما كان فيكم، و لا
أبالي ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 257):
موضوع بهذا التمام. رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (1/ 137 / 2):
حدثنا أحمد بن زهير التستري، قال: حدثنا العلاء بن مسلمة، قال: حدثنا
إبراهيم الطالقاني، قال: حدثنا ابن المبارك عن سفيان عن سماك بن حرب عن
ثعلبة بن الحكم مرفوعا. و رواه أبو الحسن الحربي في " جزء من حديثه " (35 /
2): حدثنا الهيثم بن خلف: حدثنا العلاء بن مسلمة أبو مسلمة أبو سالم: حدثنا
إسماعيل بن المفضل، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك به. قلت: و هذا سند
موضوع فإن مداره على العلاء بن مسلمة بن أبي سالم، قال في " الميزان ": " قال
الأزدي: لا تحل الرواية عنه، كان لا يبالي ما روى. و قال ابن طاهر: كان يضع
الحديث، و قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات ". و كذا في " التهذيب "
، فلم يوثقه أحمد و لذا قال الحافظ في " التقريب ": " متروك، و رماه ابن حبان
بالوضع ". و قد اختلف عليه في شيخه، فأحمد بن زهير سماه إبراهيم الطالقاني،
و الهيثم بن خلف سماه إسماعيل بن المفضل، و أيهما كان فإني لم أعرفهما. و مع
ظهور سقوط إسناد هذا الحديث، فقد تتابع كثير من العلماء على توثيق رجاله و
تقوية إسناده، و هو مما يتعجب منه العاقل البصير في دينه، فهذا المنذري يقول
في " الترغيب " (1/ 60): " رواه الطبراني في " الكبير "، و رواته ثقات ".
و مثله و إن كان دونه خطأ قول الهيثمي في " المجمع " (1/ 26): " رواه
الطبراني في " الكبير " و رجاله موثقون ". و ذلك لأن قوله " موثقون " و إن كان
فيه إشارة إلى أن في رجاله من وثق توثيقا غير معتبر مقبول، فهو صريح بأن ثمة
من وثقه، و قد عرفت آنفا أنه متفق على تضعيفه! و أبعد من هذين القولين عن
الصواب قول الحافظ ابن كثير في " تفسيره " (3/ 141): " إسناده جيد ". و
نحوه قول السيوطي في " اللآلي " (1/ 221): " لا بأس به "، ثم حكى قول
الهيثمي المتقدم. فهذا القول من ابن كثير و السيوطي نص في تقوية الحديث، و
ليس كذلك قول المنذري و الهيثمي، أما قول الهيثمي فقد عرفت وجهه، و أما
المنذري فقوله: " رواته ثقات " غاية ما فيه الإخبار عن أن سند الحديث فيه شرط
واحد من شروط صحته، و هو عدالة الرواة و ثقتهم، و هذا وحده لا يستلزم الصحة،
لأنه لابد من اجتماع شروط الصحة كلها المذكورة في تعريف الحديث الصحيح سنده عند
أهل الحديث. و الخلاصة أن الحديث موضوع بهذا السياق، و فيه لفظة منكرة جدا و
هي قعود الله تبارك و تعالى على الكرسي، و لا أعرف هذه اللفظة في حديث صحيح،
و خاصة أحاديث النزول و هي كثيرة جدا بل و هي متواترة كما قطع بذلك الحافظ
الذهبي في " العلو " (ص 53، 59)، و ذكر أنه ألف في ذلك جزءا. و قد روي
الحديث بدون هذه اللفظة من طرق أخرى كلها ضعيفة، و بعضها أشد ضعفا من بعض
، فلابد من ذكرها لئلا يغتر بها أحد لكثرتها فيقول: بعضها يقوي بعضا! كيف و
قد أورد بعضها ابن الجوزي في " الموضوعات "؟!. اهـ.
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:12 ص]ـ
اسألكم الدعاء بالتوفيق الى صواب
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 02:45 ص]ـ
قد لخص الشيخ صالح آل الشيخ القول الصواب تلخيص عارف بقواعد الاعتقاد و أصول الاسلام و لهذا ترى كبار النظار ممن خبر أصول الاسلام كشيخ الاسلام تخف عبارته في مثل هذه المواضع و لاأدري ما وجه اعتراض المعترض عليه بفهم السلف فالشيخ حفظه الله قد وجه عباراتهم التوجيه الصحيح و الذي يفسر بذكاء صدور الانكار منهم على الجهمية مع كون النصوص الواردة في ذلك مقطوع ببطلانها و ان سلمنا جدلا أن تخريج الشيخ لعبارات السلف متعارض مع فهمهم - و هو ما يعلم بأبسط نظرة أنه خلاف الواقع- و أنهم أفهم لنصوص الشرع منه لزمه مثل ما ألزم غيره فيقال له أتبث العرش و اذكر لنا أين هو النص الصحيح الذي تريد الزام الناس بفهم السلف له؟ و معلوم أن فهم السلف لا يلزم الا بنص و الا قلبت أصول الشرع و جعلت قول السلف أعلى من النص و هذا مع أن الاجماع نفسه لا يلزم الا ان كان له مستند فكيف و قد ذكر الخلاف في المسألة.؟
و من جهة أخرى و من أين لك بأن فهمك لفهم السلف أحسن من فهم الشيخ صالح له؟ ان كان بدعوى فقبول دعواه أقرب الينا لأنه أعلم و ان كان بدليل فقد عادت العمدة على الدليل الصحيح و هو ما تعدمه
و الله أعلم بالحال و المآل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/229)
ـ[آل حمدال]ــــــــ[26 - 11 - 06, 09:28 ص]ـ
- أحمد بن سلمان بن الحسن أبو بكر النّجاد (348هـ)
قال عنه في [السير (15/ 502)]: "الإمام، المُحدِّث، الحافظ، الفقيه، المُفتي، شيخ العراق"
وقال في تاريخ بغداد (4/ 190):"وهو ممن اتسعت رواياته، وانتشرت أحاديثه .. كان صدوقًا، عارفًا، جمع المسند، وصنّف في السُّنن كتابًا كبيرًا.
- قال أبو بكر النجاد: سألت أبا يحيى النَّاقِدَ، ويعقوب المُطوّعيَّ، وعبدالله بن أحمد بن حنبل، وجماعة من شُيوخنا، فحدّثوني بحديثِ محمد بن فضيل عن ليثٍ عن مُجاهد.
وسألت أبا الحسن العطار عن ذلك، فحدّثني بحديث مُجاهد. ..
قال النّجاد: ثم نظرت في كتاب أحمد بن الحجاج المروذيّ، - وهو إمامنا وقُدوتنا، والحُجّة لنا في ذلك - فوجدتُ فيه ما قد ذكرهُ من ردَّ حديث عبدالله بن سلام، ومُجاهد، وذكر أسماء الشُّيوخ الذين أنكروا على من ردَّ ذلك، أو عارضه.
قال النّجَّادُ: فالذي ندينُ الله تعالى به، ونعتقِدُهُ، ما قد رسمناهُ، وبيّنَّاهُ من معاني الأحاديث المُسندة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما قاله عبدالله بن العبّاس، ومن بعده من أهل العلم، وأخُذُوا به كابرًا عن كابرٍ، وجيلاً عن جيلٍ إلى وقت شُيوخِنا في تفسير قوله تعالى: (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)، أن المقام المحمود هو: قعودُهُ مع رَبّه على العرشِ،
وكان من جَحَدَ ذلك وتكلَّمَ فيه بالمعارضةِ إنّما يُريدُ بكلامِهِ في ذلك كلام الجهميّة، يُجانب ويُباينُ، ويُحذَّرُ عنه،
وكذلك أخبرني أبو بكرٍ الكاتبُ عن أبي داود السِّجستاني أنّه قال: من ردَّ حديث مُجاهدٍ فهو جهميّ.
وحدثنا محمد بن صُهيب، وجماعة من شُيوخنا، عن محمد بن عبدالملك الدَّقيقيّ، قال: سمعت هذا الحديث مُنذُ خمسين سَنةٍ، ما سمعت أحدًا يُنكرُهُ، إنّما يُكاذِبُهُ الزَّنادقةُ والجهميّة.
قال النَّجادُ: وذكرَ لنا أبو إسماعيل السُّلميّ أمرَ التِّرمذيّ الذي ردَّ فضيلةَ النبي صلى الله عليه وسلم، وصغَّرَ أمره، وقال: لا يؤمن بيومِ الحِسابِ.
قال النّجاد: وعلى ذلك من أدركتُ من شيوخنا أصحاب أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل، فإنّهم مُنكِرون على من رَدّ هذه الفضيلة، ولقد بيّن اللهُ ذلك على ألسِنَةِ أهل العلم، على تقادم الأيامِ، فتلقَّاهُ النَّاسُ بالقبولِ، فلا أحد يُنكرُ ذلك، ولا يُنازِعُ فيه ...
فهذا مذهبُنا، وديننا، واعتقادُنا، وعليه نشأنا ونحن عليه إلى أن نموت إن شاء الله، فلزِمنا الإنكارُ على من رَدَّ هذه الفضيلة التي قالها العلماء، وتلَقّوها بالقبولِ، فمن رَدَّها فهو من الفرقِ الهالكة. اهـ["طبقات الحنابلة" (3/ 19 - 21)]
- أبو بكر محمد بن الحسين بن عبدالله الآجري (360هـ)
"الإمام، المُحدّث، القُدوة، شيخ الحرم الشَّريف .. كان صدوقًا، خيِّرًا، عابدًا، صاحب سُنّةٍ واتِّباعَ". ["السير" (16/ 133)]
- قال الآجري رحمه الله في ["الشريعة" (4/ 1604)]: (باب ذكر ما خصّ الله عزّ وجلّ به النبي صلى الله عليه وسلم من المقام المحمود القيامة):
"وأما حديث مُجاهد .. فقد تلقّاه الشُّيوخ من أهل العلم والنَّقل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تلَقّوها بأحسن تلقٍّ، وقبلوها بأحسن قبول، ولم يُنكروها، وأنكروا على من ردَّ حديث مُجاهدٍ إنكارًا شديدًا، وقالوا: من ردَّ حديث مجاهد فهو رجلُ سُوء.
قلت: فمذهبنا - والحمد لله - قبول ما رسمناه في هذه المسألة مما تقدّم ذكرنا له، وقبول حديث مُجاهد، وترك المعارضة والمناظرة في ردِّه، والله الموفق لكُلّ رشادٍ، والمعين عليه. اهـ
- قال الشيخ صالح الفوزان:
في ["التعليق المختصر على القصيدة النونية" (2/ 453)] وهو يتكلم عن أثر مجاهد:
فهذا دليل على علوّ الله تعالى عرشه سبحانه وتعالى، وهذا حديث صحيح وإن كان يُشوِّش على ضعاف الإدراك فلا عبرة بهم؛ لأنه لا يمكن أن يُقال هذا الكلام من جهة الاجتهاد، أو الرأي، بل له حُكم الرّفع. اهـ
وقال في شرحه لقول ابن القيم:
إن كان تجسيما فإن مجاهدًا .. هو شيخهم بل شيخه الفوقاني
ولقد أتى ذكر الجلوس به وفي .... أثرًا رواه جعفر الرباني
قال الشيخ: إن كان هذا الذي ورد عن مجاهد تجسيما فإن مجاهد يعتبر شيخ المجسمة عندكم، بل يكون أيضا ابن عباس رضي الله عنه شيخه شيخ المجسمة على زعمكم لأنه أخذه عن ابن عباس.
وقد روى هذا التفسير عن جعفر بن أبي طالب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وله طرق أخرى فلم ينفرد به مجاهد ..
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[26 - 11 - 06, 09:30 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي آل حمدال على هذه النقول وزيادة الإيضاح.
وماذكرته يا أخي الفاضل محب البويحياوي بقولك عن الأخ آل حمدال (و من جهة أخرى و من أين لك بأن فهمك لفهم السلف أحسن من فهم الشيخ صالح له؟ ان كان بدعوى فقبول دعواه أقرب الينا لأنه أعلم) فالأخ آل حمدال لم يذكر فهمه بل ذكر فهم السلف لهذا الأثر،
وعلى ماذكرت أنت أقول لك إن كان بدعوى فقبول فهم الشيخ صالح الفوزان أقرب إلينا لأنه أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/230)
ـ[ممدوح الرويلي]ــــــــ[26 - 11 - 06, 10:59 م]ـ
قال الشيخ صالح ال الشيخ
(ولهذا كان هذا الأثر عن مجاهد في إجلاس النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ على عرش الله جل وعلا أنه فارق بين أهل السنة وأهل البدعة والتجهم، لأن أهل السنة يروونه ويقبلون ما جاء به مجاهد في هذا الحديث لكن ما تفرد به من جهة الإجلاس لا يأخذون به ويقولون هو من قول مجاهد وعلى عهدته لكن هو يشمل العلو والاستواء وهذا رواه أهل الحديث والأمة وتلقته - تلقت يعني مضمونه - بالقبول.
هذا مثل حديث الأوعال، له نظائر، في أحاديث تضعف أسانيدها وبعضها يكون واهيا.
لو رأيت مثلا كتاب العرش وما جاء فيه لابن أبي شيبة تجد فيه أخبارا ضعيفة وأخبارا ضعيفة جدا إلى آخره يريد الناقل يريد المؤلف بذلك أن هذه الأخبار قبلها أهل السنة يعني قبلوا بمضمونها بما دلت على استواء الله على عرشه ودلت على علو الذات لله تبارك وتعالى)
أخي الكريم ما نقلت عن الشيخ صالح الفوزان (ممكن أن يحمل على قبول مضمونه كما قال الشيخ صالح ال الشيخ (قبول مضمونه)
--------
قال الشيخ صالح الفوزان:
في ["التعليق المختصر على القصيدة النونية" (2/ 453)] وهو يتكلم عن أثر مجاهد:
فهذا دليل على علوّ الله تعالى عرشه سبحانه وتعالى، وهذا حديث صحيح وإن كان يُشوِّش على ضعاف الإدراك فلا عبرة بهم؛ لأنه لا يمكن أن يُقال هذا الكلام من جهة الاجتهاد، أو الرأي، بل له حُكم الرّفع. اهـ
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[27 - 11 - 06, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم
اشكر الأخ ممدوح الرويلي فإنه دقيق في كلامه جدا فإن الأثر عن مجاهد منكر بل ضعيف جدابل في بعض طرقه موضوع
أما أخونا الفاضل آل حمدان فللأسف اخي الكريم لم ترد برد علمي حديثي عن سند الأثر بل رحت تذكر مدائح العلماء لمن صححه تاركا السند!!!!! وكأن الذين صححواه معصومين ويجب اتباعهم دون دليل صحيح!!
فرأيتك تأتي بنقول فيها مدح من صحح اثر مجاهد الضعيف جدا!!!
الأثر وكل ما جاء في الجلوس ضعيف جدا بل فيه كذابين أما من صححه فمردود كلامه وإن مدحه العلماء وقالوا انه صدوق او غير ذلك لأن من صححه غير معصوم فليس لك أن تلزمني بإعتقاد ضعيف جدا او موضوع من خلال عالم اخطأ وصحح حديث فقط لأنك ترى المصحح للحديث عالم مدحه العلماء
هذا تصرف غريب منك هداني الله واياك
راجع كلام الذهبي والألباني في تضعيف الأثر وراجع ادلتهم القوية جدا في مشاركتي السابقة
فالحديث ضعيف جدا بالأدلة
ولكن يا آل حمدان إذا كنت تريد إثبات الذي تقوله كان عليك أن تأت بدليل على صحية سند الحديث ولا تأت بمدح العلماء لمن صححه فنحن لا نطعن في من صححه بل نقول اخطأ ونعتذر له
آل حمدان للأسف يبدو انك لم تقرأ ما نقلته في مشاركتي فإن الذهبي والألباني وضحوا بالأدلة عدم ثبوت اثر مجاهد وغيره وضعفه الشديد ونكارته بل ووضعه في بعض الطرق
فعليك أن تثبت بالدليل صحة السند عن مجاهد أو غيره
فأنا انتظر منك ردا علميا يوضح ان سند مجاهد صحيح بالدليل وليس بقول من قال بصحته لأن تصحيحهم مردود بأن سند مجاهد ضعيف جدا ومنكر بل ومن طرقه ما هو موضوع وقد ذكرت لك ادلة الذهبي والألباني فأذكر لي ادلة من صححه بدل أن تأتيني بكلامهم في تصحيحه دون دليلهم
بدل ان تلمح الى ان من انكر هذا ألأثر الضعيف جدا بأنه جهمي لأن هذا لن يوصلك الى شيء دون ان تثبت صحة هذا الأثر بالدليل من خلال السند لا من خلال قول من قال بصحته وإن كان علامه فقوله مرود بالدليل فراجع كلام الذهبي والألباني وادلتهم فهل هم جميه عندك!!!
وأجدك من خلال نقولك تلمح الى ان من ضعفه يدعي ان من صححه مجسم وهذه تهمة رددت عليها في مشاركتي السابقة وقالت ما نصه:
(كون بعض العلماء قال بصحتها فنعتذر لهم بأنهم اعتقدوا صحتها وقالول بأنه جلوس وإستقرار يليق بالله دون تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تحريف فهو جلوس وإستقرار لا يماثل جلوس المخلوق ولا يشبهه خلافا للمشبهة الذين قالوا يجلس كجلوسنا)
ارجو من الأخ آل حمدان أن يأخذ قولي براحبة صدر
ـ[عمر بن نوح الدمري]ــــــــ[27 - 11 - 06, 11:44 م]ـ
بارك الله فيكم أيها الإخوة الأفاضل على هذه البحوث القيمة التى أفضتمو نى إياها
الله أسأل أن يجعله في ميزان حسناتكم جميعا
والسلام عليكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/231)
أبو عمير عمر بن نوح الدمري (صاحب السؤال)
ـ[آل حمدال]ــــــــ[28 - 11 - 06, 07:17 م]ـ
الأخ الرويلي:
قول الشيخ صالح: لكن ما تفرد به - مجاهد- من جهة الإجلاس لا يأخذون به، ويقولون هو من قول مجاهد وعلى عهدته ....
كلام الشيخ صالح يستدل له على هذا الفهم من كلام السلف وتصريحهم بذلك،
لا يستدل به إن كان مخالفًا لصريح قولهم، وهو كذلك هنا؛
فقد نصوا صراحة على قضية إجلاس النبي صلى الله عليه وسلم، كما ذكرت لك نص كلامهم فيما كتبت سابقًا من الآثار كقول: أبي بكر بن أبي طالب، و عبدالوهاب الورّاق، ومحمد بن إسماعيل السّلمي، محمد بن مُصعب العابد، وأبي العباس هارون بن العباس الهاشمي، والدارقطني، وأبي بكر الآجري رحمهم الله تعالى وغيرهم
ولم يكتفوا بقضية الاستواء فقط كما قال الشيخ.
فهل فهم الشيخ لأقوال السلف مقدم على فهم هؤلاء؟!!
فلا أعلم لا من المتقدمين ولا من المتأخرين من نصَّ على أن السلف الصالح لم يأخذوا بقول مجاهد في إجلاس النبي صلى الله عليه وسلم،
فها هي كتب العقائد كالشريعة للآجري، ولإبانة لابن بطة وغيرها تذكر في أبواب فضائل النبي ? إجلاسه على العرش.
فإن كنت وقفت على مخالفٍ لهم من أهل السنة فسمهم لنا.
نعم، قد تقول أن فهم الشيخ صالح أولى من فهمك لنصوص السلف.
فهذا ليس من فهمي، بل بالصريح أقول أهل السنة من المتقدمين، وقد ذكرت بعضهم،
ومن المتأخرين ممن هو أعلم من الشيخ صالح، وأفهم منه لنصوص السلف، بل هو شيخ شيوخه في اتباع السنة والآثار، وهو الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، فقد نسب إجلاس النبي صلى الله عليه وسلم إلى قول أهل السنة.
فقال وهو يتكلم عن المقام المحمود للنبي صلى الله عليه وسلم؛ [والكلام عن المقام المحمود للنبي صلى الله عليه وسلم وليس على مسألة الاستواء، فاتنبه!]:
قيل: الشفاعة العُظمى،
وقيل: إِنه إِجلاسه معه على العرش كما هو المشهور من قول أَهل السنة.
والظاهر أَنه لا منافاة بين القولين،
فيمكن الجمع بينهما بأَن كلاهما من ذلك.
والإِقعاد على العرش أَبلغ.
فهذا نص كلامه رحمه الله تعالى؛ فقد نسب إجلاس النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشهور من قول أهل السنة، وهو الموافق للآثار السابقة ولفهم السلف،
وهو مقدم في فهم نصوص السلف على قول الشيخ صالح،
خاصة أنه موافق لأقوال أهل السنة من المتقدمين.
فما تقول في هذا؟!!
لماذا لم يفهم الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ما فهمه الشيخ صالح؟!!
ــــــــــــــــــــــــ
الأخ الزهيري
1 - احتجاجك بالذهبي مردود فقد صحح أثر مجاهد، وذكر من أثبته من أهل السنة ولم يتعقبهم بشيء كما في كتابه ["العرش" (2/ 214)] قال: هذا حديثٌ ثابتٌ عن مجاهد.
ثم ذكر من حدث به ومن أثبته من أهل السُّنّة، ولم يتعقبهم بشيء.
وكذا في (2/ 265).
2 - أمّأ دعواك بأن أنظر في الإسناد، وأتكلم عن تصحيحه.
فقد نظر في أسانيد هذه الآثار أئمة هذا الشأن أئمة الجرح والتعديل، ممن هم أعلم بأضعاف أضعاف من المتأخرين.
فقبلوها، وصححوها، وتلقوها بالقبول،
وليت الأمر وقف على ذلك، بل طعنوا فيمن ردها أو ضعفها.
فهل تعتقد أن هؤلاء الأئمة قبلوا هذه الآثار هكذا جزافًا من غير دراسة لها وتتبع لأسانيدها؟!!
وخاصة أنها مسألة عقدية، فهي مسألة بين أهل السنة والجهمية،
وليس الذي قبلها اثنان أو ثلاثة منهم كما تقول، بل كلهم قبلوها، ويحكون أنهم أدركوا عليها شيوخهم من خمسين إلى ستين سنة كما سبق من كلامهم رحمهم الله تعالى.
فأنت لم تقتنع بحكم أئمة الجرح والتعديل::كأحمد، وإسحاق بن راهويه، وأبي داود، والدارقطني، والطبراني، والآجري، وابن بطة، والبربهاري وغيرهم ممن صنف في أبواب الاعتقاد والسنة مما يطول ذكرهم في تصحيحهم لهذه الآثار وقبولهم لها، فكيف ستقبل قولي دونهم؟!!
3 - الألباني نظر في أسانيد هذه الآثار فماذا كانت النتيجة؟
توصل إلى عدة نتائج:
أ- توصل إلى ضعف هذه الآثار.
ب- أنّها لو صحت عن قائلها لردت كذلك؛
لأن في متنها نكارة، ونسبت إلى الله مالا يجوز نسبته إليه!!
ج- تخطئة كل من قبل هذه الآثار وتلقاها بالقبول - وهم أهل السنة والجماعة قاطبة من القرن الثاني إلى القرن الخامس عشر الهجري!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/232)
د- تقوية ونصرة ما يدعيه أهل البدع والأهواء من إتهامهم لأهل السنة والجماعة أنهم يحتجون في أبواب العقيدة بالآثار والأحاديث الضعيفة بل والمنكرة.
د- الانتصار لقول الجهمية على قول أهل السنة والجماعة؛
وبيان ذلك:
أن السلف اختلفوا مع الجهمية في قبول أثر مجاهد وما دل عليه من الإجلاس.
فذهب السلف الصالح إلى قبول هذه الآثار وتلقيها بالقبول، والطعن على من أنكرها أو ردها، وتبعهم على ذلك أهل السنة على مر القرون.
وذهبت الجهمية إلى رد هذه الآثار وما دلت عليه.
فرجح الشيخ الألباني بعد النظر في الأسانيد أن الصواب مع الجهمية في هذه المسألة العقدية.
وأن كل ماحتج به أهل السنة من الآثار لا تقوم به الحجة، بل لو صحت لما جاز الاستدلال بها أصلاً.
هـ- رسم لنا منهجًا جديدًا:
وهو لا عبرة بأقوال أهل السنة والجماعة مهما كانوا، ومهما اجتمعوا على قول، فهم رجال ونحن رجال.
فكما ينظرون في الأسانيد ويحكمون عليها، فنحن ننظر، ونحكم عليها، ولا يلزمنا قولهم، مهما كانوا، ومهما اتفقوا على قول، فلا يلزمني
حتى ولو كانت المسألة من مسائل التوحيد والعقيدة كهذه المسألة!!
وكحديث الصورة (خلق الله آدم على صورة الرحمن) وتأويله له موافقة لقول الجهمية ومخالفة لقول أهل السنة وغيرها من مسائل العقيدة والتوحيد،
لا المسائل التي يسوغ في الخلاف والاجتهاد!!
وأنت - للأسف - من ضحايا هذا المنهج الجديد،
آتيك بأقوال أهل السنة والجماعة وآثارهم، وتصريحهم بصحتها وطعنهم في من ردها وأنه رجل سوء وصاحب بدعة،
ومع هذا تردها بكل سُهولة، وتقول: أنهم أخطؤوا، ولا يلزمني قولهم، ولا عبره به،
وتذهب إلى قول الجهمية لبيان حجتهم عندك وظهورها.
ألا يسعك ما وسع السلف الصالح؟
أما إن كان لك سلف في رد هذا الآثار والطعن فيها من المتقدمين غير الجهمية فسمهم لنا حتى نعرفهم ونقول لك أن تختار من كلام أهل السنة ما شئت، بعد النظر والاجتهاد.
والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــ
- قال الآجري رحمه الله ["الشريعة" (1/ 301)]: علامة من أراد الله به خيراً سلوك هذه الطريق: كتاب الله، وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنن أصحابه رضي الله عنهم، ومن تبعهم بإحسان, ومن كان عليه أئمة المسلمين في كل بلد، إلى آخر ما كان من العلماء، مثل: الأوزاعي، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، والشافعي، وأحمد بن حنبل، والقاسم بن سلام، ومن كان على طريقتهم، ومجانبة كل مذهب لا يذهب إليه هؤلاء العلماء.
- وقال البربهاري رحمه الله: فالله الله في نفسك، وعليك بالآثار، وأصحاب الآثار، والتقليد، فإنّ الدين إنّما هو التقليد - يعني للنبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين - ومن قبلنا لم يدعونا في لَبسٍ، فقلّدهم واسترح، ولا تجاوز الأثر، وأهل الأثر. ["طبقات الحنابلة" (2/ 39)]
- قال الآجري رحمه الله تعالى:
"وأما حديث مُجاهد .. فقد تلقّاه الشُّيوخ من أهل العلم والنَّقل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تلَقّوها بأحسن تلقٍّ، وقبلوها بأحسن قبول، ولم يُنكروها، وأنكروا على من ردَّ حديث مُجاهدٍ إنكارًا شديدًا، وقالوا: من ردَّ حديث مجاهد فهو رجلُ سُوء.
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[29 - 11 - 06, 12:29 ص]ـ
أخرج الهروي في "ذم الكلام" عن الأوزاعي رحمه الله قال: "عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوها بالقول".
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[29 - 11 - 06, 10:11 ص]ـ
السلام عليكم
أولا تضعيف الألباني لا يعني انتصارا للجهمية فالمسألة مسألة صحة السند من عدمها وليست إنتصار للمبتدعة الجهمية!!! كما أن الموضوع خلافي اصلا بين أهل السنة على الرغم من كثرة المصححين لتلك الآثار الضعيفة فلا يوجد إجماع بين العلماء على قبوله ولك ان تراجع ما نقله ابن جرير الطبري في تفسيره للمقام المحمود فذكر قولين القول الأول الشفاعة والثاني الجلوس على العرش او الكرسي فإذن الموضوع خلافي وليس إجماع حتى تلزم الألباني أو غير الألباني من أهل السنة بقول لا دليل عليه صحيح السند
فبقي أن تثبت صحة السند وإلا فالمسألة اصبحت دجل عقيم مع مقلد يزعم أن الألباني ينتصر للجهمية!!! لعن الله التعالم ماذا فعل بأصحبه تتهم الألباني بالإنتصار للجهمية في موضوع خلافي!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/233)
ثانيا الذهبي ضعف الأثر وسكت عن تصحيحه في موضع آخر فإحتجاجي صحيح راجع مشاركتي قبل التي رددت عليها لترى كلام الألباني وتقله تردد الذهبي بين التضعيف والسكوت عن من صححه
أما إدعائك الإجماع فهذا رددت عليه في النقطة الأولى فلك ان تراجع ما نقله ابن جرير الطبري في تفسيره للمقام المحمود فذكر قولين القول الأول الشفاعة والثاني جلوس النبي صلى الله عليه وسلم على العرش او الكرسي فإذن الموضوع خلافي وليس إجماع حتى تلزم الألباني أو غير الألباني من أهل السنة بقول لا دليل عليه صحيح السند وهو أن هنالك إختلاف بين اهل في هذا الموضوع والألباني قدم أدلته وأنت لم تعلق بشيء على أدلته إلا بأن كثيرين صححوها وإدعاء إجماع غير موجود أصلا!!!
فالباحث عن الحق بشكل علمي حديثي يثبت صحة السند من خلال علم الحديث
والغريب أنت قلت هذه العبارة مستغربا مني!!! (فهل تعتقد أن هؤلاء الأئمة قبلوا هذه الآثار هكذا جزافًا من غير دراسة لها وتتبع لأسانيدها؟!!)
أقول سبحان الله يبدو أن العلماء معصومين وإن صححوا سندة ضعيف!!! إلا إن كنت تريد أن أجمعوا وهذا الإجماع غير موجود ولذلك ذكر الطبري في تفسيره قولين في تفسير المقام المحمود احدها الشفاعة والآخر جلوس النبي على العرش او الكرسي ونقل كل من القولين عن السلف ولو كانوا مجمعين لما ذكر القولين في تفسير المقام المحمود!!!
ولم تكتفي بهذا بل جئت بحديث آخر ضعيف ضعفه ليس الألباني فقط كما تزعم!!! بل ضعفه ابن خزيمة وغيره وذكر له علل والحديث ضعيف وإن صححه بعض العلماء إلا إن كنت تعتقد عصمة بعض علماء السلف دون بعض!!! تهجم عجيب وتأويله كان ليس لهذا الحديث الضعيف بل للحديث الصحيح الذي في صحيح البخاري بلفظ (خلق الله آدم على صورته طوله ستين ذراعا) وسبقه الى هذا التأويل إبن خزيمة وهو أن الضمير الهاء في صورته وطوله يعودان على آدم أي أن الله خلقه بدون رحم على طوله وصورته الكاملة من غير أم وهذا التأويل صحيح لغة ومعنا وقد سبقه اليه ابن خزيمة فيا ليت شعري كم تجازف في كلامك على محدث الشام رحمه الله
هذا كلام الألباني بخصوص هذا الحديث الضعيف:
السلسلة الضعيفة - (ج 3 / ص 175)
1176 - " لا تقبحوا الوجه ; فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن عز وجل ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (3/ 316):
ضعيف
أخرجه الآجري في " الشريعة " (ص 315) و ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 27)
و الطبراني في " الكبير " (3/ 206/2) و الدارقطني في كتاب " الصفات " (64/ 48
) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " (ص 291) من طرق عن جرير بن عبد الحميد
عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر مرفوعا.
و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين و لكن له أربع علل، ذكر ابن خزيمة ثلاثة
منها فقال:
إحداها: أن الثوري قد خالف الأعمش في إسناده فأرسله الثوري و لم يقل: " عن
ابن عمر ".
و الثانية: أن الأعمش مدلس لم يذكر أنه سمعه من حبيب بن أبي ثابت.
و الثالثة: أن حبيب بن أبي ثابت أيضا مدلس لم يعلم أنه سمعه من عطاء ثم قال:
" فمعنى الخبر - إن صح من طريق النقل مسندا - أن ابن آدم خلق على الصورة التي
خلقها الرحمن حين صور آدم ثم نفخ فيه الروح ".
قلت: و العلة الرابعة: هي جرير بن عبد الحميد فإنه و إن كان ثقة كما تقدم فقد
ذكر الذهبي في ترجمته من " الميزان " أن البيهقي ذكر في " سننه " في ثلاثين
حديثا لجرير بن عبد الحميد قال:
" قد نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ ".
قلت: و إن مما يؤكد ذلك أنه رواه مرة عند ابن أبي عاصم (رقم 518) بلفظ:
" على صورته ". لم يذكر " الرحمن ". و هذا الصحيح المحفوظ عن النبي صلى الله
عليه وسلم من الطرق الصحيحة عن أبي هريرة، و المشار إليها آنفا.
فإذا عرفت هذا فلا فائدة كبرى من قول الهيثمي في " المجمع " (8/ 106):
" رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن إسماعيل الطالقاني و هو ثقة
، و فيه ضعف ".
و كذلك من قول الحافظ في " الفتح " (5/ 139):
" أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " و الطبراني من حديث ابن عمر بإسناد رجاله
ثقات ".
لأن كون رجال الإسناد ثقاتا ليس هو كل ما يجب تحققه في السند حتى يكون صحيحا،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/234)
بل هو شرط من الشروط الأساسية في ذلك، بل إن تتبعي لكلمات الأئمة في الكلام
على الأحاديث قد دلني على أن قول أحدهم في حديث ما: " رجال إسناده ثقات "،
يدل على أن الإسناد غير صحيح، بل فيه علة و لذلك لم يصححه، و إنما صرح بأن
رجاله ثقات فقط، فتأمل.
ثم إن كون إسناد الطبراني فيه الطالقاني لا يضر لو سلم الحديث من العلل السابقة
، لأن الطالقاني متابع فيه كما أشرت إليه في أول هذا التخريج.
و قد يقال: إن الحديث يقوى بما رواه ابن لهيعة بسنده عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ
:
" إذا قاتل أحدكم فليتجنب الوجه فإنما صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن "
.
قلت: قد كان يمكن ذلك لولا أن الحديث بهذا اللفظ منكر كما سبق بيانه آنفا،
فلا يصح حينئذ أن يكون شاهدا لهذا الحديث.
و منه تعلم ما في قول الحافظ في " الفتح " بعد أن نقل قول القرطبي:
" أعاد بعضهم الضمير على الله متمسكا بما ورد في بعض طرقه إن الله خلق آدم على
صورة الرحمن، قال: و كأن من رواه [رواه] بالمعنى متمسكا بما توهمه فغلط في
ذلك، و قد أنكر المازري و من تبعه صحة هذه الزيادة، ثم قال: و على تقدير
صحتها فيجمل على ما يليق بالباري سبحانه و تعالى "، فقال الحافظ:
" قلت: الزيادة أخرجها ابن أبي عاصم في " السنة " و الطبراني من حديث ابن عمر
بإسناد رجاله ثقات، و أخرجها ابن أبي عاصم أيضا من طريق أبي يونس عن أبي هريرة
بلفظ يرد التأويل الأول، قال: " من قاتل فليتجنب الوجه فلأن صورة وجه الإنسان
على صورة وجه الرحمن ". فتعين إجراء ما في ذلك على ما تقرر بين أهل السنة من
إمراره كما جاء من غير اعتقاد تشبيه، أو من تأويله على ما يليق بالرحمن جل
جلاله ".
قلت: و التأويل طريقة الخلف، و إمراره كما جاء طريقة السلف، و هو المذهب،
و لكن ذلك موقوف على صحة الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، و قد علمت أنه
لا يصح كما بينا لك آنفا، و إن كان الحافظ قد نقل عقب كلامه السابق تصحيحه عن
بعض الأئمة، فقال:
" و قال حرب الكرماني في " كتاب السنة ": سمعت إسحاق بن راهويه يقول: صح أن
الله خلق آدم على صورة الرحمن. و قال إسحاق الكوسج: سمعت أحمد يقول: هو حديث
صحيح ".
قلت: إن كانوا يريدون صحة الحديث من الطريقين السابقين فذلك غير ظاهر لنا
و معنا تصريح الإمام ابن خزيمة بتضعيفه و هو علم في الحديث و التمسك بالسنة
و التسليم بما ثبت فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم و معنا أيضا ابن قتيبة حيث
عقد فصلا خاصا في كتابه " مختلف الحديث " (ص 275 - 280) حول هذا الحديث
و تأويله قال فيه:
" فإن صحت رواية ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فهو كما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تأويل و لا تنازع ".
و إن كانوا وقفوا للحديث على غير الطريقين المذكورين، فالأمر متوقف على الوقوف
على ذلك و النظر في رجالها، نقول هذا لأن التقليد في دين الله لا يجوز، و لا
سيما في مثل هذا الأمر الغيبي، مع اختلاف أقوال الأئمة في حديثه، و أنا
أستبعد جدا أن يكون للحديث غير هذين الطريقين، لأن الحافظ لم يذكر غيرهما،
و من أوسع اطلاعا منه على السنة؟ نعم له طرق أخرى بدون زيادة " الرحمن " فانظر
: " إذا ضرب أحدكم .. " و " إذا قاتل أحدكم ... " في " صحيح الجامع " (687
و 716) و غيره.
و خلاصة القول: إن الحديث ضعيف بلفظيه و طريقيه، و أنه إلى ذلك مخالف
للأحاديث الصحيحة بألفاظ متقاربة، منها قوله صلى الله عليه وسلم:
" خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا ".
أخرجه الشيخان و غيرهما " الصحيحة 450 ".
(تنبيه هام): بعد تحرير الكلام على الحديثين بزمن بعيد وقفت على مقال طويل
لأخينا الفاضل الشيخ حماد الأنصاري نشره في مجلة " الجامعة السلفية " ذهب فيه
إلى اتباع - و لا أقول تقليد - من صحح الحديث من علمائنا رحمهم الله تعالى،
دون أن يقيم الدليل على ذلك بالرجوع إلى القواعد الحديثية و تراجم الرواة التي
لا تخفى على مثله، لذلك رأيت - أداء للأمانة العلمية - أن أبي بعض النقاط التي
تكشف عن خطئه فيما ذهب إليه مع اعترافي بعلمه و فضله و إفادته لطلبة العلم
و بخاصة في الجامعة الإسلامية جزاه الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/235)
أولا: أوهم القراء أن ابن خزيمة رحمه الله تعالى تفرد من بين الأئمة بإنكاره
لحديث " على صورة الرحمن " مع أن معه ابن قتيبة و المازري و من تبعه، كما تقدم
، و هو و إن كان ذلك في آخر البحث، فقد كان الأولى أن يذكره في أوله حتى تكون
الصورة واضحة عند القراء.
ثانيا: نسب إلى الإمام مالك رحمه الله أنه أنكر الحديث أيضا قبل ابن خزيمة!
و هذا مما لا يجوز نسبته للإمام لأمرين:
الأول: أن الشيخ نقل ذلك عن الذهبي، و الذهبي ذكره عن العقيلي بسنده: حدثنا
مقدام بن داود .. إلخ، و مقدام هذا يعلم الشيخ أنه متكلم فيه، بل قال النسائي
فيه: " ليس بثقة " فلا يجوز أن ينسب بروايته إلى الإمام أنه أنكر حديثا صحيحا
على رأي الشيخ، و على رأينا أيضا لما يأتي.
و الآخر: أن الرواية المذكورة في إنكار مالك ليس لهذا الحديث المنكر، و إنما
للحديث الصحيح المتفق عليه فإنه فيها بلفظ: " إن الله خلق آدم على صورته ".
و كذلك هو عند العقيلي في " الضعفاء " (2/ 251) في هذه الرواية، فحاشا الإمام
مالك أن ينكر الحديث بهذا اللفظ الصحيح أو غيره من الأئمة. و لذلك فالقارئ
العادي يفهم من بحث الشيخ أن الإمام ينكر هذا الحديث الصحيح!
ثالثا: ساق إسناد حديث ابن عمر أكثر من مرة، و كذلك فعل بحديث أبي هريرة دون
فائدة، و ساقهما مساق المسلمات من الأحاديث و هو يعلم العلل الثلاث التي ذكرها
له ابن خزيمة لأنه في صدد الرد عليه، و مع ذلك لم يتعرض لها بذكر! بله جواب،
و كذلك يعلم ضعف ابن لهيعة الذي في حديث أبي هريرة، فلم ينبس ببنت شفة!
رابعا: نقل كلام الذهبي الذي ذكره عقب رواية المقدام، و فيه: أن هذا الحديث
لم ينفرد به ابن عجلان فقد رواه (الأرقام الآتية مني):
1 - همام عن قتادة عن أبي أيوب المراغي عن أبي هريرة.
2 - و رواه شعيب و ابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.
3 - و رواه جماعة كالليث بن سعد و غيره عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة.
4 - و رواه شعيب أيضا و غيره عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبي هريرة
. انتهى.
و أقول: نص كلام الذهبي قبيل هذه الطرق:
" قلت: الحديث في أن الله خلق آدم على صورته ; لم ينفرد به ابن عجلان ... "
إلخ.
فأنت ترى أن كلام الذهبي في واد، و كلام الشيخ في واد آخر. فهذه الطرق
الأربعة ليس فيها زيادة " صورة الرحمن "، و الشيخ - سامحه الله - يسوقها تقوية
لها، و هو لو تأمل فيها لوجدها تدل دلالة قاطعة على نكارة هذه الزيادة، إذ لا
يعقل أن تفوت على هؤلاء و كلهم ثقات، و يحفظها مثل ابن لهيعة، و من ليس له في
العير و لا في النفير! و إني - والله - متعجب من الشيخ غاية العجب كيف يسوق
هذه الروايات نقلا عن الذهبي و هو قد ساقها لتقوية الحديث الصحيح الذي أنكره
مالك بزعم المقدام بن داود الواهي، و الشيخ - عافانا الله و إياه - يسوقها
لتقوية الحديث المنكر!
و إن مما يؤكد أن الذهبي كلامه في الحديث الصحيح و ليس في الحديث المنكر أنه
قال في آخره:
" و قال الكوسج: سمعت أحمد بن حنبل يقول: هذا الحديث صحيح. قلت: و هو مخرج
في الصحاح ".
قلت: فقوله هذا يدلنا على أمرين:
الأول: أنه يعني الحديث الصحيح، لأنه هو المخرج في " الصحاح " كما سبق مني.
و الآخر: أنه هو المقصود بتصحيح أحمد المذكور، فلم يبق بيد الشيخ إلا تصحيح
إسحاق، فمن الممكن أن يكون ذلك فهما منه، و ليس رواية. والله أعلم.
خامسا و أخيرا: قرن الشيخ الحافظ الذهبي و العسقلاني مع أحمد و إسحاق في تصحيح
الحديث.
و جوابي عليه: أن كلام الذهبي ليس صريحا في ذلك، بل ظاهره أنه يعني الحديث
الصحيح. و أما ابن حجر فعمدة الشيخ في ذلك قوله: " رجاله ثقات " و قد علمت
مما سبق أن هذا لا يعني الصحة، و لو سلمنا جدلا أنه صححه هو أو غيره قلنا: * (
هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) *.
و خلاصة (التنبيه) أن الشيخ حفظه الله حكى قولين متعارضين في حديث " على صورة
الرحمن " دون ترجيح بينهما سوى مجرد الدعوى، و ذكر له طريقين ضعيفين منكرين
دون أن يجيب عن أسباب ضعفهما، بل أوهم أن له طرقا كثيرة يتقوى بها، و هي في
الواقع مما يؤكد وهنهما عند العارفين بهذا العلم الشريف و تراجم رواته. و هذا
بخلاف ما صنع شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه " نقض التأسيس " في فصل عقده فيه
لهذا الحديث بأحد ألفاظه الصحيحة: " إن الله خلق أدم على صورته " أرسل إلي
صورة منه بعض الأخوان جزاه الله خيرا فإن ابن تيمية مع كونه أطال الكلام في ذكر
تأويلات العلماء له و ما قالوه في مرجع ضمير " صورته "، و نقل أيضا كلام ابن
خزيمة بتمامه في تضعيف حديث الترجمة و تأويله إياه إن صح، فرد عليه التأويل،
و سلم له التضعيف، و لم يتعقبه بالرد، لأنه يعلم أن لا سبيل إلى ذلك، كما
يتبين للقارىء من هذا التخريج و التحقيق، و لهذا كنت أود للشيخ الأنصاري أن لا
يصحح الحديث، و هو ضعيف من طريقيه، و متنه منكر لمخالفته للأحاديث الصحيحة.
نسأل الله تعالى لنا و له التوفيق و السداد في القول و العمل، و أن يحشرنا في
زمرة المخلصين الصادقين * (يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب
سليم) *.
أنا لا استغرب إتهامك للألباني ولكن لا أعجب فكما قال شيخ مشهور بن حسن آل سلمان حساد الشيخ الألباني كثيرون
الألباني رحمه الله الذي مدحه العلامة إبن باز رحمه الله فقال هو محدث العصر ومدحه العلامة العثيمين رحمه اللهفقال من قال الألباني مرجئي إما لا يعرف الإرجاء وإما لا يعرف الألباني
قال تعالى: وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سورة الأعراف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/236)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[29 - 11 - 06, 03:02 م]ـ
في باب الاعتقاد لا يقبل قول أحد إلا إذا اعتضد بدليل صريح صحيح من كتاب أو سنة أو إجماع.
وحيث لم يثبت في هذه المسألة شيء فكل ما يقال فيها فهو مردود على صاحبه ومعاب عليه.
وأنا أعجب من أخي آل حمدال كيف يتشبث بأثر مجاهد ليثبت لنا أمراً عظيماً كهذا.
إن كثرة التفريعات بنقول أقوال الأئمة والعلماء في أثر مجاهد لا يغير من الحقيقة شيئاً، فلا يقبل قول أحد ما لم يثبت عليه دليل.
نعم لا يُقبل قول أحد مهما كان إلا إذا عضده دليل، وهذا لا يعني أبداً انتقاص الأئمة، لأن أحداً منهم غير معصوم، ونحن متعبدون بكتاب الله وسنة نبيه دون غيرهما، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[29 - 11 - 06, 07:42 م]ـ
الأخ أحمد القيصر جزاك الله خيرا على مشاركتك اصبت وفقك الله
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[29 - 11 - 06, 09:02 م]ـ
كيف يتفق الأئمة من أهل السنة والجماعة على قبول أثر ضعيف؟
هل كانوا يجهلون علم الرجال؟
هل كانوا يجهلون صحة الأثار من ضعفها؟
هل من أتى بعدهم بقرون أعلم منهم بدراسة الأسانيد والحكم على الأحاديث والآثار؟
هل كانوا يجهلون أن هذه مسألة عقدية إيمانية؟
هل من منهج أهل السنة والجماعة الأخذ بأقوال المتأخرين في مسألة ما وترك أقوال الأئمة فيها؟
إن قلتم اجتهدوا فأخطؤا، نقول كيف يجتهدون في مسألة لا اجتهاد فيها؟
إن قلتم ليسوا بمعصومين،نقول لا نقول بعصمتهم ولكن لا يمكن أن يتفقوا جميعاً على أثر ضعيف ويتلقونه بالقبول، ويتضح للمتأخرين أن جميع هؤلاء الأئمة كانوا على خطأ؟
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[29 - 11 - 06, 09:44 م]ـ
((أقول سبحان الله يبدو أن العلماء معصومين وإن صححوا سندة ضعيف!!!))
=============
لا طبعا غير معصومين بل المعصوم الالباني وحده الذي خالف أئمة الحديث في تضعيفه لهذا الأثر وغيره!
----------------------------
((الضمير الهاء في صورته وطوله يعودان على آدم))
============
هذا قول الجهمية هداك الله
وابن خزيمة قد بيّن أهل العلم أنه أخطأ في هذا القول، ولا يتابع عليها، وجعلوا هذا القول من زلات العلماء التي لا تتبع.
وإن فرحت بتضعيف الألباني وقبله ابن خزيمة لحديث الصورة
فلا تنس أنه قد صححه إماما الحديث والجرح والتعديل أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه!
=========
وأما من يدّعي عدم قبول هذه الآثار لأنها غير صحيحة.
فيقال له: ما حجتك؟ ومن سبق إلى هذا القول؟
أما نحن فحجتنا تصحيح أئمة هذا الشأن والمؤتمنين على هذا العلم و على رأسهم الامام احمدبن حنبل -رحمه الله- ومن سلك سبيله من أهل السنة في كل قرن.
وهذا زمان عجيب؛ فيأتي من يسيء إلى السلف الصالح -رحمهم الله- فيتهمهم بالجهل والتعلق بالآثار الضعيفة والموضوعة
وانهم إنما يصححون هذه الآثار مع نكارتها!!
(وهو المسكين في هذه الأزمنة المتأخرة) هو الحريص على سلامة الاعتقاد فلا يقبل (إلا ما صح أو ما صححه الألباني) وإن لم يوافقه أحد من أهل السنة، فأين علم السلف؟
كفى إزراء بالسلف يا هؤلاء،
واتقوا الله واسلكوا سبيل سلفكم الصالح تنجو وتفلحوا
وأما من قال: هم رجال ونحن رجال (كما هو لسان حال البعض هداهم الله) فلا نقول إلا: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
==================
((ونحن متعبدون بكتاب الله وسنة نبيه دون غيرهما، والله تعالى أعلم.))
-------------------------------------------
هذه دعوى أهل البدع جميعًا.
والفارق بيننا وبينهم:
كتاب وسنة
على فهم سلف الأمة.
فسموا لنا سلفكم الصالح في الطعن في هذه الآثار أو ردها، إن كان لكم سلف.
- قال الآجري رحمه الله تعالى:
وأما حديث مُجاهد .. فقد تلقّاه الشُّيوخ من أهل العلم والنَّقل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تلَقّوها بأحسن تلقٍّ، وقبلوها بأحسن قبول، ولم يُنكروها، وأنكروا على من ردَّ حديث مُجاهدٍ إنكارًا شديدًا، وقالوا:
((((((من ردَّ حديث مجاهد فهو رجلُ سُو ء))))))
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[29 - 11 - 06, 10:32 م]ـ
ذكر ابن جرير الطبري أن في تفسير قوله تعالى (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)
ويحتمل أن يكون هذا الخلاف خلافا تنوعا لا خلافا تضادا
وعن صحة أثر مجاهد فإنه صحيح إن شاء الله كما ذهب إلى ذلك أئمة أهل الحديث
وضعفه بعضهم لأجل ليث بن أبي سليم
فلذلك أنقل لكم كلام الشيخ عبد العزيز الطريفي لما ذكر أثر ليث بن أبي سليم عن مجاهد بن جبر أنه قال: إن صوت إبليس ((هو الغناء)).
وقد يشكل على البعض الاستدلال بهذا الأثر وفي إسناده (ليث بن أبي سليم)؟
فيقال أن (ليث بن أبي سليم) وإن كان ضعيفاً بالاتفاق إلا أن روايته عن مجاهد بن جبر في التفسير خاصة صحيحه، وذلك أن ليث بن أبي سليم ضعيفٌ من قِبَل حفظه, ولكنّه يحدّث عن مجاهد بن جبر من كتاب, كما نص على ذلك ابن حبان في "الثقات" وفي "مشاهير علماء الأمصار" قال: (ما سمع التفسير عن مجاهد أحد غير القاسم بن أبي بزة, نظر الحكم بن عتيبة وليث بن أبي سليم وابن أبي نجيح وابن جريج وابن عيينة في كتاب القاسم ونسخوه, ثم دلسوه عن مجاهد.
إذاً فقد ائتمن من جهة روايته من حفظه، فإنه يروي من كتاب.
ومن ضعّف هذا الأثر فقد وَهِمَ وغَلِط، وليس له معرفة بمناهج الأئمة النّقاد.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/237)
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[29 - 11 - 06, 11:04 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أسامة على هذه الفائدة
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[30 - 11 - 06, 12:29 ص]ـ
أبو عبد الإله يبدو لم تقرأ مشاركتي التي رددت فيها على آل حمدان ووضحت ان الموضوع خلافي بين السلف ونقل الطبري القولين وقول الطبري يحتمل انه خلاف تنوع هذا مجرد إحتمال فلا نبني ديننا على إحتمال وقوع إجماع ولم يدعي احد ممن صحح الأثر الضعيف انه معصوم ثم إني لم اقل ان الألباني معصوم وهو تاج على رأس السلفية ولا شك
اما كلام الأخ اسامة فهو مبني على ان ليث بن أي سليم حدث من نسخته وهذا كلام لا يقدر اثباته لأنه يمكن أن يكون حدث من حفظه عن هذه النسخة التي نسخها وهو ضعيف من جهة حفظه فليس كلام قطعي يثبت به صحة الأثر اصلا فضلا عن أن يستدل به على صحة اعتقاد شيء
يبدو أن البعص سيقى يكرر كلام من صححه دون دليل من علم الحديث ولله الحمد وأن رددت عليكم فأكتبوا ما شئتم من نقول عن من صححه لكن اذكروا الدليل في التصحيح من حيث علم الحديث لا قول دون دليل وإلا فكلامي في ردي على آل حمدان في آخر رد لي عليه يكفيكم ولم تعلقوا عليه حديثيا اصلا ولله الحمد فردي اذن على ال حمدان هو رد على كلامكم لأنكم ترددون كلامه دون ادلة من علم الحديث
اقول كلامكم كله رددت عليه ولله الحمد في رد الأخير على آل حمدان فيبدو ان البعض يحاول الهروب من ضعف السند الى من صححه ثم يدعي إجماعا غير موجود فسبحان الله!!!
اما حديث الصورة فالذي فيه صورة الرحمان ضعيف ولا شك وقد وضح ابن خزيمة والألباني ادلة قوية جدا وقد سردت كلام الألباني وغيره في ردي على ال حمدان ولكن لا اجد منكم إلا صححه أئمة صححه أئمة!!! وكأنهم معصومين!!! السلفي يتعبد الله بالدليل الصحيحمن الكتاب والسنة وليس غير بل ادعيتم اجماعا غير موجود!!!
اذا بقي الأخوة لا يعلقون على اسانيد الحديث فهذا يعني عجزهم ولله الحمد وعند ذلك لن استمر في جدال عقيم مع من لا يهمه السند ولا يبحث في صحته من خلال علم الحديث وليس من خلال اقوال دون دليل صحيح
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[30 - 11 - 06, 01:03 ص]ـ
هذه تكملة لردي على ألأخ اسامة
وعلى فرض صحة اثر مجاهد فهو ليس حديث موقوف على صحابي ولا مرفوع من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليكم أن تثبتوا صحته موقوفا على الأقل ومرفوعا وهذا لا يمكن اصلا لأن اثر مجاهد هذا ضعيف اصلا فما بالك بغيره فأقول كما قال العلامة محدث الشام الألباني:
مختصر العلو للألباني رحمه الله- (ج 1 / ص 18)
وخلاصة القول: إن قول مجاهد هذا - وإن صح عنه - لا يجوز أن يتخذ دينا وعقيدة ما دام أنه ليس له شاهد من الكتاب والسنة
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[30 - 11 - 06, 01:03 ص]ـ
عذرا خلل في الجهاز
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[30 - 11 - 06, 05:12 ص]ـ
!
!
!
قبيح بالمسلمين أن يجهلوا معرفة فضائل نبيهم صلى الله عليه وسلم، وما خصه الله عز وجل به من الكرامات والشرف في الدنيا والآخرة.
محمد بن الحسين الآجريّ في "كتاب الشريعة"
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[30 - 11 - 06, 07:58 ص]ـ
هذا إن كانت فضائل صحيحة السند وليس فضائل ضعيفة السند!!!
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[30 - 11 - 06, 03:10 م]ـ
هل رد أقوال السلف التي لم يثبت عليها دليل يُعد بدعة أو كفراً؟
ما هو المصدر الذي يلزم الجميع التسليم والانقياد له؟
لا أعرف أن أحداً ادعى وجوب الأخذ بغير الكتاب والسنة والإجماع.
نحن نتعامل مع قواعد أصولية ثابتة قررها العلماء قاطبة من غير نزاع أنه لا يؤخذ بقول أحد ما لم يعتضد بدليل صحيح من كتاب أو سنة أو إجماع
ولا نسلم لقول أحد إلا إذا أتى بالبرهان على صحة قوله
وعلى رأيكم في قبول أثر مجاهد فإنكم فتحتم باباً لأهل البدع أن يقولوا ما شاءوا في دين الله بحجة أن أئمتهم قالوا بذلك كما هو ديدن الشيعة وأهل التصوف وغيرهم
نحن أمة الدليل وقد حبانا الله تعالى عقولاً وأفهاماً لنعرف الحق من الباطل بأنفسنا، لا أن نتبع دون أن نعي ما نتبع ولما نتبع
ـ[آل حمدال]ــــــــ[30 - 11 - 06, 10:20 م]ـ
1 - قولك: (هذه المسألة مسألة صحة سند)
ليس هذا على إطلاقه،
بل المسألة مسألة اتباع لما كان يعتقده أهل السنة والجماعة من السلف الصّالح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/238)
لجزمنا أنهم لا يتفقون على عقيدة إلا بعد صحتها عندهم،
لأنهم لا يقبلون في دين الله تعالى إلا ما صح سنده
نعم لو كانت مسألة من مسائل الفقه التي قد اختلفوا فيها لقلنا يسوغ لكل النظر في أسانيدها والترجيح بعد ذلك بين أقوالهم وأدلتهم،
أما مسألتنا هذه فقد حكم السلف الصالح بقبول أثر مجاهد والطعن فيمن رده، ولم يختلفوا فيها.
وأنت تعلم – إن شاء الله – أن مسائل العقيدة ليس فيها اجتهاد – وأن على السلفي اتباع السلف الصالح فيما يعتقدونه فيما اتفقوا عليه، وأنه لا يسعه إلا ما وسعهم، ولهذا جعلوا هذه المسألة في كتب الاعتقاد والتوحيد
فيكيف ترجح بين قولهم وقل الجهمية فتختار ما كان عليه الجهمية.
وقوك: صحة السند،
قد نقضته فيما بعد بقولك: لو صح السند لم يكن عندك مقبولا أيضا؛ لأن متنه منكرا، وفيه نسبة إلى الله تعالى ما لا يجوز نسبته إليه!!!
فلا داعي للكلام على الإسناد، وعن حال الليث بن أبي سليم، وما قال فيه أهل الجرح والتعديل، فهذا مما لا فائدة فيه معك؟
وهو والله لا يعجز أهل السنة وأهل الحديث في هذا الوقت؛
لعلمهم أن سلفهم الصالح لم يصححوه إلا بعد دراسة طويلة لأسانيده وشواهده من الكتاب والسنة، لأنه يتضمن مسألة عظيمة من مسائل التوحيد والعقيدة.
فتكرار كلامك عن صحة الأسانيد وإثباتها إنما هو من الجدال وإطالة الكلام فيما لا يجدي ولا ينفع.
فقد أبنت لنا أخيرًا أن هذا الأثر غير مقبول عندك ولو صح سنده،
ولا أعلم لك سلف في هذا إلا الترمذي الأعجمي الذي اتهمه أهل السنة بالبدعة لرده لهذا الأثر.
وإن كان لك سلف غيره فسمهم لنا، وفقك الله لاتباع السلف الصالح.
وأما أهل السنة الذين قبلوا هذا الأثر وقالوا به فطريقتهم في الاستدلال غير طريقتك، فهم يسيرون في وادٍ، وأنت في واد آخر، والله المستعان
- قال اللالكائي رحمه الله في مقدمة كتابه الاعتقاد الذي يعتبر مرجعًا لأهل السنة (1/ 27) بعد أن ذكر الاحتجاج بالكتاب والسنة وأقول الصحابة
قال: احتججت بها، فإن لم يكن فيها أثر عن صحابي فعن التابعين لهم بإحسان الذين في قولهم الشفا والهدي والتدين بقولهم القربة إلى الله و الزلفى، فإذا رأيناهم قد أجمعوا على شيء عولنا عليه، ومن أنكروا قوله أو ردوا عليه بدعته أو كفروه حكمنا به وأعتقدناه، ولم يزل من لدن رسول الله إلى يومنا هذا قوم يحفظون هذه الطريقة ويتدينون بها وإنما هلك من حاد عن هذه الطريقة لجهله طرق الاتباع .. اهـ
2 - قولك: (الموضوع خلافي أصلا بين أهل السنة)
لو أكملت فقلت: (الموضوع خلافي بين أهل السنة والجهمية)
لأحسنت، ولتمّ الكلام!!
فإن هذه المسألة قد ظهرت في القرن الثاني والثالث الهجري فكان أهل السنة في ذلك الوقت على تلقي هذا الأثر بالقبول والتسليم،
وخالفهم في ذلك الجهمية، ومن أشهرهم الترمذي (الأعجمي) فبُدّع وهُجر وطرد من بلاده بسبب إنكاره لهذا الأثر.
فإن كنت تعلم أن غيره من أهل السنة في ذلك الوقت - لا من الجهمية - خالف في إثبات أثر مجاهد فسمّه لنا، حتى تصدق في قولك: إن المسألة خلافية بين أهل السنة.
3 - قولك: (لا يوجد إجماع على قبوله)
كذا قلت ولم تذكر لنا المخالف، ولا من قال بقولك هذا،
قد حكى غير واحد من أئمة تلقي أهل السنة لهذه الآثار بالقبول والتسليم،
لكن الظاهر أنهم لم يتبين لهم ما ظهر لك، وهذا الغريب!!
أ- قال الإمام أحمد (241هـ): قد تلقّتها العلماء بالقبول، نُسلّم الأخبار كما جاء.
ب- قال أبو بكر بن إسحاق الصَّاغاني (270هـ): قد أتى عليّ نيف وثمانون سنةٍ، ما علمتُ أنَّ أحدًا ردَّ حديث مُجاهد إلا جهميٌّ، وقد جاءت به الأئمة في الأمصارِ، وتلقّته العُلماء بالقبولِ مُنذُ نيفٍ وخمسين ومائة سنة.
ج- قال حمدان بن عليّ أبو جعفر الورَّاق (271هـ): كتبته مُنذ خمسين سَنةٍ، وما رأيتُ أحدًا يردّه إلا أهل البدع. ح- قال عليّ بن داود القَنْطَريّ (272هـ): لقد أتى عليّ أربع وثمانون سنةً ما رأيتُ أحدًا ردَّ هذه الفضيلة إلا جهميٌّ.
خ- قال عبدالله بن أحمد بن حنبل (290هـ): ما رأيت أحدًا من المُحدّثين يُنكره، وكان عندنا في وقتِ ما سمعناه من المشائخ أن هذا الحديث إنّما تُنكره الجهمية.
د- قال شيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ): كان السَّلف والأئمة يروونه ولا يُنكرونه، ويتلَقّونه بالقبول.
فهل أنت أعلم من هؤلاء؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/239)
فلم يحك أحد منهم الخلاف في قبوله إلا عن الجهمية،
فسم لنا من رده حتى تنقض هذه الأقوال إن كنت صادقًا.
4 - قولك: (ولك أن تراجع ما نقله ابن جرير الطبري في تفسيره للمقام المحمود فذكر قولين القول الأول: الشفاعة، والثاني الجلوس على العرش أو الكرسي).
هداك الله؛
هذه شبهة قديمة من شبه الجهمية على المثبتين لأثر مجاهد- رحمه الله تعالى- من أهل السنة، وقد دحضها اهل السنة وبينوا بطلانها والحمد الله.
- قد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (مقدمة التفسير) وغيرها من كتبه أن كثيرا من اختلاف السلف في التفسير إنما حقيقته من الاختلاف التنوع لا التضاد،
فكل يعبر عن المعنى بلفظ ولا تضاد بين هذه المعاني كلها، فيجمع العالم البصير بينها ويوافق بين مدلولاتها، فيتبين له أنه لا خلاف بينها.
أما الجاهل فلا يقوى على الجمع بينها ويجعلها من قبيل الاختلاف التضاد فيضرب بعضها ببعض ويرجح بينها.
ولو أنك اتبعت الأثر وتمسكت بأقوال أهل السنة لارتحت وأرحت من هذا التخط.
- قال محمد بن عمران الفارسي الزّاهد: فأمّا قول المسلمين المقام المحمود: الشَّفاعة.
فإنا لا ندفع ذلك، فنشاركه في جهلِهِ، بل صدقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عزَّ وجلَّ يشفعه في وقت ما يأذن له بالشَّفاعةِ، ويكرمه بما أحبّ من الكرامةِ حتى يعرف أولياءه وأنبياءه كرامته وفضله،
ولقد ضاق قلبُ المسلوبِ عن حمل معاني العلم، فلا يطلع بحسن النية والاتباع على معاني الكتاب، قال الله تبارك وتعالى: ? هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ? [المرسلات:35]،
فهذه ساعة تزفر جهنم فتذهل العقول حتى يقول الرُّسلُ من شِدَّةِ الجهد إذا زفرت ولوّا مُدبرينَ، فيقول الله تبارك وتعالى: ? مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا? [المائدة:109]،
ثم تأتي عليهم ساعة يشهدون بعقولٍ صحيحةٍ، ألا تسمع إلى قوله: ? وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ? [غافر:51] وقوله: ? ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ? [الزمر:31]،
فكذلك الجلوس في وقتٍ، والشَّفاعة في وقتٍ.
- وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: ولا أعلمُ أحدًا ممن ذكرتُ عنه هذا الحديث إلا وقد سَلّم الحديث على ما جاء به الخبر، وكانوا أعلمَ بتأويل القرآن وسُنّة الرسول صلى الله عليه وسلم ممن ردّ هذا الحديث من الجُهّال، وزعم أن المقام المحمود هو الشّفاعة لا مقام غيره.
- وقال محمد بن جرير أبو جعفر الطَّبري (310هـ) الذي تستشهد بقوله: وهذا ليس مُناقضًا لما استفاضت به الأحاديث من أن المقام المحمود هو الشَّفاعة باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدّعيه، لا يقول إن إجلاسه على العرش مُنكرًا، وإنّما أنكره بعض الجهمية، ولا ذِكره في تفسير الآية مُنكر. اهـ
- قال الشوكاني: وعلى كُلّ حالٍ فهذا القول غير مُنافٍ للقولِ الأول، لإمكان أن يُقعده الله سبحانه هذا المقعد، ويشفع تلك الشَّفاعة. اهـ
- وقد سبق النقل عن ابن حجر وهو يتكلم عن الاختلاف في المقام المحمود: وَيُمْكِن رَدُّ الأَقْوَال كُلّهَا إِلَى الشَّفَاعَة الْعَامَّة، فَإِنَّ إِعْطَاءَهُ لِوَاءَ الْحَمْد وَثَنَاءَهُ عَلَى رَبِّهِ وَكَلامِهِ بَيْن يَدَيْهِ وَجُلُوسه عَلَى كُرْسِيِّهِ وَقِيَامه أَقْرَبِ مِنْ جِبْرِيل كُلّ ذَلِكَ صِفَات لِلْمَقَامِ الْمَحْمُود الَّذِي يَشْفَع فِيهِ لِيُقْضَى بَيْن الْخَلْق.
5 - قولك: (لعن الله التعالم ماذا فعل بأصحبه
تتهم الألباني بالإنتصار للجهمية في موضوع خلافي)!!!
صدقت والله: لعن الله التعالم.
فقد سميت الرد على مخالفة الألباني لأهل السنة والجماعة - في قبول هذا الأثر- تعالمًا!!
فماذا أقول لك في ردّك على أئمة السلف الصالح أئمة الجرح والتعديل: أحمد وإسحاق وإبي داود والدارقطني والطبراني وابن بطة والآجري وغيرهم ممن صحح هذا الأثر وقبله، وقد وصفتهم أنت بقولك: (على الرغم من كثرة المصححين لتلك الآثار)
و الله الذي لا إله غيره هذا هو التعالم.
التعالم من يصف قول أهل السنة والجماعة قاطبة لهذا الأثر بالخطأ وأن قول الجهمية ومن وافقه هو الصواب!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/240)
(فإن كان هؤلاء الأئمّة: أبو إسحاق السبيعي، والثوري، والأعمش، وإسرائيل، وعبدالرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم، ممن يطول ذكرهم وعددهم، الذين هم سُرج الهدى، ومصابيح الدُّجى، قد تلقوا هذا الحديث بالقبول، وحدّثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمَن نحن حتى نُنكره، ونتحذلق عليهم؟!، بل نؤمن به، ونكل علمه إلى الله عز وجل)
ورحم الله ابن سحمان إذْ علَّقَ على هذا الكلام بقوله:
(فإذا ثبت هذا عن أئمة أهل الإسلام، فلا عبرة بمن خالفهم من الطغام أشباه الأنعام) صدق رحمه الله.
6 - أما تأويلك لحديث الصورة موافقة للجهمية، فهذا عجيب،
وكنت أظن منك الاعتذار للألباني في تأويله لهذا الحديث، وموافقته للجهمية،
أما ابن خزيمة رحمه الله فقد اعتذر له أهل السنة، وجعلوا هذا التأويل من زلاته التي لا يتابع عليها، لا أن يستشهد به في التأويل فقد
قال أبو موسى المديني سمعت أبا القاسم التيمي الملقب بقوام السنة يقول: أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة، ولا يطعن عليه بذلك، بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب.
فلو اعتذرت للألباني كاعتذار أهل السنة لابن خزيمة لكان الأولى بك لا أن توافقه على هذا التأويل الذي وافق فيه تأويل الجهمية، وخالف فيه إجماع السلف الصالح في القرون الثالثة كما
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن يُقال أن الضمير عائد إلى الله، فإنه مستفيضٌ من طرق متعددة عن عدد من الصحابة، وسياق الأحاديث كلها تدلُّ على ذلك .. " اهـ
فعود الضمير إلى الرحمن في هذا الحديث إجماع من أهل السنة والجماعة، لم يخالف فيه إلا الجهمية معطلة الصفات، وذلك بعد انقضاء القرون الثلاثة المفضلة كما قال ابن تيميّة رحمه الله: لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة، جعل طائفة الضمير فيه عائد إلى غير الله تعالى". ومن هنا تعرف لماذا أهل السنة اشتد نكيرهم على من أوَّل هذا الحديث ووصفوه بالجهمية أعداء السنة والتوحيد.
- قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: من قال إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي. [رواه الخلال, كما في "طبقات الحنابلة"].
- وقال عبدالله بن أحمد رحمه الله: قال رجل لأبي: خلق الله آدم على صورته - أي الرجل - فقال أبي: كَذَبَ. هو قول الجهمية". ["ميزان الاعتدال" للذهبي (1/ 603)].
- وقال إسحاق بن راهويه رحمه الله عن حديث ابن عمر (خلق الله آدم على صورة الرحمن): هذا صحيح، لا يدعه إلا مبتدع، أو ضعيف الرأي. ["الشريعة" للآجري (697)]
ولا أريد الإطالة في هذه المسألة،
وإلا فهي جديرة بالبحث نُصرة لقول أهل السنة، ودحضا لقول الجهمية ومن وافقهم على التأويل.
ولكن نحيلك - إن كنت مُريدًا للحق نابذا للتعصب - إلى كتابين:
الأول: كتاب "عقيدة أهل الإيمان في حديث خلق آدم على صورة الرحمن".
للشيخ حمود التويجري رحمه الله، وقد قام بتقريظه والوصية به الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله فقال: فألفيته كتابًا قيمًا، كثير الفائدة، قد ذكر فيه الأحاديث الصحيحة الواردة في خلق آدم على صورة الرحمن .. وقد أجاد وأفاد، وأوضح ما هو الحقّ في هذه المسألة: وهو أن الضمير في الحديث الصحيح في "خلق آدم على صورته" يعود إلى الله عز وجل، وهو موافق لما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن الله: "خلق آدم على صورة الرحمن"، وقد صححه: الإمام أحمد، وإسحاق، والآجري، وشيخ الإسلام ابن تيميّة، وآخرون من الأئمة رحمة الله عليهم جميعًا، وقد بين كثير من الأئمة خطأ الإمام ابن خزيمة رحمه الله في هذا في إنكار عود الضمير إلى الله .. " الخ
2 - وأما الكتاب الآخر فهو:
"دفاع أهل السنة والإيمان عن حديث خلق آدم على صورة الرحمن"للشيخ عبدالله بن محمد الدويش رحمه الله.
قال في مقدمة كتابه (ص5) بعد أن ساق كلام الألباني في هذه المسألة: ولما تأملته - يعني كلام الألباني - وجدته عاريًا عن التحقيق والبرهان، بعيدًا عن قول أهل السنة والجماعة، موافقًا لقول أهل الضلال الجهمية، فنبهت عليه نُصحًا للأمة، وخوفًا من الاغترار به ... والله ولي التوفيق.
7 - قولك: ولكن لا أجد منكم إلا صححه أئمة صححه أئمة!!! وكأنهم معصومين!!!)
ونحن لا نجد منك إلا ضعفه الألباني
فنحن نقول: صححه أئمة الجرح والتعديل أئمة أهل السنة والجماعة
وأنت تقول: ضعفه الألباني وتأتي بكلامه مقلدًا له وكأنه معصوم!!!
هولاء أئمتنا (وهم التاج الحقيقي على رأس السلفية) ونحتج بهم في مسائل التوحيد والسنة والعقيدة، وفي مسائل التصحيح والتضعيف، ومن مثل أحمد وإسحاق، وغيرهم ممن صحح هذا الحديث واحتج به؟
فتنكر علينا احتجاجنا بهؤلاء أئمة!!،
وأنت لا تحتج في هذه المباحث كلها إلا بالألباني وحده، فتقلده فيما يقول، ولو كان موافقا للجهمية؟!!!
وتنكر علينا تقليد السلف الصالح في التصحيح والتضعيف واتباعهم في مسائل التوحيد!!
ونعود لأصل البحث وهو حديث مجاهد رحمه الله تعالى الذي جعله أهل السنة في القرن الثاني والثالث الهجري فارقًا بين السنة والجهمية.
وجعله الألباني عقيدة باطله لا يجوز أن تتخذ دينا وعقيدة كما قال: وخلاصة القول: إن قول مجاهد هذا - وإن صح عنه - لا يجوز أن يتخذ دينا وعقيدة .. لو وُجِدَ الألباني في عصر السلف الصالح وسمعوا منه هذا الكلام ماذا سيكون حاله؟؟!!
نظروا إلى كلام السلف في الترمذي (الأعجمي) في كتاب السنة للخلال رحمه الله، ولكم بعد ذلك أن تحكموا.
- قال أبو بكر يحيى بن أبي طالب رحمه الله من علماء القرن الثالث الهجري:
قال: .. ولا علمت أحدًا ردَّ حديث مُجاهدٍ: يُقعد محمدًا صلى الله عليه وسلم على العرشِ. رواه الخلق عن ابن فضيل عن ليث عن مُجاهدٍ،
واحتمله المحدِّثون الثِّقاتِ، وحدَّثوا به على رُؤوسِ الأشهادِ، لا يدفعون ذلك، يتلقَّونه بالقبولِ والسُّرورِ بذلك،
وأنا فيما أرى أنّي أعقلُ مُنذُ سبعين سنةٍ!!
والله ما أعرفُ أحدًا ردَّه،
ولا يردّه إلا كُلّ جهميٍّ مُبتدعٍ خبيثٍ، يدعو إلى خلافِ ما كان عليه أشياخنا وأئمتنا. اهـ
رحمه الله أهل السنة أحياء وأمواتا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/241)
ـ[ممدوح الرويلي]ــــــــ[01 - 12 - 06, 03:38 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
لدي استفسار (ماذكره ابن تيمية في رده على البكري-الا يدل أن المسألة خلافية)
(قال شيخ الاسلام في (رده على البكري)
(وقد قال طوائف من السلف و الخلف أنه يقعده معه على العرش و أنكر ذلك آخرون)
ارجو من أخواني توجيه ذلك وخاصة من يذكر ان الخلاف بين أهل السنة والجهمية
ونفع الله بعلمكم أعاذنا الله من فتنة القول والعمل
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[01 - 12 - 06, 05:38 م]ـ
سبحان الله والحمد لله
صلاح الدين الشريف
!
!
!
قبيح بالمسلمين أن يجهلوا معرفة فضائل نبيهم صلى الله عليه وسلم، وما خصه الله عز وجل به من الكرامات والشرف في الدنيا والآخرة.
محمد بن الحسين الآجريّ في "كتاب الشريعة"
أبو جعفر الزهيري
هذا إن كانت فضائل صحيحة السند وليس فضائل ضعيفة السند!!!
أرجو أن يكون ذلك سبق قلم منك!
فرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شرفه الله تعالى في الدنيا ولآخرة، واختصه بخصائص ليست لغيره
وهوأكرم الخلق على الله تعالى
بل هو أفضل الخلق على الإطلاق
وجُمعت له جميع المحامد و الفضائل.
فأي الفضائل تُنكرها!!!!!
واعلم أن الحهمية لم ينكروا هذا الحديث كفضيل كما أنكرتَها!!!!!
ولكنهم أنكروا الحديث من جهة إثبات العرش.
قال أبو داود السجستاني:
أرى أن يجانب كل من رد حديث ليث، عن مجاهد: يقعده على العرش "، ويحذر عنه، حتى يراجع الحق، ما ظننت أن أحدا يذكر بالسنة يتكلم في هذا الحديث إلا إنا علمنا أن الجهمية تنكره من جهة إثبات العرش، فإنهم ينكرون أمر العرش، ويقولون: العرش عظمة، مع أنهم لم ينكروا منه فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن هذا الترمذي رجل لا أعرفه ورأيت من عندي من أص حابنا، يذكرون أنهم لا يعرفونه في الطلب، ولا عرفته أنا، ومجاهد كانت له جلالة عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عند ابن عباس وابن عمر، يأخذ له بالركاب، أسأل الله أن يمن علينا، وعليكم بلزوم السنة، والاقتداء بالسلف الصالح، بأبي عبد الله رضي الله عنه، فإنه أوضح من هذه الأمور المحدثات ما هو كفاية لمن اقتدى به. قال محمد بن إسماعيل السلمي: كل من ظن أو توهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستوجب من الله عز وجل هذه المنزلة في حديث مجاهد فهو عندنا جهمي، وإن هذه المصيبة على أهل الإسلام أن يذكر أحد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يقدموا عليه بأجمعهم، ولولا أن أبا بكر المروذي رحمه الله اجتهد في هذا لخفت أن ينزل بنا وبمن يقصر عن هذا الضال المضل عقوبة، فإنه من شر الجهمية ما يبالي ما تكلم به، قال: ليس هذا عرش رب العالمين، إنما هو مثل عرش بلقيس، وعرش من العروش شبه عرش الآدميين بعرش الرحمن عز وجل، لا يرعوي عن دفع فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن بعد النبي صلى الله عليه وسلم، لا شك في تجهمه، ولا نقدر على أكثر من الدعاء والتحذير وتبيين أمره، ونعادي من ينصره، أو يميل إلى من ينصره بتكفير مجاهد، ... (السنة لأبي بكر الخلال).
وصلى على نبينا محمد وعلى آله وسلم
ـ[ممدوح الرويلي]ــــــــ[01 - 12 - 06, 10:32 م]ـ
قال الشيخ عبدالمحسن العباد في (الانتصار لأهل السنة)
(مِمَّا أورده في اتِّهام أهل السنَّة بالتشبيه والتجسيم، ما زعمه في (ص:131) أنَّهم رووا أنَّ المقام المحمود للنَّبيِّ * هو قعودُه * مع ربِّه على العرش!!
والجواب عن ذلك: أنَّه لم يثبت رفعُه إلى رسول الله *، بل هو موضوع، كما ذكر ذلك ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (5/ 237)، وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (865): ((باطل))، وقد جاء القول بذلك عن مجاهد وبعض السَّلف، والأصل في مثل ذلك أن يُعوَّل على ما جاء به الوحي، وليس المعنى فيه من قبيل التشبيه والتجسيم، كما زعم المالكي، بل هو نظير الكتاب الذي كتبه الله، وهو عنده فوق العرش، ففي صحيح البخاري (7553) وصحيح مسلم (2751) عن أبي هريرة عن النَّبيِّ * قال: ((لَمَّا خلق الله الخلقَ كتب كتاباً عنده؛ غلبت ـ أو قال ـ سبقت رحمتي غضبي، فهو عنده فوق العرش)).
فلو صحَّ ما ذُكر عن النَّبيِّ * لكان النَّبيُّ * عنده فوق العرش، كما كان هذا الكتاب عنده فوق العرش.)
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[02 - 12 - 06, 07:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على اي حال انا رددت على كلام آل حمداني وغيره من الأخوة الذين رأوا صحة الأثر في ردودي السابقة ولله الحمد
واشكر الأخ ممدوح الرويلي فقد قلت كلام رائع والله وجزاك الله خيرا اما اخي قول شيخ الإسلام رحمه الله فالله اعلم ان كان يقصد انها خلافيه ولكن الطبري رحمه الله ذكر في تفسيره قولين لأهل السنة في تفسير المقام المحود احدها اثر مجاهد وامثاله من الضعاف والثاني الشفاعة وهي الصحيح الذي أُؤمن به ورجحه الألباني رحمه الله بالأدلة الصحيحة فالمسألة خلافية بارك الله فيك
الأخ الفاضل صلاح الدين الشريف نعم هو سبق قلم مني انا كنت اعني بقولي أن بعض الفضائل جائت في اسانيد صحيحة وجزاك الله خيرا أن نبهتني على سبق القلم فقد يُفهم منه إنكار جميع فضائل خير الخلق صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين أما بالنسبة لأنكاري أثر مجاهد فسببه أنه ضعيف السند اخي الحبيب كما وضحت ذلك ونقلت ادلتي من كتب الألبلني في ردودي السابقة على الأخ آل حمدان
ولا تقلق يا اخي الحبيب فإني اعلم حرصك فإني والله اعشق مذهب اهل السنة وهو أن الله استوى على العرش أي علا على عرشه حقيقة دون تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل عقيدة القى الله بها يوم القيامة إن شاء الله كما نقله البخاري في صحيحه ولكن امر اثر مجاهد ضعيف والأمر خلافي كما مر وذكرته واخي الحبيب والله أنا أخشى أن نكون قد تعمقنا كثيرا في الكلام في المسألة ولكن الله المستعان على اي حال انا رددت في مشاركاتي السابقة على من صححه والله الموفق للصواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/242)
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[02 - 12 - 06, 05:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل صلاح الدين الشريف نعم هو سبق قلم مني
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يوجد سبق قلم منك اخي
وكلامك في غاية الظهور والصحة
وقول الاخ صلاح الدين لا وجه له
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وان كان سيد ولد آدم وصاحب الوسيلة والمقام المحمود الا انه لا يُثبت له من الفضائل الا ما صح سنده
ولو فتح الباب لاثبات الفضائل له فقبل منها ما لا يصح بناء على خيريته على غيره من الخلق لدخل منه شر عظيم
وفيما صح من فضائله غنية وكفاية والحمد لله رب العالمين.
ـ[آل حمدال]ــــــــ[02 - 12 - 06, 10:50 م]ـ
ومن سلسلة أفراخ الجهمية الذين يتنقّصون أهل السنة ويصمونهم بالتشبه والتجسيم: حسن بن فرحان المالكي،
فقد أنكر أثر التابعي الكبير مجاهد رحمه الله كأسلافه الجهمية.
وقد ردّ عليه أهل السنة وبينوا ضلالاته وشبهه،
وبرؤوا أهل السنة من تهمه ومزاعمه الباطلة.
ومن ذلك رد الشيخ:
عبدالعزيز بن فيصل الراجحي.
في كتابه: (قمع الدجاجلة الطاعنين في معتقد أئمة الإسلام الحنابلة).
(رد على حسن بن فرحان المالكي في كتابه "قراءة في كتب العقائد")
وقام بتقديم الكتاب الشيخ: صالح الفوزان
فقال فيه (ص242 - 246):
فصل:
في إنكار المالكي عظيم ما شرف الله عز وجل بن نبيه صلى الله عليه وسلم من إقعاده على العرش، وطعنه في الحنابلة لإثباتهم ذلك والرد عليه.
قال المالكي: (ص131):
(ورووا –يعني الحنابلة- أن المقام المحمود للنبي لى الله عليه وسلم هو قعوده صلى الله عليه وسلم مع ربه على العرش!!
واعتبرو من ردّ هذا الأثر الضعيف جهميا أو زنديقا!! وأنه لا يؤمن بيوم الحساب!!
أقول: انظروا إلى الأحكام الجائرة، فكلما كانت القصة، أو الأثر مكذوبا، كلما زاد إنكارهم على من أنكره، وحكموا عليه بالزندقة والكفر!! كأن الشّدَّة تعويض لضعفِ الحُجَّة) اهـ كلام المالكي.
والجواب: أن كلامه هذا قد اشتمل على عِدة كذبات:
إحداهن: أن راوي هذا الأثر ليس حنبلي، وإنما قائله الإمام التابعي الكبير مجاهد بن جبر (ت102هـ)، تلميذ ابن عباس رضي الله عنهما، ولم يكن رحمه الله حنبليًّا!!
وقد رواه عنه الأئمة في كتبهم، منهم:
الحافظ الكبير شيخ المفسرين وإمامهم: محمد بن جرير بن يزيد الطبري (ت310هـ) في تفسيره، وليس حنبليًّا أيضاً، بل قد قال رحمه الله بعد روايته له: (ليس في فِرق الإسلام من يُنكر هذا) اهـ
وقال الحافظ الذهبي في كتابه "العلو" (ص194):
(وقد ذكرنا احتفال الإمام أبي بكر المرُّوذِيّ في هذا العصر، لقول مجاهد: إن الله تعالى يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش)، وغَضَبَ العلماء لإنكار هذه المنقبة العظيمة التي انفرد بها سيّدُ البشر.
ويبعُدُ أن يقول مجاهدٌ ذلك إلاّ بتوقيف، فإنّه قال: قرأت القرآن من أوّله إلى آخره ثلاث مراتٍ على ابن عباس رضي الله عنهما، أقفه عند كُلِّ آيةٍ أسأله".
فمجاهدٌ أجلُّ المفسرين في زمانه، وأجلُّ المقرئين، تلا عليهِ: ابن كثير، وأبو عمرو، وابن مُحيصن. فمِمّن قال: (إن خبر مُجاهد يُسلّمَ به، ولا يُعارض):
- عباس بن محمد الدوري الحافظ (ت271هـ)
- ويحيى بن أبي طالب المُحدِّث (275هـ)
- ومحمد بن إسماعيل السُّلمي الترمذي الحافظ (ت280هـ)
- وأبو جعفر محمد بن عبدالملك الدّقيقي (266هـ)
- وأبو داود سليمان بن الأشعث السِّجستاني صاحب السنن (ت275هـ)،
- وإمام وقته إبراهيم بن إسحاق الحربي (ت285هـ)
- والحافظ أبو قلابة، عبدالملك بن محمد الرَّقاشي (ت276هـ)
- وحمدان بن علي الوراق الحافظ (ت272هـ)
وخلق سواهم من علماء السُّنّة ممن أعرفهم، وممن لا أعرفهم؛
ولكن ثبت في الصِّحاح: أن المقام المحمود هو الشَّفاعة العامّة الخاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم) اهـ كلام الذهبي.
وأثبتها أيضًا غير ما سمّى الذهبي هنا، منهم:
- محمد بن مصعب العابد، شيخ بغداد،
- والإمام الحجة الحافظ أحمد بن محمد بن حنبل (241هـ) إمام أهل السنة قاطبة.
- وعبدالله بن أحمد بم حنبل (290هـ)
- ومحمد بن جرير الطبري شيخ المفسرين (310هـ) وسبق ذكر قوله بل حكاية الإجماع على ذلك.
- ومحمد بن علي السّراج.
- وأبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن النجاد الحافظ، شيخ العراق (248هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/243)
- والحافظ بن محمد بن صاعد (318هـ)
- وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ الكبير (ت385هـ) ونظم في أبياتا مشهورة، قال فيها:
حديث الشَّفاعة في أحمدٍ إلى أحمد المصطفى نُسنده
وأما حديث بإقعاده ..... على العرش أيضًا فلا نجحَدُه
أمِروا الحديث على وجهه ..... ولا تدخلوا فيه ما يفسِدُه
ولا تنكروا أنه قاعِدٌ ...... ولا تُنكروا أنه يُقعِدُه
وغيرهم كثير كما قال الذهبي، مع سِعة اطلاعه على الرجال وأحوالهم وأقوالهم رحمه الله،
وسبق أن ذكرنا حِكاية ابن جرير الطبري الإجماع على القول بذلك.
قال العلامة أبو عبدالله ابن القيم الجوزية في "النونية":
واذكر كلام مجاهد في قوله .......... أقم الصلاة وتلك في سبحان
في ذكر تفسير المقام?لأحمد ? ....... ما قيل ذا بالرأي والحسبان
ان كان تجسيما فان?مجاهدا ........ هو شيخهم بل شيخه الفوقاني
وقد أتى ذكر الجلوس به ........... وفي أثر رواه?جعفر الرباني
أعني ابن عم نبينا وبغيره ........ أيضا والحق ذو التبيان
والدارقطني الإمام يثبت الآثا ......... ر في ذا الباب غير جبان
وله قصيد ضمنت هذا وفيـ ........... ها لست للمروي ذا نكران
وجرت لذلك فتنة في وقته ........... من فرقة?التعطيل والعدوان
وقال ابن القيم في موضع آخر منها، حاكيًا قول خصمِه له:
وزعمت أن محمدًا يوم اللقا .......... يُدنيه رب العرش بالرضوان
حتى يرى المختار حقًّا قاعدًا ........ معه على العرش الرّفيع الشّان
وكان شيخنا الكبير العلامة: إسماعيل بن محمد بن ماحي الأنصار (ت1417هـ) رحمه الله، يستدِلّ بأبيات الدارقطني ويذكرُها، ويحتجُّ بها، ولها، إذا عرضت هذه المسألة.
فهذا اعتقادُ أئمّة الإسلام، وقولهم في هذا الأثر، الذي رواه مجاهد رحمه الله، وغالب من ذكر ليس بحنبلي.
أما كذبه المالكي الثانية: فزعمُه أنّ هذا الأثر مكذوبٌ!!
واحتجاجُ من ذكرنا به وهم صيارفة الحديث، ونُقّادُه وحُفّاظُه يُغني عن غيره. اهـ من (كتاب قمع الدجاجلة)
ــــــــــــــــــــــــــ
- قال الآجري رحمه الله تعالى:
"وأما حديث مُجاهد .. فقد تلقّاه الشُّيوخ من أهل العلم والنَّقل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تلَقّوها بأحسن تلقٍّ، وقبلوها بأحسن قبول، ولم يُنكروها، وأنكروا على من ردَّ حديث مُجاهدٍ إنكارًا شديدًا، وقالوا: من ردَّ حديث مجاهد فهو رجلُ سُوء.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[03 - 12 - 06, 05:38 م]ـ
أحسن الله اليك فقد أجدت وأفدت
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[03 - 12 - 06, 08:44 م]ـ
ما أقول إلا كما قال ابن عباس رضي الله عنهما:
يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال الله ورسوله وتقولون قال أبو بكر وعمر
ـ[آل حمدال]ــــــــ[03 - 12 - 06, 11:54 م]ـ
نعم، صدقت والله،
نقول لكم: قال السلف الصالح قاطبة - أهل الدين والعلم والورع والتقوى - بأثر مجاهد،
وقِبله بعدهم أهل السنة والجماعة في كلِّ عصر وزمان،
وحدثوا به على رؤوس الأشهاد،
ورووه في كتب السنة والاعتقاد،
وأنكروا على من رده أو أنكره ووصفوه بالبدعة والجهمية ....
وتقولون: قالت الجهمية،
وتذهبون إلى قول معطلة الصفات، وتقولون بقولهم!!!!!!!
ـــــــــــــ
قال أبو بكر يحيى بن أبي طالب (275هـ) رحمه الله:
قال: .. ولا علمت أحدًا ردَّ حديث مُجاهدٍ: يُقعد محمدًا صلى الله عليه وسلم على العرشِ.
رواه الخلق عن ابن فضيل عن ليث عن مُجاهدٍ،
واحتمله المحدِّثون الثِّقاتِ،
وحدَّثوا به على رُؤوسِ الأشهادِ، لا يدفعون ذلك، يتلقَّونه بالقبولِ والسُّرورِ بذلك،
وأنا فيما أرى أنّي أعقلُ مُنذُ سبعين سنةٍ!!
والله ما أعرفُ أحدًا ردَّه،
ولا يردّه إلا كُلّ جهميٍّ مُبتدعٍ خبيثٍ، يدعو إلى خلافِ ما كان عليه أشياخنا وأئمتنا. اهـ
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[04 - 12 - 06, 08:10 ص]ـ
الحمد لله
الأخ أبو جعفر الزهيري جزاكم الله خيرا
*قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (4/ 373):
فحقيقة ما أعده الله لأوليائه غيب عن الملائكة، وقد غيب عنهم أولاً حال آدم في النشأة الأولى وغيرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/244)
وفضل عباد الله الصالحين يبين فضل الواحد من نوعهم، فالواحد من نوعهم إذا ثبت فضلهم على جميع الأعيان والأشخاص، ثبت فضل نوعهم على جميع الأنواع؛ إذ من الممتنع ارتفاع شخص من أشخاص النوع المفضول إلى أن يفوق جميع الأشخاص والأنواع الفاضلة، فإن هذا تبديل الحقائق وقلب الأعيان عن صفاتها النفسية، لكن ربما فاق بعض أشخاص النوع الفاضل مع امتياز ذلك عليه بفضل نوعه وحقيقته، كما أن في بعض الخيل ما هو خير من بعض الخيل، ولا يكون خيرا من جميع الخيل.
إذا تبين هذا، فقد حدَّثَ العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون: أن محمداً رسول الله يجلسه ربه على العرش معه.
روى ذلك محمد بن فضيل، عن ليث، عن مجاهد فى تفسير: (عسى أن يبعثَك ربك مقاما محمودا) (الإسراء:79) وذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة وغير مرفوعة.
قال ابن جرير: وهذا ليس مناقضا لما استفاضت به الأحاديث من أن المقام المحمود هو الشفاعة، باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدعيه لا يقول: إن إجلاسه على العرش منكراً ـ وإنما أنكره بعض الجهمية ـ ولا ذكره في تفسير الآية منكر، وإذا ثبت فضل فاضلنا على فاضلهم ثبت فضل النوع على النوع ـ أعنى صالحنا عليهم.
وأما الذوات، فإن ذات آدم خلقها الله بيده، وخلقها الله على صورته ونفخ فيه من روحه، ولم يثبت هذا لشىء من الذوات، وهذا بحر يغرق فيه السابح لا يخوضه إلا كل مؤيد بنور الهداية وإلا وقع إما في تمثيل أو في تعطيل. فليكن ذو اللب على بصيرة أن وراء علمه مرماة بعيدة، وفوق كل ذي علم عليم وليوقن كل الإيقان بأن ما جاءت به الآثار النبوية حق ـ ظاهرا وباطنا ـ وإن قصر عنه عقله ولم يبلغه علمه (فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) (الذاريات:23) فلا تلِجَنَّ باب إنكار، ورد وإمساك وإغماض ـ رداً لظاهره وتعجبا من باطنه ـ حفظا لقواعدك التي كتبتها بقواك وضبطتها بأصولك التي عقلتك عن جَنَاب مولاك.
إياك مما يخالف المتقدمين من التنزيه وتَوَقّ التمثيل والتشبيه، ولعمرى إنَّ هذا هو الصراط المستقيم، الذي هو أحَدّ من السيف، وأدق من الشعر، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.اهـ
من موضوع سبق طرحه في هذا المنتدى بعنوان:"مسئلة جلوس النبي على العرش"
على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77569
ـ[محمد عبد العزيز]ــــــــ[04 - 12 - 06, 12:42 م]ـ
تذكرت الآن القول المنسوب لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه:
(قف حيث وقف القوم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كُفوا، ولهم كانوا على كشفها أقوى، وبالفضل لو كان فيها أحرى، وإنهم لهم السابقون ... )
وجزى الله خيرا الإخوة الكرام: آل حمدال، عبد المصور السني، صلاح الدين الشريف
أحسن الله لكم جميعا على هذه الردود العلمية القيمة، فقد صححتم لي وكشفتم ما قد غاب عني، فجزاكم الله خيرا ...
ولي إستفسار لو تكرمتم بالرد:
ما مدى صحة إثبات صفة " الجلوس" أو " القعود" على العرش لله تبارك وتعالى؟!
وعلمي أن هناك فرق بين الكرسي والعرش، فهل هناك أثر في إثبات هذه الأفعال بالنسبة للكرسي، حيث أن سؤال الموضوع كان عن الجلوس على الكرسي؟
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[04 - 12 - 06, 01:10 م]ـ
إن مما ابتلينا به في زماننا هذا هو النظر للقائل دون النظر للمقولة، فتجد كثيرا من طلبة العلم عند نظرهم في أي مسألة من المسائل أول ما يتبادر إلى أذهانهم هو من القائل فإن كان إماما معتبر سلموا لمقولته تسليما مطلقاً وإن كان القائل لا يروق لهم أعموا أبصارهم وردوا مقولته دون تفكر وتأمل في البحث عن الصواب، وهذي لعمري بلية وعمى عن اتباع الحق وهو خلل كبير نتج عنه أننا أصبحنا نصنف الناس بين جهمي ومعتزلي من أجل أنه قال بقول قال به أحد أصحاب البدع.
ونحن نعلم أن الحق ليس حكرا على أحد وأنه يجب اتباعه بغض النظر عن القائل.
وأنا أعجب من الأخوة كيف جاز لهم أن يرموننا بالجهمية لمجرد أن الجهمية وافقونا في هذا الرأي.
وحتى يتم لم شمل النقاش ونخرج بنتيجة ترضي الجميع فإني أوجه السؤال الآتي:
ما هي الأصول التي أجمع العلماء على وجوب التحاكم إليها وأنه لا يجوز الخروج عنها.
حينما نحرر هذه المسألة ننتقل لمناقشة ما بعدها.
بانتظار إجابتكم.
ـ[آل حمدال]ــــــــ[13 - 12 - 06, 10:42 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/245)
قولك: (إن مما ابتلينا به في زماننا هذا هو النظر للقائل دون النظر للمقولة)
بل ابتلينا بقوم يتبعون عقولهم وآراءهم دون النظر إلى أقوال من سبقهم من سلفهم الصالح.
فتراهم يأتون بأقوالٍ لم يسبقوا إليها، فيُحدثون في دين الله بآرائهم!!
بل الأدهى من ذلك والأمرّ؛
أن تكون هذه الأقوال التي ينتصرون إليها هي بعينها أقوال الجهمية أعداء السنة والتوحيد، التي أنكرها عليهم أهل السنة قديمًا.
فلم يسعهم ما وسع السلف من قبول ما قبلوه، ورد ما ردوه.
نعم؛ إن كانت المسألة مما قد اختلف فيها السلف الصالح،
فلك أن تختار بعد النظر والاجتهاد أقرب الأقوال إلى الكتاب والسنة،
ولا تحدث قولاً آخر لم تسبق إليه،
وكذلك لا تختار القول الذي أنكره أهل السنة وبدَّعوا من قال به،
وإن كان بدا لك أنه الصواب،
بل عليك أن تتهم رأيك لرأي السلف الصالح إن خالفوك،
قولك: (فتجد كثيرا من طلبة العلم عند نظرهم في أي مسألة من المسائل أول ما يتبادر إلى أذهانهم هو من القائل)
نعم لا بد من ذلك، حتى لا نحدث في دين الله ما ليس منه، ولا نقول ما لم يُقل،
فإن أئمتنا أئمة الهدى والسنة قد علمونا ذلك،
- قال الإمام أحمد رحمه الله: إياك وأن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.
- وقال: عجب لأصحاب الحديث تنزل بهم المسألة فيها عن: الحسن، وابن سيرين، وعطاء، وطاووس حتى عدَّ عدة فيذهبون إلى أصحاب الرأي فيسألونهم؛ ألا ينظرون إلى علمهم فيتفقهون به. [طبقات الحنابلة (1/ 238)]
- وقال الأوزاعي رحمه الله: قف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكُفّ عما كفّوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصَّالح، فإنه يسعك ما وسعهم.
قولك: (فإن كان إماما معتبر سلموا لمقولته تسليما مطلقاً
وإن كان القائل لا يروق لهم أعموا أبصارهم وردوا مقولته دون تفكر وتأمل في البحث عن الصواب)
الكلام في خصوص أثر مجاهد رحمه الله في إجلاس النبي صلى الله عليه وسلم على العرش، فلننظر بتأمل فيما تقول:
اختلفنا معك في إثبات أثر مجاهد رحمه الله
فتحاكمنا إلى من هو أعلم منا ومنكم باتفاق الناس سنيهم ومبتدعهم
فوجدنا الأئمة المعتبرين قالوا بأثر مجاهد وتلقوه بالقبول والتسليم،
فسلمنا لهم القول ولم نخالفهم، [ومن نحن حتى نخالف هؤلاء العلماء؟!]
(فإذا كان هؤلاء الأئمة: أبو إسحاق السبيعي، والثوري، والأعمش، وإسرائيل، وعبدالرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ممن يطول ذكرهم وعددهم الذين هم سُرج الهدى، ومصابيح الدُّجى، قد تلّقوه هذا الحديث بالقبول وحدثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمن نحن حتى ننكره و نتحذلق عليهم؟! بل نؤمن به، ونكل علمه إلى الله عز وجل). قاله الذهبي
ووجدنا أول المخالفين لنا في أثر مجاهد: الترمذي الأعجمي وكان جهميًا مبتدعًا (فلم يروق لنا اتباعه ولا القول بمقولته في رد أثر مجاهد ونكارته)
فأي صواب يكون مع هؤلاء الجهمية المخالفين لأهل السنة والجماعة،
وأي نظرٍ في مسألة قد أحكمها أهل السنة وقالوا بها وتلقوها بالقبول،
لا أقول في عصر السلف الصالح فقط؛ بل تتابع عليها أهل السنة في كل مكان وزمان، كما سبق ذكر أقوالهم.
قولك: (وهذي لعمري بلية وعمى عن اتباع الحق)
بل العمى عن التباع الحق يكون في رد قول السلف الصالح ومن تبعهم من أهل السنة خِلال هذه القرون المتتابعات وتسفيه آرائهم، واتباع غير سبيلهم من أهل البدع والأهواء.
-قال الآجري رحمه الله في ["الشريعة" (1/ 301)]: علامة من أراد الله به خيراً سلوك هذه الطريق: كتاب الله، وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنن أصحابه رضي الله عنهم، ومن تبعهم بإحسان, ومن كان عليه أئمة المسلمين في كل بلد، إلى آخر ما كان من العلماء، مثل: الأوزاعي، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، والشافعي، وأحمد بن حنبل، والقاسم بن سلام، ومن كان على طريقتهم، ومجانبة كل مذهب لا يذهب إليه هؤلاء العلماء. اهـ
فنحن اتبعناهم فيما ذهبوا إليه،
ولم نتبع الجهمية في ردهم لأثر مجاهد وطعنهم فيه
فمع من سيكون الحق؟!!
قولك: (وهو خلل كبير نتج عنه: أننا أصبحنا نصنف الناس بين جهمي ومعتزلي من أجل أنه قال بقول قال به أحد أصحاب البدع)
قد قلت في أول كلامك: (إن مما ابتلينا به في زماننا هذا هو النظر للقائل دون النظر للمقولة)
والله نحن الذين ابتلينا في هذا الأزمان!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/246)
بقومٍ يختارون قول الجهمية والمعتزلة أو بقول أحدٍ من أهل البدع ثم يجادلوننا على تصويبه وأنه الحق، وأن أهل السنة قد أخطؤوا في هذه المسألة، وجانبوا فيها الصواب.
نحن الذين ابتلينا بقوم يعيروننا باتباع السلف الصالح وتباع آثارهم، ويشبهوننا بأعداء السنة والتوحيد: من الرافضة والصوفية في اتباع أئمتهم الضلال
لا يقول هذا رجل ينتسب إلى أهل السنة يعرف ماذا يخرج من رأسه.
نحن نعلم أن أهل البدع يدعون اتباع الكتاب والسنة،
ولكن الفرق بيننا وبينهم هو اتباع السلف الصالح
(كتاب وسنة على فهم سلف الأمة)
لا على فهمنا وآرائنا وما نتوصل إليه بعقولنا!!
وسلف أمة في هذه المسألة قد قالوا بأثر مجاهد وتلقوه بالقبول والتسليم، وأنكروا على من رده أو طعن فيه.
فلا أدري كيف جاز لكم أن تنتصروا مسألة لم يسبقكم فيما أعلم بإنكارها إلا الجهمية أعدا السنة والتوحيد.
ثم تلومنا على ترك اتباعكم على هذا القول.
قولك: (ونحن نعلم أن الحق ليس حكرا على أحد
وأنه يجب اتباعه بغض النظر عن القائل)
نعم صدقت،
ولكن كيف تعرف هذا الحق وتصل إليه إذا خالفت أهله واتبعت غير سبيلهم.
أبدًا لن يكون الحق في مسألة مع جهمي ولا معتزلي ولا صاحب بدعة خالف السلف الصالح ومن بعدهم فيها.
كل صاحب بدعة وهوى يدعي أن الحق معه، وأن الصواب حليفه فيما قال،
وكل يدعي اتباع الكتاب والسنة كما سبق
ولكن العلامة الفارقة المميزة بيننا وبين أهل البدع: (اتباع السلف)
وليسوا بأي سلف، بل السلف الصالح الذي أثناء الله عليهم، وشهد لهم أهل السنة بالعلم والصلاح والتقوى و ...
قولك: (وأنا أعجب من الأخوة كيف جاز لهم أن يرموننا بالجهمية لمجرد أن الجهمية وافقونا في هذا الرأي)
1 - لا تتهمنا بذلك؛ فإنا لم نرميكم بالجهمية،
ونحن نتناقش في مسألة علمية، ليست حديثة العصر كما يقولون، فالمسألة مسبوقة بالبحث قد فُرغ منها من القرن الثالث الهجري.
2 - لم يوفقكم الجهمية في هذا القول كما تقول!!
بل أنتم الذين وافقتموهم في هذا القول واخترتموه، وأخذتم في نُصرته وتأييده على قول السلف الصالح.
قولك: (وحتى يتم لنام شمل النقاش ونخرج بنتيجة ترضي الجميع)
النتيجة التي سترضي الجميع هو ما كان عليه السلف الصالح في القرن الثاني والثالث الهجري، (فإن رأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا، وإنه يسعنا ما وسعهم)
ولا يشك كل صاحب سنة واتباع أن مخالفة السلف واتباع غير سبيلهم ضلال ولن يكون الصواب معه ولا في صفه.
(فإني أوجه السؤال الآتي: ما هي الأصول التي أجمع العلماء على وجوب التحاكم إليها وأنه لا يجوز الخروج عنها حينما نحرر هذه المسألة ننتقل لمناقشة ما بعدها بانتظار إجابتكم)
- والله من البلاء أن نتكلم في مسألة كهذه، ونحن نجهل أصول أهل السنة والجماعة وطريقة استدلالهم في أبواب السنة والاعتقاد!!!!!
فهذه المسألة قد فرغ منها،
وعليك بمداومة النظر في كتب السنة التي كتبت بالآثار: (كالسنة لعبدالله بن أحمد)، (والإبانة لابن بطة)، و (الشريعة للآجري)، و (أصول أهل السنة للالكائي)، و (ذم الكلام للهروي)، و (السنة للخلال)، و (رد الدارمي على بشر المريسي، ورده على الجهمية) وغيرها من كتب العقائد المسندة البعيدة عن الكلام وأهل الكلام، تجد فيها بغيتك إن شاء الله.
وإن كان لك أصول تحتكم عليها غير أصول هؤلاء العلماء ممن قال بأثر مجاهد رحمه الله المشهود لهم بالعلم واتباع السنة، فبينها لنا حتى نستفيدها منكم!!!
فيتبين للجميع أن أئمة السنة: كأحمد وإسحاق والآجري وابن بطة والطبراني والدارقطني والبربهاري وإبراهيم الحربي وغيرهم كانوا يجهلون هذه الأصول!!!
وهذه بعض أقوالهم في بيان أصولهم التي اعتمدوا عليها:
- قال الإمام أحمد رحمه الله: لست بصاحب كلام ولا أدري الكلام في شيء من هذا إلا ما كان في
1 - كتاب الله
2 - أو حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
3 - أو عن أصحابه
4 - أو عن التابعين رحمهم الله
فأما غير ذلك فان الكلام فيه غير محمود. [حلية الأولياء (9/ 219)]
وقال الإمام أحمد:1 - إنّما على الناس اتباع الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة صحيحها من سقيمها،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/247)
2 - ثم بعد ذلك قول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن قول بعضهم لبعض مخالفا فإن اختلف نظر في الكتاب فأي قولهم كان أشبه بالكتاب أخذ به أو بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ به
3 - فإذا لم يأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نظر في قول التابعين فأي قولهم كان أشبه بالكتاب والسنة أخذ به وترك ما احدث الناس بعدهم. [بدائع الفوائد (4/ 77)]
2 - قال الدارمي رحمه الله في كتابه (نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد (2/ 665):
(نقول: إن على العالم باختلاف العلماء أن يجتهد ويفحص عن أصل المسألة حتى يعقلها بجهده ما أطاق؛ فإذا أعياه أن يعقلها من الكتاب والسنة فرأي من قبله من عُلماء السّلف خير له من رأي نفسه كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: ألا لا يقلدن رجل منكم دينه رجلا إن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإن كنتم لا بُدّ فاعلين فالأموات فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة.
وقال ابن مسعود أيضًا: من عرض له منكم قضاء، فليقض بما في كتاب، الله فإن لم يجد في كتاب الله ففي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم يجد في سنة رسول الله ففيما قضى به الصالحون قبله.
فأباح ابن مسعود التقليد للأموات وقضاء الصالحين على التحري والاحتياط،
فمن هذا المريسي الضال الذي يحظره على الأمة؟
ومن هو حتى يستحل بقوله شيء أو يحرم؟
وقال شريح وابن سيرين: لن نضل ما تمسكنا بالأثر.
وقال إبراهيم: ما الأمر إلا الأمر الأول لو بلغنا أنّهم لم يغسلوا إلا الظفر ما جاوزناه كفى إزرًا على قوم أن تتخالف أعمالهم.
والاقتداء بالآثار تقليد، فإن كان لا يجوز في دعوى المريسي أن يقتدي الرجل بمن قبله من الفقهاء فما موضع الاتباع الذي قال الله تعالى: (والذين اتبعوهم بإحسان) وما يصنع بآثار الصحابة والتابعين بعدهم بعد أن لا يسع الرجل استعمال شيء منها إلا ما استنبطه بعقله في خلاف الأثر، إذا بطلت الآثار وذهبت الأخبار وحرم طلب العلم على أهله ولزم الناس المعقول من كفر المريسي وأصحابه والمستحيلات من تفاسيرهم فقد عرضنا كلامهم على الكتاب والسنة فأخطأوا في أكثرها الكتاب والسنة ولم يصيبوا السنة
حدثنا عبد الله صالح المصري عن الهقل بن زياد عن الأوزاعي قال: ما رأي امرئ في أمر بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا اتباعه، ولو لم يكن فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال فيه أصحابه من بعده كانوا أولى فيه بالحقِّ منّا؛ لأن الله تعالى أثنى على من بعدهم باتباعهم إياهم فقال: (والذين اتبعوهم بإحسان) وقلتم أنتم بل نعرضها على رأينا في الكتاب فما وافقه منها صدقناه، وما خالفه تركناه، وتلك غاية كل محدث في الإسلام رد ما خالف رأيه من السنة.
وقال أبو سلمة بن عبدالرحمن للحسن البصري: لا تفت الناس برأيك، فقال الحسن: رأينا لهم خير من آرائهم لأنفسهم. اهـ
- وقال اللالكائي في كتابه "شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة" في مقدمة كتابه:
استدل على صحة مذاهب أهل السنة:
1 - بما ورد في كتاب الله تعالى فيها وبما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن وجدت فيهما جميعا ذكرتهما وإن وجدت في احدهما دون الآخر ذكرته
2 - وإن لم أجد فيهما إلا عن الصحابة الذين أمر الله ورسوله أن يقتدى بهم ويهتدي بأقوالهم ويستضاء بأنوارهم لمشاهدتهم الوحي والتنزيل ومعرفتهم معاني التأويل احتججت بها
3 - فإن لم يكن فيها أثر عن صحابي فعن التابعين لهم بإحسان الذين في قولهم الشّفا والهدي والتدين بقولهم القربة إلى الله والزلفى
فإذا رأيناهم قد أجمعوا على شيء عولنا عليه ومن أنكروا قوله أو ردوا عليه بدعته أو كفروه حكمنا به وأعتقدناه،
ولم يزل من لدن رسول الله إلى يومنا هذا قوم يحفظون هذه الطريقة ويتدينون بها؛ وإنما هلك من حاد عن هذه الطريقة لجهله طرق الاتباع
وكان في الإسلام من يؤخذ عنه هذه الطريقة قوم معدودون اذكر اساميهم في ابتداء هذا الكتاب لتعرف أساميهم ويكثر الترحم عليهم والدعاء لهم لما حفظوا علينا هذه الطريقة وأرشدونا إلى سنن هذه الشريعة ولم آل جهدا في تصنيف هذا الكتاب ونظمه على سبيل السنة والجماعة ولم أسلك فيه طريق التعصب على أحد من الناس؛ لأن من سلك طريق الأخيار فمن الميل بعيد؛ لأن ما يتدين به شرع مقبول وأثر منقول أو حكاية عن إمام مقبول، وإنّما الحيف يقع في كلام من تكلف الاختراع ونصر الابتداع، وأما من سلك بنفسه مسلك الاتباع فالهوى والاحادة عنه بعيدة ومن العصبية سليم وعلى طريق الحق مستقيم.
ونسأل الله دوام ما أنعم به علينا من اتباع السنة والجماعة وإتمامها علينا في ديننا ودنيانا وآخرتنا بفضله ورحمته إنه على ما يشاء قدير وبعباده لطيف خبير.
- وقال البربهاري رحمه الله:
فالله الله في نفسك، وعليك بالآثار، وأصحاب الآثار، والتقليد، فإنّ الدين إنّما هو التقليد - يعني للنبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين - ومن قبلنا لم يدعونا في لَبسٍ، فقلّدهم واسترح، ولا تجاوز الأثر، وأهل الأثر. ["طبقات الحنابلة" (2/ 39)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/248)
ـ[عبدالعزيز الحامد]ــــــــ[11 - 01 - 07, 06:17 ص]ـ
الإخوة الكرام
(قال شيخ الاسلام في (رده على البكري)
(وقد قال طوائف من السلف و الخلف أنه يقعده معه على العرش و أنكر ذلك آخرون)
هل في قول ابن تيمية أن المسالة خلافية؟
قوله آخرون لا يلزم أنه يقصد آخرين من السلف، فهو قد نسب القول به إلى طوائف من السلف والخلف.
فهل يذكر لنا الإخوة المنكرون سلفا لهم في المسألة من السلف ليثبت أنها فعلا خلافية بين أهل السنة والجماعة
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[06 - 02 - 07, 06:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمكن إجمال الكلام في هذه المسألة في النقاط الآتية
أولا: مسألة إسناد الخبر إلى مجاهد
من ضعف هذا الحديث أعله بليث بن أبي سليم وهو صدوق في نفسه إلا أنه سئ الحفظ وقد ذكر بعض الأخوة أنه ضعيف بالاتفاق وفي هذا نظر فقد وثقه يحيى بن معين في رواية و قال أبو أحمد بن عدى: له أحاديث صالحة غير ما ذكرت، و قد روى عنه شعبة،و الثورى، و غيرهما من ثقات الناس، و مع الضعف الذى فيه يكتب حديثه.) يعني للنظر والاعتبار
و قال يعقوب بن شيبة: هو صدوق، ضعيف الحديث.
و قال ابن شاهين فى " الثقات ": قال عثمان بن أبى شبيبة: ليث صدوق، و لكن ليس بجحة.
و قال الساجى: صدوق فيه ضعف، كان سىء الحفظ كثير الغلط، كان يحيى القطان بآخره لا يحدث عنه
والملاحظ على كثير ممن تعرض لهذه المسألة بالرد والطعن أنه صب جل رده على ضعف الليث بن أبي سليم غافلا لأمور يمكن أن يتقوى بها خبر مجاهد:
الأول أن ليثا قد توبع على روايته فقد تابعه ثلاثة كما في السنة للخلال وهم عطاء ابن السائب وأبو يحيى القتات وجابر بن يزيد الجعفي وهؤلاء لا يخلو أحدهم من مقال لكن متابعتهم ليثا مما يزيد في الحديث قوة
الثاني: أن ابن حبان قد ذكر في مشاهير علماء الأمصار ص 146: ما سمع التفسير عن مجاهد أحد غير القاسم بن أبي بزة, نظر الحكم بن عتيبة وليث بن أبي سليم وابن أبي نجيح وابن جريج وابن عيينة في كتاب القاسم ونسخوه, ثم دلسوه عن مجاهد. وهذا ما استفدته من الأخ أسامة جزاه الله خيرا وتصحيح الأئمة له كأحمد وأبي داوود وغيرهما إشعار بأن ليثا قد حدث من كتابه وهم أعرف الناس بهذا فهم صيارفة الصنعة ورجالها مع الأخذ في الاعتبار أن الرواية يتعلق بتفسير المقام المحمود وتلقيهم هذا الأمر بالقبول وتسليمهم له وجه من وجوه الترجيح كما أشار إلى نحو ذلك الأمير الصنعاني فترجح روايته من كتابه
الأمر الثالث: وهو ما ذكره الإمام أحمد رضي الله عنه وغيره أن العلماء قد تلقوا خبر مجاهد بالقبول والعجب أن جميع من رد هذا الخبر لم يتفطن لهذا الأمر مهدرا ميزة هذا الاتفاق المعتبر المنقول عن مثل هذا الإمام الجليل وهذا مما يزيد الخبر قوة ويرقى به إلى درجة الحسن على أقل تقدير فإن هذا التلقي وحده أقوى من مجرد كثرة الطرق كما نبه على ذلك الحافظ في بعض كتبه فحكم الأئمة على حديث ما بتلقيه بالقبول بمنزلة إجماعهم على صحة الخبر.
قال أحمد " قد تلقته العلماء بالقبول، نسلم هذا الخبر كما جاء ".
وقال ابن جرير ليس في فرق الإسلام من ينكر هذا لا من يقر أن الله فوق العرش ولا من ينكره نقله عنه الذهبي
وقال ابن تيمية: وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه ويتلقونه بالقبول
وقد كان مالك رضي الله عنه يأخذ بما كان عليه أهل المدينة وبما أدركهم عليهم لتلقيهم له بالقبول فكيف بما أجمع عليه السلف قاطبة وتلقوه بالقبول وقابلوه بالتسليم والانقياد وطعنوا فيمن رده فظهور الرواية بين أظهرهم وتشنيعهم على من ردها أقوى دليل على صحتها ابتداء وعلى وجوب الانقياد لمدلولها الذي دلت عليه بلا تحريف ولا تزوير.
وانظر كيف حكم ابن الصلاح وغيره من الحفاظ على أحاديث الصحيحين أنها أفادت العلم اليقيني لتلقي الأمة لها بالقبول وجعله دليلا على الإجماع والأمة معصومة من الإجماع على الخطأ واستنبط من ذلك القطع بصحة ما فيهما من الأحاديث لتعرف قيمة هذه العلة وأنها وجه من وجوه الترجيح؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/249)
قال في فتح المغيث [1/ 288] ((إذا تلقت الأمة الضعيف بالقبول يعمل به على الصحيح حتى إنه ينزل منزلة المتواتر في أنه ينسخ المقطوع به، ولهذا قال الشافعي رحمه الله في حديث: (لا وصية لوارث) إنه لا يثبته أهل الحديث، ولكن العامة تلقته بالقبول وعملوا به حتى جعلوه ناسخاً لآية الوصية له.))
مع ملاحظة أن التفريق بين الأحكام والعقائد شنشنة اعتزالية لا قيمة لها عند من يحتذي حذو السلف والأئمة
وفي قواعد التحديث للقاسمي ما نصه: ما اعتضد بتلقى العلماء له بالقبول فإنه يحكم له بالصحة وإن لم يكن له إسناد صحيح))
ولقد قال ابن عبد البر في حديث البحر «هو الطهور ماؤه الحِلّ ميتته»
هذا الحديث لا يحتج أهل الحديث بمثل إسناده, وهو عندي صحيح لأن العلماء تلقوه بالقبول له والعمل به
فصححه لتلقي العلماء له بالقبول على أن في تضعيفه له نظرا لا يحفى كما بين الأئمة لكن دونك الشاهد وقد تقدم وكلمة ابن عبد البر هذه مستقاة من كلام للإمام البخاري نقله عنه السيوطي وحسبك به!!
وقال الشيخ الألباني: فالحديث الملتقى بالقبول لا يكون صحيحا إلا إذا كان له إسناد صالح للاعتبار به. فهو الذي يتقوى بالتلقي. فاحفظ هذا فإنه مهم جدا
وهذا الكلام من الشيخ الألباني تعليق على قول القاسمي في المسح على الجوربين ص42: وقد عرف في فن مصطلح الحديث أن الحديث يحكم له بالصحة إذ تلقاه الناس بالقبول وإن لم يكن له إسناد صحيح
ولا شك عندي أن خبر مجاهد رضي الله عنه من أحسن ما يمكن أن يمثل به في هذا المقام والله أعلم
قال ابن القيم رحمه الله قال القاضي صنف المروزي كتابا في فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فيه اقعاده على العرش قال القاضي: وهو قول أَبي داود، وأحمد بن أصرم، ويحي بن أبي طالب، وأبي بكر بن حماد، وأبي جعفر الدمشقي، وعياش الدوري، واسحق بن راهويه، وعبدالوهاب الوراق، وإبراهيم الأصبهاني، وإبراهيم الحربي، وهرون بن معروف. ومحمد بن إسماعيل السلمي، ومحمد بن مصعب العايد، وأبي بكر ابن صدقة، ومحمد بن بشر بن شريك، وأبي قلابة، وعلي بن سهل، وأبي عبدالله بن عبدالنور وأبي عبيد، والحسن بن فضل، وهرون بن العباس الهاشمي، واسماعيل ابن ابراهيم الهاشمي، ومحمد بن عمران الفارسي الزاهد، ومحمد بن يونس البصري، وعبدالله بن الامام أحمد، والمروزي، وبشر الحافى، انتهى. (قلت): وهو قول ابن جرير الطبري، وامام هؤلاء كلهم مجاهد امام التفسير، وهو قول أبي الحسن الدارقطني
ثانيا: أما القول بأن في متن هذا الخبر نكارة فيكفينا في ذلك ردود الشيخين الفاضلين آل حمدال وأبو عبد الإله المكي وغيرهما ممن شارك في تزييف هذه البدعة والإتيان على قوعدها من الأركان ويكفي قول السلف رضي الله عنهم من ردَّ حديث مجاهد فهو رجلُ سُو ء فلنعتصم بالكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم ولنحذر من (تحذلقات) المتجهمين وتعالمهم على الكتاب والسنة
ثالثا: أن قبول قول الأئمة رضي الله عنهم في تصحيح هذا الحديث ليس من التقليد في شيء وإنما هو من باب قبول خبر الواحد العدل كما أشار إليه الصنعاني في إرشاد النقاد فالمسألة أولا وأخيرا مسألة اتباع لما كان عليه السلف الصالح لا مسألة تقليد لهذا بعينه أو ذاك.
هذا ما أمكن تحريره على عجالة من أمري وفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[07 - 02 - 07, 11:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هذا مسألة خلافية وقد أشار الى ذلك الذهبي في العلو كما أسلفت وكذلك ابن جرير نقل القولين في تفسيره عن السلف ثم رأى ان يجمع بنيهما وليس هذا الجمع من الطبري بين القولين يعني أن السلف لم يختلف في الجلوس كما توهم البعض وكذلك ابن تيمية نفسه كما اشار أحد الأخوة أشار ألى الخلاف في هذا الجلوس في رده على البكري كما نقل احد الأخوة فوق حيث قال اشيخ الإسلام ابن تيمية: (وقد قال طوائف من السلف و الخلف أنه يقعده معه على العرش و أنكر ذلك آخرون) وقد نقل السيوطي خلاف المحدثين هذا الذي أدى بأتباعهم الى قتال وشرور وفتنة!!! في تاريخ الخلفاء (ص 158) في أحداث سنة ثلاث مائة وسبعة عشر فقال: (وفي هذه السنة هاجت فتنة كبرى ببغداد بسبب قوله تعالى " وعسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً " " الإسراء: 79 " فقالت الحنابلة معناها يقعده الله على عرشه وقال غيرهم بل هي الشفاعة ودام الخصام واقتتلوا جماعة كثيرة.). إنتهى ونقل نحوه إبن كثير في البداية والنهاية (ج 11 / ص 184) في أحداث سنة ثلاث مائة وسبعة عشر ..
وإني أخاف أن يجرنا هذا الخلاف الى فتنة كتلك التي اخبر عنها ابن كثير والسيوطي والعياذ بالله فلا نريد فرض آراء وتشددات وإنما الموضوع خلافي والإنسان يجتهد للوصول للحق ولا نتعنت ولا نُبَدِّع في مسائل الخلاف ونعتذر لمخالفنا فمثلا انا اقول: (من قال جلوس اقول معتذرا عن من قال ذلك هو قاله جلوس ليس مثل جلوس المخلوق ولا يكييفه وانتهى الأمر لأن اهل السنة ما ثبت لديهم في الصفات اثبتوه بلا تمثيل ولا تكييف وإن كنت انا اقول أن الجلوس لا يثبت فتأمل ولا والله لا نُسيء الظن في العلماء كما يفعل بعض الجهلاء)
والأثر ضعيف كما أسلفت لكم في ردودي فينبغي مراجعتها والرد علها من خلال اسناد الآثار وعلم الحديث ... والله الموفق للصواب ... تحية طيبة لكل من لا يدعو غير الله ولم يطف بغير بيت الله ولم يقسم بغير الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/250)
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[07 - 02 - 07, 04:13 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العقيدة الواسطية
[ U] والإجماع الذي ينضبط: هو كان عليه السلف الصالح [ U] إذ بعدهم كثر الإختلاف وانتشرت الأمة
أقول: ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية صحيح جدا، ومن عمل بما ما قاله فقد خرج من كثير من مسائل الدين التي اختلف فيها السلف والخلف
فنحن نأخذ بأقوال الأئمة السابقين، فإنهم تلقوا الأثر بالقبول، وصدقوا به، ولا نلتفت إلى من طعن في هذا الخبر، ولو كان من كان من علماء من تأخر.
وأنا أريد قول إمام واحد (تأمل إمام يعني فوق مرتبة العالم) لم يسلم بهذا الأثر وطعن فيه
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[07 - 02 - 07, 08:55 م]ـ
فقد خرج من كثير من مسائل الدين التي اختلف فيها السلف والخلف
العبارة الصحيحة: فقد خرج من كثير من مسائل الدين التي أجمع عليها السلف واختلف فيها الخلف
أخي أبا خالد نسيت أن أشكرك على مشاركتك فإنها مفيدة جدا
أخي أبا جعفر قد رد الأخ أبو خالد على إعلالك للحديث فاقرأ مشاركته حفظك الله
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[08 - 02 - 07, 11:45 م]ـ
وقد نسيت أن أذكر أن للحديث شواهد عن ابن عباس وابن مسعود وعبد الله بن سلام ولا تخلو من مقال من جهة أسانيدها لكن هذا بالأضافة إلى ما ذكر مما يعطي الخبر بعض قوة سيما أن الأمة بين قابل له وهم السلف وبين مؤول له وهم بعض الخلف وهذا فرع التصحيح ومن وافق السلف منهم كثر كابن العربي في عارضة الأحوزي وأبي عبد الله القرطبي في التفسير وابن حجر في الفتح فلم يختص الحنابلة بهذه العقيدة حتى يتبجح بعضهم برميهم بأشنع التهم وأقذع السباب وسبحانك الله وبحمدك نشهد أن لا آله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
____________________________________________
اللهم اغفر لي ولأمي ولأبي ولجميع المؤمنين والمؤمنات وارفع اللهم مقام أمي في عليين وتجاوز عنها واغفر لها ما بدر منها رحم الله من قال آمين
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[09 - 02 - 07, 09:29 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه المعلومات الجيدة، وجعلنا الله وإياكم من المتمسكين بكتابه عزوجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على منهج السلف الصالح رحمهم الله.
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[09 - 02 - 07, 09:37 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه المعلومات الجيدة، وجعلنا الله وإياكم من المتمسكين بكتابه عزوجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على منهج السلف الصالح رحمهم الله.
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[09 - 02 - 07, 08:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
كل الشواهد كذب او ضعيفة ضعفا شديدا! وقد رددت عليها في مشاركاتي ولله الحمد ومعلوم أن الشواهد المعتبرة هي الصحيح او الحسن او الضعيف ضعفا يسيرا
اما قوله اجلب واحد ضعفه فأقول ضعفه بعض المحدثين وليس هنالك اجماع كما وضحت اكثر من مرة (راجع ردودي) ولم يرد احد على كلامي بإجماع صحيح
أما قوله ان ألأئمة السابقون تلقوه بالقبول فهذا طبعا ليس على إطلاقه فإنه لا إجماع كما وضحت في مشاركاتي وإنما هذا اسلوب خطابي لا يغني ولا يسمن من جوع والله المستعان
وكان ينبغي على الأخ أبي خالد أن يثبت صحة الحديث من خلال الأسانيد ولم أجد له تعليق على الأسانيد وإنما نقل قول من قال بصحته ولم يأت بدليل معتبر يوثق ما ذهب اليه من صحة الحديث
فكل الآثار في ذلك إما مكذوبة وموضوعة وإما ضعيفة جدا فلا إعتبار بتصحيح أحد من المحدثين له وإنما الإعتبار بتضعيف المحدثين له لأن أسباب الضعف الشديد ظاهرة في من خلال علم الحديث ..
ودليل ذلك الذهبي ضعفه كما أسلف واختلف فيه المحدثين كما نقله السيوطي وصارت مقتلة بين اتباع المحدثين بسببه والألباني طرح أدلته ولم تردوا عليها من خلال علم الحديث وإنما كان الرد من خلال قيل وقال لعلماء السلف رحمهم الله دون ذكر دليل يسند مقالتهم رحمهم الله
ولما كان لا دليل صحيح يثبت صحة السند من خلال تتبع رجال الأسانيد أدى بالبعض الى إدعاء إجماعات ينسبونها الى علماء (ولم تدل عبارات العلماء على إجماع فإبن تيمية قال طوائف من السلف والطبري نقل قولين للسلف)!!! ضاربين بها قول مخالفيهم لأنهم لا يملكون دليل معتبر من خلال تتبع رجال الأسنيد على صحة الإسناد وإنما الأدلة متكاثرة على ضعف الإسانيد ضعفا شديدا بل وكذب بعضها الآخر فكان لا بد أن يدعوا إجماعا حتى يخرجوا من هذا كله فينبغي الرد من خلال تتبع رجال الأسانيد كما فعل الألباني والذهبي وغيرهما ممن ضعفه ومن اراد المزيد من التفسير لكلامي فليراجع ردودي على الموضوع والله الموفق للصواب ....
ـ[آل حمدال]ــــــــ[09 - 02 - 07, 09:56 م]ـ
قال الآجري رحمه الله في ["الشريعة" (4/ 1604)]:
(باب ذكر ما خصّ الله عزّ وجلّ به النبي ? من المقام المحمود القيامة):
"وأما حديث مُجاهد .. فقد تلقّاه الشُّيوخ من أهل العلم والنَّقل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تلَقّوها بأحسن تلقٍّ، وقبلوها بأحسن قبول، ولم يُنكروها،
وأنكروا على من ردَّ حديث مُجاهدٍ إنكارًا شديدًا،
وقالوا: من ردَّ حديث مجاهد فهو رجلُ سُوء.
وأنكروا على من ردَّ حديث مُجاهدٍ إنكارًا شديدًا،
وقالوا: من ردَّ حديث مجاهد فهو رجلُ سُوء.
قلت: فمذهبنا - والحمد لله - قبول ما رسمناه في هذه المسألة مما تقدّم ذكرنا له، وقبول حديث مُجاهد، وترك المعارضة والمناظرة في ردِّه، والله الموفق لكُلّ رشادٍ، والمعين عليه. اهـ
قال أبو بكر النجاد رحمه الله:
فلزِمنا الإنكارُ على من رَدَّ هذه الفضيلة التي قالها العلماء، وتلَقّوها بالقبولِ،
فمن رَدَّها فهو من الفرقِ الهالكة.
فهو من الفرقِ الهالكة. اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/251)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[10 - 02 - 07, 12:47 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لانبي بعده
السنة لأبي بكرالخلال ـ فضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أبو القاسم نبي الرحمة عليه السلام (ذكر المقام المحمود)
*وأخبرنا أبو داود السجستاني، قال: ثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: ثنا محمد بن فضيل، عن ليث، عن مجاهد، في قوله: (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) قال: «يجلسه على عرشه»، وسمعت أبا داود يقول: من أنكر هذا فهو عندنا متهم، وقال:
ما زال الناس يحدثون بهذا، يريدون مغايظة الجهمية، وذلك أن الجهمية ينكرون أن على العرش شيئاً.
* أخبرنا يحيى بن أبي طالب، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا محمد بن فضيل، عن ليث، عن مجاهد: (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) قال: «يقعده معه على العرش»،
قال أبو بكر بن أبي طالب: من رده فقد رد على الله عز وجل، ومن كذب بفضيلة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كفر بالله العظيم.
وأخبرني أحمد بن أصرم المزني، بهذا الحديث، وقال: «من رد هذا فهو متهم على الله ورسوله، وهو عندنا كافر، وزعم أن من قال بهذا فهو ثنوي، فقد زعم أن العلماء والتابعين ثنوية، ومن قال بهذا فهو زنديق يقتل».
* وأخبرني محمد بن عبدوس، والحسن بن صالح، وبعضهما أتم من بعض، قالا: ثنا أبو بكر المروذي، قال: قال أبو بكر بن حماد المقرئ:
من ذكرت عنده هذه الأحاديث فسكت فهو متهم على الإسلام، فكيف من طعن فيها؟،
وقال أبو جعفر الدقيقي: من ردها فهو عندنا جهمي، وحكم من رد هذا أن يتقى،
وقال عباس الدوري: لا يرد هذا إلا متهم،
وقال إسحاق بن راهويه: الإيمان بهذا الحديث والتسليم له،
وقال إسحاق لأبي علي القوهستاني: من رد هذا الحديث فهو جهمي،
وقال عبد الوهاب الوراق للذي رد فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم يقعده على العرش فهو متهم على الإسلام،
وقال إبراهيم الأصبهاني: هذا الحديث حدث به العلماء منذ ستين ومائة سنة، ولا يرده إلا أهل البدع،
قال: وسألت حمدان بن علي عن هذا الحديث، فقال: كتبته منذ خمسين سنة، وما رأيت أحدا يرده إلا أهل البدع، وقال إبراهيم الحربي: حدثنا هارون بن معروف، وما ينكر هذا إلا أهل البدع، قال هارون بن معروف: هذا حديث يسخن الله به أعين الزنادقة، قال: وسمعت محمد بن إسماعيل السلمي يقول: من توهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يستوجب من الله عز وجل ما قال مجاهد فهو كافرٌ بالله العظيم،
قال: وسمعت أبا عبد الله الخفاف يقول: سمعت محمد بن مصعب يعني العابد يقول:
نعم، يقعده على العرش ليرى الخلائق منزلته.
**
وسمعت أبا بكر بن صدقة، يقول: حدثني أبو القاسم بن الجبلي، عن عبد الله بن إسماعيل صاحب النرسي قال: ثم لقيت عبد الله بن إسماعيل فحدثني، قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال لي: هذا الترمذي، أنا جالس له، يُنْكِرُ فضيلتي!
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[10 - 02 - 07, 01:20 ص]ـ
الحمد لله
كتاب الشريعة للآجري:
باب ذكر ما خص الله عز وجل به النبي صلى الله عليه وسلم من المقام المحمود يوم القيامة
قال محمد بن الحسين رحمه الله:
اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الله عز وجل أعطى نبينا صلى الله عليه وسلم، من الشرف العظيم والحظ الجزيل ما لم يعطه نبيا قبله مما قد تقدم ذكرنا له، وأعطاه المقام المحمود يزيده شرفا وفضلا، جمع الله الكريم له فيه كل حظ جميل من الشفاعة للخلق والجلوس على العرش، خص الله الكريم به نبينا صلى الله عليه وسلم، وأقر له به عينه يغبطه به الأولون والآخرون، سر الله الكريم به المؤمنين مما خص به نبيهم من الكرامة العظيمة والفضيلة الجميلة تلقاها العلماء بأحسن القبول فالحمد لله على ذلك. اهـ
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[10 - 02 - 07, 01:39 ص]ـ
الحمد لله
قال محمد بن الحسين رحمه الله:
فضائل النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة، والحمد لله في الدنيا والآخرة،
وقد وعده الله عز وجل أنه سيعطيه في الآخرة من الكرامات حتى يرضى،
وهو قوله عز وجل:
(ولسوف يعطيك ربك فترضى).اهـ
(كتاب الشريعة للآجري)
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[10 - 02 - 07, 01:48 ص]ـ
هذا نقل لكلام بعض السلف وليس بلازم لي فالموضوع خلافي فمن العلماء من صحح ومنهم من ضعف كما نقل ذلك غير واحد من العلماء
وشيء طبيعي من صحح سيعتبر أن من انكره سيكون موافقا للجهمية ولكن فاتكم أن من إجتهد وبحث عن الحق ووجد أن ألأثر ضعيف ولا إجماع فلا يكون جهميا بل ولا موافقا لهم من باب أولى وهذا أمر معروف في باب احاديث الصفات فمن اجتهد ليس كمثل الجهمية الذين ينكرون ما تواتر او جاء بالآحاد الصحيح بل وما اجمع عليه صحته السلف
أما أثر الجلوس فلم يأت بحديث صحيح عندي والله الموفق للصواب
وأنا أنتظر رد حديثي من خلال تتبع رجال اسانيد هذه الروايات التي فيها ذكر الجلوس التي اختلف المحدثون في صحتها ولم ترد بشيء من هذا!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/252)
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[11 - 02 - 07, 12:23 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ الجليل أبا جعفر الزهيري
كم فرحت بمشاركتكم وودت أن تكونوا قد أحسنتم الرد على مشاركتي ولكني للأسف الشديد وجدت خلاف ذلك وأحب أن أوجز نقاطا معينة محددة يكون النقاش العلمي السليم حولها دون تعصب ولا تشنج فجزاكم الله خير الجزاء ووفقني وإياكم إلى سواء السبيل
أولا: قلت: وليس هنالك اجماع كما وضحت اكثر من مرة .... ولم يرد احد على كلامي بإجماع صحيح
والسؤال الذي يطرح نفسه: أولم ينقل عن هؤلاء الأعلام أن الأمة قد تلقت خبر مجاهد بالقبول وفرحوا به واستبشروا بفضيلة النبي (صلى الله عليه وسلم) وردوا على من طعن فيه وعدوه من الجهمية؟ فهل هنالك أجماع أقوى من هذا؟ وإن كان فسم لنا حده؟ ثم إن من ينقض دعوى الإجماع في عصر ما بحاجة إلى أن يثبت وجود المخالف في العصر ذاته؟ فمن يا ترى قد خالف أحمد، وأبا داود، وابن راهوية، وعبدالوهاب الوراق، وإبراهيم الأصبهاني، وإبراهيم الحربي، وهرون بن معروف. ومحمد بن إسماعيل السلمي، ومحمد بن مصعب العايد وهؤلاء العصبة المؤمنة؟ وابن جرير الذي تقول عنه بأنه من حكى الخلاف في المسألة رمى منكر خبر مجاهد رماه بالخروج عن جميع فرق المسلمين؟ قال رحمه الله فإن ما قاله مجاهد من أن الله يُقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه، قول غير مدفوع صحته، لا من جهة خبر ولا نظر، وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ولا عن التابعين بإحالة ذلك .... وإن قال (يعني المنكر) ذلك غير جائز كان منه خروجا من قول جميع الفرق التي حكينا قولهم، وذلك فراق لقول جميع من ينتحل الإسلام) فماذا بعد؟؟؟!!!
- قال أبو بكر يحيى بن أبي طالب رحمه الله وقال أبو بكر يحيى بن أبي طالب: «لا أعرف هذا الجهمي العجمي، لا نعرفه عند محدث، ولا عند أحد من إخواننا، ولا علمت أحدا رد حديث مجاهد» يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش «، رواه الخلق عن ابن فضيل عن ليث عن مجاهد، واحتمله المحدثون الثقات، وحدثوا به على رءوس الأشهاد، لا يدفعون ذلك، يتلقونه بالقبول والسرور بذلك، وأنا فيما أرى أني أعقل منذ سبعين سنة، والله ما أعرف أحدا رده، ولا يرده إلا كل جهمي مبتدع خبيث، يدعو إلى خلاف ما كان عليه أشياخنا وأئمتنا، عجل الله له العقوبة
وأما نقلك عن ابن تيمية رحمه الله أن المسألة فيها خلاف بين السلف ففيه نظر من جهة أن ابن تيمية عنى بالمخالف جماعة من الخلف ولم يعن السلف بحال بدليل قوله: وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه ويتلقونه بالقبول فلو ضممت كلام بن تيمية بعضه لبعض اتضح لك مراده
وقد قال رحمه الله ايضا حدث العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون: أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلسه ربه على العرش معه. روى ذلك محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد؛ في تفسير: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} وذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة وغير مرفوعة قال ابن جرير: وهذا ليس مناقضا لما استفاضت به الأحاديث من أن المقام المحمود هو الشفاعة باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدعيه لا يقول إن إجلاسه على العرش منكرا - وإنما أنكره بعض الجهمية ولا ذكره في تفسير الآية منكر
ثانيا: قلت أما قوله ان ألأئمة السابقون تلقوه بالقبول فهذا طبعا ليس على إطلاقه فإنه لا إجماع كما وضحت في مشاركاتي وإنما هذا اسلوب خطابي لا يغني ولا يسمن من جوع والله المستعان
قلتُ:هذا الأسلوب في الرد –عافاني الله وإياكم- يقدر عليه كل أحد، فهل تقبلون أن أقول إن أسلوبكم الذي رددتم به عليّ خطابي لا يسمن ولا يغني من جوع؟؟ أأكون بهذا قد رددت عليكم؟؟؟ ثم إني لا أدري من الذي أسلوبه أسلو ب خطابي أحمد ابن حنبل أم ابن عبد البر أم ابن حجر أم ابن تيمية أم السخاوي أم الصنعاني أم ... أم ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/253)
لقد كان تصحيحي للخبر بناء على فن من فنون المصطلح دقيق أقر به الشيخ الألباني نفسه ومن قبله العراقي وابن الصلاح وابن حجر والصنعاني وغيرهم، ومفاده أن الأمة إذا تلقت الخبر الضعيف بالقبول كان ذلك بمنزلة إجماعهم على صحته فينزل منزلة الصحيح بل وربما بلغ منزلة المتواتر كما اتضح في كلام السخاوي، ومع ذلك فإن العجب لا يزال يأخذني عندما قرأت ردك هذا ولم أرك علقت على هذا الكلام الذي يكاد يكون مجمعا عليه. وكان لازم الشيخ الألباني – رحمه الله – تصحيح خبر مجاهد بناء على هذه القاعدة التي اتفق عليها أهل الحديث وليته - ولكنه للأسف لم يفعل؟؟
ثالثا: قلتَ دليل ذلك الذهبي ضعفه
قلتُ دع عنك الحافظ الذهبي فموقفه مضطرب أشد الاضطراب فتارة يصححه ويقر بمضمونه وتارة يستنكره وهذا طبعا بشهادة الشيخ الألباني كما في مختصر العلو ص5 على ما أذكر
رابعا قلت وكان ينبغي على الأخ أبي خالد أن يثبت صحة الحديث من خلال الأسانيد ولم أجد له تعليق على الأسانيد وإنما نقل قول من قال بصحته ولم يأت بدليل معتبر يوثق ما ذهب اليه من صحة الحديث
سبحان وماذا فعلتُ؟؟ وهل وقعت أنت إلا فيما رميتني به؟؟ فأين تعليقك على الأسانيد؟؟ وهل قلدت إلا الألباني؟؟ ولماذا لم تجب على ما قد طرحته من قبل؟؟
رابعا: قلتَ فكل الآثار في ذلك إما مكذوبة وموضوعة وإما ضعيفة جدا
هذه طبعا مجازفة لذا ينبغي أن أعيد على مسامعك شيخي الجليل هذه النقاط المهمة التي أغفلتها وأزيد أمورا:
1 - الخبر ليس مكذوبا ولا موضوعا فإن ليث بن أبي سليم لم يتهمه أحد بالكذب أو الوضع
2 - لم ينفرد ليث بالرواية عن مجاهد بل تابعه عطاء بن السائب وهو ثقة إلا أنه اختلط بآخره فمثل هذا ضعفه يسير يصلح للمتابعة وقد قال أبو حاتم كان محله الصدق قديما قبل أن يختلط، صالح مستقيم الحديث، ثم بآخرة تغير حفظه، فى حديثه تخاليط كثيرة، و قديم السماع من عطاء: سفيان، و شعبة. و فى حديث البصريين الذين يحدثون عنه تخاليط كثيرة لأنه قدم عليهم فى آخر عمره، و ما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط و اضطراب ; رفع أشياء كان يرويها عن التابعين فرفعها إلى الصحابة.)) وهذه فائدة مهمة جدا فما رواه محمد ابن فضيل عن عطاء صحيح إذا كان موقوفا بخلاف المرفوع ولا شك ان خبر مجاهد موقوف مقطوع عليه.
3 - ان ليثا صحيح الرواية عن مجاهد في التفسير كما بينت من قبل
4 - أن الخبر قد تلقي بالقبول بين أهل السنة كما وضحت ووضح الأخوة مرارا فلا أقل من أن يبلغ الحسن
خامسا: قلت كل الشواهد كذب او ضعيفة ضعفا شديدا!
ليس كذلك بل إن لخبر مجاهد شواهد بعضها صحيح وبعضها خفيف الضعف
فمن أمثلة الصحيح ما أخرجه بن أبي حاتم بسند صححه الحافظ في الفتح عن سعيد بن أبي هلال أحد صغار التابعين انه بلغه ان المقام المحمود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون يوم القيامة بين الجبار وبين جبريل فيغبطه بمقامه ذلك أهل الجمع
ومن أمثلة الضعيف ضعفا يسيرا ما ذكره الحافظ في الفتح: وقد جاء عن بن مسعود عند الثعلبي وعن بن عباس عند أبي الشيخ وعن عبد الله بن سلام قال ان محمدا يوم القيامة على كرسي الرب بين يدي الرب أخرجه الطبري أ. هـ)
وأما حديث ابن عباس الذي أشرت إليه فقد أخرجه الطبراني في الكبير حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح حدثني بن لهيعة عن عطاء بن دينار الهذلي عن سعيد بن جبير عن بن عباس أنه قال في قول الله عز وجل عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسه فيما بينه وبين جبريل ويشفع لأمته فذلك المقام المحمود
وليس موضوعا كما قلت وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف إذا لم يتابع وعطاء بن دينار قيل لم يسمع من سعيد بن جبير على ما في المجمع
ومن شواهده حديث عبد الله بن سلام الذي أخرج الخلال في السنة عن سيف السدوسي عن عبد الله بن سلام، قال: «إن محمدا يوم القيامة بين يدي الرب عز وجل، على كرسي الرب تبارك وتعالى وهو ليس مكذوبا بل ضعفه من جهة جهالة سيف السدوسي
ومنها حديث عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} [الإسراء79) قال: " يجلسه معه على السرير" (عزاه السيوطي في الدر المنثور (5/ 326،328) إلى ابن مردويه والديلمي.)
. وبإسناده عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المقام المحمود فقال:" وعدني ربي القعود على العرش" (أخرجه القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (2/ 476) رقم (441).).
وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن المقام المحمود فقال: يحشر يوم القيامة عراة غرلا … ثم قال: ثم أقوم عن يمين العرش فما من الخلائق قائم غيري فأتكلم فيسمعون وأشهد فيصدقون "الدر المنثور للسيوطي" 3/ 197
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرا (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) فقال يجلسه على السرير وفى لفظ يجلسه معه على السرير "الدر المنثور" 3/ 198
والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وأزواجه والتابعين آمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/254)
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[12 - 02 - 07, 02:45 ص]ـ
السلام عليكم ...
لا ادري لماذا تقول شيخ ابو جعفر!!! أهو إستهزاء أم ماذا!!! ولا أظنك تعني ذلك والله أعلم ..
ثم إني انسان عادي مثلي مثل اي طالب علم بل ولست إلا طويلب علم والله المستعان اللهم اغفر لي ذنبي وارزقني الإخلاص يا رب اني خائف ان نكون تعمقنا وتقعرنا في هذا الأمر فاغفر لي وله
اخي الحبيب هذا الأمر واضح جدا لا إجماع ويبدو اصبح هذا دليل من لا دليل لديه على صحة السند من خلال تتبع رجاله فالأمة لم تتلقاه كلها بالقبول وإنما طوائف من السلف كما قال ابن تيمية والطبري والذهبي كما نقلته انا وغير في الردود ولله الحمد
أما ليث فقد إختلط بآخره!! كما أسلفت لك فكيف يكون حجة عندك فقط لأنه ثبت أنه يروي عن مجاهد!!
أما ما ذكرته من احاديث ضعيفة وآثار بعضها إسرائيليات عبد الله بن سلام رضي الله عنه فالخبر عن ابن سلام اصلا ضعيف جدا لأنه من الإسرائيليات وكون ابن حجر صحح صدوره عن ابن سلام فهذا لا يعني انه من دين رسولنا صلى الله عليه وسلم فإبن سلام رضي الله عنه يروي الإسرائيليات كما نبه ابن حجر وغيره من المحدثين فالحديث ضعيف جدا فلا يشهد له حديث ضعيف فهو ليس كغيره من الأحديث اليسيرة الضعف ثم إنك تستشهد بآثار في اسانيدها علل كثيرة انت نفسك ذكرتها مثلا تستشهد بحديث فيه مجهول اسمه سيف السدوسي! وحديث فيه ابن لهيعة الضعيف وعلة عدم سماع عطاء من ابن جيبير واحاديث اخرى لا تسلم من علل كثيرة لا ترتقي لكي تكون شاهد لصحة غيرها
أما باقي الآثار فلم تسرد اسانيدها!! معتمدا على تخريج السيوطي الغير معتمد! عند العلماء وكذلك لم تنقل اسناد ابي يعلى!! وقد نبه الذهبي في العلو عند ترجمة ابي يعلى على ان ابي يعلى ساق في ابطال التأويل احاديث وآثار لا ينبغي أن يُثبت لله بها صفة فتأمل فينبغي نثل اسانيدهم وليس سردها دون سند واعتبارها من الشواهد والمسلمات!!!
وهذا أمر يسوغ الخلاف فيه والإجتهاد وانا اردت رد علمي حديثي على علل الآثار والأحاديث في الجلوس ولم تردوا بشيء من ذلك يا اخي الفاضل ابو خالد
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[13 - 02 - 07, 12:18 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته شيخي الفاضل أبا جعفر الزهيري
قلت لا ادري لماذا تقول شيخ ابو جعفر!!! أهو إستهزاء أم ماذا!!!
كلا ... والله!! ولا خطر لي على بال!!! وما أردت إلا خيرا، والله أمرنا بإحسان الظن واللين في الخطاب، ونعتي لك بالشيخ لما استفدته من ردودك، وإن كنت أرى مجانبتك للصواب في أمور دون أمور. والله يهديني وإياك وسائر المؤمنين إلى سواء السبيل.
قلت هذا الأمر واضح جدا لا إجماع ويبدو اصبح هذا دليل من لا دليل لديه على صحة السند من خلال تتبع رجاله فالأمة لم تتلقاه كلها بالقبول وإنما طوائف من السلف
يا أخي الفاضل إن إجماع الأمة على تلقي الخبر بالقبول في عصر من العصور لا ينبغي أن يعرف بنقلي أنا أو نقلك أنت وإنما يعلم بنقل الواحد العدل الموثوق بدينه به في العصر نفسه مع العلم بعدم وجود المخالف المعتبر قوله، ثم لا عبرة بما سيوجد بعد من المجتهدين، فما الظن إذا كان الناقل للإجماع أمثال هؤلاء الأئمة رضي الله عنهم؟؟ مع العلم بعدم وجود المخالف من خلال أقوالهم وشهادتهم؟ وهب أن الذهبي والألباني قد خالفا في هذه المسألة فلا شك أنه لا اعتبار بقولهما في نقض الأجماع المنقول عن السلف الصالح رضي الله عنهم؟؟ فطروء الخلاف بعد وقوع الإجماع ليس بشيء!! غايته أنه من زلات المخالِف والله يغفر لنا ولجميع المسلمين.
ثم إنه يا أخي الفاضل لو ردت دعوى الإجماع التي نقلها أمثال أحمد وأبي داود والآجري والنجاد والخلال بسبب وجود المخالف ولو بعد دهور فإنه لن يكون هناك إجماع في مسألة أصلا إلا يوم القيامة حين لا تكليف!!!
إذا تبين ذلك فإني أود منك الإجابة على ما يأتي:
أولم ينقل عن هؤلاء الأعلام أن الأمة قد تلقت خبر مجاهد بالقبول وفرحوا به واستبشروا بفضيلة النبي (صلى الله عليه وسلم) وردوا على من طعن فيه وعدوه من الجهمية؟
فهل هنالك أجماع أقوى من هذا؟
وإن كان فسم لنا حده؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/255)
ثم إن من ينقض دعوى الإجماع في عصر ما بحاجة إلى أن يثبت وجود المخالف في العصر ذاته؟ فمن يا ترى قد خالف أحمد، وأبا داود، وابن راهوية، وعبدالوهاب الوراق، وإبراهيم الأصبهاني، وإبراهيم الحربي، وهرون بن معروف. ومحمد بن إسماعيل السلمي، ومحمد بن مصعب العايد وهذه العصبة المؤمنة؟
قلت أما ليث فقد إختلط بآخره!! كما أسلفت لك فكيف يكون حجة عندك فقط لأنه ثبت أنه يروي عن مجاهد
سبحان الله!! راجع مشاركاتي وستجد الجواب الذي حاصله أن ليثا صدوق في نفسه إلا أنه سيء الحفظ ومثل هذا يصلح حديثه للنظر والاعتبار، ثم إنه إذا روى عن مجاهد في التفسير فصحيح الرواية؛ إذ يروي من كتابه كما بين ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار والله أعلم
ثم إنك – يرحمك الله – فاتك التعليق على الأمور الأخرى التي يجدر تصحيح خبر مجاهد لأجلها كتلقي الأمة لخبر مجاهد بالقبول وأنه آذان بصحته، ومتابعة عطاء بن السائب له فراجعها إن شئت.
ثم إني قد رأيت الشيخ الألباني قد صحح حديثا في إسناده ليث ولم يتابع عليه أصلا وشواهده فيها من الضعف كالذي نحن بصدده وأسوأ (الصحيحة " 3/ 118 حديث 1127) - " إن أخوف ما أتخوفه على أمتي آخر الزمان ثلاثا: إيمانا بالنجوم و تكذيبا بالقدر و حيف السلطان ".
قال الألباني:رواه أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " (23/ 1 - 2) عن ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف رفعه.
قلت: و ليث ضعيف لاختلاطه، و من طريقه رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ... ". لكن الحديث له شواهد كثيرة يرتقي بها إلى درجة الصحة في نقدي و هي من حديث أبي محجن و أبي الدرداء و أنس بن مالك.
1 - أما حديث أبي محجن فهو بلفظ: " أخاف على أمتي من بعدي ثلاثا: حيف الأئمة و إيمانا بالنجوم و تكذيبا بالقدر ". رواه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " (2/ 39) و ابن عساكر (16/ 308 / 1) أخبرنا حسين بن أبي زيد الدباغ أخبرنا علي بن يزيد الصدائي أخبرنا أبو سعد البقال عن أبي محجن قال: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره. و هذا سند ضعيف أبو سعد البقال
اسمه سعيد بن المرزبان و هو ضعيف مدلس و قد عنعنه. و علي بن يزيد الصدائي فيه لين كما في " التقريب ". و أما الدباغ هذا فترجمه الخطيب (8/ 110 - 111) و وثقه.
2 - و أما حديث أبي الدرداء فهو بلفظ: " أخاف على أمتي ثلاثا: زلة عالم و جدال منافق بالقرآن و التكذيب بالقدر ". رواه الطبراني في " الكبير " عن أبي الدرداء مرفوعا. و قال الهيثمي (7/ 203): " و فيه معاوية بن يحيى الصدفي و هو ضعيف ".
3 - و أما حديث أنس فهو: " أخاف على أمتي بعدي تكذيبا بالقدر و تصديقا بالنجوم ". رواه أبو يعلى في " مسنده " (1023) و ابن عدي (196/ 1) عن شهاب بن خراش عن يزيد الرقاشي حدثنا أنس مرفوعا. و قال: " شهاب في بعض رواياته ما ينكر عليه و لا أعرف للمتقدمين فيه كلاما فأذكره ".
قلت: قال الذهبي: " صدوق مشهور له ما يستنكر ... قد وثقوه ". و شيخه يزيد الرقاشي ضعيف.
4 - و أما حديث جابر فلفظه: " ثلاث أخاف على أمتي الاستسقاء بالأنواء و حيف السلطان و تكذيب بالقدر ". أخرجه أحمد (5/ 90) و ابنه و ابن أبي عاصم في " السنة " (324) و الطبراني (1/ 92 / 1) عن محمد بن القاسم الأسدي حدثنا فطر عن أبي خالد الوالبي عنه. و من هذا الوجه أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (ص
1802) و الطبراني في " الصغير " (182) و غيره قال الهيثمي: " و فيه محمد بن القاسم الأسدي وثقه ابن معين، و كذبه أحمد و ضعفه بقية الأئمة ". قلت (الألباني): فهو واه جدا فلا يستشهد بحديثه، و فيما قبله كفاية.أ. هـ)
فقد صحح هذا الحديث مع إن في أسناده ليث بن أبي سليم وشواهده فيها من الضعف ما فيها!!!
ومثله أيضا حديث من منع فضل مائه أو فضل كلئه منعه الله فضله يوم القيامة الصحيحة " 3/ 409 قال: أخرجه أحمد (2/ 179 و 221) من طريق ليث بن أبي سليم ضعيف. لكنه لم يتفرد به. فقد أخرجه أيضا (2/ 183) من طريق محمد بن راشد عن سليمان بن موسى أن عبد الله بن عمرو (بنحوه) .. و هذا إسناد حسن إلا أنه منقطع بين سليمان و ابن عمرو لكن الحديث بمجموع الطريقين حسن أ. هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/256)
فهلا سمحت لي أن أقول إن حديث مجاهد حديث صحيح رواه الخلال وابن جرير من طريق ابن فضيل عن الليث عنه وفيه الليث وفيه ضعف إلا أنه توبع بعطاء بن السائب. وله شاهد منها ما صححه الحافظ في الفتح ومنها الضعيف يسيرا كحديث ابن عباس عند أحمد وفيه ابن لهيعة ومما يصححه أيضا تلقي الأمة له بالقبول والتسليم وهذا موجب لصحته بشهادة العلامه الألباني نفسه.
وأما الشواهد التي استشهدت بها فكانت ردا أصيلا على دعواك أن هذه الشواهد كذب وموضوعة مع اعترافي مسبقا بأن في أسانيدها مقالا لكن لا يخفاك أن الفرق جد عظيم بين الموضوع الذي يجب طرحه أصلا وبين الضعيف الذي يصلح للشواهد.
على أن في هذه الشواهد ما هو صحيح كحديث سعيد بن أبي هلال أحد صغار التابعين الذي أخرجه بن أبي حاتم بسند صححه الحافظ في الفتح عنه انه بلغه ان المقام المحمود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون يوم القيامة بين الجبار وبين جبريل فيغبطه بمقامه ذلك أهل الجمع.
ومما استشهد به الأئمة أيضا كالخلال وابن أبي شيبة حديث عبيد بن عمير الليثي الإمام التابعي الكبير في تفسير قول الله تعالى {وإن له عندنا لزلفى} قال: ذكر الدنو منه. رواه ابن أبي شيبة بإسناد على شرطهما في كتاب الفضائل باب ما أعطى الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم وقد روى قبله حديث الليث عن مجاهد في مسألة الجلوس.
ومن الشواهد أيضا ما رواه أحمد والدارمي عن أبي وائل عن ابن مسعود عن النبي صلى اللهم عليه وسلم قال قيل له ما المقام المحمود قال ذاك يوم ينزل الله تعالى على كرسيه يئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه به وهو كسعة ما بين السماء والأرض ويجاء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم يقول الله تعالى اكسوا خليلي فيؤتى بريطتين بيضاوين من رياط الجنة ثم أكسى على إثره ثم أقوم عن يمين الله مقاما يغبطني الأولون والآخرون * وفيه عثمان بن عمير وفيه ضعف
وكل الأحاديث التي ذكرتها من قبل واستشهدت بها قد استشهد بها الأئمة من قبلي فلست بدعا في هذا الصدد والله أعلم
وأما ان ابن تيمية أو الطبري أو الذهبي قد نقلوا الخلاف في المسألة عن السلف فهذا فيه نظر، فراجع إن شئت تحريري لهذا النقل في المشاركة السابقة وعدم صحته راسا.
وأما مسألة الجلوس – إن كنت تقصد جلوس الرب سبحانه على عرشه – فهناك بعض الأحاديث في هذا الصدد والله أعلى وأعلم، وقد رأيت ابن كثير في تفسيره قد حسن بعضها ولا أذكر مكان الصفحة الآن. مع أن هذا مالم يرد في مشاركتي بحال، فلا تكلفني شططا
لكن الشأن الآن هو الإيمان والتسليم بكل ما صح عن نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم – في صفة الله سبحانه وتعالى، وقبوله من غير تكييف ولا تحريف ولا تعطيل. والاقتداء بالسلف الصالح في الهدى والإيمان، وارتسام طريقهم فيما ءامنوا به من شرائع الإسلام، وترك الاختلاف عن طريقهم أو نبذ نهجهم، فإنهم كانوا على الجادة والصراط المستقيم.
وأرجو أخيرا شيخي الفاضل أن لا تجد عليَ وأن يتسع صدرك لقبول جهلي ومسامحتي والدعاء لي بالشفاء ولأمي بالرحمة والمغفرة، والله سبجانه جل شأنه المسئول أن يوفقني وإياك إلى سواء السبيل. وصل اللهم على محمد وآله وصحبه والتابعين.
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[19 - 02 - 07, 02:16 ص]ـ
السلام عليكم ....
لا يوجد تلقي من الأمة كلها بالقبول فإن كنت تعني انكارهم على من لم يقبله فهذا لا يعني اجماعا ...
الشاواهد التي استشهد بها الألباني ليست كالشواهد التي تستدل بها انت فهو استدل يشواهد معتبرة وليس بإسرائيليات ابن سلام ولا بشواهد فيها ضعف شديد!
ثم اني يا اخي اراك تصحح دون تفصيل يعني لا تسرد اسانيد الأحاديث ثم مباشرة تقول على شرط الشيخين!!
اخي الفاضل انا انتظر منك وضع الأسانيد وتحقيقها كما حقق الألباني الكلام على الحديث الذي نقلته انت في ردك وإلا فلا يمكن ابدا أن اقبل تصحيحك أو تصحيح غيرك كإبن حجر المتساهل في التصحيح رحمه الله هكذا دون معرفة السند والنظر قي رجاله وأحدك تأتي بحديث في اثبات الدنو وهذا غير الجلوس وأحاديث متنها ليس بمعنى الجلوس!! عجيب ..
جلوس الرب وجلوس النبي احاديثه كلها ضعيفه جدا وليس مجرد ضعيفة كما وضحته انا من خلال ردودي وهذا ما رميت اليه من ردودي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/257)
مسألة احاديث الأطيط ايضا نفس الشيء لا يصح في الأطيط حديث مرفوع كما وضح ذلك الألباني فينبغي إن كان لديك اسناد صحيح في نظرك فانقله لي هنا حتى ننظر في رجاله ...
واليك هذا بخصوص الأطيط:
السلسلة الضعيفة - (ج 2 / ص 365)
866 - " إن كرسيه وسع السماوات و الأرض، و إنه يقعد عليه، ما يفضل منه مقدار أربع
أصابع - ثم قال بأصابعه فجمعها - و إن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من
ثقله ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 256):
منكر. رواه أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني في فتياله حول الصفات (100
/ 1) من طريق الطبراني عن عبيد الله بن أبي زياد القطواني: حدثنا يحيى بن أبي
بكير: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب
قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة
، فعظم الرب عز وجل، ثم قال: فذكره. و رواه الضياء المقدسي في " المختارة "
(1/ 59) من طريق الطبراني به، و من طرق أخرى عن ابن أبي بكير به. و كذلك
رواه أبو محمد الدشتي في " كتاب إثبات الحد " (134 - 135) من طريق الطبراني و
غيره عن ابن أبي بكير به و لكنه قال: " هذا حديث صحيح، رواته على شرط البخاري
و مسلم ". كذا قال: و هو خطأ - بين مزدوج فليس الحديث بصحيح، و لا رواته على
شرطهما، فإن عبد الله بن خليفة لم يوثقه غير ابن حبان، و توثيقه لا يعتد به
كما تقدم بيانه مرارا، و لذلك قال الذهبي في ابن خليفة هذا: " لا يكاد يعرف
"، فأنى للحديث الصحة؟! بل هو حديث منكر عندي. و مثله حديث ابن إسحاق في "
المسند " و غيره، و في آخره: " إن عرشه لعلى سماواته و أرضه هكذا مثل القبة،
و إنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب ". و ابن إسحاق مدلس، و لم يصرح بالسماع في
شيء من الطرق عنه، و لذلك قال الذهبي في " العلو " (ص 23): " هذا حديث غريب
جدا فرد، و ابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند، و له مناكير و عجائب، فالله
أعلم أقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا أم لا؟ و أما الله عز وجل فليس كمثله
شيء جل جلاله، و تقدست أسماؤه، و لا إله غيره. (قال:). " الأطيط الواقع
بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرحل، فذاك صفة للرحل و للعرش، و معاذ
الله أن نعده صفة لله عز وجل. ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت ". هذا حال
الحديث و هو الأول من حديثي القعود على العرش، و أما الآخر فهو: " يقول الله
عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده: إني لم أجعل علمي
و حكمي فيكم إلا و أنا أريد أن أغفر لكم، على ما كان فيكم، و لا أبالي ".
السلسلة الضعيفة - (ج 2 / ص 405)
906 - " كرسيه موضع قدمه، و العرش لا يقدر قدره ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 306):
ضعيف. رواه الضياء في " المختارة " (252/ 1 - 2) عن شجاع بن مخلد
الفلاس عن أبي عاصم عن سفيان عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله * (وسع كرسيه
السموات و الأرض) * قال: فذكره. و رواه من طرق أخرى عن أبي عاصم به موقوفا
على ابن عباس و قال: " إنه الأولى ". و الموقوف أخرجه الطبراني في " معجمه
الكبير " (ج 3) و قد فاتني موضعه منه، و غالب الظن أنه بين الورقة (150 و
الورقة 170) و قال الهيثمي (6/ 323): " و رجاله رجال الصحيح ". و كذلك
أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في " العرش " (114/ 2) و الحاكم (2/ 282
) عن أبي عاصم به موقوفا و قال: " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي. و
رواه ابن مردويه من طريق شجاع بن مخلد به مرفوعا كما في " تفسير ابن كثير " و
قال: " و هو غلط. و رواه ابن مردويه من طريق الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي و
هو متروك عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا و لا يصح أيضا ". و روى ابن
أبي شيبة أيضا (114/ 1 - 2) و ابن جرير في تفسيره (5/ 398 طبع ... ) و
البيهقي في " الأسماء و الصفات " (ص 290 - هند) عن عمارة بن عمير عن أبي موسى
قال: " الكرسي موضع القدمين، و له أطيط كأطيط الرجل ". قلت: و إسناده صحيح
إن كان عمارة بن عمير سمع من أبي موسى، فإنه يروي عنه بواسطة ابنه إبراهيم بن
أبي موسى الأشعري، و لكنه موقوف، و لا يصح في الأطيط حديث مرفوع، كما تقدم
تحت رقم (866)، و انظر تفسير ابن كثير (2/ 13 - 14 طبع المنار).
المهم انقل لي ما ادعيته من تلقي الأمة لأثر مجاهد بالقبول عن الأئمة الذين ذكرت اسمائهم وكذلك انقل اسانيد الشواهد وحققها كتحقيق الألباني الذي نقلته انت مفصلا ولا تكتفي بتصحيح احد العلماء وإنما حقق القول عليه من خلال سرد السند والكلام بالتفصيل لو تكرمت ....
عذرا لتأخري في الرد ولكن لدي امور أشغلتني جدا ...
اشكرك على أخلاقك وإن كنت انا شديد معك فأسأل الله لي ولك ان يغفر لنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/258)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 02 - 07, 02:48 ص]ـ
مررت على هذا في تفسير الإمام الطبري رحمه الله
((وهذا وإن كان هو الصحيح من القول في تأويل قوله (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) لما ذكرنا من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين، فإن ما قاله مجاهد من أن الله يُقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه، قول غير مدفوع صحته، لا من جهة خبر ولا نظر، وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ولا عن التابعين بإحالة ذلك. فأما من جهة النظر، فإن جميع من ينتحل الإسلام إنما اختلفوا في معنى ذلك على أوجه ثلاثة: فقالت فرقة منهم: الله عزّ وجلّ بائن من خلقه كان قبل خلقه الأشياء، ثم خلق الأشياء فلم يماسَّها، وهو كما لم يزل، غير أن الأشياء التي خلقها، إذ لم يكن هو لها مماسا، وجب أن يكون لها مباينا، إذ لا فعال للأشياء إلا وهو مماسّ للأجسام أو مباين لها. قالوا: فإذا كان ذلك كذلك، وكان الله عزّ وجلّ فاعل الأشياء، ولم يجز في قولهم: إنه يوصف بأنه مماسّ للأشياء، وجب بزعمهم أنه لها مباين، فعلى مذهب هؤلاء سواء أقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه، أو على الأرض إذ كان من قولهم إن بينونته من عرشه، وبينونته من أرضه بمعنى واحد في أنه بائن منهما كليهما، غير مماسّ لواحد منهما.
وقالت فرقة أخرى: كان الله تعالى ذكره قبل خلقه الأشياء، لا شيء يماسه، ولا شيء يباينه، ثم خلق الأشياء فأقامها بقدرته، وهو كما لم يزل قبل خلقه الأشياء لا شيء يماسه ولا شيء يباينه، فعلى قول هؤلاء أيضا سواء أقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه، أو على أرضه، إذ كان سواء على قولهم عرشه وأرضه في أنه لا مماس ولا مباين لهذا، كما أنه لا مماس ولا مباين لهذه.
وقالت فرقة أخرى: كان الله عزّ ذكره قبل خلقه الأشياء لا شيء ولا شيء يماسه،
ولا شيء يباينه، ثم أحدث الأشياء وخلقها، فخلق لنفسه عرشا استوى عليه جالسا، وصار له مماسا، كما أنه قد كان قبل خلقه الأشياء لا شيء يرزقه رزقا، ولا شيء يحرمه ذلك، ثم خلق الأشياء فرزق هذا وحرم هذا، وأعطى هذا، ومنع هذا، قالوا: فكذلك كان قبل خلقه الأشياء يماسه ولا يباينه، وخلق الأشياء فماس العرش بجلوسه عليه دون سائر خلقه، فهو مماس ما شاء من خلقه، ومباين ما شاء منه، فعلى مذهب هؤلاء أيضا سواء أقعد محمدا على عرشه، أو أقعده على منبر من نور، إذ كان من قولهم: إن جلوس الربّ على عرشه، ليس بجلوس يشغل جميع العرش، ولا في إقعاد محمد صلى الله عليه وسلم موجبا له صفة الربوبية، ولا مخرجه من صفة العبودية لربه، كما أن مباينة محمد صلى الله عليه وسلم ما كان مباينا له من الأشياء غير موجبة له صفة الربوبية، ولا مخرجته من صفة العبودية لربه من أجل أنه موصوف بأنه له مباين، كما أن الله عزّ وجلّ موصوف على قول قائل هذه المقالة بأنه مباين لها، هو مباين له. قالوا: فإذا كان معنى مباين ومباين لا يوجب لمحمد صلى الله عليه وسلم الخروج من صفة العبودة والدخول في معنى الربوبية، فكذلك لا يوجب له ذلك قعوده على عرش الرحمن، فقد تبين إذا بما قلنا أنه غير محال في قول أحد ممن ينتحل الإسلام ما قاله مجاهد من أن الله تبارك وتعالى يقعد محمدا على عرشه.
فإن قال قائل: فإنا لا ننكر إقعاد الله محمدا على عرشه، وإنما ننكر إقعاده (1).
حدثني عباس بن عبد العظيم، قال: ثنا يحيى بن كثير، عن الجريريّ، عن سيف السَّدُوسيّ، عن عبد الله بن سلام، قال: إن محمدا صلى الله عليه وسلم يوم القيامة على كرسيّ الربّ بين يدي الربّ تبارك وتعالى، وإنما ينكر إقعاده إياه معه، قيل: أفجائز عندك أن يقعده عليه لا معه. فإن أجاز ذلك صار إلى الإقرار بأنه إما معه، أو إلى أنه يقعده، والله للعرش مباين، أو لا مماسّ ولا مباين، وبأيّ ذلك قال كان منه دخولا في بعض ما كان ينكره وإن قال ذلك غير جائز كان منه خروجا من قول جميع الفرق التي حكينا قولهم، وذلك فراق لقول جميع من ينتحل الإسلام، إذ كان لا قول في ذلك إلا الأقوال الثلاثة التي حكيناها، وغير محال في قول منها ما قال مجاهد في ذلك.))
أي تعليقات؟
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 05:22 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/259)
من عجيب أمر القرآن أنه لا تنقضي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد .. وهو كما قال الله عنه:" وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِين " .. وعلم التفسير بحر خضم تتلاطم أمواجه على شواطئ ما بين معتدلة وشاذة .. وقد قيمه الإمام أحمد بن حنبل ضمن ثلاثة كتب قال عنها ليس لها أصل وهي: التفسير والمغازي والملاحم ..
وقد أدخل كثير من القصاص والوعاظ حكايات مكذوبة وباطلة في التفسير وفي مغازي رسول الله r وتاريخ أصحابه الكرام وكذلك في الفتن التي جرت بينهم وفي أخبار الساعة والقيامة وما يكون من الغيوب ..
ومن هذه المسائل التي ذكرها أهل التفسير مسألة المقام المحمود الذي أعطيه رسول الله r وذلك في قوله تعالى من سورة الإسراء:
) وَمِنَ ?لْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى? أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً)
قال شيخ المفسرين الإمام الطبري:
وتأويل الكلام، أقم الصلاة المفروضة يا محمد في هذه الأوقات التي أمرتك بإقامتها فيها، ومن الليل فتهجد فرضا فرضته عليك، لعلّ ربك أن يبعثك يوم القيامة مقاما تقوم فيه محمودا تحمده، وتغبط فيه .. اهـ
والاختلاف في هذه الآية في معنى المقام المحمود المذكور .. وفيه أقوال:
الأول: أنه الشفاعة العظمى لنبينا r يوم القيامة وهي أنواع معروفة.
الثاني: إعطاؤه لواء الحمد يوم القيامة.
الثالث: إعطاءه حوض الكوثر فيسقي تابعيه.
الرابع: أنه يأخذ بحلقة باب الجنة عند شفاعته.
الخامس: أنه يكون على تل هو وأمته ويكسى حلة خضراء.
السادس: أنه يكون يوم القيامة بين الجبار جل جلاله وبين جبريل عليه السلام.
السابع: أنه يجلس على عرش الرحمن.
وهذه الأقوال كلها راجعة إلى شفاعته في الموقف بين يدي الله عز وجل .. إلا القول الأخير الذي يقول أنه يجلس على عرش الرحمن .. وهو منقول التابعي الجليل مجاهد بن جبر .. وتابعه على هذا القول كثير من العلماء أشهرهم إسحاق بن راهويه وعبد الله بن الإمام أحمد والمروزي وبشر الحافي وأبو عبيد القاسم بن سلام والإمام أبو داود صاحب السنن وبالغ حتى قال: من أنكر هذا فهو متهم.
وهو مذهب الإمام الدارقطني وبالغ أيضاً حتى قال فيه:
حديث الشفاعة عن أحمد إلى أحمد المصطفي مسنده
وجاء الحديث بإقعاده على عرشه فلا تجحده
أمروا الحديث على وجهه ولا تدخلوا فيه ما يفسده
ولا تنكروا أنه قاعد ولا تجحدوا أنه يقعده.
والغريب أن الإمام ابن القيم- وهو العلم الحجة- ذكر هذه المسألة في كتابه بدائع الفوائد وذكر وآراء من قال بها ونسبها لابن جرير الطبري في تفسيره وهو منها براء كما سيأتي .. وذكر أقوال العلماء وأبيات الدارقطني ولم يدفعها بشيء يذكر، كأنه مقر بها .. ومعلوم ما في هذا الرأي من الغلو الباطل والشطط عن الحق والبعد عن الصواب .. ولكي أرى خطأ هذا القول، كان لابد لي من دراسته دراسة متأنية .. وخلاصة ما يدفع به هذا القول الشاذ أمور:
أولاً: أن هذا الأثر الوارد عن مجاهد ضعيف ليس بحجة، وعلة ضعفه أنه مقطوع ليس بموصول، والمقطوع مردود كما حققه الإمام الذهبي وضعفه الإمام الألباني في مختصر العلو وقال الذي صح عنه موافق لرأى السلف في الآية وراجع السلسة الضعيفة (2/ 255).
ثانياً: أنه صح عن مجاهد نفسه غير ذلك من طريق صحيح رواه الطبري عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله تعالى: مَقاما مَحْمُودا قال: شفاعة محمد يوم القيامة.
ثالثاً: أن القول بالجلوس على العرش، اجتهاد من مجاهد وهو أحد التابعين .. وحديث التابعي المرفوع ليس بحجة وهو في حكم المرسل وهو عند العلماء ضعيف، وهذا إذا حدث عن الأحداث النبوية أو أحاديث الرسول، فما بالك إذا تكلم في أمر من الأمور الغيبية .. وقد اشتهر مجاهد برواية المنكرات والشواذ والمبهمات والإسرائيليات .. وأذكر منها على سبيل الإجمال التعريف به وبأهم انفراداته وشذوذه في التفسير:
هو مجاهد بن جبر المكي الأسود أبو الحجاج مولى السائب بن السائب المخزومي روى عن ابن عباس وأخذ عنه القرآن والتفسير وروى عن أبى هريرة وعائشة وسعد بن أبى وقاص وعبد الله بن عمر وعبد الله ابن عمرو ورافع بن خديج وغيرهم ..
- روى له الإمام الطبري في تفسيره 3343 قولاً بدون تكرار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/260)
وقد اعتمد الإمام البخاري في كتاب التفسير من جامعه الصحيح عليه كثيراً فذكر عنه كماً هائلاً من الآثار .. وكان بحراً من العلم ومفسر متوسع لا يجارى ولكنه كان يؤول أحياناً في مسائل العقيدة ويخالف السلف والسياق ويكثر من الإسرائيليات الباطلة.
ففي العقيدة: قال في قوله تعالى " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة "
تنتظر الثواب لا يراه من خلقه شيء.
قال ابن كثير: وقد أبعد النجعة وأبطل فيما ذهب إليه.
وفى قوله " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " قال الزيادة مغفرة ورضوان.
وقال الطبري: والسلف - على - أن الزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم.
وفى قوله " كونوا قردة خاسئين " قال مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة وإنما هو مثل .. وقال الإمام الطبري وهذا القول الذي قال به مجاهد مخالف لظاهر الآية مع مخالفته للجميع.
وقال عن مائدة بني إسرائيل " إني منّزّلها عليكم " هو مثل لم ينزل عليهم شيء.
وقد حاول البعض توفيق هذه الآثار مع وضوحها.
وفى مخالفة السياق والمعنى القريب المتبادر قال:
في قوله " وإن منكم إلا واردها " قال الحمى.
وفى قوله " الوزن يومئذ الحق " قال الوزن القضاء.
وفى قوله " ينزع عنهما لباسهما " فسر اللباس عنهما بالتقوى.
وفى قوله " وكان له ثمر " قال الثمر ذهب وفضة.
وله آراء فيها مخالفة وتكلف في الأمور المبهمة.
ففي قوله " ولا تقربا هذه الشجرة " قال أنها التينة 0
وقوله " اضربوه ببعضها " قال الذي بين الكتفين.
وقوله " فخذ أربعة من الطير " قال الديك والطاووس والغراب والحمام.
وله آراء كثيرة في الأسماء المبهمة .. وقد ذكر له السيوطي إحدى وسبعين قولاً.
ومن المصادر التي اعتمد عليها الراوية عن أهل الكتاب وقد تساهل في الرواية عنهم مما جعل بعض أصحاب المدارس الأخرى كمدرسة الكوفة يتقون تفسيره.
ومما جاء عنه من غرائب الإسرائيليات:
قال في تفسيره لهم يوسف: حل السروال حتى إليته واستلقت له.
وفى صرح سليمان قال: كان بركة من ماء .. وكانت بلقيس هلباء الشعر قدمها كحافر حمار وكانت أمها جنية ..
وجاء بغرائب في قصة هاروت وماروت وغيرها من القصص.
فهذا هو – رحمه الله – من أكثر التابعين تفسيراً للقرآن وقد جاء بأمور شاذة ومنكرة وآراء مخالفة للسياق القرآني ولأقرانه من السلف الصالح مع أنه كان واسع الإطلاع حافظاً للتفسير مهتماً باللغة والعربية وعلوم القرآن وكان له فيها فضل ..
رابعاً: أن الثابت عن الصحابة وكثير من التابعين كما روى البخاري وكثير من أهل السنة أن الشفاعة هي المقام المحمود، بذلك وردت الآثار عن الصحابة والتابعين وفيه حديث مرفوع عن أبي هريرة قال سئل النبي r عن الآية " عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً " فقال هي الشفاعة وفي رواية فقال: هو المقام الذي أستشفع فيه لأمتي. رواه أحمد والترمذي بسند فيه داود الزعافري وهو ضعيف وله شواهد تحسنه .. ويستقيم الأمر بالحديث المروي في الصحيحين والسنن عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله r : من قال حين يسمع النداء (الآذان) اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة.
خامساً: أن الجمهور من علماء الحديث والتفسير والجهابذة أنكروا هذا الأثر وضعفوا القائلين به .. وعلى رأسهم الإمام أحمد وابن عبد البر والرازي وغيرهم كثير .. وقد نقده الطبري بكلام ذكي فحواه: أنه ليس هناك ما يرده في واقع أمره مع عدم ثبوته عن الرسول أو صحابته ..
وأخيراً نقول إن شر هذا القول يكمن في بلبلة الفكر إزاء تخيل جلوس الرسول على عرش الرحمن .. فيظن السامع أن الله جسم كالأجسام .. ومعلوم أن هذا قول باطل وكل ما يؤدي إلي الباطل فهو باطل مثله ..
ومن أثر مثل هذه الأقوال أيضا الغلو في مكانة النبي r وهو القائل مراراً " لا تطروني .. ولا تخيروني " من باب التواضع لله .. كما كان يشتد غضبه على من يجعله لله نداً .. وظاهر من هذا القول أن فيه شيء من هذا الغلو البين .. وقد جعل الإمام السيوطي في كتابه " الخصائص " رجيع النبي r يختفي في الأرض ولا يظهر لأحد وأن رائحته رائحة المسك، وكلام كثير فيه غلو وأباطيل.
ترى هل معه دليل صحيح على ما يقول؟ نعم فقد ذكر ما روي عن عائشة أنها قالت لرسول الله r: إني أراك تدخل الخلاء ثم يجيء الذي يدخل بعدك فلم ير لما خرج منك أثراً، فقال يا عائشة أما علمت أن الله أمر الأرض أن تبتلع ما خرج من الأنبياء .. وللأسف هو حديث موضوع وقد جاءت روايته من طريقين قال عنهما ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 188): أما الطريق الأول ففيه الحسين بن علوان كذبه احمد ويحيى وقال النسائي وأبو حاتم والدارقطني متروك الحديث وقال ابن عدي كان يضع الحديث، وأما الطريق الثانية فقال الدارقطني تفرد به محمد بن حسان قال أبو حاتم كان كذاباً.
والخلاصة أن هذا الرأي بدعة في الدين وزلة من القول وقع فيها أكابر من علمائنا الكرام وليس أحداً منهم بمعصوم .. وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا خاتم الأنبياء r .. فالواجب ألا نأخذ أي قول في تفسير كتاب الله إلا من العلماء الثقات بعد عرضه على ما صح من السنة النبوية وما جاء عن صحابته الكرام، لنتجنب البدع والمحدثات ..
وقد آثرت نشر هذا المقال لأبين للقراء الكرام أثر الروايات الشاذة في فهم القرآن ومدى تأثيرها في الانحراف العقدي والخلقي ومن ثم تربية جيل لا يعرف من الإسلام إلا حكايات القصاص وروايات البطلة .. نسأل الله أن يبصرنا بالحق وأن يجعلنا عنه باحثين وبه عاملين وإليه داعين ..
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/261)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[08 - 03 - 07, 10:27 م]ـ
الشذوذ انما هو في جرأتك على من قرأ القرآن على ابن عباس رضي االه عنهما ثلاث مرات يسأله عن كل آية, وهو امر مستفيض عن السلف مع علمهم بالاسانيد والمقبول والمردود وخوفهم من الله ان يقولوا عليه ما لايعلمون
وجميع حججك الواهية قد أجاب عنها الاخوة فيما سبق لاسيما (آل حمدال) و (ابي خالد الاثري)
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 06:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخ عبد المصور ..
وأشكر لك حسن أدبك ..
وأنبه إلى أمر مهم جداً .. وهو أنني كتبت هذا المقال قبل أن أطلع على مشاركات الأخوة جميعاً في هذا الموضوع ..
وبعد مطالعتي لكل من شارك في هذا الموضوع وجدتني سعيداً جداً باجتهاداتهم جميعاً .. إذ الكل - والله أعلم - يبحث عن الحق في المسألة ..
ولي فقط عدة ملاحظات:
الأولى أنك أظهرتني وكأنني افتريت على التابعي الجليل مجاهد بن جبر، وكان لزاما عليك أن تبين الافتراء فيما نقلته عنه وهي أشياء غير قليلة كماً وكبيرة في بابي العقيدة والتفسير .. لا سيما وموضوع النقاش كله يدور حول تفسير مجاهد للمقام المحمود ..
الثانية أنك اكتفيت برد الأخوين الكريمين -وأشرت إلى اسميهما - ونسيت من رد عليهما .. وهذا تحيز واضح منك.
الثالثة: أن المسألة غيبية ولابد لها من دليل صحيح من كتاب أو سنة أو أثر صحيح عن صحابي.
الرابعة: أن علماء السلف من أهل السنة الذين ذكروا هذه المسألة ودافعوا عنها واتهموا من لم يقل بها، كان كلامهم أصلاً على مسألة عقائدية ينكرها بعض الطوائف كالجهمية وغيرهم، ومسألة قعود نبينا عليه الصلاة والسلام على العرش جاءت ضمناً .. وهو ما فصله الشيخ صالح فيما سبق من نقولات وهو كلام نفيس جداً.
الخامسة: يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال، إذ الأصل في المسألة صحة الدليل وقد عدم هاهنا ..
فكلام الأئمة من أهل السنة - رحمهم الله - على كثرتهم في هذه المسألة لا يفارق طريقين:
الطريق الأول: أنهم فهموا ذلك من دليل صحيح ..
ويقال حينئذ أين هو الدليل الصحيح؟
فإن قيل: قولهم به تصحيح له .. قلنا هذا باب جديد لابد من وضعه في علم مصطلح الحديث!!
مع الأخذ في الاعتبار أن قولهم ذلك كان في وقت التهبت فيه الحرب من الفرق الضالة على أهل السنة فكانت تلك المواقف الشديدة لردع المبتدعة، كما تلمح ذلك من بعض نقولاتهم .. وذلك سداً للذريعة لأن الأمر لايمس فضيلة لرسول الله فقط، وانما أصله على مسألة العلو والاستواء والجلوس والعرش والكرسي .. الخ
الطريق الثانية: أن يقال أن العمل بأثر مجاهد في تفسيره للمقام المحمود بجلوس النبي على العرش إجماع من أهل السنة ..
ويقال: مع كثرة من قال به وفضلهم وإمامتهم فإنه لا ينعقد بهم الاجماع حتى ولو لم يعلم لهم مخالف كما جاء عن الامام احمد: من ادعى الاجماع فهو كذاب .. وما يدريك؟ لعل الناس اختلفوا.
بقي أن أقول: أن السلفية اتباع السلف ..
والسلف يتبعون الأثر. ز
والأثر لا يقبل إلا بسند صحيح ..
فعادت المسألة برمتها إلى صحة الأثر عن مجاهد ..
وخير للأخوة المدافعين عن هذه العقيدة أن يتكلموا في صحة دليلهم على ذلك .. لا أن يترجموا لكل من قال به ..
وأشكر الجميع على نصحهم ..
وادعوا الله ان يبارك في اجتهادهم ..
وانصحهم الا يجرح بعضهم بعضاً ..
والله اموفق لما يحبه ويرضاه.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - 03 - 07, 10:45 ص]ـ
لدينا إجماع كان السلف يمتحنون الناس به، وهو إجماع على قبول أثر مجاهد هذا ومضمونه. فمن منكم يستعد للامتحان؟ فإنما الجواب على السؤال بنعم أو لا. والله المستعان ...
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 12:00 ص]ـ
حيرتمونا والله وسط هذا النقاش الطويل
الرجاء التبسيط وعدم الاطالة الغير لازمة
وجزاكم الله خيرا
ـ[آل حمدال]ــــــــ[10 - 03 - 07, 10:16 ص]ـ
نعم لقد طال النقاش في هذه المسألة وأصبح فيها تكرار كثير لا داعي له
وخلاصة البحث:
انا اختلافنا في قبول أثر مجاهد رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمود) قال:يقعده معه على العرش.
ونظرنا في كتب أهل العلم فإذا هذا الاختلاف قد حصل قديمًا وذلك في القرون الأولى المفضلة، فماذا قالوا؟
وحاصل ذلك الاختلاف يرجع إلى قولين:
القول الأول:
قبول أثر مجاهد رحمه الله تعالى، والقول به، وبما دلّ عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/262)
وذهب إلى هذا القول عامة السلف. وممن ذهب إليه:
1 - أبو عُبيد القاسم بن سَلاَّم 2 - أبو بكر عبدالله بن محمد ابن أبي شيبة. 3 - عثمان بن محمد بن أبي شيبة. 4 - هارون بن معروف (231هـ) 5 - إسحاق بن إبراهيم الحنظلي التميمي المعروف بابن راهويه 6 - إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل. 7 - عبدالوهاب بن عبدالحكم بن نافع الورَّاق (251هـ) 8 - محمد بن حمّاد بن بكر، أبو بكر المقرئ (267هـ) 9 - محمد بن إسحاق، أبو بكر الصاغاني (270هـ) 10 - العباس بن محمد بن حاتم، أبو الفضل الدُّوري (271هـ). 10 - محمد بن عليّ بن عبدالله أبو جعفر الورَّاق الجُرجاني، يُعرف بـ "حمدان" (271هـ) 11 - علي بن سهل بن المغيرة البغدادي البزَّار، أبو الحسن النّسائي (271هـ) 12 - علي بن داود بن يزيد التَّميمي البغدادي أبو الحسن القَنطَري (272هـ) 13 - أحمد بن محمد بن الحجاج أبو بكر المَرُّوذِيّ (275هـ) 14 - سُليمان بن الأشعث أبو داود السِّجستاني (275هـ) 15 - أبو العباس هارون بن العباس الهاشمي (276هـ) 16 - حرب بن إسماعيل الكرماني (280هـ) 17 - أحمد بن أصرم بن خزيمة المزني (285هـ) 18 - إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم أبو إسحاق الحربي (285هـ) 19 - زكريا بن يحيى بن عبدالملك بن مروان أبو يجيى النَّاقد (285هـ) 20 - ابن أبي عاصم (287 هـ) (صاحب كتاب السنة) 21 - عبدالله بن أحمد بن محمد حنبل (290هـ) (صاحب كتاب السنة) 22 - محمد بن عثمان بن أبي شيبة (297هـ) (صاحب كتاب العرش) 23 - محمد بن بشر بن شريك بن عبدالله القاضي (297هـ) 24 - أحمد بن عمر بن سُريج أبو العباس بن السَّرَّاج الشّافعي (306هـ) 25 - أحمد بن الحسن بن عبدالجبار البغدادي (306هـ) 26 - حامد بن محمد بن شعيب البلخي (309هـ) 27 - محمد بن جرير الطَّبري (310هـ) (28 - ابن خزيمة (311هـ) (صاحب كتاب التوحيد) 29 - أبو بكر الخلال (311هـ) (صاحب كتاب السنة) 30 - عبدالله بن سُليمان بن الأشعث أبو بكر ابن أبي داود (316) 31 - عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز أبو القاسم البغوي (317هـ) 32 - البربهاري (329 هـ) (صاحب كتاب السنة) 33 - أحمد بن سلمان بن الحسن أبو بكر النّجاد (348هـ) 34 - محمد بن الحسن بن محمد الموصلي أبو بكر النَّقَّاش (351هـ) 36– الآجري (360هـ) (صاحب كتاب الشريعة) 37 - الطَّبراني (360هـ) 38 - الدارقطني (385هـ) 39 - ابن بطة العُكبري (387هـ) 40 - القاضي أبو يعلى الفراء (458هـ) 41 - أبو محمد البغوي (516هـ) (صاحب كتاب شرح السنة) 42 - أبو الحسين محمد بن القاضي أبي يعلى الفراء (526هـ) 43 - شيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ) 44 - ابن قيم الجوزيَّة (751هـ) 45 - الشَّوكاني (1250هـ) 46 - الشيخ سُليمان بن سحمان (1349هـ) 47 - الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - مفتي الديار السعودية سابقًا - (1389هـ) 48 - الشيخ محمد خليل هراس (1396هـ) 49 - عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السّعُودية. 50 - الشيخ صالح الفوزان 51 - الشيخ الراجحي
وغيرهم كثير جدا ولم اذكرهم هنا للاختصار وترك الإطالة. وقد سبق ذكر أقوالهم.
القول الثاني:
رد أثر مجاهد رحمه الله تعالى والطعن في متنه.
وأول من رد هذا الأثر رجل يقال له: (الترمذي) - وهو غير صاحب السنن-
- قال العباس بن محمد الدُّوري عند سؤالهم إيّاه عنه، وردّه حديث مُجاهدٍ، ذكر: أن هذا التَّرمذيّ الذي ردَّ حديث مُجاهدٍ ما رآه قطٌّ عند مُحدثٍ، ولا يعرفه بالطَّلبِ، وإن هذا الحديث لا يُنكره إلا مُبتدعٌ جهميٌّ.
- وقال أبو بكر بن إسحاق الصَّاغاني:
لا أعلمُ أحدًا من أهلِ العلمِ ممن تقدَّموا، ولا في عصرِنا هذا إلا وهو مُنكرٌ لما أحدثَ التّرمذيّ من ردِّ حديث مُجاهد في قوله: (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) قال: يُقعده على العرش، فهو عندنا جهميٌّ يُهجرُ، ونُحذِّر عنه.
- وقال عليّ بن داود القَنْطَريّ: أما بعد، فعليكم بالتَّمسُّكِ بهدي أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه، فإنّه إمامُ المُتَّقينَ لمن بعده، وطعن لمن خالفه،
وأن هذا التّرمذِيّ الذي طعنَ على مُجاهد بردِّه فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم مُبتدعٌ، ولا يَردُّ حديث مجاهد إلا جهميٌّ، يُهجر، ولا يُكلَّم، ويُحذر عنه، وعن كُلّ من ردَّ هذه الفضيلة، وأنا أشهد على هذا التِّرمذِيّ أنّه جهميٌّ خبيث، لقد أتى عليّ أربع وثمانون سنةً ما رأيتُ أحدًا ردَّ هذه الفضيلة إلا جهميٌّ، وما أعرف هذا، ولا رأيته عند مُحدثٍ قطُّ، وأنا مُنكرٌ لما أتى به من الطَّعنِ على مُجاهدٍ، وردّ فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم يُقعد محمدًا على العرش.
وأقوال السلف الصالح في ذم هذا الرجل والطعن فيه لا يمكن حصره هنا؛
ولكن عليك بكتاب السنة للخلال رحمه الله.
فهذا أول من رد هذا الأثر وطعن فيه، وتبعه على ذلك قليل من أهل العلم من (المتأخرين) فقط. ولا أعلم أحدا من المتقدمين من القرون الأولى المفضلة رد هذا الأثر وطعن فيه، إلا ذاك الترمذي الجهمي.
وأما الترجيح
فأدع القارئ يختار لنفسه ما يحب من هذين القولين.
فإن اختار القول الأول فقد سبقه إليه أئمة أهل السنة والجماعة في كل قرن.
وإن اختار القول الثاني فقد سبقه إليه الترمذي الجهمي والله المستعان.
قال الذهبي: (فإذا كان هؤلاء الأئمة: أبو إسحاق السبيعي، والثوري، والأعمش، وإسرائيل، وعبدالرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ممن يطول ذكرهم وعددهم الذين هم سُرج الهدى، ومصابيح الدُّجى، قد تلّقوه هذا الحديث بالقبول وحدثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمن نحن حتى ننكره و نتحذلق عليهم؟! بل نؤمن به، ونكل علمه إلى الله عز وجل. قال الإمام أحمد: لا نزيل عن ربنا صفة من صفاته، لشناعة شنعت، وإن نبت عن الأسماع).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/263)
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[11 - 03 - 07, 06:53 ص]ـ
قال الآجري رحمه الله في ["الشريعة" (4/ 1604)]:
(باب ذكر ما خصّ الله عزّ وجلّ به النبي ? من المقام المحمود القيامة):
"وأما حديث مُجاهد .. فقد تلقّاه الشُّيوخ من أهل العلم والنَّقل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تلَقّوها بأحسن تلقٍّ، وقبلوها بأحسن قبول، ولم يُنكروها،
وأنكروا على من ردَّ حديث مُجاهدٍ إنكارًا شديدًا،
وقالوا: من ردَّ حديث مجاهد فهو رجلُ سُوء.
وأنكروا على من ردَّ حديث مُجاهدٍ إنكارًا شديدًا،
وقالوا: من ردَّ حديث مجاهد فهو رجلُ سُوء.
قلت: فمذهبنا - والحمد لله - قبول ما رسمناه في هذه المسألة مما تقدّم ذكرنا له، وقبول حديث مُجاهد، وترك المعارضة والمناظرة في ردِّه، والله الموفق لكُلّ رشادٍ، والمعين عليه. اهـ
قال أبو بكر النجاد رحمه الله:
فلزِمنا الإنكارُ على من رَدَّ هذه الفضيلة التي قالها العلماء، وتلَقّوها بالقبولِ،
فمن رَدَّها فهو من الفرقِ الهالكة.
فهو من الفرقِ الهالكة. اهـ
بارك الله فيك، وأنا على هذه العقيدة أدين الله تعالى، وأسأله الثبات عليها والبعث عليها
السلف يجمعون، ونحن نرد!
لا أشك أن هذا من الهوى
ـ[وليد محمود]ــــــــ[11 - 03 - 07, 08:10 ص]ـ
نزعن لما اذعن له السلف على التفصيل الذى ذكره الشيخ صالح ال الشيخ مضافا اليه
ان الكرسى غير العرش فالكرسى موضع القدمين والعرش يستوى عليه الرب تبارك وتعالى
قال معالي الشيخ صالح ال الشيخ (في شرح الحموية)
(00 مثل هذا الحديث مثل هذا الأثر أثر مجاهد في قوله تعالى ?عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا? [الإسراء:79] وأن يجلسه تعالى على عرشه هذا كان الناس يمتحنون به في زمن الفتنة في القرن الثاني والثالث لما حصلت فتنة خلق القرآن وقبل ذلك كان الناس يمتحنون بهذا الأثر أثر مجاهد، ومن لم يكن من أهل السنة نفاه وقال لا أقول به، ومن كان من أهل السنة أثبته؛ لأن المراد ليس هو الإجلاس المراد منه فيه التصريح بالاستواء الذي معناه الجلوس، فأوضح الاستواء أنه بمعنى الجلوس إجلاس النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الرب جل وعلا على العرش، وإلا فالإجلاس لم تثبت به السنة، ما نقول ابتداء أنه من عقيدتنا أنه يجلس عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ نسكت عن ذلك لا نذكرها؛ لكن قالها مجاهد رحمه الله، وابتلي الناس بذلك لأنها تفسر معنى الاستواء، فمن رد هذا؛ لأن بعض الناس يقول أنا أقر بالاستواء ويعني بالاستواء معنى آخر، فهذا الأثر صار فارقا بين الاسم وغيره، فمن لم يقل به قيل أنه من المبتدعة في الزمن الأول، لهذا من أهل العلم طوّل عليه الكلام مثل الخلاَّل في السنة أربعين صفحة أو خمسين صفحة على هذا، وكذلك الدار قطني والطبراني ومن الآثار التي ينبغي الانتباه لمعناها، وإلا فالقاعدة عندكم أنه لا يتجاوز القرآن والحديث)
ـ[عبدالرزاق الأثري]ــــــــ[11 - 03 - 07, 11:19 م]ـ
تفصيل الشيخ صالح آل الشيخ لم يسبقه أحد من أهل العلم عليه، وكلامه يستدل، إن كان مخالفا لمن سبقه من أهل العلم، وقد سبق رد آل حمدال عليه في أول البحث فارجع إليه.
وما ذُكر من قبول أهل العلم لهذا الأثر والقول به يكفي المتبع للحق في إتباع هؤلاء العلماء فيما ذهبوا إليه.
وهل يتصور أن يجتمع هولاء العلماء كلهم على عقيدة منكرة -كما زعم بعضهم-؟!!!!
سبحانك هذا بهتان عظيم على أئمة أهل السنة والجماعة،
وجناية عظيمة على عقيدة السلف الصالح أن يطبقوا على عقيدة منكرة كهذه.!!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - 03 - 07, 12:41 م]ـ
حُذف الرد
الرجاء الإفادة أو التزام الصمت
## المشرف ##
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - 03 - 07, 08:57 ص]ـ
جزى الله الشيخ المشرف على التنبيه.
لكن أتساءل: ما هو المحذوف من ردي؟
أهو ما قلته في المشاركة السابقة برقم (89)؟
إن كان كذلك، ففيه بلا شك فائدتان ملخّصتان:
(1) تقريري لإجماع السلف على "قبول الأثر" كما هو المعلوم؛
(2) وتقريري لامتحان السلف الناسَ بهذا الأثر كما ذكره المشايخ.
ومجموعهما --بلا معاندة-- حجة قوية للإجابة إجابة موجبة على موضوع السؤال:
"ما مدى صحة الآثار فيما يتعلق بإقعاد الله -سبحانه وتعالى- نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم معه على العرش يوم القيامة؟ "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/264)
وقد كان السلف لا يسكتون ولا يتوقفون عن قبول هذا الأثر، بل يبدّعون من طعن فيه. فإجماعهم على قبول الأثر مع تبديعهم لمن ردّه = حجة ثابتة لصحة مضمون الأثر يستغنى بها عن البحث في أحوال السند.
فماذا ألتزم إذن؟ "الصمت" أم "التقرير"؟
وفي التقرير فائدة كما لا يخفي -- بل "فوائد ".
أقصى ما يمكن القول فيه --والعلم عند الله تعالى-- هو "صحة المتن صحةً مجمعًا عليه، مع الضعف في بعض الرواة"
هذا، وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 - 03 - 07, 11:03 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
جمعت هذه الأقوال قبل فترة، لعل في هذا الجمع فائدة .. وإن كان الإخوة قد ذكروا معظمها في طيات مشاركاتهم.
وقبل أن أوردها أذكر أمراً عجيباً وقفت عليه، وهو أنه جاء في رؤيا أخنوخ [[وهو من أسفار اليهود التي عُثر عليها في القرن العشرين في خربة قمران الواقعة على بعد 13 كم من حيفا -أعادها الله تعالى إلى حظيرة الإسلام-، في قصة مذكورة في مواضعها، ويذكرون أن هذه الأسفار تعود إلى طائفة يهودية تسمى الأسينية، وأنها كانت من الطوائف الملتزمة، واليهود اليوم منهم من ينكر صحة هذا السفر ويصنفوه ضمن الأسفار المخفية غير المعترف بها أو أبو كريفيا (أنظر: «المدخل لدراسة التوراة والعهد القديم» للدكتور محمد علي البار)]] "أن مصطفى الحق والإخلاص الذي ستسود العدالة في زمانه في آخر الزمان سيُجلسه رب الأرواح أو إله العالم على المكان المحمود وسيعلن أسرار الحكمة جميعها!! ". [انظر كتاب «الثقافة العامة» الذي يُدرَّس في الأردن في مرحلة الثانوية العامة /وحدة مخطوطات قمران/ الدرس الثالث: نصوص من رؤيا أخنوخ].
وأترك للإخوة التعليق على هذا الأمر!!.
? عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً ?
هذا شيء من أقوال العلماء في هذه المسألة وليسوا على قول واحد:
قال البخاري رحمه الله في «صحيحه»: باب قَوْلِه: ِ "عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً " [الإسراء:79]
(4765) حَدَّثَنِى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِىٍّ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضى الله عنهما يَقُولُ إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا، يَقُولُونَ يَا فُلاَنُ اشْفَعْ، حَتَّى تَنْتَهِىَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ.
(4766) حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِى حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَة، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِى وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ". رَوَاهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم.
وقال الترمذي في «جامعه»: (3430) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الزَّعَافِرِىِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى قَوْلِهِ: "عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا" سُئِلَ عَنْهَا قَالَ: "هِىَ الشَّفَاعَةُ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَدَاوُدُ الزَّعَافِرِىُّ هُوَ دَاوُدُ الأَوْدِىُّ ابْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ عَمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/265)
قال: (3441) حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلِىِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ أَبِى نَضْرَةَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ فَخْرَ وَبِيَدِى لِوَاءُ الْحَمْدِ وَلاَ فَخْرَ وَمَا مِنْ نَبِىٍّ يَوْمَئِذٍ آدَمُ فَمَنْ سِوَاهُ إِلاَّ تَحْتَ لِوَائِى وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ وَلاَ فَخْرَ قَالَ فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلاَثَ فَزَعَاتٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُونَا آدَمُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ. فَيَقُولُ إِنِّى أَذْنَبْتُ ذَنْبًا أُهْبِطْتُ مِنْهُ إِلَى الأَرْضِ وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا. فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ إِنِّى دَعَوْتُ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ دَعْوَةً فَأُهْلِكُوا وَلَكِنِ اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ. فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ إِنِّى كَذَبْتُ ثَلاَثَ كَذَبَاتٍ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَا مِنْهَا كَذْبَةٌ إِلاَّ مَاحَلَ بِهَا عَنْ دِينِ اللَّهِ وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى. فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ إِنِّى قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى. فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ إِنِّى عُبِدْتُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا قَالَ فَيَأْتُونَنِى فَأَنْطَلِقُ مَعَهُمْ ". قَالَ ابْنُ جُدْعَانَ قَالَ أَنَسٌ فَكَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "فَآخُذُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ فَأُقَعْقِعُهَا فَيُقَالُ مَنْ هَذَا فَيُقَالُ مُحَمَّدٌ. فَيَفْتَحُونَ لِى وَيُرَحِّبُونَ فَيَقُولُونَ مَرْحَبًا فَأَخِرُّ سَاجِدًا فَيُلْهِمُنِى اللَّهُ مِنَ الثَّنَاءِ وَالْحَمْدِ فَيُقَالُ لِى ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَقُلْ يُسْمَعْ لِقَوْلِكَ وَهُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِى قَالَ اللَّهُ (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) ". قَالَ سُفْيَانُ لَيْسَ عَنْ أَنَسٍ إِلاَّ هَذِهِ الْكَلِمَةُ "فَآخُذُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ فَأُقَعْقِعُهَا".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِى نَضْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ".
وقال ابن أبي شيبة في «مصنفه»: (30387) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال: يقال له سل تعطه يعني النبي صلى الله عليه وسلم فاشفع تشفع، وادع تُجَب، فيرفع رأسه فيقول: أمتي! أمتي! -مرتين أو ثلاثاً- فقال سلمان: يشفع في كل من في قلبه مثقال حبة حنطة من إيمان، أو مثقال شعيرة من إيمان، أو مثقال حبة خردل من إيمان، قال سلمان: فذلك المقام المحمود.
وقال ابن جرير في «تفسيره»: "ثم اختلف أهل التاويل في معنى ذلك المقام المحمود فقال أكثر أهل العلم: ذلك هو المقام الذي هو يقومه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة للشفاعة للناس ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال: يجمع الناس في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر حفاة عراة كما خلقوا قياماً لا تكلم نفس إلا بإذنه ينادى: يا محمد! فيقول: "لبيك وسعديك، والخير في يديك، والشر ليس إليك والمهدي من هديت، عبدك بين يديك، وبك وإليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، سبحانك رب هذا البيت". فهذا المقام المحمود الذي ذكره الله تعالى.
[أخرجه ابن أبي شيبة (27714) والنسائي في «الكبرى» (11294) والحاكم وصححه (3384) وابن منده في «الإيمان» (930) وقال: "إسناد مجمع على صحته وقبول رواته"، وقال الذهبي:" على شرط البخاري ومسلم" وصححه ابن حجر في «الفتح» (8/ 399)].
حدثنا سليمان بن عمرو بن خالد الرقي قال: ثنا عيسى بن يونس عن رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس قوله: "عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً " قال: المقام المحمود: مقام الشفاعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/266)
حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل قأل: ثنا أبو الزعراء عن عبد الله في قصة ذكرها قال: ثم يؤمر بالصراط فيضرب على جسر جهنم فيمر الناس بقدر أعمالهم يمر أؤلهم كالبرق وكمر الريح وكمر الطير وكأسرع ا ألبهائم ثم كذلك حتى يمر الرجل سعيا ثم مشيا حتى يجيء آخرهم يتلبط على بطنه فيقول: رب لما أبطأت بي فيقول: إني لم أبطأ بك إنما أبطا بك عملك قال: ثم ياذن الله في الشفاعة فيكون أول شافع يوم القيامة جبرئيل عليه السلام روح القدس ثم إبراهيم خليل الرحمن ثم موسى أو عيسى قال أبو الزعراء: لا أدري أيهما قال قال: ثم يقوم نبيكم عليه الصلاة والسلام رابعا فلا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه وهو المقام المحمود الذي ذكر الله "عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً ".
حدثنا محمد بن بشار قال: ثنا ابن أبي عدي عن عوف عن الحسن في قول الله تعالى: "عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً " قال: "المقام المحمود: مقام الشفاعة يوم القيامة".
حدثنا محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله تعالى "مَقَاماً مَّحْمُوداً " قال: شفاعة محمد يوم القيامة.
حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين قال: ثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد مثله.
[صحح الألباني هذين الطريقين عن مجاهد في مقدمة «مختصر العلو» ص15]
حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين قال: ثنا أبو معاوية عن عاصم الأحول عن أبي عثمان عن سلمان قال: هو الشفاعة يشفعه الله في أمته فهو المقام المحمود.
حدثنا بشر قان: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله: "عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً " وقد ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم خير بين أن يكون نبياً عبداً أو ملكاً نبياً فأومأ إليه جبرئيل عليه السلام: أن تواضع فاختار نبي الله أن يكون عبداً نبياً فاعطي به نبي الله ثنتين: إنه أول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وكان أهل العلم يرؤن أنه المقام المحمود الذي قال الله تبارك وتعالى: "عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً " شفاعة يوم القيامة.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة "مَقَاماً مَّحْمُوداً" قال: هي الشفاعة يشفعه الله في أمته.
حدثنا به أبو كريب قال: ثنا وكيع عن داود بن يزيد عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً " سئل عنها قال: هي الشفاعة.
حدثنا علي بن حرب قال: ثنا مكي بن إبراهيم قال: ثنا داود بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله "عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً " قال: هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي.
حدثنا أبو عتبة الحمصي أحمد بن الفرج قال: ثنا بقية بن الوليد عن الزبيدي عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل فيكسوني ربي حلة خضراء ثم يؤذن لي فاقول ما شاء الله أن أقول فذلك المقام المحمود".
حدثني محمدبن عبد الله بن عبد الحكم قال: ثنا شعيب بن الليث قال: ثني الليث عن عبيدالله بن أبي جعفر أنه قال: سمعت حمزة بن عبدالله بن عمر يقول: سمعت عبدالله بن عمر يقول: قال رسول الله إن الشمس لتدنوحتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم عليه السلام فيقول: لست صاحب ذلك ثم بموسى عليه السلام فيقول كذلك ثتم بمحمد فيشفع بين الخلق فيمشي حتى ياخذ بحلقة الجنة فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/267)
حدثني أبو زيد عمر بن شبة قال: ثنا موسى بن إسماعيل قال: ثنا سعيد بن زيد عن علي بن الحكم قال: ثني عثمان عن إبراهيم عن الأسود و علقمة عن ابن مسعود قال: قال رسول الله: إني لأقوم المقام المحمود فقال رجل: يا رسول الله وما ذلك المقام المحمود؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاك إذا جيء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم عليه السلام فيؤتي بريطتين بيضاوين فيلبسهما ثم يقعد مستقبل العرش ثتم أوتى بكسوتي فالبسها فاقوم عن يمينه مقامأ لا يقومه غيري يغبطني فيه الاولون والآخرون ثم يفتح نهر من الكوثر إلى الحوض".
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: ثنا محمد بن ثور عن معمر عن الزهري عن علي بن الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يوم القيامة مد الله الأرض مد الأديم حتى لايكون لبشر من الناس إلا موضع قدميه قال النبي صلى الله عليه وسلم: فاكون أول من يدعى وجبرئيل عن يميني الرحمن والله ما رآه قبلها فأقول: أي رب إن هذا أخبرني أنك أرسلته إلي فيقول الله عز وجل: صدق ثم أشفع قال: فهو المقام إلمحمود.
حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهبري عن علي بن الحسين قال: قال النبي: إذا كان يوم القيامة فذكر نحوه وزاد فيه: ثئم أشفع فاقول: يا رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض وهو المقام المحمود.
حدثنا ابن بشار قال: ثنا أبو عامر قال: ثنا إبراهيم بن طهمان عن آدم عن علي قال: سمعت ابن عمر يقول: إن الناس يحشرون يوم القيامة فيجيء مع كل نبي أمته ثم يجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم في اخر الأمم هو وأمته فيرقى هو وأمته على كوم فوق الناس فيقول: يا فلان اشفع ويا فلان اشفع ويا فلان اشفع فما زالد يردها بعضهم على بعض حتى يرجع ذلك إليه وهو المقام المحمود الذي وعده الله إياه
حدثنا محمد بن عوف قال: ثنا حيوة وربيع قالا: ثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن عبد إلرحمن بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وامتي على تل فيكسوني ربي عز وجل حلة خضراء ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول فذلك المقام المحمود. ا. هـ ما ذكره ابن جرير وقال عن هذا القول: "وهو وأولى القولين في ذلك بالصواب".
وقد ذكر السيوطي في كتابه «تحذير الخواص من أحاديث القصاص» أن الإمام الطبري بلغه أن قاصاً جلس في بغداد فروى في تفسير قوله تعالى: "عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً " أنه يجلسه على عرشه فلما بلغه ذلك احتد على ذلك وبالغ في إنكاره وقال: إن حديث الجلوس على العرش محال ثم أنشد:
سبحان من ليس له أنيس ... ولا له في عرشه جليس
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في «تاريخه» (11/ 162): [حوادث سنة 317هـ]
"وفيها وقعت فتنة ببغداد بين أصحاب أبي بكر المروذي الحنبلي وبين طائفة من العامة [كذا، ولعل الصواب: "طائفة من العلماء"] اختلفوا في تفسير قوله تعالى: "عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً " [الإسراء:79] فقالت الحنابلة: يُجلسُه معه على العرش! وقال الآخرون: المراد بذلك الشفاعة العظمى. فاقتتلوا بسبب ذلك وقتل بينهم قتلى فإنا لله وإنا إليه راجعون!
وقد ثبت في «صحيح البخاري» أن المراد بذلك مقام الشفاعة العظمى وهي الشفاعة في فضل القضاء بين العباد وهو المقام الذي يرغب إليه فيه الخلق كلهم حتى إبراهيم ويغبطه به الأولون والآخرون"
وقد ذكر الذهبي هذه الحادثة في «تاريخ الإسلام» فقال:"وهاجت ببغداد فتنة كبرى بسبب قوله: "عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً " فقالت الحنابلة: معناه يقعده الله على عرشه كما فسره مجاهد.
وقال غيرهم من العلماء: بل هي الشفاعة العظمى كما صح في الحديث. ودام الخصام والشتم واقتتلوا حتى قتل جماعة كبيرة. نقله الملك المؤيد رحمه الله".
وقال الذهبي في «العلو» ص170:" فأما قضية قعود نبينا على العرش فلم يثبت في ذلك نص بل في الباب حديث واه وما فسر به مجاهد الآية كما ذكرناه.
فقد أنكر بعض أهل الكلام فقام المروذي وقعد وبالغ في الإنتصار لذلك وجمع فيه كتاباً وطرق قول مجاهد من رواية ليث بن أبي سليم وعطاء بن السائب وأبي يحيى القتات وجابر بن يزيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/268)
فممن أفتى في ذلك العصر بأن هذا الأثر يسلم ولا يعارض: أبو داود السجستاني صاحب السنن وإبراهيم الحربي وخلق بحيث أن ابن الإمام أحمد قال عقيب قول مجاهد أنا منكر على كل من رد هذا الحديث وهو عندي رجل سوء متهم! ".
وقال: "ولكن ثبت في (الصحاح) أن المقام المحمود هو الشفاعة العامة الخاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم".
قال الألباني في «مختصره»:"وهذا هو الحق في تفسير المقام المحمود دون شك ولا ريب".
================
عن سلمة الأحمر عن أشعث بن طليق عن عبد الله بن مسعود قال: بينا أنا عند رسول الله أقرأ عليه، حتى بلغت:" "عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً "قال: يجلسني على العرش! قال الذهبي: "هذا حديث منكر لا يُفرح به، وسلمة هذا متروك الحديث وأشعث لم يلحق ابن مسعود".
قال ابن جرير في «تفسيره»: "وقال آخرون: بل ذلك المقام المحمود الذي وعد الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبعثه إياه هو أن يقعده معه على عرشه.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال: ثنا ابن فضيل عن ليث عن مجاهد في قوله: "عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً " قال: يجلسه معه على عرشه.
[الليث هو الليث بن أبي سليم قال ابن حجر في «التقريب»: "صدوق، اختلط جداً ولم يتميز حديثه فتُرك" وقال الألباني في «مختصره العلو»: قول مجاهد هذا -وإن صح عنه- لا يجوز أن يُتَّخذ ديناً وعقيدة ما دام أنه ليس له شاهد من الكتاب والسنة"].
قال ابن جرير: "وهذا قول غير مدفوع صحته لا من جهة خبر ولا نظر وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه ولا عن التابعين بإحالة ذلك فاما من جهة النظر فإن جميع من ينتحل الإسلإم إنما اختلفوا في معنى ذلك على أوجه ثلاثة:
فقالت فرقة منهم: الله عز وجل بائن من خلقه كان قبل خلقه الأشياء ثم خلق الأشياء فلم يماسها وهوكما لم يزل غير أن الأشياء التي خلقها إذ لم يكن هولها مماسا وجب أن يكون لها مباينا إذ لا فعال للأشياء لا وهو مماس للأجسام أو مباين لها قالوا: فإذا كان ذلك كذلك وكان الله عز وجل فاعل الأشياء ولم يجز في قولهم: إنه يوصف بأنه مماس للأشياء وجب بزعمهم أنه لها مباين فعلى مذهب هؤلاء سواء أقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه أو على الأرض إذ كان من قولهم إن بينونته من عرشه وبينونته من أرضه بمعنى واحد في أنه بائن منهما كليهما غير مماس لواحد منهما.
وقالت فرقة أخرى: كان الله تعالى ذكره قبل خلقه الأشياء لا شيء يماسه ولا شيء يباينه ثم خلق الأشياء فأقامها بقدرته وهوكما لم يزل قبل الأشياء خلقه لا شيء يماسه ولا شيء يباينه فعلى قول هؤلاء أيضا سواء أقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه أو على أرضه إذ كان سواء على قولهم عرشه وأرضه في أنه لا مماس ولا مباين لهذا كما أنه لا مماس ولا مباين لهذه.
وقالت فرقة أخرى: كان الله عز ذكره قبل خلقه الأشياء لا شيء يماسه ولا شيء يباينه ثم أحدث الأشياء وخلقها فخلق لنفسه عرشا استوى عليه جالسا وصار له مماسا كما أنه قد كان قبل خلقه الأشياء لا شيء يرزقه رزقا ولا شيء يحرمه ذلك ثم خلق الأشياء فرزق هذا وحرم هذا وأعطى هذا ومنع هذا قالوا: فكذلك كان قبل خلقه الأشياء لا شيء يماسه ولا يباينه وخلق الأشياء فماس العرش بجلوسه عليه دون سائرخلقه فهو مماس ما شاء من خلقه ومباين ما شاء منه فعلى مذهب هؤلاء أيضا سواء أقعد محمدا على عرشه أو أقعده على منبر من نور إذ كان من قولهم: إن جلوس الرب على عرشه ليس بجلوس يشغل جميع العرش ولا في إقعاد محمد صلى الله عليه وسلم موجبا له صفة الربوبية ولا مخرجه من صفة ألعبودية لربه كما أن مباينة محمد صلى الله عليه وسلم ما كان مباينا له من الأشياء غير موجبة له صفة الربوبية ولا مخرجته من صفة العبودية لربه من أجل أنه موصوف بأنه له مباين كما أن الله عز وجل موصوف على قول قائل هذه المقالة بأنه مباين لها هو مباين له قالوا: فإذا كان معنى مباين ومباين لا يوجب لمحمد صلى الله عليه وسلم الخروج من صفة العبودة والدخول في معنى الربوبية فكذلك لا يوجب له ذلك قعوده على عرش الرحمن فقد تبين إذا بما قلنا أنه غير محال في قول أحد ممن ينتحل الإسلام ما قاله مجاهد من أن الله تبارك وتعالى يقعد محمدا على عرشه ... "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/269)
قال القرطبي في «تفسيره» (10/ 276) عن كلام الطبري هذا: "شطط من القول، وهو لا يخرج إلا على تلطف في المعنى، وفيه بُعد".
وقال أبو بكر الخلال رحمه الله في «السنة»: (244) وأخبرنا أبو داود السجستاني قال: ثنا إبراهيم بن موسى الرازي قال: ثنا محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد في قوله: "عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً قال: يجلسه على عرشه!!
وسمعت أبا داود يقول: "من أنكر هذا فهو عندنا متهم! ".
وقال: "ما زال الناس يحدثون بهذا يريدون مغايظة الجهمية وذلك أن الجهمية".
قال محقق الكتاب الدكتور عطية الزهراني: "إسناد قول ابي داود صحيح".
وقال ابن القيم «بدائع الفوائد» (4/ 841):قال القاضي: صنف المروزي كتاباً في فضيلة النبي وذكر فيه إقعاده على العرش. قال القاضي: وهو قول ابي داود، وأحمد بن أصرم، ويحيى بن ابي طالب، وأبى بكر بن حماد، وأبى جعفر الدمشقي، وعياش الدوري، وإسحاق بن راهوية، وعبد الوهاب الوراق، وإبراهيم الأصبهانى، وإبراهيم الحربي، وهارون بن معروف، ومحمد بن إسماعيل السلمي، ومحمد بن مصعب بن العابد، وأبي بن صدقة، ومحمد بن بشر بن شريك، وأبى قلابة، وعلي بن سهل، وابى عبد الله بن عبد النور، وأبي عبيد، والحسن بن فضل، وهارون بن العباس الهاشمي، وإسماعيل بن إبراهيم الهاشمي، ومحمد بن عمران الفارسي الزاهد، ومحمد بن يونس البصري، وعبد الله ابن الإمام، والمروزي، وبشر الحافي!!. انتهى
قلت -ابن القيم-: وهو قول ابن جرير الطبري [فيه نظر، وقد سبق ذكر كلام ابن جرير] وإمام هؤلاء كلهم مجاهد إمام التفسير وهو قول أبي الحسن الدارقطني! ومن شعره فيه:
حديث الشفاعة عن أحمد
إلى أحمد المصطفى مسنده
وجاء حديث بإقعاده
على العرش أيضا فلا نجحده
أمروا الحديث على وجهه
ولا تدخلوا فيه ما يفسده
ولا تنكروا أنه قاعده
ولا تنكروا أنه يقعده".
[وقد أبطل نسبة هذه الأبيات للدارقطني الألباني وغيره].
وقال الذهبي:" فممن قال إن خبر مجاهد يسلم له ولا يعارض عباس بن محمد الدوري الحافظ ويحيى بن أبي طالب المحدث ومحمد بن إسماعيل السلمي الترمذي الحافظ وأبو جعفر محمد بن عبد الملك الدقيقي وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني صاحب السنن وإمام وقته إبراهيم بن إسحاق الحربي والحافظ أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي وحمدان بن علي الوراق الحافظ وخلق سواهم من علماء السنة ممن أعرفهم وممن لا أعرفهم ولكن ثبت في الصحاح أن المقام المحمود هو الشفاعة العامة الخاصة بنبينا".
وهذا طرف مما ورد في كتاب «المقام المحمود» لأبي بكر المروذي ونقله عنه الخلال:
قال الخلال: "قرأ علينا أبو بكر المروذي كتاب المقام المحمود مرة واحدة في مسجد الجامع فلم أنطر في الكتاب ولم آخذه وخرجت إلى كرمان فرجعت وقد مات المروذي رحمه الله.
وأخبرني محمد بن عبدوس والحسن بن صالح وبعضهما أتم من بعض قالا: ثنا أبو بكر المروذي قال: قال أبوبكر بن حماد المقري من ذكرت عنده هذه الأحاديث فسكت فهو متهم على الإسلام، فكيف من طعن فيها!.
وقال أبو جعفر الدقيقي: من ردها فهو عندنا جهمي! وحكم من رد هذا أن يُتَّقا!.
وقال عباس الدوري: لا يرد هذا إلا متهم!.
وقال إسحاق بن راهويه: الإيمان بهذا الحديث والتسليم له!.
وقال إسحاق لأبي علي القوهستاني: من رد هذا الحديث فهو جهمي!.
وقال عبدالوهاب الوراق للذي رد فضيلة النبي يقعده على العرش: فهو متهم على الإسلام!.
وقال إبراهيم الأصبهاني: يقعده على العرش، فهو متهم على الاسلام!.
وقال إبراهيم الأصبهاني: هذا الحديث حدث به العلماء منذ ستين ومائة سنة، ولا يرده إلا أهل البدع!.
قال: وسألت حمدان بن علي عن هذا الحديث فقال: كتبته منذ خمسين سنة وما رأيت أحداً يرده إلا أهل البدع!.
وقال إبراهيم الحربي: حدثنا هارون بن معروف: وما ينكر هذا إلا أهل البدع!.
قال هارون بن معروف: هذا حديث يسخن الله به أعين الزنادقة!.
قال: وسمعت محمد بن إسماعيل السلمي يقول: من توهم أن محمداً لم يستوجب من الله عز وجل ما قال مجاهد فهو كافر بالله العظيم!.
قال: وسمعت أبا عبدالله الخفاف يقول: سمعت محمد بن مصعب يعني العابد يقول: نعم يقعده على العرش ليرى الخلائق منزلته! ". ...
وقال الذهبي في «العلو» ص171: "وكذلك رد شيخ الشافعية ابن سريج عمن أنكره".
وقال الفقيه أبا بكر أحمد بن سليمان النجاد المحدث فيما نقله عنه القاضي أبو يعلى الفراء: "لو أن حالفاً حلف بالطلاق ثلاثا أن الله يقعد محمداً على العرش واستفتاني لقلت له: صدقت وبررت! ".
قال الذهبي: "فأبصر حفظك الله من الهوى كيف آل الغلو بهذا المحدث إلى وجوب الأخذ بأثر منكر واليوم فيردون الأحاديث الصريحة في العلو بل يحاول بعض الطغام أن يرد قوله تعالى الرحمن على العرش استوى ".
وقال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (4/ 337): "فقد حدَّثَ العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون: أن محمدًا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يجلسه ربه على العرش معه.
روى ذلك محمد بن فُضَيل، عن ليث، عن مجاهد، في تفسير: {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [الإسراء: 79] وذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة وغير مرفوعة. قال ابن جرير: وهذا ليس مناقضًا لما استفاضت به الأحاديث من أن المقام المحمود هو الشفاعة، باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدعيه، لا يقول: إن إجلاسه على العرش منكر ـ وإنما أنكره بعض الجهمية ـ ولا ذكره في تفسير الآية منكر".
قلتُ: ولا أدري هل هذا تأييد منه لهذا القول؟!.
والمسألة تحتاج لتحقيق أكثر، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/270)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - 03 - 07, 07:44 ص]ـ
لعلّ أول نقطة يجب القطع بها هنا هي "إثبات إمكانية الإجلاس" من حيث إنه لا معارض لها بحال - لا من العقل ولا من النقل. فالواجب هنا أوّلًا هو "عدم الإنكار" و "إنكار من أنكر" و "الإقرار بعدم مناقضة ذلك لتفسير المقام بالشفاعة". والإجماع وارد على هذا (إلا من شذّ ممن شذّ).
ثم يتبع ذلك عملية التحقيق -والمولى تعالى يجزي فاعله- في "إثبات الوقوع" بحيث يمكننا أن نتخذه دينًا وعقيدةً. ولا يحصل مثل ذلك إلا من جهة "الخبر الصحيح عن المعصوم النّزِيه ص" أو "الإجماع الصريح من أئمة التعليل والتصحيح وأهل التعديل والتجريح".
وينبغي أن يُنبّه هنا، أن لغير العالِم من العذر بجهله ما ليس للعالِم. فليس له إلا القبول والتسليم وعدم الإصرار على الإنكار الذميم.
والله الموفق لأقوم الطريق. . . إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[21 - 03 - 07, 09:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
اخواني في الله الأمر واضح أن هنالك خلاف بين المتقدمين والمتأخرين في تصحيح اثر مجاهد وما في معناه من الآثار لأن في إسانيدها كلام لا يخفى على ذي عينين نقلته لكم في مشاركاتي السابقة
وقد حصلت بسببه نزاعات كثيرة بين اهل السنة انفسهم كما نقله ابن كثير والسيوطي كما ذكرت في مشاركاتي السابقة
ولكن ينبغي التنبه إلى ان ما نقله الأخوة ليس فيه فيما أعلم أي إجماع صريح وإنما أقوال ذهم لها العلماء والله أعلم ...
وقد وقفت على كلام للشيخ عبد الرحمن دمشقية في كتابه ((المقالات السنية في تبرئة شيخ الإسلام ابن تيمية ورد مفتريات الفرقة الحبشية ص 177 - 180)) يوضح فيه ان الموضوع فعلا خلافي حيث نقل الشيخ دمشقية عن شيخ الإسلام إنه حكى أن من السلف من قال بذلك وأنكرها آخرون [رسالة الرد على البكري 329 المعروفة بكتاب الاستغاثة]
وقال الشيخ دمشقية حاكيا رد ابن عبد البر لأثر مجاهد:وقد رد الحافظ ابن عبد البر كلام مجاهد واعتبره مخالفاً للصواب ومهجوراً عند أهل السنة)) [التمهيد 7/ 157]
ونقل كلام من انتصر لأثر مجاهد ايضا فإذن الموضوع خلافي
كما أن بعض الأخوة ينسب الى ابن تيمية شيخ الإسلام تصحيحه الأثر وهذا قول مستغرب لأن كلام ابن تيمية الذي نقله الأخوة ليس فيه تصريح منه بصحة الأثر وإنما نقله له عن الأئمة!!
انا الى الآن أرى ان الأثر لا يثبت ولا الجلوس يثبت لأن الذهبي نفسه شكك به بسبب ضعف اسناده وإن كان حال الذهبي غريبا فإنه احيانا يشكك وأحيانا يسلم بصحة الجلوس! كما وضح العلامة الألباني رحمه الله ..
علما أني قد تحدثت مع طالب علم من أصحابي في امر الإجماع فقال لي يا اخي الإجماع المنضبط هو ما اجمع عليه الصحابة وأيضا هو ما أجمع عليه من بعدهم من السلف فيما هو موافق لما كان عليه عليه الصلاة والسلام واصحابه أما من ينقل إجماعا لم يحصل وإنما هو بزعمه وحسب علمه أن الإجماع حصل فهذا لا يكون إجماعا منضبطا أبدا وكذلك من قد ينقل إجماعا على امر مخالف للكتاب والسنة فليس ايضا هذا من الإجماع المعتبر ..
ولكني أقول بعد هذا كله إني سوف أسأل أهل الخبرة في علم الحديث في مسألة الجلوس وأيضا عن الإجماع المنضبط هل حصل في هذه المسألة واسأل عن من زعم نقل العلماء لذلك الإجماع ولا أتعصب لأحد إن شاء الله فسوف أسأل شيخ مشهور بن حسن آل سلمان وشيخ أبو إسحاق الحويني وهما من ذوي الخبرة والإطلاع في الحديث وشهد لهم بذلك العلماء ...
فلعلي أحصل لكم على شيء مهم في الموضوع إن شاء الله ...
وتحية طيبة لكم
ـ[آل حمدال]ــــــــ[27 - 03 - 07, 11:30 ص]ـ
بل والله الذين شهد لهم العلماء بالعلم والصدق والورع والحفظ والاتقان والجرح والتعديل والسنة والاتباع ممن ذكرناهم وهم كثير والحمد الله:
كأحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة، وأبي داود وإبراهيم الحربي والآجري والدارقطني والطبراني والبربهاري، وأبي عُبيد القاسم بن سَلام، وأبي بكر عبدالله بن محمد ابن أبي شيبة وبابن راهويه و .... وغيرهم من المتقدمين والمتأخرين ممن سبق ذكرهم
فقد سُئل هؤلاء عن هذا الأثر فقالوا به وتلقوه بالقبول والتسليم، بل والطعن على من رده ووصفوه بأنه رجل سوء.
فمن ستسأل بعد هؤلاء العلماء؟؟؟؟؟
ومن ستقبل قوله إن لم تقبل قول علماء أهل السنة وأئمة أهل الأثر؟؟؟
فهؤلاء أهل هم أهل الجرح والتعديل .... أهل الورع والتحقيق ..... أهل التصحيح والتضعيف
لا من جاء بعدهم من المتأخرين ممن هم أشبه بلصوص الحديث!!!!!
ورحم الله عمر بن عبدالعزيز إذ يقول:
فَارْضَ لِنَفْسِكَ مَا رَضِيَ بِهِ الْقَوْمُ لِأَنْفُسِهِمْ فَإِنَّهُمْ عَلَى عِلْمٍ وَقَفُوا وَبِبَصَرٍ نَافِذٍ كَفُّوا
وَهُمْ عَلَى كَشْفِ الْأُمُورِ كَانُوا أَقْوَى وَبِفَضْلِ مَا كَانُوا فِيهِ أَوْلَى
فَإِنْ كَانَ الْهُدَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَقَدْ سَبَقْتُمُوهُمْ إِلَيْهِ وَلَئِنْ قُلْتُمْ إِنَّمَا حَدَثَ بَعْدَهُمْ مَا أَحْدَثَهُ إِلَّا مَنْ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِهِمْ وَرَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُمْ فَإِنَّهُمْ هُمْ السَّابِقُونَ فَقَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ بِمَا يَكْفِي وَوَصَفُوا مِنْهُ مَا يَشْفِي فَمَا دُونَهُمْ مِنْ مَقْصَرٍ وَمَا فَوْقَهُمْ مِنْ مَحْسَرٍ
وَقَدْ قَصَّرَ قَوْمٌ دُونَهُمْ فَجَفَوْا وَطَمَحَ عَنْهُمْ أَقْوَامٌ فَغَلَوْا وَإِنَّهُمْ بَيْنَ ذَلِكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ. اهـ
واعلم أن العبرة بكلام من سبق من أهل الحديث والأثر، ولا يكون كلام المتأخرين حجة عليهم،
فمن لم يسعه ما وسع أهل السنة والاتباع والأثر فلا وسع الله عليه
ولا حول والا قوة إلا بالله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/271)
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[29 - 03 - 07, 06:17 م]ـ
أحسنت أخي آل حمدال وكلامك واضح لمن وفقه الله، وهو منهج أهل السنة والجماعة بلا شك، وإني لأعجب ممن يجعل أقوال المتأخرين حجة على أقوال أئمة أهل السنة والجماعة.
قال الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة في زمانه رحمه الله: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[30 - 03 - 07, 12:02 ص]ـ
يا أخوان هناك رسالة بعنوان مقالةالتشبيه وموقف أهل السنة منها رسالة علمية محكمة نوقشت في الجامعة الإسلامية وأظنها مطبوعة في أضواء السلف ناقش الباحث فيها هذه المسألة (2/ 245) ومابعدها فإنها لا شك أسلم من هذا الجدل الدائر ولن يصل المتجادلون فيه إلى نتيجة
بالمناسبة
قلة الأدب مع أهل العلم ليست من سيما من درس عند العلماء فإذا أعتقد أحد خلاف قول عالم تبجح بقوله من سبقه إلى هذا القول ومن أنت يا مسكين حتى تقول مثل هذا القول ثم هل فهمك لهذه الأثار التي تستدل بها صواب أم خطأ أنا لا أحجر على أحد أن يخالف إذا بان له الدليل فالمعظم الكتاب والسنة لكن إذا عرض قول أو فهم لعالم يخالفك وأنت من صغار الطلبة فعليك أن تقول والله الذي يظهر لي خلاف هذا وإذا كنت منتقدا قوله فبسرد الأدلة لا بقولك من سبق لأن هذه العبارة لا تنبغي من الأصاغر في حق الأكابر والحق هو المنشود فإياكم وتنفير الناس منه بسوء الأدب
وإلى الله المشتكى
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[30 - 03 - 07, 01:26 ص]ـ
قلت:
ما هي الأصول التي أجمع العلماء على وجوب التحاكم إليها وأنه لا يجوز الخروج عنها حينما نحرر هذه المسألة ننتقل لمناقشة ما بعدها بانتظار إجابتكم) [/ COLOR]
فأجاب آل حمدال:
- والله من البلاء أن نتكلم في مسألة كهذه، ونحن نجهل أصول أهل السنة والجماعة وطريقة استدلالهم في أبواب السنة والاعتقاد!!!!!
فهذه المسألة قد فرغ منها،
وعليك بمداومة النظر في كتب السنة التي كتبت بالآثار: (كالسنة لعبدالله بن أحمد)، (والإبانة لابن بطة)، و (الشريعة للآجري)، و (أصول أهل السنة للالكائي)، و (ذم الكلام للهروي)، و (السنة للخلال)، و (رد الدارمي على بشر المريسي، ورده على الجهمية) وغيرها من كتب العقائد المسندة البعيدة عن الكلام وأهل الكلام، تجد فيها بغيتك إن شاء الله.
وإن كان لك أصول تحتكم عليها غير أصول هؤلاء العلماء ممن قال بأثر مجاهد رحمه الله المشهود لهم بالعلم واتباع السنة، فبينها لنا حتى نستفيدها منكم!!!
فيتبين للجميع أن أئمة السنة: كأحمد وإسحاق والآجري وابن بطة والطبراني والدارقطني والبربهاري وإبراهيم الحربي وغيرهم كانوا يجهلون هذه الأصول!!!
وهذه بعض أقوالهم في بيان أصولهم التي اعتمدوا عليها:
- قال الإمام أحمد رحمه الله: لست بصاحب كلام ولا أدري الكلام في شيء من هذا إلا ما كان في
1 - كتاب الله
2 - أو حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
3 - أو عن أصحابه
4 - أو عن التابعين رحمهم الله
فأما غير ذلك فان الكلام فيه غير محمود. [حلية الأولياء (9/ 219)]
وقال الإمام أحمد:1 - إنّما على الناس اتباع الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة صحيحها من سقيمها،
2 - ثم بعد ذلك قول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن قول بعضهم لبعض مخالفا فإن اختلف نظر في الكتاب فأي قولهم كان أشبه بالكتاب أخذ به أو بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ به
3 - فإذا لم يأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نظر في قول التابعين فأي قولهم كان أشبه بالكتاب والسنة أخذ به وترك ما احدث الناس بعدهم. [بدائع الفوائد (4/ 77)]
2 - قال الدارمي رحمه الله في كتابه (نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد (2/ 665):
(نقول: إن على العالم باختلاف العلماء أن يجتهد ويفحص عن أصل المسألة حتى يعقلها بجهده ما أطاق؛ فإذا أعياه أن يعقلها من الكتاب والسنة فرأي من قبله من عُلماء السّلف خير له من رأي نفسه كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: ألا لا يقلدن رجل منكم دينه رجلا إن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإن كنتم لا بُدّ فاعلين فالأموات فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/272)
وقال ابن مسعود أيضًا: من عرض له منكم قضاء، فليقض بما في كتاب، الله فإن لم يجد في كتاب الله ففي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم يجد في سنة رسول الله ففيما قضى به الصالحون قبله.
فأباح ابن مسعود التقليد للأموات وقضاء الصالحين على التحري والاحتياط،
فمن هذا المريسي الضال الذي يحظره على الأمة؟
ومن هو حتى يستحل بقوله شيء أو يحرم؟
وقال شريح وابن سيرين: لن نضل ما تمسكنا بالأثر.
وقال إبراهيم: ما الأمر إلا الأمر الأول لو بلغنا أنّهم لم يغسلوا إلا الظفر ما جاوزناه كفى إزرًا على قوم أن تتخالف أعمالهم.
والاقتداء بالآثار تقليد، فإن كان لا يجوز في دعوى المريسي أن يقتدي الرجل بمن قبله من الفقهاء فما موضع الاتباع الذي قال الله تعالى: (والذين اتبعوهم بإحسان) وما يصنع بآثار الصحابة والتابعين بعدهم بعد أن لا يسع الرجل استعمال شيء منها إلا ما استنبطه بعقله في خلاف الأثر، إذا بطلت الآثار وذهبت الأخبار وحرم طلب العلم على أهله ولزم الناس المعقول من كفر المريسي وأصحابه والمستحيلات من تفاسيرهم فقد عرضنا كلامهم على الكتاب والسنة فأخطأوا في أكثرها الكتاب والسنة ولم يصيبوا السنة
حدثنا عبد الله صالح المصري عن الهقل بن زياد عن الأوزاعي قال: ما رأي امرئ في أمر بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا اتباعه، ولو لم يكن فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال فيه أصحابه من بعده كانوا أولى فيه بالحقِّ منّا؛ لأن الله تعالى أثنى على من بعدهم باتباعهم إياهم فقال: (والذين اتبعوهم بإحسان) وقلتم أنتم بل نعرضها على رأينا في الكتاب فما وافقه منها صدقناه، وما خالفه تركناه، وتلك غاية كل محدث في الإسلام رد ما خالف رأيه من السنة.
وقال أبو سلمة بن عبدالرحمن للحسن البصري: لا تفت الناس برأيك، فقال الحسن: رأينا لهم خير من آرائهم لأنفسهم. اهـ
- وقال اللالكائي في كتابه "شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة" في مقدمة كتابه:
استدل على صحة مذاهب أهل السنة:
1 - بما ورد في كتاب الله تعالى فيها وبما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن وجدت فيهما جميعا ذكرتهما وإن وجدت في احدهما دون الآخر ذكرته
2 - وإن لم أجد فيهما إلا عن الصحابة الذين أمر الله ورسوله أن يقتدى بهم ويهتدي بأقوالهم ويستضاء بأنوارهم لمشاهدتهم الوحي والتنزيل ومعرفتهم معاني التأويل احتججت بها
3 - فإن لم يكن فيها أثر عن صحابي فعن التابعين لهم بإحسان الذين في قولهم الشّفا والهدي والتدين بقولهم القربة إلى الله والزلفى
فإذا رأيناهم قد أجمعوا على شيء عولنا عليه ومن أنكروا قوله أو ردوا عليه بدعته أو كفروه حكمنا به وأعتقدناه،
ولم يزل من لدن رسول الله إلى يومنا هذا قوم يحفظون هذه الطريقة ويتدينون بها؛ وإنما هلك من حاد عن هذه الطريقة لجهله طرق الاتباع
وكان في الإسلام من يؤخذ عنه هذه الطريقة قوم معدودون اذكر اساميهم في ابتداء هذا الكتاب لتعرف أساميهم ويكثر الترحم عليهم والدعاء لهم لما حفظوا علينا هذه الطريقة وأرشدونا إلى سنن هذه الشريعة ولم آل جهدا في تصنيف هذا الكتاب ونظمه على سبيل السنة والجماعة ولم أسلك فيه طريق التعصب على أحد من الناس؛ لأن من سلك طريق الأخيار فمن الميل بعيد؛ لأن ما يتدين به شرع مقبول وأثر منقول أو حكاية عن إمام مقبول، وإنّما الحيف يقع في كلام من تكلف الاختراع ونصر الابتداع، وأما من سلك بنفسه مسلك الاتباع فالهوى والاحادة عنه بعيدة ومن العصبية سليم وعلى طريق الحق مستقيم.
ونسأل الله دوام ما أنعم به علينا من اتباع السنة والجماعة وإتمامها علينا في ديننا ودنيانا وآخرتنا بفضله ورحمته إنه على ما يشاء قدير وبعباده لطيف خبير.
- وقال البربهاري رحمه الله:
فالله الله في نفسك، وعليك بالآثار، وأصحاب الآثار، والتقليد، فإنّ الدين إنّما هو التقليد - يعني للنبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين - ومن قبلنا لم يدعونا في لَبسٍ، فقلّدهم واسترح، ولا تجاوز الأثر، وأهل الأثر. ["طبقات الحنابلة" (2/ 39)] [/ QUOTE]
قلت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/273)
مع الأسف لم تجب على سؤالي وأتمنى أن نناقش المسألة في نطاق ضيق وأن لا تكثر من النقولات والتفريعات التي تشعب المسألة ولا تضبطها فقط دعنا نناقش هذه المسألة وأجبني عليها دون غيرها ثم بعدها ننتقل لمناقشة المسألة موضع النقاش
السؤال: ما هي الأصول التي أجمع العلماء على وجوب التحاكم إليها والتسليم لها؟
آمل أن تكون الإجابة في حدود السؤال أذكر فقط الأصول
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - 03 - 07, 09:17 م]ـ
قلت:
ما هي الأصول التي أجمع العلماء على وجوب التحاكم إليها وأنه لا يجوز الخروج عنها حينما نحرر هذه المسألة ننتقل لمناقشة ما بعدها بانتظار إجابتكم) [/ COLOR]
فأجاب آل حمدال:
- والله من البلاء أن نتكلم في مسألة كهذه، ونحن نجهل أصول أهل السنة والجماعة وطريقة استدلالهم في أبواب السنة والاعتقاد!!!!!
فهذه المسألة قد فرغ منها،
وعليك بمداومة النظر في كتب السنة التي كتبت بالآثار: (كالسنة لعبدالله بن أحمد)، (والإبانة لابن بطة)، و (الشريعة للآجري)، و (أصول أهل السنة للالكائي)، و (ذم الكلام للهروي)، و (السنة للخلال)، و (رد الدارمي على بشر المريسي، ورده على الجهمية) وغيرها من كتب العقائد المسندة البعيدة عن الكلام وأهل الكلام، تجد فيها بغيتك إن شاء الله.
وإن كان لك أصول تحتكم عليها غير أصول هؤلاء العلماء ممن قال بأثر مجاهد رحمه الله المشهود لهم بالعلم واتباع السنة، فبينها لنا حتى نستفيدها منكم!!!
فيتبين للجميع أن أئمة السنة: كأحمد وإسحاق والآجري وابن بطة والطبراني والدارقطني والبربهاري وإبراهيم الحربي وغيرهم كانوا يجهلون هذه الأصول!!!
وهذه بعض أقوالهم في بيان أصولهم التي اعتمدوا عليها:
- قال الإمام أحمد رحمه الله: لست بصاحب كلام ولا أدري الكلام في شيء من هذا إلا ما كان في
1 - كتاب الله
2 - أو حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
3 - أو عن أصحابه
4 - أو عن التابعين رحمهم الله
فأما غير ذلك فان الكلام فيه غير محمود. [حلية الأولياء (9/ 219)]
وقال الإمام أحمد:1 - إنّما على الناس اتباع الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة صحيحها من سقيمها،
2 - ثم بعد ذلك قول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن قول بعضهم لبعض مخالفا فإن اختلف نظر في الكتاب فأي قولهم كان أشبه بالكتاب أخذ به أو بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ به
3 - فإذا لم يأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نظر في قول التابعين فأي قولهم كان أشبه بالكتاب والسنة أخذ به وترك ما احدث الناس بعدهم. [بدائع الفوائد (4/ 77)]
2 - قال الدارمي رحمه الله في كتابه (نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد (2/ 665):
(نقول: إن على العالم باختلاف العلماء أن يجتهد ويفحص عن أصل المسألة حتى يعقلها بجهده ما أطاق؛ فإذا أعياه أن يعقلها من الكتاب والسنة فرأي من قبله من عُلماء السّلف خير له من رأي نفسه كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: ألا لا يقلدن رجل منكم دينه رجلا إن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإن كنتم لا بُدّ فاعلين فالأموات فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة.
وقال ابن مسعود أيضًا: من عرض له منكم قضاء، فليقض بما في كتاب، الله فإن لم يجد في كتاب الله ففي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم يجد في سنة رسول الله ففيما قضى به الصالحون قبله.
فأباح ابن مسعود التقليد للأموات وقضاء الصالحين على التحري والاحتياط،
فمن هذا المريسي الضال الذي يحظره على الأمة؟
ومن هو حتى يستحل بقوله شيء أو يحرم؟
وقال شريح وابن سيرين: لن نضل ما تمسكنا بالأثر.
وقال إبراهيم: ما الأمر إلا الأمر الأول لو بلغنا أنّهم لم يغسلوا إلا الظفر ما جاوزناه كفى إزرًا على قوم أن تتخالف أعمالهم.
والاقتداء بالآثار تقليد، فإن كان لا يجوز في دعوى المريسي أن يقتدي الرجل بمن قبله من الفقهاء فما موضع الاتباع الذي قال الله تعالى: (والذين اتبعوهم بإحسان) وما يصنع بآثار الصحابة والتابعين بعدهم بعد أن لا يسع الرجل استعمال شيء منها إلا ما استنبطه بعقله في خلاف الأثر، إذا بطلت الآثار وذهبت الأخبار وحرم طلب العلم على أهله ولزم الناس المعقول من كفر المريسي وأصحابه والمستحيلات من تفاسيرهم فقد عرضنا كلامهم على الكتاب والسنة فأخطأوا في أكثرها الكتاب والسنة ولم يصيبوا السنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/274)
حدثنا عبد الله صالح المصري عن الهقل بن زياد عن الأوزاعي قال: ما رأي امرئ في أمر بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا اتباعه، ولو لم يكن فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال فيه أصحابه من بعده كانوا أولى فيه بالحقِّ منّا؛ لأن الله تعالى أثنى على من بعدهم باتباعهم إياهم فقال: (والذين اتبعوهم بإحسان) وقلتم أنتم بل نعرضها على رأينا في الكتاب فما وافقه منها صدقناه، وما خالفه تركناه، وتلك غاية كل محدث في الإسلام رد ما خالف رأيه من السنة.
وقال أبو سلمة بن عبدالرحمن للحسن البصري: لا تفت الناس برأيك، فقال الحسن: رأينا لهم خير من آرائهم لأنفسهم. اهـ
- وقال اللالكائي في كتابه "شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة" في مقدمة كتابه:
استدل على صحة مذاهب أهل السنة:
1 - بما ورد في كتاب الله تعالى فيها وبما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن وجدت فيهما جميعا ذكرتهما وإن وجدت في احدهما دون الآخر ذكرته
2 - وإن لم أجد فيهما إلا عن الصحابة الذين أمر الله ورسوله أن يقتدى بهم ويهتدي بأقوالهم ويستضاء بأنوارهم لمشاهدتهم الوحي والتنزيل ومعرفتهم معاني التأويل احتججت بها
3 - فإن لم يكن فيها أثر عن صحابي فعن التابعين لهم بإحسان الذين في قولهم الشّفا والهدي والتدين بقولهم القربة إلى الله والزلفى
فإذا رأيناهم قد أجمعوا على شيء عولنا عليه ومن أنكروا قوله أو ردوا عليه بدعته أو كفروه حكمنا به وأعتقدناه،
ولم يزل من لدن رسول الله إلى يومنا هذا قوم يحفظون هذه الطريقة ويتدينون بها؛ وإنما هلك من حاد عن هذه الطريقة لجهله طرق الاتباع
وكان في الإسلام من يؤخذ عنه هذه الطريقة قوم معدودون اذكر اساميهم في ابتداء هذا الكتاب لتعرف أساميهم ويكثر الترحم عليهم والدعاء لهم لما حفظوا علينا هذه الطريقة وأرشدونا إلى سنن هذه الشريعة ولم آل جهدا في تصنيف هذا الكتاب ونظمه على سبيل السنة والجماعة ولم أسلك فيه طريق التعصب على أحد من الناس؛ لأن من سلك طريق الأخيار فمن الميل بعيد؛ لأن ما يتدين به شرع مقبول وأثر منقول أو حكاية عن إمام مقبول، وإنّما الحيف يقع في كلام من تكلف الاختراع ونصر الابتداع، وأما من سلك بنفسه مسلك الاتباع فالهوى والاحادة عنه بعيدة ومن العصبية سليم وعلى طريق الحق مستقيم.
ونسأل الله دوام ما أنعم به علينا من اتباع السنة والجماعة وإتمامها علينا في ديننا ودنيانا وآخرتنا بفضله ورحمته إنه على ما يشاء قدير وبعباده لطيف خبير.
- وقال البربهاري رحمه الله:
فالله الله في نفسك، وعليك بالآثار، وأصحاب الآثار، والتقليد، فإنّ الدين إنّما هو التقليد - يعني للنبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين - ومن قبلنا لم يدعونا في لَبسٍ، فقلّدهم واسترح، ولا تجاوز الأثر، وأهل الأثر. ["طبقات الحنابلة" (2/ 39)]
قلت:
مع الأسف لم تجب على سؤالي وأتمنى أن نناقش المسألة في نطاق ضيق وأن لا تكثر من النقولات والتفريعات التي تشعب المسألة ولا تضبطها فقط دعنا نناقش هذه المسألة وأجبني عليها دون غيرها ثم بعدها ننتقل لمناقشة المسألة موضع النقاش
السؤال: ما هي الأصول التي أجمع العلماء على وجوب التحاكم إليها والتسليم لها؟
آمل أن تكون الإجابة في حدود السؤال أذكر فقط الأصول
سدد الله خطاك يا أخي. . .
لئن أردت منه الإجابة، فقد -والله- أتاك بها.
أما فرأت بين نقوله ذكر هذه الأصول الأربعة في كلام الإمام أحمد رحمه الله:
لست بصاحب كلام ولا أدري الكلام في شيء من هذا إلا ما كان في:
1 - كتاب الله
2 - أو حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
3 - أو عن أصحابه
4 - أو عن التابعين رحمهم الله
فأما غير ذلك فان الكلام فيه غير محمود.
وكلام اللالكائي هذا أيضا سواء بسواء:
استدل على صحة مذاهب أهل السنة:
1 - و2 - بما ورد في كتاب الله تعالى فيها وبما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن وجدت فيهما جميعا ذكرتهما وإن وجدت في احدهما دون الآخر ذكرته
3 - وإن لم أجد فيهما إلا عن الصحابة الذين أمر الله ورسوله أن يقتدى بهم ويهتدي بأقوالهم ويستضاء بأنوارهم لمشاهدتهم الوحي والتنزيل ومعرفتهم معاني التأويل احتججت بها
4 - فإن لم يكن فيها أثر عن صحابي فعن التابعين لهم بإحسان الذين في قولهم الشّفا والهدي والتدين بقولهم القربة إلى الله والزلفى
فإذا رأيناهم قد أجمعوا على شيء عولنا عليه ومن أنكروا قوله أو ردوا عليه بدعته أو كفروه حكمنا به وأعتقدناه،
ولم يزل من لدن رسول الله إلى يومنا هذا قوم يحفظون هذه الطريقة ويتدينون بها؛ وإنما هلك من حاد عن هذه الطريقة لجهله طرق الاتباع
وفي كلام الدارمي رحمه الله:
إن على العالم باختلاف العلماء أن يجتهد ويفحص عن أصل المسألة حتى يعقلها بجهده ما أطاق؛ فإذا أعياه أن يعقلها من الكتاب والسنة فرأي من قبله من عُلماء السّلف خير له من رأي نفسه.
وكلام ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أيضًا:
من عرض له منكم قضاء، فليقض بما في كتاب الله فإن لم يجد في كتاب الله ففي سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فإن لم يجد في سنة رسول الله ففيما قضى به الصالحون قبله
.
وقد نقل كلام الإمام أحمد:
إنّما على الناس اتباع الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة صحيحها من سقيمها،
ثم بعد ذلك قول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن قول بعضهم لبعض مخالفا فإن اختلف نظر في الكتاب فأي قولهم كان أشبه بالكتاب ... أو بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ به
فإذا لم يأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نظر في قول التابعين فأي قولهم كان أشبه بالكتاب والسنة أخذ به وترك ما احدث الناس بعدهم.
فأصولهم إذن:
اتباع
1 - كتاب الله
2 - وسنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
3 - وإجماغ الأمة من الصحابة والتابعين إلى يوم القيامة
4 - وأشبه الأقوال بالكتاب والسنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/275)
ـ[حمد بن عبد الله]ــــــــ[31 - 03 - 07, 03:18 م]ـ
بارك الله في الجميع مسألة غاية في الأهمية
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[31 - 03 - 07, 03:24 م]ـ
فأصولهم إذن:
اتباع
1 - كتاب الله
2 - وسنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
3 - وإجماغ الأمة من الصحابة والتابعين إلى يوم القيامة
4 - وأشبه الأقوال بالكتاب والسنة
أحسنت أخي بارك الله فيك وحتى نحرر هذه الأصول أكثر نقول إن الأصول التي يجب التسليم لها هي:
1 - نصوص القرآن الكريم قطعية الدلالة.
2 - نصوص السنة النبوية قطعية الدلالة والثبوت.
3 - إجماع معتبر، له أصل من كتاب أو سنة.
5 - قول الصحابي إذا كان له حكم الرفع ولم يعرف له مخالف وصح عنه القول، ولم يعرف بالأخذ عن بني إسرائيل في الأمور المغيبة.
أقول هذه الأصول التي يجب التسليم لها فهل أثر مجاهد الذي هو محل نقاشنا داخل تحت واحد من هذه الأصول؟
ـ[الأشفقي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 03:42 م]ـ
السنة النبوية "ظنية " وليست "قطعية "،مع لزوم التنبيه إلى أن المراد من "الظني " ليس هو المعنى المتبادر عند العوام، بل هو مصطلح يقصد به أنها في المرتبة الثانية بعد القرآن إذ هو "القطعي " الثبوت،عكس السنة الشريفة إذ يقع الاختلاف في بعضها،وحتى ما انفق عليه فيها يختلف في ألفاظه 0
فعلى كل أن يستخدم مصطلحات العلماء حسب ما اصطلحوا عليه،ولا ننزل ألفاظهم حسب فهم غيرهم 0
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[07 - 04 - 07, 09:44 م]ـ
السلام عليكم ... انا لا اقلد احدا لأني سلفي خاصة الموضوع خلافي وهذا امر لا فرق فيه بين متقدم ومتأخر فكم من تابعي اعلم من صحابي كما قرر العلماء فلا طا\ئل وراء الإستدلال بتقدم من قال باثر مجاهد على من تأخر وانكره وضعفه بدليل واضح وانا لحد الآن لم اقدر اتصل بالشيخين الفاضلين لعدم تمكني من الحصول على رقمهما الهاتفي وقريبا ارد خبر ان شاء الله
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[07 - 04 - 07, 11:23 م]ـ
هل المقام المحمود: هو الإقعاد على عرش الرحمن:-
نقل الامام الطبري في تفسيره قال ((حدثنا عباد بن يعقوب الاسدي، قال حدثنا إبن نفيل عن ليث عن مجاهد في قوله "عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً" قال: يجلسه معه على عرشه))، ونقل ايضاً ذلك أبو بكر إبن العربي المالكي فقال في تفسير قوله تعالى: ((وتخفي في نفسك ما الله مبديه)): ((فهذا محمد صلى الله عليه وسلم ما عصى ربه لا حال الجاهلية ولا بعدها تكرمة وتفضيلاً واجلالاً احله به المحل الرفيع ليصلح أن يقعد معه على كرسيه)).
وقد أول الطبري والقرطبي هذا الحديث على الرغم من انهما يرجحان أن معنى المقام المحمود هو الشفاعة كما مر معنا. فقالا: ((هو ليس بمدفوع لا من جهة العقل ولا النقل)) وممن اقره من المفسرين ايضاً الآلوسي اذ دافع عنه دفاعاً واضحاً حتى انه رد الواحدي "رحمه الله" وناقش ادلته واحداً تلو الاخر، ثم ختم نقاشه بقوله ((والصوفية يقولون أن لله عز وجل الظهور فيما يشاء على ما يشاء وهو سبحانه في حال ظهوره باق على اطلاقه حتى عن قيد الاطلاق فانه العزيز الحكيم ومتى ظهر جل وعلا في صورة اجريت عليه سبحانه احكامها من حيث الظهور فيوصف عز مجده عندهم بالجلوس ونحوه من تلك الخشية وينحل بذلك امور كثيرة إلا انه بنى على مادون اثباته خرط القتاد)) وقد اختار ذلك من المحدثين القاضي أبو يعلى وذكر أن احد المحدثين –هو سعيد الجريري- قال ((إذا كان يوم القيامة جيء بنبيكم فاقعد بين يدي الله عز وجل على كرسيه فقال الحاضرون: إذا كان الكرسي هو معه؟ قال: نعم، ويلكم هو معه، هو معه)) ونسب النقاش ذلك إلى أبي داود السجستاني صاحب السنن انه قال: ((من أنكر ذلك فهو عندنا متهم))، وذهب اليه إبن قيم الجوزية ونقله عن بعض أهل العلم كالدارقطني وغيره - وان كان بعض أهل العلم طعن في بعض رجال سنده كابن كادش والعشاري.
واما موقف إبن حجر فانه لم ينكر ذلك على الرغم من انه يرجح الشفاعة إلا انه يؤول لمجاهد قوله فيقول ((فيحتمل أن تكون الاضافة اضافة تشريفية وعلى ذلك يحمل ما جاء عن مجاهد وغيره والراجح أن المراد بالمقام المحمود الشفاعة)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/276)
ونجده في اكثر من موضع يكرر ذلك ولا ينكره فمثلاً قال: ((ويمكن رد الاقوال كلها إلى الشفاعة العامة فان اعطاه لواء الحمد وثناءه على ربه وكلامه بين يديه وجلوسه على كرسيه واقرب من جبريل كل ذلك صفات المقام المحمود الذي يشفع فيه ليقضى بين الخلق …))
ووجوه بطلان هذا القول هي:
الوجه الأول: في سند الخبر رجل متهم هو "عباد بن يعقوب" قال عنه الذهبي ((كان داعياً إلى الرفض ومع ذلك كان يروي المناكير عن المشاهير)). وضعف هذا الرجل يضعف الرواية، وعلى فرض صحة سند الرواية- جدلاً- وتوثيق عبادا هذا فانه قد خالف من هواوثق منه في روايته عن مجاهد نفسه فقد اخرج الطبري في تفسيره، من طريقين عن إبن أبي نجيح عن مجاهد القول في تفسير " مقاماً محموداً" قال: ((شفاعة محمد يوم القيامة)) ومن طريق إبن جريح عن مجاهد مثله، والمخالفة ضعف في الرواية، فضلاً عن قول الامام الذهبي: ((ومن انكر ما جاء عن مجاهد في التفسير قوله "عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً" قال: يجلسة معه على العرش)).
يقول إبن عبد البر: ((ولكن قول مجاهد هذا مردود بالسنة الثابتة عن النبي ?،وأقاويل الصحابة،وجمهور السلف وهو قول عند أهل السنة مهجور والذي عليه جماعتهم ما ثبت في ذلك عن نبيهم ?وليس من العلماء أحد إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله ?،ومجاهد وان كان أحد المقدمين في العلم بتأويل القرآن فإن له قولين في تأويل اثنين هما مهجوران عند العلماء،مرغوب عنهما أحدهما هذا، والآخر قوله في قول الله عز وجل عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ... قال يوسع له على العرش فيجلسه معه وهذا قول مخالف للجماعة من الصحابة ومن بعدهم فالذي عليه العلماء في تأويل هذه الآية أن المقام المحمود الشفاعة)).
قال الشيخ الالباني:" وان عجبي لا يكاد ينتهي من تحمس بعض المحدثين السالفين لهذا الحديث الواهي والاثر المنكر ومبالغتم في الانكار على من رده واساءتهم الظن بعقيدته… وهب أن الحديث في حكم المرسل فكيف تثبت به فضيلة؟! بل كيف يبنى عليه عقيده أن الله يقعد نبيه ? معه على عرشه)).
الوجه الثاني: قال الإمام القرطبي: ((هذا القول مرغوب عنه، وان صح الحديث فيتأول على انه يجلسه مع انبيائه وملائكته)).
ومما مر نستخلص بطلان هذا القول، ولا حجة في تأويله، لأن التاويل فرع التصحيح فلما تبين بطلانه فسد تأويله. لأنه لما لم يثبت عن المعصوم، بطل الاستدلال به، حتى ولو قال من قاله أو تلقاه جماعة من اهل العلم بالقبول.
وأخيراً: فإن عجبي لايكاد ينقطع من اللجؤ إلى تأويل هذا الحديث أو جبر الامة بحد السيف على القول به على الرغم من نكارته وأنِ ما ورد في الاحاديث الصحيحة يكفي للجزم بأن المراد من المقام المحمود هو الشفاعة.
الاسراء / 79.
جامع البيان 9/ 145 وانظر الدر المنثور في التفسير بالمأثور، السيوطي 5/ 328
الاحزاب/ 37.
احكام القرآن 3/ 1530
جامع البيان 9/ 147 والجامع لاحكام القران 10/ 311، وانظر فتح الباري 11/ 521
روح المعاني 15/ 132.
انظر ترجمة في الاعلام.
ابطال التأويلات 280 - 281 مخطوط ونقل الذهبي في العلو ص16 أبياتا عن الدار قطني يثبت فيها الاجلاس، وانظر النهاية في الفتن، إبن كثير 2/ 40، ونسيم الرياض2/ 343.
انظر ترجمة في ملحق الإعلام.
انظرجامع البيان 10/ 311، وفتح الباري 11/ 521.
بدائع الفوائد 4/ 93، وانظر نسيم الرياض، الخفاجي 2/ 343.
فتح الباري 11/ 522.
مصدر سابق.
ميزان الاعتدال 2/ 380، وانظر التقريب (3153)، والتحرير 2/ 182.
انظر ترجمة في التقريب (3662)، والتحرير 2/ 278.
جامع البيان 15/ 144.
جامع البيان 15/ 144.
ميزان الاعتدال 3/ 439.
التمهيد7/ 157 - 158.
مختصر العلو ص234.
التذكرة 1/ 284.
انظر النهاية في الفتن إبن كثير 2/ 40.
انظر الكامل في التاريخ، إبن الاثير 6/ 206.
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 02:16 م]ـ
تلقّى أهل السنة من السَّلف الصَّالح أثر مجاهد رحمه الله بالقبول والتسليم،
بل والإنكار على من ردّه أو طعن فيه، ووصفوه بالبدعة والجهمية.
إعلم رحمني الله و إياك أن السلف لإنما رموا من أنكر هذا الأثر بالتجهم لأنه كان فيصلا بين أهل السنة و الجهمية في إنكار العلو للرب جل و علا لا لذات الإجلاس و لقد ذكر عدم ثبوته و افتقاره إلى دليل صحيح الشيخ الفاضل إبراهيم بن عامر الرحيلي حفظه الله تعالى في الشريط الخامس من شرح كتاب الإعتقاد لابن أبي يعلى و المشايخ الفضلاء كالشيخ عبد لعزيز الراجحي حفظه الله تعالى يوصي بعدم الخوض في مثل هذه المسائل النادرة و عدم الإكثار من طرحها و الله الموفق
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - 09 - 07, 01:46 م]ـ
أحسنت أخي بارك الله فيك وحتى نحرر هذه الأصول أكثر نقول إن الأصول التي يجب التسليم لها هي:
1 - نصوص القرآن الكريم قطعية الدلالة.
2 - نصوص السنة النبوية قطعية الدلالة والثبوت.
3 - إجماع معتبر، له أصل من كتاب أو سنة.
5 - قول الصحابي إذا كان له حكم الرفع ولم يعرف له مخالف وصح عنه القول، ولم يعرف بالأخذ عن بني إسرائيل في الأمور المغيبة.
أقول هذه الأصول التي يجب التسليم لها فهل أثر مجاهد الذي هو محل نقاشنا داخل تحت واحد من هذه الأصول؟
لكن ما أرى يا أخي -بارك الله فيك- بهذه القيود حاجة. فما هي إلا دندنة المتكلمين!
يكفينا أن نقول:
1 - كتاب الله تعالى، ويرد المتشابه منه إلى المحكمات.
2 - سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وما لم تثبت عنه فلا يطلق عليه "سنة".
3 - إجماع المسلمين في أي عصر من العصور، وكل ما حصل من الإجماع فله أصل بلا ريب.
4 - أشبه الأقوال بهذه الأصول الثلاثة، وهذا مورد الاجتهاد.
وأثر مجاهد داخل في الثالث، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/277)
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 09:55 ص]ـ
الأخ الفاضل. آل حمدال. جزاك الله خيراً.(36/278)
رسالة في بيان الطاغوت و وجوب اجتنابه / الشيخ العلامة سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى
ـ[العذب الزلال]ــــــــ[14 - 11 - 06, 07:51 م]ـ
رسالة في بيان الطاغوت و وجوب اجتنابه / الشيخ العلامة سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى
http://www.isonly.net/~blue_cats/cgi-bin/upload/source/up5219.jpg
http://www.isonly.net/~blue_cats/cgi-bin/upload/source/up5218.rar
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمهما الله تعالى:
"والمرء قد يكره الشرك، ويحب التوحيد، لكن يأتيه الخلل من جهة عدم البراءة من أهل الشرك، وترك موالاة أهل التوحيد ونصرتهم؛ فيكون متبعاً لهواه، داخلاً من الشرك في شعب تهدم دينه وما بناه، تاركاً من التوحيد أصولاً وشعباً، لا يستقيم معها إيمانه الذي ارتضاه، فلا يحب ولا يبغض لله، ولا يعادي ولا يوالي لجلال من أنشأه وسواه؛ وكل هذا يؤخذ من شهادة أن لا إله إلا الله".إهـ
ـ[عمر بن نوح الدمري]ــــــــ[15 - 11 - 06, 03:17 م]ـ
أحسن الله إليكم وجزاكم خيرا.(36/279)
هل ثبتت شفاعة المسلم لقريبه الكافر؟
ـ[الشيشاني]ــــــــ[14 - 11 - 06, 08:07 م]ـ
السلام عليكم!
لدي سؤالان متفرعان عن السؤال العام الوارد في العنوان، وهما:
1 - هل خبر تخفيف العذاب عن أبي طالب ثابت من حيث الصنعة الحديثية؟
2 - هل ورد شيء في أن الرجل الذي أسلم من الكفر سيشفع في أقاربه الذين ماتوا على الكفر؟
أفيدونا من لديه علم عن هذا وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[15 - 11 - 06, 04:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الجواب عن السؤال الأول: الحديث في الصحيحين وهذا لفظه:
عن العباس بن عبد المطلب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال:
يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: " نعم هو في ضحضاح من نار لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار " رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب قصة أبي طالب (3/ 62) ومسلم في كتاب الإيمان باب شفاعة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأبي طالب (1/ 194)
وعن أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر عنده عمه أبو طالب فقال: " لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه أم دماغه " أخرجه البخاري ومسلم أيضا وهو في المواضع السابقة.
الجواب عن السؤال الثاني: هذه الشفاعة من خصائص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا تكون لغيره
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 194): (والنفع الذي حصل لأبي طالب من خصائصه ببركة النبي صلى الله عليه وسلم) وينظر عمدة القاري (20/ 95) القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (1/ 334)
ـ[الشيشاني]ــــــــ[16 - 11 - 06, 12:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا(36/280)
الردود السلفية على دعاة الصوفية
ـ[حامد تميم]ــــــــ[14 - 11 - 06, 09:39 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ... وبعد:
هذه أبحاث في الرد على الصوفية وأدعيائها، لعل الله ينفع بها المسلمين، ويجزل لكاتبها الأجر والمثوبة، ألا وهو الاخ الشيخ أحمد بن عبد القادر، وهو من طلبة العلم الجادين -نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا-، وسوف ننشر هذه الردود في هذا الملتقى المبارك تباعاً، وهذه هي أسماء الردود:
1 - المولد ولماذا هو بدعة! وهو رد على المدعو الجفري
2 - علي الجفري وكشف تلبيساته وملابساته وافتراءاته.
3 - لماذا يجب علينا محاربة البدع والمبتدعة.
4 - لمحة عن السبحة.
5 - نقض الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية، في جزئين، والثالث سوف يرى النور قريباً -إنشاء الله-.
وله من البحوث المفيدة الأخرى والله الموفق.
المولد ولماذا هو بدعة؟؟؟
إنَّ الحمد لله، نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُه.
أما بعد:
فقد ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: ((إنَّ الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء.)) قيل من هم يا رسول الله؟ قال: ((الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس))، "السلسلة الصحيحة"، للألباني1273.
فالسعيد الموفق من أحيا السنن، ودعا إلى الله -عز وجل-، وخالف ما اعتاده الناس، غير مبال بما يرمونه من التشدد أو الحِدَّة، أو غيرها من التهم التي منها بعيد.
فذلك قليل من كثير كان يقاسيه الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، المتمسكون بدين الله من التشنيع والتقبيح وضروب الأذى والتعنيف.
ولكن طوبى للغرباء، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يدعا للمؤمن صديقاً، بل الصديق صار عدواً؛ وإن كان أقرب قريب، يَشْتم ويقْذف ويَتّهم، بل منهم من يتعرض بأكثر من هذا، والله المستعان، ولكن كما قيل:
إذا لم يكن إلا الأسنّة مركب فما حيلة المضطرّ إلا ركوبها
فالذي ندعوا الناس إليه: هو التمسك بالدِّين القيّم، وإحياء السنن، والتحذير من البدع وإن رفضونا الناس.
وأيضا ندعوا الناس بإمعان النظر فيما شرعه الله لنا، لأن في ذلك هداية إلى الصراط المستقيم، أما إذا لم نَتَمَعّن، فسوف ندخل في الذي دخل فيه أصحاب السبل، الذين افترقوا في سُبلهم على حسب معتقداتهم الفاسدة، وآرائهم الكاسدة، بسبب بُعْدهم عن الفهم الصحيح لكتاب الله وسنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال تعالى:
?كل حزب بما لديهم فرحون ?.
فعلى جميع المسلمين أن ينتظموا في سِلْكِ من أحيا سنناً وأمات بدعاً.
فالبدع قد كثرت في هذا الزمان، وعَمَّ ضررها، واستطار شررها، ودام الانكباب على العمل بها، مع سكوت أكثر الناس عن الإنكار لها، حتى صارت - أي البدع - وكأنها سنن مقررات، وشرائع محررات؛ فاختلط المشروع بغيره، وعاد المتمسك بالسنة كالخارج عنها.
ومن هذه البدع بدعة الاحتفال بمولد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في شهر ربيع الأول، وهذه البدعة بالذّات قد رسخت في نفوس كثير من الناس، والمعادي لهذه البدعة يُصَوَّب إليه بسهام الطعن، ويُرمى بمقذوفات الأذى.
وما يُنقم منه إلا لأنه حارب البدع التي غزت قلوب المسلمين، غيرةً على دين الله، وخوفاً على عباد الله، وعلاجاً لهم من أضرّ الأدواء، التي ترمي بأصحابها إلى النار، أعاذنا الله منها، ومن السبيل الموصل إليها.
والكلام في هذا الموضوع - بدعة المولد- قد كتبته قبل أربع سنوات، أي في شهر صفر من عام 1421هـ وقد نفع الله به الكثيرَ من الناس، فللّه الحمد والمنة على توفيقه، وما ذلك إلا لكون الموضوع كان مدعماً بأدلة الكتاب والسنة وعلى فهم السلف الصالح لهما، فقبله الناس أصحاب العقول النيرة التي ما تقبل الحق إلا بدليله.
ولكني فوجئت بشريط يتناقله أناس قد خُدعوا به وبصاحبه؛ واسمه علي زين العابدين بن عبد الرحمن الجفري الصوفي - والمدعو بالحبيب الجفري - زعم فيه أن المولد من السنن المؤكَّدة!
فأخذ يحرف في النصوص، ويتقوَّل على الله تعالى وعلى خلقه بغير علم ولا هدى ولا كتاب ومنير.
ولم يكتفِ بكل هذا؛ بل أخذ يسفِّه كل من خالفه من العلماء، فيرميهم بالجهل، وعمى البصيرة، ويدعي أنهم مضللون لن يفقهوا عن الله ..
بل وقال عنهم سفهاء .. الخ كما سترى إن شاء الله تعالى .. فرمتني بدائها وانسلت ..
والطامة الكبرى؛ أن دعا في شريطه إلى الشرك بالله؛ بحيث أجاز الاستغاثة بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وقال: أنه يُستغاث بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الدنيا وفي البرزخ وفي يوم القيامة، ويستدل على هذا الشرك بحديث في الصحيح وهو أبعد ما يكون فيه الشرك والعياذ بالله ..
وهذا ليس بغريب عليه! فمحاضراته وجلساته لا تخلوا من التلبيس والتدليس والافتراء، وقد قمت منذ زمن بالرد على بعض ما في دعوته – الجِفْرِيَّة الصُّوفية – في رسائل؛ منها: "علي الجفري وكشف تلبيساته وملابساته وافتراءاته" ورسالة "التعليق على الموسوعة الكويتية في التوسل" ورسالة "هل هذه الجماعة من الفرق المبتدعة؟! " فاطلبها لتعرف مدى تلبيسه وتدليسه وافترائه على الدين، بل وعلى سيد المرسلين عليه الصلاة وأتم التسليم ..
فقمت - ولله الحمد – بالرَّد عليه هنا أيضاً على افترائه وتدليسه وتلبيسه على الدين، وعلى المسلمين المساكين الذين صاروا أعواناً له في نشر الباطل، ومحاربة الحق أهله، فجعلت هذا الرَّد ملحقاً في هذه الرسالة التي أعتبرها كافية لذي كل عقل وبصيرة في دينه، والشيء بالشيء يُذكر، فكل مبتدع يريد تفريق الأمة عن دينها سوف يُفضح ولو بعد حين ..
وكما قيل: ومن لا يربيه الرسول ويسقه لباناً له قد درّ من ثدي قدسه
فذاك لقيط ما له نسبة الولا ولا يتعدى طور أبناء جنسه
أسأل اللهَ تعالى أن يرنا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرنا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ...
وكتب: أبو ماجد أحمد بن عبد القادر تركستاني المدينة النبوية 7/ 2/1425هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/281)
ـ[المقدادي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 11:00 م]ـ
بارك الله فيكم
و بإنتظار بقية البحوث
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[15 - 11 - 06, 01:20 م]ـ
بارك الله فيك .. واصل .. ويا ليت تعرفنا بهذا الشيخ الفاضل ..
وخاصة:
نقض الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية، في جزئين، والثالث سوف يرى النور قريباً -إنشاء الله-.
وإذا سمح بالهاتف أحسن، ترسله على الخاص ..
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 03:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[حامد تميم]ــــــــ[15 - 11 - 06, 04:59 م]ـ
الأخ الفاضل أبو عمر الدوسري -حفظه المولى- .... وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ممكن أن تراسلني على بريد الإلكتروني: hamedtamim@maktoob.com
ـ[حامد تميم]ــــــــ[15 - 11 - 06, 05:06 م]ـ
الرد الثاني: علي الجفري وكشف تلبيساته وملابساته وافتراءاته!
بسم الله الرّحمن الرّحيمعلي المقدمة
إنّ الحمْد لله؛ نحمده، و نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، منْ يهده الله؛ فلا مضلّ له، ومن يُضْلِل؛ فلا هادي له، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
((يا أيها الذين آمنوا التقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون))
((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً))
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)).
أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هديُ محمدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وشر الأمور محدثاتها، وكل مُحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد؛
فلقد كثر سواد أهل الفرق، وكثر أتباعهم الذين يحملون معهم جراثيم الأمراض العقديّة والسلوكية، في حين غفلة من الناس بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وحين أزمة فكرية غثائية حادَّة أفقدت وحدة العقيدة، فوجد أهل الأهواء لهم مجالا لنثر بدعهم ونشرها بين عامة المسلمين، ودخلوا عليهم بسبب أُمّيتهم الدِّينيَّة، فأدخلوهم في زيغهم وضلالهم، فعاثوا في الأرض الفساد، ونثروا داء الكَلَب في أقوام يلقطون كل لاقطة، ويفرحون بكل ساقطة، ويظنون أنها الدين القويم والصِّراط المستقيم.
ولكن الله بالمرصاد على كل متكبر خرج عن الصراط، إلى طرق الغواية والانحراف، فقمع الله البدعة والمبتدعة، ليبقى الظهور للسنة الصافية من الكدر، النقية من علائق الأهواء وشوائب البدع، على منهاج النبوة وقَفْوِ الأثر، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليستيقظ المسلم فيحذر البدع والمبتدعة، ولا يخالطهم أو يعاشرهم ليحفظ دينه.
أما إذا عُوشِرَ المبتدع، ولم يُحَسّس ببدعته؛ فيعتبر تزكية له وتنشيطا لبدعته، وتغريراً للعامة وبالعامة، إذ العاميّ مشتق من العمى، فهو بِيَدِ من يقوده غالباً ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى" 28/ 231 في النصح للمسلمين: (ومثل أئمَّة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم، واجب باتفاق المسلمين، حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل، فبيّن أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله؛ إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعه ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب؛ فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء ً) ا هـ
ـ[حامد تميم]ــــــــ[16 - 11 - 06, 06:32 م]ـ
هذه الهدية الثالثة من مؤلفات الشيخ أحمد عبد القادر، وهي: "لماذا يجب علينا محاربة البدع والمبتدعة".
بسم الله الرّحمن الرّحيم
لماذا يجب علينا محاربة البدع والمبتدعة على مر العصور؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/282)
إنّ الحَمْد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ؛ فلا هاديَ له، وأشْهد أنَّ لا إله إلاّ الله وحْده لا شريك له، وأشْهد أنّ محمداً عبْدُه ورسوله، أمَّا بعد:
فنحن – والله المستعان – في عصر صار الناس فيه مُعْجَبون بكلِّ جديد، ويلتقطون كلَّ فكرٍ ورأيٍ وإن كان غير سديد، فافتتن الكثيرُ والكثير، بأفكار وعقائد واتجاهات، ولم يكتفوا بكل ذلك؛ بل وينْغمسوا بها بالتفاخر، ويتسابقوا فيها بالتّنافس.
ولم يقف الأمر إلى هذا الحد، بل وتجد من يُشار إليه بالبنان؛ يشيد بهم، ويدعوهم إلى المضيِّ قُدُماً، مما جعلهم يعظِّمون الذي هم فيه، فيقدِّمون أقوالهم وأفكارهم على الوحيين الشريفين بحجج أوهى من بيت العنكبوت؛ بزعم أنهم يجيدون القواعد المنطقيَّة، والقواطع العَقْليَّة التي هي بزعمهم أعظم من الظواهر السّمْعية التي لا تفيد اليقين، فما وافق هواهم فهو المعقول المقبول، وما خالفه فهو المردود، والأثر إن لم يوافق عقلك؛ ضعه تحت رجلك، وإن كان في الصحيحين – والعياذ بالله –
وهذا من أكْبر الانحرافات المُنْتِنَة، التي كانت بدايتها أمر صغير اسْتَحْسَنَتْهُ العقول بدون ضابطٍ له أو مدلول، فصار إلى ما صار إليه من جَمْع كلِّ شر وقع فيه الخلق؛ من اختلاف وتدابر وتطاحن، بلَّه الحروب الطواحن، بَلَّه أذيةٍ وقتلٍ للعلماء، بله فساد الدِّين والدُّنيا معاً بخرابٍ في العلم والعقيدة والسلوك والاتجاه والاهتمام.
وهذا كله لا بد له من الوصول إلى الهاوية الكبرى؛ وهي القدْح في الدِّين الذي يجر إلى جحْد الرسالة وإنكارها، والموصل في النهاية إلى الإلحاد والزندقة، والعياذ بالله، كل ذلك سببه الطواغيت الحقيقية وهي: الأفكار والعقائد والاتجاهات والطرق والاهتمامات المنحرفة عن الصراط المستقيم.
فنعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأكبر فتنة وقع فيها الناس؛ هي فتنة البدع والإضافات في الدين بغير إذن رب العالمين، حتى صار كثير منها وكأنه الدين الذي أرسل به سيد لمرسلين - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذي ? ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ? فهو - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ما يدعو إلا بما أَذِنَ له الله كما قال الله سبحانه وتعالى عنه: ? وداعياً إلى الله بإذنه ? فبلغ الرّسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة؛ فما ترك شيئا إلا وبينه؛ إما أمراً وإما نهياً، فامتثل لأمره الصالحون، وجانب نهيه المتنسكون الورعون، فحق لهم النجاة بهذا الانقياد.
أما المبتدعة فهم دعاة؛ ولكنهم دعاة بغير إذنٍ من الله، ولم يقتنعوا ويكتفوا بما أنزل الله، ولم يسعهم ما شرع الله، فوقعوا بمخالفة الرسالة - لجهلهم بالوحي – فخالفوا طريق الهداية ودليلها بالدعاوى الخياليَّة، والمزاعم الخاويَّة، لهذا تراهم دائما مختلفين، فالذي عندهم ليس من عند الله ? ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ? فهم على مر العصور مفترقون، بل ومُضَلِّلون أو مُفَسِّقون أو مكفِّرون لبعضهم البعض، وكل منهم يدعي أنه على الحق والهدى، وغيره على الباطل والرَّدى، فالكلُّ كاسر ومكسور، وكما قيل حقاً – قديماً -:
شُبَهٌ تَهَافَتُ كالزُّجاجِ تخالها حقاً وقدْ سَقَطَتْ على صَفْوَانِ إلا أهل السنة؛ فهم مهتدون بالسنة، يدورون حيث دارت، فالحلال عندهم ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرمه الله ورسوله، والشرع ما شرعه الله ورسوله، فهم يعملون بِمُحْكَم الوحي، ويؤمنون بِمُتَشابهه، ويقولون: ? آمنّا به كلٌ من عند ربِّنا ? فرفعهم الله وأعزَّ بهم دينه.
أما أهل البدع والأهواء فهم أذلاء بارتياب قلوبهم، متحيرين بشكوكهم، مخذولين بمعارضتهم نصوص الوحيين الشريفين، فهم على خلاف أهل السنة أصحاب الحجة النَّيرة والبينة.
فالمبتدعة في شك مما يدعون إليه مريب، حيارى باستهواء الشيطان لهم، فصاروا قريباً من جرفٍ هار أو على شفير من نار، وكل على قدر ضلاله يكون إضلاله.
أما عن أهدافهم؛ فهي على قدر ما يقذف في روعهم إبليس، وما يبثه من شُبَهِهِ المتراكمة المتزاحمة المزجاة ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/283)
ففي هذا البحث سوف ترى – إن شاء الله – فصولاً فيها تَبْيين لحال كثير من المبتدعة الذين فتنوا المؤمنين عما جاء به المرسَلون، وسوف ترى – بحول الله تعالى – قدر ضلال كل واحد منهم؛ فبقدر الضلالة منهم وفيهم يكون الضلال والإضلال، وهذا أيضاً بقدر ما تنزَّلت به عليهم الشياطين وعلى سابقيهم من الشُّبَه والدَّخن والدَّجل.
ولا تؤاخذني إذا رأيت الكثير من التّكرار في هذا البحث لبعض ما هُمْ عليه؛ ولكن فيه زوائد من الفوائد التي ربما خطرت على البال، فيكون لها مكان في المقال، ولولا أن هذا الكتاب الذي بين يديك كتاب تأصيلٍ؛ لزدتُّه بسطةً في التفصيلِ، والله المستعان وعليه التَّكُلان.
فاللهم إني أسألك بأنك أنت الله الواحد الأحد؛ لا شريك لك الصمد السَّيد الذي كمل سُؤدده؛ الذي تصمد نحوه القلوب بالرغبة والرَّهبة لكثرة خصال الخير فيك سبحانك، وكثرة الأوصاف الحميدة التي هي لك سبحانك، العالِم الذي كَمل عِلْمه، والقادر الذي كملت قدرته، والحكيم الذي كمل حكمه، والرحيم الذي كملت رحمته، والجواد الذي كمل جوده، سبحانك الذي اجتمعت فيك صفات الكمال، ونعوت الجلال؛ فلم يكن أحد كفواً لك، ذو العلوّ والعظمة والعزّة والعلم والقدرة والحياة والإرادة الكاملة، ذو الجلال والإكرام، ذو السمع والبصر والوجه والكلام على الحقيقة، ذو المشيئة والولاية والإحياء، ليس مثلك شيء في جميع نعوتك وأوصافك وأسمائك وأفعالك الكثيرة الثابتة لك على وجه الكمال الذي لا يماثلك فيها شيء، ولا سميّ لك، ذو العرش المجيد، الفَعَّال لما تريد، لا إله إلا أنت ترضى وتغضب وتحب وتبغض سبحانك، تَرى وسوفَ تُرى ويُشار إليك سبحانك، فسبحانك يا الله الذي ما طابت الجنة إلا بك، وما نُعِّم أهل الجنة بأكبر ما نُعِّموا وشُرِّفوا إلا بالنظر إلى وجهك الكريم، وسماع كلامك لهم وتسليمك عليهم، وخطابك لهم في يوم المزيد؛ اليوم الذي هو حقيقة الجنَّة ورأس نعيمها وأفضله على الإطلاق، فأسألك يا الله! القائم بتدبير السموات والأرض وما بينهما، الخالق لذلك كله، وربه ومليكه، الحي القيوم، القائم بنفسه المقيم لغيره سبحانك؛ أن تُرِنا الحقَّ حقاً بقوّته وبدليله وبنوره وبصفائه وبضيائه وبعدله؛ وترزقنا اتِّباعه، وأن ترنا الباطل باطلاً بضعفه وبافتقاره وبظلمته وبكدرته وبظلامه وبظلمه؛ وترزقنا اجتنابه، وصلى الله على نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد وعلى آله المتَّبِعين له وعلى صحبه الأمناء على نشر رسالته، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم القيامة.
ثم اعلم أخي المسلم! أن هذه الرسالة ما أريد فيها إلا أن أنقض البدعة؛ لتكون كلمة السلف هي العليا، وكلمة المبتدعة السُّفْلى، وأَبْني السُّنةَ في قلوب الناس حتى تكون أساس، وأهدم البدعة عن أعمال الناس حتى تكون خنّاس، بل وحتى تكون السنة هي قرة عين كل موحِّد، وسُخْنَة عين كل ملحد، والله من وراء القصد، وهو مولاي، فنعم المولى ونعم النصير.
(((إِنْ أُرِيْدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيْقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنيْب)))
وكتبه:
أبو ماجد أحمد بن عبد القادر تركستاني
عفا الله عنه وعن والديه
المدينة النبوية 1424هـ
ـ[حامد تميم]ــــــــ[17 - 11 - 06, 10:45 م]ـ
"الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
من المصائب أن يضيع عمرك وأن ترد على مفتر لا قيمة لوقته، ولا ينظر إلى أثر عمله، يؤلف التآليف ويخلط بها الغث بالسمين ويسود الورق.
منذ فترة اطلعت على كتاب ضخم من القياس الكبير في جزأين تجاوزت أوراقه (700) اسمه "الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية" للمؤلف السوري "يوسف خطار محمد" فأخذت أقلب بالكتاب ويشهد الله العظيم أنني وبعد النظر في الصفحة الأولى للكتاب والفهرس، وفي أول ورقة وقعت عليها وجدت الكاتب "يوسف خطار محمد" يكتب مدافعاً عن ابن عربي وناقلاً عن الحافظ ابن حجر في مدح لابن عربي النص التالي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/284)
((عدَّ طائفة من العلماء كتبه الصوفية من إشارات العارفين ورموز السالكين وعدها طائفة من متشابه القول وأن ظاهرها كفر وباطنها حق وعرفان وأنها صحيحة في نفسها كبيرة القدر والصواب أنه مات على الحق فقد كان عالما بالآثار والسنن قوي المشاركة في العلوم وقولي أنا ([1]) فيه: يجوز أن يكون من أولياء الله تعالى الذين اجتذبهم الحق إلى جناته عند الموت وختم لهم بالحسنى)).
ــــــــ
([1]) المقصود: هو الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني راجع لسان الميزان (5/ 311) وما بعدها.
قلت: وإليكم العبارة الموجودة في كتاب لسان الميزان:
((وصنف التصانيف في تصوف الفلاسفة وأهل الوحدة فقال أشياء منكرة عدها طائفة من العلماء مروقاً وزندقة وعدها طائفة من العلماء من إشارات العارفين ورموز السالكين وعدها طائفة من متشابه القول وأن ظاهرها كفر وضلال وباطنها حق وعرفان وأنه صحيح في نفسه كبير القدر وآخرون يقولون قد قال هذا الباطل والضلال فمن الذي قال إنه مات عليه فالظاهر عندهم من حاله أنه رجع وتاب إلى الله فإنه كان عالماً بالآثار والسنن قوي المشاركة في العلوم وقولي أنا فيه: إنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت وختم لهم بالحسنى فأما كلامه فمن فهمه وعرفه على قواعد الاتحادية وعلم محط القوم وجمع بين أطراف عباراتهم تبين له الحق في خلاف قولهم وكذلك من أمعن النظر في فصوص الحكم وأمعن التأمل لاح له العجب فإن الذكي إذا تأمل من ذلك الأقوال والنظائر والأشباه فهو يعلم بأنه أحد رجلين: إما من الاتحادية في الباطن وإما من المؤمنين بالله الذين يعدون أن هذه النحلة من أكفر الفكر نسأل الله العافية وأن يكتب الإيمان في قلوبنا وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة فوالله لأن يعيش المسلم جاهلاً خلف البقر لا يعرف من العلم شيئاً سوى سور من القرآن يصلي بها الصلوات ويؤمن بالله واليوم الآخر خير له بكثير من هذا العرفان وهذه الحقائق ولو قرأ مائة كتاب أو عمل مائة خلوة. انتهى)).
وهي بحرفها موجودة أيضاً في كتاب ميزان الاعتدال (6ـ270)
وإليكم بيان التزوير والافتراء على الأئمة:
أولاً ـ انظروا إلى هذا المزور "يوسف خطار" كيف زاد في النص المنقول عبارة ((كتبه الصوفية)) لكي يستقيم المعنى بعد أن حذف السطر الذي قبلها وهو: ((وصنف التصانيف في تصوف الفلاسفة وأهل الوحدة فقال أشياء منكرة عدها طائفة من العلماء مروقاً وزندقة)).
ثانياً ـ انظروا إلى هذا المزور "يوسف خطار" كيف زاد في النص المنقول عبارة ((والصواب أنه مات على الحق فقد ... )) لكي يستقيم المعنى الذي يريده بعد أن حذف السطر الذي قبلها وهو: ((وآخرون يقولون قد قال هذا الباطل والضلال فمن الذي قال إنه مات عليه فالظاهر عندهم من حاله أنه رجع وتاب إلى الله فإنه)).
ثالثاً ـ انظروا كيف زاد تأنيث العبارة ((وأنها صحيحة في نفسها كبيرة)) في النص المنقول، ليرجع الضمير إلى كتب ابن عربي، ليوهم القراء أن الحافظ ابن حجر "رحمه الله" يزكي كتب ابن عربي والتي أجمع من به عقل على فوران الكفر منها فواراً.
قال الإمام الذهبي "رحمه الله" عن ابن عربي: ((ومِن أردئ تواليفه كتاب "الفصوص" فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر، نسأل الله العفو والنجاة. فوا غوثاه بالله)).
(سير أعلام النبلاء: 23ـ 48)
رابعاً ـ لتعلموا جهل صاحب "الموسوعة" المزور "يوسف خطار" وأنه جمع إلى التزوير جهلاً قبيحاً، انظروا إليه كيف وقف وبكل ثقة شارحاً ومبيناً، فقال معلقاً على العبارة المنقولة: ((وقولي أنا ([1]) فيه ..... ))
([1]) المقصود: هو الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني راجع لسان الميزان (5/ 311) وما بعدها.
قلت يا صاحب الموسوعة ألم تعلم أن أصل كتاب لسان الميزان هو كتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي.؟؟ ألم تعلم أن الإمام الذهبي قد مات قبل ولادة الحافظ ابن حجر بربع قرن، فكيف ساغ أن ينقل الذهبي في كتابه عبارة تنسبها أنت للحافظ ابن حجر؟؟.!!
يا من ظلمت نفسك ألم تر كلمة ((انتهى)) في آخر النص الذي تنقله.
يا صاحب الموسوعة ألم تر أن أول العبارة التي نقلتها معزوة إلى خط أبي الفتح اليعمري كما قال الحافظ الذهبي.
وإليكم الآن قول الحافظ ابن حجر في ابن عربي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/285)
قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: ((سألت شيخنا الإمام سراح الدين البُلقيني عن ابن عربي، فبادر الجواب: بأنه كافر. فسألته عن ابن الفارض فقال: لا أحب أن أتكلم فيه. قلت: فما الفرق بينهما والموضع واحد.؟ وأنشدته من التائية فقطع علي بعد إنشاء عدة أبيات بقوله: هذا كفر هذا كفر)). (لسان الميزان: 4ـ364).
وقال الحافظ ابن حجر: ((ولا أرى يتعصب للحلاج إلا من قال بقوله الذي ذُكر أنه عين الجمع فهذا هو قول أهل الوحدة المطلقة ولهذا ترى ابن عربي صاحب الفصوص يعظمه ويقع في الجنيد، والله الموفق)).
(لسان الميزان: 2ـ315)
مباهلة الحافظ ابن حجر أتباع ابن عربي في حال شيخهم:
قال السخاوي في الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني: ومع وفور علمه (يعني شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني) وعدم سرعة غضبه، فكان سريع الغضب في الله ورسوله ... إلى أن قال: واتفق كما سمعته منه مراراًً أنه جرى بينه وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في أمر ابن عربي، أدت إلى أن نال شيخنا من ابن عربي لسوء مقالته. فلم يسهل بالرجل المنازع له في أمره، وهدَّده بأن يغري به الشيخ صفاء الذي كان الظاهر برقوق يعتقده، ليذكر للسلطان أن جماعة بمصر منهم فلان يذكرون الصالحين بالسوء ونحو ذلك. فقال له شيخنا: ما للسلطان في هذا مدخل، لكن تعالَ نتباهل؛ فقلما تباهل اثنان، فكان أحدهما كاذباً إلا وأصيب. فأجاب لذلك، وعلَّمه شيخنا أن يقول: اللهم إن كان ابن عربي على ضلال، فالعَنِّي بلعنتك، فقال ذلك.
وقال شيخنا: اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعنِّي بلعنتك. وافترقا.
قال: وكان المعاند يسكن الروضة، فاستضافه شخص من أبناء الجند جميل الصورة، ثم بدا له أن يتركهم، وخرج في أول الليل مصمماً على عدم المبيت، فخرجوا يشيعونه إلى الشختور، فلما رجع أحسَّ بشيءٍ مرَّ على رجله، فقال لأصحابه: مرَّ على رجلي شيء ناعم فانظروا، فنظروا فلم يروا شيئاً. وما رجع إلى منزله إلا وقد عمي، وما أصبح إلا ميتاً.
وكان ذلك في ذي القعدة سنة سبع وتسعين (وسبع مئة)، وكانت المباهلة في رمضان منها. وكان شيخنا عند وقوع المباهلة عرَّف من حضر أن من كان مبطلاً في المباهلة لا تمضي عليه سنة. انتهى (3/ 1001 - 1002)
وكذلك نقل قصة المباهلة صاحب العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين (2ـ 198).
ـــــــــــــــ
الحلقة الثانية من تزوير يوسف خطار:
يذكر مزور الصوفية "يوسف خطار" في كتابه "الموسوعة اليوسفية في أدلة الصوفية" في معرض دفاعه عن ابن عربي العلماء الذين دافعوا عن ابن عربي فيقول: ((وكان سراج الدين المخزومي شيخ الإسلام بالشام يقول: إياكم والإنكار على شيء من كلام الشيخ محي الدين، فإن لحوم الأولياء مسمومة، وقد أثنى عليه العلماء أمثال الشيخ قطب الدين الحموي وممن أثنى عليه الحافظ أبو عبد الله الذهبي والشيخ قطب الدين الشيرازي وكان مؤيد الدين الخجنيدي يقول: ما سمعنا بأحد من أهل الطرق اطلع على ما اطلع عليه الشيخ محي الدين، وكذلك كان يقول الشيخ شهاب الدين السهروري، والشيخ كمال الدين الكاشي، مع أن هؤلاء الأشياخ كانوا من أشد الناس إنكاراً على من يخالف ظاهر الشريعة، وممن أثنى عليه أيضا الشيخ فخر الدين الرازي وقال: كان الشيخ محي الدين ولياً عظيماً، وسئل الإمام محي الدين النووي عن الشيخ محي الدين بن عربي فقال: تلك أمة قد خلت، ولكن الذي عندنا أنه يحرم على كل عاقل أن يسيء الظن بأحد من أولياء الله عز وجل ويجب عليه أن يؤول أقوالهم وأفعالهم ما دام لم يلحق بدرجتهم ولا يعجز ([1]) عن ذلك إلا قليل التوفيق، قال في شرح المهذب: (ثم إذا أوَّل فليؤول كلامهم إلى سبعين وجها ولا نقبل تأويلا واحدا).
وممن أثنى عليه الشيخ محمد المغربي الشاذلي شيخ الجلال السيوطي وقد صنف الشيخ سراج الدين المخزومي كتابا في الرد عن الشيخ محي الدين وأما قاضي القضاة المالكي فقد ترك القضاء وتبع طريقة الشيخ وانقطع لخدمته وبالجملة فما أنكر على الشيخ إلا الفقهاء الذين لا حظ لهم في شرب المحققين ([2]) ... )). انتهى بحرفه من الموسوعة اليوسفية.
ــــــــ
([1]) العجز: العف وهو من باب ضرب وسمع.
([2]) اليواقيت والجواهر للإمام الشعراني ط (البابي الحلبي 1959) ص (7) وما بعدها.
ولبيان التزوير والدجل إليكم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/286)
ترجمة ابن عربي من خط الإمام الذهبي:
قال الإمام الذهبي "رحمه الله" في كتابه "سير أعلام النبلاء":
العلامة صاحب التواليف الكثيرة محيي الدين أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن أحمد الطائي الحاتمي المرسي ابن عربي، نزيل دمشق.
ذُكر أنه سمع من ابن بشكوال وابن صاف، وسمع بمكة من زاهر ابن رستم، وبدمشق من ابن الحرستاني، وببغداد.
وسكن الروم مدة، وكان ذكياً كثير العلم، كتب الإنشاء لبعض الأمراء بالمغرب، ثم تزهد وتفرد، وتعبد وتوحد، وسافر وتجرد، وأتهم وأنجد، وعمل الخلوات وعلق شيئاً كثيراً في تصوف أهل الوحدة.
ومن أردإ تواليفه كتاب "الفصوص" فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر، نسأل الله العفو والنجاة فواغوثاه بالله!
وقد عظمه جماعة وتكلفوا لما صدر منه ببعيد الاحتمالات.
وقد حكى العلامة ابن دقيق العيد شيخنا أنه سمع الشيخ عز الدين ابن عبد السلام يقول عن ابن عربي: شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجاً.
قلت: إن كان محيي الدين رجع عن مقالاته تلك قبل الموت، فقد فاز، وما ذلك على الله بعزيز. توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وست مئة.
وقد أوردت عنه في "التاريخ الكبير".
وله شعر رائق، وعلم واسع، وذهن وقاد، ولا ريب أن كثيرا من عباراته لها تأويل إلا كتاب " الفصوص" اهـ سير أعلام النبلاء (23ـ49)
وبعد أن بينت التزوير في قول الصوفي "يوسف خطار" الظالم لنفسه، أقول: وقد ألف العلامة برهان الدين البقاعي تلميذ الحافظ ابن حجر العسقلاني، والمتوفى سنة (885 هـ) كتاباً سمّاه: "تنبيه الغبي على تكفير ابن عربي" ذكر فيه أسماء جماعة من أكابر العلماء الذين صرحوا بكفر ابن عربي، أو ذمه ذماً شنيعاً، منهم:
العلامة بدر الدين بن جماعة.
والعلامة شمس الدين محمد بن يوسف الجزري.
وحفيده إمام القرّاء محمد بن محمد الجزري صاحب الجزرية.
وعلي بن يعقوب البكري.
ومحمد بن عقيل البالسي.
وابن هشام , صاحب مغني اللبيب.
وشمس الدين محمد العيزري.
وعلاء الدين البخاري الحنفي.
وعلي بن أيوب.
والعز بن عبد السلام.
وشرف الدين عيسى بن مسعود الزواوي المالكي.
وشمس الدين الموصلي.
وزين الدين عمر الكتاني.
وبرهان الدين السفاقيني.
وسعد الدين الحارثي الحنبلي.
ورضي الدين بن الخياط.
وشهاب الدين أحمد ابن علي الناشري.
وتقي الدين السبكي فقد قال: ((ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره, فهم ضلال جهالٌ , خارجون عن طريقة الإسلام , فضلاً عن العلماء)).
ومحمد بن علي النقاش, فقد قال: ((وهو مذهب الملحدين كابن عربي وابن سبعين وابن الفارض)).
قلت: وكذلك منهم علاء الدولة أحمد بن محمد السمناني المفسر الصوفي. كما في (الدرر الكامنة: 1ـ250)
ومنهم: أبو حيان الأندلسي صاحب التفسير, فقد قال في تفسير سورة المائدة عند قوله تعالى: ?لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم? (صفحة: 142 - 143): ((ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من أقر بالإسلام ظاهراً , وانتمى إلى الصوفية حلولَ الله في الصور الجميلة , وذهب من ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة كالحلاج , والشعوذي , وابن أحلى , وابن عربي المقيم بدمشق , وابن الفارض , وأتباع هؤلاء كابن سبعين)). وعد جماعة ثم قال: ((وإنما سردت هؤلاء نصحاً لدين الله وشفقة على ضعفاء المسلمين.وليحذروا , فإنهم شر من الفلاسفة الذي يكذبون الله ورسله, ويقولون بقدم العالم, وينكرون البعث , وقد أولع جهلة ممن ينتمي إلى التصوف بتعظيم هؤلاء, وادعائهم أنهم صفوة الله!!)).
ومنهم العلامة ابن المقرئ اليمني الشافعي "رحمه الله" حيث أفتى بأن من اطلع على حال ابن عربي ولم يكفره فقد كفر.
قلت: كذلك النقل عن الإمام النووي "رحمه الله" الذي أورده هذا المزور "يوسف خطار" فأنا أتحداه ومن وراءه أن يثبتوا هذا الكلام عن الإمام النووي من كتبه كلها فضلاً أن يخرجوه من كتاب المجموع شرح المهذب، وقد قيل: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت. والله المستعان.
وهذا رابط الموضوع من موقع الصوفية: http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1867%20&%20page_title= كتب%20الصوفية%20في%20الميزان& book_link=False
ـ[حامد تميم]ــــــــ[18 - 11 - 06, 08:21 م]ـ
هذا هو الجزء الثاني من النقض.
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[21 - 11 - 06, 06:01 م]ـ
هل سيطول انتظارنا لبقية أجزاء نقض الموسوعة
ـ[حامد تميم]ــــــــ[21 - 11 - 06, 10:45 م]ـ
الجزء الثالث يحتاج إلى صف، والرابع في الطريق!!!!!!
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[21 - 11 - 06, 10:51 م]ـ
هلا أوصلت للشيخ جزاه الله خيرا إن كان الكتاب لم يطبع بعد ... نصيحة؟
أتمنى أن يعلم الله أخي أن يتحول أسلوب الكتاب من الأسلوب الهجومي الشديد إلى الأسلوب النقدي البعيد عن التبكيت.
ليس لأنه غير شرعي ولكن لأن هذه الردود ستتوجه للمتصوفة قبل أن تتوجه إلى أهل السنة ... لعل الله يفتح على قلب قرائها من المتصوفة.
ليت الشيخ جزاه الله خيرا يعمل على هذا الأمر.
ففي البداية والنهاية المقصود هو هداية المساكين العوام المخدوعين بأمثال هذا المسمى خطار وغيره.
هذا مجرد رأي أحب أن يصل للشيخ جزاه الله خيرا.
أخوكم
حسام العقيدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/287)
ـ[حامد تميم]ــــــــ[21 - 11 - 06, 11:04 م]ـ
الشيخ رجل مجتهد، ومشغول جداً، وسوف اوصل له هذه الملحوظه، وإن هناك أشياء اخرى ارسله على بريدي الذي في الأعلى، رعاك الله.
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[29 - 11 - 06, 05:50 م]ـ
لازلت بانتظار اكتمال كتاب النقض جزاكم الله خيرا(36/288)
علاقة الصوفية بالديانة الهندوكية!
ـ[حامد تميم]ــــــــ[14 - 11 - 06, 10:13 م]ـ
هذا موضوع مستل من رسالة دكتوارة كُتبة عن الديانة الهندوسية!
التصوف يستمد أصوله من الفكر الهندوسي والأدلة على ذلك
اختلف الكتاب والمؤلفون في تحديد مصادر التصوف على أقوال:
1) فمن قائل: إن مصادر التصوف كلها إسلامية.
2) ويقال: إن التصوف لا علاقة لها بالإسلام إطلاقاً.
3) ويقال: إن التصوف وليد الأفكار المختلطة من الإسلام واليهودية والنصرانية والمانوية والمجوسية والمزدكية والهندوسية والبوذية، وقبل ذلك من الفلسفة اليونانية وآراء الأفلاطونية الحديثة.
4) ويقال: إن التصوف اسم للزهد المتطور بعد القرون المشهود لها بالخير كرد فعل للانغماس في ترف الدنيا ونعيمها، ثم تطورت ودخلت أفكار أجنبية وفلسفات غير إسلامية، وذهب إلى هذا الرأي كثيرون منهم شيخ الإسلام ابن تيمية: وغيره.
هذه معظم الأقوال في مصادر التصوف، وإن أفضل طريق للحكم على طائفة معينة وفئة خاصة من الناس هو الحكم المبني على آرائها وأفكارها التي نقلوها في كتبهم المعتمدة والرسائل الموثوق بها لديهم بذكر النصوص والعبارات التي يبني عليها الحكم، ويؤسس عليها الرأي ولا يعتمد على أقوال الآخرين ونقول الناقلين، اللهم إلا للاستشهاد على صحة استنباط الحكم واستنتاج النتيجة.
وهذه الطريقة مع صعوبتها هي الطريقة الصحيحة المستقيمة التي يقتضيها العدل والإنصاف، وعلى ذلك نقول:
إننا إذا نظرنا إلى تعاليم الصوفية الأوائل والأواخر، وأقاويلهم المنقولة منهم، والمأثورة في كتب الصوفية، القديمة والحديثة نفسها، نرى بوناً شاسعاً بينها وبين تعاليم القرآن والسنة، وكذلك لا نجد جذورها وبذورها في سيرة محمد ص، وأصحابه الكرام، بل بعكس ذلك نراها مأخوذة مقتبسة من الرهبنة البرهمية الهندوسية، والنصرانية، وتنسك اليهودية، وزهد البوذية، والفكر الشعوبي الإيراني المجوسي عند الأوائل، والغنوصية اليونانية والأفلاطونية الحديثة لدى الذين جاءوا من بعدهم.
فالتصوف استمد أصوله من كل نحلة ودين، فلو فتّش فيه يجد الباحث فيه البرهمية والبوذية والزرادشتية، ومانوية وتجد فيه أفلاطونية وغنوصية، وتجد فيه يهودية، ونصرانية، ووثنية جاهلية.
وعلى هذا نستطيع أن نقول: إن التصوف استمد أصوله من أفكار مختلطة من أصحاب الأديان والفلسفة، تصل إلى عشرة مصادر، هي: الإسلام، واليهودية، والنصرانية، والمانوية، والمجوسية، والمزدكية، والهندوسية، والبوذية، والفلسفة اليونانية، والفلسفة الأفلاطونية.
والذي يظهر لي أن التصوف تأثر بالهندوسية أكثر من المصادر الأخرى، وذلك لما يأتي:
أولاً: تنصيص العلماء على ذلك قديماً وحديثاً:
نص كثير من العلماء على كون الديانة الهندوسية من مصادر التصوف، فمن العلماء المسلمين الذين نصوا على ذلك:
1) أبو الريحان البيروني:
إن أبا الريحان البيروني أول من عقد مقارنات في المذاهب وكشف عن هذا التشابه بين مذاهب الهنود كال?يدانت، وبين مذاهب الصوفية، وكذلك بين يوغا باتنجل، وبين أقوال أبي يزيد البسطامي، والحلاج والشبلي فمن أقواله:
• عن التناسخ:
وإلى هذا المعنى (التناسخ) ذهب من الصوفية من قال: إن الدنيا نفس نائمة، والآخرة نفس يقظانة?، وهم يجيزون حلول الحق في الأمكنة كالسماء والجماد، ويُعبّر عن ذلك بالظهور الكلي، وإذا أجازوا ذلك فيه لم يكُ لحلول الأرواح بالتردد عندهم خطر.
• ويقول عن الفناء:
وإلى مثل هذا إشارات الصوفية في العارف إذا وصل إلى مقام المعرفة فإنهم يزعمون أنه يحصل له روحان، قديمة لا يجري عليها تغيرٌ واختلاف بها يعلم الغيب، ويفعل المعجز، وأخرى بشرية للتغير والتكوين.
• وعندما ذكر الاتحاد قال: ولهذا قالت الصوفية في تحديد العشق: إنه الاشتغال بالخلق عن الحق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/289)
• وعندما ذكر حال من وصل إلى حالة نر ?انا الهندوسية، وأنه يكون قادراً على الانتقال إلى حيث أحبّ، فقال: وإلى قريب من هذا يذهب الصوفية فقد حكى في كتبهم عن بعضهم: إنه وردت علينا طائفة من الصوفية، وجلسوا بالبعد عنا وقام أحدهم يصلي، فلما فرغ التفت، وقال لي: يا شيخ تعرف ها هنا موضعاً يصلح لأن نموت فيه؟ فظننت أنه يريد النوم، فأومأتُ إلى موضع وذهب وطرح نفسه على قفاه وسكن، فقمت إليه وحركته، وإذا أنه قد برد، وقالوا: في قول الله تعالى: ?إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ? (الكهف:84) إنه إن شاء طُويت له وإن شاء مشى على الماء والهواء يقاومانه فيه ولا تقاومه الجبال في القصد.
• وعندما تحدث عن وحدة الوجود قال: وإلى طريق پاتنجل ذهبت الصوفية في الاشتغال بالحق، فقالوا: ما دُمتَ تشير فلستَ بموحدٍ حتى يستولي الحق على إشارتك بإفنائها عنك فلا يبقى مشير ولا إشارة، ويوجد في كلامهم ما يدل على القول بالاتحاد كجواب أحدهم عن الحق: وكيف لا أتحقق من هو أنابالإنية، ولا أنا بالأينية، إن عدت فبالعودة فُرقتُ، وإن أهملتُ فبالإهمال خففتُ وبالاتحاد ألفتُ، وكقول أبي بكر الشبلي: اخلع الكل تصل إلينا بالكلية فتكون ولا تكون إخبارك عنا وفعلك فعلنا، وكجواب أبي يزيد البسطامي وقد سئل بم نلتَ ما نلت؟ إني انسلخت من نفسي كما تنسلخ الحية من جلدها، ثم نظرتُ إلى ذاتي فإذا أنا هو، وقالوا في قول الله تعالى: ?فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا? (البقرة73): إن الأمر بقتل الميت لإحياء الميت إخبارٌ أن القلب لا يحيى بأنوار المعرفة إلا بإماتة البدن بالاجتهاد حتى يبقى رَسماً لا حقيقة له وقلبكَ حقيقة ليس عليه أثر من المرسومات، وقالوا: إن بين العبد وبين الله ألفُ مقام من النور والظلمة، وإنما اجتهاد القوم في قطع الظلمة إلى النور، فلما وصلوا إلى مقامات النور لم يكن لهم رجوع.
ويمكن إجمال أوجه الشبه التي ذكرها البيروني بين العقائد الهندية والعقائد الصوفية في الأمور الآتية:
مسألة الروح، وطريق الخلاص، وإلغاء التمايز ومحو الإشارة، والتناسخ، والمجاهدة.
فالبيروني يؤكد أن قول المتصوفة في كثير من معتقداتهم شبيه بقول الهندوس، وأنهم قد تأثروا بهم، وأخذوا هذه المعتقدات الباطلة من الهندوس ومن سار على نهجهم وقلدهم وتأثر بهم، يتضح هذا الحكم من كلامه الذي نقلته هنا، وفي مواضع أخرى من كتابه، حيث إنه نقل عقائد الهندوس في بعض الأشياء ثم أعقبه بذكر كلام الصوفية الذي يشابه كلام الهندوس مما يدل على أنهم تأثروا بها.
2) إحسان إلهي ظهير:
ذكر الشيخ إحسان إله?ي ظهير: عن مصادر التصوف ومآخذه فقال:
وأما كون التصوف وتعاليمه وفلسفته، أوراده وأذكاره، وطرق الوصول إلى المعرفة, والمؤدية إلى الفناء مأخوذة مستقاة من المذاهب الهندية والمانوية والزرادشتية أيضاً فلا ينكرها منكر، ولا يردها أحد، ولا يشك فيها شاك، بل إن كبار الكتّاب عن التصوف والباحثين فيه من المستشرقين والمسلمين، وحتى الصوفية أقروا بذلك حيث لم يسعهم إلا الاعتراف بهذه الحقيقة الظاهرة الجلية التي لا يمكن تجاهلها ولا إغفالها البتة….
3) ويقول الأستاذ عبد الرحمن دمشقية:
وعلى هذا نرى أن التصوف ... قد تأثر بالاتجاه الهندي عموماً والبرهمي خصوصاً ... إذن فالقول بالفناء الذي يدين به الصوفية هندي بحت، وحتى الطريقة الممهدة لحصول هذا الفناء ـ وهي طريقة الرياضة، ومخالفة الشهوة وتعذيب الجسد ـ هي طريقة هندية أخذها الصوفية عنهم .. وهذا ليس بسرّ، فالصوفية يصرحون بذلك ويشيرون إلى عبادة الهنود، ورياضاتهم ويتمثلون بها مما يؤكد أخذهم عن هذا المصدر.
ويقول: فالطريقة الرفاعية إنما أخذت تقديس الحيوانات، والإحجام عن قتلها من مبدأ أهمسا، الهندي، بل كان الرفاعي إذا مرّ أمامه خنزير يقول له: أنعم صباحاً، وقال: لقد تأثر الرفاعي بعقيدة أهمسا الهندية، وهي الإحجام عن قتل المخلوقات أو إيذائها ولو كانت من القمل أو الجرا.
4) ويقول الأستاذ أنور الجندي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/290)
وقد تأثر التصور الصوفي بمفاهيم الغنوصية والفلسفات اليونانية والهندية والمسيحية عليه، وكلها خارجة عن مفهوم التوحيد الخالص وبعيدة عن التصور الإسلامي وقيم الإسلام الأصيلة، ... يقوم الدين الهندي والفلسفة الهندوكية على وحدة الوجود على التناسخ، وقد ذهبت الهندوكية والبوذية إلى ما يسمّى بالنرفانا .. وقد أسماه بعض الصوفية (الفناء) ... ومن العناصر ... الهندوكية استمدت هذه المذاهب: تعذيب النفس، .. والواقع أن أفكار الإشراق ووحدة الوجود والاتحاد والحلول مستمدة كلها من فلسفات الهند ومصر واليونان، فوحدة الوجود مذهب هندي برهمي، والأدلة على وجوده ماثلة في كتب الهنود الدينية وفي أفكارهم الفلسفية ... ولا ريب أن وحدة الوجود والتناسخ مستمدة أساساً من الفكر البرهمي ... قد حمله إلى الإسلام ... عددٌ من أتباع الفلسفات من أمثال محي الدين ابن عربي والحلاج والسهروردي.
ومن المستشرقين الذين نصوا على أن الديانة الهندوسية من مصادر التصوف كثيرون، منهم:
1) وليم جونز:
فقد قارن بين مذهب وحدة الوجود في التصوف ... وبين مذهب ?يدانت، كما قارن بين قصائد جلال الدين الرومي وحافظ الشيرازي وبين گيت گوبندا.
ثم تلا من المستشرقين عدة أشخاص منهم:
ألفرد كريمر، ثم روزن، وجولدتسيهر، ثم مورينو، إلا أن من أهمهم: ريتشارد هورتمان وماركس هورتين، كما ذكر لنا الأستاذ أبو العلا عفيفي حيث كتب بحثه عن المشتغلين من المستشرقين في دراسة التصوف فقال: أما ريتشارد هارتمان، وماركس هورتين فنزعتهما واحدة، وهي أن التصوف يستمد أصوله من الفكر الهندي.
2) آراء هورتن:
إن هورتن قد بذل من المجهود في إثبات هذه النظرية ما لم يبذله أي كاتب آخر، فقد كتب في سنتي 1927م، و1928م، مقالتين حاول أن يثبت في إحداهما بعد تحليل تصوف الحلاج والبسطامي والجنيد، أن التصوف ... في القرن الثالث الهجري كان مشبعاً بالأفكار الهندية، وأن الأثر الهندي أظهر ما يكون في حالة الحلاج، وفي المقالة الثانية يؤيد النظرية نفسها عن طريق بحث المصطلحات الصوفية الفارسية بحثاً فيلولوجياً، وينتهي إلى أن التصوف ... هو بعينه مذهب ال?يدانت الهندية.
3) آراء هورتمان:
يستند هورتمان في إثبات نفس الدعوى إلى النظر في الصوفية أنفسهم وفي مراكز الثقافة القديمة التي كانت منتشرة في بلادهم، لا إلى المصطلحات الصوفية كما فعل هورتن، وقد نشر في مسألة أصل التصوف مقالاً مهماً سنة 1916 في مجلة Dear Islam وخلاصة بحثه: أن التصوف .. مدين للفلسفة الهندية التي وصلت إليه ... من جهةٍ، وللقبّالة اليهودية والرهبنة النصرانية والغنوصية والأفلاطونية الحديثة من جهة أخرى، وهو يرى: أن الذي جمع هذه العناصر كلها ومزجها مزجاً تاماً في التصوف هو أبو القاسم الجنيد البغدادي (المتوفى سنة 297ه (، فإليه يجب أن تتجه عناية الباحثين، أما حججه في تأييد الأصل الهندي فهي:
أولاً: أن معظم أوائل الصوفية من أصل غير عربي كإبراهيم بن أدهم، وشقيق البلخي، وأبي يزيد البسطامي، ويحيى بن معاذ الرازي.
ثانياً: أن التصوف ظهر أولاً وانتشر في خراسان.
ثالثاً: أن تركستان كانت قبل الإسلام مركز تلاقي الديانات والثقافات الشرقية والغربية، فلما دخل أهلها في الإسلام صبغوه بصبغتهم الصوفية القديمة.
رابعاً: أن المسلمين أنفسهم يعترفون بوجود الأثر الهندي.
خامساً: أن التصوف الإسلامي الأول هندي في نزعته وأساليبه، فالتسليم الكامل دون فعل الأسباب فكرة هندية الأصل، واستعمال الزهاد للمخلاة في سياحتهم، واستعمالهم للسبح عادتان هنديتان.
4) ويقول نيكلسون:
أما الفناء في عُرف أصحاب وحدة الوجود، فربما كان أشد اتصالاً بفكرة ال?يدانت وما ماثلها من الأفكار الهندوسية.
5) آر سي زاهنَرْ:
هذا المؤلف في دراساته العديدة التي يدرس فيها الديانة الهندوسية بتوسع، ويبحث في نفس الوقت العلاقات بين الهندوسية والتصوف المحسوبة على الإسلام توصّل إلى أن المتصوفة تأثرت بهذه الديانة، وقد ألف في ذلك كتاباً مستقلاً، وقارن بين أقوال أبي يزيد البسطامي والجنيد والغزالي، وبين فلسفة ?يدانت ويرجح تأثرهم بها، ويأتي بالنصوص تلو النصوص التي تدل صراحة تأثرهم بهذه الفلسفة.
ثانياً: تصريح بعض علماء التصوف بأخذهم عن الهنود:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/291)
ويظهر تأثر المتصوفة بالمذاهب الهندية اعتراف كثير من المتصوفة بأنهم يأخذون من بعض الهنود، ومن ثبوت سفر كثير منهم إلى الهند، وتمني بعضهم إلى الاستقرار في الهند، فمثلاً:
هذا أبو يزيد البسطامي (261هـ)، الذي يقول عن نفسه أنه أخذ الفناء الصوفي عن أبي علي السندي، فيقول: صحبت أبا علي السندي، فكنت ألقنه ما يقيم به فرضه، وكان يعلمني التوحيد والحقائق صِرفاً.
وحكي عن أبي يزيد أنه قال: دخل علي أبو علي السندي وكان معه جرابٌ، فصبه بين يدي، فإذا هو ألوان الجواهر! فقلت له: من أين لك هذا؟ قال: وافيتُ وادياً ههنا، فإذا هي تضيءُ كالسراج! فحملتُ هذا منها، قال: فقلت له: كيف كان وقتك وقت ورودك الوادي؟ قال: كان وقتي وقت فترة من الحال الذي كنت فيه قبل ذلك، وذكر الحكاية.
وقال أبو يزيد: قال لي أبو علي السندي: كنتُ في حال: (مني، بي، لي) ثم صرتُ في حال: (منه، به، له).
فهذه القصة تنبئنا مدى تأثر أبو يزيد بالفلسفة الهندية؛ فإن المقصود بأقواله واضح؛ إذ يقصد من دقائق التوحيد وحدة الوجود، والدليل عليه الكلام الأخير، وقد ثبت أيضاً أنه كان يعلمه طريقة الذكر وهي المعروفة بمراقبة الأنفاس، والتي يسمّيه الصوفية بأنها ذكر أو عبادة العارف بالله.
فهذا من أوائل المتصوفة، فلنأخذ نموذجاً آخر من أوساطهم، فمثلاً: الحسين بن منصور الحلاّج، كان كثير السفر إلى الهند، وما ادعى الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، إلا بعد رجوعه من الهند، يذكر لنا مؤرخ الإسلام فيقول:
أخبرني حمد بن الحلاج قال: مولد أبي بطور البيضاء ومنشؤه بتستر، وتلمذ لسهل سنتين، ثم صعد إلى بغداد، كان يلبس المسوح .. فأول ما سافر من تستر إلى البصرة، .. ثم إنه خرج وغاب عنا خمس سنين، بلغ إلى ما وراء النهر، ثم رجع إلى فارس ... ثم خرج إلى مكة، ... ثم قصد إلى الهند وما وراء النهر ثانياً، ... وألف لهم كتباً ثم رجع، فكانوا يكاتبونه من الهند بالمغيث، ومن بلاد ماصين وتُركستان بالمقيت، ومن خراسان بأبي عبد الله الزاهد، ومن خوزستان بالشيخ حلاج الأسرار ....
فهذا دليل وحده كافٍ في بيان مصدر هذا الحلولي في دعواه بالحلول والاتحاد.
ومن المتصوفة المتفلسفة ابن سبعين، الذي كان يحب الهند، وكان يحب أن ينزل بها، فقد نقل لنا شيخ الإسلام ابن تيمية: قال: حدثني الثقة أن ابن سبعين كان يريد الذهاب للهند، وقال: إن أرض الإسلام لا تسعه؛ لأن الهند مشركون يعبدون كل شيء حتى النبات والحيوان.
فهذه بعض الأدلة على كون الأديان الهندية من مصادر التصوف، وأن المتصوفة كانوا يستمدون كثيراً من أصولهم من هذه الأديان والملل والنحل الباطلة.
ثالثاً: نظراً لتوافق الأصول بين الهندوسية والصوفية:
يقول الشيخ إحسان إلهي ظهير: هذا والقارئ لأقوال الصوفية، والعارف بأحوالهم ورياضاتهم ومجاهداتهم يلاحظ بنفسه تشابها كبيراً بين هؤلاء وأولئك، وخاصة في تعذيب النفس، وتحمل المشاق والتجويع وحبس النفس وإماتة الشهوات، والهروب من الأهل والأولاد، والجلوس في الخلوات، ومراقبة صورة الشيخ، وطرق الذكر، وكثير من العادات والتقاليد والرسوم، حيث لا يرى? إلا مشابهة تامة بتلك المذاهب وأصحابها [يقصد المذاهب الهندية]، كما لا يرى فيها أي أثر للإسلام وتعاليمه، ولا ثبوت من حاملي رايته، ومتمسكي سبيله، ومتبعي طريقه.
يقول الدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي:
وهنا نشأ القول بوحدة الوجود في الديانات الهندية، وأثرت هذه العقيدة على أفكار الصوفية في الهند أولاً، ثم انتقلت إلى البلاد المجاورة لها مثل تركستان، ومن هنا انتشرت في البلاد الأخرى، ومن هذا المعين يقول ابن عربي:
فما نظرت عيني إلى غير وجهه وما سمعت أذني خلاف كلامه
ومما لا شك فيه أن التصوف تأثر كثيراً بالعقائد الهندية. ففكرة الاتحاد أو وحدة الوجود عند الحلاج وابن عربي وغيرهما من المتصوفين مصدرها ((?يدانت)) حيث ترجم في عهد المأمون في دار الحكمة، وبقي ابن عربي مدة من الزمن في الشرق بعد أن خرج من موطنه بلاد الأندلس، وكان يتلقى مبادئ التصوف من مشايخ الشرق وألف كتابه ((الفتوحات المكية)) بمكة المكرمة، وهو شبيه بتعليمات التصوف الهندي. وكان يدعي أن الحقيقة المحمدية هي شكل آخر لوحدة الوجود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/292)
أليس قول ابن عربي: الاعتقاد بصحة كل عقيدة حتى ولو كانت عبادة الحجر والشجر. شبيه بفكرة ((ال?يدانت)) القائلة: وفي النهاية كل هذه الأفكار توصل إلى ذات الله.
وقد أكّد بعض المستشرقين أن الطريقة الأكبرية (وهي المنسوبة إلى ابن عربي الَّذي لُقِّب بالشيخ الأكبر) في الأصل تأسست في الهند على يد صاحبها محيي الدِّين ابن عربي في القرن السادس الهجري، وانتشرت بين مسلمي الهند.
ويرى الشيخ الأعظمي: أنه لا يبعد أن يكون ابن عربي أيضاً ممن خرج إلى الهند لتلقي مبادئ الفلسفة الهندية مثل شيخه في وحدة الوجود الحلاج، إلا أن هذه الدعوى تحتاج إلى إثبات.
هذا، وقد نبه الدكتور علي زيعور على بعض نقاط الالتقاء والشبه بين الأفكار الهندية والتصوف، وأهمه في رأيه هو الآتي:
• المريد الصوفي شديد التشبه بما يسميه الهنود مرحلة التلميذ ثم البادئ المتميز: أنتيفاشين، ثم أدهيكارين.
• الصوفي الفاني عن ذاته هو و الغورو: كلاهما فقد الشعور بالدنيا والحس ...
• المسبحة مأخوذة من الهند، أما الخرقة، الركوة، والعصا، فهي أدوات لها نفس الدلالة عند الجينية.
• النرفانا والفناء في الله مفهومان يتحققان بنفس الطرائق، ولهما نفس الغاية، مع بعض الفروقات بين ?تات تفام آشي (أنت هو ذاك)، وبين أنا الحق، سبحاني ما أعظم شأني.
• إن المراقبة والتأمل وضرب الإنسان نفسه، وتاپاس* هي طرائق ومكابدات متماثلة.
• مبدأ الأهمسا (اللاعنف) انتقل إلى التصوف ...
• التناسخ، والحلول، ووحدة الوجود، تشبه ألواناً هنديةً.
• وكذلك الأساطير المحدثة عن قوة الصوفي الخارقة، نجد لها جذوراً في الهند.
• وكذلك حلقة الذكر، وما يصاب به الوجداوي (أي صاحب الوجد) في حالة النشوة أو الانجذاب.
• الأقوال المكثفة، أو أساليب التعبير الصوفية بجمل قصيرة ومثقلة، تجد في الهند نظيرها.
• بعض أشكال السحر والشعوذة، وما يسمّى بالطب الروحاني، وكتابة التعاويذ، وما إلى ذلك من الطقوس الهندية، تأصلت في المتصوفة.
إذن، يتضح لنا بوضوح: أن التصوف يستمد أصوله من الديانة الهندوسية، ولكي نحدّد العقائد والعادات التي تأثرت بالهندوسية علينا أن نحدد أولاً عقائد المتصوفة ومبادئها حتى ينظر في مصدرها لدى المتصوفة هل هي من الأديان الهندية أم من غيرها، وفيما يلي بيان ذلك على سبيل الإجمال:
إن أعمال المتصوفة تنقسم قسمين:
الأول: وهو ما يسمّى بالمقامات والأحوال، وذلك؛ أن للتصوف غاية وهي: الوصول إلى الفناء، وللوصول إلى الفناء حدّدوا ما يسمّونه بالمقامات، والأحوال وقد اختلفوا في تحديد المقامات نوعها وعددها:
فهي عند الطوسي سبعة: التوبة، والورع، والزهد، والفقر، والصبر، والتوكل، والرضا الذي هو آخر المقامات.
وعند أبي طالب المكي تسعة: التوبة، والصبر، والشكر، الرجاء، والخوف، والزهد، والتوكل، والرضا، والمحبة. ولم يتفقوا على شيء فيما بعد.
وأما الأحوال: فهي حسب ما يرد على السالك، فمنهم من يعتري عليه حالة السكر، وهو الحلول، ومنهم من يعتري عليه حالة الوحدة، (وحدة الوجود)، ومنهم من يحصل على الغاية بالوصول إلى الفناء ـ كما يزعمون ـ.
وأما الثاني: فهو ما يسمّى عندهم بالطريق إلى الله، أو كيفية الوصول إلى ولاية الله، إن المسلم ليعتقد أن صلة الإنسان بربه، صلة العبد مع المولى، وأن العبد لابد وأن يبقى عابداً مادام حياً، وأنه لا أحد يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى إلا بالفرائض والنوافل التي شرعها على لسان نبيه، فهو الطريق الوحيد للحصول على مرضات الله سبحانه، وأن المؤمن التقي هو الولي لله سبحانه، وأن الولاية محض عناية الله سبحانه، لا يمكن لعبد أن يحصل عليه بالمجاهدات، وأن أقصى ما يطلب من الله دخول الجنة والنجاة من النار.
والمتصوفة يختلقون طرقاً عديدةً للوصول إلى الله، ويشرعون شرائع عديدة، ويرون حصول القربة بطرق عديدة، بالمجاهدات والرياضات، كما أن كثيراً منهم ليس مطلبهم الأخير الفوز بالجنة والنار بل الوصول إلى مرتبة الفناء في الله ـ كما يدعون ـ.
وطرق الحصول على الولاية التي يحددها المتصوفة للوصول إلى الغاية التي ينشدونها يمكن أن نحددها في الأمور الآتية:
أولاً: الوسائل التي يرون أنها توصل العبد إلى ربه:
1ـ أخذ الشيخ:
2 ـ المجاهدة: ويشتمل على:
أ ـ تعذيب النفس:
ب ـ العزلة والانقطاع والخلوة.
ج ـ الذكر والمراقبة.
د ـ السياحة.
ه ـ التسول وترك العمل.
و ـ إماتة الشهوات.
ز ـ التجويع. وما إلى ذلك.
ثانياً: المقدمات التي يرون أنها توصل العبد إلى ربه:
1ـ الحب.
2ـ الشوق.
ثالثاً: النتيجة التي ينتظرونها بعد الحصول على الغاية أو الفناء:
1ـ المعرفة (العلم اللدني).
2ـ إسقاط التكاليف.
فهذه جملة الأمور التي يرومها المتصوفة للوصول إلى ولاية الله، ولتكون تأثر المتصوفة بالهندوسية واضحة في هذه الأشياء أعرض في المبحث الآتي نماذج من عقائد وعادات المتصوفة مع ما يشبهها بالهندوسية، ومن الله أستمد العون والتوفيق والسداد:
المبحث الثالث: ذكر بعض عقائد وعادات وتقاليد المتصوفة المستمدة من الهندوسية
وفيه تسعة مطالب
المطلب الأول: عقيدة الحلول.
المطلب الثاني: عقيدة وحدة الوجود.
المطلب الثالث: عقيدة الاتحاد.
المطلب الرابع: عقيدة الفناء وعقيدة رفع التكاليف عن الشيخ الكامل.
المطلب الخامس: اتخاذ الشيخ والغلو في تعظيمه.
المطلب السادس: تقسيم الناس إلى الخواص والعوام.
المطلب السابع: العزلة والانقطاع.
المطلب الثامن: تعذيب النفس وتحمل المشاق والتجويع وإماتة الشهوات.
المطلب التاسع: ترك التكسب والاتكال على الناس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/293)
ـ[أبوصالح]ــــــــ[15 - 11 - 06, 12:06 ص]ـ
بارك الله فيك أخي حامد بن تميم.
ومن أصول دراسة البدع، أن تُرد إلى أصولها وتُستقرأ من حيث هي في مصادرها؛ فهو أدعى للباحث أن يقف على حقيقة البدعة المبحوث عنها.
وقد كتب الشيخ الفاضل لطف الله خوجة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=7627) قبل سنوات مقالةً نُشرت في مجلة البيان حينها وهي على هذا الرابط ( http://saaid.net/Doat/khojah/31.html)
وكأنها خلاصةٌ لبعض جوانب رسالته للدكتوراة (الإنسان الكامل في الفكر الصوفي ( http://www.islamtoday.net/questions/show_ResearchScholar_*******.cfm?Res_ID=98&Sch_ID=127)) وهي رسالة جديرةٌ بأن تُقتنى.
حفظك الله أخي حامد ولا تنسنا من هذه المواضيع الرائعة.
ـ[تامرمحمد]ــــــــ[13 - 04 - 08, 02:56 ص]ـ
بارك الله فيك أخي
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[03 - 05 - 08, 03:24 م]ـ
بارك الله فيكم(36/294)
نسبة صفة الوجع لله _عزوجل_ (د. عبدالعزيز العبداللطيف)
ـ[نياف]ــــــــ[15 - 11 - 06, 06:22 ص]ـ
السؤال
فضيلة الشيخ:
ورد في تفسير السعدي _رحمه الله_ في سورة يس عند الآية30 " ياحسرة على العباد" قال _رحمه الله_: {قال الله متوجعاً للعباد .. } هل يصح إطلاق التوجع على الله وهل هذا خطأ مطبعي أم له توجيه؟
بارك الله فيكم
الاجابة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
بعد مراجعة أكثر من طبعة لتفسير السعدي- رحمه الله- فقد وجدت المثبت هكذا:" قال الله مترحماً للعباد " كما جاء في طبعة المؤسسة السعيدية وكذا طبعة مركز ابن صالح، ولعل ما نقله السائل عن بعض الطبعات يعد خطأ مطبعيا فإن الوجع هو المرض، والله _عز وجل_ منزه عن ذلك وعن سائر صفات النقص و العيب قال _تعالى_: " ولله الأسماء الحسنى ... " وقال _سبحانه_: " وله المثل الأعلى".
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
د. عبدالعزيز العبداللطيف
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 08:29 م]ـ
أحسنت أحسن الله إليك وإلى الشيخ عبدالعزيز
قال ابن كثير:
يا حسرة على قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى (يا حسرة على العباد) أي يا ويل العباد وقال قتادة (يا حسرة على العباد) أي يا حسرة العباد على أنفسهم على ماضيعت من أمر الله وفرطت في جنب الله وفي بعض القراءات ياحسرة على العباد على أنفسها ومعنى هذا ياحسرتهم وندامتهم يوم القيامة إذا عاينوا العذاب كيف كذبوا رسل الله وخالفوا أمر الله فإنهم كانوا في الدار الدنيا المكذبون منهم (ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون) أي يكذبونه ويستهزئون به ويجحدون ما أرسل به من الحق ..
ـ[نشر الخزامى]ــــــــ[16 - 12 - 06, 12:07 ص]ـ
الحمد لله المنزه عن النقائص
بارك الله فيكم
ـ[فارس النهار]ــــــــ[04 - 01 - 07, 01:11 م]ـ
بعد مراجعة أكثر من طبعة لتفسير السعدي- رحمه الله- فقد وجدت المثبت هكذا:" قال الله مترحماً للعباد "
هكذا يكون التثبت ..
جزاك اللهُ خيرا والشيخَ خير الجزاء ..
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 01 - 07, 05:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا اخوتنا الكرام
قد نبه على هذا الخطأ المطبعي
أخونا عمر السنيدي
بتاريخ 13/ 11 / 2006
تحت عنوان
تنبيه على خطأ في بعض طبعات تفسير الشيخ السعدي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85720&highlight=%E3%CA%D1%CD%E3%C7+%E1%E1%DA%C8%C7%CF)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 01 - 07, 05:57 م]ـ
وانظر غير مأمور ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24122&highlight=%E3%CA%E6%CC%DA%C7+%C7%E1%D3%DA%CF%ED)
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[01 - 02 - 07, 01:41 ص]ـ
الحمد لله المنزه عن النقائص الذي كمل في عظمته وسؤدده ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 07:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(36/295)
البدعة قسمين قبيحة وقبيحة
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[15 - 11 - 06, 03:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبة
أمابعد
اصل الضلال في اهل الارض أنما نشاء من هذين:
إما اتخاذ دين لم يشرعة الله
او تحريم ما لم يحرمة الله
لهذا كان الاصل الذي بنى الامام احمد وغيرة من الائمة عليه مذاهبهم ان اعمال الخلق تنقسم الى
(1) عبادات يتخذونها دينا، ينتفعون بها في الاخرة،او في الدنيا والاخرة
(2) عادات ينتفعون بهافي معيشاتهم
ولذلك
فالاصل في العبادات:أن لايشرع منها الا ما شرعة الله
والاصل في العادات:أن لا يحظر منها ألا ما حظرة الله
وهذه المواسم المحدثة ((الزمانية والمكانية)) أنما نهي عنها لما حدث فيها من الدين الذي يتقرب به الى الله
_________________________
منقول من كتاب اقتضاء الصراط ((شيخ الاسلام))
ونكمل ان شاء الله حسب ما يتيسر لنا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 05:40 م]ـ
بارك الله بك أخ أحمد أكمل جزاك الله خيرا.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[16 - 11 - 06, 06:18 ص]ـ
يقول رحمه الله:
واعلم أن هذه القاعدة وهي: الاستدلال بكون الشيء بدعة على كراهته،قاعدة عامة عظيمة وتمامها بالجواب عما يعارضها وذلك أن من الناس من يقول:
البدع نقسم الى قسمين حسنة وقبيحة،بدليل قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح ((نعمت البدعة هذه))،وبدليل اشياء من الاقوال والافعال احدثت بعد الرسول علية الصلاة والسلام،وليست بمكروهة، أو حسنةللأدلة على ذلك من الإجماع أو القياس
وربما يضم الى ذلك من لم يحكم اصول العلم،ما عليه كثير من الناس من كثير من العادات ونحوها فيجعل هذا أيضا من الدلائل على حسن بعض البدع إما بأن يجعل ما اعتاد هو من يعرفة اجماعا نوأن لم يعلم قول سائر المسلمين في ذلك،أو يستنكر تركة لما اعتادة، بمثابة من إذا قيل لهم:تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول،قالوا حسبنا ما وجدنا علية آباءنا
وما اكثر ما قد يحتج بعض من يتميز من المنتسبين إلى علم أو عبادة، بحجج ليست من الصول العلم التي يعتمد في الدين عليها
يكمل أن شاء الله
ـ[أبو فراس القحطاني]ــــــــ[16 - 11 - 06, 09:45 ص]ـ
بارك الله فيك
كلام جميل
وقد ملئة الموسوعة الشامله من هذا التقسيم في الحواشي وهي الكتب المحملة من موقع جامع الحديث والظاهر حسب ما نقله أحد الأخوة الكرام أن الموقع أعتمد على غريب الكلمات من كتاب ابن الأثير آليا وقد نقل النص ابن الأثير بعينه في تقسيم البدعة ولكن
ذكر أن كلام عمر نعمة البدعة لم يكن بدعة في الشرع حيث أن لها أصل من فعل الرسول.
وأرجوا ان تكمل
ونسأل الله أن يذب عنك كما ذببت عن دين الله
ايها الأخ الشمري
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[18 - 11 - 06, 07:02 ص]ـ
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والغرض: أن هذه النصوص الدالة على ذم البدع معارضة بما دل على حسن بعض البدع، أما من الأدلة الشرعية الصحيحة، أو م حجج بعض الناس التي يعتمد عليها بعض الجاهلين،أو المتأولينفي الجملة، ثم هؤلاءالعارضون لهم هنا مقامان:
احدهما: أن يقولوا: فإذا ثبت أن بعض البدع حسن وبعضها قبيح، فالقبيح ما نهى عنه الشارع،وما سكت عنه من البدع فليس بقبيح بل قد يكون حسنا.فهذا مما يقوله بعضهم.
المقام الثاني:أن يقال عن بدعة معينة:وهذه البدعة حسنة، لأن فيها من المصلحة كيت وكيت.وهؤلاء المعارضون يقولون:ليست كل بدعة ضلالة والجواب:
أما القول إن شر الأمور محدثاتها، وإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
والتحذير من الأمور المحدثات فهذا نص رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فلا يحل لأحد ان يدفع دلالته على ذم البدع، ومن نازع في دلالته فهو مراغم.
وأما امعارضات فالجواب عنها بأحد جوابين:
إما أن يقال: إن ما ثبت حسنه فليس من البدع، فيبقى العموم محفوظا لا خصوص فيه.
وغما أن يقال:ما ثبت حسنه فهو مخصوص من العموم، والعام الخصوص دليل فيما عدا صورة
التخصيص، فمن اعتقد أن بعض البدع مخصوص من هذا العموم، احتاج الى دليل يصلح للتخصيص
، وإلا كان ذلك العموم اللفظي المعنوي موجبا للنهي، ثم المخصص هو الادلة الشرعية من الكتاب
والسنة والاجماع،نصا واستنباطا،وأما عادة بعض البلاد أو أكثرها ‘أو قول كثير من العلماء أو العباد أو
أكثرهم، ونحو ذلك، فليس مما يصلح أن يكون معارضا لكلام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، حتى يعارض به
يكمل بأذن الله
ـ[بكيل]ــــــــ[25 - 11 - 06, 07:46 م]ـ
البدعة قسمان أم قسمين؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[25 - 11 - 06, 09:47 م]ـ
البدعة قسمان أم قسمين؟؟؟؟؟؟؟؟
مراد الأخ واضح، و لعله سبق قلم (أو سبق زر - ابتسامة -) منه.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[26 - 11 - 06, 12:47 ص]ـ
بل جهاله
وشكرا للتنبيه
وشكرا للأخ زكرياء على التماس العذر لي(36/296)
الملتقى العلمي للعقيدة والمذاهب المعاصرة
ـ[محمد العجلان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 07:24 م]ـ
إخواني رواد ملتقى أهل الحديث ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبحمد الله تعالى افتتح مؤخراً (الملتقى العلمي للعقيدة والمذاهب المعاصرة)، للدعوة لمنهج السلف الصالح والرد على أهل الأهواء والبدع.
ولا شك أن تحقيق أهداف الملتقى مرهون بمشاركة النخبة من المشايخ وطلبة العلم فيه، ونشر أبحاثهم ابتغاء مرضات الله تعالى، والذب عن عقيدة أهل السنة والجماعة ..
وبإمكانكم زيارة الملتقى والمشاركة فيه على هذا الرابط:
http://www.alagidah.com/vb/index.php
أسأل الله تعالى أن يبارك في علمكم و جهودكم
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..(36/297)
هل توجد كبيرة اعظم من الشرك الأصغر؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 10:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في خلال شرح شيخنا حفظه الله لكتاب التوحيد , رجح أن قتل النفس بغير حق أعظم من يسير الرياء , فما قولكم يا طلاب العلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 07:07 ص]ـ
أهل العلم في ذكر أيهما أعظم الشرك الأصغر أو سائر الكبائر يفرقون بين الشرك الأصغر والكبائر باعتبارين: باعتبار الجنس، وباعتبار الأفراد، فباعتبار الجنس يقولون إن الشرك الأصغر أعظم من الكبائرباعتبار كونه شركا، وأما باعتبار الأفراد فالكبائر أعظم، فلا شك أن قتل النفس بغير حق، والزنا، واليمين الغموس، ... ، ... أعظم من يسير الرياء، ومن الحلف بغير الله دون تعظيم المحلوف، أي إن الكبائر باعتبار الأفراد لا شك أنها أعظم من أفراد الشرك الأصغر، وأما باعتبار الجنس فلا شك أن الشرك أعظم من الكبائر، ولهذا قال ابن مسعود: " لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أحلف بغيره صادقا.".
والله الموفق.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[19 - 11 - 06, 09:01 ص]ـ
الله اعلم انه استدل بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام
((سباب المسلم فسق وقتله كفر))
والله علم
ـ[أبوعبدالله بن محمد بن عبدالله]ــــــــ[20 - 11 - 06, 06:36 م]ـ
الشرك الأصغر أعظم من الكبائر
المفتي الشيخ / عبد الرحمن بن ناصر البراك
رقم الفتوى 17618
تاريخ الفتوى 27/ 10/1427 هـ -- 2006 - 11 - 18
تصنيف الفتوى العقيدة-> قضايا في الاعتقاد
السؤال هل الشرك الأصغر أعظم من الكبائر، وهل هذا القول على إطلاقه؟.
الجواب الحمد لله، دلت النصوص على أن الشرك فيه أكبر وأصغر، فالأكبر مناف لأصل الإيمان والتوحيد، وموجب للردة عن الإسلام، والخلود في النار، ومحبط لجميع الأعمال، والصحيح أنه هو الذي لا يغفر كما قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}، وأما الشرك الأصغر فهو بخلاف ذلك، فهو ذنب من الذنوب التي دون الشرك الأكبر فيدخل في عموم قوله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}
وهو أنواع:
شرك يكون بالقلب كيسير الرياء، وهو المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم:" أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " فسئل عنه فقال: "الرياء ".
ومنه ما هو من قبيل الألفاظ كالحلف بغير الله كما قال صلى الله عليه وسلم:" من حلف بغير الله فقد أشرك ".
ومنه قول الرجل: لولا الله وأنت، وهذا من الله ومنك، ولولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص كما جاء في الأثر المروي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}
ومنه قول الرجل: ما شاء الله وشئت.
وقد ذكر بعض أهل العلم أن الشرك الأصغر عند السلف أكبر من الكبائر، ويشهد له قول ابن مسعود رضي الله عنه:" لأنْ أحلف بالله كاذبا أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقا".
ومعلوم أن الحلف بالله كذبا هي اليمين الغموس، ومع ذلك رأى أنها أهون من الحلف بغير الله.
والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن الشرك الأصغر ليس على مرتبة واحدة بل بعضه أعظم إثما، وتحريما من بعض.
فالحلف بغير الله أعظم من قول الرجل: ما شاء الله وشئت، لأنه جاء في حديث الطفيل الذي رواه أحمد وغيره أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون: ما شاء الله وشاء محمد، ولم ينههم صلى الله عليه وسلم عن ذلك في أول الأمر حتى رأى الطفيل الرؤيا وقصها على النبي صلى الله عليه وسلم:" فخطبهم النبي صلى الله عليه وسلم، ونهاهم عن ذلك، وقال: إنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أنْ أنهاكم عنها لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ".
وفي رواية "قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد".
والظاهر أيضا: أن قول السلف الشرك الأصغر أكبر من الكبائر يعني مما هو من جنسه كالحلفِ، فالحلفُ بغير الله أكبر من الحلف بالله كذبا كما في أثر ابن مسعود، وجنس الشرك أكبر من جنس الكبائر، ولا يلزم من ذلك أن يكون كلما قيل: إنه شرك أصغر يكون أكبر من كل الكبائر، ففي الكبائر ما جاء فيه من التغليظ، والوعيد الشديد ما لم يأت مثلُه في بعض أنواع الشرك الأصغر، كما تقدم في قول الرجل: ما شاء الله وشئت. والله أعلم.
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=17618&catid=1300&Itemid=35
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 06:11 م]ـ
جزاكم الله خير ..
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[27 - 11 - 06, 12:19 ص]ـ
واعلم اخي ان الذنوب كلها كفر قد تكون اصغر او اكبر وان الطاعات كلها ايمان منها اركان ومنها من الايمان الواجب ومنها من مستحبات الايمان.
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[27 - 11 - 06, 01:32 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79330&highlight=%C7%E1%D2%E4%C7+%C7%E1%CD%E1%DD
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80290
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/298)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[29 - 11 - 06, 09:31 م]ـ
جزيتم خيرا وبارك الله فيكم ..
ـ[المجدد]ــــــــ[16 - 12 - 06, 12:10 ص]ـ
أخي أبو حمدان
قلت بارك الله فيك: " ان الذنوب كلها كفر قد تكون اصغر او اكبر ".
ما الدليل على هذا الكلام؟
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[22 - 12 - 06, 08:00 م]ـ
اخي الحبيب
ان الايمان عند جمهور اهل السنة له شعب متعددة , كما اخبر بذلك اعلم الخلق صلى الله عليه وسلم ف حديث شعب الايمان وكل شعبه منه تسمى ايمانا فالصلاة وسائر اعمال الجوارح من الايمان والاعمال الباطنة كالحياء والتوكل والرجاء من الايمان وهذه الشعب منها مايزول الايمان بزوالها كشعبة الشهادة ومنها مالا يزول بزوالها كترك اماطة الاذى من الطريق وبينهما شعب متفاوتة تفاوتا عظيما منها مايلحق بشعبة الشهادة ويكون اقرب اليها ومنها مايلحق بشعبة اماطة الاذى ويكون اليها اقرب. 1
يقول الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف في نواقض الايمان القوليه والعملية ص34
اذا ادركنا حقيقة الايمان وتعريفه فيسهل علينا معرفة حقيقة الكفر الذي يضاد الايمان وينافيه.
يقول ابن القيم مقرراً ذلك في كتاب الصلاة ص 53
'' الكفر ذو أصل وشعب, فكما أن شعب الإيمان ايمانو فشعب الكفر كفر,
والحياء شعبة من الإيمان, وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر, والصدق شعبة من شعب
الإيمان, والذكب شعبة من شعب الكفر, والصلاة والزكاة, والحج, والصيام من شعب الإيمان,
وتركها من شعب الكفر, الحكم بما انزل الله من شعب الإيمان,
والحكم بغير من انزل الله من شعب الكفر, والمعاصي كلها من شعب الكفر, كما أن
الطاعات كلها من شعب الإيمان.
1 كتاب الصلاة لابن القيم ص35 بتصرف بسيط للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[22 - 12 - 06, 08:58 م]ـ
اسف للاخطاء الاملائية بسبب السرعة
يقول ابن القيم مقرراً ذلك في كتاب الصلاة ص 53
'' الكفر ذو أصل وشعب, فكما أن شعب الإيمان ايمان فشعب الكفر كفر,
والحياء شعبة من الإيمان, وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر, والصدق شعبة من شعب
الإيمان, والذكر شعبة من شعب الكفر, والصلاة والزكاة, والحج, والصيام من شعب الإيمان,
وتركها من شعب الكفر, الحكم بما انزل الله من شعب الإيمان,
والحكم بغير من انزل الله من شعب الكفر, والمعاصي كلها من شعب الكفر, كما أن
الطاعات كلها من شعب الإيمان.
1 كتاب الصلاة لابن القيم ص35 بتصرف بسيط للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف.
ـ[أبو الوليد الوراقي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 01:15 ص]ـ
أخي أبو حمدان
قلت بارك الله فيك: " ان الذنوب كلها كفر قد تكون اصغر او اكبر ".
ما الدليل على هذا الكلام؟
ذكر الشيخ العثيمين في أول كتاب (القول المفيد) كلاماً قريباً لما ذكره الأخ أبو حمدان ...
ـ[المجدد]ــــــــ[27 - 12 - 06, 01:31 ص]ـ
أخي أبو حمدان
لو كانت جميع الذنوب الصغيرة والكبيرة من الكفر
فما فائدة ذكر بعض الذنوب على لسان الشارع دون غيرها
ثم لماذا ذكر هذه الذنوب بالخصوص مع أن غيرها أعظم ذنبا؟
فهل يقاس الزنى وقذف المحصنات الغافلات والتولي يوم الزحف وغيرها الذي لم يطلق عليها الشارع لفظ الكفر في كلامه سبحانه بالعبد الآبق والطعن بالأنساب والنياحة على الميت؟
وعذرا على التأخير فقد كنت في سفر
ـ[المجدد]ــــــــ[05 - 01 - 07, 10:02 ص]ـ
الأخ أبو حمدان
من سبق الإمام ابن القيم رحمه الله في إطلاق اسم الكفر على الذنوب والمعاصي التي لم يسمها الشارع كفرا.
المجدد
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[05 - 01 - 07, 09:00 م]ـ
بالنسبة لإطلاق الكفر على المعاصي فإن اللغة تقتضي ذلك وينظر لسان العرب كلة كفر فيما أذكر الآن والله تعالى أعلم
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[05 - 01 - 07, 11:29 م]ـ
بل وردت بعض الأحاديث التي اطلق فيها كلمة كفر على بعض الذنوب
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[08 - 01 - 07, 04:16 ص]ـ
اخي المجدد سأبحث لك قريبا ان شاء الله انا اتذكر ان هناك علماء قالوا ان الذنوب كفر لكن لضيق وقتي الان لااستطيع البحث. وهناك نقطة اوضحها هي ان كلمة الكفر التي اطلقت في الاحاديث على بعض الذنوب كالطعن بالانساب او النياحة لم تزيد في درجة المعصية شيء على ذنوب لم يطلق عليها الكفر كالزنا وقتل النفس بل العكس جرم الزنا وقتل النفس اعظم فالذي يظهر والله اعلم ان اطلاق الكفر على بعض الذنوب هذا ليس على سبيل الحصر وبالنتيجة نرى ان الطعن بالانساب والنياحة والزنا وقتل النفس كلها ذنوب دون الشرك الاكبر ان مات الانسان ولم يتب منها فهو مسلم تحت المشيئة ان شاء الله عذبه وان شاء غفر له والله اعلم. وان متراجع عن اي قول قلته الان ان كان فيه خطأ بأذن الله واسأل الله ان يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى.
ـ[المجدد]ــــــــ[08 - 01 - 07, 04:56 ص]ـ
لا تثريب عليك أخي
نحن نتباحث ولا نتجالد
يرحم بعضنا بعضا ولعل الله يجري على لسانك الحق
أخوك المجدد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/299)
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[18 - 03 - 07, 08:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ أبا حمدان جزاكم الله خيرا و أبشركم بقول النبي صلى الله عليه و سلم الدال على الخير كفاعله أسأل الله أن يجعل لكم من هذا الحديث نصيبا
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[19 - 03 - 07, 12:39 ص]ـ
امين اخي العاشوري بارك الله بك.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[19 - 03 - 07, 09:39 ص]ـ
[ quote= ومنه ما هو من قبيل الألفاظ كالحلف بغير الله كما قال صلى الله عليه وسلم:" من حلف بغير الله فقد أشرك ". [/ quote]
أسأل الله أن يجزي الشيخ البراك خير الجزاء على التفصيل و التأصيل و لكن بقي عندي إشكال في قوله أن الحلف بغير الله من قسم شرك الألفاظ بخلاف القسم الأول الذي هو من أعمال القلوب فالحلف بغير الله لا يصدر من شخص إلا إذا كان يعظم ذالك الذي حلف به بل وصل الأمر ببعضهم أنه قد يحلف بالله كاذبا و لا يسمح لنفسه أن يحلف بذلك المخلوق إلأأ إذا كان صادقا لشدة تعظيمه له كما ذكر بعض أهل العلم و من المعلوم أن التعظيم من أعمال القلوب.
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 10:54 ص]ـ
الكبيرة الوحيدة التي أكبر من الشرك الأصغر .. هي أن يرتكب المرء صغيرة أو كبيرة .. مدخلا فيها الرياء فيجتمع بذلك الشرّان .. وذلك متصور في من فيه خصال النفاق
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[19 - 03 - 07, 08:51 م]ـ
اخي العاشوري الحلف بغير الله من الشرك الاصغر الا اذا قصد الحالف التعظيم وحينها يكون شرك اكبر مخرج من الملة.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[19 - 03 - 07, 09:03 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أشكركم على الاهتمام أخي أبا حمدان
فجزاكم الله خيرا
الحلف بغير الله الذي أخبرتم عنه أنه شرك أصغر هل يمكن أن يقع دون تعظيم مسبق من الحالف أنا أعتقد و قد أكون مخطئا أن الحالف لا يحلف بشيء إلا إذا كان يعظمه و التعظيم درجات و قد يصل إلى حد الشرك الأكبر كما تفضلتم.
إذا الإشكال الذي ينبغي أن يطرح هو هل يمكن أن يحلف شخص بشيء و هو لا يعظم ذلك الشيء
إن شاء الله تصبرون علي و أجركم على الله
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[19 - 03 - 07, 11:51 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
قال العلامة محمد ابن صالح العثيمين في فتاويه: النوع الثاني: الشرك الأصغر وهو: "كل عمل قولي، أو فعلي أطلق عليه الشرع وصف الشرك ولكنه لا يخرج من الملة" مثل الحلف بغير الله فإن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك". فالحالف بغير الله الذي لا يعتقد أن لغير الله - تعالى - من العظمة ما يماثل عظمة الله فهو مشرك شركاً أصغر، سواء كان هذا المحلوف به معظماً من البشر أم غير معظم. اه
قول الشيخ رحمه الله: [سواء كان هذا المحلوف به معظما من البشر أم غير معظم] يستفاد منه أن الحلف بغير الله قد يقع بشيء لا يعظم.
أسأل الله الذي هو على كل شيء قدير أن يرزقنا العلم النافع و العمل الصالح
ـ[المجدد]ــــــــ[07 - 02 - 08, 05:09 ص]ـ
قال الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {سباب المسلم فسوق وقتاله كفر}
إذا كانت جميع المعاصي هي كفر (بنوعيه)
فلماذا فرق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بينهما في هذا الحديث، فجعل سباب المسلم فسوق (كفر أصغر) وقتاله كفر (أصغر)؟
ـ[المجدد]ــــــــ[20 - 03 - 08, 02:46 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[25 - 03 - 08, 02:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
يوجد كلام للامام ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد عن هذا الموضوع , عند تفسيره لسورة الناس على ما اذكر, والشيخ الجيزاني له كتاب في قواعد البدع وقد تطرق لموضوع الفرق بين الكبائر والبدع.(36/300)
يا معشر العلماء وطلاب العلم ماحجة من لا يكفرون الروافض ارجو المعاونه
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[16 - 11 - 06, 12:38 ص]ـ
قرأت فى احد كتب شيخ الاسلام (ولا اذكر للاسف) ان تكفير الروافض والخوارج والمرجئه قولان عند اهل السنه ولما كنت قد قرأت وسمعت حجة من يكفر فأود ان اعلم حجةمن لايكفر الروافض خاصة اننى علمت ان كثيرا من علماء الحديث كان من بين مشايخهم روافض ارجو ممن عنده علم ان ينفعنا به وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 10:02 ص]ـ
الذي يظهر والله أعلم
أن أكثر من لم يكفرهم لم يعلموا من أعمالهم وأقوالهم ما يستوجب التكفير, ولأن المعتقدات الكافرة (كنقص القرآن ورمي أمنا الطاهرة بالزنا بعد أن برأها الله .... الخ) ليست في عموم الرافضة, بل هي عند بعضهم دون بعض ..
بيد أنهم متفقون على سب الصحابة وهو ليس كفرا بالإجماع ..
والله تعالى أعلم ..
ـ[أبو فراس القحطاني]ــــــــ[16 - 11 - 06, 10:15 ص]ـ
سئل الشيخ ابن عثيمين في سلسلة اللقاء المفتوح شريط رقم 189 الوجه الثاني
هل عامة الرافضة يكفرون؟
هذه بارك الله فيك الرافضة وغيرهم من أهل البدع ليسوا على قول واحد هم يختلفون أختلافا كثيرا منهم من يكفر ومنهم من دون ذلك ومنهم العامي الذي ما يدري عن شيئ فلا يمكن الحكم عليهم بحكم عام حتى ينظر في كل شخص بعينه وهكذا المعتزلة والجهمية وغيرهم من أهل البدع.
ولست من العلماء ولكن طويلب علم
ـ[أبو فراس القحطاني]ــــــــ[16 - 11 - 06, 11:42 ص]ـ
سئل الشيخ الألباني
هل يجوز تكفير الفرق الضالة كالخوارج والمعتزلة والرافضة وغيرهم بعد إقامة الحجة عليهم.؟
إذا كان السؤال مقيدا بما جاء في آخره بعد إقامة الحجة عليهم
الجواب نعم
ولكن لا بد هنا من القول هل كل من أدعى بأنه أقام الحجة على المنكر أو المخالف هو أهلا لإقامة الحجة على ذلك المخالف لأننا نشاهد اليوم
مع الأسف ان كثيرا من شبابنا السلفي إذا ما تعلم بعض المسائل وأختلف هو مع أحد المشايخ العلماء وقد يكونون علماء فعلا بما يسمونه بعلوم الآلة يعني بعلم النحو والصرف والبيان وو الى آخره والأصولين أصول الحديث وأصول الفقه لكن ما طبقوا ذلك فيأتي أحد إخوانا المبتدين في العلم ويكون تعلم مسألة أومسألتين وثلاثة أختلف مع ذلك العالم فيقول أنا أقمت الحجة عليه ما أظن بمثل هذه السهوله نستطيع أن نقول بأن الحجة قد أقيمة عليه ولذلك فأنا أقول في هذا السؤال إذا أقيمت الحجة عليه فعلا فقد سبق الجواب في هذا تماما لكن من الذي يقيم الحجة هم أهل العلم أهل المعرفة بالكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح من المنهج السليم كما قلت هذا السؤال تقدم جوابه
ـ[حامد تميم]ــــــــ[16 - 11 - 06, 06:58 م]ـ
عذر الذين لايكفرون الروافض هو والله أعلم؛ أن عوام الروافض جهلة يتبعون أصحاب العمائم، والذين أُقيمت عليهم الحجه وحكم عليهم بالكفر لأقوالهم وأفعالهم التي تخالف دين الإسلام مثل الإستغاثه والطواف والقول يتحريف القرآن وسب الصحابه، وبعضهم يقول الروافض لم يدخلوا الإسلام أصلاً، فدينهم غير دين الإسلام، للأقوال السابقة، والله أعلم.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[17 - 11 - 06, 12:00 ص]ـ
يقول الشيخ عثمان الخميس أمد الله في عمره
انه سأل الشيخ بن عثيمين رحمة الله
عن الرافضة لانه كان يقول في السابق بكفر علمائهم
واسلام عامتهم
وانة قال بأخر حياته بكفر علمائهم واتوقف عن عامتهم
___________________________________
أما من لم يكفر لانه ربما والله اعلم انه لم يعلم الامور الكفرية التي كفروا بها
واما بن باز رحمة الله فقد افتى حتى اكل ذبائحهم
والله اعلم
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[17 - 11 - 06, 12:00 ص]ـ
اقصد حرمة اكل ذبائحهم
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[17 - 11 - 06, 12:40 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17498
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[27 - 11 - 06, 12:40 ص]ـ
اخي الحبيب ان رافضة امس ليسوا كرافضة اليوم فالفرق بينهما كبير جدا وخاصة بعد قيام الدولة الصفوية وزادت اكثر كفرا وعداءا للمسلمين بعد ثورة الخميني اللعين لذلك من توقف في تكفير عوام الرافضة من المشايخ لانه جاهلا بحالهم اليوم فيحاول ان ينقل كلام السلف فيهم ولذلك اذا اردت ان تسأل عن حال عوامهم فعليك بالعلماء الذين عايشوهم ويعرفون واقعهم جيدا. وهناك كلام في الدرر السنية لائمة نجد يقولون فيه ان الرافضة المعاصرين قد زادوا شرك القبور والاستغاثة بالموتى على الرافضة الاوائل.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[27 - 11 - 06, 12:54 ص]ـ
وعلق على ذلك محمد بن عبداللطيف آل الشيخ كما في الدرر جـ 8 / ص 450 فقال: فهذا حكم الرافضة في الأصل وأما الآن فحالهم أقبح وأشنع لأنهم أضافوا إلى ذلك الغلو في الأولياء والصالحين من أهل البيت، وغيرهم واعتقدوا فيهم النفع والضر في الشدة والرخاء ويرون أن ذلك قربة تقربهم إلى الله ودين يدينون به فمن توقف في كفرهم والحالة هذه وارتاب فيه فهو جاهل بحقيقة ما جاء به الرسل ونزلت به الكتب فليراجع دينه قبل حلول رمسه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/301)
ـ[محمد المصراتي]ــــــــ[30 - 11 - 06, 05:25 م]ـ
بيد أنهم متفقون على سب الصحابة وهو ليس كفرا بالإجماع ..
تعجبت من قولك: إن سب الصحابة ليس كفراً بالإجماع، فمن يا ترى نقل هذا الإجماع؟؟؟؟!!!!!! ......
إليك بعض أقوال أهل العلم في هذه المسألة:
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سمعت أبا عبدالله يقول، قال مالك: الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال: نصيب في الإسلام. السنة للخلال (2/ 557).
وقال ابن كثير عند قوله سبحانه وتعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار .. )
قال: (ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال: لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك). تفسير ابن كثير (4/ 219). قال القرطبي: (لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين).تفسير القرطبي (16/ 297).
أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى إمام أهل السنة:
رويت عنه روايات عديدة في تكفيرهم ..
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟
قال: ما أراه على الإسلام. وقال الخلال: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد قال: سمعت أبا عبد الله قال:
من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض، ثم قال: من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين). السنة للخلال (2/ 557 - 558).
وقال أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أراه على الإسلام.
وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله عن الرافضة:
(هم الذين يتبرأون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم ويكفرون الأئمة إلا أربعة: علي وعمار والمقداد وسلمان وليست الرافضة من الإسلام في شيء). السنة للإمام أحمد ص 82.
قال ابن عبد القوي: (وكان الإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم (أي الصحابة) ومن سب عائشة أم المؤمنين ورماها مما برأها الله منه وكان يقرأ (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنت مؤمنين). كتاب ما يذهب إليه الإمام أحمد ص 21
وروى الخلال قال: ((أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني قال: ثنا موسى بن هارون بن زياد قال: سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبابكر قال: كافر، قال: فيصلى عليه؟ قال: لا)) السنة، للخلال (499/ 3.
البخاري رحمه الله تعالى صاحب الصحيح:
قال رحمه الله: (ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم).
في كتابه (خلق أفعال العباد) ص 125.
وغيرهم كثير مثل: ابن حزم فقد كفرهم في الفصل في الملل والنحل (2/ 213). والإحكام لابن حزم (1/ 96).، وابن كثير في البداية والنهاية (5: 252)، وروى ابو يعلى عن عبدالرزاق صاحب المصنف قوله فيهم:ـأي الرافضة ـ الرافضي عندي كافر. راجع مسند أبي يعلى 1/ 11 وسير أعلام النبلاء 14/ 178 ......
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[30 - 11 - 06, 10:35 م]ـ
(كنقص القرآن ورمي أمنا الطاهرة بالزنا بعد أن برأها الله .... الخ) ليست في عموم الرافضة, بل هي عند بعضهم دون بعض ..
هذا الكلام كان في بعض متقدميهم كعباس القمي و غيره.
و اتهام عائشة رضي الله عنها بالزنا ورد عن القمي في رواية عنه وقد ضعفها المجلسي و نفى ان تكون منه!
و لم يرد هذا الإتهام عن أحد غيره .... أما اتهامها رضي الله عنها بالبذاءة و التسكع و قلة الحياء فموجود فيهم حتى يومنا.
و هم الآن لا يقولون بالتحريف والله أعلم هل هو تقية أم صدق
بيد أنهم متفقون على سب الصحابة وهو ليس كفرا بالإجماع ..
أخي هم لا يسبون الصحابة .... هم يلعنونهم و يكفرونهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/302)
حتى ان لديهم روايات كثيرة في تكفير من زعم ان لفلان و فلان نصيب من الإسلام (أي أبي بكر وعمر)!!
فهل تكفير الصحابة ومن زعم ان للشيخان نصيب من الأسلام .... لا بأس به؟
عفا الله عنك شيخي
ـ[عبدالعزيز المطوع]ــــــــ[02 - 12 - 06, 10:45 ص]ـ
باختصار شديد كفر الشيعة نتيجة وجود كتب تعد هى الاصول التى تنبثق عنها عقائدهم وهذه الاصول تعد وما انبثق عنها من تشريعات عملية (عبادات معاملات آداب) ونظرية (عقائد) هى البنية الكلية للمذهب الشيعى باصوله وفروعه.
هذه الاصول تطلب الايمان بعصمة اثناعشر امام عصمة تبليغية تنشئ احكاما وعقائد موحى بها من الله الى هءؤلاء الائمة.
وهذا كفر فلو خرج فى عصرنا من يزعم انه يتلقى عن الله وحى ويدعو الى اتباعه فهو كافر وكافر ايضا من آمن به واتبعه.
فكيف من يقول بعصمة 12 امام.
الله اعتبر النصارى كفار لاتخاذهم احبارهم ورهبانهم ارباب من دون الله ومعنى اتخاذهم ارباب انهم يحلون لهم الحرام ويحرمون لهم الحلال فيطيعونهم لانهم ادعوا العصمة وبان ما يحلونه فى الارض يحله الله فى السماء هذا التاويل لكلام المسيح ادى لكفرهم.
ويكفر الشيعة لان اصولهم تقول بتحريف القران وهو معتقد المذهب احد ثوابته حسب الاصول وليس حسب ما يقوله الرجال ومن قال بتمام القران حتى من باب التقية شنت عليه حملة عشواء من بقية علمائهم والبعض عذرهم تحت عنوان التقية.
انكار السنة جملة كفر لانها وحى الهى امرنا باتباعه ولولاه ما عرفنا الدين ولا مراد القران وهم ينكرونها وياتوا ببديل لها نسبوه للائمة زورا وبهتانا كالخمس والمتعة وقضايا الميراث واركان العبادات وهيئاتها وتحريم اكل الارنب .... كل هذا افتراء على الله وعلى الائمة ومن فعل زنادقة ثم الطامة فى ابتداع عقائد تخص الائمة وصفاتهم وعلمهم بالغيب وان كل شىء تحت امرهم وسائر الغلو فيهم وعقيدة الرجعة واعتقادهم فى شخص انه المهدى وانه حى يرزق .. الخ وافترائهم على الصحابة وامهات المؤمنين وجماعة المسلمين وتكفيرهم بالجملة والطعن على عرض امهات المؤمنين وصالح الصحابة.
ابن تيمية رحمه الله عندما قال باننا نكفر النوع ولا نكفر الفرد لم يطلع على اصولهم التى لم تنكشف بتمامها الا على يد احسان الهى ظهير رحمه الله وظل العلماء كل بحسب اطلاعه ووقوفه على حقيقة المذهب يصدر حكمه على المذهب اما وقد انكشف المذهب بانكشاف اصوله (مصادره المرجعية) فلا عذر لمن يقول بعدم التكفير.
فمجرد الانتساب لهذا المذهب يعد كفر لان المسالة لم تعد خافية وملتبسة على احد ايا يكن مستوى فهمه.
فالحكم على مذهب من المذاهب يكون بالرجوع الى مصدره المرجعى الذى يرسِّم اصوله وفروعه فلا عبرة لنصرانى يقول بان المسيح عليه السلام رسول وليس اله ولكن تراه يصلى ويتعبد ويتبع دين النصارى ولا يتبرأ من عقائدهم لان هذا الانسان يعد لدى النصارى كافر وليس من المذهب فهو اما معتوه او لا مبالى او فوضوى والا لماذا لم يتخذ موقفا محددا تجاه االاسلام والنصرانية.
كما لو جاء درزى وقال انا لا اقول ما يقوله الدروز من كذا وكذا ويظل على مذهب الدروز ولا يتبرّأ منهم هل نقول عامى مسلم.
لذلك لا ارى مبرر لمن يقول بفكرة العوام والخواص ومسالة التكفير عند اهل السنة والجماعة عملية منضبطة بضابط حاسم ودقيق وانا ارى بعض الاخوة يعمد الى قضايا قد تكون محتملة فيضعها هى ميزان التكفير كمسالة النذور وسب الصحابة وسؤال غير الله فالشيعة لو فعلوا هذه ولم يقولوا بمبدأ العصمة وتحريف القران لكان هناك اخذ ورد فى تكفيرهم.
فعلى شناعة المسائل الاولى الا انها قد لا تخرج من الملة اما مسالة العصمة وتحريف القران على النحو الذى نجده لدى اصول الشيعة فهو مخرج من الملة يقينا.
ـ[محمد المصراتي]ــــــــ[02 - 12 - 06, 05:31 م]ـ
مسألة سب الصحابة ليست كسبَ أحد من الناس، وذلك لأنهم حملة الدين ورواة القرآن والسنة، وهم من أمر الله باتباع سبيلهم، فالطعن فيهم طعن في الدين كله.
فلهذا احتاج الرافضة إلى مصادر أخرى للتشريع بعد طعنهم في الصحابة، لأنهم بطعنهم في الصحابة طعنوا في القرآن والسنة، فأعطوا العصمة لأئمتهم ليشرعوا لهم ما ضاع منهم، وبدأوا يستدلون بأسانيد عن آل البيت نحو قولهم: حدثني رجل عن امرأة عن مولىً لجعفر الصادق أنه قال: ....(36/303)
كيف نجمع بين قول بعض السلف: عرفت ربي بربي وبين قول الشيخ: فإن قيل بما عرفت ربك .. إلخ؟
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[16 - 11 - 06, 01:01 ص]ـ
سئل ذو النون المصري: بماذا عرفت ربك؟ فقال: عرفت ربي بربي، ولولا ربي ما عرفت ربي.
وقال عبد الله بن رواحة: والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا.
وقال الشيخ محمد بن الوهاب رحمه الله تعالى في الأصول الثلاثة وأدلتها: ((فإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟ فقل: بآياته ومخلوقاته ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن ومخلوقاته السماوات السبع والأرضون السبع .... إلخ)).
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[16 - 11 - 06, 01:30 ص]ـ
أرجو حذف هذا الموضوع فقد أضيف بالخطأ(36/304)
كيف نجمع بين قول بعض السلف: عرفت ربي بربي وبين قول الشيخ: فإن قيل بما عرفت ربك .. إلخ؟
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[16 - 11 - 06, 01:12 ص]ـ
السلام عليكم، أما بعد:
فقد جاء في حاشية ((مجموع فتاوى شيخ الإسلام)) (2/ 2) كلامًا نقله الشيخ عبد الرحمن بن القاسم رحمه الله تعالى عن شيخ الإسلام ابن تيمية، اذكر بعضه:
((فالمسلم إذا نظر في مخلوقات الله تعالى وما خلق من عجائبه، مثل دوران الليل والنهار، والشمس والقمر، وتفكر في نفسه، وفي مبدئه ومنتهاه، فتزيد معرفته [أي معرفته بالله عز وجل] بذلك. قال الله تعالى: {وفي أنفسك أفلا تبصرون؟} ...
ولسنا نقول: إن الله يعرف بالمخلوقات، بل المخلوقات كلها تعرف بالله، لكن معرفته تزيد بالنظر في مخلوقات الله ....
سئل ذو النون المصري: بماذا عرفت ربك؟ فقال: عرفت ربي بربي، ولولا ربي ما عرفت ربي.
وقال عبد الله بن رواحة: والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا .... )) أ. هـ
فاستوقفني ما قاله الإمام محمد بن الوهاب رحمه الله تعالى في الأصول الثلاثة وأدلتها: ((فإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟ فقل: بآياته ومخلوقاته ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن ومخلوقاته السماوات السبع والأرضون السبع .... إلخ)).
فبدا لي كأن بين ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وبين كلام الإمام محمد بن عبد الوهاب تعارض، فأرجو من المشايخ أن يزيلوا لي هذا الإشكال بعون الله وتوفيقه.
وجزاكم الله عني وعن المسلمين خيرًا
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[16 - 11 - 06, 12:09 م]ـ
للرفع(36/305)
تعريض بالصحابة على أحد الفضائيات
ـ[أبو وائل المصرى]ــــــــ[16 - 11 - 06, 11:52 ص]ـ
كنت ليلة أمس في أحد المطاعم العربية بمدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية وكان هتاك برنامج هذه التي لايتأتى منها أي (صفاء) ولكنها غيوم أبي الشقاء وشد انتباهي أنهم كانو بمعرض الحديث عن الصحابي الجليل خالد بن الوليد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وكأنه كان هناك مسلسل عنه في رمضان المنصرم وكان مما قالوا:
1. المضيفة قالت أنه شخصية لها طريقة في الحرب تدرس في المدارس العسكرية فعلق هذا الذي ليس بنور ولا بشريف بقوله: وكان بيحب النسوان أوي فقالت له: ياه أو نحوها -الشك مني- فهز رأسه مؤكدا.
2. قال نفس هذا الممثل أيضا أنه عند تصوير المعارك تنفر الخيول من بعضها مع صوت السيوف والغبار الكثيف وأنا أقرأ في الكتب أنه خلال ذلك يصيح فيهم انسحبوا تقدموا غيروا الميمنة والميسرة وما إلي ذلك وأنا -الممثل يقول- أتحدي أنه يمكن أن يسمعه أحد في مثل هذه الظروف فرد هذا الذى ليس بسام ولا عدل وأنا أتحدى أنهم في جو مثل هذا يمكن أن يعرف أحد إذا ما كان هو نفسه في الميمنة أو الميسرة.
3. الممثل الذي قام بالدور قيل لي أنه مسيحي لبناني ولا أعرف مدى صحة ذلك
بعدها والله أصبت بوجع شديد في صدري وطلبت إغلاق التلفاز وما أكملت عشائي وما زلت مغتاظا حتى الآن فما قولكم في هذه الجرأة والوقاحة من سفلة الناس
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 12:22 م]ـ
لا حول و لا قوة الا بالله
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[16 - 11 - 06, 02:11 م]ـ
ألا لعنة الله على الظالمين
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[16 - 11 - 06, 03:15 م]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله
ـ[أبو وائل المصرى]ــــــــ[16 - 11 - 06, 08:30 م]ـ
هل شاركني أحد في رؤية هذا البرنامج؟ وهل يمكن الحصول على التسجيل للرد عليه من قبل العلماء؟ وكيف السبيل
وابراء للذمة فإني أقول: أقسم بالله العظيم أني رأيت وسمعت ما كتبت آنفا عن هذا البرنامج بنفسي في حضرة أهلي وأولادي والله على ما أقول شهيد(36/306)
هل علمت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ظهر في رمضان الماضي؟
ـ[حامد تميم]ــــــــ[16 - 11 - 06, 08:46 م]ـ
وتأتيك الأخبار من لم تزودي!
أنتظر تعليمات وزير الأوقاف والأمن عاملني بود وكرامة
العربية نت، تنفرد بأول حوار مع الإمام المنسوبة له رؤية الرسول:
دبي - فراج اسماعيل
أخيرا خرج الشيخ جابر الدسوقي امام مسجد الحامدية الشاذلية بحي المهندسين بالقاهرة الكبرى عن صمته، وخص "العربية. نت" بأول حوار له بعد الضجة الواسعة التي أثيرت بشأن ما نسب له بأنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي اماما بالناس في المسجد فجر ليلة القدر في رمضان الماضي.
قال الشيخ الدسوقي إنه لم يقل هذا الكلام اطلاقا، وكل الروايات الصحفية التي نشرت لا أساس لها من الحقيقة، وتساءل: هل يعقل أن أقول للناس ونحن نؤدي صلاة الفجر، إن الرسول يصلي بكم اماما الآن .. هذا كلام غريب سمعته وقرأته في وسائل الاعلام ولا أدري من أين أتوا به، وكيف ينسبون لي كلاما لم أقله، ولماذا لم يكلف أحد منهم خاطره ويسألني عن الحقيقة بدلا من هذا النقل الخاطئ والبحث عن العناوين الصحفية المثيرة.
وأضاف: "أشكرك .. أنت أول من كلف خاطره واتصل بي. الآن أعطيتني الفرصة لأرد بأن كل ما نشر عن رؤيتي الجسدية للرسول أو لنوره في المسجد، لم يرد على لساني اطلاقا. لقد تخيلوا شيئا وصنعوا منه ضجة صحفية ونفخوا فيها .. فهل يتصور أحد أنني بعد سنوات عملي الطويلة في الوعظ والامامة آتي لأزعم أنني رأيت الرسول مجسدا ويصلي بنا إماما، أضف إلى ذلك أيضا أنني لم أقل إنني رأيته في المنام".
إحساس وشعور فقط
وحول ما إذا كانت هذه الضجة قد افتعلت من لا شيء قال الشيخ الدسوقي: كان كلامي عن احساس وشعور بالرسول وليست رؤيته مجسدا. الحديث النبوي يقول "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك". مجرد شعور واحساس لا غير، فقد كنا نصلي في ليالي رمضان المليئة بالروحانيات، وهذا ليس معناه أن الرسول تجسد بيننا في المسجد أو أن نوره تجلى لنا.
وتلا الشيخ الدسوقي للتأكيد على كلامه الآية القرآنية "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم". ثم أضاف: أريد لكل هذا الكلام الذي نسب لي بغير حق أن ينتهي تماما تأدبا مع الرسول، فأنا لا أريد طهرة ولا أدعي أبدا هذه الرؤية وأنفيها تماما.
الإعلاميون تقولوا على لساني
واستطرد: الاعلام اعطى الموضوع أكبر من حجمه، وبعض الاعلاميين نسب لي أشياء لم أقلها وهو أمر يثير الأسف، فكيف لمسلم أن يقول إنه يرى الرسول مجسدا ويصلي اماما بالناس في وقتنا الحالي وأنه فعل وفعل، هذا غير معقول.
وقال الشيخ جابر الدسوقي: تأدبا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، أكرر: الموضوع كان مجرد احساس وشعور فقط لا غير، والأمر لم يصل حتى إلى القول إنني رأيته في المنام.
كيف خرجت قصة الرؤية؟
وحول ظروف خروج هذا الاحساس والشعور إلى العلن أوضح: نحن نتهجد ونتعبد في شهر رمضان في المسجد، وفي الاستراحة بين الركعات أتحدث للمصلين في الأمور الدينية والفقهية والسنة وسيرة الرسول وبالتالي تحدثت عن الاطمئنان الذي يسري في القلوب المؤمنة والنفوس الخاشعة المتعبدة في هذه الليالي الروحانية، لكن بعض الاعلاميين التقط هذا الكلام على غير المقصود منه وخلق منه قصة صحفية لا زلت أتعجب من تكبيرها بهذه الصورة وانتشارها في وسائل الاعلام، وكنت أنا آخر من يعلم عنها، والآن أقول الحقيقة كاملة لأضع حدا لهذه القصة الوهمية.
ومضى الشيخ جابر الدسوقي قائلا: "عيب" .. هذا لا يصح أبدا. كلام خيالي ردوده ونسبوه لي مع أن هذا لا يتصوره أي مسلم. ها أنا أتكلم إليك مباشرة وأؤكد أنني لا يمكن أن أردد مزاعم يمسكها المترصدون للاسلام والمتأهبون للهجوم عليه. لست أنا الذي يتيح لهم ذلك، خاصة بعد عملي الطويل في الدعوة فقدا كنت مديرا عاما في الدعوة بالأزهر وانتدبت للعمل إماما في مسجد الحامدية الشاذلية وأنا حاليا على المعاش".
وأضاف: الاحساس والشعور واردان عند أي انسان، وهنا قرأ الآية الكريمة "إنما المومنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا". مكذبا ما نسب إليه بأنه قال إنه رأى نورا في السماء ونورا يفيض في المسجد "من كتب هذا الكلام قاله من عندياته، لكني لم أقل ذلك. الآن تتكلم لي مباشرة وتسمع مني نفيا تاما لما نشر عني، فلا تلتفت إلى ما يكتب، وعليك أن تنقل للعالم هذه الحقيقة ما دمت اتصلت بي واستمعت لي".
أنتظر تعليمات وزير الأوقاف
وقال الشيخ جابر الدسوقي: حاليا لا أقوم بالامامة ولا الخطابة في مسجد الحامدية الشاذلية، فأنا محال إلى المعاش من العام الماضي، وكنت مكلفا من وزارة الأوقاف بأداء هذه المهمة، وبعد هذه القصة المختلقة طلبت مني الوزارة الانتظار حتى ورود تعليمات أخرى بعد أن تهدأ تلك الضجة، لكن لم يتم ابعادي من المسجد أو وقفي نهائيا عن العمل فيه كما أشيع.
وأضاف: كنت أعمل كبير باحثين في الأزهر بدرجة مدير عام في منطقة الجيزة، وانتدبت لهذا المسجد للوعظ منذ أكثر من عشرين عاما عندما لم يكن تابعا لوزارة الأوقاف، وأنا حاليا انتظر قرارا من الوزير لأعود لعملي كامام وخطيب لمسجد الحامدية الشاذلية.
الأمن عاملني بود وكرامة
ونفى الشيخ جابر الدسوقي أن تكون أجهزة الأمن قامت باعتقاله بعد ما نسب إليه حول رؤيته للرسول صلى الله عليه وسلم وقال: لم يعتقلوني .. لقد طلبوني وتحدثوا لي بود كامل ومعاملة طيبة، دخلت عندهم مكرما وخرجت مكرما بعد نصف ساعة فقط، وخلال ذلك وضحت لهم أن ما صدر عني لم يتجاوز الكلام عن عملية إحساس وشعور في القلب.
كن صوفياً وشاهد الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -!!!!!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/307)
ـ[الحسن بن عبد الله الصياغي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 05:09 م]ـ
أخي الكريم, نصيحتي إلى نفسي وإليك ألا تساهم في نشر الترهات التي ينشرها الإعلام خاصة هذه القناة الموبوءة ثم إن الشخص المذكور نفى ماقيل عنه.
والسلام عليكم
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[21 - 11 - 06, 11:00 م]ـ
أخي الكريم, نصيحتي إلى نفسي وإليك ألا تساهم في نشر الترهات التي ينشرها الإعلام خاصة هذه القناة الموبوءة ثم إن الشخص المذكور نفى ماقيل عنه.
والسلام عليكم
نعم صدق أخي الكريم، ولكن هذه القصة ممكن حدوثها عند الصوفية، ولو أنه ادعها حقا لعدوه من الأولياء الواصلين
((فهل يتصور أحد أنني بعد سنوات عملي الطويلة في الوعظ والامامة آتي لأزعم أنني رأيت الرسول مجسدا ويصلي بنا إماما، أضف إلى ذلك أيضا أنني لم أقل إنني رأيته في المنام".))
الصوفية يجوزون رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة وإن شئتم سردت لكم أسماءهم وأقوالهم موثقة بالجزء والصفحة والطبعة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
=============
أبو عثمان(36/308)
ما صحة هذه العباره (هذا وان كان من زلل فمني و&
ـ[عبد العزيز ابو عبد الله]ــــــــ[17 - 11 - 06, 03:34 م]ـ
ما صحة هذه العباره (هذا وان كان من ذلل فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء)
اليس الله تعالى هو خالق افعال العباد كما في الأيه (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [الصافات: 96] أرجو من شيوخنا التفهيم والتوضيح بارك الله تعالى فيهم وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[17 - 11 - 06, 04:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه البعارة لا حرج فيها وقد وردت عن الصحابة رضي الله عنهم فمن ذلك:
1 / عن الشعبي قال: سئل أبو بكر عن الكلالة فقال إني سأقول فيها برأيي فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان أراه ماخلا الوالد والولد فلما استخلف عمر قال إني لأستحيي الله أن أرد شيئا قاله أبو بكر " أخرجه الدارمي (2/ 462) والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 223) ورجاله ثقات إلا أنه منقطع.
2 / عن عبد الله بن مسعود أنه سئل عن رجل تزوج امرأة فلم يفرض لها ولم يمسها حتى مات قال فرددهم ثم قال فإني أقول فيها برأيي فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمني أرى لها صداق امرأة من نسائها لا وكس ولا شطط وعليها العدة ولها الميراث فقام معقل بن سنان الأشجعي فقال أشهد لقضيت فيها بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في ربوع بنت واشق امرأة من بني رؤاس - وبنو رؤاس حي من بني عامر بن صعصعة. أخرجه عبدالرزاق في المصنف (6/ 479) وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 556) وأحمد في المسند (4/ 279) وإسناده صحيح
قال ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (20/ 24): (وقال غير واحد من الصحابة كابن مسعود أقول فيها برأيي فان يكن صوابا فمن الله وان يكن خطأ فمنى ومن الشيطان والله ورسوله بريئان منه)
ولا تنفي العبارة أن أفعال العباد مخلوقة كما جاء في حديث علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال:
: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك وإذا ركع قال اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وإذا رفع قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد وإذا سجد قال اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين ثم يكون منت آخر ما يقول بين التشهد والتسليم اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت "
فقوله: " الشر ليس إليك " لا يعني أن الله لايخلقه لكنه أدبا مع الله لاينسب إليه ولهذا نظائر في القرآن كقوله تعالى: {و إذا مرضت فهو يشفين} وقوله: {وأنا لا ندري أشر أريد بمن فى الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا} و ما شاكل ذلك من أن الشر إما أن يحذف فاعله أو يضاف إلى الأسباب أو يندرج فى العموم و أما إفراده بالذكر مضافا إلى خالق كل شيء فلا يقتضيه كلام حكيم لما توجبه الحقيقة المقتضية للأدب المؤسس لا لمحض متميز.
ينظر مجموع الفتاوى (8/ 400، 511) (14/ 21)
ـ[عبد العزيز ابو عبد الله]ــــــــ[17 - 11 - 06, 08:23 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخي الكريم وبارك فيك وفي علمك
ـ[مسلم أبو علاء]ــــــــ[04 - 04 - 07, 04:16 ص]ـ
السلام عليكم:
-حياكم الله إخوانى وجعل الله مشاركاتنا هنا فى ميزان حسناتنا إن شاء الله
-فقط أحببت أن أضيف تفصيلاً فى مسألة خلق الشر,
وقد فصل فيها الإمام ابن القيم رحمه الله فى كتابه شفاء العليل
وخلص إلى أن الشر منه ما هو محض , ومنه ما هو نسبى
والمحض ليس موجوداً, والموجود هو النسبى
فهذا الذى نراه شراً, فيه خيراً من وجه أخر,
-فهل التفصيل فى هذة المسألة ضرورى؟ أم هو من باب التكلف؟
وللفائدة عثرت على هذا الكلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله , وجدته هنا فى المنتدى:
الإيمان بالقدر خيره وشره
إن قيل: كيف يقال: إن في قدر الله شراً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"الشر ليس إليه"؟.
فالجواب على ذلك أن يقال:
الشر في القدر ليس باعتبار تقدير الله له، لكنه باعتبار المقدور له،
لأن الدنيا قدراً هو التقدير ومقدوراً، كما أنه هناك خلقاً ومخلوقاً وإرادة ومراداً،
فباعتبار تقدير الله له ليس بشر، بل هو خير، حتى وإن كان لا يلائم الإنسان
ويؤذيه ويضره، لكن باعتبار المقدور، فنقول: المقدور إما خير وإما شر،
فالقدر خيره وشره يراد به المقدور خيره وشره.
ونضرب لهذا مثلاً في قوله تعالى:
((ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا)) الروم:41].
ففي هذه الآية بين الله عز وجل ما حدث من الفساد وسببه والغاية منه،
فالفساد شر، وسببه عمل الإنسان السيء، والغاية منه:
((ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)).
فكون الفساد يظهر في البر والبحر فيه حكمة، فهو نفسه شر،
لكن لحكمة عظيمة، بها يكون تقديره خيراً.
كذلك المعاصي والكفر شر، وهو من تقدير الله لكن، لحكمة عظيمة،
لولا ذلك لبطلت الشرائع، ولولا ذلك لكان خلق الناس عبثا ..... أ. ه
-فهذا الذى أحببت التفصيل فيه
وسؤالى, هل اذا ذكرنا هذة المسألة, فيحسن بنا التوضيح
طبقاً لما علمناه وأن الله خالق للشر من حيث معناه الذى تم ذكره
وأنه ليس شراً محضاً؟ أم نقول الله خالق الشر ,هكذا ونصمت؟؟
أعنى أيهما أفضل فى التحمل والأداء فيما بعد,
بورك فيكم
السلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/309)
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 12:20 م]ـ
وقد اجازها ايضا الشيخ بن عثيمين على ما اتذكر(36/310)
ما الفرق بين الروح و النفس؟
ـ[داود البلجيكي]ــــــــ[17 - 11 - 06, 06:27 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما هو الفرق بين الروح و النفس؟
بحثت في الموقع و لم اجد شيئا.
بارك الله فيكم
ـ[فيصل]ــــــــ[17 - 11 - 06, 10:02 م]ـ
راجع الرد على الشاذلي لابن تيميه ص132 - 135 ومجموع الفتاوى6/ 24 - 25 و 516 - 517
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[18 - 11 - 06, 12:39 ص]ـ
حقيقه الروح*
قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله: ومذهب الصحابه والتابعين لهم باحسان وسائر سلف الامه وائمه السنه ان الروح عين قائمه بنفسها تفارق البدن وتنعم وتعذب ليست هى البدن ولا جزء من اجزائه
هل الروح والنفس شيئا واحدا؟
اختلف العلماء فى ذاللك لكن قوله عز وجل (الله يتوفى الانفس حين موتها) وقال صلى الله عليه وسلم (لما نام عن صلاه الفجر*ان الله قبض ارواحكم حين شاء وردها عليكم حيث شاء*البخارى)
انواعها= اخبرنا الله تعالى فى القران الكريم ان النفوس ثلاثه
1\ النفس الاماره بالسوء (وما أبرىء نفسى ءان النفس لأماره بالسو ء ءالاما رحم ربى) هى التى يغلب عليها اتباع هواها بفعل الذنوب و المعاصى
2= النفس اللوامه قال تعالى (ولا أقسم بالنفس اللوامه) القيامه---- هى التى تذنب وتتوب فيها خير وشرلكن اذا فعلت الشر تابت
3 - النفس المطمئنه= (يا أيتها النفس المطمئنه ارجعى الى ربك راضية مرضيه فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى) الفجر----- هى التى تحب الخير والحسنات وتبغض الشر والسيئات
والله تعالى اعلم
والسلام عليكم
المصدر رسائل اهل السنه
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[19 - 11 - 06, 02:42 ص]ـ
أنظر كتاب " الروح " لان القيم رحمه الله
فقد تحدث عن هذا بشيء من التفصيل
و فقكم ربي لكل خير
ـ[عبدالرحمن ساتى]ــــــــ[11 - 10 - 09, 12:56 ص]ـ
" و يسألونك عن الروح-قل الروح من أمر ربى- و ما أوتيتم من الا قليلا"(36/311)
إضافة الإشياء المستخبثة إلى الربوبية ..
ـ[الناصري]ــــــــ[18 - 11 - 06, 03:58 ص]ـ
قال ابن القيم:" المسلمون يقولون: كل شيء يبيد ويهلك، ولا يقولون: حجج الله تبيد وتهلك.
ويقولون: الله رب كل شيء، ولايضيفون ربوبيته إلى الأعيان المستخبثة المتستقذرة بخصوصها " [مدارج السالكين2/ 198].
وهذا من التأدب مع الله تعالى وتعظيمه وتنزيهه،وإلا فإن الله رب كل شيء جل في علاه.
ـ[الناصري]ــــــــ[18 - 11 - 06, 04:26 ص]ـ
في العنوان: " خطأ إملائي " لم أتمكن من تداركه ..
والصواب:" الأشياء " بدل " الإشياء " ..(36/312)
بيان لمعنى قاعدة: " كل كمال في المخلوق فالله أولى به "
ـ[الناصري]ــــــــ[18 - 11 - 06, 04:13 ص]ـ
هذه القاعدة ذكرها جمعٌ من أهل السنة وتمامها:"وكل نقص في المخلوق فالله ينزه عنه "وأشكلت علي فبحثت عن كلام أهل السنة فيها فانكشف عني الإشكال بحمد الله،وسأورد كلام عالمين من علماء السنة المعاصرين عليها،ومن كان عنده زيادة علم حول هذه القاعدة، فلعله أن يتحفنا به:
قال الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله _: ليس كل كمال في المخلوق يكون كمالاً في حق الله تعالى،وليس كل نقص في المخلوق يكون نقصاً في حق الله تعالى ... وذلك أن المقياس في الكمال والنقص ليس باعتبار ما يضاف للإنسان؛ لظهور الفرق بين الخالق والمخلوق؛ لكن باعتبار الصفة من حيث هي صفة فكل صفة كمال فهي ثابتة لله تعالى " [شرح الواسطية 1/ 83، 1/ 168] ... .
وسألت شيخنا عبدالرحمن المحمود _ حفظه الله _ عن هذه القاعدة فقال:"هذه القاعدة لايٌثبت بها صفاتٌ لله تعالى،وإنما هي قاعدة تابعة ومؤيدة لما ثبت من صفاتٍ لله تعالى في النصوص.
فالعلم كمالٌ في المخلوق،والله تعالى متصف به كما دلت على ذلك النصوص،وهذه القاعدة تكون لتدعيم ذلك لاسيما في مواطن الجدل،وإلا فليس للعقل مجال في إثبات صفات الله تعالى؛ إذ هي توقيفية.
ويصار إلى مثل تلك التقعيدات العقلية عند الجدل والمناظرة والنزاع مع أهل البدع في إثبات الصفات المُثبَته في الكتاب والسنى بالأدلة العقلية للحاجة ولقطع الخصوم." انتهى كلامه.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[18 - 11 - 06, 07:59 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[العذب الزلال]ــــــــ[18 - 11 - 06, 05:27 م]ـ
تطرق شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله تعالى لهذه القاعدة بشيء من التفصيل في رسالته المعروفة باسم " الأكملية " و خلاصة ما ذكره الشيخ رحمه الله تعالى ان الكمال المقصود في هذه القاعدة (الذي اتصف به المخلوق) ليس هو الكمال النسبي و إنما الكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه فهذا الذي يستحقه الله سبحانه و تعالى و ذكر رحمه الله أمثلة عديدة لذلك راجعها إن شئت في الرسالة المذكورة.
و هذا رابط الرسالة
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alakmalih.zip
ـ[عبد]ــــــــ[18 - 11 - 06, 11:03 م]ـ
والأجود أن يقال: كل صفة كمال في المخلوق ....
وذلك أنه لا كمال في المخلوق، أما صفة الكمال فممكنة.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[19 - 11 - 06, 12:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أولا: هذه القاعدة هي مايسمى بقياس الأولى وذلك أن القياس أنواع:
قياس تمثيلي وهو الحاق الفرع بالأصل لجامع بينهما.
قياس شمولي وهو قضية كلية يندرج تحتها أفراد.
ولايصح في حق الله تبارك وتعالى القياس التمثيلي لأنه سبحانه ليس كمثله شيء فلا يجوز أن يمثل بغيره.
ولا يصح في حقه سبحانه القياس الشمولي لأنه لايجوز أن يدخل هو وغيره تحت قضية كلية تستوي أفرادها.مثل أن يقال: القائم بنفسه لا يفتقر إلى المحل كما يفتقر العرض مثلا أو قيل: كل موجود فله خاصية لا يشركه فيها غيره ونحو ذلك - كان هو سبحانه أحق بمثل هذه الأمور من سائر الموجودات فهو أحق بالغنى عن المحل من كل قائم بنفسه وهو أحق بانتقاء المشارك له في خصائصه من كل موجود.
أما قياس الأولى فيجوز وهو طريقة القرآن والسنة والطريقة السلفية وهو أن كل كمال لا نقص فيه بوجه ثبت للمخلوق فالخالق أولى به وكل نقص وجب نفيه عن المخلوق فالخالق أولى بنفيه عنه يقول تبارك وتعالى: {ولله المثل الأعلى} وقال تعالى: {ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم} وقال تعالى: {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم} وقال تعالى: {ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون}.
ثانيا: هذا الدليل استدل به السلف كالإمام أحمد وغيره مثل بيان أحمد رحمه الله لإمكان كونه سبحانه عالما بجميع المخلوقات مع كونه بائنا عن العالم فوق العرش بقياسين عقليين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/313)
أحدهما: أن الإنسان قد يكون معه قد صاف فيرى ما فيه مع مباينته له فالرب سبحانه قدرته على العالم ومباينته له أعظم من قدرة هذا على ما في يده فلا تمتنع رؤيته لما فيه وأحاطته به مع مباينته له
والقياس الثاني: من بنى دارا وخرج منها فهو يعلم ما فيها لكونه فعلها وإن لم يكن فيها فالرب الذي خلق كل شيء وأبدعه هو أحق بأن يعلم ما خلق وهو اللطيف الخبير وإن لم يكن حالا في المخلوقات.
وقال ابن القيم رحمه الله كما في مفتاح دار السعادة (2/ 76): (وأما قياس الأولى فهو غير مستحيل في حقه بل هو واجب له وهو مستعمل في حقه عقلا ونقلا:
أما العقل فكاستدلالنا على أن معطى الكمال أحق بالكمال فمن جعل غيره سميعا بصيرا عالما متكلما حيا حكيما قادرا مريدا رحيما محسنا فهو أولى بذلك وأحق منه ويثبت له من هذه الصفات أكملها وأتمها وهذا مقتضى قولهم كمال المعلول مستفاد من كمال علته ولكن نحن ننزه الله عز وجل عن إطلاق هذه العبارة في حقه بل نقول كل كمال ثبت للمخلوق غير مستلزم للنقص فخالقه ومعطيه إياه أحق بالاتصاف به وكل نقص في المخلوق فالخالق أحق بالتنزه عنه كالكذب والظلم والسفه والعيب بل يجب تنزيه الرب تعالى عن كل النقائص والعيوب مطلقا وان لم يتنزه عنها بعض المخلوقين وكذلك إذا استدللنا على حكمته تعالى بهذه الطرائق نحو أن يقال إذا كان الفاعل الحكيم الذي لا يفعل فعلا إلا لحكمة وغاية مطلوبة له من فعله أكمل ممن يفعل لا لغاية ولا لحكمة ولا لأجل عاقبة محمودة وهي مطلوبة من فعله في الشاهد ففي حقه تعالى أولى وأحرى فإذا كان الفعل للحكمة كما لا فينا فالرب تعالى أولى به وأحق وكذلك إذا كان التنزه عن الظلم والكذب كما لا في حقنا فالرب تعالى أولى وأحق بالتنزه عنه.
وبهذا ونحوه ضرب الله الأمثال في القرآن وذكر العقول ونبهها وأرشدها إلى ذلك كقوله: (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا) فهذا مثل ضربه يتضمن قياس الأول يعني إذا كان المملوك فيكم له ملاك مشتركون فيه وهم متنازعون ومملوك آخر له مالك واحد فهل يكون هذا وهذا سواء فإذا كان هذا ليس عندكم كمن له رب واحد ومالك واحد فكيف ترضون أن تجعلوا لأنفسكم آلهة متعددة تجعلونها شركاء لله تحبونها كما يحبونه وتخافونها كما يخافونه وترجونها كما يرجونه وكقوله تعالى: (وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم) يعني أن أحدكم لا يرضى أن يكون له بنت فكيف تجعلون لله مالا ترضونه لأنفسكم وكقوله: (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم) يعني إذا كان لا يستوي عندكم عبد مملوك لا يقدر على شيء وغني موسع عليه ينفق مما رزقه الله فكيف تجعلون الصنم الذي هو أسوأ حالا من هذا العبد شريكا لله وكذلك إذا كان لا يستوي عندكم رجلان أحدهما أبكم لا يعقل ولا ينطق وهو مع ذلك عاجز لا يقدر على شيء وآخر على طريق مستقيم في أقواله وأفعاله وهو آمر بالعدل عامل به لأنه على صراط مستقيم فكيف تسوون بين الله وبين الصنم في العبادة ونظائر ذلك كثيرة في القرآن.
وفي الحديث كقوله في حديث الحارث الأشعري: " وان الله أمركم أن تعبدوه لا تشركوا به شيئا وان مثل من أشرك كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله وقال له اعمل وأد إلى فكان يعمل ويؤدي إلى غيره فأيكم يحب أن يكون عبده كذلك فالله سبحانه لا تضرب الأمثال التي يشترك هو وخلقه فيها لا شمولا ولا تمثيلا وانما يستعمل في حقه قياس الأولى) أ. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/314)
ثالثا: الأدلة العقلية الصحيحة يستدل بها في المطالب الإلهية وصفات الله تبارك وتعالى لكن لايثبت بها الصفات على التفصيل وإنما هو إثبات مجمل لصفات الكمال كما أنها تستخدم في مناظرة الخصوم من أهل البدع وكما سبق عن أحمد أنه استدل بهذا النوع من الأدلة يقول شيخ الإسلام ابن تيمية كما في درء تعارض العقل والنقل (3/ 371): (أحمد يستدل بالأدلة العقلية على المطالب الإلهية إذا كانت صحيحة إنما يذم ما يخالف الكتاب والسنة أو الكلام بلا علم والكلام المبتدع في الدين كقوله في رسالته إلى المتوكل: (لا احب الكلام في هذا إلا ما كان في كتاب الله أو حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو التابعين فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود) وهو لا يكره - إذا عرف معاني الكتاب والسنة - أن يعبر عنها بعبارات أخرى إذا احتيج إلى ذلك بل هو قد فعل ذلك بل يكره المعاني المبتدعة في هذا أي فيما خاض الناس فيه - من الكلام في القرآن والرؤية والقدر والصفات - إلا بما يوافق الكتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعين، ولهذا كره الكلام في (الجسم) وفي (الحيز) وفي اللفظ بالقرآن نفيا وإثباتا لما في كل من النفي والإثبات من باطل وكلامه في هذه الأمور مبسوطة في موضع آخر كما هو معروف في كتابه وخطابه، والمذموم شرعا ما ذمه الله ورسوله كالجدل بالباطل والجدل بغير علم والجدل في الحق بعد ما تبين، فأما المجادلة الشرعية كالتي ذكرها الله تعالى على الأنبياء عليهم السلام وأمر بها مثل قوله تعالى: (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا) وقوله: (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه) وقوله تعالى: (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه) وقوله تعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن) وأمثال ذلك فقد يكون واجبا أو مستحبا وما كان كذلك لم يكن مذموما في الشرع)
ومن الأدلة العقلية التي سلكت في باب الصفات:
1 / قياس الأولى السابق.
2 / الإستدلال بالأثر على المؤثر و أن من فعل الكامل فهو أحق بالكمال كقوله تعالى: {و قالوا من أشد منا قوة قال الله تعالى أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة}
و هكذا كل ما فى المخلوقات من قوة و شدة تدل على أن الله أقوى و أشد و ما فيها من علم يدل على أن الله أعلم و ما فيها من علم و حياة يدل على أن الله أولى بالعلم و الحياة، و هذه طريقة يقر بها عامة العقلاء حتى الفلاسفة يقولون كل كمال في المعلوم فهو من العلة.
3 / الاستلزام أن الفعل مستلزم للقدرة و لغيرها.
ولكن هذه الأدلة ظاهرة ولظهورها يستدل بها أيضا حتى غير المسلمين كالنصارى وغيرهم
وينظر: مجموع الفتاوى (1/ 48) (3/ 297) (9/ 141، 145) (12/ 349) (13/ 194) (16/ 357)
3 /
ـ[الناصري]ــــــــ[20 - 11 - 06, 01:42 ص]ـ
أثابكم الله على هذه الفوائد ..
ـ[همام بن همام]ــــــــ[20 - 11 - 06, 02:41 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
ينقسم الكمال إلى ثلاثة أقسام:
الأول: كمال مطلق، لا نقص فيه بوجه من الوجوه، كالسمع والبصر والعلم وغيرها.
الثاني: كمال مقيد، الكمال في حال دون حال، كالمكر بمن يمكر بأولياء الله، وغيره.
الثالث: كمال نسبي، الكمال فيه من وجه دون وجه، وهو مستلزم للنقص، كالأكل والشرب وغيرهما.
فيقع اللبس عند بعضهم من جهة إدخاله القسم الثالث في هذه القاعدة، ومعلوم أن الذي يأكل من المخلوقين أكمل من الذي لا يأكل، ولكنه كمال للجائع وليس كمالا للشبعان، وكذا الأكل دليل على افتقار المخلوق إليه فاستلزم النقص.
والكمال يكون كمالاً نسبياً إذا استلزم واحداً من ثلاثة أمور:
1) العدم المنافي لوجود الرب وقيوميته.
2) الحدوث المنافي لقدمه. (ولا يرد على هذا صفة الكلام من أنها قديمة النوع حادثة الآحاد، فتنبه).
3) الفقر المنافي لغناه.
والله أعلم.(36/315)
الصوفية في تهامة اليمن (وثائق تنشر لأول مرة)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[18 - 11 - 06, 09:08 م]ـ
التصوف في تهامة اليمن
مقدمة:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن دعوة التوحيد وإفراد الله بالعبودية أعظم أمور الدين وأجلها، وهي دعوة الأنبياء قاطبة من لدن نوح عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)) [النحل:36].
وقال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)) [الأنبياء:25].
ولقد أمضى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حياته كلها منذ مبدأ بعثته إلى أن توفاه الله عز وجل وهو يدعو إلى التوحيد، حتى أنه في اللحظات الأخيرة كان همه الأكبر الذي يحرص على بيانه وإيضاحه بشكل جلي لا خفاء فيه ولا غموض هو حماية جناب التوحيد من الشرك والبدع؛ لما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: {لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة على وجهه، فإذا أغتم كشفها عن وجهه، فقال -وهو كذلك-: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد} يحذر ما صنعوا.
والناظر في واقع الأمة الإسلامية اليوم ليجد أنها أصيبت في أعظم ما تملك ألا وهو التوحيد والعقيدة، -إلا من رحم الله- فنقضت بذلك عرى الإسلام عروة عروة والله المستعان.
وكان الباعث لهذا الضلال والزيغ هو مجاوزة الحد بالتعدي على حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم بالإطراء في المديح والغلو في التعظيم، وما ينتج عن ذلك من الغلو في الأولياء والصالحين، ومن ثم انحرفت -والعياذ بالله- طوائف كثيرة من أهل الإسلام في أمر التوحيد بالبدع تارة، وبالشرك تارات أخرى، فأصيبت الأمة بالهوان والذل وتسلط الأعداء، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
ومن البلاد التي تفشت فيها المظاهر المناقضة للتوحيد من شرك وقبورية وبدع وخرافات منطقة تهامة اليمن (الشريط الساحلي المحاذي للبحر الأحمر في جنوبي جزيرة العرب).
وكان من أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار الشرك والقبورية وذيوعها في هذه المنطقة سببان رئيسان وهما:
الأول: غلبة الجهل على الناس، وعدم وجود من ينبههم على الشرك وخطره ويبين لهم التوحيد وحقيقته.
الثاني: انتشار التصوف بقوة في مناطق تهامة اليمن؛ حيث إن جذور الصوفية تضرب بعمق في تاريخ هذه المنطقة، حتى إن الناس في هذه البلاد أَلِفوا أمور الشرك والقبورية والغلو في الأولياء نشأ عليها الصغير منهم وهرم فيها الكبير.
ومما يزيد الأمر خطورة خاصة في السنوات المتأخرة أن الصوفية في اليمن بل في العالم أجمع قد عزفت عن رتابة التصوف ومنهاجه التقليدي من السياحة والخلوات والعزلة عن المجتمعات وغير ذلك من أمور الشطح والدروشة ومن فعال المجاذيب والمجانين، فتركت التصوف في صوره التقليدية القديمة، وواكبت ركب التطور والتقدم العلمي؛ لتبرز لنا في صورة جديدة هي (الصوفية الحركية أو الصوفية العلمية) إن صح التعبير، ولتظهر على المجتمع بأعمال مؤسسية علمية أو اجتماعية سواء كانت على هيئة جامعات أو كليات أو أربطة ومعاهد دينية أو جمعيات ومؤسسات خيرية إغاثية اجتماعية وغير ذلك.
وأهم ملامح نشاط الصوفية العصرية يتمثل فيما يلي:
1 - العناية بإنشاء المؤسسات العلمية من معاهد وكليات وجامعات شرعية مع التركيز على التأصيل العلمي والرسوخ العلمي في العلوم الشرعية عامة، وتثبيت الشبه المناقضة للتوحيد، وتأصيل مسائل العقيدة على طريقة المتكلمين خاصة.
2 - إحياء الآثار القديمة من أربطة وزوايا وموالد وزيارات قبورية (شركية وبدعية) وتنشيطها ودعمها مادياً ومعنوياً.
3 - السيطرة على أماكن التوجيه والإرشاد في المجتمع من إمامة مسجد وخطابة جامع وتدريس في المدارس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/316)
4 - محاولة السيطرة على المناصب العليا في المجتمع والمراكز المؤثرة فيه؛ وذلك بالحصول على حقائب وزارية، أو رئاسة للمجالس المحلية، أو إدارة لمكاتب الدوائر الحكومية، أو أن يكون منهم أمناء لكتابة العقود والبصائر وغيرها من مراكز التأثير في المجتمعات.
5 - مباشرة الناس ومخالطتهم واستقطاب أكبر عدد من المدعوين إليهم، والحرص على جيل الشباب خاصة ومحاولة الوصول إلى جميع شرائح المجتمع؛ حتى يتم التأثير على عقائد الأمة وآدابها بشكل مباشر قوي.
فإذا ما انضم إلى ذلك ما نشهده ونعاصره من المخطط العالمي والذي يقوم فيه حزب النفاق ومن ورائه أسيادة من أئمة الكفر ورءوسه في هذا العصر من السعي الحثيث سعياً جاداً إلى إعادة تلميع أهل الأهواء والبدع خاصة الصوفية ومحاولة تزيينهم للعامة وإظهارهم بمظهر المرجعية الدينية الشرعية، ومن ثم التمكين لهم وتهيئة الوسائل المتعددة والمتنوعة لهم والتي من خلالها يعبثون بعقائد المسلمين الراسخة وثوابتهم الشرعية المحكمة.
ومن ثم ما فتئ هؤلاء المبتدعة يَحِلون عرى عقيدة التوحيد عروة عروة حتى طمسوا العقيدة الإسلامية الأصيلة، وانحرفوا عن التوحيد النقي الصافي، وصار أساس دينهم هو الشرك بالله، وقاعدة ملتهم إنكار صفات الله، وما يلحق ذلك من أهواء وبدع وضلالات في التصور والسلوك في العقيدة والشريعة، والتي في حقيقتها إعراض عن الوحي من علوم القرآن والسنة، وتعطيل للعقول الصريحة بل إفساد لها وتخريب.
ومن هنا فإن على المنتسبين للعلم والدعوة واجباً كبيراً تجاه هذا الزحف البدعي الخطير، لأنه كلما انتشر العلم وقوي البلاغ ونشط الدعاة إلى الله على بصيرة كلما قلت وضعفت مظاهر وممارسات البدعة والخرافة والشرك والضد بالضد.
فكانت هذه الدراسة لبنة في بناء مواجهة المد الصوفي ببدعه وشركياته؛ حتى تتجلى الحقيقة ناصعة لتكشف زيف القوم وتبين حقيقة حالهم، ولتعريهم وتفضحهم حتى يكون الأمر بيناً والشأن جلياً لكل ذي عينين.
وهي دراسة موجزة عن الصوفية في تهامة اليمن.
وهذه الدراسة تحوي عدة فصول:
الفصل الأول: وجوب تصحيح العقيدة وتحقيق التوحيد.
الفصل الثاني: الصوفية (تعريفها - نشأتها - عقائدها).
الفصل الثالث: دراسة ميدانية عن واقع الصوفية المعاصر في تهامة اليمن.
الفصل الرابع: جدول بياني عن الزيارات الشركية والبدعية في تهامة اليمن.
الفصل الخامس: دراسة موجزة عن أهم الكتب والإصدارات المعتمدة لدى الصوفية في تهامة اليمن.
الفصل السادس: وسائل مواجهة المد الصوفي.
ثم خاتمة تختم بها دراستنا هذه.
ثم مسرد للوثائق المصورة ..
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
إعداد: عبد الله المصلح
إشراف ومتابعة موقع الصوفية
www.alsoufia.com
تحميل التقرير الميداني pdf (http://www.alsoufia.com/pdf/tahamah1.rar)
تحميل الوثائق pdf (http://www.alsoufia.com/pdf/tahamah2.rar)
تحميل التقرير الميداني مع الوثائق pdf (http://www.alsoufia.com/pdf/tahamah.rar)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[19 - 11 - 06, 01:59 م]ـ
بورك فيكم جميعاً ..
ـ[ابوريم]ــــــــ[04 - 06 - 09, 01:53 ص]ـ
ورك فيك
ـ[حارث ماهر ياسين]ــــــــ[04 - 06 - 09, 03:14 م]ـ
جزيت الجنة
ـ[مدارج]ــــــــ[11 - 06 - 09, 02:15 م]ـ
روابط التحميل لا تعمل ...(36/317)
خلاف قائم على أشده بين سنة ورافظة فمن ينبري للرد وفقه الله
ـ[مقنع الكندي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 02:18 م]ـ
انصر خاك ظالماً أو مظلوماً في هذا
تجد خلاف قوي بن سنة ورافظة فمن لديه الوقت والحجة والبرهان فلا يبخل بالرد على على أهل الغي والفساد ومن لم يكن مسجلاً فلا حرج من مراسلتي على الخاص
نصرالله السنة ..
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[19 - 11 - 06, 09:42 م]ـ
السلام عليكم
أخي هؤلاء يستخدمون اسلوب النسخ و اللصق والحوار معهم لا يجدي.
رافظة = رافضة هكذا تكتب.
ـ[مقنع الكندي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 10:03 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي خالد وبالفعل رافضة تكتب كذا وقدأخطأت ولا أعلم مالذي دعاني لقب الضاد .. أشكرك على التنبية
وكذلك نبهتني بطريقة النسخ واللصق وبالفعل فدئماً عندما نتحاور مع الروافض فإنهم يتشعبون في مواضيع
متشعبة ... وهذه طريقة هروبهم،،(36/318)
ما معنى هذا الكلام للإمام أحمد؟؟
ـ[ابن الشاعر]ــــــــ[19 - 11 - 06, 02:31 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال صاحب لمعة الإعتقاد:
((قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله ينزل إلى سماء الدنيا»، أو «إن الله يرى في القيامة»، وما أشبه هذه الأحاديث نؤمن بها، ونصدق بها بلا كيف، ولا معنى، ولا نرد شيئا منها، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق، ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، ونقول كما قال، ونصفه بما وصف به نفسه، لا نتعدى ذلك، ولا يبلغه وصف الواصفين، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت، ولا نتعدى القرآن والحديث، ولا نعلم كيف كنه ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم، وتثبيت القرآن))
هل هذا يوافق ما يقوله الأشعرية أنّه يجب تفويض المعنى والكيف؟؟
بالله عليكم أفيدونى ..
وجزاكم الله خيرا
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 02:52 م]ـ
معاذ الله ان يوافق الأشعرية , فالأشعرية يفوضون المعنى , اما اهل السنة فيثبتون المعنى و يفوضون الكيف
و قول الامام احمد: (لا كيف و لا معنى) , في سنده كلام , فهو من رواية حنبل بن إسحاق و هو ثقة الا انه يتفرد عن الامام احمد بغرائب منها هذه , و قد اختلف الحنابلة فيما يتفرد به فمنهم من قبله و منهم من رده
و على فرض ثبوته فليس فيه تفويضا للمعنى , بل ان هذا اصطلاح اصطلح عليه بعض السلف , و يقصدون به:التأويل الباطل للجهمية و أضرابهم
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[19 - 11 - 06, 06:09 م]ـ
((قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله ينزل إلى سماء الدنيا»، أو «إن الله يرى في القيامة»، وما أشبه هذه الأحاديث نؤمن بها، ونصدق بها بلا كيف، ولا معنى، ولا نرد شيئا منها، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق، ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، ونقول كما قال، ونصفه بما وصف به نفسه، لا نتعدى ذلك، ولا يبلغه وصف الواصفين، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت، ولا نتعدى القرآن والحديث، ولا نعلم كيف كنه ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم، وتثبيت القرآن))
هل هذا يوافق ما يقوله الأشعرية أنّه يجب تفويض المعنى والكيف؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اين هذا الكلام من كلام الاشاعرة وأين هم يصفون الله بما وصف نفسه
((جرب وقل للأشعري أن الله ينزل الى السماء الدنيا)) وانظر ردة الفعل؟ التأويل!
فهم لايثبتون الا الصفات السبع لله مع أننا لو قسنا بمقياسهم لأصبحوا مجسمه
هذا والله اعلم
ـ[همام بن همام]ــــــــ[20 - 11 - 06, 02:14 ص]ـ
هذه أجوبة لثلاثة من المحققين في هذا الباب:
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة في شرح اللمعة عند نقل ابن قدامة كلام الإمام أحمد رحمهما الله ما نصه:
"وقوله: ولا معنى أي: لا نثبت لها معنى يخالف ظاهرها كما فعله أهل التأويل وليس مراده نفي المعنى الصحيح الموافق لظاهرها الذي فسرها به السلف فإن هذا ثابت، ويدل على هذا قوله: "ولا نرد شيئاً منها، ونصفه بما وصف به نفسه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت، ولا نعلم كيفية كنه ذلك". فإن نفيه لرد شيء منها، ونفيه لعلم كيفيتها دليل على إثبات المعنى المراد منها". انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
وقال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرح اللمعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/319)
"وهذا الكلام منه رحمه الله تعالى رحمة واسعة، أشكل على بعضهم كيف يقول بلا كيف ولا معنى؟ وحقيقة هذا اللفظ الذي ورد عنه أنه يوافق مذهب المفوّضة، والمفوضة طائفة كانت تقول نؤمن بالألفاظ بلا معاني، يعني نفوض المعنى والكيفية جميعا، وهذا معتقد باطل وبدعة شنيعة، وإنما الواجب تفويضُ العلم بالكيفية، أما المعنى فهو ظاهر لأن القرآن أنزل بلسان عربي مبين، فإذا كان أهل السنة والجماعة يؤمنون بالألفاظ والمعاني؛ يعني بما دل عليه اللفظ من كلام العرب، فكيف إذن يُحمل كلام الإمام أحمد بقوله (بلا كيف ولا معنى) وهذه أيضا مما أُخذ على المؤلف حيث لم يُوضِح المراد من كلام الإمام أحمد.
وأهل العلم يقولون إن الإمام أحمد أراد بقوله (بلا كيف ولا معنى) الرد على طائفتين:
1. الطائفة الأولى المشبهة المجسمة رد عليهم بقوله (بلا كيف) يعني الكيفية التي تتوهمها العقول، أو وَصَفَ اللهَ جل وعلا بها المجسمة أو الممثلة.
2. وقوله (ولا معنى) ردّ بها رحمه الله على المعطلة، الذين جعلوا معاني النصوص على خلاف الظاهر المتبادر منها، فقالوا إن معنى النزول الرحمة، وقالوا إن معنى الاستواء الاستيلاء، وقالوا إن معنى الرحمة الإرادة؛ إرادة الإحسان أو إرادة الخير، وإن الغضب معناه إرادة الانتقام ونحو ذلك فهذا تأويل منه.
فالإمام أحمد يقول (بلا كيف) الكيف الذي جعله المجسمة، (ولا معنى) الذي جعله المعطلة، يعني المعنى الباطل الذي صرف الألفاظ إليه المبتدعة المؤولة. فإذن قوله (بلا كيف ولا معنى) يريد بقوله (ولا معنى) المعنى الباطل الذي تأول به وإليه المبتدعة نصوص الصفات والنصوص الغيبية.
وهذا نأخذ منه قاعدة مهمة: وهي أن طالب العلم الذي يعتني بأمر الاعتقاد يجب عليه أن يفهم اعتقاد أهل السنة والجماعة تماما، فإذا فهمه وورد بعد ذلك ألفاظ مشكلة عن الأئمة, عن التابعين, من تبع التابعين، عن بعض الأئمة فإنه بفهمه للاعتقاد الصحيح سيوجّه معناها إلى معنىً مستقيم، لأنه لا يُظن بالإمام أحمد وهو إمام أهل السنة والجماعة الذي حكم بالبدعة على المفوضة أنه يقول (ولا معنى) يعني ليس للآيات والأحاديث معنى يفهم بتاتا، فإذن فهمُك لأصول الاعتقاد وأصول ما كان عليه أهل السنة والجماعة، وضبطُك لذلك، به يمكنك أن تجيب على كثير من الإشكالات، ونحن في هذا الزمان ربما كتب بعض الناس كتابات في أن السلف يقرّون التأويل، وأنه وُجد التأويل للصفات في زمن الصحابة، أو وجد في زمن الصحابة من ينكر بعض الصفات، أو وجد في التابعين من يؤول، والإمام أحمد أوَّلَ، ونحو ذلك، وهذا من جرّاء عدم فهمهم لأصول أهل السنة والجماعة، وابتغاء الفتنة، وابتغاء التأويل الذي وصف الله جل وعلا به الزائغين، وإذا فهمت الصواب وفهمت المنهج الحق والاعتقاد الحق فإنه يمكن بذلك أن تجيب عن ما ورد عن بعض أئمة أهل السنة من ألفاظ ربما خالف ظاهرُها المعتقد، أو ظُن أن فيها شيء من التأويل، يمكن أن تجيب عليها بأجوبة محققة واضحة" انتهى كلامه حفظه الله تعالى.
وقال الشيخ يوسف الغفيص حفظه الله في شرح اللمعة:
"هذا الكلام نسبه الموفق للإمام أحمد رحمه الله، يقال فيه: إن ما نسبه الحنابلة -أو غيرهم ممن ينسب إلى أئمتهم من الكلام - يكون على وجهين: تارة يكون الكلام نصاً، وتارة يكون الكلام فهماً.
في مذهب الإمام أحمد خاصة إشكال في نقل أصحابه عنه في العقيدة، وهذا الإشكال مُحصَّله أن جملة من الحنابلة فهموا مذهب الإمام أحمد في الصفات فهماً، وجملة فهموا فهماً آخر، فصار بعضهم يلخص فهمه وينقله عن الإمام أحمد، لهذا مَثَلٌ ذكره الإمام ابن تيمية ننبه إليه ليفقه مثل هذا التقرير في نقل أقوال الأئمة.
أبو الحسن التميمي من الحنابلة صنَّف كتاباً في عقيدة الإمام أحمد، وجعل هذا الكتاب على لسان الإمام أحمد، فجعل يقول – مثلاً-: وكان أبو عبد الله يقول .. ثم يأتي بجمل، وكان أبو عبد الله يذهب إلى كذا وهكذا .. هذا النقل لم ينقله برواية عن كبار أصحاب أحمد: كحنبل أو كعبد الله أو كصالح أو أمثال هؤلاء، إنما هو فقه فقهه التميمي، فنقله على لسان الإمام أحمد محاكاة، والتميميون من الحنابلة في الجملة متأثرون بالكلاَّبية، بمعنى: أنهم يؤولون صفات الأفعال، ولهذا لما جاء لقول الله تعالى: وَجَاءَ رَبُّكَ [الفجر:22] قال: وكان أبو عبد الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/320)
يقول: وَجَاءَ رَبُّكَ [الفجر:22]: جاء أمره.
هذه الرواية فقه فقهه التميمي في كلام الإمام أحمد، ولهذا لما جاء البيهقي وهو شافعي يميل إلى طريقة الأشاعرة، وصنَّف في مناقب الإمام أحمد، وجاء لذكر عقيدته نقل هذا الكلام، وجاء حتى من هو أدرى بهذه الأمور كابن كثير في البداية والنهاية لما ترجم للإمام أحمد روى عن البيهقي أن الإمام أحمد كان يقول: وَجَاءَ رَبُّكَ [الفجر:22]: جاء أمره، وهناك أغلاط عند أبي الحسن التميمي أكثر من هذا في نقله لعقيدة الإمام أحمد، وإن كانت مسألة المجيء قد يكون لها استثناء؛ لأن حنبل بن إسحاق روى عن الإمام أحمد وَجَاءَ رَبُّكَ [الفجر:22] جاء أمره، ولكن جمهور أصحاب الإمام أحمد غلَّطوا حنبلاً في هذا؛ لتواتر النقل عن أحمد في إثبات الصفات الفعلية. المقصود من هذا: أن هذا النقل الذي نقله الموفق ليس نصاً عن الإمام أحمد، إنما هو فهم فهمه بعض الحنابلة عن الإمام أحمد فنقلوه. ولهذا الإشكال في هذا النقل هو في قوله: (ولا معنى)، فهذا أحسن ما يُجاب عنها: إن هذا فهم فهمه طائفة من الحنابلة عن الإمام أحمد فقالوه
ما هو هذا الفهم؟ بحسب قائله؛ إن كان قائله محققاًَ عارفاً، فقد يكون توسع في العبارة، وأراد بالمعنى المعنى الذي اخترعه المتكلمون على معاني الصفات، أي: ولا معنى يخالف الظاهر. وإن كان القائل بذلك مفوضاً أو ناقل ممن يميل للتفويض، فهو أراد بذلك المعاني الظاهرة، وهذا غلط على الإمام أحمد.
المحصل أن لطالب العلم دائماً ينبغي ألا يقف عند الأشياء التي لا تحتاج إلى وقف.
الإمام أحمد قد انضبط مذهبه أنه يثبت الصفات، وهو من أشهر الأئمة في هذا؛ وأنه بريء من مادة التفويض جملة وتفصيلاً، فهذا الذي نُقل عنه، هو -أولاً- ليس نصاً عنه بإسناد منضبط، إنما هو فهم فهمه بعض أصحابه، هل الموفق نقله من غيره أو هو فهمه هكذا؟ هذه أيضاً مسألة مترددة بين احتمالين، وعليه لا يلتفت إلي هذا التقرير، كما أن هذا التقرير لا يدل على أن الموفق يفوض تفويضاً عاماً، ولهذا مع أنه ذكر مسألة النزول إلا أنه ذكر أن مما يؤمن به من الصفات مسألة النزول". انتهى كلامه حفظه الله تعالى.
ـ[أبو عمر السكندري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:49 ص]ـ
الاخ الكريم همام/
نقلتم اكرمكم الله:" وقوله (ولا معنى) ردّ بها رحمه الله على المعطلة، الذين جعلوا معاني النصوص على خلاف الظاهر المتبادر منها، "
اوليس الظاهر المتبادر من اليد مثلا هو الجارحة وعلى هذا فيحب تنزيه الله عن هذا المعنى
وهذا بعيدا تماما عن تاويل اليد بالقدرة او غيرها اتكلم فقط عن الظاهر المتبادر الذي يجب ان ينفى ولعل هذا هو توجيه قول الامام أحمد
والله اعلم
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:58 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42561&highlight=%E1%E3%DA%C9+%C7%E1%C7%DA%CA%DE%C7%CF
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:35 م]ـ
أخ أبو عمر هذا قول الاشاعرة أن ظاهر اليد تعني الجارحة
لاكن قول اهل السنة أن تثبت لله ما اثبت لنفسة عز وجل ونفي ما نفاه الله عن نفسة
فاليد عند اهل السنه يد تليق بمقامة عز وجل والعين:::::الخ
فهم يعتمدون على نفي الكلام بعذر المجاز والمجاز حسب رأيي غير موجود نهائيا
ـ[المقدادي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 01:17 م]ـ
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82619&highlight=%C7%E1%D9%C7%E5%D1+%C7%E1%E3%CA%C8%C7%CF %D1
ـ[فيصل]ــــــــ[23 - 11 - 06, 05:50 م]ـ
ما جاء عن السلف في نفي المعنى له حالين:
أحدهما: نفي المعاني المزعومة تحت ستار "التأويل"
ثانيهما: أن يكون المراد نفي الكيف.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84524
ـ[همام بن همام]ــــــــ[24 - 11 - 06, 06:34 ص]ـ
أخي أبا عمر سددك الله قلت:
اوليس الظاهر المتبادر من اليد مثلا هو الجارحة وعلى هذا فيحب تنزيه الله عن هذا المعنى
وهذا بعيدا تماما عن تاويل اليد بالقدرة او غيرها اتكلم فقط عن الظاهر المتبادر الذي يجب ان ينفى ولعل هذا هو توجيه قول الامام أحمد
والله اعلم
اعلم رحمك الله أن لفظ الظاهر فيه إجمال واشتراك؛ وقول القائل: إن ظواهر النصوص مراد أو غير مراد؟ له تفسيران:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/321)
الأول: أن يعتقد أن ظاهر النصوص هو التمثيل بصفات المخلوقين فلا ريب في بطلانه وأنه غير مراد، وهذا المعنى لم يقصده السلف، ويلزم قائله أن لا يكون شيء من النصوص مراداً؛ لأن ظواهرها كفر.
الثاني: أن يعتقد القائل أن ظاهر النصوص ظواهر تليق بالله تعالى وتختص به، فحينذٍ يكون الظاهر مراداً لا يجوز نفيه.
قلتَ بارك الله فيك: اوليس الظاهر المتبادر من اليد مثلا هو الجارحة
لا ليس هذا هو الظاهر، إنما هو وهم سبَّب ثلاثةَ محاذير:
أحدها: أنك مثلت ما فهمته من النصوص بصفات المخلوقين، فأردت أن تنفيه.
الثاني: أنك عطلت النصوص عما دلت عليه من إثبات الصفات اللائقة بالله.
الثالث: أنك نفيت تلك الصفات عن الله عز وجل بغير علم.
وها هنا قاعدة ينبغي على طالب العلم أن لا يغفلها في هذا المقام، ذكرها الشيخ يوسف الغفيص حفظه الله - أنقلها بالمعنى - وهي:
كل من رد تفسيره المخالف لإجماع الأئمة إلى لسان العرب، فإنه ينظر معه في مقامين:
المقام الأول: التحقق من أن لسان العرب يجوز هذا المعنى على هذا اللفظ فرداً، فإذا وجد لهذا المعنى على هذا اللفظ الفرد في لسان العرب، فإنه ينظر معه في المقام الثاني، وهو:
المقام الثاني: التحقق من أن لسان العرب يجوز هذا المعنى فيما شاكل أو ماثل السياق القرآني الذي تأوله.
ولنأخذ مثالاً على ذلك بـ" صفة اليد " من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اعتباره مسألة السياق كما في التدمرية من القاعدة الرابعة.
يقول رحمه الله تعالى: " وَمِمَّا يُشْبِهُ هَذَا الْقَوْلَ أَنْ يُجْعَلَ اللَّفْظُ نَظِيرًا لِمَا لَيْسَ مِثْلَهُ كَمَا قِيلَ فِي قَوْلِهِ {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}؟ فَقِيلَ هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا}؟ فَهَذَا لَيْسَ مِثْلَ هَذَا؛ لِأَنَّهُ هُنَا أَضَافَ الْفِعْلَ إلَى الْأَيْدِي؛ فَصَارَ شَبِيهًا بِقَوْلِهِ: {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} وَهُنَا أَضَافَ الْفِعْلَ إلَيْهِ فَقَالَ: {لِمَا خَلَقْتُ} ثُمَّ قَالَ: {بِيَدَيَّ} وَأَيْضًا: فَإِنَّهُ هُنَا ذَكَرَ نَفْسَهُ الْمُقَدَّسَةَ بِصِيغَةِ الْمُفْرَدِ وَفِي الْيَدَيْنِ ذَكَرَ لَفْظَ التَّثْنِيَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} وَهُنَاكَ أَضَافَ الْأَيْدِيَ إلَى صِيغَةِ الْجَمْعِ فَصَارَ كَقَوْلِهِ: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}. وَهَذَا فِي (الْجَمْعِ نَظِيرُ قَوْلِهِ: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} وَبِيَدِهِ الْخَيْرُ فِي (الْمُفْرَدِ فَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَذْكُرُ نَفْسَهُ تَارَةً بِصِيغَةِ الْمُفْرَدِ مُظْهَرًا أَوْ مُضْمَرًا وَتَارَةً بِصِيغَةِ الْجَمْعِ كَقَوْلِهِ: {إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} وَأَمْثَالُ ذَلِكَ. وَلَا يَذْكُرُ نَفْسَهُ بِصِيغَةِ التَّثْنِيَةِ قَطُّ؛ لِأَنَّ صِيغَةَ الْجَمْعِ تَقْتَضِي التَّعْظِيمَ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ؛ وَرُبَّمَا تَدُلُّ عَلَى مَعَانِي أَسْمَائِهِ وَأَمَّا صِيغَةُ التَّثْنِيَةِ فَتَدُلُّ عَلَى الْعَدَدِ الْمَحْصُورِ وَهُوَ مُقَدَّسٌ عَنْ ذَلِكَ فَلَوْ قَالَ: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} لَمَا كَانَ كَقَوْلِهِ: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} وَهُوَ نَظِيرُ قَوْلِهِ: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} وَبِيَدِهِ الْخَيْرُ وَلَوْ قَالَ خَلَقْت بِصِيغَةِ الْإِفْرَادِ لَكَانَ مُفَارِقًا لَهُ؛ فَكَيْفَ إذَا قَالَ خَلَقْت بِيَدَيَّ؟ بِصِيغَةِ التَّثْنِيَةِ هَذَا مَعَ دَلَالَاتِ الْأَحَادِيثِ الْمُسْتَفِيضَةِ بَلْ الْمُتَوَاتِرَةِ وَإِجْمَاعِ السَّلَفِ عَلَى مِثْلِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ كَمَا هُوَ مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعِهِ مِثْلُ قَوْلِهِ: {الْمُقْسِطُونَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ: الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وُلُّوا} وَأَمْثَالُ ذَلِكَ. "
والله أعلم.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[24 - 11 - 06, 12:40 م]ـ
أخ همام بارك الله فيك تفصيل جميل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/322)
فلنفرض أن اليد تعني القدرة فالأنسان لدية قدرة ولدية سمع وبصر وحياة
وإن قال أن الحياة لله ليست كالحياة للأنسان
قلنا واليد كذلك
هذا والله اعلم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 12 - 06, 04:32 م]ـ
اوليس الظاهر المتبادر من اليد مثلا هو الجارحة وعلى هذا فيحب تنزيه الله عن هذا المعنى
الحمد لله وحده ...
في كلام أخي همام كفاية إن شاء الله.
لكن فقط أردتُ أن أنبه على قاعدة كليّة لا تنخرم في مسألة التبادر، فقد أكثر أهل البدع أن يقولوا:
(إن أمارة الحقيقة التبادر) (1)
(المتبادر إلى الذهن من اليد = الجارحة) (2)
لذلك لا بدّ من نفي حقيقة الصفة، والقول بالمجاز، أو لا بدّ من التفويض التام للمعنى والكيفيّة معًا.
وهي نفس الشبهة التي عرضَت لأخينا أبي عمر أعزه الله.
فهاتان مقدمتان أولى وثانية (على طريقة الجدل)؛ وإبطال إحدى المقدمتين يقضي ببطلان النتيجة.
ونحن ننازع في المقدّمتين جميعًا
فأمّا المقدّمة الأولى (أمارة الحقيقة التبادر)، فنحن ننازع في إطلاقها، أي: إطلاق جعل التبادر أمارة على الحقيقة.
لأن التبادر يختلف من شخص إلى شخص، فالذي يتبادر إلى ذهن العربي سليم اللغة والفطرة،
يختلف عن المتبادر إلى ذهن الأعجمي الذي استعجمت عليه العربية وإن كان متحدّثًا بها،
وهما يختلفان عن المتبادر إلى ذهن العجمي الذي لا يعرف من اللغة إلا تترجم له.
فأيّ تبادر هذا الذي زعمتموه أمارة على الحقيقة؟
وأمّا المقدمة الثانية (أن المتبادر إلى الذهن إذا أطلقت اليد = الجارحة) فباطلة بالعقل والشرع.
فأمّا بطلانها عقلاً، فإن جماهير العقلاء قد جزموا أن (الكليّ) لا وجود له في الخارج، وأن وجوده ذهني فقط.
(والمراد بالكلي ما كان جنسًا أو نوعًا مثلاً) ..
فالأجناس والأنواع لا وجود لها في الخارج باتفاق العقلاء (إلا من شذّ من أهل السفسطة).
بمعنى:
أنه لا يوجد في الخارج (شجرة) ..
بل يوجد شجرة تفاح، أو شجرة حنظل، أو شجرة نخيل ... إلخ
وأما قولك (شجرة) فهذا جنس، والجنس كلّي لا وجود له إلا في الذهن.
كذلك لا يوجد في الخارج (يد) ..
بل يوجد يد الإنسان، ويد السلحفاة، ويد الزرافة، ويد الكرسيّ ..
ويد الله تبارك وتعالى.
وأما قولك (يد) فهذا جنس، والجنس كلّي لا وجود له إلا في الذهن.
فكيف تجعلون (تبادر الكلّي) علامة على حقيقة (اللفظ المخصوص)؟
إنما التبادر أمارة الحقيقة لكل لفظ كلي في السياق الذي هو فيه فحسب، بحسب إضافته، وحينها لن يكون كليًّا، بل يصير جزئيًّا بالإضافة
ولو قلتَ لعاقلٍ (شجرة) وسكتّ، فقطعًا لن تجزم ما الذي تبادر إلى ذهنه من شجرة مخصوصة.
وأما بطلانها شرعًا، فقد دلّت نصوص الكتاب والسنّة وإجماع المسلمين أن صفات الله عز وجل لا تشبه ولا تماثل صفات المخلوقين.
وأجمع المسلمون أن الفطرة السليمة تقضي بذلك.
فمن أين جعلتم المتبادر إلى الذهن من قولنا (يد الله) الجارحة؟
إلا أن يكون مقصودكم الذهن السقيم، فيكون خروجًا عن محل النزاع.
===
فالمقصود:
أن القضية تعرض هكذا على الصواب:
(1) أمارة الحقيقة في صفات الله تعالى = المتبادر إلى ذهن العربي الموحّد خاصّة (لا كلّ تبادر)
(2) المتبادر إلى ذهن العربي الموحد من (يد الله) أنها تليق بذاته وليس كمثلها شيء لا جارحة ولا غيرها، لأن العقل السليم قضى باستحالة شبه الخالق بالمخلوق.
النتيجة: يد الله بمعناها الحقيقي ليس كمثلها شيء، ولسنا في حاجة إلى تأويل ولا تفويض للمعنى، بل نقول: هي يد على الحقيقة وإن لم ندر كيفيتها.
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[11 - 12 - 06, 10:13 م]ـ
تأييدا لكلام الشيخ المقدادي
و على فرض ثبوته فليس فيه تفويضا للمعنى , بل ان هذا اصطلاح اصطلح عليه بعض السلف , و يقصدون به:التأويل الباطل للجهمية و أضرابهم
قال الحافظ في الفتح (13/ 418)
(وَأَسْنَدَ اللَّالَكَائِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: اِتَّفَقَ الْفُقَهَاء كُلّهمْ مِنْ الْمَشْرِق إِلَى الْمَغْرِب عَلَى الْإِيمَان بِالْقُرْآنِ وَبِالْأَحَادِيثِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الثِّقَات عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صِفَة الرَّبّ مِنْ غَيْر تَشْبِيه وَلَا تَفْسِير، فَمَنْ فَسَّرَ شَيْئًا مِنْهَا وَقَالَ بِقَوْلِ جَهْم فَقَدْ خَرَجَ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه وَفَارَقَ الْجَمَاعَة)
قلت: الذي يحتج به المخالف في قول أحمد أنه يقول إن حكاية المعني هي التفسير فقوله (لا كيف ولا معني) يعني لا نكيف ولا نفسر فنفوّض.
قلت: ويتضح من نقل الحافظ أن مقصود السلف بالتفسير هو القول بقول جهم فتكون كلمة (المعني) في قول الإمام أحمد هي (قول جهم). والله أعلم.(36/323)
الكرفطي القرمطي وترجمته بقلم الحسين اشبوكي
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 03:31 م]ـ
قال شيخنا محمد بوخبزة:
لطيفة
من مظاهر المسخ المتنامي في عصرنا تهافت الناشرين على نشر ما يدر عليهم ربحا كيفما كان, ومنهم صاحب دار القلم بدمشق, فقد نشر سلسلة بعنوان: (علماء ومفكرون معاصرون , لمحات من حياتهم وتعريف بؤلفاتهم) وقد نشر منها (25) حلقة, آخرها في ترجمة (عبد الله التليدي , العلامة المربي, والمحدث الأثري)! تأليف الحسين أشبوكي.
ومن عجائب المسخ أن تكون الحلقة السابقة للشيخ ناصر الدين الألباني, فتليها مباشرة حلقة الكرفطي الذي لا يصلح أن يكون تلميذا للألباني, ككبار تلاميذه, محمد عيد عباسي, وعلي حسن عبد الحميد, ومشهور وسلمان, وعبد الرحمن عبد الخالق, وغيرهم كثير ممن لا يجرؤ عبد الله هذا على سرد ورقة معهم, وقد سبق لدار القلم, بل الألم, أن نشرت لعبد الله (من ذكريا حياتي) , وهي المصدر الوحيد لأشبوكي ,وقد قرأتها وهي مليئة بالأكاذيب , وقد قيل عن أشبوكي الحسين بأن اسمه الصحيح هشام, وأنه نافر شيخه عبد الله, وهذا شأن المبطلين, ولما وصلني هذا الجزء وقرأته , وقد نشروا بعد صفحة الغلاف صورة ملونة للدجال الكرفطي , ولما تأملتها أوحت إلي بهذه الأبيات من الرمل:
صورة تخفي عذابا مثلما ... ينضح الشر بها نكتما
شاه وجه يقرأ الخبث به ... طافحا لا ينتهي منصرما
ينتمي للمصطفى دون حيا ... وكذا مشيخة للعلما
وهو فَدم ذو غباء وهوى ... في بني طنجة أبدى همما
عجبا للغمر ينشي كتبا ... وهو لا يسطيع يجري القلما
هو لص لنصوص ينتقي ... دون عزو شأن أشياخ العمى
ضلل الجهال والنشء بما ... لفق المغرور من وحي الدمى
قادهم بالرقص والإنشاد في ... حلق يسخطها رب السما
مع هذا يدعي السنة يا ... ويله من لعنة تنحو الحمى
فاهده اللهم للحق وإن ... لم تشأ فاقطع جذير الظلما
ـ[حامد تميم]ــــــــ[19 - 11 - 06, 10:17 م]ـ
يا شيخ طارق بارك الله فيك، الرد بالعبارة القاسية ليست من منهج السلف الصالح -رضي الله عنهم-، يا أخي الكريم الشيخ عبد الله التليدي -وفقه للخير-، تراجع عن كثير من طوامه، ونسأل الله ان يوفقه للخير، فدعنا يا أخي الكريم، ممن يعين على الخير، وهذا مصداقه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أنصرك أخاك ظالماً، أو مظلوماً))؛ فإن كان ظالماً منعنا ظلمه، وإن كان مظلوماً اعناه ورفعنا عنه الظلم، والله تعالى أعلا واعلم.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[20 - 11 - 06, 05:09 ص]ـ
أتمنى من كل قلبي، ووالله أقولها صادقا، بأن ينكف شيخنا بوخبزة عن هذه الترهات، وعن الوقوع في أعراض الناس، واللوم ليس عليه بمقدار ما هو على ثلة من "فاضيي أشغال" الذين لا ينتزعون منه إلا كتابات في هذه المواضيع، وهي تالله كتابات مقرفة لا بركة فيها ...
نريد أن نرى إنجازات الشيخ بوخبزة العلمية، ومؤلفاته الفقهية والحديثية والتفسيرية ...
نريد أن نطلع على مواقفه ضد العلمانيين ومحاربي الإسلام، من الساسة الذين تربصوا بالعلماء الدوائر وألقوا بهم في غياهب السجون ...
نريد أن نعرف مواقفه الفقهية والعلمية من المستحدثات الجديدة ونوازل الوقت ...
نريد أن نطلع على مؤلفاته القيمة في الببليوغرافيا، وطبقات العلماء، وتاريخ الفنون ...
نريد أن نستفيد من الشيخ ومن علمه، وكفاكم استكتابا له في الطعن في هذا واللمز في ذاك، فلا أضر على العالم من طالب سوء ...
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - 11 - 06, 02:02 م]ـ
الأخ طارق وفقه الله
كلمة (القرمطي) لا تليق بشيخكم الفاضل ولا بكم
ـ[حميد الهلالي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 01:32 ص]ـ
الإخوة الفضلاء الشيخ بوخبزة هو أعرف بالتليدي منكم هذه حقيقة كمن يرد على الشيخ بوخبزة رده على الشيخ أحمد الغماري فأقول كذلك هو أعرف به منكم لأنه تلميذه وأنتم مارأيتم الشيخ أحمد بل لعل بعضكم ولد بعد وفاته، فالمرجو توقير علماء السنة، ودعونا من تمجيد الطرقيين والمنحرفين عن الجادة
ـ[حامد تميم]ــــــــ[21 - 11 - 06, 10:58 م]ـ
كفى أنه دعى إلى التوحيد والسنه، وتخلص من الشرك والبدعة، لله در أبا اويس من رجلٍ فريد في مثله في المغرب، نسال الله لنا وله أن يختم لنا بخير.
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[22 - 11 - 06, 12:22 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/324)
الإخوة الفضلاء الشيخ بوخبزة هو أعرف بالتليدي منكم هذه حقيقة كمن يرد على الشيخ بوخبزة رده على الشيخ أحمد الغماري فأقول كذلك هو أعرف به منكم لأنه تلميذه وأنتم مارأيتم الشيخ أحمد بل لعل بعضكم ولد بعد وفاته، فالمرجو توقير علماء السنة، ودعونا من تمجيد الطرقيين والمنحرفين عن الجادة
صدقت بارك الله فيك
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 05:32 ص]ـ
ما أنكر أحد الانكار على الطرقيين و المبتدعة و لكن قد لوحظ على الشيخ التليدي رحمه الله نوع رجوع للسنة و عودة للحق و كان الأجدر أن يحاول تلامذة الشيخ بوخبزة استخراج ما يعين على الدفع بهذا الرجوع الى الأمام علنا نكسب رجلا في علمه لا أن يستخرجوا منه ما يحيي أحقادا شخصية قديمة و يعلموا أن رجوعه للحق أكثر نكاية في الصف الموالي للعلمانيين و الرافضة -من شلة السقاف- من الطعن في الشيخ انطلاقا من كتب قديمة صادرة قبل بداية رجوعه و يعلم الله أن رده على الرافضة في بلادنا قد خيب آمال كثير من الطرقيين كونهم المعبر المفضل لتغلغل الرافضة و كانوا يرجون أن يوافقهم الشيخ على مصانعة الرافضة على الأقل و كلما حدثثهم وجدتهم متوجسين من مراجعات الشيخ و يخافون فقده و يحتفلون به و يجعلون المقدم فيهم حتى تمنعه الحمية من النظر في الحق و دلائله فلو لان له الشيخ بوخبزة و هو كما تقولون أعلم به منا و حاول رده الرد الجميل لكان في ذلك أعظم النكاية فان كان و لابد فليكن الرد علميا دون تجريح حتى لا يبقي للمخالف أي شبهة لرد الحق و يكفي أن أذكركم برسالة شيخ الاسلام للمنبجي و هو ممن كانت الحلولية تجعله رأسا لها و تستظهر به كيف تناسى كل ما سعى اليه من التحريض على قتله و سجنه و التنكيل بأهل السنة و ألان له الخطاب و حاول جهده استمالته الى صف أهل الحق مع أنه لم يبد منه أي نوع رجوع كالذي بدا من الشيخ التليدي وو الله ما الشيخ التليدي بشر من المنبجي و لا شلة السقاف بشر من الحلولية و لا أنتم أعلم بأصول الاسلام و حال السلف مع اهل البدع و لاأخبر بأصول الدعوة من شيخ الاسلام
و الله اعلم بالحال و المآل
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[24 - 11 - 06, 02:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد:
أقول للأخ الأخ حامد تميم القائل (يا أخي الكريم الشيخ عبد الله التليدي -وفقه للخير-، تراجع عن كثير من طوامه، ونسأل الله ان يوفقه للخير)
وللأخ محب البويحياوي القائل (قد لوحظ على الشيخ التليدي رحمه الله نوع رجوع للسنة و عودة للحق):
ليته كان رجع ولكنه لم يفعل , بل إن تراجعه فيه ما فيه ولست ممن يطيل الحديث في مثل هذه الأمور فقريبا ستعرفون بالأدلة حقيقة هذا. هل تراجع أم لا. وكتاب (صحيفة سوابق وجريدة بوائق) للشيخ محمد بوخبزة سيفي بالغرض كله إن شاء الله. فالأولى للإخوة أن يكفوا عن مثل هذه الانتقادات.وصدق أخونا حميد الهلالي ,الشيخ أعرف بأتباع الزاوية من غيرهم ولذلك ترى حمزة الكتاني يدافع عن عرض الكرفطي وهو أحد من ينسبون إليها وهي الطريقة الكتانية , فاطلبوا منه أن يتبرأ منها إن استطاع. كان الأولى أن يسكت , فإن الكتانيين معروفون بالولاء للزاوية الدرقاوية وخبرهم مع أحمد بن الصديق الغماري معروف كما هو حال عبد الرحمن بن الباقر الكتاني وغيره من بيت آل كتان , ,أما أن يجعل نفسه في الجهة الأخرى فبئس الاختيار, كيف تجتمع السنة مع الزاوية يا حمزة, أخبرني بالله عليك, إحرص على ما ينفعك ولا تتدخل في هذا.
ولن أجيبه. على قوله (طالب سوء) سأحاسبه عليها بعد حين. ولعلني أفعل ذلك ايضا في الدارة.
والكلام في هؤلاء مثل الكرفطي وغيره إما أن يوافق عليه متسنن يغضب لله ورسوله من بشاعة ما يفعلون, أو رافض إما بسبب جهله بهم أو بسبب موافقتهم. ونحب من المنتقدين أن يبينوا أمرهم دون الحاجة إلى الحديث عن وجوب لم الشمل والتقريب بين الشيخين, والله لا يجتمع صاحب سنة وصاحب رقص ومقابر أبدا. وما كنت لأضع مثل ما وضعته لولا أن كثيرا من الناس يلمعون صورة الكرفطي جهلا أو تزويرا ولا يمكن السكوت. الكلام في هذا جهاد.
أما عن وصفه بالقرمطي فإن الشيخ أعلم بمدلول الكلمة حين يكتبها, والشيخ يقصد تشبيهه به من حيث تخريبه لحقائق السنة والتمويه على الناس وسحرهم.
وقول الأخ محب البويحيوي الطنجي (و لا أنتم أعلم بأصول الاسلام و حال السلف مع اهل البدع و لاأخبر بأصول الدعوة من شيخ الاسلام) ردهم أن اقول له: ولا أنتم وإلا ...
أما قول حمزة (نريد أن نرى إنجازات الشيخ بوخبزة العلمية،) فرده قولي: ومن يتركك؟ ثم من قال لك إننا لا نقصد ذلك؟ فعندنا من المعد الكثير, ثم ايضا من قال لك إن الرد على أهل البدع ليس إنجازا علميا.
لا مهادنة ولا مسامحة مع أهل البدع. إما السنة أو الفضيحة, وهؤلاء دعاة يدعون إلى ملتهم, فكيف يستجيز عالم السكوت على أن يدخل هؤلاء في دين الله ما ليس منه
وللفائدة: صحيفة سوابق ابتدأها الشيخ بالرد على عدنان زهار أحد أذناب الكرفطي الذي ألف كتاب في الدفاع عن أحمد بن الصديق فتكلم بغير علم كما هي عادة المفتونين بالغماريين وأكثر من الشتيمة والوقيعة في الشيخ محمد بوخبزة فهلا أنكرت عليه وعلى الكرفطي لأنه قدم له وعرض بالشيخ بوخبزة واصفا له بأقبح الأوصاف. أم أنك يا حمزة ترنا أن نسكت ليخلو الجو للدجاجة أن تبيض وتصفر, انت لا تعرف الكرفطي ولا تعرف الغماريين. فانتظر إنا معك من المنتظرين.
هذه بداية ولي مع الإخوة وقفات بكل أخوة. والكلام يطول.
أخوكم ومحبكم أبو عبد الله طارق بن عبد الرحمن الحمودي السلفي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/325)
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[24 - 11 - 06, 02:45 م]ـ
تصحيح في القصيدة
منكتما
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[24 - 11 - 06, 04:30 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83864
ـ[حامد تميم]ــــــــ[24 - 11 - 06, 08:07 م]ـ
اقول أولاً بارك الله فيك ياشيخ طارق، وفي شيخنا محمد الأمين بوخبزة، يا أخي طارق بعض العبارات لو تتنزهون عنها أفضل واليق، والرد على المخالف لمعرفة الحق هو اصل من اصول الإسلام، والشيخ اعلم ببلديكه، وكما قيل: "اهل مكه أدرى بشعابها"، ودفاعنا عن الشيخ التليدي لما قرأنه من كتابه، وماسمعناه ممن يعرفه، وأخيراً اعتذر للاخ الكتاني لفهم الخاطئ لمقالته، والتي فهمت منها تنقصه لشيخ بو خبزة، واقول: ((اللهم اهدن لما اختلف فيه كثير من الناس)).
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 03:55 ص]ـ
وقول الأخ محب البويحيوي الطنجي (و لا أنتم أعلم بأصول الاسلام و حال السلف مع اهل البدع و لاأخبر بأصول الدعوة من شيخ الاسلام) ردهم أن اقول له: ولا أنتم وإلا ...
أخفتني ....
و الله أعلم بالحال و المآل(36/326)
مناظرات ابن تيمية لأهل الملل والنحل -جمع الدكتور آل عبداللطيف
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 04:15 م]ـ
يقول في مقدمته:
لقد قمت - ولله الحمد والمنة- باستقراء وتتبع مؤلفات شيخ الإسلام، واستخراج وجمع هذه المناظرات ثم تصنيفها، وقد تعذر ترتيب أكثرها حسب وقوعها لعدم تمكني من معرفة تاريخها، واخترت هذا العنوان "مناظرات ابن تيمية لأهل الملل والنحل " باعتبار أن الملل هي سائر الأديان، وأن النحل سائر طوائف أهل القبلة، كما استعمل ذلك شيخ الإسلام في غير موضع، كقوله: "وهذه الفرقة الناجية أهل السنة، وهم وسط في النحل، كما أن ملة الإسلام وسط في الملل ".
فيتضمن البحث مناظرات ابن تيمية للنصارى، ومناظراته لطوائف متعددة من أهل القبلة، ومن ينتسب إلى الإسلام، كأهل الاتحاد و وحدة الوجود، والقبوريين، والأحمدية، والرافضة، ونفاة الصفات.
وما كان من هذه المناظرات مطولاً فقد أوردته مختصراً، كما في مناظرة ابن تيمية للأحمدية، ومناظرته بشأن العقيدة الواسطية.
وأسوق – بعد إيراد مناظرة كل طائفة – جملة من التحريرات والتقريرات المستفادة ومن كلام شيخ الإسلام، لما يتحقق فيها مالا يحصل في غيرها، من تجلية لتلك المناظرات واستكمالها، وبيان ملابسات وقوعها، وما تحويه من قواعد المناظرات وآدابها.
ونشير في مطلع هذا البحث إلى ما تحلّى به شيخ الإسلام من براعة في المناظرات، وتقريره مشروعية المناظرات، وبيانه أحوالها، وذلك على النسق التالي:
أ) براعة ابن تيمية في المناظرات: تميّز شيخ الإسلام ابن تيمية بدراية فائقة في المناظرات، وقوة حجة، وسرعة بديهة، كما شهد بذلك الأئمة، حتى قال عنه ابن الزملكاني: " لا يُعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه ".
ب) مشروعية المناظرة وأهميتها عند ابن تيمية: قرر شيخ الإسلام مشروعية المناظرة وأهميتها، وبيّن أن ذلك حال السلف السابقين، فقال: "وأما جنس المناظرة بالحق فقد تكون واجبة تارة، ومستحبة أخرى".
جـ) أحوال المناظرات عند ابن تيمية: بيّن شيخ الإسلام أن للمناظرات أحوالاً وأطواراً.
----------
صفحة د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف في شبكة الاسلام
http://www.islamlight.net/alabdullatif/index.php?option=com_frontpage&Itemid=1
----------
ـ[فيصل]ــــــــ[27 - 11 - 06, 10:08 ص]ـ
بارك الله فيك، وأنا متابع -تقريباً- لكل ما يكتبه الدكتور، وكتابته متميزة فعلاً، وفقه الله وختم له بالحسنى
ـ[فيصل]ــــــــ[27 - 11 - 06, 11:04 ص]ـ
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=3327&Itemid=25
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=3413&Itemid=25
ـ[نياف]ــــــــ[29 - 11 - 06, 10:44 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا(36/327)
حول الصوفية ...... مهم.
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 07:34 م]ـ
يستدل بعض الصوفية هداهم الله بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية الآتي لإثبات تصرف الأولياء في الكون:
يقول شيخ الإسلام: حدثنى أبى عن محي الدين بن النحاس وأظنى سمعتها منه أنه رأى الشيخ عبدالقادر فى منامه وهو يقول أخبارا عن الحق تعالى (من جاءنا تلقيناه من البعيد ومن تصرف بحولنا النا له الحديد ومن إتبع مرادنا أردنا ما يريد ومن ترك من اجلنا أعطيناه فوق المزيد)
قلت هذا من جهة الرب تبارك وتعالى
فالأولتان: العبادة والاستعانة، والآخرتان: الطاعة والمعصية، فالذهاب إلى اللّه هي عبادته وحده كما قال تعالى: (من تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، ومن تقرب إلىّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).
والتقرب بحوله هو الاستعانة، والتوكل عليه، فإنه لا حول ولا قوة إلا باللّه. وفي الأثر: (من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على اللّه). وعن سعيد بن جبير: (التوكل جماع الإيمان)، وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]، وقال: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال: 9]، وهذا على أصح القولين في أن التوكل عليه ـ بمنزلة الدعاء على أصح القولين أيضًا ـ سبب لجلب المنافع ودفع المضار، فإنه يفيد قوة العبد وتصريف الكون ولهذا هو الغالب على ذوي الأحوال متشرعهم وغير متشرعهم، وبه يتصرفون ويؤثرون تارة بما يوافق الأمر، وتارة بما يخالفه.
وقوله: (ومن اتبع مرادنا) يعني: المراد الشرعي كقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، وقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} [النساء: 28]، وقوله: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ} [المائدة: 6] هذا هو طاعة أمره، وقد جاء في الحديث: (وأنت يا عمر لو أطعت اللّه لأطاعك)، وفي الحديث الصحيح: (ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه)، وقد قال تعالى: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} [الشورى: 26].
وقوله: (ومن ترك من أجلنا أعطيناه فوق المزيد). يعني: ترك ما كره اللّه من المحرم والمكروه لأجل اللّه: رجاء ومحبة وخشية أعطيناه فوق المزيد؛ لأن هذا مقام الصبر، وقد قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
أرجو البيان حول كلام شيخ الإسلام السابق، كما أرجو بيان كلامه الصريح حول التصرف في الكون من قبل الأولياء والرد على الصوفية الجهال.
ـ[حامد تميم]ــــــــ[19 - 11 - 06, 10:04 م]ـ
لكي تبعد أخي الكريم عن الحيرة، أذكرك بقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول}، فالرد إلى الله الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- الرد إلى سنته، والله يرعاك.
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 11:17 م]ـ
أخي الفاضل: لست في حيرة من هذا الأمر بحمد الله تعالى، فالحق واحد، ولكني أريد تنزيه هذا الإمام من هذا الشرك الذي هو شرك في الربوبية، فقد ينخدع البعض بمثل هذه النقولات وينسب لأئمة الإسلام ما ليس لهم.
لقد اطلعت على رد لأحدهم على مثل هذه المقولة، ولكني أريد ردا أكثر إحكاما، وأريد نقلا صريحا عن الإمام في هذا الموضوع يقضي على كل احتمال.
بارك الله لي ولك في القرآن والسنة.(36/328)
كلام الأئمة الأربعة في الصوفية
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 07:38 م]ـ
نريد التكرم منكم بارك الله فيكم بنقل كلام الأئمة عن الصوفية، وخاصة الأئمة الأربعة، لأن هناك من ينقل عنهم الثناء على الصوفية بإطلاق، بارك الله فيكم.
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 08:25 م]ـ
بخصوص ما ينقلونه عن الائمة الاربعة في الثناء عن الصوفية , فطالبهم بإسناد ما يقولونه مسلسلاً إليهم , فعندها ينقطعون
أما ما جاء عن الائمة في الصوفية , ففي هذا الموقع الخير الكثير:
http://www.alsoufia.org(36/329)
الدلالات اللغوية للاستواء .. هل منها الاستقرار؟؟ وهل قال به العلامة ابن عثيمين؟؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 09:29 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد/
فوجئت كما فوجئ غيري بتخبط اهل اللغة عند تفسيرهم للاستواء حتى يطوعوا اللغة لمغتقداتهم الفاسدة ظنا منهم ان في ذلك تنزيها لله تعاى وتقدس ..
وأنا أريد من يمد لي يد العون في البحث عن مدلولات الاستواء في اللغة, وأسأل هل صحيح ما قيل: من أن سماحة العلامة بن عثيمين رحمه الله وقبله الإمام ابن القيم في النونية فسراه أي الاستواء بالاستقرار؟؟
فغن كان ذلك كذلك فهل يليق وصف الله تعالى بالاستقرار أم لا؟؟
والله تعالى يتولى الجميع بتوفيقه وعنايته ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 11 - 06, 04:32 م]ـ
هنا فائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28967&highlight=%CD%D5%E1%CA+%E1%E1%DD%C7%D1%D3+%C7%E1%D 8%DA%C7%E4(36/330)
الدلالات اللغوية للاستواء .. هل منها الاستقرار؟؟ وهل قال به العلامة ابن عثيمين؟؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 09:30 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد/
فوجئت كما فوجئ غيري بتخبط اهل اللغة عند تفسيرهم للاستواء حتى يطوعوا اللغة لمغتقداتهم الفاسدة ظنا منهم ان في ذلك تنزيها لله تعالى وتقدس ..
وأنا أريد من يمد لي يد العون في البحث عن مدلولات الاستواء في اللغة, وأسأل هل صحيح ما قيل: من أن سماحة العلامة بن عثيمين رحمه الله وقبله الإمام ابن القيم في النونية فسراه أي الاستواء بالاستقرار؟؟
فغن كان ذلك كذلك فهل يليق وصف الله تعالى بالاستقرار أم لا؟؟
والله تعالى يتولى الجميع بتوفيقه وعنايته ..
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[19 - 11 - 06, 10:23 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=31687
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[20 - 11 - 06, 01:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
نعم فسره بذلك الشيخ محمد العثمين رحمه الله وقبله شيخ الإسلام اين تيمية وابن القيم وقبلهما ابن المبارك وابن قتيبة والبغوي رحمهم الله:
1 / قال شيخ الأسلام ابن تيمية: (وقال عبدالله بن المبارك ومن تابعه من اهل العلم وهم كثير ان معنى استوى على العرش استقر وهو قول القتيبى) مجموع الفتاوى (5/ 519)
2 / وقال ابن القيم في نونيته:
فلهم عبارات عليها أربع قد حصلت للفارس الطعان
وهي استقر وقد علا وكذلك ار تفع الذي مافيه من نكران
وكذاك قد صعد الذي هو رابع وأبوعبيدة صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره أدرى من الجهمي بالقرآن
القصيدة النونية (ص 67 - 68)
3 / وقال ابن عبد البر في التمهيد (7/ 131): (والاستواء معلوم في اللغة ومفهوم وهو العلو والارتفاع على الشيء والاستقرار والتمكن فيه قال أبو عبيدة في قوله تعالى استوى قال علا قال وتقول العرب استويت فوق الدابة واستويت فوق البيت وقال غيره استوى أي انتهى شبابه واستقر فلم يكن في شبابه مزيد - قال أبو عمر الاستواء الاستقرار في العلو وبهذا خاطبنا الله عز وجل وقال لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وقال واستوت على الجودى وقال فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك وقال الشاعر ... فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة ... ... وقد حلق النجم اليماني فاستوى)
4 / يقول ابن قتيبة (المتوفى سنة 276هـ) في كتابه تأويل مختلف الحديث (ص 271): (كيف يسوغ لأحد أن يقول إنه بكل مكان على الحلول مع قوله: (الرحمن على العرش استوى): أي استقر كما قال: (فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك): أي استقررت ... )
وابن قتيبة من كبار علماء اللغة وهو من تلاميذ (اسحق بن راهوية) (وأبي حاتم السجستاني النحوي) (والعباس بن الفرج النحوي) (وأبي إسحق الزيادي النحوي شيخ المبرد)
وقد وصفه الذهبي بأنه رأس في علم اللسان العربي (سير أعلام النبلاء 9/ 139) وعدَّه الزبيدي في الطبقة السادسة من اللغويين البصريين (طبقات النحويين ص 84) وله مصنفات كثيرة في اللغة والأدب والتفسير والحديث فله تأويل مشكل القرآن وتفسير غريب القرآن وتأويل مختلف الحديث وغيرها، وهو مع هذا كله من أهل السنة والجماعة وينظر للفائدة كتاب عقيدة الإمام ابن قتيبة د. علي بن نفيع العلياني.
5 / ونقله البغوي في تفسيره (1/ 235) عن مقاتل والكلبي وأقره
6 / ويقول الشيخ محمد العثيمين _ رحمه الله _: (وأهل السنة والجماعة يؤمنون بأن الله تعالى مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله ولا يماثل استواء المخلوقين.
فإن سألت: ما معنى الاستواء عندهم؟
فمعناه العلو والاستقرار.
وقد ورد عن السلف في تفسيره أربعة معاني:
الأول: علا، والثاني: ارتفع، والثالث: صعد، والرابع: استقر ....
ودليلهم في ذلك: أنها في جميع مواردها في اللغة العربية لم تأت إلا لهذا المعنى إذا كانت متعدية بعلى) أ. هـ شرح العقيدة الواسطية (1/ 375)
ـ[محمد جمعة احمد]ــــــــ[20 - 11 - 06, 01:52 ص]ـ
أخي أنا لست متخصصا في العقيدة ولا أحب الكلام في علم الكلام ولكن عندي سؤال،وهو كيف يقال أن معنى استوي على العرش له معنى وهو الاستقرار،وقول الإمام مالك الكيف مجهول،فهل بين المعنى والكيف فرق؟
فإن قلت استوى بمعنى استقر هذا هو المعنى لكن كيف استقر هذا هو الكيف.
قلت ما أحد الأئمة الأربعة بهذا وهو أن المعنى استقر،عند سؤالهم عن معنى الرحمن على العرش استوى.
وما قال الله استقر ولكن قال استوى.
ثم استعمال الكلمة لغة لا يعني أنه المعنى المراد شرعا فكثير من الكلمات لغة في معنى وشرعا في معنى آخر.
وإلا فما الفرق بين هذا القول وبين التأويل الذي يحمل الكلمة فيه على أحد معانيها.
وأقول:قد يسوغ هذا في غير المتشابة من الكتاب أما فيه فلا والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/331)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[20 - 11 - 06, 03:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي محمد بارك الله فيك:
أولا: الفرق بين المعنى والكيف واضح فالمعنى هو بيان المراد من اللفظة في لسان العرب والكيف هو بيان كيفية الفعل وتأويل حقيقة الشيء فمثلا صفة السمع لها معنى ولها كيفية معناها معلوم في حق الله سبحانه وتعالى أنه سماع الأصوات كما هو معلوم من لسان العرب لكن كيفيتها غير معلومة مع انها موجودة ولذلك قال مالك رحمه الله عن الاستواء والكيف مجهول ولم يقل معدوم كذلك هنا صفة الاستواء معلومة وهي تدل لغة على العلو والارتفاع والصعود والاستقرار هذه هي المعاني اللغوية لها والأصل حملها عليها فالأصل هو حمل النصوص على ظاهرها في لسان العرب إلا إذا ورد تأويلها أو عارضتها حقيقة شرعية كما نقول مثلا الصلاة لغة الدعاء لكن حيث وردت في القرآن نحملها على الصلاة الشرعية لوجود حقيقة شرعية للصلاة تعارض المعى اللغوي الظاهر وهي الأفعال والأقوال المفتتحة بالتكبير المختتمة بالتسليم وهكذا فكيف وقد ورد تفسير الاستواء بالاستقرار عن السلف كما ذكرت وهذا الاشكال الذي يظنه البعض من تصور الاستقرار هو من الخطا لأن كيفية الاستقرار لايعلمها إلا الله وكون المرء يستنكر هذا التأويل إنما هو لكونه ورد لذهنه القياس والتشبيه تعالى الله عن ذلك ولذلك قيل (كل معطل ممثل وكل ممثل معطل) وذلك ان المعطل ورد لذهنه التمثيل فعطل الصفات خشية أن يمثل والممثل مثل الله بخلقه فعطل الصفات عن حقيقتها وكلا المسلكين مخالف لمسلك السلف بل تجرى النصوص على ظاهرها المعلوم من لغة العرب مالم يرد لذلك صارف يصرفها عن ظاهرها ويعتقد معناها الحقيقي ويفوض معرفة الكيفية لله تبارك وتعالى فكما انه لا يمكن معرفة كيفية ذاته تبارك وتعالى فكذلك لايمكن معرفة كيفية صفاته عز وجل والله أعلم.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 05:36 ص]ـ
فإن سألت: ما معنى الاستواء عندهم؟
فمعناه العلو والاستقرار.
وقد ورد عن السلف في تفسيره أربعة معاني:
الأول: علا، والثاني: ارتفع، والثالث: صعد، والرابع: استقر ....
ودليلهم في ذلك: أنها في جميع مواردها في اللغة العربية لم تأت إلا لهذا المعنى إذا كانت متعدية بعلى) أ. هـ شرح العقيدة الواسطية (1/ 375)
فتح الله عليك فتوح العارفين أبا حازم
أين أجد أمثلة تلك الموارد في السان العربي, وكتب اللغة خصوصاً؟؟
وبقي سؤال وهو:
هل في وصف الله بالاستقرار إشكالٌ أم لا؟؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 03:00 م]ـ
يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه , و قد وصف نفسه بأنه استوى على العرش, اما الاستقرار فهو من معاني الصفة , و لم يرد إثباتها له تعالى كصفة
زعم السقاف أن من الصفات التي أثبتها السلفيون دون دليل صفة الإستقرار!!!!!!!!!
وهذا كذب عليهم فهم لم يثبتوا الإستقرار كصفة مستقلة بل منهم من فسر الإستواء بالإستقرار وهذا من باب الإخبار لتوضيح معنى الصفة كما ثبت عن الحسن البصري أنه قال في تفسير الصمد ((الذي لا جوف له)) رواه ابن أبي عاصم في السنة بسند صحيح فانظر كيف أثبت معنى لا دليل مستقل عليه وإنما هو تفسير للصفة لتقريبها لأذهان العامة
وهذا ابن عباس يعبر عن النزول بالهبوط كما روى ابن أبي عاصم في السنة من طريق أيوب بن محمد الوزان (وثقه النسائي وروى عنه أبوداود وهو لا يروي إلا عن ثقة) ثنا عبد الله بن جعفر (هو ثقة تغير بآخره ولم يفحش غلطه) حدثنا عبيد الله بن عمر (ثقة) عن زيد بن أبي أنيسة (ثقة) عن طارق بن عبدالرحمن (وهو حسن الحديث جمهور المتقدمين على توثيقه) قال سمعت سعيد بن جبير سمعت ابن عباس يقول ((إن الله تعالى ليمهل في شهر رمضان كل ليلة إذا ذهب ثلث الليل الأول هبط إلى السماء)) الى آخر الأثر
ثم إن معظم السلف على تفسير الإستواء بالعلو أي أنهم لا يفسرونه بالإستقرار وقد أنكر الذهبي تفسير الإستواء بالإستقرار في كتابه العلو حيث قال عنه ((لا يعجبني)) فعلى هذا لا يمكن محاسبة أهل السنة بما يخالفه جمهورهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/332)
ويمكن الجمع بين التفسيرين بأن يقال المقصود بالإستقرار استقراره في علوه وقد يطلق السلف بعض الألفاظ المولدة من باب الإخبار لدفع توهم موافقة أهل البدع قيقولون الله على عرشه بائن من خلقه لكي لا يتوهم السامع أنهم يقصدون بالعلو العلو المعنوي أو أنهم يوافقون الجهمية في قولهم أن الله في كل مكان فقولهم استقر وبائن من خلقه شرح لمعنى اعتقادهم
http://ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=214515&postcount=87
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[20 - 11 - 06, 11:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي محمد جمعة بارك الله فيك:
أولا: لا إشكال في إثبات الاستقرار كمعنى من معاني الاستواء لله تبارك وتعالى كما ذكر ذلك ابن المبارك وابن قتيبة وابن عبدالبر والبغوي والقصاب وابن قدامة في لمعة الاعتقاد وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد العثيمين رحمهم الله جميعا وكما دلت عليه لغة العرب التي نزل بها القرآن، وهو استقرار يليق به تبارك وتعالى كما هو الحال في بقية الصفات ولا يستلزم ذلك تشبيها ولا تكييفا ولا يستلزم الراحة من التعب كما ذكر الذهبي رحمه الله حينما استنكر هذه اللفظة في كتاب العلو ولا يعني حاجة الله تبارك وتعالى للعرش فهو غني مستغن عن خلقه وخلقه محتاجون إليه تبارك وتعالى، وهذا الفهم الذي يتحرج منه بعضهم هو عينه ما وقع في أذهان من اول بقية الصفات لكونها تستلزم التمثيل بالمخلوقين وهذا لكونهم ظنوا ان ما ورد من النصوص تستلزم التمثيل فنفوا ظاهرها المراد وغفلوا انه سبحانه لا تماثل ذاته ذوات المخلوقين فكذا صفاته عز وجل لا تماثل صفات المخلوقين فهو سبحانه ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا صفاته.
ثانيا: موارد معرفة معاني الألفاظ هي كتب اللغة والمعاجم المعروفة.
ثالثا: نحن جميعا لا نحب الكلام في علم الكلام لكن هذه المسألة من علم التوحيد والسنة أما علم الكلام فهو أمر اخر ذمه السلف رحمهم الله ولا يصح اطلاقه على علم التوحيد لأمور كثيرة معلومة ذكرها اهل العلم في التفريق بينهما في كتب العقيدة.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[21 - 11 - 06, 12:52 ص]ـ
أخي أبا زيد ذكرت ما سالت عنه أخي في المشاركة السابقة وفقني الله وإياك
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 05:35 ص]ـ
أي أبا حازم
هلاّ أحلتنا لمراجع اللغة التي تعلمها فسرت الاستواء بالاستقرار, سيّما المعاجم منها وكتب الغريب ..
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[21 - 11 - 06, 05:18 م]ـ
إن كنا سنقبل كل ما جاء في قواميس اللغة فلنقبل ما جاء فيها من تفسير للاستواء بالاستيلاء .. وهذا باطل في اللغة.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[21 - 11 - 06, 07:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أولا: أخي حسام العقيدة بارك الله فيك ومن قال من اهل اللغة المعتمدين إن من معاني الاستواء الاستيلاء؟ لم يقل بذلك احد من أئمة اللغة الذين يعتمد قولهم إنما قاله متأخرو النحاة ممن سلك طريق المعتزلة والجهمية بل إن أكابر أهل اللغة استنكروا هذا المعنى كابن الأعرابي، وسئل الخليل: هل وجدت في اللغة استوى بمعنى: استولى؟ فقال: هذا ما لا تعرفه العرب، ولا هو جائز في لغتها وهو إمام في اللغة (ينظر مختصر الصواعق المرسلة 2/ 126) التمهيد لابن عبدالبر (7/ 132)
ثانيا: وما المانع أن يقبل ما وجد في قواميس اللغة مما لم يرده أهل اللغة من أهل السنة ويزيفوه كيف وقد نزل القرآن بلغة العرب؟
ثالثا: حتى لا يطول الكلام في المسألة ويتكرر فالمسألة ليست بكبيرة نفيا أو اثباتا فمن أثبت فله سلف في ذلك ومن نفى طاعنا في صحة مانسب للسلف مع إثباته معنى العلو والارتفاع فلا إشكال.
رابعا: أخي أبا زيد فسر الاستواء بالاستقرار ابن قتيبة وهو من أئمة اللغة كما في تأويل مختلف الحديث (ص 271) وينظر: مادة (س و ا) في مختار الصحاح والمصباح المنير ولسان العرب وغيرها من القواميس والمعاجم.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[21 - 11 - 06, 07:54 م]ـ
أخي أبو حازم بارك الله فيك
ما هي أفضل طريقة لألجام من يستشهدون ببيت الاخطل المعروف من حيث اللغة
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[21 - 11 - 06, 11:13 م]ـ
بارك الله فيكم
بحث مهم
============
أبو عثمان
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[21 - 11 - 06, 11:56 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/333)
أهل الحجة من علماء اللغة من السلف .. أخي الكريم .. لم يحصروا كل ما يكون في معنى كلمة .. والآن علينا أن نرى في صحة الأسانيد في تفسير الاستواء بالاستقرار فإن ثبت في السند فهذا حجة.
فهلا نقلت لنا أسانيد أقوال السلف في هذا حتى ننظر فيها .. وهي الحجة.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[22 - 11 - 06, 01:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ما يتعلق بثبوت تفسير الاستواء بالاستقرار ذكرت ممن قاله ابن قتيبة و البغوي وابن قدامة وابن عبدالبر وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد العثيمين رحمهم الله وهؤلاء كتبهم مشهورة مطبوعة فانظر إلى ماعزوته إليهم سابقا بالجزء والصفحة.
واما ما جاء عن أبي احمد القصاب رحمه الله فينظر في كتاب العلو للذهبي برقم (560)
وأما ماجاء عن ابن المبارك فعزاه إليه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله بصيغة الجزم وقد عرفت من هما في علم الإسناد لا سيما في مسألة عقدية كهذه فأنا اطمئن لصحة مانسبوه لابن المبارك رحمه الله لمعرفتي بهما والله الموفق
أخي أحمد الشمري وفقه الله قد أطال ابن القيم رحمه الله في الرد على تفسير الاستواء بالاستيلاء والاستدلال بهذا البيت من الشعر للأخطل فمما ذكره:
1 / أن هذا البيت محرف وصوابه: (بشر قد استولى على العراق من غير سيف أو دم مهراق)
وليس: قد استوى بشر على العراق من غير سيف أو دم مهراق
2 / لو صح وكان غير محرف فهو من الشعر المولد (أي بعد انتهاء فترة الاحتجاج) ولا يحتج به.
3 / أن البيت حجة عليهم فإن بشرا هذا كان أخا عبدالملك بن مروان وكا اميرا على العراق فاستوى على سريرها كما هي عادة الملوك ونوابها أن يجلسوا فوق سرير الملك مستوين عليه وهذا هو المعنى المطابق لمعنى هذه اللفظة في اللغة كقوله تعالى: {لتستووا على ظهوره} وقوله تعالى: {واستوت على الجودي} ...
وينظر كلام ابن القيم رحمه الله في مختصر الصواعق المرسلة (ص 320 - 326)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 06:57 ص]ـ
البغوي نقل ذلك عن مقاتل البلخي وعن الكلبي وكلاهما لا يأبه به في أمر كذلك., لما اتُّفق عليه من ضعفهما.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[22 - 11 - 06, 07:01 م]ـ
أخي أبا زيد باك الله فيك لعله التبس عليك مقاتل بن حيان بمقاتل بن سليمان.
مقاتل بن حيان هو النبطي أبو بسطام البلخي الخراز مولى بكر بن وائل وهو من رجال مسلم والسنن الأربعة وقد وثقه ابن معين وأبوداود وغيرهما. ينظر: تهذيب التهذيب (10/ 248)
واما مقاتل بن سليمان فهو مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي الخراساني أبو الحسن البلخي وهو الذي أجمع على ضعفه واتهمه بعضهم بالكذب وقال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال عمرو بن علي: متروك الحديث كذاب، وقال بن سعد: أصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه، وقال البخاري: منكر الحديث سكتوا عنه. ينظر: تهذيب التهذيب (10/ 249)
والذي روي عنه التفسير هنا هو مقاتل بن حيان عالم خراسان.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 08:36 م]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا أبا حازم
ولكن, كيف جزمتم بأن التفسير عن ابن حيان الثقة لا عن البلخي الضعيف , مع أن المتامل في تفسير البغوي يجده إذا ذكر ابن حيان نص عليه كما قال عند قوله تعالى (لكبيرة إلا على الخاشعين) قال البغوي: قال مقاتل ابن حيان: المتواضعين.
ومنهجه إذا ذكر ابن حيان هو التسمية كما في عشرات المواضع من تفسيره وإن ذكر البلخي أطلق, إضافة إلى اقترانه بالكلبي وابن حيان ليس بحاجة إلى أن يقرن قوله بالكلبي خلافا للبلخي الذي يتقوى بالكلبي ويتقوى الكلبي به ..
والله تعالى أعلم
ـ[المقدادي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 08:59 م]ـ
فائدة:
قال القرطبي في تفسيره:
(وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم - يعني في اللغة - والكيف مجهول والسؤال عن هذا بدعة وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها وهذا القدر كاف ومن أراد زيادة عليه فليقف عليه في موضعه من كتب العلماء والاستواء في كلام العرب هو العلو و الاستقرار قال الجوهري: واستوى من اعوجاج واستوى على ظهر دابته أي استقر)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[23 - 11 - 06, 10:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك أخي المقدادي
أخي أبا زيد بارك الله فيك يؤيد ما ذكرته أمور:
الأمر الأول: ان كل مايتعلق بمسألة الاستواء والعرش من روايات هي منقولة عن مقاتل بن حيان كما في الأسماء والصفات للبيهقي والعلو للذهبي وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي وكتب التفسير كتفسير ابن جرير وغيره.
الأمر الثاني أن مقاتل بن سليمان مرجيء واشتهر عنه التجسيم ولو كان هو المراد هنا لبين ذلك الأئمة كشيخ الإسلام وابن القيم وغيرهما.
الأمر الثالث: يمكنك الرجوع إلى موقع الشيخ سفر الحوالي في ذكر هذه المسألة حيث نسبها لمقاتل بن حيان.
وأخيرا حتى لا يكثر الكلام في المسألة أريد ممن ينكر الاستقرار أن يجيب عن الأسئلة الآتية باختصار:
1 / هل الاستقرار من معاني الاستواء في اللغة أو لا؟
2 / ما وجه الإنكار على من من أثبت الاستقرار كمعنى من معاني الاستواء؟
3 / ما حكم من اثبت الاستقرار كمعنى من معاني الاستواء هل هو مبتدع أو ضال أو مخطيء أو ... ؟
وبعد الإجابة عن هذه الأسئلة يكون للموضوع أهمية علما أني ذكرت أن هذه المسألة ليست بالكبيرة التي تحتاج لكل هذا الجدل فمن أثبت فلا حرج ومن نفى فلا حرج بناء على ما ذكرت سابقا من وجه استدلال لكل من المذهبين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/334)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 10:35 ص]ـ
شيخي الجليل أبا حازم
أرجو ألا تظن بي غير طلب الفائدة والعلم والله يعلمُ أن بحثي ليس له هدف سوى تحصيل الفائدة والتبيّن ..
قلتم: إن كل ما يتعلق بمسائل الاستواء والعرش هو منقول عن مقاتل ابن حيان وعددتم كتبا ليس منها تفسير البغوي ولا أصله الثعلبي ..
ولم تجيبوني على عدم إمكان الجزم لمانعين واضحين ذكرتهما وأعيدهما نزلة أخرى وهما:
1 - أن مقاتل بن حيان عند البغوي إذا نقل عنه ينسبه فيقول قال مقاتل ابن حيان وقد وجدت هذا في زهاء مائة موضع من تفسيره.
2 - على التسليم بأنه ان حيان لماذا يقرنه بالكلبي الضعيف -رحم الله الجميع - مع أن الأصل يقتضي ألا يقرن ضعيف بقوي في مسألةٍ كهذه لعدم الحاجة إليه, سيّما والبغوي ملأ تفسيره بهذا الربط بين الكلبي ومقاتل وتارة يقدم مقاتل وأخرى يقدم الكلبي, وهذا موضع إشكال إذ لو كان المراد هو ابن حيان لما قدم عليه الكلبي في الترتيب في مثل قوله مثلاً في تفسير {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فساداً}
قال: قال الكلبي ومقاتل: (ستكبارا عن الإيمان) 1/ 226
ومثل قوله في تفسير {ومن الناس من يشتري لهو الحديث}
قال: قال الكلبي ومقاتل: نزلت في النضر بن الحارث 1/ 238
وغير ذلك كثيرٌ ..
قلتم: إن البلخي مجسم واشتهر عنه ذلك فما المنافاة بين اعتقاد التجسيم واعتقاد الاستقرار؟؟
أما ثبوته في اللغة فهذا ما لم أهتد إليه
والحكم عى القائلين به من عدمه أمرٌ لا أحسنه ولا أستطيعه لأني أجهل حقيقةالمسألة فلا أستطيع أن أجزم بكون اعتقاد الاستقرار أو عدمه هو الحق والحكم على الشيئ فرع عن تصوره
وختاماً أرجو أن يتسع صدركم لتساؤلات محبكم ..
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[23 - 11 - 06, 11:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
اخي الفاضل أبا زيد وفقني الله وإياك:
لا نستطيع أن نحكم بأنه إذا اطلق البغوي فمراده مقاتل بن سليمان لأنه كثيرا ما يذكر مقاتل وينسبه:
أولا: ذكره مقرونا بالكلبي ينظر:
1 / تفسير البغوي (1/ 256): (قوله تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} قال عطاء و مقاتل بن سليمان و الكلبي: يحب التوابين من الذنوب ويحب المتطهرين بالماء من الأحداث والنجاسات)
2 / تفسير البغوي (1/ 60): (واختلفوا في مدة لبثه في بطن الحوت فقال مقاتل بن حيان: ثلاثة أيام وقال عطاء: سبعة أيام وقال الضحاك: عشرين يوما وقال السدي و الكلبي و مقاتل بن سليمان: أربعين يوما)
ثانيا: ذكره غير مقرون به:
1 / تفسير البغوي (1/ 156): (قوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا} قال الحسن: اصبروا على دينكم ولا تدعوه لشدة ولا رخاء وقال قتادة: اصبروا على طاعة الله
وقال الضحاك و مقاتل بن سليمان: على أمر الله)
2 / تفسير البغوي (1/ 44): (وقال مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما: لما قتل قابيل هابيل وآدم عليه السلام بمكة اشتباك الشجر وتغيرت الأطعمة وحمضت الفواكه وأمر الماء وأغبرت الأرض فقال آدم عليه السلام: قد حدث في الأرض .... )
وينظر (1/ 41، 56، 224، 402، 369، 361)
أما قولي إن مقاتل بن سليمان اشتهر عنه القول بالتجسيم فمرادي أنه لو كان هو المراد هنا المقرون مع الكلبي فهو مظنة أن يكون قوله في تفسير الآية تجسيما ومع هذا لم يتعقبه الأئمة كالبغوي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم فالأظهر ان المراد بمقاتل هنا هو ابن حيان ومع هذا فليس قوله هنا هو مستند المسألة وإنما المستند هو كلام أهل اللغة وتأييد المحققين من أهل السنة لذلك والله الموفق
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 11:57 ص]ـ
لكن الأمثلة التي أوردتها يا شيخ لم تكن عن الكلبي ومقاتل لوحدهما, بل في حين اشتراك غيرهما معهما ,أو انفراده بالقول, وهذاقد يجاب عنه بانه مخافة الالتباس بابن حيان سماه فقال ابن سليمان.
بينما اقترانه بالكلبي دائما يشير إلى البلخي لا إلى ابن حيان, لعدم حاجة الربط بينهما فهو لا يزيد القول صحة ولا يُبخس القول بعدمه منزلةً.
وجزاكم الله خيرا على سعة الصدر ورحابته
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:20 م]ـ
أخي أبا زيد بارك الله فيك:
على كل لانستطيع الجزم بالمقصود هنا ولو كان الإسناد بين أيدينا لتبين المراد به لكن غلب على ظني أنه مقاتل بن حيان لما ذكرت من القرائن والله أعلم.(36/335)
رد العلامة ابن عقيل الظاهري على السقاف!
ـ[حامد تميم]ــــــــ[19 - 11 - 06, 10:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"تباريح 1"
لا تَظْلموا الموتى:
على سبيل المثال فخر الدين محمد بن عمر الرازي وشيخ الإسلام ابن تيمية كانا على طرفي نقيض في مسائل من المعتقد، وكان المتأخر حادَّ العبارة أحياناً في نقده، ولكنه ذو وزن دقيق للرجال: يتكلم بملء فيه عن مواهبهم وعلمهم، ويعرف صدق تديُّنهم لربهم، ولا ينبز أحداً منهم بتكفير أو تفسيق؛ لسعة مجال العذر .. ولكنه مثلهم يبيِّن ـ بعلمه ومعتقده ـ ما كان من الأفعال والأقوال والمعتقدات إيماناً أو كفراً أو فسقاً أو بدعة؛ امتثالاً لما أخذه الله على العلماء من وجوب البيان .. وهؤلاء كلهم صف واحد في مواجهة عدوِّ الأمة، ولم يُفرض عليهم حق الفيتو بعد، وهم ذوو كلمة واحدة إذا كانت الأمة أمام خطر .. واليوم تبدَّلت الحال بأمرين:
أولهما: أن العرب والمسلمين لا يُحسدون على ما هم فيه من فرقة وشتات.
وثانيهما: أننا إن شاركنا هؤلاء العلماء في شيئ من الفكر فهم متفوقون علينا في العلم والعبادة .. علمهم الكثير في صدورهم، وليس عندهم من لهو العصر الحديث ومشاغله ما يحول بينهم وبين قراءة مخطوطات مُدْمَجة غير مفهرسة ـ؛ إذْ لا يعرفون المطابع ـ؛ فهم في زهرة العمر يقرؤون المخطوطات على المشايخ، ويحفظون، وينسخون، ويتملكون , ويُعلِّقون، ويختصرون، ويشرحون، ويُحشُّون، ويهمِّشون .. وإذا تفرَّغ أحدهم لتحقيق مسألة كان إماماً عالماً في مئات المسائل؛ فهذه هي الْمَلكة العلمية؛ ولهذا يسهل عليهم الرجوع إلى بغيتهم .. وَ بُعْداً عن أناقة العصر الحديث في المنهجية فلا أظن معاصراً ينهض لشرح البخاري بمثل ما فعل الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري؛ ولهذا قيل: لا هجرة بعد الفتح!! .. وكان آية في الرجوع إلى مئات المخطوطات باستفادة كاملة.
ونحن لا نشاركهم في العبادة؛ فهم يُحيون الليل بالعبادة والتهجد، وحفظ القرآن، وتلاوته في أيام معدودة .. لم تشغلهم المرتبة التاسعة أو العاشرة، ولا المحطات الفضائية للبرتقالة و ياليل الصب متى غده؟.
وإذا تفرغ أحدنا لمسألة فليس عنده إلا بضع مسائل، فهو يستأنف علمه استئنافاً، ويأخذه مُذَلَّلاً مِمَّن قبله؛ فتطاوُلُ مُثَقَّفِ العصر، وشبُّ نارِ الفتنة بين أهل القبلة من أسمج الأمور وأخطرها؛ فهذا معاصر لا شغل له إلا ثَلْب الألباني رحمه الله، وهولا يبلغ مقام تخصصه .. وآخر يُكفِّر ابن تيمية، ومجلة تنشر سلسلة مقالات عن مدافع ابن تيمية، ورابع لا يرى الحق إلا ما جاء في كتب ابن تيمية، ويحمل الشنآن على بقية أهل القبلة!!.
قال أبو عبد الرحمن: ابن تيمية رحمه الله معترف نصّْاً في المجلد الخامس أنه لا يُكفِّر أحداً من أهل القبلة، ولازم مذهبه: أنه لا تلازم بين الكفر والتكفير، والفسق والتفسيق، والبدعة والتبديع؛ لسعة أوجه العذر كما أسلفت.
هذه تبريحة طفحت بها شجوني أمام ما يُستأنف من تناول بعض التطاول على الأعلام كالأستاذ حسن بن علي السقاف والله المستعان.
وكتبه لكم:
أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري ـ عفا الله عنه ـ
"تباريح 2"
الورع قبل التَّمعْلُم!!
راسلني الأستاذ حسن بن علي السقاف كثيراً، وأهدى إليَّ جملةً من كتبه، ولم أعطه اهتماماً؛ لما رأيت في جملة كل كتاب من كتبه من أمور يقشعرُّ منها البدن .. وزارني في الفندق بعَّمان بالأردن، وأهداني بعض مؤلفاته، ووجهت له من النصيحة ما يلزمني أمام الله؛ ولكن سوء الحظِّ تمادى به إلى تكفير ورثة علم النبي –صلى الله عليه وسلم- وعلم الصحابة والتابعين رحمهم الله صراحة في إحدى المحطات .. وتكفيره لابن تيمية تكفير للسلف نسأل الله العافية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/336)
وابن تيمية رحمه الله بشر يخطئ ويصيب، وليس مقبولاً قوله بخلق آدم على صورة الله، ولا إنكاره المجاز، ولا تفرُّغه للجانب الفكري على حساب الحصيلة العلمية في مسائل فقهية مصدره فيها المصنف لعبد الرزاق، والمصنف لابن أبي شيبة، وسنن البيهقي، والتمهيد لابن عبد البر، والمحلى لابن حزم .. ثم يعود لبضعة مصادر من كتب الحنابلة، ثم يَتَبَحْبَحُ في المسألة بفكره .. ولكنه والله البحر العباب في مسائل العقيدة، وذو الذكاء اللامع، والفكر الجبار .. ولا يُقبل التعصب له من أناس لا يفهمون قوله في عُضَلِ الفكر كالدور والتسلسل، والحكم بعد التصور دائماً .. ولشيخ الإسلام محبة في القلب لصدقه وعبادته وجهاده وزهده وخلوصه للعلم .. وخالف ابنَ تيمية كثيرٌ من أهل عصره من أهل القبلة، وشَنَّعوا عليه .. ولكن لم يقدح أحد منهم في دينه وعدالته؛ لأن سيرته مشهورة بينهم لا يستطيعون تزييفها حتى جاء حسن بن علي السقاف في ذنب الدنيا؛ فقال: إن ابن تيمية كذاب!! .. وهذا هو نص عبارته.
قال: «ومن الكذب المبين على الإمام الرازي ما نقله ابن تيمية: أن الإمام الرازي أنشد هذه الأبيات:
نهاية إقدام العقول عقال
وأكثر سعي العالمين ضلالُ
وذكرت أنني لم أجد هذا الكلام فيما بين يدي من كتب الرازي المطبوعة والمخطوطة .. وقد أخذه مجسِّمةُ
العصر من كتب ابن تيمية .. إن هذه الأبيات من نظم ابن تيمية وكأنه يصف بها نفسه» (1).
قال أبو عبد الرحمن: واحَرَباه بغير حقٍّ!! .. وههنا أمور:
أولها: أنه جعل جَهْلَهُ وقصوره في البحث ذريعة للتطاول على إمام مثل ابن تيمية.
وثانيها: أن كتب الرازي ليست هي المخطوطة والمطبوعة، بل منها كثير مفقود.
وثالثها: أن الشعر والرسائل قد لا يُضَمِّنُها صاحبها كتبه.
ورابعها: أن ياقوتاً الحموي نسب القصيدة للرازي [543 ـ 606هـ]، وياقوت الحموي [574 ـ 626هـ] معاصر للرازي، ووفاته قبل مولد ابن تيمية [661ـ 728هـ] بخمسة وثلاثين عاماً؛ فكيف يكون ابن تيمية هو الذي نظمها، ثم كذب ونحلها الرازي؟! .. إن هذا هو البهتان المبين، والتطاول على الأئمة .. ورواها موفق الدين أبو العباس أحمد بن القاسم بن خليفة ابن أبي أصيبعة [ـ 668هـ] وقد توفي قبل مولد ابن تيمية بسبع سنين (2) .. ورواها ابن السبكي وهو على مذهب الرازي، والرازي من أحب العلماء إليه (3).
وخامسها: أن الأبيات لا تشين الرازي، بل هي من حسناته .. تأسف على صرف عمره في علم الكلام وغيره أولى منه، ثم نثر حِكَماً لا مغمز فيها والله المستعان.
وكتبه لكم:
أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري ـ عفا الله عنه ـ
______________________________
(1) صحيح شرح العقيدة الواسطية ص70ـ71.
(2) انظر عيون الأنباء في طبقات الأطباء ص468، وقال: «أنشدني بديع الدين البندهي: مما سمعه من الشيخ فخر الدين بن خطيب الرازي لنفسه» .. ثم ذكر القصيدة.
(3) انظر طبقات الشافعية الكبرى 8/ 96 ـ ولم يدع كما ادعى هذا السقاف ـ: أن مصدرها ابن تيمية وحده؛ فيردها!!.
"تباريح 3"
رجوع الرازي عن علم الكلام بيقين
لما فرغ حسن بن علي السقاف من تكذيب شيخ الإسلام ابن تيمية بغير حق، شَرَعَ في تكذيب الحافظ الذهبي عندما نقل قول الذهبي عن الرازي: «وقد اعترف في آخر عمره حيث يقول: لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية: فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً .. ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن .. إلخ».
وعلَّق السقاف: بأن الذهبيَّ عمَّى الكلام، فلم يذكر عمَّاذا اعترف الرازي في آخر عمره؟ .. وأن الرازي لم يقل هذا الكلام، فهو من الكذب البحت ـ يعني أن الذهبي كذب عليه ـ .. وحجته أن ابن السبكي لم يورد الجملة السابقة في وصية الرازي (1).
قال أبو عبد الرحمن: ههنا أمور:
أولها: أن الصواب: «بماذا اعترف»، وأما «عمَّاذا اعترف» فلحن مبتدئ يتطاول على العلماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/337)
ثانيها: أن الذهبي أورد وصية الرازي لما حضرته الوفاة لتلميذه إبراهيم بن أبي بكر الإصبهاني .. أوردها كاملة، ورواها بالسند؛ فقال: «سمعت وصيته كلها من الكمال عمر بن إلياس بن يونس المراغي: أخبرنا التقي يوسف بن أبي بكر النَّسائي بمصر: أخبرنا الكمال محمود بن عمر الرازي قال: سمعت الإمام فخر الدين يوصي تلميذه إبراهيم بن أبي بكر .. فذكرها» (2).
وثالثها: أن الذهبي لم يعزو النص السابق إلى وصية الرازي ـ وإن كان معناها وبعض عباراتها في الوصية ـ، بل ذكر أنه قالها في آخر عمره؛ فالسقاف كَذَبَ على الذهبي، وقوَّله ما لم يقل.
ورابعها: ليس في كلام الذهبي تَعْمِيَةٌ، بل الاعتراف موجود في الكلام الذي سيسوقه
______________________________________
(1) صحيح شرح العقيدة الواسطية ص 68ـ69.
(2) تاريخ الإسلام للذهبي أحداث 601ـ610هـ ص 220ـ222، وذكرها كاملة ابن أبي أصيبعة ـ وهو قبل الذهبي ـ في عيون الأنباء ص 466 ـ 468.
عن ذم الطرق الكلامية التي أسرف فيها، وأن أقرب الطرق طرق القرآن؛ ولهذا قال الذهبي: «وقد توفي على طريقة حميدة» (3).
وخامسها: أن كلام الرازي جميل، ومفخرة من مفاخره .. يفخر بها محبُّوه ولا يتألَّمون منها؛ لأنها اعتراف بالحق.
وسادسها: أن معنى هذا الكلام ثابت فيما لا ينكره السقاف من وصية الرازي، وثابت من شعره «نهاية إقدام العقول عقال»، وهو من شعر الرازي الصحيح.
وسابعها: أن رجوعه ثابت عنه أيضاً بما قاله الإمام أبو عمرو بن الصلاح: حدثني القطب الطُّوغاني مرتين: أنه سمع الفخر الرازي يقول: ليتني لم أشتغل بالكلام .. وبكى» (4).
وثامنها: هل هذا السقاف أعلم من الذهبي بالتراجم، ومصادر الإفادة عنهم .. أم أننا عالة على أمثاله؟! .. فإن قال بالأولى فقد مَكَّن من نفسه نعوذ بالله من الغرور.
وتاسعها: لا حجة للسقاف في عدم ذكر الذهبي رحمه الله لهذه القصة؛ بدعوى أن ابن السبكي لم يذكرها .. لا حجة له في ذلك؛ لأن الذهبي لم يعزو الجملة إلى الوصية، ولأن ابن السبكي لم يرو الوصية كاملة، بل اعترف بالحذف منها (5)، ولأن الذهبي شيخ ابن السبكي وأمكن منه في العلم بالرجال .. ومع هذا فلم يختلفا حتى نبحث: أيهما أصح!!.
وعاشرها: أن الإمام الذهبي ـ حسب تكوينه العلمي ـ قد يخطئ، وقد يقصر فكره عن فهم بعض العقليات .. ولكنه لا يكذب لحفظه وإمامته وعدالته، وإجماع العلماء على ذلك .. وهو إجماع عدم علم في حكم العلم بالعدم؛ لأن الحكم في محل محصور.
والحادي عشر: أن السقاف تطاول على الإمام الذهبي وكذَّبه بلا برهان أتى به، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وكتبه لكم:
أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري ـ عفا الله عنه ـ
______________________________
(3) سير أعلام النبلاء 21/ 501.
(4) تاريخ الإسلام /الجزء السابق ص 219.
(5) انظر طبقات الشافعية الكبرى 8/ 92؛ إذْ أورد بعض الوصية ثم قال: «ثم إن سرد وصيته في ذلك إلى أن قال».
"تباريح 4"
إحالة المحال من دين الله
مما يقشعرُّ منه الجلد قول حسن بن علي السقاف في حق ربنا سبحانه وتعالى: «إن الله تعالى لا داخل العالم، ولا خارجه» .. وقد بنى هذا المحال العقلي، وهذا الجحد لنصوص القرآن الكريم على دعاوى ادعاها على السلف فقوَّلهم ما لم يقولوا، وادعاها على الشرع، وادعاها على العقل، وملخصها:
1ـ أن القول بسوى ما ذكره تشبيه لله بالجسم.
2ـ أن حذيفة رضي الله عنه ـ كما في صحيح مسلم ـ إذا مرَّ بآية فيها تنزيه الله سبَّح.
3ـ أن القول بسوى ما ذكره يقتضي نسبة المكان إلى الله وهذا مخالف للآية الكريمة من سورة الحديد .. ثم جاء الحديث يبين: أنه ليس فوقه شيئ وليس دونه شيئ.
4ـ سوَّغ المحال في القول «لا داخل العالم ولا خارجه»؛ بأنه غير محال؛ لأن ما ادُّعي أنه محال مبني على قياس الله بالعالم.
5ـ ليس في الشرع داخل عالم، ولا خارجه.
6ـ وَسْوَسَ بهذا المحال بوجود متناقضات معقولة مثل: أتصوره بلا كيف، ونفي الذكورة عن الله سبحانه (1).
قال أبو عبد الرحمن: ـ ونسأل الله السلامة والعافية ـ ههنا وقفات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/338)
الوقفة الأولى: أن الجمع بين المتناقضين محال في فطرة العقول التي خلقها الله، ومحال في معارف العقل المكتسبة .. على هذا إجماع المفكرين؛ ولهذا تندَّروا بحفنة قالت بهذا ثم خرجت عنه بالادعاء كأبي حامد الغزالي الإمام الفحل رحمه الله تعالى .. ذلك أن الخارج والداخل نقيضان مرفوع عنهما الثالث الذي يسمونه الثالث المرفوع، والوسط المرفوع.
والوقفة الثانية: أن السلف لم يبتدعوا خارج العالم وداخله، ولكن لما ابتدعه غيرهم دفعوه بدفع أحد معنييه، وهو النصوص الكثيرة بعلو الله وإحاطته؛ وإذ هو عالٍ على خلقه محيط بهم
__________________________
(1) انظر صحيح شرح العقيدة الطحاوية ص324ـ342.
فهو ليس فيهم بل خارجهم.
والوقفة الثالثة: ما ركزه الله في فطرة العقل من المحال فنفيه من دين الله وشرعه؛ لأن الله جعل العقل شرط التكليف، ولأن الله استحث ذوي الألباب، ولأن الإيمان بالدين إجمالاً حصل بالعقل والحس بالبراهين في الآيات المكية، ثم حصل الإيمان بالشرع تفصيلاً بعد ذلك بالآيات المدنية.
والوقفة الرابعة: الجسم والمكان لم يرد نص شرعي بإثباتهما أو نفيهما؛ لهذا لا يتكلم بهما السلف؛ لأن ما يتعلق بالله جل جلاله على التوقيف .. فلما استعملهما أهل الكلام قال السلف: نبحث فيما تريدون من المكان والجسم؛ فإن أردتم تشبيهاً بمكان وجسم فنحن نبرأ إلى الله من ذلك .. وإن أردتم نفي ما أثبته الله من العلو والإحاطة فنحن نبرأ إلى الله أيضاً من ذلك .. بل نثبت باللفظ والمعنى ما دل عليه الشرع، ولا نثبت من اللفظ (وإن احتمل معنى صحيحاً وغيره) إلا ما أثبته الشرع.
والوقفة الخامسة: ما علاقة تنزيه الله بدعوى المحال: أن الله ليس داخل العالم، ولا خارجه .. بل من نفى هذا المحال فقد نزَّه الله حقَّاً.
والوقفة السادسة: لا يقدر مخلوق مهما تفلسف أن يُفَرِّق بين «المعدوم» وبين «من هو لا داخل العالم ولا خارجه» تعالى الله عن ذلك؛ لأن الثالث مرفوع.
والوقفة السابعة: ليس في نفي هذا المحال قياسٌ لله سبحانه بالعالم، بل هذا المحال مما فطر الله العقل على معرفته؛ لأن الشرع تنزيل الله، والعالم خلق الله، والله أعلم بنفسه؛ فَخَلَقَ الله العقلَ بفطرته في إحالة المحال ليعلم به الحقائق التي هي من خلق الله وعلمه، أو علمه فقط، وهي علمه بنفسه سبحانه وتعالى.
والوقفة الثامنة: كذب على أهل السلف بدعوى «لا أتصوره بكيف، ولا أتصوره».
قال أبو عبد الرحمن: قاتل الله الكذب وأهله، والله ما قال السلف ذلك، وإنما قالوا: لانتصور كيفيته سبحانه، بل نؤمن بوصفه لنفسه سبحانه .. وفرقٌ عظيم بين «لانتصوره بكيف» وبين «لا نتصور كيفيته» .. وحسبنا الله.
والوقفة التاسعة: لم يدع السلف معنى محالاً ثالثاً غير ذكر ولا أنثى .. وإنما نفوا إطلاق اسم لم يرد به شرع مع إيمانهم بأن كل ضمير عن الله سبحانه في نصوص الشرع، وكل وصف له فهو بصيغة المذكر .. ولكنهم نُهوا أن يُطلقوا على الله ما لم يصف به نفسه.
والوقفة العاشرة: أن الشرع المطهر أوجب علينا ردَّ المتشابه إلى المحكم .. وعلو الله وإحاطته من المحكم، ومعنى الحديث: «فليس دونك شيئ» من المتشابه؛ ولهذا بلغت الأقوال فيه سبعة عشر مذهباً، فوجب رده إلى المعنى الذي يوافق المحكم؛ لأن الشَّغَب على الشرع محرم، وقد نهى الله عن ضرب الكتاب بعضه ببعض، والله المستعان.
وكتبه لكم:
أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري ـ عفا الله عنه ـ
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[20 - 11 - 06, 04:44 م]ـ
ما شاء الله على هذه التباريح، و جزى الله كاتبها و منزلها بالثواب الجزيل.
ـ[الجنابي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 01:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يشكر للشيخ ابن عقيل دفاعه عن شيخ الاسلام ابن تيمية ولكنه قد ضمن دفاعه اشياء ظلم بها شيخ الاسلام وعلمه وسعة اطلاعه وحصر حصيلته العلمية بما ذكر من مصنفات هي قطرة في بحر علمه لمن يعرفه حق المعرفة كما انه ازرى عليه باشياء لم ينفرد بها عن الائمة السابقين عند المطلعين كخلق ادم ومذهبه في المجاز وهذا نص كلام ابن عقيل الظاهري في تباريحه رقم 2:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/339)
وابن تيمية رحمه الله بشر يخطئ ويصيب، وليس مقبولاً قوله بخلق آدم على صورة الله، ولا إنكاره المجاز، ولا تفرُّغه للجانب الفكري على حساب الحصيلة العلمية في مسائل فقهية مصدره فيها المصنف لعبد الرزاق، والمصنف لابن أبي شيبة، وسنن البيهقي، والتمهيد لابن عبد البر، والمحلى لابن حزم .. ثم يعود لبضعة مصادر من كتب الحنابلة، ثم يَتَبَحْبَحُ في المسألة بفكره ..
انا لااجادل في كونه بشرا يخطئ ويصيب كما لااريد ان اجادل فيما ادعي عليه من اخطاء حجته فيها ظاهرة على خصومه لمن تاملها بانصاف، ولكن اليس من الظلم ان يقال: ان حصيلته العلمية هي المصنف لعبد الرزاق وابن ابي شيبة وسنن البيهقي والتمهيد والمحلى؟؟؟؟ وهو الذي يقول: ربما قرات او طالعت في الاية الواحدة مائة من التفاسير ثم ادعو الله حتى يفتح علي في معناها او كما قال
وقد قيل فيه ان اهل المذاهب كانوا يجتمعون اليه فيستفيد كل منهم لمذهبه منه وهو الذي يقول لبعض مناظريه انا اعلم منك بمذهبك وكثير من المحققين حققوا نقوله عن المذاهب الفقهية فراوا دقة النقل والامانة فيه من العجب العجاب ومن المعروف انه كان يحفظ المسند واول كتاب حفظه هو كتاب الحميدي في الجمع بينت الصحيحين بل ان الذهبي قال يصح ان يقال فيه كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث قال وكان يحفظ غالب المتون والاثار
ثم هل من الادب ان يغمز شيخ الاسلام بالتبجح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فغفر الله للشيخ الظاهري فانه كان في دفاعه عن ابن تيمية كالذي يبني قصرا ويهدم مصرا
ومن اجل هذا الغمز ولحق الشيخ على امثالنا من طلاب العلم احببت ان الخص لاهل الحديث تذكرة في بعض ماكتبه الامام الحافظ المحقق ابن عبد الهادي عن شيخ الاسلام وعلومه مستغنيا عن التراجم الكثيرة التي ترجمها الائمة الفحول كالذهبي وغيره. قال رحمه الله في العقود الدرية
وشيوخه الذين سمع منهم أكثر من مائتي شيخ
وسمع مسند الإمام أحمد بن حنبل مرات وسمع الكتب الستة الكبار والأجزاء ومن مسموعاته معجم الطبرابي الكبير وعني بالحديث وقرأ ونسخ وتعلم الخط والحساب في المكتب وحفظ القرآن وأقبل على الفقه وقرأ العربية على ابن عبدالقوى ثم فهمها وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهم في النحو وأقبل على التفسير إقبالا كليا حتى حاز فيه قصب السبق وأحكم اصول الفقه وغير ذلك
هذا كله وهو بعد ابن بضع عشرة سنة فانبهر أهل دمشق من فرط ذكائه وسيلان ذهنه وقوة حافظته وسرعة إدراكه
واتفق أن بعض مشايخ العلماء بحلب قدم إلى دمشق وقال سمعت في البلاد بصبي يقال له احمد بن تيمية وأنه سريع الحفظ وقد جئت قاصدا لعلي أراه فقال له خياط هذه طريق كتابه وهو إلى الآن ما جاء فاقعد عندنا الساعة يجيء يعبر علينا ذاهبا إلى الكتاب فجلس الشيخ الحلبي قليلا فمر صبيان فقال الخياط للحلبي هذاك الصبي الذي معه اللوح الكبير هو احمد بن تيمية فناداه الشيخ فجاء إليه فتناول الشيخ اللوح فنظر فيه ثم قال يا ولدي امسح هذا حتى أملي عليك شيئا تكتبه ففعل فأملى عليه من متون الأحاديث أحد عشر أو ثلاثة عشر حديثا وقال له اقرأ هذا فلم يزد على أن تأمله مرة بعد كتابته إياه ثم دفعه إليه وقال اسمعه علي فقرأه عليه عرضا كأحسن ما أنت سامع فقال له يا ولدي امسح هذا ففعل فأملى عليه عدة أسانيد انتخبها ثم قال اقرأ هذا فنظر فيه كما فعل أول مرة فقام الشيخ وهو يقول إن عاش هذا الصبي ليكونن له شأن عظيم فإن هذا لم ير مثله أو كما قال
وقال الحافظ أبو عبدالله الذهبي نشأ يعني ا لشيخ تقي الدين رحمه الله في تصون تام وعفاف وتأله وتعبد واقتصاد في الملبس والمأكل وكان يحضر المدارس والمحافل في صغره ويناظر ويفحم الكبار ويأتي بما يتحير منه أعيان البلد في العلم فأفتى وله تسع عشرة سنة بل أقل وشرع في الجمع والتأليف من ذلك الوقت وأكب على الاشتغال ومات
والده وكان من كبار الحنابلة وأئمتهم فدرس بعده بوظائفه وله إحدى وعشرون سنة واشتهر أمره وبعد صيته في العالم وأخذ في تفسير الكتاب العزيز في الجمع على كرسي من حفظه فكان يورد المجلس ولا يتعلثم وكذا كان الدرس بتؤدة وصوت جهوري فصيح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/340)
وقال بعض قدماء أصحاب شيخنا وقد ذكر نبذة من سيرته أما مبدأ أمره ونشأته فقد نشأ من حين نشأ في حجور العلماء راشفا كؤوس الفهم راتعا في رياض التفقه ودوحات الكتب الجامعة لكل فن من الفنون لا يلوي إلى غير المطالعة والاشتغال والأخذ بمعالي الأمور خصوصا علم الكتاب العزيز والسنة النبوية ولوازمها ولم يزل على ذلك خلفا صالحا سلفيا متألها عن الدنيا صينا تقيا برا بأمه ورعا عفيفا عابدا ناسكا صواما قواما ذاكرا لله تعالى في كل أمر وعلى كل حال رجاعا إلى الله تعالى في سائر الأحوال والقضايا وقافا عند حدود الله تعالى وأوامره ونواهيه آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر بالمعروف لا تكاد نفسه تشبع من العلم فلا تروى من المطالعة ولا تمل من الأشتغال ولا تكل من البحث وقل أن يدخل في علم من العلوم من باب من أبوابه إلا ويفتح له من ذلك الباب أبواب ويستدرك مستدركات في ذلك العلم على حذاق اهله مقصوده الكتاب والسنة ولقد سمعته في مبادىء أمره يقول إنه ليقف خاطري في المسألة والشيء
أو الحالة التي تشكل على فأستغفر الله تعالى ألف مرة أوأكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر وينحل إشكال ما أشكل قال وأكون اذ ذاك في السوق أو المسجد أو الدرب أو المدرسة لا يمنعني ذلك من الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي
قال هذا الصاحب ولقد كنت في تلك المدة وأول النشأة إذا اجتمعت به في ختم أو مجلس ذكر خاص مع أحد المشايخ المذكورين وتذاكروا وتكلم مع حداثة سنه أجد لكلامه صولة على القلوب وتأثيرا في النفوس وهيبة مقبولة ونفعا يظهر أثره وتنفعل له النفوس التي سمعته أياما كثيرة بعقبه حتى كان مقاله بلسان حاله وحاله ظاهر له في مقاله شهدت ذلك منه غير مرة
قلت ثم لم يبرح شيخنا رحمه الله في ازدياد من العلوم وملازمة الاشتغال والاشغال وبث العلم ونشره والاجتهاد في سبل الخير حتى انتهت إليه الامامة في العلم والعمل والزهد والورع والشجاعة والكرم والتواضع والحلم والإنابة والجلالة والمهابة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسائر أنواع الجهاد مع الصدق والعفة والصيانة وحسن القصد والإخلاص والابتهال إلى الله وكثرة الخوف منه وكثرة المراقبة له وشدة التمسك بالأثر والدعاء إلى الله وحسن الأخلاق
ونفع الخلق والإحسان إليهم والصبر على من آذاه والصفح عنه والدعاء له وسائر أنواع الخير
وكان رحمه الله سيفا مسلولا على المخالفين وشجى في حلوق أهل الأهواء المبتدعين وإماما قائما ببيان الحق ونصرة الدين وكان بحرا لا تكدره الدلاء وحبرا يقتدي به الأخيار الألباء طنت بذكره الأمصار وضنت بمثله الأعصار
قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج ما رأيت مثله ولا رأى هو مثل نفسه وما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ولا أتبع لهما منه
وقال العلامة كمال الدين بن الزملكاني كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن وحكم أن أحدا لا يعرفه مثله وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك ولا يعرف أنه ناظر أحدا فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله والمنسوبين إليه وكانت له اليد الطولى في حسن
التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين
ووقعت مسألة فرعية في قسمة جرى فيها اختلاف بين المفتين في العصر فكتب فيها مجلدة كبيرة وكذلك وقعت مسألة في حد من الحدود فكتب فيها مجلدة كبيرة ولم يخرج في كل واحدة عن المسألة ولا طول بتخليط الكلام والدخول في شيء والخروج من شيء وأتى في كل واحدة بما لم يكن يجري في الأوهام والخواطر واجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها
وقرأت بخط الشيخ كمال الدين أيضا على كتاب بيان الدليل على إبطال التحليل لشيخنا وقد ذكر ترجمته فقال من مصنفات سيدنا وشيخنا وقدوتنا الشيخ السيد الإمام العلامة الأوحد البارع الحافظ الزاهد الورع القدوة الكامل العارف تقي الدين شيخ الإسلام ومفتي الأنام سيد العلماء قدوة الأئمة الفضلاء ناصر السنة قامع البدعة حجة الله على العباد راد أهل الزيغ والعناد أوحد العلماء العاملين آخر المجتهدين أبي العباس أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله بن أبي القاسم ابن محمد بن تيمية الحراني حفظ الله على المسلمين طول حياته وأعاد عليهم من بركاته إنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/341)
على كل شيء قدير
وقرأت أيضا بخطه على كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام
تأليف الشيخ الإمام العالم العلامة الأوحد الحافظ المجتهد الزاهد العابد القدوة إمام الأئمة قدوة الأمة علامة العلماء وارث الأنبياء آخر المجتهدين أوحد علماء الدين بركة الإسلام حجة الأعلام برهان المتكلمين قامع المبتدعين محيي السنة ومن عظمت به لله علينا المنة وقامت به على أعدائه الحجة واستبانت ببركته وهديه المحجة تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبدالسلام بن تيمية الحراني أعلى الله مناره وشيد به من الدين أركانه ... ماذا يقول الواصفون له ... وصفاته جلت عن الحصر ... هو حجة لله قاهرة ... هو بيننا أعجوبة الدهر ... هو آية للخلق ظاهرة ... أنوارها أربت على الفجر ...
وقرأت على آخر هذا الكتاب طبقة بخط الذهبي يقول فيها سمع جميع هذا الكتاب على مؤلفه شيخنا الإمام العالم العلامة الأوحد شيخ الإسلام مفتي الفرق قدوة الأمة أعجوبة الزمان بحر العلوم حبر القرآن تقي الدين سيد العباد احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية الحراني رضي الله عنه
وقال الشيخ الحافظ فتح الدين أبو الفتح بن سيد الناس اليعمري
المصري بعد أن ذكر ترجمة شيخنا الحافظ جمال الدين أبي الحجاج المزي وهو الذي حداني على رؤية الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن الحليم بن عبدالسلام بن تيمية فألفيته ممن أدرك من العلوم حظا وكاد يستوعب السنن والآثار حفظا إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته أو أفتى في الفقه فهو مدرك غايته أو ذاكر بالحديث فهو صاحب علمه وذو روايته أو حاضر بالنحل والملل لم ير أوسع من نحلته في ذلك ولا أرفع من درايته برز في كل فن على أبناء جنسه ولم تر عين من رآه مثله ولا رأت عينه مثل نفسه كان يتكلم في التفسير فيحضر مجلسه الجم الغفير ويردون من بحر علمه العذب النمير ويرتعون من ربيع فضله في روضة وغدير إلى أن دب إليه من أهل بلده داء الحسد وألب أهل النظر منهم على ما ينتقد عليه في حنبليته من أمور المعتقد فحفظوا عنه في ذلك كلاما أو سعوه بسببه ملاما وفوفوا لتبديعه سهاما وزعموا أنه خالف طريقهم وفرق فريقهم فنازعهم ونازعوه وقاطع بعضهم وقاطعوه ثم نازع طائفة أخرى ينتسبون من الفقر إلى طريقة ويزعمون أنهم على أدق باطن منها وأجلى حقيقة فكشف تلك الطرائق وذكر لها
على ما زعم بوائق فآضت إلى الطائفة الأولى من منازعيه واستعانت بذوي الضغن عليه من مقاطعيه فوصلوا بالأمراء أمره وأعمل كل منهم في كفره فكره فكتبوا محاضر وألبوا الرويبضة للسعي بها بين الأكابر وسعوا في نقله إلى حضرة المملكة بالديار المصرية فنقل وأودع السجن ساعة حضوره واعتقل وعقدوا لإراقة دمه مجالس وحشدوا لذلك قوما من عمار الزوايا وسكان المدارس من محامل في المنازعة مخاتل بالمخادعة ومن مجاهر بالتكفير مبارز بالمقاطعة يسومونه ريب المنون وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وليس المجاهر بكفره بأسوأ حالا من المخاتل وقد دبت إليه عقارب مكره فرد الله كيد كل في نحره فنجاه على يد من اصطفاه والله غالب على أمره ثم لم يخل بعد ذلك من فتنة بعد فتنة ولم ينتقل طول عمره من محنة إلا إلى محنة إلى أن فوض أمره لبعض القضاة فقلد ما تقلد من اعتقاله ولم يزل بمحبسه ذلك إلى حين ذهابه إلى رحمة الله تعالى وانتقاله وإلى الله ترجع الأمور وهو المطلع على خائنة الأعين وما تخفي الصدور وكان يومه مشهودا ضاقت بجنازته الطريق وانتابها المسلمون من كل فج عميق يتبركون بمشهده يوم يقوم الأشهاد ويتمسكون بشرجعه حتى كسروا تلك الأعواد وذلك في ليلة العشرين من ذي القعدة
سنة 728 ثمان وعشرين وسبعمائة بقلعة دمشق المحروسة وكان مولده بحران في عاشر شهر ربيع الأول من سنة 661 إحدى وستين وستماية رحمه الله وإيانا
ثم قال قرأت على الشيخ الإمام حامل راية العلوم ومدرك غاية الفهوم تقي الدين أبي العباس احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية رحمه الله بالقاهرة قدم علينا قلت له أخبركم الشيخ الإمام زين الدين أبو العباس احمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي ثم ذكر حديثا من جزء ابن عرفة
وقال الشيخ علم الدين البرزالي في معجم شيوخه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/342)
احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية الحراني الشيخ تقي الدين أبو العباس الإمام المجمع على فضله ونبله ودينه قرأ الفقه وبرع فيه والعربية والأصول ومهر في علمي التفسير والحديث وكان إماما لا يلحق غباره في كل شيء وبلغ رتبة الاجتهاد واجتمعت فيه شروط المجتهدين وكان إذا ذكر التفسير بهت الناس من كثرة محفوظه وحسن إيراده وإعطائه كل قول
ما يستحقه من الترجيح والتضعيف والإبطال وخوضه في كل علم كان الحاضرون يقضون منه العجب هذا مع انقطاعه إلى الزهد والعبادة والاشتغال بالله تعالى والتجرد من أسباب الدنيا ودعاء الخلق إلى الله تعالى وكان يجلس في صبيحة كل جمعة على الناس يفسر القرآن العظيم فانتفع بمجلسه وبركة دعائه وطهارة أنفاسه وصدق نيته وصفاء ظاهره وباطنه وموافقة قوله لعمله وأناب إلى الله خلق كثير وجرى على طريقة واحدة من اختيار الفقر والتقلل من الدنيا رحمه الله تعالى ورد ما يفتح به عليه
وقال في موضع آخر كان قد نظم شيئا يسيرا في صغره وكتبت عنه إذ ذاك ثم إنه ترك ذلك وأعرض عنه وسئل عن مسألة القدر بنظم فأجاب فيها بنظم وقد قرىء عليه وسمع منه وحل لغز الرشيد الفارقي بأبيات تشتمل على نحو مائة بيت على وزن اللغز وذلك في حياة والده رحمه الله تعالى وله نحو العشرين من العمر وكان حله في أسرع وقت
وقال الشيخ علم الدين رأيت في إجازة لابن الشهر زورى الموصلي خط الشيخ تقي الدين بن تيمية وقد كتب تحته الشيخ شمس الدين الذهبي
هذا خط شيخنا الإمام شيخ الإسلام فرد الزمان بحر العلوم تقي الدين مولده عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة وقرأ القرآن والفقه وناظر واستدل وهو دون البلوغ وبرع في العلم
والتفسير وأفتى ودرس وله نحو العشرين سنة وصنف التصانيف وصار من كبار العلماء في حياة شيوخه وله من المصنفات الكبار التي سارت بها الركبان ولعل تصانيفه في هذا الوقت تكون أربعة آلاف كراس وأكثر وفسر كتاب الله تعالى مدة سنتين من صدره أيام الجمع وكان يتوقد ذكاء وسماعاته من الحديث كثيرة وشيوخه أكثر من مائتي شيخ ومعرفته بالتفسير إليها المنتهى وحفظه للحديث ورجاله وصحته وسقمه فما يلحق فيه وأما نقله للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين فضلا عن المذاهب الأربعة فليس له فيه نظير وأما معرفته بالملل والنحل والأصول والكلام فلا أعلم له فيه نظيرا ويدري جملة صالحة من اللغة وعربيته قوية جدا ومعرفته بالتاريخ والسير فعجب عجيب وأما شجاعته وجهاده وإقدامه فأمر يتجاوز الوصف ويفوق النعت وهو أحد الأجواد الأسخياء الذين يضرب بهم المثل وفيه زهد وقناعة باليسير في المأكل والملبس
وقال الذهبي في موضع آخر وقد ذكر الشيخ رحمه الله كان آية في الذكاء وسرعة الإدراك رأسا في معرفة الكتاب والسنة والاختلاف بحرا في النقليات هو في زمانه فريد عصره علما وزهدا وشجاعة وسخاء وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر وكثرة تصانيف
وقرأ وحصل وبرع في الحديث والفقه وتأهل للتدريس والفتوى وهو ابن سبع عشرة سنة وتقدم في علم التفسير والأصول وجميع علوم الإسلام أصولها وفروعها ودقها وجلها سوى علم القراءات فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه وإن عد الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا وسرد وأبلسوا واستغنى وأفلسوا وإن سمي المتكلمون فهو فردهم وإليه مرجعهم وإن لاح ابن سينا يقدم الفلاسفة فلهم وتيسهم وهتك أستارهم وكشف عوارهم وله يد طولى في معرفة العربية والصرف واللغة وهو أعظم من أن يصفه كلمي أو ينبه على شأوه قلمي فإن سيرته وعلومه ومعارفه ومحنه وتنقلاته تحتمل أن ترصع في مجلدتين وهو بشر من البشر له ذنوب فالله تعالى يغفر له ويسكنه أعلى جنته فإنه كان رباني الأمة وفريد الزمان وحامل لواء الشريعة وصاحب معضلات المسلمين وكان رأسا في العلم يبالغ في إطراء قيامه في الحق والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبالغة ما رأيتها ولا شاهدتها من أحد ولا لحظتها من فقيه
وقال في مكان آخر ذكر فيه ترجمة طويلة للشيخ قبل وفاة الشيخ بدهر طويل
قلت وله خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم ومعرفة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/343)
بفنون الحديث وبالعالي والنازل وبالصحيح والسقيم مع حفظه لمتونه الذي انفرد به فلا يبلغ أحد في العصر رتبته ولا يقاربه وهو عجب في استحضاره واستخراج الحجج منه وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة والمسند بحيث يصدق عليه أن يقال كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث ولكن الإحاطة لله غير أنه يغترف من بحر وغيره من الأئمة يغترفون من السواقي وأما التفسير فمسلم إليه وله في استحضار الآيات من القرآن وقت إقامة الدليل بها على المسألة قوة عجيبة وإذا رآه المقرىء تحير فيه ولفرط إمامته في التفسير وعظمة اطلاعه يبين خطأ كثير من أقوال المفسرين ويوهى أقوالا عديدة وينصر قولا واحدا موافقا لما دل عليه القرآن والحديث ويكتب في اليوم والليل من التفسير أو من الفقه او من الأصولين أو من الرد على الفلاسفة والأوائل نحوا من أربعة كراريس أو أزيد وما أبعد ان تصانيفه إلى الآن تبلغ خمسمائة مجلدة وله في غير المسألة مصنف مفرد في مجلد ثم ذكر بعض تصانيفه وقال ومنها كتاب في الموافقة بين المعقول والمنقول في مجلدين
قلت هذا الكتاب وهو كتاب درء تعارض العقل والنقل في أربع مجلدات كبار وبعض النسخ به في اكثر من أربع مجلدات وهو
كتاب حافل عظيم المقدار رد الشيخ فيه على الفلاسفة والمتكلمين
وله كتاب في نحو مجلد أجاب فيه عما أورده كمال الدين بن الشريسى على هذا الكتاب
وللشيخ رحمه الله من المصنفات والفتاوى والقواعد والأجوبة والرسائل وغير ذلك من الفوائد مالا ينضبط ولا أعلم أحدا من متقدمي الأمة ولا متأخريها جمع مثل ما جمع ولا صنف نحو ما صنف ولا قريبا من ذلك مع أن أكثر تصانيفه إنما أملاها من حفظه وكثير منها صنفه في الحبس وليس عنده ما يحتاج إليه من الكتب
مصنفات الشيخ رحمه الله
وها أنا أذكر بعض مصنفاته ليقف عليها من أحب معرفتها
فمن ذلك ما جمعه في تفسير القرآن العظيم وما جمعه من أقوال مفسري السلف الذين يذكرون الأسانيد في كتبهم وذلك في أكثر من ثلاثين مجلدا وقد بيض أصحابه بعض ذلك وكثيرا منه لم يكتبوه بعد وكان رحمه الله يقول ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير ثم أسأل الله الفهم وأقول يا معلم آدم وإبراهيم علمني وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة ونحوها وأمرغ وجهي في التراب وأسأل الله تعالى وأقول يا معلم إبراهيم فهمني ويذكر قصة معاذ بن جبل
وقوله لمالك بن يخامر لما بكى عند موته وقال إني لا أبكي على دنيا كنت أصيبها منك ولكن أبكي على العلم والإيمان الذين كنت أتعلمهما منك فقال إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما فاطلب العلم عند أربعة فإن أعياك العلم عند هؤلاء فليس هو في الأرض فاطلبه من معلم ابراهيم
قال الشيخ أبو عبدالله بن رشيق وكان من أخص أصحاب شيخنا وأكثرهم كتابة لكلامه وحرصا على جمعه كتب الشيخ رحمه الله نقول السلف مجردة عن الاستدلال على جميع القرآن وكتب في أوله قطعة كبيرة بالاستدلال ورأيت له سورا وآيات يفسرها ويقول في بعضها كتبته للتذكر ونحو ذلك ثم لما حبس في آخر عمره كتبت له أن يكتب على جميع القرآن تفسيرا مرتبا على السور فكتب يقول إن القرآن فيه ما هو بين بنفسه وفيه ما قد بينه المفسرون في غير كتاب ولكن بعض الآيات أشكل تفسيرها على جماعة من العلماء فربما يطالع الإنسان عليها عدة كتب ولا يتبين له تفسيرها وربما كتب المصنف الواحد في آية تفسيرا ويفسر غيرها بنظيره فقصدت تفسير تلك الآيات بالدليل لأنه أهم من غيره
وإذا تبين معنى آية تبين معاني نظائرها وقال قد فتح الله علي في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن أو نحو هذا وأرسل إلينا شيئا يسيرا مما كتبه في هذا الحبس وبقي شيء كثير في مسألة الحكم عند الحكام لما أخرجوا كتبه من عنده وتوفي وهي عندهم إلى هذا الوقت نحو أربع عشرة رزمة ثم ذكر الشيخ أبو عبدالله ما رآه ووقف عليه من تفسير الشيخ
قلت ومن مصنفاته تفسير سورة الصمد وجواب سؤال عن كلام الله تعالى هل يتفاضل ومن مصنفاته كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية في ست مجلات وبعض النسخ منه في أكثر من ذلك وهو كتاب جليل المقدار معدوم النظير كشف الشيخ فيه أسرار الجهمية وهتك أستارهم ولو رحل طالب العلم لأجل تحصيله إلى الصين ما ضاعت رحلته ومنها كتاب منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية في ثلاث مجلدات وبعض النسخ في أربع مجلدات رد فيه على ابن المطهر الرافضي وبين جهل الرافضة وضلالتهم وكذبهم وافتراءهم ومنها كتاب
جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية في أربع مجلدات وبعض النسخ منه في أقل وهو كتاب عزيز الفوائد سهل التناول ومنها كتاب الرد على النصارى سماه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح في مجلدين وبعض النسخ منه في ثلاث مجلدات وبعضها في أكثر وكذلك كثير من كتبه الكبار تختلف النسخ بها
وهذا الكتاب من أجل الكتب وأكثرها فوائد ويشتمل على تثبيت النبوات وتقريرها بالبراهين النيرة الواضحة وعلى تفسير آي كثير من القرآن وعلى غير ذلك من المهمات
ومنها كتاب الإيمان في مجلد وهو كتاب عظيم لم يسبق إلى مثله ومنها كتاب الاستقامة في مجلدين وهو من أجل الكتب وأكثرها نفعا ومنها كتاب تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل في مجلد وهو من أحسن الكتب وأكثرها فوائد
ولمن اراد مزيد الاطلاع على الكتب التي ذكرها الحافظ ابن عبد الهادي فليرجع الى العقود الدرية فرحم الله شيخ الاسلام ابن تيمية ونسال الله ان يثبتنا على طريقته في فهم الكتاب والسنة والدفاع عن هذا الدين والدعوة اليه والانتصار لائمته والذود عنهم وان يستعملنا فيما يحب ويرضى من العلم النافع والعلمل الصالح انه ولي ذلك والقادر عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/344)
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[21 - 11 - 06, 10:02 ص]ـ
من آخر إصدارات دار ابن حزم الرياض كتاب عبارة عن نظرات في شعر خالد الفيصل قدّم له الظاهري وتكلم عن خالد الفيصل وعن أغانيه الماجنه كأنه فاتح البلاد الهند أو السند وهو من هو والله أعلم.
ـ[كمال75]ــــــــ[21 - 11 - 06, 07:39 م]ـ
ثم هل من الادب ان يغمز شيخ الاسلام بالتبجح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يَتَبَحْبَحُ
ـ[الجنابي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 09:38 م]ـ
اخي كمال شكرا لك على الملاحظة التي اخطاها النظر ولكن يبقى اتهام شيخ الاسلام بقلة مصادره وانحصارها بما ذكر يقتضي كتابة مثل هذه التذكرة في واسع علم الشيخ وتبحره ولعل افتتان الشيخ الظاهري بابن حزم والتنقيدات التي انتقدها شيخ الاسلام على شيخه في مسائل معروفة هي التي دفعت الشيخ الظاهري الى مثل هذا الغمز تقليلا من شان الشيخ ولا ينفعه مادافع به عن الشيخ فهو كما قلت كالذي يبني قصرا ويهدم مصرا وبالله التوفيق
ـ[حامد تميم]ــــــــ[21 - 11 - 06, 10:42 م]ـ
يا أخي الجنابي -غفر الله لك-، الذي يقرأ للعلامة عبد الرحمن بن عقيل الظاهري، يجده من المنصفين، وما أدراك أن الشيخ اراد أن يغمز في شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله-،والمسألة علمية قابلة لأخذ والردّ، بعيداً عن التعصب، وماضر شيخ الإسلام في رد ابن عقيل عليه، فعلمه أشهر من نار على علم، والله اعلم.
ـ[الجنابي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 11:54 م]ـ
اخي حامد تميم
غفر الله لنا جميعا ارجو ان تلاحظ انني قلت في تعقيبي على الشيخ الظاهري مايلي:
(انا لااجادل في كونه بشرا يخطئ ويصيب كما لااريد ان اجادل فيما ادعي عليه من اخطاء حجته فيها ظاهرة على خصومه لمن تاملها بانصاف، ولكن اليس من الظلم ان يقال: ان حصيلته العلمية هي المصنف لعبد الرزاق وابن ابي شيبة وسنن البيهقي والتمهيد والمحلى؟؟؟؟)
فواضح من تعقيبي انني غير ناشط الان في الدفع عنه في المسالتين المذكورتين فيمكن للباحث ان يقرا في مسالة انكار المجاز كتاب الايمان الكبير والاوسط وفي معنى الحديث ماحققه الشيخ فيما كتبه في ابواب الاسماء والصفات، ولكني اردت ان ادفع عن شيخ الاسلام ما اوهمه الشيخ الظاهري غفر الله له من ان حصيلته العلمية في الحديث وفي الفقه منحصرة فيما ذكره من المصادر وهذا مالايرضاه المنصفون من خصوم الشيخ فكيف بالمحبين؟؟؟؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[04 - 02 - 08, 06:43 م]ـ
وابن تيمية رحمه الله بشر يخطئ ويصيب، وليس مقبولاً قوله بخلق آدم على صورة الله، ولا إنكاره المجاز، ولا تفرُّغه للجانب الفكري على حساب الحصيلة العلمية في مسائل فقهية مصدره فيها المصنف لعبد الرزاق، والمصنف لابن أبي شيبة، وسنن البيهقي، والتمهيد لابن عبد البر، والمحلى لابن حزم .. ثم يعود لبضعة مصادر من كتب الحنابلة، ثم يَتَبَحْبَحُ في المسألة بفكره .. غفر الله للشيخ
ضرّ من حيث أراد أن ينفع
يقول: ليس مقبولا قوله بخلق آدم على صورة الله
كأن شيخ الإسلام رحمه الله ابتدع هذا القول فينسبه إليه
فلا أدري هل قصُر علمه عن معرفة مَن قال به قبل شيخ الإسلام؟ أم يعرف ولا يريد أن يصرح بهم ليوهم القارئ ابتداع شيخ الإسلام له؟
أحلاهما مُرّ
فلينظر إلى هذه النصوص:
قال الإمام أحمد وذكر له بعض المحدثين: قال خلقه على صورته قال: على صورة الطين. فقال: هذا كلام الجهمية.
وقال أبو طالب: سمعت أبا عبد الله يقول: مَن قال: إن الله تعالى خلق آدم على صورة آدم، فهو جهمي. وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه؟
وقال عبد الله بن أحمد: قال رجل لأبي: إن فلانا يقول في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله خلق آدم على صورته. فقال: على صورة الرجل. فقال أبي: كذب، هذا قول الجهمية. وأي فائدة في هذا؟
وهي ثابتة بالأسانيد الصحيحة إلى الإمام رحمه الله
فهل كلام الإمام أحمد أيضا غير مقبول عنده؟ وقد ردّ كل تفسير محتمل للحديث غير الأخذ بظاهره، بل وجعل كل هذه التفسيرات من أقوال الجهمية.
فإذا كان الشيخ ابن عقيل الظاهري هداه الله وغفر له لا يقبل كلام الإمامين أحمد بن حنبل وأحمد بن تيمية وسائر أهل السنة.
فأي تفسير من الثلاثة التي نسبها الإمام للجهمية يذهب إليه؟
فِإِنْ كُنْتَ مَا تَدْرِي فَتِلْكَ مُصِيبَةٌ ... وَإِنْ كُنْتَ تَدْرِي فَالمُصِيبَةُ أَعْظَمُ
فمَن الذي شغله الجانب الفكري على حساب الحصيلة العلمية في المسائل العقدية وليس الفقهية؟
ومَن الذي ترك كتب الأئمة واستمد بابا عظيما من أبو اب العقيدة من كتب السقاف المخرّف وصدّق ما فيه؟
ومن الذي يتبحبح في المسألة بفكره بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير؟
رَامَ نَفْعَاً فضرَّ مِنْ غَيْرِ قصْدِ ... وَمِنَ البرِّ مَا يَكُونُ عُقُوقَا
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 - 02 - 08, 03:15 م]ـ
ولا تفرُّغه للجانب الفكري على حساب الحصيلة العلمية في مسائل فقهية مصدره فيها المصنف لعبد الرزاق، والمصنف لابن أبي شيبة، وسنن البيهقي، والتمهيد لابن عبد البر، والمحلى لابن حزم .. ثم يعود لبضعة مصادر من كتب الحنابلة، ثم يَتَبَحْبَحُ في المسألة بفكره ..
من باب الإنصاف: كلام الشيخ خاص في بعض المسائل الفقهية التي تكلم فيها شيخ الإسلام " مسائل فقهية " وليس كلها.
فالشيخ لم يقل:" ان حصيلته العلمية هي المصنف لعبد الرزاق وابن ابي شيبة وسنن البيهقي والتمهيد والمحلى "!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/345)
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 04:24 ص]ـ
1 ـ ما مذهب ابن عقيل في حديث الصورة، أيذهب مذهب الجهمية؟
2 ـ ما دام أن كلام شيخ الإسلام في المجاز غير مقبول، فليكن أي شيء يخالف الهوى غير مقبول، شيخ الإسلام أتى المجاز ونقضه بأسلوب علمي، كيف يعبر هذا المسكين (أبي عبدالرحمن الظاهري) بأن كلام شيخ الإسلام غير مقبول؟
أتراه رد المجاز وأنكره تشهيا ً أم بأدلة وبراهين أعيت الفرحين بالمجاز والمنتصرين له.
3 ـ يا أبا عبدالرحمن الظاهري (أخطأت استك الحفرة) من أين لك هذا الكلام في فقه شيخ الإسلام؟ ما رأيك باختياراته الفقهية التي كتب فيها عدة كتب؟ إما أنك جاهل بالفقه، أو بشيخ الإسلام وكلامه في مسائل الفقه.
ـ[أبو سليمان المحمد]ــــــــ[07 - 02 - 08, 11:18 ص]ـ
لدي ملاحظة-لا أدري إن كان يوافقني عليها أحد من الإخوة- وهي؛ أن الشيخ أباعبدالرحمن ابن عقيل الظاهري لايكاد يمر بذكر أي عالم من العلماء الذين انتشر صيتهم بين طلبة العلم -حاشا منجنيق الغرب ومن على مذهبه- إلا انتقده وغمزه -ولو كان في مقام مدحه! - وآخر ما وقفت عليه غمزه الشاطبي وكتابيه بكلام فيه شئ من المبالغة-والمشكلة أنه أجمل الانتقاد وأرجأ التبيين كما في انتقاده العجيب لابن تيمية هنا- (كما في مقدمته لتحقيق الشمري للتلخيص لابن حزم-طبعة دار ابن حزم)
ولدي سؤال للشيخ أبي عبدالرحمن؛ هل التبحر في العلوم الفكرية-كما سميتها- نصرة للإسلام والتوحيد وردا على خصومه مضيعة للوقت أم تتبع سوالف الأعراب هو الذي يصح وصفه بأنه مضيعة للوقت والعمر؟
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[12 - 02 - 08, 01:54 ص]ـ
أزيد هنا .. أن الشيخ الظاهري رجل يهتم بالآدب والشعر والعربية والفنون وليس من المتخصصين في العلوم الشرعية .. ويؤخذ عليه ما قاله عن شيخ الاسلام فهو واضح جدا ولا حاجة لتبرير البعض له .. أما عن تقديمه وثنائه على الفيصل وشعره , فقد قلت أنه رجل أدب وفنون .. أما عن ازدرائه لبعض العلماء .. فأحب أن أضيف أنه تهجم على الإمام أبو الوليد الباجي أثناء تحقيقه لرسالته تحقيق المذهب ..
وأول ما يلفت النظر لذلك أنه ذكر بيتين من الشعر - على الغلاف الداخلي للكتاب - للإمام ابن حزم الظاهري يرد فيها على أبي الوليد الباجي سليمان ابن خلف مؤلف رسالة " تحقيق المذهب" التي قام بتحقيقها، وكأنه يستميل القارئ من البداية أو يحذره من المؤلف، ولا أفهم من مثل هذا الصنيع إلا الازدراء الواضح بالباجي، وهو العالم المعترف بعلمه في الشرق والغرب بشهادة مؤرخي الإسلام وعلماؤه الكبار، ولا ينكر هذا إلا جاهل بالعلم أو حاقد لئيم، والمحقق والحمد لله فوق الشبهات، ولكنني استغربت صنيعه ذلك جداً لا سيما وهو يدعي في مقدمته (ص 10) أنه:
" متحرياً التقصي والدقة والتجرد للحق .. وحريص على تحرير محل النزاع ".
هذا في غلاف الكتاب، أما ما بداخله تجاه أبي الوليد الباجي فكثير ..
خذ مثلاً قوله في المقدمة (ص9):
" فإن رسالة الباجي هذه ورطة من الورطات العلمية ".
ووصفه بالمضلل!! عندما قال في مقدمته أيضاً (ص9):
" ولقد خشيت أن يسبق إلى نشرها- رسالة الباجي- من لا حظ له في التخصص والوعي بسياسة الأمور فيضيف إلى تضليل الباجي تضليلاً .. "
ويقول عنه (ص121): " إنه ناصر شبهة "
كما أنه أغار على الرسائل الموافقة لما ذهب إليه الباجي، فعلق عليها تعليقات ضعيفة بحجة جهله لأصحابها، ومرة يتعقبهم بما لا يستحقوا، كما وصفهم بعوام الفقهاء، فقال (ص303):
" أن الباجي اختار مكاتبة تلاميذه وأصدقائه من عوام الطلبة من الأشاعرة ".
وقال في رسالة عبد الله بن الحسين البصري (ص347):
" أنه من عوام الفقهاء وأنه ضعيف النظر في الحديث ".
ويكررها (ص353) بلفظ: " يبدو أن هذا المؤلف أمي الثقافة في الحديث ".
وقال (ص356):" ما كان أحوج الباجي وهذا العامي بإتباع نصيحة عمر".
وفي (ص 308) كأنه يوجه الباجي لما هو أولى وأحرى!!
ففي التعليق رقم 12 قال: وبه أحرى ألا يصرف علمه إلى هذا الفضول.
وفي التعليق رقم 13 قال: إذن السكوت عن الفتوى أولى.
فلا أدري .. أهذا ازدراء .. أم تحيز .. أم ماذا!!(36/346)
الفرق بين مسألة (الكسب) من لها؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 - 11 - 06, 12:36 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
مسألة الكسب مشهورة، ولكن من يفرق بين كسب الأشاعرة، وكسب السلف؟
فقد وقفتُ على جواب لطيف في المسألة.
فمن يأت به؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 08:24 م]ـ
[المسألة السادسة: في تفسير الكسب.
لفظ الكسب جاء في القرآن في ذكر ما للمكلف وما عليه، فقال سبحانه ?لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ? [البقرة:286] وقال جل وعلا ?ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ? (94) وقال جل وعلا ?وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ? [البقرة:225] ونحو ذلك من الآيات.
ولما جاء لفظ الكسب في القرآن وفي السنة أيضا جاء مذهب أهل السنة والجماعة بإثبات كسب المرء وتفسير الكسب بما دلت عليه النصوص وهو أن كسب المرء هو عمله، فالكسب هو العمل والفعل فقوله سبحانه ?لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ? يعني لها ما عملت، فالعمل هو الكسب، ودلّ على ذلك أنه جل وعلا قال ?وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ? [النحل:111]، وفي الآية الأخرى ?مَا كَسَبَتْ? فدلّ على أن الكسب هو العمل.
والناس أعني المذاهب الثلاثة المشهورة في باب القدر وهي مذهب الجبرية والقدرية وطريقة أهل السنة والحديث كلٌّ فسر الكسب على حسب معتقده:
ولهذا فسّر القدرية -وهم نُفاة القدر الذين يقولون: إن العبد يخلق فعل نفسه وأن الله جل وعلا لا يخلق فعل العبد من المعتزلة ومن شابههم- قالوا: إن معنى الكسب في هذه الآيات هو: إيجاد العبد للفعل، وشبهوه بكسب التجارة فإن كسب التجارة فعل، كما قال جل وعلا ?أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ? [البقرة:267] فما كسب الإنسان من التجارة أنفقوا من طيبات ما كسبتم، ?يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ? [البقرة:267]، فذكر الكسب في معرض التجارة فقالوا كذلك هو في فعله كسب العمل الصالح كما يجتهد في فعل كسب التجارة، فإذن جعلوا الكسب هو إيجاد العبد للفعل على مذهبهم في خلق أفعال العباد، وذلك أن لفظ الكسب في شيء من الاحتمال، ولهذا فسرته كل طائفة على مذهبها.
والجبرية -كما ذكرنا لكم طرفا من مذهبهم في قول الأشاعرة والجهمية- الجبرية فسروا الكسب بأشياء كثيرة وبعبارات متنوعة لا حاصل معها على التحقيق، وذكرت لكم قول الشاعر أو قول أحد العلماء:
مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو لذي الأفهام
الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام
فالكسب هذا فهمه لما اختار الأشعري مذهبه الذي هو جبر الباطن لا جبرا ظاهرا، لما أخذه وجد في لفظ الكسب في الكتاب والسنة مخرجا له فقال الأعمال كسب، كيف يتوافق هذا مع قوله في القدر؟ قال: الكسب عبارة عن تعلق القدرة عن حال أو غير ذلك من التفاسير، واختلف أصحابه في تفسير الكسب على هذا الاصطلاح الذي هو كسب الجبر؛ كيف يكون للإنسان كسب وهو مجبور؟ اختلفوا في تفسير الكسب على أوجه كثيرة أكثر من عشرة أوجه، وكلها راجعة إلى نوع من التعلق ما بين القدرة والإرادة والعمل والتكليف، وهذا فيه صعوبة الربط بينها.
فلذلك أهل العلم حتى الأشاعرة قال محققوهم: إنه لا حصيلة تحت هذه العبارة التي هي عبارة الكسب على خلاف معنى العمل.
أما القول الثالث في الكسب وهو قول أهل العلم والسنة والحديث من الصحابة رضوان الله عليهم فمن بعدهم فإنهم قالوا: إن الكسب هو العمل وهو الفعل، والله جل وعلا قال ?لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ? وفرق ما بين الكسب والاكتساب مع أن كثيرا من أهل العلم يجعلون الكسب والاكتساب بمعنى واحد؛ لكن في الآية قال ?لَهَا مَا كَسَبَتْ? يعني في الخير، ?وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ? فجعل الاكتساب فيه زيادة في المبنى؛ لأنّ فيه نوع كُلْفَة، فالخير موافق للفطرة فيكسبه الإنسان لموافقته لفطرته مع أنه تكليف، وأمّا الشر والردى والضلال فإنه مخالف لفطرته لذلك إتيان المحرمات وإتيان الموبقات ونحو ذلك على ما في الإنسان ربما من الشهوة لبعض ذلك لكن يحتاج معه إلى أن يُعمل نفسه أن يُتعب نفسه ويخالف فطرته في أن يأتي تلك الموبقات لذلك زاد المبنى ليدل على أنها فيها نوع كلفة ومشقّة في ما يعمله المرء من الشر، قال ?لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ? يعني من الشر فجعل أهل السنة الكسب بمعنى العمل.]
من شرح الطحاوية لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله تعالى -.
ـ[معاذ عبدالله]ــــــــ[22 - 11 - 06, 02:08 م]ـ
نعم أخي الحبيب ثلاث من المحالات طفرة النظام وكسب الأشعري وحال أبي هاشم
والكسب عند الأشاعرة - سوى الجويني وأبو إسحاق الاسفراييني فلهما رأي خاص في هذهالمسألة - هو مقارنة القدرة الحادثة - فعل العبد - للفعل من غير تأثير لها فيه ... وهم بذلك قد مالوا إلى الجبرية.
أما الكسب عند أهل السنة فمعناه أن أفعال العباد تقع بمشيئتهم، وأن القدرة الإنسانية والمشيئة الإنسانية لها أثر في وجود الفعل، وهذا الأثر ليس خلقا ولا إيجادا للفعل، لأن خالق القدرة والمشيئة للفعل هو الله جل وعلا.
مثال ذلك: الأب والأم سبب لوجود الطفل، لكن ليس معنى هذا أنهما خلقاه، وإنما الله الذي خلقهم جميعا،لكن الله هو الذي أراد ذلك .... أن يولد هذا الطفل من أب وأم
ولعل بعض المخالفين يقول لو أراد الله أن يخلقه بدون أب وأم لفعل
فالجواب: أن نقول هذه كلمة حق أريد بها باطل، فالخالق هو الذي أراد وجود الطفل من أبويه
ومثاله أيضا: لو قال لو شاء الله أن يهديني لفعل
أيضا نقول له كلمة حق أريد بها باطل .... وهكذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/347)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[23 - 11 - 06, 01:17 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزيتم خيراً
وطالع غير مأمور (شرح لمعة الاعتقاد) للعلامة المحمود فهو مختصر نفيس دقيق.(36/348)
الفرق بين النبي والرسول.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 11:40 ص]ـ
الفرق بين النبي والرسول
الوجه الأول: التفريق بينهما بالإبلاغ:
قال ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية (ص/158): (وقد ذكروا فروقا بين النبي والرسول، وأحسنها. أن من نبأه الله بخبر السماء، إن أمره أن يبلغ غيره، فهو نبي رسول، وإن لم يأمره أن يبلغ غيره، فهو نبي وليس برسول. فالرسول أخص من النبي، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا، ولكن الرسالة أعم من جهة نفسها، فالنبوة جزء من الرسالة، إذ الرسالة تتناول النبوة وغيرها، بخلاف الرسل، فإنهم لا يتناولون الانبياء وغيرهم، بل الامر بالعكس. فالرسالة أعم من جهة نفسها، وأخص من جهة أهلها).
قال السفاريني في اللوامع (1/ 49 - 50): (لفظ النبي قال في المطلع يهمز ولا يهمز فمن جعله من
النبأ همزه لأنه ينبئ الناس عن الله ولأنه ينبأ هو بالوحي ومن لم يهمز فإما سهله وإما أخذه من النبوة وهي الرفعة لارتفاع منازل الأنبياء على الخلق، وقيل مأخوذ من النبي الذي هو الطريق لأنهم الطرق الموصلة إلى الله تعالى. وهو إنسان أوحى إليه بشرع وإن لم يؤمر بتبليغه فإن أمر بتبليغه فهو رسول أيضا على المشهور بين النبي والرسول عموم وخصوص مطلق، فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا. والرسول أفضل من النبي اجماعا لتميزه بالرسالة التي هي أفضل من النبوة على الأصح خلافا لابن عبد السلام ووجه تفضيل الرسالة لأنها تثمر هداية الأمة والنبوة قاصرة على النبي فنسبتها إلى النبوة كنسبة العالم إلى العابد، ثم أن محل الخلاف فيهما مع اتحاد محلهما وقيامهما معا بشخص واحد أما مع تعدد المحل فلا خلاف في أفضلية الرسالة على النبوة ضرورة جمع الرسالة لها مع زيادة).
قال ابن حجر في الفتح (11/ 112): (قال القرطبي إن لفظ النبوة والرسالة مختلفان في أصل الوضع
فإن النبوة من النبأ وهو الخبر فالنبي في العرف هو المنبأ من جهة الله بأمر يقتضي تكليفا وإن أمر بتبليغه إلى غيره فهو رسول وإلا فهو نبي غير رسول وعلى هذا فكل رسول نبي بلا عكس فإن النبي والرسول اشتركا في أمر عام وهو النبأ وافترقا في الرسالة فإذا قلت فلان رسول تضمن انه نبي رسول وإذا قلت فلان نبي لم يستلزم انه رسول).
قال المناوي في فيض القدير (1/ 16): (المشهور بين الفقهاء ما ذكره الحليمي من التغاير وأن الفارق الأمر بالتبليغ).
قال الشيخ العثيمين في شرح الواسطية (ص/25): (الحاصل أن محمداً r رسول الله وخاتم النبيين، ختم الله به النبوة والرسالة أيضاً، لأنه إذا انتفت النبوة، وهي أعم من الرسالة، انتفت الرسالة التي هي أخص، لأن انتفاء الأعم يستلزم انتفاء الأخص، فرسول الله عليه الصلاة والسلام هو خاتم النبيين)، وقال في (ص/27): (والرسول عند أهل العلم: "من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه").
وهذا الوجه في التفريق بعيد.
قال الشنقيطي في أضواء البيان (5/ 735): (ما أشهر على ألسنة أهل العلم، من أن النَّبي هو من أوحى إليه وحي، ولم يؤمر بتبليغه، وأن الرسول هو النَّبي الذي أوحى إليه، وأمر بتبليغ ما أوحى إليه غير صحيح، لأن قوله تعالى {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِىٍّ}. يدل على أن كلاً منهما مرسل، وأنهما مع ذلك بينهما تغاير) ومقصود كلامه – رحمه الله – أن الإرسال للنبي والرسول يقتضي التبليغ وعدم الكتمان.
وقد استبعد الأشقر في رسالته الرسل والرسالات (ص/14 - 15) هذا الوجه من المغايرة وزيفه من عدة وجوه:
الأول: أن الله نص على أنه أرسل الأنبياء كما أرسل الرسل في قوله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيّ ... ) (الحج: من الآية52) فإذا كان الفارق بينهما هو الأمر بالبلاغ فالإرسال يقتضي من النبي البلاغ.
الثاني: أن ترك البلاغ كتمان لوحي الله تعالى، والله لا ينزل وحيه ليكتم ويدفن في صدر واحد من الناس، ثم يموت هذا العلم بموته.
الثالث: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد ... ) – متفق عليه – فدل هذا على أن الأنبياء مأمورون بالبلاغ وأنهم يتفاوتون في مدى الاستجابة لهم. اهـ كلام الأشقر.
الوجه الثاني التفريق بينهما بكيفية الوحي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/349)
قال القرطبي في تفسيره (12/ 80): (وقال الفراء الرسول الذي أرسل إلى الخلق بإرسال جبريل عليه السلام إليه عيانا والنبي الذي تكون نبوته إلهاما أو مناما).
وهذا الوجه في التفريق من أضعف الوجوه:
وردّه الماوردي في أعلام النبوة (ص/33) حيث قال تحت عنوان كيفية بعثة الرسل ما ملخصه: (فإذا ثبت جواز النبوات وبعثة الرسل بالعبادات فهم رسل الله تعالى إلى خلقه إما بخطاب مسموع أو بسفارة ملك منزل، ثم نقل عن قوم أنهم قالوا: صاروا أنبياء بالإلهام لا بالوحي، ثم قال: وهذا فاسد من وجهين: أحدهما أن ما بطل به إلهام المعارف في التوحيد كان إبطال المعارف به في النبوة أحق والثاني أن الإلهام خفي غامض يدعيه المحق والمبطل فإن ميزوا بينه طلبت أمارة وإن عدلوا عن الإلهام فذلك دليل يبطل الإلهام).
وقال ابن حجر في الفتح (1/ 20): (والرؤيا الصادقة وأن كانت جزءا من النبوة فهي باعتبار صدقها لا غير وإلا لساغ لصاحبها أن يسمى نبيا وليس كذلك).
و هذا الوجه من التفريق لا دليل عليه بل إن ظاهر القرآن والسنة يخالفاه فمن ذلك:
قوله تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً) (النساء:163)، وقال تعالى: (كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الشورى:3) فهاتان الآيتان تدلان على أن الوحي إلى جميع الأنبياء والرسل لا تباين فيه، قال ابن حجر في الفتح (الوحي إليه نظير الوحي إلى الأنبياء قبله ... وقال: الوحي إلى الأنبياء لا تباين فيه). وقد وروى أبو نعيم في (الدلائل) بسند حسنه ابن حجر في الفتح، عن علقمة بن قيس قال: (إن أول ما يؤتى به الأنبياء في المنام حتى تهدأ قلوبهم ثم ينزل الوحي بعد في اليقظة)
وروى أحمد (1/ 278)، والطيالسي (2731) عن شهر بن حوسب عن ابن عباس رضي الله عنهما في سؤال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك قال فإن ولي جبريل عليه السلام ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه) وقد ورد في بعض طرقه عند أحمد (1/ 274) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: (ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك قال جبريل عليه السلام) وهذا الحديث حسنه الأرناؤوط بالشواهد.
وهذه الأدلة قوية في إبطال هذا التفريق وأنه لا بد لثبوت النبوة من ولاية جبريل عليه السلام مع الرؤيا الصادقة وقد يختص الله بعض الأنبياء مع ذلك بالتكليم بغير واسطة كسيدنا موسى ومحمد عليهما السلام، وأما تخصيص الأنبياء ببعض هذه الطرق والأنبياء ببعض فتحكم لا دليل عليه كما أنه في مقابلة النصوص.
فائدة: بيان أن الوحي الخاص لا يستلزم النبوة:
قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ
عَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الشورى:51) فقد حصر سبحانه وتعالى في هذه الآية أوجه تكليمه للبشر وبعض مفرداتها ثابت لغير الأنبياء فلا يلزم من ثبوت بعض طرق الوحي ثبوت النبوة.
ومن الأمثلة على ذلك:
1 - الوحي إلى أم موسى عليه السلام:
قال تعالى: (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوت) (طه: 37 - 39) فهذا وحي خاص إلى أم موسى ولم يثبت به نبوتها، قال الشنقيطي في أضواء البيان (4/ 439): (أوحى إلى أمه أي ألهمها وقذف في قلبها، وقال بعضهم: هي رؤيا منام. وقال بعضهم: أوحى إليها ذلك بواسطة ملك كلمها بذلك. ولا يلزم من الإيحاء في أمر خاص أن يكون الموحي إليه نبيا).
2 - إثبات التحديث (الإلهام) لغير الأنبياء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/350)
روى البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر زاد زكرياء بن أبي زائدة عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر).
قال ابن حجر في الفتح (7/ 50): (قوله محدثون بفتح الدال جمع محدث واختلف في تأويله فقيل ملهم قاله الأكثر قالوا المحدث بالفتح هو الرجل الصادق الظن وهو من ألقى في روعه شيء من قبل الملأ الأعلى فيكون كالذي حدثه غيره به وبهذا جزم أبو احمد العسكري وقيل من يجري الصواب على لسانه من غير قصد وقيل مكلم أي تكلمه الملائكة بغير نبوة وهذا ورد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا ولفظه قيل يا رسول الله وكيف يحدث قال تتكلم الملائكة على لسانه رويناه في فوائد الجوهري وحكاه القابسي وآخرون ويؤيده ما ثبت في الرواية المعلقة ويحتمل رده إلى المعنى الأول أي تكلمه في نفسه وان لم ير مكلما في الحقيقة فيرجع إلى الإلهام).
3 - ثبوت رؤية الملك وتكليمه لمن ليسوا بأنبياء:
قال الأشقر في (عالم الملائكة الأبرار) (ص/44): (ليس كل من جاءه ملك يعد رسولاً أو نبياً، فهذا وهم فالله قد أرسل جبريل إلى مريم،كما أرسله إلى أم إسماعيل عندما فقد الماء والطعام منها، ورأى الصحابة جبريل في صورة أعرابي، وأرسل الله ملكاً إلى ذلك الرجل الذي زار أخاً له في الله يبشره بأن الله يحبه لحبه لأخيه ... ، وهذا كثير وإنما المراد التنبيه).
الوجه الثالث في التفريق بأن الرسول من بعث لقوم مخالفين، والنبي من بعث لقوم موافقين:
قال تقي الدين في النبوات (ص/172: 174): (فالنبي هو الذي ينبئه الله وهو ينبئ بما أنبأ الله به فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه فهو رسول وأما إذا كان إنما يعمل بالشريعة قبله ولم يرسل هو إلى أحد يبلغه عن الله رسالة فهو نبي وليس برسول قال تعالى {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقي الشيطان في أمنيته} وقوله {من رسول ولا نبي} فذكر إرسالا يعم النوعين وقد خص أحدهما بأنه رسول فان هذا هو الرسول المطلق الذي أمره بتبليغ رسالته إلى من خالف الله كنوح. وقد ثبت في الصحيح أنه أول رسول بعث إلى أهل الأرض وقد كان قبله أنبياء كشيث وإدريس ـ عليهما السلام _ وقبلهما آدم كان نبيا مكلما قال ابن عباس كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام، فأولئك الانبياء يأتيهم وحي من الله بما يفعلونه ويأمرون به المؤمنين الذين عندهم لكونهم مؤمنين بهم كما يكون أهل الشريعة الواحدة يقبلون ما يبلغه العلماء عن الرسول. وكذلك أنبياء بني اسرائيل يأمرون بشريعة التوراة وقد يوحى إلى أحدهم وحي خاص في قصة معينة ولكن كانوا في شرع التوراة كالعالم الذي يفهمه الله في قضية معنى يطابق القرآن كما فهم الله سليمان حكم القضية التي حكم فيها هو وداود. فالأنبياء ينبئهم الله فيخبرهم بأمره ونهيه وخبره وهم ينبئون المؤمنين بهم ما أنبأهم الله به من الخبر والأمر والنهي فإن أرسلوا إلى كفار يدعونهم إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له ولا بد أن يكذب الرسل قوم قال تعالى {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر أو مجنون} وقال {ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك} فان الرسل ترسل إلى مخالفين فيكذبهم بعضهم. وقال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ " {انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد} فقوله {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي} دليل على أن النبي مرسل ولا يسمى رسولا عند الإطلاق لانه لم يرسل إلى قوم بما لا يعرفونه بل كان يأمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/351)
المؤمنين بما يعرفونه أنه حق كالعلم ولهذا قال النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ " العلماء ورثة الانبياء " وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة فان يوسف كان رسولا وكان على ملة ابراهيم وداود وسليمان كانا رسولين وكانا على شريعة التوراة قال تعالى عن مؤمن آل فرعون {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا} وقال تعالى {انا أوحينا اليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا. ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما}).
وهذا الذي ذكره شيخ الإسلام إنما يشكل عليه ما سبق من تقرير نبوة آدم وشيث عليهما السلام وهم كانوا قبل نوح بلا نزاع مع أن هذه الفترة بين آدم ونوح وهي عشرة قرون كانت على الإسلام والشريعة كما ذكر هم وثبت عن ابن عباس موقوفا عليه عند الطبري والحاكم.
الوجه الرابع التفريق بينهما بالكتاب، فالنبي ليس معه كتاب والرسول معه كتاب:
قال النسقي في تفسيره (3/ 108) ك (وقال النسفي ـ رحمه الله ـ: (… وسئل النبى صلى الله عليه وسلم عن الانبياء فقال مائة الف وأربعة وعشرون ألفا فقيل فكم الرسل منهم فقال ثلثمائة وثلاثة عشر والفرق بينهما أن الرسول من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه والنبى من لم ينزل عليه كتاب وإنما أمر ان يدعو إلى شريعة من قبله).
قال الشنقيطي في أضواء البيان (5/ 735): (قال تعالى {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي} الآية. يدل على أن كلا منهما مرسل، وانهما مع ذلك بينهما تغاير واستظهر بعضهم أن النبي الذي هو رسول أنزل إليه كتاب وشرع مستقل مع المعجزة التي ثبتت بها نبوته، وأن النبي المرسل الذي هو غير الرسول، وهم من لم ينزل عليه كتاب وإنما وأوحي إليه أن يدعو الناس إلى شريعة رسول قبله، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا يرسلون ويؤمرون بالعمل بما في التوراة، كما بينه تعالى بقوله: {يحكم بها النبيون الذين أسلموا} الآية).
قال المناوي في فيض القدير (1/ 15): (قال الزمخشري: الرسول من الأنبياء من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه، والنبي غير الرسول من لم ينزل عليه كتاب، وإنما أمر أن يدعو إلى شرع من قبله).
وهذا الوجه في التفريق ضعيف لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال أن عدد الرسل ثلاثمائة وخمسة عشر رسولا، وثبت عنه بالطرق أنه قال في حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قلت يا رسول الله كم كتابا أنزله الله قال مائة كتاب وأربعة كتب أنزل على شيث خمسون صحيفة وأنزل على أخنوخ ثلاثون صحيفة وأنزل على إبراهيم عشر صحائف وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن)، فحدثي أبي ذر يلزم منه على هذا القول حصر الرسل فيمن ذكر من أصحاب الصحف، وهذا يخالف حديث أبي أمامة في أن عدد الرسل ثلاثمائة وخمسة عشر رسولا.
الوجه الخامس في التفريق بينهما بالإتيان بالشرع الجديد فالنبي يأتي مجدداً لشرع رسول قبله، والرسول يأتي بشرع جديد:
وهذا الوجه أعم من سابقه فقد يكون الشرع الجديد عن طريق كتاب أو بالوحي من غير إرسال كتاب.
قال النسفي في تفسيره (3/ 108) ك (وقال النسفي ـ رحمه الله ـ: (… وسئل النبى صلى الله عليه وسلم عن الانبياء فقال مائة الف وأربعة وعشرون ألفا فقيل فكم الرسل منهم فقال ثلثمائة وثلاثة عشر والفرق بينهما أن الرسول من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه والنبى من لم ينزل عليه كتاب وإنما أمر ان يدعو إلى شريعة من قبله وقيل الرسول واضع شرع والنبى حافظ شرع غيره).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/352)
وقال الشيخ عبدالرزاق عفيفي في مجموع الفتاوى والرسائل (2/ 79): (النبي: مشتق من النبأ، بمعنى: الخبر، فإذا كان المراد أنه يخبر أمته بما أوحى الله إليه، فهو فعيل، بمعنى: فاعل، وإن كان المراد أن الله يخبره بما يوحى إليه، فهو فعيل، بمعنى: مفعول، ويصح أن يكون مأخوذا من النبء (بالهمزة وسكون الباء)، أو النبوة، أو النباوة (بالواو)، وكلها بمعنى: الارتفاع والظهور، وذلك لرفعة قدر النبي، وظهور شأنه، وعلو منزلته. والفرق بين النبي والرسول: أن الرسول من بعثه الله إلى قوم، وأنزل عليه كتابا، أو لم ينزل عليه كتابا لكن أوحى إليه بحكم لم يكن في شريعة من قبله؛ والنبي من أمره الله أن يدعو إلى شريعة سابقة دون أن ينزل عليه كتابا، أو يوحى إليه بحكم جديد ناسخ أو غير ناسخ، وعلى ذلك، فكل رسول نبي ولا عكس , وقيل: هما مترادفان، والأول أصح.) (1)
وقال الأشقر في رسالته الرسل والرسالات (ص/15): (والتعريف المختار أن الرسول من أوحي إليه بشرع جديد والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله).
وقد ردّ شيخ الإسلام هذا القول حيث قال في النبوات (ص/173): (وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة فان يوسف كان رسولا وكان على ملة ابراهيم وداود وسليمان كانا رسولين وكانا على شريعة التوراة قال تعالى عن مؤمن آل فرعون {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا} وقال تعالى {انا أوحينا اليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا. ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما}).
إلا أن ما قاله رحمه الله لا يشكل على هذا القول لإمكان حمل معني الرسول فيما ذُكِرَ على المعنى اللغوي لا على المعنى الشرعي، قال المناوي في فيض القدير (1/ 15): (وقال الشيباني في شرح الفقه الأكبر: الرسول من بعث بشرع مجدد والنبي يعمه ومن بعث بتقرير شرع سابق كأنبياء بني إسرائيل الذين بين موسى وعيسى ومن ثم شبه النبي صلى الله عليه وسلم علماء أمته بهم. قال: فإن قيل كيف يصح هذا وقد قال تعالى {ولقد أتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل} وقد بين ذلك في الكشاف بالأنبياء بين موسى وعيسى. قلت: لعل المراد بالرسل في الآية المعنى اللغوي).
------------------------------------------------------
(1) نقلا عن رسالة الفرق بين النبي والرسول للشيخ: عبدالرحمن بن محمد بن علي الهرفي.
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[21 - 11 - 06, 05:42 م]ـ
هذا لا يسمى وحيا ..
فتحديث الملائكة وبشراهم للمؤمنين لا يسمى وحيا.
فالوحي هو إنباء بأمر أو شرع.
أما كلام الملائكة للبشر للتبشير ونحوه فلا يسمى وحيا ... والله اعلم.
فما رأي أهل العلم جزاهم الله خيرا
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 08:38 ص]ـ
هذا لا يسمى وحيا ..
فتحديث الملائكة وبشراهم للمؤمنين لا يسمى وحيا.
فالوحي هو إنباء بأمر أو شرع.
أما كلام الملائكة للبشر للتبشير ونحوه فلا يسمى وحيا ... والله اعلم.
فما رأي أهل العلم جزاهم الله خيرا
شيخنا الفاضل جزاكم الله خيرا على مرورك.
ظاهر عبارتك أنك تستدرك علي، وأنا لم أفهم وجه تعقبك.
كلامي يتجه لبيان أن الوحي الخاص سواء أكان بالإلقاء في النفس (الإلهام) أو عن طريق إرسال ملك كسيدنا جبريل عليه السلام عندما أرسله الله إلى مريم عليها السلام، أو بالرؤيا الصادقة كالمبشرات كل هذا لا يستلزم أن يكون الموحي إليه نبيا.
وأما قولك: هذا لا يسمى وحيا.
فأقول قد سماه الله تعالى وحيا في كتابه:
قال تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ).
وقال: (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى. أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ).
أليس في هاتين الآيتين كان الإيحاء إلى النحل وإلى أم موسى فيه إنباء بأمر.
الشيخ الفاضل أعرف أن مقصودك لا يختلف مع مقصودي فأنا تكلمت عن الوحي الخاص وأنه لا يستلزم النبوة، وأنتم تكلمتم عن الوحي الشرعي العام وأنه يختص بالرسل.
وسؤالي: بماذا تسمى الوحي الذي ذكر في الآيات؟
فإن قلت: نسميه إلهاماً أو تبشيراً.
أقول وهذا هو قولى فسميته وحيا كما قال الله تعالى في كتابه، وخصصته بقولي: (خاص) وفسرته فيما نقلت في مشاركتي السابقة بنحو ما ذكرتَ.
ثم انصب كلامي على بيان أن هذا النوع الخاص من الوحي لا يستلزم النبوة.
وللفائدة:
قلت في كتابي الأساليب العربية - يسر الله إتمام طبعه - تحت عنوان:
يطلق الإيحاء على الإعلام بالشيء في خفية. ولذا تطلقه العرب على الإشارة، وعلى الكتابة، وعلى الإلهام.
قال العلامة الشنقيطي - رحمه الله -[الوحي في لغة العرب يطلق على كل إلقاء في سرعة وخفاء؛ ولذلك أطلق على الإلهام، كما في قوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ}. وعلى الإشارة كما هو الظاهر في قوله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ}. ويطلق على الكتابة كما هو القول الآخر في هذه الآية الكريمة – أي قوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً} -. وإطلاق الوحي على الكتابة مشهور في كلام العرب، ومنه قول لبيد بن ربيعة في معلقته:
فمدافع الريان عرى رسمها ... خلقا كما ضمن الوحي سلامها
فقوله «الوحي» بضم الواو وكسر الحاء وتشديد الياء، جمع وحي بمعنى الكتابة. وقول عنترة:
كوحي صحائف من عهد كسرى ... فأهداها لأعجم طمطمي
وقول ذي الرمة:
سوى الأربع الدهم اللواتي كأنها ... بقية بطرحى في ون الصحائف
وقول جرير:
كأن أخا الكتاب يخط وحيا ... بكاف في منازلها ولام] (1).
-------------------------------------------------------------------------
انظر أضواء البيان (4/ 237) (مريم / 10)، (3/ 285) (النحل/68).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/353)
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[23 - 11 - 06, 01:02 م]ـ
غفر الله لك فلست بالشيخ
والله المستعان.
بارك الله فيك وضحت المسألة الآن.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[11 - 12 - 06, 07:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على حسن أخلاقكم ورزقنا الله وإياكم العلم والعمل.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[28 - 07 - 07, 03:21 ص]ـ
الأقوال هذه قراناها كثيرا نرجو اضافة لأن الأمر مازال غير واضح هل هناك فرق وما هو؟
وسؤال آخر ,ما هو المحدد فى صيغ الجمع:الرسل والمرسلين وكذلك الأنبياء والنبيين؟
والوحى قد بكون من الملائكة أو من البشر بل من الشياطين " يوحون الى أوليائهم" فهو فعل يأتى على قدر فاعله.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 05:48 ص]ـ
الوجه الثالث في التفريق بأن الرسول من بعث لقوم مخالفين، والنبي من بعث لقوم موافقين:
قال تقي الدين في النبوات (ص/172: 174): ....
وهذا الذي ذكره شيخ الإسلام إنما يشكل عليه ما سبق من تقرير نبوة آدم وشيث عليهما السلام وهم كانوا قبل نوح بلا نزاع مع أن هذه الفترة بين آدم ونوح وهي عشرة قرون كانت على الإسلام والشريعة كما ذكر هم وثبت عن ابن عباس موقوفا عليه عند الطبري والحاكم.
.
هذا الذي أشار إليه شيخ الإسلام يظهر لي أنه أعدل الأقوال في المسألة لكن لم أفهم وجه الاعتراض عليه بما ذكره الكاتب ... فحبذا التوضيح
ـ[أبو منار]ــــــــ[30 - 07 - 07, 01:54 م]ـ
الخلاصة
ان الفرق بين النبي والرسول
أن النبي مكمل لشرع من قبله
ولم يوح اليه بشرع جديد
والرسول من اوحي اليه بشرع جديد
فمحمد وعيسى وموسى رسل
لأنهم اوحي اليهم شرع جديد
واغلب من كانوا في بني اسرائيل أنبياء
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[31 - 07 - 07, 01:53 ص]ـ
"أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة ....... "الأنعام 89 الآية صريحة أن الكتاب ليس جزءا من النبوة وكذلك الحكم.فهل يصح القول أن النبى هو من أوتى النبوة ولم يؤتى معها الا واحدة اما الكتاب حتى ولو بالارث ,واما الحكم؟! اوهل يصح القول أنه لا يؤتى الملك؟ وهناك دليل على أن النبى لايكون ملكا من قصة طالوت والملأ من بنى اسرائيل. فلما لم يطلبوا من نبيهم أن يقاتل بهم وقالوا له "ابعث لنا ملكا نقاتل فى سبيل الله"؟
وان صح فالرسول اذن من يؤتى الكتاب والحكم والنبوة "ياداود انا جعلناك خليفة فى الأرض فاحكم ..... ""فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم .... "فالحكم بين الناس جزء من الرسالة وكذلك حكم الناس سواءا كان ملكا أم لا.
اذن هناك من اورث الكتاب "الذين اصطفينا من عبادنا" وهناك من أوتى الحكمة "لقمان" وهناك من أوتى الملك "طالوت"ويوسف "رب قد ءاتيتنى من الملك "ُثم اوتى يوسف عليه السلام الرسالة. وهناك من أوتى الكتاب والملك"ذو القرنين". وهناك من أورث الكتاب وأوتى الحكم والنبوة "يا يحيى خذ الكتاب بقوة وءاتيناه الحكم ""فهو عليه السلام رسول أورث الكتاب ولم ينزل عليه أما رسول الله عيسى فقد أوتى الكتاب والنبوة "وءاتنى الكتاب وجعلنى نبيا"أى أنزل عليه ....
فهل مثل هذه القراءة تساعد فى فهم الفرق بين النبى والرسول؟
أرجو الأخوة تصحيح الخطأ واتمام النقص وعذرى فى التقصير والعجز ...
ـ[أبو خالد التبوكي]ــــــــ[31 - 07 - 07, 06:48 م]ـ
أيها الإخوة الافاضل جزاكم الله خيراً
قرأت كتاب في موقع اللحيدي الدجال (مهدي الكويت المزعوم) الذي يدعي أنه رسول وأن الرسالة لا تستلزم النبوة
أقول قرأت كتاب أسماه القول المبين في الختم بالمصطفى الأنبياء لا المرسلين , وقد حشا كتابه بالشبهات حول هذا الأمر , وأنقل لكم فقرة واحده وأطلب من الأخوة رد هذه الشبهة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يقول الدجال اللحيدي:
حديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنا قائدُ المرسلين ولا فخر، وأنا خاتم النبيين ولا فخر).
ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول الحشو من الكلام وحاشاه من ذلك، ولو صحت قاعدتهم الباطلة لاكتفى بالقول: (أنا قائد النبيين وخاتمهم)، ولدخل بهذا كل رسول، لكنه غاير بينهم كما هو الظاهر من لفظ الخبر، فعد نفسه على التفصيل قائدا لكل مرسل، لأن ليس كل رسول نبي، وخاتما لكل الأنبياء، لأنه يخرج منهم بعض الرسل فليسوا بأنبياء وعليه يصدق قوله بالختم للأنبياء دون الرسل، خلاف ما لو قال بختمه لكل رسول، فمن الرسل ليسوا أنبياء وقد نصت على هذا كما نقل مرارا في كتب الإمام وبعض مقالاته بمنتديات المهدي المباركة قراءات بعض الصحابة التي أفادت تحقق إرسال " المحدثين " في السابقين، وبه أيقنا أن من الحق بعث رسول قبله ليس بنبي، ولن يكون قوله صحيحا وحاشاه بحال لو قال أنه خاتم المرسلين مثل ما هو خاتم النبيين إذ المهدي من المحدثين المعلمين وسيرسل بعده، فمن يفهم هذه؟. اهـ
نعوذ بالله من الخذلان ومن سوء المعتقد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/354)
ـ[العيساوي منصور]ــــــــ[02 - 08 - 07, 03:29 ص]ـ
أيها الإخوة الافاضل جزاكم الله خيراً
قرأت كتاب في موقع اللحيدي الدجال (مهدي الكويت المزعوم) الذي يدعي أنه رسول وأن الرسالة لا تستلزم النبوة
أقول قرأت كتاب أسماه القول المبين في الختم بالمصطفى الأنبياء لا المرسلين , وقد حشا كتابه بالشبهات حول هذا الأمر , وأنقل لكم فقرة واحده وأطلب من الأخوة رد هذه الشبهة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يقول الدجال اللحيدي:
حديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنا قائدُ المرسلين ولا فخر، وأنا خاتم النبيين ولا فخر).
ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول الحشو من الكلام وحاشاه من ذلك، ولو صحت قاعدتهم الباطلة لاكتفى بالقول: (أنا قائد النبيين وخاتمهم)، ولدخل بهذا كل رسول، لكنه غاير بينهم كما هو الظاهر من لفظ الخبر، فعد نفسه على التفصيل قائدا لكل مرسل، لأن ليس كل رسول نبي، وخاتما لكل الأنبياء، لأنه يخرج منهم بعض الرسل فليسوا بأنبياء وعليه يصدق قوله بالختم للأنبياء دون الرسل، خلاف ما لو قال بختمه لكل رسول، فمن الرسل ليسوا أنبياء وقد نصت على هذا كما نقل مرارا في كتب الإمام وبعض مقالاته بمنتديات المهدي المباركة قراءات بعض الصحابة التي أفادت تحقق إرسال " المحدثين " في السابقين، وبه أيقنا أن من الحق بعث رسول قبله ليس بنبي، ولن يكون قوله صحيحا وحاشاه بحال لو قال أنه خاتم المرسلين مثل ما هو خاتم النبيين إذ المهدي من المحدثين المعلمين وسيرسل بعده، فمن يفهم هذه؟. اهـ
نعوذ بالله من الخذلان ومن سوء المعتقد.
النبي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قائد المرسلين، والنبي الذي ليس برسول إنما يبعث في أمة رسول، فهو لا يقود هذه الأمة وإنما يحكم فيها بشرع الرسول، وقائدها هو الرسول -لهذا يقال أمة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - وقد ينزل الله عليه من الكتاب ليحكم فيما اختلف فيه الناس من شرع الرسول ولا تزال الأمة أمة الرسول وهو قائدها.
{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين}
{وان من أمة إلا خلا فيها نذير}
{كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب}
{ان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون وتقطعوا أمرهم بينهم كل الينا راجعون فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون}
أما أن النبي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خاتم النبيئين فأمرها واضح؛ بما أن كل رسول نبي فإن خاتم النبيئين هو خاتم للمرسلين.
ويتضح أن النبي هو الذي يبعث في أمة رسول؛ يحكم بين الناس بكتاب ينزله الله معه فيما اختلف فيه من شرع جاء به الرسول؛ فهو يبين شرع من قبله، وليس يبلغ شرع جديد، والرسول هو صاحب الرسالة وهو المبلغ وإليه تنسب الأمة. كما في الآيات الكريمة:
{كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم - أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا ان نصر الله قريب}
{ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ - ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ - إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ}
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا}
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 09 - 07, 03:35 م]ـ
حسب ما فهمت أن آدم نبي وليس رسول
فإذا كان كذلك فهذا يضعف القول الرابع والخامس وقول الأخ العيساوي: ((أن النبي هو الذي يبعث في أمة رسول))
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 09 - 07, 03:36 م]ـ
حسب ما فهمت أن آدم نبي وليس رسول
فإذا كان كذلك فهذا يضعف القول الرابع والخامس وقول الأخ العيساوي: ((أن النبي هو الذي يبعث في أمة رسول))
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[28 - 03 - 08, 05:02 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[رافع]ــــــــ[28 - 03 - 08, 06:52 م]ـ
يرفع للفائده
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:44 ص]ـ
لو كان النبي هو الذي لم يؤمر بالتبليغ، فما الحكمة إذا من أن يوحى إليه؟
و كذلك لا ننسَ قول الله تعالى " و ما أرسلت من رسول ولا نبي .. "، و أيضا حديث يأتي النبي ومعه الرهط .. الحديث، فما وجه الاستغراب أن لا يتبع النبي أحد و هو أصلا غير مأمور بالتبليغ؟
ثم، إذا كان آحاد الأمة مأمورون بالتبليغ، فكيف إذا من يوحى إليه؟
قال الشيخ عبدالمحسن زبن المطيري " الراجح أن الرسول من بُعِثَ لأمة مشركة لينشر التوحيد، و النبي من بُعِثَ لأمة مسلمة لينشر الشريعة ".
و لدي سؤال: ما الفرق بين هذا التعريف، و تعريف ابن تيمية أن النبي من لم يأتِ بشرع جديد، و الرسول من أتى بشرع جديد؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/355)
ـ[ابن فرات]ــــــــ[31 - 03 - 08, 10:47 م]ـ
يقول الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان حفظه الله، في شرحه لرسالة اصول اعتقاد اهل السنة للشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله، وهو شرح جديد:
ان النبي يكون في امة مسلمة، و يكون الامر في خاصة نفسه
والرسول من اتى بشرع جديد في امة كافرة، وامر بتبليغه (هذا المعنى وليس نقلا حرفيا)
وتجدون هذا في موقع البث الاسلامي
ـ[ابن فرات]ــــــــ[31 - 03 - 08, 10:49 م]ـ
يقول الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان حفظه الله، في شرحه لرسالة اصول اعتقاد اهل السنة للشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله، وهو شرح جديد:
ان النبي يكون في امة مسلمة، و يكون مايوحى اليه خاص به
والرسول من اتى بشرع جديد في امة كافرة، وامر بتبليغه (هذا المعنى وليس نقلا حرفيا)
وتجدون هذا في موقع البث الاسلامي(36/356)
[هل أخطأ] الإمام البخاري في مسائل في العقيدة
ـ[ابو بكر المرعى]ــــــــ[22 - 11 - 06, 02:16 ص]ـ
السلام عليكم
اخوانى والله اننى لااريد بهذا الموضوع اثارت امر او غيره ولكن من باب الدفاع عن عقيده اهل
السنه والجماعه
هل صحيح ان الامام البخارى اخطء فى مسائل فى عقيده السلف وهل صحيح ان هناك علماء هجروا البخارى وما هو سبب تاليف كتاب افعال العباد للبخارى
فوالله اننى لااريد اثارت الموضوع ولكن من باب المعرفه والدفاع وجزاكم الله خير
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[22 - 11 - 06, 02:20 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16006&highlight=%C7%E1%C8%CE%C7%D1%ED+%C7%E1%D0%E5%E1%ED
ـ[فيصل]ــــــــ[22 - 11 - 06, 10:16 ص]ـ
أظنك تعني ما حدث بين الإمامين الذهلي والبخاري -ومن تابعهما- في مسألة "اللفظ بالقرآن" وهذه المسألة أخي الفاضل تحتاج إلى تفصيل لا أظنني أطيق كتابته الآن، لكن الخلاصة أن كلاهما من كبار أئمة السلف وفطاحلة العلم ولكتاب البخاري في آخر الصحيح "التوحيد والرد على الجهمية" مذاق مر و علقم على الجهمية لا نزال نرى أثره عليهم إلى الآن وكذا في مقدمته لخلق أفعال العباد، التي يكفي أن تقرأها على أحدهم ثم أنظر كيف يزيغ بصره ويحمر وجهه!!
ومراد هؤلاء الأعلام جميعاً رحمهم الله في هذه المسألة في إساسه صحيح موافق للسنة لكن حصل بعد ذلك ما يحصل من كثير من الأقران رحمهم الله جميعا وغفر لهم وجزاهم عنا خيراً، يقول الإمام الحافظ العلامة ابن القيم: ((فالبخاري أعلم بهذه المسألة وأولى بالصواب من جميع من خالفه وكلامه أوضح وأمتن من كلام أبي عبد الله، فإن الإمام أحمد سد الذريعة، حيث منع إطلاق لفظ المخلوق نفياً وإثباتاً على اللفظ)) مختصر الصواعق ص438
ينظر ((لحظ اللحظ في بيان مسألة اللفظ)) للشيخ سليمان العسيري ط دار البيان الحديثة
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[27 - 11 - 06, 07:25 م]ـ
رحم الله أمير المؤمنين في الحديث الإمام إبي عبد الله البخاري
و هل هو شوكة في حلق الجهمية وحدهم؟؟؟ إنه شوكة و غصة في حلوق المبتدعة كلهم حيث كما تقول أخي أن كتاب الرد على الجهمية غصة للجهمية و لككككككن ....
" الصحيح " غصة و ضربة لكل المبتدعة
رحمك الله يا بخاري و لله درك من إمام
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[27 - 11 - 06, 11:36 م]ـ
رحم الله أمير المؤمنين في الحديث الإمام إبي عبد الله البخاري
و هل هو شوكة في حلق الجهمية وحدهم؟؟؟ إنه شوكة و غصة في حلوق المبتدعة كلهم حيث كما تقول أخي أن كتاب الرد على الجهمية غصة للجهمية و لككككككن ....
" الصحيح " غصة و ضربة لكل المبتدعة
رحمك الله يا بخاري و لله درك من إمام
صدقت اخي
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[07 - 12 - 06, 10:17 م]ـ
راجع كتاب العسيري
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[07 - 12 - 06, 10:31 م]ـ
ينظر أيضا "فتح الباري" لا بن حجر في مقدمته للصحيح الجامع فإن أشار لهذه المسأل لكن من غير تفصيل
ومن أراد التفصيل فلينظر استحباباً كتاب العسيري.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[09 - 12 - 06, 11:48 ص]ـ
رحم الله أمير المؤمنين في الحديث الإمام إبي عبد الله البخاري
و هل هو شوكة في حلق الجهمية وحدهم؟؟؟ إنه شوكة و غصة في حلوق المبتدعة كلهم حيث كما تقول أخي أن كتاب الرد على الجهمية غصة للجهمية و لككككككن ....
" الصحيح " غصة و ضربة لكل المبتدعة
رحمك الله يا بخاري و لله درك من إمام
لا فض فوك
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[19 - 12 - 06, 07:18 م]ـ
قال ابن القيم في مختصر الصواعق (2/ 309)
البخاري أعلم في هذه المسألة وأولى بالصواب من جميع خالفه، وكلامه أوضح وأمتن من كلام أبي عبدالله - يعني الإمام أحمد(36/357)
الإمام النووي سلفي تراجع عن أشعريته أنتظر تعليقاتكم
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[22 - 11 - 06, 05:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
سمعت شريط جميل يوضح سلامة عقيدة الإمام النووي في الصفات وخاصة مسألة علو الله سبحانه على عرشه يوضح فيه الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان (أحد اوسع طلاب الألباني المحدثين المطلعين اطلاع واسع) يوضح فيه أن الإمام النووي تراجع عن أشعريته الموجودة في كلامه على بعض الصفات التي وردت في شرحه لصحيح مسلم وهذا هو الشريط مع عنوانه من شرح الشيخ مشهور لصحيح مسلم:
شرح صحيح مسلم كتاب المساجد: تكلم فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان (أحد طلاب المحدث الألباني) عن سلامة عقيدة الإمام النووي والأدلة على ذلك، وذكر أيضا كلمة عن عقيدة أبي الحسن الأشعري
http://www.mashhoor.net/inside/Lessons/m06-4-20.mp3
ـ[أبو عبد الرحمن الكواري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 06:26 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا جعفر على هذه المحاضرة القيمة و الممتعة للغاية
وحفظ الله شيخ الفاضل مشهور بن حسن آل سلمان , فقدان كلامه مقنع جداً في تراجعه عن العقيدة الأشعرية إلى عقيدة السلف في كتابه الأخير الذي لا يعرق له كتاب بعده و الذي ألفه قبل و فاته بأشهر معدودة تنسخ ماكتبه من عقيدة أشعرية من قبل ..
والله أعلم
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:25 م]ـ
موضوع ذو صلة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25527
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:28 م]ـ
جزاك الله خيرا على اضافة الرابط ففيه جزء مهم جدا مما ذكره الشيخ مشهور في الشريط رحم الله النووي
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:37 م]ـ
حجم الشريط كبير جداً .. فلو تكرمت وفرغت النص ونقلته بحذافيره ..
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:43 م]ـ
انا اوصيت احدى الأخوات بتفريغ النص وإن شاء الله قريبا تجدونه مفرغ اخي ابو عمر الدوسري ابشر بالذي يسرك إن شاء الله
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:45 م]ـ
يرفع
ـ[فيصل]ــــــــ[23 - 11 - 06, 02:11 م]ـ
فائدة: بعد أن نقل الذهبي نص كلام الأشعري في إثبات العلو من الإبانة قال بعد ذلك عن كتاب الإبانة: ((ونسخه بخطه الإمام محيي الدين النواوي)) العلو ج2/ 1248
ـ[المقدادي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 02:20 م]ـ
هل هناك علاقة بين سلفية تلميذه ابن العطار و بين رجوع الامام النووي الى عقيدة السلف اخر حياته؟ بمعني هل يمكن ان يكون تلميذه ابن العطار تأثر بذلك قبل موت شيخه؟؟
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 02:56 م]ـ
الشيخ مشهور ذكر ما نقله الذهبي في العلو يا اخي الفاضل فيصل
اما هل يا ترى من علاقة بين سلفية ابن عطار ورجوع الامام النووي الى عقيدة السلف اخر حياته؟ بمعني هل يمكن ان يكون تلميذه ابن العطار تأثر بذلك قبل موت شيخه؟ يا اخي المقدادي فكل الذي اقدر اقوله أن الشيخ مشهور ذكر هداية ابن عطار بعد معرفته شيخ الإسلام إبن تيمية ولم يذكر الشيخ مشهور اي شيء عن هل يا ترى ابن عطار اثر على شيخه النووي ولكن هذا يبقى امر غير معلوم ولكن القدر المتيقن منه هو ان النووي تراجع عن اشعريته وكتابه الذي تراجع فيه الفه بعد شرح صحيح مسلم وقبل ان يتوفى بما يقارب سبعة اشهر وهذا امر نحمد الله تعالى عليه وهو يهمنا لأن وجود علاقة ام لا بين هداية الشيخ النووي وتلميذه ابن عطار لا تنفعنا كثيرا في الرد على المبتدعة ولا أستبعد ان يكون تأثر بتلميذه ابن عطار لكن لم يثبت شيء في ذلك ولو كان ثبت لذكره شيخ مشهور لأن شيخ مشهور ذكر ان ابن عطار تأثر بإبن تيمية وتراجع الى مذهب السلف في الصفات ولم يذكر غير ذلك والله أعلم
ـ[ابن السائح]ــــــــ[23 - 11 - 06, 03:02 م]ـ
فائدة: بعد أن نقل الذهبي نص كلام الأشعري في إثبات العلو من الإبانة قال بعد ذلك عن كتاب الإبانة: ((ونسخه بخطه الإمام محيي الدين النواوي)) العلو ج2/ 1248
جزاك الله خيرا
راجع مجموع الفتاوى 3/ 224
وهو منقول في الشريط المتقدم بعد الدقيقة 30
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 09:16 م]ـ
احسنت إبن السائح وجزى الله خيرا كل من يثري الموضوع
ـ[أنس الشامي]ــــــــ[25 - 07 - 09, 11:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدَّلائِلُ الوَفِيَّة فِي تَحْقِيق عَقِيْدَة الْإِمَام النَّووي؛ أَسَلَفيَّة أَم خَلفيَّة ( http://www.mashhoor.net/inside/articles/books/latest-book.htm)
محاضرة لفضيلة الشيخ أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان
قام بتفريغ مادتها والتعليق عليها أبو رأفت الأثري
الدار الأثرية (عمان - الأردن)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - 07 - 09, 01:10 ص]ـ
أما الرسالة فضعيفة النسبة ..
وأما النووي فهو أشعري مفتخر بأشعريته ..
وأما إثبات العلو فلا ينفي التمشعر ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/358)
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 07 - 09, 02:05 ص]ـ
أما كونه أشعرياً فمعلوم، أما الافتخار بالأشعرية .. فكيف؟.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - 07 - 09, 02:14 ص]ـ
هو عندي قوله: ((وكان الأستاذ أحد الثلاثة الذين اجتمعوا فى عصر واحد على نصر مذهب الحديث والسنة فى المسائل الكلامية، القائمين بنصرة مذهب الشيخ أبى الحسن الأشعرى، وهم الأستاذ أبو إسحاق الإسفراينى، والقاضى أبو بكر الباقلانى، والإمام أبو بكر بن فورك)).
ولا يُسمي الرجل مذهب أبي الحسن مذهب الحديث والسنة ولا يجعل نصرته منقبة لمن يُترجم له = إلا كان مفتخراً مستعلناً بتمشعره ..
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[27 - 07 - 09, 05:08 م]ـ
بارك الله فيكم
ألا يقتضي التدقيق العلمي والإنصاف والعدل التفريق بين مدرستين أشعريتين: مدرسة المحدثين والفقهاء المتأثرين بطريقة الأشعري ومذهبه المنتسبين إليه لما يعتقدونه من أنه ناصر السنة بالكلام، وبين المتكلمين الأصلاء في الكلام.
فالأولون أقرب ما يكونون إلى طريقة ابن كلاب ومتقدمي الصفاتية من المتكلمين كالقلانسي والأشعري وقدماء أصحابه، ومنهم أبوبكر الخطيب، وأبونعيم الأصبهاني، والبيهقي، وغيرهم كابن عساكر وإن كانوا في التعصب لطريقة الأشعري على درجات .. وهذه الطريقة لم تزل في اضمحلال ولما قام شيخ الإسلام ابن تيمية بالدعوة إلى طريقة السلف المحضة وبين الفرقان الواضح بين طرائق المتكلمين المنتسبين إليهم وبين طريقتهم اتضح لكثير من أهل هذه المدرسة ذلك وتبع أهل الإنصاف منهم الحق ..
والظاهر أن الإمام النووي من هذه المدرسة ..
وهؤلاء ليسوا من علماء الكلام وربما كره بعضهم الخوض فيه وربما ذمه في الجملة، وكثير منهم يميل إلى طريقة التفويض والوقف، وربما يقع لهم نوع تناقض بما لهم من مادة سلفية ومادة كلامية بواسطة أصحابهم المتكلمين ..
والآخرون كأبي المعالي الجويني وأصحابه وأصحاب أصحابه كابن الخطيب، والسيف الآمدي وهلم جراً .. وهؤلاء بعيدون عن النقل وهم أبعد عن طريقة ابن كلاب ونحوه وأقرب إلى طريقة الجهم على تفاوت بينهم في ذلك والله تعالى أعلم ..
ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[28 - 07 - 09, 11:40 ص]ـ
نفع الله بكم أيها الإخوة
ـ[حسين محمد ابراهيم]ــــــــ[31 - 07 - 09, 11:59 م]ـ
النووي لا شك في أشعريته وإن خالف الأشاعرة في بعض الامور، ولكن كفى بنا أن نحسب على الأجلاء بعد موتهم وزر الأشعرية فكم من الكم الهائل من العلماء رحمهم الله من الأشاعرة فلنقرأ لهم الصفحات المشرقة ونذر زلاتهم وندعوا لهم من الله العفو والغفران ولا شك أن الأشاعرة أقرب الناس إلى أهل السنة لعل الله يغفر لهم مخالفاتهم
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[01 - 08 - 09, 12:55 ص]ـ
الامام النووي من الأئمة العظام الذين كتب الله لهم القبول في هذه الأمة، و قل أن ترى عالما مجمعا على علمه وتقواه مثل هذا الامام، وإنه لمن دلائل هذا القبول ندرة أو قل انعدام الرادين عليه في كتب مستقلة مع انتشار كتبه و ذياع صيته، بخلاف ما حدث لشيخ الاسلام ابن تيمية، ولا نبالغ إذا قلنا أنه من الأئمة المخضرمين الذين نالوا قبول جميع مدارس أهل السنة الفقهية، بل وتجد السلفي يستدل بقوله، والأشعري يستدل بقوله، وكل يحاول نسبته إليه
فرحم الله هذا الامام ونور ضريحه كما أنار بيوت المسلمين بكتاب رياض الصالحين
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[01 - 08 - 09, 01:11 ص]ـ
قال التاج السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى - (ج 2 / ص 13)
(وقد وصل حال بعض المجسمة فى زماننا إلى أن كتب شرح صحيح مسلم للشيخ محيى الدين النووى وحذف من كلام النووى ما تكلم به على أحاديث الصفات فإن النووى أشعرى العقيدة فلم تحمل قوى هذا الكاتب أن يكتب الكتاب على الوضع الذى صنفه مصنفه
وهذا عندى من كبائر الذنوب فإنه تحريف للشريعة وفتح باب لا يؤمن معه بكتب الناس وما فى أيديهم من المصنفات فقبح الله فاعله وأخزاه وقد كان فى غنية عن كتابة هذا الشرح وكان الشرح فى غنية عنه)
فهذا من الأدلة على أشعرية النووي رحمه الله وعفا عنه
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[07 - 08 - 09, 07:03 ص]ـ
قال التاج السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى - (ج 2 / ص 13)
(وقد وصل حال بعض المجسمة فى زماننا إلى أن كتب شرح صحيح مسلم للشيخ محيى الدين النووى وحذف من كلام النووى ما تكلم به على أحاديث الصفات فإن النووى أشعرى العقيدة فلم تحمل قوى هذا الكاتب أن يكتب الكتاب على الوضع الذى صنفه مصنفه
وهذا عندى من كبائر الذنوب فإنه تحريف للشريعة وفتح باب لا يؤمن معه بكتب الناس وما فى أيديهم من المصنفات فقبح الله فاعله وأخزاه وقد كان فى غنية عن كتابة هذا الشرح وكان الشرح فى غنية عنه)
فهذا من الأدلة على أشعرية النووي رحمه الله وعفا عنه
عجيب هذا السبكي!!!
وتأويل الصفات وتحريفها أليس من كبائر الذنوب؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/359)
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[12 - 08 - 09, 09:37 م]ـ
الامام النووي رحمه الله الذي يظهر من قراءة كتاب الشيخ مشهور حسن حول عقيدة النووي يبين للقارئ أنه مضطرب في الاسماء و الصفات فتارة يثبت و تارة يؤول و تارة يفوض
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[12 - 08 - 09, 09:40 م]ـ
يذكر أن كتاب الشيخ مشهور حسن ليس بحثا علميا و انما هي عبارة عن محاضرة صوتية تمها تفريغها
الدلائل الوفية
في تحقيق عقيدة الإمام النووي
أسلفية أم خلفية
http://www.ahlalathr.com/vb/showthread.php?p=13008#post13008
ـ[حارث البديع]ــــــــ[13 - 08 - 09, 12:12 ص]ـ
بوركت
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[15 - 08 - 09, 07:16 ص]ـ
عجيب هذا السبكي!!!
وتأويل الصفات وتحريفها أليس من كبائر الذنوب؟؟؟
بلى .. لكن كان النقل تأكيدا أن النووي أشعري العقيدة .. وليس بصحيح ما قرره الشيخ مشهور بن حسن أنه مضطرب ... فهو لم يثبت إلا الصفات السبع - فيما تتبعته من شرح مسلم - التي اثبتها الأشاعرة .. بل نص على ذلك صريحا في عدة مواضع ا
ـ[محمد محمد الهاشمي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 09:29 م]ـ
مخالفة الاشعرية في مسألة لا تنفي أشعرية النووي الصريحة، رحمه الله وغفر له
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:50 ص]ـ
تراجعه فضلٌ!!
لا أدعيه!!
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[03 - 09 - 09, 07:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو هيلة]ــــــــ[03 - 09 - 09, 02:13 م]ـ
في الاربعين النووية عند الحديث الواحد والاربعين يذكر النووي ان من مروياته كتاب (الحجة على تارك المحجة) لابي الفتح نصر بن ابراهيم المقدسي , وهو كتاب - على ما يقول ابن رجب - يتضمن اصول الدين على قواعد اهل الحديث والسنة.!!!
ـ[ابو هيلة]ــــــــ[03 - 09 - 09, 02:15 م]ـ
مصادر التلقي عند النووي هي ما يبين اشعريته او عدمها.؟
ـ[أبو تسنيم محمد]ــــــــ[24 - 09 - 09, 03:07 ص]ـ
الأمام النووي رحمه الله وافقت جملة من أقواله أقوال الأشاعرة واستدل بكلامهم احيانا وخالفهم في مسائل ليس بالقليلة وقال فيها بقول أهل السنة
ومن وجهة نظري القاصرة لا يليق اطلاق القول بإن النووي اشاعري من باب احسان الظن بالعلماء ونحن جميعا متفقون على ذلك
ـ[عبدالله اليمانى]ــــــــ[24 - 09 - 09, 03:31 ص]ـ
إذا هل يفهم من هذا الكلام
ان رسالة الشيخ مشهور لا يعول عليها
ـ[أبو تسنيم محمد]ــــــــ[25 - 09 - 09, 12:50 ص]ـ
أخي الفاضل عبدالله اليمانى أود أن أوضح لك عدة أمور:-
1 - أن الأمام النووي نشأ وعاش في بيئة كانت الحالة الدينية فيها مشوبةً بكثيرٍ من البدع والخرافات، وكان للعقيدة الأشعرية فيها سلطان وانتشار واسع، بحيث يكون من يخالفها في خطر.
2 - أكثر مشايخ الأمام النووي الذين درس عليهم كانوا على غير منهج السلف في العقيدة، بل كانوا أشاعرة تبعاً لحالة العصر
3 - اعتمد الأمام النووي في بعض الأحيان في تقرير مسائل العقيدة على كلام بعض أهل العلم الأشاعرة وذكر كلامهم في بعض الأحيان (نسبة ضيئلة ولكنها موجوده) على سبيل السرد والحكاية لا على سبيل الإقرار
والله يعلم أن هذا ليس اعتذرا لكلامه الذي خالف فيه عقيدتنا عقيدة أهل السنة ولكن كما قلت آنفا هذا من باب حسن الظن بالعلماء الذين انتفع الخلق بعلمهم إلى الآن فلا ينبغي من وجه نظري القاصرة القول بأن الأمام النووي أشعري والله المستعان
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 01:43 ص]ـ
أي حكاية!!!!
النووي -رحمه الله- يجعل من مناقب الرجل = دفاعه وتقريره لعقيدة إمام أهل السنة أبي الحسن الأشعري!!
لا عطر بعد عروس!
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم واعلمكم الحق وثبتكم
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:40 ص]ـ
و الائمة ابن تيمية و الدارقطني و الذهبي وغيرهم اثنوا على بعض من أثنوا على المذكورين من المدرسة الكلابية الأولى .. و بعضهم تقريبا قال نفس الكلام من انهم كانوا المدافعين عن مذهب أهل السنة و الحديث .. و قد يقتربون من عدهم من أهل السنة و الحديث في الجملة و انهم كانوا يدا واحدة .. و ان خالفوا أهل السنة المحضة في بعض المسائل .. و غيرهم ممن كان قويا في الأخذ بمحض السنة قد لا يعدهم من اهل الحديث .. و شيخ الاسلام يجعل الفرق بين المدرستين الأشعريتين و لم كان الأولون معدودين من اهل السنة في الجملة و الآخرين لا يتنازع في مفارقتهم للسنة و الجماعة الأولى ان الأولين كالامام ابن كلاب و الامام الأشعري و الامام القلانسي و ابن مجاهد و الباقلاني و البيهقي و غيرهم كانوا كسائر أهل الحديث .. أساس منهجهم الاعتماد على النقل و الاعتضاد بالعقل .. و ان أخطؤوا في ادراك و قصروا في معرفة بعض أصول السلف العقلية ... اما المتاخرين فقلبوا الميزان فصار عندهم الاعتماد على العقل و الاعتضاد بالنقل فخرجوا الى قريب من مذاهب المعتزلة و الفلاسفة ... و الامام النووي مثله مثل غيره من المحدثين المنتسبين الى الأشاعرة في الجملة كابن عساكر و القاضي عياض و ابن دقيق العيد تغلب عليهم طريقة الأوائل مع عزوف شديد عن علم الكلام و مسائله و قلة كلامهم فيه و اشتغالهم بما يعنيهم مما اتفق عليه المسلمون و مايحتاجون اليه في معاشهم اليومي و تجنب اثارة الاختلاف و الدخول فيه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/360)
ـ[ابو هيلة]ــــــــ[25 - 09 - 09, 03:07 م]ـ
ابن تيمية يثني على ابن كلاب في باب الايمان ..
ما معنى هذا .. !؟
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[10 - 10 - 09, 02:05 م]ـ
الذي يظهر أن النووي مثل ابن الجوزي مضطربان في الاسماء و الصفات
ـ[عبدالله اليمانى]ــــــــ[22 - 10 - 09, 01:13 ص]ـ
للشيخ بن عثيمين رحمه الله كلام طيب حول هذه المسألة
تحت شرحه للحديث الثامن والعشرين من الأربعين النووية
ولعلى أنقل الكلام لاحقا لأنى لا أملك نسخة من الكتاب وورد
لأن الكلام طويل وإن لم أجد فسأكتبه إن شاء الله
ـ[أبو عبد الله محمد جمعة]ــــــــ[22 - 10 - 09, 01:57 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[22 - 10 - 09, 10:59 ص]ـ
رابط ذو صلة
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4405
ـ[محمد ابن الشنقيطي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 08:54 ص]ـ
للرفع
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[22 - 10 - 10, 02:31 ص]ـ
للشيخ بن عثيمين رحمه الله كلام طيب حول هذه المسألة
تحت شرحه للحديث الثامن والعشرين من الأربعين النووية
ولعلى أنقل الكلام لاحقا لأنى لا أملك نسخة من الكتاب وورد
لأن الكلام طويل وإن لم أجد فسأكتبه إن شاء اللهتفضل اخي هذا جزء من كلام الشيخ رحمه الله
وأضرب مثلاً بحافظين معتمدين موثوقين بين المسلمين وهما: النووي وابن حجر رحمهما الله تعالى.
فالنووي: لا نشك أن الرجل ناصح، وأن له قدم صدق في الإسلام، ويدل لذلك قبول مؤلفاته حتى إنك لا تجد مسجداً من مساجد المسلمين إلا ويقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين)
وهذا يدل على القبول، ولا شك أنه ناصح، ولكنه - رحمه الله - أخطأ في تأويل آيات الصفات حيث سلك فيها مسلك المؤولة، فهل نقول: إن الرجل مبتدع؟
نقول: قوله بدعة لكن هو غير مبتدع، لأنه في الحقيقة متأول، والمتأول إذا أخطأ مع اجتهاده فله أجر، فكيف نصفه بأنه مبتدع وننفر الناس منه، والقول غير القائل، فقد يقول الإنسان كلمة الكفر ولا يكفر.
أرأيتم الرجل الذي أضل راحلته حتى أيس منها، واضطجع تحت شجرة ينتظر الموت، فإذا بالناقة على رأسه، فأخذ بها وقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، وهذه الكلمة كلمة كفر لكن هو لم يكفر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أَخطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَح" [205] أرأيتم الرجل يكره على الكفر قولاً أو فعلاً فهل يكفر؟
الجواب: لا، القول كفر والفعل كفر لكن هذا القائل أو الفاعل ليس بكافر لأنه مكره.
أرأيتم الرجل الذي كان مسرفاً على نفسه فقال لأهله: إذا مت فأحرقوني وذرُّوني في اليمِّ - أي البحر - فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين [206]، ظن أنه بذلك ينجو من عذاب الله، وهذا شك في قدرة الله عزّ وجل، والشك في قدرة الله كفر، ولكن هذا الرجل لم يكفر.
جمعه الله عزّ وجل وسأله لماذا صنعت هذا؟ قال: مخافتك. وفي رواية أخرى: من خشيتك، فغفر الله له.
أما الحافظ الثاني: فهو ابن حجر- رحمه الله - وابن حجر حسب ما بلغ علمي متذبذب في الواقع، أحياناً يسلك مسلك السلف، وأحياناً يمشي على طريقة التأويل التي هي في نظرنا تحريف.
مثل هذين الرجلين هل يمكن أن نقدح فيهما؟
أبداً، لكننا لا نقبل خطأهما، خطؤهما شيء واجتهادهما شيء آخر.
أقول هذا لأنه نبتت نابتة قبل سنتين أو ثلاث تهاجم هذين الرجلين هجوماً عنيفاً، وتقول: يجب إحراق فتح الباري وإحراق شرح صحيح مسلم، -أعوذ بالله- كيف يجرؤ إنسان على هذا الكلام، لكنه الغرور والإعجاب بالنفس واحتقار الآخرين.
والبدعة المكفرة أو المفسقة لا نحكم على صاحبها أنه كافر أو فاسق حتى تقوم عليه الحجة، لقول الله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) (القصص:59)
وقال عزّ وجل: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الاسراء: الآية15) ولو كان الإنسان يكفر ولو لم تقم عليه الحجة لكان يعذب، وقال عزّ وجل: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (النساء: الآية165) والآيات في هذه كثيرة.
فعلينا أن نتئد وأن لا نتسرع، وأن لا نقول لشخص أتى ببدعة واحدة من آلاف السنن إنه رجل مبتدع.
وهل يصح أن ننسب هذين الرجلين وأمثالهما إلى الأشاعرة، ونقول: هما من الأشاعرة؟
الجواب: لا، لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل له كيان في الأسماء والصفات والإيمان وأحوال الآخرة.
وما أحسن ما كتبه أخونا سفر الحوالي عما علم من مذهبهم، لأن أكثر الناس لا يفهم عنهم إلا أنهم مخالفون للسلف في باب الأسماء والصفات، ولكن لهم خلافات كثيرة.
فإذا قال قائل بمسألة من مسائل الصفات بما يوافق مذهبهم فلا نقول: إنه أشعري.
أرأيتم لو أن إنساناً من الحنابلة اختار قولاً للشافعية فهل نقول إنه شافعي؟
الجواب: لا نقول إنه شافعي.
فانتبهوا لهذه المسائل الدقيقة، ولا تتسرعوا، ولا تتهاونوا باغتياب العلماء السابقين واللاحقين، لأن غيبة العالم ليست قدحاً في شخصه فقط، بل في شخصه وما يحمله من الشريعة، لأنه إذا ساء ظن الناس فيه فإنهم لن يقبلوا ما يقول من شريعة الله، وتكون المصيبة على الشريعة أكثر.
ثم إنكم ستجدون قوماً يسلكون هذا المسلك المشين فعليكم بنصحهم، وإذا وجد فيكم من لسانه منطلق في القول في العلماء فانصحوه وحذروه وقولوا له: اتق الله، أنت لم تُتَعَبَّد بهذا، وما الفائدة من أن تقول فلان فيه فلان فيه، بل قل: هذا القول فيه كذا وكذا بقطع النظر عن الأشخاص.
لكن قد يكون من الأفضل أن نذكر الشخص بما فيه لئلا يغتر الناس به، لكن لا على سبيل العموم هكذا في المجالس، لأنه ليس كل إنسان إذا ذكرت القول يفهم القائل، فذكر القائل جائز عند الضرورة، وإلا فالمهم إبطال القول الباطل، والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/361)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[22 - 10 - 10, 07:51 م]ـ
لقد كان النووي أعلم بنفسه ومعتقده من كثير من كتاب المنتدى الذين يريدون ان يخرجوه من التمشعر بالقوة!
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[22 - 10 - 10, 08:47 م]ـ
وماذا يضر الحق ان كان النووي اشعريا
وهل يزداد الحق ظهورا واضاءة وجلاءا ان كان النووي سلفيا
بحث صوري
الاولى ان ينبه العوام وطلبة العلم عن الاخطاء التي حصلت له في باب المعتقد لان كتبه مما جعل الله لها القبول في الارض وهذا ان دل على شيئ يدل على صدقه في تحري الحق وان كان جانبه
اسال الله ان يرحمنا واياه ويثبتنا على السنة الى يوم ان نلقاه
ـ[أبو سارة السبيعي]ــــــــ[22 - 10 - 10, 09:43 م]ـ
النووي أشعري فلا تشغل نفسك
ـ[بندر العنزي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 03:30 ص]ـ
ماهو الفرق بين متقدمي الأشاعرة ومتأخريهم؟
وماهي المسائل التي أنفرد بها متأخروهم بها عن متقدميهم؟
ـ[أبوعزام المصرى]ــــــــ[23 - 10 - 10, 08:25 ص]ـ
منهج الإمام النووى رحمه الله معروف فى عامة كتبه
وأما الزعم بأن له كتابا تراجع فيه
كيف غفل عنه أهل العلم والتراجم على مدار العصور!؟
وكيف لم يشار لهذا الكتاب وكيف لم يذكره أحد من خواص تلاميذ الإمام؟!؟!
فلانحمل التاريخ ما لايحتمل
فالإمام النووى رحمه الله عقيدته معروفة تماما
ـ[أبو موسى البهوتى]ــــــــ[31 - 10 - 10, 05:40 م]ـ
الأمام النووي رحمه الله وافقت جملة من أقواله أقوال الأشاعرة واستدل بكلامهم احيانا وخالفهم في مسائل ليس بالقليلة وقال فيها بقول أهل السنة
هذان العلمان بالذات: النووى وابن حجر يحبهم الناس والكلام فيهم ثقيل على الأسماع والقلوب ولكن الحق أحق أن يتبع
وقد قرأت مختصرا لكتاب عقيدة الأشاعرة للشيخ سفر الحوالى حفظه الله وقال
إن عقيدة النووى وابن حجر رحمهما الله تحتاجان الى بحث منفصل ولكن الأولى أن يقوم بهذا البحث أحد علماء العقيدة لا علماء الحديث فكل أعلم بتخصصه.
ولو قام بهذا الشيخ الحوالى مثلا فى السعودية أو الشيخ برهامى فى مصر لكن جيد.
وهذه بعض الملاحظات على الأشاعرة:
1 - الأشاعرة لا يتفقون كلهم على أصول معينة بل هم مذاهب شتى
2 - أن المحدثين فيهم يتفقون مع أهل السنة والجماعة فى مسائل شتى وذلك لعصمة الحديث لهم
3 - ولكنهم لدقة منهج أهل السنة وعدم شيوعه فى زمانهم وقع بعضهم فى المحذور
وما منع بعض مشايخ الأزاهرة بالتمذهب به الا الكبر
وكثير منهم يحبون الحق غير مشايخ الساسة
والحمد لله على ذيوع هذا المنهج فى زماننا وأن هدانا الله الى الحق
وغفرالله لجميع أئمتنا رحمهم الله.
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 09:45 ص]ـ
أحسنت يا بهوتي ابن حجر والنووي كلاهما نسيج لوحده يدرسان بشكل خاص، هذا هو الصواب عندي لأنهم ليسوا أشاعرة ولكنهم ليسوا على منهج السلف، ولعل ميلهم الأكثر للأشعرية سبب رميهم بالأغلب والأعم، والله أعلم بالصواب.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[03 - 11 - 10, 02:54 م]ـ
لعلهما في منزلة بين المنزلتين ...
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[03 - 11 - 10, 05:09 م]ـ
أضحك الله سنك يا شيخ عبدالمصور
ـ[أبو موسى البهوتى]ــــــــ[03 - 11 - 10, 11:28 م]ـ
لا والله لا يميلون الى الأشاعرة ولكن ربما لقلة علمهم بمنهج السلف على فحولتهم غفر الله لنا ولهم وجمعنا الله بهم فى مستقر رحمته واياكم اجمعين آمين.
أنا يآخى لا أحب التلاعب بمثل هذه المصطلحات فى هذا السياق. بارك الله فيكم فهذه اللفاظ يقشعر لها بدنى!
ـ[أبو موسى البهوتى]ــــــــ[03 - 11 - 10, 11:34 م]ـ
لا والله لا يميلون الى الأشاعرة ولكن ربما لقلة علمهم بمنهج السلف على فحولتهم غفر الله لنا ولهم وجمعنا الله بهم فى مستقر رحمته واياكم اجمعين آمين.
أنا يآخى لا أحب التلاعب بمثل هذه المصطلحات فى هذا السياق. بارك الله فيكم فهذه الألفاظ يقشعر لها بدنى!(36/362)
تحفة الطالب في الرد على الرافضي متهم الحنابلة بأنهم نواصب
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 02:50 م]ـ
زعم [الرافضي] في حاشيته ص127:
إن الحنابلة لديهم حساسيّة كبيرة من الثناء على أمير المؤمنين عَلِيّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وأهل بَيْتِه! بَيْنَما ينتشرُ الثناء على بني أُمَيَّة، وخاصة معاوية وابنه يزيد!
ثم زعم [الرافضي] كذلك: أن المناهجَ التّعْليميّة عندنا ف المملكة، تسبّبتْ في انتشار النَّصْب بين عُمُوْمِ طلبة العِلْم!!
والجواب:
أنَّ هذه الحساسيّة المزعومة، لا يشعر بها إلاّ الرافضة، وأبناؤهم، وأذنابهم.
وما زالت كتبُ أهل السُّنَّة حنابلة وغيرهم: مليئة بفضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عامّة، وخلفائه الرّاشدين الأربعة خاصّة، وهذه كُتُبُهم بيننا.
والحنابلة مِنْ أشدِّ الناس حِرْصَاً على سلامة أعراض أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عامّة، فكيف بخواصِّ الصّحَابة وكبارهم منزلة؟! ومازالَ طلبةُ العِلْم يَدْرُوسونها ويُدَرِّسُونها.
وهذِه مساجدُنا، وهاهم خطباؤنا، لا يختمون خطبَهم إلاّ بالتّرضّي على الخلفاء الأربعة، أبي بكر، وعُمَر، وعثمان، وعليّ رضي الله عنهم.
غيرَ أن الحنابلة، لم يُؤلهِّوا عَلِيًّا رضي الله عنه! ولم يقولوا بعصمتِه! أو رَجْعتِه! ولم يُقَدِّموه رضي الله عنه على أبي بكر وعُمَر.
فإن كان ذلك هو النَّصْب الذي يعنيه [الرافضي]، فنعم إذن!
أما رمي [الرافضي] لمناهج تعليمنا، أنَّها تسبّبتْ في انتشار النَّصْب بين عُموم طلبة العِلْم: فدعوى باطلة، فليذكر لنا حَرْفَاً واحداً فحسب –ولا نريدُ منه دليلاً غيره- في كتاب واحدٍ فحسب، من تلك المناهج التّعْليميّة، فيه تَنَقصٌ لِعَلِيّ رضي الله عنه، أو غَضٌّ من مكانتهِ الرفيعة رضي الله عنه، أو أحدٍ من أهل بيته. فإذا لم يفعل –ولن يفعل- فلعنة الله على الكاذبين.
وهذا "كتاب الشريعة"، مثالٌ لكتابٍ من كتب الحنابلة في الاعتقاد، للحافظ الكبير الإمام أبي بكر محمد بن الحسين بن عبدالله الآجري رحمه الله (ت360هـ). وترجمتُه عند:
· ابن أبي يَعْلى (ت526هـ) في "طبقات الحنابلة" (332 - 333)،
· والنّابلسي (ت797هـ) في "مختصر طبقات الحنابلة" (332)
· والبرهان ابن مُفْلح (ت884هـ) في "المقصد الأرشد، في تراجم أصحاب الإمام أحمد" (2/ 389)،
· والعُليَمْي (ت927هـ) في "الدُّرّ المُنَضَّد، في ذكر أصحاب الإمام أحمد" (1/ 175)،
· وفي كتاب العُليَمْي الآخر "المنهج الأحمد، في تراجم أصحاب الإمام أحمد" (2/ 271)،
· وابن العِمَاد الحنبلي (ت1089هـ) في "شذرات الذهب" (3/ 35)،
· وابن عُثيمين (ت1410هـ) في "تسهيل السّابلة، لِمُريد مَعْرفة عُلماء الحنابلة" (637) (1/ 428 - 429)،
· وبكر بن عبدالله أبو زيد، في "عُلماء الحنابلة" (92) وغيرهم كثير.
عقد الآجُرّيُّ رحمه الله في كتابه "الشّريعة": كُتُباً وأبوباً كثيرة في فضائل الصّحابة رضي الله عنهم، عامّةً وخاصّةً، وعقد كتاباً في "الشّريعة" سَمّاه: (كتاب فضائل أمير المؤمنين رضي الله عنه).
ثمّ عَقَدَ تَحْتَهُ اثني عشر باباً في ذلك، يذكرُ الباب، ثم يسوقُ ما حَفِظَ فيه، هي:
· كتاب فضائل أمير المؤمنين عَلِيّ بن أبي طالب رضي الله عنه
· باب ذكر جامع مناقب عَلِيّ بن أبي طالب رضي الله عنه
· باب ذكر محبة الله عز وجلّ ورسولهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيّ رضي الله عنه، وأنَّ عَلِيّاً مُحِبٌّ لله عز وجلّ ولرسولهِ صلى الله عليه وسلم
· باب ذكر منزلة عَلِيّ رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كمنزلة هارون من موسى
· باب ذِكْر قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ، فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، وَمَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ، فَعَلِيٌّ وَلِيُّه))
· باب ذِكْر دعاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم، لِمنَ والى عَلِيَّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وتولاّه، ودعائه على مَنّ عاداه
· باب ذِكْر عَهْد النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى عليّ أنَّه لا يحِبُه إلاّ مؤمن، ولا يُبْغِضُه إلاّ مُنافق، والمؤذي لعليّ رضي الله عنه، المؤذي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/363)
· باب ذِكْر ما أُعطي عَلِيّ بن أبي طالب رضي الله عنه، من العِلْم والحكمة، وتوفيق الصّواب في القضاء، ودعا النّبيّ صلى الله عليه وسلم لهُ بالسّداد والتوفيق
· باب ذِكْر دعاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيّ بن أبي طالب بالعافية من البلاء مع المغفرة
· باب أَمْرِ النّبيّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيّ رضي الله عنه بقتال الخوارج، وأنَّ الله عزّ وجل أكرمَهُ بقتْلِهم
· باب ذِكْر جوامع فضائل عَلِيّ بن أبي طالب رضي الله عنه الشّرِيْفة الكريمة عند الله عزّ وجلّ، وعند رسولهِ صلى الله عليه وسلم، وعند المؤمنين
· باب ذِكْر مَقْتل أمير المؤمنين عَلِيّ رضي الله عنه، وما أَعَدَّ الله الكريمُ لقاتلِه مِن الشّقَاء في الدّنيا والآخرة
· باب ذِكْر ما فُعِلَ بقاتل عَلِيٍّ كرَّم الله وجهه
· كتاب فضائل فاطمة رضي الله عنه
· باب ذِكْر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ فاَطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا))
· باب ذِكْر إكرام النّبيّ صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها، وعِظَمِ قَدْرِها عنده
· باب ذِكْر غَضَب النّبيّ صلى الله عليه وسلم،لِغَضَب فاطمة رضي الله عنها
· باب ذِكْر تزويج فاطمة، بعَلِيّ بن أبي طالب رضي الله عنهما، وعظيم ما شَرَّفها الله عزّ وجلّ به في التّزْويج من الكرامات التي خَصَّهما الله عزّ وجلّ بها
· باب ذِكْر بيان فَضْل فاطمة رضي الله عنها في الآخرة، على سائر الخلائق
· كتاب فضائل الحَسَن والحُسَيْن رضي الله عنهما
· باب ذِكْر قَوْلُ النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحَسَنُ والحُسَيْنُ سَيِّدا شَبَابِ أهْلِ الجنَّةِ))
· باب شَبَهِ الحَسَن والحُسَيْن رضي الله عنهما برسول الله صلى الله عليه وسلم
· باب ذِكْر مَحَبَّةِ النّبيّ صلى الله عليه وسلم للحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما
· باب حَثِّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أُمتَهُ على مَحَبَّةِ الحَسَن والحُسَيْن، وأبيهما، وأُمِّهِمَا رضي الله عنهم أجمعين
· باب قوَلْ النّبيّ صلى الله عليه وسلم للحَسَن والحُسَيْن رضي الله عنهما: ((هُمَا رَيْحانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا))
· باب ذِكْر مُلاعَبَةِ النّبيّ للحَسَن والحُسَيْن رضي الله عنهما
· باب ذِكْر إخبار النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن صلاح المسلمين بالحَسَن بن عَلِيّ رضي الله عنهما
· باب إخبار النّبيّ صلى الله عليه وسلم بقَتْل الحُسَيْن رضي الله عنه، وقوله: ((اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَاتِلِهِ))
· باب ذِكْر نَوْح الجِنِّ على الحُسَيْن رضي الله عنه
· باب في الحَسَن والحُسَيْن رضي الله عنهما: مَنْ أحبَّهما، فللرسولِ يُحِبُّ، ومَنْ أبغضَهما فللرسولِ يُبْغض
· باب فضائل خديجة أمّ المؤمنين رضي الله عنها
· باب ذِكْر تَزْويج النّبيّ خديجة رضي الله عنها، وولدها منه
· باب ذِكْر غضب النّبيّ صلى الله عليه وسلم لخديجة رضي الله عنها، وحُسْن ثنائه عليها
· باب إخبار النّبيّ صلى الله عليه وسلم لخديجة رضي الله عنها، سيِّدة نساء عَالَمِهَا
· باب بشارة النّبيّ صلى الله عليه وسلم لخديجة رضي الله عنها، بما أَعَدَّ الله عزّ وجلّ لها في الجنّة
· كتاب جامع فضائل أهل البَيْت رضي الله عنهم
· باب ذِكْر قَوْل الله عزّ وجلّ: {إِنَّمَا يُرِيدُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}
· باب ذِكْر أَمْرِ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ بالتّمسُّك بكتاب الله عزّ وجلّ، وبسُنَّةِ رسولهِ صلى الله عليه وسلم، وبمَحَبَّةِ أهل بَيْتِه، والتّمسّك على ما هم عليه مِن الحقّ، والنّهْي عن التّخلّف عن طريقتِهم الجميلة الحسنة
· باب قَوْل الله عزّ وجلّ: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ}
· باب فَضْل جَعْفر بن أبي طالب رضي الله عنه
· باب فَضْل حَمْزة بن عبدالمطَّلب رضي الله عنه
· كتاب فضائل العَبّاس بن عبدالمطَّلب، وولدِه رضي الله عنهم أجمعين
· باب ذِكْر تعظيم قَدْرِ العَبّاس بن عبدالمطَّلب، رضي الله عنه عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
· باب ذِكْر دعاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم للعَبّاس رضي الله عنه، ولودِه، وأنّه قد أُجِيْبَ في ذلك
· باب ذِكْر من آذى العَبّاسَ رضي الله عنه، فقد آذى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/364)
· باب ذِكْر ما رُوِيَ أنّ للعَبّاس رضي الله عنه شفاعة، يشفع بها للنّاس يوم القيامة
· باب فضل عبدالله بن عَبّاس رضي الله عنه، وما خَصَّهُ الله الكريم مِن الحِكْمة والتّأْويل الحسن للقرآن
· باب ذِكْر وفاة ابن عَبّاس رضي الله عنه بالطّائف، والآية التي رُوِيَتْ عند دفنه
· باب ذِكْر إيجاب حُبِّ بني هاشم، أهل بَيْت النّبيّ صلى الله عليه وسلم على جميع المؤمنين
· باب ذكر فضل بني هاشم على غيرهم
· باب فضل قريش على غيرهم
روى الآجريُّ رحمه الله في هذه الأبواب، كثيراً مِمّا حَفِظَ ورَوَى مِن حديث وأثر، فجاءتْ هذه الأبواب حافلةً، بكثير مِمّا جاء في فَضْلِهم، وعظيم حَقِّهم.
وكان مِمّا قال الآجرّي رحمه الله، في أوّل كتاب فضائل أمير المؤمنين عَلِيّ بن أبي طالب رضي الله عنه مِن " الشريعة ":
(أمّا بّعْد، فاعلموا –رحمنا الله وإياكم- أنَّ أمير المؤمنين عَلِيّ بن أبي طالب –رضي الله عنه- شَرّفَهُ الله الكريم بأعلا الشَّرَف، سوابقُه بالخير عظيمة، ومناقبُه كثيرة، وفَضْلُه عظيم، وخَطَرُه جليل، وقدرُه نبيل.
أخو الرّسول صلى الله عليه وسلم وابنُ عّمِّه، وزَوْجُ فاطمة، وأبو الحَسَن والحُسَين، وفارس المسلمين، ومُفَرِّجُ الكَرْبِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاتل الأقران، الإمام العادل، الزّاهد في الدّنيا الرّاغب في الآخرة،المُتَّبِعُ للحَقِّ، المُتأخِّرُ عن الباطل، المُتَعَلِّق بكُلِّ خُلُق شريف.
الله عزّ وجلّ ورسولُه صلى الله عليه وسلم له مُحِبّان، وهو للهِ والرّسول مُحِبّ، الذي لا يُحِبُّه إلا مؤمنٌ تقيّ، ولا يُبْغِضُه إلاّ مُنافق شَقِيّ، مَعْدن العَقْل والعِلْم والحِلْم والأدب رضي الله عنه).
وقال رحمه الله في " كتاب فضائل فاطمة رضي الله عنه" من " الشريعة ":
(اعلموا –رحمنا الله وإيّاكم- أنَّ فاطمة رضي الله عنها، كريمةٌ عَلَى اللهِ عزّ وجلّ وعلى رسولهِ صلى الله عليه وسلم، وعند جميع المؤمنين.
شَرَفُهُا عظيم،وفَضْلُها جَزِيل، النّبيّ صلى الله عليه وسلم أبوها، وعَلِيٌّ رضي الله عنه بَعْلُهَا، والحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما سَيِّدا شباب أهل الجَنَّة ولَدَاها، وخَدِيجة الكُبْرى أُمُّها.
قد جَمَعَ الله الكريم لها الشَّرَفَ مِن كُلِّ وَجْهٍ، مَهْجَةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وثَمَرَةُ فؤادِه، وقُرَّةُ عُيْنِهِ رضي الله عنها، وعن بَعْلِهَا، وعن ذرِّيَّتها الطَّيِّبة المباركة، قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ((فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِيْنَ: مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،وَآسِيَة امْرَأةُ فِرْعَون)).
وقال الآجرّي رحمه الله أيضاً في " الشّريعة "، في "فضائل الحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما:
(اعلموا –رحمنا الله وإياكم-: أنَّ الحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما، خطرُهما عظيم، وقدرهما جليل، وفضلهُما كبير، أشبه النّاس برسولِ الله صلى الله عليه وسلم خَلْقاً وخُلُقاً.
الحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما، هُما ذرّيّتُه الطّيّبة الطّاهرة وبَضْعة منه، أُمُّهما فاطمة الزّهْراء، مُهْجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبَضْعة منه، وأبوهما أميرُ المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، أخو رسولِ الله رَبّ العالمين، وابنُ عَمِّه، وخِتْنُه على ابنته، وناصرُه، ومُفَرِّج الكَرْب عنه، ومَنْ كان الله ورسولُه له مُحِبَّيْن.
فقد جمع الله الكريم للحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما، الشَّرَفَ العظيم، والحظَّ الجزيل مِن كُلِّ جِهَة، ريحانتا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وسيِّدا شباب أهل الجَنَّة.
وسنذكرُ ما حضرني ذِكْرُه بمكَّةَ من الفضائل، مَا تَقَرُّ بها عَيْنُ كُلِّ مؤمن مُحِبِّ لهما، ويُسْخِنُ الله العظيم بها عَيْنَ كُلِّ ناصبي خبيث، باغض لهما، أبغضَ اللهُ مِنْ أبغضَها).
وقال رحمه الله في " الشريعة" في "باب ذِكْر إيجاب حُبِّ بني هاشم، أهل بَيْت النّبيّ صلى الله عليه وسلم على جميع المؤمنين":
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/365)
(واجبٌ على كُلِّ مؤمنٍ ومؤمنة: مَحَبَّةُ أهلِ بَيْتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: بنو هاشم: عليّ بن أبي طالب، وولدُه، وذرّيّتُه، فاطمةُ، وولدُها، وذرّيّتُها، والحَسَن والحُسَين، وأولادُهما، وذرّيّتهما، وجَعْفر الطّيّار، وولدُه، وذرّيّتُه، وحَمْزة، وولدُه، والعَبّاس، وولدُه، وذرّيّتُه رضي الله عنهم.
هؤلاء أهل بَيْتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، واجبٌ على المسلمين محبّتُهم، وإكرامُهم، واحتمالُهم، وحُسْنُ مداراتهم، والصّبْر عليهم، والدّعاء لهم.
فمَنْ أحسن مِن أولادِهم وذراريهم: فقد تخلق بأخلاق سَلَفِه الكرام الأخيار الأبرار.
ومَنْ تخلق منهم بما لا يحسُنُ من الأخلاق: دُعِيَ له بالصّلاح والصّيانة والسّلامة، وعاشَرَةُ أهلُ العقل والأدب، بأحسن المعاشرة،وقيل له: نحن نُجِلُّكَ عن أنْ تتخلق بأخلاق لا تُشْبِهُ سلفَك الكرام الأبرار، ونغار لمثِلك أنْ يتخلق بما نعلم أنّ سلفك الكرام الأبرار، لا يَرْضون بذلك، فمِنْ محبّتِنا لك، أنّ نُحِبَّ لك أنْ تتخلق بما هو أشبه بك، وهي الأخلاق الشّريفة الكريمة، والله الموفِّق لذلك) اهـ.
وقد قَدَّمْتُ أنّ الآجريَّ رحمه الله، قد رَوَى في كُلِّ بابٍ، ما حَفِظَ فيه من حديثٍ أو أثر، وساقَهُ بإسنادِه، فاجتمع فيها أحاديثُ كثيرةٌ، وآثار تَسُرُّ المؤمنين.
وقال شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله بَعْدَ حديث سَفِينة رضي الله عنه مرفوعاً: ((خِلافَةُ النُّبُوَّةِ، ثَلاثُوْنَ سَنَةً، ثُمَّ يُؤْتِي اللهُ مُلْكَهُ أو الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ)):
(رواهُ أهل السُّنَن، كأبي داود وغيره، واعتمد عليه الإمامُ أحمد وغيرُه في تقريره خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة، وثَبَّتَهُ أحمد، واستدلَّ به على مَنْ توقَّف في خلافة عليّ، مِن أجل افتراق النّاس عليه، حتَّى قال أحمد: (مَنْ لَمْ يُرَبِّعْ بِعَلِيّ في الخِلافَة، فَهُوُ أَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِهِ)، ونهى عن مناكحته.
وهو مُتّفق عليه بين الفقهاء، وعُلماءِ السُّنَّة، وأهل المعرفة والتّصوّف، وهو مذهب العامّة.
وإنّما يخالفُهم في ذلك، بَعْضُ أهل الأهواء، مِن أهل الكلام ونحوهم، كالرّافضة الطّاعنين في خلافة الثّلاثة، أو الخوارج الطّاعنين في خلافة الصِّهْرَيْنِ المنافقين: عُثمان وعَلِيّ.
أو بَعْضُ النّاصبة النّافين لخلافة عليّ رضي الله عنه، أو بَعْضُ الجُهّال مِن المُتَسَنِّنَة، الواقفين في خلافتِه!
ووفاةُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كانت في شهر ربيع سنة إحدى عشرة مِن هجته.
وإلى عام ثلاثين سنة كان إصلاح ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحَسَن بن عَلِيّ السَّيِّد بين فيئتَيْنِ مِن المؤمنين، بنزولهِ عن الأمر عام إحدى وأربعين، في شهر جمادى الأولى، وسُمِّيَ (عام الجماعة) لاجتماع النّاس على معاوية، وهو أوّل الملوك) اهـ من " مجموع الفتاوى" (35/ 18 - 19)
وكلام شيخ الإسلام رحمه الله في هذا الباب كثيرٌ، في كثيرٍ مِن مُصنَّفاتهِ وفتاواه، وفي " مجموع الفتاوى " شيءٌ كثير وقفتُ عليه، وما قدَّمْتُه يغني بمشيئة الله.
وقال الإمام العلامة يحيى بن يوسف بن يحيى الأنصاري الصَّرْصَري الحنبلي (ت656هـ، شهيداً على يَدِ المغول لعنهم الله، لَمّا دخلوا العراق) في قصيدته اللامية العظيمة، التي ذكر فيها اعتقاد الحنابلة، والثَّنَاء على إمامِهم أحمد بن حنبل وأتباعه رحمهم الله جميعاً، بَعْدَ ذِكْرِه الخلفاء الثّلاثة أبي بكر، وعُمَر، وعُثمان رضي الله عنهم، قال:
وَكَانَ أَحَقَّ النّاس بِالأّمْرِ بَعْدَهُمْ .. أّبُو الحَسَنِ الْمَرْضِيِّ تَاجُ الْهُدَى عَلِيّ
وَكَانَ بِأّمْرِ اللهِ أَعْدَلَ قَائِم ... عَلَى السَّنَنِ الْمَحْمُوْدِ لَمْ يَنَتَقَّلِ
إمَامُ هُدَىً أَكْرِمْ بِهِ مِنْ خَلِيْفَةٍ ... خَلِيْفَةِ عََدْلٍ لِلْخِلافَةِ مُكْمِلِ
عّظِيْمٌ لأَسْبَابِ المُجَادَلِ قَاطِعٌ ... كَمِيٌّ لأَبْطَالِ الرِّجَالِ مُجَدِّلِ
أَبَرُّ فَتَىً جَاءَتْ بِهِ هَاشِميَّةٌ ... كَرِيْمٌ مُعِمٌّ فِي الكِرَامِ وَمُخْوِلِ
يُجلّي دُجَى الهَيْجَا بأَبْيَضَ مَنْصِلٍ ... يُقَطِّعُ مِنْ أَبْنَائِهَا كُلَّ مَفْصِلِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/366)
وَدِرْعُ عَلِيِّ كانَ صَدْرَاً فَمَا الَّذِي ... تَظُنُّ بِمِقْدَامٍ على الحَرْبِ مُقْبِلِ
وفي قَتْلِهِ عَمْرَو بْنَ وَدٍّ وَمَرْحَباً ... دَلِيْلٌ عَلَى مَا قُلْتُ غَيْرُ مُبَطَّلِ
وَسَمّاهُ في الدّارَيْنِ أَحْمْدُ سَيِّدَاً ... وذلك فَضْلٌ جَامِعٌ كُلَّ أَفْضَلِ
وَحَلاَّهُ مِنْ زَهْرَائِهِ وإخائِهِ ... بتَاجٍ منَ العَليَاءِ سَامٍ مُكَلَّلِ
وَكَانَ لَهُ السِّبْطَانِ في جِيْدِ فَضْلِهِ ... كَعِقْدٍ بيَاقُوْتٍ ودُرٍّ مُفَضَّلِ
وأنزلهُ مِنْهُ وتِلْكَ فَضِيَلَةٌ ... كهَارُوْنَ مِنْ مُوْسَى فَلاَ تَتَأَوَّلِ
وأَثْنَى عَلَيْهِ يَوْمَ خَيْبَرَ إذ عَلا ... برايَتِهِ العَليَا عَلَى كُلِّ أطوّلِ
ثناءٌ بحُبِّ اللهِ، ثُمَّ رَسُوْلِهِ ... وفَتْحٌ عليْهِ عَاجِلٌ مُتَسَهِّلِ
علامَةُ إيمانِ الموحِّدِ حُبُّهُ ... وفي بغضهِ مَحضُ النِّفاقِ المُضَلّلِ
وَكَمْ جَمَعَتْ أَلْفَاظُهُ مِنْ بَلاغَةٍ ... وجاءتْ بحكمٍ في قَضَيَاهُ فيصلِ
بِفَضْلِ فَتَاوَهُ وَحَدِّ حُسَامِهِ ... دياجِي القضايا والوَقَائعِ تنجلي
تقلدّ خَمساً أَمرَهَا مُتَحَمِّلاً ... بأعبَائِهَا العُظمَى أَشَدَّ تحمُّلِ
يصوم هجيرَ الصيفِ أَجراً وحسبةً .. ويهجر لذّاتِ الرُّقادِ المخبِّلِ
إلى أن أتى ما لا مردَّ لوقعهِ ... وما يتعجَّل وقتُهُ لا يؤَجَّلِ
فخضَّبَ أشقاها مِنَ الرَّأسِ شبية ... تسامتْ وقاراً بالدَّم المتبزّلِ
وذلكَ عْدٌ صادِقٌ مِنْ مُحَمَّدٍ ... فآلَ بذاكَ الوعدِ أشرفَ مؤئلِ
فأكرمْ بهم في الناسِ أربعة هُمُ ... الربيعُ لقلبِ المُوقِنِ المُتَقَبَّلِ
ولم تجتمعْ إلاّ بباطنِ مؤمنٍ .... مَحَبتهمْ، لا في فؤادٍ مُغلّلِ
وبعدَ عليٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ .... اسْتُنِبْتَ بِصُلْحِ السَّيِّدِ المُتَفَضِّلِ
لذي الحلمِ والتّّقوى مُعاويةَ الرَّضى .. أمينٍ على التنزيلِ للوحي مُسجِلِ
رديفِ رسولِ اللهِ ثُمَّ دَعَى لهُ ... بحلمٍ وعِلْمٍ إذ لهُ بطْنُهُ يلي
ثمّ شرعَ –بعد ذلك- في ذكر فضائل آل البيت رضي الله عنهم، فقال:
وَأَذكُرُ شَيْئَاً مِنْ فَضَائِلِ أَهْلِهِ ... فَفَضْلُهُمُ المشهورُ والظاهرُ الجلي
هُمُ العُرْوةُ الوثقى لمتمسكٍ بها ... ونورُ الهدى للمُبصِرِ المُتأملِ
ثم ذكر جملة منهم رضي الله عنهم، فبدأ بذكرِ سَيِّد الشّهداء حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، فمدحهُ وأطال، ثمّ جعفر بن أبي طالب، ثمّ العباس بن عبدالمطلب، ثمّ الحَسَنْينِ: الحَسَن والحُسَين ابنيْ عَلِيّ، ثمّ عبدالله بن عبّاس رضي الله عنهم.
وقال الشّيخ حافظ بن أحمد الحكميّ، في " الجوهرة الفريدة، في تحقيق العقيدة " (ص31)، في " باب الخلافة، ومَحَبَّةِ الصّحابة وأهل البّيْت رضي الله عنهم ".
وهو من المتون المتداولة عند الحنابلة، حفظاً وشرحاً، ومِمّن شرَحَهُ: شيخُنا العلامة عبدُالله بن عبدِالرحمن ابن جبرين القُضَاعيّ الحنبليّ حفظه الله، شَرَحَهُ كاملاً صَيْفَ عام (1422هـ)، قال حافظ:
كَذَا عليٌّ أبُو السِّبْطينِ رَابِعُهُمْ ... بالحقِّ مُعتضِدٌ، للكُفْرِ مُضطهِدُ
فهؤلاءِ بلا شكٍ خِلافتُهُمْ .... بمقتضى النصِّ، والإجماعُ مُنْعَقِدُ
وأَهلُ بيتِ النّبي والصَّحْبُ قاطبةُ ... عنهمْ نَذُبُّ، وحُبَّ القومِ نعتَقِدُ
والحق في فتنةٍ بين الصِّحابِ جَرَتْ .. هُوَ السكوتُ، وأنَّ الكُلَّ مُجتَهِدُ
والنَّصْرُ أنَّ أبا السِّبطينِ كان هُوَ الْـ ... ـمُحِقُّ مَنْ رَدَّ هذا قَوْلُهُ فَنَدُ
تَبّاً لرَافِضَةٍ، سُحْقَاً لِنَاصِبَةٍ ... قُبْحَاً لمَارِقَةٍ، ضَلُّوا ومَا رَشَدُوا
هذا شيء مِمّا تيسَّر لي في هذا، مِمّا يُظْهِرُ –جليّاً- كَذِبَ هذا الرافضي [] على أئمة الإسلام، حنابلةً وغير حنابلة مِنْ ذِكْرِ فضائل عليّ وأهل البَيْت رضي الله عنهم جميعاً.
وكتبُ الحنابلة طافحةٌ بفضلهم، والتّرضِّي عنهم، وهذا أمرٌ مُستقرٌّ عندهم –بحمد الله- لا نزاعَ فيه.
وقد أجمع أئمة الإسلام والسُّنَّة وأطبقوا، حنابلةً وغَيْرَهم، على عِظَمِ كتاب " الشريعة " وفضله، وأثنى على هذا الكتاب وصاحبِه: شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله في غير موضع مِن كتبه.
وكذلك الحافظ ابن قَيِّم الجوزيّة رحمه الله في غير موضع، منها " اجتماع الجيوش الإسلاميّة ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/367)
وقد أُخِذَ هذا السِّفْرُ العظيم –أعني كتاب "الشريعة"- رسالةَ دكتوراه جامعيّة بالمملكة، وحُقِّق في " جامعة أم القرى" بمكة المكرمة، ثمّ طَبعَ بعد ذلك في المملكة أيضاً، بتحقيق –صاحب الرّسالة- الشيخ الدّكتور عبدالله بن عُمَر بن سلمان الدُّمَيْجي.
وهذا كتاب "شَرْح العقيدة الطحاويّة" لابن العِزّ الحنفي رحمه الله (ت792هـ)، أحد الكتب المُقرَّرة على طلاب كليّة الشّريعة بالمملكة، وفيه الثّناء على عَلِيّ رضي الله عنه، قال رحمه الله فيه (2/ 721 - 722):
(قولُه: "ثُمَّ لِعَلِيِّ بن أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنْه".
ش: أي ونثبتُ الخلافة بَعْدَ عُثمان لعليّ رضي الله عنهما.
لمّا قُتِلَ عُثمان، وبايع النّاس عَلِيّاً: صار إماماً حقّاً، واجب الطّاعة، وهو الخليفة في زمانهِ خلافةََ نبوّة، كما دَلَّ عليه حديثُ سفينة المقدَّم ذكرُه، أنَّه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((خِلافَةُ النُّبُوَّةِ: ثَلاثُوْنَ سَنَةً، ثُمَّ يُؤْتِي اللهُ مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ)).اهـ.
ثمّ ذكر شيئاً مِن فضائلهِ رضي الله عنه في (2/ 725 - 726)، وفي غير موضع.
ثمّ ذكر شيئاً مِمّا يجب في حَقّ الآل رضي الله نهم، في (2/ 737 - 740) عند شَرْحِه قَوْلَ الطَّحَاوي:
(وَمَنْ أَحْسَنَ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَزْوَاجِهِ الطّاهِرَاتِ مِنْ كُلِّ دَنَسٍ، وَذرِّيَّاتِهِ الْمُقَدَّسِيْنَ مِنْ كُلِّ رِجْسٍ: فَقَدْ بَرِئَ مِنَ النِّفَاق) اهـ.
وهذا الكلام الجامع في الرد على هذا الرافضي الكاذب؛ هو ديدين أهل السنة من حنابلة وغيرهم في الرد على الأفاكين وبيان مكانة آل البيت عليهم السلام عند أهل السنة، ومما لا شك فيه أن تبصر الكثير من عوام الشيعة هو السبب الحقيقي وراء نشر الأكاذيب ومحاولة قطع أي وشيجة حُب أو التقاء بين عوام الشيعة وأهل السنة.!
وإني أقول:
بأنهُ من الواجب بيان كذب أئمة الروافض على أهل السنة وبيان كذب رمي أهل السنة بالنصب، واليوم كان البيان من أئمة الحنابلة لقمع الدجاجلة.
وهذا البيان فيه بيان حبُ آل البيت عن أهل السنة وقد سطر هذا الرد الشيخ الحنبلي عبدالعزيز بن فيصل الرّاجحي حفظه الله في كتابه (قمع الدجاجلة).
وكما قال الشيخ وما هذا إلا شيء مما عند الحنابلة.
وسنكمل بعض كتب الحنابلة وشروحاتهم في فضل أهل البيت وهي كثيرة جداً لا أستطيع حصرها؛ ولكن يكفي من القلادة الإحاطة بالعنق.
وبعض مقولات الأئمة الحنابلة في هذا ..
ـ[المقدادي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 05:15 م]ـ
بارك الله فيكم
ما اسم كتاب الرافضي.؟
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 08:35 م]ـ
وفيك بارك ..
الرافضي هو حسن فرحان المالكي .. وقد نكرته لأن المقصد من نشر الموضوع هو الرد على كل ناعق ينعق بما تفوه به هذا وغيره من قبله .. ولا أريد أن أحيل الرافضة على هذا الرجل إن كان يجهله من جهله ..
وسبق أن نشرته في عدة ملتقيات حوارية مع الرافضة ..
ووضعته بين أقواس ليعلم بأنه متصرف في اسمه ..
ولأن الشيخ قد سماه في ثنايا كتابه بالرافضي ..
ـ[حامد تميم]ــــــــ[24 - 11 - 06, 08:13 م]ـ
شنشنة نعرفها من أخزم، فهذا الرجل يقول في بعض كتباته؛ انه من الحنابلة!
فبا الله ماهذا التناقض! حنبلي تارة وزيدي تارات ونهايته والله اعلم رافضي، فيا مقلب القلوب ثبت قوبنا على الإيمان.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[28 - 11 - 06, 02:59 م]ـ
اللهم آمين ..
ومن الكتب القيمة في الرد على هذا الرافضي:
الكشف والرفض لمن تجرأ على كشف الشبهات بالنقض
لفضيلة الشيخ الزاهد عبدالكريم بن صالح الحميد -حفظه الله-
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[28 - 11 - 06, 03:36 م]ـ
فبا الله ماهذا التناقض! حنبلي تارة وزيدي تارات ونهايته والله اعلم رافضي، فيا مقلب القلوب ثبت قوبنا على الإيمان.
هو من الان رافضي جهمي.أسأل الله أن يريح الناس من شره عا جلا, هو ومن وراءه!
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[30 - 11 - 06, 12:16 ص]ـ
حسن بن فرحان يترضى على الشيخين بل وعلى جميع المهاجرين الأوائل والأنصار ويفضل علي عليهم جميعاً
ولكنه يطعن في معاوية رضي الله عنه أشد الطعن إلى حدٍ يصل إلى التكفير
وكذلك يطعن في غيره من الصحابة بل لا يعتبرهم صحابة أصلاً
كما أنه يطعن في أحاديث أبي هريرة بحجة أنه أخذ عن كعب الأحبار _ وقد سمعته يقول هذا في مؤتمر عن الإعلام الإسلامي _
وفي مناظرته مع الرافضي علي نعمان الصدر
قال ما معناه أن الكافي للكليني لو حذف منه كتاب الروضة لفضله على السنة لعبدالله بن أحمد والسنة للبربهاري(36/368)
أقوال العلماء في الصوفية .. ويتبع ذلك أقوال طلبة العلم
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 03:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فقد طلب مني بعض الاخوة أن أبث ما جمعته من قبل ونثرته في عدد كبير من الملتقيات من أقوال الأئمة الأعلام، وطلبة العلم الكرام، عن الصوفية اللئام .. فأحلتهم على مظانه أن لم تحذف، وعلى رأسها ما زبرته في موقع صيد الفوائد .. وحيث أنني قد رتبت بعضها، وانتقيت منها، إجابة لطلب أحد الاخوة الذين رغبوا بفتح موقع عن التصوف .. فأبثها هنا للجميع ..
الإمام مالك:
هو الإمام العلم مالك بن أنس الأصبحي –رحمه الله- صاحب المذهب المالكي المعروف، من مؤلفاته الموطأ ..
وبإسناد عن عبد الملك بن زياد النصيبي قال: كنا عند مالك فذكرت له صوفيين في بلادنا فقلت له: يلبسون فواخر ثياب اليمن ويفعلون كذا.
قال: ويحك ومسلمين هم.
قال: فضحك حتى استلقى.
قال: فقال لي بعض جلسائه: يا هذا ما رأينا أعظم فتنة على هذا الشيخ منك ما رأيناه ضاحكا قط.
قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس ص: 446
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 03:58 م]ـ
الإمام الشافعي:
العلم المعروف محمد بن إدريس الشافعي المطلبي-رحمه الله-
يقول الإمام الشافعي، بعد أن التقى بعدد من الصوفية:
قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس ص: 446:
"وبإسناد عن يونس بن عبد الأعلى قال سمعت الشافعي يقول: لو أن رجلا تصوف أول النهار لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق وعنه أيضا أنه قال ما لزم أحد الصوفية أربعين يوما فعاد عقله إليه أبدا.
وأنشد الشافعي:
ودعوا الذين إذا أتوك تنسكوا ... وإذا خلوا كانوا ذئاب حقاف ".
ولقد أدرك وشاهد من حال القوم-الصوفية- ما أحدثوه في العراق، ألا وهو التغبير، فقال الإمام الشافعي رحمه الله:
"تركت بالعراق شيئاً يقال له (التغبير)،أحدثه الزنادقة، ويصدُّون الناس عن القرآن" روى ذلك الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 36،وأبو نعيم في الحلية 9/ 146،وابن الجوزي 244 - 249) وقال الألباني إسناده صحيح، وكذلك ابن القيم في الإغاثة (1/ 229).
والتغبير: هو ما يقوم به الصوفية من شعر يزهد في الدنيا يغني به مغن فيضرب الحاضرين على نطع أو مخده على توقيع غنائه، كما قال ابن القيم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد هذه الكلمة:
"وما ذكره الشافعي رضي الله عنه من أنه من إحداث الزنادقة كلام إمام خبير بأصول الإسلام، فإن هذا السماع لم يرغب فيه ويدعو إليه في الأصل إلا من اتهم بالزندقة .... إلى آخر كلامه رحمه الله" 11/ 570 .. وبعدها بدأ بالحديث عن أئمة الصوفية وموقفهم كالفارابي وأبو عبدالرحمن السلمي ومخالفتهم للكتاب ..
وهم إلى هذا اليوم ينشدون الأغاني ويضربون الدفوف وبعضهم بالموسيقى، ثم يبدأ الهز والرقص، وأما القصائد فغالبها يحوي الشرك والغلو وذكر الخمر والغزل!!
تأمل مقولة الشافعي في من ينشد أشعار ليست محرمة؛ لكنها أناشيد مطربة، صاحبها الضرب بالدفوف؛ فأنظر كيف لقبهم بالزنادقة!!
أقول هذا شيءٌ من حديث الإمام الشافعي رحمه الله، والوقوف مع الإمام الشافعي يطول، وحسبك من القلادة ما يحيط بالعنق.
فقه الصوفية:
وروى الخطابي في كتاب العزلة عن علي بن يحيى الوراق قال:كان الشافعي رحمة الله عليه رجلا عطرا وكان يجيء غلامه كل غداة بغالية فيمسح بها الأسطوانة التي يجلس إليها، وكان إلى جنبه إنسان من الصوفية، وكان يُسمى الشافعي البطال! يقول: هذا البطال! وهذا البطال!
قال: فلما كان ذات يوم عمد إلى شاربه فوضع فيه قذراً ثم جاء إلى حلقة الشافعي، فلما شم الشافعي الرائحة أنكرها، وقال فتشوا نعالكم.
فقالوا: ما نرى شيئا يا أبا عبد الله.
قال: فليفتش بعضكم بعضا. فوجدوا ذلك الرجل،
فقالوا: يا أبا عبد الله هذا.
فقال له: ما حملك على هذا؟
قال: رأيت تجبرك فأردت أن أتواضع لله عز وجل!
قال: خذوه فاذهبوا به إلى عبد الواحد، وكان على الشرطة، فقولوا له: قال لك أبو عبد الله: اعتقل هذا إلى وقت ننصرف.
قال: فلما خرج الشافعي دخل إليه فدعا به فضربه ثلاثين درة أو أربعين درة.
قال: هذا إنما تخطيت المسجد بالقذرة، وصليت على غير الطهارة!
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:06 م]ـ
الإمام أحمد بن حنبل:
موقف الإمام أحمد من المتصوفة والصوفية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/369)
الوقفة الأولى: موقفه من حارث المحاسبي أحد رؤوس الصوفية:
وقال علي بن أبي خالد: قلت لأحمد بن حنبل –رحمه الله-: إن هذا الشيخ –لشيخ حضر معنا- هو جاري، وقد نهيته عن رجل، ويحب أن يسمع قولك فيه: حارث القصير –يعني حارثاً المحاسبي- وكنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة، فقلت لي: لا تجالسه، فما تقول فيه؟:
فرأيت أحمد قد احمرّ لونه، وانتفخت أوداجه وعيناه، وما رأيته هكذا قط، ثم جعل ينتفض، ويقول: " ذاك؟ فعل الله به وفعل، ليس يعرف ذاك إلا من خَبَره وعرفه، أوّيه، أوّيه، أوّيه،ذاك لا يعرفه إلا من قد خبره وعرفه، ذاك جالسه المغازلي ويعقوب وفلان، فأخرجهم إلى رأي جهم، هلكوا بسببه.
فقال له: يا أبا عبدالله يروي الحديث، ساكنٌ خاشعٌ، من قصته ومن قصته؟
فغضب أبو عبدالله، وجعل يقول: لا يغرّك خشوعه ولِينه، ويقول: لا تغتر بتنكيس رأسه، فإنه رجل سوء ذاك لا يعرفه إلا من خبره، لا تكلمه، ولا كرامة له، كل من حدّث بأجاديثِ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وكان مبتدعاً تجلس إليه؟! لا، ولا كرامة ولا نُعْمَى عين، وجعل يقول: ذاك، ذاك "
طبقات الحنابلة (1/ 234)
قلتُ:
رحمك الله يا أبا عبدالله فقد عرفت حقيقة هؤلاء القوم، نعم لا يغرنك الزخارف والصور الظاهرة وعليك بالحقائق الثابتة؟!
وتأمل قول علي بن أبي خالد –رحمه الله تعالى- " وكنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة" وهذا يؤكد أن هذا الإمام ما تلكأ من التحذير من هذا الصوفي وغيره.
وتأمل قول علي " وما رأيته هكذا قط" وهذا يبين أن الإمام قد اشتد في نكيره بعد هذه السنوات لما بان له من انغماس المحاسبي بالبدع!! وإضلاله لعدد ممن اغتر به!
الوقفة الثانية: أمره بالتحذير بشدة من حارث المحاسبي:
نقل شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في كتابه [الاستقامة] من كتاب [السنة] للخلال الآتي:
" قال الخلال: فأخبرنا أبو بكر المروذي، قال: جاءني كتاب من الثغر في أمر رجل تكلَّم بكلام، وعرضته على أبي عبدالله فيه: لما خلق الله الحروف سجدت إلا الألف، فغضب أبو عبدالله غضباً شديداً حتى قال: هذا كلام الزنادقة، وَيْلَهُ هذا جهمي.
وكان في الكتاب الذي كتب به أن هذا الرجل قال: لو أن غلاماً من غلمان حارث –يعني المحاسبي- لخبَّر أهل طرطوس.
فقال أبو عبدالله: أشد ما ها هنا قوله: لو أن غلاماً من غلمان حارث لخبَّر أهل طرطوس، ما البلية إلا حارث، حذِّروا عنه أشد التحذير"
(ص 205 - 206)
قلتُ:
رحمك الله يا أبا عبدالله، صدقت فما البلية إلا حارث وأمثال حارث من الصوفية أهل الخطرات والوساوس والكلام!!
وما ضل من ضلَّ إلا من حارث وأمثاله فحذروا منهم أشد التحذير.
الوقفة الثالثة: موقفه ممن أضله المحاسبي المغازلي أحد الصوفية:
قال أبو داود في مسائله للإمام أحمد: " ورأيت أحمد سلّم عليه رجل من أهل بغداد –قال أبو داود: بلغني أنّه أبو بكر المغازلي- ممن وقف فيما بلغني، فقال له: أُغرب لا أرينّك تجيء إلى بابي –في كلام غليظ- ولم يرد عليه السلام، وقال له: ما أحوجك أن يصنع بك ما صنع عمر بصَبيغ – أفهمني (عمر بصبيغ) بعض أصحابنا- فدخل بيته وردّ الباب"
(ص 355) برقم: 1707
قلتُ:
رحمك الله يا أبا عبدالله، قوة في الحق، وقوة في أخذه {يا يحيى خذ الكتب بقوة} ومن حاد عن الكتاب والسنة بزخارف الأقوال وباطل الاستدلال فليس له إلا الهجر!
وتأمل كيف وصل الحال بالرجل بسبب إضلال المحاسبي المتخشع المتنسك والأصل هو الاعتقاد وإتباع السنة!!
وهذا الموقف يبين خطورة التمييع مع أهل البدع، فكيف الحال بصوفية اليوم الذي سقط عدد كبير منها بالشرك -والعياذ بالله-
الوقفة الرابعة: موقفه من كشف الصوفية:
يقول ابن رجب الحنبلي: " ذكر طائفة من أصحابنا أنَّ الكشف ليس بطريق للأحكام، وأخذه القاضي أبو يعلى من كلام أحمد في ذمِّ المتكلِّمين في الوساوس والخطرات "
جامع العلوم والحكم (ص 482)
قلتُ:
رحمك الله يا أبا عبدالله، لقد سددت الباب في وجه القوم.
لا كشوف ولا إلهامات!! عندنا ما إن تمسكنا به لن نضل كتاب ربنا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام!! أما عالم الصوفية التي يؤزهم الشيطان أزاً فلا والله!
الوقفة الخامسة: موقفهم الخطرات والوساوس:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/370)
يقول ابن رجب الحنبلي –رحمه الله تعالى-: " ذكر طائفة من أصحابنا أنَّ الكشف ليس بطريق للأحكام، وأخذه القاضي أبو يعلى من كلام أحمد في ذمِّ المتكلِّمين في الوساوس والخطرات .... وإنما ذمَّ أحمدُ وغيره المتكلمين على الوساوس والخطرات من الصوفية حيث كان كلامُهم حيث كان كلامُهم في ذلك لا يستند إلى دليل شرعيٍّ؛ بل إلى مجرد رأي وذوقٍ "
جامع العلوم والحكم (ص 482)
قلتُ:
رحمك الله يا أبا عبدالله، لقد أحكمت الباب في وجه أي دخيل يُريد إفساد الدين، وهل رأينا ضلال الصوفية إلا من هذه الأبواب؟!!
الوقفة السادسة: رفع الصوت بالذكر والدعاء:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى-:
" أن رفع الأصوات في الذكر المشروع لا يجوز إلا حيث جاءت به السنة، كالأذان والتلبية ونحو ذلك. كما ثبت في الصحيح عن أبي موسى أنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا إذا علونا كبَّرنا فارتفعت أصواتنا، فقال: ((يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، إنما تدعون سميعاً قريباً، إن الذي تدعون أقرب من عنق راحلته))
وقد قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وخُفْيَةً إنَّهُ لا يُحِبُ المُعْتَدين} وقال عن زكريا: {إذ نادى ربه نداء خفياً} وقال تعالى: {واذكر ربَّكَ في نفسك تضرعاً وخفية ودون الجهر من القولِ بالغدوِّ والآصال ولا تكن من الغافلين}.
وفي هذا من الآثار عن سلف الأمة وأئمتها ما ليس هذا موضعه. كما قال الحسن البصري: رفع الصوت بدعة. وكذلك نصَّ عليه أحمد بن حنبل وغيره. "
الاستقامة لابن تيمية (1/ 322 - 323)
قلتُ:
رحمك الله يا أبا عبدالله، ما نصصت عليه هو السنة، فأين هذا من حال الصوفية من صراخ وأذكار جماعية؟!!
لا يجوز تسويغ البدع بأي حجة كانت.
الوقفة السابعة: موقفه من الزهاد المبتدعة (الصوفية):
قال الإمام أحمد –رحمه الله تعالى-:
" قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة، فسّاق أهل السنة أولياء الله، وزهاد أهل البدع أعداء الله"
طبقات الحنابلة (1/ 184)
قلتُ:
رحمك الله يا أبا عبدالله، صدقت فولاية فساق أهل السنة لله، أما المبتدع فقد بارز الله بالعداء ببدعته!! ومن ذلك الصوفية حين يخترعون عبادات وتنسكات ما أمر الله بها؛ بل ربما حذر الشارع منها، وهم بهذا قد أصبحوا أعداء الله!!
الوقفة الثامنة: موقفه من أهل القصص والحكايات:
قال الإمام أحمد –رحمه الله تعالى-: " أكذب الناس القصاص والسؤَّال قيل له: أكنت تحضر مجالسهم؟ قال: لا"
البدع والحوادث للطرطوشي ص (109 - 112)
قلتُ:
صدقت، فما أكذب أصحاب الأقاصيص والحكايات كالصوفية، فإنهم يتعبدون الله بهذه القصص؛ بل وتكون أدلتهم وحججهم؟!! فكم سمعنا قال أعرابي وفعل رجل وقام فلان بشخصيات مبمهمة وأسانيد مبتورة وحكايا مخالفة لأمر شارعنا.
الوقفة التاسعة: موقفه من السماع:
قال الخلال: أخبرنا إسماعيل بن إسحاق الثقفي أن أبا عبدالله سئل عن سماع القصائد. فقال: أكرهه.
وقال أيضاً أخبرني محمد بن موسى، قال: سمعت عبدان الحذاء، قال سمعت عبدالرحمن المتطبب، قال سألت أحمد بن حنبل، قلت: ما تقول في أهل القصائد؟ قال: بدعة لا يجالسون "
المسائل والرسائل (2/ 276)
وسئل عنه أحمد؟ فقال: "بدعة"، وفي رواية: "فكرهه ونهى عن استماعه" وقال: "إذا رأيت إنساناً منهم في طريق فخذ في طريق أُخرى"
رواه الخلال أيضاً من طريق عنه والزيادة من مسألة السماع ص (124) نقلاً عن تحريم الآلات الطرب للألباني.
قلتُ:
صدق –رحمه الله- فأهل السماع مبتدعة لا يجالسون!!
وسماعه مكروه، والكراهة عند السلف يعني التحريم!!
والسماع هو إنشاد القصائد والتغني بها، وقد يصحب ذلك ضرب لنطع أو عود أو ناي أو غير ذلك.
الوقفة العاشرة: موقفه من كبار الزهاد في عصر التابعين:
يقول شيخ الإسلام أحمد بن تيمية-رحمه الله-:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/371)
" المقصود هنا أن المشايخ المعروفين الذين جمع الشيخ أبو عبدالرحمن أسماءهم في كتاب "طبقات الصوفية" وجمع أخبارهم وأقوالهم، دع من قبلهم مِنْ أئمة الزهّاد من الصحابة والتابعين الذين جمع أبو عبدالرحمن وغيره كلامهم في كتب معروفة، وهم الذين يتضمن أخبارهم كتاب "الزهد" للإمام أحمد وغيره، لم يكونوا على مذهب الكلابية الأشعرية، إذ لو كانت كذلك لما كان أبو عبدالرحمن يلعن الكلابية. "
الاستقامة لابن تيمية (1/ 106 - 107)
وقال شيخ الإسلام:
" ولهذا يميزون في أهل الخير والزهد والعبادة بين ثابت البناني والفضيل بن عياض ونحوهما، وبين مالك بن دينار وفرقد السبخي وحبيب العجمي وطبقتهم، وكل هؤلاء أهل خيرٍ وفضلٍ ودينٍ، والطبقة الأولى يدخل حديثها في الصحيح"
الاستقامة لابن تيمية (1/ 202)
قلتُ:
وهذا الحق ليس به خفاء ** فدعنا من بنيات الطريق
الزهاد الأوائل كانوا على السنة، ولم يتسموا إلا بالسنة، أما من أتى بعدهم فإنهم حادوا عن السنة، وتسموا بالصوفية، وغلبت عليهم العقيدة الكلابية الأشعرية!!
وهذا الفرق بين الجنيد وأمثاله من زهاد السلف، وبين ابن عربي والحلاج والشاذلي من زنادقة الخلف!!
والإمام أحمد حذر من بعض الزهاد المتصوفة كحارث بينما لم نجد هذا التحذير البتة من زهاد ساروا على السنة!!
كما أن عين الإنصاف تقتضي التفريق بينهم فهل يوضع مالك بن دينار في صف الفضيل؟!! لا فالطبقة الأولى كانوا من أهل الحديث، والطبقة الثانية بدأ يدب فيهم الضعف ودخول بعض الأخطاء على منهجهم الزهدي!!
فإن الزهاد والعباد انقطعوا لأنواع من العبادات، وترك أصل ما يؤخذ منه العبادة العلم!! لذا فإن طلبوه .. طلبوه للبركة!! ولذا تجد أكثر من يتهم بالكذب هم العباد، نظراً لعدم اهتمامهم بالعلم وطلبه وحفظه وضبطه، فتجد يحيى بن سعيد يقول: " ما رأينا الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث" ويقول أيوب السختياني: "إن من جيراني لمن أرجو بركة دعائهم في السحر، ولو شهد عندي على جزرة بقل لما قبلت شهادته" وهذا واضح.
الوقفة الحادية عشر: موقفه من زاهد كان يثني عليه فوجد له كلاماً قبيحاً في وعظه:
قال شيخ الإسلام:
" أن الإمام أحمد ذكر له عن السرى السقطى أنه ذُكر عن بكر بن حبيش العابد أنه قال: لما خلق الله الحروف سجدت له، إلا الألف، فقالت: لا أسجد حتى أُومر. فقال أحمد: هذا كفر"
الاستقامة لابن تيمية (1/ 201)
" ثم إن هذه الحكاية المعروفة عن السرى لما بلغت الإمام أحمد أنكرها غاية الإنكار، حتى توقَّف عن مدح السرى، مع ما كان يذكر من فضله وورعه، ونهى عن أن يذكر عنه مدحه حتى يظهر خطأه في ذلك"
الاستقامة (1/ 205)
قلتُ:
هذا هو أحمد، من ورعه أنه تورع عن الثناء عن هذا الزاهد لما بدر منه، وكم في الصوفية من يقوم فيتكلم بأمور منكرة بدعوى الوعظ والتأثير؟!! وإذ به يصل لمقولات لو اعتقدها أخرجته من الملة؟!!
وتأمل أن الورع والزهد شيء طيب؛ إذا ضبط بعلم وعلى السنة، فالورع لباس وحكم اللباس على أصله لا على مظهره؟!! وهذا لا يفقه إلا السني!!
الوقفة الثانية عشر: موقفه من الشاذ من العلم:
" قال أبو بكر الطَّالقانيّ صاحب ابن المبارك [لأبي عبدالله]: قد روى ابن المبارك عن عمر بن عليّ. فقال: هكذا؟ فقال: نعم. فقال ماذا روى عنه؟ فقال: قال أبنا عمر بن عليّ، عن سفيان بن حسين، عن إياس بن معاوية: إياك والشاذ من العلم.
قال أبو عبدالله: ما كان أحسن عقله –يعني عمر بن علي- "
من سؤالات أبي بكر الأثرم ص (47)
قلتُ:
صدق رحمه الله، ما أحسن عقله، فإننا نرى من يتتبع شواذ العلم؛ بل ورأينا أقواماً يخترعون أموراً ما كانت على عهد رسول الله علم الحقيقة وغيرها .. فإياك والشاذ من العلم، وعليك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ففيها والله الكفاية، فهي أسلم وأعلم وأحكم.
أبو عمر الدوسري
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:09 م]ـ
أبو زرعة:
أحد أعلام الصوفية (الحارث المحاسبي) رحمه الله -وكما بين ابن الجوزي رحمه الله في بشر نقول في الحارث "ولا يهولنك اسمه فالله يعفو عنه"
قال الحافظ أبو عثمان سعيد بن عمرو البردعي:
"شهدتُ أبا زرعة -وقد سُئل عن الحارث المحاسبي وكتبه- فقال للسائل:
إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنك عن هذه الكتب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/372)
قيل لهُ: في هذه الكتب عبرة.
فقال: من لم يكن لهُ في كتاب الله عبرة فليس لهُ في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن مالك بن أنس وسفيان الثوري والأوزاعي والأئمة المتقدمين صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء؟! هؤلاء خالفوا أهل العلم ..
ثم قال: ما أسرع الناسِ إلى البدع" كتاب الضعفاء لأبي زرعة نقلاً عن أبي زرعة الرازي وجهود في السنة 2/ 561 - 562.
قال الذهبي مُعلقاً على كلام أبي زرعة في ميزان الاعتدال 1/ 431:
" وأين مثل الحارث؟ فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كالقوت لأبي طالب، وأين مثل القوت! كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم، وحقائق التفسير للسلمي لطار لُبُّه.
كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسي في ذلك على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات؟!! (يعني كتاب أبو حامد الغزالي الطوسي الإحياء)
كيف لو رأى الغنية للشيخ عبدالقادر! كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية؟!
بلى لما كان لسان الحارث لسان القوم في ذلك العصر كان معاصره ألف إمام في الحديث، فيهم مثل أحمد بن حنبل وابن راهويه، ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميس، وابن حانه كان قطب العارفين كصاحب الفصوص وابن سفيان. نسأل الله العفو والمسامحة آمين."
قال الشيخ ربيع في منهج أهل السنة 135 - 136:
"رحم الله الإمام الذهبي كيف لو رأى مثل (الطبقات) للشعراني، وجواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض ابن عباس التيجاني لعلي ابن حزام الفاسي؟!
كيف لو رأى خزينة الأسرار لمحمد حقي النازلي؟!!
كيف لو رأى نور الأبصار للشنجلي؟!
كيف لو رأى شواهد الحق في جواز الاستغاثة بسيد الخلق وجامع الكرامات للنبهاني؟!
كيف لو رأى تبليغي نصاب وأمثاله من مؤلفات أصحاب الطرق الصوفية؟!
.... "
قلتُ:
رحم الله الأئمة كيف لو رأى حال صوفية اليوم الذي انجرفت بهم الطرق لأشد ما كان عليه سابقيهم ..
وهكذا البدعة يحبها الشيطان وينفخ فيها فتزل الأقدام عن الهدي، فتهوي في مستنقعٍ تغوص أقدامهم فلا يخرج منهم إلا من يعود للقرآن والسنة ويحكمهما!! وأنظر حديث السبل وتأمله!
قال ابن القيم في النونية، بعد ذكره لبعض أقوال أهل البدع:
"يا من يظن بأننا حفنا عليـ ..... ـهم كتبهم تنبيك عن ذا الشان
فانظر ترى لكن نرى لك تركها ... حذراً عليك مصائد الشيطان
فشباكها والله لم يَعْلَق بها .. من ذي جناح قاصر الطيرانِ
ألا رأيت الطير في قفص الرّدى .. يبكي له نوحٌ على الأغصان
ويظلّ يخبط طالباً لخلاصه .... فيضيق عنه فرجة العيدان
والنب ذنب الطير خلّى أطيب الثمـ ... ـرات في عالٍ من الأفنان
وأتى إلى تلك المزابل يبتغي الـ ... ـفضلات كالحشرات والديدان
يا قوم والله العظيم نصيحة ... من مشفق وأخٍ لكم معوان"
أبو عمر الدوسري
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:12 م]ـ
أبو داود:
ومن أقطاب المرحلة الإنتقالية "ربما يكون عبدالواحد بن زيد ورابعة العدوية من أقطاب هذه المرحلة الإنتقالية، واستحدثت كلمة العشق للتعبير عن المحبة بين العبد والرب ويرددون أحاديث باطلة في ذلك مثل: (إذا كان الغالب على عبدي الإشتغال بي جعلت نعيمه وذكره ولذته في ذكري عشقني وعشقته!!!).
وبدأ الكلام حول العبادة لا طمعاً في الجنة ولا خوفاً من النار، وإنما قصد الحب الإلهي، وهذا مخالف للآية الكريمة: {يدعوننا رغباً ورهباً}.
ومثل قول رابعة لرجلٍ رأته يضم صبياً من أهله ويقبله: "ما كنت أحسب أن في قلبك موضعاً فارغٌ لمحبة غيره تبارك اسمه!) [أنظر سير أعلام النبلاء 8/ 156] وهذا تعمقٌ وتكلف لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يُقبل أولا ابنته ويحبهم". الصوفية 21 - 22.
قلتُ:
هل تأملت هذا الضلال!!! هو مرحلة من مراحل التخبط والإنحراف ..
وعلقت على الأخير، فهل هي متفوقة على روسل الله عليه السلام بموقفها هذا؟؟!!! أعوذ بالله من ذلك! وللمعلومية فإن رابعة العدوية "تكلم فيها أبو داود السجستاني [صاحب السنن أحد الكتب الستة] واتهمها بالزندقة!!،فلعله بلغه عنها أمر، توفيت بالقدس سنة 185هـ. انظر ابن كثير/البداية والنهاية 10/ 186.
قال ابن تيمية: قال بعضهم مَنْ عَبَدَ اله بالحب وحده فهو زنديق، ومَنْ عَبَدَ الله بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن. انظر الفتاوى 10/ 81" المصدر السابق.
قلتُ:
وهذا كلام من أبي داود يجب أن يتأمل!!!
وكلام شيخ الإسلام نفيس!!! وهو مطرقة في رأسِ أهل الأهواء من الصوفية وغيرهم!!
وعد إلى كتاب د-محمد جميل غازي رحمه الله الصوفية والوجه الآخر الجولة الرابعة [يعني بالجولة الصحفية] رابعة العدوية الشخصية والأسطورة من ص46 إلى ص55 يقول الشيخ "لقد رووا عن رابعة نفسها: أن سفيان الثوري -على حد ما زعموا- سألها: (يا رابعة هل تكرهين الشيطان؟!! فقالت: إن حبي لله لم يترك في قلبي كراهية لأحد!! "أعوذ بالله ولا الشيطان الذي أمرنا ببغضه هو وأوليائه؟!!
أبو عمر الدوسري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/373)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:15 م]ـ
أبو بكر الطرطوشي المالكي:
أقول ومر بنا -مسبقاً- رأي الإمام الطرطوشي المالكي وفتواه في الصوفية .. وإقرار الإمام القرطبي لها؛بل وللقرطبي نصائح كثيرة لهؤلاء الضلال .. وهذه مقدمة فتوى الطرطوسي.
"يرحمك الله، مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلا الكتاب الله، وسنة رسوله ... " إلى آخر الفتوى تجدها على هذا الرابط والتي نقلها لنا الإمام الحبر القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (11/ 237 - 238) وكذلك العلم المحدث عثمان الزبيدي التونسي في مرآة الضلالات.
رابط فتوى الإمام الطرطوشي رحمه الله نقلاً عن الإمام القرطبي رحمه الله:
فتوى الطُّرْطوشي في الصوفية
سئل الإمام أبو بكر الطُّرْطوشي رحمه الله:
ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟
وأعلم-حرس الله مدته-أنه اجتمع جماعة من رجال، فيكثرون من ذكر الله تعالى، وذكر محمد صلى الله عليه
وعلى آله وسلم، ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيءٍ من الأَديم، ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد، حتى يقع مغشيّاً عليه، ويحضرون شيئاً يأكلونه.
هل الحضور معهم جائز أم لا؟
أفتونا مأجورين، يرحمكم الله.
وهذا القول الذي يذكرونه:
يا شيخُ كفَّ عن الذُّنوبْ ..... قبلَ التَّفرُّق والزَّللْ
واعْمَلْ لنفْسِكَ صالحاً ....... ما دام ينفعك العْملْ
أما الشبابُ فقد مَضَى ...... ومَشيْب رأسكَ قد نَزَلْ
وفي مثل هذا ونحوه.
الجواب:
يرحمك الله، مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلا الكتاب الله، وسنة رسوله، وأما الرقص والتواجد، فأَوّل مَنْ أَحثه أصحاب السامريّ، لما اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار, قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون, فهو دين الكفار, وعبّاد العجل.
وأما القضيب فأوّل مَن اتخذه الزَّنادقة، ليشغلوا به المسلمين عن كتابِ الله تعالى. وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع أصحابه، كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان ونوّابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها، ولا يحلّ لأَحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم، هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين، وبالله التوفيق.
المرجع:
كتاب الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي: (11/ 237 - 238)
لذلك قال أبو بكر الطرطوشي: "شحن أبو حامد كتاب الإحياء بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما على بسيط الأرض أكثر كذباً منه شبكه بمذهب الفلاسفة ومعاني رسائل إخوان الصفا" الرسائل3/ 137.
أبو عمر الدوسري
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:17 م]ـ
الإمام السفناقي:
نظم الإمام السفناقي صاحب النهاية في رسالته في بيان قدح متصوفة الخلف المبتدعة فقال رحمه الله تعالى:
أيَا جيل التصوف شرّ جيلٍ ... لقد جئتم بأمرٍ مستحيل
أقال الله في القرآن فيكم ... كلوا مثل البهائم وارقصوا لي؟
قد اخترتم على الإسلام ديناً ... بعيداً عن فروع مع أصول
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:20 م]ـ
عبدالرحمن بن مهدي:
هو علامة زمانه، وإمام أوانه، من كبار المحدثين، والعلماء المعتبرين، ومن أقران الإمام الشافعي، وهو الذي أشار عليه بتأليف كتاب الرسالة.
قال الخلال: أخبرني أبو بكر احمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، ثنا اسحق بن داود بن صبيح قال: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: يا أبا سعيد إن ببلدنا قوما من هؤلاء الصوفية فقال: لا تقرب هؤلاء فانا قد رأينا من هؤلاء قوما أخرجهم الأمر إلى الجنون وبعضهم أخرجهم إلى الزندقة.
تلبيس إبليس الباب العاشر.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:21 م]ـ
الحلواني:
في التتمة سئل الحلواني عمن سمو أنفسهم بالصوفية واختصوا بنوع لبسوه واشتغلوه باللهو والرقص وادعوا لأنفسهم المنزلة؟
فقال: "أفتروا على الله كذباً أم بهم جنة"
وسئل إن كانوا زائغين عن الطريق المستقيم: هل ينفون من البلاد لقطع فتنتهم عن العوام؟
فقال: إماطة الأذى أبلغ في الصيانة وأمثل في الديانة وتمييز الخبيث من الطيب أولى وأزكى.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:22 م]ـ
العيني:
في عمدة القارئ للعيني في شرح حديث جابِرَ بنَ عبْدِ الله رضي الله تعالى عنهُما قال: كُنَّا نَتَزَوَّدُ لُحُومَ الأضَاحِي علَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى المَدِينَةِ.
قال: ويستفاد منه أشياء: الأول فيه دليل على مشروعية التزود في السفر مطلقاً، وفيه رد على ما يدعيه أهل البطالة من الصوفية والمخرّفة على الناس باسم التوكل!
وقال في موضع آخر: وفيه جواز ادخار الرجل لنفسه وأهله قوت سنة، وهو خلاف جهلة الصوفية المنكرين للادخار، الزاعمين أن من ادّخر لغد فقد أساء الظن بربه، ولم يتوكل عليه حق توكله.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:23 م]ـ
عثمان بن المكي التَّوزري الزبيدي التونسي:
قال العالم المُحدث عثمان بن المكي التَّوزري الزبيدي-رحمه الله- أحد عُلماء جامع الزيتونة بتونس في كتابِهِ النفيس [المرآة إظهار الضلالات] ناقلاً فتوى أخرى للطرطوشي وجامعاً لها بعض أقوال أهل العلم:
(وفي المعيار: من البدع المنكرة المحرمة، الرقص بالذكر.
قال الأستاذ أبو بكر الطرطوشي:
"مذهب الصوفية بطالة، وجهالة، وضلالة، فما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري، فإنهم لما عبدوا العجل صاروا يرقصون حوله ويتواجدون، فهو دين الكفار وعباد العجل، فينبغي للسلطان أو نائبه أن يمنعهم من الحضور في المساجدِ وغيرها، ولا يحل لأحدٍ يؤمن بالله واليومِ الآخر أن يحضرَ معهم، ولا يعينهم على باطلهم وهذا مذهب مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين رضي الله عنهم أجمعين".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/374)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:24 م]ـ
شرف الدين عيسى الزواوي المالكي:
وكذلك شرف الدين عيسى الزواوي المالكي المتوفى عام 743هـ قال:
"ويجب على ولي الأمر إذا سمع بمثل هذا التصنيف (أي مؤلفات ابن عربي كالفصوص والفتوحات المكية) البحث عنه وجمع نسخه حيث وجدها وإحراقها، وأدب من اتهم بهذا المذهب (يعني مذهب ابن عربي) "العقد الثمين2/ 176 - 177
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:25 م]ـ
المباركفوري صاحب تحفة الأحوذي:
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي – في شرح حديث " مَن كذب عليّ مُتعمداً .. " قال:
قال القارىء: وبهذا يندفع زعم من جوّز وضع الأحاديث للتحريض على العبادة، كما وقع لبعض الصوفية الجهلة في وضع أحاديث في فضائل السور، وفي الصلاة الليلية والنهارية وغيرهما.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:26 م]ـ
علي بن يوسف بن تاشفين:
وقد حرق إمام المالكية علي بن يوسف بن تاشفين كتاب "إحياء علوم الدين" وكان ذلك بإجماع الفقهاء الذين كانوا عنده، وكانوا يسمون الكتاب "إماتة علوم الدين".
أنظر المعيار المعرب 12/ 185.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:26 م]ـ
عبدالوهاب بن أحمد بن وهبان الدمشقي الحنفي:
قال شيخ الإسلام ابن وهبان [عبدالوهاب بن أحمد بن وهبان الدمشقي الحنفي ت-768هـ] في منظومتهِ الوهبانية:
ومن يستحلّ الرقص قالوا بكفره ... ولا سيما بالدفِ يلهو ويزمر)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:27 م]ـ
المفكر التركي محمد شاهين:
يقول المفكر التركي الأستاذ محمد شاهين عن غاية أهل التصوف في أسرارهم: (غاية المثنوي هي تلقين عقيدة الوجود الواحد، وأن الصوفية ومنهم الجلال إنما اخترعوا بدعة السرِّ والأسرار وهم يقصدون بها عقيدة وحدة الوجود، فالسر المكتوم هو هذه العقيدة، والواقف عليها منهم هم شيوخ الطريقة الكبار، أما المريدون فمساكين لم يبلغوا هذه المرتبة).
من كتابه نقد المثنوي ص67 - 141 نقلاً عن (أخبار جلال الدين الرومي) ص13.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:29 م]ـ
شعيب الأرنؤوط:
إن علماء أهل السنة والجماعة رصدوا هذه الحركة منذ نشأتها الزهدية، وحتى تحولاتها الصوفية والتي بدأت تتخبط وتبتعد عن الهدي النبوي وتتشبه برهبانية النصارى، ومن أوائل من نقل هذا الفكر الرهباني النصراني مالك بن دينار رحمه الله، فلقد دعا بأمورٍ عجيبة، ليست -والله- من السنة، بل رهبانية ابتدعوها!!!
فمن آرائهم التجرد من الزواج، وكان يقول مالك بن دينار: "لا يبلغ الرجل منزلة الصديقين حتى يترك زوجته أرملة ويأوي إلى مزابل الكلاب" سير أعلام النبلاء 8/ 156،حلية الأولياء 2/ 359،نقلاً عن محمد العبدة يقول الشيخ محمد: "وقد علق مُحقق السير الشيخ شعيب (يعني شعيب الأرنؤوط) على هذا الكلام فقال: "منزلة الصديقين لا تنال بهذا المسلك الأعجمي المخالف لما صح عنه صلى الله عليه وسلم من ترك التبتل والرهبنة"
قلتُ: ومن لم يكن متبعاً لقدوتنا فلا خير في إتباع بدعه!! خاصة أن لنا سند في إنكار قول مالك بن دينار رحمه الله بعدد من الآيات والأحاديث!! وأخص بحديث الثلاثة نفر الذي قال أحدهم لا تزوج النساء لأنه يريد أن لا يجعلها أرملة!! لتفرغه للعبادة، وأنظر ما كتبه الشيخ محمد جميل غازي رحمه الله في الصوفية والوجه الآخر فقد أجاب عن وضع المرأة عند الصوفية بأنها كالأرملة!! -ولولا خشية الإطالة لأوردت بعض أقوالهم-.
يقول محمد العبدة: "وكثيراً ما يقول: قرأت في بعض الكتب!! قرأتُ في التوراة!! ويروي عيسى عليه السلام!!: (بحق أقول لكم، إن أكل الشعير والنوم في المزابل مع الكلاب لقليل في طلب الفردوس) أو وله: (أوحى الله إلى نبي من الأنبياء) أو (قرأتُ في الزبور .. ) أنظر حلية الأولياء 2/ 357.
فمن الواضح ومن خلال قراءة ترجمته في كتب الطبقات أنه متأثر بما ترويه الكتب القديمة عن الزهاد والرهبان .. ومن الواضح أن هذه الكتب قد حُرفت ولسنا مأمورين بقرائتها بل منهيون عن الأخذ منهم وتقليدهم" الصوفية نشأتها وتطورها محمد العبدة وطارق عبدالحليم.
قلتُ:
أنظر وتأمل!!
فوالله إن هذا لكافي!!
"أمتهوكٌ فيها يا ابن الخطاب؟!! " لما رأى معه بعض الصفحات!! وأنظر هو يقرأها ويطبقها -أعني مالك- وهنا النهي ففي شرعنا كفاية!!
وهذا أكبر دليل بانحراف الزهاد والصوفية ونقاط التحول إلى بدعية رهبانية متأثره بالنصرانية!!
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:31 م]ـ
يقول المفكر المصري الكبير الدكتور صابر طعيمة:
ولعلنا نفيدك أيها القارئ الكريم ببعض فوائد هذا الباحث الكبير في بعض الفرق حيث يقول في مجلس آخر:
" ثم روج الفكر الباطني لمدرستين كبيرتين شاعتا في العالم الإسلامي وهما: مدرسة الأشعرية، ومدرسة التصوف.
وتواكبت المدرستان معاً بشكل عجيب ملفتٍ للنظر انطلاقاً من أن المدرسة الأشعرية لابد لها لكي يستقيم مذهبها في التناول من التأويل اللغوي!! الأمر الذي أدى إلى إحلال مفاهيم فاسدة في العقيدة.
والمدرسة الصوفية التي تأثرت بالفكر المسيحي اليهودي، كان لابد لها هي الأخرى أن تنهج بمنهج التأويل حتى انتهت هي الأخرى إلى تفكيرٍ معطلٍ فاسد"
[من شريط الفرق المعاصرة للدكتور صابر]
وقال في موضع آخر:
" [الذي] يقول أن النصوص الشريعة لا يمكن أن تؤخذ على ظاهرها إلى أي حد يتطاول على قدرة الله في كلامه كما قال.
إن النص الشرعي الذي بين آي الذكر الحكيم عندما يقول الله في كتابه كذا إن الله لا يريد ذلك اللفظ؛ ولكنه يريد دلالة أخرى.
أي تطاول على الله يكون ذلك الذي نصب نفسه مُفسراً لما أراده الله، ولا دي للنص، وممتطياً الآية إلى أهداف باطنية لا تسعفه المفردة اللغوية التي تضمنها النص بالتحديد"
[من شريط الفرق المعاصرة للدكتور صابر]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/375)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:32 م]ـ
محمد بن صفي الدين الحنفي:
وقال العلامة محمد بن صفي الدين الحنفي في كتابه (الصاعقة المحرقة على المتصوفة الرقصة المتزندقة) بعد أن ذكر سماع الصوفية الرقص والألحان وسماع أهل الإسلام الذكر والقرآن، وبعد المقارنة قال وحكم فيهم: "فهذا سمعهم وسماعهم، وشرعهم وشراعهم، ليس فيه شيء من اللهو واللعب، ولا بين أحوالهم وأحوال المجان والمخانيث تشابه"
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:33 م]ـ
العز بن عبدالسلام:
وفي المعيار المعرب (11/ 29):
سُئل الشيخ عزالدين بن عبدالسلام عن جماعة من أهل الخير والصلاح والورع يجتمعون في وقت فينشدُ لهم مُنشد:
فأجاب:
الرقص بدعة لا يتعاطاه إلا ناقص عقل، ولا يصلح إلا للنساء ..
وهي كذلك في فتاويه ص163 كما نقل ذلك الشيخ عبدالله الصالح البراك
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:35 م]ـ
البشير الإبراهيمي الجزائري:
هو علامة الجزائر، والصديق المعوان للشيخ عبدالحميد باديس –رحمه الله-، كان مجاهداً للكفار الفرنسيين، والمرتدين المعاونين لهم من التيجانية وغيرهم .. قاد مع باديس ومبارك الميلي وجماعة العلماء حركة تصحيحية، مازالت الجزائر تتفيأ ظلالها إلى اليوم .. نسأل الله أن يتقبل في عداد المجاهدين الصادقين، والعلماء الربانيين .. إنه سميع مجيب.
الشيخ البشير الإبراهيمي الجزائري ومقاومته للصوفية
ترتبط مقاومة الصُّوفيَّة المبتدعة بإصلاح العقيدة ارتباطاً وثيقاً, وقدَ كشفَ الإبراهيميُّ رحمه اللَّه
عن مخازي هؤلاء وحاربهم بشدَّة, وعاملهم بما يستحقُّون لأَّنهم تاجروا باسم الدِّين, وزجَّت بهم فرنسا في أتون المعركة, فَأَصغِ إليه وهو يقول:
"في أيَّام الحملة الكبرى على الحكومة الفرنسيَّة ظهرَ هؤلاء بمظهر مناقض للدِّين، فكشفوا السِّترَ عن حقيقتهم المستوردة، ووقفوا في صفِّ الحكومة مؤيِّدين لها، خاذلين لدينهم وللمدافعين عن حريَّته مطالبين بتأييد استعباده، عاملين بكُلّ جهدهم على بقائه بيد حكومة مستحيِّة تخرِّبه بأيديهم، وتشوِّه حقائقه بألسنتهم، وتلوِّثُ محاربيه ومنابره بضلالتهم"
ويقول:
"وقد أخَذوا في الزَّمن الأخير ببعض مظاهر العصر، وتسلَّموا بعضَ أسلحتهم بإملاء من الحكومة للدِّفاع عن الباطل، فكوَّنوا جمعيَّة، وأنشأوا مجلَّة، وجهَّزوا كتيبة من الكُتَّاب يقودها أعمى –ليشترك عاقلهم وسفيههم في هذه المخزيَات، وبحكم العموميَّة في الجمعيَّة، والاشتراك في المجلة،ولو في دائرته الضيِّقَة ومن أهله وجيرانه … دافعناهم –عندما ظهروا بذلك المظهر- بالحق فركبوا رؤوسهم، فتسامحنا قليلاً إبقاءً على حرمة (المحراب) و (المنبر) التي انتهكوها، فشدَّدوا إبقاءً على حرمة (الخبزة)!! فكشفنا عن بعض الحقائق المستوردة فلجُّوا وخاضوا، وثاروا وخاروا، فلمَّا عَتَوْا من أمر ربِّهم رميناهم بالآبدَة … وهي أنَّ الصَّلاة خلفهم باطلة، لأنَّ إمامتهم باطلة … لأنَّهم جواسيس"!!
.....
وقد عد الشيخ الإبراهيمي الصُّوفيَّةَ داءً عُضالاً يحب التَّخلُّصُ منه، لِتُحَرّر عقيدة المسلم من التَّشويش، وتطلق لعقله العنان في التَّشبُّع وفهم الشريعة، فتراه يصرِّح بقوله:
"إننا علمنا حقَّ العلم بعد التَّروِّي والتَّثبُّت ودراسة أحوال الأُمَّة ومناشئ أمراضها أنَّ هذه الطُّرق المبتدعة في الإسلام هي سببُ تفرُّق المسلمين، ونعلم أنَّنا حين نقاومها نقاوم كلَّ شر،إنَّ هذه الطُّرق لم تسلم منها بقعة من بقاع الإسلام، وإنَّها تختلف في التَّعاليم والرُّسوم الظاهر كثيراً، ولا تختلف في الآثار النَّفسيَّة إلاّ قليلاً، وتجتمعُ كلها في نقطة واحدة وهي التَّحذير والإلهاء عن الدِّين والدُّنيا"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/376)
ويتابعُ شارحاً مخاطرَ الطرقيَّة وبدعها، حيث تعلَّقَ كثيرٌ من المسلمين بطقوس طريقتهم، وبطروحات مشايخهم، ولم يعودوا على اتِّصال مباشر مع الكتاب وصحيح السُّنَّة، بل أصبحت هذه الطُّرقُ حاجزاً بينهم وبين مصادر الشريعة، وكأنَّها دين جديد، لقد أصبحت بعض الطُّرق –كما يرى الإبراهيمي- في بلاد العرب والمسلمين، وفي الجزائر بخاصَّة، إضافة جديدة إلى محاولات الدَّس التي قام بها أعداء كثيرون للإسلام، إن كان بنحل الأحاديث، أو بالتَّأويلات المزِّورة للحقيقة، أو ما شاع عند العديد من الحركات الباطنيَّة، ولكن يعود ليؤكِّد أن هذا كان خطره أقل بكثير من خطر هذه الطَّريقة، فيقول:
"أما والله ما بلغَ الوضَّاعون للحديث، ولا بلغت الجمعيَّات السريَّة والعلنيَّة الكائدة للإسلام من هذا الدِّين عشر معشار ما بلغتهُ من هذه الطُّرق المشؤومة … إنَّ هذه الهَّوة العميقة التي أصبحت حاجزة بين الأمَّة وقرآنها هي من صنع أيدي الطرقيِّين".
ويقول مقرِّعاً والطَّرقيَّة وفَهْمَهم الخاطئ للإسلام:
" .. فكل راقصٍ صوفي، وكل ضاربٍ بالطَّبل صوفي، وكل عابثٍ بأحكام الله صوفي، وكل ماجنٍ خليعٍ صوفي، وكل مسلوب العَقل صوفي، وكل آكل للدُّنيا بالدين صوفي، وكل ملحدٍ بآيات الله صوفي، وهَلُّم سحباً، أَفيَجْمُلُ بجنودِ الإصلاح أن يَدَعُوا هذه القلعة تحمي الضَّلال وتُؤْويه، أم يجب عليهم أن يحملوا عليها حملةً صادقَةً شعارهم: (لا صوفيَّة في الإسلام) حتى يدكُّوها دكَّاً، وينسفوها نسفاً، ويذروها خاويةً على عروشها".
........
وقد كان رحمه الله تعالى في محاربتهِ للصُّوفيَّة وخرافاتها وتُرّهاتهم متأثِّراً بتعاليم حركة الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب الإصلاحيَّة،ويتَّضحُ ذلك عندما نراه يُعَلّل هجوم المتاجرين بالدَّين على هذه الدَّعوةِ السُّنِّيَّة الإصلاحيَّة في البلاد الحجازيَّة التي سَّماها خصومُها بِـ (ـالوهَّابيَّة) –تنفيراً وتَشويهاً- لأنَّها قضت على بدعهم، وحاربت خرافاتهم، فيقول:
"إنَّهم موتورون لهذه الوهَّابيَّة التي هدمت أنصابهم، ومحت بدعهم فيما وقعَ تحتَ سلطانهم من أرضِ الله، وقَد ضجَّ مبتدعة الحجاز فضجَّ هؤلاء لضجيجهم والبدعة رحم ماسة، فليس ما نسمعهُ هنا من ترديد كلمة (وهابي) تُقذف في وجه كل داعٍ إلى الحقِّ إلاّ نواحاً مردَّداً على البدع التي ذهبت صرعى هذه الوهَّابيَّة".
---
مقالة بقلم الشيخ مشهور حسن آل سلمان من علماء الأردن
نشرت بمجلة الأصالة العدد (1) بعنوان "الشيخ محمَّد البشير الإبراهيمي"
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:36 م]ـ
ابن خلدون المالكي:
فهذا علم القوم وهذه كتبهم، أنظر إلى أبي يزيد عبدالرحمن بن محمد المعروف بان خلدون المالكي، يقول:
"وأما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلّة، وما يوجد من نسخها بأيدي الناس، مثل (الفصوص) و (الفتوحات) لابن عربي، و (البُدّ) لابن سبعين، و (خلع النعلين) لابن قيسي، و (عقد اليقين) لابن بَرَّجان، وما أجدر الكثير من شعر ابن الفارض، والعفيف التلمساني، وأمثالهما، أن تُلحق بهذه الكتب، وكذا شرح ابن الفرغاني للقصيدة التائية من نظم ابن الفارض، فالحكم في هذه الكتب كلها وأمثالها، إذهاب أعيانها متى وجدت بالتحريق النار والغسل بالماء، حتى ينمحي أثر الكتابة، لما في ذلك من المصلحة العامة في الدين، بمحو عقائد المضلة." أنظر العقد الثمين للفاسي2/ 180 - 181.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:37 م]ـ
محمد عبدالمطلب الجهني الأزهري:
يقول أبو الفضل محمد القونوي التركي ثم المدني نزيل المسجد الحرام في سفره الكاشف عن حقيقة الملحدين (أخبار جلال الدين الرومي) ص17:
( .. كان بعض شيوخ الأزهر، مثل ما كان من الشيخ الأديب محمد عبدالمطلب الجهني الأزهري (ت1350هـ) فقد لقي هذا الفاضل، "الدكاترة" زكي مبارك (ت1371هـ) في الطريق، وقد نوى الأخير أن يزور تكية المولوية بحي السيوفية بالقاهرة لكي يستمع فيمن يستمع إلى موسيقاهم، وينظر إلى آيينهم، فلما أخبر الشيخ بنيته تلك ما كان منه إلا أن نهاه عن إتيانهم وصرفه قائلاً: إنهم مبتدعون).
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:38 م]ـ
مالك بن نبي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/377)
ملك بن نبي أحد رموز الجزائر في المغرب العربي، كان يرى أن الصوفية عقبة في وجه الإصح، فيجب اجتثاثها، ويرى أن لزاماً أن نتقدم في الأمور الصناعية، وأن نعود متمسكين بالكتاب والسنة .. سل قلمه في مواجهة الاستعمار، وأوجد مصطلح جديداً بدأ يحاربه، وهو القابلية للاستعمار ..
يقول مالك بن نبي رحمه الله:
" عندما يكون الفكر الإسلامي في حالة أفول ـ كما هو حاله في الوقت الحاضر ـ فإنه يغرق في التصوف وفي المبهم وفي المشوش , وفي النزعة إلى التقليد الأعمى ".
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:41 م]ـ
مُحَمَّد بن الأَمِين بُوخُبْزَة المغربي:
هو الشيخ المحدث مُحَمَّد بن الأَمِين بُوخُبْزَة من علماء المغرب، تتلمذ على يد الغماريين، ركب مركب التصوف .. ثم وفقه الله للهداية إلى منهج السلف الصالح.
يقول حفظه الله:
(التصوف، هذا الأخطبُوط والسرطان الفتَّاك، هو المسؤول الأول ـ بعد فشل كلّ محاولة في محاربته والقضاء عليه – عن تأخُّر المسلمين وقعودهم عن اللَّحاق بركب الحضارة السليمة الصالحة، والتقدم العلمي الذي لا حياةَ كريمة بدونه، بما بثَّه ويبثُّه في النفوس والعقول من الخنوع والخضوع والخمولِ والذل، وإلغاءِ وظيفةِ العقل، والغُلو في البشر وتألِيهِهم وما إلى ذلك مما تطفح به مصادرُه القديمة والحديثة من مصائبَ وتعاليمَ وثنية على رأسها: عقيدة الاتحاد والحلول، ووحدة الوجود، التي لا تصوفّ بدونها، والتي يُدَندِنُ حولها جميعُ مشايخ الصوفية المشهورين، وزاد الطينَ بَلَّةً سكوتُ العلماء عن هذا البَلاء الماحق، بل وتأييدُ عدد كبير منهم لهم ـ شفقةً من الإرهاب الفكري الذي يمارسه عليهم الصوفية ويتواصون به ـ ومن الكلمات الشائعة بين العامة في هذا المجال قولُهم:" سلَّم للخَاوي تنْج من العَامِر ")
من لقاء معه بملتقى أهل الحديث
وقال في حواره مع الشبكة الإسلامية:
واستجابةُ الناس ـ ولا سيما الشباب ـ للدُّعاة الصالحين محدودةٌ لأسباب كثيرة على رأسها تأييدُ بعض ذوي الشأن للصوفية لحاجة في نفس يعقوبَ، وفيما يتعلق بالشباب: غِِرَّتُه والبطالةُ واستيلاءُ اليأْس عليه، فهو بين أمرين: إما الثورة على الكُل والإلحادُ والتحررُ من الدين والقيمِ، أو الارتماء في أحضان الزوايا والشيوخ الذين يبشرونَه بنعيم الولاية والعرفان، ولكن بعد الخلوة وفقدان العقل والإيمان، ولله عاقبة الأمور .. وأنا أقول هذا بعد تجربة شخصية، ودراسة ميدانية، ومعرفة كافية بالتصوف، ومخالطة لطرق شتَّى منه ولأهلها، ولا يغرنَّك ما يردده المغفلون من التحلية والتخلية، والأحوال الربانية، فإن الصالح من ذلك هو مقام الإحسان الذي جاء في حديث جبريل، وهو من الدين الإسلامي الخالص، وقد كان هذا مضمن البعثة المحمدية قبل أن يُخلق التصوف اللَّقيط.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:43 م]ـ
الدكتور الأردني محمد أبو رحيم:
هو الدكتور محمد أبو رحيم، من أبرز طلبة العلم بالأردن، وفقه الله للهداية إلى عقيدة أهل السنة، فخلع مرقعات النفاق، ولزم طريقة المصطفى صلى الله عليه وعلى آهل وسلم.
الورقة الأخيرة
المشهد الأخير من رحيل الألباني .. رحمه الله
د. محمد محمود أبو رحيم
لقد ذكرني المشهد الأخير من جنازة الشيخ أبى عبد الرحمن بأول لقاء معه رحمه الله قبل ثلاثين عاما؛ حيث كنت يومها متدثرا بلباس التصوف، أمرغ الخد على أعتاب أشياخه.
يومها كان الجهل قد غرر كانون2 بكسب كان للأشياخ نصيبا مفروضا في صناعته، لم يكن جهلا بالحلق والذكر والخلوات البدعية؛ فقد أتقنها حتى غاليت في بعضها، فوجدتني قد نذرت للرحمن صوما إلا عن شيخي في الطريقة الذي ولد في نفسي قدرته المزعومة على فتح المغاليق إلى ملك لا يبلى.
يومها كنت جاهلا بما يدور حولي، وحول من تدور عليهم دعاوى التجهيل والتضليل؛ فكان ما كان مني نحو الشيخ أبي عبد الرحمن ومنهجه من كوامن ضدية دفعتني لسؤاله وأنا تحت تأثير خلفيات التحدي: لماذا تحارب الأئمة الأربعة؟ هكذا كان يشيع من لم يرقهم طريقته السلفية.
لم يكد يخرج السؤال من بين شفتي وأنا شاب في السنة الأولى في كلية الشريعة حتى وجدت برد كفه الناهم يأخذ بكفي نحو مقعد جانبي يحاورني بكل هدوء.
خرجت من عنده وقد علتني دهشة دفعني فضولها إلى مواصلة لفائه والتعرف على ما عنده رحمه الله فإذا كانون2 أقف على عالم متخصص، ومحاور عنيد، يحيي السنة ويميت البدع، داعية إلى التوحيد الخالص، حرب على الشرك بأنواعه، تعلوه نضرة الحديث. من مقال لهُ بمجلة البيان(36/378)
البروق السنية في كشف أباطيل حديث الأعرابي سنداً وتمناً وقمع أصحاب الاستغاثات الشركية
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 08:54 م]ـ
البروق السنية في كشف أباطيل حديث الأعرابي سنداً وتمناً وقمع أصحاب الاستغاثات الشركية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فهذه وقفة للتبيان، لمن كان متجرداً للحق، طالباً إياه، نازعاً غشاوة الظلمة، ليرى بصيص النور والهدى؛ فقد كتب أحد الاخوة هذا الحديث مستدلاً به على الاستغاثات الباطلة، فرأيت أن أفرد البيان، ثم أعقب على الآية بالتفسير والإتقان، ليحييا من حيي على بينه ويهلك من هلك على بينه، والله نسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
يستشهد أهل البدع بحديث الأعرابي، والذي نصه الآتي:
(روى أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبدالله بن عبدالرحمن الكرخي عن علي بن محمد بن علي ثنا أحمد بن محمد بن الهيثم الطائي ثنا أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
قدم علينا أعرابي بعد ما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام، فرمى نفسه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحثا على رأسه من ترابه وقال: يا رسول الله: قلت فسمعنا قولك، ووعيت من الله عز وجل ما وعينا عنك وكان فيما أنزل الله تبارك وتعالى عليك: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً} وقد ظلمت نفسي، وجيتك لتستغفر لي فنودي من القبر: إنه غفر لك)
الكلام على سند هذا الحديث
يقول علامة الهند المحدِّث محمد بشير السهسواني-رحمه الله- تعليقاً على هذا الحديث في "صيانة الإنسان":
(أقول: هذا الخبر ضعيف جداً حتى قيل أنه موضوع.
قال في "الصارم المنكي":
فإن قيل أنه روى أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبدالله بن عبدالرحمن الكرخي عن علي بن محمد بن علي ثنا أحمد بن محمد بن الهيثم الطائي ثنا أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
قدم علينا أعرابي بعد ما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام، فرمى نفسه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحثا على رأسه من ترابه وقال: يا رسول الله: قلت فسمعنا قولك، ووعيت من الله عز وجل ما وعينا عنك وكان فيما أنزل الله تبارك وتعالى عليك: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً} وقد ظلمت نفسي، وجيتك لتستغفر لي فنودي من القبر: إنه غفر لك.
والجواب: أن هذا الخبر منكر موضوع، وأثر مختلق مصنوع لا يصلح الاعتماد عليه، ولا يحسن المصير إليه، وإسناده ظلمات بعضها فوق بعض، والهيثم جد أحمد بن محمد ابن الهيثم أظنه ابن عدي الطائي فإنه يكنه فهو متروك كذاب، وإلا فهو مجهول، وقد ولد الهيثم بن عدي بالكوفة ونشأ بها وأدرك زمان سلمة بن كهيل فيما قيل، ثم انتقل إلى بغداد فسكنها، قال عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: الهيثم بن عدي كوفي ليس بثقة، كان يكذب، وقال العجلي وأبو داود: كذاب، وقال أبو حاتم الرازي والنسائي والدولابي والأزدي: متروك الحديث، وقال السعدي: ساقط قد كشف قناعه. وقال أبو زرعة: ليس بشيء. وقال البخاري: سكتوا عنه، أي اتركوه. وقال ابن عدي: ما أقل ماله من المسند، وإنما هو صاحب أخبار وأسمار ونسب وشعر.
وقال ابن حبان: كان من علماء الناس بالسير وأيام الناس وأخبار العرب؛ إلا أنه روى عن الثقات أشياء كأنها موضوعات، يسبق إلى القلب أنه كان يدلسها. وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث. وقال الحاكم أبو عبدالله: الهيثم بن عدي الطائي في علمه ومحله حدث عن جماعة من الثقات أحاديث منكرة. وقال العباس بن محمد: سمعت بعض أصحابنا يقول قالت جارية الهيثم: كان مولاي يقم الليل يصلي فإذ أصبح جلس يكذب. أهـ
قال الذهبي في ترجمة الهيثم بن عدي الطائي: أبو عبدالرحمن المنبجي ثم الكوفي قال البخاري: ليس بثقة، كان يكذب، قال يعقوب بن محمد حدثنا أبو عبدالرحمن من أهل منبج وأُمهُ من سبي منبج، سكتوا عنه. وروى عباس عن يحيى: ليس بثقة، كان يكذب. وقال أبو داود: كذاب. وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.
قلتُ: كان إخبارياً علامة، روى عن هشام بن عروة وعبدالله بن عياش المشرف ومجالد. وقال ابن عدي: هو أوثق من الواقدي، ولا أرضاه في شيء. قال عباس الأودي: حدثنا بعض أصحابنا قال قالت جارية الهيثم بن عدي: مولاي يقوم عامة الليل يصلي، فإذا أصبح جلس يكذب. انتهى ملخصاً.
وفي الميزان: الهيثم الطائي الآخر هو أيضاً كذاب، ولفظه هكذا: الهيثم عبدالغفار الطائي بصري مقل تالف. قال أحمد: عرضت على ابن مهدي أحاديث الهيثم بن عبدالغفار عن همام بن يحيى وغيره فقال: هذا يضع الحديث. وسألت الأقرع وكان صاحبنا حديث عن الهيثم فذكر نحوه. قال أحمد: وسمعت هشيماً يقول: ادعوا الله لأخينا عباد بن العوام سمعته يقول: كان يقدم علينا من البصرة رجل يقال لهُ الهيثم بن عبدالغفار فحدثنا همام عن قتادة وأبيه وعن رجل يقال له ابن حبيب وعن جماعة، وكنا معجبين به، فحدثنا بشيء أنكرته أو ارتبت به ثم لقيته بعد فقال لي: ذلك الحديث دعه، فقدمت على عبدالرحمن بن مهدي فعرضت عليه بعض حديثه فقال: هذا رجل كذاب، أو قال: غير ثقة. وقال أحمد: ولقيت الأقرع بمكة فذكرت له بعض هذا فقال: هذا حديث البري عن قتادة، يعني أحاديث همام، قال: فخرقت حديثه وتركناه بعد. أهـ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/379)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 09:00 م]ـ
الكلام على متن هذا الحديث
يقول علامة حلب الشيخ محمد نسيب الرفاعي الشامي رحمه الله في كتابه القيم (التوصل):
"إن هذا الحديث ألغامه موجدة في متنه … فضلاً عن سنده، وفيه من الطامات ما لا يشك فيه مسلم أنه موضوع مكذوب وذلك من وجوه:
1 - نحن نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي دفن في بيت عائشة أم المؤمنين فإذا كان الأعرابي فعل ما فعل … على الشكل الذي يرويه الحديث فلابدَّ أنه دخل بيت عائشة .. وكيف يدخل عليها دونما استئذان …؟ لأن الحديث خلا من ذكر الاستئذان، وهب أنه استأذن .. فكيف تمكنه عائشة رضي الله عنها، من أن يفعل ما يفعل من الارتماء على القبر، وحثو التراب منه على رأسه؟!
2 - ثم إن الحديث مروي عن علي رضي الله عنه .. وهو الذي يروي عن الأعرابي ما فعل على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلابد أن يكون عليٌّ قد رآه فلو أنه سمع فقط دون أن يراه .. فمعنى ذلك أنه سمع من شخص آخر رواية عنه، ولكن لم يذكر هذا الشخص الذي سمع منه ما فعل الأعرابي … فعدم ذكر الشخص الذي سمع منه يدل على أن علياً رآى ما فعل … لا سماعاً من غيره …إذاً ثبت أن علياً رآى ما فعله الأعرابي ما يفعل على القبر .. فكيف لم ينهه عن ذلك؟ لأن الرواية لا تشير أن علياً نهاه .. فعدم النهي عن فعل يفيد الإقرار، فكيف يسكت علي رضي الله عنه عن فعل الأعرابي ولا ينهاه .. وهو يعلم أنه عمِلَ عَمَلَ الجاهلية فهذا لا يعقل صدوره عن علي رضي الله عنه ألبته، لا سيما وإن أبا صادق الذي يروي الحديث عن علي لم يثبت سماعه عن علي رضي الله عنه.
3 - ثم إن الحديث يروى عن الأعرابي أنه قال: يا رسول الله: قلت: فسمعنا قولك، ووعيت من الله ما وعينا عنك. فيعلم من هذا أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يسمع من شخص لابد أنه رآه واجتمع به … ثم إن السماع مع الوعي عنه صلى الله عليه وسلم يفيد أنه سمع فوعى وهذه صفات شخص فاهم بصير مما يدل على أن الأعرابي صحابي فاهم بصير .. فصحابي هذه صفته وهذا شأنه … أيعقل أنه يرتمي على قبر الرسول ويحثو منه التراب على رأسه … وهو يعلم أن هذا من عمل الجاهلية، والذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4 - يقول الأعرابي: ووعيتَ من الله ما وعينا عنك، ولكن العكس هو الصحيح. فإن رسول الله لم يعِ من الله ما وعاه منه صحابته، بل وعى منه صحابته ما وعى هو عن الله، ولاشك أن الفارق ظاهر بين العبارتين … لأن عبارة الأعرابي أن الصحابة وعوا من رسول الله ما وعوه منه قبل أن يعي رسول الله ما وعاه عن ربه … وشتان بين قول الأعرابي الخاطئ وما بين القول الذي كان يجب أن يقوله ومثل هذا القول لا يقوله أعرابي فصيح، فضلاً عن أعرابي من أهل البادية بصرف النظر عن كونه صحابياً أيضاً … يعرف جيداً أنه ما وعاه رسول الله عن ربه كان قبل ان يتلقاه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقول الأعرابي يدل على أن القرآن تلقاه الصحابة عن رسول الله قبل أن يتلقاه رسول الله عن ربه.!!!
وهذا لا يقوله مسلم ما فضلاً عن صحابي فاهم بصير.
ولعله من الدسائس التي يراد منها: أن القرآن من كلام محمد صلى الله عليه وسلم، والعياذ بالله.
5 - ثم قال الأعرابي –فيما يرويه هذا الحديث- … وكان فيما أنزل الله تبارك وتعالى عليك: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً} وقد ظلمت نفسي، وجئتك لتستغفر لي … إن هذه الآية الكريمة تتعلق فيمن يأتيه عليه الصلاة والسلام حال حياته، لا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم. نعم حال حياته ليحصل للمستغفر المغفرة من الله تعالى باستجابة استغفار رسول الله له … أما المجيء إلى قبره صلى الله عليه وسلم والسؤال أن يستغفر للسائل، فهذا محال … لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد انقطع عمله بوفاته، فلم يعد يتحرك أبداً فضلاً عن أن يحرك لسانه بالاستغفار أو غيره فهو على ضجعته من يوم أن دفن إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة.
أما أن يسمع أو يتكلم أو يصدر عنه أي عمل .. فلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/380)
وقد انقطع عمله نهائياً كما قال هو عليه الصلوات وأزكى التسليمات: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاَّ من ثلاث: صدقة جارية .. وعلم ينتفع به، وولد صالح)) ولاشك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشمله هذا الحديث. لأنه من بني آدم، وقد قضى الله عليه بالموت والتحقيق بالرفيق الأعلى.
أما الحياة البرزخية فهي حياة لا يعلمها إلا الله تعالى، وليس لها أية علاقة في الحياة الدنيا وليس لها بها أي صلة … فهي حياة مستقلة نؤمن بها ولا نعلم ما هيتها.
وان ما بين الأحياء والأموات حاجز يمنع الاتصال فيما بينهم قطعياً وعلى هذا فيستحيل الاتصال بينهم لا ذاتاً ولا صفات والله سبحانه يقول: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} والبرزخ معناه: الحاجز الذي يحول دون اتصال هؤلاء بهؤلاء … لا سيما وأن الله تعالى يقول: {أنك لا تسمع الموتى} ويقول عز وجل: {وما أنت بمسمع من في القبور} والرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن توفاه الله هو من الموتى، ومن أهل القبورفثبت أنه لا يسمع دعاء أحد من أهل الدنيا، وإن كان هو والأنبياء لا يبلون لأن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء كم جاء في الصحيح ولكنهم أجساد بلا أرواح وهم أموات بلا شك. فإن الموت شيء وعدم البلى شيء آخر، فمن كان ميتاً … لا يمكن أن يسمع هو همزة الوصل لحصول الجواب … وإذا لم يسمع طلب الاستغفار فكيف يستغفر .. ؟ ثم إذا فهم هذا .. فأي معنى يبقى من طلب الاستغفار؟! الجواب: لا معنى لطلب الاستغفار أبداً.
وما يضير هذا المستغفر إذا توجه إلى الله وتاب من ذنوبه، وطلب من الله المغفرة…؟ أو اختار أحد الصالحين الأحياء وكلفه أن يدعو له فلا مانع من ذلك كما طلب عمر من العباس رضي الله عنهما أن يستسقي للمسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يطلب عمر رضي الله عنه من رسول الله بعد وفاته أن يستسقي للمسلمين.
ولو كان هذا جائزاً لفعله عمر رضي الله عنه ولكن لم يفعل ذلك … لأنه يعلم أن رسول الله التحقيق بالرفيق الأعلى ولم يعد يستطيع الدعاء وما أشبه ذلك.
ثم ما قولك يا أخي المسلم الكريم أن هذه الآية لم تنزل لهذا الغرض مطلقاً ولا علاقة البتة … إنما الآية نزلت في المنافقين الذين كانوا يصدون الناس عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ويتحاكمون إلى الطاغوت … فهؤلاء إذا جاءوا ومصانعةً، لا اعتقاداً منا بصحة احتكامنا إلى الطاغوت … فهؤلاء إذا جاءوا النبي واستغفروا الله من نفاقهم في مجلسه، وسألوه أن يعقب على استغفارهم لأنفسهم … بأن يستغفر الرسول لهم عندها يجدون الله تواباً رحيماً … ولكن لم يجيئوا ولم يستغفروا، ولم يستغفر لهم الرسول فما علاقة هذا .. بواقع الأعرابي الذي جاء رسول الله بعد وفاته وطلب منه وهو ميت أن يستغفر لهم .. ؟!!
نعم لا علاقة بين الموضوعين؛ بل ولا قياس بين الواقعين لاختلافهما وتفارقهما.
على أن واضعي هذا الحديث .. ما كان قصدهم إلا التغرير والإفساد والتضليل فلا يهمهم التوافق بين الواقعين، حتى يستقيم القياس بينهما … إنما المهم عندهم تشكيك المسلمين بأي ثمن كان؛ ولكن ردَّ الله كيدهم في نحورهم وأخسرهم وقد بحثنا هذا الموضوع قبل صفحات فليرجع إليه من يشاء [في كتاب الشيخ قبل ص265].
6 - قوله في الحديث … (فنودي من القبر: إنه غفر لك …؟؟!!)
إن من وطّن نفسه على الكذب … لا يهمه إن كذب على الله وعلى رسوله وعلى الناس فالكل عنده على حدّ سواء!! لا سيما إذا كان مراده التضليل والتشكيك .. فيستحل كل حرام، في سبيل الوصول إلى ما يبتغي ويريد! وليس للقيم عنده أقل اعتبار .. ما دام أنه يسعى لتحقيق ما خطّطه هو أو ما خُطط له!! وعند هؤلاء قاعدة يعتمدون عليها، في كل ما يعملون .. ألا وهي (الغاية تبرر الوسيلة) فكل وسيلة مهما كانت، فهي في نظرهم مشروعة!!! إذا كانت تحقق لهم أغراضهم وتوصلهم إلى أهدافهم ومراميهم.
فالزنادقة الذين امتلأت قلوبهم بصديد الحقد على الإسلام، والحنق على المسلمين ما كان باستطاعتهم صدهم عن دينهم بالقوة .. إذا لم يكن ذلك متيسراً لهم .. فلجأوا إلى الدس،والتغالي، وبث الأباطيل والترهات .. بوضع الأحاديث والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم إيهاماً للمسلمين وتضليلاً وتشكيكاً بدينهم الحق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/381)
ولعل هذا الحديث من جملة تلك الأحاديث الموضوعة المصنوعة .. ففي متنه فضلاً عن سنده من الطامات، كشفنا ما قدرنا الله على كشفه آنفاً على أن هذه الفقرة الأخيرة منه أخطر ما جاء فيه وهي:
فنودي من القبر: إنه غفر لك!!! أي أن النبي صلى الله عليه وسلم ناداه من قبره إنه غفر لك .. وذلك تحريضاً لكل من يقرأ هذا الحديث الموضوع من أهل الغفلة أن يصدقه ويفعل ما فعله الأعرابي لينال البشرى بمغفرة الذنب كما نالها الأعرابي.
فتفشى بين أغرار المسلمين هذه الأكاذيب وعلى توالي الأيام يحتج به كحقائق لا ينازع فيها .. وهذا ما حصل بالفعل .. فقد جاء بهذا الحديث وأمثاله .. لا أغرار المسلمين فحسب؛ بل وعقلاؤهم وخاصة أهل العلم فيهم مع الأسف الشديد، اللهم إلا من رحم ربك الذين يجددون للناس أمر دينهم، ويعصمهم الله من الزلل، فينصر بهم دينهم، ويحفظ بهم ما أنزل من البينات فيردون الأباطيل ويكشفون الخفايا والأعصبة عن الأبصار والبصائر، ولا يخلو أي عصر منهم والحمد لله.
إن هذه الخاتمة من هذا الحديث، أراد بها واضعوه أن يدخلوا في روع المسلمين:
1 - أن رسول الله حي في قبره ويسمع كلام من يكلمه، ويجيبهم بكلام مسموع من القبر.
2 - تكذيب ما جاء في القرآن الذي ثبت أن الأموات لا يسمعون ولا يجيبون.
3 - التألي على الله بأنه غفر ذنبه مع أن هذا من المغيبات التي لا يعلمها إلا الله.
على أن هذه الأمور غير خافية المقاصد؛ بل هي ظاهرة بينه، ولا تنطلي إلا على الذين سلموا قيادهم للباطل، وأننا نرد عليهم بما يلي:
1 - إن الله تعالى أخبرنا أن {كل نفس ذائقة الموت} وقد قال عز وجل: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} وقال عز من قائل: {إنك ميت وإنهم ميتون} كل هذا يدلنا على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات كما مات من قبله ومن بعده والذي ينقطع عن الناس بسبب الموت، ينقطع عمله لأنه بشر مثلهم فلا يتكلم ولا يسمع وليس له من بعد وفاته فداه أبي وأمي ونفسي أي اتصال بالدنيا ولو كان ذلك ممكناً؛ ولكن لم يتصلوا به لعلمهم الأكيد أنه لا يمكن الاتصال به إلى يوم القيامة، فكيف بنادي الأعرابيّ من قبره وهو ميت منقطع العمل والحواس إلى يوم يبعثون؟
2 - لقد قرر القرآن أن الأموات لا يسمعون ولا يتكلمون وإنهم في عالم آخر ليس له علاقة بعالمنا هذا: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}.
3 - فما دام رسول الله لا يسمع ولا يتكلم ولا يجيب فكيف يجيب الأعرابي من القبر والقبر والبرزخ من عالم الغيب الذي يجب أن نؤمن به دون أن نراه فإن سمع منه صوت أو كلام أو بشارة صار عالم شهادة، وهذا لن يكون، وسيظل من عالم الغيب إلى يوم القيامة فإذا انتفى هذا، انتفت البشارة بالمغفرة فلو كان في المنام لكان فيه نظر .. فكيف باليقظة؟!!
فإنه من أكذب الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم ((من كذب عليَّ يلج النار)) ولكن أين الخوف من الله تعالى حتى لا يكذب عليه ولا على رسوله صلى الله عليه وسلم، اللهم نعوذ بك من الخذلان وسوء المنقلب.
وهكذا .. فقد اتضح لك يا أخي المسلم، ما في متن هذا الحديث من الطامات والأباطيل والترهات، والكذب والافتراء، مما يدلك دلالة واضحة، على أن هذا الحديث موضوع، ومكذوب ومصنوع، هذا من جهة المتن!! فكيف إذا ثبت لك أيضاً أن سنده موضوع، فلا شك أنك ستزداد يقيناً بعدم صلاحه للاحتجاج به).
قال الرفاعي:
(أرأيت يا أخي المسلم الكريم سند هذا الحديث؟!! وكيف تحفه الظلمات والجهالات .. والكذب والانقطاع، وما شابه؟!
إن حديثاً له هذا المتن .. وذاك السند البالي المهلهل .. لا تقوم به حجة أو دليل على صحة المدَّعي؟!)
ويلخص في رد هذه الحكايات علامة العراق أبو المعالي محمود شكري الألوسي رحمه الله في كتابه (غاية الأماني):
(… فإن تلك الحكايات لو سلمت من الكذب والافتراء فلا تدل على المقصود من جواز الاستغاثة بغير الله تعالى، فإن الاستغاثة كما ذكرنا سابقاً دعاء والدعاء مخ العبادة، وهي لا تصلح إلا لله، ومن عبد غيره فقد أشرك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/382)
ثم إن أصحاب تلك الحكايات ليسوا ممن يحتج بقولهم، فهم ليسوا بأنبياء ولا صحابة ولا الأئمة المجتهدين المشهورين، والدين لا يثبت بفعل أمثال من ذكرهم من العوام والجهلة وبعض المتصوفة الغلاة، وقد ذكرنا سابقاً أن الدليل ينبغي أن يكون من الكتاب والسنة وإجماع المجتهدين والفقهاء).
ولعله من المناسب أن نبين تفسير الأعلام للآية الواردة في حديث الأعرابي الذي بان أنه كذب:
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 09:06 م]ـ
إتحاف أهل السنة والجماعة بالرد على من استدل على هذه الآية بجواز الاستغاثة
يستدل بعض أهل البدع بتوسلات بدعية، على فهمٍ غير صائب
{ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}
لو تتبعنا الآيات التي قبل هذه الآية وبعدها؛ لوجدناها تخاطب المنافقين، وهذه الآية نزلت في قوم نافقوا بصدهم عن حكم النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وتحاكمهم إلى الطاغوت؛ فبين الله تعالى أنهم لو اعترفوا بذنوبهم، وتابوا منه بمجيئهم إلى النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- واستغفروا الله تعالى من هذا الذنب، ثم استغفر لهم الرسول-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- شافعا فيهم لتقبل توبتهم؛ لكان الجزاء المذكور.
وكل هذا كان في حياة النبي-صلى الله وعلى آله وسلم-ولم يرد في كتب التفسير ولا غيرها من كتب أهل العلم، عن أئمة السلف الصالح من أهل التفسير والحديث والفقه أن ذلك حدث بعد وفاته –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
أما استدلال المخالفين لأهل السنة؛ بأن الآية تدل على المجيء إلى قبر النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وطلب الاستغفار والشفاعة منه في مغفرة الذنوب .. ونحوه؛ فهو استدلال باطل وقول فاسد يدل على سقم في الفهم، وبعد عن حقيقة التوحيد.
والصحابة - رضي الله عنهم – لم يفهموا هذا الفهم الخاطئ من هذه الآية، ولذا لم ينقل عنهم المجيء إلى قبره – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – لطلب الاستغفار منه، وقد وقع منهم ظلم لأنفسهم بعد وفاته –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قطعا؛ فدل هذا على أن فهم المخالفين لأهل السنة فهم فاسد مردود.
قال الإمام الطبري –رحمه الله- عن تفسير هذه الآية:
(يعني بذلك جلَّ ثناؤه: ولو أن هؤلاء المنافقين الذين وصف صفتهم في هاتين الآيتين، الذين إذا دُعوا إلى حكم الله وحكم رسوله صدَّوا صدوداً، إذ ظلموا أنفسهم باكتسابهم إياهم العظيم من الإثم باحتكامهم إلى الطاغوت وصدودهم عن كتاب الله وسُنَّة رسوله، إذا دعوا إليها جاؤوك يا محمَّد حين فعلوا ما فعلوا من مصيرهم إلى الطاغوت راضين بحكمه دون حكمك، جاؤوك تائبين منيبين؛ فأسالوا الله أن يصفح لهم عن عقوبة ذنبهم بتغطيته عليهم، وسأل لهم الله رسوله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مثل ذلك، وذلك هو معنى قوله: {فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول})
"أنظر تفسير الطبري 4/ 157"
وقال علامة الشام الشيخ جمال الدين القاسمي-رحمه الله تعالى- في تفسير هذه الآية الكريمة:
({ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم} هذا الظلم العظيم غاية العظم؛ إذْ عرضوها لعذابٍ، على عذاب ترك النفاق، بترك طاعتك والتحاكم إلى الطاغوت {جاؤوك} تائبين من النفاق متنصلين عمَّا ارتكبوا {فاستغفروا الله} من ذلك وتابوا إليه تعالى من صنيعهم {واستغفر لهم الرسول} أي؛ دعا لهم بالمغفرة، فكان استغفاره شفاعةً لقبول استغفارهم {لوجدوا الله تواباً} أي؛ قابلاً لتوبتهم {رحيماً} أي؛ متفضلاً عليهم بالرحمة وراء قبول التوبة).
"أنظر تفسير القاسمي محاسن التأويل 5/ 272"
وقال العلامة المفسر الفقيه عبدالرحمن بن ناصر السعدي –رحمه الله تعالى- عن تفسير هذه الآية:
({فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً} أي: لتاب عليهم بمغفرته ظلمهم، ورحمهم بقبول التوبة والتوفيق لها، والثواب عليها.
وهذا المجيء إلى الرسول –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مختص بحياته؛ لأنَّ السياق يدلُّ على ذلك، لكون الاستغفار من الرسول لا يكون إلاَّ في حياته، وأمَّا بعد موته، فإنه لا يطلب منه شيء؛ بل ذلك شرك).
أنظر تفسير السعدي تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الآية 64 من سورة النساء"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/383)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى- عن الذين يستدلون بهذه الآية:
(ويقولون: إذا طلبنا منه الاستغفار بعد موته، كنا بمنزلة الذين طلبوا الاستغفار من الصَّحابة؛ ويخالفون بذلك إجماع الصَّحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين، فإنَّ أحداً منهم لم يطلب من النَّبِيَّ –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بعد موته أن يشفع له ولا سأله شيئاً ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين في كتبهم …)
ثم قال بعد سرد بعض أنواع البدع في سؤال غير الله تعالى:
(فهذا مَّما علم بالاضطرار من دين الإسلام، وبالنقل المتواتر، وإجماع المسلمين؛ أنَّ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لم يشرع هذا لأمته، وكذلك الأنبياء قبله لم يشرعوا شيئاً من ذلك بل أهل الكتاب ليس عندهم عن الأنبياء نقل بذلك، ولا فعل هذا أحدٌ من أصحاب نبيهم، والتابعين لهم بإحسان، ولا استحب ذلك أحدٌ من أئمة المسلمين، لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم، ولا ذكر أحدٌ من الأئمة لا في مناسك الحج ولا غيرها؛ أنَّه يستحب لأحدٍ أن يسأل النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عند قبره أن يشفع له، أو يدعوا لأمته، أو يشكوا إليه ما نزل بأُمته من مصائب الدُّنيا والدِّين).
"أنظر قاعدة في التوسل والوسيلة 24 - 28"
وقال فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العُثيمين عن عدم دلالة هذه الآية للسؤال عن قبر النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وذلك لأنَّ الله تعالى يقول:
({ولو أنهم إذ ظلموا} و {إذ} هذه ظرف لما مضى، وليست ظرفاً للمستقبل، لم يقل الله: "ولو أنهم إذا ظلموا" بل قال: {إذ ظلموا} فالآية تتحدث عن أمرٍ وقع في حياة الرسول –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- …. والآية نزلت في قوم تحاكموا، أو أرادوا التحاكم إلى غير الله ورسوله؛ كما يدلُّ على ذلك سياقها السابق واللاحق).
"أنظر مجموع فتاوى ورسائل 2/ 343 - 345"
هذا البراهين الجلية في بيان خطأ من قال بهذا القول، والعمدة عند أهل التحقيق، والشكر لمن لهُ أصل هذا الجمع والبيان الأئمة الأعلام، والجامع الفقير إلى عفو ربه، نزيل اصطنبول عبدالله بن عبدالحميد آل إسماعيل عفا الله عنه.
ثم يبين الشيخ استدلالات أهل الأهواء في موضوع الاستغاثة خاصة وفي غيره:
(وإنك لترى يا أخي، أن الأحاديث التي أوردوها .. إما أنها مستشهد بها بغير مناسبة!! أو أنها معلولة بعلل شتى .. أقوى ما فيها الضعف! ناهيك عن المكذوب والموضوع، والمدلس والمنقطع، وما لا أصل له.
فيا سبحان الله!!
ما بال القوم .. يتمسكون بكل ذي علة من الأحاديث والآثار والأخبار؟! ألا يعلمون أن ما يقدمونه من أدلة وبراهين على زعمهم .. لا يصح أن يقال أنها كذلك .. ما دامت –كما رأيت يا أخي- من الضعف والهلهلة .. والعلل الكاسحة ما يوجب أن يخجل منها مقدمها، ولا يسمح لنفسه أن يردِّدها على شفتيه .. خشية أن تنبئ عن جهله … أو عن سوء نيته أو عن كليهما معاً!! وعلى كل حال .. فإن الاحتجاج بهذا الحديث ساقط .. لما يحوي من العلل .. وبقيت دعواهم دعوى مجردة .. وكلما أتوا بما يقويها على زعمهم زادوها علة وسقوطاً.
وهكذا .. فإن بتكرار انهزامهم الذريع أمام حجج الحق، يزداد هذا الحق قوة وغلبة عليهم؛ فإنهم إلى الآن لم يستطيعوا أن يقفوا على أرجلهم .. حتى ولو على أرجل مرتجفة متخاذلة؛ بل ما يزالون قاعدين!! بل مقعدين لا حول لهم ولا قوة على النهوض. وهذا حال من يتقوى بالباطل؛ فلا يزيده إلا ضعفاً وتخاذلاً وانهزاماً. اللهم زدنا بك قوة وثبتنا على صراطك المستقيم.)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 09:12 م]ـ
الشهاب السني في إثبات ضعف حديث العتبي
أو
إتمام الكلام على حديث الأعرابي
قومٌ مفتونون بالحكايات، من قصص موضوعة، ورأيا مقطوعة، يقيمون الأحكام على مثل هذه التفاهات، يقيمونها ويصدون بها الآيات، وما صح من الأحاديث النبوية، أين هم من قوله تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}، أُناس تخبطوا في مصادر التلقي؛ فأصبحوا يتلقون دينهم عن المنامات، وأكاذيب الحكايات، فقبحاً قبحاً لمن لم يرفع بكلام الله رأساً، وبسنة الحبيب اقتداءً وتأسياً ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/384)
وسنقف بإذن الله مع رواية أخرى لحديث الأعرابي الذي تكلمنا عنه قبل ذلك،واليوم مع رواية أخرى لهُ والذي يسمونه (بحديث العتبي)
تعدد روايات الحديث
" لقد ورد حديث توسل الأعرابي هذا في روايات عديدة:
بعضها بلا إسناد، والبعض الآخر بأسانيد مظلمة، كما أن ألفاظها جاءت مختلفة ومضطربة، مع زيادة ونقصان في جميع ألفاظ متونه، وفي جميع رواياته وأسانيده، مما يدل دلالة واضحة صريحة على أن الحديث في جميع رواياته مختلق موضوع، وخبر مكذوب مصنوع، وأن صنعة الكذب والوضع ظاهرة عليه وإنها بينة جليلة واضحة فيه، وضوح الشمس.
وها أنت يا أخي القارئ، اطلعت على الحديث في روايته الأولى لفظاً وسنداً وتعليقاً وتحقيقاً، ولا أخالك إلا مقتنعاً بالنتائج التي تترتب على وضع مثل هذا الحديث، ولعلك تتوق إلى تفصيل الروايات الأخرى التي ورد فيها على نحو ما تم تفصيله في الرواية الأولى … فأهلاً بك يا أخي على صعيد التحقيق والتدقيق … ثم بعد ذلك، نترك لك الحكم على هذه الروايات المتعددة، فيما إذا كانت تصلح للاحتجاج بها، في خلافنا القائم مع القوم هدانا الله وإياهم سواء السبيل.
الرواية الأولى
وهي الرواية الأولى المتقدمة عن أبي الحسن الكرخي بسنده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وحاشاه من نسبة هذه الرواية إليه بعد أن تأكدت يا أخي من كذب نسبتها إليه رضي الله عنه وأرضاه.:
"مقتبس من كلام الرفاعي في (التوصّل) 273"
وهذا رابط الموضوع السابق والذي بعنوان:
البروق السنية في كشف أباطيل حديث الأعرابي سنداً وتمناً وقمع أصحاب الاستغاثات الشركية
وكذلك علقنا على الآية التي يحرف معناها بعض أهل البدع ومحبي الاستغاثات الشركية بعنوان:
إتحاف أهل السنة والجماعة بالرد على من استدل على هذه الآية بجواز الاستغاثة
[الموضوع في الأعلى]
والله اسأل أن يشرح صدور أصحاب الأهواء للحق، وأن ينزع من قلوبهم أتباع الأهواء وما عليه الآباء من البدع والانحرافات، ولا يكونوا ممن قال الله فيهم {إن وجدنا آبائنا على ملة}، ولا يصدهم الهوى فيكونوا ممن قال الله فيهم: {أفرأيت من أتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على قلبه وسمعه، وعلى بصره غشاوة، فمن يهديه من بعد الله، أفلا تذكرون}
نعم {على علم} يبين له أن ما يستشهد به كذب موضوع، فتأخذه العزة بالإثم، وإتباع ما عليه الآباء بأن لا يتزحزح {فمن يهده من بعد الله} لا أحد! {أفلا تذكرون}
الرواية الثانية
أما الرواية الثانية المشهورة (بحديث العتبي) ويحسن بي يا أخي أن أثبت لك نص هذه الرواية كما وردت في كتاب (الشامل) لأبي منصور الصباغ بلا إسناد!!!! إذ لو كان إسنادها جيد لذكره كما سنبين.
نص رواية حديث العتبي
(كنت جالساً عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً} وقد جئتك مستغفراً لذنبي، مستشفعاً بك إلى ربي، ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه … فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه …. فيه العفاف وفيه الجود والكرم)
الكلام على متن الرواية
(إن متن هذه الرواية "حديث العتبي" عللاً مشتركة مع الرواية الأولى –رواية أبو الحسن الكرخي- وعللاً أخرى مختلفة، فما توافق منها أحلناك يا أخي على إجابتنا على مثلها في ما سبق من تحقيق الرواية فارجع إليها إن أعوزك ذلك. أما ما اختلف عنها واضطرب، عالجناه وناقشناه على ضوء الشريعة المطهرة:
1 - تقول الرواية الأولى: "قدم أعرابي بعدما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام، فرمى نفسه فوق القبر وحثا على رأسه من ترابه"
بينما تقول "رواية العتبي": "كنت جالساً عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله .. "
فالعتبي هذا:
قال عنه المؤرخون أنه توفي سنة 228هجرية فهل يمكن أن يحضر حادثة وقعت بعدما دفن الرسول بثلاثة أيام؟!! .. فهب أنه عاش مائة سنة، فيبقى بينه وبين الحادثة انقطاع مائة وعشرين سنة فهل يمكن أن يحضر واقعة حدثت قبل أن يخلقه الله بمائة وعشر سنين؟!!
وهل تصح رواية الواقعة عنه؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/385)
وعلى كل سوف نأتي عند البحث في سند هذا الحديث، على تفصيل تام لترجمة العتبي.
2 - إن الرواية الأولى ورواية العتبي تتفقان في إيراد لفظ تلاوة الأعرابيي للآية الكريمة: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً}.
ولقد أجبنا على استدلالهم بهذه الآية الكريمة على جواز التوسل بذوات المخلوقين من أنه في غير محله، وأنه لا قياس بين حياة الرسول وموته، فما يمكن أن يفعله في حياته، قد انقطع بسبب وفاته. فارجع يا أخي إلى معالجة ذلك فيما ذكرناه وعالجناه في الرواية الأولى، مع العلم أن هذه الآية الكريمة نزلت في بعض المنافقين، لا من أجل جواز التوسل بذات الرسول صلى الله عليه وسلم.
3 - أن رواية العتبي ليس فيها أن الأعرابي رمى نفسه فوق القبر، وحثا على رأسه من ترابه كما في الرواية الأولى. فهذا اختلاف في اللفظ واضطراب في وصف الحادثة، فلو كان العتبي حاضراً فيها لوصفها كما وصفت في الرواية الأولى فوقوع هذا الاختلاف والاضطراب بين الروايتين علة طاعنة ومانعة من صحة الحديث والاحتجاج به.
4 - قول الأعرابي في الرواية الأولى: "وقد ظلمت نفسي وجئتك مستغفراً" وقول العتبي أن الأعرابي قال: " وقد جئتك مستغفراً لذنبي مستشفعاً بك إلى ربي" ولم يقل فيها: "وقد ظلمت نفسي".
وفي الرواية الأولى يقول الأعرابي: "وجئتك مستغفراً" وفي رواية العتبي "وقد جئتك مستغفراً لذنبي مستشفعاً بك إلى ربي". إنهما قد ترافقا بين العبارتين المتعلقتين بالمجيء من أجل الاستغفار. وجاءت زيادة في رواية العتبي "مستشفعاً بك إلى ربي".
وهنا يجب الوقوف عند قول الروايتين "وجئتك مستغفراً" في الرواية الأولى "وجئتك مستغفراً لذنبي" في رواية العتبي فبصرف النظر عن الاختلاف والاضطراب في لفظ الروايتين؛ إن خطراً كبيراً يهون بجانبه خطر التوسل بذوات المخلوقين، قد ذر قرنه من قوله "وجئتك مستغفراً" أو "قد جئتك مستغفراً لذنبي" إن الكلام الوارد في كلا الروايتين يوهم –إن لم نقل يؤكد- أن الأعرابي إنما جاء القبر ليستغفر الرسول من ذنبه! بينما الآية التي يستشهدون بها تقول: {ولو أنهم ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله} لا فاستغفروك!!! لأن الاستغفار عبادة له تعالى، فلا يجوز استغفار أحد من المخلوقين .. حتى ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغفار رسول الله عبادة له، والعبادة لا تليق إلا بالله تعالى وحده لا شريك له. إذاً فاستغفار الرسول شرك بالله تعالى.
أما مراد الآية: فهو المجيء إلى مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم، وإشهاده على استغفارهم الله من الذنب، ثم الطلب منه صلى الله عليه وسلم أن يستغفر الله لهم، وليس فيها قطعاً ذكر المجيء إليه صلى الله عليه وسلم من أجل أن يستغفره هو من الذنب.
5 - إن الزيادة الواردة في قول العتبي "مستشفعاً بك إلى ربي"، هذا طلب لا يجوز توجيهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته. إذا كيف يشفع وهو منقطع العمل بسبب وفاته؟ ثم كيف يشفع ولم يصدر الإذن بالشفاعة من الله تعالى ولن يصدر الإذن إلا يوم القيامة لمن يشاء ويرضى .. وهذه ولا شك عقائد ومعلومات بدهية لا يعذر المسلم في الجهل بها .. فضلاً عن وقوع ذلك في زمن الصحابة الذين هم خير أمة أخرجت للناس وخاصة أمام على علم شامخ من أعلامهم وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه.
6 - قول الرواية الأولى: "فنودي من القبر [أنه قد غفر له] " بينما يقول العتبي في الرواية الثانية: "ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني .. فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: [يا عتبي إلحق بالأعرابي فبشره أن الله قد غفر له] ".
لا شك يا أخي أنك قد أدركت الفارق بين اللفظين رواية تقول: أن الرسول قد ناداه من القبر "إنه قد غفر له" رواية تقول: أن الرسول أتى العتبي في المنام وأمره أن يلحق بالأعرابي ويبشره بأن الله قد غفر له.
فإذا كان الرسول قد بلغه شفهياً بأن الله قد غفر له فما حاجته بتكليف العتبي أن يبشره مباشرة منه صلى الله عليه وسلم وأما أن يبلغها من العتبي، أما من الطرفين فيكون من التكرار الذي لا طائل تحته.
وإذا كان من الممكن نداء الرسول للأعرابي وتبليغه مباشرة فلماذا يستعين بالعتبي ويأتيه بالمنام ويستلحقه بالأعرابي ليبشره؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/386)
أرأيت يا أخي هذا الاضطراب العظيم بين الروايتين مما يؤكد ولا شك أن الروايتين غير صحيحتين بالنسبة لعلل كل منهما.
على أن واضع هذا الحديث في الرواية الأولى يريد أن يوهم المسلمين إمكانية اتصال النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته بأحد من أمته، بينما هذا مستحيل وقوعه ولو أمكن لكان من الأحرى والأجدى أن يتصل بأمته صلى الله عليه وسلم في حوادث هامة، لم يُعرف فيها الحق أين هو .. ومع من هو .. ؟ وكم كانت تلك الوقائع المؤلمة سبباً لقتل آلاف من الصحابة.
فيا سبحان الله يكلم رسول الله بعد وفاته الأعرابي .. ولا يكلم المسلمين فيما شجر بينهم من المشاكل؟!!! إن مثل هذه العلل في متن الروايتين كافية للحكم على هذا الحديث بالوضع والسقوط.
الكلام على سند هذا الحديث
ليس لرواية حديث العتبي أي سند يستأنس به للحكم بصحة الرواية، أو اعتلالها؛ ولكن رأينا بصيصاً من الضوء على ذلك، وهو:
إنه وإن كان العقد منفرطاً إلى العتبي، وغير معروف من رواه عنه، إنما نكتفي بالاستدلال على كذب الحديث، أو على الأقل على علة الانقطاع فيه، أن العتبي الذي يروي هذه الرواية عن الأعرابي كشاهد عيان!!! أن بينه وبين الأعرابي انقطاعاً يربو على مائتي سنة تقريباً وإليك البيان:
1 - قال زين الدين أبو بكر بن الحسين بن عمر أبو الفخر المراغي المتوفي سنة 816 هجرية في كتابه "تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة" ص 111 في /ترجمة العتبي/ قال: "أسمه محمد بن عبدالله بن عمر بن معاوية بن عمر بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين".
2 - وقال ابن الأثير في كتابه "اللباب في تهذيب الأنساب" 1/ 119:
" والعتبي وهي نسبة إلى عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبدشمس أخي معاوية بن أبي سفيان. وينسب إليه جماعة، منهم محمد بن عبدالله بن عمر بن معاوية بن عتبة بي أبي سفيان العتبي البصري يكنى أبا عبدالرحمن صاحب أخبار وآداب، حدث عن أبيه وابن عيينة وروى عنه أبو حاتم السجستاني".
3 - وقال ابن خلكان في "وفيات الأعيان" 1/ 522 - 523:
"أبو عبدالرحمن محمد بن عبدالله بن عمر بن معاوية بن عمر بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبدالشمس القريشي الأموي المعروف بالعتبي الشاعر البصروي المشهور كان أديباً فاضلاً، وشاعراً مجيداً وكان يروي الأخبار وأيام العرب … إلى أن قال: روى عن أبيه وعن سفيان بن عيينة، ولط بن مخنف وروى عنه أبو حاتم السجستاني وأبو الفضل الرياشي وإسحاق بن محمد النعنعي وغيرهم وقدم بغداد وحدث بها أخذ عنه أهلها … إلى أن قال: وتوفي سنة ثمان وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى".
4 - ولعل أحداً من القوم يقول: وما يدريك أن هذا هو العتبي، المعنى بالرواية عن الأعرابي فأقول:
وإنني أؤكد أنه هو نفسه الذي تزعمون أنه رأى الأعرابي صاحب القصة ودليلنا على ذلك ما حكى عنه المؤرخون وخاصة اعتراف رجل منكم ممن يجوزون التوسل بذوات المخلوقين وهو: الشيخ السبكي مؤلف كتاب "شفاء السقام" الذي رد عليه ابن عبدالهادي في كتابه "الصارم المنكي في الرد على السبكي" قال في ص 136 منه:
" قال السبكي في كتابه /شفاء السقام في زيارة خير الأنام/ العتبي، وأسمه محمد بن عبدالله بن عمر بن معاوية بن عمر بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب كان من أفصح الناس رواية للأدب وحدث عن أبيه، وسفيان بن عيينة توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين يكنّى أبا عبدالرحمن"أهـ.كلام السبكي. وذلك طبعاً بعد أن ذكر حكاية العتبي وروايته عن الأعرابي مستدلاً بها في كتابه على جواز التوسل بذوات المخلوقين.
إذاً فالعتبي الذي تزعمون أنه صاحب الرواية عن الأعرابي، هو نفسه المترجم له في الكتب المذكورة بشهادة شيخكم السبكي في كتابه /شفاء السقام في زيارة خير الأنام/ [وشهد شاهد من أهلها] بينما في الحقيقة أن العتبي هذا، تأخر عن العتبي الذي يردون إقحامه في الرواية عن الأعرابي، بما يربو على المائتي سنة تقريباً؛ فتأمل!
قال ابن عبدالهادي في كتابه [الصارم المنكي في الرد على السبكي]:
"وأما حكاية العتبي التي أشار إليها –أي السبكي- حكاية ذكرها بعض الفقهاء والمحدثين، وليست بصحيحة ولا ثابتة إلى العتبي .. !!
وقد رويت عن غيره بإسناد مظلم، وهي في الجملة حكاية لا يثبت بها حكم شرعي، لا سيما في مثل هذا الأمر الذي لو كان مشروعاً مندوباً، لكان الصحابة والتابعون أعلمَ به وأعملَ به من غيرهم وبالله التوفيق" أهـ).
"أنظر "التوصّل" للرفاعي محمد نسيب ص274 - 279"
وقال المُحدِّث العلامة محمد بشير السهسواني الهندي في "صيانة الإنسان من وسوسة الشيخ دحلان" رداً على استدلال دحلان بحديث العتبي قائلاً:
(أقول: ليست هذه الحكاية مما تقوم به الحجة.
قال في الصارم المنكي: وهذه الحكاية التي ذكرها بعضهم يرويها عن العتبي بلا إسناد، وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب عن أبي الحسن الزعفراني عن الأعرابي، وقد ذكرها البيهقي في كتاب شعب الإيمان بإسناد مظلم عن محمد بن روح بن يزيد البصري حدثني أبو حرب الهلالي قال: حج أعرابي، فلما جاء إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته فعقلها، ثم دخل المسجد حتى أتى القبر، ثم ذكر نحو ما تقدم. وقد وضع لها بعض الكذابين إسناداً إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما سيأتي ذكره [أتى ذكره في الرابط السابق].
وفي الجملة ليست هذه الحكاية المذكورة عن الأعرابي مما تقوم به حجة، وإسنادها مظلم مختلف، ولفظها مختلف أيضاً، ولو كانت ثابتة لم يكن فيها حجة على مطلوب المعترض، ولا يصلح الاحتجاج بمثل هذه الحكاية ولا الاعتماد على مثلها عند أهل العلم، وبالله التوفيق).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/387)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 09:14 م]ـ
سؤال يفرض نفسه
وأثناء نقاشنا وبياننا الواضح هناك سؤال يفرض نفسه هل خرجت هذه الحكاية المكذوبة في كتب الحديث المحترمة؟
وهل حين يذكرها هو يحتج بها؟ وهل هو يصححها؟
وسؤال آخر هل إذا ذكرت القصة في كتب بعض أهل العلم يعتبر حجة؟
هذه أسئلة كثيرة .. وللإجابة عليها .. أقول:
يقول عبدالله بن علي في "الصراع" بعد أن ذكر الخلاف في الراوي:
( .. ولكن لا يوجد شيء من ذلك إسناد ينظر إليه، ولم تخرج كتب الحديث المحترمة، ولم يصححها أو يحسنها أحد من أهل العلم والدراية.
وإنما يذكرها بصيغة التمريض، فيقولون: يروى عن العتبي كذا.
ومثل هذا لا يقول أحد من أهل العلم: إنه يجوز للاحتجاج به.
فالحكاية باطلة من الأساس.
ولو فرض أنها صحيحة الإسناد لما دلت على شيء مما يذهبون إليه.
وذلك أن هذا فعل أعرابي من نكرات الأعراب، والأعراب ليسوا حججاً في دين الله.
ولو أن العتبي نفسه الذي شهرت عنه الحكاية فعل ذلك لما كان فعله حجة ولا مقبولاً، فكيف بفعل أعرابي يروي عن العتبي والعتبي ليس معروفاً بالحديث ولا بالدين. وقد ذكر الخطيب البغدادي في التاريخ وقال عنه: "كان صاحب أخبار ورواية للآداب، وكان من أفصح الناس .. " ولم يذكره بتزكية ولا بتوثيق ولا بحديث، وإنما ذكره بالشعر وروايته. وقال بلغني أنه مات سنة 228."
أما الإجابة على السؤال الثاني فيقول عبدالله بن علي في "الصراع":
(وذكرها شيخ الإسلام [كما سيأتي في الإجابة على السؤال الثالث] ابن تيمية في مواضع من كتبه، وقال: إنها لا تعرف إلا عن هذا الأعرابي.
قال: وبها احتج من احتج من متأخري الفقهاء من أصحاب الشافعي وأصحاب أحمد.
وهذا صحيح فإن صاحب "المغني" وصاحب "الشرح الكبير" الحنبليين، وهما من كبار الفقهاء، حينما ذكرا هذا ذكراه عن العتبي عن الأعرابي. ولم يذكرا شيئاً عن ذلك عن مالك رضي الله عنه [وقد بينا كذب القصة على الإمام مالك رحمه الله مع أبي جعفر المنصور رحمه الله] ولو كانت الرواية محفوظة عندهما عن مالك لأسنداها إليه واحتجا بها، ولكان هذا أفضل من الاحتجاج بفعل ذلك الأعرابي المجهول. ولكن هذا يدل على أنهم ما كانوا يعرفون شيئاً من هذا النوع عن أمثال مالك ثم هم يذكرون الرواية على وجه التوهين، لا يذكرون لها سنداً ولا يصححونها، ولا يقولون فيها غير: " يروى عن العتبي" مثلاً فهم لا يعرفون لها سنداً، ولا يعرفون لها صحة أو ثبوتاً، وإنما يسوقونها معللة موهنة مرسلة).
وللإجابة على السؤال الثالث وهو هل حين يذكرها أحد أهل العلم تكون بذكره حجة؟!
فندع الإجابة الشافية لشيخ الإسلام في مصنف "قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق" تحقيق سليمان الغصن ص 111 - 114:
(وهكذا أهل الزيارات البدعية، منهم من يطلب من المزور دعاءه وسؤاله لربه، واستغفاره واستنصاره،ودعاءه له بالرزق، وشفاعته، ونحو ذلك، وهذا وإن كان قد ذكر بعضه طائفة من العلماء، وجعلوا قوله: {ولو أنهم ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفروا لهمُ الرسولُ لوجدوا الله تواباً رحيماً} يتناول من يأتيه بعد الموت، فيطلب منه الاستغفار له، كما كان أصحابه يطلبون منه الاستغفار في حياته، وذكروا في ذلك حكاية لبعض الأعراب، ومناماً رآه العتبي، وقيل: بل رآه محمد بن حرب الهلالي، وهم مختلفون في الشعر المذكور فيها، فجمهور الأئمة لم يستحبوا ذلك، وإنما ذكره بعض أصحابهم، ولم يكن الصحابة يفعلون مثل هذا، ولا هو أيضاً معروف عن التابعين، ومعلوم أن كل واحد من المسلمين يطلب من مغفرة الله، وهو مأمور بالاستغفار، فإنه لا يغفر الذنوب إلا الله، قال تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}
وفي حديث الاستفتاح الذي في الصحيح عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، فإنه لا يصرف عني سيئها إلا أنت)) رواه مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/388)
وفي حديث ركوب الدابة الذي رواه أهل السنن عن علي بن أبي طالب أيضاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أُتي بدابة ليركبها إذا وضع رجله في الركاب قال: ((بسم الله)) ثم إذا استوى على ظهرها قال: ((الحمد لله)) ثلاثاً. ثم قال {سبحان الذي سخر لنا هذا وما ما كنا له مقرنين، وإنَّا إلى ربنا لمنقلبون} ثم يكبر ثلاثاً، ويحمد ثلاثاً، ثم يقول: ((لا إله إلا أنت)) ثم يضحك ويقول: ((ألا تسألوني مم ضحكت؟ إن الرب ليعجب إذا قال عبده اغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، يقول: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنا)) رواه أبو داود والترمذي والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
وكان أصحابه في حياته يأتيه أحدهم فيطلب منه أن يستغفر له كثيراً، وقد قال تعالى في المنافقين: {وإذا قيلَ لهم تَعَالَوْا يستغفرْ لكم رسول الله لَوَّوْا رؤوسهم ورأيتهم يصدُّون وهم مستكبرون، سواء عليهم أستغفرتَ لهم أم لم تستغفرْ لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين}.
وقد قال تعالى في حق غير المنافقين: {فاعف عنهم واستغفرْ لهم وشاورهم في الأمر}.
وقال تعالى: {واستغفرْ لذنبكَ وللمؤمنينَ والمؤمنات}، وقال: {ولو أنهم إذْ ظلموا أنفسَهُم جاؤوك فاستغفروا اللهَ واستغفر لهم الرسولُ لوجدوا الله تواباً رحيماً}.
والمؤمنون شرع لهم أن يستغفر بعضهم لبعض، وكان الصحابة أيضاً يستغفرون للرسول، ففي الحديث الصحيح أن الأنصار قالوا: يغفر الله لرسول الله، يعطى صناديد نجد ويدعنا. [رواه بنحوه البخاري في كتاب المغازي].
وفي الحديث الآخر، أن عبدالله سرجس قال غفر الله لك يا رسول الله.فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ولك)) فقالوا: استغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: ((ولكم)) ثم قرأ قوله تعالى: {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}
فلما مات لم يكن أصحابه يأتون قبره فيقولون: استغفر لنا. كما كانوا يأتونه في حياته، وكذلك لما أجدبوا لم يأتوا إلى قبره فقالوا ادع الله لنا. كما كانوا في حياته إذا أجدبوا أتوا إليه فقالوا: ادع الله لنا؛ بل كانوا هم يدعون الله، ويستسقون تارة بالعباس، وتارة بيزيد بن الأسود الجرشي، فيقولون له: ادع لنا، ويقولون: اللهم إنا نتوسل إليك به، أي بدعائه وشفاعته، وكثيراً من الأوقات لا يستسقون الله بأحد؛ بل يدعون الله تعالى.
وكذلك الاستنصار، كانوا في حياته يقولون: يا رسول الله، ألا تدعوا لنا، ألا تستنصر لنا؟ وأما بعد وفاته فلم يكونوا يفعلون ذلك؛ بل كانوا هم يدعون الله تعالى، ويستنصرونه، يعتدّون به، وكان عمر لما غزا النصارى يقنت عليهم في الصلاة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت على الكفار، وكان عمر يدعو بدعاء يناسب ذلك فيقول: اللهم عذب كفرة أهل الكتاب، الذين يصدون عن سبيلك، ويبدلون دينك، ويكذبون رسلك. [رواه أحمد مرفوعاً، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح]
ونحو ذلك، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت يدعو للمؤمنين، ويلعن الكفار، ويدعو بدعاء يناسب ذلك مثل قوله: ((اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين)) رواه البخاري، ومسلم واللفظ لمسلم.
وكذلك لما استسقى عمر بالعباس قال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقنا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون. رواه البخاري في صحيحه.
وكان توسلهم في حياته توسلاً بدعائه، وشفاعته، واستسقائه لهم، فلما مات لم يطلبوا ذلك منه بعد موته، ولا قالوا: ادع لنا؛ بل توسلوا بدعاء العباس).
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 09:19 م]ـ
إتمام الكلام المحتوي بيان ضعف بقية روايات الأعرابي
قد بينا على حلقتين الكلام على رواية الأعرابي المكذوبة على لسان علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والرواية الثانية المكذوبة المنقطعة عن العتبي، وبقي بعض روايات هي أوهى وأضعف، ولكن لإقامة الحجة، وبيان كذب أدعياء المحبة، وسلوكهم القبيح بتتبع الحكايات والمنامات والأحاديث الموضوعة، ورميهم لإتباع محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء بالأمر باتباع السنة، فإلى بقية الروايات الواهية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/389)
والعجب رميهم للآيات وصحيح الآثار، بقبيح الأعمال أعرابي أو منام أو وحي من شيطان، وهو الغالب على من خذل، فإن الإمام الزاهد الحنبلي عبدالقادر الجيلاني ظهر له الشيطان يحدثه من الغيب فيقول أنا ربك وقد أسقطت عنك التكاليف، فقام العارف (حقاً) بالله، فقال أخسأ فما أنت إلا الشيطان، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فالله لا يرى في الحياة الدنيا، كما جاء في الآي والحديث، فخرس الصوت .. هذه حقائق العارفين، وكنز العالمين، بمصدر تلقي هذا الدين، لا الأغبياء الأشقياء الكذابين، الأدعياء فعلى المدعي البينة، ولا نرى بينة أبداً إلا تدينهم!!
أحبتي الأفاضل ..
هذا رابط للمقال السابق والذي بعنوان:
البروق السنية في كشف أباطيل حديث الأعرابي سنداً وتمناً وقمع أصحاب الاستغاثات الشركية
وكذلك علقنا على الآية التي يحرف معناها بعض أهل البدع ومحبي الاستغاثات الشركية بعنوان:
إتحاف أهل السنة والجماعة بالرد على من استدل على هذه الآية بجواز الاستغاثة
وكانت الحلقة الثانية بهذا العنوان ويليها رابطها:
الشهاب السني في إثبات ضعف حديث العتبي: أو إتمام الكلام على حديث الأعرابي
[كلها في الأعلى]
الروايات الأخرى
وحيث أن القصة كذب في كذب، ورويت بأسانيد منقطعة، عن أشخاص عدة، وبروايات متضاربة مختلفة، فهذا يبطل الاستشهاد بمثلها ..
(وقد رويت هذه القصة، لا عن العتبي، إنما رويت أيضاً عن محمد بن حرب الهلالي عن الأعرابي وتارة عن محمد بن حرب الهلالي عن أبي محمد الحسن الزعفراني عن الأعرابي.
والزعفراني هذا من أجلة أصحاب الشافعي وأعيانهم توفي سنة 249 رحمه الله؛ فكيف يمكنه الرواية عن الأعرابي الذي تقدمه كل هذا الزمن.؟؟!!
وإنك يا أخي لترى هذا الاضطراب البالغ فتارة يروون هذه القصة عن علي، وتارة عن العتبي الذي كلفه الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام أن يلحق بالأعرابي ويبشره بالمغفرة، وتارة أخرى يقولون أن محمد بن حرب الهلالي هو الذي رأى الأعرابي وهو الذي رأى الرسول في المنام وكلفه أن يبشره بالمغفرة، وطوراً يقولون بل الحسن الزعفراني هو الذي رأى الأعرابي ورأى المنام.
ثم اضطرب في اسم محمد بن حرب الهلالي، فتارة يقولون هو محمد بن حرب الهلالي، وتارة يذكره الزبيدي في كتابه أحياء علوم الدين أنه محمد بن كعب الهلالي.
ثم إن الهلالي تأخر والله أعلم في الوفاة عن شيخه الزعفراني الذي توفي سنة 249 فكيف يمكنه الرواية عن الأعرابي الذي يعزون زمن قصته إلى ثلاثة أيام خلت من دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!!!!!!!!) أهـ
"التوصّل للرفاعي"
قال ابن عبدالهادي رحمه الله في الصارم المنكي:
(هذه الحكاية التي ذكرها السبكي، بعضهم يرويها عن العتبي لبلا إسناد!!!
وبعضهم يرويها عن محمد حرب الهلالي عن الأعرابي.
وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب عن الحسن الزعفراني عن الأعرابي.
وقد ذكرها البيهقي في كتاب "شعب الإيمان" بإسناد مظلم عن محمد بن روح بن يزيد البصري حدثني أبو حرب الهلالي [ويورويها بنحو ما تقدم بالرابط]
وقد وضع لها بعض الكذابين إسناداً إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وفي الجملة ليست هذه الحكاية المذكورة عن الأعرابي مما تقوم به حجة على مطلوب المعترض، ولا يصلح الاحتجاج بمثل هذه الحكاية، ولا الاعتماد على مثلها عند أهل العلم وبالله التوفيق) أهـ
قال محمد نسيب الرفاعي في بيانه الفريد "التوصّل إلى حقيقة التوسل":
(قلتُ: ولا ندري من هو هذا الأعرابي الذي أقاموا الدنيا وأقعدوها بقصته إنهم لا يسمونه ولا في رواية من جميع رواياتهم فيكون الأعرابي أخيراً مجهولاً غير معروف)
هب أن الروايات صحيحة فهل هي حجة؟!
سؤال يفرض نفسه هل مثل هذه الحكايات حجة؟! هل يثبت بها حكم شرعي؟!
يقول عبدالله بن علي في "الصراع" بعد أن ذكر الخلاف في الراوي:
( .. ولكن لا يوجد شيء من ذلك إسناد ينظر إليه، ولم تخرج كتب الحديث المحترمة، ولم يصححها أو يحسنها أحد من أهل العلم والدراية.
وإنما يذكرها بصيغة التمريض، فيقولون: يروى عن العتبي كذا.
ومثل هذا لا يقول أحد من أهل العلم: إنه يجوز للاحتجاج به.
فالحكاية باطلة من الأساس.
ولو فرض أنها صحيحة الإسناد لما دلت على شيء مما يذهبون إليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/390)
وذلك أن هذا فعل أعرابي من نكرات الأعراب، والأعراب ليسوا حججاً في دين الله.
ولو أن العتبي نفسه الذي شهرت عنه الحكاية فعل ذلك لما كان فعله حجة ولا مقبولاً، فكيف بفعل أعرابي يروي عن العتبي والعتبي ليس معروفاً بالحديث ولا بالدين. وقد ذكر الخطيب البغدادي في التاريخ وقال عنه: "كان صاحب أخبار ورواية للآداب، وكان من أفصح الناس .. " ولم يذكره بتزكية ولا بتوثيق ولا بحديث، وإنما ذكره بالشعر وروايته. وقال بلغني أنه مات سنة 228."
ويقول محمد نسيب الرفاعي في كتابه القيم "التوصّل":
(وعلى فرض صحة الروايات، وأنها قصة واقعة فأي احتجاج ينهض من عمل هذا الأعرابي المجهول؟ ومتى كان الأعراب يؤخذ عنهم العلم؟ اللهم إلا إذا كان الأعرابي صحابياً، فعلى الرأس الأعرابي الصحابي نأخذ عنه ولو كان مجهول الاسم فهذا لا يضر الصحابي في شيء، وأروني صحابياً واحداً ثبت أنه فعل فعلَ ذلك الأعرابي المزعوم، ثم وعلى فرض أن الحادثة واقعية، أي حجة للقوم على جواز ما يزعمون من التوسل بذوات المخلوقين، إن عمل الأعرابي من أوله إلى آخره صحيحاً كان أو موضوعاً ليس فيه أي دليل على جواز التوسل بالمخلوقين وإن عمله لم يكن قط توسلاً بالرسول صلى الله عليه وسلم.
وكل ما في الأمر أنه أتى متأولاً للآية {ولو أنهم ظلموا أنفسهم جاؤوك .. ْ ظاناً أنه يمكن أن يستغفر له الرسول بعد وفاته، وأن يشفع له، في الوقت الذي لمّا يحن بعد زمن الشفاعة، وما وقتها وزمنها إلا بعد يوم القيامة وبعد الإذن منه تعالى لمن يشاء ويرضى.
وحتى أن في بعض الروايات عن الأعرابي زيادة بيت على البيتين اللذين أنشدهما أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم. ففي الرواية ينشد الأعرابي ثلاثة أبيات:
يا خير من دفنت في القاع أعظمهُ .. فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه … فيه العفاف وفيه الجود والكرم
أنت النبي الذي ترجى شفاعته … عند الصراط إذا ما زلت القدم
وهكذا ترى يا أخي أن الأعرابي هذا يروون عنه أنه أنشد الأبيات الثلاثة وفي آخرها كما ترى:
أنت النبي الذي ترجى شفاعته … عند الصراط إذا ما زلت القدم
فإن الأعرابي يقر بأن الشفاعة لا ترجى من الرسول إلا عند الصراط وذلك يوم القيامة فكيف يطلبها في الدنيا؟؟!!
هذا تناقض واضح!!! واضطراب في الروايات بالغ!!!
يدل كما قلنا على عدم صحة الرواية عن الأعرابي.
والحقيقة:
إنه ليس هناك أعرابي ولا غيره ولا وقعت الحادثة أصلاً إنما هي موجودة في مخيلات من اخترعوها ووضعوها وكذبوا بها على الله وعلى رسوله وعلى الناس أجمعين.
فإن كانوا قد تابوا إلى الله مما فعلوا .. وإلا فندعو الله تعالى أن يعاملهم بما يستحقون من عدله جزاء ما اقترفوا من الأثام فضلوا وأضلوا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً)
ـ[أبو محمد]ــــــــ[24 - 11 - 06, 10:37 م]ـ
وفقك الله وجزاك خيرا ..
جهد مبارك إن شاء الله .. أحسنت أبا عمر.
حبذا لو أتبعت هذا بشبه أخرى لهم على هذا المنوال السهل الواضح في الرد.
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[24 - 11 - 06, 11:20 م]ـ
بارك الله فيك اخي الحبيب
سأقوم بنقل الموضوع لمنتدى دعوي و ذلك بعد اذنك.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[25 - 11 - 06, 12:40 م]ـ
حيا الله أبا محمد .. ما لنا إلا الجمع، فكم ترك السابق للاحق من خير كبير ..
وهناك سلسلة متكاملة سبق أن نشرتها في ردودي على الصوفية لعلي أجدها وأنزلها هنا ..
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[25 - 11 - 06, 12:41 م]ـ
بارك الله فيك اخي الحبيب
سأقوم بنقل الموضوع لمنتدى دعوي و ذلك بعد اذنك.
لك ما تريد أخي خالد .. وكل موضوع أدونه لك ملك التصرف والنقل .. فما نشر إلا لهذا ..
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[25 - 11 - 06, 09:07 م]ـ
لك ما تريد أخي خالد .. وكل موضوع أدونه لك ملك التصرف والنقل .. فما نشر إلا لهذا ..
أحسن الله إليك
نقلتُ الموضوع و نوهت انه منقول.
و ننتظر مواضيعك الجديدة القادمة و أسأل الله لك التوفيق و السداد.
ـ[محمد عبد العزيز]ــــــــ[26 - 11 - 06, 10:04 ص]ـ
بارك الله في صاحب الموضوع
من المعلوم أن الرسول عليه الصلاة والسلام مدفون في غرفة أم المؤمنين عائشة، فكيف وبأي منطق يدخل أعرابي الغرفة بعد ثلاثة أيام من دفن الرسول؟!
ولا هناك نص يفيد أنه استأذن على أم المؤمنين، ولا هناك عقل يقبل أن تأذن أم المؤمنين لأعرابي بالدخول لحجرتها!!!
الكذب يطفح من هذا الأثر ...
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[27 - 11 - 06, 12:29 م]ـ
بارك الله في جهودكم
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[28 - 11 - 06, 02:56 م]ـ
أحسن الله إليك
نقلتُ الموضوع و نوهت انه منقول.
و ننتظر مواضيعك الجديدة القادمة و أسأل الله لك التوفيق و السداد.
جزاك الله خيراً ..
واسأل الله أن ينفع بما كتب ..(36/391)
التبيان بضعف حديث الميزان
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 09:27 م]ـ
ومن تلك الأحاديث الضعيفة التي يستشهد بها الجُهال أدعياء المحبة لحبيبنا بأبي هو وأمي محمد عليه الصلاة والسلام؛ فأين هذه المحبة ونحن نرى القوم ينشرون الأحاديث الضعيفة؛ بل والمكذوبة الموضوعة؟!! حديثٌ يسمونه حديث الميزان أو عرض الأعمال أو غيرها من التسميات.
نص الحديث:
(حياتي خير لكم، تُحدثون ويُحدث لكم، ووفاتي خير لكم، تعرض عليَّ أعمالكم؛ فإن رأيت خيراً حمدت الله عليه، وإن رأيت شراً استغفرت لكم)
يقول الشيخ عبدالله بن عبدالحميد: (حديث ضعيف منكر)
"أنظر أنواع وأحكام التوسل المشروع والممنوع 208"
قال المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
(وجملة القول، أن الحديث ضعيف بجميع طرقه، وخيرها حديث بكر بن عبدالله المزني وهو مرسل، وهو من أقسام الحديث الضعيف عند المحدثين، ثم حديث ابن مسعود، وهو خطأ، وشرها حديث أنس بطريقيه)
"أنظر السلسة الضعيفة رقم 975"
قال في الصارم المنكي:
(قلت هذا خبر مرسل)
والمرسل من أقسام الحديث الضعيف.
قال الشيخ صالح آل الشيخ:
(لو ثبت لم يكن فيه ما ادعاه "صاحب المفاهيم" من جواز التوسل بعموم استغفار رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لأمته؛ لأنَّ دعاء الرسول –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في حياته لأمته وسؤاله الله لهم أبلغ وأقطع من استغفاره بعد موته –إن ثبت- وهذا السبب الذي كان موجداً في حياته هو عين السبب الذي علق الحكم بعد مماته؛ فلما لم يشرع هذا العمل، وهو التوسل بالاستغفار العام مع القيام المقتضي له في حياة رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- علم أنَّ إحداثه بدعة.
ويؤيد هذا أنَّ خير القرون ثم الذين يلونهم ثمَّ الذين يلونهم؛ لم يستعمل أحد منهم التوسل بهذا الطريق الذي اخترعه عشاق البدع، وهُجَّار السُنَن)
"أنظر هذه مفاهيمنا للشيخ صالح آل الشيخ 88"
يقول الشيخ عبدالله بن عبدالحميد:
(واعلم أنَّ النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لا يُعرض عليه من أعمالنا شيءٌ؛ باستثناء السلام والصلاة عليه.
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أُمتي السلام)) "رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح النسائي"
وقال: ((صلوا عليَّ فإنَّ صلاتكم تبلغني حيثُ كنتم)) "رواه أبوداود وهو في صحيح الألباني"
وقد ورد في الأحاديث الصحيحة ما يبين بأن النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لا يعلم من أعمال أُمَّته شيئاً بعد وفاته.
قال النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنِّي فرطكم على الحوض، من مرَّ عليَّ شربَ لم يظمأ أبداً ليردنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم)) وفي رواية: ((فأقولُ: إنهم منِّي؛ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سُحْقاً سُحْقاً لِمَنْ غيَّرَ بعدي)) "رواه البخاري"
فهذا يدلُّ على عدم علم النَّبيِّ –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بما يحدث في أُمته من بعده، وهذه الأدلة الثابتة تدلُّ على بطلان الحديث المتقدم لو صحَّ سنده؛ فكيف والسند ضعيف!!.)
"أنظر أنواع وأحكام التوسل المشروع والممنوع 209 - 210"
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 09:34 م]ـ
السلام عليكم وهذا تخريج الألباني بكامله للحديث من السلسلة الضعيفة:
السلسلة الضعيفة - (ج 2 / ص 474)
975 - " حياتي خير لكم، تحدثون و يحدث لكم، و وفاتي خير لكم، تعرض علي أعمالكم،
فما رأيت من خير حمدت الله عليه، و ما رأيت من شر استغفرت الله لكم ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 404):
ضعيف. رواه الحافظ أبو بكر البزار في " مسنده ": حدثنا يوسف بن موسى:
حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن
زاذان عن عبد الله هو ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن
لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ". قال: و قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " حياتي خير لكم ... "، ثم قال البزار: " لم نعرف آخره يروى عن
عبد الله إلا من هذا الوجه ". ذكره الحافظ ابن كثير في " البداية " (5/ 275
) ثم قال: " قلت و أما أوله و هو قوله عليه السلام: " إن لله ملائكة سياحين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/392)