اجاب الامام ابن تيمية بما حاصله: ان كل كلمة من هذه الكلمات كفر بلا نزاع بين المسلمين واليهود والنصارى، فضلا عن كونه كفرا في شريعة الاسلام ثم قال وصاحب هذا الكتاب الذي هو فصوص الحكم وامثاله مثل صاحبه الغرنوي والتلمساني وابن سبعين والسنكري واتباعهم مذهبهم الذي هم عليه ان الوجود واحد ويسمون اهل وحدة الوجود، ويدّعون التحقيق والعرفان فهم يجعلون وجود الخالق عين وجود المخلوقات فكل ما يتصف به المخلوقات من حسن وقبح ومدح وذم انما اتصف به عندهم عين الخالق.
قال ويكفيك بكفرهم ان من أخف اقوالهم ان فرعون مات مؤمنا بريئا من الذنوب كما قال يعني ابن عربي.
ثم اخذ يعدد من هذه الكلمات حتى قال ان كفرهم اعظم من كفر اليهود والنصارى ثم قال بعد كلام طويل هذه الفتوى لا تحمل بسط كلام هؤلاء وبيان كفرهم والحادهم فإنهم من جنس القرامطة لباطنية.
وقال الفقيه ابو محمد ابن عبد السلام لما قدم من القاهرة وسألوه عن ابن عربي فقال: شيخ سوء معتوه يقول بقدم العالم ولا يحرمهم فرجا، قال لك قبل ان يظهر من قوله ان العالم هو الله، ثم قال بعد ان عدد مثالبهم ولم اصف عشر ما يذكرونه من الكفر.
ثم قال فرؤوسهم ائمة كفر ويجب قتلهم ولا تقبل توبة احد منهم اذ اخذ قبل التوبة فانه من أعظم الزنادقة.
ثم قال ويجب عقوبة كل من انتسب اليهم او ذب عنهم او اثنى عليهم أو عظم كتبهم او عرف بمساعدتهم ومعاونتهم او كرة الكلام فيهم بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم فان القيام على هؤلاء من اعظم الواجبات لأنهم افسدوا العقول والاديان على خلق من المشايخ والعلماء والامراء والملوك.
ثم قال واما من قال لكلامهم تأويل يوافق الشريعة فانه من رؤوسهم وأئمتهم فانه ان كان يعرف كذّب نفسه وان كان معتقدا لهذا ظاهرا وباطنا فهو أكفر من النصارى.
جواب بدر الذين بن جماعة وسعد الدين الحارثي وشمس الدين محمد بن يوسف الخزرجي الشافعي واجاب القاضي بدر الدين بن جماعة فقال:
هذه الفصوص المذكورة وما اشبهها من هذا الباب بدعة وضلالة ومنكر وجهالة لا يصغى اليها ولا يعرج عليها.
واجاب القاضي سعد الدين الحارثي قاضي الحنابلة بالقاهرة ما ذكر من الكلام المنسوب الى الكتاب المذكور يتضمن الكفر ومن صدق به فقد تضمن تصديقه لما هو كفر يجب في ذلك الرجوع عنه والتلفظ بالشهادتين ثم قال وكل هذه التمويهات ضلالات وزندقة وعبارات مزخرفة واجاب الخطيب شمس الدين محمد بن يوسف الخزرجي الشافعي بعد كلام وقوله ان الحق المنزه هو الحق المشبه كلام باطل متناقض وهو كفر الى آخر ما اجاب به جواب القاضي زين الدين الكساني ونور الدين البكري وشرف الدين الزواوي.
وأجاب القاضي زين الدين الكساني الشافعي مدرس الفخرية والمنصورية بالقاهرة بما حاصلة ان ذلك كفر ثم قال ومن صدق المذكور في هذه الأمور او بعضها مما هو كفر فكفر واجاب الشيخ نور الدين البكري الشافعي بعد كلام ان صابح هذه الاقوال ألعن وأقبح من أن يتأول له ذلك بل هو كاذب فاجر كافر في القول والاعتقاد ظاهرا وباطنا وان كان قائلها لم يرد ظاهرها فهو كافر بقوله، ضال لجهله ولا يعذر لتأويله لتلك الالفاط، الا ان يكون جاهلا جهلا تاما ولم يعذر من جهله بمعصية لعدم مراجعة العلماء الى آخر جوابه.
واجاب الشيخ شرف الدين عيسى الزواوي المالكي اما هذا التصنيف الذي هو ضد لما أنزل الله عز وجل في كتبه المنزلة وضد أقوال الأنبياء المرسلة فهو افتراء على الله وافتراء على رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم قال وما تضمنه هذا التصنيف من الهذيان والكفر والبهتان فكله تلبيس وضلالة وتحريف وتبديل ومن صدق بذلك واعتقد صحته كان كافرا ملحدا صادا عن سبيل الله مخالفا لملة رسول الله تعالى ملحدا في آيات الله مبدلا لكلمات الله زنديقا ولا تقبل توبته ان تاب لأن حقيقة توبته لا تعرف ثم قال فالحذر كل الحذر منهم فإنهم أعداء الله وشر من اليهود والنصارى لأنهم قوم لا دين لهم يتبعونه ولا رب يعبدونه الى آخر كلامه.
جواب البلقيني وابن حجر ومحمد بن عرفة وابن خلدون وابو زرعة وابن الخياط وشهاب الدين الناشري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/419)
وبمثل هذا الجواب اجاب جماعة من العلماء الذين تأخر عصرهم عن عصر هؤلاء المجيدين في سؤال ورد اليهم مثل هذا السؤال وصرحوا بأن ذلك كفر منهم: العلامة البلقيني الشافعي الامام المجتهد والحافظ ابن حجر العسقلاني ومحمد بن عرفة المالكي عالم افريقية.
الواجب حرق كتب ابن عربي:
والقاضي بالديار المصرية عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن خلدون الحضرمي المالكي وقال في اثناء جوابه واما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلة وما يوجد من نسخها بأيدي الناس مثل الفصوص والفتوحات لابن عربي والبد لابن سبعين وخلع النعلين لابن قسي وعلى اليقين لابن برخان وما اجدر من شعر ابن الفارض والعفيف التلمساني، وأمثالهما أن يلحق بهذه الكتب، وكذا ابن الفرغاني للقصيدة التائية من نظم ابن الفارض فالحكم في هذه الكتب كلها وامثالها اذهاب اعيانها متى وجدت بالحريق بالنار والغسل بالماء الى اخر ما اجاب به وكذلك ابو زرعة الحافظ العراقي الشافعي اجاب بمثل ذلك لما سئل عنه وقال لا شك في اشتمال الفصوص المشهورة على الكفر الصريح الذي لا يشك فيه وكذلك الفتوحات المكية فان صح صدور ذلك عنه واستمر عليه الى وفاته فهو كافر مخلد في النار بلا شك الى آخر كلامه.
وكذلك قال العلامة ابن الخياط وشهاب الدين احمد بن ابي بكر بن علي الناشري وقد تكلم الذهبي في الميزان في ترجمة ابن عربي فقال صنف التصانيف في تصوف الفلسفة واهل الوحدة وقال اشياء منكرة ثم قال: واما كلامه فمن عرفه وفهمه على قواعد الاتحاد وعلم محط القوم وجمع بين اطراف عبارتهم تبين له الحق في خلاف قولهم وكذلك من أمعن النظر في فصوص الحكم وأنعم التأمل لاح له العجب، فان الذكي اذا تأمل في تلك الأقوال والنظائر والاشباه، فهو احد رجلين اما من الاتحادية في الباطن واما من المؤمنين بالله الذين يعدون اهل النحل من اكفر الكفر انتهى. وذكره في تاريخ الاسلام وذكر له خرافات مجربة.
قصيدة ابن القيم في تلخيص مذهب الاتحادية
وقد لخص العلامة ابن القيم مذهب الاتحادية في قوله:
وأتى فريق ثم قال وجدته ... هذا الوجود بعينه وعياني
وقد اوضح العلامة شرف الدين اسماعيل المقري مخازي ابن عربي في قصيدته المشهورة وبين فيها من المثالب ما لم يبينه غيره فان جماعة من أهل زبيد او هم من ليس نباهة ان ابن عربي عالي المرتبة ومطلع هذه القصدية:
ألا يا رسول الله غارة ثائر ... غيور على حرماته والشعائر
يحاط بها الاسلام مما يكيده ... ويرميه من تلبيسه بالفواقر
فقد حدثت بالمسلمين حوادث ... كبار المعاصي عندها كالصغائر
حوتهن كتب حارب الله ربها ... وغر بها من غر بين الخواطر
تجاسر فيها ابن العريبي واجترا ... على الله فيما قال كل التجاسر
فقال بأن العبد والرب واحد ... فربي مربوبي بغير تغاير
وانكر تكليفا اذ العبد عنده ... إله وعبد فهو انكار فاجر
وقال تجلى الحق في كل صورة ... تجلى عليها فهي احدى المظاهر
وانكر ان الله يغني عن الورى ... ويغنون عنه لاستواء المقادر
وخطأ الا من يرى الخلق صورة ... وهوية لله عند التناظر
ومنها:
وقال عذاب الله عذب وربنا ... ينعم في نيرانه كل فاجر
وقا بأن الله لم يعص في الورى ... فما ثم محتاج لعاف وغافر
وقال مراد الله وفق لأمره ... فما كافر الا مطيع الأوامر
ومنها:
وما خص بالايمان فرعون وحده ... لدى موته بل عم كل الكوافر
فكذبه يا هذا تكن خير مؤمن ... وإلا فصدقه تكن شر كافر
وأضاف الشوكاني: فمن رام العثور على مخازي ابن عربي وأهل نحلته فعليه بكتاب العلامة السماوي المسمى (القول المنبي عن مخازي ابن عربي) وقد ألف العلامة اسماعيل المقري كتابين في بيان ضلالات ابن عربي كتابا سماه (الذريعة الى نصر الشريعة) وسرد في ذلك كثيرا من مخازيه راجع الصوارم ص74ـ.70
ومن أفضل من أقام الحجة وبين انحرافات ابن عربي وتتبع كلامه من كتبه السقيمة الامام البقاعي وعزز كتابه بالأدلة وكلام علماء اهل السنة وكلام غيرهم واسماه (مصرع التصوف او تنبيه الغبي في تكفير ابن عربي).
خلاصة القول
قال البقاعي:
وبعد فاني لما رأيت الناس مضطربين في ابن عربي المنسوب الى التصوف الموسوم عند اهل الحق بالوحدة ولم أر من شفى القلب في ترجمته وكان كفره في كتابه الفصوص اظهر منه في غيره احببت ان اذكر منه ما كان ظاهرا حتى يعلم حاله فيهجر مقاله ويعتقد انحلاله وكفره وضلاله وانه الى الهاوية مآبه ومآله. تنبيه الغبي ص.18
حكم من يعتقد و يعتذر او ينتسب لمذهب ابن عربي:
ختاماً: قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو يتكلم عن (الاتحادية) ـ (ويدخل في كلامه ايضا اهل البدع كلهم):
(ويجب عقوبة كل من انتسب اليهم، او ذبّ عنهم، او اثنى عليهم، او عظم كتبهم، او عرف لمساعدتهم ومعاونتهم، او كره الكلام فيهم، او اخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدري ما هو، او من قال انه نصف هذا الكتاب؟ وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها الا جاهل او منافق، بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم، فان لقيام على هؤلاء من أعظم الواجبات، لأنهم افسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادا ويصدون عن سبيل الله، فضررهم في الدين اعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم ويترك دينهم كقطاع الطريق، وكالتتار الذين يأخدون منهم الأموال ويبقون لهم دينهم ... ) أهـ
(مجموع الفتاوى (132/ 2))
يقول الباحث د. عبد الوهاب المسيري:
(ومما له دلالته ان العالم الغربي الذي يحارب الإسلام، يشجع الحركات الصوفية، ومن اكثر الكتب انتشارا الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين بن عربي واشعار جلال الدين الرومي.
وقد اوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربة بتشجيع الحركات الصوفية. فالزهد في الدنيا والانصراف عنها وعن عالم السياسة يضعف ولاشك صلابة مقاومة الاستعمار الغربي .. )
اللهم اني قد بلغت، اللهم فاشهد، واللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/420)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 09:48 م]ـ
#88 02 - 06 - 06, 05:49 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا ردٌّ للشيخ حمد العثمان نشره في جريدة القبس
مقالات ابن عربي الإلحادية وأقوال العلماء فيه
بقلم الشيخ: حمد بن إبراهيم العثمان
24/ 05/2006
أعتقد ان طالب العلم يحتاج إلى عناء كثير للوقوف على ضلالات ابن عربي الإلحادية، وتبيين انه طود عظيم في الضلالة إلا من أزاغ الله قلبه واتبع هواه بغير هدى من الله.
وأعتقد ان الحكمة تقتضي بيان بعض كبرى ضلالاته، لأن استقصاءها هدر للأوقات في أمر مفروغ من عند أهل التوحيد والسنة، فإن الأمر كما قال العلماء: لا يذهب الزمان في مماشاة الجهال، فإن ذلك لا آخر له.
وحسبي هنا ان أسوق بعض الضلالات فهي كافية في بيان حقيقة زيغ الرجل:
ابن عربي يرى فرعون مؤمنا:
فرعون رمز الكفر والظلم والجبروت، ولقد ذكر الله عنه ما ادعاه من الألوهية لنفسه حيث قال 'ما علمت لكم من إله غيري'، وقال 'أنا ربكم الأعلى'، وكفره لا يحتاج إلي فإنه معلوم لدى العامة والخاصة من المسلمين، قال تعالى 'إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا' فالآية صريحة في ان الله أهلكه بعذاب وبيل، وقال تعالى 'فأخذه الله نكال الآخرة والأولى' وأخبر الله انه يعذب في قبره، وان عذابه في الآخرة أشد من عذاب البرزخ، قال تعالى 'النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب'.
أما ابن عربي فيرى عكس ذلك تماما عافانا الله، حيث قال 'قرة عين لفرعون بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق، فقبضه طاهرا مطهرا ليس فيه شيء من الخبث، لأنه قبضه عند إيمانه قبل أن يكتسب شيئا من الآثام، والإسلام يجب ما قبله' (فصوص الحكم ص: 187 - 188).
ابن عربي حلولي
يجوز عبادة الحجارة
من أخبث العقائد اعتقاد ابن عربي الحلولية، وهو أن الله حل في كل شيء، في الحيوانات، والبشر، والحجر، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، ولذلك تفرع عن هذا الاعتقاد ان من عبد الحجر فقد عبدالله لأن الله حل في الحجر، عافانا الله.
يقول ابن عربي مبكتا نوحا عليه السلام في أمر قومه بترك عبادة الحجارة والأصنام ما يلي: فقالوا في مكرهم 'وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا' (نوح: 23)، فإنهم إذا تركوهم جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء، فإنه للحق في كل موجود وجه يعرفه من عرفه، ويجهله من جهله' (فصوص الحكم ص: 57).
وقال ابن عربي أيضا: 'فما عبد غير الله في كل معبود، فالأدنى من تخيل فيه الألوهية، فلولا هذا التخيل ما عبد الحجر ولا غيره' (فصوص الحكم ص: 56).
فابن عربي يرى أن نوحا عليه السلام قد مكر بقومه لما أمرهم بتوحيد الله وترك عبادة الأصنام، وان من عبد الحجر فقد عبدالله لأن الله قد حل في الأصنام، فعلى هذا لا يكون مشروكو قريش كفارا، بل كانوا موحدين مؤمنين، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
أهل النار ينعمون في النار
عذاب الكافرين في النار أبدي سرمدي، لأن خطيئة الشرك لا يكفرها شيء، والله عز وجل أخبر بذلك عن دوام عذابهم وتألمهم فقال سبحانه 'لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها'، والله عز وجل يبدل جلود الكافرين في النار ليتجدد لهم العذاب، قال تعالى: 'كلما نضجت جلودهم بدلناها جلودا غيرها ليذوقوا العذاب'.
أما ابن عربي فيرى ان أهل النار ينعمون في النار وكأنها دار نعيم لا دار جحيم، يقول ابن عربي: 'وأما أهل النار فمآلهم إلى النعيمِ ولكن في النار, إذ لابد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب أن تكون بردا وسلاما على من فيها، وهذا نعيمهم.
فنعيم أهل النار بعد استيفاء الحقوق نعيم خليل الله حين ألقي في النار، فإنه عليه السلام تعذب برؤيتها وبما تعود في علمه وتقرر من أنها صورة تؤلم من جاورها من الحيوان وما علم مراد الله فيها، ومنها في حقه'. (فصوص الحكم ص: 154).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/421)
فلا إله إلا ما أضل هذا الرجل حيث شبه ما أصاب إمام الموحدين إبراهيم عليه السلام من ابتلاء بنار أوقدها بشر من عبدة الأصنام وأطفأها الله، بما يصيب أهل الشرك والأوثان من نار العزيز الجبار التي لا يطفئها أحد أدا، قال تعالى: 'لابثين فيها أحقابا'، لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا'.
واكتفي بهذ النقولات الشنيعة عن ابن عربي وأترك الكثير منها طلبا لصيانة فطر الناس عن قراءة مقالات الإلحاد.
أقوال العلماء في ابن عربي:
ألف العلامة برهان الدين البقاعي (ت: 885 ه) كتابا في ذلك سماه 'تنبيه الغبي الى تكفير ابن عربي'، ونقل نقولات كثيرة من تكفير العلماء لابن عربي، وكذلك العلامة الفاسي المكي رحمه الله في العقد الثمين اقوال العلماء في تكفير ابن عربي.
ولعلي هنا اورد بعض تلك النقولات:
- نور الدين البكري الشافعي، قال في مقالات ابن عربي: 'فصاحبها العن واقبح من ان يتأول له ذلك، بل هو كاذب فاجر، كافر في القول والاعتقاد، ظاهرا وباطنا، وان كان قائلها لم يرد ظاهرها فهو كافر بقوله، ضال بجهله، لا يعذر في تأويله لتلك الالفاظ، الا ان يكون جاهلا بالاحكام جهلا تاما عاما، ولم يعذر في جهله بمعصيته لعدم مراجعته العلماء'. العقد الثمين سراج الدين البلقيني: قال الحافظ بن حجر رحمه الله، انه ذكر لمولانا شيخ سراج الدين البلقيني شيئا من كلام ابن عربي المشكل، وسأله عن بن عربي، فقال له شيخنا البلقيني: 'هو كافر' (العقد الثمين 178/ 2).
- تقي الدين السبكي: قال في ابن عربي 'ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي واتباعه فهم ضلال جهال خارجون عن طريقة الاسلام، فضلا عن العلماء' (العقد الثمين 178/ 2 - 188).
- أبو زرعة العراقي: قال عن ابن عربي وكتبه 'لاشك في اشتمال الفصوص المشهورة على الكفر الصريح الذي لا يشك فيه، وكذلك فتوحات المكية، فإن صح صدور ذلك عنه، واستمر الى وفاته فهو كافر مخلد في النار بلاشك'.
(تنبيه الغبي ص 52، العقد الثمين (2/ 190).
- العز بن عبدالسلام: قال عن ابن عربي: 'شيخ سوء وكذاب يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا'. (الوافي بالوفيات 4/ 174).
- الحافظ الذهبي: قال عنه: 'ومن اردأ تواليفه كتاب الفصوص فإن كان لا كفر فيه، فما في الدنيا كفر' (سير اعلام النبلاء 23/ 48 - 49).
- الحافظ المزي: قال عن كلمات ابن عربي: 'ينبو عنه السمع، ويقتضي الكفر، وبعض كلماته لا يمكن تأويلها'.
- زين الدين الكتاني الشافعي: قال عن كلمات ابن عربي: 'ومن صدق المذكور في هذه الامور أو بعضها مما هو كفر، ويأثم من سمعه ولم ينكره اذا كان مكلفا، وان رضي به كفر والحالة هذه'.
(العقد الثمين 174/ 2 - 175).
فالحاصل مما تقدم ان ابن عربي طود عظيم في الضلالة.
والله اعلم.
حمد بن إبراهيم العثمان
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 09:52 م]ـ
#89 02 - 06 - 06, 06:04 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا رد للأخ عبداللطيف العتيقي على عبدالغفار
الرد الخفيف .. على ابن شريف
كتب ابن عربي وابن الفارض لا تحوي إلا ما يخالف الكتاب والسنة
02/ 06/2006
بقلم: عبداللطيف سيف العتيقي
أشكر الاخ الدكتور محمد عبدالغفار الشريف على عواطفه النبيلة واطرائه الجميل في رده على مقالي السابق الذي نشر في 'القبس' بعنوان 'الى الدكتور محمد عبدالغفار مع التحية'.
اقول وبالله التوفيق وعليه التكلان واليه الانابة ان الدين والدنيا دار سباق الى اعلى المعالي، فينبغي لذي الهمة ألا يقصر في شوطه، فان سبق فهو المقصود وان كبا جواده مع اجتهاده فانه لا يلام. عصرنا اليوم عصر تفتح ومنطق وادراك وتقدير حساب للنتائج عند غالب الناس، فلم يعد ينفع مع الاساليب والطرق المعقدة او السطحية او الخيالية، كما لا بد من الادب واحترام الرأي الآخر ما لم يصل الامر الى حد العناد والكفر والعياذ بالله؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/422)
واذا صدقت النوايا مع الله سبحانه وتعالى ومجاهدة النفس على ترك المنكرات والخزعبلات والخرافات فعسى الله ان يهدي القلوب فيصدق ايمانها ويصفو التوحيد الخالص لله تبارك وتعالى، يقول الحق جل في علاه 'يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين' سورة التوبة 119،
داعين الله العلي القدير ان يجنبنا الفرقة واختلاف الرؤى لانه يؤدي الى المخالفة والفرقة وهو طريق الى مخالفة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، يقول الحق تبارك وتعالى 'ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، واولئك لهم عذاب عظيم' سورة آل عمران، وفي سورة اخرى 'ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون'. سورة الانعام، وكذلك في سورة الاعراف 'اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون'.
مصادرنا التي عليها نعتمد
نقول ان القرآن واضح لا لبس فيه واحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم واضحة جلية اذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم 'عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ' صحيح الجامع الصغير 2549.
ومعنى السنة هنا الطريقة والنهج المستقيم الذي لا لبس فيه. يقول ربنا الكريم 'وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون' سورة الانعام. نعم الطرق السنية واضحة ليس لنا من مصادر اخرى نستمد منها كدلائل وقرائن الا في كتاب الله 'القرآن العظيم' وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. وهذا هو طريق سلفنا الصالح.
دور العقل
اخي الدكتور محمد عبدالغفار ... لنكن صرحاء .. بلا مواربة.
الاسلام هو الدين الذي اعلى من شأن العقل، وعده اداة صالحة للتعرف الى الحقائق وعلى رأسها الايمان بالله وبقدره ووجدانيته وهو الدين الذي طلب من الانسان ان ينطلق الى الايمان من الدليل والبرهان.
المطلوب ان تتوحد القلوب على اصول الاسلام الصحيح التي لا يكون المسلم مسلما الا بها وان ينظر الجميع فيما وراء ذلك نظرة من لا يبتغي الغلب او الغلبة، ولكن يبتغي الحق والمعرفة الصحيحة. ومالنا ننشغل بغير طريق الحق والهدى اعتمادا على مناهج الطرق الصوفية.
ابن عربي وابن الفارض
لقد اطلعت يا دكتور على كتب ابن عربي والفارض وهما من اعمدة المدارس الصوفية ولم اجد في الحقيقة الا ما يخالف القرآن الكريم وسنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما ولم نقرأ لاحد من الصحابة وهم سلفنا باتباع مناهج الطرق الصوفية.
لقد قرأت جيدا عقيدة 'وحدة الوجود' لابن عربي او الاتحاد بين الخالق والمخلوق او حلول الرب فيه وهو قول شيطاني قديم تسرب للمنتسبين للتصوف والملل الاخرى الضالة المضلة وكلها من مصادر دخيلة على الاسلام كالافلاطونية والزرادشيتية والمجوسية والهندوسية والجينية والبوذية واخيرا النصرانية راعية التثليث والشرك العظيم، وقد ترتب على هذه العقيدة الفاسدة عند المتصوفة واتباعهم نتائج سيئة وانحراف خطير، اذ كيف يكون لا فرق بين الخالق والمخلوق والرب والعبد وان الكل شيء واحد وذات واحدة، تعالى الله علوا كبيرا عما يصف به الضالمون.
وتعالوا نستدل برأي الذهبي الذي يرى باقوال ابن عربي من الكفر الصريح، وقد كتب عنه في كتاب 'تاريخ الاسلام' بعد خط الحافظ سيف الدين ابن المجد على الحريري: فكيف لو رأى الشيخ كلام ابن عربي الذي هو محض الكفر والزندقة لقال به: هذا الدجال المنتظر ولكن كان ابن عربي منقطعا عن الناس انما يجتمع به آحاد الاتحادية وهو زعيم 'وحدة الوجود' ولا يصرح بامره في حياته لاحد ولم تشتهر كتبه الا بعد موته.
يقول الشيخ القدوة الصالح ابراهيم بن معضاد الجعبري عن ابن عربي 'انه يؤمن بقدم العالم ولا يحرم فرجا'.
الطواف حول القبور
ثم هلم بنا نزور تلك القبور في المساجد، حيث الحقيقة المجردة ولا تحتاج الى مؤلفات وكتب تدعو الى الاسلام المزيف على امور يندى لها الجبين خجلا، وتعالوا نشاهد الحقيقة في الميدان، حيث الطواف على القبور وما يتلفظ به الطائفون حول القبور من ادعية وتوسلات يرجون اجابة الدعوة من الاموات، نقول اين الله العلي القدير القائل في كتابه الكريم 'اذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون'.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/423)
'قل ادعوا الرحمن ايا ما تدعون فله الاسماء الحسنى'.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
نعود الى الطواف حول القبور والتزاحم والنذور والذبح لغير الله والزحف والسجود وافعال ما انزل الله بها من سلطان وتحتاج الى تصوير وثائقي شاهد على الخرافات والخزعبلات وانواع العبادات التي لا تمت إلى الاسلام بصلة!.
نقول من هو المستفيد من هذه الترهات؟ انهم سدنة الاضرحة ومحترفو الدجل وحراس القبور الذين يكدسون الاموال الطائلة من حساب هؤلاء المغفلين في كل عا م ومواسم بعد مواسم واحتفالات بعد الاحتفالات ولا يقف سيل الاموال مع فوائد اخرى طوال العام كله.
وليت هذا يقف عند حده، بل ان هؤلاء السدنة يحتلون مكانة عظيمة في نفوس الوجهاء والوزراء والمسؤولين ما لا يصفه الواصفون من الغرائب والعجائب ما يحتاج الى مجلدات، نقول .. لا ينفع الكتب والمقالات والدفاع عن الطواف حول الاضرحة او الدفاع عن الصوفية وغيرها من الملل الضالة الا ان تشاهد وتستعمل المعاينة النافية للجهالة حتى تتأكد بنفسك على الواقع المؤلم لما وصل اليه الاسلام والمسلمون والاسلام بريء من هذا كله.
ولو انك دققت على واقع الاحداث لاكتشفت ان هذه الخزعبلات والخرافات ما هي الا نتيجة البعد عن جوهر الدين الاسلامي وهو الاستدلال بالكتاب 'القرآن الكريم' والسنة المطهرة من لدن رسول الرحمة والهدى صلى الله عليه وسلم.
ان خير الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وان شر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة صاحبها في النار .. نعوذ بالله من اهوال النار .. وبهذا القدر اكتفي والحمدلله رب العالمين.
تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي
ابن عربي هذا هو سيد الصوفية ومعلمهم، ولنقرأ جزءا من كتاب 'تنبيه الغبي الى تكفير ابن عربي' للعلامة برهان الدين البقاعي: 'ينبغي ان يعلم اولا ان كلام ابن عربي دائر حول الوحدة المطلقة وهي انه لا شيء سوى هذا العالم وان الاله امر كلي لا وجود له الا في ضمن جزيئياته ثم انه يسعى في ابطال الدين من اصله بما يحل به عقاذء اهله بان كل احد على صراط مستقيم وان الوعيد لا يقع منه شيء وعلى تقدير وقوعه فالعذاب المتوعد به انما هو نعيم وعذوبة ونحو ذلك!.
وان حصل لاهله ألم فهو لا ينافي السعادة والرضا كما لم ينافها ما يحصل من الآلام في الدنيا، وهذا يحط عند من له وعي على اعتقاد انه لا اله اصلا وانه ما ثم الا ارحام تدفع وارض تبلع وما وراء ذلك شيء!.
ثم اني يا دكتور استغرب كيف تقول بالخط العريض ان الخلاف حول شخصية ابن تيمية، رحمه الله، اكثر من الخلاف حول شخصية ابن عربي .. !!. اقول كيف يهون عليك ان تستمد علمك ودينك بهذه العبارات المنقولة من فم الباحث الايراني محسن جهانكير؟! 'استاذ الفلسفة في جامعة طهران' ..
وجهانكير هذا نفسه يعترف من خلال بحوثه عن ابن عربي بقوله: 'وبعضهم من قال انه عديم الايمان والدين وفاسق وكافر وفاجر مكذب بجميع الكتب والرسل .. هذا قول الباحث الايراني جهانكير ... !.
التقليد والتعصب
لقد ذم القرآن الكريم التقليد والتعصب الاعمى وهو ان تتبع غيرك من غير وعي ولا تفكير يقول الحق تبارك وتعالى 'واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله، قالوا بل نتبع ما الفينا عليه آباءنا او لو كان اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون' (سورة البقرة 170).
وارجو الا يؤخذ مقالي هذا قاصدا به الدكتور محمد عبدالغفار الشريف بل اتوجه به لكل من استهوته العصبية العمياء عن رؤية الحقيقة الناصعة. واني استغرب من كثير من المثقفين الواعين والباحثين عن الحقيقة بلا عصبية او انقياد بلا وعي، عندما يكتبون دفاعا عن المتصوفة والصوفية والطرق الاخرى عدم التزامهم بالدلائل والقرائن الواضحة او النزول الى ساحات الميدان ليشاهدوا بأم اعينهم كيف تستباح العبادات الاسلامية ويتم تشويه صورة الاسلام والمسلمين عيانا امام الفضائيات والصور الوثائقية واخبار الوكالات لتأكيد ان هذا هو الاسلام!! وان هذه العبادات الاسلامية لا فرق بينها وبين العقائد الباطلة من انواع الشرك المفضي الى الخروج من ملة الاسلام الصحيح.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 09:58 م]ـ
#90 09 - 06 - 06, 02:05 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/424)
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا رد للشيخ فيحان بن سرور المطيري على حمد السنان نشره اليوم في جريدة الوطن
تحذيرات وتنبيهات حول محطات حمد سنان
ضمن توالي ردود الفعل بين اهل العلم على قضية الصوفية والتصوف والطواف بالقبور وما افتى به د. محمد عبدالغفار الشريف آنفا عبر برنامج الحياة عبادة وما قدمه الشيخ حمد سنان من تحذيرات وتنبيهات في محطات نشرت من قبل في جريدة «الوطن»، ارسل الينا الشيخ فيحان بن سرور الجرمان دراسة تحت عنوان: «تحذيرات وتنبيهات حول محطات حمد السنان» وعملاً بحرية النشر وتقبل الرأي الآخر ننشرها فيمايلي:
بقلم الشيخ: فيحان سرور المطيري
الحمد لله رب العالمين وبعد ..
فقد اطلعت في جريدة الوطن لعدد يوم 2006/ 5/20 على محطات حمد السنان التي لا يصلح للعاقل فضلاً عن المؤمن الوقوف عندها، ولا التزود منها، لانها اسست على بنيان جرف هار، ولم تقم على اسس صحيحة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هي «كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئاً» .. واني والله اشفق على صاحب المحطات اشفاقاً، وليته ظل على حياته واستمر على سكوته، ولكن كما قال الشاعر:
تحنى عليك النفس من لاعج للهواء ... وكيف تحنيها على من يهينها
ولي معه عدة تنبيهات:
اولاً: قال حمد السنان في احدى محطاته: «وتقديس الرجال وهي طامة الطامات، ومعضلة المعضلات ويرجع تقديس الرجال الى الانبهار بالاشخاص والالقاب، وعدم تصور طروء الغلط على غالب اقوال متبعيهم». انتهى كلامه.
قلت: فهو يظهر التألم والاسف، مبيناً ان الغاء الرأي الآخر سببه تقديس الرجال، فإذا كان هذا تألمه، فما باله يناقض قوله، ولم يستفد من هذه الجمل التي نمقها سوى العناء، كاللتي نقضت غزلها بعدما نظمته ورتبته ولحكمته، والدليل على تناقضه قوله: (افتى الشيخ الدكتور محمد في حكم الطواف بالقبور بالحرمة، ثم حرفت الفتوى كالعادة من مجهول بالجواز) انتهى كلامه
قلت: فها هو يتناقض واعرض عن تأصيلاته، لانها مجرد اقوال منمقة، وليست عن اعتقاده، فنجده الغى الرأي الآخر، واعتبره محرفاً واعرض عنه بأدلته الموافقة للكتاب للكتاب والسنة، مع ان الفتوى لم تحرف، لكن تقديسه للرجال وانبهاره بالاشخاص والالقاب التي يحذر منها هي التي جعلته يعتقد ان الفتوى محرفة، وذلك لعدم تصور طروء الغلط على الدكتور. فلا ينبغي لك ان تنهى عن خلق وتأتي مثله.
يا صاحب المحطات ان الفتوى لم تحرف، وسأذكرها بالنص، قال الدكتور محمد عبدالغفار في برنامج الحياة عبادة: (يقولون الطواف شرك - اي طواف القبر - اذا كان الطواف عبادة اللي يطوف حول الكعبة يعني يعبد الكعبة هذا المفروض، ولما يطوف حول القبر يعني يعبد القبر، اذن اللي يطوف حول الكعبة يعبدالكعبة، يقولون هذا مشروع وهذا غير مشروع) انتهى كلامه.
وضع خطوطاً تحت جملة (يقولون هذا مشروع وهذا غير مشروع)، وللدكتور محمد اقوال شبيهة بمثل هذا القول واكتفى بهذا .. فلا اعلم هل صاحب المحطات يجهل او يتجاهل الفتوى ام هو يتكلم في شيء لم يحط به علماً ام لاجل اثارة نقع الفتن ام هو الانبهار بالالقاب والاشخاص.
ثانياً: قال حمد السنان (لماذا يتحول النقاش في مسألة علمية الى قضية عاطفية .. ؟! واظن ان البعض يعتقد ان المخالفة بالاقوال مساس بالرجال، وذلك غلط فاحش) انتهى كلامه
قلت: ما اجمل هذا الكلام لو استقام عليه وعمل بما فيه، (يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون)، فسرعان ما ناقض كلامه وانسل منه فهو الذي حول النقاش في المسألة العلمية الى قضية عاطفية واعتبره مساساً بالدكتور فيا عجباً من هذا الرجل فلم يأمر بأمر الا خالفه ولا نهى عن شيء الا ارتكبه مع رميه لغيره وهم سالمون منه، فالذي رميتهم بالتحريف بقولك (ثم حرفت الفتوى كالعادة من مجهول بالجواز) ذلك لاعتقادك ان المخالفة بالاقوال مساس بالرجال وتطاول عليهم، فهم ولله الحمد ناقشوا المسألة نقاشا علمياً من غير عاطفة وفق ما جاء بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة من الصحابة والتابعين، ومرتكزين على قول الائمة (كل يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب القبر عليه الصلاة والسلام) فعندهم تأصيل اصيل وهو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/425)
الكتاب والسنة لا اقوال الرجال المجردة من الوحيين.
ثالثا: المتتبع لمحطات حمد السنان يجد نفسه بين لغو وهذر في الكلام، وبين تناقض وتدليس وانتصار لشيخه ولمذهبه، وان تأصيلاته من فضول الكلام وليست من حقائقه، لانها دعوة مجردة لانها لو كانت تأصيلات يؤمن بها ويعتقدها ما خالفها، والدليل على ذلك انه دلس على الناس فقال: (وانظر ما يقوله الامام الاصولي الشاطبي في كتابه العظيم - الاعتصام - دفاعاً عن الصوفية وتبرئة من تطاول الجهال قال: (ثم ظهرت البدع وادعى كل فريق منهم زهاداً وعباداً فانفرد خواص اهل السنة المراعون انفسهم مع الله الحافظون قلوبهم عن الغفلة باسم «التصوف» أ. هـ، ثم قال معلقاً: (فانظر كيف جعل الامام الشاطبي الصوفية هم هواص اهل السنة .. انتهى كلامه
قلت: فإن ما نقله ليس من كلام الشاطبي رحمه الله وانما هو من كلام ابي القاسم القشيري احد اقطاب الصوفية، ولذلك قال الشاطبي (حتى زعم مذكرهم .. وعمود نحلتهم ابو القاسم القشيري ... ) ثم ذكر كلامه، فحمد السنان بتر بعض الجمل مع اسم القائل ثم نسبها الى الشاطبي افتراء عليه.
فلماذا ناقضت نفسك واعرضت عن تأصيلاتك، واوهمت القراء ان هذا من قول الشاطبي، الست انت القائل «لماذا يتحول النقاش في مسألة علمية الى قضية عاطفية»، فمن هو الذي حول النقاش الى قضية عاطفية؟! اليس بتر الكلام يدل على تعاطفك، الست انت القائل (افتى الشيخ الدكتور محمد في حكم الطواف بالقبور بالحرمة ثم حرفت الفتوى كالعادة من مجهول بالجواز). فلماذا حرفت كلام الشاطبي عن حقيقته ونسبت الكلام الى غير اهله؟! فمن هو المحرف كالعادة؟!
ان الحق يا حمد السنان لمر وثقيل وليس هو بالامر الهين، بل هو كبير على النفوس الا على الذين هداهم الله.
رابعاً: قال حمد السنان (لست صوفياً وان شرفني ان انسب اليها او اصنف من متبعيها او موافقيها، كيف لا ولهم من المناقب والمحامد ما ينحدر عنه السيل ولا يرتقي اليه الطير؟» انتهى كلامه
اقول كما قال تعالى: (كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذباً)، الصوفية دخيلة على الاسلام والتصوف كلمة لم تعرف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وما قبض حتى كمل الدين، قال تعالى: (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) قال ابو بكر الجزائري «ان التصوف اما ان يكون هو الاسلام او يكون غيره فإن كان غيره فلا حاجة لنا به، وان كان هو الاسلام فحسبنا الاسلام، فإنه الذي تعبدنا الله به».
ولم تعرف كلمة التصوف كذلك على عهد الصحابة، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، واياكم ومحدثات الامور فإن كل محدثة بدعة .. ) رواه ابو داود، ولم تعرف على عهد التابعين ولم يكن في القرون المفضلة من يسمى بالمتصوف، ولم تظهر الا في اواخر القرن الثاني الهجري، ولم يدركها ابو حنيفة ومالك رضي الله عنهما واما الشافعي فقد ادرك شيئاً من ظهور التصوف وكان من اشد الناس انكاراً عليهم، فقد قال عنهم (لو ان رجلاً تصوف اول النهار لا يأتي الظهر حتى يصير احمقاً» وقال ايضاً: ما لزم احد الصوفيين اربعين يوماً فعاد عقله ابداً، وقال الشافعي ايضا ًعندما سافر الى مصر: (تركت بغداد وقد احدث الزنادقة شيئاً يسمونه السماع) يعني الغناء والرقص، ومازالوا الى يومنا هذا يترنحون ويتمايلون بأذكار غير شريعة، مع خروج اللعاب والزبد من اشداقهم، وكذا ضرب الشيش ويعتبرونه ديناً، تباً لهم ولمن ناصرهم والصوفية لا ترغب في الاخذ من الكتاب والسنة الا ما اشرب من هواهم، بل العلم عندهم: حدثني قلبي عن ربي. وهذا ابو يزيد البسطامي الذي مات سنة 261هـ قال: اخذتم علمكم ميتاً عن ميت، واخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت، يقول امثالنا: حدثني قلبي عن ربي، وانتم تقولون حدثني فلان واين هو؟ قالوا: مات، عن فلان واين هو؟ قالوا: مات) الفتوحات المكية 365/ 1، وهذا الجنيد يقول: (ما اخذنا التصوف عن القيل والقال) طبقات السلمي ص 158، وعندهم الكشف: وهو انكشاف حجاب القلب، ورؤية اشياء من القلب، والاتصال بالرسول، ومعرفة الحديث منه مباشرة.
واليك يا اخي القارئ لمحات من الوجه المظلم للتصوف حتى تقف وتحكم بنفسك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/426)
1 - قال ابو طالب المكي صاحب كتاب قوت القلوب: (ليس على المخلوق اضر من الخالق).
2 - قال ابو الحسن النووي (انا اعشق الله والله يعشقني).
3 - وهذا ابن عربي صاحب الفصوص الذي اثنى عليه الدكتور محمد عبدالغفار الشريف بأنه طود شامخ ويلقبه بالشيخ الاكبر: (يعتقد ان الله اعطى لفرعون الايمان، فقبضه طاهراً مطهراً، ليس فيه شيء من الخبث، لانه قبضه عند ايمانه قبل ان يكتسب شيئاً من الآثام والاسلام يجب ما قبله ص.118
4 - وعندهم الحلول: اي ان الله حال في كل شيء، ووحدة الوجود: اي ان كل مافي الوجود هو الله، وهذا ما يعتقده ابن عربي وغيره من الصوفية حتى ان ابن عربي قال: الذين عبدوا العجل انما عبدوا الله. ذكره في كتاب الفصوص.
5 - قال الحلاج: (انا الحق، وصاحبي واستاذي ابليس وفرعون).
6 - قال ابن عربي: علماء الرسوم (الشريعة) يأخذون خلفاً عن سلف، والاولياء يأخذون عن الله ما القاه في صدورهم.
7 - وقال التلمساني وهو احد ائمة الصوفية: (القرآن شر كله وانما التوحيد في كلامنا).
8 - وقال التيجاني: (خضنا بحراً وقف الانبياء بساحله).
9 - وقال الشهراني: (لا يبلغ الرجل منازل الصديقين حتى يترك زوجته كأنها ارملة واولاده كأنهم ايتام ويأوى الى منازل الكلاب).
خامساً: قال حمد السنان: (فالاجماع الذي ذكرت شبه منعقد بالادلة والبراهين على القول الراجح بأن الطواف على القبور حرام خلاف لمن قال بأن الطواف حول القبور شرك .. وهو قول ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب .. ) انتهى كلامه.
اقول والله ثم والله ما قالوا هذا القول على اطلاقه بأنه شرك مطلقاً من غير تفصيل بل قولهم هو ما عليه اهل السنة والجماعة بأن الطواف حول القبور محادة لله ورسوله، ويجب التحذير منه، فإن كان بفعله هذا يدعو الله عز وجل فهذه بدعة منكرة ووسيلة الى الشرك والكفر، اما ان كان بطوافه يدعو الاموات ويتقرب اليهم بأنواع القربات ويسألهم فهذا يرونه من الشرك الاكبر المحبط للاعمال، اما مسألة تكفير المعين فأهل السنة والجماعة يفرقون بين الفعل والفاعل، والقول والقائل، فالافعال والاقوال قد تكون شركاً وكفراً اكبر، بخلاف الفاعل او القائل فلابد من ان تتوفر فيه الشروط وتنتفي عنه الموانع مع اقامة الحجة والبينة مثال ذلك (الرجل الذي قال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح) فلا يكفر هذا الرجل لاحد الموانع التي تمنع من تكفيره، وهو الخطأ وعدم القصد لكن قوله كفر اكبر، فلا يلزم من عدم تكفير الرجل صحة قوله، وقس على ذلك الافعال.
اما قولك ان الاجتماع شبه منعقد بالادلة والبراهين على القول الراجح ان الطواف بالقبور حرام فهذا كما ذكرت تدليس منك ايضاً فإن لفظ الحرام في الاسلام يتفاوت بحسب المحذور، فتقبيل المرأة الاجنبية ليس كالزنا، فالحرمة تتفاوت، وعقوق الوالدين اثمه اشد من هجر المسلم .. الخ، فالحرام يتفاوت، فمنه ما يعد من الكبائر، ومنه ما يعد من الصغائر، فقولك حرام على الاطلاق فهذا فيه تدليس وتهوين للطواف حول القبور والله اني لك من الناصحين لا تنقل عن شيخ الاسلام ابن تيمية لانك لست من قراء كتبه، ولا تفقه ما يقول، ولو قرأت كتبه بانصاف وتجرد عن الهوى والتعصب الاعمى لنقض ما عندك من تأصيلات فاسدة.
سادساً: قال حمد السنان وهو يوجه نصيحة للدكتور جاسم مهلهل ولجميع المسلمين وهي دعوة عامة منه للاطلاع على كتاب (داعية وليس نبياً) لحسن بن فرحان المالكي.
هذه الدعوة من حمد السنان تظهر حقيقة منهجه الذي ينتسب اليه ولطالما اخفاه عن الناس ويحاول جاهدا ولو من بعيد ان يجعل الناس يعتنقون هذا المنهج الصوفي الباطني ويصدهم عن سبيل اهل السنة والجماعة بالشبه وباقوال اهل البدع الذين يتبعون المتشابه من القول ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، ولكن الله سبحانه وتعالى يظهر ما يبطن العبد ولو بلحن القول وفلتات اللسان كما قال تعالى: (ام حسب الذين في قلوبهم مرض ان لن يخرج الله اضغانهم ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم اعمالكم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/427)
وسأذكر بعض ما قرره حسن المالكي في رسائله (الصحابة بين الصحبة اللغوية والصحبة الشرعية). (قراءة في كتب العقائد)، (محمد بن عبدالوهاب داعية اصلاحي وليس نبيا) وقد رد العلماء على هذه الرسائل المشبوهة، فقد رد عليه العلامة المحدث عبدالمحسن العباد بكتاب اسماه (الانتصار للصحابة الاخيار) وبكتاب اخر (الانتصار لاهل السنة والحديث) كلاهما في رد اباطيل حسن المالكي، وكذلك رد الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في كتاب اسماه (دحر افتراءات اهل الزيغ والارتياب عن دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب). وكذلك رد عليه الشيخ عبدالعزيز بن فيصل الراجحي بكتاب اسماه (قمع الدجاجلة الطاعنين) وغيرهم من اهل العلم.
ومن جملة ما قال وقرره:
قدحه في أفضلية ابي بكر واحقيته في الخلافة
قدحه في خلافة عمر وعثمان
قدحه في احاديث صحيحة بعضها في الصحيحين
زعم ان اهل السنة مجسمة ومشبهة
ثناؤه على المأمون الذي نصر المبتدعة وآذى أهل السنة وذمه للمتوكل الذي نصر السنة وانهى المحنة
زعم ان قاعدة (إتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الامة) باطلة وانها بدعة.
زعم ان ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن كثير نواصب
زعم ان اهل السنة والجماعة وسعوا جانب العقيدة، مع التشدد على المخالفين، فادخلوا مباحث الصحابة .. والدجال والمهدي .. والمسح على الخفين واصبح المخالف في شيء من ذلك مبتدعا عندهم.
ويجدر بالذكر الاشارة الي التناقض والتفنن بالتدليس عند حمد السنان، فقد قال ناصحا د. جاسم مهلهل: (بمناسبة اطلاعك على مؤلفات الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب ادعوك للاطلاع على كتاب «داعية وليس نبيا» للاستاذ حسن بن فرحان المالكي) فنجده يصف محمد بن عبد الوهاب بالمجدد، ثم يحيل بمكر وخداع الى كتاب يطعن فيه، فمثله كمثل الذي يضع السم في العسل.
واخيرا: يحذر حمد سنان من اثارة الفتن، ويلمز بان الذين ردوا على عبدالغفار الشريف هم من يثير الفتن، والحق انكم انتم من يثيرها ابتداء عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة التي اصبحت بايديكم، فانتم من هون مسألة القبور امام العامة. وانتم من اثنى على ابن عربي الزنديق، وانتم من هون دراسة العقيدة، واهل السنة حماة للعقيدة، جندوا انفسهم للدفاع عن السنة، وكشف شبه المبطلين الذين يثيرونها الفينة بعد الفينة.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 10:01 م]ـ
#91 09 - 06 - 06, 02:18 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا رد للشيخ حمد العثمان نشره اليوم في جريدة القبس بخصوص ابن عربي
الانتصار لابن عربي
المدافعون عنه أنصار للبدع المغلظة
بقلم: د. حمد بن ابراهيم العثمان
09/ 06/2006
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن السني لا يمكن ان ينتصر للبدع والمبتدعة، وانما ينتصر للسنة ويرد البدعة، وصاحب الهوى ينصر هواه والبدع التي توافق هواه، بل ويغضب لها، ولذلك قال ابو بكر بن عياش رحمه الله: 'السني إذا ذكرت الاهواء لم ينتصر لشيء منها'. هؤلاء القوم في كل يوم يقدمون برهانا آخر على انهم مبتدعة، بل ومن انصار البدع المغلظة، فهل يعقل ان يوجد رجل من اهل السنة يرى من يرمي الإمام احمد بن حنبل وأبا داوود السجستاني والترمذي بالزندقة، لأنهم رووا حديث الفرقة الناجية عن المعصوم صلى الله عليه وسلم، ولا ينتصر لهم مع الاتفاق على جلالتهم وامامتهم واتقانهم، وينتصر لابن عربي رأس الضلالة ومجمع البدع، وداعية أخبث العقائد الحلول ووحدة الوجود؟! هؤلاء في كل يوم يقدمون الدليل على انهم متعصبون لأشياخهم، اعماهم الهوى عن نصرة الحق ودفع الباطل، فلم نر ولم نسمع لاحدهم انكارا على صاحبهم الذي قال 'ان الله في القرآن لم يكفر أهل الكتاب'، ثم جاءوا يركضون للذب عن رأس الضلالة ابن عربي؟!
تأملت ردود انصار رأس البدعة ابن عربي، فرأيته يدور في ما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/428)
1 - ادعاء بعضهم ان اهل السنة نقلوا في ابن عربي الجرح ولم ينقلوا فيه التعديل، وهذا برهان آخر على قلب المبتدعة للحقائق، فأهل السنة بدأوا ببيان حقيقة ابن عربي وضلالاته بعد ان بدأ المبتدعة بتزكيته، وبلغ الغلو في تزكيته بأن وصفوه بالطود العظيم علما وثقافة.
فإذا أهل السنة هم الذين بدأوا بالموازنة، والا فنحن نختار الكف عن ذكر ضلالاته حتى لا تفسد فطر الناس، وإنما اضطررنا لبيان حاله بعد ان تجرأ المبتدعة في تزكيته.
ونقول لهؤلاء ايضا اي تعديل ينفع ابن عربي بعد فساد التوحيد، وعبادة الحجارة، ما لكم كيف تحكمون؟!
2 - حاول بعض المبتدعة ادعاء انفراد شيخ الاسلام ابن تيمية، رحمه الله، بالرد والشناعة على ابن عربي، وهذه اوضح في تزييف الواقع، وأنا في مقالي السابق 'مقالات ابن عربي الالحادية وأقوال العلماء فيه' تعمدت عدم ذكر كلام شيخ الاسلام ابن تيمية، رحمه الله، في ابن عربي لمعرفتي السابقة بحيل المبتدعة، وقد شنع جماعة كثيرة من العلماء على ابن عربي كنور الدين البكري، والحافظ زين الدين العراقي، والبقاعي، والفاسي، وأبو حيان الاندلسي، والزواوي، والباسلي، وابن النقاش، وشمس الدين الموصلي، والبلقيني، والبساطي المالكي قاضي مصر، والحافظ ابن حجر الذي باهل على ضلال ابن عربي، وعلاء الدين البخاري وغيرهم.
3 - حاول احد محبي ابن عربي انكار نسبة كتاب 'فصوص الحكم' لابن عربي، وقد جاءه الرد من محبي ابن عربي أنفسهم بأنه كتابه فعلا، بل بالغ بعض غلاة محبيه في رده حيث نعت 'فصوص الحكم' بقوله: 'اعظم مؤلفات ابن عربي كلها قدرا، واعمقها غورا، وابعدها اثرا في تشكيل العقيدة الصوفية'، وكفى بالصوفي رادا على الصوفي، وهذا يدل على حقيقة الغشاوة التي هي على اعين القوم، واحيلك عزيزي القارئ الى مقالي السابق بتاريخ 24/ 5/2006، وما فيه من بيان بعض كبرى الضلالات كادعاء ايمان فرعون، وجواز عبادة الحجارة، وعقيدة الحلول ووحدة الوجود وغير ذلك.
4 - حاول احد غلاة محبي ابن عربي الترويج لضلالاته وما في كتاب 'فصوص الحكم' بدعوى ان ما في كتاب 'فصوص الحكم' انه املاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقصان، أملاه عليه في رؤيا رآها في دمشق سنة 627ه، وهكذا يبدل الشرع ويحرف الدين، ويصير التوحيد شركا، ونعطل القرآن، وننخلع من المعلوم بالدين بالضرورة لرؤيا شيطانية لابن عربي.
الفتوحات المكية
5 - حاول امهرهم مجادلة احالة الناس الى كتاب 'الفتوحات المكية' للحكم على ابن عربي، دون كتاب 'فصوص الحكم' توهما منه لنقص علمه او فساد عقيدته، او الاثنين معا، ان كتاب 'الفتوحات المكية' سليم لا يحتوي على الالحاديات والكفريات التي احتوى عليها 'فصوص الحكم' وهذا لا شك انه لن يساعد في شيء، فـ'الفتوحات المكية' مليء بالطوام، وحسبي هنا ان اشير الى بعضها من باب الجام هذا المعاند، ولن اطيل طلبا لصيانة فطر واديان الناس عن ان تفسدها شطحات ابن عربي الصوفي المحترق، من ذلك:
قول ابن عربي: 'إذا قال الامام: سمع الله لمن حمده، فاعتقد ان ذلك القول قاله الله على لسان عبده'، (الفتوحات المكية: 4/ 497).
وقال ابن عربي: 'فان القول الالهي حق وكلامه صدق، ولا بد من اذن واعية لهذه الداعية، وما خاطب بها الا الحاضر فهو الناظر، فإن كان السامع غير القائل فلا بد ان يصيب ويخطئ، وان كان عين القائل فصوابه يسرع ولا يبطئ، بل كلامه عين جوابه فهو المتكلم السامع في احبابه' (الفتوحات المكية: 4/ 379)
فقوله 'فهو المتكلم السامع في أحبابه' عقيدة الحلول وهي واضحة صريحة، ولذلك تجد ابن عربي اذا حكى شطحة لاحد الصوفية انه هو الله امرها ولم ينكرها مع انها اعظم المنكرات مطلقا، من ذلك ما ذكره ابن عربي حيث قال: 'ولقد نادى بعض الرعايا سلطانا كبيرا بمرسيله فلم يجبه السلطان، فقال الداعي: كلمني فإن الله تعالى كلم موسى، فقال له السلطان: حتى تكون انت موسى، فقال له الداعي: حتى تكون انت الله، فمسك السلطان له فرسه حتى ذكر له حاجته فقضاها'
(الفتوحات المكية: 4/ 208)، فلا إله إلا الله ما ايسر هذا الكلام على قلوب المبتدعة، وما اعظمه على قلوب اهل الايمان.
شناعات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/429)
ومن شناعات ابن عربي في هذا الكتاب ما قاله عن ابليس: 'طمع إبليس في الرحمة الإلهية التي وسعت كل شيء، وطمعه فيها من عين المنة لاطلاقها لأنه علم في نفسه انه موحد، وإنما سماه الله كافرا في قوله تعالى 'وكان من الكافرين' (البقرة: 34) لأنه يستر عن العباد طرق سعادتهم التي جاء بها الشرع في حق كل انسان بما يقدر عليه من ذلك، فقال فيه 'أبى واستكبر وكان من الكافرين' (البقرة: 34) ولم يقل من المشركين لانه يخاف الله رب العالمين، ويعلم ان الله واحد، وقد علم حال مآل الموحدين الى اين يصير، سواء كان توحيده عن ايمان او عن نظر' (الفتوحات المكية: 3/ 371).
فما فائدة هذه الترهات وما الغرض من زعزعة ثوابت الملة، فصبيان اهل السنة يعرفون ان مآل ابليس الى النار وان كفره كفر استكبار، وان ابليس لا يرد على خاطره ولا ذهنه ماورد على ما ادعاه ابن عربي عنه انه يطمع في الجنة ورحمة الله، فقد جاء في صحيح مسلم ان ابن آدم اذا قرأ آية فيها سجدة تلاوة وسجد: انصرف الشيطان يبكي ويقول: أمر ابن ادم بالسجود فسجد فالجنة له، وامرت بالسجود فلم اسجد، فالنار مثوى لي.
بل وقد وجد من كلام ابن عربي في الفتوحات ما يقتضي دخول المنافقين الجنة، وكذلك مشركي قريش، اذ هم في حقيقة قوله موحدون وان اظهروا الشرك لانهم في الشدائد يلجأون الى الله قال ابن عربي معلقا على قوله تعالى 'أمن يجيب المضطر اذا دعاه' (النمل: 62)، 'فلو لم يكن في علمه في حال الرخاء ان حل الشدائد بيد الله خاصة وهذا هو التوحيد، ما اظهر لك الاعتقاد عند الشدائد، فلم يزل المشرك موحدا بشهادة الله في حال الرخاء والشدة، غير ان المشرك في حال الرخاء لا يظهر عليه علم من اعلام التوحيد الذي هو معتقده، فإذا اضطر رجع الى علمه بتوحيد خالقه لم يظهر عليه علم من اعلام الشرك، وكل ذلك في دار التكليف، واكثر علماء الرسوم غائبون عن هذا الفضل الإلهي والكرم، فيعطي هذا الذكر من العلم بكرم الله ما ليس عند احد من خلق الله، ممن ليس له هذا الذكر والدؤوب عليه، ولم اسمع عن احد تحقق به في زماني مثل الشيخ ابي مدين بيجاية رحمه الله، واذا اجتمع في دار التكليف في الشخص ظهور التوحيد في وقت، وظهور الشرك في وقت، مع استصحاب التوحيد في الباطن مع وجوده في اصل الفطرة والرجوع اليه في المآل في حال الاحتضار قبل الخروج من الدنيا فكان زمانه اكثر من زمان الشرك، فلو قابلنا الامر بالزمان بينهما لكان زمان التوحيد غالبا بالفطرة والاستصحاب في الباطن دائما علما وعقدا' (الفتوحات المكية: 4/ 140).
وهذه حقيقة التوحيد عنده وهو الالتجاء الى الله في الشدائد وهذا ما كان متحققا في مشركي قريش الذين قال الله عنهم 'واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه' ولكن هم مع هذا مشركون لاتخاذهم الوسائط بينهم.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 10:02 م]ـ
#92 09 - 06 - 06, 02:38 PM
محمود شوكت فاضل
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Sep 2005
المشاركات: 121
--------------------------------------------------------------------------------
يبدو ان الدكتور عبد الغفار لم يتركه احد الا ورد عليه ابتسامه شكرا لكم
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 10:03 م]ـ
#93 10 - 06 - 06, 12:02 AM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
:)
نحمد الله على ذلك, بلغني عن المدعو عبدالغفار أنه قال إنه يشنُّ حملة على السلفيين هذه الأيام, ولم يدر السفيه أنه وقع على أمِّ رأسه وسقط عند العامة والخاصة
وأزيدك أنه لدي قريب من خمسة ردود عليه سأضعها في أقرب فرصة إن شاء الله - إذ يقوم بطباعتها أحد الإخوة جزاه الله خيرا -
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 10:04 م]ـ
#94 10 - 06 - 06, 12:12 AM
السنافي
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jul 2005
المشاركات: 525
--------------------------------------------------------------------------------
هذه الأيام .... فقط!
هو يشنُّها منذ سنين طوال!
و قد ظهر إفلاسه و إبلاسه .. و سيأتيه المزيد، فلا يتعجّلْ .. .
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 10:06 م]ـ
#95 12 - 06 - 06, 12:40 AM
أبو فالح عبدالله
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Oct 2005
مكان الإقامة: دولة الكويت
المشاركات: 219
--------------------------------------------------------------------------------
يبدو ان الدكتور عبد الغفار لم يتركه احد الا ورد عليه ابتسامه شكرا لكم
بل شكراً لمرورك.
و الدكتور اسمه (محمد) و أبوه (عبد الغفار) .. فهو ليس من تلك الأسماء المركبة، و الناس تسميه عبدالغفار بحكم الاعتياد فقط.
فلزمني لأجل ذلك التنبيه.
و لكم مودتي الصادقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/430)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 10:09 م]ـ
وبهذا أكون قد وضعت جميع الردود المفقودة في هذا الموضوع والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[15 - 08 - 06, 03:23 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[15 - 08 - 06, 02:13 م]ـ
آمين وإياك أبا فالح ...
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[16 - 08 - 06, 04:50 ص]ـ
أخي الكريم أبا عبد الله ما رأيك بأن نأتي على ما تبقى من ردود على محمد عبد الغفار ..
-------------------------------------------------
هذا مقال الأخ عبد العزيز مطلق المطيري، المنشور بجريدة السياسة العدد (13477) الموافق: 18/ 5/2006م.
هذا هو ابن عربي يا عبد الغفار
يبدو أن د. محمد عبد الغفار الشريف قد أعجبه أن يكون مادة صحفية دسمة لكتّاب المقالات من خلال فتواه الشاذة و الغريبة، فبعد أن تأذت الأسماع بكلامه في تشبيه الطواف ببيت الله الحرام بالطواف حول القبور و أنهما سواء، طلع علينا يوم الجمعة 12/ 5/2006م من خلال جريدة القبس و أتى بطامة جديدة تضاف إلى الطوام الكثيرة المعروفة عنه حيث زعم أن محيي الدين ابن عربي طودٌ عظيمٌ و أبدى إعجاباً شديداً به، و حتى يكون القارئ العاقل حَكَمَاً سأعرّفه بابن عربي الذي يجله د. عبد الغفار وهو به معجبٌ، فأقول:
محيي الدين ابن عربي هو أبو بكر محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الأندلسي صاحب كتاب " الفصوص " و " الفتوحات المكية "، هلك عام 638هـ.
يعتبر من غلاة الصوفية، يؤمن بعقيدة وحدة الوجود، و أن كل شيء في هذا الوجود هو الله –تعالى الله عما يقولُ علواً كبيرا- فأنا و أنت و الحيوان و الجماد كلنا الله –العياذ بالله- و هو يعتقد أن فرعون مؤمن لأنه قال: {أنا ربكم الأعلى}، و لذلك قال الإمام الذهبي عنه: (و أردى تواليفه كتاب الفصوص، فإنْ كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفرٌ، نسأل الله العفو و النجاة، فواغوثاه بالله) [سير أعلام النبلاء 23/ 48]
و قال الحافظ ابن حجر: (سألت شيخنا الإمام سراج الدين البلقيني عن ابن عربي فبادر بالجواب: إنه كافرٌ) [لسان الميزان 4/ 364]
و قال العز بن عبد السلام: (شيخ سوء مقبوح، يقول بقدم العالم، و لا يحرّم فرجاً) [سير أعلام النبلاء 23/ 48]
و كتب الشيخ برهان الدين البقاعي المتوفى عام (885هـ) كتاباًُ سماه: < تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي > ذكر فيه أسماء جماعة من العلماء الذين صرّحوا بتكفير ابن عربي، أو ذموه ذماً شنيعاً، و منهم:
بدر الدين ابن جماعة، و شمس الدين الجزري، و حفيده إمام القراء محمد بن الجزري، و علي بن يعقوب البكري، و محمد بن عقيل البالسي، و ابن هشام، و شمس الدين العيزري، و علاء الدين البخاري الحنفي، و علي بن أيوب، و شرف الدين الزواوي المالكي، و شمس الدين الموصلي، و زين الدين الكناني، و برهان الدين السفاقيني، و سعد الدين الحنبلي، و رضي الدين بن الخياط، و شهاب الدين أحمد بن علي الناشري.
و ذكر أبو حيان الأندلسي صاحب التفسير في تفسيره أسماء جماعة من الصوفية الذين يقولون بوحدة الوجود، و عدَّ منهم ابن عربي ثم قال بعد ذلك: و إنما سردتُ هؤلاء نصحاً لدين الله و شفقة على ضعفاء المسلمين، و ليحذروا فإنهم شرٌّ من الفلاسفة الذين يكذبون الله و رسله، و يقولون بقدم العالم و ينكرون البعث، و قد أولع جهلة ممن ينتمي إلى التصوف بتعظيم هؤلاء و ادعائهم أنهم صفوة الله.
و هذ العقيدة السيئة هي عقيدة وحدة الوجود، قال عنها محمد بن علي النقاش –رحمه الله -: (و هو مذهب الملحدين كابن عربي و ابن سبعين و ابن الفارض).
نعم أخي القارئ هكذا حكم العلماء على ابن عربي و مذهبه بالكفر و الزندقة، و إنْ لم يكن هذا المذهب بهذا الوصف [كفراً] (1)؛ فاعلم يقيناً أنه لا يوجد في الدنيا كفرٌ،و أن ما ذكره الله في القرآن من ذم الكافرين لا صحة له – عياذاً بالله تعالى-.
فقل لي أخي القارئ كيف نستطيع أن نسامح د. محمد عبد الغفار الشريف على هذا الكلام الفج الثقيل، و نحن نعلم يقيناً أنه ليس يجهل هذا الكلام، و لكنها إرادة التلبيس و التوهيم و فرض عقيدة التصوف بين أبناء هذا المجتمع الذي رفض هذه العقيدة الفاسدة منذ القدم، ثم يطلع علينا بعد سنين د. محمد عبد الغفار الشريف و أمثاله ليروّجوا هذا المذهب الفاسد و أشباهه.
ألا فليعلم د. الشريف أننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا السم الذي يقذفه و يسخّر له إمكانات وزارة الأوقاف و الأمانة العامة للأوقاف.
و من حقنا أن نتساءل هل تذهب أموال الأوقاف لدعم الجمعيات و المراكز العالمية التي تتمذهب بمذهب محي الدين ابن عربي الذي بيَّنَ العلماءُ كفره؟
تساؤلٌ نطرحه بين يدي أصحاب الأوقاف و رئيس الحكومة و أعضاء مجلس الأمة، فهل من مدّكر؟
عبدالعزيز مطلق المطيري
_______________________________________
(1) زيادة يقتضيها السياق،و قد سقطت من الأصل المنشور!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/431)
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[16 - 08 - 06, 05:48 ص]ـ
و هذا مقال آخر للأخ سالم الناشي في جريدة ((القبس)) عدد: [11927] الموافق: 19/ 5/ 2006م.
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperPublic/ArticlePage.aspx?ArticleID=168131&searchText= لماذا%20يمتدح%20ابن%20عربي
-------------------------------------------------------
(لماذا يُمتدَح ابن عربي؟)
لا أدري حقيقة لماذا يمتدح 'ابن عربي' هذا المدح، وهو من هو في الكفر والزندقة، ولو ان هذا المدح اتى من رجل عامي لهان الأمر أما أن يأتي من عميد سابق لكلية الشريعة والدراسات الاسلامية، ويترأس الآن الأمانة العامة للأوقاف فهذا أمر جد خطير؟
ولو كان هذا المدح زلة لسان، أو سقطة عالم ايضا لهان الامر، ولكن ان يتم الاصرار عن الدفاع عن ابن عربي ـ الذي كفره جمهرةٌ من علماء المسلمين الأفذاذ ـ على مدى أربع سنوات فهذا أمر غاية في الغرابة.
ولو ان الامر قد تم السكوت عنه ولم يتم التوضيح له في وقتها لقلت انه معذور فهو لم يصله الحق والبيان، واختلط عليه الامر، ولكن ان يرد عليه المرة تلو المرة في كتيبات واضحة، ويناقشه العلماء ويوضحوا له الجرم العظيم الذي يروج له فكر ابن عربي، وإن فيه خطرا على العقيدة والدين الاسلامي وبالذات على الشباب، ثم يتم تجاوز كل هؤلاء الناصحين فهذا امر جد غريب.
ولو كان مدح ابن عربي في محفل العلم والعلماء وبين الخاصة التي تستطيع ان تميز بين العالم والجاهل وبين العاملين للامة والحاقدين عليها لأمكن الرد عليه في حينها، ولكن ان يتم مدح ابن عربي على صفحات الجرائد حيث يقرأ هذا كل احد فيغتر من يغتر بهذا المدح، فينطلق ويقرأ كتاب 'الفتوحات المكية' أو كتاب 'فصوص الحكم' فيأخذ من جرعات الكفر والشرك والضلال فهذا غاية الخطورة.
ولو ان الامر فيه دفاع عن عالم جليل تكلم فيه اعداء الامة وطعنوا فيه وهو يذب عنه ويدافع لهان الامر ولكن ان يدافع عن ضال مضل وفي هذا الوقت بالذات الذي تحتاج فيه الامة الى رص الصفوف وحماية الشباب من الارهاب ولوثة التكفير وضياع الهوية والافتتان بالغرب فهذا امر عظيم.
سالم الناشي
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[16 - 08 - 06, 06:04 ص]ـ
هذا مقال الأخ عبد العزيز مطلق المطيري، المنشور بجريدة السياسة العدد (13477) الموافق: 18/ 5/2006م. [/ COLOR]
و قد نُشرت المقالة نفسها للكاتب في جريدة الأنباء أيضاً بتاريخ: 19/ 5/2006م، مع مجموعة من الردود، فليتنبه لذلك يا أبا عبد الله!
فلا معنى للتكرار و الإعادة ..
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[16 - 08 - 06, 01:38 م]ـ
بارك الله فيك على التنبيه أبا فالح
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[17 - 08 - 06, 05:48 م]ـ
الحمد لله و بعد.
و هذا مقال الأخ عبدالرحمن مناور المعيلي المنشور بجريدة السياسة، العدد (13477) الموافق الخميس 18/ 5/2006م.
و كأن المقال أعيد نشرهُ في جريدة أخرى .. ليستُ بضابطٍ له.
_________________________________________
الصوفية حركة الشاة المذبوحة
منذ تولى د. عبدالله المعتوق مقاليد وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية و نحن نرقب نشاطاً زائداً للصوفية في الكويت، حيث مكّن المعتوق لهم في وزارة الأوقاف و في الأمانة العامة للأوقاف و سعى بكل جهده ليعيّن أحد رموز الفكر الصوفي في الكويت مفتياً عاماً للبلد.
و في المقابل قام بالتضييق على نشاط الجمعيات الخيرية الكويتية فمنعها من إقامة المحاضرات و الندوات و الدورات في المساجد تدريجياً ضمن خطة مكافحة الإرهاب و شكلت لأجل ذلك لجنةٌ عليا هدفها الظاهر أمام الدولة مكافحة التطرف، و هدفها الباطن التمهيد لنشر الصوفية و الأفكار المنحرفة.
و من ينظر إلى نشاطات هذه اللجنة بعين البصيرة يدرك ذلك واضحاً بلا خفاء كما أن د. المعتوق سعى جاهداً لإشهار إحدى الجمعيات الصوفية و منحها حقَّ جمعِ التبرعات، و من ضمن مؤسسيها ابنُهُ و ابنُ د. محمد عبدالغفار الشريف و قائمة بكل صوفية الكويت المعدودين على أصابع اليد الواحدة، و أخيراً قامت وزارة الأوقاف بمنع كتب كبار علماء العالم الإسلامي كابن باز و ابن عثيمين و ابن فوزان.
و أنا أجزم أن هذا النشاط الصوفي في بلدنا لن يطول كثيراً لعدم تقبّل المجتمع الأفكار و المعتقدات المخالفة للعقل و الفطرة السوية التي جاءت بها الصوفية، لذلك فإني –بحمدالله- فإني أشبِّه حركة الصوفية هذه الأيام بحركة (الشَّاةِ المذبوحة) التي تتحرك لتموت لا لتحيا!.
و انظر كيف مجَّ المجتمع الكويتي بأسره الفتاوى الشاذة التي تفوّه بها د. محمد عبدالغفار الشريف بتشبيه الطواف حول الكعبة بالطواف حول القبور، و راح يركض يميناً و شمالاً –لما رأى الرفض العام- يستجدي المؤيدين و يستكتب أنصاره [ليُلمّعوه] (1) على صفحات الجرائد و المجلات، و لكن أنى يصدّق الناس ذلك.
فالقول بلغ من القبح و الشناعة مبلغاً عظيماً و لن ينفع (الترقيع) لها، و يا سبحان الله كل ضارة نافعة، فكما أنَّ نشْر معتقد الصوفية على يد الشريف و طلابه في الكويت يعتبر أمراً سيئاً و غير مقبول إلا أنه أبان و كشف عورات هذا الفكر مبكراً و قبل استفحاله.
فعرف أهل الكويت خطر هذه (المجموعة) و قبح ما تنشره، و يكفي للبرهان على ذلك تمجيد الشريف للصوفي الأكبر محيي الدين ابن عربي الذي سبَّ الله و رسوله، و حكم عليه العلماء منذ القدم بالتكفير و الخروج من ملة الإسلام.
ألم أقل لكم إنها حركة الشاة المذبوحة؟
عبد الرحمن مناور المعيلي.
_________________________________________________
(1) في الأصل: (ليعلموه) و لم يظهر لها معنىً يصح عندي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/432)
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[19 - 08 - 06, 02:40 ص]ـ
و هذا مقال كتبه الشيخ حاي الحاي في جريدة الأنباء في عددها (10810) الموافق الجمعة 19/ 5/2006م.
حول لزوم الطواف بالبيت، و قد أكثر الاستشهاد بنصوص الفقهاء الشافعية لسبب لا يخفى على اللبيب!
________________________________________________
تخوُّفُ النبيُّ الأمين
من الأئمة المضلين
بقلم: حاي الحاي
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون}
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}
أما بعد، لقد تخوّف نبينا صلى الله عليه و سلم على أمته من أمر عظيم و هو ظهور الأئمة المضلين.
و تخوّفه صلى الله عليه و سلم يدل على عظم فساد ما يبثونه من عقائد زائغة و أقوال باطلة، و بما ينشرون من علم لا ينفع و قد استعاذ النبي صلى الله عليه و سلم من علم لا ينفع كما جاء في الحديث: " اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع ".
و ما أعظمَ و أصدقَ قول عمر -رضي الله عنه- عن زياد بن حدير: قال لي عمر –رضي الله عنه-: هل تعرف ما يهدِمُ الإسلامَ؟
قال: قلت: لا.
قال: يهدمه زلة عالم، و جدال منافق، و حكم الأئمة المضلين.
و في هذه المقالة إيراد لما تيسر في تأكيد حرمة الطواف بغير البيت العتيق من كتب أئمة الشافعية، و لعل الله أن ييسر في مقال آخر إيراد أقوال غيرهم من أئمة المذاهب، إلى أنه لا يشرع الطواف إلا حول الكعبة.
1 - قال الإمام الشافعي رحمه الله "" الأم "" (2/ 179):
" و لا يجزيه أن يطوف إلا في المسجد؛ لأن المسجد موضع الطواف، فإن خرج فطاف لم يعتد بما طاف خارجاً من المسجد قلَّ أو كثر، ولو أجزت له أن يطوف خارجاً من المسجد أجزت له أن يطوف من وراء الجبال إذا لم يخرج من الحرم ".
2 - قال رحمه الله "" الأم "" (2/ 177) مؤكدًا على أنه لا يجوز له أن يطوف خارجا من المسجد:
" لم يعتد بشيء من طوافه خارجاً من المسجد، لأنه في غير موضع طواف ".
3 - قال الحليمي "" المنهاج في شعب الإيمان"" (2/ 408):عن الطواف بالبيت:
" فخصه الله بعبادتين: إحداهما: فلا يجوز إلا حوله ".
4 - و قال الرافعي رحمه الله ""العزيز شرح الوجيز انظر حاشية المجموع للنووي"" (7/ 301): " يجب ألا يوقع الطواف خارج المسجد كما يجب ألا يوقعه خارج مكة و الحرم ".
و قال الحافظ عماد الدين ابن كثير رحمه الله عن تفسير قوله تعالى: {و طهر بيتي للطائفين و القائمين و الركع السجود} قال ابن كثير عن الطواف حول البيت العتيق:
" فإنه لا يفعل ببقعةٍ من الأرض سواها "
و قال: " لأنهما لا يشرعان إلا مختصين بالبيت،فالطواف عنده و الصلاة إليه في غالب الأحوال إلا ما استثني "
5 - وقال الماوردي: " إن الطائف الذي يطوف خارج الكعبة غيرُ طائف "، و قال: " لأن هذا غير طائف بالبيت و إنما هو طائف بالمسجد "
6 - و ذهب الشافعية إلى أن من طاف وراء الحجر أو المقدار المعهود منه من البيت أو وراء شذروان الكعبة لم يتحقق طوافه، لأنه طاف في الكعبة، و هو لم يؤمر إلا أن يطوف إلا بها.
ذكر و نصّ على ذلك الإمام الشافعي و الشيرازي و البغوي و الماوردي و الرازي و الغزالي و الرافعي.
قلتُ: هذه نصوص كبار أئمة الشافعية رحمهم الله تعالى، وهو قول جلي واضح كاف شاف في تحريم الطواف بغير بيت الله الحرام.
و ما أروع كلام أئمة الشافعية رحمهم الله تعالى في بيان الصلة الوثيقة للطواف بالعبادة و أنه أخص العبادات و القربات إلى الله عز و جل.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله عن الطواف: " أخص العبادات عند البيت.
و الطواف بالبيت العتيق انفرد بمزية فريدة، و هي أنه العمل الوحيد المشروع الذي شرع الإتيان به مستقلاً منفرداً ".
و قال الماوردي: " نسكٌ لا يقع إلا لله عز و جل فجاز فعله منفرداً ".
و قال الرافعي: " عبادة يتقرب بها وحدها ".
و جعل العلامة العز بن عبد السلام الطواف حول الكعبة أفضل من السعي و الرمي و الوقوف بعرفة، و سماه (الطواف المجرد) و قال:
" لأن التعظيم فيه و الإجلال أظهر و أعظم ".
و كذلك صنع و رجّح الشربيني رحمه الله الطواف على سائر أعمال المناسك لأن الطواف قربةٌ في نفسه بخلاف غيره من الأعمال.
قلتُ: و ما أجمل قول أئمة الشافعية كالرافعي و أبي محمد الجويني و النووي و الشربيني؛ إنَّ الطائف لو صرف طرفه إلى عرض آخر كطلب غريم أو نحوه فإن طوافه لا يصح و لايعدّ طائفاً.
قلتُ: لأنه طواف لم يكن لله تبارك و تعالى بل كان لقضاء وطر و حاجة، فما بالك بالذي يطوف حول قبر أو ضريح يسأله و يستغيث به فهذا شرك بالله جل و علا.
و ما أحسن قول الحليمي و هو يبين حال و صورة الطائفين حول بيته سبحانه:
" متصورين بصورة عبد لاذ بسيده و هو يقول له: أنا لك و إليك لا مذهب لي عنك و لا منقلب إلا حولك، وذاك أن الطواف إذا كان حول البيت كان الطائف لازما بالبيت لكل حال، و كلما ذهب عن وجه البيت إذا افتتح الطواف عاد إليه إذا اختتمه، فكأنه يقول: أينما ذهبت فلستُ بذاهبٍ عنك و حيثما مضيت فإني راجع إليك ".
قلتُ: و الطواف حول البيت العتيق فيه القصد لله تعالى أولاً، و فيه تعظيم الرب العظيم الشأن جل و علا، فالطواف جامع لتوقير و إجلال الرب جل و علا، و فيه خضوع العبد و استكانته و تذلله لله تعالى و هم يحفون حول بيته سبحانه.
قال الحليمي عن ذلك: " إظهار الولوع و الملازمة له كما يحفُّ العبيد بيوت ساداتهم ثم يشرع لهم ذلك القصد آداباً، و هيأ قبله أسبابًا بها يتم منهم التعظيم و يكمل الإجلال و التفخيم و يتوفر التشريف و التكريم ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/433)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[19 - 08 - 06, 06:26 م]ـ
بارك الله فيك أبا فالح
هذه مقالة من جزئين للشيخ دغش بن شبيب العجمي أنقلها من سحاب, وهي مقالة نشرها قديما
____________________
التنبيه والتعريف بمجازفات الدكتور محمد الشريف (1 - 2)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد:
فقد استمعت واستمع غيري إلى المقابلة التي أجريت مع الدكتور محمد عبدالغفار الشريف عميد كلية الشريعة السابق في تلفزيون دولة الكويت يوم الأحد الموافق 2/ 5/2004م ولما استمعت إلى أواخر هذه المقابلة عبر نقل المذياع وجدت أن الدكتور تجاوز الحد الشرعي، ووقع في مخالفات لا يجوز السكوت عنها، وتطرّفَ وغلا! ووقع في الغلو في النبي صلى الله عليه ويسلم حتى أوصله إلى درجة الألوهية!!! عدا ما وقع فيها من أخطاء علمية يعرفها صغار طلبة العلم، فرأيت أن من الواجب الشرعي علينا كطلاب علم أن نُبَيّن الحق من الباطل والسنة من البدعة لأنه الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم في قوله عز وجل: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبس ما يشترون) فأحببت أن أكتب هذه الكلمات رجاء الثواب من الله في الذب عن شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد جعلتها على نقاط عدة فأقول:
الاحتفال بالمولد بدعة!
مما هو معلوم أن الله سبحانه وتعالى ببالغ حكمته وسابغ نعمته أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة قال سبحانه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ ديناً) وفي هذه الآية الكريمة أبلغُ ردٍّ على كل من ابتدع بدعة يزيد بها في الدين ما ليس منه.
ومعلوم من دين الإسلام بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم بلّغ الرسالة كما أُمر ولم يكتم منها شيئاً، وأنه ما مِن خير إلاّ دَلَّ أمته عليه وما من شرٍّ إلاَّ حذرها منه، وقد كمل الدين وتم برسالته ونبوته، ومات صلى الله عليه وسلم ; وقد تركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما تركت من شيء يُقرّبكم إلى الجنة إلا وقد حدثتكم به، ولا من شيء يُبعدكم عن النار إلا وقد حدَّثتكم به)). وقال أبو ذرٍّ رضي الله عنه: ((لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من طائرٍ يُقلّب جناحيه في السماء إلا أفادنا منه عِلماً)) رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح.
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من البدع صغيرها وكبيرها أيما تحذير وبالغ في إنكارها فقد روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خَطَبَ احمَرّت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه .. ويقول: (( .. إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)). ورواه النسائي بإسناد جَيّد ولفظه: ((… وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)).
وروى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)). ورد هنا بمعنى مردود أي باطل غير معتد به كما قال النووي في شرحه لمسلم. وقال: هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم فإنه صريح في ردِّ كل البدع. وقال: وهذا الحديث مما ينبغي حفظه واستعماله في إبطال المنكرات وإشاعة الاستدلال به. انتهى.
ومعلوم لدى كل من له أدنى اطلاع في كتب السنة والاعتقاد بُعد السلف من الصحابة والقرون المفضلة من البدع وتحذيرهم منها والتشنيع على أصحابها بل وهجرهم وتحذير المسلمين منهم.
ومن البدع المردودة التي حذر منها أهل العلم ما يُسمى بالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في كل عام، ومما هو مقرر عند جماهير علماء الأمة أن الاحتفال بالمولد بدعة مخالفة للقرآن وللسنة، ومخالفة لما كان عليه الخلفاء الراشدون الأربعة الذين أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء به والسير على هداهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/434)
ولم تزل الأمة منذ أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى منتصف القرن السادس لا يعرفون هذه البدعة ولم يحتفلوا بالمولد وفيهم النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون والصحابة والقرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية وفيهم الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبوعة وأصحابهم على كثرتهم وأمم لا يحصون من علماء القرون الفاضلة كل هؤلاء لم يحتفلوا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على أنه عندهم بدعة وكل بدعة ضلالة، ومن زعم أن الاحتفال بالمولد من الدين فقد قال على الله وعلى كتابه وعلى رسوله بغير علم، وافترى على الشرع المطهر. ويلزم من قوله تنقص الأمة بمن فيها من الصحابة والتابعين وبقية قرون الأمة لأنهم فرّطوا في هذه السنة – الاحتفال بالمولد – مع أن فيها أجراً وخيراً كبيراً كما يقولون!
ولم يزل العلماء منذُ إحداث هذه البدعة ينكرونها ويحذرون منها، والمسلمون في بعد منها وحذر من أهلها حتى ظهر أهل البدع بقوة السلطان فأظهروا هذه البدعة في المساجد والأماكن العامة، وأخذت الحكومات التي تحارب الشرع تحرص على أمر مهم وهو تغذية الصوفية ونشرها بين صفوف أهل السنة والتوحيد!! وما تبع ذلك من نشر كثير من الشركيات والخرافات وإظهار الإسلام في صورة دين للاحتفالات والمناسبات كدين النصارى وزادوا في بدعة المولد: الدفوف والرقص وإنشاد الأشعار التي تنضح بالغلو بل بالكفر والشرك بالله، ثم فشا الاختلاط بالنساء وما تبع ذلك من فواحش ومنكرات لا يقبلها عقل ولا دين.
أول من احتفل بالمولد:
اختلف أهل العلم بالتواريخ في أول من أحدث بدعة الاحتفال بالمولد على قولين:
الأول: أن أول من أحدثه هو سلطان إربل أبو سعيد كوكبوري الذي ولي بعد موت والده سنة (563هـ) فيكون تاريخ إحداثه لها بعد حكمه لإربل. وقد ذكر ياقوت الحموي عصريّه عنه أنه كان: متضاد الطباع، كثير الظلم، عسوف بالرعية راغبٌ في أخذ أموال الناس من غير وجهها، وأحدث للصوفية مولداً أحدث فيه سماعا من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم!!
والقول الثاني وهو المشهور: أن أول من أحدث بدعة المولد هم العبيديون الرافضة كما ذكره المقريزي في خططه (1/ 490)، والقلقشندي في صُبح الأعشى (3/ 498) انظر: [المورد في حكم المولد] للفاكهاني (1/ 9) ضمن رسائل في حكم المولد.
وعلى القولين فبأس القدوة: حاكم ظالم بعيد عن السنة، وأعداء للدين لم يُعرفوا إلا بالكفر والضلال.
والكلام في الموضوع يطول جداً وقد ألف أهل العلم في إنكار بدعة المولد مؤلفات كثيرة ذكروا فيها أدلة كونها بدعة، وأجابوا عن أدلة الصوفية وأهل البدع ممن زعموا أنها سنة. وقد طبعت إدارة البحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية مجموعة ((رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي)) في مجلدين تضمن سبع رسائل في (936) صفحة كعادتها في نشر السنة ومحاربة البدع، فلتنظر.
هذه المقدمة أحببت أن أجعلها بين يدي الرد على الدكتور محمد عبدالغفار الشريف الذي ظهر على شاشات التلفاز بأمور تشمئز منها نفوس أهل السنة والتوحيد، وتأباها الفطر السليمة والعقول المستقيمة، دعا في المقابلة إلى الاحتفال بالمولد والحرص عليه وأنه سنة حسنة!! وقد تقدم الرد على هذا الزعم؛ وقد ذَكَر الدكتور أدلة أو قُل شبهاً على دعواه هذه سنعرضها وننقضها بإذن الله.
أدلته في الاحتفال بالمولد!
لم يكن عند الدكتور محمد عبدالغفار من الأدلة سوى حديث ضعيف أو استحسان عقلي يعارض به الشرع، وقد ذكر الدكتور أن من الأدلة على جواز الاحتفال أن أبا لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان رجلاً كافراً لما بشِّر بولاة النبي وفرح بها خفف عنه العذاب في نار جهنم بمجرد الفرح بمولده مما يدلنا على أن من احتفل به له أجر فيه أو كما قال.
الجواب من وجوه:
أولها: أنه لم يثبت من طريق صحيح أن أبا لهب فرح بولادة النبي صلى الله عليه وسلم ولا أنه أعتق ثويبة لأنها بشرته بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومن ادعى غير ذلك فعليه إقامة الدليل على دعواه، ولن يجد إلى الدليل الصحيح سبيلاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/435)
ثانيها:أن الله قد أخبر أن أعمال الكفار حابطة. فقال: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً) وفي هذه الآية دليل على أن أبا لهب لا ينتفع بفرحه بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ; بشيء لأن الله قد جعل عمله هباءً منثوراً وفيها أبلغ الرد على ما زعمه الدكتور إذ أن في قوله مناقضة صريحة للقرآن.
ثالثها: أن أبا لهب كان من أشد الناس عداوة وإيذاءً للنبي صلى الله عليه وسلم بعد البعثة، وعلى تقدير أن يكون قد فرح بولادة النبي صلى الله عليه وسلم ; فإن عداوته للنبي بعد البعثة ومبالغته في أذيته وكفره بالله قد هدمت كل ما كان أسلفه من الفرح والسرور بولادة النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يخفف عنه العذاب؟!.
رابعاً: نصوص القرآن دالة دلالة قطعية على أن العذاب لا يخفف عن الكفار كقوله سبحانه (ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور) وهل يجوز للدكتور أن يعارض نصوص قطعية الدلالة والثبوت بقصة لا يعرف هو من ذكرها أو من أخرجها؟!!
الدليل الثاني: قوله إن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم الاثنين وهو اليوم الذي ولد فيه مما يدل على جواز الاحتفال بمولده!!
ولا شك أن هذه الحجة أوهى من سابقتها، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم الاثنين فما الذي منعه من الاحتفال في تاريخ مولده؟ ثم هو صام كل اثنين من كل أسبوع وهل يقول عاقل إن الاحتفال بالمولد في كل اثنين؟! ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم يوم ولادته وإنما صام كل اثنين وبناءً عليه فتخصيص يوم الثاني عشر من ربيع الأول بعمل يعتبر استدراكاً على الشرع المطهر، والرسول لم يخص يوم الاثنين بالصيام بل كان يتحرى الاثنين والخميس، ثم إذا كان المراد من إقامة المولد هو شكر الله على نعمة ولادة الرسولصلى الله عليه وسلم فيه، فإن المعقول والمنقول يحتم أن يكون الشكر من نوع ما شكر الرسول صلى الله عليه وسلم ربه به، وهو الصوم وعليه فلنصم كما صام، غير أن أرباب الموالد لا يصومونه بل لا يحسنون إلا الرقص والدروشة في ذلك اليوم!. ويقال أيضاً إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل من أسباب صومه ذاك اليوم أنه يوم ترفع فيه الأعمال فأحب صيامه.
ومن أدلته التي تُضْحِكُ الثَّكلى أنه قال: أشعار حسان بن ثابت في مدح النبي احتفال وهذا الاستدلال عَرْضُه يُغْنِي عن نَقْضِهِ!!
ومما قال في المولد: أن الله جعل هنالك إرهاصات للاحتفال بالمولد: منها أن الله أهلك أبرهة لما قَصَدَ البيت الحرام لأن النبي ولد في ذلك العام فحمى الله البيت بولادة النبي صلى الله عليه وسلم!! قال والدليل على ذلك: أنَّ الحَجَّاج غزا الكعبة ولم يحصل له شيء والقرامطة كذلك!! هكذا استدل!!
والجواب أنه الله أهلك أبرهة الحبشي لأنه أراد هدم البيت لا لأن النبي صلى الله عليه وسلم ولد في ذلك العام، وإِلاَّ لَكَانَ مِنَ حِكْمَةِ الله أن يُولَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في يوم هلاك أبرهة حتى يَصْدُق استدلاله لا أن يولد في نفس العام.
ثم إن قوله أن الحجاج عزا الكعبة قول مجانب للصواب، مخالف للحق فإن الحجاج لم يكن ليغزو الكعبة ولا حتى ليستبيحها بل كان يريد ابن الزبير حياً أو ميتاً، ولما رمى مكة بالمنجنيق وأصاب طرفاً منها كما يذكره أهل التاريخ توقف عن رميها لأنه لم يُرِد البيت وإِلاَّ لَوْ أَرَادَ البيت لَمَا وَقَفَ معه أحد، ولما أعانه أحد على فعله ولخرج المسلمون عن بكرة أبيهم لقتاله، ولَعَزَلَهُ عبدالملك بن مروان، وما قيل في الحجاج يقال في القرامطة مع أنهم اقتلعوا الحجر الأسود إلا أنهم لم يغزو الكعبة لهدمها!
ومن أدلته: أن الاحتفال بالمولد من محبته؟!
ونحن نقول: محبة الرسول الصادقة تكون بأمرين:
الأول نشر سنته بين الناس والعمل بها وإن تركها الناس وهذا ما لا نراه في الدكتور الفاضل!! فإن الدكتور في ظاهره مخالف للسنة فإن النبي أمر بإعفاء اللحية وكانت قراءته في الصلاة تعرف باضطراب لحيته وكانت لحيته طويلة ولم ينقل عنه أنه أخذ منها شيئاً فلماذا لا يعفي الدكتور لحيته محبة للنبي؟!! مع أننا نتزل معه بأن إعفاءها سنة مع أن الصحيح أنه واجب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/436)
والدكتور يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إزار المؤمن إلى أنصاف ساقيه ولا حرج فيما بينه وبين كعبيه .. لماذا لا يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في تقصير إزاره؟!! هذا عدا ما هو معلوم من الدكتور من مخالفة السنة في كثير من الأمور ولو قيل له في ذلك لقال: هذه سنة وليست بواجب ونحن لا نزري عليه ترك السنة بقدر ما ننكر عليه الاحتفال بالمولد الذي اكتشف أنه من محبة النبي صلى الله عليه وسلم والتي لا تكون – عندهُ طبعاً - إلا بالاحتفالات!!
الأمر الثاني من علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم رد البدع صغيرها وكبيرها وإنكارها لأنها استدراك على الشرع وتقوّل على النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ما خالفه الدكتور محمد شريف بدعوته إلى البدع على رؤوس الأشهاد ليكثر وزره عند الله يوم التناد!
وقد جَرَت سنة الله عز وجل فيمن يحاول إخماد سنة وإظهار بدعة أن يكون كلامه متناقضاً متبايناً قال سبحانه (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً).
ثم حشا هذه المقابلة بمخالفات شرعية كثيرة - هي في نظري - أعظم مما ذكرناه في هذا المقال سنعرضها في المقال المقبل إن شاء الله …
التنبيه والتعريف بمجازفات الدكتور محمد الشريف (2 - 2)
في المقال السابق تكلمنا على أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بدعة لم يفعلها أحد من المسلمين حتى منتصف القرن السادس، وبينا أول من احتفل بالمولد، وتكلنا على وهاء أدلة الدكتور الشريف ونكمل ما سبق الكلام عليه فنقول:
احتفال بلا مخالفات؟!
يزعم الدكتور أنه يريد احتفالاً بلا مخالفات شرعية. ولم نعرف نوعية هذه المخالفات، فإنها تختلف من بلد إلى آخر ومن طريقةٍ صوفية إلى أخرى فإذا كان الاحتفال هذه السَّنة محاضرة دينية فقط فالسنة القادمة أو التي بعدها – إن استمر الوضع – ستشتمل على: محاضرة وضرب بالدف ورقص وإدخال الموسيقى الهادئة وحينها فلا نستغرب حينما نرى الدكتور يرقص على أنغام الدف لأنه يَرَى جَوَازَ جميع ما ذكرناه! وبما أن الدكتور الفاضل! رُؤي يرقص في إحدى المناسبات العادية تحت أنغام الطبول والدفوف فلم لا يرقص في العام القادم احتفالا وابتهاجاً بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم لأن حقه أعظم!!
وحينها سيشاركه مشايخ الطرق الصوفية في الرقص في المسجد احتفالاً بمولد خير الرسل ومعهم الدفوف وحينها سيقولون: هذا دين محمد؟!! ونحن نقول لهم: هذا دين الدراويش والحمقى وأهل البدع من الصوفية وكما قال العز بن عبدالسلام: الرقص لا يتعاطاه – أي لا يفعله – إلا ناقص العقل.
وزد على ذلك أنه سيأتي شيخ آخر ودكتور آخر من مدرسة التيسير على المسلمين الجديدة!! يرى أنه لا بأس أن تجلس مجموعة من النساء في جانب والرجال في جانب مع أمن الفتنة في مسجد واحد!! وحينها لا بأس أن يحتفل المشايخ ويرقصون على أنغام الموسيقى في حضرة النساء في المساجد!!
وبعدها سيقولون هذا من عادة أهل الكويت الاحتفال بالمولد!! ولا تسأل بعدها عن المفاسد العظيمة المترتبة على ما ذكرناه.
غلوه في النبي صلى الله عليه وسلم!
أعظم ما في اللقاء الذي أجري مع الدكتور محمد عبدالغفار هو أنه يدعو إلى احتفال خال من الغلو بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر هو أبياتاً في مدح النبي صلى الله عليه وسلم مَدَحها الدكتور وقال إن قائلها إمام جليل وأخذ يمدح القول والقائل!! وحتى تقف – أيها القارئ الكريم - على خطر كلامه هذا نعرض الأبيات ونبين معناها ثم نعرف بعدها حال الدكتور!
قال الدكتور مستشهداً بأبيات للبوصيري الصوفي من أصحاب الطريقة الشاذلية:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
فتأمل أيها القارئ الكريم ما في هذا البيت: فإنه نفى أن يكون له ملاذاً إذا حلت به الحوادث إلا النبي صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن ذلك ليس إلا لله وحده هو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، بل حتى كفار قريش إذا أصابتهم مصيبة فإنهم يلجؤون إلى الله ويَذَرُون آلهتهم كما قال الله تعالى (وإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين) وقال (وإذا مسّكم الضر في البحر ضلَّ من تدعون إلاَّ إياه) فلا خير في رجل كفارُ قريش أعلم منه بالله!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/437)
ثانياً: أن البوصيري دعا النبي صلى الله عليه وسلم وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه وسأل منه هذا المَطْلَب الذي لا يُطْلَبُ إِلاَّ مِن الله.
وبعد هذا البيت قال البوصيري:
ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تجلى باسم منتقم
وهذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوهم، وهو الجاه والشفاعة عند الله قال سبحانه عنهم: (ويعبدون من دون الله ما يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) ثم قال: (سبحانه وتعالى عما يُشركون) فحال البوصيري كحال هؤلاء المشركين في استشفاعه بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال الدكتور محمد عبدالغفار: وقال البوصيري مخاطباً النبي:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
قلتُ: ومعنى البيت: يا محمد! من بعض جودك وكرمك الدنيا وضرتها وهي الآخرة، ومن بعض علمك علم اللوح والقلم وهو الذي فيه مقادير الخلق وفيه كل شيء قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وفيه أهل الجنة وأهل النار بأسمائهم!!.
ولا شك عند كل عاقل مُوحّد أن هذا البيت ينضح بالكفر والشرك بالله! فإنه جعل من بعض كرم الرسول الدنيا والآخرة فإذا كان الرسول يملكهما فماذا أبقى لله جل وعلى وهو سبحانه المالك لكل شيء (له مُلْكُ السماوات والأرض) وقد قال الله له: (قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله) فكيف يأتي البوصيري ومن بعده الدكتور عبدالغفار ليقولا إن الدنيا والآخرة من بعضِ كَرَمِ النبي وملكه؟!!.
وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم ما في اللوح من علوم الغيب وحوادث الخلق وأهل الجنة والنار ومصير كل شيء فبماذا اختص الله نفسه من العلم؟!! وهو القائل: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) وقال لنبيه: (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب) وهو صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه شيئاً كما قال سبحانه: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء) ثم بَيَّنَ صِفَتَهُ وحاله فقال) إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) يعني: أنا بشر لا أَمْلِكُ شيئاً من خَصَائِصِ الرُّبُوبية ولا الألوهية. بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم كثيراً من الحوادث التي وقعت في عهده ولا يعلم أحوال كثير من الناس كما قال سبحانه: (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) وخَفِيَ على الرسول صلى الله عليه وسلم أَمْر الذين قال الله فيهم (ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم) وخَفِيت عليه حوادث كثيرة لم يعلمها حتى نزل الوحي فكيف يقول مسلم يؤمن بالله: أن الرسول يعلم ما في اللوح من أمور الغيب!!
ولا شك أن هذا البيت شرك بالله في ربوبيته وألوهيته، وقد كَفَّر جمع من العلماء البوصيري على بردته هذه التي قال فيها هذه الأبيات، وحكموا على بعض أبياتها بأنها تشتمل على الشرك، وبعضها على انتقاص القرآن مما يطول ذكره، وانظر في هذا: ((الدر النضيد)) للإمام الشوكاني اليمني المتوفى:1250هـ ص (90)، و ((مجموعة الرسائل والمسائل النجدية)) رسالة الشيخ الإمام عبدالرحمن بن حسن المجدد الثاني (2/ 39)، و ((تيسير العزيز الحميد)) للشيخ العلامة سليمان بن عبدالله (222: 224)، و ((غاية الأماني)) للعلامة محمود شكري الألوسي العراقي ت:1342هـ (2/ 422:426)، وللشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين مفتي الديار النجدية 1282هـ رسالة بعنوان: ((الرد على البردة)) بَيَّنَ فيها ما في قصيدة البوصيري - التي يتغنى بها الدكتور - من الشركيات والمخالفات الشرعية. وغير هؤلاء العلماء تكلموا عليها والله الهادي.
ولا يُفهم من كلامي أني أكفر الدكتور محمد شريف بِعَيْنِهِ، ولكني أقول: إني الدكتور قال الكفر ودَعَا إليه على رُؤُوسِ المَلأ وغَرَّرَ الناس بِرَجُلٍ خُرَافيٍّ صوفي قبوري فيجب عليه الرجوع عن قوله والتبرؤ منه وإظهار ذلك أمام الناس كما أظهر الباطل والشرك والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.
أغلاطٌ علمية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/438)
ومن الأغلاط العلمية التي يعرفها صغار طلاب العلم هي زعمه أن شيخ الإسلام ابن تيمية يرى جواز الاحتفال بالمولد، وهذا من أسمج الأقوال، فإن شيخ الإسلام ابن تيمية من أبعد الناس عن البدع وأشدهم محاربةً لها فكيف يدعو للاحتفال بالمولد وقد نصَّ هو على أنه من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها كما في مجموع فتاواه (25/ 298)، وله في اقتضاء الصراط المستقيم كلام كثير في ذم الأعياد المحدثة مطلقاً وقال: ((ومن المنكرات في هذا الباب سائر الأعياد والمواسم المبتدعة، فإنها من المنكرات المكروهات، سواء بلغت كراهة التحريم أو لم تبلغه)). ونص على أن كل يوم أو مكان فيه اجتماع خاص في وقت خاص يُسمى عيد (2/ 514)، وذكر أن الاحتفال بالمولد فعله كثير من الناس وجعلوه عيداً مضاهاة للنصارى (2/ 619).
ومن أخطائه: قوله أنا أبا إدريس الخولاني جثا على ركبتيه لما روى حديث الشفاعة الطويل في صحيح مسلم!!
وهذه الجملة تشتمل على أخطاء علمية وهي:
- أن أبا إدريس المعروف عنه أن جثا لما روى حديث أبي ذر في مسلم يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي – الحديث القدسي – كما ذكر ذلك شراح الحديث ومنهم النووي.
- ومنها: أن حديث الشفاعة في البخاري ومسلم وليس في مسلم فقط!
هذا عدا نقله عن علماء لم يذكر مصادره في النقل عنهم مما يشكك في صحة معلوماته، وكلامه على سبب الغلو والتطرف، والتسامح الديني ويعني به كما قال: أننا لا نكره الناس إذا لم يكونوا على ملتنا!! والقول الآحادي وأنه غلطٌ مطلقاً!!.
أوقفوا هذا العبث؟
وفي ختام هذه المقالة أدعو إلى أمرين هامين:
الأول: أن يتوقف تلفاز الكويت عن نشر البدع والآراء الشاذة، على أيدي أُناس عرفوا بالبدعة والشذوذ في الفتاوى لأجل حطام الدنيا الفاني! والواجب عليهم أن يختاروا من يوثق بدينه وعلمه ليتصدر مثل هذه الأمور العظام لا سيما وفي كلية الشريعة جمعٌ من أهل العلم المعروفين بسلامة العقيدة، والتمسك في فتاواهم بالسنة وما كان عليه أهل العلم المعتبرين.
ثانياً: أدعو أساتذة الشريعة إلى إيقاف الدكتور الشريف عند حده ومنعه من الفتوى وتصدر مجالس العلم، وكذلك وزارة الأوقاف التي عودتنا دائماً على توقيف المشايخ المعروفين بالسنة ومنعهم من الدروس ونشر المسلك الصحيح والعقيدة النقية نناشدها أن توقف هذا العبث بعقائد المسلمين وتمنع الاحتفال البدعي الذي يقام في بيوت الله، صيانة للمساجد من المحدثات!!
قال الإمام الأوزاعي: إذا ظهرت البدع فلم ينكرها أهل العلم صارت سنة!.
وليتمثلوا قول الله جل وعلا (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون).
شكر خاص: للأخت الصحفية ذكرى المجدلي على غيرتها على سنة النبي صلى الله عليه وسلم وَرَدِّهَا لبدعة المولد في مقالها المنشورة في صحيفة (الوطن) قبل عدة أيام، وأسأل الله أن يكتب لها أعظم الأجر والثواب، والعتب على أساتذة الشريعة الذين لم ينكروا هذه البدعة ورضوا بأن يكونوا مع الخوالف …
كتبه
دغش بن شبيب العجمي
ربيع الأول عام 1425هـ
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[20 - 08 - 06, 02:30 ص]ـ
و هذا ردّ الأخ عبدالعزيز العباد نشرته جريدة الأنباء في عددها (10810) الموافق الجمعة 19/ 5/2006م.
__________________________________________________ ____________
الذهبيُّ و الصفديُّ
في كلام د. عبدالغفار
الحمد لله رب العالمين، و أصلي و أسلم على سيد المرسلين و على آله و صحبه و التابعين، و بعد.
فإنَّ ممن ظهر أخيراً مدافعاً عن ابن عربي الصوفيِّ الدكتورَ محمد عبدالغفار الشريف، ووصف الدكتور محمدٌ ابنَ عربي بأنه طودٌ شامخ، و نقل كلاماً للحافظ الذهبي ثم أتبعه بكلام للصفدي.
فكانت هذه النقطة هي التي أحب أن أكتب حولها هذه المقالة الموجزة، فأشرع بعون الله تعالى في المقصود:
قال الدكتور بعد أن نقل ما نقل من عبارة الإمام الذهبي ثم الصفدي: " فهل ترى قولي خرج عما قاله هذان الإمامان الجليلان تلميذا ابن تيمية رحمهم الله جميعاً ".
أقول أولاً: يطرأ تساؤلٌ وهو: هل دخل قولُ الدكتور محمدٍ في قول الحافظ الذهبي أصلاً حتى يقال إنه قد خرج؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/439)
بعد إذنكم: أنا سأنقل لكم الآن كلام الذهبي و من نفس المصدر الذي نقل منه الدكتور محمد:
قال الذهبي في تاريخ الإسلام بعد أن حكى شيئاً من كلام ابن عربي في وحدة الوجود: " تعالى الله عما يقول –يعني ابن عربي- علواً كبيراً، أستغفر الله و حاكي الكفر ليس بكافر "، فاستغفر الله من حكاية هذا الكفر.
و كفّر الحافظ الذهبي ابن عربي إن مات على أقواله المسطّرة في كتبه، يقول في السير (23/ 48): "و من أردإ تواليفه كتاب الفصوص، فإن كان لا كفر فيه؛ فما في الدنيا كفرٌ ... نسأل الله العفو و النجاة، فواغوثاه بالله ".
و يذكر الذهبي في ميزان الاعتدلال (3/ 660): أن المؤمن الذي يقف على كلام ابن عربي يعرف أن هذه النحلة من أكفر الكفر.
فهذا هو رأي الذهبي في هذا الشخص و في نحلته.
ثانياً: و أما قول الدكتور محمد إن الصفدي من تلاميذ ابن تيمية؛ ففيه أمرٌ يلزم توضيحه:
و هو أن الصفدي يعتبر من الطاعنين في شيخ الإسلام ابن تيمية و في مؤلفاته.
و تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية لا يعرف عنهم أنهم صرفوا في حقه كلمةً عوراء، فيها إساءة أدب طالب العلم مع شيخه و أستاذه، و لقد عاب العلامة الدماميني فيما عابه على الصفدي هذا الأسلوب المشين مع شيخ الإسلام، فقد كان الصفدي كثيراً ما يلوّح بتقدمه على شيخ الإسلام، و ينسبه إلى العجز في أمور سهلة هي أوضح من أن تخفى على مثل ابن تيمية رحمه الله!
و على العكس من ذلك نجدهُ من الشخصيات التي أظهرت العداوة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، و الصفدي لم يكن ملازماً لابن تيمية، و إنما كانت ملازمته لخصوم ابن تيمية من الصوفية الذين يعظمون ابن عربي و غيره، إلا أن الصفدي –و لا شك – أنه قد انتفع كما يَذكر بحضور مجالس شيخ الإسلام ابن تيمية، و لكن حضور الزائرين لا حضور الملازمين.
و قال الدكتور: " إن ظهور هذه الآراء المتضادة في ابن عربي ينبئ عن عمق شخصيته ".
قلتُ: الذين خالفوا أهلَ العلم في هذا " ليس لهم من الفضل ما يجوّز تقليدهم خصوصاً مع ما علم من مذهب ابن عربي من الخروج عن الشرائع "، " فالترجيح معناه إما بزيادة العدد، أو بزيادة الفضل، أو بالإجماع، على أن الجرح في الشخص مقدمٌ على التعديل له عند التعارض، و شهادة كلام ابن عربي في الفصوص قاضية فاصلة "، (تسفيه الغبي / إبراهيم الحلبي).
فهذا ما أحببت أن أنبه عليه، و الله أعلم، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و التابعين.
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[20 - 08 - 06, 02:32 ص]ـ
و فيك بارك أخي أبا عبد الله و عليك، و نفع بك الإسلام و المسلمين.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[24 - 10 - 06, 05:31 ص]ـ
استكمالا لوضع الردود حول الموضوع هذا مقال للشيخ أحمد الكوس نشره في جريدة الوطن:
بين العلامة عبدالعزيز الرشيد والدكتور عبدالغفار الشريف
كتب: أحمد عبدالرحمن الكوس
تذكرت سيرة علماء الكويت كالشيخ عبدالعزيز الرشيد وعبدالله الخلف الدحيان ويوسف بن عيسى القناعي، حيث بذلوا جهودا كبيرة في محاربة الخرافات والبدع والعودة الى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح.
ويكفي العلامة عبدالعزيز الرشيد فخرا ما بذله من جهود في الامامة والخطابة وتأليف الرسائل النافعة في محاربة البدع والخرافات.
ويذكر في كتابه تاريخ الكويت ان أحد المعلمين جاء الى الكويت وهو يدعي العلم وبعد فترة اكتشف أهل الكويت انه حتى الصلاة لا يصلي وتبين انه من الطائفة البهائية «حسب علمي» لذلك فضحه الشيخ الرشيد وشنّع عليه وعلى غيره من اهل البدع والخرافات.
ويكفي ان نعرف ان اول مجلة اصدرها العلامة الرشيد كانت بعنوان «التوحيد» وهذا دليل على اهتمامه بالعقيدة، وقد اطلعت على العدد الاول فوجدته يشرح اقسام التوحيد الثلاثة التي توضح اهمية العقيدة والتوحيد وإفراد العبادة لله وحده وخطر الشرك وعبادة غير الله تعالى.
وقد سافر الرشيد الى العراق والتقى العلامة الآلوسي وقرّض احد كتبه حول التبرج والسفور وكان اول كتاب يطبع في العراق.
ثم سافر الى مصر والاحساء ومكة والمدينة لطلب العلم وفي اخر حياته دعاه الملك عبدالعزيز آل سعود ر حمه الله لحج بيت الله الحرام وأهداه نسخة من كتاب شرح العقيدة الطحاوية «السلفية».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/440)
ثم طلب منه السفر الى اندونيسيا للدعوة بين اوساط المسلمين هناك وقبل الرشيد مشكورا وجلس هناك يدعو الى الله تعالى حتى وفاته في منطقة تسمى «بوغور» ورأيت بنفسي عندما سافرت الى اندونيسيا قبل ثماني سنوات المعهد الاسلامي الذي كان يدرس فيه وكذلك المسجد الذي كان يرتاده رحمه الله ويلقي فيه المحاضرات والدروس.
لذلك نتمنى على الدكتور عبدالغفار الشريف العودة الصحيحة الى الكتاب والسنة والجماعة، لاننا تعودنا من الدكتور عبدالغفار حتى وقتنا هذا الخروج علينا بين الحين والاخر بفتاوى وآراء غريبة، وكنا نتعجب منه في ذلك الحين خصوصا وانه خريج الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة حيث بها جهابذة اهل العلم كالعلامة الدكتور عبدالمحسن العباد وغيره من اهل العلم الاجلاء والذين درّسوا عبدالغفار، ولا اظنهم يوافقونه بتلك الاراء كإباحة الاغاني وترشيح وانتخاب المرأة في المجالس البرلمانية وغيرها من الفتاوى.
ولكن ان تصل فتاوى وآراء الشريف الى إباحة الطواف حول القبور والتساهل في امور العقيدة ونواقض العقيدة فهذا ما لا نقبله لأن امور العقيدة «ما لا يسع الاجتهاد فيها» ويجب ان نعلم ان العقيدة الصحيحة هي ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة والتابعين وأئمة السلف الصالح والائمة الأربعة وابن مندة وابن ابي عاصم وابن تيمية وابن القيم وغيرهم من اهل العلم الذين بينوا العقيدة الصحيحة وهي مدونة في كتب اهل العلم.
ولذلك نربأ بزلة العالم لان العالم قدوة ومحل ثقة بين الناس والمجتمعات، فاذا زل وأفتى بما يخالف شرع الله تعالى فهو مساءل خلال هذه الفتاوى والآراء والتي سوف يتبعه بها الناس وطلاب العلم، ولاشك ان تراجع العالًم عن زلته لا ينقص قدره ومكانته بل يزيده رفعة بين الناس وأهل العلم.
ختاما: هذا ما أردت بيانه وتوضيحه وذلك لخطورة تلك الأقوال التي صدرت من الدكتور عبدالغفار الشريف في امور العقيدة كالطواف حول القبور وقضايا البدع التي لا اصل لها في الاسلام راجيا من الله تعالى له ولنا ولجميع المسلمين الهداية.
alkous66@hotmail.com
تاريخ النشر: الاحد 23/ 4/2006
http://www.alwatan.com.kw/default.aspx?pageid=35&mgdid=402703
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[24 - 10 - 06, 05:49 ص]ـ
وهذا رد آخر للشيخ الكوس نشر أيضا في الوطن
كان ينبغي لهم كأهل علم أن يتجردوا للحق ويبينوا خطأ الدكتور عبدالغفار
حراسة العقيدة بين كتمان العلم والنصيحة
كتب: أحمد عبدالرحمن الكوس
تعجبت من رد الدكتور يوسف الشراح في مقاله الذي هو عبارة عن دفاع للدكتور محمد عبدالغفار الشريف، ومما يؤسف له ان الدكتور يوسف الشراح عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة ويعرف ان الحق واحد لا يتعدد.
قال تعالى: (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) الأنعام/.153
وتعقيبا على الدكتور الفاضل عجيل النشمي والدكتور البوطي والدكتور عبدالعزيز القصار ايضا.
أقول: كان ينبغي لهم كأهل علم ان يتجردوا للحق ويبينوا خطأ الدكتور عبدالغفار لا ان يدافعوا عنه وتصبح القضية قضية رموز الكويت وآداب النقد والحوار.
فالدكتور عبدالغفار تكلم في تلفاز الكويت وعلى المحطة الفضائية التي يشاهدها الملايين في بقاع الارض المعمورة وفهموا من كلامه الذي قاله في التسوية بين طواف الكعبة وطواف الشرك بالقبور وانكاره للصحابة من كسر وهدم الاصنام وتجويزه للاحتفالات البدعية للموالد ..
فكلامه خطير يتوجب على أهل العلم وطلاب الحق ان ينبهوا الدكتور عبدالغفار حول هذه القضايا البدعية التي ليست من اصل الدين.
وجزى الله اهل العلم وعلى رأسهم الدكتور العلامة صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وكل الإخوة الافاضل الذين بينوا الحق وردوا الباطل.
ونذكر الدكتور يوسف الشراح ان زملاءه الاساتذة في كلية الشريعة اصدروا بيانا استنكروا فيه تلك الاخطاء وبلغ عددهم واحدا وعشرين دكتورا وشيخا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/441)
ورحم الله شيخ الاسلام ابن تيمية الذي بين ان الاجتماع والائتلاف من اعظم الامور التي اوجبها الله ورسوله قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) آل عمران103/ 102 الى قوله: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) آل عمران 106/.105
قال ابن عباس: تبيض وجوه اهل السنة والجماعة، وتسود وجوه اهل البدعة والفرقة.
والبدعة مقرونة بالفرقة كما ان السنة مقرونة بالجماعة، ولهذا كان أهل الاختلاف المطلق كلهم مذمومين في الكتاب والسنة فانه ما منهم الا من خالف حقا واتبع باطلا، ولهذا أمر الله ورسوله ان ندعو الى دين واحد وهو دين الاسلام، وألا نتفرق فيه، وهو دين الأولين والآخرين من الرسل وأتباعهم.
ولهذا حيث ذكر الله الحق في القرآن جعله واحدا، وجعل الباطل متعددا كقوله: (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) الانعام/.153
ويضيف ابن تيمية ان سبب الفرقة هو البغي وهو مجاوزة الحد وقال (والبغي: اما تضييع الحق، واما تعد للحد، فهو اما ترك واجب، واما فعل محرم، فعلم ان موجب التفرق هو ذلك).
والمتتبع لنهج علماء السنة يجدهم من احرص الناس على نصح غيرهم والتصدي لأهل البدع.
حيث تصدى اهل السنة للمعتزلة وعلى رأسهم واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وكذلك رؤوس الجهمية كالمريسي تصدى له الدارمي والشافعي.
وكذلك في القرن السادس والسابع والثامن عندما انتشر اهل البدع والتصوف، وانتشر علم الكلام والفلسفة قيض الله العلماء الاجلاء كابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن كثير الذين فضحوا اهل الاهواء والفرق الضالة.
فلو سكت اهل العلم بدعوى جواز الاختلاف لانتشرت البدع وماتت السنة وعم الجهل.
يقول الشيخ ناصر العقل في كتابه الماتع (حراسة العقيدة) ص 34: (والعقيدة هي اصول الدين وثوابته وقواطعه .. وهي الكتاب والسنة واجماع السلف .. ومنهج السلف في تقرير العقيدة .. هو الاعلم والاسلم والاحكم.
والعقيدة توقيفية لا يجوز تلقيها من غير الوحي، لانها غيب لا تحيط بها مدارك البشر ولا عقولهم ولا علومهم ...
قال الأوزاعي: (عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال، وان زخرفوه لك بالقول، فان الامر ينجلي وأنت على طريق مستقيم).
وهناك أمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى لأهل العلم الذين ردوا ونصحوا شيوخهم وكبار أهل العلم مثل أبي يوسف الذي رد على شيخة الامام أبي حنيفة، واستدراك وردود الائمة بعضهم على بعض ومن قبلهم صحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وأسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يوفقنا وسائر أهل العلم للرجوع الى معتقد اهل السنة والجماعة ويؤلف بين قلوبنا ويجنبنا البدعة والزلل، انه ولي ذلك والقادر عليه.
Alkous66@hotmail.com
تاريخ النشر: الاحد 30/ 4/2006
http://www.alwatan.com.kw/default.aspx?pageid=35&mgdid=403777
ـ[ابوخالد الكويتي]ــــــــ[24 - 10 - 06, 05:57 ص]ـ
حدثني من أثق به _ ويعرفه أبو عبدالله الأثري _ قال: قال لي عبد الغفار الشريف: إني أبحث عما (يغث) السلفيين من الآراء في العقيدة فأقول به.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[24 - 10 - 06, 06:21 ص]ـ
محمد الشريف فجر مفاجأة في ندوة العلوم الاجتماعية:
لا مانع من أن يكون المسلم مسيحيا أو العكس
المتحدثون في الندوة
12/ 10/2006 كتب محمد البغلي:
حفلت الندوة التي نظمتها وحدة الدراسات الاوروبية الخليجية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت صباح امس الاول بالكثير من المفاجآت، لكن المفاجأة الابرز كانت في طرح الامين العام للامانة العامة للاوقاف د. محمد عبدالغفار الشريف الذي لم ير مانعا من ان يكون المسلم مسيحيا او العكس.
وفي حوار عكس سماحة الديانتين المسيحية والاسلام اقر مطران الكنيسة الكاثوليكية في البلاد كاميللو باللين بأهمية الحوار بين الكنيسة والاسلام وضرورة استمراره مرددا ان الاخطاء واردة من المسلمين والمسيحيين على حد سواء، فلا يوجد مسلمون ممتازون ولا مسيحيون ممتازون على حد قوله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/442)
ودعا باللين المسلمين إلى ان يعرفوا المسيحية كما ينبغي ان تعرف، وان يستندوا في ذلك على الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة وليس على نصوصهم الاسلامية فقط، وهو ما ينبغي على المسيحيين فعله ايضا لمعرفة الاسلام.
ولخلق حوار بين المسيحية والاسلام، اشار الى ان التفاهم والمحبة هما الشرطان الاساسيان لعمل ارضية مشتركة بين اتباع الديانتين.
وعلى ضوء خطاب البابا بنديكت السادس عشر، قال الاب كاميللو باللين ان خطاب الباب لم يكن عظة او تعليما دينيا، وانما كان محاضرة اكاديمية عن العلاقة بين العقل والايمان، حيث اراد تحديد المرحلة التي يصل فيها الايمان الى التطرف، ان لم يوجد العقل الذي ينيره، وجاء كلامه منقولا من نص حوار لا صلة له برأيه الشخصي لكونه عرف عنه احترام الاسلام والاديان عموما.
ونفى ان يكون هناك ربط بين احداث الدانمرك وسب الرسول وما قاله البابا، كما نفى وجود هجوم او توجه منظم ضد الاسلام.
لا مانع
وعلى غير المعتاد ذكر الامين العام للأمانة العامة للأوقاف د. محمد عبدالغفار الشريف ان المسلمين لا مانع عندهم اذا اراد احدهم ان يدخل المسيحية او مسيحي يريد اعتناق الاسلام، موضحا ان المسلمين والمسيحيين على حد سواء مشكلتهم هي العمل على خطف الاتباع متناسين اتباعنا المذنبين الذين هم اولى بالمعالجة من صراعنا مع بعضنا البعض.
وحول خطاب البابا قال: ان البابا اساء الى المسلمين لأنه نقل دون توضيح في محاضرته والنقل من دون توضيح يعني الاقرار، فإن قال البابا ان المسلمين اساؤوا فهمه فهذه اساءة اخرى لهم لكونهم ليست لديهم القدرة على فهم رأيه.
وطالب الشريف بالتفريق بين التوجهات السياسية والدينية اذ انه اشار الى ان التوجه السياسي الدولي بعد انتهاء الحرب الباردة، يسعى الى تصنيف الاسلام كعدو حتى تستمر دائرة الصراع الدولي.
وفي طرح مفارق قال الشريف: على رجال الدين الا يخضعوا لرجال السياسة وعلى رجال السياسة ان يرفعوا ايديهم عن الدين والاصل في علاقاتنا السلم وليس الحرب كما نص القرآن، لذا ليس بغريب ان يرفض المسلمون فكر ابن لادن او الظواهري على عكس الاعلام الغربي الذي يعمم هذا الفكر على جميع المسلمين ويغض البصر عن ممارسات جيش الرب في اوغندا على سبيل المثال.
صراع
وفي كلمة شديدة الانتقاد تحدث العميد السابق لكلية العلوم الاجتماعية د. علي الطراح قائلا ان البابا بنديكت السادس عشر لا يمثل نفسه بل يمثل ملايين البشر وما كان عليه ان يتلفظ بما يمس ديانة لها اتباعها، في وقت يمر فيه العالم بمرحلة حرجة من الصراع الذي يريد البعض ان يحوله الى صراع ديني وحضاري.
ودعا الى مزيد من الشفافية في اي حوار مشترك وان يكون الحوار منسجما ومتطابقا مع الواقع، موضحا ان ليس من المعقول ان نتحدث ونتحاور وكل منا يقول للآخر ديني يحبك، بينما ممارساتنا تختلف عما نقول.
واكدت رئيسة وحدة الدراسات الاوروبية الخليجية د. هيلة المكيمي التي ادارت الندوة بنجاح ان فكرة الندوة انبعثت من ايمان الوحدة بالحوار والانفتاح على الآخر، كما نصت تعاليم الدين الاسلامي الحنيف.
حذر ليبرالي
أشار الأستاذ الدكتور علي الطراح في بداية كلمته إلى انه سيقرأ كلمة أعدت مسبقا لكونه سياسيا ليبراليا ولا يريد ان يتصيد عليه البعض بعض المآخذ بسبب هذا التوجه.
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperPublic/ArticlePage.aspx?ArticleID=209655
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[24 - 10 - 06, 06:29 ص]ـ
د. محمد عبدالغفار الشريف يوضح:
ما نشر على لساني في ندوة «مستقبل حوار الاديان» غير دقيق
عقب د. محمد عبدالغفار الشريف استاذ الفقه المقارن واصوله ـ الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف على ما نشر على لسانه في ندوة «مستقبل الحوار بين الاديان في ضوء خطاب البابا بنديكتس بجامعة الكويت وقال «كنت قد تطرقت الى ضرر الحركة التبشيرية فقلت ان من الخطأ حرص كل من المسلمين والمسيحيين على خطف اتباع الديانة الاخرى، ما كان سبباً في حساسية العلاقة بين اتباع الديانتين ولو عمل كل فريق على اصلاح المنحرفين من اتباع دينهم لكان لديهم من العمل ما يكفيهم، نظراً لابتعاد كثير من ابناء كل دين عن تعاليمه. ثم نترك اتباع الديانتين لحريتهم في الاختيار، فمن اراد من اتباع الديانتين اختيار اي دين منهما فذلك راجع الى اختياره، واستشهدت بقوله تعالى ـ «وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» وكل من علماء الديانتين ينظرون الى تارك دينه بأنه كافر «مرتد»، وأحكام الردة مفصلة في كتب الفقه، ولكن بعض الصحافيين صاغ الخبر بطريقة فيها نوع من استفزاز شعور بعض المتدينين، لذا اردت توضيح الموضوع بهذا التنوية حتى لا ادع فرصة للمتصيدين في الماء العكر.
وأزيد توضيحاً بذكر قصة رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صلح الحديبية، حيث التزم مع قريش بأنه من ارتد عن دين المسلمين لا يمنعه، ومن أساء من قريش رده اليهم، واول من طبق عليه ذلك ابو جندل بن سهيل بن عمرو ـ رضي الله عنه ـ «صحيح البخاري مع الفتح 312/ 5». فلما احتج بعض الصحابة الكرام رضي الله عنهم ـ قال عليه افضل الصلاة والتسليم: انه من ذهب منا اليهم فأبعده الله، ومن جاء منهم الينا فسيجعل الله له فرجاً ومخرجا، «صحيح مسلم مع النووي 424/ 4»، وقد ذكر الحافظ في الفتح «345/ 5» خلاف العلماء في جواز اشتراط هذا الشرط اليوم. والله اعلم، وهو يتولى المؤمنين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تاريخ النشر: السبت 14/ 10/2006
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=434840&pageId=35
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/443)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[24 - 10 - 06, 06:40 ص]ـ
وهذه بعض المقالات ردا على ما في المشاركتين السابقتين
«إلى متى السير في طريق إثارة حفيظة المسلمين؟»
د. الشطي لـ الشريف: من يتحول عن دين الإسلام مرتد يقام عليه الحد
شدد الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة الكويت د. بسام الشطي على أنه لا يجوز للمسلم ان يترك دينه ويتحول عنه الى ديانة اخرى وإلا اعتبر مرتداً وجب أن تنطبق عليه أحكام الردة.
جاء ذلك في رد للدكتور الشطي - تسلمته «الوطن» - حول ما أفضى به د. عبد الغفار الشريف خلال الندوة التي أقيمت في كلية الآداب بجامعة الكويت تحت عنوان (مستقبل حوار الأديان) حيث ذهب الى أن ترك المسلم لدينه وتحوله الى نصراني لا يمثل مشكلة.
وقال الشطي في رده: لقد فوجئت بتصريحات د. محمد عبدالغفار بانه لا بأس من ترك المسلم لدينه وتحويله الى نصراني والعكس حيث لا يمثل ذلك لديه - ولا ادري شخصه ام الاسلام- مشكلة ثم نشر بعد ذلك توضيحاً يبين فيه ان العبارة التي نشرت غير دقيقة وللاسف انه اكدها في عبارات منها (ثم نترك اتباع الديانتين لحريتهم في الاختيار، فمن اراد من اتباع الديانتين اختيار اي دين منهما فذلك راجع الى اختياره).
واضاف: لا اعرف ان كان د. عبدالغفار قرأ حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (ما يسمع بي يهودي ولا نصراني ولم يؤمن بي الا كان من اهل النار) وكذلك قول الله تبارك وتعالى: (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين)، وقال: المسلم لا يجوز له ان يترك دينه ويدخل في ديانات اخرى فهذا يعتبر مرتداً ويطبق عليه احكام الردة وهذا الحكم جاء وفق الادلة القاطعة في الكتاب والسنة لمن يرتد ويكفر بعد اسلامه نطقاً او اعتقاداً او شكا او فعلا ويكون عاقلاً بالغاً ولذلك قال تعالى (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون)، وهذا هدف اعداء الدين، فلماذا تعطيهم المبرر غير الشرعي للقيام به وقد قال تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا)، واحاديث الردة كثيرة منها ما رواه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله الا احد ثلاثة نفر: النفس بالنفس والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة) رواه ابن ماجه وقال ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً (من بدل دينه فاقتلوه) رواه النسائي.
واوضح ان الشريف استشهد على كلامه بقصة حدثت في صلح الحديبية وصاغها مبتورة واستخلص منها ما يريد مما قد يلتبس على الناس حيث قال ان الرسول صلى الله عليه وسلم التزم في صلح الحديبية مع قريش بانه من ارتد عن دين المسلمين لا يمنعه ومن اسلم من قريش رده اليهم وهذا نقل غير صحيح ابداً في جميع الروايات التي ذكرت لم تذكر لفظ الردة والشرط (وعلي ان لا يأتيك منا رجل، وان كان على دينك الا رددته الينا)، اي ارجعته وليس يرتد عن دين الاسلام! ولذلك الح الرسول صلى الله عليه وسلم على سهيل ان يستثني ابا جندل، فرفض على الرغم من موافقة مكرز على طلب الرسول صلى الله عليه وسلم ولما استنجد ابو جندل بالمسلمين قائلا: يا معشر المسلمين، اتردونني الى اهل الشرك فيفتنوني في ديني؟ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (يا ابا جندل، اصبر واحتسب فان الله عز وجل جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجاً).
فالاتفاق عشر سنوات ولكن الله تبارك وتعالى بقدرته وقدره جعله سنة نتيجة لاخلال قريش بالاتفاق ولاحظ لفظ (اصبر واحتسب) ولم يقل له ارتد او شجعه على ذلك، لفظ (فان الله عز وجل جاعل لك ولمن معك فرجا ومخرجا) وتجلت الحكمة للناس بعد ذلك يوم كان ابو جندل واصحابه المستضعفون سببا في الغاء شرط رد المسلمين الى الكفار وفي اسلام سهيل وموقفه الشجاع يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيت اهل مكة على الإسلام.
ولقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم على الذي يرتد عن دينه (فأبعده الله) وليس من رجع اليهم ان الله يبعده ..
وختم د. الشطي رده بالقول: لا أعرف الى متى يسير د. عبد الغفار في طريق اثارة حفيظة المسلمين بقضايا متفق عليها ولا تحتمل الخلاف لاسيما وهي تستند الى أدلة قطعية فيصر عليها ويناصرها ومن ذلك جواز الطواف حول القبور ويعده مثل الطواف حول الكعبة وتمجيده لابن عربي الذي وصفه الائمة الاعلام بالزنديق الملحد وقضايا اخرى مثار الجدل ود. عبد الغفار عضو في الافتاء وفي استكمال الشريعة وأمين عام في الأوقاف وعضو في الافتاء في كثير من المؤسسات المالية فكيف مثلك يخطئ في العقيدة واحكام الردة، فقد بدأ الناس يتوجسون خيفة من هذه المؤسسات جراء هذه الفتاوى التي تصدر والخوف أن يصلوا الى درجة عدم الثقة فنحن نحترم العلماء ونقدرهم وندعو لهم بالثبات والمغفرة وهذا واجبنا الديني يحتم علينا الرد العلمي لتوضيح الملابسات والله أعلم والحمد لله رب العالمين.
تاريخ النشر: الاربعاء 18/ 10/2006
http://www.alwatan.com.kw/default.aspx?pageid=35&mgdid=435728
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/444)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[24 - 10 - 06, 06:45 ص]ـ
ردا على الدكتور محمد عبدالغفار الشريف
أمن الخطأ أن نفعل واجبا كفائيا أمرنا الله عز وجل به؟!
كتب: د. حمد محمد الجابر الهاجري
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين، اما بعد:
فقد ساءني ما قرأته في التوضيح الذي جاء على لسان الدكتور محمد عبدالغفار الشريف ـ هداه الله ـ والذي نشره تعقيبا على ما نقل عنه في الصحف وذلك اثناء مشاركته في مؤتمر «مستقبل حوار الاديان»، ولذلك فلن اناقشه فيما نشر عنه اولا لكونه لم يرتضه.
اما توضيحه الذي نزل مؤخرا فقد تضمن عددا من الاخطاء الجسيمة، منها قوله «ان من الخطأ حرص كل المسلمين والمسيحيين على خطف اتباع الديانة الاخرى، ما كان سببا في حساسية العلاقة بين اتباع الديانتين».
فأقول: سبحان الله! اتجعل من الخطأ ان يدعو المسلم اتباع الديانة النصرانية، ألا تعلم ان دعوة النصارى وغيرهم من غير المسلمين من فروض الكفايات، يقول الله عز وجل (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن) النحل: 125، وقال عز وجل (ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن) العنكبوت: 46، وقال عز وجل (قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله .. ) آل عمران: 64، وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان معاذا رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «انك تأتي قوما من اهل الكتاب فادعهم الى شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله .. » متفق عليه. ولما اعطى النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر الراية لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه قال له: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام، واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم» متفق عليه.
فهل من الخطأ ـ يا دكتور ـ ان نفعل ما امرنا الله عز وجل به، وما دعا اليه نبينا عليه الصلاة والسلام، اكل ذلك من اجل ارضاء اليهود والنصارى الذين يسبون الهنا جلا وعلا، ويسخرون بنبينا عليه الصلاة والسلام صباح مساء أم من اجل ماذا؟ هذا ما احببت التنبيه إليه في هذه المقالة، واسأل الله عز وجل لي وله ولجميع المسلمين التوفيق والسداد.
تاريخ النشر: السبت 21/ 10/2006
http://www.alwatan.com.kw/default.aspx?pageid=35&mgdid=436342
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[24 - 10 - 06, 06:49 ص]ـ
لا تخيير في ترك الإسلام
كتب: د. حمد محمد الهاجري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فاستكمالا لما سبقت مناقشته من كلام للدكتور محمد عبدالغفار الشريف حول حوار الأديان أقول: قال الدكتور محمد عبدالغفار ـ بعد كلامه الذي تقدمت مناقشته في المقال السابق ـ ما نصه: «ولو عمل كل فريق على اصلاح المنحرفين من اتباع دينهم، لكان لديهم من العمل ما يكفيهم، نظرا لابتعاد كثير من ابناء كل دين عن تعاليمه، ثم نترك اتباع الديانتين لحريتهم في الاختيار، فمن اراد من اتباع الديانتين اختيار اي دين منهما فذلك راجع إلى اختياره، واستشهدت بقوله تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)».
أقول: لقد أطلق الدكتور محمد عبدالغفار الشريف للمسلم العنان وجعل له الحرية في ان يترك الدين الإسلامي ويرتد عنه ـ والعياذ بالله ـ.
وهذا كلام خطير جدا، فإن الإنسان إذ آثر الإسلام فيه وآمن به عن طواعية واختيار، وجب عليه، ان يخلص له ويتجاوب معه في أمره ونهيه وسائر هديه في أصوله وفروعه، ولا يجوز له أبدا ان يتراجع عن دينه ويتخذه لهوا ولعبا ولا يعطيه الاسلام الخيار في البقاء في الإسلام أو ان يرتد عنه، بل يلزمه البقاء فيه والثبات عليه، يقول الله عز وجل (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً ان يكون لهم الخيرة من أمرهم) الأحزاب:.36
وأما قول الله عز وجل (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) البقرة: 256، فإن المراد بهذه الآية وما ماثلها: الإكراه على الدخول في الدين الإسلامي ابتداء، قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية: «أي لا تكرهوا أحدا على الدخول في دين الإسلام، فانه بين واضح جلي دلائله وبراهينه، لا يحتاج إلى ان يكره أحد على الدخول فيه ... ».
وأما استشهاد الدكتور محمد عبدالغفار بقوله عز وجل (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف: 26، فهو استشهاد في غير محله، يقول القرطبي ـ رحمه الله ـ في (الجامع لأحكام القرآن 255/ 10) في تفسير هذه الآية: «وليس هذا بترخيص وتخيير بين الإيمان والكفر، وإنما هو وعيد وتهديد، أي ان كفرتم فقد أعد لكم النار، وان آمنتم فلكم الجنة» (ومثله في تفسير الطبري).
ولهذا تبين لك أخي القارئ ـ أنه لا يجوز لأحد دخل في الإسلام ان يتركه، أو يقال له: نترك لك الاختيار لاي دين تشاء، بل الواجب ان ندعوه للثبات على دين الله حتى الممات، خلافا لما ذكره الدكتور محمد عبدالغفار في عباراته المطلقة وآرائه الغريبة.
وأما حكم من صدرت منه هذه العبارات كـ «تخطئة المسلم الذي يحرص على دعوة النصارى» و «ترك الخيار للمسلم في ترك دينه» فأجعله لأهل العلم الكبار، والله المستعان وعليه التكلان والحمد لله رب العالمين.
تاريخ النشر: الاثنين 23/ 10/2006
http://www.alwatan.com.kw/default.aspx?pageid=35&mgdid=436683
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/445)
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[06 - 11 - 06, 11:44 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85286
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[07 - 11 - 06, 04:13 ص]ـ
ولماذا لا تنسق على شكل كتاب وتباع بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[محمد آصف]ــــــــ[23 - 01 - 07, 06:56 م]ـ
للرفع(33/446)
الرجاء الإفادة حول الجويني وحاله في العقيدة
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[27 - 03 - 06, 07:51 ص]ـ
حدث خلاف بيني وبين أحد الأخوة, عندما ورد أثناء كلامي: أبو المخازي الجويني.
حيث استغرب جليسي وهذا, ونظر لي على أنني جاهل سيء الأدب مع السلف الصالح, الخ, بحجة أنه إمام الحرمين وشيخ الإسلام وفقيد الزمان ونادرة العصر,
جاهداً حاولت أن يقنعني بهذا, فإذا رصيده أنه ((سمع عنه أو قرأ عنه في منتدى)) أنه هكذا
هل أخطأت؟؟
قال أبو المعالي الجويني: الله يعلم الكليات ولايعلم الجزئيات.
احكموا بيننا بالحق
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[27 - 03 - 06, 08:14 ص]ـ
أما علمت أن الجويني رحمه الله قد تاب؟!
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 08:18 ص]ـ
قد أصبت يا محمد وأخطأ إلا أن بعض الناس ليس لديه تحقيق
والحامل لهم على مثل هذا في ظني:
1 - الجهل باعتقاد السلف فإن بعضهم من جهل باعتقاد السلف لا ينشأ عنده غيره فإن الجاهل بضرر أهل الضرر وجنايتهم على المعتقد يظن أن اأمر مستساغ
2 - الأمر الثاني هناك موضة عند كثير ممن ينتحل طلب العلم دع الشافعي شافعي والحنبلي حنبلي وهكذا كأن الحق غير موجود وبما أن القول هناك من قال به فلا تنكر ولاتدعوا إلى السنة بل أدع إلى لامذهب
3 - تعظيم الأشخاص لا سيما المعاصرين فلا تخطأ وإذا نقل القول فهو حجة بنفسه إذا كان منسوب إلى داعيه أو طالب علم أو عالم. ولم يفرقوا بين فهم العالم لبعض جزئيات المسائل الدقيقة التي ليس فيها نص وبين مخالفة الدليل
إلخ ............................................... ........
حكمت المحكمة غيابيا على الشيخ محمد سفر العتيبي (إبتسامة)
أنه والحالة هذا كما بينتها في أحوال الشباب لو لم تستخدم هذا العبارة لكان أولى وعليه نقول زادك الله حرصا ولا تعد لا لأنك أخطئت في غيرتك على العقيدة ولكن لا يفتن هذا المسكين وأضرابه
(وهذا ليس حكم إنما هو إخبار عن واقع تعامل مع من لا يتحمل مثل هذه العبارات لعلك تحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم يكون لأحدهم فتنة) والله أعلم وأعلى
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[27 - 03 - 06, 08:36 ص]ـ
أما علمت أن الجويني رحمه الله قد تاب؟!
بالنسبة لي أعرف تفاصيل كثيرة جعلتني أتجرأ وأقول ما أقول, فهو لن يصدق حتى أنه ارتكب معصية يسيرة مغفورة دون قصد, فهو ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه!!
الحبيب المقدر: أسامة عباس, لو قرأ صاحبي كلمة ((تاب)) في ردك لجن جنونه.
أخي نعم ناح وصاح وتاب, وجن جنونه, ولكن كتبه التي تطبع بآالاف الكيمات وتمتلئ بـ قالت: الحشوية, وقالت الحشوية, راجع الكتاب التهريجي المسمى: البرهان, كيف ستمحو أثرها وسط بيئة جاهلة, تقول: لقد بارك الله في هذا المصنف وانتشر ووجد القبول بين الناس.
أخي المقدر, دمي الآن محترق ولا أخفي هذا-- ولكن إذا احتج عليك العشرات بقول الجويني وأمثاله, بـ ((الرحمن على العرش استوى)) ونعت من يتبع ماكان عليه الأولين بالحشوية, فماذا ستقول؟؟ هل ستقول تاب؟؟؟
أخي المقدر: إذا قلت له قال الله تعالى فرد علي بقال أبو المعالي, هل ستقول: تاب؟؟
أخي المقدر: قلت له قال رسول الله فرد علي بقال ابو المعالي الجويني رضي الله عنه, ومارود في البخاري ومسلم فيه اضطراب, ثم يقول وعلى افتراض صحته, فيؤول كما قال المعصوم ابو المعالي الجويني, هل ستقول له: تاب؟؟
تاب أم احتار؟؟
1) راجع خاتمته وترجمته في المنتظم لابن الجوزي, رغم أن مصنفاته تشهد أنه ليس بإمام مسجد في إحدى القرى النجدية النائية فكيف بالحرمين.
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[27 - 03 - 06, 08:43 ص]ـ
نعم، سأثبت لهم تراجعه وتوبته، ولن أسبه ..
أعانك الله، فتجربتي مع الأحباش عرفتني كم هي (مقرفة) الحوارات مع أهل البدع ..
ـ[فيصل]ــــــــ[27 - 03 - 06, 12:20 م]ـ
كنت قد كتبت موضوعاً قديماً في منتدى أنا المسلم عن الجويني رحمه الله وقد وضعه الاخ أبو عمر جزاه الله خيراً ملحقاً مع كتاب في هذا الرابط:
http://alsoufia.org/vb/attachment.php?attachmentid=60&d=1141223407
وإن كان الآن قد استجد عندي أشياء أخرى كثيرة عنه. وبالنسبة لوهلة الجويني الفظيعة التي لا تصدر إلا ممن لعبت الفلسفة بدماغة تجد تورط الأشاعرة هنا:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=112169
وقد تكلم فيها ابن العربي أيضاً بكلام ألطف من ذلك وهذا لم أنقله في الرابط السابق.
وقد اتهمه أهل مذهبه بتهم كثيرة كالتأثر بالفلسفة وتارة بالإعتزال وغير ذلك وأظن هذه عقوبة لكلمات قالها في حق بعض ائمة اهل السنة كالإمام الحافظ السجزي من أمثال" التيس الخ الخ" وكلام قبيح لا أذكره الآن ولا أريد ان أذكره
لكن مع هذا لا يجوز ان نقول عنه ابو المخازي فالرجل قد تاب ولا ينبغي الكلام فيمن تاب واناب وتحسر على ما سطره في حياته من فلسفة وإعتزال وتعطيل وتجهم والكلام يوجه إلى ما كتبه قبل توبته والله تعالى اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/447)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 - 03 - 06, 05:50 ص]ـ
أبو حسن محمد: يفترض أنني خلف القضبان وأسمع فقط نصائح إخواني,
سامة عباس: نفس الرد السابق
لكن مع هذا لا يجوز ان نقول عنه ابو المخازي فالرجل قد تاب ولا ينبغي الكلام فيمن تاب واناب وتحسر على ما سطره في حياته من فلسفة وإعتزال وتعطيل وتجهم والكلام يوجه إلى ما كتبه قبل توبته والله تعالى اعلم
وجهل بالآثار والحديث, كما قال عنه ابو سعد السمعاني رحمه الله, وإن كان يوقره. واتهام السلف بما هم منه براءو وحمل شناعات بعض المتأخرين عليهم, بجهالة, وأيضاً أقول: نفس الرد السابق
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[29 - 03 - 06, 07:03 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الفاضل فيصل ..
لعل من أراد صف كتاب أن يبحث هل سبق أن صف فيوفر الجهود في مشروع آخر، فقد قمت بصفه منذ مدة طويلة تزيد على السنتين -والله أعلم- ..
الأمر الثاني: هذه الرسالة هي لوالد إمام الحرمين، وعودته سلفية نقية .. أما ولده إمام الحرمين أبو المعالي عبدالملك فلم يكن مُحققاً لاعتقاد السلف؛ ومع هذا فقد دار حول الحق، ونشده، وأصاب في مسائل عديدة، نقلها شيخ الإسلام وغيره من العلماء مثبتين لهُ حسن الاعتقاد في المرحلة التالية ..
ولعلنا أخي محمد نكون دقيقين ومنصفين، وأعلم -وأنت من يعلمني ذلك- بأن مما من مبتدع يعودللسنة إلا وفي كلامه لوثة بدعته السابقة لا يكاد ينجو منها إلا آحاد العلماء .. فتنبه.
الأخ أسامة عباس نحن بانتظار ما تقيده ..
وإليكم مقال سابق:
والد إمام الحرمين الإمام عبدالله الجويني من الشك إلى الطمأنينة
http://saaid.net/feraq/el3aedoon/26.htm
إمام الحرمين يُعلن توبته من التأويل وينقده
http://saaid.net/feraq/el3aedoon/24.htm
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[29 - 03 - 06, 07:10 م]ـ
إمام الحرمين يُعلن توبته من التأويل وينقده
من لا يعرف إمام الحرمين؟!
هذا الشبل من ذاك الأسد .. فأبوه الإمام أبو محمد عبدالله بن يوسف الجويني –رحمه الله- الذي أعلن توبته من عقائد الأشاعرة ولزومه غرس السنة، واهتدائه بسلف الأمة، في رسالته العظيمة لشيوخه [رسالة في إثبات الاستواء والفوقية]، ولم تكن صيحة أبيه لتذهب سدى، بل وفق الله من وفق للاستنارة بها، والوقوف أمام مضامينها، وقوف المتأمل والمتعلم، حيث لا مجال للعناد، مع آيات الكتاب، وصحيح السنة، وما صح من نقلٍ عن أئمة السنة، وممن تأثر بعلمه ونهل منه في فترتيه ابنه أبو المعالي، الذي خلف والده في التدريس ...
فمن هو إمام الحرمين؟!
هو أبو المعالي عبدالملك بن عبدالله بن يوسف المتوفى سنة 478هـ، مات والده فجلس في مجلسه للتدريس، فانتقلت إليه نسبة (الجويني) وقيل: كان عمره عشرين سنة عندما جلس للتدريس في مجلس والده، ولقب بإمام الحرمين لأنه كما قيل، جاور مكة أربع سنوات كان خلالها يناظر ويدرس ثم عَرَّج على المدينة المنورة.
وقد ألف الإمام الجليل مؤلفات كثيرة في فنون مختلفة ..
ومن هذه المؤلفات التي تتصل بمرادنا (الغياثي) ألفه لغياث الدولة الذي هو نظام الملك (الوزير) وهو الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس الطوسي أبو علي الوزير العادل صاحب المدارس التي عرفت باسمه (النظامية) وأحد الزهاد العباد المعروفين، ناصر السنة وأهلها وحامي الفقهاء من بطش المبتدعة والزنادقة وأحد فقهاء الشافعية.
تولى الوزارة للسلطان السلجوقي (ألب أرسلان) ثم من بعده لابنه ملكشاه، ولد الوزير سنة 408هـ وتوفي سنة 485هـ.
كما أن الكتاب (الغياثي) منسوب لهذا الوزير الصالح الحسن بن علي الملقب (غياث الدولة)، فقد نسبت العقيدة النظامية إليه لأنه يلقب أيضاً (نظام الملك) ونستحسن هنا بعض كلام الإمام نقلاً عن كتابه الكبير (الغياثي)، قال الإمام أبو المعالي الجويني في الكتاب المذكور (رقم 279 ص190):
(ومن رام اقتصاداً، وحاول ترقياً عن التقليد واستبداداً فعليه بما يتعلق بعلم التوحيد من الكتاب المترجم (بالنظامي) فهو محتوي على لبابٍ لِلْباب، وفيه سر كل كتاب في أساليب العقول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/448)
والذي أذكره الآن لائقاً بمقصود هذا الكتاب، أن الذي يحرص الإمام عليه جمع عامة الخلق على مذهب السلف السابقين قبل أن نبغت الأهواء وزاغت الآراء وكانوا رضي الله عنهم ينهون عن التعرض والتعمق في المشكلات والإمكان في ملابسة المعضلات والاعتناء بجمع الشبهات وتكلف الأجوبة عما لم يقع من السؤالات ...
إلى أن قال: وما كانوا ينكفون-رضي الله عنهم- عما تعرض له المتأخرون عن عِيِّ وحَصْر، وتبلد في القرائح، هيهات، وقد كانوا أذكى الخلائق أذهانا وأرجحهم بياناً؛ ولكنهم استيقنوا أن اقتحام الشبهات داعية الغويات، وسبب الضلالات، فكانوا يحاذرون في حق عامة المسلمين ما هم الآن به مبتلون، وإليه مدفعون، فإن أمكن حمل العوام على ذلك فهو الأسلم. أ.هـ.
وقال الإمام في العقيدة النظامية (ص22 - 23):
(وذهبت طائفة إلى التعطيل من حيث تقاعدت عقولهم عن درك حقيقة الإله، فظنوا أن مالا يحويه الفكر منتف، ولو وقفوا لعلموا أنه لا تبعد معرفة موجود مع العجز عن درك حقيقته.
والذي ضربناه من الروح مثلاً يعارض به هؤلاء فليس لوجود الروح خفاء وليس إلى درك حقيقته سبيل ولا طريق إلى جحد وجوده للعجز عن درك حقيقته، الأكمه يعلم بالتسامع والاستفاضة الألوان ولا يدرك حقيقتها. فهذا سبب زيغ المعطلة وهم على مناقضة المشبهة.
وأما فئة الحق فهدوا إلى سواء الطريق، وسلكوا جُدُد الطريق وعلموا أن الجائزات تفتقر إلى صانع لا يتصف بالصفات الدالة على الافتقار، وعلموا أنه لو اتصف الصانع بها لكان شبيهاً بمصنوعاته، ثم لم يميلوا إلى النفي من حيث أن يدركوا حقيقة الإله، ولم يتعدوا موجداً يجب القطع به مع العجز عن درك حقيقته، إذ وجدوا أنفسهم مخلوقاً لم يستريبوا في وجده، ولم يدركوا حقيقته، ونحن الآن نذكر عبارة حَرِيَّةً بأن يتخذها مولانا في هذا الباب هجيراً فهي لعمري المنجية في دنياه وأخراه، فنقول: من نهض لطلب مدبره، فإن اطمأن إلى وجده انتهى إليه فكره فهو مشبه وإن اطمأن إلى النفي المحض فهو معطل، وإن قطع بموجود واعترف بالعجز عن درك حقيقته فهو موحد، وهو معنى قول الصديق رضي الله عنه إذ قال: "العجز عن درك الإدراك إدراك". فإن قيل فغايتكم إذا حيرة ودهشة، قلنا: العقول "عاجزة" عن درك الحقيقة قاطعة بالوجود المنزه عن صفات الافتقار).
قال الإمام الجامي معلقاً على هذا الكلام في كتابه "الصفات الإلهية ص164":
(ف [ U] إمام الحرمين عبدالملك قد سلك مسلك والده الإمام أبي محمد الجويني في إعلانه أن فهم السلف هو الحق وحده فيما يعتقد العبد نحو ربه سبحانه، وما سواه باطل لا محالة لأنه تشبيه أو تعطيل أو توقف وهو يشبه أباه في هذا الموقف بالجملة "ومن يشابه أبيه فما ظلم" وإن لم يبلغ درجة أبيه، حيث يوجد في كلامه بعض الثغرات التي يستطيع أن ينفذ منها بعض المغرضين المنحرفين بكلامه بالتحريف فيه، وحمله على غير محمله، بخلاف كلام والده فإنه لم يترك مدخلاً لداخل يدرك ذلك من يقارن بين ما جاء في العقيدة النظامية للجويني (الابن) وما جاء في "رسالة إثبات الاستواء والفوقية" (الأب)، وعلى كل حال فإن إمام الحرمين بحر لا ساحل له في علمه تدل على ذلك كتب التراجم ومؤلفاته المتنوعة، وكان رحمه الله يكره التقليد والتعصب، ومما نقل عنه قوله: "لقد قرأت خمسين ألفاً في خمسين ألفاً ثم خلَّيت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الطاهرة وركبت البحر الخضَمَّ وغضت في الذي نهى أهل الإسلام عنه كل ذلك في طلب الحق. وكنت أهرب في سالف الدهر من التقليد".
وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض كتبه عبارات صارخة بالندم والتوبة ومتضمنة للنصيحة لأصحابهم من علماء الشافعية- لو سمعوا نصيحته- إذ يقول:
يا أصحابنا: لا تشتغلوا بعلم الكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ، ما اشتغلت به.
وقال عند موته: "لقد خضت البحر الخضم، وخليت أهل الإسلام وعلومهم ودخلت في الذي نهوني عنه كل ذلك اجتهاد في طلب الحق فالآن إن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لفلان".
وهي عبارات، كما ترى في غاية الصراحة والندم والتوبة ولعل الله تَقَبّل توبته ولا عذر لأصحابه بعد ذلك في بقائهم في أحضان علم الكلام وقد وضح لهم أنه ضار غير نافع ... والله الموفق)
رحم الله الجويني والجامي .. نعم عبارات صارخة .. تنضح بالنصيحة .. والشفقة .. حتى على فراش الموت ..
(وبعدما أورد الحافظ ابن حجر مذاهب الناس في صفات الله نقل عن إمام الحرمين الجويني رحمه الله قوله كما في رسالته النظامية:
"والذي نرتضيه رأياً وندين الله به: عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع على أن إجماع الأمة حجة. فلو كان تأويل هذه الظواهر حتماً فلا شك حينئذ أن يكون اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة، وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الاضطراب عن التأويل كان ذلك هو الوجه المتبع")
راجع فتح الباري 13/ 390 والرسالة النظامية 23 نقلاً عن موسوعة أهل السنة 1/ 448.
قلتُ:
وهذا كلام في غاية الوضوح .. فرحم الله الجويني ..
أعده
أبو عمر الدوسري (المنهج)
وقريباً سأجدد الموضوع، وإضافة بعض النقاط المهمة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/449)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[29 - 03 - 06, 08:36 م]ـ
جزاك الله خيراً أبو عمر الدوسري
ومع تفهمي لردك, بل وقفت على أكثره, ستواجه الوفاً مؤلفة تحتج به وبأمثاله على السلف.
سواءً تاب أو لم يتب, أمر بينه وبين ربه, فهو قد أفضى الى ماقدم, ولكن هل تترك الخرافات في مصنفاته دون بيان وتبيين, بما أنه حجة على السلف لدى البعض, جهلاً منهم واستغلال بعض البعبارات التي لاتعبر عن سوى جزء يسير من الحقيقة ((اخرها))
إضافة لماذ كرت في ردك, فليتك أكملت وذكرت أن ابن تيمية تحدث عن الجانبين: السلبي والإيجابي, وليس كما قد يوهم الرد. فأغلبية الخليط المتجهم يحتجون به وبالخطيب ومن قبلهم كابن كلاب وتلميذه وتلميذ تلميذه ابن فورك مزور النقل عن ابي الحسن الاشعري.
وننتظر شوقاً إضافة مايستجد لك
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[31 - 03 - 06, 12:21 ص]ـ
أن مصنفاته تشهد أنه ليس بإمام مسجد في إحدى القرى النجدية النائية فكيف بالحرمين.
هذا كلام عقلاء كيف يكتب هذا و كيف يترك من قال هذا بدون أن تفرك أذنه و تقلم أظافره مثل هذا يربى أولا ثم يعلم
هل تظن يا عتيبي أن أبا المعالي أول من زل من العلماء في باب من أبواب العقيدة أو اخرهم ماذا قرأت له إن غالب مصنفات الإمام لا زالت مخطوطة
و هل كان الأئمة كابن عثيمين و الفوزان و صالح آل الشيخ ضلالا عند شرح ورقاته هل قالوا مثل ما قلت بئس ما قلت وحسبنا الله و نعم الوكيل
ـ[فيصل]ــــــــ[31 - 03 - 06, 10:50 م]ـ
الأمر الثاني: هذه الرسالة هي لوالد إمام الحرمين، وعودته سلفية نقية .. أما ولده إمام الحرمين أبو المعالي عبدالملك فلم يكن مُحققاً لاعتقاد السلف؛ ومع هذا فقد دار حول الحق، ونشده، وأصاب في مسائل عديدة، نقلها شيخ الإسلام وغيره من العلماء مثبتين لهُ حسن الاعتقاد في المرحلة التالية ..
بارك الله فيك وهذا شيء لا يخفاني لكن الأخ أجتهد فوضع المقال بآخر الكتاب
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[01 - 04 - 06, 12:48 ص]ـ
إياكم
والتطاول على إخوانكم؟؟؟
السكينة والنقاش الهادف
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[01 - 04 - 06, 03:10 ص]ـ
قال عنه سيد النقاد الذهبي في السير (ج18/ 468): إمام الحرمين الإمام الكبير شيخ الشافعية إمام الحرمين أبو المعالي عبدالملك ابن الإمام أبي محمد عبدالله بن يوسف بن عبدالله بن يوسف بن محمد بن حيوية الجويني ثم النيسابوري ضياء الدين الشافعي صاحب التصانيف
و فيه أنه قال أبو سعد السمعاني كان أبو المعالي إمام الأئمة على الإطلاق مجمعا على إمامته شرقا وغربا لم تر العيون مثله
وقال السمعاني قرأت بخط أبي جعفر محمد بن أبي علي سمعت أبا إسحاق الفيروزآبادي يقول تمتعوا من هذا الإمام فإنه نزهة هذا الزمان يعني أبا المعالي الجويني
و إن أردت سبيل العلماء فانظر إلى سبيلهم قال الذهبي: قال المازري في شرح البرهان في قوله إن الله يعلم الكليات لا الجزئيات وددت لو محوتها بدمي وقيل لم يقل بهذه المسألة تصريحا بل ألزم بها لأنه قال بمسألة الاسترسال فيما ليس بمتناه من نعيم أهل الجنة فالله أعلم قلت هذه هفوة اعتزال هجر أبو المعالي عليها وصله أبو القاسم القشيري لا يكلمه ونفي بسببها فجاور وتعبد وتاب ولله الحمد منها كما أنه في الآخر رجح مذهب السلف تركها
قال الفقيه غانم الموشيلي سمعت الإمام أبا المعالي يقول لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما اشتغلت بالكلام قال أبو المعالي في كتاب الرسالة النظامية اختلفت مسالك العلماء في الظواهر التي وردت في الكتاب والسنة وامتنع على أهل الحق فحواها فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في القرآن وما يصح من السنن وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الرب تعالى والذي نرتضيه رأيا وندين الله به عقدا اتباع سلف الأمة فالأولى الاتباع والدليل السمعي القاطع في ذلك أن إجماع الأمة حجة متبعة وهو مستند معظم الشريعة وقد درج صحب الرسول صلى الله عليه وسلم على ترك التعرض لمعانيها ودرك ما فيها وهم صفوة الإسلام المستقلون بأعباء الشريعة وكانوا لا يألون جهدا في ضبط قواعد الملة والتواصي بحفظها وتعليم الناس ما يحتاجون إليه منها فلو كان تأويل هذه الظواهر مسوغا أومحتوما لأوشك أن يكون اهتمامهم بها فوق اهتمامهم بفروع الشريعة فإذا تصرم عصرهم وعصر التابعين على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/450)
الإضراب عن التأويل كان ذلك قاطعا بأنه الوجه المتبع فحق على ذي الدين أن يعتقد تنزه الباري عن صفات المحدثين ولا يخوض في تأويل المشكلات ويكل معناها إلى فليجر آية الاستواء والمجيء وقوله لما خلقت بيدي ص 75 ويبقى وجه ربك الرحمن 27 و تجري بأعيننا القمر 14 وما صح من أخبار الرسول كخبر النزول وغيره على ما ذكرناه.
فماذا عساك يا مسكين أن تفعل أمام هؤلاء الجبال النقاد الحفاظ الذين أقالو عثرة الإمام التي تاب عنها أصلا و رجع عنها
هل علمت أن آدم أكل من الشجرة التي نهاه الله عنها أم لم يصلك هذا الخبر
هل علمت أن موسى قتل النفس التي حرم الله ثم تاب و اجتباه ربه
هل علمت أنه ألقى الألواح التي خطها الله له غضبا لما رأى قومه يعبدون العجل
هل علمت كيف أقال العلماء عثرة وكيع بن الجراح
و كيف أقال العلماء عثرة ابن حبان في قوله النبوة العلم ة العمل
وغيرهم الكثير والكثير فقل لي من هو عالمك المعصوم لأدلك أيها المسلم كيف أقال العلماء عثرته
قلت لك مصيبتك أنك لم ترب و تهجمت على الكتب و خالفت سبيل العلماء و تمسكت بالزلات فرحا بها مسرور
تقول عن عالم تائب مسلم أبي المخازي و تقول أين كتبه
هل علمت شيئا عن كتابه النهاية لا تتعالم فالكتاب لم يطبع بعد في أكثر من ثلاثين مجلدا هذا الكتاب لما حقق من قبل أحد العلماء المعاصرين جاء له علماء الأمصار يهنئونه على الإنتهاء من تحقيقه فكيف بمؤلفه
هذا الكتاب الذى ضم كتب الشافعي الأم و الإملاء و البويطي و مختصر المزني و قيل إنه شرح لمختصر المزني هذا الكتاب الذي اختصر الغزالي إلى البسيط ثم أختصر البسيط إلى الوسيط و هو إلى الوجيز و الرافعي أختصر الوجيز إلى المحررثم أختصره النووي إلى المنهاج الذي هو عمدة المفتين على المذهب
قلت لك ما من إمام من الذين تعرفهم أو تجهلهم إلا زل و قد قضى الله بهذه السنة ألسنة الغالين فاتق الله ربك
يقول العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه القيم الذي يرد فيه على أمثال هؤلاء
التعالم:
قال الصنعاني رحمه الله تعالى:و ليس أحد من أفراد العلماء إلا و له نادرة ينبغي أن تغمر في جنب فضله و تجتنب
و قال أبو الهلال العسكري:و لا يضع من العالم الذي برع في علمه زلة
فهذا الحافظ الذهبي رحمه الله يقول في ترجمة كبير المفسرين: قتادة بن دعامة السدوسي-رحمه الله بعد أن اعتذر عنه:
ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه و علم تحريه للحق و اتسع علمه و ظهر ذكائه و عرف صلاحه و ورعه و اتباعه يغفر له زلله و لا نضلله و نطرحه و ننسى محاسنه نعم و لا نقتدي به في بدعته و خطئه و نرجو التوبة من ذلك أ. ه
و قال أيضا في دفع العتاب عن محمد بن نصر المروزي-رحمه الله-:و لو أنه كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورا له قمنا عليه و بدعناه و هجرناه لما سلم معنا لا ابن نصر و لا ابن منده و لا من هو أكبر منهما 000فنعوذ بالله من الهوى و الفظاظة.
000000000000
و بعد أن ذكر بعض الهفوات لأبي حامد الغزالي –رحمه الله-:
الغزالي إمام كبير و ما من شرط العالم أنه لا يخطىء00000فرحم الله أبا حامد فأين مثله في علومه و فضائله و لاكن لا ندعي عصمته من الغلط و الخطأ و لا تقليد في الأصول
و الحافظ الذهبي نفسه قد تكلم رحمه الله في أن علوم أهل الجنة تسلب عنهم في الجنة و لا يبقى لهم شعور بشيء منها
و قد تعقبه العلامة الشوكاني في فتواه المسماة الفتح الرباني أ. ه
و للكلام بقية –إن شاء الله0000
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[03 - 04 - 06, 12:25 ص]ـ
إذا أُطلِق لقب "الإمام" عند السادة المالكية، في مجال أصول الفقه، فإنهم يعنون به أبا المعالي الجويني مع أنه شافعي، (راجع مصطلحاتهم)
اللهم ارحمه فإنه قد أفضى لما قدم، واغفر له يا رب، ونعوذ بك من أن نخوض في لحوم العلماء فإنها مسمومة.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 11:55 م]ـ
الأخ ابو داود الكناني: يفترض أنني خلف القفص ولا أنبس ببنت شفة, ولكن إقرأ توقيعك جيداً ثم زر بعض المنتديات إن سمح وقتك, ستجد نفسك مخيراً بين نقل موثق نسبتها لصاحب الوريقات ((الورقات)) وبين الله عز وجل!!!
وإن أردت فرك أذني, فأنا أمامك في القفص, ماتغلى عليك!!!
يا أخي عن أي فقه تتحدث!!! الفقه يتبع معرفة الصحيح والسقيم وليس معرفة أقول مايسمى علماء الكلام ((اسم الدلع: علماء الأصول)) والناس يظنون أن المقصد الأصلين: الكتاب والسنة!!!
جزى الله جميع الناصحين خيراً
بعض إخواني يقول هكذا, والبعض الآخر من إخواني يقول هكذا, لذا سأتقيد بكل ماقاله إخواني.
ـ[أبو عبد الرحمن بن الربيع]ــــــــ[16 - 04 - 06, 05:24 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أجاد الأخ الكناني في ذبه الرائع عن الإمام ناقلا من كلام الأئمة الأعلام, و الأخ محمد مستفسر إن شاء الله لا يقصد إهانة العلماء, ولا يقصد إلا نبز أهل البدع و الضلال, و لا أظنه كان سيصر على اطلاق لفظ (أبي المخازي) على عالم مسلم تاب و أناب إلى الله, فياليت أخي الكناني كان قد ألان الكلام قليلا, و أنا أعذره فهذه غيرة من قلب مفعم بحب علماء السنة و الذب عن أعراضهم, و أظن الأخ محمد العتيبي كذلك إن شاء الله
قال النبي الأعظم حامل لواء الحمد و سيد ولد آدم و لا فخر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
{الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم}
الراوي: تميم الداري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح
و نسأل الله أن يحسن ختامنا جميعا على عقيدة أهل السنة و الجماعة
و تذكروا يا اخوة بارك الله فيكم أن ((لحوم العلماء مسمومة)) كما يقول شيخنا/ناصر العمر حفظه الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=521
بارك الله فيكم و نفع بكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/451)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:10 ص]ـ
يا محمد سفر أنت تجمع فطرة على فطائر، وطعنت في شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ التويجري والشيخ الدميني.
وسميت الإمام جعفر الفريابي: أبو جعفر الفريابي.
من سابع المستحيلات الطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية, وعلى أية حال الجميع يعرف تشرفي بالتعصب له, ومقت مبغضه
بالنسبة لبقية ردك, فقد احتوى على أمور عادية لا أكترث لها لضيق الوقت ولأني أرى أنها لايجب أن تشغل بالي, وبالنسبة للشيخ التويجري, فتعليقي كان احتجاجاً على كتاب, ولازلت, وكل كلمة قلتها فلدي من الشجاعة الأدبية ماتيكفي للإقرار بها, وعموماً لازلت على احتجاجي,
وبالنسبة للدميني, فلا أعرف هذا الشخص على الإطلاق وبالتالي لم أتعرض له كشخص بمدح أو ذم,
جعفر الفريابي, وما الجريمة في الخطأ بإضافة ابو قبل اسمه, مجرد خطأ يسير, صححه أخي ابن السائح والمرء كثير بإخوانه, وهو أقل سوءاً من قليل البضاعة في الحديث الشريف عبد الملك بن عبد الله ((الجويني يعني)) الذي قال أن أحد الأحاديث متفق عليه, وهو لايوجد سوى في رأس صاحبه, من ذاكرة تختزن أكثر من 10000 اسم, ولن أخجل من أخطائي, التي يبدو أنك تحصيها دون أن أدري أنا, بحكم أنني للمرة الأولى أقرأ اسمك أخي الكريم
بالنسبة للتحقق والتوثق, فأثبت توبة الجويني أولاً!! يا أهل التحقيق!!! هو احتار وحارب ماكان عليه!!! لقد ذكرتني بقول أحد المشائخ الذين نصحتني بتعلن العلنم والأدب منهم, حيث زعم ان رسالة الأستواء للجويني وان هناك خطأ في نسبتها لآخر, وبنى على هذا الافتراض الخاطئ أواهاماً أخرى.
أخي الكريم: لن أرضى بأقل من البخاري وأحمد شيخاً. إن وجدته فدلني عليع ولو في أكواخ الامازون
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:10 ص]ـ
ابن الربيع جزاك الله خيراً
وبالنسبة لـ عبد الملك بن عبد الله, فتأكد لو ثبت لي أنه من العلماء لما تطرقت له, وليتني أعرف معايير العالم التي ترونها أنتم!!
إرثه وإرث المغفلين الآخرين, الفخر الرازي مثلاً وغيرهم كثير بيننا مكتوب, ويحتج به آخرين على الله عز وجل دون ان يدركوا
أرجو أنم لاتختلف قلوبنا, وفعلاَ أنا لا أشعر في قلبي بأي وقار لأمثال هؤلاء, الجويني, الرازي, ابو الحسين البصري, وقبلعن ابن فورك والباقلاني, حتى وإن ادعوا انهم السواد الأعظم وأنهم اهل السلف,
ولن يخدعني احد --جاهل أو عالم--فالمنهج واضح قد استقام ميسمه منذ زمن طويل جداً
أكرر لو كنت مقتنعاً ان عبد الملك بن عبد الله عالم, فكنت سأمشي مع فطرتي وأوقره, وعموماً المسلم على المسلم حرام, دمه وماله وعرضه, وبداية هذا الموضوع, كانت ردة فعل على صاحبي بعد ان حدشت له أكثر من 100 اسم ارتجالاً من رجال القرون الثلاثة الألى في قضية معينة, فرد علي بقول عبد الملك بن عبد الله في الجهة والمباينة!!!
شكراً لك
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:10 ص]ـ
؟؟ مكرر, وسأبحث عن نصيحة العاصمي التي ذكرها الكناني في رده, لم أقرأها على ما أظن, وأياً كانت هذه النصيحة, فهي مقبولة سلفاً من شخص أثق به,
ـ[أبو عبد الرحمن بن الربيع]ــــــــ[17 - 04 - 06, 01:46 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي العتيبي أنت قلت
جزاك الله خيراً أبو عمر الدوسري
إضافة لماذ كرت في ردك, فليتك أكملت وذكرت أن ابن تيمية تحدث عن الجانبين: السلبي والإيجابي, وليس كما قد يوهم الرد. فأغلبية الخليط المتجهم يحتجون به وبالخطيب ومن قبلهم كابن كلاب وتلميذه وتلميذ تلميذه ابن فورك مزور النقل عن ابي الحسن الاشعري.
وننتظر شوقاً إضافة مايستجد لك
يا أخي الحبيب أود التنبيه على بعض النقاط فضلا لا أمرا:
1) أظن أن الكلام الذي أورده أخونا (أبو عمر) هو بغيتك من حيث أن فيه نقلا عن شيخ الإسلام ابن تيمية أسكنه الله فسيح جناته, حيث قال
وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض كتبه عبارات صارخة بالندم والتوبة ومتضمنة للنصيحة لأصحابهم من علماء الشافعية- لو سمعوا نصيحته- إذ يقول:
يا أصحابنا: لا تشتغلوا بعلم الكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ، ما اشتغلت به.
وقال عند موته: "لقد خضت البحر الخضم، وخليت أهل الإسلام وعلومهم ودخلت في الذي نهوني عنه كل ذلك اجتهاد في طلب الحق فالآن إن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لفلان".
وهي عبارات، كما ترى في غاية الصراحة والندم والتوبة ولعل الله تَقَبّل توبته ولا عذر لأصحابه بعد ذلك في بقائهم في أحضان علم الكلام وقد وضح لهم أنه ضار غير نافع ... والله الموفق)
فلذلك أخي الفاضل:
2) أعترض على تجاهلك أخي الفاضل لتوبته في ردك فهذا هو الفيصل في حوارنا بارك الله فيك
جزاك الله خيراً أبو عمر الدوسري
سواءً تاب أو لم يتب, أمر بينه وبين ربه, فهو قد أفضى الى ماقدم, ولكن هل تترك الخرافات في مصنفاته دون بيان وتبيين, بما أنه حجة على السلف لدى البعض, جهلاً منهم واستغلال بعض البعبارات التي لاتعبر عن سوى جزء يسير من الحقيقة ((اخرها))
و أعتبر أن أوضح بيان لزيغ ما كان يعتقده هذا الإمام رحمه الله هو أنه تاب و أناب و عرف أن ما عليه أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو الصواب
و كمثال يفحم الأشاعرة توبة أبو الحسن الأشعري و تأليفه لمصنفه الرائع (الإبانة عن أصول الديانة)
3) أعترض على أنك أخي الفاضل على قولك
أخي الكريم: لن أرضى بأقل من البخاري وأحمد شيخاً. إن وجدته فدلني عليع ولو في أكواخ الامازون
فلا أحد يستطيع أن ينكر فضل من نقل عنهم أخونا الفاضل الكناني و يكفيني و يرضيني نقله عن الإمام الذهبي مؤرخ الإسلام أسكنه الله فسيح جناته, فهو سيد النقاد كما قال أخونا الكناني و ليس أنا و لا أنت بارك الله فيك
بارك الله فيكم و نحبكم في الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/452)
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم,
الأخ محمد سفر العتيبي,
أولاً: جزاك الله خيراً على غيرتك على العقيدة السليمة وعلى منهج السلف. وأقول: زادك الله ووفقك إلى سبيل الرشاد.
ولكني أعتب عليك حدة أسلوبك, والألفاظ غير المقبولة التي تسرعت بإطلاقها, ولعلك لو كنت نقلت كلام السلف لكان أولى. فلا شك أنهم هم أعلم مني ومنك, وهم أغير على الدين وأحرص على العقيدة مني ومنك, وهم أتقى وأورع مني ومنك, وهم أدرى بحال الرجل مني ومنك.
ثم أقول لك يا أخي الفاضل: ماذا تقول في ابن حجر, والقرطبي, والغزالي (أبي حامد) , والنووي, والبيضاوي, والآمدي, وسلطان العلماء العز بن عبد السلام, وابن حزم, وابن الأثير, بل وابن عقيل وابن الجوزي (والأخيران من الحنابلة!) وغيرهم؟ أليس في صدرك أي تقدير أو محبة في الله لكل هؤلاء؟ ألم يقع هؤلاء فيما وقعوا فيه في العقيدة؟ أنمشي في الأرض نحذر منهم ونسبهم ونشنعهم ونهجر ما تركوا لنا من علم (كما فعل من لا حظ لهم من العلم الذين أحرقوا فتح الباري وشرح النووي على مسلم على الملأ!!!)؟ أم نعتذر عنهم ونستغفر الله لهم وندعوا لهم؟ فنحن لا نحسبهم إلا أنهم أرادوا الحق ولكنهم أخطأوا الطريق أحياناً, ونسأل الله أن يتجاوز عما وقعوا فيه من خطأ, وأن يأجرهم على ما قدموا لنا من خير. ونحن ينبغي لنا (غفر الله لنا ما لا تعلمون) أن نحمد الله عدد أنفاسنا (ولن نوفي) على نعمة السلامة من الزيغ وسبيل الضلال, فأنت لا تدري إن كنت نشأت في بيئة صوفية أو أشعرية أو رافضية فكيف كان سيكون حالك. فالحمد لله حمداً يرضاه ويرضى به عنا.
نصيحتي لنفسي أولاً ثم لك: عليك بنفسك, أصلحها وتعلم العلم النافع الذي تزكو به نفسك, ويصلح به عملك, واحرص على تحصين قلبك من الآفات, فلعلك (معاذ الله) تؤتى من حيث تحسب أنك تحسن صنعاً. نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية.
أصلح الله حالنا وحالك ووفقنا وإياك لما يرضيه عنا.
أخوك, أبو داوود القاهري
ـ[الزقاق]ــــــــ[19 - 04 - 06, 03:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيد المرسلين محمد و على آله و صحبه أجمعين
و بعد
فلست أهلا للكلام في هذا الموضوع لتيقني أن المتحدث فيه قلما يخلو من العصبية إلا من رحم ربي.
و لو كان لي أن أقول شيئا ما زدت على هذا النقل من كلام أخينا المبارك أبي داوود القاهري:
بسم الله الرحمن الرحيم,
الأخ محمد سفر العتيبي,
أولاً: جزاك الله خيراً على غيرتك على العقيدة السليمة وعلى منهج السلف. وأقول: زادك الله ووفقك إلى سبيل الرشاد.
ولكني أعتب عليك حدة أسلوبك, والألفاظ غير المقبولة التي تسرعت بإطلاقها, ولعلك لو كنت نقلت كلام السلف لكان أولى. فلا شك أنهم هم أعلم مني ومنك, وهم أغير على الدين وأحرص على العقيدة مني ومنك, وهم أتقى وأورع مني ومنك, وهم أدرى بحال الرجل مني ومنك.
ثم أقول لك يا أخي الفاضل: ماذا تقول في ابن حجر, والقرطبي, والغزالي (أبي حامد) , والنووي, والبيضاوي, والآمدي, وسلطان العلماء العز بن عبد السلام, وابن حزم, وابن الأثير, بل وابن عقيل وابن الجوزي (والأخيران من الحنابلة!) وغيرهم؟ أليس في صدرك أي تقدير أو محبة في الله لكل هؤلاء؟ ألم يقع هؤلاء فيما وقعوا فيه في العقيدة؟ أنمشي في الأرض نحذر منهم ونسبهم ونشنعهم ونهجر ما تركوا لنا من علم (كما فعل من لا حظ لهم من العلم الذين أحرقوا فتح الباري وشرح النووي على مسلم على الملأ!!!)؟ أم نعتذر عنهم ونستغفر الله لهم وندعوا لهم؟ فنحن لا نحسبهم إلا أنهم أرادوا الحق ولكنهم أخطأوا الطريق أحياناً, ونسأل الله أن يتجاوز عما وقعوا فيه من خطأ, وأن يأجرهم على ما قدموا لنا من خير. ونحن ينبغي لنا (غفر الله لنا ما لا تعلمون) أن نحمد الله عدد أنفاسنا (ولن نوفي) على نعمة السلامة من الزيغ وسبيل الضلال, فأنت لا تدري إن كنت نشأت في بيئة صوفية أو أشعرية أو رافضية فكيف كان سيكون حالك. فالحمد لله حمداً يرضاه ويرضى به عنا.
نصيحتي لنفسي أولاً ثم لك: عليك بنفسك, أصلحها وتعلم العلم النافع الذي تزكو به نفسك, ويصلح به عملك, واحرص على تحصين قلبك من الآفات, فلعلك (معاذ الله) تؤتى من حيث تحسب أنك تحسن صنعاً. نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية.
أصلح الله حالنا وحالك ووفقنا وإياك لما يرضيه عنا.
أخوك, أبو داوود القاهري
آمين آمين
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[26 - 08 - 06, 07:45 م]ـ
بارك الله فيك أخي سفر، فما قلتَ إلا الحق، وهذا ما أراه إلا غيرة على العقيدة السلفية النقية التي كثر محاربوها في هذا الزمان والله المستعان
لي عودة بإذن الله تعالى ناقلاً ألفاظ السلف في شدتهم على أهل البدع بالألفاظ والأفعال
ـ[السيد رضا]ــــــــ[02 - 09 - 06, 12:29 م]ـ
سبب وقوع الجويني فيما وقع فيه هو قلة معرفته بعلوم الحديث وربما انعدامها فهو يقول على حديث معاذ فى القضاء بالرأى ( ... اجتهد رأيي ولا آلو .... )) قال فى البرهان (2 - 772): ((والحديث مدون فى الصحاح متفق على صحته لا يتطرق إليه التأويل)) فهذا الحديث رواه أبو داود والترمذى كلاهما من طريق شعبة عن أبي عون عن الحارث بن عمرو وقال البخارى فى التاريخ الأوسط (لا يعرف الحديث إلا من طريق الحارث بن عمرو ولا يصح) وضعفه الترمذى وابن حجر والدارقطنى وابن حزم وابن الجوزى وعبد الحق .. وقال ابن طاهر فيما نقله ابن حجر عنه فى تلخيص الحبير (وأقبح ما رأيته فيه-أى الحديث السابق ذكره- قول امام الحرمين فى كتاب أصول الفقه ولو كان عالماً بالنقل لما ارتكب هذه الجهالة)
فقلة العلم بالنقل توقع فى الأخطاء الجسيمة ....
رحم الله الجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/453)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[07 - 01 - 08, 01:01 ص]ـ
معذرة نعود بعد طول غياب لاسباب خارجة عن الارادة لاهداء جزيل الشكر لكل من ساهم في هذا الموضوع
فقلة العلم بالنقل توقع فى الأخطاء الجسيمة
لذا سميت السنة حكمة, كما اول الشافعي وغيره اية ((الكتاب والحكمة)) وفي تصوري درجة حكمة الانسان وبعده عن الجهالات تقاس بمدى معرفته بالسنة كما وكيفا
ـ[أبو البركات]ــــــــ[07 - 01 - 08, 06:25 ص]ـ
وهذا موضوع يبين جهل الجويني بالسنة .... فلا يستغرب تخبطه بالعقيدة ...
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=119364(33/454)
دقائق العقيدة: قال ابن المبارك: لانقول كما قالت الحهمية ...
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[27 - 03 - 06, 08:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تمهيد: ألاحظ أثناء الحوارات بين الخليط الصوفي الأشعري المتجهم وبين أتباع السلف الصالح, أن الأولى لاتميز بين أمرين:
1)) قدر الرجال, فالمتأخر عندهم السبكي أو ابن حجر الهيثمي هو نفسه بقدر المتقدم كـ عبد الله بن المبارك, ولايبالون بهذه النقطة.
2)) أنهم يجهلون الفروقات بين قدر المصنفات الأولى والمصنفات المتأخرة, فهي عندهم سواءً, بل لاتستغرب أن يعطيك أحدهم سيرة ابن الفارض مثلاً ويجهل سيرة وزمان عبد الله ابن المبارك مثلاً, ومع هذا تجده يقول: محي الدين بن عربي رضي الله عنه و عبد الله بن المبارك رضي الله عنه. هكذا,
المطلوب: أرجو طرح كافة مصادر وطرق الأثر الشهير عن عبد الله بن المبارك, ولكن رجاءً من مصنفات المسلمين الأولى ((عصر البخاري وحتى عصر ابن تيمية)) ولابأس بطرح إقرار السبكي بصحته بصرف النظر عن تأويله المقلد الفاسد لما ألفى عليه بعض ابائه. ((فهي حجة عليهم))
الفوائد: لكي يتوفر للمحاور المسلم هذا الأثر الفارق-في العقيدة- ويستطيع الإحالة عليه, بدلاً من التشتت الحاصل والجهود المبعثرة, فضلاً عن زلزلة حجة الخصم بإسثنارة فكره للتأمل في التناقض بين تأويل بعض الجاهلين المتأخرين وبين فهم السلف الصالح. لن يكون أمامه سوى خيارين عندما يعي جيداً هذا الاختلاف, الغائب عن ذهنه الآن, ويظن أن الناس سواء.
ملحوظة: كل أسبوع أو كل بضعة أيام, سنفعل نفس الشيء مع آثار التابعين الأخرى ((فمثلاُ الأسبوع القادم, قد نطرح قول يزيد هارون, من زعم أن مكان أن الإستواء بخلاف مايقر في قلوب .... )) حيث أن المشكلة قد لاتكمن في الإقرار بصحة الأثار ولكن في تأويلها وتكييف معانيها بما يوافق الأمزجة, والمفترض فهم مقاصد السلف الصالح.
-----------
وقفت على الأثر السابق مسنداً حتى الآن في عدة مصنفات عتيقة موثوق بمصنفيها:
1) خلق أفعال العباد للبخاري
2) الرد على الجهمية للدارمي
3) السنة بـ عبدالله بن أحمد.
4) ..................
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[27 - 03 - 06, 09:27 ص]ـ
- في السنة لعبدالله بن أحمد: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي [ثقة حافظ]، ثنا علي بن الحسن بن شقيق [ثقة حافظ أيضًا]، قال: سألت عبد الله بن المبارك كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا عز وجل؟ قال: (على السماء السابعة على عرشه، ولا نقول كما تقول الجهمية إنه هاهنا في الأرض) ..
- في معجم ابن المقريء: حدثنا محمد [أظنه محمد بن الحسن بن الفرج]، حدثنا أحمد بن الخليل [ضعيف ورمي بالكذب]، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: قلت لابن المبارك: كيف نعرف ربنا؟ قال: (فوق السماء السابعة، على عرشه، ولا نقول: هاهنا، كما تقول الجهمية)، وأومأ عبد الله بيده لا تقل: هاهنا ..
- في الإبانة لابن بطة: حدثنا جعفر القافلائي، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا علي بن الحسن بن شقيق، قال: سألت ابن المبارك كيف نعرف ربنا؟ قال: (على السماء السابعة على عرشه، لا نقول كما تقول الجهمية: إن إلهنا في الأرض) ..
- في الأسماء والصفات للبيهقي: ... أخبرنا بها أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البخاري بنيسابور، ثنا عبد العزيز بن حاتم، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، (ح) وأخبرنا أبو عبد الله، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانيء، يقول: سمعت محمد بن نعيم، يقول: سمعت الحسن بن الصباح البزاز، يقول: سمعت علي بن الحسن يقول: سألت عبد الله بن المبارك قلت: (كيف نعرف ربنا؟ قال: في السماء السابعة على عرشه)، قلت: فإن الجهمية تقول: هو هذا، قال: (إنا لا نقول كما قالت الجهمية، نقول: هو هو)، قلت: بحد؟ قال: (إي والله بحد) لفظ حديث محمد بن صالح ..
وفيه: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر محمد بن داود الزاهد، ثنا محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي، قال: سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: (نعرف ربنا فوق سبع سماوات، على العرش استوى، بائن من خلقه، ولا نقول كما قالت الجهمية بأنه ههنا)، وأشار إلى الأرض ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/455)
أخي الحبيب: الأثر علقه البخاري في خلق أفعال العباد بلفظ: (وقال ابن المبارك: لا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض هاهنا، بل على العرش استوى، وقيل له: كيف تعرف ربنا؟ قال: فوق سماواته على عرشه)، ولم يسنده، وأما الدارمي فلم أجده في رده على الجهمية ..
أمرٌ آخر: أتريد ذلك الأثر فقط؟ أم أقوال الإمام عبدالله بن المبارك طيب الله ثراه في صفة العلو وإثبات الصفات عمومًا؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - 03 - 06, 04:12 م]ـ
قال الامام موفق الدين ابن قدامة المقدسي في كتابه العلو:
((اخبرنا الإمام ابو الحسن علي بن عساكر بن المرحب البطائحي المقرئ قال أنبأنا الأمين ابو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر اليوسفي قال أنبأنا ابو اسحاق ابراهيم بن عمر البرمكي أنبأ ابو بكر محمد بن عبد الله بن بخيت قال أنبأ ابو حفص عمر بن محمد بن عيسى الجوهري قال ثنا ابو بكر احمد بن محمد بن هانئ الطائي الأثرم قال حدثني علي بن الحسن بن شقيق قال قلت لابن المبارك كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما تقول الجهمية انه ههنا وههنا
قال ابو بكر الأثرم وحدثني محمد بن ابراهيم القيسي قال قلت لأحمد ابن حنبل يحكى عن ابن المبارك انه قيل له كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه قال احمد هكذا هو عندنا
و قال الامام ابن القيم في كتابه اجتماع الجيوش الاسلامية:
((قول إمام أهل الدنيا في وقته، عبد اللّه بن المبارك رحمه اللّه تعالى: وقد صحّ عنه صحة قريبة من التواتر أنه قيل له: بماذا نعرف ربنا؟ قال: بأنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه. ذكره البيهقي، وقبله الحاكم، وقبله الدارمي عثمان، وقد تقدم))
و قال الامام الذهبي في كتابه العلو:
((وأخبرنا يحيى بن الصيرفي الفقيه كتابة أنبأنا عبد القادر الحافظ أنبأنا محمد بن أبي نصير بأصبهان أخبرنا الحسين بن عبد الملك أنبأنا عبد الله بن شبيب أنبأنا أبو عمرو السلمي أنبأنا أبو الحسن اللبناني حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد الحافظ حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا علي بن الحسن سألت ابن المبارك كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا عزوجل قال على السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما تقول الجهمية إنه هاهنا في الأرض))
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 - 03 - 06, 06:14 ص]ـ
الشيخ الفاضل\أسامة عباس, جزاك الله خيراً وبارك فيك, أتيت بما لم أحلم به أنا, فكيف بهم هم. بالنسبة لإستفسارك, لا, بل هذا القول فقط, لكي لانتشتت, وبقية الآثار يجب أن يفرد لكل واحد منها موضوع مستقل. لكي يسهل الإحالة والرجوع إليها, وخصوصاً في الآثار الجوهرية الحاسمة مفاهيمياً ومن أئمة هدى مقتدى بهم. والفائدة لنا أولاً قبل أن تكون حجة لنا على أتباع النواعق.
طبعاً سنضع في نهاية الموضوع المختصر ((اسم الكتاب والمؤلف ورقم الأثر والمجلد إن وجد, والناشر إن توفر)) -- لكي يتم الإحالة لها بكل ثقة واطمئنان, وأيضاً لكي تكون مرجعاً للجميع,
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 - 03 - 06, 06:22 ص]ـ
أخي الحبيب: الأثر علقه البخاري في خلق أفعال العباد بلفظ: (وقال ابن المبارك: لا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض هاهنا، بل على العرش استوى، وقيل له: كيف تعرف ربنا؟ قال: فوق سماواته على عرشه)، ولم يسنده، وأما الدارمي فلم أجده في رده على الجهمية
لاحظ أنني في الموضوع لم أطرح الأثر, في أي مصدر ذكرته, في صلب موضوعي, لبعدي عن المصادر, ولكن أتذكر أنه يتبع أثراً فيه قال ابن مقاتل, عن ابن المبارك: ثم أتبعه ببيت شعري أو كهذا. لدي نسختان من الكتاب, وسبب هذا المسافة بيني وبين تلك المصادر أمس والآن.
وبالنسبة للدارمي فالمقصود ابو جعفر سعيد بن عثمان الدارمي تلميذ يحيى ابن معين الشهير وخصيم الجهمية الكبير, وهو تكرر مرتين --ظناً--في كتابه الرد على الجهمية, ويقال انه تكرر في كتبه الرد على بشر المريسي--الاخير ليس لدي, ولكن لاحظت ان احد الكبار احال عليه.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 - 03 - 06, 07:48 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المقدادي, وجزاك خير الجزاء
كتاب عقيدة السلف أصحاب الحديث لأحد مشائخ الإسلام في زمنه ((القرن الرابع)) أبي عثمان الصابوني ((الصوفي)):
قال أبو عثمان الصابوني رحمه الله: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ((الحاكم صاحب المستدرك)) أخبرنا أبو بكر محمد بن داود الزاهد, أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي, حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي, سمعت علي بن الحسين بن شقيق يقول: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: نعرف ربنا فوق سبع سماوات على العرش استوى بائناً من خلقه, ولانقول كما قالت الجهمية إنه ههنا, وأشار إلى الأرض.
-----------
وفي قراءتي المشتتة, أظن أن أحدهم ذكر أن الحاكم أبو عبد الله الحافظ--شيخ الصابوني-- ذكرها في كتابه تاريخ نيسابور-- أرجو تصويب الأخوةو وإحضاره إن وجد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/456)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 - 03 - 06, 07:50 ص]ـ
نقل من أحد المواقع:
قال الإمام أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي في كتابة الرد على الجهمية والزنادقة: حدثنا الحسن بن الصباح البزار البغدادي حدثنا علي بن الحسين بن شقيق عن ابن المبارك أنه سئل بم نعرف ربنا؟ قال: بأنه فوق السماء السابعة على العرش بائنٌ من خلقه, قال: قلت: فبـ ـحد, قال: فبأي شيء!!
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 - 03 - 06, 07:54 ص]ـ
- في السنة لعبدالله بن أحمد: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي [ثقة حافظ]، ثنا علي بن الحسن بن شقيق [ثقة حافظ أيضًا]، قال: سألت عبد الله بن المبارك كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا عز وجل؟ قال: (على السماء السابعة على عرشه، ولا نقول كما تقول الجهمية إنه هاهنا في الأرض) ..
وأيضاً:
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة: حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه أبو عبد الرحمن قال سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول: سمعت ابن المبارك يقول: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص, وسمعته يقول: إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولانستطيع أن نحكي كلام الجهمية, قال وسمعت عبد الله يقول: نعرف ربنا عز وجل فوق سبع سماوات على العرش بائن من خلقه بحد ولانقول كما قالت الجهمية ها هنا وأشار بيده إلى الأرض. ((أثر رقم 216))
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[28 - 03 - 06, 09:31 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل، لكن رجاءً لا تخاطبني بكلمة شيخ ..
وأما ما يتعلق بالإمام الدارمي، فالصواب معكم حفظكم الله:
- فقال الدارمي: حدثنا الحسن بن الصباح البزار، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، عن ابن المبارك، قال [أي علي بن الحسن]: قيل له: كيف نعرف ربنا؟ قال: (بأنه فوق السماء السابعة على العرش، بائن من خلقه)، قال أبو سعيد رحمه الله: وما يحقق قول ابن المبارك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للجارية: ’’أأين الله؟ ‘‘، يمتحن بذلك إيمانها، فلما قالت: في السماء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’أعتقها، فإنها مؤمنة‘‘، والآثار في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة، والحجج متظاهرة والحمد لله على ذلك ..
- ورواه بنفس الإسناد في موضع آخر بلفظ: (بأنه فوق العرش، فوق السماء السابعة على العرش، بائن من خلقه)، قال: قلت: بحد؟ قال: (فبأي شيء؟) ... وهي التي نقلتها من أحد المواقع ..
وأما رده على المريسي فليس عندي الآن ..
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 12:27 ص]ـ
وقرأت أثر عبد الله بن المبارك هنا أيضاً في كتاب التوحيد للإمام الأثري ابي عبد الله ابن مندة, في الصفحة قبل الأخيرة. سأطرحه قريباً مسنداً
بالنسبة للأثر في خلق أفعال العباد, فقد تيقنت من النسختين لدي, أن الإمام البخاري كره بصيغة الجزم عن ابن المبارك دون إسناد, وأرجح بما يشبه اليقين أنه سمعه من علي بن الحسن بن شقيق, كالآخرين, بحكم ان الأخير من مشاهير شيوخ البخاري, بل واسطة عقد كـ محمد بن مقاتل وصدقة وغيرهم بين البخاري وبين عبد الله ابن المبارك رحمهم الله جميعاً, والله اعلم.
بارك الله فيكم أخي أسامة بن عباس,
ـ[أبو محمد العدني]ــــــــ[01 - 06 - 07, 01:26 ص]ـ
وقرأت أثر عبد الله بن المبارك هنا أيضاً في كتاب التوحيد للإمام الأثري ابي عبد الله ابن مندة, في الصفحة قبل الأخيرة. سأطرحه قريباً مسنداً
بالنسبة للأثر في خلق أفعال العباد, فقد تيقنت من النسختين لدي, أن الإمام البخاري كره بصيغة الجزم عن ابن المبارك دون إسناد, وأرجح بما يشبه اليقين أنه سمعه من علي بن الحسن بن شقيق, كالآخرين, بحكم ان الأخير من مشاهير شيوخ البخاري, بل واسطة عقد كـ محمد بن مقاتل وصدقة وغيرهم بين البخاري وبين عبد الله ابن المبارك رحمهم الله جميعاً, والله اعلم.
بارك الله فيكم أخي أسامة بن عباس,
ما زلنا ننتظر!!!
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[01 - 06 - 07, 02:25 ص]ـ
ماذا تنتظر أخي الكريم / أبا محمد؟! (ابتسامة).
ـ[أبو محمد العدني]ــــــــ[11 - 06 - 07, 07:39 ص]ـ
ماذا تنتظر أخي الكريم / أبا محمد؟! (ابتسامة).
ننتظر
وقرأت أثر عبد الله بن المبارك هنا أيضاً في كتاب التوحيد للإمام الأثري ابي عبد الله ابن مندة, في الصفحة قبل الأخيرة. سأطرحه قريباً مسنداً
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[27 - 05 - 08, 02:05 ص]ـ
ما زلنا ننتظر!!!
لن يطول انتظارك:)
هل تتذكر قصة خادم عائشة بنت سعد بن ابي وقاص رضي الله عنهم
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[27 - 05 - 08, 11:09 ص]ـ
لقد عشت مع هذا الإمام أيام جميلة وأنا أقرأ في سيرة هذا الإمامالفذ في زهده وورعه وجهاده في الدفاع عن العقيدة والله إنه بحق إمام لكنه رحمه الله من خشيته قيل أنه أحرق كتبه ولكنه أقواله تدل على جلالته وتقدمه في العلم على أقرانه فرحمه الله رحمة واسعه وجمعنا معه في دار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم آميين
فلا تحرمنا من فضلك فإنا نشهدك حبهم وحب من سبقهم فاجمعنا معهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/457)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[27 - 05 - 08, 11:57 ص]ـ
لن يطول انتظارك:)
إن شاء الله
في معجم ابن المقرئ:
حدثنا محمد، حدثنا أحمد بن الخليل، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: قلت لابن المبارك: كيف نعرف ربنا؟ قال: «فوق السماء السابعة، على عرشه، ولا نقول: هاهنا، كما تقول الجهمية»، وأومأ عبد الله بيده لا تقل: هاهنا «.(33/458)
الفرق بين أسماء الله وصفاته (الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف)
ـ[نياف]ــــــــ[28 - 03 - 06, 04:00 م]ـ
السؤال
ما الفرق بين الاسم والصفة ولماذا سمى الله سبحانه وتعالى نفسه بعدة أسماء وبعدة صفات؟.
الإجابة
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
الفرق بين الاسم والصفة، أن الاسم يدلّ على الذات، والصفة تدلّ على معنى قائم بالذات، فالحكيم هو الله، والحكمة صفة قائمة بالله تعالى، والاسم يتضمن صفةً، فاسم الله تعالى (السميع) يتضمن صفة السمع، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء، فكل اسم يتضمن صفةً، وأما صفات الله تعالى مثل الكلام والإرادة والمجيء، فلا نسميه بها فلا يقال: إن من أسماء المتكلم والمريد والجائي ...
وقد سمى الله نفسه بأسماء، ووصف نفسه بصفات، وفي ذلك تحقيق للعلم بالله تعالى ومعرفته، وقيام بعبادته وقصده والتعلّق به عز وجل، فلا يتم التعرّف على الله تعالى إلا بفقه أسمائه وصفاته، كما لا يتحقق توحيد العبادة إلا بذلك، كما أن إثبات هذه الصفات تقريرٌ لكماله المطلق سبحانه وتعالى، ولا يتوهم البعض إشكالاً في تعدد أسمائه وصفاته، فلا يلزم من تعدد الأسماء أو الصفات تعدد الموصوف فالله تعالى واحد أحد فرد صمد له الأسماء الحسنى والصفات العلا، وبالله التوفيق.
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=14827&catid=970&Itemid=35(33/459)
((2)) دقائق العقيدة: قال يزيد بن هارون: من زعم أن الله على العرش على خلاف ما يقـ ....
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[29 - 03 - 06, 09:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم,
ومثل ما جمعنا في الموضوع الأول ((دقائق العقيدة ((1)))) طرق أثر عبد الله بن المبارك ومن مصادر المسلمين الأولى الموثوق بها, فإننا نواصل معاً جميع كافة طرق أثر الإمام الحافظ المحدث يزيد بن هارون, ((القرن الثاني الهجري)) وأثر عبد الله بن مسلمة القعنبي رحمه الله المشابه,
سيواجه المحاور المسلم عدة مشاكل أثناء محاورة الكوكتيل الصوفي الأشعري المتجهم الفلسفي العقلاني ((الخليط المهجن)) , ومنها:
1)) جهلهم بقدر بل باسم يزيد بن هارون, ومحاجتك باسماء بعض مشاهير المتأخرين. هذا الخليط المتجهم, يجهل غالباً كماذ كرنا, على افتراض صدق نواياهم, أ)) مقدار الرجال ومقدار كلماتهم, ب)) أزمنتنهم. لذا أرجو التركيز على إبراز من هو يزيد بن هارون, ومن هم المتأخرون, فللأسف في هذا العصر, الذي تدعي كل طائفة فيه احتكار تفسير الحق المنزل من لدن رب السماء, فإنهم لايفرقون بين السلف صالحهم وطالحهم وبين الخلف صالحهم وطالحهم, فعندهم كل من صنف في الإسلام وتحدث حوله, فهو ينقل من مشكاة النبوة, ولايقول الا حقاً, وأنت وحظك, فإن وقعت على مصنف لـ أشعري ستصبح على عقيدته, وإن ....... وهكذا. فرجائي الحار عدم إغفال هذه النقطة وكما قال شريك النخعي رحمه الله, نحن أخذنا ديننا عن ابناء الصحابة والتابعين, فهم عمن أخذوا, ولنخلع الطرق البليدة العقيمة, كما يخلع أحدنا حذاءَه دون عناء, فـ خلع النعلين يسير.
2)) أرجو الابتعاد ما أمكن عن الاسشهاد بعبارات بعض المتأخرين الاجلاء, كشيخ الإسلام وابن القيم والذهبي, وليكن قراءتنا لهولاء للاستزادة بالحجج واستلهام الفهم والفقه ومعرفة خفايا مايقولون, أي للفائدة الشخصية-- حيث أنك لو ذكرت له اسم شيخ الإسلام ابن تيمية, فهو مباشرة, سيفهم أنه رجل وهابي:) تدفع له الحكومة السعودية الحشوية المجسمة, لنشر المذهب الوهابي. لذا أفضل أن يكون التركيز على من يزعمون أنهم يوقرونهم ويترضون عنهم ولكن يجهلون حقيقة أقوالهم ومفاهيمهم. والجهل داء لعين ولكن عذر كبير.
المطلوب: طرح كافة مصادر قول يزيد بن هارون رحمه الله, وأظنه قد ورد عن الإمام الجليل عبد الله بن مسلمة القعنبي ((القرن الثاني\الثالث)) أحد أشهر من أخذ عن مالك وأحد أشهر مشائخ البخاري وغيره رحمه الله, فقد أكثر عنه. ويزيد بن هارون وعبد الله بن مسلمة ائمة أعلام من أعلام السنة, ومصدر قوة.
فلنبدأ جميعاً على بركة الله, وعلى نفس منوال الموضوع ((1)) الأول.
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - 03 - 06, 10:57 م]ـ
قال الامام عبدالله بن الامام المبجل احمد بن حنبل في كتابه السنة:
((54 - حدثني عباس العنبري حدثنا شاذ بن يحيى سمعت يزيد بن هارون وقيل له من الجهمية فقال من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي))
و قال الامام البخاري في كتاب خلق افعال العباد:
(51 - وحذر يزيد بن هارون عن الجهمية وقال: من زعم ان الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي ومحمد الشيباني جهمي)
و قال ابن بطة في الابانة:
(حدثني أبو بكر عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الصيدلاني قال ثنا المروذي قال سمعت يزيد بن هارون يقول من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 11:49 م]ـ
بارك الله فيك أيها الشيخ الفاضل,
هل من مزيد؟؟
فليكن حاضراً في الأذهان(33/460)
أريد نقولات من عقيدة عبدالغني النابلسي
ـ[نواف البكري]ــــــــ[31 - 03 - 06, 12:45 ص]ـ
عبدالغني النابلسي صوفي ولكن أريد بعض النقولات التي تؤكد ذلك وبعض كلامه
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[31 - 03 - 06, 01:32 ص]ـ
من اقوال النابلسي
وحدة الوجود
" ما ثم إلا ذات وصفات، وصفات صفات، وهي الأفعال، ومنفعلات وهي العالم فالأول هو المعبود، والثاني الموصل إليه وهو الوساطة، والثالث هو العابد، والرابع هو العائق والمانع، والأول مرتبة الله تعالى، والثاني مرتبة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ والثالث مرتبة المؤمنين، والرابع مرتبة الشيطان، وهذه الأربعة في الحقيقة شيء واحد، لكنه تنزل وتفصل، فظهرت له هذه الأطوار وتعددت وجوداته " (الفتح الرباني ص51)
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[31 - 03 - 06, 01:34 ص]ـ
من اقوال النابلسي
دعوى الإلقاء الرحماني
" اعلم أن الذنب له حقيقة متى علمت علم سره، ومتى علم سره علم جهره، وله حال ومقام، وله أقسام، وأنا أتكلم لك الآن في ذلك بحسب الوارد ترجمة عن الإلقاء الرحماني "
(مقدمة الفتح الرحماني)
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[31 - 03 - 06, 01:39 ص]ـ
تقسيم العلم لعلم الباطن والظاهر
يقول النابلسي في كتابه: " الفتح الرباني والفيض الرحماني ص133 " (: " فكل من اشتغل بالعلوم الظاهرة، ولم يعتقد أن وراء ما هو ساع في تعلمه من الفقه والحديث والتفسير حقائق وعلومًا باطنة، رمزها الشارع تحت ما أظهر من هذه الرسوم هي مقصودة له، لأنها المنجية عند الله تعالى، فهو غافل عن الله تعالى، جاهل بدين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ داخل تحت قوله تعالى: {يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخر هم غافلون} " [الروم: 7])
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[31 - 03 - 06, 01:44 ص]ـ
النقول أعلاه من كتاب الفكر الصوفي للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق(33/461)
ماالفرق بين الوجود المطلق ومطلق الوجود؟ مهم
ـ[أبوهمام الطائفي]ــــــــ[01 - 04 - 06, 12:17 م]ـ
بارك الله فيكم، لدي سؤال قد لا يبدو لبعضكم مهم لكنه مهم جدا بالنسبة لي:
ما هو الفرق بين الوجود المطلق و مطلق الوجود؟
وبأيهما يجوز للمرء أن يتوضأ، الماء المطلق أو مطلق الماء؟
ـ[أبوسلمان الأشجعي]ــــــــ[01 - 04 - 06, 01:53 م]ـ
هاتان مسالتان الأولى في العقيدة والثانية في الفقه.
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[01 - 04 - 06, 02:15 م]ـ
الذي أعرف أن هذا مصطلح منطقي عام يعبر به - شرعا - في التمييز بين المحدود وغير المحدود .. وكان الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين يكرر هذا دائما ويسأل الطلاب عن الفرق بين الشئ المطلق ومطلق الشئ ... وكان يشرح رحمه الله بأن قولنا .. القدرة المطلقة هي القدرة التي لا منتهى ولاحد لها ... أي الكمال الذي لا يعقبه حد وهذا لا يمكن أن يوصف به إلا رب العالمين. أما مطلق القدرة فهو يعني الكمال الذي يعقبه حد ينتهي فيه ... بمعنى أن وصف الشئ بأنه مطلق الإمكان فإن ذلك غير متناه .. أما الإمكان المطلق فإنه وصف لا نهاية ولا حد له ... وهذا باختصار، ولعله يفي إن شاء الله .. والله أعلم .. وراجع في ذلك شرح الشيخ - رضي الله عنه - على كتابه الثمين القواعد المثلى
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[02 - 04 - 06, 08:18 م]ـ
بارك الله فيكم، لدي سؤال قد لا يبدو لبعضكم مهم لكنه مهم جدا بالنسبة لي:
ما هو الفرق بين الوجود المطلق و مطلق الوجود؟
وبأيهما يجوز للمرء أن يتوضأ، الماء المطلق أو مطلق الماء؟
السلام عليكم شيخ أبا همام ورحمة الله وبركاته وبعدُ:
أما الوجود المطلق فهو الوجود الكامل، وأما مطلق الوجود فهو أصله.
وأما عن الماء فيصح الوضوء بمطلق الماء، لقوله تعالى {فلم تجدوا ماء فتيمموا} والشاهد منها أن لفظة ماء نكرة في سياق النفي فتعم كل ما يسمى ماء، وخرج من هذا العموم الماء النجس بالإجماع، والله المستعان
ـ[محمد عبد الحكيم غيث]ــــــــ[02 - 04 - 06, 11:20 م]ـ
ةةةةةةةةةةةةة
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[05 - 04 - 06, 03:58 م]ـ
هذه فائدة في المقارنة بين مطلق الشيئ والشئ المطلق تحتاجها في كثير من المسائل العقدية والفقهية أشار إليها ابن القيم في بدائع الفوائد:
-الشىء المطلق غير منقسم
-مطلق الشىء ينقسم
- الشىء المطلق نوع لمطلق الشىء
-مطلق الشىء جنس للشىء المطلق
-الشىء المطلق فرد من أفراد مطلق الشىء ولا ينعكس
-نفيه يقتضي نفي الشىء المطلق دون العكس
-الشىء المطلق مقيد بالإطلاق لفظا مجرد عن التقييد معنى
-ومطلق الشىء مجرد عن التقييد لفظا مستعمل في المقيد وغيره معنى
-الشىء المطلق لا يصلح للمقيد
-ومطلق الشىء يصلح للمطلق والمقيد
-الشىء المطلق هو المقيد بقيد الإطلاق فهو متضمن للإطلاق والتقييد
-ومطلق الشىء غير مقيد وإن كان بعض أفراده مقيدا
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[06 - 04 - 06, 11:55 ص]ـ
كالفرق بين الإيمان المطلق و مطلق الإيمان (: ابتسامة
ـ[أبوهمام الطائفي]ــــــــ[07 - 04 - 06, 07:02 م]ـ
بارك الله فيكم وعفا عنكم وجزاكم خيرا على مشاركاتكم القيمة وقد بحثت المسألة بشكل طيب وإن شاء الله ييسر الله أن أنزل ذلك للمنتدى(33/462)
الكشف عن حقيقة حسن السقاف من كتبه
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[02 - 04 - 06, 10:32 م]ـ
هذه رسالة نشرها الأخ محمد ربحي في منتدى رسالة الإسلام تفضح الخساف فأحببت أن أنشرها في هذا الملتقى
الكشف
عن حقيقة حسن السقاف
من خلال كتبه ورسائله
غالب الساقي
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
+ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" (آل عمران:102).
+ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً" (النساء:1). + يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً " (الأحزاب:71)
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد × وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أخي المسلم القارئ الغيور على دين الله، هذه رسالة جمعت فيها لك أمثلة واضحة، دالة على حقيقة حسن بن علي السقاف ـ هداه الله ـ!
لم أقصد بها الرد، وإنما قصدت بيان حقيقة حسن بن علي السقاف؛ لينتبه الناس ويحذروا من السقوط في شباكه،
سائلا الله تعالى أن يحمي هذا الدين العظيم من كيد الكائدين، وحسد الحاسدين بمنه وكرمه، وأن يتقبل مني إنه هو السميع العليم
غالب الساقي
محرم 1427هـ
أسني السقاف أم شيعي؟!
كشف مؤامرة السقاف مع الروافض
قال حسن السقاف يخاطب الأسدي الرافضي المعروف:
((فضيلة الشيخ الأسدي حفظه الله عز وجل وسدد خطاه، لو أنكم تتشاورون معي، يعني وهذا إن شاء الله مما يعلي منزلتكم ويرفعها، لأن أهل السنة لا يفهمون إلا بطريقة معينة، إذا أردنا أن نوصل المعلومات لهم هم عندهم طريقة يعني لفهم المعلومات، فلا بد أن نسلكها معهم حتى نستطيع ……)) (1).
موقف السقاف من خلافة أبي بكرالصديق
ـ رضي الله عنه ـ
قال أبو الحسن الأشعري ـ رحمه الله ـ: ((وإذا وجبت إمامة عمر رضي الله عنه وجبت إمامة أبي بكر رضي الله عنه، كما وجبت إمامة عمر رضي الله عنه؛ لأنه العاقد له الإمامة فقد دل القرآن على إمامة الصديق رضي الله عنه والفاروق رضي الله عنه)).
قال السقاف ـ معلقا على كلامه ـ: ((لقد ترك النبي الناس دون أن يعين لهم إماما كما يزعم المصنف وأمثاله ويتخبطون لقول عمر رضي الله عنه في إمامة سيدنا أبي بكر (كانت فلتة وقى الله شرها) البخاري (6830) فلو كان منصوصا عليه لم تكن فلتة!! فالسنة إذن ترك الناس ليكون أمرهم شورى بينهم فكيف يترك الصديق هذا المنهج القرآني النبوي ويوصي لمن جاء بعده بالخلافة فيعينه؟!)) (2).
وقال أبو الحسن الأشعري في كتاب الإبانة (295): ((وقد أجمع هؤلاء الذين أثنى الله عليهم ومدحهم على إمامة أبي بكر الصديق)).
فقال السقاف ـ معلقا على كلامه ـ:
((لم يجمعوا…))!.
وقال أبو الحسن الأشعري في ((الإبانة)) (ص 297): ((وقول من قال: هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، هو بإجماع المسلمين)).
قال السقاف ـ معلقا على قوله ـ: ((ليست المسألة إجماعية ولذلك وقع الخلاف بين فرق المسلمين ومذاهبهم في هذه المسألة!)).
موقف السقاف
من خلافة أبي بكر وعمر وعثمان
قال أبو الحسن الأشعري في ((الإبانة)) (ص 298): ((وإذا ثبتت إمامة الصديق رضي الله عنه ثبتت إمامة الفاروق رضي الله عنه؛ لأن الصديق رضي الله عنه نص عليه وعقد له الإمامة واختاره لها)).
قال السقاف ـ معلقا على هذا الكلام ـ: ((كلام إنشائي لا يحتاج لتعليق!!)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/463)
ثم قال الأشعري: ((وثبتت إمامة عثمان رضي الله عنه بعد عمر رضي الله عنه بعقد من عقد له الإمامة من أصحاب الشورى؛ الذين نص عليهم عمر رضي الله عنه فاختاروه ورضوا بإمامته وأجمعوا على فضله وعدله.
وثبتت إمامة علي رضي الله عنه بعد عثمان رضي الله عنه لعقد من عقدها له من الصحابة رضي الله عنهم من أهل الحل والعقد؛ ولأنه لم يدعيها أحد من أهل الشورى غيره في وقته، وقد اجتمع على فضله وعدله، وأن امتناعه عن دعوى الأمر لنفسه في وقت الخلفاء قبله كان حقا؛ لعلمه أن ذلك ليس بوقت قيامه، وأنه قلما كان لنفسه في وقت الخلفاء قبله)).
قال السقاف ـ معلقا على هذا الكلام من هذا الإمام ـ: ((لسنا ههنا في صدد الرد عليه في هذه المغالطات لأن لها مكانا آخر! فهو قد جعل خلافة أبي بكر ثابتة في القرآن وأن سيدنا عليا الذي جاءت فيه النصوص المختلفة التي منها: [من كنت مولاه فعلي مولاه] و [أنت مني بمنزلة هارون من موسى] وغيرها لم يأت فيه نص!)).
السقاف يفضل عليا على أبي بكر
ـ رضي الله عنهما ـ
قال الإمام أبو الحسن الأشعري ـ رحمه الله ـ في ((الإبانة)) ص (296): ((وإذا وجبت إمامة أبي بكر رضي الله عنه بعد رسول الله × وجب أنه أفضل المسلمين)).
يقول السقاف ـ معلقا على قوله ـ: ((بل سيدنا علي عندنا وعند طوائف من الصحابة ومن بعدهم أفضل المسلمين!!)).
السقاف لا يجيز لعن من يبغض أبا بكر الصديق
قال السقاف ـ تعليقا على قول الإمام الذهبي ـ: ((وعلى باغض الصديق اللعنة)).
ما يلي: ((ثم إن قوله (وعلى باغض الصديق اللعنة) لا ندري هل تدخل السيدة فاطمة عليها السلام في هذا التعميم أم لا؟! وكما قيل حبك للشيء يعمي ويصم!!)) (3).
موقف السقاف من الفتن التي وقعت بين الصحابة
قال السقاف في تعليقه على كتاب ((الإبانة)) ص (97):
((لا يجوز الكف عما شجر بينهم شرعا)).
موقف السقاف من الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ
قال السقاف في مقدمته للإبانة ص (9): ((وكما هو معلوم أن عبد الله بن قيس أرسله سيدنا علي عليه السلام والرضوان ليكون أحد الحكمين فخلع () من أرسله)).
السقاف يقدح في عبد الله بن سلام ـ رضي الله عنه ـ
قال السقاف في مقدمته لكتاب ((العلو)) (ص 25):
((ومما يجب التأمل فيه جيدا أن ابن سلام الإسرائيلي هذا وضعوا له فضائل ليجعلوا له حصانة تمنع أي إنسان من أن يتكلم فيه أو يقدح بما يأت به من خرافات!! فزعموا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما شهد لأحد حي بالجنة إلا له!! وأن القرآن نزل بفضائله حيث أنزل الله في فضله آيتين!! والغريب أن بعض ذلك وقع في صحيح البخاري للأسف!!)).
قدح السقاف في معاوية رضي الله عنه (4)
والخلافة الأموية والعباسية التي هي من آل البيت
قال السقاف في ((صحيح شرح العقيدة الطحاوية)) (651):
((وكذا من النفاق بغض السيدة فاطمة والحسن والحسين وآل البيت وقد وقع في جناية بغضهم معاوية وأصحابه وآله بنو أمية إلا نفرا يسيرا منهم كعمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى)).
قال السقاف في تعليقه على ((العتب الجميل)) ص (51): ((لم يسمع بأشنع من فجور وظلم وفسق الأمويين والعباسيين الظلمة قتلة آل بيت رسول الله × ومعاوية هو من أسس لهم هذا المنهاج)) (5). وقال السقاف ص (134):
((ومن هذا تعلم أن بني أمية النواصب الذين خربوا الدين والإسلام كانوا يتغنون بهجاء سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام وهذا الكفر البواح والشرك الصراح! عاملهم الله بما يستحقون هم والمدافع عنهم)) (4).
السقاف يقدح في رواية أبي هريرة وأبي سعيد ـ رضي الله عنهما ـ
قال السقاف: ((وهو من رواية أبي هريرة وأبي سعيد وهما ممن يروون عن كعب الأحبار ومنه أتت هذه الطامات!!)) (6).
السقاف يقدح في رواية النواس بن سمعان ـ رضي الله عنه ـ
قال السقاف في تعليقه على ((الفوائد المقصودة)) ص (52):
((والنواس بن سمعان كان نصرانيا على ما يقال وأسلم وسكن الشام فأحاديثه عن أهل الكتاب)).
السقاف يخرج زوجات النبي × من آل البيت ولا يبالي بصريح القرآن (7)
قال السقاف في ((شرح صحيح العقيدة الطحاوية)) (الطبعة الثانية) ص (657):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/464)
((يريد هذا المتبدع هنا أن يصرف الناس عن اعتقاد أن أهل البيت هم على وجه الخصوص أصحاب الكساء سيدنا علي والسيدة فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فادعى أن أهل البيت هنا أزواجه ×!!)).
وقال في الكتاب نفسه ص (655): ((وأهل البيت هم سيدنا علي والسيدة فاطمة وسيدنا الحسن وسيدنا الحسين عليهم السلام وذريتهم من بعدهم ومن تناسل منهم)).
وزن من ليس من آل البيت عند السقاف!
قال السقاف:
((فإن المجسمة المشبهة النواصب أعداء آل بيت النبي المصطفى × لا يزالون يشعرون بل هم متيقنون أنه بوجود أهل البيت على وجه الأرض إلى قيام الساعة لا قيمة لوجودهم)) (8).
السقاف يتهم أهل السنة بالنصب
قال السقاف: ((قلت: فكيف يقول بعض النواصب الذين يظهرون الاعتدال: لعلي أجران ولمعاوية أجر لأنه مجتهد؟!!)) (9). وقال السقاف: ((وما ذكره الطائي عن ابن حجر العسقلاني ص (37) فيما رواه ابن عساكر من طريق ابن أخي أبي زرعة واسمه عبد الله بن محمد بن عبد الكريم: (رب معاوية رحيم وخصم معاوية خصم كريم فما دخولك بينهما) فكلام لا يصح ولو صح لم تكن فيه حجة على شيء إلا تكهنات النواصب وآمالهم!!)) (10).
السقاف يحث على ترك مذاهب السنة واتباع مذاهب الشيعة
قال السقاف: ((المراد بالعترة هنا علماء آل البيت وهم الفقهاء المجتهدون منهم، والاعتصام والتمسك بهم هو التمسك بإجماعهم واتفاقهم وترجيح كفتهم على غيرهم وخاصة في القرون الثلاثة التي تقعدت فيه مذاهبهم وكانت فيه جهابذة أئمتهم، فالتمسك والرجوع إلى ما قالوه أولى من الرجوع لغيرهم ممن يسمونهم بعلماء السلف ويقابلهم النواصب فيجب على المرء المسلم أن يكون في كفة أهل البيت لا في حزب أعدائهم)) (11).
السقاف على مذهب الشيعة في إنكار رؤية الله في الدار الآخرة
قال السقاف: ((وما نعتقده هو مذهب أئمة آل البيت ومن تبعهم المؤيد بدلائل المنقول والمعقول من أن الله تعالى لا يرى في الدارين وهو منزه عن ذلك سبحانه وتعالى)) (12).
السقاف يعتقد أن فاعل الكبيرة مخلد في النار!!
نقل السقاف عن الغزالي أنه قال: ((وأن يؤمن بإخراج الموحدين من النار بعد الانتقام حتى لا يبقى في جهنم موحد بفضل الله تعالى فلا يخلد في النار موحد)).
قال السقاف معلقا على قوله: ((قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء: أخرجه ذلك البخاري ومسلم: والحقيقة أن هذه المسألة تحتاج إلى إعادة بحث وتحقيق لا سيما أن السادة الزيدية والمعتزلة والإباضية ذهبوا إلى أنه لا يخرج من النار أحد دخلها)) (13).
وقال السقاف في ((زهر الريحان)) ص (129): ((وأختم هذه النقطة بتأكيد أن في هذه الآية وغيرها من آي القرآن الكريم دليلا للمعتزلة وغيرهم في أن صاحب الكبيرة مخلد في النار ـ وليست المسألة على هواك وكما يريد مزاجك ـ)).
وقال السقاف في تعليقه على ((الإبانة)) ص (62): ((شفاعة الرسول للمذنبين إن لم يكونوا من أصحاب الكبائر فلا بأس بها وأما المجرمين (14) من أصحاب الكبائر فلا يشفع لهم)).
السقاف يعتقد نجاة أبي طالب
قال السقاف في تعليقه على كتاب ((أسنى المطالب في نجاة أبي طالب)) ص (28):
((وقال الشيخ الطوسي في تفسيره التبيان (8/ 164): وعن أبي عبد الله وأبي جعفر أن أبا طالب كان مسلما وعليه إجماع الإمامية لا يختلفون فيه)).
السقاف يدعو إلى الخروج على الحاكم الجائر
قال السقاف في تعليقه على ((القول الأسد)) ص (30):
((والخارجية التي ينبزونه بها أمر حسن ولكنهم لا يفقهون)).
وقال السقاف في ((صحيح شرح العقيدة الطحاوية)) ص (638): ((ففكرة عدم الخروج على أئمة الجور ليست صحيحة)).
وقال السقاف: ((قلت (كان قليل الحديث) من ممادحه، لأن مذهبه كان مذهب آل البيت وهو الخروج على الطغاة والبغاة بالسيف)) (15).
السقاف يدعو إلى تأخير الإفطار حتى يطلع النجم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/465)
((قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (8/ 410): ((وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة، بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب لا يتورع في الأخبار)) [فقال السقاف معلقا على كلامه]: ((وهذا كلام عجيب من ابن حجر وهو مصنف ((تهذيب التهذيب)). وإليك مثالا يوضح لك شيئا من ذلك: أراد الحافظ ابن حجر أن يشنع على الشيعة فزعم أن من بدعهم تأخير الإفطار بعد الغروب إلى أن يطلع النجم ! وهذا مع كونه سنة ثابتة عن النبي × في صحيح مسلم وغيره إلا أنه غير صحيح عن الشيعة)) (16).
السقاف يدعو إلى الحداد على موت الحسين
قال السقاف:
((كان النبي × قد أمر بصيام عاشوراء لأنه يوم أنجى الله تعالى فيه سيدنا موسى عليه السلام وأغرق فرعون، ثم حدثت في هذه الأمة على آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأطهار البررة مصيبة قتل فيها سيدنا الحسين سيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه فما أصابنا أولى بالاهتمام به مما أصاب غيرنا)) (17).
السقاف يدعو إلى عبادة الأموات والقبور (18)
قال السقاف في ((الإغاثة بأدلة الاستغاثة)) ص (165): ((ونحن ننصح المتمسلفة أن يذهبوا إلى قبر سيدنا جعفر الطيار رضي الله عنه أو إلى قبر أبي عبيدة ويدعوا الله تعالى متوسلين أو مستغيثين به ليدلهم الله على الحق ويلهمهم الصواب وليخلصهم من الميل إلى الدراهم التي يقلبون بها الحق باطلا والباطل حقا)) (19).
هل يوثق بكلام السقاف ونقله؟!
* ادعى أن ابن تيمية لم يحج
قال السقاف: ((أم الشيخ ابن تيمية الذي عاش أكثر من سبعين سنة () والذي لم يتزوج ولم يحج؟!)) (20).
كذا قال السقاف أما ابن كثيرـ رحمه الله ـ فقد قال في كتابه
((البداية والنهاية)) (13/ 333):
((وكان ممن حج في هذه السنة [يعني سنة692] الشيخ تقي الدين ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وكان أميرهم الباسطي ونالهم في معان ريح شديدة جدا مات بسببها جماعة وحملت الريح جمالا عن أماكنها وطارت العمائم عن الرؤوس واشتغل كل أحد بنفسه)).
* ادعى أن أهل السنة عندهم مصحف سري!!
قال السقاف ـ في أثناء رده على بعض أئمة السنة ـ: ((افتتح كلامه المغلوط الذي يغالط ويكابر فيه ص (3) بآيتين أخطأ في إحداهما إشارة من الله سبحانه وتعالى لنا إلى أنه يهرف ويهذي بالباطل والخطأ!! فقال في السطر العاشر: ((قل بفضل الله وبرحمته فليفرحوا ذلك خير مما يجمعون))!! فحرف الآية على عادته في تحريف الحديث وأقوال العلماء!! ولا غرو ولا عجب فهو الماهر في ذلك!! والحق أن الله تعالى قال في سورة يونس: +قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " إلا أن يكون قد قرأها من مصحف الحشوية!! الذي يتناقلونه بينهم بالدس والسرية!! والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون!!)) (21).
سبحانك هذا بهتان عظيم، وإفك مبين!.
* أنكر جهاد ابن تيمية!
قال السقاف: ((ومما أشاعه المتمسلفون في هذا العصر ليخدعوا به الشباب وليأسروهم فيكونوا في جانبهم ويضعوهم تحت حوزتهم هو ادعاؤهم بأن ابن تيمية الحراني!! كان مجاهدا!! وهذا مما يقضي بالعجب العجاب!! حيث يدعون بأن ابن تيمية جاهد التتار!! وهذه الدعاية الفارغة ما هي إلا سراب بقيعة ليست بشيء في ميزان التحقيق العلمي!! وذلك لأن الذي جاهد التتار هو الشيخ العز بن عبد السلام الأشعري المتوفى سنة (660) هـ وقد حارب المسلمون التتار وانتصروا عليهم في معركة عين جالوت سنة (658هـ) قبل أن يولد ابن تيمية الحراني!! ب (3) سنوات!! وذلك لأن الحراني ولد سنة (661) هـ أي بعد حصول المعركة الخالدة بثلاث سنوات! فكيف يكون ابن تيمية مجاهدا؟!! ثم المتتبع للتاريخ والوقائع في مثل ((البداية والنهاية)) لابن كثير وهو ممن أخذ فترة على ابن تيمية لا يجد ما يثبت أن ابن تيمية خاض في يوم واحد من أيام حياته معركة وأمسك بيده سيفا يقاتل به أعداء الله تعالى!!)) (22).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/466)
كذا قال السقاف وقد قال الإمام الحافظ ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (14/ 30) في أثناء حديثه عن وقعة (شقحب) ما يلي: ((وفي يوم الاثنين رابع الشهر رجع الناس من الكسوة، إلى دمشق فبشروا الناس بالنصر. وفيه دخل الشيخ تقي الدين بن تيمية البلد ومعه أصحابه من الجهاد، ففرح الناس به ودعوا له وهنأوه بما يسر الله على يديه من الخير، وذلك أنه ندبه العسكر الشامي أن يسير إلى السلطان يستحثه على السير إلى دمشق فسار إليه فحثه على المجيء إلى دمشق بعد أن كاد يرجع إلى مصر فجاء هو وإياه جميعا فسأله السلطان أن يقف معه في معركة القتال، فقال له الشيخ السنة أن يقف الرجل تحت راية قومه، ونحن من جيش الشام لا نقف إلا معهم، وحرض السلطان على القتال وبشره بالنصر وجعل يحلف بالله الذي لا إله إلا هو إنكم منصورون عليهم في هذه المرة فيقول له الأمراء: قل إن شاء الله فيقول: إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا. وأفتى الناس بالفطر مدة قتالهم وأفطر هو أيضا، وكان يدور على الأجناد والأمراء فيأكل من شيء معه في يده ليعلمهم أن إفطارهم ليتقووا على القتال أفضل فيأكل الناس، وكان يتأول في الشاميين قوله ×: (إنكم ملاقوا العدو غدا، والفطر أقوى لكم) فعزم عليهم في الفطر عام الفتح كما في حديث أبي سعيد الخدري ……. ثم نزل النصر على المسلمين قريب العصر يومئذ، واستظهر المسلمون عليهم ولله الحمد والمنة)).
وقال الحافظ عمر بن علي البزار في كتابه ((الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية)) ص (67): ((كان رضي الله عنه، من أشجع الناس وأقواهم قلبا، ما رأيت أحدا أثبت جأشا منه، ولا أعظم عناء في جهاد العدو منه. كان يجاهد في سبيل الله بقلبه ولسانه ويده ولا يخاف في الله لومة لائم.
وأخبر غير واحد: أن الشيخ رضي الله عنه، كان إذا حضر مع عسكر المسلمين في جهاد يكون بينهم واقيتهم وقطب ثباتهم. إن رأى من بعضهم هلعا أو رقة، أو جبانة، شجعه وثبته وبشره ووعده بالنصر والظفر والغنيمة، وبين له فضل الجهاد والمجاهدين وإنزال الله عليهم السكينة.
وكان إذا ركب الخيل يتحنك ويجول في العدو كأعظم الشجعان ويقوم كأثبت الفرسان، ويكبر تكبيرا أنكى في العدو من كثير من الفتك بهم، ويخوض فيهم خوض رجل لا يخاف الموت.
وحدثوا أنهم رأوا منه في فتح عكة أمورا من الشجاعة يعجز الواصف عن وصفها.
قالوا: ولقد كان السبب في تملك المسلمين إياها بفعله ومشورته وحسن نظره)) (23).
* السقاف يزعم أن العلامة ابن باز لا يعرف التوحيد
قال السقاف في تعليقه على ((دفع شبه التشبيه)) ص (188) (الطبعة الثانية):
((ولا عبرة بكلام المعلق عليه ـ الفتح ـ البتة لأنه لا يعرف التوحيد!!)).
* ادعى أن أهل السنة يبغضون السيرة النبوية وآل البيت
قال السقاف في ((مجموع رسائله)) (2/ 800):
((وهؤلاء يتظاهرون الآن بأنهم يحرصون على إثبات فضائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع كونهم نواصب يبغضون قراءة السيرة النبوية أشد البغض كما يبغضون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يحترمونهم ولا يوقرونهم إلى غير ذلك مما هو معروف ومشهور!!)).
ما أحسن أن نذكر أمام هذا الكذب الشنيع والافتراء القبيح قوله ×:
((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت)) رواه البخاري.
* حذف من (حديث ابن عمر) كلمة (بعدها)
مما استدل به السقاف على إثبات سنة قبلية للجمعة ما يلي:
((3ـ وعن نافع قال: (كان ابن عمر يطيل الصلاة قبل الجمعة ويصلي ركعتين في بيته ويحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يفعل ذلك) رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه)) (24).
استخرج هذا الحديث من (سنن أبي داود) و (صحيح ابن حبان) تجد أن لفظه كما يلي:
((عن نافع قال كان ابن عمر يطيل الصلاة قبل الجمعة ويصلي بعدها ركعتين في بيته ويحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك)).
تأمل الفرق بين معناه قبل حذف كلمة (بعدها) وبعد حذفها يتبين لك جلية الأمر.
* نقل عن ابن تيمية أن الله جسم
قال السقاف في كتابه ((السلفيه الوهابية)) ص (58) (الطبعة الأولى): ((يعتقد الوهابية السلفيون أن الله تعالى جسم له حد وغاية صرح بذلك ابن تيمية في كتابه (موافقة صريح المعقول))).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/467)
كذا زعم السقاف مع أن الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية يقول في
((موافقة صريح المعقول)):
(5/ 363): ((ولفظ (الجسم) في حق الله وفي الأدلة الدالة عليه، لم يرد في كتاب الله ولا سنة رسوله، ولا كلام أحد من السلف والأئمة، فما منهم أحد قال: إن الله جسم أو جوهر أو ليس بجسم ولا جوهر)).
وقال ـ أيضا ـ في الكتاب نفسه (1/ 133):
((أما الشرع فليس فيه ذكر هذه الأسماء في حق الله لا بنفي ولا إثبات، ولم ينطق أحد من سلف الأمة وأئمتها في حق الله تعالى بذلك، لا نفيا ولا إثباتا بل قول القائل: إن الله جسم أو ليس بجسم أو جوهر أو ليس بجوهر أو متحيز أو ليس بمتحيز أو في جهة أو ليس في جهة أو تقوم به الأعراض والحوادث أو لا تقوم به ونحو ذلك ـ كل هذه الأقوال محدثة بين أهل الكلام المحدث لم يتكلم السلف والأئمة فيها لا بإطلاق النفي ولا بإطلاق الإثبات بل كانوا ينكرون على أهل الكلام الذين يتكلمون بمثل هذا النوع في حق الله تعالى نفيا وإثباتا)).
وقال شيخ الإسلام الإمام المجاهد ابن تيمية ـ رحمه الله ـ
في ((مجموع الفتاوى)) (5/ 295): ((وإثبات لفظ الجسم ونفيه بدعة لم يتكلم به أحد من السلف والأئمة كما لم يثبتوا لفظ التحيز ولا نفوه ولا لفظ الجهة ولا نفوه ولكن أثبتوا الصفات التى جاء بها الكتاب والسنة ونفوا مماثلة المخلوقات)). وقال ـ عليه سحائب الرحمة ـ أيضا في ((مجموع الفتاوى)): (5/ 434): ((وأما الشرع فمعلوم أنه لم ينقل عن أحد من الأنبياء ولا الصحابة ولا التابعين ولا سلف الأمة أن الله جسم أو أن الله ليس بجسم بل النفي والإثبات بدعة فى الشرع)) وقال شيخ الإسلام ـ أيضا ـ في ((مجموع الفتاوى)) (6/ 102): ((كما أن قوله (الرب جسم) بدعة وقوله (ليس بجسم) بدعة)).
وقال ـ أيضا ـ في ((بيان تلبيس الجهمية)) (1/ 396، 397): ((قلت هذا الكلام فيه تقصير كثير في معرفة مذاهب الناس وتحقيقها وذلك أن القائلين بأن الله تعالى فوق العرش والقائلين بالصفات الخبرية وهم السلف وأهل الحديث وأئمة الأمة وجماهيرها وجمهور الصفاتية من الكلابية والأشعرية والكرامية وجمهور المشهورين بالإمامة في الفقه والتصوف في الأمة من جميع الطوائف جمهورهم لا يقول هو جسم ولا ليس بجسم لما في اللفظين من الإجمال والاشتراك المشتمل على الحق والباطل)).
من خلال عرض كلام السقاف مع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية تعرف كيف يكذب السقاف عليه إذ يزعم أنه يصرح (بأن الله جسم) مع أن ابن تيمية يصرح بخلاف ذلك تماما، ويبين بأن إطلاق لفظ الجسم على الله بدعة. فيا للعجب! كيف يتجرأ على هذا الكذب الصريح دونما حياء أو خجل؟.
* زعم أن أهل السنة يثبتون صفة الجنب لله
قال السقاف: ((وذلك مثل قوله تعالى
+ أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله " الزمر: 56، فجميع الناس حتى في هذا العصر يفهمون أن معناها هو: يا حسرتى على ما فرطت في حق الله أو في أمره.
وقد أولها بمثل هذا أيضا السلف الصالح، قال الحافظ ابن جرير وهو من السلف في تفسيره (جزء 24/ 19): ((وقوله + على ما فرطت في جنب الله " يقول: على ما ضيعت من العمل بما أمرني الله به وقصرت في الدنيا في طاعة الله)) اهـ
ونقل الحافظ ابن جرير ذلك عن جماعة من السلف وهم مجاهد والسدي وقتادة. فهذا ما يفهمه جميع المسلمين والعقلاء حسب أساليب العربية ولا يحتاج الإنسان أن يبين بعد تلاوته لهذه الآية الكريمة أنه هل أثبت الله لنفسه جنبا في هذه الآية أم لا؟! وهل له جنب أم ليس له؟! لكن العجب العجاب أن ترى المجسمة يثبتون له سبحانه وتعالى عما يقولون جنبا بل يقولون ـ زائدين على ذلك ـ إنه ولو لم يذكر إلا جنبا واحدا في كتابه فليس معنى ذلك أنه ليس له جنب آخر!! كما يقول ذلك ابن قيم الجوزية في كتابه ((الصواعق المرسلة)) انظر مختصر الصواعق (1/ 33). وأقول كبرت كلمة تخرج من أفواههم وسطرتها أيديهم!!)) () انتهى كلام حسن السقاف.
وإليك الآن كلام الإمام الكبير الشهير ابن قيم الجوزية ـ عليه سحائب الرحمة والرضوان ـ؛ لتعلم حقيقة السقاف
قال ابن القيم في كتابه ((الصواعق المرسلة)) (1/ 247):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/468)
((السادس: أن يقال من أين في ظاهر القرآن إثبات جنب واحد، هو صفة الله؟ ومن المعلوم أن هذا لا يثبته أحد من بني آدم، وأعظم الناس إثباتا للصفات هم أهل السنة والحديث الذي يثبتون لله الصفات الخبرية، ولا يقولون: إن لله جنبا واحدا، ولا ساقا واحدة، قال عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على المريسي: وادعى المعارض زورا على قوم أنهم يقولون في تفسير قول الله:
+ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ " (الزمر:56).إنهم يعنون بذلك الجنب الذي هو العضو، وليس ذلك على ما يتوهمونه. قال الدارمي: فيقال لهذا المعارض: ما أرخص الكذب عندك وأخفه على لسانك، فإن كنت صادقا في دعواك فأشربها إلى أحد من بني آدم قاله، وإلا فلم تشنع بالكذب على قوم هم أعلم بهذا التفسير منك وأبصر بتأويل كتاب الله منك، ومن إمامك؟ إنما تفسيرها عندهم تحسر الكفار على ما فرطوا في الإيمان والفضائل التي تدعو إلى ذات الله، واختاروا عليها الكفر والسخرية بأولياء الله فسماهم الساخرين فهذا تفسير الجنب عندهم، فمن أنبأك أنهم قالوا جنب من الجنوب فإنه لا يجهل هذا المعنى كثير من عوام المسلمين فضلا عن علمائهم.
وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (الكذب مجانب للإيمان). وقال ابن مسعود: (لا يجوز من الكذب جد ولا هزل) وقال الشعبي: (من كان كذابا فهو منافق) اهـ وتوجيه ذلك أن الله قال:
+ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ*أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ*أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ*بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ" (الزمر:56ـ 59). فهذا إخبار عما تقوله هذه النفس الموصوفة بما وصفت به وعامة هذه النفوس لا تعلم أن لله جنبا ولا تقر بذلك، كما هو الموجود منها في الدنيا. فكيف يكون ظاهر القرآن أن الله أخبر عنهم بذلك وقد قال عنهم + يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله " والتفريط فعل أو ترك فعل وهذا لا يكون قائما بذات الله لا في جنب ولا في غيره، بل يكون منفصلا عن الله وهذا معلوم بالحس والمشاهدة، وظاهر القرآن يدل على أن قول القائل: +يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله " ليس أنه جعل فعله أو تركه في جنب يكون من صفات الله، وأبعاضه فأين في ظاهر القرآن ما يدل على أنه ليس لله إلا جنب واحد يعني به الشق.
السابع: أن يقال هب أن القرآن دل ظاهره على إثبات جنب هو صفة فمن أين يدل ظاهره أو باطنه على أنه جنب واحد وشق واحد ومعلوم أن إطلاق مثل هذا لا يدل على أنه شق واحد كما قال النبي × لعمران بن حصين: (صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب). وهذا لا يدل على أنه ليس لعمران بن حصين إلا جنب واحد. فإن قيل: المراد على جنب من جنبيك، قلنا: فقد علم أن ذكر الجنب مفردا لا ينفي أن يكون معه غيره ولا يدل ظاهر اللفظ على ذلك بوجه.
ونظير هذا اللفظ القدم إذا ذكر مفردا لم يدل على أنه ليس لمن نسب إليه إلا قدم واحد كما في الحديث الصحيح (حتى يضع عليها رب العزة قدمه) وفي الحديث: (أنا العاقب الذي يحشر الناس على قدمي))).
فكل من كان فطنا لبيبا، أو أحمق بليدا إذا قرأ كلام هذا وذاك فسيعلم أن السقاف قد افترى إفكا مبينا، وزوّر بهتانا عظيما، وتحمل وزرا كبيرا فحسابه على ربه يوم الآزفة، إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع.
*السقاف يقول عن كفار قريش ((ما كانوا يقرون بوجود الله)) (25)
والله سبحانه يقول: + قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ" (يونس:31)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/469)
وقال تبارك وتعالى: + وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ" (العنكبوت:61) وقال: + وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ" (العنكبوت:63) وقال:+ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ" (لقمان:25) وقال: + وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ" (الزمر:38) وقال:+ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ" (الزخرف:9) وقال:+ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ" (الزخرف:87) وقال:+ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" (يونس:18) وقال:+ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ" (الزمر:3) وقال:+ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ" (26). (يوسف:106).
موقف السقاف من علماء السنة أئمة الهدى ومصابيح الدجى
السقاف يرى أن المجسمة كفار والمجسمة عنده هم أهل السنة
قال حسن السقاف في ((صحيح شرح العقيدة الطحاوية)) ص (713):
((المسألة السابعة: اعلم بأننا لا نوافق بعض المتأخرين من الفقهاء على أشياء ذكروها في باب الردة لمخالفتهم للنصوص أولا، ولأئمة مذاهبهم ثانيا، وللمتقدمين ثالثا، ولأن أقوالهم لا تعتبر نصوصا شرعية لا يمكن مخالفتها رابعا.
ومن تلك المسائل قول بعضهم بأن المجسمة مبتدعة لكنهم غير كفار (27)، وهذا خطأ محض لا يوافقون عليه البتة، والصواب القول بتكفير المجسمة كما قال الإمام النووي (28) في شرح المهذب (4/ 253))).
السقاف يرى أن كل من نطق بكلمة الكفر فهو كافر
قال حسن السقاف في ((صحيح شرح العقيدة الطحاوية)) ص (707):
((يخطئ بعض الناس الذين ينسبون أنفسهم للعلم فيقول أحدهم عن قول كفري: نعم أوافقك على أن هذا الأمر كفر، ولكن نقول: هذا كفر ولا نكفر صاحبه!!)).
ما هو التشبيه في مفهوم السلف؟ (29)
اعلم – رعاك الله – أن التشبيه عند السلف هو أن يُقال: يد كيد، وسمع كسمع.
وأما من رمى من يثبت الصفات الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة بالتشبيه، فهو جهمي معطل.
قال الإمام الحافظ الترمذي رحمه الله تعالى في
» سننه «تحت» باب ما جاء في فضل الصدقة «من أبواب الزكاة:
» وقد قال غيرُ واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرّب تبارك وتعالى كلَّ ليلةِ إلى السماء الدنيا، قالوا: قد تثبتُ الروايات في هذا ويُؤمًنُ بها ولا يُتَوَهمُ ولا يُقال كيف.
هكذا روي عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينه وعبدالله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمرّوها بلا (كيف)، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنّة والجماعة.
وأمّا الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/470)
وقد ذكر الله تعالى في غير موضع من كتابه اليدَ والسمعً والبصرَ فتأوّلت الجهمية هذه الآيات وفسّروها على غير ما فسّر أهل العلم وقالوا إنّ الله لم يخلق آدم بيده، وقالوا إنّما معنى اليد القوّة. وقال إسحق بن إبراهيم: إنّما يكون التشبيه إذا قال يدٌ كيدٍ أو مثل يدٍ أو سمع كسمع أو مثل سمع، فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا تشبيه.وأمّا إذا قال كما قال الله يدٌ وسمعٌ وبصرٌ ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيهاً وهو كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه ? ليس كمثله شيء وهو لسميع البصير ? (30).
% وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت أبي يقول:» علامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة «(31).
% وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في» الفتوى الحموية «(ص 64):
» فإنّ الجهمية والمعتزلة إلى اليوم يسمون من أثبت شيئاً من الصفات مشبهاً، كذباً منهم وافتراء، حتى إن منهم من غلا ورمى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم بذلك، حتى قال ثمامة بن الأشرس من رؤساء الجهمية: ثلاثة من الأنبياء مشبهة: موسى حيث قال ?إن هي إلا فتنتك ? [الأعراف:155]، وعيسى حيث قال ?تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ? [المائدة:116] ومحمد حيث قال [ينزل ربّنا] وحتى إن جلّ المعتزلة تُدخل عامة الأئمة – مثل مالك وأصحابه والثوري وأصحابه والأوزاعي وأصحابه والشافعي وأصحابه وأحمد وأصحابه وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد وغيرهم – في قسم المشبهة «.
السقاف يثني على الجهم الذي اتفق السلف على ذمه (32)!
قال السقاف في ((مجموع رسائله)) (1/ 21): والحق عندنا: أن ما ينسب للجهم بن صفوان وأقوال (33) وعقائد فاسدة مكذوب عليه لا يثبت عنه، والظاهر أنه رجل فاضل من العلماء المنزهين)).
السقاف يحاول إخفاء تجسيم الروافض
قال السقاف:: ((ونقل الإمام البغدادي في ((الفرق)) ص (332): أن أهل السنة (اتفقوا على نفي النهاية والحد عن صانع العالم خلافا للهشامية والكرامية المجسمة اهـ)) (34).
بعد أن قرأت نقل السقاف عن البغدادي إليك كلام البغدادي من كتابه ((الفرق)):
((وقالوا بنفي النهاية والحد عن صانع العالم، على خلاف قول هشام بن الحكم الرافضي في دعواه أن معبوده سبعة أشبار بشبر نفسه، وخلاف من زعم من الكرامية أنه ذو نهاية من الجهة التي يلاقي منها العرش، ولا نهاية له من خمس جهات سواها)) (35).
فلماذا يحاول السقاف أن يخفي هذه الحقيقة، وهي أن قدماء الروافض الذين يزعمون أنهم على مذهب آل البيت في العقيدة والفروع زورا وبهتانا كانوا مجسمة ممثلة؟!! أما المتأخرون منهم فهم جهمية معطلة.
أهل السنة جميعا عند السقاف مجسمة والمجسمة عنده كفار
قال السقاف في تعليقه على ((الإبانة)) ص (198) ((فإن من قال له يدين ثنتين (42) وعينين ووجه لم يكن إلا مجسما وإن تظاهر بنفي الجارحة!)).
وقال ص (170) تعليقا على قول الأشعري:
((لأنه مستو على العرش الذي فوق السموات)): وهذا تصريح بالتجسيم الباطل عقلا ونقلا!)).
وقال ص (171) معلقا على قول الإمام الأشعري: ((فلو لا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش)): هل بقي تصريح بالتجسيم بعد هذا الهذيان؟!)).
وقال ص (120) معلقا على قول الإمام الأشعري: ((وإنما أراد من نفى رؤية الله عز وجل بالأبصار التعطيل)): ((مسكين! وإنما أراد من يثبت رؤية الله عز وجل بالأبصار التجسيم والتشبيه!))
وبناء على معتقد السقاف الباطل يكون جميع أهل السنة من المجسمة، والمجسمة عنده كفار فنسأل الله العافية!!
وقد صرح السقاف بتكفير شيخ الإسلام ابن تيمية (36)
قال السقاف: ((ومن هذا الكلام تعرف أنه لا يجوز أن نتهاون مع المجسمة فالمجسمة كفار بلا مثنوية، والمجسم يعبد صنما، وقد جزم بذلك الإمام النووي رحمه الله تعالى فإنه قال في باب صفات الأئمة من المجموع (4/ 253): فممن يكفر من يجسم تجسيما صريحا)) اهـ فيدخل في ذلك الحراني بتشديد الراء وتقديم المهملة!!)) (37). انتهى كلام السقاف. وقال السقاف: ((مع أن أهل الحديث متفقون على كفر من يقول بقدم النوع (43) وعلى كفر ابن تيمية القائل بذلك قولا واحدا لا خلف فيه!!)) (44).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/471)
لاحظ أيها المسلم ما يلي؛ لتعلم خطر وضرر أفكار السقاف على الأمة الإسلامية:
* حسن السقاف يكفر شيخ الإسلام ابن تيمية صراحة، وهو بذلك يكون مكفرا كل من سار على نهجه، ولقد كان شيخ الإسلام متمسكا بالكتاب والسنة، بفهم السلف الصالح، مع العلم والزهد والعبادة والجهاد والتقوى والصلاح؛ فيكون السقاف مكفرا أهل العلم والصلاح والتقوى ومن يتبع الكتاب والسنة.
هذا موقفه من أهل التقوى والجهاد والعلم والصلاح.
* والسقاف يصرح بأن المجسمة كفار ثم يفسر التجسيم تفسيرا باطلا مخالفا تفسير السلف والأئمة فيدخل من يثبت أن المؤمنين يرون الله في الدار الآخرة ـ مثلا ـ في طائفة المجسمة فهو بذلك يكون مكفرا جميع أهل السنة وهذا يؤدي إلى استباحة دمائهم وأموالهم ونسائهم.
* وحتى لا يتوهم أحد أنه يقصد تكفير الأقوال دون القائلين يوضح السقاف أن كل من نطق بالكفر فهو كافر دون نظر أتوفرت فيه شروط التكفير وانتفت عنه الموانع أم لا؟.
* ثم هو لم يرتض قول أهل السنة في أصحاب الكبائر في أنهم تحت مشيئة الله، إن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم، وأن من دخل النار منهم لا بد أن يخرج منها. بل يصرح بأن أهل الكبائر من المسلمين مخلدون في النار فهو بذلك يخرجهم من دائرة الإسلام.
* وهو ينفي صحة مذهب أهل السنة في عدم الخروج على الحاكم المسلم، ولو كان جائرا لما يترتب على ذلك من المفاسد العظيمة من استباحة الدماء، وفقدان الأمن ونهب الأموال، وانتهاك الأعراض، ويدعو بكل صراحة إلى الخروج بل يثني على الخوارج ثناء صريحا، ويوضح صحة طريقتهم. وطريقتهم هي سفك دماء المسلمين، وتكفيرهم. فما الذي يريده السقاف من هذه السموم التي ينفثها في الأمة؟!.
السقاف يعتقد أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه!! وهذا هو التعطيل الذي حذر منه السلف
قال السقاف في تعليقه على ((الإبانة)) ص (203):
((حقيقة العلم الذي يفهمه الإنسان يتنزه الله تعالى عنه كما أن حقيقة الوجود الذي يفهمه الإنسان يتنزه الله تعالى عنه! ………)).
وقال السقاف في تعليقه على ((العلو)) ص (540):
((لفظة قائما بذاته لا دليل عليها!!)).
ويزعم السقاف أن الله لا داخل العالم ولا خارجه (40)
السقاف يقدح في السلف وعلماء الحديث
قال السقاف في تعليقه على كتاب ((الإبانة)) (ص 77):
((ومن هنا تعرف مبلغ هؤلاء الرواة وأصحاب المسانيد من الدين والعقل وأنهم من دهور طويلة فقدوا عقولهم وأدمغتهم ومبلغ علمهم صح الإسناد أم لم يصح وفيه علة أم هو خلو من التعليل)).
وقال في الكتاب نفسه ص (98):
((أهل الزيغ في الحقيقة هم أولئك المحدثون الذين يصنفون كتبا يسمونها بكتب السنة)) وقال في الكتاب نفسه ص (22):
((والذين جاءوا بالقول بالظاهر هم جماعة من أهل الحديث كابن المبارك والسفيانين ووكيع والأوزاعي وأمثالهم، فإنهم حاولوا أن يحافظوا على الإرث الأموي ـ بقصد أو بغير قصد ـ الذي تبنى التشبيه والتجسيم)).
قال السقاف في تعليقه على ((الإبانة)) ص (152):
((ومختصر الأمر: أن ابن المبارك وأمثاله ممن يسمونهم بالسلف كانوا على نظام المحدثين الموالين للفكر الأموي المتمثل فيما بعد بالفكر الحنبلي المبني على التجسيم والنصب)).
وقال في الصفحة التي تليها:
((وأقوال من يسمونهم بأئمة السلف ليس لها وزن عندنا إلا إن وافقت الحق وإلا فيضرب بها عرض الحائط، والسلام)).
وقال السقاف في كتابه ((مسألة الرؤية)) الطبعة الأولى ص (54):
وينبغي أن نتكلم هنا على إسناده لأن المتمسلفين البلهاء لا يعقلون بطلان الحديث إلا إذا قلنا لهم قال أبو زرعة وقال أبو مرعة!!)).
السقاف يطعن في إمام أهل السنة والجماعة
أحمد بن حنبل (45)
قال السقاف في تعليقه على ((الإبانة)) ص (74):
((ثم إن أحمد بن حنبل ليس له مذهب مدون في العقائد كما يقولون! وإن كان الصواب عند بعض العلماء وضعه في قائمة المجسمة والمشبهة)).
السقاف يطعن في الإمام الذهبي
قال السقاف في تعليقه على ((العتب الجميل)) ص (135):
((الذهبي ناصبي مشهور وقد رجع عن بعض نصبه)).
وقال السقاف في تعليقه على ((العلو)) ص (538):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/472)
((كلا لم يحتج البيهقي لذلك بهذا الذي ذكره الذهبي فلا أدري ما تسمى هذه الأفعال وهذا التدليس؟ وبذلك لا نستطيع أن نثق بالذهبي في نقل عن إمام أو عالم في هذه البابة!!)).
وقال السقاف في ((إعلام الثقلين)) (46) ص (82):
((بل الذهبي نفسه يروج الأفكار الباطلة في كتبه ومؤلفاته ثم يتظاهر بالإنكار على هؤلاء الذي يزعم بأنهم مغالون وهو مثلهم لا يختلف عنهم في مآل الأمر وخلاصته !!)).
السقاف يتهم الإمام ابن كثير بالنصب
قال السقاف في ((زهر الريحان)) ص (139): ((قال ابن كثير الناصبي)).
السقاف يطعن في الإمام أبي الحسن الأشعري (42)
تحدث حسن السقاف عن الإمام أبي الحسن الأشعري في تعليقه على كتابه ((الإبانة)) كلاما كثيرا منه ما يلي:
قال ص (200):
((هذه المواضع تفيد أنه يأخذ القرآن في أمور الصفات على الظاهر وهذا نفس قول المشبهة والمجسمة وهو منهم عندنا جزما!)).
وقال ص (12): ((فهل كان هو بذلك المستوى العقلي حتى يكون ممن لا يستطيع أن يكتشف ضلال أو خطأ مذهب المعتزلة أربعين سنة؟ ! المفترض من الإمام الذكي أن يكتشف الضلال والخطأ من أول الجلسات أو خلال أشهر أو على الأكثر سنة! لا أن تجري عليه أربعون سنة ثم يصور مذهب المعتزلة في الإبانة والمقالات بغير صورته الحقيقية ويتقول عليهم بأنواع الفرى وهم برءاء منها!)) وقال ص (39): ((وقد كان الأشعري يتزلف للحنابلة بشكل غريب وعجيب وكتب الحنابلة وعلى رأسها كتاب السنة لابن أحمد وما ينقلونه عن أحمد ابن حنبل نفسه طافحة بالتجسيم والتشبيه)) وقال ص (74): ((والآن أرى أن الكتاب من تصنيف الأشعري وأنه كان حنبليا يعتقد عقيدتهم)). وقال ص (162):
((اعتراض سمج لا معنى له، وهذا يثبت أن المصنف حنبلي لا عقل له أو متزلف منافق ليرضى عنه البربهاري ولم يحصل على الرضا فما قبل!)).
وقال ص (192): ((من الذي قال معنى قوله تعالى (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) معناه بنعمتي؟! إذا كان يعني المعتزلة الذين يقال أنه درس عندهم أربعين سنة فهم لم يقولوا بذلك! وهذا يثبت أن القصص التي تحكى في ذلك وأنه يعرف تفاصيل مذهب المعتزلة قصص خرافية! أو كان المذكور غبيا بحيث يجلس في مذهب أربعين سنة فلا يعرف أقواله ولا آراء ذلك المذهب! ونحن نرى اليوم كثيرا في شيوخ ينتسبون إليه اسما وعمرهم يقارب الستين والسبعين وأكثر وهم من أجهل الناس بمذهب الأشعري والأشاعرة!)).
السقاف يصرح بأن الإمام النووي من النواصب
قال السقاف في ((زهر الريحان)) ص (137): ((والقسم الثالث: نواصب وهم على نوعين! نواصب بالتوارث دون قصد أمثال النووي، ونواصب عن قصد وهم مثل الجوزجاني وابن العربي المالكي صاحب القواصم واحترت في الهيتمي هل هو قائل بالنصب وراثة متأثرا بالأجواء التي عاش بها أم أنه متعمد قاصد لكن تصنيفه لذلك الكتاب الفارط يرجح القصد والتعمد!)).
السقاف يطعن في الإمام البخاري وصحيحه
قال السقاف في تعليقه على ((الإبانة)) ص (100):
((والحقيقة أن البخاري كان الأليق به أن ينزه صحيحه عن مثل هذا الحديث الساقط بنفسه ! ولكنه هو وغيره توسعوا في الصفات والتوحيد في قبول الأحاديث المردودة المضحكة ليردوا على المعتزلة ومن ينعتونهم بالجهمية والمعطلة! فعطلوا عقولهم وأخذوا بهذه الروايات المستبشعة المستهجنة!!)).
وقال السقاف في تعليقه على ((العتب الجميل)) ص (78):
((وعلى هذا نقول وأحاديث الصفات التي رواها البخاري في صحيحه شبهت عليه وهي مردودة وإن كان رواتها ثقات!)).
السقاف يتهم الإمام الباقلاني بالتجسيم والنصب (47)
قال السقاف في تعليقه على ((العلو)) ص (519):
((وهي للباقلاني المجسم)) وقال ص (540):
((وكان الباقلاني ناصبيا ومنه دخل النصب لهذا المذهب!! ومنه اقتبس أبو بكر بن العربي المالكي ما كتبه في أواخر (العواصم) مما يتعلق بالخلفاء!! اقتبسه من آخر كتاب (تمهيد الأوائل) للباقلاني!!)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/473)
وقال الذهبي في ((العلو)) ص (541) عن الإمام الباقلاني: ((وقال مثل هذا القول في كتاب ((التمهيد)) له، وقال في كتاب الذب عن أبي الحسن الأشعري: ((كذلك قولنا في جميع المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صفات الله إذا صح من إثبات اليدين والوجه والعينين، ويقول:إنه يأتي يوم القيامة في ظلل من الغمام، وأنه ينزل إلى سماء الدنيا كما في الحديث وأنه مستو على عرشه، إلى أن قال: وقد بينا دين الأئمة وأهل السنة أن هذه الصفات تمر كما جاءت بغير تكييف ولا تحديد، ولا تجنيس ولا تصوير كما روي عن الزهري وعن مالك في الاستواء، فمن تجاوز هذا فقد تعدى وابتدع وضل)).
علق عليه السقاف بقوله: ((بل المبتدع الضال المتعدي من أثبت لله عينين!! تعالى الله عن خرطكم وهذركم أيها الأئمة النجباء والجهابذة النبغاء علوا كبيرا!!)) (48).
السقاف يتهم الإمام البيهقي بالتجسيم
قال السقاف في تعليقه على ((الإبانة))
ص (167): ((وبالمناسبة: فإن البيهقي في كتاب (الاعتقاد) جاء بنصوص الإبانة وطورها وطولها وعرضها ولم يفعل إلا التقليد والمتابعة لترهات الإبانة المخزية فما نرد به على هذه النصوص ههنا نرد به على تلك!!)).
وقال ص (30): ((فهنا يلتقي الحنابلة المجسمة وابن تيمية مع الأشعري والبيهقي والخطابي وشيوخه الأشاعرة في حمل الأمور على ظاهرها وهذا ما يأباه أهل التنزيه والحق!!)). وقال ص (31): ((فظهر أن طريقة من يسميهم بعض الناس بالمجسمة أمثال ابن تيمية هي نفس طريقة بعض السلف والأشعري والخطابي والبيهقي لا فرق، مهما حاول المتعصبون أن يتمحلوا لإظهار فروق بين الفريقين لأنها فروق خيالية يتوهمونها وهي لا ثم!!)).
أخطاء السقاف النحوية والإملائية
هذه أخي القارئ بعض أخطاء السقاف في النحو والإملاء، وهي غيض من فيض لتعلم حقيقة حسن السقاف ومبلغ علمه:
من أخطائه في تعليقه على كتاب ((الإبانة)) (49)
ما يلي:
ص (14): (عن الشيخ أبو حامد) ص (27): (أن كثير مما فيه مما لا يصح إسناده). ص (62): (وأما المجرمين من أصحاب الكبائر) ص (70):
(فالمخالفين ذكروا) ص (72): (كل المسلمون).ص (73): (التي سمونها مذهب) ص (82): (ومما شاءه أن يكون العباد مخيرون). ص
(83): (وهو أننا مسيرين) ص (99): (أن السلف والنقلة متخبطين).
ص (101): (فمن كان مكرها من الصحابة في تلك الحال أفيبنى على أفعاله أحكاما شرعية). ص (102): (يشتمون سيدنا علي عليه السلام) ص (103): (لأن في ذلك تيئيس). ص (112): (فنهى الله تعالى سيدنا نوح). ص (194) (بأنه هو وسيدنا آدم عليه السلام مخلوقين بيدي الله). ص (195): (بأن اليدين هنا النعمتين) ص (196):
(وليست يد واحدة). ص (196): (مخالفيه لا يقولون بذلك) ص
(198): (فإن من قال له يدين ثنتين وعينين ووجه لم يكن إلا مجسما) ص
(198): (لأن حياة الله ليست روح ودم ولحم).
ص (200): (أما اليدين فإنهما). ص (221): (وأصحاب الشهوات مستمرين) ص (236): (فالله تعالى دعا أبو بكر رضي الله عنه وأبو لهب لعنه الله إلى الهدى بواسطة سيد الخلق ×). ص (240): (وفي السند رجلين مجهولين) ص (252): (ولا يكونوا بذلك) ص (271): (ويبني على ذلك ترهات باطلة وأفكار غير صحيحة) ص (275): (لأن المفسرين مختلفين) ص (297): (هل كانت خلافة أبي بكر مجمع عليها أم لا).
من أخطائه في مجموع رسائله (46):
ص (50): (أنه ليس محقق) ص (50): (الذي فيه أنواعا وأشكالا).ص (51): (وأنه مطبوع بإسمه) ص (123): (الإجتهاد).
ص (190): (إتباع). ص (191): (الإثنين) ص (193): (وقد يذكروا أحيانا). ص (196): (لم يكن منهي) ص (196): (وليس ذلك مأخوذ). ص (196): (الإثنين) ص (197): (لئلا ينطلي على ضعفة الطلبة ما أراده المتقنعين بقناع السلفية) ص (198): (فهو منطوق وليس مفهوم).
ص (198): (وليس منطوق) ص (221): (وليس آحاد)
ص (222): (والإفتراء) ص (230): (على شكل إنسان له ساقين) 275ص (275): (الإثني عشر) ص (338): (الفكر الوهابي الذي يخدماه) ص (370):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/474)
(إجتماع) ص (400): (إذا لم يكن هذا تشبيه وتجسيم).ص (536): (إذا كان البخاري مشهور) ص (538): (وأن أبي حاتم) ص (566): (الإختلاف) ص (578): (الإتفاق) ص (583): (إزدهار)
ص (584): (الإثنين) ص (739): (لا يلزمنا ونحن مخيرين في قبوله).
ومن أخطائه في تعليقه على ((القول الأسد)) (50)
ص (41): (لأنه شديدا) ص (91): (فإن كان له تعالى قدمين)
ص (94): (قول أبو منصور) ص (95): (والأزهري هو بلدي أبو إسماعيل).
ومن أخطائه في ((زهر الريحان)) (51)
ص (14): (ثم سب سيدنا علي عليه السلام)
ص (21): (كان يحب سيدنا علي رضي الله عنه)
ص (63): (يثبت فيه أن معاوية كاتبا للوحي)
ص (71): (صار سند أبو يعلى) ص (84): (لأن سيدنا علي).
ص (107): (كان يشتم سيدنا علي) ص (122): (ذكر ابن كثير عن أبو أحمد) ص (136): (فكيف يولي معاوية على الأمة ظالم غاشم فاسق سكير).
ومن أخطائه في ((فتح المعين)) (52)
ص (77): (أكثر من عشر أولاد) ص (78): (يا دكتور أبي زيد)
ص (81): (لا شك أن الإمام أبي حنيفة من التابعين).
ومن أخطائه في ((صحيح صفة صيام النبي ×)) (53)
ص (58): (صام ثلاث أيام) ص (90): (أن يبقى المسلمين في حال).
ومن أخطائه في ((مسألة الرؤية)) (54):
ص (25) (وهو من طريق أبو قدامة) ص (39) (على أبو عاصم) ص (75) (وهي قول أبو منصور) ص (133)
(أن يكون للأشعري قولين فيها).
ومن أخطائه في تعليقه على ((دفع شبه التشبيه)) (55):
ص (73): (وأين إسناد أبو محمد). ص (105): (أن سيدنا علي كان).
أخي المسلم لعلك بعد هذه الرحلة في كتب السقاف علمت حقيقة هذا الكاتب، وضرره على الإسلام، وأهله.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا ثواب الذب عن عقيدة الإسلام وأئمته بمنه وكرمه! وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، استغفرك وأتوب إليك.
كتبه الفقير إلى عفو الله وكرمه غالب الساقي
==========================================
الهوامش
--------
(1) عرض هذا الكلام من شريط بصوت السقاف في مناظرة قناة المستقلة الحلقة الثامنة (الجزء الثاني).
(2) ((الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري)) تقديم وتعليق حسن بن علي السقاف. دار الإمام النووي الطبعة الأولى 1426هـ ـ 2005 م. ص (296)
(3) ((العلو للعلي الغفار)) للإمام الذهبي، تعليق حسن بن علي السقاف. دار الإمام النووي الطبعة الثانية 1424 هـ ـ 2003 م. (ص 241).
(4) كذب عليه رضي الله عنه. وانظر كتاب ((حقبة من التاريخ)) لفضيلة الشيخ عثمان الخميس، ص (84).
(5) انظر كتاب ((من سب الصحابة ومعاوية فأمه هاوية)) لأبي سهل محمد بن عبد الرحمن المغراوي.
(6) ((العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل)) تحقيق وتعليق حسن السقاف.دار الإمام النووي. الطبعة الأولى
(7) ((الفوائد المقصودة في بيان الأحاديث الشاذة المردودة)) للغماري قدم لها وعلق عليها وخرج أحاديثها حسن السقاف. الطبعة الأولى. ص (67).
(8) قال تعالى: + يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً" (الأحزاب).
(9) ((مجموع رسائل السقاف)) (2/ 419).
(10) ((دفع شبه التشبيه)) للإمام ابن الجوزي، علق عليه السقاف ص (240).
(11) ((زهر الريحان في الرد على تحقيق البيان)) لحسن السقاف ص (141).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/475)
(12) ((مجموع رسائل السقاف)) (البراعة في كشف معنى عليكم بالجماعة)) (2/ 747). وأعداء آل البيت ـ في الحقيقة ـ هم الذين أخرجوا زوجات النبي × وبني العباس من آل البيت، وكفروهم وسبوهم، وأكثروا الكذب على بعض آل البيت، كجعفر الصادق رحمه الله.
(13) ((مجموع رسائل السقاف)) ((عقيدة أهل السنة والجماعة)) (1/ 312).
(14) ((المصدر نفسه)) (1/ 318).
(15) كذا!!.
(16) ((مجموع رسائل السقاف)) (2/ 435).
(17) ((العتب الجميل)) تحقيق وتعليق حسن السقاف ص (28) وليس في ((صحيح مسلم)) ما يدل على ما قال.
(18) ((صحيح صفة صيام النبي ×)) لحسن السقاف ص (61).
(19) قال تعالى: + وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ " (الاحقاف5 - 6) وقال: + إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ" (فاطر:14) وانظر ((حكم دعاء غير الله في الإسلام)).
(20) ((مجموع رسائل السقاف)) (1/ 165).
(21) ولد شيخ الإسلام سنة (661) وتوفي سنة (628) فقد عاش (67) سنة ـ تغمده الله برحمته ـ.
(22) ((فتح المعين بنقد كتاب الأربعين ويليه بيني وبين الشيخ بكر للغماري)) تقديم وتعليق حسن السقاف، الطبعة الثانية ص (77).
(23) ((الشماطيط في بيان ما يهذي به الألباني في مقدماته من تخبطات وتخليط)) ضمن ((مجموع رسائل السقاف)) (1/ 279).
(24) ((تهنئة الصديق المحبوب)) ضمن ((مجموع رسائل السقاف)) (2/ 785).
(25) وانظر أيضا في جهاد شيخ الإسلام: ((العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية)) للإمام الحافظ ابن عبد الهادي.
(26) ((الأدلة الجلية لسنة الجمعة القبلية)) ضمن ((مجموع رسائل السقاف)) (2/ 657).
.
((مناظرة بين السيد العلامة محمد الزمزمي والألباني المتناقض!! لمحمد الزمزي بن الصديق، علق عليها وقدم لها حسن السقاف)) الطبعة الأولى 1414 هـ ـ 1993، دار الإمام النووي. ص (12).
((مجموع رسائل السقاف)) 2/ 596.
(27) انظر ((القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد)) لعبد الرزاق بن عبد المحسن البدر.
(28) قال السقاف في هامش كتابه: ((ومنهم العز بن عبد السلام ومن قلده في ذلك!! لأن قولهم في ذلك مخالف للدليل!!)).
(29) وأهل السنة يثبتون صفات الله؛ كما يليق بجلال الله، وكماله بدون تمثيل ولا تشبيه ولا تكييف ولا تعطيل؛ فهم بريئون من التجسيم الصريح وغير الصريح. وانظر ص (16) لتعلم أن السقاف أصبح يعد النووي نفسه من المجسمة.
(30) ((الخلاصة المفيدة في إثبات معاني صفات الله الحميدة وإبطال طريقة التفويض))، ص: 63.
(31)» سنن الترمذي «(أبواب الزكاة /باب ما جاء في فضل الصدقة)
(32)» شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة «(2/ 588)
(33) قال الحافظ ابن حجر ـ في ((فتح الباري)) (أول شرحه كتاب التوحيد) ـ: ((وأما الجهمية فلم يختلف أحد ممن صنف في المقالات أنهم ينفون الصفات حتى نسبوا إلى التعطيل، وثبت عن أبي حنيفة أنه قال بالغ جهم في نفي التشبيه حتى قال إن الله ليس بشيء …. وإنما الذي أطبق السلف على ذمهم بسببه إنكار الصفات … .. وعن ابن المبارك إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ونستعظم أن نحكي قول جهم ….)).
(34) كذا في الأصل.
(35) ((عقيدة أهل السنة والجماعة)) ضمن ((مجموع رسائل السقاف)) (1/ 308).
(36) ((الفرق بين الفرق)) للبغدادي، دار المعرفة ص (291).
(37) كذا في الأصل.
(38) انظر كتاب ((الرد الوافر على من زعم بأن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر)) للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي.
(39) ((دفع شبه التشبيه)) ص (245).
(40) انظر كتاب ((دفع الشبه الغوية عن شيخ الإسلام ابن تيمية)).
(41) ((تهنئة الصديق المحبوب)) ضمن ((رسائل السقاف)) (2/ 806).
(42) ((صحيح شرح العقيدة الطحاوية)) ص (316).
(43) وباقي الأئمة الأربعة على عقيدته.
(44) ((القول الأسد)) للغماري، ويليه ((إعلام الثقلين)) للسقاف، الطبعة الأولى.
(45) انظر ((معتقد أبي الحسن الأشعري ومنهجه)) لفضيلة الأستاذ عمر سليمان الأشقر. طبع دار النفائس.
(46) انظر ترجمته في ((سير أعلام النبلاء)).
(47) ((العلو للعلي الغفار)) للإمام الذهبي تعليق حسن السقاف.
(48) ((الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري)) تعليق حسن السقاف، دار الإمام النووي، الطبعة الأولى.
(49) ((مجموع رسائل السقاف)) دار الرازي.
(50) ((القول الأسد)) للغماري، تعليق حسن السقاف، ويليه إعلام الثقلين للسقاف. دار الإمام النووي، الطبعة الأولى.
(51) ((زهر الريحان في الرد على تحقيق البيان التعقب على ما كتبه قاسم بن نعيم الطائي حول ابن أبي سفيان)) لحسن السقاف، دار الإمام الرواس.
(52) ((فتح المعين بنقد كتاب الأربعين ويليه بيني وبين الشيخ بكر)) للغماري، تعليق السقاف، دار الإمام النووي، الطبعة الثانية.
(53) ((صحيح صفة صيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم)) لحسن السقاف، دار الإمام النووي، دار الرازي، الطبعة الأولى.
(54) ((مسألة الرؤية)) لحسن السقاف، دار الإمام النووي، الطبعة الأولى.
(55) ((دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه)) للإمام ابن الجوري، تحقيق حسن السقاف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/476)
ـ[سيف الخولاني]ــــــــ[06 - 04 - 06, 04:13 م]ـ
السلام عليكم:
لا ادري كيف يصر العلماء المعاصرين على اثبات ان الخلافة لم يكن فيها نص من السنة! وقد جاءت احاديث كثيرة تثبت ذلك، صراحة واستنباطا، وهاك بعضها:
عن سفينه رضي الله عنه - مولى النبي صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم يُأتي الله ملكه من يشاء". بن حبان وغيره، وصححه الألباني. في السلسلة، والموارد، وغيرها.
وقال صلى الله عليه وسلم لامرأة عندما قال لها أن ترجع اليه، فقالت: فأن لم أجدك - تعني الموت - فقال: " ائت ابا بكر". ماذا يعني هذا؟؟
وقال عمر رضي الله عنه انه كان يسمر مع النبي صلى الله عليه وسلم في أمور المسلمين ومعهم، من؟ ابا بكر رضي الله عنه. اليس هذا اعدادا للخليفة؟ اللهم نعم.
والحديث الذي عند البخاري وغيره: " مروا أبا بكر فليصل بالناس" على ماذا يدل؟؟
وحديث عائشة عند مسلم وغيره: " أدع لي اباك واخاك حتى اكتب كتابا، ثم قال: أبى الله والمؤمنون إلا ابا بكر" وفي رواية " أبى الله والمؤمنون ان يختلف عليك ياابا بكر".
وحديث رؤيا النبي صلى الله عليه سلم عندما رأى أبي بكر هو ينزع من البئر بضعف، ثم رأي عمر رضي الله عنه ينزع اشد منه؟ على ماذا يدل؟
وحديث بن عمر عن ابن ابي عاصم: كنا نقول على عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نسكت. هذا ماحضرني الأن، مع العلم انه قد جاءت احاديث مماثلة في حق عمر رضي الله عنه في الخلافة، وفي حق عثمان، وفي حق علي رضي الله عنه. ومن اصرح ماوجدت في حق عثمان رضي الله عنه حديث عائشة الذي في صحيح الجامع: ياعثمان، أن الله مقمصك قميص الخلافة، فإن ارادك المنافقون على خلعة، فلا تفعل " وعندما سالت عائشة رضي الله لماذا لم تحدث بهذا الحديث، قالت: " أُنسيته".
وحديث: " هذا غلق الفتنة" وأشار الى عمر رضي الله عنه، وهو عند البزار بسند صحيح.
وحديث مرض النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " وددت لو أن عندي بعض أصحابي" فقالوا له: أندعوا لك أبا بكر، فسكت، فقالوا: ندعوا لك عمر! فسكت. فقالوا: ندعوا لك عثمان! فقال: نعم. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عثمان ووجه عثمان يتغير. لهذا قال عثمان رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم عهد لي عهدا، وانا صابر عليه.
وحديث النبي صلى الله علهي وسلم قال: أنها ستكون بعدي فتنه تخرج من تحت رجل هذا، واشار الى عثمان، فقالوا: ماذا تأمرنا، قال: عليكم بالصديق وأصحابة، يعني عثمان رضي الله عنه.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن منكم من يقاتل على تأويل القرأن". فقال أبو بكر: انا يارسول الله! فقال: لا، فقال: عمر: أنا يارسول الله! قال: لا، ولكن خاصف النعل، وكان علي يخصف نعله.
وحديث: تمرق من امتي طائفة يقاتلهم أولى الطائفتين بالحق من المسلمين، وهو عند مسلم بمعناه. وكان علي رضي الله عنه. وحديث: "عمار تقتله الفئة الباغيه".
هذا ماحضرني الأن مع هذه العجالة، وكل الأحاديث التي ذكرت صحيحة، وربما قد أخطأت في سياق بعضها، لأني أكتبها من حفظي الأن، لكنها كلها صحيحة، في الجامع، والسلسلة الصحيحة لمن أراد التثبت، وفوق كل علم عليم.
ـ[ابن الحسيني]ــــــــ[14 - 04 - 06, 11:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونود المزيد لكشف هذا الخساف الضال
ـ[العمراني]ــــــــ[05 - 02 - 08, 03:48 ص]ـ
[ quote= عبدالله الخليفي المنتفجي;439269]
.
((مناظرة بين السيد العلامة محمد الزمزمي والألباني المتناقض!! لمحمد الزمزي بن الصديق، علق عليها وقدم لها حسن السقاف)) الطبعة الأولى 1414 هـ ـ 1993، دار الإمام النووي. ص (12).
*************************************************
هذا المدعو السقاف استغل رسالة المناظرة التي كانت بين العلامة الألباني وبين الشريف الزمزمي (رحمهما الله) وأعاد طبعها بغير إذن أصحابها، فالشيخ الزمزمي بعيد كل البعد عن السقاف وأشكاله فالمناظرة كانت بين عالمين، أما السقاف فقد رأيته في بعض الفضائيات فليس على وجهه أدنى مسحة من صفات أهل العلم، وإعادته لطبع المناظرة ليس لهدف علمي ولإنما للتحريش بين المسلمين، والدليل على هذا أنه جاء إلى اسم الألباني وكتبه صغيرا استخفافا وتحقيرا، ومن نفاقه ما حدثني به بعض الثقات أنه التقى بالشيخ الألباني فيي بعض المجالس والشيخ لا يعرفه فسلم السقاف على الشيخ الألباني وقال له: محبكم في الله حسن بن علي السقاف، فرد عليه الشيخ بلهجة أهل الشام: " وكمان محبنا في الله!!! " قال له ذلك استنكارا.
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[12 - 12 - 09, 05:25 م]ـ
هل هذا نفس الرجل:
كتب الحافظ السقاف في موقعه: التنزيه:
حديثٌ صحيحٌ صريحٌ في أن معاوية يموت على غير ملة الإسلام!
ثبت بالسند الصحيح عند البلاذري في التاريخ الكبير قال: حدثني إسحاق، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: كنت جالساً عند النبي (ص) فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت يوم يموت على غير ملتي! قال: وتركت أبي يلبس ثيابه فخشيت أن يطلع فطلع معاوية. وهذا إسناد صحيح في غاية من الصحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/477)
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[14 - 12 - 09, 11:13 ص]ـ
هل هذا نفس الرجل:
كتب الحافظ السقاف في موقعه: التنزيه:
حديثٌ صحيحٌ صريحٌ في أن معاوية يموت على غير ملة الإسلام!
ثبت بالسند الصحيح عند البلاذري في التاريخ الكبير قال: حدثني إسحاق، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: كنت جالساً عند النبي (ص) فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت يوم يموت على غير ملتي! قال: وتركت أبي يلبس ثيابه فخشيت أن يطلع فطلع معاوية. وهذا إسناد صحيح في غاية من الصحة.
سبب إطراح السؤال هو لإثبات تكفير السقاف لمعاوية
أرجوا التوضيح وبارك الله فيكم
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[25 - 02 - 10, 08:32 م]ـ
نعم هو نفسه(33/478)
كيف يمكن الرد على الشيعة من أصولهم و من العقل في قضية العصمة
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[04 - 04 - 06, 08:46 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
ما هي الأدلة العقلية التي فيها رد على الشيعة في قضية العصمة، و كذلك الأدلة من أصولهم للرد عليهم في مسألة العصمة .................. و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 05:30 م]ـ
بالنسبة لعلي رضي الله عنه:
لماذا صلى خلف أبي بكر؟ ولماذا قاتل معه؟ ولماذا زوَّج ابنته من عمر؟ ولماذا سمى أبناءه بأسماء الصحابة؟ ولماذا رفض الخلافة أول الأمر بعد مقتل عثمان رضي الله عنه؟ ولماذا أطاع الخوارج في مسألة التحكيم بعد أن كان رافضاً لها؟
بالنسبة للحسن رضي الله عنه:
لماذا تنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه؟ كيف يعطي الخلافة لكافر بزعمهم؟
وأما الحسين رضي الله عنه:
لماذا عرَّض أهله للقتل وأخرجهم في هذه الظروف الصعبة؟
ـ[محمد الدوري]ــــــــ[16 - 04 - 06, 10:23 م]ـ
وأما الحسين رضي الله عنه:
لماذا عرَّض أهله للقتل وأخرجهم في هذه الظروف الصعبة؟
الإمام الحسين (رضي الله عنه و أرضاه) أعلم منا بما يفعله، فهو سبط المصطفى (صلى الله عليه و سلم) و ابن علي و فاطمة (رضي الله عنهما)، و هو الذي قال عنه جده المصطفى (صلى الله عليه و سلم): حسين مني و أنا من حسين أحب الله من أحب حسينا
أما قتلته الظلمة و الطغاة و ما فعلوه بأهله فحسابهم يوم القيامة على ما ارتكبت أيديهم
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[16 - 04 - 06, 11:52 م]ـ
الله المستعان .... جزاكم الله خيرا ..... هل من مزيد؟؟؟.
ـ[المقدادي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 02:21 ص]ـ
قل لهم:
هل نبينا محمد صلى الله عليه و سلم إمام معصوم عندكم ام لا؟؟؟
و احصرهم في هذه المسألة فإنهم يصيرون الى قولين:
1 - يعترفون بأن نبينا محمد صلى الله عليه و سلم امام معصوم وبذلك يصبح لديهم 13 اماما معصوما! و بذا يبطل اساس معتقدهم الاثني عشري
2 - او ينكرون -و هذا محال و لكن سيدورون و يلفون عليك في النقطة الاولى - و بهذا يكفرون!
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:21 ص]ـ
أخي لا تفوت هذا الكتاب أبدا فهو من الروائع في الرد على الشيعة:"أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية"د. ناصر بن عبد الله القفاري، وهذا رابطه:
http://www.saaid.net/book/1/209.zip
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[17 - 04 - 06, 03:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 06:37 م]ـ
الإمام الحسين (رضي الله عنه و أرضاه) أعلم منا بما يفعله، فهو سبط المصطفى (صلى الله عليه و سلم) و ابن علي و فاطمة (رضي الله عنهما)، و هو الذي قال عنه جده المصطفى (صلى الله عليه و سلم): حسين مني و أنا من حسين أحب الله من أحب حسينا
أما قتلته الظلمة و الطغاة و ما فعلوه بأهله فحسابهم يوم القيامة على ما ارتكبت أيديهم
وماذا يعني هذا الكلام؟
أنا أحب الحسين رضي الله عنه, وليس معنى هذا أن أعتقد عصمته.
هل أنت رافضي أم مسلم؟
ـ[محمد الدوري]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:12 ص]ـ
وماذا يعني هذا الكلام؟
أنا أحب الحسين رضي الله عنه, وليس معنى هذا أن أعتقد عصمته.
هل أنت رافضي أم مسلم؟
لا حول و لا قوة إلا بالله، و هل الدفاع عن سيدنا الحسين (رضي الله عنه و أرضاه) يعتبر رفضا، رحم الله الإمام الشافعي عندما قال:
إن كان رفضا حب آل محمد % % فليشهد الثقلان أني رافضي
ما قصدت أن سيدنا الحسين (رضي الله عنه و أرضاه) أعلم مني و منك بإمور دينه و هو الذي دعا له جده المصطفي (صلى الله عليه و سلم) بأن يذهب الله عنه الرجس و يطهره تطهيرا
ـ[أبو غازي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 07:06 م]ـ
يعني ترى أنه معصوم؟
لأن الرافضة يستدلون بهذه الآية على عصمة آل البيت.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[21 - 04 - 06, 03:30 ص]ـ
الحمد لله
الأخ أبوغازي
هلا سلكت مسلك الأخ الفاضل المقدادي في ذكر أدلة داخل الموضوع، بدلا من تسرعك وإتهامك لإخوانك بالرفض!
لأنه يمكن إتهامك بأنك ناصبي من خلال ماكتبتَه:
أبو غازي
أما الحسين رضي الله عنه:
لماذا عرَّض أهله للقتل وأخرجهم في هذه الظروف الصعبة؟
فهذا الكلام مقصوده أن الحسين كان مخطئاً في خروجه
وهذا لا يقوله إلا النواصب
الذين يقولون أن الحسين قُتِلَ بسيف جده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -!.
ـ[محمد الدوري]ــــــــ[21 - 04 - 06, 02:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي الشريف و جزاك الله خيرا
ـ[أبو غازي]ــــــــ[22 - 04 - 06, 03:10 م]ـ
الحمد لله
الأخ أبوغازي
هلا سلكت مسلك الأخ الفاضل المقدادي في ذكر أدلة داخل الموضوع، بدلا من تسرعك وإتهامك لإخوانك بالرفض!
لأنه يمكن إتهامك بأنك ناصبي من خلال ماكتبتَه:
فهذا الكلام مقصوده أن الحسين كان مخطئاً في خروجه
وهذا لا يقوله إلا النواصب
الذين يقولون أن الحسين قُتِلَ بسيف جده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -!.
أريدك أن تجيب بصراحة ...
وأرجو أن لا تكيل بمكيالين ...
هل تجيز الخروج على الأئمة الظلمة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/479)
ـ[أبو غازي]ــــــــ[22 - 04 - 06, 03:11 م]ـ
وأنت أيها الدوري ... لا تتفلت من الإجابة ... هل ترى الحسين رضي الله عنه معصوماً؟
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[22 - 04 - 06, 04:37 م]ـ
هل تجيز الخروج على الأئمة الظلمة؟
لا أدري، لعلّ له علاقة بالموضوع:
ولكنّ الحسين رضي الله عنه لم يبايع.
ولكن قد نناقش المسألة فقهياً:
هل أصاب حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلّم في اجتهاده؟
أكرّر أخوتي: فلتكن مسألة فقهية.
أي: نستعرض الأدلّّة التي استند إليها حفيد رسول الله.
لنخرج بالفائدة، فهذا المطلوب في دخول هذا الملتقى.
ـ[عبد]ــــــــ[27 - 08 - 06, 09:17 ص]ـ
كنت قد ناظرت أحدهم في مسألة العصمة. فقلت له: قال شيخكم محمد رضا المظفر في كتابه المتداول بينكم (عقائد الإمامية، ص67):
(ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوما من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن، من سن الطفولة إلى الموت، عمدا وسهوا. كما يجب أن يكون معصوما من السهو والخطأ والنسيان، لأن الأئمة حفظة الشرع والقوامون عليه حالهم في ذلك حال النبي، والدليل الذي اقتضانا أن نعقتد بعصمة الأنبياء هو نفسه يقتضينا أن نعتقد بعصمة الأئمة، بلا فرق. ليس على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد). أ. هـ.
... ثم قلت له: هل هذا صحيح؟ هل هذا ما تعتقده أنت الان؟
فقال لي: نعم، والأئمة لا يجوز عليهم حتى الخطأ!
قلت له: إذاً الأئمة عندكم خير من الأنبياء، بل خير من أولي العزم.
قال: لا هذا الكلام ليس هكذا.
قلت بل هو هكذا، والدليل على ذلك أن موسى قتل نفساً خطأ وأما أئمتكم فلا يجوز عليهم حتى الخطأ، فهم خير من موسى عليه السلام. ولكن من جهة اخرى مادام أن الإمام عندكم كالنبي كما هو مذكور في كتابكم: (ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوما)، فمعنى ذلك أن الإمام يجوز عليه الخطأ كما جاز على موسى، وإن لم يجز كان اعتقادكم باطل للتناقض.
... ارتباك وتلعثم من الشيعي، ثم قال: ولكن هذا في تفسيركم للقرآن أما قصة موسى في تفسيرنا فلا نزعم ذلك بل هو معصوم.
قلت: بل هو في تفسيركم، بل هو في التفسير الذي اقترحته علي وقلت لي بأنه أحسن تفاسيركم (وكان قد اقترح علي ذلك من قبل) وهو تفسير "الميزان" للطباطبائي.
فانقطع الشيعي وسكت ... ثم تركته في خوضه يلعب.
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[31 - 08 - 06, 01:10 م]ـ
الأخ أبو غازي
كلامك بدى منه أنك تقول ان الحسين رضي الله عنه كان سببا في تعرض أهله للهلاك
و الكلام هنا يرجع فيه الى العلماء و ليس جلسة طلبة علم على أقصى تقدير للفصل في أمر كان اجتهادا من أحد الصحابة رضي الله عنهم(33/480)
أليس من واجب المفتي حماية جناب التوحيد؟!
ـ[فارس النهار]ــــــــ[05 - 04 - 06, 12:20 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
سمعتُ بنفسي الشيخ "علي جمعة" مفتي مصر يتكلم عن مسألة النذر .. ومما قال: النذر في عقيدة المسلمين لا يكون إلا لله"
إلى هذا الحد الكلام جميل جدا .. وفيه تقرير توحيد الألوهية ..
ولكنه أردف بعد ذلك قائلا: "لذلك فكل من يقول نذرت للحسين معناه: نذرت لله وثوابه للحسين"!
هكذا قال مدافعا عن الآلاف الذين هم مسئولون منه في بلدنا وكلهم يذبح وينذر ويدعو الحسين، بل ويخضع له ويدعوه ويرجوه على وجه لا ينبغي أن يصرف إلا للخالق جل جلاله.
سلمنا - جدلا - أنهم فعلا يقصدون هذا ...
ألم يرهم قط وهم يتمسحون بقبر الحسين - رضي الله عنه - وغيره من الصالحين وغير الصالحين؟!
ألم يبلغه ما يحدث من شد الرحال لهذه القبور حتى يُسأل صاحب القبر؟!
التوحيد يذبح ذبحا عند هذه القبور .. ألم يبلغه شيئا عن هذا حتى يدافع عنهم ويبرر أفعالهم؟!
كان الأولى به أن يصحح لسانهم (على فرض صحة اعتقادهم) وهذا الفرض من أبعد ما يكون لما سبق ..
فالله المستعان.
كلمة مهموم أحببتُ بثها ..
أخوكم
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[05 - 04 - 06, 12:46 ص]ـ
الله المستعان!
سل الله العافية، فقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم فقال (ومن عوفي فليحمد الله)
واعلم أننا في آخر الزمان، ويندر أن تجد عالماً يصدع بالحق
بالأمس تراجع المفتي المذكور ذاته عن فتواه في تحريم التماثيل المجسمة لذوات الأرواح لما أحدثت لغطاً وجدلاً لدى العامة لكراهيتهم تحريمها! فرجع عن قوله إلى إباحتها وقال: هو قول قد قيل به نأخذ به لنوسع على الناس!
وكأن الدين صار بالهوى لا بالاتباع!
سئل سفيان قبل أكثر من ألف سنة فقال سائله: دلني على رجل أجلس إليه، فقال: تلك ضالة لا توجد!
وإن كان لا يزال في الأمة خير، ولكن قد كثر الران
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 04 - 06, 12:48 ص]ـ
سمعته حالا وحدثتنى نفسي أن اكتبها هنا، ثم رأيت أن هذا عديم الجدوى لئلا أنشر كلامه أكثر من اللازم، بعدما اشتهرت بدعته، وصار الحديث عنه وتوضيح أمره كحال الناظر إلى الشمس لا يزيده النظر إلا عمى، ولقد استحسرت وقلت هل هذا هو المفتى، مفتى مصر؟!!
فضيلة المفتى بمنتهى السهولة وبكلام يسير أبطل الشرك فى العبادة، فالنذر مثله مثل الذبح مثل الصدقة مثل الصلاة مثل الحج مثل السجود، وهلم جرا، فهل من يسجد أمام قبر الحسين ويقول يا حسين اغفر لي، ما قول سماحة المفتى فيه؟، القول بالتأكيد أن الموافق لعقيدة المسلمين ان هذا معناه أنه يسجد للحسين ابتغاء مرضات الله، أو يقول يا حسين اغفر لى، يعنى اشفع لى عند الله ونحو ذلك.
وإن كان ذلك كذلك فلاشرك فى الأرض.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[05 - 04 - 06, 01:16 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40642(33/481)
هل قرر ابن تيمية هذه الأقوال؟
ـ[أبو صحمد الشنقيطي]ــــــــ[06 - 04 - 06, 09:25 م]ـ
طالعت كتاب عقيدة القاضي عبد الوهاب بن نصر البغدادي في شرحه رسالة بن أبي زيد القيرواني للدكتور أحمد محمد نور سيف الصادر عن دار البحوث للدراسات الإماراتية فذكر في الصفحة 45 ما يلي:
وتقرير حديث الصورة على هذا الوجه عند أهل هذا المذهب أدى إلى تقريرهم ما يلي:
- قال ابن تيمية:" من المعلوم أن السنة والإجماع لم تنطق بأن الأجسام كلها محدثة وأن الله ليس بجسم ولا قال ذلك إمام من أئمة المسلمين" بيان تلبيس الجهمية (1/ 118) مطبعة الحكومة بمكة المكرمة 1391ه
- وقال أيضا: "ليس في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته ليست أجساما وأعراضا فنفي المعاني الثابتة بالشرع بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال." المصدر السابق (1/ 101)
وفي الصفحة 46
-وقال ابن تيمية أيضا: "إذا نظرنا في ذات الله فإن لها حدا ويجب أن يكون لها حد أي نهاية في كل جهة من الجهات يتوقف عنده امتدادها وهذا الحد هو حدود ذات الله التي ينتهي إليها حده." بيان تلبيس الجهمية (2/ 163)
- " خلق الله الملائكة من نور الذراعين والصدر" السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل (2/ 475) دار عالم الكتب بالرياض الطبعة الرابعة 1416ه
وفي الصفحة 47
- قال أبو يعلى: "إن الله لما فرغ من خلقه استوى على عرشه و استلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى وقال إنها لا تصلح لبشر " إبطال التأويلات لأبي يعلى (1/ 187) مكتبة دار الإمام الذهبي بالكويت الكبعة الأولى 1410ه
وفي الصفحة 48 يقول:
ولا غرابة من سوق مثل هذه الأخبار الباطلة لكن الغريب المطالبة بالتصديق بهذه الأباطيل و انه لا يجوز تأويلها وأن من لم يؤمن بهذه الصفات فهو زنديق معتزلي جهمي لا تقبل شهادته.
فمن عنده رد أو تعليق؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[06 - 04 - 06, 10:14 م]ـ
اخي الكريم
المعطلة احدثوا الفاظا بدعيةثم حملوا الناس على نفيها فيقولون لهم هل تقولون ان الله جسم؟ و هل تقولون ان الله جوهر؟ و هل تقولون ان الله كذا و كذا؟؟
فيدخلون الشكوك و الوساوس الى قلوب العامة فتصدى لهم اهل السنة و قالوا لهم:
هذه الالفاظ بدعية لم تُعرف في عهد السلف الصالح و نحن يسعنا ما وسعهم فما تريدون حملنا عليه لا يلزمنا لذا: لا نثبت لله الا ما اثبته الله لنفسه او اثبته رسوله صلى الله عليه و سلم له و لا ننفي عنه الا ما نفاه عن نفسه او ما نفاه رسوله عنه , ثم عندما تأتوننا بلفظ تريدون ان تنفونه عن الله و هذا اللفظ لم يرد في الشرع نقول لكم: ما مرادكم من هذا اللفظ؟ فمثلا الجسم ما معناه عندكم؟ فإن كنت تقصدون بالجسم الشيء القائم بنفسه المتصف بما يستحقه من الصفات فهذا المعنى صحيح
فإن الله تعالى شيء قائم بنفسه متصف بما يليق به من الصفات يأتي وينزل ويفرح ويغضب ويرضى نؤمن بذلك كما ورد في كتابه و في سنة نبيه صلوات ربي و سلامه عليه
وإن أردت بالجسم الشيء المركب من أجزاء يفتقر بعضها إلى بعض ويجوز انفصال بعضها عن بعض كما في الأجسام المخلوقة من اعضاء و غيرها فهذا باطل
و هكذا يقال في لفظ الجهة:
نستفصل في معناه
و هكذا في كل الالفاظ البدعية التي لا علم لنا بها
و لذا تجد المعطلة اكثر الناس نفيا مع العلم ان في القران و السنة جاء الاجمال في النفي و التفصيل في الاثبات
و لكن المعطلة عكسوا الامر
فجعلوا النفي مفصل و المثبت مجمل
فتراهم يقولون: الله لا هو جوهر و لا عرض و لا لون و لا جسم و لا ولا ... الخ
اما في الاثبات فيثبتون سبعا من الصفات او 23 المهم حسب ما يرونه ممكنا فيقيسون صفات الخالق على ما يريدون و يفصلون له من الصفات ما يريدون و ينفون عنه ما يعجبهم
و المسلم غير مأمور في الخوض في هذه البدع الكلامية التي تلقي بمن يخوضها في التهلكة
و عليه:
ما قاله ابن تيمية رحمه الله صحيح انه ليس في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته ليست أجساما وأعراضا فنفي المعاني الثابتة بالشرع بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/482)
اما قوله: (وقال ابن تيمية أيضا: "إذا نظرنا في ذات الله فإن لها حدا ويجب أن يكون لها حد أي نهاية في كل جهة من الجهات يتوقف عنده امتدادها وهذا الحد هو حدود ذات الله التي ينتهي إليها حده." بيان تلبيس الجهمية (2/ 163)
فقد بحثت عن هذا القول في كتاب بيان تلبيس الجهمية فلم اجده , و اخشى ما اخشاه ان الدكتور افترى على شيخ الاسلام كعادة البعض فيكون شيخ الاسلام يقرر المسألة و يأتي بأقوال المخالفين و الموافقين فينسبها البعض إليه , و على كل يجب ان نعرف ما قبل هذه العبارة و ما هو التقرير الذي قرره فيها.
اما ماجاء في كتاب السنة للامام عبدالله فقد ذكر محققه الدكتور القحطاني ان هذا الحديث في سنده تدليس هشام عن ابيه , و على كل فإن المبتدعة اصلا يشنعون على الامام عبدالله و يصمونه بشتى الشنائع و لا ريب ان اهل التحقيق من اهل السنة يزنون الامور بميزانها فما كان فيه الحديث ضعيفا لا يقبلونه و ما كان الحديث صحيحا قبلوه
و هنا فائدة في ذكر بعض الاحاديث الضعيفة في كتب العقائد ذكرها الشيخ الريس (و لا املك الان نصها انما اكتبها من حفظي)
فذكر ان هذه الاحاديث كان السلف يروونها و ينكرون على من ردها و مثاله ما ذكره الامام الذهبي في كتابه العلو:
(قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه حدثنا وكيع عن إسرائيل بحديث إذا جلس الرب جل جلاله على الكرسي فاقشعر رجل عند وكيع فغضب وكيع وقال أدركنا الأعمش والثوري يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها رواها أبو حاتم عن أحمد)
فالشاهد ان وكيعا - شيخ الامام الشافعي - سمع مثل هذه الاحاديث عن شيوخه و كان يرويها فلما اقشعر احد من كان في المجلس غضب منه و رد عليه انه سمعها من مشايخه و انهم لم ينكروها
و عليه فإذا انكر بعض المبتدعة الاحاديث الصحيحة الصريحة في صفات الله يجاب عليهم ان بعض الاحاديث الضعيفة كان يرويها ائمة اجلاء ينكرون على من ينكرها فما بالك تنكر الصحيح الصريح؟؟؟
اما ما اورده عن ابي يعلى فمن المعروف ان القاضي غالى في الاثبات من غير داع و لم يتثبت من كثير من الاحاديث التي اوردها لذا فهذه ليست حجة على اهل السنة ليأتي من اتى و ينكر على اهل السنة في هذه الامور فالمسألة اكبر من هذا و لم نرى في عصرنا هذا احدا من محققي و ائمة اهل السنة يقبل مثل هذه الاحاديث دونما تمحيص او تحقيق
فالمرجو من امثال هذا الدكتور ان يرجع الى العقيدة الصحيحة و يرجع لها في مظانها من الكتب المختلفة للسلف الصالح لا ان يشنع عليهم بسبب ورود احاديث ضعيفة هنا و هناك و كان الاولى به التشنيع على الائمة الاجلاء كوكيع و سفيان غيرهم من باب اولى
و انصحك اخي الشنقيطي ان تراجع شرح العلامة العباد لرسالة الامام القيرواني فإنه على كلامك فإن هذا الدكتور حرّف في هذا الشرح ولا ادري ما قال في جملة القيروني (و هو على عرشه بذاته) و لا ادري ما فعل في كلام الامام عبدالوهاب حين قال (الاستواء استواء الذات على العرش)
و الله يحفظكم و يتولانا و يتولاكم برحمته
ـ[المقدادي]ــــــــ[06 - 04 - 06, 10:46 م]ـ
و لنكون منصفين مع كلام شيخ الاسلام اورده كاملا لا كما فعل الدكتور هداه الله
قال رحمه الله (ثم المتكلمون من أهل الإثبات لما ناظروا المعتزلة تنازعوا في الألفاظ الاصطلاحية فقال قوم العلم والقدرة ونحوهما لا تكون إلا عرضا وصفة حيث كان فعلم الله وقدرته عرض وقالوا أيضا إن اليد والوجه لا تكون إلا جسما فيد الله ووجهه كذلك والموصوف بهذه الصفاة لا يكون إلا جسما فالله تعالى جسم لا كالأجسام قالوا وهذا مما لا يمكن النزاع فيه إذا فهم المعنى المراد بذلك لكن أي محذور في ذلك وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته ليست أجساما وأعراضا فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال)
ثم ان تعليق الدكتور ان حديث الصورة ادى بأهل السنة الى تقرير الجسمية فهذا كذب صراح و ما استدل به نقضناه و لله الحمد و المنه
و بما ان هذه هي طريقته في تقرير العقيدة فبالطبع سيرجع الامام القيرواني الى انه معطل و سيؤول الفاظه التي وافق بها اهل السنة و الله المستعان
ـ[أبو صحمد الشنقيطي]ــــــــ[07 - 04 - 06, 01:37 م]ـ
الأخ الفاضل الأستاذ المقدادي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/483)
جزاكم الله خيرا و أحسن إليكم
لا تبخلوا علينا بالمزيد
والسلام عليكم
ـ[فيصل]ــــــــ[20 - 04 - 06, 07:53 م]ـ
حذف للتكرار
ـ[فيصل]ــــــــ[20 - 04 - 06, 07:55 م]ـ
اعلم يا أخي أن الأصل فيما ينقله هؤلاء عن العلماء هو الكذب والتدليس والبهتان حتى يثبت العكس ولا تجد أحداً منهم ينصف قط ويذكر الذي له والذي عليه، بل تجد والله من تتلاعب به الأهواء يمنة ويسرة وشهادة العلماء المنصفين في شيخ الإسلام معلومة كيف وقد قال الحافظ ابن حجر "وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبري منه" تأمل طافحة لكن المريسية قوم لا يعقلون!!
وهذا مثال جيد على مقدار الأمانة التي يتمتع به مدير البحوث هذا:
وقال ابن تيمية أيضا: "إذا نظرنا في ذات الله فإن لها حدا ويجب أن يكون لها حد أي نهاية في كل جهة من الجهات يتوقف عنده امتدادها وهذا الحد هو حدود ذات الله التي ينتهي إليها حده." بيان تلبيس الجهمية (2/ 163)
وهذا النقل كرره هذا المدعو أحمد سيف أكثر من مرة في مقدمة تحقيقه ص 90 وأيضاً ص 93 وصدق أو لا تصدق أخي الشنقيطي هذا الكلام لا يوجد في الموضع الذي قاله ولا في الكتاب كله بل وليس هو كلام ابن تيميه أصلاً!!!
بعد تعب شديد وجدت أن هذا الكلام هو كلام المأفون سعيد فودة!!! الكذاب الجاهل والمجهول في كتابه الذي كشف به عن جهله وكذبه وغباءة المنقطع النظير ص 219 فجاء المدعو أحمد سيف فوضع كلام فودة بين قوسين وزعم في تدليس خبيث استقاه من طريقة سيدهم الجركسي المريسي الكذاب المشهور انه كلام ابن تيميه!! وهذه هي الأمانة عند الصوفية الجهمية وقد هان الخطب علي حينما تذكرت كذبهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71477&page=2
وأنظر لحماقة وغباء المدعو فودة مثال هاهنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=61642&highlight=%C7%E1%CA%D1%CA%ED%C8+%C7%E1%D2%E3%E4%ED
ولك أن تقيس هذا في البقية متذكراً مقدار ما يتمتع به هؤلاء من أمانة وصدق وحسن طوية وفهم سليم!! وقد أعود لتوضيح بعضاً من طريقة شيخ الإسلام في هذا الكتاب وطبعاته وتوضيح بقية النقولات. والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ـ[فيصل]ــــــــ[03 - 11 - 06, 04:40 م]ـ
يا قومنا اعتبروا بمصرع من خلا ... من قبلكم في هذه الأزمان
لم يغن عنهم كذبهم ومحالهم ... وقتالهم بالزور والبهتان
كلا ولا التدليس والتلبيس ... عند الناس والحكام والسلطان
ذكرت من قبل انني قد أعود لتوضيح بقية النقولات، وقد تذكرت هذا الموضوع لما كنت ألخص بعض الفوائد من بيان التلبيس، فكتبت هذا الرد مع إنشغال الخاطر والبنان، وارتقيت هذا المرتقى لما كانت الشبهة لا تزال موجودة مع سخافتها ووضح كذب ووقاحة صاحبها وقد برهنا على كذبه ووقاحته في الرد السابق فالله المستعان وعليه التكلان.
وبما أن الناقل نقل عن بيان تلبيس الجهمية فدعني أوضح للفائدة وبإختصار شيئاً عن النسخة المطبوعة بتحقيق الشيخ محمد بن قاسم وإلا فقد حقق الكتاب تحقيقاً علمياً جامعياً في رسائل دكتوراة وقد سمعنا-قبل فترة- أن الكتاب يطبع في مطابع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم فالعلم عند الله متى ستتناوله الأيدي، وكذا حقق الشيخ موسى الدويش الجزء الأول من بيان التلبيس عن مخطوطة جامعة الملك سعود والتي لم يقف عليها ابن قاسم وطبعتة مكتبة العلوم والحكم وتحقيقه ممتاز، وينظر أيضاً في وصف الكتاب وحجمة واهميته ما كتبه الدكتورالمحمود في موقف ابن تيميه من الأشاعرة 1/ 204
اعتمد الشيخ محمد –وهو ابن جامع الفتاوى - على مخطوطتين هما: مخطوطة الكواكب الدراري وهي التي طبع من خلالها الجزء الأول من الكتاب، ومخطوطة ليدن وهي "أصح بكثير من نسخة الكواكب" بحسبر تعبير الشيخ في المقدمة ص41 وسبب قوله هذا أن مخطوطة الكواكب مخطوطة سقيمة لا تصلح لان تكون أصلاً في التحقيق فهي زيادة على كونها ناقصة من أولها وآخرها وغير مرتبه فهي أيضاً مليئة بالسقط والتصحيف حتى أن الشيخ ذكر أن الغلط في الآيات كثير! ووقف عليها شيخنا أبو محمد مجدي شافاه الله وذكر كلاماً من سوء حالها لا أستحضره الآن وقد بذل الشيخ جهدً كبيراً في البحث عن مخطوطات أخرى للكتاب فلم يجد فظن الشيخ أن بقية الكتاب في حكم المفقود، لذا فقد استعمل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/484)
الشيخ محمد بن قاسم رحمه الله طريقة التلفيق حيث يأتي بنصوص من كتب أخرى ويجعلها مكملة للنص وقد كان يشير في الحاشية ثم أنه لم يلتزم بذلك لكثرة السقط!!! ينظر المقدمةص42، وقد اجتهد الشيخ رحمه الله في ذلك ما أسأل الله أ ن يكتب له الأجر فيه ولكن في الجملة الكتاب لم يظهر بالصورة المطلوبة-وخصوصاً الجزء الاول وأما الثاني فأحسن بكثير- ولا يمثل في الحقيقة رد شيخ الإسلام وفيه علم جم ولكنه يظل غير مرضي وقد كنت أريد ان أضرب امثلة للسقط والتصحيف وغير ذلك وقد دونتها لكن أعرضت عن هذا فما ذكرناه واضح وإنما هو ذكر فائدة قد يستفيد منها احد.
ويجب ان يتوخى المنصف عند النقل هذا الامر، كما يجب ان يهتم بسياق الكلام عند نقله عن أهل العلم وان يعرف طرائق الأئمة ومسالكهم ومفرداتهم، والإمام عليه رحمه الله ينقض كل مقدمة من مقدمات الخصم ويبين أن الخصم نفسه لا يستطيع إثباتها، و ينقض كلام الخصم بكلامه هو نفسه أو بكلام شيوخه، أو بكلام خصومه ويبين انه لم يجب على كلام خصمه ويوفي كلامه حقه او أن خصمه مع أنه على باطل إلا انه أقرب للحق والفطرة منه وغير ذلك من الطرق القوية التي تدل على إمامته وتبحره في العلم والفهم، وهذا الأمر مهم جدا وأكتفي بضرب مثال واحد وهو في نقض مقدمات الخصم قال في بيان تلبيس الجهمية ج1/ 188 في نقض استدلال ابن سينا بان الله جواد في نفي الإرادة والحكمة: ((هذه الحجة مبنية على مقدمتين: أحدها أن الحق مسمى جواد، وأن تفسير الجواد ما ذكرته، ولم تذكر على واحدة من المقدمتين حجة أصلا لا بينة ولا شبهة فكان ما ذكرته مجرد دعوى ... ولم تذكر على واحدة من المقدمتين حجة لكن هناك ادعيت أن ثبوت الإرادة مستلزم للفقر إلى غيره وقد ثبت أنه واجب الوجود فلا يكون مفتقرا إلى غيره وهذه الحجة وإن كان قد تبين فسادها فلم تذكر في اسم الجواد حجة نظيرها بل كان هذا دعوى مجردة!! إذ لا يمكن أن يقول واجب الوجود يجب أن يكون جوادا!!! كما قال يجب أن يكون غنيا!!!))
ثم قال في الوجه التالي: ((الثاني أن يقال لا ريب أن الله عند أهل الملل كريم جواد ماجد محسن عظيم المن)) الخ ولكن أن تتأمل لو جاء أحد الحمقاء وبتر النص الأول موهماً أن ابن تيميه ينفي جود الله!!
مناقشة النصوص:
نقل هذا الرجل خمسة نقول تكلمنا عن أحدها من قبل والآن سنتكلم عن الباقي:
في النقل الاول والثاني عن ابن تيميه جاء ذكر الجسم والشيخ قد تعرض لهذا اللفظ في كتابه هذا وفي غيره كثيراً وبين أنه مجمل وفصل فيما يراد منه
يقول كما في بيان التلبيس ج1/ 397: ((جمهورهم لا يقول هو جسم ولا ليس بجسم لما في اللفظين من الإجمال والاشتراك المشتمل على الحق والباطل))
وفي ج1/ 477: ((وكذلك لفظ التجسيم هو كلفظ التأليف والتركيب والتبعيض والتجزئة من معناه ما هو متفق على نفيه بين المسلمين ومنه ما هو متفق على نفيه بين علماء المسلمين من جميع الطوائف إلا ما يحكى عن غلاة المجسمة من أنهم يمثلونه بالأجسام المخلوقة وأما المعنى الخاص الذي يعنيه النفاة والمثبتة الذين يقولون هو جسم لا كالأجسام فهذا مورد النزاع بين أئمة أهل الكلام وغيرهم وهو الذي يتناقض سائر الطواف من نفاته لإثبات ما يستلزمه كما يتناقض مثبتوه مع نفي لوازمه ولهذا كان الذي عليه أئمة الإسلام إنهم لا يطلقون الألفاظ المبتدعة المتنازع فيها لا نفيا ولا إثباتا إلا بعد الاستفسار والتفصيل فيثبت ما أثبته الكتاب والسنة من المعاني وينفي ما نفاه الكتاب والسنة من المعاني))
وفي ج1/ 550: ((ولفظ الجسم فيه إجمال قد يراد به المركب الذي كانت أجزاؤه مفرقة فجمعت أو ما يقبل التفريق والانفصال أو المركب من مادة و صورة أو المركب من الأجزاء المفردة التي تسمى الجواهر الفردة والله تعالى منزه عن ذلك كله أو كان متفرقا فاجتمع أو أن يقبل التفريق والتجزئة التي هي مفارقة بعض الشيء بعضا وانفصاله عنه أو غير ذلك من التركيب الممتنع عليه وقد يراد بالجسم ما يشار إليه أو ما يرى أو ما تقوم به الصفات والله تعالى يرى في الآخرة وتقوم به الصفات ويشير إليه الناس عند الدعاء بأيديهم وقلوبهم ووجوههم وأعينهم فإن أراد بقوله ليس بجسم هذا المعنى قيل له هذا المعنى الذي قصدت نفيه بهذا اللفظ معنى ثابت بصحيح المنقول وصريح المعقول وأنت لم تقم دليلا على نفيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/485)
وأما اللفظ فبدعة نفيا وإثباتا فليس في الكتاب ولا السنة ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها إطلاق لفظ الجسم في صفات الله تعالى لا نفيا ولا إثباتا وكذلك لفظ الجوهر والمتحيز ونحو ذلك من الألفاظ التي تنازع أهل الكلام))
وفي ج1/ 625: ((نفاة الصفات يسمون كل من أثبتها مجسما بطريق اللزوم إذ كانوا يقولون أن الصفات لا تقوم إلا بجسم وذلك أنهم اصطلحوا في معنى الجسم على غير المعنى المعروف في اللغة فإن الجسم في اللغة هو البدن وهم يسمون كل ما يشار إليه جسما فيلزم على قولهم أن كل ما جاء به الكتاب والسنة وما فطر الله عليه عباده وما سلف الأمة وأئمتها تجسيما))
هذا بعض ما جاء في هذا الكتاب، وما جاء في غيره كثير جدا معروف مشهور في كتبه الصغيرة والكبيرة، فإن إستخدم الشيخ أثناء مناقضة الخصم هذا اللفظ فمن الدين والورع والصدق والعدل والإنصاف بل من الحياء فقط! أن يبين هذا وأن يبين انه لا يريد المعنى اللغوي كما وضح هو، و انهم ((يسمون كل ما يشار إليه جسما)) وهو الجزء المتفق عليه عندهم، ولذا تجد أن من فيه دين وورع وإنصاف وفَهم يقول عن شيخ الإسلام: ((وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبري منه)) اما من تعرى عن ذلك فأحسبك فقد قرأت كلامه.
- قال ابن تيمية:" من المعلوم أن السنة والإجماع لم تنطق بأن الأجسام كلها محدثة وأن الله ليس بجسم ولا قال ذلك إمام من أئمة المسلمين" بيان تلبيس الجهمية (1/ 118) مطبعة الحكومة بمكة المكرمة 1391ه
يا الله ما أبجحك!! أنظر لمراد ابن تيميه وانظر لنقل هذا تعرف معنى ((الورع))! قال ابن تيميه في الحجة الثامنة: ((الوجه الثامن وهو أن يقول-[يعني خصم الرازي]: غاية ما ألزمتني به من حجة الدهرية أن يقال بقدم بعض الأجسام إذ القول بقدم الأجسام جميعها لم يقل به عاقل والقول بخلق السموات والأرض لم تدل هذه الحجة [يعني التي احتج الرازي بها وزعم انه يلزم منها قدم بعض الأجسام] على نفيه وإنما دلت إن دلت على قدم ما هو جسم أو مستلزم لجسم وهذا مما يمكنني التزامه فإنه من المعلوم أن طوائف كثيرة من المسلمين وسائر أهل الملل لا يقولون بحدوث كل جسم إذ الجسم عندهم هو القائم بنفسه أو الموجود أو الموصوف فالقول بحدوث ذلك يستلزم القول بحدوث كل موجود وموصوف وقائم بنفسه وذلك يستلزم بأن الله تعالى محدث!!،ولم أكن في ذلك موافقا للدهرية الذين يقولون إن الأفلاك قديمة أزلية حتى يقال هذا مخالف للكتاب والسنة أو هذا كفر بل الذي نطق به الكتاب والسنة واتفق عليه المسلمون من (((خلق))) المخلوقات و (((حدوث))) المحدثات ((أقول به)) وأما كون الباري جسما أو ليس بجسم حتى يقال الأجسام كلها محدثة فمن المعلوم أن الكتاب والسنة والإجماع لم تنطق بأن الأجسام كلها محدثة وأن الله ليس بجسم ولا قال ذلك إمام من أئمة المسلمين فليس في تركي لهذا القول خروج عن الفطرة ولا عن الشريعة [والجسم هاهناهو القائم بنفسه أو الموجود أو الموصوف] بخلاف قولي بأن الله تعالى ليس فوق العالم وأنه موجود لا داخل العالم ولا خارجه فإن فيه من مخالفة الفطرة والشرعة ما هو بين لكل أحد وهو قول لم يقله إمام من أئمة المسلمين بل قالوا نقيضه فكيف التزم خلاف المعقول الفطري وخلاف الكتاب والسنة والإجماع القديم خوفا أن أقول قولا لم أخالف فيه كتابا ولا سنة ولا إجماعا ولا معقولا فطريا!؟))
فبالله عليك تأمل ما أراده ابن تيميه من كلامه وما فعله هذا المجرم الأثيم!
وقال أيضا: "ليس في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته ليست أجساما وأعراضا فنفي المعاني الثابتة بالشرع بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال." المصدر السابق (1/ 101)
وفي الصفحة 46
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/486)
أقول: نريد فقط قليلاً من الحياء! فهذا نص كلامه: ((الوجه السابع والسبعون: أن لفظ الجسم والعرض والمتحيز ونحو ذلك ألفاظ اصطلاحية وقد قدمنا ((غير مرة)) أن السلف والأئمة لم يتكلموا في ذلك حق الله لا بنفي ولا بإثبات بل بدعوا أهل الكلام بذلك ... ومن أسباب ذمهم للفظ الجسم والعرض ونحو ذلك ما في هذه الألفاظ من الاشتباه ولبس الحق ... وإنما النزاع المحقق أن السلف والأئمة آمنوا بأن الله موصوف بما وصف به نفسه وصفه به رسوله من أن له علما وقدرة وسمعا وبصرا ويدين ووجها وغير ذلك والجهمية أنكرت ذلك من المعتزلة وغيرهم، ثم المتكلمون من أهل الإثبات: لما ناظروا المعتزلة تنازعوا في الألفاظ الاصطلاحية فقال قوم العلم والقدرة ونحوهما لا تكون إلا عرضا وصفة حيث كان فعلم الله وقدرته عرض وقالوا أيضا إن اليد والوجه لا تكون إلا جسما فيد الله ووجهه كذلك والموصوف بهذه الصفاة لا يكون إلا جسما فالله تعالى جسم لا كالأجسام قالوا: وهذا مما لا يمكن النزاع فيه إذا فهم المعنى المراد بذلك لكن أي محذور في ذلك وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته ليست أجساما وأعراضا فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها [الإصطلاحي كما ذكر ذلك قريبا] شرع ولا عقل جهل وضلال))
فتأمل صنيع هذا الرجل!
وفي الصفحة 47
- قال أبو يعلى: "إن الله لما فرغ من خلقه استوى على عرشه و استلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى وقال إنها لا تصلح لبشر " إبطال التأويلات لأبي يعلى (1/ 187) مكتبة دار الإمام الذهبي بالكويت الكبعة الأولى 1410ه
هذا ليس من كلام أبو يعلى بل متن لحديث منكر هذا أولاً، ثانياً: هو خطأ من ابو يعلى وكان الواجب ان يطرح هذا الحديث الضعيف ولا يعتمد عليه وقد انتقده أهل السنة في ذلك ولم يذكر انتقادهم هذا الرجل من إنصافه وعدله!!، ثالثاً: ابن فورك الأشعري وأبو يعلى الحنبلي ذكرا هذا الحديث في كتابيهما [مشكل الحديث ص120 - 122 وإبطال التأويلات ج1/ 187] والأول (تأول) والثاني (فوض المعنى) وكلا المذهبين تقولون به فلما التناقض!؟ ولما التهويل!؟ والخلاصة أن ما فعله أبو يعلى وابن فورك في إدراج هذا الحديث ثم تفويضه أوتأويله خطأ في الأصل
وقد انتقد الكوثري فعلاً ابن فورك وقال انه يسلك في تأويلاته ما هو من قبيل تأويلات الباطنية!! وذكر ان فيه تساهل وعدم إتزان في الكلام!! وللكوثري نصيب وافر من بعض ما قال
والله تعالى اعلم.
ـ[فيصل]ــــــــ[03 - 11 - 06, 05:25 م]ـ
تصحيح العبارة الأخيرة:
وللفائدة: فقد انتقد الكوثري ابن فورك هاهنا وقال انه يسلك في بعض تأويلاته ما هو من قبيل تأويلات الباطنية!! وذكر ان فيه تساهل وعدم إتزان في الكلام!! وللكوثري نصيب وافر من بعض ما قال
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 01:16 م]ـ
بورك فيكم أيها الفضلاء .. في ذبكم عن إمام من الأئمة الحنفاء.(33/487)
من يساعدني فكر ابن قتيبة العقدي من خلال كتابيه مختلف الحديث
ـ[خادمة العقيدة]ــــــــ[07 - 04 - 06, 10:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم مساعدتي
في وضع أفكار ومقترحات بخصوص موضوع هذا الماجستير
عنوان هذه الرسالة
{فكر ابن قتيبة العقدي من خلال كتابيه مختلف الحديث
والاختلاف في اللفظ دراسة تحليلية}
وجزاكم الله كل خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[خادمة العقيدة]ــــــــ[07 - 04 - 06, 07:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا إخوان
عشرين مشاهدة ولا أحد رد
أرجوكم ساعدوني
أنا في أمس الحاجة لأنني في صدد
إعداد خطة رسالة الماجستير
فالرجاء مساعدتي ولو بكلمة واحدة
ولكم جزيل الشكر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المقدادي]ــــــــ[07 - 04 - 06, 09:37 م]ـ
الاخت الكريمة خادمة العقيدة -وفقها الله -
من الممكن وضع بعض النقاط حول المنهجية التي يمكن السير فيها عند كتابة رسالة الماجستير هذه عن الامام ابن قتيبة
فمثلا: يعنى الفصل الاول بترجمة وافية شافية للامام ابن قتيبة بحيث يتم استيفاء جميع جوانب حياته من نشأته و تلقيه للعلوم الشرعية و مؤلفاته و غير ذلك
و تعقد فصول اخرى لبيان عقيدته ثم التطرق الى تحليل ما جاء فيها و انها موافقه لعقيدة السلف , و ذكر كلام الائمة الاعلام الذين مدحوه كشيخ الاسلام ابن تيمية و البحث عن بعض الفوائد من كلامهم فيه
و قبل ذلك يعقد فصل لبيان دفاعه عن الحديث الشريف و نصرته لأهله و رد الشبهات عنه و ذلك بعرض امثلة من كتابيه الى جانب إظهار براعته و قوته في جانب المناظرة و محاججته لأهل الكلام في عصره
و من الممكن جدا الاستفادة من البحوث التي سبق و ان تكلمت على الامام ابن قتيبه و حللت شخصيته من كتاب تاويل مختلف الحديث و غيرها من الكتب
و قد وجدت هذا البحث
http://islameiat.com/kashaf/AdView.php?ad_id=301&category_id=51&name=&pricemax=&pricemin=&&PHPSESSID=c0813f51fc5c8407932c43eff47f15a5
و لكن لا ادري كيف يمكن التواصل معهم للحصول عليه
هذا و اسأل الله لكم التوفيق في رسالتكم
ـ[خادمة العقيدة]ــــــــ[07 - 04 - 06, 11:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
إخواني أنتظر إقتراحتكم وردودكم لي
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[08 - 04 - 06, 03:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب: عقيدة الأمام ابن قتيبة_تأليف: الدكتور علي بن نفيع العلياني_الناشر: مكتبة الصديق الطائف السعودية_الصفحات 303.
وجزيتم خيرا
ـ[خادمة العقيدة]ــــــــ[08 - 04 - 06, 08:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم إخواني في المنتدي
علي تفاعلكم معي في رسالة الماجستير
وبعد الإستماع إلي نصائحكم الغالية
وجدت أصرف نظري عن هذا العنوان
وإخترت عنوانا اخر
لتوفر مصادره ومراجعه
وهو آيات العقيدة في سورة غافر عند (المفسرين) الرازي، الزمخشري، الطبرسي
عرض ونقد في ضوء تفسير السلف
ولكم جزيل الشكر
وستشاركني زميلة لي في سورة اخري
وهي سورة الزمر بنفس النوان
فالرجاء مساعدتي في ان تقترحوا علي بعض الافكار
والعناوين لهذه الخطة
وبارك الله فيكم جميعا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن الحسيني]ــــــــ[14 - 04 - 06, 11:01 م]ـ
أظن أن هناك رسالة جامعية حول عقيدة ابن قتيبه يمكن الرجوع إليها والاستفادة منها(33/488)
الرجاء الدخول يا حماة الدعوة السلفية في وجه شبهات الأحباش الرجاء الدخول للضرورة
ـ[فادي قراقرة]ــــــــ[08 - 04 - 06, 01:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول و على آله و صحبه و من و الاه:-
أما بعد:-
فقد جائني قريب كان يعيش في أمريكى مع بعض الأحباش فرجع حبشي قح
و جعل يرمي علمائنا بالكفر و الردة على أنهم وهابية و جعل يلقي الشبهات على بعض أخواننا من العوام الذين يحبون الدعوة السلفية فكنت له بالمرصاد و لله الحمد و المنة.
و لكن قد رمى مشايخنا بشبهات لم أستطع أن أقول فيها للآن شيء فأرجوا منكم المعونة و الرد و أن لا تتركوا أخوكم لوحده في نقض هذه الشبهات
و هذه الشبهات تدور على أن الشيخ الألباني يكفر الذين يقومون بالعمليات الإستشهادية
و على أن الشيخ عائض القرني يقول أن الله يجلس على العرش و المشكلة أنه أتاني بصوت و صورة موجود على موقع البرهان للشيعة و لكني توقعت أن هذا الصوت مبتور فقد أخذ منه حاجته و لكني لم أستطع الإثبات؟.
كذلك أتاني بصوت العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى أنه يقول: ربنا له عينان اثنتان يشاركه بهما الأعور الدجال إلا أن عينين الله سليمة وإحدى عيني الدجال عوراء!!؟
لكني أستطيع أن أقول في الأخيرة أنها مشاركة من حيث اللفظ و أثبت هذا بدلالة العقيدة السلفية التي نؤمن بها.
و لكن أهم منها أن الشبهة التي رواها عن الشيخ عائض القرني في جلوس الله على عرشه
أرجوا الرد عليها و السرعة القصوى لخطورة الأمر
و أرجوا من المشرفين الكرام أن لا يشطبوا الموضوع لإن هذا يعرضني إلى الحيرة و جزاكم الله كل خير
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[08 - 04 - 06, 02:13 م]ـ
بالنسبة لما نسب للعلامة الألباني: فمحض كذب وافتراء، غاية الأمر أن الشيخ رحمه الله يرى أن مثل هذه العمليات لا تشرع إلا بشروط وضوابط معينة، وليس المجال الآن مجال تحرير كلام الشيخ ..
أما بالنسبة لتفسير الاستواء بالجلوس: فهذا ورد في بعض الأحاديث والآثار، فمن صحت لديه قال بها، وإلا فلا، وليس الجلوس -عند من صح عنده- بأعجب من الضحك واليد وغير ذلك، بل هم المرضى والله ..
أما ما نسب للشيخ العثيمين: فقل لهم أن النبي قال: ( ... ولكن سأقول لكم فيه [أي في الدجال] قولا لم يقله نبي لقومه، تعلمون أنه أعور، وأن الله ليس بأعور)، وقال: (إن الله ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى ... )، رواهما البخاري ..
ولعلك تنتظر بعض التفصيل من الإخوة والمشايخ، فوقتي لا يحتمل الإسهاب الآن ..
ـ[فادي قراقرة]ــــــــ[08 - 04 - 06, 02:27 م]ـ
جزاك اله كل خير أخي أسامة عباس
و ما زلت بحاجة لكلام و خاصة فيما قاله الشيخ عائض القرني
و أرجوا عدم إهمال الموضوع لأنه جد خطير ففيه نجاة أناس من شرك الأحباش
ـ[أبو صاعد الفضلي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 02:36 م]ـ
يوجد كتاب للشيخ الدمشقية
اسمه
موسوعة أهل السنة في الرد على الأحباش من مجلدين كبار
هو مهم للغاية
فعلك تقتنيه
ومعذرة على التطفل
ـ[فادي قراقرة]ــــــــ[08 - 04 - 06, 02:49 م]ـ
جزاك الله كل خير أخي الحبيب أبو صاعد الفاضلي
الكتاب عندي و قد قرأته و الشبه التي أوردتها ليست في الكتاب بل في موقع البرهان للرافضة أخزاهم الله تعالى و الشبهة المهمة في كلام الشيخ عائض القرني في قضية جلوس الله على العرش فما الرد العلمي و هل الكلام المنقول عنه مبتور أو هل رجع عنه الشيخ عائض أم ماذا لأني في حيرة من أمري بشأن هذا الكلام
فارجوا الرد على هذه الشبهة و لو بكلام بسيط يشفي الغليل
و جزاكم الله كل خير
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[08 - 04 - 06, 03:14 م]ـ
يا أخي فادي، باختصار شديد، قلت لك أن صفة الجلوس وردت في بعض الأحاديث والآثار ..
كقول عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الذي رواه عبدالله بن أحمد في السنة: «إذا جلس الرب عز وجل على الكرسي ... » يقول عبدالله: (فاقشعر رجل سماه أبي عند وكيع، فغضب وكيع وقال: أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث لا ينكرونها)، وتمام الحديث: (إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد) ..
وكالحديث الذي في الأوسط للطبراني وفيه: ( ... فإذا كان يوم الجمعة نزل من عليين، فجلس على كرسيه، وحف الكرسي بمنابر من ذهب مكللة بالجواهر، وجاء الصديقون والشهداء فجلسوا عليها ... )، وهذا الحديث نبهني إليه الأخ عبدالله الخليفي جزاه الله خيرًا ..
فمن صحت عنده هذه الآثار -فقال بها- فلمَ يُنكرُ عليه؟ ألِأنه قال بما صح عنده من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأئمة السلف؟؟
أخي، مدار الأمر كله على ثبوت ذلك أو عدمه، وليس للعقل مجال أن ينفي أو يثبت، أما هؤلاء المخانيث فيأخذون دينهم بعقولهم المريضة، شفاهم الله وهداهم، أو قصم ظهرهم وأراحنا منهم ..
أرجو أن يكون الأمر قد اتضح أخي الكريم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/489)
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[08 - 04 - 06, 03:18 م]ـ
زعم السقاف أن من الصفات التي أثبتها السلفيون ولا دليل عليها صفة الجلوس والجواب أن يقال أن السلفيين في هذه الصفة على فئتين
الأولى تثبت صفة الجلوس لأنها تصحح الأحاديث الواردة في صفة الجلوس ومنهم ابن القيم فقد احتج] بحديث عمر المتقدم ((إن كرسيه فوق السموات والأرض، وإنه يقعد عليه ... )) ورد على من ضعفه ومنهم سمير المالكي القائل في كتابه بيان الوهم والإيهام ((وهذه الآثار وإن كان آحادها لا يخلو من مقال، إلا أنها بمجموعها تصح، ويكفي تصحيح من ذكرنا من الأئمة لها، واحتجاجهم بها)) ويعني بها آثار صفة الجلوس
والثانية التي لا تثبت صفة الجلوس لعدم ثبوت الأحاديث الواردة فيها ومنهم الشيخ الألباني ((لا أعلم في قعود الرب حديثاً صحيحاً))
وقد كذب السقاف على الفئتين أما الفئة الأولى فكذب عليهم حين زعم انهم أثبتوا صفة الجلوس بلا دليل
والفئة الثانية حين زعم أنهم أثبتوا صفة الجلوس
...
ـ[فيصل]ــــــــ[08 - 04 - 06, 03:21 م]ـ
اظن ان الشيخ كان يسرد حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم فقصقصه هؤلاء على عادتهم على انه من كلامه ثم بفرض أنه من كلامه فكان ماذا؟؟ هل هو معصوم أم ماذا؟!
ـ[فادي قراقرة]ــــــــ[08 - 04 - 06, 03:21 م]ـ
جزاك الله كل خير
و بارك الله فيكم أخي أسامة عباس
فقد أوضحت و أرحت
الآن أرتحت و لله الحمد
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[27 - 01 - 07, 04:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابن حسن الصيرفي]ــــــــ[27 - 01 - 07, 05:52 م]ـ
اظن ان الشيخ كان يسرد حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم فقصقصه هؤلاء على عادتهم على انه من كلامه ثم بفرض أنه من كلامه فكان ماذا؟؟ هل هو معصوم أم ماذا؟!
نعم بارك الله فيك، كل يؤخذ من قوله ويرد عليه، إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[27 - 01 - 07, 10:34 م]ـ
عقيدة اهل السنه والجماعه ان الله مستوىً على عرشه بائنٌ من خلقه
والاستواء كما قال الامام مالك " الاستواء معلوم والكيف مجهول0000000"
استنادا الى الايه " الرحمن على العرش استوى"
فإذا كان هؤلاء الاحباش فسروا الاستواء بالجلوس إدعاءا على الشيخ فلا يُقبل تفسيرهم
وإن كان الشيخ قاله صراحةً فمستنده كلام ابن القيم رحمه الله
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 10:43 م]ـ
التعريف بالأحباش
الأحباش .. من هم!؟
التعريف: طائفة ضالة تنسب إلى عبد الله الحبشي، ظهرت حديثاً في لبنان مستغلة ما خلفته الحروب الأهلية اللبنانية من الجهل والفقر والدعوة إلى إحياء مناهج أهل الكلام والصوفية والباطنية بهدف إفساد العقيدة وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية.
التأسيس وابرز الشخصيات: · عبد الله الهرري الحبشي: هو عبد الله بن محمد الشيبي العبدري نسباً الهرري موطناً نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة، فيها ولد لقبيلة تدعى الشيباني نسبة إلى بني شيبة من القبائل العربية.
قدم عام 1950م بعد أن أثار الفتن ضد المسلمين، حيث تعاون مع حاكم إندراجي صهر هيلاسيلاسي ضد الجمعيات الإسلامية لتحفيظ القرآن بمدينة هرر سنة 1367ه* الموافق 1940م فيما عرف بفتنة بلاد كُلُب فصدر الحكم على مدير المدرسة إبراهيم حسن بالسجن ثلاثاً وعشرين سنة مع النفي حيث قضى نحبه في مقاطعة جوري بعد نفيه إليها وبسبب تعاون عبد الله الهرري مع هيلاسيلاسي تم تسليم الدعاة والمشايخ إليه وإذلالهم حتى فر الكثيرون إلى مصر والسعودية، ولذلك أطلق عليه الناس هناك صفة ((الفتّان)) أو ((شيخ الفتنة)). - منذ أن أتى لبنان وهو يعمل على بث الأحقاد والضغائن ونشر الفتن كما فعل في بلاده من قبل من نشره لعقيدته الفاسدة من شرك وترويج لمذاهب: الجهمية في تأويل صفات الله، والإرجاء والجبر والتصوف والباطنية والرفض، وسب للصحابة، واتهام أم المؤمنين عائشة بعصيان أمر الله، بالإضافة إلى فتاوى شاذة. - نجح الحبشي مؤخراً في تخريج مجموعات كبيرة من المتبجحين والمتعصبين الذين لايرون مسلماً إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم مع ما تتضمنه من إرجاء في الإيمان وجبر في أفعال الله وجهمية واعتزال في صفات الله. فهم يطرقون بيوت الناس ويلحون عليهم بتعلم العقيدة الحبشية ويوزعون عليهم كتب شيخهم بالمجان. · نزار الحلبي: خليفة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/490)
الحبشي ورئيس جمعية المشاريع الإسلامية ويطلقون عليه لقب ((سماحة الشيخ)) حيث يعدونه لمنصب دار الفتوى إذ كانوا يكتبون على جدران الطرق ((لا للمفتي حسن خالد الكافر، نعم للمفتي نزار الحلبي)) وقد قتل مؤخراً.
أهم العقائد: · يزعم الأحباش أنهم على مذهب الإمام الشافعي في الفقه والاعتقاد ولكنهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن مذهب الإمام الشافعي رحمه الله.
يدافعون بقوة عن جواز دعاء الأموات والتبرك بقبورهم ووضع مواضع الجرح عليها لتطيب ووضع شيء من ترابها على الريق.
ويزعم شيخهم أن الأولياء يخرجون من قبوهم ليقضوا حوائج المستغيثين بهم. ثم يعودون الى قبورهم.
يؤول الحبشي صفات الله تعالى بلا ضابط شرعي فيُأولون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية.
يزعم الحبشي أن جبريل هو الذي أنشأ ألفاظ القرآن الكريم وليس الله تعالى، فالقرآن عنده ليس بكلام الله تعالى، وإنما هو عبارة عن كلام جبريل، كما في كتابه إظهار العقيدة السنية ص591. ·
الأحباش في مسألة الإيمان من المرجئة الجهمية الذين يؤخرون العمل عن الإيمان ويبقى الرجل عندهم مؤمناً وإن ترك الصلاة وسائر الأركان، (انظر الدليل القويم ص7، بغية الطالب ص51). - تبعاً لذلك يقللون من شأن التحاكم للقوانين الوضعية المناقضة لحكم الله تعالى فيقول الحبشي: ((ومن لم يحكم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئاً من فرائض الله ولا يجتنب من المحرمات، ولكنه قال ولو مرة في العمر: لا إله إلا الله فهذا مسلم مؤمن. ويقال له أيضاً مؤمن مذنب)) الدليل القويم 9 - 10 بغية الطالب 51. ·
الأحباش في القدر جبرية منحرفة يزعمون أن الله هو الذي أعان الكافر على كفره وأنه
لولا الله ما استطاع الكافر أن يكفر. (النهج السليم 71). ·
يحث الأحباش الناس على التوجه إلى قبور الأموات والاستغاثة بهم وطلب قضاء الحوائج منهم، لأنهم في زعمهم يخرجون من قبورهم لقضاء حوائج المستغيثين بهم ثم يعودون إليها، كما يجيزون الاستعاذة بغير الله ويدعون للتبرك بالأحجار. (الدليل القويم 173، بغية الطالب 8، صريح البيان 57، 62). (شريط خالد كنعان /ب / 70) ولو قال قائل أعوذ برسول الله من النار لكان هذا مشروعاً عندهم. · يرجح الأحباش الأحاديث الضعيفة والموضوعة بما يؤيد مذهبهم بينما يحكمون بضعف الكثير من الأحاديث الصحيحة التي لا تؤيد مذهبهم ويتجلى ذلك في كتاب المولد النبوي. ·
يكثر الحبشي من سب الصحاب وخاصة معاوية بن أبي سفيان وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهم. ويطعن في خالد بن الوليد وغيره، ويقول إن الذين خرجوا على علي رضي الله عنه ماتوا ميتة جاهلية. ويكثر من التحذير من تكفير سابِّ الصحابة، لاسيما الشيخين إرضاءً للروافض. إظهار العقيدة السنية 182. · يعتقد الحبشي أن الله تعالى خلق الكون لا لحكمة وأرسل الرسل لا لحكمة وأن من ربط فعلاً من أفعال الله بالحكمة فهو مشرك. · كفّر الحبشي العديد من العلماء فحكم على شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه كافر وجعل من أول الواجبات على المكلف أن يعتقد كفره ولذلك يحذر أشد التحذير من كتبه، وكذا الإمام الذهبي فهو عنده خبيث، كما يزعم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب مجرم قاتل كافر ويرى أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني كافر، وكذلك الشيخ سيد سابق فيزعم أنه مجوسي كافر أما الأستاذ سيد قطب فمن كبار الخوارج الكفرة في ظنه. انظر مجلة منار الهدى الحبشية عدد (3ص234) النهج السوي في الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولوي) أما ابن عربي صاحب مذهب وحدة الوجود ونظرية الحلول والاتحاد والذي شهد العلماء بكفره فيعتبره الحبشي شيخ الإسلام. كما يدعو الحبشي إلى الطريقة النقشبندية والرفاعية والصوفية. · وللحبشي العديد من الفتاوى الشاذة القائلة بجواز التحايل في الدين وأن النظر والاختلاط والمصافحة للمرأة الأجنبية حلال لاشيء فيه بل للمرأة أن تخرج متعطرة متبرجة ولو بغير رضا زوجها. · يبيح بيع الصبي وشراءه كما يجيز للناس ترك زكاة العملة الورقية بدعوى انها لاعلاقة لها بالزكاة إذ هي واجبة في الذهب والفضة كما يجيز أكل الربا ويجيز الصلاة متلبساً بالنجاسة. (بغية الطالب 99). · أثار الأحباش في أمريكا وكندا فتنة تغيير القبلة حتى صارت لهم مساجد خاصة حيث حرفوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/491)
القبلة 90 درجة وصاروا يتوجهون إلى عكس قبلة المسلمين حيث يعتقدون أن الأرض نصف كروية على شكل نصف البرتقالة، وفي لبنان يصلون في جماعات خاصة بهم بعد انتهاء جماعة المسجد، كما اشتهر عنهم ضرب أئمة المساجد والتطاول عليهم وإلقاء الدروس في مساجدهم لنشر أفكارهم رغماً عنهم. ويعملون على إثارة الشغب في المساجد، كل هذا بمدٍ وعونٍ من أعداء المسلمين بما يقدمون لهم من دعم ومؤازرة. الجذور العقائدية: · مما سبق يتبين أن الجذور الفكرية والعقائدية للأحباش تتلخص في الآتي: - المذهب الأشعري المتأخر في قضايا الصفات الذي يقترب من منهج الجهمية **!! - المرجئة والجهمية في قضايا الإيمان. - الطرق الصوفية المنحرفة مثل الرفاعية والنقشيندية. - عقيدة الجفر الباطنية. - مجموعة من الأفكار والمناهج المنحرفة التي تجتمع على هدف الكيد للإسلام وتمزيق المسلمين. ولا يستبعد أن يكون الحبشي وأتباعه مدسوسين من قبل بعض القوى الخارجية لإحداث البلبلة والفرقة بين المسلمين كما فعل عبد القادر الصوفي ثم المرابطي في أسبانيا وبريطانيا وغيرها. أماكن الانتشار: ينتشر الأحباش في لبنان بصورة تثير الريبة، حيث انتشرت مدارسهم الضخمة وصارت حافلاتهم تملأ المدن وأبنية مدارسهم تفوق سعة المدارس الحكومية، علاوة على الرواتب المغرية لمن ينضم إليهم ويعمل معهم وأصبح لهم إذاعة في لبنان تبث أفكارهم وتدعو إلى مذهبهم، كما ينتشر أتباع الحبشي في أوروبا وأمريكا وقد أثاروا القلاقل في كندا واستراليا والسويد والدانمارك. كما أثاروا الفتن في لبنان بسبب فتوى شيخهم بتحويل اتجاه القبلة إلى جهة الشمال. وقد بدأ انتشار أتباع هذا المذهب الضال في مناطق عدة من العالم حيثما وجد لبنانيون في البداية، ثم بعض المضللين ممن يعجب بدعوة الحبشي. يتضح مما سبق: أن الأحباش طائفة ضالة تنتمي إلى الإسلام ظاهراً وتهدم عراه باطناً، وقد استغلت سوء الأوضاع الاقتصادية وما خلفته الحروب الأهلية اللبنانية من فقر وجهل في الدعوة إلى مبادئها الهدامة وإحياء الكثير من الأفكار والمعتقدات الباطلة التي عفى عليها الدهر مثل خلق القرآن والخلاف المعروف في قضايا الصفات الذي تصدى لها علماء أهل السنة والجماعة في الماضي والحاضر. وقد تصدى لهم عدد من علماء أهل السنة في عصرنا مثل المحدث الشيخ الألباني وغيره. وأفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في الفتوى رقم 2392/ 1 بتاريخ 30/ 10/1406ه* التي جاء فيها: ((إن طائفة الأحباش طائفة ضالة، ورئيسهم عبد الله الحبشي معروف بانحرافه وضلاله، فالواجب مقاطعتهم وإنكار عقيدتهم الباطلة وتحذير الناس منهم ومن الاستماع لهم أو قبول ما يقولون)).
منقوول من موقع مكافحة الاحباش
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 10:44 م]ـ
اقوال العلماء
فتوى هيئة كبار العلماء في عبدالله الحبشي
الفتوى رقم (19606)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أسئلة واستفسارات حول (جماعة الأحباش) والشخص الذي تنتمي إليه المدعو / عبد الله الحبشي، القاطنة في لبنان، ولها جمعيات نشطة في بعض دول أوربا وأمريكا واستراليا، استعرضت اللجنة لذلك ما نشرته هذه الجماعة من كتب ومقالات، توضح فيها اعتقادها وأفكارها ودعوتها، وبعد الاطلاع والتأمل فإن اللجنة تبين لعموم المسلمين ما يلي:
أولاً: ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي r قال: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، وله ألفاظ أخر، وقال عليه الصلاة والسلام: "أوصيكم بتقوى الله تعالى والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة" رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/492)
وإن من أهم الخصال التي امتازت بها تلك القرون المفضلة، وحازت بها الخيرية على جميع الناس: تحكيم الكتاب والسنة في جميع الأمور، وتقديمهما على قول كل أحد كائناً من كان، وفهم نصوص الوحيين الشريفين حسب القواعد الشرعية واللغة العربية، وأخذ الشريعة كلها بعمومها وكلياتها، وآحادها وجزئياتها، ورد النصوص المتشابهات إلى النصوص المحكمات، ولهذا استقاموا على الشريعة وعملوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، ولم يزيدوا فيها ولم ينقصوا، وكيف يحدث منهم زيادة أو نقص في الدين وهم مستمسكون بالنص المعصوم من الخطأ والزلل؟
ثانياً: ثم خلفت من بعدهم خلوف كثرت فيهم البدع والمحدثات، وأُعجب كل ذي رأي برأيه، وهجرت النصوص الشرعية، وأُوّلت وحرّفت لتوافق الأهواء والمشارب، فشاقّوا بذلك الرسول الأمين، واتبعوا غير سبيل المؤمنين، والله سبحانه يقول:} وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا {[سورة النساء، الآية 115]، ومن فضل الله عزّ وجلّ على هذه الأمّة أنه يقيض في كل عصر من العلماء الرّاسخين من يقوم في وجه كل بدعة تشوه جمال الدّين، وتعكّر صفوه، وتزاحم السّنّة أو تقضي عليها، وهذا تحقيق لوعد الله بحفظ دينه وشرعه في قوله سبحانه:} إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {[سورة الحجر، الآية9]، وقول النبي r في الحديث الثابت في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها: "لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرها من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس"، وله ألفاظ أخرى.
ثالثاً: ظهرت في الربع الأخير من القرن الرابع عشر الهجري جماعة يتزعمها عبد الله الحبشي الذي نزح من الحبشة إلى الشام بضلالته، وتنقل بين دياره حتى استقر به المقام في لبنان، وأخذ يدعو الناس على طريقته، ويكثّر أتباعه وينشر أفكاره التي هي أخلاط من اعتقادات الجهمية والمعتزلة والقبورية والصوفيّة، ويتعصّب لها ويناظر من أجلها، ويطبع الكتب والصحف الدّاعية إليها.
والنّاظر فيما كتبته ونشرته هذه الطّائفة يتبين له بجلاء أنهم خارجون في اعتقادهم عن جماعة المسلمين (أهل السّنّة والجماعة) فمن اعتقاداتهم الباطلة على سبيل المثال لا الحصر:
1 ــ أنهم في مسألة الإيمان على مذهب أهل الإرجاء المذموم [1].
ومعلوم أن عقيدة المسلمين التي كان عليها الصحابة والتابعون ومن سار على هديهم إلى يومنا هذا أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، فلا بد أن يكون مع التّصديق موافقة وانقياد وخضوع للشرع المطهر، وإلا فلا صحّة لذلك الإيمان المدَّعى.
وقد تكاثرت النقول عن السلف الصّالح في تقرير هذه العقيدة، ومن ذلك قول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: وكان الإجماع من الصحابة والتّابعين ومن بعدهم، ومن أدركناهم يقولون: الإيمان قول وعمل ونيّة، لا تجزئ واحد من الثلاث إلا بالآخر.
2 ــ يجوِّزون الاستغاثة [2] والاستعاذة [3] والاستعانة [4] بالأموات ودعائهم من دون الله تعالى، وهذا شرك أكبر بنص القرآن والسّنّة وإجماع المسلمين، وهذا الشرك هو دين المشركين الأولين من كفار قريش وغيرهم، كما قال الله سبحانه عنهم:} وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ {[سورة يونس، الآية 18]، وقال جل وعلا:} فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ 2 أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ {[سورة الزمر، الآيتان 2،3]، وقال سبحانه:} قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ 63 قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ {[سورة الأنعام، الآيتان 63،64]، وقال جل وعلا:} وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/493)
فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا {[سورة الجن، الآية18]، وقال سبحانه:} ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ 13 إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ {[سورة فاطر، الآيتان 13،14]، وقال النبي r : " الدعاء هو العبادة" أخرجه أهل السنن بإسناد صحيح، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل على أن المشركين الأولين يعلمون أن الله هو الخالق الرازق النافع الضار، وإنما عبدوا آلهتهم ليشفعوا لهم عند الله، ويقربوهم لديه زلفى؛ فكفَّرهم سبحانه بذلك، وحكم بكفرهم وشركهم، وأمر نبيه بقتالهم حتى تكون العبادة لله وحده كما قال سبحانه:} وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه {[سورة الأنفال، الآية39]، وقد صنف العلماء في ذلك كتباً كثيرة، وأوضحوا فيها حقيقة الإسلام الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وبينوا فيها دين أهل الجاهلية وعقائدهم وأعمالهم المخالفة لشرع الله، ومن أحسن من كتب في ذلك: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، في كتبه الكثيرة، ومن أخصرها كتابه: (قاعدة جليلة في التّوسل والوسيلة).
3 ــ أن القرآن عندهم ليس كلام الله حقيقة. [5]
ومعلوم بنص القرآن والسنة وإجماع المسلمين، أن الله تعالى يتكلّم متى شاء، كيف شاء، على الوجه اللائق بجلاله سبحانه، وأن القرآن الكريم كلام الله تعالى حقيقة، حروفه ومعانيه، كما قال الله تعالى:} وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ {[سورة التوبة، الاية6]. وقال سبحانه:} وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا {[سورة النساء، الاية164]، وقال جل وعلا:} وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً {[سورة الأنعام، الآية 115]، وقال سبحانه:} وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {[سورة البقرة، الآية75]. والآيات في هذا المعنى كثيرة معلومة. وتوتر عن السلف الصالح إثبات هذه العقيدة، كما نطقت بذلك نصوص القرآن والسنة ولله الحمد والمنّة.
4 ــ يرون وجوب تأويل النّصوص الواردة في القرآن والسنة، في صفات الله جلّ وعلا، وهذا خلاف ما أجمع عليه المسلمون، من لدن الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم، إلى يومنا هذا، فإنهم يعتقدون بوجوب الإيمان بما دلت عليه نصوص أسماء الله وصفاته من المعاني من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسمائه وآياته، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه؛ لأنه لا سميّ له، ولا كفو له، ولا ندّ له، قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: (آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله بوما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله). وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى، (نؤمن بها ونصدق ولا نرد شيئاً، ونعلم أن ما جاء به الرسول r حق وصدق، ولا نرد على رسول الله r ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه).
5 ــ ومن عقائدهم الباطلة: نفي علو الله سبحانه على خلقه [6].
وعقيدة المسلمين التي دلت عليها آيات القرآن القطعية، والأحاديث النبوية، والفطرة السوية، والعقول الصريحة: أن الله جل جلاله، عالٍ على خلقه، مستوٍ عل عرشه، لا يخفى عليه من أور عباده. قال الله تعالى:} ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ {[سورة الأعراف، الآية 54، ويونس الآية3، والرعد الآية 2، والفرقان الآية 59، والسجدة الآية4، والحديد الآية 4]، في سبعة مواضع في كتابه، وقال جل شأنه:} إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ {[سورة فاطر، الآية 10]، وقال جل وعلا:} وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ {[سورة البقرة، الآية 255]، وقال عز وجل:} سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى {[سورة الأعلى، الآية 1]، وقال جل جلاله:} وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/494)
مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ 49 يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {[سورة النحل، الآيتان 49،50]، وغيرها من الآيات الكريمات. وثبت عن النبي r من الأحاديث الصحاح الشيء الكثير، ومنها: قصة المعراج المتواترة، وتجاوز النبي r السماوات سماء سماء، حتى انتهى إلى ربه تعالى، فقربه وأدناه، وفرض عليه الصلوات خمسين صلاة، فلم يزل يتردد بين موسى عليه السلام وبين ربه تبارك وتعالى، ينزل من عند ربه إلى عند موسى، فيسأله كم فرض عليه؟ فيخبره فيقول: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فيصعد إلى ربه فيسأله التخفيف.
ومنه ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: " لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي"، وثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي r قال: "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء"، وفي صحيح ابن خزيمة وسنن أبي داود أن النبي r قال: "العرش فوق الماء، والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه"، وفي صحيح مسلم وغيره في قصة الجارية، أن النبي r قال لها: "أين الله؟ " قالت: في السماء، قال: "من أنا؟ " قالت: أنت رسول الله، قال: "أعتقها فإنها مؤمنة".
وعلى هذه العقيدة النقية درج المسلمون: الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان إلى يومنا هذا والحمد لله. ولعظم هذه المسألة وكثرة دلائلها التي تزيد على ألف دليل أفردها أهل العلم بالتصنيف، كالحافظ أبي عبد الله الذهبي في كتابه: (العلو للعلي الغفار)، والحافظ ابن القيم في كتابه: (اجتماع الجيوش الإسلامية).
6 ــ أنهم يتكلمون في بعض أصحاب النبي r بما لا يليق. [7]
ومن ذلك تصريحهم بتفسيق معاوية رضي الله عنه، وهم بذلك يشابهون الرافضة – قبحهم الله – والواجب على المسلمين الإمساك عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وحفظ ألسنتهم مع اعتقاد فضلهم، ومزية صحبتهم لرسول الله r، وقد ثبت عن النبي r أنه قال: "لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه" رواه البخاري ومسلم. ويقول جل وعلا:} وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {[سورة الحشر، الآية10]، وهذا الاعتقاد السليم نحو أصحاب النبي r هو اعتقاد أهل السنة والجماعة على مر القرون، قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة: (ونحب أصحاب رسول الله r، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان).
رابعاً: ومما يؤخذ على هذه الجماعة ظاهرة الشذوذ في فتاويها، ومصادمتها للنصوص الشرعية من قرآن أو سنة، ومن أمثلة ذلك:
إباحتها القمار مع الكفار لسلب أموالهم، وتجويزهم سرقة زروعهم، وحيواناتهم، بشرط أن لا تؤدي السرقة إلى فتنة، وتجويزهم تعاطي الربا مع الكفار، وجواز تعامل المحتاج بأوراق اليانصيب المحرمة، ومن مخالفاتهم الصريحة أيضاً: تجويزهم النظر إلى المرأة الأجنبية في المرآة، أو على الشاشة ولو بشهوة، وأن استدامة النظر إلى المرأة الأجنبية ليس حراماً [8]، وأن نظر الرجل إلى شيء من بدن المرأة التي لا تحل له ليس بحرام [9]، وأن خروج المرأة متزينة متعطرة مع عدم قصدها استمالة الرجال إليها ليس بحرام [10]، وإباحة الاختلاط بين الرجال والنساء [11]، إلى غيرها من تلك الفتاوى الشاذة الخرقاء، التي فيها مناقضة للشريعة، وعدُّ ما هو من كبائر الذنوب من الأمور الجائزات المباحات. نسأل الله العافية من أسباب سخطه وعقوبته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/495)
خامساً: ومن أساليبهم الوقحة للتنفير من علماء الأمة الراسخين، والإقبال على كتبهم، والاعتماد على نقولهم – سبهم وتقليلهم والحط من أقدارهم، بل وتفكيرهم، وعلى رأس هؤلاء العلماء: الإمام المجدد شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام بن تيمية – رحمه الله تعالى – حتى إن المدعو: عبد الله الحبشي ألّف كتاباً خاصاً في هذا الإمام المصلح، نسبه فيه إلى الضلال والغواية، وقوَّله ما لم يقله، وافترى عليه، فالله حسيبه، وعند الله تجتمع الخصوم.
ومن ذلك أيضاً طعنهم في الإمام المجدد، الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – ودعوته الإصلاحية التي قام بها في قلب جزيرة العرب، فدعا الناس إلى توحيد الله تعالى ونبذ الإشراك به سبحانه، وإلى تعظيم نصوص القرآن والسنة والعمل بها، وإقامة السنن وإماتة البدع، فأحيا الله به ما اندرس من معالم الدين، وأمات به ما شاء من البدع والمحدثات، وانتشرت آثار هذه الدعوة – بفضل الله ومنته – في جميع أقطار العالم الإسلامي، وهدى الله بها كثيراً من الناس، فما كان من هذه الجماعة الضالة إلا أن صوبوا سهامهم نحو هذه الدعوة السنية ومن قام بها، فلفقوا الأكاذيب وروجوا الشبهات، وجحدوا ما فيها من الدعوة الصريحة إلى الكتاب والسنة، فعلوا ذلك كله تنفيراً للناس من الحق، وقصداً للصد عن سواء السبيل، عياذاً بالله من ذلك.
ولا شك أن بغض هذه الجماعة لهؤلاء الصفوة المباركة من علماء الأمة دليل على ما تنطوي عليه قلوبهم من الغل والحقد على كل داع إلى توحيد الله تعالى، والمتمسك بما كان علي أهل القرون المفضلة من الاعتقاد والعمل، وأنهم بمعزل عن حقيقة الإسلام وجوهره.
سادساً: وبناء على ما سبق ذكره وغيره مما لم يذكر؛ فإن اللجنة تقرر ما يلي:
1 - أن جماعة الأحباش فرقة ضالة، خارجة عن جماعة المسلمين (أهل السنة والجماعة)، وأن الواجب عليهم الرجوع إلى الحق الذي كان عليه الصحابة والتابعون في جميع أبواب الدين في العمل والاعتقاد، وذلك خير لهم وأبقى.
2 - لا يجوز الاعتماد على فتوى هذه الجماعة؛ لأنهم يستبيحون التدين بأقوال شاذة، بل ومخالفة لنصوص القرآن والسنة، ويعتمدون الأقوال البعيدة الفاسدة لبعض النصوص الشرعية، وكل ذلك يطرح الثقة بفتاويهم والاعتماد عليها من عموم المسلمين.
3 - عدم الثقة بكلامهم على كل مكان الحذر والتحذير من هذه الجماعة الضالة، ومن الوقوع في حبائها تحت أي اسم أو شعار، واحتساب النصح لأتباعها والمخدوعين بها، وبيان فساد أفكارها وعقائدها.
واللجنة إذ تقرر ذلك وتبينه للناس تسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنب المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يهدي ضال المسلمين، وأن يصلح أحوالهم، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم، وأن يكفي المسلمين شرورهم، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب الرئيس الرئيس
بكر أبو زيد صالح الفوزان عبد العزيز آل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
--------------------------------------------------------------------------------
[1] انظر مثلاً: (الدليل القويم على الصراط المستقيم) تأليف: عبد الله الحبشي ص: 7،9،10.
[2] انظر مثلاً: (بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب) تأليف: عبد الله الحبشي ص: 8، و (صريح البيان في الرد على من خالف القرآن فأنكر كفر ساب النبي) للحبشي ص:57.
[3] انظر مثلاً: (الدليل القويم) ص:173، و (صريح البيان)، ص:62، و (المقالات السّنّيّة في كشف ضلالات أحمد بن تيمية) ص:46، وص:56 من الطبعة الأخرى، وهي من تأليف: عبد الله الحبشي.
[4] انظر مثلاً: (بغية الطالب) ص:8، و (صريح البيان) ص:57، تأليف: الحبشي.
[5] انظر مثلاً (إظهار العقيدة السنية بشرح العقيدة الطحاوية)، تأليف: عبد الله الحبشي، ص:58 وما بعدها.
[6] انظر مثلاً: (إظهار العقيدة السنية بشرح العقيدة الطحاوية) تأليف: عبد الله الحبشي، ص/121، و (الدليل القويم) للحبشي أيضاً، ص:157، و (معرفة الإسراء والمعراج) للحبشي كذلك، ص:14.
[7] انظر مثلاً: (صريح البيان) للحبشي، من ص:86 إلى ص:116.
[8] انظر مثلاً: (بغية الطالب) للحبشي، ص:224.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/496)
[9] انظر مثلاً: (بغية الطالب) للحبشي، ص:288.
[10] انظر مثلاً: (بغية الطالب) للحبشي، ص:351.
[11] انظر مثلاً: (صريح البيان) للحبشي، ص:178،179.
منقوول من موقع مكافحة الاحباش
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 10:45 م]ـ
تكريم الاحباش للكفار
مقالات
نماذج من تكريم الكفار ونذكر مجموعة من الاحتفالات التي أقامتها هذه الجمعية باعتراف مجلتهم: ? أقامت جمعية المشاريع [منار الهدى (!) عدد 4 السنة 1993 ص 37 - 38] حفلة في قصر فرساي حضره أغوب جوخارديان ووزير الثقافة ميشال ادة الذي ألقى كلمة قال فيها "إن بث الخير بين الناس والعمل بتقوى الله، وأداء الواجب وتجنب المحرمات هي قيم ترسخها جمعية المشاريع" وأضاف إده "دور جمعية المشاريع ليس في بناء الإنسان فحسب، بل في إبراز الدور الطليعي للثقافة العربية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً". وقال ميشال اده "والله أنا أعرف جمعية المشاريع جيداً وأتابعكم منذ زمان ورغم أن هناك جمعيات كثيرة لكن أنتم نشيطون جداً وأنا أسمع عن سماحة الشيخ نزار حلبي وهو رجل محترم جداً والله يوفقه" [منار الهدى (!) عدد 5 ص33]. وقال خاتشيك بابيكيان "إذا كانت الجمعية حققت ما حققت فيكون الفضل دائماً للرئيس، فهنيئاً للشيخ نزار حلبي بما عمل وما يبذل في سبيل لبنان وشعبه" [منار الهدى (!) عدد 5 ص33]. وقال النائب بيار حلو "إن الدور الذي تضطلع به جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية هو دور أساسي" [منار الهدى (!) عدد 5 ص33]. وأنا أسأل ما هو الدور الأساسي الذي تضطلع به هذه الجمعية في نظر نصراني لا يمت إلى الإسلام بصلة! وما سبب إعجابه بهذا النشاط؟! لا شك أن الأحباش لن تجمعهم بالنصارى وحدة الدين وإنما تجمعهم راية العروبة ولبنان العربي وهو ما يريد العلمانيون به أن يكون بديلاً عن الإسلام. لأن النصارى والمسلمين لن يجتمعوا وين يلتقوا على شعار الدين وإنما سيتفرقون بسببه. فلا حل إلا بشعارات العروبة العلمانية. وشعار ((وحدة المصير العربي)) ولذا فلا وصف أصدق في جمعية المشاريع إلا هذا الوصف ((جمعية أنصار العلمانية)). ? وفي السنة 1994 أقامت الجمعية احتفالاً مماثلاً [منار الهدى (!) عدد 17 ص 41] دُعي فيه عدد من الشخصيات السياسية النصرانية برعاية ميشال إده وزير الثقافة اللبناني وألقى كلمة في الحفل قال فيها "تطيب لي مشاركتكم في هذا الاحتفال الذي تقيمه جمعية المشاريع الإسلامية. . . وأتمنى لها المزيد من التقدم على طريق تعزيز الحوار والتفاعل مع كل شبابنا اللبناني". ? وقام مندوب جمعية المشاريع في البقاع أسامة السيد بزيارة إلى إيلي فرزلي نائب مجلس النواب بهدف تمتين الجبهة الداخلية وتوحيد الجهود [منار الهدى (!) عدد 13 ص 56]. ولعلك تسأل ما هي الجبهة الداخلية التي يجتمع لتمتينها مع سياسي نصراني؟ وكذلك زار الطربلسي والحلبي نبيه بري للهدف نفسه [مجلة منار الهدى (!) عدد (10) ص6]. ? وفي مقابلة مع نائب الأحباش عدنان الطرابلسي اعترف بأن الأحباش قد أعطوا أصواتهم للمسيحيين أثناء انتخابات لبنان كما أن المسيحييين بادلوهم هذه المودة فأعطو 16000 صوتاً من أصواتهم لطه ناجي مرشح الأحباش في الشمال لكنه فشل في الانتخابات [مجلة الأفكار عدد 531 صفحة 13]. ? وبمناسبة افتتاح مدرسة الثقافة الحبشية استضافت الجمعية: جان عبيد، سليم حبيب اسطفان الدويهي نائلة معوض (زوجة زينيه معوض) وغيرهم من النصارى [منار الهدى (!) عدد 6 ص 58] ليباركوا لها عملها (الإسلامي)!. ? وفي 15 حزيران 1993 أقامت جمعية المشاريع حفلة في فندق كارلتون بمناسبة مرور 132 سنة على تأسيس الشرطة برعاية وزير الداخلية بشارة مرهج (نصراني) حضرها كثير من شخصيات النصارى منهم: يوسف المعلوف نسيب لحود هاغوب جوخدريان حبيب حكيم. ? وفي مناسبة افتتاح معرض جمعية المشاريع للأشغال [منار الهدى (!) عدد 6 ص 59] كانت زوجة نبيه بري (رئيس مجلس النواب – شيعي) راعية المعرض التي أشادت بجهود جمعية المشاريع. واستضيفت نساء وزوجات شخصيات نصرانية منهن: عقيلات كل من جان عبيد فايز غصن نايلة معوض. ? كما افتتحت جمعية المشاريع معرضاً آخر، وكان هذه المرة برعاية عقيلة وزير الثقافة ميشال سماحة (السيدة) غلاديميس سماحة. وكان حفلاً كبيراً قالت فيه "إني أرى بعيني ما سمعته عن أعمالكم المزدهرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/497)
في خدمة متمعنا ووطننا، أطلب من الله أن يشد أزركم ويكثر من أمثالكم في لبناننا الحبيب [منار الهدى (!) عدد 16 ص 37 وأدعو القراء إلى البحث عن هذا العدد والاطلاع على ما فيه من تزلف أهل الكفر والتودد إليهم]. ? وبمناسبة مرور خمسين عاماً على عيد الاستقلال أقامت الجمعية حفلاً برعاية سليمان فرنجية وزوجته ماريان فرنجية وتخلل الحفل النائب اسطفان الدويهي ومجموعة من الشخصيات النصرانية [منار الهدى (!) عدد 15 ص 35]. ? وحتى الإفطارات الرمضانية يستضيفون فيها النصارى وقساوستهم وكأن النصارى يصومون رمضان ففي منتجع الناعورة أقامت جمعيتهم حفل إفطار حضره المطران بندلي والمقدم سركيس تادروس ونايلة معوض. وتخلل هذا الحفل (كالعادة) تعريض وطعن بالجماعات الأخرى التي يسميها الإحباش (إرهابية متطرفة). ? وفي 12 آذار 1993 أقامت الجمعية حفل إفطار أخر حضره النواب: إيلي فرزلي، نقولا فتوش جورج قصرحي جوزيف سمعان روبير غانم خليل الهراوي إيلي سكاف [منار الهدى (!) عدد 7 ص 67]. وبالطبع لم يكونوا صائمين. ? وفي أقليم الخروب أقاموا حفلاً بمناسبة المولد استضافوا فيه المطران حلو والنائب انطوان كسرجيان [منار الهدى (!) عدد 12 ص 35 - 39]. ? وتعرض سمير القاضي لحادث إطلاق النار فسارع المطران الياس نجمة وجان عبيد وسليمان فرنجية ونائلة معوض وإيلي فرزلي وخليل هراوي لزيارته والاطمئنان على صحته [منار الهدى (!) عدد 2 ص59 ويلاحظ تواجد أصحاب هذه الأسماء الدائم النصرانية عند الأحباش لكل مناسبة]. ? وقام نائب الأحباش مع وفد من جمعية المشاريع بزيارة وليد جنبلاط، وأبدى هذا الأخير تقديره لنشاطات جمعية المشاريع، وأثنى على جهودها ثم تبرع تبرعاً عينياً بمبلغ 35000 ألف دولار لإقامة مدرسة تابعة للأحباش [منار الهدى (!) عدد 16 ص8]. ? وأرسلت جمعية المشاريع وفداً تابعاً لها في مدينة استراليا إلى المطار لاستقبال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (شيعي) ثم أعدت له حفلاً تكريمياً كبيراً في مركزها في مدينة سيدني غير أنه اعتذر عن حضور الحفل الذي أقاموه تكريماً له [منار الهدى (!) عدد 13 ص 58 - 59]. ? وأحيل إلى بعض مواقفهم المخزية في مجلتهم. العدد (1) 31، 32، 33، 34. العدد (2) 16، 32، 33، 34، 65، 66. العدد (9) 7، 14، 20، 21 45، 46. العدد (11) 6. العدد (13) 11، 56. العدد (14) 6، 12، 14، 15، 35، 36، 37، 38، 39، 48. العدد (16) 31، 36، 37، 38، 39، 40، 41، 42، 43، 44، 45. العدد (17) 16، 17، 58. العدد (18) 6، 20 – 25، 36 – 42، 50 – 52، 63. ولكن. . . كيف صدق النصارى وغيرهم أن هذه الجماعة تتسم بالاعتدال والمرونة وقد أفتى شيخهم بجواز سرقة جاره إن كان نصرانياً أو يهودياً. فقد سئل الحبشي عن ما يلي [شريط 3 وجه ب (709)]. "يا شيخنا: السرقة في الإسلام حرام. هل يجوز لنا أن نسرق أموال الكفار. فقال الحبشي الكفار أقسام منه الحربيون ومنهم الذميون ومنهم المعاهدون. فقال السائل: مهما كان: جار بلد. قرية كفار بجانب قرية مسلمين: يذهب بعض شباب المسلمين فيسرقون من أموالهم من بقر وغيره وزرع: حلال أو حرام؟ فقال الحبشي "إن كان ذلك يسبب فتنة فلا يجوز". أهل اعتزال لا اعتدال ولا يزالون يصفون أنفسهم بأنهم (أهل الاعتدال) حتى زعم رئيس تحرير مجلتهم أن السر في الأحباش أنهم معتدلون حتى الموت" [مجلة منار الهدى (!) عدد 12 ص4] والمسلمون لم يروا منهم إلا التحيز والإساءة والبطش حتى الموت. وهكذا كان (أهل الاعتزال) يصفون أنفسهم بـ (أهل العدل) ويجعلون من (العدل) أحد أصولهم الخمسة، تلبيساً على الخلق. لكن ذلك لم يغن عنهم شيئاً، كما لم يغن عنهم لعبهم على حبل السلاطين شيئاً، مكروا فمكر الله بهم وإذا بالسلطان يتغير ثم كانت نهايتهم. والأحباش اليوم على شبههم: فإنهم شبيهون بهم في موقفهم من أسماء الله وصفاته كما أوضحت ذلك بالدليل. شبيهون بهم في موقفهم من علماء السنة وأهل الحديث. شبيهون بهم في مواقفهم من السلاطين، واستغلال عصا السلطان في نشر عقائدهم الفاسدة وإيذاء المخالفين وإجبارهم على اعتناقها. تجملوا اليوم لهم ما شئتم وأقيموا لهم موائد الإفطار كما شئتم فإن رضاهم عنكم لن يغني شيئاً، كما أنكم لا تريدون بذلك وجه الله بل في ذلك سخطه عليكم لأنكم تتزلفون إلى غير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/498)
المسلمين. ولقد قال رسول الله ? "من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس. ومن أسخط الناس برضا الله رضي الله عليه وأرضى عنه الناس". لكن العصا ستنقلب يوماً عليهم، وسينقلب السحر على الساحر إن شاء الله. قال تعالى {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}. دعاة إلى الإسلام أم إلى العروبة!!! وإننا في الوقت الذين نعلم فيه سلبية هذه الفرقة الجديدة على المسيرة الإسلامية ((السنية)) في لبنان يلاحظ المراقب لهم أنهم في تصريحاتهم ومقابلاته يركزون على مادة "العروبة" والأمة العربية ولبنان العربي. - قال عدنان الطرابلسي النائب عن الأحباش في البرلمان (مجلة الشراع 7/ 9/1992) "لا مانع من أن يكون هناك صلح مع إسرائيل ولكن المطلوب أن يكون لنا "كشعب عربي" حقوق نطالب فيها ضمن "الإجماع العربي" وأنا بدون تحفظ مع هذا الإجماع، وأنا مع الكتلة العربية كاملة: يهمنا المصلحة العربية العامة الشاملة" (مجلة الأفكار 62/ 9/1992). - وقال حسام قراقير نائب رئيس جمعية المشاريع في مقابلة أجرتها معه جريدة السفير (19/ 10/1992) "نحن مع الإجماع العربي" فإذا ما حصل "إجماع عربي" على إنهاء الحرب مع اليهود فنحن مع هذا الإجماع". - وقال نزار الحلبي "وصل مرشحنا الدكتور عدنان طرابلسي بالرعاية والعناية الإلهية ليرفع في البرلمان مع الأخوة الوطنيين الطيبين هوية لبنان العربي". *فماذا وراء الدعوة إلى العروبة ومن وراءها؟ ولماذا تكلف جمعية إسلامية نفسها حمل هذه الشعارات وتمثيل أبنائها في البرلمان؟ ومن هم الإخوة الوطنيون الشرفاء من أبناء الوطن؟! ? إننا لسنا ضد العروبة فنحن عرب وكتاب ربنا نزل باللغة العربية ونبيا ? عربي، غير أننا نرفض هذه الشعارات الاستهلاكية الكاذبة يرفعها حتى النصارى وغيرهم من غير المسلمين والتي ما أغنت عنا شيئاً، وإنما رُفِعَت لتكون بديلاً عن الهوية الإسلامية وشعار الإسلام. والتي يروج له ويدندن حولها أناس زعموا أن منطلقاتهم إسلامية. ? فالشعب العربي مئة مليون بينهم 15 مليون نصراني، أما الأمة الإسلامية فإنها تقارب المليارين، يشكل العرب نسبة 5% منهم فقط. إنها شعارات كاذبة أشغلت المغفلين عن الاهتمام برقع شعار لا إله إلا الله. إنها حق يراد به باطل. إنهم يريدون من المسلم أن يفتخر بأي شيء، أن يتبنى أي شعار: إلا شعار الإسلام. ? إنه شعار طُرح ليكون بديلاً عن شعار الإسلام. إنه شعار يجرح إخواننا المسلمين من غير العرب الذين يربطنا بهم رباط الأخوة في الدين قبل كل شيء. ? ثم لماذا هذا الحرص على ترداد شعارات الصلح مع اليهود؟ لماذا لا يحرصون على رفع شعار الحرص مع الحركات الإسلامية التي يسمونها "أصوليين"؟! أليسوا أولى بالصلح ولين الجانب من "الأصوليين" اليهود الذين شيدوا بناء دولتهم على مبادئ التوراة والتلمود، والتي عزلوا عنها العلمانيي، وهاهم اليوم يسعون لطرد وزيرة في الحكومة لاكتشافهم توجهاتها العلمانية. أيليق بنا بعد هذا الموقف اليهودي من العلمانية أن ندافع نحن عنهم؟! ? إن وراء هذه الفرقة جهات تمدها بالدعم وتدفعها نحو عالم السياسة لما رأت فيها من تيار يعادي المسلمين باسم الإسلام ويتربص بالدعاة ويتعرض لهم بالأذى بدعوى محاربة الأصولية ويعلن الاستعداد للصلح مع اليهود. وما زالوا يتهيأون للقيام بدور ما أعظم مما فعلوه حتى الآن. هذا ما أردت بيانه عن هذه الطائفة. ومن أراد التفصيل والتوسع فليرجع إلى كتابي (بين أهل السنة وأهل الفتنة) وكتابي (شبهات أهل الفتنة وأجوبة أهل السنة) وكتابي (الرد على عبد الله الحبشي) وكتاب (الرفاعية) فقد كشفت في هذه الكتب بالتفصيل عن حقيقة الدور الذي يلعبه الحبشي في فتنة المسلمين عن السنة ومعاداتهم لأهلها وركوبهم البدع في الدين وإيقاعهم في شتى أنواع الانحرافات
منقوول من موقع مكافحة الاحباش
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 10:47 م]ـ
الأحباش لعبة ومكيدة شيعية ضد عقيدة أهل السنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/499)
الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين: أما بعد: فإن المراقب لنشأة الأحباش يعلم أن انطلاقتهم بدأت منذ أن تمكن الباطنيون الرافضة من لبنان. ومنذ نشأتهم بدأوا يطلقون شعارات عقائدية لا تجدها من كلام سلف الأمة مما سوف تقأه. بل إنهم يخالفون صريح كلام الأئمة ويعتبرونه من كلام المشبهة الحشوية. كقول الإمام أحمد أن الله يتكلم بصوت (فتح الباري13/ 460). ومع ذلك يجعل الحبشي معتقد ذلك بأنه من المشبهة الحشوية (إظهار العقيدة السنية ص69). وكما صرح الأوزاعي قائلا «قال الحافظ في الفتح "وروى البيهقي بسند جيد عن الأوزاعي أنه قال: كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله على عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته"» (فتح الباري13/ 406). بينما من أصول الكفر عند الأحباش اعتقاد أن الله في السماء (الدليل القويم 157 وكتاب معرفة الإسراء والمعراج 14.). وبعد هذين المثالين اللذين ضربتهما لك أورد بعضا من الأقوال التي يحفظونها للناس في المساجد بطريقة تؤكد أنهم يخدمون العقيدة الباطنية التي يريد الرافضة نشرها بين أوساط السنة استدراجا لهم إلى مرحلة أخرى في الغزو العقائدي الباطني لطائفة السنة على صعيد لبنان بل على صعيد بلاد السنة كلها. وهذا ما يفسر هذا الدعم اللامحدود لجمعية تدعي أنها اكتسبت المال من صدقات الحلي التي تقدمها بعض النساء. هل ينطلي هذا الكذب على مراقب هذه الجمعية التي خرجت بمئات الملايين في حالة كان فيها الناس على أفقر حال بعد الخروج من حالة الحرب التي عاشها لبنان؟ والآن لنأتي بالأمثلة على الألفاظ العقائدية التي يروج لها الأحباش في دروسهم ومنابرهم ويطلبوا من آلاف الحاضرين أن يكرروها: 1 – لو كان على شيء لكان محمولا أو في شيء لكان محصورا قال الحبشي «قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: من زعم أن الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك. إذ لو كان على شيء لكان محمولاً ولو كان في شيء لكان محصوراً، ولو كان من شيء لكان محدثاً (أي مخلوقاً) [منار الهدى (!) عدد 5 ص 56]. المصدر من الرافضة بنفس اللفظ مكذوبا على جعفر الصادق التوحيد للصدوق ص178 2 - من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود قال الحبشي «قال علي عليه السلام: من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود» (منار الهدى عدد 7 ص 37). (وجدت الرواية في حلية الأولياء1/ 73) وصرح أبو نعيم بغرابة سندها. المصدر من الرافضة التوحيد للصدوق 79 بحار الأنوار4/ 295 نور البراهين1/ 217 لنعمة الله الجزائري. (جواهر المطالب في مناقب الإمام علي1/ 340). 3 - خلق العرش إظهارا لقدرته وقال الحبشي «قال الإمام علي عليه السلام: «إن الله خلق العرش إظهاراً لقدرته لا ليجلس عليه» (مجلة منار الهدى عدد 5 ص 37). المصدر من الرافضة الاحتجاج للطبرسي (2/ 195). 4 - سبحانك لا يحويك مكان قال الحبشي: قال الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في الصحيفة السجادية المنقولة بالإسناد المتصل إلى أهل البيت «سبحانك لا إله إلا أنت لا يحويك مكان» (منار الهدى عدد 5 ص 30). الجواب: أين هذا الإسناد المتصل؟ هذه كلمة رنانة يطلقها الأحباش بين أوساط العامة فيظن الناس صحة سند الصحيفة السجادية وهي رواية رافضية لا سند لها. فكيف صار إسنادها متصلا؟ المصدر من الرافضة (الصحيفة السجادية 246 مناسك الحج للكلبايكاني277 وبالأصل الفارسي513 مناسك الحج لمحمد الروحاني289 مناسك الحج 304 علي السيستاني مناسك حج فارسي 231 محمد تقي بهجت الأمالي للصدوق554 وسائل الشيعة للحر العاملي16/ 162 مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي صاحب كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب9/ 352 مسند الرضا133 أوائل المقالات للشيخ المفيد180 المسائل العكبرية للمفيد 79 والإرشاد للمفيد أيضا 1/ 224 الأمالي للطوسي 684 الاحتجاج للطبرسي1/ 313 حلية الأبرار 2/ 274 لهاشم البحراني مدينة المعاجز1/ 114 لهاشم البحراني بحار الأنوار 3/ 310 و41/ 44 و74/ 373 و101/ 205 شجرة طوبى للحائري 2/ 267 مستدرك سفينة البحار للنمازي 3/ 88 تفسير التبيان للطوسي 8/ 146). 5 - لا يقال عن الله أين بحار الأنوار 54/ 232 ثم قالها من قالها ممن تأثر بمنهج الإعتزال في العقيدة الذي استقر عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/500)
الرافضة بعد أن كانوا مجسمة على عقيدة هشام بن سالم الجواليقي وهشام بن الحكم. وهو مخالف لصريح قول النبي ? للجارية أين الله (رواه مسلم). فانظر إلى تطاول أدعياء محبة النبي ? عليه وهم ينهونه عن أن يقول ما يخالف عقيدة أرسطو وأفلاطون. 6 – كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان نقل العجلوني عن القاري أن «عبارة (وهو الآن على ما عليه كان) هذه الزيادة من كلام الصوفية ويشبه أن يكون من من مفتريات الوجودية القائلين بالعينية. وقد نص ابن تيمية كالحافظ ابن حجر على وضعها» (كشف الخفاء 2/ 130). ثم يأتي الكذاب صاحب كتاب التوفيق الرباني ويزعم أن هذا قول علماء أهل السنة. (166). وقد قال الحافظ ابن حجر «قال الحافظ ابن حجر في الفتح " هذا الرواية لا توجد في شيء من كتب الحديث " مؤكداً على أن " العلامة ابن تيمية - على حد قوله - نص على ذلك " (فتح الباري6/ 289). وهذا يستفاد منه تعظيم الحافظ ابن حجر لابن تيمية واحتجاجه به. وكذلك اعترافه بأن هذه العبارة لا وجود في كتب الحديث السنية. غير أنها موجودة في كتب الشيعة. (رواه الكليني في الكافي1/ 90 و442). الله تعالى لا يوصف بمكان ولا يجري عليه زمان (التوحيد للصدوق175 بحار الأنوار للمجلسي 3/ 315 18/ 348 و54/ 285 نور البراهين 1/ 430 نعمة الله الجزائري ميزان الحكمة 3/ 1925 لمحمد الريشهري). ليس بمحدود فيحد تفسير الميزان 8/ 365 للطباطبائي شرح أصول الكافي للمولى محمد صالح المازندراني3/ 31 و75 من وصف الله فقد حده ومن حده فقد عده الرسالة السعدية للحلي (ص 52) نهج البلاغة ص 40 الكافي للكليني 1/ 140 التوحيد للصدوق 57 شرح أصول الكافي للمازندراني4/ 179 الغارات للثقفي1/ 172 الاحتجاج للطبرسي1/ 296 بحار الأنوار4/ 247 مسند الإمام الرضا1/ 23 تفسير القمي1/ 26. موجود بلا مكان التوحيد للصدوق78 و311 شرح أصول الكافي للمازندراني3/ 115 و4/ 79 بحار الأنوار38/ 132 نور البراهين1/ 216 الله بلا مكان (بحار الأنوار37/ 257 و38/ 133 التوافق الشيعي الباطني الأشعري في تأويل الصفات إن الدراسة المقارنة للفرق مهمة جداً، بها تظهر مضاهأة الفرق المتأخرة للمتقدمة. وقد وصف الله النصارى الذين جعلوا له الولد أنهم {يُضَاهئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ}. وإليك طائفة من تأويلات الشيعة والباطنية الإسماعيلية التي لم يقل السلف في تفسيرهم للصفات شيئاً منها: هذه العناوين العريضة في العقيدة والتي يلقنونها للناس تلقينا كما يجري في مساجد الأحباش ومدارسهم لا نجد أحدا من سلف الأئمة قد تفوه بها، وإنما هي عند الرافضة. فما هو التفسير الطبيعي لهذه الظاهرة؟ لا يوجد أي تفسير آخر غير التأكيد أن الأحباش لعبة شيعية وفخ باطني منصوب لأهل السنة في لبنان. والقرينة الكبرى على ذلك أن الأحباش لم تقم لهم قائمة إلا مع قيام الباطنيين وتمكنهم من لبنان. ولا يزالون حتى الساعة يعيش مجدا ويلقون سندا ودعما ويعاني منهم قهرا وتهديدا وعنجهية وتكفيرا في ظل التسلط الباطني. وبهذا تستطيع أن تتعرف على المهمة الحبشية التي من أجلها أنشئوا وهي بث تعاليم الرفض تدريجيا بين أوساط السنة في لبنان تمهيدا للمراحل القادمة التي تقضي خطتهم بإنهاء التواجد السني في لبنان وجعل الناس فيه إما باطنيين وإما نصارى. التأويل عند الشيعة قال أبو علي الطبرسي في مجمع البيان {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} أي عذاب من في السماء سلطانه ... لابد أن يكون هذا معناه لاستحالة أن يكون الله في مكان أو جهة، وقيل {مَّن فِي السَّمَاء} أي الملك الموكل بعذاب العصاة» (مجمع البيان في تفسير القرآن ج 29/ 14 مكتبة الحياة بيروت). وقال الطوسي الشيعي " ولا يجوز أن يكون تعالى في جهة» (الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد 73). وفي كتاب الميزان في تفسير القرآن لمحمد حسين الطباطبائي وجوامع الجامع للطبرسي {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} أي القدرة» (الميزان في تفسير القرآن 6/ 33 ط: مؤسسة الأعلمي بيروت جوامع الجامع في تفسير القرآن المجيد 2/ 431 للفضل بن الحسن الطبرسي ط: دار الأضواء). وفي مجمع البيان للطبرسي {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} " يمكن أن يكون المراد بالنعمة، وقيل إن المراد باليدين: القوة " (مجمع البيان 6/ 147 مكتبة الحياة بيروت.) وقال الشريف الرضي صاحب نهج
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/1)
البلاغة " وهذه استعارة والمراد به المبالغة في وصف النعمة وليس يريد به الجارحتين" (تلخيص البيان في مجازات القرآن 133 تحقيق محمد عبد الغني حسن. ط: دار الأضواء بيروت). وقال الطبرسي " وقوله تعالى {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} قيل معناه خلقته بقدرتي" (مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي 23/ 132). وقال في قوله تعالى {وَجَاء رَبُّكَ} " أي أمر ربك» (مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي 30/ 133). وقال الشريف الرضي صاحب نهج البلاغة ? وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ? أي بقدرته، واليمين ههنا بمعنى الملك وليس اليمين التي هي الجارحة، وقد يعبرون عن القوة باليمين" (تلخيص البيان في مجازات القرآن 387). في كتاب الميزان في تفسير القرآن لمحمد حسين الطباطبائي {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} كناية عن استيلائه " (الميزان في تفسير القرآن 8/ 155). وقال أيضاً " هذه استعارة لأن حقيقة الاستواء إنما يوصف بها الأجسام التي تعلو البساط وتميل وتعتدل، والمراد بالاستواء ههنا الاستيلاء " (تلخيص البيان في مجازات القرآن 153 - 154). وقال الطوسي الشيعي " معناه استولى عليه كما قال الشاعر: استوى بشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراق (الإقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد 71 - 72) قال الشريف الرضى صاحب نهج البلاغة في كتابه تلخيص البيان في مجازات القرآن {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ} أي منازل العز ومراتب الفضل التي يخص بها عباده الصالحين وأولياءه المخلصين رفيعة الأقدار، فالدرجات المذكورة هي التي يرفع عباده إليها لا التي يرتفع هو بها: تعالى عن ذلك علواً كبيرا " (تلخيص البيان في مجازات القرآن 289). قواعد كلامية مشتركة قال محمد رضا المظفر في كتابه عقائد الإمامية بوجوب النظر والمعرفة في أصول الدين ولا يجوز تقليد الغير فيها (عقائد الإمامية محمد رضا المظفر 66 ط: دار الزهراء66) وقال محمد بن الحسن الطوسي " لا يمكن الوصول إلى الله إلا بالنظر ... ويحتاج الكلام في حدوثها - أي الأجسام - ثم بيان أن لها محدثاً يخالفها فيكون ذلك علماً بالله " (الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد ص 42 محمد بن الحسن الطوسي توفي 460 ط: د ار الأضواء: بيروت). وهذا شبيه بقول الماتريدية والأشاعرة أن أول الواجب على المكلف هو النظر وشهد الحافظ ابن حجر أنه مما تبقى عند الأشاعرة من مخلفات المعتزلة (أنظر الفتح 1/ 70) وقال الطوسي " إنا نعلم أن الجسم يكون على صفات من اجتماع وحركة، فيتغير إلى أن يصير مفترقاً وساكناً " (44). وقال محمد رضا المظفر " الله ليس بجسم ولا صورة وليس جوهراً ولا عرضاً ليس له ثقل أو خفة ولا حركة أو سكون ولا مكان ولا زمان ولا يشار إليه. ومن قال بأن له وجهاً وعيناً ويداً أو أنه ينزل إلى السماء الدنيا .. فإنه بمنزلة الكافر ... فإن أمثال هؤلاء المدعين جمدوا على ظواهر الألفاظ في القرآن الكريم أو الحديث، وأنكروا عقولهم وتركوها وراء ظهورهم، فلم يستطيعوا أن يتصرفوا بالظواهر حسبما يقتضيه النظر والدليل وقواعد الاستعارة والمجاز" (عقائد الإمامية 70). وقال " والله تعالى واحد من جميع الجهات لا تكثر في ذاته المقدسة ولا تركيب في حقيقة الواحد الصمد " (عقائد الإمامية 74). أضاف: " فمن وصفه فقد حده ومن حده فقد عده " " فاعل لا بمعنى الحركات والآلة " " البصير لا بتفريق آلة والسميع لا بأداة " " لا يتغير بحال ولا يتبدل بالأحوال " لا يحويه مكان " (نهج البلاغة 16 و 274 و 354) وقال الداعي الإسماعيلي ابن الوليد " المكان منفي عن الله ". " ومن قال: أين، فقد شبهه، ومن قال أين فقد بوّأه " (تاج العقائد ومعدن الفوائد 28 و 31). فهذا الداعي الإسماعيلي تجمعه مع الاشاعرة قواسم مشتركة منها نفى علو الله، وعن طريقهم يحاول الفكر الباطني الانسلال إلى عقيدة أهل السنة " وغزوها فكرياً!!! الحبشي يحتج بالرواة الشيعة للطعن في معاوية ومنهج الحبشي في روايات الاختلاف بين علي ومعاوية منهج حاطب ليل، يجمع من روايات الشيعة من غير تحقق ولا تثبت، ويأتي بروايات يستقيها من المسعودي صاحب مروج الذهب وهو شيعي جَلد [صريح البيان 93] قال الحافظ: «كُتبُه طافحة بأنه كان شيعيًا معتزليًا [لسان الميزان 4/ 256 - 258 ترجمة رقم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/2)
(5797) سير أعلام النبلاء 15/ 569 طبقات السبكي 3/ 456 وانظر أعيان الشيعة 41/ 198 وقد ترجموا له لأنه من شيعتهم] وذكر طعنه وأكاذيبه على الصحابة. ومع هذا فالحبشي لا يمانع من الأخذ عمن جمع بين التشيع والاعتزال. وفي صفحة (102) من كتابه يأتي بروايات شيعية مصدرها لوط بن يحي الكوفي (أبو مخنف) الشيعي الكذاب وفيها أن معاوية أوصى ولده أنه إذا أمسك بابن الزبير أن يقطّعه إربًا إربًا [صريح البيان 96، 97، 99، 100 و103]. وأنه ذاق حلاوة الدنيا وأراد المُلك والعلو في الأرض فتباكى على دم عثمان ولم يكن له سابقة في الإسلام يستحق بها طاعة الناس وليس في قلبه خشية لله ولا تقوى وأنه (معاوية) ملك جبار خدع أتباعه بقوله إمامُنا قُتِل مظلومًا ... الخ» [صريح البيان 102]. موقف نووي سني من معاوية وأما معاوية رضي الله عنه فهو من العدول الفضلاء والصحابة النجباء رضي الله عنه. وأما الحروب التي جرت فكانت لكل طائفة شبهة اعتقدت تصويب أنفسها بسببها وكلهم عدول رضي الله عنهم ومتأولون في حروبهم وغيرها، ولم يخرج شيء من ذلك أحداً منهم عن العدالة لأنهم مجتهدون اختلفوا في مسائل من محل الاجتهاد كما يختلف المجتهدون بعدهم في مسائل من الدماء وغيرها ولا يلزم من ذلك نقص أحد منهم (تحت حديث رقم 2381 بداية كتاب الفضائل وأما الشرح 15/ 149) وهو دائم الترضي عنه (انظر 7/ 168). وهو دائم الترضي عنه فيروي أحاديث لصحابة يرد فيها الترضي عن معاوية. (أنظر رياض الصالحين 658 و811 و1034 و1376 و1450 و1571 و1643 1783). فخذوه حيث حافظ عليه نص. ضابط التشيع عند المحدثين وكان يكفي لرمي الراوي بالتشيع عند المحدثين أن يطعن في معاوية ويسبّه ويخوض في الفتنة مع الخائضين. قال الذهبي في محمد بن عبد الله الأبار: «فيه تشيع» ومن أسباب ذلك أنه كان يطعن في معاوية وآله [سير أعلام النبلاء 23/ 336]. وقال عن (محمد بن يوسف ابن مسدي): «فيه بدعة وتشيع» لأنه كتب قصيدة طويلة ينال فيها من معاوية وذويه [تذكرة الحفاظ (1149)]. وتقدم دفاع السبكي عن الحاكم صاحب المستدرك تهمة التشيع بدعوى أنه «كان منحرفًا غاليًا عن معاوية وأهل بيته يتظاهر به ولا يعتذر منه» ثم عقب السبكي بقوله: «ولم يبلغنا أن الحاكم ينال من معاوية ولا يُظن فيه ذلك ... ومقام الحاكم أجلّ عندنا من ذلك» [طبقات السبكي محققة 4/ 163 أو غير محققة 3/ 68]. فانظروا كيف خلط الحبشي مذهبه من مخلفات الاعتزال والتشيع والتجهم وجمعه في قالب سماه زورًا (أهل السنة) فصدّقه المغفلون. أوجه أخرى من التشابه تأليه القبور قال أحد الروافض: «وأما الإجماع عند أصحابنا الإمامية من صدر الإسلام إلى هذا العصر فإنهم لم يزالوا مطبقين على استحسان مشاهد الأئمة وتعظيمها .. وأن تقبيل القبر بعد الموت كتقبيل اليد في الحياة» [كشف النقاب عن عقائد ابن عبد الوهاب ص 104 و118 لعلي نقي إبراهيم اللكنهوري ط: المطبعة الحيدرية بالنجف]. وانتقد الطباطبائي الوهابيين لقولهم: لا يجوز بناء القبور وتشييدها فقال: «وقالت الإمامية: يجوز بناء القبور للأنبياء والأولياء وتشييدها لأنه من باب تعظيم شعائر الله» [البراهين الجلية في رفع تشكيكات الوهابية ص 41 لمحمد حسن موسوي الطباطبائي]. وقال محسن الأمين العاملي الشيعي: «ومنع الوهابية تعظيم القبور وأصحابها والتبرك بها من لمس وتقبيل لها ولأعتاب مشاهدها وتمسح بها وطواف حولها» [كشف الارتياب عن أتباع محمد بن عبد الوهاب 429 ط: ابن زيدون دمشق 1346]. والأحباش ينادون بشدة بما ينادي به الروافض من الاستغاثة بأصحاب القبور واتخاذها مساجد. وطلب الحوائج منهم. مهدي الرفاعية والشيعة واحد وهو صاحب السرداب ولا ننسى أن المهمة التي ناضل من أجلها الأحباش هي إعادة نشر الطريقة الرفاعية ودعوة الناس بشدة على الدخول فيها. فيعتقد الرفاعية أن محمد بن الحسن العسكري (المهدي المنتظر عند الشيعة) هو الإمام الثاني عشر (الغائب) وأن أحمد الرفاعي هو الإمام الثالث عشر بعده [القواعد المرعية في أصول الطريقة الرفاعية 7 إرشاد المسلمين لطريقة شيخ المتقين 97 جامع كرامات الأولياء 1/ 237]. وقد نصت كتب الشيعة على أنه لا وجود لهذا الإمام المنتظر [الكافي الحجة 505 الإرشاد 339 والمقالات والفرق للقمي 102]. وأن الإمام الحادي عشر لم يُرزق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/3)
ولدًا، مما جعل أقاربه يقسّمون تَرِكَتَه بين أمه وأخيه جعفر [جلاء العيون 2/ 762]. فكيف حدثت موافقة الرفاعية لهذه النغمة الشيعية؟! اعترف بهاء الدين الرواس الرفاعي (من سلالة الشيخ أحمد الرفاعي) باعتقاد الرفاعيين بإمامة صاحب السرداب المنتظر وسماه باسمه [المهدي بن الحسن العسكري] [بوارق الحقائق 212 و النّجوم الزّاهرة 113]. فليس المهدي عندهم هو الذي أخبر عنه النبي ? أن اسمه يواطيء اسم نبينا ? وإنما مهديهم صاحب السرداب الذي في «سامرّاء» بالعراق. وهذه الموافقة الرفاعية للإمامية الإثني عشرية تمثل إحدى أوجه الشبه بين الفرقتين. وتؤكد ما نراه من أن المهمة الحبشية هي الدعاية إلى مذهب الرفض وتقريره بين أوساط السنة بأيدي أناس منتسبين للسنة ولا يتقون الله في هذه الأمة ولا يبالون أن تتشيع وإنما يلهثون وراء مصالحهم الخاصة. أبو طالب عند الرفاعية مؤمن الصيادي الرفاعي المعظم عند الأحباش كتب رسالة سماها (السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب) و (الكنز المطلسم) ذكر فيهما أن أهل البيت كلهم مطهرون وأنهم كلهم في الجنة. وأن أبوي النبي ? من أهل الجنة، وأن من رماهم بالنقص يكون مؤذياً لرسول الله ? وبالتالي يكون مقتحماً للكفر [ذخيرة المعاد في ذكر السادة بني الصياد 4 - 5 ط: مصطفى أفندي 1307 وانظر النجوم الزواهر 48 لأحمد الرجيبي الحسيني ط: دار الحرية بغداد سنة 1980]. ونقل عن الشيخ كمال الدين الحنفي أن من قال بأنهما في النار فهو ملعون. ولذلك إذا ذكر الصيادي أم النبي ? قال «رضي الله عنها» وإذا ذكر أباه وصفه ب* «المعظم» [ضوء الشمس 1/ 112]. وقد وافقه الشيعة فصنفوا رسائل عديدة في إيمان أبي طالب منها (مؤمن أهل البيت) للخنيزي و (إيمان أبي طالب) للمفيد و (شيخ الأبطح) للحر العاملي قال فيها: «إن الشيعة الإمامية يقولون بإسلام أبي طالب وأنه ستر ذلك عن قريش لمصلحة الإسلام» [الأعلام للزركلي 4/ 166]. وبهذا تعلم أن الأحباش أصحاب الطريقة الرفاعية يستدرجون المسلمين بعقائدهم نحو التشيع. اعتقادهم بكتاب الجفر الشيعي يؤمن الرفاعيون بكتاب الجفر المنسوب إلى علي وجعفر الصادق رضي الله عنهما وله قدسيته عند الرافضة وفيه كثير من الكذب عليهما، زعموا أن فيه كل ما هو كائن إلى يوم القيامة. وصرَّح بهاء الدين الرواس (من سلالة الرفاعي) أنه يعتقد ما في كتاب الجفر [بوارق الحقائق 78 و 177]. ولا يمكن للرفاعية التنصل من كتاب بوارق الحقائق وقلادة الجواهر. طقوسهم يوم عاشوراء ولهم طقوس موافقة للشيعة كإظهار الحزن يوم عاشوراء، ويبدأ منذ ذلك اليوم عندهم ما يسمى بالخلوة المحرمية يعتزلون فيها الناس ويمتنعون عن الطعام أسبوعًا ويقتصرون على اللوز والسكر [قلادة الجواهر 288 القواعد المرعية 15 و16 و26 تطبيق حكم الطريقة العلية للصيادي 318]. الصوفي يقول (كن) فيكون؟ والرفاعية يؤمنون أن الله يعطي أولياءه كلمة (كن) يتصرّفون بها في الكون وكأنه يصير بمقدورهم خلق ما يشاؤون أن يخلقوه. فقد ذكر الصيادي أن الشيخ أحمد الرفاعي قال: «وإذا صرّف الله تعالى الوليَّ في الكون المطلق: صار أمره بأمر الله تعالى: إذا قال للشيء كن فيكون» [قلادة الجواهر 73 و 145 المعارف المحمدية 47]. وقال: «إن الولي يحيي الموتى وأنه إذا قال للشيء "كن فيكون"» [قلادة الجواهر 73 و145 المعارف المحمدية 47 ـ 348)]. وزعم أنه جاء في بعض الكتب الإلهية أن الله تعالى قال: يا بني آدم أطيعوني أطعكم، وراقبوني أراقبكم، وأجعلكم تقولون للشيء: كن فيكون [قلادة الجواهر 147 طبقات الشعراني 1/ 142]. ونقل ابن حجر قول القرافي أن هذا قول شائع عند جهلة الصوفية وهذا كفر ويقتضي الشركة في الملك مع الله [الإعلام بقواطع الإسلام 97]. وكذلك الشيعي يقول كن فيكون وزعم الرافضة أيضا أن الله يقول في بعض (؟) كتبه «يا ابن آدم أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون» (بحار الأنوار90/ 376 مستدرك الوسائل11/ 258 نقله عن إرشاد القلوب للديلمي، عدة الداعي لاحمد بن فهد الحلي ص291 ط: مكتبة الوجداني. قم ميزان الحكمة لمحمد الريشهري3/ 1798 الفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم1/ 71). زاد بعضهم لفظ «عبدي أطعني أجعلك مثلي» (الجواهر السنية ص361 و363 شجرة طوبى 1/ 330 محمد مهدي الحائري هامش بحار الأنوار102/ 165 أبو طالب حامي الرسول ص185 لنجم الدين العسكري الفوائد الرجالية1/ 38). وفي رواية «تكن مثلي» (مستند الشيعة1/ 6 للنراقي الفوائد الرجالية1/ 39 للسيد بحر العلوم). زعم علي بن يونس العاملي أن رسول الله قال «إن لله عبادا أطاعوا الله فأطاعهم، يقولون بأمره للشيء كن فيكون» (الجواهر السنية ص361 للحر العاملي الصراط المستقيم1/ 169 علي بن يونس العاملي).
ـ[ابو محجن الحجناوي]ــــــــ[14 - 11 - 09, 06:39 م]ـ
أفضل كتاب على الاطلاق في معرفة هذه الفرقة الضالة المضلة معرفة تامة واضحة هو:
[فرقة الأحباش]
نشأتها - عقائدها - آثارها
تأليف
د. سعد بن علي الشهراني
طبعة دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
الطبعة الأولى 1423هـ
أصل هذا كتاب رسالة علمية تقدم بها المؤلف لنيل درجة الدكتوراه من قسم العقيدة بجامعة ام القرى بمكة المكرمة.(34/4)
لماذا يقال المسائل العقدية، ولا يقال العقائدية؟
ـ[القرشي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 09:15 م]ـ
لماذا يقال المسائل العقدية، ولا يقال العقائدية؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 04 - 06, 09:47 م]ـ
لأن الأصل في النسب إلى الجمع أن يرد إلى مفرده، ومفرد العقائد العقيدة، والنسب إلى فعيلة يكون علي فعلي، بفتح الأولي والثانية، كالنسبة إلى مدينة مدني، وكذا طبعي وبدهي من الطبيعة والبديهة، وإن كان مجمع اللغة أجاز طبيعيا وبديهيا، لكن لا يزال جماعة من أساتذتنا يرونها من لحن المثقفين.(34/5)
مسئلة جلوس النبي على العرش
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 04 - 06, 02:46 ص]ـ
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين،
لطالما حرت في تلك المسئلة عند شيخ الإسلام، هل ورد عن السلف بإسناد صحيح مثل ذلك، لا سيما وشيخ الإسلام ذكر ذلك بصيغة تقرير، من أن العلماء المرضيين والأولياء المقبولين حدثوا بذلك، وهل يصح ذلك إلى مجاهد؟
بعض الناس لما سألتهم قالوا لي أن ذلك مدسوس على شيخ الإسلام، فهل يصح ذلك؟
نرجو ممن عنده إفادة بذلك الشأن أن يتفضل مأجورا ـ إن شاء الله.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[09 - 04 - 06, 05:32 ص]ـ
الحمد لله
الأخ الكريم عمرو بسيوني
هذه المسألة ذكرها الكثير من أهل العلم
منهم
* الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 492):
قوله: (باب قوله: عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) .....
وقد تقدم في كتاب الزكاة أن المراد بالمقام المحمود أخذه بحلقة باب الجنة، وقيل إعطاؤه لواء الحمد، وقيل جلوسه على العرش أخرجه عبد بن حميد وغيره عن مجاهد، وقيل شفاعته رابع أربعة، ...
* وكذلك ذكرها القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (5/ 638):
في قوله تعالى: (عسى أن يبعثك ربُّك مقاماً محموداً)
فقال رحمه الله: اختلف في المقام المحمود على أربعة أقوال:
الأول: ...
الثاني: ..........
القول الثالث: ما حكاه الطبري عن فرقة، منها مجاهد، أنها قالت:المقام المحمود هو أن يجلس الله تعالى محمد،صلى الله عليه وآله وسلم، معه على كرسيه، وروت في ذلك حديثاً، وعَضََّدَ الطبري جواز ذلك بشططٍ من القول، وهو لا يخرج إلا على تلطُّف في المعنى، وفيه بُعد، ولا يُنكَر، مع ذلك أن يُروى، والعلم يتأوله، وذكر النقاش عن أبي داود السَّجستاني أنه قال: من أنكر هذا الحديث فهو عندنا مُتَّهَم، ما زال أهل العلم يتحدثون بهذا، ..
*وقال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (4/ 373):
فحقيقة ما أعده الله لأوليائه غيب عن الملائكة، وقد غيب عنهم أولاً حال آدم في النشأة الأولى وغيرها.
وفضل عباد الله الصالحين يبين فضل الواحد من نوعهم، فالواحد من نوعهم إذا ثبت فضلهم على جميع الأعيان والأشخاص، ثبت فضل نوعهم على جميع الأنواع؛ إذ من الممتنع ارتفاع شخص من أشخاص النوع المفضول إلى أن يفوق جميع الأشخاص والأنواع الفاضلة، فإن هذا تبديل الحقائق وقلب الأعيان عن صفاتها النفسية، لكن ربما فاق بعض أشخاص النوع الفاضل مع امتياز ذلك عليه بفضل نوعه وحقيقته، كما أن في بعض الخيل ما هو خير من بعض الخيل، ولا يكون خيرا من جميع الخيل.
إذا تبين هذا، فقد حدَّثَ العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون: أن محمداً رسول الله يجلسه ربه على العرش معه.
روى ذلك محمد بن فضيل، عن ليث، عن مجاهد فى تفسير: (عسى أن يبعثَك ربك مقاما محمودا) (الإسراء:79) وذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة وغير مرفوعة.
قال ابن جرير: وهذا ليس مناقضا لما استفاضت به الأحاديث من أن المقام المحمود هو الشفاعة، باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدعيه لا يقول: إن إجلاسه على العرش منكراً ـ وإنما أنكره بعض الجهمية ـ ولا ذكره في تفسير الآية منكر، وإذا ثبت فضل فاضلنا على فاضلهم ثبت فضل النوع على النوع ـ أعنى صالحنا عليهم.
وأما الذوات، فإن ذات آدم خلقها الله بيده، وخلقها الله على صورته ونفخ فيه من روحه، ولم يثبت هذا لشىء من الذوات، وهذا بحر يغرق فيه السابح لا يخوضه إلا كل مؤيد بنور الهداية وإلا وقع إما في تمثيل أو في تعطيل. فليكن ذو اللب على بصيرة أن وراء علمه مرماة بعيدة، وفوق كل ذي علم عليم وليوقن كل الإيقان بأن ما جاءت به الآثار النبوية حق ـ ظاهرا وباطنا ـ وإن قصر عنه عقله ولم يبلغه علمه (فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) (الذاريات:23) فلا تلِجَنَّ باب إنكار، ورد وإمساك وإغماض ـ رداً لظاهره وتعجبا من باطنه ـ حفظا لقواعدك التي كتبتها بقواك وضبطتها بأصولك التي عقلتك عن جَنَاب مولاك.
إياك مما يخالف المتقدمين من التنزيه وتَوَقّ التمثيل والتشبيه، ولعمرى إنَّ هذا هو الصراط المستقيم، الذي هو أحَدّ من السيف، وأدق من الشعر، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/6)
(من مبحث للعبد الفقير: أفضلية سيدنا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على جميع الخلائق).
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 04 - 06, 03:20 م]ـ
لكن هل يثبت ذلك إسناديا؟
خاصة أن ذلك قد يقال أن فيه غلوا من الذي لا يعرف عن السلفية وعن ابن تيمية خصيصا؟
لاسيما فى رواية (يجلسه معه علي العرش)!
في القلب منها شئ، لكن لو صحت سلمت بها ولله الحمد.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[09 - 04 - 06, 04:09 م]ـ
الكلام في المسألة عمومًا، وليس عن منهج شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - فقط.
قد ذكر محقق كتاب " السنة " للإمام أبي بكر أحمد بن محمد الخلال - رحمه الله - الدكتور / عطية الزهراني - حفظه الله - في مقدمة التحقيق:
" ملاحظاتي على الكتاب:
2 - ترجيحه أن المقام المحمود: جلوس النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على العرش مع ربه، وساق في ذلك ثلاثة وتسعين نصًّا، رغم أنه لم يصح في هذه المسألة ولا حديث، وكل الأحاديث التي جاءت طرقها ضعيفة، ولم يكتف بذكر الأحاديث على ضعفها، بل استدل على إثبات هذه المسألة بمنامات، قال أصحابها: (أنهم) رأوا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأنه أثبت جلوسه على العرش، ورد على الترمذي المنكر، ودافع دفاعًا عظيمًا، ونقل أقوال العلماء في ذلك حتى قال بعضهم: ما يرد هذا الحديث إلا الجهمية الزنادقة أهل البدع.
قال الذهبي: " فممن قال: إن خبر مجاهد يسلم له ولا يعارض:
عباس بن محمد الدوري الحافظ، ويحيى بن أبي طالب المحدث، ومحمد بن إسماعيل السلمي الترمذي الحافظ، وأبو جعفر محمد بن عبد الملك الدقيق، وأبو داود السجستاني سليمان بن الأشعث صاحب السنن ... ، وإمام وقته إبراهيم بن إسحاق الحربي، والحافظ أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، وحمدان بن علي الوراق الحافظ، وخلق سواهم من علماء السنة ممن أعرفهم، وممن لا أعرفهم، ولكن ثبت في الصحاح أن المقام المحمود في الشفاعة العامة الخاصة بنبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ". اهـ كلام الإمام الذهبي. (" العلو للعلي الغفار: [143، 144]).
ثم قال الدكتور الزهراني:
" وقد بينت الراجح، وهو أن المقام المحمود هو الشفاعة ". اهـ كلام الدكتور.
قلت: وتجد ذلك في كتاب " السنة " تحت باب رقم (24) - من طبعة الراية بتحقيق الزهراني، من الأثر رقم (236) إلى الأثر رقم (328).
وقد رد الإمام الألباني - رحمه الله - في اختصاره لكتاب الإمام الذهبي - رحمه الله - على هذه المسألة بما فيه الكفاية - إن شاء الله -، فراجعه غير مأمور.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 04 - 06, 05:17 م]ـ
أراجعه إن شاء الله وربما أنقله لو نشطت، وجزيت خيرا على الإفادة، وأنتظر من مشايخنا الأفاضل الأجلاء أن يدلوا بدلوهم العامر بالخير، ليرجحوا لنا الصواب بين الرأيين المذكورين.
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[14 - 09 - 07, 07:33 م]ـ
اتفق أهل السنة علىأنمحمدا صلى الله عليه وسلم يجلس على العرش ولم يخالف فى ذلك الا الجهمية والدليل على ذلك ما قاله مجاهد وهو أثر صحيح عنه رواه ليث عنه وليث يروى عن مجاهد التفسير من كتاب نسخه عن القاسم ابن أبى بزة فعند ذلك خرجنا من مسألة ضعف ليث ولذلك صححه الأئمة وبالطبع لن يعلم ذللك مجاهد الاعن طريق ابن عباس وابن عباس صحابى ولذلك قبله جميع السلف
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[14 - 09 - 07, 08:51 م]ـ
القاعدة أن هذا الباب مرجعه إلى النقل وليس إلى العقل كما عند الجهمية.
فمن صح عنده مثل هذه الآثار ليس له إلا أن يثبت ماورد فيها وهذا هو أقرب الأقوال في تفسير ماورد عن السلف في هذا الباب فهم يصححون بعض تلك الآثار ولذلك نجدهم يقولون بظاهرها ونحن أيضا نسير على القاعدة التي سار عليها السلف لكن إذا لم يصح عندنا الحديث أو الأثر فإننا لا نثبت ما ورد فيه ليس لأن عقولنا لا تقبل تلك الصفة كما يفعل المعطلة وإنما لعدم صحة الدليل ... والله أعلم.
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[15 - 09 - 07, 12:56 م]ـ
ما الذي يشكل عليك أخي الكريم؟!
أهي شبهة التجسيم والتمثيل؟
سلم بما سلم به السلف واقبله وارتح
واسأل نفسك هذا السؤال
من من السلف أثبت هذا القول؟
هم جميع غفير من السلف والخلف ممن هم على منهج أهل السنة والجماعة
ثم سل هذا السؤال
من الذي أنكره من المتقدمين؟
هم الجهمية والترمذي (ليس صاحب السنن وإنما هو ترمذي غير معروف بالسنة) هذان هما سلفاك إن أنكرت، وأهل السنة والجماعة سلفك إن أثبتَ
فاختر لنفسك
ودعك من أقوال كل معاصرين إن خالفت كلام السلف، فلا يوزن كلامهم بكلام أولئك
وهاك كلام الآجري رحمه الله - ليطئمن قلبك
(قال الآجري رحمه الله في ["الشريعة" (4/ 1604)]:
(باب ذكر ما خصّ الله عزّ وجلّ به النبي ? من المقام المحمود القيامة):
"وأما حديث مُجاهد .. فقد تلقّاه الشُّيوخ من أهل العلم والنَّقل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تلَقّوها بأحسن تلقٍّ، وقبلوها بأحسن قبول، ولم يُنكروها،
وأنكروا على من ردَّ حديث مُجاهدٍ إنكارًا شديدًا،
وقالوا: من ردَّ حديث مجاهد فهو رجلُ سُوء.
وأنكروا على من ردَّ حديث مُجاهدٍ إنكارًا شديدًا،
وقالوا: من ردَّ حديث مجاهد فهو رجلُ سُوء.
قلت: فمذهبنا - والحمد لله - قبول ما رسمناه في هذه المسألة مما تقدّم ذكرنا له، وقبول حديث مُجاهد، وترك المعارضة والمناظرة في ردِّه، والله الموفق لكُلّ رشادٍ، والمعين عليه. اهـ
قال أبو بكر النجاد رحمه الله:
فلزِمنا الإنكارُ على من رَدَّ هذه الفضيلة التي قالها العلماء، وتلَقّوها بالقبولِ،
فمن رَدَّها فهو من الفرقِ الهالكة.
فهو من الفرقِ الهالكة. اهـ)(34/7)
جهود علماء الدعوة السلفية بنجد تجاه النوازل والأحداث د. عبد العزيز آل عبد اللطيف
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[09 - 04 - 06, 02:47 ص]ـ
دراسات في الشريعة والعقيدة
جهود علماء الدعوة السلفية بنجد
تجاه النوازل والأحداث
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
مقدمة:
التعامل مع النوازل والمستجدات يحتاج إلى رسوخ في العلم، وبصيرة بالأدلة
الشرعية، واستيعاب لمقاصد الشريعة وقواعد المصالح والمفاسد، كما يحتاج إلى
توصيف صحيح، وفقه دقيق لتلك الواقعة، ليتسنى تنزيل الحكم الشرعي الملائم
لتلك النازلة.
ولم يكن علماء نجد بعيدين عن قضايا واقعهم ومستجدات عصرهم، بل كان
لهم تأثير بارز ودور رئيس في حل النوازل والحوادث، فكانوا أصحاب المواقف
الشجاعة إزاء تلك القضايا، وأرباب القرار الصحيح تجاه النوازل والمستجدات؛
ولا غرو في ذلك؛ فقد أنعم الله - تعالى - عليهم بالفقه في دين الله، وفهم تلك
الوقائع والأحداث، ونعرض جملة من تلك الجهود في هذا المقام:
1 - لما هجمت جيوش إبراهيم باشا على نجد في أواخر الدولة السعودية
الأولى وقصدوا استئصال الدعوة السلفية وأتباعها، ساعدهم جماعة من أهل نجد من
البادية والحاضرة، وأحبوا ظهورهم وانتصارهم، فعندئذ ألَّف الشيخ سليمان بن
عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رسالته القيّمة: «الدلائل في حكم موالاة
أهل الإشراك» [1].
ففي هذه الأوضاع المضطربة والفتن المتقلبة يبرز دور العلماء الربانيين،
العالمين بالله - تعالى - وبأمره؛ فقد صنف الشيخ سليمان رسالته في زمن فتنة،
وفي أحوال مشوبة بالخوف والهلع من جيوش إبراهيم باشا، ولا يخفى ما يؤول
إليه حال بعض الخاصة فضلاً عن العامة زمن الفتن والهلع من الذهول والحيرة
والانتكاس. وصنَّف الشيخ سليمان هذه الرسالة في وقت زاغت فيه قلوب،
وانساقت إلى مظاهرة المشركين وموافقتهم، فقرر الشيخ وبالأدلة الكثيرة أن مَنْ
ظاهَرَ الكفار وتولاهم فهو منهم، كما قد وقع فيه أولئك الخونة، يقول الشيخ سليمان
بن عبد الله في هذه الرسالة:
«الدليل السادس عشر [2]: قوله - تعالى -:] وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ
عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ
الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِينُ [(الحج: 11). فهذه الآية مطابقة
لحال المنقلبين عن دينهم في هذه الفتنة سواء بسواء؛ فإنهم قبل هذه الفتنة يعبدون
الله على حرف، أي على طرف، ليسوا ممّن يعبُد الله على يقين وثبات، فلما
أصابتهم هذه الفتنة، انقلبوا عن دينهم وأظهروا موافقة المشركين، وأعطوهم
الطاعة، وخرجوا عن جماعة المسلمين إلى جماعة المشركين.
هذا مع أن كثيراً منهم في عافية، ما أتاهم عدو، وإنما ساء ظنهم بالله فظنوا
أنه يديل [3] الباطل وأهله على الحق وأهله، فأرداهم سوء ظنهم بالله [4]».
2 - ويعيد التاريخ نفسه؛ حيث هجمت العساكر التركية على بلاد نجد -
سنة 1253 هـ - وساعدهم من ساعدهم حتى استولوا على كثير من نجد، فصنّف
الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله - رسالة قوية سماها: «سبيل النجاة والفكاك من
موالاة المرتدين وأهل الإشراك» [5].
فكانت هذه الرسالة سبباً في تحقيق عقيدة الولاء والبراء واستقرارها بعدما
كادت عواصف الفتن أن تزحزحها.
ونقتطف من تلك الرسالة السطور الآتية:
«أخبر - تعالى - أن الذين في قلوبهم مرض أي شك في الدين وشبهة
يسارعون في الكفر قائلين:] نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ [(المائدة: 52)، أي:
إذا أنكرت عليهم موالاة الكافرين قالوا: نخشى أن تكون الدولة لهم في المستقبل،
فيتسلطوا علينا، فيأخذوا أموالنا ويشردونا من بلداننا، وهذا هو ظن السوء بالله
الذي قال الله فيه:] الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً [(الفتح: 6)» [6].
3 - وفي سنة 1265هـ وقعت معركة «اليتيمة» بين جيوش فيصل بن
تركي وبين أهل القصيم بقيادة أمير بريدة عبد العزيز بن محمد آل أبي عليان،
واشتد القتال بين الفريقين، وانهزم أهل القصيم وقتل الكثير منهم، وفرّ أميرهم إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/8)
عنيزة، ولم يدرِ ما يفعل. فأتى إليه الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين [7]-
وكان قاضي بلدان القصيم - فقال له: يا هذا اتق الله، واربأ بنفسك؛ فإن البلاد
ليست لك ولا بيدك، وأمرها بيد أهلها، وليس لك فيها أمر ولا نهي، وهم يريدون
إصلاح أنفسهم مع الإمام فيصل، فإن أردت أن تكون كذلك فافعل.
ثم إن رؤساء بلد عنيزة أتوا إلى الشيخ عبد الله أبي بطين وقالوا: إن هذه
الأمور التي منا وقعت، والحوادث التي منا صدرت لا يصلحها إلا أنت، ولا يزيل
غضب الإمام فيصل غيرك.
فقال لهم: إنكم تعلمون أني لست من أهل بلدكم ولا من عشيرتكم، ولا يحسن
مني الدخول في هذا الشأن الذي أوله إلى آخره من تسويل الشيطان؛ فأعفوني
ودعوني، وأرسِلوا في هذا الأمر غيري.
فقالوا: إن هذا الأمر تعيّن عليك والصلح لا يصلح إلا على يديك، فركب
الشيخ عبد الله إلى الإمام فيصل - وهو في بلد المذنب - فأكرمه وأجابه إلى كل ما
طلب من العفو والصفح عنهم، وأعطاهم الأمان [8].
4 - لما توفي فيصل بن تركي سنة 1282هـ، وتولى الحكم من بعده ابنه
عبد الله، حصل شقاق واختلاف بين عبد الله وأخيه سعود، فوقعت حروب طاحنة،
وفتن متلاطمة بين عبد الله، وأخيه سعود.
وكان للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن - رحمهم الله - دور
ظاهر في الإصلاح، وجمع الكلمة وحفظ الدماء، ودرء الفتنة، ودفع الشر والفساد
بحسب الطاقة.
لقد أوتي الشيخ عبد اللطيف قوة وبصيرة، وحكمة وعلماً، ونصحاً وإشفاقاً
على الراعي والرعية.
وقد سطّر الشيخ عبد اللطيف رسائل كثيرة [9]- أثناء تلك الفتنة الطويلة [10]
تضمنت عرضاً شاملاً، وتحليلاً وافياً لتلك الأحداث الجسام، وموقفه من تلك
النوازل.
ونختار إحدى هذه الرسائل:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد اللطيف بن عبد الرحمن إلى الأخوين المكرمين: زيد بن محمد،
وصالح بن محمد الشثري [11]، سلمهما الله - تعالى -.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فأحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو على نعمه، والخط وصل أوصلكم
الله إلى ما يرضيه، وما ذكرتموه كان معلومًا، وموجب تحرير هذا ما بلغني بعد
قدوم عبد الله [12] وغزوه من أهل الفرع، وما جرى لديكم من تفاصيل الخوض في
أمرنا والمراء والغيبة، وإن كان قد بلغني أولا كثير من ذلك، لكن بلغني مع من
ذكر تفاصيل ما ظننتها، فأما ما صدر في حقي من الغيبة والقدح والاعتراض
ونسبتي إلى الهوى والعصبية، فتلك أعراض انتهكت وهتكت في ذات الله أعدُّها
لديه - جل وعلا - ليوم فقري وفاقتي، وليس الكلام فيها، والقصد بيان ما أشكل
على الخواص والمنتسبين من طريقتي في هذه الفتنة العمياء الصماء، فأول ذلك
مفارقة سعود لجماعة المسلمين وخروجه على أخيه، وقد صدر منا الرد عليه
وتسفيه رأيه ونصيحة ولد عائض [13] وأمثاله من الرؤساء عن متابعته والإصغاء
إليه ونصرته، وذكرناه بما ورد من الآثار النبوية والآيات القرآنية بتحريم ما فعل
والتغليظ على من نصره، ولم نزل على ذلك إلى أن وقعت وقعة جودة [14]، فثل
عرش الولاية وانتثر نظامها، وحبس محمد بن فيصل، وخرج الإمام عبد الله
شاردًا وفارقه أقاربه وأنصاره، وعند وداعه وصيته بالاعتصام بالله وطلب النصر
منه وحده، وعدم الركون إلى الدولة الخاسرة [15].
ثم قدم علينا سعود بمن معه من العجمان والدواسر وأهل الفرع وأهل الحريق
وأهل الأفلاج وأهل الوادي ونحن في قلة وضعف وليس في بلدنا [16] من يبلغ
الأربعين مقاتلاً، فخرجت إليه وبذلت جهدي، ودافعت عن المسلمين ما استطعت
خشية استباحة البلدة، ومعه من الأشرار وفجار القرى من يحثه على ذلك ويتفوه
بتكفير بعض رؤساء أهل بلدتنا، فوقى الله شر تلك الفتنة ولطف بنا، ودخلها بعد
صلح وعقد، وما جرى من المظالم والنكث دون ما كنا نتوقع [17]، وليس الكلام
بصدده وإنما الكلام في بيان ما نراه ونعتقده، وصارت له ولاية بالغلبة والقهر تنفذ
بها أحكامه، وتجب طاعته في المعروف كما عليه كافة أهل العلم على تقادم
الأعصار ومر الدهور، وما قيل من تكفيره لم يثبت لديّ، فسرت على آثار أهل
العلم، واقتديت بهم في الطاعة في المعروف وترك الفتنة وما توجب من الفساد على
الدين والدنيا، والله يعلم أني بار راشد في ذلك، ومن أشكل عليه شيء من ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/9)
فليراجع كتب الإجماع كمصنف ابن حزم ومصنف ابن هبيرة وما ذكره الحنابلة
وغيرهم، وما ظننت أن هذا يخفى على من له أدنى تحصيل وممارسة، وقد قيل:
سلطان ظلوم خير من فتنة تدوم.
وأما الإمام عبد الله فقد نصحت له كما تقدم أشد النصح، وبعد مجيئه لما
أخرج شيعة عبد الله سعودًا وقدم من الإحساء ذاكرته في النصيحة وتذكيره بآيات الله
وحقه، وإيثار مرضاته والتباعد عن أعدائه وأعداء دينه أهل التعطيل والشرك
والكفر البواح، وأظهر التوبة والندم، وأضمحل أمر سعود وصار مع شرذمة من
البادية حول المرة والعجمان، وصار لعبد الله غلبة ثبتت بها ولايته على ما قرره
الحنابلة وغيرهم كما تقدم أن عليه عمل الناس من أعصار متطاولة.
ثم ابتلينا بسعود وقدم إلينا مرة ثانية، وجرى ما بلغكم من الهزيمة على عبد
الله وجنوده، ومر بالبلدة منهزمًا لا يلوي على أحد، وخشيت من البادية، وعجلت
إلى سعود كتاباً في طلب الأمان لأهل البلدة وكف البادية عنهم، وباشرت بنفسي
مدافعة الأعراب مع شرذمة قليلة من أهل البلدة ابتغاء ثواب الله ومرضاته، فدخل
البلدة وتوجه عبد الله إلى الشمال، وصارت الغلبة لسعود والحكم يدور مع علته،
وأما بعد وفاة سعود [18] فقدم الغزاة ومن معهم من الأعراب العتاة والحضر الطغاة،
فخشينا الاختلاف وسفك الدماء وقطعية الأرحام بين حمولة آل مقرن [19] مع غيبة
عبد الله وتعذر مبايعته بل ومكاتبته، ومن ذكره يخشى على نفسه وماله أفيحسن أن
يترك المسلمون وضعفاؤهم نهباً وسبياً للأعراب والفجار؟ وقد تحدثوا بنهب
الرياض قبل البيعة، وقد رامها من هو أشر من عبد الرحمن وأطغى ولا يمكن
ممانعتهم ومراجعتهم، ومن توهم أنى وأمثالي أستطيع دفع ذلك مع ضعفي وعدم
سلطاني وناصري فهو من أسفه الناس وأضعفهم عقلاً وتصوراً، ومن عرف قواعد
الدين وأصول الفقه وما يتطلب من تحصيل المصالح ودفع المفاسد لم يُشكِل عليه
شيء من هذا، وليس الخطاب مع الجهلة والغوغاء، إنما الخطاب معكم معاشر
القضاة والمفاتي والمتصدرين لإفادة الناس وحماية الشريعة المحمدية، وبهذا ثبتت
بيعته وانعقدت وصار من ينتظر غائبًا لا تحصل به المصالح فيه شبه ممن يقول
بوجوب طاعة المنتظر وأنه لا إمامة إلا به.
ثم إن حمولة آل سعود صارت بينهم شحناء وعداوة والكل يرى له الأولوية
بالولاية، وصرنا نتوقع كل يوم فتنة وكل ساعة محنة، فلطف الله بنا وخرج ابن
جلوي من البلدة، وقتل ابن صنيتان، وصار لي إقدام على محاولة عبد الرحمن في
الصلح وترك الولاية لأخيه عبد الله، فلم آلُ جهدًا في تحصيل ذلك والمشورة عليه
مع أني قد أكثرت في ذلك حين ولايته ن ولكن رأيته ضعيف العزم لا يستبد برأيه،
فيسر الله قبل قدوم عبد الله بنحو أربعة أيام أنه وافق على تقديم عبد الله وعزل نفسه
بشروط اشترطها بعضها غير سائغ شرعًا، فلما نزل الإمام عبد الله ساحتنا اجتهدت
إلى أن محمد بن فيصل يظهر إلى أخيه، ويأتي بأمان لعبد الرحمن وذويه وأهل
البلد، وسعيت في فتح الباب واجتهدت في ذلك، ومع ذلك كله فلما خرجت للسلام
عليه وإذا أهل الفرع وجهلة البوادي ومن معهم من المنافقين يستأذنونه في نهب
تخيلنا وأموالنا، ورأيت معه بعض التغير والعبوس، ومن عامل الله ما فقد شيئاً،
ومن ضيع الله ما وجد شيئاً، ومن ضيع الله ما وجد شيئاً، ولكنه بعد ذلك أظهر
الكرامة ولين الجانب، وزعم أن الناس قالوا ونقلوا، وبئس مطية الرجل زعموا،
وتحقق عندي دعواه التوبة وأظهر لدي الاستغفار والتوبة والندم، وبايعته على
كتاب الله وسنة رسوله.
هذا مختصر القضية، ولولا أنكلم من طلبة العلم والممارسين الذين يكتفون
بالإشارة وأصول المسائل لكتبت رسالة مبسوطة ونقلت من نصوص أهل العلم
وإجماعهم ما يكشف الغمة ويزيل اللبس، ومن بقى عليه إشكال فليرشدنا رحمه الله،
ولو أنكم أرسلتم بما عندكم مما يقرر هذا أو يخالفه وصارت المذاكرة لانكشف
الأمر من أول وهلة، ولكنكم صممتم على رأيكم، وترك النصيحة من كان عنده
علم، واغتر الجاهل ولم يعرف ما يدين الله به في هذه القضية وتكلم بغير علم،
ووقع اللبس والخلط والمراء والاعتداء في دماء المسلمين وأعراضهم، وهذا بسبب
سكوت الفقيه وعدم البحث، واستغناء الجاهل بجهله واستقلاله بنفسه، وبالجملة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/10)
فهذا الذي نعتقد وندين الله به، والمسترشد يذاكر ويبحث، والظالم المعتدي حِسابنا
وحسابه إلى الله الذي تنكشف عنده السرائر، وتظهر مخبآت الصدور والضمائر يوم
يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور.
وأما ما ذكرتم من التنصل والبراءة مما نسب في حقي إليكم فالأمر سهل
والجروح جبار، ولا حرج ولا عار، وأوصيكم بالصدق مع الله واستدراك ما
فرطتهم فيه من الغلظة على المنافقين الذين فتحوا للشرك كل باب، وركن إليهم كل
منافق كذاب، وتأمل قوله بعد نهية عن موالاة الكافرين:] يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا
عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراًّ وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ [(آل عمران: 30) [20].
يظهر من إيراد هذه الرسالة ما كان عليه العلامة عبد اللطيف من رسوخ في
العلم الشرعي، وفهم للوقائع وتحقيق مناطها؛ حيث بيّن - زمن الفتنة العمياء -
مشروعية ولاية المتغلب وأن الإمامة تثبت بالغلبة والقهر، لذا أمضى ولاية سعود
بن فيصل، ثم أمضى ولاية عبد الله بن فيصل - بعد تغلبهما -.
كما نلحظ انهماك الشيخ عبد اللطيف بالإصلاح ودرء الفساد ما استطاع إلى
ذلك سبيلا، فكان يباشر بنفسه مدافعة المفسدين مع ضعفه وقلة حيلته، وكثرة
المحن والأخطار.
ويتجلى فقهه للمصالح والمفاسد وتقديرها (فسلطان ظلوم خير من فتنة تدوم)
فإن ثوبت ولاية المتغلب الظالم أحسن حالا من الفتنة. كما نلمس ما عليه الشيخ
عبد اللطيف من الوصية بالصدق مع الله والتذكير بالبعث والنشور، (يوم يبعثر ما
في القبور ويحصل ما في الصدور) فإن خير ما يعصم العبد من الفتن هو اللجوء
إلى الله - تعالى - والاستعداد للقائه.
5 - وفي سنة 1308هـ انهزم أهل القصيم أمام محمد بن رشيد في واقعة
المليداء، وقتل منهم ألف رجل، ولما ظفر ابن رشيد ذلك الظفر انتقل من معسكره،
ونزل بالقرب من بريدة، وكان قد غضب على أهل القصيم وحلف بالطلاق أن
يبيحها، وهابه أهل القصيم مهابة شديدة، فجعلوا يتوقعون ماذا يحله بهم من
العقوبات، فخرج إليه الشيخ العلاَّمة محمد بن عبد الله بن سليم [21]- رحمه الله -
وذكَّره بآيات العفو، وحضَّه على المسامحة والصفح، وقال له: يا ابن رشيد!
اذكر قدرة الله عليك، واعلم أنه من فوق الجميع، فبكى محمد بن رشيد وقام مستوياً
على قدميه يقول: اللهم إني قد عفوت، يشير بيده إلى بريدة ويكررها، ثم جلس
وقد سكن غيظه، وانكسرت حدته، فأكرم الشيخ وسأله عن يمينه بالطلاق فأفتاه
الشيخ [22].
6 - وفي عصرنا الحاضر عصفت رياح التغريب ببلاد المسلمين، فظهر
تيار جارف من الأفكار المستوردة، وكمٌّ هائل من النوازل والمستجدات، ولقد كانت
القوانين الوضعية بمختلف صورها وأنواعها من أشنعها جرماً وإثماً، وأخطرها
ضرراً.
وقد تصدى علماء نجد لتك القوانين، فكتب بعضهم [23] لولي الأمر - آنذاك -
نصيحة جاء فيها:
(ثم آلت بك الحال - هداك الله - وأخذ بناصيتك إلى الوقوع في أمور كثيرة
هي من أسباب زوال تلك النعمة، ومن موجبات التغيير وحلول النقمة،:] إِنَّ اللَّهَ
لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ [(الرعد: 11) , منها إلزام الناس أن
يظلم بعضهم بعضاً، وأن ترفض الطريقة النبوية الجارية في أسواق المسلمين
وبياعاتهم، وأن يقام فيها القانون المضارع لقوانين الكفار الجارية في أسواقهم؛
فإن لله وإنا إليه راجعون، ولك هو إلزامكم بحجر الناس على مقدار
من السعر في الصرف لا يزيد ولا ينقص، وهذا من أعظم الفساد في
الأرض والتعاون على الإثم والعدوان، وأكل الناس بعضهم أموال بعض
بالباطل) [24].
وحذر الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله - من التحاكم إلى الطواغيت،
فكان مما قاله: «إن كثيراً من الطوائف المنتسبين إلى الإسلام قد صاروا يتحاكمون
إلى عادات آبائهم، ويسمون ذلك الحق بشرع الرفاقة كقولهم: شرع عجمان،
وشرع قحطان، وغير ذلك، وهذا هو الطاغوت بعينه الذي أمر الله باجتنابه.
فمن فعله فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله فلا يحكم سواه
في قليل ولا كثير» [25].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/11)
وأما الشيخ العلاَّمة محمد بن إبراهيم - رحمه الله - فقد كان بصيراً بخطر
تلك المؤسسات الوضعية، ومن ثم اتخذ موقفاً حازماً تجاه أي هيئة أو مؤسسة ذات
حكم وضعي [26].
وألَّف رسالة عظيمة بعنوان: «تحكيم القوانين» قرر فيها - بالأدلة
الشرعية - وجوب إفراد الله تعالى بالحكم، وذكر الحالات التي يكون فيها الحكم
بغير ما أنزل الله - تعالى - كفراً أكبر أو كفراً أصغر.
وكتب الشيخ عبد الرحمن الدوسري - رحمه الله - مؤلفاً في ثلاثة أجزاء
بعنوان: «الحق أحق أن يتبع» في الرد على القوانين الوضعية [27].
7 - وأما العلاَّمة عبد الرحمن الناصر السعدي (ت 1376هـ) فهو أبرز
علماء نجد في علاج القضايا والنوازل، حيث كان أنموذجاً متميزاً في هذا الباب،
فكان مدركاً لمستجدات عصره ومتغيراته، ويتجلى ذلك فيما يلي:
أ - مناداته بأهمية التعرف على السياسة الدولية ومقاصدها؛ حيث يقول:
«قد عُلِمَ من قواعد الدين أنَّ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وأن الوسائل
لها أحكام المقاصد، ولا يخفى أنه لا يتم التحرز من أضرار الأمم الأجنبية
والتوقي لشرورها إلا بالوقوف على مقاصدهم ودرس أحوالهم وسياساتهم،
وخصوصاً السياسة الموجهة منهم للمسلمين؛ فإن السياسة الدولية قد أسست على
المكر والخداع وعدم الوفاء، واستعباد الأمم الضعيفة بكل وسائل الاستعباد؛ فجهل
المسلمين بها نقص كبير وضرر خطير، ومعرفتها والوقوف على مقاصدها وغاياتها
التي ترمي إليه نفعه عظيم، وفيه دفع للشر أو تخفيفه، وبه يعرف المسلمون كيف
يقاتلون كل خطر» [28].
ب - وكتب العلامة السعدي رسالة رائعة إلى الشيخ محمد رشيد رضا سنة
1346هـ[29] يقترح عليه أن تُعنى مجلة المنار بالردّ على الملاحدة والزنادقة.
ويظهر من خلال هذه الرسالة ما كان عليه السعدي من سعة الاطلاع، وبُعد
الأفق، ورحابة الصدر؛ حيث طالع مجلة المنار، وأثنى عليها خيراً، وأبدى شيئاً
من مآثرها في نصرة الإسلام والمسلمين، مع أن المجلة تكاد تكون مفقودة في نجد
آنذاك، بدليل أن محمد رشيد رضا - في جوابه على رسالة السعدي - يقول:
«كنت منذ سنين كثيرة أتمنى لو يطَّلع علماء نجد على المنار، ويفتح بيني
وبينهم البحث والمناظرة العلمية الدينية فيما يرونه منتقداً لينجلي وجه الصواب
فيها، وقد كنت كتبت إلى إمامهم [30] بذلك، وإنني سأرسل إليه عشر نسخ من
كل جزء ليوزعها على أشهرهم، وفعلت ذلك عدة سنين، ولكن لم يأتني منه
جواب، ثم ترجَّح عندي أن تلك النسخ كانت تختزل من البريد البريطاني في سنيّ
الحرب وما بعدها»، بل إن الشيخ السعدي كما في هذه الرسالة قد طالع تفسير
«الجواهر في تفسير القرآن» لطنطاوي جوهري، وكشف عن مزالقه، مع
أن السعودية قد منعت هذا الكتاب ولم تسمح بدخوله إلى بلادها؛ لما تضمنه من
انحرافات [31].
كما ألمح السعدي إلى ما نسب إلى مجلة المنار من تأويلات فاسدة فقال بكل
تؤدة وأدب: «وقد ذكر لي بعض أصحابي أن مناركم فيه شيء من ذلك، وإلى
الآن ما تيسر لي مطالعته، ولكن الظن بكم أنكم ما تبحثون عن مثل [هذه] الأمور
إلا [من] وجه الردّ لها والإبطال، كما هي عادتكم في ردّ ما هو دونها بكثير».
ج - ومن جهود العلامة السعدي في علاج النوازل الحادثة أنه حرر مسألة
«زراعة الأعضاء» تحريراً بليغاً [32]، فكان مما قاله في مطلع هذه المسألة:
«جميع المسائل التي تحدث في كل وقت سواء حدثت أجناسها أو أفرادها يجب
أن تُتَصور قبل كل شيء؛ فإذا عُرِفت حقيقتها وشُخِّصت صفاتها، وتصورها
الإنسان تصوراً تاماً بذاتها ومقدماتها ونتائجها، طُبِّقت على نصوص الشرع وأصوله
الكلية؛ فإن الشرع يحل جميع المشكلات، مشكلات الجماعات والأفراد».
وأخيراً: فإن جهود هؤلاء الأعلام تجاه النوازل كثيرة سواء كانت جهوداً
علمية أو عملية، ولعل هذه الأمثلة المذكورة تكون حافزاً لطلاب العلم وأهله في
السعي إلى بيان المسلك الشرعي تجاه المستجدات؛ فما أكثر الأحداث والنوازل في
هذا العصر التي لم تحرر علماً وتحقيقاً، وما أكثر المستجدات التي تحتاج إلى
مواقف عملية واضحة؛ فالتنصل والانزواء ليس حلاً ولا تبرأ به الذمة، والله
المستعان.
________________________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/12)
(*) أستاذ مساعد في قسم العقيدة بكلية أصول الدين، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الرياض.
(1) انظر الدرر السنية، 7/ 310.
(2) من الأدلة الشرعية على تحريم موالاة الكفار.
(3) من الإدالة وهي الغلبة.
(4) الدلائل، ص 47، 48، باختصار.
(5) الدرر السنية، 7/ 310.
(6) سبيل النجاة والفكاك، ص 17، 18.
(7) ولد الشيخ أبو بطين في روضة سدير سنة 1194هـ، ودرس على كبار علماء نجد، وجلس
للتدريس، تولى القضاء في عدة مناطق، ولقب بمفتي الديار النجدية، له مؤلفات توفي في شقراء
سنة 1282هـ، انظر: مشاهير علماء نجد، ص 235، وعلماء نجد، 2/ 567.
(8) انظر تفصيل ذلك في عنوان المجد، 2/ 262 269، وتذكرة أولي النهى والعرفان، 1/ 126،
127.
(9) انظر الدرر السنية: 7/ 183، 245، 247، 250.
(10) عاش الشيخ عبد اللطيف إحدى عشرة سنة بعد وفاة الإمام فيصل بن تركي.
(11) الشيخ زيد بن محمد آل سليمان والشيخ صالح بن محمد الشثري من تلاميذ الشيخ عبد اللطيف،
وكانا في الحريق جنوب الرياض، انظر: ترجمة للشيخ صالح الشتري في كتاب: إتحاف اللبيب في
سيرة الشيخ عبد العزيز أبو حبيب، ص 49.
(12) عبد الله بن فيصل بن تركي.
(13) يقصد: محمد بن عائض رئيس قبائل عسير وأميرًا بها.
(14) كانت وقعة (جودة) بين عبد الله بن فيصل وأخيه سعود، عام 1287هـ، قد هزمت جيوش
عبد الله بن فيصل، وقتل الكثير من رجاله، وسجن أخوه وقائد جيشه محمد بن فيصل في القطيف.
(15) الدولة التركية.
(16) الرياض.
(17) دخل سعود الرياض دون مقاومة، واستولى عليها، ونهبت جنوده الرياض، وعاثت فيها
فساداً.
(18) توفي سعود سنة 1291هـ.
(19) آل مقرن هم آل سعود.
(20) الدرر السنية، 7/ 252 - 253.
(21) ولد الشيخ محمد بن سليم في بريدة عام 1240هـ، وطلب العلم على كبار علماء نجد، وجلس
للتدريس وتولى القضاء، وكان صاحب وقار وسمت، توفي في بريدة عام 1323هـ , انظر:
علماء آل سليم، 1/ 20، وعلماء نجد، 3/ 872.
(22) انظر: تذكرة أولي النهى والعرفان، 1/ 286، وعلماء آل سليم، 1/ 19.
(23) كتب هذه الرسالة مجموعة من علماء آل الشيخ وهم: محمد بن عبد اللطيف، و صالح بن عبد
العزيز، و عبد العزيز بن عبد اللطيف، و عمر بن عبد اللطيف، و عبد الرحمن بن عبد اللطيف،
ومحمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف، و محمد بن عبد الله بن عبد اللطيف - رحمهم الله -.
(24) الدرر السنية، 7/ 386.
(25) الدرر السنية، 8/ 272، 273، باختصار.
(26) انظر: فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، 12/ 250، 252، 254، 255،
264، 265، 267، 268، 269، 270، 468.
(27) انظر: موقف الشيخ الدوسري من القوانين الوضعية ودفاعه عن الشريعة في رسالة (حياة
الداعية الدوسري)، للطيار رسالة ماجستير غير مطبوعة، ص 326 - 329.
(28) رسالة وجوب التعاون بين المسلمين، ص 13.
(29) مجلة المنار، مجلد 29، ج2، ص 47.
(30) الملك عبد العزيز آل سعود.
(31) انظر: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري، لفهد الرومي، 2/ 638 678.
(32) انظر: الفتاوى السعدية , ص190 , ومجموع الفوائد للسعدي، ص89 - 97.
((مجلة البيان ـ العدد [163] صـ 8 ربيع الأول 1422 ـ يونيو 2001))
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 09 - 06, 08:14 م]ـ
جزاك الله خيرا على النقل
وجزى الله الشيخ خير الجزاء وبارك في جهوده.
ـ[فيصل البريكي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 03:30 ص]ـ
الله يجزاك خير على النقل الطيب
فعلاً بحث ممتع وشيق
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 04:41 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.(34/13)
إشكال في شرح الواسطية للعثيمين (مبحث القدر)
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[09 - 04 - 06, 08:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام
في شرح الشيخ العثيمين علي العقيدة الواسطية عندما تكلم الشيخ في مبحث القدر
لما تكلم الشيخ عن خلق أفعال العباد
استدل بآية الصافات (والله خلقكم وما تعملون)
ثم قال الآتي ص 425
((إذا كان المعمول مخلقوا لله لزم أن يكون عمل الإنسان مخلوقا لأن المعمول كان بعمل الإنسان فالإنسان هو الذي باشر العمل في المعمول فإذا كان المعمول مخلوقا لله وهو فعل العبد لزم أن يكون فعل العبد مخلوق)) اهـ
والسؤال هنا
هل نفهم من هذا الكلام أن الإيمان بخلق أفعال العباد ينبغي أن يكون إيمانا إجماليا فقط؟
أم أنه هناك إيمان تفصيلي؟
يعني هل هذا الكلام هو كل ما في مسألة خلق أفعال العباد أم أننا بؤمن بأن الله خلق أفعال العباد كلها بالتفصيل؟
السؤال الثاني
قال شيخ الإسلام: فهذا التقدير كان ينكره غلاة القدرية قديما ومنكروه اليوم قليل
قال الشيخ العثيمين ((يعني: العلم والكتابة , ونكره غلاة القدرية قديما ويقولون: إن الأمر أنف أي مستأنف , لكن متأخروهم أقروا بالعلم والكتابة وأنكروا المشيئة والخلق وهذا بالنسبة لأفعال المخلوقين))
والسؤال هنا
كيف أنكر القدرية غير الغلاة المشيئة والخلق وما الفرق بينهم وبين أهل السنة في هذه النقطة
وجزاكم الله عنا خيرا
وأرجو سرعة الإجابة
ويكتفي بتوضيح المعني فقط دون عمل بحث
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 03:24 م]ـ
أرجوا من علمائنا أن يبينوا لنا وجزاكم الله خير
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - 04 - 06, 07:42 ص]ـ
الله عزوجل خلق العبد وأفعاله جملة وتفصيلا.
القدرية غير الغلاة هم المعتزلة ومن لف لفهم كالزيدية والإمامية وغيرهم، وإنكارهم للمشيئة والخلق في القدر هو أنهم قالوا: إن الله تعالى لا يخلق الشر ولا يقدره، وأما أهل السنة فقالوا الشر والخير من الله تعالى قد قدره الله تعالى في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
والله أعلى وأعلم.(34/14)
هداك الله .. يا دكتور فاروق حمادة .. ! صدر له كتيبٌ عن سيرة شيخه عبدالله الغماري
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 04:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور فاروق حمادة - وفقه الله للخير - أحد المهتمين بعلم الحديث وتحقيق كتبه، درًّس في كثير من الجامعات المغربية بمراكش وفاس ومكناس والرباط، يشغل حاليًا منصب أستاذ كرسي السنة وعلومها بكلية الآداب ـ جامعة محمد الخامس ـ الرباط، له جهود مشكورة، وكتب كثيرة في علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية، منها:
تحقيق "فضائل الصحابة " و " عمل اليوم والليلة "، و " فضائل القرآن " للنسائي، و " أخلاق العلماء " للآجري، و " مكارم الأخلاق " للطبراني، وغيرها، وتأليف "مدخل إلى علوم القرآن والتفسير"، و"المنهج الإسلامي في الجرح والتعديل "، و"مصادر السيرة النبوية وتقويمها "، و"دليل الراغبين إلى رياض الصالحين"، و"بناء الأمة بين الإسلام والفكر المعاصر" (كتاب قيم عالج فيه - كما يقول ص 11 - " شؤم الفكر القومي على هذه الأمة ")، و"الورثة الصالحة للحضارة المعاصرة - دراسة قرآنية في الحضارة-".
يظهر من خلال تآليفه - ومنها الوصية النبوية للأمة الإسلامية - محبته لوحدة الأمة واجتماعها، ولهذا فهو يشارك في مؤتمرات التقريب التي تنعقد لأجل ذلك. وهذا مما يُحمد له - وفقه الله -، مع مراعاة أن أي تأليف أو تجميع دون الرجوع لعقيدة الأمة التي كان عليها الصحابة رضي الله عنهم لن يُكتب له النجاح، كما جُرب كثيرًا، بل سيكون مجالا للمداهنات والمجاملات، مع بقاء الفرقة التي سرعان ما تُطل برأسها عند أول اختبار. كما قال المتنبي:
فإن الجُرح ينفر بعد حين
إذا كان البناء على فسادِ
صدر له أخيرا كتيبٌ عن سيرة شيخه عبدالله الغماري وكتبه، كان الظن به - وهو من أهل الحديث - أن ينصر الحق الذي خالفه شيخه في بعض تلك الكتب، ويزنها به، كما فعل غيره من الموفقين، أو على أقل تقدير يعرضها دون تأييد، كي لا يلحقه وزر ما فيها من تلبيس، وتزيين للبدعة والقبورية للمسلمين. إلا أنه - هداه الله - لم يفعل هذا.
وهذه تنبيهات موجزة على مافي كتيبه، أسأل الله أن ينفعه بها:
التنبيه الأول: قال عن كتاب الغماري " فتح المعين بنقد كتاب الأربعين ": (وكتاب الأربعين في دلائل التوحيد لأبي إسماعيل الهروي .. بالغ في الإثبات إلى حد التجسيم والتشبيه، وقد وصفه بذلك غير واحد وأنه يجهل علم الكلام. وقد تتبعه السيد عبدالله في أكثر من عشرين بابا؛ فأتى بنفائس وغرر من علم العقيدة والتوحيد ... ) الخ مديحه.
قلتُ: ليت الدكتور فاروق - هداه الله - قبل أن يكيل هذا المديح لكتاب الغماري ويتهم إمامًا من أئمة أهل السنة اطلع على رد الشيخ علي الفقيهي - وفقه الله -: " الفتح المبين بالرد على نقد الغماري لكتاب الأربعين "؛ فقد بين فيه أن الواصف له بهذا الوصف القبيح هو السبكي الأشعري في طبقاته، وهذه عادته مع أهل السنة المثبتين لصفات الله عز وجل دون تأويل أو تمثيل؛ بسبب تعصبه لبدعته الأشعرية. ثم تبعه الكوثري والغماري وغيرهما من المنحرفين.
وقد أعجبني تعليق الشيخ شعيب الأرنؤوط عند ترجمة الهروي في السير (508/ 18) على من حشى على الأصل بقوله: (لقد بالغ المصنف - أي الذهبي - في هذا الكتاب في تعظيم رؤوس التجسيم .. الخ)، قال الشيخ شعيب - وفقه الله -: (يلمح القارئ من سطور هذا التعليق أن قائله أشعريٌ جلد حاقد على الإمام الذهبي - رحمه الله - فإنه ينعته بما هو بريئ منه، ويُقوله ما لم يقل .... أما قوله إنه يبالغ في تعظيم رؤوس المجسمة ويُكثر من سرد مناقبهم ويتغافل عن بدعهم ويعتدها سنة فقول في غاية السقوط وجرأة بالغة في تزوير الحقائق، فالذهبي رحمه الله إنما يعظم رؤوس أهل السنة والجماعة الذين اتخذوا مذهب السلف الصالح المشهود له بالخيرية على لسان الصادق المصدوق قدوة في صفات الله سبحانه، فآمنوا بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله وأجروا تلك الصفات على ظاهرها اللائقة بجلال الله سبحانه من غير تحريف ولاتعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل كما نطق بذلك القرآن " ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير "، فهؤلاء هم الذين يمتدحهم المؤلف رحمه الله ويسرد مناقبهم ويعدد مآثرهم ويشيد بفضلهم ليتخذهم أهل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/15)
العلم قدوة. فهل يُعد هؤلاء من رؤوس المجسمة؟ سبحانك هذا بهتان عظيم) اهـ كلام الشيخ شعيب - وفقه الله -، وقد أجاد فيه.
وقال الشيخ عبدالرحمن الشبل لكتاب الهروي " ذم الكلام " (66/ 1): (إن عقيدة ذلك الإمام - أي الهروي - هي عقيدة السلف أهل السنة والجماعة ولله الحمد والشكر، فلم يُبتلَ بتعطيل ولا تشبيه ولا تكييف ولاتأويل ولا غير ذلك من الضلالات، هذا ماشهد له به عدد من أئمة أهل السنة). وكتابه الأربعين (ظهرت فيه بوضوح عقيدة المؤلف عقيدة سلفية صحيحة). ثم رد في (ص 147 - 146) اتهام السبكي ومن تابعه كالكوثري.
وأود - أخيرًا - من الدكتور فاروق - وفقه الله - أن يعيد النظر في موقفه السابق، وفي فهمه لعقيدة السلف، وفي حقيقة عقيدة الأشاعرة التي اعتقدها (كما في كتيبه السابق وكذا كتابه مدخل إلى علوم التفسير ص 155) - وهي لاتليق بأمثاله من أهل الحديث - وليقرأ ما كتب في الرد على أصولها البدعية، وتناقضها مع نصوص الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة؛ كرسالة " الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات " للدكتور عبدالقادر صوفي (3 مجلدات)، ورسالة " حوار مع أشعري " للدكتور محمد الخميّس، ورسالة " موقف ابن تيمية من الأشاعرة " للشيخ المحمود، وغيرها من الكتب والرسائل التي انتشرت - ولله الحمد -.
التنبيه الثاني: عرضه (ص 92 - 96) لكتاب الغماري " الرد المحكم المتين على كتاب القول المبين " مؤيدًا! - للأسف -؛ وهو كتاب يقوم على نشر القبورية - والعياذ بالله -، ويرد على من حذر منها من دعاة الكتاب والسنة. وماكان يليق بالدكتور فاروق أن يجامل شيخه ويتابعه على هذه الطوام، وينصره على من دعا لتجريد التوحيد لرب العالمين. (يُنظر للرد على مافيه ومافي التالي: رسالة: كشف المتواري، للشيخ علي الحلبي).
التنبيه الثالث: عرضه (142 - 140) لكتاب الغماري في الدعوة للتوسل البدعي " مصباح الزجاجة .. "، دون تعقب أو بيان لخطئه في هذا الأمر المخالف للنصوص " الصحيحة ".
التنبيه الرابع: عرضه (ص 149 - 153) للكتاب الآخر الذي ينصر فيه شيخه التوسل البدعي: " إتحاف الأذكياء بجواز التوسل بالأنبياء والأولياء "، وقوله: (هذا البحث واحد من عدة بحوث كتبها السيد عبدالله على الموجه التي انتشرت مع انتشار أفكار ابن تيمية .. )!! وليت الدكتور تروى قبل أن يخط هذه الكلمة السيئة المخالفة للواقع؛ لأن مايسميه أفكار ابن تيمية هو مذهب السلف قبله، ولم يكن له رحمه الله سوى نصره والجهر به.
أخيرًا: أذكّر الدكتور فاروق بكلمة رائعة عن الصحابة رضي الله عنهم خطها في مقدمة تحقيقه لكتاب " فضائل الصحابة " للنسائي (ص 13 - 12):
(ولقد تعرض هذا الجيل قديمًا وحديثًا إلى حملات العداء والتشويه لتاريخهم وسيرتهم العطرة، وهم معالم الهدى أمام الإنسانية وشبابها الصاعد خاصة، فما أحوج هذا الشباب إلى معرفة تاريخ هذا الجيل الفريد من صحيح المصادر وموثوق الكتب، وتقديمها أسوة وقدوة، فهو والله واجب أي واجب؛ حتى لا يهجم على شتمهم جهول حاقد، أو الاعتداء على حرمتهم زنديق ملحد - ثم نقل قول القاضي عياض فيمن سبهم، ومنه - قال مالك: من شتم أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبابكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمروبن العاص، فإن قال كانوا على ضلال وكفر قُتل، وإن شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نُكل نكالا شديدً). اهـ
تأمل أخي القارئ هذا الكلام السني السلفي الذي ينضح بمحبة صحابة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وما فيه من عقوبة من تعرض لهم بسب أو شتم، وقارنه بقول عبدالله الغماري - شيخ الدكتور - في " نهاية الآمال " (ص 8 - 7): تعليقًا على حديث " ليذادن عن الحوض أقوام من أمتي " عندما قال موافقًا لأخيه أحمد: (وأنا أجزم بأن حديث الحوض في معاوية وأصحابه)!! - ويُنظر " القول المقنع " له (ص 13)، و " كشف المتواري " (ص 29).
أسأل الله التوفيق للدكتور فاروق، وإصلاح ما سبق التنبيه عليه في الطبعة الثانية، كما أسأله تعالى أن يُسعدنا بسماع تراجعه عن تأييد مخالفات شيخه، وبراءته منها كما فعل غيره. وفي هذا رفعة له وانشراحُ صدر، والله الهادي.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 04:16 م]ـ
من أجوبة الشيخ بو خبزة على أسئلة الملتقى:
(س/ الغماريون الإخوة: عبد الله وأحمد وعبد العزيز، ما هي عقائدهم وأيهم أقوى علما، ما هو المأخذ عليهم؟
الجواب: الغُماريون الخمسة الأشقاء، هم على ترتيب أسنانهم: 1 - أحمد، 2 - عبد الله، 3 - الزمزمي، 4 - عبد الحي، 5 - عبد العزيز. أولهم أحمد، وهو أكبرهم سِنّاً وعلما، يليه عبد الله، ثم الزمزمي، ثم عبد الحي، ثم عبد العزيز، وقد ابتُلوا ببَليتين: التشيع، والتصوف، وكان فرطُهم إلى الحق في الجملة: الزَّمزمي الذي طلَّق الزاوية وتبرأ منها ومن طُقُوسها، وقد درجوا جميعاً رحمهم الله وعفا عنهم، ولولا هذا البلاء لكان سيدُهم وأعلم أحمد فردَ المغرب وعالمَه ومُحَدّثَه دون منازع، وقد قال عنه شيخنا الدكتور الهلالي: عالمُ الدنيا أفسَدَتهُ السُّبحة، ومنهم أخوهم المُفرد الحسن، فقيه أصولي مُطّلع على ذكاء وألمعية، وأصغرهم سِنا الدكتور إبراهيم وهو مُفرد أيضا، على معرفة واطّلاع، وكلهم صوفية خُرافيون كما ألمحنا ما عَدا الزمزمي رحمه الله تعالى).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/16)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 01:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ سليمان ونفع بك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 05:20 م]ـ
وإياك يامحب.
أين غيباتك؟
وهل من زيارة لرياض نجد؟
ـ[نياف]ــــــــ[10 - 04 - 06, 05:37 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ سليمان ونفع بك
ولا تحرمنا من مقالاتك في هذا الملتقى المبارك
محبك في الله
نياف
ـ[أبو الأم]ــــــــ[10 - 04 - 06, 06:01 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
ـ[أبو عبد بن أحمد]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:02 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ سليمان
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 09:13 م]ـ
أحبك الله
ولعلها تكون قريبا
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[11 - 04 - 06, 01:20 ص]ـ
كلام جميل ومتين ونصيحة بالحسنى.
أحسن الله اليك ياشيخ سليمان , وليت بعض إخواننا المغاربة الكتبة في هذا المنتدى يسوقون مثل هذا الكلام للدكتور فاروق ولهم الأجر من الله.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[01 - 06 - 07, 01:22 ص]ـ
جزاك الله خيرايا شيخ سليمان
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[01 - 06 - 07, 06:29 ص]ـ
الأعجب مما كتبه فاروق حمادة، هو ما يُنتَقَدُ به!!
فأنا أعجب من الذين يُسَمُّون أنفسهم بالسلفيين السنيين
وسبب العجب هو:
هل الصوفي الذي يطوف حول قبور الأموات، سائلا المدد، والعون، والصحة، والعافية، والحرث، والنسل، هل هو مشركٌ، أم مسلم؟!!
وهل الشيعي النجس، الذي يسب الصحابة، وينتقص القرآن، ويطعن في عرض أمهات المؤمنين، هل هو كافرٌ أم مسلم؟
أم أن العقيدة الطحاوية قالت: لا نكفر مسلمًا بذنب؟!
في مقالة الشيخ الخراشي، شفاه الله وعافاه، وتوفاني وإياه مع المسلمين، قابلني صدمة رهيبة.
ليست في كلام فاروق، ولا في كلام الغمارية، فهذا دينهم.
ولكن: جاء في كلام بو خبزة:
وقد ابتُلوا ببَليتين: التشيع، والتصوف، وكان فرطُهم إلى الحق في الجملة: الزَّمزمي الذي طلَّق الزاوية وتبرأ منها ومن طُقُوسها، وقد درجوا جميعاً رحمهم الله وعفا عنهم.
تلك هي المصيبة
التشيع والتصوف، ويسأل الله لهم الرحمة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! 1
أعتقد هذه مشكلة السلفيين، أو الكثير منهم.
أخوكم
واحد من المسلمين.
ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[02 - 06 - 07, 12:31 م]ـ
أخ سليمان ما رأيك في من يتهم شيخ الإسلام الهروي بأن كلام الله حال في المصحف كما نقله شيخ الإسلام ابن تيمية فهل يثبت هذا عنه
ـ[ايمن العدلي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 01:42 م]ـ
الغمارية لهم نزلات كثيرة غير مفهومة، ولا مبررة .. !
وخصوصا السيد احمد الغماري، الذي ملئت كتبه بالعجب العجاب ...
ولكنهم في الحقيقة لهم خدمات كثيرة للحديث الشريف لاسيما احمد وعبد الله ..
والشيخ عبد الله هو اشعري اثري له من خدمات الحديث الشئ الكثير وانا سمعت ان تلميذه درويش، يعد الان لخروج كتب الشيخ عبدالله في الحديث، وهي جديرة بالاهتمام ...
وبالنسبة للتشيع فانا استبعد هذا كليا، فانا قرات له كتب كثيرة يهاجم فيها الشيعة وبدعهم،ولم نجد ثناء على الشيعة مطلقا، ومن عنده شئ فاليضعه هنا لنرى ...
فنسال الله الهداية للجميع
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[02 - 06 - 07, 02:15 م]ـ
السلام عليكم
الدكتور (فاروق حمادة) هذا له طريقته الخاصة في التعرض لعلماء الأمة، ففي إحدى محاضراته تعرض للشيخ الألباني -رحمه الله - بأسلوب غير علمي، حيث بدأ كلامه بمدح الشيخ (بإسلوب دس السم في العسل) قائلاً أنا معجب باطلاع الشيخ فله اطلاع واسع،ثم ساق إسناد ضعفه الشيخ في موضع و صححه في موضع.ثم قال متعجباً:كيف فعل ذلك لا أدري؟! و رفع يديه (كمن يتبرأ من فعل الشيخ. و لما اعترضت عليه و قلت له يا دكتور إن للشيخ منهج في التصحيح و التضعيف فقد يحكم على السند بالضعف في موضع ثم يحكم على الحديث بالصحة بمجموع طرقه في موضع آخر. فما كان منه إلا أنه اشتاط غضباً، ثم قال لي "أنا أصلا لست معجبا بالغماريين و لست معجبا بالشيخ - يعني الألباني- يعني منهج الشيخ-رحمه الله. دون أن آتي أنا على ذكر الغماريين أصلاً. و زي ما يقولون في الأمثال إلي على رسه بطحة بيحسس عليها.
هذا ما اردت بيانه ليعلم الناس بعض من منهج الدكتور في علماء الأمة.
و نسأل الله أن يغفر لنا و له و أن يهدينا و إياه صراطه المستقيم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 06:13 م]ـ
بورك فيكم جميعًا ..
الأخ الكريم محمد عوض: لعلك تبحث بواسطة المنتدى عن مقالات كتبت في الغماريين. فإنها مهمة، وبعضها بقلم تلميذ أحمد الغماري الشيخ أبوخبزة.
الأخ الكريم فارس: القرآن كلام الله غير مخلوق. فلعلك تنقل ماذكروه بالنص.
ـ[عماد الجيزى]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:44 م]ـ
وفق الله الجميع للحق .. آمين.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:49 م]ـ
الأعجب مما كتبه فاروق حمادة، هو ما يُنتَقَدُ به!!
فأنا أعجب من الذين يُسَمُّون أنفسهم بالسلفيين السنيين
وسبب العجب هو:
هل الصوفي الذي يطوف حول قبور الأموات، سائلا المدد، والعون، والصحة، والعافية، والحرث، والنسل، هل هو مشركٌ، أم مسلم؟!!
وهل الشيعي النجس، الذي يسب الصحابة، وينتقص القرآن، ويطعن في عرض أمهات المؤمنين، هل هو كافرٌ أم مسلم؟
أم أن العقيدة الطحاوية قالت: لا نكفر مسلمًا بذنب؟!
في مقالة الشيخ الخراشي، شفاه الله وعافاه، وتوفاني وإياه مع المسلمين، قابلني صدمة رهيبة.
ليست في كلام فاروق، ولا في كلام الغمارية، فهذا دينهم.
ولكن: جاء في كلام بو خبزة:
وقد ابتُلوا ببَليتين: التشيع، والتصوف، وكان فرطُهم إلى الحق في الجملة: الزَّمزمي الذي طلَّق الزاوية وتبرأ منها ومن طُقُوسها، وقد درجوا جميعاً رحمهم الله وعفا عنهم.
تلك هي المصيبة
التشيع والتصوف، ويسأل الله لهم الرحمة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! 1
أعتقد هذه مشكلة السلفيين، أو الكثير منهم.
أخوكم
واحد من المسلمين.
هذه مشكلتك أنت
فالعلماء إذا قالوا لا نكفر مسلماً بذنب فيعنون بذلك الكبائر مباينةً للخوارج لا المكفرات
وعندهم للتكفير شروط وضوابط فليس كل كفر يكون فاعله كافراً
افهم هذا جيداً _ أعرف أن هذه ستزعجك كثيراً _
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/17)
ـ[أبو أنس الأنصاري]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:30 ص]ـ
جزاك الله خيرايا شيخ سليمان
ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:24 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 1/ 288:
((تنازع الناس فى إثبات لفظ الحلول ونفيه عنه هل يقال إن كلام الله حال فى المصحف أو حال فى الصدور وهل يقال كلام الناس المكتوب حال فى المصحف أو حال فى قلوب حافظيه ونحو ذلك
فمنهم طائفة نفت الحلول كالقاضي أبي يعلى وأمثاله وقالوا ظهر كلام الله فى ذلك ولا نقول حل لأن حلول صفة الخالق فى المخلوق أو حلول القديم فى المحدث ممتنع.
وطائفة أطلقت القول بأن كلام الله حال فى المصحف كأبى إسماعيل الأنصارى الهروى الملقب بشيخ الاسلام وغيره وقالوا ليس هذا هو الحلول المحذور الذى نفيناه بل نطلق القول بأن الكلام فى الصحيفة ولا يقال بأن الله فى الصحيفة أو فى صدر الإنسان كذلك نطلق القول بأن كلامه حال فى ذلك دون حلول ذاته.
وطائفة ثالثة كأبى على بن أبى موسى وغيره قالوا لا نطلق الحلول نفيا ولا إثباتا لأن إثبات ذلك يوهم انتقال صفة الرب إلى المخلوقات ونفي ذلك يوهم نفي نزول القرآن إلى الخلق فنطلق ما أطلقته النصوص ونمسك عما فى إطلاقه محذور لما في ذلك من الاجمال)) اهـ.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:46 م]ـ
لو أكملت كلام شيخ الإسلام لاتضح لك المعنى:
قال: (وأما قول القائل أن قلتم ان هذا نفس كلام الله فقد قلتم بالحلول وأن قلتم غير ذلك قلتم بمقالتنا. فجواب ذلك: ان المقالة المنكرة هنا تتضمن ثلاثة أمور فإذا زالت لم يبق منكرا:
أحدها: من يقول أن القرآن العربى لم يتكلم الله به وإنما أحدثه غير الله كجبريل ومحمد والله خلقه فى غيره
الثانى: قول من يقول أن كلام الله ليس الا معنى واحدا هوالأمر والنهى والخبر وان الكتب الالهية تختلف بإختلاف العبارات لا بإختلاف المعانى؛ فيجعل معنى التوراة والإنجيل والقرآن واحدا وكذلك معنى آية الدين وآية الكرسى؛ كمن يقول أن معانى أسماء الله الحسنى بمعنى واحد فمعنى العليم والقدير والرحيم والحكيم معنى واحد فهذا إلحاد فى أسمائه وصفاته وآياته.
الثالث: قول من يقول أن ما بلغته الرسل عن الله من المعنى والألفاظ ليس هو كلام الله وأن القرآن كلام التالين لا كلام رب العالمين. فهذه الأقوال الثلاثة باطلة بأى عبارة عبر عنها.
وأما قول من قال: إن القرآن العربى كلام الله بلغه عنه رسول الله وأنه تارة يسمع من الله وتارة من رسله مبلغين عنه، وهو كلام الله حيث تصرف، وكلام الله تكلم به لم يخلقه فى غيره، ولا يكون كلام الله مخلوقا ولو قرأه الناس وكتبوه وسمعوه. وقال مع ذلك: إن أفعال العباد وأصواتهم وسائر صفاتهم مخلوقة. فهذا لا ينكر عليه.
وإذا نفى الحلول وأراد به أن صفة الموصوف لا تفارقه وتنتقل إلى غيره فقد أصاب فى هذا المعنى لكن عليه مع ذلك أن يؤمن أن القرآن العربى كلام الله تعالى وليس هو ولا شىء منه كلاما لغيره ولكن بلغته عنه رسله.
وإذا كان كلام المخلوق يبلغ عنه مع العلم بأنه كلامه حروفه ومعانيه ومع العلم بأن شيئا من صفاته لم تفارق ذاته فالعلم بمثل هذا فى كلام الخالق أولى واظهر والله أعلم.).
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (النحل/125)، يبين الله تعالى في هذه الآية منهج الدعوة والجدال بين الناس فيما يختلفون فيه، وكيف يعالجون الأمور الخلافية.
بدل أن نمتثل هذه الآية وندعوا الى الله تعالى خصوصا في زماننا هذا الذي كثر فيه التنصيروالتشييع ونبين العقيدة الصحيحة فإذا بنا نشتغل بالردود ألا يعد هذا تضييعا للوقت لاسيّما الاختلاف حول العقيدة الذي أصبح قديما يعرفه الخاص والعام وبدأنا نتأذى من طريقة كلام البعض عن علمائنا نتمنى ان لانكثر من ةالردود التى فيها التهجم على الغيروإلا فقد المنتدى تميزه.
نحن فى زمن كثرت فيه الفتن لذا وجب علينا أن نبينها ونحذر منها، ثم إن ما اختلف فيه قديما بين علماء أجلاء لا نستطيع نحن في زمن قل فيه الزاد أن نلغيه.
مع احتراماتي لكل الردود.
ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[03 - 06 - 07, 07:48 م]ـ
الإشكال عندي في كلام الهروي
أما كلام شيخ الإسلام فهو قد ساجه بسياج متين
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 09:17 م]ـ
ما الإشكال بالضبط؟
تأمل: (وقالوا ليس هذا هو الحلول المحذور الذى نفيناه بل نطلق القول بأن الكلام فى الصحيفة ولا يقال بأن الله فى الصحيفة أو فى صدر الإنسان كذلك نطلق القول بأن كلامه حال فى ذلك دون حلول ذاته).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/18)
ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:46 ص]ـ
الإشكال عندي مانوع الحلول هذا
حال
وفي الصحيفة
كلامه حال دون ذاته
ماهو الحال
كلام شيخ الإسلام أوفق
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 02:27 م]ـ
الذي في الصحيفة كلام من؟
ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[04 - 06 - 07, 08:32 م]ـ
كلام الله
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 08:44 م]ـ
هذا مايريده الهروي! فلاتشغل نفسك بكلمة (الحلول) لأنه لابد من الاستفصال فيها كما ذكر شيخ الإسلام. والهروي لا يريد المعنى الباطل.
وفقكم الله.
ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:41 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:20 ص]ـ
الغمارية لهم نزلات كثيرة غير مفهومة، ولا مبررة .. !
وخصوصا السيد احمد الغماري، الذي ملئت كتبه بالعجب العجاب ...
ولكنهم في الحقيقة لهم خدمات كثيرة للحديث الشريف لاسيما احمد وعبد الله ..
والشيخ عبد الله هو اشعري اثري له من خدمات الحديث الشئ الكثير وانا سمعت ان تلميذه درويش، يعد الان لخروج كتب الشيخ عبدالله في الحديث، وهي جديرة بالاهتمام ...
وبالنسبة للتشيع فانا استبعد هذا كليا، فانا قرات له كتب كثيرة يهاجم فيها الشيعة وبدعهم،ولم نجد ثناء على الشيعة مطلقا، ومن عنده شئ فاليضعه هنا لنرى ...
فنسال الله الهداية للجميع
يبدو أن الأخ لا يفرق بين التشيع والرفض
هم متشيعون بمعنى أنهم يفضلون علياً على جميع الصحابة
وعبدالله الغماري لا يترضى على مجموعة من الصحابة معاوية بن أبي سفيان
وأما شقيقه أحمد فيكفر معاوية صراحةً ويصرح أنه مات على غير ملة محمد ويحتج لذلك بخبر منكر يصححه على شرط مسلم
ومع هذا يحاربون الروافض لسبهم جمهور الصحابة
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 03:30 م]ـ
تعجبني هذه المداخلة العلمية القصيرة من الأخ عبد الله الخليفي، وهي مداخلة، مع قصرها لكن فيها علما كثيرا.
ـ[العوضي]ــــــــ[04 - 12 - 07, 04:50 ص]ـ
ذكر الدكتور فاروق حمادة في مقدمة تحقيقه لكتاب الإقناع في مسائل الإجماع (وإني منذ زمن غير قصير قد قطعت عهداً , ونشرت وعداً أن كل من أسدى إلي إصلاحاً ذا بالٍ في كتاب من كتبي , أو دراساتي وأبحاثي , أن أنسبه إليه وأذكره , وأنوه به وأشكره).
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[04 - 12 - 07, 11:30 ص]ـ
سؤال ماهي عقيدة شعيب الأرناووط وشكرا
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[06 - 12 - 07, 09:30 م]ـ
السلام عليكم
من مشاهدتي عيانا للدكتور فاروق حمادة في إحدى محاضراته في علم الحديث أن الرجل لايأخذ بحديث حلق الشارب و إطلاق اللحية ف للمذكور شارب وفير على عكس لحيته القصيرة، و يفتتح دروسه على خلاف الهدي النبوي فيطلب من الطلبه الحاضرين قراءة بعض آيات الذكر ثم يشرع في المحاضرة،و يثني على الغماري و يغمز غيره من أهل العلم رحمهم الله ممن كان لهم ردود على شيخه الغماري من الذين يخالفونه في المنهج. هذا ليس من باب القدح في الدكتور لكن من باب البيان.
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[09 - 12 - 07, 06:32 م]ـ
إلى الأخ العوضي: هل فعل فاروق حمادة موافق لكلامه،أم أنه يقول ويخالف،وفي كتابه هذا،ونقول الإخوة عنه دليل واضح على هذا،وهل جربت وقمت بإسداء النصح له،فقبل ونوه وشكر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو وئام]ــــــــ[11 - 12 - 07, 05:48 ص]ـ
كان أستاذنا أبو مالك يحذرنا من الإعتماد على كتاب المنهج الإسلامي في الجرح والتعديل لاسباب لم يوضحها، ولسوء حظه أن فاروق حمادة كان رئيس لجنة المناقشة لأطروحته حول كتاب الطبقات، إذ انتهزهها فرصة للإنتقام لكن الله سلم.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[12 - 12 - 07, 08:59 ص]ـ
ما أجمل الأدب في النصح!!
ثبتك الله على الحق يا سليمان الخراشي
أسأل الله أن يهدي الأخ الدكتور فاروق ..
اللهم اشرح صدره واهده للحق وثبتنا وإياه وأمتنا جميعًا على (لا إله إلا الله محمد رسول الله) آمين
كما أسأله تعالى أن يُسعدنا بسماع تراجعه عن تأييد مخالفات شيخه، وبراءته منها كما فعل غيره
ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[17 - 12 - 07, 08:38 م]ـ
أخيرًا: أذكّر الدكتور فاروق بكلمة رائعة عن الصحابة رضي الله عنهم خطها في مقدمة تحقيقه لكتاب " فضائل الصحابة " للنسائي (ص 13 - 12):
(ولقد تعرض هذا الجيل قديمًا وحديثًا إلى حملات العداء والتشويه لتاريخهم وسيرتهم العطرة، وهم معالم الهدى أمام الإنسانية وشبابها الصاعد خاصة، فما أحوج هذا الشباب إلى معرفة تاريخ هذا الجيل الفريد من صحيح المصادر وموثوق الكتب، وتقديمها أسوة وقدوة، فهو والله واجب أي واجب؛ حتى لا يهجم على شتمهم جهول حاقد، أو الاعتداء على حرمتهم زنديق ملحد - ثم نقل قول القاضي عياض فيمن سبهم، ومنه - قال مالك: من شتم أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبابكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمروبن العاص، فإن قال كانوا على ضلال وكفر قُتل، وإن شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نُكل نكالا شديدً). اهـ
تأمل أخي القارئ هذا الكلام السني السلفي الذي ينضح بمحبة صحابة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وما فيه من عقوبة من تعرض لهم بسب أو شتم، وقارنه بقول عبدالله الغماري - شيخ الدكتور - في " نهاية الآمال " (ص 8 - 7): تعليقًا على حديث " ليذادن عن الحوض أقوام من أمتي " عندما قال موافقًا لأخيه أحمد: (وأنا أجزم بأن حديث الحوض في معاوية وأصحابه)!! - ويُنظر " القول المقنع " له (ص 13)، و " كشف المتواري " (ص 29).
بارك الله فيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/19)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[20 - 10 - 10, 04:22 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم(34/20)
سؤال: هل يصح أن يكون هذا عنوان لرسالة ماجست
ـ[خادمة العقيدة]ــــــــ[09 - 04 - 06, 04:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني في الملتقي
أرجو منكم إفادتي بأهمية هذا العنوان
كرسالة ماجستير
وهو {آيات العقيدة في سورة الزمر
عند الرازي، الزمخشري، الطبرسي دراسة مقارنة
علي ضوء منهج السلف}
فإن كان يستحق هذا الجهد
فأرجو إفادتي ببعض الأفكار والمقترحات بخصوص ذلك
ولكم جزيل الشكر إخواني
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سلمان الكندي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 05:31 م]ـ
أنت جمعت بين المتناقضين في المعتقد في بحث واحد (الرازي كلامي ومنجه معروف، والزمخشري معتزلي، والطبرسي له كذلك وجهة) فلو حددت تفسيرا واحدا من هذه التفاسير، أو بين من هم متفقون في المعتقد (الأشعري)، (المعتزلي)، (الشيعي)، لكن تجمع بين المتناقضين الثلاث يكون صعبا عليك، وأرى من المناسب تحديد تفسير واحد من هؤلاء، أو جمع عدة منهم يكون معتقدهم واحدا.
ـ[خادمة العقيدة]ــــــــ[09 - 04 - 06, 07:25 م]ـ
أخي
بوركت وشكرا لإفادتني بما علمت
وجزيت كل الخير
أنتظر ردود الأخوة وإفاداتهم لي
ـ[أبو أسامة ابن سعد]ــــــــ[13 - 04 - 06, 02:59 م]ـ
الحمد لله ,وكفى ,
انا اتفق مع الاخ الكندى فى ان جعل الدراسة فى عالم واحد من هؤلاء , ويكون البحث
على ضوء معتقده ومنهجه جملة ,ومقدار ما اثر هذا فى كتابه ,ليكون البحث قد خدم الكتاب
لمن اراد ان ينتفع به ,.ويكون هذا العمل فى ميزان حسناتك ان شاء الله, وفقك الله.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[21 - 04 - 06, 07:07 ص]ـ
من المفيد أن تسأل عن ذلك في ملتقى أهل التفسير
http://www.tafsir.org/vb/forumdisplay.php?forumid=2
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 06:30 م]ـ
أقترح شيئا آخر وهو أن تدرسي تفسير الرازي الأشعري والزمخشري المعتزلي فقط على ضوء منهج السلف بشرط أن تكوني محصنة من سمومهما وأن تستعيني بالله ثم بكتب شيخ الإسلام وبالحواشي الأشعرية التي وضعت على كتاب الزمخشري ووللكلام بقية فلعله يتسنى لي أن أشاركك بأكثر من هذا قريبا.
ـ[سعيد الهرغي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 05:14 ص]ـ
السلام عليكم.
أقترح عليك موضوعا فيه نوع من الجدة، وهو (القواعد المنهجية في تفسير آيات العقيدة ـ جمع ودراسة ـ)، ولا بأس من أن يكتفي الباحث بسورة معينة، وأنمودج لتفسير معين، ويمكن أن تستعيني بكتاب، د. محمد بن عبد الرحمن المغراوي:
المفسرون بين التأويل و الإثبات في آيات الصفات، رسالة دكتوراة / طبع. - بيروت: مؤسسة الرسالة, 2000. - 4 مج.
والله الموفق.(34/21)
شيء من تاريخ التصوّف بقلم التقي الهلالي رحمه الله .. للاعتبار.
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[10 - 04 - 06, 04:26 ص]ـ
بسم و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد.
فلما كنت اقرا في كتاب الهدية الهادية الى الطائفة التيجانية بقلم الامام السلفي تقي الدين الهلالي رحمه الله، رايت بعض الاشارات التاريخية المهمة
(لعقول الالبّاء) التي احببت مشاركة اصفيائي الاعضاء بها.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77192
قال رحمه الله تعالى:
" لقد كنت في غمرة عظيمة وضلال مبين وكنت أرى خروجي من الطريقة التجانية كالخروج من الإسلام ولم يكن يخطر لي ببال أن أتزحزح عنها قيد شعرة وكان الشيخ عبد الحي الكتاني عدوا ً للطريقة التجانية لأنه كان شيخا رسميا للطريقة الكتانية.
و إنما قلت رسميا لأن أهل سلا أعني الكتانيين أنصار الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني مؤسس الطريقة الكتانية لا يعترفون به أي بالشيخ عبد الحي و يقولون أن الاستعمار الفرنسي هو الذي فرضه على الكتانيين فرضا ً والذي حدثني بذلك العالم الأديب النبيل الشيخ عبد الله بن سعيد السلاوي فإنه كان حامل لواء نصرة الشيخ عبد الكبير الكتاني وكان يُعادي أخاه عبد الحي عداوة ويرميه بالعظائم والكبائر التي لا يسوغ ذكرها هنا والاستطراد بذكر أسباب العداوة بين الشيخين الكتانيين الأخوين يخرج بنا عن الموضوع.
(ثم قال):
ولكن جاءني امتحان آخر وذلك أن الشيخ عبد الحي الكتاني قال لي منتقدا أن الطريقة التجانية مبنية على شفا جرف وأنه لا ينبغي لعاقل أن يتمسك بها!!
فقلت له والطريقة الكتَّانِية التي أنت شيخها!
فقال لي كل الطرائق باطلة وإنما هي صناعة للاحتيال على أكل أموال الناس بالباطل وتُسَخِّرهم وتَستعبدهم.
قال أنا لم أؤسس الطريقة وإنما أسسها غيري وهذه الأموال التي آخذها منهم أنفقها في مصالح لا ينفقونها فيها.
ثم قلت له: ومن الذي حملك على الطعن في الطرائق وما دليلك على بطلانها.
قال لي ادعاء كل من الشيخين أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر بذاته وظيفة أصحابه حين يذكرونها وهذه قلة حياء منهما وعدم تعظيم منهما للنبي صلى الله عليه وسلم كيف تُكلفونه أن يخرج من قبره ويقطع كل هذه المسافات من البر والبحر ليجلس أمامكم فأنتم تبسطون له ثوبا أبيض ليجلس عليه وأصحابنا يقومون على الباب ليتلقوه.
فقلت إذن أنت لا تعتقد صحة طريقتك!
فقال لا أعتقدها أبدا وقد أخبرتك أنها صناعة لأكل أموال الناس بالباطل وأزيدك على ذلك أن اعتماد طريقتكم على كتاب "جواهر المعاني" الذي تزعمون أن شيخكم أحمد التجاني أملاه على علي حرازم نصفه مسروق بالحرف وهو تأليف لمحمد عبد الله المدفون بكذا وكذا بفاس وسمى ناحية نسيتها الآن، قال وأنا قابلت الكتابين من أولهما إلى آخرهما فوجدت المجلد الأول من جوهر المعاني مسروقا كله من كلام الشيخ المذكور "
انتهى المراد نقله للمتاملين.
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[10 - 04 - 06, 03:32 م]ـ
وأزيدك على ذلك أن اعتماد طريقتكم على كتاب "جواهر المعاني" الذي تزعمون أن شيخكم أحمد التجاني أملاه على علي حرازم نصفه مسروق بالحرف وهو تأليف لمحمد عبد الله المدفون بكذا وكذا بفاس وسمى ناحية نسيتها الآن، قال وأنا قابلت الكتابين من أولهما إلى آخرهما فوجدت المجلد الأول من جوهر المعاني مسروقا كله من كلام الشيخ المذكور "
انتهى المراد نقله للمتاملين.
سبحان الله .. !
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[11 - 04 - 06, 10:52 م]ـ
ثم قال الشيخ رحمه الله تعالى:
(بهذا الكلام حكاية قد يَحسُن إيرادها هنا فإن كان فيها المدح للنفس فليحملها المخالف على المحمل الحسن وإن أبى فالله عليم بذات الصدور ولا يضر إلا نفسه.
توجهت سنة 1341 هـ من القاهرة إلى مديرية (أسيوط) من صعيد مصر ونزلت في مدينة (ملوي) وبقربها قرية تسمى (الريمون).
وكانة فيها فئة قليلة جدا من السلفيين الموحدين لله المتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعوني إلى بلدهم، وشرعت أدعو إلى الله تعالى فأعانني الله سبحانه بفضله ورحمته فاستجاب أهل القرية كلهم لدعوتي.
ولم يشذّ منهم إلا شيخ الطريقة والحقيقة أنه يبتز أموالهم ويزيدهم خضوعا إليه ويحافظ عليهم حتى لا يخرجوا من ربقته كما يحافظ الراعي على غنمه.
فبعد أن هداهم الله إلى توحيده واتباع رسوله الكريم وترك كل بدعة زارهم شيخ الطريقة المذكور وانتظر ما عهد منهم من التعظيم والخضوع من تقبيل اليد والخشوع أمامه والمبادرة إلى تقديم الهدايا النفائس التي تُرضي رغبته وتُشبع نهمته رآهم تلقوه كما يُتَلقَّى الضيف العادي فأنكر ذلك وقال ما أصابكم؟
فقالوا ما أصابنا شيء نحن مستعدون لتقديم كل ما تريده من الطعام والشراب وما يلزم لضيافتك فقال أراكم تبدلتم!
فقال قائل منهم أي شيء تريد أكثر من الضيافة أتريد أن نعبدك من دون الله كما كنا نفعل في زمن الجهل وتذكرت والضلالة.
فقال (يا عكروط) وهو لفظ يُسبُّ به باللغة المصرية ومعناه اللئيم قال أنا قتلت نفسا للمحافظة على بطيخك الذي زرعته بشاطئ فرع النيل، لأن رجلا جاء يسرق بطيخك فوجهت أليه همتي وقتلته.
فقال يا سيدنا الشيخ لقد أخطأت في حسابك لأمرين أحدهما أن البطيخ أتت عليه آفة فأهلكته قبل أن يُنتفع به والثاني أني لا أرضى بقتل نفس مسلمة أو كافرة لأجل بطيخة تسرق من مزرعتي، فغضب الشيخ وسبهم وانصرف عنهم.
وكذلك المدد الذي يدَّعيه صاحب الرماح ليثبت به فضيلة لشيخه لا وجود لها في الحقيقة ومن اعتقد أن غير الله يمد القلوب بالهدى والأحوال السنية والمقامات السامية فقد عبد مع الله إلها آخر:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة اعظم) اهـ(34/22)
هل الإيمان بالبعث والجنة والنار من أركان التوحيد أي ملازم له أم بائن عنه بحيث .......
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 03:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل الإيمان بالبعث والجنة والنار من أركان التوحيد أي ملازم له أم بائن عنه بحيث لا يكفر المعين إلا بعد التعريف.
وإذا كان من أركان التوحيد فما أقل حد يلزم على المكلف معرفته كي يصح إسلامه مع التفصيل والدليل.
وشكرا.
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 10:58 م]ـ
للرفع وأنا لا أزال بانتظار الإجابة.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 - 04 - 06, 01:26 ص]ـ
راجع الإجابة في شرح حديث جبريل من الأربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ.
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[21 - 04 - 06, 11:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لم أجده في الرسالة التي أشرت إليها فحبذا لو تكتب لي الإجابة أنت أو من عنده الإجابة مدعما بالدليل وشكرا.(34/23)
طالب العلم والعقيدة للشيخ عبدالرحمن المحمود
ـ[هشام العويد]ــــــــ[10 - 04 - 06, 05:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمدلله نحمده، ونستعينه، ونستغره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألاإله إلاالله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم علملنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا يا إلهنا علماً وعملاً.
نبدأ من هذا اليوم إن شاء الله تعالى وإلى يوم الأحد وربما يوم الإثنين لم نتأكد ليكون درس ما بعد العصر في موضوع عام سنتطرق فيه إن شاء الله تعالى إلى عدة موضوعات الموضوع الأول سيكون حول طالب العلم والعقيدة، والثاني سوف يكون حول فقه الخلاف وأنواعه، والثالث سوف يكون حول تعامل طالب العلم مع الفتن والنوازل، والرابع سيكون حول الثوابت والمتغيرات، ثم الخامس سيكون حول قضايا مختلفة نذكرها لكم إن شاء الله تعالى في حينه.
ونبدأ درسنا في هذا اليوم حول الموضوع الأول وهو بعنوان طالب العلم والعقيدة، ولاشك أن أهمية معرفة العقيدة بالنسبة للأمة وبالنسبة لطالب العلم لاتحتاج إلى بيان، لأن أهمية الأمر مُجمع عليه ومُتفق على أن الأمة إذا لم يكن لديها عقيدة فهي أُمة ضائعة فاشلة، وطالب العلم إذا لم يُنَشئ نفسه على عقيدة فلن تكون له قضية يُدافع عنها ولا منهج يرجع إليه، ومن ثَمَّ فنحن ننتقل إلى صُلب هذه القضية التي نتحدث عنها وهي ما يتعلق بتعامل طلبة العلم مع قضية العقيدة وكتب العقيدة ونحو ذلك، ويمكن أن نتطرق إلى هذا الموضوع من خلال الأمور التالية:
الأمر الأول: هو طالب العلم لَمَا نقول طالب العلم والعقيدة فإننا نتحدث عن قضية مُحددة بالنسبة لنا نحن المسلمين ونقصد بالعقيدة (ال) هنا العقيدة المعتبرة وإلا فعند الإضافة فإن العقيدة تختلف، فأنت تقول عقيدة اليهود عقيدة النصارى عقيدة الرافضة وإذا أطلقت وقلت العقيدة فنقصد بها العقيدة المعروفة التي جاء بها هذا الإسلام والتي بينها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعظم بيان، وجاء بيانها مُدللاً مؤصلاً كما قال الأئمة رحمهم الله تعالى وهي العقيدة التي فهمها الصحابة وهي التي انتقلت أيضاً إلى من بعدهم من التابعين وتابعيهم وسلفنا الصالح رحمهم الله تعالى وهي العقيدة التي ستبقى إلى آخر الزمان كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وعلى هذا فنقصد بالعقيدة ما كان مُعتبراً يصح الإنتساب إليه ويجب على المسلم اعتقاده وما يترتب على ذلك من ناحية كيفية طلب العلم لذلك المصادر الأصول القواعد التي تظبطه كل هذا تبع ومن ثَمَّ فإن بعض الناس يظن أن مسألة العقيدة ما هي إلا مسألة عَرَضية وبعض المعاصرين قد يجعلها نسبية وهذه هي النظرية المعروفة والتي حقيقة تُتَداول في هذه الأيام بعنوان (نسبية الحق) أو (نسبية العقيدة) ويظنون أن كل من اعتقد عقيدة مُقتنعاً بها فقد تكون حقاً وهذا منهج حقيقة جريئ على دين الإسلام الذي ختم الله به الرسالات ونُسخت به كل شريعة وكل دين وجاءة مُبينةً البيان التام حتى ترك صلى الله عليه وآله وسلم أُمته على مثل البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك وعلى هذا فينبغي أن يُعلم أن العقيدة التي يجب أن يتعلمها طالب العلم وأن يُدافع عنها هي عقيدة مُحددة المعالم واجبٌ عليه أن يؤمن بها وأن يعتقدها وأن يُدافع عنها ومن ثَمَّ فإن العقيدة يجب أن تتحول عنده إلى قضية يؤمن بها ويُدافع عنها وليست من المسائل العارضة وأنا أقول هذا لأن بعض من ينتسب إلى العلم أحياناً وخاصةً حين يُبتلى في هذه الأيام بما يُسمى بالتخصص حين يتخصص في جانبٍ من جوانب العلوم يظن أن تخصصه فيه هو الأعظم وهو المهم وينسى أن قضية العقيدة هي قضية أُمة لاينفك عنها المسلم في أي حالٍ من الأحوال وعليه فطالب العلم الذي يظن أنه يمكن أن يكون طالب علم بلا عقيدة سيكون طالب علم بلا قضية ولهذا السلف الصالح رحمهم الله تعالى ربطو العلوم بالعقيدة أي ربطو هذه العلوم حين أخذها وتعلمها ربطوها بالعقيدة فنهو الإنسان الذي يطلب العلم نهوه من أن يأخذ علمه عن المبتدعة حتى ولو كانت العلوم الأخرى إلا بقيودٍ وشروط أما أن يُصحب الأمر سائباً في الأمة يؤخذ عن كل من هب ودب فالسلف الصالح رحمهم الله تعالى قالوا لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/24)
الأصل في وجوب أن يتصدر أهل السنة فهم الذين يُعلمون العلوم كلها وعلى الناس أن يأخذو علمهم ممن يُوثق به وهذا معنى قول العلماء (لا تُجالسوا أهل البدع) ماهو معنى لا تُجالس أهل البدع طبعاً أنت لا تُجالس صاحب بدعة فلن تتلقى منه علم وهذا واضح المعنى إلا عند الحاجات أو الضرورات الخاصة التي يعني كما يعني قد يحدث أحياناً لا يوجد في هذا الفن عالم من علماء السنة يمكن أن يقوم به كما ينبغي فحينئذ يمكن أن يؤخذ منه هذا العلم بقيودٍ وشروط.
وخلاصة هذه القضية الأولى التي أحببت أن أُشير إليها هي أن طالب العلم مهما تفرعت به تخصصاته أو اهتماماته أو نُبوغه في أي فنٍ من فنون العلوم فينبغي أن يعلم أن ارتباطه بالعقيدة يجب أن يكون ارتباطاً تاماً لأن المسألة أكبر من أي شيءٍ آخر وأعني بها مسألة أن يكون طالب العلم قائمٌ علمه على عقيدة مؤصلةٍ صحيحة.
ننتقل إلى مسألة ثانية وهي مسألة قراءة الكتب في باب العقيدة وهذه المسألة بالنسبة لطالب العلم تُعتبر أساسية وخاصةً في الأزمنة المتأخرة لما كثرت الكتب قديماً كان الكتاب لا يَصل إليهم إلا مخطوطاً ولا ينتشر إلا قليلاً بمعنى أن القرية مثلاً يأتي لها الكتاب الواحد أو النسخة الواحدة من الكتاب فتجدها عند فلان من الناس ولا يكاد الأخرون يحصلون عليها إلا بشق الأنفس وأحياناً يصلون إليها عن طريق القراءة على الشيخ يعني بمعنى أن هذه النسخة من المخطوطة تجد الطلاب يأتون ويقرأون يعني لاتوجد نُسخ لايوجد إلا ما يسمعونه من خلال هذا الدرس الآن تغيرت الصورة وتغيرت الأحوال وكثرت الكتب وتنوعت وصار الحصول عليها عند الكثيرين سهلاً ولو بنسبٍ مُتفاوته فيأتي السؤال طالب العلم وكتب العقيدة كيف يتعامل معها؟
هناك ملحوظتان مهمتان:
إحداهما: أن كثرت الكتب وخاصةً في الفن الواحد قد تُربك طالب العلم فتجعله يتنقل من كتاب إلى كتاب دُون انظباط وبلا تأصيل.
الملحوظة الثانية: هي أن هذه الكتب ينقل بعضها عن بعض وربما يُغني بعضها عن بعض فقد تُشغل وقت طالب العلم بمعنى أنه يُحب أن يقرأ فتجده يقرأ في هذا الكتاب ويُمضي فيه زمناً وينتقل إلى كتابٍ آخر ويُمضي فيه زمناً والكتاب الثاني هو الأول أو شبيه به أو الزيادات عليه إنما هي زيادات قليلة فربما مضى على الإنسان وقت وأوقات كثيرةٌ جداً وهو يُراوح مكانه في طلب العلم.
إذا انتبهنا إلى هاتين الملحوظتين نأتي إلى بعض القواعد المتعلقة بتعامل طالب مع الكتاب:
أول هذه القواعد: هي أن يختار الإنسان الكتب المؤصلة ويُحددها سواء كانت كتباً عامة أو في فنٍ من فنون العلم يعني مثلاً إذا هو بيأخذ كتاب في العقيدة فيأخذ كتاباً كافياً يختار وإذا كان سيأخذ في فن من فنون العقيدة سواء هذا الفن يتعلق بركن من أركان الإيمان أو قضية من قضايا العقيدة أو فرقة من الفرق فأيضاً لابد أن يختار كتاباً مُحدداً ويكون اختياره عن طريق الإستشارة أو عن طريق انتشار الأمر بين أهل العلم وهذا والحمدلله جيد ونافع لطلاب العلم يعني مثلاً حينما يشتهر عند طلاب العلم مثلاً أنه والله الواسطية وشروحها أصل هذا أنا أعتبره من الأمور النافعة جداً بدل أن طالب العلم يتردد هنا وهناك تجده يختار مثل هذا الكتاب ويؤصل فيه تعلمه وقراءته ودراسته مثلاً لما نقول شرح الطحاوية لإبن أبي العز الحنفي هذا الشرح أطبق عليه طلاب العلم ونفع الله به الأمة فصار مرجعاً يعني مرجعاً مُتفقاً عليه وهذا نافع بالنسبة لإختيار طالب العلم حين يختار بالنسبة للكتب التي يحتاج فيها إلى أن يختار منها ما يكون أصلاً في بابه.
الأمر الثاني: فيما يتعلق بتعامل طالب العلم مع الكتاب وهو أمرٌ مهم جداً أن يتعامل مع الكتاب بكليته أي ليحذر من الإنقطاع ليحذر من السأم ينبغي للإنسان أن يحذر من هذه الأشياء وأنا أقول أن هذه من العيوب الكبرى التي وللأسف الشديد قد خيمت على كثير من طلاب العلم وهو الإنقطاع يعني الإنسان إذا اختار كتاباً فعليه أن يتعامل معه بكليته فيقرأ الكتاب أو يدرس الكتاب أو المتن أو غيره من أوله إلى آخره وليحذر من الإنقطاع هذا الإنقطاع يُولد عند الإنسان تشويشاً وعدم ثبات ومما يُؤسف له أن يتنقل الإنسان من كتاب على كتاب إلى كتاب وتكون في النهاية النتيجة فاشلة يا أيها الإخوة تأصيل طلب العلم يحتاج منك إلى إرادة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/25)
عازمة قوية بدون هذه الإرادة التي تتغذى بغذاء الهمة والصبر والنظر إلى لذة الوصول مالم تكن كذلك وإلا سيتنقل الإنسان بدون أن يؤصل نفسه التأصيل الصحيح في العلوم عموماً وفي قضية التأصيل خصوصاً.
الأمر الثالث: المتعلق بقواعد التعامل مع كتب العقيدة وهو أيضاً أمر يعني ربما يقع فيه الخلط أحياناً هو أن كتب العقيدة التي كثرت في هذه الفترة الأخيرة وانتشرت وصارت يعني تُعد بالعشرات والمئات ونحو ذلك يستطيع فيها الإنسان أن يأخذ فيها مساراً منظبطاً يصل فيه إلى العلم على وجهٍ صحيح، ماهي المشكلة أيها الإخوة بالنسب لي القراءة المتعلقة بهذه النقطة بالذات؟
المشكلة هي القفز في مسائل العلم بمعنى أن الإنسان يقفز إلى مسائل أُخرى دون أن يؤصل ما دونها فإذا جاءة القضية ليقرأ فيها تجده مرتبكاً فيها إذا أراد أن ينتهي فيها إلى نهايات تطمئن إليها نفسه تجده لايصل إلى هذه النهايات السبب ماهو؟
السبب هو أنه يقفز على مسائل العلم وهذه لاتختص بقضية كتب العقيدة وإنما حتى في العلوم الأخرى كما قد سبقت الإشارة إلى ذلك، أنا أقول لكم بعض الطلاب أحياناً يسألني سؤال في قضية أنا متأكد أنه لم يفهمها لكن هو سمع بها في مجلس سمع في حديث معين فعلقت في ذهنه فيريد الجواب لكن لم يفهم الجواب حولها مهما أديت له الجواب فلن يستطيع استيعاب الجواب السبب ماهو؟
السبب هو القفز يعني هو دخل في قضية من هذه القضايا دون أن يعرف أُصولها ومداخلها وكثير من الخلط في فهم المسائل والإنتهاء فيها أحياناً إلى آراء وإلى أحكام ونحو ذلك هي ناتجة من هذا الخلط، الشيء المتفق عليه أن العلم الصحيح والإستدلال الصحيح يؤدي إلى فهم صحيح وإلى علم صحيح، انتبهوا معي السبيل الصحيح الطريق الصحيح المستقيم لابد يوصل صاحبه إلى الحق لكن المشكلة إذا كانت البداية غير صحيحة أو إذا جاءة البدايات عرضاً ولم تأتي بطريقة مؤصلة وصحيحة، مسائل العلم يا أيها الإخوة في القراءة ينبغي أن يرتقي فيها الإنسان ولا يقفز على بعض المسائل دون أن يستوعبها يعني أعطيكم مثال على ذلك قبل الإنسان مثلاً يُناقش في مسألةٍ ما من مسائل العقيدة لكن لها علاقة بأقوال فرقة من الفرق كالصوفية مثلاً أو النصرانية تجد هذه المسألة عنده لم يبنها على تأصيل صحيح في فهمه لمنهج أهل السنة والجماعة فيُناقش أحياناً في هذه القضية وربما ناقش هذه الفرقة لكن دُون تأصيلٍ صحيح والسبب هو أنه أتى إليها لوحدها دُون أن يبنيها على أُصولٍ صحيحة، ولهذا لما نُركز في قضايا طلب العلم وخاصة في جانب العقيدة على التدرج لأجل هذا الغرض ـ جزء من الشريط مقطوع عند الدقيقة 22 ـ، فمسائل العلم مُرتبط بعضها ببعض ومن ثَمَّ فليحذر كل الحذر من أن يأتي إلى مسائل كُبرى دُون أن يُتقن أُصولها ومداخلها.
قضية أيضاً رابعة تتعلق بتعامل طالب العلم مع كتب العقيدة وهي قضية كتب الأصول في العقيدة وكتب التحقيق هذه أيضاً يكثر الخلط فيها، ماذا نعني بكتب الأصول وكتب التحقيق؟
نعني بكتب الأصول مصادر أهل السنة سواء كانت في كتب السنة كبعض أبواب البخاري أو مسلم أو حتى أبوداود أو غيرهم وكذلك أيضاً كتب السنة المُسندة كالسنة لإبن أبي عاصم، اللالكائي، الإبانة لإبن بطة، الشريعة للآجري، وغيرهم.
ونعني بكتب التحقيق كتب الأئمة الذين حققوا المسائل ونظروا في كتب السلف ونظروا في الأدلة وعالجوا بعض هذه المسائل فحققوها.
الواقع أيها الإخوة أن هاتين القضيتين المتعلقتين بمصدرية طالب العلم بالنسبة لكتب العقيدة ليس هناك انظباط بالنسبة لطالب العلم أو لطلاب العلم معها، كيف يا أيها الشباب يعني الإشكال هنا هو أن بعض طلاب العلم يريد أن يقرأ الكتب القديمة يقول يا أخي أنا أُريد أن أُؤصل نفسي لأقرأ هذه الكتب، يقرأ فيها لكن المشكلة هو يقرأ فيها على خلفية يحتاج فيها ومعها إلى التحقيق ونعني بالتحقيق تحقيق هذه المسائل، يعني ورد عن السلف رحمهم الله تعالى آثار في كذا وكذا وكذا لكن ثم ماذا؟
كيف تجمع بينها؟ كيف نصل إلى هذه النتيجة في هذه القضية العقدية؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/26)
إن أخذها من مصادرها ولم يكن مُتمكناً في طلب العلم ستصبح عنده ربكة لا يستطيع التعامل معها، هذا القول لهذا الإمام هل هو موافق لما يقوله المحققون أو غير موافق، ما جواب الإشكال المتعلق به الخ، وهذه هي الإشكالية التي نراها في ظاهرة عدم الإستفادة من كتب السلف القديمة إلا كمصادر، السبب هو هذا، هو أنه يريد أن يأخذ هذه الكتب مع أنه بحاجة ماسة إلى كتب التحقيق يعني نعني بها كتب التحقيق الكتب التي رجعت إلى تلك الكتب وحققت في المسائل التي وقع فيها الخلاف وقع فيها الإشكال تنازع فيها الناس صار فيها نقاش طويل عريض تحتاج المسألة فيها إلى تحقيق دقيق، فالواجب بالنسبة لطالب العلم هو ما يلي بالنسبة لهذه القضية سأذكر فيها نقطتين مهمتين:
أما النقطة الأولى: فهي أنا أُرجح أن يبتدأ طالب العلم بتحقيق المسائل يعني الكتب العقدية التي حققت المسائل مثل ما كتبه الأئمة رحمهم الله تعالى كإبن قدامة أو شيخ الإسلام ابن تيمة في بعض رسائله ونحو ذلك، فنقول إن كتب هؤلاء تُعتبر كتب تحقيق يعني أنها جاءة بعد استقراء للأدلة والأقوال وأقوال الأئمة ونحو ذلك فينطلق منها ثم بعد التحقيق لا بأس أن يقرأ في كتب السلف رحمهم الله تعالى، فيبتدأ بالكتب التي حققت حتى يُصبح لديه شيء من الفهم الصحيح للمسائل، وتُشبه هذه القضية تماماً قضية أخذ الأحكام الشرعية لو أراد انسان أن يأخذ الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة بدون قواعد في أُصول الفقه وبدون قواعد الفقهاء ونحو ذلك فممكن يستفيد لكن سيجد اشكالات سيجد أن هناك قضايا ربما تتعارض عنده من ناحية الدلالة لا يستطيع لوحده أن يجد لها جواباً، لكن كون طالب العلم يعتمد الكتاب والسنة أصلاً ولكن يستفيد من كتب المحققين في هذه المسائل فتكون عنده خلفية أُصوليه يعرف فيها مراتب الأدلة ونحو ذلك، تكون عنده خلفية أيضاً فقهية يعرف فيها منطلقات الفقهاء رحمهم الله تعالى، هنا ستكون استفادته من كتب السنة استفادة يعتمد فيها على الدليل يُرجح فيها دون أن يقع في خلل في أصل عظيم، كذلك أيضاً فيما يتعلق بمسائل العقيدة كما ذكرت لكم قبل قليل.
ننتقل بعد هذا إلى فقرة أُخرى وهي قراءة الكتب المخالفة للعقيدة، هل يقرأ طالب العلم كتب المخالفين أو لا يقرأها؟
مسألة يعني ما بين من يقول لا ينبغي للإنسان أن يقرأ كتب المخالفين لأنها تُثير الشُبه الخ، وبين من يقول لا، يجب أن يكون الإنسان حرٌ في طريقة أن يقرأ لأنه متمكن من عقيدته ودينه ونحو ذلك، وفي الفترة الأخيرة للأسف الشديد يعني كثر تداول أن طالب العلم ينبغي أن يفتح نفسه على المذاهب الأخرى وكتب الآخرين ويكون مُنفتحاً عليها تمام الإنفتاح الخ وهي مبنية على مسألة سبقت قد أشرنا إليها قبل قليل تتعلق بالحريات وسماع الرأي الآخر.
حقيقة انتبهوا معي إلى هذه المسألة القراءة في كتب المذاهب الأخرى طبعاً لها أحوال ويختلف أمامها طلاب العلم أحياناً تكون قراءة واجبة ليجد الرد على هذه الفتنة أو هذه المقالة التي هجمت على المسلمين وتؤثر على دينهم وعقيدتهم فتحتاج الأمة إلى من يُدافع ومن يصدها ومن يردها وهذه لا تتم إلا بالقراءة والمناقشة، وأحياناً تكون هذه الديانة بعيدة جداً عن المسلمين لا أثر لها عليهم فلا حاجة إلى اقحام المسلمين بها ولا حاجة إلى القراءة، وكم من ديانات تُعد بالمئات موجودة اليوم والله لا حاجة للمسلم في أن يقرأ عنها شيئاً إلا من باب الثقافة أن الديانة الفلانية فيها كذا وكذا لكن أن يقرأ في كتبها أو أن يقرأ في عقائدها ونحو ذلك لاحاجة إلى ذلك، وهناك أشياء بين بين وخاصةً مع العولمة والإنترنت والمحطات الفضائية وغيرها فإنه كثر وللأسف الشديد تداخل الأفكار والمقالات والمذاهب ونحو ذلك وهنا يأتي القضية التي أُريد أن أتحدث عنها وهي:
هل يقرأ الإنسان في كتب المخالفين أو لا يقرأ؟
هذه سأبنيها على قاعدتين:
القاعدة الأولى: هي أن الإنسان لا يقرأ في كتب المخالفين إلا إذا كان مؤصلاً وعند الحاجة إلى ذلك، شرطان:
الشرط الأول: أن يكون مؤصلاً.
الشرط الثاني: أن تكون هناك حاجة ماسة إلى ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/27)
إذا لم يكن مؤصلاً فمن سلامته وهو واجب عليه أن يحمي نفسه أن يبتعد عن هذه الكتب وهذا معنى كون السلف الصالح رحمهم الله تعالى حذروا من قراءة هذه الكتب وحذروا من نشرها بين العامة الخ ماثبت عنهم وتواتر وكثر.
الأمر الثاني أن تكون هناك حاجة إلى ذلك، يعني أن يكون مؤصلاً هو نفسه في العقيدة وأن تكون هناك حاجة إلى القراءة في هذه الكتب، هذه هي القاعدة الأولى.
القاعدة الثانية: هي أن يقرأ الإنسان هذه الكتب قراءة الواثق مما عنده بحيث يجعل بينه وبينها مسافة، انتبهو لهذه المسألة لأني أعتبرها زُبدة هذا الدرس إذا خرجتم من هذا الدرس بهذه الفائدة أنا أعتبرها فائدة كبيرة جداً، كيف؟
ينبغي إذا قرأة للمخالف وأنت واثق مما عندك أن تجعل بينك وبين المخالف مسافة هذه المسافة هي الروح النقدية التي تجعلك تُقوم ما تقرأ وتنقد ما تقرأ ولا تتأثر بما تقرأ، يؤسفنا أن هناك أُناس يقرأون للمخالفين لكن بلا انظباط والذي يحدث وللأسف الشديد لاحظ معي أن الخصم أو صاحب الرأي الآخر أحياناً يجذب القارئ وربما بلعه وأدخله في جواره، كيف ذلك؟
أحياناً الإنسان يقرأ لكن يقرأ بتبسط وبدون فهم فيما عنده وقناعة وبدون قراءة ناقدة فكما يُقال يفترسه الخصم، الخصم قد يكون صاحب لغة جيدة قد يكون صاحب حِجَاج ونحن نعلم أن الخصوم لهم حِجَاج، صاحب حِجَاج وصاحب أدلة قد يكون صاحب فلسفة مُعينة يلف ويدور فالقارئ البسيط الذي لا يفهم أو لايدرك أبعاد ما يقرأ أحياناً يُصبح أمام ما يقرأه ضعيفاً والنتيجة هي أحياناً أنه قد يجذبه إليه وربما بلعه ـ ومعنى بلعه يا أيها الإخوة هو أنه صار الإنسان كما يُقال صار عبداً ذليلاً لهذا الكاتب يُفكر كما يفكر ويسير معه حيث سار ويؤيده في نظرياته وهذا هو السقوط في الفخ الذي يُريده كل انسان يعني حقيقة وهو يُجادل خصومه، هو يسعى للغاية الإنتصار كما تعلمون أن تُقيم الحجة على الخصم هذه ثمرة وغاية، كونه فيه خلاف بين شخصين ثم أحدهما يرد على الآخر ويفلجه في الخصومه ويُسكته هذه غاية فما بالك فيما إذا تجاوز هذه الغاية وبلع الخصم خلاه مُتذبذباً ويش تصير النتيجة؟
النتيجة معناها أنه انتصار ليس بعده انتصار.
بعض القراء في الفترة الأخيرة صاروا يقرأون لبعض أرباب الفكر الغربي أو الفكر المستغرب أو لبعض كتابات الحداثيين أو العلمانيين أو غيرهم فصار يقرأ بدون ثقة مما عنده من منهج أهل السنة والجماعة، صار يقرأ بإعجاب في هذا الكاتب هذه القراءة في هذه اللحظات التي يَنِدْ فيها الذهن عن موطن المعركة وحقيقة المعركة يجد نفسه وقد حشر نفسه في زمرة هذا الخصم وربما انتقل بعد ذلك إلى أن يكون أحد تلاميذه ومُريديه هذه من أخطر الأشياء ويؤسفنا أنه وقع فيها البعض وقد يقع فيها البعض وقديماً قال أبوبكر ابن العربي صاحب أحكام القرآن وصاحب عارضة الأحوذي شرح الترمذي أبوبكر ابن العربي المالكي صاحب العواصم من القواصم ايش قال عن شيخه أبي حامد لأنه هو من بلاد المغرب وزار بلاد المشرق ويُقال أنه قابل أبا حامد الغزالي وأبوحامد الغزالي معروف في تنقله له امامه مهمه جداً أن يُنتبه لها يقول فيها (شيخنا أبوحامد دخل في بطون الفلاسفة وأراد أن يخرج فلم يستطع) ايش معناه بلعوه يعني الفلاسفة بلعوه ومعنى هذا أن الإنسان في هذه الحالة حينما يبلعه الكاتب أو المفكر يتحول إلى تلميذ له غايته أن يفهم ما يقول هذا المفكر غايته أن يقرأ كتبه غايته أن يفكر كما يُفكر وهذا من أخطر ما يمر به القارئ على مدار الأزمان لكن في هذه الفترة الأخيرة أن أعتبرها من أخطر الأشياء التي تمر بطلاب العلم وبالشباب، اعجاب بكاتب معين صاحب فكر صاحب اجتهادات صاحب رأي صاحب الخ وإذا بهذا الإنسان يقرأ له هذه القراءة له خطيرة جداً لأنه قد يبلعه الكتاب لأنه أكبر منك وكما قلنا عنده حجج عنده اسلوب عنده طريقة عنده عنده عنده فإذا كنت أنت تنطلق من منطلق غير واثق فلربما لحقت به وتبعته بل وربما صرت أحد تلاميذه الصغار وأنت تظن أنك تُعرج بنفسك إلى ميادين الفكر الحر والنظر المفتوح والرأي الخ وتأتي إلى زملائك القدامى وتُناقشهم وتُغفلهم وأحياناً تسخر منهم وتظن أنك أنت العملاق وما دريت أنك قد وضعت في القيد أو أدخلك الكاتب في بطنه فصرت كالحمل في بطن أُمه لا يستطيع أن يتغذى ولا أن يتنفس إلا عن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/28)
طريق أُمه، طيب ماهو العلاج لهذه القضية؟
العلاج لها هو أن لا نقرأ أن نُغلق أنفسنا!
نحن بينا قبل قليل أن هالقراءة يجب أن تكون من مؤصل وعند الحاجة لكن هل يكفي هذا؟
نقول لا لايكفي، الإنسان قد يحتاج إلى القراءة قد يضطر إلى السماع سماع الحوارات والمناظرات وغيرها قد قد الخ، نحن لا نستطيع في ظل العولمة والإنترنت وغيرها أن نقفل الباب، إذا كان كذلك فعند القراءة لمثل هؤلاء أو ما نُسميها نحن في هذه الفقرة القراءة في كتب المخالفين أو نحو ذلك ماهو المنهج الصحيح؟
أقول أيها الإخوة المنهج الصحيح يقوم على أساسين أحدهما ذكرته قبل قليل وهو أن تنطلق من مُنطلق الواثق من ما عندك أي ريب وأي شك مما عندك تراه مشكلة، انتبهو ياشباب إذا نحن في شك من مصادر أهل السنة ومن عقيدة أهل السنة فهذه مشكلة فينا قبل أن ننتقد للآخرين، يبجب أن يكون لدينا الثقة التامة بأن هذه العقيدة على منهاج السلف الصالح هي الحق وكلمة هي الحق ليست دعوى وإنما هي الحق لأنها هي القائمة على الدليل الصحيح إن كان عندك هذه الثقة التامة بأن منهاج السلف الصالح هو المنهاج الوسط هو المدلل كل ما خالفه من افراط أو تفريط أو نحو ذلك فهو على بدعة وضلالة، مُدلل بالأدلة الصحيحة هذا هو الشرط الأول الأساس، ولهذا لاأرى للإنسان أن يقرأ في كتب المخالفين دون أن يكون مؤصلا وواثقاً من تأصيله لأنه في هذه الحالة سيرى نفسه في موطن الخصم.
الأمر الثاني في القراءة: وهو مهم جداً أن تقرأ قراءة الناقد وأُسميها بمسىً آخر أقول أن تجعل بينك وبين القول الآخر مسافة تماماً مثل أي إنسان يتعامل مع وباء صح ولا لا؟
يعني كان السلف الصالح رحمهم الله تعالى يحذرون من كتب البدع يحذرون من نشرها يأمرون بإحراقها الكتب البدعية الخالصة، ليه، لأنها كلها يعني ضلالة وغواية يعني فعلاً يجب أن تبتعد عنها فكذلك أيضاً بالنسبة للقراءة أو نحو ذلك يجب أن تجعل بينك وبينها مسافة لأنه هذا الذي أمامك يعني ليس هو حق بحيث إنك تقول والله لا أنا أُريد هذا الحق نقول لو كان حقاً لما قلنا إنه قول مخالف لكن هذا الذي أمامك فيه خطر فيه اشكال، كيف تعرف أنه فيه اشكال؟
لما تكون مؤصلاً تُصبح لديك حاسة دقيقة جداً تعرف بها الأقوال والمقالات والإنحرافات تقومها بسهولة فإذا ما قرأة فاجعل بينك وبين ما تقرأه مسافة هذه المسافة للتفكير للنقد للتأمل لعدم الإستجابة لفكرة صاحب هذا الرأي الآخر بعدم التأثر بحججه ومقالاته ونحو ذلك بحيث أنك تستطيع أن تُحافظ على نفسك وعلى روحك النقدية لما تقرأ وهذا الذي كان عليه السلف الصالح رحمهم الله تعالى، كانو يقرأون لكن قراءة الناقد وهذه القراءة يا أيها الإخوة يعني إذا احتاج الإنسان إليها أو مرت عليه وهي قراءة الناقد لا تضر بل أحياناً تنفعه وتزيده رسوخاً فيما عنده، أرجو أن تكون القضية فهمت وأرجو من الجميع أن يستوعبها جيداً لأن الإشكال الواقع في الخلل في هذه المسالة أوقع كثيرين نسأل الله لنا ولهم الهداية والثبات على الدين أوقعهم في ورطات ابتلعهم الفكر المخالف الرأي الآخر القول الآخر وصارو يخوضون ويموجون ولن يصلوا إلى الحق لأنه إذا لم يكن أخذ الحق من دليله فلا.
طيب فإن قال قائل وكيف أدري مع كثرة الكتب أنه هذا من الرأي الحق أو من الرأي المخالف؟
فنقول إن الوصول إليها عن طريق الفهم الصحيح والسؤال وأيضاً الروح الناقدة إن صح التعبير، نحن انتبهوا معي جيداً أمام هذه القضية التي نتحدث عنها نحن أمامنا تتفاوت المراجع والكتب وكلما كان المرجع أصلاً أو قريباً من الأصل فأنت لا نقول فقط اقرأه وإنما أدخله في قلبك وروحك أعطيكم مثال:
الكتاب والسنة لا نقول تعامل وإنما نقول تعامل معها أدخلها يعني إذا كان الآخرون قد يجدون الحق في قول فلان أو فلسفة فلان أو غير ذلك فنحن كأمة عندنا الكتاب والسنة مصدران عظيمان صحيحان والحمدلله هذان المصدران بالنسبة لنا نتعامل معهما مهما تعاملنا معهما واختلطت أرواحنا وقلوبنا ودمائنا بهما فلن يكون في ذلك إلا خير ولهذا مهما ازدت من ادخال كتاب الله عزوجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم في جوفك وعقلك فأنت تكون أقوى ما تكون فهماً وعلماً وعبادةً وصفاءً إذا ما أخلصت الأمر لله عزوجل ثم كل ما كان الكتاب إلى السنة أقرب فأنت تقبله أكثر وكل ما كان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/29)
العالم مؤصلاً كلما كنت تتقبله كذا.
وهذا معنى أن الإنسان يقرأ لكتب أئمة السنة وهو مرتاح النفس قال لك ليش؟
قال لأني عرفت أنه ايش منبعهم منبعهم صافي ففي هذه الحالة والحمدلله أنا أقرأ لشيخ الإسلام ابن تيمية أو لإبن القيم أو لبعض أئمة الإسلام أقرأ وأنا مرتاح قد تقول لي ليش تقرأ لهذا الرجل ألا يمكن أن يكون مُعرضاً للخطأ؟
نقول نعم ما عندنا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن من خلال الإستقراء تبين لي أن هذا العالم يأخذ منهجه في الإستدلال من خلال الأدلة الصحيحة ولذلك لا عيب إذا أنا قرأت له وقرأت له وقرأت له وهذا هو الأساس الذي انطلقوا منه في منهج الإسلام ومنهج أيضاً في أهل السنة والجماعة في قضية التتلمذ، أنت لا تتلمذ على إمام لأنه معصوم لأنه لا معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم لكن تتلمذ على إمام ترى أن أُصوله ومنهجه قائمة على منهج صحيح وهذا أصل يُحدد لنا طريقتنا في القراءة يعني إذا قال لي المكتبة واسعة كيف أقرأ؟
نقول أمامك هذا الأصل، أمامك كتب أهل السنة سواء كانت أُصولاً أو تحقيق، طيب وما خالفها ما عارضها نقول هذه هي الفئة الثانية التي يجب أن تتعامل معها بحذر، ولهذا نحن في كل يوم نتعرض لهذه الطريقة في كل يوم ندخل المكتبة ونجد عشرة عشرين كتاب مؤلفة من جديد ماذا نصنع بها؟ أمامي كتاب جديد لا أعرفه لا أعرف المؤلف لا أعرف طريقته؟
هذا الكتاب الذي مثلاً طُبع ودخلت في المكتبة ورأيته لأول مرة خلاص خلنا نشوف والله الكتاب للإمام فلان ـ كلمة لم أفهمها عند الدقيقة 51 و15 ثانية ـ إذاً هو لإمام من أئمة أهل السنة انتهى عندي خلاص أدخلته ظمن قائمة الكتب، هل يعني أن هذا الكتاب معصوم مئة بالمائة، لا، لكن تحدد لدي أن هذا الكتاب له منهج معين أن أرتاح له، بالعكس أحياناً هذا الكتاب لإمام من أئمة البدع رأساً أقف منه موقف حتى لو أني اشتريته أو أبقيته عندي لكن عندي فيه نظرة أميز أنه والله هذا الكتاب عليه ملحوظات قائم على مذهب معتزلي على مذهب رافضي على مذهب أشعري الخ فأنا أعرف هذا الكتاب.
أحياناً لا الكتاب لا أدري هل هو هنا أو هناك؟ ما أدري مؤلف معاصر جمع فيه معلومات وضع عنوان الخ؟
هنا أدخل في تقويم الكتاب، والدخول في تقويم الكتاب أيها الإخوة يتحدد لدى طالب العلم المتمكن من خلال نظرات معينة يعني أحياناً الإنسان يستطيع أن يحكم على الكتاب تقريباً ماهو مئة بالمائة لكن يحكم على الكتاب خلال عشر دقائق ينظر في فهرس الكتاب ينظر في مقدمة الكتاب ينظر في بعض المسائل، بعض المسائل تعرض لها المؤلف انظر فيها، تنظر فيها تجده أبداً أحياناً تقرأ نصف صفحة في الكتاب يتبين لك أن هذا الكاتب منهجه يوافق أهل السنة والجماعة أو منهجه يُخالف منهج أهل السنة والجماعة، فكيف الإنسان إذا كان لاوالله يبي يَطلع على الكتاب نصف ساعة أو ساعة، هذا أنا أقول إذا كان لديه منهج مؤصل في معرفة هذه الأشياء فإنه ينتهي به إلى معرفة يعني قيمة الكتاب وأثر الكتاب ويقومه ويتعامل معه بعد ذلك، ومن الخطأ أن يقرأ الإنسان الكتاب دون أن يدري ما منهج الكاتب، من الخطأ، تقرأ الكتاب لا تدري هل هو على منهج أهل السنة هل هو مخالف أهل السنة هل هو متذبذب في المنهج هل هو لا تدري عن ذلك كله هذا غلط، بل يجب أن تقرأ كما قلنا قراءة الناقد ويجب قبل ذلك أيضاً أن تعرف منهج المؤلف ومن ثَمَّ فأنت تقرأ من خلال إدراك هذه الأشياء.
طيب ننتقل بعد هذا إلى مسألة أُخرى وهي التعامل مع الشُبه العقدية: التعامل مع الشُبه العقدية ينبغي أن يُنظر فيها إلى الأمور التالية أنا أقول يُمكن فهمها من خلال هذه الأمور:
الأمر الأول: هو أن شُبه المخالفين لا تنتهي فهي كثيرة ومُتعددة ومتنوعة ومن ثَمَّ فهي لا تنتهي، فمن ظن أنه لابد في كل مسألة من استقراء شُبه المخالفين فنقول لا ينبغي لأن آراء الناس وأفكار الناس وشُبههم وأقوالهم الفاسدة أو الباطلة أو التي فيها جزء من الحق أو الخ هذه لاتكاد تنتهي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/30)
الأمر الثاني: هو أن هناك من الشُبه ما يعتمد عليها أهل البدع ويُمكن أن نسميها شُبهاً أصلية وهذه الشُبه التي يعتمد عليها اهل البدع هي التي تحتاج إلى مناقشة وجواب وإدراك لحقيقتها ولحقيقة أيضاً بطلانها وهذا معروف لدى كل فئة من الفئات لو جئت للنصارى أو جئت للرافضة أو جئت لغيرهم تجد كل طائفة من هذه الطوائف عندها شُبه معينة معروفة الشُبه الفلانية الشُبه الفلانية الشُبه الفلانية المنتشرة عندهم وهي التي يقوم عليها دينهم بالنسبة لمخالفتهم للمسلمين أو مخالفتهم لأهل السنة والجماعة، فيُركز على الشُبه الكبار هذه الثانية.
الأمر الثالث: هو أن نقض الشُبهة يُشترط فيه شرطان:
الأول: معرفة الحق في المسألة فمن لا يعرف الحق قد لايجيب الجواب الصحيح وكثير من الناس يُجيب عن الشُبهة بجواب عقلي لكن لا يبنيه على أصل حق، لأنه ما من شُبهة إلا وهي شُبهةٌ على مسألةٍ باطلة فلا بُدَ أن تَرد هذه الشُبة من خلال ما يُقابل تلك المسألة الباطلة وهو الموقف أو المذهب الحق.
الأمر الثاني: هو أن رَدَ هذه الشُبهة وجوابها ينبغي أن يكون مع الإنصاف والعدل مع الخصم كما هو معروف في منهج المسلم في ذلك، ينبغي أن يكون جوابها واضحاً يُبين الحق ويَنصح للمخالف، لأنه ليس المقصود من جواب الشُبهة الهجوم، الهجوم يكفي أن نقول هذه شُبهةٌ باطلة والسلام، إنما المقصود بها أن تُبين الحق وبيان الحق يستفيد منه طائفتان الموافق والمخالف، الموافق لك إذا قرأ جوابك اقتنع والمخالف إذا قرأ جوابك أيضاً قد يقتنع إذا أراد الله عزوجل له الهداية وإلا فعلى أقل تقدير فإنه سيجد قوة حجتك في وضوحها وهذا مهم أيها الإخوة في الله، قوة الحق ليست إلا بشيء واحد وهو أن يكون حقاً قوة الحق بالحق انتبهو لهذا الكلام قوة الحق إنما تكون بالحق ليست بأي شيء آخر لا بكلام ولا بقيل ولا بترداد كلام الخ، قوة الحق إنما تكون بالحق، وكيف يكون حقاً؟
لما يكون مبنياً على دليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
طيب من المسائل المتعلقة بالشبه العقدية هي ألا تهولنك الشُبه ولا تفزع منها بعض الناس أو بعض أهل العلم أحياناً يأتي إليك فزعاً يقول أنا ناقشت نصرانياً أو ناقشت رافضياً وأتى إليَّ بهذه الشُبه وما قدرت الجواب عليها يأتي فزع فزع فزع على أبعد الحدود ومعلومٌ أيها الإخوة أن مثل هذه الشُبه وغيرها عند معرفة الجواب عليها تُصبح لاشيء فأنت قارن بين إنسان فزع فزعاً عظيماً وفي مُقابله انسان رأها لا تُساوي قُلامة ظفر لأن الجواب عليها واضح تماماً، التهويل في مقام الشُبه له عامل نفسي بالنسبة للإنسان فينبغي له أن يتعامل مع هذه الشُبه بشكلٍ مُجمل أو بشكلٍ مُفصل من خلال ثقته بما أعطاه الله عزوجل ووفقه إليه من منهج حق فإذا ما ثارت الشُبهة في وقت من الأوقات فعليه أن يضعها في حجمها سواء استطاع الجواب عنها أو سال غيره عنها، وإنما أذكر هذا حتى نغرس في نفوسنا ونفوس إخواننا المسلمين أن الحق القائم بالدليل يكثر مخالفوه ومعارضوه ومُروجو الشُبه عليه وكلما قوي الحق كلما كثرت الشُبه كلما كثرت الإشكالات كلما كثر الطاعنون فبينهما كما نلاحظ تلازم كلما قوي الحق كلما قوي مُعارضوه فإذا كان كذلك فينبغي أيضاً أن نتعامل مع القضية بهذا الفهم السليم، أما هذه الشُبهة تنقض الحق لن تُسقطه لن تستطيع مهما كان.
طيب ننتقل بعد هذا إلى فقرة أُخرى وهي عندي معنونة بعنوان التعامل مع المخالف في العقيدة وهذه قضية كبيرة تحتاج إلى درس مستقل لكن سأذكر ما يتعلق بها في مسألة كتب العقيدة خاصة: طبعاً المخالف في العقيدة كما تعرفون بدأ يتجدد لديه في الأزمنة المتأخرة وسائل لنشر عقيدته أو شُبهاته أو نحو ذلك فكيف يكون التعامل مع المخالف في هذا؟
طبعاً أظن أن مسألة الرد على المخالف وجواب شُبهاته والرد على دعاواه ونحو ذلك أمرٌ واجب على الأمة وهو واجبٌ كفائياً عليها يجب أن يقوم به من يكفي فإن لم يقومو أثم الجميع وإن قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين وحصل من قام بهذا الواجب على أجر عظيم ربما قد يفوق أجر الفرض المتعين كما قال العلماء رحمهم الله لأنه في هذه الحالة قام بواجب عن نفسه وعن اخوانه المسلمين.
طيب لكن التعامل مع المخالف فيما يتعلق بهذا الأمر في رأيي يحتاج إلى بعض الظوابط:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/31)
الظابط الأول: الحذر من نشر فكرة المخالف وأنت لا تشعر يعني أحياناً يكون المخالف أو المقالة أو الكتاب نكرة ثم نحوله نحن إلى أن يكون علماً من الأعلام وأنا أعتبر هذا مما ينبغي أن يُنتبه له والسلف رحمهم الله تعالى لم يتكلمو في كل شبهة وإنما تكلمو فيما عظم خطره ولذلك أرى أنه ينبغي الحذر من هذا وأنا أعلم أن كثيراً من أهل الباطل في أن يشيع بين أهل السنة والجماعة وبين طلاب العلم القوال والمناقشات وغيرها حتى ينتشر وتنتشر مقالته فينبغي أن نكون حقيقة واعين لمثل هذا فلا نكون نحن سبباً في نشر بدعة المخالف ونحن لا نشعر هذه واحدة.
الأمر الثاني بالنسبة للتعامل مع المخالف في هذه القضية بالذات: هو أن يكون هناك ردود قوية ولو كان الرد واحداً بدل الردود المتفرقة الضائعة يعني أحياناً الشُبهة ينسفها واحد بعد توفيق الله عزوجل ينقضها تنتهي لكن في المقابل أحياناً تكون هناك ردود ضعيفة جانبية من هنا ومن هناك ويكثر الأخذ والرد والمناقشة ونحو ذلك فتتحول هذه الشُبهة إلى شيء واقع وإن كانت في الحقيقة ليست كذلك بسبب الردود الضعيفة وهذا معروف من تاريخ المسلمين يعني كمثال شيخ الإسلام ابن تيمية لما نقض أُصول المتفلسفة وأُصول الرافضة وأُصول المعتزلة نقض هذه أُصولها بشكل قوي فصارت كتبه مرجعاً لطلاب العلم إلى اليوم وليس هذا من باب التقديس لشيخ الإسلام ابن تيمية كما قد يُعلم أنه يُجعل معصوماً هذا لا يَرِد عندنا لكن لأنه ابن تيمية رحمة الله عليه بما وهبه الله عزوجل وآتاه استطاع أن يكون مرجعاً تحولت كتبه إلى مرجع، كيف كانت مرجعاً؟
قال لك في قوتها، هذه القوة مهمة جداً ولهذا تجد الآن يعني هناك أحياناً تتعدد المقالات التي ترد على المخالف أو تتعدد الكتب وهذا في الجملة لا بأس به لكن كلما كان الرد قوياً وحاسماً كلما رد الفتنة والبدعة وكان له إن شاء الله تعالى الأثر الطيب.
أخيراً فيما يتعلق بهذه القضية وهي الحذر من البغي ومن الظلم حتى في الرد على المخالف فلنحذر من الكذب عليه أو تقويله مالم يقل أو ادخال أُمورٍ أُخرى لا علاقة لها بالموضوع لأجل الشحناء والبغضاء لأن مثل هذه الأمور لا تُفيد كثيراً في الرد على المخالف ولربما استغلها وانقلبت فبدل أن يكون هو نفسه مبتدعاً ظالماً الخ يتحول إلى مظلوم وكل ذلك أحياناً يكون بسبب حقيقة مخالفت المنهج الحق والله عزوجل يقول {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} فالعدل مع الخصم أعظم الأشياء التي ينصر الله عزوجل بها الحق وهي أيضاً من أكثر الشياء أثراً في بيان الحق ورسوخه والرد على الشبهة وجوابها، أحياناً انسان يأتي بشيهة جميل ثم يأتي انسان ويشتمه من هنا ومن هنا والخ طيب والشبهة ما أتى عليها هذا أحياناً يتحول إلى رد عكسي وتُصبح القضية التي كنت تُريد أن تُبينها بالعكس أنت أصبحت كأنك أنت الظالم وأنت المعتدي وهذا غلط، نعم يُحتسب على أهل الباطل يُرد على أهل الباطل الخ لكن ينبغي أن يكون بعدلٍ وانصاف وعدم ظلمٍ وإذا اصطحب الإنسان معه هذه الأخلاق الفاضلة مع الرد القوي المتين نفع الله عزوجل برده، ولا بأس أن يغضب الإنسان لله هذا الغضب مشروع إذا انتهكت بشكلٍ صارخ انسان اعتدى على رب العالمين أو على نبيه صلى الله عليه وسلم أو على دين الإسلام فيعطيه ما يستحق.
هذا ما أردت الإشارة إليه في درس هذا اليوم طالب العلم والعقيدة
__________________
تنبيه المحاضرة: من تفريغ الأخ أبو حازم الحربي جزاه الله خيراً
ـ[نياف]ــــــــ[10 - 04 - 06, 05:35 م]ـ
بارك الله فيك وغفر لك وجزاك الله خيرا
وليتكم تكملون تفريغ الأشرطة الخاصة بهذه الدورة التي أقيمت في بيت الشيخ حفظه الله
للفائدة
موقع الشيخ عبد الرحمن المحمود حفظه الله
http://www.islamlight.net/almahmood/
ـ[حيدره]ــــــــ[10 - 04 - 06, 06:23 م]ـ
جزاك الله خير أخي هشام
وإن شاءلله الدروس على الأنترنت في بث مباشر؟؟؟
محبك في الله
ـ[فيصل]ــــــــ[03 - 11 - 06, 02:43 ص]ـ
من أجمل ما قرأت، جزى الله هذا الشيخ المتواضع الخير كله وحفظه لنا ونفعنا بعلمه، وجزى الله من نقل هذه المقالة ونشرها خير الجزاء
وفي مسالة الثقة بالحق في مقابلة لجاج الخصم جاء في مناظرات أهل السنة لغيلان القدري قول حسان ابن عطية: ((أما والله لئن كنت أعطيت لساناً لم نعطه إن لنعرف باطل ماتأتيه)) وقال في مرة: ((إن يكن لساني يكل [أي يثقل] عن جوابك فإن قلبي ينكر ما تقول)) وهذا راوه أبو نعيم في الحلية (6/ 72) وابن عساكر في تاريخه (48/ 201) ولم أتحقق من إسناده.
ثبتنا الله على الحق.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[03 - 11 - 06, 08:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا،و وحفظ الله الشيخ المحقق عبدالرحمان المحمود.
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[24 - 11 - 06, 10:24 م]ـ
جزاك الله خيرا(34/32)
سماحة مفتي الديار السعودية يرد على المفتون حسن الترابي ..
ـ[سلام السالم]ــــــــ[11 - 04 - 06, 04:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مفتي المملكة يردّ على حسن الترابي من خلال «الجزيرة»:
القول بجواز زواج المسلمة من مسيحيّ أو يهوديّ مناقض لإجماع المسلمين والكتاب والسنة
* الرياض- فهد الغريري:
رفض مفتي المملكة العربية السعودية فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ كل ما قال به الدكتور حسن الترابي في السودان من فتاوى حول جواز زواج المرأة المسلمة من مسيحي أو يهودي، وأن شهادة المرأة مساوية لشهادة الرجل، وأن الخمار لا يقصد به تغطية الوجه بل تغطية الصدر ومحاسن الجسم.
وأكد فضيلة المفتي أن بعض هذه الفتاوى تخالف ما جاء في القرآن مخالفة صريحة كما أنها تخالف إجماع علماء المسلمين حيث وصف من أفتى بجواز زواج المسلمة من مسيحي أو يهودي بأنه (ناقض إجماع المسلمين وما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله وعمل المسلمين جميعا)، كما وصف من قال بتساوي شهادة الرجل والمرأة بأنه (مضاد للقرآن).
وكان الترابي قد أطلق فتاواه المثيرة للجدل في اجتماع حزبي في الخرطوم يوم السبت الماضي واصفا الفتاوى المخالفة لرأيه بأنها (تخرصات وأباطيل وأوهام وتضليل وتجهيل وإغلاق وتحنيط وخداع للعقول وأن الإسلام منها براء)، مؤكدا فيما يخص المرأة أن الإسلام يرفع من شأنها ويجلها وأن القول بأن شهادة الرجل تقابلها شهادة امرأتين مخالف لنظرة الإسلام للمرأة.
(الجزيرة) بدورها قامت بعرض فتاوى حسن الترابي على فضيلة المفتي حيث ردّ عليها بالتفصيل دون التطرق لشخص حسن الترابي أو الإشارة إليه بأي شكل من الأشكال.
* ما رأيك في القول بجواز زواج المسلمة من مسيحي أو يهودي؟
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على نبينا محمد. الأصل أن من شرط صحة النكاح إسلام الزوجين عدا ما استثنى الله جل وعلا، قال تعالى: {وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ}، وقال تعالى: {لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}، وقال: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ}؛ فالأصل تحريم نكاح المسلمة لغير المسلم ونكاح المسلم لغير المسلمة إلا أن الله - جل وعلا - استثنى العفيفات من أهل الكتاب؛ فقال: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ}. أما المسلمة فلا يحل لها التزوج بغير المسلم من يهودي أو نصراني؛ لأن الله يقول:
وَرَسُولَهُ}، فهل يقول أحد إن هذا خاص بهن؟ الأصل أن حجاب المسلمة تغطية وجهها عن نظر الأجانب إليها، هذا الذي كان عليه المسلمون منذ القدم وتوارثوه خلفا عن سلف.
* وماذا عن قول بعض المذاهب بجواز كشف الوجه واليدين دون تبرج ولا زينة؟
- أخذوه من قوله: {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}؛ فبعضهم فسرها بالوجه والكفين ولكن المحققين فسروه على خلاف ذلك، وأن الوجه يجب ستره؛ تقول عائشة - رضي الله عنها -: (كان الركبان يمرون بنا فإذا حاذونا ترخي إحدانا جلبابها على وجهها فإذا فارقونا كشفناه)؛ فالأصل الذي عليه نساء المسلمين قديما وحديثا أن الوجه يجب أن يغطى؛ ولهذا أبيح للخاطب النظر إلى وجه مخطوبته إن هو خطبها؛ مما يدل على أن الأصل الحظر والمنع، لكن استثني للخاطب أن ينظر إلى وجه امرأته؛ ليكون ذلك سببا في رغبته بنكاحها.
* ما رأي فضيلتكم في القول إن شهادة المرأة مساوية لشهادة الرجل وأن القول إن شهادة الرجل يقابلها شهادة امرأتين هو قول خاطئ؟
- هذا رد للقرآن؛ فالله - عز وجل - يقول: {وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ}. هذا حكم الله ونص القرآن، ومن رد ذلك فهو مضاد للقرآن.
* ما رأيكم في القول بجواز إمامة المرأة للرجل في الصلاة، والقول بجواز صلاة المرأة مع الرجل في الصفوف دون أن يكون هناك احتكاك بينهما؟ - إمامة المرأة للرجل مخالفة للشرع ومخالفة لما عليه المسلمون والدليل قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تؤمّن امرأة رجلا) هذا الذي عليه المسلمون وتعاقبت عليه أجيال أهل الاسلام، وغير لائق أن تكون المرأة إماما للرجال، النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها، وخير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها)، ولا ينبغي للمرأة أن تصاف الرجل بل تكون وحدها؛ حتى قال العلماء: إذا صلت المرأة خلف الرجال تكون وحدها لا يكون معها أحد، ولو كان رجل أمامها تكون خلفه كما قال أنس لما ذكر عن صلاة النبي فيهم قال: فصففت أنا واليتيم من ورائه والعجوز من ورائنا، لكن في الحرم أيام مواسم الحج والعمره وكثرة الخلق وعدم القدرة على التمييز فهذه ظروف خاصة.
http://www.al-jazirah.com/226719/ln53d.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/33)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 08:44 م]ـ
هذا التراب قد طار صوابه بلا شك!
ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 04 - 06, 09:48 م]ـ
وهذا رد الرابطة الشريعة عليه وفي الرد بيان بعض طاماته الاتي لايعلمهن كثير من الناس!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة (بالسودان) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الموقف الشرعي من أباطيل الترابي
الحمد لله مؤيد الحق وناصره، وداحض الباطل وكاسره، ومعز الطائع وجابره، ومذل الباغي وداثره، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل في أعظم ما أنزله من صحفه ورسائلِه:} وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ {[الأنعام: 55] ونصلي ونسلم على سيدنا محمد، عبده ورسوله، خير داعِ لله وسائله، المعصوم القائل فيما صح من أنباءه وزوا جره: ((يكون في آخر الزمان دجالون كذابون. يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم. فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم)) رواه مسلم (7). أما بعد.
فقد ثارت حمية الغيرة على حياض دين الله العظيم، لدى عامة المسلمين وخاصتهم من أهل العلم والدعوة إلى الإسلام، لما بلغهم عن الترابي، من قوله في مقابلة أجرته معه صحيفة الرأي العام السودانية (العدد (3062) بتاريخ: 11/ 3/2006م) حيث صرح قائلا: " الخمر لا تصبح أمر قانون إلا إذا تحولت لعدوان "، ولما بلغ عنه قبل هذا ببضعة أشهر - في محاضرة بور تسودان؛التي نشرتها صحيفة ألوان (بتاريخ29/ 12/2005م) - من إنكاره نزول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان، ووصفه شروط الإمامة التي أجمعت عليها الأمة، بأنها "شروط منحطة" و"سخيفة"!!،وقوله بجواز إمامة المرأة الرجال في الصلاة!! وزاد على ذلك في ندوة له بدار حزب الأمة (صحيفة الحياة والناس، بتاريخ 9/ 4/2006) وقال:" إنه للرجال والنساء الصلاة معا ولكن دون إلصاق "! ثم أكد ما يقوله من قبل "بأن المسلمة يجوز لها الزواج من كتابي " (في مقابلة قناة العربية بتاريخ 11/ 4/2006م). إلى غير ذلك من الأباطيل والهرطقيات،والرجل له شهوة جامحة بالوقيعة في أصول دين الله رب العالمين، الذي به يعتز المؤمنون، وعن بيضته ينافحون، وليست هذه أول بوائق الرجل ومصائبه، بل هنالك ما هو أنكى وأشد، أعلنها من قبل في عقوده الماضية، ثم عاد يجترها من جديد في عجافه الحاضرة، مثيرا بها نقعاً وعجاجاً أشبه باضطراب الموتور أو المذبوح، مع ما في إثارة تلك الزوبعة من صرف الأنظار عن قضية القضايا وأصل الأصول التي يحاول أعدائنا العبث بها، ألا وهي طمس هويتنا الإسلامية بتكريس صنم العلمانية.
ولما كان الواجب على أهل العلم والدعوة إلى دين الله القيام ببيان الحق، ونصح الخلق، والأخذ على كل ((ساع إلى فتنة)) لكي لا يتسع الخرق، ويعسر على المصلحين الرتق. وتلك مهمة العلماء من أهل الإسلام في كل عصر ومصر، تبصرة وتجلية لأنوار الهدى، وقياما بالمحجة بين الورى، كما قال المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)) رواه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 209.
ومن الجدير ذكره أننا ما نذكر قولاً من أقواله إلا ولدينا المصدر الذي اعتمدنا عليه، مما هو في شريط بصوته منطوق، أو صحيفة وكتاب ثابت عنه مقروء:
أولاً: إستباحته الإرتداد عن الإسلام، وإنكاره إقامة الحد على المرتد:
يرى الترابي أن من حق أي مواطن في دولة الإسلام تغيير دينه إذا اقتنع بغيره، يقول في مقابلة له مع جريدة المحرر اللبنانية (العدد: 263، آب 1994): "حتى إذا ارتد المسلم تماماً وخرج من الإسلام ويريد أن يبقى حيث هو، فليبق حيث هو. لا إكراه في الدين .. لا إكراه في الدين .. وأنا لا أقول إنه ارتد أو لم يرتد فله حريته في أن يقول ما يشاء، شريطة أن لا يفسد ما هو مشترك بيننا من نظام".ويقول أيضاً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/34)
"وأود أن أقول: إنه في إطار الدولة الواحدة والعهد الواحد يجوز للمسلم كما يجوز للمسيحي أن يبدل دينه .. أما الردة الفكرية البحتة التي لا تستصحب ثورة على الجماعة ولا انضماماً إلى الصف الذي يقاتل الجماعة كما كان يحدث عندما ورد الحديث المشهور عن الرسول r، فليس بذلك بأس يذكر، ولقد كان الناس يؤمنون ويكفرون، ثم يؤمنون ويكفرون، ولم يطبق عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم حد الردة"، ولهذا لما سئل الترابي عن فتوى ردة (سلمان رشدي) صاحب كتاب (آيات شيطانية) قال الترابي: (هذه الفتوى لا تمثل أكثر من رأي فقهي) صحيفة الأنباء بتاريخ24/ 1/1998م. ويقول منكرا حد الردة، بإفك وكذب: ((أولا: لم يأمر النبي مطلقا بقتل أي شخص ارتد عن الإسلام، ثانيا: هناك حديث واحد فقط يخرج عن بقية السياق يقول: (من بدل دينه فاقتلوه).)) صحيفة الأنباء بتاريخ24/ 1/1998م.
ويسأل بعدها في ذات الصحيفة: إذا قامت دولة إسلامية أو جماعة من المسلمين بقتل مرتد، هل هذا حلال ومباح في نظر الإسلام؟ فأجاب:" هذا ليس عدلا "! بل شنع أكثر من هذا فقال:"هذا السلوك يعود بنا إلى أوروبا في القرون الوسطى"! وفي إشارة منه على عدم احترامه للمصادر الشرعية يقول: " .. وهذه لا تحتاج إلى الرجوع إلى قول فلان ورد فلان على فلان. حرية العقيدة أصل من أصول القرآن، لكن أكثر المسلمين انقطعوا عن أصولهم تماماً، وبدءوا يأخذون عمن أخذ عمن أخذ عمن أخذ من الأصول!! وهذه واحدة من ظواهر التخلف عن دواعي الدين ".
إن الترابي بأقواله في الردة عن الإسلام قد ارتكب جرمين:
أحدهما: إباحته الردة عن الإسلام، وهذا صريح في قوله " وأنا لا أقول إنه ارتد أو لم يرتد فله حريته " وقوله: " يجوز للمسلم كما يجوز للمسيحي أن يبدل دينه " وهذا فيه استباحة لما ثبت في القرآن حرمته، قال تعالى:} وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {[البقرة:217 [يقول ابن قدامة رحمه الله: "ومن اعتقد حِلَّ شيءٍ أُجمع على تحريمه وظهر حكمه بين المسلمين، وزالت الشبهة فيه للنصوص الواردة فيه، كلحم الخنزير والزنا وأشباه هذا مما لا خلاف فيه، كفر".
وجرمه الثاني: إنكاره لحد الردة في الإسلام، ووصفه ذلك بالظلم وعدم العدل،مع أن الأدلة على قتل وقتال المرتد كثيرة:
منها آية البقرة آنفة الذكر وقد استدل بها الشافعي وغيره، ومنها ما رواه الجماعة عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة" وما رواه أحمد والنسائي عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا من ثلاثة: إلا من زنا بعد ما أحصن، أو كفر بعد ما أسلم، أو قتل نفساً فقتل بها" وروى مسلم معناه.
وبعد كل هذه النصوص يدعي الترابي بأن الردة ليس فيها إلا حديث واحد، وهذا غاية في الكذب والافتراء والغش للأمة، ولكن ما ظنك بامرئ الصدقُ محمودٌ إلا منه. يقول ابن قدامة رحمه الله: "وأجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتدين، وروي ذلك عن أبي بكر وعثمان وعلي ومعاذ وأبي موسى وابن عباس وخالد رضي الله عنهم، وغيرهم، ولم يُنْكَرْ ذلك، فكافر إجماعاً" هذا ولا يصح احتجاجه بالآية الكريمة}:لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ {[البقرة: 256]. على عدم قتل المرتد، لأن الآية تتحدث عن موقف المسلمين من الكافر الأصلي، والمرتد مسلم فارق الجماعة، ومما يبين ذلك: سبب نزول هذه الآية: وهو أنه لما أجلي بنو النضير -وكان فيهم من تهود من أبناء الأنصار- قالوا: لا ندع أبناءنا، فأنزل الله "لا إكراه في الدين" رواه أبو داود والنسائي.
ومعنى الآية: أي لا تكرهوا أحدا على الدخول في الإسلام، فإنه بيّن واضح، جلية دلائله وبراهينه، لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه. (ابن كثير في تفسيره).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/35)
أما قتل المرتد عن دينه المفارق للجماعة المسلمة، فهذا حكم الله ورسوله. قال صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه". (رواه البخاري). وأما الزعم بأننا لو أخذنا بظاهر هذا الحديث: "من بدَّل دينه فاقتلوه"، لقتلنا من بدَّل دين النصرانية بالإسلام، فنقول: النصرانية، واليهودية، والشيوعية ليست أدياناً، وإنما الدين عند الله هو الإسلام، فما حجته تلك إلا تلبيس وتدليس.
ثانياً: قوله:بأن اليهود والنصارى مؤمنون، وأنهم ليسوا بكفار:
قال الترابي: "إن قيام جبهة المؤمنين هو مطلب الساعة، وينبغي ألا تحول دونه المخاوف والتوجسات التاريخية، فنحن نعلم جميعاً أن الكثير من الحروبات التي شنت باسم الدين والاضطهاد الذي وقع باسم الدين كان الدين منه براء، لأن الأديان السماوية لا تدعو لنشر رسالتها - رسالة الفضيلة والسلام - بحد السيف أو بالقنابل والمدافع، ونحن نقرأ تاريخ الحروب الصليبية التي شنت على الشرق فنراها حملات استعمارية، استخدم فيها بعض ملوك أوربا شعار الصليب واسم المسيحية ليحققوا توسعاً استعمارياً تتعبأ فيها جماهيرهم المؤمنة، ويمدهم بالموارد وبكنوز الشرق التي كانوا يسمعون بها، وكذلك جاءت الموجة المتأخرة من الاستعمار واستخدمت اسم الدين ودعاوى التبشير لتبسط نفوذها على الأرض والناس تتخذهم سلعة لتجارة الرقيق وسخرياً لتحقيق مآربها الدنيوية المفارقة لهدي الأديان جميعاً، ولقد جاءت الموجة الاستعمارية بعرقيتها وعنصريتها مخالفة لهدي الإخاء المسيحي الذي لا يرى فرقاً بين أبيض وأسود إلا بالتقوى".
وقال: " وهذه هي دعوتنا اليوم: أن تقوم جبهة أهل الكتاب، والكتاب عندنا يطلق في القرآن يقصد به كل كتاب جاء من عند الله".
إذن: يدعو الترابي إلى قيام جبهة أهل الإيمان (المسلمون، والنصارى، واليهود) على أساس الملة الإبراهيمية، وكان منذ القديم يطرح هذه الأفكار في منتدياته، يقول في مقابله له مع مجلة المجتمع (العدد: 736، تاريخ 8/ 10/1985):
"إن الوحدة الوطنية تشكل واحدة من أكبر همومنا، وإننا في الجبهة الإسلامية نتوصل إليها بالإسلام على أصول الملة الإبراهيمية التي تجمعنا مع المسيحيين بتراث التاريخ المشترك وبرصيد تاريخي من المعتقدات والأخلاق، إننا لا نريد الدين عصبية عداء، ولكن وشيجة إخاء في الله الواحد".وفي مقابلة له مع المحرر اللبنانية (العدد 263، آب 1994) يقول: "إنني لأعتقد أن النصراني أقرب إلي ممن ينافقني ويدعي الإسلام، ابتغاء مكسب)) وصرح في محاضرة بعنوان الدولة بين النظرية والتطبيق: النصارى ما كفار هم بيؤمنوا ببعض الكتاب ويكفروا ببعض، والمسلم ممكن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض)).
إن كل مسلم له حظ من العلوم الشرعية يعلم أن الترابي فيما يدعيه ويدعو إليه يُكذِّبُ قوله تعالى:] لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح بن مريم [(المائدة:17). وقوله:] لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة [(المائدة:73)، وقوله:] وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه [(المائدة:18)، وقوله:] وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل، قاتلهم الله أنى يؤفكون، اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيحُ ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون [(التوبة:30 – 31). أما تغني كل هذه النذر والأحكام التي تجلت؟ وليست الإبل بأغلظ أكباداً ممن له قلب لا يبالي بالآيات كثرت أو قلت.
ولقد أجمع علماء الملة على كفر اليهود والنصارى، وكفر من لم يكفرهم أو شك في كفرهم ولذلك قال القاضي عياض في الشفا (2/ 286) ": ولهذا نُكفّر من لا يُكفّر من دان بغير ملّة المسلمين من الملل أو وقف فيهم أو شك أو صحّح مذهبهم، وإن أظهر بعد ذلك الإسلام واعتقده واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك " أهـ.قال القاضي أبو بكر": لأن التوقيف والإجماع اتفقا على كفرهم فمن توقف في ذلك فقد كذّب النص والتوقيف أو شك فيه، والتكذيب أو الشك فيه، لا يقع إلا من كافر" ويسمع في هذه وتلك ردود العلماء فما تزيده إلا إصراراً على بدعته ودأباً في الدعوة إليها.
ثالثاً: إنكار الترابي نزول المسيح عليه السلام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/36)
ليست محاضرة بور تسودان وحدها هي التي أنكر فيها هذا الشَرَط من أشراط الساعة فقد جاء في كتابه "قضايا التجديد .. نحو منهج أصولي" مايلي:
"وفي بعض التقاليد الدينية تصور عقدي بأن خط التاريخ الديني بعد عهد التأسيس الأول ينحدر بأمر الدين انحطاطاً مضطرداً لا يرسم نمطاً روحياً. وفي ظل هذا الاعتقاد تتركز آمال الإصلاح أو التجديد نحو حدث أو عهد واحد بعينه مرجو في المستقبل يرد أمر الدين إلى حالته المثلى من جديد. وهذه عقيدة نشأت عند اليهود واعترت النصارى، وقوامها انتظار المسيح يأتي أو يعود عندما يبلغ الانحطاط ذروته بعهد الدجال قبل أن ينقلب الحال صاعداً بذلك الظهور، ولعلها تحريف للبشريات التي جاءت في الوحي القديم بمبعث عيسى ثم بمبعث محمد عليهما السلام.
وقد انتقلت هذه العقيدة بأثر من دفع الإسرائيليات إلى المسلمين. وما يزال جمهور من عامة المسلمين يعولون عليها في تجديد دينهم))
أيها المسلمون ..
إن عقيدة نزول المسيح عليه السلام آخر الزمان ثابتة في القرآن الكريم، وفي الأحاديث الصحيحة، ومنها صحيحا البخاري ومسلم، وعدّها كثير من أئمة الحديث من الأحاديث المتواترة، فابن حجر العسقلاني تتبع طرقها واحداً واحداً وأثبت بأنها متواترة، وذكر الشوكاني في توضيحه تسعة وعشرين حديثاً ما بين صحيح وحسن وضعيف منجبر، منها ما هو مذكور في أحاديث الدجال، ومنها ما هو مذكور في أحاديث المهدي المنتظر، وتنضم إلى ذلك أيضاً الآثار الواردة عن الصحابة فلها حكم الرفع إذ لا مجال للاجتهاد في ذلك. ونقل النووي عن القاضي عياض قوله: " ونزول عيسى وقتله الدجال حق وصحيح عند أهل السنة للأحاديث الصحيحة في ذلك، وليس في العقل ولا في الشرع ما يبطله فوجب إثباته"
فهذه التي يسميها الترابي ((تقاليد)) والتي يسميها ((إسرائيليات)) أحاديث نبوية صحيحة. والقائلون به من أئمة المسلمين إنما هم متبعون للقرآن والسنة المتواترة، فمن يا ترى هو الكذاب الأشر؟!.
صحَّ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم، حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبل أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها"، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: واقرؤوا إن شئتم: "وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا".
وأما قول الله عز وجل: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} (سورة آل عمران: 40). فالوفاة هنا بمعنى النوم، فالقرآن يوضح بعضه بعضاً، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْل}] الأنعام: 60 [. وقوله عز وجل: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [الزمر:42]. إذن النوم يسمى وفاة وقد دلت الأدلة على عدم موته عليه السلام فوجب حمل الآية على وفاة النوم جمعا بين الأدلة. قال الشيخ بن باز رحمه الله:" من قال ..... إنه ليس هناك مسيح ينزل من السماء فقد أعظم على الله الفرية بل هو مكذب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومن كذب الله ورسوله فقد كفر، والواجب أن يستتاب من قال مثل هذه الأقوال، وأن توضح له الأدلة من الكتاب والسنة فإن تاب ورجع إلى الحق وإلا قتل كافرا".
رابعاً: الاتحاد والفناء في ذات الله بالفن:
يعتبر الترابي الفن بكل أشكاله –رقصا وغناء وموسيقى- قسماً من أقسام التوحيد والعقيدة الإسلامية يقول:
"منها أن فقه العقيدة الموروث الذي نشأنا عليه لا يجعل الفن شعبة من شعاب إيماننا وتوحيدنا ولا يهيئنا لأن نتذكر الله بالجمال وصنعه ولا نعبده من خلاله". كتابه: (قيمة الدين .. رسالية الفن). الناشر: اتحاد طلاب جامعة القاهرة بالخرطوم.
وعن الرقص يقول:
"الرقص كذلك تعبير جميل يصور معنى خاصاً بما تنطوي عليه النفس البشرية .. إلى أن قال: ولا ننكر أن في الغرب رقصاً يعبر عن معانٍ أخرى كريمة"جريدة الصحافة: 15/ 11/79 والبيان الثاني للإخوان المسلمين: 23/ 9/1980
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/37)
ويقول أيضاً: "فبالتوحيد يتخذ الإنسان الفن وسيلة إلى الله يأخذه بذات خصائصه دون كبت أو تعطيل ويسخره للعبادة، بل يرقى بطبيعته تلك ليرقى به قدر العبادة .. فلا بد إذن من اتخاذ الفن مادة لعبادة الله". سبحانك ربي!
ما علاقة الفن والرقص بالعقيدة؟ أوَ يقول ذلك عاقل؟ ! أي نوع من البشر هذا المفتون المتهوك؟
خامساً: تطاوله على الأنبياء صلى الله عليهم وسلم:
يقول عن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في محاضرة مسجلة بصوته: "ده شخص راق لكن ما تقولوا: معصوم ما يعمل حاجة غلط". بل وقال عنه: ويقول أخبار تطلع غلط".
وعن إبراهيم عليه السلام قال:
"كان شاكاً في ربه عابداً للكواكب قبل البعثة".
وفي موضع آخر زعم بأن الله سبحانه وتعالى لم يعصم رسولنا صلى الله عليه وسلم إلا من الناس مستدلاً بقوله تعالى: ((والله يعصمك من الناس)) [المائدة: 67].
ويقول أيضاً: "هسع كلمة العصمة دي، الصحابة كانوا بيعرفوها، هسع لو جابوا الصحابة كلهم قعدوهم بيعرفوا عصمة النبي؟ وما عصمة النبي؟ يقولوا لهم النبي كذاب. يقولوا: كلا حاشا ما نبي كذاب، لكن ما بيعرفوا كلمة العصمة، دي كلمة عملوها المتكلمين".
إن عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فى عقيدتنا أصل من أصول الإيمان والإسلام، وهى عقيدة لا تنفك عن شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. والطعن في عصمة البلاغ طعن في هذه الشهادة، وهى أيضاً دليلنا على حجية الوحي الإلهي،ومن هنا تناول علماء الأصول العصمة في مباحث القرآن الكريم والسنة الشريفة، لتوقف حجيتهما على عصمة رسول الله ? وذلك يستلزم أن كل خبر بلاغي عن رسول الله ? صادق مطابق لما عند الله إجماعاً،فيجب التمسك به0يدل على ذلك قوله تعالى: ?وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحى يوحى? (النجم 3،4) فكلمة "ينطق" في لسان العرب تشمل كل ما يخرج من الشفتين قولاً أو لفظاً أي ما يخرج نطقه صلى الله عليه وسلم عن رأيه، إنما هو بوحي من الله عز وجل"الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 17/ 84
وعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به، فإنى لن أكذب على الله عز وجل" أخرجه مسلم (2361) ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأتيه من قبل قرينه الجني ما ينتاب غيره من الوسوسة لأن قرينه أسلم فلا يأمر إلا بخيركما في الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، وقرينه من الملائكة، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: "وإياي. إلا أن الله أعانني عليه فأسلم. فلا يأمرني إلا بخير" أخرجه مسلم (2814) 0وقد حكي القاضي عياض اتفاق السلف وإجماعهم على أنه لا يصدر عنه صلى الله عليه وسلم خبر بخلاف إخباره عنه، قال ابن تيمية: " الْأَنْبِيَاءَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ مَعْصُومُونَ فِيمَا يُخْبِرُونَ بِهِ عَنْ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَفِي تَبْلِيغِ رِسَالَاتِهِ بِاتِّفَاقِ الْأُمَّةِ وَلِهَذَا وَجَبَ الْإِيمَانُ بِكُلِّ مَا أُوتُوهُ" "وهذه العصمة الثابتة للأنبياء هي التي يحصل بها مقصود النبوة والرسالة فان النبي هو المنبأ عن الله و الرسول هو الذي أرسله الله تعالى وكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمين" فتاوى ابن تيمية ج10/ص290. ومع هذا كله فإن الترابي لا يزال مردداً في منتدياته بإصرار أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بمعصوم بل هو معتصم!.
سادساً: تكذيبه بما هو معلوم ثبوته من القرآن بالضرورة.
1) إقرارالترابي بأن الإنسان أصله قرد وأن نظرية (داروين) لا تعارض القرآن:
حيث سئل في حوار أجرته معه صحيفة الأنباء بتاريخ24/ 1/1998م: هل تقرون الادعاء بأن الإنسان ينحدر من سلالة القردة؟! فأجاب الترابي بالنص: ((لا أرى في ذلك تناقضا مع النص القرآني، كما في الإنجيل يقول الإسلام أن الله خلق الإنسان من طين غير أن النباتات والحيوانات والإنسان تتركب من نفس العناصر، إلى أن قال: ((يجب الأخذ في الاعتبار هذه النظرية الأساسية ثم توسيعها)). وهذه زندقة مكشوفة، ومعارضة للقرآن مفضوحة، فبئس المنتجع، ولبئست الهواية، ويا ويحه يوم تبلى السرائر يوم القيامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/38)
يقول الله تعالى عن الإنسان وأطوار خلقه: ? وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ،ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ? [المؤمنون 12 - 16] وبين الله تعالى أنه خلق الإنسان في أحسن صورة قائما معتدلا كما قال تعالى: ? الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ ? [الإنفطار 7 - 8]. وقال: ?لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ? [التين:4].إن كل ذي لب وعينين، ممن هداه الله النجدين؛ يعلم علم اليقين أن نظرية (دارون) التي روج لها اليهود (إخوان القردة)؛ تناقض ما أخبر الله به في خلق الإنسان جملة وتفصيلاً، فيا لله من هذا البهتان.
لقد تلقف الترابي عن الملاحدة الغربيين الذين رضع من لبانهم فأعجب بهم حتى الثمالة في نظرياتهم وزبالات أذهانهم، بل ورقصهم! ما ذهبوا إليه في فكرة التطور المطلق، بما في ذلك قولهم بتطوير الأديان، مسميا إفكه ذلك في تطوير الدين الإسلامي وأصوله: (التجديد)
وإنما يريد بالتجديد حده الأعلى كما يدعي وهو التطوير، وليس التجديد بمفهومه الشرعي وهو: إحياء ما اندثر من شرع الله وهداه عن طريق إحياء السنن وإماتة البدع. وإليكم المزيد من البرهان على ذلك من كلام الترابي في الفقرة التالية.
2 - قوله بتطوير الدين والشريعة حتى في نصها:
يقول الترابي: ((وليست صورة التدين ولا مشكلاته التي عاشها الرعيل الأول هي صورة الإسلام الوحيدة)) ويقول أيضا: ((ليس في تصريف الشرع ما ينكر، فالخطاب الشرعي لم يكن خطاب عين إلا لمن عناهم ذاتا فلا يلي خلفهم بنصه ولفظه المباشر)) كما يقول في موضع آخر من نفس الكتاب)) بل جاءت شريعته –وهي دليل التدين الإسلامي- تحمل قابلية التجديد في طبيعتها ونصها، وأوصى رسولها علماء الأمة أن يكونوا لها كما كان بني إسرائيل للشريعة الموسوية)).ويقول أيضا: ((ولم تعد بعض صور الأحكام التي كانت تمثل الدين منذ ألف عام تحقق مقتضى الدين اليوم ولا توافي المقاصد التي يتوخاها، لأن الإمكانات قد تبدلت وأسباب الحياة قد تطورت ".نقلا عن كتاب قضايا التجديد للترابي.
سبحان الله! ?أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ? [النور: 50]. إن قول الترابي هذا يعني عدم صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان، وأنها نزلت في وقت معين،بل ولأشخاص معينين كما صرح بذلك قائلا:" فالخطاب الشرعي لم يكن خطاب عين إلا لمن عناهم ذاتاً فلا يلي خلفهم بنصه ولفظه المباشر" والمعنى أن الشريعة لابد أن تتطور لتوافق النمط الاجتماعي الجديد، ولو كان في هذا تجاوز لأحكام الله المنزلة المحكمة، وهذه هي ذات الدعوة التي صرخ بها المنافقون المنحرفون كمحمد أحمد خلف الله، وعلي عبد الرازق،ولكن قالها أولئك بوضوح وجلاء، بينما الترابي دبجها بمواربة والتواء،على طريقة ما حكاه القرآن عن المنافقين؛ في سورة النساء:
? فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً ? [النساء: 62]، ويم الله إن المقاصد والمصلحة والإحسان كله إنما هو في شريعة الله وهداه الذي أنزله الله تعالى وارتضاه، وخير مانقذف به باطلهم فيدمغه قول الله تعالى: ? ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ? [الجاثية: 18]. ومن شك فيما فهمناه من كلام الترابي فليتأمل هذه المقابلة التي أجرتها مجلة "دير شبيغل" الألمانية مع د. الترابي في (17/ 4/1995):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/39)
السؤال: " .. لكن لا يوجد تفسير موحد للشريعة، هل يجب قطع يدي ورجلي السارق؟، وهل جزاء المرتدين عن الدين القتل؟ ".فقال: "هذه الحدود لا تقام اليوم في السودان، لأن تفسيرنا للشريعة متطور أكثر مما هو عليه الحال في البلاد الإسلامية الأخرى لا يوجد أحد قط في مؤتمرنا الشعبي الإسلامي يُحرِّم المرأة من حق توليها مناصب عامة في الدولة، أو ينكر لها الحق في تولي منصب رئاسة الدولة أو رئاسة الوزراء". وفي مقابلته له مع جريدة القدس يقلل من شأن إقامة الحدود. ويهاجم العلماء لأنهم لا يحملون إلا التراث محفوظاً في أذهانهم، ويعتقد أن بعض الأحكام مثل "الربا" تحتاج إلى اجتهاد جديد، كما اجتهد من قبل في الردة فألغاها جريمة وعقوبة.
يقول علماؤنا: "من المسائل المجمع عليها قولاً واعتقاداً أن إباحة المجمع على تحريمه: كالزنا، والسكر، واستباحة الحدود، وشرع ما لم يأذن به الله كفر وردة". (تفسير المنار: 6/ 367).
وبعد هذا فلا غرو من دعوى الترابي أن في الإسلام جوانب كثيرة علمانية، كما صرح بذلك في جريدة الراية القطرية (19/ 10/1986) قائلاً:
"إن للإسلام جوانب علمانية كثيرة .. وإن العلمانية لا دينية سياسية .. ليس لأنها ضد الدين، ولكنها ليست من الدين في شيء .. كما أنها لا تريد أن تلغي دور الدين أو تهمله في الحياة عامة .. فلا شأن لها بذلك .. ولكنها نظرية أو مذهب أو عقيدة سياسية يحسن أن نسميها اللادينية السياسية".
3 - زعم الترابي أن حواء أول الخلق وليس آدم عليه السلام.
وذلك في محاضرة بعنوان (المرأة والبندقية): وهذا قول شاذ لم يقل به أحد. قال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَآءً} (سورة النساء/1) وقوله: (واحدة) على تأنيث لفظ النفس. ولفظ النفس يؤنث وإن عنى به مذكر. ويجوز في الكلام من نفس واحد وهذا على مراعاة المعنى إذ المراد بالنفس آدم قاله مجاهد و قتادة. وهي قراءة ابن أبي عبلة واحد بغير هاء. وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} (سورة الأعراف/189) وقد خلق الله تعالى أمنا حواء من ضلع آدم الأيسر الأقصر كما جاء في الحديث الذي رواه الشيخان: "ولأمّ مكانه لحمًا" قيل لذلكَ سميت حواء بهذا الاسم لأنها خلقت من شيء حيّ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإنَّ أعوجَ شيء في الضّلع أعلاه، فإن ذَهبتَ تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء" الحديث. ويعني بزوجها في الآيتين: حواء، والزوج في لغة العرب: امرأة الرجل، ويقال: زوجة، قاله ابن عطية في تفسيره
4 - أنكاره أن يكون في الجنة حور عين:
وكان ذلك في محاضرة له في جامعة القرآن،وفي ذلك ردٌ لقوله عز وجل: "حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ. لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ"، مدعيا أن نساء الدنيا هن نساء أهل الجنة.
5 - دعواه أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يفسر القرآن لهذا اليوم.
ألقى الترابي محاضرة بجامعة الخرطوم (في: 30/ 4/1995)، وقد احتوت على أهم آرائه في علم التفسير والمفسرين، وكان مما قاله: إن كتب التفسير عبارة عن حكايات وقصص وآراء شخصية لمؤلفيها، وسخر من بعض ما ورد فيها وخاصة في تفسير القرطبي، وأضاف بكل استهتار:
"الرسول بشر مثلنا يوحى إليه - ماحَيْفَسر القرآن لهذا اليوم، لأنه لا يعرف هذا اليوم". ومعنى ذلك أن ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم غير مواكب لعصرنا هذا، لأنه لا يعرف يومنا، مع أن الله تعالى قد جعل نبيه صلى الله عليه وسلم مبينا لمراد الله من كلامه قال الله تعالى}:وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ? [ا لنحل:44].
سابعا: طعونه في السنه النبوية:
بعد إنكار الترابي عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في البلاغ، ذهب يتطاول على أعلام الإسلام من الصحابة نقلة السنة: فاتهمهم باتباع الهوى، يقول في هذا الشأن:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/40)
"إذا رأينا نأخذ كل الصحابة أو لا نأخذ، قد نجيء بعمل تنقيح جديد. نقول الصحابي إذا روى حديثاً عنده فيه مصلحة نتحفظ فيه، نعمل روايته درجة ضعيفة جداً. وإذا روى حديثاً ما عنده فيه مصلحة نأخذ حديثه بقوة أكثر ويمكن تصنيف الصحابة مستويات معينة في صدق الرواية".
وقال في موطن آخر من المحاضرة نفسها مشككاً بعدالة الصحابة وبصحيح البخاري:
"لازم لمن تجي تقوم تمتحن ضوابطه [أي البخاري] لمن تجي وأنت مؤتمن البخاري .. المسلمين .. آه .. آه .. آه خلاص ما في شيء .. من وثقه فهو كذا .. ومن جرحه فهو مجروح .. ومن عدله فهو عدل .. كل الصحابة عدول ليه؟ ما شرط يشترط ذلك في كثير أو قليل. يمكن لنا اليوم عندنا وسائل كثيرة جداً، البخاري ما كان يعرفها!! ".
قال ابن حجر –رحمه الله- في الإصابة في تمييز الصحابة (ج1 ص162) ما نصه: " (اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول (يعني الصحابة رضي الله عنهم)، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة، وقد ذكر الخطيب في الكفاية فصلاً نفيساً في ذلك، فقال: عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم، فمن ذلك قوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس" [آل عمران: 110]، وقوله: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً" [البقرة: 143]، وقوله: "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم" [الفتح: 18]، وقوله: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه] [التوبة: 100]. إلى أن قال: (في آيات كثيرة يطول ذكرها وأحاديث شهيرة يكثر تعدادها، وجميع ذلك يقتضي القطع بتعديلهم، ولا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله له إلى تعديل أحد من الخلق، على أنه لو لم يرد من الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم- فيهم شيء مما ذكرنا لأوجبت الحال التي كانوا عليها - من الهجرة والجهاد، ونصرة الإسلام، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأبناء، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين - القطع على تعديلهم، والاعتقاد بنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع الخالفين بعدهم، والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم، هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتمد قوله.
ثم روى بسنده إلى أبي زرعة الرازي قال: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة .. ).
ولما كان الترابي لا يرى عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في البلاغ، ويطعن في الصحابة، ويتهمهم بعدم العدالة فإنه عمد إلى جملة من الأحاديث الصحيحة فردها بمحض الهوى منها:
1 - حديث الذبابة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينتزعه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء".ورد من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك.
تعرض الترابي لهذا الحديث في محاضرة له بجامعة الخرطوم بتاريخ 12/ 8/1982، فكان مما قاله: "في الأمور العلمية يمكن أن آخذ برأي الكافر، وأترك رأي النبي، ولا أجد في ذلك حرجاً البتة، ولا أسأل فيه أيضاً عالم الدين".
2 - ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ» رواه البخاري. فهذا الحديث الصحيح يدل على معنى ما رواه أبو داود في سننه من قوله صلى الله عليه وسلم: «وَالْغَزْ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِي اللَّهُ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ لَا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ وَلَا عَدْلُ عَادِلٍ» أنكر الترابي حكم مضي الجهاد فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/41)
"القتال حكم ماض، هذا قول تجاوزه الفكر الإسلامي الحديث، في الواقع الحديث، ولا أقول إن الحكم قد تغير، ولكن أقول إن الواقع قد تغير، هذا الحكم عندما ساد كان في واقع معين، وكان العالم كله قائماً على علاقة العدوان، لا يعرف المسالمة، ولا الموادعة، كانت إمبراطوريات، إما أن تعدو عليها أو تعدو عليك. ولذلك كان الأمر كله قتالاً في قتال، أو دفاعاً في دفاع - إن شئت -"ندوة تلفزيونية حول الشريعة، ونشرتها جريدة الأيام السودانية في 20/ 6/1988قوله هذا مخالف للقرآن والسنة والإجماع، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن السبب الذي ذكره حجة عليه وليس له لأن هذه الإمبراطوريات - الدول الكبرى - ما زالت تعدو علينا، وتحرض حلفاءها في المنطقة ضدنا،
وإذا كان هذا هو شأن القتال عند الترابي، فإن لعبة كرة القدم عنده: جهاد، يقول الترابي: " إن الكرة لم تعد الآن لعباً ولهواً، فهي جهاد في سبيل الله". (جريدة "الكورة" السبت 14 يناير 1995، الموافق 13 شعبان 1415 هـ). القتال حكم ماض تجاوزه الفكر الإسلامي الحديث. أما لعب الكرة فهو جهاد في سبيل الله!!!، والفن -الرقص والغناء والموسيقى- من عقيدة التوحيد الإسلامية:} وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ ? [الأنعام:69].
ثامنا: قول الترابي: لست سنياً ولا شيعياً:
عن موقفه من السنة والشيعة يقول:
"كنت أتحدث في مؤتمر مع مسلمين وعرب في المؤتمر العربي والإسلامي. قلت لهم: .. أنا لست سنياً ولا أدرك ما معنى السني والشيعي.
وسئل: هل أنت على المذهب الشيعي؟ فأجاب: أنا لا أسمي نفسي شيعياً ولا سنياً، سني وشيعي لا تعني أنه يتبع سنة الرسول أو لا يتبعها.
أما التراث السني والشيعي ففيه من الترهات والخرافات عند أهل السنة والشيعة، وفيه فوائد"
تاسعا:تجويزه زواج المسلمة من يهودي أو نصراني:
لقد أطلق الترابي هذا القول كثيرا وهو أن " المسلمة يجوز لها الزواج من كتابي " وهاهو يجدد ذلك (في مقابلة قناة العربية بتاريخ 11/ 4/2006م). وهو قول باطل ظاهر البطلان، لأن الله تعالى يقول:: " وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " [البقرة: 221 [فالآية صريحة في تحريم نكاح المسلمة من الكافر سواء كان وثنيا أو يهوديا أو نصرانيا. وقال ابن كثير في تفسيره (1/ 474): هذا تحريم من الله عز وجل على المؤمنين أن يتزوجوا من المشركات من عبدة الأوثان ثم إن كان عومها مراداً وأنه يدخل فيها كل مشركة من كتابية ووثنية فقد خُص من ذلك نساء أهل الكتاب بقوله: " وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ". قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: " وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ " استثنى الله من ذلك نساء أهل الكتاب."أ. هـ، وأما الجزء الآخر في الآية وهي قوله تعالى: " وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا " فإنه لا تخصيص فيه قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله – في تيسير الكريم المنان (ص99)): " وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا " وهذا عام لا تخصيص فيه.ا. هـ"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/42)
قال ابن كثير في تفسيره (8/ 93): وقوله: " لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ " هذه الآية حَرّمَت المسلمات على المشركين، وقد كان جائزا في ابتداء الإسلام أن يتزوج المشرك المؤمنة.ا. هـ. فهذان دليلان من كتاب الله صريحان في تحريم زواج الكافر من المسلمة روى ابن جرير الطبري في تفسيره (4/ 366) بإسناده عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال: "المسلم يتزوج النصرانية، ولا يتزوج النصراني المسلمة" وصح موقوفا على جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما -، كما رواه البيهقي في الكبرى (7/ 172): " نتزوج نساء أهل الكتاب ولا يتزوجون نساءنا".، وذلك لأن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه والقوامة في الزواج للزوج قطعا لجانب الرجولة، وإن تعادلا في الحلية بالعقد، لأن التعادل لا يلغي الفوارق كما في ملك اليمين، فإذا امتلك رجل امرأة حلَّ له أن يستمتع منها بملك اليمين، والمرأة إذا امتلكت عبدا لا يحل لها أن تستمتع منه بملك اليمين، ولقوامة الرجل على المرأة وعلى أولادها وهو كافر لا يسلم لها دينها، ولا لأولادها. قال ابن عبد البر في التمهيد (12/ 21): ومما يدل على أن قصة أبي العاص منسوخة بقوله: " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ " إلى قوله: " ولا تمسكوا بعصم الكوافر " إجماع العلماء على أن أبا العاص بن الربيع كان كافرا وأن المسلمة لا يحل أن تكون زوجة لكافر.ا. هـ.
وقال القرطبي في " جامع أحكام القرآن " (3/ 72): الأولى: قوله تعالى: " وَلَا تُنكِحُوا " أي لا تزوجوا المسلمة من المشرك، وأجمعت الأمة على أن المشرك لا يطأ المؤمنة بوجه لما في ذلك من الغضاضة على الإسلام.
عاشراَ: دعوته إلى الإختلاط والسفور:
دعا الترابي إلى ضرورة الاختلاط بين الجنسين في المجتمع وذلك في كتيب سماه (المرأة في تعاليم الإسلام) فقال:" إن عزل الرجال عن النساء يضر بالمجتمع وينشر فيه الرجس وعدم الطهر "، مصادما بذلك القرآن لفظا ومعنى قال الله تعالى}:وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ? [الأحزاب: 33]
وأما حجاب المرأة المسلمة فقال عنه في ذات الكتاب: " الحجاب خاص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم، لأن حكمهن ليس كحكم أحد من النساء، ولا يجوز زواجهن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فإن آية الحجاب نزلت في السنة الخامسة للهجرة، ولم يتأثر بها وضع سائر المسلمات".
حادي عشر: قوله بجواز إمامة المرأة الرجال في الصلاة:
إجماع الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم على أن المرأة لا تؤم الرجال، وقد استدل الفقهاء جميعا في المذاهب الأربعة على مذهبهم بقوله تعالى: " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم "] سورة النساء: 34 [. ووجه الدلالة في الآية: أن الله تبارك وتعالى لم يجعل القوامة للنساء، ولم يجعل الولاية إليهن، بل جعلها للرجال، وإمامة الصلاة نوع ولاية، فلا تصح إمامة بمن هو قيم عليها،قال الشافعي في الأم 1/ 191: "وإذا صلت المرأة برجال ونساء وصبيان ذكور فصلاة النساء مجزئة، وصلاة الرجال والصبيان الذكور غير مجزئة ; لأن الله عز وجل جعل الرجال قوامين على النساء وقصرهن عن أن يكن أولياء، ولا يجوز أن تكون امرأة إمام رجل في صلاة بحال أبدا".
كما استدلوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها]. رواه مسلم كتاب باب تسوية الصفوف، والترمذي كتاب 2 الصلاة باب 52 ما جاء في فضل الصف الأول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/43)
فهذا الحديث يدل على تأخير النساء، فكيف ستتقدم المرأة لتؤم وهي مطالبة شرعا ً بالتأخر عن الرجال؟ فلا شك أن دلالته على عدم جواز إمامة المرأة للرجال في الصلاة واضحة.
ثم إنه لم ينقل عن الصدر الأول أن امرأة أمت الرجال، فلو كان ذلك جائزا ً لحصل ولو مرة، وحيث لم يحصل هذا أبدا في الصدر الأول، فهذا غير جائز لأنه لو كان جائزاً لنقل ذلك عن الصدر الأول.
وأما حديث أم ورقة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تؤم أهل دارها. رواه أبو داود (592).
فالجواب عنه أولا: أنه حديث ضعيف، فقد قال عنه الباجي في المنتقى شرح الموطأ: "هذا الحديث مما لا ينبغي أن يعول عليه". وقال ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 56: "في إسناده عبد الرحمن بن خلاد، وفيه جهالة".
الثاني: أن المقصود بأهل دارها النساء منهم دون الرجال، قال ابن قدامة في المغني 2/ 16: "وحديث أم ورقة إنما أذن لها أن تؤم (نساء) أهل دارها , كذلك رواه الدارقطني. وهذه زيادة يجب قبولها , ولو لم يذكر ذلك لتعين حمل الخبر عليه ; لأنه أذن لها أن تؤم في الفرائض , بدليل أنه جعل لها مؤذنا , والأذان إنما يشرع في الفرائض، ولو قدر ثبوت ذلك لأم ورقة , لكان خاصا بها , بدليل أنه لا يشرع لغيرها من النساء أذان ولا إقامة , فتختص بالإمامة لاختصاصها بالأذان والإقامة".
قال ابن شاس المالكي في عقد الجواهر: (وأما المرأة فلا تصح إمامتها للرجال ولا للنساء، وروى ابن أيمن جوازها)، أي للنساء، كما أجاز إمامتها للنساء والأطفال الشافعي وأحمد، شريطة أن تقف وسطهن، وتجهر أدنى الجهر. قال ابن حزم الظاهري رحمه الله في الفِصَل، وكذلك القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: (جميع أهل القبلة ليس منهم أحد يجيز إمامة المرأة إلا فرقة من فرق الخوارج وهي الشبيبية – نسبة إلى شبيب بن يزيد الشيباني). وقد ورد ذلك عن امرأة من الخوارج تدعى غزالة، وفي عصرنا أمينة ودود، الأمريكية التي أمت بعضاً من الرجال والنساء في صالة كنيسة. فهنيئاً لمن كانت أسوته غزالة الخارجية وأمينة الأمريكية، وسلفه الخوارج "الشبيبية".
وأما قول الترابي أخيرا:" إنه للرجال والنساء الصلاة معا ولكن دون إلصاق "! (صحيفة الحياة والناس، بتاريخ 9/ 4/2006). فإنه يعارض به النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال:" خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها ". رواه مسلم والترمذي
فحسبنا فيه وفي أترابه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فافعل ما شئت) رواه البخاري (3296)
ثاني عشر: إباحته الخمر لمدة عام،بل لا يكون حدالخمر قانوناَ إلا إذا تحولت لعدوان:
يقول الترابي في كتابه ((نظرات في الفقه السياسي)): 171:)) هكذا أرجوا أن يكون شأننا مع أهلنا المخمورين. كأننا عند سريان القانون سندخلهم في معتقل واسع يحول ما بينهم وبين الخمور في مظاهر الحياة العامة وتتاح لهم لعام كامل رخصة قانونية لتعاطي الحرام في خاصتهم حتى يهيئوا أنفسهم، ثم يقع الحظر وتجف الخمر))،وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) رواه البخاري وأبوا داود.
ثم ها هو الترابي اليوم يذهب إلى أبعد مما كتبه بالأمس:
وإني وإن كنت الأخير زمانُهُُُ لآت بما لم تستطعه الأوائلُ
إذ يرى دستوريُّ الزمان - الآن- أن عقوبة شرب الخمر لا تكون قانوناَ إلا إذا اقترن بعدوان كما قال آخراَ، وربما لن يكون أخيراَ:
" الخمر لا تصبح أمر قانون إلا إذا تحولت لعدوان" الرأي العام السودانية (بتاريخ: 1/ 3/2006م).وهذه حيلة منه لإبطال حد الخمر، لإن العدوان وحده جريمة، سواء كان المعتدي سكرانا حال اعتدائه أم لا.
أيها المسلمون ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/44)
لقد كان هذا شأن الترابي في جميع المراحل السابقة، من قبل ضربه على أم رأسه في (كندا) ومن بعد ذلك، فليس هو المعتوه والمجنون فيما يزعمه ويعتزيه، ولا هو الجاهل فيما يهرف به ويستبيح، ولكنه في كل حين يمتطي ظهر التيه، مبرهنا علي الغي الموفي به إلي الزندقة، عن طريق مجاهرته بأفكاره الكفرية ومعتقداته، مع الحرص الشديد على الختل والروغان كالثعالب إذ يستطيع أن يكون علمانياً وإسلامياً في الوقت ذاته، قومياً وأممياً في الآن ومن دون أن يشعر بتناقضه أو انفصامه، وما الجماهير والعواطف الإسلامية، إلا سلم لأحلامه وأطماعه. لقد كان خلاف الترابي طوال العقود السابقة مع العلماء حول أصول الدين والاعتقاد، وليس حول أمور قابلة للاجتهاد وفق ضوابط الاجتهاد الشرعي.
إننا ننبه عامة المسلمين وأهل الفكر منهم خاصة، في داخل السودان وخارجه إلى أن التربي، في حقيقته داعية إلى غير دين الإسلام، هذا وإن كشف الأهواء والفتن المضلة،ودحض المقالات المخالفة للكتاب والسنة، وتعرية حقيقة الداعية إليها، وهجره،وتحذير الناس من شره، وإقصاءه، والبراءة من فعالته لمن أوجب الواجبات، وسنة ماضية في تاريخ الدعاة، حتى لايلتبس الأمر على الأغرار، فيسلكوا بسبب وساوسه وأوهامه سبيل الفجار.
وحقٌ على من ولي أمر المسلمين في هذه البلاد،قطع تطاول الترابي على المحكمات المبينات ومقاضاته في محاكمة شرعية عادلة،عل غرار ما حوكم به سلفه من قبل" محمود محمد طه" الذي تفاقم شره،فقيض الله تعالى بتقديره من قطع دابره،ولابد أن يتصدى العلماء لهذا المتجرئ على حرمات الدين كما تصدوا لمن قبله ويطالبوا بإنزال شرع الله عليه.
وإننا ندعو المعجبين به عن جهالة إلى قراءة متأنية لأفكاره، والوقوف بعناية على تصريحاته، وقد رد عليه أهل العلم والإيمان، وأبطلوا مقالاته بغاية البيان، وساطع البرهان، فنعوذ بالله من زيغ القلوب والتباس الأمور ومضلات الفتن ونزغات الشيطان، ندعوهم إلى ذلك قبل فوات الأوان:} مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ {[الروم: 43]} وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً {[الفرقان:27 - 29] وما كتبنا هذا البيان إلا تحذيرا لكل مسلم، من سبيل من أحاطت به خطيئته، تبياناً لما وجدنا و إفصاحاً بالحق فيما تيقنا، وما شهدنا إلا بما علمنا. ونسأله عز وجل أن يعصمنا والمسلمين من طاعة الهوى والشيطان إنه على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 12:21 ص]ـ
إذا قيل لنا عرفوا الزنديق ومثلوا له بمثال:
لعرفناه بما يدعو إليه الترابي
ولكان أوضح مثال هو نفسه
ولو أن أهل العلم يأخذوا على يد هؤلاء الزنادقة ويبينوا للناس حقيقتهم لما كان لهم وجه في نشر قاذوراتهم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 08:39 ص]ـ
الحمد لله
حصل بعض ما تمنيته
علماء يطالبون باستتابة الترابي ويتهمونه بالزندقة
اتهم علماء سودانيون الزعيم الإسلامي الدكتور حسن الترابي بـ"الزندقة والردة والخروج عن الملة" بعد إصداره فتاوى مثيرة للجدل.
وطالب العلماء بعقد جلسة لاستتابة الدكتور الترابي لعودته إلى الإسلام وتبرؤه من فتواه بجواز إمامة المرأة وزواج المسلمة من غير المسلم نصرانيا أو يهوديا وإنكاره وجود نصوص من القرآن والسنة تمنع ذلك.
وأضافوا أن أفكار الترابي ليست جديدة, لكنها تأتي في وقت تحتاج فيه الأمة للتوحد لا للتفرقة, محذرين في الوقت ذاته عامة الناس من اتباعه وذلك بالبعد عنه ومفارقته.
زندقة
وفي هذا الشأن قال الشيخ صالح التوم أستاذ الثقافة والعلوم الإسلامية بجامعة الخرطوم إن "الرجل معروف بزندقته وهو من الرؤوس الجهال الذين حذرنا الإسلام منهم".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/45)
وأضاف الدكتور التوم في تصريحات للجزيرة نت أن الترابي يسعى إلى ما أسماه تضليل البسطاء من الناس, ناصحا المواطنين إلى "اتخاذ موقف قوى تجاه هذه الأحاديث التي أنكر فيها الترابي نزول المسيح وظهور المسيخ الدجال", مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الترابي سبق له أن سب الصحابة رضي الله عنهم.
كما أعلن بأن كثيرا من البسطاء يتبعونه دون دارية ويسوقهم إلى الضلال والزندقة معتبرا إياه بأنه "ضال عن الطريق المستقيم ويجب عقد جلسة توبة عاجلة لاستتابته والنظر بأمره", لمخالفته نهج الأئمة وعلماء المسلمين.
مخالفة صريحة
من جانبه قال الشيخ يوسف الكودة إن المتتبع لنهج الترابي في تناوله للقضايا الفقهية يجد أنه مخالف مخالفة صريحة, قائلا "إذا أخطأ العالم أو المجتهد فليس ذلك بغريب عليه, ويمكن أن يراجع, لكن ما هو مرفوض أن يجتمع الشر كله في هذا العمل بإنكار ما هو في الدين".
وأكد الكودة أن ما أفتى به الترابي لا علاقة له بالاجتهاد الشرعي, معتبر كل تلك الفتاوى بأنها "باطلة" لأنها ناشئة عن باطل وأنه لا مكان لتخرصات الترابي وأقواله الغريبة عن الأمة.
من جانبه قال الداعية الإسلامي الشيخ صادق محمد إن فتاوى الدكتور الترابي فيها "جرأة على الدين وتقول على الله بغير علم".
وأشار في حديث للجزيرة نت أن تلك الفتاوى تلزم قائلها التوبة والرجوع إلى الله وعدم الخوض في مثلها من جديد.
أقاويل موثقة
أما الأمين العام للرابطة الشعرية للعلماء والدعاة الشيخ علاء الدين الزاكي فقد قال إن "أقاويل الترابي قالها من قبل وأعادها هذه الأيام رغم أنه كان يتوارى ويحاول نفيها لكنها, أصبحت هذه المرة موثقة لا تحتمل الخداع وهي تمثل جرما جديد في حق الدين".
وأوضح للجزيرة نت أن الترابي لا يعظم النصوص وينكر السنة جملة وتفصيلا لأنه لا يفرق بين الأمر الشرعي والأمر الكوني القدري وبين نزول عيسى عليه السلام رغم أنها أمور كونية.
وأضاف الشيخ الزاكي أن إنكاره لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام تترتب عليها كثير من القضايا الثابتة بالجملة باعتبار أنه "يحكم عقله في مقام النصوص, وأي نص لا يتفق معه يرفضه وهذا عمل إبليس", كما أن هذه أعظم شبهة سرت في الأمة.
وأشار أيضا إلى أن الترابي أصبح "ينتهج نهج المعتزلة وهو يقدم العقل على النصوص لذلك يجب أن يواجه مواجهة شرعية, إما التوبة وإما يحاكم محاكمة عادلة باعتباره أصبح عبئا ثقيلا على الدعوة في السودان ويثير ما يرتضيه النصارى من تخرصات".
وتأتي ردود الأفعال هذه بعد أن أقدم الترابي على إصدار فتاوى في ندوة أخيرة بالخرطوم حضرها حشد من السياسيين وعلماء الدين, أجاز خلالها زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي مسيحيا أو يهوديا, وقوله إن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماما.
وبالنسبة للحجاب اعتبر الترابي أن الحجاب للنساء يعني الستار وهو الخمار لتغطية الصدر وجزء من محاسن المرأة.
ـــــــــــ
مراسل الجزيرة نت
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 01:35 م]ـ
والله اني رأتيه وهو يتكلم على الفضائية ويضحك وأول ما خطر ببالي ان هذه الضحكة كضحكة الراقصات المومسات بائعات العرض ةالشرف فلقد باع شرفه منذ زمن فلا نستغرب اخزاه الله ورد كيده في نحره هذا الاجير الامريكي ومن معه من اصحاب دعوة الاسلام الامريكي
ـ[أبو وئام]ــــــــ[13 - 04 - 06, 05:46 م]ـ
نشرت جريدة القدس العربي في عدد أمس الأربعاء خبرا مفاده أن الشيخ محمد عبد الكريم عضو هيئة علماء السودان أقام دعوى قضائية يوم الثلاثاء تحت المادة 125 من القانون الجنائي السوداني - حد الردة - ضد الدكتور حسن الترابي.
http://www.alquds.co.uk:8080/archives/pdf/2006/04Apr/12AprWed/qds01.pdf
وأقول الترابي سياسي كبير غير أن السياسة غلبت عليه فدفعته إلى آراء شاذة
ملاحظة:
هنا في فرنسا أعرف عددا كبيرا من حالات زواج المسلمات من غير المسلمين أو من الملاحدة
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم(34/46)
سؤال عن أبي حيان التوحيدي
ـ[أبو المهاجر المصري]ــــــــ[12 - 04 - 06, 05:01 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
من المعلوم أن بلاد الأندلس، أنجبت رجلين يحملان نفس الكنية "أبو حيان":
الأول: أبو حيان الغرناطي، رحمه الله، المتوفى سنة 745 هـ، وهو المفسر النحوي الشهير صاحب "البحر المحيط".
والثاني هو: أبو حيان التوحيدي، الفيلسوف، فهل من ترجمة لهذا الأخير، وما القول المنصف فيه، وجزاكم الله خيرا.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[12 - 04 - 06, 09:24 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ما أظن أحدا ذكر أن التوحيدي أندلسي أو ولد بالأندلس على الرغم من اختلافهم الكبير في تاريخ مولده ومكانه ... وغموض ذلك جدا.
وربما التبس عليك بابن حيان القرطبي صاحب الإحاطة والمقتبس فذاك أندلسي حقا ....
عموما حقيقة الرجل وفكره أهم من ذلك ... وفي هذه اختلف الناس كثيرا ...
وهذه ترجمته في السير للإمام الذهبي الجزء 17:
- أبو حيان التوحيدي * الضال الملحد (1)، أبو حيان، علي بن محمد بن العباس، البغدادي الصوفي، صاحب التصانيف الادبية والفلسفية، ويقال: كان من أعيان الشافعية. قال ابن بابي في كتاب " الخريدة والفريدة ": كان أبو حيان هذا كذابا قليل الدين والورع عن القذف والمجاهرة بالبهتان، تعرض لامور جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل، ولقد وقف سيدنا الوزير الصاحب كافي الكفاة على بعض ما كان يدغله ويخفيه من سوء الاعتقاد، فطلبه
--------------------------------------------------------------------------------
* شد الازار للشيرازي 53، 54، معجم الادباء 15/ 5 - 52، تهذيب الاسماء واللغات 2/ 223، وفيات الاعيان 5/ 112، 113، ميزان الاعتدال 4/ 518، عيون التواريخ 12/ 216 / 2، 217/ 2 الوافي بالوفيات خ 12/ 168، 169، طبقات السبكي 5/ 286 - 289، طبقات الاسنوي 1/ 301 - 303، لسان الميزان 7/ 38 - 41، بغية الوعاة 2/ 190، 191، مفتاح السعادة 1/ 234، 235، تاريخ ابن عدسة 3/ 354، 355، طبقات ابن هداية الله 114 - 116، كشف الظنون 140، 167، 246، روضات الجنات 714، إيضاح المكنون 1/ 602 و 2/ 65، هدية العارفين 1/ 284، 685، هدية الاحباب 14، 15، كنوز الاجداد 221 - 232، دائرة المعارف الاسلامية 8/ 333 - 335، أمراء البيان 2/ 488، 545. قال ابن خلكان في نسبته " التوحيدي ": ولم أر أحدا ممن وضع كتب الانساب تعرض إلى هذه النسبة لا السمعاني ولا غيره، لكن يقال: إن أباه كان يبيع التوحيد ببغداد، وهو نوع من التمر بالعراق، وعليه حمل بعض من شرح " ديوان " المتنبي قوله: يترشفن من فمي رشفات * هن فيه أحلى من التوحيد والله أعلم بالصواب. ونقل السيوطي عن شيخ الاسلام ابن حجر قوله: يحتمل أن يكون إلى التوحيد الذي هو الدين، فإن المعتزلة يسمون أنفسهم أهل العدل والتوحيد. وانظر تعليق المؤلف على هذه النسبة ضمن الترجمة. (1) كذا وصفه المؤلف، ووصفه السبكي في " الطبقات " بقوله: المتكلم الصوفي. وقال ياقوت في " معجم الادباء ": وكان يتأله، والناس على ثقة من دينه ... فهو شيخ في الصوفية. وانظر ما يأتي في الصفحة 120 تعليق رقم (2). (*)
--------------------------------------------------------------------------------
[120]
ليقتله، فهرب، والتجأ إلى أعدائه، ونفق عليهم تزخرفه وإفكه، ثم عثروا منه على قبيح دخلته وسوء عقيدته، وما يبطنه من الالحاد، ويرومه في الاسلام من الفساد، وما يلصقه بأعلام الصحابة من القبائح، ويضيفه إلى السلف الصالح من الفضائح، فطلبه الوزير المهلبي، فاستتر منه، ومات في الاستتار، وأراح الله، ولم يؤثر عنه إلا مثلبة أو مخزية (1). وقال أبو الفرج بن الجوزي: زنادقة الاسلام ثلاثة: ابن الراوندي، وأبو حيان التوحيدي، وأبو العلاء المعري، وأشدهم على الاسلام أبو حيان، لانهما صرحا، وهو مجمج ولم يصرح (2). قلت: وكان من تلامذة علي بن عيسى الرماني (3)، ورأيته يبالغ في تعظيم الرماني في كتابه الذي ألفه في تقريظ الجاحظ، فانظر إلى المادح والممدوح! وأجود الثلاثة الرماني مع اعتزاله وتشيعه. وأبو حيان له مصنف كبير في تصوف الحكماء، وزهاد الفلاسفة، وكتاب سماه " البصائر والذخائر " (4)، وكتاب " الصديق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/47)
--------------------------------------------------------------------------------
(1) انظر " طبقات " السبكي 5/ 287. (2) ذكر قول ابن الجوزي السبكي في " الطبقات " 5/ 288، والسيوطي في " بغية الوعاة " 2/ 191. ولم نجد ترجمة أبي حيان في " المنتظم "، وابن الجوزي ذكر نحوا من هذا الكلام و بأوسع منه في ترجمة أبي العلاء المعري في " المنتظم " 8/ 183، 185، وقد دافع السبكي عن أبي حيان، فقال: الحامل للذهبي على الوقيعة في التوحيدي مع ما يبطنه من بغض الصوفية! هذان الكلامان، ولم يثبت عندي إلى الآن من حال أبي حيان ما يوجب الوقيعة فيه، ووقفت على كثير من كلامه، فلم أجد فيه إلا ما يدل على أنه كان قوي النفس، مزدريا بأهل عصره، ولا يوجب هذا القدر أن ينال منه هذا النيل، وسئل الامام الوالد رحمه الله عنه، فأجاب بقريب مما أقول: " الطبقات " 5/ 288. (3) مرت ترجمته في الجزء السادس عشر. (4) نشر الجزء الاول منه الدكتور عبد الرزاق محيي الدين في بغداد سنة 1954، ونشره في القاهرة سنة 1953 أحمد أمين وأحمد صقر. ثم طبع بتمامه في دمشق. (*)
--------------------------------------------------------------------------------
[121]
والصداقة " (1)، مجلد، وكتاب " المقابسات " (2)، وكتاب: " مثالب الوزيرين " (3) - يعني ابن العميد وابن عباد - وغير ذلك (4). وهو الذي نسب نفسه إلى التوحيد، كما سمى ابن تومرت أتباعه بالموحدين، وكما يسمي صوفية الفلاسفة نفوسهم بأهل الوحدة وبالاتحادية. أنبأني أحمد بن أبي الخير، عن محمد بن إسماعيل الطرسوسي، عن ابن طاهر: سمعت أبا الفتح عبد الوهاب الشيرازي بالري يقول: سمعت أبا حيان التوحيدي يقول: أناس مضوا تحت التوهم، وظنوا أن الحق معهم، وكان الحق وراءهم.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) طبع غير مرة، وآخر طبعة صدرت في دمشق سنة 1964 بتحقيق الدكتور إبراهيم الكيلاني. (2) وهو مئة وثلاث مقابسات في مباحث من العلوم، ذكر فيه بعض ما وقع له من مفاوضات علماء عصره في بغداد، وكانوا يجتمعون في دار أبي سليمان المنطقي، فيتذاكرون في مواضيع شتى في الفلسفة والادب. وقد طبع هذا الكتاب في الهند وغيرها، وآخر طبعة صدرت في بغداد سنة 1970 م بتحقيق الدكتور محمد توفيق حسين. (3) قال ابن خلكان في هذا الكتاب: ضمنه معايب أبي الفضل ابن العميد والصاحب بن عباد، وتحامل عليهما، وعدد نقائصهما، وسلبهما ما اشتهر عنهما من الفضائل والافضال، وبالغ في التعصب عليهما، وما أنصفهما، وهذا الكتاب من الكتب المجدودة، ما ملكه أحد إلا وتعكست أحواله، ولقد جربت ذلك، وجربه غيري على ما أخبرني من أثق به. " وفيات الاعيان " 5/ 112، 113. والكتاب طبعه مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1965 م بتحقيق الاستاذ محمد بن تاويت الطنجي. ومن آثار التوحيدي المطبوعة أيضا كتاب " الامتاع والمؤانسة "، وهو مجموع مسامرات في فنون شتى حاضر بها الوزير أبا عبدالله العارض في نحو أربعين ليلة، نشره أحمد أمين وأحمد الزين. (4) انظر مصنفاته في " معجم الادباء " 15/ 7، 8، و " هدية العارفين " 1/ 684، 685، وانظر النسخ الخطية لبعضها في " تاريخ " بروكلمان 4/ 336 - 338. (*)
--------------------------------------------------------------------------------
[122]
قلت: أنت حامل لوائهم. قال الشيخ محيي الدين في " تهذيب الاسماء ": أبو حيان من أصحابنا المصنفين، فمن غرائبه أنه قال في بعض رسائله: لا ربا في الزعفران. ووافقه عليه أبو حامد المروذي (1). وقال ابن النجار: له المصنفات الحسنة كالبصائر وغيرها. قال: وكان فقيرا صابرا متدينا، صحيح العقيدة (2). سمع جعفرا الخلدي، وأبا بكر الشافعي، وأبا سعيد السيرافي، والقاضي أحمد بن بشر العامري. روى عنه: علي بن يوسف الفامي، ومحمد بن منصور بن جيكان (3)، وعبد الكريم بن محمد الداوودي، ونصر بن عبد العزيز الفارسي، ومحمد بن إبراهيم بن فارس الشيرازيون، وقد لقي الصاحب بن عباد وأمثاله. قلت: قد سمع منه أبو سعد عبدالرحمن بن ممجة الاصبهاني، وذلك في سنة أربع مئة، وهو آخر العهد به. وقال السلفي: كان نصر بن عبد العزيز ينفرد عن أبي حيان بنكت عجيبة (4). وقال أبو نصر السجزي الحافظ فيما يأثروه عنه جعفر الحكاك: سمعت أبا سعد الماليني يقول: قرأت الرسالة - يعني المنسوبة إلى أبي بكر وعمر مع أبي عبيدة إلى علي رضي الله عنهم - على أبي حيان، فقال: هذه
--------------------------------------------------------------------------------
(1) " تهذيب الاسماء واللغات " 2/ 223. ثم قال النووي: والصحيح المشهور تحريم الربا فيه والله أعلم. (2) انظر " طبقات " السبكي 5/ 287، و " لسان الميزان " 7/ 39. (3) انظر " تبصير المنتبه " 1/ 475. (4) انظر " لسان الميزان " 7/ 39. (*)
--------------------------------------------------------------------------------
[123]
الرسالة عملتها ردا على الرافضة، وسببه أنهم كانوا يحضرون مجلس بعض الوزراء، وكانوا يغلون في حال علي، فعملت هذه الرسالة (1). قلت: قد باء بالاختلاف على علي الصفوة، وقد رأيتها وسائرها كذب بين.
=======================
وفي موقع الدكتور يوسف زيدان مقال موسع عن علاقة أبي حيان بالتصوف والفلسفة، تجده تحت أيقونة < أكاديميا > ضمن بحوث تراثية:
http://www.ziedan.com/index_o.asp
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/48)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[12 - 04 - 06, 02:44 م]ـ
وربما التبس عليك بابن حيان القرطبي صاحب الإحاطة والمقتبس فذاك أندلسي حقا ...
الصواب: المبين في تاريخ الأندلس والمقتبس ... وإنما الإحاطة للسان الدين ابن الخطيب وهو متأخر ... فمعذرة.
ولو كان الفاضل العاصمي بيننا لبادر بالتصحيح مشكورا فأينه فقد افتقدناه ... رعاه الله.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 06:13 م]ـ
مقتطفات من مادة جاهزة للنشر بموقع الكاشف عن أبي حيان:
اتهامه بالزندقة:
(ربما كان أول من اتهمه بالزندقة: الكاتب اللغوي الأديب ابن فارس المتوفى سنة 390هـ في كتابه الفريدة والخريدة، فقد نُقِل عنه قوله: " كان أبو حيان قليل الدين والورع عن القذف؛ والمجاهرة بالبهتان، تعرض لأمور جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل. ولقد وقف سيدنا الصاحب ابن عباد كافي الكفاة على بعض ما كان يدخله ويخفيه من سوء الاعتقاد، فطلبه ليقتله، فهرب والتجأ إلى أعدائه، ونفق عليهم بزخرفه وإفكه، ثم عثروا على جميع دخلته، وسوء عقيدته، وما يبطنه من الإلحاد، ويرومه في الإسلام من الفساد، وما يلصقه بأعلام الصحابة من القبائح، ويضيفه إلى السلف الصالح من الفضائح، فطلبه الوزير المهلبي، فاستتر منه، ومات في الاستتار، وأراح الله منه، ولم يؤثر عنه إلا مثلبة أو مخزية".
ثم جاء ابن الجوزي (المتوفى سنة 597هـ) فقال: "زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الرواندي، والتوحيدي، وأبو العلا المعري، وشرهم على الإسلام أبو حيان، لأنهما صرحا وهو مجمج ولم يصرح".
ثم ردد الذهبي (المتوفى سنة 748هـ) هذه التهمة، ونقل ما ذكره ابن فارس وابن الجوزي، وزاد عليه أن أبا حيان كان عدواً لله خبيثاً سيء الاعتقاد.
وجرت دائرة المعارف على أنه ُنفي لزندقته، قال مرجليوث: "نفاه المهلبي المتوفى سنة 352هـ (963م) من بغداد –وكان يعيش فيها من الكتابة- لزندقته في آرائه التي أوردها في مصنفات له فقدت".
ووافق هؤلاء الأستاذ محمد كرد علي، فقال: " إن الصاحب اتهم التوحيدي بالزندقة، ففر منه، وطلبه الوزير المهلبي ليقتله، فهرب إلى ديار بكر".
ولكنّ علماء آخرين شهدوا له بسلامة العقيدة وصحة الدين. فهو في رأي ياقوت صوفي السمت والهيئة، متعبد، والناس على ثقة من دينه. وابن النجار يصفه بأنه كان فقيراً صابراً متديناً صحيح العقيدة.
والسبكي يدافع عنه بقوله: "لم يثبت عندي إلى الآن من حال أبي حيان ما يوجب الوقيعة فيه، ووقفت على كثير من كلامه، فلم أجد فيه إلا ما يدل على أنه كان قوي النفس، مزدرياً لأهل عصره، ولا يوجب هذا القدر أن يُنال منه هذا النيل. وسئل الوالد –رحمه الله- عنه فأجاب بقريب مما أقول.
وقد أرجع السبكي حملة الذهبي على أبي حيان إلى محاكاته لما قاله ابن فارس، وإلى ما قاله ابن الجوزي، وإلى أمر ثالث هو بغضه الشديد للمتصوفة.
ولقد كان أبو حيان صوفياً، بل إنه عند الفرس علمٌ من أعلام المتصوفة، قال عنه أبو العباس أحمد زَركوب: "إنه الإمام الموحد، العالم الواسع العلم، ليس له شبيه في المكاشفات الإلهية والدراية بالتوحيد".
ومن الميسور أن أُبطل هذه التهمة الجائرة بعدة ردود:
1 - المفهوم من كلام ابن فارس أن الصاحب ابن عباد طلبه ليقتله ففر منه، ثم تعقبه الوزير المهلبي، فاستتر منه حتى مات في الاستتار.
وهذا كلام تعوزه الصحة، لأن أبا حيان –كما تبين في صلته بابن عباد- تركه سنة 370هـ، والوزير المهلبي توفي سنة 352هـ، فكيف يتفق هذا؟ لقد اتصل أبو حيان بالصاحب، ثم تركه بعد ثمانية عشر عاماً من وفاة الوزير المهلبي الذي قيل إنه تعقبه ليقتله.
2 - لم يشر أبو حيان –على دقنه في وصف الأشخاص والأحوال ولا سيما حالته- إلى أن ابن عباد فكر في قتله، وأوعز بحبسه، ولو أن شيئاً من هذا حدث لذكره، على عادته في تفصيل الأحداث، والتشنيع على ابن عباد، ووصف ما لقي من حرمان وخيبة في صلته به.
3 - يحملني على الشك فيما زعم ابن فارس من نسبة الزندقة إلى أبي حيان، ومن نسبة التفكير في قتله إلى ابن عباد أن ابن فارس كان أستاذاً لابن عباد قبل أن يلي الوزارة، وكان صديقاً له لما تولاها، وكان أستاذاً لأبي الفتح ابن العميد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/49)
وقد هجا أبو حيان ابن عباد وابن العميد، فمن المرجح أن ابن فارس أراد أن يشوه سمعته ويثأر منه، فألصق به تهمة الزندقة، وأراد أن ينسب إلى ابن عباد الغيرة على الدين، فزعم أنه هم يقتل أبي حيان، ولكنه هرب منه.
4 - كان ابن فارس معاصراً لأبي حيان، وقد ذمه أبو حيان ذماً شنيعاً، وتنقصه في مجلس ابن سعدان بقوله: "إنه شيخ فيه محاسن ومساوئ، إلا أن الرجحان لما يُذم به، لا لما يحمد عليه، فمن ذلك أنه له خبرة بالتصوف، وهناك أيضاً قسط من العلم بأوائل الهندسة، وتشبه بأصحاب البلاغة؛ إلا أن هذا كله مردود بالرعونة والمكر والإيهام والخسة والكذب والغيبة ... ".
5 - ابن فارس الذي يسند إليه اتهام أبي حيان بالزندقة والموت في الاستتار قد مات قبل أبي حيان، وسواء أكانت وفاة ابن فارس سنة 360 أو 369هـ أو 375هـ أو 390 أو 395هـ فإنها كانت قبل وفاة أبي حيان. فكيف يقرر وفاة شخص آخر لم يمت بعد؟
وإذا أراد أحد أن يأخذ بشق رأيه وهو الاتهام بالزندقة، وذهب إلى أن الشق الثاني مدخول عليه، فإن اتهامه بالتحيز لابن عباد وابن العميد ما زال قائماً يقدح في طعنه أبا حيان، وموت الوزير المهلبي قبل أبي حيان يقطع ببطلان تعقبه ليقتله.
على أني لا أستبعد أن يكون خصوم أبي حيان هم الذين فعلوا ذلك، ولكنهم أسندوه لابن فارس، ليزيدوه قبولاً وثثبيتاً في نفوس سامعيه.
6 - ابن الجوزي –كما ذكر السبكي- متعصب على الصوفية، مبغض لهم، لهذا زاد من عنده قوله: "وأشدهم على الإسلام أبو حيان، لأنه مجمج، ولم يصرح" وقد وصفه ياقوت بأنه كثير التخليط، ولهذا لا يعتمد على ما تفرد به.
7 - إذا وازنا بين أبي حيان وابن الراوندي وأبي العلاء المعري لم نجد تشابها يبيح لابن الجوزي أن يجعله أشد الثلاثة ضرراً على الإسلام، أو يسلكه في عداد المعادي للإسلام.
أما ابن الراوندي فلا جدال في زندقته وكفره، لأنه زعم أن في كلام أكثم بن صيفي ماهو أحسن من بعض القرآن؛ وادعى أن القرآن غير معجز بأن المسلمين احتجوا لنبوة نبيهم بالقرآن الذي تحدى به النبي العرب، فلم يقدروا على معارضته، فيقال لهم: لو ادعى مدع لمن تقدم من الفلاسفة مثل دعواكم في القرآن فقال: الدليل على صدق بطليموس أن إقليدس ادعى أن الخلق يعجزون عن أن يأتوا بمثل كتابه لكانت نبوته ثبتت!!
وأما أبو العلاء فقد اتهم بالإلحاد، لبعض آرائه التي رددها في لزومياته، ولما قيل إنه عارض القرآن بكتابه الفصول والغايات، على نسق السور والآيات، وإن كان مظلوماً في اتهامه بالمعارضة، لأن كتابه لا يشير إلى ذلك.
وأما أبو حيان فليس في كلامه ما ينبئ عن زندقة أو إلحاد.
8 - بل إن في كلام أبي حيان ما ينقض دعوى خصومه نقضاً لا يبقي ولا يذر، فقد كان يغار على الدين منذ حداثته.
ذكر رأياً لأبي سعيد البسطامي، ثم عقب عليه بقوله: "وكان شديد التهور، عظيم العجرفة، ولم أجد نكراً من أحد حضر من أصحابه ومن غير أصحابه، وكنت حينئذ غريباً حديث السن فوقدتني الحمية لله ورسوله عند جهله".
وقد نقل تدليل أبي سليمان المنطقي على صحة البعث، وزاد على أدلته.
وذكر في أحد أسئلته لابن مسكويه حيرته في معرفة حقيقة ما سأل عنه، وقال: إن هذا يدل على توحيد من هو محيط بهذه الغوامض والحقائق، ويبعث على عبادة من هو عالم بهذه السرائر والدقائق.
وفي مقدمة البصائر والذخائر دعاء مؤمن متصوف، وفيه بعد ذلك إقرار صادق بجلال القرآن وإعجازه: "كتاب الله عز وجل الذي حارت العقول الناصعة في رصفه، وكلت الألسن البارعة عن وصفه، لأنه المُطْمِعُ بظاهره في نفسه، والممتنع في باطنه بنفسه، والدني بإفهامه إياك إليك، والعالي بأسرار غيوبه عليك، لا يطار بحواشيه، ولا يملُّ من تلاوته، ولا يُحسُّ بإخلاق جدته، كما قال علي بن أبي طالب عليه السلام: ظاهره أنيق، وباطنه عميق، ظاهره حكم، وباطنه علم".
وفيه تمجيد لأحاديث الرسول كقوله: "فإنها الشَرَكُ الواضح، والنجم اللائح، والقائد الناصح، والعلم المنصوب، والأمَم المقصود، والغاية في البيان، والنهاية في البرهان، والمفزع عند الخصام، والقدوة لجميع الأنام" وفيه بعد هذا تصوف وحض على الثقة في الله وحده.
وفي مقدمة كتابه (الإشارات الإلهية) قوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/50)
"اللهم إنا نسألك ما يُسأل، لا عن ثقة ببياض وجوهنا عندك، وأفعالنا معك، وسوالف إحساننا قبلك، ولكن عن ثقة بكرمك الفائض، وطمعاً في رحمتك الواسعة، نعم وعن توحيد لا يشوبه إشراك، ومعرفة لا يخالطها إنكار، وإن كانت أعمارنا قاصرة عن غايات حقائق التوحيد والمعرفة، نسألك ألا ترد علينا هذه الثقة بك، فتشمت بنا من لم يكن له هذه الوسيلة إليك، يا حافظ الأسرار، ويا مسبل الأستار، ويا واهب الأعمار، ويا منشئ الأخبار، ويا مولج الليل في النهار، ويا مصافي الأخيار، ويا مداري الأشرار، ويا منقذ الأبرار من النار والعار، عد علينا بصفحك عن زلاتنا، وأنعشنا عند تتابع صرعاتنا، وحطة حالنا معك في اختلاف سكراتنا، وصحواتنا، وكن لنا وإن لم نكن لأنفسنا، لأنك أولى بنا. وإذا خفنا منك فأبرح خوفنا برجائنا فيك، وإذا غلب علينا يأسنا منك فتلفَّه بأمل فيك.
ثم يقول بعد بضع صفحات: "حرام على قلب استنار بنور الله أن يفكر في غير عظمة الله، حرام على لسان تعود ذكر الله أن يذكر غير الله، حرام على نفس طهرت من أدناس الدنيا أن تدنس بشيء من مخالفة، حرام على عين نظرت إلى مملكة الله أن تحدق إلى غير الله، حرام على كبد ابتلَّت بالثقة بالله أن تظمأ إلى غير الله، حرام على من لم ير الخير إلا من الله أن يُجدد طمعاً في غير الله، حرام على من تلذذ بمناجاة الله أن يناجي غير الله، حرام على من وقع في فقه الله أن يعبد غير الله".
9 - وفي سلوكه ما يكفي لنقض هذا الاتهام، لأنه كان يصلي بالمسجد، ويشكو أنه لا يرى بجواره إلا قصاباً أو ندّافاً الخ، وقد حج سنة 354هـ، ولأنه كان متصوفاً طول حياته، ثم منقطعاً للتصوف في أخريات حياته، إذ قضى سنواته الأخيرة بين الصوفية، وانطبع بطابعهم، ومات بينهم، ودفن بجوار علم من أعلامهم.
ولم يكن تدينه ليخفى على معاصريه، ولهذا يقول ياقوت إنه كان يَتَألَّه والناس على ثقة من دينه".
أما صوفيته: فلا شك فيها. فقد وصفه ياقوت بأنه شيخ في الصوفية، وبأنه صوفي السمت والهيئة، وعلل السبكي تحامل الذهبي عليه بأن أبا حيان صوفي والذهبي يبغض المتصوفة، ووصفه أبو العباس أحمد زركوب بأنه إمام في المتصوفة لا نظير له، .. ثم إن أبا حيان نفسه يحدثنا بأنه حج في رفقة من إخوانه المتصوفة سنة 354هـ، ويصف ما احتملوا في عودتهم إلى بغداد من مشقات جسام كادت تودي بهم.
وكان يتزيا بزي المتصوفة، وينطبع بطابعهم وسمتهم، في شبابه ورجولته وأيام جهاده للاتصال بالوزراء، وقبل أن يندمج بالصوفية اندماجه العلمي الأخير.
وكان يأنس إليهم، ويصاحبهم، فقد سأله ابن سعدان عن شخص، فقال له: والله الذي لا إله إلا هو ما كان بيني وبينه ما يقتضي هذا الأنس والاسترسال، وإنما ركنت إليه لمرقعته وتاسُومَتِهِ عندما رأيته سنة 369هـ.
وقد عابه أبو الوفاء المهندس بمخالطة الصوفية. وله أدعية كثيرة مستوحاة من تصوف معتدل رفيع (!)، منها كتابه الإشارات الإلهية، كقوله: " اللهم خذ بأيدينا، فقد عثرنا، واستر علينا فقد أعورنا، وارزقنا الألفة التي تصلح القلوب، وتُنقي الجيوب، حتى نعيش في هذه الدار مصطلحين على خير، مؤثرين للتقوى، عاملين بشرائط الدين، آخذين بأطراف المروءة، آنفين من ملابسة ما يقدح في ذات البين، متزودين للعافية التي لابد من الشخوص إليها، ولا محيد عن الإطلاع عليها، إنك تؤتي من تشاء ما تشاء ".
على أنه اختار شيراز مقاماً له، لأنها عامرة بالصوفية، ومات بها، ودفن في قبر بجوار المتصوف ابن عفيف.
ذكر آدم متز أن التصوف البغدادي قد ذاع في العالم الإسلامي في أواخر القرن الثالث الهجري "إذ حمل تلاميذ السري السقطي مذاهب الصوفية البغداديين إلى أنحاء المملكة الإسلامية، فحملها موسى الأنصاري (المتوفى حوالي 320هـ) إلى خراسان، والروذباري (المتوفي سنة 322 هـ بالفسطاط) إلى مصر، وأبو زيد الآدمي (المتوفى عام 341هـ) إلى جزيرة العرب.
وكذلك ظهر التصوف بمدينة نيسابور على يد أبي علي محمد ابن عبدالوهاب الثقفي (المتوفى 328هـ) وكانت شيراز بنوع خاص مملوءة بالصوفية حوالي آخر القرن الرابع".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/51)
لكن أبا حيان يأبى إلا أن يكون في تصوفه كما كان في أدبه وثقافته صاحب رأي، وصاحب شخصية متميزة، ولهذا لم يتصوف تصوفاً عامياً أو شعبياً، ولم يتصوف تصوف الذين يمسهم (الجذب) وفقدان الإدراك، بل إنه يرى أن التصوف قد أصابه التخليط، وأفسده الدخلاء.
يقول: إن الطريقة قد لحقها حيف لكثرة الدخلاء فيها، كما لحق البلاغة لكثرة مدعيها، وهذا هو السبب في أنه ليس صاحب مذهب خاص في التصوف.
ويظهر أنه كان يمزج الفلسفة بالتصوف، ويجمع بين مذهب النساك والمتصوفة، ومذهب أهل التفكير والفلسفة، لأنني لا أجد له مذهباً مستقلاً في تصوفه، ولا مذهباً معيناً في تفلسفه "فقد عرف كل المذاهب، وانتقى منها، وحمل على التقليد في كل منها، سواءً أكان في الدين أم في الفلسفة".
وإن هذا الحكم ليزداد وضوحاً بعد عرض بعض العقائد الكبيرة عند المتصوفة والموازنة بينها وبين موقف أبي حيان منها.
1 - غالى بعضهم في الحالة التي تعتريه، سواء أفسرناها بأنها دعوى وحدة الوجود أم فسرناها بأنها وحدة الشهود.
ولست أجد في كتب أبي حيان شيئاً من هذا كله.
2 - ظهرت عند بعض الصوفية نزعة إلى التحرر مما في هذه الدنيا حتى الشريعة، يحكي ابن حزم أن "منهم من يقول إن من عرف الله سقطت عنه الشرائع. نعوذ بالله من الضلال"، ويذكر أن بعضهم فضل بعض الأولياء على جميع الرسل والأنبياء. ويذكر القشيري في رسالته التي ألفها سنة 437هـ أن أكثر شيوخ الصوفية المحققين قد انقرضوا، وصار المتصوفة يعدون قلة المبالاة بالدين أوثق ذريعة، ويرفضون التمييز بين الحرام والحلال، ويستخفون بأداء العبادات، ويستهينون بالصوم والصلاة، ولم يكتفوا بذلك، بل ادعوا أنهم تحرروا من رق الأغلال، وتحققوا بحقائق الوصال، وأنهم كوشفوا بأسرار الأحدية، وزالت عنهم أحكام البشرية، وليس لله عليهم عتب ولا لوم!
ولم يكن أبو حيان يدين بشيء من هذا، فقد حج في جماعة من إخوانه الصوفية سنة 354هـ، فأدى الفريضة، وكان كما وصفه ياقوت يتعبد والناس على ثقة من دينه.
3 - اشتهر كثير من المتصوفة في القرن الرابع والخامس بمعاشرة المخالفين، ورفقة النساء، وصحبة الأحداث، ولكن أبا حيان لم يخالط هؤلاء، وكانت صلاته بالعلماء والأدباء والحكام والمتصوفة.
4 - غلبت العزوبة على المتصوفة في القرن الرابع، على الرغم من أن أكثر الصوفية القدماء كانوا متزوجين.
والسبب في إيثارهم العزوبة أن تخلو قلوبهم من المشاغل، وأن يبرءوا من الشهوات والمعاصي.
وبعضهم تزوج، لكنهم كانوا في شغل عن زوجاتهم وأبنائهم، والمعروف أن أبا حيان لم يتزوج، ولكن الباعث له على العزوبة غير معروف، أهو التصوف أم العزوف لسبب آخر؟
والذي أرجحه أنه أعرض عن الزواج في شبابه لأسباب موصولة بمزاجه وقلقه وحاجته إلى المال، فلما تقدمت به السن عاف الزواج، وعلى فرض أنه عزف عن الزواج لتصوفه، فإن هذا لا يكفي لوصفه بالتأثر الكبير بمذاهب الصوفية ومحاكاتهم في عقائدهم ورسومهم محاكاة كاملة.
5 - تغالي الصوفية في تعظيم النبي عليه الصلاة والسلام تغالياً لم يعرفه سواهم، ولكن أبا حيان –كسائر المسلمين- يعظم النبي ويمجده في حدود رسالته وبشريته.
6 - الصوفية يعتقدون في الولاية والأولياء اعتقاداً خاصاً والأولياء في نظرهم طبقات وأنواع. ولهم كرامات لا شك فيها. وهم يفرقون بينها وبين المعجزات بأن المعجزات للأنبياء والكرامات للأولياء ولخيار المسلمين، وقد ذكر الطوسي أقوالهم في صدق الكرامات، وأورد أمثلة كثيرة لكراماتهم، ورد على من أنكروها.
أما أبو حيان فلم يعتقد في الكرامات ولا في ولاية الأولياء بهذا المعنى. يدل على ذلك قوله: "فأما أصحاب النسك ومن عرف بالعبادة والصلاح، فقد ادعى لهم أن الصفر يصير لهم ذهباً وشيئاً آخر يصير لهم فضة، وأن الله عز وجل يزلزل لهم الجبل، وينزل لهم القطر، وينبت لهم الأرض، وغير ذلك مما هو كالآيات للأنبياء. وربما يسمي كثير من الناس ما يظهر للزهاد والعباد من هذا الضرب كرامات، ولا يسميها معجزات، والحقائق لا تنقلب بالأسماء، فإن المسمى بالكرامة هو المسمى بالمعجزة الإلهية".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/52)
وهو يرد ما يحدث من أشباه ذلك إلى الاتفاق والمصادفة ويعتقد أن التقوى هي السبيل إلى الكرامة، إذ يروي ما قاله القاضي أو حمد المروزي في أن التقوى هي السبيل إلى الكرامة "السبب أولى من النسب، والسبب التقوى، وبها تظهر الكرامة" قال تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
7 - من أساس التصوف الزهادة في المال والجاه ومتاع الدنيا، والقناعة بالنزر الذي يحفظ الحياة، والرضا بشظف العيش، وضيق الميد
ولكن أبا حيان كان ساخطاً على حظه، وكان متبرماً بفقره، وكان كثير الشكوى من بؤسه، وكان دائب الاتصال بالوزراء لينال منهم.
8 - على أن أبا حيان يوافق الصوفية في أنه كان صوفيّ السمت والهيئة كما وصفه ياقوت، وقد صرح له أبو الوفاء المهندس، بأن منظره وبزَّته وملابسه لا تؤهله للاتصال الوزراء. قال له أبو الوفاء المهندس: "أتظنن بغمارتك وذهابك في فسولتك التي اكتسبتها بمخالطة الصوفية والغرباء والمجتدين الأدنياء الأردياء، أنك تقدر على مثل هذا الحال –يريد قطيعته له وتهديده بالعقاب- وأنام منك على حسن الظن بك؟ ".
وهكذا يبدو أبو حيان في رداء المتصوفة، رث الهندام، قصير الذيل، زري الهيئة، كما سجل هو نفسه ما وصفه به أبو الوفاء المهندس، ينطبق عليه وصف ابن عبدالعزيز السوسي لنفسه في قوله:
سلكت في مسلك التصوف تنميـ ـاً فكم للذيول قصرت
سويت سجادة بيوم وأخفيـ ـت سبالاً قد كنت طولت
ولقد يخطر بالبال أن أبا حيان كان طلعةً إلى المال وإلى الشهرة فكيف يتفق هذا مع التصوف؟
والحق أنه كان يأخذ نفسه بقدر من التصوف –قبل أن يعتزل الناس ويندمج في المتصوفة- ليس فيه إغراق ولا مغالاة، ولهذا تطلع إلى أن يعيش كما يعيش كثير من العباد الذين يستمتعون بما أحل الله في غير إسراف ولا مخيلة.
ومعنى هذا أنه لم يجف الدنيا كما جفاها كثير من المتصوفة المغرقين في تصوفهم، ولم يحظر على نفسه خيراتها مثلما حظروا.
وكأنما كان سلوكه هذا تمهيداً لما ذكره ابن الجوزي فيما بعد، إذ عقد فصلاً بعنوان (حماقة الصوفية في كراهية الدنيا) فنَّد فيه دعوى الذين يحرمون على أنفسهم متاع الدنيا بدعوى الزهد والتصوف.
ومما ذكره في الرد عليهم أن الأرض وما عليها من ماء وزرع وحيوان، كله لصالح الناس، وفيه حفظ حياتهم، وبقاء البشر سبب لمعرفتهم ربهم وطاعتهم إياه، والذي يوصلهم إلى البقاء يمدح ولا يذم.
طعنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما:
و السبب الرسالة التي ادعى أبو حيان أن أبا بكر وعمر أرسلاها إلى علي حينما تأخر عن بيعة أبي بكر، فجاء علي وحاورهما وحاوراه، وكان أبو عبيدة بن الجراح حامل الرسالة الشفهية إلى علي.
1 - وهي رسالة طويلة ذكر أبو حيان أنه سمعها من القاضي أبي حامد المرورزي رواية عن عيسى بن دأب، عن صالح بن كيسان، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة ابن الزبير، عن أبي عبيدة بن الجراح، مع اختلاف في سلسلة الرواة في بعض مراجع الرسالة.
2 - أما الذين نفوها فهم الذهبي وابن حجر وابن أبي الحديد والسندوبي وزكي مبارك.
ذكر الذهبي عن جعفر بن يحيى الحكاك أنه سمع من أبي النصر الشجري أنه سمع الماليني يقول: قرأت الرسالة المنسوبة إلى أبي بكر وعمر –مع أبي عبيدة إلى علي - على أبي حيان، فقال لي: هذه الرسالة عملتها رداً على الرافضة، لأنهم كانوا يحضرون مجلس بعض الوزراء، ويغالون في حال علي، فعملت هذه الرسالة، وعلق الذهبي على هذا بقوله: فقد اعترف بوضعها.
وأنكرها ابن حجر، واتهم أبا حيان بوضعها.
3 - والذي أراه أن الرسالة موضوعة، ولست أشك في أنها مصنوعة، لكن من ذلك الذي وضعها؟
أهو القاضي أبو حامد؟ أم أبو حيان؟ كلا الفرضين محتمل.
على أنها لا تخلو من طعن في أبي بكر وعمر، وعن طريق غير مباشر، لأنها تصورهما شتّامين لعلي، متخوفين من تخلفه عن البيعة، ظالمين له في تعنيفه واتهامه.(34/53)
فتوى في حذف باب الولاء والبراء من كتاب التوحيد / الشيخ البراك
ـ[احمد الراوي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 08:21 م]ـ
س/ الجميع يعرف عن حذف باب الولاء والبراء من كتاب التوحيد فما الحكم الشرعي في ذلك وما واجب المسلم تجاه هذا العمل؟
اجاب الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك:ج/ الحمد لله، موالاة المؤمنين ومحبتهم/ وبغض الكافرين ومعاداتهم في الله ولله هو أوثق عرى الإيمان، وهو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله، قال الله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} (البقرة: من الآية256)، فيجب على المؤمن أن يحب المؤمنين ويواليهم، ويبغض الكافرين ويعاديهم؛ تأسياً بأنبياء الله وأولياء الله، كما قال سبحانه: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إِنَّا بُرءَآؤاْ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} (الممتحنة: من الآية4)، ولكن هذا البغض وهذا العداء لا يمنع من الإحسان والعدل، مع من لم يحارب المسلمين ويقاتلهم ويخرجهم من ديارهم، كما قال تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الممتحنة:8)، ومن البر المشروع للكافرين صلة القريب الكافر، وبر الوالدين المشركين،كما قال تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} (لقمان: من الآيتين 14، 15)،
وأما حذف هذا الموضوع من المقررات الدراسية المنهجية، فهذا منكر من المنكرات، فمن حذفه عن اعتقاد عدم وجوب هذا الأصل فإنه ضال أو كافر، وأما من حذفه لشبهات عرضت له فإنه مخطئ خطأً كبيراً، والواجب إنكار ذلك، كل بحسب استطاعته، بالمشافهة، أو المكاتبة، أو الكتابة فيما تيسر من وسائل الإعلام،
وقد حصل ولله الحمد إنكار ذلك بطرق متعددة، مما يحقق إقامة الحجة وبراءة الذمة، ونسأل الله أن يصلح ولاة الأمور، ويصلح القائمين على التعليم، وأن يبعد من كان منهم ينطوي على شر بهذه الأمة، ويقصد إفساد دينها وعقيدتها، وأن يرد كيده في نحره، وأن يثبت الجميع على الحق،إنه تعالى على كل شيء قدير.
http://www.almoslim.net/rokn_elmy2/show_question_main.cfm?id=2107
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[15 - 04 - 06, 02:56 م]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم انتقم من الكفرة والفاسقين الذين يريدون بامتنا الشر
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[15 - 04 - 06, 04:50 م]ـ
هذا أول معاول الهدم في أساس الشريعة
وانظر لما حدث في المغرب العربي والشمال الإفريقي، ومن قبل في تركيا!.
أما في مصر فقد بدأت هذه الخطوات منذ أكثر من نصف قرن، فبدأ بتهميش تدريس المواد الدينية، وجعلها لا يترتب عليه نجاح ولا رسوب، ووصل الأمر إلى إلغاء مادة " التربية الدينية " الني تدرس للتعليم العام واستبدالها بمادة تسمى بـ " القيم والأخلاق ".
فالحذر الحذر
والحذر ليس من الكافرين في " اليونسكو " ـــ منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة ـ ومن خلفهم.
بل من المنافقين من بني جلدتنا وإن زعموا أنهم حماة العقيدة!
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[15 - 04 - 06, 05:01 م]ـ
من الذي حذف باب الولاء والبراء أو دعا إليه؟
ـ[ابن جندي]ــــــــ[15 - 04 - 06, 05:26 م]ـ
، ووصل الأمر إلى إلغاء مادة " التربية الدينية " الني تدرس للتعليم العام واستبدالها بمادة تسمى بـ " القيم والأخلاق ".
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
هل أخذوا هذه الخطوة فعلا!!!!!!!!!!!
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[15 - 04 - 06, 05:37 م]ـ
لسواد عيون المنافقين المرتزقة اللادينيين ... وآبائهم من اليهود(34/54)
:::::::: عاجل للأهمية حول موضوع في العقيدة للماجستير
ـ[خادمة العقيدة]ــــــــ[14 - 04 - 06, 11:38 م]ـ
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
أخواني في الملتقي لقد استفدت كثيرا من ردودكم
بشأن إختيار موضوع الماجستير الذي انا
بصدده الآن وبعد التأكد من المركز الملك فيصل للدراسات و البحوث
تبين انه لم يكتب بهذا العنوان
{منهج اللالكائي وجهوده في تقرير عقيدة السلف والدفاع عنها من خلال كتابه شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة}
الذي قام أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي بعمل تحقيق بهذا الكتاب لنيل درجة الدكتوارة.
وأنا أريد أن أعمل رسالة ماجستير أتناول فيها منهجه وجهوده
فأرجو المساعدة بأفكار ومقترحات لوضع الخطة
وبارك الله فيكم
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[15 - 04 - 06, 12:30 ص]ـ
لستُ أهلاً لذلك لكن لو تجعلين مبحثاً فيما إذا نقل اللالكائي رحمه الله في كتابه الكبير بعض العقائد عن الأئمة أو الرسائل لهم والله أعلم.
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[15 - 04 - 06, 04:20 ص]ـ
اقتراح عنوان:
الإمام اللالكائي و كتابه شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة
دراسة في منهجه و موارده
أو:
الإمام اللالكائي و كتابه شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة
منهجه و مصادره في تقرير عقيدة السلف والدفاع عنها
و يقسم البحث الى قسمين:
القسم الأول:
الإمام اللالكائي و كتابه شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة
الفصل الأول و يتناول: الامام اللالكائي (اسمه، نسبه، ولادته، دراسته، شيوخه، مؤلفاته، تلامذته، منهجه و آراؤه ..... وفاته)
الفصل الثاني: و يتناول: كتابه شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة مضمون الكتاب، أصوله الخطية، سماعاته و أسانيده، اهتمام العلماء به دراسة و رواية و شرحا ... ، من حقق الكتاب، ملاحظات نقدية على التحقيقات ... كذا
القسم الثاني:
الفصل الأول: منهج الإمام اللالكائي في كتابه شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة
الفصل الثاني: مصادر و موارد الإمام اللالكائي في كتابه شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة
الخاتمة نتائج و ملاحظات و الله الموفق للصواب
ـ[خادمة العقيدة]ــــــــ[15 - 04 - 06, 09:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بورك فيكم أخواني على المساعدة
وأرجو من الباقي مد يد العنون والمساعدة
من فضلكم
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - 04 - 06, 10:42 م]ـ
هناك رسائل كثيرة في مناهج أهل العلم في كتبهم يمكن الاطلاع عليها والاستفادة من طريقة الباحثين في تبويب البحث وتقسيماته
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - 04 - 06, 10:47 م]ـ
ويمكن الاستفادة من هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28089&highlight=%C7%E1%D1%C7%ED%C9
ـ[تلميذ ابن تيمية]ــــــــ[19 - 04 - 06, 04:32 ص]ـ
أعتقد أن فضيلة الشيخ الدكتور أحمد سعد حمدان في تحقيقه للكتاب لم يبق شيئاً ليتناول فيه، لو ينظر غير هذا الموضوع لكان أفضل،،، حسب علمي القاصر.(34/55)
سؤال في شأن أهل الضلال: ما حقيقة مخطوطة تزيد النصارى في ضلالهم
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[15 - 04 - 06, 09:38 م]ـ
السلام عليكم
ذكرت أحد القنوات العربية أن مخطوطا يعود الى سنة ثلاثمائة بعد الميلاد و فيه أن عيسى عليه السلام أمر بهوذا الإسخريوطي بخيانته ..... لا حول و لا قوة إلا بالله .... و أن المخطوط تم العثور عليه في مصر ... فهل للإخوة المصريين أن يتحفوننا بمزيد من المعلومات في شأن هذا المخطوط ................ و جزاكم الله خيرا.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 04:47 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
نعم با أخي، اسمه إنجيل يهوذا وقد قامت ضجة كبيرة بسببه في الأوساط المهتمة بهذه المسائل .. والله أعلم.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 08:22 ص]ـ
مصر تستعيد من أمريكا مخطوطات يهوذا
المصدر ( http://www.masrawy.com/News/2006/Various/Reuters/April/12/OEGEN-EGYPT-JUDAS-MN51681722.aspx)
القاهرة (رويترز) - أعلنت وزارة الثقافة المصرية يوم الاربعاء استعادة النسخة الوحيدة من الترجمة القبطية للمخطوطات عن يهوذا الاسخريوطي من الولايات المتحدة.
ويهوذا أحد التلاميذ الاثني عشر وتقول المخطوطات التي كتبت عنه انه لم يخدع المسيح حين سلمه للرومان.
وقال المجلس الاعلى للاثار بمصر في بيان ان 13 مخطوطا تعود الى القرنين الثالث والرابع مكتوبة على ورق البردي باللغة القبطية ومغلفة بغلاف سميك "تبين أنها لسفر يهوذا والذي يعطي أبعادا مختلفة لعلاقة السيد المسيح ويهوذا."
وأضاف البيان أن مخطوطات يهوذا تختلف في بعض التفاصيل عما جاء في الاناجيل الاربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا.
وقال البيان إن هذا المخطوط "يصور يهوذا (على) أنه لم يخدع السيد المسيح ولم يسلمه للرومان نظير 30 قطعة من الفضة بل كان الحواري الطائع الامين الذي قام بهذا العمل طائعا لاوامر السيد المسيح."
ولكن البيان أوضح أن هذا المخطوط غير معترف به من جانب جميع الكنائس المسيحية على مستوى العالم مشيرا الى أن المجمع القبطي الذي انعقد عام 325 ميلادية في آسيا الصغرى أقر الاناجيل الاربعة المقدسة دون غيرها.
ورغم عدم الاعتراف الرسمي التاريخي بهذه المخطوطات وعدم معرفة اسم كاتبها فان البيان أشار الى أنها تعد قيمة تاريخية في حد ذاتها لانها "النسخة الوحيدة المعروفة حتى الان من الاصل المكتوب باللغة اليونانية والذي ظهر عام 180 ميلادية."
وقال زاهي حواس الامين العام للمجلس الاعلى للاثار في البيان ان هذه المخطوطات خرجت من مصر بطرق غير شرعية وأنها اكتشفت في السبعينيات داخل أحد الكهوف بالصحراء المحيطة بمدينة بني مزار بمحافظة المنيا على بعد 200 كيلومتر جنوبي القاهرة حيث عثر عليها فلاح ثم باعها الى تاجر آثار مصري استطاع تهريبها الى الخارج وبعد فشل بيعها قام بتخزينها باحدى الخزائن في بنك أمريكي لمدة عام.
وأضاف أن طريقة التخزين أثرت بالسلب على حالة المخطوطات مشيرا الى أن أحد تجار الاثار اشتراها عام 2000 وباعها الى مؤسسة ميسينس للفن القديم بسويسرا.
وقال البيان إن مؤسسة ناشونال جيوجرافيك دفعت مليوني دولار مناصفة مع معهد ويت الامريكي للاكتشافات الاثرية لترميم المخطوطات وترجمتها واعادتها الى مصر تمهيدا لعرضها في المتحف القبطي بالقاهرة.
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[16 - 04 - 06, 11:50 م]ـ
جزاك الله خيرا.(34/56)
ورقة مهمه جدا في الشرع والقدر من العقيدة التدمرية
ـ[أبوهمام الطائفي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 03:07 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم:
كنا لدى أحد المشايخ الكرام وقد انتهينا من أخذ العقيدة التدمرية عليه وقد قام حفظه الله تعالى بتلخيص باب الشرع والقدر في صفحتين بملخص رائع جدا من يحفظه ويضبطه فقد استطاع أن يضبط هذا الباب من هذا الكتاب وأحببت أن أنقله لكم من باب نشر الفائدة وهو موجود في المرفقات والملف مكتوب على برنامج الوورد
ـ[أبو الحسن الأنماري]ــــــــ[05 - 09 - 06, 02:39 ص]ـ
بارك الله فيك.
من هو هذا الشيخ الفاضل؟(34/57)
شبهة أشعرية
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[18 - 04 - 06, 09:46 م]ـ
قوله الله تعالى ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) يسهل هذا يعني أن الله باشر خلق الأنعام بيده و معنى ذلك ان خلق الله آدم بيده تكريم يشاركه فيه الأنعام؟؟؟ استدل بذلك أشعري في رده على الشيخ الهراس حينما استدل على صفة اليد بقول الله تعالى ((ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)) وقال لوكانت اليد هي القدرة لما كان لآدم فضل
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 11:48 م]ـ
قول الله تعالى ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ)) من باب إطلاق الخاص وإرادة العام كقوله تعالى ((ذلك بما قدمت يداه))
والمعصية تقع باللسان والعين وغيرها
واما قوله تعالى ((ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي))
فاتصال الباء باليد تدل على مباشرة اليد للفعل كقولك (كتبت الكتاب بيدي) أو (نظرت بعيني)
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:19 ص]ـ
قول الله تعالى ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ)) من باب إطلاق الخاص وإرادة العام كقوله تعالى ((ذلك بما قدمت يداه))
والمعصية تقع باللسان والعين وغيرها
واما قوله تعالى ((ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي))
فاتصال الباء باليد تدل على مباشرة اليد للفعل كقولك (كتبت الكتاب بيدي) أو (نظرت بعيني)
تقصد: ?ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ? ..
ـ[أبو لجين]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:24 ص]ـ
يقول الأشاعرة في هذه الآية ((أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون)) أنتم يا أهل السنة تقولون أن لله يدين، وهنا جمع الله اليد فقال (أيدينا) فلا يصح أن تكون يدين، وبذلك يتبين أن كل خبر ورد في صفة اليدين إنما هو يعني القوة والنعمة والقدرة.
وهذا من الجهل في الدين وفي لغة العرب، فهذه الآية جمع الله الأيدي لما أضافها إلى ضمير الجمع في قوله (خلقنا) ليتناسب الجمعان اللفظيان (خلقنا) (أيدينا) للدلالة على الملك والعظمة.
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:33 ص]ـ
اخي الليث السكندري
هذه حيدة واضحة من هذا الاشعري الذي رد على الشيخ الهراس و ما ذلك الا لسوء فهمه
فالاية الكريمة: ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ)
فيها وصف العمل لله تعالى و اضاف الفعل للأيدي
اما قوله تعالى: ((ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي))
فقد اضاف الفعل إليه فعدي الفعل بالباء و هذا يعني ما باشرته يده , و لا يعدى الفعل بالباء الا بما باشرته بما تذكره
فمثلا لو قلت: اكلت الطعام بيدي يعني انك اكلته بيدك في الحقيقة , و لو قلت ركلت الكرة برجلي اي ركلتها برجلك قطعا لا بقدرتك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) (3/ 14): ((و وصف نفسه بالعمل فقال ? أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ? و وصف عبده بالعمل فقال ? جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? وليس العمل كالعمل)) اهـ.
و قال شيخ الاسلام في موضع اخر:
(ومما يشبه هذا القول أن يجعل اللفظ نظيرا لما ليس مثله كما قيل فى قوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدى فقيل هو مثل قوله أو لم يروا انا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهذا ليس مثل هذا لأنه هنا أضاف الفعل الى الأيدى فصار شبيها بقوله بما كسبت أيديهم وهنا اضاف الفعل اليه فقال لما خلقت ثم قال بيدى)
و قال ابن القيم في الصواعق المرسلة:
(وأما إذا أضيف إليه الفعل ثم عدي بالباء إلى يده مفردة أو مثناة فهو ما باشرته يده ولهذا قال عبدالله بن عمرو إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثا خلق آدم بيده وغرس جنة و ذكر الثالثة)
ثم يلزم الاشعري- بناء على تأويله لليد بالقدرة - في قوله تعالى: ((ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ))
ان يثبت قدرتين لله!! وهذا الزام لا ينفك عنه
ـ[عبدالله زايد]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:38 ص]ـ
الاخوة الافاضل
هذه مسألةفى منتهى الخطورة
يجب أن تترك لأهل العلم والتخصص فى العقيدة حتى تحسم
والقائل أن اليد صفة ذات وقع فى خطأ مزدوج
الأول القائل أن اليد صفة ذات
سيقول أن آدم عليه السلام مخلوق باليد مع نفى الكيفية
وهذل مخالف لصريح القران
آدم مخلوق بكن وليس بالذات مع نفى الكيفية
قال الله (أن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)
ودل ذلك على أن اليد ليست صفة ذات بصريح القران لابشىء غيره
والأوامر فى الكتاب والسنة بالتسبيح والتنزيه بالأسماء الحسنى
والصفات التى خارج الأسماء الحسنى معطلة لدلالة الأسماء الحسنى
الأول والآخر والظاهر والباطن
والشرح يطول ولا أريد أن ادخل فى حوار فى هذه المسألة الخطيرة مع غير المتخصصين
ورسائلى عند جميع المشايخ الكبار فى هذه المسألة وارجعوا إليهم
والذى لا يعلم ينجو بالصمت ويهلك بالكلام
ومن أرد المزيد الموقع ########################
والسلام عليكم ورحمة الله
حذف رابط الموقع من قبل ## المشرف ##
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/58)
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:54 ص]ـ
حذف الاقتباس
الاخ الكريم
لقد تصفحت موقعك و قرأت مقتطفات من كلامك
و الذي فهمته انك تدعو الى عقيدة غير عقيدة السلف!!!!
فهل هذا صحيح؟؟؟
تم الحذف من قبل ## المشرف ##
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[19 - 04 - 06, 01:13 ص]ـ
نعم هذا الجويهل سبق للإدارة أن حذفت رسالة له خبَّط فيها وخلَّط وهو يتكلَّم بجهل لا يدري ما مذهب السلف من الخلف.
فالله المستعان
نطق الرويبضة
ـ[عبدالله زايد]ــــــــ[19 - 04 - 06, 01:16 ص]ـ
الأخ الفاضل السلام عليكم ورحمة الله
عقيدة السلف فى القرون الخيرية لم يقل أحد منهم بمذهب السلفية الحديثة
المذهب المنتشر الآن أول من قال به هو بن خزيمة وتابعه قليل من العلماء
ومنهم بن تيمية
فى قوله القديم وقوله الحديث ومن مصنفاته رجع إلى مذهب السكوت وسأحقق هذا فى الرسالة الثالثة قريبا
وإذا أختفلنا المرد لكتاب الله وسنة الرسول
لقول الرسول والوصية بذلك
وأى قول يخالف كتاب الله وسنة رسوله الصريحة مردود على من قال به
والله أعلم والسلام عليكم
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 01:47 ص]ـ
الاخ عبدالله ان تعيد شبهات الجهمية و الاشعرية و لكن بأسلوب حديث!!!!
اما قولك بأن عقيدة السلف تختلف عن اليوم فهذا لا يصدر الا من جاهل لا يعرف عقيدة السلف بالاساس!!!!
اسأل الله لك الهداية
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 01:52 ص]ـ
ثم انك اصلا لا تعتد بفهم السلف!! فكيف تريد ان تفهم الكتاب و السنة و انت غير معترف بفهم السلف و عقيدته؟؟؟؟؟
فاتق الله ياخي , و خذ العلم عن اهله , اما التخبط يمنة و يسرة فلن ينفعك والله
ـ[محمود المصري]ــــــــ[19 - 04 - 06, 02:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ المشرف لقد حذفت الموقع الذي أضافه الأخ عبدالله زايد ولكنه لا يزال ظاهر في إقتباس أخي المقدادي (إبتسامة).
ولي للأخ عبدالله سؤال: أرجو إيضاح سبب إستدلالك بقوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} على بيان أن الله لم يخلق آدم بيديه وأنه خلقه بكن فالله تعالى قال: خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ.
وثانيا لقد قلت للأخ المقدادي حفظه الله بعد مشاركته: "هذه مسألة فى منتهى الخطورة يجب أن تترك لأهل العلم والتخصص فى العقيدة" وهو استدل بايات من القرآن و نقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله وأنت تكلمت برأيك دونما دليل فأرجو إيضاحا لهذه أيضا
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو لجين]ــــــــ[19 - 04 - 06, 02:24 ص]ـ
يقول عبدالله زايد هداه الله:
آدم مخلوق بكن وليس بالذات مع نفى الكيفية
قال الله (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)
والجواب:
أن الله خلق آدم بيده، والدليل على ذلك قول الله (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)، وقول موسى عليه السلام لآدم (أنت آدم الذي خلقه الله بيده)، ولقد سواه الله في صورة طولها ستون ذراعاً من تراب ثم قال له كن، أي كن بشراً من لحم وعظم فكان.
وإياك أن تقول على الله إلا الحق، قال صلى الله عليه وسلم (من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 02:53 ص]ـ
كفاك تخريفاً يا عبد الله
قال تعالى ((إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ))
فقوله لآدم كن وقع بعد الخلق وليس قبله بنص الآية
ومن المعلوم في لغة العرب أن الباء إذا اتصلت بلفظ اليد دل على مباشرة اليد للفعل كقولك ((غرست بيدي)) والقرآن نزل بلسان عربي مبين
ثبت عن ابن عمر قوله ((خلق الله بيده أربعة أشياء آدم والقلم والعرش وجنات عدن)) رواه الآجري في الشريعة والحاكم وصححه والبيهقي وصححه الذهبي وقال السيوطي ((وهذا الاسنادصحيح رجاله اخرج لهم الشيخان سوى عبيد فاخرج له مسلم والنسائي فقط))
وهذا يدل على أن عبد الله بن عمر يثبت لله صفة اليد فالعربي إذ قال ((لم يفعل فلان بيديه إلا كذا)) دل على أنه يثبت لهذا الشخص يدان
وياليت شعري ماذا يفعل المعطلة بحديث ((كلتا يديه يمين))
ـ[عبدالله زايد]ــــــــ[19 - 04 - 06, 03:04 ص]ـ
قال الرسول الكريم فى الحديث المتواتر
خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه
وهذا المتن فى حديث المحاجة بين ابينا آدم وسيدنا موسى
وهو كذلك فى حديث وفد الشفاعة
والقائل أن اليد صفة ذات
فتكون نتيجة قوله الآتى
وانتبه جيدا
سيقول لنا أن الله قام بتسوية طينة آدم بذاته مع نفى الكيفية (اليد صفة ذات كما يقول المدعى بذلك)
ثم قام جبريل بنفخ الروح فى آدم!!!!!!! فهل هذه عقيدتك
لأن (ونفخ فيك من روحه) مؤولة بصريح القران
روحه جبريل!!!!!! اليد متشابه؟؟؟؟؟
ولذلك سكت السلف حتى عصر الأمام البخارى
وتكلم ابن خزيمة إمام الوهابية وأما قبله فلا أحد
أقترح طالما ان الأمر وصل إلى هذا الحد
دخول أحد العلماء الكبار من عندكم وليشاهد الحوار الباقى
وليسكت من لايعلم
الآلاف رجعت عن المذهب
الأشدمن ذلك أن المثبت أن اليد صفة ذات
سيطعن فى دلالة الأسماء الحسنى الظاهر والباطن
قال الرسول الكريم فى تأويل الأسمين
انت الظاهر فليس فوقك شىء وانت الباطن فليس دونك شىء
دلالة الاسمين تقول ان الذات الألهية ليس فيها يمين (وهذه لم تسمعوا بها من قبل!!!!)
فالمثبت أن اليد صفة ذات طاعن فى دلالة الاسمين لامحالة
قول النبى (كلتا يديه يمين) هذا تحذير من القول من أن اليد صفة ذات
وأقولها نصيحة وليسكت من لايعلم و
السكوت نجاه
وأحذروا من هذا ما وجدنا عليه آبائنا
وأسالوا مشايخكم الكبار ولن أرد بعد ذلك علىمن لاعلم له
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/59)
ـ[أبو عمر السكندري]ــــــــ[19 - 04 - 06, 04:48 ص]ـ
الاخ عبد الله/
دعنا نتفق معك انها ليست صفة ذات، فأي صفة هي اذن؟
فان كنت اشعريا فان جمهورهم مفوضة وقبل التفويض اقرار .. فبأي شئ تقر بها ان لم تكن صفة ذات؟
ـ[محمود المصري]ــــــــ[19 - 04 - 06, 05:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله أخي عبدالله
1) كنت أريد أن أعرف ماذا تعني لك كلمة خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ التي كانت قبل قوله تعالى كن في قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}
وهي الاية التي استدللت أنت بها.
2) ذكرت في مشاركتك السابقة: "ولذلك سكت السلف حتى عصر الأمام البخارى وتكلم ابن خزيمة إمام الوهابية وأما قبله فلا أحد".
وهذا يتعارض مع ما ذكرت على موقعك حيث قلت:
"الكلام على المتشابه (اليد ....... ) فالكلام عليه على وجهين في القرون الخيرية والمصادر موجودة قول بالتأويل وهو ثابت عن الإمام مجاهد والإمام مالك والإمام البخاري والأوزاعى وطائفة من السلف بل وثابت عن الإمام على رضى الله عنه ....... وما قلت بالتأويل هو ثابت بسند صحيح ........ .والوجه الثاني السكوت عن التأويل ورد الأمر إلى مراد الله ومراد رسوله وهو كلام جمهور العلماء فى القرون الخيرية"
وبناء على هذا ف"إمام الوهابية" [على حد تعبيرك] ابن خزيمة رحمه الله ليس أول من خالف قاعدة السكوت. وما ذكرته عن هؤلاء الأئمة رحمهم الله تعالى غير مسلم به ولكني أنقل كلامك.
3) ولم تبين لنا أخي الفاضل من أين أتيت بأن قول النبى (كلتا يديه يمين) هذا تحذير من القول من أن اليد صفة ذات.
فظاهر الحديث لا يوحي عن قريب أو بعيد أنه تحذير: "إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن، و كلتا يديه يمين: الذين يعدلون في حكمهم، و أهليهم و ما ولوا"
وفي رواية أخرى (وكلتا يدي ربي يمين مباركة)
ثم ختمت بقولك: "ولن أرد بعد ذلك علىمن لاعلم له", فإن كان إخواني في هذا المنتدى المبارك وصفوا بهذا فأنا أصغرهم ولا انتظر ردا على مشاركتي ولكن أردت أن أستفسر عما في ظاهره تعارض في كلامك.
وجزاكم الله خيرا
قال الشيخ السعداني حفظه الله في نونيته:
وصفات ربك باعتبار ثبوتها ... ودوامها أقسامها نوعان
ذاتية كالعلم أو فعلية ... وهي التي تنفك في الأحيان
وله يدان كريمتان حقيقة ... ذاتيتان بمحكم القرآن
ـ[فيصل]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:57 م]ـ
سبحان الله ما أشدها على النفس:جاهل ومتكبر!، الإمام الترمذي في سننه أحد أعظم كتب الإسلام وأشهرها ينقل إجماع أهل السنة على إثبات الصفات وعد منها اليد والسمع والبصر وأن الجهمية هم الذين يتأولونها -كهذا الرجل الذي لا يدري أنه جهمي- والنصوص كثيرة جداً من السلف على إثبات هذه الصفة وهذا يزعم أنهم ينفونها! أهذا هو يا أخوة: الجهل المركب!!؟
وإذا كانت الروح مؤولة بإقرارك بصريح القرآن -على إجمال في المراد بالتأويل هنا- فإن اليد مثبتة لله بصريح القرآن والسنة المتواترة وإجماع السلف الصالح فظهر الفرق.
ونصيحة للأخوة أتركوا الحوار معه فقد سبق لي محاورته وهو يريد -بزعمه- أن يتحاور فقط مع كبار علماء الوهابية كالشيخ سفر الحوالي!!. هزلت.
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[19 - 04 - 06, 01:08 م]ـ
إخواني الكرام جزاكم الله خيرا و لقد وقعت في يدي الرسالة التي كتبها عبدالله زايدو كنت أقوم بسطر ردود على ما فيها من تلبيس و أخطاء فادحة ز كذب على الآئمة و السؤال الذي سألته كان لهذا الغرض و هو الأشعري الذي أقصده و بالطبع يمكني إثبات صفة اليد و الزامه بأدلة متعددة بعيدا عن تلك الشبهة و لكني آثرت أن أستعين بإخواني من اهل الملتقى حتى لا اترك هذه الشبهة فشاء الله عز و جل أن يدخل هذا الأشعري إلى الملتقى و إلى نفس الموضوع المكتوب من أجله
و كلامه قام على أصلين أساسيين:
1) أننا لا نثبت صفات لله عز و جل إلا ما ورد في أسمائه الحسنى.
ويلزمه ذلك إما ان ينفي عن الله صفة الكلام و الإرادة و إما ان يسمي الله عز و جل بالمتكلم و المريد
2) فهمه لتفسيرالرسول صلى الله عليه و سلم لإسم الله الباطن الذي ليس دونه شئ أي تحته
وهذا باطل.
فإن الدنو قد يكون القرب أو التحتية اما القرب فيؤيد ذلك أدلة كثيرة كقول الله عز و جل ((ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)) و قوله ((فإني قريب أجيب دعوة الداعي)) وقول الرسول صلى الله عليه و سلم أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد)).
و المقصود قرب العلم و الإستجابة لا قرب المخالطةو هذا يفهم من سياق الدلة السابقة فهي إما في سياق العلم و إما في سياق الإستجابة
أما التحتية فهي غير مقبولة نقلا و لا عقلا فنقلا تتعارض مع أدلة الفوقية وهي شديدة الكثرة
وعقلا هذا الذي يدعي التنزيه لو قلت له انه استوى على عرش و قلت له انه تحت اقدام الناس فعلى أيهما يعترض أم هو ينزه نفسه عن ما لا ينزه عنه ربه؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/60)
ـ[أبوعمير الحلبي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 01:44 م]ـ
قوله الله تعالى ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) يسهل هذا يعني أن الله باشر خلق الأنعام بيده و معنى ذلك ان خلق الله آدم بيده تكريم يشاركه فيه الأنعام؟؟؟ استدل بذلك أشعري في رده على الشيخ الهراس حينما استدل على صفة اليد بقول الله تعالى ((ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)) وقال لوكانت اليد هي القدرة لما كان لآدم فضل
إن قياس الآيتين لغويا لا يصح و ما سأذكره ليس قولي بل هو قول أهل العلم فلو نظرت إلى التركيب اللغوي لكل من الآيتين لوجدت بينهما تباينا واضحا يمنع من قياس إحداهما على الأخرى و إليك التوضيح: _ أن في الآية الأولى نسب العمل إلى اليد لا لنفسه فقال - جل من قائل -: (مما عملت أيدينا) وهذا من جنس قوله (بما كسبت أيدي الناس) ولم يقل (بما كسب الناس بأيديهم) و أما في الثانية فنسب الخلق إلى نفسه و جاء بباء الأداة التي تدل على الحقيقة في استعمال لفظة اليد فهي من جنس قول العرب: (أعطاه الدنانير بيده).
و لو كانت الآية الأولى كذلك لصح القياس (أولم يروا أنا عملنا - أو خلقنا - بأيدينا أنعاما)
واعلم أن الأشاعرة و غيرهم من أهل البدع استدلوا بعدة آيات و أحاديث يوحون أن أهل السنة اتبعوا فيها التأويل و قد يشتبه ذلك على غير المحققين في هذا الشأن و الحقيقة ليست كذلك فإن أهل السنة يفسرون القول بظاهره المتبادر إلى الذهن المستفاد من اللغة و العقل فلا يتعسفون في إخراج معنى غير موجود أو تحريف معنى مقصود , بل سبيلهم ترك التأويل و لزوم التسليم , فهم ينظرون إلى كل دليل بعلم و انصاف بعيدا عن الهوى فيتبعون ما دل عليه الدليل بمعناه و يعملوا بمقتضاه , فقارن هذا بقول من قال: إ (ن هذه الآيات ظاهرها الكفر و التشبيه فنحن نأولها للتنزيه)
قال الشيخ ابن عثيميين (رحمه الله) في كتابه (القواعد المثلى): اعلم أن بعض أهل التأويل أورد على أهل السنة شبهة في نصوص من الكتاب والسنة في الصفات، أدعى أن أهل السنة صرفوها عن ظاهرها؛ ليلزم أهل السنة بالموافقة على التأويل أو المداهنة فيه، وقال: كيف تنكرون علينا تأويل ما أولناه مع ارتكابكم لمثله فيما أولتموه؟
ونحن نجيب – بعون الله – عن هذه الشبهة بجوابين مجمل، ومفصل.
أما المجمل فيتلخص في شيئين:
أحدهما: أن لا نسلم أن تفسير السلف لها صرف عن ظاهرها، فإن ظاهر الكلام ما يتبادر منه من المعنى، وهو يختلف بحسب السياق، وما يضاف إليه الكلام، فإن الكلمات يختلف معناها بحسب تركيب الكلام، والكلام مركب من كلمات وجمل، يظهر معناها ويتعين بضم بعضها إلى بعض.
ثانيهما: أننا لو سلمنا أن تفسيرهم صرف لها عن ظاهرها، فإن لهم في ذلك دليلاً من الكتاب والسنة، إما متصلاً وإما منفصلاً، وليس لمجرد شبهات يزعمها الصارف براهين وقطعيات يتوصل بها إلى نفي ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأما المفصل فعلى كل نص أدعى أن السلف صرفوه عن ظاهره.
ولنمثل بالأمثلة التالية: وذكر منها:
المثال الثالث عشر: قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً) (197).
والجواب: أن يقال: ما هو ظاهر هذه الآية وحقيقتها حتى يقال إنها صرفت عنه؟
هل يقال: إن ظاهرها أن الله تعالى خلق الأنعام بيده كما خلق آدم بيده؟
أو يقال: إن ظاهرها أن الله تعالى خلق الأنعام كما خلق غيرها لم يخلقها بيده لكن إضافة العمل إلى اليد والمراد صاحبها معروف في اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم.
أما القول الأول فليس هو ظاهر اللفظ لوجهين:
أحدهما: أن اللفظ لا يقتضيه بمقتضى اللسان العربي الذي نزل به القرآن، ألا ترى إلى قوله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) (198)، وقوله: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (199)، وقوله: (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُم) (200). فإن المراد ما كسبه الإنسان نفسه وما قدمه وإن عمله بغير يده بخلاف ما إذا قال: عملته بيدي كما في قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) (201). فإنه يدل على مباشرة الشيء باليد.
الثاني: أنه لو كان المراد أن الله تعالى خلق هذه الأنعام بيده لكان لفظ الآية: خلقنا لهم بأيدينا أنعاماً كما قال الله تعالى في آدم: (مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ) (202)؛ لأن القرآن نزل بالبيان لا بالتعمية؛ لقوله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْء) (203).
وإذا ظهر بطلان القول الأول تعين أن يكون الصواب هو القول الثاني وهو: أن ظاهر اللفظ أن الله تعالى خلق الأنعام كما خلق غيرها ولم يخلقها بيده لكن إضافة العمل إلى اليد كإضافته إلى النفس بمقتضى اللغة العربية، بخلاف ما إذا أضيف إلى النفس وعدي بالباء إلى اليد، فتنبه للفرق فإن التنبه للفروق بين المتشابهات من أجود أنواع العلم، وبه يزول كثير من الإشكالات.) أ. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/61)
ـ[نواف البكري]ــــــــ[19 - 04 - 06, 06:52 م]ـ
أما اليد في قوله تعالى: (مما عملت أيدينا) فليست هي يد الرحمن، بينما يد الرحمن صفة ذات ثابتة بالقرآن والسنة وإجماع السلف، ومن فسرها بالقدرة أو بالنعمة فهو جهمي شاء أم أبى، قال الإمام الترمذي بعد ذكر حديث إثبات اليد لله تعالى: (هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا، وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا: قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا: في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة).
فهذا حكم الترمذي وهو قبل ابن خزيمة، وحكاه عن أئمة السنة، وحكم بان من أول اليد بالقدرة أو النعمة جهمي
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 08:37 م]ـ
قال الرسول الكريم فى الحديث المتواتر
خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه
وهذا المتن فى حديث المحاجة بين ابينا آدم وسيدنا موسى
وهو كذلك فى حديث وفد الشفاعة
والقائل أن اليد صفة ذات
فتكون نتيجة قوله الآتى
وانتبه جيدا
سيقول لنا أن الله قام بتسوية طينة آدم بذاته مع نفى الكيفية (اليد صفة ذات كما يقول المدعى بذلك)
ثم قام جبريل بنفخ الروح فى آدم!!!!!!! فهل هذه عقيدتك
لأن (ونفخ فيك من روحه) مؤولة بصريح القران
روحه جبريل!!!!!! اليد متشابه؟؟؟؟؟
ولذلك سكت السلف حتى عصر الأمام البخارى
وتكلم ابن خزيمة إمام الوهابية وأما قبله فلا أحد
أقترح طالما ان الأمر وصل إلى هذا الحد
دخول أحد العلماء الكبار من عندكم وليشاهد الحوار الباقى
وليسكت من لايعلم
الآلاف رجعت عن المذهب
الأشدمن ذلك أن المثبت أن اليد صفة ذات
سيطعن فى دلالة الأسماء الحسنى الظاهر والباطن
قال الرسول الكريم فى تأويل الأسمين
انت الظاهر فليس فوقك شىء وانت الباطن فليس دونك شىء
دلالة الاسمين تقول ان الذات الألهية ليس فيها يمين (وهذه لم تسمعوا بها من قبل!!!!)
فالمثبت أن اليد صفة ذات طاعن فى دلالة الاسمين لامحالة
قول النبى (كلتا يديه يمين) هذا تحذير من القول من أن اليد صفة ذات
وأقولها نصيحة وليسكت من لايعلم و
السكوت نجاه
وأحذروا من هذا ما وجدنا عليه آبائنا
وأسالوا مشايخكم الكبار ولن أرد بعد ذلك علىمن لاعلم له
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
والسلام عليكم
انظروا إلى الأحمق كيف يتكلم يعارض حديث انت الظاهر فليس فوقك شىء وانت الباطن فليس دونك شىء وحديث كلتا يديه يمين
والظاهر والباطن أسماء وتتضمن صفات له أما اليمين فهي صفة الصفة
ثم إنك عادة ما تستخدم قياس الشاهد على الغائب فلما لا تستخدمه هنا
الإنسان يكون فوق ويده يمين أي لا تعارض
ولكن السكندري جاهل في العقيدة واللغة والتاريخ والحديث
وأما قوله أن قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((كلتا يديه يمين)) تحذير من إثبات صفة اليد فهذه محض هرطقة بل الحديث صريح في إثبات صفة اليد
وهذه هي الدعاوى الأحمق يذكر القول دون بينة ثم علينا أن نقبله
لماذا؟
لأنه متخصص في العقيدة!!!!!
وأما قوله أن من نفخ الروح في آدم هو جبريل فهذه محض سفسطة
قال تعالى ((فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ))
وليس لمهرطق ان يقول ان المسوي هو جبريل
والمخاطب للملائكة هو عين النافخ والملائكة كلهم سجدوا فدل أن النافخ غير جبريل
وسأنزل إلى مستوى بلادتك وأقول
أن آدم روح وعيسى روح وجبريل روح
وأما أنه لم يتكلم أحد في الصفات قبل ابن خزيمة
فلمعلوماتك عثمان بن سعيد الدارمي أكبر من ابن خزيمة بثلاث وعشرين عاماً
وإسحاق بن راهوية (وثبت عنة إثبات النزول) من طبقة شيوخ ابن خزيمة
وثبت عن قتادة ومجاهد إثبات صفة المجيء كما بينته في ردي على السقاف
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[19 - 04 - 06, 10:59 م]ـ
ولكن السكندري جاهل في العقيدة واللغة والتاريخ والحديث
انتبه أخي الحبيب في الله، ليس السكندري، بل هو عبدالله زايد ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 11:06 م]ـ
عبد الله زايد سكندري يا مولانا ... وربنا يستر ........
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[19 - 04 - 06, 11:09 م]ـ
سكندرى!! ـ ذعر و ابتسامة
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[20 - 04 - 06, 05:04 م]ـ
نعم سكندري و يقطن بالحضرة
ـ[محمد متولى]ــــــــ[20 - 04 - 06, 07:27 م]ـ
سأتلطف معك واقول لك يا أخى
الا تذهب انت الى العلماء فتسألهم فانما شفاء ما انت فيه السؤال وعجبا لك وانت فى الاسكندريه بلد السلفيه وتقول ما تقول ان كنت تريد الحق حقا فأذهب الى احد المشايخ حفظهم الله لنا فيجيبونك بدلا مما انت فيه الان من اثارة فتن وشبه ووفقنا الله واياك الى الحق الذى يرضيه عنا(34/62)
فتوى جديدة وهامة للعلامة البراك حول مطالبة الروافض ببناء الأضرحة والقبور في البقيع
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[18 - 04 - 06, 10:25 م]ـ
سماحة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك حفظه الله ورعاه
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمابعد
فتعلمون-حفظكم الله- ما يتنادى به علماء الرافضة في هذه الأيام من السعي والمطالبة ببناء الأضرحة والقباب في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقبرة البقيع وغيرها وكتبوا في ذلك كتبا وفتاوى.
فما حكم فعلهم هذا؟
وما هو الواجب نحوهم؟
بينوا لنا ذلك بيانا شافيا.
وعليكم السلام ورحمة وبركاته
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم من لانبي بعده أمابعد:
فقد استفاضت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح والسنن والمسانيد في النهي عن رفع القبور والبناء عليها وتجصيصها وتسوية مارفع منها.
فمن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة رضي الله عنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح- أو العبد الصالح- بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله) ولهما عن عائشة رضي الله عنهما: (لما نُزِل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها فقال- وهو كذلك- (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما صنعوا ولولا لأُبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا). وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) ولفظه عند الإمام أحمد قال: (قاتل الله اليهود والنصارى) وروى مسلم عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: (إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبابكر خليلا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) وروى الإمام مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد) وروى مسلم عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله وسلم؟ ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته).
فتضمنت هذه الأحاديث تحريم هذه الأفعال ولعن فاعليها وأنهم شرار الخلق عند الله، وفي هذه الأحاديث دلالة على شدة خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من أن ترتكب ما ارتكبته الأمم قبلها من اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، فقد نهى عن ذلك أولا، ثم نهى عنه قبل أن يموت بقبل خمس ليال، ثم لعن وهو في السياق من فعل ذلك.
فبناء المساجد والقباب على قبور الأنبياء والصالحين من الصحابة والتابعين وأهل البيت المكرمين لقرابتهم من سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بناؤها من المحدثات في الدين، وقد حدثت في هذه الأمة بعد القرون المفضلة في القرن الرابع في دولة بني بويه الرافضية، وورث ذلك عنهم فرق الرافضة، فبنيت المشاهد على قبور الأئمة الحقيقية والوهمية، فمن ذلك ما يظنونه قبرا لعلي رضي الله عنه في النجف، وقبر الحسين في كربلاء، وقبر موسى الكاظم في الكاظمية في العراق، وما يعرف بقبر السيدة زينب في سوريا إلى غير ذلك.
وانتقلت هذه البدعة من الرافضة إلى فرق الصوفية في العالم الإسلامي، فلم يسلم من هذا المنكر العظيم والشر المستطير إلا القليل من بلاد المسلمين، حتى مكة والمدينة أفضل بلاد الله قد كانت فيها القباب على بعض القبور في البقيع والمعلاة، ولكن الله طهرهما من معالم البدعة والوثنية على يد الدولة السعودية السنية السلفية في النصف الأول من القرنين الثالث عشر والرابع عشر، كما تطهر كثير من نواحي الجزيرة العربية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/63)
وقد ساء ذلك طوائف الرافضة والصوفية وغاظهم، لذلك فهم يبغضون هذه الدولة، وما قامت عليه من دعوة الإصلاح والتجديد لمعالم التوحيد وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكيدون لها ويسبونها، ولم يكونوا يتفوهون بالتدخل في شؤون المملكة وشؤون الحرمين إلا في السنوات الأخيرة، ومن ذلك: دعوتهم إلى بناء القباب على أضرحة آل البيت رضي الله عنهم في مكة والمدينة، والرافضة يظهرون ذلك باسم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، وهم يعلمون أو لا يعلمون أن ذلك مخالف لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم واستفاضت به سنته من تحريم البناء على القبور واتخاذها مساجد، وما قام به أمير المؤمنين علي رضي الله عنه طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم من طمس الصور، وتسوية القبور المشرفة، كما تقدم ذكر أدلة ذلك.
فهؤلاء المفتون من الرافضة بوجوب السعي في إعادة بناء قبور أهل البيت في البقيع وصرف الأموال عليها، هؤلاء محادون لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ومخالفون لشريعته، ومعاندون لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه الذي أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمر أبا الهياج الأسدي بما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فنقول لهؤلاء المفتون ومن وراءهم: هيهات!! فلن يكون – بإذن الله- ما راموه، فقد تبين الحق وظهر أمر الله وهم كارهون، ولن تتخلى الدولة السعودية إن شاء الله عن نصرتها لدعوت التوحيد، ومحاربة الشرك والبدع، وحماية الحرمين عما يدنسها، ولكن يجب على ذوي الغيرة والحمية السنية ألا يتهاونوا بالأمر وألا يسكتوا، بل عليهم أن يحذروا ويحذرِّوا من مكايد العدو المتربص، وأن يكشفوا خططهم ويرصدوا تحركاتهم للحيلولة بينهم وبين ما يريدون، وعلى علماء هذه البلاد أن يبينوا حكم البناء على القبور، واتخاذها مساجد، وأن يحذروا ولاة الأمر من أهداف الرافضة، وعلى الحكومة السعودية وفقها الله أن تحذر من خداع الرافضة، وأن تقطع أطماعهم فيما يسعون إليه، وتعمل على كل ما فيه تعظيم الحرمين، وهي قادرة على ذلك بعون الله وتوفيقه.
نسأل الله أن يحفظ هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين ممن يريدها بسوء، إنه تعالى على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
وكتبه
عبدالرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
غرة صفر 1427هـ
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[18 - 04 - 06, 10:45 م]ـ
أرجوا من فضيلة المشرف الكريم
تثبيت هذا الموضوع لأهميته
وجزاه الله خير الجزاء
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 10:13 م]ـ
بارك الله في الشخ البراك
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 02:08 م]ـ
جزاه الله خيراً ..
ـ[نياف]ــــــــ[08 - 11 - 06, 03:56 م]ـ
بارك الله في الشخ البراك
ـ[محمد الآلوسي]ــــــــ[10 - 11 - 06, 06:18 م]ـ
جزى الله فضيلة شيخنا العلامة على بيان الحق والصدع به والرد على هؤلاء الداعين للشرك ..
وجزى الله ناشرها وكاتبها ..(34/64)
الصوفية والثورات السياسية على الحكام وعلاقتهم بالتكفير والإنقلابات
ـ[أبوفواز]ــــــــ[18 - 04 - 06, 11:13 م]ـ
أرجو متابعة الموضوع عبر الرابط وذلك أن طريقة تنسيق الموضوع لا يمكن نقلها للمنتدى
http://www.al-noor.info
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:44 ص]ـ
هذا الموضوع المذكور في الرابط
===================
الصوفية والثوات السياسية على الحكام
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
لقد استقر في صفحات التاريخ مفاسد الإنحراف عن جادة السنة وفهم الأئمة الاعلام في منازعة حكام المسلمين في سلطانهم، وزعزعة الأمن في بلدانهم وأوطانهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " ولعله لا يكاد يُعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته " [1].
وقد ظلت الصوفية تُبدي من نفسها السلام، متظاهرة بالخنوع والخضوع والاستسلام، حتى إذا حانت الفرصة، أرسلت سهامها من طرف خفي، فجاءت هذه المقالة لتوضح وبشكل مبسط ما هو خاف على كثير من العقلاء، أخذت عامة مادتها من كتاب: "الوجه الآخر للصوفية "، ومع أن هذا الملخص لا يغني عن مصادره، لكن فيه مهم الإفادة، وهذا أوان الشروع في المقصود:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=38723&stc=1&d=1145392253
وهذه النقول غيض من فيض، وفيه لباغي الهداية كفاية، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
تنبيه: يجدر التنبيه إلى مخالفة الصوفية للأئمة الأربعة في كثير من أصول مذهبهم الباطل [45].
إعداد الراجي عفو ربه الكريم:
أبو عبدالرحمن التميمي.
----------------------------------------
[1] منهاج السنة (3/ 391).
[2] التنصيص لمثبوت (34).
[3] انظر نسيم حاجر لابن عبيد الله السقاف (8 - 10)،ونفس الرحمن لأحباب الله من علو الشأن (62)،قدم له كل من الخزرجي والهاشمي
[4] انظر الأبزيز (163 - 169).
[5] استمع للحوار الهاديء مع الجفري، وانظر هذه هي الصوفية للوكيل (117).
[6] الرماح (1/ 117)،وانظر تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (1/ 354).
[7] الفصل في الملل والأهواء والنحل، وانظر شرح مسلم للنووي (12/ 232).
[8] مراتب الإجماع 124.
[9] انظر تاريخ حضرموت لصالح الحامد (1/ 246)، جواهر تأريخ الاحقاف لمحمد باحنان (73).
[10] الفكر والمجتمع في حضرموت (184).
[11] منهج أهل السنة ومنهج الأشاعرة د. خالد عبداللطيف (1/ 170).
[12] انظر درء التعارض (1/ 95).
[13] الاستقامة (1/ 50).
[14] العلم الشامخ للمقبلي ص221.
[15] عقيدة أصحاب الحديث للصابوني الأثر رقم (109).
[16] الكتاب اللطيف لابن شاهين الأثر رقم (15).
[17] شرح الطحاوية للعلامة الألباني (62).
[18] تاريخ الإرشاد في إندونيسا لصلاح البكري (135)
[19] القبورية في اليمن لأحمد المعلم (546)،واستمع لـ" توبة صوفي " تنبيه:هنالك عدة ملاحظات على المقدم،فلا يأخذ منه إلا الوقائع.
[20] تاريخ حضرموت السياسي (1/ 141/142).
[21] غاية التبجيل (الحاشية 125).
[22] مقالات الإسلاميين (1/ 150).
[23] شرح رسالة الحور العين (188).
[24] المناصرة والمؤازرة لكافة منسوبي آل البيت في المرحلة المعاصرة (15) وللاستزادة راجع كتاب الوجه الآخر للصوفية لمؤلفه سيد المنياوي.
[25] انظر نفس الرحمن فيما لأحباب الله من علو الشأن،للغرباني (64)، قدم له كل من الهاشمي، والخزرجي، وسليمان فرج.
[26] الإخوان المسلمون والجماعات الإسلامية (75).
[27] بتاريخ 15/ 1/2006م،برنامج: الشريعة والحياة بتصرف.
[28] تقديس الأشخاص د أحمد لوح ص39، أحمد بهجت،بحار الحب عند الصوفيةص 23.
[29] غاية التبجيل (196).
[30] انظر كتاب (تاريخ العرب الحديث والمعاصر) ص 373
[31] طبقات الشعراني (2/ 12).
[32] مقابلة قناة أبوظبي برنامج "وذكر " 20/ 1/2006م.
[33] هذه هي الصوفية للوكيل (108).
[34] الشرك ومظاهره (443).
[35] انظر تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (1/ 360)، وعزاه إلى كتاب الرماح (1/ 122).
[36] استمع إلى ذلك في حوار هاديء مع الجفري.
[37] الشهادة الزكية (1/ 83).
[38] طبقات الصوفية للشعراني ج 2 ص 122،132
[39] الطبقات للشعراني (2/ 129).
[40] انظر دراسات في التصوف لإحسان ظهير (274)،والجواهر في تفسسير القرآن الكريم (9/ 137)،والتصوف في الإسلام (109).
[41] مقابلة قناة أبوظبي برنامج "وذكر " 20/ 1/2006م.
[42] استمع إلى برنامج الجانب المظلم على قناة المجد الفضائية بتاريخ 5 - 20/ 3/2006م، حيث اظهر الساحر التائب مدى اشتراك السحرة والصوفية، وتعلق الطرفين بالقبور كقبر ابن علوان وغيره.
[43] انظر القبورية في اليمن لأحمد المعلم (433).
[44] انظر شرح العينية (195)، والمشرع (2/ 254).
[45] انظر مذكرة في المقارنة بين الأئمة الأربعة والصوفية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/65)
ـ[أبوفواز]ــــــــ[19 - 04 - 06, 08:06 ص]ـ
أخي الكريم جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[19 - 04 - 06, 07:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - حسن البنا - رحمه الله - مؤسس حزب الإخوان صوفي حصافي، وقد نص على هذا في ذكرياته
2 - سعيد حوى - صوفي - وله كتب في ذلك ..
3 - عبدالفتاح أبو غدة المرشد العام للإخوان في سوريا سابقا صوفي.
بل إن حسن البنا أسس جماعة الإخوان متأثرا بالطريقة الصوفية، وتيمنا بها، وأصل أصولا لجماعته لا تنتاقض مع الصوفية،. ولذلك حتى الجفري الصوفي في مقابلة قناة الجزيرة أقر أن الصوفية لها علاقة وطيدة بجماعة الإخوان، بخلاف من تأثر من الإخوان المسلمين بالدعوة السلفية وحارب التصوف، فالجفري ينكر عليه هذا لأن أئمته من الإخوان هم أصلا صوفية، بل قال الجفري أن بعضهم لما قدم المملكة قدم عقيدة التصوف.
واما كون البحث الآن عن صوفية حضرموت، فهم من يرفع لواء الدعوة الصوفية في هذا الوقت المعاصر، إما عن طريق الفضائيات أو مطبوعاتهم، ولهم نشاط واضح، بخلاف غيرهم من الصوفية الخاملين. والله أعلم
وعودا على بدء أن من حارب التصوف من الإخوان كأفراد إنما تأثر بالعقيدة السلفية كالشيخ عمر الأشقر وغيره. ويكفينا أن مؤسس الدعوة نفسها صوفي حصافي، يحضر الموالد ويشد الرحل إلى قبور، بل حتى الأستاذ محمد قطب اعترف بذلك في كتابه (واقعنا المعاصر)
ـ[أبو عمر]ــــــــ[19 - 04 - 06, 08:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً وهذه الصفحة مرفقة نصاً لا تصويراً للتحميل
ـ[أبوفواز]ــــــــ[19 - 04 - 06, 10:36 م]ـ
الأخوة الكرام هذه نسخة للتحميل بصيغة الوورد لمن أراد أن ينشر أو يطبع
ـ[أبو الأم]ــــــــ[22 - 04 - 06, 09:58 م]ـ
اما ربط الصوفية بالاخوان المسلمين فهو صحيح في جانب باطل من جانب ..
صحيح هناك روابط لكن الاخوان جماعة خارجة على الصوفية ..
ولو انها اخذت منها بعض الشيء ..
لكنها بشكل عام تخالفههم كثيرا ..
فالامام حسن البنا رحمه الله يوضخ ضلال الصوفية في اكثر من موضع
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[13 - 09 - 06, 03:19 م]ـ
وماذا عن عمر المختار
وشامل في القوقاز .. وغيرهم ممن يدعي المتصوفة أنهم صوفية؟!!
كيف يجاب عن استدلال المتصوفة بهم
وكذلك ادعاءهم ان صلاح الدين من الصوفية.
الحقيقة مجرد التكذيب .. يكفي .. ولكن جيد أن يتفرغ أحد طلبة العلم للتحقيق في هذه الشخصيات وأمثالها والتي لها تأثير في الجهاد.
وكذلك الشيخ عبد القادر الجزائري ..
أخوكم المحب
حسام العقيدة(34/66)
من هو الترابي؟؟!! تعرف عليه من الألف إلى الياء وذلك من خلال اقواله
ـ[حنبل]ــــــــ[19 - 04 - 06, 10:45 ص]ـ
http://www.sd-sunnah.com/banners/turabi.gif
إضغط هنا ( http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?p=11599)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[19 - 04 - 06, 11:15 ص]ـ
زادك الله توفيقا أخي الكريم
ـ[حنبل]ــــــــ[19 - 04 - 06, 11:53 ص]ـ
آمين اخي اللغالي و بارك الله فيك.
ـ[علي ابن جابر]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:00 م]ـ
كيف ترد على الترابي بدون دليل والحال أنه من فحول الرجال و عنده أدلة من القرآن
ـ[صلاح الدين عبد الهادي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:51 م]ـ
ويشير علماء الدين الذين ينتقدون الترابي إلى كثير من فتاواه المثيرة للجدل مثل استباحته الارتداد عن الإسلام، وإنكاره إقامة الحد على المرتد، ورأيه في هذا الخصوص ان من حق أي مواطن في دولة الاسلام تغيير دينه. كذلك يشيرون إلى أن الترابي أجاز قيام ما وصفه بجبهة أهل الايمان التي تضم "المسلمين والنصارى واليهود"، وقوله "اعتقد إن النصراني أقرب إلي ممن ينافقني ويدعي الإسلام"، وأن "النصارى ما هم كفار وهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، والمسلم ممكن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض".
ويعتبر الترابي أن الرقص والغناء والموسيقى قسم من أقسام التوحيد والعقيدة الإسلامية حيث يقول إن "فقه العقيدة الموروث الذي نشأ عليه يجعل الفن شعبة من شعاب ايماننا وتوحيدنا ويهيبنا لأن نتذكر الله بالجمال وصنعه ونعبده من خلاله".
ويضيف أن "الرقص تعبير جميل يصور معنى خاصا بما تنطوي عليه النفس البشرية ... ولا ننكر ان في الغرب رقصا يعبر عن معان أخرى كريمة".
كما يؤيد الترابي أن الإنسان أصله قرد وأن نظرية داروين لا تعارض القرآن الكريم، ويقول في هذا الشأن "لا أرى تعارضا في القول بإن الإنسان أصله قرد مع النص القراني".
وأفتى أيضاً أن الخمور لا تكون جريمة إلا اذا تحولت الى عدوان، ودعا الى الاختلاط بين النساء والرجال ............................... نقلاً عن موقع (العبرية) عذراً العربية. (إبتسامة)
بما أن البينة على من أدعى أرجو من الأخ محمد قادري أن يخرج لنا أدلة هذا ال .... من القرآن. هداه الله.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:53 م]ـ
كيف ترد على الترابي بدون دليل والحال أنه من فحول الرجال و عنده أدلة من القرآن
أهلين محمد قادري
الترابي من <<<فحول الرجال>>> وإذا كان فحلا فالفحول كثير
<<< وعنده أدلة من القرآن>>> ومن رد عليه عنده أدلة من القرآن والسنة
الترابي رد عليه فحول العلماء وبينوا ضلاله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77781&highlight=%C7%E1%CA%D1%C7%C8%ED
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77947&highlight=%C7%E1%CA%D1%C7%C8%ED
بسم الله الرحمن الرحيم
مفتي المملكة يردّ على حسن الترابي من خلال «الجزيرة»:
القول بجواز زواج المسلمة من مسيحيّ أو يهوديّ مناقض لإجماع المسلمين والكتاب والسنة
* الرياض- فهد الغريري:
رفض مفتي المملكة العربية السعودية فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ كل ما قال به الدكتور حسن الترابي في السودان من فتاوى حول جواز زواج المرأة المسلمة من مسيحي أو يهودي، وأن شهادة المرأة مساوية لشهادة الرجل، وأن الخمار لا يقصد به تغطية الوجه بل تغطية الصدر ومحاسن الجسم.
وأكد فضيلة المفتي أن بعض هذه الفتاوى تخالف ما جاء في القرآن مخالفة صريحة كما أنها تخالف إجماع علماء المسلمين حيث وصف من أفتى بجواز زواج المسلمة من مسيحي أو يهودي بأنه (ناقض إجماع المسلمين وما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله وعمل المسلمين جميعا)، كما وصف من قال بتساوي شهادة الرجل والمرأة بأنه (مضاد للقرآن).
وكان الترابي قد أطلق فتاواه المثيرة للجدل في اجتماع حزبي في الخرطوم يوم السبت الماضي واصفا الفتاوى المخالفة لرأيه بأنها (تخرصات وأباطيل وأوهام وتضليل وتجهيل وإغلاق وتحنيط وخداع للعقول وأن الإسلام منها براء)، مؤكدا فيما يخص المرأة أن الإسلام يرفع من شأنها ويجلها وأن القول بأن شهادة الرجل تقابلها شهادة امرأتين مخالف لنظرة الإسلام للمرأة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/67)
(الجزيرة) بدورها قامت بعرض فتاوى حسن الترابي على فضيلة المفتي حيث ردّ عليها بالتفصيل دون التطرق لشخص حسن الترابي أو الإشارة إليه بأي شكل من الأشكال.
* ما رأيك في القول بجواز زواج المسلمة من مسيحي أو يهودي؟
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على نبينا محمد. الأصل أن من شرط صحة النكاح إسلام الزوجين عدا ما استثنى الله جل وعلا، قال تعالى: {وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ}، وقال تعالى: {لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}، وقال: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ}؛ فالأصل تحريم نكاح المسلمة لغير المسلم ونكاح المسلم لغير المسلمة إلا أن الله - جل وعلا - استثنى العفيفات من أهل الكتاب؛ فقال: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ}. أما المسلمة فلا يحل لها التزوج بغير المسلم من يهودي أو نصراني؛ لأن الله يقول:
وَرَسُولَهُ}، فهل يقول أحد إن هذا خاص بهن؟ الأصل أن حجاب المسلمة تغطية وجهها عن نظر الأجانب إليها، هذا الذي كان عليه المسلمون منذ القدم وتوارثوه خلفا عن سلف.
* وماذا عن قول بعض المذاهب بجواز كشف الوجه واليدين دون تبرج ولا زينة؟
- أخذوه من قوله: {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}؛ فبعضهم فسرها بالوجه والكفين ولكن المحققين فسروه على خلاف ذلك، وأن الوجه يجب ستره؛ تقول عائشة - رضي الله عنها -: (كان الركبان يمرون بنا فإذا حاذونا ترخي إحدانا جلبابها على وجهها فإذا فارقونا كشفناه)؛ فالأصل الذي عليه نساء المسلمين قديما وحديثا أن الوجه يجب أن يغطى؛ ولهذا أبيح للخاطب النظر إلى وجه مخطوبته إن هو خطبها؛ مما يدل على أن الأصل الحظر والمنع، لكن استثني للخاطب أن ينظر إلى وجه امرأته؛ ليكون ذلك سببا في رغبته بنكاحها.
* ما رأي فضيلتكم في القول إن شهادة المرأة مساوية لشهادة الرجل وأن القول إن شهادة الرجل يقابلها شهادة امرأتين هو قول خاطئ؟
- هذا رد للقرآن؛ فالله - عز وجل - يقول: {وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ}. هذا حكم الله ونص القرآن، ومن رد ذلك فهو مضاد للقرآن.
* ما رأيكم في القول بجواز إمامة المرأة للرجل في الصلاة، والقول بجواز صلاة المرأة مع الرجل في الصفوف دون أن يكون هناك احتكاك بينهما؟ - إمامة المرأة للرجل مخالفة للشرع ومخالفة لما عليه المسلمون والدليل قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تؤمّن امرأة رجلا) هذا الذي عليه المسلمون وتعاقبت عليه أجيال أهل الاسلام، وغير لائق أن تكون المرأة إماما للرجال، النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها، وخير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها)، ولا ينبغي للمرأة أن تصاف الرجل بل تكون وحدها؛ حتى قال العلماء: إذا صلت المرأة خلف الرجال تكون وحدها لا يكون معها أحد، ولو كان رجل أمامها تكون خلفه كما قال أنس لما ذكر عن صلاة النبي فيهم قال: فصففت أنا واليتيم من ورائه والعجوز من ورائنا، لكن في الحرم أيام مواسم الحج والعمره وكثرة الخلق وعدم القدرة على التمييز فهذه ظروف خاصة.
وهذا رد الرابطة الشريعة عليه وفي الرد بيان بعض طاماته الاتي لايعلمهن كثير من الناس!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة (بالسودان) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الموقف الشرعي من أباطيل الترابي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/68)
الحمد لله مؤيد الحق وناصره، وداحض الباطل وكاسره، ومعز الطائع وجابره، ومذل الباغي وداثره، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل في أعظم ما أنزله من صحفه ورسائلِه:} وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ {[الأنعام: 55] ونصلي ونسلم على سيدنا محمد، عبده ورسوله، خير داعِ لله وسائله، المعصوم القائل فيما صح من أنباءه وزوا جره: ((يكون في آخر الزمان دجالون كذابون. يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم. فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم)) رواه مسلم (7). أما بعد.
فقد ثارت حمية الغيرة على حياض دين الله العظيم، لدى عامة المسلمين وخاصتهم من أهل العلم والدعوة إلى الإسلام، لما بلغهم عن الترابي، من قوله في مقابلة أجرته معه صحيفة الرأي العام السودانية (العدد (3062) بتاريخ: 11/ 3/2006م) حيث صرح قائلا: " الخمر لا تصبح أمر قانون إلا إذا تحولت لعدوان "، ولما بلغ عنه قبل هذا ببضعة أشهر - في محاضرة بور تسودان؛التي نشرتها صحيفة ألوان (بتاريخ29/ 12/2005م) - من إنكاره نزول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان، ووصفه شروط الإمامة التي أجمعت عليها الأمة، بأنها "شروط منحطة" و"سخيفة"!!،وقوله بجواز إمامة المرأة الرجال في الصلاة!! وزاد على ذلك في ندوة له بدار حزب الأمة (صحيفة الحياة والناس، بتاريخ 9/ 4/2006) وقال:" إنه للرجال والنساء الصلاة معا ولكن دون إلصاق "! ثم أكد ما يقوله من قبل "بأن المسلمة يجوز لها الزواج من كتابي " (في مقابلة قناة العربية بتاريخ 11/ 4/2006م). إلى غير ذلك من الأباطيل والهرطقيات،والرجل له شهوة جامحة بالوقيعة في أصول دين الله رب العالمين، الذي به يعتز المؤمنون، وعن بيضته ينافحون، وليست هذه أول بوائق الرجل ومصائبه، بل هنالك ما هو أنكى وأشد، أعلنها من قبل في عقوده الماضية، ثم عاد يجترها من جديد في عجافه الحاضرة، مثيرا بها نقعاً وعجاجاً أشبه باضطراب الموتور أو المذبوح، مع ما في إثارة تلك الزوبعة من صرف الأنظار عن قضية القضايا وأصل الأصول التي يحاول أعدائنا العبث بها، ألا وهي طمس هويتنا الإسلامية بتكريس صنم العلمانية.
ولما كان الواجب على أهل العلم والدعوة إلى دين الله القيام ببيان الحق، ونصح الخلق، والأخذ على كل ((ساع إلى فتنة)) لكي لا يتسع الخرق، ويعسر على المصلحين الرتق. وتلك مهمة العلماء من أهل الإسلام في كل عصر ومصر، تبصرة وتجلية لأنوار الهدى، وقياما بالمحجة بين الورى، كما قال المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)) رواه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 209.
ومن الجدير ذكره أننا ما نذكر قولاً من أقواله إلا ولدينا المصدر الذي اعتمدنا عليه، مما هو في شريط بصوته منطوق، أو صحيفة وكتاب ثابت عنه مقروء:
أولاً: إستباحته الإرتداد عن الإسلام، وإنكاره إقامة الحد على المرتد:
يرى الترابي أن من حق أي مواطن في دولة الإسلام تغيير دينه إذا اقتنع بغيره، يقول في مقابلة له مع جريدة المحرر اللبنانية (العدد: 263، آب 1994): "حتى إذا ارتد المسلم تماماً وخرج من الإسلام ويريد أن يبقى حيث هو، فليبق حيث هو. لا إكراه في الدين .. لا إكراه في الدين .. وأنا لا أقول إنه ارتد أو لم يرتد فله حريته في أن يقول ما يشاء، شريطة أن لا يفسد ما هو مشترك بيننا من نظام".ويقول أيضاً:
"وأود أن أقول: إنه في إطار الدولة الواحدة والعهد الواحد يجوز للمسلم كما يجوز للمسيحي أن يبدل دينه .. أما الردة الفكرية البحتة التي لا تستصحب ثورة على الجماعة ولا انضماماً إلى الصف الذي يقاتل الجماعة كما كان يحدث عندما ورد الحديث المشهور عن الرسول r، فليس بذلك بأس يذكر، ولقد كان الناس يؤمنون ويكفرون، ثم يؤمنون ويكفرون، ولم يطبق عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم حد الردة"، ولهذا لما سئل الترابي عن فتوى ردة (سلمان رشدي) صاحب كتاب (آيات شيطانية) قال الترابي: (هذه الفتوى لا تمثل أكثر من رأي فقهي) صحيفة الأنباء بتاريخ24/ 1/1998م. ويقول منكرا حد الردة، بإفك وكذب: ((أولا: لم يأمر النبي مطلقا بقتل أي شخص ارتد عن الإسلام، ثانيا: هناك حديث واحد فقط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/69)
يخرج عن بقية السياق يقول: (من بدل دينه فاقتلوه).)) صحيفة الأنباء بتاريخ24/ 1/1998م.
ويسأل بعدها في ذات الصحيفة: إذا قامت دولة إسلامية أو جماعة من المسلمين بقتل مرتد، هل هذا حلال ومباح في نظر الإسلام؟ فأجاب:" هذا ليس عدلا "! بل شنع أكثر من هذا فقال:"هذا السلوك يعود بنا إلى أوروبا في القرون الوسطى"! وفي إشارة منه على عدم احترامه للمصادر الشرعية يقول: " .. وهذه لا تحتاج إلى الرجوع إلى قول فلان ورد فلان على فلان. حرية العقيدة أصل من أصول القرآن، لكن أكثر المسلمين انقطعوا عن أصولهم تماماً، وبدءوا يأخذون عمن أخذ عمن أخذ عمن أخذ من الأصول!! وهذه واحدة من ظواهر التخلف عن دواعي الدين ".
إن الترابي بأقواله في الردة عن الإسلام قد ارتكب جرمين:
أحدهما: إباحته الردة عن الإسلام، وهذا صريح في قوله " وأنا لا أقول إنه ارتد أو لم يرتد فله حريته " وقوله: " يجوز للمسلم كما يجوز للمسيحي أن يبدل دينه " وهذا فيه استباحة لما ثبت في القرآن حرمته، قال تعالى:} وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {[البقرة:217 [يقول ابن قدامة رحمه الله: "ومن اعتقد حِلَّ شيءٍ أُجمع على تحريمه وظهر حكمه بين المسلمين، وزالت الشبهة فيه للنصوص الواردة فيه، كلحم الخنزير والزنا وأشباه هذا مما لا خلاف فيه، كفر".
وجرمه الثاني: إنكاره لحد الردة في الإسلام، ووصفه ذلك بالظلم وعدم العدل،مع أن الأدلة على قتل وقتال المرتد كثيرة:
منها آية البقرة آنفة الذكر وقد استدل بها الشافعي وغيره، ومنها ما رواه الجماعة عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة" وما رواه أحمد والنسائي عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا من ثلاثة: إلا من زنا بعد ما أحصن، أو كفر بعد ما أسلم، أو قتل نفساً فقتل بها" وروى مسلم معناه.
وبعد كل هذه النصوص يدعي الترابي بأن الردة ليس فيها إلا حديث واحد، وهذا غاية في الكذب والافتراء والغش للأمة، ولكن ما ظنك بامرئ الصدقُ محمودٌ إلا منه. يقول ابن قدامة رحمه الله: "وأجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتدين، وروي ذلك عن أبي بكر وعثمان وعلي ومعاذ وأبي موسى وابن عباس وخالد رضي الله عنهم، وغيرهم، ولم يُنْكَرْ ذلك، فكافر إجماعاً" هذا ولا يصح احتجاجه بالآية الكريمة}:لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ {[البقرة: 256]. على عدم قتل المرتد، لأن الآية تتحدث عن موقف المسلمين من الكافر الأصلي، والمرتد مسلم فارق الجماعة، ومما يبين ذلك: سبب نزول هذه الآية: وهو أنه لما أجلي بنو النضير -وكان فيهم من تهود من أبناء الأنصار- قالوا: لا ندع أبناءنا، فأنزل الله "لا إكراه في الدين" رواه أبو داود والنسائي.
ومعنى الآية: أي لا تكرهوا أحدا على الدخول في الإسلام، فإنه بيّن واضح، جلية دلائله وبراهينه، لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه. (ابن كثير في تفسيره).
أما قتل المرتد عن دينه المفارق للجماعة المسلمة، فهذا حكم الله ورسوله. قال صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه". (رواه البخاري). وأما الزعم بأننا لو أخذنا بظاهر هذا الحديث: "من بدَّل دينه فاقتلوه"، لقتلنا من بدَّل دين النصرانية بالإسلام، فنقول: النصرانية، واليهودية، والشيوعية ليست أدياناً، وإنما الدين عند الله هو الإسلام، فما حجته تلك إلا تلبيس وتدليس.
ثانياً: قوله:بأن اليهود والنصارى مؤمنون، وأنهم ليسوا بكفار:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/70)
قال الترابي: "إن قيام جبهة المؤمنين هو مطلب الساعة، وينبغي ألا تحول دونه المخاوف والتوجسات التاريخية، فنحن نعلم جميعاً أن الكثير من الحروبات التي شنت باسم الدين والاضطهاد الذي وقع باسم الدين كان الدين منه براء، لأن الأديان السماوية لا تدعو لنشر رسالتها - رسالة الفضيلة والسلام - بحد السيف أو بالقنابل والمدافع، ونحن نقرأ تاريخ الحروب الصليبية التي شنت على الشرق فنراها حملات استعمارية، استخدم فيها بعض ملوك أوربا شعار الصليب واسم المسيحية ليحققوا توسعاً استعمارياً تتعبأ فيها جماهيرهم المؤمنة، ويمدهم بالموارد وبكنوز الشرق التي كانوا يسمعون بها، وكذلك جاءت الموجة المتأخرة من الاستعمار واستخدمت اسم الدين ودعاوى التبشير لتبسط نفوذها على الأرض والناس تتخذهم سلعة لتجارة الرقيق وسخرياً لتحقيق مآربها الدنيوية المفارقة لهدي الأديان جميعاً، ولقد جاءت الموجة الاستعمارية بعرقيتها وعنصريتها مخالفة لهدي الإخاء المسيحي الذي لا يرى فرقاً بين أبيض وأسود إلا بالتقوى".
وقال: " وهذه هي دعوتنا اليوم: أن تقوم جبهة أهل الكتاب، والكتاب عندنا يطلق في القرآن يقصد به كل كتاب جاء من عند الله".
إذن: يدعو الترابي إلى قيام جبهة أهل الإيمان (المسلمون، والنصارى، واليهود) على أساس الملة الإبراهيمية، وكان منذ القديم يطرح هذه الأفكار في منتدياته، يقول في مقابله له مع مجلة المجتمع (العدد: 736، تاريخ 8/ 10/1985):
"إن الوحدة الوطنية تشكل واحدة من أكبر همومنا، وإننا في الجبهة الإسلامية نتوصل إليها بالإسلام على أصول الملة الإبراهيمية التي تجمعنا مع المسيحيين بتراث التاريخ المشترك وبرصيد تاريخي من المعتقدات والأخلاق، إننا لا نريد الدين عصبية عداء، ولكن وشيجة إخاء في الله الواحد".وفي مقابلة له مع المحرر اللبنانية (العدد 263، آب 1994) يقول: "إنني لأعتقد أن النصراني أقرب إلي ممن ينافقني ويدعي الإسلام، ابتغاء مكسب)) وصرح في محاضرة بعنوان الدولة بين النظرية والتطبيق: النصارى ما كفار هم بيؤمنوا ببعض الكتاب ويكفروا ببعض، والمسلم ممكن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض)).
إن كل مسلم له حظ من العلوم الشرعية يعلم أن الترابي فيما يدعيه ويدعو إليه يُكذِّبُ قوله تعالى:] لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح بن مريم [(المائدة:17). وقوله:] لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة [(المائدة:73)، وقوله:] وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه [(المائدة:18)، وقوله:] وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل، قاتلهم الله أنى يؤفكون، اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيحُ ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون [(التوبة:30 – 31). أما تغني كل هذه النذر والأحكام التي تجلت؟ وليست الإبل بأغلظ أكباداً ممن له قلب لا يبالي بالآيات كثرت أو قلت.
ولقد أجمع علماء الملة على كفر اليهود والنصارى، وكفر من لم يكفرهم أو شك في كفرهم ولذلك قال القاضي عياض في الشفا (2/ 286) ": ولهذا نُكفّر من لا يُكفّر من دان بغير ملّة المسلمين من الملل أو وقف فيهم أو شك أو صحّح مذهبهم، وإن أظهر بعد ذلك الإسلام واعتقده واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك " أهـ.قال القاضي أبو بكر": لأن التوقيف والإجماع اتفقا على كفرهم فمن توقف في ذلك فقد كذّب النص والتوقيف أو شك فيه، والتكذيب أو الشك فيه، لا يقع إلا من كافر" ويسمع في هذه وتلك ردود العلماء فما تزيده إلا إصراراً على بدعته ودأباً في الدعوة إليها.
ثالثاً: إنكار الترابي نزول المسيح عليه السلام:
ليست محاضرة بور تسودان وحدها هي التي أنكر فيها هذا الشَرَط من أشراط الساعة فقد جاء في كتابه "قضايا التجديد .. نحو منهج أصولي" مايلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/71)
"وفي بعض التقاليد الدينية تصور عقدي بأن خط التاريخ الديني بعد عهد التأسيس الأول ينحدر بأمر الدين انحطاطاً مضطرداً لا يرسم نمطاً روحياً. وفي ظل هذا الاعتقاد تتركز آمال الإصلاح أو التجديد نحو حدث أو عهد واحد بعينه مرجو في المستقبل يرد أمر الدين إلى حالته المثلى من جديد. وهذه عقيدة نشأت عند اليهود واعترت النصارى، وقوامها انتظار المسيح يأتي أو يعود عندما يبلغ الانحطاط ذروته بعهد الدجال قبل أن ينقلب الحال صاعداً بذلك الظهور، ولعلها تحريف للبشريات التي جاءت في الوحي القديم بمبعث عيسى ثم بمبعث محمد عليهما السلام.
وقد انتقلت هذه العقيدة بأثر من دفع الإسرائيليات إلى المسلمين. وما يزال جمهور من عامة المسلمين يعولون عليها في تجديد دينهم))
أيها المسلمون ..
إن عقيدة نزول المسيح عليه السلام آخر الزمان ثابتة في القرآن الكريم، وفي الأحاديث الصحيحة، ومنها صحيحا البخاري ومسلم، وعدّها كثير من أئمة الحديث من الأحاديث المتواترة، فابن حجر العسقلاني تتبع طرقها واحداً واحداً وأثبت بأنها متواترة، وذكر الشوكاني في توضيحه تسعة وعشرين حديثاً ما بين صحيح وحسن وضعيف منجبر، منها ما هو مذكور في أحاديث الدجال، ومنها ما هو مذكور في أحاديث المهدي المنتظر، وتنضم إلى ذلك أيضاً الآثار الواردة عن الصحابة فلها حكم الرفع إذ لا مجال للاجتهاد في ذلك. ونقل النووي عن القاضي عياض قوله: " ونزول عيسى وقتله الدجال حق وصحيح عند أهل السنة للأحاديث الصحيحة في ذلك، وليس في العقل ولا في الشرع ما يبطله فوجب إثباته"
فهذه التي يسميها الترابي ((تقاليد)) والتي يسميها ((إسرائيليات)) أحاديث نبوية صحيحة. والقائلون به من أئمة المسلمين إنما هم متبعون للقرآن والسنة المتواترة، فمن يا ترى هو الكذاب الأشر؟!.
صحَّ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم، حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبل أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها"، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: واقرؤوا إن شئتم: "وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا".
وأما قول الله عز وجل: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} (سورة آل عمران: 40). فالوفاة هنا بمعنى النوم، فالقرآن يوضح بعضه بعضاً، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْل}] الأنعام: 60 [. وقوله عز وجل: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [الزمر:42]. إذن النوم يسمى وفاة وقد دلت الأدلة على عدم موته عليه السلام فوجب حمل الآية على وفاة النوم جمعا بين الأدلة. قال الشيخ بن باز رحمه الله:" من قال ..... إنه ليس هناك مسيح ينزل من السماء فقد أعظم على الله الفرية بل هو مكذب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومن كذب الله ورسوله فقد كفر، والواجب أن يستتاب من قال مثل هذه الأقوال، وأن توضح له الأدلة من الكتاب والسنة فإن تاب ورجع إلى الحق وإلا قتل كافرا".
رابعاً: الاتحاد والفناء في ذات الله بالفن:
يعتبر الترابي الفن بكل أشكاله –رقصا وغناء وموسيقى- قسماً من أقسام التوحيد والعقيدة الإسلامية يقول:
"منها أن فقه العقيدة الموروث الذي نشأنا عليه لا يجعل الفن شعبة من شعاب إيماننا وتوحيدنا ولا يهيئنا لأن نتذكر الله بالجمال وصنعه ولا نعبده من خلاله". كتابه: (قيمة الدين .. رسالية الفن). الناشر: اتحاد طلاب جامعة القاهرة بالخرطوم.
وعن الرقص يقول:
"الرقص كذلك تعبير جميل يصور معنى خاصاً بما تنطوي عليه النفس البشرية .. إلى أن قال: ولا ننكر أن في الغرب رقصاً يعبر عن معانٍ أخرى كريمة"جريدة الصحافة: 15/ 11/79 والبيان الثاني للإخوان المسلمين: 23/ 9/1980
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/72)
ويقول أيضاً: "فبالتوحيد يتخذ الإنسان الفن وسيلة إلى الله يأخذه بذات خصائصه دون كبت أو تعطيل ويسخره للعبادة، بل يرقى بطبيعته تلك ليرقى به قدر العبادة .. فلا بد إذن من اتخاذ الفن مادة لعبادة الله". سبحانك ربي!
ما علاقة الفن والرقص بالعقيدة؟ أوَ يقول ذلك عاقل؟ ! أي نوع من البشر هذا المفتون المتهوك؟
خامساً: تطاوله على الأنبياء صلى الله عليهم وسلم:
يقول عن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في محاضرة مسجلة بصوته: "ده شخص راق لكن ما تقولوا: معصوم ما يعمل حاجة غلط". بل وقال عنه: ويقول أخبار تطلع غلط".
وعن إبراهيم عليه السلام قال:
"كان شاكاً في ربه عابداً للكواكب قبل البعثة".
وفي موضع آخر زعم بأن الله سبحانه وتعالى لم يعصم رسولنا صلى الله عليه وسلم إلا من الناس مستدلاً بقوله تعالى: ((والله يعصمك من الناس)) [المائدة: 67].
ويقول أيضاً: "هسع كلمة العصمة دي، الصحابة كانوا بيعرفوها، هسع لو جابوا الصحابة كلهم قعدوهم بيعرفوا عصمة النبي؟ وما عصمة النبي؟ يقولوا لهم النبي كذاب. يقولوا: كلا حاشا ما نبي كذاب، لكن ما بيعرفوا كلمة العصمة، دي كلمة عملوها المتكلمين".
إن عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فى عقيدتنا أصل من أصول الإيمان والإسلام، وهى عقيدة لا تنفك عن شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. والطعن في عصمة البلاغ طعن في هذه الشهادة، وهى أيضاً دليلنا على حجية الوحي الإلهي،ومن هنا تناول علماء الأصول العصمة في مباحث القرآن الكريم والسنة الشريفة، لتوقف حجيتهما على عصمة رسول الله ? وذلك يستلزم أن كل خبر بلاغي عن رسول الله ? صادق مطابق لما عند الله إجماعاً،فيجب التمسك به0يدل على ذلك قوله تعالى: ?وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحى يوحى? (النجم 3،4) فكلمة "ينطق" في لسان العرب تشمل كل ما يخرج من الشفتين قولاً أو لفظاً أي ما يخرج نطقه صلى الله عليه وسلم عن رأيه، إنما هو بوحي من الله عز وجل"الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 17/ 84
وعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به، فإنى لن أكذب على الله عز وجل" أخرجه مسلم (2361) ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأتيه من قبل قرينه الجني ما ينتاب غيره من الوسوسة لأن قرينه أسلم فلا يأمر إلا بخيركما في الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، وقرينه من الملائكة، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: "وإياي. إلا أن الله أعانني عليه فأسلم. فلا يأمرني إلا بخير" أخرجه مسلم (2814) 0وقد حكي القاضي عياض اتفاق السلف وإجماعهم على أنه لا يصدر عنه صلى الله عليه وسلم خبر بخلاف إخباره عنه، قال ابن تيمية: " الْأَنْبِيَاءَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ مَعْصُومُونَ فِيمَا يُخْبِرُونَ بِهِ عَنْ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَفِي تَبْلِيغِ رِسَالَاتِهِ بِاتِّفَاقِ الْأُمَّةِ وَلِهَذَا وَجَبَ الْإِيمَانُ بِكُلِّ مَا أُوتُوهُ" "وهذه العصمة الثابتة للأنبياء هي التي يحصل بها مقصود النبوة والرسالة فان النبي هو المنبأ عن الله و الرسول هو الذي أرسله الله تعالى وكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمين" فتاوى ابن تيمية ج10/ص290. ومع هذا كله فإن الترابي لا يزال مردداً في منتدياته بإصرار أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بمعصوم بل هو معتصم!.
سادساً: تكذيبه بما هو معلوم ثبوته من القرآن بالضرورة.
1) إقرارالترابي بأن الإنسان أصله قرد وأن نظرية (داروين) لا تعارض القرآن:
حيث سئل في حوار أجرته معه صحيفة الأنباء بتاريخ24/ 1/1998م: هل تقرون الادعاء بأن الإنسان ينحدر من سلالة القردة؟! فأجاب الترابي بالنص: ((لا أرى في ذلك تناقضا مع النص القرآني، كما في الإنجيل يقول الإسلام أن الله خلق الإنسان من طين غير أن النباتات والحيوانات والإنسان تتركب من نفس العناصر، إلى أن قال: ((يجب الأخذ في الاعتبار هذه النظرية الأساسية ثم توسيعها)). وهذه زندقة مكشوفة، ومعارضة للقرآن مفضوحة، فبئس المنتجع، ولبئست الهواية، ويا ويحه يوم تبلى السرائر يوم القيامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/73)
يقول الله تعالى عن الإنسان وأطوار خلقه: ? وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ،ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ? [المؤمنون 12 - 16] وبين الله تعالى أنه خلق الإنسان في أحسن صورة قائما معتدلا كما قال تعالى: ? الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ ? [الإنفطار 7 - 8]. وقال: ?لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ? [التين:4].إن كل ذي لب وعينين، ممن هداه الله النجدين؛ يعلم علم اليقين أن نظرية (دارون) التي روج لها اليهود (إخوان القردة)؛ تناقض ما أخبر الله به في خلق الإنسان جملة وتفصيلاً، فيا لله من هذا البهتان.
لقد تلقف الترابي عن الملاحدة الغربيين الذين رضع من لبانهم فأعجب بهم حتى الثمالة في نظرياتهم وزبالات أذهانهم، بل ورقصهم! ما ذهبوا إليه في فكرة التطور المطلق، بما في ذلك قولهم بتطوير الأديان، مسميا إفكه ذلك في تطوير الدين الإسلامي وأصوله: (التجديد)
وإنما يريد بالتجديد حده الأعلى كما يدعي وهو التطوير، وليس التجديد بمفهومه الشرعي وهو: إحياء ما اندثر من شرع الله وهداه عن طريق إحياء السنن وإماتة البدع. وإليكم المزيد من البرهان على ذلك من كلام الترابي في الفقرة التالية.
2 - قوله بتطوير الدين والشريعة حتى في نصها:
يقول الترابي: ((وليست صورة التدين ولا مشكلاته التي عاشها الرعيل الأول هي صورة الإسلام الوحيدة)) ويقول أيضا: ((ليس في تصريف الشرع ما ينكر، فالخطاب الشرعي لم يكن خطاب عين إلا لمن عناهم ذاتا فلا يلي خلفهم بنصه ولفظه المباشر)) كما يقول في موضع آخر من نفس الكتاب)) بل جاءت شريعته –وهي دليل التدين الإسلامي- تحمل قابلية التجديد في طبيعتها ونصها، وأوصى رسولها علماء الأمة أن يكونوا لها كما كان بني إسرائيل للشريعة الموسوية)).ويقول أيضا: ((ولم تعد بعض صور الأحكام التي كانت تمثل الدين منذ ألف عام تحقق مقتضى الدين اليوم ولا توافي المقاصد التي يتوخاها، لأن الإمكانات قد تبدلت وأسباب الحياة قد تطورت ".نقلا عن كتاب قضايا التجديد للترابي.
سبحان الله! ?أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ? [النور: 50]. إن قول الترابي هذا يعني عدم صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان، وأنها نزلت في وقت معين،بل ولأشخاص معينين كما صرح بذلك قائلا:" فالخطاب الشرعي لم يكن خطاب عين إلا لمن عناهم ذاتاً فلا يلي خلفهم بنصه ولفظه المباشر" والمعنى أن الشريعة لابد أن تتطور لتوافق النمط الاجتماعي الجديد، ولو كان في هذا تجاوز لأحكام الله المنزلة المحكمة، وهذه هي ذات الدعوة التي صرخ بها المنافقون المنحرفون كمحمد أحمد خلف الله، وعلي عبد الرازق،ولكن قالها أولئك بوضوح وجلاء، بينما الترابي دبجها بمواربة والتواء،على طريقة ما حكاه القرآن عن المنافقين؛ في سورة النساء:
? فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً ? [النساء: 62]، ويم الله إن المقاصد والمصلحة والإحسان كله إنما هو في شريعة الله وهداه الذي أنزله الله تعالى وارتضاه، وخير مانقذف به باطلهم فيدمغه قول الله تعالى: ? ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ? [الجاثية: 18]. ومن شك فيما فهمناه من كلام الترابي فليتأمل هذه المقابلة التي أجرتها مجلة "دير شبيغل" الألمانية مع د. الترابي في (17/ 4/1995):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/74)
السؤال: " .. لكن لا يوجد تفسير موحد للشريعة، هل يجب قطع يدي ورجلي السارق؟، وهل جزاء المرتدين عن الدين القتل؟ ".فقال: "هذه الحدود لا تقام اليوم في السودان، لأن تفسيرنا للشريعة متطور أكثر مما هو عليه الحال في البلاد الإسلامية الأخرى لا يوجد أحد قط في مؤتمرنا الشعبي الإسلامي يُحرِّم المرأة من حق توليها مناصب عامة في الدولة، أو ينكر لها الحق في تولي منصب رئاسة الدولة أو رئاسة الوزراء". وفي مقابلته له مع جريدة القدس يقلل من شأن إقامة الحدود. ويهاجم العلماء لأنهم لا يحملون إلا التراث محفوظاً في أذهانهم، ويعتقد أن بعض الأحكام مثل "الربا" تحتاج إلى اجتهاد جديد، كما اجتهد من قبل في الردة فألغاها جريمة وعقوبة.
يقول علماؤنا: "من المسائل المجمع عليها قولاً واعتقاداً أن إباحة المجمع على تحريمه: كالزنا، والسكر، واستباحة الحدود، وشرع ما لم يأذن به الله كفر وردة". (تفسير المنار: 6/ 367).
وبعد هذا فلا غرو من دعوى الترابي أن في الإسلام جوانب كثيرة علمانية، كما صرح بذلك في جريدة الراية القطرية (19/ 10/1986) قائلاً:
"إن للإسلام جوانب علمانية كثيرة .. وإن العلمانية لا دينية سياسية .. ليس لأنها ضد الدين، ولكنها ليست من الدين في شيء .. كما أنها لا تريد أن تلغي دور الدين أو تهمله في الحياة عامة .. فلا شأن لها بذلك .. ولكنها نظرية أو مذهب أو عقيدة سياسية يحسن أن نسميها اللادينية السياسية".
3 - زعم الترابي أن حواء أول الخلق وليس آدم عليه السلام.
وذلك في محاضرة بعنوان (المرأة والبندقية): وهذا قول شاذ لم يقل به أحد. قال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَآءً} (سورة النساء/1) وقوله: (واحدة) على تأنيث لفظ النفس. ولفظ النفس يؤنث وإن عنى به مذكر. ويجوز في الكلام من نفس واحد وهذا على مراعاة المعنى إذ المراد بالنفس آدم قاله مجاهد و قتادة. وهي قراءة ابن أبي عبلة واحد بغير هاء. وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} (سورة الأعراف/189) وقد خلق الله تعالى أمنا حواء من ضلع آدم الأيسر الأقصر كما جاء في الحديث الذي رواه الشيخان: "ولأمّ مكانه لحمًا" قيل لذلكَ سميت حواء بهذا الاسم لأنها خلقت من شيء حيّ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإنَّ أعوجَ شيء في الضّلع أعلاه، فإن ذَهبتَ تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء" الحديث. ويعني بزوجها في الآيتين: حواء، والزوج في لغة العرب: امرأة الرجل، ويقال: زوجة، قاله ابن عطية في تفسيره
4 - أنكاره أن يكون في الجنة حور عين:
وكان ذلك في محاضرة له في جامعة القرآن،وفي ذلك ردٌ لقوله عز وجل: "حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ. فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ. لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ"، مدعيا أن نساء الدنيا هن نساء أهل الجنة.
5 - دعواه أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يفسر القرآن لهذا اليوم.
ألقى الترابي محاضرة بجامعة الخرطوم (في: 30/ 4/1995)، وقد احتوت على أهم آرائه في علم التفسير والمفسرين، وكان مما قاله: إن كتب التفسير عبارة عن حكايات وقصص وآراء شخصية لمؤلفيها، وسخر من بعض ما ورد فيها وخاصة في تفسير القرطبي، وأضاف بكل استهتار:
"الرسول بشر مثلنا يوحى إليه - ماحَيْفَسر القرآن لهذا اليوم، لأنه لا يعرف هذا اليوم". ومعنى ذلك أن ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم غير مواكب لعصرنا هذا، لأنه لا يعرف يومنا، مع أن الله تعالى قد جعل نبيه صلى الله عليه وسلم مبينا لمراد الله من كلامه قال الله تعالى}:وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ? [ا لنحل:44].
سابعا: طعونه في السنه النبوية:
بعد إنكار الترابي عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في البلاغ، ذهب يتطاول على أعلام الإسلام من الصحابة نقلة السنة: فاتهمهم باتباع الهوى، يقول في هذا الشأن:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/75)
"إذا رأينا نأخذ كل الصحابة أو لا نأخذ، قد نجيء بعمل تنقيح جديد. نقول الصحابي إذا روى حديثاً عنده فيه مصلحة نتحفظ فيه، نعمل روايته درجة ضعيفة جداً. وإذا روى حديثاً ما عنده فيه مصلحة نأخذ حديثه بقوة أكثر ويمكن تصنيف الصحابة مستويات معينة في صدق الرواية".
وقال في موطن آخر من المحاضرة نفسها مشككاً بعدالة الصحابة وبصحيح البخاري:
"لازم لمن تجي تقوم تمتحن ضوابطه [أي البخاري] لمن تجي وأنت مؤتمن البخاري .. المسلمين .. آه .. آه .. آه خلاص ما في شيء .. من وثقه فهو كذا .. ومن جرحه فهو مجروح .. ومن عدله فهو عدل .. كل الصحابة عدول ليه؟ ما شرط يشترط ذلك في كثير أو قليل. يمكن لنا اليوم عندنا وسائل كثيرة جداً، البخاري ما كان يعرفها!! ".
قال ابن حجر –رحمه الله- في الإصابة في تمييز الصحابة (ج1 ص162) ما نصه: " (اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول (يعني الصحابة رضي الله عنهم)، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة، وقد ذكر الخطيب في الكفاية فصلاً نفيساً في ذلك، فقال: عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم، فمن ذلك قوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس" [آل عمران: 110]، وقوله: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً" [البقرة: 143]، وقوله: "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم" [الفتح: 18]، وقوله: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه] [التوبة: 100]. إلى أن قال: (في آيات كثيرة يطول ذكرها وأحاديث شهيرة يكثر تعدادها، وجميع ذلك يقتضي القطع بتعديلهم، ولا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله له إلى تعديل أحد من الخلق، على أنه لو لم يرد من الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم- فيهم شيء مما ذكرنا لأوجبت الحال التي كانوا عليها - من الهجرة والجهاد، ونصرة الإسلام، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأبناء، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين - القطع على تعديلهم، والاعتقاد بنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع الخالفين بعدهم، والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم، هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتمد قوله.
ثم روى بسنده إلى أبي زرعة الرازي قال: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة .. ).
ولما كان الترابي لا يرى عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في البلاغ، ويطعن في الصحابة، ويتهمهم بعدم العدالة فإنه عمد إلى جملة من الأحاديث الصحيحة فردها بمحض الهوى منها:
1 - حديث الذبابة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينتزعه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء".ورد من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك.
تعرض الترابي لهذا الحديث في محاضرة له بجامعة الخرطوم بتاريخ 12/ 8/1982، فكان مما قاله: "في الأمور العلمية يمكن أن آخذ برأي الكافر، وأترك رأي النبي، ولا أجد في ذلك حرجاً البتة، ولا أسأل فيه أيضاً عالم الدين".
2 - ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ» رواه البخاري. فهذا الحديث الصحيح يدل على معنى ما رواه أبو داود في سننه من قوله صلى الله عليه وسلم: «وَالْغَزْ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِي اللَّهُ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ لَا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ وَلَا عَدْلُ عَادِلٍ» أنكر الترابي حكم مضي الجهاد فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/76)
"القتال حكم ماض، هذا قول تجاوزه الفكر الإسلامي الحديث، في الواقع الحديث، ولا أقول إن الحكم قد تغير، ولكن أقول إن الواقع قد تغير، هذا الحكم عندما ساد كان في واقع معين، وكان العالم كله قائماً على علاقة العدوان، لا يعرف المسالمة، ولا الموادعة، كانت إمبراطوريات، إما أن تعدو عليها أو تعدو عليك. ولذلك كان الأمر كله قتالاً في قتال، أو دفاعاً في دفاع - إن شئت -"ندوة تلفزيونية حول الشريعة، ونشرتها جريدة الأيام السودانية في 20/ 6/1988قوله هذا مخالف للقرآن والسنة والإجماع، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن السبب الذي ذكره حجة عليه وليس له لأن هذه الإمبراطوريات - الدول الكبرى - ما زالت تعدو علينا، وتحرض حلفاءها في المنطقة ضدنا،
وإذا كان هذا هو شأن القتال عند الترابي، فإن لعبة كرة القدم عنده: جهاد، يقول الترابي: " إن الكرة لم تعد الآن لعباً ولهواً، فهي جهاد في سبيل الله". (جريدة "الكورة" السبت 14 يناير 1995، الموافق 13 شعبان 1415 هـ). القتال حكم ماض تجاوزه الفكر الإسلامي الحديث. أما لعب الكرة فهو جهاد في سبيل الله!!!، والفن -الرقص والغناء والموسيقى- من عقيدة التوحيد الإسلامية:} وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ ? [الأنعام:69].
ثامنا: قول الترابي: لست سنياً ولا شيعياً:
عن موقفه من السنة والشيعة يقول:
"كنت أتحدث في مؤتمر مع مسلمين وعرب في المؤتمر العربي والإسلامي. قلت لهم: .. أنا لست سنياً ولا أدرك ما معنى السني والشيعي.
وسئل: هل أنت على المذهب الشيعي؟ فأجاب: أنا لا أسمي نفسي شيعياً ولا سنياً، سني وشيعي لا تعني أنه يتبع سنة الرسول أو لا يتبعها.
أما التراث السني والشيعي ففيه من الترهات والخرافات عند أهل السنة والشيعة، وفيه فوائد"
تاسعا:تجويزه زواج المسلمة من يهودي أو نصراني:
لقد أطلق الترابي هذا القول كثيرا وهو أن " المسلمة يجوز لها الزواج من كتابي " وهاهو يجدد ذلك (في مقابلة قناة العربية بتاريخ 11/ 4/2006م). وهو قول باطل ظاهر البطلان، لأن الله تعالى يقول:: " وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " [البقرة: 221 [فالآية صريحة في تحريم نكاح المسلمة من الكافر سواء كان وثنيا أو يهوديا أو نصرانيا. وقال ابن كثير في تفسيره (1/ 474): هذا تحريم من الله عز وجل على المؤمنين أن يتزوجوا من المشركات من عبدة الأوثان ثم إن كان عومها مراداً وأنه يدخل فيها كل مشركة من كتابية ووثنية فقد خُص من ذلك نساء أهل الكتاب بقوله: " وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ". قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: " وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ " استثنى الله من ذلك نساء أهل الكتاب."أ. هـ، وأما الجزء الآخر في الآية وهي قوله تعالى: " وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا " فإنه لا تخصيص فيه قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله – في تيسير الكريم المنان (ص99)): " وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا " وهذا عام لا تخصيص فيه.ا. هـ"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/77)
قال ابن كثير في تفسيره (8/ 93): وقوله: " لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ " هذه الآية حَرّمَت المسلمات على المشركين، وقد كان جائزا في ابتداء الإسلام أن يتزوج المشرك المؤمنة.ا. هـ. فهذان دليلان من كتاب الله صريحان في تحريم زواج الكافر من المسلمة روى ابن جرير الطبري في تفسيره (4/ 366) بإسناده عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال: "المسلم يتزوج النصرانية، ولا يتزوج النصراني المسلمة" وصح موقوفا على جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما -، كما رواه البيهقي في الكبرى (7/ 172): " نتزوج نساء أهل الكتاب ولا يتزوجون نساءنا".، وذلك لأن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه والقوامة في الزواج للزوج قطعا لجانب الرجولة، وإن تعادلا في الحلية بالعقد، لأن التعادل لا يلغي الفوارق كما في ملك اليمين، فإذا امتلك رجل امرأة حلَّ له أن يستمتع منها بملك اليمين، والمرأة إذا امتلكت عبدا لا يحل لها أن تستمتع منه بملك اليمين، ولقوامة الرجل على المرأة وعلى أولادها وهو كافر لا يسلم لها دينها، ولا لأولادها. قال ابن عبد البر في التمهيد (12/ 21): ومما يدل على أن قصة أبي العاص منسوخة بقوله: " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ " إلى قوله: " ولا تمسكوا بعصم الكوافر " إجماع العلماء على أن أبا العاص بن الربيع كان كافرا وأن المسلمة لا يحل أن تكون زوجة لكافر.ا. هـ.
وقال القرطبي في " جامع أحكام القرآن " (3/ 72): الأولى: قوله تعالى: " وَلَا تُنكِحُوا " أي لا تزوجوا المسلمة من المشرك، وأجمعت الأمة على أن المشرك لا يطأ المؤمنة بوجه لما في ذلك من الغضاضة على الإسلام.
عاشراَ: دعوته إلى الإختلاط والسفور:
دعا الترابي إلى ضرورة الاختلاط بين الجنسين في المجتمع وذلك في كتيب سماه (المرأة في تعاليم الإسلام) فقال:" إن عزل الرجال عن النساء يضر بالمجتمع وينشر فيه الرجس وعدم الطهر "، مصادما بذلك القرآن لفظا ومعنى قال الله تعالى}:وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ? [الأحزاب: 33]
وأما حجاب المرأة المسلمة فقال عنه في ذات الكتاب: " الحجاب خاص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم، لأن حكمهن ليس كحكم أحد من النساء، ولا يجوز زواجهن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فإن آية الحجاب نزلت في السنة الخامسة للهجرة، ولم يتأثر بها وضع سائر المسلمات".
حادي عشر: قوله بجواز إمامة المرأة الرجال في الصلاة:
إجماع الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم على أن المرأة لا تؤم الرجال، وقد استدل الفقهاء جميعا في المذاهب الأربعة على مذهبهم بقوله تعالى: " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم "] سورة النساء: 34 [. ووجه الدلالة في الآية: أن الله تبارك وتعالى لم يجعل القوامة للنساء، ولم يجعل الولاية إليهن، بل جعلها للرجال، وإمامة الصلاة نوع ولاية، فلا تصح إمامة بمن هو قيم عليها،قال الشافعي في الأم 1/ 191: "وإذا صلت المرأة برجال ونساء وصبيان ذكور فصلاة النساء مجزئة، وصلاة الرجال والصبيان الذكور غير مجزئة ; لأن الله عز وجل جعل الرجال قوامين على النساء وقصرهن عن أن يكن أولياء، ولا يجوز أن تكون امرأة إمام رجل في صلاة بحال أبدا".
كما استدلوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها]. رواه مسلم كتاب باب تسوية الصفوف، والترمذي كتاب 2 الصلاة باب 52 ما جاء في فضل الصف الأول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/78)
فهذا الحديث يدل على تأخير النساء، فكيف ستتقدم المرأة لتؤم وهي مطالبة شرعا ً بالتأخر عن الرجال؟ فلا شك أن دلالته على عدم جواز إمامة المرأة للرجال في الصلاة واضحة.
ثم إنه لم ينقل عن الصدر الأول أن امرأة أمت الرجال، فلو كان ذلك جائزا ً لحصل ولو مرة، وحيث لم يحصل هذا أبدا في الصدر الأول، فهذا غير جائز لأنه لو كان جائزاً لنقل ذلك عن الصدر الأول.
وأما حديث أم ورقة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تؤم أهل دارها. رواه أبو داود (592).
فالجواب عنه أولا: أنه حديث ضعيف، فقد قال عنه الباجي في المنتقى شرح الموطأ: "هذا الحديث مما لا ينبغي أن يعول عليه". وقال ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 56: "في إسناده عبد الرحمن بن خلاد، وفيه جهالة".
الثاني: أن المقصود بأهل دارها النساء منهم دون الرجال، قال ابن قدامة في المغني 2/ 16: "وحديث أم ورقة إنما أذن لها أن تؤم (نساء) أهل دارها , كذلك رواه الدارقطني. وهذه زيادة يجب قبولها , ولو لم يذكر ذلك لتعين حمل الخبر عليه ; لأنه أذن لها أن تؤم في الفرائض , بدليل أنه جعل لها مؤذنا , والأذان إنما يشرع في الفرائض، ولو قدر ثبوت ذلك لأم ورقة , لكان خاصا بها , بدليل أنه لا يشرع لغيرها من النساء أذان ولا إقامة , فتختص بالإمامة لاختصاصها بالأذان والإقامة".
قال ابن شاس المالكي في عقد الجواهر: (وأما المرأة فلا تصح إمامتها للرجال ولا للنساء، وروى ابن أيمن جوازها)، أي للنساء، كما أجاز إمامتها للنساء والأطفال الشافعي وأحمد، شريطة أن تقف وسطهن، وتجهر أدنى الجهر. قال ابن حزم الظاهري رحمه الله في الفِصَل، وكذلك القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: (جميع أهل القبلة ليس منهم أحد يجيز إمامة المرأة إلا فرقة من فرق الخوارج وهي الشبيبية – نسبة إلى شبيب بن يزيد الشيباني). وقد ورد ذلك عن امرأة من الخوارج تدعى غزالة، وفي عصرنا أمينة ودود، الأمريكية التي أمت بعضاً من الرجال والنساء في صالة كنيسة. فهنيئاً لمن كانت أسوته غزالة الخارجية وأمينة الأمريكية، وسلفه الخوارج "الشبيبية".
وأما قول الترابي أخيرا:" إنه للرجال والنساء الصلاة معا ولكن دون إلصاق "! (صحيفة الحياة والناس، بتاريخ 9/ 4/2006). فإنه يعارض به النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال:" خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها ". رواه مسلم والترمذي
فحسبنا فيه وفي أترابه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فافعل ما شئت) رواه البخاري (3296)
ثاني عشر: إباحته الخمر لمدة عام،بل لا يكون حدالخمر قانوناَ إلا إذا تحولت لعدوان:
يقول الترابي في كتابه ((نظرات في الفقه السياسي)): 171:)) هكذا أرجوا أن يكون شأننا مع أهلنا المخمورين. كأننا عند سريان القانون سندخلهم في معتقل واسع يحول ما بينهم وبين الخمور في مظاهر الحياة العامة وتتاح لهم لعام كامل رخصة قانونية لتعاطي الحرام في خاصتهم حتى يهيئوا أنفسهم، ثم يقع الحظر وتجف الخمر))،وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) رواه البخاري وأبوا داود.
ثم ها هو الترابي اليوم يذهب إلى أبعد مما كتبه بالأمس:
وإني وإن كنت الأخير زمانُهُُُ لآت بما لم تستطعه الأوائلُ
إذ يرى دستوريُّ الزمان - الآن- أن عقوبة شرب الخمر لا تكون قانوناَ إلا إذا اقترن بعدوان كما قال آخراَ، وربما لن يكون أخيراَ:
" الخمر لا تصبح أمر قانون إلا إذا تحولت لعدوان" الرأي العام السودانية (بتاريخ: 1/ 3/2006م).وهذه حيلة منه لإبطال حد الخمر، لإن العدوان وحده جريمة، سواء كان المعتدي سكرانا حال اعتدائه أم لا.
أيها المسلمون ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/79)
لقد كان هذا شأن الترابي في جميع المراحل السابقة، من قبل ضربه على أم رأسه في (كندا) ومن بعد ذلك، فليس هو المعتوه والمجنون فيما يزعمه ويعتزيه، ولا هو الجاهل فيما يهرف به ويستبيح، ولكنه في كل حين يمتطي ظهر التيه، مبرهنا علي الغي الموفي به إلي الزندقة، عن طريق مجاهرته بأفكاره الكفرية ومعتقداته، مع الحرص الشديد على الختل والروغان كالثعالب إذ يستطيع أن يكون علمانياً وإسلامياً في الوقت ذاته، قومياً وأممياً في الآن ومن دون أن يشعر بتناقضه أو انفصامه، وما الجماهير والعواطف الإسلامية، إلا سلم لأحلامه وأطماعه. لقد كان خلاف الترابي طوال العقود السابقة مع العلماء حول أصول الدين والاعتقاد، وليس حول أمور قابلة للاجتهاد وفق ضوابط الاجتهاد الشرعي.
إننا ننبه عامة المسلمين وأهل الفكر منهم خاصة، في داخل السودان وخارجه إلى أن التربي، في حقيقته داعية إلى غير دين الإسلام، هذا وإن كشف الأهواء والفتن المضلة،ودحض المقالات المخالفة للكتاب والسنة، وتعرية حقيقة الداعية إليها، وهجره،وتحذير الناس من شره، وإقصاءه، والبراءة من فعالته لمن أوجب الواجبات، وسنة ماضية في تاريخ الدعاة، حتى لايلتبس الأمر على الأغرار، فيسلكوا بسبب وساوسه وأوهامه سبيل الفجار.
وحقٌ على من ولي أمر المسلمين في هذه البلاد،قطع تطاول الترابي على المحكمات المبينات ومقاضاته في محاكمة شرعية عادلة،عل غرار ما حوكم به سلفه من قبل" محمود محمد طه" الذي تفاقم شره،فقيض الله تعالى بتقديره من قطع دابره،ولابد أن يتصدى العلماء لهذا المتجرئ على حرمات الدين كما تصدوا لمن قبله ويطالبوا بإنزال شرع الله عليه.
وإننا ندعو المعجبين به عن جهالة إلى قراءة متأنية لأفكاره، والوقوف بعناية على تصريحاته، وقد رد عليه أهل العلم والإيمان، وأبطلوا مقالاته بغاية البيان، وساطع البرهان، فنعوذ بالله من زيغ القلوب والتباس الأمور ومضلات الفتن ونزغات الشيطان، ندعوهم إلى ذلك قبل فوات الأوان:} مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ {[الروم: 43]} وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً {[الفرقان:27 - 29] وما كتبنا هذا البيان إلا تحذيرا لكل مسلم، من سبيل من أحاطت به خطيئته، تبياناً لما وجدنا و إفصاحاً بالحق فيما تيقنا، وما شهدنا إلا بما علمنا. ونسأله عز وجل أن يعصمنا والمسلمين من طاعة الهوى والشيطان إنه على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة
ـ[حنبل]ــــــــ[19 - 04 - 06, 01:00 م]ـ
الاخ قادري
السلام عليكم ورحمة الله.
اخي الغالي البيان سبيل المؤمنين و الساكت عن الحق شيطان اخرص و كل يؤخذ من قوله و يرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
الموضوع به كل النقاط التي اخطأ فيها الشيخ الترابي مع توثيقها و بيان ما غلط فيه فإذا كنت تملك الدليل من الكتاب و السنة على خطأ ما نحن عليه فبين لنا بالتي هي احسن و سنتراجع بإذن الله.
جزى الله الاخوة على الاضافات القيمة التي اضافوها.
ـ[المستفيد7]ــــــــ[20 - 04 - 06, 09:08 م]ـ
نظرات في كتابات د. الترابي
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=2542&Itemid=25
ـ[المستفيد7]ــــــــ[20 - 04 - 06, 09:10 م]ـ
التاريخ: 20/ 3/1427 هـ
آراء ومقالات
الشيخ / عبد الرحمن بن سعد الشثري
نظرات في كتابات د. الترابي
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده.
أمَّا بعد: فقد روى الإمام مسلم أنَّ رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: ((الدينُ النصيحة, قُلنا: لِمَنْ، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: لله, ولكتابه, ولرسوله, ولأئمةِ المسلمينَ, وعامَّتهم)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/80)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (وكذلك بيانُ من غلط في رأي رآه في أمر الدين من المسائل العلمية والعملية فهذا إذا تكلَّم فيه الإنسانُ بعلم وعدل وقصدَ النصيحة فالله تعالى يُثيبه على ذلك, لا سيِّما إذا كان المتكلَّمُ فيه داعياً إلى بدعة فهذا يجبُ بيان أمره للناس, فإنَّ دفع شرّه عنهم أعظم من دفع شرِّ قاطع الطريق) منهاج السنة ج5/ 146.
وفي هذه الرسالة المختصرة أذكر بعض ما خالفَ فيه الدكتور حسن الترابي كتاب الله تعالى وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم-, وذلك عبر النقاط التالية, ناقلاً من كتبه ولقاءاته الصحفية, مع عدم التعليق عليها لمعرفة بطلانها من الدين.
* قوله بجواز ارتداد المسلم عن دينه: قال في جريدة المحرر عدد 263 في 24/ 2/1415هـ: (في بلدي وأنا أدعو إلى حرية الحوار، فإنني أترك للطرف الآخر أن يقول ما يشاء, بل إنني أقول: أنه حتى لو ارتدَّ المسلمُ تماماً وخرج من الإسلام ويُريد أن يبقى حيث هو فليبق حيث هو, لأنه لا إكراه في الدين, وأنا أقول: ارتد أو لا ترتد , فلك حريتك في أن تقول ما تشاء, بشرط أن لا تُفسد ما هو مشتركٌ بيننا من نظام)، ثم يقول: (في إطار دولتنا الواحدة فإنه يجوزُ للمسلم كما يجوز للمسيحي أن يُبدِّلَ دينه).
* دعوته لاجتماع الأديان السماوية في دين واحد يُسمَّى: جبهة أهل الكتاب:
قال في مؤتمر الأديان الذي عقد بالخرطوم بتاريخ 4/ 5/1415هـ وكان ذلك في محاضرة بعنوان: الحوار بين الأديان التحديات والآفاق: قال: (إنني أدعو اليوم إلى قيام جبهة أهل الكتاب, وهذا الكتاب هو كلُّ كتاب جاء من عند الله) , وقال: (إنَّ البعد عن عصبية الدين، والتحرر من التعصب المذهبي، هو الباب المفضي إلى حوار حقيقي بين الأديان، فإذا ترك أهل الأديان التعصب كلٌ لمذهبه وملته، وأقبل على دراسة الأديان بعقل متفتح، كان أحرى أن ينكشف له الأصل الواحد لهذه الأديان، واشتراكها في القيم الأساسية التي تدعو لها, وهذه هي دعوتنا اليوم: أن تقوم جبهة أهل الكتاب، والكتاب عندنا يُطلق في القرآن يُقصد به كلُّ كتاب جاء من عند الله).
وقال في مجلة المجتمع عدد 736 بتاريخ 24/ 1/1406هـ: (إنَّ الوحدة الوطنية تشكل واحدة من أكبر همومنا، وإننا في الجبهة الإسلامية نتوصل إليها بالإسلام على أصول الملة الإبراهيمية، التي تجمعنا مع المسيحيين، بتراث التاريخ الديني المشترك، وبرصيد تأريخي من المعتقدات والأخلاق، وإننا لا نريد الدين عصبية عداء ولكن وشيجة إخاء في الله الواحد).
* قوله بعدم الاكتفاء بالقرآن والسنة: قال في كتابه تجديد الفكر الإسلامي ص25: (ومن المعوِّقات: هناك من يقول: بأنَّ عندنا ما يكفينا من الكتاب والسنة وهذا وهمٌ شائع، إذ لا بُدَّ أن ينهض علماء فقهاء، فنحن بحاجة إلى فقه جديد لهذا الواقع الجديد).
* دعوته إلى تغيير النظرة إلى الأصول: الكتاب والسنة .. ودعوته للمنهج العقلي الاعتزالي في تطوير العقيدة والشريعة: قال في مجلة المجتمع الكويتية عدد 573: (لا بُدَّ من منهج جديد .. وكذلك الفقه، وتطور المجتمعات تستوجب فقهاً جديداً, والدعوة سبقت إلى تجديد أصول الفقه, فلا بُدَّ أن تتغير النظرة إلى الأصول، وإذا كانت الأصول الإغريقية في المنطق قد تغيرت كثيراً, وقد كملتها أصول في المنهج العلمي الطبيعي والمنهج الاجتماعي).
* قوله بتقديم قول الكافر على قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمور العلمية: ومن ذلك قوله عن حديث الذباب في محاضرة له بجامعة الخرطوم بتاريخ 22/ 10/1402هـ: (في الأمور العلمية يُمكن أن آخذ برأي الكافر وأترك رأي النبيِّ صلى الله عليه وسلم, ولا أجد في ذلك حرجاً البتة).
* طعنه في تفسير النبيِّ صلى الله عليه وسلم للقرآن: قال في محاضرة له بجامعة الخرطوم في 1/ 12/1415هـ: (الرسول بشر مثلنا يُوحى إليه, ما حَيْفَسر القرآن لهذا اليوم، لأنه لا يعرف هذا اليوم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/81)
* دعوته إلى تفسير جديد للقرآن: قال في كتابه المرأة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع ص27: (وفي رأيي أنَّ النظرة السليمة لأصول الفقه الإسلامي تبدأ بالقرآن الذي يبدوا أننا محتاجون فيه إلى تفسير جديد, وإذا قرأتم التفاسير المتداولة بيننا تجدونها مرتبطة بالواقع الذي صيغت فيه, كل تفسير يُعبِّر عن عقلية عصره إلاَّ هذا الزمان لا نكاد نجد فيه تفسيراً عصرياً شافياً).
* دعوته إلى عقيدة جديدة غير معهودة عن السلف الصالح: قال في كتابه تجديد الفكر الإسلامي ص24 - 25: (ينبغي لفقه العقيدة اليوم أن يستغني عن علم الكلام القديم، ويتوجه إلى علم جديد غير معهود للسلف).
* دعوته للتجديد في الاعتقاد: قال في كتابه تجديد الفكر الإسلامي ص86 - 87: (ولَمَّا كان الفكر الإسلامي في كلِّ قرن فكراً مرتبطاً بالظروف القائمة فلا نصيب من خلود بعدها إلاَّ تراثاً وعبرة، سواء في ذلك فقه العقيدة أو فقه الشريعة).
* قوله بأنَّ في الإسلام جوانب كثيرة علمانية: قال في جريدة الراية القطرية 15/ 2/1407هـ: (إنَّ للإسلام جوانب علمانية كثيرة .. وإنَّ العلمانية لا دينية سياسية .. ليس لأنها ضد الدين، ولكنها ليست من الدين في شيء .. كما أنها لا تريد أن تُلغي دور الدين أو تُهمله في الحياة عامة .. فلا شأن لها بذلك .. ).
* دعوته للتحاكم مع الكفار إلى الديمقراطية العالمية: قال في مجلة المحرر عدد 263 في 24/ 2/1415هـ ص12: (نريدُ الحوار مع الغرب, لا نُريد حرباً معه, نريد أن نتحاكم معاً إلى ديمقراطية عالمية).
* دعوته لتطوير الإسلام بإلغاء الحدود الشرعية, وجواز أن تتولى المرأة الولاية الكبرى: سُئل في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية بتاريخ 18/ 11/1415هـ: (لا يوجد تفسير موحَّد للشريعة، هل يجب قطع يدي ورجلي السارق؟ وهل جزاء المرتدين عن الدين القتل؟) فأجاب الترابي: (هذه الحدود لا تُقام اليوم في السودان، لأنَّ تفسيرنا للشريعة متطور أكثر مما هو عليه الحال في البلاد الإسلامية الأخرى, لا يُوجد أحدٌ قط في مؤتمرنا الشعبي الإسلامي يحرم المرأة من حق تولِّيها مناصب عامة في الدولة، أو يُنكر لها الحق في تولِّي منصب رئاسة الدولة أو رئاسة الوزراء).
* مخالفته للكتاب والسنة والإجماع بقوله بجواز تزوُّج المسلمة باليهودي أو النصراني: قال في مجلة الإرشاد اليمنية، محرم وصفر 1408هـ: (أمرُ الزواج بين المسلمين وأهل الكتاب: فيُعتبر جائزاً بنصِّ الكتاب، المسلم من الكتابية, وعكسه, غالب الفقهاء على غيره خشية الفتنة على المسلمة، واعتبارات أُخرى تقديرية استُنبطت من النصوص، لكن لا يُوجد قطعي صريح).
وقال في جريدة الشرق الأوسط عدد 9994 في 11/ 3/1427هـ: (التخرُّصات والأباطيل التي تمنع زواج المرأة المسلمة من الكتابي لا أساسَ لها من الدين، ولا تقوم على ساق من الشرع الحنيف .. وما تلك إلاَّ مجرَّد أوهام وتضليل, وتجهيل, وإغلاق, وتحنيط, وخدع للعقول، الإسلامُ منها براء).
* قوله بانتهاء الجهاد وأنه كان في الزمن الماضي فقط: قال في ندوة تلفزيونية حول الشريعة، ونشرتها جريدة الأيام السودانية في 6/ 11/1408هـ: (القتالُ حكم ماض، هذا قولٌ تجاوزه الفكر الإسلامي الحديث في الواقع الحديث، ولا أقولُ إنَّ الحكم قد تغير، ولكن أقول: إنَّ الواقع قد تغير، هذا الحكم عندما ساد كان في واقع معين، وكان العالم كلُّه قائماً على علاقة العدوان، لا يَعرف المسالمة، ولا الموادعة، كانت إمبراطوريات، إما أن تعدو عليها أو تعدو عليك , ولذلك كان الأمر كلُّه قتالاً في قتال، أو دفاعاً في دفاع إن شئت).
* قوله بأنَّ لعب الكرة جهاد في سبيل الله: قال في جريدة الكورة 13/ 8/1415هـ بعد فوز فريقه الكروي: (إنَّ الله غالبٌ على أمره، ونحمد الله أنَّ صفوف الكرة قد استوت مع صفوف الصلاة , فكان النصر المؤزَّر)، وقال: (مِمَّا يُسرُّ له أنني سمعتُ بأنَّ المعسكرات كانت على قدرٍ عالٍ من الانضباط والتربية الروحية والدينية، وأنَّ الكرة لم تعد الآن لعباً ولهواً، فهي جهاد في سبيل الله).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/82)
* استخفافه بمن يهتم بالأمور العقائدية: قال في مجلة الاستقامة، ربيع الأول 1408هـ ص26 مُستخِفَّاً بجماعة أنصار السنة في السودان: (إنهم يهتمُّون بالأمور العقائدية وشرك القبور، ولا يهتمُّون بالشرك السياسي، فلنترك هؤلاء القبوريين يطوفون حول قبورهم حتى نصل إلى قبة البرلمان).
ويقول في جريدة السودان الحديث 8/ 2/1415هـ عن جماعته: (انشغل همهم الآن بالشرك الأخطر والأجرح والأصرح: الشرك السياسي الذي لا يؤمن بالله مالكاً، بل يأتي بالقوانين الوضعية من الخارج، والشرك الاقتصادي الذي لا يجعل المال لله ونحن فيه خلفاء).
* قوله عن أنَّ شهادة الرجل تعدل شهادة امرأتين بأنه أوهام وأباطيل وتدليس: قال في جريدة الشرق الأوسط عدد 9994 في 11/ 3/1427هـ: (ليسَ ذلك من الدين أو الإسلام، بل هو مجرَّد أوهام وأباطيل وتدليس أريد بها تغييب وسجن العقول في الأفكار الظلامية التي لا تمت للإسلام في شيء).
* طعنه في عدالة الصحابة رضي الله عنهم: قال في محاضرة ألقاها في الخرطوم بتاريخ 22/ 10/1402هـ: (كلُّ الصحابة عدول ليه؟؟ ما شرط , يشترط ذلك في كثير أو قليل, يُمكن لنا اليوم عندنا وسائل كثيرة جداً البخاري ما كان يعرفها).
وقال في محاضرة بعنوان: قضايا فكرية وأصولية, ألقاها بدار تحفيظ القرآن عام 1398هـ: (إذا رأينا نأخذ كل الصحابة أو لا نأخذ, قد نجي بعمل تنقيح جديد, نقل الصحابي إذا روى حديثاً عنده فيه مصلحة نتحفظ عليه!! نعمل روايته درجة ضعيفة جداً, وإذا روى حديث ما عنده فيه مصلحة نأخذ حديثه بقوة أكثر, ويُمكن تصنيف الصحابة مستويات معينة في صدق الرواية).
* قوله بتخلُّف المسلمين قروناً وأنَّ عليه أن يُجدِّد لهم الإسلام: سُئل في مجلة الإرشاد اليمنية، محرم وصفر 1408هـ: (قرأنا آراء نُسبت لك اعتبرها البعض تطرُّفاً، فهل تراجعتم عنها؟ أم مازلتم متمسكين بها؟) فأجاب: (أنا أجتهدُ كثيراً ... وكلُّ المفكرين يجتهدون أيضاً، فأنا واحدٌ منهم .. إنني أشعرُ بأنَّ المسلمين قد تخلَّفوا قروناً، لذلك أشعرُ بتبعة وتكاليف التجديد الإسلامي الذي يقتضيه ذلك التخلُّف).
* تسميته لحركة أتاتورك مُسقط الخلافة العثمانية: حركة إصلاحية: قال في كتابه مشاكل الانتقال في تطبيق الشريعة الإسلامية ص16: (كانت هناك في تركيا مثلاً طبقة رجال الدين ... فعندما قامت حركة إصلاحية تُريد أن تُبدل هذه الأوضاع خشية من أن تنحى القاعدة التي تقوم عليها تلك المصالح , وقفوا ضد هذه الإصلاحات).
* دعوته للانفلات على منهج السلف الصالح في الأخذ بالأحوط والأسلم والأضبط: ومن ذلك قوله في كتابه قضايا التجديد الإسلامي – نحو منهج أصولي ص39: (واقرأ إن شئت لمتأخرة العلماء تجدهم يُؤثرون الأسلم والأحوط والأضبط ... وهذه الروح في تربيتنا الدينية لا بُدَّ أن نتجاوزها الآن, ولا نتواصى اليوم بالمحافظة, بل لا ينبغي إطلاق الدعوة إلى الاعتدال, لأننا لو اعتدلنا نكون قد ظلمنا, ولو اقتصدنا نكون قد فرَّطنا ... وإني لا أتخوَّف على المسلمين كثيراً من الانفلات بهذه الحرية والنهضة).
* دعوته للتوسُّع في فتح باب الاجتهاد لتخطِّي النصوص الشرعية اتباعاً للمقاصد , وتحقيقاً للمصالح: ومن ذلك قوله في كتابه تجديد أصول الفقه الإسلامي ص21: (ونحن أشد حاجة لنظرة جديدة في أحكام الطلاق والزواج نستفيد فيها من العلوم الاجتماعية المعاصرة، ونبني عليها فقهنا الموروث، وننظر في الكتاب والسنة مزوِّدين بكلِّ حاجات عصرنا ووسائله وعلومه .. ).
* اتهامه لعلماء المسلمين باتباعهم أهواءهم وتحجيرهم على المرأة: قال في كتابه المرأة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع ص42: (ومن أوسع الحجج الفقهية للتضييق على النساء: استغلال باب سد الذرائع بفرض قيود مفرطة: بحجة خشية الفتنة, وبتقديرات مفرطة في الحيطة والتحفظ ... ولكن النمط الغالب على فكر المسلمين أن يجمدوا بالنصوص على حرفها ولو كانت منوطة بعلل ظرفية من واقع العهد الأول, وإنما قالوا بقبول السماحة والمرونة الفقهية لَمَّا وافقت أهواءهم في حجر المرأة والتحفظ عليها).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/83)
* قوله بتحكيم جمهور المسلمين في الأحكام الشرعية: قال في كتابه تجديد أصول الفقه ص33: (وربما يُترك الأمر أمانة للمسلمين ليتخذوا بأعرافهم مقاييس تقويم المفكرين, ومهما تكن المؤهلات الرسمية فجمهور المسلمين هو الحكم, وهم أصحاب الشأن في تمييز الذي هو أعلم وأقوم، وليس في الدين كنيسة أو سلطة رسمية تحتكر الفتوى).
* قوله بأنَّ إجماع السلف غير مُلزم في هذا العصر, وأنَّ الإجماع هو عبارة عن استفتاء الشعب المسلم: قال في كتابه تجديد أصول الفقه ص11: (وتعود تلك المناهج الموحدة إلى مبدأ الشورى الذي يجمع أطراف الخلاف، ومبدأ الإجماع الذي يُمثل سلطان جماعة المسلمين، والذي يحسم الأمر بعد أن تُجرى دورة الشورى فيُعمد إلى أحد وجوه الرأي في المسألة فيعتمده، إذ يجتمع عليه السواد الأعظم من المسلمين، ويُصبح صادراً عن إرادة الجماعة وحكماً لازماً ينزل عليه كل المسلمين، ويُسلِّمون له في مجال التنفيذ ولو اختلفوا على صحته النسبية).
وقال في مقابلة مع جريدة المحرر 24/ 2/1415هـ: (وحين أذكر الاجتهاد فإنني أعتقدُ أنه واجبٌ على كلِّ فرد، وليس على العالم المزعوم أنه عالم , الكلُّ مطالبٌ بأن يتعاون ويتناصر في الاجتهاد، ويفتح باب حرية الرأي) وسأله رئيس تحرير الصحيفة: (هل أفهم من كلامكم هنا أن الحرية تعني الاجتهاد، كما يعني الاجتهاد الحرية؟ فأجاب الترابي: (نعم, نعم , والاجتهاد الحر ليس للعلماء فقط , وبشروط معينة، بل لكلِّ أحد, لكلِّ فرد, لا بُدَّ من أن نجتهد معاً وجميعاً فيما هو مُحقِّق لمصلحة الجماعة).
* مناداته بأهمِّ مبادئ المعتزلة من أنَّ العقل هو الطريق الوحيد للوصول للحقيقة: يقول في كتابه تجديد الفكر الإسلامي ص 26: (أمَّا المصدر الذي يتعيَّنُ علينا أن نُعيد إليه اعتباره كأصل له مكانته فهو العقل).
* زعمه أن أهل السنة والشيعة متفقون 95%: قال في لقائه في جريدة المحرر 24/ 2/1415هـ: (ليسَ صحيحاً أنَّ التراث السني والشيعي مُتباينان هذا التباين، فكتاب الشوكاني دليل لنا رغم أنه شيعي زيدي، وما يجمع المسلمين أكثر مما يُفرقهم، فما يجمعهم 95% وما يفرقهم 5%).
* طعنه في مذهب أهل السنة: سُئل في لقائه في جريدة المحرر 24/ 2/1415هـ: (هل أنت على المذهب الشيعي)؟ , فأجاب: (أنا لا أُسُمِّي نفسي شيعياً ولا سنياً, سني وشيعي لا تعني أنه يتبع سنة الرسول أو لا يتبعها , معناها حزب سياسي، ومرشح لكلِّ حزب، وأنا لا أصوت لهذا ولا لهذا).
* تبرؤه من مذهب أهل السنة: قال في لقائه في جريدة المحرر 24/ 2/1415هـ: (أنا لستُ سُنياً , ولا أُدرك ما معنى السني والشيعي).
* تأييده لثورة الخميني وتسميتها ثورة إيمان: قال في كتابه الحركة الإسلامية والتحديث ص76: (وحركة الإسلام شهدت تجارب شتى في التجديد بالمجادلة بالحسنى، وفي التعرُّض للعدوان والفتنة من جرَّاء ذلك, وهي اليوم تشهد تجارب جديدة في ثورة إيمان في النفوس تنقلب ثورة قوة في الواقع, ولعل أروع نماذجها في الثورة الإيرانية الإسلامية).
ويقول في ص287: (الثورة الإسلامية في إيران هي الحدث الأكبر في التاريخ السياسي الإسلامي المعاصر).
ويقول في مجلة المجتمع عدد 580: (الثورة الإيرانية هو ذلك الحدث الذي استطاعت فيه قوى الإسلام رغم ضعفها البادي لكل المراقبين أن تغلب بإذن الله الفئة الكثيرة القوية).
ويُسمِّيها كما في كتابه الحركة الإسلامية في السودان ص130: (الثورة الإسلامية الظافرة في إيران).
* قوله بأنَّ ظهور المسيح عليه السلام من جديد غير صحيح: (جريدة الشرق الأوسط عدد 9994 في 11/ 3/1427هـ).
* قوله بأنَّ الخمور لا تكون جريمة إلاَّ إذا سبَّبت العدوان: (جريدة الشرق الأوسط عدد 9994 في 11/ 3/1427هـ).
* قوله بجواز أن تؤمَّ المرأة الرجال في الصلاة , وأن يُصلِّي النساء بجانب الرجال: في جريدة الشرق الأوسط عدد 9994 في 11/ 3/1427هـ: (ليس هناك ما يمنع ذلك فقط، يجبُ ألاَّ يلتصق الرجال بالنساء التصاقاً قوياً في الصفوف، حتى لا تَحدُث الشهوة والانصراف عن الصلاة).
* قوله بجواز مصافحة المرأة الأجنبية: قال في كتابه المرأة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع ص42: (تجوز المصافحة العفوية عند السلام التي يجري بها العرف في جوٍ طاهر).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/84)
* قوله بأنَّ الحجاب واجبٌ على نساء النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقط: قال في كتابه المرأة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع ص27: (أمَّا الحجاب المشهور فهو من الأوضاع التي اختصَّت بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم, لأنَّ حكمهنَّ ليس كأحد من النساء , وجزائهنَّ يُضاعف أجراً أو عقاباً ... فقد قرَّرت آية الحجاب التي حكمت ألاَّ تظهر زوجة النبي صلى الله عليه وسلم للرجال ولو بوجهها وكفيها, مما يجوز بالطبع لسائر النساء المسلمات).
* قوله بأنَّ الخمار إنما هو لتغطية صدر المرأة: (أمَّا الخمار فإنه جاء لتغطية صدر المرأة وجزء من محاسنها، ولا يعني بأيِّ حال من الأحوال تكميم المرأة) جريدة الشرق الأوسط عدد 9994 في11/ 3/1427هـ.
* تسميته للضوابط التي وضعها الإسلام للمرأة بالأعراف الإسلامية الْمنحطَّة: قال في مجلة الإرشاد اليمنية، محرم وصفر 1408هـ: (غالبُ المواقف التي يتذرَّع بها المحافظون ليست إلاَّ أعرافاً إسلامية منحطة).
وقال في مجلة المجتمع عدد 580: (إنَّ واقع المرأة التقليدي لا يُمثل الإسلام).
* إباحته للرقص: قال في جريدة الصحافة 25/ 12/1399هـ: (الرقص كذلك تعبيرٌ جميلٌ يُصوِّر معنى خاصاً بما تنطوي عليه النفس البشرية) إلى أن قال: (ولا نُنكر أنَّ في الغرب رقصاً يُعبِّر عن معانٍ أخرى كريمة).
* دعوته إلى تجديد الفقه وأصوله لأنهما في نظره غير مناسبين للوفاء بحاجات المسلمين المعاصرة في التجارة والفن والسياسة: ومن ذلك قوله في كتابه تجديد الفكر الإسلامي ص96: (قد يعلم المرء اليوم كيف يُجادل إذا أُثيرت الشبهات في حدود الله, ولكن المرء لا يعرف اليوم تماماً كيف يعبد الله في التجارة أو السياسية أو يعبد الله في الفن, كيف تتكون في نفسه النيات العقدية التي تُمثِّل معنى العبادة, ثم لا يعلم كيف يُعبِّر عنها عملياً بدقة).
هذا غيض من فيض, ومن أراد الزيادة والرد عليه فليرجع أصل رسالتي هذه.
نسألُ الله تعالى لنا وللدكتور الترابي الهداية, والتوبة النصوح, وأن يُلهمنا رشدنا, وأن يُعيذنا من شرِّ أنفسنا, وأن يردَّنا إليه ردَّاً جميلاً, وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(34/85)
الإيمان بالجبت والطاغوت في هذا الموضع هل هو اعتقاد قلب, أو هو موافقة أصحابها مع بغضه
ـ[حاج]ــــــــ[19 - 04 - 06, 10:44 م]ـ
هذا هو سؤالي في الرابط: وأتمنى من يجيب عليه
أو يحيل؟؟ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78004
ـ[عبدالله البلجيكي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 07:00 م]ـ
أخي الكريم هذا جواب الشيخ عبدالرحمن المخلف على سؤالك:
"الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
قال تعالى: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} آل عمران187
قال ابن كثير رحمه الله:
" هذا توبيخ من الله وتهديد لأهل الكتاب الذين أخذ الله عليهم العهد على ألسنة الأنبياء أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم, وأن ينوهوا بذكره في الناس, ليكونوا على أهبة من أمره, فإذا ارسله الله تابعوه, فكتموا ذلك وتعوضوا عما وعدوا عليه من الخير في الدنيا والاَخرة بالدون الطفيف, والخط الدنيوي السخيف, فبئست الصفقة صفقتهم, وبئست البيعة بيعتهم, وفي هذا تحذير للعلماء أن يسلكوا مسلكهم فيصيبهم ما أصابهم, ويسلك بهم مسالكهم, فعلى العلماء أن يبذلوا ما بأيديهم من العلم النافع, الدال على العمل الصالح, ولا يكتموا منه شيئاً ".
فعلماء السوء اليوم ممن يرى الكفر و الردة ظاهرة منتشرة ثم يسكت و لا تكلم فهذا متعرض للعن الله تعالى و طرده من رحمته كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} البقرة159
و هؤلاء و لا بد إما أنهم يعلمون الحق و لكن ليس عندهم إرادة لإظهار الحق و الصدع لأن إظهار الحق و الصدع به يفضي إلى ضياع دنياهم و حصول الأذى و هم لا يريدون أن يؤذوا في دين الله تعالى فآثروا الدنيا على الآخرة و قدموها على دينهم {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} البقرة174
و قال تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} المائدة44.
فجمع الله تعالى في هذه الآية أسباب كتم الحق و عدم إظهاره و هما خشية الناس و الرضا بالحياة الدنيا و الإطمئنان بها.
ثم إنهم مع مرور الوقت و تركهم لما أمرهم الله تعالى به يعاقبهم الله تعالى بأن يستحسنوا فعل المشركين و يجادلون عنهم لا لأنهم يظنون أن فعل المشركين حق و لكن لإنتفاء بغضهم لعمل المشركين و تبرير تركهم للإنكار على المشركين و الله تعالى قد نهى عن المجادلة عن المنافقين فكيف بالمشركين {هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} النساء109
و قال تعالى: {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً} النساء107.
لذا من جادل عن المشرك الذي أظهر شركه إما أن يكون لا يعلم بأن فعله شرك و مثل هذا مشرك لم يحقق أصل الكفر بالطاغوت و هو اعتقاد بطلان عبادة الطاغوت و بغضه أو أنه لا يبغض المشركين و مثل هذا لم يحقق لا إله إلا الله لأنه لا يتم الإسلام إلا ببغض المشركين و البراءة منهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/86)
كما قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} الممتحنة4
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله: " وأجمع العلماء سلفا وخلفا، من الصحابة والتابعين، والأئمة، وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلما إلا بالتجرد من الشرك الأكبر، والبراءة منه وممن فعله، وبغضهم ومعاداتهم بحسب الطاقة، والقدرة، وإخلاص الأعمال كلها لله ".
فالمجادلة عن المشركين و الدفاع عنهم ينافي البراءة منهم و يناقضه.
فإن البراءة تكون في القلب و تكون على الجوارح فمتى ما تحققت البراءة في القلب و كانت الإرادة و القدرة تامة فلا بد أن تظهر على الجوارح.
و متى ما لم تظهر مع تحقق شروطها يكون أدنى أحوال هذا التارك للبراءة أنه آثم من كبار العصاة بل من المتعرضين للعن و الطرد من رحمة الله تعالى.
فإن زاد على هذا دفاعه عن المشركين و جداله عنهم علم عدم تحقق البراءة القلبية عنده و مثله هذا لم يحقق أصل الدين.
و الفرق و اضح بين كتم الحق و إظهار الباطل.
فكتم الحق قد يعذر صاحبه ظاهرا و إن كان هذا الكتم لم يستمر طويلا فإما أن يقوي إيمانه فيظهر الحق و يصدع به أو أنه يستمرأ الشرك و مخالطة أهله فيصبح منهم و يدافع عنهم و يجادل من كفرهم و يتبرأ منهم.
قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) المائدة.
فمن أسباب لعن بني إسرائيل في هذه الآيات أنهم كانوا لا ينهى أحدهم الآخر عن فعله للمنكر و من المعلوم ضرورة من دين الإسلام أن أعظم منكر على الإطلاق هو الشرك الأكبر بل ما بعث الله تعالى الأنبياء جميعا إلا لتحذير منه كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} النحل36
و قال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} الأنبياء25.
فذنب من ترك إنكار الشرك و عبادة الطواغيت أعظم ممن ترك إنكار ما دونه من المحرمات و الفواحش فترك إنكار عبادة الطاغوت ثم الجلوس مع المشركين تفضي و لا محالة إلى موافقتهم حتى لو كان ظاهرا.
لذا بنو إسرائيل لما تركوا إنكار المنكر مع أنهم كما في ورد في تفسير هذه الآيات كانوا ينكرون عليهم و لكن كانوا بعد الإنكار يجلسون معهم و يأكلون فكيف بمن ترك الإنكار عليهم و جلس معهم و أكل فهذا و لا شك أعظم إثما ممن أنكر و جلس لذا قال تعالى {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} النساء140.
فحكم الله تعالى بنفاق من جلس مع الكفار و هم يكفرون بالله تعالى و لم ينكر عليهم و لم يقم فحكم عليه بأنهم مثلهم و أنه جامعهم في جهنم جميعا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/87)
و هذا ما نراه اليوم من مشايخ السوء فهم يجلسون مع الطواغيت و يعلمون بفعلهم و قولهم ثم يدعون أنهم ينكرون عليهم سرا فنقول لهم إن صدقتم بأنكم تنكرون عليهم و تبينون لهم فإن الله تعالى حكم على من جلس معهم حتى و إن أنكر عليهم و لكنهم لم يتركوا هذا المنكر و لم يلتزموا بالحق فظن هؤلاء أنهم قد سقطت عنهم التبعات و ما علموا أن هناك واجبات عليهم تترتب عليهم بعد الإنكار فإن المطلوب من الإنكار خروج هؤلاء الطواغيت عن كفرهم و تبرأهم منه.
فإن لم يخرجوا من هذا و استمروا عليه فقد أقيمت عليهم الحجة هنا.
فكان واجبا عليهم عندها قتال الطاغوت و تحريض المسلمين على ذلك لا الجلوس معه و مخالطته و عده وليا للأمر ثم إنهم لما جلسوا مع الطواغيت و خالطوهم و آثروا الدنيا على الآخرة أصبحوا من أهله و حزبه فجادلوا عنه و دافعوا عن دولته و حكموا بكفر من خرج عليه و وجوب قتاله و استحلال دمه و ماله و ترويعه أهله بل و نصروه بأقلامهم و أفتوا لجند الطواغيت بقتال الموحدين الذي يكفرون الطاغوت و تبرأون منه و يقاتلونه و هذا من أعظم النقض لأصل الدين و عدم تحقيق البراءة و الطواغيت و عداوتهم فهم داخلون و لا شك في قوله تعالى {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} النساء76.
و القتال يكون بالرأي و المال و النفس بإجماع العلماء.
فمجرد ترك الإنكار على المشركين و إظهار تكفيرهم و البراءة منهم مع القدرة يتعرض به المسلم للعن و الطرد من رحمة الله تعالى كما نصت عليه الآيات التي ذكرنها سابقا.
أم إذا انضاف إلى هذا الدفاع و الجدال عنهم والوقوف معهم و الطعن بمن كفرهم و اتهامه بتكفير المسلمين فهذا قد تبين لنا عدم براءته منهم و بغضه لهم و مثل هذا لم يحقق أصل دين الإسلام و هذا هو ثمرة ترك الإنكار على المشركين و تكفيرهم.
أما إذا علمنا من قول و فعل هؤلاء أنهم يقرون هذا الشرك و يرضونه فهؤلاء كفار بإجماع العلماء كما قال تعالى {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} النساء140
و قد أجمع أهل العلم أن الرضا بالكفر كفر و إن كان باطنا يبغض الكفر.
و الله أعلم."
--------------------
لا يعرف الحق بالرجال اعرف الحق تعرف رجاله
أخوكم / عبد الرحمن بن طلاع المخلف
ـ[داؤود بن محمد]ــــــــ[01 - 04 - 08, 12:19 م]ـ
أعوذ بالله
وهل عبد الرحمن المخلف هذا شيخ
يا ناس اتقوا الله فالرجل ليس طالب علم اصلا فضلا عن يكون شيخ
وهذا الرجل تكفيري غال في التكفير فهو يكفر الشيخين عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين بل يكفر من لم يكفرهما ويسميهما مشايخ الطاغوت
ومن اراد مع فة الرجل وعرفة منهجه فليقرأ الشهاب الحارق علي ابي مريم الخارجي الما ق والموجود في المنتديات خاصة منتدي انا المسلم قسم العقيدة ومنتدي الالوكة المجلس الشرعي ومنتدي التوحيد
بل يكفي ان تكتب في جوجل اسم هذا الكتاب مختصر الشهاب الحارق في الرد علي ابي مريم الخارجي المارق
ووالله ما كتبت هذا الا للتحذير من الرجل فانه ضل واضل
وانا ما دخلت منتدي هل الحديث منذ فترة وسبحان الله دخلت المنتدي قسم العقيدة لاطرح الموضوع اردت ان اكتب مشاركة نداء للمشايخ وطلبة العلم الكبار ليردوا علي هذا الضال
فهو لم يكتف بما سبق من تكفير كبار العلماء بل كفير كل من لم يكفرهم ويكفر الطالبان والمجاهدين كلهم في افغانستان وكذا والله اعلم في العراق
وانا هنا اكرر هذا النداء لطلبة العلم المجيدين والمشايخ الكبار ارجوكم انقذو ا الشباب وخاصة الاعاجم منهم خاصة المغتربين وكذا الاخوة في البوسنة والهرسك فالرجل امره استفحل(34/88)
ما هي الصفات التي إذا جهلها الإنسان يكون لم يعرف الله تعالى؟
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 11:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هي الصفات التي إذا جهلها الإنسان يكون لم يعرف الله تعالى؟
وأرجو ذكر أقوال العلماء في ذلك، وبيان حكمهم على المخالف.
وشكرا.
ـ[ابوعمار المالكي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 02:29 ص]ـ
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
معرفه العبد بربه نوعان
الاولى المعرفه الكامله: وهذه والله اعلم اعتقد انك لا تقصدها وهى معرفة جميع اسماء الله وصفاته وهذه معرفة الانبياء وقد بوب البخاري فى صحيحه فى كتاب الايمان (باب قول النبى أنا أعلمكم بالله) ومن لم يعرف بعضها (اي الاسماء) لم يكن يعرف ربه المعرفه الكامله لاكنه يعرف ربه المعرفه الواجبه وهذا مؤمن لا ينفك عنه الايمان بحال فقد جهل بعض الاسماء البديهيه أناس منهم ام المؤمنين عائشه رضى الله عنها جهلت ان الله سميع وهذا فى الحديث المشهور ولم يقول لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتسلى وانتقى الشهادتين وكذ الرجل الذى قال لاولاده ان انا مت فسحقونى 00000الى فوالله لأن قدر الله على ليعذبنى000الى اخره فهذا ايضا جهل قدرة الله ولم ينفك عنه اصل التوحيد
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 02:41 م]ـ
بئس ما قلت!
اتهمت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأنها كانت تجهل أن الله يعرف السر وأخفى، فاتق الله.
اتق الله لأن ما نسبته أفحش مما نسب إليها في عرضها، فالفاحشة أهون من الكفر بالله العظيم، لقد فاق اتهامك اتهام رأس المنافقين فاتق الله!!!
والذي أمر أولاده بحرقه، اختلف العلماء في تأويله، وتأويلهم معناه أن هذه القضية قضية عين وهي تخالف أصلا هاما عندهم وهو أن الذي ينفي أن الله على كل شي قدير كافر وذلك بإجماع المسلمين. وأيضا العلماء في تأويلهم كانوا يناقشون سبب عدم عذابه في الآخرة وليس حكمه الدنيوي.
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 02:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد،
لقد اجترأ بعض الناس على الظن بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بادعاء أنها كانت تجهل أن الله يعلم السر وأخفى وها أنا أنقل لكم فصلا من كتاب الإنذار لأحمد طارق حول هذا الموضوع:
حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
احتجوا بسؤال عائشة ـ رضي الله عنها ـ للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " مهما يكتم الناس يعلمه الله .... أقول: قد ذكروا الكلام و استحيوا أن يذكروا استنباطهم الفاحش منه و ما ذاك إلا أن أي مؤمن بر تقي يرعى حرمات المؤمنين فضلا عن أمهاتهم , فضلا عن بيت النبوة , كل ناصح لدينه يأبى أن ينسب لعائشة بنت أبي بكر و حب رسول الله و سكنه أن تجهل أبسط معاني العقيدة , و هي أن الله يعلم السر و أخفى. خاب و خسر من نسب لها ذلك.
أيها الناس اتقوا الله في دينكم و لا يدفعنكم الانتصار للرأي و المذهب إلى التطاول الفاحش و الحجج الباطلة ممن تخشى عليكم أن تؤولوا إليه , ثم إنا نسألكم: إذا كانت عائشة الصديقة أم المؤمنين التي نشأت في بيت العقيدة و تتلمذت على يد الداعية الأول من الصحابة أبا بكر ـ والدها ـ، ثم انتقلت إلى بيت النبوة و مهبط الوحي ثم كانت أقرب نساء النبي إلى نفسه , ثم كانت أحفظ نساء النبي للسنة ثم كانت أفقه نساء النبي و أمهات المؤمنين علماً و أفصحهن بيانا.
أقول شارحا: إذا كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ و هذه هي صفتها و مكانتها تجهل أن الله تعالى يعلم السر و أخفى , و هو ما يعرفه الطفل الحدث الذي لا يعرف كيف يتنزه من بوله بعد , فكيف الظن بمن دونها؟.
أريد أن أقول: أن من نسب هذا التصور و الشك إلى عائشة ـ رضي الله عنها ـ فليعلم أنه قدح مباشر في بيان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بحيث كان أهله يجهلون أبسط معاني دعوته ـ حاشا لله ـ بل الظن الصادق أن النبي بلغ فأتم البلاغ , و بين فأحكم البيان و ظن الصدق بالصديقة يرفعها بمفاوز بعيدة أن نرميها بهذا الإفك و سوء الظن و كل عاقل منصف ديَّن يعلم أن عائشة إما قالت هذا الكلام على سبيل التدبر و التأمل و التعجب من قدرة الله و إحاطة علمه , إظهارا للخشية. و إما على وجه الاستنفار لحديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ طلبا لمزيد علم و فقه , كقول العربي لصاحبه: " أغشيت عكاظ بالأمس "؟ و هو يعلم أنه قد ذهب إليها و لكنه يستنفره ليحدثه عن تفاصيل ما حدث هناك. و للعلماء مذاهب أخرى في تأويل قول عائشة فليراجعها من شاء في (الاختيارات العلمية).
منقول: من كتاب الإنذار بأن نقض أصل التوحيد بالجهل ليس من الأعذار لأحمد طارق.
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 03:04 م]ـ
وأيضا فإن هذه التهمةأفحش مما نسب إليها في عرضها، - رضي الله عنها - فالفاحشة أهون من الكفر بالله العظيم!!!
وكذا الذين نسبوا إلى يوسف عليه السلام أنه كان يحكم بشرع ملك مصر فاق ذلك الاتهام اتهام امرأة العزيز له.
ولا أرى هذه الاتهامات يصدقها إلا من لم يعرف قدر الأنبياء والصحابة رضوان الله عليهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/89)
ـ[هيثم أبا الحسن]ــــــــ[20 - 04 - 06, 08:09 م]ـ
و ماذا عن العذر بالجهل؟؟؟
فحسبما أعرف فالإنسان يعذر بالجهل حتى فى الاسماء و الصفات لان الاستدلال عليهما لا يكون الا بالنقل و ليس العقل و لذا فيعذر من لم يصله الدليل على الصفة أو الاسم .....
و أرجو مشاركة الاخوة فى المنتدى بالتوضيح
و السلام عليكم جميعا
ـ[ابوعمار المالكي]ــــــــ[23 - 09 - 06, 03:13 م]ـ
الاخ ابو الوليد من الممكن ان نتناقش مره ثانيه فى موضوع العزر بالجهل فى مسأله الاسماء والصفات وذلك نظرا لاننى كنت مشغول ولم يصل الى ردك عن الموضوع
ولقد اتهمتنى بتهم صعبه بدون اى دليل علمى وعلى هذا من الممكن ان نتناقش فى الموضوع مره ثانيه لاكن بدليل شرعى
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[12 - 10 - 06, 04:39 ص]ـ
قال شيخ الاسلام رحمه الله فى مجموع الفتاوى ج11 معقبا على الحديث فهذه عائشة ام المؤمنين سالت النبى هل يعلم الله كل مايكتم الناس فقال لها النبى نعم وهذا يدل على انها لم تكن تعلم ذلك ولم تكن قبل معرفتها بان الله عالم بكل شىء يكتمه الناس كافره) هذا والله اعلم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[12 - 10 - 06, 08:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي
نصيحتي لكم
من كان له علم فليتكلم ومن لا فليسأل فقط
فانني أخشى أن تكون عاقبة هذا الموضوع مثل هذا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83955
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[12 - 10 - 06, 08:16 م]ـ
المعرفه الكامله: وهذه والله اعلم اعتقد انك لا تقصدها وهى معرفة جميع اسماء الله وصفاته وهذه معرفة الانبياء
ومن قال لك بأن الأنبياء يعرفون جميع أسماء الله وصفاته؟!
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[12 - 10 - 06, 08:49 م]ـ
ذكر الامام الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة, الحديث رقم (199):
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو [استأثرت به في علم الغيب عندك] أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[12 - 10 - 06, 08:57 م]ـ
نعم أخي هذا لا يخفى، وإنما أنا أستنكر كلام الأخ.(34/90)
الإجماع في باب الإعتقاد - بحث للنقاش و التحليل.
ـ[حازم المصري]ــــــــ[21 - 04 - 06, 09:40 م]ـ
فهذه رسالة لأحد طلبة العلم عندنا و هو الأخ الفاضل أبو عبد الله المصري.
و هو لم يستطع التسجيل بالملتقى لإيقاف التسجيل حالياً.
و عليه فقد وكلني في أداء هذا الأمر.
و أرجو من إخواننا في الملتقى ألا يبخلوا علينا بالنصح و الإرشاد و التوجيه.
و عذراً للنقص في التنسيق حيث أني أكتب على عجالة لضيق الوقت.
الإجماع في باب الإعتقاد
أبو عبدالله المصري
مقدمة:
يعتبر الإجماع حجة في دين الإسلام سواء في باب العلمية الخبرية -الإعتقادات – أوالمسائل الفقهية العملية. لكن هناك بعض المسائل العلمية الخبرية التي لا يمكن إثباتها تفصيليا من خلال الإجماع مجردا عن نصوص الكتاب والسنة , بل لا بد من النص من الكتاب والسنة على هذه المسألة بعينها إذ لا يكون الإجماع مستقلا في ذلك بل يذكر إعتضادا.
فالإجماع في المسائل الخبرية الغيبية التي لا دخل للعقل ولا للاجتهاد فيها لا يعتبر دليلا منفصلا عن الوحيين , ولكن قد يدل الإجماع بشكل إجمالي عليها , وسنضرب أمثلة على ذلك فيما يلي:
في باب الأسماء والصفات:
أجمع المسلمون على أن الله متصف بصفات الكمال ومنزه عن النقائص ,
فهل يصح قول قائل بأن الإجماع انعقد على أن الله متصف بكذا وكذا --- بدون الدليل من القرآن والسنة؟
لا يصح ذلك على سبيل التفصيل؛ إذ لا بد من وجود نص وسيأتي منهج السلف في ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
في باب الإيمان بالملائكة:
أجمع المسلمون على وجود الملائكة , وعلى أن الإيمان بهم ركن من أركان الإيمان ,
لكن هل يصح القول بأن الإجماع قد ثبت بوجود الملائكة مستقلا عن النص سواء جاء النص بذلك أم لا , أم أن الصحيح أن الإجماع قد ثبت بعد ورود النص بذلك؟
والصحيح أن الإجماع قد جاء بعد ورود القرآن والسنة بذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
في باب الرسالات والنبوات:
أجمع المسلمون على أن الله قد أرسل الرسل وأنزل الكتب على سبيل الإجمال والذي يمكن أن يدرك بالعقل , أما تفصيل ذلك فلا بد من النص من قرآن وسنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
في باب اليوم الآخر والبعث والنشور:
أجمع المسلمون على أن الله يبعث الناس إلى يوم القيامة ليجازي كلا بعمله كما سبق على سبيل الإجمال والذي يمكن أن يدرك بالعقل أيضا , لكن تفصيل النعيم والعذاب لا بد فيه من النص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
في باب الإيمان بالقدر:
أجمع المسلمون على أن الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان , وأن الله قَدَّرَ مقادير كل شئ , لكن هل يمكن أن يدرك ذلك من خلال الإجماع بدون وجود نص يدل على ذلك؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
في بعض مسائل الإعتقاد الأخرى:
- هل يستقل الإجماع بإثبات وجود العرش والقلم واللوح بدون النص على ذلك من القرآن والسنة؟
- هل يستقل الإجماع بإثبات وجود إبليس وذريته من الشياطين بدون النص على ذلك من القرآن والسنة؟
- هل يستقل الإجماع بإثبات وجود إبليس وذريته من الشياطين بدون النص على ذلك من القرآن والسنة؟
- هل يستقل الإجماع بإثبات حياة الأنبياء في قبورهم بدون النص على ذلك من القرآن والسنة؟
وإلى غير ذلك من الأمثلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
سبب تصنيف هذا البحث:
ادعى بعض العلماء الإجماع لإثبات أسماء لله وصفات له سبحانه لم تأت في القرآن والسنة , وبعض العلماء يعتقد أنه يمكن أن نثبت اسم أو صفة لله أو أمرا من أمور العقيدة مستندا إلى الإجماع على اعتبار أن الإجماع حجة , كما أن البعض يعتقد أن ذلك هو رأي جمهور أهل السنة على اعتبار أنه قد خالف بعضهم في ذلك وخلافهم في ذلك معتبر.
فما هو الصحيح من ذلك هل يتوقف اثبات اسم لله أو صفة على الكتاب والسنة وهو إجماع من السلف على ذلك أم أنهم أجمعوا على خلاف ذلك , أم أن هناك خلافا وجمهور أهل السنة على التوقف على الكتاب والسنة؟
الصحيح من ذلك أن أهل السنة والجماعة مُجْمِعون على التوقف في اثبات أسماء الله وصفاته على الكتاب والسنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/91)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 11/ 250:
واجمع سلف الأمة وأئمتها على ان الرب تعالى بائن من مخلوقاته يوصف بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل يوصف بصفات الكمال دون صفات النقص.
وقال أيضا في العقيدة الأصفهانية 1/ 24 – 25:
فالذي اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
وفيما يلي دليل ذلك من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة والدليل العقلي:
أولا: الدليل من الكتاب:
قال الله " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا "
قال الله " ولا يحيطون به علما "
قال الله " ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
ثانيا: الدليل من السنة:
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أسألك بكل اسم هو لك سميت به
نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك " رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والحاكم. صحيح الترغيب والترهيب 1822
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
ثالثا: النقولات عن السلف توضح أن مذهب السلف اشتراط الدليل من الكتاب والسنة الصحيحة لاثبات الاسم أو الصفة لله:
1.نقل الشيخ محمد الحمود النجدي في كتابه النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى طـ مكتبة الإمام الذهبي الكويت 1/ 19 - 20
أخرج ابن أبي حاتم في آداب الشافعي بإسناد صحيح عن الإمام الشافعي:
عن يونس بن عبد الأعلى قال: سمعت الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله وما يؤمن به فقال: " لله تعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه , وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمته لا يسع أحدا من خلق الله قامت عليه الحجة ردها؛ لأن القرآن نزل بها وصح عن رسول الله القول بها فيما روي عنه العدول , فإن خالف بعد ثبوت الحجة فهو كافر , أما قبل ثبوت الحجة فمعذور بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالرؤية والفكر ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
2.قال الإمام الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث:
- إن أصحاب الحديث المتمسكين بالكتاب والسنة يعرفون ربهم بصفاته التي نطق بها كتابه وتنزيله وشهد له بها رسوله صلى الله عليه وسلم على ما وردت به الأخبار الصحاح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
3.إيضاح الدليل 1/ 20
لكن الله تعالى غيب لا تدركه الأبصار ولا تحيط به العقول ولولا أنه سبحانه عرف عباده على نفسه ما عرفوه كما هو لقد عرف الله تعالى عباده على نفسه من خلال أسمائه وصفاته ولولا تعريفه نفسه بذلك إلى خلقه ما عرفوه سبحانه كما هو لذا كان من الخطأ والخطر والمجازفة والخروج على الحدود أن يقول الإنسان في حق الله تعالى سوى ما قال عن نفسه فلا يسميه سبحانه بسوى ما سمى به نفسه أو سماه رسول الله من الأسماء ولا يسميه طبيعة ولا رحمة ولا سماء ولا غيبا ولا والد ولا ولد لا مهندسا للكون ولا عارفا ولا يصفه كذلك بسوى ما وصف به نفسه أو وصف به رسوله من الصفات ولا يصفه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
4.العلو للعلي الغفار 1/ 208:
سئل ابن سريج رحمه الله عن صفات الله تعالى فقال حرام على العقول أن تمثل الله وعلى الأوهام أن تحده وعلى الألباب أن تصف إلا ما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
5.العلو للعلي الغفار 1/ 239:
أبو أحمد القصاب قال: ولا يوصف إلا ما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه فهي صفة حقيقة لا مجازا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
6.المناظرة في القرآن 1/ 44:
على ان معتمدنا في صفات الله عز وجل إنما هو الاتباع نصف الله تعالى بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله ولا نتعدى ذلك ولا نتجاوزه ولا نتأوله ولا نفسره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
7.تحريم النظر في كتب أهل الكلام 1/ 39
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/92)
ونعلم أن ما جاء به الرسول حق ولا يوصف الله تعالى بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
8.ذم التأويل 1/ 24
37 - وروي عن الحسن البصري أنه قال لقد تكلم مطرف على هذه الأعواد بكلام ما قيل قبله ولا يقال بعده قالوا وما هو يا أبا سعيد قال: الحمد لله الذي من الإيمان به الجهل بغير ما وصف به نفسه.
38 - وقال سحنون من العلم بالله السكوت عن غير ما وصف به نفسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
9.رسالة إلى أهل الثغر 1/ 236
الإجماع العاشر
وأجمعوا على وصف الله تعالى بجميع ما وصف به نفسه ووصفه به نبيه من غير اعتراض فيه ولا تكيف له وأن الإيمان به واجب وترك التكييف له لازم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
10.شرح السنة للبربهاري صـ 24:
9 - واعلم رحمك الله أن الكلام في الرب تعالى محدث وهو بدعة وضلالة ولا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه عز وجل في القرآن وما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه فهو جل ثناؤه واحد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
11.فتاوى مهمة 1/ 11:
ولكن طريقة السلف في هذا النوع من التوحيد هو أن يسمى الله ويوصف بما سمي ووصف به نفسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
12.لمعة الإعتقاد 45:
ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} ونقول كما قال ونصفه بما وصف به نفسه لا نتعدى ذلك ولا يبلغه وصف الواصفين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
13.الإبانة الكبرى لابن بطة 3/ 91:
فمن علامات المؤمنين أن يصفوا الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله مما نقلته العلماء ورواه الثقات من أهل النقل الذين هم الحجة فيما رووه من الحلال والحرام والسنن والآثار.
- الإبانة 3/ 162:
119 - قال حرب وأملى علي إسحاق أن الله وصف نفسه في كتابه بصفات استغنى الخلق أن يصفوه بغير ما وصف به نفسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
14. رسالة الاستواء والفوقية صـ 27:
نصفه بما وصف به نفسه من الصفات التي توجب عظمته وقدسه مما أنزله في كتابه وبينه رسوله في خطابه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
15.الشريعة 1/ 283:
فقال محمد بن الحسين رحمه الله: اعلموا - وفقنا الله وإياكم للرشاد من القول والعمل - أن أهل الحق يصفون الله عز وجل بما وصف به نفسه عز وجل وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وبما وصفه به الصحابة رضي الله عنهم , وهذا مذهب العلماء ممن اتبع ولم يبتدع ولا يقال فيه: كيف؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
16.التوحيد لابن خزيمة 1/ 137:
قال أبو بكر خرجت هذا الحديث بتمامه بعد عند ذكر نزول الرب عز وجل كل ليلة بلا كيفية نزول نذكره لأنا لا نصف معبودنا إلا بما وصف به نفسه إما في كتاب الله أو على لسان نبيه بنقل العدل عن العدل موصولا إليه لا نحتج بالمراسيل ولا بالأخبار الواهية ولا نحتج أيضا في صفات معبودنا بالآراء والمقاييس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
17.مجموع الفتاوى 2/ 478:
ولو سلك هؤلاء طريق الانبياء والمرسلين عليهم السلام الذين أمروا بعبادة الله تعالى وحده لا شريك له ووصفوه بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله واتبعوا طريق السابقين الاولين لسلكوا طريق الهدى ووجدوا برد اليقين وقرة العين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
18.مجموع الفتاوى 3/ 3:
فأما الأول وهو التوحيد فى الصفات فالأصل فى هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله نفيا وإثباتا فيثبت لله ما اثبته لنفسه وينفى عنه ما نفاه عن نفسه , وقد علم ان طريقة سلف الامة وأئمتها إثبات ما اثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
19.مجموع الفتاوى 3/ 41:
القاعدة الثانية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/93)
أن ما أخبر به الرسول عن ربه فانه يجب الإيمان به سواء عرفنا معناه أو لم نعرف لأنه الصادق المصدوق فما جاء فى الكتاب والسنة وجب على كل مؤمن الإيمان به وإن لم يفهم معناه , وكذلك ماثبت باتفاق سلف الأمة وأئمتها مع ان هذا الباب يوجد عامته منصوصا فى الكتاب والسنة متفق عليه بين سلف الأمة.
وما تنازع فيه المتأخرون نفيا وإثباتا فليس على أحد بل ولا له ان يوافق أحدا على إثبات لفظه أو نفيه حتى يعرف مراده فإن أراد حقا قبل وإن أراد باطلا رد وان اشتمل كلامه على حق وباطل لم يقبل مطلقا ولم يرد جميع معناه بل يوقف اللفظ ويفسر المعنى كما تنازع الناس فى الجهة والتحيز وغير ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
20.مجموع الفتاوى 3/ 74:
ولهذا كان مذهب سلف الأمه وأئمتها اثبات ما وصف به نفسه من الصفات ونفى مماثلته بشىء من المخلوقات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
21.مجموع الفتاوى 4/ 6
وثبت عن الربيع بن سليمان أنه قال سألت الشافعي رحمه الله تعالى عن صفات الله تعالى فقال حرام على العقول أن تمثل الله تعالى وعلى الأوهام أن تحده وعلى الظنون أن تقطع وعلى النفوس أن تفكر وعلى الضمائر أن تعمق وعلى الخواطر أن تحيط وعلى العقول أن تعقل إلا ما وصف به نفسه أو على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
22.قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 4/ 7:
فمن سبيلهم في الاعتقاد - السلف - الإيمان بصفات الله وأسمائه التي وصف بها نفسه وسمى بها نفسه في كتابه وتنزيله أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة عليها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
23.مجموع الفتاوى 5/ 26
ثم القول الشامل فى جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله وبما وصفه به السابقون الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
24.مجموع الفتاوى 5/ 325:
ومذهب سلف الأمة وأئمتها أنهم يصفونه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله فى النفى والاثبات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
25.مجموع الفتاوى 12/ 73:
والمسلمون يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يثبتون له ما يستحقه من صفات الكمال وينزهونه عن الاكفاء والأمثال فلا يعطلون الصفات ولا يمثلونها بصفات المخلوقات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
26.مجموع الفتاوى 13/ 160:
وأصل عبادته معرفته بما وصف به نفسه فى كتابه وما وصفه به رسله ولهذا كان مذهب السلف أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وما وصفه به رسله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
27.مجموع الفتاوى 13/ 305:
والصواب ما عليه أئمة الهدى وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله لا يتجاوز القرآن والحديث ويتبع فى ذلك سبيل السلف الماضين أهل العلم والايمان والمعانى المفهومة من الكتاب والسنة لا ترد بالشبهات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
28.الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 4/ 405:
وأصل دين المسلمين أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه في كتبه وبما وصفته به رسله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يثبتون له تعالى ما أثبته لنفسه وينفون عنه ما نفاه عن نفسه ويتبعون في ذلك أقوال رسله ويجتنبون ما خالف أقوال الرسل كما قال تعالى " سبحان ربك رب العزة عما يصفون ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
29.بيان تلبيس الجهمية 1/ 248:
ومن الوجوه الصحيحة أن معرفة الله بأسمائه وصفاته على وجه التفصيل لا تعلم إلا من جهة الرسول عليه الصلاة والسلام إما بخبره واما بخبره وتنبيهه ودلالته على الأدلة العقلية ولهذا يقولون لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/94)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
30.تيسير العزيز الحميد 1/ 672:
وتلقى الصحابة رضي الله عنهم عن نبيهم صلى الله عليه وسلم ما وصف به ربه من صفات كماله ونعوت جلاله فآمنوا به وآمنوا بكتاب الله وما تضمنه من صفات ربهم جل وعلا كما قال تعالى والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وكذلك التابعون لهم بإحسان وتابعوهم والأئمة من المحدثين والفقهاء كلهم وصف الله بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
31.معارج القبول 2/ 459:
توحيد الأسماء والصفات هو أن يدعي الله تعالي بما سمي به نفسه ويوصف بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
32.قال علاَّمة العصر ابن عثيمين في كتابه الفريد القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى:
- القاعدة الخامسة: أسماء الله تعالى توقيفية، لا مجال للعقل فيها:
على هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) وقوله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه، أو إنكار ما سمى به نفسه، جناية في حقه تعالى، فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص.
- القاعدة السابعة: صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: " لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث". النتهى كلام الشيخ رحمه الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
من الأدلة العقلية على هذا القول:
1.أجمع أهل السنة أن الله سبحانه سمى نفسه بأسماء ووصف نفسه بصفات لم يزل ولا يزال أبدا متسمي بها ومتصفا بها , فهل قال أحدهم أن إثبات ذلك متوقف على ثبوت إجماع بها من عدمه؟.
فإن قال قائل: لا نقول ذلك , بل نقول أن الإجماع وسيلة من وسائل العلم بالأسماء والصفات فنقول وبالله تعالى التوفيق:
2.أجمع المسلمون أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالله وأشدهم له خشية
فهل جهل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من أسماء الله أو صفاته فلم يعلمها , وبالتالي لم يقم بالتأله لله بمقتضى ذلك الاسم أو تلك الصفة , وجاءت الأمة من بعده فعلمت ذلك فقامت بعبودية لم يقم بها نبيها؟ لا يستريب مسلم عاقل في فساد هذا.
3.وزن أبو بكرالصديق رضي الله عنه بالأمة فرجح , ووزن عمر بالأمة فرجح , وهذا الرجحان في العلم والعمل , وأشرف العلم هو العلم بأسماء الله وصفاته فهل ورد عن أحدهما نص بسند صحيح أو حتى غيرهما من الصحابة بإثبات اسما أو صفة لله لم يأت به قرآن ولا سنة؟ فيما نعلم حتى الآن أن الإجابة: لا , وما ثبت عنهم هو من باب الإخبار عن الله.
فهل تعلم الأمة أمرا من الدين متعلق بأسماء الله وصفاته بعد أن جهله الصحابة؟ فالصحابة إما أن علموا وكتموا , أو جهلوا فلم يعلموا؟ وكلاهما باطل.
فبقي أنه لم يثبت عنهم اسما أو صفة لله خارج الكتاب والسنة وهو الصحيح.
4.نفى الله عن النبي صلى الله عليه وسلم علم الغيب إلا ما أعلمه سبحانه , فلم يثبت النبي صلى الله عليه وسلم لله صفة أو اسما إلا بما أوحاه إليه ربه.
5.ثبت الإجماع عن السلف بالجهل بكيفية صفات الله الثابتة بالنَّص , فكيف يتم إثبات صفة غير منصوص عليها أصلا في القرآن والسنة.
6.ثبوت الاسم أو الصفة توقيفي؛ لأنه يترتب على ذلك عبوديات لله من حلف ودعاء وغير ذلك , والعبادات توقيفية فلا بد من وجود نَصِّ ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/95)
فهل قال أحد: أن الإجماع قد ثبت على استحباب طاعة معينة أو ذكر معين بدون نص من قرآن أو سنة؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
إشكال:
- فإن قال قائل: ماذا نفعل أمام الإجماع الذي يُثْبِتُ لله اٍما اسما أو صفة , بدون وجود نص بذلك؟
- نقول وبالله تعالى التوفيق والهدى:
هناك أمور ينبغي مراعاتها أمام مثل هذه الإجماعات والتي تثبت اسما أو صفة لله بدون دليل من قرآن أو سنة:
1.يجب إثبات أن هذا إٌجماع ثابت عن السلف أئمة الدين من الصحابة والتابعين ولم يخالف في ذلك أحد منهم , ولكنني وحتى الآن لم أجد نصا عن الصحابة وأئمة الدين بإثباتهم اسما أو صفة لله خارج الكتاب والسنة , بل هم مُجْمِعون على التوقف في إثبات ذلك على الكتاب والسنة كما نقلنا.
2.لن تجد قولا يثبت اسما أو صفة لله بدون نص من قرآن أو سنة إلا وهو عليه استدراكات واختلاف.
3.ما ثبت عن بعض العلماء من إثبات اسما أو صفة لله بالإجماع , أو رأي لأحد العلماء في ذلك فهو محجوج بإجماع السلف في التوقف على الكتاب والسنة , كما أنه لا تجد اتفاقا في ذلك بل تجد اختلافا.
4.غاية ما في ذلك هو أن ذلك من باب الإخبار عن الله لا من باب الاسم أو الصفة.
وإليك مثالا لذلك حتى لا يكون كلاما نظريا:
فإن قال قائل: ثبت إجماع ينقض هذا الكلام من أصله والإجماع عند المسلمين حجة
فقد جاء في كتاب الإقناع في مسائل الإجماع لابن قطان الفاسي طـ دار الفاروق الحديثة:
قال المصنف صـ 37:
فأما ما أجمعوا عليه أنه من صفات الذات فنحو وصفنا له بأنه قديم. وعزاه المحقق إلى كتاب الاستذكار لابن عبدالبر 8/ 151 رقم 10840.
قال المصنف صـ 39:
فإن قيل: فهل ورد لفظ التوقيف بأنه - سبحانه - موجود في الكتاب أو السنة؟ قيل هو إجماع الأمة وإجماع الأمة إحدى الطرق في اثبات أسمائه.
- نقول وبالله تعالى العصمة من الزلل والتوفيق إلى الرشد:
1. راجعت ما عزاه المحقق إلى مصدر هذا الإجماع من كتاب الاستذكار فلم أجده.
2.يجب اثبات أن هذا الإجماع غير منتقض وثابت عن السلف حتى نُسَّلِم لذلك.
3.هذا الإجماع منتقض فقد اختلف فيها العلماء في كون القديم يثبت لله أم لا.
قال ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية 1/ 79 / 80 طـ مؤسسة الرسالة:
وقد أدخل المتكلمون في أسماء الله تعالى القديم وليس هو من الأسماء الحسنى فإن القديم في لغة العرب التي نزل بها القران: هو المتقدم على غيره فيقال: هذا قديم للعتيق وهذا حديث للجديد ولم يستعملوا هذا الإسم إلا في المتقدم على غيره لا فيما [لم] يسبقه عدم كما قال تعالى: {حتى عاد كالعرجون القديم} والعرجون القديم: الذي يبقى إلى حين وجود العرجون الثاني فإذا وجد الجديد قيل للأول: قديم وقال تعالى: {وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم} أي متقدم في الزمان وقال تعالى: {أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون} فالأقدم مبالغة في القديم ومنه: القول القديم والجديد للشافعي رحمه الله تعالى وقال تعالى: {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار} أي يتقدمهم ويستعمل منه الفعل لازما ومتعديا كما يقال: أخذت ما قدم وما حدث ويقال: هذا قدم هذا وهو يقدمه ومنه سميت القدم قدما لأنها تقدم بقية بدن الإنسان وأما إدخال القديم في أسماء الله تعالى فهو مشهور عند أكثر أهل الكلام وقد أنكر ذلك كثير من السلف والخلف منهم ابن حزم ولا ريب أنه إذا كان مستعملا في نفس التقدم فإن ما تقدم على الحوادث كلها فهو أحق بالتقدم من غيره لكن أسماء الله تعالى هي الأسماء الحسنى التي تدل [على] خصوص ما يمدح به والتقدم في اللغة مطلق لا يختص بالتقدم على الحوادث كلها فلا يكون من الأسماء الحسنى وجاء الشرع بإسمه الأول وهو أحسن من القديم لأنه يشعر بأن ما بعده آيل إليه وتابع له بخلاف القديم والله تعالى له الأسماء الحسنى لا الحسنة.
4.أننا لا نسلم بأن مذهب السلف هو اثبات الاسم لله أو الصفة خارج الكتاب والسنة بل مذهبهم المنقول عنهم التقيد بالكتاب والسنة في هذا الباب خاصة.
قال ابن بطال (فتح الباري 13/ 567): أجمعت الأمة على أن الله تعالى لا يوصف بأنه شخص لأن التوقيف لم يرد به.
وإن كان في هذه القاعدة التي ذكرها ابن قطان الفاسي خلاف , فهذا الإجماع لا يُسَّلَم به , وهذا هو المطلوب , وكما تعلمنا أن نرد الخلاف إلى الكتاب والسنة ولم يرد لفظ القديم اسما أو وصفا لله إلا مقيدا بسلطانه القديم.
5.إن سلمنا بصحة هذا الإجماع وثبوته وعدم انتقاضه , فتوجيهه أنه يخبر به عن الله بأنه قديم كما ورد عن بعض علماء السلف , لا أن ذلك من باب اثبات الصفات التي يترتب عليها عبوديات لله , والتي يلزم فيها ورود النص بذلك لهذه العلة والله تعالى أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
خلاصة هذا المبحث:
1.التفصيل في إطلاق القول بأن الإجماع مصدر من مصادر اثبات أمرا من أمور العقيدة حيث يستثنى من ذلك الأمور الغيبية التي لا بد فيها من نص من قرآن أو سنة.
2.الإجماع غير معتبر في إثبات أي أمر من الأمور الغيبية في مسائل الإعتقاد بدون نص من كتاب أو سنة.
3.الحكم على صحة الخلاف في مسألة من مسائل الإعتقاد الذي يتوقف على العلم فيها على القرآن والسنة - مسألة غيبية - وأن أحد الأقوال فيه قائم على وجود إجماع دون وجود نص من قرآن ولا سنة فيها.
4.توجيه ما ثبت عن بعض العلماء من دعوى الإجماع في إثبات اسما لله أو صفة أنه من باب الخبر عن الله.
هذا ما توصلت إليه في هذه المسألة في مسألة الإجماع في باب الإعتقاد فمن كان لديه تعليقا إو إفادة فأرجو أن تتم المراسلة على البريد الإلكتروني التالي: H3400@HOTMAIL.COM حيث أن خاصية التسجيل معطلة بالملتقى.
ووالله ما كان فيها من صواب فمن الله وحده بفضله وجوده وإحسانه وكرمه , وما كان فيها من خطأ فمني ومن الشيطان.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , وصلى الله على رسوله النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
الملف في المرفقات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/96)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 04 - 06, 09:51 م]ـ
الأخ الحبيب ...
الكتاب والسنة يحتويان على جميع مسائل أصول الدين وأدلتها ....
وعليه فالإجماع غير المستند إلى دليل من الكتاب والسنة فليس بإجماع أصلا ...
ـ[حازم المصري]ــــــــ[21 - 04 - 06, 10:42 م]ـ
و هو ما نتفق فيه.
و المستثنى فقط هي المسائل التي لم يرد فيها النص قرءان أو سنة " نصاً ".
و إنما انعقد الإجماع فيها قياساً على نصوص من الكتاب و السنة.
و الله أعلم.(34/97)
إلى المزابل يا عباد دعو المنازل و لتزاحمو القطط و الكلاب!! آخر نصائح الجفري للامة
ـ[حنبل]ــــــــ[22 - 04 - 06, 08:49 ص]ـ
هذا هو البرنامج التربوي الذي يحمله الجفري لعلاج مشاكل الامة!!!
الدعوة ليست فقط لسكنى المزابل بل و مزاحمة الكلاب و الققط في أكلها!!!
و إياك ان تنكر فستضرب بكعب الجزمة على رأسك كما يتوعد الجفري فاعل ذلك!!
وإياك ان تستهجن فعل اجمعت الامة عليه ورضي النبي صلى الله به لان عقابك يومين مبيت في مزبلة خمسة نجوم!!!!
أنه عقلنة الا معقول!!!
أين عقولكم يا هؤلا.
http://sd-sunnah.com/ivt/details.php?linkid=27
ـ[أبوعبدالرحمن المياسي]ــــــــ[22 - 04 - 06, 09:45 ص]ـ
اللهم إهدنا فيمن هديت.
من قديم الزمن والمتصوفة يدعون الناس الى الإنغماس في الأوحال.
والأوحال كلمة جامعة، تشمل أوحال الرذائل والمعاصي والخرافات، والبدع، والفسق، والفجور، والخروج من الملة وهلم جرا ...
ـ[حنبل]ــــــــ[22 - 04 - 06, 10:21 ص]ـ
صدقت اخي ابوعبدالرحمن جزاك ربي الجنة ولكن الذي لم اكن اتصورة ان تكون الدعوة بهذه الصفاقة و الصراحة.(34/98)
وثيقة في إثبات الصفات لأبي العباس الطبري الشافعي
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 04 - 06, 03:35 م]ـ
هذه مشاركة لـ (محمد التميمي) في موقع الساحات
رفعتها للفائدة، لأن الصورة على موقع مؤقت والله أعلم
هذه الوثيقة من كتاب: الأحكام
تأليف: شيخ الحرم، الإمام الشافعي أحمد بن عبد الله بن أبي بكر أبو العباس الطبري المكي
توفي في حمادى الآخرة سنة 694 للهجرة النبوية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=38887&stc=1&d=1145877982
انتهى ما في مشاركة الأخ محمد التميمي
وهذا نص ما فيه الصورة، نسخته هنا للفائدة
((قوله (بين أصبعين) وكذلك ما جاء في الكتاب العزيز والسنة من المتشابه، كالنفس والوجه والعين واليد والرجل واليمين والقبضة والإتيان والمجيء والنزول إلى السماء الدنيا والاستواء على العرش والضحك والفرح
قال الله تعالى:
{واصطنعتك لنفسي}، {ولتصنع على عيني}، {كل شيء هالك إلا وجهه}، {بل يداه مبسوطتان}، {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه}، {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله}، {وجاء ربك والملك صفا صفا}، {الرحمن على العرش استوى}
وقال الرسول صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم:
(ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة ... الحديث)
(لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه) رواه أنس، وفي رواية أبي هريرة (رجله)
وفي حديث آخر من يخرج من النار (فيضحك الله منه)
وفي حديث أنس (لله أشد فرحا بتوبة عبده).
فهذه كلها صفات لله ورد السمع بها، يجب الإيمان بها، وإمرارها على ما جاءت، من غير تأويل ولا تشبيه ولا تجسيم، مع اعتقاد التمجيد والتنزيه لا تشبه ذاته ذات الخلق ولا صفاته صفاتهم، قال تعالى {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
وعلى هذا سلف الأمَّة وعلماء السنة، وبه قال الفقهاء مالك والشافعي وأحمد والثوري وابن عيينة والبخاري وابن المبارك وجميع المحدِّثين، وكلهم تلقَّوا ذلك جميعا بالإيمان والقبول، وتجنبوا فيها التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله جلَّ وعلا كما أخبر سبحانه وتعالى عن الراسخين في العلم {يقولون آمنا به كل من عند ربنا}.
وسأل رجل الإمام مالكا عن قوله تعالى {الرحمن على العرش استوى} فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلاَّ ضالاًّ، وأمر به أن يخرج من المجلس.
وقال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي وابن عيينة ومالكا عن أحاديث الصفات؟
فقالوا: اقرُّوها كما جاءت بلا كيف، والله أعلم
ولا يقال إن إثباتها تشبيه كما قالت الجهمية
لأنا نقول: التشبيه أن يقال (سمع كسمع) ونحو ذلك والله أعلم))
ـ[المقدادي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 01:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[07 - 09 - 06, 02:36 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو الأم]ــــــــ[10 - 09 - 06, 12:31 م]ـ
مصدر المخطوط ومعلوماته .. لو تكرمت .. حتى تتم الفائدة ..
وصحة النسبة ..
جزيت الجنة ..
ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[10 - 09 - 06, 01:10 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[المالكي الأحسائي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 12:55 ص]ـ
شكرًا لهذه الفائدة.
ولدي سؤال:
ذَكَرَ أن الصِّفات هذه من "المتشابه"، فهل هذا مذهب السلف؟
ثم ذكر نفي التجسيم، فهل مذهب السلف ذكر هذا الأمر، أي نفي التجسيم؟ أو السكوت عنه فلا نثبت ولا ننفي إلا ما أثبت الشارع ونفاه؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 06, 01:11 ص]ـ
أولا: القرآن كله محكم لقوله تعالى (الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود 1]
وثانيأ: القرآن كله متشابه يقول تعالى ({اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (23) سورة الزمر
والآيات المتشابهات تُرد إلى المحكمات كما قال تعالى (منه آيات محكمات هن أم الكتاب)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/99)
وعندما تقرأ النص السابق يتضح لك تماما أنه يثبت الصفات على منهج السلف بدون تشبيه ولاتكييف ولاتعطيل
وأما لفظ الجسم وغيرها فلم يتكلم بها علماء السلف ابتداء وإنما ذكروها بعد أن أظهرها أهل البدع للرد عليها، ومثلها الحد والجهة ونحوها.
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 01:35 ص]ـ
شكرًا لهذه الفائدة.
ولدي سؤال:
ذَكَرَ أن الصِّفات هذه من "المتشابه"، فهل هذا مذهب السلف؟
ثم ذكر نفي التجسيم، فهل مذهب السلف ذكر هذا الأمر، أي نفي التجسيم؟ أو السكوت عنه فلا نثبت ولا ننفي إلا ما أثبت الشارع ونفاه؟
النص واضح جدا , و المتشابه الذي ذكره مقصوده به الكيفية , فالكيفية لا يعلمها الا الله
قولك: (ثم ذكر نفي التجسيم، فهل مذهب السلف ذكر هذا الأمر، أي نفي التجسيم؟)
قلت: لم يذكرها السلف كما قال شيخنا عبدالرحمن الفقيه - حفظه الله - , و لكن الامام احمد الطبري رحمه الله , اراد ان يسد الطريق على جميع المبتدعة من المجسمة و المشبهة و المعطلة و غيرهم , فقال:
(بلا تأويل و لا تشبيه و لا تجسيم)
و هو لم ينف الجسم - كصفة - عن الله تعالى و لم يثبته , لانه من الالفاظ الموهمة التي تحتمل حقا و باطلا
و على التنزل بأنه مقصوده نفي الجسم - و هذا بعيد جدا كما هو واضح - عن الله , فمعلوم ان لفظة الجسمية فيه الحق و هو الشيء المركب من أجزاء يفتقر بعضها إلى بعض ويجوز انفصال بعضها عن بعض كما في الأجسام المخلوقة فهذا معنى باطل يتنزه الله عنه - جل شأنه -
و فيه الباطل الذي يريد المعطلة تعطيل الله عنه فيقصدون انه تعالى ليس على عرشه , و لا ينزل الى السماء الدنيا في الثلث الاخير من الليل , و انه لا يجئ و لا يفرح و لا يضحك و لا و لا ... ألخ
فهذا ما يريدونه من نفي الجسمية
و بالرجوع الى كلام الامام احمد الطبري نجده يثبت النزول و المجئ و الضحك و غيرها من صفات ربنا - جل في علاه -!!!
و الله الموفق
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[11 - 09 - 06, 02:24 ص]ـ
حقيقة أحزن لحال الأخ المالكي الأحسائي فاتوقع أنه عاش في بيئة أشعرية فصعب عليه يتزحزح عنها إلا أن يشاء الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 06, 03:26 م]ـ
أولا: القرآن كله محكم لقوله تعالى (الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود 1]
وثانيأ: القرآن كله متشابه يقول تعالى ({اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (23) سورة الزمر
والآيات المتشابهات تُرد إلى المحكمات كما قال تعالى (منه آيات محكمات هن أم الكتاب)
.
وردتني رسالة من بعض الإخوة يستشكل هذا الأمر فأحلته إلى الرسالة التدمرية للإمام ابن تيمية رحمه الله
وهذا نص ما ذكره رحمه الله:
القاعدة الخامسة: العلم بما أخبرنا به
أنا نعلم لما أخبرنا به من وجه دون وجه .................................................. ..
، ومما يوضح هذا أن الله وصف القرآن كله بأنه محكم، وبأنه متشابه، وفي موضع آخر، جعل منه ما هو محكم، ومنه ما هو متشابه، فينبغي أن يعرف الإحكام والتشابه الذي يعمه، والإحكام والتشابه الذي يخص بعضه قال الله تعالى: {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فصلتْ} [هود: 1] فأخبر أنه أحكم آياته كلها، وقال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ} [الزمر: 23] فأخبر أنه كله متشابه.
والحكم هو الفصل بين الشيئين فالحاكم يفصل بين الخصمين , والحكم فصل بين المتشابهات، علمًا وعملًا، إذا ميز بين الحق والباطل، والصدق والكذب، والنافع والضار، وذلك يتضمن فعل النافع وترك الضار، فيقال: حكمت السفيه وأحكمته: إذا أخذت على يديه، وحكمت الدابة وأحكمتها: إذا جعلت لها حكمة، وهو ما أحاط بالحنك من اللجام، وإحكام الشيء إتقانه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/100)
فإحكام الكلام إتقانه بتمييز الصدق من الكذب في أخباره، وتمييز الرشد من الغي في أوامره، والقرآن كله محكم بمعنى الإتقان، فقد سماه الله حكيمًا بقوله: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} [يونس: 1]. فالحكيم بمعنى الحاكم، كما جعله يقص بقوله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [النمل: 76]، وجعله مفتيًا في قوله: {قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ} [النساء: 127]. أي: ما يتلى عليكم يفتيكم فيهن، وجعله هاديًا ومبشرًا في قوله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ} [الإسراء: 9].
وأما التشابه الذي يعمه فهو ضد الاختلاف المنفي عنه في قوله: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [النساء: 82] وهو الاختلاف المذكور في قوله: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} [الذاريات: 8، 9].
فالتشابه هنا: هو تماثل الكلام وتناسبه بحيث يصدق بعضه بعضا، فإذا أمر بأمر لم يأمر بنقيضه في موضع آخر، بل يأمر به أو بنظيره أو بملزوماته، وإذا نهي عن شيء لم يأمر به في موضع آخر، بل ينهي عنه أو عن نظيره أو عن ملزوماته، إذا لم يكن هناك نسخ.
وكذلك إذا أخبر بثبوت شيء لم يخبر بنقيض ذلك، بل يخبر بثبوته أو بثبوت ملزوماته، وإذا أخبر بنفي شيء لم يثبته، بل ينفيه أو ينفي لوازمه، بخلاف القول المختلف الذي ينقض بعضه بعضًا، فيثبت الشيء تارة وينفيه أخرى، أو يأمر به وينهي عنه في وقت واحد، ويفرق بين المتماثلين فيمدح أحدهما ويذم الآخر.
فالأقوال المختلفة هنا هي المتضادة، والمتشابهة هي المتوافقة.
وهذا التشابه يكون في المعاني وإن اختلفت الألفاظ، فإذا كانت المعاني يوافق بعضها بعضًا، ويعضد بعضها بعضًا، ويناسب بعضها بعضًا، ويشهد بعضها لبعض، ويقتضي بعضها بعضًا، كان الكلام متشابهًا، بخلاف الكلام المتناقض الذي يضاد بعضه بعضًا.
فهذا التشابه العام، لا ينافي الإحكام العام، بل هو مصدق له، فإن الكلام المحكم المتقن يصدق بعضه بعضًا لا يناقض بعضه بعضًا، بخلاف الإحكام الخاص، فإنه ضد التشابه الخاص، والتشابه الخاص هو مشابهة الشيء لغيره من وجه مع مخالفته له من وجه آخر، بحيث يشتبه على بعض الناس أنه هو أو هو مثله وليس كذلك.
والإحكام هو الفصل بينهما، بحيث لا يشتبه أحدهما بالآخر، وهذا التشابه إنما يكون بقدر مشترك بين الشيئين مع وجود الفاصل بينهما.
ثم من الناس من لا يهتدي للفصل بينهما فيكون مشتبهًا عليه، ومنهم من يهتدي إلى ذلك، فالتشابه الذي لا يتميز معه قد يكون من الأمور النسبية الإضافية، بحيث يشتبه على بعض الناس دون بعض، ومثل هذا يعرف منه أهل العلم ما يزيل عنهم هذا الاشتباه، كما إذا اشتبه على بعض الناس ما وعدوا به في الآخرة بما يشهدونه في الدنيا فظن أنه مثله، فعلم العلماء أنه ليس مثله، وإن كان مشبها له من بعض الوجوه.
ومن هذا الباب الشبه التي يضل بها بعض الناس، وهي ما يشتبه فيها الحق والباطل، حتى تشتبه على بعض الناس، ومن أوتي العلم بالفصل بين هذا وهذا لم يشتبه عليه الحق بالباطل، والقياس الفاسد إنما هو من باب الشبهات؛ لأنه تشبيه للشيء في بعض الأمور بما لا يشبهه فيه.
فمن عرف الفصل بين الشيئين، اهتدى للفرق الذي يزول به الاشتباه والقياس الفاسد، وما من شيئين إلا ويجتمعان في شيء ويفترقان في شيء، فبينهما اشتباه من وجه وافتراق من وجه؛ فلهذا كان ضلال بني آدم من قبل التشابه، والقياس الفاسد لا ينضبط كما قال الإمام أحمد: أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس. فالتأويل في الأدلة السمعية، والقياس في الأدلة العقلية، وهو كما قال، والتأويل الخطأ إنما يكون في الألفاظ المتشابهة، والقياس الخطأ إنما يكون في المعاني المتشابهة.
ـ[المالكي الأحسائي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 05:45 م]ـ
أشكر للأخوين الفاضلين تفضلها بالإجابة.
أما مسألة القرآن كله متشابه و كله محكم فهي ليست المسألة يا أخي الفاضل.
حينما ذكر الصفات -إذا لحظتم- لم يذكر إلا الصفات التي هناك خلاف مع الأشاعرة في إثبات المعنى.
والغريب أني رأيت الأشاعرة يستدلون بمثل هذه النصوص على تفويض المعنى، قالوا: إن كان المعنى معلوما فلا يكون متشابها،
أما دعوى أنه يقصد أن المتشابه هو الكيفية فهذا ليس في النص، إنما الذي في النص هذه الآيات والأحاديث من المتشابه، والمتشابه هو الذي لا يعلم تأويله إلا الله والتأويل هنا كما عند المفسرين تفسيره.
فأريد دليل ظاهر في أن المراد بنفي المتشابه هو الكيفية. لأني -لقلة اطلاعي- لم أقف على نص يقول الأيات التي تتكلم عن صفة السمع والبصر مثلا أنها من المتشابه، مع أن كيفيتها متشابهة.
أما مسألة نفي التجسيم الذي تفضل بالإجابة عنها أخ فاضل آخر، فسؤالي جواز نفيه أثناء الكلام على صفات الله،
وهذه الحجة: أن هناك من أتى ليسد لى المبتدعة وغيرهم فلا تصلح لأن المعتزلة-أبعدهم الله- ينفون أمور كثر بناءً على هذه القاعدة، قالوا: نسد على المبتدعة.
والتفريق بين المراد من جسم بمعنى التركيب وجسم بمعنى كذا، ليس في كلام الطبري. فلابد من دليل.
وأحب أن أذكر أمرين لا علاقة لهم في هذا البحث:
1/أني أدخل لمنتديات أشعرية -كما لغيرهم- وأقرأ ما يذكرونه وأحاول أن أرجع لما لدي من الكتب في هذه المسائل.
2/ اعتقد أن هذا المنتدى هو من أقوى المنتديات علميا، فاعتقد أن السؤال والاستشكال يفيدني، وأحب أن أعرف الحجة لما أعتقد وأعرف حجة الرأي الآخر ووجه دفعه.
وهناك بعض الإخوة يدخل دون أن يدلي بفائدة ويلمح ويتهم ويظن بي الظنون، ولا أظن أني هنا نافحت عن باطل وليس لي مرتبة علمية تسمح لي بأن أكون مُجِيدًا في بحث أو نظر. وكل ما أصنع هو الاستفادة والسؤال، والتعقيب إن كان في الجواب ضعف حجة أو استشكال.
فإن كان هذا ممنوعا ونشرا للباطل في رأي البعض فأرجو أ تنبهوني فأتوقف من السؤال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/101)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 06, 06:40 م]ـ
الأخ المالكي وفقه الله:بل هي مسألتنا
فآيات الصفات كلها متشابهة وهذا ما يقصده الإمام المحب الطبري رحمه الله
فهي آيات متشابهات كلها تدل على إثبات الصفات لله تعالى على ما يليق به،وقد تشتبه على بعض من لم يتمسك بمذهب السلف فتسمى متشابه نسبة إلى ذلك الشخص.
إنما الذي في النص هذه الآيات والأحاديث من المتشابه، والمتشابه هو الذي لا يعلم تأويله إلا الله والتأويل هنا كما عند المفسرين تفسيره.
فأريد دليل ظاهر في أن المراد بنفي المتشابه هو الكيفية. لأني -لقلة اطلاعي- لم أقف على نص يقول الأيات التي تتكلم عن صفة السمع والبصر مثلا أنها من المتشابه، مع أن كيفيتها متشابهة.
.
ويتبن هذا مع تتمة كلام الطبري رحمه الله حيث أنه فسرها وبين معناها، ولوكانت من المتشابه كما تزعم لفوض أمرها لله.
وقد بين بنقله عن الإمام مالك أن الكيف غير معقول، فهذا دليل نفي الكيفية.
ولو تأملت آخر كلام الطبري لتبين لك وهم ما ذهبت إليه، فهو يبين أن التشبيه أن تقول أن سمع الله تعالى كسمع المخلوقين، أما إذا أثبت سمعا لله لايشابه سمع المخلوقين فلم تشبه الله بخلقه، وهذه عقيدة السلف في الأسماء والصفات.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 06, 07:37 م]ـ
وقد نسخت النص السابق من كلام المحب الطبري رحمه الله، وهذا نصه:
قوله (بين اصبعين) وكذلك ماجاء في الكتاب العزيز والسنة من المتشابه كالنفس والوجه والعين واليد والرجل واليمين والقبضة والاتيان والمجيء والنزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك، والفرح.
قال الله تعالى (واصطنعتك لنفسي) (ولتصنع على عيني) (كل شيء هالك إلا وجهه) (بل يداه مبسوطتان) (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله) (وجاء ربك والملك صفا صفا) (الرحمن على العرش استوى)، وقال صلى الله عليه وسلم (ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا،الحديث)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لاتزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه، رواه أنس، وفي رواية أبي هريرة (رجله)، وفي حديث آخرمن يخرج من النار فيضحك الله منه، وفي حديث أنس (لله أشد فرحا بتوبة عبده).
فهذه كلها صفات لله تعالى ورد بها السمع يجب الإيمان بها وأمرارها على ما جاءت من غير تأويل ولاتشبيه ولاتجسيم، مع اعتقاد التمجيد والتنزيه، لاتشبه ذاته ذات الخلق، ولاصفاته صفاتهم، قال تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وعلى هذا سلف الأمة، وعلماء السنة، وبه قال الفقهاء مالك والشافعي وأحمد والثوري وابن عيينة والبخاري وابن المبارك وجميع المحدثين، وكلهم تلقوا ذلك جميعا بالإيمان والقبول وتجنبوا فيها التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل، كما أخبر سبحانه وتعالى عن الراسخين في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا، وسأل رجل الإمام مالك عن قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) فقال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا ضالا، وأمر به أن يخرج من المجلس.
وقال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي وابن عيينة ومالكا عن أحاديث الصفات فقالوا أقروها كما جاءت بلا كيف، والله أعلم.
ولايقال إن إثباتها تشبيه كما قالت الجهمية لأنا نقول: التشبيه أن يقال سمع كسمع، ونحو ذلك، والله أعلم) انتهى.
ـ[المالكي الأحسائي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 05:04 ص]ـ
الأخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه -شكر الله لك-
في ذهني أسئلة أخرى حول إجابتك -وفقك الله- لكن لن أطيل عليك، وعندي سؤال حول الجواب الأخير لم أتبينه،
ذكرتم أنه فسَّر الصفة وبين معناها، فأين هذا حدد النص بارك الله فيك.
وما رأيك بقول من قال إن السلف يقولون لا تفسر!.
وأكرر شكري لتفضلكم بالإجابة بروح علمية.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 09 - 06, 05:13 م]ـ
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد
وإذا كان النقاش بهدف الوصول للحق فهذا أمر محمود ومطلوب منا جميعا،
أما تفسير الطبري للآيات والأحاديث التي ذكرها فهو ما ذكره بعدها بقوله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/102)
((فهذه كلها صفات لله تعالى ورد بها السمع يجب الإيمان بها وأمرارها على ما جاءت من غير تأويل ولاتشبيه ولاتجسيم، مع اعتقاد التمجيد والتنزيه، لاتشبه ذاته ذات الخلق، ولاصفاته صفاتهم، قال تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
وعلى هذا سلف الأمة، وعلماء السنة، وبه قال الفقهاء مالك والشافعي وأحمد والثوري وابن عيينة والبخاري وابن المبارك وجميع المحدثين، وكلهم تلقوا ذلك جميعا بالإيمان والقبول وتجنبوا فيها التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل، كما أخبر سبحانه وتعالى عن الراسخين في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا،
وسأل رجل الإمام مالك عن قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) فقال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا ضالا، وأمر به أن يخرج من المجلس.
وقال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي وابن عيينة ومالكا عن أحاديث الصفات فقالوا أقروها كما جاءت بلا كيف، والله أعلم.
ولايقال إن إثباتها تشبيه كما قالت الجهمية لأنا نقول: التشبيه أن يقال سمع كسمع، ونحو ذلك، والله أعلم) انتهى.
والتفسير للنصوص يكون بطرق كتعددة ومنها التفسير بالمأثور كما هو حال عدد من المفسرين في سياقهم للآثار في تفسير القرآن
فنلاحظ أن المحب الطبري هنا ساق كلام العلماء وذكر توجيههم لها، وهذا هو التفسير
وذكر في آخر الكلام المذهب الحق فيها فقال (ولايقال إن إثباتها تشبيه كما قالت الجهمية لأنا نقول: التشبيه أن يقال سمع كسمع، ونحو ذلك)
فهذا كلام واضح جدا من المصنف في إثباته للصفات بدون تشبيه، وأن المحذور هو السؤال عن الكيفية، فنقر الصفات كما جاءت بلا كيف
وقال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي وابن عيينة ومالكا عن أحاديث الصفات فقالوا أقروها كما جاءت بلا كيف، والله أعلم.
وأما سؤالك حول معنى ما جاء عن بعض السلف بقولهم لاتفسر فالمقصود به تفسير الكيفية وليس المقصود به عدم إثبات ما ورد في الآية.
ويمكنك كذلك مراجعة هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=300811#post300811
ـ[المالكي الأحسائي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 08:52 م]ـ
شكر الله لك يا شيخ عبد الرحمن
لازلت لم أتبين قولك.
الإيمان بما جاء عن الله لا أظنه خلاف بين طوائف الإسلاميين -إلا الجهمية ربما-
الإثبات يلزم إثبات شيء فما المُثْبَت، أليس المعنى هو المثبت فما هو المعنى.
نعم الكيفية نكل علمها لله.
سؤالي حول تحديد المعنى المراد، يعني حينما تسأل أحداً ما معنى كلمة كذا لا يقول لك هي ثابتة سؤالي عن المعنى المثبت وفقك الله.
وأين أثبته أبو العباس الطبري
أبو العباس الطبري تكلم على أمور عدة ليس من بينها -حسب فهمي- تحديد المعنى.
الذي فهمته من كلام أبي العباس الطبري أمور:
1/تسمية هذه الأيات والأحاديث بالمتشابه ولم يفرق، وهو لازال مشكلاً عليّ.
2/أن نصه (مع اعتقاد التنزية ... ولا تشبيه) قريب من ألفاظ المفوضه، خاصة وأن ابن تيمية بين أن الوارد هو التمثيل دون التشبيه كما ذكر لي بعضهم.
3/غاية عبارته (أمروها أقروها) وهي عبارات تسليم بالنص الشرعي وهذا لا خلاف فيه. ألا ترى أن بعض متشابه الأحاديث التي تتكلم عن بعض الأشياء الغيبية الغير مدركة المعنى نمرها كما جاءت.
هنا الإشكال، كيف يقول السلف أمروها كما جاءت ومعناها معلوم لماذا لا يقولون هذا في كل معلوم المعنى!
أما قولك -وفقك الله-: (فنلاحظ أن المحب الطبري هنا ساق كلام العلماء وذكر توجيههم لها، وهذا هو التفسير)
كلام العلماء الوارد ليس فيه غير (الإيمان بما ورد، لا تشبه لا تعطل) وهذا تفسير لطريقة تعامل مع النص الشرعي لا تفسير وبيان للمعنى.
إن رأيتم أني أطلت فأنتم في حل من الإجابة
وأكرر شكري لك لتفضلك بالإفادة سابقًا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 09 - 06, 03:05 ص]ـ
اللهم اشرح صدورنا جميعا للحق ووفقنا واهدنا وسددنا
شكر الله لك يا شيخ عبد الرحمن
لازلت لم أتبين قولك.
الإيمان بما جاء عن الله لا أظنه خلاف بين طوائف الإسلاميين -إلا الجهمية ربما-
الإثبات يلزم إثبات شيء فما المُثْبَت، أليس المعنى هو المثبت فما هو المعنى.
نعم الكيفية نكل علمها لله.
بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/103)
القول في مسألة الصفات أنا نثبتها لله سبحانه وتعالى من غير تحريف ولاتمثيل ولاتعطيل، فمثلا نقول إن لله يدا على ما يليق بجلاله لاتشبه يد المخلوقين، فآمنا بالنص الوارد وسلمنا من التشبيه والتمثيل والتأويل (التحريف)، قال تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، ليس كمثله شيء، فليس كيده يد، وليس كسمعه سمع، وليس كبصره بصر، وليس كنزوله نزول وليس كمجيئه مجيء ....
والاشتراك في الاسم يكون قبل الإضافة، فإذا قيل مثلا كلمة يد، فيفهم منها العربي معنى معين، وهذا هو المقصود بقول مالك (الاستواء معلوم) أي معلوم ومعروف في لغة العرب، فإذا إضيفت اليد إلى المخلوق وإلى الخالق افترقت الكيفية، فكيفية اليد للمخلوق مثل الانسان معلومة، وأما لله سبحانه وتعالى فإنها غير معقولة، لأنا لانعلم كيفية ذات الله تعالى، فبالتالي لانعرف كيفية صفاته، وهذا معنى قول مالك (والكيف غير معقول).
فيبقى لنا أن نؤمن بما ورد في الكتاب والسنة من صفة اليد لله تعالى كما جاءت نمرها ونقرها بدون تفسير أي تكييف.
يتضح ذلك بأن نقول هل الله موجود أم لا، فالإجابة بأن الله تعالى موجود، فيقال هل وجود الله تعالى مثل وجود المخلوقين، فيقال بل لله تعالى وجود يختلف عن وجود المخلوقين.
فالعربي يفهم معنى الوجود، فلما إضيف للمخلوق دل على معنى معينا ولما إضيف لله تعالى دل على معنى آخر يليق بجلاله تعالى.
ومثل هذا يقال في جميع الصفات الثابتة لله سبحانه وتعالى.
فبهذا نكون قد أمررناها كما جاءت بلغة العرب وأقررنا بها ولم نشبهها أو نعطلها أو نفسر كيفيتها.
سؤالي حول تحديد المعنى المراد، يعني حينما تسأل أحداً ما معنى كلمة كذا لا يقول لك هي ثابتة سؤالي عن المعنى المثبت وفقك الله.
وأين أثبته أبو العباس الطبري
تحديد المعنى كما سبق يقصد به أن لها معنى معينا في لغة العرب التي خاطبنا الله بها، فالسمع والبصر والنزول والمجيء والضحك والعجب وغيرها كلمات عربية معلومة المعنى.
وأستطيع أن أقول إن الجميع ممن يثبت أو ينفي الصفات يقر بهذا ابتداء، ثم يحص الافتراق بينهم بعد ذلك
فلو سألت من يفسر الاستواء بمعنى الاستيلاء لماذا فسرته بذلك لقال لك إن ظاهرها يدل على التشبيه! ولو قلت للجمهمي الذي يعطلها لماذا تعطلها لقال لك إنها تدل على التشبيه، فالجميع فهم معناها، وهذا ما أقصده بقضية المعنى، فالمعنى معلوم من لغة العرب.
أبو العباس الطبري تكلم على أمور عدة ليس من بينها -حسب فهمي- تحديد المعنى.
الذي فهمته من كلام أبي العباس الطبري أمور:
1/تسمية هذه الأيات والأحاديث بالمتشابه ولم يفرق، وهو لازال مشكلاً عليّ.
التسمية بالمتشابه لهذه الآيات تحمل على أمرين: إما أن يقصد بها أنها متشابهة المعنى كما سبق، وإما أن يقصد بها اشتباهها على عدد من الناس ممن لم يفهم معناها كما ينبغي فهم في حقهم من المتشابه، وهذا أمر مقرر عند أهل العلم أن المسألة قد تكون محكمة عند عالم ومشتبهة عند عالم آخر، وروى عبد الرزاق في المصنف (20895) عن معمر عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك، فقال: ما فرق هؤلاء؟!! يجدون رقة عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه؟ "
2/أن نصه (مع اعتقاد التنزية ... ولا تشبيه) قريب من ألفاظ المفوضه، خاصة وأن ابن تيمية بين أن الوارد هو التمثيل دون التشبيه كما ذكر لي بعضهم.
3/غاية عبارته (أمروها أقروها) وهي عبارات تسليم بالنص الشرعي وهذا لا خلاف فيه. ألا ترى أن بعض متشابه الأحاديث التي تتكلم عن بعض الأشياء الغيبية الغير مدركة المعنى نمرها كما جاءت.
هنا الإشكال، كيف يقول السلف أمروها كما جاءت ومعناها معلوم لماذا لا يقولون هذا في كل معلوم المعنى!
كون الكلام السابق من الطبري قريب من كلام المفوضة للمعنى غير وارد لأنه قال (ولاتشبيه)
وهذه تنفي تفويض المعنى تماما، فأي فائدة من قوله (ولاتشبيه) إذا قلنا إنه يفوض معناها لله تعالى، فالمفوض يقول نفوض أمرها لله تعالى ولانقول فيها شيئا، ولذلك قالوا (مذهب السلف أسلم!) لأنه لايتعرض للصفات بأي شي لابإثبات ولابنفي.ولاشك في بطلان نسبة هذا الأمر إلى السلف، بل مذهب السلف أسلم وأحكم وأعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/104)
وأما استخدام كلمة التمثيل أو التشبيه، فبعض أهل العلم يرجح كلمة التمثيل لورودها في قوله تعالى (ليس كمثله) ولعدم وردود كلمة الشبيه في النصوص الشرعية، والأمر في ذلك واسع إذا فهم المعنى.
أعجبني ما ذكرته بقولك (ألا ترى أن بعض متشابه الأحاديث التي تتكلم عن بعض الأشياء الغيبية الغير مدركة المعنى نمرها كما جاءت)، ولكن عكر ذلك ما ذكرته بقولك (الغير مدركة المعنى)! فسبحان الله، أليس كتاب الله عربي، ألم ينزله لنا لنتدبره ونتفهمه! فالجنة معناها معلوم وكيفيتها مجهولة، وكذلك النار وكذلك الصراط والميزان وغيرها فهي كلمات عربية لها معنى وتدل على أمر معين، وأما كيفيتها فهي من المتشابه الذي نفوض معناه.
أما قولك -وفقك الله-: (فنلاحظ أن المحب الطبري هنا ساق كلام العلماء وذكر توجيههم لها، وهذا هو التفسير)
كلام العلماء الوارد ليس فيه غير (الإيمان بما ورد، لا تشبه لا تعطل) وهذا تفسير لطريقة تعامل مع النص الشرعي لا تفسير وبيان للمعنى.
.
التفسير بذكر الآثار وأقول السلف يسمى تفسيرا، ولذلك أسمى السيوطي كتابه (الدر المنثور في التفسير بالمأثور) وسماه تفسيرا، وغيره من العلماء السابقين في تفاسيرهم المسندة.
وقد ذكر الطبري كلاما منقولا عن السلف في هذا الأمر يفسر به جميع النصوص التي ساقها ويبين أنها على ظاهرها بدون تأويل ولاتشبيه، فكأنه يقول كل تلك الصفات السابقة معناها على ظاهرها كما جاءت، ولم يفسرها نصا نصا وإنما ذكر معناها جملة، وذكر في آخر الكلام ما نصه (ولايقال إن إثباتها تشبيه كما قالت الجهمية لأنا نقول: التشبيه أن يقال سمع كسمع، ونحو ذلك)
فتأمل قوله (ولايقال إن إثباتها تشبيه كما قالت الجهمية) فهو إذا يثبتها لله تعالى خلافا للجهمية، ثم قال (لأنا نقول: التشبيه أن يقال سمع كسمع، ونحو ذلك) فهو يقول نحن نثبتها ولانشبهها بصفات المخلوقين بل نثبتها كما يليق بجلال الله تعالى.
فائدة:
ذكر الترمذي في الجامع: و قال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
ـ[المالكي الأحسائي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 03:34 ص]ـ
شكر الله لك يا أخانا الفاضل.
هل استمر يا شيخ عبد الرحمن بالنقاش أم تراني أكثرت، أنا حقيقة أخشى من الإخوة أن يضيقوا بالبحث.
ولا زال عندي أمور حول إجابتك الأخيرة، وغير ذلك أيضًا.
وهل مسموح أن أورد ما وقفت عليه من كلام الأشعريين لأقف على ردكم عليه أم لا؟
هل أستمر؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 09 - 06, 08:57 ص]ـ
تفضل وفقك الله واذكر ما عندك حول الكلام السابق، وكذلك الأمور الأخرى التي تريد إضافتها.(34/105)
كتاب الإحياء (رؤية نقدية ووقفة موضوعية)
ـ[عبدالله البطاطي]ــــــــ[10 - 08 - 06, 01:24 ص]ـ
كتاب الغزالي (الإحياء) في الميزان
العلامة البحر أبو حامد الغزالي توفي سنة 505هجرية رحمه الله كان واسع الصيت، عظيم السمعة، لم يأت أحد من بعده إلا عرفه، أو سمع عنه، أو قرأ له.
صنف فأكثر، وكتب فحبر، وكان له من الوعظ والتدريس الحظ الأوفر .. بز الأقران وفاق، وناظر الكبار فكان العملاق، وصار المشار إليه بالإمامة باتفاق ..
ولن أقدم ههنا بترجمة هذا العلم - كما جرت العادة بذلك - فشهرته تغني عن ذلك، وقد حفلت كتب التراجم والطبقات والتأريخ والحوادث ببسط سيرته، فمن طلبها فعليه بها.
إلا أنني أحب أن أشير إلى أن ثم غلواً وقع فيه بعض من ترجم له، وتجاوزاً للحد ينبغي أن تصان تراجم العلماء عنه! فمن ذلك ما قاله الإسنائي الشافعي:
"وهو قطب الوجود، والبركة الشاملة لكل موجود! وروح خلاصة أهل الإيمان، والطريق الموصلة إلى رضا الرحمن! يتقرب به إلى الله كل صديق، ولا يبغضه إلا ملحد أو زنديق" (1). ونقله عنه جماعة من مترجمي الشافعية! وكان الظن بهم التثريب عليه، وأقله تجاهله واطّراحه، ولكن يغلب على ظني أن لهم أغراضاً، لعل أبرزها الدفع بالصدر لكل من يحاول نقد أبي حامد الغزالي رحمه الله، والله المستعان.
لكنني في هذا المقام أحاول أن أقف مع كتابه الشهير: (إحياء علوم الدين) وأسلط الضوء على ما فيه، مستعرضاً كلام الأئمة حوله، ومستبيناً حاله عندهم، راجياً من الله عز وجل ثواب النصح للأمة.
لماذا الإحياء؟!
قد يتساءل المرء عن سبب اختيار كتاب: (إحياء علوم الدين) للحديث عنه من بين سائر كتبه ..
فالجواب:
أن كتاب الإحياء قد حاز من الشهرة والانتشار ما لا يقاربه أي كتاب من كتبه الأخرى، ولأجل ذلك ترى نسخه المخطوطة مبثوثة في مكتبات العالم حتى ليكاد الباحث يجزم أن فهارس المخطوطات للخزائن العامة والخاصة لا تخلو من نسخة منه، وهذا لا نظير له في كتبه الأخرى ..
ثم إن كتاب الإحياء قد دارت حوله قضايا ووقائع على مستوى العالم الإسلامي كما سيأتي ذكر شيء من ذلك إن شاء الله ..
ولقد استوقفتني تلك الهالة الإعلامية الضخمة التي تروج للإحياء، خاصة من قبل المتصوفة إذ:
منهم من حفظه عن ظهر قلب!
ومنهم من قرأه خمساً وعشرين مرة.
ومنهم من نسخه أربعين مرة.
ومن عباراتهم السيارة: "من لم يقرأ الإحياء فهو بلا حياء"!!
وقالوا: "فضائل الإحياء لا تحصى".
وغلا بعضهم - عياذاً بالله - فقال: "كاد الإحياء أن يكون قرآنا"!!!
وقالوا: "إنه أجل كتب الإسلام في معرفة الحلال والحرام، جمع فيه من بين ظواهر الأحكام، ونزع إلى سرائر دقت عن الأفهام" ..
وأسمع إلى الشيخ أبي محمد الكازروني إذ يقول: "لو محيت كل العلوم لاستخرجت من الإحياء"!
وطلب جماعة من ابن برهان الأصولي - أحمد بن علي بن محمد (518ه) - أن يشرح لهم الإحياء، فاعتذر بضيق الوقت، فذكروا له وقتاً في منتصف الليل فوافق!! (2).
وألف عبدالقادر العيدروس (1038ه) كتاباً سماه: (تعريف الأحياء بفضائل الإحياء) غلا في مدحه إلى حد الشطط ..
فهذا المديح والإطناب - وأمثاله كثير تركته خشية الإطالة - يسترعي انتباه القارئ، خاصة أن كتب السنة لم تحظ بمثله من قبل هؤلاء.
شخصية أبي حامد الغزالي العلمية والسلوكية:
غالب من ألّف إنما استجمع همته، وحمل نفسه على التأليف لهم كان يراوده، ويداعب أفكاره، فيبعث ذلك كله في مزبور يحوي ما أراد نفثه من ذلك اللهم.
وهذا الهاجس الذي يستحوذ على فكر المرء إنما هو نتاج خلفيات تراكمت عبر زمن الطلب والتحصيل، فمعرفة مكتسبات الإنسان وتحصيله العلمي والسلوكي له بصمته الواضحة على كتبه ومؤلفاته.
ومن المعلوم أن الغزالي - وغيره من أرباب المتكلمين - قد مر في حياته العلمية بتقلبات، وفي رياضته السلوكية بأطوار، الأمر الذي بدا أثره واضحاً في تلون كتاباته، وتفاوت مؤلفاته (3).
وقد ذكر عن نفسه - في كتابه (المنقذ من الضلال) - أنه كان في حيرة من أمره وعقيدته، وأنه تنقل من الشك في المحسوسات إلى الشك في العقليات، ثم استقرت قدمه على أن إدراك الحق لا يعدو أربع طوائف: المتكلمين، والباطنية، والفلاسفة، والصوفية!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/106)
وذكر عن نفسه أنه غاص في بحار الفئات الأربع حتى سبر علومها، وأطلع على مكنونها، وتضلع منها إلى الغاية، ثم أخذ يبهرج الزائف ويزيل المتهالك، حتى خلص له طريق (التصوف) .. !
وحتى هذه الطريق التي سلكها، ونافح عنها، وألف في رسومها لم يجد بغيته فيها آخر حياته، فمال إلى طريقة أهل الحديث كما هو معروف، ومات وصحيح البخاري على صدره - يرحمه الله -.
ولأجل هذا التأرجح بين طرائق المتشرعين وجد العلماء في كتب الغزالي ما لايجوز اعتقاده، ولا يحل السكوت عنه، فتكلموا فيه وفي كتبه وحذروا منها، وانتشر هذا بين الناس؛ بَلْهَ العلماء، ومنهم بعض تلامذته ومعاصريه، "واشتد نكير علماء الإسلام لهذا الكلام، وتكلموا في أبي حامد وأمثاله بكلام معروف، كما تكلم فيه أصحاب أبي المعالي ك: أبي الحسن المرغيناني، وأبو الحسن بن سكر، وأبو عمرو بن الصلاح، وأبو زكريا ..
وكما تكلم فيه أبو بكر الطرطوشي، وأبو عبدالله المازري، وابن حمدين القرطبي - وصنف في ذلك - وأبو بكر بن العربي تلميذه حتى قال: "شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة، ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر".
وتكلم فيه أبو الوفاء بن عقيل، وأبو الفرج بن الجوزي، وأبو محمد المقدسي وغيرهم.
وكما تكلم فيه الكردري وغيره من أصحاب أبي حنيفة.
ومن أعظم ما تكلم أئمة المحققين لأجله ما وافق فيه الصابئة المتفلسفين، مع أنه بعد ذلك قد رد على الفلاسفة، وبين تهافتهم وكفرهم، وبين أن طريقتهم لا توصل إلى الحق، بل ورد - أيضاً - على المتكلمين، ورجح طريق الرياضة والتصوف، ثم لما لم يحصل له مطلوبه من هذه الطرق بقي من أهل الوقف، ومال إلى طريقة أهل الحديث، فمات وهو يشتغل بالبخاري ومسلم (4).
وكانت لأبي حامد الغزالي - رحمه الله - اليد الطولى في إدراج المنطق بعلوم المسلمين، وبقيت فيه عُلُقَه من علوم الأوائل لم يستطع أن يبرأ منها، بل ظلت مؤثرة عليه، وموجهة له، حتى أنها كانت تسوس تصوفه في آخر أطواره.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (728ه) رحمه الله:
"وما زال نظَّار المسلمين يصنفون في الرد عليهم - أي الفلاسفة - في المنطق، ويبينون خطاهم، ولم يكن أحد من نظار المسلمين يلتفت إلى طريقهم، بل الأشعرية، والمعتزلة، والكرامية، والشيعة، وسائر الطوائف من أهل النظر كانوا يعيبونها، ويبينون فسادها، وأول من خلط منطقهم بأصول المسلمين: أبو حامدالغزالي، وتكلم فيه العلماء بما يطول ذكره" (5).
ومع أن الغزالي قال بوجوب تكفير المتفلسفة الإسلاميين ك: ابن سينا، والفارابي، وأمثالهما (6)، إلا أنه هو نفسه رضع من كلام ابن سينا حتى قيل: "أمرضه الشفاء".
وأمر تأثره بالفلاسفة، وديمومة ذلك معه أمرٌ لا ينكره إلا مكابر، وقد أثبته له جماعات من العلماء، منهم: الطرطوشي، والمازري، وابن العربي، وابن الجوزي، وابن الصلاح، وشيخ الإسلام، والذهبي، وابن كثير ... وغيرهم خلائق.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وكلامه برزخ بين المسلمين وبين الفلاسفة، ففيه فلسفةٌ مشوبةٌ بإسلامٍ، وإسلامٌ مشوبٌ بفلسفةٍ، وكان يعظم الزهد جداً، ويعتني به أعظم من اعتنائه بالتوحيد الذي جاءت به الرسل، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة ما سواه، ولقد ذاكرني مرةً شيخٌ جليلٌ له معرفة وسلوك وعلم في هذا، فقال: كلام أبي حامد يشوقك، فتسير خلفه منزلاً بعد منزل، فإذا هو ينتهي إلى لا شيء ..
والذين سلكوا خلف أبي حامد أو ضاهوه في السلوك كأبن سبعين وابن عربي، صرحوا بحقيقة ما وصلوا إليه، وهو أن الوجود واحد، وعلموا أن أبا حامد لا يوافقهم على هذا، فاستضعفوه ونسبوه إلى أنه مقيدٌ بالشرع والعقل.
وأبو حامد بين علماء المسلمين وبين علماء الفلاسفة .. علماء المسلمين يذمونه على ما شارك فيه الفلاسفة مما يخالف دين الإسلام، والفلاسفة يعيبونه على ما بقي معه من الإسلام، وعلى كونه لم ينسلخ منه بالكلية إلى قول الفلاسفة.
ولهذا كان الحفيد ابن رشد ينشد فيه:
يوماً يمانٍ إذا ما جئت ذا يمن ** وإن لقيت معدياًّ فعدناني!
وأبو نصر القشيري وغيره ذموه على الفسلفة، وأنشدوا فيه أبياتاً معروفة يقولون فيها:
برئنا إلى الله من معشر ** بهم مرض من كتاب (الشفا)
وكم قلت: يا قوم أنتم على ** شفا حفرة مالها من شفا
فلما استهانوا بتعريفنا ** رجعنا إلى الله حتى كفا
فماتوا على دين رسطالس ** وعشنا على سنة المصطفى (7)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/107)
وشغفه بكتاب (الشفا) دخل عليه من سلوكه طريق الفلاسفة لما أراد اختباره وتمحيصه كما ذكر هو عن نفسه، وقل مثل ذلك في (رسائل إخوان الصفا) وهو من كتب الباطنية، وخوض مفاوز السوء مع قلة بصر بالآثار وضعف إدراك بالمعايب مخاطرة لا تؤمن عاقبتها، والله الهادي.
قال الذهبي (748ه) رحمه الله: "قد ألف الرجل في ذم الفلاسفة كتاب التهافت، وكشف عوارهم، ووافقهم في مواضع ظناً منه أن ذلك حق، أو موافق للملة، ولم يكن له علم بالآثار، ولا خبرة بالسنن النبوية القاضية على العقل، وحبب إليه إدمان النظر إلى كتاب (رسائل إخوان الصفا) وهو داء عضال، وجرب مرد، وسم قتال، ولولا أن أبا حامد من كبار الأذكياء، وخيار المخلصين، لتلف" (8).
وأبو حامد الغزالي - رحمه الله - وإن كان إماماً في الفقه، والأصول، والمنطق، والجدل، إلا أنه ليس بذاك الحذق في ثلاثة علوم هي:
أولاً: علم الاعتقاد:
فإنه لم يكن ذا باع طويل فيه، ولا صاحب تحقيق حتى قال عنه أبو الحسن المنتصر المالكي .. "الغزالي إمام في الفقه، متوسط في أصول الفقه، ضعيف في الاعتقادات" (9).
وأما سبب ضعفه في هذا العلم فنترك الحديث عنه للإمام المازري أبي عبدالله محمد بن علي التميمي الصقلي (536ه) حيث قال: "وأما أصول الدين فقد صنف فيه أيضاً، وليس بالمستبحر فيه، ولقد فطنت لسبب عدم استبحاره، وذلك أنه قرأ علوم الفلسفة قبل استبحاره في فن الأصول فأكسبته قراءة الفلسفة جرأة على المعاني، وتسهلاً للهجوم على الحقائق ..
وعرَّفني بعض أصحابه أنه كان له عكوف على (رسائل إخوان الصفا) ثم كان في هذا الزمان المتأخر رجل من الفلاسفة يعرف بابن سينا، قد أداه قوته في الفلسفة إلى أن حاول رد أصول العقائد إلى الفلسفة، ووجدت الغزالي يعول عليه في أكثر ما يشير إليه من علوم الفلسفة" (10).
ثانياً: علم الحديث:
فإنه كان مزجي البضاعة فيه، بل لا بصر له به ألبته، لأنه لم يطلبه، ولم يكن في شيوخه من عرف به، شهد هو بنفسه على ذلك، وحتى الغلاة من محبيه.
وقد عقد ابن السبكي فصلاً جمع فيه كل الأحاديث التي لم يجد لها إسناداً وذكرها الغزالي في الإحياء، فبلغت 943 حديثاً! (11) هذه لم يجد لها إسناداً، أما الضعيف والواهي فلم يتعرض له، وهذه - أيضاً - في كتاب الإحياء فقط دون سائر كتبه!!
ثالثاً: علم النحو:
فقد كان الخلل يقع في كلامه من جهة النحو، وذكره هو عن نفسه، وأنه ما مارسه، ثم أذن لكل من وجد مثل هذا الخلل في كتبه أن يصلحه كما نقله عنه الشيخ أبو الحسن عبدالغافر بن اسماعيل الفارسي في (السياق لتاريخ نيسابور) (12).
لكن هذا لا يضيره إذا لم يكن طريق الاستنباط مبنياً على النحو، فإن جماعة من الأكابر اشتهر عنهم اللحن في كلامهم مع الإقرار بإمامتهم في علومهم.
والحق أن الغزالي لا مطعن عليه في كتابه الإحياء من جهة اللحن، لأن عبارته فيه ظاهر عليها قوة الحبك، وجودة السبك، كأفصح ما يقول الناس، وأبين ما حوى قرطاس.
وهذه القوة في حسن الصياغة، وجودة البيان، تجعلنا نمتنع من التكلف لحمل ألفاظه على غير ظاهرها المتبادر إلى فهومنا، لأن أبا حامد لم يكن عيياً حتى تعجزه الكلمة أو تند عنه اللفظة المناسبة، فتملق ذلك خروج عن مقصود الغزالي نفسه ..
والمتعصبون لأبي حامد لم ينكروا أن في كتبه عبارات شنيعة، وأمور منكرة لا يجوز لعاقل التفوه بها فضلاً عن اعتقاد صحتها أو العمل بها، لكنهم وقفوا من ذلك موقفين:
الموقف الأول: موقف طائفة أنكرت نسبة هذه الكتب إليه، ودفعتها عن جنابه بالمرة، وبرأت ساحته مما فيها، وزعمت أنها منحولة عليه.
وخذ مثلاً على ذلك ما قيل في كتابه (بداية الهداية) أو (المضنون به على غير أهله) ونحو ذلك.
والموقف الثاني: موقف طائفة أخرى تمحلت صروف التأويل، وضروب التخريج لحمل كلامه على محمل حسن يليق بما اعتقدوه فيه من تعظيمه وتبجيله.
خذ مثلاً على ذلك ما فعله زكريا الانصاري (926ه) دفاعاً عن أبي حامد في عبارته المشهورة "ليس في الإمكان أبدع مما كان"! وهي من العبارات التي كفره العلماء لأجلها، حتى حمله تعصبه وغلوه في أبي حامد إلى تكفير من لم يعتقد معتقده!! (13).
وتابعه على هذا المنوال ابن حجر الهيتمي المكي (974ه) (14).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/108)
إذن أبو حامد الغزالي جمع علوماً متنافرة من جهة، وقصَّر في علوم أهم منها من جهة أخرى، وهذه العلوم المكتسبة كونت عنده خليطاً غير متجانس من المعرفة، مما أدى به إلى الحيرة.
ثم - أيضاً - ظهر هذا الطابع العلمي المكتسب على مؤلفاته ظهوراً بيناً، وما حصله في سني عمره لم يقصيه كله، ولم يقبله كله، بل أخذ من هنا وهناك، ولفق بين علومه وتجاربه، وحاول التقريب بينها بما لا طائل تحته، وفي حال بعد عن الهدي النبوي المأثور.
زد على ذلك أن الغزالي كان يعرض العلوم المعرفية على (الكشف) الصوفي، فهو المحك المجرب لتمييز الصواب من الخطأ، ولهذا هو يحتفي به جداً في الإحياء، وغالباً ما يهاجم معترضيه بقصورهم عن بلوغ مرتبة (الكشف) فلهذا لم يفهموا كلامه.
فما سبق بيانه إنما كان توطئة للوقوف على الجانب العلمي المعرفي عند أبي حامد الغزالي، وأهم منه هو الوقوف على الجانب السلوكي الصوفي الذي اختاره لنفسه، ورشحه طريقاً للنجاة، وحاكماً - بعد كل ذلك - على كل شيء.
المرحلة السلوكية (طور الرياضة والتصوف):
لم يكن أبو حامد الغزالي متطفلاً على (التصوف)، بل له به عهد قديم، فإن أول من غرس بذرته في نفسه ذاك المربي الصوفي الفقير الذي تولى رعايته يتيماً بعد موت والده، فقد كان صديق والده، فعهد به وبأخيه أحمد إليه ليتولى تربيتهما.
ثم تنقلت به الأيام في (الخانقاهات) و (الزوايا) حتى أصبح قادراً على ترويض نفسه، واكتساب ما يريده من تصوفه بالرياضة والممارسة.
سلك أبو حامد في سبيل تحصيل كمالات نفسه وإشراقها سبيلاً قفراً أمعن في وصفه ابن السبكي - وهو له في الأشاعرة والمتصوفة هيام طائر جعله يستبد على مخالفيهم - فقال: "واستمر يجول في البلدان، ويزور المشاهد، ويطوف على الترب والمساجد، وياوي القفار، ويروض نفسه فيكلفها مشاق العبادات" (15).
وكذا قال رفيق دربه، وزميله في التتلمذ على إمام الحرمين الجويني، الشيخ عبدالغافر الفارسي لما ترجم له بترجمة حافلة في (السياق لتاريخ نيسابور) فكان مما قاله: "ثم دخل دمشق، وأقام بها عشر سنين، يطوف المشاهد المعظمة" (16).
ولن نبعد كثيراً، فأبو حامد الغزالي - يرحمه الله - حكى ذلك بالتفصيل فقال عن نفسه: "ثم إني لما فرغت من هذه العلوم - يقصد الفلسفة والباطن والكلام - أقبلت بهمتي على طريق الصوفية، فابتدأت بتحصيل علمهم من مطالعة كتبهم مثل: (قوت القلوب) لأبي طالب المكي، وكتب الحارث المحاسبي، والمتفرقات المأثورة عن الجنيد، والشبلي، وأبي يزيد البسطامي، وغيرهم من المشايخ، حتى اطلعت على كنه مقاصدهم العلمية، وحصلت ما يمكن أن يحصل من طريقهم بالتعلم والسماع، فظهر لي أن أخص خواصهم مالا يمكن الوصول إليه بالتعليم، بل بالذوق، والحال، وتبدل الصفات" (17).
وقال أيضاً: "ففارقت بغداد - في ذي القعدة سنة 488ه - ثم دخلت الشام، وأقمت بها قريباً من سنتين، لا شغل لي إلا العزلة، والخلوة، والرياضة، والمجاهدة، اشتغالاً بتزكية النفس كما كنت حصلته من علم الصوفية، فكنت أعتكف مدة في مسجد دمشق، أصعد منارة المسجد طول النهار، وأغلق بابها على نفسي.
ثم رحلت إلى بيت المقدس، أدخل كل يوم الصخرة، وأغلق بابها على نفسي".
ثم ذكر رحلته إلى الحج وعودته، وأنه استمر على هذه الحال عشر سنين، حتى قال: "وانكشف لي في أثناء هذه الخلوات أمور لا يمكن إحصاؤها واستقصاؤها!! " (18).
وذكر ابن الجوزي (597ه) عنه أنه قال: "أخذت الطريقة من أبي علي الفارمذي" (19) بينما استظهر المازري الصقلي أنه عول في تصوفه على أبي حيان التوحيدي (20).
و (التصوف) سلوك أممي معروف عند الروحانيين من أتباع الأديان، وله طرائق ورسوم متشعبة، وقد بلغ نهايته على يد فلاسفة اليونان الإشرافيين، وفلاسفة الهنود، ومن طريقهم دخل إلى العالم الإسلامي في أواسط القرن الثالث الهجري (21)، وصارت علوم الصوفية مشوبة بالفلسفات المتعددة فضلاً عن الطرائق المتكاثرة بكثرة الأنفاس.
والذين تأثر بهم أبو حامد في التصوف قد سبقوه بالتأثر بفلاسفة المتصوفة من الأمم، بدءاً من الحارث المحاسبي الذي ألف في التصوف التواليف العجيبة ك (الرعاية)، وانتهاء بتجربته الخاصة التي سبق ذكر شيء منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/109)
وهكذا كان أبو حامد "يميل إلى الفلسفة لكنه أظهرها في قالب التصوف والعبادات الإسلامية" (22)، "فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين وألبسه ثيابهم" (23).
إذن في هذا الجو الصوفي ألف الغزالي كتابه (إحياء علوم الدين) بعد رجوعه إلى دمشق من رحلته الحجازية الشهيرة لأجل السياحة والعبادة سنة 490ه والتي حج بها، وظل عشر سنين في دمشق ملازماً لمنارة جامعه، وبهذا الموضع قامت (مدرسة الغزالية) نسبة إليه، وكانت تعرف من قبل بزاوية الشيخ نصر المقدسي (24).
وقد ألف الغزالي كتاب الإحياء، ليكون منهاجاً لأرباب السلوك، وأصحاب الوظائف، وأهل الخدمة.
وهذا يستدعي أن يكون الغزالي نفسه من أهل هذا الطريق، بل من خبرائه ونقاده، كي يتسنى له ضبط معارفه، وتحبير طرائقه وطرائفه، بما يركن إليه ولا مزيد عليه، وقد كان كذلك.
التعريف بالإحياء ونقده:
يعتبر كتاب (إحياء علوم الدين) خلاصة كتب التصوف، وعصارة أصحاب الطرق، فإنه أوسعها على الإطلاق.
وكان الغزالي شديد الاعتداد به، ويحيل إليه كثيراً في كتبه الأخرى.
ومادة الكتاب مستقاة من ثلاثة كتب، هي:
1 - (الرعاية) للحارث المحاسبي (243هـ).
2 - (قوت القلوب) لأبي طالب المكي (386هـ).
3 - (الرسالة) لأبي القاسم القشيري (465هـ).
وقسم كتابه إلى أربعة أرباع، وهي:
1 - ربع العبادات.
2 - ربع العادات.
3 - ربع المهلكات.
4 - ربع المنجيات.
وتحت كل ربع منها عشرة كتب علمية ووعظية.
وأما منهجية تأليفه فيحدثنا عنها أبو الفرج الجوزي (597ه) رحمه الله فيقول: "وضعه على مذهب الصوفية، وترك فيه قانون الفقه ... وإنما كان سبب إعراضه فيما وضعه عن مقتضى الفقه أنه محب للصوفية، فرأى حالتهم الغاية، ثم نظر في كتاب أبي طالب المكي، وكلام المتصوفة القدماء، فاجتذبه ذلك بمرَّة عما يوجبه الفقه" (25).
وقال: أيضا: "ولقد عجبت من هذا الرجل كيف سلبه حب مذهب التصوف عن أصول الفقه ومذهب الشافعي، وليس العجب من تلبيس إبليس على الجهال فيهم، بل على الفقهاء الذين اختاروا بدع الصوفية على فقه أبي حنيفة، والشافعي، ومالك، وأحمد رضوان الله عليهم أجمعين" (26).
ولا شك أن الغزالي - رحمه الله - قد أساء في مواطن كثيرة من كتابه، وأظهر عبارات ظاهرها الكفر المحض، ونقل من إشارات أهل الوحدة والاتحاد ما حمل باللائمة عليه، وجاء إحياؤه خليطاً من المواد الفاسدة: مواد فلسفية، ومواد كلامية، ومواد من ترهات الصوفية، ومواد من الأحاديث الموضوعة ... في غيرها.
وهذا التخليط دخل على أبي حامد من ثلاثة أبواب كبيرة، هي: (27)
"الباب الأول: إقحامه في موارد الشرع ما ليس منه كرؤيا المنام، وعلم الباطن، والفراسة الكاذبة، والتحديث، وخواطر القلوب، والتلقي ربما عن الملائكة أو أرواح الأنبياء والأولياء، أو لقاء الخضر، أو غير ذلك.
الباب الثاني: إرادته الجمع بين شتات ما نقل عن أهل المنطق والفلسفة والكلام، وبيان ما أقرته قواعد الإسلام، بل وقصر كثير من نصوصه نحو مرادهم وترتيباتهم.
الباب الثالث: وثوقه بكل ما حكي عن مشائخ الطريق ونقل عنهم، بعد أن جعلهم في مرتبة واحدة، سواء منهم الصديِّق والزنديق!!.
حتى علق في غوائل وحبائل، ما كان له أن يخرج منها بعد طول التكلف، وإظهار التعسف، هذا مع قلة معرفته بصحيح نصوص الشرع، وضعيفها، أو موضوعها" (28).
ولأجل ذلك حمل العلماء على الإحياء، وأجهزوا عليه في تضاعيف كلامهم، وأفردوا ثلبه في تصانيف مفردة، ومن ذلك:
(الكشف والإنباء عن كتاب الإحياء) للمازري محمد بن علي (536ه). أثنى عليه الذهبي وقال: يدل على تبحره وتحقيقه (29).
(إعلام الأحياء بأغلاط الإحياء) لأبي الفرج بن الجوزي (597ه) ذكر الذهبي أنه في مجلدات (30).
(الضياء المتلالي في تعقب الإحياء للغزالي) لعز الدين بن المنير المالكي (683ه).
(عقد اللآلي في الرد على أبي حامد الغزالي) ليحيى بن حمزة العلوي (749ه).
(إحياء ميت الأحياء في الرد على كتاب الإحياء) لأبي الحسن بن سكر (616ه). قال عنه ابن كثير: "وقد زيف ابن سكر مواضع من (إحياء علوم الدين) وبين زيفها في مصنف مفيد" (31).
"القول المبين في التحذير من كتاب (إحياء علوم الدين) لعبد اللطيف بن عبدالرحمن الحنبلي (1293ه).
ومن تتبع كتب التراجم، ودوواين المؤلفات سيجد الكثير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/110)
وأما أهل المغرب والأندلس فقد كان لهم القدح المعلى في حربهم على الإحياء، حتى لقبه بعضهم ب: (إماتة علوم الدين)، واشتهر عن كبرائهم قولهم: "هذا إحياء علوم دينه، أما ديينا فإحياء علومه بكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم".
وأوردوا على كلامه إشكالات، وغلطوه فيه، وألزموه الكفر في بعضه، وتمالؤوا على إنكاره، ووجوب إحراقه، واجتمع الفقهاء في بلاد المغرب والأندلس لإستصدار أمر من أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين بجمع نسخه وإحراقها فكان ذلك في أوائل سنة (503ه)، ثم منع من دخول البلاد، ورتب العقوبات الشديدة على ذلك (32).
والسبب الذي حملهم على ذلك أنهم كانوا على السنة، وعلى طريقة الإمام مالك في الأصول والفروع، فلما وصلهم الإحياء قرأوا فيه آراء المتكلمين، وفلسفتهم عن الإلهيات والنبوات، من مذاهب الاشاعرة والماتريدية والمعتزلة، فرأوها تأويلاً مخرجاً لنصوص القرآن ونصوص الحديث عن معانيها، معطلاً لما جاء فيها (33).
قال الأستاذ العلامة محمد المنتصر بالله الكتاني (1419ه) رحمه الله: "وعلي بن يوسف بن تاشفين إنما أحرق كتاب الغزالي، ومنع دخوله للمغرب، استجابة لمستشاري دولته، وكلهم من الفقهاء، وما كان يسعه غير ذلك في مجتمع كان سلفي العقيدة على مذهب مالك، يرى في مذاهب علماء الكلام بكل فرقهم: أشاعرة، وماتريدية، ومعتزلة ... مذاهب أحدثت في دين الله ما لم يحدثه السلف الصالح، صحابة وتابعين وأئمة مجتهدين.
وعلي بن يوسف بن تاشفين كان من صالحي ملوك المغرب، وصالحي ملوك المسلمين كان حليماً وقوراً، ومجاهداً فاتحاً، وإماماً عادلاً، جاء إلى الأندلس عام 503ه داعياً إلى الله، ومجاهداً في سبيله، ففتح المدن والحصون، وظفر بالفرنج في معارك كثيرة، وتولى إمارة المسلمين سنة 500ه، وتوفي سنة 537ه رحمه الله" (34).
الهوامش:
1 - نقله عنه معزواً إليه هداية الله في (طبقات الشافعية) 194 - 195، ونقله الإسنوي دون عزو في طبقاته (244/ 2)، أما ابن السبكي فصاغه صياغة قريبة منه بعد أن أخذ فحواه (طبقات الشافعية الكبرى) (199/ 6 - 200، 201)، وتبعه ابن جعفر الهيثمي المكي في (الإعلام بقواطع الإسلام) وانظر: (الجامع في ألفاظ الكفر) 168.
2 - انظر: (طبقات الشافعية الكبرى) لابن السبكي (30/ 6 - 31).
3 - قال ابن رشد الحفيد عن أبي حامد: "لم يلزم مذهباً من المذاهب في كتبه، بل هو مع الأشاعرة أشعري، ومع الصوفية صوفي، ومع الفلاسفة فيلسوف". (فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال) (30)، وقال الذهبي: "للغزالي غلط كثير، وتناقض في تواليفه، ودخول في الفلسفة، وشكوك، ومن تأمل كتبه العقلية رأى العجائب". (تاريخ الإسلام) (128).
4 - (الصفدية) لشيخ الإسلام (216 - 219)، وانظر: (نقص المنطق) (56)، وذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن نكير الناس قد عظم على الغزالي لما في كلامه من جنس كلام الملاحدة، وقد عبر عنه بالعبارات الإسلامية، والإشارات الصوفية! (الصفدية) (234).
5 - مجموع الفتاوى (230/ 9 - 231).
6 - (المنقذ من الضلال) (47)، طبعة الدار التونسية.
7 - (النبوات) (382/ 1 - 392) بتصرف.
8 - السيرة (328/ 19). قوله (خيار المخلصين) تزكية تفتقر إلى تقييدها بالحسبان، وأما كونه من (كبار الأذكياء) فالذكاء وحده ليس مسوغاً لتقحم طرق أهل الضلال والزندقة، إذ ليس ذلك محلاً للتجربة، ثم فرط الذكاء قد يردي ولا يجدي، والمعصوم من عصمه الله.
9 - انظر: (المعيار المعرب) (184/ 12).
10 - انظر: (تاريخ الإسلام للذهبي) (120 - 121)، والسير (341/ 19)، (وطبقات الشافعية الكبرى) (241/ 6).
11 - (طبقات الشافعية الكبرى) (287/ 6 - 389).
12 - السير (19 - 326)، و (تاريخ الإسلام) للذهبي (188).13 - انظر: (الإعلام والاهتمام بجمع فتاوى شيخ الإسلام، زكريا الأنصاري) (369).
14 - أنظر: (الفتاوى الحديثية) (41).
15 - (طبقات الشافعية الكبرى) (199/ 6).
16 - نقله عنه ابن السبكي في طبقاته الكبرى (206/ 6)، وابن الجوزي في (المنتظم) (125/ 17).
17 - (المنقذ من الضلال) (80 - 82).
18 - المرجع نفسه (86 - 87) بتصرف. و (المشاهد) مصطلح رافضي الأصل، كثر استعماله عند الصوفية، ويقصد به الأضرحة التي تزار وتعظم عند طوائف الغلاة منهم، ويفعل عندها ما لايجوز شرعا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/111)
19 - انظر: (المنتظم) (125/ 17 - 126). الفارمذي - بسكون الراء وفتح الميم كما قال ياقوت، وقال السمعاني بفتح الجميع، نسبة إلى قرية (فارمذ) من قرى طوس، وأبو علي هو: الفضل بن محمد بن علي، شيخ الصوفية في زمانه، ومؤدب المريدين بخراسان، وواعظها الأول، توفي سنة 477ه رحمه الله.
20 - انظر السير (341/ 19)، وتاريخ الإسلام (120 - 121)، و (مجموع الفتاوى) (54/ 6)، وأبو حيان التوحيدي هو: علي بن محمد بن العباس البغدادي، فيلسوف متصوف، ضال ملحد كذاب كما قال الذهبي، وقال الحافظ بن حجر: بقي إلى حدود الأربعمائة ببلاد فارس، وكان صاحب زندقة وانحلال. أه. السير (119/ 17) و (لسان الميزان) (633/ 7).
21 - انظر (الفكر السامي) الحجوي (53/ 2).
22 - (نقض المنطق) لشيخ الإسلام (55،135).
23 - (مجموع الفتاوى) (552/ 10).
24 - انظر: (طبقات الشافعية) للإسنوي (244/ 2)، و (العقد المذهب) لابن الملقن (117)، و (طبقات الشافعية الكبرى) لابن السبكي (197/ 6).
25 - (المنتظم) (125/ 17 - 126) بتصرف.
26 - (تلبيس إبليس) (263 - 264).
27 - انظر: (مجموع الفتاوى) (55/ 6).
28 - (فجر الساهد وعون الساجد) عبدالسلام علوش (8 - 9).
29 - (تاريخ الإسلام) (120).
30 - السير (342/ 19).
31 - البداية والنهاية (214/ 16).
32 - انظر: (المعجب في تلخيص أخبار المغرب) للمراكشي (237).
33 - انظر: بحث (الغزالي والمغرب) للأستاذ محمد المنتصر بالله الكتاني، ضمن مجموع بعنوان (فاس عاصمة الأدارسة، ورسائل أخرى) (166).
34 - المرجع السابق (170 - 171) بتصرف يسير، واستمر الأمر على ذلك في عهد المرابطين، ففي الرسالة التي وجهها أمير المسلمين تاشفين بن علي ابن يوسف بن تاشفين إلى فقهاء (بلنسية) وأعيانها، في جمادى الأولى سنة 538 هـ، يحثهم على الأخذ بمذهب مالك دون غيره، وعلى مطاردة كتب البدعة، وخاصة كتب أبي حامد الغزالي، وأنه يجب أن يتبع أثرها، ويقطع بالحرق المتتابع خبرها ... الخ ما جاء فيها. انظر: (دولة الإسلام في الأندلس) عبدالله عنان، العصر الثالث - القسم الأول 432.
ـ[عبدالله البطاطي]ــــــــ[10 - 08 - 06, 01:30 ص]ـ
أسطورة تاريخية مختلقة!
زعموا أن خبر إحراق كتاب الإحياء وصل إلى أبي حامد الغزالي، وكان جالساً في حلقته، فدخل عليه رجل مسن من أهل فاس، فاستخبر عن حاله، ثم سأله عن كتاب الإحياء ماذا صنع به أهل الغرب؟ فاستحيا منه ولم يجبه، فعزم عليه، فأخبره بإحراقه، فدعا الغزالي على المرابطين وقال: (اللهم مزق ملكهم كما مزقوه!) وكان في الحلقة محمد بن عبدالله بن تومرت (1) فقال: "ادع الله أن يجعله على يدي، فلم يجبه لذلك".
ثم مكث زمناً فجاءه رجل آخر من أهل الغرب فحدثه بما حدثه به الأول، فدعا على المرابطين بتمزيق ملكهم، فطلب ابن تومرت أن يكون ذلك على يديه، فقال الغزالي: "قم؛ سيجعل الله ذلك على يديك"!!
وفعلاً كان أن استجاب الله دعاءه عليهم، كرامة للغزالي، ومزق ملك المرابطين على يد ابن تومرت مؤسس دولة الموحدين ... هكذا تزعم الرواية.
وهذه القصة إفك مفترى:
أولاً: لو ثبت لكان فيها أكبر الطعن على الغزالي الذي يدعو في مؤلفاته الأخلاقية إلى التسامح وحسن الصفح والعفو، ولأصبحت علامة على أن الرجل يبطن ما لا يظهر وأن فعله يناقض قوله.
ثانياً: أن ابن القطان المراكشي الكتامي قد تفرد بسوق هذه القصة عن الرجل المسن المجهول، وكل من جاء بعده ينقلها عنه من كتابه "نظم الجمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان" (2).
وابن القطان هذا متهم في إيرادها، لأنه متحامل جداً على المرابطين حيث يرميهم بأقذع الأوصاف، بسبب اختلاف المشرب، ولأنه إنما ألف كتابه (نظم الجمان) لتعظيم دولة الموحدين، ومدحهم والثناء عليهم، وإبراز مآثرهم، فلا يبعد أن يكون قد لفق أو تلقف هذه القصة تشفياً من دولة المرابطين!.
ثالثاً: إن ابن تومرت لم يلتق بالغزالي البتة، وذلك أن ابن تومرت خرج لطلب العلم من المغرب سنة 501ه وعلى أقل تقدير في أواخر سنة 500 هـ ورحل منها إلى الأندلس، ومنها إلى الإسكندرية، ومنها إلى الحج، ومنه إلى بغداد، وهنا تورد القصة أنه التقاه في بغداد، ولكن المصادر تجمع - وكذا حكى الغزالي عن نفسه في (المنقذ من الضلال) - أنه خرج إلى نيسابور سنة 499ه، وجلس للتدريس في نظاميتها إلى أن مات، فأين اللقى؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/112)
رابعاً: أن قضية إحراق كتاب الإحياء كانت في أوائل سنة 503ه، وعلى أقل تقدير في أواخر سنة 502ه، ويومها - قطعاً - كان الغزالي في بلده (طوس) وابن تومرت لا يعرف عنه أنه تجاوز بغداد شرقاً في رحلته، فلم يدخل إقليم خراسان أصلاً، فأنى لهذه القصة أن تصح!
ولأجل هذه الأسباب وغيرها أنكر جماعة من الأئمة القصة ك: ابن الأثير، وابن خلدون، وابن الخطيب ... وغيرهم (3)، وكثير من الباحثين المعاصرين خلصوا إلى هذه النتيجة (4).
وعوداً على ما ذكرناه من نقد العلماء لكتاب الإحياء، نسوق جملة من فتاواهم ومقولاتهم عن (إحياء علوم الدين) فمن ذلك:
1 - ما كتبه عالم الإسكندرية أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي المالكي (520 هـ) في رسالة له إلى ابن المظفر، فقال: (أما ما ذكرت من أمر الغزالي، فرأيت الرجل وكلمته، فوجدته رجلاً جليلاً من أهل العلم قد نهضت به فضائله، واجتمع فيه العقل والفهم وممارسة العلوم طول عمره، ثم بدا له الانصراف عن طريق العلماء، ودخل في غمار العمال، ثم تصوف فهجر العلوم وأهلها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب القلوب، ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة ورموز الحلاج، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد ينسلخ من الدين، فلما عَمِل (الإحياء) عمد يتكلم في علوم الأحوال، ومرامز الصوفية، وكان غير دري بها ولا خبير بمعرفتها!! فسقط على أم رأسه، فلا في علماء المسلمين قر، ولا في أحوال الزاهدين استقر.
ثم شحن كتابه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أعلم كتاباً على وجه البسيطة - في مبلغ علمي - أكثر كذباً على رسول الله صلى الله عليه وسلم منه.
سبكه بمذاهب الفلاسفة، ومعاني رسائل أخوان الصفا، وما مثل من قام لينصر دين الإسلام بمذاهب الفلاسفة، وآرائهم المنطقية، إلا كمن يغسل الماء بالبول.
ثم يسوق الكلام سوقاً، يرعد فيه ويبرق، يمني وشوق حتى إذا تشوفت له النفوس، قال: "هذا من علم المعاملة، وما وراءه من علم المكاشفة، ولا يجوز تسطيره في كتاب"، أو يقول: "هذا من سر القدر الذي نهينا عن إفشائه"!
وهذا فعل الباطنية، وأهل الدغل والدخل، وفيه تشويش للعقائد، وتوهين لما عليه كلمة الجماعة.
فإن كان الرجل يعتقد ما سطره في كتابه لم يبعد تكفيره، وإن كان لا يعتقده فما أقرب تضليله.
وأما ما ذكرت من إحراق الكتاب بالنار، فإنه إن ترك انتشر بين ظهور الناس، ومن لا معرفة له بسمومه القاتلة، وخيف عليهم أن يعتقدوا صحة ما سُطر فيه مما هو ضلال، فيحرق قياساً على ما أحرقته الصحابة رضي الله عنهم من صحائف المصحف التي كان فيها اختلاف ألفاظ، ونقص آيٍ.
وفي دونه من الكتب غنية وكفاية لإخواننا المسلمين، وطبقات الصالحين.
ومعظم من وقع في عشق هذا الكتاب رجال صالحون لا معرفة لهم بما يلزم العقل وأصول الديانات، ولا يفهمون الإلهيات، ومن كان كذلك لم يكن له أن يقفوا ما ليس له به علم، والسلام" (5).
2 - ومن ذلك أن الإمام أبا عبدالله محمد بن علي المازري الصقلي (536ه) كتب جواباً على سؤال ورده متكرراً في نواحي كثيرة من المشرق والمغرب يسألونه عن (إحياء علوم الدين) فذكر جواباً طويلاً جاء فيه: (ولقد عجبت من قوم مالكية يستحسنون من رجل فتاوى مبناها على ما لا حقيقة له، وفيه كثير من الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم، لفق فيه الثابت بغير الثابت، وكذا ما أورده عن السلف لا يمكن ثبوته كله، وأورد من نزغات الأولياء! ونفثات الأصقياء ما يجل موقعه، لكن مزج فيه النافع بالضار، كإطلاقات يحكيها عن بعضهم لا يجوز إطلاقها لشناعتها، وإن أخذت معانيها على ظواهرها، كانت كالرموز إلى قدح الملحدين، ولا تنصرف معانيها إلى الحق إلا بتعسف على اللفظ .... الخ" (6).
3 - ومن ذلك ما قاله القاضي عياض اليحصبي (544ه): "والشيخ أبو حامد ذو الأنباء الشنيعة، والتصانيف العظيمة غلا في طريقة التصوف، وتجرد لنصر مذاهبهم، وصار داعيةً في ذلك، وألف فيه تواليفه المشهورة، أخذ عليه فيها مواضع، وساءت به ظنون الأمة، والله أعلم بسره، ونفذ أمر السلطان عندنا بالمغرب وفتوى الفقهاء بإحراقها والبعد عنها، فامتُثل ذلك" (7).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/113)
4 - ومن ذلك ما قاله أبو الفرج بن الجوزي (597ه): "اعلم أن في كتاب (الإحياء) آفات لا يعلمها إلا العلماء، وأقلها الأحاديث الباطلة الموضوعة، وإنما نقلها كما اقتراها لا أنه افتراها ولا ينبغي التعبد بحديث موضوع والاغترار بلفظ مصنوع، وكيف ارتضي لك أن تصلي صلوات الأيام والليالي، وليس فيها كلمة قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف أوثر أن يطرق سمعك من كلام المتصوفة الذي جمعه وندب إلى العمل به ما لا حاصل له من الكلام في الفناء، والبقاء، والأمر بشدة الجوع، والخروج إلى السياحة في غير حاجة، والدخول في الغلاة بغير زاد، إلى غير ذلك مما قد كشفت عن عواره في كتابي (تلبيس إبليس) " (8).
5 - وقال أيضاً: (وجاء أبو حامد الغزالي فصنف لهم - أي للصوفية - كتاب (الإحياء) على طريقة القوم، وملأه بالأحاديث الباطلة وهو لا يعلم بطلانها، وتكلم في علم المكاشفة، وخرج عن قانون الفقه، وجاء بأشياء من جنس كلام الباطنية" (9).
6 - ومن ذلك ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية (728ه) لما سئل عن الإحياء وعن (قوت القلوب) فأجاب: "أما كتاب (قوت القلوب)، وكتاب (الإحياء) تبع له فيما يذكره من أعمال القلوب مثل الصبر، والشكر، والحب، والتوكل، والتوحيد، ونحو ذلك، فأبو طالب أعلم بالحديث والأثر وكلام أهل علوم القلوب من الصوفية وغيرهم من أبي حامد الغزالي، وكلامه أسد، وأجود تحقيقاً، وأبعد عن البدعة، مع أن في (قوت القلوب) أحاديث ضعيفة وموضوعة وأشياء كثيرة مردودة.
وأما في (الإحياء) من الكلام في المهلكات، مثل الكلام على الكبر، والعجب، والرياء، والحسد ونحو ذلك، فغالبه منقول من كلام الحارث المحاسبي في (الرعاية)، ومنه ما هو مقبول، ومنه ماهو مردود، ومنه ماهو متنازع فيه.
و (الإحياء) فيه فوائد كثيرة، لكن فيه مواد مذمومة، فإن فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين وألبسه ثياب المسلمين.
وقد أنكر أئمة الدين على أبي حامد هذا في كتبه، وقالوا: "مرضه الشفاء" يعني (شفاء) ابن سينا في الفلسفة.
وفيه أحاديث وآثار ضعيفة، بل موضوعة كثيرة.
وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وترهاتهم.
وفيه مع ذلك من كلام المشائخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة، ومن غير ذلك من العبادات والأدب ما هو موافق للكتاب والسنة، ما هو أكثر مما يرد منه، فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس، وتنازعوا فيه" (10).
ومن ذلك ما قاله الإمام الذهبي (748ه): "أما (الإحياء) ففيه من الأحاديث الباطلة جملة، وفيه خير كثير لولا ما فيه من آداب، ورسوم، وزهد من طرائق الحكماء، ومنحرفي الصوفية، نسأل الله علماً نافعاً، تدري ما العلم النافع؟ هو ما نزل به القرآن، وفسره الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً.
فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله، وبإدمان النظر في الصحيحين، وسنن النسائي، ورياض النووي، وأذكاره تفلح وتنجح.
وإياك وآراء عباد الفلاسفة، ووظائف أهل الرياضات، وجوع الرهبان، وخطاب طيش رؤوس أصحاب الخلوات، فكل الخير في متابعة الحنيفية السمحة، فواغوثاه بالله، اللهم اهدنا صراطك المستقيم" (11).
7 - ومن ذلك ما كتبه الشيخ العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ (1293ه) في رسالة أرسلها إلى رجل ينصحه بترك قراءة كتاب (الإحياء)، فقال: "وبعد: فقد بلغني عنك ما يشغل كل من له حمية إسلامية، وغيرة دينية على الملة الحنيفية، وذلك أنك اشتغلت بالقراءة في كتاب (الإحياء) للغزالي، وجمعت عليه من لديك من الضعفاء والعامة الذين لا تمييز لهم بين مسائل الهداية والسعادة، ووسائل الكفر والشقاوة، وأسمعتهم ما في (الإحياء) من التحريفات الجائرة، والتأويلات الضالة الخاسرة، والشقاشق التي اشتملت على الداء الدفين، والفلسفة في أصل الدين، وقد سلك في (الإحياء) طريق الفلاسفة والمتكلمين في كثير من مباحث الإلهيات وأصول الدين، وكسا الفلسفة لحاء الشريعة، حتى ظنها الأغمار والجهال بالحقائق من دين الله، وهي في الحقيقة محض فلسفة منتنة يعرفها أولو الأبصار، ويمجها من سلك سبيل أهل العلم كافة في القرى والأمصار. وقد حذر أهل العلم والبصيرة من النظر فيه، ومطالعة خافيه وباديه، بل أفتى بتحريقه علماء المغرب ممن عرف بالسنة، وسماه كثير منهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/114)
(إماتة علوم الدين) وقام ابن عقيل أعظم قيام في الذم والتشنيع، وزيف ما فيه من التموية والترقيع، وجزم بأن كثيراً من مباحثه زندقة خالصة لا يقبل لصاحبها صرف ولا عدل. وكلام أهل العلم معروف في هذا، لا يشكل إلا على من هو مزجي البضاعة، أجنبي من تلك البضاعة ... الخ" (12).
8 - ومن ذلك ما حكاه العلامة العراقي أبو المعالي محمود شكري الألوسي (1342ه) من الحوار الذي دار بينه وبين رجل مغرم بقراءة (الإحياء) وإقرائه، فقال: "الإمام أبو حامد الغزالي اعترض على كتبه كثير من العلماء الربانيين ... ومن العجب أن بعض الجهلة ممن يدعي العلم والصلاح، وهو عار عنهما، وقد تزيا بزي أهلهما، قد راج سوقه على العوام، بما يقصه عليهم في الوعظ من الأكاذيب والأوهام و قد ذكر (إحياء العلوم) وشرع يمدحه بأعظم المدائح، ويقرظه بكل ما خطر له من الثناء، فقلت له: إنه اشتمل على أحاديث موضوعة، ومسائل فلسفية خارجة عن الشريعة، وآراء محضة مخالفة للسنة النبوية، وبناء على ذلك أن أهل العلم الموثوق بعلمهم لا يقيمون لهذا الكتاب وزناً، حتى أن بعضهم ألف كتاباً في بيان حال ما فيه من الأحاديث، فنظر إلي شزراً وقال: كيف تقول هذا الكلام وقد شرحه العلامة الزبيدي، وخرج أحاديثه، وبين أسراره؟! فقلت له: إن الزبيدي ليس من أهل هذا الفن، ولا هو من رجال هذا الميدان، وإنما له بعض الإطلاع على اللغة، وبعض العلوم العربية، وكلام مثله في باب الجرح والتعديل غير ملتفت إليه، وكان من غلاة القبوريين، والدعاة لمبتداعاتهم، فلما سمع ذلك أعراض ونأى بجانبه، ولم يلتفت إلى ما قلته، والكلام الحق اليوم ثقيل على الأسماع، لاسيما على أهل الزيغ والابتداع" (13).
والنقد لكتاب (الإحياء) طويل الذيل، فمن رامه طلبه من مظانه، والله المستعان.
دفاع ميت!
قد يقول قائل: ما في (الإحياء) من شطحات ومساوئ إنما نقلها عن غيره؟!
قلنا: وكذلك ما فيه من خير وإحسان ومعروف إنما نقله عن غيره، وليس له فيه فضل سوى سبك الكلام! فلماذا يمدح بما ذكره في (الإحياء) من الخير، ويغض الطرف عما فيه من البلاء؟ مع أن الإنسان إنما يُثَّرب عليه إذا نقل عن الآخرين الشر والسوء والفتنة.
وكون الغزالي - يرحمه الله - ينقل كلام غيره، هذا لا يخرجه من العهدة، ولا يبرئ ساحته، لأن الناقل لكلام غيره لا يخلو:
1 - إما أن ينقله مرتضياً له، ومؤيداً لما فيه.
وشاهد رضاه وتأييده أن ينتصر له، ويدافع عنه، ويشرحه ويوضحه، ويزيده بياناً وتأكيداً، ويستنبط منه، وينبسط إليه، ويبني عليه قضايا أخر، ونحو ذلك مما يدل على احتفائه بما نقله.
2 - وإما أن ينقله غير راضٍ عنه، ولا مؤيد له.
وشاهد ذلك أن يأخذ في الرد عليه، وبيان عواره، وفساده، ونحو ذلك مما يدل على رفضه ونفرته لما نقله.
أما أن ينقل كلاماً ويسكت عنه، فالأصل أن الكلام المنكر الممتليء كفراً وزندقة، أو شراً ومفسدة، لا يجوز إظهاره للناس، ولا ترويجه بينهم، بنقله في الدفاتر، أو حكايته على رؤوس الاشهاد، فيغتروا بهذا النقل، فيثني على القالة لأن فلاناً نقلها ساكتاً عنها، ولم يتعقبها بشيء، ولو كان فيها محظور لما تركها على علاتها .. هكذا يستدل الناس.
والواجب إنكار المنكر، وبيان حقيقته للأمة، وتحذير الناس منه وتنفيرهم عنه، وأن يخمد في مدفنه، ويهمل في مكمنه، عسى الله أن يذهب القالة كما أذهب قائلها، فلا يدرى طريقها بعد ذلك.
ثم هذا دفاع بارد جداً! لأن أبا حامد الغزالي - رحمه الله - ليس بالغافل ولا المستغفل بحيث تمر عليه عبارات القوم دون تقليب لمعناها، ومعرفة لفحواها، بل له بها أنس وطرب، ولا يذكرها إلا على سبيل الاستئساس، بَلْهَ الاستئناس.
والذي يدل على ارتضاه لما نقله - وهو خريت الجماعة - وتحققه مما قاله، ونهوضه به، أمران:
الأول: أنه قعد قاعدة عامة لكل من ينظر في عبارات القوم، فقال: "إذا عرض لك من كلام عالم إشكال يؤذن في الظاهر بمحال أو اختلال، فخذ ما ظهر لك علمه، ودع ما اعتاص عليك فهمه، وَكِل العلم فيه إلى الله عز وجل" (14).
فانظر كيف يفضي القداسة على مقولات القوم، بحيث إن الخطأ لا يعتريها، وإنما يعتري فهم السامع وذهن القارئ، وأما هي فحاشاها، لأن لها سراً!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/115)
وهذا توطئة منه مسبقة لما عساه أن يكون في كلامه أو نقله من الغرائب - التي يفيد ظاهرها الكفر والإنحلال، وعلى أحسن الأحوال لا يُدرى ما يراد بها - وتمهيد تمريرها إلى نفسية القارئ ليتقبلها ويحس الظن بأهلها.
الثاني: أنه دافع عن أحيائه بفتوة، وأصر على ما فيه بقوة، وذم من خالفه ونغصه، ورماه بأبشع الأوصاف وتنقصه، فقد جعلهم (شركاء الطغام، وأمثال الأنعام، وأجماع العوام، وسفهاء الأحلام، وذعار أهل الإسلام" (15).
فكأنه لا يرتضي أن يتعقبه أحد، مع أن كلامه ما وقف عليه أحد إلا لاحظ ورد وتعقب، وحتى تلاميذه الخواص العالمون بحاله استشكلوا بعض ما في (الإحياء) فأملى عليهم إملاءه المشهور لحل إشكالاته، فلم يحلها بل زادها إشكالاً.
وقد اعترف الغزالي - رحمه الله - أن الناس يستشكلون شيئاً من كلامه، ويستغربون صدوره منه، فكان يدفع ذلك بانتقاص قدراتهم النفسية، وملكاتهم العقلية، وأنهم "لم تستحكم في العلوم سرائرهم، ولم تتفتح إلى أقصى غايات المذاهب بصائرهم" (16).
إذن لا مَدْفَع ولا تبرير!!
حكم قراءة الكتاب:
لا بد من النظر حال الحكم على الكتاب وقراءته إلى جهتين: مادة الكتاب، وقرائه.
فأما مادة كتاب (الإحياء) فسبق الكلام عنها وما قيل فيها.
وأما القراء فهم على ثلاثة أصناف:
صنف متعصب لأبي حامد وكتابه، لا يقبل في نقده كلمة، ولا في تقويمه حرفاً، ولا يرتضون من أحد أن يقدح فيه، ويصمون آذانهم عن سماع عيوبه، ومعرفة خلله، وهؤلاء نسأل الله لهم الهداية والبصيرة والرجوع إلى الحق.
والصنف الثاني: أهل العلم وطلابه المترسون، الحداق بمواطن الزلل، وبواطن الخلل، فهؤلاء لا يحتاجون إلى فرض وصاية عليهم، وليس مثلي من يبصر مثلهم، فهم أبصر بالصواب وأعلم.
والصنف الثالث: عامة الناس، وسواد الأمة، من كافة الطبقات والتخصصات، بدءاً من أصحاب المهن الوضيعة، وانتهاء بأصحاب المقامات الرفيعة، فهؤلاء نقول لهم: سيراً على ضوء مقاصد الشرع وقواعده، وجرياً على ما كان عليه أئمة السلف، فإننا ننصحكم بعدم مطالعة كتاب (الإحياء) أو قراءته، وبعدم اقتنائه أو شرائه.
أما من جهة المقاصد، فإن من مقاصد الشارع الحفاظ على عقائد الناس، وسلامة أديانهم، وحمايتها من شوائب الشرك، وتخليصها من دخائل البدع، فما ضاد ذلك وجب طرحه وفضحه.
ولا شك أن الأمر إذا اختلط حابله بنابله، وسيئه بحسنه، وشره بخيره، فإنه يتجنب ويحذر منه خشية التباس الباطل بالحق، وتغليف المنكر بالمعروف، فيتسرب إلى قلوب الخلق من المحظور ما لا يستطاع قلعه بالمشروع والمأمور.
وأما من جهة القواعد، فلأن من قواعد الفقهاء المقررة أن الأمر إذا اجتمع فيه مصلحة ومفسدة، غلب جانب المفسدة، فتدرأ.
وإذا اجتمع في الشيء الواحد حظر وإباحة، قدم الحظر لأنه الأحوط، إبراء للذمة.
وهلم جرا من القواعد التي تندرج تحت القاعدة الكبرى: الضرر يزال.
وأما من حيث الواقع - الذي هو مسرح النظر في الفتوى - فلأن الثناء على الكتاب والنصح بقراءته واقتنائه يغرر الناس به، ويخدعهم بما فيه، ولا ينبغي لعلماء الإسلام الإشادة إلا بما صفى من الكدر، وصفي من القذر، ف (إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذوا دينكم).
واسمع - هديت - إلى ما قاله الإمام أبو زرعة الرازي رحمه الله، قال: "سئل أحمد عن الحارث المحاسبي وكتبه؟ فقال: إياك وهذه الكتب، بدع وضلالات، عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك، قيل له: في هذه الكتب عبرة؟. فقال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة، فليس له في هذه الكتب عبرة، هل بلغكم أن مالكاً، والثوري، والأوزاعي صنفوا في الخطرات والوساوس؟! ما أسرع الناس إلى البدع" (17).
وأما أن الناس يستطيعون تمييز غثه من سمينه: فدعوى، فإن كتب أهل الضلالة لا تؤمن غوائلها ولقد رأينا وسمعنا من انسلخ في طياته وهم ينسبون للعلم، فكيف بعامة الناس!
ثم إن ما فيه من الحق والخير والمعروف والهدى موجود في غيره مما هو أمثل منه وأجود، والاستغناء عنه لا يفوت مصلحة على المكلف حتى يقال بلزوم قراءته أو النصح به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/116)
وهذا الذي قررناه هنا قد قرره أبو حامد الغزالي - رحمه الله - وارتضاه أصلاً في حكم مطالعة الكتب المدخولة والمخلوطة، فقال: "لما غلب على أكثر الخلق ظنهم بأنفسهم الحذاقة والبراعة، وكمال العقل في تمييز الحق عن الباطل، والهدى عن الضلالة، وجب حسم الباب في زجر الكافة عن مطالعة كتب أهل الضلالة ما أمكن، إذ لا يسلم من نظر في كتبهم، فرأى ما مزجوه بكلامهم من الحكم النبوية، والكلمات الصوفية، أن يستحسنها ويقبلها، ويحسن اعتقاده فيها .. فيسارع إلى قبول باطلهم الممزوج به، لحسن ظن حصل فيما رآه واستحسنه، وذلك نوع استدراج إلى الباطل، ولأجل هذه الآفة يجب الزجر في مطالعة كتبهم، لما فيها من الغدر والخطر، وكما يجب صون من لا يحسن السباحة عن مزالق الشطوط، يجب صون الخلق عن مطالعة تلك الكتب" (18).
وهذا أصل متين، مشهور عند أهل العلم قاطبة، وبه حاكمنا كتاب (الإحياء).
وهذه النتيجة التي خلصنا إليها من حكم قراءة كتاب (الإحياء) ليست بدعاً من النتائج، فقد ساق العلامة ابن صلاح كلام المازري، وصاغه صياغة، ذاكراً خلاصته ونتائجه، فقال: "ثم تكلم المازري في محاسن (الإحياء) ومذامه، ومنافعه ومضاره بكلام طويل، ختمه بأن من لم يكن عنده من البسطة في العلم ما يعتصم به من غوائل هذا الكتاب، فإن قراءته لا تجوز له، وإن كان فيه ما ينتفع به. ومن كان عنده من العلم ما يأمن به على نفسه من غوائل هذا الكتاب، ويعلم ما فيه من الرموز، فيجتنب مقتضى ظواهرها، ويكل أمر مؤلفها إلى الله تعالى إن كانت كلها تقبل التأويل، فقراءته لها سائغة، وينتفع به، اللهم إلا أن يكون قارئه ممن يقتدى به، ويغتر به، فإنه ينهى عن قراءته، وعن مدحه والثناء عليه".
قال: "ولولا أنا علمنا أن إملاءنا هذا إنما يقرؤه الخاصة، ومن عنده علم يأمن به على نفسه، لم نتبع محاسن هذا الكتاب بالثناء، ولم نتعرض لذكرها، ولكنا نحن أمِنا من التغرير، ولئلا يظن - أيضاً - من يتعصب للرجل أنا جانبنا الإنصاف في الكلام على كتابه، ويكون اعتقاده هذا فينا سبباً لأن لا يقبل نصيحتنا، والله أعلم" (19).
وأخيراً .. لربما يقول قائل: إذاً يهذب (الإحياء) ويختصر، وينقى مما فيه، ويصفى من الحكايات الواهية، والأحاديث الموضوعة، والأقوال المنكرة، فيحذف كل ذلك ويبقى الطيب النافع.
فيقال جواباً عليه: إن جماعة من العلماء قد رام اختصاره وتهذيبه، لكن حينئذ لا فرق بين (الإحياء) وغيره، إذ كل كتاب أساء صاحبه في بعضه وخلط، يمكن أن يصفى من المدخول السييء، ويبقى الطيب النافع، فلا فضل ثم، ولا ميزة إذن.
ثم إن المختصر ينسب إليه مختصره، كما ينسب الجامع إلى جامعه ولو لم يكن له مجرد الجمع، إذ الكل - الجمع أو الاختصار - من مطالب التأليف، وغايات الكتّاب.
اللهم ارحم أبا حامد، وتقبل توبته، وأعظم أجره، وأرفع درجته.
اللهم لا تجعلنا من الغالين فيه، ولا الجافين عنه، وانفعنا بما كتب وألف من الحق والهدى .. وجنبنا ما سوى ذلك، منه ومن سائر علمائنا وأئمتنا ... آمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
الهوامش:
1 - هو محمد بن عبدالله بن تومرت الهرغي السوسي - من إقليم سوس بالمغرب الأقصى - والملقب بعد ب "المهدي القائم بأمر الله" ولد سنة 485ه، وتوفي سنة 524ه، رحل في طلب العلم، وتشبع بالكلام، خاصة مذهب الأشاعرة، وبه انتشر في المغرب، وألف (المرشدة) لنصرة مذهبهم، وأعلن وجوب تقليدهم .. وجمع بدعاً كثيرة منها القول بعصمة الإمام على مذهب الرافضة، وكان يخط بالرمل على طريقة المنجمين، بل كان أوحد عصره فيه!! وله ولع بكتاب (الجفر) وغير ذلك .. أعلن ثورته على المرابطين سنة 514ه، وسمى أتباعه ب "الموحدين" زوراً! أنظر: (المعجب) (247)، و (الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى) (81/ 2، 105، 92) و (نظم الجمان) (168)، وقد أعد الدكتور عبدالمجيد النجار دراسة عنه بعنوان: (المهدي بن تومرت: حياته، وآراؤه، وثورته الفكرية والاجتماعية، وأثره بالمغرب) طبع في دار الغرب الإسلامي عام 1403ه.
2 - انظر: (نظم الجمان) (72 - 73) و (الحلل الموشية) لابن الخطيب (76 - 77) و (المعيار المعرب) للونشريسي (133/ 12)، وحاشية الرهوني على شرح الزرقاني (362/ 7 - 363).
3 - انظر: (الكامل) لابن الأثير (294/ 8)، وتاريخ ابن خلدون (226/ 6)، و (الإحاطة) لابن الخطيب (417/ 1 - 418).
4 - انظر: كلام العلامة محمد عبدالله عنان في (دولة الإسلام في الأندلس) العصر الثالث - القسم الأول (161 - 163)، والعلامة عبدالوهاب بن منصور في تعليقه على (الأنيس المطرب بروض القرطاس) لابن أبي زرع (218)، والدكتور محمود علي مكي في تعليقه على (نظم الجمان) لابن القطان (72).
5 - رسالته بتمامها في (المعيار المعرب) (186/ 12 - 187)، وانظر: (تاريخ الإسلام) للذهبي (122)، و (طبقات الشافعية الكبرى) (243/ 6).
6 - انظر: (السير) (330/ 19) ونقل ملخصها ابن الصلاح نقلاً جيداً في (طبقات الفقهاء الشافعية) (255/ 1 - 259)، بينما ابتسرها ابن السبكي في طبقاته (240/ 6 - 242) وقال العلامة الألوسي: "ثم إن ابن السبكي أجاب عن بعض ما اعترض به المازري والطرطوشي بأجوبة ارتكب التعسف فيها كما هي عادته من التعصب لأهل مذهبه، ومع ذلك لم يمكنه إنكار جهل الغزالي بالحديث"، (غاية الأماني) (368/ 2).
7 - انظر: السير (327/ 19).
8 - انظر: مختصر منهاج القاصدين (16 - 17).
9 - تلبيس إبليس (217) بتصرف يسير.
10 - مجموع الفتاوى (551/ 10 - 552).
11 - السير (339/ 19 - 340).
12 - القول المبين في التحذير من كتاب إحياء علوم الدين (42 - 45) بتصرف يسير.
13 - غاية الأماني (366/ 2 - 371) بتصرف يسير.
14 - الإملاء في إشكالات الإحياء (18/ 5) ملحق بآخر الإحياء.
15 - المرجع السابق (13/ 5).
16 - المنقذ من الضلال (63).
17 - انظر: تاريخ بغداد (215/ 8)، والسير (122/ 12)، والآداب الشرعية لابن مفلح (2 - 82،83).
18 - المنقذ من الضلال (63، 65 - 66) بتصرف.
19 - طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح (259/ 1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/117)
ـ[أبو عمر]ــــــــ[10 - 08 - 06, 03:44 ص]ـ
قد اختصره
العلامة السلفي جمال الدين القاسمي رحمه الله تعالى في كتاب سماه
تهذيب موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين
حيث هذبه وجرده من الأحاديث الواهية والموضوعة وأزال مئات القصص والحكايات التي تدور حول كرامات الأولياء وعجائب الصوفية والزهاد، وحذف خمسة "كتب" من الكتاب هي
1 - آداب السماع والوجد
2 - عجائب القلب
3 - كسر الشهوتين
4 - التوحيد والتوكيل
5 - المحبة والشوق والأنس والرضا
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[12 - 08 - 06, 07:06 م]ـ
سلمت يمينك
كذا فلتكن الأبحاث العلمية
أعجبني البحث كثيراً
لذا فإني سأضعه في ملف وورد
إذ أن المؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[13 - 08 - 06, 12:30 ص]ـ
قد اختصره
العلامة السلفي جمال الدين القاسمي رحمه الله تعالى في كتاب سماه
تهذيب موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين
حيث هذبه وجرده من الأحاديث الواهية والموضوعة وأزال مئات القصص والحكايات التي تدور حول كرامات الأولياء وعجائب الصوفية والزهاد، وحذف خمسة "كتب" من الكتاب هي
1 - آداب السماع والوجد
2 - عجائب القلب
3 - كسر الشهوتين
4 - التوحيد والتوكيل
5 - المحبة والشوق والأنس والرضا
نعم واختصره الحافظ ابن الجوزي في منهاج القاصدين، ثم اختصر المختصر ابنُ قدامة - ليس صاحب المغني - في: (مختصر منهاج القاصدين) وهو مطبوع مشهور.
وأشكر الأخ على الموضوع القيم.
ـ[أبو الأم]ــــــــ[13 - 08 - 06, 08:28 ص]ـ
للاسف اختصار ابن الجوزي غير مطبوع .. فلو يتكرم اناس لتحقيقه وطباعته ..
وجزيت خيرا ياشيخ عبد الله ... لكن اظن المقال يحتاج الى تخفيف الوتيرة بعض الشيء على ابي حامد الغزالي .. رحمه الله ..
يعني لعظم منزلته عند المسلمين وعظيم فضله فكنت ارجو ان يكون المقال اكثر ادباً ..
فأنت لو كتبت مقالا تنتقد في الشيخ ابن باز .. رحمه الله .. سنجدك اكثر ادبا وحذراً في اختيار الكلمات ..
لعظيم مكانته في القلوب .. وليس الامام الغزالي باقل من ابن باز رحمهما الله تعالى ..
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[13 - 08 - 06, 12:42 م]ـ
للاسف اختصار ابن الجوزي غير مطبوع .. فلو يتكرم اناس لتحقيقه وطباعته ..
وجزيت خيرا ياشيخ عبد الله ... لكن اظن المقال يحتاج الى تخفيف الوتيرة بعض الشيء على ابي حامد الغزالي .. رحمه الله ..
يعني لعظم منزلته عند المسلمين وعظيم فضله فكنت ارجو ان يكون المقال اكثر ادباً ..
فأنت لو كتبت مقالا تنتقد في الشيخ ابن باز .. رحمه الله .. سنجدك اكثر ادبا وحذراً في اختيار الكلمات ..
لعظيم مكانته في القلوب .. وليس الامام الغزالي باقل من ابن باز رحمهما الله تعالى ..
أرى من الظلم مقارنة رجل قضى أكثر من نصف قرن يدعو إلى التوحيد ويحارب الشرك، وبين رجل اختلف الناس فيه هل رجع عن جميع اعتقاده الباطل أم لا؟!
وكتاب ابن الجوزي لعل لُبه موجود في مختصر المقدسي، لأنه يبدو أنه بقي أشياء كان ينبغي حذفها تركها ابن الجوزي فانبرى لها المقدسي وحذفها، والله أعلم بالصواب.
والله الموفق.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[13 - 08 - 06, 04:03 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - 12 - 07, 09:32 م]ـ
للفائدة
ـ[مهند الهاشمي الحسني]ــــــــ[23 - 12 - 07, 08:16 ص]ـ
الموقف الأول: موقف طائفة أنكرت نسبة هذه الكتب إليه، ودفعتها عن جنابه بالمرة، وبرأت ساحته مما فيها، وزعمت أنها منحولة عليه.
وخذ مثلاً على ذلك ما قيل في كتابه (بداية الهداية)
ماذا قيل فيه؟
ـ[العوضي]ــــــــ[23 - 12 - 07, 09:25 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا البحث الممتع أخي الكريم ...
وأعجبتني كملة قاله الشيخ الحويني - حفظه الله - أن كتاب تخريج أحاديث الإحياء للحافظ العراقي يعتبر طوق نجاة لكتاب الإحياء.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 01:57 ص]ـ
ماذا قيل فيه؟
هما كتابان على أصول الكلدانيين في التصوف الغنوصي و قد نسبا الى الغزالي و صحح كثير من العلماء هذه النسبة
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 02:13 ص]ـ
"خذ مثلاً على ذلك ما فعله زكريا الانصاري (926ه) دفاعاً عن أبي حامد في عبارته المشهورة "ليس في الإمكان أبدع مما كان"! وهي من العبارات التي كفره العلماء لأجلها، حتى حمله تعصبه وغلوه في أبي حامد إلى تكفير من لم يعتقد معتقده!! (13).
وتابعه على هذا المنوال ابن حجر الهيتمي المكي (974ه) "
الحق أن المنكرين على العبارة -و حتى من احتج بها من فلاسفة المتصوفة كابن عربي- انما فهموها انطلاقا من أصولهم في القدر و في طبيعة المعدوم و الا فان العبارة لها وجه صحيح على أصول أهل السنة
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 12 - 07, 10:05 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبدالله الزبير]ــــــــ[03 - 01 - 08, 03:50 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 05:24 م]ـ
هل أجد هذا البحث على ملف وورد؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/118)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[30 - 12 - 09, 03:16 م]ـ
للفائدة
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[07 - 03 - 10, 11:52 م]ـ
جزا الله الشيخ عبدالله خير الجزاء , وشكر له وبارك عليه.
هذا هو على ملف وورد:(34/119)
الإجماع في باب الإعتقاد - بحث للنقاش و التحليل. للأخ حازم المصري
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[11 - 08 - 06, 08:26 م]ـ
من المواضيع المفقودة
ملتقى أهل الحديث > المنتدى الشرعي العام
الإجماع في باب الإعتقاد - بحث للنقاش و التحليل.
21/ 04/06, 09:40 09:40:21 PM
حازم المصري
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 04/ 06/05
محل السكن: مصر
المشاركات: 345
الإجماع في باب الإعتقاد - بحث للنقاش و التحليل.
--------------------------------------------------------------------------------
فهذه رسالة لأحد طلبة العلم عندنا و هو الأخ الفاضل أبو عبد الله المصري.
و هو لم يستطع التسجيل بالملتقى لإيقاف التسجيل حالياً.
و عليه فقد وكلني في أداء هذا الأمر.
و أرجو من إخواننا في الملتقى ألا يبخلوا علينا بالنصح و الإرشاد و التوجيه.
و عذراً للنقص في التنسيق حيث أني أكتب على عجالة لضيق الوقت.
الإجماع في باب الإعتقاد
أبو عبدالله المصري
مقدمة:
يعتبر الإجماع حجة في دين الإسلام سواء في باب العلمية الخبرية -الإعتقادات – أوالمسائل الفقهية العملية. لكن هناك بعض المسائل العلمية الخبرية التي لا يمكن إثباتها تفصيليا من خلال الإجماع مجردا عن نصوص الكتاب والسنة , بل لا بد من النص من الكتاب والسنة على هذه المسألة بعينها إذ لا يكون الإجماع مستقلا في ذلك بل يذكر إعتضادا.
فالإجماع في المسائل الخبرية الغيبية التي لا دخل للعقل ولا للاجتهاد فيها لا يعتبر دليلا منفصلا عن الوحيين , ولكن قد يدل الإجماع بشكل إجمالي عليها , وسنضرب أمثلة على ذلك فيما يلي:
في باب الأسماء والصفات:
أجمع المسلمون على أن الله متصف بصفات الكمال ومنزه عن النقائص ,
فهل يصح قول قائل بأن الإجماع انعقد على أن الله متصف بكذا وكذا --- بدون الدليل من القرآن والسنة؟
لا يصح ذلك على سبيل التفصيل؛ إذ لا بد من وجود نص وسيأتي منهج السلف في ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
في باب الإيمان بالملائكة:
أجمع المسلمون على وجود الملائكة , وعلى أن الإيمان بهم ركن من أركان الإيمان ,
لكن هل يصح القول بأن الإجماع قد ثبت بوجود الملائكة مستقلا عن النص سواء جاء النص بذلك أم لا , أم أن الصحيح أن الإجماع قد ثبت بعد ورود النص بذلك؟
والصحيح أن الإجماع قد جاء بعد ورود القرآن والسنة بذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
في باب الرسالات والنبوات:
أجمع المسلمون على أن الله قد أرسل الرسل وأنزل الكتب على سبيل الإجمال والذي يمكن أن يدرك بالعقل , أما تفصيل ذلك فلا بد من النص من قرآن وسنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
في باب اليوم الآخر والبعث والنشور:
أجمع المسلمون على أن الله يبعث الناس إلى يوم القيامة ليجازي كلا بعمله كما سبق على سبيل الإجمال والذي يمكن أن يدرك بالعقل أيضا , لكن تفصيل النعيم والعذاب لا بد فيه من النص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
في باب الإيمان بالقدر:
أجمع المسلمون على أن الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان , وأن الله قَدَّرَ مقادير كل شئ , لكن هل يمكن أن يدرك ذلك من خلال الإجماع بدون وجود نص يدل على ذلك؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
في بعض مسائل الإعتقاد الأخرى:
- هل يستقل الإجماع بإثبات وجود العرش والقلم واللوح بدون النص على ذلك من القرآن والسنة؟
- هل يستقل الإجماع بإثبات وجود إبليس وذريته من الشياطين بدون النص على ذلك من القرآن والسنة؟
- هل يستقل الإجماع بإثبات وجود إبليس وذريته من الشياطين بدون النص على ذلك من القرآن والسنة؟
- هل يستقل الإجماع بإثبات حياة الأنبياء في قبورهم بدون النص على ذلك من القرآن والسنة؟
وإلى غير ذلك من الأمثلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
سبب تصنيف هذا البحث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/120)
ادعى بعض العلماء الإجماع لإثبات أسماء لله وصفات له سبحانه لم تأت في القرآن والسنة , وبعض العلماء يعتقد أنه يمكن أن نثبت اسم أو صفة لله أو أمرا من أمور العقيدة مستندا إلى الإجماع على اعتبار أن الإجماع حجة , كما أن البعض يعتقد أن ذلك هو رأي جمهور أهل السنة على اعتبار أنه قد خالف بعضهم في ذلك وخلافهم في ذلك معتبر.
فما هو الصحيح من ذلك هل يتوقف اثبات اسم لله أو صفة على الكتاب والسنة وهو إجماع من السلف على ذلك أم أنهم أجمعوا على خلاف ذلك , أم أن هناك خلافا وجمهور أهل السنة على التوقف على الكتاب والسنة؟
الصحيح من ذلك أن أهل السنة والجماعة مُجْمِعون على التوقف في اثبات أسماء الله وصفاته على الكتاب والسنة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 11/ 250:
واجمع سلف الأمة وأئمتها على ان الرب تعالى بائن من مخلوقاته يوصف بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل يوصف بصفات الكمال دون صفات النقص.
وقال أيضا في العقيدة الأصفهانية 1/ 24 – 25:
فالذي اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
وفيما يلي دليل ذلك من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة والدليل العقلي:
أولا: الدليل من الكتاب:
قال الله " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا "
قال الله " ولا يحيطون به علما "
قال الله " ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
ثانيا: الدليل من السنة:
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أسألك بكل اسم هو لك سميت به
نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك " رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والحاكم. صحيح الترغيب والترهيب 1822
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
ثالثا: النقولات عن السلف توضح أن مذهب السلف اشتراط الدليل من الكتاب والسنة الصحيحة لاثبات الاسم أو الصفة لله:
1.نقل الشيخ محمد الحمود النجدي في كتابه النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى طـ مكتبة الإمام الذهبي الكويت 1/ 19 - 20
أخرج ابن أبي حاتم في آداب الشافعي بإسناد صحيح عن الإمام الشافعي:
عن يونس بن عبد الأعلى قال: سمعت الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله وما يؤمن به فقال: " لله تعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه , وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمته لا يسع أحدا من خلق الله قامت عليه الحجة ردها؛ لأن القرآن نزل بها وصح عن رسول الله القول بها فيما روي عنه العدول , فإن خالف بعد ثبوت الحجة فهو كافر , أما قبل ثبوت الحجة فمعذور بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالرؤية والفكر ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
2.قال الإمام الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث:
- إن أصحاب الحديث المتمسكين بالكتاب والسنة يعرفون ربهم بصفاته التي نطق بها كتابه وتنزيله وشهد له بها رسوله صلى الله عليه وسلم على ما وردت به الأخبار الصحاح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
3.إيضاح الدليل 1/ 20
لكن الله تعالى غيب لا تدركه الأبصار ولا تحيط به العقول ولولا أنه سبحانه عرف عباده على نفسه ما عرفوه كما هو لقد عرف الله تعالى عباده على نفسه من خلال أسمائه وصفاته ولولا تعريفه نفسه بذلك إلى خلقه ما عرفوه سبحانه كما هو لذا كان من الخطأ والخطر والمجازفة والخروج على الحدود أن يقول الإنسان في حق الله تعالى سوى ما قال عن نفسه فلا يسميه سبحانه بسوى ما سمى به نفسه أو سماه رسول الله من الأسماء ولا يسميه طبيعة ولا رحمة ولا سماء ولا غيبا ولا والد ولا ولد لا مهندسا للكون ولا عارفا ولا يصفه كذلك بسوى ما وصف به نفسه أو وصف به رسوله من الصفات ولا يصفه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
4.العلو للعلي الغفار 1/ 208:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/121)
سئل ابن سريج رحمه الله عن صفات الله تعالى فقال حرام على العقول أن تمثل الله وعلى الأوهام أن تحده وعلى الألباب أن تصف إلا ما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
5.العلو للعلي الغفار 1/ 239:
أبو أحمد القصاب قال: ولا يوصف إلا ما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه فهي صفة حقيقة لا مجازا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
6.المناظرة في القرآن 1/ 44:
على ان معتمدنا في صفات الله عز وجل إنما هو الاتباع نصف الله تعالى بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله ولا نتعدى ذلك ولا نتجاوزه ولا نتأوله ولا نفسره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
7.تحريم النظر في كتب أهل الكلام 1/ 39
ونعلم أن ما جاء به الرسول حق ولا يوصف الله تعالى بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
8.ذم التأويل 1/ 24
37 - وروي عن الحسن البصري أنه قال لقد تكلم مطرف على هذه الأعواد بكلام ما قيل قبله ولا يقال بعده قالوا وما هو يا أبا سعيد قال: الحمد لله الذي من الإيمان به الجهل بغير ما وصف به نفسه.
38 - وقال سحنون من العلم بالله السكوت عن غير ما وصف به نفسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
9.رسالة إلى أهل الثغر 1/ 236
الإجماع العاشر
وأجمعوا على وصف الله تعالى بجميع ما وصف به نفسه ووصفه به نبيه من غير اعتراض فيه ولا تكيف له وأن الإيمان به واجب وترك التكييف له لازم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
10.شرح السنة للبربهاري صـ 24:
9 - واعلم رحمك الله أن الكلام في الرب تعالى محدث وهو بدعة وضلالة ولا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه عز وجل في القرآن وما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه فهو جل ثناؤه واحد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
11.فتاوى مهمة 1/ 11:
ولكن طريقة السلف في هذا النوع من التوحيد هو أن يسمى الله ويوصف بما سمي ووصف به نفسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
12.لمعة الإعتقاد 45:
ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} ونقول كما قال ونصفه بما وصف به نفسه لا نتعدى ذلك ولا يبلغه وصف الواصفين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
13.الإبانة الكبرى لابن بطة 3/ 91:
فمن علامات المؤمنين أن يصفوا الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله مما نقلته العلماء ورواه الثقات من أهل النقل الذين هم الحجة فيما رووه من الحلال والحرام والسنن والآثار.
- الإبانة 3/ 162:
119 - قال حرب وأملى علي إسحاق أن الله وصف نفسه في كتابه بصفات استغنى الخلق أن يصفوه بغير ما وصف به نفسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
14. رسالة الاستواء والفوقية صـ 27:
نصفه بما وصف به نفسه من الصفات التي توجب عظمته وقدسه مما أنزله في كتابه وبينه رسوله في خطابه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
15.الشريعة 1/ 283:
فقال محمد بن الحسين رحمه الله: اعلموا - وفقنا الله وإياكم للرشاد من القول والعمل - أن أهل الحق يصفون الله عز وجل بما وصف به نفسه عز وجل وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وبما وصفه به الصحابة رضي الله عنهم , وهذا مذهب العلماء ممن اتبع ولم يبتدع ولا يقال فيه: كيف؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
16.التوحيد لابن خزيمة 1/ 137:
قال أبو بكر خرجت هذا الحديث بتمامه بعد عند ذكر نزول الرب عز وجل كل ليلة بلا كيفية نزول نذكره لأنا لا نصف معبودنا إلا بما وصف به نفسه إما في كتاب الله أو على لسان نبيه بنقل العدل عن العدل موصولا إليه لا نحتج بالمراسيل ولا بالأخبار الواهية ولا نحتج أيضا في صفات معبودنا بالآراء والمقاييس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
17.مجموع الفتاوى 2/ 478:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/122)
ولو سلك هؤلاء طريق الانبياء والمرسلين عليهم السلام الذين أمروا بعبادة الله تعالى وحده لا شريك له ووصفوه بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله واتبعوا طريق السابقين الاولين لسلكوا طريق الهدى ووجدوا برد اليقين وقرة العين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
18.مجموع الفتاوى 3/ 3:
فأما الأول وهو التوحيد فى الصفات فالأصل فى هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله نفيا وإثباتا فيثبت لله ما اثبته لنفسه وينفى عنه ما نفاه عن نفسه , وقد علم ان طريقة سلف الامة وأئمتها إثبات ما اثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
19.مجموع الفتاوى 3/ 41:
القاعدة الثانية
أن ما أخبر به الرسول عن ربه فانه يجب الإيمان به سواء عرفنا معناه أو لم نعرف لأنه الصادق المصدوق فما جاء فى الكتاب والسنة وجب على كل مؤمن الإيمان به وإن لم يفهم معناه , وكذلك ماثبت باتفاق سلف الأمة وأئمتها مع ان هذا الباب يوجد عامته منصوصا فى الكتاب والسنة متفق عليه بين سلف الأمة.
وما تنازع فيه المتأخرون نفيا وإثباتا فليس على أحد بل ولا له ان يوافق أحدا على إثبات لفظه أو نفيه حتى يعرف مراده فإن أراد حقا قبل وإن أراد باطلا رد وان اشتمل كلامه على حق وباطل لم يقبل مطلقا ولم يرد جميع معناه بل يوقف اللفظ ويفسر المعنى كما تنازع الناس فى الجهة والتحيز وغير ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
20.مجموع الفتاوى 3/ 74:
ولهذا كان مذهب سلف الأمه وأئمتها اثبات ما وصف به نفسه من الصفات ونفى مماثلته بشىء من المخلوقات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
21.مجموع الفتاوى 4/ 6
وثبت عن الربيع بن سليمان أنه قال سألت الشافعي رحمه الله تعالى عن صفات الله تعالى فقال حرام على العقول أن تمثل الله تعالى وعلى الأوهام أن تحده وعلى الظنون أن تقطع وعلى النفوس أن تفكر وعلى الضمائر أن تعمق وعلى الخواطر أن تحيط وعلى العقول أن تعقل إلا ما وصف به نفسه أو على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
22.قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 4/ 7:
فمن سبيلهم في الاعتقاد - السلف - الإيمان بصفات الله وأسمائه التي وصف بها نفسه وسمى بها نفسه في كتابه وتنزيله أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة عليها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
23.مجموع الفتاوى 5/ 26
ثم القول الشامل فى جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله وبما وصفه به السابقون الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
24.مجموع الفتاوى 5/ 325:
ومذهب سلف الأمة وأئمتها أنهم يصفونه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله فى النفى والاثبات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
25.مجموع الفتاوى 12/ 73:
والمسلمون يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يثبتون له ما يستحقه من صفات الكمال وينزهونه عن الاكفاء والأمثال فلا يعطلون الصفات ولا يمثلونها بصفات المخلوقات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
26.مجموع الفتاوى 13/ 160:
وأصل عبادته معرفته بما وصف به نفسه فى كتابه وما وصفه به رسله ولهذا كان مذهب السلف أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وما وصفه به رسله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
27.مجموع الفتاوى 13/ 305:
والصواب ما عليه أئمة الهدى وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله لا يتجاوز القرآن والحديث ويتبع فى ذلك سبيل السلف الماضين أهل العلم والايمان والمعانى المفهومة من الكتاب والسنة لا ترد بالشبهات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
28.الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 4/ 405:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/123)
وأصل دين المسلمين أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه في كتبه وبما وصفته به رسله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يثبتون له تعالى ما أثبته لنفسه وينفون عنه ما نفاه عن نفسه ويتبعون في ذلك أقوال رسله ويجتنبون ما خالف أقوال الرسل كما قال تعالى " سبحان ربك رب العزة عما يصفون ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
29.بيان تلبيس الجهمية 1/ 248:
ومن الوجوه الصحيحة أن معرفة الله بأسمائه وصفاته على وجه التفصيل لا تعلم إلا من جهة الرسول عليه الصلاة والسلام إما بخبره واما بخبره وتنبيهه ودلالته على الأدلة العقلية ولهذا يقولون لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
30.تيسير العزيز الحميد 1/ 672:
وتلقى الصحابة رضي الله عنهم عن نبيهم صلى الله عليه وسلم ما وصف به ربه من صفات كماله ونعوت جلاله فآمنوا به وآمنوا بكتاب الله وما تضمنه من صفات ربهم جل وعلا كما قال تعالى والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وكذلك التابعون لهم بإحسان وتابعوهم والأئمة من المحدثين والفقهاء كلهم وصف الله بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
31.معارج القبول 2/ 459:
توحيد الأسماء والصفات هو أن يدعي الله تعالي بما سمي به نفسه ويوصف بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
32.قال علاَّمة العصر ابن عثيمين في كتابه الفريد القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى:
- القاعدة الخامسة: أسماء الله تعالى توقيفية، لا مجال للعقل فيها:
على هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) وقوله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه، أو إنكار ما سمى به نفسه، جناية في حقه تعالى، فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص.
- القاعدة السابعة: صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: " لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث". النتهى كلام الشيخ رحمه الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
من الأدلة العقلية على هذا القول:
1.أجمع أهل السنة أن الله سبحانه سمى نفسه بأسماء ووصف نفسه بصفات لم يزل ولا يزال أبدا متسمي بها ومتصفا بها , فهل قال أحدهم أن إثبات ذلك متوقف على ثبوت إجماع بها من عدمه؟.
فإن قال قائل: لا نقول ذلك , بل نقول أن الإجماع وسيلة من وسائل العلم بالأسماء والصفات فنقول وبالله تعالى التوفيق:
2.أجمع المسلمون أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالله وأشدهم له خشية
فهل جهل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من أسماء الله أو صفاته فلم يعلمها , وبالتالي لم يقم بالتأله لله بمقتضى ذلك الاسم أو تلك الصفة , وجاءت الأمة من بعده فعلمت ذلك فقامت بعبودية لم يقم بها نبيها؟ لا يستريب مسلم عاقل في فساد هذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/124)
3.وزن أبو بكرالصديق رضي الله عنه بالأمة فرجح , ووزن عمر بالأمة فرجح , وهذا الرجحان في العلم والعمل , وأشرف العلم هو العلم بأسماء الله وصفاته فهل ورد عن أحدهما نص بسند صحيح أو حتى غيرهما من الصحابة بإثبات اسما أو صفة لله لم يأت به قرآن ولا سنة؟ فيما نعلم حتى الآن أن الإجابة: لا , وما ثبت عنهم هو من باب الإخبار عن الله.
فهل تعلم الأمة أمرا من الدين متعلق بأسماء الله وصفاته بعد أن جهله الصحابة؟ فالصحابة إما أن علموا وكتموا , أو جهلوا فلم يعلموا؟ وكلاهما باطل.
فبقي أنه لم يثبت عنهم اسما أو صفة لله خارج الكتاب والسنة وهو الصحيح.
4.نفى الله عن النبي صلى الله عليه وسلم علم الغيب إلا ما أعلمه سبحانه , فلم يثبت النبي صلى الله عليه وسلم لله صفة أو اسما إلا بما أوحاه إليه ربه.
5.ثبت الإجماع عن السلف بالجهل بكيفية صفات الله الثابتة بالنَّص , فكيف يتم إثبات صفة غير منصوص عليها أصلا في القرآن والسنة.
6.ثبوت الاسم أو الصفة توقيفي؛ لأنه يترتب على ذلك عبوديات لله من حلف ودعاء وغير ذلك , والعبادات توقيفية فلا بد من وجود نَصِّ ,
فهل قال أحد: أن الإجماع قد ثبت على استحباب طاعة معينة أو ذكر معين بدون نص من قرآن أو سنة؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
إشكال:
- فإن قال قائل: ماذا نفعل أمام الإجماع الذي يُثْبِتُ لله اٍما اسما أو صفة , بدون وجود نص بذلك؟
- نقول وبالله تعالى التوفيق والهدى:
هناك أمور ينبغي مراعاتها أمام مثل هذه الإجماعات والتي تثبت اسما أو صفة لله بدون دليل من قرآن أو سنة:
1.يجب إثبات أن هذا إٌجماع ثابت عن السلف أئمة الدين من الصحابة والتابعين ولم يخالف في ذلك أحد منهم , ولكنني وحتى الآن لم أجد نصا عن الصحابة وأئمة الدين بإثباتهم اسما أو صفة لله خارج الكتاب والسنة , بل هم مُجْمِعون على التوقف في إثبات ذلك على الكتاب والسنة كما نقلنا.
2.لن تجد قولا يثبت اسما أو صفة لله بدون نص من قرآن أو سنة إلا وهو عليه استدراكات واختلاف.
3.ما ثبت عن بعض العلماء من إثبات اسما أو صفة لله بالإجماع , أو رأي لأحد العلماء في ذلك فهو محجوج بإجماع السلف في التوقف على الكتاب والسنة , كما أنه لا تجد اتفاقا في ذلك بل تجد اختلافا.
4.غاية ما في ذلك هو أن ذلك من باب الإخبار عن الله لا من باب الاسم أو الصفة.
وإليك مثالا لذلك حتى لا يكون كلاما نظريا:
فإن قال قائل: ثبت إجماع ينقض هذا الكلام من أصله والإجماع عند المسلمين حجة
فقد جاء في كتاب الإقناع في مسائل الإجماع لابن قطان الفاسي طـ دار الفاروق الحديثة:
قال المصنف صـ 37:
فأما ما أجمعوا عليه أنه من صفات الذات فنحو وصفنا له بأنه قديم. وعزاه المحقق إلى كتاب الاستذكار لابن عبدالبر 8/ 151 رقم 10840.
قال المصنف صـ 39:
فإن قيل: فهل ورد لفظ التوقيف بأنه - سبحانه - موجود في الكتاب أو السنة؟ قيل هو إجماع الأمة وإجماع الأمة إحدى الطرق في اثبات أسمائه.
- نقول وبالله تعالى العصمة من الزلل والتوفيق إلى الرشد:
1. راجعت ما عزاه المحقق إلى مصدر هذا الإجماع من كتاب الاستذكار فلم أجده.
2.يجب اثبات أن هذا الإجماع غير منتقض وثابت عن السلف حتى نُسَّلِم لذلك.
3.هذا الإجماع منتقض فقد اختلف فيها العلماء في كون القديم يثبت لله أم لا.
قال ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية 1/ 79 / 80 طـ مؤسسة الرسالة:
وقد أدخل المتكلمون في أسماء الله تعالى القديم وليس هو من الأسماء الحسنى فإن القديم في لغة العرب التي نزل بها القران: هو المتقدم على غيره فيقال: هذا قديم للعتيق وهذا حديث للجديد ولم يستعملوا هذا الإسم إلا في المتقدم على غيره لا فيما [لم] يسبقه عدم كما قال تعالى: {حتى عاد كالعرجون القديم} والعرجون القديم: الذي يبقى إلى حين وجود العرجون الثاني فإذا وجد الجديد قيل للأول: قديم وقال تعالى: {وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم} أي متقدم في الزمان وقال تعالى: {أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون} فالأقدم مبالغة في القديم ومنه: القول القديم والجديد للشافعي رحمه الله تعالى وقال تعالى: {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار} أي يتقدمهم ويستعمل منه الفعل لازما ومتعديا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/125)
كما يقال: أخذت ما قدم وما حدث ويقال: هذا قدم هذا وهو يقدمه ومنه سميت القدم قدما لأنها تقدم بقية بدن الإنسان وأما إدخال القديم في أسماء الله تعالى فهو مشهور عند أكثر أهل الكلام وقد أنكر ذلك كثير من السلف والخلف منهم ابن حزم ولا ريب أنه إذا كان مستعملا في نفس التقدم فإن ما تقدم على الحوادث كلها فهو أحق بالتقدم من غيره لكن أسماء الله تعالى هي الأسماء الحسنى التي تدل [على] خصوص ما يمدح به والتقدم في اللغة مطلق لا يختص بالتقدم على الحوادث كلها فلا يكون من الأسماء الحسنى وجاء الشرع بإسمه الأول وهو أحسن من القديم لأنه يشعر بأن ما بعده آيل إليه وتابع له بخلاف القديم والله تعالى له الأسماء الحسنى لا الحسنة.
4.أننا لا نسلم بأن مذهب السلف هو اثبات الاسم لله أو الصفة خارج الكتاب والسنة بل مذهبهم المنقول عنهم التقيد بالكتاب والسنة في هذا الباب خاصة.
قال ابن بطال (فتح الباري 13/ 567): أجمعت الأمة على أن الله تعالى لا يوصف بأنه شخص لأن التوقيف لم يرد به.
وإن كان في هذه القاعدة التي ذكرها ابن قطان الفاسي خلاف , فهذا الإجماع لا يُسَّلَم به , وهذا هو المطلوب , وكما تعلمنا أن نرد الخلاف إلى الكتاب والسنة ولم يرد لفظ القديم اسما أو وصفا لله إلا مقيدا بسلطانه القديم.
5.إن سلمنا بصحة هذا الإجماع وثبوته وعدم انتقاضه , فتوجيهه أنه يخبر به عن الله بأنه قديم كما ورد عن بعض علماء السلف , لا أن ذلك من باب اثبات الصفات التي يترتب عليها عبوديات لله , والتي يلزم فيها ورود النص بذلك لهذه العلة والله تعالى أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
خلاصة هذا المبحث:
1.التفصيل في إطلاق القول بأن الإجماع مصدر من مصادر اثبات أمرا من أمور العقيدة حيث يستثنى من ذلك الأمور الغيبية التي لا بد فيها من نص من قرآن أو سنة.
2.الإجماع غير معتبر في إثبات أي أمر من الأمور الغيبية في مسائل الإعتقاد بدون نص من كتاب أو سنة.
3.الحكم على صحة الخلاف في مسألة من مسائل الإعتقاد الذي يتوقف على العلم فيها على القرآن والسنة - مسألة غيبية - وأن أحد الأقوال فيه قائم على وجود إجماع دون وجود نص من قرآن ولا سنة فيها.
4.توجيه ما ثبت عن بعض العلماء من دعوى الإجماع في إثبات اسما لله أو صفة أنه من باب الخبر عن الله.
هذا ما توصلت إليه في هذه المسألة في مسألة الإجماع في باب الإعتقاد فمن كان لديه تعليقا إو إفادة فأرجو أن تتم المراسلة على البريد الإلكتروني التالي: H3400@HOTMAIL.COM حيث أن خاصية التسجيل معطلة بالملتقى.
ووالله ما كان فيها من صواب فمن الله وحده بفضله وجوده وإحسانه وكرمه , وما كان فيها من خطأ فمني ومن الشيطان.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , وصلى الله على رسوله النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
الملف في المرفقات.
__________________
الملفات المرفقة الإجماع في باب الإعتقاد. doc (134.5 كيلوبايت, 130 مشاهدات)
21/ 04/06, 09:51 09:51:28 PM
أبو فهر السلفي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 12/ 09/05
المشاركات: 1,624
--------------------------------------------------------------------------------
الأخ الحبيب ...
الكتاب والسنة يحتويان على جميع مسائل أصول الدين وأدلتها ....
وعليه فالإجماع غير المستند إلى دليل من الكتاب والسنة فليس بإجماع أصلا ...
__________________
قال شيخ الإسلام ((إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم))
21/ 04/06, 10:42 10:42:18 PM
حازم المصري
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 04/ 06/05
محل السكن: مصر
المشاركات: 345
--------------------------------------------------------------------------------
و هو ما نتفق فيه.
و المستثنى فقط هي المسائل التي لم يرد فيها النص قرءان أو سنة " نصاً ".
و إنما انعقد الإجماع فيها قياساً على نصوص من الكتاب و السنة.
و الله أعلم.
__________________
02/ 05/06, 01:20 01:20:28 AM
المقدادي
عضو مميز تاريخ الانضمام: 26/ 02/05
المشاركات: 542
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/126)
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيكم
__________________
(أفيظن أفراخ المعتزلة ومخانيث الجهمية ومقلدو اليونان أن يضعوا لواء رفعه الله تعالى، وينكسوا علما نصبه الله تعالى ويهدموا بناء شاده الله ورفعه، هيهات هيهات، بئسما منتهم أنفسهم لو كانوا يعقلون)
03/ 05/06, 01:26 01:26:43 AM
أبو إسلام عبد ربه
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 03/ 08/05
المشاركات: 499
--------------------------------------------------------------------------------
الصواب أنه لايتصور وقوع إجماع على باطل
فإذا وقع الإجماع وتحقق فعلا , فلابد أن يكون هذا هو الحق حتما
لأن الله تعالى أخبرنا بما يلزم منه أننا لا نجتمع على باطل
فمسألة وقوع الإجماع دون نص: هل هي متحققة فعلا؟!!!!!
أظن أن وقوع هذا يُعد من المحال
لماذا؟
لأن العلماء قالوا أن أسماء الله تعالى توقيفية
فكيف يُتصور منهم إجماعهم على اسم دون نص بذلك؟!!!!!!!!!!
ويتضح من ذلك أن المسألة إنما هي افتراض نظري لا يمكن تحققه أبدا على أرض الواقع
__________________
باحث - كلية الشريعة - قسم أصول الفقه
03/ 05/06, 03:46 03:46:13 AM
ابو الحسن الأكاديري
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 11/ 09/05
محل السكن: المغرب
المشاركات: 391
--------------------------------------------------------------------------------
اسماء الله و صفاته توقيفية لا بد لها من دليل شرعي و لا مسرح فيها للرأي و الإجتهاد
اما اجماع السلف فانما كان في فهم النصوص فهما سليما من غير تحريف ولا تعطيل ...
__________________
سلام عليكم من أكادير بالغا ... ومن يعتصم بالله قطعا سيهتدي
04/ 05/06, 11:31 11:31:30 PM
الفهم الصحيح
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 30/ 04/04
المشاركات: 1,689
--------------------------------------------------------------------------------
وفقكم الله.
الواقع العملي عند بعض أهل العلم يدل على أن الإجماع إذا ثبت في بعض مسائل العقيدة حجة يجب المصير إليها ... يدل على ذلك ما ذكره العلامة ابن حزم - رحمه الله - من مسائل عقدية في مراتب الإجماع له .... وعدم إنكار شيخ الإسلام منهجه ذاك وإن خالفه في بعض المسائل التي ادعى فيها الإجماع ... ومثله ما صدّر به الحافظ ابن القطان كتابه < الإقناع > ... والغالب على المسائل المحكي الإجماع فيها أن يكون من باب تعاضد الأدلة وزيادة في الإثبات وإلا فهي ثابتة بأدلة الكتاب والسنة ... وكذلك يذكر بعض أهل العلم الإجماع في بعض المسائل العقدية لإثبات حصر فهمها على مقتضى فهم السلف الصالح رضي الله عنهم ... ودفعا لأي خطأ في ذلك ... إذ قد تقرر عندهم احتمال بعض النصوص لأكثر من فهم بسبب ظنية دلالتها ... فجاءت حكاية الإجماع لحصر فهم تلك النصوص في معنى واحد هو ما عليه سلف الأمة ... وذلك بعد تتبع أقاويل بعضهم وإقرار غيرهم لتلك الأقاويل ...
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة حازم المصري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
فإن قال قائل: ثبت إجماع ينقض هذا الكلام من أصله والإجماع عند المسلمين حجة
فقد جاء في كتاب الإقناع في مسائل الإجماع لابن قطان الفاسي طـ دار الفاروق الحديثة:
قال المصنف صـ 37:
فأما ما أجمعوا عليه أنه من صفات الذات فنحو وصفنا له بأنه قديم. وعزاه المحقق إلى كتاب الاستذكار لابن عبدالبر 8/ 151 رقم 10840.
قال المصنف صـ 39:
فإن قيل: فهل ورد لفظ التوقيف بأنه - سبحانه - موجود في الكتاب أو السنة؟ قيل هو إجماع الأمة وإجماع الأمة إحدى الطرق في اثبات أسمائه.
بالنسبة للنص الأول لابن القطان إنما نقله عن كتاب < الأسماء والصفات > رجح محقق الكتاب الدكتور فاروق حمادة نسبته لأبي بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب النيسابوري الشافعي المعروف بالصِبْغي (258 - 342).
وقول العلامة ابن القطان الآخر هو المهم في هذا المقام: " قيل هو إجماع الأمة وإجماع الأمة إحدى الطرق في اثبات أسمائه " فهل هناك ما ينقض هذه الدعوى؟
ومسألة مستند الإجماع ... ونقل الإجماع ... وطرائق إثباته ... الخ تكفلت ببيانها كتب الأصول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/127)
وقد عقد الأستاذ علي حسن عثمان في رسالته العلمية < منهج الاستدلال على مسائل العقيدة عند أهل السنة والجماعة > فصلا مختصرا تكلم فيه على حجية الإجماع في مسائل العقيدة فلينظر لعل فيه فائدة.
__________________
(يجب على أهل العلم بالحديث بعدهم أن ينظروا في اختلافهم، ويجتهدوا في معرفة معانيهم في القبول والرد، ثم يختاروا من أقاويلهم أصحها) الإمام البيهقي في مقدمة دلائل النبوة.
06/ 05/06, 04:52 04:52:52 PM
حازم المصري
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 04/ 06/05
محل السكن: مصر
المشاركات: 345
بارك الله فيكم جميعاً.
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
قد وصلت ردودكم تفصيلاً إلى الأخ صاحب الرسالة.
و إليكم ردوده نسخاً من البريد و لصقاً هنا:
1.الأخ الحبيب الفاضل أبوفهر السلفي: والله إني أحبك في الله , جزاك الله كل خير وبارك الله في نفسك ووقتك ويسر لك الخير في الدنيا والآخرة.
بالنسبة إلى ردك الطيب على رسالة الإجماع في باب الإعتقاد وهو " الكتاب والسنة يحتويان على جميع مسائل أصول الدين وأدلتها. وعليه فالإجماع غير المستند إلى دليل من الكتاب والسنة فليس بإجماع أصلا. "
أقول: أن ذلك هو ما نتفق عليه لكن الأمر متعلق ببعض التفاصيل في العقيدة والتي قد يذكر فيها إجماع بدون ذكر الدليل من القرآن أو السنة , فهل يكتفى بذلك الإجماع أم أننا لا بد من أن نبحث عن الدليل من الوحيين ثم يذكر هذا الإجماع اعتضادا بعد الدليل من الوحي , وضربت على ذلك أمثلة , وذكرت إجماعا حتى لا تكون المسألة نظرية.
وبينت كيف نتعامل مع الإجماع الذي يذكر بدون الدليل من الوحي في المسائل الغيبية في العقيدة , وفائدة ذلك.
جزاك الله خيرا ورفع قدرك في الدنيا والآخرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2.الأخ الفاضل أبو إسلام عبد ربه: أشهد الله أني أحبك في الله وفقك الله إلى خير العلم والعمل.
بالنسبة إلى تعليقك على رسالة الإجماع " الصواب أنه لايتصور وقوع إجماع على باطل "
أنا لم أقل أن الإجماع باطل أو صحيح لكن قلت أنه لا بد من النص من الكتاب والسنة على بعض أمور العقيدة لا كلها وهي الأمور الغيبية التي لا مجال للعلم بها إلا من خلال النص وضربت على ذلك أمثلة , فيذكر الإجماع اعتضدادا ويبحث على الدليل من الوحيين ولا يكتفى بالإجماع فيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما قولك " فمسألة وقوع الإجماع دون نص: هل هي متحققة فعلا؟ أظن أن وقوع هذا يُعد من المحال , لماذا؟ لأن العلماء قالوا أن أسماء الله تعالى توقيفية. فكيف يُتصور منهم إجماعهم على اسم دون نص بذلك؟
أقول أخي الحبيب: أن الرسالة ليست متعلقة بالأسماء والصفات بل باب العقيدة جميعه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما قولك " ويتضح من ذلك أن المسألة إنما هي افتراض نظري لا يمكن تحققه أبدا على أرض الواقع "
أقول أخي الحبيب - وفقني الله وإياك إلى ما يحب ويرضى -: أن المسألة ليست افتراضا نظريا بل هي أمر وقع بالفعل من خلال الإجماع الذي نقلته ويرجى الرجوع إليه , ولقد أرشدنا أخونا الحبيب ذو الفهم الصحيح أنه منسوب لأبي بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب النيسابوري الشافعي المعروف بالصِبْغي (258 - 342) , فهي متحققة على أرض الواقع ليست محض خيال.
جزاك الله خيرا ورفع قدرك في الدنيا والآخرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3.جزى الله الأخ الفاضل أبوالحسن الأكاديري وأرجو أن لا تبخل علينا بتعليقك وإفادتك في هذه الرسالة حيث أن موضوع الرسالة غير مختص بالأسماء والصفات بل الأمور الخبرية الغيبية في باب العقيدة , وإجماع السلف حجة في باب الاعتقاد لكن البحث متعلق بـ " هل يثبت الإجماع أمرا من الأمور الغيبية في العقيدة دون وجود النص من ذلك من الكتاب والسنة؟ ".
جزاك الله خيرا ورفع قدرك في الدنيا والآخرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4.جزى الله خيرا الأخ ذا الفهم الصحيح: وبارك فيه وفي مشاركاته الطيبة ووالله إني أحبك في الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/128)
بالنسبة لتعليقك الطيب على رسالة الإجماع فقد استفدت منها أكثر من فائدة , أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك وأكثر من الأخوة أمثالك.
ذكرتُ في مقدمة الرسالة ما نصه " يعتبر الإجماع حجة في دين الإسلام سواء في باب العلمية الخبرية - الإعتقادات - أوالمسائل الفقهية العملية. لكن هناك بعض المسائل العلمية الخبرية التي لا يمكن إثباتها تفصيليا من خلال الإجماع مجردا عن نصوص الكتاب والسنة , بل لا بد من النص من الكتاب والسنة على هذه المسألة بعينها إذ لا يكون الإجماع مستقلا في ذلك بل يذكر إعتضادا ".
أقول: فيتبين من تلك المقدمة أنني أقول كما علمنا السلف أن الإجماع حجة في العقائد والعبادات لكن تفاصيل الأمور الخبرية الغيبية سبيل إثباتها هي النص من القرآن أو السنة وضربت لذلك أمثلة يرجى مراجعتها.
جزاك الله خيرا ورفع قدرك في الدنيا والآخرة.
إنتهى من رسالته حرفاً و لم أغير إلا تحويل التنسيق من وورد إلى صيغة المنتدى.
والله الموفق.
__________________
حَسْبُك بِالرَّافِضَةِ خُبْثًا وَلَكِنَّ الْمُرْجِئَةَ يَكْذِبُونَ عَلَى اللَّهِ
حمل الشاملة - الإصدار الثاني - 2.09 - من هنا
شارك في إثراء هذه البحوث في العقيدة
الإجماع في باب الإعتقاد
أفعال الله في القرءان و السنَّة
07/ 05/06, 12:23 12:23:42 AM
عبدالله أبو محمد
عضو جديد تاريخ الانضمام: 19/ 08/05
المشاركات: 14
--------------------------------------------------------------------------------
جزاك الله خيراً أخي الكريم
قدر الله وما شاء فعل، كنت أنوي هذا الموضوع رسالة علمية.
نفع الله بما كتبت، وجعله في ميزان حسناتك
__________________
07/ 05/06, 12:53 12:53:44 AM
أبو الفرج المنصوري
عضو مميز تاريخ الانضمام: 17/ 10/05
المشاركات: 682
--------------------------------------------------------------------------------
إن مسألة الإجماع _خاصة الإجماع الأصولي_ من المسائل التي تحتاج فيها إعادة النظر من جديد بل معظم أبواب ومسائل أصول الفقه تحتاج أن تدرس وتقنن من جديد على مذهب السلف، لأن المتكلمين لوثوا لنا بعض هذه الكتب
وأدعو الإخوة الكرام أن يقرءوا كتاب ((امتاع الأسماع بما ورد في الإجماع)) للشيخ أبي حفص سامي ابن العربي_ حفظه الله_ ويقولوا رأيهم
وجزاكم الله خيرا
__________________
07/ 05/06, 12:54 12:54:22 AM
أبو الفرج المنصوري
عضو مميز تاريخ الانضمام: 17/ 10/05
المشاركات: 682
--------------------------------------------------------------------------------
كما أدعوكم أيضا لقراءة كتاب ((نظرات في أصول الفقه))
للشيخ الدكتور/ عمر سليمان الأشقر _حفظه الله_
__________________
13/ 05/06, 05:04 05:04:47 AM
حازم المصري
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 04/ 06/05
محل السكن: مصر
المشاركات: 345
--------------------------------------------------------------------------------
جزا كم الله خيراً إخواني.
وجاري إعادة تنقيح الرسالة وإضافة أمثلة لبيان المقصود.
نسألكم الدعاء.
__________________
حَسْبُك بِالرَّافِضَةِ خُبْثًا وَلَكِنَّ الْمُرْجِئَةَ يَكْذِبُونَ عَلَى اللَّهِ
حمل الشاملة - الإصدار الثاني - 2.09 - من هنا
شارك في إثراء هذه البحوث في العقيدة
الإجماع في باب الإعتقاد
أفعال الله في القرءان و السنَّة
29/ 05/06, 03:02 03:02:23 AM
حازم المصري
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 04/ 06/05
محل السكن: مصر
المشاركات: 345
--------------------------------------------------------------------------------
تم بحمد الله وتوفيقه تنقيح الرسالة مع ضرب أمثلة لبيان المقصود.
كما تم إضافة مقدمة جديدة عن الإجماع و مدى أحجيته.
و إليكم بعض المقتطفات منها:
اقتباس:
هناك عدة أمور دفعتني إلى البحث عن هذا الموضوع ألا وهي:
1. ادعى بعض العلماء الإجماع لإثبات أسماء لله وصفات له سبحانه لم تأت في القرآن والسنة , كما أن بعض العلماء يعتقد أنه يمكن أن نثبت اسما أو صفة لله أو أمرا من أمور العقيدة مستندا إلى الإجماع على اعتبار أن الإجماع حجة بصرف النظر عن وجود نص بذلك أم لا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/129)
2. كما أن البعض يعتقد أن ذلك هو رأي جمهور أهل السنة وهو جواز استقلال الإجماع في إثبات أمرا من الأمور الغيبية في العقيدة على اعتبار أنه قد خالف بعضهم في ذلك وخلافهم في ذلك معتبر.
3. نقل البعض بعض الإجماعات في المسائل الغيبية في أمور الإعتقاد بالرغم من وجود خلاف في تلك المسألة أو إجماع آخر سابق عنه , فقد يعتقد البعض في مسائل النزاع هذا الإجماع المنقول ويعتقد عدم وجود خلاف في تلك المسألة.
فما هو الصحيح من ذلك هل يتوقف اثبات اسم لله أو صفة على الكتاب والسنة وهو إجماع من السلف على ذلك أم أنهم أجمعوا على خلاف ذلك , أم أن هناك خلافا وجمهور أهل السنة على التوقف على الكتاب والسنة؟
اقتباس:
من كتاب " نظرات في أصول الفقه " للدكتور عمر بن سليمان بن عبدالله الأشقر - دار النفائس
صـ 52 - 54:
الذي حققه جمع من أهل العلم أن كل إجماع لا بد له من مستند من الكتاب والسنة ولا يمكن أن تجمع الأمة على خلاف النصوص كما أنه لا يمكن أن يكون الإجماع ناسخا لنص.
وقد يقال في هذه الحال: ما فائدة الإجماع ما دام الإجماع لن يأتي بجديد؟ أليس في هذه النصوص غُنية عن الإجماع؟
اقتباس:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب منهاج السنة النبوية 7/ 14
فيا ليت شعري من نقل هذا الإجماع من أهل العلم والعالمين بالإجماع في مثل هذه الأمور فإن نقل الإجماع في مثل هذا لا يقبل من غير اهل العلم بالمنقولات و ما فيها من إجماع و اختلاف فالمتكلم و المفسر و المؤرخ و نحوهم لو ادعى أحدهم نقلا مجردا بلا إسناد ثابت لم يعتمد عليه فكيف إذا ادعى إجماعا.
و الأن أترككم مع الرسالة كاملة في المرفقات.
والله الموفق و هو الهدي إلى سبيل الرشاد.
__________________
حَسْبُك بِالرَّافِضَةِ خُبْثًا وَلَكِنَّ الْمُرْجِئَةَ يَكْذِبُونَ عَلَى اللَّهِ
حمل الشاملة - الإصدار الثاني - 2.09 - من هنا
شارك في إثراء هذه البحوث في العقيدة
الإجماع في باب الإعتقاد
أفعال الله في القرءان و السنَّة
الملفات المرفقة الإجماع في باب الإعتقاد. doc (899.5 كيلوبايت, 42 مشاهدات)
14/ 06/06, 12:53 12:53:14 AM
حازم المصري
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 04/ 06/05
محل السكن: مصر
المشاركات: 345
--------------------------------------------------------------------------------
للرفع ..
__________________
حَسْبُك بِالرَّافِضَةِ خُبْثًا وَلَكِنَّ الْمُرْجِئَةَ يَكْذِبُونَ عَلَى اللَّهِ
حمل الشاملة - الإصدار الثاني - 2.09 - من هنا
شارك في إثراء هذه البحوث في العقيدة
الإجماع في باب الإعتقاد
أفعال الله في القرءان و السنَّة
http://72.14.203.104/search?q=cache:1YnBXuZTv_4J:www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php%3Ft%3D78608+site:www.ahlalhdeeth.co m+%22%D8%A3%D8%A8%D9%88+%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D 9%85+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%B1%D8%A8%D9%87%22&hl=ar&gl=eg&ct=clnk&cd=10
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[11 - 08 - 06, 08:44 م]ـ
ملاحظة:
هذا الموضوع موجود على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78608
ولكن فُقدت منه بعض الردود
فلعل المشرف يضع الردود هناك ويحذف هذا الموضوع(34/130)
هل ابن الأثير مؤلف كتاب جامع الأصول فيه تشيع؟؟ للأخ محمد الكريمي
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[12 - 08 - 06, 04:26 م]ـ
من المواضيع المفقودة
ملتقى أهل الحديث > منتدى التخريج ودراسة الأسانيد
هل ابن الأثير مؤلف كتاب جامع الأصول فيه تشيع؟؟
12/ 06/06, 04:35 04:35:12 AM
محمد الكريمي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 12/05
المشاركات: 34
هل ابن الأثير مؤلف كتاب جامع الأصول فيه تشيع؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
لدي رسالة جامعية متعلقة بالكليني وكتابه الكافي، وعند بحثي في ترجمته من خلال كتب الشيعة المختلفة، فوجئت بأنهم يستدلون على مكانة الكليني بأنه من العلماء الذين لم يقع فيهم جرح من قبل علماء العامة (أهل السنة والجماعة)، ثم يسردون ما يجدونه من نقل بعض علماء التراجم حول شخصية هذا الرجل التي لا تزال تحمل صفة الغموض والجهل التاريخي حسب ما وصلت إليه في بحثي القاصر حتى الآن.
لكن الذي استوقفني وحار بي الجواب عنه مما ذكروه من النقولات من كتب التراجم، ما ذكره الإمام أبو السعادات ابن الأثير الجزري (606هـ) في كتابه جامع الأصول حيث أنه قد عد الكليني أحد المجددين على رأس المائة الثالثة فقال في «جامع الأصول» 11/ 323: «و أما من كان على رأس المائة الثالثة:فمن أولي الأمر، المقتدر بأمر الله! و من الفقهاء ........ و أبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي من الإمامية».
فمن يعينني من الإخوة الفضلاء على إزالة هذا الإشكال بسبب هذه التزكية لهذا الرجل؟؟؟؟؟
والله يحفظكم ويرعاكم.
__________________
12/ 06/06, 06:24 06:24:36 AM
محمد الكريمي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 12/05
المشاركات: 34
هل استطاع الرافضة تحريف كتاب جامع الأصول لابن الأثير؟
--------------------------------------------------------------------------------
هذا العنوان الذي عنونت به هذه المشاركة، دفعني إليه إشكال ورد علي في رسالتي الجامعية المتعلقة بالكليني وكتابه الكافي، وذلك أنه عند بحثي في ترجمته من خلال كتب الشيعة المختلفة، فوجئت بأنهم يستدلون على مكانة الكليني ووثاقته وقبوله عند جميع الطوائف، بأنه من العلماء الذين لم يقع فيهم جرح من قبل علماء العامة يعني (أهل السنة والجماعة)، ثم يسردون ما يجدونه من ذكر بعض علماء التراجم حول شخصية هذا الرجل التي لا تزال تحمل صفة الغموض والجهل التاريخي حسب ما وصلت إليه في بحثي القاصر حتى الآن. ومن هؤلاء العلماء:
- عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري ت (407هـ) في (المؤتلف و المختلف).
- الحافظ علي بن هبة الله بن نصر بن ماكولا ت (475هـ) في كتاب (الإكمال).
- ابن عساكر ت (571هـ) في (تاريخ مدينة دمشق).
- أبو السعادات ابن الأثير الجزري ت (606هـ) في (جامع الأصول).
- عز الدين ابن الأثير الجزري ت (630هـ) في (الكامل في التاريخ).
- الذهبي ت (748هـ) في (سير أعلام النبلاء) و (المشتبه).
- الصفدي ت (764هـ) في (الوافي بالوفيات).
- ابن حجر العسقلاني ت (852هـ) في (تبصير المنتبه) و (لسان الميزان).
لكن الذي استوقفني وحار عقلي في الجواب عنه مما ذكروه من النقولات من كتب التراجم، ما ذكره الإمام أبو السعادات ابن الأثير الجزري المتوفى (606هـ) في كتابه جامع الأصول حيث أنه قد عد الكليني المتوفى (329هـ) أحد المجددين على رأس المائة الثالثة فقال في «جامع الأصول» 11/ 323: «و أما من كان على رأس المائة الثالثة:فمن أولي الأمر، المقتدر بأمر الله! ومن الفقهاء ........ و أبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي من الإمامية».
* فهل إماما من أئمة أهل السنة كابن الأثير يخفى عليه حقيقة هذا الرجل الضال المضل فيعده أحد المجددين في القرن الثالث؟
* أم أنه رحمه الله ينقل ذلك عن غيره ممن سبقه من أهل التراجم، ولا تعد هذه تزكية منه لهذا الرجل؟؟ فإن كان هذا هو الجواب، فممن نقل هذه الترجمة وأين؟ وعلى أي أساس اعتبر ابنُ الأثير؛ الكليني مجددا من مجددي القرن الثالث في الفقه؟؟
* أم أن ابن الأثير متأثر بمذهب التشيع، لأنه ذكر في كل مائة عام تقريبا عالما من علماء الإمامية؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/131)
* أم أن الشيعة وصولوا إلى هذه النسخة أيضا، واستطاعوا أن يحرفوا فيها حسب ما يوافق مذهبهم؟؟؟
أسئلة حيرتني في إجاباتها!!!
فمن يعينني من إخوتي الفضلاء على إزالة هذا الإشكال بسبب تزكية ابن الأثير لهذا الرجل؟؟؟؟؟
والله يحفظكم ويرعاكم.
__________________
12/ 06/06, 06:40 06:40:24 AM
محمد الكريمي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 12/05
المشاركات: 34
--------------------------------------------------------------------------------
آمل من المشرف تكرما حذف هذه المشاركة، والاكتفاء بالمشاركة الأخرى في المنتدى، والتي هي بعنوان: هل استطاع الرافضة تحريف كتاب جامع الأصول لابن الأثير؟
والله يحفظه ويرعاه
__________________
13/ 06/06, 01:31 01:31:38 PM
ابن دحيان
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 24/ 03/02
المشاركات: 250
--------------------------------------------------------------------------------
هذا الموضوع مشكل
ويحتاج بحث واستقصاء
ولا استبعد لعب الشيعة بكتب أهل السنة فهناك العشرات من الكتب التي يلعبون فيها ويحرفون منها تاريخ الطبري وتاريخ اليعقوبي والإمام والسياسة المنسوب لابن قتيبة وهناك بعض الكتب تطبع في قم وفي مطابع بيروت على حساب المراكز الإيرانية
__________________
العمر ساعات، بل لحظات .. وما فات فات، فهيهات يرجع هيهات، فما تدري غداً أانت من الأحياء أم من الأموات، فاعمل ما شئت فلا بد أن يُقال عنك يوماً:
فلان مات
14/ 06/06, 11:12 11:12:58 AM
محمد الكريمي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 12/05
المشاركات: 34
--------------------------------------------------------------------------------
شكرا لمرورك أخي الكريم ابن دحيان
أقول أخي الكريم: لعل مما يعيننا في هذا الأمر التحقق من خلال نسخة جامع الأصول الأصلية المخطوطة أو النسخة المصورة منها، فهذه والله أعلم قد تكون هي البداية الصحيحة للجواب عن هذا الإشكال؟
فمن يستطيع إفادتنا في ذلك فليفعل مشكورا مأجورا.
والله لا يضيع أجر المحسنين.
__________________
14/ 06/06, 09:22 09:22:11 PM
أبو محمد الألفى
عضو مميز تاريخ الانضمام: 15/ 03/04
محل السكن: الإسكندرية
المشاركات: 886
كَلامُ صَاحِبِ «مَعَ الْكُلَيْنِيِّ وَكِتَابِهِ الْكَافِي»
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة محمد الكريمي
هذا العنوان الذي عنونت به هذه المشاركة، دفعني إليه إشكال ورد علي في رسالتي الجامعية المتعلقة بالكليني وكتابه الكافي، وذلك أنه عند بحثي في ترجمته من خلال كتب الشيعة المختلفة، فوجئت بأنهم يستدلون على مكانة الكليني ووثاقته وقبوله عند جميع الطوائف، بأنه من العلماء الذين لم يقع فيهم جرح من قبل علماء العامة يعني (أهل السنة والجماعة)، ثم يسردون ما يجدونه من ذكر بعض علماء التراجم حول شخصية هذا الرجل التي لا تزال تحمل صفة الغموض والجهل التاريخي حسب ما وصلت إليه في بحثي القاصر حتى الآن. أسئلة حيرتني في إجاباتها!!!
.................
فمن يعينني من إخوتي الفضلاء على إزالة هذا الإشكال بسبب تزكية ابن الأثير لهذا الرجل؟؟؟
والله يحفظكم ويرعاكم.
أَظَنُّ أَنَّ الْمَذْكُورَ آنِفَاً مَنْقُولٌ بِرُمَّتِهِ، وَبِدُونِ تَعْقِيبٍ أَوْ اسْتِدْرَاكٍ، مِنْ كَلامِ صَاحِبِ «مَعَ الْكُلَيْنِيِّ وَكِتَابِهِ الْكَافِي» لِلرَّافِضِيِّ الْجَهُولِ الْمَدْعُو تَامِرِ حَبِيبٍ الْعَمِيدِيِّ. فَإِنْ يَكُنْهُ، فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ، مِمَّا يَسْتَهْوِيكَ مِنْ مَبَاحِثِ هَذَا الْكِتَابِ الْمَشْحُونِ بِتَشْوِيهِ الْحَقَائِقِ، وَتَزْيِيفِ الْوَقَائِعِ، وَبَهْتِ الْحَقِّ، وَنَصْرِ الْبَاطِلِ، وَمُخَالَفَةِ إِجْمَاعِ الْمُحَقِّقِينَ الْعَارِفِينَ بِخَفَايَا الرَّافِضَةِ الإِمَامِيَّة، وَخَاصَّةً الرَّافِضِِيَّ الْعَنِيدِ الْكُلَيْنِيَّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/132)
فَمِنْ تَحْرِيفَاتِ الْعَمِيدِيِّ فِي كِتَابِهِ ذَا قَوْلُهُ: «وَمَهْمَا يَكُنْ، فَإِنَّ مِنْ أَطْلَقَ عَلَى الْكُلْيَنِيِّ لَقَبَ ثِقَةَ الإِسْلامِ كَانَ مُوَفَّقَاً فِي ذَلِكَ؛ لاتِّفَاقِ عُلَمَاءِ الرِّجَالِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى وَثَاقَتِهِ، إِذْ لا يُوجَدُ فِي عِلْمِ الرِّجَالِ الإِسْلامِيِّ أَدْنِى إِشَارَةٍ تَمَسَّ بِوَثَاقَتِهِ، وَهَذَا لَمْ يَكُنْ مَقْصُورَاً عَلَى مَا فِي كُتُبِ الرِّجَالِ الشِّيعِيَّةِ فَحَسْبَ، بَلْ جَمِيعَ مَنْ تَرْجَمَ لَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ أَثْنَى عَلَيْهِ وَأَطْرَاهُ كَمَا سَنُشِيرُ إِلَيْهِ فِي مَحَلِّهِ، مِمَّا يَدُلُّ بِوُضُوحٍ عَلَى أنَّ لِهَذَا الْمُحَدِّثِ الشَّهِيرِ مَنْزِلَةً بَيْنَ الْعُلَمَاءِ لا يَمَسَّهَا أَحَدٌ بِسُوءٍ إلا كُذِّبَ، وَافْتَضَحَ أَمْرَهُ كَمَا نَجِدْهُ عِنْدَ مُتَأَخِّرِي نَابِتَةِ عَصْرِنَا مِنَ الْحَشْوِيَّةِ الْوَهَّابِيِّينَ الَّذِينَ تَمَيِّزُوا عَنِ الْمُسْلِمِين بِشُذُوذِهِمْ فِي الاقْتِدَاءِ بِمَنْ اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ضَلالَتِهِ وَتِيهِهِ، وَهُوَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ الَّذِي كَفَّرَهُ أََقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْهِ وَهُمْ تَلامِذَتُهُ. وَلا عَجَبَ فِي ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ عَرَفَ الْكُلُّ تَكْفِيرَهُمْ لِجَمِيعِ أَهْلِ التَّوْحِيدِ!!».
لَقَدْ حَشَي الرَّافِضِيُّ الْجَهُولُ كِتَابَهُ بِأَمْثَالِ هَذِهِ الأَرَاجِيفِ وَالأَكَاذِيبِ، وَالْجَهَالاتِ بِوَقَائِعِ التَّارِيْخِ، وَأَقْدَارِ الْعُلَمَاءِ، بَلْ وَأُصُولِ دِينِ الإِسْلامِ، وَمَبَادِئ الإِيْمَانِ وَأَرْكَانِهِ.
وَمِنْ مَقَالِي دَوْمَاً عَنْ دُعَاةِ الْمِلَّةِ الرَّافِضِيَّةِ، وَالنِّحْلَةِ السَّبَئِيَّةِ:
فَمَا مِنْ مُصَنَّفٍ مِنْ مُصَنَّفَاتِ الرَّافِضَةِ إِلا وَالْكَذِبَ وَالْبُهْتَانَ وَالافْتِرَاءَ هُوَ السِّمَةُ الْغَالِبَةُ عَلَى دَلائِلِهِ وَبَرَاهِينِهِ. لا فَرْقَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ، وَالآثَارِ الإِمَامِيَّةِ الْمَعْصُومِيَّةِ، وَالآرَاءِ الْعَقَائِدِيَّةِ، وَالاحْتَهَادَاتِ التَّعَبُّدِيَّةِ، وَرُبَّمَا تَعَدَّى ذَلِكَ إِلَى الآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ. وَذَلِكَ لأَنَّ الْكَذِبَ هُوَ الرُّكْنُ الرَّكِينُ الَّذِى بُنِيَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْمِلَّةُ الْمُنْحَرِفَةُ عَنْ جَادَّةِ الدِّينِ، وَسَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ، «وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا» [النِّسَاءُ:115].
وَللهِ دَرُّ إِمَامِ السُّنَّةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْبُخَارِيُّ إِذْ قَالَ: مَا أُبَالِي أَصَلِّيْتُ خَلْفَ الْجَهْمِيِّ أَوْ الرَّافِضِيِّ أَمْ صَلِّيْتُ خَلْفَ الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ، وَلا يُسَلَّمُ عَلَيْهِمْ، وَلا يُعَادُونَ، وَلا يُنَاكَحُونَ، وَلا يُشْهَدُونَ، وَلا تُؤْكَلْ ذَبَائِحُهُمْ.
وَقَالَ الإِمَامُ عّبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: هُمَا مِلَّتَانِ الْجَهْمِيَّةُ وَالرَّافِضَةُ.
لُعِنَ الرَّوَافِضُ إنَّمَا أَخْبَارُهُمْ ... كَذِبٌ عَلَى آلِ النَّبِيِّ تُزَوَّرُ
كَتَمُوا نِفَاقَاً دِينَهُمْ وَمَخَافَةً ... فَلَوْ اِسْتُطِيعَ ظُهُورُهُ لاسْتَظْهَرُوا
هُمْ حَرَّفُوا كَلِمَ النَّبِيِّ وخَالَفُوا ... هُمْ بَدَّلُوا الأََْحَكامَ فِيهِ وَغَيَّرُوا
لا خَيْرَ فِي دِينٍ يُنَافُونَ الْوَرَى ... عَنْهُ مِنْ الإِسْلامِ أَوْ يَتَسَتَّرُوا
وَجِهَادُ شِيعَةِ الشَّيْطَانِ فَرْضٌ لازَمٌ ... وَيُثَابُ فَاعِلُهُ عَلَيْهِ وَيُؤْجَرُ
وَللهِ دَرُّ الْقَائِلِ:
حَتَّى لَقَدْ مُسِخَتْ تَلِكَ الْعُقُولُ وَقَدْ ... سَرَى بِهَا الْكُفْرُ فِي طُرُق الشَّيَاطِينِ
وَمَا بَقِي الآنَ غَيْرُ الإِسْمِ وَارْتَفَعَتْ ... حَقَائِقُ الْوَصْفِ عَنْ قَوْمٍ مَلاعِينِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/133)
لَقَدْ ظَنَّ هَذَا الْجَهُولُ أَنَّ مِنْ تَرْجَمَ لِلْكُلَيْنِيِّ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ بِقَوْلِهِ «شَيْخُ الرَّافِضَةِ وَأَحَدُ فُقَائِهِمْ وَصَاحِبُ أَعْظَمِ تَصَانِيفِهِمْ»، أَنَّ هَذَا مِنَ التَّوْثِيقِ وَالتَّعْدِيلِ لَهُ، وَذَلِكَ لِجَهَالَتِهِ بِالْمَعَانِي الْمَبْثُوثَةِ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ عِنْدَ قَائِلِهَا الرَّافِضَةُ، وَاسْتِغْنَاءِ أَهْلِ السُّنَّةِ بِإِطْلاقِهَا عَلَى كِبَارِ دُعَاتِهِمْ عَنِ الْكَثِيْرِ مِنْ أَلْفَاظِ الذَّمِّ وَالتَّجْرِيْحِ، كَنَحْوِ اسْتِغْنَائِهِمْ عَنْ ذَمِّ ابْنِ كَرَّامٍ وَجَرْحِهِ بِقَوْلِهِمْ «شَيْخُ الْكَرَّامِيَّةِ وَمُؤَسِّسُ مَذْهَبِهِمْ».
فَمَا دِلالاتُ تَرَاجِمِ ابْنِ مَاكُولا وابْنِ عَسَاكِرَ وَالذَّهَبِيِّ وَالصَّفَدِيِّ وَابْنِ حَجَرٍ لِلْكُلَيْنِيِّ؟.
وَمَعَ دَنْدَنَةِ الْعَمِيدِيِّ عَنْ نَشَاطَاتِ الْكُلَيْنِِيِّ الرَّافِضِيَّةِ بِبَغْدَادَ وَقَوْلِهِ «بِحَيْثُ بَوَّأَتْهُ شَهْرَتُهُ لأَنْ يَكُونَ فِي بَغْدَادَ الْقُطْبَ الَّذِي تَدُورُ حَوْلَ مِحْوَرِهِ أَحَادِيثُ الشِّيعَةِ وَفَقْهُهُمْ»، لِمَاذَا لَمْ يُتَرْجِمْ لَهُ الْخَطِيبُ فِي «تَارِيْخِ بَغْدَادَ»؟.
__________________
أبو محمَّد الألفىُّ
رحم المهيمنُ ناظماً بقريضه قولاً بروح القدس صار مؤيَّدا
أرضٌ إذا ما جئتَها متقلباً فى محنةٍ ردَّتْكَ شهماً سيَّدا
وإذا دهاك الهمُّ قبل دخولِها فدخلتها صافحتَ سعداً سرمدا
15/ 06/06, 03:07 03:07:36 PM
محمد الكريمي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 12/05
المشاركات: 34
--------------------------------------------------------------------------------
شيخنا الفاضل: أبا محمد الألفي حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مثوانا ومثواه
أما دلالات تراجم من ذكرت حفظك الله من علماء السنة؛ فهو إثبات وجود لهذه الشخصية، وأنها من الشخصيات التي صنفت للرافضة كتبا في مذهبهم، فكأن ذلك منهم اعتراف ضمني يستدل به الرافضة على علو مكانته وأهميتها، بذكر علماء السنة لها ضمن تراجم العلماء، وأحيانا ذكرها بدون قدح ولا تجريح.
وأما سبب عدم ترجمة الخطيب البغدادي له في تاريخ بغداد، فهذا قد أجاب عنه بعض من ترجم للكليني من ضلال الرافضة، بأنه بسبب الحقد والحسد الذي أدى بالخطيب البغدادي إلى تجاهله وعدم الترجمة له، ولغيره من معاصريه من علماء الرافضة في زمن الخطيب – هكذا يزعمون –.
لكن إن كنت تقصد بعدم ذكر الخطيب البغدادي له ضمن من أرخ لهم في تاريخ بغداد؛ الاستدلال على أن الكليني مجهول الحال، أو أنه شخصية ليست ذو بال، فإن عندي ما هو أبلغ من هذا الاستدلال، وأسوقه لك موثقا من مصادره. ولكني أدعوك وجميع القراء الكرام قبل ذلك كله لأمرين:
أولا: أن تضعوا في اعتباركم تلك المنزلة العظيمة، والهالة الضخمة التي أحاط بها جميع ضلال الرافضة إمامهم الأعظم الكليني – حتى أنه قد ألفت فيه كتب ورسائل جامعية - والذي لا يعرف له حتى الآن تاريخ ولادة ولا نشأة، والمتوفى سنة (329هـ) ببغداد، والذي ألف كتابه الكافي طوال عشرين سنة في بغداد حاضرة العلم والعلماء، بمحضر من آلاف الطلاب الذين كانوا يقصدونه من شتى الأقطار لتلقى العلم على يديه!!!.
ثانيا: أن تتأملوا معي بكل عقل وروية، وعدل وتجرد وإنصاف هذه القائمة التالية:
- أبو الحسن الأشعري ت (324هـ) صاحب كتاب المقالات.
- الملطي ت (377هـ) صاحب كتاب التنبيه والرد.
- ابن النديم ت (385هـ) صاحب كتاب الفهرست.
- عبدالقاهر البغدادي ت (429هـ) صاحب كتاب الفرق بين الفرق.
- ابن حزم ت (456هـ) صاحب كتاب الفصل.
- البغدادي ت (463هـ) صاحب كتاب تاريخ بغداد.
- الشهرستاني ت (548هـ) صاحب كتاب الملل والنحل.
- أبو المظفر الاسفرايني ت (471هـ) صاحب كتاب التبصير في الدين.
- الرازي ت (606هـ) صاحب كتاب الاعتقادات.
- ياقوت الحموي ت (626هـ) صاحب كتاب معجم البلدان.
- ابن خلكان ت (681هـ) صاحب كتاب الوفيات.
- ابن تيمية ت (728هـ) صاحب كتاب المنهاج.
- الذهبي ت (748هـ) صاحب كتاب المنتقى وكتاب العبر.
- ابن كثير ت (774هـ) صاحب كتاب البداية والنهاية.
- ابن تغري بردي ت (874هـ) صاحب كتاب النجوم الزاهرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/134)
- ابن حجر الهيثمي ت (973هـ) صاحب كتاب الصواعق المحرقة.
- ابن خليفة ت (1067هـ) صاحب كتاب كشف الظنون.
- صديق خان ت (1307هـ) صاحب كتاب أبجد العلوم.
ألا تتفقون معي أنها كلها أسماء معروفة مشهورة لا تخفى على أدنى طالب علم، فضلا عن عالم، ومع ذلك كله لا يوجد في أي كتاب منها عند الكلام على مذهب الرافضة أو ذكر لتصانيفهم المعروفة شيء اسمه (الكليني) أو (الكافي)!!!!!!
وللتوضيح أكثر تأملوا معي ما يلي:
- لا يوجد ذكر للكليني، ولا لكتابه الكافي عند بعض من تكلموا على مذهب الشيعة واهتموا به، سواء من المعاصرين للكليني زمانا ومكانا، كالأشعري ت (324هـ) في كتابه (المقالات)، أو المتأخرين عنه بزمن يسير، كالملطي ت (377هـ) في كتابه (التنبيه والرد).
- لا يوجد ذكر للكليني، ولا لكتابه الكافي عند بعض المحسوبين على التيار الشيعي، والمعاصرين له زمانا ومكانا ممن ألفوا في التاريخ والسير، كالمسعودي ت (346هـ) في كتابه (مروج الذهب). أو من المتأخرين عن زمنه بيسير ممن قد فصلوا الكلام عن كتب الشيعة ومؤلفاتهم إلى زمنه، كابن النديم ت (385هـ) في كتابه (الفهرست).
- لا يوجد ذكر للكليني، ولا لكتابه الكافي عند بعض من تخصص في الرد على أهل الأهواء والبدع، وفصَّل في الكلام عن الشيعة خصوصا، كالبغدادي ت (429هـ) في كتابه (الفرق بين الفرق)، وابن حزم ت (456هـ) في كتابه (الفصل في الملل والنحل)، وأبو المظفر الاسفرايني ت (471هـ) في كتابه (التبصير في الدين)، وابن حجر الهيثمي ت (973هـ) في كتابه (الصواعق المحرقة). بل نفى بعض هؤلاء وجود أي إمام للرافضة وغيرهم من أهل الأهواء والبدع في التفسير والفقه والحديث واللغة والنحو والمغازي والسير والتواريخ. قال البغدادي: (ولم يكن بحمد الله ومنه في الخوارج، ولا في الروافض، ولا في الجهمية، ولا في القدرية، ولا في المجسمة، ولا في سائر أهل الأهواء الضالة إمام في الفقه، ولا إمام في رواية الحديث، ولا إمام في اللغة والنحو، ولا موثوق به في نقل المغازي والسير والتواريخ، ولا إمام في الوعظ والتذكير، ولا إمام في التأويل والتفسير، وإنما كان أئمة هذه العلوم على الخصوص والعموم من أهل السنة والجماعة) الفرق بين الفرق (ص 226). وقال ابن حزم: (وأما من بعد جعفر بن محمد فما عرفنا لهم علما أصلا، لا من رواية، ولا من فتيا على قرب عهدهم منا، ولو كان عندهم من ذلك شيء لعرف كما عرف عن محمد بن علي وابنه جعفر وعن غيره منهم ممن حدث الناس عنه) الفصل في الملل والنحل (4/ 175). وقال أبو المظفر الاسفرايني: (ولم يكن قط للروافض، والخوارج، والقدرية، تصنيف معروف يرجع إليه في تعرف شيء من الشريعة، ولا كان لهم إمام يقتدى به في فروع الديانة) التبصير في الدين ص (192).
- لا يوجد ذكر للكليني، ولا لكتابه الكافي عند بعض من قد تخصص في الرد على شبهاتهم، وأحاط بعلمائهم وكتبهم، كابن تيمية ت (728هـ) في كتابه (منهاج السنة)، بل إنه حينما قال ابن المطهر: فإن لهم أحاديثهم التي رواها رجالهم الثقات، قال شيخ الإسلام: "من أين لكم أن الذين نقلوا هذه الأحاديث في الزمان القديم ثقات، وأنتم لم تدركوها، ولم تعلموا أحوالهم ولا لكم كتب مصنفة تعتمدون عليها في أخبارهم التي يميز بها بين الثقة وغيره، ولا لكم أسانيد تعرفون رجالها " منهاج السنة (4/ 110)
- لا يوجد ذكر للكليني، ولا لكتابه الكافي عند بعض من قد تخصص في أسماء الفنون العلمية والمذاهب الفقهية أو العقدية، كابن خليفة ت (1067هـ) في كتابه (كشف الظنون)، أو صديق حسن خان ت (1307هـ) في كتابه (أبجد العلوم).
قال الشيخ ناصر القفاري في كتابه (أصول مذهب الشيعة) (1/ 366): (والملحوظ أن أئمة الإسلام الذين لهم عناية بأمر الروافض كالأشعري وابن حزم، وابن تيمية، لم يرد عنهم - في حدود تتبعي - ذكر لأسماء هذه المدونات وبالأخص أخطر كتاب لهم وهو في أصول الكافي، رغم أن صاحبه قد توفي سنة 329ه. فهل مرد ذلك إلى أن تلك المدونات سرية التداول بينهم، أو لاحتقار علماء الإسلام لهم، فلم يلتفتوا إلى كتب الحديث عندهم؟ أو أن هذه الكتب صنفت في إبان الدولة الصفوية ونسبت لشيوخهم الأوائل؟).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/135)
بل حتى من ذكر من العلماء اسم (الكليني) ضمن تراجم كتابه، فإنه لم يتعرض قط لذكر طامته الكبرى التي تعتبر مصدرا من مصادر تقرير عقائد الشيعة الإثني عشرية وهي كتاب الكافي!!!!.
وإليك قائمة بأسمائهم ومواضع ذكرهم أو ترجمتهم له:
- عبد الغني الأزدي المصري ت (407هـ) في (المؤتلف و المختلف).
- بن ماكولا ت (475هـ) في (الإكمال).
- ابن عساكر ت (571هـ) في (تاريخ مدينة دمشق).
- أبو السعادات ابن الأثير الجزري ت (606هـ) في (جامع الأصول).
- عز الدين ابن الأثير الجزري ت (630هـ) في (الكامل في التاريخ).
- الذهبي ت (748هـ) في (سير أعلام النبلاء) و (المشتبه).
- الصفدي ت (764هـ) في (الوافي بالوفيات).
- ابن حجر العسقلاني ت (852هـ) في (تبصير المنتبه) و (لسان الميزان).
ومع ذلك كله فإن جميع هؤلاء وغيرهم من المتأخرين لم يشكل علي بفضل الله ذكرهم له ضمن كتبهم، إذ الجواب عنه سهل ويسير لمن عرف مصادرهم في الترجمة لمثل هؤلاء - ومقامنا هنا ليس في ذكر أقوالهم والجواب عنها -، وإنما الإشكال عندي في إدراجه ضمن كتاب متعلق بجمع الأحاديث النبوية، مع الحكم من مصنفه بأنه من المجددين، مما يعني تزكيته لهذا الرجل، وخصوصا أنه قرنه بغيره من علماء السنة الذين يشار لهم بالبنان، ويكفي لمدحهم وتزكيتهم وصفهم بالمجددين؟؟؟
حيث قال ابن الأثير رحمه الله في كتابه (جامع الأصول) (11/ 323) عند شرحه وتعليقه على حديث أبي هريرة مرفوعا " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ": ( ..... لكن الذي ينبغي أن يكون المبعوث على رأس المائة؛ رجلا مشهورا معروفا، مشارا إليه في كل فن من هذه الفنون، فإذا حمل تأويل الحديث على هذا الوجه كان أولى، وأبعد من التهمة، وأشبه بالحكمة، فإن اختلاف الأئمة رحمة، وتقرير أقوال المجتهدين متعين، فإذا ذهبنا إلى تخصيص القول على أحد المذاهب، وأولنا الحديث عليه، بقيت المذاهب الأخرى خارجة عن احتمال الحديث لها، وكان ذلك طعنا فيها.
فالأحسن والأجدر أن يكون ذلك إشارة إلى حدوث جماعة من الأكابر المشهورين على رأس كل مائة سنة، يجددون للناس دينهم، ويحفظون مذاهبهم التي قلدوا فيها مجتهديهم وأئمتهم.
ونحن نذكر المذاهب الآن المذاهب المشهورة في الإسلام التي عليها مدار المسلمين في أقطار الأرض، وهي مذهب الشافعي، وأبي حنيفة، ومالك، وأحمد، ومذهب الإمامية، ومن كان المشار إليه من هؤلاء على رأس كل مائة سنة، وكذلك من كان المشار إليه من باقي الطبقات.
وأما من كان قبل هذه المذاهب المذكورة، فلم يكن الناس مجتمعين على مذهب إمام بعينه، [قلت: قارن بين كلامه رحمه الله، والكلام الذي نقلته آنفا عن علماء الفرق البغدادي وابن حزم والاسفرايني] ولم يكن قبل ذلك إلا المائة الأولى، وكان على رأسها من أولي الأمر: عمر بن عبدالعزيز .....
و أما من كان على رأس المائة الثالثة، فمن أولي الأمر: المقتدر بأمر الله، و من الفقهاء: أبو العباس بن سريج من أصحاب الشافعي، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي من أصحاب أبي حنيفة، ..... – [قال المحقق: كذا بياض في الأصل] – من أصحاب مالك، وأبو بكر بن هارون الخلال من أصحاب أحمد، و أبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي من الإمامية. .... ) إلى آخر كلامه رحمه الله.
أقول: ومما يؤيد هذا الإشكال الذي حصل لي بسبب كلام ابن الأثير، أن الإمام شمس الحق العظيم آبادي صاحب كتاب عون المعبود قد تعجب من هذه التزكية أشد التعجب بقوله: (قال في مجالس الأبرار: والمراد من تجديد الدين للأمة إحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنة والأمر بمقتضاهما، وقال فيه: ولا يعلم ذلك المجدد إلا بغلبة الظن ممن عاصره من العلماء بقرائن أحواله، والانتفاع بعلمه، إذ المجدد للدين لا بد أن يكون عالما بالعلوم الدينية الظاهرة والباطنة، ناصرا للسنة، قامعا للبدعة، وأن يعم علمه أهل زمانه، وإنما كان التجديد على رأس كل مائة سنة لانخرام العلماء فيه غالبا، واندراس السنن وظهور البدع، فيحتاج حينئذ إلى تجديد الدين، فيأتي الله تعالى من الخلق بعوض من السلف إما واحدا أو متعددا انتهى. وقال القاري في المرقاة: أي يبين السنة من البدعة، ويكثر العلم، ويعز
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/136)
أهله، ويقمع البدعة، ويكسر أهلها. انتهى.
فظهر أن المجدد لا يكون إلا من كان عالما بالعلوم الدينية، ومع ذلك من كان عزمه وهمته آناء الليل والنهار إحياء السنن ونشرها، ونصر صاحبها، وإماتة البدع ومحدثات الأمور ومحوها، وكسر أهلها باللسان، أو تصنيف الكتب، أو التدريس أو غير ذلك، ومن لا يكون كذلك لا يكون مجددا البتة، وإن كان عالما بالعلوم مشهورا بين الناس، مرجعا لهم.
فالعجب كل العجب من صاحب جامع الأصول أنه عد أبا جعفر الإمامي الشيعي، والمرتضى أخا الرضا الإمامي الشيعي من المجددين، حيث قال: الحديث إشارة إلى جماعة من الأكابر على رأس كل مائة، ففي رأس الأولى عمر بن عبد العزيز، إلى أن قال: وعلى الثالثة المقتدر، وأبو جعفر الطحاوي الحنفي، وأبو جعفر الإمامي وأبو الحسن الأشعري والنسائي، وعلى الرابعة: القادر بالله وأبو حامد الإسفرائيني، وأبو بكر محمد الخوارزمي الحنفي، والمرتضى أخو الرضا الإمامي ... الخ.
وقد ذكره العلامة محمد طاهر في مجمع البحار ولم يتعرض بذكر مسامحته ولم ينبه على خطئه. ولا شبهة في أن عدهما من المجددين خطأ فاحش، وغلط بين، لأن علماء الشيعة وإن وصلوا إلى مرتبة الاجتهاد، وبلغوا أقصى مراتب من أنواع العلوم، واشتهروا غاية الاشتهار، لكنهم لا يستأهلون المجددية. كيف وهم يخربون الدين فكيف يجددون، ويميتون السنن فكيف يحيونها، ويروجون البدع فكيف يمحونها، وليسوا إلا من الغالين المبطلين الجاهلين، وجل صناعتهم التحريف والانتحال والتأويل، لا تجديد الدين، ولا إحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنة. هداهم الله تعالى إلى سواء السبيل) عون المعبود (11/ 263 – 264).
أقول: ومع ذلك كله فلا يزال الإشكال قائما وهو:
(لماذا يزكي عالم من علماء أهل السنة مثل ابن الأثير رحمه الله؛ ضالا مضلا، وإماما من أئمة الجهل والبدعة وهو: محمد بن يعقوب الرازي الكليني، بل ويعتبره أحد المجددين لشريعة رب العالمين وسنة رسوله الأمين)؟؟؟؟
__________________
18/ 06/06, 10:33 10:33:48 PM
أبو محمد الألفى
عضو مميز تاريخ الانضمام: 15/ 03/04
محل السكن: الإسكندرية
المشاركات: 886
لا فَائِدَةَ تُرْجَى مِنْ نَفِي وُجُودِ «الْكَافِي»
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة محمد الكريمي
ثانيا: أن تتأملوا معي بكل عقل وروية، وعدل وتجرد وإنصاف هذه القائمة التالية:
- أبو الحسن الأشعري ت (324هـ) صاحب كتاب المقالات.
- الملطي ت (377هـ) صاحب كتاب التنبيه والرد.
.................................................. ............
ألا تتفقون معي أنها كلها أسماء معروفة مشهورة لا تخفى على أدنى طالب علم، فضلا عن عالم، ومع ذلك كله لا يوجد في أي كتاب منها عند الكلام على مذهب الرافضة أو ذكر لتصانيفهم المعروفة شيء اسمه (الكليني) أو (الكافي)!!!!!!
وللتوضيح أكثر تأملوا معي ما يلي:
- لا يوجد ذكر للكليني، ولا لكتابه الكافي عند بعض من تكلموا على مذهب الشيعة.
- لا يوجد ذكر للكليني، ولا لكتابه الكافي عند بعض المحسوبين على التيار الشيعي.
- لا يوجد ذكر للكليني، ولا لكتابه الكافي عند بعض من تخصص في الرد على أهل الأهواء.
- لا يوجد ذكر للكليني، ولا لكتابه الكافي عند بعض من قد تخصص في الرد على شبهاتهم.
- لا يوجد ذكر للكليني، ولا لكتابه الكافي عند بعض من قد تخصص في أسماء الفنون العلمية.
لا فَائِدَةَ تُرْجَى مِنْ نَفِي وُجُودِ كِتَابٍ لِلرَّافِضَةِ وَاسِعِ الشُّهْرَةِ ذَائِعِ الصِّيتِ لَدِيهِمْ
وَعَلَيْهِ مُعْتَمَدُهُمْ فِي الْعَقَائِدِ وَالْعِبَادَاتِ وَالْمُعَامَلاتِ وَشَتَّى فُرُوعِ الْمِلَّةِ الرَّافِضِيَّةِ
ــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/137)
لا مِرِيَةَ وَلا خِلافَ فِي عَدْمِ ذِكْرِ الأَكْثَرِينَ مِمَّنْ عَاصَرَ الْكُلَيْنِيَّ مِنْ مُؤَرِّخِي أَهْلِ السُّنَّةِ، فَمَنْ بَعْدَهُمْ لِكِتَابِهِ «الْكَافِي»، لَكِنَّهُ لَيْسَ دَلِيلاً كَافِيَاً لِنَفِي وُجُودِهِ، وَاعْتِبَارِهِ أَحَدَ مَصَادِرِ التَّشْرِيعِ الشِّيعِيِّ!. بَلْ، مِنْ أَقْوَى أَدِلَّتِنَا نَحْنُ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي نقض الْمِلَّةِ الرَّافِضِيَّةِ وَالْمَذَهْبِ الإِمَامِي أَنْ نَقُولَ: هَذَا كِتَابُكُمْ يَنْطِقْ بِالأَبَاطِيلِ وَالأَكَاذِيبِ وَالأَسَاطِيْرِ وَالْخُرَافَاتِ، ثُمَّ نَسْتَخْرِجُهَا مِنْ كِتَابِهِمْ «الْكَافِي» الوَاسِعِ الشُّهْرَةِ الذَائِعِ الصِّيتِ لَدِيهِمْ، لِتَكُونَ دَلِيلاً بَيِّنَاً عَلَى زَيْغِهِمْ وَضَلالِهِمْ.
عَلَى أَنَّهُ قَدْ صَحَّتْ نِسْبَةُ الْكِتَابِ إِلَى الْكُلَيْنِيِّ، وَشَاعَ ذَلِكَ وَاسْتَفَاضَ. وَهَذَا خَاتِمَةُ الْحُفَّاظِ الأَوْعِيَاءِ ابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلانِيُّ يُقَرِّرُ فِي تَرْجَمَةِ أبِي عَلِىٍّ الأَشْعَرِيِّ شَيْخِ الْكُلَيْنِيِّ هَذَا الْمَعْنَى فَيَقُولُ: «الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ الأَشْعَرِيُّ. ذَكَرَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحَاكِمِ فِي شُيُوخِ الشِّيعَةِ وَقَالَ: كَانَ مِنْ شُيُوخِ أَبِي جَعْفَرٍ الْكُلَيْنِيِّ صَاحِبِ «كِتَابِ الْكَافِي». وَصَنَّفَ الْحُسَيْنُ الأَشْعَرِيُّ «كتِاَبَ طِبِّ أَهْلِ الْبَيْتِ» وَهُوَ مِنْ خَيْرِ الْكُتُبِ الْمُصَنَّفَةِ فِي هَذَا الْفَنِّ. رَوَى عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ وَغَيْرِهِ».
وَالْخُلاصَةُ: أَنَّهُ لا فَائِدَةَ تُرْجَى مِنْ نَفِي وُجُودِ «الْكَافِي»، وَهُوَ لَدَيْنَا كَالدَّلِيلِ وَالْبُرْهَانِ عَلَى زَيْغِ الرَّافِضَةِ الإِمَامِيَّةِ وَضَلالِهِمْ وَفَسَادِ نِحْلَتِهِمْ.
__________________
أبو محمَّد الألفىُّ
رحم المهيمنُ ناظماً بقريضه قولاً بروح القدس صار مؤيَّدا
أرضٌ إذا ما جئتَها متقلباً فى محنةٍ ردَّتْكَ شهماً سيَّدا
وإذا دهاك الهمُّ قبل دخولِها فدخلتها صافحتَ سعداً سرمدا
19/ 06/06, 05:08 05:08:58 PM
محمد الكريمي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 12/05
المشاركات: 34
لا يزال الإشكال قائما؟
--------------------------------------------------------------------------------
شيخنا أبا محمد وفقه الله
إخواني طلبة العلم والعلماء وفقهم الله
لا يزال إشكالي قائما، يحتاج إلى جواب؟؟؟
(لماذا يزكي عالم من علماء أهل السنة مثل ابن الأثير رحمه الله؛ ضالا مضلا، وإماما من أئمة الجهل والبدعة وهو: محمد بن يعقوب الرازي الكليني، بل ويعتبره أحد المجددين لشريعة رب العالمين وسنة رسوله الأمين)؟؟؟؟
__________________
19/ 06/06, 11:47 11:47:42 PM
ابن دحيان
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 24/ 03/02
المشاركات: 250
--------------------------------------------------------------------------------
أخي محمد
لا شك أن شيعة يتمنون أن لم يكن لديهم هذا الكتاب اعني الكافي لأنه وببساطة ينسف دينهم برمته ففيه من المتناقضات والعجائب الشيء الكثير
فهناك رسالة للشيخ عثمان الخميس اسمها سياحة في الكافي
وأخرى للدكتور الدليمي بعنوان فضائح الكافي
أخرجا منه ما يشيب منه الرأس وكان مثلبة في جبين الشيعة لا يمحيها شيء
وأما بخصوص تزكية ابن الأثير
فلدي سؤال هل تأكد من أصل كتابه جامع الأصول وأي طبعة مع الجزء والصفحة لو سمحت حتى ابحث في المسألة جيدا
__________________
العمر ساعات، بل لحظات .. وما فات فات، فهيهات يرجع هيهات، فما تدري غداً أانت من الأحياء أم من الأموات، فاعمل ما شئت فلا بد أن يُقال عنك يوماً:
فلان مات
21/ 06/06, 08:05 08:05:40 AM
محمد الكريمي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 12/05
المشاركات: 34
تأكيد الطبعة
--------------------------------------------------------------------------------
جزيت خيرا أخي أبا دحيان على حضورك ومتابعتك وحرصك على المشاركة في الموضوع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/138)
والذي أود الإشارة إليه هو أنني لست بحريص على نفي الكتاب عن مؤلفه، ولا عن الشيعة أنفسهم، وإنما دراستي في الكتاب عقدية بحتة حول اعتقادات الكليني التي أصَّلها للشيعة، ثم نقد تلك الاعتقادات على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة.
وأما بحثي عن الكليني فهو داخل ضمن هذه الدراسة التي تتطلب التعريف بالمؤلف لكتاب الكافي، والتي تستلزم من الباحث الدقة والإنصاف عند الكلام على المصنف سواء كان موافقا أو مخالفا.ولذلك فقد هالني في أثناء البحث عن ترجتمه تلك الألقاب والأوصاف التي وضعت له من مترجمي الشيعة، وهذا لا غرو فيه ولا عجب. فهو كبيرهم الذي علمهم السحر.
ولكن الذي استوقفني في ذلك، ووافقت فيه صاحب كتاب عون المعبود من حيث تعجبي من ذلك، هو تزكية ابن الأثير رحمه التي ذكرتها لهذه الشخصية الضالة المضلة.
ولذا فقد حرت جوابا فيها، وطلبت الإعانة بعد الله من إخواني طلبة العلم من أجل تفنيدها أو الجواب عنها. والله المستعان.
وبالنسبة لطلبك فإن الطبعة هي طبعة دار الفكر ببيروت تحقيق عبدالقادر الأرناؤوط
الجزء الحادي عشر، صفحة (323).
__________________
21/ 06/06, 11:42 11:42:10 AM
ابن دحيان
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 24/ 03/02
المشاركات: 250
--------------------------------------------------------------------------------
حياك الله أخي محمد ونسأل الله لك التوفيق والسداد
إذا كنت تحضر لرسالة ماجستير أو دكتورة في هذا المجال فأنت قد وقعت على الشخص المناسب إن أحببت التعاون المشترك فلدينا مكتبة حافلة لكتب الشيعة واطلاع واسع على مذهبهم وكتبهم
نأمل التواصل
asr118@hotmail.com
__________________
العمر ساعات، بل لحظات .. وما فات فات، فهيهات يرجع هيهات، فما تدري غداً أانت من الأحياء أم من الأموات، فاعمل ما شئت فلا بد أن يُقال عنك يوماً:
فلان مات
21/ 06/06, 04:03 04:03:30 PM
محمد الكريمي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 12/05
المشاركات: 34
شكر وثناء
--------------------------------------------------------------------------------
جزيت خيرا أخي أبا دحيان
وبورك فيك من أخ صالح
وسيتم التواصل معك قريبا بإذن الله
mohdrt@hotmail.com
__________________
27/06/06, 06 :11 06:11:29 PM
محمد الكريمي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 12/05
المشاركات: 34
أين فرسان الحديث؟
--------------------------------------------------------------------------------
والذي أود الإشارة إليه هو أنني لست بحريص على نفي الكتاب عن مؤلفه، ولا عن الشيعة أنفسهم، وإنما دراستي في الكتاب عقدية بحتة حول اعتقادات الكليني التي أصَّلها للشيعة، ثم نقد تلك الاعتقادات على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة.
وأما بحثي عن الكليني فهو داخل ضمن هذه الدراسة التي تتطلب التعريف بالمؤلف لكتاب الكافي، والتي تستلزم من الباحث الدقة والإنصاف عند الكلام على المصنف سواء كان موافقا أو مخالفا.ولذلك فقد هالني في أثناء البحث عن ترجتمه تلك الألقاب والأوصاف التي وضعت له من مترجمي الشيعة، وهذا لا غرو فيه ولا عجب. فهو كبيرهم الذي علمهم السحر.
ولكن الذي استوقفني في ذلك، ووافقت فيه صاحب كتاب عون المعبود من حيث تعجبي من ذلك، هو تزكية ابن الأثير رحمه التي ذكرتها لهذه الشخصية الضالة المضلة.
ولذا فقد حرت جوابا فيها، وطلبت الإعانة بعد الله من إخواني طلبة العلم من أجل تفنيدها أو الجواب عنها أو حتى الإحالة على من يفيدني فيها. والله المستعان.
mohdrt@hotmail.com
__________________
29/06/06, 02 :21 02:21:36 PM
المعلمي
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 13/ 09/04
المشاركات: 142
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم:
لدي نسخة من جامع الأصول - لعلها غير كاملة - أنزلتها من شبكة مشكاة لكن لا يوجد فيها هذا النص!!
فانظر إلى الأصل المطبوع أولا ثم قارن بين النسخ فلعله من كلام المحقق.
__________________
29/ 06/06, 03:22 03:22:22 PM
محمد الكريمي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 12/05
المشاركات: 34
لايمكن أن تكون العبارة من كلام المحقق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/139)
--------------------------------------------------------------------------------
شكرا لك أخي الكريم (المعلمي) على مشاركتك واهتمامك بهذا الموضوع
وأفيدك بأني كنت ربما سأتفق معك في هذا الجواب إلى حين التأكد، لولا انتقاد العظيم آبادي صاحب عون المعبود لهذه التزكية، ونسبتها لابن الأثير رحمه الله.
وبناء عليه فلا يمكن أبدا أن تكون العبارة من كلام المحقق.
أكرر جزيل شكري لك أخي المعلمي
ولا زلت أنتظر منك ومن بقية فرسان الحديث الجواب عن هذا الإشكال.
والله يحفظك ويرعاك
__________________
29/ 06/06, 09:27 09:27:42 PM
المعلمي
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 13/ 09/04
المشاركات: 142
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم محمد الكريمي:
قد رأيت ترجمته في الكامل ولم أجد سوى مجرد الذكر!
الكامل في التاريخ - (ج 3 / ص 479):
وفيها توفي محمد بن يعقوب، وقتل محمد بن علي أبو جعفر الكليني، وهو من أئمة الإمامية وعلمائهم.
__________________
30/ 06/06, 02:50 02:50:43 AM
محمد الكريمي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 12/05
المشاركات: 34
لا أقصد صاحب كتاب الكامل في التاريخ
--------------------------------------------------------------------------------
أخي الكريم: المعلمي وفقه الله
إن كنت تقصد بهذه العبارة أنك لم تجد ما ذكرته أنا عن ابن الأثير في كتاب الكامل في التاريخ، فإن الذي أقصده أنا هو ابن الأثير صاحب كتاب جامع الأصول، والعبارة التي نقلتها عنه موجودة فيه كما أشرت إليها في بعض الردود أعلاه.
ولا يخفاك أخي الكريم أن مؤلف كتاب جامع الأصول ليس هو مؤلف كتاب الكامل في التاريخ، نعم كلاهما إخوة لبعضهما، ولهم أخ ثالث اشتهر بهذا الاسم أيضا، ولكن لكل منهم تخصصه.
وللفائدة: قارن بين ما نقله مؤلف الكامل في التاريخ عن قتل محمد بن علي الكليني، الذي يزعم الرافضة أن هذا سبق قلم من ابن الأثير في شيئين:
الأول: أن الاسم الثابت للكليني هو محمد بن يعقوب، وليس محمد بن علي.
الثاني: أن الكليني لم يمت مقتولا، وإنما وفاته طبيعية.
وعلى كل حال، فهذا ليس هو موضع الإشكال، وإنما الإشكال في تزكية ابن الأثير صاحب جامع الأصول لهذا المضل الضال.
__________________
30/ 06/06, 12:27 12:27:17 PM
عبدالرحمن الفقيه
غفر الله له تاريخ الانضمام: 06/ 03/02
محل السكن: مكة
المشاركات: 5,601
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الفاضل محمد الكريمي حفظه الله، لاشك أن ذكر الكليني في جامع الأصول واعتباره من المجددين هو خطأ محض، ولم يذكر عن ابن الأثير أنه كان رافضيا ولاشيعيا، ولاشك أن تزكية الكليني الذي يتضمن كتابه الكافي الطعن في أبي بكر وعمر وغيرها من الأمور المشهورة لايصدر عن رجل سني كابن الأثير رحمه الله تعالى، وإن كان أخوه صاحب كتاب الكامل قد ذكر عنه بعض التشيع ولكن لم يذكر عنه الرفض أو تأييد الرافضة، وابن الأثير صاحب جامع الأصول ممن ألف في السنة وجمع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من الكتب المعروفة وشرح مسند الشافعي وله مصنفات أخرى في التفسير وغريب الحديث وغيرها، وليس فيها ما يدل على أنه يزكي الرافضة أو يعتبرهم من المجددين
فهذا المتن المذكور في جامع الأصول في نسبته لابن الأثير نكارة ظاهرة
وقد وقفت على حجة قوية في دفع هذا الأمر عن ابن الأثير رحمه الله تعالى وذلك فيما ذكره ابن خلكان في وفيان الأعيان (4/ 124) (وبلغني أنه صنف هذه الكتب كلها في مدة العطلة فإنه تفرغ لها وكان عنده جماعة يعينونه عليها في الإختيار والكتابة) اهـ.
فلعل هذا الأمر حصل من بعض من كان يعينه على الكتابه.
__________________
عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي
مكة، هاتف 00966551114520
aofakeeh@yahoo.com
30/06/06, 02 :17 02:17:43 PM
ابن السائح
عضو مميز تاريخ الانضمام: 28/ 02/06
المشاركات: 540
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المعلمي
الكامل في التاريخ - (ج 3 / ص 479):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/140)
وفيها توفي محمد بن يعقوب، وقتل محمد بن علي أبو جعفر الكليني، وهو من أئمة الإمامية وعلمائهم.
الظاهر أن كلمة (قتل) مصحَّفة عن كلمة (قيل).
وكأن صاحب الكامل وقف على من سمى أباه عليًا.
فيكون صواب العبارة:
وفيها توفي محمد بن يعقوب - وقيل: محمد بن علي- أبو جعفر الكليني، وهو من أئمة الإمامية وعلمائهم.
والله أعلم.
__________________
قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلاّم رحمه الله:
عجبت لمن ترك الأصول، وطلب الفضول.
رواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع.
30/ 06/06, 05:07 05:07:09 PM
محمد الكريمي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 12/05
المشاركات: 34
أظن أن الإشكال لا يزال قائما بعد
--------------------------------------------------------------------------------
(فهذا المتن المذكور في جامع الأصول في نسبته لابن الأثير نكارة ظاهرة
وقد وقفت على حجة قوية في دفع هذا الأمر عن ابن الأثير رحمه الله تعالى وذلك فيما ذكره ابن خلكان في وفيان الأعيان (4/ 124) (وبلغني انه صنف هذه الكتب كلها في مدة العطلة فإنه تفرغ لها وكان عنده جماعة يعينونه عليها في الإختيار والكتابة) اهـ.
فلعل هذا الأمر حصل من بعض من كان يعينه على الكتابة).
شيخنا أبا عمر الفقيه حفظه الله
شرفني دخولك وتعقيبك على موضوعي بخصوص الكليني
وأشكر لك هذه الفائدة القيمة
ولكن شيخنا ألا توافقني ولو بنسبة كبيرة أن هذا الذي ذكره ابن خلكان يحتاج إلى إثبات أمرين:
الأول: أن كتاب جامع الأصول من الكتب التي تم تأليفها في مدة العطلة؟
الثاني: أن ممن كان يعينه على ذلك من الكتاب فيهم نوع تشيع ولو بنسبة يسيرة تجعلنا نتعلق بها للجواب عن هذا الإشكال.
فإذا لم يتم إثبات ذلك، فأظن أن الإشكال لا يزال قائما بعد، وسيؤكده أو ينفيه بقوة وجود إحدى مخطوطات كتاب جامع الأصول ومراجعة هذا النقل منها. والله أعلم
أكرر شكري وثنائي لك شيخنا أبا عمر، ولا زلت أنتظر منك ومن بقية فرسان الحديث المزيد
سدد الله خطاك على الخير، ونفع بك الإسلام والمسلمين.
__________________
01/ 07/06, 02:49 02:49:00 AM
عبدالرحمن الفقيه
غفر الله له تاريخ الانضمام: 06/ 03/02
محل السكن: مكة
المشاركات: 5,601
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيك ووفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
على فرض صحة هذا الأمر عن ابن الأثير فإن هذا لايؤثر من ناحية علمية إلا على ابن الأثير، وذلك أن ابن الأثير ليس من علماء الحديث المختصين بالجرح والتعديل ومعرفة الرجال، فليس ممن يعتمد قولهم في الجرح والتعديل، فلو أنه وثق رجلا من رجال الحديث ولايوجد لغيره كلام فيه فلا يؤخذ بقوله لأنه ليس من أهل الفن، ولذلك لم يذكره الذهبي حمه الله في كتابه ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل.
وأما ما يتعلق بالمخطوط فالطبعة المشهورة التي حققها الشيخ الأرناؤوط رحمه الله تم اعتماد مخطوطات متعددة وبعضها عليها خطوط جمع من العلماء والبعض الأخير عليه خط المؤلف وبعضها مقابل على نسخة المؤلف، فالتشكيك في كونها مدخلة على الكتاب احتمال بعيد، وقد نقل العلماء ذلك عن ابن الأثر كصاحب عون المعبود.
فكلام ابن خلكان الذي ذكره في ترجمة ابن الأثير له وجه، وخاصة أن هناك تبييض في ذكر أسماء المجددين في بعض الطبقات مما يدل على أنه كان يريد كتابة كما سبق نقله (أما من كان على رأس المائة الثالثة، فمن أولي الأمر: المقتدر بأمر الله، و من الفقهاء: أبو العباس بن سريج من أصحاب الشافعي، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي من أصحاب أبي حنيفة، ..... – [قال المحقق: كذا بياض في الأصل] – من أصحاب مالك، وأبو بكر بن هارون الخلال من أصحاب أحمد، و أبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي من الإمامية. .... )
وأما ما يتعلق بكلام ابن خلكان فهو يدل على أن ابن الأثير استعان بجماعة يعينونه في الاختيار والكتابة
وعند التأمل في ترجمة ابن الأثير تجد أنه كان مشتغلا مع الملوك في النيابة والخزانة، وُذكر عنه أصابته بالشلل والنقرس حتى أنه كان يُحمل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/141)
فما دام أن الرجل لم يذكر عنه تعاطفه مع الرافضة وكتبه مثل جامع الأصول ومقدمته وشرح مسند الشافعي والنهاية تخدم السنة النبوية التي ينكرها الرافضة فهذا يبعد عنه احتمال كتابته لمثل هذا الكلام الذي فيه تزكية للرافضة وجعلهم من المجددين.
فإذا وجد نكارة في المتن ووجدنا قرينة تدل على التشكيك في نسبة هذا الكلام له فينبغي الأخذ بها على طريقة المحدثين في مثل هذا.
__________________
عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي
مكة، هاتف 00966551114520
aofakeeh@yahoo.com
01/07/06, 03 :02 03:02:55 AM
عبدالرحمن الفقيه
غفر الله له تاريخ الانضمام: 06/ 03/02
محل السكن: مكة
المشاركات: 5,601
--------------------------------------------------------------------------------
وهذه ترجمته من وفيات الأعيان
552مجد الدين ابن الأثير الجزري
أبو السعادات المبارك بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري الملقب مجد الدين
قال أبو البركات ابن المستوفي في تاريخ إربل في حقه أشهر العلماء ذكرا وأكبر النبلاء قدرا وأحد الأفاضل المشار إليهم وفرد الأماثل المعتمد في الأمور عليهم أخذ النحو عن شيخه أبي محمد سعيد بن المبارك الدهان وقد سبق ذكره وسمع الحديث متأخرا ولم تتقدم روايته
وله المصنفات البديعة والرسائل الوسيعة منها جامع الأصول في أحاديث الرسول جمع فيه بين الصحاح الستة وهو على وضع كتاب رزين إلا أن فيه زيادات كثيرة عليه ومنها كتاب النهاية في غريب الحديث في خمس مجلدات وكتاب الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف في تفسير القرآن الكريم أخذه من تفسير الثعلبي والزمخشري وله كتاب المصطفى والمختار في الأدعية والأذكار وله كتاب لطيف في صنعة الكتابة وكتاب البديع في شرح الفصول في النحو لإبن الدهان وله ديوان رسائل وكتاب الشافي في شرح مسند الإمام الشافعي وغير ذلك من التصانيف
وكانت ولادته بجزيرة ابني عمر في احد الربيعين سنة أربع وأربعين وخمسمائة ونشأ بها ثم أنتقل إلى الموصل في سنة خمس وستين وخمسمائة ثم عاد إلى الجزيرة ثم عاد إلى الموصل وتنقل في الولايات بها واتصل بخدمة الأمير مجاهد الدين قايماز بن عبد الله الخادم الزيني المقدم ذكره في حرف القاف وكان نائب المملكة فكتب بين يديه منشئا إلى أن قبض عليه كما سبق ذكره فاتصل بخدمة عز الدين مسعود بن مودود صاحب الموصل وتولى ديوان رسائله وكتب له إلى ان توفي ثم إتصل بولده نور الدين أرسلان شاه وقد سبق ذكره فحظي عنده وتوفرت حرمته لديه وكتب له مدة
ثم عرض له مرض كف يديه ورجليه فمنعه من الكتابة مطلقا وأقام في داره يغشاه الأكابر والعلماء وانشأ رباطا بقرية من قرى الموصل تسمى قصر حرب ووقف املاكه عليه وعلى داره التي كان يسكنها بالموصل وبلغني انه صنف هذه الكتب كلها في مدة العطلة فإنه تفرغ لها وكان عنده جماعة يعينونه عليها في الإختيار والكتابة
وله شعر يسير من ذلك ما انشده للاتابك صاحب الموصل وقد زلت به بغلته
إن زلت البغلة من تحته ... فإن في زلتها عذرا
حملها من علمه شاهقا ... ومن ندى راحته بحرا
وهذا معنى مطروق وقد جاء في الشعر كثيرا
وحكى أخوه عز الدين أبو الحسن علي أنه لما أقعد جاءهم رجل مغربي والتزم أنه يداويه ويبرئه مما هو فيه وانه لا يأخذ اجرا إلا بعد برئه فملنا إلى قوله واخذ في معالجته بدهن صنعه فظهرت ثمرة صنعته ولانت رجلاه وصار يتمكن من مدهما وأشرف على كمال البرء فقال لي أعط هذا المغربي شيئا يرضيه واصرفه فقلت له لماذا وقد ظهر نجح معاناته فقال الأمر كما تقول ولكني في راحة مما كنت فيه من صحبة هؤلاء القوم والإلتزام بأخطارهم وقد سكنت روحي إلى الإنقطاع والدعة وقد كنت بالأمس وانا معافى أذل نفسي بالسعي إليهم وها أنا اليوم قاعد في منزلي فإذا طرأت لهم أمور ضرورية جاءوني بأنفسهم لأخذ رايي وبين هذا وذاك كثير ولم يكن سبب هذا إلا هذا المرض فما أرى زواله ولا معالجته ولم يبق من العمر إلا القليل فدعني أعيش باقيه حرا سليما من الذل وقد اخذت منه بأوفر حظ قال عز الدين فقبلت قوله وصرفت الرجل بإحسان
وكانت وفاة مجد الدين المذكور بالموصل يوم الخميس سلخ ذي الحجة سنة ست وستمائة ودفن برباطه بدرب دراج داخل البلد رحمه الله تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/142)
وقد سبق ذكر اخيه عز الدين علي وسيأتي ذكر أخيه ضياء الدين نصر الله إن شاء الله تعالى
وجزيرة ابني عمر مدينة فوق الموصل على دجلتها سميت جزيرة لأن دجلة محيطة بها قال الواقدي بناها رجل من أهل برقعيد يقال له عبد العزيز بن عمر) أهـ.
وقال ياقوت في كتابه عن الأدباء
المبارك بن محمد الشيباني
بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني أبو السعادات الملقب بمجد الدين المعروف بابن الأثير هو أبوه محمد بن محمد بن عبد الكريم من أهل جزيرة ابن عمر. مات فيما حدثني به أخوه عز الدين أبو الحسن علي بن محمد في يوم الخميس سلخ ذي الحجة سنة ست وستمائة قال: ومولده في أحد الربيعين سنة أربع وأربعين وخمسمائة بالجزيرة وانتقل إلى الموصل في سنة خمس وستين ولم يزل بها إلى أن مات.
قال المؤلف: وكان عالماً فاضلاً وسيداً كاملاً، قد جمع بين علم العربية والقرآن والنحو واللغة والحديث وشيوخه وصحته وسقمه والفقه وكان شافعياً، وصنف في كل ذلك تصانيف هي مشهورة بالموصل وغيره. حدثني أخوه أبو الحسن قال: قرأ أخي الأدب على ناصح الدين أبي محمد سعيد ابن الدهان البغدادي، وأبي بكر يحيى بن سعدون المغربي القرطبي، وأبي الحزم مكي بن الريان بن شبة الماكسي النحوي الضرير، وسمع الحديث بالموصل من جماعة منهم الخطيب أبو الفضل بن الطوسي وغيره، وقدم بغداد حاجاً فسمع بها من أبي القاسم صاحب ابن الخل، وعبد الوهاب ابن سكينة، وعاد إلى الموصل فروى بها وصنف، ووقف داره على الصوفية وجعلها رباطاً.
وحدثني أخوه أبو الحسن قال: تولى أخي أبو السعادات الخزانة لسيف الدين الغازي بن مودود بن زنكي ثم ولاه ديوان الجزيرة وأعمالها، ثم عاد إلى الموصل فناب في الديوان عن الوزير جلال الدين أبي الحسن علي بن جمال الدين محمد ابن منصور الأصبهاني، ثم اتصل بمجاهد الدين قايماز بالموصل أيضاً فنال عنده درجة رفيعة، فلما قبض على مجاهد الدين اتصل بخدمة أتابك عز الدين مسعود بن مودود إلى أن توفي عز الدين فاتصل بخدمة ولده نور الدين أرسلان شاه، فصار واحد دولته حقيقة بحيث إن السلطان كان يقصد منزله في مهام نفسه لأنه أقعد في آخر زمانه فكانت الحركة تصعب عليه فكان يجيئه بنفسه، أو يرسل إليه بدر الدين لؤلؤ الذي هو اليوم أمير الموصل.
وحدثني أخوه المذكور قال: حدثني أخي أبو السعادات قال: لقد ألزمني نور الدين بالوزارة غير مرة وأنا أستعفيه حتى غضب مني وأمر بالتوكيل بي قال: فجعلت أبكي فبلغه ذلك فجاءني وأنا على تلك الحال فقال لي: أبلغ الأمر إلى هذا؟ ما علمت أن رجلاً ممن خلق الله يكره ما كرهت. فقلت: أنا يا مولانا رجل كبير وقد خدمت العلم عمري، واشتهر ذلك عني في البلاد بأسرها، وأعلم أنني لو اجتهدت في إقامة العدل بغاية جهدي ما قدرت أؤدي حقه، ولو ظلم أكار في ضيعة من أقصى أعمال السلطان لنسب ظلمه إلي، ورجعت أنت وغيرك باللائمة علي، والملك لا يستقيم إلا بالتسمح في العسف وأخذ هذا الخلق بالشدة، وأنا لا أقدر على ذلك فأعفاه، وجاءنا إلى دارنا فخبرنا بالحال. فأما والده وأخوه فلاماه على الامتناع فلم يؤثر اللوم عنده أسفاً، وذكر في قصة طويلة بتفاصيلها إلا أن هذا الذي ذكرته هو معناها.
وحدثني عز الدين أبو الحسن قال: حدثني أخي أبو السعادات - رحمه الله - قال: كنت أشتغل بعلم الأدب على الشيخ أبي محمد سعيد بن المبارك ين الدهان النحوي البغدادي بالموصل، وكان كثيراً ما يأمرني بقول الشعر وأنا أمتنع من ذلك قال: فبينا أنا ذات ليلة نائم رأيت الشيخ في النوم وهو يأمرني بقول الشهر فقلت له: ضع لي مثالاً أعمل عليه فقال:
جب الفلا مدمناً إن فاتك الظفر ... وخد خد الثرى والليل معتكر
فقلت أنا:
فالعز في صهوات الخيل مركبه ... والمجد ينتجه الإسراء والسهر
فقال لي: أحسنت، هكذا فقل، فاستيقظت فأتممت عليها نحو العشرين بيتاً.
وحدثني عز الدين أبو الحسن قال: كتب أخي أبو السعادات إلى صديق له في صدر كتاب والشعر له:
وإني لمهد عن حنين مبرح ... إليك على الأقصى من الدار والأدنى
وإن كانت الأشواق تزداد كلما ... تناقص بعد الدار واقترب المغنى
سلاماً كنشر الروض باكره الحيا ... وهبت عليه نسمة السحر الأعلى
فجاء بمسكي الهوا متحلياً ... ببعض سجايا ذلك المجلس الأسمى
وأنشدني عز الدين قال: أنشدني أخي مجد الدين أبو السعادات لنفسه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/143)
عليك سلام فاح من نشر طيبه ... نسيم تولى بثه الرند والبان
وجاز على أطلال مي عشية ... وجاد عليه مغدق الوبل هتان
فحملته شوقاً حوته ضمائري ... تميد له أعلام رضوى ولبنان
واستنشدته شيئاً آخر من شعره فقال: كان أخي قليل الشعر لم يكن له به تلك العناية، وما أعرف الآن له غير هذا. فقلت له: فأمل علي تصانيفه، فأملي علي: كتاب البديع في النحو الأربعين كراسة، وقفني عليه فوجدته بديعاً كاسمه سلك فيه مسلكاً غريباً، وبوبه تبويباً عجيباً، كتاب الباهر في الفروق في النحو أيضاً، كتاب تهذيب فصول ابن الدهان، كتاب الإنصاف في تفسير القرآن أربع مجلدات، كتاب الشافي وهو شرح مسند الشافعي أبدع في تصنيفه، فذكر أحكامه ولغته ونحوه ومعانيه نحو مائة كراسه، كتاب غريب الحديث على حروف المعجم أربع مجلدات، كتاب جامع الأصول في أحاديث الرسول عشر مجلدات جمع فيه بين البخاري ومسلم والموطأ وسنن أبي داود وسنن النسائي والترمذي عمله على حروف المعجم، وشرح غريب الأحاديث ومعانيها وأحكامها ووصف رجالها، ونبه على جميع ما يحتاج إليه منها.
قال المؤلف: أقطع قطعاً أنه لم يصنف مثله قط ولا يصنف، وله رسائل في الحساب مجدولات، كتاب ديوان رسائله، وكتاب البنين والبنات والأباء والأمهات والأذواء والذوات مجلد، كتاب المختار في مناقب الأخبار أربع مجلدات إلى غير ذلك) أهـ.
__________________
عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي
مكة، هاتف 00966551114520
aofakeeh@yahoo.com
02/07/06, 02 :01 02:01:21 PM
محمد الكريمي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 12/05
المشاركات: 34
هل يمكن أن يكون جوابا مقنعا
--------------------------------------------------------------------------------
شكر الله لك شيخنا أبا عمر اهتمامك بهذا الموضوع، وإثراءه بمداخلاتك وتعقيباتك النافعة
ولكن قولك:
(فما دام أن الرجل لم يذكر عنه تعاطفه مع الرافضة وكتبه مثل جامع الأصول ومقدمته وشرح مسند الشافعي والنهاية تخدم السنة النبوية التي ينكرها الرافضة فهذا يبعد عنه احتمال كتابته لمثل هذا الكلام الذي فيه تزكية للرافضة وجعلهم من المجددين.
فإذا وجد نكارة في المتن ووجدنا قرينة تدل على التشكيك في نسبة هذا الكلام له فينبغي الأخذ بها على طريقة المحدثين في مثل هذا.)
هل يمكن أن يكون جوابا مقنعا لمن سيناقشني في هذه الرسالة؟؟
أو غيرهم من طلاب العلم والقراء الكرام؟؟
ولا تؤاخذني شيخنا في هذا الاستفسار، لأني حريص على خدمة الأمة بهذه الرسالة التي تدحض أهل الباطل، وتبين فساد معتقدهم، وخطرهم على المسليمن.
آمل من بقية الإخوان المشاركة بالتعليق على رأي شيخنا لأستأنس بآرائهم في حل هذا الإشكال، وأعتمد عليه كجواب راجح بإذن الله في هذه الرسالة العلمية.
أنتظر مداخلاتكم وتعليقاتكم بفارغ من الصبر!؟!؟!
__________________
02/ 07/06, 03:43 03:43:44 PM
عبدالرحمن الفقيه
غفر الله له تاريخ الانضمام: 06/ 03/02
محل السكن: مكة
المشاركات: 5,601
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيك ووفقك وجزاك خيرا، ويمكن أن تجعل الجواب على قسمين:
الأول: في حال ثبوت هذا الأمر عن ابن الأثير كما هو ظاهر في المطبوع الذي اعتمد فيه على عدد من المخطوطات بتحقيق الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط رحمه الله، وكذلك في نقل العلماء عنه كصاحب عون المعبود، فيجاب عن ذلك بأن هذه زلة من ابن الأثير رحمه الله وخطأ محض، ولعله عذره في ذلك أنه لم يكن على معرفة تامة بأحوال هؤلاء الرافضة وما عندهم من مخالفات عقدية، وهذا لايسقط عنه اللوم تماما وإنما يخفف عنه اللوم ويعتذر به لابن الأثير لما علم عنه من خدمة السنة النبوية.
الثاني: قد ذكر ابن خلكان في الوفيات أن جماعة ساعدوا ابن الأثر في الاختيار والكتابة أثناء كتابته لتصانيفه، فلعل أحدهم له ميول رافضية قد أدخل مثل هؤلاء الرافضة ضمن المجددين.
__________________
عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي
مكة، هاتف 00966551114520
aofakeeh@yahoo.com
02/07/06, 08 :20 08:20:17 PM
محمد الكريمي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 12/05
المشاركات: 34
جواب موفق بإذن الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/144)
--------------------------------------------------------------------------------
جواب موفق شيخنا أبا عمر حفظك الله
ولا زلت أنتظر من الإخوة المزيد بتأييد أو تفنيد؟
من أجل اختيار وترجيح الجواب السديد!
رعى الله إخوتي حيث كانوا، وبارك في جهودهم
وشكر الله لك شيخنا أبا عمر مداخلتك، وإثراءك للموضوع بهذا الجواب.
__________________
11/ 07/06, 08:13 08:13:49 AM
خالد الشبل
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 03/ 06/03
محل السكن: السعودية
المشاركات: 454
--------------------------------------------------------------------------------
الشيخ الموفق عبد الرحمن
وهل يغفل مثل ابن الأثير - رحمه الله - عن هذه العبارة، فيما لو أدخلها أحد طلابه أو مساعديه، بعد النسخ؟
أيكون قرأها أو قرئت عليه أو روجع فيها ثم يتركها؟
فائدة:
- في الأنساب للسمعاني أن كُلِيْن بضم الكاف وكسر اللام وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون قرية بالريّ.
وبعضهم يذكر أن اللام ممالة، كما في اللب للسيوطي.
- ما ذكره الأخ الفاضل ابن السائح لا يبعد، لأن ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق قال:
محمد بن يعقوب ويقال محمد بن علي.
__________________
ومُرادُ النُّفُوسِ أصغرُ مِن أنْ ** نَتَعادى فيه وأنْ نَتَفانى
11/ 07/06, 11:32 11:32:15 AM
ابن السائح
عضو مميز تاريخ الانضمام: 28/ 02/06
المشاركات: 540
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة خالد الشبل
- ما ذكره الأخ الفاضل ابن السائح لا يبعد، لأن ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق قال:
محمد بن يعقوب ويقال محمد بن علي.
جزاك الله خيرا أخي الأستاذ الكريم.
وكلام ابن منظور مأخوذ من كلام ابن عساكر صاحب أصل الكتاب، وقد قال في تاريخ مدينة دمشق:
محمد بن يعقوب - ويقال: محمد بن علي - أبو جعفر الكليني، من شيوخ الرافضة.
__________________
قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلاّم رحمه الله:
عجبت لمن ترك الأصول، وطلب الفضول.
رواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع.
12/ 07/06, 06:00 06:00:33 AM
محمد الكريمي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 12/05
المشاركات: 34
لا زلت أنتظر المزيد؟
--------------------------------------------------------------------------------
الإخوة الكرام (ابن السائح - خالد الشبل) وفقهم الله تعالى
شكرا لمداخلاتكم وتعقيباتكم المفيدة، وأود أن أشير إلى أن الخلاف في تسمية والد الكليني الرافضي غير مؤثرة في حل الإشكال القائم، ما دام أن هذه الشخصية حقيقية موجودة، ولها كتاب ينسب إليها، واشتهرت نسبته باسم محمد بن يعقوب الكليني.
ولعلي أورد للقراء الكرام لاحقا جواب هذا الخلاف في اسم والده من خلال الكتب والرسائل التي ألفت في ترجمة شخصيته، والتي اتفقت جميعها على تسميته بمحمد بن يعقوب الكليني.
وهنا إشكال أورده أخي خالد وفقه الله حول الشق الثاني من جواب شيخنا عبدالرحمن الفقيه، يحتاج أيضا إلى تعقيب وتعليق من الإخوة الكرام، حيث قال:
(وهل يغفل مثل ابن الأثير - رحمه الله - عن هذه العبارة، فيما لو أدخلها أحد طلابه أو مساعديه، بعد النسخ؟ أيكون قرأها أو قرئت عليه أو روجع فيها ثم يتركها؟)؟
وهنا قد يقال بناء على الشق الأول من جواب الشيخ عبدالرحمن: (فيجاب عن ذلك بأن هذه زلة من ابن الأثير رحمه الله وخطأ محض، ولعله عذره في ذلك أنه لم يكن على معرفة تامة بأحوال هؤلاء الرافضة وما عندهم من مخالفات عقدية).
بأن ابن الأثير ربما لم يغفلها بعد رؤيتها، ولكن لعدم معرفته التامة بأحوال هؤلاء الرافضة، تركها كما هي!!!
وإن كنت شخصيا لا يزال عندي عدم قناعة تامة بهذا الجواب لأسباب سأذكرها لاحقا. إلا أنني أود مشاركة إخوتي الكرام في هذا الملتقى بأرائهم المباركة حول هذه الإشكالات، وخصوصا الإشكال الأساس الذي عنونت له هذه المشاركة بأكملها.
بورك في الجميع، ونفع الله بعلمهم المسلمين
ولا زلت في انتظار المزيد؟؟
__________________
14/ 07/06, 05:50 05:50:08 AM
عبد الجبار
عضو مميز تاريخ الانضمام: 16/ 04/03
المشاركات: 727
السلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/145)
--------------------------------------------------------------------------------
أخي الفاضل
تحتاج أيضا إلى إثبات أن كتاب الكافي الذي بين أيدي الرافضة اليوم هو نفسه الكافي في زمن ابن الأثير، فالكافي ليس له إسناد متصل إلى مؤلفه، والرافضة لا يستبعد منهم أن أضافوا إليه الكثير من الروايات المكذوبة، خاصة عند قيام دولتهم الصفوية والله أعلم.
__________________
14/ 07/06, 11:43 11:43:09 AM
محمد الكريمي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 25/ 12/05
المشاركات: 34
أين أجد مخطوطة الكافي
--------------------------------------------------------------------------------
شكرا لك أخي الكريم عبدالجبار على مداخلتك الكريمة
وأود إحاطتك علما بأن من ضمن مباحث دراستي لهذا الكتاب في الفصل الثاني من الباب الأول:
(المبحث الثاني: الشبهات التي أثيرت حول كتاب الكافي)
وقد خصصته لإيراد شبهة إضافة بعض المجلدات إليه كالمجلد الثامن منه (الروضة) مثلا، وأيضا شبهة الزيادات التي توجد في بعض النسخ المطبوعة مقارنة مع غيرها، حيث قد تأكد لدي بأن الرافضة المعاصرين يزيدون في روايات الكتاب وينقصون منها، فضلا على التعديل فيها بما يدفع عنهم التهم الموجهة إليهم من أهل السنة في بعض العقائد، أو يقرب بينهم وبين أهل السنة والجماعة.
وقد أدرجت مشاركة موسعة بعنوان (مخطوطة الكافي للكليني الرافضي) في منتدى المخطوطات في هذا الملتقى المبارك، من أجل طلب المساعدة من إخواني لي في البحث عن أي مخطوطة لهذا الكتاب، والطريقة المناسبة للحصول عليها، ولكن وللأسف فإنها تحذف مباشرة بعد ساعات من إدراجها في المنتدى، ولا زلت حتى الآن لا أعلم ما هو السبب في ذلك الحذف؟؟
وللفائدة: فقد تجمع لدي بعضا من هذه الروايات التي زيدت في الكتاب أو نقصت منه، سواء من خلال نسخه المطبوعة، أو من خلال الكتب التي نقلت عنه ونسبت الروايات إلى هذا الكتاب.
والذي شجعني على ذلك أيضا، أن تاريخ أول النسخ المخطوطة التي تم الاعتماد عليها في تصحيح الكتاب وتوثيقه كانت في عام (1057هـ)،
مما يعني أن بينها وبين زمن المؤلف الكليني المتوفى عام (329هـ) قرابة 728 سنة تقريبا.
شكرا لمداخلتك، ولا زلت أنتظر من إخواني طلاب العلم المزيد
__________________
http://72.14.203.104/search?q=cache:DAofhLjfJxIJ:www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php%3Ft%3D81649+site:www.ahlalhdeeth.co m+%22+%D8%A7%D8%A8%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7% D8%A6%D8%AD+%22&hl=ar&gl=eg&ct=clnk&cd=30(34/146)
ألا يوجد كتاب يعرف بكتب أئمة الدعوة؟ للأخ أبي مشاري
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[12 - 08 - 06, 06:19 م]ـ
من المواضيع المفقودة
ملتقى أهل الحديث > منتدى التعريف بالكتب وطبعاتها وتحقيق التراث
ألا يوجد كتاب يعرف بكتب أئمة الدعوة؟
23/ 05/06, 06:04 06:04:02 PM
أبو مشاري
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 21/ 04/02
المشاركات: 386
ألا يوجد كتاب يعرف بكتب أئمة الدعوة؟
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة الكرام
ألا يوجد كتاب يعرف بكتب أئمة الدعوة؟
من الإمام محمد بن عبدالوهاب إلى عبدالعزيز بن باز.
مع ذكر نبذة عن هذه الكتب، و ما رد عليها، و ما أثير حول كل كتاب، وطبعاتها؟
و أحسب أن هذا العمل كان مشروع للشيخ عبدالسلام البرجس رحمه الله كما في مقدمة كتابه (تاريخ تدوين العقيدة السلفية) و الذي وقف فيه على نونية القحطاني، و خرج الكتاب بعد وفاته.
فهل يوجد كتاب يؤدي هذا الغرض؟
وجزاكم الله خيرا
__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
23/ 05/06, 06:57 06:57:02 PM
ابو السعادات
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 04/ 03/05
المشاركات: 190
--------------------------------------------------------------------------------
كتاب الدرر السنية حوى كثيرا من رسائل مشايخ الدعوة , فانظره ينفعك كثيرا.
__________________
23/ 05/06, 07:20 07:20:15 PM
محمد بشري
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 10/ 08/05
المشاركات: 254
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الأخير من الدرر حوى تراجم أصحاب الرسائل والأجوبة.
__________________
23/ 05/06, 07:42 07:42:35 PM
عمر السنيدي
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 22/ 08/04
المشاركات: 215
--------------------------------------------------------------------------------
تحت الطبع
كتاب للشيخ سليمان الخراشي
عن الدرر السنية
__________________
25/ 05/06, 02:19 02:19:32 PM
مصلح
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 02/ 07/04
محل السكن: الرياض
المشاركات: 185
--------------------------------------------------------------------------------
علماء نجد خلال 8 قرون للشيخ عبدالله البسام رحمه الله
__________________
26/ 05/06, 02:17 02:17:21 AM
أبو جابر المغربي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 07/ 01/06
المشاركات: 91
--------------------------------------------------------------------------------
فتاوى الأئمة النجدية عن قضايا الأمة المصيرية من لدن الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الشيخ ابن باز
لشيخ أبو يوسف مدحت حسن ال فراج
__________________
03/ 07/06, 11:29 11:29:11 PM
أبو مشاري
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 21/ 04/02
المشاركات: 386
--------------------------------------------------------------------------------
الأخوة الكرام
الكتب السابقة لا تتكلم عن كتب أئمة الدعوة كلها، على شكل القوائم الببليوجرافية
فالذي نتمنى رؤيته كتاب مثل كتاب أحمد الضبيب و الذي جمع فيه كل ما كتبه محمد بن عبدالوهاب وبين أماكنه و تحدث عنه، وطبعاته.
فيكون مثل هذا العمل لبقية أئمة الدعوة.
و قد نصح الشيخ الخراشي بكتاب (علماء الدعوة) لعبدالرحمن آل الشيخ فهل من مخبر عنه
و قيمته.
جزاكم الله خيرا
__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
04/ 07/06, 03:34 03:34:55 AM
عبدالله بن حسين الراجحي
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 22/ 10/04
محل السكن: الر ياض
المشاركات: 184
--------------------------------------------------------------------------------
رابط في الملتقى حول الموضوع:
http://209.190.30.50/~ahlalhd1/vb/showthread.php?t=77570&highlight=%22%CA%E6%E1%ED+%C7%E1%DE%D6%C7%C1%22
__________________
إذا لم يكن في مجلس الدرس نكتة ** وتقرير إيضاح لمشكل صورة
وعزو غريب النقل أو حل مقفل ** أو إشكال أبدته نتيجة فكرة
فدع سعيه وانظر لنفسك واجتهد ** ولاتتركن فالترك أقبح خلة
05/ 07/06, 07:40 07:40:12 AM
عبدالله الوشمي
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 17/ 07/05
المشاركات: 169
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله في جميع الاخوة
الأخ أبو مشاري بارك الله فيك
تجد الكلام عن بعض كتب أئمة الدعوة السلفية ضمن مقدمات بعض الكتب التي خرجت محققة تحقيقاً علمياً (ماجستير أو دكتوراة) مثل:
1 - الإمام المحدث سليمان بن عبدالله آل الشيخ حياته وآثاره للشيخ عبدالله بن محمد الشمراني.
2 - كتاب المحدد الثاني الشيخ عبدالرحمن بن حسن وطريقته في تقرير العقيدة للشيخ خالد الغنيم.
3 - الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبو بطين مفتي الديار النحدية حياته وآثاره وجهوده في نشر عقيدة السلف مع تحقيق رسالته الرد على البُردة للدكتور علي بن محمد العجلان.
4 - ابن سحمان تاريخ حياته وعلمه وتحقيق شعره للشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري.
5 - الشيخ سليمان بن سحمان وطريقته في تقرير العقيدة مع دراسة وإخراج كتابه الحجج الواضحة الإسلامية في رد شبهات الرافضة الإمامية للشيخ محمد بن حمود الفوزان.
محبكم
الوشمي
__________________
قال ابن عبدالقوي:
خف الله في ظلم الورى واحذرنه**وخف يوم عض الظالمين على اليد
ولا تحسبن الله عن ذاك غافلا ** ولكنه يملي لمن شا إلى الغد
05/ 07/06, 09:50 09:50:48 PM
ابو عبد الرحمن الغطفاني
عضو جديد تاريخ الانضمام: 06/ 03/06
المشاركات: 8
--------------------------------------------------------------------------------
تاريخ نجد للغنام
كتاب مفيد فيه كثير من رسائل الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
__________________
http://72.14.203.104/search?q=cache:hiM9hf60Y8IJ:www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php%3Fp%3D483783+site:www.ahlalhdeeth.c om+07/06&hl=ar&gl=eg&ct=clnk&cd=6
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/147)
ـ[أبو الحسن الأنماري]ــــــــ[05 - 09 - 06, 02:35 ص]ـ
هناك كتاب اسمه/ المؤلفات في العقيدة لعبد الإله الشايع , مطبوع.(34/148)
موضوع قصة حديث مسلسل بين الشيخ تقى الدين الهلالى ووزير عدل صوفى للأخ عبدالقاهر
ـ[أبو عبيد الله المصري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 01:58 ص]ـ
أدوات الموضوع تقييم الموضوع
قديم 15/ 04/06, 07:00 07:00:51 Pm
عبدالقاهر عبدالقاهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 03/ 03/03
المشاركات: 197
افتراضي قصة حديث مسلسل بين الشيخ تقي الدين الهلالي ووزير عدل صوفي.
--------------------------------------------------------------------------------
قال الشيخ تقي الدين الهلالي: (كان هذا الشيخ- ولا أسميه- كأكثر متصوفة الوقت آلة بيد المستعمرين يمدحهم ويثني عليهم، وقد ولوه وزارة العدل في وقت من الأوقات وجعلوه رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى في وقت آخر، فضيفني أول ما قدمت تطوان وأملى علي الحديث المسلسل بالأولية إلى سفيان الثوري عن عمرو بن دينار عن أبى قابوس مولى عبد الله ابن عمرو عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) أخرجه جماعة منهم البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي وصححه.
وفعل ذلك طمعا أن أرويه عنه، وأنا لا أروي شيئا عن طرقي وهذا الشيخ المفتون تجاني فنسأل الله العافية).
الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة (صـ62)
__________________
عبدالقاهر
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى عبدالقاهر
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى عبدالقاهر
إيجاد جميع المشاركات للعضو عبدالقاهر
قديم 15/ 04/06, 07:32 07:32:34 Pm
ابن السائح ابن السائح غير متواجد حالياً
عضو مميز تاريخ الانضمام: 28/ 02/06
المشاركات: 540
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة عبدالقاهر
قال الشيخ تقي الدين الهلالي:
سفيان الثوري عن عمرو بن دينار
البخاري في الأدب المفرد
الحديث من رواية ابن عيينة لا من حديث الثوري
ولم يروه البخاري في الأدب المفرد
بل رواه في كتابه الكنى
وإنما روى البخاري في الأدب المفرد من وجه آخر عن ابن عمرو رضي الله عنه ما يشهد لبعض هذا الحديث
وجزاك الله خيرا على نقلك هذه القصة الطريفة
لكن من يعرف هذا التجاني؟
__________________
ابن السائح
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى ابن السائح
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى ابن السائح
إيجاد جميع المشاركات للعضو ابن السائح
قديم 16/ 04/06, 04:54 04:54:17 Pm
بدر العمراني بدر العمراني غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 22/ 11/05
المشاركات: 180
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
التجاني هو شيخ الجماعة بتطوان أحمد الرهوني.
__________________
بدر العمراني
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى بدر العمراني
إيجاد جميع المشاركات للعضو بدر العمراني
قديم 16/ 04/06, 05:32 05:32:31 Pm
ابن السائح ابن السائح غير متواجد حالياً
عضو مميز تاريخ الانضمام: 28/ 02/06
المشاركات: 540
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
جزاك الله خيرا
__________________
ابن السائح
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى ابن السائح
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى ابن السائح
إيجاد جميع المشاركات للعضو ابن السائح
قديم 17/ 04/06, 12:00 12:00:02 Am
ماجد بن محمد المدرس ماجد بن محمد المدرس غير متواجد حالياً
عضو جديد تاريخ الانضمام: 20/ 11/05
المشاركات: 85
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
قصة جميلة جزاك الله خيرا
__________________
ماجد بن محمد المدرس
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى ماجد بن محمد المدرس
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى ماجد بن محمد المدرس
إيجاد جميع المشاركات للعضو ماجد بن محمد المدرس
قديم 17/ 04/06, 02:56 02:56:26 Pm
عبدالقاهر عبدالقاهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 03/ 03/03
المشاركات: 197
افتراضي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/149)
--------------------------------------------------------------------------------
أخي الفاضل:ابن السائح
جزاك الله خيراً على التصحيح.
أخي الكريم: ماجد
وأنت كذلك.
والهدف من القصة تذكير من فتن في الرواية عن بعض أصحاب البدع المكفرة.
ويزداد الطين بلة حينما يفتخر في ذلك.
__________________
عبدالقاهر
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى عبدالقاهر
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى عبدالقاهر
إيجاد جميع المشاركات للعضو عبدالقاهر
قديم 19/ 04/06, 02:03 02:03:18 Am
بدر العمراني بدر العمراني غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 22/ 11/05
المشاركات: 180
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
أخي ابن السائح
و أنت من أهل الجزاء و الإحسان.
__________________
بدر العمراني
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى بدر العمراني
إيجاد جميع المشاركات للعضو بدر العمراني
قديم 22/ 05/06, 08:20 08:20:39 Am
أبو عمر الدوسري أبو عمر الدوسري غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 17/ 08/05
المشاركات: 244
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيك
__________________
أبو عمر الدوسري
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عمر الدوسري
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عمر الدوسري
قديم 31/ 05/06, 11:04 11:04:12 Pm
عبدالقاهر عبدالقاهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 03/ 03/03
المشاركات: 197
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
وفيك بارك.
__________________
عبدالقاهر
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى عبدالقاهر
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى عبدالقاهر
إيجاد جميع المشاركات للعضو عبدالقاهر
قديم 21/ 06/06, 06:08 06:08:41 Am
حمزة الكتاني حمزة الكتاني غير متواجد حالياً
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 12/ 07/05
المشاركات: 1,228
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
ملاحظة للفائدة؛ الشيخ يقصد الفقيهَ العلامة أبا العباس أحمد بن محمد الرهوني رحمه الله، صاحب الكتب العجيبة، والمؤلفات الكثيرة في سائر العلوم والمعارف، والتي منها تاريخه العظيم لمدينة تطوان، المسمى "عمدة الراوين في تاريخ تطّاوين" في عشرة أجزاء، يدل على علم كبير نادر ...
وما وصفه به بالعمالة للمستعمر، فيه نظر، إذ كان موظفا إداريا فقط، ولم يثبت عنه أنه ألب ضد المسلمين أو حاربهم، بل عزل من الوزارة وكاد يحكم عليه بالإعدام من أجل مناصرته للمجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي رحم الله الجميع.
ثم للفائدة التاريخية؛ فإن جل وزراء المعارف والعدل في زمن الاستعمار الفرنسي إنما كانوا من أعداء المتصوفة، وكانت لهم فتاوى شهيرة في نصرة الاستعمار وحرب المجاهدين، وهم أبو شعيب الدكالي، ومحمد بن العربي العلوي، ومحمد بن الحسن الحجوي (وآخرهم أفضلهم حالا ونسأل الله أن يكون مات على خير وتوبة). والأولان خاصة، يثني عليهم الهلالي ثناء كبيرا، ولا يعرج على مواقفهم ضد الإسلام وضد المجاهدين.
ولتقي الدين الهلالي إطلاقات يحذَّر منها، وكلامه - في العموم - لا يؤخذ إلا بحذر وترو، رحمه الله وغفر لنا وله.
كما أنبه إلى أنه إن كان طائفة من المتصوفة ساندت الاستعمار الفرنسي وقتا من الأوقات في المغرب، فإن "جميع" من حارب الاستعمار إنما كانوا أرباب طرق وزوايا، لا غير، كما أن "جل" أو "جميع" من ناوأ الطرق الصوفية من الفقهاء إنما كانت لهم يد مع الاستعمار. والباحث التاريخي يجب أن يكون منصفا أمينا في نقل المعلومة وبثها ...
__________________
حمزة الكتاني
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى حمزة الكتاني
إيجاد جميع المشاركات للعضو حمزة الكتاني
قديم 26/ 06/06, 06:07 06:07:25 Pm
أبو عيسى الإلغي أبو عيسى الإلغي غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 27/ 12/05
محل السكن: المغرب
المشاركات: 430
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/150)
الحمد لله رب العالمين
جزاك الله خيرا اخي الكتاني ووفقك للخير، فالحذر الحذر من تجريح الناس دون سند، والمعاصرة تمنع المناصرة، نحن نحب الشيخ الهلالي ونقدره، ولكن الحق أحب إلينا منه، وحرصه على عدم الاستناد على أصحاب البدع مشكور، ولكن ذلك لا يجعلنا نتركهم جملة وتفصيلا، فمن أين نأخذ تاريخ بلاد الإسلام وعلومها إذا تركنا كل من ابتدع، وتركنا كتبهم .. وكل بشر فيه خلل وكل عالم فيه نقص من جهة التمسك بالقرآن الكريم والتشبت بالسنة، ولكن التدقيق والنقد يميز الصحيح من السقيم فيطرح هذا ويؤخذ ذاك، وكل كلام يؤخذ منه ويرد إلا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم
وعلى المحبة
والسلام
__________________
الحق حق وفيه ******أحيا وألقى الحماما
فما أعش فمحق**** وإن أمت فسلاما
وما أبالي إذا ما****** حسنت ربي الختاما
من شعر العلامة محمد المختار السوسي (1318 - 1383)
أبو عيسى الإلغي
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عيسى الإلغي
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عيسى الإلغي
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عيسى الإلغي
قديم 26/ 06/06, 06:22 06:22:57 Pm
بدر العمراني بدر العمراني غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 22/ 11/05
المشاركات: 180
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
أخي حمزة تريث في أحكامك خصوصا و أنك لم تعاصر الفترة التي عاش فيها الرجلان، و لا تعرف دخائل المرحلة، و حيثيات المشاحنة الواقعة بينهما.
__________________
بدر العمراني
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى بدر العمراني
إيجاد جميع المشاركات للعضو بدر العمراني
قديم 27/ 06/06, 05:10 05:10:22 Am
حمزة الكتاني حمزة الكتاني غير متواجد حالياً
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 12/ 07/05
المشاركات: 1,228
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة بدر العمراني
أخي حمزة تريث في أحكامك خصوصا و أنك لم تعاصر الفترة التي عاش فيها الرجلان، و لا تعرف دخائل المرحلة، و حيثيات المشاحنة الواقعة بينهما.
أخي الحبيب بدر، جزاك الله خيرا على النصيحة، ولكن كن على علم أنني أعرف من دواخل تلك الفترة وأسرارها ما لا يعرفه كثير غيري، ولو بحت ببعض ذلك لقامت القائمة علي هنا، ولكن من كف عن أعراض الناس كف الناس عن عرضه، ومن تمندل بهم، اضطروا لفضح عواره ...
__________________
حمزة الكتاني
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى حمزة الكتاني
إيجاد جميع المشاركات للعضو حمزة الكتاني
قديم 27/ 06/06, 06:14 06:14:39 Pm
بدر العمراني بدر العمراني غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 22/ 11/05
المشاركات: 180
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
أخي حمزة، أنا قلت لكم هذا الكلام لأن تعليقكم تضمن وهما و خطأ متعلقا بترجمة الرهوني، و نبرة كلامك أوحت لي بأن الكثير من الحقائق عن الرجل قد خفيت عنكم. و لعلي أوضح لكم أسرار ذلك على الخاص في فرصة مناسبة ...
و أما الهلالي فبحر لم تكدره الدلاء، لج في بحر المصارعة و المساجلة، و اقتحم الميدان بجرأة و شجاعة غير هياب و لا وجل، فواجهته الخصوم و الأعداء و فوقت له سهام الانتقاص و الازدراء، فأحصوا عليه هنات فيها الحق و الباطل، و الباطل كثير، لكن لم يكن ضمنها مساوئ أخلاقية مشينة، و رزايا عرضية دنيئة، كما ألصقت بغيره. و الله أعلم بصدق الأحوال الخفية و الجلية.
__________________
بدر العمراني
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى بدر العمراني
إيجاد جميع المشاركات للعضو بدر العمراني
أدوات الموضوع
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:
5: ممتاز 4: جيد 3: متوسط 2: سيء 1: فظيع
قواعد المشاركة
لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة
لا تستطيع كتابة ردود جديدة
لا تستطيع إرفاق مرفقات في مشاركاتك
لا تستطيع تحرير مشاركاتك
--------------------------------------------------------------------------------
رموز المنتدى تعمل
الابتسامات تعمل
رموز الصور تعمل
رموز لغة Html لا تعمل
الانتقال إلى
لوحة تحكم المستخدم الرسائل الخاصة الاشتراكات المتصفحون الآن البحث في المنتديات الرئيسية منتدى الدراسات الحديثية منتدى التخريج ودراسة الأسانيد المنتدى الشرعي العام منتدى الدراسات الفقهية منتدى اللغة العربية وعلومها منتدى العلوم الشرعية التخصصي وسائل تحصيل العلم الشرعي منتدى التعريف بالكتب وطبعاتها وتحقيق التراث خزانة الكتب والأبحاث قسم المخطوطات منتدى الرواية المنتديات الخاصة استراحة الملتقى
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة. الساعة الآن» 01:14 01:14:54 Pm.(34/151)
موضوع ما هى عقيدة ابن رشد؟ للأخ شبيب السلفى
ـ[أبو عبيد الله المصري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 02:38 ص]ـ
قديم 05/ 06/05, 08:04 08:04:02 PM
شبيب السلفي شبيب السلفي غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 30/ 03/05
المشاركات: 102
افتراضي ما هي عقيدة ابن رشد؟
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد,,
ما هي عقيدة ابن رشد الأندلسي؟
من عنده علم فلا يبخل به جزاكم الله خيرا
__________________
شبيب السلفي
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى شبيب السلفي
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى شبيب السلفي
إيجاد جميع المشاركات للعضو شبيب السلفي
قديم 05/ 06/05, 08:23 08:23:10 PM
زياد العضيلة زياد العضيلة غير متواجد حالياً تاريخ الانضمام: 03/ 08/02
المشاركات: 1,212
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
الجد أم الحفيد؟
__________________
(المتمسك بالحق)
زياد العضيلة
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى زياد العضيلة
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى زياد العضيلة
زيارة الرئيسية للمستخدم زياد العضيلة!
إيجاد جميع المشاركات للعضو زياد العضيلة
قديم 05/ 06/05, 09:42 09:42:16 PM
الطنجي الطنجي غير متواجد حالياً
عضو جديد تاريخ الانضمام: 05/ 03/05
المشاركات: 72
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
إن كنت تقصد القاضي أبا الوليد الحفيد، صاحب (بداية المجتهد)، فالرجل فيلسوف، من اكبر الفلاسفة (الإسلاميين)، وهو مترجم (أرسطو)، ولولاه لما فهم الغرب كتب (المعلم الأول).
وإذا أردت أن تعرف عقيدته عن قرب، فاقرأ كتابه النفيس: (الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة)، فقد نقض فيه منهج المتكلمين، خصوصا الأشاعرة، بطريقة رائعة، وأسلوب سلس كأنه جدول ماء يترقرق، وما ذلك بغريب على أهل الأندلس، إلا أنه، ويا للأسف، جار فيه على مذهب الفلاسفة الرديء، نسأل الله العافية.
ورأي شيخ الإسلام في الرجل سيء، مثله في ذلك مثل كثير من العلماء، حتى من المالكية، بل إن كثيرا من علماء الأندلس المعاصرين له قد رموه بالزندقة، وأوقعوا به عند السلطان، وأفتوا بحرق كتبه، وناله في ذلك محنة شديدة مشهورة، ولولا الكسل لأتيتك ببعض أقاويلهم فيه.
والله أعلم.
__________________
الطنجي
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى الطنجي
إيجاد جميع المشاركات للعضو الطنجي
قديم 07/ 06/05, 01:58 01:58:34 AM
شبيب السلفي شبيب السلفي غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 30/ 03/05
المشاركات: 102
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
أقصد الحفيد شيخي الفاضل زياد
وجزاك الله خيرا أخي الطنجي , ولو تكرمت وأخبرتني عن الكتب التي تكلمت في عقيدته أكون شاكرا لك
__________________
شبيب السلفي
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى شبيب السلفي
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى شبيب السلفي
إيجاد جميع المشاركات للعضو شبيب السلفي
قديم 07/ 06/05, 02:15 02:15:00 AM
عبدالرحمن الفقيه عبدالرحمن الفقيه غير متواجد حالياً
غفر الله له تاريخ الانضمام: 06/ 03/02
محل السكن: مكة
المشاركات: 5,601
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
منقول من مجلة الجامعة الإسلامية
العقل والنقل عند ابن رشد
بقلم فضيلة الشيخ محمد أمان بن علي الجامي
عميد كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية
تمهيد
من هو ابن رشد؟
قبل أن نتحدث عن موقف ابن رشد من العقل والنقل يحسن بنا أن نقول شيئاً عن ابن رشد:
عن حياته، عن فلسفته، لكي نعرف الظروف التي نشأ فيها حتى صار أحد أساطين الفلسفة، وما الذي عرضه لذلك الاضطهاد والعسف والتشريد، والاتهام بالإلحاد والزندقة أحياناً؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/152)
ولد أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد في مدينة قرطبة سنة خمسمائة وعشرين من الهجرة الموافق عام ستة وعشرين بعد الألف ميلاديا، وترعرع في حب العلم وأهله في كنف والده الذي كان من كبار علماء قرطبة وقضاتها، وشغف في حداثة سنه بدراسة الطب والشريعة وتطلع إلى العلوم الماورائية، فظهر منه نبوغ عجيب لفت إليه النظار، والعجيب من أمر هذا الفيلسوف الكبير أنه لا يُدرى أين درس الفلسفة والعلوم الماورائية، ومن أستاذه في هذه العلوم؟
يرى بعض الناس أنه اتخذها عن ابن ماجه - الفيلسوف المشهور - إلا أن الواقع التاريخي يأبى ذلك، لأن وفاة ابن ماجه كانت سنة 1138م وكان ابن رشد في هذا التاريخ في الثانية عشرة من عمره، فليس في الإمكان أن يدرس الفلسفة في هذا السن المبكر، بل كان يدرس مبادئ العلوم الشرعية في هذا التاريخ كالفقه وعلم الكلام على والده. ويرى البعض الآخر أنه تتلمذ على ابن طفيل, ولكن التاريخ يثبت أن ابن طفيل ما كان يعرف ابن رشد معرفة شخصية إلا في الوقت الذي ذاعت فيه شهرته وطار صيته في الآفاق، كفيلسوف وطبيب، هذا ما يستنتج من وصفه لحاله عندما دخل على السلطان يوسف بن يعقوب لأول مرة، وعنده ابن طفيل، يقول ابن رشد: "لما دخلت على أمير المؤمنين ابن يعقوب وجدته هو وأبا بكر بن طفيل، فأخذ أبو بكر يثني عليّ ويذكر بيتي وسلفي، ويضم إلى ذلك بفضله أشياء لا يبلغها قدري .. "إلى آخر كلامه ..
وهذا يدل على أن ابن طفيل إنما عرف ابن رشد من صيته الطويل، ولا يعرفه قبل ذلك، فضلاً عن أن يتتلمذ عليه.
هكذا يثبت بالواقع التاريخي أن ابن رشد لم يأخذ فلسفته عن ابن طفيل كما أثبت من قبل أنه لم يأخذها عن ابن ماجه، فيبقى أستاذه في الفلسفة غير معروف ولعله بدراسته لمبادئ العلوم الشرعية وعلم الكلام عكف على دراسة كتب أرسطو وتتلمذ عليه بواسطة كتبه، كما يظهر من تأثره البالغ بفلسفته، وعلى أي حال فهو فيلسوف كبير يكتنفه الغموض وتحيط به الاستفهامات من كل جانب، أهو فيلسوف متهور؟ كما يقول بعض الكتاب؟ أهو فيلسوف جامع بين الفلسفة والدين كما يظهر من بعض كتبه؟ أهو أشعري في عقيدته؟ أو واقفيٌ؟ أو مفوض؟ أو هو .. أو هو .. أهو باطنيٌ الخ. والذي جعل ابن رشد يقع تحت هذه الاستفهامات ويعيش هذا الغموض أنه كان كثير المداراة ويحاول أن يعيش مع الجمهور بظاهره، وأما في حقيقته فهو في عالم آخر .. عالم الخواص، الذي يزعم أنه يفهم من نصوص الشريعة فهماً خاصاً لا يفهمه الجمهور ويعذر الجمهور في مفهومه السطحي - على زعمه - ولا يبيح للعلماء أو الخواص أن يقفوا عند مفهوم الجمهور، ولابن رشد اصطلاح خاص قد ينفرد في هذا المعنى، وهو أنه يثبت فريقاً ليسوا من العلماء، وهم فوق الجمهور، وهم علماء الكلام من المعتزلة والأشاعرة والماتريدية ومن يدور في فلكهم، يطلق عليهم (جدليون) ويتبعون ما تشابه من النصوص ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
فابن رشد شخصية غريبة يحتار المرء في تحديده، فتراه فقيهاً واسع الاطلاع على أقوال الفقهاء وكثيراً ما يحاول ترجيح قول على قول، أو تقديم رأي على رأي فيقارع الحجج بالحجج، وقد تراه يتحدث عن مذهب السلف حديث مطلع ومقتنع ويثني عليه خيراُ لأنه لا يأول النصوص بل يبقيها على ظاهرها على ما يليق بالله, ثم تراه وقد انزلق مع الفلاسفة المتهورين ويدعو إلى تحكيم البراهين, ويعتبرها هي الأصل في باب الإلهيات مع الاكتراث بالأدلة النقلية، ويقول بقدم العالم كما يبدو من بعض كتبه [1].
بين يدي البحث
قبل أن أشرع في البحث أحب أن أضع بين يدي القارئ النقاط التالية:
1 – مما يجب الاتفاق عليه بين المسلمين (وحدة المصدر في معرفة العقيدة الإسلامية) واعتماد ذلك المصدر في بحث أي معنى من معاني العقيدة الإسلامية، وعدم إغفاله، وبذلك تسلم عقيدة المسلم من الزيف والإلحاد والضلال.
2 – لا يجوز تعطيل العقل في مجال العقيدة وغيرها؛ لأن العقل أساس التكليف ومناط الأهلية، إلا أنه لا يجوز أن يتجاوز العقل حدوده ويتجاهل وظيفته ويجمع في مجال الخيال الفاسد والأوهام الكاذبة، والخيالُ والأوهامُ لا يصلحان أساساً للعقيدة والمعرفة الصحيحة حتماً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/153)
3 – دعوتنا إلى وحدة المصدر للعقيدة الإسلامية حقيقة دل عليها الشرع بالقواطع من الأدلة النقلية، والعقل السليم لا يعارضها، على القاعدة التي تقول: (العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح)
4 – إذا كان العقل هو الذي دلنا على معرفة الله عز وجل وعلى أن محمداً رسول الله حقاً فأي معارضة تفرض بين العقل وبين ما جاء به الكتاب والسنة، أورد خبر الله وخبر رسوله بحجة مخالفتهما للعقل، يعتبر كل ذلك مناقصة صريحة لما دل عليه العقل نفسه.
5 – العقل نور جعله الله في قلبك ليكشف لك عن الأشياء الموجودة والحقائق الواقعة ولتفهم به عن الله ورسوله، هذه وظيفة العقل، فلو أردت منه أن يريك كل ما تحبه وتتخيله من المعدومات قلا يجد إلى ذلك سبيلاً، اللهم إلا إذا كان على سبيل الوهم والخيال، وسبق أن قلنا: إن الوهم والخيال لا يصلحان للمعرفة الصحيحة والعقيدة السليمة، والله هو الهادي إلى سواء السبيل. [2]
تعريف العقل
يقال: عقل الشيء فهمه معقول أي مفهوم، العقل نور روحانيٌ تدرك به النفس الأمور الضرورية، والفطرية وابتداء وجوده عند اجتنان الولد في الرحم، ثم لا يزال ينمو إلى أن يكمل عند البلوغ [3].
ويقال للأدلة النظرية الأدلة العقلية: لأنها تدرك بالعقل، حيث عن الإنسان يستعمل العقل في ترتيبه وتكوينه وتنظيمه، وسمي العقل عقلاً لأنه يعقل صاحبه لئلا يقع فيما ينبغي من اعتقاد فاسد أو فعل قبيح، ومن ذلك "اعقلها وتوكل على الله" أي احبسها.
تعريف النقل
يقال: نقل الشيء أي أخذة من مكان إلى مكان، ونَقَلَةُ الحديث هم الذي يدونون الأحاديث وينقلونها ويسندونها إلى مصادرها.
ويقال لأدلة الكتاب والسنة: الأدلة النقلية، ويقال لها السمعية ويقال لها: الخبرية والأدلة المأثورة، وكلها بمعنى واحد، وهي الأدلة المسموعة المنقولة عن كتاب الله العزيز والسنة المطهرة أو الأدلة التي نقلها إلينا نقلة الحديث والرواة.
العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح
هذا العنوان يجب أن يكون المحور لبحثنا وقاعدة ننطلق منها في دراستنا لآراء أبي الوليد في الإلهيات ومناقشتها، لنتبين مذهبه على حقيقته إن استطعنا إلى ذلك سبيلا، وهو أمر عسير غير يسير.
وذلك لأن العقل هو الذي دلنا على وجود الخالق، وصحة رسالة رسوله الذي أيده بالمعجزات تلك المعجزات التي تدل على صدق نبوة الأنبياء باستعمال الفكر والنظر, ويقول شيخ الإسلام بن تيمية: "المعقول الصريح لا يخالف المنقول الصحيح"وله كتاب خاص بهذا المعنى تحت عنوان: (موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول)، وقد يسايرنا أبو الوليد في هذا الخط فترة من الزمن غير طويلة إلا أنه لا يستطيع أن يواصل سيره معنا بل سرعان ما يتركنا في وسط الطريق، ليعود إلى غموضه متناقضاً ومُطْلقاً على ما نحن عليه مذهب الجمهور أو مذهب العوام. الواقع أن ابن رشد يساير أيضاً علماء الكلام بل يوافقهم في الحقيقة، ويتظاهر بمخالفتهم في الظاهر أو في طريق التطبيق، فتجده يعتب على علماء الكلام في تأويلهم لنصوص الكتاب والسنة، ويعلن أمام الرأي العام أن تأويلهم هو الذي غير الشريعة وبدل معالمها، وأفسد على الناس مفهومها, وإذا قلبت النظر في أمره فتجد أن عتابه لا ينصب على التأويل من حيث هو تأويل, ولكنه ينصب على التصريح به للجمهور، فهو يبيح من التأويل للعلماء ما لا يبيح للجمهور شريطة ألا يصرح العلماء للجمهور بذلك التأويل لأنهم حرفيون على حد تعبيره.
هكذا عاش ابن رشد غير واضح في عقيدته وفلسفته ويسمى هذا الموقف: التوفيق بين الفلسفة والشريعة أو بين الحكمة والدين، وكان مقتنعاً بصحة هذا المذهب ولذا نراه يعتب على الإمام الغزالي وينقم منه تصريحه أمام الجمهور ما لا ينبغي أن يصرخ به إلا أمام الخواص في منهج القوم!!
فلسفة ابن رشد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/154)
مما لا يختلف فيه اثنان أن ابن رشد فيلسوف كبير وخطير، ومن الصعوبة بمكان أن يحدد المرء معالم فلسفته ومذهبه كما قلت آنفاً حيث اختار لنفسه الغموض في حياته، ولا أقول إن ابن رشد لا يملك الجرأة الكافية التي تمكنه من الإعلان عما يتفاعل في نفسه من آراء عرفانية ولكني أقول: عن ابن رشد لم يستخدم أو لم يرد أن يستخدم جرأته في الإعلان عن مذهبه, والثبات عليه بشكر واضح ودائم بل قد اضطر أحياناً إلى مسايرة الناس في خلاف ما يعتقد, ْ وخصوصاً بعد أن نكب على يد السلطان المنصور ابن أبي يعقوب، سلطان الموحدين وأحرقت كتبه في الفلسفة، ورمي بالإلحاد، ومما يروى في سبب تلك النكبة أنه أنكر بحضرة والي قرطبة وجود قوم عاد الذين ورد ذكرهم في الكتاب العزيز، هكذا الرواية - والعهدة على الراوي - وعلى الرغم مما قيل فإن الدارس لآراء ابن رشد يشهد له بالعمق وأنه من أوسع الفلاسفة الإسلاميين في العلوم الماورائية، وله محاولة في ربط الفلسفة بالشريعة في حدود تصوره للشريعة.
وقد قام ابن رشد بشرح عدة كتب من كتب الفلاسفة الإسلاميين وغيرهم، وانتقد بعض أولئك الفلاسفة وفند آراءهم ونظر في علم الكلام فوقف عنده كثيراً ولم يستسغ آراءهم وتأويلهم فأخذ ينقد تأويل الأشاعرة والمعتزلة والماتريدية وحكم عليهم كلهم بأنهم خصمون يجادلون بالباطل حتى تخضع النصوص لآرائهم وعقلياتهم، فرأى أنه لا بد له أن يشق له طريقاً وحده ويطلق العنان لجواد فلسفته لينطلق كما يريد إلا أن جواده لم يسلم كبوة - لكل جواد كبوة - ومن كبوة جواده وهفوة ذهنه أنه يرى:
إذا وجدت بعض الآيات في الكتاب العزيز تضاد الفلسفة يجب تفسيرها تفسيراً شعبياً باعتبار أن لكل آية معنيين: حرفي شعبي وروحي خاص، فالحرفي للشعب، والروحي للفلاسفة. بل يقول ما هو أدهى من هذا وأمر؛ إذا يقول: "كما أن الأنبياء يتقبلون الوحي فيبلغونه للشعب، وكذلك الفلاسفة وهم أنبياء الطبقة العالمة".
لذلك يجب أن يوفق بين الدين والعلم, وعلى العلماء أن يجمعوا بين الحكمة والشريعة وأن يعلموا من الشريعة بما يوافق الحكمة حتى يكون علمهم في كل شيء موافقاً للحكمة. ومن أقواله المأثورة: "الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له".
هذه - كما ترى - كبوة خطيرة، بل انزلاقة قاتلة، وقولة منكرة في الإسلام، لا أعلم أنه سبق إليها؛ إذ هي سخرية ساخرة من مقام النبوة, والنبوة منزلة خاصة لا تنبغي إلا لأولئك المصطفين المختارين الذين اختارهم الله وجعلهم واسطة بينه وبين عباده في تبليغ الرسالة إليهم ونصحهم وهدايتهم, أولهم آدم وآخرهم خاتم النبيين محمد بن عبد الله العربي الهاشمي، وقد صرح الكتاب العزيز أنه خاتم النبيين حيث يقول الرب تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (الأحزاب: 40).
وادعاء النبوة لأحد بعده مصادمة لهذه الآية والأحاديث الصحيحة التي جاءت في هذا المعنى كقوله عليه الصلاة والسلام: "أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي"، وابن رشد قد قال قولاً شططاً بادعاء النبوة للفلاسفة، بل إنه يجعلهم نخبة ممتازة من الأنبياء ومرسلة إلى نخبة ممتازة من الناس - إذ يقول: "وكذلك الفلاسفة وهم أنبياء السبقة العالمة", ولست أدري ما مفهوم النبوة عند ابن رشد؟ حتى تبيح له فلسفته مثل هذا الادعاء علماً بأنه من الفلاسفة الذين يشملهم ادعاؤه فلاسفةُ اليونان من غير المسلمين مثل أستاذه أفلاطون ومثل أرسطو فهل تبيح فلسفة ابن رشد أن يكون أمثال هؤلاء من قدماء الفلاسفة وحدثائهم من المسلمين وغير المسلمين من أنبياء الله تعالى؟!! والله المستعان.
نعود إلى قول ابن رشد: "الحق لا يضاده الحق بل يوافقه ويشهد له". وهو حق بقطع النظر عما أراد به أبو الوليد، وسبق أن نقلنا عن بعض المحققين قوله: "العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح"، [4] وعندما يحصل الاختلاف بين العقل والنقل لا بد من أحد أمرين:
أحدهما: أن النقل غير صحيح في نفسه أو أسيء فهمه وفسر تفسيراً غير صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/155)
ثانيهما: المعقول الذي ادعى أن النقل يخالفه غير صريح وغير سليم, بل إنه أصيب بأدران الشبهة أو الهوى الذي غيّره حتى فقد العقل سلامته, بل هو إما مريض أو ملوث ولا محالة، ولو كان العقل يتمتع بعافيته وسلامته, والنقل يتمتع بصحته وقوته لا يكاد أن يختلفان.
وهذه قاعدة عظيمة ونافعة بإذن الله، ومقبولة لدى العقلاء المنصفين، بل لا يكاد يتردد فيها كل من نظر في العقليات، وله اطلاع على النقليات، ورزق التجرد عن التعصب والهوى والتحيز.
وقد أشار أبو الوليد بن رشد إلى هذه القاعدة في كتابه (منهاج الأدلة) في غير ما موضع في أثناء منقاشته لبعض علماء الكلام في تأويلهم البعيد عن روح الإسلام وفي رد شبههم التي عرضوها على الشريعة ليعارضوها بها، ومما قاله أبو الوليد في هذا الصدد قوله:
"وأشد ما عرض على الشريعة من هذا الصنف أنهم تأولوا كثيراً مما ظنوه ليس على ظاهره, وقالوا إن التأويل ليس هو المقصود به, وإنما أتى الله به في صورة المتشابه ابتلاء لعباده، واختباراً لهم"ثم قال أبو الوليد: "نعوذ بالله من هذا الظن بالله, بل نقول: إن كتاب الله العزيز إنما جاء معجزاً من جهة الوضوح والبيان"إلى أن قال: "وما أبعد عن مقصد الشرع من قال: فيما ليس بمتشابه أنه متشابه، ثم إنه أول ذلك المتشابه بزعمه وقال لجميع الناس: إن فرضكم هو اعتقاد هذا التأويل، مثل ما قالوه في آية الاستواء على العرش, وغير ذلك مما قالوا إن ظاهره متشابه"يشير أبو الوليد إلى بعض آيات الصفات التي حرفها كثير من علماء الكلام، وتبعهم كثير من الناس في تحريفهم باسم التأويل كآية مجيء الرب يوم القيامة {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} (الفجر:22) , وصفة المحبة {فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه} (المائدة: 54) , وصفة الرحمة التي دل عليها قوله عليه الصلاة والسلام: "الراحمون يرحمهم الرحمن"، و "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، وصفة الرضاء المأخوذة من قوله تعالى: {رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (المائدة: 119) وغير ما ذكر من نصوص الصفات التي جاءت في الكتاب العزيز والسنة المطهرة, والتي سلط عليها أهل الكلام وكثير من الفلاسفة صنوف التأويل البعيدة عن مراد المتكلم بها، والتي أبعدت كثيراً من الناس عن المفهوم الصحيح لنصوص الصفات، ويضرب أبو الوليد مثالاً رائعاً لهذا الصنف من الناس فيقول: "ومثال من أوّل شيئاً من الشرع وزعم أنّ ما أوله هو ما قصده الشرع، وصرح بذلك التأويل للجمهور ـ مثال من أتي إلى دواء قد ركبه طبيب ماهر ليحفظ صحة الناس أو الأكثر، فجاء رجل فلم يلائمه ذلك الدواء المركب الأعظم لرداءة مزاج كان به ليس يعرض إلا للأقل من الناس فزعم أن بعض تلك الأدوية التي صرح باسمه الطبيب الأول في ذلك الدواء العام المنفعة المركب لم يرد به ذلك الدواء الذي جرت العادة في اللسان أن يدل بذلك الاسم عليه، وإنما أريد بد دواء آخر مما يمكن أن يدل عليه بذلك الاسم باستعارة بعيدة، فأزال ذلك الدواء الأول عن دلك المركب الأعظم، وجعل بدله الدواء الذي ظن أنه الذي قصده الطبيب وقال للناس هذا هو الذي قصده الطبيب الأول، فاستعمل الناس ذلك الدواء المركب على الوجه الذي تأوله عليه هذا المتأول ففسدت به أمزجة كثير من الناس فجاء آخرون شعروا فساد أمزجة الناس عن ذلك الدواء المركب، فراموا إصلاحه, بأن بدلوا بعض أدويته بدواء غير الدواء الأول فعرض للناس من ذلك نوع من المرض غير النوع الأول، فجاء ثالث فتأول من أدوية ذلك المركب غير التأويل الأول والثاني فعرض للناس من ذلك نوع ثالث من المرض غير النوعين المتقدمين فجاء متأول رابع فتأول دواء آخر غير الأدوية المتقدمة، فلما طال الزمان بهذا المركب الأعظم وسلط الناس التأويل على أدويته وغيروها وبدلوها عرض للناس منه أمراض شتى، حتى فسدت المنفعة المقصودة بهذا الدواء المركب في حق أكثر الناس. وهذا هي حال الفرق الحادثة في هذه الطريقة مع الشريعة، وذلك أن كل فرقة منهم تأولت في الشريعة تأويلاً غير التأويل الذي تأولته الفرقة الأخرى، وزعمت أنه الذي قصده صاحب الشريعة حتى تمزق الشرع كل ممزق وبعد جداً عن موضعه الأول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/156)
ولما علم صاحب الشرع - عليه الصلاة والسلام - أن مثل هذا يعرض ولا بد في شريعته قال: "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" يعني بالواحدة التي سلكت ظاهر الشرع ولم تأوله تأويلاً صرحت به للناس، وإذا تأملت ما في هذه الشريعة في هذا الوقت من الفساد العارض فيها من قبل التأويل تبينت أن هذا المثال صحيح، وأول من غير هذا الدواء الأعظم هم الخوارج، ثم المعتزلة بعدهم، ثم الأشعرية ثم الصوفية". إلى آخر كلامه في هذا المعنى، حقاً إنه لمثال صحيح وسليم لو سلم من شيء واحد وهو ما جاء في تفسير أبي الوليد للحديث الذي استشهد به، إذ يقول: وهو يصف الفرقة التي تنجو من النار وتفوز بدخول الجنة وحدها "يعني بالواحدة التي سلكت ظاهر الشرع ولم تأوله تأويلاً صرحت به للناس"يفهم من هذا التفسير الغريب أن التأويل المذموم ـ في نظر ابن رشد، هو التأويل الذي يصرح به للجمهور فقط، وأما لو أول العلماء نصوص الكتاب والسنة في دائرتهم الخاصة وخرجوا بها عن ظاهرها, واعتقدوا صحة ذلك التأويل مع مخالفته لظاهر الشرع ومصادمته له فلا حرج عليهم، ولا يخرجهم عن عموم الفرقة الناجية، إنها لفلسفة جريئة, وابن رشد - كما علمنا - يثبت للشرع مفهومين اثنين، وكلاهما صحيح في بابه، مفهوم يخص العلماء [5] وهو الذي يتم بتأويل نصوص الشرع ليوافق الحكمة مع عدم التصريح به للجمهور وهم عامة الناس غير العلماء بل هو مفهوم خاص بالخاصة، ولا يجوز لهم البقاء مع ظاهر الشرع حين يخالف ظاهر الشرع الحكمة - في زعمهم - ويسمى ذلك عندهم التوفيق بين الشريعة والحكمة. المفهوم الثاني: مفهوم يخص الجمهور، وهم عوام الناس غير العلماء كما تقدم, وواجبهم التمسك بظاهر الشرع قبل أن يحيدوا عنه، ولا يجوز لهم التأويل بل يخبرون عنه. هذه هي فلسفة ابن رشد في هذه المسألة، وقد وقع فيما هو أقبح مما عابه على أهل الكلام حيث زعم أن للشريعة الإسلامية معنيين، معنى جمهوري أو شعبي ومعنى فلسفي خاص بالحكماء، وادعى أن كلا المعنيين صحيح، ومراد للشارع، وسبق أن صرح - فيما نقلنا عنه - أن مثل هذا الادعاء تغيير للشريعة وإفساد على الناس، ويعد ابن رشد علماء الشريعة من العوام أو الجمهور ولا يطلق لقب العلماء إلا على الفلاسفة الذين يسمونهم حكماء أحياناً.
ولست أدري كيف غاب عن هذا الفيلسوف الكبير أن الحق لا يتعدد، بل هو واحد بلا نزاع، فماذا بعد الحق إلا الضلال؟!!.
يذكرني موقف ابن رشد هذا قول الشاعر العربي:
عار عليك إذا فعلت عظيم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
بل ما فعله ابن رشد أقبح مما فعله علماء الكلام في هذا المقام بالذات, قبل أن نضيف سخريته من علماء الشريعة والاستخفاف بهم حيث يعدهم من العوام.
وجود الله عند ابن رشد
لم أعثر فيما قرأت لابن رشد على رأي صريح ينكر فيه وجود الله الخالق المصور المبدع بل على العكس من ذلك، نراه يرسم معالم الطريق لمعرفة الله تعالى، ويقيم الأدلة العقلية على وجود الله وينبه على الآيات الكونية الأفقية والنفسية بصورة واضحة ولكنه كما قسم الناس في مفهوم الشريعة - كما رأينا آنفاً - يقسمهم مرة أخرى في مجال الاستدلال بالآيات الكونية على وجود الله فيقول: "إن الأدلة على وجود الله الصانع تنحصر في هذين الجنسين:
1 – دلالة العناية.
2 – دلالة الاختراع.
يقوم دليل العناية على أن يفكر الإنسان جيداً وينظر فيما يحيط به من حماية وعناية ربانية ونعم لا تعد ولا تحصى، وقد خلق الله من أجله أكثر الموجودات، بل جميع ما في السموات وما في الأرض، وذلك في قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ} (الجاثية:13).
ويقوم دليل الاختراع على النظر الدقيق في الموجودات والمصنوعات التي تدل لا على وجود الخالق فحسب، بل على قدرته وعظمته ووحدانيته, كأثر يدل على المؤثر, وصفة تدل على الصانع الحكيم، ويرى أبو الوليد أن لكل دلالة من الدلالتين جماعة من الناس تفهمها وتختص بفهمها وإدراكها، ويجعل دلالة العناية طريقة الجمهور لأنها حسية, كما يجعل دلالة الاختراع خاصة بالعلماء والخواص؛ لأنهم يزيدون على ما يدركه الحس ما يدركونه بالبرهان الذي يتم بالنظر واستعمال الفكر، وينظروا في ملكوت السموات والأرض, وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى: {أَفَلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/157)
يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ, وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ, وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ, وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} , ليستدلوا على وجود الله وقدرته وحكمته بالنظر في أسرار هذه المخلوقات إذ كان ذلك في استطاعتهم دون الجمهور {لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إلاّ وُسْعَهَا} (البقرة: 286) ولنستمع الآن إلى أبي الوليد وهم يتقدم إلى الجمهور بإرشاده كي يعرفوا الاستدلال على وجود الله تعالى: فيقول:
"الطريق التي نبه بها الكتاب العزيز عليها, ودعا الكل من بابها تنحصر في جنسين:
1 – في العناية بالإنسان وخلق جميع الأشياء من أجله، ولنسم هذا دليل العناية.
2 – ثم ما يظهر من اختراع جواهر الأشياء مثل اختراع الحياة في الجماد والإدراكات الحسية والعقل، ولنسم هذا دليل اختراع".
ويرى ابن رشد أن هذين الدليلين هما دليل الشرع، ثم يقول أبو الوليد: "إن جميع الموجودات في هذا الكون مناسبة ومفيدة لوجود الإنسان، كوجود الشمس والقمر والنبات والحيوان والأمطار والبحار والهواء والنار, بل في أعضاء الإنسان ذاتها دليل على أن موجد هذا العالم قدير حكيم عليم لطيف بعباده"، ثم يواصل تحليله البديع فيقول: "لما كانت جميع هذه الموجودات مخترعة من العدم بعد أن لم تكن دل على أنه لا بد من وجود مبدع صانع لهذا الكون قادر على الاختراع لاستحالة تحولها من العدم إلى الوجود بنفسها، وذلك المبدع الخالق هو الله لا إله إلا هو ولا رب سواه".
الوحدانية عند ابن رشد
تبينا فيما سبق أن ابن رشد لا يثار الغبار حوله في باب إثبات وجود الله تعالى، لا أقول: إنه على يقين تام من وجود الله فحسب، بل هو على استعداد تام لإقناع غيره ممن يخالطه شك أو ليس على يقين من وجود الله تعالى بأدلة عقلية وآيات كونية بأسلوبه القوي الممتاز، كما رأينا فيما سبق من الأبواب, فلنستمع إليه وهو يسوق الأدلة النقلية والعقلية, ويحلل المسألة كعادته, إذ يثبت بأنه تعالى واحد فرد صمد اعتماداً على الآيات القرآنية مثل قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ, اللهُ الصَّمَدُ, لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ, وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} (الإخلاص:1 - 4) , ويقول أبو الوليد: "إن من نظر في كلمة (لا إله إلا الله) وصدق المعنيين الواردين فيها وهما الإقرار بوجود الباري ونفي الإلهية عما سواه، فهو المسلم الحقيقي", ويثبت ابن رشد من ناحية إدراكه الفلسفي بأن الله هو الصانع الخالق الأول, صنع كل ما في العالم لحكمة على نظام ترتيب وقانون، صدرت عنه جميع الموجودات المتغايرة صدوراً أولياً أزلياً ودفعة واحدة، ويرى ابن رشد أن الفاعل الأول واحد، والوحدانية ذاتية إذ لا يمكن أن تكون الوحدانية زائدة على ذاته التي هي في الوقت نفسه وجوده.
وهذا يعني أن الصفات قائمة بذات الله ومتحدة معها وليست زائدة عليها، وسيأتي لهذه المسألة مزيد إيضاح - إن شاء الله - ماذا يريد أبو الوليد بهذه (الرطانة الفلسفية)، بعد أن أثبت وجود الله ووحدانيته اعتماداً على الآيات القرآنية، وبعد أو وفق في تفسير كلمة التوحيد تفسيراً سلفياً أثبت فيه الربوبية والألوهية معاً بطريقة رائعة ودقيقة، وصرح بأن المسلم الحقيقي ذلك الذي يقر بوحدانية الله في ربوبيته وألوهيته.
بعد هذا كله أبت عليه فلسفته إلا أن يستعمل أسلوباً مغلقاً ملتوياً بأن الفيلسوف قد اختلط عليه الأمر، ولعل هذا التخبط أثر من آثار فلسفة أرسطو وزملائه الذي تتلمذ على كتبهم وتأثر بهم. وهم يعتقدون بقدم العالم وأزليته ويثبتون تأثيراً لغير الله في هذا العالم في الأفلاك وغيرها على سبيل الاستقلال، ويشبهون الله عز وجل بملك في مدينة ما يعطي الاستقلال في التصرف في المدينة لمن تحته لحاجته إليه في التعاون معه .. سبحان الله عن الشريك والوزير المساعد!! بل هو الواحد الأحد سبحانه. وهؤلاء الفلاسفة الذين تأثر ابن رشد بفلسفتهم يعتقدون بأن الله إنما خلق العقل الأول فقط، والعقل الأول خلق العقل الثاني، وهكذا إلى آخر, كلام ركيك ومليء بالإلحاد والقول على الله بغير علم، وليس فيه مسكة من تقدير الله حق قدرته, سبحانك ما أحلمك يا رب العالمين!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/158)
وقد تورط ابن رشد في هذا الاعتقاد في هذه المسألة كما ترى وكما سيتضح فيما سيأتي من كلامه. ثم أخذ ابن رشد يخوض في مسألة طالما خاض فيها علماء الكلام، وهي هل الصفات زائدة على الذات أم هي عين الذات، إذ يقرر أن ذات الله ووجوده ووحدانيته كلمات يختلف معناها، ولكن دلالتها فيما يتعلق بالله واحدة. فالله قديم لأن الواحد بما هو واحد سابق على كل مركب، وهذا الأول القديم بذاته باق مطلقاُ وصفات الله من الحكمة والقدرة والوحدانية وغيرها ليست زائدة على الذات.
وتحقيق هذا المقام يتطلب نوعاً من التفصيل حتى يتضح الحق بإذن الله.
فنقول: يمكن أن يقال: الصفة عين الذات ويصح هذا الحكم, بمعنى أن الصفات لا تنفك عن الذات إذ لا نستطيع أن نتصور علماً بغير عالم, وقدرة قائمة وحدها بغير قادر, أو إرادة قائمة بنفسها دون مريد، وهكذا وبهذا الاعتبار نقول: الصفات عين الذات.
كما أنه من الممكن أن نقول: الصفة غير الذات فيصح الحكم أيضاً باعتبار آخر، وهو أن للصفة معنى وللذات معنى مغاير لمعنى الصفة، وبهذا الاعتبار أن الصفة غير الذات قطعاً، وما قيل في هذه المسألة يقال في مسألة هل الاسم عين المسمى أن غير المسمى؟. وعلى هذا المعنى يخرج كلام أبي الوليد, إذ يقول: إن صفات الله ليست زائدة على الذات"والله أعلم.
ومثل هذا البحث يعده أبو الوليد إذا صدر من غيره بدعة محدثة غير معروفة عند السلف، إذ لا يكادون يزيدون على ما دل عليه الكتاب والسنة، بل يؤمنون بأن الله موصوف بصفات الكمال كالعلم والقدرة والرحمة والاستواء، وغير ذلك من الصفات ذاتية أو فعلية، ولا يسألون هل هي عين الذات أو غير الذات.
وهي الطريقة السليمة، وتدل على عمق علم السلف ودقتهم وبعدهم عن التكلف والقول على الله بغير علم، والمعروف عنهم أنهم لا يتجاوزون الكتاب العزيز والسنة المطهرة في المطالب الإلهية خشية القول على الله بغير علم, والخوض في حقائق ذاته وصفاته وأسمائه وتسليط الوهم والخيال عليها فأمر جد خطير، إذ لا يصف الله أعلم من الله، ولا يصفه من خلقه أعلم من رسوله عليه الصلاة والسلام الذي أذن له أن يصفه وأمره أن يبلغ عنه ما نزل عليه، ومن جملة ما نزل عليه صفات الله عز وجل، ومن بعدهم عن التكليف أنهم لا يتطلعون إلى إدراك حقائق الصفات والأسماء إيماناً منهم بأن المخلوق لا يحيط بالخالق، علماً مهما أوتي من علم وذكاء لأن علم المخلوق محدود {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاّ قَلِيلاً} (الإسراء: 85) , ولا يقاس بغيره بأي نوع من أنواع القياس، إذ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى: 11)، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} (مريم: 65)، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}، والملاحظ أن ابن رشد قد يتسامح مع نفسه ما لا يتسامح مع غيره كما رأينا فيما سبق، فيطلق لنفسه حرية الخوض والتأويل بينما هو يعيب كل ذلك لو صدر من غيره، ويعده بدعة محدثة.
ومن الإنصاف - والإنصاف من الإيمان - أن يعد هذا التصرف بدعة في حق كل أحد حتى في حق أبي الوليد، وعلى العموم يلاحظ الدارس لكتب ابن رشد أنه يورد من الأدلة العقلية والنقلية في حواره ونقاشه في الإلهيات ما يدل على اطلاعه الواسع ومقدرته الرائعة وذكائه الخارق.
العلم عند ابن رشد
يقول أبو الوليد في بعض كتبه: "أما الأوصاف التي صرح بها الكتاب العزيز التي وصف الصانع الموجد للعالم بها، فهي أوصاف الكمال الموجودة للإنسان، إلى أن قال: أما العلم فقد نبه الكتاب العزيز على وجه الدلالة عليه في قوله تعالى: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الملك:14) , وهي أن المصنوعات تدل - من جهة الترتيب الذي في أجزائه، ومن جهة كونها صنع بعضها من أجل بعض آخر، ومن جهة موافقتها جميعها للمنفعة المقصودة بذلك المصنوع انه لم يحدث عن صانع هو (طبيعة) كما لم يحدث (صدفة) وإنما حدث عن صانع رتب ما قبل الغاية قبل الغاية فوجب أن يكون عالماً به، مثال ذلك:
إن الإنسان إذا نظر إلى البيت فأدرك أن الأساس إنما صنع من أجل الحائط، وأن الحائط إنما أقيم من أجل السقف، يتيقن أن البيت إنما وجد عن عالم بصناعة البناء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/159)
يقول أبو الوليد: "إن من نظر في أجزاء الموجودات وفي ترتيبها وتنظيمها وارتباط أجزائها وحاجة بعض أجزائها إلى البعض الآخر، يدرك تماماً أنّ هذا المصنوع إنما صنعه صانع عليم حكيم، هذا الدليل الذي ساقه ابن رشد والمثال الذي ذكره والأسلوب الذي استعمله يقطع مجموع ذلك دابر ذلك الزعم بأن العالم وجد (صدفة) أو أوجدته (الطبيعة) إذ يأبى العقل الصريح والفطرة السليمة صدور هذا المصنوع العجيب عن طبيعة ليست هي أكثر من الشيء نفسه، أو صفة من صفات الشيء، والشيء لا يوجد نفسه، وأما صفة الشيء فهي تابعة للشيء، لأنها عرض قائم بالشيء، كما هو معروف لدى العقلاء", ثم يواصل ابن رشد حديثه في صفة العلم فيقول:
"وهذه الصفة هي صفة قديمة، إذ كان لا يجوز عليه سبحانه ألا يتصف بها وقتاً ما، ولكن لا ينبغي أن يتعمق في هذا، فيقال: ما يقوله المتكلمون"، ثم أخذ أبو الوليد يناقش أهل الكلام في بدعتهم التي أحدثوها في هذه الصفة كعادتهم: وهي قولهم: "هل الله يعلم المحدث في وقت حدوثه بعلم قديم أو بعلم حديث؟!! ", إلى آخر خوضهم الذي يدل على عدم تقديرهم الخالق حق قدره, فيقول أبو الوليد في تعليقه على هذا الخوض: "وهذا شيء لم يصرح به الشرع، بل المصرح به خلافه , وهو أنه تعالى يعلم المحدثات حين حدوثها كما قال تعالى: {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُهَا} (الأنعام: 59).
هكذا يقرر أبو الوليد شمول علم الله تعالى، وأنه يعلم الأشياء قبل أن تكون على أنها ستكون، وكيف تكون، وإذا كانت على أنها كانت، وهو بكل شيء عليم، كيف لا؟ وهو الخالق البارئ المصور، وهذا مفهوم علم الله عند المسلمين سلفاً وخلفاً، بعيداً عن تكلف المتكلفين وتشبيه المشبهين، وتنطع أهل الكلام الذين يهرفون ما لا يعرفون، وقد ابتليت الأمة الإسلامية بهذه الطائفة أيما بلاء. والله المستعان.
محاولة ابن رشد الحل الوسط
في قضية قدم العالم
ناقش ابن رشد الخلاف القائم بين القائلين بأن العالم مخلوق محدث بعد أن لم يكن، وبين الفلاسفة القائلين بأن العالم قديم أزلي مع الاعتراف بأنه مخلوق. فيقول ابن رشد أن الخلاف في هذه المسألة يعود إلى اللفظ، أي خلاف لفظي غير جوهري، لأن في الوجود طرفين وواسطة لقد اتفق الجميع على الطرفين وهما:
أولاً: هناك واحد بالعدد قديم ـ الأول الذي ليس قبله شيء.
ثانياً: هناك على الطرف الآخر كائنات مكونة، وهي عند الجميع محدثة، ولكنهم اختلفوا في هذا العالم بجملته أقديم هو أم محدث؟ فيواصل الفيلسوف مناقشته قائلاً: "إن العالم في الحقيقة ليس محدثاً حقيقياً ولا قديماً حقيقياً لأن القول: إنه محدث حقيقي فاسد ضرورة لأن العالم ليس من طبيعته أن يفنى أي لا تنعدم مادته، والقدم الحقيقي ليس له علة والعالم له علة!!.
إذاً العالم محدث إذا نظرنا إليه من أنه معلول من الله، والعالم قديم إذا اعتبرنا أنه وجد عن الله منذ الأزل من غير تراخ في زمن، الخلاصة أن العالم بالإضافة إلى الله محدث، وبالإضافة إلى أعيان الموجودات قديم".
هكذا ينهي الفيلسوف ابن رشد مناقشته لهذه القضية العويصة حقاً. وقد اضطرب فيها كثير من حذاق الفلاسفة وأساطين أهل الكلام، والخوض في مثل هذه المسألة يعد من فضول الكلام، كما قال غير واحد من المحققين المعتدلين، ويكفي المرء أن يقول جملتين اثنتين مع الفهم والفقه وهما:
1 – الله خالق كل شيء وهو المبدئ المعيد.
2 – ما سوى الله مخلوق محدث بعد أن لم يكن. وكفى ..
وشبهة ابن رشد في تردده في هذه المسألة في أمرين اثنين هما:
1 – أن الله لن يزل فعالاً وخلاقاً.
2 – أن مادة العالم باقية ولا تفنى.
الجواب عن الشبهة الأولى أن يقال: إن الله تعالى له معنى الربوبية قبل أن يخلق المربوب، وله معنى الخالق قبل أن يخلق، وهو الرازق قبل أن يخلق الرزق والمرزوق، أي هو موصوف بجميع صفات الكمال أزلاً وأبداً، ولم تتجدد له بإيجاد خلقه صفة لم تكن له ولا يجوز أن يعتقد بأنه تعالى تجددت له صفة لم يكن متصفاً بها من قبل؛ لأن صفاته تعالى صفات كمال وفقدها صفة نقص، ولا يجوز أن يعتقد أنه حصل له الكمال بعد أن لم يكن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/160)
وهذا واضح في الصفات الذاتية، وأما الصفات الفعلية كالخلق والتصوير والإحياء والإماتة والمجيء والنزول والاستواء والغضب والرضاء، وإن كانت هذه الأحوال والأفعال تتجدد وتحدث في وقت دون وقت كما في حديث الشفاعة، حيث يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله" لأن هذا التجدد والحدوث بهذا الاعتبار غير ممتنع، ولا يطلق عليه أنه حدث بعد أن لم يكن، ألا ترى أن من [6] تكلم اليوم وكان متكلماً بالأمس لا يقال بأنه حدث له الكلام، بل في حال تكلمه يقال: إنه متكلم بالفعل، وفي حال سكوته يقال: إنه متكلم بالقوة، وكذلك من كان قادراً على الكتابة يقال: كاتب بالفعل في حال كتابته وفي الحالة الأخرى يقال: كاتب بالقوة، فالله تعالى: خالق, رازق, محيي, مميت, معطي, قبل أن يخلق خلقه وعباده الذين يرزقهم ويعطيهم ويحييهم ويميتهم؛ لأنه قادر على ذلك كله أزلاً ولم يكن فاقداً صفة من هذه الصفات أو عاجزاً عن فعل من هذه الأفعال، بل هو على كل شيء قدير، ولعل في هذا المقدار غنية لطالب الحق، ومحاولة الإحاطة بالله تعالى محاولة فاشلة لقصور علمنا وعجزنا الذاتي {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاّ قَلِيلاً} (الإسراء: 85)، {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} (طه: 110)، {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَاءَ} (البقرة: 255). هكذا يتم الجواب على الشبهة الأولى من الشبهتين اللتين جعلتا ابن رشد يتردد في هل العالم محدث أو قديم، فلنجب الآن على الشبهة الثانية بمعونة الله وتوفيقه، وهي أن مادة العالم لا تفنى ولا تنعدم وذلك دليل قدم العالم، كأن ابن رشد يحاول أن يستنتج من بقاء شيء من أجزاء العالم وعدم فنائه، يستنتج من ذلك أن العالم قديم أزلي.
الجواب: صحيح أن بعض المخلوقات لا تفنى بل تبقى بإبقاء الله إياها، ويجاب عن بقائها بجوابين:
أولاً: لا يلزم من عدم فنائها أزليتها، إذ لا تلازم بين عدم فنائها وأزليتها.
ثانياً: أن بقاء ما يبقى من المخلوقات ليس بقاؤه ذاتياً، وإنما يبقى بإبقاء الله إياه كالجنة وأهلها والنار وسكانها، وعجب الذنب من ابن آدم، وأما الباقي الذي البقاء وصف ذاتي له فهو الله، لا يشاركه أحد في بقائه كما لم يشاركه أحد في سائر صفاته وان اتحدت الأسماء أحياناً في بعض الصفات.
فهو الأول الذي ليس قبله شيء, وهو الآخر الذي ليس بعده شيء، هذا والأمر في غاية الوضوح لطالب الحق, والحمد لله رب العالمين وله المنة وحده.
صفة الحياة والقدم والإرادة عند الفيلسوف ابن رشد
يثبت ابن رشد عدداً معيناً من صفات الله تعالى، على الطريقة الأشعرية على الرغم من الحملات العنيفة التي يشنها عليهم أحياناً.
ومن الصفات التي يثبتها: صفة الحياة والإرادة والقدم، يثبت هذه الصفات بدليل عقلي مؤيد بالأدلة النقلية، وإن كان الاعتماد عنده على الأدلة العقلية على طريقة أهل الكلام.
بل يرى أن الاعتماد على الأدلة النقلية والوقوف عندها طريقة الجمهور, والجمهور في اصطلاح ابن رشد هم من ليسوا بالفلاسفة الذين يسميهم (الحكماء).
فيقول - في إثبات هذه الصفات بعد أن تحدث عن صفة العلم -: إنّ صفة الحياة والإرادة والقدرة، وجودها ظاهر في صفة العلم، وذلك يظهر في الشاهد أن من شرط العلم الحياة والإرادة والقدرة، والشرط عند المتكلمين يجب أن ينتقل فيه الحكم إلى الغائب، وما قالوه صواب، وهذا التصويب يعتبر إنصافاً من ابن رشد، وعلى الرغم من كثرة مناقشته الحادة للأشاعرة والمعتزلة يعترف لهم بالفضل فيما أصابوا فيه لأن الحق ضالة المؤمن أخذها أين وجدها ولو كانت عند المتكلمين.
وبعد: فقد لاحظنا فيما سبق أن الفيلسوف بن رشد كثيراً ما يناقض نفسه، إذ رأيناه غير مرة يقف مواقف كان يعيبها على أهل الكلام، من التأويل ودعوته المعنى الجمهوري، والمعنى الخاص لبعض النصوص، ولا عجب في ذلك لأن التناقض يكاد يكون وصفاً ذاتياً للفلاسفة كلهم، إلا ما شذ أو من شذ وقليل ما هم.
فليس أبو الوليد بدعاً من الفلاسفة، هذا ما يهون الأمر علينا، وقديماً قيل: "إذا عمت هانت"
الكلام عند ابن رشد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/161)
يسلك ابن رشد في إثبات صفة الكلام، المسلك الذي سلكه في إثبات صفة الحياة والقدرة والإرادة، وهو الاستدلال بثبوت صفة العلم لأن الكلام في فلسفة ابن رشد ليس شيئاً أكثر من أن يفعل المتكلم فعلاً يدل به المخاطب على العلم الذي في نفسه أو الفعل الذي يصير المخاطب بحيث ينكشف له ذلك العلم الذي في نفسه، وذلك فعل جملة الأفعال وأغرب من هذا قوله: "وقد يكون من كلام الله ما يلقيه الله إلى العلماء الذين هم ورثة الأنبياء بواسطة البراهين، وبهذه الحجة صح عند العلماء أن القرآن كلام الله".
وقد توسع ابن رشد في مفهوم الكلام إلى أن أدخل في مسمى كلام الله ما يتكلم به علماء الفلاسفة بدعوى أن الله ألقى إليهم الكلام بواسطة البراهين.
يقف أبو الوليد في هذه المسألة موقفاً شاذاً خطيراً، لم يسبق إليه - فيما نعلم - وذلك أنه خالف الأشعرية القائلة بالكلام النفسي واللفظي معاً على أن النفسي هو الكلام الحقيقي لله، واللفظي دال عليه أو ترجمة له، أو عبارة عنه، والقرآن عند الأشعرية ليس بكلام الله حقيقة، ولكنه دال على كلام الله الحقيقي الذي هو الكلام النفسي فلذا يجب احترامه إلى آخر الكلام المعروف عندهم.
وأبو الوليد لم يلتزم هذا المذهب التزاماً كلياً ولم يرفضه رفضاً باتاً، وهو في الوقت نفسه يخالف المعتزلة التي لا تثبت كلاماً نفسياً، بل تصرح بأن كلام الله مخلوق، ومعنى أن الله متكلم عندهم أنه خالق للكلام, فالقرآن مخلوق من مخلوقات الله عندهم وعند الأشعرية, ونقطة الخلاف بينهم التصريح بالقول بأنه مخلوق وعدم التصريح به، فالطائفتان متفقتان في العقيدة الداخلية - إن صح التعبير - ومختلفتان في السياسة الخارجية.
إذ ترى المعتزلة أن يصرح بذلك لدى الجمهور، لأن القضية قضية العقيدة يستوي فيها العامة والخاصة، بينما ترى الأشاعرة عدم التصريح إلا في مقام التعليم، وكأنها عقيدة تخص الخاصة دون العامة، وهو موقف يشبه موقف ابن رشد من حيث التفريق بين العامة والخاصة في بعض الواجبات والاعتقادات - كما رأينا - إلا أنه يختار لنفسه طريقة أخرى من هذه المسألة كما أشرنا، وكما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله، هذا ما عنيناه بقولنا: إن موقفه شاذ وخطير. وما أهل السنة والجماعة الذين اكتفوا بما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين، الذي يتجاوزون الكتاب العزيز والسنة المطهرة فهم يعتقدون بأن الله يتكلم حقيقة كما يليق به بكيفية لا نعلمها، إذ لا نحيط به علماً {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}، {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَاءَ} , وهم لا يخوضون في كيفية تكلمه كما لم يخوضوا في كيفية جميع صفاته وكيفية ذاته تعالى، وإذا كان إيمانهم بالله إيمان تسليم لا إيمان تكييف فيجب أن يكون إيمانهم بصفاته كذلك إيمان تسليم بما في ذلك صفة الكلام، لأن الكلام في الصفات كالكلام في الذات, والكلام في بعض الصفات كالكلام في البعض الآخر يحذو حذوه فلا تكييف، ولا تمثيل، ولا تعطيل، أو تحريف.
أما القرآن فمن جملة كلام الله غير مخلوق كسائر كلامه، وقد أخبرنا الله في الكتاب العزيز أن القرآن كلامه، حيث يقول: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ} [7] وما من شك أن الكلام الذي سمعه ذلك المشرك المستأمن هو هذا القرآن الذي في المصحف, المحفوظ في الصدور، المكتوب في الألواح، ولذلك نستشهد به قائلين: "قال الله تعالى: كذا وكذا". وكلماته تعالى لا نفاد لها إذ يقول الرب جل من قائل: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} [8].
هذا هو اعتقاد أهل السنة في كلام الله وموقفهم من القرآن الكريم. وهم - كما لا يخفى على المنصف - خير هذه الأمة على الإطلاق بشهادة المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام فهو يقول عنهم: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم", والخيرية تستلزم قطعاً صلاح العقيدة وصحتها ضرورة بحكم أنهم شاقوا صاحب الرسالة محمداً عليه الصلاة والسلام وأخذوا عنه دينهم وعقيدتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/162)
وإذا كنا نؤمن بأنه عليه الصلاة والسلام بلّغ رسالة ربه كاملة قبل أن يكتم شيئاً منها في أصول الدين وفروعه، ونؤمن ثانياً بأن الصحابة فهموا ما بلّغهم الرسول عليه الصلاة والسلام فهماً صحيحاً وشاملاً وتحمّلوا أمانة التبليغ لمن بعدهم فبلغوهم فعلاً قبل أن يكتموا شيئاً مما بُلِّغُوا، إذا كنا نؤمن إيماناً كهذا يلزمنا أن نعتقد أن كل خير في اتباعهم فيما كانوا عليه لأنهم على هدى وعلى صراط مستقيم ومخالفتهم تعد إحداث بدعة في الدين مع ادعاء أن الدين لم يتم بعد بل هو في حاجة إلى زيادة أو تعديل أو تحسين، وكل ذلك تحدٍ سافر لشهادة الله تعالى لنبيه وأتباعه أنه أكمل لهم الدين وأتم عليهم نعمة الإسلام إذ يقول الله جل من قائل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ, وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي, وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً} (المائدة: 3) وقد نزلت هذه الشهادة من السماء في آخر حياته عليه الصلاة والسلام، وكان نزولها في حجة الوداع على رؤوس الأشهاد في أعظم تجمع حصل في تاريخ الإسلام.
وكل الذي أقصده بهذا الاستطراد، أن الصواب في هذه المسألة وغيرها من مسائل الدين بما في ذلك البحث الذي حول القرآن هو ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وكل مل خالف ما كانوا عليه فهو باطل ضرورة (إن الحق واحد لا يتعدد) هذه هي الطوائف الثلاثة في هذه المسألة، ولا نعلم لها رابعة - فيما نعلم - ولكننا فوجئنا في أثناء دراستنا لكتب ابن رشد بقول غريب لم يسبق إليه، وذلك في تعريفه للكلام - وقد ذكرناه فيما تقدم - وقد انتهى كلامه إلى القول: "بأن حروف القرآن التي في المصحف إنما هي من صنعنا نحن بإذن الله، وإنما وجب لها التعظيم لأنها دالة على المخلوق لله، وعلى المعنى الذي ليس بمخلوق" [9].
مناقشة ابن رشد في رأيه
يمكن أن نوجز فلسفة ابن رشد في هذه المسألة في نقطتين اثنتين:
1 – تعريفه للكلام بأنه فعل يفعله المتكلم إلى آخر كلامه ..
2 – الادعاء بأن الحروف التي في المصحف صنفان، صنف مصنوع لنا، وصنف مخلوق لله, وأن الصنف الذي من صنعنا يدل على اللفظ المخلوق وعلى المعنى غير المخلوق.
تعليقي على النقطة الأولى: بأنه كلام لا معنى له، بل تأباه اللغة العربية ويأباه الواقع إذ لا يعرف في اللغة العربية: أن الكلام هو الفعل، فيقول النحاة عندما يعرفون الكلام: (هو اللفظ المركب المفيد بالوضع)، وذلك يعني أن الكلام هو ذلك الملفوظ المنطوق، وفي الواقع أن الناس يفرقون بين الكلام والفعل طبعاً، وأكتفي بهذا المقدار في هذه النقطة لوضوحها فيما أحسب.
وأما النقطة الثانية: فادعاء ابن رشد صنفين من الحروف للقرآن فكلام خال وفارغ عن المعنى في نظرنا، وعلى أي حال فقد وقع ابن رشد في البدعة التي كان يشنعها على أهل الكلام، ولم يقف مع ظاهر الشرع كما يدعو إليه وكما هو المتحتم على كل مسلم وبعد:
فكم كان جديراً بابن رشد أن يطبق القاعدة التي يذكرها دائماً في بحثه وهي: (لا يحق للباحث في مسائل الدين أن يطبق الاعتبارات الإنسانية على الأمور الإلهية)، ولكنه خالفها ولم يلتزم بها - وللأسف - والملاحظ أن ابن رشد قد خالف علماء الكلام في مواقفهم من صفات الله، وأنكر عليهم تأويلهم وشدد الإنكار عليهم، وكان يرى أن تبقى نصوص الصفات على ظاهرها - كما يليق بالله - ويدعو إلى ذلك بكل صراحة، وهي دعوى حق طبعاً، ولكنه قلب ظهر المجن - كما يقولون - لهذه الطريقة في صفة الكلام، وانحاز إلى الطريقة الأشعرية وهي القول بخلق القرآن مع إثبات الكلام النفسي بل زاد عليهم حيث ادعى أن للقرآن حرفين، حرف مخلوق لله وحرف مصنوع للعباد دال على الحرف المخلوق، وهو موقف - كما ترى - في غاية الغرابة، بل انزلاقة خطيرة يخشى منها على إيمان صاحبها، والله المستعان.
موقف ابن رشد من مثبتة الصفات
جرت عادة معطلة الصفات الذين تعودوا أن يسلطوا ألواناً من التأويل على صفات الله تعالى، إذا خالفت المعقول وأوهمت التشبيه - في زعمهم - جرت عادة هؤلاء بأن يلقبوا مثبتة الصفات بالألقاب التالية:
أ – المشبهة.
ب – المجسمة.
جـ – الحشوية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/163)
وفي زعم هؤلاء أن الإثبات يستلزم التشبيه والتجسيم، وهو زعم فاسد لا يعتمد على قاعدة علمية ونظر سليم، وإنما هو زعم يتوارثه أهل الكلام بعضهم من بعض مبعثه إما الجهل، أو هوى في النفس، وإلا فإن التشبيه أو التجسيم أمر زائد على الإثبات فلا يلزم من إثبات العلم لله مثلاً ـ تشبيه الله بخلقه في علمه، ضرورة أن علم الخالق ليس كعلم المخلوق، لأن علم المخلوق يناسب حال المخلوق محدث مثله، محدود لا يحيط بالمعلومات، ومعرض للنسيان والغفلة والذهول، ثم إنه غير باق، ضرورة زوال الصفة بزوال الموصوف، وهذه الأعراض التي ذكرناها لعلم المخلوق ينزه عنها علم الخالق لأنه علم يليق به تعالى قديم قدم ذاته، محيط بكل شيء لا يلحقه نسيان أو ذهول، أو غفلة وهو باق بقاء الذات العلية، فإثبات صفات الله تعالى عند المثبتة على غرار قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى: 11)، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} (الإخلاص: 4)، {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} (طه: 110)، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} (مريم: 65) , وما قيل في صفة العلم يقال في سائر الصفات الذاتية والفعلية، هكذا يثبت لدى المصنف أن الإثبات شيء والتشبيه شيء آخر والله ولي التوفيق.
وقد استخدم أبو الوليد بعض تلك الألقاب التي تقدم ذكرها في حق المثبتة جرياً على عادة القوم، وكان المتوقع من أبي الوليد أن يقف موقف البصير المنصف فيضع الأمور في نصابها، ويلحق الألقاب بأهلها، فيقول لمن أثبت صفات الله كما يليق به أنه مثبت، ولمن أول وحرف أنه مؤول، ولمن شبه صفات الله بصفات خلقه أنه مشبه.
وقد أثبتنا - فيما سبق - أن المثبتة ليسوا بمشبهين ولا مجسمين، بل طريقتهم وسط بين التشبيه والتعطيل، كما وضحنا آنفاً، وإذا كانت المشبهة قد غلت في إثبات صفات الله فأثبتوها معتقدين أنها صفات كصفات المخلوقين، بدعوى أنهم لا يعقلون من صفات الله إلا كما يعقلون صفات المخلوقين، فقدرة الله عندهم كقدرة المخلوقين, وإرادته كإرادتهم, واستواؤه كاستوائهم، كذلك محبته ورضاؤه، غلت المعطلة في التنزيه من الطرف الآخر فنفت وعطلت صفات الله تعالى أو بعضها، بدعوى التنزيه معتقدين أن إثبات الصفات يؤدي إلى التشبيه فأهل السنة والجماعة فقد هداهم الله إلى سواء السبيل ووفقهم فسلكوا مسلكاً وسطاً، فأثبتوا ونزهوا - أثبتوا لله ما أثبت لنفسه أو أثبته له رسوله من صفات الكمال - وجميع صفاته كمال - إثباتاً بلا تشبيه أو تمثيل في ضوء قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وقد أثنى أبو الوليد على هذه الطريقة في غير ما موضع في بعض كتبه [10] ولكنه يراها أنها إنما تناسب الجمهور فقط دون العلماء فإنهم لا يقفون عندها، بل عليهم أن يغوصوا في بحار الفلسفة، فيكشفوا حقائق لا يدركها الجمهور، مع التكتم [11] الشديد وعدم التصريح بتلك الحقائق أمام الجمهور، فلو التزم أبو الوليد طريقة معينة في إصدار الأحكام على الناس لسهل علينا أن نصغي إلى أحكامه ثم ننقاشه، ولكنه صعب المنال وكثير التقلب, فبينما تراه يتحدث في باب الأسماء والصفات حديث سلفي مثبت الصفات واقف على ظاهر الشريعة فإذا هو يخطب على منصة أهل الكلام فيؤول وينفر عن الإثبات، ولو عرّجت على نادي الفلاسفة لوجدته في طليعة الحكماء الذين يعيشون في مخيم الغموض ويضربون في بيداء الأوهام والخيال، ولا تكاد تفقه كثيراً مما يقولون، ولو مررت بمجموعة الفقهاء لرأيته في وسطهم يقارع الحجج بالحجج فيؤصل ويفرع، وربما دخل مجالس المحدثين ليتشبه بهم، على حد قول القائل:
تشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
فإن التشبه بالرجال فلاح
والصفة البارزة في ابن رشد أنه يرى نفسه أنه محلق في سماء الفلسفة مع مجموعة الحكماء تاركاً الجمهور في سذاجتهم - فيما يظن -.
ابن رشد يثبت المعاد بالأدلة العقلية والنقلية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/164)
يقول أبو الوليد: "والمعاد مما اتفقت على وجوده الشرائع، وقامت عليه البراهين عند العلماء، وإنما اختلفت الشرائع في صفة وجوده، ولم تختلف في الحقيقة في وجوده" يشير ابن رشد إلى أن المعاد لم يكن محل نزاع بين الشرائع السماوية، أو لدى العقلاء والحكماء، بل كان محل اتفاق في المجالين الشرعي والفلسفي - إن صح التعبير - وإنما اختلفت الناس في أمرين في شأن المعاد:
1 – أهو روحاني فقط، أو روحاني وجسماني معاً، ثم يسوق ابن رشد الدليل فيقول: "والاتفاق على هذه المسألة مبني على اتفاق روحي في ذلك، واتفاق قيام البراهين الضرورية عند الجميع على ذلك"هكذا يصرح ابن رشد بأن الأدلة النقلية المأخوذة من الشرائع السماوية، والبراهين العقلية اتفقت على أن للإنسان سعادتين اثنتين:
1 - دنيوية.
2 - أخروية.
ويحلل ابن رشد المسألة قائلاً: "وانبنى ذلك عند الجميع على أصول يعترف بها عند الكل منها:
أ - أن الإنسان أشرف من كثير من الموجودات.
ب - إذا كان كل موجود يظهر من أمره انه لم يخلق عبثاً، وأنه إنما خلق لفعل مطلوب منه، وهو ثمرة وجوده، فالإنسان أحرى بذلك، وقد نبه الله تعالى على وجود هذا المعنى في جميع الموجودات في الكتاب العزيز فقال: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} (ص: 27) , وقال جل من قائل وهو يثني على عباده الذين يدركون هذه الغاية المطلوبة من الوجود: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (آل عمران:191) ".
ثم يقول أبو الوليد: "ووجود الغاية في الإنسان أظهر منها في جميع الموجودات، وقد نبه الله تعالى عليها في غير مرة ما آية في كتابه العزيز فقال: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} (المؤمنون: 115) , وقال: {أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً} (القيامة: 36) , وقال: {وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (يس: 22)، وقال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ} (الذريات: 56) , ثم يقول أبو الوليد - وهو يبين اتفاق الأدلة النقلية والعقلية على المعاد-: "ولما كان الوحي فد أنذر في الشرائع كلها بأن النفس باقية، وقامت البراهين عند العلماء على ذلك، وكانت النفوس يلحقها بعد الموت أن تتعرى عن الشهوات الجسمانية فإن كانت زكية تضاعف زكاؤها بتعريتها عن الشهوات، وإن كانت خبيثة زادتها المفارقة خبثاً لأنها تتأذى بالرذائل التي كانت قد اكتسبت وتشتد حسرتها على ما فاتها من التزكية عند مفارقتها للبدن، لأنها لا يمكنها الاكتساب إلا مع هذا البدن، وإلى هذا المقام الإشارة بقوله تعالى: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (الزمر: 56) , هكذا يقرر أبو الوليد: أن المعاد مما جاءت به الشرائع ونادت به الأدلة النقلية والعقلية بيد أن الموضوع لم يسلم من الاختلاف فيه، بل اختلفوا، ويمكن أن توجز اختلافهم في الآتي:
1 – هل ذلك الوجود الذي بعد الموت هو هذا الوجود بعينه، بمعنى أن ما في ذلك الوجود من النعيم واللذات متحد مع ما في هذا الوجود الذي قبل الموت، وإنما يختلفان في الانقطاع والدوام، أي أن ذلك دائم وهذا منقطع؟؟!!.
2 – أن الوجود الجسماني الذي هناك مخالف لهذا الوجود، وإنما يتفقان في اسم الوجود الجسماني فقط، مع اختلاف الحقائق مستدلين بقول ابن عباس فيما روي عنه: "ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء". ويرى أبو الوليد أن هذا الرأي الثاني أليق بالخواص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/165)
3 – ترى طائفة من الفلاسفة: أن المعاد روحاني فقط، وإنما مثل به لإرادة البيان، والعجيب من أمر ابن رشد أنه يرى أصحاب هذا الرأي لهم حجج كثيرة في الشريعة إلا أنه لم يذكر منها حجة واحدة مع دعوى الكثرة، وابن رشد يختلف مع الإمام الغزالي في هذه المسألة، إذ يرى الغزالي وجوب القول بمعاد الأجسام ويحكم بالكفر على من أنكر ذلك وقال بمعاد الأرواح فقط، وقد كفر الغزالي بعض الفلاسفة بهذا القول, كالكندي والفارابي وابن سينا إضافة إلى قولهم بأن الله يعلم الكليات فقط دون الجزئيات، وقولهم بقدم العالم وأزليته.
هكذا يتبين أن ابن رشد متساهل، بل متناقض في هذا الباب على خطورته بل ولم يقف عند التساهل والتناقض، بل إنه يذهب بعيداً إذ يعد هذه المسألة مسألة اجتهادية إذ يقول:
"والحق في هذه المسألة أن فرض كل إنسان فيها هو ما أدى إليه نظره فيها، بعد ألا يكون نظراً يفضي إلى إبطال الأصل جملة، وهو إنكار الوجود جملة، فإن هذا النحو من الاعتقاد يوجب تكفير صاحبه لكون العلم بوجود هذه الحال للإنسان معلوماً للناس بالشرائع والعقول".
خلاصة رأي ابن رشد في هذه المسألة أن الواجب هو الإيمان بالبعث بعد الموت, وأن هناك معاداً، وأما كون المعاد يكون للأرواح أو للأجسام فليس بمهم عند ابن رشد بل لكل إنسان أن يعتقد ما أدى إليه نظره واجتهاده.
والحق أن هذه المسألة من المسائل التي لم يوفق فيها ابن رشد بل أخطأ في دعوى أن المقام مقام اجتهاد بل الصواب أن المقام مقام نص، ولا اجتهاد مع النص طبعاً، فنصوص الكتاب والسنة تصرخ دون خفاء وبأعلى صوت: بأن المعاد للأجسام والأرواح معاً، فلنستمع إلى الآيات التالية وهي تستنكر على الإنسان حين ينسى أو يتناسى بأن الله خلقه من نطفة ويستصعب متسائلاً من يحيي العظام وهي رميم!!؟
{أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ, وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ. قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ. الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ}. [12] والآية التالية وهي تصف يوم القيامة {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}، [13] وإلى قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى} (الروم: 27).
وإذا انتقلنا إلى السنة نجدها تصرح بالمعاد الجسماني بما لا يترك مجالاً للشك أو الجدل, من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "تبعث أمتي يوم القيامة غراً محجلين", وقوله: "يبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً بهماً".
دلالة الحديث الأول على البعث الجسماني واضحة جداً، لأن الوصف بالغرة والتحجيل إنما هو وصف للجسم والروح تابعة طبعاً!.
وأما الحديث الثاني فلا تقل دلالته على المراد من الحديث الأول؛ لأن الأوصاف الأربعة كلها أوصاف لا تليق إلا بالجسم كما لا يخفى, والروح تدخل تبعاً, والله ولي التوفيق.
وبعد:
أعتقد أن الموضوع قد وضح، وليس بحاجة إلى تعداد أدلة أخرى غير ما تقدم من أدلة الكتاب والسنة، والعقل لا يستبعد ذلك طبعاً، لأنه لم يستبعد المبدأ, ولقد رأينا كيف ربطت بعض الآيات السابقة المعاد بالمبدأ: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}.
الخلاصة
1 – ثبت بالأدلة النقلية والعقلية أن المعاد جسماني.
2 – ثبت أن المقام مقام نص لا مقام اجتهاد.
3 – إنكار المعاد الجسماني تكذيب لنصوص الكتاب والسنة وخروج على مقتضى العقل وتكذيب نصوص الكتاب والسنة الصريحة كفر لا ريب فيه. والله المستعان ..
القضاء والقدر عند ابن رشد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/166)
مما لا يختلف فيه اثنان أن الإيمان بالقضاء والقدر جانب مهم من جوانب العقيدة الإسلامية، ولهذا الإيمان أثره الواضح في سلوك المرء وتصرفاته وفي موقفه من الوقائع والأحداث التي تفاجئ الإنسان في هذه الحياة، ويجب أن يقوم هذا الإيمان على المعنى الصحيح للقضاء والقدر، ولا يوجد ذلك المعنى الصحيح إلا في الوحي الإلهي المتمثل في القرآن الكريم والسنة المطهرة ولا يجوز بوجه من الوجوه الاستعاضة عن هذا المصدر ولا إشراك غيره معه كمصدر أصيل.
معنى القدر والقضاء وأيهما أسبق
اختلف أهل العلم أيهما أسبق على الآخر, القضاء أو القدر ..
والذي تطمئن إليه النفس وتؤيده الأدلة، هو قول أبي حاتم الرازي وغيره من بعض أهل العلم وخلاصته: أن القدر هو التقدير، وأن القضاء هو التفصيل، ومن الشواهد التي ذكرها أبو حاتم على ما ذهب إليه قوله تعالى:
{قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَان} ِ (يوسف: 41) , معناه: الفراغ, وقوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْض} ِ (الجمعة: 10) أي فرغ منها، والقضاء والقدر بمنزلة الثوب الذي يقدره الخياط فهو قبل أن يفصله يقدر هو ويزيد وينقص, ويوسع ويضيق، وإذا فصله فقد قضاه وفاته, ولا يمكنه أن يزيد أو ينقص وذلك مثل القضاء والقدر, والله أعلم، وهناك تعريفات أخرى، وقد يعكس بعضهم فيقدم القضاء على القدر, والله أعلم.
وسواء كان هذا أو ذاك فإن الله تعالى سبق علمه بكل مخلوق وكتب مقاديره وأوجده وفق ما قدره له, وشاء ما يصدر عنه بعد وجوده من خير أو شر, ولا يخرج عن ذلك شيء لا أفعال الإنسان ولا غيرها، وكذلك ما يصيب الإنسان من الحوادث والكوارث, والعبد بجملته مخلوق جسمه وروحه وصفاته وأفعاله وأحواله فهو مخلوق خلق نشأة وصفة يتمكن بها من إحداث إرادته وأفعاله بتلك النشأة، بمشيئة الله وقدرته وتكوينه، فهو الذي خلقه وكوّنه كذلك، فتقع حركته بقدرة العبد المخلوقة، وإرادته التي جعلها الله فيه, فالله سبحانه إذا أراد فعل العبد خلق له القدرة والداعي إلى فعله, فيضاف الفعل إلى قدرة العبد إضافة المسبب إلى سببه، ويضاف إلى الله إضافة المخلوق إلى الخالق، فالمقدور واقع بقدرة العبد الحادثة وقوع المسبب بسببه، والسبب والمسبب والفاعل والآلة أثر قدرة الله [14] تعالى، فلا نعطل قدرة الله عن شمولها وكمالها وتناولها لكل ممكن، وليس في الوجود شيء مستقل بالتأثير سوى مشيئة الله وقدرته ولا نعطل قدرة العبد التي خلقها له وجعلها صالحة لمباشرة الأفعال.
هذه طريقة أهل السنة والجماعة في هذا الباب، وهي التي كان عليها سلف هذه الأمة وهي وسط بين طريقة الجبرية والقدرية كما ترى، وكما سيتضح قريباً إن شاء الله.
وهذه المسألة من أعوص المسائل الشرعية، كما يقول أبو الوليد، لما يظهر من التعارض بين الأدلة، مما أدى إلى تفرق الناس إلى ثلاث فرق، طرفين ووسط:
الطرف الأول: الجبرية .. وعلى رأسهم جهم بن صفوان، فقد ذهبت هذه الفرقة إلى أن العبد مجبور على عمله من خير وشر، وتنسب إليه الأعمال مجازاً كما تنسب إلى الجماد، والإنسان إنما يخالف الجماد في المظهر فقط، فكتب فلان (مثلا) وقرأ وقام وقعد، مجاز، كما يقال: ماج البحر وتحرك الجمل، وأثمرت الشجرة، والذي دفعهم إلى هذا فرارهم من الوقوع فيما وقعت فيه القدرية من القول: إن العبد يخلق أفعاله، كما سيأتي إن شاء الله.
والجبرية نظرت إلى العبد وهو منفعل فقالوا: إنه مجبور غير مختار، وفاتهم أنه منفعل وفاعل.
ما ينتج من هذا القول
يترتب على هذا المذهب إبطال التكليف والثواب والعقاب على الأعمال، كما ينتج منه أن إرسال الرسل وإنزال الكتب عبث، وهو مذهب باطل ومرفوض - كما ترى - عقلاً وشرعاً:
أما عقلاً: فإنه لا يستساغ أن يعطى العامل أجر عمل لم يعمله باختياره حقيقة، وإنما ينسب إليه مجازاً، هذا من حيث الثواب.
وأما العقاب فليس من العدل أن يعاقب العامل على خطيئة ارتكبها تحت الإجيار وبدون اختيار منه بل أتاه كمُكْرَهٍ، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فيصبح إنزال الترغيب والترهيب في الكتاب والسنة وإنذار الرسل كلاماً لا معنى له.
هذا ما يترتب على قول الجبرية بإيجاز.
الطرف الثاني: المعتزلة القدرية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/167)
هذه الفرقة ترى أن العبد يخلق أفعاله بقدرته مستقلاً عن قدرة الله، ويريد ويدبر بإرادته الحرة قبل أن تتدخل إرادة الله تعالى في إرادته أو مع إرادته.
وجهة نظرهم
والذي حمل هؤلاء على هذا القول الخطير، لما رأوا أن العبد يفعل ويترك باختياره الحر، وأثبت له الشرع الثواب على الحسنات، والعقاب على السيئات ثم لا حظوا الفرق بين حركة اليد العادية، وحركة اليد المرتعشة، حيث تكون الأولى اختياراً والثانية اضطرارية، وما ندركه من الفرق بين حركة الصاعد إلى المنارة والساقط منها إذ تكون الأولى بقدرة العبد واختياره بينما لا قدرة له ولا إرادة في الأخرى.
لاحظ القوم هذه الملاحظات في أفعال وحركات العبد، ونظروا إليه فاعلاً، وغفلوا أنه فاعل ومنفعل فزعموا أن العبد هو الذي يخلق أفعاله بقدرته قبل أن تتدخل قدرة الله، تعالى الله عن شريك يشاركه في ربوبيته وخلقه، وفاتهم أن العبد بجسمه وروحه وإرادته وقدرته مخلوق لله، فالله تعالى هو الذي يخلق له القدرة على العمل وإرادة العمل, ويجعله فاعلاً يفعل بالإرادة المخلوقة المحدودة والقدرة المحدثة حتى ينسب إليه العمل، ويضاف إليه إضافة المسبب في الوقت الذي يضاف عمله إلى الله إضافة المخلوق إلى الخالق.
ما أبعد هذا الطرف عن ذلك الطرف حيث العبد مجبور هناك وخالق هنا, وكلا الفريقين ضل الطريق وضاع الصواب بينهما، وعثر عليه أهل السنة والجماعة بتوفيق الله تعالى وقد تقدم بيان مذهبهم.
كسب الأشعري
حاول أبو الحسن الأشعري أن يأتي بحل وسط بين الجبرية والقدرية إلا أنه لم يوفق حيث جعل مناط التكليف: الكسب، والكسب هو العمل - كما يتبادر- بل هو إرادة تحصل عند الفعل، وقعوا في هذا المضيق لئلا يقولوا: إن العبد هو الفاعل الحقيقي مستقلاً كما هو مذهب القدرية، أو يقولوا إنه مجبور وليست له إرادة كما تقول الجبرية، ولكنهم لم يأتوا بجديد بل طريقتهم هذه هي الجبر بعينها والخلاف بينهم وبين الجبرية خلاف لفظي وليس بجوهري - كما ترى -، بل طريقتهم أكثر غموضاً، بل قد عد كسب الأشعري من المحالات, ومحالات الكلام ثلاثة - كما يقولون -:
1 – كسب الأشعري.
2 – أحوال أبي هاشم.
3 – طفرة النظام.
أما كسب الأشعري فقد تحدثنا عنه، وملخصه: أن العبد ليس هو الفاعل حقيقة ولكن عند إرادته للفعل يخلق الله الفعل. نقدر أن نقول: إنها جبرية متطورة أو متسترة.
أما أحوال أبي هاشم: المراد بها الصفات المعنوية التي انفرد بإثباتها أبو هاشم دون سائر المعتزلة من نفيه لصفات المعاني، أي أنه ينفي العلم والقدرة والإرادة إلى آخر الصفات ثم يثبت كونه عالماً وقادراً ومريداً، وهذه (الكوكنة) هي الأحوال [15].
وأما طفرة النظام: فهي (انزلاقة) انفرد بها النظام المعتزلي دون سائر المعتزلة وهي القول بأن الله خلق هذه الموجودات دفعة واحدة على ما هي عليه الآن، من نبات وحيوان وجبال وبحار، ولم يتقدم خلق آدم على ذريته غير أن الله (أكمن) بعضها في بعض, فالتقدم والتأخر إنما يقع في ظهور هذه الموجودات في أماكنها دون حدوثها ووجودها.
وقد زعم النظام ما زعم متأثراً بأصحاب الكمون والظهور، من الفلاسفة وهي طفرة لم يسبقه إليها أحد قبله.
خلاصة رأي ابن رشد
يقول ابن رشد - وهو يلخص بحثه الطويل في مسألة القضاء والقدر -: "ولما كان ترتيب الأسباب ونظامها هو الذي يقتضي وجود الشيء في وقت ما، في ذلك الوقت، وجب أن يكون العلم بأسباب شيء ما هو العلم بوجود ذلك الشيء أو عدمه في وقت ما, والعلم بالأسباب على الإطلاق هو العلم بما يوجد منها، أو ما يعدم في وقت من أوقات جميع الزمان, فسبحان الذي أحاط اختراعاً وعلماً بجميع أسباب الموجودات وهذه هي مفاتح الغيب في قوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاّ هُو} ـ الآية. (الأنعام: 59).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/168)
وإذا كان هذا كله كما وصفنا فقد تبين لك كيف لنا اكتساب، وكيف جميع مكتسباتنا بقضاء وقدر سابق, وهذا الجمع هو الذي قصده الشرع بتلك الآيات العامة والأحاديث التي يظن بها التعارض، وهي إذا خصصت عمومتها بهذا المعنى، انتفى عنها التعارض, وبهذا أيضاً تنحل جميع الشكوك التي قيلت في ذلك، أعني الحجج المتعارضة العقلية أعني أن كون الأشياء الموجودة عن إرادتنا يتم وجودها بالأمرين معاً, أعني بإرادتنا وبالأسباب التي من خارج، فإذا نسبت الأفعال إلى واحد من هذين على الإطلاق لحقت الشكوك المتقدمة.
وابن رشد - كما ترى - يدندن حول مذهب أهل السنة والجماعة في هذا المسألة وهو معافى من داء الجبرية والقدرية ومن كسب الأشعري, بل هو يثبت للعبد قدرة وإرادة، وفي الوقت نفسه يقرر أن الأشياء توجد بقضاء وقدر سابق، بل يقرر أنه لا بد من اجتماع الأمرين معاً القضاء والقدر ويسميها (السبب الخارجي) وإرادة العبد وهي السبب الداخلي وتوجد الأشياء بإذن الله تعالى، بتوفر الأمرين معاً.
وذلك يعني أن العبد يعمل بإرادته وقدرته واختياره، ولكنه هو وإرادته وقدرته والآلة التي استعملها بل وعقله كل ذلك مخلوق لله {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ} (فاطر: 3) , فتضاف الأعمال إلى العبد حقيقة إضافة المسبب إلى السبب لأن العبد بإرادته وقدرته هو سبب وجود تلك الأعمال، وقد جعل الله لكل شيء سبباً، فهي تضاف إلى الله إضافة المخلوق إلى الخالق, هذه هي طريقة أهل السنة والجماعة كما تقدم، فليهنأ ابن رشد بهذا التوفيق في هذه المسألة العويصة كما وصفها هو نفسه في كتابه منهاج الأدلة في عقائد الملل.
وبعد هذا الملخص والتعليق عليه يحسن بنا أن نسرد بعض الآيات القرآنية التي أشار إليها ابن رشد لنرى كيف تتفق ولا تختلف وبالتوفيق بينهما تزول جميع الشكوك إن شاء الله.
المجموعة الأولى من الآيات المشار إليها:
أ – {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (الكهف: 29)، {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} (التكوير: 28)، {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ} (البقرة: 281)، {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} (البقرة: 286)، {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} (آل عمران: 182).
هذه المجموعة وما في معناها من نصوص الكتاب والسنة تفيد أن أفعال الإنسان تقع بإرادته ومشيئته واختياره.
ومما يؤيد هذا المعنى أن المجنون لا يسأل عن أفعاله بإجماع؛ لأنها لم تقع منه بإرادته أو بإرادة معتبرة.
ب – المجموعة الثانية: {وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ} (يس:42)، {وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ} (النحل: 80)، {وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} (الصافات: 96).
تفيد هذه المجموعة وما شاكلها من نصوص الوحي أن الإنسان وإن كان فاعلاً لأفعاله حقيقة لا مجازاً وله إرادة ومشيئة ولكن إرادته ومشيئته مخلوقتان لله، وهما سببان فقط لإيجاد فعل الإنسان، والله خلق السبب والمسبب معاً، وكون الإنسان يفعل بإرادته، لا يخرج فعله من عموم مخلوقات الله فالسفينة يصنعها الإنسان بيده، ولكن الله خالقه وخالق يده وإرادته، وكذلك البيوت والجلود المذكورات في المجموعة الثانية والله ولي التوفيق.
هكذا تتفق الآيات التي ظاهرها التعارض, ولا تعارض في واقع الأمر إذ دلت المجموعة الأولى أن للإنسان تدخلاً في أعماله بحيث يثاب على الحسنة ويعاقب على السيئة، فتضاف إليه أعمال حقيقة.
ودلت المجموعة الثانية أن الإنسان وأعماله مخلوقات لله تعالى وهو الخالق وحده سبحانه.
سر القدر
فطالما خضنا في هذا المبحث الخطير فلا بد أن نقول شيئاً في محاولة الإجابة على سؤال خطير يتردد في الأذهان، وربما ظهر على بعض الألسنة أحياناً والسؤال يتكون من فقرتين، ونص السؤال هكذا:
إذا شاء الله من الإنسان المعصية ولم يشأ منه الطاعة فلم يحاسبه على ما لم يشأ منه؟
ولم لم يشأ منه الطاعة كما شاءها من غيره؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/169)
الجواب على الفقرة الأولى من السؤال: سبق أن تحدثنا أن في الأصول القطعية عند أهل السنة أن الهداية والضلال, والطاعة والمعصية بمشيئة الله وأن الإنسان سبب في وقوعها، ومسئوليته عن أفعاله أصل قطعي آخر من هذه الزاوية، فالقاعدة التي يتفق عليها العقلاء أن القطعيات لا تتناقص في نفسها، وإن بدت لنا متناقضة لقصور إدراكنا.
فحسبنا أن نقف عند هذه القطعيات ونؤمن بها جميعاً، ولا نرد منها شيئاً ولو لم نحط بها علماً، لأن مسألة القضاء والقدر لها تعلق بصفات الله تعالى: كعلمه وحكمته وإرادته، وحيث أننا نعجز عن الإحاطة بصفات الله تعالى, فكذلك نعجز عن الإحاطة بسر القدر، وسر القدر هو أن الله تعالى أضل وهدى وأسعد وأشقى، وأمات وأحيا غير ذلك كل ذلك لحكمة يعلمها ولا نعلمها، ها هنا السر!!!
وهو العليم الحكيم، فسبحان الذي أحاط كل شيء علماً، وأحصى كل شيء عدداً.
ولا يضير المرء في إيمانه عجزه عن الإحاطة بسر القدر لأن ذلك ليس بمستطاع ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ولكن الذي يضيره أن يبني على عجزه أحكاماً ويتصرف على غير هدى. من ذلك رد بعض الأصول القطعية في القدر، وضرب النصوص بعضها ببعض.
وللجواب على الفقرة الثانية في السؤال نورد قول علي رضي الله عنه: "القدر سر الله فلا نكشفه"ومن سر القدر عجزنا عن جواب: (لم شاء الله الطاعة من زيد ووفقه، بينما لم يشأ من عمرو ولم يوفقه؟) , بل الجواب الذي ليس بعده جواب قوله تعالى: {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (الانبياء: 23)، ومما لا نزاع فيه بين العقلاء أن المالك له أن يتصرف في ملكه كيف يشاء، ولا يلزم ليكون تصرفه سليماً أن يدرك غيره الحكمة الباعثة, والعلة في تصرفاته, وليس لأحد حق الاعتراض عليه في تصرفه، إذا لم يعلم السر في أفعاله.
فلو رأينا صاحب بستان يحتوي بستانه على أنواع من الأشجار لو رأيناه يقطع هذه الشجرة ويترك تلك ويهذب هذه وينظمها ويهمل تلك دون تهذيب أو إصلاح، فهل لأحد حق الاعتراض على هذه الأعمال المختلفة؟ فالجواب: لا, طبعا؛. لأننا لا ندري ما هو الباعث له على ما فعل أو ترك، هذا هو معنى قول علي رضي الله عنه: "القدر سر الله فلا نكشفه"أي فلا نحاول كشفه لندرك حقيقة ذلك السر المكتوم لأنه تكلف بلا نتيجة ومن حاول إدراك غير المستطاع نتيجة محاولته:
كناطح صخرة يوماً ليوهنها
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
من ثمرات الإيمان بالقدر
صاحب الإيمان الصحيح بالقدر يباشر الأسباب المباحة بيده، ويبذل معه في الأخذ بالأسباب ولا يعجز ولا يتواكل ولكنه يعتمد على الله وحده في نجاح تلك الأسباب المبذولة لا على الأسباب ذاتها، ولقد كان كذلك سيد المرسلين وإمام المتوكلين محمد عليه الصلاة والسلام، فقد اختفى عليه الصلاة والسلام في الغار يوم الهجرة، وهذا منه عليه الصلاة والسلام يعتبر تعليماً للأمة في الأخذ بالأسباب ومباشرتها, وقد فعل ذلك في سبيل التخلص من شر المشركين ولكنه لم يكن اعتماده في الخلاص على السبب نفسه، وإنما كان اعتماده على الله العلي القدير، قال تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} (التوبة: 40) , وذلك يعني أن ثقته كانت في الله واطمئنانه وسكينته بسبب تلك المعية الخاصة، إلا أنه لم يهمل السبب بناء على الثقة والاعتماد الصادق على الله، وقد رأيناه عليه الصلاة والسلام مرة أخرى في معركة (بدر) يباشر السبب, إذ رأيناه ينظم الجيش كسبب مادي لا بد من مباشرته، ثم يرجع إلى العريش الذي ضرب له في أرض المعركة فيدعو الله ويلح في الدعاء ويكثر فيطلب النصر من الله، وكان عليه الصلاة والسلام يحث أصحابه على البيع والشراء، وكان من أصحابه المزارعون والتجار الذين يزاولون البيع والشراء.
هذا هو المفهوم الصحيح للتوكل. وهو ثمرة من ثمرات الإيمان الصحيح بالقدر {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (يس: 83) ..
خاتمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/170)
تم بتوفيق الله وعونه إعداد هذه العجالة التي تحدثنا فيها عن موقف الفيلسوف ابن رشد من العقل والنقل, ورأينا في هذا البحث معالجة ابن رشد التوفيق بين الشريعة والحكمة ومناقشته الحادة لعلماء الكلام في التأويل الذي يسلطه أهل الكلام على نصوص الصفات ليتبعوا ما تشابه من النصوص ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله، ولقد بينا في هذه العجالة ضرورة توحيد المصدر للعقيدة الإسلامية وذلك المصدر هو الوحي الإلهي، فقط قبل أن يشاركه أي مصر آخر لا الفلسفة ولا علم الكلام ولا القياس بأنواعه.
وبعد هذا كله من الحماقة بمكان أن يقال:
بأن الشرع لم يفصل أمور العقيدة، فالرجوع إلى الفلسفة أمر ضروري لمعرفة التفصيل، وهو قول عار عن الحقيقة بل هو تمويه على السذج من الناس لأن أمور العقيدة كما أوضحنا في صلب البحث من أهم مطالب الذين بعثت بها الرسل وأنزلت من أجلها الكتب.
ومن المستحيل عقلاً أن يهمل الشارع بيان هذا المطلب الذي هو أهم المطالب على الإطلاق دون بيان شاف بالتفصيل اللازم فيحيل الناس على مصدر آخر في معرفته، في الوقت الذي بين فيه فروع الشريعة وأوضح سننها وآدابها, ولقد رأينا كيف بين الوضوء ونواقضه وكيفية التيمم وغير ذلك من الفروع.
ومن تتبع آيات القرآن وتدبرها واطلع على المقدار الكافي من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام مع دراستها ما كان يفهمه الرعيل الأول من النصوص، يدرك تماماً ودون شك أن بيان العقيدة قد وقع بياناً يغني أهله عن الحاجة إلى سفسطة أهل الكلام وخوض الفلاسفة.
والحمد لله رب العالمين ..
--------------------------------------------------------------------------------
[1] منهاج الأدلة.
[2] من كتاب القضاء والقدر للدكتور عبد الكريم زيدان بتصرف.
[3] قاموس المحيط ..
[4] موافقة صريحة المعقول لصحيح المنقول ـ لابن تيمية.
[5] العلماء في اصطلاح ابن رشد: الحكماء أي الفلاسفة.
[6] من شرح الطحاوية بتصرف.
[7] سورة براءة. الآية: 6.
[8] سورة الكهف. الآية: 109.
[9] منهاج الأدلة لابن رشد.
[10] منهاج الأدلة لابن رشد.
[11] وهي طريقة الباطنية.
[12] سورة يس.
[13] سورة الأنبياء.
[14] موافقة المعقول ـ لابن تيمية.
[15] والتناقض واضح في هذا التصرف لأنه ليس بمعقول ولا مفهوم نفي الإرادة مثلاً مع إثبات كونه تعالى مريداً.
__________________
عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي
مكة، هاتف 00966551114520
aofakeeh@yahoo.com
عبدالرحمن الفقيه
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى عبدالرحمن الفقيه
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى عبدالرحمن الفقيه
إيجاد جميع المشاركات للعضو عبدالرحمن الفقيه
قديم 07/ 06/05, 02:38 02:38:58 PM
عبد عبد غير متواجد حالياً
عضو مميز تاريخ الانضمام: 08/ 03/05
المشاركات: 565
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
جزاك الله خيراً شيخنا عبدالرحمن، ومن أشهر مقالات ابن رشد الفاسدة القول بقدم العالم، ومن المقال السابق يعلّل لذلك - والعهدة على نقولات الشيخ الجامي -:
اقتباس:
"إن العالم في الحقيقة ليس محدثاً حقيقياً ولا قديماً حقيقياً لأن القول: إنه محدث حقيقي فاسد ضرورة لأن العالم ليس من طبيعته أن يفنى أي لا تنعدم مادته، والقدم الحقيقي ليس له علة والعالم له علة!!.
ولكن يدُلك على اضطرابه تناقضه إذ يقول في موضع سابق:
اقتباس:
"لما كانت جميع هذه الموجودات مخترعة من العدم بعد أن لم تكن دل على أنه لا بد من وجود مبدع صانع لهذا الكون قادر على الاختراع لاستحالة تحولها من العدم إلى الوجود بنفسها، وذلك المبدع الخالق هو الله لا إله إلا هو ولا رب سواه".
وهذا هو ديدن من عميّت بصيرته، ومن لم يجعل الله له من نور فماله من نور.
__________________
عبد
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى عبد
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى عبد
إيجاد جميع المشاركات للعضو عبد
قديم 07/ 06/05, 06:33 06:33:38 PM
شبيب السلفي شبيب السلفي غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 30/ 03/05
المشاركات: 102
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/171)
__________________
شبيب السلفي
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى شبيب السلفي
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى شبيب السلفي
إيجاد جميع المشاركات للعضو شبيب السلفي
قديم 07/ 06/05, 07:58 07:58:41 PM
محمد الناصري محمد الناصري غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 25/ 10/04
المشاركات: 193
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
أخي شبيب السلفي أتمنى عليك قراءة كتاب (موقف ابن تيمية من فلسفة ابن رشد) للطبلاوي.
__________________
محمد الناصري
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى محمد الناصري
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى محمد الناصري
إيجاد جميع المشاركات للعضو محمد الناصري
قديم 10/ 06/05, 06:28 06:28:42 AM
شبيب السلفي شبيب السلفي غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 30/ 03/05
المشاركات: 102
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
جزاك الله خيرا أخي محمد , وأفعل إنشاء الله تعالى
__________________
شبيب السلفي
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى شبيب السلفي
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى شبيب السلفي
إيجاد جميع المشاركات للعضو شبيب السلفي
قديم 10/ 06/05, 11:48 11:48:41 AM
مجدي ابو عيشة مجدي ابو عيشة غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 12/ 09/04
محل السكن: الاردن
المشاركات: 209
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
أخي عبد:لانه نسب القدم للعبد فعبارته
اقتباس:
العالم ليس من طبيعته أن يفنى أي لا تنعدم مادته
تكون صحيحة بان الله عز وجل يخلق خلقا من بعد خلق وانه اوجد في العالم نظام متقنا فلا شيء يوجد من العدم الا بأذنه وقوله تعالى واضح في قوله تعالى:"منها خلقناكم وفيها نعيدكم وفيها نخرجكم تارة اخرى"
لانه يتكلم عن طبيعة المخلوقات لا عن طبيعة الخلق.
فخلق الانسان من تراب وعودته له فهي خلق ما لم يكن من شيء كائن وهو قبل ذلك لم يكن مخلوقا بشريا ولكنه كان تراب كقوله تعالى لزكريا عليه السلام انه خلقه ولم يكن شيئا وشيئا هنا لا يقصد بها المخلوق عامة وانما شيئا يخص ويذكر ونما كان شيئلاغير مذكورا.
اما الخلق المطلق من العدم فهو قد سلم به كما نقلت عنه ولكن هذه العبارات المطاطة تجعلك لا تعي ما يقوله الكثير منهم فلا تميز بين سقيم كلامه وصحيحه , وليست الاشكالية لماذا تكلموا بهذه المصطلحات ,لانهم انما ارادوا القول بان العالم مخلوق. وكان ردهم على الفلاسفة لذلك دخلوا شعابهم ولم يخرجوا منها.
لذا كان كلام الشيخ عما يجب على المسلم فهمه كافيا , وكان فعل ابن رشد تكلفا. والمتكلف يقع في مشاكل كثيرة ولعل الاشكال في تكلفه ما لا يفهم الا بقدم العالم من جهة وبحدوثه من جهة اخرى (كلام لا يحقق عقلا ولا شرعا) فالمشكلة في النقل عنه بانه قال:
اقتباس:
والعالم قديم إذا اعتبرنا أنه وجد عن الله منذ الأزل من غير تراخ في زمن
فكيف يوجد شيء من شيء من غير تراخ في الزمن؟
لهذا لا يجب على الانسان التكلف بما لم يعلم:قال تعالى
اقتباس:
مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً
والله تعالى أعلم
__________________
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)
مجدي ابو عيشة
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى مجدي ابو عيشة
إيجاد جميع المشاركات للعضو مجدي ابو عيشة
قديم 22/ 06/05, 12:46 12:46:30 AM
حميد الهلالي حميد الهلالي غير متواجد حالياً
عضو جديد تاريخ الانضمام: 09/ 05/05
المشاركات: 39
افتراضي ابن رشد
--------------------------------------------------------------------------------
الرجل أشعري على طريقة متقدميهم إثبات الصفات إلا الاختيارية
__________________
حميد الهلالي
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى حميد الهلالي
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى حميد الهلالي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/172)
إيجاد جميع المشاركات للعضو حميد الهلالي
قديم 19/ 08/05, 10:05 10:05:22 PM
منهاج السنة منهاج السنة غير متواجد حالياً
عضو جديد تاريخ الانضمام: 03/ 08/02
المشاركات: 30
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
ابحث هنا اخي الكريم
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=381
__________________
منهاج السنة
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى منهاج السنة
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى منهاج السنة
زيارة الرئيسية للمستخدم منهاج السنة!
إيجاد جميع المشاركات للعضو منهاج السنة
قديم 17/ 07/06, 10:30 10:30:02 PM
أبو يوسف المالكي أبو يوسف المالكي غير متواجد حالياً
عضو جديد تاريخ الانضمام: 31/ 08/05
محل السكن: المغرب الأقصى
المشاركات: 92
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبو يوسف المالكي
افتراضي غفر الله لك
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة عبد
وهذا هو ديدن من عميّت بصيرته، ومن لم يجعل الله له من نور فماله من نور.
يا أخي، هلا تأدبت مع هذا العالم العلم؟
الرجل من الأئمة الكبار، وبعض كتبه تدرس في الجامعات الإسلامية، ولم أجد قط في من ترجم له - وأنا من الباحثين في فقهه - وصمه بما تلفظت به من الكلام الذي لا يليق بعوام العلماء، فكيف بخاصة أئمة الإسلام. وأنا أدعوك يا أخي أن تقرأ ما قاله فيه الإمام برهان الدين بن فرحون المالكي المصري في كتابه " الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب ":
... وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية، ودرس الفقه والأصول وعلم الكلام، ولم ينشأ بالأندلس مثله كمالا وعلما وفضلا. وكان على شرفه أشد الناس تواضعا وأخفضهم جناحا وعني بالعلم من صغره إلى كبره، حتى حكي أنه لم يدع النظر ولا القراءة منذ عقل إلا ليلة وفاة أبيه وليلة بنائه بأهله، وأنه سود - فيما صنف وقيد وألف وهذب واختصر - نحوا من عشرة آلاف ورقة، ومال إلى علوم الأوائل، وكانت له فيها الإمامة دون أهل عصره. وكان يفزع إلى فتياه في الطب كما يفزع إلى فتياه في الفقه، مع الحظ الوافر من الإعراب و الآداب والحكمة ... وحمدت سيرته في القضاء بقرطبة، وتأثلت له عند الملوك وجاهة عظيمة ولم يصرفها في ترفيع حال، ولا جمع مال، وإنما قصرها على مصالح أهل بلده خاصة، ومنافع أهل الأندلس عامة. اهـ
هل يدور بخاطر مسلم أن يتقلد " من عميت بصيرته، ومن لم يجعل الله له من نور " قضاء قرطبة، وهي حينئذ كعبة العلم بالأندلس على مرأى ومسمع من الأئمة؟!!!!
اللهم غفرا.
أنتظر منك يا أخي " عبد " أن تسحب كلامك النابي في حق الإمام ابن رشد الحفيد.
ومزيدا يا إخوتي الكرام من الأدب مع علماء الإسلام.
دمتم طيبين.
__________________
لا تعرف الحق بمعرفة الرجال، إعرف الحق تعرف أهله.
أبو يوسف المالكي
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو يوسف المالكي
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو يوسف المالكي
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو يوسف المالكي
قديم 18/ 07/06, 03:00 03:00:29 AM
يوسف حميتو يوسف حميتو غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 16/ 10/05
محل السكن: الدار البيضاء
المشاركات: 259
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
يا أخي، هلا تأدبت مع هذا العالم العلم؟
الرجل من الأئمة الكبار، وبعض كتبه تدرس في الجامعات الإسلامية، ولم أجد قط في من ترجم له - وأنا من الباحثين في فقهه - وصمه بما تلفظت به من الكلام الذي لا يليق بعوام العلماء، فكيف بخاصة أئمة الإسلام. وأنا أدعوك يا أخي أن تقرأ ما قاله فيه الإمام برهان الدين بن فرحون المالكي المصري في كتابه " الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب ":
أحسنت أبا يوسف في ردك.
وعلى رأي أهل مصر: اللي ما يعرفش يقول عدس.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
من مثل هذا أتينا.
__________________
- مشرف منتدى أصول الفقه بمنتديات شبكة الشريعة www.sharee3a.net
يوسف حميتو
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى يوسف حميتو
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى يوسف حميتو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/173)
إيجاد جميع المشاركات للعضو يوسف حميتو
قديم 22/ 07/06, 01:56 01:56:13 AM
حسن باحكيم حسن باحكيم غير متواجد حالياً
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 17/ 01/06
المشاركات: 197
افتراضي جزاك الله خيراً
--------------------------------------------------------------------------------
جزاك الله خيراً
__________________
حسن باحكيم
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى حسن باحكيم
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى حسن باحكيم
إيجاد جميع المشاركات للعضو حسن باحكيم
قديم 23/ 07/06, 03:23 03:23:02 PM
نضال مشهود نضال مشهود غير متواجد حالياً
عضو جديد تاريخ الانضمام: 17/ 06/05
المشاركات: 33
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
كفانا أن يسميه شيخُ الإسلام: "أفضلَ الفلاسفة"
__________________
نضال مشهود
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى نضال مشهود
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى نضال مشهود
إيجاد جميع المشاركات للعضو نضال مشهود
قديم 26/ 07/06, 10:11 10:11:24 PM
أبو يوسف المالكي أبو يوسف المالكي غير متواجد حالياً
عضو جديد تاريخ الانضمام: 31/ 08/05
محل السكن: المغرب الأقصى
المشاركات: 92
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبو يوسف المالكي
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------
الإمام ابن رشد لم يقطع أحد من الأئمة لا بتبديعه ولا بتكفيره، حتى حساده الذين أفسدوا بينه وبين سلطان المغرب - وكان محبا له ومقربا إياه من قبل - لم يفلحوا في الحكم عليه بالردة، وكان ذلك بالجامع الأعظم بقرطبة حيث عقد مجلس الحكم بأمر السلطان.
الرجل إماااااااام بحق، ولم يكمل من الرجال إلا الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.
__________________
لا تعرف الحق بمعرفة الرجال، إعرف الحق تعرف أهله.
أبو يوسف المالكي
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو يوسف المالكي
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو يوسف المالكي
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو يوسف المالكي
أدوات الموضوع(34/174)
أفضلية الصحابة بالمجموع أم بالأفراد؟
ـ[د ـ عبدالله التويجري]ــــــــ[16 - 08 - 06, 09:45 م]ـ
مبارك بقنه
لم يختلف علماء أهل السنة والجماعة في أن أفضل القرون على الإطلاق هو قرن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويدل لهذا ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:" خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "
وذهب الجمهور من أهل السنة إلى أن أبا بكر أفضل الأمة بعد نبيها ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم تمام العشرة ثم أهل بدر ثم ...
أحد ثم بيعة الرضوان وممن له مزية أهل العقبتين من الأنصار وكذلك السابقون الأولون وهم من صلى إلى القبلتين [1].
وقد اختلف العلماء فيمن رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من غير أولئك، فيمن لم يحصل له إلا مجرد المشاهدة، هل من أفراد الأمة من يكون أفضل منه أم لا؟ قال ابن حجر:" والذي يظهر أن من قاتل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو في زمانه بأمره أو انفق شيئا من ماله بسببه لا يعدله في الفضل أحد بعده كائنا من كان، وأما من لم يقع له ذلك فهو محل البحث، والأصل في ذلك قوله تعالى: (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (الحديد: من الآية10) والخلاف وقع على قولين:
القول الأول: ما ذهب إليه ابن عبد البر وغيره من المتكلمين إلى أن الأفضلية إلى المجموع وليست للأفراد واستدلوا بالتالي:
أولاً: عن بن محيريز قال قلت لأبي جمعة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: نعم، أحدثك حديثا جيدا، تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال: يا رسول الله هل أحد خير منا أسلمنا معك وجاهدنا معك. قال: "نعم قوم من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني [2] ".
وفي رواية أخرى، فقلنا: يا رسول الله، هل من قوم أعظم منا أجرا، آمنا بك واتبعناك. قال: "ما يمنعكم من ذلك ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أظهركم، يأتيكم الوحي من السماء، بلى قوم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به، ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرا، أولئك أعظم منكم أجرا، أولئك أعظم منكم أجرا."
وذكر ابن عبدالبر في التمهيد [3] عن سفيان بن عيينة كان يقول: "تفسير هذا الحديث وما كان مثله بين في كتاب الله، وهو قوله تعالى: (وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله) "
ثانياً: عن عمر رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم جالسا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا؟ ". قالوا: يا رسول الله الملائكة. قال: "هم كذلك، ويحق ذلك لهم، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها بل غيرهم" قالوا: يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى بالنبوة والرسالة. قال:" هم كذلك، ويحق لهم ذلك، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها بل غيرهم" قال: قلنا فمن هم يا رسول الله؟ قال: "أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي ولم يروني، ويجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا [4]."
ثالثاً: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتى المقبرة، فقال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. وددت أنا قد رأينا إخواننا" قالوا: "أو لسنا إخوانك يا رسول الله." قال: "أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد" فقالوا: "كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله" فقال: "أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة، بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟ " قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض. ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلم. فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك. فأقول سحقا سحقا [5] "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/175)
الشاهد قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا أو لسنا إخوانك يا رسول الله قال بل أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد) فهذا يدل على فضل من لم يأت من المؤمنين، وجعلهم بمنزلة إخوانه.
قال القاضي عياض تعليقاً على هذا الحديث:" ذهب أبو عمرو بن عبد البر في هذا الحديث وغيره من الأحاديث في فضل من يأتي آخر الزمان إلى أنه قد يكون فيمن يأتي بعد الصحابة من هو أفضل ممن كان من جملة الصحابة، وأن قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "خيركم قرني على" الخصوص معناه: خير الناس قرني. أى السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ومن سلك مسلكهم، فهؤلاء أفضل الأمة، وهم المرادون بالحديث. وأما من خلط في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم وإن رآه وصحبه و لم يكن له سابقة ولا أثر في الدين فقد يكون في القرون التي تأتي بعد القرن الأول من يفضلهم على ما دلت عليه الآثار. [6] "
رابعاً: عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن كقبض على الجمر، للعامل فيها أجر خمسين. قالوا: يا رسول الله أجر خمسين منهم أو خمسين منا؟ قال خمسين منكم. [7] "
خامساً: عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرات [8] "
سادساً: عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"مثل أمتي مثل المطر، لا يُدرى أوله خير أم أخره. [9] "
سابعاً: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “من أشد أمتي لي حباً، ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله. [10] "
ثامناً: وقد روى بن أبي شيبة من حديث عبد الرحمن بن جبير بن نفير أحد التابعين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “ليدركن المسيح أقواما، إنهم لمثلكم أو خير ثلاثا ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح أخرها [11] "
تاسعاً: واحتجوا أيضا بأن السبب في كون القرن الأول خير القرون أنهم كانوا غرباء في إيمانهم لكثرة الكفار حينئذ وصبرهم على أذاهم وتمسكهم بدينهم، وكذلك أواخرهم إذا أقاموا الدين وتمسكوا به، وصبروا على الطاعة حين ظهور المعاصي والفتن كانوا أيضا عند ذلك غرباء وزكت أعمالهم في ذلك الزمان كما زكت أعمال أولئك ويشهد له ما رواه مسلم عن أبي هريرة رفعه بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. فقد ذكر ابن عبد البر:" أن الإيمان والعمل الصالح في الزمن الفاسد الذي يرفع فيه العلم والدين من أهله، ويكثر الفسق والهرج، ويذل المؤمن، ويعز الفاجر، ويعود الدين غريبا كما بدأ، ويكون القائم فيه بدينه كالقابض على الجمر، فيتسوي حنيئذ أول هذه الأمة بآخرها في فضل العمل إلا أهل بدر والحديبية. [12] "
القول الثاني: وهو قول الجمهور، أن الأفضلية بالأفراد، واستدلوا لذلك:
أولاً: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"لا تسبوا أصحابي، فلوا أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه [13] "
قال ابن النجار:" هذا، وإن ورد على سبب خاص، فالعبرة بعموم اللفظ، ولا يضرنا كون الخطاب بذلك للصحابة؛ لأن المعنى: لا يسب غير أصحابي أصحابي، ولا يسب أصحابي بعضهم بعضا [14] "
ثانياً: عن أبي بردة عن أبيه قال صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلى معه العشاء. قال: فجلسنا. فخرج علينا، فقال: "ما زلتم ها هنا" قلنا: يا رسول الله صلينا معك المغرب، ثم قلنا نجلس حتى نصلى معك العشاء. قال: "أحسنتم أو أصبتم" قال: فرفع رأسه إلى السماء، وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء. فقال: "النجوم آمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم، أتى السماء ما توعد. وأنا آمنة لأصحابي، فإذا ذهبت، أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي آمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون. [15] "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/176)
وفي هذا الحديث دلالة على فضل الصحابة، وانهم أمنة لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم. فما دام الصحابة موجودين كان الدين قائماً، والحق ظاهرا، والنصر على الأعداء حاصلا. وهذا الحديث يدل على فضل عموم الصحابة على من بعدهم. فجعلهم كالنجوم يقتدى بهم في أمور دينهم كما يهتدون بالنجوم في ظلمات البر والبحر. وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم:" فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون" فإذا لم يبقى من الصحابة أحد، جاء الذي وعُدت به أمة محمد وفي هذه اللفظة النبوية فضل لكل صحابي أنه أمنة لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ثالثاً: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" يأتي على الناس زمان، يغزو فئام من الناس. فيقال: لهم فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم. ثم يغزو فئام من الناس. فيقال لهم: فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم. ثم يغزو فئام من الناس. فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم [16] "
رابعاً: عشر ما رواه أبو عبد الله بن بطة من حديث الحسن عن أنس رضي الله عنه انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن مثل أصحابي في أمتي كمثل الملح في الطعام لا يصلح الطعام إلا بالملح [17]."
ووجه الاستدلال انه شبه أصحابه في صلاح دين الأمة بهم، بالملح الذي صلاح الطعام به. قال الحسن: قد ذهب ملحنا فكيف نصلح.
خامساً: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:" لا تمس النار مسلما رآني أو رأى من رآني" قال طلحة فقد رأيت جابر بن عبد الله. وقال موسى وقد رأيت طلحة. قال يحيى وقال لي موسى وقد رأيتني ونحن نرجو الله [18].
سادساً: عن ابن عمر قال:" لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره [19] "
الترجيح والمناقشة:
والذي يترجح من الأدلة هو قو ل الجمهور بأن أفضلية الصحابة على الأفراد وذلك لقوة الدليل، كما أن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء فلا يقاس عليه. يشاء فلا يقاس عليه. وسبق لهم من الفضل على لسان نبيهم ما ليس لأحد بعدهم، قال ابن مسعود رضي الله عنه": إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ. [20] "
وقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة:119) قال غير واحد من: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وصدق فيهم وصف ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال: "من كان متأسيا فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، قوم اختارهم الله لصحبه نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوا آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم."
وقد غلّظ جندب بن عبد الله رضي الله عنه القول عندما رأي من يفضل أحد من الناس على الصحابة فقال لفرقه دخلت عليه من الخوارج، فقالوا إنا ندعوك إلى كتاب الله، فقال: أنتم؟! قالوا: نحن، قال: أنتم؟! قالوا: نحن، فقال: يا أخابيث خلق الله في أتباعنا تختارون الضلالة، أم في غير سنتنا تلتمسون الهدى اخرجوا عنى [21]."
قال البيهقي في المفهم [22]:" أن من صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورآه ولو مرة من عمره، أفضل من كل من يأتي بَعدُ، وأن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل. وهو الحق الذي لا ينبغي أن يُصار لغيره، لأمور:
أولها: مزية الصحبة ومشاهدة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وثانيها: فضيلة السبق للإسلام.
وثالثها: خصوصية الذب عن حضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ورابعها: فضيلة الهجرة والنُصرة.
وخامسها: ضبطهم للشريعة
وسادسها: تبليغها لمن بعدهم.
وسابعها: السبق في النفقة في أول الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/177)
وثامنها: أن كل خير وفضل وعلم وجهاد ومعروف فعل في الشريعة إلى يوم القيامة، فحظهم منه أكمل حظ، وثوابهم فيه أجزل ثواب؛ لأنهم سنُّوا سُنن الخير، وافتتحوا أبوابه، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم:" من سنَّ في الإسلام سُنة حسنة كان له أجرها وأجر نم عمل بها إلى يوم القيامة [23] " ولا شك في أنهم الذين سنُوا جميعَ السُنن، وسابقوا إلى المكارم، ولو عُدَّدت مكارهم، وفُسرت خواصهم، وحُصرت لملأت أسفاراً، ولكلّت الأعين بمطالعتها حيارى."
فللصحابة الكرام فضائل لا يشاركهم فيها أحد، فهم قد رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهم خير القرون بنص الحديث، وهم الواسطة بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين صحابته، وهم الصفوة التي أختارها الله لنبيه، وهم الذين قاوموا بنشر الدين فكل خير لهم فيه نصيب.
وأما ما أستدل به أصحاب القول الأول فهي عمومات ليس فيها دليل صريح يصلح في محل النزاع، وإليك مناقشتها:
أما بحديث أبي جمعة فالرواة لم تتفق على لفظه، فقد رواه بعضهم بلفظ الخيرية كما تقدم، ورواه بعضهم بلفظ أعظم منا أجراً، وقد ذكر ابن حجر إن إسناد هذه الرواية أقوى من إسناد الرواية المتقدمة، فيبطل الاستدلال.
وحديث عمر رضي الله عنه: "أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا؟ ... " فهو لم حديث لم يثبت كما قرر ذلك ابن حجر في الفتح فلا يصلح للاحتجاج.
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه: " وددت أنا قد رأينا إخواننا ... " لا يدل على أفضلية من أتى بعد الصحابة على الصحابة. ولا شك أن المراد بالأخوة هي أخوة الدين والإيمان؛ وهذه الأخوة عامة مشتركة لجميع المؤمنين، والصحابة أول من يدخل في هذه الأخوة؛ بل الحديث يدل على ميزة وفضل الصحابة فهم بالإضافة إلى أخوة الإيمان التي قررها الله عز وجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات: من الآية10) قد حازوا فضلاً زائداً وهو فضل الصحبة؛ فميزهم رسول الله عن غيرهم بشيء خاص بهم لا يشاركهم فيه أحد.
وأما الاستدلال بقوله صلى الله عليه وآله وسلم:" تأتي أيام للعامل فيهن أجر خمسين قيل منهم .. " فالحديث لم يدل على الأفضلية وإنما دل على زيادة الأجر، وزيادة أجر العامل لا تدل على الأفضلية. قال ابن حجر:" إن حديث للعامل منهم أجر خمسين منكم لا يدل على أفضلية غير الصحابة على الصحابة، لأن مجرد زيادة الأجر لا يستلزم ثبوت الأفضلية المطلقة. وأيضا فالأجر إنما يقع تفاضله بالنسبة إلى ما يماثله في ذلك العمل، فأما ما فاز به من شاهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من زيادة فضيلة المشاهدة فلا يعدله فيها أحد. [24] " قال في فتح الودود: "هذا في الأعمال التي يشق فعلها في تلك الأيام لا مطلقا وقد جاء "لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" ولأن الصحابي أفضل من غيره مطلقا [25] "
وقد تعقب كلام بن عبد البر بأن مقتضى كلامه ان يكون فيمن يأتي بعد الصحابة من يكون أفضل من بعض الصحابة وبذلك صرح القرطبي لكن كلام بن عبد البر ليس على الإطلاق في حق جميع الصحابة فإنه صرح في كلامه باستثناء أهل بدر والحديبية نعم والذي ذهب إليه الجمهور.
وحديث أبي أمامة رضي الله عنه:" وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرات" يقال فيه كما قيل في الحديث السابق، كما أن الحديث غاية ما فيه الدعاء لمن لم يره صلى الله عليه وآله وسلم أكثر ممن رآه لا يدخل على فضل من لم يراه على من راه؛ وإنما يمكن أن يقال أن من لم يراه هو في حاجة لدعاء أكثر لتثبيته على الطريق المستقيم.
وأما الاستدلال بحديث "مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم أخره " فليس فيه دلالة على المقصود، فالحديث يدل على أن الخير في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا ينقطع فالحديث لم يذكر ولو بطريق الإيماء أن من أفراد الأمة من هو أفضل من أفراد الصحابة رضوان الله عليهم.
قال النووي: "إن المراد من يشتبه عليه الحال في ذلك من أهل الزمان الذين يدركون عيسى بن مريم عليه السلام، ويرون في زمانه من الخير والبركة وانتظام كلمة الإسلام ودحض كلمة الكفر، فيشتبه الحال على من شاهد ذلك، أي الزمانين خير، وهذا الاشتباه مندفع بصريح قوله صلى الله عليه وآله وسلم خير القرون قرني. [26] "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/178)
ونقل المباركفوري عن التوربشتي بأن هذا الحديث "لا يحمل على التردد في فضل الأول على الآخر، فإن القرن الأول هم المفضلون على سائر القرون من غير شبهة، ثم الذين يلونهم، وفي الرابع اشتباه من قبل الراوي وإنما المراد بهم نفعهم في بث الشريعة والذب عن الحقيقة.
قال القاضي: "نفي تعلق العلم بتفاوت طبقات الأمة في الخيرية، وأراد به نفي التفاوت. كما قال تعالى (قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (يونس:18) أي بما ليس فيهن، كأنه قال: لو كان، لعلم، لأنه أمر لا يخفى، ولكن لا يعلم، لاختصاص كل طبقة منهم بخاصية وفضيلة توجب خيريتها. كما أن كل نوبة من نوب المطر لها فائدة في النشوء والنماء، لا يمكنك إنكارها والحكم بعدم نفعها، فإن الأولين آمنوا بما شاهدوا من المعجزات وتلقوا دعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالإجابة والإيمان، والآخرين آمنوا بالغيب، لما تواتر عندهم من الآيات، واتبعوا من قبلهم بالإحسان، وكما أن المتقدمين اجتهدوا في التأسيس والتمهيد، فالمتأخرون بذلوا وسعهم في التلخيص والتجريد، وصرفوا عمرهم في التقرير والتأكيد، فكل ذنبهم مغفور وسعيهم مشكور وأجرهم موفور.
قال الطيبي: "وتمثيل الأمة بالمطر، إنما يكون بالهدى والعلم، كما أن تمثيله صلى الله عليه وآله وسلم الغيث بالهدى والعلم. فتختص هذه الأمة المشبهة بالمطر بالعلماء الكاملين منهم، المكملين لغيرهم، فيستدعي هذا التفسير: أن يراد بالخير، النفع. فلا يلزم من هذا المساواة في الأفضلية. ولو ذهب إلى الخيرية، فالمراد: وصف الأمة قاطبة، سابقها ولا حقها، وأولها وأخرها بالخير، وأنها ملتحمة بعضها مع بعض، مرصوصة بالبنيان، مفرغة كالحلقة التي لا يدري أين طرفاها.
وفي أسلوب هذا الكلام قول الأنمارية: هم كالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفاها. تريد المكملة. ويلح إلى هذا المعنى قول الشاعر:
إن الخيار من القبائل واحد وبنو حنيفة كلهم أخيار
فالحاصل أن الأمة مرتبط بعضها مع بعض في الخيرية، بحيث أبهم أمرها فيها وارتفع التمييز بينها، وإن كان بعضها أفضل من بعض في نفس الأمر. وهو قريب من سوق المعلوم مساق غيره. وفي معناه أنشد مروان بن أبي حفصة:
تشابه يوماه علينا فأشكلا فما نحن ندري أي يوميه أفضل
يوم بداء العمر أم يوم يأسه وما منهما إلا أغر محجل
ومن المعلوم علما جليا أن يوم بداءة العمر أفضل من يوم يأسه، لكن البدء لما يكن يكمل ويستتب إلا باليأس، أشكل عليه الأمر فقال ما قال وكذا أمر المطر والأمة. [27] "
وما ذهب إليه ابن عبدالبر بأن الدين سيعود غريباً، ويرفع العلم، ويفسد الزمان، ويكون المؤمن كالقابض على الجمر فيستوي آخر الأمة بأولها في الفضل فهذا قياس مخالف للنص الوارد في فضل الصحابة على سائر الأمة، وفضل الله لا يقاس عليه. والله أعلم وأحكم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] انظر شرح النووي على صحيح مسلم (15/ 148)
[2] أخرجه الدارمي في سننه رقم (2744) والطبراني في المعجم الكبير برقم (3538) قال الحاكم (4/ 95):" هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".وقال ابن حجر في الفتح (7/ 6):" وإسناده حسن وقد صححه الحاكم " وأخرجه مسند أبي يعلى رقم (1559)
[3] (20/ 250)
[4] أخرجه الحاكم رقم (6993) قال الحاكم:" هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وأخرجه في المعجم الكبير رقم (160)، أخرجه مسند الإمام أحمد بن حنبل رقم (289). و قال ابن حجر في الفتح (7/ 6):"الحديث أخرجه الطيالسي وغيره لكن إسناده ضعيف فلا حجة فيه"
[5] أخرجه مسلم في صحيحه رقم (249)
[6] شرح صحيح مسلم للنووي (3/ 138)
[7] انظر السلسلة الصحيحة رقم (494)، وصحيح الجامع الصغير رقم (2234).
[8] قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 54):" رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجالها رجال الصحيح غير أيمن بن مالك الأشعري وهو ثقة." والحديث صححه الألباني لشواهده انظر السلسلة الصحيحة رقم (1241)
[9] قال ابن حجر في الفتح (7/ 6):" وهو حديث حسن له طرق قد يرتقي بها إلى الصحة وأغرب النووي فعزاه في فتاويه إلى مسند أبي يعلى من حديث أنس بإسناد ضعيف مع انه عند الترمذي بإسناد أقوى منه من حديث أنس وصححه بن حبان من حديث عمار." قال الألباني في المشكاة (3/ 1770):" صحيح لطرقه".
[10] رواه مسلم في (باب فيمن يود رؤية النبي بأهله وماله)
[11] قال ابن حجر في الفتح (7/ 6):" رواه ابن أبي شيبة بإسناد حسن"
[12] التمهيد لابن عبد البر (20/ 255)
[13] رواه البخاري رقم (3470) واللفظ له، ومسلم رقم (2540)
[14] انظر شرح الكوكب المنير (2/ 474)
[15] رواه مسلم رقم (2531)
[16] رواه البخاري رقم (2740)، ومسلم رقم (2532) واللفظ له
[17] مصنف عبدالرزاق رقم (20377)
[18] رواه الترمذي في "باب ما جاء في فضل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم الأنصاري وروى علي بن المديني وغير واحد من أهل الحديث عن موسى هذا الحديث.
[19] سنن ابن ماجه باب" فضل أهل بدر"
[20] مسند الإمام أحمد رقم (3600)
[21] ذكره ابن القيم في كتاب " إعلام الموقعين" (4/ 139)
[22] المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/ 502)
[23] رواه مسلم رقم (1017)
[24] فتح الباري (7/ 7)
[25] نقلاً من عون المعبود (11/ 496)
[26] فتح الباري (7/ 6)
[27] تحفة الأحوذي (8/ 138ـ139)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/179)
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[02 - 09 - 06, 04:15 م]ـ
جزاك الله خيرا تم نسخ الموضوع وحفظه لأهميته
شكرا لك وننتظر المزيد من هذا التميز(34/180)
افيدونى ما هو القول القاطع فى ابن عربى
ـ[محمودعبدالعزيزالمصرى]ــــــــ[17 - 08 - 06, 10:26 ص]ـ
افيدونى ما هو القول القاطع فى ابن عربى
محمودعبدالعزيز المصرى
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[17 - 08 - 06, 11:20 ص]ـ
قال ابن حجر:
أنه ذكر لمولانا شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، شيئاً من كلام ابن عربي المشكل، وسأله عن ابن عربي، فقال له شيخنا البلقيني: هو كافر. (عقيدة ابن عربي وحياته / 39)
قال ابن خلدون:
ومن هؤلاء المتصوفة: ابن عربي، وابن سبعين، وابن برّجان، وأتباعهم، ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم، ولهم تواليف كثيرة يتداولونها، مشحونة من صريح الكفر، ومستهجن البدع، وتأويل الظواهر لذلك على أبعد الوجوه وأقبحها، مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها إلى الملّة أو عدّها في الشريعة. " المرجع السابق " (ص 41).
وقال السبكي:
ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين، كابن العربي وأتباعه، فهم ضلاّل جهال، خارجون عن طريقة الإسلام، فضلاً عن العلماء. " المرجع السابق " (ص 55).
قال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي:
لا شك في اشتمال" الفصوص" المشهورة على الكفر الصريح الذي لا شك فيه، وكذلك " فتوحاته المكية "، فإن صحّ صدور ذلك عنه، واستمر عليه إلى وفاته: فهو كافر مخلد في النار بلا شك. " المرجع السابق " (ص / 60).
قال الفاسي:
وسمعت صاحبنا الحافظ الحجة، القاضي شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر الشافعي يقول: جرى بيني وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في أمر ابن عربي، حتى نلت منه لسوء مقالته، فلم يسْلَ ذلك بالرجل المنازع لي في أمره، وهددني بالشكوى إلى السلطان بمصر، بأمر غير الذي تنازعنا فيه، ليتعب خاطري، فقلت له: ما للسلطان في هذا مدخل! ألا تعال نتباهل، فقل أن تباهل اثنان، فكان أحدهما كاذباً إلا وأصيب، قال: فقال لي: بسم الله، قال: فقلت له: قل: اللهم إن كان ابن عربي على ضلال فالعني بلعنتك، فقال ذلك، وقلت أنا: اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعني بلعنتك، وافترقنا، قال: ثم اجتمعنا في بعض متنزهات مصر في ليلة مقمرة، فقال لنا: مرّ على رجلي شيء ناعم، فانظروا فنظرنا فقلنا: ما رأينا شيئاً، قال: ثم التمس بصره، فلم يرَ شيئاً. (أي أصابه الله بالعمى)
هذا معنى ما حكاه لي الحافظ شهاب الدين بن حجر العسقلاني. " المرجع السابق " (ص 75، 76).
ـ[محمودعبدالعزيزالمصرى]ــــــــ[17 - 08 - 06, 02:35 م]ـ
أخى محمد قنديل
جزاكم الله خيرا
محمودعبدالعزيزالمصرى
للمراسلة: abdelaziz20007@yahoo.com
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[22 - 08 - 06, 07:58 ص]ـ
معذرة نسيت أن أقول أن هذا الكلام منقول من موقع الإسلام سؤال و جواب
ـ[عزت المصرى]ــــــــ[22 - 08 - 06, 09:19 ص]ـ
للبقاعي رحمه الله كتاب (تنبيه الغبي الى تكفير ابن عربي) مطبوع، وقد طبع مع كتاب آخر عن ابن الفارض باسم (مصرع التصوف) بدار الكتب العلمية ولشيخ الاسلام كلام كثير عنه في المجلد الأول من مجموع الفتاوى
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[22 - 08 - 06, 02:42 م]ـ
ولقد استمعت إلى محاضرة عن التصوف للدكتور عمر عبد العزيز عن التصوف، فكان من كلامه:
أما ابن عربي النكرة فهو نكرة عند أهل السنة والجماعة؛ حيث كان ينادي بوحدة الوجود أو الاتحاد والحلول، وأما ابن العربي (القاضي أبو بكر بن العربي صاحب العواصم من القواصم) المعرفة فهو معرفة عندهم.
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[22 - 08 - 06, 05:48 م]ـ
وهاتان فتوتان عن موسوعة الفتاوى بالشبكة الإسلامية:
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=32148
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=11542
ـ[بدعة السلفية]ــــــــ[22 - 08 - 06, 06:59 م]ـ
يا أخي انظر الى القول القاطع فيك انت
لماذا تجترون خلافات اكل عليها الدهر وشرب
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 12:52 ص]ـ
يا أخي انظر الى القول القاطع فيك انت
لماذا تجترون خلافات اكل عليها الدهر وشرب
كلام قبيح
واسم أقبح
كتب ابن عربي مشهورة منثورة
وقد وجد من يعتقد ما فيها من الضلالات والكفريات
أو من تأثر ببعض ما فيها
فالخلاف ما زال غضياً طرياً
وله تأثير على اعتقاد الآلاف من المسلمين
ـ[يوسف السبيعي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 07:49 ص]ـ
لماذا تلقب نفسك بهذا اللقب السيء؟
أين المشرفون جزاهم الله خيرا عن هذا اللقب الذي ربما يكون له دلالته.
أما ابن عربي فليس ذكر كفره إحياء لخلافات أكل عليها الدهر وشرب، بل هناك دعوات محموة لإحياء تراثه من قبل المستشرقين وأذنابهم، أفنسكت عمن جعل اللهَ تعالى عين وجود كل شيء، والله إن هذا لكفر بين واضح وفساد كبير.
وقد خرجت كتب كثيرة في الثناء عليه من قبل من يوافقونه في الهوى والمعتقد نسأل الله العافية للجميع وأن يتوفانا على الإسلام والسنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/181)
ـ[عبد الرحمن غياث]ــــــــ[23 - 08 - 06, 08:48 ص]ـ
الأخ الكريم:لشيخ الإسلام ابن تيمية نقد مبارك لابن عربي في العديد من المواضع من ذلك المجلد الثاني من الفتاوى وخلاصة القول فيه أنه من ملاحدة المتصوفة الإتحادية
ـ[عبد الرحمن غياث]ــــــــ[23 - 08 - 06, 09:19 ص]ـ
أخي الكريم إليك هذا الكتاب الذي يلبي بغيتك:
مصرع التصوف أو تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي
خطبة الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين خطبة الكتاب
الحمد لله المضل الهاد وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تضمن الإسعاد يوم يقوم الأشهاد وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الداعي إلى سبيل الرشاد صلى الله عليه وسلم على آله وأصحابه الذين قمعوا أهل العناد وحكموا سيوفهم في رقاب أهل الفساد فلم يجسر أحد في زمانهم على إلحاد بتمثيل أو تعطيل أو حلول أو اتحاد أبعدنا الله من ذلك أيما إبعاد وحمانا منه على مر الدهور والآباد
وبعد فإني لما رأيت الناس مضطربين في ابن عربي المنسوب إلى التصوف الموسوم عند أهل الحق بالوحدة ولم أر من شفى القلب في ترجمته وكان كفره في كتابه الفصوص أظهر منه في غيره أحببت أن أذكر منه ما كان ظاهرا حتى يعلم حاله فيهجر مقاله ويعتقد انحلاله وكفره وضلاله وأنه إلى الهاوية مآبه ومآله امتثالا لما رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان وفي رواية عن عبد الله بن مسعود وليس وراء ذلك من الإيمان مثقال حبة من خردل وما أحضر إلى النسخة التي نقلت ما تراه منها إلا شخص من كبار معتقديه وأتباعه ومحبيه
عقيدة ابن عربي وكيده للإسلام
وينبغي أن يعلم أولا أن كلامه دائر على الوحدة المطلقة وهي أنه لا شيء سوى هذا العالم وأن الإله أمر كلي لا وجود له إلا في ضمن جزئياته ,ثم إنه يسعى في إبطال الدين من أصله بما يحل به عقائد أهله بأن كل أحد على صراط مستقيم وأن الوعيد لا يقع منه شيء وعلى تقدير وقوعه فالعذاب المتوعد به إنما هو نعيم وعذوبة ونحو ذلك ,وإن حصل لأهله ألم فهو لا ينافي السعادة والرضى كما لم ينافها ما يحصل من الآلام في الدنيا وهذا يحط عند من له وعي على اعتقاد أنه لا إله أصلا وأنه ماثم إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وما وراء ذلك شيء
منهاج الصوفية في الكيد بدعوتهم
وكل ما في كلامه من غير هذا المهيع فهو تستر وتلبيس على من ينتقد عليه ولا يلقىزمام انقياده إليه فإنه علم أنه إن صرح بالتعطيل ابتداء بعد كل سامع من قبوله فأظهر لأهل الدين أنه منهم ووقف لهم في أودية اعتقادهم ثم استدرجهم عند المضائق واستغواهم في أماكن الاشتباه وهو أصنع الناس في التلبيس.
فإنه يذكر أحاديث صحاحا ويحرفها على أوجه غريبة ومناح عجيبة فإذا تدرج معه من أراد الله والعياذ به ضلاله وصل ولا بد إلى مراده من الانحلال من كل شرعة والمباعدة لكل ملة
وخواص أهل هذه النحلة يتسترون بإظهار شعائر الإسلام وإقامة الصلاة والصيام وتمويه الإلحاد بزي التنسك والتقشف وتزويق الزندقة بتسميتها بعلم التصوف فهو ممن أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ,وقد أصل لهم غويهم هذا كما صرح به في النص النوحي أن الدعوة إلى الله مكر ونسب ذلك إلى الأنبياء عليهم السلام فقال ادعوا إلى الله فهذا عين المكر إلى آخر كلامه ,وهذا هو السر في تنسكهم ,على أنهم قد استغنوا في هذا الزمان عن التنسك لانقياد أهله بغير ذلك وقد يستدرجهم الله وأمثالهم ممن يريد ضلاله بإظهار شيء من الخوارق على أيديهم كما يظهره الله على يد الدجال وأيدي بعض الرهبان ليتبين الموقن من المرتاب
مثالهم في زندقتهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/182)
وقد ضربوا لتصحيح زندقتهم مثالا مكروا فيه بمن لم ترسخ قدمه في الإسلام ولا خالط أنفاس النبوة حتى صار يدفع الشبه حاصل ذلك المثال أنهم يصلون إلى الله بغير واسطة المبعوث بالشرع فتم لهم المكر وتبعهم في ذلك أكثر الرعاع ولم يبالوا بخرق الإجماع وذلك المثال أن ملكا أقام على بابه سيافا وقال له من دخل بغير إذنك فاقتله وقال لغيره أذنت لك في الدخول متى شئت فإذا دخل الغير فقد أصاب وإن قتله السياف فقد أصاب وعنوا بالسياف الشارع فما أفادهم مثالهم مع زندقتهم به شيئا.
فإنهم اعترفوا فيه بإباحة دمائهم وهو قصد أهل الشريعة ومن يعتقد أن لأحد من الخلق طريقا إلى الله من غير متابعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر من أولياء الشيطان بالإجماع فإن رسالته صلى الله عليه وسلم عامة ودعوته شاملة
احتجاج الصوفية بقصة الخضر
ولا حجة لهم في قصة الخضر مع موسى عليهما السلام للفرق بخصوص تلك الرسالة مع أن الخبر بعلم الخضر جاء من الله تعالى إلى موسى عليه السلام فأين هي من دعاويهم ولا شبهة عليها فضلا عن دليل بل هي مصادمة للقواطع ومن صادم القواطع انقطعت عنقه ولو بلغ في الزهد والعبادة أقصى الغايات 88: 42 وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية الآيات ولو وقعت منهم الخوارق فإنها شيطانية قال الله تعالى 43: 36 ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين 6: 121 وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون
القول في صرف الكلام عن ظاهره
وسميت هذه الأوراق تنبيه الغبي على تكفير ابن عربي وإن شئت فسمها النصوص من كفر 4 الفصوص لأني لم أستشهد على كفره وقبيح أمره إلا بما لا ينفع معه التأويل من كلامه فإنه ليس كل كلام يقبل تأويله وصرفه عن ظاهره ,وذلك يرجع إلى قاعدة الإقرار بشيء وتعقيبه بما يرفع شيئا ما من معناه ولا خلاف عند الشافعية في أنه إن كان مفصولا لا يقبل وأما إذا كان موصولا ففيه خلاف.
ومن صورة ما لا ينفع فيه الصرف عن الظاهر
كما لو أقر ببيع أو هبة ثم قال كان ذلك فاسدا فأقررت بظني الصحة فإنه لا يصدق في ذلك
حكم من ينطق بكلمة ردة
ونقل الشيخ سراج الدين بن الملقن في العمدة على المنهاج والزركشي في التكملة عن إمام الحرمين أنه قال في أوائل الإيمان قال الأصوليون لو نطق بكلمة الردة وزعم أنه أضمر تورية كفر ظاهرا وباطنا قال الإمام الغزالي في البسيط بعد حكايته أيضا عن الأصوليين لحصول التهاون منه وهذا المعنى يعني التهاون لا يتحقق في الطلاق فاحتمل قبول التأويل بإطلاقه
وسيأتي ما يشهد لذلك من نقل شيخ الإسلام الشيخ زين الدين العراقي عن العلامة علاء الدين القونوي محسنا له على أن بعض العلماء غلب جانب الحرمة لله ولرسله فمنع التأويل مطلقا قال القاضي أبو الفضل عياض المالكي في كتابه الشفاء وهو الذي تلقته الأمة بالقبول وتدارسوه في الارتحال والحلول في القسم الرابع منه فصل الوجه الرابع أن يأتي من الكلام بمجمل ويلفظ من القول بمشكل يمكن حمله على النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره أو يتردد في المراد به من سلامته من المكروه أو شره فههنا متردد النظر وحيرة العبر ومظنة اختلاف المجتهدين ووقفة استبراء المقلدين 8: 43 {ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حى عن بينة} فمنهم من غلب حرمة النبي صلى الله عليه وسلم وحمى حمى عرضه فجسر على القتل ومنهم من عظم حرمة الدم
بيان ما هو من المقالات كفر
وقال في فصل بيان ما هو من المقالات كفر كل مقالة صرحت بنفي الربوبية أو الوحدانية أو عبادة أحد غير الله أو مع الله فهي كفر كمقالة الدهرية وسائر فرق أصحاب الإثنين من الديصانية والمنانية وأشباههم من الصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا بعبادة الأوثان أو الملائكة أو الشياطين أو الشمس أو النجوم أو النار أو أحد غير الله ثم قال وكذلك من أقر بالوحدانية وصحة النبوة ونبوة نبينا صلى الله عليه وسلم ولكن جوز على الأنبياء الكذب فيما أتوا به ادعى في ذلك المصلحة بزعمه أو لم يدعها فهو كافر بإجماع كالمتفلسفين وبعض الباطنية والروافض وغلاة المتصوفة وأصحاب الإباحة فإن هؤلاء زعموا أن ظواهر الشريعة 5 وأكثر ما جاءت به الرسل من الأخبار عما كان ويكون من أمور الآخرة والحشر والقيامة والجنة والنار ليس منها شيء على مقتضى لفظها ومفهوم خطابها وإنما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/183)
خاطبوا بها الخلق على جهة المصلحة إذ لم يمكنهم التصريح لقصور أفهامهم فمضمن مقالاتهم إبطال الشرائع وتعطيل الأوامر والنواهي وتكذيب الرسل والارتياب فيما أتوا به
وكذلك نكفر من ذهب مذهب بعض القدماء في أن في كل جنس من الحيوان نذيرا ونبيا من القردة والخنازير والدواب والدود ويحتج بقوله تعالى 35: 24 وإن من أمة إلا خلا فيها نذير إذ ذلك يؤدي إلى أن توصف أنبياء هذه الأجناس بصفاتهم المذمومة وفيه من الإزراء على هذا المنصب المنيف ما فيه مع إجماع المسلمين على خلافه وتكذيب قائله انتهى
قلت فكيف بمن يدعي أن الإله عين كل شيء من ذلك.
وكذلك وقع الإجماع على تكفير كل من دافع نص الكتاب أو خص حديثا مجمعا على نقله مقطوعا به مجمعا على حمله على ظاهره كتكفير الخوارج بإبطال الرجم ولهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل أو توقف فيهم أو شك أو صحح مذهبهم وإن أظهر مع ذلك
الإسلام واعتقده واعتقد إبطال كل مذهب سواه فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك انتهى قلت فكيف بمن يقول إن جميع الخلق من أهل الملل وغيرها على صراط مستقيم وأن فرعون مات طاهرا مطهرا بعد النص القطعي على أنه من أهل النار بقوله 10: 83 وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين وقوله تعالى 4: 43 وأن المسرفين هم أصحاب النار وقال إن كل عابد شيئا فهو عابد لله وحرف ما أخبر به عن عذاب قوم نوح وهود ونحوهم بما سيأتي من أن ما حل بهم أعقبهم راحة وعذوبة وأن الله تعالى كان ناصرهم على أنبيائه فإن العداوة ما كانت إلا بينهم وبينهم
قال وكذلك نقطع بتكفير كل من كذب وأنكر قاعدة من قواعد الشرع ثم قال وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر من المالكية وقاضي قضاتها أبو عمرو المالكي على قتل الحلاج وصلبه لدعواه الإلهية والقول بالحلول وقوله أنا الحق مع تمسكه في الظاهر بالشريعة ولم يقبلوا توبته وكذلك حكموا في ابن أبي الغرافيد وكان على نحو مذهب الحلاج بعد هذا أيام الراضي وقاضي قضاة بغداد يومئذ أبو الحسين ابن أبي عمر المالكي انتهى
قلت فكيف بمن يقول صريحا إن الخلق هو الحق والحق هو الخلق والحق هو الإنسان الكبير وهو حقيقة العالم وهويته وقال شيخ الإسلام الشيخ محيى الدين النووي الشافعي في كتاب الردة الروضة مختصر الرافعي قال المتولي من اعتقد قدم العالم أو حدوث 6 الصانع إلى أن قال أو أثبت له الانفصال أو الاتصال كان كافرا انتهى
قلت فيكف بمن يصرح بأنه عين كل شيء قال والرضى بالكفر كفر قلت فكيف بمن يصوب كل كفر وينسب ذلك التصويب إلى نقل الله تعالى له عن نبيه هود عليه السلام
ويقول إن الضلال أهدى من الهدى لأن الضال حائر والحائر دائر حول القطب والمهتدي سالك في طريق مستطيل فهو بعيد عن القطب وسترى ذلك كله في عباراته صريحا ثم نقل الشيخ محيى الدين النووي عن الحنفية مرتضيا له قائلا إن إطلاق أصحابنا يقتضي الموافقة عليهأنه إذا سخر بوعد الله تعالى أو بوعيده كفر ولو قال لا أخاف القيامة كفر انتهى
قلت فكيف بمن يقول إنه ليس لوعيد الله عين تعاين وأن الآخرة موضع السعادة لكل أحد والمعذب منعم بعذابه ثم نقل الشيخ عن القاضي عياض مرتضيا له أن من لم يكفر من دان بغير الإسلام كالنصارى أو شك في تكفيرهم أو صحح مذهبهم فهو كافر وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده قال وكذا نقطع بتكفير كل قائل قولا يتوصل به إلى تضليل الأمة أو تكفير الصحابة ثم قال في الباب الثاني في أحكام الردة إن حكمها إهدار دم المرتد فيجب قتله إن لم يتب سواء كان الكفر الذي ارتد إليه كفرا ظاهرا أو غيره ككفر الباطنية انتهى
وقال الإمام شرف الدين إسماعيل بن المقري في مختصر الروضة فمن اعتقد قدم العالم إلى أن قال أو شك في تكفير اليهود والنصارى وطائفة ابن عربي كفر لا إن جهل لقرب لقرب إسلامه أو بعده عن المسلمين انتهى
الباطنية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/184)
قال الإمام محمد بن عبد الكريم الشهرستاني في كتاب الملل والنحل وإنما لزمهم يعني الباطنية هذا اللقب لحكمهم بأن لكل ظاهر باطنا ولكل تنزيل تأويلا ولهم ألقاب كثيرة سوى هذه على لسان قوم قوم فبالعراق يسمون الباطنية والقرامطة والمزدكية وبخراسان التعليمية والملحدة وهم يقولون نحن إسماعيلية لأنا نميز عن فرق الشيعة بهذا الاسم وهذا الشخص يعني إسماعيل بن جعفر ثم إن الباطنية القديمة خلطوا كلامهم ببعض كلام الفلاسفة وصنفوا كتبهم على ذلك المنهاج فقالوا في الباري تعالى إنا لا نقول هو موجود ولا لا موجود ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز وكذلك في جميع الصفات فإن الإثبات الحقيقي يقتضي شركة بينه وبين سائر الموجودات في الجهة التي أطلقناها عليه وذلك تشبيه فلم يمكن الحكم بالإثبات المطلق والنفي المطلق بل هو إله المتقابلين وخالق الخصمين والحاكم بين المتضادين ونقلوا في هذا نصا عن محمد بن علي الباقر 7 أنه قال لما وهب العلم للعالمين قيل هو عالم ولما وهب القدرة للقادرين قيل هو قادر فهو عالم قادر بمعنى أنه وهب العلم والقدرة لا بمعنى أنه قائم به العلم والقدرة أو وصف بالعلم والقدرة فقيل فيهم إنهم نفاة الصفات حقيقة معطلة الذات عن جميع الصفات قالوا وكذلك نقول في القدم إنه ليس بقديم ولا محدث بل القديم أمره وكلمته والمحدث خلقه وفطرته انتهى
وقول ابن عربي في الجمع بين التشبيه والتنزيه أشنع من هذا وأبشع وأقبح وأفظع
من هو الزنديق
قال الشيخ محي الدين النووي وسواء كان ظاهر الكفر أو زنديقا يظهر الإسلام ويبطن الكفر كذا فسر الزنديق في باب الردة في كتاب الفرائض وضعفه الأئمة قال ابن الملقن في العمدة وقال في كتاب اللعان في الكلام على التغليظ إنه الذي لا ينتحل دينا قال وهذا أقرب لأن الأول هو المنافق وقد غايروا بينه وبين الزنديق قال وقال الغزالي في الأصول الزنديق ضربان
زنديق مطلق
وهو الذي ينكر أصل المعاد حسا وعقلا وينكر الصانع وزنديق مقيد وهو الذي يثبت المعاد بنوع عقل مع نفي الآلام واللذات الحسية الجسمية وإثبات الصانع مع نفي علمه فهذه زندقة مقيدة بنوع اعتراف بتصديق الأنبياء انتهى
وسيأتي في آخر هذا الكتاب عن العلامة علاء الدين البخاري تحقيق معنى الزنديق وغيره من أسماء الكفرة على أن قتل المعتقد لمثل هذا لا بد منه ولو توقفنا في تسميته
قال القاضي عياض وما رواه عن عمر بن عبد العزيز وجده وعمه من قولهم في القدرية يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا وقال عيسى عن أبي القسم في أهل الأهواء من الأباضية والقدرية وشبههم ممن خالف الجماعة من أهل البدع والتحريف لتأويل كتاب الله تعالى يستتابون أيضا أظهروا ذلك أو أسروه فإن تابوا وإلا قتلوا وميراثهم لوثتهم وقال مثله ابن القسم في كتاب محمد في أهل القدر وقد انتهى بنا المقال الدال على كفر من اعتقد ما قاله من الضلال وهذا حين الشروع في سوق كلامه الموضح لفساد طويته وقبح مرامه
إفك وبهتان
وأعظم الأمر أنه نسب كفره إلى إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الماحي لجميع الإشراك المخلص لمتبعيه من حبائل سائر الأشراك فقال في الخطبة أما بعد فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مبشرة أريتها في العشر الآخر من محرم سنة سبع وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق وبيده كتاب فقال لي هذا كتاب فصوص الحكم خذه واخرج به إلى الناس ينتفعون به فقلت السمع والطاعة لله ولرسوله وأولى الأمر منا كما أمرنا فحققت الأمنية وأخلصت النية وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الكتاب كما حده لي رسول الله صلى الله عليه وسلم 8 من غير زيادة ولا نقصان فمن الله فاسمعوا وإلى الله فارجعوا انتهى
دفع ما افتراه على الرسول
ولا شك أن النوم والرؤيا في حد ذاتهما في حيز الممكن لكن ما أصله من مذهبه الباطل ألزمه أن يكون ذلك محالا وذلك أن عنده أن وجود الكائنات هو الله فإذن الكل هو الله لا غير فلا نبي ولا رسول ولا مرسل ولا مرسل إليه فلا خفاء في امتناع النوم على الواجب وفي امتناع افتقار الواجب إلى أن يأمره النبي بشيء في المنام فمن هنا يعلم أنه لا يتحاشى من التناقض لهدم الدين بنوع مما ألفه أهله نبه على ذلك الإمام علاء الدين البخاري في كتابه فاضحة الملحدين وناصحة الموحدين
إيمانه بأن الله إنسان كبير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/185)
ثم قال ابن عربي في فص حكمة إلهية في كلمة آدمية لما شاء الحق سبحانه من حيث أسماؤه الحسنى [التي لا يبلغها الإحصاء] أن يرى أعيانها وإن شئت قلت أن يرى عينه في كون جامع يحصر الأمر [كله] لكونه متصفا بالوجود ويظهر به سره إليه فإن رؤية الشيء [نفسه] بنفسه ما هي مثل رؤية نفسه في أمر آخر يكون له كالمرآة
ثم قال فكان آدم عين جلاء تلك المرآة وروح تلك الصورة وكانت الملائكة من بعض قوى تلك الصورة التي هي صورة العالم المعبر عنه في اصطلاح القوم بالإنسان الكبير
ثم قال فسمى هذا المذكور إنسانا وخليفة فأما إنسانيته فلعموم نشأته وحصره الحقائق كلها وهو للحق بمنزلة إنسان العين من العين الذي به يكون النظر وهو المعبر عنه بالبصر فلهذا سمي إنسانا فإنه به ينظر الحق إلى خلقه فيرحمهم فهو الإنسان الحادث الأزلي والنشء الدائم الأبدي
ثم قال ولا شك أن المحدث قد ثبت حدوثه ولما كان استناده إلى من ظهر عنه لذاته اقتضى أن يكون على صورته فيما ينسب إليه من كل شيء من اسم وصفه ما عدا الوجوب الذاتي فإن ذلك لا يصح في الحادث وإن كان واجب الوجود ولكن وجوبه بغيره لا بنفسه
ثم قال فوصف نفسه لنا بنا فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا وإذا شهدنا شهد نفسه ولا نشك أنا كثيرون بالشخص والنوع وأنا وإن كنا على حقيقة واحدة تجمعنا فنعلم قطعا أن ثم فارقا به تميزت الأشخاص بعضها عن بعض ولولا ذلك ما كانت الكثرة في الواحد
آدم عند الصوفية
ثم قال فما جمع الله لآدم بين يديه إلا تشريفا ولهذا قال لإبليس
: 35 ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي وما هو إلا عين جمعه [الصورتين] صورة العالم وصورة الحق [وهما يدا الحق] ثم قال فما صحت الخلافة إلا للإنسان الكامل فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى ولذلك قال فيه كنت سمعه وبصره ما قال كنت عينه وأذنه
زعمه أن الحق مفتقر إلى الخلق
ثم قال ولولا سريان الحق في الموجودات بالصورة ما كان 9 للعالم وجود كما أنه لولا تلك الحقائق المعقولة الكلية ما ظهر حكم في الموجودات العينية ومن هذه الحقيقة كان الافتقار من العالم إلى الحق في وجوده شعر
فالكل مفتقر ما الكل مستغني ... هذا هو الحق قد قلناه لا نكني
التنزيه والتشبيه
ثم قال في فص حكمه سبوحية في كلمة نوحية اعلم أن التنزيه عند أهل الحقائق في الجناب الإلهي عين التحديد والتقييد فالمنزه إما جاهل وإما صاحب سوء أدب ولكن إذا أطلقاه وقالا به فالقائل بالشرائع المؤمن إذا نزه ووقف عند التنزيه ولم ير غير ذلك فقد أساء الأدب وأكذب الحق والرسل وهو لا يشعر ويتخيل أنه في الحاصل وهو في الفائت وهو كمن آمن ببعض وكفر ببعض ولا سيما وقد علم أن ألسنة الشرائع الإلهية إذا نطقت في الحق تعالى بما نطقت به إنما جاءت به في العموم على المفهوم الأول وعلى الخصوص على كل مفهوم يفهم من وجوه ذلك اللفظ بأي لسان كان في وضع ذلك اللسان
بم يعرف الله عند الصوفية
فإن للحق في كل خلق ظهورا فهو الظاهر في كل مفهوم وهو الباطن عن كل فهم إلا عن فهم من قال إن العالم صورته وهويته وهو الإسم الظاهر كما أنه بالمعنى روح ما ظهر فهو الباطن فنسبته لما ظهر من صور العالم نسبة الروح المدبر للصورة فيؤخذ في حد الإنسان مثلا باطنه وظاهره وكذلك كل محدود فالحق محدود بكل حد وصور العالم لا تنضبط ولا يحاط بها ولا تعلم حدود كل صورة منها إلا على قدر ما حصل لكل عالم من صورته فلذلك يجهل حد الحق فإنه لا يعلم حده إلا بعلم حد كل صورة وهذا محال حصوله فحد الحق محال وكذلك من شبهه وما نزهه فقد قيده وحدده وما عرفه ومن جمع في معرفته بين التنزيه والتشبيه ووصفه بالوصفين على الإجمال لأنه يستحيل ذلك على التفصيل لعدم الإحاطة بما في العالم من الصور فقد عرفه [مجملا] لا على التفصيل كما عرف نفسه مجملا لا على التفصيل ولذلك ربط النبي صلى الله عليه وسلم معرفة الحق بمعرفة النفس فقال من عرف نفسه فقد عرف ربه وقال الله تعالى 41: 53 سنريهم آياتنا فى الآفاق وهو ما خرج عنك وفى أنفسهم وهو عينك حتى يتبين لهم أي للناظر أنه الحق أي من حيث أنك صورته وهو روحك فأنت له كالصورة الجسمية لك وهو لك كالروح المدبر لصورة جسدك والحد يشمل الظاهر والباطن منك فإن الصورة الباقية إذا زال عنها الروح المدبر لها لم تبق إنسانا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/186)
ولكن يقال فيها إنها صورة تشبه صورة الإنسان فلا فرق بينها وبين صورة من خشب أو حجارة ولا ينطلق عليها اسم إنسان إلا بالمجاز لا بالحقيقة وصور العالم لا يمكن زوال 10 الحق عنها أصلا فحد الألوهية له بالحقيقة لا بالمجاز كما هو حد الإنسان إذا كان حيا وكما أن ظاهر صورة الإنسان تثنى بلسانها على روحها ونفسها والمدبر لها كذلك جعل الله تعالى صورة العالم تسبح بحمده ولكن لا فقه تسبيحهم لأنا لا نحيط بما في العالم من الصور فالكل ألسنة الحق ناطقة بالثناء على الحق ولذلك قال الحمد لله رب العالمين أي إليه ترجع عواقب الثناء فهو المثني والمثنى عليه شعر
فإن قلت بالتنزيه كنت مقيدا ... وإن قلت بالتشبيه كنت محددا
وإن قلت بالأمرين كنت مسددا ... وكنت إماما في المعارف سيدا
فمن قال بالإشفاع كان مشركا ... ومن قال بالإفراد كان موحدا
فإياك والتشبيه إن كنت ثانيا ... وإياك والتنزيه إن كنت مفردا
فما أنت هو بل أنت هو وتراه في ... عين الأمور مسرحا ومقيدا
قال الله تعالى [42: 11 ليس كمثله شيء فنزه وهو السميع البصير] فشبه وقال تعالى ليس كمثله شيء فشبه وثنى وهو السميع البصير فنزه وأفرد
تكفير الصوفية لنوح
لو أن نوحا جمع لقومه بين الدعوتين لأجابوه فدعاهم جهارا ثم دعاهم إسرارا ثم قال لهم 71: 10 استغفروا ربكم إنه كان غفارا وقال 71: 5 6 إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا وذكر عن قومه أنهم تصامموا عن دعوته لعلمهم بما يجب عليهم من إجابة دعوته فعلم العلماء بالله ما أشار إليه نوح عليه السلام في حق قومه من الثناء عليهم بلسان الذم وعلم أنهم إنما لم يجيبوا دعوته لما فيها من الفرقان والأمر قرآن لا فرقان ومن أقيم في القرآن لا يصغي إلى الفرقان وإن كان فيه فإن القرآن يتضمن الفرقان والفرقان لا يتضمن القرآن ولهذا ما اختص بالقرآن إلا محمدصلى الله عليه وسلم وهذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس ف ليس كمثله شيء يجمع الأمرين في أمر واحد فلو أن نوحا أتى بمثل هذه الآية لفظا أجابوه فإنه شبه ونزه في آية واحدة بل في نصف آية ونوح دعا قومه ليلا من حيث عقولهم وروحانيتهم فإنها غيب ونهارا دعاهم أيضا من حيث ظاهر صورهم وحسهم وما جمع في الدعوة مثل ليس كمثله شيء فنفرت بواطنهم لهذا الفرقان [فزادهم] فرارا ثم قال عن نفسه إنه دعاهم ليغفر لهم لا ليكشف لهم وفهموا ذلك منه صلى الله عليه وسلم لذلك جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وهذه كلها صورة الستر التي دعاهم إليها فأجابوا دعوته بالفعل لا بلبيك ففي ليس كمثله شيء إثبات المثل ونفيه وبهذا قال عن نفسه صلى الله عليه وسلم أنه أوتي جوامع الكلم فما دعا محمد قومه ليلا ونهارا بل دعاهم ليلا في نهار ونهارا في ليل فقال نوح في حكمته لقومه 71: 11 يرسل السماء عليكم مدرارا وهي المعارف العقلية في المعاني والنظر الاعتباري ويمددكم بأموال أي بما يميل بكم إليه فإذا مال بكم إليه رأيتم 11 صورتكم فيه فمن تخيل منكم أنه رآه فما عرف ومن عرف منكم أنه رأى نفسه فهو العارف فلهذا انقسم الناس إلى غير عالم وعالم وولده وهو ما أنتجه لهم نظرهم الفكري والأمر موقوف علمه على المشاهدة بعيد عن نتائج الفكر إلا خسارا فما ربحت تجارتهم فزال عنهم ما كان في أيديهم مما كانوا يتخيلون أنه ملك لهم وهو في المحمديين 57: 7 وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه وفي نوح 71: 2 أن لا تتخذوا من دوني وكيلا فأثبت الملك لهم والوكالة لله فيهم فهم مستخلفون فيه فالملك لله وهو وكيلهم فالملك لهم وذلك ملك الاستخلاف وبهذا كان الحق تعالى مالك الملك كما قال الترمذي رحمه الله
الدعوة إلى الله مكر عند الصوفية
ومكروا مكرا كبارا لأن الدعوة إلى الله تعالى مكر بالمدعو لأنه
ما عدم من البداية فيدعى إلى الغاية 12: 108 أدعو إلى الله فهذا عين المكر قلت فهذا وأشكال من قوله كما يأتي في ال2فص اليوسفي يدندن به على تصحيح قول الكفار إن القرآن سحر ولا يقدر على التصريح به ولقد أخبرني من أثق به أن بعض أتباعهم قال له القرآن أساطير الأولين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/187)
ثم قال ابن عربي [مفسرا قول رب العالمين] 12: 108 على بصيرة فنبه على أن الأمر له كله فأجابوه مكرا كما دعاهم فجاء المحمدي وعلم أن الدعوة إلى الله ما هي من حيث هويته وإنما هي من حيث أسماؤه فقال 19: 86 يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا فجاء بحرف الغاية وقرنها بالإسم فعرفنا أن العالم كان تحت حيطة إسم إلهي أوجب عليهم أن يكونوا متقين
فقالوا في مكرهم 71: 23 لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا فإنهم إذا تركوهم جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء فإن للحق في كل معبود وجها يعرفه من عرفه ويجهله من جهله في المحمديين 17: 23 وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه أي حكم فالعالم يعلم من عبد وفي أي صورة ظهر حتى عبد وأن التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة وكالقوى المعنوية في الصورة الروحانية فما عبد غير الله في كل معبود
تكفير العراقي لابن عربي
وقال شيخ شيوخنا الإمام القدوة العارف شيخ الإسلام حافظ عصره الشيخ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي في كراسة أجاب فيها سؤال من سأله عن بعض كلام ابن عربي هذا وقوله في قوم نوح لا تذرن آلهتكم إلى آخره كلام ضلال وشرك واتحاد وإلحاد فجعل تركهم لعبادة الأوثان التي نهاهم نوح عن عبادتها جهلا يفوت عليهم من الحق بقدر ما تركوا انتهى
قلت يا ليت شعري من قال هذا القول في هذا العدد اليسير من الأصنام ماذا يقول فيما روى في الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما فجعل يطعنها بعود في يده وجعل يقول 17: 18 جاء الحق وزهق الباطل
وفي السير أنها كانت 12 مثبتة في الأرض بالرصاص فما أشار بذلك العود إلى صنم منها إلا انقلب إن أشار إلى قفاه انكب على وجهه وإن أشار إلى وجهه انقلب على قفاه وكان في جزيرة العرب من الأصنام ما يتعسر حصره فما أبقى لشيء منها باقية وما استباح قتالهم ونهب أموالهم وقتل رجالهم ومزق أبطالهم وركب من دون ذلك الأهوال العظام وقاطع الأخوال والأعمام إلا على ذلك فتبا لمن أنكره أو رأى شيئا أكمل منه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين انتهى
كل شيء عندهم رب وإله
قال ابن عربي فالأدنى من تخيل فيه أي في كل معبود الألوهية فلولا هذا التخيل ما عبد الحجر ولا غيره ولهذا قال 13: 33 قل سموهم فلو سموهم لسموهم حجارة وشجرا وكوكبا ولو قيل لهم من عبدتم لقالوا إلها ما كانوا يقولون الله ولا الإله والأعلى ما تخيل بل قال هذا مجلى إلهي ينبغي تعظيمه فلا يقتصر فالأدنى صاحب التخيل يقول 3: 39 ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفا والأعلى العالم يقول 34: 32 فإلهكم إله واحد
فله أسلموا وبشر المخبتين الذين خبت نار طبيعتهم فقالوا إلها ولم يقولوا طبيعة
قلت وعلى هذا يحوم ابن الفارض بقوله فالعلماء شهدوا فيه أنه من أهل الاتحاد
الرأي في ابن الفارض وتائيته
وقال الحافظ عماد الدين إسماعيل بن كثير إنه نظم التائية على طريقة المتصوفة المنسوبين إلى الاتحاد وقال وقد تكلم فيه غير واحد من مشايخنا بسبب قصيدته المشار إليها وقال في سنة سبع وسبعين وستمائة في ترجمة محمد بن إسرائيل وكان أديبا ولكن في كلامه ما يشير إلى الحلول والاتحاد على طريقة ابن الفارض وابن عربي
وقال الشيخ مدين وهو كان رأس الصوفية زماننا إن التائية هي الفصوص لا فرق بينهما ومن قال ان السراج عمر بن إسحاق الهندي عزر الشهاب أحمد بن يحيى بن أبي حجلة لأجل كلامه في ابن الفارض وجعل ذلك دليلا على ولايته أجيب بأن شيخنا حافظ العصر أحمد بن حجر ذكر في ترجمته في أول تاريخه في سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة أن السراج الهندي كان يتعصب للصوفية الاتحادية وأنه شرح التائية فسقط كلامه والاعتبار به وعلى كل تقدير فتعزيره له غير واقع في محله بوجه فإنه لا شيء على من كفر مسلما بتأويل بلا خلاف نعلمه بين العلماء
والحجة فيه قصة عمر وحاطب رضي الله عنهما وغير ذلك مما وقع بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم في وقائع عدة على أن التعزير يحتمل أمورا عدة لا يتعين شيء منها إلا بدليل فسقط الاستدلال به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/188)
وقال العلامة علاء الدين البخاري وكان عين العلماء والصوفية قبل الشيخ مدين لشخص حنفي لا فرق بين التائية والفصوص إلا بكونه نثرا وكونها نظما كما أنه لا فرق بين منظومة 13 النسفي والقدوري إلا بذلك
وقال الشافعي مثل ذلك ومثل بالبهجة نظم الحاوي وبالحاوي
وقال العلامة بدر الدين حسين بن الأهدل وهو من أعيان صوفية اليمن وفقهائهم واعلم أن ابن الفارض من رءوس أهل الاتحاد واستشهد على بشراح التائية من أتباعه مثل سعيد الفرغاني وداود القيصري ومحمود الأنزاوي
شواهد من تائية ابن الفارض
وإياك والإعراض عن كل صورة ... مموهة أو حالة مستحيلة
فطيف خيال الظل يبدي إليك في ... كرى اللهو ما عنه الستائر شقت
ترى صور الأشياء تجلى عليك من ... وراء حجاب اللبس في كل خلعة
تجمعت الأضداد فيها لحكمه ... وأشكالها تبدو على كل هيئة
صوامت تبدي النطق وهي سواكن ... تحرك تهدي النور غير ضوية
ثم ذكر أنواعا من الأضداد في نيف وعشرين بيتا ثم قال
وكل الذي شاهدته فعل واحد ... بمفرده لكن بحجب الأكنة
إذا ما أزال الستر لم تر غيره ... ولم يبق بالأشكال إشكال ريبة
ويجمعنا في المظهرين تشابه ... وليست لحالي حاله بشبيهة
فأشكاله كانت مظاهر فعله ... بستر تلاشت إذ تجلى وولت
وكانت له بالفعل نفسي شبيهة ... وحسي كالأشكال واللبس سترتي
تمجيد الصوفية لعبادة الأصنام
وقال في الفص النوحي أيضا 71: 23 وقد أضلوا كثيرا أي حيروهم في تعداد الواحد بالوجوه والنسب ولا تزد الظالمين لأنفسهم المصطفين الذين أورثوا الكتاب فهمأول الثلاثة فقدمه على المقتصد والسابق إلا ضلالا إلا حيرة المحمدي زدني فيك تحيرا 2: 20 كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا فالحائر له الدور والحركة الدورية حول القطب فلا يبرج منه وصاحب الطريق المستطيل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فيه صاحب خيال إليه غايته فله من وإلى وما بينهما وصاحب الحركة الدورية لا بدء له فيلزمه من ولا غاية له فتحكم عليه إلى فله الوجود الأتم وهو المؤتي جوامع الكلم والحكم مما خطيئاتهم فهي التي خطت بهم فغرقوا في بحار العلم بالله وهو الحيرة فأدخلوا نارا في عين الماء في المحمديين 81: 6 وإذا البحار سجرت سجرت التنور إذا أوقدته فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا فكان الله عين أنصارهم فهلكوا فيه إلى الأبد فلو أخرجهم إلى السيف سيف الطبيعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفيعة وإن كان الكل لله وبالله بل هو الله
قال نوح رب ما قال إلهي فإن الرب له الثبوت والإله يتنوع بالأسماء فهو كل يوم هو في شأن فأراد بالرب ثبوت التكوين إذ لا يصح إلا هولا تذر على الأرض يدعو عليهم أن يصيروا في بطنها المحمدي ولو دليتم بحبل لهبط على الله له ما في السماوات وما في الأرض وإذا دفنت فيها [فأنت فيها] وهي ظرفك 55: 20 وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى 14 لاختلاف الوجوه من الكافرين الذين استغشوا ثيابهم وجعلوا أصابعهم في آذانهم طلبا للستر لأنه دعاهم ليغفر لهم والغفر الستر ديارا أحدا حتى تعم المنفعة كما عمت الدعوة إنك إن تذرهم أي تدعهم وتتركهم يضلوا عبادك إلى الخير فيخرجوهم من العبودية إلى ما فيهم من أسرار الربوبية فينظرون أنفسهم أربابا بعد ما كانوا عند أنفسهم عبيدا فهم العبيد الأرباب ولا يلدوا أي ما ينتجون ولا يظهرون إلا فاجرا أي مظهرا ما ستر كفارا أي ستارا ما ظهر بعد ظهوره فيظهرون ما ستر ثم يسترونه بعد ظهوره فيحار الناظر ولا يعرف قصد الفاجر في فجوره ولا الكافر
في كفره والشخص واحد رب اغفر لي استرني واستر من أجلي فيجهل مقامي وقدري كما جهل قدرك في قولك 67: 39 وما قدروا الله حق قدره ولوالدي من كنت نتيجة عنهما وهما العقل والطبيعة ولمن دخل بيتي أي قلبي مؤمنا أي مصدقا لما يكون فيه من الإخبارات الإلهية وهو ما حدثت به أنفسها وللمؤمنين من العقول وللمؤمنات من النفوس ولا تزد الظالمين من الظلمات أهل الغيب المكتنفين خلف الحجب الظلمانية إلا تبارا أي هلاكا فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم في المحمديين 88: 28 كل شيء هالك إلا وجهه والتبار الهلاك
الحق عين الخلق عند الصوفية
ثم قال في فص حكمة قدوسية في كلمة إدريسية ومن أسمائه الحسنى العلي على من وما ثم إلا هو فهو العلي لذاته أو عن ماذا وما هو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/189)
إلا هو فعلوه لنفسه وهو من حيث الوجود عين الموجودات فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها وليست إلا هو
فهو العلي لا علو إضافة لأن الأعيان التي لها العدم الثابتة فيه ما شمت رائحة من الوجود فهي على حالها مع تعداد الصور في الموجودات والعين واحدة من المجموع في المجموع فوجود الكثرة في الأسماء وهي النسب وهي أمور عدمية وليس إلا العين الذي هو الذات فهو العلي لنفسه لا بالإضافة فما في العالم من هذه الحيثية علو إضافة لكن الوجوه الوجودية متفاضلة فعلو الإضافة موجود في العين الواحدة من حيث الوجوه الكثيرة لذلك نقول فيه هو لا هو
أنت لا أنت
قال الخراز
وهو وجه من وجوه الحق ولسان من ألسنته ينطق عن نفسه بأن الله لا يعرف إلا بجمعه بين الأضداد في الحكم عليه بها فهو الأول والآخر والظاهر والباطن فهو عين ما ظهر وهو عين ما بطن في حال ظهوره وما ثم من يراه غيره وما ثم من يبطن عنه فهو ظاهر لنفسه باطن عنه وهو المسمى أبا سعيد الخراز وغير ذلك من [أسماء] المحدثات
قلت وقال ابن الفارض
أممت إمامي في الحقيقة فالورى ... ورائي وكانت حيث وجهت وجهتي
يراها أمامي في صلاتي ناظري ... ويشهدني قلبي إمام أئمتي
ولا غرو أن صلى الأنام إلى أن ... ثوت بفؤادي وهي قبلة قبلتي
لها صلواتي بالمقام أقيمها ... وأشهد فيها أنها لي صلت
كلانا مصل ساجد إلى ... حقيقته بالجمع في كل سجدة
وما كان لي صلى سواي ولم تكن ... صلاتي لغيري في أدا كل ركعة
إلى كم أواخي الستر ها قد هتكته ... وحل أواخي الحجب في عقد بيعتي
أفاد اتخاذي حبها لاتحادنا ... نوادر عن عاد المحبين شذت
وفي الصحو بعد المحو لم أك غيرها ... وذاتي بذاتي إذ تحلت تجلت
فوصفي إذ لم تدع باثنين وصفها ... وهيئتها إذ واحد نحن هيئتي
فإن دعيت كنت المجيب وإن أكن ... منادي أجابت من دعاني ولبت
وإن نطقت كنت المناجي كذاك إن ... قصصت حديثا إنما هي قصت
فقد رفعت تاء المخاطب بيننا ... وفي رفعها عن فرقة الفرق رفعتي
فجاهد تشاهد فيك منك وراء ما ... وصفت سكوتا عن وجود سكينة
فمن بعد ما جاهدت شاهدت مشهدي ... وهادى لي إياي بل بي قدوتي
فبي موقفي لا بل إلي توجهي ... كذاك صلاتي لي ومني كعبتي
الوحدة المطلقة دين ابن عربي
قال الإمام زين الدين العراقي في جواب السؤال المذكور وأما قوله فهو عين ما ظهر وعين ما بطن فهو كلام مسموم ظاهره القول بالوحدة المطلقة وأن جميع مخلوقاته هي عينه ويدل على إرادته لذلك صريحا قوله بعد ذلك وهو المسمى أبا سعيد الخراز وغير ذلك من أسماء المحدثات وكذا قوله بعد ذلك والمتكلم واحد وهو عين السامع وقائل ذلك والمعتقد له كافر بإجماع العلماء
لا يعتذر عن الصوفية بالتأويل
ثم قال ولا يقبل ممن اجترأ على مثل هذه المقالات القبيحة أن يقول أردت بكلامي هذا خلاف ظاهره ولا نؤول له كلامه ولا كرامة
ولقد أحسن بعض من عاصرناه من العلماء العارفين وهو الشيخ الإمام العلامة علاء الدين علي بن إسماعيل القونوي حيث سئل عن شيء من هذا
فقال إنما نؤول كلام من ثبتت عصمته حتى نجمع بين كلاميه لعدم
جواز الخطأ عليه وأما من لم تثبت عصمته فجائز عليه الخطأ والمعصية والكفر فنؤاخذه بظاهر كلامه ولا يقبل منه ما أول كلامه عليه مما لا يحتمله أو مما يخالف الظاهر وهذا هو الحق انتهى
خطر صرف الكلام عن ظاهره
وكذا قال في عدم التأويل لغير المعصوم الإمام نور الدين علي بن يعقوب البكري الشافعي وقد حقق هذه المسألة حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في أول الإحياء في كتاب العلم بما حاصله أن الكلام إن كان ظاهرا في الكفر بالاتحاد فقتل واحد ممن يقول به أفضل من إحياء عشرة أنفس وإن كان فهمه مشكلا فلا يحل ذكره
وقال إن الألفاظ إذا صرفت عن مقتضى ظواهرها بغير اعتصام بنقل عن صاحب الشرع وبغير ضرورة تدعو إلى ذلك من دليل العقل اقتضى ذلك بطلان الثقة بالألفاظ
ثم قال والباطن لا ضبط
له بل تتعارض فيه الخواطر ثم قال وبهذا الطريق توصل الباطنية إلى هدم جميع الشريعة
وسيأتي تأييد ذلك عن الشيخ زين الدين العراقي وولده الحافظ أبي زرعة 16 وحكاية ابن خليل السكوني الإجماع على ذلك
صلة الخلق بالحق عند الصوفية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/190)
ثم قال ابن عربي في الفص الإدريسي أيضا وما ظهر حكم العدد إلا بالمعدود والمعدود منه عدم ومنه وجود فقد يعدم الشيء من حيث الحس وهو موجود من حيث العقل فلا بد من عدد ومن معدود ولا بد من واحد ينشئ ذلك فينشأ بسببه فإن كل مرتبة من العدد حقيقة واحدة كالتسعة مثلا والعشرة [إلى أدنى وإلى أكثر إلى غير نهاية] ما هي مجموع ولا ينفك عنها اسم جمع الآحاد
ثم قال ومن عرف ما قررناه في الأعداد وأن نفيها عين إثباتها
علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه وإن كان قد تميز الخلق من الخالق فالأمر الخالق المخلوق والأمر المخلوق الخالق كل ذلك من عين واحدة [لا] بل هو
العين الواحدة وهو العيون الكثيرة
الطبيعة هي الله عند الصوفية
ثم قال وخلق منها زوجها [فما نكح سوى نفسه فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد] فمن الطبيعة ومن الظاهر منها وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر وما الذي ظهر غيرها وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها فهذا بارد يابس وهذا حار يابس فجمع باليبس وأبان بغير ذلك والجامع الطبيعة [لا] بل العين الطبيعة فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة لا
بل صورة واحدة في [مرايا] مختلفة فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر ومن عرف ما قلناه لم يحر وإن كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل والمحل عين العين الثابتة فيها يتنوع الحق في
المجلى فتتنوع الأحكام عليه فيقبل كل حكم وما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه وما ثم إلا هذا شعر
فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا ... وليس خلقا بذاك الوجه فادكروا
من يدر ما قال لم تخذل بصيرته ... وليس يدريه إلا من له بصر
جمع وفرق فإن العين واحدة ... وهي الكثيرة لا تبقى ولا تذر
دين ابن الفارض
قلت وهذا مراد ابن الفارض بقوله
وجل في فنون الاتحاد ولا تحد ... إلى فئة في غيره العمر أفنت
فواحده الجم الغفير ومن عداه ... شرذمة في غيره العمر أفنت
فمت بمعناه وعش فيه أو فمت ... معناه واتبع أمة فيه أمت
فأنت بهذا المجد أجدر من أخي اجتهاد ... مجد عن رجاء وخيفة
فألغ الكنى عني ولا تلغ ألكنا ... بها فهي من آثار صيغة صنعتي
وأي بلاد الله حلت بها فما ... أراها وفي عيني حلت غير مكة
وأي مكان ضمها حرم كذا ... أرى كل دار أوطنت دار هجرة
وما سكنته فهو بيت مقدس ... بقرة عيني فيه أحشاي قرت
ومسجدي الأقصى مساحب بردها ... وطيبي ثرى أرض عليها تمشت
وشكري لي والبر مني واصل ... إلي ونفسي باتحادي استبدت
وثم أمور تم لي كشف سترها ... بصحو مفيق عن سواي تغطت
بها لم يبح من لم يبح دمه ... وفي الإشارة معنى ما العبارة حدت
وقلبي بيت فيه أسكن دونه ... ظهور صفاتي عنه من حجبيتي
ومنها يميني في ركن مقبل ... ومن قبلتي للحكم في في قبلتي
وحولي بالمعنى طوافي حقيقة ... 17 وسعيي لوجهي من صفائي لمروتي
وفي حرم من باطني أمن ظاهري ... ومن حوله يخشى تخطف جيرتي
وشفع وجودي في شهودي ظل في اتحادي وترا في تيقظ غفوتي
ولم أله باللاهوت عن حكم مظهري ... ولم أنس بالناسوت مظهر حكمتي
وقد جاءني مني رسول عليه ما ... عنت عزيز بي حريص لرأفة
ومن عهد عهدي قبل عصر عناصري ... إلى دار بعث قبل إنذار بعثة
إلي رسولا كنت مني مرسلا ... وذاتي بآياتي علي استدلت
العبد عين الرب عند الصوفية
ثم قال في فص حكمة علية في كلمة إسماعيلية والعبد من كان عند ربه مرضيا وما ثم إلا من هو مرضي عند ربه لأنه الذي يبقى عليه ربوبيته فهو عنده مرضي فهو سعيد ثم قال شعر
فأنت عبد وأنت رب ... لمن له فيه أنت عبد
وأنت رب وأنت عبد ... لمن له في الخطاب عهد
فكل عقد عليه شخص ... يحله من سواه عقد
فرضى الله عن عبيده فهم مرضيون ورضوا عنه فهو مرضي فتقابلت الحضرتان تقابل الأمثال والأمثال أضداد لأن المثلين حقيقة لا يجتمعان إذ لا يتميزان وما ثم إلا متميز فما ثم مثل فما في الوجود مثل فما في الوجود ضد فإن الوجود حقيقة واحدة والشئ لا يضاد نفسه
فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن ... فما ثم موصول وما ثم بائن
بذا جاء برهان العيان فما أرى ... بعيني إلا عينه إذ أعاين
النار عين الجنة عند الصوفية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/191)
ثم قال الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعيد [والحضرة الإلهية تطلب الثناء المحمود بالذات فيثنى عليها بصدق الوعد لا بصدق الوعيد بل بالتجاوز] 47: 14 فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله لم يقل ووعيده بل قال ونتجاوز عن سيئاتهم مع أنه توعد على ذلك فأثنى على إسماعيل عليه الصلاة والسلام بأنه كان صادق الوعد
فلم يبق إلا صادق الوعد وحده ... وما لوعيد الحق عين تعاين
وإن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فيها نعيم مباين
نعيم جنان الخلد فالأمر واحد ... وبينها عند التجلي تباين
يسمى عذابا من عذوبة لفظه ... وذاك لكالقشر والقشر صائن
مثل من تفسير ابن عربي للقرآن
ثم قال في فص حكمة نورية في كلمة يوسفية بعد أن قرر أن الشيء قد يرى على خلاف ما هو عليه لبعد أو ظلام ونحوة فما يعلم من العالم إلا قدر ما يعلم من الظلال ويجهل من الحق على قدر ما يجهل من الشخص الذي كان عند ذلك الظل فما حيث هو ظل له يعلم ومن حيث ما يجهل ما في ذات ذلك الظل من صورة شخص من امتد عنه يجهل من الحق فلذلك نقول إن [الحق] معلوم لنا من وجه مجهول لنا من وجه 25: 45 ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا أي يكون فيه بالقوة
يقول ما كان الحق ليتجلى للممكنات التي ما ظهر لها عين في الوجود 25: 45 ثم جعلنا الشمس عليه دليلا وهو إسمه النور الذي قلنا ويشهد له الحس فإن الظلال لا يكون لها عين بعدم النور 25: 46 ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا
وإنما قبضه إليه لأنه ظله فمنه ظهر وإليه يرجع الأمر كله فهو هو لا غيره وجود الحق عين
وجود الخلق عند الصوفية
فكل ما تدركه فهو وجود الحق في أعيان الممكنات فمن حيث هوية الحق
هو وجوده ومن حيث اختلاف الصور فيه هو أعيان الممكنات فكما لا يزول عنه باختلاف الصور اسم الظل كذلك لا يزول عنه 18 باختلاف الصور اسم العالم أو اسم سوى الحق فمن حيث أحدية كونه ظلا هو الحق لأنه الواحد الأحد ومن حيث كثرة الصور هو العالم فتفطن وتحقق ما أوضحته لك فإذا كان الأمر على ما ذكرته لك فالعالم متوهم ماله وجود حقيقي وهذا معنى الخيال أي خيل إليك أنه أمر زائد قائم بنفسه خارج عن الحق وليس كذلك في نفس الأمر
ألا تراه في الحس متصلا بالشخص الذي امتد عنه يستحيل [عليه] الانفكاك عن ذلك الاتصال لأنه يستحيل على الشيء الانفكاك عن ذاته وهذا وما شاكله من قوله كما تقدم في الفص النوحي مشير إلى تصحيح قول الكفار في القرآن إنه سحر لا حقيقة له إشارة تكاد أن تكون صريحة وإلى مثل هذا المحال لوح ابن الفارض والأمر فيه أوضح مما في الفصوص
وها دحية وافى الأمين نبينا ... بصورته في بدء وحي النبوة
أجبريل قل لي كان دحية إذ بدا ... لمهدي الهدى في هيئة بشريه
وفي علمه عن حاضريه مزية ... بماهية المرئي من غير مرية
يرى ملكا يوحى إليه وغيره ... يرى رجلا يرعى لديه بصحبة
ولى من أتم الرؤيتين إشارة ... تنزه عن دعوى الحلول عقيدتي
وفي الذكر ذكر اللبس ليس بمنكر ... ولم أعد عن حكمي كتاب وسنة
يعني قوله تعالى 6: 9 ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون هذا ما كان ظهر لي ثم تبين أن المراد أقبح من هذا بقول شراح التائية الفرغاني وغيره وسيأتي نقله عنه آنفا
رد علاء الدين البخاري
قال الإمام علاء الدين البخاري ما ذكرتم في نفي ثبوت الأشياء معارض بالمثل إذ لا خفاء أنه من أعيان الأكوان غير أنه من الأعراض فيكون ما ذكرتم أيضا خيالا وسرابا لا حقيقة له فلا يمكن به إثبات مذهبكم الباطل وإذا لم يبق في قوس المكابرة منزع ولا لما لزمهم من شنيع المحالات والضلالات مدفع التجأوا إلى دعوى الكشف على ما هو دأب قدماء الفلاسفة حين عجزوا عن إقامة البرهان وأنت خبير بأن الكشف إنما يظهر الحقائق لا أنه يهدم الشرائع وينفي الحقائق فإن ذلك زندقة وقد غلط هؤلاء كغلط
النصارى لما رأوا إشراق نور الله تعالى وقد تلألأ في عيسى عليه السلام فقالوا هو الإله وهؤلاء لما رأوا الوجود فائضا من الحضرة الإلهية على الموجودات فلم يفرقوا بين الفيض والمفيض فقالوا الوجود هو الله سبحانه وتعالى ا ه
رأي العضد والجرجاني
وقال الشريف الجرجاني في شرح المواقف للعضد واعلم أن المخالف في هذين الأصلين يعني عدم الاتحاد وعدم الحلول طوائف ثلاث الأولى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/192)
النصارى ثم ذكر مذاهبهم ثم قال الثانية النصيرية والإسحاقية من غلاة الشيعة قالوا ظهور الروحاني بالجسماني لا ينكر ففي طرف الشر كالشياطين فإنه 19 كثيرا ما يتصور الشيطان بصورة الإنسان ليعلمه الشر ويكلمه بلسانه وفي طرف الخير كالملائكة فإن جبريل صلى الله عليه وسلمكان يظهر بصورة دحية الكلبي [والأعرابي] فلا يمتنع [حينئذ] أن يظهر الله تعالى في صورة بعض [الكاملين وأولى الخلق بذلك أشرفهم وأكملهم وهو العترة الطاهرة وهو من يظهر فيه العلم التام والقدرة التامة من الأئمة من تلك العترة ولم يتحاشوا عن إطلاق الآلهة على أئمتهم وهذه ضلالة بينة
الطائفة] الثالثة [بعض] المتصوفة وكل منهم مختبط بين الحلول والاتحاد ثم قال العضد ورأيت من الصوفية الوجودية من ينكره ويقول لا حلول ولا اتحاد إذ ذاك يشعر بالغيرية ونحن لا نقول بها بل نقول ليس في ذات الوجود غيره وهذا العذر أشد قبحا وبطلانا من ذلك الجرم إذ يلزم ذلك المخالطة التي لا يجترئ على القول بها عاقل ولا مميز أدنى تمييز
رأي السعد التفتازاني
وهذا المعنى الأخير هو الذي أراده الشيخ سعد الدين التفتازاني بالمذهب الثاني من قوله في شرح المقاصد وههنا مذهبان آخران يوهمان الحلول والاتحاد وليسا منه في شيء
الأول أن السالك إذا انتهى سلوكه إلى الله تعالى في الله يستغرق في بحر التوحيد والعرفان بحيث تضمحل ذاته في ذاته وصفاته في صفاته ويغيب عن كل ما سواه ولا يرى في الوجود إلا الله وهو الذي يسمونه الفناء في التوحيد وإليه يشير الإلهي إن العبد لا يزال يتقرب إلي حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به وحينئذ ربما تصدر عنه عبارات تشعر بالحلول أو بالاتحاد لقصور العبارة عن بيان تلك الحال وبعد الكشف عنها بالمثال ونحن على ساحل التمني نعترف من بحر التوحيد بقدر الإمكان ونعترف بأن طريق الفناء فيه العيان دون البرهان والله الموفق
الثاني أن الواجب هو الوجود المطلق وهو واحد لا كثرة فيه أصلا وإنما الكثرة بالإضافات والتعينات التي هي بمنزلة الخيال والسراب إذ الكل في الحقيقة واحد يتكرر على مظاهر لا بطريق المخالطة ويتكرر في النواظر لا بطريق الانقسام فلا حلول منا ولا اتحاد لعدم الإثنينية والغيرية وكلامهم في
ذلك طويل خارج عن طريق العقل والشرع أشرنا في بحث الوجود إلى بطلانه لكن من يضلل الله فما له من هاد انتهى كلام الشيخ سعد الدين رحمه الله
زعم أن الحق يتلبس بصور الخلق
وقال سعيد الفرغاني وهو من أكابر أتباعهم في شرحه للتائية وتنزه تلك الإشارة عقيدتي عن رأي الحلول فإنه لما جاز ووقع أن يكون لملك مخلوق قدرة التلبس بأي صورة شاء بلا معنى الحلول فيه يصح أن يتلبس الحق تعالى بصورتي بفناء أنانيتي بالكلية وإن تعللت بعدم جواز تلبسه بالصورة وعللت بتنزيهه عن ذلك التلبس منعناك ورددنا تعليلك بالكتاب والسنة
ثم قال في شرح البيت الذي فيه استشهاده بالكتاب والسنة وفي الذكر أي 20 القرآن آي القرآن 20 ذكر اللبس أي تلبس الحق بالصورة ليس بمردود بل هو ثابت مذكور معروف موضعه من القرآن ولم أتجاوز في تقريري حكمي الكتاب والسنة أما الكتاب فقوله تعالى 8: 27 نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين يعني من أن يكون منحصرا ظهوره حالتئذ وقبله وبعده في ذلك التلبس وفي غيره من الصور وغير ما وقوله تعالى 28: 30 نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة
الآية وإذا جاز تلبسه بصورة الجماد فبصورة الإنسان أجمع وأولى عند فنائه عن تعينه وتشخصه وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم حكاية عنه تعالى كنت سمعه وبصره ولسانه ويده ورجله وقوله أيضا فإن الله تعالى قال
على لسان عبده سمع الله لمن حمده ثم حديث القيامة في الإتيان في الصورة
ثم قال فالحديث أولا وآخرا معلم أنه يتلبس بأي لباس صورة شاء مما يعرف ومما ينكر من غير حلول فكان ظهوره بصورتي أيضا جائزا من غير حلول فصح بهذا دعوى اتحادي مع الحلول
أمر ابن الفارض باتباع شريعته
ثم قال في شرح قوله
منحتك علما إن ترد كشفه فرد ... سبيلي واشرع في اتباع شريعتي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/193)
قال يحتمل أن يكون إضافة الشريعة من الناظم إلى نفسه بلسان الجمع والترجمانية ويريد بقوله فرد سبيلي ما أريد به في قوله تعالى 12: 108 قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة وبقوله شريعتي شريعة النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال
فمنبع صدا من شراب نقيعه ... لدي فدعني من سراب بقيعة
صدا ماء للعرب يضرب المثل به لعذوبته والنقيع البئر الكثيرة الماء يقول معللا البيت السابق الذي حاصله أمره باتباع شريعته والورود في سبيل هداه وطريقته ونهى عن متابعة غيره ممن يدعي التحقيق في العلم والمعرفة الحقيقية نحو علماء الظاهر من الأصوليين والفلاسفة أن المورد العذب الهنئ النافع عندي ويختص بمشربي وهو المفهوم المطابق من الكتاب والسنة وإشاراتهما الغامضة بلا تأويل عقلي وتقليد بل على ما هو الأمر عليه فإن استطعت أن تخوص فيه وتشرب منه وإلا فدعني من سراب علوم علماء الظاهر وتأويلاتهم ومفهوماتهم التي ظاهرها لأجل الفصاحة وتركيب الدلائل تظهر وتغر السامع الغر فيحسبها شيئا نافعا له فإذا فتش عن حقيقتها لم يجد شيئا ولا تحقيق ولا معرفة فيها ولا طائل تحتها وكذلك دلائل الفلسفة في المسائل الإلهية تغر ولا تقر ولا تذكر عندي مذاهبهم ومقالاتهم ودلائلهم ولا تلتفت إلى ذلك تفز فوزا عظيما
هكذا كلام الفرغاني الذي يثنى ابن بنت ابن الفارض في مقدمة 21 الديوان عليه وشهد له أنه على نفس جده وهكذا يفعل في كل الأبيات مهما وجد شيئا من المتشابه في الكتاب أو السنة أجراه على ظاهره وجعله حجة في
الاتحاد واستحسان الأفعال القبيحة من المكلفين فإن عجز بكون الشرع نص على قباحتها يقول إن فيها حسنا وقبحا من بعض الوجوه ولعل ذلك الوجه يقود أصحاب تلك المقالة إلى الخير ويسعى كل السعي في إسقاط الإنكار على أحد في فعل من الأفعال وكذا نقل البدر بن الأهدل عن شرحها للأبزاري وغيره والله المستعان
تكذيب صريح للقرآن
وقال في فص حكمة أحدية في كلمة هودية 11: 56 وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم فكل ماش [فعلى] صراط الرب المستقيم فهم غير مغضوب عليهم من هذا الوجه ولا ضالون فكما كان الضلال عارضا فكذلك الغضب الإلهي عارض والمآل إلى الرحمة التي وسعت كل شئ
إفك على الله
ثم قال اعلم أن العلوم الإلهية الذوقية الحاصلة لأهل الله مختلفة باختلاف القوى الحاصلة منها مع كونها ترجع إلى عين واحدة فإن الله تعالى يقول كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يسعى بها فذكر أن هويته [هي] عين الجوارح التي هي عين العبد فالهوية واحدة والجوارح مختلفة ولكل جارحة علم من علوم الأذواق يخصها من عين واحدة تختلف باختلاف الجوارح كالماء حقيقة واحدة مختلف في الطعم باختلاف البقاع
قلت وعلى هذا الضلال عول ابن الفارض فقال
وجاء حديث في اتحادي ثابت ... روايته في النقل غير ضعيفة
مشيرا بحب الحق بعد تقرب ... إليه بنقل أو أداء فريضة
وموضع تنبيه الإشارة ظاهر ... بكنت له سمعا كنور الظهيرة
فكلي لكلي طالب متوجه ... وبعضي لبعضي جاذب بالأعنة
ومني بدالي ما علي لبسته ... وعني البوادي بي إلي أعيدت
وفي شهدت الساجدين لمظهري ... فحققت أني كنت آدم سجدتي
تعانقت الأطراف عندي4 وانطوى ... بساط السوى عدلا بحكم السوية
وليس ألست الأمس غيرا لمن غدا ... وجنحي غدا صبحى ويومي ليلتي
وسر بلى لله مرآة كشفها ... وإثبات معنى الجمع نفي المعية
ظهور صفاتي عن أسامي جوارحي ... مجازا بها للحكم نفسي تسمت
رقوم علوم في ستور هياكل ... على ما وراء الحس في النفس ورت
وأسماء ذاتي عن صفات جوانحي ... جوازا الأسرار بها الروح سرت
مظاهر لي بدوت فيها ولم أكن ... علي بخاف قبل موطن برزني 22
ولما شعبت الصدع والتامت فطور ... شمل بفرق الوصف غير مشتت
تحققت أنا في الحقيقة واحد ... وأثبت صحو الجمع محو التشتت
وإني وإن كنت ابن آدم صورة ... فلي فيه معنى شاهد بأبوتي
تمجيد الصوفية للمجرمين
ثم قال في الفص الهودي أيضا فنسوق المجرمين وهم الذين استحقوا المقام الذي ساقهم إليه بريح الدبور التي أهلكهم عن نفوسهم [بها] فهو يأخذ بنواصيهم والريح تسوقهم وهي عين الأهواء التي كانوا عليها إلى جهنم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/194)
وهي البعد الذي كانوا يتوهمونه فلما ساقهم إلى ذلك الموطن حصلوا في عين القرب فزال البعد فزال مسمى جنهم في حقهم ففازوا بنعيم القرب من جهة الاستحقاق لأنهم مجرمون فما أعطاهم هذا المقام الذوقي اللذيذ من جهة المنة وإنما أخذوه بما استحقته حقائقهم من أعمالهم التي كانوا عليها وكانوا في السعي في أعمالهم على صراط الرب المستقيم لأن نواصيهم كانت بيد من له هذه الصفة فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحكم الجبر إلى أن وصلوا إلى عين القرب 56: 85 ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون
زعمهم أن هوية الحق عين أعضاء العبد وقواه
ثم قال فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عين أعضاء العبد وقواه وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود في خلق
متوهم فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود وما عدا هذين الصنفين فالحق عندهم معقول والخلق مشهود فهم بمنزلة الملح الأجاج والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه فالناس على قسمين من الناس من يمشي على طريق يعرفها ويعرف غايتها فهي في حقه على صراط مستقيم ومن الناس من يمشي على طريق يجهلها ولا يعرف غايتها وهي عين الطريق التي عرفها الصنف الآخر فالعارف يدعو إلى الله على بصيرة وغير العارف يدعو إلى الله على التقليد والجهالة
تفسيرهم لما عذب الله به قوم هود
ثم قال ألا ترى عادا قوم هود كيف قالوا 46: 24 هذا عارض ممطرنا فظنوا خيرا بالله تعالى وهو عند ظن عبده به فأضرب لهم الحق عن هذا القول فأخبرهم بما هو أتم وأعلى في القرب فإنه إذا أمطرهم فذلك حظ
الأرض وسقي الحب فما يصلون إلى نتيجة ذلك المطر إلا عن بعد فقال لهم 26: 24 بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم
فجعل الريح إشارة إلى ما فيها من الراحة فإن بهذه الريح أراحهم من هذه الهياكل المظلمة والمسالك الوعرة والسدف المدلهمة وفي هذه الريح عذاب أي أمر يستعذبونه إذا ذاقوه إلا أنه يوجعهم لغرقة المألوف انتهى ما قاله مكذبا لصريح الذكر الحكيم في قوم قال فيهم أصدق القائلين سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون 23 علوا كبيرا 7: 71 قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب 72: 7 فكذبوه فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين 11: 59 60 وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود ابن عربي يزعم أنه اجتمع بالأنبياء
ثم ادعى في هذا الفص أنه رأى الأنبياء عليهم السلام في مشهد واحد سنة ست وثمانين وخمسمائة وأنه ما كلمه منهم إلا هود وقال رأيته لطيف
المحاورة عارفا بالأمور كاشفا لها ودليلي على كشفه لها قوله ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربى على صراط مستقيم وأي بشارة للخلق أعظم من هذه ثم من امتنان الله علينا أن أوصل إلينا هذه المقالة عنه في القرآن
ظن الصوفية بالله سبحانه
ثم تممها الجامع للكل محمد صلى الله عليه وسلم بما أخبر به عن الحق أنه عين السمع والبصر واليد والرجل واللسان أي هو عين الحواس والقوى الروحانية أقرب من الحواس فاكتفى بالأبعد المحدود عن الأقرب المجهول الحد فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم [عن الله] مقالته بشرى فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم 49: 47 وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسدا منهم ونفاسة وظلما وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أوصله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيها كان أو غير تنزيه أولها العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء فكان الحق فيه قfل أن يخلق الخلق ثم ذكر أنه استوى على العرش فهذا أيضا تحديد ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه
معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا ونحن محدودون فما وصف نفسه إلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/195)
بالحد وقوله 43: 11 ليس كمثله شئ حد أيضا إن أخذنا الكاف زائدة لغير الصفة ومن تميز عن المحدود فهو محدود بكونه ليس عين هذا المحدود فالإطلاق عن التقييد تقييد والمطلق مقيد بالإطلاق لمن فهم وإن جعلنا الكاف للصفة فقد حددناه وإن أخذنا ليس كمثله شيء على نفي المثل تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحيح أنه عين الأشياء والأشياء محدودة وإن اختلفت حدودها فهو محدود بحد كل محدود فما يحد شئ إلا وهو حد الحق فهو الساري في مسمى المخلوقات والمبدعات ولو لم يكن الأمر كذلك ما صح الوجود فهو عين الوجود فهو على كل [شئ] حفيظ ولا يؤوده حفظ شئ فحفظه تعالى للأشياء كلها حفظه لصورته أن يكون الشئ غير صورته 24 ولا يصح إلا هذا فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود فالعالم صورته وهو روح العالم المدبر له فهو الإنسان الكبير هذا لفظه هنا وتقدم في الفص الآدمي أن العالم يعبر عنه في اصطلاحهم بالإنسان الكبير فراجعه تعرف صراحة كفر الخبيث
الكون هو رب الصوفية
ثم قال فقل في الكون ما شئت إن شئت قلت هو الخلق وإن شئت [قلت] هو الحق وإن شئت قلت هو الحق الخلق وإن شئت قلت
لا حق من كل وجه ولا خلق من كل وجه وإن شئت قلت بالحيرة في ذلك فقد بانت المطالب بتعيينك المراتب ولولا التحديد ما أخبرت الرسل بتحول الحق في الصور ولا وصفته بخلع الصور عن نفسه
فلا تنظر العين إلا إليه ... ولا يقع الحكم إلا عليه
ثم قال وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها [فإذا تجلى له الحق فيها عرفه وأقر به وإن تجلى له في غيرها أنكره وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه] فلا يعتقد معتقد إلها إلا بما جعل في نفسه فالإله في الاعتقادات بالجعل فما رأوا إلا نفوسهم وما جعلوا فيها
لم يقول الصوفية بوحدة الأديان
فإياك أن تتقيد بعقد مخصوص وتكفر بما سواه فيفوتك خير كثير بل يفوتك العلم بالأمر على ما هو عليه فكن في نفسك هيولي لصور المعتقدات
كلها فإن الله تعالى أوسع وأعظم [من] أن يحصره عقد دون عقد فإنه يقول 2: 115 فأينما تولوا فثم وجه الله
ثم قال فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية كل وجهة وما ثم إلا الاعتقادات فالكل مصيب وكل مصيب مأجور وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضي عنه وإن شقى زمانا ما في الدار الآخرة فقد مرض وتألم أهل العناية مع علمنا بأنهم سعداء وأهل حق في الحياة الدنيا
الوحدة عند ابن الفارض
وإلى هذه الجهالة والضلالة رمز ابن الفارض في هذه المقالة
فلا تك مفتونا بحسك معجبا ... بنفسك موقوفا على لبس غرة
وفارق ضلال الفرق فالجمع منتج ... هدى فرقة بالاتحاد تحدت
وصرح بإطلاق الجمال ولا تقل ... بتقييده ميلا لزخرف زينة
فكل مليح حسنه من جمالها ... معار له أو حسن كل مليحة
بها قيس لبنى هام بل كل عاشق ... كمجنون ليلى أو كثير عزة
فكل صبا منهم إلى وصف لبسها ... لصورة حسن لاح في حسن صورة
وما ذاك إلا أن بدت بمظاهر ... فظنوا سواها وهي فيها تجلت
بدت باحتجاب واختفت بمظاهر ... على صبغ التلوين في كل برزة
ففي النشأة الأولى تراءت لآدم ... بمظهر حوا قبل حكم الأمومة
فهام بها كيما يصير بها أبا ... ويظهر بالزوجين حكم البنوة
وما برحت تبدو وتخفى لعلة ... على حسب الأوقات في كل حقبة
وتظهر للعشاق في كل مظهر ... من اللبس في أشكال حسن بديعة
ففي مرة لبنى وأخرى بثينة ... 25 وآونة تدعى بعزة عزت
ولسن سواها لا ولا كن غيرها ... وما إن لها في حسنها من شريكة
كذاك بحكم الاتحاد بحسنها ... كمالي بدت في غيرها وتزيت
بدوت لها في كل صب متيم ... بأي بديع حسنة وبأيت
وليسوا بغيري في الهوى لتقدم ... علي لسبق في الليالي القديمة
وما القوم غيري في هواها وإنما ... ظهرت [لهم] للبس في كل هيئة
ففي مرة قيسا وأخرى كثيرا ... وآونة أبدو جميل بثينة
تجليت فيهم ظاهرا واحتجبت باطنا ... بهم فاعجب لكشف بسترة
أسام بها كنت المسمي حقيقة ... وكنت لي البادي بنفس تخفت
وما زلت إياها وإياي لم تزل ... ولا فرق بل ذاتي لذاتي أحبت
وليس معي في الكون شئ سواي ... والمعية لم تخطر على ألمعيتي
الكثرة عين الوحدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/196)
ثم قال ابن عربي في فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية وصاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية وإن اختلفت حقائقها وكثرت أنها عين واحدة فهذه كثرة معقولة في واحد العين فيكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة كما أن الهيولي تؤخذ في حد كل صورة [وهي] مع كثرة الصور [واختلافها] ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورة خلقه بل هو عين هويته وحقيقته
قلت وإلى هذا المحال أشار ابن الفارض فقال
رجعت لأعمال العبادة عادة ... وأعددت أحوال الإرادة عدتي
وعد جملة من أفعال البر في أبيات ثم قال
ودققت فكري في الحلال تورعا ... وراعيت في إصلاح قوتي وقوتي
متى حلت عن قولي أنا هي أو أقل ... وحاشا لمثلي أنها في حلت
وهذا مثل ما يقال خاب فلان وخسر وكان مثل إبليس إن كان منه كذا فعل العبد عين
فعل الرب عند الصوفية
وقال ابن عربي في فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية
فإنا أعبد حقا ... وإن الله مولانا
وإنا عينه فاعلم ... إذا ما قلت إنسانا
فلا تحجب بإنسان ... فقد أعطاك برهانا
فكن حقا وكن خلقا ... تكن بالله رحمانا
وقال في فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية والعمل مقسم على ثمانية
أعضاء من الإنسان وقد أخبر الحق تعالى أنه هوية كل عضو منها فلم يكن العامل غير الحق والصورة للعبد والهوية مدرجة فيه أي في اسمه لا غير لأنه تعالى عين ما ظهر
ما الخلق
ثم قال فنحن نتيجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهية والنسب الربانية ثم أوجبها على نفسه بظهورنا لنا وأعلمنا أنه هويتنا لنعلم أنه ما أوجبها على نفسه إلا لنفسه فما خرجت الرحمة عنه فعلى من 26 امتن وما ثم إلا
هو إلا أنه لا بد من حكم لسان التفصيل لما ظهر من تفاضل الخلق في العلوم حتى يقال إن هذا أعلم من هذا مع أحدية العين
زعمه أن التفاضل لا يستلزم التغاير
ثم قال فكل جزء من العالم أي هو قابل لحقائق متفرقات العالم كله فلا يقدح قولنا إن زيدا دون عمرو في العلم أن تكون هوية الحق عين زيد وعمرو وتكون في عمرو أكمل [وأعلم منه في زيد] كما تفاضلت الأسماء الإلهية وليست غير الحق فهو تعالى من حيث هو عالم أعم في التعلق من حيث ما هو مريد وقادر وهو هو ليس غيره فلا تعلمه هنا يا ولي وتجهله
هنا وتثبته هنا وتنفيه هنا إلا إن أثبته بالوجه الذي أثبت نفسه ونفيته عن كذا بالوجه الذي نفى نفسه كالآية الجامعة للنفي والإثبات في حقه حين قال ليس كمثله شيء فنفى وهو السميع البصير فأثبت بصفة تعم كل سامع بصير
من حيوان وما ثم إلا حيوان إلا أنه بطن في الدنيا عن إدراك بعض الناس وظهر في الآخرة لكل الناس فإنها الدار الحيوان وكذلك الدنيا إلا أن حياتها مستورة عن بعض العباد ليظهر الاختصاص والمفاضلة بين عباد الله بما يدركونه من حقائق العالم فمن عم إدراكه كان الحق أظهر في الحكم ممن ليس له ذلك العموم فلا تحجب بالتفاضل وتقول لا يصح كلام من يقول إن الخلق هوية الحق بعد ما أريتك التفاضل في الأسماء الإلهية التي لا تشك أنت أنها [هي] الحق ومدلولها المسمى بها وليس إلا الله
الضال مهتد والكافر مؤمن
ثم قال نحن على الصراط المستقيم الذي الرب عليه لكون نواصينا في يده وتستحيل مفارقتنا إياه فنحن معه بالتضمين وهو معنا بالتصريح فإنه قال 57: 4 وهو معكم أينما كنتم ونحن معه بكونه آخذا بنواصينا فهو تعالى مع نفسه حيثما مشى بنا من صراطه فما أحد من العالم إلا على صراط مستقيم
ثم قال في فص حكمة وجودية في كلمة داودية 21: 22 لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا وإن اتفقنا فنحن نعلم أنهما لو اختلفا تقديرا لنفذ حكم أحدهما فالنافذ الحكم هو الإله على الحقيقة والذي لم ينفذ حكمه ليس بإله ومن هنا تعلم أن كل حكم ينفذ اليوم في العالم أنه حكم الله وإن خالف الحكم المقرر في الظاهر المسمى شرعا إذ لا ينفذ حكم إلا لله في نفس الأمر لأن الأمر الواقع في العالم إنما هو على حكم المشيئة
لن يعذب كافر عند الصوفية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/197)
ثم قال ولما كان الأمر [في نفسه] على ما قررناه لذلك كان مآل الخلق إلى السعادة على اختلاف أنواعها فعبر عن هذا المقام بأن الرحمة وسعت كل شيء وأنها سبقت الغضب الإلهي والسابق متقدم فإذا لحقه هذا الذي حكم عليه المتأخر حكم عليه المتقدم فنالته الرحمة إذا لم يكن غيرها سبق فهذا معنى سبقت رحمته غضبه لتحكم على من وصل 27 إليها فإنها في الغاية وقفت والكل سالك إلى الغاية فلا بد من الوصول إليها فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومغادرة الغضب فيكون الحكم لها في كل واصل إليها بحسب ما يعطيه حال الواصل إليها
فمن يك ذا فهم يشاهد ما قلنا ... وإن لم يكن فهم فيأخذه عنا
فما ثم إلا ما ذكرناه فاعتمد ... عليه وكن في الحال فيه كما كنا
فمنه إليه ما تلونا عليكم ... ومنا إليكم ما وهبناكم منا
وقال في فص حكمة نفسية في كلمة يونسية وأما أهل النار فمآلهم إلى النعيم ولكن في النار إذ لا بد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب أن تكون بردا وسلاما على من فيها وهذا نعيمهم فنعيم أهل النار بعد استيفاء الحقوق نعيم خليل الله حين ألقى في النار فإنه عليه السلام تعذب برؤيتها وبما تعود في علمه وتقرر من أنها صورة تؤلم من جاورها من الحيوان وما علم مراد الله فيها ومنها في حقه فبعد وجود هذه الآلام وجد بردا وسلاما مع شهود الصورة اللونية في حقه وهي نار في عيون الناس فالشئ الواحد يتنوع في عيون الناظرين
هكذا هو التجلي الإلهي
وقال في فص حكمة غيبية في كلمة أيوبية وقد ورد في العلم الإلهي النبوي اتصاف الحق بالرضا والغضب وبالصفات والرضا مزيل للغضب والغضب مزيل للرضا عن المرضي عنه والاعتدال أن يتساوى الرضا والغضب فما غضب الغاضب على من غضب عليه وهو عنه راض فقد اتصف بأحد الحكمين في حقه وهو ميل وإنما قلنا هذا لأجل من يرى أن أهل النار لا يزال غضب الله عليهم دائما أبدا في زعمه فمآلهم حكم الرضا من [الله] فصح المقصود فإن كان كما قلنا مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سكنوا النار فذلك رضا فزال الغضب لزوال الآلام إذ عين الألم عين الغضب إن فهمت فمن غضب فقد تأذى فلا يسعى في انتقام المغضوب عليه بإيلامه إلا ليجد الغاضب الراحة بذلك فينتقل الألم الذي كان عنده إلى المغضوب عليه والحق إذا أفردته عن العالم يتعالى علوا كبيرا عن هذه الصفة على هذا الحد وإذا كان الحق هوية العالم فما ظهرت الأحكام كلها إلا فيه ومنه وهو قوله 11: 123 وإليه يرجع الأمر كله حقيقة وكشفا فاعبده وتوكل عليه حجابا وسترا فليس في الإمكان أبدع من هذا العالم لأنه على صورة
الرحمن أوجده الله تعالى أي ظهر وجوده تعالى بظهور العالم كما ظهر الإنسان بوجود الصورة الطبيعية فنحن صورته الظاهرة وهويته روح هذه الصورة المدبرة لها فما كان التدبير إلا فيه [كما لم يكن إلا منه] فهو الأول بالمعنى والآخر بالصورة وهو الظاهر 28 بتغير الأحكام والأحوال والباطن بالتدبير وهو بكل شيء عليم فهو على كل شيء شهيد
الحق عندهم سار في عناصر الطبيعة
وقال في فص حكمة إبناسية في كلمة إلياسية وكان إلياس الذي هو إدريس قد مثل له انفلاق الجبل [المسمى] لبنان عن فرس من نار فلما [رآه] ركب عليه فسقطت عنه الشهوة فكان عقلا بلا شهوة فلم يبق له تعلق بما تتعلق به الأغراض النفسية فكان الحق فيه منزها فكان على النصف من المعرفة بالله فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره كانت معرفته بالله] عن التنزيه لا على التشبيه وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي كملت معرفته بالله فنزه في موضع وشبه في موضع ورأى سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها وهذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله وحكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها
رد العراقي على وحدة الأديان
قال الإمام زين الدين العراقي في جواب السؤال المذكور قبل بتوحيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/198)
إلياس عليه السلام بعثت الرسل كلها لأن الملل كلها وما جاءت به الرسل لم يختلفوا في التوحيد والإقرار به وقد نزه الله تعالى نفسه عن الشبه بقوله تعالى ليس كمثله شيء وليت شعري ما الفائدة لبعثة الرسل إذا كان من عبد شيئا من المخلوقات عابدا لله تعالى وليت شعري ماذا يقول هذا القائل في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في نهيهم عن عبادة الأوثان وكسرها هل يقول كانوا بعبادتها مصيبين عابدين لله وأنه ما حصل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم اتساع فأنكر عليهم كما قال في حق هارون عليه السلام ولا شك أن الرسل كلهم متفقون في التوحيد وكأنه إنما سكت عن ذلك خيفة من السيوف المحمدية فإن هذه المؤلفات التي كان يسرها إلى أصحابه ويسرها أصحابه إلى أصحابهم ولو كان حقا لأظهروه على رؤوس الأشهاد انتهى
الشرائع أوهام عند الصوفية
ثم قال ابن عربي فالوهم هو السلطان الأعظم في هذه الصورة الكاملة الإنسانية وبه جاءت الشرائع المنزلة فشبهت ونزهت شبهت في التنزيه بالوهم ونزهت في التشبيه بالعقل فارتبط الكل بالكل فلم يمكن أن يخلو تنزيه عن تشبيه ولا تشبيه عن تنزيه قال الله تعالى ليس كمثله شيء فنزه وشبه وهو السميع البصير فشبه وهي أعظم آية تنزيه نزلت ومع ذلك لم تخل عن تشبيه بالكاف فهو أعلم العلماء بنفسه وما عبر عن نفسه إلا بما ذكرناه
ليس لله وجود عند الصوفية
ثم قال في مثل ضربه للتشبيه في التنزيه والتنزيه في التشبيه مثل من يرى الحق في النوم ولا ينكر هذا وأنه لا شك الحق عينه فتتبعه لوازم تلك الصورة وحقائقها التي تجلى فيها في النوم ثم بعد ذلك يعبر أي
يجاز عنها إلى أمر آخر يقتضي التنزيه عقلا فإن كان الذي يعبرها ذا كشف وإيمان فلا يجوز عنها إلى تنزيه فقط بل يعطيها 29 حقها في التنزيه ومما ظهرت فيه فالله على التحقيق عبارة لمن فهم الإشارة
الداعي عين المجيب
ثم قال ومن ذلك قوله تعالى 40: 60 ادعوني أستجب لكم قال الله 2: 186 وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني إذ لا يكون مجيبا إلا إذا كان من يدعوه وإن كان عين الداعي عين المجيب فلا خلاف في اختلاف الصور فهما صورتان بلا شك وتلك الصور كالأعضاء لزيد فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية وأن يده ليست صورة رجله ولا رأسه ولا عينه ولا حاجبه فهو الكثير بالصور الواحد بالعين كالإنسان بالعين واحد بلا شك ولا نشك أن عمروا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا فهو وإن كان واحدا بالعين فهو كثير بالصور والأشخاص وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أن الحق عينه يتجلى يوم القيامة في صورة فيعرف ثم يتحول في صورة فينكر ثم يتحول عنها في صورة فيعرف وهو هو المتجلي ليس
غيره في كل صورة ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى فكأن العين الواحدة قامت مقام المرآة فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله عرفه وأقر به وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره كما يرى في المرآة عين صورته وصورة غيره فالمرآة عين واحدة والصور كثيرة في عين الرائي وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه وما لها أثر بوجه
ثم قال فإن كوشف على أن الطبيعة عين نفس الرحمن فقد أوتي خيرا كثيرا
قلت وإلى هذا أومأ ابن الفارض بقوله
ولا تحسبن الأمر عني خارجا ... فما ساد إلا داخل في عبودتي
ولولاي لم يوجد وجود ولم يكن ... شهود ولم تعهد عهود بذمة
وفي عالم التركيب في كل صورة ... ظهرت بمعنى عنه بالحسن زينتي
وضربي لك الأمثال مني منة ... عليك بشأني مرة بعد مرة
تأمل مقامات السروجي واعتبر ... بتلوينه تحمل قبول مشورتي
وتدر التباس النفس بالحس باطنا ... بمظهرها في كل شكل وصورة
وشاهد إذا استجليت نفسك ما ترى ... بغير مراء في المرائي الصقيلة
أغيرك فيها لاح أم أنت ناظر ... إليك بها عند انعكاس الأشعة
وأصغ لرجع الصوت عند انقطاعه ... إليك بأكناف القصور المشيدة
أهل كان من ناجاك ثم سواك أم ... سمعت خطابا عن صداك للصوت
وقل لي من ألقى إليك علومه ... وقد ركدت منك الحواس بغفلة
وما كنت تدري قبل يومك ما جرى ... بأمسك أو ما سوف يجري بغدوة
فأصبحت ذا علم بأخبار منى مضى ... 30 وأسرار من يأتي مدلا بخبرة
أتحسب من جاراك في سنة الكرى ... سواك بأنواع العلوم الجليلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/199)
وما هي إلا النفس عند اشتغالها ... بعالمها عن مظهر البشرية
تجلت لها بالغيب في شكل عالم ... هداها إلى فهم المعاني الغريبة
ولا تك ممن طيشته دروسه ... بحيث استقلت عقله واستفزت
فثم وراء النقل علم يدق عن ... مدارك غايات العقول السليمة
تلقيته مني وعني أخذته ... ونفسي كانت من عطائي ممدتي
ولا تك باللاهي عن اللهو جملة ... فهزل الملاهي جد نفس مجدة
الحق عين كل معلوم عند الصوفية
ثم قال في فص حكمة إحسانية في كلمة لقمانية بعد أن ذكر أن من حكمته الملفوظة أنها إن تك مثقال حبة من خردل الآية وأن من حكمته المسكوبة عموم المؤتى إليه لأنه لم يقل يأت بها الله إليك أو إلى غيرك قال فنبه لقمان بما تكلم به وبما سكت عنه أن الحق عين كل معلوم لأن المعلوم أعم [من الشيء] فهو أنكر النكرات ثم تمم الحكمة واستوفاها
لتكون النشأة كاملة فيها فقال إن الله لطيف فمن لطافته ولطفه أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح فيقال هذا سماء وأرض وصخرة وشجرة وحيوان وملك ورزق وطعام والعين واحدة من كل شيء
وفيه كما تقول الأشاعرة إن العالم كله متماثل بالجوهر فهو جوهر واحد فهو عين قولنا [العين واحدة] ثم قالت ويختلف بالأعراض وهو عين قولنا
ويختلف ويتكثر بالصور والنسب حتى يتميز فيقال هذا ليس هذا من حيث صورته أو عرضه أو مزاجه كيف شئت فقل وهذا عين هذا من حيث جوهره ولهذا تؤخذ عين الجوهر في حد كل صورة أو مزاج فنقول نحن إنه ليس سوى الحق ويظن المتكلم أن مسمى الجوهر الفرد وإن كان حقا ما هو عين الحق الذي يطلقه أهل الكشف والتجلي فهذا حكمة كونه لطيفا ثم نعت فقال خبيرا أي عالما عن اختبار وهو قوله ولنبلونكم حتى نعلم وهذا هو علم الأذواق فجعل الحق نفسه مع علمه بما هو الآمر عليه مستفيدا علما ولا نقدر على إنكار ما نص الحق عليه [في حق نفسه] ففرق تعالى بين علم الذوق والعلم المطلق فعلم الذوق مقيد بالقوى وقد قال عن نفسه إنه عين قوى عبده في قوله كنت سمعه
وهو قوة من قوى العبد
وبصره وهو قوة من قوى العبد ولسانه وهو عضو من أعضاء العبد ورجله ويده فما اقتصر في التعريف على القوى فحسب حتى ذكر الأعضاء وليس العبد بغير لهذه الأعضاء والقوى فعين مسمى العبد هو الحق لا عين العبد هو السيد فإن النسب متميزة لذاتها وليس المنسوب إليه متميزا [31] فإنه ليس ثم سوى عينه في جميع النسب فهو عين واحدة ذات نسب وإضافات وصفات فمن تمام حكمة لقمان في تعليمه ابنه ما جاء به في
هذه الآية من هذين الإسمين الإلهيين
وقال في فص حكمة إمامية في كلمة هارونية اعلم أن وجود هارون كان من حضرة الرحموت ثم ذكر غضب موسى عليه السلام وأخذه بلحيته ثم قال وسبب ذلك عدم التثبت في النظر فيما كان في يديه من الألواح التي ألقاها من يده فلو نظر فيها نظرة تثبت لوجد فيها الهدى والرحمة فالهدى بيان ما وقع من الأمر الذي أغضبه مما [هو] هارون برئ منه والرحمة بأخيه فكان لا يأخذ بلحيته بمرأى من قومه مع كبره وأنه أسن منه
تمجيد الصوفية لعبادة العجل
ثم قال وكان موسى عليه السلام أعلم بالأمر من هارون لأنه علم ما عبده أصحاب العجل لعلمه بأن الله قد قضى ألا نعبد إلا إياه وما حكم الله بشيء إلا وقع فكان عتب موسى أخاه هارون لما وقع [الأمر] في إنكاره وعدم اتساعه فإن العارف من يرى الحق في كل شئ بل يراه عين كل شيء
بعض ما كفر به العراقي ابن عربي
قال الشيخ زين الدين العراقي في جواب السؤال المذكور هذا الكلام كفر من قائله من وجوه
أحدها أنه نسب موسى عليكم إلى رضاه بعبادة قومه للعجل
الثاني استدلاله بقوله تعالى 17: 23 وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه على أنه قدر أن لا يعبد إلا هو وأن عابد الصنم عابد له الثالث أن موسى
عليه السلام عتب على أخيه هرون عليهما السلام إنكاره لما وقع وهذا كذب على موسى عليه السلام وتكذيب لله فيما أخبر به عن موسى من غضبه لعبادتهم العجل الرابع أن العارف يرى الحق في كل شيء بل يراه عين كل شيء فجعل العجل عين الإله المعبود فليعجب السامع لمثل هذه الجرأة التي تصدر ممن في قلبه مثقال ذرة من إيمان
آيات تشهد بكفر ابن عربي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/200)
ثم ساق من الآيات التي كذب بها في هذه المقالة قوله تعالى 20: 92 93 ما منعك إذا رأيتهم ضلوا أن لا تتبعن وقوله بئسما خلفتموني من بعدي وقوله واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين وقوله إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين وقوله
ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين
شرك الصوفية أخبث الشرك
ثم قال فجاء هذا المخالف لله ولرسوله ولجميع المؤمنين فصوب فعلهم وصرح بأنهم من العارفين بقوله إن العارف من يرى الحق في كل شيء بل يراه عين كل شيء ولا شك أن شرك قائل هذا أشد من شرك اليهود والنصارى فإن أولئك عبدوا عبدا من عباد الله المقربين وهذا يرى أن عبادة العجل والصنم عين عبادة الله بل يؤدي كلامه إلى أن يرى الحق عين الكلب والخنزير وعين العذرة وقد أخبرني بعض الصادقين من فضلاء أهل 32 العلم أنه رأى شخصا ممن ينتحل هذه المقالة القبيحة بثغر الإسكندرية وأن ذلك الشخص قال له إن الله تعالى هو عين كل شئ فمر بهما حمار فقال وهذا الحمار فقال وهذا الحمار فروث الحمار من دبره فقال له وهذا الروث فقال وهذا الروث فنسأل الله السلامة والتوفيق
تعليلهم لإنكار موسى على السامري
قال ابن عربي وكان موسى يربي هرون عليهما السلام تربية علم وإن كان أصغر منه في السن ولذلك لما قال له هرون ما قال رجع إلى السامري فقال له فما خطبك يا سامري يعني فيما صنعت من عدو لك إلى صورة العجل على الاختصاص وصنعك هذا الشبح من حلى القوم حتى أخذت بقلوبهم من أجل أموالهم وليس للصور بقاء فلا بد من ذهاب صورة العجل لو لم يستعجل موسى بحرقه فغلبت عليه الغيرة فحرقه ثم نسف رماد تلك الصورة في اليم نسفا وقال له أنظر إلى إلهك فسماه إلها بطريق التنبيه للتعليم لما علم أنه بعض المجالي الإلهية لأحرقنه فإن حيوانية الإنسان لها التصرف من حيوانية الحيوان لكون الله سخرها للإنسان ولا سيما وأصله ليس من حيون فكان أعظم في التسخير
ثم قرر أمر التسخير وان منه ما هو بالمآل ومنه ما هو بالحال وأن ما هو بالحال مثل تسخير الطفل لأبيه بالقيام في مصالحه وتسخير الرعايا للملك بقيامه في مصالحهم قال وهذا كله تسخير بالحال من الرعايا يسخرون في ذلك مليكهم ويسمى على الحقيقة تسخير المرتبة فالمرتبة حكمت عليه بذلك فالعالم كله يسخر بالحال من لا يمكن أن يطلق عليه إسم مسخر
قال الله تعالى كل يوم هو في شأن فكان عدم قوة إرداع هارون بالفعل أن ينفذ في أصحاب العجل بالتسليط على العجل كما سلط موسى عليه حكمة من الله ظاهرة في الوجود ليعيد في كل صورة وإن ذهبت تلك الصورة بعد ذلك فما ذهبت إلا بعد ما تلبست عند عابدها بالألوهية ولهذا ما بقي نوع من الأنواع إلا وعبد إما عبادة تأله وإما عبادة تسخير فلا بد من ذلك لمن عقل وما عبد شيء من العالم إلا بعد التلبس بالرفعة عند العابد والظهور بالدرجة في قلبه ولذلك تسمى الحق لنا برفيع الدرجات ولم يقل رفيع الدرجة فكثر الدرجات في عين واحدة فإنه قضى أن لا يعبد إلا إياه في درجات كثيرة مختلفة أعطت كل درجة مجلى إلهيا عبد فيها
الهوى رب الصوفية الأعظم
وأعظم مجلى عبد فيه وأعلاه الهوى كما قال 23: 45 أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وهو أعظم معبود فإنه لا يعبد شئ إلا بالله ولا يعبد هو إلا بذاته ثم قال والعارف المكمل من رأى كل معبود مجلى للحق يعبد
فيه ولذلك سموه كلهم إلها مع اسمه الخاص بحجر أو شجر أو حيوان أو إنسان أو ملك أو كوكب
وحدة الأديان عند ابن الفارض
قلت وإلى هذا 32 أشار ابن الفارض بقوله
فبي مجلس الأذكار سمع مطالع ... ولي حانة الخمار عين طليعة
وما عقد الزنار حكما سوى يدي ... وإن حل بالإقرار بي فهي حلت
وإن نار بالتنزيل محراب مسجد ... فما بار بالإنجيل هيكل بيعة
وأسفار توراة الكليم لقومه ... يناجي بها الأحبار في كل ليلة
وإن خر للأحجار في البد عاكف ... فلا تعد بالإنكار بالعصبية
فما زاغت الأبصار من كل ملة ... وما راغت الأفكار من كل نحلة
وما احتار من للشمس عن غرة صبا ... وإشراقها من نور إسفار غرني
وإن عبد النار المجوس وما انطفت ... كما جاء في الأخبار في ألف حجة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/201)
فما عبدوا غيري وإن كان قصدهم ... سواي وإن لم يعقدوا عقد نيتي
رأوا ضوء ناري مرة فتوهموه ... نارا فضلوا في الهدى بالأشعة
الإله الصوفي مجلى صور العالم
وقال في فص حكمة علوية في كلمة موسوية وجود الحق كانت الكثرة له وتعداد الأسماء أنه كذا وكذا بما ظهر عنه من العالم الذي يطلب بنشأته حقائق الأسماء الإلهية فثبت به وبخالقه أحدية الكثرة وقد كان أحدي العين من حيث ذاته كالجوهر الهيولاني أحدي العين من حيث ذاته كثير بالصور الظاهرة فيه التي هو حامل لها بذاته كذلك الحق بما ظهر منه من صور التجلي فكان مجلى صور العالم مع الأحدية المعقولة
حكم ابن عربي بإيمان فرعون ونجاته
ثم ذكر أخذ فرعون لتابوت موسى عليه السلام وأنه أراد قتله وأن امرأته رضي الله عنها قالت قرة عين لي ولك فبه قرت عينها بالكمال الذي
حصل لها كما قلنا
قال وكان قرة عين لفرعون بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق فقبضه طاهرا مطهرا ليس فيه شئ من الخبث لأنه قبضه عند إيمانه قبل أن يكتسب شيئا من الآثام والإسلام يجب ما قبله وجعله آية على عنايته سبحانه وتعالى بمن شاء حتى لا ييأس أحد من رحمة الله فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون
رد هذه الفرية
هذا نصه بحروفه مع العلم الضروري لكل من شم رائحة العلم من المسلمين وغيرهم أن فرعون ما نطق بالإيمان إلا عند رؤية البأس وتصريح الله تعالى في غير آية من كتابه العزيز العزيز بأنه لا ينفع أحدا إيمانه عند ذلك وأن ذلك سنة الله التي قد خلت ولن تجد لسنة الله تحويلا وقوله في دعاء موسى عليه السلام فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم مع قوله تعالى 89: 10 قد أجيبت دعوتكما وقوله تعالى منكرا عليه 91: 10 الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين وقوله 48: 23 فكذبوهما فكانوا من المهلكين 34 وقوله تعالى 83: 10 وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين 43: 40 وأن المسرفين هم أصحاب النار المنتج قطعا أن فرعون من أصحاب النار وأما السنة فقد روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الصلاة يوما فقال من حافظ عليها كانت
له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف قال الحافظ المنذري رواه رواه أحمد بإسناد جيد والطبراني في الكبير والأوسط وابن ماجه في صحيحه وقال الإمام أبو العباس ابن تيمية في الفتوى التي أجاب فيها الشيخ سيف الدين بن عبد المطلب بن بليان السعودي ويكفيك معرفة بكفرهم يعني ابن عربي وأتباعه أن أخف أقوالهم أن فرعون مات مؤمنا وقد علم بالاضطرار عن دين أهل الملل المسلمين واليهود والنصارى أن فرعون من أكفر الخلق بالله
سؤال فرعون وجواب موسى
ثم قال ابن عربي وهنا سر كبير فإنه أي موسى عليه السلام أجاب بالفعل لمن سألوه عن الحد الذاتي أي بقوله وما رب العالمين فجعل الحد
الذاتي عين إضافته إلى ما ظهر به من صور العالم أو ما ظهر فيه من صور العالم فكأنه قال في جواب قوله وما رب العالمين قال الذي تظهر فيه صورة
العالمين من علو وهو السماء وسفل وهو الأرض إن كنتم موقنين
فرعون عند الصوفية رب موسى وسيده
ثم قال فلما جعل موسى المسئول عنه عين صور العالم خاطبه فرعون بهذا اللسان والقوم لا يشعرون فقال له 29: 26 لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين والسين في السجن من حروف الزوائد أي لأسترنك فإنك أجبت بما أيدتني به أن أقول لك مثل هذا القول
فإن قلت لي فقد جهلت يا فرعون بوعيدك إياي والعين واحدة فكيف فرقت فيقول فرعون إنما فرقت المراتب العين
ما تفرقت العين ولا انقسمت في ذاتها ومرتبتي الآن التحكم فيك يا موسى بالفعل وأنا أنت بالعين وغيرك بالرتبة
ثم قال ولما كان فرعون في منصب التحكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/202)
صاحب الوقت وأنه الخليفة بالسيف وإن جار في العرف الناموسي لذلك قال 24: 79 أنا ربكم الأعلى أي وإن كان الكل أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطيته في الظاهر من التحكم فيكم ولما علمت السحرة صدقه فيما قاله لم ينكروه وأقروا له بذلك فقالوا له 72: 20 فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا فالدولة لك فصح قوله أنا ربكم الأعلى وإن كان عين الحق فالصورة لفرعون فقطع الأيدي والأرجل 35 وصلب بعين حق في صورة باطل لنيل مراتب لا تنال إلا بذلك الفعل فإن الأسباب لا سبيل إلى تعطيلها لأن الأعيان الثابتة اقتضتها فلا تظهر في الوجود إلا بصورة ما هي عليه في الثبوت إذ لا تبديل لكلمات الله وليس كلمات الله سوى أعيان الموجودات فينسب إليها القديم من حيث ثبوتها وينسب إليها الحدوث من حيث وجودها وظهورها كما تقول حدث اليوم
عندنا إنسان أو ضيف ولا يلزم من حدوثه أنه ما كان له وجود قبل الحدوث
حكم من ينسب ربوبية إلى فرعون
قال الشيخ زين الدين العراقي قوله في قول فرعون أنا ربكم الأعلى أنه صح قوله ذلك مستدلا عليه بأن السحرة صدقوه كذب وافتراء على السحرة فلقد كذبوه وخالفوه ودعواه كاذبة وبها أخذ الله فرعون وأهلكه فقال تعالى حكاية عنه فقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ثم قال ولا شك أن من صح أنه قال هذا واعتقده مع وجود عقله وهو غيره مكره ولا مجبر الإجبار المجوز للكفر فهو كافر ولا يقبل منه تأويلها على ما أراد ولا كرامة كما قدمنا ذكره وهذا ما لا نعلم فيه خلافا بين العلماء بعلوم الشريعة المطهرة في مذاهب الأئمة الأربعة وغيرهم من أهل الاجتهاد والصحيح والله أعلم
وهذا كما ترى مبطل لما يقوله بعضهم من الخرافات في تأويله ستر الكفر وأن المراد به فرعون النفس لأنه نزل قوله على جل آيات القرآن جملة جملة ومن المقطوع به أن الله تعالى ما أنزل هذه الآيات إلا في فرعون موسى
تحريم التأويل
ولهذا قال الغزالي في الطامات من كتاب العلم من الإحياء بعد تحريم التأويل بما لا تسبق الأفهام إليه ما نصه وبعض هذه التأويلات يعلم بطلانه قطعا كتنزيل فرعون على القلب فإن فرعون شخص محسوس تواتر إلينا وجوده ودعوة موسى عليه السلام له كأبي جهل وأبي لهب وغيرهما من الكفار
وليس من جنس الشياطين والملائكة وما يدرك بالحس حتى يتطرق التأويل إلى ألفاظه انتهى
رأي ولد العراقي في الفصوص والتائية
وقال الإمام ولي الدين أحمد العراقي ابن الشيخ زين الدين المذكور في المسألة الحادية والعشرين من فتاويه المكية ما نصه لا شك في اشتمال الفصوص المشهورة عنه على الكفر الصريح الذي لا شك فيه وكذلك فتوحاته المكية فإن صح صدور ذلك عنه واستمر إلى وفاته فهو كافر مخلد في النار بلا شك وقد صح عندي عن الحافظ المزي أنه نقل من خطه في تفسير قوله تعالى 6: 2 إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون كلاما ينبو عنه السمع ويقتضي الكفر وبعض كلماته لا يمكن تأويلها
والذي يمكن تأويله منها كيف يصار إليها مع مرجوحية التأويل وأن الحكم إنما يترتب على الظاهر وقد بلغني عن الشيخ علاء الدين القونوي وأدركت أصحابه أنه قال في مثل ذلك إنما يؤول كلام المعصومين وهو كما قال
ثم ذكر كلام الذهبي فيه وساق الأسانيد إلى ابن عبد السلام بما يأتي عنه من تكفيره ثم قال وأما ابن الفارض فالاتحاد في شعره وأمرنا أن نحكم بالظاهر وإنما نؤول كلام المعصومين لكن علماء عصره من أهل الحديث رووا عنه في معاجمهم ولم يترجموه بشيء من ذلك فقال الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري في معجمه الشافعي الأديب سمع من
أبي القاسم ابن عساكر وحدث سمعت شيئا من شعره وقال الحافظ رشيد الدين العطار في معجمه الشيخ الفاضل الأديب كان حسن النظم متوقد الخاطر وكان يسلك طريق التصوف وينتحل مذهب الشافعي وأقام في مكة مدة وصحب جماعة من المشايخ
وقال الحافظ أبو بكر بن مسدى برع في الأدب فكان رقيق الطبع عذب النبع فصيح العبارة دقيق الإشارة سلس القيادة نبيل الإصدار والإيراد وتصرف فتصوف فكان كالروض المفوف وتخلق بالزي وتزيا بالخلق وجمع كرم النفس كل مفترق انتهى كلام الشيخ ولي الدين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/203)
وما قاله هؤلاء الأئمة ليس فيه مناقضة لكلامه أولا في الحكم عليه بالاتحاد فإنهم لم يقضوا على التائية ونحوها وأما قوله إن صح ذلك عنه فهو على طريق من يعتبر في الكتب المشهورة إسنادا خاصا وهي طريقة غير مرضية والصحيح أنها لا تحتاج إلى ذلك بل الشهرة كافية والله الموفق
رأى السكوتي
وقال الإمام أبو علي ابن خليل السكوتي في كتابه تحت العوام فيما يتعلق
بعلم الكلام
بعد أن حذر من ابن عربي وأتباعه فقال وليحترز من مواضع كثيرة من كلام ابن عربي الطائي في فصوصه وفتوحاته المكية وغيرهما وليحترز أيضا من مواضع كثيرة من كلام ابن الفارض الشاعر وأمثاله مما يشيرون بظاهره إلى القول بالحلول والاتحاد لأنه باطل بالبراهين القطعية ثم قال وكل كلام وإطلاق يوهم الباطل فهو باطل بالإجماع فأحرى وأولى بطلانه إذا كان صريحا في الباطل فإن قالوا لم نقصد بكلامنا ورموزنا وإشاراتنا الاتحاد والحلول وإنما قصدنا أمرا آخر يفهم عنا قلنا لهم الله أعلم بما في الضمائر وما يخفى في السرائر وإنما اعترضنا نحن الألفاظ والإطلاقات التي تظهر فيها الإشارات إلى الإلحاد والحلول والاتحاد انتهى
حكم من يؤول للصوفية كلامهم
والفيصل في قطع التأويل من أصله أن محقق زمانه وصالحه علاء الدين محمد البخاري الحنفي ذكر عنده ابن عربي هذا فقال قاضي المالكية إذ ذاك شمس
الدين محمد البساطي يمكن تأويل كلامه فقال له البخاري كفرت
وسلم له أهل عصره ممن كان في مجلسه ومن غيرهم وما طعن أحد منهم فيه بكلمة واحدة وقد كان منهم حافظ العصر قاضي الشافعية بها شهاب الدين أحمد بن 37 حجر وقاضي القضاة زين الدين عبد الرحمن التفهني وقاضي القضاة محمود العيني الحنفي والشيخ يحيى السيرامي الحنفي وقاضي القضاة محب الدين أحمد بن نصر الله البغدادي الحنبلي وزيد الدين أبو بكر القمني الشافعي وبدر الدين محمد بن الأمانة الشافعي وشهاب الدين أحمد بن تقي المالكي وغيرهم من العلماء والرؤساء وما خلص البساطي من ذلك إلا بالبراءة من اعتقاد الاتحاد ومن طائفة الاتحادية وتكفيره لمن يقول بقولهم
أوهام الصوفية في الحكم بإيمان فرعون
ثم قال ابن عربي وأما قوله 85: 40 فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده إلا قوم يونس فلم يدل ذلك على أنه لا ينفعهم في الآخرة بقوله في الاستثناء إلا قوم يونس فأراد أن ذلك لا يرفع عنهم الأخذ في الدنيا فلذلك أخذ فرعون مع وجود الإيمان منه ثم قال فآمن بالذي آمنت به بنو إسرائيل على التيقن بالنجاة فكان كما تيقن لكن على غير الصورة التي أراد فنجاه الله من عذاب الآخرة في نفسه ونجى بدنه كما قال تعالى 92: 10 فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب فظهر بالصورة المعهودة ميتا ليعلم أنه هو فقد عمته النجاة حسا ومعنى ومن حقت عليه كلمة العذاب الأخروي لا يؤمن ولو جاءته كل آية حتى يروا العذاب الأليم أي يذوقوا العذاب الأخروي فخرج فرعون من هذا الصنف
هذا هو الظاهر الذي ورد به القرآن ثم إنا نقول بعد ذلك والأمر فيه إلى الله لما استقر في نفوس عامة الخلق من شقائه وما لهم نص في ذلك يستندون إليه انتهى وقد تقدم النص المنتج قطعا بديهة أنه من أهل النار ثم
قال ثم لتعلم أنه
ما يقبض الله أحدا إلا وهو مؤمن أي مصدق بما جاءت به الأخبار الإلهية أعني من المحتضرين ولهذا يكره الموت الفجاءة وقتل الغفلة ثم قال وأما حكمة التجلي والكلام في صورة النار فلأنها كانت بغية موسى فتجلى له في مطلوبه ثم قال كنار موسى رآها حين حاجته وهو الإله ولكن ليس يدريه
افتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم
وقال في فص حكمة فردية في كلمة محمدية وإنما حبب إليه النساء فحن إليهن لأنه من باب حنين الكل إلى جزئه فأبان بذلك عن الأمر
في نفسه من جانب الحق في قوله في هذه النشأة الإنسانية العنصرية ونفخت فيه من روحي
ثم وصف نفسه بشدة الشوق إلى لقائه فقال للمشتاقين يا داود إني أشد شوقا إليهم
التثليث عند الصوفية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/204)
ثم ذكر العبد المؤمن وأنه لا يرى ربه إلا بعد الموت فاشتاق الحق لوجود هذه النسبة يعني رؤية المؤمن له تعالى بالموت ثم قال فلما أبان أنه نفخ فيه من روحه فما اشتاق إلا إلى نفسه ألا تراه خلقه على صورته لأنه من روحه ولما كانت نشأته من هذه الأركان الأربعة المسماة 38 في جسده أخلاطا حدث عن نفخة اشتعال بما في جسده من الرطوبة فكان روح الإنسان نارا لأجل نشأته ولهذا ما كلم الله تعالى موسى إلا في صورة النار وجعل حاجته فيها فلو كانت نشأته طبيعية لكان روحه نارا وكنى عنه بالنفخ يشير إلى أنه من نفس الرحمن فإنه بهذا النفس الذي هو النفخة ظهر عينه وباستعداد المنفوخ فيه كان الاشتعال نارا لا نورا فبطن نفس الرحمن فيما كان
به الإنسان إنسانا ثم اشتق له منه شخصا على صورته سماه امرأة فظهرت بصورته فحن إليها حنين الشيء إلى نفسه وحنت إليه حنين الشيء إلى وطنه فحببت إليه النساء فإن الله أحب من خلقه على صورته وأسجد له ملائكته النوريين على عظم قدرهم ومنزلتهم وعلو نشأتهم الطبيعية فمن هناك وقعت المناسبة والصورة أعظم مناسبة وأجلها وأكملها فإنها زوج أي شفعت وجود الحق كما أن هناك المرأة شفعت بوجودها الرجل فصيرته زوجا فظهرت الثلاثة حق ورجل وامرأة
فحن الرجل إلى ربه الذي هو أصله حنين المرأة إليه فحبب إليه ربه النساء كما أحب الله من هو على صورته انتهى وقد علم من هنا قطعا أنه يريد بالصورة في خلق آدم على صورته معناها المتعارف
رب الصوفية امرأة
ثم قال فإذا شاهد الرجل الحق في المرأة كان شهودا في منفعل وإذا شاهده في نفسه من حيث ظهور المرأة عنه شاهده في فاعل وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما كان شهودا في منفعل عن الحق بلا واسطة فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل
منفعل ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة فلهذا أحب صلى الله عليه وسلم النساء لكمال شهود الحق فيهن إذ لا يشاهد الحق مجردا عن المواد أبدا فإن الله بالذات غني عن العالمين وإذا كان الأمر من هذا الوجه ممتنعا
ولم تكن الشهادة إلا في مادة فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله وأعظم الوصلة النكاح وهو نظير التوجه الإلهي على من خلقه على صورته ليخلفه فيرى فيه نفسه فسواه وعدله ونفخ فيه من روحه الذي هو نفسه فظاهره خلق وباطنه حق
وهذا يدلك على أن الإله عنده كالكلي الطبيعي لا وجود له إلا في ضمن جزئياته والله الموفق
ثم قال فمن أحب النساء على هذا الحد فهو حب إلهي ومن أحبهن على جهة الشهوة الطبيعية خاصة نقصه علم هذه الشهوة فكان صورة بلا روح عنده وإن كانت تلك الصورة في نفس الأمر ذات روح ولكنها غير مشهودة لمن جاء لامرأته أو لأنثى حيث كانت لمجرد الالتذاذ ولكن لا يدري لمن فجهل من نفسه ما يجهل الغير منه ما لم يسمه هو بلسانه حتى يعلم كما قال بعضهم
صح عند الناس أني عاشق ... غير أن لم يعرفوا عشقي لمن
كذلك هذا
أحب الالتذاذ فأحب 39 المحل الذي يكون فيه وهو المرأة ولكن غاب عنه روح المسألة فلو علمها لعلم بمن التذ ومن التذ وكان كاملا وكما نزلت المرأة عن درجة الرجل بقوله 288: 2
وللرجال عليهن درجة نزل المخلوق على الصورة عن درجة من أنشأه على صورته مع كونه على صورته فبتلك الدرجة التي تميز عنه بها كان غنيا عن العالمين وفاعلا أولا فإن الصورة فاعل ثان فماله الأولية التي للحق فتميزت الأعيان بالمراتب فأعطى كل ذي حق حقه كل عارف فلهذا كان حب النساء لمحمد صلى الله عليه وسلم عن تحبب إلهي وأن الله أعطى كل شئ خلقه وهو عين حقه فما أعطاه إلا باستحقاق استحقه بمسماه أي بذات ذلك المستحق وإنما قدم النساء أي في قوله صلى الله عليه وسلم حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة لأنهن محل الانفعال كما تقدمت الطبيعة على من وجد منها بالصورة وليست الطبيعة على الحقيقة إلا النفس الرحماني فإن فيه انفتحت صورة العالم أعلاه وأسفله
الأنوثة صفة الإله الصوفي
ثم قال إنه صلى الله عليه وسلم غلب في هذا الخبر التأنيث على التذكير لأنه قصد التهمم بالنساء فقال ثلاث ولم يقل ثلاثة بالهاء الذي هو لعدد الذكران إذ فيها ذكر الطيب وهو منكر وعادة العرب أن تغلب التذكير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/205)
على التأنيث ثم قال ثم إنه جعل الخاتمة نظيرة الأولى في التأنيث وأدرج بينهما المذكر فبدأ بالنساء وختم بالصلاة وكلتاهما تأنيث والطيب بينهما كهو في وجوده فإن الرجل مدرج بين ذات ظهر عنها وبين امرأة ظهرت عنه فهو بين مؤنثين تأنيث ذات وتأنيث حقيقي كذلك النساء تأنيث حقيقي والصلاة تأنيث غير حقيقي والطيب مذكر بينهما كآدم بين الذات الموجود هو عنها وبين حواء الموجودة عنه وإن شئت قلت القدرة فمؤنثة أيضا فكن على أي مذهب شئت فإنك لا تجد إلا التأنيث يتقدم حتى عند أصحاب العلة الذين جعلوا الحق علة في وجود العالم والعلة مؤنثة
الإله الصوفي بين التقييد والإطلاق
ثم قال وثم مرتبة يعود الضمير على العبد المسبح فيها في قوله 44: 17 وإن من شئ إلا يسبح بحمده أي بحمد ذلك الشيء فالضمير الذي في
قوله بحمده يعود على الشيء أي بالثناء الذي يكون عليه كما قلنا في المعتقد أنه إنما يثنى على الإله الذي في معتقده وربط به نفسه وما كان من عمله فهو راجع إليه فما أثنى إلا على نفسه فإنه من مدح الصنعة فإنما مدح الصانع بلا شك فإن حسنها وعدم حسنها راجع إلى صانعها وإله المعتقد مصنوع للناظر فيه فهو صنعه فثناؤه على ما اعتقده ثناؤه على نفسه ولهذا يذم معتقد غيره ولو أنصف لم يكن له ذلك إلا أن صاحب هذا المعبود الخاص جاهل بلا شك في ذلك لاعتراضه 40 على غيره فيما اعتقده في الله إذ لو عرف ما قال الجنيد لون الماء لون إنائه لسلم لكل ذي اعتقاد ما اعتقده وعرف الله في كل صورة وكل معتقد فهو ظان ليس بعالم ولذلك قال أنا عند ظن عبدي بي
أي لا أظهر له إلا في صورة معتقده فإن شاء أطلق وإن شاء قيد فإله المعتقدات تأخذه الحدود وهو الإله الذي وسعه قلب عبده فإن الإله المطلق لا يسعه شئ لأنه عين الأشياء وعين نفسه
والشيء ولا يقال فيه يسع نفسه لا يسعها فافهم
قلت وهذا أراد ابن الفارض بقوله
فلو أنني وحدت ألحدت وانسلخت ... من آي جمعي مشركا بي صنعتي
دعاء ومباهلة
هذا آخر الكتاب المباعد للصواب المراد للشك والارتياب لعنة الله على معتقده ورحمة الله على منتقده قد تم ولله الحمد ما أردت انتقاده منه مترجما بسوء السيرة وقبح السريرة عنه وانتهى ما وقع انتقادي عليه وأداني اجتهادي إليه من واضح كفره ودقيق مكره وجلي شره أعاذنا الله بحوله وقوته من شكوكه وعصمنا من زيغ طريقه وباعدنا من سلوكه ورأيت أن أختم ذلك بحكاية طالما حدثنا بها شيخنا شيخ الإسلام حافظ العصر قاضي القضاة أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر الكناني العسقلاني الأصل المصري الشافعي
ثم رأيتها منقولة عن كتاب الحافظ تقي الدين الفاسي في تكفير ابن عربي وقد أصلح شيخنا بعضها بخطه قال كان في أيام الظاهر برقوق شخص يقال له ابن الأمين شديد التعصب لابن عربي صاحب هذا الفصوص وكنت أنا كثير البيان لعواره والإظهار لعاره وعثاره
وكان بمصر شيخ يقال له الشيخ صفا وكان مقربا عند الظاهر فهددني المذكور بأنه يعرفه بي ليذكر للسلطان أن بمصر جماعة أنا منهم يذكرون الصالحين بالسوء ونحو ذلك
وكانت تلك الأيام شديدة المظالم والمصائب والمغارم وكنت ذا مأل فخفت عاقبته وخشيت غائلته فقلت إن هنا ما هو أقرب مما تريد وهو أن بعض الحفاظ قال إنه وقع الاستقراء بأنه ما تباهل اثنان على شئ فحال الحول على المبطل منهما فهلم فلنتباهل ليعلم المحق منا من المبطل فتباهلت أنا وهو فقلت له قل اللهم إن كان ابن عربي على ضلال فالعني بلعنتك فقاله فقلت أنا اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعني بلعنتك وافترقنا وكان يسكن الروضة فاستضافه شخص من أبناء الجند جميل الصورة ثم بدا له أن يتركهم فخرج في أول الليل فخرجوا يشيعونه فأحس بشيء مر على رجله فقال لأصحابه مر على رجله شئ ناعم فانظروا ما هو فنظروا 41 فلم يجدوا شيئا فذهب فما وصل إلى منزله إلا وقد عمى ولم يصبح إلا وهو ميت وكان ذلك في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وسبعمائة وكانت المباهلة في رمضان منها قال وكنت عند وقوع المباهلة عرفت من حضر أن من كان مبطلا في المباهلة لا تمضي عليه السنة فكان ولله الحمد ذلك واسترحت من شره وأمنت من عاقبة مكره
المكفرون لابن عربي
وقد صرح بكفر هذا الرجل ومن نحا نحوه في مثل هذه الأقوال الظاهرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/206)
في الضلال جماعة من العلماء الأعلام مشايخ الإسلام كما نقل عنهم الإمام شهاب الدين أحمد بن يحيى بن أبي حجلة التلمساني الحنفي في كتابه الذي صنفه في ذلك وكذا نقل بعض ذلك الإمام سيف الدين عبد اللطيف بن بلبان السعودي الصوفي في جزء نقله عنه أحمد بن أقش الحراني قال وقد كتب كل من راقب الله تعالى وخشيه وامتنع كل من التبسه مخافة غيره وغشيه فالذي كتب قام لله تعالى بلوازم فرضه والذي امتيح فهو المسئول عن ذلك في يوم عرضه فإن زعم أنه ترك خوف الفتنة من المخالفين فتلك محنة في الدين بما وجب على كل عالم من التبيين
وكذلك نقل الفتاوى العلامة بدر الدين حسين بن الأهدل شيخ أبيات حسين ببلاد اليمن في تصنيفه المسمى كشف الغطا عن حقائق التوحيد فالمنكرون منهم سلطان العلماء عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القسم السلمي الشافعي كما نقل ذلك عنه شيخ الإسلام تقي الدين محمد بن دقيق العيد قال الحافظ شمس الدين محمد الذهبي فيمعجمه حدثني محمد المفيد حدثنا أبو الفتح اليعمري سمعت أبا الفتح محمد بن علي القشيري سمعت شيخنا ابن عبد السلام يقول وجرى ذكر ابن العربي الطائي فقال هو شيخ سوء كذاب وقال الصلاح خليل الصفدي في تاريخه سمعت أبا الفتح بن سيد الناس يقول سمعت ابن دقيق العيد يقول سألت ابن عبد السلام
عن ابن عربي فقال هو شيخ سوء كذاب يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا وقال شيخنا العلامة محمد بن محمد بن علي بن يوسف ويعرف بابن الجرزي الشافعي في جواب أجاب فيه بكفره كما حكاه عنه ابن الأهدل ولقد حدثنا شيخنا شيخ الإسلام الذي لم تر عيناي مثله عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير من لفظه غير مرة حدثني شيخ الإسلام العلامة قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي حدثنا الشيخ العلامة شيخ الشيوخ قاضي القضاة تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي القشيري المعروف بابن دقيق العيد القائل في آخر عمره لي أربعون 42 سنة ما تكلمت بكلمة إلا أعددت لها جوابا بين يدي الله تعالى قال سألت شيخنا سلطان العلماء عز الدين أبا محمد عبد العزيز بن عبد السلام الدمشقي عن ابن عربي فقال شيخ سوء كذاب يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا انتهى
وقال ابن تيمية في جواب السيف
السعودي فكفره الفقيه أبو محمد بذلك ولم يكن بعد ظهر من قوله إن العالم هو الله والعالم صورة الله وهوية الله قال السيف المذكور ثم تابعه في الإنكار الشيخ الإمام بركة الإسلام قطب الدين ابن القسطلاني وحذر الناس من تصديقه وبين في مصنفاته فساد قاعدته وضلال طريقه في كتاب سماه بالارتباط ذكر فيه جماعة من هؤلاء الأنماط ومنهم قاضي القضاة قدوة أهل التصوف إمام الشافعية بدر الدين محمد بن جماعة قال وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأذن في المنام فيما يخالف أو يضاد قواعد الإسلام بل ذلك من وساوس الشيطان ومحنته وتلاعبه برأيه وفتنته وأما إنكاره يعني ابن عربي ما ورد في الكتاب والسنة من الوعيد فهو كافر به عند علماء التوحيد وكذلك قوله في نوح وهود عليهما السلام قول لغو باطل مردود والقدوة العارف عماد الدين أحمد بن إبراهيم الواسطي وقال إنه علق في ذم هذه الطائفة ثلاث كراريس الأول سماه البيان المفيد في الفرق بين الإلحاد والتوحيد الثاني لوامع الاسترشاد في الفرق بين التوحيد والإلحاد والثالث أشعة النصوص في هتك أستار الفصوص كل ذلك ليبقى المؤمنون منهم على بصيرة يحذرون من طرقهم وزندقتهم وحاصل ذلك كله بكلام وجيز مختصر
أن هؤلاء جميع ما يبدونه من الكلام الحسن في مصنفاتهم إنما هو ربط واستجلاب فإن الدعاة إلى البدعة إن لم يكونوا ذوي بصيرة يستدرجون الخلق في دعوتهم حتى يحلوهم عن أديانهم لا يستجاب لهم
هذا ابن عربي عنده في أصوله أنه يجعل المعدومات أشياء ثابتة علويها وسفلها قبل وجودها فهي عنده ثابتة في القدم لكن ليس لها وجود ثم أفاض الحق عليها من وجوده الذاتي فقبل كل موجود من وجود عين الحق بحسب استعداده فظهر الكون بعين وجود الحق فكان الظاهر هو الحق فعنده أنه لا وجود إلا للحق ويستحيل عنده أن يكون ثم وجود محدث كما يقوله أهل الحق فإنهم يقولون وجود قديم ووجود حادث وهذا عنده وعند أصحابه أنه ليس بوجود حادث وليس ثم إلا وجود الحق الذاتي وهو الذي فاض على الأعيان والممكنات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/207)
فهو موجود بعينه ومن شك أن هذا اعتقاده فليراجع كتبه الفصوص وغيرها وعنده أنه لما فاض على الأكوان عين وجود الحق كان هو الظاهر فيها بحكم الوجود وكانت هي الظاهر فيه بحكم الأسماء فإنها كثيرة متعددة وعنده أن الكون افتقر إلى الحق بسبب إفاضة الوجود وأن الحق أيضا افتقر إلى الكون لظهور أسمائه وكل منهما يعبد الآخر
فتوى الجزري
ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن يوسف ابن الجزري جد شيخنا العلامة شمس الدين قال وحكمه بصحة عبادة قوم نوح للأصنام كفر وقوله إن الحق المنزه هو الخلق المشبه كلام باطل متناقض وهو كفر وقوله في قوم هود وحصلوا في عين القرب افتراء على الله تعالى ورد لقوله فيهم وقوله زال البعد وصيرورة جهنم في حقهم نعيما كذب وتكذيب للشرائع وأما من يصدقه فيما قال فحكمه كحكمه في التضليل والتكفير إن كان عالما وإن كان ممن لا علم له فإن قال ذلك جهلا عرف بحقيقة ذلك ويجب تعليمه وردعه عنه مهما أمكن ومنهم الإمام القدوة برهان الدين إبراهيم بن معضاد الجعبري ومنهم العلامة زين الدين عمر ابن أبي الحرم الكتناني الشافعي
ومن جوابه وقوله في قوم هود كفر لأن الله تعالى أخبر في القرآن العظيم عن عاد أنهم كفروا بربهم والكفار ليسوا على صراط مستقيم فالقول بأنهم كانوا عليه مكذب لصريح القرآن ويأثم من سمعه ولم ينكره إذا كان مكلفا وإن رضي به كفر
رأي أبي حيان
والإمام أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي ذكر ذلك في تفسير سورة المائدة عند قوله تعالى 17: 5 لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم الآية في أوائلها ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من أقر بالإسلام ظاهرا وانتمى إلى الصوفية حلول الله في الصور الجميلة ومن ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة كالحلاج والشعوذي وابن أحلى وابن عربي المقيم بدمشق وابن الفارض وأتباع هؤلاء كابن سبعين وعد جماعة ثم قال
وإنما سردت هؤلاء نصحا لدين الله يعلم الله ذلك وشفقة على ضعفاء المسلمين وليحذروا فهم شر من الفلاسفة الذين يكذبون الله ورسله ويقولون بقدم العالم وينكرون البعث وقد أولع جهلة ممن ينتمي إلى التصوف بتعظيم هؤلاء وادعائهم أنهم صفوة الله
رأي التقي السبكي والفاسي والزواوي
والعلامة قاضي القضاة شيخ الإسلام تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي فقال ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره فهم ضلال جهال خارجون عن طريقة الإسلام فضلا عن العلماء قال ذلك في باب الوصية من شرح 44 المنهاج ونقله الكمال الدميري والتقي الحصني وقال الحافظ تقي الدين الفاسي في كتابه فيه وقد أحرقت كتب ابن عربي غير مرة وممن صنع ذلك من العلماء المعتبرين الشيخ بهاء الدين السبكي والعلامة القاضي شرف الدين عيسى بن مسعود الزواوي المالكي شارح صحيح مسلم فقال وأما ما تضمنه هذا التصنيف من الهذيان والكفر والبهتان فهو كله تلبيس وضلال وتحريف وتبديل فيمن صدق بذلك أو اعتقد صحته
كان كافرا ملحدا صادا عن سبيل الله مخالفا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ملحدا في آيات الله مبدلا لكلماته فإن أظهر ذلك وناظر عليه كان كافرا يستتاب فإن تاب وإلا قتل وإن أخفى ذلك وأسره كان زنديقا فيقتل متى ظهر عليه ولا تقبل توبته إن تاب لأن توبته لا تعرف فقد كان قبل أن يظهر عليه يقول بخلاف ما يبطن فعلم بالظهور عليه خبث باطنه وهؤلاء قوم يسمون الباطنية لم يزالوا من قديم الزمان ضلالا في الأمة معروفين بالخروج من الملة يقتلون متى ظهر عليهم وينفون من الأرض وعادتهم التمصلح والتدين وادعاء التحقيق وهم على أسوأ طريق فالحذر كل الحذر منهم فإنهم أعداء الله وشر من اليهود والنصارى لأنهم قوم لا دين لهم يتبعونه ولا رب يعبدونه وواجب على كل من ظهر على أحد منهم أن ينهي أمره إلى ولاة المسلمين ليحكموا فيه بحكم الله تعالى ويجب على من ولي الأمر إذا سمع بهذا التصنيف البحث عنه وجمع نسخه حيث وجدها وإحراقها وأدب من اتهم بهذا المذهب أو نسب إليه أو عرف به على قدر قوة التهمة عليه حتى يعرفه الناس ويحذروه
رأي البكري
ومنهم الشيخ الإمام المحقق الزاهد القدوة العارف نور الدين علي بن يعقوب البكري الشافعي قال وأما تصنيف تذكر فيه هذه الأقوال ويكون المراد بها ظاهرها فصاحبها ألعن وأقبح من أن يتأول له ذلك بل هو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/208)
كاذب فاجر كافر في القول والاعتقاد ظاهرا وباطنا وإن كان قائلها لم يرد ظاهرها فهو كافر بقوله ضال بجهله ولا يعذر في تأويله لتلك الألفاظ إلا أن يكون جاهلا بالأحكام جهلا تاما عاما ولا يعذر في جهله لمعصيته لعدم مراجعة العلماء والتصانيف على الوجه الواجب من المعرفة في حق من يخوض في أمر الرسل ومتبعيهم أعني معرفة الأدب في التعبيرات على أن في هذه الألفاظ ما يتعذر أو يتعسر تأويله بل كلها كذلك وبتقدير التأويل على وجه يصح في المراد فهو كافر بإطلاق اللفظ على الوجه الذي شرحناه
وأما دلائل ذلك فهي مذكورة في تصانيف العلماء وفيما ألفته أيضا في بعض المسائل وليست هذه الورقة مما تسع الكلام على أقوال هذا المصنف لفظة لفظة
مسألة الوعيد
لكن مسألة الوعيد يعني التي قال فيها ابن عربي وما لوعيد الحق عين تعاين لا بد فيها من نبذة لطيفة للضرورة
اعلم 45 أنه ثبت بالدلائل العقلية والسمعية وإجماع المسلمين أن قول الله حق وخبره صدق وذلك واجب له لذاته سبحانه وتعالى ومن أنكر أن خبر الله حق أو أن وعده ووعيده صدق فهو كافر بإجماع المسلمين وإنما قال بعض الناس من الأصوليين إنه لا يجب وقوع الوعيد بتأويل مقرر في الأصول وحقيقته ترجع إلى أن كلام الله تعالى منزل على عادة العرب في تخاطبها وعادتها إذا أوعدت بالعقوبة وإن كانت
صورتها الوعيد الجازم فإنما تريد إذا لم تعف وأصرت على الانتقام وادعى أن ذلك مركوز في طباعها وأن حقيقة اللفظ الحمل عليه سواء أراده حالة التخاطب أو لم يرده
وقال فيه آخرون إن الرب سبحانه وتعالى علق الأشياء بمشيئته في غير موضع وأن الوعد المطلق مقيد بالمشيئة فجوز أن يقع الوعيد بشيء فلا يحصل المتوعد إما لأن حقيقة اللفظ مقيدة بعدم العفو وإما لأن مطلق اللفظ مقيد بنصوص أخر مع أمور أخرى يحتملها اللفظ مطلقا من غير دليل خاص من تقييد المطلق وتخصيص العام واحتمال الإضمار والمجاز
وجوز أن يضع الله تعالى اللفظ وضعا جديدا لمعنى آخر لا تفهمه العرب عند بعض الناس إلى غير ذلك
ومع هذا كله فإنما هو كلام في أصل الوعيد من حيث الجملة
وأما خصوص مسألة وعيد الكافرين فلا خلاف أن المراد به قد علم وأن من ادعى أن الكفار لا يعذبون أصلا فهو كافر إلا أن يكون ممن لم تبلغهم الدعوة أو في معناه
والمراد في وعيد الكافرين المعلوم هو أنهم يعذبون في النار العذاب الشديد ولا يغفر كفرهم المغفرة المزيلة للعقوبة بعد بلوغ الدعوة على الوجه الذي تقوم به الحجة
والعلم بالمراد في هذه القضية متلقي بوجهين أحدهما أخبار التواتر
الثاني فهم الصحابة لذلك عن المعصوم فهما قطعيا منقولا إلينا بالتواتر المعنوي وإنما تكلموا في مسألة الخلود دون أصل
التعذيب فمن حاك الخلاف عن السلف ومن حاك الإجماع ففيها نظر والله أعلم
فتوى البالسي وابن النقاش
ومنهم العلامة نجم الدين محمد بن عقيل البالسي الشافعي فقال من صدق هذه المقالة الباطلة أو رضيها كان كافرا بالله تعالى يراق دمه ولا تنفعه التوبة عند مالك وبعض أصحاب الشافعي ومن سمع هذه المقالة القبيحة تعين عليه إنكارها بلسانه بل يجب عليه منع قائلها بالضرب إن لم ينزجر باللسان فإن عجز 46 عن الإنكار بلسانه أو بيده وجب عليه إنكار ذلك بقلبه وذلك أضعف الإيمان
ومنهم نادرة زمانه العلامة أبو أمامة محمد بن علي بن النقاش المصري الشافعي في تفسيره وأجاد جدا في تقرير مذهبهم وبيان عواره فقال وقد ظهرت أمة ضعيفة العقل نزرة العلم اشتغلوا بهذه الحروف وجعلوا لها دلالات واشتقوا منها ألفاظا واستدلوا منها على مدد وسموا أنفسهم بعلماء الحروف ثم جاءهم شيخ وقح من جهلة العالم يقال له
البوني ألف فيها مؤلفات وأتى فيها بطامات ومن الحروف دخلوا للباطن وأن للقرآن باطنا غير ظاهر بل وللشرائع باطنا غير ظاهرها ومن ذلك تدرجوا إلى وحدة الوجود وهو مذهب الملحدين كابن عربي وابن سبعين وابن الفارض ممن يجعل الوجود الخالق هو الوجود المخلوق وقد لا يرضى هؤلاء بلفظ الاتحاد بل يقولون بالوحدة لأن الاتحاد يكون افتعالا بين شيئين وهم يقولون الوجود واحد لا تعدد فيه ولم يفرقوا بين الواحد بالعين والواحد بالنوع فإن الموجودات مشتركة في مسمى الوجود ولكن ليس وجود هذا وجود هذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/209)
والقدر المشترك هو كلي والكلي المطلق لا يوجد كليا مطلقا إلا في الأذهان لا في الأعيان بل كل موجود من المخلوقات له وصف يختص به لا يشاركه فيه غيره في الخارج وأنقص المراتب عند هؤلاء مرتبة أهل الشريعة ثم قال وهم متأهلون للخيال معظمون له ولا سيما ابن عربي منهم ويسميه أرض الحقيقة ولهذا يقولون بجواز الجمع بين النقيضين وهو من الخيال الباطل وقد علم المعتنون بحالهم من علماء الإسلام كالشيخ عز الدين ابن عبد السلام
وابن الحاجب وغيرهما أن الجن والشياطين تمثلت لهم وألفت كلاما يسمعونه وأنوارا يرونها فيظنون ذلك كرامات وإنما هي أحوال شيطانية لا رحمانية وهي من جنس السحر
ولقدولقد حكى سعيد الفرغاني في شرح قصيدة ابن الفارض أن رجلا نزل دجلة ليغتسل لصلاة الجمعة فخرج من النيل فأقام بمصر عدة سنين وتزوج وولد له هناك ثم نزل ليغتسل لصلاة الجمعة فخرج من دجلة فرأى غلامه ودابته والناس لم يصلوا بعد الجمعة ومن المعلوم لكل ذي حس أن يوم الجمعة ببغداد ليس بينه وبين يوم الجمعة بمصر يوم فضلا عن أكثر منه ولا الشمس توقفت عدة أعوام في السماء وإنما هو الخيال فيظنونه لجهلهم في
الخارج ثم قال وحقيقة قولهم إن ما ثم وجودا 47 إلا هذا العالم لا غير كما قاله فرعون لكن هم يقولون إن العالم هو الله وفرعون أنكر وجود الله ثم قال قيل لبعض أكابرهم ما الفرق بينكم وبين النصارى قال النصارى خصصوا وهذا موجود في كلام ابن عربي وغيره ينكرون على المشركين تخصيصهم عبادة بعض والعارف عندهم يعبد كل شيء ثم قال ومن المعتقدين الحلول الخاص طائفة من أتباع العبيدية الباطنية الذين ادعوا أنهم علويون ثم قال وقد اعتقدت طائفة منهم الإلهية في الحاكم كالدريزية
أتباع شهنكير الدرزي الذي كان من موالي الحاكم وأضل أقواما بالشام في وادي تيم الله بن ثعلبة انتهى
رأي ابن هشام وابن خلدون
ومنهم العلامة جمال الدين عبد الله بن يوسف بن هشام صاحب المغنى وغيره من المصنفات البديعة وكتب على نسخة من كتاب الفصوص
هذا الذي بضلاله ... ضلت أوائل مع أواخر
من ظن فيه غير ذا ... فلينأ عني فهو كافر
هذا كتاب فصوص الظلم ونقيض الحكم وضلال الأمم كتاب يعجز الذم عن وصفه قد اكتنفه الباطل من بين يديه ومن خلفه لقد ضل مؤلفه ضلالا بعيدا وخسر خسرانا مبينا لأنه مخالف لما أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه وفطر عليه خليقته انتهى
وقال العلامة قاضي القضاة أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون إن طريق المتصوفة منحصر في طريقين الأولى وهي
طريقة السنة طريقة سلفهم الجارية على الكتاب والسنة والاقتداء بالسلف الصالح من الصحابة والتابعين والطريقة الثانية وهي مشوبة البدع وهي
طريقة قوم من المتأخرين يجعلون الطريقة الأولى وسيلة إلى كشف حجاب الحس لأنها من نتائجها ومن هؤلاء المتصوفة ابن عربي وابن سبعين وابن برجان وأتباعهم ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم ولهم تواليف كثيرة يتداولونها مشحونة بصريح الكفر ومستهجن البدع وتأويل الظاهر لذلك على أبعد الوجوه وأقبحها مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها إلى الملة أو عدها في الشريعة وليس ثناء أحد على هؤلاء حجة ولو بلغ المثنى ما عسى أن يبلغ من الفضل لأن الكتاب والسنة أبلغ فضلا أو شهادة من كل أحد
وأما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلة وما يوجد من نسخها بأيدي الناس مثل الفصوص والفتوحات المكية لابن عربي والبد لابن سبعين وخلع النعلين لابن قسي وعين اليقين لابن برجان وما أجدر الكثير من شعر ابن الفارض والعفيف التلمساني وأمثالهما أن يلحق بهذه الكتب وكذا شرح ابن الفرغاني للقصيدة التائية من نظم ابن الفارض فالحكم في هذه
الكتب وأمثالها إذهاب أعيانها متى وجدت بالتحريق بالنار والغسل بالماء حتى ينمحي أثر الكتاب لما في ذلك من المصلحة العامة 48 في الدين بمحو العقائد المختلفة فيتعين على ولي الأمر إحراق هذه الكتب دفعا للمفسدة العامة ويتعين على من كانت عنده التمكين منها للإحراق
رأي الشمس العيزري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/210)
ومنهم العلامة شمس الدين محمد العيزري الشافعي في كتاب سماه الفتاوي المنتشرة قال عن الفصوص قال العلماء جميع ما فيه كفر لأنه دائر مع عقيدة الاتحاد وهو من غلاة الصوفية المحذر من طرائقهم وهم شعبان شعب حلولية يعتقدون حلول الخالق في المخلوق وشعب اتحادية لا يعتقدون تعددا في الوجود في زعمهم أن العالم هو الله وكل فريق منهم يكفر الآخر وأهل الحق يكفرون الفريقين
ثم قال
ومنهم ابن الفارض صاحب الديوان وعد جماعة معه ثم قال ذكر هؤلاء بالحلول والاتحاد جماعة من علماء الشريعة المتأخرين كالشيخ عز الدين بن عبد السلام وأبي عمرو بن الصلاح وابن دقيق العيد وشيخ الفقهاء الزين الكتناثي وقاضي القضاة الشيخ تقي الدين السبكي وحكم بتكفيرهم القضاة الأربعة البدر بن جماعة والزين الحنفي والشرف الزواوي والسعد الحنبلي ثم ذكر كلام الشيخ أبي حيان فيهم
من تفسيره البحر إلى أن قال وقد انتدب بعض المغالطين من أهل العلم ممن يحسن الظن ببعضهم ولا صواب معه وصنف تأويلات لنظم السلوك وتعسف بما لا يصح الأخذ به لقوة ظواهر الألفاظ الخارقة جزما لسياج عصمة الديانة وانتهاك حرمة الربوبية ثم قال ويحوم بظاهر كلامه على أنه هو الله وأن الله هو وهذا بهتان قبيح وكفر صريح ثم قال وكان ابن الفارض يقول إنما قتل الحلاج لأنه باح بسره إذ شرط هذا التوحيد الكتم
رأي لسان الدين ابن الخطيب والموصلي
ومنهم العلامة لسان الدين محب بن الخطيب الأندلسي المالكي في كتابه روضة التعريف بالحب الشريف وأجاد في تقرير مذهبهم ورد ما شاء فقال الفرع الخامس فيرأي أهل الوحدة المطلقة ثم قال وحاصله أن الباري جل وعلا هو مجموع ما ظهر وما بطن وأنه لا شيء خلاف ذلك وأن تعدد هذه الحقيقة المطلقة والآنية الجامعة التي هي عين كل آنية والهوية التي هي
عين كل هوية إنما وقع بالأوهام من الزمان والمكان والخلاف والغيبة والظهور والألم واللذة والوجود والعدم
قالوا وهذه إذا حققت إنما هي أوهام راجعة إلى أخبار الضمير وليس في الخارج شيء منها فإذا سقطت الأوهام صار مجموع العالم بأسره وما فيه واحدا وذلك الواحد هو الحق وإنما العبد مؤلف من طرفي حق وباطل فإذا سقط الباطل وهو اللازم بالأوهام لم يبق إلا الحق وصرحت بذلك أقوال شيوخهم فمنه قول ابن أحلى حق أقام باطلا ببعض صفاته وقال الحلاج وابن العربي وقد تعرض لما به وقع التعدد وأنه وهم فالكل واحد وإن كان متفرقا
فسبحان من هو الكل ولا شيء سواه الواحد بنفسه المتعدد بنفسه
ومنهم الحافظ الرحلة شمس الدين أبو عبد الله محمد الموصلي الشافعي نزيل دار الحديث بدمشق
فقال وفي كلام ابن عربي من الكفر الصريح الذي لا يمكن تأويله شيء كثير يضيق هذا الوقت من وصفه ومنه تفسير اسمه العلي بأن قال العلي على من وما ثم إلا هو وهو المسمى أبا سيعد الخراز
رأي البساطي
ومنهم شيخنا علامة زمانه قاضي القضاة شمس الدين محمد بن أحمد البساطي المالكي قاضي مصر قال في أول كتاب له في أصول الدين في المسألة السادسة في حدوث العالم وخالفنا في ذلك طوائف الأولى الدهرية والثانية
متأخرو الفلاسفة كأرسطو ومن تبعهم من ضلال المسلمين كابن سينا والفارابي ومن حلي كلامه وزخرفه بشعار الصالحين كابن عربي وابن سبعين ثم قال في الكتاب الثاني في المسألة السادسة في أنه سبحانه ليس متحدا بشيء واعلم أن هذه الضلالة المستحيلة في العقول سرت في جماعة المسلمين نشأوا في الابتداء على الزهد والخلوة والعبادة فلما حصلوا من ذلك على شيء صفت أرواحهم وتجردت نفوسهم وتقدست أسرارهم وانكشف لهم ما كانت الشواغل الشهوانية مانعة من انكشافه وقد كانت طرق أسماعهم من
خرافات النصارى أنه إذا حل روح القدس في شيء نطق بالحكمة وظهر له أسرار ما في هذا العالم مع تشوف النفوس إلى المناصب العلية فذهبوا إلى هذه المقالة السخيفة فمنهم من صرح بالاتحاد على المعنى الذي قالته النصارى وزادوا عليه أنهم لم يقصروه على المسيح كما ذهب إليه الغلاة من الروافض في علي رضي الله عنه وكذا ما ذهب إليه جماعة في خاتم الأولياء عندهم من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/211)
الحلول ولهم في ذلك كلمات يعسر تأويل كلها لمن يريد الاعتذار عنهم بل منها مالا يقبل التأويل ولهم في التأويل خلط وخبط كلما أرادوا أن يقربوا من المعقول ازدادوا بعدا حتى أنهم استنبطوا قضية حلت لهم الراحة وقنعوا في مغالطة الضرورة بها بالمغيب وهي وهي أن ما هم فيه ويزعمونه وراء العقل وأنه بالوجدان يحصل ومن نازعهم محجوب مطرود عن الأسرار الإلهية وفي هذا كفاية والله أعلم انتهى
البساطي وشرحه للتائية
وقد قام في زماننا ناس حدثان الأسنان سفهاء الأحلام أرادوا 50 إظهار هذا المذهب ثم أخزاهم الله تعالى فقلقلوا كل مقلقل وكان مما قالوه إن الشمس البساطي هذا منهم وأنه شرح تائية ابن الفارض فاستبعد هذا منه
وإن كان ما قالوه صحيحا فقد قضى على نفسه في كلامه هذا بأنه خرج من دائرة العقل
ثم يسر الله وله الحمد الاطلاع على الشرح المنسوب إليه فإذا هو بريء مما فرقوه به كما كنت أظن فرأيته قال في أوله أما بعد فهذا كتاب شرح قصيدة ابن الفارض ولباب فتح وصيد لحن ابن الفارض على وجه أنا نبين مراده من كلامه بقدر فهمنا لمقصوده منه ولا يلزمنا صحة ما قاله في العربية لفظا أو في الشريعة معنى أو استحسانا عقلا أو شرعا أو عرفا ثم تكلم على الأبيات على وجه يظهر منها حملها على موافقة الشرع ما أمكنه فإذا عجز صرح في ذلك الموضع بما يليق به من الحكم عليه من غير
ثم قرر أمر التسخير وأن منه ما هو بالمآل ومنه ما هو بالحال وأن ما هو بالحال مثل تسخير الطفل لأبيه بالقيام في مصالحه وتسخير الرعايا الملك بقيامه في مصالحهم قال وهذا كله تسخير بالحال من الرعايا يسخرون في ذلك مليكهم ويسمى على الحقيقة تسخير المرتبة فالمرتبة حكمت عليه بذلك فالعالم كله يسخر بالحال من لا يمكن أن يطلق عليه اسم مسخر
قال الله تعالى كل يوم هو في شأن فكان عدم قوة إرداع هارون بالفعل أن ينفذ في أصحاب العجل بالتسليط على العجل كما سلط موسى عليه حكمة من الله ظاهرة في الوجود ليعيد في كل صورة وإن ذهبت تلك الصورة بعد ذلك فما ذهبت إلا بعد ما تلبست عند عابدها بالألوهية ولهذا ما بقي نوع من الأنواع إلا وعبد إما عبادة تأله وإما عبادة تسخير فلا بد من ذلك لمن عقل وما عبد شئ من العالم إلا بعد التلبس بالرفعة عند العابد والظهور بالدرجة في قلبه ولذلك تسمى الحق لنا برفيع الدرجات ولم يقل رفيع الدرجة فكثر الدرجات في عين واحدة فإنه قضى أن لا يعبد إلا إياه في درجات كثيرة مختلفة أعطت كل درجة مجلى إلهيا عبد فيها
الهوى رب الصوفية الأعظم
وأعظم مجلى عبد فيه وأعلاه الهوى كما قال 23: 45 أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وهو أعظم معبود فإنه لا يعبد شئ إلا بالله ولا يعبد هو إلا بذاته ثم قال والعارف المكمل من رأى كل معبود مجلى للحق يعبد
وما قبله وما بعده مما ادعى فيه أن الله يتحد به ويتجلى بصورته من غير حلول ما نصه ولكن دعوى تجلي الله بصورة ما مكفر بها شرعا بإجماع المسلمين والكافرين من آمن به وإن لم يكن حلولا
رأي ابن حجر والبلقيني وغيرهما
ومنهم شيخنا شيخ الإسلام حافظ عصره قاضي القضاة أبو الفضل بن حجر وشيخه شيخ الإسلام سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني فقال في ترجمة عمر بن الفارض في لسان الميزان بعد أن ذكر ترجمة الذهبي له بأنه شيخ الاتحادية وأنه ينعق بالاتحاد الصريح في شعره وقد كنت سألت شيخنا سراج الدين البلقيني عن ابن العربي فبادر بالجواب بأنه كافر فسألته عن ابن الفارض فقال لا أحب التكلم فيه فقلت فما الفرق بينهما والمهيع واحد وأنشدته من التائية 51 فقطع علي بعد إنشاد عدة أبيات بقوله هذا كفر هذا كفر
ومنهم الشيخ ولي الدين العراقي وأبوه كما تقدم في الفص الموسوي وغيره ومنهم العلامة برهان الدين السفاقيني صاحب الإعراب ونظم قصيدة طويلة يتحرق فيها ويندب أهل الإسلام لهؤلاء الضلال فقال فيها
فشيخهم الطائي في ذاك قدوة ... يرى كل شيء في الوجود هو الحقا
وكم من غوي كابن سبعين مثله ... وكلهم بالكفر قد طوقوا طوقا
وكالششتري القونوي وابن فارض ... فلا برد الله ثراهم ولا أسقى
ومن كفر ابن الفارض بصريح اسمه شيخنا محقق عصره قاضي القضاة شيخ الإسلام محمد بن علي الغاياتي الشافعي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/212)
أخبرني عنه بذلك الثقة من غير وجه وأخبرني الثقة عن الشيخ مدين أنه قال التائية هي الفصوص لا فرق بينهما وقد كان المذكور رأس صوفية عصرنا
مقتل الحلاج
ومنهم الحافظ عماد الدين إسماعيل بن كثير الدمشقي الشافعي وقال هؤلاء كلهم يقتفون في مسالكهم هذه طريقة الحسين بن الحلاج الذي أجمع الفقهاء في زمانه على كفره وقتله قاله الإمام أبو بكر المازري الفقيه المالكي قلت وما قاله القاضي عياض كما تقدم نقله عنه في مقدمة هذا الكتاب
والله الموفق
قال وقد بسطت سيرته في التاريخ بعد الثلاثمائة وذكرت صفة قتله واجتماع الكلمة على تكفيره من العلماء والصوفية العباد سوى ابن عطاء وابن خفيف حتى أنشدهما بعضهم من شعره قائلا ما تقولان في قول بعض الشعراء
سبحان من أظهرنا شوته ... سر سنا لاهوته الثاقب
ثم بدا في خلقه ظاهرا ... في صورة الآكل والشارب
حتى لقد عاينه خلقه ... كلحظة الحاجب بالحاجب
فقالا هذا شعر الزنادقة فقال هذا شعر الحسين بن منصور الحلاج فلعنا الحلاج ورجعنا عنه انتهى
رأي الذهبي
وممن صرح بكفره وأحسن في بيان أمره حافظ عصره شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي فقال في كتابه تاريخ الإسلام بعد خط الحافظ سيف الدين بن المجد علي الحريري المتصوف فكيف لو رأى الشيخ كلام ابن عربي الذي هو محض الكفر والزندقة لقال هذا الدجال المنتظر ولكن كان ابن العربي منقطعا عن الناس إنما يجتمع به آحاد الاتحادية ولا يصرح بأمره لكل أحد ولم تشتهر كتبه إلا بعد موته ولهذا تمادى أمره فلما كان على رأس السبعمائة جدد الله لهذه الأمة دينها بهتكه وفضيحته ودار بين العلماء كتابه الفصوص وقد خط عليه الشيخ القدوة الصالح إبراهيم بن معضاد الجعبري فيما حدثني به شيخنا ابن تيمية عن التاج 52 البارنباري أنه سمع الشيخ إبراهيم يذكر ابن عربي كان يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا وحكى عنه ابن تيمية أنه قال لما اجتمع بابن عربي رأيت شيخا نجسا يكذب بكل كتاب أنزله الله وبكل نبي أرسله الله
رأي ابن تيمية وغيره من العلماء
وقال الإمام أبو العباس أحمد بن تيمية في كتابه الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان وقد صنف بعضهم أي أهل الاتحاد كتبا وقصائد على مذهبه مثل قصيدة ابن الفارض المسماة بنظم السلوك يقول فيها وذكر منها عدة أبيات ثم قال إلى مثل هذا الكلام أي الدال على الاتحاد ولهذا كان عند الموت ينشد
إن كان منزلتي في الحب عندكم ... ما قد رأيت فقد ضيعت أيامي
أمنية ظفرت روحي بها زمنا ... واليوم أحسبها أضغاث أحلام
فإنه كان يظن أنه هو الله فلما حضرت ملائكة الله لقبض روحه تبين له بطلان ما كان يظنه وقال في إفتائه الذي استفتاه فيه الشيخ سيف الدين عبد اللطيف بن بلبان السعودي بعد أن حكى جملة من أقوال ابن عربي صريحة في الكفر فإن صاحب هذا الكتاب المذكور الذي هو فصوص الحكم وأمثاله مثل صاحبه القونوي يعني صدر الدين والتلمساني وابن سبعين والششتري وابن الفارض وأتباعهم مذهبهم الذي هم عليه أن الوجود واحد ويسمون أهل وحدة الوجود ويدعون التحقيق والعرفان وهم يجعلون وجود
الخالق عين وجود المخلوقات فكل ما تتصف به المخلوقات من حسن وقبح ومدح وذم إنما المتصف به عندهم عين الخالق وليس للخالق عندهم وجود مباين لوجود المخلوقات منفصل عنها بل عندهم ما ثم غير أصلا للخالق ولا سواه فعباد الأصنام لم يعبدوا غيره عندهم لأنه ما عندهم له غير وأما العلامة ابن دقيق العيد فذكر أنه سمع عز الدين بن عبد السلام يقول في ابن عربي شيخ سوء كذاب وممن حط عليه وحذر منه الشيخ القدوة إبراهيم الرقي ثم ذكر جماعة ممن تقدم ذكرهم في إفتائهم بأن كتابه الفصوص فيه الكفر الأكبر وقد ذكر ابن أبي حجلة أيضا عن غير هؤلاء ممن كفر هذه الطائفة من علماء الإسلام وذكر في كلام كل منهم في إبطال هذا المذهب ما لا لبس فيه وفيما ذكرته مقنع وذكر الحافظ تقي الدين الفاسي في كتابه فيه ممن كفره الإمام أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الحضري ابن خلدون قاضي المالكية بمصر وقال في فتوى ذكرها فيه وفي أضرابه فيتعين على ولي الأمر إحراق هذه الكتب دفعا للمفسدة العامة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/213)