هذا هو توحيد الله، وهذا هو إفراده بالعبادة، وهذا هو دين الرسل كلهم، وهذا معنى قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [40] يعني: إياك نوحد ونطيع ونرجو ونخاف، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: نعبدك وحدك، ونرجوك ونخافك.
وإياك نستعين على طاعتك، وفي جميع أمورنا. فالعبادة هي توحيد الله عز وجل والإخلاص له في طاعة أوامره، وترك نواهيه سبحانه وتعالى، مع الإيمان الكامل بأنه مستحق للعبادة وأنه رب العالمين المدبر لعباده، والمالك لكل شيء، والخالق لكل شيء، وأنه الكامل في ذاته، وأسمائه وصفاته وأفعاله، ولا نقص فيه، ولا عيب فيه، ولا مشارك له في شيء من ذلك، سبحانه وتعالى، بل له الكمال المطلق في كل شيء جل وعلا.
ومن هذا نعلم أنه لا بد من تصديق الرسل جميعا فيما جاءوا به، وعلى رأسهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وأنه متى أخلص العبد العبادة لله وحده، وصدق رسله عليهم الصلاة والسلام، ولاسيما محمد صلى الله عليه وسلم، وانقاد لشرعه واستقام عليه، إلا في واحد أو أكثر من نواقض الإسلام فإنه تبطل عبادته، ولا ينفعه ما معه من أعمال الإسلام.
فلو أنه صدق محمدا في كل شيء، وانقاد لشريعته في كل شيء لكن قال مع ذلك: مسيلمة رسول مع محمد - أعني مسيلمة الكذاب الذي خرج في اليمامة وقاتله الصحابة في عهد الصديق رضي الله عنه - بطلت هذه العقيدة، وبطلت أعماله ولم ينفعه صيام النهار، ولا قيام الليل، ولا غير ذلك من عمله. لأنه أتى بناقض من نواقض الإسلام، وهو تصديقه لمسيلمة الكذاب، لأن ذلك يتضمن تكذيب الله سبحانه في قوله عز وجل: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [41] كما تضمن تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث المتواترة عنه عليه الصلاة والسلام، بأنه خاتم الأنبياء ولا نبي بعده.
وهكذا من صام النهار، وقام الليل، وتعبد وأفرد الله بالعبادة، واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك في أي وقت من الأوقات صرف بعض العبادة لغير الله، كأن يجعل بعض العبادة للنبي، أو للولي الفلاني، أو للصنم الفلاني، أو للشمس أو للقمر أو للكوكب الفلاني أو نحو ذلك، يدعوه ويطلب منه النصر، ويستمد العون منه، بطلت أعماله التي سبقت كلها، حتى يعود إلى التوبة إلى الله عز وجل كما قال تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [42] وقال سبحانه: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [43]، وهكذا لو آمن بالله في كل شيء، وصدق الله في كل شيء، إلا في الزنا، فقال: الزنا مباح أو اللواط مباح، أو الخمر مباحة، صار بهذا كافرا، ولو فعل كل شيء آخر من دين الله، فاستحلاله لما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة، صار باستحلاله هذا كافرا بالله، مرتدا عن الإسلام، ولم تنفعه أعماله ولا توحيده لله عند جميع المسلمين. وهكذا لو قال: إن نوحا أو هودا، أو صالحا، أو إبراهيم أو إسماعيل أو غيرهم ليس بنبي، صار كافرا بالله، وأعماله كلها باطلة، لكونه بذلك قد كذب الله سبحانه فيما أخبر به عنهم. وهكذا لو حرم ما أحله الله، مع التوحيد والإخلاص والإيمان بالرسل، فقال مثلا: أنا ما أحل الإبل أو البقر أو الغنم أو غيرها مما أحله الله حلا مجمعا عليه، وقال إنها حرام يكون بهذا كافرا مرتدا عن الإسلام بعد إقامة الحجة عليه، إذا كان مثله قد يجهل ذلك. وصادف جنس من أحل ما حرم الله. أو قال: ما أحل الحنطة أو الشعير بل هما حرام، وما أشبه ذلك، صار كافرا، أو قال: إنه يستبيح البنت أو الأخت، صار بهذا كافرا بالله، مرتدا عن الإسلام، ولو صلى وصام وفعل باقي الطاعات، لأن واحدة من هذه الخصال تبطل دينه، كما قال تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [44].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/128)
ونحن في زمان غلب فيه الجهل، وقل فيه العلم، وأقبل الناس إلا من شاء الله، على علوم أخرى وعلى مسائل أخرى، تتعلق بالدنيا، فقل علمهم بالله، وبدينه لأنهم شغلوا بما يصدهم عن ذلك، وصارت أغلب الدروس في أشياء تتعلق بالدنيا، أما التفقه في دين الله، والتدبر لشريعته سبحانه، وتوحيده، فقد أعرض عنه الأكثرون، وأصبح من يشتغل به اليوم هو أقل القليل. فينبغي لك يا عبد الله الانتباه لهذا الأمر، والإقبال على كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، دراسة وتدبرا وتعقلا، حتى تعرف توحيد الله والإيمان به، وحتى تعرف ما هو الشرك بالله عز وجل، وحتى تكون بصيرا بدينك، وحتى تعرف ما هو سبب دخول الجنة والنجاة من النار، مع العناية بحضور حلقات العلم والمذاكرة مع أهل العلم والدين، حتى تستفيد وتفيد، وحتى تكون على بينة وعلى بصيرة في أمرك.
والشرك شركان: أكبر وأصغر:
فالشرك الأكبر ينافي توحيد الله، وينافي الإسلام، ويحبط الأعمال، والمشركون في النار، وكل عمل أو قول دلت الأدلة على أنه كفر بالله: كالاستغاثة بالأموات أو الأصنام، أو اعتقاد حل ما حرم الله، أو تحريم ما أحله الله، أو تكذيب بعض رسله، فهذه الأشياء تحبط الأعمال، وتوجب الردة عن الإسلام، كما سبق بيان ذلك.
قال تعالى في أول سورة النساء: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [45] فهنا قد بين الله أن الشرك لا يغفر، ثم علق ما دونه على المشيئة فأمره إلى الله سبحانه وتعالى، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه، على قدر المعاصي التي مات عليها، غير تائب، ثم بعد أن يطهر بالنار يخرجه الله منها إلى الجنة، بإجماع أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج والمعتزلة، ومن سار على نهجهم.
أما في آية الزمر، فعمم وأطلق فقال سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [46] قال العلماء: هذه الآية في التائبين، أما آية النساء فهي في غير التائبين، ممن مات على الشرك مصرا على بعض المعاصي، وهي قوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [47].
أما من مات على ما دون الشرك كالزنا والمعاصي الأخرى، وهو يؤمن أنها محرمة، ولم يستحلها ولكنه انتقل إلى الآخرة ولم يتب منها، فهذا تحت مشيئة الله عند أهل السنة والجماعة إن شاء الله غفر له، وأدخله الجنة لتوحيده وإسلامه، وإن شاء سبحانه عذبه على قدر المعاصي التي مات عليها بالنار من الزنا وشرب الخمر، أو عقوقه لوالديه، أو قطيعة أرحامه، أو غير ذلك من الكبائر كما سبق إيضاح ذلك.
وذهب الخوارج إلى أن صاحب المعصية مخلد في النار وهو بالمعاصي كافر أيضا، ووافقهم المعتزلة بتخليده في النار، ولكن أهل السنة والجماعة خالفوهم في ذلك ورأوا أن الزاني والسارق والعاق لوالديه وغيرهم من أهل الكبائر لا يكفرون بذلك، ولا يخلدون في النار، إذا لم يستحلوا هذه المعاصي، بل هم تحت مشيئة الله كما تقدم، فهذه أمور عظيمة ينبغي أن نعرفها جيدا، وأن نفهمها كثيرا، لأنها من أصول العقيدة، وأن يعرف المسلم حقيقة دينه، وضده من الشرك بالله تعالى، ويعلم أن باب التوبة من الشرك والمعاصي مفتوح إلى أن تطلع الشمس من مغربها.
ولكن المصيبة العظيمة، هي الغفلة عن دين الله، وعدم التفقه فيه، فربما وقع العبد في الشرك والكفر بالله وهو لا يبالي، لغلبة الجهل، وقلة العلم بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق. فانتبه لنفسك أيها العاقل، وعظم حرمات ربك، وأخلص لله العمل، وسارع إلى الخيرات، واعرف دينك بأدلته، وتفقه في القرآن والسنة بالإقبال على كتاب الله، وبحضور حلقات العلم وصحبة الأخيار، حتى تعرف دينك على بصيرة، وأكثر من سؤال ربك الثبات على الهدى والحق، ثم إذا وقعت في معصية فبادر بالتوبة فكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، كما جاء في الحديث الصحيح، لأن المعصية نقص في الدين، وضعف في الإيمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/129)
فالبدار البدار إلى التوبة، والإقلاع والندم، والله يتوب على من تاب، وهو القائل سبحانه: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [48] وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [49] فالتوبة لا بد منها، وهي لازمة للعبد دائما، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (التوبة تهدم ما كان قبلها) فاستقم عليها، فكلما وقعت منك زلة فبادر بالتوبة والإصلاح، وكن متفقها في دينك، لا تشغل بحظك في الدنيا عن حظك من الآخرة، بل اجعل للدنيا وقتا، وللتعلم وللتفقه في الدين، والتبصر والمطالعة والمذاكرة والعناية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحضور حلقات العلم ومصاحبة الأخيار غالب وقتك، فهذه الأمور هي أهم شأنك، وسبب سعادتك.
وهناك نوع آخر وهو الشرك الأصغر مثل الرياء، والسمعة في بعض العمل أو القول، ومثل أن يقول الإنسان ما شاء الله وشاء فلان، والحلف بغير الله، كالحلف بالأمانة والكعبة والنبي وأشباه ذلك، فهذه وأشباهها من الشرك الأصغر، فلا بد من الحذر من ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له رجل: ما شاء الله وشئت: (أجعلتني لله ندا؟ ما شاء الله وحده)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) وقال: (لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون) وقال صلى الله عليه وسلم: (من حلف بغيرالله فقد أشرك) إلى غير هذا من الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا المعنى، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) فسئل عنه فقال (الرياء)، وقد يكون الرياء كفرا أكبر إذا دخل صاحبه في الدين رياء ونفاقا، وأظهر الإسلام لا عن إيمان ولا عن محبة، فإنه يصير بهذا منافقا كافرا كفرا أكبر.
وكذلك إذا حلف بغير الله، وعظم المحلوف به مثل تعظيم الله، أو اعتقد أنه يعلم الغيب، أو يصلح أن يعبد مع الله سبحانه، صار بذلك مشركا شركا أكبر، أما إذا جرى على اللسان، الحلف بغير الله كالكعبة، والنبي وغيرهما، بدون هذا الاعتقاد، فإنه يكون مشركا شركا أصغر فقط.
وأسأل الله عز وجل أن يمنحنا وإياكم الفقه في دينه، والثبات عليه، وأن يرزقنا وإياكم الاستقامة عليه، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، ومن مضلات الفتن إنه تعالى جواد كريم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين(33/130)
اعتقاد الامام احمد للتميمي هل ثبتت عن الامام احمد؟؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - 01 - 06, 03:36 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مشائخنا و طلبة العلم الكرام
اعتقاد الامام احمد للتميمي هل ثبتت عن الامام احمد؟؟
خصوصا ان فيها عبارات مخالفة لما هي عقيدة الامام احمد كنفي الجسم و غيرها
فهل كتبها التميمي نقلا عن الامام احمد لفظا ام بمعانيها؟؟
افيدونا
ـ[سعيد علي الخاذلي]ــــــــ[28 - 01 - 06, 03:48 م]ـ
هي صحيحة السند للتميمي فقط وبينه وبين الإمام أحمد مفاوز، وهو يذكر العقيدة بحسب ما يفهمه وهو رحمه الله متأثر بالكلابية وإن كان في بعض ما في العقيدة ما يرد بشدة على الكلابية(33/131)
ما هو أفضل كتاب فى الرد على الأشاعرة
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[30 - 01 - 06, 02:24 م]ـ
الأخوة الكرام
ما هو أفضل كتاب فى الرد على الأشاعرة
بحيث يبين عقائدهم و مخالفتهم لأهل السنة و يرد عليها
جزاكم الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - 01 - 06, 02:46 م]ـ
" موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من الأشاعرة "
للشيخ العلامة عبد الرحمن المحمود
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[30 - 01 - 06, 03:13 م]ـ
(منهج الأشاعرة في العقيدة) ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.show*******&*******ID=6)
للشيخ سفر الحوالي -شفاه الله-
مفيد في بابه على اختصاره
ـ[عزت المصرى]ــــــــ[31 - 01 - 06, 11:05 ص]ـ
الصواعق المرسلة لابن القيم رحمه الله أو مختصره لابن بدر الموصلى
وانظر http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69844&page=2
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30002
ـ[أبو علي]ــــــــ[31 - 01 - 06, 11:14 ص]ـ
أمَّا في الإلهيات فدرء التعارض
وفي النبوات كتاب النبوات
وفي السلوك الاستقامة
وعلى تأصيلهم شرح الأصفهانيَّة
ـ[العاصمي]ــــــــ[31 - 01 - 06, 11:33 ص]ـ
الصواعق المرسلة لابن القيم رحمه الله أو مختصره لابن بدر الموصلى
وانظر http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69844&page=2
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30002
أخي الفاضل، المختصر لابن الموصليّ، وليس لابن بدر الذي توفّي وأدخل قبره قبل أن يولد ابن قيّم الجوزيّة بعشرات السنين ...
ـ[بيان]ــــــــ[31 - 01 - 06, 07:21 م]ـ
السلام عليكم
على هذا الرابط تجد الجزء الأول من كتاب ("موقف ابن تيمية من الأشاعرة")
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71094
ـ[طلعت منصور]ــــــــ[31 - 01 - 06, 07:34 م]ـ
ما رايكم فى التسعينيه لشيخ الاسلام ابن تيميه
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[02 - 02 - 06, 12:45 ص]ـ
جزى الله الأخوة خير الجزاء
و لقد وجدت ما أريد فى كتاب الشيخ سفر الحوالي
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 02 - 06, 02:53 ص]ـ
الأشعرية من الفرق ال 72 الضالة
وليس منهم صحابي ولا تابعي ولا تابع تابعي
وهؤلاء هم خير القرون
فلا تستكثر بغيرهم لأنهم لا شيء مقابل تلك القرون الفاضلة
ويكفي صاحب المقال خزيا أن يذكر السقاف وعبد الله الحبشي الهرري من مشايخ الأشعرية
والحمد لله الذي لم يجعلنا معهم ولا يتشرف أحد من العقلاء من أهل السنة أن يكون هؤلاء من شيوخهم
ـ[العوضي]ــــــــ[02 - 02 - 06, 11:24 ص]ـ
(منهج الأشاعرة في العقيدة) ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.show*******&*******ID=6)
للشيخ سفر الحوالي -شفاه الله-
مفيد في بابه على اختصاره
فائدة حول الكتاب قال الشيخ شمس الدين الأفغاني - رحمه الله - عن هذا الكتاب (هذا الكتاب شواظ من النار على أهل البدع , قد كشف الأستار عن أسرار الأشعرية وأشقائهم الماتريدية أفراج الجهمية.
وهذا الكتاب على طريقة السلف الصالح أهل السنة المحضة , الأشداء على أهل البدع , وقد رفع الله ذكر د/ سفر بهذه الرسالة لو كانوا يشعرون.
وفيه عبرة للمثلجين المثبطين الباردين المسالمين لأهل البدع , من الأشعرية , و الماتريدية , و الإخوانية , والديوبندية , و التبليغية , فضلاً عن الصوفية والقبورية والمتعصبة المذهبية)
جهود علماء الحنفية 3/ 1848
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - 02 - 06, 11:34 ص]ـ
و ربما من الكتب القوية في الرد على شبهات المعطلة هو كتاب: أم البراهين القاطعة لشبهات المعطّلين والمؤوّلين والمفوّضين لصفات الله رب العالمين للشيخ حامد العلي
تجده مع كتب اخرى على هذا الرابط
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=28&book=985
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[02 - 02 - 06, 11:57 ص]ـ
تزكية الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب الشيخ سفر الحوالي
قال الشيخ:
"لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل، لهم كيان في الأسماء والصفات، والإيمان، وأحوال الآخرة،، وما أحسن ما كتبه أخونا سفر الحوالي، عما ذكروه، أو عما عَلِم من مذهبهم "
http://www.islamgold.com/rmdata/11_othyameen_ketabSafar.rm
ـ[أبو معاذ الأسمري]ــــــــ[02 - 02 - 06, 01:41 م]ـ
(التسعينية) الرد على شبهة الكلام النفسي للاشاعرة وهناك رسالة مختصرة لابن قدامة المقدسي يفند فيها هذة البدعة حققها الدكتور الخميس
ـ[طلعت منصور]ــــــــ[09 - 02 - 06, 06:50 م]ـ
شكرا لك اغبو معاذ
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[09 - 02 - 06, 09:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. من أهم الكتب التي استفدت منها في هذا الموضوع (البيهقي وموقفه من الإلهيات) للدكتور أحمد بن عطية الغامدي.
ـ[أبو الحسين]ــــــــ[10 - 02 - 06, 07:17 ص]ـ
الشيخ الجديع له كتاب قديم رائع في بيان عقيدة السلف والرد على الأشاعرة
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 - 02 - 06, 01:44 م]ـ
في اللقاء العاشر من لقاءات الباب المفتوح للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى، وفي طبعة دار البصيرة (1/ 300)
س 434: ما هي عقيدة الأشاعرة، وهل الإخوان المسلمين عقيدتهم أشعرية؟
الجواب:
والله لا نعرف عن الإخوان المسلمين ما هي عقيدتهم، لكن الأشاعرة من خير ما رأيت فيما كتب عنهم رسالة صغيرة للشيخ سفر الحوالي، تكلَّم فيها بكلام جيِّد وبيَّن فيها مخالفتهم لأهل السُّنَّة والجماعة في الأسماء والصِّفات، وفي الإيمان وفي الوعيد وفي أشياء كثيرة من أحب أن يطَّلِعَ عليها فإنَّه يستفيد. اهـ
أما كتاب عبد الله الجديع فهو:
العقيدة السلفيَّة في كلام رب البرية
طبع طبعتين، وقرأت أنه سيطبع مرَّة أخرى، فلا أدري هل سيبقيه كما هو أما أنه سيغيِّرُ فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/132)
ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[10 - 02 - 06, 02:06 م]ـ
كذلك كتاب الأستاذ الفاضل عبدالرحمن بن محمد سعيد دمشقية (موسوعة أهل السنة) بجزئيه، وقد ذكر لي بأن شيخنا المحدث سليمان بن ناصر العلوان فك الله أسره قد راجعه .. والكتاب جمع فيه كل ما دون في رده على الأحباش، وهو من إصدار دار المسلم، وأقوم حالياً بمراجعة الكتاب لنشره في النت مع حواشيه ..
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[10 - 02 - 06, 06:42 م]ـ
والله لا نعرف عن الإخوان المسلمين ما هي عقيدتهم
دعاة "التقريب" هؤلاء منهم الأشعري ومنهم غير ذلك. وقد سمعت أحد دعاتهم في مصر المنتمين للجمعية الشرعية يقول أن الصفات فيها ثلاثة أقوال: الإثبات والتأويل والتفويض. ونحن نقول بالتفويض. أهـ. أظنه يتكلم عن نفسه فقط وليس عن مذهب الجماعة.
ذكر الشيخ مقبل رحمه الله في كتابه "المخرج من الفتن" أن عندهم أخطاء في الصفات, ولم يذكرها ولم يعين أفراداً.
وكلامهم المعلن في موقعهم فيه تخبط عجيب. من شاء فليراجع هذا الرابط:
####################################
وظاهر حالهم -والله أعلم- أن سياسة التقريب وتميع المسائل طغت حتى على العقيدة, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والله أعلم
حذف الرابط من قبل ## المشرف ##
يمنع وضع روابط مثل هذه المواقع
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[10 - 02 - 06, 07:11 م]ـ
ما قلتُه طبعاً لا يعني القدح في جميع أفرادهم. فمنهم مشايخ وإخوة فضلاء على عقيدة أهل السنة, ونحسبهم من الصالحين. ولكن ما ذكرت هو عن ما يظهر لي من التوجه العام لهم.
والله أعلم
ـ[أبو غازي]ــــــــ[11 - 02 - 06, 03:04 ص]ـ
التخبط موجود في أغلب المناهج والجماعات, إن لم يكن في توحيد الأسماء والصفات, فهو في توحيد الألوهية, وهو أكثر.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[11 - 02 - 06, 02:39 م]ـ
ويكفي صاحب المقال خزيا أن يذكر السقاف وعبد الله الحبشي الهرري من مشايخ الأشعرية
والحمد لله الذي لم يجعلنا معهم ولا يتشرف أحد من العقلاء من أهل السنة أن يكون هؤلاء من شيوخهم
وفقك الله.
وما أظن الأشاعرة يرضونهما أيضا ... ولم يبلغا أن يكونا شيخين وما قاربا حتى .... فهما إلى السفه والجهل أقرب .... هداهما الله للإسلام أو أخذهما أخذ عزيز مقتدر فقد عظم فسادهما ...
ـ[سلطان البكري]ــــــــ[11 - 02 - 06, 09:11 م]ـ
كتاب منهج الأشاعرة في العقيدة
للدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي الغامدي
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.show*******&*******ID=6
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[11 - 02 - 06, 11:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. لا شك أن الشيخ الهرري الحبشي من غلاة الأشاعرة والصوفية، ولكنه محدث وفقيه كبير. هذا ليس من باب المدح بل من باب العدل والإنصاف. ونسأل الله أن يهديه للحق فإنه إن رجع للحق فإن أهل السنة هم الذين ينتفعون به وبعلمه. وكذلك نجد هناك مثل هذا علماء كبار في مناطق في أثيوبيا وموريتانيا والهند وباكستان وإندونيسيا وغيرها من البلدان، إلا أنهم على غير عقيدة سليمة. وعلى أهل السنة أن يدعوا الله سبحانه لهدايتهم و يكف شرهم عن الإسلام والمسلمين.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[12 - 02 - 06, 12:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. لا شك أن الشيخ الهرري الحبشي من ولكنه محدث وفقيه كبير. هذا ليس من باب المدح بل من باب العدل والإنصاف.
من الذي شهد له بذلك؟ وعلماء أهل الحديث من أهل السنة كالألباني وأهل البدع كالغماري شهدوا بجهله
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[12 - 02 - 06, 12:17 ص]ـ
قرأت كتاب الشيخ سفر -حفظه الله- منذ زمن ليس بقريب, وأذكر أن غاية ما فيه هو كشف عوارهم وبيان مخالفاتهم لأهل السنة مع بعض التعليقات القليلة, ولم يكن الكتاب مخصصاً للرد عليهم.
صححوني إن كنت أخطأت, فلعلي لا أجد نسختي من هذا الكتاب.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[12 - 02 - 06, 12:17 ص]ـ
ومن فقه الحبشي قصمه الله:
1. مفاخذة الأجنبيات من الصغائر.
2. جواز الربا مع البنوك الأجنبية.
3. عدم وجوب الزكاة في العملة الورقية.
4. الأرض مسطحة ليست كروية وعليه فقبلتهم - ولله الحمد - ليست هي قبلة المسلمين.
5. أنه يبيح للمسلم أن يسرق جيرانه إذا كانوا نصارى أو كفارا.
6. أنه يجيز لعب القمار مع الكفار، ويجيز اللعب باليانصيب.
7. أنه يجيز للمصلي أن يصلي متلبسا النجاسة ولو كانت من بول أو غائط الكلب.
8. يجيز التداوي بالخمر.
9. يجيز دخول الحمامات العامة وكشف العورات.
10. يبيح للمرأة الخروج من بيتها منى شاءت.
11. يحرص على نشر الرذيلة ومساوئ الأخلاق بين النساء ومحارمهن من الرجال كالأخ والعم والخال وغيرهم حيث أباح لهؤلاء أن ينظروا إلى ثدييها وبطنها وفخذيها، ويشجع النساء على أن ينظرن إلى هذه المواضع منهن زاعما أن مقدار عورة المرأة مع النساء ومع محارمها من الرجال ما بين السرة إلى الركبة فقط. وإن الذين يقولون إن ما فوق السرة كذلك عورة فهذا القول ضعيف.
12. يزعم أن النظرة الأولى للمرأة لا تحرم وإن دامت وطالت لا شيء فيها.
هذا بعض فقهه قبحه الله
(مستفاد ممن رد عليه من أهل السنة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/133)
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[12 - 02 - 06, 12:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وكذلك من الكتب التي ترد على الأشاعرة خاصة:
1_شعبة العقيدة بين أبي الحسن والمنتسبين إليه في العقيدة
تأليف:أبي بكر خليل الموصلي (ليس له دار نشر)
2_منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى
تأليف:خالد بن عبداللطيف
ـ[محمد بن علي المصري]ــــــــ[28 - 10 - 08, 04:35 م]ـ
2_منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى
تأليف:خالد بن عبداللطيف
هذا الكتاب ألا يوجد على الشبكة مصورا أو وورد ... وإن كان كذلك فهلا من مشمر عنده الكتاب ينزله على الشبكة ويحتسب نشر هذا الرد السلفي على الأشاعرة؟
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[28 - 10 - 08, 08:33 م]ـ
كتاب (العقيدة السلفيه في كلام رب البريه) للشيخ عبدالله بن يوسف الجديع حفظه الله ... والكتاب اوصاني بإقتنائه شيخنا الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وكان يوصي بإقتنائه ويوزعه رحمه الله وقد اشتريته من دار الصميعي (في عنيزة) قبل زمن طويل ... وقد سألت عنه الآن وبحث عنه فلم اجده فهو من الكتب النفيسه النادرة فلعل الشيخ يعيد طباعته لينتفع به طلبة العلم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 - 11 - 08, 06:43 م]ـ
رد الشيخ سفر رائع ومتين، وكتابه الأخير نفيس
لكن لن تجد من كتب عن الأشاعرة بعمق وتركيز مثل الشيخ العلامة المحمود في كتابه موقف ابن تيمية من الأشاعرة ..
ـ[الصبحي]ــــــــ[04 - 11 - 08, 01:31 م]ـ
من هذا الشيخ خالد بن عبداللطيف بارك الله فيكم
ـ[ابو الفداء]ــــــــ[12 - 02 - 09, 11:22 ص]ـ
هو فضيلة الشخ الدكتور خالد عبداللطيف من مشايخ الدعوة السلفية في السودان
حصل على على شهاد الكتوراة والماجستير من الجامعة الاسلامية
وككانت رسالته في الماجستير في الاشاعرة
كان المشرف على الرسالة الشيخ صالح السحيمي والمناقشان الشيخ صالح الفوزان والشيخ علي الحذيفي وقد امتدح الشيخ الفوزان الرسالة
امارسالته في الدكتوراة فعنوانها (مسائل اصول الدين المبحوثة في اصول الفقه) طبعت قريبا في مجلدين ناقشه فيها الشيخ عبدالله الغديان
وحدثني من حضر المناقشة بأنها كانت عجيبة وأن الشيخ الغديان كان يسأله عن بعض الإشكالات فيجيب الشيخ خالد وأحيانا يسكت فيقول له الشيخ الغديان:انا أعلم انك تعلم ذلك
لكن لعلك تبحثها
والشيخ رحمه الله شرح كثيرا من متون العقيدة كالواسطية والحموية والتدمرية والطحاوية وغيرها من كتب السلف حتى أن احد المشايخ المعروفين لما سمع بعضا من شرحه على الطحاوية قال هذا الشرح حقه أن يطبع
والشيخ له سمت اهل العلم فهو رجل ذو أناة وخلق نحسبه والله حسيبه وقد قابلت الشيخ عدة مرات فتبين لي ذلك وعمره بضع وأربعون حفظه الله ورعاه
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[14 - 02 - 09, 02:20 م]ـ
وكتاب "الأشاعرة في ميزان أهل السنة" للشيخ فيصل بن قزار الجاسم الشمري الكويتي من أفضل ما كُتِب في الرد على الأشاعرة؛ وهو كتاب طُبِع قبل سنتين تقريبًا، وأصله رد علمي على كتاب "الأشاعرة أهل السنة. شهادة علماء الأمة وأدلتهم" لمؤلفيْه حمد السنان وفوزي العنجري. والراد والمردود عليه جميعهم من الكويت. تعمد فيه الشيخ - حفظه الله - عدم ذكر اسم شيخ الإسلام وتلميذه والمجدد محمد بن عبد الوهاب رحم الله الجميع وذلك لنفرة الأشعرية منهم، وإنما دكَّ حصون الأشعرية وفند شبه المؤلفيْن بجملة من النقولات القاصمة من كلام السلف. والكتاب جدير بالقراءة.
وهو مطبوع في 824 صفحة في المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة عندنا في الكويت.
وعلى ما أذكر موجود بالتدمرية بالرياض.
جزى الله الشيخ فيصًلا خير الجزاء.
ـ[قيس بن سعد]ــــــــ[23 - 02 - 09, 08:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لو ممكن تضعوا لنا روابط هذه الكتب بارك الله فيكم
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[03 - 09 - 09, 09:38 م]ـ
هذا الجزء الثالث لمن أراد
http://www.islamlight.net/almahmood/index.php?option=com_remository&Itemid=56&func=counter&filecatid=274
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 08:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لو ممكن تضعوا لنا روابط هذه الكتب بارك الله فيكم
تفضل أخي الكريم
مكتبة الرد على الاشاعرة واهل الكلام
للتصفح والتحميل تفضلوا
من هنا
http://www.forum.moroccovoice.org/images/smilies/download.gif (http://www.4shared.com/dir/14913693/fc0f75cb/____.html)
ـ[علاء ابراهيم]ــــــــ[22 - 05 - 10, 12:48 م]ـ
هناك كتاب صغير للدكتور محمد الخميس بعنوان (حوار مع أشعرى والماتريدية ربيبة الكلابية)
أنصح أي أخى يريد قراءة الكتب التى ذكرها الأخوةأن يبدأ بقراءة هذا الكتاب لانه مختصر وسهل العبارة ويضع تأصيلات جيدة.
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[22 - 05 - 10, 01:15 م]ـ
ملاحظة:
للشيخ سفر الحوالي كتابان في الأشاعرة؛ أحدهما صغير ألفه الشيخ قديما، والآخر كبير ..
الرسالة الصغيرة:
http://www.4shared.com/file/rzM6Iunh/____-__.html
أو
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=89&book=539
والكتاب (الكبير):
http://www.4shared.com/document/sj46gznq/____-__-__.html
أو
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=89&book=4322
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/134)
ـ[أبو الفضل البرقعي]ــــــــ[26 - 05 - 10, 11:47 م]ـ
كذلك أرشد الأخوة الى كتاب " العقيدة السلفية في كلام رب البرية و كشف أباطيل المبتدعة الردية " عبد الله بن يوسف الجديع - هدينى و أياه لكل الخير -
ـ[محمدسعد الخولي]ــــــــ[27 - 05 - 10, 09:49 ص]ـ
كتاب ("موقف ابن تيمية من الأشاعرة")
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[27 - 05 - 10, 09:50 ص]ـ
الأخوة الكرام
ما هو أفضل كتاب فى الرد على الأشاعرة
بحيث يبين عقائدهم و مخالفتهم لأهل السنة و يرد عليها
جزاكم الله خيرا
أفضل كتاب في الرد على الأشاعرة هو كتاب الله و سنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع الفطرة السليمة
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[18 - 06 - 10, 11:34 م]ـ
هذه بعض الكتب التي ردت على الاشاعرة لما رايت الحاح كثير من الاخوة عن مدى وجود ردود لاهل العلم عليهم وهي منقولة من منتدى اهل الحديث في تطوان:
الأشاعرة في ميزان أهل السنة - تأليف فيصل الجاسم. pdf (http://www.4shared.com/file/102054161/331c407a/al_ash3rah_______-_____.html)
الأشاعرة في ميزان أهل السنة - تأليف فيصل الجاسم. word (http://www.4shared.com/file/172839281/346575a4/_____-__.html)
مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات - أحمد القاضي. PDF/RAR (http://www.4shared.com/file/118879820/2385d867/_____-________.html)
حوار مع أشعري - الماتريدية ربيبة الكلابية-محمد بن عبد الرحمن الخميس. pdf (http://www.4shared.com/file/102053238/a8268a7b/hamrk____-_____.html)
التمييز في بيان أن مذهب الاشاعرة ليس مذهب السلف رد على كتاب "الاشاعرة أهل السنة"-حاي بن سالم الحاي أبو عمر. pdf (http://www.4shared.com/file/102047428/7b2796f/tmeez_____________.html)
منهج الأشاعرة في العقيدة -الكتاب الكبير - سفر الحوالي. pdf (http://www.4shared.com/file/102056572/1e0e40d6/____-__-__.html) ( الاصدار الثاني)
منهج الاشاعرة في العقيدة - سفر الحوالي. zip (http://www.4shared.com/file/102058620/6fee1cd5/____-__.html) ( الاصدار الاول)
موسوعة أهل السنة في نقد الأحباش والمذهب الأشعري - عبد الرحمن دمشقية ( http://www.4shared.com/file/91680138/2adf8bf0/____-__.html) (Doc) مضغوطة
موقف ابن حزم من المذهب الأشعري كما في كتابه الفصل في الملل والنحل - عبد الرحمن دمشقية. pdf (http://www.4shared.com/file/102091276/440b47f2/Asha3irah______________.html)
منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى - خالد عبد اللطيف محمد نور pdf (http://www.4shared.com/file/102094012/21660031/__________1.html) ( جزء 1 من 2)
منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى - خالد عبد اللطيف محمد نور pdf (http://www.4shared.com/file/102094032/135062b3/__________2.html) ( جزء 2 من 2)
الرد الشامل على عمر كامل - عبد الله الموجان الغامدي word مضغوط ( http://www.4shared.com/file/105194912/204cd695/_____.html)
تنبيه الخلف الحاضر على ان تفويض السلف لا ينافي الإجراء على الظواهر - العلامة بداه ولد البصيري. pdf (http://www.4shared.com/file/237240637/b8b70ce2/____________-____.html)
تنزيه السنة والقرآن عن أن يكونا من أصول الضلال والكفران - أحمد بن حجر آل بوطامي القطري. pdf (http://www.4shared.com/file/237369341/d4ca32b4/tanzih_sunna_-___________-____.html)
نقض كلام المفترين على الحنابلة السلفيين - العلامة أحمد بن حجر آل بوطامي القطري. pdf (http://www.4shared.com/file/237380642/8930500e/muftarin_botami_______-_______.html)
تبرئة السلف من تفويض الخلف - الشيخ محمد بن إبراهيم اللحيدان. pdf (http://www.4shared.com/file/237387664/cfb2af00/tabria-salaf______-_____.html)
نقض قول من تبع الفلاسفة في دعواهم أن الله لا داخل العالم ولا خارجه - الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس. pdf (http://www.4shared.com/file/237393726/f610dff8/na9d-9awl_______________-_____.html)
موقف ابن تيمية من الأشاعرة - عبد الرحمن المحمود. pdf (http://www.4shared.com/file/102058285/e262a80c/mta_______-___.html)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/135)
موقف إبن تيمية من الأشاعرة- عبد الرحمن المحمود. zip (http://www.4shared.com/file/102056134/9408883b/____-_____.html) ( الاجزاء الثلاثة معا)
موقف إبن تيمية من الأشاعرة- ج 1 - 3 عبد الرحمن المحمود. doc (http://www.4shared.com/file/102055952/379774de/____-__1-3____.html)
موقف إبن تيمية من الأشاعرة- ج 2 - 3 عبد الرحمن المحمود. doc (http://www.4shared.com/file/102055991/22b6a68/____-__2-3___.html)
موقف إبن تيمية من الأشاعرة- ج 3 - 3 عبد الرحمن المحمود. doc (http://www.4shared.com/file/102055971/9ca847e6/____-__3-3___.html)
أصول الفرق والأديان والمذاهب الفكرية-سفر الحوالي. pdf (http://www.4shared.com/file/102056554/c55b8761/____-_.html)
ملاحظات على البيجوري في شرح جوهرة التوحيد - عمر بن محمود أبو عمر. zip (http://www.4shared.com/file/105933254/9a22fb30/_______-_____.html)
منهج السلف والمتكلمين في موافقة العقل للنقل - جابر إدريس علي أمير. pdf (http://www.4shared.com/file/105782186/36a26d0c/_______-_____.html)
الأشاعرة ليسوا من أهل السنة والجماعة - الشيخ فلاح مندكار. rar (http://www.4shared.com/file/105780987/e5bfc4a9/______-___.html)
الحجج السلفية في الرد على آراء ابن فرحان المالكي البدعية - الشيخ عبد العزيز الريس. doc (http://www.4shared.com/file/105781007/9a0b124b/__________-_____.html)
تأكيد المسلمات السلفية في نقض الفتوى الجماعية بأن الأشاعرة من الفرقة المرضية - الشيخ عبد العزيز الريس. doc (http://www.4shared.com/file/105781016/f417139c/____________-_____.html)
تسفيه أدعياء التنزيه - عبد الله الخليفي. rar (http://www.4shared.com/file/105781024/31342173/___-___.html)
تنبيه النبيه و الغبي في الرد على المدراسي و الحلبي- العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى. rar (http://www.4shared.com/file/105781536/c0eab3f5/_________-______.html)
رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري وكتابه الإبانة عن أصول الديانة - إبراهيم بن درباس. zip (http://www.4shared.com/file/105781554/78be755f/____________-___.html)
ابن خلدون وآراؤه الاعتقادية، عرض ونقد.
تأليف: عبد الله عبد الرشيد عبد اللهعبد الجليل.
رابط الرسالة:
http://www.mediafire.com/download.php?imkln1mmjnm (http://www.mediafire.com/download.php?imkln1mmjnm)
- أبو الحسن الاشعري بين المعتزلة والسلف.
تأليف: هادي بن أحمد عليطالبي.
رابط الرسالة:
http://www.mediafire.com/download.php?ydmtm2wmnjr (http://www.mediafire.com/download.php?ydmtm2wmnjr)
أثر الفكر الاعتزالي في عقائد الأشاعرة، عرض ونقد.
تأليف: منيف بن عايش بن مرزمالنفيعي العتيبي.
رابط مباشر للجزء الأول:
http://www.archive.org/download/alas...alashaera1.pdf (http://www.archive.org/download/alashaera/alashaera1.pdf)
رابطمباشر للجزء الثاني:
http://www.archive.org/download/alas...alashaera2.pdf (http://www.archive.org/download/alashaera/alashaera2.pdf)
رابطمباشر للجزء الثالث:
http://www.archive.org/download/alas...alashaera3.pdf (http://www.archive.org/download/alashaera/alashaera3.pdf)
موقف شيخ الاسلام ابن تيمية من المعتزلة في مسائل العقيدة.
تأليف: قدرية عبدالحميد شهاب الدين.
رابط مباشر للرسالة:
http://www.archive.org/download/abntemeea/abntemeea.pdf (http://www.archive.org/download/abntemeea/abntemeea.pdf)
ملا علي القاري وآراؤه الاعتقادية في الإلهيات، عرض ونقد.
تأليف: مساعد بن مجيولبن صالح المطرفي.
رابط مباشر للجزء الأول:
http://www.archive.org/download/AL
قال الشيخ الألباني :
AREE/AL
قال الشيخ الألباني :
AREE1.pdf (http://www.archive.org/download/AL
قال الشيخ الألباني :
AREE/AL
قال الشيخ الألباني :
AREE1.pdf)
رابطمباشر للجزء الثاني:
http://www.archive.org/download/AL
قال الشيخ الألباني :
AREE/AL
قال الشيخ الألباني :
AREE2.pdf (http://www.archive.org/download/AL
قال الشيخ الألباني :
AREE/AL
قال الشيخ الألباني :
AREE2.pdf)
الشيخ محمد عبده وآراؤه في العقيدة الاسلامية، عرض ونقد.
تأليف: حافظ محمد حيدرالجعبري.
رابط مباشر للجزء الأول:
http://www.archive.org/download/moha.../mohammed1.pdf (http://www.archive.org/download/mohammed_124/mohammed1.pdf)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/136)
رابطمباشر للجزء الثاني:
http://www.archive.org/download/moha.../mohammed2.pdf (http://www.archive.org/download/mohammed_124/mohammed2.pdf)
البيهقي وموقفه من الإلهيات.
تأليف: أحمد بن عطية بن على الغامدي.
رابط مباشرللرسالة:
http://www.archive.org/download/albihake/albihake.pdf (http://www.archive.org/download/albihake/albihake.pdf)
الإمام أبوبكر الباقلاني وآراؤه الاعتقادية في ضوء عقيدة السلف.
تأليف: جوديصلاح الدين النتشة.
رابط مباشر للجزء الأول:
http://www.archive.org/download/ALBA...ALBA
قال الشيخ الألباني :
LANE1.pdf (http://www.archive.org/download/ALBA
قال الشيخ الألباني :
LANE/ALBA
قال الشيخ الألباني :
LANE1.pdf)
رابطمباشر للجزء الثاني:
http://www.archive.org/download/ALBA...ALBA
قال الشيخ الألباني :
LANE2.pdf (http://www.archive.org/download/ALBA
قال الشيخ الألباني :
LANE/ALBA
قال الشيخ الألباني :
LANE2.pdf)
بشر المريسي وآراؤه الاعتقادية تأثراً وتأثيراً، دراسة نقدية في في ضوء مذهبالسلف.
تأليف: أحلام محمد سعيد باحمدان.
ولكني للأسف الرسالة ليست عنديكاملة، فرفعت الجزء الموجود عندي، والله المستعان.
رابط مباشر للرسالة:
http://www.archive.org/download/almerrese/almerrese.pdf (http://www.archive.org/download/almerrese/almerrese.pdf)
أبو المعين النسفي وآراؤه في التوحيد عرضًا ونقدًا على ضوء عقيدة السلف.
تأليف: صالح بن درباش بن موسى الخزمري الزهراني.
رابط مباشر للرسالة:
http://www.archive.org/download/alna.../alnasafee.pdf (http://www.archive.org/download/alnasafee_438/alnasafee.pdf)
منهج المتكلمين الفلاسفة المنتسبين للإسلام في الاستدلال علي وجود الله تعالي عرضونقد على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة.
تأليف: يوسف محمد صالح الأحمد.
تنبه: الرسالة عبارة جزئين، وليس لدي إلا الجزء الثاني فقط، فرفعته لأهمية الموضوع، واللهالموفق.
رابط مباشر للجزء الثاني من للرسالة:
http://www.archive.org/download/ALFA...ALFALASEFA.pdf (http://www.archive.org/download/ALFALASEFA/ALFALASEFA.pdf)
ابن أبي زيد القيرواني، عقيدته وموقفه من الفرق ومقاومته للبدع.
تأليف: محيالدين سليمان إمام مديلي.
رابط مباشر للرسالة:
http://www.archive.org/download/AL
قال الشيخ الألباني :
IRWANE/AL
قال الشيخ الألباني :
IRWANE.pdf (http://www.archive.org/download/AL
قال الشيخ الألباني :
IRWANE/AL
قال الشيخ الألباني :
IRWANE.pdf)
ابن كمال باشا وآراؤه الاعتقادية دراسة نقدية علي ضوء عقيدة السلف.
تأليف: سيدحسين سيد باغجوان.
رابط مباشر لمقدمة الرسالة:
http://www.archive.org/download/
قال الشيخ الألباني :
AMALEM/
قال الشيخ الألباني :
AMALEM.pdf (http://www.archive.org/download/
قال الشيخ الألباني :
AMALEM/
قال الشيخ الألباني :
AMALEM.pdf)
رابط مباشر للجزء الأول:
http://www.archive.org/download/
قال الشيخ الألباني :
AMALE/
قال الشيخ الألباني :
AMALE1.pdf (http://www.archive.org/download/
قال الشيخ الألباني :
AMALE/
قال الشيخ الألباني :
AMALE1.pdf)
رابطمباشر للجزء الثاني:
http://www.archive.org/download/
قال الشيخ الألباني :
AMALE/
قال الشيخ الألباني :
AMALE2.pdf (http://www.archive.org/download/
قال الشيخ الألباني :
AMALE/
قال الشيخ الألباني :
AMALE2.pdf)
الاقوال حوله:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=381
أزلية وأبدية أفعال الله تعالى عند المتكلمين عرض ونقد على ضوء عقيدة أهل السنةوالجماعة.
تأليف: عبد الله عبد الرشيد عبد الله عبد الجليل.
رابط مباشرللرسالة:
http://www.archive.org/download/azaleya/azaleya.pdf (http://www.archive.org/download/azaleya/azaleya.pdf)
الحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى عند أهل السنة والجماعة (عرضودراسة).
تأليف: عبد الله بن ظافر بن عبد الله البكري الشهري.
رابط مباشرللجزء الأول:
http://www.archive.org/download/alhekma1/alhekma1.pdf (http://www.archive.org/download/alhekma1/alhekma1.pdf)
رابطمباشر للجزء الثاني:
http://www.archive.org/download/alhekma2/alhekma2.pdf (http://www.archive.org/download/alhekma2/alhekma2.pdf)
موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من الإمام فخر الدين الرازي في الإلهيات.
تأليف: إبتسام أحمد محمد جمال.
رابط مباشر لمقدمة الرسالة:
http://www.archive.org/download/MAW
قال الشيخ الألباني :
EFF/P.pdf (http://www.archive.org/download/MAW
قال الشيخ الألباني :
EFF/P.pdf)
رابط مباشرللجزء الأول للرسالة:
http://www.archive.org/download/MAW
قال الشيخ الألباني :
EFF/1.pdf (http://www.archive.org/download/MAW
قال الشيخ الألباني :
EFF/1.pdf)
رابط مباشرللجزء الثاني للرسالة:
http://www.archive.org/download/MAW
قال الشيخ الألباني :
EFF/2.pdf (http://www.archive.org/download/MAW
قال الشيخ الألباني :
EFF/2.pdf)
موقف الإمام أحمد بن حنبل من الزنادقة والجهمية.
تأليف: عيسى يوجا أرمصطفى.
رابط مباشر لمقدمة الرسالة:
http://www.archive.org/download/mawkeff_904/p.pdf (http://www.archive.org/download/mawkeff_904/p.pdf)
رابطمباشر للرسالة:
http://www.archive.org/download/mawkeff_904/1.pdf (http://www.archive.org/download/mawkeff_904/1.pdf)
أهل السنة والجماعة في المغرب وجهودهم في مقاومة الإنحرافات العقدية (من الفتحالإسلامي إلى نهاية القرن الخامس).
تأليف: إبراهيم علي التهامي.
رابط مباشرلمقدمة الرسالة:
http://www.archive.org/download/ahlalsunna_444/p.pdf (http://www.archive.org/download/ahlalsunna_444/p.pdf)
رابطمباشر للجزء الأول من الرسالة:
http://www.archive.org/download/ahlalsunna_690/1.pdf (http://www.archive.org/download/ahlalsunna_690/1.pdf)
رابطمباشر للجزء الثاني من الرسالة:
http://www.archive.org/download/ahlalsunna_168/2.pdf (http://www.archive.org/download/ahlalsunna_168/2.pdf)
الأشعرية في المغرب
دخولها، رجالها، تطورها وموقف الناس منها
من سلسلة: دراسات في العقيدة الإسلامية.
تأليف: الدكتور إبراهيم التهامي
الناشر: دار قرطبة - الجزائر
http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي http://img101.herosh.com/2009/06/11/811726178.jpg
زر هذه الصفحة ثم اضغط مباشرة على زر التحميل
http://www.pdfshere.com/up/index.*******.ewfile&id=1254 (http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=1254)
(http://www.zshare.net/download/acharia-rar.html)(33/137)
كتاب " مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد " للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
ـ[عبد الله أبو أسامة]ــــــــ[03 - 02 - 06, 12:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب " مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد " للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله(33/138)
يا حراس العقيدة: ما معنى ** نفي فعالية المخلوق **؟؟
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[03 - 02 - 06, 01:59 م]ـ
يا حراس العقيدة: ما معنى ** نفي فعالية المخلوق **؟؟
ومثال ذلك أن يقول أحدهم يجب أن ننفي من قلوبنا نفي فعالية
النار مثلا أو الماء البارد مثلا فاذا كان المقصود أن ننفي تأثيرها
بذاتها فأظن ألا اشكال في هذا ....... والتأثير الذي في كل المخلوقات
انما هو من الله عز وجل .. لكن الاشكال والله أعلم هو اجمال مثل هذا
الكلام دونما تبيين للمراد .........
ثم الاشكال الآخر هل قال السلف مثل هذا وهل هذا
الكلام متأثر بعقيدة الأشاعرة في الأسباب؟؟
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[03 - 02 - 06, 02:14 م]ـ
أليس هذا إجمال من موسى عليه السلام: ((قال رب إني قتلت منهم نفساً فأخاف أن يقتلون))
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[03 - 02 - 06, 02:20 م]ـ
الحديث هو عن نفي فعالية المخلوق
ليست الآية في بابنا فموسى عليه السلام
ذكر أنه قتل نفسا وذكر انه يخاف أن يقتلوه
وموسى أثبت تأثير هؤلاء الذي هو من الله ولا شك ...
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 11:24 ص]ـ
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى:"قال طائفة من العلماء الالتفات الى الاسباب شرك فى التوحيد ومحو الاسباب ان تكون اسبابا نقص فى العقل والاعراض عن الاسباب بالكلية قدح في الشرع"
ولما قذف إبراهيم عليه السلام في النار قال الله تعالى:"قلنا يا نار كوني بردا وسلاما"فكانت بردا وسلاما ولو لم يقل الله تعالى لها ذلك لأحرقته،(33/139)
من يفيدني في هذه المسألة العقدية حول (وانت الباطن فليس دونك شيء)
ـ[عبدالله البخاري]ــــــــ[06 - 02 - 06, 12:44 م]ـ
وانت الباطن فليس دونك شيء هذه قطعة من حديث ي صحيح مسلم والمراد ما هو المعنى من هذه العبارة وارجو من الاخوة الا يكتبوا الا وفق منهج اهل السنة والجماعة وبعلم تام وارجوا افادتي في الموضوع
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 02:25 م]ـ
قال النووي في شرحه " وأنت الباطن:المحتجب عن خلقه، وقيل العالم بالخفيات"أهـ
وينبغي أن يقيد الاحتجاب بالدنيا، لأن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة جعلنا الله وإياكم منهم
ـ[أبو هداية]ــــــــ[06 - 02 - 06, 02:40 م]ـ
الحمد لله
قال ابن جرير: ((والباطن)) يقول: وهو الباطن لجميع الأشياء، فلا شيء أقرب إلى شيء منه، كما قال: ((ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)).
وقال الخطابي: ((الباطن)) هو المحتجب عن أبصار الخلق، وهو الذي لايستولي عليه توهم الكيفية، وقد يكون معنى الظهور والبطون احتجابه عن أبصار الناظرين، وتجليه لبصائر المتفكرين، ويكون معناه: العالم بما ظهر من الأمور، والمطلع على ما بطن من الغيوب.
قال ابن القيم: وهو تبارك وتعالى كما أنه العالي على خلقه بذاته فليس فوقه شيء، فهو (الباطن) بذاته فليس دونه شيء، بل ظهر على كل شيء فكان فوقه، وبطن فكان أقرب إلى كل شيء من نفسه .... وبطونه سبحانه إحاطته بكل شيء بحيث يكون أقر ب إليه من نفسه .. فما من ظاهر إلا والله فوقه، وما من باطن إلا والله دونه ... وعلا كل شيء بظهوره، ودنا من كل شيء ببطونه، فلا توارى منه سماءٌ سماءً ولا أرضٌ أرضاً، ولا يحجب عنه ظاهر باطناً، بل الباطن له ظاهر، والغيب عنده شهادة، والبعيد منه قريب والسر عنده علانية.
باختصار نقلاً عن: النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى، لمؤلفه: محمد بن حمد الحمود 2/ 586 وما بعدها، وهو قد نقل كلام ابن القيم من: طريق الهجرتين.
ـ[أبو معاذ الأسمري]ــــــــ[06 - 02 - 06, 02:56 م]ـ
واسم الباطن لابد أن ياتي مقترناً مع اسم الظاهر لأن كمال ما يشتمل علية الاسم من الصفة يكمل باسم الظاهر (من كلام الشيخ صالح آل الشيخ) واما المعنى فكما بيّنة الاخوة سابقاً
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 05:08 م]ـ
الْبَاطِنُ (الْبَاطِنِيَّةُ)
يوصف الله عَزَّ وجَلَّ بأنه الباطن، وهو اسم له ثابت بالكتاب والسنة.
• الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: ?هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ ? [الحديد: 3].
• الدليل من السنة:
حديث أبي هريرة المتقدم عند مسلم (2713): ((000 اللهم أنت الأوَّل؛ فليس قبلك شيء 000 وأنت الباطن؛ فليس دونك شيء)).
و المعنى كما قال ابن جرير: ((هو الباطن لجميع الأشياء؛ فلا شيء أقرب إلى شيء منه؛ كما قال تعالى: ?وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ?
وقال ابن منده في ((كتاب التوحيد)) (2/ 82): ((الباطن: المحتجب عن ذوي الألباب كنه ذاته وكيفية صفاته عَزَّ وجَلَّ)).
وقال البغوي في ((التفسير)): ((الباطن: العالم بكل شيء)).
وانظر: كلام ابن القيم في صفة (الأوَّليَّة).
" صفات الله " للسقاف
ـ[عبدالله البخاري]ــــــــ[07 - 02 - 06, 03:08 ص]ـ
جزى الله الاخوة جميعا خير الجزاء فقد افادوا واجادوا ونريد المزيد(33/140)
استفسار هل توجد مخالفات عقديه في كتاب شرح المواهب اللدنية للزرقاني
ـ[ابو سارة الغائب]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:01 م]ـ
هل توجد مخالفات عقديه في كتاب شرح المواهب اللدنية للزرقاني وماهي قيمته العلميه لداى طلبة العلم حيث اكاد لا اسمع له ذكر منهم
حيث قرات للشيخ علي الطنطاوي انه لا يغني في السيرة عنه كتاب وهو يغني عن اي كتاب
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[12 - 02 - 06, 05:17 م]ـ
وفقك الله.
لعل إخوانك في شغل عن هذا .... وإلا فهو أشهر من أن يعرف.
أما الأصل فهو: < المواهب اللدنية بالمنح المحمدية > لشهاب الدين أبي العباس أحمد بن محمد القسطلاني < تـ 923 > مطبوع بمصر في مجلدين كبيرين ... كتاب جليل القدر، كبير النفع في بابه ... رتبه على عشرة مقاصد في السيرة النبوية، فرغ من تأليفه سنة 899.
تناول المواهب اللدنية غير واحد من أهل العلم بالشرح والبيان والاختصار ... غير أن أهم شروحه وأجودها وأجمعها = شرح العلامة محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزقاني المصري، خاتمة المحدثين بالديار المصرية < 1055 - 1122 > أسماه: < إشراق مصابيح السيرة النبوية بمزج أسرار المواهب اللدنية > ... قال عنه العلامة عبد الحي الكتاني بعد أن نقل قول الشيخ أبي محمد عبد الهادي الصقلي: " أول ما يبيعه الطالب إذا افتقر؛ شرح الزرقاني على المختصر، وآخر ما يبيع الزرقاني على المواهب " [اللهم نعوذ بك من الكفر والفقر ... ونعوذ بك أن نبيع كتابا اقتنيناه، أو علما بفضلك استفدناه] قال الكتاني عقبه: (وهو جدير بذلك لحسن سبكه، ومتانة تعبيره، ووسع اطلاعه وجمعه).
فيا لله كم به من فائدة في تخريج أثر ... أو شرح مفردة ... أو ضبط اسم علم ... أو إعراب جملة ... أو جواب عن مشكل ... إلى غير ذلك من التحريرات الرائقة ... والتتمات الفائقة.
طبع الكتاب قديما في ثمانية مجلدات بمطبعة بولاق سنة 1278 ... ثم بالمطبعة الأزهرية المصرية سنة 1325. وبهامشه: < زاد المعاد > للعلامة ابن قيم الجوزية - رحمه الله -.
أما المخالفات العقدية فغير مستبعد وقوعها في كتب من انتسب للمدرسة الأشعرية على غرار جلّ أهل زمانه ... أو انتسب للطريقة الصوفية الوفائية أسوة ببعض أقرانه ... فكن على حذر من ذلك ... وإذا أحكمت العقيدة السلفية السَنِيَّة ... فلا خوف عليك ولو قرأت إشارات ابن سينا ... أو أساس الرازي ... أما إذا كان الأمر على خلاف ذلك ... فأعط القوس باريها ... واسلك السبيل التي تدريها ... حفظني الله وإياك من المخالفات العقدية ... ووقاني وإياك سلوك السبل الردية.
ـ[طلعت منصور]ــــــــ[12 - 02 - 06, 06:20 م]ـ
من يفيدنا اكثر
ـ[عصام البشير]ــــــــ[12 - 02 - 06, 06:48 م]ـ
من يفيدنا اكثر
كلام الشيخ أبي عبد الله فيه الخير والبركة.
ـ[ابو سارة الغائب]ــــــــ[12 - 02 - 06, 09:50 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء على هذا البيان ووفقك الله لما يحبه ويرضاه
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[12 - 02 - 06, 10:21 م]ـ
الحمد لله.
كلام الشيخ أبي عبد الله فيه الخير والبركة.
بارك الله فيك أخي الفاضل ... ووفقك لكل خير ... وشكر لك حسن ظنك بأخيك.
جزاك الله خير الجزاء على هذا البيان ووفقك الله لما يحبه ويرضاه
وإياك أخي الفاضل ... ونفع بك.
من يفيدنا اكثر
وفقك الله.
هل هناك أمر محدد تحتاجه ... ؟
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[13 - 02 - 06, 07:06 م]ـ
للشيخ الدكتور محمد الخميس رسالة في هذا الموضوع اسمها: التنبيهات السنية على الهفوات في كتاب المواهب اللدنية نشرتها دار الصميعي سنة 1416، وذكر في مقدمتها أن هذا الكتاب قد اشتمل على بعض الهفوات المتعلقة بتوحيد العبادة، وفيه أشياء باطلة مثل الغلو في شخص النبي صلى الله عليه وسلم، وإيجاب زيارة قبره.
ـ[ابو سارة الغائب]ــــــــ[13 - 02 - 06, 11:49 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي وسنحرص على اقتنائه ان شاء الله تعالى.
ـ[طلعت منصور]ــــــــ[15 - 02 - 06, 04:37 م]ـ
لقد افادنى د - الغانم ايما افاده شكرا لكم جميعا
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[05 - 04 - 08, 12:07 ص]ـ
من يتكرم برفعه لنا
ـ[أبو روضة الأزهري]ــــــــ[03 - 05 - 10, 07:43 م]ـ
من يتحفنا بنسخو وورد من كتاب الزرقاني وجزاه الله خيرا
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 10:46 م]ـ
القسطلاني يؤمن بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ظل له كما في الرابط ادناه!!!
(اتوقع) أنه صوفي قبوري .. وليتنا نجد من يثبت ذلك.
هل لرسول الله ظل؟
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=4912(33/141)
فوائد من أشرطة شرح تجريد التوحيد المفيد للشيخ سليمان العلوان
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[08 - 02 - 06, 09:34 م]ـ
فوائد من أشرطة شرح تجريد التوحيد المفيد للشيخ سليمان العلوان
1.ابتدأ المؤلف المقريزي الشافعي كتابه بالبسملة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في مكاتباته.
2.تشرع كتابة البسملة في كل مكتوب.
3.حديث (كل أمر ذي ... ) هذا الخبر ضعيف بالاتفاق وفي اسناده ابن الجلدي وهو ضعيف وفيه اضطراب.
4.السنة في المنطوق البداءة بالحمدلة.
5.القرآن من فاتحته إلى خاتمته يقرر جميع أنواع التوحيد.
6.الخشوع يكون بالقلب والجوارح بخلاف الخشية فهي من أعمال القلوب.
7.المنتقم ليس من أسماء الله وهو على الإطلاق ليس صفة مدح (عزيز ذو انتقام) ولم يرد إلا مقيد.
8.الحديث الوارد في عد أسماء الله ضعيف.
9.السؤال بجاه النبي أو بجاه فلان أو بفلان فهو بدعة وهو توسل ممنوع.
10.ترك جنس العمل مطلقا كفر بخلاف غلاة الجهمية والمرجئة فإنهم لا يكفرون تارك جنس العمل مطلقا.
عبدالعزيز بن إبراهيم 9/ 1/1427هـ
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 10:27 م]ـ
وفقك الله يا أخ عبد العزيز ...
وذكر لي أحد الإخوة الأفاضل أن أحد زملاءه قد قارب من الانتهاء من تفريغ هذه السلسلة للشيخ سليمان العلوان فك الله أسره وجزاك الله خير.
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[09 - 02 - 06, 01:14 ص]ـ
هل سينزلها على الإنترنت جزيت الجنة
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[09 - 02 - 06, 01:18 ص]ـ
هذا بريدي qwertyuiop1234@islamway.net
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[09 - 02 - 06, 01:20 ص]ـ
هذا بريدي qwertyuiop1234@islamway.net
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[09 - 02 - 06, 11:31 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38831
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[11 - 02 - 06, 11:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا ً ..
سوف أستفسر منه إن شاء الله؟؟؟
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[11 - 02 - 06, 03:49 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوسلمان الأشجعي]ــــــــ[11 - 02 - 06, 05:17 م]ـ
في فقره رقم ثلاثة تصحيف ابن الجندي.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[12 - 02 - 06, 10:12 ص]ـ
اتصلت عليه بالأمس وقال لي: لإنها مسودة بخط يد وتحتاج إلى تنظيم ...
وسوف نحاول بإذن الله كتباتها بالكمبيوتر وتنزيلها ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً ...
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[12 - 02 - 06, 11:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا (فاستبقوا الخيرات) واحتسبوا الأجر وبادروا بإنزالها فطلبة العلم متشوقون لها ففيها خير عظيم وهنيئا لمن تشرف بإنزالها
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[13 - 02 - 06, 03:53 م]ـ
من قديم وأنا متشوِّفٌ لتفريغ هذه المجموعة القيمة ... لكن لانشغالي ببعض المجموعات الأخرى لم أتمكن من العمل عليها فلعل الإخوة يسارعون بإنزالها هنا لتعم الفائدة ...
أبو هاجر النجدي .. الرياض 14/ 1/1427 هـ
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[13 - 02 - 06, 04:01 م]ـ
أبوهاجر لا تحرمنا من هذه التفريغات ليعم النفع
ـ[أم حنان]ــــــــ[13 - 02 - 06, 07:38 م]ـ
هل هناك ترجمة للشيخ سليمان العلوان على هذا المنتدى ........... وجزاكم الله خيرا.
ـ[عادل محمد]ــــــــ[13 - 02 - 06, 08:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترجمة الشيخ
هو فضيلة الشيخ / سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان
ولد في مدينة بريدة ونشأ بها، وكان مولده عام 1389هـ
ويكبره من الأخوة ثلاثة ذكور ودونه من الأخوة أيضاً خمسة ذكور
تزوج عام 1410هـ وله من الأبناء ثلاثة ذكور أكبرهم عبد الله وله من العمر تسع سنوات.
بدأ الشيخ في طلب العلم عام 1404هـ وله من العمر خمسة عشر سنة تقريباً، و كان آنذاك في مرحلة الثالث متوسط، وبعد التخرج من المتوسطة، التحق بأحد المعاهد الثانوية لفترة لا تتجاوز خمسة عشر يوماً، وبعد ذلك قرر ترك الدراسة النظامية، والتفرغ التام لطلب العلم الشرعي والتلقي عن العلماء، ومطالعة الكتب، فقد كان شديد الميل للحفظ والقراءة في علوم مختلفة، ومنذ بداية طلبه للعلم وهو متفرغ له ويقضي أكثر يومه في الحفظ والمذاكرة والقراءة في الكتب.
--------------------------------------------------------------------------------
طريقة الشيخ في طلب العلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/142)
بدأ الشيخ أولاً بحفظ القرآن وفرغ منه عام 1407هـ، وحفظ كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، و العقيدة الواسطية، والفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية، والبيقونية، وكانت هذه المحفوظات في بداية الطلب، وكان يقرأ حينها في كتب ابن تيمية وابن القيم والسيرة لابن هشام والبداية والنهاية لابن كثير، ومؤلفات ابن رجب، ومؤلفات أئمة الدعوة النجدية، وكان الشيخ يتردد على مجموعة من المشايخ يحفظ عليهم بعض المتون على حسب تخصصاتهم، وكانت الدروس يومياً عدا يوم الجمعة، وكان يختلف في اليوم على أربعة من المشايخ وذلك بعد الفجر وبعد الظهر وبعد المغرب وبعد العشاء.
وكان حريصاً أشد الحرص على حفظ المتون العلمية في كل الفنون، ولم يكن يحفظ المتن حتى يقرأ شرحه ويفهم معناه، وفي الفقه كان يحرص على معرفة المذاهب الأخرى حتى بدأ بحفظ المذاهب الأربعة، زيادة على ذلك اجتهادات واختيارات الإمام ابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
وسألت الشيخ: كم ساعة تمضيها يومياً في القراءة هذه الأيام؟.
فأجاب: أقرأ في اليوم بما يزيد على خمسة عشر ساعة، وهي موزعة بين الحفظ والمذاكرة والمطالعة.
ثم سألته: زيادة على قراءتك في كتب العقيدة والحديث والفقه والنحو، هل كنت تقرأ في الكتب الفكرية للتعرف على أحوال العالم ومآسي المسلمين وما يحاك لهم من إفساد فكري وكيد عسكري؟
فأجاب: قد كنت أقرأ هذه الكتب في بداية الطلب، ومن أوائل ما قرأت كتاب واقعنا المعاصر لمحمد قطب، والمخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام لمحمد الصواف، وفي هذه الأيام أقرأ في هذه الكتب كثيراً، وقد قرأت إلى ساعة كتابة هذه السطور ما يزيد على مئتي كتاب، كما أني قرأت أهم الكتب في أصول الرافضة والزيدية والمعتزلة وغيرها من الفرق الضالة.
وسألت الشيخ: فقلت له لم تذكر شيئاً من كتب الأدب، ومؤلفات الأدباء، هل يعني أنك لا تقرأ فيها؟.
فأجاب: لا يعني هذا أني لم أقرأ في هذه الكتب، فقد قرأت مؤلفات الجاحظ كلها، والكامل للمبرد، ومؤلفات ابن قتيبة وخزانة الأدب، وشروح المعلقات السبع، ومجموعة من دواوين الأدب المشهورة، ونظرت في كتب كثيرة من مؤلفات المتأخرين، وقرأت مؤلفات مصطفى الرافعي، وبعض مؤلفات عباس العقاد، والنظرات بأجزائه الثلاثة للمنفلوطي، ومؤلفات محمود محمد شاكر، وسيد قطب، وآخرين من كبار أُدباء هذا العصر.
وسألت الشيخ: عن طريقة تدوينه للفوائد التي يقع عليها أثناء قراءته؟
فأجاب: كنت في أثناء الطلب أخصص لكل كتاب أقرأه أوراقاً خاصة ألخص فيها أهم ما في الكتاب من مسائل وفوائد وإشكالات وغيرها، أما هذه الأيام فإني لا أفعل ذلك بل ألخص الفوائد التي في الكتاب على صفحته الأولى فأكتب رأس المسألة ورقم الصفحة أمامها، ليتسنى لي الرجوع إليها عند الحاجة.
--------------------------------------------------------------------------------
مشايخه وقراءاته
وقرأ الشيخ على بعض العلماء في القصيم وكان منهم:
1 - فضيلة الشيخ الفقيه / صالح بن إبراهيم البليهي،2 - حفظ عليه كتاب التوحيد وعمدة الأحكام،3 - وقرأ عليه السلسبيل (المجلد الأول منه)،4 - وبلوغ المرام (إلى كتاب النكاح).
5 - وفضيلة الشيخ / المحدث عبد الله الدويش،6 - حفظ عليه كتاب التوحيد كله،7 - والعقيدة الواسطية والفتوى الحموية والآجرومية.
8 - وفضيلة الشيخ / عبد الله محمد الحسين أبا الخيل،9 - حفظ عليه نخبة الفكر،10 - والبيقونية والفتوى الحموية والرحبية وبلوغ المرام،11 - وقرأ عليه شرح الطحاوية وجامع الأصول لابن الأثير وصحيح البخاري وسنن أبي داود وغيرها.
12 - وفضيلة الشيخ / محمد بن سليمان العليط،13 - حفظ عليه الأصول الثلاثة،14 - وبعض زاد المستقنع وسلم الأصول لحافظ حكمي،15 - وفضل الإسلام لمحمد بن عبد الوهاب،16 - وقرأ عليه جامع العلوم والحكم لابن رجب وزاد المعاد لابن القيم وغيرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/143)
17 - وفضيلة الشيخ / محمد بن فهد الرشودي،18 - حفظ عليه الورقات لابن الجويني،19 - وبلوغ المرام لابن حجر،20 - والمنتقى من أخبار المصطفى لمجد الدين أبي البركات ابن تيمية،21 - ومسائل الجاهلية لمحمد بن عبد الوهاب،22 - والكلم الطيب لابن تيمية،23 - والفوائد الجلية في المباحث الفرضية للشيخ ابن باز،24 - وغيرها كثير.
25 - وفضيلة الشيخ / أحمد بن ناصر العلوان،26 - حفظ عليه الآجرومية،27 - وأكثر ألفية ابن مالك،28 - وقد حفظ من النحو أيضاً ملحة الإعراب.
29 - وقد قرأ الشيخ أيضاً على مجموعة من طلبة العلم في بريدة وذلك في بداية الطلب،30 - وحفظ عليهم آداب المشي إلى الصلاة بجزأيه وكشف الشبهات والأصول الثلاثة.
وقد رحل الشيخ إلى المدينة النبوية عام 1413هـ
والتقى فيها بفضيلة الشيخ / حماد الأنصاري، في بيته على وجه الزيارة فجرى معه بحث في بعض المسائل الحديثية، فعرض عليه الإجازة، فأجازه في الأمهات الست ومسند الإمام أحمد وموطأ مالك وصحيحي ابن خزيمة وابن حبان ومصنفي عبد الرزاق وابن أبي شيبة، وأجازه أيضاً في تفسير ابن جرير وابن كثير، وفي النحو أجازه في ألفية ابن مالك وبعض المؤلفات الفقهية وغيرها، وسمع من الشيخ الحديث المسلسل بالأولية (الراحمون يرحمهم الرحمن .. ) وهو أول حديث يسمعه بالإسناد إلى رسول الله وكان ذلك بتاريخ 18/ 8/1413هـ
ورحل الشيخ إلى مكة مرات متكررة للعمرة والقراءة على علمائها.
وقرأ فيها على فضيلة الشيخ / محمد الأنصاري، في أصول الفقه.
وقرأ فيها على فضيلة الشيخ / ابن صالح المالي، في أوجز المسالك وفي شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك.
والتقى فيها بفضيلة الشيخ / عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي، وطلب منه الإجازة وسمع منه بعض سور القرآن فأجازه برواية حفص عن عاصم، وطلب منه سماع بعض محفوظاته لا سيما شيء من صحيح البخاري، فأجازه في الأمهات الست والموطأ وفي تفسير ابن جرير وابن كثير وغيرها، وكان ذلك أيضاً عام 1413هـ.
وقد أجاز الشيخ جمع كثير من أهل العلم، وبعضهم كاتبه في ذلك ولم يره مثل الشيخ صالح بن أحمد بن محمد بن إدريس، فقد أجازه في القرآن والأمهات الست وغيرها.
--------------------------------------------------------------------------------
وسألت الشيخ: عن معنى الإجازة التي أعطيت له من علماء مكة والمدينة في بعض الكتب ومنها الأمهات الست وما المقصود بها؟
فأجاب: الإجازة من مطالب السلف الصالحين والرواية بها والعمل بالمروي بها مشهور بين الأئمة المحدثين، وطلب الإجازة لإحياء رسوم الإسناد طريق معهود عند العلماء المحققين وهي أنواع:
1 - منها أن يدفع الشيخ للطالب مروياته ومسموعاته بالأسانيد عن مشايخه ويجيزه برواية ذلك عنه.
2 - ومنها أن يسمع الطالب من شيخه أحاديث يرويها بالأسانيد إلى رسول الله.
3 - ومنها أن يكتب الشيخ مسموعه لحاضر أو غائب بخطه مقروناً بالإجازة كأجزتك بهذه المسموعات.
وفيه غير ذلك من أنواع الإجازة، وقد تيسر لي الإجازة في الأنواع الثلاثة، نسأل الله الإخلاص في القول والعمل.
--------------------------------------------------------------------------------
وسألت الشيخ: عن طريقة حفظه للأسانيد؟
فأجاب: بأنه كان يحفظ الحديث بطرقه كلها فحين يريد حفظ حديث من صحيح البخاري كحديث عمر ((إنما الأعمال بالنيات)) فإنه يجمع طرقه في جميع مواطنه من الصحيح ثم يحفظها ثم ينتقل إلى صحيح مسلم وينظر في ملتقى الطرق ويضمها إلى أسانيد البخاري.
وإذا رأى الحديث في صحيح مسلم مروياً من طريق غير طريق البخاري فإنه يحفظه.
وإذا كان الحديث عند الأربعة فإنه يحفظ الإسناد من ملتقى الطرق عندهم وإذا اختلفت الأسانيد حفظها كلها.
وإذا كان في متن أحدهم زيادة على ما عند الآخر كزيادة تُروى في سنن أبي داود ولم يروها الثلاثة فإنه يحفظ طريق هذه الزيادة وهكذا يصنع في الأحاديث المسندة الأُخرى.
--------------------------------------------------------------------------------
وللشيخ من الكتب والرسائل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/144)
1 - تنبيه الأخيار على عدم فناء النار، 2 - الأمالي المكية على المنظومة البيقونية، 3 - التبيان في شرح نواقض الإسلام، 4 - شرح بلوغ المرام مطبوع بالحاسب، 5 - تنبيه الأمة على وجوب الأخذ بالكتاب والسنة، 6 - التوكيد في وجوب الاعتناء بالتوحيد، 7 - الكشاف عن ضلالات حسن السقاف، 8 - إتحاف أهل الفضل والإنصاف بنقض كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه وتعليقات السقاف (طبع منه الآن مجلدان)، 9 - القول المبين في إثبات الصورة لرب العالمين، 10 - مهمات المسائل في المسح على الخفين، 11 - الإجابة المختصرة في التنبيه على حفظ المتون المختصرة، 12 - الاستنفار للذب عن الصحابة الأخيار، 13 - القول الرشيد في حقيقة التوحيد، 14 - الإعلام بوجوب التثبت في رواية الحديث 15 - أحكام قيام الليل، 16 - ألا إن نصر الله قريب، 17 – مجموعة رسائل وفتاوى.
وللشيخ بعض الكتب لم تطبع إلى الآن كفتح الإله شرح آداب المشي إلى الصلاة (مجلدان مخطوطان)، الدرر حاشية نخبة الفكر (مخطوط) شرح كتاب التوحيد، وشرح الأصول الثلاثة، وشرح الرحبية في الفرائض، والتعقبات على زاد المستقنع، وحكم الصلاة على الميت الغائب، وحكم الاحتفال بالأعياد وغيرها.
وقد بدأ الشيخ في التدريس والإفادة في بيته عام 1410هـ وفي عام 1411هـ انتقل للإفادة والتدريس في المسجد. وكانت الدروس طوال الأسبوع بعد صلاة الفجر والظهر والمغرب عدا يوم الجمعة.
وقدشرح من الكتب في الحديث صحيح البخاري، وجامع أبي عيسى الترمذي، وسنن أبي داود، وموطأ مالك، وبلوغ المرام، وعمدة الأحكام، والأربعين النووية، وغيرها.
وفي المصطلح الموقظة للذهبي ومختصر علوم الحديث للحافظ ابن كثير وشرح السخاوي على ألفية العراقي.
وفي العلل: الجزء المطبوع من العلل لعلي ابن المديني والتمييز لمسلم وشرح ابن رجب على علل الترمذي.
وفي العقيدة شرح التدمرية، والفتوى الحموية، والعقيدة الواسطية، وكتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والشريعة للآجري، والسنة لعبد الله بن الإمام أحمد، والسنة لابن نصر، والإبانة لابن بطة، والصواعق لابن القيم، والنونية لابن القيم وغيرها.
وفي الفقه شرح زاد المستقنع، ومتن أبي شجاع في الفقه الشافعي، والروضة الندية لصديق حسن خان، وحاشية الروض المربع لابن قاسم، وعمدة الفقه لابن قدامة، والرحبية في الفرائض، والورقات في أصول الفقه، ومراقي السعود وغيرها.
وفي النحو شرح الآجرومية، والملحة، وألفية ابن مالك.
وفي التفسير شرح تفسير ابن كثير، وتفسير الجلالين، وتفسير البغوي.
ثم أوقف الشيخ عن التدريس في المسجد عام 1417هـ لأسباب غير معروفة ولا يزال موقوفاً حتى اليوم.
وقد جرت محاولات ومساعي لإعادة دروسه ولم يحصل من ذلك شيء، وقد كتب فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله إلى عدد من المسؤولين، يطالبهم فيها بإعادة الدروس للشيخ وتمكين الناس من الاستفادة منه، غير أن هذا لم يُجد وقوبل بالرفض، وقد كان الشيخ ابن باز رحمه الله من قبل ذلك يحث الشيخ سليمان على الصبر وملازمة الدروس والتدريس، ويثني على مؤلفاته وذلك في خطاب وجهه إليه ونصه:
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأبن المكرم فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان وفقه الله لما فيه رضاه وزاده من العلم والإيمان آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فقد اطلعت على بعض مؤلفاتكم وقرأت بعض ما كتبتم في الرد على ابن الجوزي والسقاف فسررت بذلك كثيراً، وحمدت الله سبحانه على ما وفقكم له من فقه في الدين، و التمسك بالعقيدة السلفية وتدريسها للطلبة والرد على من خالفها فجزاكم الله خيراً وضاعف مثوبتكم وزادكم من العلم والهدى، وجعلنا وإياكم وسائر إخواننا من عباده الصالحين وحزبه المفلحين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ونوصيكم بتقوى الله سبحانه وبذل الوسع في تعليم الناس العلم الشرعي وحثهم على العمل به والعناية بمسائل العقيدة الصحيحة وإيضاحها للطلبة ولغيرهم في دروسكم الخاصة والعامة، وترغيب الناس من الطلبة وغيرهم في الإكثار من قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه والعمل به والعناية بسنة الرسول الثابتة عنه، والاستفادة منها لأنها الوحي الثاني وهي المفسرة لكتاب الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/145)
والمبينة لما قد يخفى من معانيه، سدد الله خطاكم وزادكم من العلم النافع والعمل الصالح وثبتنا وإياكم على الهدى وجعلنا وإياكم من حزبه المفلحين وأوليائه المتقين ومن الدعاة إليه على بصيرة إنه جواد كريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.،،،
مفتي المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
الرقم: 840/خ التاريخ 11/ 5/1417هـ
*ولقد لاقي الشيخ كغيره من العلماء معارضة على بعض فتاواه، واتهم بأنه يذهب في بعض المسائل بخلاف الإجماع، وكان يلاقي بسبب ذلك قسوة وشدة من أقرانه وآخرين، وهذا مما جعله يزداد حماساً لتوضيح أقواله ونصرها بما بان له من أدلة الكتاب والسنة، لا سيما دعوى مخالفته للإجماع، فكان كثيراً ما يثبت أن بعض المسائل ليس فيها إجماع كما يدعى فيها وذلك بنقل بعض أقوال الأئمة التي تخالف دعوى الإجماع.
فسألت الشيخ: عما أثير حوله في بداية الإفادة بأن له مسائل شاذة يخالف فيها الإجماع؟
فأجاب: كانت أهم هذه المسائل المثارة و الادعاءات في مخالفة الإجماع، القول بأن الشخص صفة لله، و القول بجواز قراءة الجنب للقرآن، والقول بطهارة الخمر ودم الإنسان، والقول بجواز التحلل من الإحرام برمي جمرة العقبة، والقول بعدم وجوب الدم على من ترك واجباً أو فعل محظوراً في الحج أو العمرة في غير ما جاء به النص، وغيرها من المسائل التي لم يصح في شيء منها إجماع. وإليك البيان:
أولاً: القول بأن الشخص صفة لله، و المنازعة في ذلك من غرائب العلم وعجائب المسائل، وأعجبُ من ذلك دعوى الإجماع، وهم عاجزون عن نسبة ذلك إلى عالم معتبر، والأحاديث ظاهرة في إثبات هذه الصفة لله تعالى ولا يخالف في ذلك أحد من أهل السنة، قال المغيرة بن شعبة عن النبي قال (لا شخص أغير من الله) الحديث رواه أحمد ومسلم في صحيحه وقال البخاري في صحيحه (باب قول النبي لا شخص أغير من الله) وقال عبيد الله بن عمر عن عبد الملك (لا شخص أغير من الله).
وقال القواريري، " ليس حديث أشد على الجهمية من هذا الحديث .. ".
وفي حديث لقيط بن عامر قال النبي (فتنظرون إليه وينظر إليكم) قال لقيط وكيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ينظر إلينا وننظر إليه .. الحديث.
ورواه ابن خزيمة وعبد الله بن الإمام أحمد وصححه ابن مندة وقال " لا ينكر هذا الحديث إلا جاحد أو جاهل أو مخالف للكتاب والسنة " وصححه ابن القيم، وهو ظاهر في إثبات صفة الشخص لله تعالى، وبينت ذلك بأكثر من هذا في كتابي إتحاف أهل الفضل والإنصاف بنقض كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه وتعليقات السقاف، وكتابي الآخر القول المبين في إثبات الصورة لرب العالمين.
ثانياً: القول بطهارة دم الإنسان وطهارة الخمر، فقد قلت بذلك لأنه لم يثبت دليل على نجاستهما، والأصل في المياه الطهارة حتى يثبت دليل على خلاف ذلك.
أما نجاسة الخمر، فقد ظن بعض الأخوة وجود إجماع على ذلك، والأمر ليس كذلك، فقد ذهب إلى طهارتها، ابن سيرين والليث بن سعد واختاره كثير من المتأخرين وهو الصحيح، لأنه الأصل ولا يجوز العدول عن ذلك بدون دليل.
ثالثاً: القول بجواز قراءة الجنب للقرآن، وغاية ما في هذه المسألة أن يذهب الجمهور إلى منع الجنب من قراءة القرآن وهذا ليس بإجماع بالاتفاق، والعلم ليس محصوراً بآراء الأئمة الأربعة ولا غيرهم من الفقهاء السبعة.
وقد ذهب ابن عباس إلى جواز قراءة الجنب للقرآن رواه البخاري معلقاً، وهو قول سعيد بن المسيب رواه عنه عبد الرزاق في مصنفه وسنده صحيح، وقول سعيد بن جبير ورجحه داود والطبري وابن حزم وابن المنذر وروي عن مالك وهو ظاهر تبويب البخاري في صحيحه، وقد كتبت في ذلك رسالة مطبوعة في مجلة الحكمة العدد الخامس.
رابعاً: القول بعدم وجوب الدم على من ترك واجباً أو فعل محظوراً، فإن القول بوجوب الدم لم يقم عليه إجماع، والأصل براءة الذمة وأموال المسلمين معصومة بعصمة دمائهم فلا يجب منها شيء إلا بدليل وهذا قول ابن حزم ونصره الشوكاني وغيره.
وقد دل الدليل على وجوب الدم أو ما ينوب عنه في خمسة مواضع دون ما عداها وهي:
1 - فدية حلق الرأس وهي على التخيير.
2 - دم الإحصار لعدو أو مرض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/146)
3 - فدية الوطء قبل التحلل الأول ثبت القول بهذا عن ابن عباس وابن عمر وعبد الله بن عمرو،4 - ونقل الإجماع على ذلك ابن المنذر وابن عبد البر والقرطبي وابن قدامة والنووي وغيرهم.
5 - جزاء قتل صيد البر للمحرم.
6 - دم التمتع والقران.
فهذه هي مواضع إيجاب الدم ولا أقول بغيرها، ولي رسالة مطولة في ذلك بسطت القول في هذه المسألة و أوردت بضعة عشر دليلاً عليها.
خامساً: القول بجواز التحلل برمي جمرة العقبة، وهذا قول أكابر أهل العلم وهو أحد القولين عن عمر بن الخطاب ودعوى الإجماع على التحلل باثنين من ثلاثة غلط اتفاقاً.
فقد قال مالك وأبو ثور وعطاء إذا رمى جمرة العقبة حل له كل شيء إلا النساء، قال الإمام ابن خزيمة وهو الصحيح، ورجحه ابن قدامة في المغني.
وعلى كل حال فإني لا أعلم مسألة تفردت بها عن الأمة ولا خالفت فيها إجماعاً صحيحاً، لكنني أبحث عن الحق والدليل، فإذا لاح لي دليل صحيح لم يكن بُدّ من القول به، وإن لم يذهب إليه إلا نفر يسير من أهل العلم، وإن أمة وقوماً لا يذهبون إلى الدليل ويؤثرون الدعة والتقليد تهيباً من العامة والدهماء أو استيحاشاً من التفرد عن الجمهور لقوم محرومون، فالأصل في العالم أن يقول الحق الذي يعلمه ووصل إليه اجتهاده.
وبعد كل هذا فإني أعترف بالتقصير ومهما بذلتُ وسعي واجتهادي فأنا عرضة للخطأ، وأنا أرجع إلى الحق في كل شيء يبلغني دليله، وأستغفر الله وأتوب إليه فيما أخطأت فيه، فغايتي من القول بهذه المسائل وغيرها مما لم أذكره حماية الحق ومعرفة الصواب، والعلم عند الله.
وسألت الشيخ: عما سمعنا عنه أنه سجن فما هي الأسباب وكم مكث في السجن؟
فأجاب: سجنت بسبب رسالة كتبتها في بدعية الاحتفالات المقامة لتخريج حفظة القرآن الكريم، فقد كانت وجهة نظري آنذاك أن هذا العمل لم يكن معروفاً في عصر النبي ولا عصر صحابته ولا فعله أحد من أئمة التابعين ولا الأئمة الأربعة على أنه انعقد سببه وقام مقتضاه في عصرهم، وليس ثمّ مانع يحول بينهم وبين فعله وقد قال النبي (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه من حديث عائشة، ومن قواعد أهل العلم وتقريرات الأصوليين أن ما تركه رسول الله وأصحابه من العبادات في حين وجود المقتضى للفعل وانتفاء المانع فهو بدعة، وهذا مجرد اجتهاد قلته في حينه وقاله غيري، وهو أمر لا يستحق التهويل والتضخيم والسعي بذلك إلى السلاطين للنيل من طلبة العلم والمجتهدين، فلا يزال أهل العلم يختلفون فيما هو أعظم من ذلك ولا يعتدي بعضهم على بعض، ولكنه أمر مضى فلا أُحب إعادة ذكرياته وملابساته وما جرى في ذاك الوقت، وقد جعلت المتسبب في ذلك في حل مني، والله المسؤول أن يعفو عن الجميع ويؤلف بين قلوبهم، وكان مع الشيخ في هذه القضية بعض الإخوان فقبض عليهم، وأودعوا السجن في الرياض لمدة ثمانية عشر يوماً وكان ذلك في آخر شهر ذي الحجة من عام 1407هـ.
أملى هذه الترجمة فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
على أخيه في الله أبي محمد بناءً على طلبه وإلحاحه
وكان ذلك يوم السبت 27/ 4/1421هـ
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه
أجمعين
http://www.islammessage.com/Al-Alwan/
نقلت الترجمة من هذا الموقع وهاك الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10829&highlight=%CA%D1%CC%E3%C9+%E1%E1%D4%ED%CE+%D3%E1%E D%E3%C7%E4+%C7%E1%DA%E1%E6%C7%E4
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[14 - 02 - 06, 08:13 ص]ـ
الأخ الفاضل عبدالعزيز بن إبراهيم ...
جُلُّ مالدي قد كُتِبَ بخطِّ اليد ... والنية موجودة لإنزاله هنا إذا تيسر لي وقتٌ ... حيث أنني الآن أشتغل بشرح الشيخ الغنيمان لفتح المجيد ...
وللمهتمين بشرح الشيخ عبدالعزيز الراجحي لابن كثير فإني قريبٌ من الانتهاء من تقييد فوائد الشيخ على تفسير سورة البقرة بتمامها ... وسأبدأ من يوم الجمعة القادم بإنزالها في هذا المنتدى المبارك ...
والشيء بالشيء يُذكر فإني أيضاً قد انتهيت من تقييد فوائد الشيخ عبدالكريم الخضير على الورقات ...
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[14 - 02 - 06, 01:16 م]ـ
من عنده كتاب التوكيد في وجوب الاعتناء بالتوحيد للشيخ سليمان العلوان يصوره ويرسله لي على البريد وأكن له من الشاكرين
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[14 - 02 - 06, 01:45 م]ـ
أعانكم الله يا أبو هاجر
ـ[عبدالله حسين]ــــــــ[16 - 02 - 06, 08:31 ص]ـ
اخ ابو هاجر جزاك الله خيرا لو ترسل لنا نسخة منه حتى نساعدك في ذلك ونسرع في عملية التنزيل
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[13 - 09 - 06, 06:19 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[06 - 07 - 07, 06:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا(33/147)
فائدة:كلام الشيخ عبد الكريم الخضير في حقيقة الإيمان
ـ[محمد بشري]ــــــــ[09 - 02 - 06, 03:24 م]ـ
ذكر الشيخ عبد الكريم الخضير حقيقة الايمان عند أهل السنة والجماعة في شرحه لحديث (قل آمنت بالله ثم أستقم)
قال حفظه الله:
(الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان،إذا قلت آمنت بالله بلسانك ولم تعتقد ذلك بقلبك،فهذا حد النفاق نسأل الله السلامة والعافية.ولو قلت آمنت بالله بلسانك واعتقدت ذلك بقلبك ولم تعمل الأعمال الصالحة لم توجد برهانا يثبت صحة دعواك،ولذا المقرر عند أهل السنة أن العمل شرط صحة في الإيمان،أي لا بد من جنس العمل كما يقول شيخ الإسلام.)
كلام الشيخ حفظه الله في أول الشريط.
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[09 - 02 - 06, 10:40 م]ـ
نرجوا منك أخى الكريم رفع الشريط أو وضع الرابط
وعندى سؤال، هل قول الشيخ حفظه الله (لابد من جنس العمل) من قول شيخ الإسلام بلفظه؟
ـ[محمد بشري]ــــــــ[09 - 02 - 06, 11:46 م]ـ
الشريط موجود على موقع islamway أشرطة الشيخ عبد الكريم الخضير شرح حديث (قل آمنت بالله ثم استقم) والكلام في حدود الدقيقة الخامسة تقريبا.
أما قول الشيخ الذي سألت عنه فالظاهر أنه ليس لفظ شيخ الاسلام وإنما حاصل كلامه في المسألة.
وفقكم الله لطاعته.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 12:15 ص]ـ
هذا إجماع أهل السنة
وما عداه:
فقول الجمهية
أو
المرجئة
أو
الخوارج والمعتزلة
حفظ الله الشيخ وجزى الله خيرا من نقله
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[10 - 02 - 06, 01:08 ص]ـ
يا شيخ إحسان هو أن قلت حاجة (إبتسامة)
أنا أعرف أن هذا قول أهل السنة، فقط أريد التثبت من هذا النقل حتى أنقله بثقة.
جزاكما الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 03:23 ص]ـ
صدقني لم أقصدك:)
وأنا أعتقد أن أهل الحديث ليسوا:
حزبية
ولا مذهبية
ولا مبتدعة
وأنت منهم إن شاء الله
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[10 - 02 - 06, 03:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا
نسأل الله أن نكون منهم و إن لم نكن منهم فنحن نحبهم و المرء مع من احب
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - 02 - 06, 11:50 م]ـ
هذا إجماع أهل السنة
وما عداه:
فقول الجمهية
أو
المرجئة
أو
الخوارج والمعتزلة
حفظ الله الشيخ وجزى الله خيرا من نقله
وفقك الله ...
قال الشيخ العلامة الراسخ " عبد الرحمن البراك " وفقه الله، إجابة على سؤال:
------------------------------------
السؤال: إن معتقد أهل السنة والجماعة في الأعمال أنها ركن من أركان الإيمان:
27 - فما هو الفرق بين معتقد أهل السنة والخوارج في باب الأعمال؟ فأرجو منكم توضيح ذلك، وجزاكم الله خيرا.
[الإجابة]
الحمد لله، أهل السنة والجماعة يقولون: الإيمان قول وعمل، ويعنون بالقول اعتقاد القلب، وإقرار اللسان، وبالعمل عمل القلب، وعمل الجوارح، وهذا معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في العقيدة الواسطية: إن الإيمان قول وعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح.
والمعتزلة، والخوارج يوافقون على أن الإيمان قول، وعمل، ولكنه لا يزيد، ولا ينقص، فإذا ذهب بعضه ذهب كله، فلهذا قالت الخوارج بكفر مرتكب الكبيرة، وتخليده بالنار إذا مات، ولم يتب، وقالت المعتزلة بخروجه من الإيمان، وأنه يكون في منزلة بين المنزلتين، فليس بمؤمن، ولا كافر، وهو مخلد في النار إذا مات من غير توبة.
وأما أهل السنة فيقولون: الإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، ولا يكفرون بالذنوب؛ بل يقولون أخوة الإيمان باقية مع ارتكاب الذنب، وإن كان كبيرة؛ فالفاسق عندهم مؤمن ناقص الإيمان، وإن مات، ولم يتب فهو تحت مشيئة الله إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه بالنار ما شاء، ثم يخرجه منها بشفاعة الشافعين من الأنبياء، والصالحين، أو برحمته سبحانه وتعالى، وهو أرحم الراحمين، كما دل على ذلك قوله تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [(48) سورة النساء]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه مثقال ذرة من إيمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/148)
وأما إطلاق القول بأن العمل ركن أو شرط صحة، أو شرط كمال، فهي عبارات لبعض المتأخرين، وأما الأئمة فلم يطلقوا على العمل أنه ركن أو شرط، وإنما قالوا: إن العمل من الإيمان خلافا للمرجئة الذين أخرجوا الأعمال عن مسمى الإيمان، وقالوا: إن الإيمان هو تصديق القلب، وإقرار اللسان.
ومعلوم أن مباني الإسلام الخمسة هي أصول الإسلام، وهي من أصول الإيمان، وهي على مراتب من حيث الوجوب، وحكم الترك، فأعظمها الشهادتان، ثم الصلاة، ثم الزكاة. فكل ما ناقض الشهادتين فهو كفر كالشرك الأكبر، والتكذيب بمعلوم من دين الإسلام بالضرورة؛ كجحد وجوب الصلاة، وتحريم الزنا. وأما ترك شيء من أركان الإسلام الأربعة فقد قيل إنه كفر، وجمهور العلماء على أنه ليس بكفر، وأعظم ذلك ترك الصلاة، والقول بكفر تاركها قوي؛ لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله:" بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ". وقوله: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ". إلى غير ذلك من الأدلة، وأما ما سوى الأركان الأربعة من واجبات الدين فلم يقل أحد من أهل السنة بكفر من ترك شيئا منه.
وأما الإعراض عن الدين بالكلية علما، وعملا، فهذا لا يتصور فيمن معه أصل الإيمان في الباطن، ولهذا عد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ الإعراض ناقضا من نواقض الإسلام قال في الناقض العاشر: الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه، ولا يعمل به.اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في رده على المرجئة: والتحقيق أن إيمان القلب التام يستلزم العمل الظاهر بحسبه لا محالة، ويمتنع أن يقوم بالقلب إيمان تام بدون عمل ظاهر. اهـ. والله أعلم انتهى
http://64.233.179.104/search?q=cache:2WBUIwuUOdsJ:www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php%3Ft%3D60083+%D8%A5%D8%AC%D8%A7%D8%A 8%D8%A7%D8%AA&hl=en&ct=clnk&cd=6
--------
قلت: ما أحسن هذا الكلام جملة وتفصيلا، وقد قرأت مثله مختصرًا عن الشيخ العلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله، وهذا ما ندين الله به ...
وجزاكم الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 12:02 ص]ـ
" قلت: ما أحسن هذا الكلام جملة وتفصيلا، وقد قرأت مثله مختصرًا عن الشيخ العلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله، وهذا ما ندين الله به ...
وجزاكم الله خيراً "
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - 02 - 06, 12:11 ص]ـ
وجزاكم الله خيرًا أيها الفاضل، أبا طارق ...
ـ[أبوعبدالرحمن الفارسي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 12:34 ص]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
" وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم ايمان القلب وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع " مجموع الفتاوى، الجزء 7، صفحة 616.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - 02 - 06, 12:41 ص]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
" وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم ايمان القلب وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع " مجموع الفتاوى، الجزء 7، صفحة 616.
جزاك الله خيرًا.
لا يتعارض هذا النص مع ما قرره الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك، والله أعلم
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[21 - 02 - 06, 06:24 م]ـ
وأما ما سوى الأركان الأربعة من واجبات الدين فلم يقل أحد من أهل السنة بكفر من ترك شيئا منه.
الذى أفهمه ان قول اهل السنة أن ترك العمل بالكلية هو الذى يخرج من حظيرة الإسلام و هذا ما سماه شيخ الإسلام رحمه (جنس الأعمال)
و أن الخوارج و المعتزلة يكفرون بترك العمل الواحد
و اعتقد أن هذا هو رأى الشيخ البراك كما فهمته لذلك قال:
وأما الإعراض عن الدين بالكلية علما، وعملا، فهذا لا يتصور فيمن معه أصل الإيمان في الباطن، ولهذا عد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ الإعراض ناقضا من نواقض الإسلام قال في الناقض العاشر: الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه، ولا يعمل به.اهـ
و أما عن مسألة لفظ الشرطية أو الركنية و إن لم يكن له أثر فى كلام المتقدمين فقد لجأ اليه البعض للتقريب و التبيين أن جنس العمل الذى هو العمل بالكلية ليس كمالى فى الإيمان فهل فى استخدامها حرج؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 02:30 ص]ـ
لا حرج
نحن لا نخاصم المخالفين لأهل السنة في المصطلحات بل بمعناها وحقائقها
ها هم المرجئة الجدد يقولون " العمل ركن " فهل نفعهم هذا وأخرجهم من الإرجاء؟
الجواب: لا؛ لأنهم يقولون قد يزول الركن ولا يبطل الإيمان!!!
وها هم يقولون " الإيمان قول وعمل " لكنهم يقولون: حكم العمل ليس كحكم العمل!!
وها هم يقولون " الإيمان يزيد وينقص " ولكنهم يقولون ينقص حتى لا يبقى منه إلا ذرَّة!!!
فماذا نفعهم أن يقولوا بقول السلف في المصطلح وهم يخالفونه في المعنى والحقيقة؟؟؟؟؟
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[22 - 02 - 06, 05:16 م]ـ
فتح الله عليكم شيخ إحسان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/149)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 05:55 م]ـ
بارك الله عليك
وجاء في مشاركتي:
((وها هم يقولون " الإيمان قول وعمل " لكنهم يقولون: حكم العمل ليس كحكم العمل!!))
وصوابها ( ... ليس كحكم القول!!)
فأرجو تعديلها
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 06:55 م]ـ
الحمد لله وحده ...
قرأت كلام الشيخ العلامة البراك منذ فترة طويلة (أكثر من سنة ونصف)، وقد دوّنتُه عندي لنفاسته.
ولكنني وجدتُ بعض الإخوة الكرام - قديمًا أيضًا - لم يحسن فهم كلام الشيخ ولوى عنقه فحرّف معناه.
وأريد أن أقول أمرين:
الأول:
إنني وإن كنتُ لستُ بصدد شرح كلام الشيخ، إذ توضيح الواضحات من المشكلات كما يقولون؛ لكنني أحب أن أزيد التأكيد والتنبيه على قول الشيخ - حفظه الله وأمتعنا بعلمه -:
وأما الإعراض عن الدين بالكلية علما، وعملا، فهذا لا يتصور فيمن معه أصل الإيمان في الباطن
فما أحسن هذا الكلام العربيّ ..
هذا هو معترك النزال ومحل النزاع مع بعض المعاصرين، لو تفطّن أرباب العقول ..
وهذا الكلام له معنى واحد هو:
من أعرض بظاهره عن دين الله (كلِّه)؛ لا يُتصوّر أن يكون معه (أصل الإيمان في الباطن).
الثاني:
لو أن كلّ مصطلحٍ ما تكلّم به السّلف مَنَعْنَا استخدامه وشنّعنا على مستخدِمِه لضاعتْ كثيرٌ من المصطلحات التي ما يزال أهل العلم السلفيّين يستخدمونها، في شتى العلوم، والأمثلة على ذلك لا تحصى ولا تحصر كثرةً.
نعم ينبغي أن يحدد المصطلِحُ حدود مصطلحه لئلا تئول العلوم إلى مصطلحات عامّة محتملة لمعانٍ، أو مبهمة غير منضبطة ..
فإن المناظرة بهذه الألفاظ تكون خطأً من المُثبت لها وكذلك من النافي كما قال شيخ الإسلام ابن تيميّة.
وعلى ما سبق أقول:
من اصطلح على جعل (جنس العمل) بمعنى (كل العمل) - وهو أصل استخدام كلمة (الجنس) عند أصحاب العلوم العقليّة وغيرهم- فلا تثريب عليه.
وعلى هذا الاصطلاح، فإن كلام العلامة البراك:
من أعرض بظاهره عن دين الله (كلِّه)؛ لا يُتصوّر أن يكون معه (أصل الإيمان في الباطن).
يمكن أن يُكتب هكذا:
من ترك جنس العمل الظاهر؛ لا يُتصوّر أن يكون ناجيًا من الخلود في النار.
وأيضًا: ترك جنس العمل الظاهر = كفر مخرج من الملة.
وهو الحق الذي ما عداه ضلال ..
والله ربنا المستعان لا رب لنا سواه
===
بارك الله في الشيخ إحسان وفي أخينا الكريم أبي حفص السكندري حفظهما الله وأعزهما بطاعته.(33/150)
شبهة رافضية حول حديث "نحن احق بموسى منكم"
ـ[محمد سليمان]ــــــــ[12 - 02 - 06, 09:55 ص]ـ
ارغب في الاستزادة في الحصول على رد ونقض لهذه لشبهة التي جائت على لسان احد الروافض
الشبه نقلتها كما كتبها صاحبها واتمنى من الاخوة الافاضل الحديث حول ذلك مأجورين
عن ابن عبَّاس أن النبي صلى الله عليه وسلَّم لما قدم المدينة رأى اليهود صياماً يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق الله فيه فرعون وقومه فموسى صامه شكرا، فنحن نصومه شكرا لله تعالى، فقال صلى الله عليه وسلَّم ":نحن أحق بموسى منكم "فصامه وأمر بصيامه صلى الله عليه وسلَّم
الشبهة الأولى: ورد في هذا الحديث ان الرسول (ص) سأل الصحابة عن سبب صيام اليهود لهذا اليوم فأجابوه انه اليوم الذي يصومه اليهود لأن الله تعالى أنجى فيه موسى عليه السلام وأغرق فرعون ..
السؤال هنا: هل اليهود أعلم بهذا اليوم من رسول الله؟؟ هل اليهود أعلم بنبيهم من رسول الله صلى الله عليه وآله؟؟
الشبهة الثانية: لماذا لم نر أو نسمع عن اليوم الذي نجى الله تعالى فيه موسى عليه السلام وأغرق فرعون الا من خلال هذا الحديث؟؟
لماذا لم نسمع أو نقرأ من كتب وروايات أخرى انه في يوم العاشر من المحرم أنجى الله نبيه موسى عليه السلام وأغرق فرعون!!!
لو كان فعلا انه في العاشر من المحرم نجى الله تعالى فيه موسى عليه السلام وأغرق فرعون لوجدنا اليهود تحتفل به كل عام؟
أليس من المفروض أن يكون هذا اليوم هو أعظم أعياد اليهود؟؟
لم يثبت ان يهوديا واحد احتفل أو صام هذا اليوم .. لا من كتب التاريخ ولا من كتب اليهود أنفسهم!!!
هل يأتيني أحد برواية من كتب اليهود تثبت هذا اليوم؟؟
الشبهة الثالثة: والتي لا يختلف عليها اثنان ..
من متى كان اليهود يعتمدون مناسباتهم الدينية واحتفالاتهم على الأشهر القمرية؟؟؟
عمرنا ماسمعنا ان الأشهر عند اليهود هي محرم وصفر ..... الى ذو الحجة!!!
أشهر اليهود معروفة .. وهي (يناير/ كانون الثاني ... الى ديسمبر/ كانون الأول)
قد يقول شخص انهم احتفلوا به يوم العاشر لأنهم يعيشون في الحجاز مثلا .. وهذا عذر تافه ..
هل اليهود في مصر بعد عام من نجاة موسى وهلاك فرعون احتفلوا فيه بالأشهر القمرية؟؟؟
هل اليهود الذين يسكنون الحجاز أصلا كانوا يعتمدون على الأشهر القمرية في حساباتهم .. قطعا لاء
حتى المسلمون المقيمون في أوروبا وأمريكا بل وحتى غالبية الدول العربية يعتمدون على الأشهر الشمسية في أوقات الدوام , تسليم الرواتب , اعتماد الميزانيات .. الخ.
لكن في المناسبات الدينية فهم يعتمدون على الأشهر القمرية التي يعتمدها دينهم الإسلامي ..
كذلك كان اليهود في الحجاز يعتمدون على الأشهر الشمسية في مناسباتهم الدينية لا الأشهر القمرية ..
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[12 - 02 - 06, 05:28 م]ـ
نرجو من الأخوة التوضيح
ـ[محمد سليمان]ــــــــ[12 - 02 - 06, 11:22 م]ـ
نرجو من الأخوة التوضيح
.................................................. ..................................................
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[13 - 02 - 06, 12:02 ص]ـ
نرجو الاجابة.
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[13 - 02 - 06, 12:30 ص]ـ
أين ورد هذا الحديث فننظر لشرحه
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - 02 - 06, 01:07 ص]ـ
اخي الكريم محمد سليمان كتبت ردا على عجل وارجو من الاخوة ابداء اي ملاحظات عليه
الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد بن عبدالله و على آله و صحبه و من والاه
و بعد
فإن الكلام الانشائي الذي طرحه الرافضي في كلامه على يوم عاشوراء لا عبرة له و انما هو من قبيل الترف العقلي في الفجور في المخاصمة و فيه من التجني و الالتفاف على الحق ما الله به عليم , و هكذا هم الروافض لا عقل و لا نقل قاتلهم الله أنى يؤفكون.
فقول هذا الرافضي: هل اليهود أعلم بهذا اليوم من رسول الله؟؟ هل اليهود أعلم بنبيهم من رسول الله صلى الله عليه وآله؟؟
الجواب عليه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/151)
هل يعلم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم الغيب لتأتي و تقول مثل هذا الكلام؟؟ فمن المعلوم ان لليهود شريعة تداولوها من بعد نبينا موسى عليه السلام و كذا كثير من الاخبار و الروايات عنه فلا يلزم من ذلك ان يكون نبينا صلوات الله عليه و سلم عالما بكل هذه الاخبار و على الرافضي الدليل اذا كان ذلك يلزم النبي صلى الله عليه و سلم.
هذه نقطة
النقطة الاخرى التي تنم عن ذكاء خارق قوله: لماذا لم نر أو نسمع عن اليوم الذي نجى الله تعالى فيه موسى عليه السلام وأغرق فرعون الا من خلال هذا الحديث؟؟
و من اين تريد ان تسمع هذه الرواية اذا لم تكن مؤمنا بسنة النبي صلى الله عليه و سلم التي نقلها ائمة اطهار , فهل اطلعت على جميع كتب اليهود لتقول ما قلت؟؟؟ فأنت هنا ملزم بإثبات عكس ما هو مثبت لدينا و ذلك بأن تطالع الاسفار القديمة و الحديثة و ترجع الى المراجع اليهودية المنتشرة في انحاء العالم لتثبت لنا ان هذا اليوم الذي اغرق ربنا – جل و علا – فرعون هو ليس يوم عاشوراء
اما قولك لماذا لا يحتفلون به فأعلم ان ذاك كان منذ 1400 سنة و من المعلوم ان اليهود منحرفين في العقيدة – مثلكم تماما – و محرفين كتب انبيائهم فلا يعني ذلك انهم سيتمسكون بتقاليدهم و سننهم من الالاف السنين الى يومنا هذا و معلوم ان شرائع اليهود اليوم ليست كالسابق فبمرور الزمن تزيدا انحرافا – مثلكم تماما – فيبتدعون من البدع مالله به عليم!!
اما قولك: من متى كان اليهود يعتمدون مناسباتهم الدينية واحتفالاتهم على الأشهر القمرية؟؟؟
عمرنا ماسمعنا ان الأشهر عند اليهود هي محرم وصفر ..... الى ذو الحجة!!!
أشهر اليهود معروفة .. وهي (يناير/ كانون الثاني ... الى ديسمبر/ كانون الأول)
اما هذه الشبهة فجوابها سهل و هاهو الامام الحافظ ابن القيم رحمه الله يجيبك عليها يا رافضي فتمهل
قال رحمه الله: (ويكون اليوم الذي نجى الله فيه موسى هو يوم عاشوراء من أول المحرم فضبطه أهل الكتاب بالشهور الشمسية فوافق ذلك مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة في ربيع الأول وصوم أهل الكتاب إنما هو بحساب سير الشمس وصوم المسلمين إنما هو بالشهر الهلالي وكذلك حجهم وجميع ما تعتبر له الأشهر من واجب أو مستحب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [نحن أحق بموسى منكم] فظهر حكم هذه الأولوية في تعظيم هذا اليوم وفي تعيينه وهم أخطؤوا تعيينه لدورانه في السنة الشمسية كما أخطأ النصارى في تعيين صومهم بأن جعلوه في فصل من السنة تختلف فيه الأشهر)
ـ[محمد سليمان]ــــــــ[13 - 02 - 06, 09:34 ص]ـ
أخي المقدادي
بورك بك
ونفع بعلمك
وجزاك ربي خيرا
الاخوة الكرام ...
هل من مزيد؟
ـ[محمد سليمان]ــــــــ[13 - 02 - 06, 09:46 ص]ـ
اخي ابو الحسن العسقلاني
ورد الحديث في صحيح البخاري - تفسير القرآن - وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده
حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تصوم عاشوراء فقالوا هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أنتم أحق بموسى منهم فصوموا
وكذلك صحيح البخاري - الصوم - صيام يوم عاشوراء
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[13 - 02 - 06, 06:52 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[13 - 02 - 06, 11:00 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (كتاب الصوم - باب صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ)
ثم وجدت في " المعجم الكبير " للطبراني ما يؤيد الاحتمال المذكور أولا، وهو ما أخرجه في ترجمة زيد بن ثابت من طريق أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال " ليس يوم عاشوراء باليوم الذي يقوله الناس، إنما كان يوم تستر فيه الكعبة، وكان يدور في السنة، وكانوا يأتون فلانا اليهودي - يعني ليحسب لهم - فلما مات أتوا زيد ابن ثابت فسألوه " وسنده حسن، قال شيخنا الهيثمي في زوائد المسانيد: لا أدري ما معنى هذا.
قلت: ظفرت بمعناه في كتاب " الآثار القديمة لأبي الريحان البيروني " فذكر ما حاصله: أن جهلة اليهود يعتمدون في صيامهم وأعيادهم حساب النجوم، فالسنة عندهم شمسية لا هلالية.
قلت: فمن ثم احتاجوا إلى من يعرف الحساب ليعتمدوا عليه في ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/152)
قوله: (وأمر بصيامه) للمصنف في تفسير يونس من طريق أبي بشر أيضا " فقال لأصحابه أنتم أحق بموسى منهم فصوموا " واستشكل رجوعه إليهم في ذلك، وأجاب المازري باحتمال أن يكون أوحى إليه بصدقهم أو تواتر عنده الخبر بذلك، زاد عياض أو أخبره به من أسلم منهم كابن سلام، ثم قال: ليس في الخبر أنه ابتدأ الأمر بصيامه، بل في حديث عائشة التصريح بأنه كان يصومه قبل ذلك، فغاية ما في القصة أنه لم يحدث له بقول اليهود تجديد حكم، وإنما هي صفة حال وجواب سؤال، ولم تختلف الروايات عن ابن عباس في ذلك، ولا مخالفة بينه وبين حديث عائشة " إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه " كما تقدم إذ لا مانع من توارد الفريقين على صيامه مع اختلاف السبب في ذلك، قال القرطبي: لعل قريشا كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم، وصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتمل أن يكون بحكم الموافقة لهم كما في الحج، أو أذن الله له في صيامه على أنه فعل خير، فلما هاجر ووجد اليهود يصومونه وسألهم وصامه وأمر بصيامه احتمل ذلك أن يكون ذلك استئلافا لليهود كما استألفهم باستقبال قبلتهم، ويحتمل غير ذلك.
وعلى كل حال فلم يصمه اقتداء بهما فإنه كان يصومه قبل ذلك وكان ذلك في الوقت الذي يحب فيه موافقة أهل الكتاب فيما لم ينه عنه.
وقد أخرج مسلم من طريق أبي غطفان - بفتح المعجمة ثم المهملة بعدها فاء - ابن طريف بمهملة وزن عظيم " سمعت ابن عباس يقول: صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا أنه يوم تعظمه اليهود والنصارى " الحديث.
واستشكل بأن التعليل بنجاة موسى وغرق فرعون يختص بموسى واليهود، وأجيب باحتمال أن يكون عيسى كان يصومه وهو مما لم ينسخ من شريعة موسى لأن كثيرا منها ما نسخ بشريعة عيسى لقوله تعالى (ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم) ويقال إن أكثر الأحكام الفرعية إنما تتلقاها النصارى من التوراة.
وقد أخرج أحمد من وجه آخر عن ابن عباس زيادة في سبب صيام اليهود له وحاصلها أن السفينة استوت على الجودي فيه فصامه نوح وموسى شكرا، وقد تقدمت الإشارة لذلك قريبا، وكأن ذكر موسى دون غيره هنا لمشاركته لنوح في النجاة وغرق أعدائهما
ـ[محمد سليمان]ــــــــ[14 - 02 - 06, 12:09 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابو علي النحوي
ـ[يحيى القضاة]ــــــــ[30 - 09 - 09, 12:37 ص]ـ
كنت احسب ان الامر محسوم عند الشيعة ولكن وجدت ثمان روايات تحث على صوم ذلك اليوم وردت جميع هذه الروايات بحجة ان الرواه انما قالوها تقية، وهذا هو الرابط:
http://www.hebcal.com/converter/?gd=8&gm=10&gy=632&g2h=Compute+Hebrew+Date&hd=14&hm=Elul&hy=4392(33/153)
ما هى عقيدة محمد الفاتح _رحمه الله_.
ـ[أبو إسحاق الأسيف]ــــــــ[13 - 02 - 06, 05:39 م]ـ
ما هى عقيدة محمد الفاتح _رحمه الله_فقد قال لى أحد الإخوة أنه سمع أنه أشعرى.
فهل هذا صحيح؟
و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 04:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما عن كونه أشعريا فهذا يحتاج إلى دليل ملموس كقول من أقواله أو تفسير من كلامه هو وأعتقد أن محمد الفاتح كان بعيدا عن هذا المضمار ((أعني مضمار التفسير والتأويل رغم علمه رحمه الله))
ولكن هناك درس للشيخ محمد موسى الشريف يتكلم فيه مطولا عن محمد الفاتح ويقول أنه كان من الصوفية المعتدلة حيث في عصره كانت الصوفية منتشرة جدا ويأصل الشيخ في هذا الدرس المراحل الصوفية المتعددة فنتبين أنه ليست كل الصوفية خطأ ولكن الغلاة منهم شطحوا شطحات بعيدة ولا أعتقد أن محمد الفاتح رضي الله عنه كان من غلاتهم بل على العكس أظن أن علمه يمنعه أن سكون من أهل الزيغ
ولا نزكي على الله أحدا
والله أعلم
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[20 - 02 - 06, 09:29 ص]ـ
عفوًا أخي الكريم أبا إسحاق:
وهل ينبني على معرفة ذلك شيء؟
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 04:40 م]ـ
تفضل شريط الدكتور محمد موسى الشريف
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=40114
ـ[أبو سلمان المغربي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 11:47 م]ـ
عفوًا أخي الكريم أبا إسحاق:
وهل ينبني على معرفة ذلك شيء؟
أضم صوتي لصوت الأخ خالد
ـ[أم البراء]ــــــــ[22 - 02 - 06, 12:53 ص]ـ
اسمع كثيرا باسم محمد الفاتح ولكن من هو؟ جزاكم الله خيرا
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[22 - 02 - 06, 12:57 ص]ـ
وهل ينبني على معرفة ذلك شيء؟
أقول قد وقع في يدي أحدى المرات كتاب يتحدث عن الماتردية وأنها مذهب السلف وأن الرسول صلى الله عليه وسلم مدح الماتردية وأثنى عليهم وأستدل هذا المؤلف على حديث كما قال:
جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش) أخرجه احمد في المسند
4/ 235،والبخاري في التاريخ، والطبراني في الكبير 2/ 1216
ثم علق وقال هذا المؤلف:
وكان الفاتح قائد الجيش هو محمد الفاتح وهو حنفي المذهب ماتريدي المعتقد صوفي المشرب.
كيف نجيب على هذل الأستدلال؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 01:59 ص]ـ
وهل ينبني على معرفة ذلك شيء؟
أقول قد وقع في يدي أحدى المرات كتاب يتحدث عن الماتردية وأنها مذهب السلف وأن الرسول صلى الله عليه وسلم مدح الماتردية وأثنى عليهم وأستدل هذا المؤلف على حديث كما قال:
جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش) أخرجه احمد في المسند
4/ 235،والبخاري في التاريخ، والطبراني في الكبير 2/ 1216
ثم علق وقال هذا المؤلف:
وكان الفاتح قائد الجيش هو محمد الفاتح وهو حنفي المذهب ماتريدي المعتقد صوفي المشرب.
هذه شبهه يستدل بها الماتريدية في اثبات ان عقيدتهم صحيحة
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
1 - هذا الحديث اسناده ضعيف
قال الشيخ شعيب الارناؤوط في تعليقه على هذا الحديث في مسند احمد:
(إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن بشر الخثعمي فقد انفرد بالرواية عنه الوليد بن المغيرة المعافري ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان)
و قد ضعفه كذلك الشيخ الالباني رحمه الله
و العجيب ان الماتريدية لا يؤخذون بأحاديث الاحاد في العقائد فما الذي جعلهم يتمسكون بهذا الاثر لإحقاق عقيدةٍ لهم؟؟؟؟
2 - ان محمد الفاتح لم يكن من اهل العلم بل كان كغيره من العوام و ان درس العقيدة الماتريدية (ان صح ذلك) فهو كغيره عامي متلقٍ
3 - ان الاثر جاء بمدح عام فذكر ان نعم الامير اميرها و نعم الجيش جيشها فهل في الحديث ما يشير الى ان العقيدة الماتريدية و المذهب الحنفي هما المقصودان بالمدح؟ قطعا لا , و إنما المدح كان للأشخاص و من المعروف ان محمدا الفاتح اتسم عهده بالعدل و السماحة.
و ان جرينا - تنزلاً - على منوال الماتريدية في مدح العقيدة الماتريدية هل يرضى الاشاعرة ان يتنازلوا عن عقيدتهم و يأخذوا بالعقيدة الماتريدية؟؟؟ سؤال نحتاج الى اجابة منهم.
4 - من باب المشاكلة و المحاققة مع هؤلاء الماتريدية و الاشاعرة فإن البعض منهم قد يكفر يزيد بن معاوية و من المعلوم انه ثبت هناك حديث عن نبينا صلى الله عليه و سلم حيث قال: ((أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له))
و في حديث اخر رواه الامام البخاري في صحيحه:
ان الرسول صلى الله عليه و سلم قال: (أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا). قالت أم حرام قلت يا رسول الله أنا فيهم؟ قال (أنت فيهم). ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم (أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم).
وأول جيش غزاها كان أميرهم يزيد بن معاوية فما هو قولهم في هذا؟؟؟ خصوصا ان هذا الحديث رواه البخاري و ائمة اخرين و هو اقوى من الاثر الذي يتمسكون به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/154)
ـ[أبوعمير الحلبي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 01:04 م]ـ
و أضيف ردا آخر: على قول الماتردية من أن الحديث فيه مدح لعقيدتهم إن صح الإسناد و الاستدلال وهو وجب لصحة الاستدلال أن يثبتوا أن الجيش كله كان على نفس العقيدة المذكورة إذ أن المدح قد عمهم.
ـ[أبوعمير الحلبي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 01:06 م]ـ
اسمع كثيرا باسم محمد الفاتح ولكن من هو؟ جزاكم الله خيرا
محمد الفاتح هو أول من فتح القسطنطينية و كان إماما عادلا.
ـ[أبوعمير الحلبي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 02:22 م]ـ
أخي أبي إسحاق أراك تسأل في العقيدة كثيرا فهل أنت درست شيئا؟
ـ[أبو إسحاق الأسيف]ــــــــ[22 - 02 - 06, 04:26 م]ـ
الشبهة التى قالها الأخ ابن المبارك هى حقا موضع الإشكال الذى حدثنى به الأخ الذى سألنى وهو أخ سلفى وليس له غرض من السؤال سوى الجواب على هذه الشبهة.
وهذا جواب للأخ خالد الشبل و الأخ أبو سلمان المغربى عن سبب سؤالى.
فجزاكم الله خيرا.
ثم أخى فى الله أبو عمير الحلبى ما المغزى من سؤالك لى؟
ـ[فادي قراقرة]ــــــــ[22 - 02 - 06, 06:38 م]ـ
آسف على الخطأ
اذكر أني قرأت كلام للعلامة أحمد شاكر رحمه الله تعالى في تعليقه على هذا الحديث أن الفتح المقصود بالحديث (إن ثبتت صحته) ليس هو فتح محمد الفاتح و نقل كلام و أورد دليل على ذلك و لكن للأسف لا أذكر أين قرأت هذا الكلام
و سأحاول البحث عنه
و أرجوا ممن لديه علم بما زعمت أن يورد ما عنده
ـ[فادي قراقرة]ــــــــ[22 - 02 - 06, 06:46 م]ـ
تصحيح خطأ تاريخي حول فتح القسطنطينية للشيخ إبراهيم المحيميد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اطلعت على مقالة المنتدى وهو كلام منقول عن محدث العصر العلامة الألباني -رحمهُ اللهُ- حول فتح مدينة القسطنطينية التي بشر بها رسول الله وقد تحقق الفتح وبقي الفتح الآخر فتح روما.
وأحب أن أنبه إلى خطأ شائع بين طلاب العلم وهو أن فتح هذه المدينة قد تحقق على يد محمد الفاتح
-رحمهُ اللهُ- والأحاديث الواردة في ذلك جاءت على قسمين:
أولاً: أحاديث جاءت بذكر فضيلة أول من يغزو هذه البلدة.
ثانياُ: أحاديث جاءت بذكر فضائل من تفتح على يدهم هذه البلدة.
وكل هذه الأحاديث لا تمت بصلة إلى فتح الدولة العثمانية وبالرجوع إلى الأحاديث الواردة يتبين هذا التقسيم:
1 - ففي صحيح البخاري.كتاب الجهاد. باب غزو البحر عن أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- يقول: ((أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم)) فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: ((لا)).
قال الحافظ " رحمه الله " مدينة قيصر هي القسطنطينية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهُ اللهُ-: وبالإجماع أول جيش غزاها بقيادة يزيد بن معاوية وكان تحت أمرته بعض الصحابة منهم أبو أيوب الأنصاري [ذكر ذلك في أوائل المجلد الثالث عندما سئل هل يلعن يزيد بن معاوية أم لا].
2 - وفي صحيح مسلم كتاب الفتن عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عنهُ- قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-: ((هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب في البحر؟)) قالوا: ((نعم))، قال: ((لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألف من بني إسحاق فإذا نزلوها لم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها، ثم يقول الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيفتح لهم فيدخلوها فيغنموا فبينما هم يقسمون الغنائم إذا جاءهم الصريخ فقال: إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون)).
3 - وفي كتاب الفتن من صحيح مسلم أنه قال عليه الصلاة والسلام: ((لا تقوم الساعة حتى ينْزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ)) -إلى أن قال عليه الصلاة والسلام: - ((فيفتحون القسطنطينية فبينما هم يقسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذا صاح فيهم الشيطان المسيح قد خلفكم في أهليكم فيرجعون وذلك باطل فإذا جاؤو الشام خرج [الدجال]؟)).
قال القاضي عياض: المحفوظ: ((بني إسماعيل)).
فإذا تأمل طالب العلم هذه الأحاديث وجد أنها لا تمت بصلة إلى فتح الدولة العثمانية بصلة فلم يكونوا في الغزو الأول المغفور لهم ولن يكونوا في الفتح الأخير بالطبع الذي لم يقع حتى هذه الساعة وهاك فقه بعض هذه الأحاديث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/155)
1. أنهم يخرجون من المدينة وهم خيار أهل الأرض يومئذ.
2. أن من يتحقق الفتح على يدهم وبقية الفتوحات هم من حقق شروط الاستخلاف والتمكين في الأرض الموضح في سورة النور الآية رقم (55) وهو التوحيد وبالتالي يجب أن يعرف أن كل جهاد لا يقرن الدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك فلن يمكن لهم.
ومن المعلوم بداهة أن الدولة العثمانية أكبر دولة خرافية عمرت المشاهد والقباب والقبور ودعت إلى عبادة الأوثان، ومكنت للطرق الصوفية ما لم تمكنه أي دولة إسلامية على مدى التاريخ، وحاربت دولة التوحيد، وقتلت خيار أئمة الدعوة من العلماء والأمراء.
ولا يتباكى أحد على الدولة العثمانية وخلافتها إلا عباد المشاهد والقباب وجهلة السنة والمراهقون السياسيون.
3 - أن افتتاح المدينة يكون بالتكبير والتهليل وهذا يدل على قوة إيمانهم فعند النطق بكلمة التوحيد تهدم الأسوار، والخرافيون وعباد القباب إذا انطلقوا بها ربما تسقط الأسوار عليهم لا لهم.
4 - ظاهر الأحاديث أن هذه البلدة وما جاورها من بلاد الشام وحولهما تكون تحت سيطرة الكفار آنذاك لأن فتح البلدان واقتسام الغنائم من قبل الموحدين لا يكون إلا في بلدان تحت سيطرة الكفار وليس بالضروري ردة أهلها.
5 - أن من يفتح هذه البلدة يدركون الدجال والمهدي وعيسى كما هو طاهر الأحاديث.
6 - كذلك يفهم من ظاهر أحاديث الفتن والملاحم عموماً أن الحرب تعود كما كانت بسيف ورماح ونشاب أي سِهام.
ولقد سألت شيخنا العلامة عبد المحسن البدر " حفظه الله " عن ذلك فأكد لي أن بشرى رسول الله لم تقع واستشهد بحديث مسلم رقم (3)، ولعل الشيخ الألباني " رحمه الله " لم يقصد ذلك.
وفي الختام أسأل الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين الثبات على التوحيد والسنة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ومحبكم والداعي لكم بخير
إبراهيم بن صالح المحميد
منقول من شبكة سحاب السلفية
و هناك كلام للشيخ أبو عمر العتيبي وهو:
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:
جزى الله الشيخ الفاضل إبراهيم المحيميد خير الجزاء على ما كتب، وجعل ذلك في ميزان حسناته ..
وهنا فائدة:
فإن الأحاديث الواردة في فتح القسطنطينية جاءت على نوعين أما غزوها فعلى ثلاثة أنواع.
ففتحها جاء على نحوين: الأول: مطلق، وأنه قبل فتح روما ..
وهو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رَضِيَ اللهُ عنهُ-.
عن أبي قبيل قال كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص وسئل أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية فدعا عبد الله بصندوق له حلق قال فأخرج منه كتابا قال: فقال عبد الله بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولا أقسطنطينية أو رومية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مدينة هرقل تفتح أولا)). يعني قسطنطينية.
وهذا قد حصل، فكانت مدينة القسطنطينية بلاد كفر، فدخلها الإسلام وفتحت فما المانع لحمل الحديث عليها؟
النوع الثاني: اقترن ذلك الفتح بأمور منها: أن ذلك قبيل زمن الدجال، ووقت الملحمة، ويكون بالتكبير، وأصحاب ذلك الفتح مفضلون ..
وهذا لا ينطبق على الدولة العثمانية بل على من يفتحها في آخر الزمان
أما غزو القسطنطينية فورد على ثلاثة أنواع: النوعان السابقان الذي فيه الفتحان ..
والثالث: هو فضل أول من يغزو القسطنطينية والذي كان على يد يزيد بن معاوية -رَضِيَ اللهُ عنهُ-.
فبهذا تجتمع النصوص.
وهنا ملاحظة أخرى تتعلق بالدولة العثمانية:
مرت الدولة العثمانية بأطوار، فطورها الأول لم يكن فيه انتشار للبدع والخرافات كحال آخرها بل كانت كحال كثير من الدول السالفة التي عقبت الدولة العباسية كدولة المماليك، والدولة الحفصية ...
ومعلوم ما كان عليه شيخ الإسلام -رحمهُ اللهُ- من الثناء على دولة المماليك مع ما كانت عليه من تعظيم للقبور، واحتضان للصوفية المخرفين إلا أن السنة فيها ظاهرة، ونصرة الدين غالبة، وما يكون ذلك إلا بسبب جهل ملوكها بالتوحيد، وزخرفة علماء الضلال ..
وهذا هو حال الدولة العثمانية في وسطها وآخرها والله المستعان ..
وإن ما قامت به الدولة العثمانية من محاربة لدولة التوحيد لهو نقطة سوداء في تاريخ الدولة العثمانية، ومن أسباب تعجيل الله بسقوطها، وذهاب ريحها ..
وكذلك ما قامت به من تشييد القباب على القبور، ورفع بنائها، وبناء الأضرحة لرؤوس أهل الخرافة لهو من أعظم النقط السوداء في جبين هذه الدولة ..
و هذا كلام الشيخ أحمد شاكر على الحديث
قال أحمد شاكر رحمه الله (فتح القسطنطينية المبشر به فى الحديث سيكون فى مستقبل قريب أو بعيد يعلمه الله عز وجل , وهو الفتح الصحيح لها , حين يعود المسلمون إلى دينهم الذى أعرضوا عنه , وأما فتح الترك الذى كان قبل عصرنا هذا ,فإنه كان تمهيدا للفتح الاكبر ,ثم هى قد خرجت بعد ذلك من أيدى المسلمين , منذ أعلنت حكومتهم هناك أنها حكومة غير إسلامية وغير دينية , وعاهدت الكفار أعداء الإسلام , وحكمت أمتها بأحكام القوانين الوثنية الكافرة , وسيعود الفتح الإسلامى لها إن شاء الله , كما بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم) انتهى حاشية عمدة التفسير عن ابن كثير "2/ 256" اختصار وتحقيق الشيخ أحمد شاكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/156)
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[25 - 11 - 06, 02:15 ص]ـ
هذا ما قاله الشيخ ناصر الفهد في كتابه الدولة العثمانية وموقف ائمة الدعوة منها:
السلطان محمد الثاني (الفاتح) (ت 886 هـ):
وهو من أشهر سلاطين هذه الدولة، ومدة حكمه 31 سنة:
1) فإنه بعد فتحه للقسطنطينية سنة 857 هـ، كشف موقع قبر (أبي أيوب الأنصاري) رضي الله عنه وبنى عليه ضريحاً، وبنى بجانبه مسجداً وزين المسجد بالرخام الأبيض وبنى على ضريح أبي أيوب قبة، فكانت عادة العثمانيين في تقليدهم للسلاطين أنهم كانوا يأتون في موكب حافل إلى هذا المسجد ثم يدخل السلطان الجديد إلى هذا الضريح ثم يتسلم سيف السلطان (عثمان الأول) من شيخ (الطريقة المولوية) [8].
2) وهذا السلطان هو أول من وضع مبادئ (القانون المدني) (وقانون العقوبات) فأبدل العقوبات البدنية الشرعية الواردة في الكتاب والسنة - أي السن بالسن والعين بالعين بالعين - وجعل عوضها الغرامات النقدية بكيفية واضحة أتمها السلطان سليمان القانوني [9].
3) كما أصدر قانوناً - عُمِل به بعده - وهو أن كل سلطان يلي السلطة يقتل كل إخوته!! حتى يسلم له العرش [10].
[8] أنظر (الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها) 1/ 64.
[9] أنظر (تاريخ الدولة العلية) ص 177، و (فتح القسطنطينية ومحمد الفاتح) ص 177.
[10] أنظر (الدولة العثمانية دولة إسلامية) 1/ 64، وقد افتتح حكمه بقتل أخيه الرضيع أحمد! (تاريخ الدولة العلية) ص 161
ـ[حمد الغامدي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 04:00 ص]ـ
سبحان الله
هل من السنة السؤال عن عقائد من مات وشهد له جمع من المسلمين بأنه على الاسلام
الا ترون ان هذا باب خطير
قد افضوا الى ماقدموا
رحمهم الله
ولنشتغل بأنفسنا وهدايتها للعقيدة الصحية
ـ[أم حسان]ــــــــ[25 - 11 - 06, 08:04 ص]ـ
افرض أن الذين نسبوا إلى الفاتح هذه الأمور الخطيرة يريدون الاستدلال به على صحة عملهم مثل الماتريدية؟ أو يبغضونه لمخالفته لهم في المنهج مثلاً
وإذا كان المسوغ لذلك هو الرد على الضلال في اقتدائهم به فليست الحجة لأحد إلا بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
ـ[رافع]ــــــــ[01 - 04 - 08, 05:32 م]ـ
يرفع للفائده والمزيد.(33/157)
جمع شبهات الأشاعرة
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[14 - 02 - 06, 03:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد جمع كافة الشبهات التي يوردها الأشاعرة (خاصةً المعاصرين منهم) في مسائل الأسماء والصفات, سواءاً كانت على طريقة المتكلمين أو على طريقة غيرهم. أرجو من الإخوة الأفاضل أن يتحفونا بها هنا, أو أن يحيلونا على مصنفات يمكن الرجوع إليها.
ملاحظة: المطلوب هو الشبهات (ومناقشتها والرد عليها إن أمكن) وليس تأصيل عقيدة أهل السنة في الأسماء والصفات.
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[15 - 02 - 06, 03:09 م]ـ
هل من مجيب؟
ـ[ابو رائد المصري]ــــــــ[17 - 02 - 06, 09:33 م]ـ
السلام عليكم
أفضل ما قرأت هو كتاب " موقف بن تيمية من الأشاعرة " للشيخ / عبد الرحمن بن صالح المحمود
وهي طباعة مكتبةالرشد في ثلاث مجلدات
وأوصيك بكتاب شيخ الإسلام بن تيمية " الإيمان الأوسط " رسالة دكتوراة للشيخ / الزهراني
هذا علمي وأسأل الله أن ينفعك بها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 07:13 م]ـ
كما قيل لأحد الاخوة في موضوع هنا عن كيفية نشر العقيدة السلفية فتم حذفه قال - في ما معناه - إن أردت نجاح مشروع يجب أن تبدأ به. ا. هـ
فالآمال كثيرة والقاعدون كثر لكن الرواد قلة. ولست من طلبة العلم فضلا عن أن أكون من أهله لكي أقول شيئا فصلا. فلا زلت كمن يصعد جبلا فلا يرى كمن كان على قمة الجبل. فهل مشروعك مناسبا في مكانه وزمانه؟ الذي أراه - والله أعلم - أنه مفيد.
تحقيق مشروعك يحتاج الى:
1 - عزيمة (والاخلاص أمر بديهي لأهل الايمان)
2 - طلبة علم
3 - تقنية مناسبة (وكلمة مناسبة مهمة ومتوفرة إن سألتني عنها)
هناك بعض المحاولات الصغيرة في مدونة الاشاعرة .. الوجه الآخر ( http://www.asha3ira.co.cc/) لعلك تطلع عليها (وليس هي ما أردت بكلامي عن التقنية للعلم)(33/158)
رسالة: عرض ونقد لما كتبه الدكتور محمد علوي المالكي حول الكوثري والدحلان
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[15 - 02 - 06, 06:20 ص]ـ
رسالة: عرض ونقد لما كتبه الدكتور محمد علوي المالكي حول الكوثري والدحلان
-----------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الجامعة الإسلامية بمدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. اسم هز عروش أهل البدع .. فقد أنجبت هذه الجامعة عدداً كبيراً من العلماء الربانيين، والدعاة البارزين .. الذين رفعوا لواء السنة، وقمع البدعة ..
ولقد كنت أقلب الطرف كلما سنح لي الوقت بين دفتي أعداد مجلة الجامعة الإسلامية .. فأجد فيها منهلاً للعلم .. وشفاءً للسقم ..
ومن هذه الجولات حظيت بعددٍ من الرسائل والردود والمناقشات العلمية، التي دونت منذ ما يزيد على الربع قرن وحتى يومنا هذا .. فرأيت أن استخرج الدرر .. وأجمعها عقدها لأحبتي الأفاضل في هذا الموقع المبارك .. ومن ثم نشرها في غيره ..
ومن هذه الدرر .. رسالة العلامة محدث المدينة النبوية عبد القادر بن حبيب الله السندي .. علماً بأنه قد كتبها قبل أكثر من ثلاثين سنة، أي قبل أن تعرف شركيات هذا المالكي، وقبل أن ينشر شركياته على الأمة .. فليتأمل!
عرض ونقد لما كتبه الدكتور محمد علوي المالكي
حول الكوثري والدحلان
بقلم: الشيخ عبد القادر بن حبيب الله السندي
خريج كلية الشريعة بالجامعة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد؛ فقد وقعت في يدي رسالة صغيرة بعنوان "إتحاف ذوي الهمم العلية برفع أسانيد والدي السنية" (للأستاذ الدكتور محمد حسن بن السيد علوي المالكي الحسني) المدرس بالمسجد الحرام، وبكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة، وقد طبعت في عام 1387هـ 1967م بدمشق الشام، وهي عبارة عن تراجم الرجال الذين تتلمذ عليهم والده السيد علوي بن عباس رحمه الله تعالى، أو كانت له بهم صلة علمية، وقد بلغ عددهم أربعة وستين رجلا، ولم أعرف منهم إلا الاثنين وهما:
الشيخ محمد زاهد الكوثري.
الشيخ أحمد زيني دحلان.
وقد أثنى عليهما الدكتور محمد ثناء جميلا، ووصفهما بالأمانة في العلم والبصيرة، والنقد والتحرير والسعي المشكور في نشر العلم وغير ذلك من الأمور الطيبة، والواقع هو بالعكس كما سيأتي إن شاء الله تعالى، فحررت هذه الملاحظات حول كتابته بيانا للحق، وأداء للأمانة العلمية، وتبرئة للذمة أمام الله جل وعلا مع احترامي للأخ الأستاذ محمد المالكي.
قال الأستاذ الدكتور محمد في حق الأستاذ الكوثري: "العلامة السيد محمد بن زاهد بن العلامة حسن الحلمي بن علي الكوثري المتوفى بمصر سنة 1371هـ المولود سنة1296هـ. المحدث الشهير، الإمام، الناقد، البصير، حجة لا يبارى في علم الرجال، بارع في الحديث ورجاله، ماهر في علم الكلام، أديب في النقاش والجدال، مجاهد بقلمه ولسانه في بلاده تركيا وفي مصر. مؤلفاته التي سار بها الركبان، وتحدث عنها الأعيان دليل عظيم واضح على علو كتب هذا الإمام، ورسوخ قدميه، وطول باعه في العلوم مع تحقيق وتدقيق وتحبير وتحرير، وله المقالات الكبرى، والمؤلفات العديدة رحمه الله رحمة واسعة" انتهى.
قلت: قال الله في كتابه الكريم في سورة البقرة مخاطبا اليهود عليهم لعائن الله تعالى: {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} وقال أيضا جل وعلا في سورة آل عمران: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} والآيتان الأخريان أشار إليها الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله تعالى عنه في حديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده بإسناد حسن فقال: "إن الناس يقولون: أكثر أبوهريرة، والله لولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا، ثم تلا هاتين الآيتين".
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ} (البقرة:159).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/159)
فأقول أنا أيضا: والله لولا هذه الآيات الكريمات والأخرى في معناها، وكذا الأحاديث النبوية في هذا المعنى لما تعرضت لما كتبه الدكتور محمد العلوي في رسالته آنفة الذكر. وهذه الآيات نص صريح في وجوب بيان العلم، وعدم كتمانه عن الناس، خصوصا في هذه الأمور التي يلتبس فيها الحق بالباطل. ولقد ترك الرجلان - أعني الكوثري والدحلان - من المؤلفات التي أشرتم إليها بقولكم "سار بها الركبان وتحدث عنها الأعيان" وفيها من الكفر والإلحاد والشر والطعن في أئمة السنة النبوية ما لا يعلم ضررها إلا الله جل وعلا على الأمة الإسلامية وعلى جميع الناس. أردت أن أقول كلمة الحق التي أعلمها في حق هذين الرجلين اللذين أطلقت عليهما من الأوصاف البراقة، وهما في بعد بمكان وأنت على كل حال مأجور إن شاء الله تعالى إن كنت لا تعلم عن حالهما وحقيقتهما، وأنا سوف أضع أمامك وأمام من لا يعلم حالهما هذه الحقائق العلمية الثابتة ناقلا عن كتبهما ومؤلفاتهما التي مجدتموها ثم الرد عليها بما يناسب. ثم أنت حري أخي الفاضل الكريم بما أنعم الله تعالى عليك من مكانة علمية في حرمة المقدس في الظاهر بالرجوع إلى الحق، أو تثبت لنا أنهما رجعا عن تلك العقيدة الفاسدة التي كانا عليها، ودعيا لها.
قال الشيخ محمد زاهد الكوثري في المقالات الكبرى التي أشرتم إليها في ترجمته قال: تحت عنوان "بدعة الصوتية حول القرآن" ثم قال: "والواقع أن القرآن في اللوح، وفي لسان جبريل عليه الصلاة والسلام، وفي لسان النبي صلى الله عليه وسلم وألسنة سائر التالين، وقلوبهم، وألواحهم، مخلوق حادث محدث ضرورة، ومن ينكر ذلك يكون مسفسطا ساقطا من مرتبة الخطاب" ثم قال بعد كلام طويل: "وبهذا نتبين شهادة ابن تيمية في حق العلماء، وليس عنده سوى ألفاظ مرصوصة، لا إفادة تحتها في بحوثه الشاذة كلها. وغير المفيد لا يعد كلاما ولم يصح في نسبة الصوت إلى الله حديث".
قلت: حاصل كلام الكوثري أن هذا القرآن الكريم الذي بين أيدي المسلمين مهما كانت صفته فهو مخلوق عنده، وأنه لا يثق ببحوث شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
فإذا كانت بحوث شيخ الإسلام عليه رحمة الله شاذة في نظره ولذا لا أحب أن أنقل له من كلامه شيئا من كتبه ومؤلفاته التي سوف يأتي الوصف الدقيق عنها فيما بعد إن شاء الله تعالى، وإنما سأنقل له شفاء لمرضه ومرض أتباعه عن مؤلفات الأئمة من السلف الذين مضت بينهم وبين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله تعالى جميعا مئات السنين.
فمثلا هذا الإمام العلامة أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي المتوفى 280هـ والذي لا تخفى منزلته العلمية على أحد ممن ينتسب إلى العلم قال عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ: "الحافظ، الإمام الحجة محدث هراة أو تلك البلاد، أخذ الحديث عن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية، وأكثر الترحال في طلب الحديث" يقول في كتابه البارع الفذ الرد على الجهمية باب الاحتجاج للقرآن أنه غير مخلوق ثم قال رحمه الله تعالى: "فمن ذلك ما أخبر الله تعالى في كتابه عن زعيم هؤلاء الأكبر وإمامهم الأكفر الذي ادعى أولا أنه مخلوق وهو الوحيد، واسمه الوليد بن المغيرة، فأخبر الله تعالى عن الكافر ودعواه، وردها ووعده بالنار أن ادعى أن قول الله قول البشر وقوله {إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ} (المدثر:25) وقول الجهمية هو مخلوق واحد لا فرق بينهما فبئس التابع وبئس المتبوع، وقال تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً} (المدثر:11) إلى قوله: {ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} (المدثر:22 - 26) "
يعني أنه ليس بقول البشر كما ادعى الوليد، ولكنه قول الله تعالى، ثم ساق الأحاديث بأسانيدها، وهي نص صريح على أن القرآن هو كلام الله تعالى تكلم به جل وعلا حقا وحقيقة، ثم قال رحمه الله تعالى: "فهذا ينبئك أنه نفس كلام الله تعالى، وأنه غير مخلوق، لأن الله لم يخلق كلاما إلا على لسان مخلوق، فلو كان القرآن مخلوقا كما يزعم هؤلاء المعطلون لكان إذا من كلام المخلوقين".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/160)
وقال الحافظ الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي اللالكائي في كتابه البارع العظيم شرح السنن المتوفى في بدينور سنة 418هـ تحت عنوان سياق ما روي من المأثور عن السلف في جمل اعتقاد أهل السنة والتمسك بها والوصية لحفظها قرنا بعد قرن، ثم قال: "اعتقاد أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري رضي الله تعالى عنه"، ثم قال رحمه الله تعالى: "أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال حدثنا أبو الفضل شعيب بن محمد بن الراجيان. قال حدثنا علي بن حرب الموصلي بسر من رأى سنة سبع وخمسين ومائتين، قال: سمعت شعيب بن حرب يقول: "قلت لأبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري حدثني بحديث من السنة ينفعني الله عز وجل، فإذا وقفت بين يدي الله تبارك وتعالى، وسألني عنه فقال لي من أين أخذت هذا؟ قلت: يا رب حدثني بهذا الحديث سفيان الثوري وأخذته عنه، فأنجو أنا وتؤخذ أنت. فقال لي: يا شعيب هذا توكيد وأي توكيد؟ اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، من قال غير هذا فهو كافر، والإيمان قول وعمل ونية، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية"؛ ثم ذكر بقية العقيد بتمامها. نقل الإمام العلامة الذهبي في تذكرة الحفاظ هذا الكلام بنصه في ترجمة سفيان بن سعيد الثوري ثم قال: "وهذا ثابت عن سفيان كما قال الحافظ اللالكائي في كتاب السنة". وقال الإمام العلامة بقية السلف الصالح، إمام المحدثين في عصره الحافظ الجليل أبوبكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي المتوفى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة في كتابه الأسماء والصفات،: "باب ما روي عن الصحابة والتابعين، وأئمة المسلمين رضي الله تعالى عنهم أن القرآن كلام لله غير مخلوق، ثم ساق إسناده إلى أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه الله قال: "إن أبابكر رضي الله تعالى عنه قادل قوما من أهل مكة على أن الروم تغلب فارس، فغلبت الروم فارس فقرأها عليهم، فقالوا: كلامك هذا! أم كلام صاحبك، فقال: ليس بكلامي ولا كلام صاحبي ولكنه كلام الله عز وجل"، ثم قال الإمام البيهقي: "تابعه محمد بن يحيى الذهلي عن شريح ابن النعمان، إلا أنه قال: فقال رؤساء مشركي مكة: يا ابن أبي قحافة: هذا مما أتى به صاحبك؟ قال لا: ولكنه كلام الله وقوله"، ثم قال: "وهذا إسناد صحيح". وهكذا نقل الإمام البيهقي هذا المعنى بأسانيده عن جملة كبيرة من الصحابة والتابعين رحمهم الله تعالى، ثم قال: "وعن عامر بن شهر قال: كنت عند النجاشي فقرأ ابن له آية من الإنجيل فضحكت، فقال النجاشي: أتضحك من كلام الله عز وجل؟ " وهكذا نقل بمثل هذه القصة عن خباب الأرث رضي الله تعالى عنه. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: "إن القرآن كلام الله تعالى، فمن كذب على القرآن فإنما كذب على الله عز وجل". وعن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: "قرآنا عربيا غير ذي عوج: قال: غير مخلوق" وقد أطال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى الكلام، وانتقل في هذا الباب عن أئمة السلف من الصحابة والتابعين، ومن تبعهم رحمهم الله تعالى جميعا. وقال الإمام العلامة أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة المصري الحنفي المتوفى سنة320هـ في عقيدته "إن القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمه الله تعالى وعابه، وواعده بالسقر، حيث قال جل وعلا: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} (المدثر:26) فلما أوعد بسقر لمن قال {إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ} (المدثر:25) علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر، ولا يشبهه قول البشر" وعقد الإمام أبو داوود السجستاني في كتابه السنن بابا مهما عظيما فقال: "باب في القرآن"، ثم ساق بأسانيده ستة أحاديث وهي نص صريح على أن القرآن غير مخلوق ثم قال الإمام أبو داوود في نهاية هذه الأحاديث: "وهذا دليل على أن القرآن ليس بمخلوق".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/161)
ولقد جاد وأفاد العلامة الشيخ شرف الحق شارح السنن في الكلام على هذه الأحاديث، وفند دعوى الجهمية وأبطلها. وهكذا صنع الإمام العلامة ناصر السنة، وقامع البدعة الشيخ أبو محمد حسين بن مسعود البغوي في كتابه العظيم النافع شرح السنة، فوضع بابا مهما بعنوان باب الرد على من قال بخلق القرآن، ثم ساق تحته الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والآثار الموقوفة والمقطوعة، ثم قال رحمه الله تعالى: "وقد مضى سلف هذه الأمة وعلماء السنة على أن القرآن كلام الله ووحيه ليس بخالق ولا مخلوق، والقول بخلق القرآن ضلالة، وبدعة لم يتكلم بها أحد في عهد الصحابة والتابعين رحمهم الله تعالى، وخالف الجماعة الجعد بن درهم فقتله خالد بن عبد الله القسري، قال سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال: "سمعت مشائخنا منذ سبعين سنة يقولون: إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق". وعن جعفر بن محمد الصادق أنه سئل عن القرآن فقال: "أقول فيه ما يقول أبي وجدي: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله". قال يحيى بن خلف المقرئ: "كنت جالسا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال: ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق فقال: عندي كافر فاقتلوه". وعن ابن المبارك وليث بن سعد وسفيان بن عيينة، وهشيم بن بشير، وعلي بن عاصم، وحفص بن غياث ووكيع بن الجراح مثله. قيل لعبد الرحمن بن مهدي: "إن الجهمية يقولون إن القرآن مخلوق فقال: إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الرحمن على العرش استوى، وأرادوا أن ينفوا أن يكون الله كلم موسى. وأرادوا أن ينفوا أن يكون القرآن كلام الله، أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم". وقال الإمام العلامة الشيخ أبوبكر محمد بن حسين الآجري التلميذ الرشيد للإمام أبي داوود السجستاني في كتابه العظيم "الشريعة": "القرآن كلام الله عز وجل، وأن كلامه جل وعلا ليس بمخلوق، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر"، ثم قال رحمه الله تعالى: "اعلموا رحمنا الله تعالى وإياكم أن قول المسلمين الذين لم تزغ قلوبهم عن الحق، ووفقوا للرشاد قديما وحديثا، أن القرآن كلام الله عز وجل ليس بمخلوق، لأن القرآن من علم الله تعالى عز وجل، وعلمه لا يكون مخلوقا تعالى عز وجل عن ذلك، دل على ذلك الكتاب والسنة، وقول الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وقول أئمة المسلمين رحمة الله عليهم، ولا ينكر هذا إلا جهمي خبيث، والجهمية عند العلماء كفرة".
ثم بدأ بإيراد الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة فأجاد وأفاد رحمه الله رحمة واسعة. وقال الإمام أبو داوود السجستاني صاحب السنن في كتابه الفذ المبارك "مسائل الإمام أحمد" تحت باب في الجهمية: "أخبرنا أبوبكر قال أبو داوود: سمعت أحمد قال: "سمعت عبد الرحمن بن مهدي أيام صنع بشر المريس ما صنع يقول: من زعم أن الله لم يكلم موسى يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه". وقال الإمام الحافظ الكبير محمد بن إسحاق بن خزيمة صاحب الصحيح في كتابه العظيم كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب… باب ذكر البيان من كتاب ربنا المنزل على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على الفرق بين كلام الله عز وجل الذي به يكون خلقه، وبين خلقه الذي يكون بكلامه وقوله، والدليل على نبذ قول الجهمية الذين يزعمون أن كلام الله مخلوق، جل ربنا وعز عن ذلك؛ ثم ساق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على ذلك، ثم قال رحمه الله تعالى: "فاسمع الآن الأخبار الثابتة الصحيحة بنقل العدل عن العدل موصولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على أن كلمات ربنا ليست بمخلوقة على ما زعمت المعطلة الجهمية، عليهم لعائن الله". وبعد سياقه الروايات الكثيرة قال: "أفليس العلم محيطا - يا ذوي الحجا - أنه غير جائز أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتعوذ بخلق الله من شر خلقه، هل سمعت عالما يجيز أن يقول: أعوذ بالكعبة من شر خلق الله، أو يجيز أن يقول: أعوذ بالصفا والمروة، أو أعوذ بعرفات ومنى من شر ما خلق الله، هذا لا يقوله ولا يجيز القول به مسلم يعرف دين الله محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه" ثم قال: "ولذكر القرآن أنه غير مخلوق مسألة طويلة تأتي في موضعها من هذا الكتاب إن وفق الله ذلك لإملائها". قلت: وقد ألف الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل كتابا عظيما جليلا وسماه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/162)
السنة، وقد طبع لأول مرة على نفقة جلالة الإمام المغفور له - إن شاء الله - عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود المعظم، وهو جدير بهذا الشأن الخطير. فهذه بعض النقول عن أئمة السلف رحمهم الله تعالى نصت على أن القرآن كلام الله تعالى حقيقة وليس بمخلوق، ومن يذهب خلاف هذا المذهب فهو كافر عندهم كما جاء عن الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى، وعن غيره من أئمة الإسلام السابقين، ولا أزيد على هذه النقول إلا كلمة واحدة وهي: أشهد الله تعالى على أنها حق وصدق ودين أدين الله بها فأقول- وإن كنت لست ممن يعتمد على كلامه -: إن القائل بخلق القرآن كافر مرتد حلال الدم والمال، يفرق بينه وبين زوجته المسلمة.
وأما قول الشيخ الكوثري في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وفي بحوثه كما مر بكم آنفا من كلامه فأقول: ليس هذا أول سهام مسمومة توجه إلى حامل لواء السنة النبوية، وقد سبق الكوثري في هذا الشيخ الهيتمي المكي في كتبه ورسائله التي وصفها العلامة الإمام أبي المعالي محمود شكري الألوسي في كتابه غاية الأماني في الرد على النبهاني بقوله: "وأما كتب ابن حجر "المكي" التي فرح بها الزائغ، فإنها لا تصلح عند من له بصيرة ونظر لغير العطار والإسكاف، فهي إما مزاود للعقاقير، وإما بطائن للخفاف، حيث إنها قشور لا لب فيها، وهكذا كتب السبكي وابنه". قلت: وهكذا بعض كتب أحمد زيني دحلان ومحمد زاهد الكوثري.
وقال عن كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "إن كتب الشيخ بحمد الله محفوظة عند أهلها من أهل الحديث، وناصري السنة، وأتباع الإمام أحمد نضر الله وجهه في الهند وبلاد نجد ومصر والشام والعراق، وهذه هي الكتب التي لا نظير لها، وإنها مما يتنافس بها المتنافسون، فليت شعري أي كتاب فقد منها ولم يوجد منه نسخ كثيرة، وليت هذا الزائغ راجع دفاتر خزائن دار السلطنة المحروسة، ودفاتر خزائن كتب مصر الخديوية وغيرها، وخزائن كتب الشام والعراق والهند وغير ذلك. قلت: إن كلام الشيخ الكوثري في حق شيخ الإسلام ابن تيمية وفي حق بحوثه لا وجه له، بل هو دليل على جهله ويعقبه للباطل، واتباعه لهواه، وإن قوله هذا لا يصدر عن طفل مبتدئ في العلم، ولكن الله تعالى فضحه بسبب تطاوله على خير عالم في الزمان الأخير، ولم يلتفت إلى ما هو فيه من المسلك والحال الذي ينبغي أن يرثى له، وقد سبقه رجل آخر وهو زنديق واسمه محمد بن محمد العلاء البخاري، فقد ألف كتابا خبيثا وسماه "من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كان كافرا" فرد عليه الإمام الحافظ محمد بن أبي بكر ابن ناصر الدين الدمشقي الشافعي ردا جليلا علميا سماه "الرد الوافر" وقد حققه الأستاذ الشيخ محمد زهير الشاويش، صاحب المكتب الإسلامي ببيروت ودمشق، وطبعه في عام 1393هـ وهو كتاب فريد في بابه، سلك فيه مؤلفه العلامة ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله تعالى مسلكا فريدا دافع فيه عن شيخ الإسلام "ابن تيمية" بطريقة بلغت الغاية في بيان فضل شيخ الإسلام، إذ جمع أسماء جمهرة كبيرة من العلماء الذين عاصروا "ابن تيمية" أو جاءوا بعده ولقبوه بـ "شيخ الإسلام" وترجم لكل واحد منهم ترجمة وافية جمع فيها فضائله، ومؤلفاته، وشيئا من سيرته، بحيث أصبحت تراجم هؤلاء الأعلام في هذا الكتاب من أفضل ما ترجم لهم به، ولقد شاهدت عرضا لهذا الكتاب المبارك في بعض أعداد جريدة الدعوة الإسلامية التي تصدر بمدينة الرياض، ويقول العلامة ابن ناصر الدين في كتابه هذا تحت عنوان وسبب تأليف الكتاب: "وجمهور النقاد، وأئمة السنة أهل الإسناد، كلامهم منقسم في الجرح والتعديل إلى قوي ومتوسط، وكلام فيه تسهيل وفي عصرنا هذا الذي قل فيه من يدري هذا الفن، أو يرويه، أو يحقق تراجم من رأى من أهل مصره، فضلا عمن لم يره، أو مات قبل عصره، قد نطق فيه من لا خبرة له بتراجم الرجال، ولا عبرة له فيما تقلده من سوء المقال، ولا فكرة له فيما تطرق به إلى تكفير خلق من الأعلام بأن قال: من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كان كافرا لا تصح الصلاة وراءه" وهذا القول الشنيع الذي نرجو من الله العظيم أن يعجل لقائله جزاءه، قد أبان قدر قائله في الفهم، وأفصح عن مبلغه من العلم، وكشف عن حمله من الهوى، ووصف كيف اتباعه لسبيل الهدى ولا يرد بأكثر من روايته عنه ونسبته إليه، فكلام الإنسان عنوان عقله، يدل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/163)
عليه، أما علم هذا القائل أن لفظة "شيخ الإسلام" تحتمل وجوها من معاني الكلام" وقال الإمام العلامة الذهبي في حق شيخ الإسلام ابن تيمية: "الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد الفقيه المجتهد، المفسر البارع شيخ الإسلام، علم الزهاد، نادرة العصر، تقي الدين أبو العباس أحمد ابن مفتي شهاب الدين عبد الحليم ابن الإمام المجتهد شيخ الإسلام مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن القاسم الحراني، أحد الأعلام، ولد في ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة، ثم ذكر عمن أخذ ثم قال: "وعني بالحديث، ونسخ الأجزاء، ودار على الشيوخ وخرج، وانتقى وبرع في الرجال وعلل الحديث وفقهه، وفي علوم الإسلام وعلم الكلام وغير ذلك. وكان من بحور العلم من الأذكياء المعدودين والزهاد الأفراد، والشجعان الكبار، والكرماء الأجواد، أثنى عليه الموافق والمخالف، وسارت بتصانيفه الركبان، لعلها ثلاث مائة مجلد". قلت: اللهم إلا الكوثري والسبكي وابنه، والدحلان تكلموا فيه حسدا وعدوانا، وبغضا فأنت حسيبهم.
وأما الحديث الذي زعم الكوثري عدم صحته، وهو حديث نسبة الصوت إلى الله تعالى، فإذا كان الرجل ينكر أن يكون هذا القرآن هو كلام الله تعالى ووحيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزعم أنه مخلوق، فكيف بهذا الحديث المبارك الذي صح عند جماهير أهل الحديث؛ منهم الحافظ الإمام أبو عبد الله البخاري رحمه الله تعالى وإن كان ليس على شرطه في الجامع الصحيح، فقد أورده رحمه الله في جامعه معلقا في موضعين في كتاب العلم، وفي كتاب التوحيد، وأخرجه بإسناده في كتاب الأدب المفرد، وأخرجه أيضا الإمامان الجليلان أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي في مسنديهما، وأخرجه أيضا الحافظ تمام الرازي في فوائده، وأخرجه أيضا الإمام ابن أبي عاصم النبيل "أحمد بن عمرو" في كتاب العلم، والحافظ الإمام الحارث بن أبي أسامة في مسنده، وأخرجه أيضا الإمام نصر المقدس في كتابه الحجة، والخطيب البغدادي في رسالته الرحلة في طلب الحديث؛ كلهم من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل بن جابر رضي الله تعالى عنه، وهذا نصه: عن جابر عن عبد الله بن أنس رضي الله تعالى عنهما قال: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يحشر العباد يوم القيامة عراة، غرلا، بُهْمًا" قال قلنا: وما بهما؟ قال: "ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من قرب ومن بعد، أنا الملك، أنا الديان." ثم ذكر الحديث بطوله، وتكلم عليه الحافظ في الفتح في الموضعين، وعبد الله بن محمد بن عقيل وإن كان اختلف في الاحتجاج بأحاديثه كما حكى ذلك الحافظ في الفتح، إلا أنه توبع بمتابعة تامة، تابعه محمد بن المنكدر، عن جابر وهو في مسند الشاميين للإمام أبي القاسم الطبراني.
وله طريق ثالث أخرجها الخطيب البغدادي في طلب الحديث من طريق أبي الجارود العبسي، وصحح الحافظ ابن حجر هذا الحديث بقوله في الفتح بعد أن قال: "وأصل الاحتجاج للنفي الرجوع إلى القياس على أصوات المخلوقين، لأنها التي عهد أنها ذات مخارج، ولا يخفى ما فيه، إذ الصوت قد يكون من غير مخارج كما أن الرؤية قد تكون من غير اتصال أشعة كما سبق، ولكن تمنع القياس المذكور، صفات الخالق لا تقاس على صفة المخلوقين، وإذا ثبت الصوت بهذه الأحاديث الصحيحة وجب الإيمان به". قلت: ومن هنا كانت دعوى الشيخ الكوثري كاذبة المائة في المائة، أو مجازفة قبيحة، وقد جمع العلامة أبو الحسن بن الفضل جزءا مهما في أحاديث الصوت، أشار إليها الحافظ في الفتح، فلو وجدت لكانت قاصمة الظهر للمنكر؛ وأما قول الحافظ: "إذ الصوت قد يكون من غير مخارج" فنعم فهو صحيح. قال الله تعالى في محكم كتابه في حق السماء والأرض: {فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} فهذا خطابه جل وعلا للسماء والأرض، وأمره لهما وهما مخلوقان جامدان لا مخارج لها في الحس، مع أنهما أجابا ربهما بقولهما {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} فإذا كان المخلوق الجامد يسمع منه الصوت بدون مخارج معهودة، فكيف الخالق جل جلاله، وبهذا المعنى ثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه سمع صوت الجذع، أي جذع النخلة عندما فارقها إلى المنبر الخشبي الذي صنع له صلى الله عليه وسلم. قال الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/164)
الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر، فلما اتخذ المنبر، وتحول إليه حن عليه، فأتاه فاحتضنه فسكن. قال: "ولو لم أحتضنه لحن إلي يوم القيامة." والحديث أخرجه البخاري والترمذي، والنسائي، وابن ماجة بألفاظ متغايرة. وقال الحافظ في الفتح: "وقد نقل ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي، عن أبيه، عن عمرو ابن سواد، عن الشافعي قال: ما أعطى الله نبيا ما أعطى محمدا، فقلت: أعطى عيسى إحياء الموتى، قال: أعطى محمدا حنين الجذع حتى سمع صوته، فهذا أكبر من ذلك". قلت: وبهذا عرف أن المخلوق الجامد قد يصدر منه الصوت بدون مخارج معهودة، فكيف الإنكار في حق الخالق! وللشيخ محمد العربي التباني المالكي رسالة قيمة سماها تبنية الباحث السري عما في مقالات الكوثري، فعليك أن تطالع هذه الرسالة حتى تقف على حقيقة ناصعة من أمر هذا الرجل الذي وصفته بالبراعة في فن الحديث ورجاله.
وأما ما قام به الشيخ الكوثري كتابه في "التأنيب" من مغالطات فاحشة قبيحة، وخيانة علمية كبرى لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلم، فانظر بدقة فائقة، ونظرة فاحصة فيما رد عليه العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في كتابه الفذ البارع "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل" وأنا سوف أنقل لك من الكتاب المذكور مثالا واحدا حتى تكون على بصيرة تامة مما أطلقت في حقه من عبارات طويلة عريضة من إمامة في العلم، وبصارة في النقد والتحرير، وبراعة في الحديث ورجاله وهو لا يستحق شيئا من ذلك إلا إذا قلنا: "إنه كان مع سعة اطلاعه وعلمه كذوبا خائنا متعصبا لما يذهب إليه من إنكار صفات الباري جل وعلا، وطاعنا في أئمة السنة وحماتها وحفاظها - كما سوف يأت - فقد أضله الله على علم" فهذا لا بأس به. وقد كشفه العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في "التنكيل" إذ قال رحمه الله تعالى في مقدمة التنكيل: "فرأيت الأستاذ قد تعدى ما لا يوافقه أهل العلم من توقير أبي حنيفة، وحسن الذب عنه إلى ما لا يرضاه عالم متثبت من المغالطات المضادة للأمانة العلمية، ومن التخليط في القواعد، والطعن في أئمة السنة ونقلتها، حتى تناول بعض أفاضل الصحابة والتابعين، والأئمة الثلاثة ,مالكا والشافعي وأحمد وأضرابهم، وكبار أئمة الحديث وثقات نقلته، ورد الأحاديث الصحيحة الثابتة، والعيب للعقيدة السلفية، فأساء في ذلك جدا حتى إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى". ثم قال العلامة المعلمي: "وطعن الكوثري في الأئمة الرواة وهم نحو ثلاثمائة، وفيهم أنس بن مالك رضي الله عنه، فمن أوابده تبديل الرواة، يتكلم في الأسانيد التي يسوقها الخطيب طاعنا في رجالها واحدا واحدا، فيمر به الرجل الثقة الذي لا يجد فيه طعنا مقبولا، فيفتش الأستاذ عن رجل آخر يوافق ذلك الثقة في الاسم واسم الأب ويكون مقدوحا فيه، فإذا ظفر به زعم أنه هو الذي في السند". ثم أورد العلامة المعلمي على ذلك أمثلة كثيرة جدا، وبذلك ظهرت براعة الكوثري في الحديث ورجاله بالمعنى الذي ذكره العلامة المعلمي، وإليك المثال المذكور آنفا. قال في طليعة التنكيل (1 - 2): "صالح بن أحمد ومحمد بن أيوب. قال الخطيب في تاريخ بغداد: "أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان، حدثنا صالح بن أحمد التميمي الحافظ، حدثنا القاسم بن أبي صالح، حدثنا محمد بن أيوب، أخبرنا إبراهيم بن بشار، قال: سمعت سفيان بن عيينة …" قال العلامة المعلمي: "تكلم الأستاذ في هذه الرواية في ص97 من التأنيب فقال: "في سنده صالح بن أحمد التميمي، وهو ابن أبي مقاتل القيراطي هروي الأصل، ذكر الخطيب عن ابن حبان أنه كان يسرق الحديث… والقاسم بن أبي صالح الحذاء ذهبت كتبه بعد الفتنة، فكان يقرأ عن كتب الناس، وكف بصره كما قاله العراقي، ونقله ابن حجر في لسان الميزان، ومحمد بن أيوب ابن هشام الرازي كذبه أبو حاتم، ولا أدري كيف يسوق الخطيب مثل ذلك الخبر بمثل السند المذكور، لعل الله سبحانه وتعالى طمس بصيرته ليفضحه فيما يدعي أنه المحفوظ عند النقلة بخذلانه المكشوف في كل خطوة" قلت: فقد ظهر أدبه في النقاش والجدال، وننظر الآن من الذي خذله الله تعالى وهتك ستره، وفضحه، وطمس بصيرته ووسمه بعار الخيانة العظمى؟ قال العلامة عبد الرحمن المعلمي ذاكرا عدة أمور إسنادية لا تخفى على أحد من طلبة العلم، وهي قوية اعتمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/165)
عليها، واطلع بها على خيانة كبيرة ارتكبها الأستاذ الكوثري في ترجمة صالح بن أحمد المذكور الذي بدله الكوثري برجل آخر وهو: صالح بن أحمد التميمي الحافظ الهمذاني الثقة الثبت"، ثم قال أخيرا رحمه الله تعالى: "المقصود هنا إثبات أن الكوثري قد عرف يقينا أن صالح بن أحمد الواقع في السند ليس هو بالقيراطي، بل هو ذاك الحافظ الفهم الثقة الثبت، ولكن الكوثري كان مضطرا إلى الطعن في تلك الرواية ولم يجد في ذاك الحافظ مغمزا، ووقعت بيده ترجمة القيراطي المطعون فيه، وعرف أن هذا الفن أصبح في غاية الغربة، فغلب على ظنه أنه إذا زعم أن الواقع في السند هو القيراطي لا يرد عليه أحد، والله تعالى له معه حساب آخر والله المستعان". قلت: وهكذا صنع الأستاذ الكوثري في محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الإمام. ولا أريد أن أطول عليك في مثل هذا المقام، فقد تعدى الكوثري عن الوصف الدقيق فيه تعصبه وبغضه لأهل السنة، فإن كنت ذا فهم وبصر في فن الرجال، فعليك أن تدرس كتاب التنكيل كله من أوله إلى آخره حتى تطلع على الخبايا من الزوايا، والله ما أريد التشنيع بهذه الكتابة، وإنما القصد إن شاء الله تعالى بيان الحق من أمر الأستاذ الكوثري، وما آل إليه أمره، ومساعيه في رد السنة النبوية الصحيحة، وطعنه في أئمتها الأخيار الأبرار الذين حفظ الله بهم هذا الكيان المبارك.
وإليك أيها الأخ الفاضل هذا الكلام نقلا عن العلامة الشيخ المعلمي فيما يتعلق بجرأة الكوثري في غير الحق، قال رحمه الله تعالى في التنكيل: "ومن ذلك أن الخطيب ساق عدة روايات عن الثوري، والأوزاعي" قال:… فقال الأستاذ الكوثري في التأنيب ص72: "لو كان هذا الخبر ثبت عن الثوري والأوزاعي، لسقطا بتلك الكلمة وحدها في هوة الهوى والمجازفة، كما سقط مذهباهما لبعدهما سقوطا لا نهوض لها أمام الفقه الناضج، وقد ورد لا شئوم في الإسلام، وعلى مزمن أن الشئوم يوجد في غير الثلاث الوارد في السنة، وأن صاحبنا مشئوم فمن أين لها معرفة أنه في أعلى درجات المشئومين"؟.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[15 - 02 - 06, 06:21 ص]ـ
أجاب العلامة المعلمي بكلام طويل أنقل منه ما يأتي: "شاهد الثوري والأوزاعي طرفا من ذلك، ودلتهما الحال على ما سيصير إليه الأمر، فكان كما ظنا، هل كانت المحنة في زمان المأمون، والمعتصم، والواثق إلا على يدي أصحابكم؟ ينسبون أقوالهم إلى صاحبكم؟ وفي كتاب قضاة مصر طرف من ذلك. وهل جر إلى استفحال تلك المقالات إلا تلك المحنة؟ وأي ضرر نزل بالأمة أشد من هذه المقالات؟ وأما سقوط مذهبيهما فخيرة اختارها الله تعالى لهما، فإن المجتهد قد يخطئ خطأ لا يخلو من تقصير، وقد يقصر في زجر أتباعه عنجتهد قد يخطئ خطأ لا يخلو من تقصير، وقد يقصر في زجر أتباعه عن تقليده هذا التقليد الذي نرى عليه كثيرا من الناس منذ زمن طويل الذي يتعسر، أو يتعذر الفرق بينه وبين اتخاذ الأحبار والرهبان أربابا من دون الله، فقد يلحق المجتهد كفل تلك التبعات، فسلم الله تعالى الثوري والأوزاعي من ذلك، فأما ما يرجى من الأجر على الأتباع في الحق، فلهما من ذلك النصيب الأوفر مما نشراه من السنة علما وعملا، وهذه الأحاديث الواردة في الأمهات الست المتداولة بين الناس حافلة بالأحاديث المروية عن طريقهما، وليس فيها لصاحبكم ومشاهير أصحابه حديث واحد. وقال الإمام أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه الكبير في ترجمة الثوري: "قال لنا عبدان عن ابن المبارك، كنت إذا شئت رأيت سفيان مصليا، وإذا شئت رأيته محدثا في غامض الفقه". قلت: والأوزاعي لا تقل درجته العلمية عن أمير المؤمنين في الحديث سفيان الثوري، فهو إمام أهل الشام وشيخ الإسلام. قال الإمام الذهبي: "ربي يتيما فقيرا في حجر أمه تعجز الملوك أن تؤدب أولادها أدبه في نفسه، ما سمعت منه كلمة فاضلة إلا احتاج مستمعها إلى إثباته عنه. قال الوليد بن مزيد: "ولا رأيته ضاحكا يقهقه، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول ما ترى في المجلس قلب إلا وهو يبكي". قال إسماعيل بن عياش: "سمعتهم يقولون سنة أربعين ومائة: الأوزاعي اليوم عالم الأمة". وقال الخريبي: "كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه، وكان يصلح للخلافة". فقال أبو quot;. قال بشر بن المنذر: "رأيت الأوزاعي كأنه عمي من الخشوع". وكان الوليد يقول: "ما رأيت أكثر اجتهادا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/166)
في العبادة منه". وقال أبو مهر: "كان الأوزاعي يحيي الليل صلاة وقرآنا وبكاء". وقال محمد بن كثير المصيصي: "سمعت الأوزاعي يقول: كنا والتابعون متوافرون- نقول: إن الله تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته". قال الحاكم: "الأوزاعي إمام عصره عموما، وإمام أهل الشام خصوصا". قال الوليد: "سمعت الأوزاعي يقول: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك ورأس الرجال وإن زخرفوه بالقول، فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم". قال عامر بن يساف: "سمعت الأوزاعي يقول: إذا بلغك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث فإياك أن تقول بغيره، فإنه كان مبلغا عن الله". قال أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي كان يقول: "خمسة كان عليها الصحابة والتابعون: لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المساجد، والتلاوة، والجهاد".
قلت: ومن هنا كان تطاول الكوثري على الأوزاعي لدفاعه عن السنة النبوية والاستماتة في سبيلها. نقل الحافظ في التهذيب عن بقية بن الوليد قال: "إنا لنمتحن الناس بالأوزاعي، فمن ذكره بخير عرفنا أنه صاحب سنة". وقد أطلت عليك أيها الأخ الفاضل فيما يتعلق بالشيخ الكوثري، وبقي معك حديث طويل فيما يتعلق بالأستاذ أحمد زيني دحلان الذي أفردت له ذكرا في رسالتك فقلت في حقه: "الفصل الثالث- المبحث الأول", ثم قلت: "وذكر السيد أحمد دحلان، وعمن أخذ، واتصال الوالد به، وقد أفردته بالذكر دون غيره، لأنه مدار الرواية في الحجاز وغيره لهذا العصر، مع ترجمة موجزة جدا له: "فهو شيخ الإسلام، ومفتي الأنام، وأحد مجددي هذا الدين الحنيف، وأساطينه، وباعث النهضة العلمية المتينة في الحجاز، العابد الزاهد الناسك، الإمام، الحجة، المشارك، السيد أحمد بن زيني دحلان المولود بمكة سنة 1231هـ، المتوفى بالمدينة سنة 1304هـ. تولى الافتاء بمكة واشتغل بالعلوم والتدريس، وقامت بجهوده في عصره نهضات علمية، فأنشئت أول مطبعة بمكة في أيامه واكن متوليا نظارتها، وقد تخرج على يده علماء أماثل، فهو أستاذ أمة، ومربي جيل، وله في كل العلوم باع طويل، وقدم راسخة، ومؤلف أو رسالة، ومن أهم مؤلفاته الفتوحات، وخلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام".
قلت: هكذا وصفت الرجل يا أخي فمجدته، ورفعت شأنه، ولعلك قد اطلعت على جميع مؤلفاته، أو على الأقل على أكثرها، ومنها: خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام، وهي من أهمها في نظركم كما أشرتم إليها، وتوجد منه نسخة في مكتبة الحرم المكي العامرة، يقول فيها الشيخ أحمد زيني دحلان بعد كلام طويل لا فائدة في نقله: "ثم أمر محمد بن سعود علماء مكة أن يدرسوا عقيدته التي ألفها محمد بن عبد الوهاب، وسماها كشف الشبهات، ووقع فيها شيء من الكفريات، فقرءوها ورأوا ما فيها من التلبيس الذي هو من وساوس إبليس، ولم يقدروا على الإنكار".
قلت: أهكذا الرجل الذي وصفته بشيخ الإسلام، ومفتي الأنام، وأحد مجددي هذا الدين الحنيف، وأساطينه في نظرك في غير ذلك من الألقاب الفارغة يعبر عما في كتاب كشف الشبهات مع وجازته، واختصاره من علم نافع عظيم جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، إن هذه العبارة القبيحة الصادرة من أحمد زيني دحلان في حق شيخ الإسلام، وناصر السنة الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله تعالى لدليل واضح على خباثة نفسية الرجل، وما تحمل من حقد وبغض وحسد نحو دعاة الحق والهدى، والله إنها رزية كل الرزية أن تطلع على كلامه هذا الخبيث القبيح ثم تصفه بما وصفته من ألقاب كاذبة فارغة لا تفيده بشيء إلا الاشتهار بدعوته النكرة الخبيثة إلى الإلحاد والكفر والزندقة والعياذ بالله، أهكذا الإسلام الصحيح الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ أهذه دعوته صلى الله عليه وسلم من دعاء الأموات والاستغاثة بهم، والتي دعا إليها أحمد زيني دحلان! ستقف بين يدي الجبار غدا، فاتق الله في نفسك إن كنت يا أخي فيما زين لك من أمور هذه الدنيا الفانية، والرجوع إلى الحق أفضل من التمادي في الباطل، وقد تكون المناقشة هنا معك حادة بالنسبة لما مضى من الكلام، لأنك فيما يبدو لي أنك اطلعت على كتب الدحلان كلها أو جلها، وقد تكون أكثرها عندكم في البيت حتى أحطت بها علما، ثم حكمت على الدحلان عليه من الله ما يستحق بما حكمت بتلك الأوصاف الضخمة، أو قلدت أحدا ولا يخلو شأنك من أحد الأمرين، ولا أظن بك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/167)
الأول، وإن كان الثاني فالمشكلة لا تزال قائمة، فهذا التقليد قد أعمى البصيرة وسد الطريق، وأغلق الباب، أي باب العلم، وما كان المسلمون الأوائل يطلقون العبارات الفارغة البراقة دون أن يكون هناك حقائق علمية ثابتة في الرجل، فيعتبر عملك هذا عملا شاذا مرتجلا مبنيا على الأوهام الخطيرة التي أحاطت بك من كل جانب، أطلعني في كتاب كشف الشبهات لشيخ الإسلام، ومجدد الملة المحمدية، وناصر السنة وقامع البدعة، الإمام العلامة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى تلك الكفريات التي زعمها - ولعلك اطلعت على كلامه - أحمد زيني دحلان. وإليك فهرست كتاب كشف الشبهات:
1 - بيان إفراد الله بالعبادة. 2 - الفرح بفضل الله. 3 - بيان أن الطريق إلى الله لابد من أعداء. 4 - الجواب المجمل. 5 - الجواب المفصل. 6 - الشبه الثلاث هي أكبر ما عند المشركين. 7 - النبي صلى الله عليه وسلم لا يشفع إلا بإذن الله. 8 - بيان عبادة الأصنام. 9 - حكم من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وجحد ركنا من أركان الإسلام. 10 - شبهة أخرى للمشركين. 11 - حكم الاستغاثة. 12 - المسألة المهمة. انتهى الفهرست.
قال الله تعالى في سورة النساء: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً} فارجع إلى تفسير هذه الآية الكريمة، وإلى سبب نزولها فسوف تجد إن شاء الله تعالى أن صاحبك أحمد زيني دحلان داخل في هذه الآية الكريمة، فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما هو مذهب أهل الأصول، فعليك أيها الأخ الفاضل أن تدرس دراسة وافية حرة نزيهة لهذه الرسالة القيمة التي ألفها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ثم الخروج منها بفوائد علمية إذا كنت ذا بصر وفهم، وطابق بما فيها من المعاني بالقرآن الكريم، والسنة النبوية الصحيحة، وستجد إن شاء الله تعالى أمام كل مسألة دليلها من الكتاب والسنة، وإجماع الأمة، ثم انظر مرة أخرى ما تفوه به الشيخ أحمد زيني دحلان في رسائله، وكتبه ضد الدعوة المحمدية وهي دعوة التوحيد الخالص التي دعا إليها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، والأحرى أن تحلل عبارات الرسالة "كشف الشبهات" تحليلا علميا، فقد حملت بحمد الله أعظم شهادة من جامعة الأزهر وهي العالمية - الدكتوراه - وسوف تجد إن شاء الله تعالى إن جردت نفسك بتوفيق المولى جل وعلا عن التعصب والتقليد، أن مضمون الرسالة المذكورة الأخذ عن معان الكتاب والسنة، وإجماع الأمة جميعا إلا الشاذ منهم، ولم يخرج شيخ الإسلام عن هذه الثلاث، وهذا كتاب التوحيد إذا نظرت فيه بنظرة علمية دقيقة، ستجد إن شاء الله تعالى أن الرجل العظيم عليه رحمة الله تعالى لسار فيه وسائر تواليفه المباركة سيرا مباركا كسائر المحدثين القدماء في الإسلام، يعقد بابا ثم يأتي بالآية القرآنية، ثم بالأحاديث النبوية تقوية للباب الذي عقده، وهكذا صنع رحمه الله تعالى رحمة واسعة، ونور مرقده، وجعل الجنة مثواه في جميع تواليفه المباركة كما ذكرت آنفا.
وإني لعلى علم أنك قد اطلعت على كتاب "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ الدحلان" لمؤلفه المحدث الشيخ العلامة بشير السهواني الهندي رحمه الله تعالى. يقول الأستاذ الكبير صاحب المنار، الشيخ رشيد رضا معرفا هذا التأليف المبارك في مقدمته التي وضعها على كتاب "صيانة الإنسان" قال: "وكان أشهر هؤلاء الطاعنين - يعني في دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - مفتي مكة المكرمة، الشيخ أحمد زيني دحلان المتوفى سنة 1304هـ، ألف رسالة في ذلك تدور جميع مسائلها على قطبين اثنين، قطب الكذب والافتراء على الشيخ، وقطب الجهل بتخطئته فيما هو مصيب فيه" ثم ذكر أشياء وبعده قال: "ومما أجملناه أن قواعد الجهل التي بنى عليها الشيخ أحمد دحلان رده على الوهابية إباحة دعاء لغير الله تعالى من الأنبياء، والصالحين الميتين، والاستغاثة بهم، وشد الرحال إلى قبورهم لدعائهم عندها، وطلب قضاء الحوائج منهم ثلاث قواعد:
1 - الروايات الباطلة وما في معناها من الحكايات والمنامات والأشعار، وهي لا قيمة لها عند أحد من علماء الملة، وإنما تروج بضاعتها في سوق العوام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/168)
2 - الاستدلال بالنصوص على ما لا تدل عليه شرعا؛ كاستدلاله بالسلام على أهل القبور، وبخطاب النبي صلى الله عليه وسلم بقتلى المشركين ببدر، واحتال ذلك قياسا على حياة الموتى، وجواز دعائهم، ومطالبتهم بقضاء الحوائج، ودفع المصائب، ووجه الجهل في هذا أنه يقيس حياة البرزخ على حياة الدنيا، وعالم الغيب على عالم الشهادة، وهو قياس باطل عند علماء أصول الشرع، وعند جميع العقلاء، ويترتب عليه عقائد وأحكام تعبدية لا تثبت إلا بنص الشارع الحكيم عليه الصلاة والسلام، مع كون الذي يثبتها مقلدا للغير ليس من أهل الاجتهاد، وباعترافه واعتراف متبعيه في جهله هذا.
3 - قلب الحقائق، وتعكيس القضية فيما ورد من الترغيب في اتباع جماعة المسلمين، والترهيب عن مفارقة الجماعة بزعمه، ومقتضى جهله هم الأكثرون في العدد في كل عصر". وهذه الدعوى مخالفة لنصوص القرآن، والأحاديث الصحيحة، وآثار السلف، والواقع ونفس الأمر في كثير من البلاد والأزمنة، وقد فند المؤلف – أي مؤلف صيانة الإنسان - هذه الدعوى بما أوتي من سعة الاطلاع على كتب الحديث والآثار، فبين ما ورد من الآيات والروايات فيها، وما قاله الأئمة العلماء في تفسيرها وما في معناها من فشو البدع، ثم يقول العلامة الشيخ رشيد رضا: "وجملة ما يقال عن هذا الكتاب أنه ليس ردا على الشيخ دحلان وحده، ولا على من احتج بما نقله عنهم من الفقهاء مما لا حجة فيه، كالشيخ تقي الدين السبكي، والشيخ ابن حجر الهيتمي المكي، بل هو رد على جميع القبوريين، والمبتدعة، حتى الذين جاءوا بعده إلى زماننا هذا". قلت: هكذا وصف العلامة الشيخ رشيد رضا هذا الرد المحكم، فوجب عليك أن تطالعه، وكتاب غاية الأماني في الرد على النبهاني، للعلامة الإمام أبي المعالي محمود شكري الألوسي، وأن تجرد نفسك عن التعصب لأحد كائنا من كان إلا للحق وحده، والله جل وعلا سوف يفتح عليك، ويشرح صدرك للحق، ولا أريد أن أنقل لك الأمثلة الكثيرة التي استدل بها الشيخ دحلان على دعواه الباطلة من مخالفته طريق الحق والصواب في كتابه" الدرر السنية في الرد على الوهابية" وقد رد عليه العلامة بشير في كتابه هذا المبارك "صيانة الإنسان" وعلى كل دليل باطل استدل به على زعمه الباطل، فأورد لك مثالا واحدا، فانظر ثم انظر كيف استدل به على دعواه الباطلة من جواز نداء الأموات.
قال العلامة بشير في صيانة الإنسان: "قوله "أي قول الدحلان" وروى البخاري عن أنس رضي الله تعالى عنه، أن فاطمة رضي الله تعالى عنها قالت لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبتاه" إلى قوله: ففي هذا الحديث أيضا نداؤه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته…".
أجابه العلامة بشير رحمه الله تعالى بقوله: "هذا ليس من النداء في شيء، بل هو ندبة، يرشدك إلى هذا كون هذا الكلام صادرا وقت الوفاة، ووقوع لفظ النعي فيه، وزيادة الألف في آخره لمد الصوت المطلوب في الندبة، فالقول بكونه نداء أدل دليل على جهل قائله". قلت: هذا الحديث أخرجه البخاري، والإمام أحمد في المسند، والنسائي وابن ماجة، والدارمي في سننهم , وتكلم عليه الحافظ في الفتح بقوله: " (يا أبتاه) كأنها قالت: يا أبي، والمثناة بدل من التحتانية، والألف للندبة، ولمد الصوت، والهاء للسكت". قلت: هكذا مبلغ علم دحلان في السنة النبوية وعلمه في اللغة العربية ومع ذلك فهو شيخ الإسلام وحجة الأنام، ومفتي الأنام. فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، ولقد صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح الذي أخرجه البخاري من الجامع الصحيح وكذا مسلم، والإمام أحمد في مسنده، والترمذي في الجامع وكذا ابن ماجة، والدارمي في سننه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينزعه عن الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا". هكذا كانت الأحوال في مكة المكرمة وغيرها من المدن الإسلامية بسيطرة هؤلاء الجهلة على مناصب هامة من الدولة، وعن طريقهم فشت البدعة، وظهرت الفتن والشرك، وخفي على الناس أمر دينهم الصحيح الذي أنزل الله تعالى به الكتب، وأرسل الرسل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/169)
استدل هذا شيخ الإسلام، ومفتي الأنام المزعوم على جواز نداء الميت بعد الموت بحديث ضعيف أخرجه الإمام أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير، عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه بسياقة طويلة، وفيه التلقين للميت بعد الموت. قال الشيخ دحلان: "وفي التلقين الخطاب والنداء، وقد ذكره كثير من الفقهاء، واستندوا في ذلك على هذا الحديث، فكيف يمنعون النداء مطلقا؟ ".
أجابه العلامة بشير بجواب مفصل ومقنع، واستند رحمه الله تعالى على عدم صحة هذا الخبر، ونقل عن أئمة الجرح والتعديل ما يكفي ويشفي في هذا الباب، ثم نقل عن الإمام ابن القيم من كتابه "الروح" أنه قال: "وحاصل كلام الأئمة أنه حديث ضعيف، والعمل به بدعة، ولا يغتر بكثرة من يفعله, وفي نزل الأبرار: "وقد أنكر هذا التلقين جماعة من أهل العلم وبدعوه"؛ انظر ذلك في الهدي النبوي وغيره، كثمار التنكيت للمؤلف. قلت: والحديث أورده صاحب مجمع الزوائد وقال في نهاية الحديث: "رواه الطبراني في الكبير، وفيه من لم أعرفه جماعة". قلت: لأن في سنده عاصم بن عبد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي أيضا. قال الذهبي: "ضعفه مالك". وقال يحيى: "ضعيف لا يحتج به". وقال ابن حبان: "كثير الوهم، فاحش الخطأ فترك". وقال أحمد: "قال ابن عيينة: كان الأشياخ يتقون حديثه". وقال النسائي: "ضعيف". وقال أبو زرعة وأبو حاتم: "منكر الحديث". وقال الدار قطني: "يترك، وهو مغفل". وفي الختام أدعو الله جل وعلا، وأتضرع إليه سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعا صراطه المستقيم، ويرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، ويجعلنا من دعاة الحق وأنصاره، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} (الحشر: من الآية10) وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
توثيق النص
الموضوع: عرض ونقد لما كتبه الدكتور محمد علوي المالكي حول الكوثري والدحلان
المؤلف: الشيخ عبد القادر بن حبيب الله السندي
رقم العدد: 27
رقم الصفحة: 46 - 69
سنة النشر: محرم 1395هـ
عمادة البحث العلمي - جميع الحقوق محفوظة 1423 هـ / 2002 م
ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[17 - 03 - 06, 09:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، و أعانكم على بره و طاعته و طلب العلم
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[13 - 04 - 06, 05:26 م]ـ
وإياك أخي الفاضل
ـ[أحمد بن حميد]ــــــــ[05 - 09 - 06, 07:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعينك ويسدد خطاك ويلهمك طريق الرشاد وأن يرينا الحق حق ويرزقنا أتباعه ويرينا الباطل باطلا و يرزقنا أجتنابه أنه ولي ذلك والقادر عليه
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[17 - 11 - 06, 03:04 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزك الله خيراً على دعائكم ..
ـ[حامد تميم]ــــــــ[17 - 11 - 06, 11:07 م]ـ
الشيخ عبد القادر بن حبيب الله السندي -رحمة الله عليه-، صاحب سنه، قامع بدعة -نحسبه كذلك ولا نزكي على الله احداً-، توفي قبل سنوات، وأوقفت مكتبته على دار الحديث المدنيه، تخرج من الجامعة السلامية بالمدينة النبوية، وحصل على درجة الماجستير من نفس الجامعة في موضوع اسمه: " الذهب المسبوك في مرويات غزوة تبوك"، بالنسبة لرد الذي نشره الأخ الفاضل أبو عمر الدوسري حفظه الله- في الرد على المالكي، فهي من أقدم الردود على المالكي، حين كان الشيخ يدرس في معهد الحرم المكي، والرسالة طبعة على الآلة الكاتبة ثم طبعتها الجامعة السلفية في باكستان، ونشرة إحدى أعداد مجلة الجامعة الإسلامية، وكان رد الشيخ على المالكي في كتاب جمعه المالكي عن أسانيد والده، وترجم لدحلان والكوثري، والله أعلم.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[18 - 11 - 06, 03:00 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل .. ومعلومات كنت أبحثها عنها منذ زمن .. خاصة وأنني أريد الوصول إلى من يعرفه .. فلقد قرأت رده على الصوفية في أجزائه الأربعة وكنت أرغب في اقتنائه، ومعاونته على نشره مرة أخرى ..
نسأل الله له الرحمة والمغفرة ..
ـ[حامد تميم]ــــــــ[19 - 11 - 06, 10:33 م]ـ
ردود الشيخ عبد القادر على الصوفية بأجزائه الأربعة بإحالة من الشيخ ابن باز، وطبعته دار المنار، ويا أخي الكريم، إن اردة هذه الكتب، فلجنة الدعوة والتعليم في رابطة العالم الإسلامي توزعه بالمدينه المنورة.
ـ[أنس الشامي]ــــــــ[05 - 09 - 07, 06:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله أخانا أبا عمر الدوسري عنا خيرا
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[10 - 09 - 07, 06:41 م]ـ
بارك الله في أعمال علمائنا وأعمارهم ..(33/170)
رجوع الرازي إلى منهج السلف و ذمه للكلام
ـ[أبوعمير الحلبي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 12:35 م]ـ
هو أبو عبدالله محمد بن عمر الطبرستاني الرازي المولد، الملقب فخر الدين المعروف بان الخطيب الفقيه الشافعي ..
والرازي من أشهر متكلمي الأشاعرة، وهو صاحب القاعدة الكلية التي انتصر فيها للعقل وقدَّمه على الأدلة الشرعية التي صرح بأنها لا تفيد اليقين ولا يجوز التمسك بها [راجع المطالب العالية 9/ 113 - 118] وهذا طعن بالله الذي أنزل هذه الأدلة وسماها برهاناً كما قال: {يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم} ويلزم منه عدم التيقن بالبعث والنشور الذي قرر الأشاعرة أنه يقتصر في التدليل عليها بالأدلة النقلية. فيلزم منه أن يصير الدين كله ظنياً لأن أسا الدين "قال الله وقال الرسول" والله نهى عن إتباع الظن.
شرط إعتزالي لقبول النصوص الشرعية:
وكان الرازي قد قرر أنه لا يصح الاعتماد على الأدلة اللفظية –أي الكتاب والسنة- وعدم إفادتها اليقين إلا بعشرة شروط: عصمة رواة مفردات تلك الألفاظ وإعرابها وتصريفها وعدم الاشتراك والمجاز والنقل والتخصيص بالأشخاص والأزمنة، وعدم الإضمار، والتأخير، والتقديم، والنسخ، (وعدم المعارض العقلي) الذي لو كان لرجح عليه" [راجع محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين 71]
وهذا من أصول الإلحاد في الدين والتشكيك فيه، ومدخل للإلحاد وانعدام الثقة بكلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ولهذا شهد الحافظ ابن حجر على الرازي فقال: (له تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تورث الحيرة، وكان يورد شبه الخصم بدقة ثم يورد مذهب أهل السنة على غاية من الوهاء) [لسان الميزان 4/ 426 - 429]
وشروطه من باب تكثير المقدمات من غير حاجة، وهو كذب ظاهر فإن الصحابة والتابعين وأئمة الفقه والنحو والتفسير لم يطرحوا مثل هذه الشروط التعجيزية لقبول النصوص السمعية.
والذين {بالآخرة هم يوقنون} إنما استفادوا اليقين من الأدلة اللفظية فإن عقولهم لا تعرف شيئاً عن تفاصيل الآخرة ولا تهتدي إليه وهو ما اعترف المتكلمون به وصرحوا بأن أمور الآخرة والمعاد لا مدخل للعقل فيها.
لقد كان الرازي متفلسفاً يأخذ من قواعد الفلاسفة ويصبها في قالب المذهب الأشعري وكانت له شروح كتب الفلاسفة أهمها (شرح ابن سينا) و (المباحث الشرقية) وفي هذا الأخير 1/ 382 - 383 يوجه اللوم على من يشوه صورة الفلاسفة ولا يؤول كلامهم على أحسن المحامل! ولذا وصفه السنوسي في الكبرى بأنه مولعاً بآراء الفلاسفة [راجع شرح السنوسية الكبرى ص41].
غير أن الرازي قلَّتْ ثقته بالعقل الإنساني وأدرك عجزه فأوصى وصية تدل على أنه حسن اعتقاده فقال قبل موته: "لقد تأملت الكتب الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تروي غليلاً .. " [راجع فتح الباري 13/ 350 وإتحاف السادة المتقين للزبيدي 1/ 174]
ونجد عن السبكي تفاصيل هذه الوصية [راجع طبقات الشافعية 5/ 33] وفيها يظهر الندم على تعاطي علم الكلام عندما كان أشعرياً، ولم تكن توبته من الاعتزال .. فهل يجوز أن يظل بعض الناس مُصِرَّين على الاقتداء به في أصل الدين؟! متجاهلين وصيته؟!
وقد أبدى قلة ثقته بالعقل أثناء استعراض أقوال المعتزلة والأشاعرة حول مسألة التحسين والتقبيح العقليين قائلاً: "وأعلم أن هذه المذاهب ظهر في كل واحد منها من المدائح والقبائح، فعند هذا قال أصحاب الحيرة والدهشة: إن هذه الدلائل ما بلغت في الوضوح والقوة إلى حيث تزيل الشك وتملأ بقوتها ونورها: العقل. بل كل واحد منها يتوجه فيه نوع غموض" [راجع المطالب العالية 4/ 426]
وقد نظم بعض الأبيات في وصف حال أهل الكلام بعد أن تاب:
نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
يقول الذهبي: (وفد بدت من تواليفه بلايا وعظائم، وسحر وانحرافات عن السنة، والله يعفو عنه، فإنه توفي على طريقة حميدة، والله يتولى السرائر)
وهكذا لما اعتمدوا العقل زادت شكوكهم، فنسأل الله أن يقبل توبته ويغفر لنا وله.
فائدة:
قد اعترف السبكي بتراجع الرازي عن منهج المتكلمين وذكر الحافظ أنه كتب وصية تدل على أنه حسن اعتقاده. ولكن النص كما عن السبكي مخالف لما ذكره الذهبي وابن كثير (قارن بين طبقات الشافعية 5/ 37 وبين البداية والنهاية 13/ 56 وسير أعلام النبلاء 21/ 501 فإن توبة الرازي وتراجعه عن أهل الكلام والمبتدعين إلى منهاج السلف لا يروق للسبكي وكيف لا والسبكي يعتبر الرازي والغزالي من مجددي الإسلام كما في طبقاته 1/ 202.
المرجع: موسوعة أهل السنة للشيخ دمشقية 1/ 446 - 447. (إنتظروا المزيد من ذكر من رجع من العلماء من الأشاعرة و المتكلمين إلى مذهب السلف)
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 05:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وأريد يا أخي الكريم أن تكتب لي تحقيقا موثقا حول رجوع الإمام أبي الحسن الأشعري عن قوله بالتأويل إلى قوله بالإثبات
وهل كان هذا القول هو آخر أقواله أم لا؟؟؟
جزاك الله كل خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/171)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[20 - 02 - 06, 02:29 م]ـ
أحسن الله إليك .. وإليك للفائدة:
رجوع الرازي عن التأويل
http://saaid.net/feraq/el3aedoon/23.htm
http://saaid.net/feraq/el3aedoon/el3aedoon.gif
http://saaid.net/feraq/el3aedoon/index.htm
ـ[مهداوي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 04:52 م]ـ
الرازي عاد إلى التفويض ولم يرجع إلى العقيدة السلفية، إلا إن كنتم ترون أن التفويض هو عقيدة السلف.
ـ[أبوعمير الحلبي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 12:17 م]ـ
أخي وحيد إن رجوع أبي الحسن الأشعري ليس فيه شك وهذا مشهور بين العلماء كما في كتابه مقالات الإسلاميين و كتابه الإبانة و قد صرح تصريحا ليس فيه نافذة لأهل البدع و هذا كان آخر شأنه كما ذكر ابن كثير مروره بثلاثة مراحل: 1 _ المذهب الاعتزالي الذي لا يثبت لله صفة.
2 _ مذهب المتكلمين الذي عليه الأشاعرة الآن وهو إثبات الصفات الكلامية السبع.
3 _ مذهب أهل السنة به أثبت كل ما أثبته الله و رسوله وهو آخر ما مات عليه.
أما بالنسبة للبحث الموثق فسأرسله قريبا بإذن الله في هذا المنتدى فلتتابع. ستجد الآن جزء منقول من كلام أبي الحسن نفسه من كتاب مقالات الإسلاميين بعنوان نقل عقيدة أهل السنة على لسان الأشعري نفسه. و جزاك الله خيرا.
ـ[أبوعمير الحلبي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 12:18 م]ـ
أخي (مهداوي) سامحك الله فإنا لا نري التفويض إلا ضربا من التناقض الفكري و التشتت المنهجي فضلا عن أن نعتقده منهجا للسلف أما عما ذكرته من أن الرازي عاد إلى التفويض فهذا على إطلاقه يحتاج إلى تحقيق , فموضع اللبس هو اختلاف دلالات اللفظ بين السلف و الخلف بحيث يذكر الواحد من السلف قولا يوحي بتفويض المعنى و إنما قصد به تفويض الكيف و يجب الانتباه لهذا و وضعه في الاعتبار كما نقل عن الإمام أحمد قوله الذي ذكره صاحب اللمعة: (نؤمن بها و نصدق بها لا كيف و لا معنى و لا نرد منها شيئا) فهذا القول قد يوحي بالتفويض و ليس ذاك فإن إثبات الإمام أحمد لمعاني صفات منقول ليس فيه شك نقله تلميذه حرب الكرماني في مسائله و موجود في كتب العقيدة المسندة و انظر رد الإمام على الجهمية ..... و إنما قصد الإمام بقوله (لا معنى) أي لا معنى يخالف الظاهر المتبادر للعقل. وإنما حدث الإشكال لاختلاف دلالة كلمة المعنى عندنا و عندهم. و إلا قد ذكر العلماء في رجوع الجويني الابن قوله: (ونفوض المعنى) و لم يعقبوا لعلمهم ما يقصده بالمعنى هنا. وهذا مطبق على كلام الرازي و قد صرح العلماء برجوعه وإن كان الذي نشأ على الحق ليس كمن رجع إلا من رحم ربي. و الله أعلم.
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[22 - 02 - 06, 05:31 م]ـ
كما نقل عن الإمام أحمد قوله الذي ذكره صاحب اللمعة: (نؤمن بها و نصدق بها لا كيف و لا معنى و لا نرد منها شيئا) فهذا القول قد يوحي بالتفويض و ليس ذاك فإن إثبات الإمام أحمد لمعاني صفات منقول ليس فيه شك نقله تلميذه حرب الكرماني في مسائله و موجود في كتب العقيدة المسندة و انظر رد الإمام على الجهمية
بارك الله فيك وجزاك خيرا على البيان الشافي(33/172)
دس السم في العسل مثاله (قواعد البلاغة) ومن يجيب عن هذا الاشكال؟؟؟
ـ[العابري]ــــــــ[17 - 02 - 06, 08:34 ص]ـ
الناظر في كتب البلاغة يجد أن كثيرا منهم يستعمل قواعد هذا الفن في تأويل الصفات تعالى عما يقولون , فهل هناك كتاب في هذا الفن على طريقة أهل السنة والجماعة؟ وخالي من هذه الانحرافات العقدية ,
أو يقال أن هذه القواعد صحيحة لكن الخطأ في التمثيل؟؟؟
نعم ابن القيم تكلم على المجاز وسماه طاغوت لكن المجاز مبحث واحد من مباحث البلاغة وهناك غيره فما قولكم؟ وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[17 - 02 - 06, 05:22 م]ـ
المجاز يلاحظ: أنه و إن أنكره ابن القيم فقد قال به علماء آخرون ...
و المنكر حقا هو تأويل و تحريف آيات الصفات بادعاء المجاز ...
ـ[العابري]ــــــــ[17 - 02 - 06, 06:55 م]ـ
لكن يبقى السؤال قائم هل هناك من علماء السنة المعروفين من كتب في هذا العلم ونقح مباحثه كما فعل أهل السنة مع علم أصول الفقه؟
وقصدي أنهم ناقشوا مباحث علم البلاغة وحقيقة وجودها في لغة العرب وكذلك تنقية هذا العلم من المسائل الكلامية!!!!!!
لأن غالب من كتب في هذا من المتقدمين فيهم دخن ولايطمأن المرء لما قرروه , وحتى بعض الكتب المعاصرة التي مدحها بعض الاخوه في هذا المنتدى لاتخلو من ذلك مثل كتاب البلاغة الواضحة لعلي الجارم ومصطفى امين قالا في مبحث الايجاز ص 241,240 عند الكلام على قوله تعالى (وجاء ربك والملك صفا صفا) قالا (تقدير الكلام فيه وجاء أمر ربك) وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 12:06 م]ـ
للدكتور محمد الصامل كتاب:المدخل إلى بلاغة أهل السنة، نشر كنوز أشبيليا.
والكتاب لم يعجبني إلا أنه يعطي تصورا جيدا عن تغلغل البدع في علم البلاغة.
ـ[العابري]ــــــــ[19 - 02 - 06, 06:37 ص]ـ
كتاب الصامل يتكلم عن خطوط عريضة حول علم البلاغة دون الخوض في تفاصيل علوم البلاغة الثلاثة (البيان والمعاني والبديع) وإنصافا لللرجل فقد قال في كتابه ص125 (أكثر الفرق تأليفا في البحث البلاغي هم المعتزلة والأشاعرة والماتريدية) هذا إخواني يدلنا على خطورة الانطلاق في كتب هذا الفن قبل التروي من معتقد أهل السنة
للفائدة يوجد شرح للشيخ العلامة ابن عثيمين حول هذا العلم لايحضرني اسمه ,,,,,,,,,,,,,,,
أحبتي في الله لكي نحج القوم لابد من ذكر كلام أهل الاستقراء التام لكلام العرب وأساليبهم في الخطاب تماما كما فعل شيخ الاسلام وابن القيم عندما أبطلا المجاز الذي جعله النفاة عمدتهم في التسلط على نصوص الصفات ,,,,,,,,
قد يجود لبعض المعاصرين جهود طيبة في هذا الميدان لكن من درس هذا العلم يعرف أنه لابد من إقناع المخالف بحجة واضحة جلية خصوصا أنا نريد الكلام على الأصول في هذا الفن ,,,,,,,,,
فلربما كان مع المجاز (وليس هذا موضع إثباته أو نفيه) ربما كان معه أصول أخرى يقرر القوم أنها في لغة العرب وهي خالية منها فهل لعلماء السنة المتقدمين المحقيقين لعقيدة أهل السنةبحوث حول هذا العلم كما فعل شيخ الاسلام بالمجاز,,,,,,,,,,,,,,,,,
ـ[العابري]ــــــــ[30 - 05 - 08, 03:52 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[01 - 06 - 08, 11:42 م]ـ
هناك كتاب مناهج اللغويين في تقرير العقيدة لمحمد الشيخ عليو محمد
ـ[محمد العواد]ــــــــ[03 - 06 - 08, 10:57 م]ـ
(شرح دروس البلاغة) لابن عثيمين مع أسئلة وأجوبة في المعاني والبيان والبديع
طبعة دار ابن الجوزي ودار ابن الهيثم / القاهرة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 06 - 08, 06:42 م]ـ
- مشكل القرآن: ابن قتيبة.
- الصناعتين: العسكري.
- الصاحبي: ابن فارس.
وقد تعرض أهل السنة لهذه المباحث في أثناء كتبهم:
- تفسير الطبري
- كتاب سيبويه
- مجالس ثعلب
إلخ.
ومن روائع المتأخرين كلام الشيخ الشنقيطي رحمه الله في الأضواء والمجالس.(33/173)
الرجاء كيف نرد على الروافض الذين يلعنون يزيد بن معاوية
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 - 02 - 06, 03:26 م]ـ
من المعروف أن الروافض يلعنون يزيد بن معاوية لانه كما يقولون أمر بقتل الحسين بن علي رضي الله عنهم جميعا كيف نرد عليهم رجاء بالسرعة الممكنة؟
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[17 - 02 - 06, 03:38 م]ـ
الذي أعرفه انه لا يحب يزيد مؤمن كما قال الامام أحمد أرجو التصحيح
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[17 - 02 - 06, 03:39 م]ـ
و لكن لا نلعنه
أظن أنه قيل لا نحبه و لا نسبه
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 - 02 - 06, 04:56 م]ـ
اعني هل هذا الكلام صحيح أن يزيد امر بقتل الحسين؟؟؟؟
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[17 - 02 - 06, 06:53 م]ـ
قولك ((الروافض يلعنون يزيد بن معاوية)) قد يفهم منه أن لعن يزيد مختص بهم
والأمر ليس كذلك فقد أجاز لعنه عدد من علماء أهل السنة
وأما أنه أمر بقتل الحسين
فقد جاء في البداية والنهاية:
(عن الغاز بن ربيعة الجرشي من حمير. قال: والله إني لعند يزيد بن معاوية بدمشق إذ أقبل زُحَرُ بْنُ قيسٍ فدخل على يزيد، فقال له يزيد: ويحك ما وراءك؟ فقال أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله عليك ونصره، ورد علينا الحسين بن علي بن أبي طالب وثمانية عشر من أهل بيته، وستون رجلاً من شيعته، فسرنا إليهم فسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد أو القتال، فاختاروا القتال، فغدونا إليهم مع شروق الشمس فأحطنا بهم من كل ناحية حتى أخذت السيوف مأخذها من هام القوم. فجعلوا يهربون إلى غير مهرب ولا وزر، ويلوذون منا بالآكام والحفر، لواذاً كما لاذ الحمام من صقر، فوالله ما كانوا إلا جزر جزور، أو نومة قائل، حتى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم مجردة، وثيابهم مزملة، وخدودهم معفرة، تصهرهم الشمس وتسفي عليهم الريح، زوارهم العقبان والرَّخم.
قال: فدمعت عينا يزيد بن معاوية وقال: كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن سمية، أما والله لو أني صاحبه لعفوت عنه، ورحم الله الحسين. ولم يصل الذي جاء برأسه بشيء. ولما وضع رأس الحسين بين يدي يزيد قال: أما والله لو أني صاحبك ما قتلتك، ثم أنشد قول الحسين بن الحمام المري الشاعر:
يَفَلِّقْنَ هَاماً مِنْ رِجالٍ أَعِزَّةٍ
عَلَيْنَا وَهُمْ كَانُوا أَعَقَّ وَأَظْلَمَا
قال أبو مخنف: فحدّثني أبو جعفر العبسي قال: وقام يحيى بن الحكم ــــ أخو مروان بن الحكم ــــ فقال:
لَهَامٌ بِجَنْبِ الطَّفِّ أدْنَى قَرَابَةً
مِنْ ابْنِ زِيَادِ العَبْدِ ذِي الحَسَب الوَغْلِ
سُمَيَّةُ أضْحَى نَسْلُهَا عَدَد الحَصَى
وَلَيْسَ لآلِ المُصْطَفَى اليَوْمَ مِنْ نَسْلِ
قال: فضرب يزيد في صدر يحيى بن الحكم وقال له: اسكت، وقال محمد بن حميد الرازي ــــ وهو شيعي ــــ: حدثنا محمد بن يحيى الأحمري حدثنا ليث عن مجاهد قال، لما جيء برأس الحسين فوضع بين يدي يزيد تمثل بهذه الأبيات:
لَيْتَ أشْيَاخِي بِبَدْرٍ شَهِدُوا
جَزَعِ الخَزْرَجِ مِنْ وَقْعِ الأسَلْ
فَأَهَلُّوا وَاسْتَهَلُّوا فَرَحاً
ثُمَّ قَالُوا لِي هَنِيئاً لا تَسَلْ
حِينَ حكتْ بِفَنَاءٍ بَرْكَهَا
وَاسْتَحَرَّ القَتْلُ فِي عَبْدِ الأَسَلْ
قَدْ قَتَلْنَا الضِّعْفَ مِنْ أشْرَافِكُمْ
وَعَدَلْنَا مَيْلَ بَدْرٍ فَاعْتَدَلْ
قال مجاهد: نافق فيها، والله ثم والله ما بقي في جيشه أحد إلا تركه أي ذمه وعابه.
وقد اختلف العلماء بعدها في رأس الحسين هل سيّره ابن زياد إلى الشام إلى يزيد أم لا، على قولين، الأظهر منهما أنه سيّره إليه، وقد ورد في ذلك آثار كثيرة فالله أعلم. وقال أبو مخنف عن أبي حمزة الثمالي عن عبد الله اليماني عن القاسم بن بخيت، قال: لما وضع رأس الحسين بين يدي يزيد بن معاوية جعل ينكت بقضيب كان في يده في ثغره، ثم قال: إن هذا وإيانا كما قال الحصين بن الحمام المري (الطويل):
يُفَلِّقْنَ هَاماً مِنْ رِجَالٍ أعِزَّةٍ
عَلَيْنَا وَهُمْ كَانُوا أعَقَّ وَأَظْلَمَا
فقال له أبو برزة الأسلمي: أما والله لقد أخذ قضيبك هذا مأخذاً لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرشفه، ثم قال ألا إن هذا سيجيء يوم القيامة وشفيعه محمد صلى الله عليه وسلم، وتجيء وشفيعك ابن زياد. ثم قام فولّى. وقد رواه ابن أبي الدنيا عن أبي الوليد عن خالد بن يزيد بن أسد عن عمار الدهني عن جعفر. قال: لما وضع رأس الحسين بين يدي يزيد وعنده أبو برزة وجعل ينكت بالقضيب فقال له: «ارْفَعْ قَضِيبَكَ فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَلْثُمُهُ». قال ابن أبي الدنيا: وحدّثني مسلمة بن شبيب عن الحميدي عن سفيان سمعت سالم بن أبي حفصة قال قال الحسن: لما جيء برأس الحسين جعل يزيد يطعن بالقضيب
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[17 - 02 - 06, 07:47 م]ـ
والأمر ليس كذلك فقد أجاز لعنه عدد من علماء أهل السنة
يرجى التكرم بذكر أسماء العلماء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/174)
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[17 - 02 - 06, 08:42 م]ـ
من مجموع الفتاوى على الكمبيوتر
العقيدة
فصل في وجوب الاقتصاد والاعتدال في أمر [الصحابة] و [القرابة]
(( .................................... ولهذا كان الذي عليه معتقد أهل السنة وأئمة الأمة: أنه لا يسب ولا يحب. قال صالح ابن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: إن قومًا يقولون: إنهم يحبون يزيد. قال: يا بني، وهل يحب يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر؟ فقلت: يا أبت، فلماذا لا تلعنه؟ قال: يا بني، ومتى رأيت أباك يلعن أحدًا؟
وروى عنه: قيل له: أتكتب الحديث عن يزيد بن معاوية؟ فقال: لا. ولا كرامة، أو ليس هو الذي فعل بأهل المدينة ما فعل؟
فيزيد عند علماء أئمة المسلمين ملك من الملوك، لا يحبونه محبة الصالحين وأولياء الله، ولا يسبونه، فإنهم لا يحبون لعنة المسلم المعين؛ لما روى البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا كان يدعى حمارًا، وكان يكثر شرب الخمر، وكان كلما أتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضربه. فقال رجل: لعنه الله، ما أكثر ما يؤتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله).
ومع هذا فطائفة من أهل السنة يجيزون لعنه؛ لأنهم يعتقدون أنه فعل من الظلم ما يجوز لعن فاعله.
وطائفة أخرى ترى محبته؛ لأنه مسلم تولى على عهد الصحابة، وبايعه الصحابة. ويقولون: لم يصح عنه ما نقل عنه، وكانت له محاسن أو كان مجتهدًا فيما فعله.
والصواب هو ما عليه الأئمة: من أنه لا يخص بمحبة ولا يلعن. ومع هذا فإن كان فاسقًا أو ظالمًا فالله يغفر للفاسق والظالم، لا سيما إذا أتى بحسنات عظيمة. وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له) وأول جيش غزاها كان أميرهم يزيد بن معاوية، وكان معه أبو أيوب الأنصاري ـ رضي الله عنه.
وقد يشتبه يزيد بن معاوية بعمه يزيد بن أبي سفيان، فإن يزيد بن أبي سفيان كان من الصحابة وكان من خيار الصحابة، وهو خير آل حرب. وكان أحد أمراء الشام الذين بعثهم أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ في فتوح الشام، ومشى أبو بكر في ركابه يوصيه مشيعًا له، فقال له: يا خليفة رسول الله، إما أن تركب وإما أن أنزل. فقال: لستُ براكب ولستَ بنازل، إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله. فلما توفى بعد فتوح الشام في خلافة عمر، ولى عمر ـ رضي الله عنه ـ مكانه أخاه معاوية، وولد له يزيد في خلافة عثمان بن عفان، وأقام معاوية بالشام إلى أن وقع ما وقع.
فالواجب الاقتصار في ذلك والإعراض عن ذكر يزيد بن معاوية وامتحان المسلمين به، فإن هذا من البدع المخالفة لأهل السنة والجماعة؛ فإنه بسبب ذلك اعتقد قوم من الجهال أن يزيد بن معاوية من الصحابة، وأنه من أكابر الصالحين وأئمة العدل، وهو خطأ بين.))
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 02 - 06, 03:15 ص]ـ
عن يزيد بن معاوية
قال ابن تيميةرحمه الله في الفتاوى (3/ 412):
وجرت في إمارته أمور عظيمة:
أحدها: مقتل الحسين رضي الله عنه ....
وأما الأمر الثاني: فإن أهل المدينة النبوية نقضوا بيعته وأخرجوا نوابه وأهله، فبعث إليهم جيشاً، وأمره إذا لم يطيعوه بعد ثلاث أن يدخلها بالسيف ويبيحها ثلاثاً، فصار عسكره في المدينة النبوية ثلاثا يقتلون وينهبون، ويفتضون الفروج المحرمة. ثم أرسل جيشاً إلى مكة، وتوفى يزيد وهم محاصرون مكة، وهذا من العدوان والظلم الذي فُعِل بأمره. اهـ
وقال ابن تيمية في المنهاج (2/ 365):
وأما مافعله ـ يزيد ـ بأهل الحرة، فإنهم لما خلعوه وأخرجوا نوابه وعشيرته أرسل إليهم مرة بعد مرة يطلب الطاعة فامتنعوا،فأرسل إليهم مسلم بن عقبة المري، وأمره إذا ظهر عليهم أن يبيح المدينة ثلاثة أيام، وهذا هو الذي عظم إنكار الناس له من فعل يزيد. اهـ
وقال ابن حزم في جوامع السيرة:
وهتك مسرف أو مجرم الإسلام هتكا وأنهب المدينة ثلاثا،واستخف بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدت الايدى إليهم وانتهبت دورهم، وانتقل هؤلاء إلى مكة شرفها الله تعالى، فحوصرت، ورمى البيت بحجارة النمجنيق، تولى ذلك الحصين بن نمير السكوني فى جيوش أهل الشام، وذلك لأن مجرم بن عقبة المري مات بعد وقعة الحرة بثلاث ليال، وولى مكانه الحصين بن نمير.
وأخذ الله تعالى يزيد أخذ عزيز مقتدر، فمات بعد الحرة بأقل من ثلاثة أشهر وأزيد من شهرين. وانصرفت الجيوش عن مكة " ا هـ
وقال الذهبي:
ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل، وقتل الحسين وإخوته وآله، وشرب يزيد الخمر، وارتكب أشياء منكرة، بغضه الناس، وخرج عليه غير واحد، ولم يبارك الله في عمره.
وقال ابن كثير (8/ 203):
وقد أخطأ يزيد خطأً فاحشا في قوله لمسلم بن عقبة أن يبيح المدينة ثلاثة أيام، وهذا خطأ كبير فاحش، مع ما انضم إلى ذلك من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم،وقد تقدم أنه قتل الحسين وأصحابه على يدي عبيد الله بن زياد.وقد وقع في هذه الثلاثة أيام من المفاسد العظيمة في المدينة النبوية ما لا يحد ولا يوصف، مما لا يعلمه إلا الله عز وجل،وقد أراد بإرسال مسلم بن عقبة توطيد سلطانه وملكه، ودوام أيامه من غير منازع، فعاقبه الله بنقيض قصده،وحال بينه وبين ما يشتهيه، فقصمه الله قاصم الجبابرة،وأخذه أخذ عزيز مقتدر وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد.اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/175)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 03:36 ص]ـ
من المعروف أن الروافض يلعنون يزيد بن معاوية لانه كما يقولون أمر بقتل الحسين بن علي رضي الله عنهم جميعا كيف نرد عليهم رجاء بالسرعة الممكنة؟
لو كان اللعن سائغاً, فاللهم العن يزيداً والعن الرافضة
وما دخلك بالمجرم يزيد, هل تترحم على من تسبب بقتل السبط رضي الله عنه,
الست من أهل السنة والجماعة؟؟؟ إذن كيف تدافع عن الخبيث يزيد؟؟؟؟
وحتى إن نجى من قتل الحسين, فأين سيذهب من مذبحة الحرة, والمقتلة التي صارت في أهل المدينة!!! ابناء الصحابة, ابن غسيل الملائكة ومن كان معهم, عندما قتلهم في دارهم بحجة الخلافة!!! عجيب
لم يتمتع بحكمه رغم حرصه على قتل كل من يقف في طريقه, فبعد أن كادت الأمور تستقر له, أخذه الله أخذ عزيز مقتدر قبل أن يذوق الحلاوة. اللهم لاشماتة
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[18 - 02 - 06, 07:06 ص]ـ
اخي محمد سفر العتيبي أرجو ان لا تقسو علي فانا لا ادافع عن يزيد وإنما أردت الاستفسار والتثبت وخاصة بعد ان قرات من صيد الفوائد بحثا يتناول الموضوع
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 04:06 م]ـ
معذرة اخي, فليس مقصدي القسوة او سواها, ولكن مايفعله أنجاس الرفض ليس شرطاً أن يكون عكسه الصحيح. ويؤلمني أن ننطلق بداءة من كلام الرافضة, بحيث نفترض أن العكس هو الصحيح, بينما العكس هو الصواب. فمثلاً بعض الرافضة يقول: أشهد أن لا إله الا الله. هل ستقول العكس. منطلقاتنا أقدم من الرافضة, والرافضة سبو أم المؤمنين وطائفة منهم كفرت بالله, فهل ستسغرب سب يزيد., وهو لاستحقاق السب أقرب وفي كل الأحوال تلك أمة قد خلت لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت, ولكن النظرة الودية لمجرم كيزيد والغيرة له وكأن ماحدث لأهل المدينة أو للحسين أمر طبيعي, فإنني لست معه
وجوابا على السؤال في العنوان فلاتشوهوا حقيقة السلف بالدفاع عن يزيد, احمد بن حنبل لايحبه وكفى, ولعنه مع الرافضة اقرب من الدفاع عنه, وإن كان كلا الأمران باطلين, فقل للرافضة هلموا الى حقيقى التوحيد, قل لهم هلموا الى فضائل الصحابة ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وعائشة وحفصة وغيرهم. لاتضيع الوقت بالحديث عن مثل الخبيث يزيد, حتى وإن حاول بعض المتأخرين زورا وبهتانا وباستخدام عبارات منمقة تحسين سمعته.
تقبل عاطر التحية
ـ[الديولي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 08:36 ص]ـ
السلام عليكم
سئل إبن حجر العسقلاني رحمه الله عن لعن يزيد بن معاوية؟ وماذا يترتب على من يحبه ويرفع شأنه؟ فأجاب:
أما اللعن فنقل فيه الطبري المعروف بإلكيا الهراسي الخلاف في المذاهب الأربعة في جوازه وعدمه
فاختار الجواز، ونقل الغزالي الخلاف، وأختار المنع
وأما المحبة فيه والرفع من شأنه: فلا فلا تقع إلا من مبتدع فاسد الإعتقاد، فإنه كان فيه من
الصفات ما يقتضي سلب الإيمان عمن يحبه، لأن الحب في الله والبغض في الله من الإيمان، والله
المستعان. أهـ
(أسئلة وأجوبة لشيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني) اعتنى بها / مرزوق علي إبراهيم، ط- دار الشريف، السعودية
قلت وتجد رسالة لإبن الجوزي بإسم (الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد) وقد طبعة الأن بدار الكتب العلمية
ـ[فيصل الخريصي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 02:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم ارجوا منك مراجعة كتاب حقبة من التاريخ
وهي كذلك مجموعة في سلسلة صوتية
لشيخ عثمان الخميس حفظه الله
ستجد فيها بإذن الله ما يروي غليلك
السلسلة الصوتية في موقع طريق الإسلام
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=203
الكتاب من موقع الشيخ عثمان الخميس
http://www.almanhaj.com/article212.htm
والله الموفق(33/176)
كيف يجب أن نفهم نصوص العقائد؟
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[19 - 02 - 06, 12:28 ص]ـ
الفهم الصحيح لنصوص العقيدة والشريعة هو فهم الصحابة وتابعيهم لحديث الطائفة المنصورة وفيه:" من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي".
وأكثر الناس اتباعا لفهم الصحابة أهل الحديث،
وراجع كتب الاعتقاد التي ألفها أهل الأثر مثل:
كتاب التوحيد من صحيح البخاري
التوحيد لابن خزيمة
السنة لعبدالله بن أحمد
الإبانة لابن بطة
الرد على الجهمية لأحمد،
خلق أفعال العباد للبخاري
الرد على بشر المريسي للدارمي
وغيرها، وتلاحظ أنها كلها آثار
لأن أهل السنة والأثر يرون أن الغيبيات لا يمكن أن يعمل العقل فيها، فتحمل على العرف اللغوي للألفاظ الواردة فيها دون خوض في كنهها.
وذا جواب لمن أرسل رسالة يستنكر علينا الاستنكار على الأشاعرة فهمهم المخالف لفهم أهل الحديث والأثر، ولم أعرف طريقة إرسال رد على الرسالة، فلينظرها الأخ المنتقد، وغيره ممن يريد معرفة المنهج الصحيح الذي لي بعده إلا الباطل والضلال.
ـ[فيصل الخريصي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 03:15 م]ـ
استاذنا الفاضل
هناك رسالة صغيرة الحجم وكبيرة الفائدة
أسمها " منهج الأشاعرة في الأسماء والصفات "
للشيخ سفر الحوالي حفظه الله(33/177)
مسألة (هل يجوز التقليد في العقيدة؟)
ـ[الحتاوي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 02:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال: هل يجوز التقليد في العقيدة؟
نرجوا الاجابة
ـ[الحتاوي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 09:48 م]ـ
الجواب منقول من مفتاح الوصول شرح ثلاثة الاصول:
((ذكر المسألة بإسهاب شيخ الإسلام ابن تيمية في: ((مجموع الفتاوي)): (20/ 202 - 204)، وذلك عند كلامه عن المسائل الأصولية ـ أصول الدين ـ، ومن ذلك قوله: (وأما جمهور الأمة فعلى خلاف ذلك؛ فإن ما وَجَبَ علمه إنما يجب على من يقدر على تحصيل العلم، وكثير من الناس عاجز عن العلم بهذه الدقائق، فكيف يكلف العلم بها؟! وأيضاً فالعلم قد يحصل بلا نظر خاص، بل بطرق أُخر: من اضطرار، وكشف، وتقليد من يعلم أنه مصيب وغير ذلك … فلا إطلاق القول بالوجوب صحيحاً، ولا إطلاق القول بالتحريم صحيحاً … والذي عليه جماهير الأمة أن الاجتهاد جائز في الجملة، والتقليد جائز في الجملة، لا يوجبون الاجتهاد على كل أحد ويحرمون التقليد، ولا يوجبون التقليد على كل أحد ويحرمون الاجتهاد، وأن الاجتهاد جائز للقادر على الاجتهاد، والتقليد جائز للعاجز عن الاجتهاد …))
ـ[الحتاوي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 10:08 م]ـ
مفتاح الوصول شرح ثلاثة الاصول
تابع
والقول بوجوب معرفة أصول الدين بالأدلة محل خلاف بين طوائف أهل القبلة.
وما عليه جماهير المسلمين ـ كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله في: ((مجموع الفتاوي)) واختاره ـ: أن معرفة ذلك بالأدلة جائز وليس واجباً، لأن الأحكام التكليفية خمسة، فمنها حكم التحريم المسمى بالحرام، ومنها حكم الوجوب أو الإيجاب المسمى بالواجب، ومنها حكم الندب المسمى بالمستحب أو المندوب، ومنها حكم الإباحة المسمى بالجائز أو المباح، ومنها حكم الكراهة المسمى بالمكروه، فهذه الأحكام الخمسة على أيها يكون حكم مسألتنا؟ ما عليه جماهير المسلمين وجماهير طوائف أهل القبلة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيميه ـ يرحمه الله ـ هو أنه: لا يجب على كل مكلف ومكلفة أن يعرف كل مسألة في العقيدة أو في أصول الدين بالأدلة ().
ودل على صحة هذا القول الذي عليه جماهير الناس واختاره شيخ الإسلام ابن تيميه ـ يرحمه الله ـ وجمع من المحققين ثلاث دلائل:
? أما الدلالة الأولى: فدلالة الخبر، ومن ذلك قول الله تعالى: ? فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، بالبينات والزبر ? فسَّر ابن عباس ?: (البينات والزبر) بقوله: (هن الحجج والدلائل)، فيكون المعنى: إذا كنت أيها المؤمن لا تعرف الأدلة والحجج والبراهين على مسألة من مسائل الدين ـ ويدخل في ذلك أصول الدين وفروع الدين ويدخل في ذلك ما هو مقطوع به بالحجج القطعية وما هو مقطوع به بالحجج الظنية على ما يذكره المشتغلون بالعلوم ـ فإذا كنت غير عارف بذلك، فاسأل أهل العلم الموثوق بدينهم وعلمهم، ولم يجعل الله ? معرفة المسألة بدليلها واجبة، وإنما اكتفى بالأمر بالسؤال فقط، وهذا من أصرح الأدلة وأوضحها على المقصود، ومن الأدلة أيضاً أن النبي ? قال: ((من قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله فقد عصم ماله ودمه إلا بحقها))، وهذا الحديث الثابت فيه دلالة على أن الإنسان لو قال: لا إله إلا الله محمداً رسول الله، ولو لم يُقِم الأدلة والبراهين التفصيلة على ذلك، فإن إسلامه وإيمانه صحيح.
? وأما الدلالة الثانية: فالإجماع العملي، من لَدُن أصحاب النبي ?، فالقرون الفاضلة حيث إن أصحاب النبي ? منهم عوام، ومنهم فقهاء، ولم يكن العلماء ليلزموا عامة الناس أعرابيُّهم وحاضرهم وعالمهم وغيره، بأن يُقيم الأدلة والبراهين من الكتاب والسنة على كل مسألة، فلم يكن يقال للأعرابي الذي أتى من فلاة بعيدة إلى النبي?: لا يصح إسلامك حتى تعرف الأدلة والبراهين من الكتاب والسنة على كل مسألة من مسائل العقيدة، وكل مسألة من أصول الدين، هذا لم يفعله أصحاب النبي ? مع الناس، ولو فعلوه لنُقِل، ولم ينقل، وهذا إجماع عملي يؤخذ به ويعتد به.
? وأما الدلالة الثالثة: فالنظر الصحيح، ذلك أن المعرفة بالأدلة والبراهين لا يطيقه كل أحد، فالعقول مختلفة والألباب متفاوتة، فمن الناس من يقوى في عقله على أن يفهم الدليل ويَعيه ويحفظه، ومنهم لا يقوى على ذلك، فلو كُلف الناس بمعرفة الأدلة والبراهين على ذلك لوقع العنت ووقعت المشقة على الخلق، وهذا ينافي مقاصد التكليف، وهي من مقاصد الشارع، فإذا عُني بقول المصنف ـ يرحمه الله ـ (بالأدلة) أنها تعود على أصول الدين، فسبق أنه إما أن يُقصد بأصول الدين ما يقع به الدخول في الدين والخروج من دائرة الكفر، أو أن يقصد به معنى أوسع فيدخل فيه المسائل القطيعة، مما يسمى بالمسائل العقائدية، المتعلقة بالإيمان بالله وكتبه إلى آخره، ولكُلٍّ حكم.
وبذلك يتبين صواب ما عليه جماهير الأمة، ويُحْمَل كلام المصنف ـ يرحمه الله ـ على محمل حسن؛ إذ إنه من أئمة أهل السنة والأثر ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/178)
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[20 - 02 - 06, 11:55 م]ـ
أخي الفاضل: الحتاوي
جزاك الله خيرا
ومن باب الفائدة فيه كتاب بعنوان (التقليد في باب العقائد وأحكامه) للدكتور ناصر الجديع.
ـ[الحتاوي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 09:53 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي عبدالقاهر
سيكون عندنا معرض الكتاب بعد شهر تقريبا , فأي دار نشر أجد فيها هذا الكتاب.
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[22 - 02 - 06, 12:51 ص]ـ
الناشر دار العاصمة.
وأسأل الله أن يرزقني واياك العلم النافع والعمل الصالح.(33/179)
الاصل في المسلم السلامة والعدالة؟ هل من ادلة اخواني بارك الله بكم
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[19 - 02 - 06, 04:56 م]ـ
الاصل في المسلم السلامة والعدالة؟ هل من ادلة اخواني بارك الله بكم
ـ[أبو عبدالله الشرقي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 04:24 ص]ـ
هذه المسألة اختلف أهل العلم فيها، ودليل من يقول أن الأصل العدالة:
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [سورة الحجرات: آية 6]
وهناك من يقول أن الأصل في الإنسان الظلم والجهل كشيخ الإسلام مثلا ودليله:
قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: آية 72]
وننتظر من المشايخ الفضلاء بسط المسألة أكثر لكي تعم الفائدة ..
وأستغفر الله تعالى من الزلل
والله تعالى أعلم
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[20 - 02 - 06, 02:34 م]ـ
الحديث الذي رواه ابن عباس قال: {جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبصرت الهلال الليلة , قال: أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله؟ قال: نعم , قال: يا بلال أذن في الناس فليصوموا غدا}.
وحديث (من صلى صلاتنا واكل ذبيحتنا فذاك المسلم له ذمة الله ورسوله) او كما قال صلى الله عليه وسلم.
فهذان والله اعلم دليلان على ان الاصل في المسلم السلامة والعدالة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 03:30 م]ـ
فرق بين الأصل في المسلم.
وبين الأصل في الإنسان.
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 05:13 م]ـ
و لكن ما جرى عليه عمل المحدثين أن الأصل الجهلة، بدليل أن مجهول العين لا يعتد به في الرواية.
بل و مجهول الحال أيضا.
و ننتظر من الإخوة طلبة العمل المزيد من الفوائد
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[20 - 02 - 06, 07:04 م]ـ
ولكن أخي في الله عبدالقادر ... ألا يقال بأن التعديل في علم الحديث وسنده الأصل فيه التضييق
فلا تمضي عليه القاعدة العامة بسلامة الأصل .. وهذا ما مضى عليه الأولون والآخرون من أهل العلم؟ فإن إطلاق وصف السلامة للمسلم إنما هو عام .. يتخصص منه - بالإستثناء - رواة الحديث لخطورة الوعيد المنصوص الوارد فيه بالكذب عليه صلى الله عليه وسلم ... فبهذا يخرج من عموم عدالة المسلم أهل الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم لتخصيص الوعيد في حقهم؟ والله أعلم .. إنما هو إيراد على سبيل المذاكرة - عفا الله عنكم -
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 07:15 م]ـ
الله أعلم ...
و جزاكم الله خيرا
ـ[السني]ــــــــ[21 - 02 - 06, 10:07 م]ـ
استمع إلى كلام الشيخ الراجحي بهذا الشأن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=4648
ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 10:41 م]ـ
عندي في ذلك بحث موسع يسر الله تحميله
ـ[السني]ــــــــ[21 - 02 - 06, 10:44 م]ـ
أعتذر عن عطل الرابط السابق، وإليكم كلام الشيخ الراجحي
ـ[خالد السباعي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 01:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أخي الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد: سألتني أخي بارك الله فيكم عن الفرق بين الجرح المفسّر والتعديل المبهم، وماذا يعني هذا الكلام وهو يرد على لسان أهل العلم في نقدهم للرجال، فيقال:
اعلم – وفقني الله وإياك – أن الأصل في أعراض الناس الحرمة، وقد حفظ الله تعالى لهم ذلك، وصانهم، كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (الأحزاب:58)، وقال تعالى: (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (النساء:112)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/180)
نَادِمِينَ) (الحجرات:6)، وقال تعالى: (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ) (النور:12)، إلى أن قال تعالى: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) (النور:15 - 16)، وحرم غيبته، والكلام في عرضه بغير حق كما قال تعالى: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) (الحجرات:12)، وعلى هذا جاء أمر النبي صلى الله عليه وسلم في غير موطن من السنة الصحيحة المطهرة، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في أفضل أيام الله: (أيّ يوم هذا؟ فسكت الصحابة حتى ظنوا أنه سيسميه سوى اسمه، قال: أليس يوم النحر؟، قالوا: بلى،قال: فأي شهر هذا؟، فسكت الصحابة حتى ظنوا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال: أليس بذي الحجة؟، قالوا: بلى، قال: (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه) متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) رواه مسلم في " صحيحه " عن أبي هريرة رضي الله عنه.
والأصل في المسلم السلامة، ولهذا فالتعديل يقبل مبهماً، بينما الجرح لا يقبل إلاّ مفسراً لأنه خلاف الأصل السليم.
ومن قال بأن الأصل في المسلم ليست العدالة – ويريد بذلك ثبوت الجرح - فقد أخطأ وأساء الفهم.
وطلب الشارع التثبت في نقل الأخبار، وأحوال الشهود لا يدل على فساد أصل المسلم وأمانته، وإنما حفظاً للحقوق والذمم، وصيانة لها من التلاعب وتطاول البطالين، والله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء:94) فهذا دليل على أن من ظهرت عليه شعائر الإسلام أنه من المسلمين له ما لهم من حفظ الحقوق، وبراءة الذمة، حتى يطرأ عليه ما يسلبه العصمة، وقال تعالى: (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ) (النور:12) وذلك لأن الخير هو الأصل في المسلم، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6)، فالجرح وصف زائد على المسلم لا ينسب إليه إلاّ ببينة، ولو لم تكن السلامة أصلاً، لما احتيج لطلب البينة إذ الفساد أصله؟!، والأدلة من السنة كثير، والكلام على ذلك يطول، ومقصود الكلام في الجرح والتعديل إذا تعارضا أيهما يقدم؟ وهذا له ثلاث حالات:
الحالة الأولى
تعارض الجرح المبهم مع التعديل المبهم من متكافئين في معرفة الرجال
ففي هذه الحالة يقبل التعديل المبهم لأنه هو الأصل في الرواية ما لم يكن الجارحون أكثر عدداً وعلماً ودراية بأحوال الرجال ممن عدله، فإن جرحهم يقدم – كما سيأتي في الحالة الثالثة – أما إن كانوا متكافئين فإن التعديل هو الأصل، ولا يشترط تفسيره بعكس الجرح، وعلى هذا فإن التعديل المبهم يقدم على الجرح المبهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/181)
قال الحافظ ابن حجر في " مقدمة الفتح ": عبدالملك بن الصباح المسمعي البصري من أصحاب شعبة، قال أبو حاتم: صالح، وذكره صاحب " الميزان " فنقل عن الخليلي أنه قال فيه: متهم بسرقة الحديث، وهذا جرح مبهم. انتهى.
وقال ابن حجر في ترجمة سعيد بن سليمان الواسطي: قال أبو حاتم: ثقة مأمون، وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: كان صاحب تصحيف ما شئت، وقال الدارقطني: يتكلمون فيه، قلت – أي ابن حجر – وهذا تليين مبهم لا يقبل. انتهى.
وذكر ابن حجر أقواماً من هذا الصنف ممن طُعن فيه وقد أخرج له البخاري في " صحيحه "، وقبله الحافظ الذهبي في كتابه " معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد "، فليراجع.
قال السخاوي في " فتح المغيث " عن محمد بن نصر المروزي: (كل رجل ثبتت عدالته لم يقبل فيه تجريح أحد حتى يبين ذلك بأمر لا يحتمل أن يكون غير جرحه).
الحالة الثانية
تعارض الجرح المفسّر مع التعديل المبهم وإن لم يوجد التكافؤ بين الناقدين
ومعنى كون الجرح مفسراً: أي بين سبب الجرح، فلا يكتفى بقوله (ضعيف) حتى يبين السبب في وصفه بذلك، أو (سيئي الحفظ) حتى يأتي ببرهان ذلك، ونحو هذا، فإن الجرح المفسّر يقدم على التعديل المبهم بتسعة شروط:
الشرط الأول: أن يكون ما جرح به ثابتاً عنه.
لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6)، فقد يذم أشخاص بما لا يثبت عنهم أصلاً، كمن ذم الإمام البخاري بأنه يقول باللفظ، أو بخلق القرآن، ونحو ذلك، وهذا لا يثبت عنه أصلاً.
الشرط الثاني: أن يكون الجرح ثابت النسبة إلى الجارح.
فقد ينسب إلى إمام أنه جرح شخصاً ما، والصحيح عدم ثبوت ذلك عنه، مثل أبان بن يزيد العطار، وثقه عامة العلماء، وروي عن يحي القطان أنه قال: أنا لا أحدث عنه، قال الذهبي: وهذا عنه لم يصح [من " معرفة الرواة ": 54]، وقد عدّ العلامة عبدالرحمن المعلّمي اليماني هذا الشرط من القواعد الهامة التي يجب مراعاتها في نقد الرواة، فقال في [" التنكيل ":64]: (الشرط الثالث: إذا وجد في الترجمة كلمة جرح أو تعديل منسوبة إلى بعض الأئمة فلينظر أثابتة هي عن ذلك الإمام أم لا .. ).
الشرط الثالث: أن يكون ما جرح به مستساغاً لا مدخل فيه للتعصب ولا للهوى ولا للخطأ، فإنه يقبل.
وذلك لأن بعض من يجرح يكون جاهلا بأحوال الرجال، أو قد يكون جرحه لمذهب أو طريقة أو لدنيا وحظ النفس، ككلام الأقران بعضهم في بعض، فإن من كان جرحه لهذه الأسباب لا يقبل منه.
قال الحافظ الذهبي في " تذكرة الحفاظ " في ترجمة أبي نعيم: (كلام ابن منده في أبي نعيم فظيع لا أحب حكايته، ولا أقبل قول كل منهما في الآخر، بل هما عندي مقبولان – إلى أن قال – كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به، لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب، أو لحسد، وما ينجو منه إلاّ من عصمه الله، وما علمت أن عصراً من الأعصار سلم أهله من ذلك سوى الأنبياء والصديقين، ولو شئت لسردت من ذلك كراريس) انتهى.
وإني أعزم الطلب على الناظر في هذه الأسطر أن يقرأ ما حررته أنامل الإمام أبي عمر ابن عبدالبر – رحمه الله - في كتابه " الجامع لبيان العلم وفضله " تحت باب بعنوان: (حكم قول العلماء بعضهم في بعض) (2/ 150 - 163) فإنه كلام نفيس جدير بشبابنا اليوم النظر فيه والتأمل.
ومما قال فيه [ص: 152] مما يوافق المقام: (والصحيح في هذا الباب أن من صحت عدالته وثبتت أمانته، وبانت ثقته، وعنايته بالعلم لم يلتفت فيه إلى قول أحد إلاّ أن يأتي في جرحته ببينة عادلة تصح بها جرحته على طريق الشهادات .. ).
الشرط الرابع: أن لا ينفي من عدله ما جرح به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/182)
فإنه إذا نفاه، فالتعديل يقدم، كأن يضعف راويا برواية لحديث على الوجه الخطأ، وهذا مفسر، فيعارضه أحد أئمة الجرح والتعديل، فيقول: فلان ثقة، وما نقموا عليه من روايته لكذا فإن الخطأ ليس منه وإنما من الراوي عنه، ونحو ذلك. أو أن يقول المعدّل: (تكلم فيه بعضهم بلا حجة) أو يقول: (ثقة وقد ظلم من تكلم فيه)، فإن هذا كله يشعر بعدم ثبوت الجرح، أو على أقلّ حال يدعو إلى مزيد التثبت في أمره حتى تظهر حقيقة حاله. نبه على هذا التهانوي في كتابه: " قواعد في علوم الحديث " [ص: 175].
والشرط الخامس: أن يكون ما جرح به له تعلّق بالسبب الذي من أجله عرض فيه للنقد وبيان الحال.
ولذلك فضابط العدالة في الرواية غير ضابطها في رؤية الهلال، والشهادة، وتقدير المثل في صيد الحرم والمحرم، فليس كل من قبل في الشهادة بروية الهلال، والشهادة، ونحو ذلك يقبل في الرواية ونقل الإسناد، كما إن بعض الرواة قد يرام الطعن في حديثه بموجبٍ للجرح لا تعلّق له بالرواية، وأقرب مثال على ذلك البدعة، فالبدعة في الدين جرح عطيب، ومع ذلك لا تعلّق لها بالرواية إذا كان الراوي عدلاً ثقة في روايته، وهذا هو المذهب الصحيح من أقوال أهل العلم في قبول رواية المبتدع الثقة مطلقاً سواء كان داعية أو غير داعية، ومن ثبت أنه يروي ما يؤيد بدعته، فهذا مطعون فيه لاختلال جانب الثقة فيه لا لبدعته، وكذلك قد يكون بعض رواة الحديث معروف بالثقة والعدالة، ولم يسلم من بعض مساوئ الأخلاق كـ: البخل، والكبر، والمزاح الفاحش، والرثاثة، ونحو ذلك مما لا تعلّق له بجانب الرواية، وأمانة النقل، فإن هؤلاء يقبل حديثهم للثقة فيهم في باب الرواية.
قال أبو عمر ابن عبدالبر في " الجامع للعلم " [ص: 159]: (وقد كان ابن معين عفا الله عنه يطلق في أعراض الثقاة الأئمة لسانه بأشياء أنكرت عليه منها قوله: عبدالملك بن مروان أبخر الفم وكان رجل سوء!، ومنها قوله: كان أبو عثمان النهدي شرطياً، ومنها قوله في الزهري: أنه ولي الخراج لبعض بني أمية وأنه فقد مرة مالاً فاتهم به غلامه فضربه فمات من ضربه!، وذكر كلاماً خشناً في قتله على ذلك غلامه تركت ذكره لأنه لا يليق بمثله، ومنها قوله في الأوزاعي أنه من الجند ولا كرامة! وقال حديث الأوزاعي عن الزهري ويحي بن أبي كثير ليس يثبت، ومنها قوله في طاووس كان شيعياً .... ).
وقال الخطيب البغدادي في " الكفاية " [ص: 181]: باب ذكر بعض أخبار من استفسر في الجرح فذكر ما لا يسقط العدالة – ثم ذكراً آثاراً بسنده منها – ما رواه عن عبدالله بن أحمد بن حنبل قال: قلت لأبي: إن يحي بن معين يطعن في عامر بن صالح!، قال: يقول ماذا؟، قلت: رآه يسمع من حجاج، قال: قدر رأيت أنا حجاجاً يسمع من هشيم!، وهذا عيب يسمع الرجل ممن هو أصغر منه وأكبر!.
قال مقيده: وليس في رواية الرجل عمن هو أكبر منه أو أصغر مطعناً في عدالته.
وروى عن محمود بن غيلان أنه سأل وهب بن جرير عن صالح بن أبي الأخضر ما شأنه؟، فقال: سمع وقرأ!، كان لا يميز القراءة من السماع.
قال مقيده: والقراءة والسماع من صيغ التحمل الصحيحة، وإن اختلفت الرتبة بينهما.
وروى عن شعبة أنه حدثا يوما ً عن رجل بنحو من عشرين حديثاً ثم قال: امحوها!، فقالوا له: لم؟، فقال: ذكرت شيئاً رأيته منه!، فقالوا: أخبرنا به أي شي هو؟، فقال: رأيته على فرس يجري ملء فروجه!.
قال مقيده: وهذا لا مطعن به في الرواية، ولعله عدّه من خوارم المرؤة، وخوارم المرؤة تختلف من شخص إلى آخر ومن زمان إلى زمان ومكان إلى مكان، والصحيح عدم اعتبارها مطلقاً في ردّ رواية الراوي إذا تم ضبطه وعدالته.
وروى عن شعبة أنه قيل له: لم تركت حديث فلان؟، فقال: رأيته يركض على برذون، فتركت حديثه.
قال مقيده: والبرذون نوع من الخيل غير العربية، و ركوبها لا يوجب الطعن في روايته، وقد ركب النبي صلى الله عليه وسلم الحمار وهو سيد ولد آدم.
وروى عن جرير قال: رأيت سماك بن حرب يبول قائماً فتركت حديثه!.
وذكر جملة من هذه الصور لتقرير أن ما يجرح به المرء قد لا يوجب طرحه أحياناً، ورد خبره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/183)
الشرط السادس: وهو أن لا يؤخذ الجرح وإن كان مفسراً على إطلاقه إذا أمكن الجمع بينه وبين التعديل المبهم.
وذلك لأن جرح بعض الرواة قد يكون مطلقاً في جميع أحوال روايته كـ (الكذاب) ونحوه، فهذا يقدم الجرح المفسر فيه، وبعضهم قد يكون مقيداً: بأحاديث، أو بأشخاص، أو ببلد، أو بزمان، فإن الجرح يمضى في هذه الحالات، ويقبل حديثه فيما عداها بعد السبر والتأكد من سلامتها، فيقال: (فلان ثقة إلاّ أنه وهم في حديث كذا وكذا)، أو (فلان ثقة ما لم يرو عنه فلان) أو (ثقة في غير حديثه عن فلان) أو (يقبل حديثه لما كان في الحجاز ولا يقبل لما انتقل إلى الشام أو اليمن لأنه حدث من حفظه) أو (يقبل حديثه قبل الستين، وما بعدها لا يقبل لاختلاطه أو لسوء حفظه)، ونحو ذلك وعلى كل ذلك أمثلة عديدة يعسر حشدها في هذا الموضع فلتراجع في كتب الرجال.
الشرط السابع: أن لا يكون المجروح أجل من الجارح كأن يكون المجروح من أئمة الدين فإنه لا يقبل جرح الجارح فيه.
نقل الحافظ ابن حجر في " مقدمة الفتح " عن أبي جعفر ابن جرير الطبري أنه قال: ولم يكن أحداً يدفع عن عكرمة التقدم في العلم والفقه والقرآن وتأويله وكثرة الرواية للآثار، وأنه كان عالماً بمولاه – يعني ابن عباس – وفي تقريظ جلة أصحاب ابن عباس إياه ما بشهادة بعضهم تثبت عدالة الإنسان ويستحق جواز الشهادة، ومن ثبتت عدالته لم يقبل فيه الجرح، وما تسقط العادلة بالظن .. ) ونقل عنه أنه قال: (لو كان كل من ادعى عليه مذهب من المذاهب الردئية ثبت عليه ما ادعيّ به، وسقطت عدالته، وبطلت شهادته بذلك، للزم ترك أكثر محدثي الأمصار، لأنه ما منهم إلاّ وقد نسبه قوم إلى ما يرغب به عنه .. ).
وقال التاج السبكي في " طبقات الشافعية ": (والحذر الحذر أن تفهم أن قاعدتهم (الجرح مقدم على التعديل) على إطلاقها، بل الصواب أن من ثبتت إمامته وعدالته، وكثر مادحوه، وندر جارحوه، وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبي أو غيره لم يلتفت إلى جرحه).
وقد ذكر الحافظ الذهبي في كتابه " معرفة الرواة الذي تكلم فيهم بما لا يوجب الرد " جمعاً من العلماء الذين تُكلم فيهم ولم يعتد بقول من جرحهم، كقوله [ص: 62]: (أحمد بن محمد بن حنبل الإمام، ثبت حجة، لينه بعض الناس في إبراهيم بن سعد!، فلم يلتفت إلى تليينه أحد، فمن يسلم من الكلام بعد أحمد؟!).
الشرط الثامن: أن لا يكون الجارح مجروحاً في نفسه، فهذا ليس أهلاً بأن يؤخذ قوله.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله في ترجمة: أبان بن إسحاق المدني، في كتابه: " ميزان الاعتدال " بعدما نقل عن أبي الفتح الأزدي أنه قال فيه: (متروك!)، قال: (لا يترك فقد وثقه أحمد والعجلي، وأبو الفتح – يعني الأزدي – يسرف في الجرح، وله مصنّف كبير إلى الغاية في المجروحين، جرح خلقاً بنفسه لم يسبقه أحد إلى التكلم فيهم وهو متكلم فيه).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في " تهذيب التهذيب " في ترجمة: أحمد بن شبيب الحَبَطي البصري - بعد ما نقل كلام الأزدي فيه بأنه (غير مرضي!) -، فقال: (لم يلتفت إلى هذا القول بل الأزدي غير مرضي!).
وقال في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس في " مقدمة الفتح ": (أما الوجه الأول فقول ابن عمر فيه لم يثبت عنه لأنه من رواية أبي خلف الجزار عن يحي البكاء أنه سمع ابن عمر يقول ذلك، ويحي البكاء متروك الحديث، قال ابن حبان: ومن المحال أن يجرح العدل بكلام المجروح!).
الشرط التاسع: أن لا يكون الجارح متعنتاً.
وذلك لأن نقاد الرجال من قديم الزمان وحديثه على ثلاثة أقسام، طرفان ووسط، فمنهم المتعنت ومنهم المتساهل، ومنهم الوسط العدل، وهذا التقسيم ظاهر لمن سبر مقالات أئمة الجرح والتعديل في الرجال، فابن معين رحمه الله تعالى من المتشددين في نقد الرجال، ويحي بن سعيد القطان قال عنه الذهبي في ترجمة سفيان بن عيينة: (متعنت جداً في الرجال)، وهذا الوصف في نقاد الرجال باقٍ على مر التاريخ حتى يومنا هذا وأعني بهم من كان من أهل السنة، فمنهم من هو متشدد في الحكم على الرجال، ومنهم من هو مقتصد معتدل وأعد منهم شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى، ومنهم المتساهل الذي يخف نقده للمخالفين بل ربما أثنى عليهم لقلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/184)
درايته بأحوالهم، أو معرفته بخطر قولهم، فعفى الله عن الجميع.
فإذا توفرت هذه الشروط يصح قولنا (أن الجرح المفسر يقدم على التعديل المبهم).
قال الخطيب البغدادي رحمه الله في " الكفاية " [ص: 105]: (والعلة في ذلك أن الجارح يخبر عن أمرٍ باطن قد علمه وإن صدق المعدل ويقول له: قد علمت من حاله الظاهرة ما علمتها، وتفردت بعلم لم تعلمه من اختبار أمره، وأخبار المعدل عن العدالة الظاهرة لا ينفي قول الجارح فيما أخبر به، فوجب لذلك أن يكون الجرح أولى من التعديل).
وليعلم أن الخطيب وغيره لا يعنون إطلاق هذه الجملة من غير اعتبار للشروط المتقدمة، فإن من زلل بعض أهل العلم إطلاق القول بأن (الجرح مقدم على التعديل) من غير مراعاة لهذه الشروط.
والمذهب الحق التفصيل بحسب ما تقدم، قال النووي رحمه الله في " شرح مسلم ": (ولا يقال: الجرح مقدم على التعديل لأن ذلك فيما إذا كان الجرح ثابتاً مفسّر السبب، و إلاّ فلا يقبل الجرح إذا لم يكن كذا) انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في " نخبة الفكر ": (الجرح مقدم على التعديل، وأطلق ذلك جماعة، لكن محله التفصيل، وهو أنه إن صدر من مبيناً عارفاً بأسبابه، لأنه إن كان غير مفسّر لم يقدح فيمن ثبتت عدالته، وإن صدر من غير عارف بالأسباب: لم يعتبر به أيضاً .... ).
ومثل ذلك قال في مقدمته لـ " لسان الميزان ".
الحالة الثالثة
إطلاق الجرح المبهم في رجل من عالمٍ خبير بالرجال ولم يوجد له تعديل
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " نخبة الفكر " و " شرحها ": (فأما من جهل حاله ولم يعلم فيه سوى قول إمام من أئمة الحديث: أنه (ضعيف) أو (متروك) أو (ساقط) أو (لا يحتج به) ونحو ذلك، فإن القول قوله، ولا نطالبه بتفسير ذلك، إذ لو فسره وكان غير قادحاً لمنعنا جهالة حال ذلك الرجل من الاحتجاج به، كيف وقد ضعّف) انتهى.
تنبيه هام: قد يقبل الجرح المبهم من أهل الشأن والدراية بأحوال الرجال، ولا يطلب منهم تفسيره، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في " اختصار علوم الحديث " [ص: 90]: (قلت: أما كلام هؤلاء الأئمة المنتصبين لهذا الشأن، فينبغي أن يؤخذ مسلماً من غير ذكر أسباب، وذلك للعلم بمعرفتهم، واطلاعهم، واضطلاعهم في هذا الشأن، واتصافهم بالإنصاف والديانة والخبرة والنصح، لا سيما إذا أطبقوا على تضعيف الرجل، أو كونه متروكاً أو كذاباً أو نحو ذلك، فالمحدث الماهر لا تخالجه في مثل هذا وقفة في موافقتهم، لصدقهم وأمانتهم ونصحهم، ولهذا يقول الشافعي في كثير من كلامه على الأحاديث: (لا يثبته أهل العلم بالحديث)، ويرده ولا يحتج به بمجرد ذلك، والله أعلم) انتهى كلامه.
وقال الحافظ ابن الأثير رحمه الله في مقدمة كتابه " جامع الأصول " [ص: 127 - 128]: (وقال آخرون: لا يجب ذكر سبب الجرح والتعديل جميعاً، لأنه إن لم يكن – أي الجارح والمعدل – بصيراً بهذا الأمر فلا يصلح للتزكية والجرح، وإن كان بصيراً فأي معنى لسؤال؟!، والصحيح: أن هذا يختلف باختلاف أحوال المزكى، فمن حصلت الثقة ببصيرته، وضبطه، يكتفى بإطلاقه، ومن عرفت عدالته بنفسه ولم تعرف بصيرته بشروط العدالة فقد يراجع ويستفسر) انتهى.
ويراجع في هذا الشأن مقدمات كتب الجرح والتعديل فإنه هامة جداً، وكذلك كتب قواعد الحديث ومصطلحه، وكذا كتاب " التنكيل " للعلامة المعلمي، وكذا كتاب " الرفع والتكميل " لأبي الحسنات اللكنوي، وكتاب "قواعد في علوم الحديث " للتهانوي، وما دون في هذا العلم.
(خاتمة مهمة): وبعد هذه الإجابة المختصرة ليعلم أن راية الجرح والتعديل لم تسقط على مرّ التاريخ ولا يجوز أن تسقط، فلا بدّ من بقاء عصبة من أهل الحق يذودون عن حياض هذا الدين، ينفون عنه انتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وينتقدون المقالات الفاسدة، ويردون على أصحابها، فإن هذا من الجهاد، كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه، عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلاّ كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويتقيدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/185)
ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل).
فمن رام أن يلتحق بركب تلك العصبة فليرقب الله والدار الآخرة، وليعلم أن هذا الأمر دين، وأن الكلام في الرجال جاء لمصلحة شرعية، فلا تتجاوز إلى ما فوقها، ولا تستعمل في غير محلها، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة، والبغي والظلم عائد على أهله، والله تعالى يقول: (فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ) (يونس: من الآية23)، وقال: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) (النور:15)، فالكلام في الرجال لمصلحة شرعية جاء على خلاف الأصل فأبيح لمصلحة شرعية، فيرتفع الحظر حينئذٍ، ولا يعد ذلك غيبة، بل هو أجر وقربة، فلا يتصدى لنقد الرجال إلاّ من كان عالماً بدين الله، عالماً بأوجه النقد وصوره، تقياً نقياً أميناً عدلاً رضى، ولهذا لم يدخل في سلك نظامه إلاّ أئمة الهدى، وأهل التقى، من أئمة الجرح والتعديل على مرّ التأريخ، ومن نظر في تراجم أئمة الجرح والتعديل وقف على ما هم عليه من عبادة وزهد وورع وتقوى، فكيف بزماننا اليوم وقد تربع على أريكة الجرح والتعديل الأحداث، وسفهاء الأحلام، والله المستعان، فلا يخاطر المرء بنفسه في هذا الشأن فإنه ليس بهين بل هو عند الله عظيم، وقد حكى غير واحد من العلماء الإجماع على أنه لا يجوز التطاول في عرض شخصٍ بأكثر مما يستبين حاله، ولما قال اليهودي للنبي صلى الله عليه وسلم: السام عليكم، فقال: وعليكم، فقالت عائشة رضي الله عنها: وعليكم السام واللعنة، أنكر عليها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لتجاوزها، والله تعالى يأمر بالعدل، ويحذر من البغي والظلم، ويقول سبحانه: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) (النحل:126)، ويقول سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:8)، وقال تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الأنعام:152)، فليأخذ المسلم الحيطة لنفسه، ولا يقدم على هذا الأمر إلاّ بعدل ودينٍ وأمانة، وما نقل من عبارات العلماء في العصر الحاضر في نقد الرجال فالواجب عليه أن يتعامل معها بموجب ما قرره أهل العلم مما سبق جمعه هنا في كيفية التعامل مع عبارات التعديل والتجريح، ويقبل الحال المعتبر بالضوابط التي سبق ذكرها مختصرة، والله يصلح الأحوال، ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتب ذلك – على عجل وشغل - أخوكم الفقير إلى عفو ربه: أبو عبدالرحمن بدر بن علي بن طامي العتيبي، بعد فجر يوم الخميس 2جمادى الآخرة سنة 1424هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فضيلة الشيخ عبدالله بن حميد الفلاسي
حمد الله له مساعيه، وغفر له ولوالديه وزوجه وذويه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
اعلم أن مسألة: هل الأصل في المسلم العدالة أم لا، مسألة خلافية اشتهر الكلام فيها عند أهل العلم في الفقه وعلم الحديث وأصول الفقه من قديم الزمان، وضمنوا الكلام على هذه المسألة في أبواب الشهادات من أبواب الفقه وأبواب الرواية من كتب الحديث وأصول الفقه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/186)
وقد بوّب الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في كتابه " الكفاية " باباً في هذه المسالة وأشار إلى الخلاف ورجح العدم، فقال رحمه الله: (باب الردّ على مَن زعم أنَّ العدالة، هي إظهار الإسلام، وعدم الفسق الظَّاهر: الطَّريق إلى معرفة العدل المعلوم عدالته مع إسلامه وحصول أمانته ونزاهته واستقامة طرائقه لا سبيل إليها، إلا باختيار الأحوال، وتتبُّع الأفعال التي يحصل معها العلم من ناحية غلبة الظَّن بالعدالة، وزعم أهل العراق: أن العدالة هي إظهار الإسلام وسلامة المسلم من فسق ظاهر، فمتى كانت هذه حاله وجب أن يكون عدلاً).
ثم استطرد في البحث في هذه المسألة.
وأشار الحافظ ابن حجر في " الفتح " [5/ 295] إلى قوة الخلاف في هذه المسألة، فقال: (قوله: (باب إذا عدل رجل رجلا فقال: لا نعلم إلا خيرا أو ما علمت إلا خيراً) وفي رواية الكشميهني (أحدا) بدل (رجلا)، قال ابن بطال: حكى الطحاوي عن أبي يوسف أنه قال: إذا قال ذلك قبلت شهادته، ولم يذكر خلافا عن الكوفيين في ذلك، واحتجوا بحديث الإفك، وقال مالك: لا يكون ذلك تزكية حتى يقول رضا ... ، وقال الشافعي: حتى يقول عدل، وفي قول: عدل علي ولي، ولا بد من معرفة المزكي حاله الباطنة، والحجة لذلك أنه لا يلزم من أنه لا يعلم منه إلا الخير أن لا يكون فيه شر، وأما احتجاجهم بقصة أسامة فأجاب المهلب بأن ذلك وقع في العصر الذي زكى الله أهله، وكانت الجرحة فيهم شاذة، فكفى في تعديلهم أن يقال: لا أعلم إلا خيرا، وأما اليوم فالجرحة في الناس أغلب، فلا بد من التنصيص على العدالة، قلت – أي الحافظ ابن حجر -: لم يبت البخاري الحكم في الترجمة، بل أوردها مورد السؤال لقوة الخلاف فيها).
فذهب جمهور العلماء إلى أن العدالة ليست أصلاً في المسلم، لأنها وصف زائد على الإسلام فقد يثبت الإسلام بدونها، وذلك لأن العدالة ملكة، والملكات مسبوقة بالعدم.
وخالفهم أبو حنيفة – رحمه الله – وقال بأن ثبوت الإسلام كافٍ لثبوت العدالة، ومنهم من حمل قول أبي حنيفة على عصره لأنه من القرون المفضّلة، وقد ذكر الخلاف في ذلك جماعة من العلماء في عامة كتب الفقه وأصوله وقواعد الحديث.
قال القرطبي: (قوله تعالى: (ممن ترضون من الشهداء) في موضع رفع على الصفة لرجل وامرأتين. قال ابن بكير وغيره: هذه مخاطبة للحكام. قال ابن عطية: وهذا غير نبيل، وإنما الخطاب لجميع الناس، لكن المتلبس بهذه القضية إنما هم الحكام، وهذا كثير في كتاب الله يعم الخطاب فيما يتلبس به البعض. لما قال الله تعالى: (ممن ترضون من الشهداء) دل على أن في الشهود من لا يرضي، فيجيء من ذلك أن الناس ليسوا محمولين على العدالة حتى تثبت لهم، وذلك معنى زائد على الإسلام، وهذا قول الجمهور.
وقال أبو حنيفة: كل مسلم ظاهر الإسلام مع السلامة من فسق ظاهر فهو عدل وإن كان مجهول الحال. وقال شريح وعثمان البتي وأبو ثور: هم عدول المسلمين وإن كانوا عبيدا، قلت فعمموا الحكم).
وتقدم إشارة الخطيب البغدادي إلى هذا الخلاف ونسبته لبعض الكوفيين ويعني به أبا حنيفة.
ولكل من القولين أدلة من الكتاب والسنة يستند إليها، فكيف يقال بأن المسألة محل إجماع بين العلماء؟!.
وقد سألتُ شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى عمن يقول: الأصل في أهل اليمن الزيدية، وفي أهل عمان الأباضية، وفي أهل مصر الأشعرية؟، فقال: أعوذ بالله، هذا كلام باطل، الأصل في المسلم العدالة – هكذا قال -.
ومقام التحقيق في المسألة أنه لا تلازم بين كون الأصل في المسلم عدم العدالة، وبين كون الأصل فيه السلامة، فكما وجب اشتراط ثبوت العدالة لكونها وصف زائد لا تثبت بدليل، فكذلك الجرح وصف زائد يشترط في ثبوته الدليل مع البراءة الأصلية فيه، وتغليب سلامة المسلم من العيب لأنه الأصل فيمن حمل مسمى الإسلام.
والله تعالى امتدح الأمة بكونها (أمة وسطا) قال غير واحد من المفسرين: عدلا، ومن ثمَّ قد يكون فيهم العدل وغير العدل فالوسطية بمعنى العدالة هنا من العام الذي أريد به الخصوص، أو العام المخصوص لمن قامت به العدالة، قال بنحوه الحافظ ابن حجر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/187)
وعلى هذا فلا تلازم بين اشتراط ثبوت العدالة، وبين نفي السلامة، فليس كل من لم تثبت عدالته، يعني عدم سلامته، وغاية ما في الأمر أن المسلم في أصله السلامة، ووصفنا له بالسلامة عملاً بحكم الظاهر، حيث لم يظهر لنا منه ما يقدح في دينه، ولهذا قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إنَّ أُناساً كانوا يؤخذون بالوحْيِ في عهد رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم، وإنَّ الوَحْي قد انْقطع، وإنما نؤاخذُكمُ الآن بما ظهر لَنَا مِنْ أَعمالكم فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه وليس لنا من سريرته شيء: الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدقه. وإن قال: إن سريرته حسنة) رواه البخاري.
قال الصنعاني في " سبل السلام معلّقاً على هذا الأثر: (استدل به على قبول شهادة من لم يظهر منه ريبة نظراً إلى ظاهر الحال، وأنه يكفي في التعديل ما يظهر من حال المعدل من الاستقامة من غير كشف عن حقيقة سريرته، لأن ذلك متعذر إلا بالوحي وقد انقطع، وكأن المصنف أورده وإن كان كلام صحابي لا حجة فيه، لأنه خطب به عمر وأقره من سمعه فكان قول جماهير الصحابة، ولأن هذا الذي قاله هو الجاري على قواعد الشريعة).
ومع ذلك فإنه إذا قيل بأنه ليس الأصل في المسلم العدالة، فالأمر مقيد في أبواب معينة من أبواب الدين وخاصة في بابي الراوية والشهادة بعمومها، وسائر ما يترتب عليه اشتراط سلامة المسلم من العيوب، فكل ما كان فيه وجوب ثبوت العدالة فلا بدّ من التحري في ثبوتها.
وأما سائر حقوق الإسلام فإن من ظهر لنا إسلامه وجب أن يعامل بها، لأن الأصل فيه السلامة، حتى يتبين لنا منه خلافها.
فلا يجوز للمرء أن يتجاسر بالطعن في أعراض المسلمين اليوم، وأن من لم تظهر منه مقالة في السنة، أو الانتماء إلى أهلها أو لبعض أهلها أنه ليس منهم!، فإن هذا من الظلم الذي حرمه الله تعالى على عباده، وهذا ما يعنيه شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى في فتواه التي نقلتها عنه.
وذلك لأن بعض الإخوان – هداهم الله – جعل الأصل في كل من تكلم اليوم أو كتب أنه ليس على السنة!، وجعل علامة السنة عنده إما أن يطعن في أشخاص معينين، أو طوائف معينة، أو أن ينضم إلى أشخاص معينين!، وهذا من وخيم التجاسر الذي يُشتكى منه في هذا الزمان، مع ما فيه من الجهل في تطبيق ما أثر عن السلف في التحذير من أهل البدع وهجرهم، والامتحان بأئمة السنة الذين أجمعت الأمة على فضلهم.
ومما بلي بها الكثير اليوم التساهل في التصنيف والتحزيب، وقد كتبت فيه قبل سنوات رسالة في ورقات تدور حول قضية أساسية رمزها أنه (ليس كل من قال في الإسلام مقالة مخالفة تنسب إليه بسببها طائفة، وتصنف كفرقة تغص بها بطون الكتب!).
واليوم - وللأسف – تساهل البعض في التصنيف بأدنى الإشارات، وأقل العبارات، بل وبالمظهر واللباس!!.
وكل ذلك له تعلّق بالفهم الخاطئ لقول من قال بأن الأصل في المسلم ليس العدالة!، فيطرد ذلك فيحكم على من لم يعرفه!! بموجب عبارة، أو إشارة، أو حتى لباسه ومظهره، ومن خلال سنوات عشر مضت سمع الجميع أسماء فرقٍ نجدها عند التمحيص لا يتجاوز أربابها أصابع اليدين.
وقد أنكر عليّ بعض الفضلاء من أهل العلم إنكاري لمسمى بعض الفرق!، وغاية ما عند من نسبت إليه أخطاء لا تقبل منه ولا توجب إخراجه من دائرة أهل السنة، فقلت له: يا شيخ – بارك الله فيكم - من أصول أهل السنة أن أهل السنة هم أهل الجماعة، وأهل البدعة هم أهل الفرقة!، وأهل البدع يعترفون بسيرهم على طريقة مؤسس فرقتهم منذ ستين سنة أو مائة سنة!، بينما نجد أهل السنة خلال عشر سنوات مضت تراشقوا التصنيف إلى كل شيخٍ يعتقدون مخالفته، فسردتُ عليه عشر أسماء خلال عشر سنوات!!، بل ربما زاد التصنيف والتحزب على مستوى المدينة الواحدة بل الحيّ الواحد، فكلما اختلف طالب علم مع آخر، نسب كل منهما إلى الآخر طائفة باسمه!!، وقال هذا من الفرقة الفلانية!!، وذاك يقول بمثله!!، فلم يعترض الشيخ الفاضل بشي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/188)
وهذا من أكبر موجبات الفرقة والتحزب بين المسلمين، وامتحان الناس بها من الامتحان المحرم بما لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو من التقليد المذموم، والتعصب المستقبح، ولشيخ الإسلام في الفتاوى في مواطن أنقل منها موطنين.
فيقول رحمه الله ضمن " الوصية الكبرى " [3/ 415]: (وكذلك التفرق بين الأمة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله – صلى الله عليه وسلم – مثل أن يقال للرجل: أنت شكيلي، أو قرفندي، فإن هذه أسماء باطلة، ما أنزل الله بها من سلطان، وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا في الآثار المعروفة عن سلف الأمة لا شكيلي ولا قرفندي، والواجب على المسلم إذا سئل عن ذلك أن يقول: لا أنا شيكلي ولا قرفندي، بل أنا مسلم متبع لكتاب الله وسنة رسوله.
وقد روينا عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنه سأل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما فقال: أأنت على ملة عليٍّ أو على ملة عثمان؟!، فقال: لست على ملة علي ولا على ملة عثمان، بل أنا على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم .... ) وراجع بقية كلامه فإنه مهم للغاية.
وقال رحمه الله تعالى [28/ 15]: (وإذا جنى شخص فلا يجوز أن يعاقب بغير العقوبة الشرعية، وليس لأحدٍ من المخلوقين أن يعاقبه بما شاء، وليس لأحدٍ أن يعاونه ولا يوافقه على ذلك، مثل أن يأمر بهجر شخصٍ فيهجره بغير ذنبٍ شرعي، أو يقول: أقعدته، أو أهدرته، أو نحو ذلك، فإن هذا من جنس ما يفعله القساقسة والرهبان مع النصارى، والحزابون مع اليهود، ومن جنس ما يفعله أئمة الضلالة والغواية مع أتباعهم، وقد قال الصديق الذي هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته: أطيعوني ما أطعت الله، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم، وقد قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وقال: (من أمركم بمعصية الله فلا تطيعوه).
فإذا كان المعلم أو الأستاذ قد أمر بهجر شخصٍ أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده، ونحو ذلك، نُظر فيه، فإن كان قد فعل ذنباً شرعياً عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة، وإن لم يكن أذنب ذنبا شرعيا لم يجز أن يعاقب بشيٍ لأجل غرض المعلم أو غيره، وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء، بل يكونون مثل الأخوة المتعاونين على البر والتقوى، كما قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة: من الآية2).
وليس لأحدٍ منهم أن يأخذ على أحدٍ عهدا بموافقته على كل ما يريده وموالاة من يواليه، ومعاداة من يعاديه، بل من فعل هذا كان من جنس جنكزخان وأمثاله الذين يجعلون من والهم صديقا والي، ومن خالفهم عدواً باغي، بل عليهم وعلى أتباعهم عهد الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، بأن يطيعوا الله ورسوله، ويطيعوا ما أمر الله به ورسوله، ويحرموا ما حرم الله ورسوله، ويرعوا حقوق المعلمين كما أمر الله ورسوله، فإن كان أستاذ أحدٍ مظلوما نصره، وإن كان ظالما لم يعاونه على الظلم بل يمنعه منه، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوما، قيل: يا رسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟، قال: (تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه).
وإذا وقع بين معلم ومعلم أو تلميذ وتلميذ، أو معلم وتلميذ: خصومة ومشاجرة، لم يجز لأحدٍ أن يعين أحدهما حتى يعلم الحق .. ).
وقال رحمه الله [28/ 227]: (وليس لأحدٍ أن يعلق الحمد والذم والحب والبغض والموالاة والمعاداة، والصلاة واللعن بغير الأسماء التي علّق الله بها ذلك: مثل أسماء القبائل، والمدائن، والمذاهب، والطرائق المفضلة إلى الأئمة والمشايخ، ونحو ذلك مما يراد به التعريف .... )، ومثله سبق الإشارة إليه في المجلد الثالث [صحيفة: 416].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/189)
وخلاصة الكلام أن تفريط الناس اليوم في موالاة أهل الكفر والبدعة والفسق، وإفراط الآخرين في الذم والهجر والحكم على الآخرين بالكفر والبدعة والفسق، كل ذلك من جنس الظلم الذي حرمه الله تعالى على نفسه وجعله بين عباده محرما، ومن جنس الجهل الداعي إلى ارتكاب المحرم، وضعف المراقبة، ومن عوفي من هذين الدائين فهو الناجي المعافى، إذ هما أصل بلاء كل من حاد عن السبيل، وبتمام الإسلام والاستسلام تكون السلامة من (الهوى)، وبتمام الإيمان والتصديق يرتفع المرء عن (الجهل)، وأنشد ابن القيم:
وتعرّ من ثوبين من يلبسهما **** يلقَ الردى بمذمة وهوانِ
ثوب من الجهل المركب فوقه **** ثوب التعصب بئست الثوبان
وتحل بالإنصاف أعظم حلة ***** زينت به الأعطاف والكتفان
واجعل شعارك خشية الرحمن مع ***** نصح الرسول فحبذا الأمران
كما إنني أختم لكم أخي الفاضل كلمتي هذه بالوصية بالاشتغال بالعلم، والاكتفاء في نقد الرجال والطوائف بما قاله أهل العلم بالجرح والتعديل في كل عصر، لأنهم أعرف بالمنكر ووجه الإنكار وطريقته، وأما طلاب العلم فعليهم الاستجابة، ونشر قولهم فقط، فقد كفاهم أهل العلم بذلك، ثم ليسألوا ربهم العافية، وذلك لأن التمادي في الكلام في الأشخاص قد يؤدي إلى الظلم والبغي أحياناً، والمسلم ينبغي أن يراقب الله في ذلك، لأن التحذير من أهل البدع وبيان حالهم، عقوبة لهم، والعقوبات مبناها على العدل، فلا يجوز أن يعاقب شخص بأكثر مما يستحقه شرعاً، حتى في ألفاظ الجرح فكيف بالمعاملة؟!، وتقدم في ما كتبت لكم سابقاً أن الأصل في الأعراض الحرمة، وأبيح الكلام فيها للضرورة، والضرورة تقدر بقدرها.
قال السخاوي في شرحه لألفية الحديث: (لا يجوز التجريح بشيئين إذا حصل بواحد).
ونقل فيه أيضاً عن العز بن عبدالسلام أنه قال في " قواعده ": (إنه لا يجوز للشاهد أن يجرح بذنبين مهما أمكن الاكتفاء بأحدهما، فإن القدح إنما يجوز للضرورة، فيقدر بقدرها).
وقال أيضاً في " الإعلان بالتوبيخ ": (وإذا أمكنه الجرح بالإشارة المفهمة أو بأدنى تصريح لا تجوز له الزيادة على ذلك، فالأمور المرخص فيها للحاجة لا يرتقى فيها إلى زائدٍ على ما يحصّل الغرض، وقد روّينا عن المزني قال: سمعني الشافعي يوماً وأنا أقول: فلان كذاب، فقال لي: يا إبراهيم أكس ألفاظك، أحسنها، لا تقل: كذاب، ولكن قل: حديثه ليس بشي، ونحوه أن البخاري كان لمزيد ورعه قل أن يقول: كذاب أو وضاع، أكثر ما يقول: سكتوا عنه، فيه نظر، تركوه، ونحو هذا، نعم ربما يقول: كذبه فلان، أو رماه فلان بالكذب).
وقال القرافي في " الفروق " في الفرق بين قاعدة الغيبة المحرمة، وقاعدة الغيبة التي لا تحرم، عندما ذكر أسباب إباحة الغيبة التي لا تحرم: (ويشترط في هذا القسم: أن تكون الحاجة ماسّة لذلك، وأن يقتصر الناصح في ذكر العيوب على ما يخلّ بتلك المصلحة خاصة، التي حصلت المشاورة فيها، أو التي يعتقد الناصح أن المنصوح شرع فيها .. ).
قلت: ومن نظر في عبارات أئمة الجرح والتعديل في كتبهم وجدها تدور غالباً على كلمة واحدة: (كذاب، متروك، متهم، سيئ الحفظ، يسرق الحديث، مبتدع، خبيث، تركوه) ونحو هذا، وجعلوا ذلك في كتب الرجال فقط، ولم يطردوها في كل حين وآن، ومتى ذكروا، فلكل مقام مقال يقتضيه، ولهذا وجد في ما أسندوه أسماء أشخاص من أهل البدع.
ولم يقولوا حدثنا فلان المبتدع عن فلان الجهمي عن فلان الخبيث!، ونحو هذا، وإن كان يقع من بعض أهل السنة ذلك أحياناً كما قال عيسى بن يونس: حدثنا ثور وكان قدريا، وكما قال قتيبة: حدثنا جرير الحافظ المقدم ولكنّي سمعته يشتم معاوية علانية.
كما إنه قد يوجد في عبارات أئمة الجرح والتعديل بعض الإكثار من ذم الرجل عامتها لأسباب يقتضيها المقام، ومنها ما يكون فيه مبالغة لا تقبل، وقد أنكر الحافظ ابن عبدالبر في " الجامع لبيان العلم وفضله " جملة من ألفاظ العلماء بعضهم في بعض.
وسألت شيخنا شيخ الإسلام عبدالعزيز بن باز – قدس الله روحه – عن المبتدع إذا كان فيه صفة خلقية أو خُلقية هل تذكر؟، فقال لي: (لا .. لا .. حذر من بدعته فقط).
فكيف بمن يطلق لسانه في شتى المجتمعات بشتى أصناف الجرح في الأشخاص مما يكشف عن سرّ طويته وأن ذلك للتشفي والتشهي وقلة الورع، ومراقبة الله.
بل كيف بمن يتجاسر اليوم على تتبع العورات، حتى تجرأ البعض إلى البحث عن أعراض ذوي من يريدون جرحه من النساء والذرية، فيعيرونه بهم؟!، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله، والله يعصمنا وإياكم أخي الكريم من مخالفة أمره، ويرزقنا حسن الإتباع، ويجنبا سبل الهوى والابتداع، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، تم تحريره مع أذان فجر يوم الأربعاء الموافق 15 من شهر جمادى الآخرة سنة 1424 بالحوية، بيد أفقر خلق الله: بدر بن علي العتيبي غفر الله له ولوالديه ومشايخه وجميع المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/190)
ـ[نواف البكري]ــــــــ[24 - 02 - 06, 05:37 م]ـ
جزى الله الجميع خيرا(33/191)
القاضي عبدالوهاب المالكي هل هو أشعري أم كان على عقيدة السلف؟
ـ[علي عبدالرحيم]ــــــــ[21 - 02 - 06, 01:28 م]ـ
القاضي عبدالوهاب المالكي هل هو أشعري أم كان على عقيدة السلف؟
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 10:45 م]ـ
قال ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ((قول القاضي عبد الوهاب إمام المالكية بالعراق: من كبار أهل السنة رحمه اللّه تعالى صرح بأن الله سبحانه استوى على عرشه بذاته. نقله شيخ الإسلام عنه في غير موضع من كتبه، ونقله عنه القرطبي في شرح الأسماء الحسنى))
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 05:12 ص]ـ
يُنظر: شرح عقيدة ابن أبي زيد القييرواني، ط دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث - دبي.
نصر قول أهل السنة في:
الاستواء (ص 171 - 177).
كلام الله _ عز وجلّ _ (180 - 199).
الإيمان (ص 344 - 346).
ـ[فيصل]ــــــــ[22 - 02 - 06, 08:41 ص]ـ
مع أن المحقق الجهمي حاول تحريف كلامه بشتى الطرق حسبنا الله ونعم الوكيل
لكن لا يمنع من تأثره بالكلابية ببعض الأمور لكنه اثبت العلو رحمه الله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 02 - 06, 09:22 ص]ـ
ينظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29900&highlight=%D2%ED%CF+%C7%E1%DE%ED%D1%E6%C7%E4%ED
وهذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32500&highlight=%C7%C8%E4+%C3%C8%ED+%D2%ED%CF
ـ[علي عبدالرحيم]ــــــــ[22 - 02 - 06, 11:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وودت لو كان عند أحد تأكيد لنسبة القاضي عبدالوهاب رحمه الله تعالى لأهل السنة، فإن البعض ربما لم يكتف بكلام ابن القيم.
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 02 - 06, 12:51 م]ـ
قال القرطبي في تفسيره:
((وقد كان الصدر الأول لا ينفون الجهة بل نطقوا هم والكافة بإثباتها للّه تعالى، كما نطق كتابه وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على العرش حقيقة، وخص العرش بذلك دون غيره، لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء، فإنه لا تعلم حقيقته، كما قال مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عن الكيف بدعة، وكذلك قالت أم سلمة. ثم ذكر كلام أبي بكر الحضرمي في رسالته التي سماها بالإيماء إلى مسألة الاستواء وحكايته عن القاضي عبد الوهاب: أنه استواء الذات على العرش، وذكر أن ذلك قول القاضي أبي بكر بن الطيب الأشعري كبير الطائفة، وأن القاضي عبد الوهاب نقله عنه نصاً، وأنه قول الأشعري وابن فورك في بعض كتبه، وقول الخطابي وغيره من الفقهاء والمحدثين.
قال القرطبي: وهو قول أبي عمر بن عبد البر والطلمنكي وغيرهما من الأندلسيين، ثم قال بعد أن حكى أربعة عشر قولاً: وأظهر الأقوال ما تظاهرت عليه الآي والأخبار، وقال جميع الفضلاء الأخيار: إن الله على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف بائن من جميع خلقه. هذا مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات.)))
ـ[أبي الحسن]ــــــــ[26 - 02 - 06, 04:16 م]ـ
قال القرطبي في تفسيره:
((وقد كان الصدر الأول لا ينفون الجهة بل نطقوا هم والكافة بإثباتها للّه تعالى، كما نطق كتابه وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على العرش حقيقة، وخص العرش بذلك دون غيره، لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء، فإنه لا تعلم حقيقته، كما قال مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عن الكيف بدعة، وكذلك قالت أم سلمة. ثم ذكر كلام أبي بكر الحضرمي في رسالته التي سماها بالإيماء إلى مسألة الاستواء وحكايته عن القاضي عبد الوهاب: أنه استواء الذات على العرش، وذكر أن ذلك قول القاضي أبي بكر بن الطيب الأشعري كبير الطائفة، وأن القاضي عبد الوهاب نقله عنه نصاً، وأنه قول الأشعري وابن فورك في بعض كتبه، وقول الخطابي وغيره من الفقهاء والمحدثين.
قال القرطبي: وهو قول أبي عمر بن عبد البر والطلمنكي وغيرهما من الأندلسيين، ثم قال بعد أن حكى أربعة عشر قولاً: وأظهر الأقوال ما تظاهرت عليه الآي والأخبار، وقال جميع الفضلاء الأخيار: إن الله على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف بائن من جميع خلقه. هذا مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات.)))
هذا ليس في تفسيره. هو إقتبس من قبل إبن قيم الجوزية في اجتماع الجيوش الإسلامية
ـ[طلعت منصور]ــــــــ[27 - 02 - 06, 06:31 م]ـ
شكرا لكم جميعا على تاكيد المعلومة
ـ[ابو عبد الله السلاوي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 03:56 م]ـ
السلام عليكم
القاضي عبد الوهاب المالكي احد شراح رسالة بن ابي زيد القيرواني الذي قدم لمحققه غير واحد وعلى
راسهم احد الازهريين بمصر ذاكرين فيه تنويههم له وللمحقق وللمذهب الاشعري وانه القاضي اشعري العقيدة.
وفي ترجمة الشيخ العباد رحمة الله عليه ذكر ان الشيخ العباد اول من شرح رسالة ابن ابي زيد
على عقيدة اهل السنة والجماعة
وفقنا الله لمرضاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/192)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 04:19 م]ـ
يُنظر: شرح عقيدة ابن أبي زيد القيرواني، ط دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث - دبي.
هذا الكتاب للقاضي عبد الوهاب
ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 04:46 م]ـ
السلام عليكم
القاضي عبد الوهاب المالكي احد شراح رسالة بن ابي زيد القيرواني الذي قدم لمحققه غير واحد وعلى
راسهم احد الازهريين بمصر ذاكرين فيه تنويههم له وللمحقق وللمذهب الاشعري وانه القاضي اشعري العقيدة.
وفي ترجمة الشيخ العباد رحمة الله عليه ذكر ان الشيخ العباد اول من شرح رسالة ابن ابي زيد
على عقيدة اهل السنة والجماعة
وفقنا الله لمرضاته.
اخي الكريم
القاضي عبدالوهاب رحمه الله كان على عقيدة السلف و يكفي من ذلك تصريحه بأن الاستواء هو استواء الذات على العرش , و هذه صفعة قوية للمعطلة فإن اهل السنة لم يطلقوا القول بأن الله مستوٍ على عرشه بذاته الا تبكيتاً للمعطلة الذين زعموا انه ليس على العرش إله يعبد.
ـ[علي عبدالرحيم]ــــــــ[18 - 03 - 06, 09:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا أجمعين.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[18 - 03 - 06, 10:56 م]ـ
وفق الله الجميع هل من مستقرأ لعقيدة الرجل و لا يكفي إثبات العلو على العرش في أنه من أهل السنة فانتبه
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[19 - 03 - 06, 12:45 ص]ـ
وفق الله الجميع هل من مستقرأ لعقيدة الرجل و لا يكفي إثبات العلو على العرش في أنه من أهل السنة فانتبه
قد كفى ابن القيم رحمه الله فيكفينا من باب اولى
و متقدمو المالكية كلهم سلفيون بخلاف متاخريهم
و عقيدة القاضي منشورة في شرحه لمقدمة ابن ابي زيد و الحمد لله تعالى
ـ[ابن النقاش]ــــــــ[07 - 09 - 06, 05:35 م]ـ
قال الأخ العامري: (و متقدمو المالكية كلهم سلفيون بخلاف متاخريهم)
وهذا الكلام صحيح في حدود معرفتي البسيطة و من شاء التأكد فلينظر كتب طبقات المالكية مثل رياض النفوس وطبقات أبي العرب التميمي وكذلك الأجزاء الأولى من ترتيب المدارك للقاضي عياض رحم الله الجميع.
وللتأكيد:من كان له اطلاع على كتب شيخ الإسلام فليراجع نقوله واستشهاداته بكتب متقدمي المالكية ومنهم شراح الرسالة لابن أبي زيد.
ـ[أبومحمد الخمسى]ــــــــ[13 - 10 - 08, 11:08 م]ـ
وفق الله الجميع هل من مستقرأ لعقيدة الرجل و لا يكفي إثبات العلو على العرش في أنه من أهل السنة فانتبه
القاضى رحمه الله يثبت صفة المجىء لله سبحانه وتعالى على حقيقتها، ليس ذلك فحسب، بل رد على من يتأولها بمجىء أمر الله.
إضافة إلى أنه لما ساق قول الأشعرى فى معنى الألوهية، من أنه القدرة على الاختراع، عقبه بقوله:
"وهذا معنى ينفرد به" ظاهره أنه يخطؤه فيه.
ـ[أبومحمد الخمسى]ــــــــ[13 - 10 - 08, 11:14 م]ـ
ولكن له كلاما فى مسألة "خلق أفعال العباد" الظاهر أنه يقول بكسب الأشاعرة، حيث قال: "والكسب عندنا ... "
وجعل يشرح نظرية الكسب، ولكنى لم أتفهمه جيدا، فالله أعلم. فليراجع.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - 10 - 08, 01:44 ص]ـ
صحيح أنه أثبت علو الله عز وجل على عرشه حقيقة
لكنه ينفي كيفية الإستواء، يؤمن بأنه ليس للإستواء كيفية لأنه يلزم منه الحركة والإنتقال .. الخ
انظروا آخر شرحه لكلام الإمام ابن أبي زيد القيروان في كون الله عز وجل فوق عرشه بذاته.
ـ[أبو الفتح الزواري]ــــــــ[14 - 10 - 08, 03:49 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
_أخي العامري كلامك فيه نظر لأنك تعلم أن الباقلاني من متقدمي المالكية و هو ممن أشهر مذهب بني كلاب و نصره.
_الأشعرية منقسمة إلى عدة جماعات
... متقدمون منهم كابن كلاب و الأشعري و ابن فورك و الباقلاني و البيهقي و جماعة من محدثي و فقهاء القرنين الرابع و الخامس يثبتون أغلب الصفات الخبرية (لكن على اختلاف بينهم فمنهم من يثبتها كأهل السنة و منهم من يثبتها بالطريقة الكلامية) و قد ينعت بعضهم بأن فيه تمعشرا فقط و شطحة هذه الفرقة هي تأويلهم للصفات الفعلية.
... متأخرون منهم بعد الجويني ثم الرازي إماما التجديد عند الأشاعرة المعاصرين و عقيدتهم إما التأويل و التعطيل أو التفويض و على هذا مشى جمهور المتأخرين من المتكلمين و قد سمى بعضهم هذه الفرقة بمعتزلة الأشاعرة (المؤولة).
و قد استفدنا هذا التقسيم من بعض طلبة العلم عندنا في الجزائر.
و بهذا نعلم خطأ بعض الطلبة في جعل متقدمي الأشاعرة و متأخريهم في سلة واحدة.
أخيرا أنصح إخواني بقراءة كتابي درء تعارض العقل و النقل و بيان تلبيس الجهمية للشيخ تقي الدين بن تيمية رحمه الله.
أخوكم أبو الفتح الزواري الذي هو نفسه وليد بن محمد الجزائري.
ـ[أبو الفتح الزواري]ــــــــ[14 - 10 - 08, 08:55 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أما عن القاضي عبد الوهاب فهو من تلاميذ الباقلاني و من أقاويله أنه إما على مذهب الأشاعرة المتقدمين أو متأثر بهم إلى حد كبير (فيه تمشعر كما يحب أن يقول البعض).
و القول الأول أقرب فإنه لم يسلم من كلاميات الباقلاني إلا قليل و الله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/193)
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[15 - 10 - 08, 07:16 م]ـ
سمعت من أخينا الشيخ عبد الحميد العقرة أنه سأل الشيخ أبا أويس محمد بوخبزة عن القاضي عبد الوهاب المالكي، فأجابه أنه سلفي بالجملة.(33/194)
سلسلة الراجعين إلى منهج السلف (6) تصريح الشهرستاني بأن علم الكلام يورث الحيرة
ـ[أبوعمير الحلبي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 03:14 م]ـ
هو أبو الفتح محمد بن أبي القاسم عبدالكريم الشهرستاني، ولد سنة 467هـ، وتوفي سنة 548هـ، وهو فقيه شافعي متكلم لوه مؤلفات كثيرة في الفقه. وهو صاحب الملل والنحل.
وكتاب في علم الكلام، لعله آخر مؤلفاته [نهاية الإقدام في علم الكلام] وهو الذي ذم فيه علم الكلام وحذر منه وأوضح أن علم الكلام إنما يورث الحيرة وليس لدى أربابه يقين في عقيدتهم.
وقد أثبت في أول كتابه المذكور بيتين في وصف حال أهل الكلام قائلاً:
لعمري لقد طفت المعاهد كلها ... وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كف حائر ... على ذقن أو قارعا سن نادم
ولم يذكر أن البيتين لمن؟ وسواء كان هذا كلامه أو كلام غيره فإنه ينص بهذين البيتين على سوء حال أهل الكلام وما ينتهي إليه أمرهم من الحيرة والضلال واضطراب العقيدة. فنسأل الله تعالى العافية والسلامة.
الاستفادة: كتاب (الصفات الإلهية) للجامي ص167 - 168.
أعده
المنهج - شبكة الدفاع عن السنة
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[22 - 02 - 06, 07:28 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل ...
ـ[نواف البكري]ــــــــ[23 - 02 - 06, 02:57 ص]ـ
فكرة جيدة
واصل فيها رعاك الله(33/195)
أقوال الأئمة في إثبات الصفات
ـ[عمر ابن محمد المغربي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 02:07 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أقوال الشارحين لأسماء اللّه الحسنى
قول القرطبي في شرحه: قال: وقد كان الصدر الأول لا ينفون الجهة بل نطقوا هم والكافة بإثباتها للّه تعالى، كما نطق كتابه وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على العرش حقيقة، وخص العرش بذلك دون غيره، لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء، فإنه لا تعلم حقيقته، كما قال مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عن الكيف بدعة، وكذلك قالت أم سلمة. ثم ذكر كلام أبي بكر الحضرمي في رسالته التي سماها بالإيماء إلى مسألة الاستواء وحكايته عن القاضي عبد الوهاب: أنه استواء الذات على العرش، وذكر أن ذلك قول القاضي أبي بكر بن الطيب الأشعري كبير الطائفة، وأن القاضي عبد الوهاب نقله عنه نصاً، وأنه قول الأشعري وابن فورك في بعض كتبه، وقول الخطابي وغيره من الفقهاء والمحدثين.
قال القرطبي: وهو قول أبي عمر بن عبد البر والطلمنكي وغيرهما من الأندلسيين، ثم قال بعد أن حكى أربعة عشر قولاً: وأظهر الأقوال ما تظاهرت عليه الآي والأخبار، وقال جميع الفضلاء الأخيار: إن الله على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف بائن من جميع خلقه. هذا مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات.
ـ[عمر ابن محمد المغربي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 02:15 م]ـ
أقوال أئمة أهل الحديث الذي رفع اللَّهُ منازلهم في العالمين
وجعل لهم لسان صِدْقٍ في الآخرين ذكر قول إمامهم وشيخهم الذي روى له كل محدّث أبو هريرة رضي اللّه عنه: روى الدارميّ عنه في كتاب النقض بإسناد جيد قال: لما ألقي إبراهيم عليه الصلاة والسلام في النار قال: اللهم إنك في السماء واحد، وأنا في الأرض واحد أعبدك.
ذكر قول إمام الشام في وقته، أحد أئمة الدنيا الأربعة أبي عمرو الأوزاعي رحمه اللّه تعالى: روى البيهقي عنه في الصفات أنه قال: كنا والتابعون متوافرون نقول: إن اللّه عز وجل فوقَ عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفته. وقد تقدّم حكاية ذلك عنه.
قول إمام أهل الدنيا في وقته، عبد اللّه بن المبارك رحمه اللّه تعالى: وقد صحّ عنه صحة قريبة من التواتر أنه قيل له: بماذا نعرف ربنا؟ قال: بأنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه. ذكره البيهقي، وقبله الحاكم، وقبله الدارمي عثمان، وقد تقدم.
قول حماد بن زيد إمام وقته رحمه الله تعالى: تقدم عنه قول: الجهمية إنما يحاولون أن يقولوا: ليس في السماء شيء.
وكان من أشد الناس على الجهمية.
قول يزيد بن هارون رحمه اللّه تعالى: قال عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب السنة، حدثنا عباس، حدثنا شداد ابن يحيى قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما تقرر في قلوب العامة فهو جهمي.
قال شيخ الإسلام: والذي تقرّر في قلوب العامة هو ما فطر اللَّهُ تعالى عليه الخليقة من توجّهها إلى ربّها تعالى عند النوازل والشدائد والدعاء والرغبات إليه تعالى نحو العلو، لا يلتفت يمنة ولا يسرة، من غير موقف وقفهم عليه، ولكن فطرة الله التي فطر الناس عليها، وما من مولود إلا وهو يولد على هذه الفطرة حتى يجهمه، وينقله إلى التعطيل من يقيّض له.
قول عبد الرحمن بن مهدي رحمه اللّه تعالى: روى عنه غير واحد بإسناد صحيح أنه قال: إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن الله كلّم موسى، وأن يكون على العرش. أرى أن يستتابوا، فإن تابوا وإلاّ ضُربت أعناقهم. قال علي بن المديني: لو حلفت لحلفت بين الركن والمقام: أني ما رأيت أعلم من عبد الرحمن بن مهدي.
قول سعيد بن عامر الضبعي، إمام أهل البصرة على رأس المائتين رحمه الله تعالى: روى ابن أبي حاتم عنه في كتاب السنّة أنه ذكر عنده الجهم، فقال: هم شر قولاً من اليهود والنصارى، وقد أجمع أهلُ الأديان مع المسلمين على أن الله على العرش، وقالوا هم: ليس على العرش شيء.
قول عباد بن العوام، أحد أئمة الحديث بواسط رحمه اللّه تعالى: قال: كلمت بشر المريسي وأصحابه، فرأيت آخر كلامهم يقولون: ليس في السماء شيء، أرى والله أن لا يناكحوا ولا يوارثوا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/196)
قول عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، شيخ البخاري ومسلم رحمهما اللّه تعالى: قال بنان بن أحمد: كنا عند القعنبي فسمع رجلاً من الجهمية يقول: " الرحمن على العرش استوى " استولى. فقال القعنبي: من لا يوقن أن الرحمن على العرش استوى، كما تقرّر في قلوب العامة فهو جهمي. قال البخاري محمد بن إسماعيل رحمه الله تعالى في كتاب خلق أفعال العباد عن يزيد بن هارون مثله سواء، وقد تقدم.
قول علي بن عاصم، شيخ الإمام أحمد رحمهما اللّه تعالى: صح عنه أنه قال: ما الذين قالوا: إن الله سبحانه ولداً أكفر من الذين قالوا: أن الله سبحانه لم يتكلّم. وقال: احذورا من المريسي وأصحابه فإن كلامهم الزندقة، وأنا كلمت أستاذهم، فلم يثبت أن في السماء إلهاً. حكاه عنه غيرُ واحد ممن صنف في السنّة.
وقال يحيى بن علي بن عاصم: كنت عند أبي، فاستأذن عليه المريسي، فقلت له: يا أبت مثل هذا يدخل عليك؟ فقال: وما له؟ فقلت: إنه يقول: إن القرآن مخلوق، ويزعم أن الله معه في الأرض ... وكلاماً ذكرته، فما رأيته اشتد عليه مثل ما اشتد عليه قوله: إن القرآن مخلوق، وقوله: إن اللّه معه في الأرض. ذكر هذين الأثرين عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب الرد على الجهمية.
قول وهب بن جرير رحمه اللّه تعالى: صح عنه أنه قال: إياكم ورأي جهم، فإنهم يحاولون أن ليس في السماء شيء، وما هو إلا من وحي إبليس، وما هو إلا الكفر. حكاه محمد بن عثمان الحافظ في رسالته في السنّة. وقال البخاري رحمه اللّه تعالى في كتاب خلق الأفعال: وقال وهب بن جرير: الجهمية الزنادقة إنما يريدون أن ليس على العرش استوى ..
قول عاصم بن علي أحد شيوخ النبل، شيخ البخاري وغيره، أحد الأئمة الحفاظ الثقّات: حدث عن شعبة. وابن أبي ذئب. والليث رحمهم اللّه تعالى.
قال الخطيب: وجه المعتصم من يحزر مجلسه في جامع الرصافة، وكان جلس على سطح الرحبة، ويجلس الناس في الرحبة وما يليها، فعظم الجمع مرة جداً، حتى قال أربع عشرة مرة: حدثنا الليث بن سعد، والناس لا يسمعون لكثرتهم، فحزر المجلس فكان عشرين ومائة ألف رجل. قال يحيى بن معين فيه: هو سيد المسلمين. قال عاصم: ناظرت جهمياً فتبين من كلامه أنه اعتقد أن ليس في السماء رب.
قال شيخ الإسلام: كان الجهمية يدورون على ذلك، ولم يكونوا يصرحون به لوفور السلف والأئمة، وكثرة أهل السنة، فلما بُعد العهد وانقرض الأئمة صرّح أتباعهم بما كان أولئك يشيرون إليه ويدورون حوله. قال: وهكذا ظهرت البدع كلما، طال الأمر، وبعد العهد اشتد أمرها وتغلظت. قال: وأول بدعة ظهرت في الإسلام بدعة القدر والإرجاء، ثم بدعة التشيع إلى أن انتهى الأمر إلى الاتحاد والحلول وأمثالهما.
قول الإمام عبد العزيز بن يحيى الكناني صاحب الشافعي رحمهما اللّه: له كتاب في الرد على الجهمية قال فيه: باب قول الجهمي في قوله: " الرحمن على العرش استوى ". زعمت الجهمية أن معنى استوى: استولى. من قول العرب: استوى فاطن على مصر يريدون استولى عليها.
قال: فيقال له: هل يكون خلق من خلق اللّه أتت عليه مدة ليس بمستول عليه؟ فإذا قال: لا، قيل له: فمن زعم ذلك فهو كافر، فيقال له: يلزمك أن تقول: أن العرش أتت عليه مدة ليس اللّه بمستول عليه، وذلك لأنه أخبر أنه سبحانه خلق العرش قبل السموات والأرض، ثم استوى عليه بعد خلقهن، فيلزمك أن تقول: المدة التي كان العرش قبل خلق السموات، والأرض ليس اللّه تعالى بمستول عليه فيها، ثم ذكر كلاماً طويلاً في تقرير العلو والاحتجاج عليه.
ذكر قول جرير بن عبد الحميد شيخ إسحاق بن راهويه وغيره من الأئمة رحمهم اللّه تعالى: قال: كلام الجهمية أول عسل وآخره سم، وإنما يحاولون أن يقولوا: ليس في السماء إله. رواه ابن أبي حاتم في كتاب الرد على الجهمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/197)
ذكر قول عبد اللّه بن الزبير الحميدي رحمه اللّه تعالى: أحد شيوخ النبل. شيخ البخاري. إمام أهل الحديث والفقه في وقته، وهو أول رجل افتتح به البخاري صحيحه، فقال: وما نطق به القرآن والحديث مثل قوله تعالى: " وقالَتِ اليَهُودُ يدُ اللَّه مَغْلُولةً غلّت أيْديهم ولُعِنُوا بما قَالُوا بَلْ يَدَاه مَبْسُوطتان " سورة المائدة آية 64. ومثل قوله تعالى: " والسّمواتُ مَطْوياتٌ بيَمينه " سورة الزمر آية 67. وما أشبه هذا من القرآن والحديث لا نزيد فيه ولا نفسّره، ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة ونقول: " الرحمنُ على العرش استوى "، ومن زعم غير هذا فهوِ مُبْطِلٌ جهميٌّ. وليس مقصود السلف بأن من أنكر لفظ القرآن يكون جهمياً مبتدعاً، فإنه يكون كافراً زنديقاً. وإنما مقصودهم من أنكر معناه وحقيقته.
قول نعيم بن حماد الخزاعي رحمه اللّه تعالى: أحد شيوخ النبل، شيخ البخاري رحمهما الله تعالى قال في قوله: " وهُوَ مَعَكُم " سورة الحديد آية4: معناه لا يخفى عليه خافية بعلمه، ألا ترى إلى قوله تعالى: " مَا يَكُونُ مِنْ نجْوى ثَلاثةٍ إلا هُوَ رابِعُهُمْ " سورة المجادلة آية 7. أراد أن لا يخفى عليه خافية. قال البخاري: سمعته يقول: من شَبَّهَ اللهَ تعالى بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله تعالى به نفسه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم تشبيهاً: قول عبد اللّه بن أبي جعفر الرازي رحمه اللّه تعالى: قال صالح بن الضريس: جعل عبد الله بن أبي جعفر الرازي يضرب قرابة له بالنعل على رأسه يرى رأي جهم، ويقول: لا، حتى تقول الرحمن على العرش استوى، بائن من خلقه. ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب الرد على الجهمية.
قول الحافظ أبي معمر القطيعي رحمه اللّه تعالى: ذكر ابن أبي حاتم عنه أنه قال: آخر كلام الجهمي أنه ليس في السماء إله.
قول بشر بن الوليد، وأبي يوسف رحمهما اللّه تعالى: روى ابن أبي حاتم قال: جاء بشر بن الوليد إلى أبي يوسف فقال له: تنهاني عن الكلام وبشر المريسي وعلى الأحول، وفلان يتكلمون؟ فقال: وما يقولون؟ قال: يقولون: إن اللّه في كل مكان، فبعث أبو يوسف وقال: عليَّ بهم، فانتهوا إليهم، وقد قام بشر فجيء بعلي الأحول والشيخ الآخر، فنظر أبو يوسف إلى الشيخ وقال: لو أن فيك موضع أدب لأوجعتك وأمر به إلى الحبس، وضرب علي الأحول وطيف به، وقد استتاب أبو يوسف بشر المريسي لما أنكر أن الله فوق عرشه، وهي قصة مشهورة ذكرها عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره، وأصحاب أبي حنيفة المتقدمون على هذا.
قول محمد بن الحسن رحمه اللّه تعالى: قال محمد بن الحسن رحمه اللّه: اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن، والأحاديث التي جاء بها الثقات عن الرسول صلى الله عليه وسلم في صفات الرب عز وجل من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه، فمن فَسّرَ شيئاً من ذلك، فقد خرج عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفارق الجماعة، فإنهم لم ينفوا ولم يفسروا، ولكن آمنوا بما في الكتب والسنّة، ثم سكتوا. فمن قال بقول جهم، فقد فارق الجماعة، لأنه وصفه بصفة لا شيء. وقال محمد رحمه الله تعالى أيضاً في الأحاديث التي جاءت أن الله تعالى يهبط إلى سماء الدنيا ونحو هذا: هذه الأحاديث قد رواها الثقات، فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها. ذكر ذلك عنه أبو القاسم اللالكائي، وهذ تصريح منه بأن من قال بقول جهم، فقد فارق جماعة المسلمين.
قول الطحاوي رحمه اللّه تعالى: وقد ذكر الطحاوي في اعتقاد أبي حنيفة وصاحبيه رحمهم الله تعالى ما يوافق هذا، وأنهم أبرأ الناس من التعطيل والتجهم، وقال في عقيدته المعروفة: وأنه تعالى محيط بكل شيء وفوقه، وقد أعجز عن الإحاطة خلقه.
قول سفيان بن عيينة رحمه اللّه تعالى: ذكر الثعلبي عنه في تفسيره. قال ابن عيينة: " ثم استوى على العرش " صعد.
قول خالد بن سليمان أبي معاذ البلخي أحد الأئمة رحمه اللّه تعالى: روى عبد الرحمن بن أبي حاتم عنه بإسناده قال: كان جهم على معبر ترمذ، وكان فصيح اللسان لم يكن له علم ولا مجالسة أهل العلم، فكلم السمنية فقالوا: صف لنا ربّك الذي تعبده، فدخل البيت لا يخرج، ثم خرج إليه بعد أيام، فقال: هو هذا الهواء مع كل شيء، وفي كل شيء لا يخلو منه شيء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/198)
قال أبو معاذ: كذب عدو اللّه. إن اللّه في السماء على العرش كما وصف نفسه.
وهذا صحيح عنه، وأوّل من عرف عنه في هذه الأمة أنه نفى أن يكون اللّه في سمواته على عرشه هو جهم بن صفوان، وقبله الجعد بن درهم، ولكن الجهم هو الذي دعا إلى هذه المقالة وقررها وعنه أخذت.
فروى ابن أبي حاتم وعبد اللّه بن أحمد في كتابيهما في السنّة، عن شجاع ابن أبي نصر أبي نعيم البلخي وكان قد أدرك جهماً قال: كان لجهم صاحب يكرمه ويقدمه على غيره، فإذا هو قد وقع به فصيح به وبدر به، وقيل له: لقد كان يكرمك. فقال: إنه قد جاء منه ما لا يحتمل بينما هو يقرأ طه والمصحف في حجره، فلما أتى على هذه الآية: " الرحمن على العرش استوى " فقال: لو وجدت السبيل إلى أن أحكها من المصحف لفعلت، فاحتملت هذه ثم أنه بينما هو يقرأ آية إذ قال: ما أظرف محمداً حين قالها، ثم بينما هو يقرأ " طسم القصص " والمصحف في حجره إذ مر بذكر موسى عليه الصلاة والسلام، فدفع المصحف بيديه ورجليه وقال: أي شيء هذا؟ ذكره ههنا، فلم يتم ذكره. فهذا شيخ النافين لعلو الرب على عرشه ومباينته من خلقه.
وذكر ابن أبي حاتم عنه بإسناده عن الأصمعي قال: قدمت امرأة جهم، فقال رجل عندها: اللّه على عرشه، فقالت: محدود على محدود، فقال الأصمعي: هي كافرة بهذه المقالة، أما هذا الرجل وامرأته فما أولاه بأن: سيصلى ناراً ذات لهب وإمرأته حمالة الحطب.
قول إسحاق بن راهويه، إمام أهل المشرق نظير أحمد رحمهما الله تعالى: قال حرب بن إسماعيل الكرماني صاحب أحمد: قلت لإسحاق بن راهوية: قول اللّه عز وجل: " ما يَكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم " كيف تقول فيه؟ قال: حيث ما كنت، فهو أقرب إليك من حبل الوريد، وهو بائن من خلقه، ثم قال: وأعلى كل شيء من ذلك وأثبته قول اللّه عز وجل: " الرحمن على العرش استوى ".
وقال الخلال في كتاب السنّة: أخبرنا أبو بكر المروزي، حدثنا محمد بن الصباح النيسابوري، حدثنا سليمان بن داود الخفاف قال: قال إسحاق بن راهويه، قال اللّه عز وجل: " الرحمن على العرش استوى " إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى، ويعلم كل شيء أسفل الأرض السابعة، وفي قعور البحار، ورؤوس الجبال، وبطون الأودية. وفي كل موضع كما يعلم ما في السموات السبع، وما دون العرش أحاط بكل شيء علماً، ولا تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض إلا وقد عرف ذلك كله وأحصاه، لا يعجزه معرفة شيء عن معرفة غيره.
وقال السراج: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: دخلت يوماً على طاهر بن عبد الله وعنده منصور بن طلحة فقال لي منصور: يا أبا يعقوب تقول: إن اللّه ينزل كل ليلة، قلت له: ونؤمن به إذ أنت لا تؤمن أن اللّه في السماء لا تحتاج أن تسألني، فقال طاهر: ألم أنهك عن هذا الشيخ؟.
ذكر قول حافظ الإسلام يحيى بن معين رحمه الله تعالى: روى ابن بطة عنه في الابانة بإسناده قال: إذا قال لك الجهميّ: كيف ينزل؟. فقل: كيف يصعد؟ قول الإمام حافظ أهل المشرق، وشيخ الأئمة عثمان بن سعيد الدارمي رحمه اللّه تعالى: قال فيه أبو الفضل الفرات: ما رأيت مثل عثمان بن سعيد، ولا رأى عثمان مثل نفسه. أخذ الأدب عن ابن الأعرابي، والفقه عن البويطي، والحديث عن يحيى بن معين وعلي بن المديني، وأثنى عليه أهل العلم، صاحب كتاب الرد على الجهمية والنقض على بشر المريسي.
وقال في كتابه النقض على بشر. وقد اتفقت الكلمة من المسلمين أن اللّه تعالى فوق عرشه، فوق سمواته لا ينزل قبل يوم القيامة إلى الأرض، ولم يشكوا أنه ينزل يوم القيامة ليفصل بين عباده، ويحاسبهم ويثيبهم، وتشقق السموات يومئذ لنزوله، وتنزل الملائكة تنزيلاً، ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية. كما قال الله به سبحانه، ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلما لم يشك المسلمون أن اللّه لا ينزل إلى الأرض قيل يوم القيامة لشيء من أمور الدنيا. علموا يقيناً أن ما يأتي الناس من العقوبات إنما هو أمره وعذابه، فقوله: " فأتى اللّه بنيانهم من القواعد " إنما هو أمره وعذابه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/199)
وقال في موضع آخر من هذا الكتاب، وقد ذكر الحلول: ويحك هذا المذهب أنزه لله تعالى من السوء، أم مذهب من يقول هو بكماله وجماله وعظمته وبهائه فوق عرشه فوق سمواته. فوق جميع الخلائق في أعلى مكان وأظهر مكان، حيث لا خلق هناك، ولا إنس ولا جان، أي الحزبين أعلم بالله وبمكانه وأشد تعظيماً وإجلالاً له.
وقال في هذا الكتاب: علمه بهم محيط، وبصره فيهم نافذ، وهو بكماله فوق عرشه، والسموات ومسافة بينهن وبينه وبين خلقه في الأرض، فهو كذلك معهم خامسهم وسادسهم ... وإنما يعرف فضل الربوبية وعظم القدرة بأن الله من فوق عرشه، ومع بعد المسافة بينه وبين الأرض يعلم ما في الأرض.
وقال في موضع آخر من الكتاب: والقرآن كلام الله وصفة من صفاته خرج منه كما شاء أن يخرج، والله بكلامه وعلمه وقدرته وسلطانه وجميع صفاته غير مخلوق وهو بكماله على عرشه.
وقال في موضع آخر وقد ذكر حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الطويل في شأن الروح وقبضها ونعيمهما وعذابها، وفيه: فيصعد بروحه حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل، فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين في السماء السابعة، وأعيدوه إلى الأرض. وذكر الحديث. ثم قال: وفي قوله: " لا تفْتحُ لهُم أبْوابَ السماء " .. دلالة ظاهرة أن الله تعالى فوق السموات، لأنه لو لم يكن فوق السماء لما عرج بالأرواح والأعمال إلى السماء، ولما غلقت أبواب السماء عن قوم وفتحت لآخرين.
وقال في موضع آخر. وقد بلغنا أن حملة العرش حين حملوا العرش وفوقه الجبار جل جلاله في عزته وبهائه ضعفوا عن حمله، واستكانوا وجثوا على ركبهم، حتى لقنوا لا حول ولا قوة إلا بالله، فاستقلوا به بقدرة الله وإرادته.
ثم ساق بإسناده عن معاوية بن صالح: أول ما خلق الله حين كان عرشه على الماء حملة العرش فقالوا: ربنا لِمَ خلقتنا؟ فقال: خلقتكم لحمل عرشي. فقالوا: ربنا ومَن يقوى على حمل عرشك وعليه جلالك وعظمتك ووقارك؟ فقال لهم: إني خلقتكم لذلك. قال: فيقول ذلك مراراً؟ قال: فقولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وقال في موضع آخر: ولكنا نقول رب عظيم، وملك كبير نور السموات والأرض، وإله السموات والأرض على عرش عظيم، مخلوق فوق السماء السابعة دون ما سواها من الأماكن، من لم يعرفه بذلك كان كافراً به وبعرشه.
وقال في موضع آخر في حديث حصين: كم تعبد، فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على حصين إذ عرف أن إله العالمين في السماء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحصين رضي الله عنه قبل إسلامه كان أعلم باللّه الجليل من المريسي وأصحابه مع ما ينتحلون من الإسلام، إذ ميز بين الإله الخالق الذي في السماء، وبين الآلهة والأصنام المخلوقة التي في الأرض، قال: وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله سبحانه في السماء وعرفوه بذلك إلا المريسي وأصحابه، حتى الصبيان الذين لم يبلغوا الحنث.
وقال في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمَة: أين الله؟ تكذيب لمن يقول هو في كل مكان، وأن الله لا يوصف بأين، بل يستحيل أن يقال أين هو، والله فوق سمواته بائن من خلقه، فمن لم يعرفه بذلك لم يعرف إلهه الذي يعبده.
وكتاباه من أجل الكتب المصنفة في السنّة وأنفعها، وينبغي لكل طالب سنة مراده الوقوف على ما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة أن يقرأ كتابيه، وكان شيِخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللّه يوصي بهذين الكتابين أشد الوصية ويعظّمهما جداً، وفيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهما.
قول قتيبة بن سعيد رحمه اللّه تعالى: الإمام الحافظ أحد أئمة الإسلام، وحفاظ الحديث من شيوخ الأئمة الذين تجملوا بالحديث عنه، قال أبو العباس السراج: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: هذا قول الأئمة في الإسلام والسنّة والجماعة: نعرف ربنا سبحانه، بأنه في السماء السابعة على عرشه كما قال تعالى: " الرّحمنُ على العَرْش اسْتوى " سورة طه آية 5.
وقال موسى بن هارون: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه كما قال تعالى: " الرحمن على العرش استوى ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/200)
قول عبد الوهاب الوراق رحمه اللّه تعالى: أحد الأئمة الحفاظ، أثنى عليه الأئمة، وقيل للإمام أحمد رحمه اللّه: من نسأل بعدك؟ فقال: عبد الوهاب، وهو من شيوخ النبل، قال عبد الوهاب، وقد روى حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما: ما بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور وهو فوق ذلك، ومن زعم أن الله ههنا، فهو جهمي خبيث. إن اللّه فوق العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة، صح ذلك عنه. حكاه عنه محمد بن عثمان في رسالته في الفوقية، وقال: ثقة حافظ. روى عنه أبو داود والترمذي والنسائي مات سنة خمسين ومائتين.
قول خارجة بن مصعب رحمه اللّه تعالى: قال عبد اللّه بن أحمد في كتاب السنة: حدثني أحمد بن سعيد الدارمي أبو جعفر قال: سمعت أبي يقول، سمعت خارجة بن مصعب يقول: الجهمية كفار. أبلغ نساءهم أنهن طوالق لا يحللن لهم، لا تعودوا مرضاهم، ولا تشهدوا جنائزهم، ثم تلا طه إلى قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى ".
قول إمامي أهل الحديث، أبي زرعة، وأبي حاتم رحمهما اللّه تعالى: ال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن مذهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه أئمة العلم في ذلك، فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعراقاً وشاماً ويمناً فكان من مذهبهم: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، والقرآن كلام اللّه تعالى، غير مخلوق بجميع جهاته، والقدر خيره وشره من اللّه عز وجل، وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم، وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه، كما وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف. أحاط بكل شيء علماً، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأنه سبحانه يرى في الآخرة، يراه أهل الجنة بأبصارهم، ويسمعون كلامه كيف شاء وكما شاء، والجنة حق، والنار حق، وهما مخلوقتان لا يفنيان أبداً، ومن زعم أن القرآن مخلوق، فهو كافر باللّه العظيم كفراً ينقل عن الملة، ومن شكّ في كفره ممن يفهم ولا يجهله، فهو كافر، ومن وقف في القرآن فهو جهمي، ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي.
قال أبو حاتم: والقرآن كلام اللّه وعلمه وأسماؤه وصفاته وأمره ونهيه ليس بمخلوق بجهة من الجهات. ونقول: أن الله على عرشه، بائن من خلقه، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
ثم ذكر عن أبي زرعة رحمه الله تعالى أنه سئل عن تفسير قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى " فغضب، وقال: تفسيرها كما تقرأ، هو على العرش استوى، وعلمه في كل مكان. من قال غير ذلك، فعليه لعنة الله. وهذان الإمامان إماما أهل الدين، وهما من نظراء الإمام أحمد والبخاري رحمهما الله تعالى.
قول حرب الكرماني، صاحب أحمد وإسحاق رحمهم اللّه تعالى: وله مسائل جليلة عنهما. قال يحيى بن عمار: أخبرنا أبو عصمة قال: حدثنا إسماعيل بن الوليد، حدثنا حرب بن إسماعيل قال: والماء فوق السماء السابعة والعرش على الماء، والله على العرش، قلت: هذا لفظه في مسائله، وحكاه إجماعاً لأهل السنة من سائر أهل الأمصار.
قول إمام أهل الحديث علي بن المديني، شيخ البخاري، بل شيخ الإسلام رحمه اللّه تعالى: قال البخاري: علي بن المديني سيد المسلمين. قيل له: ما قول الجماعة في الإعتقاد؟ قال: يثبتون الكلام والرؤية ويقولون: إن الله تعالى على العرش استوى. فقيل له: ما تقول في قوله تعالى: " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم "؟ فقال: اقرأوا أول الآية، يعني بالعلم، لأن أول الآية: " ألم تَرَ أن اللَّه يعْلَمُ ما في السّموات ".
قال البخاري في كتاب خلق الأفعال: وقال ابن المديني: القرآن كلام الله غير مخلوق. من قال إنه مخلوق، فهو كافر لا يصلى خلفه. قال البخاري: ما استصغرت نفسي بين يدي أحد إلا بين يدي علي بن المديني. وقال الحسن بن محمد بن الحارث: سمعت علي بن المديني يقول: أهل الجماعة يؤمنون بالرؤية وبالكلام، وأن اللّه فوق السموات على العرش استوى، وسئل عن قوله تعالى: " ما يكُون من نجوى ثَلاثةٍ إلاَّ هو رابعُهُم " سورة المجادلة آية 7. فقال: اقرأ ما قبله، يعني علم الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/201)
قول سنيد بن داود، شيخ البخاري رحمهما اللّه تعالى: قال أبو حاتم الرازي: حدثنا أبو عمران موسى الطرطوسي قال: قلت لسنيد بن داود: هو على عرشه بائن من خلقه؟ قال: نعم، ألم تسمع قوله تعالى: " وتَرى المَلائكة حَافِّينَ منْ حولِ العرش " سورة الزمر آية 7.
قول إمام أهل الإسلام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه اللّه تعالى: قال في كتاب التوحيد من صحيحه: باب قول الله عز وجل: " وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم "، قال أبو العالية: استوى إلى السماء: ارتفع، فسواهنّ: خلقهن، وقال مجاهد: استوى: علا على العرش.
ثم ساق البخاري حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها كانت تفتخر على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقول: زوجكنّ أهاليكنّ، وزوجني الله من فوق سبع سموات. وذكر تراجم أبواب هذا الكتاب الذي ترجمه كتاب التوحيد، والرد على الجهمية رداً على أقوال الجهمية التي خالفوا بها الأمة، فمن تراجم أبواب هذا الكتاب: باب قول الله تعالى: " قُل ادْعُوا اللّه أوِ ادْعوا الرّحْمن أياً مّا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْماء الحُسْنى " سورة الإسراء آية 110. ومن أبوابه أيضاً: باب قول الله عز وجل: " إنَّ اللَّهَ هوَ الرّزاق ذو القوّة المتين " سورة الذاريات آية 58، وذكر أحاديث.
ثم قال: باب قوله تعالى: " عَالِمُ الغَيبٍ فَلا يظهرُ على غيْبه أحداً " سورة الجن آية 26.
" إنَ الله عنْدَه عِلْمُ الساعة " سورة لقمان آية 34. " أنْزله بعِلْمه ". " ومَا تَحْملُ من أُنْثى ولاَ تَضَعُ إلاَّ بعلْمه " سورة فاطر آية 11. ثم ساق أحاديث مستدلاً بها على إثبات صفة العلم.
ثم قال: باب قول الله عز وجل: " السّلامُ المُؤمنُ ". ثم ساق حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه: إن الله تعالى هو السلام، ثم ساق حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: يقول اللّه: أنا الملك.
ثم قال: باب قول الله: " وهُوَ العَزيزُ الحكيم " " سُبحانَ ربِّكَ ربِّ العِزّة عمّا يَصِفُونَ " سورة الصافات آية 180. " وللَّهِ العِزّةُ ولرَسوله " سورة المنافقون آية 8. وذكر أحاديث في ذلك.
ثم قال: باب قول اللّه: " وهو الذي خَلَقَ السمواتِ والأرْض بالحق " سورة الأنعام آية 73.
ثم ذكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما: اللهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض ... إلى آخره.
ثم قال: باب قول اللّه تعالى: " وكانَ اللَّهُ سميعاً بَصيراً " سورة النساء آية 134. ثم ساق أحاديث منها: حديث أبي موسى رضي اللّه عنه: أن الذي تدعونه سميع قريب، أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته.
ثم قال: باب قوله تعالى: " قُلْ هوَ القَادِر " سورة الأنعام آية 65. ثم ساق أحاديث في إثبات القدر.
ثَم قال: باب مقلّب القلوب، وقول اللّه عز وجل: " ونُقَلِّبُ أفْئِدَتَهُمْ وأبْصَارَهُم " سورة الأنعام آية 110، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في حلفه: لا ومقلب القلوب.
ثم قال: باب إن للّه مائة اسم إلا واحداً.
ثم قال: باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها، ومقصوده بذلك أنها غير مخلوقة، فإنه لا يستعاذ بمخلوق ولا يسأل به.
ثم قال: باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي اللّه تعالى.
ثم قال: باب قول اللّه عز وجل: " ويحذّركم اللّه نفسه " سورة آل عمران آية 28و30. ثم ساق أحاديث.
ثم قال: باب قول اللّه عز وجل: " كُلّ شيء هَالكٌ إلاَّ وجْهَهُ " سورة القصص آية 88. ثم ذكر حديث جابر رضي الله عنه: أعوذ بوجهك.
ثم قال: باب قول الله عز وجل: " ولتُصْنع على عَيْني " سورة طه آية 39. وقوله: " تَجْري بأعْيُينَا " سورة القمر آية 14، ثم ذكر حديث الدجال: إن ربكم ليس بأعور.
ثم قال: باب قول الله عز وجل: " هُوَ اللَّهُ الخَالِقُ البَارىء المُصَوَرُ " سورة الحشر آية 24.
ثم قال: باب قول الله تعالى: " لما خَلَقْتَ بيَديّ " سورة ص آية 75. ثم ذكر أحاديث في إثبات اليدين. ثم قال: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا شخص أغير من الله.
ثم قال: باب قول الله تعالى: " قُلْ أيُّ شيء أكْبَرُ شَهَادةً قُل اللّه " سورة الأنعام آية 19. فسمى الله نفسه شيئاً.
ثم قال: باب قول الله تعالى: " وكانَ عَرشُهُ على الماء " سورة هود آية 7، ثم ذكر بعض أحاديث الفوقية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/202)
ثم قررها بترجمة أخرى، فقال: باب قول الله تعالى: " إليْهِ يَصْعدُ الكَلِمُ الطّيِّبُ " سورة فاطر آية10. وقوله تعالى: " تَعْرجُ المَلائِكَةُ والرُّوح إليْهِ " سورة المعارج آية 4. ثم ساق في ذْلك أحاديث في إثبات صفة الفوقية.
ثم قال: باب قوله تعالى: " وجُوهٌ يَومئِذٍ نَاضِرةٌ إلى ربِّها نَاظرة " سورة القيامة آية 22. ثم ذكر الأحاديث الدالة على إثبات الرؤية في الآخرة.
ثم قال: باب ما جاء في قوله: " إن رحْمةَ اللَّهِ قَريبٌ منَ المُحْسنينَ " سورة الأعراف آية 56. ثم ذكر أحاديث في إثبات صفة الرحمة.
ثم قال: باب قول الله تعالى: " إنَ اللَهَ يُمْسِكُ السّمواتِ والأرْضَ أنْ تَزُولا " سورة فاطر آية 41. ثم ساق في هذا الباب حديث الخبر الذي فيه إن الله يمسك السموات على إصبع. الحديث.
ثم قال: باب ما جاء في تخليق السموات والأرض وغيرهما من الخلائق، وهو فعل الرب عز وجل وأمره، فالربُّ بصفاته وفعله وأمره وكلامه هو الخالق المكون غير مخلوق، وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مفعول مخلوق مكوَّن.
وهذه الترجمة من أدلّ شيء على دّقة علمه ورسوخه في معرفة اللّه تعالى وأسمائه وصفاته. وهذه الترجمة فصل في مسألة الفعل والمفعول، وقيام الرب عز وجل به، وأنها غير مخلوقة، وأن المخلوق هو المنفصل عنه الكائن بفعله وأمره وتكوينه، فَفَصَلَ النزاع بهذه الترجمة أحسن فصل وأبينه وأوضحه، إذ فرق بين الفعل والمفعول، وما يقوم بالربِّ سبحانه، وما لا يقوم به، وبيّن أن أفعاله تعالى كصفاته داخلة في مسمى اسمه ليست منفصلة خارجة مكونة، بل بها يقع التكوين فجزاه اللّه سبحانه عن الإسلام والسنّة، بل جزاهما عنه أفضل الجزاء، وهذا الذي ذكره في هذه الترجمة هو قول أهل السنة وهو المأثور عن سلف الأمة، وصرّح به في كتاب خلق أفعال العباد، وجعله قول العلماء مطلقاً، ولم يذكر فيه نزاعاً إلا عن الجهمية. وذكره البغوي إجماعاً من أهل السنة، وصرح البخاري في هذه الترجمة بأن كلام اللّه تعالى غير مخلوق وأن أفعاله وصفاته غير مخلوقة.
ثم قال: باب قول اللّه عز وجل: " ولَقَدْ سَبَقَت كَلِمتُنَا لِعِبَادنا المُرسَلين " سورة الصافات آية 171، ثم ساق أحاديث في القدر وإثباته.
ثم قال: باب قول اللّه تعالى: " إنّما أمْرُهُ إذا أرَادَ شَيْئاً أنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونَ " سورة يس آية 82، ثم ساق أحاديث في إثبات تكلّم الرب جل جلاله.
ثم قال: باب قول اللّه عز وجل: " قُلْ لَوْ كانَ البَحْرُ مِداداً لِكَلماتِ ربِّي لنَفِدَ البَحْرُ قَبْلَ أنْ تَنْفَدَ كلِماتُ ربي ولَوْ جِئْنَا بمثْله مَدَداً " سورة الكهف آية 109. وقوله تعالى: " ولو أنَّما في الأرْضِ منْ شَجَرةٍ أقْلامٌ، والبَحْرُ يمُدُّه منْ بعْده سَبْعةُ أبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَهِ " سورة لقمان آية 27. وقوله تعالى: " ألا لَهُ الخَلْقُ والأمْرُ تَباركَ اللَّهُ ربُّ العالمينَ " سورة الأعراف آية54. ومقصوده إثبات صفة الكلام، والفرق بينهما وبين صفة الخلق، ثم قال: باب في المشيئة والإرادة، ثم ساق آيات وأحاديث في ذلك.
ثم قال: باب قوله تعالى: " ولا تَنْفَعُ الشّفاعةُ عنْدَهُ إلاَّ لمنْ أَذِنَ لَهُ حتّى إذا فُزِّعَ عنْ قُلُوبِهِم قالوا: ماذا قالَ ربُّكم " سورة سبأ آية 23. قال البخاري رحمه اللّه: ولم يقولوا: ماذا خلق ربكم. ثم ذكر حديث أبي سعيد رضي اللّه عنه: فينادي بصوت، وحديث عبد اللّه بن أنيس، وعلّقه: فيناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديّان.
ومقصوده أنّ هذا النداء يستحيل أن يكون مخلوقاً، فإن المخلوق لا يقول: أنا الملك أنا الديان، فالمنادي بذلك هو اللّه عز وجل القائل: أنا الملك أنا الديان.
ثم قال: باب كلام الرب تعالى مع جبرائيل عليه الصلاة والسلام، ونداء اللّه تعالى الملائكةَ، ثم ذكر حديث: " إذا أحب اللّه عبداً نادى جبرائيل ... ".
ثم قال: باب قوله عز وجل: " أنْزَلَهُ بعِلْمه والمَلائِكةُ يشْهدونَ " سورة النساء آية 166. ثم ساق أحاديث في نزول القرآن من السماء مما يدل على أصلين: فوقية الرب تعالى، وتكمله بالقرآن.
ثم قال: باب قول الله عز وجل: " يُريدُونَ أنْ يُبَدِّلُوا كلامَ الله " سورة الفتح آية 15، ثم ذكر أحاديث في تكلّم الربّ تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/203)
ثم قال: باب كلام الربِّ يومَ القيامة مع الأنبياء وغيرهم، ثم ساق حديث الشفاعة، وحديث: " ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ". وحديث: " يدنو المؤمن من ربه ... ".
ثم قال: باب قوله تعالى: " وكَلّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْليماً " سورة النساء آية 164. ثم ذكر أحاديث في تكليم الله لموسى.
ثم قال: باب كلام الرب تعالى مع أهل الجنة، ثم ذكر حديثين في ذلك.
ثم قال: باب قول الله عز وجل: " فَلاَ تَجْعَلُوا للَّهِ أنْداداً وأنْتُم تَعْلَمُونَ " سورة البقرة آية 32. وذكر آيات في ذلك، وذكر حديث ابن مسعود في ذلك: أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك.
وغرضه بهذا التبويب الرد على القدرية والجبرية، فأضاف الجعل إليهم، فهو كسبهم وفعلهم، ولهذا قال في هذا الباب نفسه: وما ذكر في خلق أفعال العباد وأكسابهم لقوله: " وخَلَق كلّ شيء فَقَدّرهُ تَقْديراً " سورة الفرقان آية 2. فأثبت خلق أفعال العباد وأنها أفعالهم وإكسابهم، فتضمنت ترجمته مخالفته للقدرية والجبرية.
ثم قال: باب قول اللّه عز وجل: " ومَا كنْتُم تَسْتَترونَ أنْ يشْهدَ عليْكُم سَمْعُكم ولا أبْصاركُم ولا جُلُودكُم ولكنْ ظَنَنْتُم أنَّ اللَّهَ لا يعْلمُ كثيراً ممّا تعْمَلونَ " سورة فصلت آية 22.
وقصده بهذا أن يبين أن الصوت والحركة التي يؤدى بها الكلام كسب العبد وفعله وعلمه، ثم ذكر أبواباً في إثبات خلق أفعال العباد، ثم ختم الكتاب بإثبات الميزان.
قول مسلم بن الحجاج رحمه اللّه تعالى: يُعرف قوله في السنّة من سياق الأحاديث التي ذكرها ولم يتأولها. ولم يذكر لها تراجم كما فعل البخاري، ولكن سردها بلا أبواب، ولكن تعرف التراجم من ذكره للشيء مع نظيره، فذكر في كتاب الإيمان كثيراً من أحاديث الصفات كحديث الإتيان يوم القيامة وما فيه من التجلي، وكلام الرب لعباده، ورؤيتهم إياه،. وذكر حديث الجارية، وأحاديث النزول. وذكر حديث: إن اللّه يمسك السموات على إصبع والأرضين على إصبع.
وحديث: يأخذ الجبار سمواته وأرضه بيده. وأحاديث الرؤية. وحديث: حتى وضع الجبار فيها قدمه. وحديث: المقسطون عند اللّه على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين. وحديث: ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ... وغيرها من أحاديث الصفات محتجّاً بها وغير مؤول لها، ولو لم يكن معتقداً لمضمونها لفعل بها ما فعل المتأوّلون حين ذكرها.
قول حماد بن هناد البوشنجي، الحافظ أحد أئمة الحديث في وقته: ذكر شيخ الإسلام الأنصاري، فقال: قرأت على أحمد بن محمد بن منصور، أخبركم جدكم منصور بن الحسين، حدثني أحمد بن الأشرف قال: حدثنا حماد بن هناد البوشنجي قال: هذا ما رأينا عليه أهل الأمصار، وما دلّت عليه مذاهبهم فيه، وإيضاح منهاج العلماء، وطرق الفقهاء، وصفة السنة وأهلها: أن اللّه فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه، وعلمه وقدرته وسلطانه بكل مكان، فقال: نعم.
قول أبي عيسى الترمذي رحمه اللّه تعالى: قال في جامعه لما ذكر حديث أبي هريرة: لو أدلى أحدكم بحبل لهبط على الله. قال: معناه لهبط على علم اللّه. قال: وعلم اللّه وقدرته وسلطانه في كل مكان، وهو على العرش كما وصف نفسه في كتابه.
وقال في حديث أبي هريرة: أن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه: قال غيرُ واحد من أهل العلم، في هذا الحديث وما يشبهه من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا. قالوا: قد ثبتت الروايات في هذا ونؤمن به ولا نتوهم، ولا نقول: كيف؟. هكذا روي عن مالك، وابن عيينة، وابن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمّروها بلا كيف. قال: وهذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة.
وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات، وقالوا: هذا تشبيه. وقد ذكر اللّه تعالى في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر، فتأوّلت الجهمية هذه الآيات وفسّروها على غير ما فسّر أهلُ العلم. وقالوا: إن اللّه لم يخلق آدم بيده، وإنما معنى اليد ههنا القوة. فقال إسحاق بن راهويه: إنما يكون التشبيه إذا قال: يدُ كيدي أو مثل يدي، أو سمع كسمعي، فهذا تشبيه، وأما إذا قال كما قال اللّه: يد وسمع وبصر، فلا يقول: كيف، ولا يقول: مثل سمع ولا كسمع، فهذا لا يكون تشبيهاً عنده. قال اللّه تعالى: " لَيْسَ كَمِثْله شيء وهُوَ السّميعُ البصيرُ " سورة الشورى آية 11. هذا كله كلامه. وقد ذكره عنه شيخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/204)
الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في كتابه الفاروق بإسناده.
وكذلك من تأمل تبويب ابن ماجه في السنّة والرد على الجهمية في أول كتابه، وتبويب أبي داود فيما ذكر في الجهمية والقدرية، وسائر أئمة أهل الحديث عَلِمَ مضمون قولهم، وأنهم كلهم على طريقة واحدة، وقول واحد، ولكن بعضهم بَوَّبَ وترجم، ولم يزد على الحديث غير التراجم والأبواب، وبعضهم زاد التقرير وإبطال قول المخالف، وبعضهم سرد الأحاديث ولم يترجم لها، وليس فيهم من أبطل حقائقها وَحَرَّفها عن مواضعها وسمى تحريفها تأويلاً كما فعلته الجهمية، بل الذي بين أهل الحديث والجهمية من الحرب أعظم مما بين عساكر الكفر وعسكر الإسلام، وابن ماجه قال في أول سننه: باب ما أنكرت الجهمية ... ثم روى أحاديث الرؤوية، وحديث: أين كان ربنا. وحديث جابر: بينما أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور من فوقهم فرفعوا رؤوسهم، فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم. وحديث الأوعال الذي فيه: والعرش فوق ذلك، والله فوق العرش. وحديث: إن الله ليضحك إلى ثلاثة ... وغيرها من الأحاديث.
قول الحافظ أبي بكر الآجري إمام عصره في الحديث والفقه: قال في كتابه الشريعة باب التحذير من مذهب الحلولية: الذي يذهب إليه أهل العلم: أن الله على عرشه فوق سمواته وعلمه محيط بكل شيء، وقد أحاط بجميع ما خلق في السموات العلى، وبجميع ما خلق في سبع أرضين، ترفع إليه أعمال العباد.
فإن قال قائل: فما معنى قوله تعالى: " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم "؟ قيل له: علمه معهم، والله عز وجل على عرشه وعلمه محيط بهم. كذا فَسَّره أهلُ العلم، والآية تدل أولها وآخرها على أنه العلم، وهو على عرشه. هذا قول المسلمين.
قول الحافظ أبي الشيخ عبيد اللّه بن محمد بن حيان الاصبهاني: قال في كتاب العظمة: ذكر عرش الرب تبارك وتعالى وكرسيه وعظم خلقهما، وعلو الرب جل جلاله فوق عرشه، ثم ساق كثيراً من أحاديث هذا الباب بإسناده.
قول الحافظ زكريا بن يحيى الساجي إمام أهل البصرة رحمه اللّه تعالى: قال أبو عبد اللّه بن بطة: حدثنا أبو الحسن أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي قال: قال أبي: القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذين لقيناهم: أن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء ... ثم ذكر بقية الاعتقاد ..
ذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء، وقال: أخذ عن الربيع. والمزني، وله كتاب اختلاف الفقهاء، وكتاب علل الحديث، وهو شيخ أبي الحسن الأشعري في الفقه والحديث، وذكر ما حكاه أبو نصر السجزي عن أهل الحديث قال: وأئمتنا كالثوري. ومالك. وابن عيينة. وحماد بن زيد. والفضيل وأحمد. وإسحاق متفقون على أن اللّه فوق العرش بذاته، وأن علمه بكل مكان.
قول الإمام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني: إمام أهل الحديث والفقه والتصوف في وقته. قال في رسالته المشهورة في السنة: وأن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه ... ثم ساق بإسناده عن ابن المبارك أنه قال: نعرف ربنا تبارك وتعالى بأنه فوق سبع سمواته على عرشه بائن من خلقه، ولا نقول كما قالت الجهمية: إنه ههنا في الأرض.
ثم قال: حدثنا أبو عبد الله الحافظ، عن محمد بن صالح، عن ابن خزيمة قال: من لم يقرّ بأنّ اللَّهَ على عرشه فوقَ سبع سمواته، فهو كافر بربّه، حلال الدم يستتاب، فإن تاب، وإلا ضُربت عنقه، وأُلقي على بعض المزِابل، حتى لا يتأذّى به المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته، وكان ماله فيئاً، ولا يرثه أحدٌ من المسلمين، إذ المسلم لا يرث الكافر، ولا الكافر يرث المسلم.
قول أبي جعفر الطحاوي إمام الحنفية في وقته في الحديث والفقه ومعرفة أقوال السلف: قال في العقيدة التي له وهي معروفة عند الحنفية، ذكر بيان السنّة والجماعة على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة. وأبي يوسف. ومحمد بن الحسن: نقول في توحيد الله معتقدين أن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله، ما زال بصفاته قديماً قبل خلقه، وأن القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولاً. ونزل على نبيه وحياً. وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً. وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، والرؤية حق لأهل الجنة بغير إحاطة ولا كيفية، وكل ما في ذلك من الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/205)
قال، ومعناه كما أراد. لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا، ولا يثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام، فمن رام ما حظر عنه علمه ولا يقنع بالتسليم فهمه، حجبه مرامه عن خالف التوحيد وصحيح الإيمان، ومن لم يتوقّ النفي والتشبيه زلّ، ولم يصب التنزيه ... إلى أن قال: والعرش والكرسي حق كما بين في كتابه وهو مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوق كل شيء ... وذكر سائر الاعتقاد.
ـ[عمر ابن محمد المغربي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 02:17 م]ـ
أقوال أئمة اللغة العربية الذين يحتجّ بقولهم فيها
ذكر قول أبي عبيدة معمر بن المثنى: ذكر البغوي عنه في معالم التنزيل في قوله تعالى: " ثم استوى إلى السماء " سورة البقرة آية 29. قال أبو عبيدة: صعد. وحكاه عنه ابن جرير عند قوله تعالى: " ثم اسْتَوى عَلىَ العْرش الرْحْمنُ " سورة الفرقان آية 59.
قول يحيى بن زياد الفراء: إمام أهل الكوفة قال في قوله تعالى: " الرحْمنُ عَلَى العَرْش اسْتوى " سورة طه آية 5: أي: صعد، قاله ابن عباس، قال: فهو كقول الرجل كان قاعداً فاستوى قائماً، وكان قائماً فاستوى قاعداً. ذكره البيهقي عنه في الأسماء والصفات. قلت: مراد الفراء اعتدال القائم والقاعد في صعوده على الأرض.
قول أبي العباس ثعلب: روى الدارقطني، عن إسحاق الكاذي قال: سمعت أبا العباس ثعلب يقول: استوى على العرش: علا، واستوى الوجه: اتصل، واستوى القمر: امتلأ، واستوى زيد وعمرو: تشابها، واستوى إلى السماء: أقبل، هذا الذي نعرف من كلام العرب.
قول أبي عبد اللّه محمد بن الأعرابي: قال ابن عرفة في كتاب الرد على الجهمية، حدثنا داود بن علي قال: كنا عند ابن الأعرابي، فأتاه رجل فقال: ما معنى قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى "؟.
قال: هو على عرشه كما أخبر.
فقال: يا أبا عبد الله! إنما معناه استولى.
فقال: اسكت، لا يقال: استولى على الشيء حتى يكون له مضاد، فإذا غلب أحدهما قيل: استولى كما قال النابغة:
ألاَ لمثْلكَ أو مَنْ أنت سابقُه ... سَبْقُ الجواد إذا استولى على الأمَدِ
قال محمد بن النضر: سمعت ابن الأعرابي صاحب اللغة يقول: أرادني ابن أبي دؤاد أن أطلب له في بعض لغات العرب ومعانيها: " الرحمن على العرش استوى " سورة طه آية 5. استوى: بمعنى استولى، فقلت له: واللّه ما يكون هذا ولا وجدته.
قول الخليل بن أحمد شيخ سيبويه: ذكر أبو عمر بن عبد البر عنه في التمهيد قال الخليل بن أحمد: استوى إلى السماء: ارتفع إلى السماء.
قول إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي المعروف بنفطويه: له كتاب في الرد على الجهمية أنكر فيه أن يكون استوى بمعنى استولى، وحكى فيه عن ابن الأعرابي ما قدمنا حكايته عنه، ثم قال: وسمعت داود بن علي يقول: كان المريسي لا رحمه اللّه يقول: سبحان ربي الأسفل، وهذا جهل من قائله، وردّ لنص الكتاب إذ يقول اللّه: " أأمِنْتُم منْ في السّماء " سورة الملك آية 16.
ورحمه الله لقد ليّن القول في المريسي صاحب هذا التسبيح، ولقد كان جديراً بما هو أليق به من الجهم.
قول الأخفش: قال الأزهري في كتاب التهذيب له في قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى ": قال الأخفش: استوى أي: علا، يقال: استويت فوق الدابة وعلى ظهر البيت: أي علوته.
ـ[عمر ابن محمد المغربي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 02:22 م]ـ
ذكر أقوال جماعة من أتباع الأئمة الأربعة
ممن يقتدى بأقوالهم سوى ما تقدم قول أبي بكر بن محمد بن موهب المالكي: شارح رسالة ابن أبي زيد رحمة اللّه عليهما. قد تقدم ذكره عند ذكر أصحاب مالك رحمه الله وحكينا بعض كلامه في شرحه، ونحن نسوقه بعبارته قال: وأما قوله: إنه فوق عرشه المجيد بذاته فإن معنى فوق وعلا عند جميع العرب واحد، وفي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تصديق ذلك ... ثم ساق الآيات في إثبات العلو وحديث الجارية إلى أن قال: وقد تأتي في لغة العرب بمعنى فوق وعلى ذلك قوله تعالى: " فامْشُوا في مَنَاكِبِها " سورة الملك آية 15. يريد فوقها وعليها، وكذلك قوله تعالى: " ولأصلِبَنّكم في جُذوع النخل " سورة طه آية 71. يريد عليها، وقال تعالى: " أأمِنْتم مَنْ في السّماءِ أنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ " سورة الملك آية 16. الآيات، قال أهل التأويل العالمون بلغة العرب: يريد فوقها، وهو قول مالك مما فهمه عن جماعة ممن أدرك من التابعين، مما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/206)
فهموه عن الصحابة رضي الله عنهم، مما فهموه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله في السماء بمعنى فوقها وعليها، فلذلك قال الشيخ أبو محمد: إنه فوق عرشه المجيد بذاته، ثم بيّن أن علوه على عرشه إِنما هو بذاته لأنه بائن عن جميع خلقه بلا كيف، وهو في كل مكان من الأمكنة المخلوقة بعلمه لا بذاته، إذ لا تحويه الأماكن، لأنه أعظم منها، وقد كان ولا مكان، ولم يحل بصفاته عما كان، إذ لا تجري عليه الأحوال، لكن علوه في استوائه على عرشه هو عندنا بخلاف ما كان قبل أن يستوي على العرش لأنه قال: " ثمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْش " سورة الحديد آية 4. وثم أبداً لا يكون إلا لاستئناف فعل يصير بينه وبين ما قبله فسحة إلى أن قال: وقوله: " على العَرْشِ اسْتَوَى " سورة طه آية 5، فإنما معناه عند أهل السنة على غير الاستيلاء والقهر والغلبة والملك الذي ظنته المعتزلة، ومن قال بقولهم: إنه بمعنى الاستيلاء.
وبعضهم يقول: إنه على المجاز دون الحقيقة. قال: ويبين سوء تأويلهم في استوائه على عرشه على غير ما تأولوه من الاستيلاء وغيره ما قد علمه أهل العقول أنه لم يزل مستولياً على جميع مخلوقاته بعد اختراعه لها، وكان العرش وغيره في ذلك سواء، فلا معنى لتأويلهم بإفراد العرش بالاستواء الذي هو في تأويلهم الفاسد استيلاء وملك وقهر وغلبة.
قال: وكذلك بيّن أيضاً أنه على الحقيقة بقوله عز وجل: " ومَنْ أصْدَقُ مِنَ اللهِ قيلاً " سورة النساء آية 122. فلما رأى المنصفون إفراد ذكره بالاستواء على عرشه بعد خلق سمواته وأرضه وتخصيصه بصفة الاستواء، علموا أن الاستواء هنا غير الاستيلاء ونحوه، فأقروا بصفة الاستواء على عرشه، وأنه على الحقيقة لا على المجاز لأنه الصادق في قيله، ووقفوا عن تكييف ذلك وتمثيله، إذ ليس كمثله شيء من الأشياء.
وقد تقدم قول القاضي عبد الوهاب أمام المالكية بالعراق أن الاستواء استواء الذات على العرش، وأنه قول أبي الطيب الأشعري حكاه عنه عبد الوهاب نصاً، وأنه قول الأشعري بنفسه صرح به في بعض كتبه، وأنه قول الخطابي وغيره من الفقهاء والمحدثين. ذكر ذلك كله الإمام أبو بكر الحضرمي في رسالته التي سماها بالإيماء إلى مسألة الاستواء، فمن أراد الوقوف عليها فليقرأها.
وقد تقدم قول أبي عمر بن عبد البر: وعلماء الصحابة. والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله تعالى: " ما يكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إلاَّ هُوَ رابِعُهم " سورة المجادلة آية 7. أنه على العرش وعلمه في كل مكان، وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله، وأهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لا يكيّفون شيئاً من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة، وأما أهل البدع الجهمية والمعتزلة كلها والخوارج، فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئاً منها على الحقيقة، ويزعمون أن من أقَرَّ بها مشبّه، وهم عند من أقَر بها نافون للمعبود، والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب اللّه تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهم أئمة الجماعة.
قول شيخ الإسلام موفق الدين أبي محمد عبد اللّه بن أحمد المقدسي: الذي اتفقت الطوائف على قبوله وتعظيمه وإمامته خلا جهمي أو معطل. قال في كتاب إثبات صفة العلو: أما بعد، فإن اللّه تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء، ووصفه بذلك رسوله خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام، وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء، والأئمة من الفقهاء، وتواترت الأخبار في ذلك على وجه حصل به اليقين، وجمع اللّه عز وجل عليه قلوب المسلمين، وجعله مغروزاً في طبائع الخلق أجمعين، فتراهم عند نزول الكرب يلحظون السماء بأعينهم، ويرفعون عندها للدعاء أيديهم، وينتظرون مجيء الفرج من ربهم سبحانه، وينطقون بذلك بألسنتهم لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته، أو مفتون بتقليده واتباعه على ضلالته.
وقال في عقيدته: ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا "، وقوله صلى الله عليه وسلم: " لله أفرح بتوبة عبده "، وقوله صلى الله عليه وسلم: " يعجب ربك ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/207)
إلى أن قال: فهذا وما أشبهه مما صحّ سندُه وعدّلت رواته، نؤمن به، ولا نردّه، ولا نجحده، ولا نعتقد فيه تشبيهه بصفات المخلوقين ولا سمات المُحْدَثين، بل نؤمن بلفظه، ونترك التعرّض لمعناه، قراءته تفسيره، ومن ذلك قوله تعالى: " الرَّحمنُ على العَرْش اسْتَوَى " سورة طه آية 5.
وقوله تعالى: " أأمِنْتُمْ مَنْ في السّماء " سورة الملك آية 16.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ربنا الذي في السماء. وقوله للجارية: أين اللّه؟ قالت: في السماء. قال: أعتقها إنها مؤمنة. رواه مالك بن أنس وغيره من الأئمة.
وروى أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا "، وذكر الحديث إلى أن قال: وفوق ذلك العرش، والله تعالى فوق ذلك نؤمن بذلك ونتلقاه بالقبول من غير رد له ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تأويل، ولا نتعرض له بكيف. ولما سئل مالك بن أنس رضي الله عنه فقيل له يا أبا عبد اللّه " الرحمن على العرش استوى " كيف استوى. فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ثم أمر بالرجل فأخرج.
قول إمام الشافعية في وقته، بل هو الشافعي الثاني أبي حامد أحمد الاسفراييني رحمه الله تعالى: كان من كبار أئمة السنة المثبتين للصفات قال: مذهبي ومذهب الشافعي رحمه اللّه تعالى، وجميع علماء الأمصار أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر، وأن جبرائيل عليه السلام سمعه من اللّه عز وجل، وحمله إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وسمعه النبي صلى الله عليه وسلم من جبرائيل عليه السلام، وسمعه الصحابة رضي اللّه عنهم من محمد صلى الله عليه وسلم، وأن كل حرف منه كالباء والتاء كلام اللّه عز وجل ليس بمخلوق. ذكره في كتابه في أصول الفقه، ذكره عنه شيخ الإسلام في الأجوبة المصرية.
قال شيخنا رحمه اللّه: وكان الشيخ أبو حامد يصرح بمخالفة القاضي أبي بكر بن الطيب في مسألة القرآن، قول إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام السنة: قال إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام السنة، قال الشيخ الأنصاري: سمعت يحيى بن عمار يقول: أنبأنا محمد بن الفضل ابن محمد بن إسحق بن خزيمة يقول: حدثنا جدي إمام الأئمة محمد بن إسحق بن خزيمة قال: نحن نؤمن بخبر الله سبحانه أن خالقنا مستو على عرشه، لا نبدّل كلامَ الله، ولا نقول غير الذي قيل لنا كما قالت الجهمية المعطلة: إنه استولى على عرشه لا استوى، فبدلوا قولاً غير الذي قيل لهم.
وقال في كتاب التوحيد: باب ذكر استواء خالقنا العلي الأعلى الفعّال لما يشاء على عرشه، فكان فوقه وفوق كل شيء عالياً ثم ساق الأدلة على ذلك من القرآن والسنة. ثم قال: باب الدليل على أن الإقرار بأن الله فوق السماء من الإيمان، ثم ساق حديث الجارية، ثم قال: باب ذكر أخبار ثابتة السند صحيحة القوام، رواها علماء الحجاز والعراق، عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول الرب سبحانه وتعالى إلى سماء الدنيا كل ليلة، ثم قال: نشهد شهادة مقرّ بلسانه مصدق بقلبه، بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب تبارك وتعالى من غير أن نصف الكيفية، ثم ساق الأحاديث. ثم قال: باب كلام الله تعالى لكليمه موسى عليه الصلاة والسلام، ثم ساق الأدلة على ذلك، ثم قال: باب صفة تكلّم الله تعالى بالوحي، وشدة خوف السموات منه، وذكر صعقة أهل السموات وسجودهم. ثم قال: باب بيان أن الله سبحانه يكلّم عباده يوم القيامة من غير ترجمان يكون بين الله تعالى وبين عباده، ثم ذكر الأحاديث في ذلك.
ثم قال: باب ذكر بيان الفرق بين كلام الله تعالى الذي به يكون خلقه، وبين خلقه الذي يكون بكلامه. ثم قال: باب ذكر بيان أن اللّه تعالى ينظر إليه جميع المؤمنين يوم القيامة برِّهم وفاجرهم، وإن رغمت أنوف الجهمية المعطلة المنكرة لصفات اللّه سبحانه وتعالى. وكتابه في السنة كتاب جليل.
قال أبو عبد الله الحَاكم في علوم الحديث له، وفي كتاب تاريخ نيسابور: سمعت محمد بن صالح بن هانىء يقول: سمعت إمام الأئمة أبا بكر بن خزيمة يقول: من لم يقرّ بأنّ اللّه على عرشه استوى فوق سبع سمواته، وأنه بائن من خلقه، فهو كافر يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على مزبلة لئلا يتأذى بريحه أهل القبلة وأهل الذمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/208)
توفي الإمام ابن خزيمة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، ذكره الشيخ أبو إسحق الشيرازي في طبقات الفقهاء، أخذ الفقه عن المزني. قال المزني: ابن خزيمة هو أعلم بالحديث مني، ولم يكن في وقته مثله في العلم بالحديث والفقه جميعاً، وقال في كتابه: فمن ينكر رؤية الله تعالى في الآخرة، فهو عند المؤمنين شر من اليهود والنصارى والمجوس، وليسوا بمؤمنين عند جميع المؤمنين.
قول إمام الشافعية في وقته سعد بن علي الزنجاني: صرّح بالفوقية بالذات فقال: وهو فوق عرشه بوجود ذاته. هذا لفظه، وهو إمام في السنّة له قصيدة فيها معروفة أولها:
تمَسّكْ بحبْل اللَّهِ واتَّبَع الأثَرَ ... ودَعْ عَنكَ رأياً لا يلائمه خبَر
وقال في شرح هذه القصيدة: والصواب عند أهل الحق أن الله تعالى خلق السموات والأرض، وكان عرشه على الماء مخلوقاً قبل خلق السموات والأرض، ثم استوى على العرش بعد خلق السموات والأرض على ما ورد به النص، ونطق به القرآن، وليس معنى استوائه أنه مَلَكه واستولى عليه، لأنه كان مستولياً عليه قبل ذلك، وهو أحدثه لأنه مالك جميع الخلائق ومستول عليها، وليس معنى الاستواء أيضاً أنه ماسّ العرش، أو اعتمد عليه، أو طابقه فإن كل ذلك ممتنع في وصفه جل ذكره، ولكنه مستو بذاته على عرشه بلا كيف كما أخبر عن نفسه.
وقد أجمع المسلمون على أن الله هو العلي الأعلى، ونطق بذلك القرآن بقوله تعالى: " سبِّح اسْمَ ربِّك الأعلى " سورة الأعلى آية 1. وأن لله علو الغلبة، والعلو الأعلى من سائر وجوه العلو، لأن العلو صفة مدح عند كل عاقل، فثبت بذلك أن للّه علو الذات، وعلو الصفات، وعلو القهر والغلبة، وجماهير المسلمين، وسائر الملل قد وقع منهم الإجماع على الإشارة إلى اللّه جل ثناؤه من جهة الفوق في الدعاء والسؤال، فاتفاقهم بأجمعهم على الإشارة إلى اللّه سبحانه من جهة الفوق حجة، ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل، ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق.
وقال تعالى: " يَخافُونَ ربّهُم مِنْ فَوْقِهِم " سورة النحل آية 50.
وقال تعالى: " إليهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطيّبُ والعَمَلُ الصَالِحُ يَرْفَعُه " سورة فاطر آية 10.
وقال تعالى: " تَعْرُجُ الملائِكَةُ والروحُ إليْه " سورة المعارج آية 4. وأخبر عن فرعون أنه قال: " يا هَامانُ ابْنِ لي صَرْحاً لَعَلّي أبْلُغُ الأسْبابَ، أسْبابَ السّمواتِ فاطّلِعُ إلى إلَهِ مُوسَى وإنِّي لأظنه كاذِباً " سورة غافر آية 36 - 37. وكان فرعون قد فهم عن موسى أنه يثبت إلهاً فوق السماء، حتى رام بصرحه أن يطلع إليه، واتهم موسى بالكذب في ذلك، ومخالفنا ليس يعلم أن الله فوقه بوجود ذته، فهو أعجز فهماً من فرعون.
وقد صحّ عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، أنه سأل الجارية التي أراد مولاها عتقها: أين الله؟ قالت: في السماء، وأشارت برأسها. وقال: من أنا؟ قال: أنت رسول اللّه، فقال: أعتقها فإنها مؤمنة، فحكم النبيُ صلى الله عليه وسلم بإيمانها حين قالت: إن اللّه في السماء. وقال اللَهُ عز وجل: " ثمَّ اسْتَوَى عَلى العَرْش " سورة الفرقان آية 59. وقال تعالى: " يُدبِّرُ الأمرَ مِنَ السماءِ إلى الأرْض ثمَّ يَعْرُج إليه " سورة السجدة آية 5. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما بين كل سماء إلى سماء، وما بين السماء السابعة وبين العرش، ثم قال: اللّه فوق ذلك.
وله أجوبة سئل عنها في السنة، فأجاب عنها بأجوبة أئمة السنة، وصدّرها بجواب إمام وقته أبي العباس بن سريج.
قول الإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري: الإمام في الفقه والتفسير والحديث والتاريخ واللغة والنحو والقرآن، قال في كتاب صريح السنة: وحسب امرىء أن يعلم أنّ ربه هو الذي على العرش استوى، فمن تجاوز إلى غير ذلك فقد خاب وخسر.
وقال في تفسيره الكبير في قوله تعالى: " ثم اسْتَوَى عَلى العَرْش " سورة الحديد آية 59. قال: علا وارتفع.
وقال في قوله تعالى: " ثم اسْتَوَى إلى السّماءِ " سورة الحديد آية 4. عن الربيع بن أنس: أنه يعني: ارتفع.
وقال في قوله تعالى: " عَسَى أنْ يبعَثَكَ ربُّكَ مَقاماً محْموداً " سورة فصلت آية 11. قال: يجلسه معه على العرش.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/209)
وقال في قوله عز وجل: " يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأَطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً " سورة غافر آية 36 - 37. يقول: وأني لأظن موسى كاذباً فيما يقول ويدّعي أن له رباً في السماء أرسله إلينا.
وقال في كتاب التبصير في معالم الدين: القول فيما أدركه بيان وعلمه خبر من الصفات، وذلك نحو أخباره أنه سميع بصير.
وأن له يَدَيْن بقوله: " بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتانِ " سورة المائدة آية 64.
وأن له وجهاً بقوله تعالى: " ويَبْقَى وجْهُ ربِّكَ ذو الجَلال والإكْرَام " سورة الرحمن آية 27.
وأن له قَدَماً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " حتى يضع رب العزة فيها قدمه " وأنه يضحك لقوله: " لقي الله وهو يضحك إليه " وأنه يهبط إلى سماء الدنيا بخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. وأن له أصبعاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن " فإن هذه المعاني التي وضعت ونظائرها ما وصف الله به نفسه ورسوله، مما لا يثبت حقيقة علمه بالذكر والرؤية، لا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهائها إليه. ذكر هذا الكلام عنه أبو يعلى في كتاب إبطال التأويل.
قال الخطيب: كان ابن جرير أحد العلماء يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان عارفاً بالقرآن بصيراً بالمعاني فقيهاً في أحكام القرآن، عالماً بالسنن وطرقها وصحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها، عارفاً بأقوال الصحابة والتابعين في الأحكام والحلال والحرام.
قال أبو حامد الاسفراييني: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل له كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيراً.
وقال ابن خزيمة: ما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير.
وقال الخطيب: سمعت علي بن عبيد اللّه اللغوي يحكي: أن محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة.
قلت: وكان له مذهب مستقل له أصحاب، عده أبو الفرج المعافا بن زكريا.
ومن أراد معرفة أقوال الصحابة والتابعين في هذا الباب، فليطالع ما قاله عنهم في تفسير قوله تعالى: " فَلَما تجَلّى ربّهُ للجَبَل " سورة الأعراف آية 143.
وقوله: " تَكَادُ السّمواتُ يَتَفَطّرنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ " سورة آية سورة الشورى آية 5.
وقوله: " ثمَّ استوَى عَلى العّرْشِ " سورة الفرقان آية 59. ليتبين له أي الفريقين أولى بالله ورسوله الجهمية المعطلة أو أهل السنة والإثبات والله المستعان.
قول الإمام أبي القاسم الطبري اللالكائي: أحد أئمة أصحاب الشافعي رحمه اللّه تعالى في كتابه في السنة، وهو من أجل الكتب: سياق ما جاء في قوله عز وجل: " الرَّحْمنُ عَلَى العَرْش اسْتَوَى " سورة طه آية5. وأن اللّه عزَّ وجلَّ على عرشه في السماء، ثم ذكر قول من هذا قوله من الصحابة والتابعين والأئمة. قال: هو قول عمر، وعبد اللّه بن مسعود، وأحمد بن حنبل ... وعدَّ جماعةً يطول ذكرهم، ثم ساق الآثار في ذلك عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وعائشة، وابن عباس، وأبي هريرة، وعبد اللّه بن عمر وغيرهم.
قول الإمام محي السنة الحسين بن مسعود البغوي قدّس اللّه روحه: قال في تفسيره الذي هو شجى في حُلوق الجهمية والمعطلة في سورة الأعراف في قوله تعالى: " ثم اسْتَوى على العَرْش " آية 54: قال الكلبي ومقاتل: استقر. وقال أبو عبيدة: صعد. قال: وأوّلت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء.
قال: وأما أهل السنة فيقولون: الإستواء على العرش صفة للّه بلا كيف، يجب على الرجل أن يؤمن بذلك، ويَكِلَ العلم فيه إلى الله تعالى، ثم حكى قول مالك: الاستواء غير مجهول.
ومراد السلف بقولهم: بلا كيف، هو نفي للتأويل، فإنه التكييف الذي يزعمه أهل التأويل، فإنهم هم الذين يثبتون كيفية تخالف الحقيقة، فيقعون في ثلاثة محاذير: نفي الحقيقة، وإثبات التكييف بالتأويل. وتعطيل الرب تعالى عن صفته التي أثبتها لنفسه، وأما أهل الإثبات فليس أحد منهم يكيف ما أثبته اللّه تعالى لنفسه، ويقول: كيفية كذا وكذا، حتى يكون قول السلف بلا كيف رداً عليه، وإنما ردّوا على أهل التأويل الذي يتضمن التحريف والتعطيل تحريف اللفظ وتعطيل معناه.
ـ[عمر ابن محمد المغربي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 02:36 م]ـ
ذكر أقوال الأئمة الأربعة رحمهم اللّه تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/210)
قول الإمام أبي حنيفة قدّس اللَهُ روحه: قال البيهقي: حدثنا أبو بكر بن الحارث الفقيه قال: حدثنا أبو محمد بن حيان، أخبرنا أحمد بن جعفر بن نصر قال: حدثنا يحيى بن يعلى قال: سمعت نعيم بن حماد يقول: سمعت نوح بن أبي مريم أبا عصمة يقول: كنا عند أبي حنيفة أولَ ما ظهر، إذ جاءته امرأة من ترمذ كانت تجالس جهماً، فدخلت الكوفة، فقيل لها: إن ها هنا رجلاً قد نظر في المعقول يقال له: أبو حنيِفة، فَأْتِيهِ، فأتته، فقالت: أنت الذي تعلّم الناس المسائل وقد تركت دينك؟ أين إلهك الذي تعبده؟ فسكت عنها، ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها، ثم خرج إلينا وقد وضع كتاباً: إنّ اللَهَ سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض، فقال له رجل: أرأيت قولَ اللّه تعالى: " وهوَ مَعَكُم " قال: هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت عنه غائب.
قال البيهقي: لقد أصاب أبو حنيفة رحمه اللّه تعالى فيما نفي عن اللّه تعالى وتقدّس من الكون في الأرض، وفيما ذكر من تأويل الآية، وتبع مطلق السمع في قوله: إنّ اللَّهَ عزَّ وجَلّ في السماء.
قال شيخ الإسلام: وفي كتاب الفقه الأكبر المشهور عند أصحاب أبي حنيفة الذي رواه بإسناد عن أبي مطيع البلخيِ الحكم بن عبد الله قال: سألت أبا حنيفة عن الفقه الأكبر قال: لا تكفر أحداً بذنب، ولا تنفي أحداً من الإيمان وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولا تتبرأ من إحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا توالي أحداً دون أحد، وأن ترد أمر عثمان وعلي رضي اللّه عنهما إلى اللّه تعالى.
وقال أبو حنيفة رحمه اللّه: الفقه الأكبر في الدين خير من الفقه في العلم، ولأن يتفقه الرجلُ كيف يعبد ربَّه عز وجل خير من أن يجمع العلم الكثير.
قال أبو مطيع: قلت: فأخبرني عن أفضل الفقه؟ قال: يتعلّم الرجلُ الإيمانَ والشرائع والسننَ والحدودَ واختلافَ الأئمة ...
وذكر مسائل في الإيمان، ثم ذكر مسائل في القدر، ثم قال: فقلت: فما تقول فيمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيتبعه على ذلك ناس فيخرج عن الجماعة؟ هل ترى ذلك؟ قال: لا. قلت: ولمَ وقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو فريضة واجبة؟ فقال: كذلك، لكن ما يفسدون أكثر مما يصلحون من سفك الدماء، واستحلال الحرام ... وذكر الكلامَ في قتال الخوارج والبغاة إلى أن قال: قال أبو حنيفة: ومن قال: لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض، فقد كفر، لأن اللّه تعالى يقَول: " الرَّحْمنُ عَلى العَرْشِ اسْتَوَى " سورة طه آية 5. وعرشه فوق سبع سموات.
قلت: فإن قال إنه على العرش، ولكنه يقول: لا أدري العرش في السماء أم في الأرض؟ قال: هو كافر، لأنه أنكر أن يكون في السماء، لأنه تعالى في أعلى عليين، وأنه يُدْعى من أعلى لا من أسفل.
وفي لفظ سألت أبا حنيفة عمن يقول: لا أعرف ربي في السماء أمَ في الأرض؟ قال: فقد كفر، لأن اللَّهَ يقول: " الرحمن على العرش استوى " سورة طه آية 5. وعرشه فوق سبع سموات.
قال: فإنه يقول: على العرش استوى، ولكنه لا يدري العرش في الأرض أو في السماء؟.
قال: إذا أنكر أنه في السماء فقد كفر.
وروي هذا عن شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري في كتابه الفاروق بإسناده.
قال شيخ الإسلام أبو العباس أحمد رحمه الله تعالى: ففي هذا الكلام المشهور عن أبي حنيفة رحمه اللّه عند أصحابه أنه كَفَّرَ الواقف الذي يقول: لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض، فكيف يكون الجاحد النافي الذي يقول: ليس في السماء ولا في الأرض؟ واحتج على كفره بقوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى " قال: وعرشه فوق سبع سموات وبيّن بهذا أن قوله: " الرحمن على العرش استوى " بيّن في أن اللّه عز وجل فوق السموات فوق العرش، وأن الاستواء على العرش، ثم أردف ذلك بكفر من توقّف في كَوْنِ العرش في السماء أو في الأرض، قال: لأنه أنكر أن يكون في السماء، وأن الله في أعلى عليين، وأن الله يدعى من أعلى لا من أسفل، واحتج بأنّ اللّه في أعلى عليين، وأنه يدعى من أعلى لا من أسفل، وكل من هاتين الحجتين فطرية عقلية، فإنّ القلوبَ مفطورةٌ على الإقرار بأنّ الله عز وجل في العلو، وعلى أنه يدعى من أعلى لا من أسفل، وكذلك أصحابه من بعده كأبي يوسف، وهشام بن عبيد اللّه الرازي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/211)
ما روى ابنُ أبي حاتم وشيخ الإسلام بأسانيدها أن هشام بن عبيد الرازي، صاحب محمد بن الحسن قاضي الري حبس رجلاً في التجهّم، فتاب فجيء به إلى هشام ليمتحنه، فقال: الحمد لله على التوبة، فامتحنه هشام فقال: أشهد أن الله على عرشه بائن من خلقه.
فقال: أشهد أن الله على عرشه، ولا أدري ما بائن من خلقه، فقال: ردوه إلى الحبس، فإنه لم يتب.
وسيأتي قول الطحاوي عند أقوال أهل الحديث.
قول إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه اللّه تعالى: ذكر أبو عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن أحمد أن ابن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا شريح بن النعمان قال: حدثنا عبد الله بن نافع قال: قال مالك بن أنس: الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان.
قال: وقيل لمالك " الرَّحْمنُ عَلى العَرْش اسْتَوَى " كيف استوى؟.
فقال مالك رحمه اللّه تعالى: استواؤه معقول وكيفيته مجهولة وسؤالك عن هذا بدعة وأراك رجل سوء.
وكذلك أئمة أصحاب مالك من بعده: قال يحيى بن إبراهيم الطيلطلي في كتاب سير الفقهاء وهو كتاب جليل غزير العلم: حدثني عبد الملك بن حبيب، عن عبد الله بن المغيرة، عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون قول الرجل: يا خيبة الدهر، وكانوا يقولون: اللّه هو الدهر، وكانوا يكرهون قول الرجل: رغم أنفي للّه، وإنما يرغم أنف الكافر، وكانوا يكرهون قول الرجل: لا والذي خاتمه على فمي، وإنما يختم على فم الكافر، وكانوا يكرهون قول الرجل: واللّه حيث كان، أو أن الله بكل مكان.
قال أصبغ: وهو مستو على عرشه؟ وبكل مكان علمه وإحاطته. وأصبغ من أجل أصحاب مالك وأفقههم.
ذكر قول أبي عمر الطلمنكي: قال في كتابه في الأصول: أجمع المسلمون من أهل السنة على أن اللّه استوى على عرشه بذاته.
وقال في هذا الكتاب أيضاً: أجمع أهل السنة على أنه تعالى استوى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز ... ثم ساق بسنده عن مالك قوله: اللّه في السماء وعلمه في كل مكان.
ثم قال في هذا الكتاب: وأجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله تعالى: " وهُوَ مَعَكُم أيْنَما كُنْتُم " سورة الحديد آية 4. ونحو ذلك من القرآن بأن ذلك علمه، وأن اللّه فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء. وهذه القصة في كتابه.
قول الإمام الحافظ أبي عمر بن عبد البر إمام السنة في زمانه رحمه اللّه تعالى: قال في كتاب التمهيد في شرح الحديث الثامن لابن شهاب، عن ابن سلمة، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ينزل ربنا في كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له؟ ": هذا الحديث ثابت من جهة النقل، صحيح الإسناد لا يختلف أهلُ الحديث في صحته، وفيه دليل على أنّ اللَّهَ عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سموات، كما قالت الجماعة، وهو حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم: إنّ اللّه في كل مكان وليس على العرش، والدليل على صحة ما قال أهلُ الحق في ذلك قوله تعالى: " الرَّحْمنُ عَلى العَرْش اسْتَوى " سورة طه آية 5.
وقوله تعالى: " ثمَّ اسْتَوَى عَلى العَرْش ما لَكُم مِن دُونهِ من وليٍّ وَلا شَفِيعٍ أفَلا تَتَذكّرون " سورة السجدة آية 4.
وقوله تعالى: " ثُمَّ اسْتَوى إلى السِّماءِ وَهِيَ دُخَانٌ " سورة فصلت آية 11.
وقوله تعالى: " إذاً لابْتَغَوْا إلى ذي العَرْش سَبيلاً " سورة الإسراء آية 42.
وقوله تبارك اسمه: " إلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطّيِّبُ والعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ". سورة فاطر آية 10.
وقوله تعالى: " فلمّا تجَلّى ربُّهِ للجَبَل جَعَلهُ دَكّاً " سورة الأعراف آية 143.
وقوله تعالى: " أأَمِنْتُم مَنْ في السّماءِ أنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ " سورة الملك آية 16.
وقوله تعالى: " سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الأعْلى " سورة الأعلى آية 1. وهذا من العلو.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/212)
وكذلك قوله: " العَلي العَظيم " سورة البقرة آية 255. وسورة الشورى آية 4. و " الكَبيرُ المُتَعالِ " سورة الرعد آية 9. و " رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو العَرْشِ " سورة غافر آية 15. و " يَخافُونَ رَبّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ " سورة النحل آية 50. والجهمي يقول: إنه أسفل.
وقوله تعالى: " يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السّماءِ إلى الأرْضِ ثمَّ يَعْرجُ إليْه " سورة السجدة آية 5.
وقوله: " تَعْرُجُ المَلائِكَةُ والرُّوحُ إليْهِ " سورة المعارج آية 4. والعروج: هو الصعود.
وقوله تعالى: " يا عِيسَى إنِّي مُتوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إليَّ " سورة آل عمران آية 55.
وقوله تعالى: " بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إليْهِ " سورة النساء آية 158.
وقوله تعالى: " فالّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ " سورة فصلت آية 38.
وقوله تعالى: " ليْسَ لَهُ دافِعٌ، مِنَ اللَّهِ ذي المَعارِج، تَعْرُجُ الملائِكَةُ والرُّوحُ إلَيْهِ " سورة المعارج آية 2 - 4. والعروج: هو الصعود.
وأما قوله: " أءَمِنْتُم مَنْ في السّماءِ " سورة الملك آية 16. فمعناه: مَنْ في السماء، يعني على العرش، وقد تكون في بمعنى على ألا ترى إلى قوله تعالى: " فَسِيحُوا في الأرْض " سورة التوبة آية 2. أي على الأرض.
وكذلك قوله تعالى: " ولأصَلِّبَنَّكُمْ في جُذُوع النّخْل " سورة طه آية 71. وهذا كله يعضده قوله تعالى: " تَعْرُجُ الملائِكَةُ والرُّوحُ إليهِ " سورة المعارج آية 4. وما كان مثله مما تلونا من الآيات في هذا الباب، وهذه الآيات كلها واضحات في إبطال قول المعتزلة.
رد إدعائهم المجاز في الاستواء: وأما ادعاؤهم المجاز في الاستواء، وقولهم في تأويل استوى: استولى، فلا معنى له لأنه غير ظاهر في اللغة، ومعنى الإستيلاء في اللغة: المغالبة، والله تعالى لا يغالبه أحد، وهو الواحد الصمد، ومن حقّ الكلام أن يُحْمَلَ على حقيقته حتى تتفق الأمة أنه أريد به المجاز، إذ لا سبيل إلى اتباع ما أنزل إلينا من ربنا تعالى إلا على ذلك، وإنما يوجه كلام اللّه عز وجل على الأشهر والأظهر، من وجوهه ما لم يمنع من ذلك ما يجب له التسليم، ولو ساغ ادعاء المجاز لكل مُدَّعٍ ما ثبت شيء من العبادات، وجَلَّ اللَّهُ أن يخاطبَ إلا بما تفهمه العرب من معهود مخاطباتها مما يصح معناه عند السامعين، والاستواء معلوم في اللغة مفهوم، وهو العلو والارتفاع على الشيء والاستقرار والتمكّن فيه.
قال أبو عبيدة في قوله: " الرَّحْمنُ عَلى العَرْش اسْتَوَى " سورة طه آية 5. قال: علا، قال: وتقول العرب: استويت فوق الدابة واستويت فوق البيت. وقال غيره: استوى أي: استقر، واحتج بقوله تعالى: " ولمّا بَلَغَ أشُدَّهُ واسْتَوَى " انتهى شبابه واستقر، فلم يكن في شبابه مزيد، قال ابن عبد البر: الاستواء: الاستقرارِ في العلو، وبهذا خاطبنا اللّه تعالى في كتابه فقال: " لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُم تَذكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُم إذا اسْتَويتُمْ عَلَيْهِ " سورة الزخرف آية 13.
وقال تعالى: " واسْتَوَتْ عَلى الجُوديّ " سورة هود آية 44.
وقال تعالى: " فإذا اسْتَوَيْتَ أنْتَ ومَنْ مَعَكَ عَلَى الفُلْكِ " سورة المؤمنون آية 28. وقال الشاعر:
فأوردتهم ماءً بفيفاءَ قَفْرَةً ... وقَدْ حَلّقَ النّجْمُ اليماني فاسْتَوَى
وهذا لا يجوز أن يتأول فيه أحد: استولى، لأن النجم لا يستولي، وقد ذكر النضر بن شميل وكان ثقة مأمونَاً جليلاً في علم الديانة واللغة قال: حدثني الخليل وحسبك بالخليل قال: أتيت أبا ربيعة الأعرابي، وكان من أعلم ما رأيت، فإذا هو على سطح، فسلمنا، فردّ علينا السلام، وقال: استووا، فبقينا متحيرين ولم ندرِ ما قال، فقال لنا أعرابي إلى جانبه: إنه أمركم أن ترفعوا، فقال الخليل: هو من قول الله " ثمَّ استَوَى إلى السّماءِ وهِيَ دُخَانٌ " سورة فصلت آية 11. فصعدنا إليه.
قال: وأما من نزع منهم بحديث يرويه عبد الله بن داود الواسطي عن إبراهيم بن عبد الصمد، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى " قال: استولى على جميع بريته فلا يخلو منه مكان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/213)
فالجواب: إن هذا حديث منكر على ابن عباس رضي الله عنهما، ونَقَلَته مجهولة وضعفاء، فأما عبد الله بن داود الواسطي، وعبد الوهاب بن مجاهد فضعيفان، وإبراهيم بن عبد الصمد مجهول لا يعرف.
وهم لا يقبلون أخبار الآحاد العدول، فكيف يسوغ لهم الاحتجاج بمثل هذا الحديث لو عقلوا وأنصفوا.
أما سمعوا الله سبحانه حيث يقول: " وقالَ فِرْعَوْنُ يا هَامانُ ابْنِ لي صَرْحاً لَعَلّي أبْلُغُ الأسْبابَ، أسْبَابَ السّمَواتِ فأطّلِعُ إلى إلهِ مُوسَى وإنِّي لأظُنُّه كاذِباً " سورة غافر آية 36 - 37. فدل على أن موسى عليه الصلاة والسلام كان يقول: إلهي في السماء، وفرعون يظنه كاذباً، وقال الشاعر:
فَسُبْحانَ مَنْ لا يقدر الخَلْقَ قَدْرَه ... ومَنْ هُوَ فَوْقَ العَرْشِ فَرْدٌ مُوَحّدُ
مَليكٌ عَلى عَرْش السّماءِ مُهَيْمِنٌ ... لِعزّتهِ تَعْنُو الوجُوهُ وتَسْجُدُ
وهذا الشعر لأميةَ بن أبي الصلت، وفيه يقول في وصف الملائكة:
وساجِدُهم لا يَرْفَعُ الدَّهْر رأسَه ... يُعَظِّمُ رباً فَوْقَهُ ويُمَجِّدُ
قال: فإن احتجوا بقوله تعالى: " وهُوَ الّذي في السّماءِ إلهٌ وفي الأرْض إلهٌ " سورة الزخرف آية 84.
وبقوله تعالى: " وهُوَ اللَّه في السّمَواتِ وفي الأرْضِ " سورة الأنعام آية 3.
وبقوله تعالى: " ما يَكون مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ ولا خَمْسَةٍ إلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ " سورة المجادلة آية 7.
وَزَعموا أن الله سبحانه في كل مكان بنفسه وذاته تبارك وتعالى جده قيل: لا خلاف بيننا وبينكم وبين سائر الأمة، أنه ليس في الأرض دون السماء بذاته، فوجب حمل هذه الآيات على المعنى الصحيح المجمع عليه، وذلك أنه في السماء إله معبود من أهل السماء، وفي الأرض إله معبود من أهل الأرض، وكذا قال أهل العلم بالتفسير، وظاهر هذا التنزيل يشهد أنه على العرش، فالاختلاف في ذلك ساقط وأسعد الناس به من ساعده الظاهر.
وأما قوله في الآية الأخرى " وفي الأرض إله " فالإجماع والاتفاق قد بين أنّ المرادَ أنه معبود من أهل الأرض، فتدبر هذا فإنه قاطع.
ومن الحجة أيضاً في أنه عز وجل على العرش فوق السموات السبع: أن الموحدين يجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمرٌ، أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء ونصبوا أيديهم رافعين مشيرين بها إلى السماء يستغيثون اللّه ربهم تبارك وتعالى، وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى أكثر من حكايته، لأنه اضطراري لم يخالفهم فيه أحد، ولا أنكره عليهم مسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم للأمة التي أراد مولاها عتقها، إن كانت مؤمنة، فاختبرها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بأن قال لها: " أين اللّه. " فأشارت إلى السماء، ثم قال لها: " من أنا " قالت: أنت رسول الله. قال: " أعتقها فإنها مؤمنة " فاكتفى رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم منها برفع رأسها إلى السماء واستغنى بذلك عما سواه.
قال: وأما احتجاجهم بقوله تعالى " ما يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ " سورة المجادلة آية 7. فلا حجة لهم في ظاهر هذه الآية، لأن علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل في القرآن قالوا في تأويل هذه الآية: هو على العرش وعلمه في كل مكان، وما خالفهم في ذلك يحد يحتج بقوله.
وذكر سنيد، عن مقاتل بن حيان، عن الضحاك بن مزاحم في قوله تعالى: " ما يكون من نجوى ثلاث إلا هو رابعهم " قال: هو على عرشه وعلمه معهم أينما كانوا. قال: وبلغني عن سفيان الثوري مثله.
قال سنيد: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال: اللّه فوق العرش وعلمه في كل مكان لا يخفى عليه شيء من أعمالكم. ثم ساق من طريق يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين كل سماء إلى الأخرى خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام، وما بين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عامٍ، والعرش على الماء، والله على العرش ويعلم أعمالكم. وذكر هذا الكلام أو قريباً منه في كتاب الاستذكار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/214)
ذكر قول الإمام مالك الصغير أبي محمد عبد اللّه بن أبي زيد القيرواني: قال في خطبته برسالته المشهورة باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات: ومن ذلك الإيمان بالقلب والنطق باللسان: أن الله إله واحد لا إله غيره، ولا شبيه له، ولا نظير له، ولا ولد له، ولا والد له، ولا صاحبة له، ولا شريك له، ليس لأوليته ابتداء، ولا لآخرته انقضاء، ولا يبلغ كنه صفته الواصفون، ولا يحيط بأمرِه المتفكرون، يعتبر المتفكرون بآياته ولا يتفكرون في ماهية ذاته " ولا يُحيطون بشَيْءٍ مِنْ عِلْمه إلاَّ بمَا شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السمواتِ والأرْض وَلا يَؤُدهُ حِفْظُهُما وهُوَ العَليُّ العَظيم " سورة البقرة آية 255. وهو العليم الخبير، المدبّر القدير السميع البصير العلي الكبير، وإنه فوق عرشه المجيد بذاته، وهو بكل مكان بعلمه.
وكذلك ذكر مثل هذا في نوادره وغيرها من كتبه، وذكر في كتابه المفرد في السنة تقرير العلو واستواء الرب تعالى على عرشه بذاته أتم تقرير فقال: فيما اجتمعت عليه الأمة من أمور الديانة من السنن التي خلافها بدعة وضلالة إن اللّه سبحانه وتعالى اسمه له الأسماء الحسنى والصفات العلى، لم يزل بجميع صفاته وهو سبحانه موصوف بأن له علماً وقدرة وإرادة ومشيئة أحاط علماً بجميع ما بدا قبل كونه وفطر الأشياء بإرادته، وقوله: " إنما أمْرُهُ إذا أرادَ شَيْئاً أنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون " سورة يس آية 82. وأن كلامه صفة من صفاته، ليس بمخلوق فيبيد، ولا صفة لمخلوق فينفد، وأن اللّه عزَّ وجلَّ كلّم موسى عليه الصلاة والسلام بذاته، وأسمعه كلامه لا كلاماً قام في غيره، وأنه يسمع ويرى ويقبض ويبسط، وأن يديه مبسوطتان، والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه وأن يديه غير نعمته في ذلك وفي قوله سبحانه: " مَا مَنَعْكَ أنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ " سورة ص آية 75.
وأنه يجيء يومَ القيامة بعد أن لم يكن جائياً، والمَلَك صفاً صفاً لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها، فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء، وأنه يرضى ويحب التوابين، ويسخط على من كفر به، ويغضب فلا يقوم شيء لغضبه، وأنه فوق سمواته على عرشه دون أرضه، وأنه في كل مكان بعلمه، وأن لله سبحانه كرسياً، كما قال عز وجل: " وَسِعَ كُرْسِيُّه السّمواتِ والأرْضَ " سورة البقرة آية 255. وكما جاءت به الأحاديث أن الله سبحانه يضع كرسيه يوم القيامة لفصل القضاء.(33/215)
عقيدة الأئمة الأربعة
ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[23 - 02 - 06, 03:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عقيدة الإمام أبي حنيفة - 150 هـ -
هذه طائفة من أقوال الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى ... فيما يعتقده في مسائل أصول الدين ... مع بيان موقفه من علم الكلام:
أ - أقوال الإمام أبي حنيفة في التوحيد:
أولا: عقيدته في توحيد الله وبيان التوسل الشرعي وإبطال التوسل البدعي:
1 - قال أبو حنيفة: (لا ينبغي لاحد أن يدعو الله إلا به، والدعاء المأذون فيه، المأمور به، ما استفيد من قوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) [الدر المختار من حاشية المختار 6/ 396 - 397].
(2) قال أبو حنيفة: (يكره أن يقول الداعي: أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام) [شرح العقيدة الطحاوية 234، واتحاف السادة المتقين 2/ 285، وشرح الفقه الأكبر للقاري 189].
(3) وقال أبو حنيفة: (لا ينبغي لأحد أن يدعوا الله إلا به، وأكره أن يقول بمعاقد العز من عرشك، أو بحق خلقك). [التوسل والوسيلة ص82 , وانظر شرح الفقه الأكبرص198]
ثانيا: قوله في إثبات الصفات والرد على الجهمية:
(4) وقال: (لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السنة والجماعة، وهو يغضب ويرضى، ولا يقال: غضبه عقوبته، ورضاه ثوابه، ونصفه كما وصف نفسه، أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، حي قادر سميع بصير عالم، يد الله فوق ايديهم، ليست كايدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه) [الفقه الابسط 56].
(5) وقال: (وله يد ووجه ونفس، كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس، فهو له صفات بلا كيف، ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته، لأن فيه إبطال الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال) [الفقه الأكبر 302].
(6) وقال: (لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء، بل يصفه بما وصف به نفسه، ولا يقول فيه برأيه شيئا تبارك الله وتعالى رب العالمين) [شرح الطحاوية 2/ 427، جلاء العينين 368].
(7) ولما سئل عن النزول الإلهي قال: (ينزل بلا كيف) [عقيدة السلف أصحاب الحديث 42، الأسماء والصفات للبيهقي 456، شرح الطحاوية 245، شرح الفقه الأكبر للقاري 60].
(8) وقال أبو حنيفة: (والله تعالى يدعى من أعلى لا من اسفل، لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء) [الفقه الابسط 51].
(9) وقال: (وهو يغضب ويرضى، ولا يقال غضبه عقوبته ورضاه ثوابه) [الفقه الأبسط 56].
(10) وقال: (ولا يشبه شيئا من الاشياء من خلقه، ولا يشبهه شيء من خلقه، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته) [الفقه الأكبر 301].
(11) وقال: (وصفاته بخلاف صفات المخلوقين، يعلم لا كعلمنا، ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا، ويسمع لا كسمعنا، ويتكلم لا ككلامنا) [الفقه الأكبر 302]. (12) وقال: (لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين) [الفقه الابسط 56].
(13) وقال: (من وصف الله بمعنى من معاني البشر، فقد كفر) [العقيدة الطحاوية].
(14) وقال: (وصفاته الذاتية والفعلية، أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة، وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته) [الفقه الأكبر 301].
(15) وقال: (ولم يزل فاعلا بفعله، والفعل صفة في الأزل، والفاعل هو الله تعالى، والفعل صفة في الأزل، والمفعول مخلوق، وفعل الله تعالى غير مخلوق) [الفقه الأكبر 301].
(16) وقال: (من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، وكذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض) [الفقه الأبسط 46، ونقل نحو هذا شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي 48/ 5، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية 139، والذهبي في العلو 101 - 102، وابن قدامة في العلو 116، وابن أبي العز في شرح الطحاوية 301].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/216)
(17) وقال للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده؟، قال: (إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض)، فقال له رجل: أرأيت قول الله تعالى {وهو معكم}؟ قال: (هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه) [الأسماء والصفات 429].
(18) وقال كذلك: (يد الله فو أيديهم، ليست كأيدي خلقه) [الفقه الأبسط 56].
(19) وقال: (إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض)، فقال له رجل: أرأيت قول الله تعالى [وهو معكم]؟، قال: (هو كما تكتب لرجل إني معك، وأنت غائب عنه) [الأسماء والصفات 2/ 170].
(20) وقال: (قد كان متكلما ولم يكن، كلم موسى عليه السلام) [الفقه الأكبر 302].
(21) وقال: (ومتكلما بكلامه، والكلام صفة في الأزل) [الفقه الأكبر 301].
(22) وقال: (ويتكلم، لا ككلامنا) [الفقه الأكبر 302].
(23) وقال: (وسمع موسى عليه السلام كلام الله تعالى، كما قال الله تعالى {وكلم موسى تكليما}، وقد كان الله تعالى متكلما ولم يكن كلم موسى عليه السلام) [الفقه الأكبر 302].
(24) وقال: (والقرآن كلام الله، في المصاحف مكتوب، وفي القلوب محفوظ، وعلى الألسن مقروء، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم أنزل) [الفقه الأكبر 301].
(25) وقال: (والقرآن غير مخلوق) [الفقه الأكبر 301].
ب - أقوال الإمام أبي حنيفة في القدر:
(1) جاء رجل إلى الإمام أبي حنيفة يجادله في القدر، فقال له: (أما علمت أن الناظر في القدر كالناظر في عيني الشمس، كلما إزداد نظرا إزداد تحيرا) [قلائد عقود العقيان ق77ب].
(2) يقول الإمام أبو حنيفة: (وكان الله تعالى عالما في الأزل بالاشياء قبل كونها) [الفقه الأكبر 302 - 303].
(3) وقال: (يعلم الله تعالى المعدوم في حالة عدمه معدوما، ويعلم أنه كيف يكون إذا أوجده، ويعلم الله تعالى الموجود في حالة وجوده موجودا، ويعلم كيف يكون فناؤه) [الفقه الأكبر 302 - 303].
(4) يقول الإمام أبو حنيفة: (وقدره في اللوح المحفوظ) [الفقه الأكبر 302].
(5) وقال: (ونقر بأن الله تعالى أمر بالقلم أن يكتب، فقال القلم: ماذا أكتب يا رب؟ فقال الله تعالى: أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، لقوله تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر * وكل صغير وكبير مستطر}) [الوصية مع شرحها 21].
(6) وقال الإمام أبو حنيفة: (ولا يكون شيء في الدنيا ولا في الآخرة إلا بمشيئته) [الفقه الأكبر 302].
(7) ويقول الإمام أبو حنيفة: (خلق الله الأشياء لا من شيء) [الفقه الأكبر 302].
(8) وقال: (وكان الله تعالى خالقا قبل ان يخلق) [الفقه الأكبر 304].
(9) وقال: (نقر بأن العبد مع اعماله وإقراره ومعرفته مخلوق، فلما كان الفاعل مخلوقا، فأفعاله أولى أن تكون مخلوقة) [الوصية مع شرحها 14].
(10) وقال: (جميع أفعال العباد من الحركة والسكون: كسبهم، والله تعالى خالقها، وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره) [الفقه الأكبر 303].
(11) قال الإمام أبو حنيفة: (وجميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم على الحقيقة، والله تعالى خلقها، وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره، والطاعات كلها كانت واجبة بأمر الله تعالى وبمحبته وبرضاه وعلمه ومشيئته وقضائه وتقديره، والمعاصي كلها بعلمه وقضائه وتقديره ومشيئته، لا بمحبته ولا برضاه ولا بأمره) [الفقه الأكبر 303].
(12) وقال: (خلق الله تعالى الخلق سليما من الكفر والإيمان، ثم خاطبهم وأمرهم ونهاهم، فكفر من كفر بفعله وإنكاره وجحوده الحق بخذلان الله تعالى إياه، وآمن من أمن بفعله وإقراره وتصديقه بتوفيق الله تعالى ونصرته له) [الفقه الأكبر 302 - 303] … والصواب: خلق الله تعالى الخلق على فطرة الإسلام، كما سيبينه الإمام أبو حنيفة في قوله الآتي.
(13) وقال: (وأخرج ذرية آدم من صلبه على صور الذر، فجعلهم عقلاء، فخاطبهم وأمرهم بالإيمان، ونهاهم عن الكفر، فأقروا له بالربوبية، فكان ذلك منهم إيمانا، فهم يولدون على تلك الفطرة، ومن كفر بعد ذلك فقد بدل وغير، ومن آمن وصدق فقد ثبت عليه وداوم) [الفقه الأكبر 302].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/217)
(14) وقال: (وهو الذي قدر الأشياء وقضاها، ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء إلا بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره، وكتبه في اللوح المحفوظ) [الفقه الأكبر 302].
(15) وقال: (لم يجبر أحدا من خلقه على الكفر ولا على الإيمان، ولكن خلقهم اشخاصا، والإيمان والكفر فعل العباد، ويعلم الله تعالى من يكفر في حال كفره، فإذا آمن بعد ذلك، فإذا علمه مؤمنا أحبه من غير أن يتغير علمه) [الفقه الأكبر 303].
ج - أقوال الإمام أبي حنيفة في الإيمان:
(1) قال: (والإيمان هو الإقرار والتصديق) [الفقه الأكبر 304].
(2) وقال: (الإيمان إقرار باللسان، وتصديق بالجنان، والإقرار وحده لا يكون إيمانا) [كتاب الوصية مع شرحها 2]، ونقله الطحاوي عن ابي حنيفة وصاحبه [شرح الطحاوية 306].
(3) وقال أبو حنيفة: (والإيمان لا يزيد ولا ينقص) [الوصية مع شرحها 3].
قلت: قوله في عدم زيادة الإيمان ونقصانه، وقوله في مسمى الإيمان، وأنه تصديق بالجنان وإقرار باللسان، وأن العمل خارج عن حقيقة الإيمان … قوله هذا هو الفارق بين عقيدة الإمام أبي حنيفة في الإيمان وبين عقيدة سائر أئمة الإسلام - مالك والشافعي وأحمد وإسحاق والبخاري وغيرهم - والحق معهم، وقول أبي حنيفة مجانب للصواب، وهو مأجور في الحالين، وقد ذكر ابن عبد البر وابن أبي العز ما يشعر أن أبا حنيفة رجع عن قوله [التمهيد لابن عبد البر 9/ 247، شرح الطحاوية 395] … والله أعلم.
د - أقوال الإمام أبي حنيفة في الصحابة:
(1) قال الإمام أبو حنيفة: (ولا نذكر أحدا من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بخير) [الفقه الأكبر 304].
(2) وقال: (ولا نتبرأ من أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا نوالي أحدا دون أحد) [الفقه الأبسط 40].
(3) ويقول: (مقام أحدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة واحدة، خير من عمل أحدنا جميع عمره، وإن طال) [مناقب أبي حنيفة للمكي 76].
(4) وقال: (ونقر بأن أفضل هذه الأمة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين) [الوصية مع شرحها 14].
(5) وقال: (افضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ثم نكف عن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بذكر جميل) [النور اللامع ق119 - ب].
هـ - نهيه عن الكلام والخصومات في الدين:
(1) قال الإمام أبو حنيفة: (أصحاب الأهواء بالبصرة كثير، ودخلتها عشرين مرة ونيفا، وربما أقمت بها سنة أو أكثر أو أقل ظانا أن علم الكلام أجل العلوم) [مناقب أبي حنيفة للكردي 137].
(2) وقال: (كنت أنظر في الكلام حتى بلغت مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع، وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان، فجاءتني امرأة فقالت: رجل له امرأة أمة أراد أن يطلقها للسنة كم يطلقها؟ فلم أدر ما أقول، فأمرتها أن تسأل حمادا ثم ترجع فتخبرني، فسألت حمادا، فقال: يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة ثم يتركها حتى تحيض حيضتين فإذا اغتسلت فقد حلت للأزواج، فرجعت فأخبرتني، فقلت: لا حاجة لي في الكلام، وأخذت نعلي فجلست إلى حماد) [تاريخ بغداد 13/ 333].
(3) وقال: (لعن الله عمرو بن عبيد، فإنه أحدث للناس الطريق إلى الكلام فيما لا ينفعهم في الكلام) [ذم الكلام للهروي 28 - 31].
(4) وقال حماد بن أبي حنيفة: (دخل علي أبي رحمه الله يوما وعندي جماعة من أصحاب الكلام، ونحن نتناظر في باب، قد علت أصواتنا، فلما سمعت حسه في الدار خرجت إليه، فقال لي: يا حماد من عندك؟ قلت: فلان وفلان وفلان، سميت من كان عندي، قال: وفيم انتم؟ قلت: في باب كذا وكذا، فقال لي: يا حماد دع الكلام، قال ولم أعهد أبي صاحب تخليط ولا ممن يأمر بالشيء ثم ينهي عنه، فقلن له: يا أبت ألست كنت تأمرني به؟! قال: بلى يا بني وأنا اليوم أنهاك عنه، قلت: ولم ذاك؟! فقال: يا بني إن هؤلاء المختلفين في ابواب من الكلام ممن ترى كانوا على قول واحد ودين واحد حتى نزغ الشيطان بينهم فألقى بينهم العداوة والاختلاف فتباينوا …) [مناقب أبي حنيفة للمكي 183 - 184].
(5) وقال أبو حنيفة لأبي يوسف: (إياك أن تكلم العامة في أصول الدين من الكلام، فإنهم قوم يقلدونك فيشتغلون بذلك) [مناقب أبي حنيفة للمكي 373]
هذه طائفة من أقواله رحمه الله … وما يعتقده في مسائل أصول الدين، وموقفه من الكلام والمتكلمين.
-------------------
(كتاب / اعتقاد أئمة السلف) جمع / د ز محمد بن عبد الرحمن الخميس
العقيدة الصحيحة عن أبى حنيفة .. هنا
http://www.arabcastle.net/vb/uploaded2/45554878678.gif
http://www.rubat.com/phpbb/files/aqwal-009_117.jpg
__________________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/218)
ـ[طالبةالشريعة]ــــــــ[24 - 02 - 06, 02:35 ص]ـ
جزاك الله خرا على هذا المجهود المبارك.
الا انه استشكل علي امر، في مسألة شروط ثبوت النسب بالزواج الصحيح، فاشترط الجمهور شروطا منها:
1 - قدرة الزوج على الوطء
2 - امكان تلاقي الزوجين بعد العقد
3 - الدخول الحقيقي بالمرأة
الا ان ابي حنيفة لم يشترط كل ذلك لاثبات النسب بل اكتفى بمجرد العقد، فلو كانت المرأة في الغرب والزوج في الشرق ولم يلتقيان ابد ثم حملت المرأة فان الولد ينسب لابيه الذي لم يرى زوجته اصلا، واحتج بان الاب قد يكون من اولياء الله فيمكن ان يرتحل اليها بلحظة ويبني عليها ونحن لا نعلم فنكون بذلك قد ظلمنا الزوجة والابن، ان اشترطنا التلاقي
قال النووي بعد ان ذكر قول ابي حنيفة دون ان يذكر دليله " ... وهذا ضعيف ظاهر الفساد ولا حجة له في اطلاق الحديث، لانه خرج على الغالب وهو حصول الامكان عند العقد .. " ولا شك ان قول ابي حنيفة مخالف لاعتقاد اهل السنة، وهذا لا يعتقد به الا الصوفية.
هذا ما درسته على الشيخ في باب النسب والاستلحاق والتبني الا انني لم احقق كلام ابي حنيفة ولا الاستدلال الذي استدل به.
فهل هذا القول صحيح؟، وان كان صحيح ماتقولون في هذا الاستدلال الذي استدل به ابي حنيفة؟ افيدوني وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر]ــــــــ[24 - 02 - 06, 04:55 ص]ـ
يوجد كتاب في عقيدة الأئمة الأربعة في التوحيد على الملتقى
ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[24 - 02 - 06, 07:39 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي فى الله
على التذكير
محبك/الفاتح
ـ[أبو عمر]ــــــــ[24 - 02 - 06, 09:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وعذرا على الخطأ
فقد ظننت مصدركم خلاف ما ذكرته
حمل الكتاب جاهزا للشاملة 2
http://72.29.70.243/~ahlalhd1/vb/showthread.php?t=73399
ـ[شتا العربي]ــــــــ[10 - 11 - 07, 06:36 م]ـ
رابط تحميل الكتاب للشاملة لا يعمل بارك الله فيكم فهلا تكرمتم بإعادة رفعه؟
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[10 - 11 - 07, 09:33 م]ـ
قال الإمام عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل رحمهم الله
ما حفظت عن أبي وغيره من المشايخ في أبي حنيفة
وساق كلام كثير لأهل العلم وسأنتقي منه بعضها
228 - وأخبرت عن إسحاق بن منصور الكوسج قال قلت لأحمد بن حنبل يؤجر الرجل على بغض أبي حنيفة وأصحابه؟ قال أي والله
231 - حثني محمود بن غيلان ثنا محمد بن سعيد بن سلم عن أبيه قال سألت أبا يوسف وهو بجرجان عن أبي حنيفة فقال وما تصنع به مات جهميا
239 - حدثني عبد الله بن عون بن الخراز أبو محمد وكان ثقة ثنا شيخ من أهل الكوفة قيل لعبد الله بن عون هو أبو جهم فكأنه أقر أنه قال سمعت سفيان الثوري يقول قال لي حماد بن أبي سليمان إذهب الى الكافر يعني ابا حنيفة فقل له إن كنت تقول أن القرآن مخلوق فلا تقربنا
243 - حدثني منصور بن أبي مزاحم سمعت يزيد بن يوسف الحميري عن الأوزاعي أنه كان يعيب أبا حنيفة أشد العيب
276 - حدثني محمود بن غيلان ثنا مؤمل بن إسماعيل عن الثوري أنه ذكر عنده أبو حنيفة وهو في الحجر فقال غير ثقة ولا مأمون حتى جاوز الطواف
282 حدثني هارون بن بن سفيان حدثني عرزة الخراساني حدثنا الفضل بن موسى السيناني قال سمعت سفيان الثوري يقول ضرب الله على قبر أبي حنيفة طوقا من نار
295 - حدثني أبو الفضل الخراساني ثنا اسماعيل بن أبي أويس قال قالي لي خالي مالك بن أنس أبو حنيفة من الداء العضال وقال مالك أبو حنيفة ينقض السنن
302 - حدثني منصور بن مزاحم قال سمع أبو علي العذاري يقول قيل لحماد بن زيد مات أبو حنيفة قال الحمد لله الذي كبس به بطن الأرض
304 حدثني أبو معمر عن إسحاق بن عيسى الطباع قال سألت حماد بن زيد عن أبي حنيفة فقال إنما ذاك يعرف بالجدل بالخصومة في الارجاء
351 - حدثني محمد بن أبي عتاب الأعين نا إبراهيم بن شماس قال صحبت ابن المبارك في السفينة فقال اضربوا على حديث أبي حنيفة
361 حدثني أبو الفضل الخراساني نام حمد بن أبي عمر قال سمعت سفيان بن عيينة يقول ما ولد في الإسلام أضر على الإسلام من أبي حنيفة
===================
هذا وقد خالف الأجاديث كثيرا ولم يكن له عناية بها
والله أعلم
ـ[عَدي محمد]ــــــــ[15 - 11 - 07, 05:10 م]ـ
قال الإمام عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل رحمهم الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/219)
ما حفظت عن أبي وغيره من المشايخ في أبي حنيفة
وساق كلام كثير لأهل العلم وسأنتقي منه بعضها
228 - وأخبرت عن إسحاق بن منصور الكوسج قال قلت لأحمد بن حنبل يؤجر الرجل على بغض أبي حنيفة وأصحابه؟ قال أي والله
231 - حثني محمود بن غيلان ثنا محمد بن سعيد بن سلم عن أبيه قال سألت أبا يوسف وهو بجرجان عن أبي حنيفة فقال وما تصنع به مات جهميا
239 - حدثني عبد الله بن عون بن الخراز أبو محمد وكان ثقة ثنا شيخ من أهل الكوفة قيل لعبد الله بن عون هو أبو جهم فكأنه أقر أنه قال سمعت سفيان الثوري يقول قال لي حماد بن أبي سليمان إذهب الى الكافر يعني ابا حنيفة فقل له إن كنت تقول أن القرآن مخلوق فلا تقربنا
243 - حدثني منصور بن أبي مزاحم سمعت يزيد بن يوسف الحميري عن الأوزاعي أنه كان يعيب أبا حنيفة أشد العيب
276 - حدثني محمود بن غيلان ثنا مؤمل بن إسماعيل عن الثوري أنه ذكر عنده أبو حنيفة وهو في الحجر فقال غير ثقة ولا مأمون حتى جاوز الطواف
282 حدثني هارون بن بن سفيان حدثني عرزة الخراساني حدثنا الفضل بن موسى السيناني قال سمعت سفيان الثوري يقول ضرب الله على قبر أبي حنيفة طوقا من نار
295 - حدثني أبو الفضل الخراساني ثنا اسماعيل بن أبي أويس قال قالي لي خالي مالك بن أنس أبو حنيفة من الداء العضال وقال مالك أبو حنيفة ينقض السنن
302 - حدثني منصور بن مزاحم قال سمع أبو علي العذاري يقول قيل لحماد بن زيد مات أبو حنيفة قال الحمد لله الذي كبس به بطن الأرض
304 حدثني أبو معمر عن إسحاق بن عيسى الطباع قال سألت حماد بن زيد عن أبي حنيفة فقال إنما ذاك يعرف بالجدل بالخصومة في الارجاء
351 - حدثني محمد بن أبي عتاب الأعين نا إبراهيم بن شماس قال صحبت ابن المبارك في السفينة فقال اضربوا على حديث أبي حنيفة
361 حدثني أبو الفضل الخراساني نام حمد بن أبي عمر قال سمعت سفيان بن عيينة يقول ما ولد في الإسلام أضر على الإسلام من أبي حنيفة
===================
هذا وقد خالف الأجاديث كثيرا ولم يكن له عناية بها
والله أعلم
أعوذ بالله من هذا الكلام
اللهم إني أبرأ إليك من هذا الكلام
اتق الله يارجل
ما هذا الأدب الرفيع الرفيع مع الأكابر
أبو حنيفة رجل كافر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وغير ذلك من ترهاتك العفنة
اذهب وحقق الكلام في الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه
لا بل اذهب وتعلم الأدب مع الأكابر
هذه مشكلة الذين ينتسبون إلى أهل السنة والجماعة
تجد أحدهم إذا تعلم شيئا صار أبا شبر فبدأ بالترجيحات وصار يجرح هذا وصار يفسق هذا بل ويكفر هذا
ولم تقف المسألة عند هذا الحد بل تجاوزت إلى أئمتنا وسادتنا؟؟؟؟؟؟؟؟
لا حول ولا وقوة إلا بالله تعالى
إنا لله وإنا إليه راجعون
حسبنا الله ونعم الوكيل
قال الإمام الشاطبي رحمه الله:
من عاب عيبا له عذر فلا وزرا ... ينجيه من عزمات اللوم متئرا
وإنما هي أعمال بنياتها ... حذ ما صفا واحتمل بالعفو ما كدرا
وسوف تسأل يوم القيامة عن هذا الكلام
أين المشرف عن مشاركتك؟
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[16 - 11 - 07, 01:56 ص]ـ
هداك الله و أسأل الله أن يزرقني وإياك حب علماء المسلمين وأن يتغمدهم برحمته
والكلام الذي نقلته أنا وتبرأت منه أنت ثابت لا مفر منه وهل بيان الأغلاط بغض لمن غلط وكتاب السنة ثابت بالدليل القاطع فإن كنتَ حنفيا فكن متبعا للحق
ثم الموضوع عن عرض لعقيدة أبي حنيفة رحمه الله تعالى وهذا الكلام من جملة اعتقاده رحمه الله فهل نرمي به من أجل أن لا نُغضب الأحناف
بل ليغضب من يغضب في بيان الحق
والله أعلم
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[16 - 11 - 07, 02:05 ص]ـ
وهذا إسناد كتاب السنة لعبد الله بن أحمد رحمهم الله تعالى
قال الضال المضل السقاف (كتاب السنة المنسوب لابن أحمد والذي في سنده الخضر بن المثنى وهو مجهول)
رد عليه الشيخ عمرو في دفاعا عن السلفية ص 51
(قلت إسناد السنة ليس فيه الخضر بن المثنى وإنما كتاب الرد على الجهمية الذي في سنده الخضر بن المثنى
وأما إسناد كتاب السنة لعبد الله بن أحمد
أنبأنا الأشياخ محمد بن أحمد بن عمر القطيعي وعمر بن كرم بن أبي الحسن الدينوري وأبو نصر بن أبي الحسن بن قنيدة وعبد السلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران الداهري وغيرهم قالوا أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي الهروي الصوفي قال أخبرنا الشيخ الإمام شيخ الاسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري من كتابه أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن القراب من كتابه أخبرنا أبو النصر محمد بن الحسن بن سليمان السمسار حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن خالد الهروي حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - 11 - 07, 04:51 م]ـ
رابط تحميل الكتاب للشاملة لا يعمل بارك الله فيكم فهلا تكرمتم بإعادة رفعه؟
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
=====
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/220)
ـ[عَدي محمد]ــــــــ[17 - 11 - 07, 01:55 م]ـ
هداك الله و أسأل الله أن يزرقني وإياك حب علماء المسلمين وأن يتغمدهم برحمته
والكلام الذي نقلته أنا وتبرأت منه أنت ثابت لا مفر منه وهل بيان الأغلاط بغض لمن غلط وكتاب السنة ثابت بالدليل القاطع فإن كنتَ حنفيا فكن متبعا للحق
ثم الموضوع عن عرض لعقيدة أبي حنيفة رحمه الله تعالى وهذا الكلام من جملة اعتقاده رحمه الله فهل نرمي به من أجل أن لا نُغضب الأحناف
بل ليغضب من يغضب في بيان الحق
والله أعلم
السلام عليكم
أولا: لست حنفيا بل شافعي
ثانيا: أما الكلام الذي نقلته أنت لا يصح كله وعلى فرض صحته فهناك كلام كثير في مدح هذا الإمام والقول بأنه من أهل السنة والجماعة
وإن صح أيضا فله محامل كثيرة تحمل عليه
فلا يعني أن نخرج الإمام من طائفة أهل السنة حتى نوصله إلى الابتداع بل إلى الكفر
ثالثا: بما أن الموضوع عرض لعقيدة الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه لمَ نسيت عقيدة الطحاوي التي لا بدك أنك درستها؟؟
ألم يقل في بدايتها هذا معتقد إمام الملة أبي حنيفة النعمان وأبي يوسف رحمهما الله
رابعا: وهو الأهم:
قال أهل العلم: خلاف الأقران يطوى ولا يروى
فلربما كان بعض هذا الكلام أو جله من هذا الباب
ويروى عن الإمام الأوزاعي أنه كان يحذر من أبي حنيفة فسمع به عبد الله المبارك فذهب إليه وأراه بعض كلامه فرجع عن ذلك
رحم الله الجميع
وأخيرا:
ربما أسأتُ الأدب في الحوار فنسأل الله الغفران
وأعتذر عن ذلك
ولكن لما رأيت كلامك غضبت جدا للإمام أبي حنيفة
نسأل الله أن يرحمنا جميعا ويغفر لنا
ـ[أحمد أبو عبدالله]ــــــــ[17 - 11 - 07, 02:02 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 11 - 07, 03:59 م]ـ
قال الإمام عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل رحمهم الله
ما حفظت عن أبي وغيره من المشايخ في أبي حنيفة
وساق كلام كثير لأهل العلم وسأنتقي منه بعضها
228 - وأخبرت عن إسحاق بن منصور الكوسج قال قلت لأحمد بن حنبل يؤجر الرجل على بغض أبي حنيفة وأصحابه؟ قال أي والله
231 - حثني محمود بن غيلان ثنا محمد بن سعيد بن سلم عن أبيه قال سألت أبا يوسف وهو بجرجان عن أبي حنيفة فقال وما تصنع به مات جهميا
239 - حدثني عبد الله بن عون بن الخراز أبو محمد وكان ثقة ثنا شيخ من أهل الكوفة قيل لعبد الله بن عون هو أبو جهم فكأنه أقر أنه قال سمعت سفيان الثوري يقول قال لي حماد بن أبي سليمان إذهب الى الكافر يعني ابا حنيفة فقل له إن كنت تقول أن القرآن مخلوق فلا تقربنا
243 - حدثني منصور بن أبي مزاحم سمعت يزيد بن يوسف الحميري عن الأوزاعي أنه كان يعيب أبا حنيفة أشد العيب
276 - حدثني محمود بن غيلان ثنا مؤمل بن إسماعيل عن الثوري أنه ذكر عنده أبو حنيفة وهو في الحجر فقال غير ثقة ولا مأمون حتى جاوز الطواف
282 حدثني هارون بن بن سفيان حدثني عرزة الخراساني حدثنا الفضل بن موسى السيناني قال سمعت سفيان الثوري يقول ضرب الله على قبر أبي حنيفة طوقا من نار
295 - حدثني أبو الفضل الخراساني ثنا اسماعيل بن أبي أويس قال قالي لي خالي مالك بن أنس أبو حنيفة من الداء العضال وقال مالك أبو حنيفة ينقض السنن
302 - حدثني منصور بن مزاحم قال سمع أبو علي العذاري يقول قيل لحماد بن زيد مات أبو حنيفة قال الحمد لله الذي كبس به بطن الأرض
304 حدثني أبو معمر عن إسحاق بن عيسى الطباع قال سألت حماد بن زيد عن أبي حنيفة فقال إنما ذاك يعرف بالجدل بالخصومة في الارجاء
351 - حدثني محمد بن أبي عتاب الأعين نا إبراهيم بن شماس قال صحبت ابن المبارك في السفينة فقال اضربوا على حديث أبي حنيفة
361 حدثني أبو الفضل الخراساني نام حمد بن أبي عمر قال سمعت سفيان بن عيينة يقول ما ولد في الإسلام أضر على الإسلام من أبي حنيفة
===================
هذا وقد خالف الأجاديث كثيرا ولم يكن له عناية بها
والله أعلم
لا أرى داعي لنقل هذا
هو معروف في كتاب السنة لعبد الله ابن احمد رحمه الله
وعقيدته الإمام ابو حنيفة رحمه الله في الإيمان معروفة
وقد رأيت أناس على النت من المسلمين كأن في قلوبهم بغض اتجاه الإمام أبو حنيفة رحمه الله - نسأل الله العافية والسلامة
أرجو أن لا تكون منهم
رحم الله الإمام واسكنه فسيح جناته
وبالمناسبة أنا لست حنفيا
بل حنبلي
والمذهب الفقهي ليس له دخل في هذه المسألة
بل نحن نحب الإمام في الله لأنه من أهل السنة ومن علماء السلف الصالح رحمهم الله(33/221)
مصادر الإمام محمد بن عبد الوهّاب في كتاب التوحيد:
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - 03 - 06, 11:48 م]ـ
؟؟؟
ـ[إبراهيم البلوشي]ــــــــ[05 - 03 - 06, 11:02 ص]ـ
من مصادره كتاب التوحيد لابن رجب
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - 03 - 06, 12:28 م]ـ
جزاك الله خيرًا، وأرجو أن تأتي بالنص للمقارنة، وشرطي عدم تصريح الإمام محمد بن عبد الوهاب بمصدره.
-----
من مصادره:
("الآداب الشرعية" لابن مفلح ت763)، وحلّ إشكال:
الذي ظهر لي، أن الإمام محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله ت1206، قد قام بتلخيص (1) فصل (فِي الرُّقَى وَالتَّمَائِمِ وَالْعَوْذِ وَالْعَزَائِمِ وَمَا وَرَدَ فِي كَوْنِهَا شِرْكًا) من كتاب " الآداب الشرعية " لابن مفلح (3/ 79 - 82 ط مكتبة ابن تيميّة)، وقام بنقله ملخصًا في " كتاب التوحيد: باب " ما جاء في الرقى والتمائم " (ص161 - مجموعة التوحيد).
وهذا يحلّ إشكال، ما هو؟
قال الإمام محمد بن عبد الوهّاب:
(" وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه، قال: " مَن قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة " رواه وكيع (2)، وله (3) عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون التمائم كلها، من القرآن وغير القرآن) اهـ
---------
(1) والإمام محمد بن عبد الوهّاب له تجارب مع تلخيص الكتب، فله " مختصر زاد المعاد " و " مختصر السيرة النبوية لابن هشام ".
(2) أنت أخي الفاضل بعد البحث والتقصّي لا تجد – إن شاء الله فيما أعلم - هذا الأثر أسنده وكيع إلى سعيد بن جبير، وإنما تجده عند أبي بكر ابن أبي شيبة في " المصنف " 5/ 36 من طريق حفص عن ليث عن سعيد بن جبير ...
إذًا من أين أتى الإمام محمد بن عبد الوهّاب أنّ الذي روى هذا الأثر وكيع؟
الإمام رحمه الله – فيما ظهر لي - أثناء تلخيصه كلام ابن مفلح، حصل له سبق نظر، كيف؟ تعالى معي أخي الحبيب نقرأ كلام الإمام ابن مفلح، قال رحمه الله:
(وَرَوَى وَكِيعٌ بِإِسْنَادِهِ عَنْ:
[1] الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {مَنْ عَلَّقَ شَيْئًا وُكِّلَ إلَيْهِ}
[2] وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ الْجُهَيْنِيِّ مَرْفُوعًا {مَنْ عَلَّقَ شَيْئًا وُكِّلَ إلَيْهِ}
[3] وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا فِي يَدِهِ حَلْقَةٌ مِنْ صُفْرٍ فَقَالَ: مَا هَذَا قَالَ: مِنْ الْوَاهِنَةِ فَقَالَ انْزِعْهَا، فَإِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إلَّا وَهْنًا}
[4] وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ أَبُو الْحَسَنِ يَعْنِي: عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: إنَّ كَثِيرًا مِنْ هَذِهِ الرُّقَى وَالتَّمَائِمِ شِرْكٌ فَاجْتَنِبُوهَا.
[5] وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ مَنْ عَلَّقَ شَيْئًا وُكِّلَ إلَيْهِ.
وَفِي لَفْظٍ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُعَلِّقَ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ.
[6] وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مَرِيضٍ يَعُودُهُ فَلَمَسَ عَضُدَهُ فَإِذَا فِيهِ خَيْطٌ فَقَالَ: مَا هَذَا قَالَ: شَيْءٌ رُقِيَ لِي فِيهِ فَقَطَعَهُ وَقَالَ: لَوْ مِتَّ وَهُوَ عَلَيْكَ مَا صَلَّيْتُ عَلَيْك، وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ اُتْفُلْ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ وَلَا تُعَلِّقْ.
[7] وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ إبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُعَلِّقُوا شَيْئًا مِن الْقُرْآنِ.
وَرَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ:
[1] إبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ التَّمَائِمَ كُلَّهَا مِنْ الْقُرْآنِ وَغَيْرِ الْقُرْآنِ.
[2] وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ وَضْعُ التَّمِيمَةِ مِنْ الْقُرْآنِ شِرْكٌ.
[3] وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: مَنْ قَطَعَ تَمِيمَةً مِنْ الْإِنْسَانِ كَانَ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ.الخ ... ) انتهى
(3) وهذا حّل إشكال آخر، فالهاء في " له " تعود على الصواب إلى أبي بكر بن أبي شيبة [وأنظر " المصنف " 5/ 36، " والآداب الشرعية " الترقيم السابق]، لا كما يقتضيه السياق.
والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[05 - 03 - 06, 12:52 م]ـ
الصحيحين والسنن الأربعة والمسند والطبرانى وتفسير البغوى وابن كثير
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[05 - 03 - 06, 12:55 م]ـ
عفوا كتبت مشاركتى قبل أن أرى شرطك
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[05 - 03 - 06, 03:14 م]ـ
إغاثة اللهفان لابن القيم
تفسير ابن كثير
فتاوى الإمام ابن تيمية رحم الله الجميع
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[05 - 03 - 06, 06:40 م]ـ
يرجى الانتباه إلى:
وأرجو أن تأتي بالنص للمقارنة، وشرطي عدم تصريح الإمام محمد بن عبد الوهاب بمصدره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/222)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[06 - 03 - 06, 11:53 ص]ـ
لم أر في كلامك بارك الله فيك دليلاً على أن الشيخ رحمه الله حصل له سبق نظر أثناء تلخيصه كلام ابن مفلح، ولا على أنه كان يلخص كلام ابن مفلح أصلاً. وإذا ثبت أنه غلط في ذكر وكيع فأقرب الظن أن السبب هو الكتابة من الذاكرة
والشيخ كان يلخص العقيدة السلفية التي صنّفت فيها المطولات والمختصرات طيلة القرون السابقة، وليس في ذلك صعوبة عليه، والآيات والأحاديث حاضرة في ذهنه، فهو في الحقيقة لا يحتاج إلى مصادر بالمعنى الذي يتبادر إلى الذهن
فقولك بارك الله فيك (الذي ظهر لي أنه قد قام بتلخيص فصل من كتاب ابن مفلح وقام بنقله ملخصًا في كتاب التوحيد) فيه نظر، وقد يكون مدخلاً لاتهام أصحاب الأهواء - وما أكثرهم في عصر الفضائيات! - للشيخ بالسرقة العلمية
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - 03 - 06, 02:17 م]ـ
أخي الفاضل ((خزانة الأدب)) وفقه الله، سلام الله عليك ورحمته وبركاته وبعد:
هذا ما أراه ولا أُلزمك ولا ألزم غيرك به، ومسألة نقل أهل العلم بعضهم من بعض دون عزو أمر معروف، ولا يُعَد من باب السرقة العلمية ... ، والسياق دالّ على أن الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهّاب لخّص كلام شمس الدين ابن مفلح الحنبلي، وأرجو منك أن تعود وتقارن بين الفصل الذي عقده ابن مفلح في الآداب وبين الباب الذي عقده الإمام محمد بن عبد الوهّاب في التوحيد.
وفقك الله.
ووقتي مزدحم فأعتذر إن تأخرت عليك أو على غيرك.
وفق الله الجميع.(33/223)
الروح هل للملائكة والجن والحيوان روح مع الدليل؟
ـ[علي التنجدادي]ــــــــ[06 - 03 - 06, 12:38 ص]ـ
هل للملائكة والجن والحيوان روح مع الدليل؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[08 - 03 - 06, 08:07 ص]ـ
يا سبحان الله كأنك قد أخذت من العلم أطرافه وأوساطه ثم لما يبقى منه إلا هذا المسألة التي بها تتم ناطحة السحاب العلميه التي أسستها ياشيخ وعليه فليهنك العلم!!!!!!!!!!!
من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 08:17 ص]ـ
وقال المناوي في "فيض القدير": " وأما الملائكة فيموتون بالنص والإجماع، ويتولى قبض أرواحهم ملك الموت، ويموت ملك الموت بلا ملك الموت ".
ـ[حازم المصري]ــــــــ[08 - 03 - 06, 06:41 م]ـ
شيخنا أبو المنهال.
دليل الإجماع الذي نقله المناوي في فيض القدير أهو حديث قبض ملك الموت الذي رواه البيهقي و الأصفهاني.
نرجوا ذكر درجته.
أعلى الله مقامكم.
ـ[علي التنجدادي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 12:22 ص]ـ
السلام عليكم
أشكر الإخوة أبو منهال و حازم المصري أما الأخ أبو الحسن فجزاك الله خيرا على ردك وسامحك الله على فظاظتك.
السؤال لم أطرحه من تلقاء نفسي وليس هذا من عادتي لكني تلقيته من أحد الإخوة الذين يدرسون عندي العقيدة وودت أن أنقل له أمورا علمية فاستشرتكم في ذلك.
وقد لقيت الرد الجميل من أخوين و فوجئت بالرد الموجع من أخي أبي الحسن، أمصحك أخي بأن تراجع نفسك و تطلع على طريقة أهل العلم في الإجابة على الأسئلة وحتى إن أخطأت فاعتبرني كالرجل الذي بال في المسجد وتذكر حلم نبيك صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[01 - 04 - 06, 04:09 م]ـ
سئل شيخ الإسلام
هل جميع الخلق حتى الملائكة يموتون
فأجاب
الذى عليه أكثر الناس أن جميع الخلق يموتون حتى الملائكة وحتى عزرائيل ملك الموت وروى فى ذلك حديث مرفوع إلى النبى والمسلمون واليهود والنصارى متفقون على إمكان ذلك وقدرة الله عليه وإنما يخالف فى ذلك طوائف من المتفلسفة اتباع أرسطو وأمثالهم ومن دخل معهم من المنتسبين إلى الإسلام أو اليهود والنصارى كأصحاب رسائل إخوان الصفا وأمثالهم ممن زعم أن الملائكة هى العقول والنفوس وأنه لا يمكن موتها بحال بل هى عندهم آلهه وأرباب لهذا العالم
والقرآن وسائر الكتب تنطق بأن الملائكة عبيد مدبرون كما قال سبحانه لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وقال وكم من ملك فى السموات لا تغنى شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى
والله سبحانه قادر على أن يميتهم ثم يحييهم كما هو قادر على اماته البشر والجن ثم إحيائهم وقد قال سبحانه وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه
وقد ثبت فى الحديث الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم من غير وجه وعن غير واحد من الصحابة أنه قال إن الله إذا تكلم بالوحى أخذ الملائكة مثل الغشى وفى رواية إذا سمعت الملائكة كلامه صعقوا وفى رواية سمعت الملائكة كجر السلسلة على الصفوان فيصعقون فإذا فزع عن قلوبهم أى أزيل الفزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق فينادون الحق الحق فقد أخبر فى هذه الأحاديث الصحيحة أنهم يصعقون صعق الغشى فإذا جاز عليهم صعق الغشى جاز صعق الموت وهؤلاء المتفلسفة لا يجوزون لا هذا ولا هذا وصعق الغشى هو مثل صعق موسى عليه السلام قال تعالى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر وموسى صعقا والقرآن قد أخبر بثلاث نفخات
نفخة الفزع ذكرها في سورة النمل في قوله ونفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ونفخة الصعق والقيام ذكرهما في قوله ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا ما شاء الله ثم نفخ في السموات ومن في الأرض إلا ما شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون
وأما الإستثناء فهو متناول لمن دخل في الجنة من الحور العين فإن الجنة ليس فيها موت ومتناول لغيرهم ولا يمكن الجزم بكل من استثناه الله فإن الله فإن الله أطلق في كتابه
وقد ثبت فى الصحيح أن النبى قال إن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فأجد موسى آخذا بساق العرش فلا أدرى هل أفاق قبلى أم كان ممن إستثناه الله وهذه الصعقة قد قيل إنها رابعة وقيل إنها من المذكورات فى القرآن
وبكل حال النبى قد توقف فى موسى وهل هو داخل فى الإستثناء فيمن إستثناه أم لا فإذا كان النبى لم يخبر بكل من إستثنى الله لم يمكنا نحن أن نجزم بذلك وصار هذا مثل العلم بوقت الساعة وأعيان الأنبياء وأمثال مما لم يخبر به وهذا العلم لا ينال إلا بالخبر والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم (الفتاوى 4/ 258)
أتمنى أن هذا النقل يشفع لفضاضتي أخي الكريم (إبتسامة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/224)
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[03 - 04 - 06, 12:09 م]ـ
سئل شيخ الإسلام
هل جميع الخلق حتى الملائكة يموتون
فأجاب
الذى عليه أكثر الناس أن جميع الخلق يموتون حتى الملائكة وحتى عزرائيل ملك الموت وروى فى ذلك حديث مرفوع إلى النبى والمسلمون واليهود والنصارى متفقون على إمكان ذلك وقدرة الله عليه وإنما يخالف فى ذلك طوائف من المتفلسفة اتباع أرسطو وأمثالهم ومن دخل معهم من المنتسبين إلى الإسلام أو اليهود والنصارى كأصحاب رسائل إخوان الصفا وأمثالهم ممن زعم أن الملائكة هى العقول والنفوس وأنه لا يمكن موتها بحال بل هى عندهم آلهه وأرباب لهذا العالم
والقرآن وسائر الكتب تنطق بأن الملائكة عبيد مدبرون كما قال سبحانه لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وقال وكم من ملك فى السموات لا تغنى شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى
والله سبحانه قادر على أن يميتهم ثم يحييهم كما هو قادر على اماته البشر والجن ثم إحيائهم وقد قال سبحانه وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه
وقد ثبت فى الحديث الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم من غير وجه وعن غير واحد من الصحابة أنه قال إن الله إذا تكلم بالوحى أخذ الملائكة مثل الغشى وفى رواية إذا سمعت الملائكة كلامه صعقوا وفى رواية سمعت الملائكة كجر السلسلة على الصفوان فيصعقون فإذا فزع عن قلوبهم أى أزيل الفزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق فينادون الحق الحق فقد أخبر فى هذه الأحاديث الصحيحة أنهم يصعقون صعق الغشى فإذا جاز عليهم صعق الغشى جاز صعق الموت وهؤلاء المتفلسفة لا يجوزون لا هذا ولا هذا وصعق الغشى هو مثل صعق موسى عليه السلام قال تعالى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر وموسى صعقا والقرآن قد أخبر بثلاث نفخات
نفخة الفزع ذكرها في سورة النمل في قوله ونفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ونفخة الصعق والقيام ذكرهما في قوله ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا ما شاء الله ثم نفخ في السموات ومن في الأرض إلا ما شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون
وأما الإستثناء فهو متناول لمن دخل في الجنة من الحور العين فإن الجنة ليس فيها موت ومتناول لغيرهم ولا يمكن الجزم بكل من استثناه الله فإن الله فإن الله أطلق في كتابه
وقد ثبت فى الصحيح أن النبى قال إن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فأجد موسى آخذا بساق العرش فلا أدرى هل أفاق قبلى أم كان ممن إستثناه الله وهذه الصعقة قد قيل إنها رابعة وقيل إنها من المذكورات فى القرآن
وبكل حال النبى قد توقف فى موسى وهل هو داخل فى الإستثناء فيمن إستثناه أم لا فإذا كان النبى لم يخبر بكل من إستثنى الله لم يمكنا نحن أن نجزم بذلك وصار هذا مثل العلم بوقت الساعة وأعيان الأنبياء وأمثال مما لم يخبر به وهذا العلم لا ينال إلا بالخبر والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم (الفتاوى 4/ 258)
أتمنى أن هذا النقل يشفع لفضاضتي أخي الكريم (إبتسامة)
وما أدراك أخي الحبيب أن ملك الموت اسمه عزرائيل
ألك في ذلك دليل
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[03 - 04 - 06, 04:11 م]ـ
وما أدراك أخي الحبيب أن ملك الموت اسمه عزرائيل
ألك في ذلك دليل
هذا نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية فاسأله؟ (أبتسامة)
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[06 - 04 - 06, 08:42 ص]ـ
ليس كل ما يسمع أو يقرأ ينقل أخي الحبيب لاسيما إن كان مجرد من الدليل
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[06 - 04 - 06, 02:59 م]ـ
ليس كل ما يسمع أو يقرأ ينقل أخي الحبيب لاسيما إن كان مجرد من الدليل
كلام جميل لا اعتراض عندي عليه
وكلام شيخ الإسلام موجود في الفتاوى (4/ 258) والله أعلم
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[12 - 04 - 06, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم
وحتى إن أخطأت فاعتبرني كالرجل الذي بال في المسجد وتذكر حلم نبيك صلى الله عليه وسلم
مشاركة تكتب بماء الذهب ... نسأل الله التوفيق والهداية
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[14 - 04 - 06, 08:30 م]ـ
كلام جميل لا اعتراض عندي عليه
وكلام شيخ الإسلام موجود في الفتاوى (4/ 258) والله أعلم
اسمه عزرائيل قد يكون منقول من بعض الاسرائيليات(33/225)
مكانة الصحابة عند أهل السنة والجماعة
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[06 - 03 - 06, 01:37 ص]ـ
مكانة الصحابة عند أهل السنة والجماعة
الحمد لله حمداً طيباً مباركاً فيه والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن أقتفى أثره وإتبع هداه
أما بعد,
أعلم وفقك الله بتوفيقه بأن الله اصطفى لنبيه خير الرجال في زمانهم وجعلهم أعواناً وأصحاباً, فكانوا نعم العون وخير الصحب رضوان الله عنهم جميعاً مّن آمن منهم قبل الفتح أو بعده وكلاَّ وعد الله الحسنى, قال تعالى {لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ الله الْحُسْنَى وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
يقول الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: وقد فسَّر {الحُسْنَى} في الآية بالجنَّة القرطبيُّ والشوكاني والشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تفاسيرهم، وقد جاء في السُّنَّة تفسير {الحُسْنَى} في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} بأنَّها الجنَّة، وذلك من حديث صُهيب رضي الله عنه عند الإمام مسلم. أهـ
وقد أجمع أهل العلم على أن الصحابي هو من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه ولو نظره ومات على ذلك,
وقد حكى الإجماع ابن حجر رحمه الله في الإصابة قائلاً:
[وأصحُّ ماوقفتُ عليه من ذلك أنَّ الصحابيَّ مَن لقي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه مَن طالت مجالسته له أو قصُرت، ومن روى عنه أو لَم يروِ، ومن غزا معه أو لَم يغزُ، ومن رآه رُؤيةً ولو لَم يجالسْه، ومَن لَم يرَه لعارضٍ كالعمى, وهذا التعريفُ مَبنِيٌّ على الأصحِّ المختارِ عند المحقِّقين كالبخاري وشيخِه أحمدَ بن حنبل ومن تبعهما]. أهـ
وقد جاء عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله, ما نصه: [وكل من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة، أو رآه فهو من أصحابه، له من الصحبة على قدر ما صحبه، وكانت سابقته معه، وسمع منه، ونظر إليه نظرة]. أهـ
وقد روى اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن علي بن المديني رحمه الله قوله: [ومَن صَحِبَه سَنةً أو شهراً أو ساعةً، أو رآه، أو وفد إليه فهو من أصحابه، له من الصُّحبة على قدر ما صحبَه]. أهـ
وفي مجموع الفتاوى نحو هذا عن شيخ الإسلام ابن تيمية: [والصحبة اسم جنس تقع على من صحب النبي صلى الله عليه وسلم قليلًا أو كثيرًا، لكن كل منهم له من الصحبة بقدر ذلك، فمن صحبه سنة أو شهرًا أو يوماً أو ساعة أو رآه مؤمنا، فله من الصحبة بقدر ذلك]. أهـ
ولتعلم رحمك الله بأنهم خير الناس وأعلمهم في هذه الأمة فقد أختارهم الله ليصحبوا خاتم النبيين ورسول العالمين ويستحيل أن يأتي ممن بعدهم بخير منهم ولو أتي بكل أنواع الخير, وهذا بأجماع أهل السنة والجماعة من سلفنا الصالح, وذلك بشهادة الشاهد على هذه الأمة نبينا صلى الله عليه وسلم,
أنه صح عنه قوله: ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام: تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته)) , كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يغزو فئام من الناس فيقولون: هل فيكم من صحب النبي صلى الله عليه وسلم؟) , فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقولون: هل فيكم من صحب من صحب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقولون: هل فيكم من صحب من صحب من صحب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم)).
قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن الله نظر في قلب محمد فوجد قلبه خير قلوب العباد، فاصطفاه لرسالته، ثم نظر في قلوب الناس بعد قلبه، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فما رآه المؤمنون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوه قبيحاً فهو عند الله قبيح. أهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/226)
وقد أكد هذه الخيرية لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتى بعدهم من التابعين وتابعي التابعين مصداقاً لقوله تعالى {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ,
فهذا أويس بن عامر التابعي الجليل بل قد رجح أهل العلم على أنه أفضل التابعين لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكره لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأوصاه به وبأن يطلب منه أن يستغفر له وهو عمر الفاروق رضي الله عنه, ومع ذلك فأهل العلم لم يقدموا أويس على أدناهم صحبة رضوان الله عنهم, وقد صنف السلف أويساً على أنه سيد العباد بعد الصحابة كما حكى ذلك الشاطبي في الأعتصام.
وقال أبا عبد الله احمد ابن حنبل رحمه الله: [فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه، ولو لقوا الله بجميع الأعمال، ومن رآه بعينه وآمن به ولو ساعة، أفضل لصحبتهم من التابعين، ولو عملوا كل أعمال الخير]. أهـ
وهذا الإمام ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله:
قال في مقدَّمة رسالته: [وأنَّ خيرَ القرون القرنُ الذين رأوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، وأفضل الصحابة الخلفاءُ الراشدون المهديّون: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم أجمعين، وأن لا يُذكر أحدٌ من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلاَّ بأحسن ذكرٍ، والإمساك عمَّا شجر بينهم، وأنَّهم أحقُّ الناس أن يُلتمس لهم أحسن المخارج، ويُظنَّ بهم أحسنَ المذاهب]. أهـ
كذلك قال الإمام ابن الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي رحمه الله:
قال في كتابه الجرح والتعديل: [فأمَّا أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم الذين شهدوا الوحيَ والتنزيلَ، وعرفوا التفسيرَ والتأويلَ، وهم الذين اختارهم الله عزَّ وجلَّ لصحبة نبيِّه صلى الله عليه وسلم ونصرتِه وإقامةِ دينه وإظهارِ حقِّه، فرضيهم له صحابةً، وجعلهم لنا أعلاماً وقدوةً، فحفظوا عنه صلى الله عليه وسلم ما بلَّغهم عن الله عزَّ وجلَّ، وما سنَّ وشرع وحكم وقضى وندب وأمر ونهى وحظر وأدّب، ووعَوْه وأتقنوه، ففقهوا في الدين، وعلموا أمرَ الله ونهيه ومراده بمعاينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشاهدتهم منه تفسيرَ الكتاب وتأويله، وتلقّفهم منه واستنباطهم عنه، فشرَّفهم الله عزَّ وجلَّ بما مَنَّ عليهم وأكرمهم به من وضعه إيَّاهم موضع القدوة, فكانوا عدولَ الأمَّة وأئمَّةَ الهدى وحججَ الدِّين ونقلةَ الكتاب والسنة]. أهـ
ولابد أن تعرف أرشدك الله الى الحق, عِظم هؤلاء الرجال كما سماهم الله من فوق سبع سماوات بقوله سبحانه {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} , فهم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهدوا معه وذبوا عنه كل أذى الى أن نصره الله وأمكنه من نشر دعوة التوحيد ورسالة الاسلام, ثم أكملوا المسير من بعده على خير وجه, فهم السابقون شهود هذه الرسالة وحملتها رضي الله عنهم وأرضاهم كما قال تعالى وكفى بالله قيلا {وَ?لسَّـ?بِقُونَ ?لاَْوَّلُونَ مِنَ ?لْمُهَـ?جِرِينَ وَ?لأَنْصَـ?رِ وَ?لَّذِينَ ?تَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ ?للَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـ?تٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ?لأَنْهَـ?رُ خَـ?لِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذ?َلِكَ ?لْفَوْزُ ?لْعَظِيمُ}
وقال عز من قائل {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ أَعَدَّ الله لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ}.
يقول ربنا العليم الحكيم {رَّضِىَ ?للَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} ويقول سبحانه {وَأُولَئِكَ لَهُمُ الخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} فمن يستطيع الطعن فيهم بعد هذه الشهادة, ومن يذمهم بعد هذا المدح الرباني!!؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/227)
ولكن للأسف تجد بعض المتعالمين اليوم يغفلون أو يتغافلون عن هذا القدر العظيم وهذا المنزلة الجليلة لهؤلاء العظام رضوان الله تعالى عنهم, فيقدحون في صحابة رسول الله تلميحاً لا تصريحاً بل وبعضهم تصريحاً ويحتج بأنهم ليسوا سواء وهم والله سواء في محبتنا لهم والإمساك عما شجر بينهم وذكرهم بالخير والترضي عليهم أذا ذُكروا, بل وفي أخذ العلم عنهم لان العدالة تقاس بهم فكلهم عدول وهذا بإجماع أهل العلم, ولم يخالف إلا شرذمه من أهل السوء.
قال ابن عبد البر في التمهيد: [ولا فرق بين أن يُسمِّي التابعُ الصاحبَ الذي حدَّثه أو لا يُسميه في وجوب العمل بحديثه؛ لأنَّ الصحابةَ كلَّهم عدولٌ مرضيُّون ثقاتٌ أثباتٌ، وهذا أمر مجتمعٌ عليه عند أهل العلم بالحديث]. أهـ
وقال القرطبي في تفسيره: [فالصحابة كلُّهم عدولٌ، أولياء الله تعالى وأصفياؤه، وخِيرتُه من خلقه بعد أنبيائه ورسله، هذا مذهب أهل السنَّة والذي عليه الجماعة من أئمَّة هذه الأمَّة، وقد ذهبت شِرذمةٌ لا مبالاة بهم إلى أنَّ حالَ الصحابة كحال غيرهم، فيلزم البحث عن عدالتهم!!]. أهـ
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة: [واتَّفق أهلُ السنَّة على أنَّ الجميعَ عدولٌ، ولَم يخالف في ذلك إلاَّ شذوذ من المبتدعة]. أهـ
وقال أبو عمرو بن الصلاح في علوم الحديث: [للصحابة بأسرهم خصيصة، وهي أنَّه لا يُسأل عن عدالة أحدٍ منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه؛ لكونهم على الإطلاق
معدَّلين بنصوص الكتاب والسنة إجماع من يُعتدُّ به في الإجماع من الأمَّة, ثمَّ إنَّ الأمَّةَ مجمعةٌ على تعديلِ جميع الصحابة، ومَن لابس الفتنَ منهم فكذلك بإجماع العلماء الذين يُعتدُّ بهم في الإجماع؛ إحساناً للظَّنِّ بهم، ونظراً إلى ما تمهّد لهم من المآثر، وكأنَّ الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماعَ على ذلك لكونهم نقلة الشريعة، والله أعلم].أهـ
وقال النووي في شرحه على مسلم: [ولهذا اتَّفق أهلُ الحقِّ ومن يُعتدُّ به في الإجماع على قبول شهاداتهم ورواياتهم وكمال عدالتهم، رضي الله عنهم أجمعين].أهـ
ونقل الخطيب عن الحسين بن إدريس قال: [وسألتُه يعني محمد بن عبد الله بن عمار: إذا كان الحديثُ عن رجلٍ من أصحاب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أيكون ذلك حجَّة؟ قال: نعم! وإن لَم يسمِّه؛ فإنَّ جميعَ أصحاب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كلّهم حجّة].أهـ
وقد ثبت عن جمع من أهل السنة حجية قول الصحابي أذا لم يخالفة صحابي أخر, ويقدمون قول الخلفاء الراشدين وعلماء الصحابة في حال الاختلاف ما لم يخالف النص من الكتاب أو السنة, لقوله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي)) وقوله عليه الصلاة والسلام: ((واهْتَدُوا بهَدْي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عَبْد)) وهو ابن مسعود رضي الله عنه, وثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله عن ابن عمر رضي الله عنهما: ((عبدالله رجل صالح لولا أن يقوم من الليل)) فما ترك قيام الليل رضي الله عنه, وصح عن النبي عليه الصلاة والسلام دعاءه لابن عباس رضي الله عنهما: ((اللهم علمه الحكمه وتأويل الكتاب)) فلذلك يقدم فهم ابن عباس في تفسير القرآن فهو ترجمان القرآن كما وصفه بذلك ابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين.
فكيف لا يكون قولهم حجه وهم شهدوا المشاهد مع النبي عليه الصلاة والسلام وسمعوا القرآن غضاً طرياً بصوت رسول الله عليه الصلاة والسلام, بل هم العرب الاقحاح أهل اللغه الأصليين الذين نزل القرآن بلغتهم المتداوله ذلك الوقت, وقد ظهرت فئة من أهل الضلال هذه الأيام يقولون ويدعون الى مراجعة جميع أقوال الصحابة ولم يستثنوا أحداً منهم ساء ما يقولون!!
يقول ابن القيم رحمه الله:
فهم بَرْكُ الإسلام وَعِصَابة الإيمان، وعَسْكر القرآن، وجند الرحمن، أولئك أصحابه صلى الله عليه وسلم، ألْيَنُ الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، وأحسنها بياناً، وأصدقها إيماناً، وأعمها نصيحةً، وأقربها إلى الله وسيلة. أهـ
ويقول رحمه الله أيضاً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/228)
فإنهم إنما استحقوا منصب الإمامة والاقتداء بهم بكونهم هم السابقين، وهذه صفة موجودة في كل واحد منهم، فوجب أن يكون كل منهم إماماً للمتقين كما استوجب الرضوان والجنة, فمستندهم في معرفة مُرَاد الرب تعالى من كلامه ما يشاهدونه من فعل رسوله وهديه الذي هو يفصل القرآن ويُفَسره، فكيف يكون أحد من الأمة بعدهم أوْلى بالصواب منهم في شيء من الأشياء؟ هذا عين المحال, فكيف نكون نحن أو شيوخنا أو شيوخهم أو مَنْ قلدناه أسْعَدَ بالصواب منهم في مسألة من المسائل؟ ومَنْ حَدَّث نفسه بهذا فليعزلها من الدين والعمل، والله المستعان. أهـ
وهذا رداً بليغ من الفهامة ابن القيم رحمه الله على كل من يدعي بأنه لا يحتج بقولهم ولا يعتبر فهمهم خير من فهم غيرهم, أو من يقول نحن رجال وهم رجال فشتان بينهم رضوان الله وتعالى عنهم وبين باقي الرجال.
قال البر بهاري رحمه الله في شرح السنة:
فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كذبهم وكفى بهذا فرقة وطعنا عليهم فهو مبتدع ضال مضل. أهـ
فاستمسك رعاك الله بقول أسلافنا الصالحين في هذا الأصل ألا وهو مكانة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والإيمان بأنهم بلغوا ما سمعوا على أكمل وجه, فواجبنا تجاههم الإقتداء بهم والترضي عليهم والأحتجاج بفهمهم والسير على سبيلهم الذي هو سبيل المؤمنين المذكور في القرآن العظيم.
وخير ما أختم به في بيان هذا الأصل قول شيخ الإسلام وعلامة الزمان ابن تيمية الحراني ففي قوله في هذا الأصل عصمة من كل زله, يقول رحمه الله في مجموع الفتاوى عن أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام وواجبنا نحوهم:
ومن أصول أهل السنة والجماعة , سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصفهم الله به في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} ,
وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهالا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصِيفَه). ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع، من فضائلهم ومراتبهم، فيفضلون من أنفق من قبل الفتح وقاتل على من أنفق من بعده وقاتل، ويقدمون المهاجرين على الأنصار، ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر ـ وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر ـ: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)، وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة.
ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، كالعشرة، وكثابت بن قيس بن شماس، وغيرهم من الصحابة.
ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وعن غيره، من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، ويثلثون بعثمان، ويربعون بعلي رضي الله عنهم, كما دلت عليه الآثار وكما أجمع الصحابة, وذلك أنهم يؤمنون بأن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء الأئمة فهو أضل من حمار أهله.
ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غَدِير خُمّ: (أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي)، وقال ـ أيضًا ـ للعباس عمه ـ وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم ـ فقال: (والذي نفسي بيده، لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم).
ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة، خصوصًا خديجة ـ رضي الله عنها ـ أم أكثر أولاده، وأول من آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية.
والصديقة بنت الصديق ـ رضي الله عنهما ـ التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).
ويتبرؤون من طريقة الروافض، الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، ومن طريقة النواصب، الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل، و يمسكون عما شجر بين الصحابة. ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والصحيح منه هم فيه معذورون، إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون. أهـ
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة ومن تبع هداه وأقتفى أثره وسلم تسليماً كثيراً
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين(33/229)
التصوف حركة دينية انتشرت في العالم الاسلامي في القرن الثالث الهجري
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[07 - 03 - 06, 08:45 م]ـ
كنزعات فردية تدعو الى الزهد وشدة العبادة كرد فعل مضاد للانغماس في الترف الحضاري. ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة معروفة باسم الصوفية. ولا شك ان ما يدعو اليه الصوفية من الزهد والورع والتوبة والرضا, انما هي أمور من الاسلام الذي يحث على التمسك بها والعمل من اجلها, ولكن الصوفية في ذلك يخالفون ما دعا اليه الاسلام حيث ابتدعوا مفاهيم وسلوكيات مخالفة لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته, فالمتصوفة يتوخون تربية النفس والسمو بها بغية الوصول الى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لا عن طريق اتباع الوسائل الشرعية. وقد تنوعت وتباينت آراء الناس وتوجهاتهم نحو تلك الحركة لأن ظاهرها لا يدل على باطنها, ومن هنا تأتي اهمية طرحنا لهذا الموضوع الذي نجزم انه يستحق اكثر من ذلك لتشعبه وصعوبة الاحاطة باطرافه. فما هي الصوفية ولماذا سميت بهذا الاسم؟ وكيف نشأت؟ ما هي عقيدتهم؟ وما موقف اهل السنة والجماعة منهم؟
ـ يخلط الكثيرون بين الزهد والتصوف ومن هنا كان تأثر الكثيرين بالتصوف, فالزهد ليس معناه هجر المال والاولاد, وتعذيب النفس والبدن بالسهر الطويل والجوع الشديد والاعتزال في البيوت المظلمة والصمت الطويل, وعدم التزوج, لان اتخاذ مثل ذلك نمطا للحياة يعد سلوكا سلبيا يؤدي الى فساد التصور, واختلال التفكير الذي يترتب عليه الانطواء والبعد عن العمل الذي لا يستغني عنه اي عضو فعال في مجتمع ما, كما يؤدي بالأمة الى الضعف والتخلي عن الدور الحضاري الذي ينتظر منها.
من أين اشتق اسم الصوفية؟
لم يتفق الكتاب من المتصوفة وغيرهم في تحديد الأصل الذي يمكن ارجاع اشتقاق لفظ التصوف اليه, ولعل من ابرز ما ذكر عن مسمى التصوف ما يلي:
[الصُفة: حيث سموا بذلك نسبة الى اهل الصفة وكان لقبا اعطي لبعض فقراء المسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ممن لم تكن لهم بيوت يؤون اليها فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ببناء فناء ملحق بالمسجد من اجلهم, وهذا يوضح ادعاء المتصوفة بربط التصوف بعصر النبي صلى الله عليه وسلم وانه أقر النواة الصوفية الأولى, مع العلم ان اهل الصفة ما كانوا منقطعين عن الناس لأجل الزهد الصوفي.
[الصفاء: ومعناها ان الصوفية صافية من الشرور وشهوات الدنيا, وهذا الاشتقاق غير صحيح لغويا فالنسبة الى الصفاء: صفوي او صفاوي او صفائي وليس صوفيا.
[الصف الأول: بعض الصوفية ينسبون انفسهم الى الصف الاول من المؤمنين في الصلاة, وهذا التعبير بعيد عن سلامة الاشتقاق اللغوي بالنسبة الى الصف: صفي لا صوفي.
[بني صوفة: بعضهم ينسبون الصوفية الى بني صوفة وهي قبيلة بدوية كانت تخدم الكعبة في الجاهلية.
[الصوف: وفي هذا يذهب غالب المتصوفة المتقدمين والمتأخرين الى ان الصوفي منسوب الى لبس الصوف, وحرص معظم الصوفية الى رد اسمهم الى هذا الاصل يفسر تشوفهم الى المبالغة في التقشف والرهبنة وتعذيب النفس والبدن باعتبار ذلك كله لونا من الوان التقرب الى الله. كما يرون ان لبس الصوف دأب الأنبياء عليهم السلام والصديقين وشعار المساكين المتنسكين.
نشأة الصوفية:
لا يعرف على وجه التحديد من بدأ التصوف في الاسلام ويقال بأن التصوف اول ما ظهر كان في الكوفة بسبب قربها من بلاد فارس, والتأثر بالفلسفة اليونانية بعد عصر الترجمة, يقول شيخ الاسلام ابن تيمية: "ان اول من عرف بالصوفي هو ابوهاشم الكوفي سنة 150هـ" وقد بلغ التصوف ذروته في نهاية القرن الثالث وواصلت الصوفية انتشارها في بلاد فارس ثم العراق ومصر والمغرب, وظهرت من خلالها الطرق الصوفية.
العقيدة الصوفية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/230)
تختلف العقيدة الصوفية عن عقيدة الكتاب والسنة في امور عديدة من اهمها: مصدر المعرفة الدينية, ففي الاسلام لا تثبت عقيدة إلا بقرآن وسنة لكن في التصوف تثبت العقيدة بالالهام والوحي المزعوم للأولياء والاتصال بالجن الذين يسمونهم الروحانيين, وبعروج الروح الى السماوات, وبالفناء في الله, وانجلاء مرآة القلب حتى يظهر الغيب كله للولي الصوفي حسب زعمهم, وبالكشف, وبربط القلب بالرسول صلى الله عليه وسلم حيث يستمد العلوم منه. واما القرآن والسنة فإن للصوفية فيهما تفسيرا باطنيا حيث يسمونه احيانا تفسير الاشارة ومعاني الحروف فيزعمون ان لكل حرف في القرآن معنى لا يطلع عليه إلا الصوفي المتبحر, المكشوف عن قلبه.
عقيدة الصوفية في الله تعالى:
يعتقد المتصوفة في الله عقائد شتى منها "الحلول" الذي يعني ان يكون الصوفي الها وربا يعلم الغيب كله كما يعلمه الله سبحانه وتعالى حيث ان الهدف الصوفي هو الوصول الى مقام النبوة أولا ثم الترقي حتى يصل الفرد منهم في زعمهم الى مقام الألوهية والربوبية. البسطامي من اعلام القرن الثالث في التصوف ومن أئمة الصوفية يقول: "رفعني مرة فأقامني بين يديه, وقال لي: يا أبايزيد ان خلقي يحبون ان يروك, فقلت: زيني بوحدانيتك, وألبسني انانيتك, وارفعني الى احديتك ... " تعالى الله عما يقول علوا كبيرا , وتأكيد الصوفية على القول بالحلول التي جعلتهم يتشبهون بصفات الله جعلهم يصلون في النهاية الى القول "بوحدة الوجود" التي تعني في العقيدة الصوفية انه ليس هناك موجود إلا الله سبحانه وتعالى فليس غيره في الكون, وما هذه الظواهر التي نراها إلا مظاهر لحقيقة واحدة هي الحقيقة الإلهية. ويؤمن الصوفية بهذه العقيدة حتى يومنا هذا.
عقيدة الصوفية في الرسول صلى الله عليه وسلم:
يعتقد الصوفية في الرسول صلى الله عليه وسلم عقائد شتى فمنهم من يزعم ان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل الى مرتبتهم وحالهم, وانه كان جاهلا بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي: "خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله" ومنهم من يعظم الرسول صلى الله عليه وسلم الى درجة الوصول الى الألوهية حيث يعتقد البعض من الصوفية ان الرسول صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون وهو الله المستوي على العرش وان السماوات والارض والعرش والكرسي وكل الكائنات خلقت من نوره وانه اول موجود وهو المستوي على عرش الله وهذه عقيدة ابن عربي ومن جاء بعده.
عقيدة الصوفية في الاولياء:
يرى الصوفية ان الولي هو: "من يتولى الله سبحانه امره فلا يكله الى نفسه لحظة, ومن يتولى عبادة الله وطاعته, فعبارته تجري على التوالي من غير ان يتخللها عصيان" وحقيقة الولي عند الصوفية انه يسلب من جميع الصفات البشرية ويتحلى بالاخلاق الالهية ظاهرا وباطنا , ويصل الى المساواة مع الله سبحانه وتعالى حيث يعتقد الصوفية في الأولياء بأن لهم القدرة على انزال المطر وشفاء الأمراض واحياء الموتى وحفظ العالم من الدمار. ولا شك ان هناك آثارا خطيرة تترتب على هذه العقيدة من اهمها الوقوع في شرك الربوبية والعياذ بالله.
عقيدة الصوفية في الجنة والنار:
الصوفية يعتقدون ان طلب الجنة والفرار من النار ليس هدفا , فالله يعبد لذاته حيث يزعم المتصوفة ان العبادة الحقة هي ما كانت دون طلب العوض من الله وان يشهد فيها فعل الله لا فعل العبد, وان من شاهد فعله في الطاعة فقد جحد. والصوفية يعتقدون ان طلب الجنة منقصة عظيمة وانه لا يجوز للولي ان يسعى اليها ولا ان يطلبها ومن طلبها فهو ناقص, وانما الطلب عندهم والرغبة في الفناء (المزعوم) في الله, والاطلاع على الغيب والتعريف في الكون .. هذه جنة الصوفي المزعومة. واما النار فإن الصوفية يعتقدون ايضا ان الفرار منها لا يليق بالصوفي الكامل لان الخوف منها طبع العبيد وليس الاحرار.
وقد يظن المسلم في عصرنا الحاضر ان هذه العقيدة في الجنة والنار عقيدة سامية وهي ان يعبد الانسان الله لا طمعا في الجنة ولا خوفا من النار, ولكنها عقيدة غير صحيحة ومخالفة لعقيدة الكتاب والسنة.
الشريعة الصوفية في العبادات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/231)
يعتقد الصوفية ان الصلاة والصوم والحج والزكاة عبادات العوام وأما هم فيسمون انفسهم الخاصة ولذلك فعباداتهم مخصوصة وان تشابهت ظاهرا. واذا كانت العبادات في الاسلام لتزكية النفس وتطهير المجتمع فإن العبادات في التصوف هدفها ربط القلب بالله تعالى للتلقي عنه مباشرة حسب زعمهم والفناء فيه واستمداد الغيب من الرسول صلى الله عليه وسلم والتخلق باخلاق الله حتى يقول الصوفي للشيء كن فيكون ويطلع على اسرار الخلق, ولا يهم في التصوف ان تخالف الشريعة الصوفية ظاهر الشريعة الاسلامية, فالحشيش والخمر واختلاط النساء بالرجال في الموالد وحلقات الذكر كل ذلك لا يهم لأن للولي شريعته تلقاها من الله مباشرة.
شريعة الصوفية في الحلال والحرام:
اهل وحدة الوجود في الصوفية لا شيء يحرم عندهم ولذلك كان منهم الزناة واللوطية ومنهم من اعتقد ان الله قد اسقط عنه التكاليف واحل له كل ما حرم على غيره.
شريعة الصوفية في الحكم والسياسة والحروب:
المنهج الصوفي يرى عدم جواز مقاومة الشر ومغالبة السلاطين لأن الله في زعمهم اقام العباد فيما أراد.
منهج الصوفية في التربية:
لعل اخطر ما في الشريعة الصوفية هو منهجهم في التربية حيث يستحوذون على عقول الناس ويلغونها وذلك بادخالهم في طريق متدرج يبدأ بالتأنيس ثم بالتهويل والتعظيم بشأن التصوف ورجاله ثم بالتلبيس على الشخص ثم الدخول الى علوم التصوف شيئا فشيئا ثم بالربط بالطريقة وسد جميع الطرق بعد ذلك للخروج.
الخضر عليه السلام في الفكر الصوفي:
قصة الخضر عليه السلام التي وردت في القرآن في سورة الكهف, حرف المتصوفة معانيها واهدافها ومراميها وجعلوها عمودا من اعمدة العقيدة (الصوفية) وجعلوا هذه القصة دليلا على ان هناك ظاهرا شرعيا, وحقيقة صوفية تخالف الظاهر وجعلوا انكار علماء الشريعة على علماء الحقيقة امرا مستغربا, وجعل الصوفية الخضر عليه السلام مصدرا للوحي والالهام والعقائد والتشريع, ونسبوا طائفة كبيرة من علومهم التي ابتدعوها الى الخضر وليس منهم صغير او كبير ممن دخل في طريقهم الا وادعى لقيا الخضر والأخذ عنه.
اذكار الصوفية:
الاذكار الشرعية حظيت بالبيان والتوضيح فلم يترك الرسول مجالا من مجالات الذكر الا وبين الصيغة التي يتعين على المسلم ذكرها, ولكن الصوفية خرقوا كل الضوابط والثوابت الشرعية فشرعوا من عندهم اذكارا وصلوات لم ترد في الشريعة الاسلامية وخير مثال على ذلك افضل ذكر ورد عن النبي "لا اله الا الله" فالصوفية يذكرون اسم الله مفردا بقولهم "الله الله الله" او مضمرا بقولهم "هو, هو, هو" وبعضهم فسر ذلك بقوله اخشى ان تقبض روحي وأنا اقول "لا إله .... " ومن الصلوات التي ابتدعها المتصوفة صلاة الفاتح التي تقول: "اللهم صلي على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق, والخاتم لم سبق, وناصر الحق بالحق .... " الى آخره من ابتداع الصوفية, وهناك ورد اطلق عليه المتصوفة جوهرة الكمال وهي من أورادهم اللازمة التي لها حكم الفرض العيني ونصه "اللهم صلي وسلم على عين الرحمة الربانية, والياقوتة المتحققة الحائطة بمركز الفهوم والمعاني, ونور الأكوان المتكونة .... " الى آخر الخزعبلات التي ليس امام اي مسلم الا أن يحوقل ويسترجع ويتعوذ من المكر "فاللهم لا تمكر بنا".
عبادة الله بالغناء بدعة يهودية:
في المجتمع الصوفي يتفشى ما يسمى بالسماع والتغني بالاشعار مع دق الطبول وهذا يقصد به الصوفية عبادة الله تعالى, ويتضح تأثر الصوفية به الا ان كثيرا من الذين بحثوا في هذا الجانب يؤكدون على ان الصوفية يتأثرون بالسماع من خلال الالحان والاشعار والطبول أكثر من تأثرهم بالقرآن يقول الشعراني: "وكان اذا سمع القرآن لا تقطر له دمعة, واذا سمع شعرا قامت قيامته" ..
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية "ولو كان هذا ـ يقصد سماع الاشعارـ وضرب الدفوف كعبادة ـ مما يؤمر به ويستحب وتصلح به القلوب للمعبود لكان ذلك مما دلت الأدلة الشرعية عليه" ويضيف "انما عبادة المسلمين الركوع والسجود اما العبادة بالرقص وسماع الاغاني بدعة يهودية تسربت الى المنتسبين الى الاسلام".
مظاهر تقديس الاموات في الفكر الصوفي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/232)
ان من ألوان تقديس الأموات والغلو فيهم ان يعتقد ـ وهذا ما يفعله المتصوفة ـ ان الميت وليا كان ام نبيا لابد ان يرجع الى الدنيا, وانه متى ما اراد ان يعود الى بيته عاد وكلم اهله وذويه, وتفقد اتباعه ومريديه, وربما اعطاهم اورادا الى غير ذلك مما يعبر عن عقيدة موغلة في الجهل بعيدة عن عقيدة الاسلام الصافية.
ومظاهر عقيدة الرجعة عند الصوفية تتمثل في اعتقادهم بامكان مقابلة الرسول بعد موته يقظة وانه صلى الله عليه وسلم يحضر بعض اجتماعات الصوفية وانه مازال يعطي بعض المعارف والتشريعات لمن يشاء من العباد.
ويوغل المتصوفة كثيرا في تقديس الاموات وهذا يتضح من خلال تقديس المشاهد والبناء على القبور وتجصيصها واتخاذها مساجد, وقد تساهل المسلمون في ذلك كثيرا حتى نجد انها عمت كثيرا من بلاد المسلمين دون وعي بنتائج ذلك والتي من اهمها: ان تقديس المشاهد والبناء على القبور صار شائعا وكأنه معلم من معالم الدين الاسلامي, وان تقديسها ذريعة الى الشرك, حيث ادى البناء على القبور وتعليتها وتزيينها الى اتخاذها معابد وشرعت لها مناسك كمناسك الحج, كذلك فان تقديس المشاهد اساءة للاسلام عند من لاعلم به بتعاليمه, فنجد ان وسائل الاعلام الحاقدة على الاسلام تنقل وتقدم هذا التقديس على انه صورة الاسلام!! وبالتالي ما الفرق بين عبدة الأوثان والصليبيين وهؤلاء؟ كما يضاف الى نتائج اتخاذ القبور وتقديس المشاهد هو انتشار البطالة في العالم الاسلامي بسبب العكوف على القبور واتخاذها مصدرا اقتصاديا.
الكرامات عند الصوفية:
ان اول انحراف صوفي يلقاه الباحث عندما يقرأ اي كتاب من كتب التراث الصوفي هو اعتمادهم الكلي على الخوارق, واهتمامهم في مناهجهم على المبالغة في نشر خوارق الشيوخ, وتركيزهم على اختلاق قصص خيالية, واساطير كثيرة بالية ليرفعوا بها ما للشيوخ والأولياء من مكانة ومنزلة في نفوس الاتباع, ويحملوهم على الاذعان لهم وتقديسهم وتعظيمهم لدرجة العبادة فكان من نتائج هذا الاهتمام ان حملوا شيوخهم على طرق كل باب بحثا عن الخوارق لعلمهم ان الصوفي كل ما كان اكثر خوارق واشد اتصافا بالمدهشات كان اعظم عند الناس في باب الولاية والقرب.
ومن الصور الحسية لاهتمام الصوفية بموضوع الكرامات: يقول السراج الطوسي في كتابه اللمع لاثبات الآيات والكرامات: "من زهد في الدنيا اربعين يوما صادقا من قلبه مخلصا في ذلك, ظهرت له الكرامات" ويذكر القشيري في رسالته على خوارق شيوخ الصوفية عندما سرد غرائب احوالهم وقدراتهم على التعرف, والصوفية يبادرون الى نسبة كل غريب صادر من شخص معروف او مجهول بانه كرامة ولي, ويعترفون انهم يعتمدون على الجن في كثير من خوارقهم حيث نقل عن الجنيد ان الجن كانت تؤنسه وتعينه في اسفاره وغيرها.
وانصار الفكر الصوفي لا يتصورون ولاية دون خوارق فقد ركبوا كل صعب وذلول وطرقوا كل باب مسدود, وذهبوا كل مذهب في سبيل نسج القصص واختلاق الروايات, وجمع الاساطير, ظنا منهم بان ذلك جالب للاحترام وموجب للتقديس عند الخاص والعام.
وسوف نستعرض بعضا من كرامات اولياء التصوف المعروفة في كتبهم, وذلك حتى يعلم القارئ الى اي مدى وصل الخيال والدجل بهؤلاء, وكيف ان الحرص على الجاه, وكسب تقديس الآخرين يمكن ان يقضي على الحياء والمروءة وكل القيم.
يتحدث الشعراني عن أحد الاولياء اذا شاوره انسان في شيء, قال: امهلني حتى اسأل جبريل, ثم يقول له بعد ساعة: افعل او لا تفعل حسب ما يقول له جبريل بزعمه! .. وعن ولي آخر يدعي ان الله لا يحدث شيئا في العالم الا بعد ان يعلمه بذلك على سبيل الاستئذان! .. وهناك ولي آخر من المجاذيب تبعه جماعة من الصبيان يضحكون عليه فقال: ياعزرائيل ان لم تقبض ارواحهم لأعزلنك من ديوان الملائكة, فأصبحوا موتى أجمعين! .. ومن قصصهم المستغربة التي لا تروج الا على الجهلة والمهووسين أن وليا من أوليائهم كان يختم القرآن 360 ألف ختمة في اليوم والليلة! وهذا الكلام لولا أن العقول قد خدرت فكريا وان النفوس قد مسخت وان القلوب قد طبع عليها بخاتم الجهل وقلة الحياء ما كان ليصدق فيدون في كتب الكرامات, فان اليوم والليلة زمن يمتد 24 ساعة اي 1440 دقيقة فاذن 360 الف ختمة ÷ 1440 دقيقة = 250 ختمة في كل دقيقة!! فأين العقول؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/233)
ومن أعجب كراماتهم المدونة ما يتعلق بحياتهم الخاصة فنجدهم مثلا يتحدثون عن ولي مكث اربعين سنة لم يأكل ولم يشرب, وآخر ينام سبع عشرة سنة! وآخر يقول لعصاه التي يتوكأ عليها: كوني انسانا, فتكون انسانا فيرسلها تقضي له الحوائج ثم تعود كما كانت! وأن أحد أوليائهم امر الشمس بالوقوف فوقفت, حتى قطع المرحلة الباقية من سفره, ثم امرها بالغروب, فغربت واظلم الليل في الحال!
وبالتأكيد اننا لم نقصد حشد ما ذكره هؤلاء في هذا المجال ولكن اردنا الاستشهاد بتلك الأمثلة للتدليل على المخازي التي ابتليت بها امة الاسلام وغزاها اعداؤها في عقر دارها بهذا الفكر الذي سرعان ما حول تلك العقلية الاسلامية الايجابية المبدعة الى عقلية خرافية خامدة مقهورة, فصار المسلمون يعيشون في احلك الظلم, الا من هداه الله للتمسك بالسنة وقليل ماهم.
ان من المعروف عند المسلمين ان الكرامة لا تكون معصية لله ولا مخالفة للشريعة ولكن اصحاب الفكر الصوفي فلا تنحصر كراماتهم في مجال الطاعات ولا تتقيد بالصالحات, فلا مانع عندهم ان تكون الكرامة خارقة لقواعد الشريعة الاسلامية هاتكة لحرمتها وهناك نماذج لذلك من اهمها: كرامة السرقة والتزوير يقول الدباغ: "ان الولي صاحب التصرف يمد يده الى جيب من شاء فيأخذ منه ما شاء من الدراهم, وذو الجيب لا يشعر" وكرامة الرقص مع الأجنبيات وكرامة مباشرة الاجنبيات والاطلاع على العورات, وكرامة التعري امام الناس ويذكر الشعراني في ترجمة شيخ اسمه ابراهيم العريان لأنه كان يطلع المنبر ويخطب عريانا! وكرامة اعلان الكفر على المنابر!
ولولا انه يوجد في الأمة الاسلامية الى اليوم جماهير تدافع عن الفكر الصوفي وتدعو اليه بحماس لما عرضنا مثل هذه السخافات, ولعل الذي يقف على هذا يدرك قيمة هذا الفكر الذي حقه ان يدفن ولا ينشر!
ان التصوف عبر تاريخه الطويل هو انحراف عن منهج الله, انه خليط من الفلسفات والافكار البائدة, ولعل تغليب جانب العبادة عندهم ادى في كثير من الاوقات الى عدم الاهتمام بالعلم كما وصفهم به كبار النقاد كابن الجوزي, وهذا البعد عن العلم مع الحرص على العبادة ادى بهم الى ابتداع شعائر وطقوس هي عمدة من جاء بعدهم من اهل التصوف, وقد ادرك اعداء الاسلام ذلك فحاولوا أن يشوهوا الاسلام ويقضوا على صفاء عقيدة التوحيد, ويجعلوا المسلمين يركنون الى السلبية حتى لا تقوم لهم قائمة.
--------------------------------------------------------------------------------
معنى الطريقة الصوفية:
على الرغم من صعوبة تحديد المراد بالطريقة والوصول لمفهوم موحد لجميع الطرق الصوفية الا اننا سنعرض بعضا من المعاني التي وردت حول الطريقة الصوفية فمنها ان الطريقة الصوفية تعني النسبة او الانتساب الى شيخ يزعم لنفسه الترقي في ميادين التصوف والوصول الى رتبة الشيخ المربي ويدعي لنفسه رتبة صوفية من مراتب الأولياء. كما انها تعنى: ان يختار جماعة من المريدين شيخا لهم يسلك بهم رياضة خاصة بهم على دعوى وزعم تصفية القلب لغاية الوصول الى معرفة الله.
كما وصفها الشيخ الجزائري بقوله انها تعني اتصال المريد بالشيخ وارتباطه به حيا أو ميتا وذلك بواسطة ورد من الأذكار يقوم به المريد بإذن من الشيخ أول النهار وآخره, ويلتزم به بموجب عقد بينه وبين الشيخ, وهذا العقد يعرف بالعهد, وصورته ان يتعهد الشيخ بان يخلص المريد من كل شدة ويخرجه من كل محنة متى ناداه مستعينا به, كما يشفع له يوم القيامة في دخول الجنة. ويتعهد المريد بان يلتزم بالورد وآدابه فلا يتركه مدى الحياة كما يلتزم بلزوم الطريقة وعدم استبدالها بغيرها من سائر الطرق.
والتصريح بضمان الجنة للمريد امر مشهور عندهم وهو اكبر من مجرد الشفاعة يوم القيامة. احد مشايخ الصوفية وهو الشيخ التيجاني يقول: وليس لأحد من الرجال ان يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا وبلغوا من المعاصي ما بلغوا إلا أنا وحدي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/234)
وهناك تنافس محموم بين الطرق الصوفية لجذب المريدين ولذلك فان كل طريقة تحاول ان يكون لها ذكر خاص تنفرد به عن سائر الطرق, وان يكون لهذا الذكر ميزة خاصة ولكل طريقة مشاعر خاصة من حيث لون العلم والخرقة وطريقة الذكر ونظام الخلوة, والطرق يتوارثها الابناء من الآباء وذلك ان الطريقة التي تستطيع جلب عدد كبير من المريدين والتابعين تصبح بعد مدة اقطاعية دينية تفد الوفود الى رئيسها او شيخها من كل ناحية, وتأتيه الصدقات والهبات والبركات من كل حدب وصوب وحيثما حل الشيخ في مكان ذبحت الطيور والخرفان واقيمت الموائد, ولذلك فإن أصحاب الطرق الصوفية اليوم يقاتلون عنها بالسيوف.
والطرق الصوفية وان اختلفت وتباينت فانها تتفق فيما يلي:
* الاحتفال بدخول المريد في الطريقة بطقوس دقيقة مرسومة, وقد يتطلب بعض الطرق من المريد ان يمضي وقتا شاقا في الاستعداد للدخول.
* التقيد بزي خاص, فلابد أن يكون هناك نوع خاص من الزي يمثل رمز أصحاب الطريقة الذي يلبسونه فيميزهم عن غيرهم.
* اجتياز المريد مرحلة شاقة من الخلوة والصلاة والصيام وغير ذلك من الرياضات.
* الاكثار من الذكر مع الاستعانة بالموسيقى والحركات البدنية المختلفة التي تساعد على الوجد والجذب.
* الاعتقاد في القوى السرية الخارقة للعادة التي يكتسبها المريدون بالمجاهدات وهي القوى التي تمكنهم من أكل الجمر, والتأثير على الثعابين, والإخبار بالمغيبات.
* احترام شيخ الطريقة الى درجة التقديس.
نشأة الطرق الصوفية:
وضع أبو سعيد محمد أحمد الميهي الصوفي الإيراني 430هـ أول هيكل تنظيمي للطرق الصوفية بجعله متسلسلا عن طريق الوراثة, ويمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها حيث انتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي, فظهرت الطريقة القادرية المنسوبة لعبدالقادر الجيلاني 561هـ.
كما ظهرت الطريقة الرفاعية المنسوبة لأبي العباس الرفاعي 540هـ , وفي القرن السابع الهجري دخل التصوف الأندلس وأصبح ابن عربي أحد رؤوس الصوفية 638هـ , واستمرت الصوفية بعد ذلك في القرون التالية إذ انتشرت الفوضى واختلط الأمر على الصوفية لاختلاط افكار المدارس الصوفية وبدأت مرحلة الدراويش.
نماذج من الطرق الصوفية:
[الطريقة القادرية وتسمى الجيلانية: أسسها عبدالقادر الجيلاني المتوفى سنة 561هـ , يزعم اتباعه انه أخذ الخرقة والتصوف عن الحسن البصري عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهما, كما نسبوا إليه من الأمور العظيمة فيما لا يقدر عليها إلا الله تعالى من معرفة الغيب, وإحياء الموتى وتصرفه في الكون حيا أو ميتا , بالإضافة إلى مجموعة من الأذكار والأوراد والأقوال التي منها: من استغاث بي في كربة كشفت عنه, ومن نادني في شدة فرجت عنه ومن توسل بي في حاجة قضيت له.
[الطريقة الرفاعية: تنسب إلى ابي العباس أحمد بن أبي الحسين الرفاعي ويطق عليها البطائحية نسبة إلى مكان ولاية بالقرب من قرى البطائح بالعراق, وجماعته يستخدمون السيوف ودخول النيران في اثبات الكرامات. قال عنهم الشيخ الألوسي "وأعظم الناس بلاء في هذا العصر على الدين والدولة مبتدعة الرفاعية, فلا تجد بدعة الا ومنهم مصدرها وعنهم موردها فذكرهم عبارة عن رقص وغناء وعبادة مشايخهم".
[البدوية: وتنسب الى احمد البدوي 634هـ ولد بفاس, حج ورحل الى العراق, واستقر في طنطا حتى وفاته, له فيها ضريح مقصود, حيث يقام له كغيره من اولياء الصوفية احتفال بمولده سنويا يمارس فيه الكثير من البدع والانحرافات العقدية من دعاء واستغاثة وتبرك وتوسل ما يؤدي الى الشرك المخرج من الملة, واتباع طريقته منتشرون في بعض محافظات مصر, ولهم فيها فروع كالبيومية والشناوية واولاد نوح والشعبية وشارتهم العمامة الحمراء.
[الطريقة الدسوقية: تنسب الى ابراهيم الدسوقي 676هـ المدفون بمدينة دسوق في مصر, يدعي المتصوفة انه احد الاقطاب الاربعة الذين يرجع اليهم تدبير الامور في هذا الكون.
[الطريقة الأكبرية: نسبة الى الشيخ محيي الدين بن عربي الملقب بالشيخ الأكبر 638هـ, وتقوم طريقته على عقيدة وحدة الوجود والصمت والعزلة والجوع والسهر, ولها ثلاث صفات: الصبر على البلاء, والشكر على الرخاء, والرضا بالقضاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/235)
[الطريقة الشاذلية: وهي طريقة صوفية تنسب الى ابي الحسن الشاذلي يؤمن اصحابها بجملة الافكار والمعتقدات الصوفية وان كانت تختلف في اسلوب سلوك المريد او السالك وطرق تربيته, اضافة الى اشتهارهم بالذكر المفرد "الله" او مضمرا "هـ", ويفضلون اكتساب العلوم عن طريق الذوق وهو تلقي الارواح للاسرار الطاهرة في الكرامات وخوارق العادات, كذلك معرفة الله تعالى معرفة يقينية ولا يحصل ذلك الا عن طريق الذوق او الكشف. كما ان من معتقداتهم السماع وهو سماع الاناشيد والاشعار التي قد تصل الى درجة الكفر والشرك كرفع الرسول الى مرتبة ليست موجودة في الكتاب والسنة.
[الطريقة البكداشية: كان الاتراك العثمانيون ينتمون الى هذه الطريقة, وهي لا تزال منتشرة في البانيا, كما انها اقرب الى التصوف الشيعي, وكان لهذه الطريقة اثر بارز في نشر الاسلام بين الاتراك والمغول.
[الطريقة المولوية: انشأها الشاعر الفارسي جلال الدين الرومي 672هـ والمدفون بقونية, اصحابها يتميزون بادخال الرقص والايقاعات في حلقات الذكر, وقد انتشروا في تركيا وغرب آسيا, ولم يبق لهم في الايام الحاضرة الا بعض التكايا في تركيا وحلب وفي بعض اقطار المشرق.
[الطريقة النقشبندية: تنسب الى الشيخ بهاء الدين محمد بن البخاري الملقب بشاه نقشبند 791هـ وهي طريقة تشبه الطريقة الشاذلية, انتشرت في فارس وبلاد الهند.
[الطريقة الملامتية: مؤسسها ابوصالح حمدون بن عمار المعروف بالقصار 271هـ اباح بعضهم مخالفة النفس بغية جهادها ومحاربة نقائصها, وقد اظهر الغلاة منهم في تركيا حديثا بمظهر الاباحية والاستهتار وفعل كل امر دون مراعاة للأوامر والنواهي الشرعية.
[الطريقة التيجانية: طريقة صوفية يؤمن أصحابها بجملة الأفكار والمعتقدات الصوفية ويزيدون عليها الاعتقاد بامكانية مقابلة النبي مقابلة مادية واللقاء به لقاء حسيا في هذه الدنيا, وان الرسول قد خصهم بصلاة "الفاتح" التي تحتل لديهم مكانة عظيمة ـ وكنا قد عرضنا لهذه الصلاة أعلى الصفحة ـ هذه الطريقة اسسها ابو العباس احمد التيجاني 1230هـ , الذي ولد بالجزائر ويدعي انه التقى النبي لقاء حسيا ماديا وانه تعلم منه صلاة الفاتح وانها تعدل قراءة القرآن ستة آلاف مرة. ويلاحظ على اصحاب هذه الطريقة شدة تهويلهم للامور الصغيرة وتصغيرهم للامور العظيمة على حسب هواهم ما أدى الى ان يفشو التكاسل بينهم لما شاع بينهم من الأجر العظيم على اقل عمل يقومون به, ويرون ان لهم خصوصيات ترفعهم عن مقام الناس الآخرين من أهمها: ان تخفف عنهم سكرات الموت وان الله يظلهم في ظل عرشه وان لهم برزخا يستظلون به وحدهم. واهل هذه الطريقة كباقي الطرق الصوفية يجيزون التوسل بذات النبي , وقد بدأت هذه الطريقة في مدينة فاس وصار لها أتباع في السنغال ونيجيريا وشمال افريقيا ومصر والسودان.
[الطريقة الختمية: وهي طريقة صوفية تلتقي مع الطرق الصوفية الاخرى في كثير من المعتقدات مثل الغلو في شخص رسول الله وادعاء لقياه واخذ تعاليمهم واورادهم واذكارهم التي تميزوا بها, عنه مباشرة, هذا الى جانب ارتباط الطريقة بالفكر والمعتقد الشيعي واخذهم من ادب الشيعة وجدالهم. وقد اسس هذه الطريقة محمد عثمان الميرغني ويلقب بالختم اشارة الى انه خاتم الاولياء, ومنه اشتق اسم الطريقة الختمية, كما تسمى الطريقة الميرغنية ربطا لها بطريقة جد المؤسس عبدالله الميرغني المحجوب .. وقد بدأت هذه الطريقة من مكة والطائف, وارست لها قواعد في جنوب وغرب الجزيرة العربية, كما عبرت الى السودان ومصر, وتتركز قوة الطريقة من حيث الاتباع والنفوذ الآن في السودان .. وعلى هذا فان الطريقة الختمية طائفة صوفية تتمسك بمعتقدات الصوفية وأفكارهم وفلسفاتهم حيث تبنوا فكرة وحدة الوجود التي نادى بها ابن عربي وقالوا بفكرة النور المحمدي, واستخدموا مصطلحات الوحدة والتجلي والانبجاس والظهور والفيض وغيرها من المصطلحات الفلسفية الصوفية, واسبغوا على الرسول من الاوصاف ما لا ينبغي ان يكون الا لله تعالى, ويدعي مؤسس الطريقة بانه خاتم الأولياء وان مكانته تأتي بعد الرسول , والطريقة الختمية تهتم باقامة الاحتفالات الخاصة باحياء ذكر مولد النبي واقامة ليالي الذكر أو الحولية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/236)
[الطريقة البريلوية: وهي فرقة صوفية نشأت في شبه القارة الهندية الباكستانية في مدينة بريلي بالهند ايام الاستعمار البريطاني وقد اشتهرت بمحبة وتقديس الانبياء والأولياء بعامة, والنبي بخاصة. مؤسس هذه الطريقة هو احمد رضا خان 340هـ ولقد سمى نفسه عبدالمصطفى! , ويعتقد أبناء هذه الطائفة بان الرسول لديه القدرة التي يتحكم بها في الكون, ولقد غالوا في نظرتهم إلى النبي حتى اوصلوه الى قريب من مرتبة الألوهية, يقول احمد رضا خان "اي يا محمد لا استطيع ان اقول لك الله, ولا استطيع ان افرق بينكما, فامرك الى الله هو اعلم بحقيقتك" كما ان هذه الطائفة لديها عقيدة الشهود حيث ان النبي في نظرهم حاضر وناظر لافعال العباد في كل زمان ومكان, كما انهم يشيدون القبور ويعمرونها ويتبركون بها, ويؤمنون بالاسقاط وهي صدقة تدفع عن الميت بمقدار ما ترك من صلاة او صيام او سائر العبادات وهي مقدار صدقة الفطر. وأعظم اعيادهم هو ذكرى المولد النبوي. وهم يكفرون المسلمين لأدنى سبب مثل الرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق وشيخ الاسلام ابن تيمية والامام محمد بن عبدالوهاب.
أهم الشخصيات الصوفية:
سنحاول عرض أبرز الشخصيات الصوفية وأكثرها تأثيرا عبر العصور ـ وخصوصا الذين دعوا الى عقيدة الحلول والاتحاد فمن ابرزهم:
* البسطامي (261هـ): هو ابو يزيد طيفور بن عيسى البسطامي كان جده مجوسيا فاسلم, وهو اول من استخدم لفظ الفناء بمعناه الصوفي الذي يقصد منه الاتحاد بذات الله, يقول د. عبدالرحمن بدوي ـ صوفي معاصر ـ صاحب كتاب تاريخ التصوف الاسلامي: "لقد نصب الله الخلائق بين يدي ابي يزيد وها هي ذا تتحرق الى رؤياه في هذا المقام ... لكن لكي يمكنهم ان يروه كان عليه ان يطلب الى الله ان يزين أبا يزيد بوحدانيته ويلبسه انانيته ... " وعلى هذا فإن عقيدة البسطامي واضحة فهو اول من سعى في نشر عقيدة الاتحاد بين المسلمين.
* الحلاج (309هـ): هو الحسين بن منصور الحلاج, صوفي فيلسوف, تبرأ منه سائر الصوفية والعلماء لسوء سيرته ومروقه, وهو يدعي الحلول ومعناه حلول الإله فيه أي الله سبحانه وتعالى وتقدس عما يقول, واستمر الحلاج في نشر فكره الحلولي حتى استفحل امره فألقي القبض عليه لتتم مناظرته ومناقشته بحضره القضاة وبعد ان تيقن السلطان (المقتدر) امره امر بقتله.
* الغزالي (450 ـ 505هـ): ابو حامد محمد بن احمد الطوسي الملقب بحجة الاسلام, ولد بطوس من اقليم خرسان, نشأ في بيئة كثرت فيها الآراء والمذاهب مثل علم الكلام والفلسفة, والباطنية, والتصوف, وأورثه ذلك حيرة وشكا , ألف عددا من الكتب أهمها تهافت الفلاسفة والمنقذ من الضلال, واهمها على الاطلاق احياء علوم الدين, ويعد الغزالي رئيس مدرسة الكشف في المعرفة .. ومن جليل اعماله هدمه للفلسفة اليونانية وكشفه لفضائح الباطنية. وفي آخر حياته اقبل على حديث الرسول , وفي هذه المرحلة ألف كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام" الذي ذم فيه علم الكلام وطريقته وانتصر لمذهب السلف, ويقال انه رجع عن القول بالكشف وادراك خصائص النبوة,.
* ابن الفارض (566 ـ 632): هو ابو حفص عمر بن علي الحموي الاصل المصري المولد, لقب بشرف الدين, وهو من الغلاة الموغلين في وحدة الوجود, يقول الشيخ الوكيل "ابن الفارض يزعم انه منذ القدم كان الله, ثم تلبس بصورة النفس .. الخ" ونص شيخ الاسلام ابن تيمية على ان ابن الفارض من اهل الالحاد القائلين بالحلول الاتحاد ووحدة الوجود ..
* ابن عربي (560 ـ 638هـ): وهو ابو بكر محيي الدين محمد بن علي بن عربي الحاتمي الطائي الاندلسي, الملقب بالشيخ الاكبر عند الصوفية, رئيس مدرسة وحدة الوجود, يعتبر نفسه خاتم الأولياء, استقر في دمشق حيث مات ودفن, وله فيها قبر يزار, طرح نظرية الإنسان الكامل التي تقوم على ان الانسان وحده من بين المخلوقات يمكن ان تتجلى فيه جميع الصفات الالهية اذ تيسر له الاستغراق في وحدانية الله, وهذا يوضح خطورة آرائه ولذلك فقد اتفق علماء الاسلام شرقا وغربا على ذم ابن عربي وآرائه والبعض منهم يحرم النظر في كتبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/237)
* ابن سبعين (614 ـ 669هـ): هو قطب الدين ابو محمد عبدالحق بن ابراهيم بن محمد بن سبعين الاشبيلي المرسي, احد الفلاسفة المتصوفة القائلين بوحدة الوجود التي يرى انها تعني ان وجود الحق هو الثابت بدءا , وانه مادة كل شيء, والخلق منبثق منه فائض عنه, ولذا يقول ابن تيمية: ان ابن سبعين وان قال بان الوجود واحد فهو يقول بالاتحاد والحلول من هذا الوجه, لان معنى كلامه ان الحق محل للخلق. ويرى ابن سبعين ان الله هو الوجود كله ولا شيء معه الا علمه, والكائنات هي عين علمه. يقول ابن تيمية "هذا من ابطل الباطل واعظم الكفر والضلال".
* العفيف التلسماني (610 ـ 690هـ): هو سليمان بن علي الكومي التلمساني, يلقب بعفيف الدين, يقول عنه الذهبي انه احد زنادقة الصوفية, ويقول ابن كثير "وقد نسب هذا الرجل الى عظائم في الاقوال والاعتقاد في الحلول والاتحاد والزندقة والكفر المحض وشهرته تغني عن الاطناب في ترجمته", ومن اقوال التلمساني الشنيعة التي توضح كفره الحوار الذي دار بينه وبين احد شيوخه قال: القرآن ليس فيه توحيد بل القرآن كله شرك, ومن اتبع القرآن لم يصل الى التوحيد" وكذلك فان من فكر التلمساني الفاسد ما حكاه شيخ الاسلام من ان الشيرازي قال لشيخه التلمساني ـ وقد مر بكلب اجرب ميت ـ فقال: هذا ايضا من ذات الله؟! فقال: وهل ثم خارج عنه!؟ قال ابن تيمية: هذا من اعظم الكفر. وعلى هذا فان الرجل يعد من رواد وحدة الوجود الكبار, ومن المصنفين المكثرين في تقرير هذه العقيدة الفاسدة ونشرها.
* النابلسي (1050 ـ 1143هـ): هو عبدالغني بن اسماعيل الدمشقي النابلسي الحنفي النقشبندي القادري, آمن بالطريقة النقشبندية الذين يؤمنون بعقيدة الفناء ووحدة الوجود.
أقوال بعض الأئمة والعلماء في الصوفية:
* الامام الشافعي: ادرك بدايات التصوف وكان اكثر العلماء والائمة انكارا عليهم, وقد كان مما قاله في هذا الصدد "لو أن رجلا تصوف اول النهار لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق".
* الامام احمد بن حنبل: كان للصوفية بالمرصاد فقد قال فيما بدأ الحارث المحاسبي يتكلم فيه وهو الوساوس والخطرات قال احمد: ما تكلم فيها الصحابة ولا التابعون وحذر من مجالسة الحارث وقال لصاحب له: لا أرى لك ان تجالسه.
* الامام ابن الجوزي: كتب كتابا سماه "تلبيس ابليس" خص الصوفية بمعظم فصوله وبيَّن تلبيس الشيطان عليهم ما جعلهم يتخبطون في الظلمات.
* شيخ الإسلام بان تيمية: كان من أعظم الناس بيانا لحقيقة التصوف, وتتبعا لاقوال الزنادقة والملحدين وخاصة ابن عربي والتلمساني وابن سبعين, فتعقب اقوالهم وفضح باطنهم وحذر الامة من شرورهم وقد ذكرنا في هذا الجزء مقاطع مما قاله ابن تيمية.
بعض كبار الصوفية الذين هداهم الله للطريق القويم:
* الدكتور تقي الدين الهلالي: شيخ التوحيد في بلاد المغرب والذي كان صوفيا (تيجانيا) فأكرمه الله بدعوة التوحيد, يقول عن سبب خروجه من الطريقة التيجانية: "لقد كنت في غمرة عظيمة وضلال مبين وكنت أرى خروجي من الطريقة التيجانية كالخروج من الاسلام ولم يكن يخطر لي ببال ان اتزحزح عنها قيد شعرة, وجرت مناظرة حول ادعاء الشيخ التيجاني في انه رأي النبي يقظة, وقد ثبت بطلان ذلك "يمكن الرجوع للمناظرة بكاملها في كتاب (الفكر الصوفي ص 474) وكذلك يذكر انه اجتمع بالشيخ عبدالعزيز بن ادريس واوضح له بطلان الطريقة التيجانية".
* الشيخ عبدالرحمن الوكيل: وكيل جماعة انصار السنة بمصر, صاحب كتاب "هذه هي الصوفية" يقول "كانت لي بالتصوف صلة, وهي صلة العبرة بالمأساة, حيث كان يدرج بي الصبا في مدارجه السحرية وتستقبل النفس كل صروف الاقدار بالفرحة الطروب".
ويضيف "ألا فاسمعوها غير هيابة ولا وجلة, واصغوا الى هتاف الحق يهدر بالحق ان التصوف ادنأ وألام كيد ابتدعه الشيطان ليسخر معه عباد الله في حربه لله ولرسوله, انه قناع كل عدو صوفي للدين الحق, فتش فيه تجد برهمية وبوذية, وزرادشتية, ويهودية ونصرانية ووثنية جاهلية ... "
وبعد
ان ما نشاهده اليوم من الصوفية التي عمدت الى تدوين معتقداتها ومناهجها ومن ثم محاولة نشر تلك المعتقدات بشتى الوسائل وخصوصا في عصرنا الحاضر عصر المعلومات والاتصالات فما نشاهده من تكريس لتلك العقيدة والشريعة من خلال طقوسها التي تطالعنا بها الفضائيات وتعج بها الصحف والمجلات على انها من اصول العقيدة والتشريع الاسلامي ما قد يؤدي بالأمة الاسلامية الى التخلف والتقهقر وكيف لها ان تتقدم مع هذه الانحرافات العقدية .. والله من وراء القصد.
للاستزادة حول الصوفية:
(1) الموسوعة الميسرة في الاديان والمذاهب المعاصرة: الندوة العالمية للشباب الاسلامي.
(2) تقديس الاشخاص في الفكر الصوفي ـ محمد لوح ـ رسالة ماجستير منشورة ـ الجامعة الاسلامية.
(3) الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة ـ عبدالرحمن عبدالخالق.
(4) تاريخ التصوف الاسلامي ـ عبدالرحمن بدوي.
--------------------------------------------------------------
الموضوع أصله من مقالة كتبه ابراهيم داود الداود جريدة الرياض 13 شوال 1421 هـ
http://www.heartsactions.com/su.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/238)
ـ[مهند الهاشمي الحسني]ــــــــ[17 - 05 - 07, 07:07 ص]ـ
كان المفترض من الكاتب أن يعزو ما نقله عن الشّيخ عبدالرحمن عبد الخالق في كتابه (فضائح الصّوفيّة)؟!!!
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[17 - 05 - 07, 07:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[19 - 05 - 07, 06:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراً على هذا القول المعتدل، أسأل الله أن ينفع به المسلمين
من الضرورة بمكان أن تكتب هذه السلبيات ليعرفها طلبة العلم وعموم المسلمين
ولكن كيف نصل بهذا الكلام إلى أسماع وعقول من يقفون على الطرف النقيض؟
أليس من واجبنا كدعاة إلى المنهج القويم أن نسأل أنفسنا؟
لماذا وكيف ما زالت هذه البدع والخرافات تجذب إليها فريقاً من المسلمين وتستأثر باهتمامهم واتباعهم؟
ما هي الطريقة المثلى لجذب قلوبهم وأفئدتهم إلى منهج الحق والإسلام الصحيح؟
ما هو الأسلوب الذي يتبعه المدعون المبتدعون لجذب اهتمام صفوة المجتمع وتوريطهم في هذه البدع؟
ما الذي ينفر كثير من المسلمين في البلاد الإسلامية ويدفعهم إلى الإعراض (وأن يغلقوا آذانهم وقلوبهم) عندما يتحدث أهل العلم بخصوص هذا الموضوع (رفض البدع التي ترافق التصوف) - رغم أنهم على حق بين ومحجة بيضاء؟
هل من سبيل لدعوة عموم المسلمين وخاصتهم بالحكمة والموعظة الحسنة والسير بهم بعيداً عن مزالق البدع والضلالات؟
هل يمكن أن نجد لذلك طريق الحزم بدون الشدة واللطف بدون التراخي؟
سأجيب من وجهة نظري على بعض ما ذكرته بالأعلى - ويا حبذا أجوبة من أساتذتنا وعلمائنا من خلال خبراتهم وتجاربهم.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:07 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[03 - 01 - 08, 02:49 م]ـ
بوركتم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[03 - 01 - 08, 05:37 م]ـ
يقول الإمام الجنيد علمنا هذا قائم على الكتاب والسنة من لم يتعلم القرءان والحديث ويجالس المأدبين فليس منا.
أقول دائما هذه الجملة المنسوبة للجنيد متهافتة لا يعول عليها ... فهي مبنية على التمييز بين "علمنا‘ و "الكتاب والسنة "
فإن كان يقصد بعلمنا تصوفنا .. فقد اعترف أن علمه مختلف عن الكتاب والسنة .. لضرورة كون القائم على الشيء ليس هو الشيء ... وما ليس بكتاب ولا سنة فهو البدعة بلا ريب .. فتؤول جملة الجنيد إلى:
ابتداعنا هذا قائم على الكتاب والسنة ...
هذا هو التهافت ...
إما إن كان يقصد بالعلم السنة الصحيحة الخالصة .. فستكون جملته لغوا ... فما معنى:
الكتاب والسنة يقومان على الكتاب والسنة!!!
ثم ما مرجع الضمير "نحن "في علمنا .. !
إن كانت تعود على الصوفية والفقراء والدراويش ... فهذه شهادة على أن هؤلاء طائفة متميزة عن سائر المسلمين .. وعلى رأسهم الصحابة- رضوان الله عليهم-لانه لا يتصور أن يتكلم الجنيد على لسان الصحابة ...(33/239)
بلوغ المأمول من فروق وتقاسيم شرح ثلاثة الأصول
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 03 - 06, 11:22 م]ـ
الإخوة الأكارم /
(بلوغ المأمول من فروق وتقاسيم شرح ثلاثة الأصول)
جمعٌ لما تفرق من الفروق والتقاسيم التي ذكرها الشيخ العلامة / محمد الصالح العثيمين رحمه الله تعالى عند شرحه لثلاثة الأصول.
جمعتها للفائدة.
وهي على هذا الرابط، وقد فُقد في الفترة الماضية، فوجدته، وأعدته.
وأسأل الله تعالى أن ينفع بها الكاتب والقارئ.
http://64.233.179.104/search?q=cache:UkOZpS0cpHEJ:www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php%3Ft%3D35072+%D8%A8%D9%84%D9%88%D8%B A+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A3%D9%85%D9%88%D9%84+%D9%8 5%D9%86+%D9%81%D8%B1%D9%88%D9%82+%D9%88%D8%AA%D9%8 2%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%85+%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB %D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B5%D9%88%D9%84+&hl=ar&gl=sa&ct=clnk&cd=1
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد بدا لأخيكم أن يشرع في الفروق والتقاسيم البديعة النافعة التي وضعها ودبّجها الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى عند شرحه لكتاب ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى، وقد جمعها وأعدها الشيخ فهد بن ناصر السليمان.
وقد كان في النية تقديمه للإخوة بعد الإنتهاء من جمع الدرّ النضيد من فروق وتقاسيم القول المفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...34&page=1&pp=40
إلا أن صاحبكم رأى أن المصلحة في السير على ما سار عليه علماؤنا رحمهم الله تعالى ونصح به مشايخنا في أن يُبدأ في ثلاثة الأصول قبل كتاب التوحيد أو أن يكونا متزامنين.
والأمر يسير.
ولعل الله تعالى أن ييسر متابعة كتابة الفروق والتقاسيم التي ذكرهما الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى في الكتابين حسبما يتيسر.
وسمّاه من كتبه:
بلوغ المأمول من فروق وتقاسيم شرح ثلاثة الأصول
ولا غنى لصاحبكم عن نصحكم وتوجيهاتكم.
الطبعة المعتمدة في الإحالة: طبعة الثانية - دار الثريا للنشر والتوزيع - 1426هـ.
ولعلي قبل الشروع في المشروع أن أذكر - أو أن أنقل - ما سبق ذكره بخصوص ثلاثة الأصول:
أولا:
ما الفرق بين "الأصول الثلاثة" و"ثلاثة الأصول"؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...%E1%C3%D5%E6%E1
ثانيا:
تعريف يسير بثلاثة الأصول وطبعاتها وشروحها وحواشيها:
قال الشيخ عبدالعزيز القاسم وفقه الله تعالى في كتابه (الدليل إلى المتون العلمية):
" الأصول الثلاثة وأدلتها "
" الأصول الثلاثة وأدلتها " للإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن مشرف التميمي المتوفي سنة (1206هـ) رحمه الله تعالى اشتملت على تقرير توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية والولاء والبراء وذكر الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها وهي معرفة الله سبحانه،ومعرفة دين الإسلام بالأدلة،ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم.
طبعاته:
طبع عدة مرات منها:ـ
1 ـ طبعة إدارة الطباعة المنيرية بمصر دون تاريخ بتعليق الشيخ محمد منيرالدمشقي،ويليها شروط الصلاة وواجباتها وأركانها،والقواعد الأربع للمؤلف.
2 ـ طبعة دار المعارف المصرية بتعليق أحد أفاضل العلماء راجعها وصححها الشيخ أحمد محمد شاكر.
3 ـ طبعة المكتب الإسلامي سنة (1389هـ) بعنوان عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة.
4 ـ في مطبعة التمدن بالخرطون باعتناء الشيخ أحمد حسون بعنوان متن الدين الإسلامي، ويليها كشف الشبهات للمؤلف.
5 ـ طبعة مكتبة الإمام البخاري الدار السلفية للنشر والتوزيع والبحث العلمي بالإسماعيلية بمصر دون تاريخ في (40) صفحة بتعليق أشرف بن عبد المقصود بن عبد الرحيم.
6 ـ ضمن مجموع متون طبع في مطبعة المنار بمصر سنة (1340هـ).
7 ـ ضمن المجموعة العلمية السعودية من نفائس الكتب الدينية والعلمية راجعها وصحح أصولها سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى.
8 ـ ضمن مجموع الرسائل المفيدة المهمة في أصول الدين وفروعه طبع في مطبعة المدني بمصر سنة (1380هـ) من ص (5) إلى ص (17).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/240)
9 ـ ضمن المجموعة العلمية السعودية " من درر علماء السلف الصالح " حققها وراجع أصولها سماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله تعالى، طبعت في مطبعة النهضة الحديثة في مكة سنة (1391هـ) من ص (221) إلى ص (234).
10 ـ ضمن مجموعة الرسائل السلفية للشيخ علي بن عبدالله الصقعبي رحمه الله تعالى الطبعة الأولى سنة (1402هـ) من ص (1) إلى ص (51).
11 ـ مع كتاب كشف الشبهات للشيخ محمد بن عبد الوهاب، طبع في مطبعة سفير بالرياض، نشر دار ابن خزيمة بالرياض سنة (1414هـ) وهي طبعة مشكولة بالشكل الكامل.
12 ـ ضمن مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1/ 183 ـ 197) دون تاريخ.
13 ـ ضمن الجامع الفريد المطبوع في مؤسسة مكة للطباعة والإعلان دون تاريخ على نفقة الشيخين عبد العزيز ومحمد العبد الله الجميح من ص (237) إلى ص (277).
14 ـ ضمن مجموع فيه إحدى عشرة رسالة، تصحيح ومراجعة الشيخين أحمد محمد شاكر وعلي محمد شاكر، نشر دار المعارف بمصر من ص (95) إلى ص (111).
ترتيبه:
رتبه على طريقة السؤال والجواب الشيخ محمد الطيب بن إسحاق الأنصاري المدني المتوفي سنة (1363هـ) رحمه الله تعالى.
طبع في المطبعة الماجدية في مكة المكرمة سنة (1351هـ).
ثم طبع بعنوان " أصول الدين الإسلامي " ويليها " عقيدة السلف: للشيخ محمد الطيب المذكور دون تاريخ، نشرها أحد طلبة العلم في المسجد الحرام.
وطبع ثالثة سنة (1413هـ) باسم:" تسهيل الأصول الثلاثة " ويليه الأصول الثلاثة وأدلتها " باعتناء وتخريج الشيخ صالح بن عبد الله العصيمي نشر دار ابن خزيمة للنشر والتوزيع ـ الرياض.
كما طبع رابعة سنة (1419هـ) نشر دار نور المكتبات في جدة،ودار البشائر الإسلامية في بيروت، ويليه نظمه للشيخ عمر بن إبراهيم البري المدني.
شروحه:
1 ـ " شرح ثلاثة الأصول " لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله تعالى، اعتنى به وخرج أحاديثه وكتب هوامشه الشيخ علي بن صالح المري والشيخ أحمد بن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، نشرته دار الفتح للنشر والتوزيع في المدينة المنورة، الطبعة الأولى سنة (1416هـ).
2 ـ " شرح ثلاثة الأصول " لفضيلة الشيخ صالح العثيمين،إعداد الشيخ فهد بن ناصر السليمان،نشرته دار الثريا للنشر والتوزيع سنة (1414هـ) في مجلد لطيف. (وهو الكتاب الذي تم اقتباس الفروق والتقاسيم منه)
3 ـ " الأصول في شرح ثلاثة الأصول " تأليف الشيخ عبد الله المحمد اليحيى طبع الطبعة الأولى سنة (1414هـ) في مجلد،ومعه: شرح القواعد الأربع، وشرح شروط الصلاة.
4 ـ " شرح وتيسير الأصول الثلاثة " تأليف الشيخ محمد محمد منير آدم، نشرته دار أجنادين في الرياض سنة (1414هـ).
حواشيه: " حاشية ثلاثة الأصول " للشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم المتوفي سنة (1392هـ) رحمه الله تعالى، طبعت الطبعة الأولى في مطبعة الترقي بدمشق سنة (1375هـ) وطبعت بعد ذلك أكثر من مرة.
الشروح المسجلة:
1 ـ شرح سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز في شريطين.
2 ـ شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين في (3) أشرطة.
3 ـ شرح فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان.
4 ـ شرح فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في (8) أشرطة.
5 ـ شرح فضيلة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله في شريطين وشرح آخر في (10) أشرطة.
6 ـ شرح فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في (6) أشرطة.
7 ـ شرح الشيخ محمد الفراج في (10) أشرطة.
8 ـ شرح الشيخ صالح السحيمي في (4) أشرطة.
9 ـ شرح الشيخ عبيد الجابري في (6) أشرطة.
10 ـ شرح الشيخ عبد الله السبت في شريطين.
11 ـ شرح الشيخ عمر العيد في (10) أشرطة.
12 ـ شرح الشيخ عبد الله السعد في (3) أشرطة.
13 ـ شرح الشيخ عبد الله الغنيمان في (6) أشرطة.
14 ـ شرح حاشية الأصول الثلاثة للشيخ صالح العبود في (11) شريطاً
15 ـ شرح الشيخ زيد المدخلي في (7) أشرطة.
نظمه:
نظمه الشيخ عمر بن إبراهيم البري المدني المتوفي سنة (1378هـ) رحمه الله تعالى،وسمى نظمه:" تسهيل الحفظ والوصول نظم الثلاثة الأصول في التوحيد" طبع في مطبعة المدينة المنورة دون تاريخ.
ثم طبع ثانية سنة (1419هـ) نشر دار نور المكتبات بجدة،ودار البشائر الإسلامية ببيروت، بعناية الشيخ مد بن أحمد مكي.
مختصراته: اختصره الشيخ ع بد العزيز بن محمد الشثري المتوفي سنة (1387هـ) رحمه الله تعالى،وطبع مع رسالة المؤلف " أذكار الصباح والمساء " في مؤسسة النور للطباعة والتجليد في الرياض دون تاريخ.
ثم طبع بعد ذلك عدة مرات منها طبعة دار العاصمة بالرياض سنة (1410هـ) وعليه حاشية حفيد المؤلف الشيخ الدكتور سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري المسماه " المصقول في التعليق على مختصر ثلاثة الأصول ".
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6527&highlight=%CB%E1%C7%CB%C9+%C7%E1%C3%D5%E6%E1+%C7%E 1%DE%C7%D3%E3
( مشاركة 4)
--------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/241)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:29 م]ـ
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
أبتدأ المؤلف رحمه الله كتابه بالبسملة اقتداءً بكتاب الله عز وجل فإنه مبدوء بالبسملة، واتباعاً لحديث " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر " واقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه يبدأ كتبه بالبسملة.
الجار والمجرور متعلق بمحذوف فعل مؤخر مناسب للمقام تقديره بسم الله أكتب أو أصنف.
- وقدرناه فعلاً: لأن الأصل في العمل الأفعال.
- وقدرناه مؤخراً لفائدتين:
الأولى: التبرك بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.
الثانية: إفادة الحصر لأن تقديم المتعلق يفيد الحصر.
- وقدرناه مناسباً: لأنه أدل على المراد فلو قلنا مثلاً عندما نريد أن نقرأ كتاباً بسم الله نبتدئ ما يدري بماذا نبتدئ، لكن بسم الله أقرأ يكون أدل على المراد الذي أبتدئ به.
(ص17)
----
قوله:" اعلم ":
العلم: هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً.
ومراتب الإدراك ست:
الأولى: العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً.
الثانية: الجهل البسيط وهو عدم الإدراك بالكلية.
الثالثة: الجهل المركب وهو إدراك الشيء على وجه يخالف ما هو عليه.
الرابعة: الوهم وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح.
الخامسة: الشك وهو إدراك الشيء مع احتمال مساوٍ.
السادسة: الظن وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح.
(ص18)
----
والعلم ينقسم إلى قسمين:
1 - ضروري.
2 - ونظري.
فالضروري ما يكون إدراك المعلوم فيه ضرورياً بحيث يضطر إليه من غير نظر ولا استدلال كالعلم بأن النار حارة مثلاً.
والنظري ما يحتاج إلى نظر واستدلال كالعلم بوجوب النية في الوضوء.
(ص18)
----
قوله: "معرفة دين الإسلام ":
1 - الإسلام بالمعنى العام: هو التعبد لله بما شرع منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة كما ذكر عز وجل ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله عز وجل: قال الله تعالى عن إبراهيم:} ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة {{سورة البقرة، الآية: 128}.
2 - والإسلام بالمعنى الخاص: بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يختص بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم لأن ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم نسخ جميع الأديان السابقة فصار من أتبعه مسلماً ومن خالفه ليس بمسلم، فأتباع الرسل مسلمون في زمن رسلهم، فاليهود مسلمون في زمن موسى صلى الله عليه وسلم، والنصارى مسلمون في زمن عيسى صلى الله عليه وسلم، وأما حين بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكفروا به فليسوا بمسلمين.
(ص20)
----
قوله: " بالأدلة ": جمع دليل: وهو ما يرشد إلى المطلوب.
والأدلة على معرفة ذلك:
1 - سمعية.
2 - وعقلية.
فالسمعية: ما ثبت بالوحي وهو الكتاب والسنة.
والعقلية: ما ثبت بالنظر والتأمل.
(ص21)
-----
قوله:" الرابعة: الصبر على الأذى فيه ":
والصبر ثلاثة أقسام:
1 - صبر على طاعة الله.
2 - صبر عن محارم الله.
3 - صبر على أقدار الله التي يجريها:
- إما مما لا كسب للعباد فيه.
- وإما مما يجريه الله على أيدي بعض العباد من الإيذاء والاعتداء.
(ص25)
----
قوله: "والدليل على هذه المراتب الأربع قوله تعالى:} والعصر {أقسم الله عز وجل في هذه السورة بالعصر الذي هو الدهر وهو محل الحوادث من خير وشر، فاقسم الله عز وجل به على أن الإنسان كل الإنسان في خسر إلا من أتصف بهذه الصفات الأربع:
1 - الإيمان.
2 - والعمل الصالح.
3 - والتواصي بالحق.
4 - والتوصي بالصبر.
قال ابن القيم –رحمه الله تعالى-: جهاد النفس أربع مراتب:
إحداها: أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به.
الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه. الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه.
الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق ويتحمل ذلك كله الله.
فإذا أستكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين" أ. هـ.
فالله عز وجل أقسم في هذه السورة بالعصر على أن كل إنسان فهو في خيبة وخسر مهما أكثر ماله وولده وعظم قدره وشرفه إلا من جمع هذه الأوصاف الأربعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/242)
أحدها: الإيمان ويشمل كل ما يقرب إلى الله تعالى من اعتقاد صحيح وعلم نافع.
الثاني: العمل الصالح وهو كل قول أو فعل يقرب إلى الله بأن يكون فاعله لله مخلصاً ولمحمد صلى الله عليه وسلم متبعاً.
الثالث: التواصي بالحق وهو التواصي على فعل الخير والحث عليه والترغيب فيه.
الرابع: التواصي بالصبر بأن يوصي بعضهم بعضاً بالصبر على فعل أوامر الله تعالى، وترك محارم الله، وتحمل أقدار الله.
(ص26)
----
(أعلم رحمك الله: أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن:
الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا رسولاً فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار، والدليل قوله تعالى:} إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً * فعصى فرعون الرسول فأخذنه أخذاً وبيلاً {{سورة الزمل، الآيتين: 15 - 16}.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
ودليل ذلك أعني " أن الله خلقنا ":
1 - سمعي.
2 - وعقلي.
الثانية: أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل. والدليل قوله تعالى:} وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً {{سورة الجن، الآية: 18}.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
أي المسألة الثانية مما يجب علينا علمه أن الله سبحانه وتعالى لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد، بل هو وحده المستحق للعبادة ودليل ذلك ما ذكره المؤلف رحمه الله في قوله تعالى:} وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً {{سورة الجن، الآية: 18} فنهى الله تعالى أن يدعو الإنسان مع الله أحداً.
الثالثة: أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب، والدليل على قوله تعالى: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا غباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون * {{سورة المجادلة، الآية: 22}.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
أي المسألة الثالثة مما يجب علينا علمه الولاء والبراء، والولاء والبراء أصل عظيم جاءت فيه النصوص الكثيرة ..
(29 - 35)
----
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:32 م]ـ
المتن:
" وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال الله تعالى: (وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون) ومعنى يعبدون يوحدون .. ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
يعني التوحيد من معنى العبادة و إلا فقد سبق لك معنى العبادة وعلى أي شيء تطلق وأنها أعم من مجرد التوحيد.
وأعلم أن العبادة نوعان:
1 - عبادة كونية: وهي الخضوع لأمر الله تعالى الكوني وهذه شاملة لجميع الخلق لا يخرج عنها أحد لقوله تعالى: (إن كل من في السموات والأرض إلا إتى الرحمن عبداً)، فهي شاملة للمؤمن والكافر، و البر والفاجر.
2 - عبادة شرعية: وهي الخضوع لأمر الله تعالى الشرعي وهذه خاصة بمن أطاع الله تعالى وأتبع ما جاءت به الرسل مثل قوله تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا).
- فالنوع الأول لا يحمد عليه الإنسان لأنه بغير فعله لكن قد يحمد على مايحصل منه من شكر عند الرخاء وصبر على البلاء.
- بخلاف النوع الثاني فإنه يحمد عليه.
(ص38)
----
المتن:
"وأعظم ما أمر الله به التوحيد وهو: إفراد الله بالعبادة .... ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
وفي الاصطلاح عرفه المؤلف بقوله: " التوحيد هو إفراد الله بالعبادة " أي أن تعبد الله وحده لا تشرك به شيئاً، لا تشرك به نبياً مرسلاً، ولا ملكاً مقرباً ولا رئيساً ولا ملكاً ولا أحداً من الخلق، بل تفرده وحده بالعبادة محبة وتعظيماً، ورغبة، ورهبة، ومراد الشيخ رحمه الله التوحيد الذي بعثت الرسل لتحقيقه لأنه هو الذي حصل به الإخلال من أقوامهم.
وهناك تعريف أعم للتوحيد وهو: " إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به".
وأنواع التوحيد ثلاثة:
الأول: توحيد الربوبية: وهو "إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق، والملك، والتدبير " قال الله عز وجل: (الله خالق كل شيء)، وقال تعالى: (هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا الله هو)، وقال تعالى: (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير)، وقال تعالى: (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين).
الثاني: توحيد الألوهية: وهو "إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحداً يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله تعالى ويتقرب إليه".
الثالث: توحيد الأسماء والصفات: وهو "إفراد الله تعالى بما سمى به نفسه ووصف به نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بإثبات ما أثبته، ونفي ما نفاه من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل".
ومراد المؤلف هنا توحيد الألوهية وهو الذي ضل فيه المشركون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستباح دماءهم وأموالهم وأرضهم وديارهم وسبى نساءهم وذريتهم،، واكثر ما يعالج الرسل أقوامهم على هذا النوع من التوحيد. قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله).
(ص40).
----
المتن: " وأعظم ما نهى عنه الشرك. وهو: دعوة غيره معه والدليل إلى قوله تعالى: (وأعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً) سورة النساء الآية: 36}.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
والشرك نوعان:
شرك أكبر، وشرك أصغر.
فالنوع الأول: الشرك الأكبر: وهو كل شرك أطلقه الشارع وكان متضمناً لخروج الإنسان عن دينه.
النوع الثاني: الشرك الأصغر: وهو كل عمل قولي أو فعلي أطلق عليه الشرع وصف الشرك ولكنه لا يخرج عن الملة.
وعلى الإنسان الحذر من الشرك أكبره وأصغره فقد قال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به).سورة النساء 48
(ص 42).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/243)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:35 م]ـ
المتن: " فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟.
فقل: معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. ... ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
وهذه الأصول الثلاثة يشير بها المصنف رحمه إلى الأصول التي يسأل عنها الإنسان في قبره:
- من ربك؟.
- وما دينك؟.
- ومن نبيك؟.
(ص43)
----
المتن: " فإذا قيل لك بم عرفت ربك؟ فقل بآياته ومخلوقاته ... ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الآيات: جمع آية وهي العلامة على الشيء التي تدل عليه وتبينه.
وآيات الله تعالى نوعان:
1 - كونية.
2 - وشرعية.
فالكونية هي: المخلوقات.
والشرعية هي: الوحي الذي أنزله الله على رسله.
(ص47)
----
المتن:" وأنواع العبادة التي أمر الله بها: مثل الإسلام، والإيمان، والإحسان؛ ومنه الدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها كلها لله تعالى. والدليل قوله تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً) {سورة الجن، الآية: 18}، فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر، والدليل قوله تعالى: (ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهن له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون) {سورة المؤمنون، الآية: 117}.
وفي الحديث: " الدعاء مخ العبادة ". والدليل قوله تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) {سورة غافر، الآية: 60}.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
وأعلم أن الدعاء نوعان:
1 - دعاء مسألة.
2 - ودعاء عبادة.
- فدعاء المسألة هو: دعاء الطلب أي طلب الحاجات وهو عبادة إذا كان من العبد لربه، لأنه يتضمن الإفتقار إلى الله تعالى واللجوء إليه، واعتقاد أنه قادر كريم واسع الفضل والرحمة. ويجوز إذا صدر من العبد لمثله من المخلوقين إذا كان المدعو يعقل الدعاء ويقدر على الإجابة.
وأما دعاء العبادة: فأن يتعبد به للمدعو طلباً لثوابه وخوفاً من عقابه وهذا لا يصح لغير الله، وصرفه لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة وعليه يقع الوعيد في قوله تعالى: (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) {سورة غافر، الآية: 60}.
(ص56)
-----
المتن:" ودليل الخوف قوله تعالى: (فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين) (1) {سورة آل عمران، الآية: 175}.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
والخوف ثلاثة أنواع:
النوع الأولى: خوف طبيعي: كخوف الإنسان من السبع والنار والغرق وهذا لا يلام عليه العبد، قال الله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام: (فأصبح في المدينة خائفاً يترقب) {سورة القصص، الآية: 18} لكن إذا كان هذا الخوف كما ذكر الشيخ رحمه الله سبباً لترك واجب أو فعل محرم كان حراماً؛ لأن ما كان سبباً لترك واجب أو فعل محرم فهو حرام ودليل قوله تعالى: (فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) {سورة آل عمران، الآية: 175}.
والخوف من الله تعالى يكون محموداً، ويكون غير محموداً.
- فالمحمود: ما كانت غايته أن يحول بينك وبين معصية الله بحيث يحملك على فعل الواجبات وترك المحرمات، فإذا حصلت هذه الغاية سكن القلب واطمأن وغلب عليه الفرح بنعمة الله، والرجاء لثوابه.
وغير المحمود: ما يحمل العبد على اليأس من روح الله والقنوط وحينئذ يتحسر العبد وينكمش وربما يتمادى في المعصية لقوة يأسه.
النوع الثاني: خوف العبادة: أن يخاف أحداً يتعبد بالخوف له فهذا لا يكون إلا لله تعالى، وصرفه لغير الله تعالى شرك أكبر.
النوع الثالث: خوف السر كأن يخاف صاحب القبر، أو ولياً بعيداً عنه لا يؤثر فيه لكنه يخافه مخافة سر فهذا أيضاً ذكره العلماء من الشرك.
(ص57)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:38 م]ـ
المتن:" ودليل التوكل قوله تعالى: (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) {سورة المائدة، الآية: 3}، وقال: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) {سورة الطلاق، الآية: 3} ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
وأعلم أن التوكل أنواع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/244)
الأول: التوكل على الله تعالى وهو من تمام الإيمان وعلامات صدقه وهو واجب لا يتم الإيمان إلا به وسبق دليله.
الثاني: توكل السر بأن يعتمد على ميت في جلب منفعة، أو دفع مضرة فهذا شرك أكبر؛ لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفاً سرياً في الكون، ولا فر ق بين أن يكون نبياً، أو ولياً، أو طاغوتاً عدوا لله تعالى.
الثالث: التوكل على الغير فيما يتصرف فيه الغير مع الشعور بعلو مرتبته وانحطاط مرتبة المتوكل عنه مثل أن يعتمد عليه في حصول المعاش ونحوه فهذا نوع من الشرك الأصغر لقوة تعلق القلب به والإعتماد عليه.
أما لو أعتمد عليه على أنه سبب وأن الله تعالى هو الذي قدر ذلك على يده فإن ذلك لا بأس به، إذا كان للمتوكل عليه أثر صحيح في حصوله.
الرابع: التوكل على الغير فيما يتصرف فيه المتوكل بحيث ينيب غيره في أمر تجوز فيه النيابة فهذا لا بأس به بدلالة الكتاب، والسنة، والإجماع فقد قال يعقوب لبنيه: (يا بني أذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) {سورة يوسف، الآية: 87} ووكل النبي صلى الله عليه وسلم، على الصدفة عمالاً وحفاظاً، ووكل في إثبات الحدود وإقامتها، ووكل علي بن ابي طالب رضي الله عنه في هديه في حجة الوداع أن يتصدق بجلودها وجلالها، وأن ينحر ما بقى من المئة بعد أن نحر صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثاً وستين. وأما الإجماع على جواز ذلك فمعلوم من حيث الجملة.
(ص58 - 59)
----
المتن:" ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى: (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهباً وكانوا لنا خاشعين) {سورة الأنبياء، الآية: 90} ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
في هذه الآية الكريمة وصف الله تعالى الخلص من عباده بأنهم يدعون الله تعالى رغباً ورهباً مع الخشوع له.
والدعاء هنا شامل:
- لدعاء العبادة.
- ودعاء المسألة.
فهم يدعون الله:
- رغبة فيما عنده.
- وطمعاً في ثوابه مع خوفهم من عقابه وآثار ذنوبهم.
والمؤمن ينبغي أن يسعى إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء:- ويغلب الرجاء في جانب الطاعة لينشط عليها ويؤمل قبولها.
- ويغلب الخوف إذا هم بالمعصية ليهرب منها وينجو من عقابها.
وقال بعض العلماء:
- يغلب جانب الرجاء في حال المرض.
- وجانب الخوف في حال الصحة؛ لأن المريض منكسر ضعيف النفس وعسى أن يكون قد اقترب أجله فيموت وهو يحسن الظن بالله عز وجل.
وفي حال الصحة يكون نشيطاً مؤملاً طول البقاء فيحمله ذلك على الأشر والبطر فيغلب جانب الخوف ليسلم من ذلك.
وقيل يكون:
رجاؤه وخوفه واحداً سواء لئلا يحمله الرجاء على الأمن من مكر الله، والخوف على اليأس من رحمة الله تعالى وكلاهما قبيح مهلك لصاحبه.
(ص60)
----
المتن:" ودليل الخشية قوله تعالى: (فلا تخشوهم واخشوني) {سورة البقرة، الآية: 150} "
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
ويقال في أقسام أحكام الخشية ما يقال في أقسام الخوف.
(ص61)
----
المتن: "ودليل الإنابة قوله تعالى: (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له) {سورة الزمر، الآية: 54} ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
والمراد بقوله تعالى: (وأسلموا له) الإسلام الشرعي وهو الاستسلام لأحكام الله الشريعة وذلك أن الإسلام لله تعالى نوعان:
الأول: إسلام كوني وهو: الاستسلام لحكمه الكوني وهذا عام لكل من في السماوات والأرض من مؤمن وكافر، وبر وفاجر لا يمكن لأحد أن يستكبر عنه ودليله قوله تعالى: (وله اسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرهاً وإليه يرجعون) {سورة آل عمران، الآية: 83}.
الثاني: إسلام شرعي وهو: الاستسلام لحكمه الشرعي وهذا خاص بمن قام بطاعته من الرسل وأتباعهم بإحسان، ودليله في القرآن كثير ومنه هذه الآية التي ذكرها المؤلف رحمه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:41 م]ـ
المتن:" ودليل الاستعانة قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين) {سورة الفاتحة الآية: 5} وفي الحديث (إذا استعنت فاستعن بالله) ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الإستعانة: طلب العون، وهي أنواع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/245)
الأول: الإستعانة بالله وهي: الإستعانة المتضمنة لكمال الذل من العبد لربه، وتفويض الأمر إليه، واعتقاد كفايته وهذه لا تكون إلا لله تعالى ودليلها قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين) ووجه الاختصاص أن الله تعالى قدم المعمول (إياك) وقاعدة اللغة التي نزل بها القرآن:
أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والاختصاص وعلى هذا يكون صرف هذا النوع لغير الله تعالى شركاً مخرجاً عن الملة.
الثاني: الإستعانة بالمخلوق على أمر يقدر عليه فهذه على حسب المستعان عليه:
- فإن كانت على بر فهي جائزة للمستعين مشروعة للمعين لقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) {سورة المائدة، الآية: 2}.
- وإن كانت على إثم فهي حرام على المستعين والمعين لقوله تعالى: (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) {سورة المائدة الآية: 2}
- وإن كانت على مباح فهي جائزة للمستعين والمعين لكن المعين قد يثاب على ذلك ثواب الإحسان إلى الغير ومن ثم تكون في حقه مشروعة لقوله تعالى: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) {سورة البقرة، الآية: 195}
الثالث: الاستعانة بمخلوق حي حاضر غير قادر فهذه لغو لا طائل تحتها مثل أن يستعين بشخص ضعيف على حمل شيء ثقيل.
الرابع: الإستعانة بالأموات مطلقاً أو بالأحياء على أمر غائب لا يقدرون على مباشرته فهذا شرك لأنه لا يقع إلا من شخص يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفيا في الكون.
الخامس: الإستعانة بالأعمال والأحوال المحبوبة إلى الله تعالى وهذه مشروعة بأمر الله تعالى في قوله: (أستعينوا بالصبر والصلواة) {سورة البقرة، الآية: 153}.
(ص62)
----
المتن:" ودليل الإستعاذة قوله تعالى: (قل أعوذ برب الفلق)، و (قل أعوذ برب الناس) "
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الإستعاذة: طلب الإعاذة، والإعاذة: الحماية من مكروه، فالمستعيذ محتمٍ بمن أستعاذ به ومعتصم به.
والاستعاذة أنواع:
الأول: الإستعاذة بالله تعالى وهي المتضمنة لكمال الافتقار إليه والاعتصام به واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل، صغير أو كبير، بشر أو غير بشر ودليلها قوله تعالى (قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق) إلى آخر السورة وقوله تعالى: (قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس* من شر الوسواس الخناس) إلى آخر السورة.
الثاني: الإستعاذة بصفة من صفاته ككلامه وعظمته وعزته ونحو ذلك ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، وقوله: "أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي"، وقوله: في دعاء الألم: " أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر "، وقوله: " أعوذ برضاك من سخطك"، وقوله صلى الله عليه وسلم حين نزل قوله تعالى: (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم) {سورة الأنعام، الآية: 65} فقال: "أعوذ بوجهك".
الثالث: الإستعاذة بالأموات أو الأحياء غير الحاضرين القادرين على العوذ فهذا شرك ومنه قوله تعالى: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً) {سورة الجن، الآية: 6}
الرابع: الإستعاذة بما يمكن العوذ به من المخلوقين من البشر أو الأماكن أو غيرها فهذا جائز ودليله قوله صلى الله عليه وسلم في ذكر الفتن: "من تشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به" متفق عليه، وقد بين صلى الله عليه وسلم هذا الملجأ والمعاذ بقوله: "فمن كان له إبل فليلحق بإبله " الحديث رواه مسلم، وفي صحيحه أيضاً عن جابر رضي الله عنه أن امرأة من بني مخزوم سرقت فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فعاذت بأم سلمة .... الحديث، وفي صحيحه أيضاً عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث" الحديث.
ولكن إن استعاذ من شر ظالم وجب إيواؤه وإعاذته بقدر الإمكان، وإن استعاذ ليتوصل إلى فعل محظور أو الهرب من واجب حرم إيواؤه.
(ص64)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:44 م]ـ
المتن:" ودليل الإستغاثة قوله تعالى: (إذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم ({سورة الأنفال، الآية: 9} ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الإستغاثة: طلب الغوث وهو: الإنقاذ من الشدة والهلاك، وهو أقسام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/246)
الأول: الإستغاثة بالله عز وجل وهذا من أفضل الأعمال وأكملها وهو دأب الرسل وأتباعهم، ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين).
الثاني: الإستغاثة بالأموات أو بالأحياء غير الحاضرين القادرين على الإغاثة فهذا شرك؛ لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفياً في الكون فيجعل لهم حظاً من الربوبية قال الله تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلاً ما تذكرون) {سورة النمل، الآية: 62}.
الثالث: الاستغاثة بالأحياء العالمين القادرين على الإغاثة فهذا جائز كالاستعانة بهم قال الله تعالى في قصة موسى: (فاستغاثة الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه) {سورة القصص، الآية: 15}.
الرابع: الاستغاثة بحي غير قادر من غير أن يعتقد أن له قوة خفية مثل أن يستغيث الغريق برجل مشلول فهذا لغو وسخرية بمن استغاث به فيمنع منه لهذه العله، ولعلة أخرى وهي الغريق ربما أغتر بذلك غيره فتوهم أن لهذا المشلول قوة خفية ينقذ بها من الشدة.
(ص66)
----
المتن:" ودليل الذبح قوله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكى ومحياى ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له) {سورة الأنعام، الآيتين: 162،163} ومن السنة: "لعن الله من ذبح لغير الله".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الذبح: إزهاق الروح بإراقة الدم على وجه مخصوص ويقع على وجوه:
الأول: أن يقع عبادة: بأن يقصد به تعظيم المذبوح له والتذلل له والتقرب إليه فهذا لا يكون إلا لله تعالى على الوجه الذي شرعه الله تعالى، وصرفه لغير الله شرك أكبر، ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله وهو قوله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكى ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له).
الثاني: أن يقع إكراماً لضيفٍ أو وليمة لعرسٍ أو نحو ذلك فهذا مأمور به إما وجوباً أو إستحباباً لقوله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" وقوله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف "أو لم ولو بشاة".
الثالث: أن يقع على وجه التمتع بالأكل أو الإتجار به ونحو ذلك فهذا من قسم المباح فالأصل فيه الإباحة لقوله تعالى: (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون * وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون) {سورة يس، الآيتين: 71، 72} وقد يكون مطلوباً أو منهياً عنه حسبما يكون وسيلة له.
(66 - 67)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:46 م]ـ
المتن:" الأصل الثاني: معرفة دين الإسلام بالأدلة وهو: الإستسلام لله بالتوحيد والإنقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
دين الإسلام وإن شئت فقل الإسلام هو:
- الاستسلام لله بالتوحيد.
- والأنقياد له بالطاعة.
- والبراءة من الشرك وأهله.
فهو متضمن لأمور ثلاثة.
(ص68)
----
المتن:" وهو ثلاث مراتب: الإسلام، والإيمان، والإحسان ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
بين المؤلف رحمه الله تعالى أن الدين الإسلامي ثلاث مراتب بعضها فوق بعض وهي:
1 - الإسلام.
2 - والإيمان.
3 - والإحسان.
(ص69)
----
المتن:" ودليل شهادة أن محمداً رسول الله قوله تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم) {سورة التوبة، الآية: 128}.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
معنى شهادة "أن محمداً رسول الله" هو:
- الإقرار باللسان.
- والإيمان بالقلب.
بأن محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي رسول الله – عز وجل – إلى جميع الخلق من الجن والإنس كما قال الله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) {سورة الذاريات، الآية: 56}
ولا عبادة لله تعالى إلا عن طريق الوحي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً) {سورة الفرقان، الآية: 1}
ومقتضى هذه الشهادة:
- أن تصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر.
- وأن تمتثل أمره فيما أمر.
- وأن تجتنب ما عنه نهى وزجر.
- وأن لا تعبد الله إلا بما شرع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/247)
- وأن لا تعتقد أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حقاً في الربوبية وتصريف الكون، أو حقاً في العبادة، بل هو صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد ورسول لا يكذب، ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً من النفع أو الضر إلا ما شاء الله.
(75)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:50 م]ـ
المتن: " المرتبة الثانية: الإيمان، وهو بضع وسبعون شعبة، فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الأيمان، و"أركانه ستة: أن تؤمن بالله .. ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بوجود الله تعالى:
وقد دل على وجوده تعالى:
1 - الفطرة.
2 - والعقل.
3 - والشرع.
4 - والحس.
1 - أما دلالة الفطرة على وجوده: فإن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم، ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا من طرأ على قلبه ما يصرفه عنها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه".
2 - وأما دلالة العقل على وجود الله تعالى: فلأن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لابد لها من خالق أوجدها إذ لا يمكن أن توجِدَ نفسها بنفسها، ولا يمكن أن توجد صدفة. لا يمكن أن توجِد نفسها بنفسها لأن الشيء لا يخلق نفسه، لأن قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقا؟.
ولا يمكن أن توجد صدفة، لأن كل حادث لابد له من محدث، ولأن وجودها على هذا النظام البديع، والتناسق المتآلف، والإرتباط الملتحم بين الأسباب ومسبباتها، وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنع منعاً باتاً أن يكون وجودها صدفة، إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيف يكون منتظماً حال بقائه وتطوره؟!
وإذا لم يمكن أن توجِد هذه المخلوقات نفسها بنفسها، ولا أن تُوجد صدفة تَعيّن أن يكون لها موجد وهو الله رب العالمين.
وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي والبرهان القطعي في سورة الطور، حيث قال: (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) {سورة الطور، الآية: 35.
3 - وأما دلالة الشرع على وجود الله تعالى: فلأن الكتب السماوية كلها تنطق بذلك، وما جاءت به من الأحكام المتضمنة لمصالح الخلق دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه، وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به.
4 - وأما أدلة الحس على وجود الله فمن وجهين:
أحدهما: أننا نسمع ونشاهد من إجابة الداعين، وغوث المكروبين، ما يدل دلالة قاطعة على وجوده تعالى، قال الله تعالى: (ونوحاً إذ نادى من قبل فأستجبنا له) {سورة الأنبياء، الآية: 76} وقال تعالى: (إذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم) {سورة الأنفال، الآية: 9}
الوجه الثاني: أن آيات الأنبياء التي تسمى (المعجزات) ويشاهدها الناس، أو يسمعون بها، برهان قاطع على وجود مرسلهم، وهو الله تعالى، لأنها أمور خارجة عن نطاق البشر، يجريها الله تعالى تاييداً لرسله ونصراً لهم.
مثال ذلك: آية موسى صلى الله عليه وسلم حين أمره الله تعالى أن يضرب بعصاه البحر، فضربه فانفلق أثنى عشر طريقاً يابساً، والماء بينها كالجبال، قال الله تعالى: (فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فأنفلك فكان كل فرق كالطود العظيم) {سورة الشعراء، الآية: 63}.
ومثال ثان: آية عيسى صلى الله عليه وسلم حيث كان يحيى الموتى، ويخرجهم من قبورهم بإذن الله، قال الله تعالى: (وأحي الموتى بإذن الله) {سورة آل عمران، الآية: 49} وقال: (وإذ تخرج الموتى بإذني) {سورة المائدة، الآية: 110}.
ومثال ثالث: لمحمد صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه قريش آية، فاشار إلى القمر فأنفلق فرقتين فرآه الناس، وفي ذلك قوله تعالى (أقتربت الساعة وأنشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) {سورة القمر، الآيتين: 1 - 2}. فهذه الآيات المحسوسة التي يجريها الله تعالى تأييداً لرسله، ونصراً لهم، تدل دلالة قطعية على وجوده تعالى.
(ص80)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:54 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/248)
المتن: " المرتبة الثانية: الإيمان، وهو بضع وسبعون شعبة، فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الأيمان، و"أركانه ستة: أن تؤمن بالله .. ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بوجود الله تعالى.
الثاني: الإيمان بربوبيته.
الثالث: الإيمان بألوهيته.
الرابع: الإيمان بأسمائه وصفاته.
(ص84 - 87)
----
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الرابع: الإيمان بأسمائه وصفاته:
أي: إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء
والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، قال الله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فأدعوه به وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) {سورة الأعراف، الآية: 180} وقال: (وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) {سورة الروم، الآية: 27} وقال: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) {سورة الشورى، الآية: 11}.
وقد ضل في هذا الأمر طائفتان:
إحداهما: (المعطلة) الذين أنكروا الأسماء، والصفات، أو بعضها، زاعمين أن إثباتها يستلزم التشبيه، أي تشبيه الله تعالى بخلقه، وهذا الزعم باطل لوجوه منها:
الأول: أنه يستلزم لوازم باطلة كالتناقض في كلام الله سبحانه، وذلك أن الله تعالى أثبت لنفسه الأسماء والصفات، ونفى أن يكون كمثله شيء، ولو كان إثباتها يستلزم التشبيه لزم التناقض في كلام الله، وتكذيب بعضه بعضاً.
الثاني: أنه لا يلزم من أتفاق الشيئين في أسم أو صفة أن يكونا متماثلين، فأنت ترى الشخصين يتفقان في أن كلاً منهما إنسان سميع، بصير، متكلم، ولا يلزم من ذلك أن يتماثلا في المعاني الإنسانية، والسمع والبصر، والكلام، وترى الحيوانات لها أيد وأرجل، وأعين ولا يلزم من أتفاقها هذا أن تكون أيديها وأرجلها، وأعينها متماثلة.
فإذا ظهر التباين بين المخلوقات فيما تتفق فيه من أسماء، أو صفات، فالتباين بين الخالق والمخلوق أبين وأعظم.
الطائفة الثانية: (المشبهة) الذين أثبتوا الأسماء والصفات مع تشبيه الله تعالى بخلقه زاعمين أن هذا مقتضى دلالة النصوص، لأن الله تعالى يخاطب العباد بما يفهمون وهذا الزعم باطل لوجوه منها:
الأول: أن مشابهة الله تعالى لخلقه أمر باطل يبطله العقل، والشرع، ولا يمكن أن يكون مقتضى نصوص الكتاب والسنة أمراً باطلاً.
الثاني: أن الله تعالى خاطب العباد بما يفهمون من حيث أصل المعنى، أما الحقيقة والكنه الذي عليه ذلك المعنى فهو مما استأثر الله تعالى بعلمه فيما يتعلق بذاته، وصفاته.
فإذا اثبت الله لنفسه أنه سميع، فإن السمع معلوم من حيث أصل المعنى (وهو إدراك الأصوات) لكن حقيقة ذلك بالنسبة إلى سمع الله تعالى غير معلومة، لأن حقيقة السمع تتباين حتى في المخلوقات، فالتباين فيها بين الخالق والمخلوق، أبين وأعظم.
وإذا أخبر الله تعالى عن نفسه أنه أستوى على عرشه فإن الإستواء من حيث أصل المعنى معلوم، لكن حقيقة الإستواء التي هو عليه غير معلومة بالنسبة إلى استواء الله على عرشه، لإن الإستواء تتباين في حق المخلوق، فليس الإستواء على كرسي مستقر كالإستواء على رحل بعير صعب نفور، فإذا تباينت في حق المخلوق، فالتباين فيها بين الخالق والمخلوق أبين وأعظم.
(ص88)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:56 م]ـ
المتن: " وأركانه ستة: أن تؤمن بالله، وملائكته .. ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الملائكة:
- عالم غيبي مخلوقون.
- عابدون لله تعالى.
- وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء.
- خلقهم الله تعالى من نور.
- ومنحهم الأنقياد التام لأمره، والقوة على تنفيذه. قال الله تعالى: (ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون) {سورة الأنبياء، الآيتين: 19 - 20}.
- وهم عدد كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه في قصة المعراج (أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع له البيت المعمور في السماء يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودا إليه آخر ما عليهم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/249)
والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بوجودهم.
الثاني: الإيمان بمن عَلِمنا اسمه منهم باسمه (كجبريل) ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالاً.
الثالث: الإيمان بما علمنا من صفاتهم، كصفة (جبريل) فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه على صفته التي خلق عليها وله ستمائة جناح قد سد الأفق.
وقد يتحول الملك بأمر الله تعالى إلى:
- هيئة رجل، كما حصل (لجبريل) حين أرسله تعالى إلى- مريم - فتمثل لها بشراً سوياً.
- وحين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه جاءه بصفة لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه أحد من الصحابة، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، والإيمان والإحسان، والساعة، وأماراتها، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم". رواه مسلم.
- وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى إبراهيم، ولوط كانوا في صورة رجال.
الرابع: الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى، كتسبيحه، والتعبد له ليلاً ونهاراً بدون ملل ولا فتور.
وقد يكون لبعضهم أعمال خاصة:
مثل: جبريل الأمين على وحي الله تعالى يرسله الله به إلى الأنبياء والرسل.
ومثل: ميكائيل الموكل بالقطر أي بالمطر والنبات.
ومثل: إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق.
ومثل: ملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت.
ومثل: مالك الموكل بالنار وهو خازن النار.
ومثل: الملائكة الموكلين بالأجنة في الأرحام إذا تم للإنسان أربعة أشهر في بطن أمه، بعث الله إليه ملكاً وأمره بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد.
ومثل: الملائكة الموكلين بحفظ أعمال بني آدم وكتابتها لكل شخص، ملكان: أحدهما عن اليمين، والثاني عن الشمال.
ومثل: الملائكة الموكلين بسؤال الميت إذا وضع في قبره يأتيه ملكان يسألانه عن ربه، ودينه، ونبيه.
(ص90)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 05:59 م]ـ
المتن: " وأركانه ستة: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله .. ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الكتب: جمع (كتاب) بمعنى (مكتوب).
والمراد بها هنا: الكتب التي أنزلها تعالى على رسله رحمة للخلق، وهداية لهم، ليصلوا بها إلى سعادتهم في الدنيا والآخرة.
والإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بأن نزولها من عند الله حقاً.
الثاني: الإيمان بما علمنا اسمه منها باسمه:
- كالقرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
- والتوراة التي أنزلت على موسى صلى الله عليه وسلم.
- والإنجيل الذي أنزل على عيسى صلى الله عليه وسلم.
- والزبور الذي أوتيه داود صلى الله عليه وسلم.
- وأما ما لم نعلم اسمه فتؤمن به إجمالاً.
الثالث: تصديق ما صح من أخبارها، كأخبار القرآن، وأخبار مالم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة.
الرابع: العمل باحكام ما لم ينسخ منها، والرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها، وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم قال الله تعالى: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه) {سورة المائدة، الآية: 48} أي (حاكماً عليه) وعلى هذا فلا يجوز العمل بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا ما صح منها وأقره القرآن.
(ص94)
----
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الرسل: جمع (رسول) بمعنى (مرسل) أي (مبعوث) بإبلاغ شيء.
والمراد هنا: من أوحى إليه من البشر بشرع وأمر بتبليغه.
والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تعالى، فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع. كما قال الله تعالى: (كذبت قوم نوح المرسلين) {سورة الشعراء، الآية: 105} فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يكن رسول غيره حين كذبوه، وعلى هذا فالنصارى الذين كذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم ولم يتبعوه هم مكذبون للمسيح بن مريم غير متبعين له أيضاً، لا سيما وأنه قد بشرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا معنى لبشارتهم به إلا أنه رسول إليهم ينقذهم الله به من الضلالة، ويهديهم إلى صراط مستقيم.
الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه مثل: محمد، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ونوح عليهم الصلاة والسلام، وهؤلاء الخمسة هم أولو العزم من الرسل، وقد ذكرهم الله تعالى في موضعين من القرآن في سورة الأحزاب في قوله: (ولقد أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى أبن مريم) {سورة الأحزاب، الآية: 7}. وفي سورة الشورى في قوله (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) {سورة الشورى، الآية: 13}.
وأما من لم نعلم أسمه منهم فنؤمن به إجمالاً قال الله تعالى: (ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك) {سورة غافر، الآية: 78}.
الثالث: تصديق ما صح عنهم من أخبارهم.
الرابع: العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم، وهو خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم المرسل إلى جميع الناس قال الله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليماً) {سورة النساء، الآية: 65}.
(ص97)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/250)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 06:03 م]ـ
المتن: " وأركانه ستة: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر .. ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
اليوم الآخر هو: يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للحساب والجزاء. وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده، حيث يستقر أهل الجنة في منازهم، وأهل النار في منازلهم.
والإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور:
الأول: الإيمان بالبعث: وهو إحياء الموتى حين ينفخ في الصور النفخة الثانية، فيقوم الناس لرب العالمين، حفاة غير منتعلين، عراة غير مستترين، غر لا غير مختتنين، قال الله تعالى:} كما بدأنا أول خلق نعيد وعداً علينا إنا كنا فاعلين {{سورة الأنبياء، الآية: 104}.
والبعث: حق ثابت دل عليه الكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين قال الله تعالى:} ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون {{سورة المؤمنون، الآيتين: 15 - 16}.
الثاني: الإيمان بالحساب والجزاء: يحاسب العبد على عمله، ويجازى عليه، وقد دل على ذلك الكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين، قال الله تعالى:} إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم {{سورة الغاشية، الآيتين: 25 - 26}.
الثالث: الإيمان بالجنة والنار، وأنهما المال الأبدي للخلق.
(ص100)
----
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
وقد أنكر الكافرون البعث بعد الموت زاعمين أن ذلك غير ممكن، وهذا الزعم باطل دل على بطلانه الشرع، والحس، والعقل:
أما الشرع: فقد قال الله تعالى:} زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير {{سورة التغابن، الآية: 7} وقد اتفقت جميع الكتب السماوية عليه.
وأما الحس: فقد أرى الله عباده إحياء الموتى في هذه الدنيا، وفي سورة البقرة خمسة أمثلة على ذلك وهي:
المثال الأول: قوم موسى حين قالوا له:} لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة {{سورة البقرة، الآية: 55} فأماتهم الله تعالى، ثم أحياهم وفي ذلك يقول الله تعالى مخاطباً بني إسرائيل:} وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون * ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون {{سورة البقرة، الآيتين: 55، 56}.
وذكر رحمه الله باقي الأمثلة (ص106)
وأما دلالة العقل فمن وجهين:
أحدهما: أن الله تعالى فاطر السماوات والأرض وما فيهما، خالقهما ابتداء، والقادر على ابتداء الخلق لا يعجز عن إعادته، قال الله تعالى:} وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه {{سورة الروم، الآية: 27}.
الثاني: أن الأرض تكون ميتة هامدة ليس فيها شجرة خضراء، فينزل عليها المطر فتهتز خضراء حية فيها من كل زوج بهيج، والقادر على إحيائها بعد موتها، قادر على إحياء الموتى. قال الله تعالى:} ومن آيته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء أهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيى الموتى إنه على كل شيء قدير {{سورة فصلت، الآية: 39}
(ص106 - 107)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 06:31 م]ـ
المتن: " وأركانه ستة: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره .. ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
القدر: بفتح الدال: " تقدير الله تعالى للكائنات، حسبما سبق علمه، وأقتضته حكمته ".
والإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بأن الله تعالى علم بكل شيء جملة وتفصيلاً، أزلاً وأبداً، سواء كان ذلك مما يتعلق بأفعاله أو بأفعال عباده.
الثاني: الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ، وفي هذين الأمرين يقول الله تعالى:} ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير {{سورة الحج، الآية: 170}.
وفي صحيح مسلم- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/251)
الثالث: الإيمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى، سواء كانت مما يتعلق بفعله أم مما يتعلق بفعل المخلوقين، قال الله تعالى فيما يتعلق بفعله:} وربك يخلق ما يشاء ويختار {{سورة القصص، الآية: 86}، وقال:} ويفعل الله ما يشاء {{سورة إبراهيم، الآية: 27}.
الرابع: الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتها، وصفاتها، وحركاتها، قال الله تعالى:} الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل {{سورة الزمر، الآية: 12} وقال:} وخلق كل شيء فقدره تقديراً {{سورة الفرقان، الآية: 2}. وقال عن نبي الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم أنه قال لقومه:} والله خلقكم وما تعملون {{سورة الصافات، الآية: 96}.
(ص111)
----
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
والإيمان بالقدر على ما وصفنا لا ينافي أن يكون للعبد مشيئة في أفعاله الإختيارية وقدرة عليها، لأن الشرع والواقع دالان على إثبات ذلك له.
أما الشرع:
- فقد قال الله تعالى في المشيئة:} فمن شاء أتخذ إلى ربه مئاباً {{سورة النبأ، الآية: 39} وقال:} فأتوا حرثكم أنى شئتم {{سورة البقرة، الآية: 223}
- وقال في القدرة:} فاتقوا الله ما أستطعتم واسمعوا وأطيعوا {{سورة التغابن، الآية: 16} وقال:} لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما أكتسبت {{سورة البقرة، الآية: 286}.
وأما الواقع: فإن كل إنسان يعلم أن له مشيئة وقدرة بهما يفعل وبهما يترك، ويفرق بين ما يقع بإرادته كالمشيء وما يقع بغير إرادته كالإرتعاش، لكن مشيئة العبد وقدرته واقعتان بمشيئة الله تعالى، وقدرته لقول الله تعالى:} لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين {{سورة التكوير، الآيتين: 28 - 29} ولأن الكون كله ملك لله تعالى فلا يكون في ملكه شيء بدون علمه ومشيئته.
(ص112)
----
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
وقد ضل في القدر طائفتان:
إحداهما: الجبرية الذين قالوا إن العبد مجبر على عمله وليس له فيه إرادة ولا قدرة.
الثانية: القدرية الذين قالوا إن العبد مستقل بعمله في الإرادة والقدرة، وليس لمشيئة الله تعالى وقدرته فيه آثر.
والرد على الطائفة الأولى (الجبرية) بالشرع والواقع:
أما الشرع: فإن الله تعال أثبت للعبد إرادة ومشيئة، وأضاف العمل إليه قال الله تعالى:} منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة {{سورة آل عمران، الآية: 152} وقال:} وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها {{سورة الكهف، الآية: 29} الآية. وقال:} من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وماربك بظلام للعبيد)
وأما الواقع: فإن كل إنسان يعلم الفرق بين أفعاله الإختيارية التي يفعلها بإرادته كالأكل، والشرب، والبيع والشراء، وبين ما يقع عليه بغير إرادته كالإرتعاش من الحمى، والسقوط من السطح، فهو في الأول فاعل مختار بإرادته من غير جبر، وفي الثاني غير مختار ولا مريد لما وقع عليه.
والرد على الطائفة الثانية (القدرية) بالشرع والعقل:
أما الشرع: فإن الله تعالى خالق كل شيء، وكل شيء كائن بمشيئة، وقد بين الله تعالى في كتابه أن أفعال العباد تقع بمشيئته فقال تعالى:} ولو شاء الله ما أقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن أختلفوا فمنهم من ءامن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما أقتلتوا ولكن الله يفعل ما يريد {{سورة البقرة، الآية: 253} وقال تعالى:} ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين {{سورة السجدة، الآية: 13}.
وأما العقل: فإن الكون كله مملوك لله تعالى، والإنسان من هذا الكون فهو مملوك لله تعالى، ولا يمكن للمملوك أن يتصرف في ملك المالك إلا بإذنه ومشيئته.
(116)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 06:37 م]ـ
المتن: " المرتبة الثالثة: الإحسان، ركن واحد وهو " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" والدليل قوله تعالى:} إن الله مع الذين أتقوا والذين هم محسنون {{سورة النحل، الآية: 128}.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الإحسان ضد الإساءة وهو: أن يبذل الإنسان المعروف، ويكف الأذى.
فيبذل المعروف لعباد الله في:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/252)
- ماله.
- وجاهه.
- وماله.
- وبدنه. (ص118)
----
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
وأما بالنسبة للإحسان في عبادة الله:
" فأن تعبد الله كأنك تراه " كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهذه العبادة أي عبادة الإنسان ربه كأنه يراه عبادة طلب وشوق، وعبادة الطلب والشوق يجد الإنسان من نفسه حاثاً عليها، لأنه يطلب هذا الذي يحبه، فهو يعبده كأنه يراه، فيقصده وينيب إليه ويتقرب إليه سبحانه وتعالى.
" فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، وهذه عبادة الهرب والخوف، ولهذا كانت هذه المرتبة ثانية في الإحسان، إذا لم تكن تعبد الله – عز وجل – كأنك تراه وتطلبه، وتحث النفس للوصول إليه فاعبده كأنه هو الذي يراك، فتعبده عبادة خائف منه، هارب من عذابه وعقابه، وهذه الدرجة عند أرباب السلوك أدنى من الدرجة الأولى.
وعبادة الله – سبحانه وتعالى – هي كما قال ابن القيم – رحمه الله -:
وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما ركنان
فالعبادة مبنية على هذين الأمرين:
- غاية الحب.
- وغاية الذل.
ففي الحب الطلب، وفي الذل الخوف والهرب.
فهذا هو الإحسان في عبادة الله عز وجل.
وإذا كان الإنسان يعبد الله على هذا الوجه، فإنه سوف يكون مخلصاً لله – عز وجل – لا يريد بعبادته رياء ولا سمعة، ولا مدحاً عند الناس، وسواء اطلع الناس عليه أم لم يطلعوا، الكل عنده سواء. (ص118 - 119)
----
المتن:" الأصل الثالث: معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وهو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم وهاشم من قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل ابن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
وله من العمر: ثلاث وستون سنة، منها اربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبياً ورسولاً، نبيء بإقرأ، وارسل بالمدثر، وبلده مكة، وهاجر إلى المدينة.
بعثه الله بالنذارة عن الشرك، ويدعو إلى التوحيد. والدليل قوله تعالى: (ياأيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
أي من الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها وهي معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه.
وقد سبق الكلام على معرفة العبد ربه ودينه.
وأما معرفة النبي صلى الله عليه وسلم فتتضمن خمسة أمور:
الأول: معرفته نسباً فهو أشرف الناس نسباً فهو أشرف الناس نسباً فهو هاشمي قرشي عربي فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم إلى آخر ما قاله الشيخ رحمه الله.
الثاني: معرفة سنه، ومكان ولادته، ومهاجره وقد بينها الشيخ بقوله: "وله من العمر ثلاث وستون سنة، وبلده مكة، وهاجر إلى المدينة" فقد ولد بمكة وبقي فيها ثلاثا وخمسين سنة، ثم هاجر إلى المدينة فبقي فيها عشر سنين، ثم توفي فيها في ربيع الأول سنة إحدى عشر بعد الهجرة.
الثالث: معرفة حياته النبوية وهي ثلاث وعشرون سنة فقد أوحي إليه وله أربعون سنة كما قال أحد شعرائه:
وأتت عليه أربعون فأشرقت شمس النبوة منه في رمضان
الرابع: بماذا كان نبياً ورسولاً؟ فقد كان نبياً حين نزل عليه قول الله تعالى:} أقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم {{سورة العلق، الآيات: 1 - 5}، ثم كان رسولاً حين نزل عليه قوله تعالى:} ياأيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر {{سورة المدثر، الآيات: 1 - 7}، فقام صلى الله عليه وسلم فأنذر وقام بأمر الله عز وجل.
والفرق بين الرسول والنبي كما يقول أهل العلم:
- أن النبي هو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه.
- والرسول من أوحى الله إليه بشرع وأمر بتبليغه والعمل به فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً.
الخامس: بماذا أرسل ولماذا؟ فقد أرسل بتوحيد الله تعالى وشريعته المتضمنة لفعل المأمور وترك المحظور، وأرسل رحمة للعالمين لإخراجهم من ظلمة الشرك والكفر والجهل إلى النور العلم والإيمان والتوحيد حتى ينالوا بذلك مغفرة الله ورضوانه وينجوا من عقابه وسخطه.
(ص122)
----
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 06:57 م]ـ
المتن:" والهجرة: الإنتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ... ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/253)
الهجرة في اللغة: "مأخوذة من الهجر وهو الترك". وأما في الشرع فهي كما قال الشيخ: "الإنتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام".
وبلد الشرك هو: الذي تقام فيها شعائر الكفر ولا تقام فيه شعائر الإسلام كالأذان والصلاة جماعة، والأعياد، والجمعة على وجه عام شامل.وإنما قلنا على وجه عام شامل ليخرج ما تقام فيه هذه الشعائر على وجه محصور كبلاد الكفار التي فيها أقليات مسلمة فإنها لا تكون بلاد إسلام بما تقيمه الأقليات المسلمة فيها من شعائر الإسلام.
أما بلاد الإسلام فهي البلاد التي تقام فيها هذه الشعائر على وجه عام شامل.
(ص120)
----
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
نذكر هنا حكم السفر إلى بلاد الكفر.
فنقول: السفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا بثلاثة شروط:
الشرط الأول: أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات.
الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.
الشرط الثالث: أن يكون محتاجاً إلى ذلك.
فإن لم تتم هذه الشروط فإنه لا يجوز السفر إلى بلاد الكفار لما في ذلك من الفتنة أو خوف الفتنة وفيه إضاعة المال لأن الإنسان ينفق أموالاً كثيرة في هذه الأسفار.
أما إذا دعت الحاجة إلى ذلك لعلاج أو تلقي علم لا يوجد في بلده وكان عنده علم ودين على ما وصفنا فهذا لا بأس به.
وأما السفر للسياحة في بلاد الكفار فهذا ليس بحاجة وبإمكانه أن يذهب إلى بلاد إسلامية يحافظ أهلها على شعائر الإسلام، وبلادنا الآن والحمد لله أصبحت بلاداً سياحية في بعض المناطق فبإمكانه أن يذهب إليها ويقضي زمن إجازته فيها. (ص131)
----
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
وأما الإقامة في بلاد الكفار فإن خطرها عظيم على دين المسلام، وأخلاقه، وسلوكه، وآدابه، وقد شاهدنا وغيرنا انحراف كثير ممن أقاموا هناك فرجعوا بغير ما ذهبوا به، رجعوا فساقاً، وبعضهم رجع مرتداً عن دينه وكافراً به وبسائر الأديان – والعياذ بالله – حتى صاروا إلى الجحود المطلق والإستهزاء بالدين وأهله السابقين منهم واللاحقين، ولهذا كان ينبغي بل يتعين التحفظ من ذلك ووضع الشروط التي تمنع من الهوي في تلك المهالك.
فالإقامة في بلاد الكفر لا بد فيها من شرطين اساسين:
الشرط الأول: أمن المقيم على دينه بحيث يكون عنده من العلم، والإيمان، وقوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات على دينه والحذر من الإنحراف والزيغ، وأن يكون مضمراً لعداوة الكافرين وبغضهم مبتعداً عن موالاتهم، ومحبتهم، فإن موالاتهم ومحبتهم، مما ينافي الإيمان بالله قال تعالى:} لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حآد الله ورسوله ولو كانوا ءاباؤهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم {{سورة المجادلة، الآية: 22}.
الشرط الثاني: أن يتمكن من إظهار دينه بحيث يقوم بشعائر الإسلام بدون ممانع، فلا يمنع من إقامة الصلاة والجمعة والجماعات إن كان معه من يصلي جماعة ومن يقيم الجمعة، ولا يمنع من الزكاة والصيام والحج وغيرها من شعائر الدين، فإن كان لا يتمكن من ذلك لم تجز الإقامة لوجوب الهجرة حينئذ.
(ص132 - 133)
----
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
وبعد تمام هذين الشرطين الأساسيين تنقسم الإقامة في دار الكفار إلى أقسام:
القسم الأول: أن يقيم للدعوة إلى الإسلام والترغيب فيه فهذا نوع من الجهاد فهي فرض كفاية على من قدر عليها، بشرط أن تتحقق الدعوة وأن لا يوجد من يمنع منها أو من الإستجابة إليها.
القسم الثاني: أن يقيم لدراسة أحوال الكافرين والتعرف على ما هم عليه من فساد العقيدة، وبطلان التعبد، وإنحلال الأخلاق، وفوضوية السلوك؛ ليحذر الناس من الإغترار بهم، ويبين للمعجبين بهم حقيقة حالهم، وهذه الإقامة نوع من الجهاد أيضاً لما يترتب عليها من التحذير من الكفر وأهله المتضمن للترغيب في الإسلام وهديه، لأن فساد الكفر دليل على صلاح الإسلام، كما قيل: وبضدها تتبين الأشياء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/254)
لكن لا بد من شرط أن يتحقق مراده بدون مفسدة أعظم منه، فإن لم يتحقق مراده بأن منع من نشر ما هم عليه والتحذير منه فلا فائدة من إقامته، وإن تحقق مراده مع مفسدة أعظم مثل أن يقابلوا فعله بسب الإسلام ورسول الإسلام وائمة الإسلام وجب الكف لقوله تعالى:} ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون {{سورة الأنعام، الآية: 108}.
ويشبه هذا أن يقيم في بلاد الكفر ليكون عيناً للمسلمين؛ ليعرف ما يدبروه للمسلمين من المكايد فيحذرهم المسلمون، كما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان إلى المشركين في غزوة الخندق ليعرف خبرهم.
القسم الثالث: أن يقيم لحاجة الدولة المسلمة وتنظيم علاقاتها مع دول الكفر كموظفي السفارات فحكمها حكم ما أقام من أجله. فالملحق الثقافي مثلاً يقيم ليرعى شؤون الطلبة ويراقبهم ويحملهم على التزام دين الإسلام وأخلاقه وآدابه، فيحصل بإقامته مصلحة كبيرة ويندرئ بها شر كبير.
القسم الرابع: أن يقيم لحاجة خاصة مباحة كالتجارة والعلاج فتباح الإقامة بقدر الحاجة، وقد نص أهل العلم رحمهم الله على جواز دخول بلاد الكفر للتجارة وأثروا ذلك عن بعض الصحابة رضي الله عنهم.
القسم الخامس: أن يقيم للسكن وهذا أخطر مما قبله وأعظم لما يترتب عليه من المفاسد بالاختلاط التام بأهل الكفر وشعوره بأنه مواطن ملتزم بما تقتضيه الوطنية من مودة، وموالاة، وتكثير لسواد الكفار، ويتربى أهله.
القسم السادس: أن يقيم للدراسة وهي من جنس ما قبلها إقامة لحاجة لكنها أخطر منها وأشد فتكاً بدين المقيم وأخلاقه، فإن الطالب يشعر بدنو مرتبته وعلو مرتبة معلميه، فيحصل من ذلك تعظيمهم والاقتناع بآرائهم وأفكارهم وسلوكهم فيقلدهم إلا من شاء الله عصمته وهم قليل، ثم إن الطالب يشعر بحاجته إلى معلمه فيؤدي ذلك إلى التودد إليه ومداهنته فيما هو عليه من الانحراف والضلال.
والطالب في مقر تعلمه له زملاء يتخذ منهم أصدقاء يحبهم ويتولاهم ويكتسب منهم.
ومن أجل خطر هذا القسم وجب التحفظ فيه أكثر مما قبله فيشترط فيه بالإضافة إلى الشرطين الأساسيين شروط:
الشرط الأول: أن يكون الطالب على مستوى كبير من النضوج العقلي الذي يميز به بين النافع والضار وينظر به إلى المستقبل البعيد.
الشرط الثاني: أن يكون عند الطالب من علم الشريعة ما يتمكن به من التمييز بين الحق والباطل، ومقارعة الباطل بالحق لئلا ينخدع بما هم عليه من الباطل فيظنه حقاً أو يلتبس عليه أو يعجز عن دفعه فيبقى حيران أو يتبع الباطل. وفي الدعاء المأثور "اللهم أرني الحق حقاً وأرزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علي فأضل ".
الشرط الثالث: أن يكون عند الطالب دين يحميه ويتحصن به من الكفر والفسوق، فضعيف الدين لا يسلم مع الإقامة هناك إلا أن يشاء الله وذلك لقوة المهاجم وضعف المقاوم، فأسباب الكفر والفسوق هناك قوية وكثيرة متنوعة فإذا صادفت محلاً ضعيف المقاومة عملت عملها.
الشرط الرابع: أن تدعو الحاجة إلى العلم الذي أقام من اجله بأن يكون في تعلمه مصلحة للمسلمين ولا يوجد له نظير في المدارس في بلادهم، فإن كان من فضول العلم الذي لا مصلحة فيه للمسلمين أو كان في البلاد الإسلامية من المدارس نظيره لم يجز أن يقيم في بلاد الكفر من أجله لما في الإقامة من الخطر على الدين والأخلاق، وإضاعة الأموال الكثيرة بدون فائدة.
(ص134 - 137)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 07:04 م]ـ
المتن:" والطواغيت كثيرة ورؤسهم خمسة:
1 - إبليس لعنه الله.
2 - ومن عبد وهو راض.
3 - ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه.
4 - ومن أدعى شيئاً من علم الغيب.
5 - ومن حكم بغير ما أنزل الله.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
الغيب ما غاب عن الإنسان وهو نوعان:
1 - واقع.
2 - ومستقبل.
- فغيب الواقع نسبي يكون لشخص معلوماً ولآخر مجهولاً.
- وغيب المستقبل حقيقي لا يكون معلوماً لأحد إلا الله وحده أو من أطلعه عليه من الرسل.
(ص153)
----
المتن:" ومن حكم بغير ما أنزل الله .... ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/255)
الحكم بما أنزل الله تعالى من توحيد الربوبية؛ لأنه تنفيذ لحكم الله الذي هو مقتضى ربوبيته، وكمال ملكه وتصرفه، ولهذا سمى الله تعالى المتبوعين في غير ما أنزل الله تعالى أربابا لمتبعيهم فقال سبحانه:} أتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون {{سورة التوبة، الآية: 31}، فسمى الله تعالى المتبوعين أربابا حيث جعلوا مشرعين مع الله تعالى، وسمى المتبعين عبّاداً حيث إنهم ذلوا لهم وأطاعوهم في مخالفة حكم الله سبحانه وتعالى.
وقد قال عدي بن حاتم لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنهم لم يعبدوهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم "بل إنهم حرموا عليهم الحلال، وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فتلك عبادتهم إياهم".
إذا فهمت ذلك فأعلم أن من لم يحكم بما أنزل الله، وأراد أن يكون التحاكم إلى غير الله ورسوله وردت فيه آيات:
- بنفي الإيمان عنه.
- وآيات بكفره.
- وظلمه.
- وفسقه.
فأما القسم الأول: فمثل قوله تعالى:" فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ... " الآية.
وأما القسم الثاني: فمثل قوله تعالى:":} ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون {{سورة المائدة، الآية: 33}، وقوله:} ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون {{سورة المائدة، الآية: 45}، وقوله:} ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون {{سورة المائدة الآية: 47}.
وهل هذه الأوصاف الثلاثة تتنزل على موصوف واحد؟ بمعنى:
- أن كل من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر ظالم فاسق، لأن الله تعالى وصف الكافرين بالظلم والفسق فقال تعالى:} والكافرون هم الظالمون {{سورة البقرة، الآية: 254}، وقال تعالى:} إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون {{سورة التوبة، الآية: 84}. فكل كافر ظالم فاسق.
- أو هذه الأوصاف تتنزل على موصوفين بحسب الحامل لهم على عدم الحكم بما أنزل الله؟ هذا هو الأقرب عندي والله أعلم.
فنقول:
1 - من لم يحكم بما أنزل الله استخفافاً به، أو احتقاراً، أو اعتقاداً أن غيره أصلح منه، وانفع للخلق أو مثله فهو كافر كفراً مخرجاً عن الملة، ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية، والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه.
2 - ومن لم يحكم بما أنزل الله وهو لم يستخف به، ولم يحتقره، ولم يعتقد ان غيره أصلح منه لنفسه أو نحو ذلك، فهذا ظالم وليس بكافر وتختلف مراتب ظلمه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم.
3 - ومن لم يحكم بما أنزل الله لا استخفافاً بحكم الله، ولا احتقاراً، ولا اعتقاداً أن غيره أصلح، وأنفع للخلق أو مثله، وإنما حكم بغيره محاباة للمحكوم له، أو مراعاة لرشوة أو غيرها من عرض الدنيا فهذا فاسق، وليس بكافر وتختلف مراتب فسقه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم.
(ص157 - 158)
----
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيمن اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله:
أنهم على وجهين:
أحدهما: أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل ويعتقدون تحليل ما حرم، وتحريم ما أحل الله اتباعاً لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر، وقد جعله الله ورسوله شركاً.
الثاني: أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحليل الحرام وتحريم الحلال – كذا العبارة المنقولة عنه –ثابتاً لكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب. (ص 158)
--------------------
انتهى ما أراد كاتبُه = نقلَه وترتيبَه من الفروق والتقاسيم البديعة التي ذكرها فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى عند شرحه لكتاب ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى.
وقد حرصت على الإستعجال في إنهاء ثلاثة الأصول لظروف السفر.
أسأل الله تعالى أن يبارك فيما كُتب، وفيمن كتَب، وفيمن قرأ ونصح ووجه.
ولا زلت أطمع من بعض الإخوة ممن يعرفون طريقة وضع ما كُتب في ملف وورد، ولعل الله تعالى أن ينفع به، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم.
والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
يوم الجمعة 30/ 6/1426هـ.
-----
وانتهى إعادته بعد فقده يوم الخميس 16/ 2 / 1427 هـ
وأسأل الله تعالى أن ينفع به.
والحمد لله رب العالمين ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 07:07 م]ـ
وفي المشاركة (26، 32) من الرابط المدون أدناه؛ تجد الموضوع على ملف وورد.
أسأل الله أن يجزي أخانا أشرف بن محمد = والأخ ذخائر العرب خير الجزاء.
والله الموفق.
http://64.233.179.104/search?q=cache:UkOZpS0cpHEJ:www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php%3Ft%3D35072+%D8%A8%D9%84%D9%88%D8%B A+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A3%D9%85%D9%88%D9%84+%D9%8 5%D9%86+%D9%81%D8%B1%D9%88%D9%82+%D9%88%D8%AA%D9%8 2%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%85+%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB %D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B5%D9%88%D9%84+&hl=ar&gl=sa&ct=clnk&cd=1
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/256)
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[16 - 03 - 06, 07:56 م]ـ
بارك الله فيك ... وأعظم لك الأجر على ما سطرت أناملك
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[17 - 03 - 06, 01:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[17 - 03 - 06, 01:49 ص]ـ
جزاك الله خيرًا على مجهودك الطيب المبارك
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 11 - 06, 05:10 م]ـ
الإخوة الأكارم /
أبا أيوب السليمان
أباالحسن الأكاديري
أبامعاذ الفاتح
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 02 - 07, 02:14 م]ـ
للفائدة، وأسأل الله أن ينفع به.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[22 - 02 - 07, 07:24 م]ـ
بارك الله فيك على هذا المجهود المبارك ...
وقد قام أحد المشائخ بجمع جميع المصطلحات والفروق والتقاسيم والإشكالات التي ذكرت
في مصنفات العلامة ابن عثيمين رحمه الله الإعتقادية ....
ولاأذكر اسم الكتاب وبإذن الله سأضع اسم الكتاب والمصنف قريبا ...
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
تحياتي/أبو عبدالعزيز
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[21 - 03 - 07, 10:25 م]ـ
شيخنا الحبيب لم أجد الرابط فلو كان بالإمكان رفع الملف حتى أتمكن من تحميله
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 11:03 م]ـ
الرابط القديم لا يعمل
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 11 - 07, 01:58 م]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في مقدمة شرحه لثلاثة الأصول:
الفرق بين الأصول الثلاثة وثلاثة الأصول للشيخ لمجدد: محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
رسالة "ثلاثة الأصول وأدلتها" للإمام المجدد شيخ الإسلام/ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن مشرف التميمي المتوفي سنة (1206هـ) -رحمه الله تعالى- اشتملت على تقرير توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية والولاء والبراء وذكر الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها وهي معرفة الله سبحانه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة، ومعرفة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وللشيخ -رحمه الله- رسالة أخرى بعنوان الأصول الثلاثة, وهي رسالة صغيرة أقل من هذه علمًا؛ ليعلمها الصبيان والصغار؛ تلك يقال لها الأصول الثلاثة.
وأمَّا ثلاثة الأصول فهي هذه التي نقرأها، ويكثر الخلط بين التسميتين، ربما قيل لهذه ثلاثة الأصول، أو الأصول الثلاثة، لكن تسميتها المعروفة أنها "ثلاثة الأصول وأدلتها".
تحميل الرسالتين:
http://muntada.islamtoday.net/showthread.php?t=18852
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 06 - 08, 05:53 م]ـ
للفائدة، وأسأل الله أن ينفع به.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 06 - 08, 06:33 م]ـ
أحسنت يا شيخ سامي، أجدت وأفدت، فبارك الله فيك، أسأل الله تعالى أن ينفعك به يوم القيامة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 08 - 09, 03:38 م]ـ
الشيخ الكريم ابن الكرام / علي الفضلي
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه، وأتمه، وأعلاه.
وأسأل الله أن يسعدك في الدارين.(33/257)
اقوال الائمة الاعلام في نقض مقولة سعيد فودة المخالفة لعقيدة الإسلام
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 11:04 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
و بعد
فقد رأيت ان انقل ما تيسر لي من كلام ائمة اهل العلم في نقض المقولة الجهمية الفلسفية البدعية: (أن الله لا داخل العالم ولا خارجه) و التي احياها حامل لواء الفلاسفة و الجهمية في هذا العصر المدعو سعيد فودة – هداه الله – بتأليفه لكتاب جمع فيه بين الزور و فساد العقيدة و التناقض و البهتان (و قد نقض الشيخ محمد بن عبدالرحمن الخميس كتابه هذا وقد ارفقته في مشاركتي هذه)
و بحمد لله فقد جمعت أقوالاً لثلاثة عشر عالماً سلفياً أثرياً انكروا هذه المقولة و دحضوها
و كذا نقلت نقلا عن احد ائمة اهل الكلام و هو الفخر الرازي عن هذه المقولة و تبين عبارته تناقض اهل الكلام والفلسفة.
و ابدأ الان بسرد اقوال ائمة أهل السنة و الاثر:
1 - إمام أهل السنة الامام المبجل احمد بن حنبل - ت 241 هـ -:
قال رحمه الله في رده على الجهمية:
(باب ما أنكرت الجهمية الضلال أن يكون الله على العرش وإذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أنه في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان فقل له أليس الله كان ولا شيء فيقول نعم فقل له حين خلق الخلق خلقه في نفسه أو خارجا من نفسه فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه فقد كفر حين زعم أنه خلق الجن والشياطين في نفسه وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم كان هذا أيضا كفرا حين زعم أنه دخل في كل مكان وحش قذر رديء فإن قال خلقهم خارجا من نفسه ولم يدخل فيهم رجع عن قوله كله أجمع)
قلت: فيه الرد ايضا على المعطلة المتفلسفة ممن زعم ان الله تعالى لا داخل العالم و لا خارجه , لانه يخلص الى نفس الاقوال
2 - الامام عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن كِلَاب – ت240هـ -:
فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن فَوْرَكٍ " وَأَخْرَجَ مِنْ النَّظَر وَالْخَبَر قَوْل مَنْ قَالَ: لَا هُوَ دَاخِل الْعَالَم وَلَا خَارِجه فَنَفَاهُ نَفْيًا مُسْتَوِيًا لِأَنَّهُ لَوْ قِيلَ لَهُ: صِفْهُ بِالْعَدَمِ مَا قَدَرَ أَنْ يَقُول فِيهِ أَكْثَر مِنْهُ وَرَدَّ أَخْبَار اللَّه نَصًّا وَقَالَ فِي ذَلِكَ بِمَا لَا يَجُوز فِي خَبَر وَلَا مَعْقُول وَزَعَمَ أَنَّ هَذَا هُوَ التَّوْحِيد الْخَالِص وَالنَّفْي الْخَالِص عِنْدهمْ وَالْإِثْبَات الْخَالِص وَهُمْ عِنْد أَنْفُسهمْ قَيَّاسُونَ " هَذَا حِكَايَة لَفْظه. (عن كتاب عون المعبود شرح سنن ابو داود)
3 - السلطان العادل محمود بن سبكتكين – ت 421هـ-
قال السلطان محمود بن سبكتكين لمن ادعى ذلك في الخالق (اي انه ليس بداخل العالم و لا خارجه):
(ميز لنا بين هذا الرب الذي تثبته وبين المعدوم) (ذكر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية)
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 11:17 ص]ـ
4 - شيخ الإسلام ابي العباس تقي الدين ابن تيمية – ت 728هـ-:
له كلام كثير في هذه المسألة انقل بعضها:
قال رحمه الله في مجموع الفتاوى:
((وَافْتَرَقَ النَّاسُ فِي هَذَا الْمَقَامِ (اي: علو الله و فوقيته) أَرْبَعَ فِرَقٍ: " فالجهمية " النفاة الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَا هُوَ دَاخِلُ الْعَالَمِ وَلَا خَارِجُ الْعَالَمِ وَلَا فَوْقَ وَلَا تَحْتَ؛ لَا يَقُولُونَ بِعُلُوِّهِ وَلَا بِفَوْقِيَّتِهِ؛ بَلْ الْجَمِيعُ عِنْدَهُمْ مُتَأَوِّلٌ أَوْ مُفَوِّضٌ وَجَمِيعُ أَهْلِ الْبِدَعِ قَدْ يَتَمَسَّكُونَ بِنُصُوصِ؛ كَالْخَوَارِجِ وَالشِّيعَةِ وَالْقَدَرِيَّةِ وَالْمُرْجِئَةِ وَغَيْرِهِمْ؛ إلَّا الجهمية؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مَعَهُمْ عَنْ الْأَنْبِيَاءِ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ تُوَافِقُ مَا يَقُولُونَهُ مِنْ النَّفْيِ. وَلِهَذَا قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: " الجهمية " خَارِجُونَ عَنْ الثَّلَاثِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَهَذَا أَعْدَلُ الْوَجْهَيْنِ لِأَصْحَابِ أَحْمَد ذَكَرَهُمَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ حَامِدٍ وَغَيْرُهُ.))
و قال في موضع اخر و هو ينقض ادلة نفاة العلو:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/258)
((وَإِنْ قُلْت؛ إنَّهُ لَا مُبَايِنٌ لِلْعَالَمِ وَلَا مُدَاخِلٌ لَهُ؛ قِيلَ لَك: فَهَلْ يُعْقَلُ مَوْجُودَانِ قَائِمَانِ بِأَنْفُسِهِمَا لَيْسَ أَحَدُهُمَا مُبَايِنًا لِلْآخَرِ وَلَا محايثا لَهُ؟ فَإِنَّ جُمْهُورَ الْعُقَلَاءِ يَقُولُونَ: إنَّ فَسَادَ هَذَا مَعْلُومٌ بِالضَّرُورَةِ فَإِذَا قَالَ: نَعَمْ يُعْقَلُ ذَلِكَ فَيُقَالُ لَهُ: فَإِنْ جَازَ وُجُودُ مَوْجُودٍ قَائِمٍ بِنَفْسِهِ لَيْسَ هُوَ مُبَايِنًا لِلْعَالَمِ وَلَا محايثا لَهُ فَوُجُودُ مُبَايِنٍ لِلْعَالَمِ يَنْزِلُ إلَى الْعَالَمِ وَلَا يَخْلُو مِنْهُ مَا فَوْقَ الْعَالَمِ أَقْرَبُ إلَى الْمَعْقُولِ؛ فَإِنَّك إنْ كُنْت لَا تُثْبِتُ مِنْ الْوُجُودِ إلَّا مَا تَعْقِلُ لَهُ حَقِيقَةً فِي الْخَارِجِ فَأَنْتَ لَا تَعْقِلُ فِي الْخَارِجِ مَوْجُودَيْنِ قَائِمَيْنِ بِأَنْفُسِهِمَا لَيْسَ أَحَدُهُمَا دَاخِلًا فِي الْآخَرِ وَلَا محايثا لَهُ وَإِنْ كُنْت تُثْبِتُ مَا لَا تَعْقِلُ حَقِيقَتَهُ فِي الْخَارِجِ فَوُجُودُ مَوْجُودَيْنِ أَحَدُهُمَا مُبَايِنٌ لِلْآخَرِ أَقْرَبُ إلَى الْمَعْقُولِ؛ وَنُزُولُ هَذَا مِنْ غَيْرِ خُلُوِّ مَا فَوْقَ الْعَرْشِ مِنْهُ أَقْرَبُ إلَى الْمَعْقُولِ مِنْ كَوْنِهِ لَا فَوْقَ الْعَالَمِ وَلَا دَاخِلَ الْعَالَمِ فَإِنْ حَكَمْت بِالْقِيَاسِ؛ فَالْقِيَاسُ عَلَيْك لَا لَك؛ وَإِنْ لَمْ تَحْكُمْ بِهِ؛ لَمْ يَصِحَّ اسْتِدْلَالُك عَلَى مُنَازِعِك بِهِ. وَأَمَّا قَوْلُ السَّائِلِ: لَيْسَ هَذَا جَوَابِي بَلْ هُوَ حَيْدَةٌ عَنْ الْجَوَابِ: فَيُقَالُ لَهُ: الْجَوَابُ عَلَى " وَجْهَيْنِ " جَوَابِ مُعْتَرِضٍ نَافٍ لِنُزُولِهِ وَعُلُوِّهِ وَجَوَابِ مُثْبِتٍ لِنُزُولِهِ وَعُلُوِّهِ وَأَنْتَ لَمْ تَسْأَلْ سُؤَالَ مُسْتَفْتٍ بَلْ سَأَلْت سُؤَالَ مُعْتَرِضٍ نَافٍ. وَقَدْ تَبَيَّنَ لَك أَنَّ هَذَا الِاعْتِرَاضَ سَاقِطٌ لَا يَنْفَعُك فَإِنَّهُ سَوَاءٌ قِيلَ: إنَّهُ يَخْلُو مِنْهُ الْعَرْشُ أَوْ قِيلَ لَا يَخْلُو مِنْهُ الْعَرْشُ لَيْسَ فِي ذَلِكَ مَا يُصَحِّحُ قَوْلَك إنَّهُ لَا دَاخِلَ الْعَالَمِ وَلَا خَارِجَهُ وَلَا قَوْلَك إنَّهُ بِذَاتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. وَإِذَا بَطَلَ هَذَانِ الْقَوْلَانِ تَعَيَّنَ " الثَّالِثُ " وَهُوَ: أَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَوْقَ سَمَوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ؛ بَطَلَ قَوْلُ الْمُعْتَرِضِ))
و قال في موضع اخر و في معرض حديثه أن الله سبحانه موصوف بالإثبات والنفى:
((وإذا تأملت ذلك وجدت كل نفى لا يستلزم ثبوتا هو مما لم يصف الله به نفسه فالذين لا يصفونه الا بالسلوب لم يثبتوا فى الحقيقة الها محمودا بل ولا موجودا وكذلك من شاركهم فى بعض ذلك كالذين قالوا لا يتكلم أو لا يرى أو ليس فوق العالم أو لم يستو على العرش
ويقولون ليس بداخل العالم ولا خارجه ولا مباين للعالم ولا محايث له إذ هذه الصفات يمكن أن يوصف بها المعدوم وليست هى صفة مستلزمة صفة ثبوتولهذا قال محمود بن سبكتكين لمن ادعى ذلك فى الخالق ميز لنا بين هذا الرب الذى تثبته وبين المعدوم وكذلك كونه لا يتكلم أو لا ينزل ليس فى ذلك صفة مدح ولا كمال بل هذه الصفات فيها تشبيه له بالمنقوصات أو المعدومات
فهذه الصفات منها ما لا يتصف به الا المعدوم ومنها ما لا يتصف به الا الجمادات والناقص
فمن قال لا هو مباين للعالم ولا مداخل للعالم فهو بمنزلة من قال لا هو قائم بنفسه ولا بغيره ولا قديم ولا محدث ولا متقدم على العالم ولا مقارن له))
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 11:40 ص]ـ
5 - الامام العلامة شمس الدين ابن قيم الجوزية -ت 751 هـ -:
قال رحمه الله في (كتابه الصواعق المرسله) في معرض حديثه عن الجهمية المعطلة و ان طريقتهم مخالفة للقرآن و السنة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/259)
((وإذا أحببت أن تعلم ذلك حقيقة فتأمل عامة مطالبهم وأدلتهم عليها وكيف تجدها مطالب بعد التعب الشديد والجهد الجهيد لا تحصل منها على مطلب صحيح فإنهم بعد الكد والجهد لم يثبتوا للعالم ربا مباينا عنه منفصلا منه بل بعد الجهد الشديد في إثبات موجود لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصلا به ولا منفصلا عنه , هم شاكون في وجوده هل هو نفس ذاته أو زائد عليها فمن ذاهب إلى أنه زائد ومن ذاهب إلى أنه ليس بزائد ومن متوقف في وجوده شاك فيه هل هو نفس ذاته أوزائد عليها ثم هم شاكون في أن صفاته هل هي وجوديةأو عدمية أو لا وجودية ولا عدمية وهل هي زائدة على الموصوف أو ليست زائدة))
و قال ايضا في معرض حديثه عن بيان أن تيسير القرآن للذكر ينافي حمله على التأويل المخالف لحقيقته وظاهره:
(فإنه لا شيء أعسر على الأمة من أن يراد منهم أن يفهموا كونه سبحانه لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصلا به ولا منفصلا عنه ولا مباينا له ولا محايثا ولا يرى بالأبصار عيانا ولا له وجه ولا يد من قوله ((قل هو الله أحد)) الإخلاص1
ومن قول رسوله لا تفضلوني على يونس بن متى ومن قوله ((الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به)) غافر7
وأن يجهدوا أنفسهم ويكابدوا أعظم المشقة في طلب أنواع الاستعارات وضروب المجازات ووحشي اللغات ليحملوا عليه آيات الصفات وأخبارها فيصرفوا قلوبهم وأفهامهم عما تدل عليه ويفهموا منها ما لا تدل عليه بل تدل على خلافه ويقول اعلموا يا عبادي أني أردت منكم أن تعلموا أني لست فوق العالم ولا تحته ولا فوق عرشي ولا ترفع الأيدي إلي ولا يعرج إلي شيء ولا ينزل من عندي شيء من قولي ((الرحمن على العرش استوى)) طه5
ومن قولي ((يخافون ربهم من فوقهم النحل)) 50
ومن قولي ((تعرج الملائكة والروح إليه)) المعارج4
ومن قولي ((بل رفعه الله إليه)) النساء158
ومن قولي ((رفيع الدرجات ذو العرش)) غافر15))
و قال رحمه الله في كتاب اغاثة اللهفان في معرض حديثه عن الزنادقة الفلاسفة و القرامطة:
((ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد وزير الملاحدة النصير الطوسى وزير هولاكو شفا نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه فعرضهم على السيف حتى شفا إخوانه من الملاحدة واشتفى هو فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين واستبقى الفلاسفة والمنجمين والطبائعيين والسحرة ونقل أوقاف المدارس والمساجد والربط إليهم وجعلهم خاصته وأولياءه ونصر في كتبه قدم العالم وبطلان المعاد وإنكار صفات الرب جل جلاله: من علمه وقدرته وحياته وسمعه وبصره وأنه لا داخل العالم ولا خارجه وليس فوق العرش إله يعبد ألبتة))
وقال رحمه الله في نونيته:
وأتى فريق ثم قارب وصفه ... هذا ولكن جد في الكفران
فأسر قول معطل ومكذ ب ... في قالب التنزيه للرحمن
إذ قال ليس بداخل فينا ولا ... هو خارج عن جملة الأكوان
بل قال ليس ببائن عنها ولا ... فيها ولا هو عينها ببيان
كلا ولا فوق السموات العلى ... والعرش من رب ولا رحمن
والعرش ليس عليه معبود سوى ... العدم الذي لا شيئ في الأعيان
بل حظه من ربه حظ الثرى ... منه وحظ قواعد البنيان
لو كان فوق العرش كان كهذه ال ... أجسام سبحان العظيم الشان
ولقد وجدت لفاضل منهم مقا ... ما قامه في الناس منذ زمان
قال اسمعوا يا قوم إن نبيكم ... قد قال قولا واضح البرهان
لا تحكموا بالفضل لي اصلا على ... ذي النون يونس ذلك الغضبان
هذا يرد على المجسم على قوله ... الله فوق العرش والأكوان
ويدل أن إلهنا سبحانه ... وبحمده يلقى بكل مكان
قالوا له بين لنا هذا فلم ... يفعل فأعطوه من الأثمان
ألفا من الذهب العتيق فقال في ... تبيانه فاسمع لذا التبيان
قد كان يونس في قرار البحر تحت ... الماء في قبر من الحيتان
ومحمد صعد السماء وجاوز ال ... سبع الطباق وجاز كل عنان
وكلاهما في قربه من ربه ... سبحانه إذ ذاك مستويان
فالعلو والسفل اللذان كلاهما ... في بعده من ضده طرفان
إن ينسبا لله نزه عنهما ... بالإختصاص بلى هما سيان
في قرب من أضحى مقيما فيهما ... من ربه فكلاهما مثلان
فلأجل هذا خص يونس دونهم ... بالذكر تحقيقا لهذا الشان
فأتى النثار عليه من أصحابه ... من كل ناحية بلا حسبان
فاحمد إلهك أيها السني إذ ... عافاك من تحريف ذي بهتان
والله ما يرضى بهذا خائف ... من ربه أمسى على الإيمان
هذا هو الإلحاد حقا بل هو الت ... حريف محضا أبرد الهذيان
والله ما بلي المجسم قط ذي ال ... بلوى ولا أمسى بذي الخذلان
وقال ايضا:
والله كان وليس شيء غيره ... وبرى البرية وهي ذو حدثان
فسل المعطل هل يراها خارجا ... عن ذاته أم فيه حلت ذان
لابد من إحداهما أو أنها ... هي عينه ما ثم موجودان
ما ثم مخلوق وخالقه وما ... شيء مغاير هذه الاعيان
لابد من احدى ثلاث مالها ... من رابع خلو عن الروغان.
ولذاك قال محقق القوم الذي ... رفع القواعد مدعي العرفان
هو عين هذا الكون ليس بغيره ... أنى وليس مباين الاكوان
كلا وليس مجانبا ايضا لها ... فهو الوجود بعينه وعيان
ان لم يكن فوق الخلائق ربها ... فالقول هذا القول في الميزان
اذ ليس يعقل بعد إلا أنه ... قد حل فيها وهي كالابدان
والروح ذات الحق جل جلاله ... حلت بها كمقالة النصراني
فاحكم على من قال ليس بخارج ... عنها ولا فيها بحكم بيان
بخلافه الوحيين والاجماع والعقل ... الصريح وفطرة الرحمن
فعليه اوقع حد معدوم بلى ... حد المحال بغير ما فرقان
يا للعقول اذا نفيتم مخبرا ... ونقيض حد ذاك في امكان
ان كان نفي دخوله وخروجه ... لا يصدقان معا لذى امكان
الا على عدم صريح نفيه ... متحقق ببديهة الانسان
أيصح في المعقول يا أهل النهى ... ذاتان لا بالغير قائمتان
ليست تباين منهما ذات لاخرى ... أو تحايثها فيجتمعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/260)
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 11:58 ص]ـ
6 - الامام الحافظ الجهبذ مؤرخ الإسلام الذهبي – ت 748 هـ –
قال رحمه الله في كتابه العلو:
((ومقال متأخري المتكلمين أن الله تعالى ليس في السماء ولا على العرش ولا على السموات ولا في الأرض ولا داخل العالم ولا خارج العالم ولا هو بائن عن خلقه ولا متصل بهم وقالوا جميع هذه الأشياء صفات الأجسام والله تعالى منزه عن الجسم
قال لهم أهل السنة والأثر نحن لا نخوض في ذلك ونقول ما ذكرناه إتباعا للنصوص وإن زعمتم ولا نقول بقولكم فإن هذه السلوب نعوت المعدوم تعالى الله جل جلاله عن العدم بل هو موجود متميز عن خلقه موصوف بما وصف به نفسه من أنه فوق العرش بلا كيف))
7 - الامام ابن ابي العز الحنفي – ت 792 هـ-
قال رحمه الله في شرحه للطحاوية:
(وعلوه سبحانه وتعالى كما هو ثابت بالسمع ثابت بالعقل والفطرة أما ثبوته بالعقل فمن وجوه: أحدها: العلم البديهي القاطع بأن كل موجودين إما أن يكون أحدهما ساريا في الآخر قائما به كالصفات وإما أن يكون قائما بنفسه بائنا من الآخر الثاني: أنه لما خلق العالم فإما أن يكون خلقه في ذاته أو خارجا عن ذاته والأول باطل: أما أولا: فبالاتفاق وأما ثانيا: فلأنه يلزم أن يكون محلا للخسائس والقاذورات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والثاني يقتضي كون العلم واقعا خارج ذاته فيكون منفصلا فتعينت المباينة لأن القول بأنه غير متصل بالعالم وغير منفصل عنه - غير معقول الثالث: أن كونه تعالى لا داخل العالم ولا خارجه -: يقتضي نفي وجوده بالكلية لأنه غير معقول: فيكون موجودا إما داخله وإما خارجه والأول باطل فتعين الثاني فلزمت المباينة)
و قال ايضا:
(ولذلك ينكر بعضهم أن يكون فوق العرش بل يقول: لا مباين ولا مجانب لا داخل العالم ولا خارجه فيصفونه بصفة العدم والممتنع ولا يصفونه بما وصف به نفسه من العلو والإستواء على العرش)
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 12:06 م]ـ
8 - العلامة المؤرخ ابن خلدون –ت 808هـ-
قال رحمه الله في تاريخه:
(تفصيل و تحقيق: يقع كثيرا في كلام أهل العقائد من علماء الحديث و الفقه أن الله تعالى مباين لمخلوقاته و يقع للمتكلمين أنة لا مباين و لا متصل و يقع للفلاسفة أنة لا داخل العالم و لا خارجه و يقع للمتأخرين من المتصوفة أنه متحد بالمخلوقات)
9 - الامام العلامة مرعي بن يوسف الكرمي – ت1033هـ -
قال رحمه الله في كتابة اقاويل الثقات:
(واحتج القائل بأنه تعالى لا داخل العالم ولا خارجه وأنه سبحانه لا متصلا به ولا منفصلا عنه بأمور عقلية وهذا مذهب كثير من متأخري الأشاعرة ومن وافقهم والعقل في هذا بمجرده لا اعتبار به ما لم يستند إلى النقل الصحيح.
واحتجوا من النقل بآيات لا تصلح لهم وإنما تصلح للقائلين بأنه مع كل أحد بذاته فمن جملة ما احتجوا به قوله تعالى ((وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)) الزخرف , وقوله تعالى ((وهو الله في السموات وفي الأرض)) الأنعام , وقوله ((فأينما تولوا فثم وجه الله)) البقرة , وقوله ((ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون)) والقرب بالعلم لا بالإبصار وأنت قد عرفت مما مر أن أهل السنة قاطبة جعلوا هذا قرب علم لا قرب ذات وسيأتي الكلام على قوله فثم وجه الله وأما قوله ((في السماء إله وفي الأرض إله)) فهو باتفاق المفسرين بمعنى مألوه أي معبود فإنه معبود فيهما وكذلك وهو الله في السموات وفي الأرض فإن الجار والمجرور متعلق بالله لأنه بمعنى مألوه أو متعلق بما بعده ولولا ذلك للزم عليه الظرفية تعالى الله عنها
وعندي معنى آخر لم أر من قاله وهو أن يكون على معنى هو المسمى فيهما بهذا الإسم فهو كما أنه هو الله في السماوات هو الله في الأرض كقولك موسى أخو هارون في جميع الدنيا والكعبة هي البيت الحرام في السماء والأرض وكقولهم فلان أمير في خراسان وأمير في بلخ وسمرقند وهو في موضع واحد وهذا موجود في اللغة
قال ابن تيمية: ولم يقل أحد من السلف إنه تعالى في كل مكان ولا إنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصلا به ولا منفصلا عنه انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/261)
واعلم أنه قد ثبت بلا ريب خلافا للفلاسفة أن الذات المقدسة كانت موجودة قبل حدوث العالم قائمة بنفسها فلما حدث العالم فإما أن يكون حدث بائنا منها منفصلا عنها وهذا مسلم عند كل مسلم ولهذا حمل المفسرون الآيات الدالة على المعية والقرب على معية العلم وقربه وإما أن يكون حدث مماسا لها قائما بها الوجود بأسره كما يقوله بعض المتصوفة أو قريبا منها كما يدل علي كلام كثير من الصوفية وعلى هذين القولين يصح حمل الآيات على القرب بالذات والمعية بالذات والأشاعرة وافقوا أهل السنة والمفسرين فحملوا الآيات المشعرة بقرب أو معية الذات على أن المراد بها العلم وهذا صحيح على قولهم بإعتبار أنه تعالى لا داخل العالم وبأعتبار أنه لا خارج العالم فكان القياس صحة حملها أيضا على القرب بالذات ومعية الذات لكنهم لم يقولوا بذلك ولم يرتكبوا في التفسير القول بذلك أصلا فليتأمل.
وأعلم أيضا أن الذي ذهب إليه جمهور متأخري المتكلمين هو تنزيه الله تعالى عن الجهة فليس هو مخصوصا بجهة فوق عندهم ولا بجهة غيرها لأنه يلزم من ذلك عندهم أنه متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز وأنه غير قديم أو أنه جسم ومفهومه أن من ليس في جهة لا يكون متحيزا وأنه هو القديم المستغني عن محل يقوم به وأورد على هذا أن الكون الكلي والدائر المحيط بالعالم فإنه لا في مكان وهو حادث وغير مستغن بنفسه وذاته وإن استغنى عن المكان لأنه لو افتقر إلى مكان لافتقر المكان الثاني إلى ثالث ويتسلسل إلى ما لا نهاية له وهو محال
وأيضا فيلزم القائل بنفي الجهة عنه سبحانه أحد أمرين لا محيص عنهما:
1 - إما أن يقول إنه سبحانه بعد انتهاء العالم محيط به من سائر جوانبه وجهاته وحينئذ فهو تعالى لا في جهة بل في جميع الجهات لكن هذا لا يقال به ولا أعلم أحدا قال به
2 - وإما أن يقول إنه سبحانه داخل العالم أو معه ساريا في جميعه كما يقول به بعض المتصوفة حتى رأيت أكابر مشايخهم قد صرح في تصنيف له أنه لا تخلو ذرة من ذرات العالم من ذات الباري سبحانه
وهذا لا يقال به لأنه إما يوهم الحلول أو هو لازمه وأنه سبحانه مختلط بالمخلوقات تعالى الله عن ذلك وهذا خلاف إجماع المسلمين)
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 12:12 م]ـ
10 - الامام العلامة محمد بن علي الشوكاني – ت 1250هـ-
قال رحمه الله في كتابه التحف في مذاهب السلف:
(أن المذهب الحق في الصفات هو إمرارها على ظاهرها من غير تأويل ولا تحريف ولا تكلف ولا تعسف ولا جبر ولا تشبيه ولا تعطيل وإن ذلك هو مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم فإن قلت وماذا تريد بالتعطيل في مثل هذه العبارات التي تكررها فإن أهل المذاهب الإسلامية يتنزهون عن ذلك ويتحاشون عنه ولا نصدق معناه ولا يوجد مدلوله إلا في طائفة من طوائف الكفار وهم المنكرون للصانع قلت يا هذا إن كنت ممن له إلمام بعلم الكلام الذي اصطلح عليه طوائف من أهل الإسلام فإنه لا محالة قد رأيت ما يقوله كثير منهم ويذكرونه في مؤلفاتهم ويحكونه عن أكابرهم إن الله سبحانه وتعالى وتنزه وتقدس لا هو جسم ولا جوهر ولا عرض ولا داخل العالم ولا خارجه فأنشدك الله أي عبارة تبلغ مبلغ هذه العبارة في النفي وأي مبالغة في الدلالة على هذا النفي تقوم مقام هذه المبالغة فكان هؤلاء في فرارهم من شبهة التشبيه إلى هذا التعطيل كما قال القائل ... فكنت كالساعي إلى مثعب ... موائلا من سبل الراعد ...
أو كالمستجير من الرمضاء بالنار والهارب من لسعة الزنبور إلى لدغة الحية ومن قرصة النملة إلى قضمة الأسد وقد يغني هؤلاء وأمثالهم من المتكلمين المتكلفين كلمتان من كتاب الله تعالى وصف بهما نفسه وأنزلهما على رسوله وهما ((ولا يحيطون به علما)) و ((ليس كمثله شيء)) فإن هاتين الكلمتين قد اشتملتا على فصل الخطاب وتضمنتا ما يعين أولى الألباب السالكين في تلك الشعاب)
11 - الامام العلامة حمد بن ناصر بن عثمان آل معمر – ت 1255هـ –
قال رحمه الله في كتابه التحفة المدنية:
((ومثال ذلك أن النصوص كلها قد دلت على وصف الإله تبارك وتعالى بالفوقية وعلوه على المخلوقات واستوائه على عرشه وليس في كتاب الله والسنة وصف له بأنه لا داخل العالم ولا خارجا عنه ولا مباينه ولا مداخله فيظن المتوهم أنه إذا وصف الله تعالى بالاستواء على العرش كان الاستواء كاستواء الإنسان على ظهر الفلك والأنعام كقوله
((وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكرون نعمة ربكم))
فيخيل لهذا الجاهل بالله وصفاته أنه إذا كان مستويا على العرش كان محتاجا إليه كحاجة المستوي على الفلك والأنعام تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا)
الى ان قال:
(ولم يقل أحد منهم قط إن الله ليس في السماء ولا إنه ليس على العرش ولا إنه في كل مكان ولا إنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصل ولا منفصل ولا إنه لا تجوز الإشارة الحسية إليه بالأصابع ونحوها
بل قد ثبت في الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما أن النبي لما خطب خطبته العظيمة يوم عرفات في أعظم مجمع حضره رسول الله جعل يقول ألا هل بلغت فيقولون نعم فيرفع إصبعه إلى السماء وينكبها إليهم ويقول اللهم اشهد وقد تقدمت الإشارة إلى هذا الحديث)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/262)
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 12:19 م]ـ
12 - الامام العلامة و المحقق الناجح محمد حسن صديق خان – ت1307 هـ-
قال رحمه الله في كتابه قطف الثمر في بيان عقيدة اهل الاثر:
(أهل الحلول يقولون: إنه بذاته في كل مكان، وقد يقولون بالاتحاد والوحدة فيقولون: المخلوقات وجود الخالق.
وأما أهل النفي والجحود، فيقولون: لا هو داخل العالم ولا خارجه، ولا مباين له، ولا حال فيه، ولا فوق العالم، ولا فيه، ولا ينزل منه شيء، ولا يصعد إليه شيء، ولا يتقرب منه شيء، ولا يدنو منه شيء، ولا يتجلى لشيء، ولا يراه أحد، ونحو ذلك، هذا قول متكلمة الجهمية المعطلة، كما أن الأول قول عباد الجهمية. فمتكلمة الجهمية لا يعبدون شيئا، وعباد الجهمية يعبدون كل شيء، وكلامهم يرجع إلى التعطيل والجحود، الذي هو قول فرعون. وقد علم أن الله كان قبل أن يخلق السماوات والأرض ثم خلقهما فإما أن يكون داخلا فيهما وهذا حلول باطل، وإما أن يكونا داخلين فيه، فهو باطل وأبطل، وإما أن يكون الله بائنا عنهم لم يدخل في شيء ولم يدخل فيه شيء، وهذا قول أهل الحق والتوحيد والسنة.)
و قال ايضا:
((وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا عن أحد من السلف لا من الصحابة ولا من التابعين ولا عن أئمة الدين حرف واحد يخالف ذلك ولم يقل أحد منهم إن الله ليس في السماء أو أنه ليس على العرش أو أنه في كل مكان وأنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصل به ولا منفصل وأنه لا تجوز إليه الإشارة الحسية إليه بالأصابع ونحو هذا))
الامام المفسر العلامة محمود الألوسي –ت 1270هـ -:
قال رحمه الله في تفسيره في معرض الحديث عن علو الله و فوقيته:
((وايد القول بالفوقية أيضا بأن الله تعالى لما خلق الخلق لم يخلقهم في ذاته المقدسة تعالى عن ذلك فانه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد فتعين أنه خلقهم خارجا عن ذاته ولو لم يتصف سبحانه بفوقية الذات مع أنه قائم بنفسه غير مخالط للعالم لكان متصفا بضد ذلك لأن القابل للشيء لا يخلوا منه أو من ضده وضد الفوقية السفول وهو مذموم على الاطلاق والقول بانا لا نسلم أنه قابل للفوقية حتى يلزم من نفيها ثبوت ضدها مدفوع بانه سبحانه لو لم يكن قابلا للعلو والفوقية لم يكن له حقيقة قائمة بنفسها فمتى سلم بانه جل شأنه ذات قائم بنفسه غير مخالط للعالم وانه موجود في الخارج ليس وجوده ذهنيا فقط بل وجوده خارج الأذهان قطعا وقد علم كل العقلاء بالضرورة أن ما كان وجوده كذلك فهو إما داخل العالم أو خارج عنه وانكار ذلك انكار ما هو أجلى البديهيات فلا يستدل بدليل على ذلك إلا كان العلم بالمباينة أظهر منه وأوضح وإذا كان صفة الفوقية صفة كال لا نقص فيها ولا يوجب القول بها مخالفة كتاب ولا سنة ولا اجماع كان نفيها عين الباطل لا سيما والطباع مفطورة على قصد جهة العلو عند التضرع إلى الله تعالى))
13 - العلامة المحقق سليمان بن سحمان –ت 1349هـ-:
قال رحمه الله في كتابه (كشف الاوهام و الالتباس عن تشبه بعض الأغبياء من الناس) في معرض كلامه على كفر الجهمية:
((
وقال الخلال في السنة أخبرني علي بن عيسى أن حنبلا حدثهم قال سمعت أبا عبد الله يقول
من زعم أن الله لم يكلم موسى فقد كفر بالله وكذب القرآن ورد على رسول الله آمره يستتاب من هذه المقالة فإن تاب وإلا ضربت عنقه انتهى
فهذا كلام الإمام أحمد فيمن نفى صفة الكلام فكيف إذا أضاف إلى ذلك نفي علو الله على خلقه واستوائه على عرشه وزعم أنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصلا به ولا منفصلا عنه ولا محايث له أترى أنه يشك في كفر هؤلاء أو في كفر من لم يكفرهم))
ـ[المقدادي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 01:58 م]ـ
و المدعو سعيد فودة لم يستطع أن ينقل حرفاً واحداً من هذا الهذيان و الكلام الفلسفي عن أحد من سلف هذه الأمة من ائمة اهل السنة و الجماعة
و قد اعترف احد اساطين اهل الكلام بإستحالة هذه المقولة و انها مما يصعب تصوره و ان الانسان يقشعر جلده من مثل هذه المقولة فقال الرازي في تفسيره:
((فنقول: الإنسان إذا تأمل في الدلائل الدالة على أنه يجب تنزيه الله عن التحيز والجهة. فهنا يقشعر جلده، لأن إثبات موجود لا داخل العالم ولا خارج ولا متصل بالعالم ولا منفصل عن العالم، مما يصعب تصوره فههنا تقشعر الجلود))
و ختاما نسأل الله بمنه و كرمه ان يهدي هؤلاء الضلال و يردهم الى دينه ردا جميلا
و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله و صحبه و سلم(33/263)
ما حكم من أنكر وأبطل تقسيم التوحيد إلى ربوبية وألوهية وأسماء وصفات؟
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[10 - 03 - 06, 02:36 ص]ـ
السلام عليكم
هل من مجيب
ما حكم من أنكر وأبطل تقسيم التوحيد إلى ربوبية وألوهية وأسماء وصفات مع أنه يقر بالمعنى؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 10:32 ص]ـ
الاصطلاحات لامشاحة فيها إذا لم تتضمن مفسدة.
وهذا التقسيم مما احتاج إليه الناس؛ لهذا قام شيخ الإسلام ابن تيمية بإيضاحه.
وهو تقسيم نظري علمي، ولهذا يقسمه بعض إلى أهل العلم إلى: توحيد المعرفة والإثبات وتوحيد القصد والطلب، والبعض الآخر إلى: توحيد ربوبية وتوحيد ألوهية وتوحيد أسماء وصفات.
لكن ينتبه إلى أن كثير من المبتدعة أنكروا ذلك؛ لترويج بدعهم وشركهم (يُنظر للفائدة: درء تعارض العقل والنقل 1/ 129 - 132).
ثم وقفت على قول العلامة ناصر العقل:
" تقسيم التوحيد أوًلا قبل أن أذكر أول من قال به، تقسيم التوحيد، أو غيره من
التقسيمات العلمية التي احتاجها المسلمون على مدى التاريخ، هذه أمور راجعة إلى
تطور العلم الشرعي عبر التاريخ، تطور وسائل العلم الشرعي، يعني: تقسيمات العلم
يعني: أنماطه، و موضوعاته، فمثل: ا في عهد التابعين، جاء تسمية النصوص إلى حديث،
وآثار، وقرآن، وسنة، وعلوم قرآن، ثم في القرون الثلاثة الماضية، قسم العلم
الشرعي إلى فقه، وكذا، ثم بعد ذلك إلى فقه، وأصول فقه، هذه التقسيمات العلمية،
تقسيمات فنية، علمية، موضوعية، ترجع إلى تقريب العلم للناس، من ذلك تقسيم
التوحيد، تقسيم التوحيد ليس توقيفا، ولا ضروريا، ولا أيضا مشاحة فيه؛ لأنه يجوز
تقسيم التوحيد إلى ثلاثة، أو إلى خمسة، ممكن نقول: توحيد الذات، توحيد الأسماء،
توحيد الصفات، توحيد الأفعال، توحيد الأخلاق، م فيه مانع، هذا شيء، الشيء
الأخر: أنه هناك من لمح إلى تقسيم التوحيد قبل شيخ الإسلام ابن تيمية، تلميحات
واضحة، لكنهم ما جعلوا له التقسيم الموضوعي، الفني، كما فعل هو؛ لأنه هو احتاج
إلى تقسيم التوحيد نظرا لكثرة الخلل في هذا الجانب عند المخالفين، فوضح ما كان
عليه السلف.
فإذًا القضية لا تحتاج إلى مثل هذه الحساسية من بعض الذين أنكروا على شيخ
الإسلام ابن تيمية، ولا أيضا إلى التعصب عليها عند الذين جعلوها وكأنها
توقيفية، فالأمر لا هذا، ولا ذاك، التقسيم: تقسيم علمي بالصبر، والاستقراء،
علمي واضح دقيق، لا مشاحة عليه، ولا مشاحة في الاصطلاح ".
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 10:38 ص]ـ
ثم وقفت على قول العلامة ناصر العقل:
" ..... الشيء الأخر: أنه هناك من لمح إلى تقسيم التوحيد قبل شيخ الإسلام ابن تيمية، تلميحات
واضحة .....
المشار إليه هو العلامة بكر أبو زيد
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 01:28 م]ـ
قال الشيخ عبدالرزاق العباد في كتابه القول السديد على من انكر تقسيم التوحيد:
ذكر بعض أقوال السلف في تقرير هذه الأقسام
كُتب السلف الصالح مليئة بالتصريح تارة والإشارة تارة إلى هذه الأقسام، ولو ذهبتُ أنقل كلَّ ما أعلمه من أقوالهم في ذلك لطال المقام، لكن حسبي أن أورد هنا بعض النقول عن سلف هذه الأمة، من النصوص المشتملة على ذكر أقسام التوحيد الثلاثة.
1 - قال الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت المتوفى سنة 150ه في كتابه الفقه الأوسط يدُعى من أعلى لا من أسفل؛ لأنَّ الأسفل ليس الأوسط وصف الربوبية والألوهية في شيء.
فقوله: "يُدعى من أعلى لا من أسفل" إثبات العلو لله، وهو من توحيد الأسماء والصفات، وفيه رد على الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية وغيرهم من نفاة العلو.
وقوله: "من وصف الربوبية" فيه إثبات توحيد الربوبية.
وقوله: "والألوهية": فيه إثبات توحيد الألوهية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/264)
2 - قال ابن منده في كتابه "التوحيد": أخبرنا محمد بن أبي جعفر السرخسي ثنا محمد بن سلمة البلخي ثنا بشر بن الوليد القاضي عن أبي يوسف القاضي (يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الكوفي صاحب أبي حنيفة المتوفى سنة 182ه) أنه قال: ليس التوحيد بالقياس، ألم تسمع إلى قول الله عز وجل في الآيات التي يصف بها نفسه أنه عالم قادر، مالك، ولم يقل: إني عالم قادر، لعلة كذا أقدر، بسبب كذا أعلم، وبهذا المعنى أملك، فلذلك لا يجوز القياس في التوحيد، ولا يعرف إلا بأسمائه، ولا يوصف إلا بصفاته، وقد قال الله تعالى في كتابه: يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الآية، وقال: أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء، وقال: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر الآية.
قال أبو يوسف: لم يقل الله: انظر كيف أنا ... وكيف أنا القادر وكيف أنا الخالق، ولكن قال: انظر كيف خلقت، ثم قال: والله خلقكم ثم يتوفاكم، وقال: وفي أنفسكم أفلا تبصرون أي تعلم هذه الأشياء، لها رب يقلّبها ويبديها ويعيدها، ... مُكوَّنٌ ولك مَن كونك، وإنما دلَّ الله عز وجل خلقه بخلقه ليعرفوا أن لهم ربا يعبدونه ويطيعونه ويوحدونه، ليعلموا أنه مكونهم، لا هم كانوا، ثم تسمَّى، فقال: أنا الرحمن، وأنا الرحيم وأنا الخالق وأنا القادر وأنا المالك، ... هذا الذي كونكم يُسمى المالك القادر الله الرحمن الرحيم، بها يوصف.
ثم قال أبو يوسف: يُعرف الله بآياته وبخلقه، يُوصف بصفاته، ويُسمى بأسمائه كما وصف في كتابه، وبما أدَّى إلى الخلق رسوله.
ثم قال أبو يوسف: إن الله عز وجل خلقك وجعل فيك آلات وجوارح، عجز بعض جوارحك عن بعض، وهو ينقلك من حال إلى حال، لتعرف أن لك ربا، وجعل فيك نفسك عليك حجة بمعرفته تعرف بخلقه، ثم وصف نفسه فقال: أنا الرب وأنا الرحمن، وأنا الله وأنا القادر، وأنا المالك، فهو يوصف بصفاته ويُسمى بأسمائه، قال الله تعالى: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى، وقال: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه، وقال: ((لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ <<، فقد أمر الله أن نوحده، وليس التوحيد بالقياس؛ لأن القياس يكون في شيء له شبه ومثل، فالله تعالى وتقدس لا شبه له ولا مثيل له تبارك الله أحسن الخالقين.
ثم قال: وكيف يُدرك التوحيد بالقياس، وهو خالق الخلق بخلاف الخلق، ليس كمثله شيء تبارك وتعالى وقد أمرك الله عز وجل أن تؤمن بكل ما أتى به نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال: قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون، فقد أمرك الله عز وجل بأن تكون تابعًا سامعًا مطيعًا، ولو يوسَّع على الأمة التماس التوحيد وابتغاء الإيمان برأيهم وقياسهم وأهوائهم إذًا لضلوا، ألم تسمع إلى قول الله عز وجل: ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن، فافهم ما فسر به ذلك.
ورواه أيضًا الإمام الحافظ قوام السنة أبو القاسم إسماعيل التيمي الأصبهاني المتوفى سنة 535ه في كتابه "الحجة في بيان المحجة وشرح التوحيد ومذهب أهل السنة"، ولأهميته عنده خصَّه بفصل مستقل فقال: "فصل في النهي عن طلب كيفية صفات الله عز وجل"، وذكره بإسناده من طريق السرخسي به.
(وأثر أبي يوسف) هذا الذي رواه هذان الإمامان عظيما القدر، مشتمل على أقسام التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/265)
قال شيخنا الدكتور علي فقيهي في التعليق على هذا الأثر: وقد ذكر أبو يوسف كلامًا نفيسًا في باب التوحيد، هو ظاهر في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، فذكر أنَّ التوحيد لا يكون بالقياس، مبينًا أن القياس لا يكون إلا إذا وُجدت علة، حيث قال: ألم تسمع إلى قول الله عز وجل في الآيات التي يصف بها نفسه أنه عالم قادر قوي ولم يقل إني قادر عالم لعلة كذا، أو أقدر بسبب كذا، قال: ولذلك لا يجوز القياس في التوحيد، ولا يُعرف الله إلا بأسمائه، ولا يوصف إلا بصفاته، ثم ذكر أدلة ذلك، ثم قال: لم يقل الله انظر كيف أنا العالم وكيف أنا القادر، وإنما قال: انظر كيف خلقت ... إلخ. إن ما ذكره رحمه الله لا يحتاج لبيان، فراجعه تجد فيه الردِّ على الملحدين في الربوبية وفي الأسماء والصفات مستدلاً بذلك على توحيد العبادة والطاعة لله وحده.
3 - قال ابن جرير الطبري المتوفى سنة 310ه في تفسير قوله تعالى: فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك: "فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي أو تصلح له الألوهية، ويجوز لك وللخلق عبادته إلا الله الذي هو خالق الخلق، ومالك كلّ شيء يدين له بالربوبية كلّ ما دونه".
4 - قال الإمام أبو جعفر الطحاوي المتوفى سنة 321ه في مقدمة متنه في العقيدة المشهور بالطحاوية: "نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله، ولا شيء يعجزه، ولا إله غيره".
فقوله: "إن الله واحد لا شريك له" شامل لأقسام التوحيد الثلاثة، فهو سبحانه واحد لا شريك له في ربوبيته، وواحد لا شريك له في ألوهيته، وواحد لا شريك له في أسمائه وصفاته.
وقوله: "ولا شيء مثله"، هذا من توحيد الأسماء والصفات.
وقوله: "ولا شيء يعجزه" هذا من توحيد الربوبية.
5 - قال أبو حاتم محمد بن حبان البستي المتوفى سنة 354 هـ في مقدمة كتابه (روضة العقلاء ونزهة الفضلاء): ((الحمد لله المتفرد بوحدانية الألوهية، المتعزز بعظمة الربوبية، القائم على نفوس العالم بأجالها، والعالم بتقلبها وأحوالها، المانّ عليهم بتواتر آلائه، المتفضل عليهم بسوابع نعمائه، الذي أنشأ الخلق حين أراد بلا معين ولا مشير، وخلق البشر كما أراد بلا شبيه ولا نظير، فمضت فيهم بقدرته مشيئته، ونفذت فيهم بعزته إرادته)).
فذكر الأقسام الثلاثة الألوهية والربوبية والأسماء والصفات.
6 - قال ابن أبي زيد القيرواني المالكي المتوفى سنة 386 هـ في مقدمة عقيدته: ((من ذلك: الإيمان بالقلب والنطق باللسان بأن الله إله واحد لا إله غيره، ولا شبيه له، ولا نظير، ولا ولد له ولا والد، ولا صاحبة له ولا شريك له، ليس لأوليته ابتداء، ولا لآخريته انقضاء، لا يبلغ كنه صفته الواصفون، ولا يحيط بأمره المتفكرون ... إلى أن قال: تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد أو يكون لأحد عنه غنىً، خالق لكل شيء، ألا هو رب العباد ورب أعمالهم والمقدر لحركاتهم وآجالهم)).
7 - قال الإمام أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري، المتوفى سنة 387هـ في كتابه (الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة): ((وذلك أن أصل الإيمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الإيمان به ثلاثة أشياء:
أحدها: أن يعتقد العبد ربانيته؛ ليكون بذلك مبايناً لمذهب أهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعاً.
والثاني: أن يعتقد وحدانيته؛ ليكون بذلك مبايناً لأهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره.
والثالث: أن يعتقده موصوفاً بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفاً بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه.
إذ قد علمنا أن كثيراً ممن يقر به ويوحده بالقول المطلق قد يلحد في صفاته فيكون إلحاده في صفاته قادحاً في توحيده.
ولأنا نجد الله تعالى قد خاطب عباده بدعائهم إلى اعتقاد كل واحدة من هذه الثلاث والإيمان بها.
فأما دعاؤه إياهم إلى الإقرار بربانيته ووحدانيته فلسنا نذكر هذا هاهنا لطوله وسعة الكلام فيه، ولأن الجهمي يدعي لنفسه الإقرار بهما وإن كان جحده للصفات قد أبطل دعواه لهما)).
ثم أخذ يورد ما يدل على بطلان قول الجهمية في نفي الصفات، وهذا نص غاية الوضوح في ذكر أقسام التوحيد الثلاثة.
وتأمل -يا رعاك الله- قول ابن بطة:
((ولأنا نجد الله تعالى قد خاطب عباده بدعائهم إلى اعتقاد كل واحدة من هذه الثلاث والإيمان بها)). ففيه أبلغ ردٍّ على من يزعم أن هذا التقسيم لم يرد في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وتأمل قوله في بداية كلامه: ((وذلك أن أصل الإيمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الإيمان به ثلاثة أشياء)).
فقد نص رحمه الله على أن أقسام التوحيد الثلاثة هي أصل الإيمان الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الإيمان بالله، ومعنى ذلك أنه لا إيمان لم يأت بهذه الأمور الثلاثة ولا توحيد؛ إذ الإيمان والتوحيد هو إفراد الله وحده بهذه الأمور الثلاثة، فمن لم يأت بتوحيد الربوبية فهو معطل للخالق مشرك في ربوبية الله، ومن لم يأت بتوحيد الألوهية فهو مشرك في ألوهية الله وعبادته كالمشركين عبدة الأصنام، ومن لم يأتي بتوحيد الأسماء والصفات فهو كافر ملحد في أسماء الله وصفاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/266)
ـ[راشدالآثري]ــــــــ[10 - 03 - 06, 01:58 م]ـ
الله يبارك في الأخ أبي المنها و الأخ المقدادي على التوضيح و إن كان ثمة مزيد فيا ليت ...
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 03 - 06, 02:17 م]ـ
المشار إليه هو العلامة بكر أبو زيد
يظهر أخي أبا المنهال أنك ذهلت وفسرت الكلام بشي ثاني غير ما يريده الشيخ العقل
هذا الكلام المنقول عن العقل< ((هذا شيء، الشيء
الأخر: أنه هناك من لمح إلى تقسيم التوحيد قبل شيخ الإسلام ابن تيمية، تلميحات
واضحة، لكنهم ما جعلوا له التقسيم الموضوعي، الفني، كما فعل هو؛ لأنه هو احتاج
إلى تقسيم التوحيد نظرا لكثرة الخلل في هذا الجانب عند المخالفين، فوضح ما كان
عليه السلف.)) >
فهو قصده أن هناك من ذهب إلى تقسيم التوحيد قبل شيخ الإسلام ابن تيمية وليس قصده منا فهم المنهال أن هناك من< لمح> يعني اشار
فقال أبو المنهال (المشار إليه هو العلامة بكر أبو زيد)!!!!
فكلام الشيخ العقل في واد آخر فليتك تتامل قبل الاستعجال وشكرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 02:41 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5102&highlight=%C7%E1%CA%E6%CD%ED%CF+%CB%E1%C7%CB%C9+%C 3%DE%D3%C7%E3+%C7%E1%DA%C8%C7%CF
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[13 - 03 - 06, 05:35 م]ـ
اريد تاريخا لهذا التقسيم ولا اقصد الاعتراض
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - 03 - 06, 09:08 م]ـ
اريد تاريخا لهذا التقسيم ولا اقصد الاعتراض
الاخ الكريم
لعلك تراجع مشاركتي اعلاه حيث نقلت عن كتاب الشيخ عبدالرزاق العباد بعض اقوال من قالوا بهذا التقسيم و منهم الامام ابو حنيفة
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[14 - 03 - 06, 01:14 م]ـ
اعتبر نفسي ممن استقصى تاريخ ما أسميتموه تقسيم التوحيد -- أو تقسيمات التوحيد كما يشنع علينا بعض المبتدعة من صوفية وغيره--
لم يكن إيضاح كل جانب من حوانب التوحيد الثلاثة لعموم الناس في وقت واحد, بل هي وجدت منذ أن أرسل الرسل ولكن ليس على هذه الصورة, فمثلاً توحيد الألوهية ((من: إله واحد)) وتوحيد الربوبية ((من: رب واحد)) هي مضمون آيات قرآنية كريمة وليس تقسيمات بشرية
وتوحيد الأسماء والصفات ينطبق عليه نفس الأمر: قل ادعوا الله أو ادعو الرحمن, ولكها أتت أرد على الجاحدين والمنكرين والمعاندين
هذا الجحود والنكران والمعاندة تكررت مرة أخرى تحت حجج أخرى, فنشأت ردة فعل تجاها من قبل ائمة الدين, لكي لايلتبس الحق بالباطل, بعد أن تشدق كثير من الطوائف بمفردة ((التوحيد)) -- فهناك توحيد المعتزلة, وهناك توحيد غيرهم كابن تومرت, حيث اسموا بعض تصوراتهم الشخصية- توحيداً, وهناك التوحيد في حقيقته وجوهره وهو ماكان عليه السلف الصالح وحتى هذا العصر.
الشيخ ابن باز رحمه الله في شرحه المختصر للطحاوية نوه عن هذا, بما يوحي أنه يريد القول: أنه كان اجتهاداً. وبالنسبة لي فهو في محله واستدعت لذلك الضرورة, ولكنه ليس بأمر جديد. وأهل البدع تلخبطوا في مفردات العربية ووقعوا في فخ التأويل حتى أن الله أركسهم الى درجة لجوءهم لـ هراء شاذ كـ ((استوى بشر على العراق)) وأصم أسماعهم وأبصارهم عن وفرة الجمل في القرآن كـ ((استوت على الجودي)) وغيرها الكثير فهم غرقى يبحثون عن أي قشة يتتبعون الغرائب التي لايتحتج بها. لذا أنصح عدم إضاعة الوقت معهم, حتى يبرهنوا صدق بحثهم عن الحق, لا عن نصرة الأسماء والأهواء التي عبدوها.
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[14 - 03 - 06, 02:33 م]ـ
القول في تاويل قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} [سورة هود 11/ 96].
يقول تعالى ذكره: ولقد أرسلنا موسى بأدلتنا على توحيدنا، وحجة تبين لمن عاينها وتأملها بقلب صحيح، أنها تدل على توحيد الله وكذب كل من ادعى الربوبية دونه، وبطول قول من أشرك معه في الألوهة غيره.
القول في تأويل قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [سورة البقرة /163].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/267)
قد بينا فيما مضى معنى الألوهية وأنها اعتباد الخلق. فمعنى قوله: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [سورة البقرة /163] والذي يستحق عليكم أيها الناس الطاعة له، ويستوجب منكم العبادة معبود واحد ورب واحد، فلا تعبدوا غيره ولا تشركوا معه سواه فإن من تشركونه معه في عبادتكم إياه هو خلق من خلق إلهكم مثلكم، وإلهكم إله واحد لا مثل له ولا نظير.
وأما قوله: {لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} [سورة البقرة /163] فإنه خبر منه تعالى ذكره أنه لا رب للعالمين غيره، ولا يستوجب على العباد العبادة سواه، وأن كل ما سواه فهم خلقه، والواجب على جميعهم طاعته، والانقياد لأمره وترك عبادة ما سواه من الأنداد والآلهة وهجر الأوثان والأصنام، لأن جميع ذلك خلقه وعلى جميعهم الدينونة له بالوحدانية والألوهة، ولا تنبغي الألوهة إلا له، إذ كان ما بهم من نعمة في الدنيا فمنه دون ما يعبدونه من الأوثان، ويشركون معه من الأشراك وما يصيرون إليه من نعمة في الآخرة فمنه، وأن ما أشركوا معه من الأشراك لا يضر ولا ينفع في عاجل ولا في آجل، ولا في دنيا، ولا في آخرة. وهذا تنبيه من الله تعالى ذكره أهل الشرك به على ضلالهم، ودعاء منه لهم إلى الأوبة من كفرهم، والإنابة من شركهم. ثم عرفهم تعالى ذكره بالآية التي تتلوها موضع استدلال ذوي الألباب منهم على حقيقة ما نبههم عليه من توحيده وحججه الواضحة القاطعة عذرهم، فقال تعالى ذكره: أيها المشركون أن جهلتم أو شككتم في حقيقة ما أخبرتكم من الخبر من أن إلهكم إله واحد دون ما تدعون ألوهيته من الأنداد والأوثان، فتدبروا حججي وفكروا فيها، فإن من حججي: خلق السموات والأرض،
واختلاف الليل والنهار، والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، وما أنزلت من السماء من ماء فأحييت به الأرض بعد موتها، وما بثثت فيها من كل دابة، والسحاب الذي سخرته بين السماء والأرض. فإن كان ما تعبدونه من الأوثان والآلهة والأنداد وسائر ما تشركون به إذا اجتمع جميعه فتظاهر أو انفرد بعضه دون بعض يقدر على أن يخلق نظير شيء من خلقي الذي سميت لكم، فلكم بعبادتكم ما تعبدون من دوني حينئذ عذر، وإلا فلا عذر لكم في اتخاذ إله سواي، ولا إله لكم ولما تعبدون غيري. فليتدبر أولو الألباب إيجاز الله احتجاجه على جميع أهل الكفر به والملحدين في توحيده في هذه الآية وفي التي بعدها بأوجز كلام وأبلغ حجة وألطف معنى يشرف بهم على معرفة فضل حكمة الله وبيانه
(من المنتقى من فوائد تفسير الطبري للعبد الفقير)
ـ[راشدالآثري]ــــــــ[14 - 03 - 06, 02:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا ما قصرتم ...(33/268)
اعتقادَه أهلُ السنة والجماعة ثبوت الكرامة للولي الصالح من المؤمنين
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 07:42 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الطاهرين التقاة وصحبه المهتدين الهداة ومن والاه واتبع هداه
وبعد:
فإن مما أثبت اعتقادَه أهلُ السنة والجماعة ثبوت الكرامة للولي الصالح من المؤمنين, وكان هذالأمر محل اتفاق بينهم ما دامت الكرامة صادرة ممن يُظنُّ به الهدى والصلاح والقرب من الله تعالى
فما بالُ اقوامٍ يعترضون على كل ما ليس بمعتاد ومشاهد من تلك الأمور التي ثبت الشرع بتقبلها إن صدرت من أهل التقوى والصلاح, ومن لا يريد فتنة الناس واستجلاب أموالهم وثنائهم وزعزعة عقائدهم, ولماذا يظن البعض أن الكرامات تختص ببلد وزمن دون آخر بل ربما استبعد البعض- جهلا منه وتعصبا - إمكانية حصولها من غير العرب مثلا نعوذ بالله وهذا ما حملني على تسطير هذه الكلمات جعلها الله مرضيةً له وقربى إليه, وأرجو من إخواني إثراء الموضوع بما من الله عليهم به حيث لم أقم بسرد الآيات والآثار الصحيحة -وما أكثرها- بل آثرت استنباط السلف لثبوتها ووجوب الإيمان بها من بعض نصوص الوحيين ..
قال البيهقي رحمه لله في كتاب الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد, عند قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (إنه كان في الأمم قبلكم محدَّثون فإن يكن في هذه الأمة فعمر بن الخطاب) قال (وهذا الحديث أصل في جواز كرامات الأولياء) ص:315
قال ابن حجر في فتح الباري عند حديث المولود الذي أُفك به جريج العابد (وفيه إثبات كرامات الأولياء, ووقوع الكرامة لهم باختيارهم وطلبهم) 6/ 483
ويقول النووي عند شرح حديث أضياف الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حين امتنعوا عن الأكل حتى يحضر, قال: (هذا الحديث فيه كرامة ظاهرة لأبي بكر الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وفيه إثبات كرامات الأولياء وهو مذهب أهل السنة خلافا للمعتزلة) 14/ 19
كما يقول الذهبي رحمه الله في كتاب العلو ص: 69 عند ذكرسليمان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ورعيته (فما ينكر كرامات الأولياء إلا جاهل)
ويقول شيخ الإسلام رحمه الله في منهاج السنة النبوية, في معرض مناقشته لحماقات الرافضة واعتقادهم في سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ولو ذكرنا نحن ما باشرناه من هذا الجنس مما هو أعظم من ذلك مما قد رآه الناس لذكرنا شيءا كثيرا) ثم يقول رحمه الله (فما زال الناس في كل عصر يقع لهم من ذلك شيء كثير ويحكي ذلك بعضُهم لبعضٍ, وهذا كثير في المسلمين) ص:203 - 204
و أشار رحمه الله قبل ذلك إلى أن الكرامات تظهر من عوام أهل السنة فضلا عن صلحائهم حين حجَّ الرافضة بقولهم بتفضيل علي على الشيخين بما ظهر له 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من الكرامات قال ص:36 (والكرامات متواترة عن كثير من عوام أهل السنة الذين يفضلون أبا بكر وعمر على علي)
وذكر رحمه الله في الفتاوى ج:11 ص: 302 أن الكرامات لا بد أن تكون بسبب الطاعة والقربات وما كان من الخوارق لمن هو متنكب للهدى فليس بكرامة قال: (كرامات الأولياء لا بد أن يكون سببها الإيمان والتقوى, فما كان سببه الكفر والفسوق والعصيان فهو من خوارق أعداء الله لا من كرامات أولياء الله)
قال صديق حسن خان في قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر (ومن أصول السنة التصديق بكرامات الأولياء, وما يجري الله على أيديهم من خوارق وعادات, في أنواع العلوم والمكاشفات التأثيرات كالمأثور عن سلف الأمة وأئمتها وسالف الأمم في سورة لكهف ومريم وغيرها وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الأمة وهي موجودة فيها لإلى يوم القيامةج:1,ص:99)
قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (وقد وقع في كرامات الأولياء إبراء الأعمى بعد الدعاء عليه بالعمى أيضا, ما رواه الحافظ ابن عساكر من طريق أبي سعيد بن الأعرابي: عن أبي داود حدثنا عمر بن عثمان حدثنا بقية عن محمد بن زياد عن أبي مسلم أن امرأة خبَّثت عليه امرأته فدعا عليها فذهب بصرها فأتته فقالت يا أبا مسلم إني كنت فعلت وفعلت وإني لا أعود فقال: اللهم إن كانت صادقة فاردد عليها بصرها فأبصرت) 6/ 295
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[12 - 03 - 06, 01:03 ص]ـ
الحمد لله
ذكر البيهقي في الأسماء والصفات (صـ 655):
باب ـ ما جاء في التردد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/269)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ـ إملاء ـ نا أبو العباس محمد بن إسحاق، نا محمد بن عثمان بن كرامة، نا خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، قال: أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل قال: من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني عبدي أعطيته، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته " رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عثمان بن كرامة.
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي فيما حكى عن أبي عثمان الحيري رحمه الله أنه سئل عن معنى هذا الخبر فقال: معناه: كنت أسرع إلى قضاء حوائجه من سمعه في الاستماع وبصره في النظر ويده في اللمس ورجله في المشي.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا جعفر بن محمد، قال: قال الجنيد في معنى قوله:
" يكره الموت وأكره مساءته ". يريد: لما يلقى من عيان الموت وصعوبته وكربه، ليس أني أكره له الموت، لأن الموت يورده إلى رحمته ومغفرته ".
وقال أبو سليمان رحمه الله: قوله: " وكنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها " وهذه أمثال ضربها ـ
والمعنى والله أعلم ـ توفيقه في الأعمال التي يباشرها بهذه الأعضاء وتيسير المحبة له فيها فيحفظ جوارحه عليه، ويعصمه عن مواقعة ما يكره الله من إصغاء إلى اللهو بسمعه، ونظر إلى ما نهى عنه من اللهو ببصره، وبطش إلى ما لا يحل له بيده، وسعي في الباطل برجله، وقد يكون معناه سرعة إجابة الدعاء، والإنجاح في الطلبة، وذلك أن مساعي الإنسان إنما تكون بهذه الجوارح الأربع، وقوله: ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، فإنه أيضا مثل، والتردد في صفة الله عز وجل غير جائز، والبداء عليه في الأمور غير سائغ، وتأويله على وجهين:
أحدهما: أن العبد قد يشرف في أيام عمره على المهالك مرات ذات عدد من داء يصيبه، وآفة تنزل به، فيدعو الله عز وجل فيشفيه منها، ويدفع مكروهها عنه، فيكون ذلك من فعله كتردد من يريد أمرا ثم يبدو له في ذلك فيتركه ويعرض عنه، ولا بد له من لقائه إذا بلغ الكتاب أجله، فإنه قد كتب الفناء على خلقه، واستأثر البقاء لنفسه، وهذا على معنى ما روي: " إن الدعاء يرد البلاء " والله أعلم.
وفيه وجه آخر: وهو أن يكون معناه: ما رددت رسلي في شيء أنا فاعله ترديدي إياهم في نفس المؤمن، كما روي في قصة موسى وملك الموت صلوات الله عليهما، وما كان من لطمة عينه، وتردده عليه مرة بعد أخرى، وتحقيق المعنى في الوجهين معا:
عطف الله عز وجل على العبد، ولطفه به والله أعلم.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[12 - 03 - 06, 01:27 ص]ـ
الحمد لله
قال الله عز وجل في قصة مريم عليها السلام: {كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب}.
وقال في قصة سليمان عليه السلام: {قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك}. وآصف لم يكن نبيا وإنما لا يجوز ظهور الكرامات على الكاذبين , فأما على الصادقين فإنه يجوز، ويكون ذلك دليلا على صدق من صدقه من أنبياء الله عز وجل، وقد حكى نبينا صلى الله عليه وسلم من الكرامات التي ظهرت على جريج الراهب، والصبي الذي ترك السحر وتبع الراهب، والنفر الذين آووا على غار من بني إسرائيل , فانحطت عليهم الصخرة , وغيرهم ما يدل على جواز ذلك، وقد ظهر على أصحابه في زمانه وبعد وفاته، ثم على الصالحين من أمته ما يوجب اعتقاد جوازه وبالله التوفيق.
(الإعتقاد للبيهقي ـ باب القول في كرامات الأولياء)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[12 - 03 - 06, 05:24 م]ـ
الحمد لله
ومن كرامات أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ما ذكره البيهقي في الإعتقاد ـ باب القول في كرامات الأولياء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/270)
وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك، أنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني , ثنا يونس بن حبيب , ثنا أبو داود , ثنا إبراهيم بن سعد , عن الزهري , عن عمرو بن أسيد بن حارثة، حليف بني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط عينا , وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت، وهو جد عاصم بن عمر , فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان , فنفروا لهم بمائة رجل رام فاتبعوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر , فقالوا: هذا تمر يثرب , فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى فدفد , فقالوا: انزلوا ولكم العهد والميثاق ألا نقتل منكم أحدا , فقال عاصم: أما أنا فوالله لا أنزل في ذمة كافر اليوم اللهم بلغ عنا نبيك السلام , فقاتلوهم , فقتل منهم سبعة , ونزل ثلاثة على العهد والميثاق , فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم وكتفوهم , فلما رأى ذلك منهم أحد الثلاثة قال: هذا والله أول الغدر , فعالجوه فقتلوه وانطلقوا بخبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة إلى مكة , فباعوهما , وذلك بعد وقعة بدر فاشترى بنو الحارث خبيبا - وقد كان قتل الحارث يوم بدر - قالت ابنة الحارث: فكان خبيب أسيرا عندنا , فوالله إن رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب، والله لقد رأيته يأكل قطفا من عنب وما بمكة يومئذ من ثمره , وإن هو إلا رزق رزقه الله خبيبا قالت: واستعار مني موسى يستحد به للقتل قالت: فأعرته إياه , ودرج ابن لي وأنا غافلة , فرأيته يجلسه على صدره قالت: ففزعت فزعة عرفها خبيب قالت: ففطن لي فقال: أتحسبين أني قاتله ما كنت لأفعله، قالت: فلما أجمعوا على قتله قال لهم: دعوني أصلي ركعتين , فصلى ركعتين وقال: لولا أن تحسبوا أن بي جزعا لزدت، قالت: وكان خبيب أول من سن الصلاة لمن قتل صبرا , ثم قال: اللهم أحصهم عددا , واقتلهم بددا , ولا تبق منهم أحدا: فلست أبالي حين أقتل مسلما على أي حال كان في الله مصرعي وذلك في جنب الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع قال: وبعث المشركون إلى عاصم بن ثابت ليؤتوا من لحمه بشيء , وكان قتل رجلا من عظمائهم , فبعث الله مثل الظلة من الدُّبُر فحمته من رسلهم فلم يستطيعوا أن يأخذوا من لحمه شيئا
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ , أنا إسماعيل بن محمد بن الفضل البيهقي , ثنا جدي ثنا أبو ثابت , حدثني إبراهيم بن سعد، فذكره بإسناده ومعناه , وذكر قول المرأة: والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب، والله لقد وجدته يأكل قطفا من عنب , وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة، وقال في الشعر: وذلك في ذات الإله، وزاد واستجاب الله لعاصم يوم أصيب فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم أصيبوا خبرهم. وذكر في عاصم ما بعث الله عليه من الدبر حتى حمته وذكر محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي، عن عاصم بن عمر بن قتادة، وزاد: فلما حالت بينهم وبينه قالوا: دعوه حتى يمسي فتذهب عنه فنأخذه , فبعث الله الوادي , فاحتمل عاصما , فذهب به. قال: وقد كان عاصم أعطى الله عهدا لا يمس مشركا ولا يمسه مشرك أبدا في حياته، قال ابن إسحاق: فكان عمر بن الخطاب يقول:
يحفظ الله المؤمن، فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع منهم في حياته.
وروينا عن بريدة بن سفيان استجابة الله دعاء خبيب على الذين قتلوه , فلم يحل الحول ومنهم أحد غير رجل لبد بالأرض حين رآه يدعو،
وفي هذا الحديث الصحيح كرامات ظهرت على من سمي فيه.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[13 - 03 - 06, 02:13 ص]ـ
البيهقي في الإعتقاد ـ باب القول في كرامات الأولياء
أخبرنا أبو الحسين بن بشران , أنا إسماعيل بن محمد الصفار , ثنا أحمد بن منصور الرمادي , ثنا عبد الرزاق , أنا معمر , عن ثابت , عن أنس بن مالك , أن أسيد بن حضير الأنصاري , ورجلا آخر من الأنصار تحدثا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة لهما حتى ذهب من الليل ساعة في ليلة شديدة الظلمة , ثم خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقلبان وبيد كل واحد منهما عصية , فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه , فمشى كل واحد منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله.
ورواه حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/271)
كان عباد بن بشر، وأسيد بن حضير ورواه قتادة، عن أنس , فلم يسم الرجلين قال:
ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما.
وقد روينا عن حمزة بن عمرو الأسلمي وأبي عبس بن جبر أنهما أكرما بقريب من ذلك فأضاءت أصابع حمزة، ونور في عصا أبي عيسى.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[14 - 03 - 06, 01:16 ص]ـ
الحمد لله
البيهقي في الإعتقاد ـ باب القول في كرامات الأولياء:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ , أنا حمزة بن العباس العقبي , ثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي , حدثنا أحمد بن صالح , ثنا ابن وهب , أخبرني يحيى بن أيوب , عن محمد بن عجلان , عن نافع , عن ابن عمر، أن عمر بن الخطاب، بعث جيشا , وأمَّرَ عليهم رجلا يدعى سارية قال:
فبينا عمر يخطب قال: فجعل يصيح وهو على المنبر يا سارية: الجبل، يا سارية الجبل، قال: فقدم رسول الجيش , فسأله , فقال: يا أمير المؤمنين، لقينا عدونا فهزمونا وإن الصائح ليصيح، يا سارية: الجبل، يا سارية: الجبل، فشددنا ظهورنا بالجبل , فهزمهم الله، فقيل لعمر: إنك كنت تصيح بذلك.
قال ابن عجلان: وحدثني إياس بن معاوية بن قرة بذلك.
وقد روينا من أوجه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:
ما كنا ننكر ونحن متوافرون أن السكينة تنطق على لسان عمر.
وعن عبد الله بن مسعود: ما رأيت عمر قط إلا وكأن بين عينيه ملكا يسدده.
وعن عبد الله بن عمر قال: كان عمر يقول القول فننتظر متى يقع.
قال الشيخ:
وكيف لا يكون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كان في الأمم محدثون , فإن يكن في هذه الأمة فهو عمر بن الخطاب، وهذا الحديث أصل في جواز كرامات الأولياء، وفي قراءة أبي بن كعب (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث)، وقرأها ابن عباس كذلك في بعض الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل: كيف يحدث؟ قال: تتكلم الملائكة على لسانه، وذلك يوافق ما روينا عن علي وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[14 - 03 - 06, 01:44 م]ـ
أحسنت يا أخي الشريف وإليك بعض آثار السلف في هذا الباب:
قال ابن القيم -رحمنا الله وإياه- (وكرامات الأولياء من معجزات الأنبياء, لأنهم إنما نالوها على أيديهم و بسبب اتباعهم, فهي لهم كرامات وللأنبياء دلالات, فكرامات الأولياء لا تعارض معجزات الأنبياء حتى يطلب الفرقان بينهما, لأنها من أدلتهم وشواهد صدقهم) مدارج السالكين2/ 505
ويقول شيخ الإسلام بن تيمية (وقد ذكر غير واحد من العلماء أن كرامات الولياء معجزات لنبيهم وهي من آيات نبوته وهذا هو الصواب) النبوات1/ 103
وقال رحمه الله في الجواب الصحيح (فأصحاب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وتابعوهم صالحون ولهم من الايات أعظم مما للحواريين وغيرهم من المم, ففيهم من كان يحمل العسكر على الماء, و من كان يشرب السموم القاتلة, ومن كان يحي الله الموتى بدعوته ومن يكثر الطعام والشراب, وكتب كرامات الولياء فيها من ذلك أعظم مما عند أهل الكتاب) 6/ 355
ويقول الإمام القرطبي رحمه الله عند قوله تعالى (فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقَضَّ فأقامه .. ) قال (وقال سعيد بن جبير: مسحه بيده واقامه فقام, وهذا هو القول الصحيح, وهوالشبيه بأفعال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ,بل والأولياء,) 11/ 23وفي بعض الأخبار أن سمك ذلك الحائط كان ثلاثين ذراعا بذراع ذلك القرن وطوله على وجه الرض خمسمائة ذراع وعرضه خمسن ذراعها فأقامه الخضر عليه السلام, أي: سواه بيده فاستقام قاله الثعلبي في كتاب العرائس)
ويقول في نفس الصفحة: (كرامات الأولياء ثابتة على ما دلت عليه الأخبار الثابتة والآيات المتواترة, ولا ينكرها إلا المبتدع الجاحد ,أو الفاسق الحائد)
ويقول رحمه الله تعالى (فنسأل الله التثبت على الإيمان بكراماتهم, وأن ينظمنا في سلكهم من غير محنة ولا فتنة) 6/ 181
اللهم آمين
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[14 - 03 - 06, 08:05 م]ـ
الأخ أبو زيد الشنقيطي
بارك الله فيك وأحسن إليك
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[14 - 03 - 06, 08:43 م]ـ
أجاب الله دعائك يا سيدي وحباك بمثله ..
قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى (روى الترمذي وغيره عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال (لو لم أُبعث فيكم لبُعث عمر) وفي حديث آخر إن الله ضرب الحق على لسان عمر وقلبه (وفيه لوكان نبي بعدي لكان عمر وكان علي بن أبي طالب1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول ما كنا نبعد إن السكينة تنطق على لسان عمر ثبت هذا عنه من رواية الشعبي وقال ابن عمر ما كان عمر يقول في شيء إني لأراه كذا إلا كان كما كان يقول وعن قيس بن طارق قال: كنا نتحدث أن عمر ينطق على لسانه ملك وكان عمر يقول: اقتربوا من أفواه المطيعين, واسمعوا منهم ما يقولون فإنهم تتجلى لهم أمور صادقةوهذه الأمور الصادقة التي أخبر بها عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنها تتجلى للمطيعين هي الأمور التي يكشفها الله عز وجل لهم)) 10/ 204
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/272)
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 08:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن لا أعتقد أن أحدا من أهل السنة ينفي وجود الكرامات لعباد الله الصالحين المتقين.
وإنمابسبب غلو بعض الفرق التي انحرف بها الهوى عن سبيل الرشاد صار كل من هب ودب يدعي أن له كرامة.
أو فد ترى إماما عالما ورعا تقيا بعد موته تنسب له أمور لو سمع بها حين حياته لكان أول من أنكرها
((مثل مايدعيه بعض المتصوفة من حادثة تقبيل الإمام الرفاعي لليد الشريفة)).
طبعا أمثال هؤلاء وجب علينا الإنكار عليهم ووعظهم.
ونعوذ بالله أ ننكر وجود الكرامات لعباد الله الصالحين المتقين
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 02:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن لا أعتقد أن أحدا من أهل السنة ينفي وجود الكرامات لعباد الله الصالحين المتقين.
وإنمابسبب غلو بعض الفرق التي انحرف بها الهوى عن سبيل الرشاد صار كل من هب ودب يدعي أن له كرامة.
أو فد ترى إماما عالما ورعا تقيا بعد موته تنسب له أمور لو سمع بها حين حياته لكان أول من أنكرها
((مثل مايدعيه بعض المتصوفة من حادثة تقبيل الإمام الرفاعي لليد الشريفة)).
طبعا أمثال هؤلاء وجب علينا الإنكار عليهم ووعظهم.
ونعوذ بالله أ ننكر وجود الكرامات لعباد الله الصالحين المتقين
وجزاكم الله خيرا
أحسن الله إليك يا موفق وبارك فيك:
1 - قولك لاأعتقد أن أحدا من أهل السنة .... الخ
أنا لم اشهد لمن أنكر ذلك بسنيته ولو أقررتُ له بها لما حصل النزاع والخلاف.
ثم إن من أهل السنة من ينكر كرامات الأولياء, كما أن منهم من يكفر المسلمين, أو يزني أو يسرق, أو يخرج على الولاة الشرعيين ولا يمنع هذا كونهم من أهل السنة جملة وإن خالفوهم في بعض المسائل واحفظ عن الشيخ عبد المحسن العباد هذه الكلمة الثمينة فهاكَها يقول لما ساله أحد الطلاب عن مؤلف متن في العقيدة كان يدرسه الشيخ في الحرم- وقال الطالب كيف ندرس متنه وهو عند مخالفة لأهل السنة في بعض مسائل المعتقد فقال: (لو أن كل من أخطأ في جانب من العقيدة أخرجناه عن دائرة أهل السنة لما بقي فيها أحد)
2 - قولك بسبب غلو بعض الفرق ..... الخ
هذه آفة عظيمة أعيذك بالله منها يا أخي وهي دفع الحق بالباطل
الحق لا يدفع بالباطل ولكن الباطل يزهق بالحق
فغلو الضلال من المبتدعة في هذا الجانب ينبغي ان لا يورث عندنا هذا الشعور وللأسف هذا ما دفع قلةً من المتنطعين إلى التشكيك في عقائد الناس باشياء لا صلة لها بذلك كأسمائهم ولباسهم مثلا.
هذا والله تعالى أعلم
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[17 - 03 - 06, 03:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التوضيح
لقد كدت أزلق في هذه المسأله فليس كل من أخطأ خرج من دائرة أهل السنة
بارك الله لك ولنا بك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 03 - 06, 04:17 ص]ـ
بارك الله فيك على هذه الفوائد الطيبة في إثبات كرامات الأولياء وذكر أمثلة منها، ولاشك أن إنكارها من البدع والعياذ بالله.
وكما قال الأخ الفاضل وحيد بيطار حفظه الله إنما الخوف ممن يستغل بعض ما يزعم أنه كرامات ويضلل الناس بذلك كما هو حاصل من بعض طوائف الصوفية وغيرهم.
وهناك كتاب مهم جدا في هذا الباب وأنصح كل طالب علم بالاطلاع عليه وهو
كتاب (الفرقان بين أولياء الرحمن واولياء الشيطان) للإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=61503#post61503
وأما من وقع في خطأ عقدي فهذا فيه تفصيل فإن كان من نواقض الإسلام كما يقع من بعض المتصوفة في قولهم بالحلول والاتحاد فهذا يخرجهم من الإسلام، وإن كان في بعض المسائل التي قد يكون لهم فيها دليل وشبهة فهنا يقال بالتفصيل.
ومن كان عنده بدع مغلظة أو يخشى منه في التلبيس على الناس في معتقدهم فلا ينصح بالدراسة عنده، والتحذير من ذلك من النصيحة في الدين.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[17 - 03 - 06, 04:59 ص]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ عبد الرحمن, فلا شك أن ما أشرت إليه من حصر الخطأ العقدي الذي لا يخرج صاحبه من الوصف بأنه من اهل السنة, في دائرة عدم بلوغه ناقضا من نواقض الإسلام,
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 03 - 06, 10:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك وجعلنا وإياك من أوليائه، ورزقنا وإياك كرامة الدنيا والآخرة.(33/273)
إكرام أهل بيت النبي عليه السلام وماذا قال عنه الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين؟
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[12 - 03 - 06, 11:26 ص]ـ
بسم الله والحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
قال الشيخ ابن العثيمين ـ رحمه الله ـ في شرح رياض الصالحين:
باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيان فضلهم
قال الله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}
وقال تعالى: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}
الشرح:
قال المؤلف ـ رحمه الله ـ: (باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضلهم). وأهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم: ينقسمون إلى قسمين: قسم كفار فهؤلاء ليسوا من أهل بيته وإن كانوا أقاربه له في النسب، لكنهم ليسوا من أهل بيته؛ لأن الله قال لنوح عليه الصلاة والسلام حين قال: {رب إن ابني من أهلي}، وكان ابنه كافرا قال: {إنه ليس من أهلك}.
فالكفار من أقارب الرسول صلى الله عليه وسلم ليسوا من أهل بيته، وإن كانوا أقارب له نسبا.
لكن المؤمنون من قرابته هم أهل بيته ومنهم أيضا زوجاته، فإن زوجاته رضي الله عنهن من آل بيته كما قال الله تعالى في سياق نساء أمهات المؤمنين: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}
وهذا نص صريح واضح جدا بأن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم من آل بيته، خلافا للرافضة الذين قالوا إن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ليسوا من أهل بيته، وهذا غير صحيح، فزوجاته من أهل بيته بلا شك. ولأهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين حقان؛ حق الإيمان وحق القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم.
وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين كما قال تعالى في كتابه: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}. فأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين، وهذا بالإجماع، فمن قال إن عائشة رضي الله عنها ليست أما لي فليس من المؤمنين لأن الله قال: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} فمن قال إن عائشة رضي الله عنها ليست أما للمؤمنين فهو ليس بمؤمن؛ لا مؤمن بالقرآن ولا بالرسول صلى الله عليه وسلم.
وعجبا لهؤلاء؛ يقدحون في عائشة ويسبونها ويبغضونها وهي أحب زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يحب أحدا من نسائه مثل ما يحبها كما صح ذلك عنه في البخاري أنه قيل: يا رسول الله، من أحب الناس إليك؟ قال: "عائشة". قالوا: فمن الرجال؟ قال:"أبوها" أبو بكر رضي الله عنه.
وهؤلاء القوم يكرهون عائشة ويسبونها ويلعنونها، وهي أقرب نساء الرسول إليه فكيف يقال إن هؤلاء يحبون الرسول؟ وكيف يقال إن هؤلاء يحبون آل الرسول؟ ولكنها دعاوي كاذبة لا أساس لها من الصحة.
فالواجب علينا احترام آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من قرابته المؤمنين، ومن زوجاته أمهات المؤمنين، كلهم آل بيته ولهم حق.
ثم ذكر المؤلف الآية التي سقناها الآن: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}، نقاء وطهارة، {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس} أي النجس المعنوي، {ويطهركم تطهير} بعد إزالة النجاسة. والتطهير: تخلية وتحلية، وقوله {تطهيرا} هذا مصدر مؤكد لما سبق، يدل على أنها طهارة كاملة.
ولهذا مَن رمي واحدة من نساء الرسول صلى الله عليه وسلم بالزنى ـ والعياذ بالله ـ فإنه كافر حتى لو كانت غير عائشة.
عائشة الذي يرميها بما برأها الله منه كافر مكذب لله، يحل دمه وماله، وأما الذي يرمي سواها بالزنى فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه كافر أيضاً،لأن هذا أعظم قدح برسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يكون فراشه ممن يزنين والعياذ بالله، وقد قال الله تعالى: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات}.
فمن رمي واحدة من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بالزنى فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم وحاشاه من ذلك ـ جعله خبيثا ـ نعوذ بالله لأن الله يقول {الخبيثات للخبيثين}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/274)
وبهذا يُعْرَف أن المسألة خطيرة وعظيمة، وأن الواجب علينا أن نُكِّن المحبة الصادقة لجميع آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم نسائه كلهن والمؤمنين من قرابته.
2/ 347 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه موقوفا عليه أنه قال: ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته، رواه البخاري معنى "ارقبوا" راعوه واحترموه وأكرموه والله أعلم.
الشرح:
هذا الحديث وهذا الأثر في بيان حق آل النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سبق أن آل بيته هم زوجاته ومن كان مؤمنا من قرابته، من آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس، وهم الذين تحرم عليهم الصدقة؛لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه العباس وقد سأله من الصدقة، قال: "إن هذه أوساخ الناس وإنها لا تحل لآل محمد".
وآل محمد لهم خصائص ليست لغيرهم، ففي باب الفيء لهم حق يختصون به، كما قال تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} يعني قرابة النبي صلى الله عليه وسلم.
ولهم كرامة وشرف وسيادة، فلا تحل لهم الصدقة ولا الزكاة الواجبة؛لأنها أوساخ الناس كما قال تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم} فلا يحل لهم الصدقة؛ فهم أشرف وأعلى من أن تحل لهم الصدقة، لكن يُعطون بدلها من الخُمس.
ثم بيَّن في حديث زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم غدير خم؛ وهو غدير بين مكة والمدينة نزل فيه النبي صلى الله عليه وسلم ووعد وذكَّر، وحث على القرآن، وبيَّن أنَّ فيه الشفاء والنور، ثم حث على أهل بيته فقال:
" أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي".
ولم يقل إن أهل بيته معصومون، وإن أقوالهم كالقرآن يجب أن يعمل بها كما تدعيه الرافضة، فإنهم ليسوا معصومين، بل هم يخطئون كما يخطئ غيرهم، ويصيبون كما يصيب غيرهم، ولكن لهم حق قرابة النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق.
وقوله:" أذكركم الله في أهل بيتي":
يعني اعرفوا لهم حقهم، ولا تظلموهم، ولا تعتدوا عليهم، هذا من باب التوكيد، وإلا فكل إنسان مؤمن له حقٌ على أخيه، لا يحق له أن يعتدي عليه، ولا أن يظلمه، لكن لآل النبي صلى الله عليه وسلم حق زائد على حقوق غيرهم من المسلمين.
وإذا كان هذا في حق آل النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بحق الرسول صلى الله عليه وسلم؟.
حق الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم الحقوق بعد حق الله؛ يجب أن يُقَدَم على النفس والولد والأهل وعلى جميع الناس، في المحبة والتعظيم وقبول هَدْيه وسُنَّته صلى الله عليه وسلم، فهو مُقَدَم على كل أحد صلى الله عليه وسلم. نسأل الله أن يجعلنا والمسلمين من أتباعه ظاهرا وباطنا. اهـ
وصلى الله على نبينا محمدوعلى آله وسلم.
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[13 - 03 - 06, 03:25 ص]ـ
جزاكم الله كل خير ..(33/275)
المقدمات الممهدات لنقد فكر محمد عابد الجابري
ـ[ابن السائح]ــــــــ[14 - 03 - 06, 03:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذه نقول عن بعض الباحثين، انتقدوا محمدا الجابري، وكشفوا بعض دواخله، نقلتها من مقال طويل أدرجه الشيخ الفاضل أبو مصعب سليمان الخراشي حفظه الله في موقعه الكاشف.
ترجمته ([1]):
- كاتب مفكر مغربي معاصر. ولد بالمغرب عام 1936م، وحصل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة عام 1967، وعلى دكتوراه الدولة في الفلسفة عام 1970م من كلية الآداب بالرباط.
- يعمل حالياً أستاذاً للفلسفة والفكر العربي الإسلامي في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط.
- له مجموعة مؤلفات، ومشاركات في الصحف والمجلات.
مؤلفاته:
1 - أضواء على مشكلة التعليم بالمغرب، 1973م.
2 - مدخل إلى فلسفة العلوم –بيروت-دار الطليعة- 1982م.
3 - من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية والتربوية، 1977م.
4 - نحن والتراث –المغرب- المركز الثقافي العربي 1983م.
5 - تكوين العقل العربي –بيروت- مركز دراسات الوحدة العربية.
6 - المنهاج التجريبي وتطور الفكر العلمي بيروت –دار الطليعة- 1982م.
7 - فكر ابن خلدون، العصبية الدولة –المغرب- دار النشر المغربية – 1984م.
8 - إشكاليات الفكر العربي المعاصر، 1986م.
9 - وحدة المغرب العربي –بيروت – مركز دراسات الوحدة العربية –1987م.
10 - التراث والحداثة: دراسات ومناقشات، 1991م.
11 - الخطاب العربي المعاصر –بيروت- مركز دراسات الوحدة العربية – 1994م.
12 - وجهة نظر: نحو إعادة بناء قضايا الفكر العربي المعاصر، 1992م.
13 - المسألة الثقافية، 1994م.
14 - الديمقراطية وحقوق الإنسان، 1994م.
15 - مسألة الهوية: العروبة والإسلام والغرب، 1995م.
16 - المثقفون في الحضارة العربية: محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد، 1995م.
17 - الدين والدولة وتطبيق الشريعة، 1996م.
18 - المشروع النهضوي العربي: مراجعة نقدية، 1996م.
19 - قضايا في الفكر المعاصر، 1997م.
-أصدر الجابري مجلة (نقد وفكر)، وهي شهرية.
تنبيه:
حيث أنه قد سبقني مجموعة من الباحثين الفضلاء في دراسة فكر هذا الرجل، فقد رأيت الاكتفاء بنقل دراساتهم للقارئ؛ نظراً لعمقها وتحقيقها للمراد، خشية أن تتكرر الجهود.
والدراسات هي:
1 - مقال للأستاذ أحمد أبو عامر بعنوان (كتَّاب يجب أن نحذرهم: محمد عابد الجابري) نشره في المجلة العربية، العدد 165، بتاريخ شوال 1411هـ.
2 - مقال للأستاذ عبد العزيز الوهيبي بعنوان (قراءة في فكر الدكتور محمد عابد الجابري) نشره في مجلة البيان (العدد71).
3 - جزء من رسالة الدكتور مفرح القوسي (المنهج السلفي والموقف المعاصر منه في البلاد العربية) ([2]) خصصه للحديث عن الجابري (2/ 561 - 569).
-قال الأستاذ أحمد عبد العزيز أبو عامر في مقال له عن الجابري نشره في المجلة العربية (العدد 165): (تمهيد: تعاني جامعاتنا العربية ضمن ما تعانيه من الضعف أن جل أساتذتها الذين تخرجوا من الجامعات الأجنبية وبخاصة في العلوم الإنسانية عادوا بتصورات أجنبية فعلاً تتنكر غالباً للأصول الإسلامية لفقدانهم الأسس الإسلامية الصحيحة، وفاقد الشيء لا يعطيه.
ولذا وجدناهم مختلفي المنطلقات الفكرية، ويمكن إجمالهم على النحو التالي:
1 - الدعاة لمركسة الفكر العربي وأبرزهم عبد الله العروي.
2 - الدعاة لعلمنة الفكر العربي وأبرزهم محمد أركون.
3 - الدعاة لعقلنة الفكر العربي وأبرزهم محمد عابد الجابري، مدار المناقشة في هذه الحلقة وهو من المبشرين بما يسمى بالمذهب الانتقالي، والذين يزعمون أن العلم شيء والعقيدة شيء آخر.
ما حقيقة هؤلاء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/276)
وهؤلاء الكتاب يزعمون أنهم يناقشون قضايا المجتمع العربي الإسلامي من منظور علمي مع أنهم في الحقيقة يحاولون عمداً هدم الإسلام من الداخل ويسمي الباحث القدير (د/يوسف نور عوض) هذا الاتجاه الجديد في علم الاجتماع. (اتجاه النقل المقصود به الهدم) ذلك أن معظم الكتاب العرب الذين بدأوا يستخدمون هذا المنهج، لم يحاولوا في الواقع نقد المنهج ذاته بل استخدموه بأقصى درجات التطرف من أجل تفتيت كيان الأمة الثقافي. تارة تحت اسم (سوسيولوجيا المعرفة) وأخرى تحت اسم (سوسيولوجيا النقد) ([3]) ومعظم الذين يعملون في هذه الاتجاهات الخطيرة قد عملوا في إطار التنظيمات الأيدلوجية المشبوهة وغرضهم إسقاط أفكارهم على الواقع الاجتماعي دون الدخول مباشرة في المواجهة، ونعود لصاحبنا الجابري.
نبذة عن حياته ([4]):
ولد عام 1936م في قرية (فكيك) المغربية على الحدود الجزائرية ودرس بها ثم غادرها إلى (الدار البيضاء) حيث انخرط في خلايا العمل الوطني في بداية الخمسينات، وفي عام 1958م انتقل إلى دمشق للحصول على الإجازة في الفلسفة. بعد أن حصل على البكالوريا كمرشح حر ولم يتم دراسته الجامعية وعاد للمغرب لينتسب إلى الجامعة المغربية الفتية. وفيها يكمل مشواره الأكاديمي، وفي 1964م يحصل على (الليسانس) في الفلسفة وفي عام 1967م نال الماجستير بعد مناقشة رسالته (منهجية الكتابات التاريخية المغربية) والتي عن طريقها اكتشف عالم الاجتماع المسلم (عبد الرحمن بن خلدون) حيث قرر أن يكون بحثه لنيل شهادة الدكتوراه عام 1971م (العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي). وهو الآن أستاذ الفلسفة والفكر العربي والإسلامي في كلية الآداب بجامعة الملك محمد الخامس بالرباط، وله العديد من الكتب من أشهرها: (نحن والتراث) و (نقد العقل العربي) وقد صدر في أجزاء ثلاثة هي (تكوين العقل العربي) و (بنية العقل العربي) و (العقل السياسي العربي) و (الخطاب العربي المعاصر) وغيرها. وقد شارك في العديد من المؤتمرات العلمية والثقافية وطرح بعض الآراء التي سيتم مناقشة بعض منها فيما بعد.
والملاحظ أن كثيراً من الكتاب المغاربة المشهورين اختطوا طريقاً فكرياً ينحو المنحى الفلسفي بما يسمونه (قراءات التراث) وهي اتجاهات شتى يمكن الرجوع لمعرفتها في كتاب (التراث والهوية) لعبد السلام بن عبد العالي الذي تطرق فيه إلى كل من العروي والخطيبي والجابري وغيرهم.
ومحمد عابد الجابري والحق يقال: إنه من أنزه هؤلاء الكتاب وإن كان عليه مآخذ سأوضحها فيما بعد، وهذا التعريف السريع به وبفكره ينطلق من عنوانه من ما يعرف بالبستمولوجيا وهي النظم المعرفية التي اشتهر في كتاباته عنها، في دراسته عن (نقد العقل العربي) وكيف انحدر إلى ما أسميه (بالهذرلوجيا) ([5]) وأعني به السقوط في الرأي، حينما عرض وجهة نظره في أزمة الخليج والتي هي أقرب ما تكون للهذر من التحليل العلمي الذي عرف به وكيف أنه ناقض نفسه في مفهومه للوحدة العربية والذي سبق أن أدلى به في عدة مقابلات صحفية كما سأوضحه إن شاء الله.
قراءات في التراث:
للجابري صلة قوية بدراسة التراث العربي الإسلامي ومن خلال قراءاته تلك يعرف بفكره وطروحاته حول التراث والتحديث، وقد وضع منطلقاته الفكرية هذه في مدخل كتابه (نحن والتراث) .. فحينما ذكر اتجاهات الفكر العربي المعاصر في دراسة التراث وضعها في ثلاث فئات (السلفية الدينية) و (القراءة الاستشراقية) و (القراءة اليسارية) وقال: إن تلك القراءات كلها (سلفية) وإن اختلفت منطلقاتها. وإنما الفرق بينها هو نوع السلف الذي يتحصن به كل تيار، فالقراءة الاستشراقية سلفها مفكرو أوروبا واليسارية سلفها الماركسية .. ومن خلال إطلاعي على بعض من كتب عن الجابري وجدت أن ما ذكره المفكر المغربي (سعيد بن سعيد) عن ملامح منهجه الفكري هو أقرب ما يكون له، حيث وضع منهج الجابري متمثلاً في ثلاثة أبعاد.
1 - بين درسين اثنين درس الفلسفة الهيجلية الماركسية ودرس الابستمولوجيا التكوينية كما نجدها عند (جان بياجي) من جهة ثانية.
2 - الدرس البنيوي حيث يأخذ فيه من البنيويين وعلى وجه الخصوص من الفرنسيين (التوسر) و (فوكو) بصفة خاصة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/277)
3 - البعد البستمولوجي الفرنسي ونجد تأثره بالمفكر الفرنسي (باشلار) أكثر من غيره ([6])، ولقد صاغ الجابري في هذه الأخلاط المتعددة قراءاته للتراث والتي سنرى نموذجاً لها، ومما يتميز به الجابري أنه لم يصادم الإسلام مباشرة، ولا يرى التغيير في ترك التراث كالعروي مثلاً لكن له آراء عجيبة وغريبة، ومما جاء في (بنية العقل العربي) قوله: (اللغة والشريعة والعقيدة والسياسة في الماضي والحاضر تلك هي العناصر الرئيسية التي تتكون منها المرجعية التراثية التي قلنا: إنه لا سبيل إلى تجديد العقل العربي إلا بالتحرر منها)!!
ماذا قال في دراسته عن نقد العقل العربي:
هذه الدراسة صدرت في أجزاء ثلاثة سبق ذكرها وهي دراسة مركزة وتحليلية للثقافة العربية والإسلامية تحتاج إلى كبير تأمل ومراجعة حتى يستوعبها القارئ لها، وسأقف معك أخي القارئ في الجزء الأول منها وهو (تكوين العقل العربي) وقد ذكر في كتابه (الخطاب العربي المعاصر) والذي يعتبر تمهيداً لهذه الدراسة، ذكر أن الذاتية العربية الراهنة تفقد استقلالها لكونها تنطلق من مرجعيتين متعارضتين منفصلتين عنها إحداها (تنتمي إلى الماضي العربي الإسلامي) والأخرى تنتمي إلى (الحاضر والمستقبل الأوروبي). وسبيل تحقيق الذات العربية هو التحرر من ذلك النموذج (الإسلامي والغربي)!!
تكوين العقل العربي:
تتبع الجابري مراحل تكوين الثقافة الإسلامية التي دونت وصنفت وأعيد بناؤها خلال عصر التدوين وامتداداته فوجد نفسه أمام ممارسة نوع من التاريخ للثقافة العربية يقوم على إعادة ترتيب العلاقات بين أجزائها، فبدلاً من تصنيف ضروب المعرفة إلى علوم نقلية وأخرى عقلية .. أدى به رصد الأساس (البستمولوجي) لإنتاج المعرفة داخل الثقافة العربية إلى تصنيف آخر لا يؤخذ فيه بعين الاعتبار سوى البنية الداخلية للمعرفة (آلياتها ووسائلها ومفاهيمها الأساسية) حيث وضعها في ثلاث مجموعات:
1 - علوم البيان: من نحو وفقه وعلم كلام وبلاغة ويؤسسها نظام معرفي واحد يعتد قياس الغائب على الشاهد كمنهاج في إنتاج المعرفة سماه (المعقول الديني العربي).
2 - علوم العرفان: تصوف وفلسفة وباطنية وسحر وتنجيم ويؤسسها نظام معرفي يقوم على (الكشف والوصال) و (التجاذب والتدافع) كمنهاج وسماه (اللامعقول العقلي).
3 - علوم البرهان: من منطق ورياضيات وطبيعيات وإلهيات ويؤسسها نظام معرفي واحد يقوم على الملاحظة التجريبية والاستنتاج العقلي كمنهج وسماه (المعقول العقلي) وقال بأن العقل العربي إنما تكون من خلال تشييده لعلوم البيان التي أبدع فيها أيما إبداع، فإن كانت الفلسفة معجزة اليونان فإن العلوم العربية هي معجزة العرب!! وإذا كانت معجزة اليونان قد جعلتهم يتعاملون مع الكون لمحاولة فهمه فإن معجزة العرب قد جعلتهم يتعاملون مع النص وينغلقون من داخله بعد أن أغلقوا المعرفة التي تنتمي إليه. فماذا يا ترى يريد قوله بهذا الكلام الملفوف؟
وهكذا صار يحلل البقية على ذلك المنوال، ثم ذكر أن تأخر المسلمين راجع لكون العقل قدم استقالته استناداً إلى المشروعية الدينية، ففي حين بدأ الأوروبيون يتقدمون باستيقاظ العقل بينما المسلمون في صراع حول الخلافة وصراع الفرق وأن تقدم غير المسلمين حينما فصل الدين عن الدولة.
وهكذا يدس السم في الدسم بطريق غير مباشر ولذا صدق د/يوسف نور عوض ([7]) بقوله عن هذا الكتاب: إنه نوع من الكتب التي يوهم القارئ بأنه يتحدث في أمور خطيرة ويتناولها بطريق علمية وموضوعية ولكن المتأمل فيه يدرك أن الكتاب فارغ المضمون وأنه مليء بالمغالطات والآراء غير العلمية بعكس الدعاية الكبيرة له، ومن ملاحظاته ما يلي:
1 - أن السياسة وحدها ليست هي السبب الجوهري في تخلف المسلمين لأنه ليس هناك مجتمع في العالم لا يهتم بالسياسة فضلاً عن أن علومنا الإسلامية هي الأساس للنهضة الأوروبية كما اعترف بذلك منصفو الغرب أنفسهم كجوستاف لوبون في (حضارة العرب) وأن الاختلاف في التفاوت بين أوروبا والعالم العربي ليس في طبيعة العقل ذاتها وإنما لكون أوروبا اكتشفت الطاقة قبلنا واستطاعت عن طريق استثمار ثرواتها أن تنمي نهضتها الصناعية، واستطاعت عن طريق الاستعمار أن تثبت أركان نفوذها وقوتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/278)
2 - إن الجابري يموه بمفهومي النص والبيان وإن ما يعنيه هو القرآن الكريم إذ يريد أن يقول: إن الثقافة الإسلامية كلها قد انحصرت في معرفة النص القرآني وهكذا أصبحت من وجهة نظره معرفة مغلقة، ولم يدع أحد حتى الآن في الغرب أن دراسة اللغة مثلاً قد أصبحت غير مجدية، ودليلنا تطور علم اللغة الحديث لهم بطريقة مذهلة.
3 - وحينما قال الجابري: إن العقل البياني العربي استقال من خلال ما يعرف بالتصوف السيئ أكد د. يوسف بأنه لا يعترف بأن التيار الصوفي كان في أي مرحلة من مراحله قوياً بحيث يحجب الشريعة ويكون بديلاً عنها بحيث نصف العقل الإسلامي بأنه عقل مستقيل.
4 - دعواه أن العلم العربي ظل خارج الحياة ولم يدخل في احتكاك مع الدين كما هو الشأن في الغرب ولم يبرر ذلك بموقف الإسلام الإيجابي من العلم وإنما برره بسلبية العرب واهتمامهم بالسياسة أكثر من اهتمامهم بالعلم. وأقول: كيف تقدم العلم العربي الإسلامي في عصور ازدهاره مع الاهتمام الكبير بالسياسة آنذاك والصراع حولها؟ لكن الحقيقة أن العلم والعلماء لم تتح لهم من الإمكانات والدعم ما كان موجوداً آنذاك، وفي نظري أن تقسيمه الجديد عقد العلم وفروعه وجعله مستعصياً عن الفهم عند الآخرين، ثم كيف تقدم أسلافنا في التقسيم التقليدي وكانوا غرة في جبين الزمان؟! فنهضتنا وتقدمنا ليس في تقسيم للعلم جديد بدلاً للتقسيم القديم فحسب. بل لا بد من إعادة النظر في المناهج والتوجهات والخطط التنموية والعمل الجاد من كافة فئات الأمة بعد وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
من آرائه العجيبة:
أولاً: في الوقت الذي يقول فيه: إن تطبيق الشريعة مبدأ لا يحتمل النقاش كمبدأ يقول: إن الشريعة في الإسلام مجال مفتوح وأن هناك مبادئ وجوانب معينة وتطبيقها فيه مجال للاجتهاد، ثم يقول: إن (حد الزنا) كان من الممكن تطبيقه في مجتمع البادية أما المجتمع الجديد فلا يمكن تطبيقه كما اشترط الفقهاء ([8]) ولا شك فهذه الدعوى ساقطة من أساسها؛ لأن إجماع العلماء بأنه لا اجتهاد مع النص معروف ولا خلاف حوله، وتبقى الملابسات والظروف والتحديد العقلي، وهذا ما يقرره العلماء والجابري ليس منهم، والإسلام دين شامل لكل زمان ومكان وتعاليمه السماوية لم تكن مؤقتة كما يزعم هؤلاء بلا علم (أأنتم أعلم أم الله).
ثانياً: يقول في إحدى المقابلات معه (المستقبل العربي عدد 45/ 5): إن التمزق الذي يعيشه عالمنا العربي ليس في الحقيقة فشلاً لمفهوم القومية العربية كبديل عن المجتمع القديم، بل نتيجة لغياب الديمقراطية عن مشروع القومية العربية!!
والحقيقة أن مأساة الأمة العربية في مشاريع الوحدة الكثيرة ليس لغياب الديمقراطية فحسب بل لكونها لم تتم على الأسس المفروضة المنطلقة من الإسلام ذاته، ولو آمن المتحدون بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة لما حصلت أي خلافات أو تعثر. لكن مشكلة المشاريع الوحدوية أنها قامت لمصالح ومن ورائها ذوو اتجاهات حزبية متناقضة لا يأمن بعضهم جانب بعض فما تلبث إلا أن تسقط بين عشية وضحاها، إن الأمة بحاجة إلى منطلقات إيمانية وإلى معالم شورية وحينها لن يحدث ما يحصل من تشرذم وسقوط، فهل نعي ذلك أم على قلوب أقفالها؟ وليس هناك أكبر دليل على سقوط (القومية) من واقعنا اليوم وكيف أصبحت المفاهيم القومية مصلحية ونفعية ولا تمت للمصالح العليا للأمة بصلة ([9]).
ثالثاً: في حوار ثقافي بين الجابري وحسن حنفي على صفحات مجلة اليوم السابع (225/ 5) حول ما دعته المجلة (بالتخلي عن منطق الفرقة الناجية) تطرق الجابري إلى حديث (افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) وذكر بأن حصر الفرق الضالة كما جاء في الحديث وكما يفعل علماء الشرع وتعيين الطائفة الناجية عمل فيه تحكم وتعسف لا يقبله العقل ولا الشرع مستنداً إلى ما ورد عن رأي لبعض علماء المغرب والأندلس .. والحقيقة أن الحديث صحيح كما أخرجه علماء الحديث قديماً وحديثاً وقد جمع الباحث (سليم الهلالي) طرق الحديث ورواياته وتقويم علماء الجرح والتعديل له وبيان صحته والرد على بعض المعاصرين في طعنهم فيه وتأويل معناه بدون فهم في رسالة له بعنوان (نصح الأمة في فهم أحاديث افتراق الأمة) وختم الرسالة بست حقائق علمية في فقه الحديث جديرة بالإطلاع أكد فيها على وجود الطائفة المنصورة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/279)
القائمة على نهج النبي صلى الله عليه وسلم متبعة سنته حتى يأتي أمر الله بالنصر والتأييد، وقد فصل الباحث الهلالي أوصاف هذه الطائفة في كتابه (اللآلئ المنثورة بأوصاف الطائفة المنصورة).
مقالته في الهذرلوجيا:
قلت: إن الهذرلوجيا أعني بها الكلام غير الموزون وغير القائم على أسس علمية وقد طرح الجابري رأيه حيال أزمة الخليج في (مجلة اليوم السابع) حيث يرى أن خلاف العقيدة (العراق) مع (الغنيمة) الكويت وضع عربي متسلسل عن صراع التكوينات العربية والاشتراكية في الستينات مع التقليدية والأمبريالية. انكمشت في الماضي زمن تطاول الاشتراكية ثم تجاسرت على الخروج فكان الصدام الذي جعل البترول الكويتي غنيمة يستحقها العراق نتيجة خوضه الحروب القومية!! فأدى تراكم الديون إلى بحثه عن حقه في الغنيمة .. وأتساءل مع الأستاذ (تركي السديري) ([10]) في تعليقه على الجابري فيما ذكر: أي أمل لنا في فكر من هذا النوع من الكتاب الذي يتجاهل تشريد شعب بكامله وسطو على حقوق غيره ثم يسمي ذلك بأنه رد فعل طبيعي، متحللاً تماماً من صفته كمفكر ليتحول إلى كاتب إعلامي.
والجابري ينطلق في توهمه هذا على ما بنى عليه كتابه (العقل السياسي العربي) حينما قال: إن القبيلة والغنيمة والعقيدة محدودات ثلاثة حكمت العقل السياسي العربي الماضي وما زالت تحكمه، وبعد أن احتككنا بالحضارة المعاصرة وظهرت الأيدلوجيات النهضوية من سلفية وعلمانية وليبرالية وقومية واشتراكية .. تعرضت تلك المحدودات إلى نوع من القمع والإبعاد فشكلت المكبوت وبعدما تعرضنا له من نكسات واحباطات فتحت الباب على مصراعيه لعودة المكبوت وأن المطلوب هو تجديد مهام الفكر العربي اليوم بتجديد العقل السياسي ويتمثل في رأيه فيما يلي:
1 - تحويل القبيلة إلى مجتمع منظم مدنياً وسياسياً واجتماعياً.
2 - تحويل الغنيمة إلى اقتصاد (ضريبة) أو اقتصاد منتج.
3 - تحويل العقيدة إلى مجرد رأي .. ومن ثم التعامل بعقل اجتهادي ونقدي.
والذي يعرفه الجميع أن تلك التحولات الجديدة حصلت في كثير من أنحاء العالم العربي بالفعل، لكن السؤال المهم على أي أساس ينظم المجتمع المنشود. وعلى أي أساس يقوم الاجتهاد النقدي؟! لقد جربت الأمة العديد من المناهج الكثيرة من قومية واشتراكية ورأسمالية وما زالت تدور في حلقة مفرغة ويبقى أن تجرب الإسلام الفعال الإسلام الحق القائم على الشورى. لا الإسلام الانتقالي الذي يريده (الجابري) وأمثاله .. ومما يؤسف له أن الجابري نسي أو تناسى جوابه عن الطريقة المعقولة للوحدة العربية في مقابلة معه في صحيفة القبس الكويتية العدد (5884) الصادر في 29/ 9/1988م حينما قال: (والوحدة في أية حال لا يمكن أن تتم أو تكون دون ديمقراطية، ودون تراضي الدول العربية المرشحة لأن تتحد إما كمجموعات إقليمية أو كوطن عربي ككل. لا طريق آخر للوحدة العربية إلا طريق التراضي الديمقراطي بين هذه الدول، إلى أن يقول .. وبالتالي ستكون الوحدة عبارة عن مراحل وتعاون متدرج وليس وحدة شاملة من خارج المحيط .. ) أي دعوى تلك التي زعمها في رأيه بأزمة الخليج وقد قال ما قال وناقض رأيه السابق في الموضوع بلا مبرر معقول؟
حقاً إن الجابري لم يقدم إضافة مفيدة ولكنه خسر نفسه كمفكر) انتهى كلام الأستاذ أحمد أبو عامر –وفقه الله-.
وقال الأستاذ عبد العزيز الوهيبي في مقال له بعنوان (قراءة في فكر الدكتور محمد عابد الجابري) نشره في مجلة البيان (العدد 71): (هل يمكن بناء نهضة بعقل غير ناهض .. عقل لم يقم بمراجعة شاملة لآلياته، ومفاهيمه، وتصوراته ورؤآه…؟!
ثم لماذا لم تتطور أدوات المعرفة (مفاهيم، مناهج، رؤى .. ) في الثقافة العربية (الإسلامية) خلال نهضتها في (القرون الوسطى) إلى ما يجعلها قادرة على إنجاز نهضة فكرية وعلمية مطردة التقدم، على غرار ما حدث في أوربا ابتداءً من القرن الخامس عشر (الميلادي)؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/280)
تلك هي الإشكالية التي شغلت ذهن المفكر المغربي د/ محمد عابد الجابري، ودفعته إلى إصدار دراساته المتنوعة حول كثير من قضايا الفكر الإسلامي التي منها: (نحن والتراث) صدر عام 1980هـ و (الخطاب العربي المعاصر) صدر عام 1982م و (نقد العقل العربي) الذي بدأ صدور أجزائه عام 1986م. ولعل أهم هذه الدراسات وأكثرها ثراءً: الدراسة الأخيرة التي جاءت في ثلاثة أجزاء، كان الأول منها عن (تكوين العقل العربي)، والجزء الثاني عن (بنية العقل العربي) والجزء الثالث عن (العقل السياسي).
والجزء الأول والثاني، أكثر أهمية في نظري من الجزء الثالث الذي درس نشأة الدولة في الإسلام، وتطورها… وحاول المؤلف فيه إبراز ما أسماه المحددات التي بقيت تحكم هذه الدولة في مختلف مراحل سيرتها الطويلة، هذه المحددات حصرها المؤلف من وجهة نظره في ثلاثة جوانب لا تتجاوزها وهي: العقيدة، والقبيلة، والغنيمة… وأحسب أنه لا يزال في هذا الموضوع العقل السياسي زيادة لمستزيد ولم يكن تناول المؤلف لهذا الموضوع كافياً ولا شافياً.
لاحظ الجابري، عندما درس (بينة العقل العربي) أن التصنيف الشائع القديم للعلوم الإسلامية بتقسيمها إلى علوم نقلية وأخرى عقلية، أو علوم دين وعلوم لغة، أو علوم العرب وعلوم العجم، لاحظ أن هذه التصنيفات لا تقوم إلا على اعتبار المظاهر الخارجية وحدها، والتي تذكرنا بالتصنيف القديم للحيوانات حسب مظاهرها الخارجية وحدها: إلى حيوانات برية ومائية وبرمائية، لكننا بحاجة إلى تصنيف جديد للعلوم الإسلامية كما ظهر التصنيف الجديد للحيوانات إلى فقريات ولا فقريات؛ الأمر الذي فتح أمام علم البيولوجيا آفاقاً جديدة خصبة وعميقة.
لقد كان عمل الجابري في هذا البحث (نقد العقل العربي) محاولة للكشف عن هذا التصنيف الجديد، محاولة لدراسة البنية الداخلية للفكر الإسلامي، وإعادة التصنيف على أساس لا يؤخذ فيه بعين الاعتبار سوى البنية الداخلية للمعرفة: آلياتها ووسائلها ومفاهيمها الأساسية.
من هذا المنطلق جاء التقسيم الجديد عند المؤلف للعلوم الإسلامية وتيارات التفكير الإسلامي إلى ثلاثة علوم أساسية هي:
- علوم البيان: وتشمل الفقه وأصوله وعلم الكلام وعلوم اللغة.
- علوم البرهان: وتشمل الفلسفة وخصوصاً فلسفة أرسطو!
- علوم العرفان: وتشمل التشيع والتصوف والفلسفة الإشراقية.
كان الإمام الشافعي هو المؤسس للمنهج في العلوم البيانية وكتابه (الرسالة) يعتبر (قواعد المنهج) للفكر الإسلامي، كما وضع ديكارت (قواعد المنهج) للفكر الفرنسي والأوروبي الحديث، وقد لخص رحمه الله تلك القواعد بقوله: (ليس لأحد أبداً أن يقول في شيء حل ولا حرم إلا من جهة العلم، وجهة العلم: الخبر في الكتاب أو السنة، أو الإجماع، أو القياس (الرسالة: 39) فجهة العلم بناء على هذا النص محصورة في أحد سبيلين: النص (من كتاب أو سنة أو إجماع) أو القياس (الذي هو إلحاق فرع بأصل لاتحادهما في العلة) فقياس التمثيل إذن هو الآلية المفضلة عند الفقهاء، وهو الأسلوب الذي يحكم منهجهم في التفكير .. وعن الفقهاء انتقل المنهج إلى المتكلمين وعلوم النحو والبلاغة مُشكّلاً بذلك مدرسة البيانيين.
أما علوم العرفان وهي العلوم التي يقدم فيها العقل استقالته فتبدأ مع بداية الترجمة، عندما أمر خالد بن يزيد بن معاوية (ت 85هـ) بترجمة كتب الكيمياء، والتنجيم، وكتب الطب اليونانية والقبطية، تلك الكتب التي تقدم رؤية هرمسية غنوصية للكون والإنسان، ثم كان لجابر دور في نشر هذه النظرة الهرمسية، وشاركه في مثل هذا الدور الطبيب الرازي، أما في المجال العقائدي فقد كان الشيعة أول من تهرمس في الإسلام، ولم تسلم الجهمية هي الأخرى من هذا التلوث وكذا الصوفية، ثم جاء بعد ذلك دور التيارات الباطنية ممثلة في إخوان الصفا وفلسفة ابن سيناء، التي تزعمت التيارات الباطنية الإشراقية، ثم غدت بعد ذلك طابعاً عاماً لكثير من التيارات المنحرفة التي كان مدار التفكير فيها والمنهج المفضل للوصول إلى المعرفة قائماً على أساس الكشف والعرفان والإشراق الذوقي الباطني، وبخلاف كثير من الباحثين يرى المؤلف أن هذا الاتجاه لم يكن رد فعل ضد تشدد الفقهاء، ولا ضد جفاف الاتجاه العقلي عند المتكلمين، كلا، لقد ظهر هذا النظام قبل أن تتطور تشريعات الفقهاء، ونظريات المتكلمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/281)
إلى ما يستوجب قيام رد فعل من هذا القبيل، لقد كان هذا التيار نتيجة لمحاولة عناصر معادية للفكر الإسلامي وللدولة الإسلامية قادته عناصر من الزنادقة وأتباع الديانات الوثنية؛ من أجل تقويض البناء الفكري والسياسي للدولة الإسلامية.
هذا عن البيان والعرفان… أما عن البرهان فيذكر المؤلف تبعاً لما يراه المستشرق كارل بروكلمان أن المأمون (198 - 218هـ) إنما أمر بترجمة الفلسفة اليونانية لمواجهة العرفان المانوي الغنوصي الذي اعتمده الشيعة والزنادقة لمواجهة الدولة الإسلامية، لقد كان الكندي (185 - 252هـ) هو أول فيلسوف عربي حيث أكد على أن المعرفة إنما تكون حسية أو عقلية أو إلهية أداتها الرسل المبلغة عن الله، وهو بذلك يرفض العرفان الشيعي الصوفي، ثم جاء بعده الفارابي (260 - 339هـ) الذي حاول (الجمع بين الحكيمين)، أرسطو وأفلاطون محاولاً (التوفيق) بين تيارات الفلسفة اليونانية المختلفة، متوصلاً بذلك إلى أن العرفان إنما هو ثمرة للبرهان.
لقد بقيت مدرسة بغداد كما يرى المؤلف من المأمون وحتى الخليفة القادر (381 - 422هـ) مركزاً علمياً مخلصاً لاستراتيجية المأمون الثقافية القائمة على الارتكاز على أرسطو ومنطقه وعلومه في الحرب ضد الإسماعيلية العرفانية الهرمسية، ثم تسلم بعد ذلك ابن رشد الراية عنهم، وهو المفكر الذي احتفظ بصورة فلسفة أرسطو نقية كما جاءت عنه، رافضاً إضافات الفارابي وابن سينا إلى هذه الفلسفة. هكذا تشكلت الدوائر الثلاث البيانية والعرفانية والبرهانية في الفكر الإسلامي، لكنها لم تدم مستقلة بعضها عن بعض طوال الوقت، لقد حصل تدريجياً تداخل بين هذه التيارات… فلقد حاول ابن سينا تأسيس (العرفان) على (البرهان)، وذلك بالبحث في الفلسفة عن أسانيد للرؤية الهرمسية للكون والإنسان وعلاقتهما بالإله.
كما حاول الغزالي تأسيس (البيان) على (العرفان)، وذلك بالتشكيك في كل قيمة للمعرفة الحسية والتجريبية والعقلية، متوصلاً بذلك إلى تفضيل طريقة (الكشف) والإلهام باعتبارها طريق اليقين الوحيد.
بينما حاول ابن حزم تأسيس (البيان) على (البرهان) وذلك برفض قياس الفقهاء التمثيلي، ومحاولة اعتقاد البرهان المنطقي الأرسطي المبني على مقدمتين ينتج عنهما نتيجة ضرورية يقينية، وتابعه على ذلك الشاطبي بعض المتابعة في محاولته لتأسيس فقه المقاصد.
أما ابن رشد، فقد سن محاولات الخلط بين هذه الحقول، ورأى أن الشريعة صنو الحكمة وأختها الرضيعة، وأن لا سبيل للبرهنة من أحدهما على الأخرى .. وهي نتيجة توصل إليها أبو سليمان المنطقي من قبل، لكن كان لابن رشد فضل بلورتها وتوضيحها.
المؤسف كما يرى الجابري أن محاولة ابن رشد جاءت متأخرة فلم تلق أذناً صاغية ممن جاء بعده من المفكرين، بل كان النصر (للعقل المستقيل) في الحركة الصوفية والشيعية، كما كان النصر حليفاً لاختلاط الأنهر عند المتكلمين الذي ظهر بظهور الرازي حيث قام تلميذه (الإيجي) بعد ذلك بوضع الصورة النهائية لعلم الكلام في كتابه (المواقف) حيث يختلط فيه (البيان) بـ (البرهان) بـ (العرفان) وبذلك ظهرت أزمة الأسس في الفكر الإسلامي، وتشقي الحقيقة ثم ساد بعد ذلك الجمود والتقليد، وتحريم الاجتهاد والنظر العقلي.
هذا عرض سريع لموضوع كتابي (بنية العقل العربي) و (تكوين العقل العربي) نأتي بعده إلى سؤال مهم: تُرى ما هي المدرسة التي يتبناها الجابري بين هذه المدارس المختلفة، والتي يبشر بها ويدعو إليها؟! ثم ما هو المقياس الذي اعتمده في قبول أو رفض هذه التيارات، وما هي الخلفيات الفكرية والاعتقادية التي كانت تحكم نظرته نحو مختلف المدارس الفكرية…؟!
قبل الشروع في الإجابة على هذه الأسئلة، لابد من الإشارة إلى ظاهرة لا تخفى على القارئ لمختلف الإصدارات التي كتبها الجابري؛ ألا وهي رغبته الدائمة في عدم الكشف عن توجهاته الفكرية بشكل سافر .. اتضح هذا جلياً في حواره مع (حسن حنفي) في كتاب (حوار المشرق والمغرب) حيث سود صفحات في بيان رغبة القراء في كشف القناع عن الخلفيات الأيديولوجية التي تحكم من يقرؤون له، ومع ذلك فلم يحدد توجهاته بوضوح .. !!
الذي يظهر لي أن حرص الكاتب على عدم إظهار توجهه الفكري يرجع إلى أحد سببين هما:
- إما أنه لا يزال في مرحلة التأمل والبحث والنظر، فلم يحدد بعد توجهاته الفكرية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/282)
- أو أن الباحث يرغب في نشر إنتاجه الفكري بين مختلف الأوساط دون عوائق تصنيفية تلحق به الضرر عند من لا يوافق على توجهه الفكري.
على أي حال، فإنه يمكن من خلال التتبع لمختلف دراساته تبين خطوط رئيسية في خياراته الفكرية نشير إلى شيء منها هاهنا:
بادئ ذي بدء، لا يخفي الكاتب انحيازه للعقلانية حيث يقول:
(نحن نصدر عن موقف نقدي ينشد التغيير، من التحرك من موقع أيديولوجي واعٍ، أي لابد من الصدور عن موقف تاريخاني؟، موقف يطمح ليس فقط في اكتساب معرفة صحيحة بما كان، بل أيضاً إلى المساهمة في صنع ما يتبقى أن يكون، وهو بالنسبة للمجال الذي نتحرك فيه: الدفع بالفكر العربي في اتجاه العقلنة، اتجاه تصفية الحساب مع ركام –ولا نقول رواسب- اللامعقول في بنيته.
(تكوين العقل العربي: 52) .. (لأن موضوعنا هو العقل، ولأن قضيتنا التي ننحاز لها هي العقلانية) (التكوين: ص7).
تبني العقلانية، والدفاع عنها، والتنويه برموزها كان هدف الجابري الذي لا يخفيه في عامة دراساته التي أصدرها .. لكن العقلانية بأي معنى…؟!
إنه لا يوجد صراحة من يعلن الحرب على العقل والعقلانية ([11]) لكن الاختلاف يظهر عندما يتحدد المقصود بالعقلانية .. فما هي يا ترى العقلانية التي يدعو إليها الباحث، وينافح عنها .. ؟ من خلال الرموز الذين دافع عنهم الجابري يمكن تلمس ملامح تلك العقلانية، وسماتها الأساسية.
لقد عرض الباحث فكر أرسطو في (بنية العقل العربي) (ص 384) دون أن يتحفظ على شيء مما جاء فيه، كما اعتبر الفارابي الذي يسمى (المعلم الثاني) اعتبره هو الذي أعاد تأسيس العقلانية في الإسلام، نظراً لكونه أول من درس المنطق الصوري كاملاً، وقد تغافل الباحث عن الجوانب الغنوصية في فكره ولم يعطها وزنها الذي تستحقه، نظراً لأنه كما يقول جعل (العرفان) ينتج عن (البرهان)، كما تبنى هجوم ابن حزم على القياس باعتباره منهجاً في البحث لا يفضي إلى اليقين، واعتبر المنهجية الظاهرية الحزمية في الأصول أمتن من منهجية البيانيين وأقوم، وكذا أعجب بمنهجية الشاطبي في الموافقات، حيث بنى الأصول على المقاصد التي تعرف باستقراء أدلة الشرع ..
لكن الشخصية الإسلامية التي تحتل قيمة لا منازع لها عند الجابري هي شخصية ابن رشد .. إن الخطاب الرشدي يبنى كله على النظر إلى الدين والفلسفة كبناءين مستقلين، يجب أن يبحث عن الصدق فيهما داخل كل منهما وليس خارجه، والصدق المطلوب هو صدق الاستدلال، وليس صدق المقدمات، ذلك أن المقدمات في الدين كما في الفلسفة، أصول موضوعة يجب التسليم بها دون برهان: فإذا كانت الصنائع البرهانية، في مبادئها المصادرات والأصول الموضوعة، فكم بالحري أن يكون ذلك في الشرائع المأخوذة من الوحي والعقل. (تهافت التهافت 2/ 869)، ولذلك (فإن الحكماء من الفلاسفة لا يجوز عندهم التكلم ولا الجدال في مبادئ الشرائع، وذلك أنه لما كانت لكل صناعة مبادئ، وواجب على الناظر في تلك الصناعة أن يسلم لمبادئها، ولا يتعرض لها بنفي ولا إبطال؛ كانت الصناعة العملية الشرعية أحرى بذلك .. ) (التهافت 2/ 791).
علام تدل هذه الكلمات؟! اعتبار الشريعة نسقاً مغلقاً لا يمكن الاستدلال عليه من خارجه؛ ألا يعني هذا أن الدين تسليم دون استدلال؟! وإذا صح هذا فكيف يمكن التمييز بين الدين الصحيح والزائف؟! ألا تحمل هذه الكلمات بذوراً علمانية خطيرة؟!
-يعلق الجابري على منهج ابن رشد بقوله: (كانت الرشدية قادرة على طرق آفاق جديدة تماماً، وهذا ما حدث بالفعل، ولكن في أوروبا حيث انتقلت وليس في العالم العربي حيث اختنقت في مهدها، ولم يتردد لصيحتها الأولى صيحة الميلاد أي صدى إلى اليوم .. ) (بنية العقل العربي: ص323) أي صدى تردد في أوروبا، إنه الصدى الذي تبنى العلمانية منهاجاً، وجعل من الدين مواضعات اجتماعية وأخلاقية خاصة، فمن تبنى العلمانية منهاجاً وجعل من الدين مواضعات اجتماعية وأخلاقية خاصة، فمن شاء أن يلتزم بها فله ذلك ومن لم يشأ فلا جناح عليه!! أما أن يتدخل الدين في صياغة المنهج السياسي أو الاقتصادي، أو العلاقات الخارجية، فكلا، ليس ذلك للدين وإنما هو للعقل البشري المجرد .. !!
هل يريد الجابري هذه النتيجة .. ؟! من العدل أن نقول إنه لم يصرح بهذا في هذه الكتب…لكن القارئ بسوء نية يمكنه أن يفهم ذلك ..
ملاحظات ومراجعات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/283)
رغم الجهد الضخم الذي بذله الجابري في إعداد هذا المشروع الفكري مستفيداً في ذلك ممن سبقه من الباحثين، مسلمين كانوا أو مستشرقين أو ماركسيين .. الخ؛ فإن المرء لا يسعه إلا أن يتبنى موقفاً مغايراً لما تبناه المؤلف في كثير من المواضع في تلك الكتابات، نقف في هذا العرض عند بعض منها:
من الملفت للنظر في هذا المشروع النقدي، أنه في غمرة حماسته للفلسفة الأرسطية، قد غض الطرف عن النقد الجوهري المتين الموجه قديماً وحديثاً لهذه الفلسفة، سواء أكان ذلك في المنطق الذي يحكمها أو في النتائج والرؤية التي تنتج عنها، حتى أن العلم الحديث لم يتمكن من تحقيق فتوحاته العظيمة حتى تحرر من أسرها، والمؤلف خبير بالمنهج العلمي الحديث في البحث والتفكير، حيث وضع فيه كتاباً في جزأين تحت عنوان (فلسفة العلوم)، ظهر له من خلالهما البون الشاسع بين التفكير العلمي الحديث والمنهج الأرسطي القاصر فلماذا يا تُرى جعل الباحث المنهج الأرسطي معياراً للحكم على فكر هذا العالم أو ذاك بالتقدم أو التخلف، بالعقلانية أو عدمها؟!
حقيقة .. لا يظهر لي سبب واضح وراء هذه الحماسة والاندفاع.
-رغم أن الجابري لم يبد عداءً نحو منهج البيانيين (فقهاء وأصوليين ولغويين) فهو في ذات الوقت لم يحدد موقفاً واضحاً من القضايا التي أثاروها ولم يبد انحيازاً مع تلك الطروحات أو ضدها، وهو موقف غريب غير مبرر. ومن المسائل ذات الدلالة في هذا الموضوع أن ابن تيمية رغم مساهمته الثرية والعميقة في كل القضايا التي أثارها المؤلف في كتاباته، لم يلق أي اهتمام يستحق الذكر مقارنة بغيره من الشخصيات التي برزت في علم الأصول أو علم الكلام أو الفلسفة… الخ.
ورغم عدم تحيزنا للأشخاص، فإنه يمكن اعتبار هذه الظاهرة ذات دلالة لا تخفى، حيث أن ابن تيمية يشكل ربما الصورة الأخرى لابن رشد… فرغم إطلاعه الواسع على الفلسفة بمختلف تياراتها، ودخوله في جدل عميق مع مختلف طروحاتها، إلا أنه ظل على إيمان عميق لا يتزعزع بأن العقل لا يعارض النقل ولا يُضادّه، وأن أكمل مناهج التفكير العقلي، إنما هي تلك التي دعى إليها النقل وحث عليها.
فهو بخلاف ابن رشد يؤمن بأن مبادئ الشرائع يمكن فحصها والاستدلال لها بالعقل، كما أن مقدمات الفلسفة هي الأخرى تخضع للفحص العقلي والنقلي؛ وذلك هو الموقف العلمي الصحيح، وإلا كيف لمسلم أن يتورط بالقول بأزلية العالم؟، وذلك مخالف لمسلمة قطعية من مسلمات الدين وهي الاعتقاد بأن هذا العالم مخلوق بعد أن لم يكن؟!
كيف لمفكر يحترم نفسه أن يسلم بالرؤية الفلكية الأرسطية، ويبقى في ذات الوقت محترماً للنص الشرعي مؤمناً بما فيه، بحجة أن هذه مقدمة فلسفية وتلك مقدمة كلامية شرعية؟!
أليس في ذلك تغييباً مقصوداً للوعي؟! وعودة لا تخفى إلى التناقض؟!
-أشار المؤلف إلى أن منهجية البيانيين المفضلة هي الاستدلال بالشاهد على الغائب، وهي دعوى غير مسلم بها، فلقد كان للأصوليين المتقدميين كلام في الاستحسان، والمصالح، والاستقراء، والاستنباط، وهي طرائق في الفهم والاستدلال مغايرة لقياس الشاهد على الغائب.
كما أن للعلماء المسلمين في مجال العلوم الطبيعية، منهجياً تجريبياً متقدماً حتى أن المسلمين يعتبرون بحق وبشهادة الباحثين الغربيين أنفسهم سباقين إلى اكتشاف المنهج التجريبي، وعنهم أخذته أوروبا في عصر النهضة، وهي قضية لم يعطها الكاتب حقها من الاهتمام والتقدير الكافيين.
هذه مسألة…. والمسألة الأخرى في هذا الصدد حول قيمة المنهج في الوصول إلى الحقيقة… إن التقدم العلمي الهائل الذي تشهده العلوم التجريبية المعاصرة، ليس في الحقيقة ناتجاً عن تقدم المنهج إطلاقاً… إنما هو في الواقع ناتج عن الإمكانات الهائلة التي أودعها الله في هذا الكون… إنها عظمة الله تتبدى في عظمة خلقه، وليس ذلك ناجماً عن عظمة المناهج البشرية. إن العلم يكشف الطبيعة (الخلق) وقوانينها (السنن) ولا يخلقها من عدم… بل إن لبعض علماء الفيزياء المرموقين المعاصرين وهو بول ديفيس البريطاني كتاباً سماه "ضد الطريقة Against Method" يذكر فيه أن المنهج لم يكن في يوم من الأيام رائداً للبحث العلمي، بل كان دوماً متخلفاً وتابعاً للبحث العلمي!!
فالدور الضخم الذي يعطيه الجابري للمنهج يحتاج إلى مراجعة وتدقيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/284)
-في حديث المؤلف عن مرحلة التدوين في العصر العباسي، أشار إلى ما كتبه ابن المقفع في رسالته التي سماها "رسالة الصحابة" حيث يرى فيها كما يرى محمد أركون إنها ذات نفس علماني واضح…! وحجتهم الوحيدة على ذلك: هو أنه لم يستشهد في هذه الرسالة بالقرآن، ولا بالحديث ولا بأي عنصر آخر من الموروث الإسلامي…! والحقيقة أن القارئ لهذه الرسالة لا يجد ذلك النفس العلماني المزعوم، وإنما غرض ابن المقفع الدعوة لتنظيم الدولة، وتوحيد القضاء، منعاً للاختلاط والاضطراب، وذلك باستخدام سلطة الخليفة دون أي دعوة ظاهرة أو خفية إلى تنحية الشريعة، أو تقديم بديل عنها، وهو مطلب لا يوجد أي غبار عليه، ولا يعتبر مطعناً في صاحبه!
-يركز الجابري في دراساته المختلفة على البعد العربي لمناهج التفكير والمدارس التي يحلل إنتاجها، وهو بعد ليس له مبرر، ذلك أن هذا التراث شاركت في بنائه وتكوينه عقول مختلفة من شتى الشعوب الإسلامية، ولم ينفرد العرب في تكوينه ولا تدوينه، وإنما هو ثمرة لتضافر جهود آلاف من الباحثين المسلمين في شتى التخصصات، فلعل الكاتب خشي من سوء الفهم عند نقد العقل المسلم، إذ يفهم بعضهم ذلك بأنه نقد "للمنهج الإسلامي" وليس لمناهج "المفكرين المسلمين" والفرق بعيد بين الأمرين.
ورغم وجاهة هذا الاحتمال، فإنه لا يكفي مبرراً لإضفاء صفة "قومية" على التراث الإسلامي، ويمكن تلافي مثل هذه المخاطر بالتنبيه عليها في مطلع أو خاتمة مثل هذه الدراسة.
-وأخيراً… رغم النجاح الواضح الذي حالف المؤلف في تعرية تيارات الغنوص، والعرفان الرافضي والباطني والفلسفي والصوفي، وكذلك في الكشف عن مناطق الضعف والخلل عند بعض التيارات الأخرى، إلا أنه في ذات الوقت لم يبلور للقارئ الملامح النهائية للمشروع النهضوي المنشود الذي تتبناه هذه الدراسة وتدعو إليه … فظاهر أن المؤلف لا يقف موقف الموتور المعادي للموروث الإسلامي، لكنه في ذات الوقت لم يبشر به، ويعتبره المخرج مما نعانيه من أزمة على شتى الصُعُد.
-إن الحلول التي قدمها المؤلف في نهاية كتابه عن العقل السياسي وهي:
1 - تحويل القبيلة إلى تنظيم مدني سياسي اجتماعي: لأحزاب أو نقابات .. الخ، وفتح الباب لقيام مجال سياسي حقيقي، تمارس فيه السياسة ويصل بين سلطة الحاكم وامتثال المحكوم.
2 - تحويل الغنيمة إلى اقتصاد ضريبة في إطار اقتصادي إقليمي جهدي وفي إطار سوق عربية مشتركة تفسح المجال لقيام وحدة اقتصادية عربية تنموية.
3 - تحويل العقيدة إلى مجال يسمح بحرية التفكير وحق الاختلاف والتحرر من سلطة الجماعة المغلقة والتحرر من سلطة عقل الطائفة والتعامل مع عقل اجتهادي نقدي" (العقل السياسي: ص37) هذه الحلول لا تمثل برنامجاً كافياً مبلوراً للخروج من أزمة التخلف والتبعية والتشرذم… ولذلك فإنني أدعو الباحث وغيره من الجادين في الرغبة بنهوض هذه الأمة، ومحاولة استئناف مسيرتها القيادية لذاتها وللناس أدعوهم إلى مراجعة موقفهم من الحل الإسلامي، واتخاذ موقف أكثر علمية من الموقف الهلامي الذي يتخذه كثير منهم .. لابد لهم لكي يكونوا واقعيين مع أنفسهم أن ينحازوا للخيار الذي لا تقبل الأمة عنه بديلاً… ألا وهو رفع شعار الحل الإسلامي، والتبشير به والدعوة إليه والسير الحثيث والفعلي لإنجازه… (عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين) (المائدة:25) … (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون) (البقرة:138) … (ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس) (الحج:78) والحمد لله رب العالمين). انتهى كلام الأستاذ عبد العزيز الوهيبي –وفقه الله-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/285)
وقال الدكتور مفرح بن سليمان القوسي في رسالته (المنهج السلفي والموقف المعاصر منه في البلاد العربية) (2/ 561 - 569): (الدكتور محمد عابد الجابري: الذي قدم في كتبه ما يمكن أن يُسمى مشروعاً تحديثياً لتجديد الشريعة كي تبدو موافقة للتطور وموائمة لظروف العصر، والتجديد الذي يدعو إليه ليس هو التجديد بمفهومه السلفي الضيق –على حد تعبيره- بل تجديد بمفهوم عصري واسع يقوم على العقل وحده، فنراه يقول: "والتجديد بالنسبة للرؤية الإسلامية جزء من الحياة نفسها بدليل الحديث النبوي المشهور (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)، وبما أن الإسلام لا يفصل بين الدين والدنيا، بل بالعكس من ذلك يربط صلاح أمور الدين بصلاح أمور الدنيا، فإن تجديد أمور الدين يعني في ذات الوقت تجديد أمور الدنيا. وبما أن أمور الدنيا تتغير من زمان إلى آخر، فإن مفهوم التجديد ومتطلباته لابد أن يتغير حسب الظروف والأعصار. وهكذا فإذا كان بعض الفقهاء القدامى قد فسروا "التجديد" على أنه كسر للبدعة والعودة بالمسلمين إلى سيرة السلف الصالح، فينبغي ألا نقف عند حدود هذا المعنى تقليداً لهم وتقيداً بالتعريف الذي أعطوه للبدعة، والذي استمدوه من ظروف عصرهم ومعطيات واقعهم" ([12]).
ويقول كذلك محدداً (التجديد) الذي يحتاج إليه المسلمون اليوم:"والحق أن ما يحتاج إليه المسلمون اليوم هو "التجديد" وليس مجرد "الصحوة"، إن التحديات التي تواجه العالم العربي والعالم الإسلامي تتطلب ليس فقط رد الفعل بل الفعل، والفعل في العصر الحاضر هو أولاً وأخيراً فعل العقل… لأن العصر يقوم كل شيء فيه على الفعل العقلاني" ([13]).
ويتمثل المشروع التحديثي الذي قدّمه الجابري لتجديد الشريعة فيما يلي:
أولاً: إعادة تأصيل الأصول ولا سيما أصول الفقه، وإعادة بناء منهجية التفكير في الشريعة، وفي هذا يقول: "إن المطلوب اليوم هو إعادة بناء منهجية التفكير في الشريعة انطلاقاً من مقدمات جديدة ومقاصد معاصرة، وبعبارة أخرى: المطلوب اليوم تجديد ينطلق لا من مجرد استئناف الاجتهاد في الفروع، بل من إعادة تأصيل الأصول؛ من إعادة بنائها" ([14])، ويقول أيضاً: "إنما نريد أن يتجه تفكير المجتهدين الراغبين في التجديد حقاً والشاعرين بضرورته فعلاً إلى القواعد الأصولية نفسها، إلى إعادة بنائها بهدف الخروج بمنهجية جديدة تواكب التطور الحاصل، سواء على صعيد المناهج وطرق التفكير والاستدلال أو على صعيد الحياة الاجتماعية والمعاملات الجارية فيها التي تفرضها مستجدات العصر وضروراته وحاجاته. إن القواعد الأصولية التي ينبني عليها الفقه الإسلامي لحد الآن ترجع إلى عصر التدوين (العصر العباسي الأول)، وكثير منها يرجع إلى ما بعده. أما قبل عصر التدوين هذا فلم تكن هناك قواعد مرسمة تؤطر التفكير الاجتهادي بمثل ما حدث بعد، والفقهاء الذين وضعوا تلك القواعد قد صدروا في عملهم الاجتهادي ذاك عن النظام المعرفي السائد في عصرهم، وعن الحاجات والضرورات والمصالح التي كانت تفرض نفسها في ذلك العصر، وبما أن عصرنا يختلف اختلافاً جذرياً عن عصر التدوين ذاك، سواء على مستوى المناهج أو المصالح، فإنه من الضروري مراعاة هذا الاختلاف والعمل على الاستجابة لما يطرحه ويفرضه" ([15])، ويقول كذلك: "إننا نريد أن نؤكد في هذا السياق أن الدعوة إلى تحقيق الأصالة والمعاصرة، وهي دعوة ما فتئت تتردد على ألسنتنا وفي كتاباتنا منذ أكثر من قرن ودون جدوى ستبقى مجرد دعوة تتقاذفها أمواج التغير والتبدل الذي يفرض نفسه على الحياة المعاصرة ما لم ترتفع تلك الدعوة إلى المستوى الذي يجعل منها دعوة إلى التكيف الواعي مع المستجدات قصد السيطرة عليها ارتكازاً على تأصيل جديد للأصول" ([16]).
ويقول كذلك مبرراً دعوته إلى تغيير أصول الفقه:"القواعد الأصولية هذه ليست ما نص عليه الشرع لا الكتاب ولا السنة، إنها من وضع الأصوليين، إنها قواعد للتفكير، قواعد منهجية، ولا شيء يمنع من اعتماد قواعد منهجية أخرى إذا كان من شأنها أن تحقق الحكمة من التشريع في زمن معين بطريقة أفضل" ([17]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/286)
ومن القواعد الأصولية التي يريد الجابري تغييرها كي تبدو الشريعة مواكبة للعصر ومسايرة للتطور ما قرره معظم الفقهاء من دوران الحكم الشرعي مع علته في عملية الاجتهاد، ومعلوم أن العلة وصف منضبط في الشيء الذي صدر فيه الحكم؛ وبهذا الوصف يُعرف وجود الحكم فإذا وجد وُجد الحكم. ويريد الجابري تغيير ذلك بأن يكون دوران الحكم الشرعي مع الحكمة والمصلحة لا مع العلة، فإذا وُجدت الحكمة والمصلحة وُجد الحكم، وإذا عُدمت أُلغي الحكم، ويضرب لذلك مثالاً وهو: الحكم بإباحة الفوائد المترتبة على بعض المعاملات المالية التي هي نوع من شهادات الاستثمار وسندات البنوك وذلك لعدم وجود الاستغلال في هذا النوع من المعاملات، ويقول: "ومعلوم أن منع الاستغلال هو الحكمة من تحريم الربا" ([18]).
ويحتج الجابري على ما ذهب إليه من ضرورة أن يكون دوران الحكم مع الحكمة والمصلحة لا مع العلة بقوله: "وإذا كان عمر بن الخطاب قد عمل باجتهاده واجتهاد الصحابة الذي استشارهم في مسألة فيها نص، فوضع الخراج عن الأراضي المفتوحة عنوة بدل تقسيمها بين المقاتلين مراعياً في ذلك المصلحة؛ مصلحة الحاضر والمستقبل، وإذا كان قد عدل عن قسمة الغنائم بالسوية كما كان يفعل النبي وأبو بكر، وارتأى أن "العدل" يقتضي قسمتها على أساس السبق في الإسلام والقرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا كان عمر بن الخطاب –المشرع الأول في الإسلام بعد الكتاب والسنة- قد اعتبر المصلحة ومقاصد الشرع فوضعهما فوق كل اعتبار فلماذا لا يقتدي المجتهدون والمجددون اليوم بهذا النوع من الاجتهاد والتفكير بدل الاقتداء بفقهاء عصر التدوين والترسيم؟ لماذا نضيق على أنفسنا ونسجن اجتهادنا في قواعد كانت تفي بالمصلحة والمقاصد قليلاً أو كثيراً في زمان إذا لم تعد تفي بنفس الغرض اليوم على أكمل وجه، والحال أنها قواعد مبنية على ظن المجتهد، وليس فيها شيء من القطع واليقين باعتراف أصحابها أنفسهم؟. أما دوران الأحكام مع المصالح فشيء يفرض نفسه ما دمنا نقرر أن المصلحة هي الأصل في التشريع، وأعتقد أن هذا المبدأ هو الذي صدر عنه الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب، وإذن فالاجتهاد يجب أن يكون لا في قبول هذا المبدأ أو عدم قبوله بل في نزع الطابع الميكانيكي عن مفهوم الدوران، والعمل من أجل الارتفاع بفكرة المصالح إلى مستوى المصلحة العامة الحقيقية كما تتحدد من منظور الخلقية الإسلامية، إنه بدون هذا النوع من التجديد سيبقى كل اجتهاد في إطار القواعد الأصولية القديمة اجتهاد تقليد وليس اجتهاد تجديد حتى ولو أُتي بفتاوى جديدة" ([19]).
ثانياً: تأسيس معقولية الأحكام الشرعية، وذلك باتخاذ المقاصد والمصالح أساساً للتشريع، وربط الأحكام الشرعية بأسباب نزولها، وفي هذا يقول الجابري: "عملية تأسيس معقولية الأحكام هي العملية التي بدونها لا يمكن تطبيق الشريعة على المستجدات، ولا على الظروف والأحوال المختلفة المتباينة، ولما كان مقصد الشارع الأول والأخير هو مصلحة الناس (فالله غني عن العالمين) ([20])، فإن اعتبار المصلحة هو الذي يؤسس معقولية الأحكام الشرعية، وبالتالي فهو أصل الأصول كلها، وواضح أن هذه الطريقة تتحرك في دائرة واسعة لا حدود لها؛ دائرة المصلحة وبالتالي فهي تجعل الاجتهاد ممكناً ولدى كل حالة" ([21]).
ويقول أيضاً داعياً إلى ربط الأحكام بأسباب نزولها كي تبدو الشريعة أكثر طواعية وأشد مسايرة لظروف العصر وأحواله المتغيرة: "لا سبيل إلا باعتبار المقاصد والمصالح أساساً للتشريع، ذلك لأنه في هذه الحالة يتجه المجتهد بتفكيره لا إلى اللفظ (الحقيقة، المجاز، الاستعارة، الخصوص، العموم)، بل إلى (أسباب النزول)، وهذا باب عظيم واسع يفتح المجال لإضفاء المعقولية على الأحكام بصورة تجعل الاجتهاد في تطبيقها وتنويع التطبيق باختلاف الأحوال وتغير الأوضاع أمراً ميسوراً" ([22])، ويقول:"بناء معقولية الحكم الشرعي على (أسباب النزول) في إطار اعتبار المصلحة يُفسح المجال لبناء معقوليات أخرى عندما يتعلق الأمر بـ (أسباب نزول) أخرى، أي بوضعيات جديدة، وبذلك تتجدد الحياة في الفقه، وتتجدد الروح في الاجتهاد، وتصبح الشريعة مسايرة للتطور قابلة للتطبيق في كل زمان ومكان" ([23])، ويضرب الجابري لذلك مثالاً وهو: ضرورة ربط عقوبة القطع في السرقة في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/287)
الشريعة الإسلامية بأسباب نزولها؛ وهي: ما كان عليه العرب قبل الإسلام وزمن البعثة النبوية من حيث إقامتهم في مجتمع بدوي صحراوي، واعتمادهم على التنقل والترحال طلباً للكلأ مما يلزم معه قطع يد السارق، وأما في وقتنا الحاضر وقت التطور العمراني والصناعي فقطع يد السارق غير ملائم لردعه عن تكرار السرقة، بل الملائم هو السجن بدل القطع، فنراه يقول ما نصه: "إذا تحررنا من سلطة القياس والانشداد إلى الألفاظ، وانصرفنا باهتمامنا بدلاً من ذلك إلى البحث عن (أسباب النزول)، وهي هنا الوضعية الاجتماعية التي اقتضت نوعاً ما من المصلحة وطريقة معينة في مراعاتها، فإننا سنجد أن قطع يد السارق تدبير مبرر ومعقول داخل تلك الوضعية، وهكذا فبالرجوع إلى زمن البعثة المحمدية والنظر إلى الأحكام الشرعية في إطار الوضعية التي كانت قائمة يومئذ سنهتدي إلى المعطيات التالية: أولاً: أن قطع يد السارق كان معمولاً به قبل الإسلام في جزيرة العرب. ثانياً: أنه في مجتمع بدوي ينتقل أهله بخيامهم وإبلهم من مكان إلى آخر طلباً للكلأ؛ لم يكن من الممكن عقاب السارق بالسجن، إذ لا سجن ولا جدران ولا سلطة تحرس المسجون وتمده بالضروري من المأكل والملبس…. الخ، وإذن فالسبيل الوحيد هو العقاب البدني. وبما أن انتشار السرقة في مثل هذا المجتمع سيؤدي حتماً إلى تقويض كيانه، إذ لا حدود ولا أسوار ولا خزائن، فلقد كان من الضروري جعل العقاب البدني يلبي هدفين: تعطيل إمكانية تكرار السرقة إلى ما لا نهاية، ووضع علامة على السارق حتى يُعرف ويحتاط الناس منه، ولا شك أن قطع اليد يلبي هذين الهدفين معاً، وإذن فقطع يد السارق تدبير معقول تماماً في مجتمع بدوي صحراوي يعيش أهله على الحل والترحال، ولما جاء الإسلام وكان الوضع العمراني الاجتماعي زمن البعثة لا يختلف عما كان عليه من قبل احتُفظ بقطع اليد كحد للسرقة من جملة ما احتُفظ به من التدابير والأعراف والشعائر التي كانت جارية في المجتمع العربي قبل الإسلام، مع إدراجها في إطار خلقية الإسلام" ([24]).
ثالثاً: التوسع في تحديد مقاصد الشريعة، وعدم الاقتصار فيها على ما ذكره فقهاء الأمة واتفقوا عليه فيما يدخل ضمن الضروريات، والحاجيات، والتحسينات، حيث يقول: "إن الأمور الخمسة التي حصر فيها فقهاؤنا القدامى (الضروريات) كانت وما تزال وستبقى أموراً ضرورية بالفعل، أي مقاصد أساسية لكل تشريع يستهدف فعلاً خدمة (مصالح العباد)، غير أن (مصالح العباد) اليوم لم تعد مقصورة على حفظ الدين والنفس العقل والنسل والمال، بل إنها تشمل بالإضافة إلى الأمور الخمسة المذكورة أموراً أخرى نعتقد أنه لابد من أن ندرج فيها: الحق في حرية التعبير وحرية الانتماء السياسي، والحق في انتخاب الحاكمين وتغييرهم، والحق في الشغل والخبز والمسكن والملبس، والحق في التعليم والعلاج .. إلى غير ذلك من الحقوق الأساسية للمواطن في المجتمع المعاصر. أما الحاجيات فبالإضافة إلى ما ذكره فقهاؤنا القدامى؛ هناك حاجيات جديدة مثل الحاجة إلى توفير الصحة والوقاية من الأمراض بإعداد ما يكفي من مستشفيات وغيرها، والحاجة إلى مالابد منه لتنشيط الإبداع الفكري في مختلف المجالات العلمية والفنية والنظرية، والحاجة إلى ما لابد منه لاكتساب معرفة صحيحة بالواقع والأحداث… أما التحسينات التي يتطلبها عصرنا فحدّث ولا حرج" ([25]). ويختم كلامه بهذا الخصوص بقوله: "إذا كانت هناك ضرورات عامة خالدة كتلك التي أحصاها فقهاؤنا بالأمس، فإن لكل عصر ضرورياته وحاجياته وتكميلياته، وهكذا فعندما ننجح في جعل ضروريات عصرنا جزءاً من مقاصد شريعتنا فإننا سنكون قد عملنا ليس فقط على فتح باب الاجتهاد في وقائع عصرنا المتجددة المتطورة؛ بل سنكون أيضاً قد بدأنا العمل في تأصيل أصول شريعتنا نفسها بصورة تضمن الاستجابة الحية لكل ما يحصل من تغيير أو يطرأ من جديد" ([26]).
رابعاً: إسقاط الحد في جرائم السرقة والزنا وشرب الخمر والقذف، والاكتفاء فيها بالسجن، لأن الحدود –في نظره- ليست غاية في ذاتها وإنما هي وسيلة لردع وزجر النوازع الذاتية الفردية الهدامة، أي التي تمس مصلحة الجماعة أو الأمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/288)
ويستدل الجابري على إسقاط الحدود بحديث (ادرأوا الحدود بالشبهات) مدعياً أن شبهات عصرنا كثيرة ومتفرعة بسبب تعقد الحياة المعاصرة وتنوع الحوافز فيها، بالإضافة إلى وجود الشبهات الراجعة إلى السياسة التي تجعل تنفيذ الحدود يلتبس بالأغراض والدوافع السياسية، وتلك –كما يقول- شبهة وأية شبهة ([27]).
ويدّعي أن الشريعة الإسلامية لم تطبق تطبيقاً كاملاً في كل مراحل التاريخ الإسلامي بما فيها المرحلة الأولى في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، فنراه يعلنها صراحة في قوله: "أنا لا أجد حرجاً لا في ديني ولا في وجداني ولا في عقلي إذا قلتُ إن الشريعة الإسلامية لم تطبق قط كاملة في يوم من الأيام" ([28])!!
ويرى الجابري أن "السلفية" التي تعني –كما يقول- استقامة السلوك والتجديد في الدين والعمل من أجل المستقبل من خلال الدعوة إلى الرجوع إلى سيرة السلف الصالح؛ لا تناسب الأمة الإسلامية في العصر الحاضر للحفاظ على وجودها واستمراريتها، لأن "السلفية" –في رأيه- "نوع من المقاومة الذاتية لأمراض داخلية ذاتية المنشأ، وقد كانت كافية وناجعة عندما كانت الحضارة العربية الإسلامية هي حضارة العالم لعصرها، أعني غير مزاحمة ولا مهددة بحضارة معاصرة لها على صعيد الزمن" ([29]). ويرفض نموذج السلف، ويرى أن النموذج الذي يجب استلهامه من أجل إعادة بناء الذات تجربتان: أولاهما جماع التجربة التاريخية لأمتنا بغض النظر عمن صدرت عنهم هذه التجربة وعن موافقتها للحق والصواب من عدمه. والثانية: التجربة التاريخية لمختلف الأمم الأخرى، فنراه يقول ما نصه: "النموذج الذي يجب استلهامه من أجل إعادة بناء الذات؛ ذاتنا نحن وتحصينها وتلقيحها ضد الذوبان والاندثار والاستلاب ينبغي ألا يكون من نوع "النموذج –السلف" الذي يُقدّم نفسه كعالم يكفي ذاته بذاته، بل يجب أن يشمل جماع التجربة التاريخية لأمتنا مع الاستفادة من التجربة التاريخية للأمم التي تناضل مثلنا من أجل الوجود والحفاظ على الوجود، وأيضاً من التجربة التاريخية للأمم التي أصبحت اليوم تفرض حضارتها كحضارة للعالم أجمع. لقد كانت السلفية كافية وفعالة وإجرائية يوم كنا وحدنا في بيت هو بيتنا وبيت لنا في نفس الوقت، أما وقد أصبحنا جزءاً في كل فإن الطريق الوحيد لإثبات وجودنا والحفاظ على خصوصيتنا داخل هذا الكل هو طريق التعامل معه بالمنطق الذي يؤثر فيه؛ منطقه هو ولكن من مواقعنا لا من مواقع غيرنا، ومنطق الكل الذي ننتمي إليه اليوم – أعني منطق الحضارة المعاصرة- يتلخص في مبدأين: العقلانية، والنظرة النقدية. العقلانية في الاقتصادي والسياسة والعلاقات الاجتماعية، والنظرة النقدية لكل شيء في الحياة؛ للطبيعة والتاريخ والمجتمع والفكر والثقافة والإيديولوجيا. هذا في حين أن منطق سيرة السلف الصالح –التي تُمثل "المدينة الفاضلة" في التجربة التاريخية للأمة العربية الإسلامية- كان شيئاً آخر، كان منطقه يقوم على المبدأ التالي: الدنيا مجرد قنطرة إلى الآخرة، وقد أدى هذا المنطق وظيفته يوم كان العصر عصر إيمان فقط وليس عصر علم وتقنية وأيديولوجيات" ([30])). انتهى كلام الدكتور القوسي –سلمه الله-.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) انظر: مجلة الجديد في عالم المكتبات، العدد 17، وكتابه حفريات في الذاكرة، وغلاف كتابه (الخطاب العربي المعاصر) في طبعته الخامسة عام 1994م، مركز دراسات الوحدة العربية-بيروت. ورسالة الدكتور مفرح القوسي (المنهج السلفي والموقف المعاصر منه في البلاد العربية) (2/ 561).
([2]) لم تُنشر بعد. وهي موجودة لدى مكتبة الملك فهد بالرياض.
([3]) الندوة العدد 8778
([4]) الشرق الأوسط العدد 3395 بتصرف.
([5]) مع الاعتذار للأستاذ (سليمان الفليح) صاحب زاوية (هذرلوجيا).
([6]) الشرق الأوسط، العدد 4093
([7]) الندوة، العدد 9071
([8]) الحوار القومي الديني
([9]) للمزيد: انظر دراسة د. صالح العبود عن القومية العربية في ضوء الإسلام، ولمعرفة حقيقة الديمقراطية التي دائما ما يطنطن حولها انظر (نقض النظام الديمقراطي) د. محمود الخالدي.
([10]) الرياض العدد 8224 زاوية لقاء.
([11]) مما يؤسف له حقاً أن من بين المتمسكين بالنص في الإسلام من يتصور أن الإسلام ضد العقلانية، وأن مقتضى الوفاء للنص يعني الحرب والعداء للعقل، ولذلك يصفون المخالفين لهم (بالعقلانيين). وهذا خطأ مركب، فعلماء السلف لم يكونوا يسمون أهل البدع إلا بأهل "الأهواء" لا أهل العقول، ولم يكونوا يحاربون العقل أبداً، كيف والله تعالى يبين في كتابه الكريم أن هلاك الهالكين إنما كان بسبب ترك النص والعقل (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير)، وهذه العجالة لا تكفي لتوفية هذا الموضوع حقه.
([12]) وجهة نظر نحو إعادة بناء قضايا الفكر العربي المعاصر ص40 - 41، ط الثانية 1994م، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت –لبنان. وانظر: التراث والحداثة ص 10 - 11، ط الأولى 1991م، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت –لبنان.
([13]) وجهة نظر ص 40.
([14]) المرجع السابق ص 57. وانظر: التراث والحداثة ص 10 - 11.
([15]) وجهة نظر ص 63.
([16]) المرجع السابق ص 66.
([17]) المرجع السابق ص 62.
([18]) المرجع السابق ص 61.
([19]) المرجع السابق ص 63 – 64.
([20]) لعله يقصد هنا الآية الكريمة وهي قوله تعالى: (ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) آل عمران 97.
([21]) المرجع السابق ص 58.
([22]) المرجع السابق ص 59. وانظر: التراث والحداثة ص 10 - 11.
([23]) وجهة نظر ص 61.
([24]) المرجع السابق ص 60 – 61.
([25]) المرجع السابق ص 67.
([26]) المرجع السابق ص 68.
([27]) انظر: وجهة نظر ص 68 - 72.
([28]) المرجع السابق ص 73. وراجع ص 72 - 76 من المرجع نفسه.
([29]) المرجع السابق ص 45.
([30]) المرجع السابق ص 45 –46.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/289)
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[15 - 03 - 06, 08:24 م]ـ
جزاك الله خيرا سأحمل الموضوع .... ثم أقرأه.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[15 - 03 - 06, 08:45 م]ـ
وإيّاك أخي الكريم، ولم يكن مني إلاّ النقل.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 03 - 06, 03:22 م]ـ
الجابري يظهرونه مثقفا جادا وهو لئيم ..... وأنا أعني ما أقول.
فلو رجعتم إلى كتابه العقل السياسي لوجدتم كل قمامة الحاقدين والمستشرقين ......
يكفي أنه يصور الصحابة مرتزقة يلهثون خلف الغنيمة-قاتله الله.
وقد انتبهت -في كتابه ذاك- إلى مكر شديد بكتاب الله وطعن خفي رسم بدهاء شيطاني
ويمكن مراجعة هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4348&page=2
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - 03 - 09, 10:14 م]ـ
للفائدة ...
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=7586
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 03:02 ص]ـ
اللهم أفضح الجابري أشد فضيحة تناسب حاله.(33/290)
دعوة:مسمى الإيمان والكفر عند أهل السنة والجماعة
ـ[أبو جابر المغربي]ــــــــ[14 - 03 - 06, 04:53 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
هذه دعوة إلى علماءنا الفضلاء رواد هذا المنتدى لمناقشة هذا الأصل الركين في دين الله عز وجل، بعد زهد أغلب طلبة العلم بل والعلماء في تبيان منهج أهل السنة والجماعة في مسمى الإيمان والكفر،إلا من رحم الله وقليل هم.
والله ما أصابنا من الذل والخزي والعار وتكالب قوى الكفر والطغيان على بلدان وخيرات المسلمين إلا بعد تفريطنا في تعلم المعتقد الصحيح وفي المقابل التحذير من الطوائف البدعية والكفرية.
كيف يتم البنيان يوما تمامه إذا كنت تبني وغيرك يهدم
كما نود أن يوضع جانب في هذا المنتدى المبارك لتبيين العقيدة الصحيحة وما شوبها من ظلمات الشرح و أدران البدع.
والله الموفق لكل خير.
ـ[أبو جابر المغربي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 12:09 ص]ـ
يا باغي الخير أقبل(33/291)
هل ثبت تراجع شيخ الإسلام ابن تيمية كما ذكر الكوثري؟
ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[14 - 03 - 06, 05:57 م]ـ
هل تراجع شيخ الإسلام ابن تيمية سنة 707 هجرية كم ذكر الكوثري في تعليقه على السيف الصقيل أريد جوابا مسهبا يروي الغليل؟
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[14 - 03 - 06, 08:10 م]ـ
لم أقرأ كلام الكوثري، ولكن احتككت ببعض الأحباش، زعموا أنه -شيخ الإسلام- تراجع عن عقيدته وصار أشعريًا! وقالوا أنه قال ذلك تقيةً! واستدلوا بكلام لابن حجر رحمه الله ..
وحينها سألت إخواني ومشايخي الفضلاء بهذا الملتقى، منهم الشيخ الفاضل حارث همام، وأفادني حفظه الله وبارك فيه إفادةً عظيمة ..
وبحمد الله كتبت حينئذٍ ردًا عليهم -أعني الأحباش-، وانقطعوا ولله الحمد ..
وهذه شبهتهم الباردة:
... وهنا بيت القصيد يقول ابن حجر ما نصه: فكتب عليه محضر بأنه قال أنا أشعري ثم وجد خطه بما نصه الذي أعتقد أن القرآن معنى قائم بذات الله وهو صفة من صفات ذاته القديمة وهو غير مخلوق وليس بحرف ولا صوت وأن قوله (الرحمن على العرش استوى) ليس على ظاهره ولا أعلم كنه المراد به بل لا يعلمه إلا الله والقول في النزول كالقول في الاستواء وكتبه أحمد بن تيمية ثم أشهدوا عليه أنه تاب مما ينافي ذلك مختاراً وذلك في خامس عشري ربيع الأول سنة 707 وشهد عليه بذلك جمع جم من العلماء وغيرهم وسكن الحال وأفرج عنه. اهـ بحروفه.
لأن أجبنا يا وهابي على هذه النقطة ولا تهرب .. كتب مختاراً بأنه أشعري .. أنت هنا بين أمر من ثلاث: إما أن تقول أن ابن تيمية كان أشعرياً وإما أن تقول أن ابن تيمية كان من أهل التقية وإما أن تقول كذب ابن حجر ..
وهذه مقتطفات من الرد على كلامهم:
هذه القصة التي ذكرت في ردك مكذوبة لا تصح ولم تحدث .. وعلى ذلك أدلة .. منها أن الحافظ ابن كثير رحمه الله ذكر أحداث ذلك المجلس لشيخ الإسلام .. ولم يذكر فيه قصة ذلك الكتاب .. وهو من معاصري شيخ الإسلام وأدرى بما حدث ..
وكذلك ذكرها الحافظ ابن عبد الهادي [قال فيه السيوطي: الإمام الأوحد المحدث الحافظ الحاذق الفقيه البارع المقرئ النحوي اللغوي ذو الفنون .. انتهى من طبقات الحفاظ] .. ذكرها في كتابه العقود الدرية .. ولم يذكر قصة ذلك المحضر أبدًا ..
وكذلك من المعلوم أن شيخ الإسلام ابن تيمية قدر على خصومه بعد انكسار الجاشنكير وعودة الناصر الذي كان مواليًا لابن تيمية .. بل وعرض عليه أن يتم قتلهم لكنه عفا عنهم .. فلماذا لم يطلب هذا الكتاب المخترع ليمزقه مثلاً أو ينفيه عن نفسه .. ؟ نريد جوابًا على ذلك ..
وكذلك مما يدل على كذب هذه القصة أن شيخ الإسلام سجن كثيرًا واعتقل بسبب مسائل كثيرة .. ومنها مثلاً مسألة الطلاق التي حبس لأجلها حتى مات .. وفي كل ذلك لم يتراجع فيد أنملة عما يراه حقًا حتى وإن كانت المسألة فقهية .. فكيف يتراجع عن عقيدته .. ؟ وأنا أسألك يا حبشي وأرجو أن تجيبني بإنصاف: هل ابن تيمية من ذلك النوع الذي يداهن ويحابي .. ؟ ولماذا لم يداهن في مسألة الطلاق .. ؟ بل لماذا رفض أن يسكت فلا يفتي بها .. ؟؟ فضلاً عن أن يتراجع وينسب نفسه إلى ما يخالف عقيدة السلف ..
ومسألة الكذب على شيخ الإسلام ابن تيمية شهيرة جدًا .. فيقول الحافظ علم الدين البرزالي [ذكره السيوطي في طبقات الحفاظ وقال: الإمام الحافظ مفيد الآفاق مؤرخ العصر] يقول الحافظ البرزالي عن خصوم ابن تيمية: «وحرفوا الكلام وكذبوا الكذب الفاحش» .. بل لقد قال شيخ الإسلام نفسه: «أنا أعلم أن أقواما يكذبون علي كما قد كذبوا علي غير مرة» .. وقال أيضًا: «وكان قد بلغني أنه زور عليّ كتاب إلى الأمير ركن الدين الجاشنكير أستاذ دار السلطان يتضمن ذكر عقيدة محرفة ولم أعلم بحقيقته لكن علمت أن هذا مكذوب» ..
وأشاع خصوم ابن تيمية أنه رجع عن عقيدته كما يقول الحافظ ابن عبد الهادي نقلاً عن الحافظ البرزالي: «واختلفت نقول المخالفين للمجلس وحرفوه ووضعوا مقالة الشيخ على غير موضعها وشنع ابن الوكيل وأصحابه بأن الشيخ قد رجع عن عقيدته فالله المستعان» ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/292)
فالخلاصة أن هذه القصة مكذوبة .. ويدل على ذلك أن مؤرخي العصر كالحافظ البرزالي، والحافظ ابن عبد الهادي، والحافظ ابن كثير لم يذكروها .. وهذا كافٍ في إسقاطها تمامًا .. ويدل على ذلك أيضًا أن شيخ الإسلام لم يعرف بتراجعه أبدًا عما يعتقده حقًا .. بل ومات مسجونًا بسبب ذلك .. فكيف يداهن في عقيدته .. ؟
أما عن ذكر ابن حجر لهذه القصة فابن حجر ليس كاذبًا .. وحاشاه من ذلك .. لكنه ليس معصومًا .. ثم هو يقول: « .. وُجد بخطه .. » .. يعني لم يجده هو .. ولم يذكر لنا من وجده .. ولا من أخبره بذلك .. مع بعده عن ذلك العصر نسبيًا .. فهذا انقطاع في سند القصة .. ويؤكد ما ذكرناه من أنها مكذوبة ..
انتهى بذلك حديثي حول هذه القصة المكذوبة
... مكذوبة لا تصح .. وابن حجر لم يجد خطه .. بل يقول: «وُجد» .. ولم يذكر من وجده .. وهذا انقطاع في سند القصة ..
هذا إلى جانب أن مؤرخي ذلك العصر كالبرزالي وابن كثير لم يذكروها رغم أنهم ذكروا أحداث ذلك المجلس .. فعلام يدل هذا يا ترى .. ؟؟
وكثيرًا ما تم الكذب على ابن تيمية .. من ذلك ما قاله هو نفسه: «وكان قد بلغني أنه زور عليّ كتاب إلى الأمير ركن الدين الجاشنكير أستاذ دار السلطان يتضمن ذكر عقيدة محرفة ولم أعلم بحقيقته لكن علمت أن هذا مكذوب» ..
وكذلك قال الحافظ البرزالي: «واختلفت نقول المخالفين للمجلس وحرفوه ووضعوا مقالة الشيخ على غير موضعها، وشنع ابن الوكيل وأصحابه بأن الشيخ قد رجع عن عقيدته فالله المستعان» ..
فأرجو أن تتحلَّ بالإنصاف .. وأسألك .. هل ابن تيمية من ذلك النوع الذي يتراجع عن عقيدته .. ؟ هو لم يتراجع عما يظنه حقًا في مسألة فقهية .. فكيف يتراجع في العقيدة .. ؟
فالخلاصة حول هذه القصة أنها مكذوبة .. والأدلة هي:
1. عدم ذكر مؤرخي العصر كالبرزالي وابن كثير لها رغم أنهم ذكروا أحداث المجلس .. وهذا كافٍ في إسقاطها ..
2. شيخ الإسلام تمكن من خصومه بعد هزيمة الجاشنكير .. فلماذا لم يمزق هذا الكتاب .. ؟؟؟ ألا يدل ذلك على أنه مكذوب .. ؟؟
3. وكذلك مما يدل على كذب هذه القصة أن شيخ الإسلام سجن كثيرًا واعتقل بسبب مسائل كثيرة .. ومنها مثلاً مسألة الطلاق التي حبس لأجلها حتى مات .. وفي كل ذلك لم يتراجع فيد أنملة عما يراه حقًا حتى وإن كانت المسألة فقهية .. فكيف يتراجع عن عقيدته .. ؟ وأنا أسألك يا هاني ويا كل حبشي .. وأرجو أن تجيبني بإنصاف: هل ابن تيمية من ذلك النوع الذي يداهن ويحابي .. ؟ ولماذا لم يداهن في مسألة الطلاق .. ؟ بل لماذا رفض أن يسكت فلا يفتي بها .. ؟؟ فضلاً عن أن يتراجع وينسب نفسه إلى ما يخالف عقيدة السلف ..
4. الذي يؤكد كذبها أن خصوم ابن تيمية كذبوا عليه أكثر من مرة .. كقول الحافظ البرزالي الذي ذكرته آنفًا: «واختلفت نقول المخالفين للمجلس وحرفوه ووضعوا مقالة الشيخ على غير موضعها وشنع ابن الوكيل وأصحابه بأن الشيخ قد رجع عن عقيدته فالله المستعان» .. وهذا يوضح الموضوع تمامًا ..
5. وقد قلت في ردي السابق: أما عن ذكر ابن حجر لهذه القصة فابن حجر ليس كاذبًا .. وحاشاه من ذلك .. لكنه ليس معصومًا .. ثم هو يقول: « .. وُجد بخطه .. » .. يعني لم يجده هو .. ولم يذكر لنا من وجده .. ولا من أخبره بذلك .. مع بعده عن ذلك العصر نسبيًا .. فهذا انقطاع في سند القصة .. ويؤكد ما ذكرناه من أنها مكذوبة ..
ـ[المقدادي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 01:01 ص]ـ
على فكرة كتاب السيف الصقيل لا تصح نسبته للسبكي
ـ[عمر التميمي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 01:34 ص]ـ
اما الكوثري فهو من الد أعداء شيخ الاسلام ابن تيمية وقد اشتهر الكوثري بسب شيخ الاسلام ابن تيمية.
ولا يؤخذ كلام الكوثري بالاعتبار خآصة في شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم
غفر الله لشيخ الاسلام ابن تيمية وأسكنه الفردوس الاعلى آمين
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 02:00 م]ـ
للفائدة فقط: أخي الكريم إليك بعض كلام الكوثري في شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله واسكنه الفردوس الأعلى -
يقول الشيخ محمد عبدالرحمن الخميس في كتاب " بيان مخالفة الكوثري لاعتقاد السلف ":
أقواله في شيخ الإسلام ابن تيمية
كفر الكوثري شيخ الإسلام ابن تيمية حيث رماه بالزندقة (1) والنفاق (2) والإلحاد (3) والمروق (4) والخيانة (5) والمكر (6) والمغالطة المفضوحة (7) والمغالطة المكشوفة (8) والبراعة في التمويه (9) والتلبيس (10) والبهتان على السلف (10) والإفك على السف (11) والكذب الصريح والتقول القبيح (12) وتلفيق الروايات (13) وقلة الدين والعقل (14) والإحداث في أًول العقائد (15) إلى غير ذلك من العبارات الذميمة)
ص 66 - 76
ولا تعليق بعد هذا الكلام!
نسأل الله العافية والسلامة
_________
1) كتاب الظلام للكوثري ص 81 , مقدمة الكوثري للرسائل السبكية ص27 - 28.
2) كتاب الظلام للكوثري ص 81 , مقدمة الرسائل السبكية ص 34.
3) مقالات الكوثري ص320 , كتاب الظلام ص74.
4) كتاب الظلام ص 5 , مقدمة الرسائل السبكية ص 52.
5) التأنيب ص 109 , وكتاب الظلام ص 46.
6) مقدمة الكوثري للرسائل السبكية ص 46.
7) مقدمة الكوثري للرسائل السبكية ص 14.
8) كتاب الظلام ص 50.
9) تعلقيات الكوثري على ذيول تذكرة الحافظ ص 188.
10) كتاب الظلام ص 80 , 140 , ومقدمته للرسائل السبكية ص 21.
11) مقدمة الكوثري على الرسائل السبكية ص 50 ,55 , 65.
12) مقدمة الكوثري على الرسائل السبكية ص 54 , 60.
13) كتاب الظلام ص 50 , 63 , 82 , 140 , 143.
14) كتاب الظلام ص 50 , 63 , 82 , 140 , 143.
15) كتاب الظلام ص 93.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/293)
ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[16 - 03 - 06, 12:54 ص]ـ
على فكرة كتاب السيف الصقيل لا تصح نسبته للسبكي
أريد توضيحا أكثر حول عدم صحة النسبة و شكرا للجميع.
و أي دار طبعت كتاب الدكتور الخميس؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 03 - 06, 02:13 ص]ـ
انقل هنا مقتطف من كلام الشمس السلفي (نقلا عن احد المنتديات)
قال الشمس السلفي الأفغاني رحمه الله في الحاشية معلقا على قوله (كتاب السيف الصقيل) في كتابه " عداء الماتريدية للعقيدة السلفية ":
" (2) ينسب هذا الكتاب إلى تقي الدين السبكي (علي بن عبد الكافي) (756هـ)، وهو والد تاج الدين السبكي (عبد الوهاب بن علي) (771هـ)، وكلاهما من ألد أعداء شيخ الإسلام والإمام ابن القيم رحمهما الله. ويبعد عقلا ونقلا كون هذا الكتاب من كتب تقي الدين السبكي.
أما عقلا:
فلا شتما له [كذا ولم أتبينه] على شتائم فظيعة شنيعة لا تصدر ممن يخاف الله تعالى بل هي مما يليق بأسوأ الشعراء هجاء وشتما،
وأما نقلا:
فلم يذكره قبل الزبيدي أحد ممن ترجم لتقي الدين السبكي، حتى ابنه تاج الدين لم يذكره في ترجمة والده في الطبقات مع أنه لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
ولو كان هذا الكتاب لتقي الدين السبكي لطار به الركبان. ولا سيما أعداء شيخ الإسلام رحمه الله تعالى،
وما ذكره الزبيدي لا يدل على أن الموجود هو بعينه. " ا. هـ
وذكر أيضا في المصدر السابق تعليقا على كلمة (ابن زفيل) الذي قصد به الكوثري ابن القيم رحمه الله:
" (3): لم يعرف عن الإمام ابن القيم: أنه ابن زفيل، ولا يعرف من أجداده من أبيه ولا من أمه أحد سمي: (زفيلا).
ـ[ابن السائح]ــــــــ[16 - 03 - 06, 02:22 ص]ـ
فلا شتما له [كذا ولم أتبينه]
(3): لم يعرف عن الإمام ابن القيم: أنه ابن زفيل، ولا يعرف من أجداده من أبيه ولا من أمه أحد سمي: (زفيلا).
فلا شتما له = فلاشتماله، من الاشتمال.
وقد نبّه قبله الشيخ بكر في ترجمة الإمام ابن القيم على اختلاق نسبته إلى زفيل.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 06, 02:40 ص]ـ
وفي مقدمة الجامع لترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لعلي العمران ومحمد عزير شمس كلام مهم حول هذه المسألة، وهو في الصور المرفقة.
ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[17 - 03 - 06, 08:21 ص]ـ
جزاكم اله خيرا أجمعين أبتعين أبصعين أكتعين؛ لكن ((إبراهيم بن أحمد الغياثي)) خادم شيخ الإسلام هل هو من المجاهيل أم ماذا؟ فقد سمعت من بعض الأشعرية تجهيله؛ و من ثم الطعن في كلامه و عدم ثبوته
ـ[فيصل]ــــــــ[17 - 03 - 06, 04:08 م]ـ
وهل هناك عاقل يصدق هذا؟ أبقي 27 سنة بعد هذه التوبة المزعومة وهو حي يرزق ولم يؤلف مؤلفاً واحداً في نصرة عقيدته الجديدة!! يا سبحان الله وياللعقول! بل يا أخي حتى كبار الأشاعرة يكذبونها فهاهو تقي الدين السبكي يقول:
يرى حوادث لا مبدأ لأولها ** في الله سبحانه عما يظن به
لو كان حياً يرى قولي ويسمعه ** رددت ما قال رداً غير مشتبه (طبقات ابنه 6/ 160)
فحتى بعد وفاة شيخ الإسلام ينص السبكي أن ابن تيميه رحمه الله يرى ان الأفعال الإختيارية تقوم بذات الله وأنه لم يزل فاعلا إذا شاء لا كما يزعم الجهمية أنها مخلوقات منفصلة وأن الفعل هو المفعول وأن الفعل كان ممتنع منه وقد اسماها بحوادث في الله على عادة أسلافه الجهمية وأرجع لرد الإمام أبي المظفر السرمسي على هذه القصيدة المطبوع بعنوان (الحمية الإسلامية) طباعة غراس.
فحتى كبار الأشعرية يكذبون هذا الخبر كما ترى وبعض تلاميذ الإمام لم يلقه إلا بعد هذا التأريخ أصلاً كالحافظ ابن عبد الهادي فماله لم يصبح أشعرياً وماله ألف الكتب السلفية ككتاب "الكلام على مسألة الاستواء" وكتاب الصارم المنكي وغيرها ومال ابن القيم لم ينقلب أشعرياً (ابتسامة) أما الإعتماد على ما ذكره ابن حجر فكتابه هذا غير محرر كما ذكر هو عن نفسه، قال السخاوي: سمعت ابن حجر يقول لست راضيا عن شئ من تصانيفي لانى عملتها في ابتداء الامر ثم لم يتهيأ لي من تحريرها سوى شرح البخاري ومقدمته والمشتبه والتهذيب ولسان الميزان.
وهذه التوبة المزعومة لا يوجد لها إسناد صحيح كما ذكر الأخ حارث الهمام فهي تنقل بصيغة (وجد بخطه) (وجدت بخطه) وهذه الصيغة من أضعف أنواع التحمل ولها شروط ذكرها العلماء فكيف إذا انضاف لهذا أن التزوير قد ثبت عليه أكثر من مرة كما ذكر المؤرخون!؟ وكيف إذا انضاف لها ما سبق ذكره أولاً؟ وارجع لبقية كلام الأخ حارث الهمام والصور التي أرفقها الشيخ الفقيه.
والله الموفق
ـ[أبو الحسين المازيغي]ــــــــ[17 - 03 - 06, 04:21 م]ـ
إلى الأخوة الأفاضل،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يتفرد ابن حجر بالإشارة إلى المحضر الذي كتبه شيخ الإسلام وأقر فيه على نفسه ببعض الاعتقادات التي بين زيفها في مواضع من كتبه، فالإمام الذهبي كذلك أشار إليها حينما ذكر أن شيخ الإسلام "كتب لهم رسالة فيها ما فيها" ـ وأظنها من ترجمته في ذيل تاريخ الإسلام.
أما سبب ذلك، ففي القدر الذي نقله ابن حجر أوجه من التأويل والتورية، والله أعلم.
ورحم الله علماءنا وجزاهم عنا خير الجزاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/294)
ـ[فيصل]ــــــــ[18 - 03 - 06, 04:49 م]ـ
ما قلت انه تفرد بها بل ذكرها النويري وغيره لكن المقصد انهم يعتمدون على ابن حجر خصوصاً وكأن ما يورده صحيح مسلم وهو نفسه لم يرض ما جاء فيه ولم يحرره
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[18 - 03 - 06, 05:11 م]ـ
وهل من يعرف الكوثري يصدقه او يثق به؟ لقد مررت على تعليقاته على كتاب الاسماء والصفات للبيهقي رحمه الله. فكان يؤول كلام البيهقي البين الواضح , حتى اذا وصل الى العلو قال:رحم الله الشيخ لقد تساهل في هذا الباب!!!. او بعبرة هي مثلها. فمن كان يحور كلام العلماء الذي يجب ان يكون امينا في بيان كلامهم ثم يأتي على أعظم ابواب الايمان ويقول ان الكاتب تساهل!! وهو موضع لا يقال فيه بالاجتهاد ,ماذا ترجوا من مثله؟ وهو الذي يكفرنا لاجل ايماننا بالله وقولنا بالعلو للعلي الغفار.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[19 - 03 - 06, 04:12 ص]ـ
شر البلية مايضحك
الاحظ ان أمثال الكوثري يستغرقون من وقتنا وجهدنا ونقاشنا الكثير
سيروا قدماً
لاوقت لهم,
ودعوهم يبلبعون(33/295)
هل يجوز القول بأن الله يحب الكفر لغيره؟؟
ـ[بن نصار]ــــــــ[17 - 03 - 06, 05:18 م]ـ
هل يجوز أن نقول بأن الله يحب الذنوب والكفر .. لغيره؟؟
للعلم ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله في القول المفيد .. بأن الله يحب الفساد لغيره.
ـ[أبو لجين]ــــــــ[17 - 03 - 06, 05:31 م]ـ
(وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ)
(إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[18 - 03 - 06, 09:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عقيدة السلف في في الشرور وعلى رأسها الكفر، أن الله:
1. يريدها: لأنه لا يجوز أن يكون في ملك الله ما لا يريده الله سبحانه. فبإرادة منه سبحانه كان ابليس وفرعون وهامان وغيهم في ملكه، وهذا ما سماه العلماء الإرادة الكونية
2. لا يحبها: لقوله تعالى: " وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ " والكفر فساد، وقوله: "وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ" فا يجوز أن يكرذه شيئا لعباده وهو يحبه. والآيات في تقريع الله لمن استحب الكفر على الإيمان كثيرة جدا، ولو أحب الله الكفر ما أنزل رسله مبشرين ومنذرين
3. لا يرضاها لعباده: لقوله "وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ "
4. ولا يأمر بها: " {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ " فإن الله لا يأمر بالفحشاء التي هي دون الكفر فكيف يأمر بالكفر وهو أعلى. ولكنه قد يأمر بعض عباده بشيء ويريد منهم غير ما أمرهم به وبسط ذلك يطول.
الخلاصة أن الله يريد الكفر في أرضه ولكنه لا يحبه ولا يأمر به ولا يرضاه لعباده.
أما الإيمان فالله يريده ويحبه ويأمر به ويرضاه لعباده
ـ[أم حنان]ــــــــ[18 - 03 - 06, 02:42 م]ـ
أرجو كتابة رقم الصفحة التى يقول فيها الشيخ هذا الكلام ........ والمعلوم أن الإرادة نوعان:
إرادة كونية وهى بمعنى المشيئة وفيها لابد من وقوع المراد وقد يكون محبوبا إلى الله وقد لايكون محبوبا (مثل الكفر)
إرادة شرعية وهى بمعنى (المحبة) وفيها لايلزم وقوع المراد ولايكون المراد فيها إلا محبوبا
(مثل الصلاة فقد يصلى العبد وقد لايصلى والصلاة أمر يحبه الله
إذن الكفر يندرج تحت إرادة الله الكونية القدرية والإرادة هنا لايكون معناها المحبة
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 03 - 06, 03:18 م]ـ
الحمد لله
الكفرأنواع منها:
ما يكون نقيض الإيمان
قال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:256).
ومنه ما يكون كفر نعمة،وهونقيض الشكر
قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ) (القصص:48)
فهذا الكفر مذموم ولايحبه الله تعالى.
وقال تعالى: (قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (لأعراف:144)
وقال عز وجل: (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (الزمر:66)
وهنا أمر تبارك وتعالى بالشكر وحث عليه، وهو نقيض كفر النعمة.
والله أعلم.
ـ[بن نصار]ــــــــ[18 - 03 - 06, 10:30 م]ـ
فاذا قال قائل: كيف يريد الله كونا ما لا يحب بمعنى كيف يريد الكفر أو الفسق أو العصيان وهو لا يحبه؟
فالجواب: أن هذا محبوب الى الله من وجه مكروه اليه من وجه آخر فهو محبوب اليه لما يتضمنه من المصالح العظيمة مكروه اليه لأنه معصية ..
هذا ما أشكل علي ..
شرح الواسطية للشيخ ص 223 في أقسام الارادة
وفي القول المفيد يذكر الشيخ الفساد كذلك ولكن ليس متوفر لدي الآن.
ـ[نجيب أبو عبد الرحمن]ــــــــ[19 - 03 - 06, 12:07 ص]ـ
أود التنبيه على شيء إخواني وهو أن العلامة الفقيه الشيخ النحرير محمد بن صالح العثيمين قل وأن ألف ولكن جل الكتب التي تقرأ فيها تأليف الشيخ العثيمين فهي ليست كذلك وإنما قام الشيخ رحمه الله تعالى بشرح كتب كثيرة ومن ثم تولى غيره تفريغها وعليه
فيحتمل إما أنها زلة لسان من الشيخ رحمه الله-إن ثبت أنه قالها- لأن معتقد الشيخ لايحتاج تزكية من أحد
وإما المفرّغ للأشرطة قد سبقه قلمه
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/296)
ـ[نجيب أبو عبد الرحمن]ــــــــ[19 - 03 - 06, 12:18 ص]ـ
لقد رجعت إلى كلام الشيخ في الواسطية قال رحمه الله
فإذا قال قائل: كيف يريد الله تعالى كوناً ما لا يحبه، بمعنى: كيف يريد الكفر أو الفسق أو العصيان وهو لا يحبه؟!
فالجواب: أن هذا محبوب إلى الله من وجه مكروه إليه من وجه آخر، فهو محبوب إليه لما يتضمنه من المصالح العظيمة، مكروه إليه لأنه معصية.
ولا مانع من أن يكون الشيء محبوباً مكروها باعتبارين، فها هو الرجل يقدم طفله الذي هو فلذة كبده وثمرة فؤاده، يقدمه إلى الطبيب ليشق جلده ويخرج المادة المؤذية فيه ولو أتى أحد من الناس يريد أن يشقه بظفره وليس بالمشرط، لقاتله، كل هو يذهب إلى الطبيب ليشقه، وهو ينظر إليه، وهو فرح مسرور، يذهب به إلى الطبيب ليحمي الحديد على النار حتى تلتهب حمراء، ثم يأخذها ويكوي بها ابنه، وهو راض بذلك، لماذا يرضى بذلك وهو ألم للابن؟ لأنه مراد لغيره للمصلحة العظيمة التي تترتب على ذلك. اه
نصيحتي لكل قارئ في كتب العقيدة مراعاة شيء مهم وهو السباق والسياق حتى يفهم المراد
ـ[نجيب أبو عبد الرحمن]ــــــــ[19 - 03 - 06, 12:23 ص]ـ
أليس الله جل وعلى يحب الجهاد في سبيله ومغنم المسلمين وسبيهم لنساء الكافرين فالله تعالى فالله أراد كفر الكافر لهذه الأمور العظيمة التي يحبها جل في علاه وعظم في عالي سماه
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[19 - 03 - 06, 01:40 ص]ـ
الحمد لله
نجيب أبو عبد الرحمن
فالله تعالى فالله أراد كفر الكافر
كيف؟!
وقد قال تعالى:
(إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (الزمر:7)
وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْأِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ) (غافر:10)
وكيف يريد كفر الكافر وقد قال جل وعلا:
(إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (الانسان:3)
وقال تعالى: (ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ) (سبأ:17)
ـ[نجيب أبو عبد الرحمن]ــــــــ[19 - 03 - 06, 05:44 ص]ـ
صلاح الدين أصلحنا الله وإياك هل تعلم أن الارادة في كلام الرب على معنيين
1 - إرادة شرعية والمقصود منها المحبة وهي كل مايحبه الله وإن لم يقع كإيمان الكافر يحب الله أنه يؤمن ولكن لم يقع لأن ربي لم يشأ ذلك
2 - إرادة كونية قدرية وهي المشيئة وهي كل ماخلقه الله وإن لم يكن يحبه ككفر الكافر فقد خلقه الله تعالى وشاء أن يقع ولكن لا يحبه سبحانه وكل شيئ في هذا الكون تحت مشيئة الله وإرادته سبحانه علم ما الناس عاملون فكتب ذلك في اللوح المحفوظ عنده ثم شاءه ثم خلقه وهذه التي يسميها أهل السنة بمراتب القدر الأربع فافهمها فلن تشكل عليك مسألة القدر بعد اليوم بإذن الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 03 - 06, 09:29 ص]ـ
التفريق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية هو التفصيل الذي يجمع بين النصوص الشرعية الواردة في الباب.
جاء في شرح الهراس للواسطية
(وقوله: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}، وقوله: {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد} وقوله: {أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد}، وقوله: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء}.
قوله: {ولولا إذ دخلت}. .) إلخ، هذه الآيات دلت على إثبات صفتي الإرادة والمشيئة، والنصوص في ذلك لا تحصى كثرة.
والأشاعرة يثبتون إرادة واحدة قديمة تعلقت في الأزل بكل المرادات، فيلزمهم تخلف المراد عن الإرادة.
وأما المعتزلة؛ فعلى مذهبهم في نفي الصفات لا يثبتون صفة الإرادة، ويقولون: إنه يريد بإرادة حادثة لا في محل، فيلزمهم قيام الصفة بنفسها، وهو من أبطل الباطل.
وأما أهل الحق؛ فيقولون: إن الإرادة على نوعين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/297)
1 - إرادة كونية ترادفها المشيئة، وهما تتعلقان بكل ما يشاء الله فعله وإحداثه، فهو سبحانه إذا أراد شيئا وشاءه كان عقب إرادته له؛ كما قال تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}.
وفي الحديث الصحيح: «ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن».
2 - وإرادة شرعية تتعلق بما يأمر الله به عباده مما يحبه ويرضاه، وهي المذكورة في مثل قوله تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}.
ولا تلازم بين الإرادتين؛ بل قد تتعلق كل منهما بما لا تتعلق به الأخرى، فبينهما عموم وخصوص من وجه.
فالإرادة الكونية أعم من جهة تعلقها بما لا يحبه الله ويرضاه من الكفر والمعاصي، وأخص من جهة أنها لا تتعلق بمثل إيمان الكافر وطاعة الفاسق.
والإرادة الشرعية أعم من جهة تعلقها بكل مأمور به واقعا كان أو غير واقع، وأخص من جهة أن الواقع بالإرادة الكونية قد يكون غير مأمور به.
والحاصل أن الإرادتين قد تجتمعان معا في مثل إيمان المؤمن، وطاعة المطيع.
وتنفرد الكونية في مثل كفر الكافر، ومعصية العاصي.
وتنفرد الشرعية في مثل إيمان الكافر، وطاعة العاصي.
ويقول الشيخ عبدالرحمن السعدي في حاشية الواسطية
من الأصول الثابتة في الكتاب والسنة المتفق عليها بين السلف: التفريق بين مشيئة الله وإرادته وبين محبته.
فمشيئة الله وإرادته الكونية تتعلق بكل موجود محبوب لله وغير محبوب، كما ذكر في هذه الآيات أن الله يفعل ما يريد. وما يشاء، وإذا أراد شيئا قال له كن فيكون.
وأما محبته فإنها تتعلق بما يحبه خاصة من الأشخاص والأعمال، كما ذكر في هذه الآيات تقييدها بأنه يحب الصابرين والمتقين والمؤمنين والمحسنين والمقسطين ونحوها، فمشيئته عامة للكائنات، ومحبته خاصة ومتعلقة بالمحبوبات.
ويتفرع عن هذا أصل آخر، وهو التفريق بين الإرادة الكونية فإنها تطابق المشيئة، وبين الإرادة الدينية فإنها تطابق المحبة، فالأولى مثل: {إن الله يفعل ما يريد}، {فعال لما يريد} ونحوها. والثانية نحو: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}، {والله يريد أن يتوب عليكم} ونحوها.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 03 - 06, 09:44 ص]ـ
وفي فتاوى الشيخ العثيمين رحمه الله
(67) وسئل فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى ورعاه: عن أقسام الإرادة؟
فأجاب بقوله: الإرادة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: إرادة كونية.
القسم الثاني: إرادة شرعية.
فما كان بمعنى المشيئة فهو إرادة كونية، وما كان بمعنى المحبة فهو إرادة شرعية، مثال الإرادة الشرعية قوله تعالى: {والله يريد أن يتوب عليكم} (1) لأن {يريد} هنا بمعنى يحب ولا تكون بمعنى المشيئة لأنه لو كان المعنى: "والله يشاء أن يتوب عليكم"، لتاب على جميع العباد وهذا أمر لم يكن فإن أكثر بني آدم من الكفار، إذا {يريد أن يتوب عليكم} يعني يحب أن يتوب عليكم، ولا يلزم من محبة الله للشيء أن يقع لأن الحكمة الإلهية البالغة قد تقتضي عدم وقوعه.
ومثال الإرادة الكونية قوله تعالى: {إن كان الله يريد أن يغويكم} (2) لأن الله لا يحب أن يغوي العباد، إذا لا يصح أن يكون المعنى إن كان الله يحب أن يغويكم، بل المعنى إن كان الله يشاء أن يغويكم.
ولكن بقي لنا أن نقول: ما الفرق بين الإرادة الكونية والشرعية من حيث وقوع المراد؟
فنقول: الكونية لابد فيها من وقوع المراد إذا أراد الله شيئا كونا فلابد أن يقع {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول: له كن فيكون} (3).
أما الإرادة الشرعية فقد يقع المراد وقد لا يقع قد يريد الله عز وجل هذا الشيء شرعا ويحبه ولكن لا يقع لأن المحبوب قد يقع وقد لا يقع.
فإذا قال قائل: هل الله يريد المعاصي؟
فنقول: يريدها كونا لا شرعا، لأن الإرادة الشرعية بمعنى المحبة والله لا يحب المعاصي، ولكن يريدها كونا أي مشيئة فكل ما في السماوات والأرض فهو بمشيئة الله.
ـ[أم حنان]ــــــــ[19 - 03 - 06, 02:37 م]ـ
يفهم من كلام الشيخ السعدى -رحمه الله - أن الكفر لايدخل ضمن االمحبوبات بل يدخل ضمن المشيئة (وهو التفريق بين الإرادة الكونية فهى تطابق المشيئة وبين الإرادة الدينية وهى تطابق المحبة) إذن الكلمة غير صحيحة (ان هذا محبوب الى الله من وجه مكروه اليه من وجه أخر) والإرادة لاتستلزم المحبة ... فإذا أراد الله شىء لايلزم أن يكون يحبه ولكن أراده لحكمة.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[19 - 03 - 06, 04:20 م]ـ
الحمد لله
نجيب أبو عبد الرحمن
صلاح الدين أصلحنا الله وإياك هل تعلم ........
الأخ نجيب أبو عبد الرحمن
جزاك الله خيرا ورزقني الله وإياك حسن مخاطبة الآخرين سيما أهل هذا المنتدى الطيب.
نعم أخي ـ بارك الله فيك ـ أعلمُ ـ فهذا من الأمور العقدية ـ أن الإرادة منها كونية قدرية، وإرادة شرعية.
*فقد قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في شرح العقيدة الواسطية (صـ47):
وقوله:" خيره وشره": أما وصف الفدر بالخير؛ فالأمر فيه ظاهر.
وأما وصف القدر بالشر؛ فالمراد به شر المقدور لا شر القدر الذي هو فعل الله؛ فإن فعل الله عز وجل ليس فيه شر، كل أفعاله خير وحكمة، لكن الشر في مفعولاته ومقدوراته؛ فالشر هنا باعتبار المقدور والمفعول، أما باعتبار الفعل؛ فلا، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام:
" والشر ليس إليك " ...............
وعلى هذا يجب أن نعرف أن الشر الذي وُصِفَ به القدر إنما هو باعتبار المقدورات والمفعولات، لا باعتبار التقدير الذي هو تقدير الله وفعله ....
أما بالنسبة للأمور الكونية القدرية؛ فهناك شيء يكون شراً باعتباره مقدورا، كالمرض مثلا؛ ...
فالحاصل أننا نقول:
اولا:
الشر الذي وصف به القدر هو شر بالنسبة لمقدور الله، أما تقدير الله؛ فكله خير، والدليل قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" والشر ليس إليك ".
ثانياً: أن الشر الذي في المقدور ليس شرا محضا، بل هذا الشر قد ينتج عليه أمور هي خير، فتكون الشرِّيَّة بالنسبة إليه أمراً إضافياً.اهـ.
ويراجع قول أبو العز الحنفي في شرحه للععقيدة الطحاوية (صـ516).
أثابكم الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/298)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[19 - 03 - 06, 05:14 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن الفقيه
أحسنت أحسن الله إليك.
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[20 - 03 - 06, 03:45 م]ـ
ألا ترون أن النصوص التي جاءت في الإرادة والمشيئة شملت أشياء مرادة لله كوناً لا شرعاً كإرادته إضلال من أراد إضلاله في قوله "ومن يرد أن يضله ... " وغيرها من النصوص وحينئذٍ نحتاج إلى الجواب بقولنا أنه ليس مراداً لله لذاته بل لغيره .. أما في المحبة فلم يرد إثباتها إلا فيما يحبه الله لذاته من الأعمال والأقوال والأشخاص وحينئذٍ لا نحتاج إلى الجواب بذلك ألبتة ... بمعنى أن إثباتنا لمحبته للكفر لغيره يحتاج إلى دليل ولم يرد نصٌ في أنه يحب الكفر لغيره فنقف على النص ونحتاج إلى الجواب عن الإرادة فقط ومعلومٌ أن الأسماء والصفات توقيفية ...
ـ[أم حنان]ــــــــ[24 - 03 - 06, 11:59 ص]ـ
يقول شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله- فى كتاب (التحفة العراقية فى الأعمال القلبية)
(وأما الرضا بالمنهيات من الكفر والفسوق والعصيان فأكثر العلماء يقولون لايشرع الرضا بها كما لايشرع محبتها فإن الله سبحانه لايرضاها ولايحبها وإن كان قد قدرها وقضاها كما قال سبحانه (والله لايحب الفساد) وقال تعالى (ولايرضى لعباده الكفر) وقال تعالى (وهو معهم إذ يبيتون مالايرضى من القول) ...... بل يسخطها كما قال تعالى (ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم)
وقالت طائفة: ترضى من جهة كونها مضافة إلى الله خلقا وتسخط من جهة كونها مضافة إلى العبد فعلا وكسبا ................ وهذا القول لاينافى الذى قبله بل هما يعودان إلى أصل واحد ........ وهو سبحانه إنما قدر الأشياء لحكمة فهى باعتبار تلك الحكمة محبوبة مرضية وقد تكون فى نفسها مكروهة ومسخوطة
إذ الشىء الواحد يجتمع فيه وصفان يحب من أحدهما ويكره من الأخر.)
الحاصل أن كلام الشيخ بن عثيمين (أن هذامحبوب إليه من وجه .... مكروه إليه من وجه أخر) إنما يعنى به أن الله قدر الكفر لحكمة فهو باعتبار تلك الحكمة محبوب ولكن الكفر فى نفسه مكروه ..... وهذا ما يفهم من كلام اابن تيمية .............. رحم الله الشيخ بن عثيمين وأسكنه فسيح جناته ما أخطأ ولكن عقولنا القاصرة لم تفهم ذلك.
ـ[نجيب أبو عبد الرحمن]ــــــــ[24 - 03 - 06, 12:39 م]ـ
أفنان زادك الله علما واحتراما لمشايخ السلفية
ـ[بن نصار]ــــــــ[24 - 03 - 06, 03:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المشاركات المفيدة ....(33/299)
خذ قلماً وصحح كتاب [مفاهيم يجب أن تصحح] % الرد على محمد علوي المالكي %
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[18 - 03 - 06, 10:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فما يزال أهل الحق في صراع كبير مع أهل الباطل، يذبون عن الدين ابتداع المبتدعين، وانتحال المنتحلين، ويكشفون لمن جهل حال هؤلاء حالهم، وبنور الحق يكشفون شبهاتهم، فما تعدوا مقالاتهم وتلبيساتهم إلا شبهاً تدك بالبراهين الجلية، بالآيات القرآنية، والسنة الصحيحة النبوية ..
وممن قيد أباطيله، وعقد في مسودة شركياته وضلالاته .. داعية الشرك والخرافة محمد علوي المالكي -عامله الله بما يستحق- .. ومن هذه الكتب التي اغتر بها الجهلة، وعوام الصوفية، ومن لا نظر له ولا حصانة علمية، كتابه الموسوم بـ[ـمفاهيم يجب أن تصحح]، والحق أنه يجب أن يعنون بـ (أباطيل في كتاب مفاهيم يجب أن تصحح) .. وقد نشرنا من قبل في الرد على مسودته [شفاء الفؤاد] برسالة مختصرة لشيخنا الزاهد عبدالكريم الحميد -حفظه الله- بعنوان [تحذير العباد من شقاء الفؤاد] وكان رد الفعل إيجابياً .. فقد سُرَّ بها أهل السنة، وتبصر بها فئام من الجهلة، وعاد إلى الحق من كان في قلبه شبهه، وأغاضت أهل الهوى والبدعة .. وكان رد أتباعه وأحبابه ينطبق عليه المثل [الصراخ على قدر الألم] .. وكانت الرسائل على البريد التي تحوي الخُلق الذي تلقوه من مالكيهم وأقطابهم الصوفية وسدنة القبور .. من كيل السباب والشتام، محتوية على بطاقات للتهديد .. عدا ما وصلني من اللعن والتكفير فقط!! لأننا قد رددنا شركياته بالدليل .. وحسبوا أنني ممن يتحرك في رأسه شعره لأجل تهويش وتحويش .. وهذا ديدن أهل اللجة، عدم مقابلة الحجة بالحجة ..
وكتفاعلاً مني لشفاء أسقام المرضى، وكشف لمن في قلبه بحثاً عن الحق دون اتباع للهوى .. أنشر اليوم كتاباً جديداً في نسف ونقد أباطيل وشركيات المالكي في [مفاهيم يجب أن تصحح] .. وقد دون هذا الكشف شيخنا الفاضل الدكتور محمد رزق طرهوني -حفظه الله- في كتابه [شبهات حول العقيدة] والذي قرأه وأقره الشيخ العلامة حمود التويجري -رحمه الله-، وأطلع عليه سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله .. وقد عنونت للموضوع [خذ قلماً وصحح كتاب مفاهيم يجب أن تصحح] وهو الأليق به .. فإلى الكتاب ..
تحذير العباد من شقاء الفؤاد
عبد الكريم بن صالح الحميد
http://alsoufia.org/vb/showthread.php?t=1796
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[18 - 03 - 06, 10:21 م]ـ
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واجدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله لا يقبض العلم ينتزعه انتزاعا ولكن يقبضه بموت العلماء فإذا مات العلماء اتخذ الناس رءوسا جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) أخرجه البخاري.
وهذا الكتاب الذي بين يديك أيها القارئ يرشدك إلى كيفية الرد على بعض الضلالات التي قد يوقعك فيها بعض هذه الرءوس فإن كثيراً ممن تصدوا لدعوة الناس، ونشر الدين، ليسوا بأهل، ولا أريد الإطالة في هذه المقدمة، إلا إنني أقول بأن الرد على هذه الأباطيل التي يخشى رواجها على العوام وأنصاف المتعلمين، واجب ديني وشرعي، خاصة إذا استفحل أمرها، ولست بحمد الله بدعا في ذلك، بل إن الصراع دائم على مر العصور بين الحق والباطل، والجولة الأخيرة للحق بإذن الله تعالى.
طرق تلبيس بعض هذه الرءوس في كتاباتهم
- يتتبعون سقطات بعض العلماء
- يذكرون نصف كلام العالم ويتركون الباقي الذي يبين المعنى الذي يقصده.
- يأتون بالروايات الشاذة للأحاديث الصحيحة.
- يأتون بالأحاديث الضعيفة التي لا أصل لها فيحتجون بها وهي العمدة في كتاباتهم.
- يذكرون أقوال المصححين لبعض الأحاديث إذا وافقت رأيهم ولا يذكرون أقوالهم إذا ضعفوا حديثاً ذكروه.
- يأتون بأجزاء لبعض الأحاديث لا يتبين مفهومها إلا إذا ضمت إلى باقي الحديث.
- ينسبون إلى المعارضين لهم أقوالاً لا يقولون بها.
- يأتون بأحاديث صحيحة لا تمت بصلة إلى ما يقولون فيحتجون بها.
- يذكرون أماكن النقولات فيدلسون في أرقام الصفحات.
- يأتون بما جاء خاصاً بالنبي ص ويسحبونه على الصالحين.
- يكثرون من التكرار الممل ليرسخوا الفكرة في أذهان القراء من كثرة تكرارها.
- يأتون بمعلومات خاطئة عن أصول المصطلح والفقه ليظن القارئ أنهم يستندون إلى الأصول في كلامهم.
- ينقلون كلام العالم ويتعبونه بكلام من عندهم ثم يذكرون تعليق العالم على كلامه الأول فيوهمون القارئ أن كلامهم امتداداً لكلام العالم.
وهناك الكثير من طرق التلبيس وعليك أيها القارئ ألا تترك زمام دينك بيد أحد من الناس كائناً من كان وتنبه لما يحيكه إبليس وأعوانه ليلبسوا عليك دينك فكن حذراً دائماً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/300)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[18 - 03 - 06, 10:23 م]ـ
لا يفوتني قبل الابتداء في الرد أن اعتذر الاخوة القراء وخصوصاً طلاب العلم منهم عن عدة أمور.
الأول: عدم الاهتمام بالأسلوب الحديث المتقن في الكتابة والذي التزمته فيما كتبته إلا هذا الكتاب وأعني هنا نقل أقوال العلماء بلفظها ونسبتها إليهم وبيان الموضع بالجزء والصفحة والتخريج المستفيض ونحو ذلك والأسباب كثيرة:
(1) أن الرجوع إلى مصادر ما ذكرته ميسر لدى طلاب العلم جدا، وأما غيرهم فاهتمامهم بهذا الجانب ضئيل.
(2) أن الأصل في هذا الكتاب أنه لغير المتخصصين في العلم الشرعي وهذا يقتضي مني الاعتماد على الأسلوب الإنشائي السهل أكثر من النقول والإرجاع إلى المصادر والإكثار من ذكر الأسماء ولذا فإني أحاول تلخيص الفائدة ليسهل تناولها.
(3) أن معظم ما يذكره أصحاب هذه الأفكار اعتمدوا فيه على فهمهم الخاص الذي لم يسبقهم أحد فيه ولذا فكان أكثر الرد محاجة من قبل نفسي استناداً إلى الأدلة وبياناً بالحجة.
(4) أن أكثر الأقوال المردود عليها سخافات والرد عليها أيسر من تضييع الأوقات في البحث عن كونها موجودة في كتب متقدمة أم لا بل إن العقل السليم يتبين مباشرة عدم صحتها ويمجها لأول وهلة.
الثالث: العجلة في الرد والمستوى العلمي المحدود وذلك لأنني حاولت توفير الوقت في شئ ينفع المسلمين وحاولت قدر استطاعتي على هذه العجلة دحض هذه الأباطيل فأرجو أن أكون قدمت بعض الشيء لدفع صولة الباطل.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[18 - 03 - 06, 10:25 م]ـ
الفصل الأول: ما يتعلق بطهارة جزيرة العرب من الشرك
الشبهة الأولى: إذا قيل لك إن الجزيرة العربية لا يمكن بحال من الأحوال أن يقع فيها شرك والدليل على ذلك أن رسول الله ص أخبر بأنه لا يجتمع دينان في جزيرة العرب وقال: إن الشيطان أيس أن يعبد في جزيرتكم وقال: اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد وهذا دعاء النبي ص ودعاؤه مستجاب فما تقول؟
الجواب: أما احتجاجك بحديث لا يجتمع دينان في جزيرة العرب فهو من أغرب الاحتجاجات لأنك قلت إنه إخبار من الرسول ص وليس الأمر كذلك بل هذه وصية منه ص للصحابة والأمة من بعدهم أن لا يبقوا دينين في جزيرة العرب، وقد أوصى بذلك عند وفاته ومن المعلوم لدى صغار المثقفين أنه ص توفي وفي جزيرة العرب دينان وبقي الحال كذلك حتى أجلى عمر اليهود وذلك لانشغال أبي بكر الصديق في حروب الردة عن تنفيذ ذلك الأمر.
وأما احتجاجك بحديث إن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرتكم فلفظه الذي في الصحيح (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم) والفارق واضح بين اللفظين فإن كلمة "المصلون " هنا تعني من أسلم في ذلك الوقت من الصحابة وقال بعض أهل العلم: أي المصلون جميعهم، ومعناه عدم إجماع أهل الجزيرة من المسلمين على ذلك، وبين النبي ص أن الشيطان سيحاول التحريش بينهم ووقع ذلك فعلاً بين الصحابة فكان من المعجزات النبوية ثم إن النبي ص لم يقل إن الشيطان لن يعبد في جزيرة العرب وإنما قال أيس أن يعبد وإياس الشيطان قد وقع فعلاً لما رآه من انتشار نور التوحيد وجلاء ظلمة الشرك فما كان يتوقع أن يعود له سلطانه مرة أخرى لأنه لا يعلم الغيب فلا جرم أن يقع ما يئس منه إبليس لعنه الله مرة أخرى وهذا واضح جداً ولذا فالحديث لا يعني أن الشيطان لن يعبد في الجزيرة كما فهمت فإنه مما يعرفه القاصي والداني أن أكثر جزيرة العرب ارتد بعد وفاته ص وعبد الشيطان الآلاف من جزيرة العرب وقتلهم أبو بكر الصديق في إجماع من الصحابة شر قتلة بل إن من الأخبار النبوية التي أوحى بها الله إلى نبيه وخرجت في الصحيحين أنه لن تقوم الساعة حتى تضرب إليات نساء دوس حول ذي الخصلة طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية وذو الخصلة هذه كانت في جزيرة العرب وأرسل لها الرسول ص من يهدمها وستعود قبل قيام الساعة كما أخبر. وفي الصحيحين أنه لن تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله وفي لفظ لأحمد حتى لا يقال في الأرض لا إله إلا الله وجزيرة العرب من الأرض وفي حديث الدجال في الصحيح أن المدينة سترتجف ثلاث رجفات فيخرج إليها كل منافق ومنافقة وهذا في المدينة المنورة. وثبت في صحيح مسلم قوله ص (لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى) فهذه كلها أخبار صحيحة تثبت خطأ هذا الفهم والحمد لله رب العالمين
وأما احتجاجك بقوله ص اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد وقولك ودعاؤه مستجاب فالرد عليه
بأن دعاء النبي ص مستجاب بمعنى أن دعوته لا ترد فإما تحقق وإما تدخر له يوم القيامة وإما تزيده شرفاً وعلواً أما بمعنى التحقق فلا يصح ذلك وقد دعا النبي ص بدعوات فتحققت ودعا بدعوات فلم تتحقق وليس له إلا دعوة واحدة وعده الله بالاستجابة فيها كباقي الأنبياء استجابة تحقق فقال (لكل نبي دعوة مستجابة وإني اختبأت دعوتي لأمتي يوم القيامة) وقد دعا النبي ص ربه أن لا يجعل بأس أمته بنيهم فأبى وهو في الصحيح ودعا بالمغفرة للمنافقين فرد الله عليه (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) ودعا بدعوات لم يقصدها وإنما كانت بسبب بشريته فلم يستجب له فيها بل أتت بعكس ما يدعو به وذلك لقوله: إني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهوراً وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة) واستغفر للمسلمين والمسلمات ومن المعلوم أن منهم من سيدخل النار بسبب ذنوبه.
أما القول بأن الله تعالى استجاب له في قوله اللهم لا تجعل قبري … الخ استجابة تحقق في الدنيا فقد ذهب إلى ذلك شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم وذلك لكونه لم يتخذ مسجداً ولا يستطيع أحد أن يتوصل إليه بل هو محاط بالجدران وسيأتي مزيد بيان ذلك في آخر الكتاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/301)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[18 - 03 - 06, 10:27 م]ـ
الشبهة الثانية: فإن قيل لك فما تقول في هذا الحديث (إن أخوف ما أتخوف على أمتي الإشراك بالله أما إني لست أقول يعبدون شمساً ولا قمراً ولا وثناً ولكن أعمالا لغير الله وشهوة خفية) فإنه صريح في نفي الشرك عن الأمة.
الجواب: أقول هذا الحديث رواه ابن ماجة وفي إسناده عامر بن عبد الله قال ابن حجر مجهول وقد رواه أحمد والحاكم وفي إسناده عبد الواحد بن زيد قال الذهبي: متروك فالحديث فيه ما ذكرت وعلى فرض صحته فليس فيه إشارة إلى ما أردت فإن فيه بيان أن النبي ص لا يخاف على أمته عبادة غير الله من شمس أو قمر أو وثن لأن من فعل ذلك خرج من أمته وإنما أراد الشرك الخفي وهو الرياء وهو أن يعمل الرجل العمل يريد به المراءاة ولا يخلصه لله تعالى فإن ذلك هو الذي يخافه على أمته لأنه يقع فيه الإنسان وهو لا يشعر بكونه من الشرك.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[18 - 03 - 06, 10:28 م]ـ
الشبهة الثالثة: فإن قيل لك يجب أن تخصص المدينة المنورة من كلامك هذا لوجود نص صريح في ذلك وهو قوله ص إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية من جحرها.
الجواب: أما الحديث فمعناه ظاهر وخصوصاً في عهده ص كان يهاجر إليها كل من آمن بالله تعالى وكانت معقل الإيمان إذ ذاك وهي إلى الآن أيضاً بحمد الله يتجلى فيها مظاهر الإيمان عن غيرها من بلدان العالم ولكن هذا لا يعني أن كل من فيها مؤمنون لأن في عهده ص كانت نقطة ارتكاز أساسية للمنافقين قال تعالى: (وممن حولكم من الأعراب منافقين ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) ومر أنها في آخر الزمان ستكون نحو ذلك فترجف ثلاث رجفات فيخرج المنافقون للدجال وستكون بعد ذلك بفترة خراب ومأوى للسباع والوحوش كما في أحاديث الصحيح.
وإن واقع حركة إرجاع الجزيرة العربية إلى التوحيد على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعد أن كانت عبادة الحجر والشجر فيها أكثر من عبادة الله تعالى لأكبر دليل على بطلان كل ما توهمته بالفهم الخاطئ لتلك الأحاديث. وقد حدثني أحد الأخوة الذين نشأوا في مناطق لم تصلها دعوة الشيخ أنه كان قريباً من بلادهم شجرة يعبدها الناس حتى أزيلت في عهد قريب على يد حكومة هذه البلاد جزاها الله خيراً.
وإن قيل لك لا يجوز تكفير المسلمين فإنه عظيم والمجازفة به خطيرة فاعلم أن هذا من باب ذر الرماد في العيون ليبين هذا الشخص انه يعلم ما يكفر ثم يقرر ما شاء من الشرك على أنه ليس مما ذكر ولكن هناك أعين مفتوحة بفضل الله ترى ما يحاك في الظلام. أن مما ذكر من الأمور المكفرة ووضعها في غضون كلامه أو شرك جلي لا يحتمل التأويل وقوله أو إنكار معلوم من الدين بالضرورة كالتوحيد وهذان البابان هما اللذان ندور حولهما فإن من دعا غير الله فهو مشرك بالإجماع ومن جعل للمخلوق مهما كان شيئا من صفات الخالق خرج من التوحيد بالإجماع ومن رفع مخلوقاً إلى مقام الألوهية فهو مشرك بالإجماع ومن تلاعب بالشريعة فجعل الشرك توحيداً أو التوحيد شركاً فقد تزندق وخرج من الدين كلية. ومن تتبع المتشابه زاغ وضل ومن حرف الكلم من بعد مواضعه ففيه يهودية جلية. ألم يقرأ هذا الرجل في بعض ما يحتج به من الكتب ويوهم الناس أن أصحابها متفقون معه على ما يقرره من الأباطيل أن نواقض الإسلام عشرة منها: من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فهو كافر ومنها من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعا بالطبع قد قرأها ولكن. . . .
سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
أتى بحديث خالد بن الوليد بالرواية المنكرة التي فيها أنه قتل بني جذيمة بعدما قالوا له آمنا وصلينا وبنينا المساجد وغير ذلك وترك لفظ الحديث في البخاري عن ابن عمر بعث النبي ص خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ودفع إلى كل واحد منا أسيره فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي ص فذكرناه فرفع النبي ص يديه فقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين. وقد سقت الرواية ليعلم الفرق الشاسع بين ما أتى به وما صح فيها وما صح فيها وعلى أي فإن إنكار النبي ص على خالد كان لتسرعه في القتل قبل التثبت من معنى قولهم صبأنا ويراجع فتح الباري في شرح الحديث.
وكذا قصة أسامة عندما قتل من قال لا إله إلا الله بعدما رفع عليه السيف لأنه لم يأخذ بظاهر الرجل الذي قتله ولكن ظن أنه قالها تعوذاً ولكن شتان بين هذا وبين من رأى من يقول لا إله إلا الله ويدعو شجرة ويطلب منها أن تحمل زوجته أو يأتي قبر نبي فيسأله أن يدخله الجنة ويغفر له ذنوبه. أو يسجد على ضريح سيدة من السيدات أو يذبح عجلاً لأصحاب العجول المعروفين أو ينذر لميت قيل أنه من العارفين وربما كان من الخائنين لتحمل زوجته بذكر بعد أن أنجبت سبع بنات أو ينفك عنها عقمها الذي دام معها ودام. فما أقرب هؤلاء من المشركين القدامى في قولهم لبيك الله لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك. ثم ذكر أثر على – إذا فرضنا صحته – في الخوارج ولم يصرح بهم لأنه يعلم تماماُ أن ضلال الخوارج لم يكن من الشرك بمكان ولكن التعمية على الناس تقتضي هذا الذي فعله وإنا لله وإنا إليه راجعون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/302)
ـ[أبو المعالي المرّوذي]ــــــــ[24 - 03 - 06, 11:12 م]ـ
أخي الفاضل أبوعمر الدوسري
بارك الله فيك وفيمن كتبه،و الشيخ الدكتور الطرهوني حفظه الله وليس بجديد عليه فقد عرفنا له الوقوف للذب عن أهل السنة في غيرما موقف فأجزل الله له ولك المثوبة ونحن بانتظار بقية الحلقات
** س / هل هناك من رد كتاب (داعية وليس نبياً) للمأفون /محمد علوي المالكي؟
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[25 - 03 - 06, 08:28 م]ـ
أخي الفاضل أبوعمر الدوسري
بارك الله فيك وفيمن كتبه،و الشيخ الدكتور الطرهوني حفظه الله وليس بجديد عليه فقد عرفنا له الوقوف للذب عن أهل السنة في غيرما موقف فأجزل الله له ولك المثوبة ونحن بانتظار بقية الحلقات
** س / هل هناك من رد كتاب (داعية وليس نبياً) للمأفون /محمد علوي المالكي؟
الكتاب الذي تتحدث عنه لحسن فرحان المالكي وليس محمد العلوي
وقد رد عليه الشيخ ربيع بن هادي المدخلي بكتاب أسماه ((دحر افتراءات أهل الزيغ والإرتياب)) وهو منشور على الشبكة وتجده في الموقع الرسمي للشيخ وفي شبكة صيد الفوائد وشبكة سحاب
ورد على حسن المالكي الشيخ عبد الكريم الحميدان وكتابه موجود في شبكة صيد الفوائد
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[25 - 03 - 06, 10:55 م]ـ
دحر افتراءات أهل الزيغ والارتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب - نقد لحسن المالكي
المؤلف ربيع بن هادي المدخلي
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1253
عفا الله عنك يا شيخ عبدالله بحثت عن كاتب بهذا الاسم فلم أجد .. وهل هو رد على الكتاب المذكور أم على كشف الشبهات؟(33/303)
انحرافات و مغالطات د. محمد عبدالغفار الشريف في العقيدة
ـ[بوعبدالله الكندري]ــــــــ[18 - 03 - 06, 11:18 م]ـ
أذهلني ما رأيت في برنامج الحياة عبادة في تلفزيون الكويت و الذي يقدمه د. خالد الشطي في مقابلة مع د. محمد عبدالغفار الشريف بعنوان (الاحتفالات في المنظور الإسلامي)، و بغض النظر عن لمزه لعلماء السعودية و وصفهم بالتشدد و الانغلاق و عدم الحضارة؛ و أيضاً في مغالطاته و أخطائه في أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم، و قوله بمشروعية الاحتفالات بالموالد و غيرها من الأعياد البدعية ... إلا أنه أتى بقضيتين من شأنهما هدم الدين من أساسه و الطعن في ثوابته …
- القضية الأولى: انكاره لهدم الصحابة رضوان الله عليهم للأوثان في البلدان التي فتحوها، و في ذلك يقول: ( ... بالله يعني الآن دائماً ابعاد الناس عن الشرك و عن مادري إيش يعني أنت أحرص من الصحابة، يعني هذه قضية أخرى الصحابة لما فتحوا مصر، فتحوا الشام، فتحوا العراق، فتحوا فارس وجدوا أصنام و تماثيل اللي كانت تعبد ما كسروها؛ هذا أبو الهول و غيره و يعني أصنام كثيرة و تماثيل ما كسروها الصحابة ... ) *
فأين أنت من حديث أبي الهياج الأسدي!!!
- القضية الثانية: التسوية بين طواف التوحيد و طواف الشرك، إذ يقول: ( ... هذه القضايا تحتاج إلى نقاش كثير، و قضايا كثيرة اليوم أنا مابي أثيرها لأن وقت البرنامج ما يسمح لمن يقولون الطواف شرك اللي مادري ايش شرك، زين إذا كان الطواف عبادة اللي يطوف حول الكعبة يعني يعبد الكعبة، هذا المفروض لما يطوف حول القبر يعبد القبر إذاً يطوف حول الكعبة يعبد الكعبة، يقول هذا مشروع و غير مشروع ... ) **
و هذا غاية الخذلان و لا و حول و لا قوة إلا بالله
و الطامة أنه بعد ذلك يقول في نهاية الحلقة: (المشكلة اليوم أن حمى الدين مباحة لكل إنسان) و الله تعالى يقول: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [الأنبياء: 7]
إخواني الكرام مكمن الخطورة في القضية أن هذا الشخص صار يُصدر و يلمع تمهيداً لتوليته منصب مفتي الكويت و لا يخفاكم ما في الأمر من خطورة إذ سيرفع راية ترويج الشرك و البدعة و الحرب على أهل التوحيد و السنة.
فأرجو إخواني الكرام المساهمة في تعرية الرجل و بيان حقيقته و أناشد من يملك شريط الشيخ عبدالرحمن عبدالصمد رحمه الله تعالى الذي يقسم فيه أن د. الشريف رافضي الأصل من قراش في إيران، علنا نقف على حقيقته و الله من وراء القصد و جزى الله خيراً كل من سعى في الذب عن التوحيد و السنة.
* المقطع الصوتي:
للحفظ:
http://www.free-hoster.cc/users/kendry/shreef_1.rm
للاستماع:
http://www.free-hoster.cc/users/kendry/shreef_1.ram
** المقطع الصوتي:
للحفظ:
http://www.free-hoster.cc/users/kendry/shreef_2.rm
للاستماع:
http://www.free-hoster.cc/users/kendry/shreef_2.ram
الحلقة كاملة بالصوت و الصورة:
http://s32.yousendit.com/d.aspx?id=2WVMZM
قال الشيخ الألباني :
54RV4B3HC0Q9REYCNIU
الحلقة الكاملة صوت فقط:
حفظ:
http://www.free-hoster.cc/users/kendry/shreef.rm
استماع:
http://www.free-hoster.cc/users/kendry/shreef.ram(33/304)
موقف الأشاعرة المعاصرين لشيخ الإسلام ابن تيمية من كتاب الإبانة
ـ[كمال75]ــــــــ[19 - 03 - 06, 07:17 ص]ـ
السلام عليكم
ماذا كان موقف الأشاعرة المعاصرين لشيخ الإسلام ابن تيمية من كتاب الإبانة للإمام الأشعري فهو كان يستدل به عليهم وكذلك الامام بن القيم يذكره مستدلا به عليهم؟
ـ[ضعيف]ــــــــ[19 - 03 - 06, 10:52 ص]ـ
انا لا اشك ان كتاب الابانة هو من مصنفات ابي الحسن الاشعري0(33/305)
الجواب الكافي لمن سأل عن محمد بن علوي المالكي
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 03 - 06, 05:42 م]ـ
الجواب الكافي لمن سأل عن محمد بن علوي المالكي
إعداد: أبي معاذ السلفي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد: فهذا الموضوع كتبته استجابة لطلب أحد الاخوة وفقه الله حيث طلب مني جزاه الله خيرا معلومات عن محمد بن علوي المالكي، فأقول وبالله التوفيق:
* أسمه ومولده:
هو محمد بن علوي بن عباس المالكي، ولد بمكة - حرسها الله - وما زال يعيش فيها حالياً مع كل أسف، ومنها ينشر أباطيله إلى كافة العالم الإسلامي.
ويزعم أنه من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد شكك في ذلك بعض قرابته ممن هم على عقيدة أهل السنة والجماعة!.
وسواء صح نسبه أم لم يصح، فهذا لا ينفعه ما دام أنه على عقيدة تخالف العقيدة التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه) رواه مسلم، وروى أبو داود عن عبد الله بن عمر قال: كنا قعوداً عند رسول الله، فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال: (هي هرب وحرب، ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون). (حديث رقم 4242) وصحح العلامة الألباني رحمه الله في "صحيح سنن أبي داود" (3/ 5).
ويذكر بعض أهل العلم عن والده علوي المالكي أنه كان من أهل السنة ولهذا كان يسمح له بالتدريس في الحرم، وكان له دروس ومواعظ يلقيها عبر الإذاعة السعودية.
ولكن المطلع على كتبه يجد أنه كان صوفيا أيضاً ولكن؛ كان يتظاهر بالسنة فأنظر مثلاً كتابه "مجموع فتاوى ورسائل" فقد قرر فيه جواز الاحتفال بالمولد النبوي (ص180 - 181) ودافع فيه عن ابن عربي الصوفي الضال المضل وأخذ يفسر عبارات ابن عربي الكفريه حتى يجعلها من الكلام الصحيح الذي لا غبار عليه (ص190)، إلى غير ذلك من الأمور المنكرة.
وقد ذكر الشيخ الألباني- رحمه الله - في أحد أشرطته أن علوي والد محمد دعاه يوما إلى منزله فوجدهم يحتفلون بالمولد النبوي!!
وهكذا بالنسبة لمحمد بن علوي فقد كان يخفي الكثير من معتقداته الباطلة حتى اغتر به كثيرا من أهل العلم، حتى فضحه الله والحمد لله.
* عقيدته:
ليس لمحمد بن علوي المالكي كتاب يوضح عقيدته في باب الأسماء والصفات ولكنه يثني كثيرا في كتبه على الأشاعرة فأنظر مثلا كتابه "مفاهيم يجب أن تصحح" (ص111).
فقد وصف الاشاعرة بقوله: (الاشاعرة: هم أئمة أعلام الهدى من علماء المسلمين الذين ملأ علمهم مشارق الأرض ومغاربها وأطبق الناس على فضلهم وعلمهم ودينهم، هم جهابذة علماء أهل السنة وأعلام علمائها الأفاضل الذين وقفوا في طغيان المعتزلة.
هم الذين قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية: "والعلماء أنصار علوم الدين والاشاعرة أنصار أصول الدين" "الفتاوى" الجزء الرابع .. الخ).
والعبارة التي نسبها لشيخ الإسلام ابن تيمية ليست له!!
بل هي للإمام العز بن عبد السلام رحمه الله نقلها عنه شيخ الإسلام ثم بين ان العبارة ليست على إطلاقها! وقد نبه على هذا الموضوع الشيخ صالح آل الشيخ جزاه الله خيراً في كتاب "هذه مفاهيمنا" (ص230 - 232).
وقال المالكي أيضاً في "مفاهيم يجب أن تصحح" (هامش ص113): (أنظر ما كتبه شيخنا العلامة الشيخ محمد علي الصابوني في مسألة الاشاعرة من بحوث طويلة ومهمة) اهـ.
والصابوني هذا قد رد عليه كثير من أهل العلم مثل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله والشيخ الألباني رحمه الله والشيخ صالح الفوزان والشيخ بكر أبو زيد والشيخ محمد جميل زينو وغيرهم أنظر كتاب "التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير" للشيخ بكر أبو زيد حفظه الله فقد ذكر أسماء من رد على الصابوني.
* مذهبه الفقهي:
وأما في الفقه فهو - أي محمد بن علوي - مالكي المذهب ولهذا ينتسب إليه، كما يلاحظ اهتمامه بأقوال المالكية في كثير من كتبه.
* تصوفه!:
يعتبر المالكي حالياً حامل راية التصوف في بلاد الحرمين - حرسها الله - فهو من القلائل الذين صرحوا بعقيدة التصوف بقوة وعلانية في بلاد التوحيد!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/306)
فأنظر كتابه "مفاهيم يجب أن تصحح" (ص107 - 110) من الطبعة الرابعة فقد أثنى على التصوف، وهو يدعو في كتبه إلى الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم، وبغيره من الأولياء، كما أنه يدعو إلى شد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم! وكتب في ذلك كتابه "شفاء الفؤاد في زيارة خير العباد".
وهو يحث أيضاً على إحياء الاحتفالات المبتدعة أمثال الاحتفال بالمولد النبوي وكتب في ذلك رسالته "حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف" و"البيان والتعريف في ذكرى المولد الشريف".
كما أن له كتاب بعنوان "الذخائر المحمدية" قد نشر فيه كثيرا من معتقدات الصوفية في الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تحتوي على الغلو المنهي عنه في صحيح السنة النبوية!!
وسيأتي معنا إن شاء الله بعد قليل بعض الأمثلة من عقيدة الرجل توضح هذا الأمر!
* من معتقداته الباطلة!:
إليك أخي الفاضل بعض الأمثلة التي تظهر لك مدى ما وصل إليه هذا الرجل من ضلال، نسأل الله العافية:
- من أشنع معتقدات هذا الضال المضل أنه يصرح بأن الشخص لا يعتبر مشركا ولو استغاث بغير الله أو اعتقد في النبي صلى الله عليه وسلم أو في غيره أنه يتصرف في الكون إلا إذا اعتقد الاستقلالية فيمن طلب منه الإغاثة أو اعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم أو الولي يتصرف في الكون استقلالا من دون الله فقط!!.
فقد قال في كتابه "مفاهيم يجب أن تصحح" (ص90) من الطبعة الرابعة:"ان من أشرك مع الله جل جلاله غيره في الاختراع والتأثير فهو مشرك سواء كان الملحوظ معه جماداً أو آدمياً نبياً أو غيره، ومن اعتقد السببية في شيء من ذلك اطردت أو لم تطرد، فجعل الله تعالى لها سببا لحصول مسبباتها، وأن الفاعل هو الله وحده لا شريك له فهو مؤمن، ولو أخطأ في ظنه ما ليس بسبب سببا لأن خطأه في السبب لا في المسبب الخالق المدبر جل جلاله وعظم شأنه) اهـ.
وعلى كلامه هذا فإن مشركي قريش لم يقعوا في الشرك!! لأنهم لم يكونوا يعتقدون الاستقلالية في آلهتهم المزعومة! بل كانوا يصرفون العبادات لها كي تقربهم إلى الله زلفى
كما قال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (ونس:18).
وجاء في صحيح مسلم أنهم كانوا يقولون أثناء طوافهم بالكعبة: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك.
وإليك نماذج من غلوه في الرسول صلى الله عليه وسلم:
- يقول في "الذخائر" (ص241) واصفاً النبي صلى الله عليه وسلم: (وأوتي علم كل شيء حتى الروح والخمس التي في آية: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}).
- وقال في "شفاء الفؤاد" (ص79،97) عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إذ لا فرق بين موته وحياته في مشاهدته لأمته ومعرفة أحوالهم ونياتهم وعزائمهم وخواطرهم وذلك عندي جلي لا خفاء فيه)!!!.
- ونقل في "شفاء الفؤاد" (ص235) قول الشاعر واصفاً النبي صلى الله عليه وسلم:
(كلما لحت للملائك خروا ... في السموات سجداً وبكياً).
- وقال في "الذخائر" (ص235): (خُصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه أول النبيين خلقاً).
- وقال (ص235): (وخَلْق آدم وجميع المخلوقات لأجله).
- قل في "شفاء الفؤاد" (ص203) قول الشاعر مخاطباً النبي صلى الله عليه وسلم - مقراً له -:
وانظر بعين الرضا لي دائماً أبداً ... واستر بفضلك تقصيري مدى الأمد
واعطف علي بعفو منك يشملني ... فإنني عنك يا مولاي لم أحد
- وأعتبر من خرج إلى زيارة القبر النبوي أنه مهاجر إلى الله ورسوله كما في "شفاء الفؤاد" (ص55)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/307)
- ونقل في "شفاء الفؤاد" (ص96 - 97) قول ابن الحاج عن زيارة قبور الأنبياء عليهم السلام مقراً له: (فإذا جاء إليهم فليتصف بالذل والانكسار والمسكنة والفقر والفاقة والحاجة والاضطرار والخضوع، وليحضر قلبه وخاطره إليهم وإلى مشاهدتهم بعين قلبه لا بعين بصره) ... إلى أن قال: (ويستغيث بهم، ويطلب حوائجه منهم ويجزم بالإجابة ببركتهم ويقوي حسن ظنه في ذلك فإنهم باب الله المفتوح، وجرت سننه سبحانه وتعالى بقضاء الحوائج على أيديهم وبسببهم، ومن عجز عن الوصول إليهم فليرسل بالسلام عليهم، ويذكر ما يحتاج إليه من حوائجه ومغفرة ذنوبه وستر عيوبه، فإنهم السادة الكرام، والكرام لا يردون من سألهم ولا من توسل بهم ولا من قصدهم ولا من لجأ إليهم).
ثم قال: (وأما في زيارة سيد الأولين والآخرين صلوات الله عليه وسلامه، فكل ما ذكر يزيد أضعافه، أعني في الانكسار والذلة والمسكنة لأنه الشافع المشفع الذي لا ترد شفاعته ولا يخيب من قصده ولا من نزل بساحته ولا من استعان أو استغاث به إذ أنه عليه الصلاة والسلام قطب دائرة الكمال وعروس المملكة).
- ونقل في "شفاء الفؤاد" (ص109) قول الشاعر:
أنت الشفيع وآمالي معلقة ... وقد رجوتك يا ذا الفضل تشفع لي
هذا نزيلك أضحى لا ملاذ له ... إلا جنابك يا سؤلي ويا أملي
- ونقل في "الذخائر" (ص190) قول الشاعر مخاطباً النبي صلى الله عليه وسلم:
(عجل بإذهاب الذي أشتكي فإن توقفت فمن ذا أسأل)!!
- وقال في "شفاء الفؤاد" (ص189 - 190) ضمن آداب زائر القبر النبوي:
(ومنها، أن يتوجه بعد ذلك، (أي بعد صلاة التحية)، إلى الضريح الشريف مستعيناً بالله في رعاية الأدب بهذا الموقف المنيف، فيقف بخضوع ووقار وذلة وانكسار غاض الطرف مكفوف الجوارح واضعاً يمينه على شماله كما في الصلاة)!.
- ونقل في"شفاء الفؤاد" (ص131) قول ابن حجر المكي في ذكر شروط زيارة القبر الشريف: (ينبغي ضبط الزيارة بما ضبط به الأئمة الاستطاعة في الحج).
- وقال أيضاً في"شفاء الفؤاد" (131 - 132): (فقرى الواقف ببابه الشريف كقرى الواقف بعرفات) إلى أن قال: (فقد أتم الله للحبيب المضاهاة بكل الحالات)!!.
- ذكر في"شفاء الفؤاد" (ص185) الآداب التي ينبغي الإتيان بها على من أراد زيارة القبر النبوي، جاء فيها: (إخلاص النية فينوي التقرب بالزيارة وينوي معها التقرب بشد الرحل للمسجد النبوي والصلاة فيه).
فجعل الأصل شد الرحل لزيارة القبر النبوي، ثم ينوي معها التقرب بشد الرحل للمسجد النبوي والصلاة فيه!!
- ونقل في"شفاء الفؤاد" (ص205) قول الشاعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:
(بنور رسول الله أشرقت الدنا ففي نوره كل يجيء ويذهب).
- قل أيضاً في"شفاء الفؤاد" (ص232) قول الشاعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:
أنت سر الله والنور الذي ... سار موسى نحوه في طور سين
فهو نور لا يسامى إنه ... قبس من نور رب العالمين
كيف لا والسيد الهادي به ... يغمر الدنيا بنور مستبين
يقول هذا والله عز وجل يقول: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} الآية (النور:35)، والله عز وجل يقول أيضاً: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} (الزمر: 69).
والمالكي يقول: (بنور رسول الله أشرقت الدنا)!!
- كما أن المالكي يقول بأن روح النبي صلى الله عليه وسلم تحضر مجالس الذكر!، والتي منها - حسب زعمه - مجالس المولد النبوي!!
فقد قال في كتابه "الذخائر" (ص309 - 310 من الطبعة الثانية) تحت عنوان (حضور روحانية المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم):
(وقلت في مجلس من مجالس الخير: روحانية المصطفى صلى الله عليه وسلم حاضرة في كل مكان، فهي تشهد أماكن الخير، ومجالس الفضل، والدليل على ذلك أن الروح من حيث هي روح غير مقيدة في البرزخ، بل منطلقة تسبح في ملكوت الله، وهذا عام في جميع أرواح المؤمنين، مع ملاحظة أن إطلاقها وسياحتها تختلف باختلاف أهليتها، شأنها في ذلك شأنها لما كانت في الدنيا فمنها القريب، ومنها البعيد ومنها الحاضر مع حضرة الحق، ومنها الغائب، ومنها الشاهد، ومنها المظلم، ومنها المنوّر، ومنها الخفيف، ومنها الكثيف، وهي هكذا في البرزخ، انطلاقها وسياحتها وحضورها واستجابتها بحسب مقامها، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (نسمة المؤمن على طائر تسبح حيث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/308)
تشاء) أو كما قال، (رواه مالك).
وروحه صلى الله عليه وسلم أكمل الأرواح، فهي لذلك أكمل في الحضور والشهود .. الخ).
وقال مثل ذلك في رسالته "حول الاحتفال بالمولد النبوي" (26 - 27).
بل صرح فيها بأن روح الرسول صلى الله عليه وسلم وروح خلص المؤمنين تحضر مجالس المولد النبوي!!
و استدل ضمن ما استدل على هذا الكذب الصريح والافتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين بحديث حرف معناه!!
حيث قال: (والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (نسمة المؤمن على طائر تسبح حيث تشاء) أو كما قال، (رواه مالك)).
والإمام مالك روى هذا الحديث ولكن ليس بهذا اللفظ وإنما بلفظ: (إنما نسمة المؤمن طير يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه)!
فهذا الحديث يتحدث عن أرواح المؤمنين في الجنة!! وليس في الحياة الدنيا!.
وزيادة في التلبيس قال (أو كما قال (رواه مالك)) فهو ينقل هذا الحديث بالمعنى حتى لا يؤاخذه أحد في زعمه، وهذا لا يعفيه من تهمة التحريف وذلك لثلاثة أسباب:
الأول: أنه حرف المعنى فالحديث يتكلم عن أرواح المؤمنين في الجنة وهذا جعله في الدنيا.
ثانياً: أن محمد بن علوي هو مالكي المذهب فيفترض فيه أنه يكون حافظاً أو على الأقل مستحضراً لموطأ الإمام مالك الذي نقل منه الحديث، وخصوصاً أن محمد بن علوي متخصص في علم الحديث!!.
السبب الثالث: أن هذا التحريف قد وقع في الطبعة الثانية من الكتاب أيضاً!
ومنها نقلت كلامه والفرق بين الطبعة الأولى والثانية قرابة العشر سنوات!! فما هو عذره.
وقد رد عليه في هذه المسألة الشيخ علي رضا بن عبدالله بن علي رضا- حفظه الله - في كتابه"المباحث العلمية بالأدلة الشرعية " (ص106 - 107).
- وقال في"الذخائر" (ص136 - 137) بإمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة!! حيث ذكر صيغاً مبتدعة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم زعم أن من قالها فإنه لا يموت حتى يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة.
- وقال في"الذخائر" (ص146) بإمكانية أن يرى عامة أهل الأرض الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة واحدة!! حيث قال: (إن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ممكن لعامة أهل الأرض في ليلة واحدة، وذلك لأن الأكون مرايا، وهو صلى الله عليه وسلم كالشمس إذا أشرقت على جميع المرآيا ظهر في كل مرآة صورتها، بحسب كبرها وصغرها، وصفائها وكدرها، ولطافتها وكثافتها ... الخ).
- ومن المنكرات التي وقعت في كتبه وتدل على مدى ما وصل إليه هذا الرجل من ضلال ما جاء في كتابه "المختار من كلام الأخيار" (ص134) نقلاً عن السري السقطي!!:
(رأيت كأني وقفت بين يدي الله عز وجل، فقال: يا سري خلقت الخلق فكلهم ادعوا محبتي فخلقت الدنيا فذهب مني تسعة أعشارهم وبقي معي العشر فخلقت الجنة، فهرب مني تسعة أعشار العشر وبقي معي عشر العشر، فسلطت عليهم ذرة من البلاء فهرب مني تسعة أعشار عشر العشر فقلت للباقين معي: لا الدنيا أردتم ولا الجنة أخذتم ولا من النار هربتم فماذا تريدون؟ قالوا: إنك لتعلم ما نريد. فقلت لهم: فإني مسلط عليكم من البلاء بعدد أنفاسكم ما لا تقوم به الجبال الرواسي أتصبرون؟ قالوا: إذا كنت أنت المبتلي لنا فافعل ما شئت فهؤلاء عبادي حقاً).
ونقل في (ص135) عن علي بن الموفق أنه قال: (اللهم إن كنت تعلم أني أعبدك خوفاً من نارك فعذبني بها، وإن كنت تعلم أني أعبدك حباً مني لجنتك فاحرمنيها، وإن كنت تعلم أني إنما أعبدك حباً مني لك، وشوقاً إلى وجهك الكريم فأبحنيه وأصنع بي ما شئت)!!.
وقال أيضاً في (ص144): (سئل النورى عن الرضا فقال عن وجدي تسألون أو عن وجد الخلق؟ فقيل: عن وجدك؟ فقال: لو كنت في الدرك الأسفل من النار لكنت أرضى ممن هو في الفردوس)!!.
ونقل في (ص161) قصة دون ذكر المرجع كما هي عادته في هذا الكتاب عن شخص حضر عند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فقال له: (رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت: هل أتاك منكر ونكير؟ قال: أي والله وسألاني من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ قال فقلت: ألمثلي يقال هذا، وأنا كنت أعلم الناس هذا في الدنيا؟! فقالا - أي منكر ونكير -: صدقت فنم نومة العروس، لا بأس عليك) إلى آخر هذه الخرافات التي اعتبرها من كلام الأخيار!! نسأل الله العافية.
يتبع بإذن الله ....
قسمت المقال تجنبا للملل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/309)
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[20 - 03 - 06, 05:53 م]ـ
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=1384
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=3844
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=3845
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=3846
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 03 - 06, 05:57 م]ـ
* موقف أهل العلم من هذه الانحرافات:
وقد وقف أهل العلم وعلى رأسهم هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية أمام هذه الأباطيل موقف قوي والحمد لله فقد أصدرت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية قرار بعدد 86 في 11/ 11/1401هـ بخصوص محمد بن علوي المالكي ذكره الشيخ عبدالله بن منيع حفظه الله في كتابه "حوار مع المالكي" جاء فيه:
(في الدورة السادسة عشرة المنعقدة بالطائف في شوال عام 1400هـ نظر مجلس هيئة كبار العلماء فيما عرضه سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد مما بلغه من أن لمحمد علوي مالكي نشاطا كبيرا متزايدا في نشر البدع والخرافات والدعوة إلى الضلال والوثنية وأنه يؤلف الكتب ويتصل بالناس ويقوم بالأسفار من أجل تلك الأمور واطلع على كتابه "الذخائر المحمدية" وكتابه "الصلوات المأثورة " وكتابه "أدعية وصلوات" كما استمع إلى الرسالة الواردة إلى سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد من مصر وكان مما تضمنته:
(وقد ظهر في الأيام الأخيرة طريقة صوفية في شكلها لكنها في مضمونها من أضل ما عرفناه من
الطرق القائمة الآن وإن كانت ملة الكفر واحدة.
هذه الطريقة تسمى (العصبة الهاشمية والسدنة العلوية والساسة الحسنية الحسينية) ويقودها رجل من صعيد مصر يسميه أتباعه (الإمام العربي) وهو يعتزل الناس في صومعة له ويمرون عليه صفوفا ويسلمون عليه ويحدثونه ويمنحهم البركات ويكشف لهم المخبؤ بالنسبة لكل واحد وهذا كله من وراء ستار فهم يسمعون صوته ولا يرون شكله اللهم إلا الخاصة من أحبابه وأصحابه فهم المسموح لهم بالدخول عليه وعددهم قليل جدا وهو لا يحضر مع الناس الجمع ولا الجماعات، ولا يصلي في المسجد الذي بناه بجوار صومعته ويعتقد أتباعه أنه يصلي الفرائض كلها في الكعبة المشرفة جماعة خلف النبي صلى الله عليه وسلم.
ويعتقدون كذلك أنه من البقية الباقية من نسل الأئمة المعصومين، وأن المهدي سيخرج بأمره.
وقد أنشأ لطريقته فروعا في بعض مدن مصر يجتمع روادها فيها على موائد الأكل والشرب والتدخين ويأمرون مريديهم بحلق اللحى وعدم حضور الجماعة في المساجد وذلك تمهيداً لإسقاط الصلاة نفسها ويخشى أنهم امتداد لحركة باطنية جديدة فإن هناك وجه شبه بينهم وبين خصائص الباطنية.
فإنهم بالإضافة إلى ما سبق محظور على أتباعهم إذاعة أسرارهم والسؤال عن أي شيء يرونه من شيوخهم كذلك الاسم الذي سموا به حركتهم والشعار الذي اتخذوه لها هو (فاطمة، علي، الحسن، الحسين) ومما يؤيد ذا الظن أنهم يجاورون الضاحية التي دفن فيها (أغاخان) زعيم الإسماعيلية حيث لا تنقطع أتباع الإسماعيلية عن زيارة قبره والاتصال بالناس هناك وقد دفن أغاخان في مصر لهذه الغاية.
وقد ازداد أمر هؤلاء في نظرنا خطورة حين علمنا أن لهم اتصالات ببعض أفراد في السعودية وقد هيأت لبعض أتباعهم فرص عمل في المملكة عن طريق هؤلاء الأفراد الذين لم نتعرف على أسمائهم بعد نظرا للسرية التي يحيطون بها حركتهم ونحن في سبيل ذلك إن شاء الله.
ولكن الذي وقفنا عليه وعرفناه يقينا لا يقبل الشك أن الشيخ (محمد علوي بن عباس المالكي المكي الحسني) يتصل بهم اتصالاً مباشرا ويزور شيخهم المحتجب ويدخل عليه ويختلي به ويخرج من عنده بعد ذلك طائفا باتباعه في البلاد متحدثا معهم محاضرا فيهم خطيبا بينهم كأنه نائب عن الشيخ المزعوم ثم يختم زيارته بالتوجه إلى ضريح أبي الحسن الشاذلي الشيخ الصوفي المعروف المدفون في أقصى بلاد مصر ومعه بطانة من دهاقنة التصوف في مصر وهو ينشر بينهم مؤلفاته التي اطلعنا على بعضها فاستوقفنا منها كتابه المسمى "الذخائر المحمدية" وتحت يدي الآن نسخة منه بل الجزء الأول وهو يقع في 354 صفحة من الحجم الكبير ذي الطباعة الفاخرة وطبع بمطبعة حسان بالقاهرة ولا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/310)
يوزع عن طريق دار نشر وإنما يوزع بصفة شخصية وبلا ثمن.
والذي يقرأ هذا الكتاب يجد المؤلف هداه الله قد أورد فيه كل المعتقدات الباطلة في رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن بطريق ملتو فيه من المكر والدهاء ما فيه حتى لا يؤخذ على المؤلف خطأ شخصي فهو يذيع تلك العقائد ويشيعها عن طريق النقل من بعض الكتب التي أساءت إلى الإسلام في عقيدته وشريعته، والتي وصلت برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى درجة من الغلو ما قال بها كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بل ورد بشأنها النهي الصريح عن مثل هذا الزيغ والزيف والضلال) ثم ذكر أمثلة مما جاء في الكتاب من الضلال وختم رسالته بقوله (ونحن إنما نهتم بتعقب مثل هذه الأخطاء والخطايا من أجل أن ننبه إلى خطورتها وخطرها من باب نصح المسلمين وإرشادهم وتحذيرهم مما يخشى منه على العقيدة الصحيحة والإيمان الحق وإنما نكتب لكم به كذلك لتتصرفوا حياله بما فيه الخير للإسلام والمسلمين فكما أن مصر مستهدفة من أعداء الإسلام بحكم عددها وعدتها وإجماعها من حيث الأصل على السنة فإن السعودية مستهدفة بنفس القدر إن لم يكن أكثر بحكم موقعها من قلوب المسلمين وبحكم عقيدتها القائمة على حماية جناب التوحيد وعلى توجيه الناس إلى السنة الصحيحة واهتمامها بنشر هذه العقيدة في كل مكان.
فلا أقل من أن ننبه إلى بعض مواطن الخطر لتعملوا على درئه ما استطعتم، والظن بكم بل الاعتقاد فيكم سيكون في محله إن شاء الله فإن الأمر جد خطير، كما رأيتم من بعض فقرات الكتاب. اهـ)، وقد تبين للمجلس صحة ما ذكر من كون محمد علوي داعية سوء ويعمل على نشر الضلال والبدع وأن كتبه مملوءة بالخرافات والدعوة إلى الشرك والوثنية، ورأى أن يعمل على إصلاح حاله وتوبته من أقواله وأن يبذل له النصح ويبين له الحق واستحسن أن يحضر المذكور لدى سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء، وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ومعالي الشيخ سليمان بن عبيد الرئيس العام لشئون الحرمين الشريفين لمواجهته بما صدر منه من العبارات الإلحادية والصوفية وإسماعه الكتاب الوارد من مصر ومعرفة جوابه عن ذلك، وما لديه حول ما ورد في كتبه.
وقد حصل هذا الاجتماع وحضر المذكور في المجلس الأعلى للقضاء يوم الخميس الموافق 17/ 10/1400هـ. وأعد محضر بذلك الاجتماع تضمن إجابته بشأن تلك الكتب، وما سأله عنه المشايخ مما جاء فيها، وجاء في المحضر الذي وَقَّعَ فيه أن كتاب "الذخائر المحمدية"، وكتاب "الصلوات المأثورة" له، أما كتاب "أدعية وصلوات" فليس له وأما الرجل الصوفي الذي في مصر فقد قال إنه زاره ومئات من أمثاله في الصعيد ولكنه ليس من أتباعه ويبرأ إلى الله من طريقته وأنه لم يلق محاضرات في مصر وأنه أنكر عليه وعلى أتباعه، وقد ذكر للمشايخ أنه له وجهة نظر في بعض المسائل، أما الأمور الشركية فيقول إنه نقلها عن غيره وأنها خطأ فاته التنبيه عليه.
ولما أستمع المجلس إلى المحضر المذكور وتأكد من كون الكتابين له، وعلم اعترافه بأنه جمع فيها تلك الأمور المنكرة ناقش أمره وما يتخذ بشأنه ورأى أنه ينبغي جمع الأمور الشركية والبدعية التي في كتابه "الذخائر المحمدية"، مما قال فيها أنها خطأ فاته التنبيه عليه وتطبق على المحضر، ويكتب رجوعه عنها ويطلب منه التوقيع عليه ثم ينشر في الصحف ويذاع بصوته في الإذاعة والتلفزيون فإن استجاب لذلك، وإلا رفع لولاة الأمور لمنعه من جميع نشاطاته في المسجد الحرام ومن الإذاعة والتلفزيون وفي الصحافة كما يمنع من السفر إلى الخارج حتى لا ينشر باطله في العالم الإسلامي، ويكون سببا في فتنة الفئام من المسلمين، وقد قامت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بقراءة كتابيه المذكورين اللذين أعترف أنهما له، ومن إعداده وتأليفه، وجمع الأمور الشركية والبدعية التي فيهما، وإعداد ما ينبغي أن يوجه له، ويطلب منه أن يذيعه بصوته، وبعث له عن طريق معالي الرئيس العام لشئون الحرمين الشريفين بكتاب سماحة الرئيس العام رقم 788/ 2 وتاريخ 12/ 11/1400 هـ فامتنع عن تنفيذ ما رآه المجلس وكتب رسالة ضمنها رأيه ووردت إلى سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/311)
مشفوعة بكتاب معالي الرئيس العام لشئون الحرمين الشريفين رقم 2053/ 19 وتاريخ 26/ 12/1400 هـ.
وجاء في كتاب معاليه أنه اجتمع بالمذكور مرتين وعرض عليه خطاب سماحة الشيخ عبدالعزيز وما كتبه المشائخ ولكنه أبدى تمنعا عما اقترحوه وأنه حاول إقناعه ولم يقبل وكتب إجابة عما طلب منه مضمونها التصريح بعدم الموافقة على إعلان توبته.
وفي الدورة السابعة عشرة المنعقدة في شهر رجب عام 1401هـ في مدينة الرياض نظر المجلس في الموضوع وناقش الموقف الذي أتخذه حيال ما طلب منه، ورأى أن يحاط ولاة الأمور بحاله والخطوات التي اتخذت لدفع ضرره وكف أذاه عن المسلمين، وأعدت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بيانا يشتمل على جملة من الأمور الشركية والبدعية الموجودة في كتابه "الذخائر المحمدية " منها (ثم ضرب بعض الأمثلة، ثم قال) وقد رفع البيان إلى صاحب السمو الملكي نائب رئيس مجلس الوزراء مشفوعا بكتاب سماحة الرئيس العام رقم 1280/ 2 وتاريخ 28/ 7/1401هـ.
وفي الدورة الثامنة عشرة للمجلس المنعقدة في شهر شوال عام 1401هـ أعيدت مناقشة موضوعة بناء على ما بلغ المجلس من أن شره في ازدياد وأنه لا يزال ينشر بدعه وضلالاته في الداخل والخارج، فرأى أن الفساد المترتب على نشاطه كبير، حيث يتعلق بأصل عقيدة التوحيد التي بعث الله الرسل من أولهم إلى آخرهم لدعوة الناس إليها، وإقامة حياتهم على أساسها، وليست أعماله وآراؤه الباطلة في أمور فرعية اجتهادية يسوغ الاختلاف فيها، وأنه يسعى إلى عودة الوثنية في هذه البلاد وعبادة القبور، والأنبياء والتعلق على غير الله، ويطعن في دعوة التوحيد، ويعمل على نشر الشرك والخرافات والغلو في القبور، ويقرر هذه الأمور في كتبه ويدعو إليها في مجالسه، ويسافر من أجل الدعوة لها في الخارج. إلى آخر ما جاء في قرار المجلس) انتهى نقلاً من"حوار مع المالكي"للشيخ عبدالله بن منيع- حفظه الله- (ص9 - 18) باختصار.
وتجد في الرابط التالي صورة بيان هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية حول محمد بن علوي المالكي كاملاً:
http://saaid.net/Doat/Zugail/318.htm
كما كتب عدد من أهل العلم كتباً في الرد على كثير من معتقداته الباطلة، سأذكر
ما وقفت عليه منها بعد قليل إن شاء الله.
* إصراره على الباطل!:
ولكن المشاهد مع كل أسف أن المالكي ما زال مصراً حتى الآن على تلك الأباطيل رغم نصح أهل العلم له، فقد ألف كتابه"مفاهيم يجب أن تصحح" و"شفاء الفؤاد في زيارة خير العباد" كما طبع كتابه "الذخائر المحمدية" طبعة ثانية وهي تحتوي على مقدمة للمالكي وتعليقات لشخص يدعى جمال فاروق جبريل محمود الدقاق نال فيها من كبار العلماء في المملكة مع كل أسف ولم يتراجع عن شيء مما جاء في الطبعة الأولى وهذه الطبعة هي التي عندي حالياً.
ومن مؤلفاته أيضاً "شرف الأمة المحمدية" و"الإنسان الكامل" و "في رحاب البيت الحرام" و"وهو بالأفق الأعلى" و"المدح النبوي بين الغلو والإنصاف" والإنصاف عنده طبعاً أن تمدح الرسول صلى الله عليه وسلم كما تشاء ولكن لا توصله إلى مقام الرب عز وجل أو أن تقول فيه أنه ابن الله فقط!! كما له رسالة بعنوان "البيان والتعريف في ذكرى المولد النبوي الشريف"ومن مؤلفاته أيضاً "تحقيق الآمال فيما ينفع الميت من الأعمال".
وكتبه ولله الحمد مازالت ممنوعة عندنا في السعودية ولكنه يطبعها خارج السعودية مثل الإمارات ومصر ويقوم بتوزيعها على طلابه ومحبيه سرا نسأل الله أن يريح المسلمين من شره.
* ردود أهل العلم عليه:
وقد كتب بعض أهل العلم ردوداً قوية عليه - والحمد لله - وقفت منها على ما يلي:
* أولاً: الردود عليه في موضوع الاستغاثة والشرك: 1 - "هذه مفاهيمنا رد على كتاب مفاهيم يجب أن تصحح لمحمد علوي المالكي" تأليف الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ / ط الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء بالسعودية.
وتجد هذا الكتاب في الموقع التالي:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=144
2- " جلاء البصائر في الرد على كتابي شفاء الفؤاد والذخائر" لـ سمير ابن خليل المالكي وهو أحد أقرباء محمد بن علوي المالكي لكنه من أهل السنة والحمد لله وقد طبع هذا الرد في مذكرة طبعت بالكمبيوتر وموجود عندي نسخة منها، وقد قمت بحمد لله بنقله في عدة ساحات عبر الإنترنت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/312)
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=222
3- " كمال الأمة في صلاح عقيدتها " للشيخ أبي بكر الجزائري- حفظه الله- رد فيها على بعض ما جاء في كتاب"الذخائر المحمدية ".
4 - شريط "الرد على شركيات المالكي" لسفر الحوالي وهو عبارة على تنبيه على بعض
ما جاء في كتاب محمد بن علوي المالكي "شفاء الفؤاد في زيارة خير العباد".
وتجد الشريط في الموقع التالي:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=584
5- كما أن لسفر الحوالي رسالة صغيرة تقع في أربعة عشر صفحة كتبها للشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - وكبار العلماء بالمملكة وطلبة العلم جمع فيها بعض المواضع الشركية في كتاب "شفاء الفؤاد". http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=546
6- " وجاءوا يركضون .. مهلاً يا دعاة الضلالة " للشيخ أبي بكر الجزائري وهو رد على بعض دعاة الخرافة ممن كتبوا في الدفاع عن المالكي.
* ثانياً: الرد عليه في موضوع المولد:
1 - "حوار مع المالكي في رد منكراته وضلالاته" للشيخ عبدالله بن منيع وتقديم الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله / ط الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء بالسعودية.
وتجده في الرابط التالي:
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1225
2- " الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي" للشيخ حمود التويجري رحمه الله / ط دار اللواء.
3 - "القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل" للشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله / ط الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء بالسعودية، وهذا الكتاب - من وجهة نظري - هو أفضل كتاب في هذه المسألة.
وقد طبع الكتابان الأخيران بالإضافة إلى عدة كتب أخرى في مجلدين بعنوان:
"رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي" (مجموعة من العلماء) / ط دار العاصمة بالرياض ويتضمن بالإضافة إلى الكتابين السابقين:
- "المورد في عمل المولد" للعلامة الفاكهاني رحمه الله.
- "حكم الاحتفال بالمولد النبوي والرد على من أجازه" للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله.
- "حكم الاحتفال بالمولد النبوي" للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
- "الإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإجحاف" للشيخ أبوبكر الجزائري.
- " الاحتفال بالمولد بين الاتباع والابتداع " للشيخ محمد بن سعد بن شقير.
وتجد في الرابط التالي بعض هذه الرسائل:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1140
4- بلغني أن هناك شريطين في الرد على محمد بن علوي المالكي في موضوع المولد لسمير المالكي ولكني لم أتأكد من هذه الموضوع حتى الآن والله المستعان.
* ثالثاً: الرد عليه في موضوع التصوف بشكل عام:
1ـ "الرد على الخرافيين" (دراسة عن الصوفية) لسفر الحوالي.
وهي في الأصل خمسة أشرطة لسفر الحوالي تحمل نفس العنوان وقد نشرت في بعض المواقع.
تجد الأشرطة في الموقع التالي:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=225
وتجد الرسالة في الرابط التالي:
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=537
2- شريط"شرح العقيدة الطحاوية" (شريط رقم 265/ 1) (لسفر الحوالي) وهو رد على بعض ما جاء في كتاب "المختار من كلام الأخيار".
* رابعاً: كتب جاء فيها ردود على بعض معتقدات المالكي:
1 - "الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية" للشيخ جيلان بن خضر العروسي- حفظه الله - حيث رد في (2/ 869) على المالكي في مسألة الاستغاثة.
2 - "التبرك المشروع والتبرك الممنوع" للشيخ علي العلياني- حفظه الله - رد في بعض فصوله على المالكي في مسألة التبرك.
3 - "المباحث العلمية بالأدلة الشرعية" للشيخ علي رضا بن عبدالله بن علي رضا- حفظه الله - حيث رد في (ص106 - 107) على قول المالكي بإمكانية حضور روح الرسول صلى الله عليه وسلم مجالس المولد النبوي.
4 - كما يوجد في العدد العشرين من مجلة "الحكمة" دراسة للشيخ عبدالغفار محمد حميدة بعنوان "المولد النبوي وما فيه من الأحاديث الواهية والبدع والخرافات" وهي دراسة نافعة تقع (من صفحة 23 إلى صفحة 131) وقد رد فيها على بعض ما جاء في كتب وأشرطة محمد بن علوي المالكي وغيره من خرافات حول المولد النبوي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/313)
5 - وللشيخ عبدالقادر حبيب الرحمن السندي رحمه الله ثلاث مقالات نشرها في مجلة الجامعة الإسلامية فيها الرد على المالكي بخصوص ثناءه على زاهد الكوثري وزيني دحلان ويوسف النبهاني وهم من أئمة الضلال!!
وتجد مقالات الشيخ السندي رحمه الله وغيرها من مقالات في الرابط التالي:
http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=1388
* بعض أتباعه ومؤيدوه: ولمحمد بن علوي المالكي اتباع ومؤيدين في الدول الإسلامية مع كل أسف أذكر منهم على سبيل المثال:
1 - محمد الخزرجي وزير الأوقاف الإماراتي السابق وقد قام بطبع عدة مؤلفات لمحمد بن علوي المالكي أثناء توليه الوزارة مثل "مفاهيم يجب أن تصحح" و "شفاء الفؤاد في زيارة خير العباد" وقد كتب مقدمة للكتابين.
2 - عيسى بن مانع الحميري من دولة الإمارات انظر كتابه "بلوغ المأمول في الاحتفاء والاحتفال بمولد الرسول" فقد أثنى في مقدمته على المالكي كثيراً!.
3 - ممدوح بن سعيد بن محمود من مصر ويعيش في الإمارات حاليا حسب علمي فقد استمعت إلى ندوة سجلها لي بعض الاخوة من تلفزيون دبي وهي تدور حول الاحتفال بالمولد النبوي تحدث فيها ممدوح بن سعيد في الاستديو ومحمد بن علوي المالكي عبر الهاتف وشريط الندوة موجود عندي على شكل شريط مسجل، وقد أثنى فيها ممدوح بن سعيد على المالكي.
ولتعلم مدى ما بلغ هذا الرجل من جهل راجع مقدمة كتاب "آداب الزفاف" للعلامة الألباني رحمه الله طبعة المكتبة الإسلامية بالأردن، وكتاب "دراسات علمية في صحيح مسلم، وهو المسمى بـ كشف المعلم بأباطيل كتاب "تنبيه المسلم"" للشيخ علي الحلبي - حفظه الله -.
4 - عمر بن حفيظ في اليمن.
5 - عبدالعزيز بن محمد بن الصديق الغماري من المغرب.
فقد كتب مقدمة لكتاب "إعلام النبيل بما في شرح الجزائري من التلبيس والتضليل" لراشد المريخي، والتي دافع فيه عن المالكي.
6 - عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري من المغرب.
فقد كتب تقريظا لكتاب"التحذير من الاغترار بما جاء في كتاب الحوار" لعبد الحي العمروي وعبدالكريم مراد.
ولتعرف حال هؤلاء الغماريين راجع كتاب "كشف المتواري من تلبيسات الغماري" للشيخ علي بن حسن الحلبي الأثري - حفظه الله -.
7 - يوسف بن هاشم الرفاعي من دولة الكويت فقد كتب رداً على كتاب الشيخ عبدالله بن منيع حفظه الله "حوار مع المالكي" واسمه "الرد المحكم المنيع على شبهات ابن منيع" فضح نفسه فيه!!! ولتعرف مدى ضلال هذا الرجل راجع رسالة "البيان بالدليل لما في نصيحة الرفاعي ومقدمة البوطي من الكذب الواضح والتضليل" للشيخ صالح الفوزان- حفظه الله - وهي من منشورات دار العاصمة بالرياض.
وتجد الرسالة في الرابط التالي:
http://www.sahab.org/books/book.*******.9&query= الرفاعي
وكذلك كتاب "الرد على الرفاعي والبوطي في كذبهما على أهل السنة ودعوتهما إلى البدع والضلال" للشيخ عبد المحسن العباد- حفظه الله - وهو من منشورات دار ابن الأثير بالرياض.
8 - راشد المريخي من البحرين فقد ألف كتاباً بعنوان"إعلام النبيل بما في شرح الجزائري من التلبيس والتضليل" دافع فيه عن المالكي.
(9 - 10) عبدالكريم المغربي وعبدالحي العمراوي فقد ألفا كتاباً بعنوان "التحذير من الاغترار بما جاء في كتاب الحوار".
وقد رد على الأربعة المذكورين في الأخير الشيخ أبي بكر الجزائري في كتابه "وجاءوا يركضون مهلا يا دعاة الضلالة ".
11 - محمد بن حسنين مخلوف مفتي مصر سابقاً.
12 - أحمد بن عمر بن هاشم مدير جامعة الأزهر حالياً!!
فقد كتبا هذين الأخيرين تزكية لكتاب محمد بن علوي المالكي"مفاهيم يجب أن تصحح" وقد نشرت في مقدمة الكتاب.
13 ـ عبيد محمد أمين كردي نزيل المدينة فقد استمعت لبعض أشرطة الموالد التي يقيمها المالكي وكان ضمن من يلقون الكلمات في تلك المجالس عبيد محمد أمين كردي.
14 - الدكتور محمد عبده يماني، انظر كتابه "علموا أولادكم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم " فقد أحال فيه إلى بعض كتب المالكي.
وقد رد الشيخ صالح الفوزان حفظه الله على بعض المخالفات الواقعة في كتاب محمد عبده يماني؛ وتجد رد الشيخ الفوزان:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1140
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/314)
15 - صالح كامل التاجر المعروف فقد سمعت من كثير من الأشخاص سواء ممن يحضرون الموالد أو هم من أهل السنة يقولون بان صالح كامل متأثر بالمالكي، كما بلغني أنه قام في إحدى السنوات ببث احتفالا أقامه محمد ابن علوي المالكي بمناسبة المولد النبوي!! عبر إحدى قنواته الفضائية التي تنشر الخرافات باسم الدين كما أنها تنشر الفساد الخلقي في نفس الوقت!!.
16 - علي بن عبد الرحمن الجفري المشهور بـ "زين العابدين".
وقد وفقني الله عز وجل لكتابة مقالين في الرد على بعض ضلالات هذا الرجل، الأول بعنوان " الكشف الجلي عن شركيات الجفري علي" وتجده في الرابط التالي:
http://saaid.net/feraq/sufyah/sh/2.htm
والثاني بعنوان" كشف النقاب عن أباطيل الجفري الكذاب" وتجده في الرابط التالي:
http://saaid.net/feraq/sufyah/sh/3.htm
كما أنه يوجد موقع خاص للرد على هذا الضال بعنوان " شبكة المجهر" أسأل الله أن يوفق القائمين عليه لكل خير؛ ورابط الموقع هو:
http://www.almijhar.net/
* بعض أقوال العلماء في محمد بن علوي االمالكي وكتبه:
1 - قال الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - في مقدمته لكتاب الشيخ عبدالله بن منيع- حفظه الله -"حوار مع المالكي في رد منكراته وضلالاته " (ص5 - 6): (فقد اطلعت على أمور منكرة في كتب أصدرها محمد علوي مالكي، وفي مقدمتها كتابه الذميم الذي سماه "الذخائر المحمدية" … (إلى أن قال) وقد ساءني كثيرا وقوع هذه المنكرات الشنيعة والتي بعضها كفر بواح من محمد علوي المذكور) كما وصفه في نفس المقدمة بقوله: (وبين - أي الشيخ ابن منيع - للناس ما عليه المذكور - أي المالكي - من سوء عقيدة وخبث اتجاه وبعد عن الحق والصواب) اهـ.
كما وصف المالكي في نفس المقدمة بـ (المبتدع الضال).
وإليك المقطع الصوتي التالي والذي يتحدث فيه الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله على محمد بن علوي المالكي:
http://saaid.net/Doat/Zugail/318.ram
2- قال الشيخ عبدالله بن منيع في كتابه"حوار مع المالكي" (ص8): (لقد كنت في شهري جمادى وشهر رجب من عام 1402هـ في إجازة وفي إحدى زياراتي لسماحة الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله ناولني هذه الرسالة - يقصد رسالة "حول الاحتفال بالمولد النبوي" للمالكي- وطلب مني أثناء تمتعي بالإجازة أن أرد عليها بعد أن أبدى استياءه واستنكاره وغضبه وتمعره من هذا الرجل، ومكابرته وسوء معتقده وخروجه عن ربقة الإسلام بما ينشره من شركيات وضلالات ومنكرات).
3 - قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله في شريط "حاطب ليل": (محمد بن علوي مالكي، (حاطب ليل) صوفي زائغ لا ينبغي أن يُعتمد عليه ولا ينبغي أن يُحضر درسه، أيوب بن أبي تميمة نهى إخوانه أن يحضروا حلقة عمرو بن عبيد، فذلكم الزائغ الضال لا ينبغي أن تُحضر حلقته ولا أن يُكثر سواده).
كما وصفه رحمه الله بداعية الضلال حيث قال في تقديمه لكتاب "الصارم المنكي في الرد على السبكي" للإمام ابن عبدالهادي رحمه الله والذي حققه عقيل المقطري وطبع في "مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع" (ص5): (وإني أنصح من يريد أن يرد على دعاة الضلال في زماننا هذا كمحمد علوي مالكي وأشياعه أن يكون أول مرجع لهم هو "الصارم المنكي في الرد على السبكي" .. الخ).
4 - قال الشيخ عبدالله بن منيع - حفظه الله - في كتابه "حوار مع المالكي" (ص7) تحت عنوان (تقديم وإعذار): (فكم يعز علينا أن نستثقل نسبة أوصاف التكريم والتقدير لرجل كان أمل الاستقامة والصلاح وسلامة المعتقد، لنشأته في بيئة ذهب عن كثير من أهلها أدران البدع ومظاهر المنكرات؛ وتدرجه في المراحل الدراسية حتى النهائية إلا أنه مع الأسف بعد أن شب عن الطوق ووصل إلى درجة يفترض أنها بداية النضج الفكري أخذ ينحدر في فكره وعلمه ومعتقده ونوع اتجاهه إلى حال من السخافة وسوء المعتقد والدعوة إلى الذرائع الموصلة إلى الوثنية والجاهلية بما يقوله بلسانه ويكتبه بقلمه ويقرره في مجالس تعليمه وبما ينشره هذه الأيام من مؤلفات فيها الإثم وسوء المعتقد تدعو حالها إلى اعتباره في طليعة الدعاة إلى البدع والخرافات والشرك بالله في الوهيته وربوبيته .. الخ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/315)
5 - قال الشيخ أبوبكر الجزائري- حفظه الله - في كتابه"وجاءوا يركضون مهلاً يا دعاة الضلالة " (ص38): (نصب نفسه- أي محمد المالكي- داعياً إلى البدعة والضلالة).
6 - قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ حفظه الله في كتابه"هذه مفاهيمنا رد على كتاب"مفاهيم يجب أن تصحح"" (ص8) واصفاً كتاب"مفاهيم يجب أن تصحح":
(ولما كان هذا الكتاب يعبر فيه كاتبه عن رأيه وفيه من الشطاط عن فهم التوحيد ما فيه، ومن عدم الفهم لدعوة الشيخ - يقصد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله - ما فيه، ومن الخوض في الدفاع عن الداعين أصحاب القبور من الأنبياء والصالحين، وفي تجويز ما قال الفقهاء في باب "الردة" إنه كفر بالإجماع، ولما لكاتبه من تبع ومريدين استعنت الله في كشف ذلك،
وبيان الحق فيه، وبيان أن ما جوزه الكاتب في "مفاهيمه" من الشرك الذي بُعِثَ الرسلُ جميعاً وآخرهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم لقمعه .. الخ).
7 - قال الشيخ شمس الدين السلفي الأفغاني- رحمه الله - في كتابه العجاب"جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية" (3/هامش صفحة 1797): (ألف محمد علوي المالكي أحد الدعاة إلى القبورية في عصرنا هذا كتابه القبوري "مفاهيم يجب أن تصحح" برهن فيه على أنه ملبس مدلس قبوري خرافي .. الخ).
* قبل الختام:
وقبل أن أنهي هذا الموضوع، أرى أنه يستحسن أن أنقل قصيدة كتبها عبيد آل رمال الشمري - جزاه الله خيراً - بعد أن اطلع على النصيحة المزعومة التي كتبها يوسف بن هاشم الرفاعي إلى علماء نجد، والتي كتب مقدمة لها البوطي والتي أشرت إليها فيما مضى.
وهي بعنوان "نظم القصيد في الدفاع عن أهل التوحيد وقمع أهل الشرك والتنديد" حيث قال فيها جزاه الله خيراً:
عناوين بزور الشهد تبدو ** بها السم الزعاف لنا يعدُّ
مزخرفة مزوقة بنصح ** عجوز جملت والخد جعدُ
وقد لبس الخؤون ثياب ودٍ ** وتحت ثيابه الخصم الألدُّ
وأبدا الذئب إشراق ابتسامٍ ** وفي فكيه أنياب وحدُّ
وإبليس الطريد يقول نصحاً ** لآدم (كل فذاك الأكل خلدُ)
وفرعون المريد يقول أخشى ** يبدل دينكم موسى ويعدو
وما أهديكم إلا رشاداً ** ووعظي فيكم نصح ورشدُ
ويأتينا قبوري مهين ** رفاعي له في الصدر حقدُ
يقول: نصيحتي علماء نجد ** نصيحة من له في القلب وُدُّ
دعوا الأوثان تعبدها البرايا ** دعوا قبر النبي فمنه مدُّ
دعوا آثار أحمد نجتبيها ** فزلفانا بأحمد تُستمدُّ
نريد الشرك عندكم ولكن ** يلاقينا بكم عن ذاك سدُّ
لعمري سدكم سد منيع ** يواجهنا قبيل السد جندُ
دياركم ديار مقفرات ** من الإشراك والتنديد جردُ
فآثار الكرام محقتموها ** وما من مشهد إلا يُهَدُّ
فلا بئر ولا بيت ودار ** ولا قبر يحج له ولحدُ
فأي عقيدة تدعو لهذا ** وأي شريعة في ذاك تبدو؟!!
تتبعنا، بحثنا، بل نبشنا ** شريعة أحمد فلها المَرَدُّ!
فلم نر قط فيها من دليل ** يؤيد فعلكم أو ما يشدُّ
مغامرة، مؤامرة، وكيد ** وظلم منكم يعلوه حِقدُ
ألا يا أمة جارت علينا ** وتقطع للطريق وتَسْتَبِدُّ
تكلمنا لأنا قد أمتنا ** غطارفة على التوحيد رَصدُ
فما بكم (ابن سحمان) المثنى ** ولا (عبداللطيف) بكم (وسعدُ)
وليس (حمود) فيكم (وابن باز) (** (وألبانيكم) ما عاد يبدو
أجيبكم أيا عمرو الخزاعي ** وأعجلك الجواب فذاك نقدُ
أصوغ قصيدة عصماء جاءت ** كصعق البرق يتلو الصعق رعدُ
تزلزل عرشكم وتهد صرحاً ** لكم فيغيظ صوفي عُرُدُّ
عليك دوائر السوء استدارت ** وساء لكم بذاك الشرك وِرْدُ
تحاول جاهداً إحياء دين ** له الرسل الكرام أتت تقدُّ
وتدعو للتنكب عن هدانا ** لكي يحيا (يعوق) بنا (وَوَدُّ)
إذا شئت الجحيم فذا سبيل ** مضى فيه من الكفار حشد
فتلك (ثمود) تسبقكم و (عاد) ** إلى ما كان أخزى فاستعدوا
رأيت عبادة الأوثان تحلو ** لكل مذبذب بالزيغ يعدو
فتألفها قلوب كافرات ** تملكها بذل الشرك قيدُ
وجوه خاشعات عاملات ** يُرى من كدها نسك وزهد
جهنم دارها تصلى وتُسقى ** حميماً لا يطاق ولا يُرَدُّ
لهم فيها خلود لا فناء ** وليس لهم بذاك الخلدِ حَدُّ
مجدد ملة الأوثان فيها ** يجر بحرها قصباً تُمَدُّ
هو ابن لحي الفتان قدماً ** نعم ولأنت للفتان عَضدُ
ورثت الشرك عن سادات كفر ** فبئس الإرث شرك يُسْتَجَدُّ
بعيد عن ضحى التوحيد ساعٍ ** بليل الكفر إذ عيناك رُمْدُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/316)
ولغتم في بلاد الله حتى ** شكى من رجسكم"هند" و"سندُ"
و"شام"و" العراق"و"مصر"تشكو ** بل " الحرمان " يشكو ما يُنَدُّ
إذا الصوفي حل بأرض قوم ** فما للقوم إلا أن يشدُّوا
لأن روائح الصوفي تؤذي ** وهل بمعاطن الخنزير وَرْدُ
أيا ثور الكويت ملكت قرناً ** كسيراً لا يسن ولا يحدُّ
تجابه فيه أهل الحق طُرّاً ** فهل ينهد من قرنيك طودُ
أأعلفك الردى " البوطي " حتى ** سكرت بسكرة فغشاك مَيدُ
رماه الله ثم رماك أخرى ** بثالثة الأثافي ذو تقدُّ
فما " البوطي " ذا علم شريف ** ولا يرجى به القول الأَسدُّ
ضرير للضرير مضى دليلاً ** فهل للعمي بعد التيه عودُ
مقدمة تزيدك كيل غي ** وقبضة سامري منك تبدو
أعباد القبور أذاك حق ** لربي أن يساوى فيه ندُّ
أذاك الحق أن يُدعى ضعيف ** ويعرض عن كريم لا يَرُدُّ
قريب قادر رب رحيم ** غني واحد أحد وفردُ
أفاض على العباد من العطايا ** وفضل الله لا يحصيه عدُّ
فلا حق الإله عرفتموه ** وليس لكم عن الكفران بدُّ
رغبتم عن عبادته فزغتم ** وساوركم من الكفران إدُّ
أقول نعم .. ! لنا سد منيع ** هو التوحيد ذا الأمر الأشدُّ
لنا نور ونبراس مضيء ** لنا عز ومفخرة ومجدُ
به قامت سماوات وأرض ** به انقسم الأنام شقاً وسعدُ
ورايات الجهاد به تسامت ** وللرايات غايات وقصدُ
أجيبوني لماذا الرسل جائت ** وفي أي الخصومات اسْتُبِدُّوا
وما لرسولنا يدعو فيَؤُذى ** ويلفيه من الأقوام طرد
أكانوا منكرين فعال ربي ** وهل للرَّزق والإنعام جُحْدُ
فلا والله بل كل مُقِرُّ ** ولكن في ألوهته يَنِدُّوا
وأنتم بالألوهة قد كفرتم ** وكل منكموا بالشرك يحدو
خسرتم في تنسككم فأنتم ** كذات الغزل تنقض ما تَشدُّ
فمن شاء الإله هداه رُشداً ** ومن أشقاه ما عقباه حَمْدُ
فتباً للألي حادوا فزاغوا ** عن النور المبين وعنه صُدُّوا
وتباً للعداة دعاة شرك ** لهم في جملة البلدان جِدُّ
فلن يروى غليل القوم حتى ** تُرى الأكوان بالإشراك تبدو
أما يكفيهمو من ذاك شرك ** بمقبرة البقيع نراه يغدو
أما في المسجد النبوي صوت ** بتلك البردة الرعناء يشدو
أما للمصطفى نرنوا دعاء ** ونحو ضريحه الأيدي تُمَدُّ
أما في مكة للشرك رأسٌ ** وطاغوت على الإسلام ضدُّ
هو العلوي لا أعلاه ربي ** بل الزنديق من بالشرك جَلْدُ
وذا قارون كامل (واليماني) ** فللأقوام في الإعلام جُهدُ
أليس لهم مع (التبليغ) فرع ** وفي (الإخوان) تأسيس مُعَدُّ
أيا صوفية رميت بشهب ** ثواقب من شريعتنا تَهُدُّ
ألا موتي بغيظك إن فينا ** غطارفة على التوحيد رَصدُ
أجبتكموا أيا عمرو الخزاعي ** وخذ مني القصيد فذاك نَقدُ
ترقب في غدٍ سترى علانا ** وإن تنعر بأنفك يا عُرُدُّ
بل ارقب يا عدو الله سيفاً ** قريباً لا يرق فذاك وعدُ
الخاتمة
وفي الختام أرجو أن أكون قد أفدتكم بشيء حول هذا الرجل الضال المضل الذي أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يريح المسلمين من شره و شر أمثاله.
وصلى الله وسلم على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكتبه: أبو معاذ السلفيتنبيه/ تم مراجعة الرسالة في عدة مجالس كان آخرها في يوم الجمعة 15 رمضان سنة 1425هـ وبلغني أن محمد بن علوي المالكي قد هلك في نفس هذا اليوم فالحمد لله على ذلك.
http://saaid.net/feraq/sufyah/sh/1.htm
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[20 - 03 - 06, 08:19 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 03 - 06, 08:33 م]ـ
وهذا كتاب: (هذه مفاهيمنا):
للشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب وفقه الله تعالى ورحم الله أباءه وأجداده.
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=318
وجاء في مقدمته قصة عجيبة، لعلها تمثل حال الأغلب منهم:
قال الشيخ صالح آل الشيخ وفقه الله:
(ووصفُ أحوال المنتسبين للإسلام اليوم يطولُ، ولكن الإيماءَ كافٍ، فالإطالةُ تضني، وقد جادلت يومًا ببلدٍ إفريقي أحد المفتونين من كبار العلماء المُحَبَّذين لعبادة القبور والسدنةِ حولها في حالهم، ومعنى العبادة، ومفهوم الشهادتين، فقال:
أنا أعلم أنكم على الحق ولكن (سيب) الناس تعيش!)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 03 - 06, 12:32 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء وأوفاه.
وفاتك أيها الحبيب ذكر كتاب ((مجدد ملة عمرو بن لحي)) للشيخ سفر الحوالي وفقه الله.
وينبه على أن اسم المصري الضال هو: محمود سعيد ممدوح.
ـ[ابوسلمان السلفي]ــــــــ[04 - 04 - 06, 01:26 ص]ـ
<<
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[04 - 04 - 06, 02:00 ص]ـ
محضر هيئة كبار العلماء لمحمد علوي مالكي الصوفي القبوري عامله الله بعدله
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[04 - 04 - 06, 03:10 ص]ـ
كلام العلامة ابن باز في المدعو محمد علوي مالكي (مقطع صوتي)
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[03 - 01 - 07, 11:12 م]ـ
هل يوجد أحد من أبنائه سار على نفس المنهج والطريقة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/317)
ـ[حامد تميم]ــــــــ[04 - 01 - 07, 05:36 م]ـ
له ابن اسمه أحمد، قيل انه سوف يكمل مسيرة والده في التدريس، ولا أظنه مؤهل لذلك، لضحالة علميته، أنظر لتقدمته لتحقيق والده لألفية العراقي في السيرة، نشر دار المنهاج بجده.
ـ[مهند الهاشمي الحسني]ــــــــ[26 - 01 - 07, 05:44 ص]ـ
حُذف
## المشرف ##
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[26 - 01 - 07, 07:09 ص]ـ
له ابن اسمه أحمد، قيل انه سوف يكمل مسيرة والده في التدريس، ولا أظنه مؤهل لذلك، لضحالة علميته، أنظر لتقدمته لتحقيق والده لألفية العراقي في السيرة، نشر دار المنهاج بجده.
أخي الحبيب حامد.
و هل تظن حقاً انها من تحقيقه؟!!!! الرجل ما حقق قرطاساً طوال سنين عديدة!!!
ثم يخرج علينا كتابٌ بعد وفاته بقرابة سنة!!! على انه من تحقيقه!!! و الطامة انه نظمٌ أيضاً!! يحتاج إلى جهد و دراية علمية.
أنا أتساءل:ما الذي فعله في الكتاب (قبل أن يُطبع) فحواشيه لا تتضمن جهداً علمياً .. ما بقي إلا الصف و التنضيد و مراجعة التجارب للصف وهذا كله تمّ بعد وفاته .. (حتى النظم مشكولٌ في صور المخطوط) .. و اقرأ إن شئت المقدمة ففي ثناياها ما يدل على ذلك .. فماذا بقي من (عملية التحقيق) المزعومة؟؟!!
و الغريب أن الجماعة المأجورة التي تكفلت بتحقيق الكتاب اتقنت العمل بدرجة كبيرة بعيدةٍ عن الحياء .. فهل رجلٌ طاعن في السن يتقن صفَّ منظومة هي ديوان شعري (أقصد 1000 بيت!!) بهذه الصورة المحكمة!!
اخجلوا من أنفسكم قليلاً و اجعلوا الكتاب يظهر على أنه عمل بشر (كي ينطلي الكذب على الناس) لا على أنه مؤسسة علمية تدقق و تراجع و تضبط كل شيء بجودة!!
كل هذا من باب المكاثرة في اعمال الرجل العلمية .. فحسبنا الله و نعم الوكيل إذا ضاعت الأمانة،
و فشا الكذب و التزوير ..
و هل هذا بمستغرب .. فقد فعل الصوفية أكبر من ذلك،و كذبوا بأعظم من هذا .. !!
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[30 - 01 - 07, 12:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
ـ[صخر]ــــــــ[08 - 02 - 07, 03:37 ص]ـ
هل يوجد أحد من أبنائه سار على نفس المنهج والطريقة؟
هناك أشباه أبناءه أعني أتباعه المخرفون من الصوفية الضلال ,,,,يمجدون هذا الوثني عندنا في المملكة,,,
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[08 - 02 - 07, 05:07 م]ـ
هناك أشباه أبناءه أعني أتباعه المخرفون من الصوفية الضلال ,,,,يمجدون هذا الوثني عندنا في المملكة,,,
بوركت أخي الفاضل
فالرجل معروف عند القاصي والداني بتخبطه في التصوف ولهجه بإسم حبيبنا صلى الله عليه وسلم في الشدة بله والرخاء.
وقد هلك منذ سنة أو سنتين.
ـ[السليماني]ــــــــ[09 - 02 - 07, 05:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 11 - 09, 06:45 م]ـ
الإخوة المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأتمه، وأوفاه.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[10 - 11 - 09, 11:15 م]ـ
بارك الله فيك(33/318)
مؤسف وخطير ـ الصوفية والسحر والاستغاثة بالشياطين والمردة
ـ[حذافة]ــــــــ[21 - 03 - 06, 04:19 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فمن المعلوم أن سُبل إبليس "أخزاه الله" لإضلال الناس متعددة ومتنوعة.
وقد عُلم من كتب السحر، ومن كتب العلماء الذين حذروا من السحر والسحرة، أن من أُسس عِلم السحر أن يستغيث الساحر برؤوس الكفر من مردة الجن، وأن يخاطبهم بألفاظ الربوبية "والعياذ بالله".
وقد علم إبليس "لعنه الله" أن الكفر والاستغاثة بأرباب الكفر أمر أبعد ما يكون منه المسلمون، فلجأ إلى التدليس عليهم بحيث يوهمهم بأنهم يستغيثون بأسماء لله لها خصوصية، ومن الطرق التي سلكها إبليس " أخزاه الله" مع من سلكوا طريق التصوف، أن دلس ووسوس ودخل عليهم من أبوابهم المفتوحة على مصراعيها لكل شر، مثل باب الكشف والإلهام، وباب الذوق والمنامات والإشارات، وهي والله من أشر الأبواب التي يُدخل بها على المرء تهدم منها عقيدته.
ولكي لا يقال أننا نتقول ونبالغ، سأضع بين أيديكم وثائق من كتبهم ومراجعهم تثبت مدى انحراف الصوفية في هذا الباب، ولكي لا يقال أيضاً أننا نذهب في بطون الكتب والتراجم التي أكل الزمان عليها وشرب سنبدأ معهم مع علامة القرن العشرين عند الصوفية الشيخ الدكتور الطبيب مفتي سورية محمد أبو اليسر عابدين.
............... تابع بالوثائق وملف مرئي مصور ........
على هذا الرابط http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1841
نسأل الله العافية والثبات على الإيمان.
ـ[حذافة]ــــــــ[21 - 03 - 06, 08:19 م]ـ
وإليكم إضافة مهمة أضافها أحد كُتاب منتدى الصوفية على هذا الرابط
http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?t=1906
قال فيها:
لاحظوا التركيز على (آهيا شراهيا أدوناي أصباؤت آل شداي)
هل تعرفون معناها، لقد استمعت إلى أحد المشايخ ولم يكن بصدد الحديث عن الصوفية، كلا بل كان يتكلم عن السحر والسحرة لعنهم الله، وله كتاب في هذا الباب وهو كويتي، المهم أنه أقسم بالله أن بعض السحرة أخبره أن هذه الجملة هي مقابل التسمية بسم الله الرحمن الرحيم،لكنها خاصة بإبليس اللعين وهذه ترجمتها الحرفية:
آههيا - شرا - هيا - أدوناي - أصباؤت - آل - شداي
بسم - الإله - اسمه - العظيم - إبليس - القوي - الشديد
يعني تصير هكذا (بسم الإله الذي اسمه العظيم إبليس القوي الشديد)
وللعلم أصباؤت هو اسم إبليس بالسريانية -عليه لعنة الله-.
نسأل الله العافية، يا مقلب القلوب ثبت قولبنا على دينك.
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[22 - 03 - 06, 04:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي حذافة
عجيب أمر المتصوفة.
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[22 - 03 - 06, 12:22 م]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله ....
للأسف عندنا في سوريا
قاعدة نظام الحكم هي:
إذا كنت من الصوفية فأنت من المقربين
و إذا كنت أشعريأ فأنت من الآمنين
وإذا كنت من السنة (على منهج السلف) فأنت من الارهابيين المجرمين التكفيريين .....
حتى أنه عندما يلقا القبض على أحد الأخو و يسجن يقولون بالحرف:
((( ..... بتهمة الوهابية (السلفية) ..... ))) ....
ادعوا لنا بالفرج ....
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[22 - 03 - 06, 04:15 م]ـ
اللهم فرج عنا وعن أخواننا في كل مكان
ـ[حذافة]ــــــــ[22 - 03 - 06, 11:15 م]ـ
صدقت أخي علي البخاري
وآمين على دعواتكم شيخنا حسام العقيدة.
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[23 - 03 - 06, 04:36 ص]ـ
بارك الله فيك أخي حذافة
مدارسة:
احد الاخوة اعترض على نشر الطلاسم ... وقال انها قد يستخدمها من باب الفضول بعض الناس .. وأنه كان لا ينبغي وضعها ونشرها.
فما هو الصحيح في هذه المسألة شرعيا .. النشر والتحذير أم الكتم خوفا على من قد يستخدمها فضولا؟!!!!
بما ان الملتقى ملتقى طلبة علم (ابتسامة)
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[23 - 03 - 06, 05:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...
أخي حذافة بوركت لقد حذفت أهل الباطل بسهم سسدده الله بإذنه ...
ويا أخي حسام العقيدة لا عليك لا تخاف من ذلك لأن أهل التقوى والفهم لن يستخدموه بإذن الله، جدا ولا لهوا،وأهل السذاجة لن يدخلوا هذا المنتدى العلمي بإذن الله ... أما أهل الباطل والشر الباحثين عن مثل هذه الأمور فلن ينتظروا نشركم لمثل هذه الأمور التي قصدتم بها تنبيه أهل السنة ليفعلوا أفعالهم والعياذ بالله ... اللهم لا تحرمني واخواني قربك.
وأزيدكم بأني قد درست على يد بعض العلماء الصوفية مضطر بسسبب المتطلبات الجامعية فرأيت منهم مايدل على استخدامهم للشعوذة وطبعا لم يكونوا كلهم كذلك بل فئة معينة، والحمد لله أبشركم أنهم يفضحون ولا يفلحون وينبذون والحمد لله وصدقوني سيماهم في وجوههم فهم كريهون ...
اللهم ارزقنا حبك وحب من أحبك. اللهم قربنا من العلماء الصالحين المتبعين لقرآنك وسنتك الطهرة الأتقياء الأنقياء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/319)
ـ[حذافة]ــــــــ[23 - 03 - 06, 07:12 ص]ـ
حياكم الله جميعاً إخواني الأفاضل
وشكر الله للأخوة تفاعلهم ونصحهم.
وبالنسبة لسؤال الأخ العزيز حسام العقيدة
نعم أخي قد يكون هناك احتمال وقوع الضرر في هذا النشر ـ نسأل الله السلامة ـ وهو احتمال نادر جدا جدا ولا يمكن أن يقارن بهداية مؤمن واحد يستغيث بهذه الاستغاثات المخرجة من الملة وهو يرى أنه يحسن صنعاً .................
نسأل الله العظيم أن يغفر لنا ويسددنا لما فيه الخير
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[24 - 03 - 06, 04:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا إخوتي
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[24 - 03 - 06, 09:33 م]ـ
اخواني في الله ان الذين يزعمون العلاج من الصوفية الخبيثة عندهم امور مهمة لا بد من السعي من اجل الحصول عليها اما الاولى وهي المهمة عندهم انهم يبحثون عن الجنس وكشف عورات النساء والتمتع بهن والامر الثاني المال وهو حاصل تلقائيا ومن عجائبهم التي سمعتها باذني لدى كلامي معهم طبعا كلام كثير منه
1. ان شيخ الشخص الذي تكلمت معه يعلم ما في اللوح المحفوظ
2. ان الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم الغيب كاملا
3. يقول عن قرينه انه افضل منه ومن هذا القرين انه الخبيث الجفري يقول ان الجفري افضل مني لانه اغشي عليه 10 ايام لما وصل اما انا فاغشي علي 7 ايام
دين الصوفية قائم على الزندقة وما ادخلت الزندقة على الامة الاسلامية الا من طريق الروافض وطريق الصوفية
ـ[عادل المامون]ــــــــ[24 - 03 - 06, 09:49 م]ـ
هذا ليس غريبا يا اخوتي فقد زادت الصوفية الي ابعد من ذلك
فانهم يؤمنون بالعلم اللدني علي الاشخاص العاديين وهذ وجدته بصدق في اناس اعرفهم
حيث انني اعيش في مصر وهذا العلم اللدني هو ان الرجل ينزل عليه ملك او اي وحي اخر يعلمه اشياء.علي حد قولهم من الغيبيات. وهذا طبعا خارج نطاق الدين الحنيف
ويا عجبا اذا افتاك بشىء فان كلامه يصدقه الناس من غير دليل نقلي ولا عقلي
ولهم في ذلك الكثير من التعريفات والمراتب كالولي والعارف
اسال الله تعالي ان يهدينا ويهديهم
ـ[أبوصالح الكويتي]ــــــــ[25 - 03 - 06, 02:59 م]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
انا لله وانا اليه راجعون
هذه الكلمات و الروابط الموجودة في الاعلى كفيلة بردع المساكين الجهال عن هذه خزعبلات و الخرافات التي يشربونها
و الله هذه الاعمال التي يقومون بها (سحرة الصوفيين) حقيرة و خبيثة بل انها جريمة بحق الله و الانسانية و المسلمين
و يا اخواني انصحكم ان تمسكون الاسيويين المسلمين فان اغلبهم من المتصوفة و تبدؤن بنصحهم فهم و الله بحاجة الى التوحيد و النصح
اللهم عليك بهؤلاء السحرة الفجرة
اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تترك منهم احدها و ارنا بهم يوما اسودا
آمين آمين آمين
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[25 - 03 - 06, 03:12 م]ـ
كل الذين التقيتهم من هذه الفرقة الماكرةايضا يبحثون عن شيء مهم لديهم وهو ان يتعامل معهم الجن فهو وحيهم وصدق الله العظيم الذي قال [وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم وان اطعتموهم انكم اذا لمشركون] وهم كما اخبر ابن عمر لما قيل له ان فلان يقول ان الوحي يأتيه قال صدق فقرأ قوله تعالى [وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم] فالحذر الحذر من هولاء المكرة
ـ[حذافة]ــــــــ[26 - 03 - 06, 08:54 ص]ـ
هذه الكلمات و الروابط الموجودة في الاعلى كفيلة بردع المساكين الجهال عن هذه خزعبلات و الخرافات التي يشربونها
صدقت أخي الكريم
أنا أشك أن يوجد عاقل حر يقرأ هذا البحث ويبقى على تصوفه.
اللهم اهدنا وإياهم واغفر لنا وللمسلمين.
ـ[أبو الأم]ــــــــ[26 - 03 - 06, 03:19 م]ـ
الله المستعان ..
وفي شرق آسيا تجد كثييير من المسلمين يتعاطى السحر, .. وهو لا يدري أنه حرام اصلا!!!
او يدعي انه لا يدري .. نساله الله السلامة والعافية(33/320)
حديث أبي و أبوك في النار و العذر بالجهل
ـ[أحمد حمزة الدسوقي]ــــــــ[22 - 03 - 06, 04:31 ص]ـ
هل هناك أثر ثابت في عذر والدي النبي صلى الله عليه و سلم بالجهل في أصل التوحيد و لماذا لا يعتبران من أهل الفترة؟
ـ[أحمد حمزة الدسوقي]ــــــــ[22 - 03 - 06, 04:36 ص]ـ
الرجاء من الأخوة توضيح تفصيلي للرد على بعض الصوفية
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 03 - 06, 06:10 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35656(33/321)
القرائن في أمور العقيدة
ـ[أبو عبد الله (ل]ــــــــ[22 - 03 - 06, 12:37 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اخواني أود منكم افادتي عما يأتي _ جزاكم الله خيرا _:
ماالمقصود ((بالقرينة))؟
وهل يؤخذ بها في أمور العقائد؟
حبذا ذكر أقوال العلماء في ذلك، مع الاحالة الى المصادر، وضرب الأمثلة ان أمكن.
وجزاكم الله خيرا
أخوكم: أبو عبد الله البرقاوي (من بلاد ليبيا التي تان تحت حكم الطاغوت الزنديق القذافي)
الثلاثاء 22 من شهر صفر لعام 1427 هجرية
ـ[أبو عبد الله (ل]ــــــــ[26 - 03 - 06, 01:34 م]ـ
اخواني في الله بارك الله فيكم أنا لازلت في انتظار مشاركاتكم
وجزاكم الله خيرا(33/322)
مرت معي فى الكتاب شرح العقيدة الواسطية للهراس الفقرتان الآتيتان ما فه ما فهمتها جيدا
ـ[عبدالواحدختني]ــــــــ[24 - 03 - 06, 07:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته.
مرت معي فى الكتاب شرح العقيدة الواسطية لمؤلفه- محمد ابن هراس -الفقرتان الآتيتان ما فهمتها جيدا. أرجو منكم الشرح والبيان
الفقرة الأولى: والأشاعرة: يثبتون إرادة واحدة قديمة تعلقت فى الأزل بكل المرادات! فيلزمهم تخلف المراد عن الإرادة!
الفقرة الثانية: وأما المعتزلة -فعلى مذهبهم في نفي الصفات -لا يثبتون صفة الإرادة! ويقولون: إنه يريد بإرادة حادثة لا فى محل, فيلزمهم الصفة بنفسها! وهو من أبطل الباطل
والسلام عليكم
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[25 - 03 - 06, 03:35 م]ـ
معنى كلام الاشاعرة ان الارادة واحدة وهي في الازل لا تتجدد فاذا تجددت اصبحت حادثة وتجدد الحوادث في حق الله منتفي واما اهل السنة فانهم يقول ان الله فعال لما يريد متى شاء وكيف شاء وللكلام بقية مع ذكر التفصيل ان شاء الله تعالى
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[27 - 03 - 06, 09:21 م]ـ
الارادة عند الاشاعرة انها في الازل وانها لا تتجدد لانها اذا تجددت اصبحت حادثة والحادث منتفي عن الله تعالى كما يقولون ولكن اهل السنة يثبتون الارادة لله في الازل وانها ايضا تتجدد بدليل والله يفعل ما يريد اي يفعل ما يشاء في اي وقت لان الارادة تتجدد وقوله تعالى ولو شاء الله ما اقتتلوا والايات كثيرة وما تشاؤون الا ان يشاء الله ولكن لو سألنا الاشاعرة سؤال ما يحصل معنا هل هو بارادة الله ام لا يقول نعم نقول لماذا في هذا الوقت فان لهم جواب فلسفي وهو ترجح هذا العمل في هذا الوقت من غير مرجح ولكن اهل السنة يثبتون ارادة لله تتجدد عندما يأمر الله تعالى انما امره اذا اراد شياءا ان يقول كن فيكون وعلى هذا فالارادة عند اهل السنة قسمان ارادة كونية وارادة شرعية وللحديث بقية باذن الله
ـ[عبدالواحدختني]ــــــــ[28 - 03 - 06, 11:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الافادة عني وعن المسلمين عامة وعن مسلمي الصين خاصة وبارككم الله فى علكم
ـ[المصلحي]ــــــــ[06 - 09 - 06, 11:53 ص]ـ
السلام عليكم:
هذا السؤال متعلق بموضوع يطلق عيه اسم (الصفات الاختيارية) واليك ايضاحا لهذا الموضوع الشيق من مواضيع الاسماء والصفات:
سميت بالصفات الاختيلرية لانها تابهة للارادة والاختيار.
اهل الكلام ومنهم الاشاعرة ينفون الصفات الاختيارية لله تعالى.
س: مامعنى الصفات الاختيارية؟
ج: هي تلك الصفات التي يتصف بها الحق تبارك وتعالى، وهذه الصفات ثابتة لله تعالى أزلاً وأبدا، لكنها تابعة لارادة الله تعالى، بحيث تقع في وقت دون وقت، اي ان أصل الصفة ثابت، لكنها تقع في وقت دون وقت.
مثال: صفة الكلام: فان اصل هذه الصفة ثابت لله تعالى ازلا وابدا، فهو سبحانه لم تحدث صفة الكلام له في وقت معين بحيث لم يكن متكلما قبل ذلك، لان هذا ينافي التنزيه للحق جل شانه.
فاتصافه يصفة الكلام ليس له بداية وليس له نهاية.
هذا من حيث اصل الصفة، وهذا بعكس المخلوق فانه يولد غير متكلم ثم يصبح متكلما فيما بعد اي ان صفة الكلام للمخلوق حدثت له بعد ان لم تكن.
اما الحق تعالى فصفة الكلام لم تحدث له بل هو متصف بها ليس لذلك بداية.
لحد الان ليس هناك خلاف بيننا وبين الاشاعرة لانهم يثبتون هذا الامر.
اما من حيث آحاد تلك الصفة فان الله تعالى يتكلم في وقت دون وقت، فقد تكلم في وقت بالتوراة، وفي وقت بالانجيل، وفي وقت بالقرآن.
وكذلك صفة النزول فانه ينزل في وقت دون وقت، وويعجب في دون وقت، ....... الخ الصفات الاختيارية.
هنا محل الخلاف بين اهل السنة وبين الاشاعرة.
حيث انهم يرفضون هذا الامر.
ولايقولون بذلك،فهم ينكرون هذا المعنى.
س: ماسبب رفض المتكلمين عموما والاشاعرة خصوصا للصفات الاختيارية؟
ج:
السبب في ذلك انهم يقولون اننا اذا اثبتنا الصفات الاختيارية لله تعالى فهذا يعني ان الصفة تحدث في وقت دون وقت، اي قيام الحوادث بذات الله تعالى، وهذا ممتنع.
س: مامعنى قيام الحوادث بذات الله تعالى؟
ج: الحوادث مصطلح ويراد به معنيان:
الاول: المخلوقات، تقول هذا شيء حادث اي مخلوق، وهذا ليس مرادهم هنا لان كل المسلمين متفقون على ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/323)
الثاني: تجدد الاشياء اي وقوع الشيء في وقت دون وقت، فهذا يثبته اهل السنة لله تعالى اي ان الله تعالى يتكلم في وقت دون وقت اي يفعل ذلك في اي وقت شاء، كما انه يرزق، ويحيي، ويميت، ويعز ويذل من شاء ... (كل يوم هو في شان).
ومن هذا النوع قوله تعالى: (َما يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ). [الأنبياء: 2] وليس المراد بالمحدث هنا المعنى الاول اي المخلوق بل المعنى الثاني وبذلك لايبقى للمعتزلة حجة بالاحتجاج بهذه الاية على خلق القران، فانظر كيف انتظمت الادلة على جميع المسائل ولا يوجد بينها تناقض في كل مجالات العقيدة بل يشد بعضها بعضا.
نرجع للسؤال:
لماذا رفض المتكلمون ومن ضمنهم الاشعرية الاعتراف بذلك؟
اليك البيان:
ان المتكلمين اثبتوا وجود الصانع (هذا اصطلاحهم) وفق الطريقة التالية وهي الطريقة المنطقية ولا اريد الخوض في تفاصيل اكثر حول المنطق فلهذا موضع اخر، وذلك ليردوا على الملاحدة والسوفسطائية الذين ينكرون وجود خالق لهذا العالم.
البرهان العقلي للمتكلمين على اثبات وجود الصانع:
(باختصار):
برهان عقلي مكون من مقدمة كبرى وصغرى ونتيجة:
العالم حادث- كل حادث له محدث = العالم له محدث.
فاعترض عليهم الملاحدة وقالوا:
لانسلم ان العالم حادث.
فاجابهم المتكلمون:
ان العالم حادث والبرهان العقلي على ذلك هو:
العالم متغير- وكل متغير حادث= العالم حادث.
هذه اهم الادلة العقلية للمتكلمين ضد الملاحدة وعليه قامت عقائد اهل الكلام بل هو اصل اصولهم، وكل المسائل التي ذكروها في الاسماء والصفات انما قائم على هذا الاصل.
ويالتامل فيه نجد فيه ثغرات كبيرة.
مما جرأ الملاحدة عليهم.
ولهذا قال فيهم شيخ الاسلام:
اهل الكلام، لا للاسلام نصروا، ولا للكفار كسروا.
ومن اهم المؤاخذات على دليله هذا _ على وجه السرعة_:
1 - انهم قالوا (العالم متغير) فقال لهم الملاحدة: لانسلم ان اصل المادة متغيرة بل هو تغيير في المظاهر والاوصاف فقط. والعالم قديم وانما يحصل التغيير في الاوصاف والهيئات مثل الرياح والامطار وغير ذلك.
اما اصل المادة فهو قديم.
ماذا فعل المتكلمون بعد هذا الاعتراض هل سكتوا؟
ج: لا، لم يسكتوا، بل اخترعوا نظرية الجوهر الفرد. ولا اريد الخوض في تفاصيلها حتى لايطول الكلام.
وخلاصتها انهم لم يخرجوا بطائل من ورائها ومحصل كلامهم يرجع الى التوقف والحيرة، ولهذا انكر كثير منهم هذه النظرية، واصبحوا على مذاهب شتى.
فانهزموا اما الملاحدة.
والكلام يطول فلنكف عنان القلم ولنرجع الى سؤالنا:
من خلال الكلام المتقدم يتضح لنا ما يلي:
ان اصل البرهان العقلي عند المتكلمين على ان العالم حادث هو انه متغير.
بعبارة اخرى:
ان طروء التغيير على شيء هو علامة على حدوثه.
اي ان حصول التغيير على شيء يدل على انه مخلوق.
ارى انه اصبح الان واضحا لماذا انكروا الصفات الاختيارية.
ولمزيد التوضيح:
ان الصفات الاختيارية تحصل في وقت دون وقت، كما تقدم.
واذا اثبتوا الصفات الاختيارية فهم بين امرين:
الاول: اما ان يثبتوا الصفات الاختيارية لله تعالى ويقولوا ان حصول التغيير لايدل على حدوث الشيء ولكنهم بهذا يهدمون الاصل الذي بنوا عليه في اثبات وجود الله تعالى.
الثاني: ان يحافظوا على الاصل الذي بنوا عليه في اثبات وجود الله تعالى وينفوا الصفات الاختيارية.
وهم اختاروا الامر الثاني.
صارت الان النتيجة كالتالي:
انكروا الصفات الاختيارية لاجل المحافظة على برهانهم العقلي.
فانظر الى اثار هذا الاصل الى اين اوصلتهم؟!
ولذلك اذا وجدت لهم كلاما ينفون فيه قيام الحوادث عن الله تعالى فانما يقصدون به هذا المقصد اي نفي الصفات الاختيارية.
ولهذا من قال: قيام الحوادث بذات الله ممتنع.
ماذا نقول له؟
نقول:
نطبق القاعدة المعروفة في الالفاظ المجملة المحدثة سواء كانت اثباتا ام نفيا وهي:
اولا:
لانصف الله تعالى الا بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله في الكتاب والسنة الصحيحة، سواء كان ذلك اثباتا او نفيا،وكلامك هذا محدث فلا يجوز.
ثانيا:
التفصيل:
- اذا كنت تقصد بقولك (الحوادث) المخلوقات فكلامك صحيح.
- وان كنت تقصد بقولك (الحوادث) الصفات المتجددة فكلامك باطل.
وهذه قاعدة معروفة، ولبسط هذا موضع اخر.
وقد تجد بعض المصنفين من اهل السنة يعبرون عن الصفات الختيارية هكذا:
الصفات الاختيارية اصلها قديم واحادها متجدد.
وبعضهم يقول:
النوع قديم، والآحاد متجدد.
فيستخدمون لفظة متجدد بدلا من لفظة حادث ابتعادا عن اللبس.
ومن خلال ماتقدم يتضح لنا يضا الفرق بين اثبات اهل السنة لصفة الكلام وبين اثبات الاشاعرة لصفة الكلام.
اهل السنةيقولون:
صفة الكلام اصلها قديم واحادها متجددة.
(اصلها قديم) اي ان الله تعالى لايوجد نقطة بداية اتصف بصفة الكلام عندها بل انه جل شانه لم يزل متصفا بها ازلا وابدا.
(آحادها متجددة) اي ان الله تعالى يتكلم في وقت دون وقت، كسائر الصفات الاختيارية.
اما الاشاعرة فانطلاقا من نفيهم للصفات الاختيارية فيثبتون ان اصل الصفة قديمة.
فاعترض عليهم:
هناك ايات واحاديث تدل على ان الله تعالى يتكلم في وقت دون وقت؟
فخرجوا علينا بنظرية جديدة:
وهي نظرية الكلام النفسي.
كل ذلك لاجل المحافظة على اصلهم المتقدم.
فانظر يا اخي الى خطورة التاصيل.
ولبسط هذا موضع اخر.
ولهذا يخطىء من يقول ان اهل السنة والاشاعرة متفقون على اثبات صفة الكلام فانهم متفقون على ذلك لفظا، اما من ناحية المعنى والمضمون فاثبات اهل السنة لصفة الكلام يختلف تماما عن اثبات الاشاعرة لصفة الكلام.
وهذا اوان وضع سن القلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/324)
ـ[المصلحي]ــــــــ[06 - 09 - 06, 11:55 ص]ـ
وعلى صفة الكلام قس صفة الارادة، يتضح لك مراد الشيخ خليل هراس رحمه الله
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 03:25 م]ـ
صحيح , وأضيف بيان قول الشيخ فيلزمهم تخلف الإرادة عن المراد ومعنى كلامه أنه يلزمهم وجود إرادة وعدم وجود المراد وهذا انتقاص من قدراة الله تعالى فكأنهم يقولون: أراد ولم يحصل من إرادته شيء.
واعلم أن الكلام في إثبات صفة الكلام وغيرها من الصفات الاختيارية فرع عن إثبات الإرادة لله تعالى بهذا التفصيل الذي ذكره الإخوة
ـ[فتح القدير]ــــــــ[10 - 09 - 06, 07:26 ص]ـ
ما رأيكم في هذا الشرح؟
ـ[كمال75]ــــــــ[11 - 09 - 06, 12:44 ص]ـ
السلام عليكم
إن قصد بإرادة واحدة أنها نفسها لكل مراد (أي الشيئ الناتج عن الإرادة) فبماذا تعددت المرادات واختلفت؟
أرجوا التعليق على هذا الإعتراض وهل هو صحيح وبماذا أجاب الأشاعرة إن كانوا قد أجابوا
عقيدة السلف نور ولكن ما حيلة العميان
ـ[المعلمي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 04:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي فهمته أن الخطأ في قول الشارح!!!!
فالإرادة لا تتخلف عن المراد، فلعله لا يثبت البينونة بين الإرادة والمحبة؟
فأهل السنة يقولون: أن الكفر مراد تكوينا لا تشريعا ..(33/325)
هل يلزم الأخ أن يحذر من أخيه إذا كان فاسد المعتقد ويدرس المواد الشرعية؟
ـ[أبو إسحاق المدني]ــــــــ[26 - 03 - 06, 03:24 م]ـ
الأخوة الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤال غريب طرح علي ولو طرح على أحدكم لجمع له أهل الملتقى بفقائهم ومحدثيهم
سألني محدثي عن أخ له فاسد العقيدة والسلوك مع اهله وإخوانه، درس في بلاد غير بلاده ولبس ثوب العلم، وحمل شعار السلفية وتغطى بدثار التقية.
السؤال: هل يجب على أخيه أن يحذر منه، وحسب زعمه لديه الأدلة المادية على صدق جرحه في أخيه.
وهل يأثم إذا سكت عنه.
رغم أن أخيه أصبح مدرسا الآن في إحدى جامعات المملكة للمواد الشرعية.
أعينوني جزاكم الله خيرا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[26 - 03 - 06, 03:32 م]ـ
اولا عليه النصيحة لاخيه إن كان محقا في قوله فعسى الله ان يهديه سواء السبيل
ثم بعد ذلك ان يبين لاهل الاختصاص ممن يثق بهم نوع فساد اخيه فقد يكون لهم راي آخر او مساعد ونصيحتي بان لا ينشر الخبر للعوام لما سيلحق باهل العلم من تجريح وغيره
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[26 - 03 - 06, 03:52 م]ـ
أخى الحبيب ..
والله لست أهلا لخوض نقاش فى المسألة فضلا عن الإفتاء فيها ..
و لكن النصيحة له واجبة , فإن كان لا بد , فأذكرك بكلام أبى داود فى إبنه , و كلام ابن المدينى فى أبيه , نصحا لدين الله ..
معذرة لتطفلى ..
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[26 - 03 - 06, 11:50 م]ـ
أخى الحبيب ..
والله لست أهلا لخوض نقاش فى المسألة فضلا عن الإفتاء فيها ..
و لكن النصيحة له واجبة , فإن كان لا بد , فأذكرك بكلام أبى داود فى إبنه , و كلام ابن المدينى فى أبيه , نصحا لدين الله ..
معذرة لتطفلى ..
وأن كذلك دين الله أولى وأحق أن تحفظ حرمته أما قول القائل حتى لا يتطفل العوام على أهل العلم فهذل من تلبيس إبليس فإذا كان ضالا فسوف يفسد أكثر مما يتصور والله أعلم
والنصح واجب للأمة ولو كان في هذا إهدار لمكانة أحد فإن مكانة السنة والدين هي التي يجب أن يغار عليها ويخاف أن يدنسها أهل الضلال أي كان منهجه ومشربه
والله المستعان
ـ[أبو إسحاق المدني]ــــــــ[27 - 03 - 06, 12:35 م]ـ
الأخوة الفضلاء أزيدونا من الأراء للتنوير ولتكون لنا قاعدة في الذب عن دين الله
لا تترددوا فما خاب من استشار
جزاكم الله كل خير
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[27 - 03 - 06, 01:30 م]ـ
الأخوة الفضلاء أزيدونا من الأراء للتنوير ولتكون لنا قاعدة في الذب عن دين الله
لا تترددوا فما خاب من استشار
جزاكم الله كل خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا كان هناك صاحب بدعة, فعلى كل عالم بحال الرجل التحذير من صاحب البدعة حتى لا يبث بدعته الى غيره, ويعتقد طالب العلم أن ما يقوله صاحب البدعة هو طريقة أهل السنة والجماعة.
فاذا عرف صاحب البدعة, وعلمت بدعته ... فهل يجوز الأخذ منه؟
الأمر على تفصيل ... اذا كان هناك من ينوب عنه من أهل السنة والجماعة فالواجب تركه والأخذ عن من يؤمن جانبه, فذلك أحوط للدين.
وان لم يكن هناك من ينوب في العلم عن صاحب البدعة, فهناك تفصيل أيضا:
اذا كان المبتدع يدرس في ما يخص بدعته ... فالواجب ترك الأخذ عنه ... لأنه يخلط السم مع العسل.
فلا يدري الآخذ ما يكون صالحاً من حديثه وما لا يصلح ... خاصة اذا كان مبتديء في هذا الفن.
وان كان صاحب البدعة يتكلم في علم لا يمت الى بدعته بصلة ... ولا يوجد من يسد عنه في هذا العلم ... فيؤخذ منه ... مع الحيطة في الأخذ ... لأن الرجل لا يؤمن جانبه من بدع أخرى.
مع الرجوع الى كتب أهل العلم المؤتمن جانبهم في هذا العلم ... للمقارنة ... والتأكد أن طالب العلم يسير على الطريق الصحيح.
والله تعالى أعلم
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[27 - 03 - 06, 04:03 م]ـ
ولكن عليك النصيحة اولا ثم التحذير فمن اخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم النصيحة اولا
واحيانا تكون على الملأ لكن دون تسمية وبعد ذلك يكون التحذير
اما قول القائل حتى لا يتطفل العوام على أهل العلم فهذا من تلبيس إبليس فإذا كان ضالا فسوف يفسد أكثر مما يتصور والله أعلم
اقول العوام يحذرون منه ليس في بداية الامر ولكن إذا شاع فساده اما إن بدأنا بتحذير العوام منه ثم
صلح بعد ذلك فقد تكون الصورة السيئة قد انتشرت عنه وبعدها ممكن ان يزيد في فساده بدل إصلاحه.
فالرأي ان ينصح ثم يحذر منه اهل العلم وبعد ذلك إن لم يستجب يخبر العوام بحاله والله اعلم
ـ[راشد عبدالله القحطاني]ــــــــ[27 - 03 - 06, 08:16 م]ـ
أعتقد أن الأمر يحتاج إلى تأمل وتدقيق ...
وتنزيل على ما كان من موارد الخلاف,,,ومسائل الإجتهاد
والأصل إحسان الظن بالمسلم وطالب العلم خصوصا ...
وكم رأينا من نزاعات وشقاقات ترتب عليها ضرر كبير بدأت باسم النصيحة ..
تريث وتدبر ..
واسلم لأخيك
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[28 - 03 - 06, 02:30 ص]ـ
يقول ابن تيمية رحمه الله: (وأما الشخص المعين فيذكر ما فيه من الشر في مواضع:
مثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة؛ فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين، حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل، فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله؛ إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد إستيلاء العدو من أهل الحرب؛ فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء).أهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/326)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 03 - 06, 08:11 ص]ـ
رأيي والذي أدين الله به أنه لا حرمة لمن تصدر وهو ذو بدعة للناس والتحذير
أما القول بأنه سيتوب فإذا تاب تكون ................
ذكرتني بصاحب جرة السمن الذي بنى قصورا ثم كان ماذا كسرت الجرة (إبتسامة)
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[28 - 03 - 06, 10:45 ص]ـ
ينصح اخاه وانصح الاخ ان يسئل علماء المملكة .. ماذا يفعل ..(33/327)
العلامة الفوزان يرد على صوفي الكويت محمد عبدالغفار الشريف
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 12:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العلامة الفوزان يرد
على
صوفي الكويت محمد عبدالغفار الشريف
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
فقد خرج أحد الصوفية لدينا في الكويت - وهو المدعو محمد عبدالغفار الشريف الأمين العام للأمانة العامة لوزارة الأوقاف - في لقاء تلفزيوني في قناة الكويت في برنامج " الحياة عبادة " وعنوان الحلقة " الاحتفالات في المنظور الإسلامي " وكان ذلك قبل بضعة أسابيع.
وظهر جلياً في هذا البرنامج قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزعهُ مِنَ النَّاسِ، وَلكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِماً، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوساً جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأفْتوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأضَلُّوا)) متفق عليه, إذ تجرَّأ وأفتى فيه بمشروعية الاحتفال بالمولد النبوي, وسخر فيه بعلماء السنة فقال إن الفتاوى المتشددة لا تخرج إلا من مجتمع منغلق يغلب عليه طابع البداوة, إلى غير ذلك من الهراء الذي تفوه به.
فقام أحد الإخوة مشكوراً بتدوين أهم هذه العبارات وإرسالها لفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله وأطال في عمره على طاعته – ليطَّلعَ عليها ويردَّ عليها بما فتح الله عليه من العلم النافع.
وهذا تفريغ لورقتي السؤال والجواب:
ورقة السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
لعناية الشيخ الفاضل / صالح بن فوزان الفوزان عسَّله الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد,,,
فهذه بعض أهم العبارات الخطيرة التي أوردها المدعو / عبد الغفار الشريف (الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف عميد كلية الشريعة بجامعة الكويت سابقا) في لقاءه التلفزيوني في برنامج " الحياة عبادة " وهي كالتالي:
1 - أن الله احتفل بولادة النبي صلى الله عليه وسلم, وذلك أنه يخفف العذاب عن أبي لهب كل يوم اثنين كما في الحديث الصحيح.
2 - الاحتفال بالمولد له أصول شرعية كسجود الشكر, وليس هناك نعمة أعظم من نعمة إرسال النبي صلى الله عليه وسلم.
3 - صيام الاثنين احتفال من النبي صلى الله عليه وسلم.
4 - مناسبات المولد حفظت على المسلمين دينهم.
5 - يجب أن نحيي هذه المناسبات
6 - القياس مفتوح
7 - ابن تيمية يقول: " من احتفل حباًّ في النبي صلى الله عليه وسلم فهو مأجور ".
8 - لاحظ أنَّ مثل هذه الفتاوى لا تخرج إلا من مجتمع منغلق يغلب عليه طابع البداوة, وأن الفتاوى التي فيها أريحية تخرج من مجتمع متحضر حضاري.
9 - الصحابة ما كسروا الأصنام مثل أبي الهول في مصر, والنبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على مدائن صالح ولم يكسر أصنامهم.
10 - إذا كان الذي يطوف حول القبر يعبد القبر فالذي يطوف حول الكعبة بعبد الكعبة.
ملاحظة: نودُّ من فضيلتكم بيان هذه الأخطاء العقدية والبدعية التي ذكرها المذكور أعلاه لكي تتضح الرؤيا لعوام المسلمين فضلاً لا أمراً.
قال تعالى: ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ))
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد الراشد
هاتف: *******00965
فاكس: *******00965
-يوجد شريط فيديو مسجل للقاء التلفزيوني لبرنامج " الحياة عبادة " فإن وددتم اقتناء نسخة فأشعرونا بذلك.
جواب الشيخ حفظه الله:
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
1 - لم يرد أن الله يخفف العذاب على أبي لهب, وإنما الذي وَرَدَ أنَّه يمص أصبعه ويجد شيئاً من اللذة أو الغذاء في مقابل إرضاع مولاته لرسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذا من باب المكافأة للكافر على إحسانه كما قال تعالى: ((لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)).
2 - سجود الشكر سنة ثبتت بدليل, والاحتفال بالمولد بدعة لا دليل عليها, فهذا قياس مع الفارق.
3 - الصيام عبادة وليس احتفالا, والرسول صلى الله عليه وسلم صام الاثنين ولم يحدث فيه احتفالا بالمولد.
4 - الذي يحفظ على المسلمين دينهم هو التمسك بالسنة, وأما البدع فإنها تضيع الدين كما في الأثر: " ما أحدث قومٌ بدعة إلا رُفع مثلها من السنة ".
5 - بل يحرم أن نحيي المناسبات البدعية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((وإياكم ومحدثات الأمور)).
6 - المفتوح هو القياس الصحيح لا القياس الباطل فإنه ممنوع, كقياس إبليس حينما قال: ((قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)).
7 - معنى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية أنَّ الإنسان يُؤجر على نيته الصالحة لا على البدعة, فإنه يأثم بفعلها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)).
8 - الفتاوى الصحيحة هي التي تخرج من المجتمع المتمسك بدينه, وأما الفتاوى الباطلة فإنها تخرج من مجتمع همجي منغلق عن الخير وقبول الحق.
9 - الصحابة لم يكسروا هذه الأشياء لأنها جبال ومَبانٍ وبيوت للسكنى, ولم تُبنَ للشرك والعبادة.
10 - الطواف حول الكعبة عبادة لله أمر الله بها وليست عبادة للبيت, وأما الطواف بالقبر فإن قصدَ به عبادةَ الله فهو بدعة لأن الله لم يأمر به وهو وسيلة من وسائل الشرك, فما ذكره هذا القائل قياس باطل, وإن كان المقصود بالطواف حول القبر التقرب إلى الميت فهو شرك أكبر.
كتبه: صالح بن فوزان الفوزان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=37887&stc=1&d=1143889759
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=37888&stc=1&d=1143889801
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/328)
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[27 - 03 - 06, 06:23 ص]ـ
جزاكم الله عن الإسلام و المسلمين خيراً وفيراً كثيراً ...
فقد آذنا - والله - هذا الدكتور بفتاواه المتعفنة! على مدى سنين طوال، و قد آن لأمره أن يؤول للزوال ..
يسِمُ علماء نجد بأنهم من مجتمع منغلق .. إلخ البربرة! .. يقول هذا و قد درس في السعودية و أخذ الدكتوراة منها ..
و بعد أن تعلم العلم الشرعي فيها حجد الفضل و الخير .. ! هكذا فلتكن الدناءة ..
فبئس الرجل هو.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 07:49 ص]ـ
هذا الضال المضل يريد أن يفسد دين الناس رد الله كيده في نحره والطوام التي أتى بها أكثر من هذه وأعظم يسر الله من يتتبعها ثم يذهب بها إلى أهل العلم كي يقولون فيه قولا يصرف وجوه الناس عنه
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 01:39 م]ـ
بارك الله فيكم
وصدقت أخي أبو فالح
فبئس الرجل هو
ـ[السدوسي]ــــــــ[27 - 03 - 06, 02:29 م]ـ
كنت أتمنى لو أن الشيخ حفظه الله بين أن ماورد من تخفيف العذاب عن أبي لهب باطل لايصح وقصارى ماأوردوه هو ماذكره صاحب كتاب سبل الهدى والرشاد - (ج 1 / ص 366)
وقال شيخ القراء الحافظ أبو الخير ابن الجزري (1) رحمه الله تعالى: قد رئي أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار إلا أنه يخفف عني كل ليلة اثنين وأمص من بين إصبعي هاتين ماء بقدر هذا - وأشار لرأسي إصبعيه - وإن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة محمد صلى الله عليه وسلم وبإرضاعها له.
وقد أورد هذا الهراء ليقول بعده:
فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار لفرحه ليلة مولد محمد صلى الله عليه وسلم فما حال المسلم الموحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ببشره بمولده وبذل ما تصل إليه قدرته في محبته؟ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنة النعيم.
ـ[أبو بلال الأنصاري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 02:34 م]ـ
عجيب هذا الاعلان للبدعة في وزراة يقوم بها د/المعتوقي
الذي سمعنا انه طالب علم من يد الشيخ المختار الشنقطي فكيف يسكت على هذا الرجل المبتدع؟؟
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 07:39 م]ـ
بارك الله فيك أخي السدوسي
لا تتعجب أخي أبا بلال فالمعتوق - وليس المعتوقي - نفسُهُ صوفي خبيث يدعم الصوفية بقوة في الكويت, أراحنا الله منه.
ـ[أبو عبد الرحمن الإسكندري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 08:25 م]ـ
سلمكم الله ورعاكم با أهل السنة
ألا تتفقون معي أننا نشهد بين أظهرنا دعما متناميا للصوفية؟ حتى في بلاد لم يكونوا موجودين بها؟
لماذا هذا التلميع للجفري في اليمن وعلي جمعة في مصر وهذا الذي بالكويت والبوطي بالشام .... ؟
إنه أمر مدبر بليل ... أشم فيه رائحة دس الصليبيين والمنافقين ....
ـ[الألوسي]ــــــــ[27 - 03 - 06, 11:46 م]ـ
حديث أن الله تعالى يخفف عن أبي لهب كل اثنين فيشرب من عين في جهنم لأنه أعتق جاريته فرحا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم , صححه الألباني في صحيح الجامع
أرجو من لديه لفظ الحديث أو رقمه أن يذكرنا به مشكورا.
قوله:
10 - إذا كان الذي يطوف حول القبر يعبد القبر فالذي يطوف حول الكعبة يعبد الكعبة
أليس في هذا كفر صريح؟
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[28 - 03 - 06, 01:04 ص]ـ
قلت اخي الفاضل:
10 - إذا كان الذي يطوف حول القبر يعبد القبر فالذي يطوف حول الكعبة يعبد الكعبة
أليس في هذا كفر صريح؟
مقصوده من الكلام: التهوين من خطورة الطواف حول القبور فهي ليست شركا عنده! ربما قال انها لا تنبغي ..
و هذا ظاهر من الكلام حيث ان نفي اللازم يدل على نفي الملزوم!
لا يعبد الكعبة من يطوف حولها اذن فلا يعبد القبر من طاف حوله!!!
وهو استدلال ساقط ... للفرق بين الطوافين فلا تصح المقايسة بينهما.
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[28 - 03 - 06, 02:09 ص]ـ
ما قاله محمد عبدالغفار الشريف لا شك أنه خطأ محض وفيه تهوين من خطر الشرك وتسوية بين الحق والباطل وبين المحق والمبطل فيرد عليه كغيره
لكن إقحام د/ المعتوق في الأمر خطأ فليس المعتوق بالصوفي الخبيث ولم يعلم أنه صرح بتأيد الصوفيه أو غيرهم من المبتدعة، خصوصا أنه متخرج من الجامعة الإسلامية وكما أسلفت لم يعهد عليه قول من أقوالهم (أي الصوفية)
وإن كان المقصود انه قد يتعامل معهم اما برأي منه أو بإلزام فقد يكون، لكن شتان بين الأمرين
ثم آخرا من الجيد أن يرد الأخوة على من قال منكرا أو نفث شبهة بالدليل والبرهان بل ذا واجب، ولندع الكلام في ما يطرح في مواقع الأخبار فالمنتدي علمي
آملا منكم فهما صحيحا ودركا مثله وسلمتم، ثم الحديث ذو شجون بارك الله فيكم
ـ[حذافة]ــــــــ[28 - 03 - 06, 07:39 ص]ـ
السلام عليكم إخواني الكرام
الأخ تقويم النظر كلامك جميل ومنصف اسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد.
الأخ الألوسي تصحيح الشيخ ناصر لهذه القصة بحاجة إلى عزو صحيح.!!!!!!!!!!
إليك هذا البحث في موقع الصوفية يثبت بطلانها من حيث الثبوت والدلالة.
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1800
كذلك تجدون على هذا الرابط تفنيد كثير من الشبه وما يعتقد أنه أدلة للصوفية هنا.
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=830
أما الأخ أبو عبد الرحمن الإسكندري فبارك الله عليه
نعم أخي أمر يدبر بليل
إليك هذا الرابط
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=152992
يظهر لك من وراء الصوفية وانتشارها في هذا الوقت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/329)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 03 - 06, 07:52 ص]ـ
ما قاله محمد عبدالغفار الشريف لا شك أنه خطأ محض وفيه تهوين من خطر الشرك وتسوية بين الحق والباطل وبين المحق والمبطل فيرد عليه كغيره
لكن إقحام د/ المعتوق في الأمر خطأ فليس المعتوق بالصوفي الخبيث ولم يعلم أنه صرح بتأيد الصوفيه أو غيرهم من المبتدعة، خصوصا أنه متخرج من الجامعة الإسلامية وكما أسلفت لم يعهد عليه قول من أقوالهم (أي الصوفية)
وإن كان المقصود انه قد يتعامل معهم اما برأي منه أو بإلزام فقد يكون، لكن شتان بين الأمرين
ثم آخرا من الجيد أن يرد الأخوة على من قال منكرا أو نفث شبهة بالدليل والبرهان بل ذا واجب، ولندع الكلام في ما يطرح في مواقع الأخبار فالمنتدي علمي
آملا منكم فهما صحيحا ودركا مثله وسلمتم، ثم الحديث ذو شجون بارك الله فيكم
هذا الكلام يضحك الثكلى وليس هو من الإنصاف في شيء كما نصر الأخ
فهل ننتظر منه أن يصعد على المنابر ويقول أنا الصوفي فلان ابن فلان الله المستعان
ثم يا أخي الكريم تخرجه من الجامعه الإسلامية ليست صك غفران لا يخرج من السنة ولمعلوماتك فإن عبدالغفار الشريف ممن تخرج منها إن لم تخني الذاكرة وغيره كثير ممن أتوا إلى الجامعة يريدون لقمة العيش أما بالنسبة للمعتوق فإحضاره للشريف ووضعه في هذا المنصب وبطانة المعتوق الذين هم بين المتردية والنطيحة وما أكل السبع لا تجعلك ترتاب في امره عجيب غريب هذا الكلام
سئل سفيان عن ثور بن يزيد فقال كيف هو فيكم قيل صاحب سنة قال من يجالس قالوا القدرية قال لا خير فيه هو قدريقدري لأنه يجلس معهم فقط فكيف وهو ينصرهم؟؟؟
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[28 - 03 - 06, 10:33 ص]ـ
بارك الله في الجميع
أخي الكريم/ تقويم النظر رعاك الله
دعم المعتوق للصوفية وعداؤه للسلفيين ليس بالأمر الخافي, فالصوفية لم يظهر لهم شأن واضح في الكويت إلا حين استلم الوزارة, ولا يخفى كذلك دعمه لجمعية بيادر السلام النسائية الصوفية وتكلفه بإنشاء مقر لهم في إحدى المناطق بمبلغ ضخم, ولا يخفى كذلك تعنته في إيقاف الأمة السلفيين لأدنى حجة, فأي إمام يتكلم في الصوفية على المنبر يوم الجمعة يُوقف, ومن آخرهم الشيخ عدنان بن عبدالقادر بسبب رده على سيء الذكر عبدالغفار الشريف في خطبة الجمعة.
بارك الله فيك
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[28 - 03 - 06, 11:26 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=37776&stc=1&d=1143718818
وهذا رد من أحد الإخوة الكرام أنقله لفائدته:
جزاك الله خيرا أخانا أبا عبد الله الأثري وجعله الله في ميزان حسناتك، وفي النقطة التاسعة التي ذكرها الشيخ في رده على الصوفي وهذه الشبهة هي: أن الصحابة رضي الله عنهم تركوا التماثيل في البلدان التي فتحوها!! ولم يحطموها!! هناك وجه آخر للرد ذكره بعض الباحثين حيث قال: [الجواب على الشبهة أن نقول:
اعلم أن التماثيل والتصاوير التي كانت في الجاهلية وأدركها المسلمون أثناء الفتوحات الإسلامية قد هدموها قطعا، ولا يشك في ذلك، من يعرف قدر الصحابة وما هم عليه من التوحيد ومنابذة الشرك وأهله، ودليلنا في ذلك أنهم على خُطا المصطفى صلى الله عليه وسلم في كل شىء؛ وقد بعثهم في حياته لهدم الأوثان ومحقها؛فلا بد أن يفعلوا ذلك كما نشروا التوحيد؛فنقطع أنهم أتلفوا آلاف الأصنام والمعبودات والآلهة في البلدان التي افتتحوها؛ بل كانوا يتلفون الكتب كما ذكر قال ابن خلدون في (مقدمته) ص480 (ولما فتحت أرض فارس ووجدوا فيها كتباً كثيرة كتب سعد أبن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب ليستأذنه في شأنها ونقلها للمسلمين؛فكتب إليه عمر رضي الله عنه أن اطرحوها في الماء؛ فإن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه؛وإن يكن ضلالاً فقد كفانا الله؛فطرحوها في الماء أو في النار وذهب علوم الفرس فيها عن أن تصل إلينا).
فإذا كان هذا عملهم في كتب أولئك فما بالك بأصنامهم ومعبوداتهم؟؟؟؟!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/330)
واعلم أن هؤلاء الجهلة من علماء الضلالة جعلوا أمثال أصنام (بوذا) من التراث الإنساني الذي يجب المحافظة عليه؛وكذبوا -أخزاهم الله -؛فإن أصنام (بوذا) بالنسبة للأفغان؛وأصنام ومعبودات الفراعنة بالنسبة للمصريين؛هي تماما ً (كالعزى) و (اللات) و (مناة) بالنسبة للعرب؛ فهذه معبودات العرب في الجاهلية قد هدمها المسلمون،وتلك معبودات أولئك في جاهليتهم فيجب هدمها،أفتراهم يتباكون على هدم (العزى) و (اللات) أيضاً؟؟!! وأما ما تركه المسلمون من الأصنام والتماثيل والمعبودات في البلدان التي فتحوها فإنها على ثلاثة أقسام:
القسم الأول:
ما كان في هذه التماثيل داخلاً في كنائسهم ومعابدهم التي صولحوا عليها،فتترك بشرط عدم إظهارها،ففي الشروط العمرية المعروفة على أهل الذمة (وألا نضرب بنواقيسنا إلا ضربا خفيا في جوف كنائسنا، ولا نظهر عليها صليبا ..... وألا نخرج صليبا ولا كتابا في أسواق المسلمين)، قال ابن القيم في شرح قوله (ولا نظهر عليها صليبا) (أحكام أهل الذمة) 2\ 719: (لما كان الصليب من شعائر الكفر الظاهرة كانوا ممنوعين من إظهاره، قال أحمد في رواية حنبل:ولا يرفعوا صليبا،ولا يظهروا خنزيرا،ولا يرفعوا نارا،ولا يظهروا خمرا،وعلى الإمام منعهم عن ذلك)،وقال عبد الرزاق حدثنا معمر عن عمرو بن ميمون بن مهران قال كتب عمر بن عبد العزيز (أن يمنع النصارى في الشام أن يضربوا ناقوسا،ولا يرفعوا صليبهم فوق كنائسهم،فإن قدرعلى من فعل من ذلك شيئا بعد التقدم إليه فإن سلبه لمن وجده)، وإظهار الصليب بمنزله إظهار الأصنام؛فإنه معبود النصارى كما أن الأصنام معبود أربابها ومن أجل هذا يسمون عباد الصليب،ولا يمكنون من التصليب على أبواب كنائسهم وظواهر حيطانها ولا يتعرض لهم إذا نقشوا ذلك داخلها).
القسم الثاني:
أن تكون التماثيل من القوة والإحكام بحيث يعجزون عن هدمها وإزالتها؛مثل تلك التماثيل الهائلة المنحوتة في الجبال والصخور بحيث لا يستطيعون إزالتها أو تغييرها؛ وقد ذكر ابن خلدون في (المقدمة) (ص383) أن الهياكل العظيمة جداً لا تستقل ببنائها الدولة الواحدة؛بل تتم في أزمنة متعاقبة؛حتى تكتمل وتكون ماثلة للعيان؛قال (لذلك نجد آثاراً كثيرة من المباني العظيمة تعجز الدول عن هدمها وتخريبها؛ مع أن الهدم أيسر من البناء) ثم مثل على ذلك بمثالين:
الأول:أن الرشيد عزم على هدم (إيوان كسرى) فشرع في ذلك وجمع الأيدي واتخذ الفؤوس وحماه بالنار وصب عليه الخل حتى أدركه العجز.
الثاني: أن المأمون أراد أن يهدم (الأهرام) في مصر فجمع الفعلة ولم يقدر.
القسم الثالث:أن تكون التماثيل مطمورة تحت الأرض أو مغمورة بالرمال ولم تظهر إلا بعد انتهاء زمن الفتوحات؛ وهذا مثل كثير من آثار الفراعنة في مصر؛ فمعبد (أبو سمبل) مثلاً في مصر -وهو من أكبر معابد الفراعنة - كان مغموراً بالرمال مع تماثيله وأصنامه إلى ما قبل قرن ونصف القرن تقريباً؛وأكثر الأصنام الموجودة في المتاحف االمصرية في هذا الوقت لم تكتشف إلا قريباً؛ وقد ذكر المقريزي (ت845) في (الخطط) 1/ 122 أن أبا الهول مغمور تحت الرمال –في وقته- لم يظهر منه إلا الرأس والعنق فقط دون الباقي – بخلافه اليوم – وسئل الزركلي (شبه جزيرة العرب) 4/ 1188 – عن الأهرام وأبي الهول ونحوهما:هل رآها الصحابة الذين دخلوا مصر؟! فقال:كان أكثرها مغموراً بالرمال ولا سيما أبا الهول.
لهذا فلا يصح مطلقاً نسبة ترك هذه التماثيل إلى خير القرون رضي الله عنهم وأرضاهم؛فإنهم من أحرص الناس على إقامة التوحيد وشعائره؛ وإزالة الشرك ومظاهره.
وهذا خبر فيه درس للصادقين:
قام فيه بعض الولاة "العادلين" من ولاة المسلمين ذكره الإمام ابن كثير (المتوفى سنة 744) في [حوادث سنة ثمان عشرة وأربع مئة] من كتابه " البداية والنهاية" [12/ 31 - 32] قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/331)
(وفيها ورد كتاب من محمود بن سُبُكْتِكين [وهو فاتح الهند؛وصفه ابن كثير (بالإمام العادل؛يمين الدولة؛وأمين الملة؛وقد توفي سنة (421) هجري)؛يذكر أنه دخل بلاد الهند –أيضاً- وأنه كسر الصنم الأعظم الذي لهم المسمى ب (سومنات) وقد كانوا يفدُون إليه من كل فجّ عميق! كما يفد الناس إلى الكعبة البيت الحرام وأعظم؛وينفقون عنده النفقات والأموال الكثيرة؛التي لا توصف ولا تعد؛وكان عليه من الأوقاف عشرة آلاف قرية ومدينة مشهورة؛وقد امتلأت خزائنه أموالا؛ وعنده ألف رجل يخدمونه؛ وثلاث مئة رجل يحلقون رؤوس حجيجه؛وثلاث مئة رجل يغنون ويرقصون على بابه لمّا يضرب على بابه! الطبول والبوقات! وكان عنده من المهاجرين ألوف يأكلون من أوقافه؛وقد كان البعيد من الهنود يتمنى لو بلغ هذا الصنم؛وكان يعوقه طول المفاوز؛وكثرة الموانع والآفات ثم استخار الله السلطان محمود لما بلغه خبر هذا الصنم وعُبّاده؛وكثرة الهنود في طريقه؛والمفاوز المهلكة؛والأرض الخطرة؛في تجشم ذلك في جيشه؛وأن يقطع تلك الأموال إليه؛فندب جيشه لذلك؛فانتُدب معه ثلاثون ألفا من المقاتلة؛ ممن اختارهم لذلك؛سوى المتطوعة فسلمهم الله حتى انتهوا إلى بلد هذا الوثن؛ونزلوا بساحة عُبّاده فإذا هو بمكان بقدر المدينة العظيمة؛قال: فما كان بأسرع من أن ملكناه وقتلنا من أهله خمسين ألفا؛وقلعنا هذا الوثن وأوقدنا تحته النار.
وقد ذكر غير واحد:أن الهنود بذلوا للسلطان محمود أموالا جزيلة؛ليترك لهم هذا الصنم الأعظم!! فأشار من أشار من الأمراء على السلطان محمود بأخذ الأموال هذا الصنم لهم!! [ما أشبه اليوم بالبارحة!] فقال: حتى أستخير الله عز وجل فلما أصبح؛قال:إني فكرت في الأمر الذي ذكر؛فرأيت أنه إذا نوديت يوم القيامة: أين محمود الذي كسر الصنم؟ أحب إلي من أن يقال: الذي ترك الصنم؛لأجل ما يناله من الدنيا! ثم عزم فكسره – رحمه الله – فوجد عليه وفيه من الجواهر واللآلئ والذهب والجواهر النفيسة ما ينيف على ما بذلوه له بأضعاف مضاعفة [وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا ًمنه]؛ونرجو الله له في الآخرة الثواب الجزيل الذي مثقال دانق منه خير من الدنيا وما فيها؛مع ما حصل له من الثناء الجميل الدنيوي؛فرحمه الله وأكرم ثوابه) وذكر هذا الخبر أيضا الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء 17/ 491) وابن الأثير في الكامل (9/ 342) وابن الجوزي في المنتظم (8/ 29) وغيرهم.
ـ[السدوسي]ــــــــ[28 - 03 - 06, 02:10 م]ـ
ولاحجة للصوفية في المنام الذي فيه التخفيف عن أبي لهب يقول الحافظ:
وَفِي الْحَدِيث دَلَالَة عَلَى أَنَّ الْكَافِر قَدْ يَنْفَعهُ الْعَمَل الصَّالِح فِي الْآخِرَة؛ لَكِنَّهُ مُخَالِف لِظَاهِرِ الْقُرْآن، قَالَ اللَّه تَعَالَ (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَل فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَنْثُورًا) وَأُجِيب أَوَّلًا بِأَنَّ الْخَبَر مُرْسَل أَرْسَلَهُ عُرْوَة وَلَمْ يَذْكُر مَنْ حَدَّثَهُ بِهِ، وَعَلَى تَقْدِير أَنْ يَكُون مَوْصُولًا فَالَّذِي فِي الْخَبَر رُؤْيَا مَنَام فَلَا حُجَّة فِيهِ، وَلَعَلَّ الَّذِي رَآهَا لَمْ يَكُنْ إِذْ ذَاكَ أَسْلَمَ بَعْد فَلَا يُحْتَجّ بِهِ ..... إلخ
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 03 - 06, 03:19 م]ـ
ما المانع إخواني من إنشاء إرشيف أومنتدى لمثل هذه و أضرابه من غير وكس ولاشطط يعرف فيه أهل الحق من أهل الباطل على أن يكون بأشراف دقيق لا يكتب فيه من يهرف بما لا يعرف فإن بعض الشباب هداهم الله في هذا الباب الجرح والتعديل إما مفرط أو مفرط والحق بينهما نصحا لدين الله مع استصحاب الورع والخوف من الله
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[28 - 03 - 06, 03:44 م]ـ
السلام عليكم .. إخواني أعرضوا عما أنتم فيه.، و استمعوا لي:
اليوم سيحاول الدكتور محمد عبد الغفار توضيح العبارات التي فهمت عنه خطأ ً!!! الأسبوع الماضي، و على البرنامج نفسه (الحياة عبادة) في تلفزيون الكويت مساء ..
فترقبوا انسلاله من المسؤولية و هروبه من المواجهة الصريحة ..
و رجوعه إلى أساليبه الملتوية غير المباشرة في الطعن في السنة و أهلها ..
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 03 - 06, 03:52 م]ـ
أنت كيف تتحملون سماع كلام مثله؟؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/332)
صدرك وسيع يابوفالح
(إبتسامة)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[28 - 03 - 06, 04:46 م]ـ
عموما هو حاول أن يتهرب من المواجهة في جريدة الرأي العام ولكنه ما أحسن التهرب فزعم أن الطواف حول القبور ليس شركا في حال من الأحوال
وهذا بيان من أساتذة كلية الشريعة في جامعة الكويت يرد على ما زعمه
نص البيان
الحمد لله والصلاة على رسول الله،،،،،أما بعد:
فإنَّ ظاهرة تقديس القبور وصرف العبادات والقربات لها من مظاهر الشرك الخطيرة في الأمة، وقد حرص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ; على التحذير من الشرك وسدِّ الطرق الموصلة إليه، فحرَّم التماثيل واتخاذ القبور مساجد، وبين أن الميت قد أفضى إلى ما قدم، وأمرنا بالدعاء له حتى نعلم أنه محتاج لدعاء الحي واستغفاره وليس العكس.
ومع هذا التبيين لنوع العلاقة بين الأحياء والأموات نجد أن هناك من قد عكسوا هذا العلاقة حين طفقوا يلتمسون النفع من الموتى، ويعتقدون فيهم الاعتقادات الباطلة، ويمارسون حول قبورهم ممارسات تخالف ماقررته الشريعة، ومن تلك الممارسات الطواف حول القبور.
وعليه فإننا نستنكر ما قاله الدكتور محمد عبد الغفار الشريف الأمين العام للأمانة العامة الأوقاف على تلفزيون الكويت في برنامج (الحياة عبادة) (28/ 2/ 2006).
حيث قال: (يقولون الطواف شرك والذي ما أدري أيش شرك، إذا كان الطواف عبادة فالذي يطوف بالكعبة يعني يعبد الكعبة، هذا المفروض، فإذا كان الذي يطوف بالقبور يعبد القبر، فالذي يطوف بالكعبة يعبد الكعبة، يقول هذا مشروع وهذا غير مشروع؟!).
وفي هذا مخالفات كثيرة منها: إنكار كون الطواف بالبيت عبادة و جواز الطواف بالقبور وتسويتها بالطواف بالكعبة، وهذا مخالف لإجماع المسلمين من أن الطواف عبادة لا يجوز صرفها إلا لله تعالى، بل إن إثارة مثل هذه الأمور يضر الوحدة الوطنية وتماسك المجتمع.
وقد أجرى الدكتور محمد لقاءً مع صحيفة الرأي العام وسأل عن هذا الكلام، فإذا به يقرر ما قاله، فهو ينفي كون الطواف شركا، بل يقول إنما هو دائر بين الكراهة والتحريم.
وهذا مصادم للآيات والأحاديث التي تقرر خلاف ذلك، كقوله تعالى ((وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)) (الحج: 29).
وحديث: ((الطواف بالبيت صلاة)).
وحديث: ((لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)).
والشرك: هو صرف عبادة لغير الله، فمن طاف بقبر فقد صرف عبادة لغير الله.
وقد اتفق العلماء أن الطائف بالقبر بنية التقرب بهذه العبادة لصاحب القبر مشرك شركا أكبر مخرجا من الملة.
واختلف العلماء في حكم الطواف بالقبر بنية التبرك أو بنية التقرب إلى الله على ثلاثة أقوال، بدعة أو شرك أصغر أو شرك أكبر, فهو في أقل أحواله لا يقل عن البدعة، ولم يقل أحد من علماء الأمة بمشروعية الطواف بغير البيت الحرام أو كراهته.
وبناء على ما تقدم فإننا نطالب الدكتور محمد عبد الغفار بالرجوع عن هذا الكلام الخطير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الموقعون
د. عبد المحسن زبن المطيري
د. محمد الحريتي
د. شافي سلطان العجمي
د. حسين السعيدي
د. فهد سعد الرشيدي
د. حاكم المطيري
د. محمد فارس المطيران
د. حامد العلي
د. أحمد الصقعبي
د. عادل المطيرات
د. عبدالله بداح العجمي
د. سعود الدوسري
د. فلاح ثاني السعيدي
د. أنور السليم
د. سلمان العنزي
د. جمعان الحربش
د. عادل الدمخي
د. أحمد الذايدي
د. أحمد عبدالله
د. ناصر الشمري
د. خالد الرشيدي
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[28 - 03 - 06, 10:44 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
يا جماعة ... الدكتو محمد عبد الغفار يعتذر للتلفزيون عن حضوره للبرنامج في اللحظات الأخيرة!!
بدعوى انشغاله بما هو أهم!
يقولون عنده شغل بكره .. يحتاج إلى استعداد ..
و الذي يظهر أنه ينتظر إلى أن تبرد السالفة و تهدأ النفوس .. ثم يقوم بالبيان في وسائل الإعلام بالدفاع عن نفسه و الجواب عما نُسب إليه ..
و الدرس الذي أرجو أن يكون استفاده جيداً هو أن تجميع الأصحاب و الأتباع على بساط المصلحة الشخصية يضر و لا ينفع!!
فالدكتور المذكور يعيش مرحلة الصدمة كيف لم ينتصر له أحدٌ من أصحابه أو تلامذته! بل إن بعضهم قام بالرد عليه!.
لذا فأنت وحدك يا أيها الدكتور في هذا الوقت .. فما ظنك بوحشة القبر .. فمن سيكون معك!
اتق الله ثم اتق الله ثم اتق الله.
تنبيه للإخوة السلفيين بالكويت: هذه الأيام ستشهد البلد - أعني الأوقاف - تصفية حسابات شديدة لكم - انتصاراً لعبد الغفار - على الطريقة
التترية المعهودة ... فداووا جرحاكم و ادفنوا موتاكم! و صابروا حتى يأتي الفرج من عند الله.
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[28 - 03 - 06, 11:59 م]ـ
يُعرض الآن على الهواء ... حلقة بعنوان ((اكتشف! و استثمر ذاتك)) لقاء مع الدكتور / بشير الرشيدي .. من البرنامج ذاته.
زين! .. هذا أحسن و أنفع من عبد الغفار!
بألف مرة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/333)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[29 - 03 - 06, 01:17 ص]ـ
جزى الله شيخنا صالح خير الجزاء ..
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[30 - 03 - 06, 03:05 م]ـ
وهذا ردُّ كتبه الشيخ سعد الحصين مؤخرا ضمن بحث بعنوان: " التصوف في ميزان الوحي والفقه "
((ومِن أحدثِ من دعا إلى بِدع المتصوفة (مِن عبادة أوثان المقامات والمزارات إلى الاحتفال بالمولد) د. عبدالغفار الشريف هداه الله الذي كان عميداً لإحدى كليات الشريعة, واللقب الدراسي الغربي وعمادة كلية الشريعة في بلدٍ عربي لم ترفع مبتدعاً آخر من حزب الإخوان إلى مستوى جماعة التبليغ العوام: زاروه قبيل ذي الحجة ليكسبوا رضاه (كما تعودوا) فسألوه سؤالاً يعرف جوابه أقل الناس علماً: (ماذا يُسنُّ للمضحي؟) ولما عجز عن الجواب حاول أحدهم أن (يفتح عليه) فقال: هل يُسنُّ له ألاَّ يأخذ من شعره شيئاً في الأيام العشر, فضحك الدكتور العميد عجبا من جهل السائل ثم رأى ألا يكتم العلم فقال, (الصحيح أنَّه لا يأخذ من شعر الخروف شيئاً).
- يقول د. عبدالغفار في برنامج (الحياة عبادة) التلفزيوني: (إذا كان الذي يطوف حول القبر يعبد القبر فالذي يطوف حول الكعبة يعبد الكعبة) ويعجز عن إدراك الفرق بين عبادة عملية شرعها الله في الكتاب والسنة وبين عبادة عملية وثنية لم يأذن بها الله.
- ويقول دفاعاً عن الأوثان والأنصاب المسماة في هذا العصر (مزارات ومقامات) وهي أوثان وأصنام الجاهلية الأولى منذ قوم نوح كما ذكر البخاري في صحيحه وابن جرير في تفسيره عن أوثان وأصنام قوم نوح في قوله تعالى: ((وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً)): (أولئك أسماء رجال صالحين لما ماتوا أوحى الشيطان إلى من بعدهم أن ابنوا في مجالسهم أنصاباً، من تفسير ابن عباس ترجمان القرآن)، يقول د. عبدالغفار أغناه الله بالسنة عن البدعة: (الصحابة لم يكسروا الأصنام مثل أبي الهول في مصر)، وأبو الهول كان مطموراً في التراب ولم يُنبش إلا في العصر الحديث، ولم يُعبد شيء من الآثار في مصر وبلاد الشام، وإلاّ أزيل كما ورد عن عمر صلى الله عليه وسلم قطع شجرة البيعة وليست تمثالاً ولا صورة لما رأى من اتجاه بعض الجاهلين للتقرب إلى الله بالصلاة عندها.
ـ (النبي صلى الله عليه وسلم مر على مدائن صالح ولم يكسر أصنامها)، ولا يظهر في مدائن صالح إلا بيوت الظالمين كما قال تعالى عن مثلهم: ((فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ)) , ومع ذلك منع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من الدخول إليها إلا باكين لئلا يصيبهم ما أصابهم، وأمرهم أن يهريقوا الماء الذي استقوه منها ويُلقون العجين الذي عجنوه من مائها أو يعلفوه الدواب (متفق عليه)، وسار ولاة الأمر في دولة الدعوة إلى منهاج النبوة على خطى الرسول الأسوة الحسنة فألزموا من سكنها من البدو بالرحيل عنها، وليس فيها أصنام تكسر كما ظن الدكتور العميد سابقاً، أو تعبد، ولو وجدت الأصنام وخطر عبادتها (كما يتقرب كثير من المنتمين للإسلام بأوثان المقامات والمزارات) لكسرت كما فعل بكل الأوثان الحديثة في جزيرة العرب، بل كان اثنان منها صنمين هُدما في عصر النبوة باسم (ذي الخلصة) في تبالة لخثعم وفي زهارن لدوس، ثم قاما فتنة بعد الفاطميين فلم يهدما إلا في الدولة السعودية الأولى في بداية القرن الثالث عشر وفي الدولة السعودية الثالثة في منتصف القرن الرابع عشر تقريباً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بقيامها قبل قيام الساعة فيما رواه البخاري ومسلم. وقد يكون كلام الدكتور معنى لو وجهه إلى ابن لادن والظواهري وطالبان من دعاة التكفير والحركية والحزبية الذين اهتموا بهدم صنمي بوذا النائيين المهجورين وأبقوا أوثان المنتمين للإسلام والسنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/334)
- ادعى د. عبدالغفار أن الله احتفل بولادة النبي صلى الله عليه وسلم بحجة حديث مرسل وصفه بالصحيح عن تخفيف العذاب عن أبي لهب يوم الأثنين لفرحه بولادة النبي صلى الله عليه وسلم ولو صح الحديث لما قامت به حجة لأنه رواية عن مجهول أنه رأى أبا لهب في المنام، ورواية المنام (لو صحت) لا يحتج بها في الدين عامة فكيف بالعبادات، واعجب لصوفي يأخذ بحديث ضعيف عن مجهول عن منام ويترك سورة محكمة في القرآن (المسد).
ـ واحتج د. محمد عبدالغفار الشريف بصيام الأثنين وسجود الشكر والقياس على مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، والمتصوفة والمبتدعة عامة لا يصومون الأثنين الثابت وإنما يحتفلون بالثاني عشر من ربيع الأول الذي لم يثبت، ولو أطلق للمبتدعة (القياس) لأحدثوا كثيراً من العبادات والعقائد شرعاً من الدين بغير إذن الله.
ـ ولم يقل د. محمد عبد الغفار الشريف: هل فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه، أو أحد من فقهاء الأمة في القرون المفضلة، وهل أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أو أقره، وهل أكمل الله الدين قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم أو لا يزال في حاجة إلى متصوف ليكمله، وهل يعلم أن الاحتفال بالمولد لم يعرف قبل الفاطميين المفسدين؟
ـ يدعي د. محمد عبدالغفار الشريف أن فتاوى سد الذريعة لا تخرج إلا من مجتمع منغلق بدوي وأن فتاوى الأريحية (بِسَنِّ بل إيجاب العمل بالبدع) تخرج من مجتمع متحضر.
وإذا كان يعني بالبداوة عدم الاهتمام بمتاع الدنيا فضلاً عن الآثار والبدع الموصوفة بالإسلامية فقد صدق؛ كان حظ عصر النبوية من متاع الدنيا قليل، وقد شرع بإذن الله سد الذرائع فلعن من اتخذ القبور مساجد، وعدّ من الشرك قول ما شاء الله وشئت ولو كان القائل صحابياً، وقال لأصحابه إذ رغبوا العكوف على الشجرة وتعليق أسلحتهم مثل مل يفعله المشركون بذات أنواط أنهم قالوا له مثلما قال بنوا إسرائيل لموسى: ((اجْعَل لَّنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ)) أما المجتمعات المتحضرة فكانت وثنية في أكثر أحولها: الهنودس، البوذيون، الفراعنة، اليونانيون، الرومان، الصينيون، الإنكا، وغيرهم.
وليت المفكرين الإسلاميين يعقلون أن الشرع يؤخذ من الوحي بفهم سلف الأمة في القرون المفضلة لا من المنامات ولا من الفكر ولا من مقاييس عصرية للبداوة والحضارة وإلا فيا حسرة على العباد إذا تركوا اليقين وركبوا الظن)).
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[31 - 03 - 06, 12:10 ص]ـ
لا كثر الله أهل البدع والأهواء
جزاكم الله خيرا أبا عبدالله
اللهم انصر السنة وأهلها في كل مكان
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[01 - 04 - 06, 01:37 ص]ـ
وإياك أخي الحبيب سعيد
وهذا رد قيم كتبه الشيخ بسام الشطي في مجلة الفرقان في عددها الأخير:
العميد السابق لكلية الشريعة تحول إلى محام للصوفية والقبوريين!
د. بسام الشطي
عندما ينتسب المرء إلى أهل العلم ثم يحاول تبرير ما لا يقبل التبرير كالطواف حول القبور، والاحتفالات البدعية، ومع ذلك لا يستخدم دليلاً علمياً يؤيد أقواله، فهذا أمر معيب، لاسيما وأن التصريحات الصحفية تثير بلبلة في أوساط العامة، ولكنها لا تثبت أمام الحجج العلمية، وفي الأيام الأخيرة قد لمع بريق الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف د. عبدالغفار الشريف إعلامياً بعد أن أثار المسائل الخرافية والتي هي من دعائم الفكر الصوفي، وقد حاول العميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالكويت أن يتبنى دور المدافع عن الإسلام المتسامح، وفي لقائه التلفزيوني في برنامج "الحياة عبادة" قال كلاماً غريباً جداً لم يسبقه إليه أحد من العلماء, ومنه:
إن الله احتفل بولادة النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنه يخفف العذاب عن أبي لهب كل يوم اثنين، وقال أيضاً: إن الاحتفال بالمولد له أصول شرعية كسجود الشكر وليس هناك نعمة أعظم من نعمة إرسال النبي صلى الله عليه وسلم، وصيام الاثنين احتفال من النبي صلى الله عليه وسلم ومناسبات المولد حفظت على المسلمين دينهم.
وفي لقائه مع الرأي العام قال: ((بعض الناس يقولون: من يطوف بالقبر مشرك، لأنه يعبد من في القبر، قلت: وهذا خلط لأن هذا لم يعرف العبادة، فالعبادة شرعاً أقوال وأفعال مخصوصة تشترط فيها النية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/335)
وأوضح للقارئ أن من يصوم للريجيم فليس متعبداً للريجيم، ولا نقول عنه بأنه صائم، وأيضاً لا يمكن أن نحرم فعله، لأن هذا يتوقف على نيته، وكذلك من يطوف بالملعب سبعة أشواط للرياضة، هل يقول عنه أحد بأنه يعبد الملعب؟ قلت: إذا كان من يطوف بالقبر يعبد القبر؟ إذاً بهذا المفهوم نعتبر من يطوف بالبيت الحرام يعبد الكعبة، ولكن هل يقول مسلم بهذا؟ ولكن نقول الأول غير مشروع والثاني مشروع، أي الطواف بالبيت، ولا نقول الطواف بالقبر شرك، بل العلماء مختلفون، هل هو حرام أم شرك؟))
- وفي مكان آخر في المقابلة يقول: ((أما الطواف بالقبور فغير مشروع عند كل المسلمين بمن فيهم الصوفية، واختلفوا هل هو حرام أو مكروه؟ ولم يقل أحد بأنه شرك إلا بعض المعدودين على الأصابع ممن ينسب إلى العلم)).
- وسنحاول بإذن الله تعالى توضيح ما جاء في هذا الكلام من الأخطاء الفادحة وغير العلمية التي يصعب أن تصدر من أحد المعدودين على أهل العلم أو ممن عد نفسه طالب علم يبين حقيقة الإسلام كما وردت في الكتاب والسنة .. ونتساءل أين حقيقة الإسلام؟ قولك بأن ابن تيمية لم يقل أن الطواف بالقبور ليس شركاً، وأن الصوفية يرون عدم جواز الطواف بالقبور، وأن الاحتفال بالمولد له أصول شرعية.
الطواف بالقبور
لقد وردت أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الطواف بالقبور بأماكن متعددة في كتبه ومن عدم الأمانة العلمية أن نأخذ قولاً ونترك الأقوال الأخرى، وهذا ما فعله الدكتور الشريف، حيث إنه نقل قول الشيخ الذي كان مفاده " ليس هناك مكان يطاف به لما يطاف بالكعبة, ومن اعتقد أن الطواف بغيرها مشروع، فهو شر ممن يعتقد جواز الصلاة إلى غير الكعبة" ولكنه بقصد أو بغير قصد لم يورد قوله الذي جاء في الجزء نفسه صفحة 27/ 91 - 92، حيث يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " أما التمسح بالقبر - أي قبر كان - وتقبيله وتمريغ الخد عليه فمنهي عنه باتفاق المسلمين، ولو كان ذلك من قبور الأنبياء، ولم يفعل هذا أحد من سلف الأمة وأئمتها، بل هذا من الشرك ".
وهذه عبارة صريحة من شيخ الإسلام تؤكد أن التبرك بالقبور من الشرك، ومن هنا نتساءل ما الفرق بين الطواف والتمسح؟ إذا لا يريدون بتلاعب الألفاظ فقط، مع العلم أن الطواف عبادة شرعية أمرنا الله تعالى أن نطوف حول الكعبة فقط، وإذا كان عبدالغفار الشريف يرى أن الطواف بالقبور غير مشروع، فلماذا هذه التبريرات كلها؟ ولماذا حاول الإفتراء على شيخ الإسلام؟ ولماذا لا يقول الطواف بالقبور غير مشروع وبدعة ويجب على المسلمين الابتعاد عنه؟ وهذه بعض أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الطواف بالقبور:
يقول رحمه الله تعالى: " كان السلف يأمرون بتسوية القبور وتعفية ما يفتتن به منها، كما أمر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بتعفية قبر دانيال لما ظهر بتستر فإنه كتب إليه أبو موسى يذكر أنه قد ظهر قبر دانيال، وأنهم كانوا يستسقون به فكتب إليه عمر يأمره أن يحفر بالنهار ثلاثة عشر قبراً ثم يدفنه بالليل في واحد منها ويعفيه لئلا يفتتن به الناس ". [27/ 121].
ويقول أيضاً: " وقد كان أصل عبادة الأوثان من تعظيم القبور، كما قال تعالى: ((وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودّاً ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا)).
قال السلف كابن عباس - رضي الله عنه - وغيره: كان هؤلاء قوماً صالحين في قوم نوح، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم، ثم عبدوهم ". [27/ 124].
ولم يكن في العصور المفضلة " مشاهد " على القبور وإنما ظهر ذلك وكثر في دولة بني بويه، لما ظهر القرامطة بأرض المشرق والمغرب وكان بها زنادقة كفار، مقصودهم تبديل دين الإسلام. [27/ 167].
فإن المراد بالطواف الذي يكون شركاً هو الطواف بغير الكعبة مع قصد التقرب لغير الله تعالى، كالطواف بالقبور والمشاهد ونحوها، فالطواف عبادة لقوله تعالى: ((وليطوفوا بالبيت العتيق)) [الحج: 29].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/336)
وصرف العبادة أو شيء منها لغير الله تعالى شرك، وأما لو طاف بتلك القبور بقصد التقرب إلى الله تعالى فهذا محرم وبدعة منكرة، ووسيلة لعبادة تلك القبور، ولهذا يقول ابن تيمية في هذه المسألة: " أما الرجل الذي طلب منه والده الحج فأمره أن يطوف بنفس الأب، فقال: طف ببيت ما فارقه الله طرفة عين قط، فهذا كفر بإجماع المسلمين، فإن الطواف بالبيت العتيق مما أمر الله به رسوله، وأما الطواف بالأنبياء والصالحين فحرام بإجماع المسلمين، ومن اعتقد ذلك دينا فهو كافر، سواء طاف ببيته أو بقبره ".
فكيف يأتي أحد مثل عبدالغفار الشريف ثم يحاول أن يعمل مقارنة بين الأعمال التي لا يفعلها الناس إلا عن طريق العادة كالرياضة، والحمية الغذائية من أجل التخسيس والأفعال التي لا تفعل إلا عن طريق العبادات كالطواف، والقاعدة الشرعية في هذا الباب تقول: إن العبادات أصلها الحظر إلا بدليل شرعي، ومقارنة الطواف بالقبور بالطواف حول الكعبة يدل على أن الرجل يحاول أن يبرر هذا الفعل المحرم البدعي المؤدي إلى الشرك باتفاق المسلمين، وقد ثبت عن عمر - رضي الله عنه - أنه لما قبل الحجر الأسود، قال: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك لما قبلتك، مما يدلنا على أن السلف كانوا يتأكدون قبل عمل أي شيء من أصله الشرعي، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)).
الصوفية قبوريون
أما مدحه للصوفية وادعاؤه بأنهم يرون عدم مشروعية الطواف بالقبور، فهذا شيء يحتاج إلى توضيح، لأن قوله: إن الصوفية تهذيب للروح ليس على إطلاقه كما أن بناء المشاهد والأضرحة والطواف حول القبور أمور لا ينفصل عن أهل التصوف، لاسيما وأن الشريف يمدح غلاتهم كابن عربي، الذي قال عنه: " إنه طود شامخ وعالم كبير "، ومعلوم لدى طلبة العلم ما عند ابن عربي من طامات، وكتابه "فصوص الحكم" مليء بالكفريات التي حذر منها العلماء، ومما يؤكد أن الصوفية قبوريون ويدعون الناس إلى الانشغال بالمقابر وطلب الحوائج لصاحب القبر أكثر من أن ننقلها، لأن من يقرأ كتب القوم لا تخطئ عينه هذه الخزعبلات.
* يقول محمد الحنفي - وهو ممن يوصفون بالولاية في طبقات الشعراني -: " من كانت له حاجة فليأت إلى قبري ويطلب حاجته أقضيها، فإن ما بيني وبينكم غير ذراع من تراب، وكل رجل يحجبه عن أصحابه ذراع من تراب فليس برجل ".
* ويقول أحمد الفرغلي - وهو كذلك من أولياء طبقات الشعراني -: " أنا من المتصرفين في قبورهم, من كانت له حاجة فليأت إلى قبالة وجهي ويذكرها أقضيها له ".
وهم بذلك يبنون تلك العقائد على ما اكتسبوه من الفلسفة اليونانية الوثنية فهذا عبدالمجيد الخاني النقشبندي يقول: " اعلم أيها الأخ المؤمن أن الرابطة عبارة عن ربط القلب بالشيخ الكامل، وحفظ صورته بالخيال ولو عند غيبته أو بعد وفاته، ولها صور أهونها أن يتصور المريد صورة شيخه الكامل بين عينيه، ثم يتوجه إلى روحانيته في تلك الصورة، ولا يزال متوجهاً إليه بكليته حتى تحصل له الغيبة أو أثر الجذب ... وهكذا يداوم على الرابطة حتى يفنى عن ذاته وصفاته في صورة الشيخ ... فتربيه روحانية الشيخ بعد ذلك إلى أن توصله إلى الله تعالى ولو كان أحدهم في المشرق والآخر في المغرب فبالرابطة يستفيض الأحياء من الأموات المتصرفين ".
وبعبارة أدق وأرصن وأكثر تقعيداً يقول الغزالي: " أما التقرب لمشاهد الأنبياء والأئمة عليهم الصلاة والسلام فإن المقصود منه الزيارة والاستمداد من سؤال المغفرة وقضاء الحوائج من أرواح الأنبياء والأئمة عليهم الصلاة والسلام، والعبارة عن هذا الإمداد الشفاعة، وهذا يحصل من جهتين: الاستمداد من هذا الجانب والإمداد من الجانب الآخر، ولزيارة المشاهد أثر عظيم في هذين الركنين أما الاستمداد فهو بانصراف همة صاحب الحاجة باستيلاء ذكر الشفيع والمزور على الخاطر حتى تصير كلية همته مستغرقة في ذلك، ويقبل بكليته على ذكره وخطوره بباله، وهذه الحالة سبب منبه لروح ذلك الشفيع أو المزور حتى تمده تلك الروح الطيبة بما يستمد منه ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/337)
وهذا القول قد عزاه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - إلى الفلاسفة ومن أخذ عنهم من متفلسفة المسلمين وذكر منهم ابن سينا وأبا حامد الغزالي ثم قال: " وهذه الأحوال هي من أصول الشرك وعبادة الأصنام وهي من المقاييس الفاسدة التي قال بعض السلف: (ما عُبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس) , وهي من أقوال من يقول: (إن الدعاء تأثيره بكون النفس تتصرف في العالم لا بكون الله يجيب الداعي) ".
وما في كتب الغزالي من الخزعبلات أكثر من أن تذكر، وقد قال عنه تلميذه أبوبكر ابن العربي: " شيخنا أبوحامد بلع الفلاسفة، وأراد أن يتقيأهم فما استطاع ".
كل هذا يؤكد ما عند الصوفية من الخرافات والمفاسد العقدية التي ينبغي أن يحذر منها العلماء لأن الأمانة التي حملهم الله إياها تقتضي ذلك قال تعالى: ((وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون)) [آل عمران: 187].
ويقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: " وفي هذا تحذير للعلماء أن يسلكوا مسلكهم فيصيبهم ما أصابهم ويسلك بهم مسلكهم, فعلى العلماء أن يبذلوا ما بأيديهم من العلم النافع الدال على العمل الصالح ولا يكتموا منه شيئاً فقد ورد في الحديث المروي من طرق متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار)) ".
- ولهذا علينا أن نؤكد للدكتور ولغيره ممن يحب تبرير البدع للناس أن المشاهد والقباب والمساجد المبنية على القبور ليست شركاً في ذاتها ولكنها وسائل للشرك، وقد أدت إلى الأهداف التي أنشئت من أجلها، وآتت ثمارها وظهر الشرك بالله تعالى بشكل لافت للنظر منذر بالخطر، مفزع لكل غيور على نقاء العقيدة وصفاء التوحيد، ومفرح لكل شامت ومتربص بالإسلام وأهله، وهذه نماذج أخرى مما ذكره علماء المسلمين من بلاد متفرقة من بلاد الإسلام تصور لنا مدى الانحراف الذي وصلت إليه الأمة في عقيدتها وفي توحيدها بشكل خاص.
- يقول الشيخ أبوالحسن الندوي - رحمه الله تعالى - في ترجمته لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - من كتابه "رجال الفكر والدعوة": " كانت العقائد الشركية قد نالت رواجاً بين عامة المسلمين بسبب اختلاطهم مع أصناف من المشركين، ونفوذ الدولة الفاطمية الباطنية الإسماعيلية وانتشار الصوفية، فكانوا يحملون من العقائد الشركية في الأولياء والصالحين والمشايخ ما كان يعتقده اليهود والنصارى والمشركون، من الطواف حول القبور والاستغاثة بأصحابها والحج إليها وبناء المساجد الفخمة عليها وعقد المهرجانات عليها عاماً مقاماً والنذور للقبور، وقد عمَّت وطمَّت هذه العقائد إلى أن جعلوا الميت كالإله, والشيخ الحي كالنبي، وكانوا قد عزلوا الله تعالى عن أن يتخذوه إلهاً وعزلوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يكون رسولاً، وارتكبوا ما كان محض دين المشركين والنصارى، وقد وصلوا في عبادة القبور والسجود لها ودعاء أصحابها وجعل القبور قبلة وكعبة إلى حد كان هؤلاء القبوريون المشركون بالقبور يجدون عند عبادة القبور من الرقة والخشوع والدعاء وحضور القلب ما لم يجده أحدهم في مساجد الله. إلى أن كان الفسقة الفجرة أصحاب الكبائر من هؤلاء القبورية لا يتحاشون الكبائر. ولكن إذا رأوا الميت أو الهلال فوق رأس قبة القبر المعبود خشوا من فعل الفواحش، فيخشون المدفون تحت الهلال ولا يخشون خالق الأكوان، وكانوا يحلفون بالله بالكذب ولا يحلفون بالميت كذباً، فكانوا في الشرك كما كان قوم إبراهيم حيث قال لهم: ((وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً)) [الأنعام:81] , وكان بعضهم يفضل شيخه على الأنبياء والمرسلين ويعتقد فيه الإلهية كالنصارى إلى غير ذلك من الكفريات والشركيات التي تدل على أن القبورية الوثنية قد عمت العباد وطمت البلاد إلا من شاء الله ".
بدعة المولد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/338)
أما أقواله عن المولد وأن له أصلا في الشريعة كسجود الشكر وتخفيف العذاب عن أبي لهب، وأن صيام الإثنين احتفال من النبي صلى الله عليه وسلم، أو أن مناسبات المولد حفظت على المسلمين دينهم، فشيء عجيب لأنه يستخدم قياسا فاسدا، لأن هذه الأمور ورد فيها نص صريح ولا يقاس عليها باحتفالات بدعية بدأت بعد القرون المفضلة، لم يفعلها الرسول ولا صحابته ولا أئمة المسلمين المشهود لهم بالعلم والفضل، كيف يأتي هذا الدكتور وأمثاله في هذا العصر ثم يقولون إن الصيام يوم الإثنين احتفال من النبي ليوم ولادته، وقد قال قبله الجفري هذه المقالة الفاسدة، ورد عليها الأستاذ الفاضل عادل بن علي الفريدان حيث قال:
" يقال إذا كان المراد من إقامة المولد هو شكر الله تعالى على نعمة ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم فيه فإن المعقول والمنقول يحتمان أن يكون الشكر من نوع ما شكر الرسول صلى الله عليه وسلم ربه به وهو الصوم، وعليه فلنصم كما صام صلى الله عليه وسلم. وإذا سُئلنا، قلنا: إنه يوم ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم فنحن نصومه شكرا لله تعالى، غير أن أرباب الموالد لا يصومونه، بل الصيام فيه مقاومة للنفس بحرمانها من لذة الطعام والشراب، وهم لا يريدون ذلك، فتعارض الغرضان فآثروا ما يحبون على ما يحب الله تعالى.
- من المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصم يوم ولادته وهو اليوم الثاني عشر من ربيع الأول - إن صح - وإنما صام يوم الاثنين الذي يتكرر مجيئه كل شهر أربع مرات أو أكثر، وبناء على هذه فتخصيص يوم الثاني عشر من ربيع الأول بعمل ما دون يوم الاثنين من كل أسبوع يعتبر استدراكا على الشارع، وتصحيحا لعمله، وما أقبح هذا - إن كان - والعياذ بالله تعالى.
- هل النبي صلى الله عليه وسلم لما صام يوم الاثنين شكرا على نعمة الإيجاد والإمداد وهو تكريمه ببعثته للناس كافة بشيرا ونذيرا إضافة إلى الصيام احتفالا، كاحتفال أرباب الموالد من تجمعات، ومدائح وأنغام، وطعام وشراب؟ والجواب: لا، وإنما اكتفى بالصيام فقط، إذا ألا يكفي الأمة ما كفى نبيها محمداً صلى الله عليه وسلم ويسعها ما وسعه صلى الله عليه وسلم؟ وهل يقدر عاقل أن يقول لا؟ وإذاً فلم الافتيات على الشارع والتقدم بالزيادة عليه، والله تعالى يقول: ((وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)) [الحشر:7] , ويقول جل ذكره: ((يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم)) [الحجرات:1] , ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)) ويقول عليه الصلاة والسلام: ((إن الله افترض عليكم فرائض فلا تضيعوها، وحد لكم حدودا فلا تعتدوها، ونهاكم عن أشياء من غير نسيان فلا تتكلفوها رحمة من ربكم فاقبلوها)) وهذا لفظ الدارقطني في سننه ".
فإن الناظر في السيرة النبوية وتاريخ الصحابة والتابعين وتابعيهم وتابع تابعيهم بل إلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة هجرية لم يجد أحدا لا من العلماء ولا من الحكام ولا حتى من عامة الناس قال بهذا العمل أو أمر به أو حث عليه أو تكلم به.
إذاً السؤال المهم: متى حدث هذا الأمر - أعني المولد النبوي - وهل الذي أحدثه علماء أو حكام وملوك وخلفاء أهل السنة ومن يوثق بهم أم غيرهم؟
- يقول المقريزي في كتابه الخطط [1/ ص 490وما بعدها]: وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم, وهي مواسم "رأس السنة"، ومواسم "أول العام"، "ويوم عاشوراء"، "ومولد النبي صلى الله عليه وسلم"، وغير ذلك من الاحتفالات التي ذكرها المقريزي.
قال المقريزي أيضا في خططه [1/ 432]: "وكان الأفضل بن أمير الجيوش قد أبطل أمر الموالد الأربعة: النبوي، والعلوي، والفاطمي، وقدم العهد به حتى نسي ذكرها فأخذ الأستاذون يجددون ذكرها للخليفة الآمر بأحكام الله ويرددون الحديث معه فيها ويحسنون له معارضة الوزير بسببها وإعادتها وإقامة الجواري والرسوم فيها فأجاب إلى ذلك وعمل ما ذكر .. ". أ. هـ
فعلى هذا أول من أحدث ما يسمى بالمولد النبوي هم بنو عبيد الذين اشتهروا بالفاطميين.
قال العلامة أبو عبد الله محمد الحفار المالكي: " ألا ترى أنّ يوم الجمعة خير يومٍ طلعت عليه الشمس، وأفضل ما يفعل في اليوم الفاضل صومه، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة مع عظيم فضله، فدلّ هذا على أنه لا تحدث عبادة في زمان ولا في مكان إلا إذا شرعت، وما لم يشرع لا يفعل، إذ لا يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما أتى به أولها ... والخير كله في اتّباع السلف الصالح " [المعيار المعرب 7/ 99].
- وقد أجمع المسلمون على بدعية الاحتفال بالمولد النبوي، لكنهم اختلفوا في حسنه وقبحه، فذهب البعض منهم إلى أنه بدعة حسنة: كابن حجر والسيوطي والسخاوي .. وغيرهم، نظرا للمصلحة التي ظنوا حصولها!!
لكن العلماء المحقّقين، المتقدّمين منهم والمتأخرين، أفتوا بحرمة الاحتفال بالمولد، عملاً بالأدلة الشرعية التي تحذّر من البدع في الدين، والأعياد والاحتفالات من أمور الشريعة، ووقفوا أمام فتح باب شر متيقّن لخيرٍ موهوم؟ ثم ما وعاء هذا الخير المزعوم، عملٌ لم يفعله الرسول ولا صحابته ولا التابعون لهم بإحسان قروناً طويلة!! علمًا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يفرّق بين بدعة حسنة وأخرى سيئة، بل قال: ((كل بدعة ضلالة))!
قال الإمام مالك: " من ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنة، فقد زعم أنّ محمدًا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة!! لأن الله يقول: ((اليوم أكملت لكم دينكم))، فما لم يكن يومئذٍ دينًا فلا يكون اليوم دينًا " الاعتصام للشاطبي.
ونرجو ممن العلم أن يكون وقافا عند حدود الله تعالى وألا يكون داعية للابتداع، وقديما قال العلماء: " المعاصي بريد الفسق، والبدع بريد الكفر ".
وحسبك من شر سماعه، قال تعالى: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [آل عمران 31].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/339)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[01 - 04 - 06, 05:42 م]ـ
وهذا رد آخر كذلك كتبه الشيخ داود العسعوسي حفظه الله في عدد الفرقان الأخير
فتوى جواز الطواف حول المراقد والقياس الفاسد
بقلم: الشيخ داود العسعوسي
دخل رجل على ربيعة بن أبي عبدالرحمن عالم المدينة ومفتيها، فوجده يبكي، فقال له: ما يبكيك؟ أمصيبة دخلت عليك؟ فقال: لا .. ولكن استفتي من لا علم له فظهر في الإسلام أمر عظيم، فوالله إن بعض من يفتي ههنا أحق بالحبس من السراق!
نعم - والله - لقد ظهر اليوم في إسلامنا أمر عظيم وخطب جسيم! فأي أمر أعظم من الدعوة الصريحة إلى نواقض التوحيد وتسهيل أسبابها؟! وأي أمر أعظم من إحياء سنة اليهود والنصارى في بلاد التوحيد؟! وأي أمر أعظم من قياس الطاعة والسنة بالمعصية والبدعة؟!
لقد - وقف شعري - والله من تلك المقولة النكراء والفتوى البتراء، حين كان صاحبها يناقش قضية التجرؤ على الفتيا من بعض المتعالمين وذكر - مستغرباً - مثالاً على ذلك ما - يدندن - به البعض من أن الطواف بالقبور لا يجوز!! ويستنكر ذلك قائلاً: إن الطواف بالقبور لا شيء فيه، بل هو شبيه بالطواف بالكعبة، فهل نحن بطوافنا حولها نعبدها؟ فكذلك القول بالنسبة للطواف حول القبور، فالأمر واحد ولا يجوز القول بتحريمه!!
- سبحانك ربي .. هذا بهتان عظيم, وقياس فاسد عقيم، فكيف يستوي توحيد الله وعبادته المتمثلة بالطواف بالبيت العتيق الذي أمرنا به ربنا جل وعلا بقوله: ((وليطوفوا بالبيت العتيق)) وعلمناه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في عمرته وحجته ورغبنا فيه طاعة لله وقربة إليه، كيف يستوي هذا مع عمل أحدثه المحدثون ونادى به الجهال والمتعالمون ليساووا قبور الأموات ببيت رب الأرض والسموات، ويفتحوا على الأمة باب الابتداع مصراعاً بعد مصراع!!
ثم قل لي بربك: أي مسلم عاقل ذي فطرة سليمة يقول - أو يخطر بباله أصلاً -: إن الطواف بالكعبة عبادة لها وهو يقرأ النص المحكم ((فليعبدوا رب هذا البيت)) وليس ((البيت)) فلو اعتقد بطوافه حول البيت العبادة له، فقد حبط عمله وذهب طوافه هباء منثورا؛ لأن الطواف عبادة ولا يجوز صرفها إلا لله، فلم التلبيس على الناس واختيار النوع الفاسد من القياس؟!
ولو جارينا صاحب القياس على قياسه لفتحنا باب الإفساد في الدين والتلاعب في شريعة رب العالمين، فقد يقول قائل: كذلك من يتوجه في صلاته إلى الكعبة، فهو لا يعبدها إذاً يجوز له أن يتوجه في صلاته إلى القبور، لأنه لا يعبدها!! فأي تلاعب في الدين أصرح - بل أقبح - من هذا؟!
ثم نقول: هل غاب عن ذهن - الدكتور الأمين - ما جاء في كتاب رب العالمين من أن تعظيم القبور وقصدها بالطواف غلو مذموم ووسيلة إلى الشرك ومشابهة لليهود والنصارى وعباد الأوثان كما قال تعالى: ((وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا)) وقد كانت هذه - كما قال ابن عباس - أسماء لرجال صالحين، عكف الناس على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم وعبدوها، فصدق عليهم إبليس ظنه وسقطوا في فخه وشنه!! ورحم الله الحافظ الحكمي حين يقول متحسراً ومتندماً على ما يفعله كثير من العوام عند القبور من مخالفات وطوام ..
قد صادهمْ إبليسُ في أفخاخِهِ ... بل بعضهم قد صار مِن أفراخِهِ
يدعو إلى عبادة الأوثانِ ... بالمال والنفس وباللسانِ
فليتَ شعري مَن أباح ذلكْ ... وأورط الأمة في المهالكْ
فيا شديدَ الطَّولِ والإنعامِ ... إليك نشكو محنة الإسلامِ
لقد أجمع أهل العلم على اختلاف مذاهبهم الفقهية على حرمة الطواف بالقبور، فانظر الزواجر للهيثمي 1/ 148 والمدخل لابن الحاج 1/ 262 وشرح المنتهى للبهوتي 1/ 594 والاقتضاء والرد على الأخنائي لابن تيمية وغيرها، فلا يجوز - إجماعاً - الطواف بغير الكعبة حتى لو كان المطوف به هو قبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الطواف بقبره داخل في نهيه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ قبره عيداً؛ ولأن الطواف من خصائص البيت الحرام لا يشاركه فيها مكان آخر لعدم الدليل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/340)
كما نص أهل العلم على أن الطواف بالقبور تارة يكون شركاً أكبر وتارة يكون بدعة منكرة ووسيلة إلى الشرك الأكبر على تفصيل معروف في كتب الاعتقاد، ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم جاءت لحماية جناب التوحيد وسد كل طريق يوصل إلى الشرك أو البدعة، ولكن البعض - هداه الله - يأبى إلا المخالفة والمجازفة, ليكون من الإشراك والابتداع على شفه!!
- ختاماً .. وعوداً على بدء، لقد علق الإمام ابن القيم في البدائع 3/ 207 على حكاية الرجل مع ربيعة عالم المدينة المذكورة في صدر المقالة، فقال: قال بعض العلماء: فكيف لو رأى ربيعة زماننا وإقدام من لا علم عنده على الفتيا وتوثبه عليها ومد باع التكلف إليه؟! وصدق من قال:
يمدون للإفتاء باعاً قصيرة ... وأكثرهم عند الفتاوى كذلك
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[04 - 04 - 06, 05:11 م]ـ
عموما هو حاول أن يتهرب من المواجهة في جريدة الرأي العام ولكنه ما أحسن التهرب فزعم أن الطواف حول القبور ليس شركا في حال من الأحوال
لم يقله بهذا اللفظ وإنما هو ظاهر كلامه والمفهوم منه
وهذه تكملة لرد الشيخ بسام السابق كتبه في عدد الفرقان الأخير الصادر أمس:
تصريحات العميد السابق .. هل هي تمهيد لإحياء الفكر الصوفي في الكويت؟
د. بسام الشطي
قد أشرنا في العدد السابق إلى أن تصريحات العميد السابق لكلية الشريعة كانت تحاول الدفاع عن الفكر الصوفي بقصد كانت أم بغير قصد، وقد كانت محاولة منه لتبرير بعض الأفعال الشركية كالطواف حول القبور مع إقراره ببدعية هذا العمل، بالإضافة إلى مدحه للصوفية وافتخاره بأنه يدرس كتاب الحكم العطائية الذي وصفه بعض العلماء أنه يدعو إلى وحدة الوجود وغيرها من الأفكار المغالية في التصوف، وسنوضح في هذه الحلقة حقيقة ابن عربي صاحب كتاب "فصوص الحكم" وماذا قال عنه العلماء وعن كتبه، وسنوضح أيضا ماهية كتاب الحكم العطائية، بالإضافة إلى أقوال العلماء في بيع مثل هذه الكتب - المليئة بالعقائد الفاسدة والانحرافات البدعية - أو اقتنائها.
حقيقة ابن عربي
يقول الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء: ((ابن العربي صاحب التواليف الكثيرة محيي الدين أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن أحمد الطائي الحاتمي المرسي ابن العربي نزيل دمشق. ذكر أنه سمع من ابن بشكوال وابن صاف، وسمع بمكة من زاهر بن رستم وبدمشق من ابن الحرستاني، وببغداد وسكن الروم مدة وكان ذكيا كثير العلم كتب الإنشاء لبعض الأمراء بالمغرب ثم تزهد وتفرد وتعبد وتوحد وسافر وتجرد واتهم وأنجد وعمل الخلوات وعلق شيئا كثيرا في تصوف أهل الوحدة ومن أردأ تواليفه كتاب الفصوص فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر, نسأل الله العفو والنجاة فواغوثاه بالله وقد عظمه جماعة وتكلفوا لما صدر منه ببعيد الاحتمالات، وقد حكى العلامة ابن دقيق العيد شيخنا أنه سمع الشيخ عز الدين بن عبد السلام يقول عن ابن العربي شيخ سوء كذاب يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا، قلت: إن كان محيي الدين رجع عن مقالاته تلك قبل الموت فقد فاز وما ذلك على الله بعزيز. توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وقد أوردت عنه في التاريخ الكبير وله شعر رائق وعلم واسع وذهن وقاد ولا ريب أن كثيرا من عباراته له تأويل إلا كتاب الفصوص، وقرأت بخط ابن رافع أنه رأى بخط فتح الدين اليعمري أنه سمع ابن دقيق العيد يقول: سمعت الشيخ عز الدين وجرى ذكر ابن العربي الطائي فقال هو شيخ سوء مقبوح كذاب)). السير 23/ 48
من أقواله
قال: ((فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مبشرة أريتها في العشر الآخر من محرم سنة سبع وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق، وبيده صلى الله عليه وسلم كتاب، فقال لي: هذا كتاب فصوص الحكم خذه واخرج به إلى الناس ينتفعون به، فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولي الأمر منا كما أُمرنا. فحققت الأمنية وأخلصت النية وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الكتاب كما حده لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقصان)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/341)
وقال في وصف نوح صلى الله عليه وسلم: ((" ومكروا مكراً كباراً "؛ لأن الدعوة إلى الله مكر بالمدعو، فأجابوه مكراً كما دعاهم فقالوا في مكرهم: " لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً ", فإنهم لو تركوهم جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء. فإن للحق في كل معبود وجهاً يعرفه من يعرفه ويجهله من يجهله " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " أي: حكم, فالعالم يعلم من عَبَد وفي أي صورة ظهر حتى عُبِد، وإن التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة والقوى المعنوية في الصورة الروحانية، فما عبد غير الله في كل معبود)). الفصوص 72.
قال: ((اعلم أن التنزيه عن أهل الحقائق في الجانب الإلهي عين التحديد والتقييد فالمنزه إما جاهل وإما صاحب سوء أدب)) الفصوص86.
وقال ابن تيمية أيضاً: ((وقد صرح ابن عربي وغيره من شيوخهم بأنه هو الذي يجوع ويعطش، ويمرض ويبول ويَنكح ويُنكح، وأنه موصوف بكل عيب ونقص لأن ذلك هو الكمال عندهم، كما قال في الفصوص؛ فالعلي بنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستقصى به جميع الأمور الوجودية، والنسب العدمية: سواء كانت ممدوحة عرفاً وعقلاً وشرعاً، أم مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً، وليس ذلك إلا لمسمى الله خاصة)) الفتاوى 2/ 265.
- ويعتذر شيخ الإسلام عن الإفاضة في بيان عقيدة هؤلاء القوم والتحذير منهم قائلاً: ((ولولا أن أصحاب هذا القول كثروا وظهروا وانتشروا، وهم عند كثير من الناس سادات الأنام، ومشايخ الإسلام، وأهل التوحيد والتحقيق, وأفضل أهل الطريق، حتى فضلوهم على الأنبياء والمرسلين، وأكابر مشايخ الدين؛ لم يكن بنا حاجة إلى بيان فساد هذه الأقوال، وإيضاح هذا الضلال.
ولكن ليعلم أن الضلال لا حد له، وأن العقول إذا فسدت: لم يبق لضلالها حد معقول، فسبحان من فرق بين نوع الإنسان؛ فجعل منه من هو أفضل العالمين، وجعل منه من هو شر من الشياطين، ولكن تشبيه هؤلاء بالأنبياء والأولياء، كتشبيه مسيلمة الكذاب بسيد أولي الألباب، وهو الذي يوجب جهاد هؤلاء الملحدين، الذين يفسدون الدنيا والدين)) الفتاوى 2/ 357 - 358.
- وقال في وجوب إنكار هذه المقالات الكفرية، وفضح أهلها: ((فهذه المقالات وأمثالها من أعظم الباطل، وقد نبهنا على بعض ما به يعرف معناها وأنه باطل، والواجب إنكارها؛ فإن إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين أولى من إنكار دين اليهود والنصارى، الذي لا يضل به المسلمون، لا سيما وأقوال هؤلاء شر من أقوال اليهود والنصارى وفرعون، ومن عرف معناها واعتقدها كان من المنافقين، الذين أمر الله بجهادهم بقوله تعالى: ((جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم)) والنفاق إذا عظم كان صاحبه شراً من كفار أهل الكتاب، وكان في الدرك الأسفل من النار)).
ومن أراد الاستزادة فليراجع رسالة الشيخ عبدالرحمن المسماة: " ابن عربي صاحب كتاب -فصوص الحكم- إمام من أئمة الكفر والضلال ".
الحكم العطائية
ويقول الشيخ محمود مهدي استانبولي في كتابه " كتب ليست من الإسلام " عن حكم ابن عطاءالله السكندري بعد أن نقل كثيراً من الضلالات الموجودة في كتاب الحكم العطائية:
هذه النقم التي سميت بالحكم! وهي لا تزال تدرس في كثير من المعاهد حتى الأزهر، ويوصي بها جهلة الشيوخ طلابهم، وقد وصفها بعض أدعياء العلم الحمقى بقوله: " لو جازت الصلاة بغير كتاب الله، لجازت بحكم ابن عطاء الله!! " ومعنى ذلك أنه فضلها على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقد أثنى على هذه الحكم الدكتور محمد عبدالرحمن البيصار شيخ الجامع الأزهر الأسبق في مقدمته لكتاب "التنوير ... " فقال: وحكم ابن عطاء الله تمضي بين الناس في رحلة خالدة! وكأنها شمس تنير للحيارى ظلام الطريق!!
وقد شرح هذه الحكم الصوفي المحروق ابن عجيبة بكتاب سماه: " إيقاظ الهمم " وهو جدير بأن يسمى: " إماتة الهمم "، وقد زعم في مقدمته أن الرسول صلى الله عليه وسلم اختص بعض الصحابة بعلم الباطن، ومعنى ذلك أنه كتم شيئاً من الدين عن المسلمين.
ومما جاء في كتاب حكم ابن عطاء الله التي يؤيد فيها نظرية وحدة الوجود القائلة بأن الخالق والمخلوق واحد ومثلها نظرية الاتحاد والحلول، وكل ذلك كفر!
1 - كان الله ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/342)
إن القسم الأول من هذا الكلام حديث صحيح، والقسم الثاني وحدة وجود، فصار المعنى: كان الله ولا شيء معه، والآن هو لا شيء معه! أي أن الله والكون واحد!
ويقول ناهياً عن دعاء الله تعالى:
1 - سؤالك منه اتهام له
ويستدل ابن عطاء على ذلك بحديث باطل على لسان إبراهيم عليه الصلاة والسلام: حسبي من سؤاله علمه بحالي، وهو مخالف للآيات والأحاديث الكثيرة التي تحض على دعاء الله كقوله تعالى: ((إن الذين يستكبرون عن عبادتي)) أي عن دعائي ((سيدخلون جهنم داخرين)) وقوله سبحانه: ((ادعوني أستجب لكم)).
2 - من عبده لشيء يرجوه منه، أو ليدفع عنه ورود العقوبة منه، فما قام بحق أوصافه.
هذا الكلام هو كقول رابعة العدوية المنحرف: " ما عبدتك خوفاً من نارك، ولا رغبة في جنتك، ولكني عبدتك لأنك أهل للعبادة " وهذا مخالف لعبادة الملائكة الذين يخافون ربهم من فوقهم، وعبادة الأنبياء الذين يعبدون الله سبحانه رغباً ورهباً!.
حرمة بيع الكتب البدعية
وقد ذكر كثير من العلماء عن حرمة بيع كتب الحلاج وابن عربي وأشباههما من الصوفيين واتلافها، وقد نقل الشيخ مشهور حسن سلمان في كتابه القيم " كتب حذر منها العلماء " أقوال العلماء في حكم كتب أهل البدع والضلال ننقل منه ما يلي:
أورد الملك المؤيد إسماعيل أبوالفداء في كتابه "أخبار البشر" 4/ 79 ما نصه:
((لما دخلت سنة سبعمئة وأربع وأربعين، وفيها مزَّقنا كتاب "فصوص الحكم" بالمدرسة العصفورية بحلب، عقب الدرس وغسلناه، وهو من تصانيف محيي الدين بن عربي تنبيهاً على تحريم قنيته ومطالعته)).
نقل الشوكاني في " الصوارم الحداد .. " ص68 عن جماعةٍ أنهم قالوا في مثل هذه الكتب المحذر منها - منهم: البلقيني، وابن حجر، ومحمد ابن عرفة، وابن خلدون - ما نصه:
((حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلة وما يوجد من نُسخها بأيدي الناس مثل: " الفصوص "، و "الفتوحات " لابن عربي، و" البد " لابن سبعين، و "خلع النعلين " لابن قسي، و " على اليقين " لابن برخان، وما أجدر الكثير من شعر ابن الفارض والعفيف التلمساني وأمثالهما أن يلحق بهذه الكتب، وكذا شرح ابن الفرغاني للقصيدة التائية من نظم ابن الفارض، فالحُكْم في هذه الكتب كلها وأمثالها إذهاب أعيانها متى وجدت بالحريق بالنار والغسل بالماء ... إلى آخر ما أجاب به)).
قال المروذي: قلت لأحمد: استعرت كتاباً فيه أشياء رديئة، ترى أن أخرقه أو أحرقه؟ قال: نعم، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم بيد عمر كتاباً اكتتبه من التوراة، وأعجبه موافقته للقرآن، فتمعر وجه النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ذهب به عمر إلى التنور، فألقاه فيه.
فكيف لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما صنف بعده من الكتب التي يعارض بها ما في القرآن والسنة؟ والله المستعان، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من كتب عنه شيئاً غير القرآن أن يمحوه، ثم أذن في كتابة سنته، ولم يأذن في غير ذلك.
وكل هذه الكتب المتضمنة لمخالفة السنة غير مأذون فيها، بل مأذون في محقها وإتلافها، وما على الأمة أضر منها.
ذكر ابن عبدالبر في "جامع بيان العلم " 2/ 117 بسنده إلى ابن خويزمنداد، قال في " كتاب الإجارات " من كتابه في الخلاف: ((قال مالك: لا تجوز الإجارات في شيء من كتب الأهواء والبدع والتنجيم، وذكر كتباً، ثم قال: وكتب أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هي كتب أصحاب الكلام من المعتزلة وغيرهم، وتفسخ الإجارة في ذلك، قال: وكذلك كتاب القضاء بالنجوم وعزائم الجن وما أشبه ذلك)).
إحياء الفكر الصوفي
والمطلوب من الجميع أن يحاربوا كل ما يخدش عقيدة المسلم، مع العلم بأنه يدعي أنه متمسك بالكتاب والسنة، وأن جميع الفرق مازالت تدعي أنها تعتمد على الكتاب والسنة، وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك، ولكن الفرق بين أهل السنة والجماعة، وأهل الفرقة والابتداع هو أن أهل السنة والجماعة يلتزمون بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين، بينما غيرهم يفسرون الكتاب والسنة على أهوائهم، فهل نعي الفرق ونعود إلى المنبع الصافي كما كان عليه الرسول وأصحابه، ونبتعد عن استيراد الأفكار البدعية الدخيلة التي تحررت منها مجتمعاتنا منذ زمان بعيد، والتي أصبحت اليوم مطلب العلمانيين الجدد ومن يساندهم من الغربيين، بقصد تفريغ الإسلام من مضمونه حيث إن مراكز الأبحاث في الغرب بدأت توصي بدعم الحركات الصوفية، ومحاربة الدعوة السلفية، وقد رأينا في الآونة الأخيرة زيادة نشاطات أصحاب الفكر الصوفي في الغرب بينما يضيق الخناق على الدعاة الآخرين، وعليه فإننا نتساءل من هذه التصريحات الأخيرة وتمجيد الصوفية: هل هو تمهيد لإحياء الفكر الصوفي في الكويت الذي تحرر منه الشعب الكويتي بعد أن عرف انحرافاته وبعده عن الإسلام الصافي.
((والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/343)
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[13 - 04 - 06, 06:12 م]ـ
آخر خبر ...
الدكتور محمد عبد الغفار الشريف يخرج من صمته!!
و يرد على الشَّيخ الفوزان في صفحتين من جريدة الوطن اليوم 13 - 4 - 2006م، و الغريب أن الرد غير منزّل في موقع الجريدة (!!!)
و كأن الجريدة لن تصل الشيخ في المملكة.
تصدّر الرد هذا العنوان:
(تعقيب على فتوى فضيلة الشيخ ابن فوزان)
و من يقرأ الكلام يجد أن الرجل أوقع نفسه في ورطات و مشاكل أكثر حينما أبان عن جهله ... و الله يملي لهولاء كي يفضحوا أنفسهم.
و للحديث بقية ...
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 04 - 06, 11:55 ص]ـ
عجيب!
بحثت عن رده في موقع الوطن ولم أجده
وبانتظار البقية أخي أبا فالح
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[14 - 04 - 06, 10:55 م]ـ
أعتذر على الإبطاء .... فقد كنت مغثوثاً بجهالات هذا المتهور علماً بأن كلامه طويل بلا معنى، و لكني سأنقل الخطوط العريضة منه:
يقول في استهلال رده:
(ليس من عادتي كتابة الردود و الدخول في المجادلات و المهاترات خصوصاً مع من يلبسون لباس الدين، و لكني امتثالاً لطلب الأحباب و الأصحاب أردت أن أوضح بعض ما في فتوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية – من قصور، مع احترامي لمكانته و سنه.
بداية كنت أتمنى على فضيلة الشيخ أن يتحرى قبل أن يجيب على سؤال غفل من ذكر اسم صاحبه و صفته، أو على الأقل لو أنه طلب أن يستمع إلى مقابلتي في التلفزيون – و هي مسجلة – أو يقرأ المقابلة الصحفية التي أجرتها معي جريدة الرأي العام حول الموضوع نفسه ليقف على حقيقة ما قلت، امتثالا لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم بنادمين) و لايخفى على فضيلته سبب نزول الآية، أما الجواب التفصيلي فهو كما يلي:)
و أنقل عناوين المانشيتات المنشورة من الاعتراضات الكاشفة عن علمية هذا الدكتور:
قال: (أسألك يا فضيلة الشيخ .. ما رأيكم بمن يسعى بين بيوت النواب و المسؤولين رغبةً و رهبةً و حباً و خوفاً و رجاءً .. هل هو مشرك؟؟)
و قال:
(إن أكثر من يفعل هذا المتسربلون بجلباب الدين)
و قال:
(أصعب ما ورد في تفسيرك لكلام ابن تيمية)!!!
و قال:
(و نسألك:
لمَ لمْ تقل هذا فيمن يطوف بالقبر بنية التقرب؟
هل يقال مثل ما قلت فيمن يسرق ليتصدق؟
هل يقال مثل ما قلت فيمن يعبد الأصنام ليتقرب إلى الله؟)
و قال:
(المولد ليس بدعة ضلالة برأي جمهور من العلماء بل بدعة مستحسنة)
و قال:
(و نسألك أيضاً يا شيخ:
هل يجوز القياس في أمور الآخرة؟
كيف ساغ لكم الاستدلال بآية كريمة في غير محلها؟
إذا كان من يطوف بالقبر يعبد القبر ... إذن يجب أن نعتبر من يطوف بالبيت الحرام يعبد الكعبة.!! .. هل يقول مسلم بهذا؟)
و قال:
(أنا شخصيا أختار رأي من قال بحرمة الطواف بالقبور ... و لكن لا نقول إن الطواف بالقبور شرك)
و قال:
(أصل عمل المولد بدعة ... لكنها اشتملت على محاسن و ضدها، فمن تحرّى المحاسن و تجنب ضدها كان بدعة حسنة)
و قال:
(البدعة لم تنحصر في الحرام و المكروه .. بل قد تكون أيضاً مباحة و مندوبة و واجبة)
و قال:
(النبي صلى الله عليه و سلم عقَّ عن نفسه بعد النبوة إظهاراً للشكر على إيجاد الله تعالى إياه رحمة للعالمين و تشريعاً لأمته)
و قال:
(لم أقل كما ادعى سائلكم المجهول: ان عمل المولد واجب)
و قال:
(لست ممن يقول بعمل المولد .. لكن هناك جمهور من العلماء يرون استحباب عمل المولد)
و قال:
(ما قلته بالتلفزيون و الصحافة: الطواف بالقبور غير مشروع عند كل علماء المسلمين بمن فيهم الصوفية ... و اختلفوا هل هو حرام أو مكروه؟)
هذه هي العناوين العريضة من الرد المنشورة في صفحتين كاملتين ... تكشفان عن خلفيته العلمية و مدى تحصيله.
و لعلي أنقل شيئاً من استدلالاته المضحكة.
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[16 - 04 - 06, 02:40 ص]ـ
هذا الملف لمن أراد أن يضيّع وقته!
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 03:36 ص]ـ
برغم حزني العميق على تغلغل القبوريون في المجتمعات الإسلامية إلا إني أغبط أهل الكويت على نعمة منَّ الله عليكم بها و هي قيام مشايخكم و علمائكم بالرد على هذا الصوفي سواءاً ببيانات مشتركة أو ردود مفردة. و غاية الغبطة أن الحال في مصر أصبح يرسى له , فكثيراً من الصحف تطالعنا يومياً بمقالات المخرفين و المجاذيب و لا تكاد ترى أحداً يرد عليهم حتى أصبح من منَّ عليهم الله بالتوحيد في واد و هؤلاء في وادٍ آخر. حتى أصبح الجهل هو المسيطر على عوام الناس. و حسبنا الله و نعم الوكيل.
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[16 - 04 - 06, 06:08 ص]ـ
هذا الملف لمن أراد أن يضيّع وقته!
ما هذا البلاء يا ابا فالح ... هل هذا يفترض ان يكون رداً كتبه الدكتور ام هو تسويد لاوراق الصحيفة بما لا طائل منه بل بالكذب في دين الله؟
حسبنا الله على الظلمة .. فنحن في زمن نطقت و صاحت فيه الرويبضة!
ايعقل ان يوجد شخص بهذه الغباوة و الجراة على ما لايحسن!
حتى الصورة ليست للشيخ الفوزان! (كأنه اللحيدان ما ادري) اتدري لماذا .. لانه لا يعرف الشيخ و لا يعرف احدا من المشايخ في السعودية!
لكن هذا الهذيان المكتوب يجب ان يُتصدى له.
و لو كان الرجل لا يرى جواز اقامة الموالد كما يزعم فلماذا هذه الادلة و النقول الطويلة في اثبات سنيتها؟
هذا يريد ان يلعب بعقولنا .. ربما لانه وجد من يصدّق اكاذيبه ممن اغتروا بمنصبه!
و لكن على من؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/344)
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[16 - 04 - 06, 10:12 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا الوليد السلفي ..
أما المنكرات من البدع و الفسق و نحوها فلا تشيع و تظهر في الأمم إلا بترك إنكارها و السكوت عنها.
لذا فالله سبحانه توعّد على ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في كتابه الكريم.
====
أخي أبا يوسف وفقك الله
اعلم أنَّ الرجل ما كان يحلم لا هو ولا أحد من الصعاليك من أضرابه و قرنائه، أن يرد واحدٌ منهم مباشرةً على عالم من علماء اللجنة الدائمة للإفتاء!
فكونه قام بذلك و تشجّع عليه .. هذا في حدّ ذاته إنجازٌ بالنسبة لهم!
بغضِّ النظر هل ما يكتبه في رده صحيح أو غير صحيح!
و لعلك قرأتَ شيئاً من تفلسفاته و تناقضاته العجيبة الكاشفة عن حاله العلمية الضحلة .. و لا أظن طالب علمٍ يرتاب في أمره بعد اليوم.
أما العوام فلم يقبلوا خزعبلاته! .. لسلامة فطرهم ..
وهل هناك - ياجماعة - وجهُ شبهٍ بين الطواف حول القبر، و الطواف حول الكعبة شرَّفها الله، و التَّطواف بين بيوت المسؤولين لإنجاز المعاملات؟؟؟!
لقد فضح نفسه بهذا الرد، و انكشفت حقيقته بقلمه و لسانه!، و على نفسها جنت براقش كما تقول العرب في أمثالها!
بل إنّ الكثير من أصحابه من الإخوان المسلمين استنكروا كلامه هذا و اعتبروه مَهيناً ساقطاً ..
أقول يا دكتور: حدِّث العاقل بما يعقل و اتق الله ..
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[18 - 04 - 06, 12:46 ص]ـ
وهذا رد كتبه الشيخ خالد بن سلطان السلطان على مقال المخرف الأخير
أمور الغيب لا تثبت إلا بنص من الكتاب والسنة
برقيات للعميد السابق
كتب: خالد سلطان السلطان
تخرجت في كلية الشريعة (جامعة الكويت) عام 2000 بعد قضاء اربع سنوات فيها وكان لي اتصال مباشر آن ذاك مع عميدها د. محمد عبد الغفار لكوني رئيسا لجمعية الشريعة (قائمة الشريعة) ورئيسا للاتحاد الاسلامي فما كنت اسمع لا منه ولا عنه ما قرأناه اليوم في تصريحاته الصحفية والتلفزيونية وكان آخره التعقيب المنشور في جريدة «الوطن» وهي رسالة علنية منه الى العلامة الدكتور صالح الفوزان وسأل مجموعة أسئلة وطلب من الشيخ الرد عليها وبما ان القضية صارت علنية وليست سرية اصبح للجميع حق المشاركة وذلك لعموم القضية ولعموم النشر.
فهذه برقيات سريعة للعميد السابق د. محمد عبد الغفار لان الرد العلمي ليس هنا مجاله انما الاشارة التي ارفع بها الخلط في المسائل التي ذكرها في رسالته المعنية لجمهور القراء.
البرقية الاولى:
يسأل د. محمد عن هل إحسان الله يشمل الكفار الذين احسنوا في دنياهم مثل (ابن جدعان ـ والطائي وابن عدي وابو شروان ... الخ) كما شمل احسان الله ابو لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب سروره بمولده عليه الصلاة والسلام؟
الجواب:
ان امور الغيب يا دكتور لا تثبت الا بنص من الكتاب والسنة كما لا يخفى عليك وعليه لا يجوز ادخال الامور العقلية والاجتهادات والاقيسة في امور الغيب ونكتفي بما جاء بالوحي ونسكت ويجب السكوت عما سكت عنه الشرع (فمن سكت نجا). نسأل الله لنا ولك وللمسلمين النجاة.
البرقية الثانية:
يسأل د. محمد (هل من يوافق على قول من قال بمشروعية المولد يكون مبتدعا؟).
الجواب:
لقد نقلت يا دكتور كلاما للامام السيوطي رحمه الله (ان اصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن السلف الصالح من القرون الثلاثة ... ) فاذا كان المولد بدعة فماذا يسمى فاعلها اذا؟! الجواب عندكم.
البرقية الثالثة:
يستدل الدكتور على بدعة المولد بفعل ملك (اربل) الذي اخذ المولد عن الشيخ عمر الملا ...
الجواب:
هل اعارض نصوص المنع عن البدع بفعل ملك (اربل)؟! وهل ملك (اربل) هو الشخصية التي استدل بها على فعل المولد؟! اسمع ما قال ياقوت عنه في معجمه (138/ 1) علما بان ياقوت من معاصري الملك قال (طباع هذا الامير متضادة فانه كثير الظلم عسوف بالرعية راغب في اخذ الاموال من غير وجهها). فهل هذا الملك يصلح لكي تستشهد به في عمل المولد؟! واما الشيخ عمر الملا فهو من كبار الصوفية المبتدعة وقد نشر بدعة المولد بعد ان اخذها من العبيديين ... وأظنك يا دكتور تعرف الدولة العبيدية وما عملت في العالم الاسلامي، راجع البداية والنهاية (222/ 11) فكيف تثبت للناس صحة الاحتفال وهي قادمة من ملك ظلوم وعن شيخ صوفي مبتدع كما نقل ذلك العلماء الثقة الاجلاء؟! (فلا حول ولا قوة الا بالله!).
البرقية الرابعة:
استدل د. محمد بكلام العز بن عبد السلام رحمه الله في تقسيمه للبدعة وبانها تنقسم الى بدعة واجبة وبدعة مستحبة وبدعة مباحة وبدعة مكروهة وبدعة محرمة.
الجواب:
طالما اسمها بدعة والبدعة شيء لا اصل له فكيف بالله عليكم اقسم ما لا اصل له ولا دليل ولا نص له عن الله ورسوله، اما يكفينا قول النبي صلى الله عليه وسلم (كل) (كل) (كل بدعة ضلالة).
وكل: لفظ يدل على التعميم وعليه لا يوجد ما يسمى حسنة واخرى قبيحة فكل البدع قبيحة ولو حسنها من حسنها لان البدع كلها مخالفة للسنن وطريق مخالف لطريق محمد صلى الله عليه وسلم، فالواجب التمسك بالسنة القولية والفعلية والتركية فما فعله صلى الله عليه وسلم نفعله وما تركه نتركه وبذلك نحقق الاتباع الذي امرنا الله به فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد).
وقد رد على العز بن عبد السلام رحمه الله في هذه القضية كل من الشاطبي في الاعتصام (150/ 1) وابن تيمية في الاقتضاء (ص/ 274).
وللحديث بقية وللشبهات برقيات وما زال الحديث مستمرا مع د. محمد وانتظروني في مقالي القادم (الظريف مع الدكتور الشريف).
لفتة:
الصور التي عرضت في الوطن يوم الخميس 2006/ 4/13م ص 25 هي للشيخ صالح اللحيدان وليست للعلامة صالح الفوزان فلذا وجب التنبيه.
alsultan34@hotmail.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/345)
ـ[بويوسف76]ــــــــ[18 - 04 - 06, 03:33 ص]ـ
الشيخ صالح الفوزان للدكتور محمد عبدالغفار الشريف: إذا كنت ترى تحريم الطواف بالقبور فلماذا تسوق الخلاف فيه ليروج بين العوام والجهال؟
ويستمر تفاعل ما طرحه الدكتور محمد عبدالغفار الشريف حول زيارات القبور والطواف فيها واحياء المولد النبوي، وفي هذا الاطار بعث عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان برد الى» الوطن «ردا على ما نشرناه مؤخرا للشيخ الدكتور محمد عبدالغفار الشريف.
وتساءل الفوزان في حديثه الموجه الى د. الشريف: اذا كنت ترى تحريم الطواف بالقبور فلماذا تسوق الخلاف فيه، معتبرا ان الترويج سيكون بين العوام والجهال.
وتساءل الفوزان عن مشروعية احياء الاحتفال بالمولد واين الدليل على ذلك من الكتاب والسنة وعمل الصحابة والتابعين.
وشدد الفوزان على ان تأييد عمل المولد والدفاع عنه هو تعاون على الاثم والعدوان، فمن يدافع عنه مثل من يعمله لا فرق.
وقال الفوزان ان قياس د. الشريف لمن يطوف على بيوت المسؤولين والاغنياء لطلب الحوائج بمن يطوف بالقبور هو قياس مع الفارق الكبير، لأن الميت انقطع عمله مع الموت، والله سبحانه اخبر بأن الاموات لا يقدرون على شيء.
وفيما يلي نص الرد الوارد:
» الرد يكون بالادلة الشرعية لا بالعاطفة وتكرار الأخطاء «
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام من الله على نبيه الامين، نبينا محمد وعلى آله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وبعد: فقد اطلعت في جريدة» الوطن «الكويتية عدد 10850 الصادر يوم الخميس 15 ربيع الاول 1427هـ على رد للاستاذ الدكتور محمد بن عبدالغفار الشريف على الاجوبة الصادرة مني على اسئلة وردت عن شبهات يستدل بها من يقومون الاحتفال البدعي بمناسبة مولد النبي صلى الله عليه وسلم. وقد جاء في هذا الرد عدة مؤاخذات لا يسعني الا بيانها من باب النصيحة لا من باب الانتصار للنفس لأنني كنت اود ان اجد في مرده فائدة انتبه بها على خطأ حصل مني .. لكني مع الاسف لم اجد في ذلك الرد الا ترديدا لما يقال في تبرير اقامة هذه البدعة كل سنة فمما جاء في رده:
1 ـ اعتراضه على ما اجبت به عن ذكر ما يحصل لأبي لهب من مص انملته في النار في مقابل اعتاق لمملوكته ثويبة لما بشرته بولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ان ما ورد في القصة ليس فيه انه يخفف عنه العذاب. انما هو مكافأة له على عتق ثويبة والله سبحانه لا يظلم احدا باضاعة شيء من حسناته. ونظرت بالآية» لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجونكم من دياركم أن تبروهم «وهذه حسنة من ابي لهب جوزي عليها لكنها لم تخلصه من العذاب الاليم. واقول للاستاذ قياسكم لاقامة المولد على ما يحصل لابي لهب في مقابل حسنته في حق الرسول صلى الله عليه وسلم قياس مع الفارق لأن عمل ابي لهب يعد من الاحسان الى الرسول صلى الله عليه وسلم وعملكم بدعة وقد حذركم النبي من البدع فعصيتموه بإقامة هذه البدعة والبدع لا ثياب عليها بل يعذب عليها. وقولكم» هل يكون مثل هذا عبدالله بن جدعان والمطعم بن عدي وحاتم الطائي وغيرهم من محسني العرب المشركين الخ ..
نقول: اولا: هؤلاء لم يحسنوا الى الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: نحن نقف عند ما جاء به النص ولا نزيد عليه. واخيرا نحمد الله حيث لم تجدوا لكم دليلا الا قصة ابي لهب.
2 ـ قول الاستاذ: محمد بن عبدالغفار: لست ممن يقوم بعمل المولد لكنني اردت ان ابين ان جمهور العلماء يرون استحباب عمل المولد ـ اقول عنه.
اولا: نحن نعرف بأن هناك من يرى مشروعيته عمل المولد فلسنا بحاجة الى ان تبين لنا ذلك.
ثانيا: اذا كان هناك من يرى مشروعيته فما هو دليله من كتاب الله أو من سنة رسول الله أو من عمل الصحابة والتابعين والقرون المفضلة. لأن العبرة بالدليل لا بالآراء والاجتهادات والاقوال المخالفة للدليل. قال تعالى» فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير واحسن تأويلا «.
ثالثا: قول الاستاذ: لست ممن يقوم بعمل المولد ـ يقول له: اذا ايدت من يعمله ودافعت عنه فأنت مثل من يعمله لا فرق لأن هذا من التعاون على الاثم والعدوان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/346)
3 ـ ما ذكره الاستاذ محمد بن عبدالغفار من ان هناك من العلماء من يرى ذلك نقول له: ليس قوله في ذلك حجة لأنه مخالف لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:» فإن كل محدثة بدعة .. وكل بدعة ضلالة «والمراد بذلك البدع في الدين ومنها بدعة المولد ولقول النبي صلى الله عليه وسلم» من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد «وفي رواية:» من عمل عملا ليس عليه امرنا فهورد «وكون عمر رضي الله عنه لما جمع الناس على امام واحد في صلاة التراويح كانوا جماعة واحدة خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليالي من رمضان ثم تأخر عنهم بعد ذلك خشية ان تفرض عليهم. فعمر اعاد ما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة التراويح بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فيكون مراد عمر ليس البدعة في الشريعة وانما احيا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ما تركها الناس. جماعة خلف امام واحد.
4 ـ قول الاستاذ محمد بن عبدالغفار وانا شخصيا اختار رأي من قال بحرمة الطواف بالقبور. ولكن هناك من العلماء من قال بكراهة الطواف حول القبر.
الى ان قال: ولكن اذا حصل هذا من بعض العوام فإنا لا نحكم بكفره ولا خروجه من ملة التوحيد ـ نقول للاستاذ: اذا كنت ترى تحريم الطواف بالقبور فلماذا تسوق الخلاف فيه ليروج بين العوام والجهال فيكون هذا من باب التسهيل في شأنه والدعوة غير المباشرة اليه. واما قولك: لا نحكم بكفره ولا خروجه من ملة التوحيد: فنقول عنه هذا ليس على اطلاقه. بل لا بد من التفصيل فمن طاف بالقبر تقربا الى الميت بالطواف واستغاثة به فهذا شرك اكبر يخرج من الملة. لأن الطواف عبادة. قال تعالى» وليطوفوا بالبيت العتيق «فالطواف بالبيت عبادة لله وامتثال لأمره ولذلك يلهج الطائفون بذكر الله ودعائه.
جاء في الاثر:» الطواف بالبيت صلاة «فالطواف عبادة لله ومكانها حول البيت العتيق خاصة واما من طاف بالقبر تقربا الى الله لا يقصد به الميت فهذا العمل بدعة ووسيلة الى الشرك لأنه عبادة في مكان لم يشرع الله الطواف به.
وقياس الاستاذ محمد بن عبدالغفار للطواف بالقبور لطلب الحوائج بالطواف ببيوت المسؤولين والاغنياء لطلب الحوائج فلا يسمى شركا ـ نقول له: هذا قياس مع الفارق الكبير. فإن الذهاب الى بيوت المسؤولين والاغنياء الاحياء لطلب قضاء الحوائج منهم ـ هو طلب ممن يقدر على قضاء حاجة السائل لأنه حي حاضر قادر فيكون مثل قوله تعالى:» فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه «وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم:» والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه «وأما الميت فإنه قد انقطع عمله بالموت فلا يقدر على شيء:» ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم «واذا كان الميت لا يستطيع ان يعمل لنفسه فكيف يعمل لغيره ـ ثم ألست تقول يا استاذ في اول كلامك انك ترى حرمة الطواف بالقبور فلماذا تورد هذا التساؤل البارد وقولك: هل يمتنع ان يخلق الله للاموات قدرات كما خلق للاحياء قدرات. نقول عنه: لا يمتنع على الله شيء فهو لا يعجزه شيء ـ ولكنه سبحانه اخبر ان الاموات لا يقدرون على شيء ـ وانه لا يخلق لهم قدرات قال تعالى:» ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم «. وقال تعالى:» والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير احياء وما يشعرون ايان يبعثون «.
5 ـ اعترض الاستاذ محمد على بياني لقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بدعة احياء المولد النبوي حيث قال الشيخ رحمه الله فيمن يقيمون هذا الاحتفال بدافع محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم:» والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدعة «هذا نص كلامه ـ وقد اعترض الاستاذ فقال واصعب ما في كلام الشيخ ـ يعنيني ـ تفسيره لكلام الامام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم:» ففعل المولد قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه اجر عظيم «اقول قطع الاستاذ كلام الشيخ وتمامه كما في الكتاب المذكور:» ويكون له فيه اجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه للنبي صلى الله عليه وسلم كما قدمته لك «.
ـ اقول: ليس هذا تفسيرا من عندي يا استاذ وانما هو نص كلام الشيخ لكنك تجاهلته أو لم تقرأه. فلذلك وقعت فيما وقعت فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/347)
هذا وما اردت بهذا الرد الا الايضاح والنصيحة للاستاذ محمد وغيره وفق الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه
د. صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
جريدة الوطن الكويتية تاريخ النشر: الثلاثاء 18/ 4/2006
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[18 - 04 - 06, 04:13 ص]ـ
جريدة الوطن يوم الثلاثاء 18/ 4/ 2006 م تنشر ردّ العلامة الفوزان على صوفي الكويت.
مع العلم أن ردَّ الشيخ المنشور بالجريدة وقعت فيه أخطاء مطبعية منهم!
_____________________________
إذا كنت ترى تحريم الطواف بالقبور
فلماذا تسوق الخلاف فيه ليروج بين العوام والجهال؟
.
.. ويستمر تفاعل ما طرحه الدكتور محمد عبدالغفار الشريف حول زيارات القبور والطواف فيها و إحياء المولد النبوي، وفي هذا الإطار بعث عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان بردٍّ الى <الوطن> رداً على ما نشرناه مؤخرا للشيخ الدكتور محمد عبدالغفار الشريف.
وتساءل الفوزان في حديثه الموجه إلى د. الشريف: إذا كنت ترى تحريم الطواف بالقبور فلماذا تسوق الخلاف فيه، معتبرا أن الترويج سيكون بين العوام والجهال.
وتساءل الفوزان عن مشروعية إحياء الاحتفال بالمولد وأين الدليل على ذلك من الكتاب والسنة وعمل الصحابة والتابعين.
وشدد الفوزان على أن تأييد عمل المولد والدفاع عنه هو تعاون على الاثم والعدوان، فمن يدافع عنه مثل من يعمله لا فرق.
وقال الفوزان إن قياس د. الشريف لمن يطوف على بيوت المسؤولين والأغنياء لطلب الحوائج بمن يطوف بالقبور هو قياس مع الفارق الكبير، لأن الميت انقطع عمله مع الموت، والله سبحانه اخبر بأن الأموات لا يقدرون على شيء.
و فيما يلي نصُّ الردِّ الوارد:
» الردُّ يكون بالأدلةِ الشرعيةِ لا بالعاطفة وتكرارِ الأخطاء «
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام من الله على نبيه الامين، نبينا محمد وعلى آله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وبعد:
فقد اطلعت في جريدة <الوطن> الكويتية عدد 10850 الصادر يوم الخميس 15 ربيع الاول 1427هـ على رد للاستاذ الدكتور محمد بن عبدالغفار الشريف على الأجوبة الصادرة مني على أسئلة وردت عن شبهاتٍ يستدل بها من يقيمون الاحتفال البدعي بمناسبة مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد جاء في هذا الردِّ عدةُ مؤاخذات لا يسعني إلا بيانها من باب النصيحة لا من باب الانتصار للنفس؛ لأنني كنت أودُّ أن أجد في ردِّه فائدة أنتبه بها على خطأ حصل مني .. لكني مع الأسف لم أجد في ذلك الرد إلا ترديداً لما يقال في تبرير إقامة هذه البدعة كل سنة فمما جاء في رده:
1 ـ اعتراضه على ما أجبتُ به عن ذكر ما يحصل لأبي لهب من مص أنملته في النار في مقابل إعتاق لمملوكته ثويبة لما بشرته بولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ من أنَّ ما ورد في القصة ليس فيه انه يخفف عنه العذاب.
إنما هو مكافأة له على عتق ثويبة والله سبحانه لا يظلم أحداً بإضاعة شيء من حسناته. ونظرت بالآية ((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجونكم من دياركم أن تبروهم)) وهذه حسنة من أبي لهب جوزي عليها لكنها لم تخلصه من العذاب الأليم.
وأقول للاستاذ قياسكم لإقامة المولد على ما يحصل لأبي لهب في مقابل حسنته في حق الرسول صلى الله عليه وسلم قياسٌ مع الفارق؛ لأن عمل أبي لهب يعدُّ من الإحسان إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعملكم بدعةٌ وقد حذركم النبي من البدع فعصيتموه بإقامة هذه البدعة والبدع لا ثواب عليها بل يعذب عليها.
وقولكم (هل يكون مثل هذا عبدالله بن جدعان والمطعم بن عدي وحاتم الطائي وغيرهم من محسني العرب المشركين .. الخ)
نقول: أولاً: هؤلاء لم يحسنوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: نحن نقف عند ما جاء به النص ولا نزيد عليه.
و أخيراً نحمد الله حيث لم تجدوا لكم دليلاً إلا قصة أبي لهب.!
2 ـ قول الأستاذ: محمد بن عبدالغفار: (لست ممن يقول بعمل المولد لكنني اردت ان ابين ان جمهور العلماء يرون استحباب عمل المولد) ـ
أقول عنه:
أولاً: نحن نعرف بأن هناك من يرى مشروعيته عمل المولد، فلسنا بحاجة الى أن تبيِّن لنا ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/348)
ثانياً: إذا كان هناك من يرى مشروعيته فما هو دليله من كتاب الله أو من سنة رسول الله أو من عمل الصحابة والتابعين والقرون المفضلة.
لأنَّ العبرة بالدليل لا بالآراء والاجتهادات والأقوال المخالفة للدليل.
قال تعالى: ((فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً)).
ثالثاً: قول الأستاذ: (لست ممن يقول بعمل المولد) ـ
نقول له: إذا أيّدت من يعمله ودافعت عنه فأنت مثل من يعمله لا فرق؛ لأنَّ هذا من التعاون على الإثم والعدوان.
3 ـ ما ذكره الاستاذ محمد بن عبدالغفار من أنَّ هناك من العلماء من يرى ذلك.
نقول له: ليس قوله في ذلك حجة؛ لأنه مخالفٌ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (فإنَّ كل محدثة بدعة .. وكل بدعة ضلالة) والمراد بذلك: البدع في الدين ومنها بدعة المولد.
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي رواية: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ)
وكون عمر رضي الله عنه لمّا جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح .. كانوا جماعة واحدة خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليالي من رمضان ثم تأخر عنهم بعد ذلك خشية أن تفرض عليهم.
فعمر أعاد ما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة التراويح بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم.
فيكون مراد عمر ليس البدعة في الشريعة وإنما أحيا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم - بعد ما تركها الناس - جماعةً خلف إمام واحد.
4 ـ قول الاستاذ محمد بن عبدالغفار: (وأنا شخصياً أختار رأي من قال بحرمة الطواف بالقبور. ولكن هناك من العلماء من قال بكراهة الطواف حول القبر).
إلى أن قال: (ولكن إذا حصل هذا من بعض العوام فإنا لا نحكم بكفره ولا خروجه من ملة التوحيد) ـ.
نقول للأستاذ: إذا كنت ترى تحريم الطواف بالقبور فلماذا تسوق الخلاف فيه ليروج بين العوام والجهال فيكون هذا من باب التسهيل في شأنه والدعوة غير المباشرة إليه.؟
وأما قولك: (لا نحكم بكفره ولا خروجه من ملة التوحيد)، فنقول عنه: هذا ليس على إطلاقه. بل لا بد من التفصيل: فمن طاف بالقبر تقرباً إلى الميت بالطواف واستغاثة به فهذا شركٌ أكبر يخرج من الملة.
لأنَّ الطواف عبادة. قال تعالى ((وليطوفوا بالبيت العتيق)) فالطواف بالبيت عبادة لله وامتثال لأمره ولذلك يلهج الطائفون بذكر الله ودعائه.
جاء في الأثر: (الطواف بالبيت صلاة) فالطواف عبادة لله ومكانها حول البيت العتيق خاصة، و أما من طاف بالقبر تقرّباً إلى الله لا يقصد به الميت فهذا العمل بدعةٌ ووسيلةٌ إلى الشرك؛ لأنه عبادة في مكانٍ لم يشرع الله الطواف به.
و قياس الأستاذ محمد بن عبدالغفار: للطواف بالقبور لطلب الحوائج بالطواف ببيوت المسؤولين والأغنياء لطلب الحوائج فلا يسمى شركا ـ
نقول له: هذا قياس مع الفارق الكبير. فإن الذهاب إلى بيوت المسؤولين والأغنياء الأحياء لطلب قضاء الحوائج منهم ـ هو طلبٌ ممن يقدر على قضاء حاجة السائل؛ لأنه حيٌّ حاضرٌ قادرٌ فيكون مثل قوله تعالى: ((فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه)) وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (و الله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه)
وأما الميت فإنه قد انقطع عمله بالموت فلا يقدر على شيء: ((إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم)) وإذا كان الميت لا يستطيع أن يعمل لنفسه فكيف يعمل لغيره ـ
ثم ألستَ تقول يا استاذ في أول كلامك: (إنك ترى حرمة الطواف بالقبور) فلماذا تورد هذا التساؤل البارد!
وقولك: (هل يمتنع أن يخلق الله للأموات قدرات كما خلق للأحياء قدرات.)
نقول عنه: لا يمتنع على الله شيء فهو لا يعجزه شيء، ولكنه سبحانه أخبر أن الأموات لا يقدرون على شيء، و أنه لا يخلق لهم قدرات قال تعالى: ((إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم)). وقال تعالى: ((والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون أموات غير احياء وما يشعرون أيان يبعثون)).
5 ـ اعترض الأستاذ محمد على بياني لقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بدعة إحياء المولد النبوي حيث قال الشيخ رحمه الله فيمن يقيمون هذا الاحتفال بدافع محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم: (والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدعة) هذا نص كلامه ـ
وقد اعترض الاستاذ فقال: (وأصعب ما في كلام الشيخ ـ يعنيني ـ تفسيره لكلام الامام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: ففعل المولد قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه اجر عظيم).
أقول: قطَعَ الاستاذ كلامَ الشيخ، و تمامُهُ كما في الكتاب المذكور: (ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه للنبي صلى الله عليه وسلم).كما قدمته لك
ـ أقول: ليس هذا تفسيراً من عندي يا أستاذ وإنما هو نص كلام الشيخ لكنك تجاهلته أو لم تقرأه. فلذلك وقعتَ فيما وقعتَ فيه.
هذا وما أردت بهذا الرد إلا الإيضاح والنصيحة للأستاذ محمد وغيره وفق الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه
د. صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
تاريخ النشر: الثلاثاء 18/ 4/2006
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=401945&pageId=69
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/349)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[18 - 04 - 06, 01:34 م]ـ
أتيت لأضع ردَّ الشيخ الفوزان فإذا بأخوي أبي يوسف وأبي فالح قد سبقاني:) فالحمد لله
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:14 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الشيخ عبد الله الأثري.
و أرجو أن تكون لديك إضافةٌ تتحفنا بها ...
فمثلك يستفاد منه.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[21 - 04 - 06, 11:27 م]ـ
أصلحك الله أخي أبا فالح فلستُ من تظن
وهذا رد الشيخ فيحان بن سرور حفظه الله نشره اليوم في جريدة الوطن
وقفات مع الدكتور محمد عبدالغفار الشريف
كتب: فيحان بن سرور الجرمان
الحمد لله رب العالمين .. اما بعد .. اطلعت على الحوار الذي اجرته جريدة الرأي العام في يوم الاثنين 2006/ 3/20 م مع الدكتور محمد عبدالغفار الشريف اثر لقاء معه في برنامج «الحياة عبادة» بتلفزيون الكويت يوم الثلاثاء بتاريخ 2006/ 2/28 م.
حيث قال في البرنامج: «يقولون الطواف شرك - اي طواف القبر- واللي ما دري شنو شرك اذا كان الطواف عبادة اللي يطوف حول الكعبة يعني يعبد الكعبة هذا المفروض، ولما يطوف حول القبر يعني يعبد القبر، اذن اللي يطوف حول الكعبة يعبد الكعبة، يقولون هذا مشروع وهذا غير مشروع» ولي معه عدة وقفات:
الوقفة الاولى: اضطراب الفتوى عنده
اجاز الطواف على القبور في برنامج «الحياة عبادة» كما ذكر آنفا.
ثم قال ايضا في جريدة الرأي العام ما يلي:
قال: «اما الطواف في القبور فغير مشروع عند كل علماء المسلمين».
ثم قال ايضا: «ولا نقول ان الطواف بالقبر شرك».
ثم بعد ذلك شبه الطواف حول القبر بالذي يطوف حول الملعب سبعة اشواط لا نقول عنه انه متعبد للملعب!!!!
ثم قال ايضا: «ان العلماء مختلفون هل هو حرام ام مكروه»؟!! قلت: لم يقل احد من اهل العلم بقوله انه مكروه، لان الكراهة في مقابل التحريم يراد بها ما نهى عنه الله ورسوله لا على وجه الالزام: مثل اكل الثوم والبصل، والمكروه يثاب تاركه امتثالا ولا يعاقب فاعله.
فنلاحظ ان الفتوى اضطربت عند الدكتور محمد عبدالغفار في هذه المسألة العقدية الخطيرة الواضحة عند المسلمين فمرة افتى بالجواز، ومرة اكد على جوازه بجواز الطواف حول الملعب، ومرة ذكر الاجماع على عدم مشروعيته عند جميع المسلمين، ومرة قال ان العلماء اختلفوا هل هو مكروه او حرام، ولا اعلم ما سبب هذا الاضطراب هل لانه لم يُحِطْ بعلم التوحيد علما شافيا كافيا؟ او انه التبست عليه عقائد الفرق والملل فلا يستطيع ان يميز الحق من الباطل في هذه المسألة؟ او انه يستنكف ان يقول «الله اعلم» فيما لا يعلم؟ او انه يعتقد بهذه العقيدة، وهي الطواف حول القبور فلا يستطيع ان يظهرها برمتها فيخالف بذلك عقيدة المسلمين؟ او انه يريد بذلك ان يرضي فلاناً من الناس فينال بذلك فيما يظن رضى الجميع لكي يحوز على رئاسة الفتوى؟
الوقفة الثانية: عدم إحاطته في باب من أبواب التوحيد وعدم إدراكه لوسائل الشرك:
فبقوله السابق هتك ستر الشريعة، واقتحم حمى التوحيد، فمن شم رائحة العلم ودرس مبادىء العقيدة وعرف شيئا مما جاء به الرسل، عرف ان الذي قاله الدكتور يجر الى عبادة الاصنام والاوثان، وهذا مناقض لما دل عليه القرآن والسنة, فالتوحيد هو اصل الدين الذي من اجله خلق الله الخلق وبه ارسل الله الرسل، وانزل الكتب، قال تعالى: ((ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة))
وما من رسول الا دعا قومه بان قال: ((اعبدوا الله مالكم من اله غيره)) فدين الاسلام مبني على اصلين:
احدهما: ان نعبد الله وحده لا شريك له، ولو نظرت الى القرآن وتدبرت بما فيه لوجدت ان عامة السور والآيات تقرر هذا الاصل العظيم
الاصل الثاني: ان نعبده بما شرعه من الدين على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى: ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه احدا)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/350)
فالاصل الاول هو التوحيد ونفي الشرك ووسائله, والثاني المتابعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ونفي الابتداع في الدين, فانه اول ما نشأ الشرك وعبادة غير الله كان السبب هو تعظيم القبور، قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه لابي الهياج الاسدي: (الا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله الا ادع تمثالا الا طمسته ولاقبرا مشرفا الا سويته) اخرجه مسلم.
فالرسول - صلى الله عليه وسلم - امر عليا ان يمحو الشرك ويزيل معالمه وهو طمس التماثيل وان يمحو اصله الذي ينشأ منه وهو القبر, فأمره بتسويته ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ن اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ثم صوروا فيه تلك الصور اولئك شرار الخلق عند الله) رواه البخاري ومسلم.
فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد في احاديث كثيرة، وفي هذا حسم لمادة الشرك ووسائله المفضية اليه.
قال تعالى: ((وقالوا لا تذرن آلهتم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد اضلوا كثيراً)). قال ابن عباس رضي الله عنهما: (ان هؤلاء كانوا قوماً صالحين من قوم نوح فلما ماتوا صورهم ثم عكفوا على قبورهم ولم تعبد حتى اذا هلك اولئك ونسي العلم عبدت) رواه البخاري، وهذا كان اول اسباب الشرك في قوم نوح وعبادة الاوثان في الناس بسبب تعظيمهم قبور الصالحين.
الوقفة الثالثة: تلبيس الحق بالباطل
لبس الدكتور على الناس الحق بالباطل حيث قال في جريدة الرأي العام: «وكذلك من يطوف بالملعب سبعة اشواط هل يقول عنه احد انه يعبد الملعب»؟
يا دكتور محمد ما علاقة الطواف حول الملعب في مسألة الطواف حول القبر؟ من يطوف حول الملعب يريد بذلك تقوية جسمه، ومن سار ومشى على الطريق المعبد المخصص للرياضة لا نقول انه سعى كسعي الحج. وهذا لا يختلف عليه عاقلان، ولكن الذي يطوف حول القبر ماذا يريد من وراء ذلك؟ هل ترى انه طواف مجرد من نية؟! من يفعل ذلك فهو مجنون مرفوع عنه القلم، اذ لا يوجد رجل يطوف حول القبر من غير نية؟ او ترى انه يطوف حول القبر من باب تقوية جسمه؟ والعجيب ان الدكتور محمد عبدالغفار لا اعلم هل هو يجهل او يتجاهل ما يقوم به اهل القبور من الشرك والذبح والنذر والدعاء وانواع البدع والتعظيم للمقبور وغير ذلك من انواع العبادات؟
ان كنت تدري فتلك مصيبة .. وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم
الوقفة الرابعة: عدم تمييزه بين القياس الصحيح والقياس الباطل
قال الدكتور محمد عبدالغفار الشريف في برنامج الحياة عبادة: «اذا كان الطواف عبادة - حول القبر - اللي يطوف حول الكعبة يعني يعبد الكعبة هذا المفروض، لما يطوف حول القبر يعبد القبر اذ اللي يطوف حول الكعبة يعبد الكعبة، يقولون هذا مشروع وهذا غير مشروع».
قلت: اللهم نعم يا دكتور نقول هذا مشروع وهذا غيرمشروع، يا من ترى مشروعية الطواف حول القبور وتشنع على من يقول انه غير مشروع وشبهتك وقياسك الفاسد هو هباء وسراب ولله الحمد في اعين الناظرين التي لم تكن فيها رمداً، والمصيبة ان العين الحولاء هي التي ترى الشيء في غير وضعه الصحيح، اما قياس طواف القبر على طواف الكعبة فهذا قياس فاسد والفرق بينهما ظاهر لمن له بصيرة او القى السمع وهو شهيد, فشتان بين من يطوف حول البيت العتيق الذي امر الله عز وجل عباده به، قال تعالى: ((وليطوفوا بالبيت العتيق)) وبين من يطوف حول القبر.
ومما يؤكد فساد هذا النوع من القياس ان لو جارينا الدكتور على هذا فقد يقول قائل، التوجه الى القبر بالسجود جائز وليس عبادة له لان التوجه الى الكعبة بالسجود ليس عبادة للكعبة، وكذلك اذا توجه بالسجود الى ولي او رجل صالح او شيخ فإنه على قياسك الفاسد يجوز وليس عبادة، فما علمت احداً من علماء المسلمين قاله، وهذا من افسد القياس.
الوقفة الخامسة: التدليس في النقل
نقل الدكتور محمد عبدالغفار في الرأي العام عن ابن تيمية قوله: (ومن اعتقد ان الطواف بغيرها - اي الكعبة - مشروع فهو شر ممن يعتقد جواز الصلاة الى غير الكعبة) ثم علق الدكتور على كلمة (شر) بقوله: (ولم يقل - ابن تيمية - انه مشرك او انه يعبد من في القبر).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/351)
قلت: اوهم الدكتور القارئ بأن ابن تيمية يهون من هذه المسألة ولذا لم يذكر حكم ابن تيمية فيمن يعتقد جواز الصلاة الى غير الكعبة في نفس سياق الكلام. قال ابن تيمية: (فمن اتخذ الصخرة اليوم قبلة يصلي اليها فهو كافر مرتد يستتاب فإن تاب والا قتل) مجموع الفتاوى 11/ 27 فكلمة (شر) عند ابن تيمية في هذا السياق تعني ان من يرى مشروعية الطواف حول القبر اعظم كفراً ممن اتخذ الصخرة اليوم قبلة يصلي اليها.
فلا اعلم هل الدكتور تعمد التدليس او نقل له من غير ان يطلع على كلام بن تيمية كاملاً، واحلاهما مر.
الوقفة السادسة: تهوين الشرك ومظاهره
هون الدكتور من الطواف حول القبور ولم يشنع على من يطوف حولها او يحذر, وهون من تكسير الاصنام وازالتها، بقوله في برنامج «الحياة عبادة» ((ان الصحابة لم يكسروا الاصنام)) وبهذا خالف ما اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم علي بن ابي طالب رضي الله عنه من ان لا يترك تمثالاً الا طمسه .. والعجيب ان الدكتور ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه مر على مدائن صالح ولم يكسر اصنامهم ثم قال: (وما زالت اصنامهم موجودة كاملة الى الآن في المملكة العربية السعودية في بعضها اللي تحت -اي التي اسفل- في هذا العصر قام البعض فكسر رؤوسها).
قلت: سبحان الله .. لا ادري من اين جاء بهذا الكلام وكيف تجرأ بالقول ان هذه الاصنام موجودة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم الى زماننا هذا ولم تكسر، والعجيب انه جعل الاصنام التي في مدائن صالح على رفين، اعلى واسفل, الا ان التي في الاسفل قد كسرت رؤوسها، وكأن وجودها بالنسبة له امر لاشيء فيه، وان من قام بتكسيرها في هذا العصر متشدد بدليل انها لم تكسر الا في هذا العصر كما زعم، مع انها ليست موجودة ولقد قمت بالاتصال هاتفيا ببعض الاخوة ممن يسكن بالقرب من مدائن صالح وأنكر وجود اصنام هناك، والذي يلاحظ من لفظ الدكتور كأن مدائن صالح تزدحم بالأصنام!!
وإني استغرب لماذا تطرق اليها الدكتور، ولماذا يحاول ان يثبت وجود الاصنام بهذا الحماس، بل ان الدكتور يتضجر كأن عنده حساسية من كلمة «الشرك» وذلك يتبين من خلال امور منها:
أ- قال: (يقولون الطواف شرك - اي طواف القبر- واللي مادري شنو شرك) كأنه يستنكر اطلاق لفظ «شرك».
ب- الطريقة التي قال بها: (قام البعض فكسر رؤوسها) قالها بأسلوب (الزعلان)، رغم ان كلمة «الشرك» ليست محدثة، بل ذكرها الله في كتابه ورسوله في سنته تحذيرا منها ومن وسائلها، وهذا يضع علامات استفهام كثيرة حول هذا الطرح، حيث ان غلاة التصوف لا يرون ان في الوجود شركاً، وذلك لاعتقادهم بان كل شيء في الوجود هو الله، وان الله حال في كل شيء، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
الوقفة السابعة: تأثير البيئة على الإنسان
قال الدكتور في برنامج الحياة عبادة: «المجتمع له دور في سلوك الإنسان وشخصية الإنسان حتى سلوك الإنسان وشخصية الإنسان تنعكس على آرائه الفقهية» ثم قال «نجد الإمام الشافعي في الحج كل شيء عنده فيه دم دم دم، كفارات بعض المخالفات في النسك لانه قرشي، والقرشي كريم وانعكس في إفتائه».
قلت: وفي ذلك طعن في الإمام الشافعي رحمه الله، حيث ان الامام الشافعي في رأي الدكتور لا يستنبط الاحكام من الكتاب والسنة وانما من بيئته الكريمة، وحاشا الإمام الشافعي ان يفتي بغير علم شرعي، لان الفتوى توقيع عن رب العالمين، قال تعالى: ((ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)).
وهل نفهم من قول الدكتور ان من يجيز الطواف حول القبور ناتج عن بيئته التي يعيش فيها؟ وهل بيئتك يا دكتور انعكست على آرائك وفتاواك في الطواف حول القبور؟؟؟!
لفتة إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
نأمل من وزارة الاوقاف التي هي على ثغر من ثغور الاسلام، وهي الجهة الرسمية المعنية بالدرجة الاولى بالحفاظ على ثوابت الاسلام واصوله الا تقف مكتوفة الايدي امام هذا المحذور الشرعي الخطير.
وان تولي هذا الجانب اهتماما اكبر ضمن برامجها ومواسمها الثقافية.
تاريخ النشر: الجمعة 21/ 4/2006
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[22 - 04 - 06, 12:11 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
بل أنت كريمٌ بالإضافات كما ظننتُك يا أبا عبد الله ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/352)
و لستَ مَن ظننتك ... في ظنّك!
و الفرق واضحٌ لائح (بين من و ما) .. للعيون.
بارك الله فيك.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[22 - 04 - 06, 02:13 م]ـ
أحمد محمد الفهد رجل ينتسب (للسلفية .... العلمية)!!!! ويزعم أنه من خواص طلاب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق كتب مقالة في جريدة الوطن الكويتية أنظروا ماذا يقول ومن باب أنه لا بد أن تذكر محاسن الرجل في ردك عليه كما هو فقه الموازنات المعروف
عذراً شيخي
قبل عشر سنوات بالضبط .. جلست على أول كرسي امام عالم جليل كان يُدرسنا القواعد الفقهية في كلية الدراسات العليا بجامعة الكويت .. وكنت وبعض زملائي نعتقد انذاك، اننا وبحصولنا على الشهادة الجامعية .. قد اصبحنا علماء نوازي بدرجاتنا علم وفهم شيخ الاسلام ابن تيمية!
تواضع هذا العالم الجليل .. ورغبته المستمرة بالعلم والاطلاع .. واعترافه في اكثر من محاضرة بحاجته لمراجعة الكتب العلمية اكثر .. او لمناقشة بعض المشايخ من امثال الشيخ د. عبد المجيد معاز، د. محمد رواس قلعه جي وغيرهما لشرح المادة .. اعادتنا الى احجامنا الطبيعية.
علاقتي به زادت .. وزاد معها اعجابي به، لانه عندما تولى عمادة كلية الشريعة وكنت مقربا منه ـ واعتقد انكم الان عرفتم انني اتكلم عن الاستاذ الدكتور محمد عبد الغفار الشريف ـ كان منصفاً مع الجميع فلا يفرق بين استاذ منتم للتيار السلفي، عن استاذ منتم لتيار الاخوان المسلمين.
تواضع محمد الشريف الجم زاد من اعجابي به .. فقد كان كل يوم بعد ان يُوقع بريده اليومي، وينتهي من مقابلاته ومن اتصالاته .. يذهب لمكاتب الاساتذة ليتفقدهم وليسأل عنهم او ليناقشهم .. او يذهب لمكتبة الكلية ليرى ما الجديد فيها، وما الذي ينقصها من مراجع او دوريات رغم انها تتبع ادارة المكتبات بالجامعة.
وكان كل موظف مهما صغرت درجته .. او طالب بالكلية .. فضلا عن أي استاذ من استاذتها يستطيع الدخول عليه، فلا هو الذي يغلق الباب على نفسه ويفكر بتصريحاته كيف يكتبها، ولا هو الذي يضع الامن عند مدخله، ولا هو المنشغل بالوان البشوت وبالسفرات، وباللجان وبالمقابلات الصحفية، وبكل شيء هامشي وتافه عن الكلية.
ففي عهد محمد الشريف برزت كلية الشريعة على كل الاصعدة .. فاصبح لديها اربعة برامج تقدم شهادة الماجستير للطلاب، وكانت على وشك فتح برنامج يقدم الدكتوراة بالفقه .. وفي عهده كان افضل اساتذة الشريعة في العالم الاسلامي، يُدرسون الطلاب بجامعة الكويت .. وفي عهده كانت المؤتمرات التي تقيمها الكلية تناقش قضايا محلية وعالمية بحضور جماهيري لافت .. وفي عهده اصبحت الشريعة الكلية الاولى في عدد الابحاث العلمية التي قدمها اساتذتها.
وكل ذلك لانه عرف كيف يدير البشر واين يستثمر العقول .. فقد اطلق يد عمدائه المساعدين) واغلبهم من التيار السلفي!! (ولم يقيدهم، حتى اصبح كل واحد منهم عميدا للكلية في مجاله .. فيذهب مساعد العميد للتوجيه والارشاد إلى اجتماعات الجامعة، وهو واثق انه عميد الكلية، وبيده كل الصلاحية لاتخاذ القرار المناسب للكلية .. وكذلك كان الوضع بالنسبة لعميد الابحاث والدراسات العليا.
ورغم تلك الانجازات التي شهد بها الجميع .. ورغم تواصل الشريف مع المجتمع بتقديم التعازي لمعظم مجالس العزاء .. وبحضور المناسبات الاجتماعية المختلفة .. الا انه كان يمنحني ـ وغيري من الطلاب الذين كان لهم شرف اشرافه على رسائلهم ـ الوقت الكافي لمناقشة رسالتي وتصحيحها .. وفي بعض الاحيان كان يتصل بي مساءً، ليقول انه وجد ليً كتبا تتناول تلك النقطة من بحثي، او انه صور بحثا لانه كان يتطرق لتلك القضية من رسالتي.
تذكرت كل ما سبق لان بعض القراء الاعزاء قد اساؤوا فهم مقالتي السابقة، وعنوانها «تحكيم محمد الشريف» والتي تحدثت فيها عن مسابقة فرسان الميدان «اليوليه»، وعن حكمها الذي يشبه الكراني واسمه محمد الشريف ايضاً .. فظنوا او تخيلوا انه استهزاء بشيخي، او اني اشبهه بـ «حكم يولات» ورقصات استعراضية لمقالاته!
نعم قد اختلف مع «شيخي» أ. د. محمد عبد الغفار الشريف في الرأي، وقد اخالفه في بعض الفتاوى التي يفتي بها، وقد لا اتفق مع المقالات والردود التي كتبها، لكنني لا افكر بالاستهزاء به فضلا عن الاستهزاء وكتابة مقاله تستهزىء به .. وهو قد لا يؤيدني فيما اذهب اليه من آراء، او ما اكتب من مقالات، لكنه لم يكن في يوم من الايام يسفه ارائي، او يجبرني على تبني رأيه، فضلا عن العمل به مع انه يعرف انه كان «يمون علي».
فله اقول عذرا شيخي ليس لانني أخطأت بحقكم .. بل لان بعضهم اساء فهم مقالي!
aalfahad@alwatan.com.kw
تاريخ النشر: السبت 22/ 4/2006
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 04:49 ص]ـ
أحمد الله أني كنت قد حفظت هذا الموضوع في جهازي قبل أن يحصل الخلل الفني للملتقى بفترة
وكانت الردود قبل الخلل 95 ردا سأضع ما فُقد منها إن شاء الله قريبا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/353)
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[14 - 08 - 06, 05:11 ص]ـ
أحمد الله أني كنت قد حفظت هذا الموضوع في جهازي قبل أن يحصل الخلل الفني للملتقى بفترة
وكانت الردود قبل الخلل 95 ردا سأضع ما فُقد منها إن شاء الله قريبا
هذه أبيات ارتجلتها الآن .. جاشت بها المشاعر في هذه الساعة الفجرية؛ تقديراً لأخي الفاضل أبي عبدالله حيث استنقذ الموضوع بعد ضياعه (و ليعذرني الأخوة الشعراء على التطفل) .. فجزاه الله خيراً ..
للهِ درُّك من فتى ... خُضتَ المعاركَ ثابتا
فأخذتَ تُهدي جهلَهم ... سيفاً حديداً مصلَتا
تورٌ إذا دكُّوهُ صا ... ر مُدَكتَراً متهافِتا
لو كان يعلم غُمرُهمْ ... أنك منّا؛ ما أتى!
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 03:19 م]ـ
أبا فالح ثمة خبر يفرحك إن شاء الله
راجع الخاص:)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 03:26 م]ـ
#44 02 - 05 - 06, 01:10 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيكم
وهذا رد الشيخ فيصل بن قزار الجاسم نشره في جريدة الوطن وفي مجلة الفرقان:
استدراكات مهمة على كلام الدكتور محمد عبدالغفار الشريف
بقلم فيصل بن قزار الجاسم:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد اطلعت على مقال لفضيلة الدكتور محمد عبدالغفار الشريف (الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف) , يعقب فيه على فضيلة الشيخ العلامة بقية السلف صالح بن فوزان الفوزان (عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية) في رده على بعض كلام للدكتور محمد عبدالغفار.
وقد رأيت أن الدكتور هداه الله إلى سبيل الرشاد قد أتى بأمور خالف بها الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة، بل خالف إجماع العلماء في مسائل خطيرة.
وكان الأحرى بمثل الدكتور ألا يخوض فيها إلا بالعلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة وعمل سلف الأمة.
- تعريف العبادة
خطؤه الكبير في تعريف العبادة، والذي تنشأ عنه التسوية بين الطواف على القبور، وبين الطواف على الملعب أو السعي بين النواب لغرض دنيوي والصيام بغرض التخسيس.
ولا ريب أن الفرق بينهما ظاهر إذ الطواف بالقبر يراد به التقرب والتعبد, إذا كان الطواف إلى القبور فيكون شركاً بالله, وأما إلى الله فيكون بدعة وضلالة من حيث هو تعبد الله بما يشرعه، والمسلمون عندما يطوفون بالبيت الحرام إنما يتعبدون الله بذلك حيث أمرهم به، ولا يتقربون بذلك إلى ذات البيت ويعبدونه، ولو قصد أحد ذلك لكفر، ولذلك قال عمر رضي الله عنه عن الحجر الأسود: (إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع, ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك) أي إنما نفعل ذلك طاعة لله لا لذات الحجر.
- الأمانة في النقل
أما ما نقله عن بعض العلماء مؤكداً أن هناك من العلماء من حكم بالكراهة، فخطأ عمن نقل عنهم، كما نقل عن الحجاوي قوله: (ويكره المبيت عنده - أي القبر - وتجصيصه وتزويقه وتخليقه وتقبيله والطواف به وتبخيره وكتابة الرقاع إليه ودسها في الأنقاب والاستشفاء بالتربة من الأسقام)، فإن المراد بالكراهة هنا التحريم ولا أظنه يخفى على الدكتور ذلك، وأن الكراهة تطلق على الكراهة التحريمية، ولذلك قال البهوتي في كشاف القناع بعد كلام الحجاوي (لأن ذلك كله من البدع) ولا ريب أن البدع محرمة، والحنابلة من أشد الناس في السنة والنهي عن البدعة كما هو معلوم، ويؤكد هذا أن العالم الحنبلي قد يعبر في موضع بلفظ الكراهة وفي موضع آخر بلفظ التحريم، كما فعله الشيخ مرعي الحنبلي حيث عبر في كتاب دليل الطالب كما ذكره الدكتور عنه بلفظ (ويكره)، بينما قال في غاية المنتهى (ويحرم إسراجها وكذا الطواف بها)، وقد نقل ابن النجار الحنبلي في المنتهى الاتفاق على ذلك فقال: (بل يحرم الطواف بغير البيت العتيق اتفاقا) مما يؤكد أن المراد بالكراهة هنا الكراهة التحريمية, والجواب عمن نقل عنهم كالجواب على ما هنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/354)
هذا أمر والأمر الثاني هو قوله باختلاف العلماء في الطواف على القبور بين الحرمة والكراهة، غفلة عظيمة، وخطأ جسيم، إذ تحريم الطواف بغير الكعبة عموماً وبالقبور خصوصاً، مع ما يدل على تحريمه في الشرع، أمر متفق عليه بين العلماء بلا خلاف بينهم، وقد نقل غير واحد من أهل العلم الاتفاق على ذلك، منهم العز بن جماعة في هداية السالك (3/ 1391) حيث قال: (لا يجوز أن يطاف بقبره صلى الله عليه وسلم، ولا ببناءٍ غير الكعبة الشريفة بالاتفاق) وكذا النووي في المجموع (8/ 257): (لا يجوز أن يطاف بقبره صلى الله عليه وسلم .. إلى قوله: هذا هو الصواب الذي عليه العلماء وأطبقوا عليه، ولا يغتر بمخالفة كثير من العوام وفعلهم ذلك، فإن الاقتداء والعمل إنما يكون بالأحاديث الصحيحة وأقوال العلماء، ولا يلتفت إلى محدثات العوام وغيرهم وجهالاتهم)، فإذا كان هذا الاتفاق في الطواف بقبر نبينا صلى الله عليه وسلم فكيف بقبر من هو دونه! وقال ابن النجار الحنبلي في منتهى الإرادات: (بل يحرم الطواف بغير البيت العتيق اتفاقاً) هذا أمر.
والأمر الثالث والأهم أن الحجة في الكتاب والسنة والمرد إليهما عند التنازع لا إلى أقوال العلماء كما قال تعالى: ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)) , وأقوال العلماء يحتج لها ولا يحتج بها.
- فتح باب الوثنية
لعل من أخطر أقوال الدكتور - هداه الله - قوله: (فهل يمتنع أن يخلق الله مثل تلك القدرات للأموات، وهو الذي خلق قدرة النطق والإرادة للجماد كما في حنين الجذع)، وهذا عند التأمل يفتح باب الوثنية على مصراعيه؛ إذ يلزم بناء على كلامه، أن تقبل دعوى من يدعي علم الغيب، وإحياء الموتى، بدعوى أنه لا يمتنع على الله ذلك، وآخر يدعى نفع الشجر والحجر في قضاء حاجات الناس بدعوى أن الله قادر على ذلك حيث أنطق الجماد، وهكذا حتى يكون كل من أراد أن يعبد شيئاً إنساً أو حجراً أو شجراً فله ذلك، بدعوى الدكتور أنه لا يمتنع على الله ذلك وهو القادر على كل شيء فإن قال الدكتور: لا، لا، أبداً لا يجوز طلب الحاجات من الشجر والحجر والجن والملائكة؛ لأن الله نهانا عن ذلك وحكم بكفر من فعله، فنقول كذلك في دعاء الأموات والاستغاثة بهم وسؤالهم الحاجات قد نهانا الله عنه وبين بأنهم لا يسمعون، ولا يجيبون وبأن هذا كفر وشرك قال تعالى: ((والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم، ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم)) فانظر كيف سمى الله دعاء الأموات شركا، وقال ((ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون، وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين))، فسمى الله دعاء الأموات عبادة لهم، و "من" كما هو معلوم للعاقل، مما يبين بأن الآية فيمن دعا الأنبياء والأولياء والجن والملائكة.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 03:39 م]ـ
#45 02 - 05 - 06, 01:22 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا رد كتبه الشيخ يوسف المنديل في جريدة الوطن
أخذوا يمجدون الأشخاص ويذكرون مآثرهم ومالهم من أخلاق ومكانة
الدكتور محمد عبدالغفار الشريف
كتب: يوسف أحمد المنديل
عن عائشة وعبدالله بن عباس رضي الله عنهما قالا: لما نُزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد) يحذر مما صنعوا ...
قال القرطبي: ولهذا بالغ المسلمون في سد الذريعة في قبر النبي صلى الله عليه وسلم فأعلوا حيطان تربته وسدوا المداخل اليها وجعلوها محدقة بقبره صلى الله عليه وسلم ثم خافوا ان يتخذ موضع قبره قبلة, اذ كان مستقبل المصلين, فتصور الصلاة اليه بصورة العبادة, فبنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا على زاوية مثلثة من ناحية الشمال حتى لا يمكنوا احدا من استقبال قبره. اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/355)
قال شيخ الإسلام: فحرم صلى الله عليه وسلم ان تتخذ قبورهم مساجد بقصد الصلوات فيها كما تقصد المساجد وان كان القاصد لذلك انما يقصد عبادة الله وحده لأن ذلك ذريعة الى ان يقصدوا المسجد لأجل صاحب القبر ودعائه والدعاء به والدعاء عنده فنهي رسول الله عن اتخاذ هذا المكان لعبادة الله وحده لئلا يتخذ ذريعة الى الشرك بالله، والفعل اذا كان يفضي إلى مفسدة وليس فيه مصلحة راجحة ينهى عنه كما نهي عن الصلاة في الاوقات الثلاثة لما في ذلك من المفسدة الراجحة وهو التشبه بالمشركين الذي يفضي الى الشرك. اهـ
وقال في موطن آخر: انه نهى عن بناء المساجد على القبور ولعن من فعل ذلك ونهى عن تكبير القبور وتشريفها وأمر بتسويتها ونهى عن الصلاة إليها وعندها وعن ايقاد المصابيح عليها لئلا يكون ذلك ذريعة الى اتخاذها اوثانا وحرم ذلك على من قصد هذا ومن لم يقصده بل قصد خلافه سدا للذريعة. اهـ.
عن عائشة رضي الله عنها قالت لما اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت بعض نسائه كنيسة رأينها بأرض الحبشة يقال لها مارية وكانت ام سلمه وأم حبيبة زوجتاه رضي الله عنهما اتتا ارض الحبشة فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها فرفع رأسه فقال: (أولئك اذا مات منهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ثم صوروا فيه تلك الصور اولئك شرار الخلق عند الله)
يقول ابن القيم: ان فتنة الشرك بالصلاة في القبور ومشابهة عباد الأوثان اعظم بكثير من مفسدة الصلاة بعد العصر والفجر، فإذا نهي عن ذلك اي عن الصلاة بعد هذين الوقتين سدا لذريعة التشبه التي لا تكاد تخطر ببال المصلي فكيف بهذه الذريعة القريبة التي كثيرا ما تدعو صاحبها الى الشرك ودعاء الموتى واستغاثتهم وطلب الحوائج منهم واعتقاد ان الصلاة عند قبورهم افضل منها في المساجد وغير ذلك مما هو محادة ظاهرة لله ورسوله. اهـ
وقال في موطن آخر: فإذا حرم الرب تعالى شيئاً وله طرق ووسائل تفضي اليه فإنه يحرمها ويمنع منها تحقيقا لتحريمه وتثبيتا له ومنعا ان يقرب حماه ولو اباح الوسائل والذرائع المفضية إليه لكان ذلك نقضا للتحريم واغراء للنفوس به وحكمته تعالى وعلمه يأبي ذلك كل الإباء بل سياسة ملوك الدنيا تأبى ذلك فان احدهم اذا منع جنده او رعيته او اهل بيته من شيء ثم اباح لهم الطرق والاساليب والذرائع الموصلة اليه لعد متناقضا ولحصل من رعيته وجنده ضد مقصوده، وكذلك الاطباء اذا ارادوا حسم الداء منعوا صاحبه من الطرق والذرائع الموصلة اليه والا فسد عليهم ما يرومون اصلاحه فما الظن بهذه الشريعة الكاملة التي هي في اعلى درجات الحكمة والمصلحة والكمال ومن تأمل مصادرها ومواردها علم ان الله تعالى ورسوله سدا الذرائع المفضية الى المحارم بان حرمت ونهي عنها والذريعة ما كان وسيلة وطريقا الى الشيء. اهـ
ونختتم بكلام نفيس للصنعائي رحمه الله: بعد سياقه لبعض الاحاديث المبينة لصفات القبور الشرعية وقوله: وهذه الاخبار المعبر فيها باللعن والتشبيه بقوله: (لا تجعلوا قبري وثنا يعبد من دون الله) تفيد التحريم للعمارة والتزيين والتحصيص ووضع الصندوق المزخرف ووضع الستائر على القبر وعلى سمائه والتمسح بجدار القبر او ذلك قد يفضي مع بعد العهد وفشو الجهل الى ما كانت عليه الامم السابقة من عبادة الاوثان فكان في المنع عن ذلك بالكلية قطع لهذه الذريعة المفضية الى الفساد وهو المناسب للحكمة المعتبرة في شرع الاحكام من جلب المصالح ودفع المفاسد سواء كانت بانفسها او باعتبارها ما تفضي اليه. اهـ
كل هذه الاقوال سد لذريعة الشرك وحماية لجناب التوحيد وبيان عظم ومفسدة الطريق الموصل الى المحرم والمحاد لله والتي ضل بها اقوام لم يكونوا على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فلله الحمد والمنة ان بيّن لنا رسول الامة الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ولا يزيغ عنها الا هالك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/356)
ومن المفارقات العجيبة ان جميع الذين كتبوا مؤيدين للدكتور عبدالغفار الشريف فيما قال او الرادين على من انتقده، لم يذكروا في ردودهم وتأييدهم له ادلة من كتاب او سنة او اثر عن السلف، وانما جعلوا يمجدون الاشخاص ويذكرون مآثرهم وما لهم من اخلاق او مكانة مع ان هذا لا يغني عن الحق شيئا اذ جميع من كتب في الرد على الدكتور الشريف لم يطعنوا في خلقه ولا ادبه، وهذا عند التأمل يبين شح العلم عند بعض الناس وعدم الحجة على ما يقولون، ويبين الفرق الكبير بين منهج اهل السنة وهو معرفة الرجال بالحق، لا معرفة الحق بالرجال.
usf999@hotmail.com
تاريخ النشر: الخميس 27/ 4/2006
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 03:51 م]ـ
#46 03 - 05 - 06, 07:14 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا رد آخر للشيخ خالد السلطان نشره في جريدة الوطن
هل الإقرار بالقول الآخر دليل على قبوله أو الاعتراف به؟!
إلا التوحيد يا دكتور
كتب: خالد سلطان السلطان
أعلم يقينا ان العلماء اختلفوا في مسائل الدين، والاختلاف منه المقبول ومنه المردود، كذلك الاختلاف منه التنوع ومنه التضاد وعليه ليس كل خلاف مقبولاً ولا كل قول معتبراً.
إلا التوحيد يا دكتور
حاول البعض هداه الله ممن نجله كالدكتور (عجيل) ان يجعل من قضية الاحتفال بالموالد قضية خلافية والخلاف فيه سائغ، أو الخلاف فيه تنوع، علما بأن المختلفين خلافهم متضاد، الأول يرى الحرمة والبدعية للمولد، والثاني يرى الجواز والكراهة، فشتان بين القولين فلو انطبقت الأرض على السماء لا يستطيع احد أن يجمع بين القولين لشدة تضادهما، علما بأن القول الأول هو الحق والقول الثاني هو الباطل بدليل الكتاب والسنة ولو قال به من قال من العلماء السابقين أو اللاحقين مع كامل الاحترام والتقدير لشخوصهم ولكننا أمرنا بحب الحق أكثر من غيره.
فالعلامة الفوزان يرى القول الأول وهو قول أهل السنة والجماعة.
د. الشريف يرى القول الثاني وهو البدعة والإحداث من اجل ذلك قال العلامة الفوزان (أولا: نحن نعرف بأن هناك من يرى مشروعية عمل المولد فلسنا بحاجة إلى أن تبين لنا ذلك. ثانيا: إذا كان هناك من يرى مشروعيته فما هو دليله من كتاب الله أو من سنة رسول الله أو من عمل الصحابة والتابعين والقرون المفضلة لان العبرة بالدليل لا بالآراء والاجتهادات والأقوال المخالفة للدليل. قال تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا).
إلا التوحيد يا دكتور
حاول د. عجيل أن يجعل من قضيه الطواف حول القبور قضية اتفاق بين العلامة الفوزان ود. الشريف مستدلا بقول كليهما بحرمة الطواف مع إقرارهما بوجود قول آخر بقول بكراهة
فهل الإقرار بالقول الآخر دليل على قبوله أو الاعتراف به! فهذه مشكلة خطيرة ذات آثار اخطر ولكن الجواب على هذا الإشكال هو ما قاله العلامة الفوزان بالفقرة السابقة فليرجع إليها ولتقرأ بتمعن فهو دواء لمن أصيب بمرض جمع آراء الرجال وأقوالهم ولو خالفت صريح النصوص.
إن ذكر القول الثاني في مسألة الطواف حول القبور ليس معناه أبدا انه قول صحيح أو مقبول أو له وجهه إنما الداعي لذكرها أمانة النقل العلمية وإما دلالتها فهي ضعيفة وشاذة ومردودة لمخالفتها لصريح الكتاب والسنة الداعية للتوحد والناهية عن الشرك وأسبابه.
والسؤال: هل يستوي بالله عليكم من يرى بحرمة الشيء وينهى عنه وعن أسبابه وداعية إليه كمن يرى حرمة الشيء ويهون منه وبأسبابه (اللهم لا).
إلا التوحيد يا دكتور
ساق د. عجيل حفظه الله عبارته التالية (من طاف بالقبر بنية العبادة بالمقبور فقد أتى فعلا هو شرك بالله تعالى)
وهذا كلام صحيح لا شك فيه ولكن للأسف هذا الرأي لا يتبناه د. الشريف بل هو لا يرى للشرك وجودا في هذه القضية بدليل قوله (ولا نقول الطواف بالقبر شرك بل العلماء مختلفون هل هو حرام أو مكروه؟).
فلماذا يحاول د. عجيل إلباس د. شريف لباسا لا يحبه وقولاً لا يتبناه ولنقل بكل صراحة هذه عقيدة د. شريف بدليل تكرار هذا القول بالتلفاز وباللقاء الصحفي وبالرسالة العلنية.
إلا التوحيد يا دكتور
اشكر د. عجيل على تذكيره بآداب العالم والمتعلم وبالتنبيه على عدم إقحام طلبة العلم أنفسهم بين العلماء إلا أنني أرى أن هذه القضية ليست قضيه خاصة بل هي قضية عامة ولعلنية رسالة د. عجيل والصحافة فليسمح لنا فضيلة الدكتور أن نطلب من طلبة العلم أن يشاركوا معنا في هذه القضية وليشهد الناس نضح كل إناء بما فيه.
ولكن مع مراعاته الأدب الشرعي في الردود الشرعية فالقضية شرعية وليست شخصية واسمحوا لي أخيرا أن أقول إلا التوحيد يا دكتور.
تاريخ النشر: الاحد 23/ 4/2006
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/357)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 03:57 م]ـ
#47 03 - 05 - 06, 07:39 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا رد للشيخ حمد العثمان نشره في جريدة القبس
التهكم بإسلام أعضاء مجلس الأمة مرفوض
27/ 04/2006
بقلم: د. حمد بن ابراهيم العثمان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لقد تأملت ما اثاره د. محمد عبدالغفار الشريف من شبهات وتشكيكات في العقائد مع ما جرى منه من استهزاء في تعليقاته على مداخلات الجمهور في برنامج 'الحياة عبادة'، ورأيت نصيحة العلامة صالح الفوزان حفظه الله، التي كانت كلمات يسيرة مباركة عليها نور الكتاب والسنة حصل بها المقصود من بيان الحق وكشف التلبيس والتدليس، فأحببت ان اعلق بعض التعليقات لوضع بعض الأمور في نصابها الصحيح، وهي كالآتي:
أولا: العلامة الفوزان قليل الكلام كثير البركة
كلنا لاحظ الكلام الكثير الذي القاه د. محمد عبدالغفار في برنامج 'الحياة عبادة' وكرره واضاف اليه ايضا كثيرا من الشبهات في حلقة تابعة، ثم الكلام الكثير الذي سطره في صفحة كاملة في 'الرأي العام'، وصفحتين كاملتين في 'الوطن'، وأصله بدأ من انحراف في فتياه، واستهزاء بمخالفيه، ثم توسع بعد ذلك في الانتصار لنفسه، واخذ يتناقض ويدلي بما يدل على عدم رسوخه في اهم المهمات وهي توحيد الله تبارك وتعالى، بينما نجد العلامة صالح الفوزان، وفقه الله، تكلم بغير تكلف بكلام يسير اصاب به الحق، ورد فيه الشبهات التي القاها محمد عبدالغفار، وهذا شأن البدعة والسنة منذ ظهور البدع إلى يومنا الحاضر، قال ابن ابي العز الحنفي رحمه الله: 'كلما ابتدع شخص بدعة اتسعوا في جوابها، فلذلك صار كلام المتأخرين كثيرا، قليل البركة، بخلاف كلام المتقدمين فإنه قليل كثير البركة'.
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: 'وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا - مع أنهم أكمل الناس علما نافعا وعملا صالحا - أقل الناس تكلفا، يصدر عن احدهم الكلمة والكلمتان من الحكمة او من المعارف، ما يهدي الله بها امة، وهذا من منن الله على هذه الائمة. وتجد غيرهم يحشون الاوراق من التكلفات والشطحات، ما هو من اعظم الفضول المبتدعة، والاراء المخترعة، لم يكن لهم في ذلك سلف الا رعونات النفوس المتلقاة ممن ساء قصده في الدين'.
ثانيا: استرشد من العلامة الفوزان تواضع وارحل اليه
نصب د. محمد الشريف نفسه في رده على العلامة صالح الفوزان وكأنه نظير له، وان حاول ان يظهر خلاف ذلك من خلال الاسئلة التي طرحها، والكل يعرف الفرق بين مرتبة عالم كبير كالعلامة صالح الفوزان وبين مرتبة د. محمد عبدالغفار كطالب علم، قال ابن عبدالبر، رحمه الله: 'وقالوا: لا تصح المناظرة ويظهر الحق بين المتناظرين حتى يكونا متقاربين او مستويين في مرتبة واحدة من الدين والفهم والعقل والانصاف، والا فهو مراء ومكابرة'.
فتواضع يا د. محمد عبدالغفار، وارحل الى الرياض واحتسب ذلك رحلة في طلب العلم، واجلس بين يدي الشيخ جلوس التلميذ بين يدي العالم، واسأل اسئلة المسترشد، لأنه ظاهر من كلامك، ان كثيرا من الشبه عالقة في ذهنك شوشت عليك علومك، وتحتاج الى عالم صاحب سنة كالعلامة صالح الفوزان يعينك على بلوغ الحق.
ثالثا: التطرف خرج من عباءتك وليس من مجتعات البادية
د. محمد عبدالغفار مارس قلب الحقائق والتدليس على المشاهدين في تحليله لأسباب التطرف، وبيانه لمنشأ الفتاوى المتطرفة، حيث قال ما يلي: 'لاحظ ان هذه الفتاوى لا تخرج الا من مجتمع منغلق يغلب عليه طابع البداوة، وان الفتاوى التي فيها اريحية تخرج من مجتمع متحضر حضاري؟ '.
فحسبي الله ونعم الوكيل، حتى التطرف والوسطية جعلتها 'بدوا - وحضرا' انا لله وانا إليه راجعون.
يا د. محمد عبدالغفار، الدين والفتاوى والعلم، قال الله، قال رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الصحابة هم اولو العرفان و'دين البادية على الفطرة ما افسدته البدع'.
والكل يعرف ان منفذ تفجيرات اوكلاهوما حضري بل واميركي اشقر وعيناه زرقاوان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/358)
والدكتور محمد عبدالغفار هو من جملة من ساهم في احضار رموز التطرف الى بلدنا، ووظف امكانات الدولة في تقديم رموز التطرف لشباب الكويت، والادهى والامر انه صار في الفترة الاخيرة يقدمهم بدعوى تعزيز الوسطية ومحاربة التطرف.
فالدكتور محمد عبدالغفار استضاف د. صلاح الصاوي منظر فكر 'واحد يفجر والآخر يستنكر' لما كان عميدا لكلية الشريعة، والآن لما صار مسؤولا عن لجنة 'تعزيز الوسطية' استضاف هذا الرجل مرة اخرى في مؤتمر 'نحن والآخر'، عنادا لأنه قد توجه النقد اليه في ذلك من قبل، فأبى الا الانتصار لنفسه ولو على سبيل الاضرار بالوطن وامنه، وافساد مناهج وافكار الشباب، واخطر من هذا انه يفرغ الجهود والميزانيات المبذولة من الدولة في نشر التطرف عوضا عن محاربته، وكل هذا باسم محاربة التطرف وتعزيز الوسطية.
ولعلي هنا انقل شيئا من تأصيل الفكر المتطرف لصلاح الصاوي الذي يحرض د. محمد عبدالغفار على استضافته في كل موقع حكومي يشرف عليه.
يقول د. صلاح الصاوي في كتابه 'الثوابت والمتغيرات' (ص257 - 258)، وهو يتحدث عن الاصلاح والتجديد في الحركة الاسلامية ' .. عدم التورط في ادانة الفصائل الاخرى العاملة للاسلام ادانة علنية تحت شعار الغلو والتطرف، مهما تورطت هذه الفصائل في أعمال تبدو منافية للاعتدال، فان كان لابد من حديث للتعليق على بعض هذه الاعمال الفجة، فليبدأ اولا بادانة الارهاب الحكومي في قمع الاسلام، والتنكيل بدعاته، والذي كان من نتائجه الطبيعية هذه الأعمال' الى ان قال: 'ولا يبعد القول بان مصلحة العمل الاسلامي قد تقتضي أن يقوم فريق من رجاله ببعض هذه الأعمال الجهادية، ويظهر النكير عليها آخرون'.
فهؤلاء هم الذين يتحفاهم ويستضيفهم د. محمد عبدالغفار، من أصحاب النفاق الحركي السياسي 'واحد يفجر وواحد يستنكر'، والأدهى والأمر أننا لا نجد له ردا أو نقدا لا في جهاز مرئي ولا في صحافة على هؤلاء المنحرفين، ثم نراه يرسل العنان للسانة وقلمه في اثارة الشبهات وزرع الضغائن.
فهذا برهان واضح ودليل ساطع على ان الرجل يتحرى نصرة نفسه ولا يتحرى الحق.
رابعا: قذف علماء الإسلام الكبار بالزندقة فتنة وشر خطير
من أخطر الأمور واعظمها جرما وخطرا وشرا وفتنة قذف مسلم بالزندقة، فكيف بقذف علماء الاسلام الكبار بالزندقة؟!
فحينئذ يتحتم على العاقل فضلا عمن ينسب نفسه الى الوسطية ان يتحرى غاية التحري انطباق حكم الزندقة على من رمي به، لان جناية ذلك خطيرة، وفيها تشجيع للأغمار من الشباب بالتهاون في اطلاق مثل هذه الاحكام الخطيرة.
فالدكتور محمد عبدالغفار علق في برنامج 'الحياة عبادة' على حديث الفرقة الناجية بقوله: 'حسن بتعدد طرقه، أما زيادة 'كلها في النار الا واحدة'، فمتفقون جماهير المحدثين ان هذه الزيادة ضعيفة، بل الامام محمد بن ابراهيم الوزير في كتابه 'العواصم والقواصم' قال: 'هذه الزيادة ضعيفة باتفاق المحدثين، بل تكلم بكلام اشد من هذا، قال: 'هذا من وضع الزنادقة'
انتهى كلام د. عبدالغفار.
ولي عليه ملاحظات:
- أولا: عبارة ابن الوزير نصها كما يلي: 'لا يؤمن ان تكون من دسيس الملاحدة'، فابن الوزير قال 'ملاحدة'، وعبدالغفار قال 'زنادقة' وكلا الحكمين خطير ظالم بلا ريب، ولا احسب ان د. عبدالغفار قرأ كلام ابن الوزير، لان محقق الكتاب شعيب الارناؤوط انكر عليه في حاشية تحقيقه وبين ردود علماء أهل بلد ابن الوزير من اليمنيين الذين ردوا عليه.
- ثانيا: د. عبدالغفار ليته تثبت ولم يستعجل وهذا هو الورع والدين والعلم، خصوصا اذا اراد رمي راويه بالزندقة، فليته تأمل من روى الحديث بهذه اللفظة، وهل صححها احد من المتقدمين من القرون الأولى قبل ان يتفوه بكلام ابن الوزير في القرن التاسع هجري بهذا الحكم الكبير.
والحديث بهذه اللفظة رواه كبار علماء الاسلام من اولئك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/359)
الامام احمد بن حنبل في مسنده (4/ 102) بلفظ 'كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة'، وأبو داود في سننه (5/ 5 - رقم 4597) بلفظ 'ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة'، وابن ماجه في سننه (2/ 1322 - رقم 3993) بلفظ 'كلها في النار الا واحدة' والحاكم في المستدرك (1/ 128) بلفظ 'كلها في النار إلا واحدة'، وقد صححها جماعة من أهل العلم، قال الحاكم: 'هذه اسانيد تقام بها الحجة في تصحيح هذا الحديث' ووافقه الذهبي، وقال ابن حجر في تخريج الكشاف ص63: 'إسناده حسن'، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة 'إسناده صحيح رجال ثقات'، والدكتور محمد عبدالغفار يقول انه يدرس احياء علوم الدين، فليته قرأ تخريج احاديث احياء علوم الدين للحافظ العراقي حيث صحح هذه اللفظة وقال: 'رواه الترمذي من حديث عبدالله بن عمرو وحسنه، وأبو داود من حديث معاوية، وابن ماجة من حديث أنس وعوف بن مالك، واسانيدها جياد'.
فهل هؤلاء العلماء الكبار وغيرهم زنادقة؟!
والحديث اذا شرح شرحا صحيحيا زال الاشكال، ولعلي اكتب مقالا في ذلك، واكتفي هنا بقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال: 'لا يجعل أحد بمجرد ذنب يذنبه ولا ببدعة ابتدعها ولو دعا الناس اليها كافرا في الباطن، الا اذا كان منافقا، فأما من كان في قلبه الايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم، وما جاء به، وقد غلط في بعض ما تأوله من البدع، فهذا ليس بكافر اصلا، والخوارج كانوا من اظهر الناس بدعة وقتالا للامة وتكفيرا لهم، ولم يكن في الصحابة من يكفرهم لا علي بن ابي طالب ولا غيره، بل حكموا فيهم بحكمهم في المسلمين الظالمين المعتدين' مجموع الفتاوى (7 - 217).
خامسا: مدائن صالح واتباع المتشابه
اخبر الله ان المبتدع ومريض القلب بالشبهات يتبع المتشابه، كما قال تعالى 'فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله'، ود. محمد عبدالغفار اعترض على النصوص المحكمة الواضحة كقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه لأبي الهياج الاسدي: 'ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع قبرا مشرفا الا سويته، ولا تمثالا الا طمسته' رواه مسلم، وكان من اعتراضه التعلق بالمتشابه حيث قال: 'ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بمدائن صالح ولم يكسر الاصنام'، كذا توهم، وفاته ان مدائن صالح بلدة انزل الله بها العذاب، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن دخولها، كما قال عليه الصلاة والسلام: 'لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين، اني اخشى ان يصيبكم مثل ما اصابهم فلا تدخلوا عليهم'، وفي الصحيحين في بعض الروايات ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مر بمنازلهم قنع رأسه وأسرع راحلته، ونهى عن دخول منازلهم.
واذا كان نبيهم صالح عليه السلام ترك هذه المدائن بعد نزول العذاب، فكيف لنا ان ندخلها لنكسر حجارتها، قال تعالى عن صالح عليه السلام: 'فتولى عنهم وقال يا قوم لقد ابلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم، ولكن لا تحبون الناصحين'، قال الحافظ ابن كثير 'إخبار عن صالح عليه السلام انه خاطب قومه بعد هلاكهم، وقد اخذ في الذهاب عن محلتهم الى غيرها' البداية والنهاية (1/ 319).
ومن يثر مثل هذه الشبهات فهو في الحقيقة مضاد لدعوة الرسل جميعا، فهل ارسل الله نوحا بعد ان كان الناس على الفطرة الا لاتخاذ الناس اصناما لهم، مع انهم اولا لم يكونوا يعبدونها، ثم جاء من بعدهم فعبدوها، قال تعالى عنهم 'وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا' فقال الله 'وقد اضلوا كثيرا'.
وكذلك ما يقع من الاصنام في بعض النواحي لا يجوز ان يستدل بها احد لأن الكتاب والسنة حاكمان على اعمال الناس، لا العكس، هذا من جهة، ومن جهة اخرى، فإن الانسان قد لا يحيط بحقيقة التاريخ في كل الازمنة الى يومنا الحاضر، إما لنقص علمه واما لفوات تدوين بعض الحوادث في كتب التاريخ، وهذا صنم ابي الهول في مصر ذكر المقريزي انه في سنة احدى عشرة وسبعمائة نزل امير يعرف ببلاط في نفر من الحجارين والقطاعين وكسروا الصنم، وذكر انه في زمنه ايضا شخص يعرف بالشيخ محمد صائم الدهر من جملة صوفية الخانقاه الصلاحية سعيد السعداء قام في نحو من سنة ثمانين وسبعمائة سار الى الاهرام وشوه وجه ابي الهول وشعثه'. المواعظ والاعتبار (1/ 230).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/360)
سادسا: عبدالغفار افتقد توازنه واضاع البوصلة
د. محمد عبدالغفار يبدو ان رد العلامة صالح الفوزان وقع عليه كالصاعقة فأفقده توازنه، واضاع بسببه البوصلة، ام انه هو كذلك عنده هذا الخلل الكبير في العقيدة والتوحيد .. فقد أبان د. محمد عبدالغفار عن نقص علمه في طروحاته وردوده لدرجة انه اراد التسوية بين المختلفين المفترقين، فصار يشكك في حكم الطواف بالقبور بمحاولة تسويته بمن يأتي اعضاء مجلس الامة لانجاز معاملاته الدنيوية في اروقة الوزارات فقال 'ما رأيكم بمن يسعى بين بيوت النواب والمسؤولين رغبة ورهبة وخوفا ورجاء هل هو مشرك فالدكتور محمد عبدالغفار يبدو انه لا يميز بين العبادات والمعاملات، فإتيان اعضاء مجلس الامة من باب المعاملات يا دكتور فهي معاملات دنيوية محضة، اما الطواف فإنه عبادة يا دكتور لا تكون الا بالكعبة، قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (5/ 413) عند قوله تعالى 'وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ان لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود) (الحج: 6): 'فالطائف به معروف، وهو اخص العبادات عند البيت، فإنه لا يفعل ببقعة من الارض سواها'، فتأمل كلام شيخ المفسرين جيدا، وهو قوله 'فإنه لا يفعل ببقعة من الارض سواها'.
سابعا: تهويل مفضوح
بعد ان بينا فساد اعتراضه على فتيا العلامة الفوزان بمحاولة تشبيهه الطواف بالقبور بإتيان الناس لأعضاء مجلس الامة، أبين تهويله المفضوح في محاولة التأليب على فتوى العلامة الفوزان، فقد قال د. عبدالغفار 'ما رأيكم بمن يسعى بين بيوت النواب والمسؤولين رغبة ورهبة وحبا وخوفا ورجاء هل هو مشرك'، فتأمل ما اراد ان يلصق به العلامة الفوزان من قوله 'مشرك' ليؤجج المشاعر على العلامة الفوزان ويوهم بأسلوب ماكر بأنه ممن يكفر المسلمين، والعلامة الفوزان سلك طريقة الشرع في فتياه، واستعمل الفاظ الكتاب والسنة، فوصف العمل 'بالشرك' لمن تقرب بطوافه للميت ولم يقل ان فاعل ذلك 'مشرك'، وهذا نص فتياه ارجو ان يقرأها الجميع بتجرد حيث قال سماحة العلامة الفوزان حفظه الله 'الطواف حول الكعبة عبادة لله امر بها، وليست عبادة للبيت، واما الطواف بالقبر: فان قصد به عبادة الله فهو بدعة لان الله لم يأمر به، وهو وسيلة من وسائل الشرك، فما ذكره هذا القائل باطل، وان كان المقصود بالطواف حول القبر التقرب الى الميت فهو شرك اكبر'.
فالعلامة الفوزان قال 'شرك' ولم يقل عن فاعله 'مشرك' فهو عالم يعرف كيف يحترز في جوابه، خلافا للدكتور عبدالغفار حيث قال 'مشرك'!
فليس كل من وقعت منه هذه الامور العظيمة يحكم بكفره، فهناك فرق بين وصف العمل بالشرك او الكفر، ووصف العامل، فقد يكون العامل متأولا او ملبسا عليه جاهلا.
قال والدنا العلامة محمد الصالح العثيمين رحمه الله: 'وبناء على هذا يتبين حال كثيرمن المسلمين في بعض الاقطار الاسلامية، الذين يستغيثون بالاموات، وهم لا يعلمون ان هذا حرام، بل قد لبس عليهم ان هذا مما يقرب الى الله، وان هذا امر الله، وهم مقتفون للاسلام، وغيورون عليه، ويعتقدون ان ما يفعلونه من الاسلام، ولم يأت احد ينبههم، فهؤلاء معذورون لا يؤاخذون مؤاخذة المعاند الذي قال له العلماء هذا شرك، فيقول: هذا ما وجدت عليه آبائي واجدادي، فإن حكم هذا الاخير حكم من قال الله تعالى فيهم 'إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون' الشرح الممتع (6/ 194).
واننا لنلحظ سعي اهل البدع في رد السنن، والاحكام الشرعية بدعوى محاربة التطرف، حتى انه لم يبق من سعيهم الا ان يقولوا ان من يقول النياحة على الميت كفر هو متطرف، ثم لعلهم ان يقنعوا الولاة بذلك، وقال قال النبي صلى الله عليه وسلم 'اثنان في امتي هم بهما كفر، النياحة على الميت والطعن في الانساب) فتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم 'كفر' ولم يقل فاعله كافر، لانه كفر عملي.
ثامنا: د. عبدالغفار مشكك غير ناصح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/361)
طالب العلم الناصح المخلص الصادق مع الله يوضح الحق ويرشد إليه ويدفع عنه التلبيسات وضد ذلك من يورد الشبهات والشكوك ويغطي الحق، والدكتورمحمد عبدالغفار في برنامج 'الحياة عبادة' قال: 'اهل الكتاب ما خاطبهم الله ب'كفار' وانما خاطبهم ب'يا أهل الكتاب' يعني عندهم علم سابق'، وهذا لا شك انه جناية على القرآن'، فالله في كتابه العزيز القرآن الكريم اذ ذكر اهل الكتاب نعتهم بالكفر، مباشرة ليعرف حكم الله فيهم، وليعلم الناس ان علمهم غير نافع، وهاتان آياتان على سبيل التذكرة، قال تعالى 'ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها ابدا'، وقال تعالى 'لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة'، واما العلم الذي عندهم والتوراة والانجيل فقد اخبر الله انهم غيروا وحرفوا وبدلوا وكتموا، قال تعالى: 'يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير، قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين'، واما من اثنى الله عليهم من اليهود والنصارى في قوله تعالى: 'ان الذين آمنوا والذين هادوا والصائبين والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر، وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون'، فهم من آمن بنبيه بشريعته غير المبدلة قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، اما بعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم: 'والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة من يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي الا دخل النار) رواه مسلم.
تاسعا: أي صوفية يريد عبدالغفار؟
'الصوفية' اصطلاح حادث لا وجود له في الكتاب والسنة، والواجب على اهل العلم استعمال الاصطلاحات الشرعية كالزهد، فقد جاء في الحديث الذي حسنه بعض اهل العلم: 'ازهد فيما عند الناس يحبك الناس'.
وملازمة الكتاب والسنة والزهد المشروع من الطاعات لا يسمى صوفية، وهنا لا بد من كشف اي صوفية يريد د. محمد عبدالغفار؟!
فهذا الرجل تلميعه لرموز الصوفية الغلاة المبتدعة دال على مراده عافانا الله، فهو يجاهر بمدح رأس الحلولية 'ابن عربي الطائي' وقد فعل ذلك في عام 2001 في مؤتمر بمناسبة اختيار الكويت عاصمة الثقافة العاربية في مقر الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، في مداخلة له واستخف بمن حذره منه، ونعت ابن عربي، بقوله: 'طود عظيم عقلا وثقافة شرعية وان كان كل انسان لا يخلو من الاخطاء'.
وحسبي هنا ان انقل كلام كبار العلماء في ابن عربي ليعرف القارئ الفرق بين احكام د. عبدالغفار واحكام العلماء الكبار الناصحين، فقد قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في ابن عربي: 'له الكتاب المسمى 'بفصوص الحكم' فيه اشياء كثيرة ظاهرها كفر صريح' البداية والنهاية (17/ 253).
وقال الحافظ الذهبي، رحمه الله، فيه: 'ومن أردأ تواليفه كتاب 'الفصوص' فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر، نسأل الله العفو والنجاة' سير اعلام النبلاء (23/ 48).
عاشرا: الاستهزاء بأعضاء مجلس الامة مرفوض
الدكتور محمد الغفار في حواره مع صحيفة 'الرأي العام' بتاريخ 20/ 3/2006 قال لمحاوره 'من تسميهم بالاسلاميين كانوا في يوم من الايام يحرمون عضوية البرلمان - مجلس الامة، ويحرمون دخول الوزارات ويعتبرون ذلك طاغوتا واليوم يتقاتلون على هذين الامرين، وأسألهم بكل صراحة وقد سألت هذا السؤال احد اشد المتحمسين ضد حقوق المرأة، ماذا ستفعلون الآن بعد اقرار الحقوق السياسية للمرأة، هل ستمنعون نسائكم وبناتكم من التصويت، ام انكم تحلونه عاما وتحرمونه عاما' انتهى كلامه.
وهذا غاية في التهكم لا يخفى على عارف بمعنى 'تحلونه عاما وتحرمونه عاما' فهذه آية نزلت في المشركين الذين يغيرون ويؤخرون الاشهر الحرم عن تواريخها الكونية ليرتكبوا المحرمات، واعضاء مجلس الامة ومن هو خارج مجلس الامة لا يعبثون بالمحرمات على هذه الصفة التي رميتهم بها، وانما يستعملون هذه الوسائل من باب قاعدة جلب المصالح ودرء المفاسد وهذا موضع تختلف فيه الانظار، واخواننا اعضاء المجلس قد افتاهم كبار العلماء فهذا الاستخفاف مرفوض تماما.
واشد تهكما منه الاستهزاء بإسلام الناس حيث قال د. عبدالغفار 'من تسميهم اسلاميين'!
حادي عشر: الاستهزاء بالدعاة مرفوض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/362)
الدكتور محمد عبدالغفار في حواره مع جريدة الانباء بتاريخ 26/ 10/2004، استهزأ بأهل الفتيا من الدعاة الذين يظهرون في وسائل الإعلام وقال: 'بعض الدعاة اصبحت تغريهم بهرجة وسائل الاعلام المرئية فأصبحوا يفتون بما يطلبه المشاهدون، وليس ما يوجه المسلمين، مشددا على ان 'هذا خطأ كبير، لاننا لسنا برنامج 'ما يطلبه المستمعون'، ولكننا هنا لنبين دين الله بما يوافق الكتاب والسنة والمصالح العامة المشتركة للناس وإلا لأهلكنا الناس'. فهذه الجناية من د. محمد عبدالغفار .. لكي نعذره على الاقل عليها، تعين عليه ان يذكر فتاوى هؤلاء ويرد عليها من الكتاب والسنة حتى يتبين الناس أنهم ينطبق عليهم قوله فيهم 'يفتون بما يطلبه المشاهدون'، ناهيك ان من المشاهدين من يستطيع ان يعامل د. محمد عبدالغفار من جنس استهزائه، ويقول 'د. محمد عبدالغفار يفتي بما يطلبه أهل الكتاب'.
ثاني عشر: العلامة الفارقة للدكتور محمد عبد الغفار
التقيت بالعميد أ. د. محمد الطبطبائي في كلية الشريعة بعد الضجة التي اثارها د. محمد عبدالغفار في برنامج 'الحياة عبادة'، وسألته عن رأيه في كلام د. عبدالغفار في البرنامج، فأجاب 'بأنه لم يسبق إلى ذلك'.
ونظرا لأن أ. د. الطبطبائي قد عمل معه سويا لسنوات فسألته بعد ذلك سؤالا آخر، وقلت له: ما منهج د. محمد عبدالغفار؟ فأجاب: 'المضادة للسلفيين'، وكفى بالعميد الحالي شاهدا على العميد السابق.
مداخلة د. علي جمعة
لقد تأملت مداخلة د. علي جمعة فوجدتها على أنواع:
نوع هو حيدة عن الموضوع تماما كالحلف بغير الله مع أنه لم يحرر الكلام فيها تحريرا صحيحا، وفي مسائل الوسائل كذلك لم يحررها جيدا.
ونوع: تشقيق وتفريع من التطويل غير المحمود الذي تكلم فيه العلماء مباشرة لظهوره، فصار كمن يسافر من الكويت إلى أوروبا ثم يعود ليذهب الى مكة.
فإنه قد قال: 'وأما الشرك فهو صرف شيء من انواع العبادة لغير الله على الوجه الذي لا ينبغي إلا لله تعالى، حتى لو كان ذلك بغرض التقرب الى الله'.
فنحتاج فقط الى بيان ان الطواف عبادة خاصة بالكعبة ليقع عليها تعريف د. علي جمعة للشرك، ناهيك ان د. علي جمعة قال 'حتى لو كان بغرض التقرب إلى الله'.
قال تعالى 'وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود' (الحج: 26) قال الحافظ بن كثير 'فالطائف به معروف وهو اخص العبادات عند البيت فإنه لا يفعل ببقعة من الارض سواها'، فتأمل قوله 'من أخص العبادات' مع قوله 'فإنه لا يفعل ببقعة من الارض سواها' فينطبق على الطواف بالقبر تعريف د. علي جمعة للشرك تماما.
وكذلك قال الماوردي رحمه الله عن الطواف كما في الحاوي الكبير (4/ 157): 'نسك لا يقع إلا لله عز وجل'، فأفادنا أمرين: الأول: أنه عبادة، الثاني: أنه لا يقع إلا لله عز وجل.
خاتمة: خطاب لوزير الإعلام
وزارة الاوقاف جعلت البرامج الدينية بتلفزيون دولة الكويت حكرا على محبيها بدعوى محاربة التطرف، وهي التي تستضيف دعاة التطرف في مؤتمراتها، شأنها شأن قريش لما بنت الكعبة، جعلت لها بابا لتدخل من تشاء فقط تحت غطاء اللوائح، فنرجو من وزير الاعلام الذي كان له دور بارز في فك احتكار الصحف ان يفك احتكار البرامج الدينية، ونرجو من وزارة الاوقاف ان تمارس شعارها 'نحن والآخر' بصدق، وان تجعل للآخر من طلبة العلم وهم كثيرون نصيبا من البرامج الدينية في تلفزيون حكومة دولة الكويت.
والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 04:00 م]ـ
#48 03 - 05 - 06, 07:47 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا رد للأخ الشيخ أبي قتيبة محمد الراشد نشره في مجلة الفرقان
البداوة لا صلة لها بالفتوى
بقلم: محمد الراشد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/363)
من ضمن ما ذكر د. محمد عبدالغفار الشريف في البرنامج التلفزيوني "الحياة عبادة": (لاحظ أن مثل هذه الفتاوى لا تخرج إلا من مجتمع يغلب عليه طابع البداوة، وأن الفتاوى التي فيها أريحية تخرج من مجتمع متحضر حضاري) وأكتفي برد سماحة الشيخ الوالد صالح الفوزان في رده العلمي عليه وأوضح للقراء الكرام بأن هذه المقولة قد تخرج من أي رجل لا ينتسب لأهل العلم والثقافة، بل تخرج ممن فيهم مغالاة في التعصب والطعن والطائفية.
وهذه المسألة لم تخرج منه عبثاً، بل إن لها معاني ومدلولات وإشارات واضحة في انتقاد دول الجزيرة العربية أصحاب العقيدة الصحيحة.
فقيام د. محمد عبدالغفار الشريف بنشر أفكاره المتشبعة بالصوفية وخرافاتها أصبح مشاهداً لكل الناس، فهو يبث فكره المتصوف عبر التلفاز والصحف والإنترنت وكل وسيلة فاعلة يراها مناسبة أو غير مناسبة لنشر ما يعتقد، ولكن للأسف رغم أخطائه العقدية التي يخرج بها على فترات تعداها الأمر بأن تجرأ على دول الجزيرة العربية فلا أدري لماذا يطعن بهم؟ فهل هذا نتيجة تراكمات من الأحقاد والكراهية والبغضاء؟! ولماذا جعل هذه المسألة مادة للخصومة الفكرية والمناظرة في المجالس والمنتديات والتلفاز والصحف، فماذا يريد من ذلك؟ وإن لم يكونوا هم فمن المقصود؟
إن إشعال النعرة الطائفية بقوله: (مجتمع يغلب عليه طابع البداوة) فعل خطير، وهو وقود لحروب طاحنة عمياء جاهلية، والواجب عليه أن يتحكم بأعصابه وينزع التوتر من نفسه، وأقول له: إن المبالغ في الفخر صاحب جاهلية، والذي يحس بتأخر مقامه لتأخر نسبه، أو يستشعر ضعفاً، أو انتقاصاً هو أيضاً صاحب جاهلية؛ فالفتوى لا صلة لها بالقبيلة أو العائلة ... الخ، بل الفتوى متصلة بميراث الأنبياء وهو العلم الشرعي المأخوذ من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، والعالم التقي صاحب الطاعة يفتي بقدرته العلمية بعد توفيق الله له بالفقه، لا بلونه أو عرقه أو نسبه الذي ليس له فيه اختيار.
فانظر إلى المملكة العربية السعودية مثلاً من دول الجزيرة العربية تجد أن علماءها ومشايخها ودعاتها لا ترفعهم القبيلة أو العائلة، بل يرفعهم الدين والفقه، حكامهم لا صلة قربى بينهم وبين عالم ما، ويتركون عالماً ما من أجل أصله أو بلده، بل لأجل علمه ودفاعه عن التوحيد، فوفقهم الله ورفع قدرهم وقدر كل من دافع عن جناب التوحيد وأصلح الله أحوال المسلمين.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 04:07 م]ـ
#49 04 - 05 - 06, 04:25 AM
أبو فالح عبدالله
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Oct 2005
مكان الإقامة: دولة الكويت
المشاركات: 219
--------------------------------------------------------------------------------
جزاكم الله خيراً ..
و هذا رد كتبه عبد اللطيف سيف العتيقي في جريدة القبس 3/ 5/2006م
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperPublic/ArticlePage.aspx?ArticleID=163025
_______________
إلى الدكتور محمد عبدالغفار مع التحية!
اولا وقبل كل شيء، اود ان اطرح كلمات لابد ان ابوح بها الى الدكتور محمد عبدالغفار الشريف، وهو من الدعاة الذين يدخلون الى القلوب بلا استئذان، فليس من السهولة ان تقول كل شيء ولكن لابد من جسور يتواصل فيها الانسان مع اخيه المسلم حتى يصلوا الى بر الامان وبسلام.
أقول: ان حرية الرأي مكفولة للجميع، ويسعدني بصراحة ان اتنفس جو الحرية من خلال جريدة القبس التي وجدت فيها من نسائم حرية الرأي ما دفعني للكتابة والمشاركة الايجابية في توصيل شحنات من الطاقة الايجابية لكل الدعاة.
الحرية في الاسلام تقوم على اساس من المسؤولية والحساب، يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم 'انه لقول فصل وما هو بالهزل' (سورة الطارق 13 ـ 14) ولعل كثيرا من الناس يظنون ان القاء الكلمة او اعطاء الرأي هو اقل الاعمال جهدا وادناها مشقة ولكن منهاج الله تبارك وتعالى لا يرى الامر هكذا، بل الامر له اسس وقواعد، وان لهما اثرا في الدنيا والآخرة.
وجميع هذه القواعد من سلامة القلب وصدق الايمان وصدق النية والاخلاص والعلم والخبرة ومعرفة المؤمن لحدوده وطاقته كل ذلك هو من اسس الكلمة والرأي، وبلا هذا فهو من خرط القتاد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/364)
في هذه المقدمة اود ان اذكر الدكتور محمد عبدالغفار الشريف بكلمته المدونة في الندوة التي اقيمت تحت اشراف الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية تحت شعار 'ثقافة الامة الوسط' يوم قال كلمته مادحا ابن عربي وقلت فيه بالحرف الواحد 'انك واقف امام طود عظيم عقلا وثقافة وشرعا' .. وانت يا دكتور تعلم علم اليقين من هو ابن عربي صاحب كتاب 'فصوص الحكم' امام من أئمة الكفر والضلال وقد جمع ابن عربي في كتابه اعظم الكفر الذي عرفته البشرية في كل عصورها، والذي يتمحور حول 'وحدة الوجود' وان كل الموجودات القائمة في السماء والارض والجن والانس والملائكة والحيوان والنبات ما هي الا الله وان هذه الموجودات هي عين وجوده وانه لا يوجد خالق ومخلوق ولا رب ولا عبد بل الخالق هو عين المخلوق والعبد هو عين الرب والرب هو عين العبد تعالى الله عما يقول هذا القائل وامثاله علوا كبيرا، ولقد اسهب ابن عربي من الوان الكفر في كتابه ما لا يمكن تدوينه في هذه المقالة، الا لمن احب ان يتطلع اليه في كتاب ابن تيمية.
ولقد رد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله على هذه الترهات الكفرية 'واقوال هؤلاء شر من اقوال اليهود والنصارى، فيها من التناقض كله من الكفر باطنا وظاهرا باجماع كل مسلم، ومن شك في كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الاسلام فهو كافر كمن يشك في كفر اليهود والنصارى' (كتاب الفتاوى لابن تيمية 2/ 368) وقال شيخ الاسلام 'ولا يتصور ان يثني على هؤلاء الا كافر ملحد او جاهل ضال' (الفتاوى 2/ 367). (انتهى)
ان المسلم المدرك لتعاليم الاسلام يتدبر ايات الله الكريمة في كتابه العزيز واحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، يقول الحق تبارك وتعالى 'ولا تقف ما ليس لك به علم، ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا' (سورة الاسراء 36).
فعمل العلماء مرتبط بعقيدتهم وايمانهم بالله تعالى واليوم الآخر والخوف من عذاب الله والرجاء في رحمة الله.
يجب ان نبحث في اعماق واقعنا واعماق انفسنا عن اسباب الوهن ومظاهر الخلل ليكون هذا هو اول طريق الى النجاة وليكون العلاج هو الخطوة الممتدة على الدرب، خطوة لا تعطل خطوة اخرى ولكن تدعمها وتقومها.
وللاسف الشديد هناك دعاة ينفرون الناس من طرق اساليبهم ومنهجهم في الدعوة الاسلامية ويعطون حجم الاخطاء والنقد ما لا يحتمل النص، وليكن شعارنا قوله تعالى 'ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن' .. صدق الله العظيم.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 04:12 م]ـ
#50 05 - 05 - 06, 01:06 AM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا رد الشيخ عدنان بن عبدالقادر نشره في جريدة القبس
لا تفت بما يخالف إجماع العلماء ولا تجعل تشريع العباد كتشريع الله
17/ 03/2006
بقلم: عدنان عبدالقادر
كانت صدمة لمشاهدي الفضائية ان يطل عليهم د. عبدالغفار الأمين العام لأمانة الوقف ويطلق الفتوى، مما يفهم منه اباحة الطواف بالقبور، وبنوع من الازدراء للسائل الذي ربما سمع تحريم الطواف بالقبور من شريطِِ الخ؟!
وكان المتوقع في مقامه أمينا عاما، وقد كان عميد كلية الشريعة، وكان احد مفتي لجنة الفتوى ان يتقبل كلام السائل وينقل الرأي المخالف ويعلم المشاهدين كيف يتعامل مع الرأي المخالفِ هذا اذا كان الرأي المخالف مرجوحا فكيف اذا كان راجحا بل ومتفقا عليه بين العلماء بل مجمعا عليهِ فان لم يكن د. عبدالغفار قد راجع المسألة فلا مانع من ان يؤجل السؤال حتى يراجع المسألة، اما وان يفتي بما يخالف اتفاق العلماء واجماعهم وهو في هذا المقامِِ مع الازدراء، فهنا يأتي العتاب لفضيلته.
واليك اتفاق العلماء من المذاهب الاربعة في مسألة الطواف بالقبور:
من محدثات العوام وجهالاتهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/365)
قال الامام النووي في مناسك الحج (2/ 68): 'لا يجوز ان يطاف بقبره صلى الله عليه وسلم، ويكره الصاق البطن والظهر بجدران القبر، قاله الحليمي وغيره، ويكره مسحه باليد وتقبيله، بل الأدب ان يبتعد عنهِِ هذا هو الصواب، وهو الذي قاله العلماء واطبقوا عليه، وينبغي ان لا يغتر بكثير من العوام في مخالفتهم ذلك، فان الاقتداء والعمل انما يكون باقوال العلماء ولا يلفت الى محدثات العوام وجهالاتهم، ولقد احسن السيد الجليل ابو علي الفضيل بن عياض في قوله ما معناه: اتبع طريق الهدى ولا يضرك قله السالكين، واياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين، ومن خطر بباله ان المسح باليد ونحوه ابلغ في البركة، فهو من جهله وغفلته، لان البركة انما هي فيما وافق الشرع واقوال العلماء، وكيف يبتغى الفضل في مخالفة الصواب؟ ' انتهى.
من الكبائر
قال ابن حجر الهيتمي في الزواجر (1/ 148): 'الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون: اتخاذ القبور مساجد وايقاد السرج عليها واتخاذها أوثانا والطواف بها واستلامها والصلاة اليهاِ روى مسلم: 'ألا وان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم مساجد فاني انهاكم عن ذلك'ِ ولأحمد: 'ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء، والذين يتخذون القبور مساجد'ِ وروى الشيخان وأبو داود: 'قاتل الله اليهود اتخذوا قبور انبيائهم مساجد'ِ واحمد عن اسامة وأحمد، والشيخان والنسائي عن عائشة وابن عباس ومسلم عن أبي هريرة: 'لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد'ِ تنبيه: عد هذه الستة من الكبائر، وقع في كلام بعض الشافعية وكأنه اخذ ذلك مما ذكرته من هذه الأحاديث'.
ذريعة إلى الشرك
قال ابن حجر الهيتمي في الزواجر (1/ 149) 'واما اتخاذها اوثانا فجاء النهي عنه بقوله صلى الله عليه وسلم،: 'لا تتخذوا قبري وثنا يعبد بعدي' اي لا تعظموه تعظيم غيركم لاوثانهم بالسجود لها ونحوه، فإن اراد ذلك الامام بقوله: 'واتخاذها اوثانا' هذا المعنى اتجه ما قاله من ان ذلك كبيرة بل كفر بشرطه، وان اراد ان مطلق التعظيم الذي لم يؤذن فيه كبيرة ففيه بعد، نعم قال بعض الحنابلة: قصد الرجل الصلاة عند القبر متبركا بها عين المحادة لله ورسوله، وابتداع دين لم يأذن به الله للنهي عنها ثم اجماعا فإن اعظم المحرمات واسباب الشرك الصلاة عندها واتخاذها مساجد او بناؤها عليها، وتجب ازالة كل قنديل او سراج على قبر ولا يصح وقفه ونذره انتهى، وان يقصد بالصلاة اليه والصلاة عليه التبرك به والاعظام، وكون هذا الفعل كبيرة ظاهرة من الاحاديث المذكورة لما علمت كأنه يقاس على ذلك كل تعظيم للقبر كإيقاد السرج عليه تعظيما له وتبركا به والطواف به كذلك وهو آخذ غير بعيد.
سبب عبادة الجاهلية للاصنام
جاء في كتاب الابداع للشيخ الازهري علي محفوظ رحمه الله تعالى (191): 'ومن البدع السيئة الطواف حول الاضرحة فإنه لم يعهد عبادة الا بالبيت وكذا لم يشرع التقبيل والاستلام الا للحجر الاسود 'قال في المدخل' فترى من لا علم عنه يطوف بالقبر الشريف كما يطوف بالكعبة الحرام ويتمسح به ويقبله ويلقون عليه مناديلهم وثيابهم ويقصدون به التبرك وذلك كله من البدع لان التبرك انما هو بالاتباع له عليه الصلاة والسلام وما كان سبب عبادة الجاهلية للاصنام الا من هذا الباب'.
قال السيوطي في كتابه الامر بالاتباع والنهي عن الابتداع (185): 'ومما ابتدع في الحج امور منها: افتتان الناس بجبل عرفات، ومن البدع طوافهم بالقبر الشريف ولا يحل ذلك وكذلك الصاقهم بطونهم وظهورهم بجدار القبر وتقبيلهم اياه وبالصندوق الذي عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم، ومسحه باليد وكل ذلك منهي عنه'.
هذا وتحريم الطواف بالقبور ورأسها القبر الشريف قول جميع المذاهب من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة:
قال ابن الحاج المالكي في المدخل (1/ 262/263) 'فينبه العالم غيره على ذلك ويحذرهم من تلك البدع التي احدثت هناك، فترى من لا علم له عنده يطوف بالقبر الشريف، كما يطوف بالكعبة الحرام ويتمسح به ويقبله ويلقون عليه مناديلهم وثيابهم يقصدون به التبرك وذلك كله من البدع لان التبرك انما يكون بالاتباع له عليه الصلاة والسلام وما كان سبب عبادة الجاهلية للاصنام الا من هذا الباب'.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/366)
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الزيارة الشرعية:477 'وقد حدث من بعض المتأخرين في ذلك بدع لم يستحبها احد من الائمة الاربعة كسؤال الاستغفارِ وزاد بعض جهال العامة ما هو محرم او كفر باجماع المسلمين كالسجود للحجرة والطواف بها وامثال ذلك مما ليس هذا موضعه.
وجاء في تيسير العزيز الحميد (708): 'فمن المفاسد اتخاذها اعيادا، والصلاة اليها، والطواف بها، وتقبيلها، واستلامها، وتعفير الخدود على ترابها.
يطلب من الميت الحاجات، ويسأل من تفريج الكربات، واغاثة اللهفات، واغناء ذوي الفاقات، ومعافاة ذوي العاهات والبليات، ثم انثنوا بعد ذلك حول القبر طائفين، تشبيها له بالبيت الحرام الذي جعله الله مباركا وهدى للعالمين، ثم اخذوا في التقبيل والاستلامِ ارأيت الحجر الاسود وما يفعل به وفد البيت الحرام؟ '.
والسفر الى القبر وشد الرحال اليه ثم الطواف به يجعله حجا وقبلة اخرى.
قال ابن عبدالهادي في الصارم (289 - 290): 'شد الرحال اليه لاجل تعظيمه يتضمن جعل القبر منسكا يحج اليه كما يحج الى البيت العتيق كما يفعله عباد القبور ولا سيما فانهم يأتون عنده بنظير ما يأتي به الحاج من الوقوف والدعاء والتضرع، وكثير منهم يطوف بالقبر ويستلمه ويقبله ويمسح عليه، فلم يبق عليه من اعمال المناسك الا الحلق والنحر ورمي الجمار فايجاب الوسيلة الى هذا المحذور او استحبابها من اعظم الامور منافاة لما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
خاتمة
لذا كان من المتوقع من فضيلته ان يثني على السائلة لحرصها على محاربة البدع وانكار المنكرات ولكن يوجهها انه من قصد بطوافه التعبد لصاحب القبر فهو مشرك بالله تعالىِ ومن قصد بطوافه التبرك بصاحب القبر فهو بدعة محرمة ومنكر عظيم ووسيلة للوقوع في الشرك، لا ان يستهجن قولها وكأنه ينتصر لمن اجاز الطواف بالقبور ثم استدل فضيلته لذلك بالطواف بالكعبة فجعل تشريع العباد كتشريع الله تعالى!!
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 04:23 م]ـ
#51 05 - 05 - 06, 01:15 AM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا رد للشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني نشره في جريدة القبس
أصول الدين ثابتة
01/ 05/2006
أثلجت الردود الصريحة الواضحة على د. عبد الغفار الشريف صدور الموحدين بدءا من العلامة صالح الفوزان والشيخ عبدالرحمن عبدالخالق ورد الشيخ فيصل القزار والشيخ فيحان الجرمان، والزميل خالد السلطان الى آخرهم، رد الشيخ حمد العثمان في 'القبس' (27/ 4/2006)، ورد الشيخ احمد شمس الدين في الوطن (28/ 4/2006)، وغيرهم ممن لم أذكر من المشايخ المعتبرين بالعلم والهدى، والتقى، وهم كثر، فقد كانت ردودهم عن طريق الدرس والخطابة. واظن ان هناك كذلك كما هائلا في الكويت والخليج وديار العرب لم يركز الاعلام عليهم ..
ان ما خاض به د. عبدالغفار لم يكن في قضية فرعية من الدين تحتمل الخطأ والصواب والتأويل من عدمه، ولكنه خاض في قضية من اصول الديانة التي قعدت لها القواعد واتفق اهل العلم المعتبرون عليها، ولا خلاف عندهم في ذلك ولا تردد ..
وزلة الشريف العقدية الشنيعة هذه كشفت بما يعتقد ويعتقد الكثير من جماعة الاخوان المسلمين من الذين تربوا على ذلك، اي ان دراسة العقيدة في مناهجهم امرها ثانوي، وليست من اساسيات دعوتهم، وذلك منذ زمن اي امر التثقيف، لأن رؤيتهم في ذلك ان الناس لا يجتمعون عليها وهذه مما تعكر مسيرة الدعوة وتؤخرها، فالمقدم عندهم في منهجهم التجميع ثم التثقيف .. فلهذا سقط هذا وغيره من كبارهم! عموما ليس هذا هو المراد من موضوعي، وانما اردت ان اشكر صحيفة القبس، واقول ذلك نيابة عن قاعدة عريضة كبيرة من السلفيين لفسحها المجال للشيخ حمد العثمان، وفي صفحة كاملة، لرده المفحم الذي تابع فيه كل اقوال وتصريحات وردود د. عبدالغفار وبيان زلاته.
هنيئا لأخينا الشيخ حمد العثمان رده المفحم الذي تمثل في النقاط التالية:
- العلامة الفوزان قليل الكلام كثير البركة.
- استرشد من العلامة الفوزان التواضع وارحل اليه.
- التطرف خرج من عباءتك وليس من مجتمعات البادية.
- مدائن صالح واتباع المتشابه.
- عبدالغفار فقد توازنه واضاع البوصلة.
- تهويله المفضوح.
- د عبدالغفار مشكك غير ناصح.
- اي صوفية يريد عبدالغفار؟
- الاستهزاء بأعضاء مجلس الامة مرفوض.
- الاستهزاء بالدعاة مرفوض.
- العلامة الفارقة للدكتور محمد عبدالغفار.
بعد هذا الرد الواضح والبرهان الساطع والردود الصريحة الاخرى، ماذا يقول علماء الاخوان في صاحبهم؟ اذ لم نسمع منهم شيئا، وانما قرأنا من يساوي علم د. عبدالغفار بالعلامة صالح الفوزان، وهو يعد واحدا من احفاده وتلميذا من تلاميذه، بل ان شيوخه في السعودية الذين درسوه لم يقولوا نحن اقران العلامة الفوزان او نتساوى معه في العلم، اما الآخرون من شباب الاخوان الذين يكتبون في الصحافة، فقد عدوا سقطة د. عبدالغفار من المعفو عنها، وكأنها خطأ او تأويل من التأويلات الفقهية التي تحتمل هذا، وذاك، ونسوا ان موافقتهم لزميلهم في التنظيم زلة في العقيدة لا بد من التوبة منها وطلب المغفرة من الله العظيم، والا فكارثة كبرى ان كانوا مثله فيما اعتقد .. وهذا ما بينته في مقدمتي ان امر العقيدة ليس بذاك في هذا التنظيم ليس من اليوم، وانما منذ عرفناهم من عقود .. اللهم احفظ المسلمين من افكار هذا الحزب المميعة للدين واصوله في الايام القادمة، فهذا الحزب كلما ارتفع واتسع اعتدى وافسد. اللهم نعوذ بك من شرور هذه الفتنة .. والله المستعان.
shaibani@makhtutat.org
محمد بن ابراهيم الشيباني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/367)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 04:27 م]ـ
#52 06 - 05 - 06, 05:56 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا رد الشيخ ناصر شمس الدين نشره في جريدة الوطن
الاحتجاج باحتفال بعض متأخري القرن الخامس الهجري وما بعده بالمولد الشريف لا يجوز فأفضل القرون السابقة لم تحتفل به
لا تزال آراء د. محمد عبدالغفار الشريف بخصوص الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تستقطب الانطباعات والمداخلات والآراء الفقهية، لعلمائنا المتخصصين، ولا تزال «الوطن» حرصا منها على جلاء الحقيقة أمام القارىء بخصوص احدى قضايا المسلمين الخلافية، تنشر هذه الآراء توضيحا لوجهات النظر، واعلاء لقيمة الحوار العلمي الهادف، وبيان دقة المسلمين في التعامل مع قضاياهم استنادا لادلة شرعية، وأحكام صادقة.
وفيما يلي نص ردود الشيخ ناصر شمس الدين أحد الاعلام من أهل السنة:
ذكر فضيلة د. محمد عبد الغفار الشريف بعض الادلة التي يستدل بها على جواز الاحتفال بالمولد النبوي فأحببت استعراضها وذكر الاجابة عنها.
1 - ثويبة:
روى البخاري عن عروة بن الزبير (التابعي) قال: ثويبة مولاة لأبي لهب كان ابو لهب اعتقها فارضعت النبي صلى الله عليه وسلم فلما مات ابو لهب أُريَه بعض اهله بشر حيبة (حوبة ومسكنة وحاجة). قال له: ماذا لقيت؟ قال ابو لهب: لم ألق بعدكم (خيرا)، غير اني سقيت في هذه (وهي نقرة تحت ابهامه) بعتاقتي ثويبة (أي بعتقي لها).
الجواب:
وقد كفانا الحافظ ابن حجر الرد فقال:
أ ـ هذا الخبر مرسل ارسله عروة، اهـ فهي رواية ضعيفة لا يحتج بها.
(وأهل هذا الفن يعرفون ان هذه الرواية ليست على شرط البخاري).
ب ـ هذه القصة رؤيا منام ولا حجة فيها. ا هـ.
جـ ـ لعل الذي رآها لم يكن اذ ذاك اسلم بعد فلا يحتج به. ا هـ كلام ابن حجر، فكيف يحتج برؤيا الكافر، ولو كان مسلما فلا يحتج بالرؤى ولا تجعل دينا.
د ـ زيادة على ذلك انه مخالف للآيات، من ذلك قول الله تعالى: (وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا). اما ما ورد من التخفيف عن ابي طالب في عذاب النار فليس بسبب عمله، وانما بسبب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيه وعن حصيلة اعماله كلها «ولولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار» رواه البخاري.
هـ ـ ثم ما علاقة ذلك بالاحتفال بالمولد النبوي؟!
2 - رواية السهيلي:
قال السهيلي المتوفى في القرن السادس الهجري:
«قال العباس: لما مات ابو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال، فقال: ما لقيت بعدكم راحة. الا ان العذاب يخفف عني كل يوم اثنين، قال: وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين، وكانت ثويبة بشرت ابا لهب بمولده فأعتقها». ا هـ.
الجواب:
هذه الرواية بذكر تخفيف العذاب يوم الإثنين لا اصل لها من الصحة، فلا سند لها، فهي ضعيفة مردودة.
وبين السهيلي وبين العباس رضي الله عنه مفاوز من الرواة المبهمين، فكيف يحتج بها على حكم شرعي.
2 ـ ثم لا علاقة لها بالاحتفال السنوي يوم الثاني عشر من ربيع الاول، وانما علقها بيوم الاثنين، وفرق بين العبادة الاسبوعية والسنوية.
3 - هو قول لبعض العلماء:
اما الاحتجاج على جواز الاحتفال بالمولد ان بعض المتأخرين من القرن الخامس الهجري وما بعده قالوا به كابن حجر والسخاوي وابي شامة.
فالجواب:
1 ـ اذا كان هؤلاء قالوا به فهناك من هم أعلى منهم قدرا ورتبة ممن أهمل المولد ولم يفعله واولهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يترك بابا من ابواب الخير يعلمه الا واخبرنا به وحثنا عليه. واين هؤلاء من ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، واين هؤلاء من العشرة المبشرين بالجنة، ومن فقهاء الصحابة وسائرهم.
واين هؤلاء من التابعين كسعيد بن المسيب وابن جبير ونافع وعطاء وفقهاء المدينة والعراق والشام، وأين هؤلاء من الأئمة الاربعة ابي حنيفة ومالك والشافعي واحمد.
وأين هم من البخاري ومسلم والنسائي وابي داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم حتى جاء من بعدهم فانتبهوا لهذه القربة التي فاتت أئمة الهدى؟!
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشوا الكذب» رواه البخاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/368)
فقربة الاحتفال بالمولد النبوي فاتت خير القرون؟!
لاسيما اذا علمنا ان اول من ابتدعها الحكام العبيدون الذين عاثوا فسادا في شمال افريقيا ومصر، ثم اخذها منهم احد الزهاد المسلمين.
4 - هل كل قول لعالم حجة يحتج بها؟
هل كل قول لعالم هو حجة؟!
هذا ابن عباس يرى جواز الصرف وهو ربا الفضل، ويرى جواز زواج المتعة، واجاز اكل الحمر الاهلية. هل يعتد بهذه الآراء؟! وهذا زيد بن ثابت يرى بيع العينة وامير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يرى عدم جواز التيمم لمن احتلم فأصبح جنبا ولم يجد ماء، وغير ذلك من الاقوال المعروفة للصحابة الجهابذة وكذا غيرهم من العلماء كمن يرى جواز نبيذ الشعير والتمر الذي اشتد، وفيهم من يرى جواز اتيان النساء من ادبارهن. فالمقرر انه ليس كل قول لعالم يعتبر حجة.
5 - قياسا على يوم الاثنين:
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الاثنين فقال صلى الله عليه وسلم: «ذاك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه» فاذا جاز صوم يوم الاثنين لولادة النبي صلى الله عليه وسلم فيه، قياسا عليه جاز حينئذ الاحتفال بيوم مولده سنويا.
الجواب:
اولاً: لصحة القياس لابد وان تتوفر العلة في المقيس وهو الفرع. اما العلة فهي التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم وهي علة مركبة من ثلاثة اجزاء:
الأول: من أجل انه أنزل عليه فيه. اي بدأ نزول الوحي يوم الاثنين، والجزء الثاني: انه يوم ولد فيه، والثالث: انه يوم اسبوعي حيث سئل عن صوم يوم الاثنين. هذه الاجزاء الثلاثة اذا توفر جزء منها ولم يتوفر الجزءان الآخران فلا تعتبر العلة قد توفرت ويعتبر القياس باطلا، كالقصاص من القاتل، فيقتص منه اذا قتل مسلما عمداً عدوانا فهذه علة مركبة فلو قتل مسلما خطأ لا يجوز القصاص منه، لتوفر جزء من العلة ولم تتوفر العلة بأكملها، وكذا لو قتل كافراً حربياً (محارباً) عمداً عدواناً فلا يجوز القصاص لأنه ليس مسلماً.
فيقال حينئذ: هل بدأ نزول الوحي في الثاني عشر من ربيع الأول؟ والجواب: لا. اذ بدأ نزول الوحي ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان. فلم يتوفر الجزء الأول من العلة. فلم تتوفر العلة المركبة، فلا يجوز القياس فيعتبر القياس باطلا.
ثانياً: هل صح انه ولد يوم الثاني عشر من ربيع الأول، ام انه مجرد اقوال لا سند صحيح لها، وانما روايات ضعيفة.
ثالثاً: الجزء الثالث من العلة هو اليوم الأسبوعي فالنبي صلى الله عليه وسلم جعلها عبادة أسبوعية، فكيف نجعل العبادة سنوية قياسا على الأسبوعية فنحتفل يوم الثاني عشر من ربيع الأول وان لم يوافق يوم الاثنين؟! اذ ان انشاء عبادات سنوية قياساً على الأسبوعية والشهرية وعبادات أسبوعية قياسا على السنوية وعبادات شهرية قياساً على السنوية يسبب فوضى في الدين والعبادات.
مثاله: من المعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في اليوم العاشر من ذي الحجة وافق يوم السبت الذي تقرب فيه الى الله تعالى بالهدايا وطواف الافاضة، فهل يجوز ان نتقرب الى الله تعالى كل سبت بالهدايا والأضاحي والطواف قياسا على ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة السنوية؟! فهذه العبادة سنوية كل عاشر من ذي الحجة وافقت يوم السبت وصيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين الاحتفال بها عبادة أسبوعية وافقت يوم الثاني عشر من ربيع الأول. فالعبادة الأسبوعية صوم يوم الاثنين اذ جاز الاحتفال بها سنويا لأنها وافقت الثاني عشر من ربيع الأول، فكذا يجوز في العبادة السنوية ان نجعلها اسبوعية لأنها وافقت يوم السبت؟!
رابعاً: جعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه العبادة نهارية وهي الصيام فكيف يصح ان نجعلها عبادة ليلية بالاحتفال ليلاً بالمواعظ والانشاد والقيام والاجتماع والصدقة والطعام.
خامساً: لو احتفل نهاراً كيف تتحول العبادة من صيام الى الانشاد والاشعار والولائم والصلاة ولو فعلت نهاراً؟!
6 - نسك النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه بعد النبوة:
احتجوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد نبوته صلى الله عليه وسلم.
الجواب: هذا الحديث ضعفه الإمام أحمد والبيهقي والحافظ ابن حجر.
1 - قال الميموني: «قلت لأبي عبد الله: ان لم يعق عنه صغيرا يعق عنه كبيرا». فذكر الإمام أحمد شيئاً يروي عن الكبير فضعفه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/369)
2 - ورواه عبد الله بن محرر عن قتادة عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه، قال الإمام احمد: منكر وضعف عبد الله بن محرر، وقال: انما تركوا ابن محرز لهذا الحديث. (تحفة المودود).
3 - قال الحافظ ابن حجر عن الحديث: لا يثبت (الفتح 595/ 9) اي الحديث ضعيف.
4 - قال البيهقي عن الحديث: ليس بشيء (السنن 300/ 9).
7 - جواز القياس فيما استجد:
احتجوا بأن المستجدات يجوز فيها القياس.
الجواب:
ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ليست من المستجدات، ويوم ولادته صلى الله عليه وسلم ليس من المستجدات، وتعظيم يوم ولادته ليس من المستجدات بل كله كان معروفا عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم الصحابة رضي الله عنهم والا لما قال صلى الله عليه وسلم عن يوم الاثنين: «ذلك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه».
8 - قياساً على فعل النبي صلى الله عليه وسلم في صيامه يوم نجاة موسى عليه السلام:
احتجوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم نجاة موسى عليه السلام وجعله سنويا. اذ قال النبي صلى الله عليه وسلم عن يوم عاشوراء عندما قيل له ذاك يوم نجى الله فيه موسى عليه السلام فقال صلى الله عليه وسلم: «نحن اولى بموسى من اليهود».
الجواب:
اولاً: النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يوحى اليه وهو الذي ينقل لنا التشريع عن الله تعالى بنزول جبريل عليه السلام او برؤيا منام او بالهام او غير ذلك. وهو لا ينطق عن الهوى فهو الذي صام يوم عاشوراء قبل ان يخبره اليهود بنجاة موسى، ثم حث على صيامه، فهل يقال هذا فيمن اتى بعده في أمر قد توفرت متطلباته في عهده صلى الله عليه وسلم ولم يفعله صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة بعده.
ثانياً: ألم ينصر الله تعالى المؤمنين يوم بدر وسماه الله فرقاناً (يوم الفرقان يوم التقى الجمعان) ولم يحتفل به النبي صلى الله عليه وسلم بالرغم من أن قوله في نجاة موسى عليه السلام كان قبل يوم بدر بأشهر قليلة فلم يخص النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر سنويا بالاذكار والاوراد والصدقة وقيام ليله كاملا وغيرها من أنواع العبادات.
وكذا نجاته صلى الله عليه وسلم من الكفار عند خروجه من مكة ووصوله المدينة، وكذا نجاته صلى الله عليه وسلم من الكفار في الخندق بعد اجتماعهم عليه لابادة الدولة الاسلامية، وكذا يوم الحديبة الذي سماه الله تعالى فتحاً ونصراً عزيزاً، وكذا فتح مكة جميعها نعم سابقة على الأمة كلها لا على النبي صلى الله عليه وسلم وحده فلم يخصها صلى الله عليه وسلم بما يميزها عن سائر الايام السنوية من الصدقة والتلاوة والسجود وأنواع الصدقات والعبادات.
ثالثا: يقال:
1 - هل علم النبي صلى الله عليه وسلم ان الثاني عشر من ربيع الأول من كل سنة هو يوم قربة يستحب فيه الصيام والقيام والصدقة وأنواع العبادات؟
فإن كان الجواب لا. فقد كفينا المؤنة فهو ليس يوم قربة.
وان كان الجواب نعم. فيقال:
2 - اذا علمه صلى الله عليه وسلم هل بلغ الامة باستحباب الاحتفال السنوي به؟
فإن كان الجواب: لا. فهذا اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم انه خان الرسالة وحاشاه صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك، وان لم تفعل فما بلغت رسالته).
3 - اذا كان الجواب «نعم بلغه للأمة». فيقال: هل كتمه الصحابة أم بلغوه للأمة؟
فإذا كتموه فهذا اتهام لخير الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم.
4 - أما إذا بلغوه فأين الاسناد الصحيح اليهم انهم احتفلوا به؟! وقد حفظ الله تعالى للأمة دينها بالأسانيد الصحيحة للقرآن والسنة أو بالاجماع. ولم يثبت فيه شيء وولادته والاحتفال به ليس جديدا على النبي صلى الله عليه وسلم.
9 - القياس على قول عمر رضي الله عنه: «نعم البدعة هذه»:
واحتجوا بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمع الصحابة على امام واحد في قيام رمضان وقال: «نعم البدعة هذه».
الجواب:
أولا: اما هذا القول لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه في جمع الناس على امام واحد في قيام رمضان في المساجد فيلعلم ان اول من جمع الناس على امام واحد هو النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي بدأ بها وفعله صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال ثم تركه صلى الله عليه وسلم خشية ان يفرض عليهم ..
ثانيا: فضيلة د. عبدالغفار يعلم ان العموم يخصصه سياق الكلام والحادثة وغير ذلك وكذا المطلقات يقيدها ما سبق ذكره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/370)
قال ابن دقيق العيد: «يجب ان ينتبه الى دلالة السياق والقرائن الدالة على تخصيص العموم وعلى مراد المتكلم وان السياق والقرائن دالة على مراد المتكلم من كلامه، وهي المرشدة الى بيان المجملات وتعيين المحتملات فاضبط القاعدة فانها مفيدة في مواضع لا تحصى وانظر الى قوله صلى الله عليه وسلم: «ليس من البر الصيام في السفر». ا. هـ كلامه (الاحكام 225/ 2).
ثالثا: صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالصحابة فاجتمعوا عليه بامامته صلى الله عليه وسلم وهو امام واحد ثم تركه النبي خشية ان يوجب الله عليهم قيام رمضان، فجعله النبي صلى الله عليه وسلم للامة ثم تركت فترة الى ان توفى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، وكذا تركت في عهد ابي بكر وقد انشغل ابوبكر صلى الله عليه وسلم بقتال اهل الردة ومانعي الزكاة، ولما استتب الأمن في الجزيرة في عهد عمر رضي الله عنه انتبه لتلك السنة المهجورة التي تركت في عهد النبي لعلة ما، وقد زالت هذه العلة بوفاته صلى الله عليه وسلم فأراد ان يحيي تلك السنة فأحياها، فأصبحت كأنها أمر جديد وليست كذلك، فشابهت البدعة من هذه الحيثية ولكنها ليست بدعية لفعل النبي صلى الله عليه وسلم لها.
رابعا:
وهذا كثير في الشريعة الاسلامية ان يسمى الشيء باسم شيء آخر ولا يأخذ حكمه، وانما سمي باسمه لأنه ذريعة له وطريق يوصل اليه او لمشابهته له من بعض الجوانب، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «العين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها البطش، والفرج يصدق ذلك ويكذبه» رواه مسلم.
ومع هذا لا يقام حد الزنا على من نظر او غازل امرأة بالهاتف او لمسها لأنه ليس بزنا وانما بريد الزنا وطريق اليه. فلا يقال ان من الزنا ما يقام فيه الحد ومنه ما لا يقام فيه الحد. بل الزنا كله يقام فيه الحد لقوله تعالى (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة).
وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: «ان من البيان لسحرا» رواه البخاري، ومن المعلوم ان السحر المعروف محرم وسحر البيان مباح. فلا يقال ان السحر أنواع منه ما هو مباح، ومنه ما هو محرم. وانما يقال هذا في الألغاز والطرائف.
فكل ما سبق اتت مقيدة مخصصة فكذا في قول عمر رضي الله عنه: «نعم البدعة هذه» كما سمى النبي صلى الله عليه وسلم البيان سحرا، ونظر العين زنا، فليس هو السحر المحرم الوارد في النصوص ولا الزنا الوارد في الحدود. وكذا البدعة ليست الواردة في النصوص. وانما سنة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ثم هجرت فترة من الزمن ثم احياها عمر رضي الله عنه. وأين هذه من الامر الذي لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم وانما امر محدث في الدين يضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليه زيادة في التقرب الى الله تعالى موجبه قديم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله.
10 - شيخ الاسلام ابن تيمية والمولد النبوي:
اولا: اذا تكلم شيخ الاسلام ابن تيمية عن البدع واثرها وذكر من ذلك بدع الايام التي يحتفل بها بعض المسلمين وهي من البدع المحدثة ولا اصل لها في الشريعة وانها مشابهة لليهود والنصارى ثم قال: (615/ 2): «وانما العيد شريعة فما شرعه الله اتبع، والا لم يحدث في الدين ما ليس منه، فجعله من الاحداث في الدين ما ليس منه.
ثم قال (615/ 2): «وكذلك ما يحدثه بعض الناس اما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، واما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا، مع اختلاف الناس في مولده، فان هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له وعدم المانع فيه لو كان خيرا، ولو كان خيراً محضاً او راجحاً لكان السف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير احرص» أ هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/371)
فجعل الأجر على محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه لا على الاحتفال بالمولد. واعتبر الاحتفال بالمولد النبوي من البدع التي لا يؤجر الإنسان على فعله، وأن المولد لم يعرف زمنه وانما اختلف فيه، ولم يفعله السلف وهم كانوا على الخير احرص. ثم قال عن هؤلاء المحتفلين بالمولد (161ـ615/ 2): «وأكثر هؤلاء الذين تجدهم حراصاً على أمثال هذه البدع مع ما لهم فيها من حسن القصد والاجتهاد الذي يرجى لهم المثوبة. تجدهم فاترين في امر الرسول صلى الله عليه وسلم عما امروا بالنشاط فيه، وإنما هم بمنزلة من يزخرف المسجد ولا يصلي فيه او يصلي فيه قليلاً، وبمنزلة من يتخذ المسابيح والسجادات المزخرفة وأمثال هذه الزخارف الظاهرة التي لم تشرع، ويصحبها من الرياء والكبر والاشتغال عن المشروع ما يفسد حال صاحبها» أ هـ. فانظر كيف جعل إثم بدعة الاحتفال مع الفتور عن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم مفسدة لأجر حسن القصد والمحبة للنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع ثم قال مؤكدا (617/ 2): «لما كان في الأعمال السيئة ما يفسد عليها العمل الصالح، نهيت عنه حفظاً للعمل الصالح، فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه اجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه للنبي صلى الله عليه وسلم، كما قدمته لك انه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد». فجعل حسن القصد ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم هي التي يؤجر فيها اجراً عظيماً، ولكنه فعل القبيح لتحقيق هذه المحبة وهو الاحتفال بالمولد «ما يستقبح من المؤمن المسدد». فهو منهي عنه لدخوله في البدع لذا اعتبره قبيحاً مع حسن قصده. وسبق هذا قوله ان الفعل القبيح والسيىء يفسد العمل الصالح. فأين هذا البيان الواضح من استدلال د. عبدالغفار على حسن الاحتفال بالمولد النبوي.
ثانياً: اما قول شيخ الإسلام ابن تيمية ان من يفعله (له فيه اجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه للرسول صلى الله عليه وسلم) فهذا صحيح، ولا يدل على صحة الفعل، وإنما على حسن القصد. كما حصل لعبدالله بن جحش عندما قتل كافرين ليلة الشهر الحرام، فقصده حسن ولكن الفعل كبيرة من الكبائر (قل قتال فيه كبير). وكذا قتل خالد لبني جذيمة او قتل اسامة للكافر الذي شهد الشهادتين قبل قتله، فأنكر النبي صلى عليه وسلم عليه بشدة. فقتله كبيرة ولكن قصده نصر الإسلام ولم يقصد فعل الكبيرة. فله اجر عظيم على قصده. وكذا قول عمر رضي الله عنه لحاطب رضي الله عنه «أنه منافق» فقصده حسن. وقول اسيد بن حضير لسعد بن عبادة في حادثة الإفك «انك منافق تنافح عن المنافقين» كل هولاء العظماء الفضلاء مقاصدهم حسنة ويؤجرون بإذن الله تعالى عليها لأنهم قصدوا نصر الرسلام، ولكن الفعل في ذاته خطأ منكر وكبيرة. ودفعهم للوقوع فيها حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم. فهل يحتج بها على إباحة القتل واتهام المسلم بالكفر والنفاق لحسن مقاصدهم رضي الله عنهم. فالثواب على حسن القصد لا يلزم منه صحة العمل ومشروعيته بل هو كبيرة من الكبائر.
تاريخ النشر: الجمعة 28/ 4/2006
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 04:30 م]ـ
#53 06 - 05 - 06, 06:19 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا رد الدكتور حاكم المطيري أنقله من موقعه
تعريف الشريف بحقيقة الدين الحنيف
بقلم د/ حاكم المطيري
الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية
قسم التفسير والحديث
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسوله الأمين وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد اطلعت على المقابلة المنشورة في صحيفة الرأي العام يوم الاثنين 20/ 3/2006 مع الدكتور الفاضل محمد عبد الغفار الشريف كما اطلعت على مضمون ما قاله في البرنامج التلفزيوني (الحياة عبادة) والذي قرر فيه بأن الطواف بالقبور ليس بالضرورة شركا ولا عبادة وأنه كالطواف بالبيت الحرام بدعوى أنه كما أن الطواف بالبيت ليس عبادة للبيت كذلك الطواف بالقبر ليس عبادة للقبر!
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/372)
الوجه الأول: أن الطواف بالبيت عبادة بإجماع الأمة على اختلاف طوائفها كما في المبسوط للسرخسي الحنفي 4/ 43 (الطواف عبادة مقصودة) وفي حاشية ابن عابدين (الطواف عبادة مستقلة في ذاته كما هو ركن للحج) وكذا نص عليه في مواهب الجليل على مختصر خليل في مذهب مالك 3/ 107 (الطواف عبادة بدنية) وفي المجموع للنووي الشافعي 8/ 15 (ومن شرط الطواف الطهارة لقوله صلى الله عليه وسلم الطواف بالبيت صلاة) وفي مغني المحتاج 1/ 494 (الطواف عبادة يتقرب بها وحدها) وفي كشاف القناع في فقه الحنابلة 2/ 482 (الطواف عبادة) بل الطواف نوع من أنواع الصلوات بنص الشارع كما في قوله تعالى (وما كانت صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) (الأنفال 35) فسمى القرآن طوافهم بالبيت الحرام صلاة وقد جاء عن ابن عباس تفسير هذه الآية (كانت قريش تطوف بالبيت تصفق وتصفر) كما جاء في السنن عنه صلى الله عليه وسلم قوله (الطواف بالبيت صلاة) ولهذا جعل الطواف بالبيت تحية لمن دخله بدل ركعتي دخول المسجد مما يؤكد كون الطواف بالبيت صلاة وعبادة مستقلة.
وإذا ثبت كون الطواف بالبيت عبادة وصلاة شرعا فقد أمر الله عز وجل عباده بتوحيده وإفراده وحده لا شريك له بها كما قال تعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) (الأنعام 163) قال ابن كثير نقلا عن السلف في تفسيرها (أي أخلص له صلاتك وذبيحتك) ومثله قوله تعالى (فصل لربك وانحر) أي أفرده وحده لا شريك له بالصلوات والذبائح كما قال ابن جرير الطبري في تفسيره (أي اجعل صلاتك كلها لربك خالصا دون ما سواه من الأنداد والآلهة وكذلك نحرك اجعله له دون الأوثان) فيدخل في عموم قوله (إن صلاتي ونسكي) وفي قوله (صل لربك وانحر) كل ما يصدق عليه أنه صلاة ونسك شرعا ومن ذلك الطواف الذي سماه الشارع صلاة وكذا الدعاء كما في الحديث (الدعاء هو العبادة) كما قال تعالى (فادعوه مخلصين له الدين) أي ادعوا الله وحده لا شريك له حال كونكم مخلصين له في دعائكم وتوجهكم وتوسلكم إذ الدعاء هو المقصود من كل مظاهر العبادة البدنية والمالية فالغاية عند كل عابد في صلواته وحجه وذبحه وصدقته أن يدعو الله فيقبل الله دعاءه وتضرعه وتوسله.
ومما يؤكد ضرورة إخلاص الدعاء لله وحده قوله تعالى في شأن المشركين (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين) (العنكبوت 65) وقال أيضا (وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين) (لقمان 32) أي مخلصين له الدعاء وقت الشدة فسمى دعاءهم لله وحده في تلك الحال إخلاصا للدين وجعل الدعاء هو الدين لأنه أبرز مظاهر العبودية بل هو المقصود من كل الصلوات والقربات والعبادات والطاعات ولهذا قال تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين).
وكما ثبت كون الطواف صلاة يجب الإخلاص فيه كذلك يدخل الطواف في عموم النسك وكل ما يصدق عليه أنه نسك شرعا يجب الإخلاص فيه لله وحده ومن ذلك الحج والعمرة والطواف وسوق الهدي للذبح فكل ذلك يجب الإخلاص فيه لله وحده لا شريك له وعدم صرف شيء من تلك العبادات لغيره ففي لسان العرب (النسك العبادة والطاعة وكل ما يتقرب إلى الله به والمنسك في كلام العرب الموضع المعتاد الذي تعتاده ومنه سميت المناسك في الحج ثم سميت أمور الحج كلها مناسك).
وعليه فالطواف بالبيت كما أنه صلاة بنص الشارع فهو كذلك نسك من مناسك الحج والعمرة بل ركن لا يتم الحج والعمرة إلا به كما قال تعالى (وليطوفوا بالبيت العتيق) فإذا كان الطواف صلاة ونسك فهو يدخل دخولا قطعيا في عموم قوله تعالى (قل إن صلاتي ونسكي) الذي أوجب الله على عباده توحيده وإفراده وحده في التقرب إليه بهما وإخلاصه وعدم الإشراك معه غيره فيهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/373)
الوجه الثاني: أن الطواف عبادة محضة كالصلوات تماما فالنية فيه إنما تشترط فقط لتحديد طواف الفرض من طواف النفل لا للتفريق فيه بين العبادة والعادة وهذا بخلاف الغسل فإن الإنسان قد يغتسل للتبرد والنظافة وقد يغتسل للطهارة والعبادة فالنية هنا شرط لتمييز العبادة من العادة أما الطواف فليس كذلك ولا يوجد طواف عادة حتى يختلط بطواف العبادة بل هو صلاة بنص القرآن والسنة فلا يقال بأن الطواف بالقبر كالطواف بالبيت الحرام وأن النية هي التي تحدد الطواف المشروع من الطواف الممنوع فهذا خطأ ظاهر فادح فليس هناك طواف يعتاده المسلمون في مكان ما إلا الطواف بالبيت الحرام والسعي بين الصفا والمروة.
الوجه الثالث: أن العبادة هي الطاعة لله التي يقوم بها العبد تقربا إلى الله تعالى وطلبا للزلفى إليه ورجاء للثواب الأخروي أو لدفع الضر وجلب النفع الدنيوي من الله عز وجل والأصل في العبادة التوقيف عن الشارع فلا يعبد سبحانه وتعالى إلا بما شرع كما شرع فلا تختلط العبادة بالعادة حتى في الصورة إذ للعبادات من الرسوم والحدود والشروط والهيئة ما تمتاز به عن العادات فمن الخطأ الخلط بين من يطوف بحلقة المسابقة في الرياضة ومن يطوف بالقبور تقربا إلى الله وظنا أنها عبادة مشروعة يثاب عليها في الآخرة فليست النية وحدها هي التي تفرق بين العبادة والعادة بل كذلك الصورة الخارجية للفعل فإن كل من يرى صورة فعل من يطوف بحلقة السباق وصورة فعل من يطوف بالقبور يدرك إدراكا قطعيا أن الأول يمارس رياضة ولعبا وعادة والثاني يمارس قربة وتزلفا وعبادة دون حاجة لمعرفة نية كل منهما أما اشتراط النية في كل عبادة فهو شرط لقبولها عند الله فمن صلى أو حج أو صام لا يقصد وجه الله لا يقبل الله عمله وإن كانت عبادة محضة وكذلك لا يقبل الله عبادة من عبده بما لم يشرعه الله من العبادات وإن نواها لله عز وجل.
الوجه الرابع: أن قياس الطواف بالقبر على الطواف بالبيت الحرم ليس فقط قياسا مع الفارق بل هو عند الأصوليين قياس فاسد الاعتبار مصادم للنصوص والآثار في ثبوتها ودلالاتها للتالي:
أولا: أن الطواف بالبيت الحرام صلاة ونسك وواجب بل ركن في الحج والعمرة وعبادة من أفضل العبادات والقربات بنص الكتاب والسنة أما الطواف بالقبور فمن المحرمات بنص الكتاب والسنة ومن ذلك ما جاء في صحيح البخاري (1643) وصحيح مسلم (3081) أن الصحابة رضي الله عنهم تحرجوا من الطواف بين الصفا والمروة وقالوا (إنما الطواف بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية وإنما أمرنا الله بالطواف بالبيت ولم نؤمر بالطواف بين الصفا والمروة) ففهموا من قوله تعالى (وليطوفوا بالبيت العتيق) الحصر والقصر حتى نزل قوله تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) (البقرة 158).
فقد فهموا من ظاهر القرآن أن الطواف لا يكون إلا بالبيت الحرام فقط لأنه عبادة وصلاة ونسك يجب فيه الإخلاص لله وحده ولهذا تركوا كل ما كانوا عليه في الجاهلية من إهلال وطواف وحج لأوثانهم التي كانوا يهلون لها ويطوفون بها وقد كان للمشركين أصنام على الصفا والمروة في الجاهلية حتى ظهر الإسلام وهدم الأصنام وأمرهم الله بالطواف بالصفا والمروة والسعي بينهما لكونهما أيضا من شعائر الله ومناسكه التي شرعها لعباده ليتقربوا إليه بأدائها وحده لا شريك له.
فإذا كان الصحابة قد فهموا من ظاهر القرآن أنه لا يحل الطواف إلا بالبيت الحرام وحده حتى تحرجوا من الطواف بالصفا والمروة ظنا منهم حرمة ذلك حتى شرع الله لهم الطواف بهما فمن باب أولى عدم جواز الطواف بالقبور والأضرحة.
ثانيا: أن السنة قد تواترت تواترا معنويا في تحريم كل مظاهر العبادة عند القبور لقطع ذرائع الشرك والوثنية التي شاعت في الأمم السابقة وما زالت حتى صار لكل نبي وقديس عند أهل الكتاب والملل والنحل قبر يحجون إليه ويبنون عليه المعابد ويذبحون عنده وقد جاء في الصحيح (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) ومن أشهر مظاهر شركهم غلوهم في الأنبياء والقديسين فقد جاء في الصحيحين أن صلى الله عليه وسلم قال (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا) وفي الصحيحين أيضا عن أم سلمة وأم حبيبة عندما رجعتا من الحبشة وأخبرتا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/374)
النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور التي في كنائسهم قال (إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا فصوروا فيه تلك الصور فأولئك شرار الخلق عند الله) كما نهى صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في المقابر ففي الصحيحين قال (اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا) وفي صحيح مسلم (لا تجعلوا بيوتكم مقابر) لكون القبور لا يصلى بها وليست مكانا للصلوات فلا تجعل البيوت كمثل القبور بل يجعل لها نصيب من الصلوات النافلة.
وجاء في سنن أبي داود عن أبي هريرة وفي مصنف عبد الرزاق والطبراني عن علي بن الحسين زين العابدين عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا فإن تسليمكم علي يبلغني أينما كنتم) والعيد إذا جعل اسما للمكان فالمراد به المكان الذي يقصد للاجتماع ويعوده الناس احتفالا به أو فيه أي لا تتخذونه عيدا تعتادونه للزيارة كما يزار البيت الحرام لقطع ذرائع الوثنية حيث غلت الأمم في أنبيائها حتى اتخذت قبورهم مكانا للعبادة وعيدا وكذا جاء عن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب كما في مصنف عبد الرزاق عن النبي صلى الله عليه وسلم (لا تتخذوا بيتي عيدا ولا تتخذوا بيوتكم مقابر لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني).
كما ثبت في الصحيحين من حديث علي رضي الله عنه قال (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن لا أدع قبرا مشرفا إلا ساويته) فهؤلاء أئمة آل البيت الطاهر يروون حظر البناء على القبور ووجوب تسويتها بالأرض وحظر اتخاذها مساجد وعيدا كما يفعل اليهود والنصارى.
كما جاء في موطأ مالك أنه صلى الله عليه وسلم دعا وهو على فراش الموت فقال (اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد) وفي رواية البزار (اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) وهذا دليل على أن القبر قد يصبح وثنا بالطواف حوله كما قال الأعشى الشاعر
تطوف العفاة بأبوابه كطوف النصارى ببيت الوثن
والعفاة هم السائلون وأصحاب الحاجات والوثن هو ما كان من معبوداتهم غير مصور كالصليب والقبر والشجر والحجر بخلاف الأصنام التي على شكل صور.
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها) وروى أهل السنن والمسانيد بإسناد حسن أنه صلى الله عليه وسلم (لعن المتخذين عليها المساجد والسرج).
ففي هذه الأحاديث قطع لكل ذرائع الشرك بالله فحظر الشارع البناء على القبور وحظر اتخاذها مساجد وحظر الصلاة إليها أو عليها وإيقاد السرج عليها وكل ما من شأنه أن يجعل منها مكانا للعبادة والتقرب قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاختيارات الفقهية 88 (يحرم الإسراج على القبور واتخاذ المساجد عليها وبينها ويتعين إزالتها ولا أعلم فيه خلافا بين العلماء).
وقد نقل الشافعي في كتابه الأم 1/ 316 أن الأمراء في مكة كانوا يهدمون ما يبنى على القبور من البناء قال الشافعي (ولم أر الفقهاء يعيبون عليهم ذلك الهدم) ولهذا نص في كفاية الأخيار 164 (فلو بنى على القبر قبة أو محوطا ونحوه فإن كان في مقبرة مسبلة هدم لأن البناء في هذه الحالة حرام قال النووي هذا بلا خلاف).
ثالثا: أن الشارع حرم ابتداء زيارة القبور كلها سدا لذرائع الشرك ثم نسخ هذا الحكم كما في الحديث الصحيح (كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة) وجاء في السنن (لعن الله زوارات القبور) وإنما أذن الشارع في زيارتها لغرض واحد وهو أنها تذكر بالآخرة وذلك لبيان أنها لا تزار لأي غرض آخر مما كان يفعله المشركون عند قبور من يعظمونهم من سؤالهم الحاجات وتفريج الكربات فكيف بالحج إليها والطواف بها والاستغاثة بأهلها والتقرب والعبادة عندها وتقديم النذور إليها مما يضاهي مضاهاة تامة ما كان عليه أهل الجاهلية المشركون!
والحاصل أن قياس الطواف بالقبور على الطواف بالبيت الحرام قياس فاسد الاعتبار لمخافته النصوص والآثار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/375)
الوجه الخامس: أن قول الدكتور الفاضل بأن الطواف بالبيت الحرام ليس عبادة للبيت وبناء على ذلك فالطواف بالقبر ليس عبادة للقبر قول باطل وتخليط ظاهر إذ أن البيت الحرام هو أول مسجد وبيت وضع في الأرض لعبادة الله وحده لا شريك له كما قال تعالى (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا هدى للعالمين) وأول الناس هو آدم وذريته فالبيت الحرام كان منذ عهد آدم مكانا لعبادة الله تعالى والطواف به صلاة من الصلوات كالسجود والركوع كما قال تعالى لنبيه إبراهيم (أن طهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) فقد قدم ذكر الطائفين على ذكر من سواهم من الساجدين والعاكفين فكما أنهم يستقبلون البيت في الركوع والسجود عبادة لله وحده لا شريك له لا عبادة للقبلة والبيت ذاته فكذلك يطوفون به عبادة لله لا للبيت ذاته وإنما البيت مكانا ومثابة للعبادة فهو ظرف مكاني للعبادة فقط يعبد الناس فيه الله وحده لا شريك له فالعبادة إنما هي لرب البيت الحرام وهو الله جل وعلا وكذلك الطواف بالقبور ليس لذات القبور بل لأرباب القبور وأصحابها المقبورين فيها فلا أحد يحج إلى قبر من القبور ويتمسح به ويتوسل ويطوف به ويذبح عنده من أجل حجارة القبر ذاتها بل من أجل صاحب القبر ظنا منهم أنه يضر وينفع أو أنه يقرب إلى الله زلفى كما كانت فتنة المشركين في كل زمان (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) ولولا ذلك لما كانت هناك قبور مخصوصة هي المحجوج إليها والمقصودة وحدها دون غيرها من القبور بهذه المظاهر الشركية كقبر السيد البدوي والعباس والحسين والجيلاني فدل ذلك على أن المقصود هم الموتى الذين في القبور ولو فرض أن أحدا حج وشد الرحال إلى حجر من الأحجار وطاف به على سبيل العبادة والقربى تعظيما لهذا الحجر لكان مشركا بهذا الفعل ولصار الحجر وثنا من الأوثان وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح على شجرة يتبرك بها المشركون ويضعون عليها أسلحتهم طلبا للبركة فقال الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال صلى الله عليه وسلم (لا إله إلا الله إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة) فقد جعل الشارع اتخاذ شجرة للتبرك بها كاتخاذها إلها من دون الله!
الوجه السادس: أنه على فرض أن الحج إلى القبور والطواف بها والتوسل عندها واتخاذها مساجد ومكانا للعبادة ومنسكا لتقريب القرابين والذبائح لها ليس شركا بأصحاب القبور فهذا لا يعني أنها ليست كفرا حتى لو فرض أنهم إنما يقومون بهذه الشعائر والمناسك عبادة لله وحده لا شريك له إذ فعلهم هذا يدخل في قوله تعالى (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) وفي قوله تعالى (وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطنا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) (الأعراف 33) فجعل سبحانه وتعالى القول عليه بلا علم عنه وتشريع دين بلا إذن منه كالشرك به سبحانه وتعالى فمن ادعى أن مثل تلك المظاهر مشروعة في دين الله أو من القربات إليه فقد افترى على الله عز وجل (ومن أظلم ممن افترى على الله) وقد نقل أبو الوفاء ابن عقيل الإجماع على أن من ادعى أن الرقص قربة إلى الله تعالى كفر لأن القرب لا تعرف إلا بالشرع فالعبادات موقوفة على إذن الشارع وحده فالحكم والتشريع والتحليل والتحريم إليه وحده لا شريك له وقد قال تعالى في شأن الأحبار والرهبان (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) أي بالتحليل والتحريم والتشريع والطاعة فصاروا أربابا يشرعون للناس ما لم يأذن به الله فكيف إذا شرعوا ما يصادم حكم الله ويضاده كاتخاذ القبور مساجد وشد الرحال إليها والبناء عليها والطواف بها والذبح عندها مما ثبت تحريمه تحريما قطعيا في دين الإسلام؟!
ثم لو فرض أن أحدا جعل مسجدا من مساجد المسلمين مكانا للحج قياسا على البيت الحرام وأفتى بأن الحج إليه والاعتكاف فيه والطواف داخله والذبح عنده مشروع أو ليس محرما ما دامت العبادة خالصة لله أو قال بأن الوقوف على أي جبل من الجبال لذكر الله في الحج مشروع قياسا على الوقوف بعرفة لكانت هذه الأقوال والآراء في حد ذاته كفرا بواحا وتشريعا لم يأذن الله به ومحادة لحكم الله ورسوله فكيف إذا كان ذلك المكان قبرا لا مسجدا فالحكم فيه أشد؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/376)
والمقصود أن الدكتور الفاضل تصور أن القضية قضية شرك فقط وبما أنه توصل إلى أن الطواف بالقبور ليس شركا فالأمر يدور بين الجواز والكراهة والتحريم فقط ولم يلتفت إلى مأخذ آخر وهو القول على الله بلا علم وتشريع ما لم يأذن به الله الذي هو كفر بالله ولهذا أجمع المسلمون على أن من استحل ما أجمعت الأمة على تحريمه فقد كفر وإن لم يقع منه شرك كمن يصلي لغير القبلة ويرى بأنه جائز له أن يصلى لله دون أن يستقبل القبلة فلا شك بأن مثل هذا القول كفر صريح وإن لم يكن شركا.
الوجه السابع: أن الطواف بالقبور والحج إليها ليس بدعة فقط إذ البدعة هي ما لا أصل له في الدين بل تلك الممارسات عند القبور محادة ظاهرة لله ورسوله ومضادة لحكمه وأمره فالأمر فيها أشد من البدع التي لا أصل لها ولا مضادة فيها فلو فرضنا أن الشارع لم يحرم اتخاذ القبور مساجد وأماكن للعبادة ولم يحظر شد الرحال والحج إليها ولم يأمر بتسويتها بالأرض ولم يحظر اتخاذ قبره عيدا لكان يصدق على من فعل شيئا من ذلك بأنه مبتدع يدخل في عموم الوعيد الوارد في الحديث الصحيح (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وعموم حديث (وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) أما وقد حرم الشارع تحريما قطعيا بالنصوص المتواترة تواترا معنويا معلوما من دين الإسلام بالضرورة القطعية اتخاذ القبور مساجد أي مكانا للعبادة وحرم شد الرحال إليها وحرم إيقاد السرج عليها وحرم البناء عليها وحرم الصلاة عندها أو إليها وأمر بتسويتها بالأرض حتى لا تكون مساجد وأمر بأن تكون المساجد له وحده كما قال تعالى (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحد) فإن المخالف لأمره ونهيه هذا لا يكون مبتدعا فقط بل هو معارض لحكمه معارضة ظاهرة مستحل لما حرم الله فليس حاله كحال من فعل شيئا لا أصل له في الدين فبين الحالين فرق ظاهر لا يخفى.
الوجه الثامن: أن ما نسبه الدكتور الشريف إلى شيخ الإسلام ابن تيمية غير صحيح ويفتقد للنقل الدقيق لأقواله الصريحة في الموضوع بل نصوص ابن تيمية في بيان هذه القضية أكثر من أن تحصر ومن ذلك قوله في الفتاوى 26/ 249 (الطواف لا يشرع إلا بالبيت العتيق باتفاق المسلمين ولهذا اتفقوا على تضليل من يطوف بغير ذلك مثل من يطوف بالصخرة أو بحجرة النبي أو بالمساجد المبنية بعرفة أو منى أو غير ذلك أو بقبر بعض المشايخ أو بعض أهل البيت كما يفعله كثير من جهال المسلمين فان الطواف بغير البيت العتيق لا يجوز باتفاق المسلمين بل من اعتقد ذلك دينا وقربة عرف أن ذلك ليس بدين باتفاق المسلمين وان ذلك معلوم بالضرورة من دين الإسلام فإن أصر على اتخاذه دينا قتل) انتهى كلامه.
وقال أيضا في مجموع الفتاوى ج2/ص308 (فإن الطواف بالبيت العتيق مما أمر الله به ورسوله وأما الطواف بالأنبياء والصالحين فحرام بإجماع المسلمين ومن اعتقد ذلك دينا فهو كافر سواء طاف ببدنه أو بقبره).
فقد حكم شيخ الإسلام بردة من يعتقد مشروعية الطواف بغير البيت الحرام بل ونقل إجماع المسلمين على كفره بعد إقامة الحجة عليه وتعريفه بأنه ليس من دين الإسلام بل نص على أن من يطوف بغير البيت أشد ممن يصلي لغير القبلة أو يستقبل بيت المقدس لأن بيت المقدس كان قبلة للمسلمين في بداية الإسلام ثم نسخت وجعل الله القبلة البيت الحرام بخلاف الطواف فإنه لم يشرع لغير البيت الحرام مطلقا لا في شريعتنا ولا في شرائع الأنبياء قبلنا فقال في مجموع الفتاوى ج27/ص10 (والعبادات المشروعة في المسجد الأقصى هي من جنس العبادات المشروعة في مسجد النبي وغيره من سائر المساجد إلا المسجد الحرام فإنه يشرع فيه زيادة على سائر المساجد بالطواف بالكعبة واستلام الركنين اليمانيين وتقبيل الحجر الأسود وأما مسجد النبي والمسجد الأقصى وسائر المساجد فليس فيها ما يطاف به ولا فيها ما يتمسح به ولا ما يقبل فلا يجوز لأحد أن يطوف بحجرة النبي ولا بغير ذلك من مقابر الأنبياء والصالحين ولا بصخرة بيت المقدس ولا بغير هؤلاء كالقبة التي فوق جبل عرفات وأمثالها بل ليس في الأرض مكان يطاف به كما يطاف بالكعبة ومن اعتقد أن الطواف بغيرها مشروع فهو شر ممن يعتقد جواز الصلاة إلى غير الكعبة فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر من مكة إلى المدينة صلى بالمسلمين ثمانية عشر شهرا إلى بيت المقدس فكانت قبلة المسلمين هذه المدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/377)
ثم إن الله حول القبلة إلى الكعبة وأنزل الله في ذلك القرآن كما ذكر في سورة البقرة وصلى النبي والمسلمون إلى الكعبة وصارت هي القبلة وهى قبلة إبراهيم وغيره من الأنبياء فمن اتخذ الصخرة اليوم قبلة يصلى إليها فهو كافر مرتد يستتاب فإن تاب وإلا قتل مع أنها كانت قبلة لكن نسخ ذلك فكيف بمن يتخذها مكانا يطاف به كما يطاف بالكعبة والطواف بغير الكعبة لم يشرعه الله بحال وكذلك من قصد أن يسوق إليها غنما أو بقرا ليذبحها هناك ويعتقد أن الأضحية فيها أفضل وأن يحلق فيها شعره في العيد أو أن يسافر إليها ليعرف بها عشية عرفة فهذه الأمور التي يشبه بها بيت المقدس في الوقوف والطواف والذبح والحلق من البدع والضلالات ومن فعل شيئا من ذلك معتقدا أن هذا قربة إلى الله فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل كما لو صلى إلى الصخرة معتقدا أن استقبالها في الصلاة قربة كاستقبال الكعبة) انتهى كلامه.
الوجه الثامن: أن القضية ليست خاصة بمذهب معين كما حاول الدكتور الشريف ترويجه بل ما من طائفة ولا مذهب فقهي إلا ومن علمائه من نص على حرمة مثل هذه الممارسات التي تقع عند القبور وعدوها شركا ووثنية وكفرا وبدعة محرمة وقد أفتى الإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية بأن هذه الأعمال من الوثنية التي تصطدم بدين الإسلام فقد جاء في الأعمال الكاملة له 3/ 555 عن زيارة قبر السيدة زينب (إن هذا العمل من أعمال الوثنيين وإن الإسلام يأباه وكل آيات القرآن في التوحيد تنهى عن هذا وتذمه إن الفاتحة التي تقرأونها كل يوم في صلاتكم مرارا تنهاكم عن هذا العمل تخاطبون الله تعالى بقوله (إياك نعبد وإياك نستعين) كذبا فإنكم تستعينون بغيره وتعبدون غيره ... )
الوجه العاشر: أن ما يفعله المسلمون اليوم عند القبور وإن كان شركا ظاهرا فإن ذلك لا يقتضي الحكم عليهم بالردة والكفر حتى يقوم الدكتور الفاضل بتخفيف الأمر إذ المسلم قد يقع في الشرك والكفر ولا يحكم عليه بالردة فقد يعذر بعدم العلم أو التأويل حتى تقام عليه الحجة الرسالية التي تقطع العذر إذ لا بد من توفر الشروط وارتفاع الموانع للحكم على المسلم بالردة والفرق بينه وبين المشرك أن المسلم يشهد بكلمة التوحيد وإن خالفها ببعض أفعاله فلا يحكم عليه بالكفر كما يحكم على مشركي العرب والأمم الأخرى الذين لم يشهدوا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وهذا لا ينفي كون ما يقع عند القبور اليوم وثنية وشركا ظاهرا لا يحل للعلماء السكوت عنه محاباة للعامة أو مراعاة لهم فهذا ينافي أمانة العلم والنصيحة للأمة.
فالواجب على أهل العلم من كل الطوائف الإسلامية والمذاهب الفقهية تحذير العامة من الوقوع في الشرك بكل مظاهره وصوره التي شاعت في العالم الإسلامي والتي هي مظهر من مظاهر تخلفه وضعفه فتحذيرهم من الشرك والبدع والخرافات وتعليمهم أحكام دينهم من النصيحة لهم والعطف عليهم والرفق بهم والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 04:37 م]ـ
#54 07 - 05 - 06, 06:17 PM
أفنان
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Jan 2006
المشاركات: 360
--------------------------------------------------------------------------------
مارأيكم بكلام الشيخ أحمد المليبارى اليوم فى جريدة الوطن عن الطواف بالقبور؟
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 04:42 م]ـ
#55 07 - 05 - 06, 10:40 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
مارأيكم بكلام الشيخ أحمد المليبارى اليوم فى جريدة الوطن عن الطواف بالقبور؟
بحثت عنه في جريدتي الوطن الكوتية والسعودية فلم أجده
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 04:43 م]ـ
#56 07 - 05 - 06, 11:22 PM
أفنان
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Jan 2006
المشاركات: 360
--------------------------------------------------------------------------------
فى جريدة الوطن الكويتية اليوم صفحة 14 بعنوان (الشيخ أبوبكر المليبارى: ما رأينا إلا من شذ قال إن الطواف بالقبور شرك).
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 04:44 م]ـ
#57 07 - 05 - 06, 11:30 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
يبدو أنهم لم يضعوه على الموقع إذ لم أجده
عموما فيما سبق من الردود ما يشفي ويكفي في هذا الموضوع
ومنه هذا الكلام للشيخ حمد العثمان
مداخلة د. علي جمعة
لقد تأملت مداخلة د. علي جمعة فوجدتها على أنواع:
نوع هو حيدة عن الموضوع تماما كالحلف بغير الله مع أنه لم يحرر الكلام فيها تحريرا صحيحا، وفي مسائل الوسائل كذلك لم يحررها جيدا.
ونوع: تشقيق وتفريع من التطويل غير المحمود الذي تكلم فيه العلماء مباشرة لظهوره، فصار كمن يسافر من الكويت إلى أوروبا ثم يعود ليذهب الى مكة.
فإنه قد قال: 'وأما الشرك فهو صرف شيء من انواع العبادة لغير الله على الوجه الذي لا ينبغي إلا لله تعالى، حتى لو كان ذلك بغرض التقرب الى الله'.
فنحتاج فقط الى بيان ان الطواف عبادة خاصة بالكعبة ليقع عليها تعريف د. علي جمعة للشرك، ناهيك ان د. علي جمعة قال 'حتى لو كان بغرض التقرب إلى الله'.
قال تعالى 'وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود' (الحج: 26) قال الحافظ بن كثير 'فالطائف به معروف وهو اخص العبادات عند البيت فإنه لا يفعل ببقعة من الارض سواها'، فتأمل قوله 'من أخص العبادات' مع قوله 'فإنه لا يفعل ببقعة من الارض سواها' فينطبق على الطواف بالقبر تعريف د. علي جمعة للشرك تماما.
وكذلك قال الماوردي رحمه الله عن الطواف كما في الحاوي الكبير (4/ 157): 'نسك لا يقع إلا لله عز وجل'، فأفادنا أمرين: الأول: أنه عبادة، الثاني: أنه لا يقع إلا لله عز وجل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/378)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 05:20 م]ـ
#58 09 - 05 - 06, 05:38 AM
أبو يوسف العامري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Oct 2005
المشاركات: 550
--------------------------------------------------------------------------------
أثلجت الردود الصريحة الواضحة على د. عبد الغفار الشريف صدور الموحدين بدءا من العلامة صالح الفوزان والشيخ عبدالرحمن عبدالخالق ورد الشيخ فيصل القزار والشيخ فيحان الجرمان،
اين رد الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ... لم نره في المشاركات!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 05:23 م]ـ
#59 09 - 05 - 06, 02:27 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
هذا هو رده رعاك الله, وهو رد على علي جمعة مفتي مصر
الرد على فتوى سماحة مفتي جمهورية مصر العربية
في حكم الطواف على القبور
بقلم الشيخ عبدالرحمن بن عبدالخالق
العناوين الرئيسية:
- الطواف بالقبور ودعاؤها من دون الله جريمة مركبة من الكفر والشرك والمحاداة لأمر الله وأمر رسوله.
- الأولى دعوة الناس إلى التوحيد والسنة لا إقرارهم على الكفر والشرك وتهوين شأن البدعة عليهم.
- الذين ارتدوا عن الإسلام وكفروا وأشركوا وافترقوا عن طريق الحق من هذه الأمة أكثر من الذين بقوا على الحق.
- حمل أعمال المسلمين على المعنى الحسن ليست إلا فيما يحتمل حقاً وباطلاً، أما ما لا يحتمل إلا بالباطل فلا يحمل على معنى حسن.
الفتوى التي نشرت في الوطن عدد 10857 يوم الخميس الموافق 20/ 4/2006 منسوبة إلى سماحة مفتي مصر الدكتور علي جمعة فتوى باطلة والتي جعل طواف عباد القبور حولها غير داخل في الشرك حيث يقول في آخر الفتوى: "أما إقحام الشرك والكفر في هذه المسألة فلا وجه له، اللهم إلا افتراض أن الطائف يعبد من في القبر أو يعتقد أنه يجلب الضر أو النفع بذاته، أو يعتقد بأن الطواف بالقبر عبادة شرعها الله تعالى كما شرع الطواف بالبيت، وكلها احتمالات ينأى أهل العلم عن حمل فعل المسلم عليها كما سبق. لأن فرض المسألة في المسلم الذي يطوف بالقبر لا في غير ذلك."
وبطلان هذه الفتوى من وجوه كثيرة وهذا بيان لذلك:
أولاً: أنها قد بُنِيَتْ على أصول فاسدة فقد قال سماحة المفتي: "الأصل في الأفعال التي تصدر من المسلم أن تحمل على الأوجه التي لا تتعارض مع أصل التوحيد، ولا يجوز أن نبادر برميه بالكفر أو الشرك، فإن إسلامه قرينة توجب علينا ألا نحمل أفعاله على ما يقتضي الكفر"
وهذا أصل فاسد ليس عليه دليل من كتاب أو سنة أو إجماع، بل القرآن والسنة والإجماع على غير ذلك، فإن الله تبارك وتعالى قد أخبر بأن المسلمين إذا شابهوا الكفار في أعمالهم الكفرية كفروا كقوله تعالى: ((وإن أطعتموهم إنكم لمشركون)) وهذا في تحليل الميتة، وقوله تعالى: ((يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوهم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون)) وقوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه)) وقوله تعالى: ((ومن يتولهم منكم فإنه منهم))، وقوله تعالى: ((لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء)).
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) , فمن ترك الصلاة فهو كافر سواء قيل إنه كفر ناقل عن الملة أو إنه كفر دون كفر، فالمسلم إذا وقع منه الكفر كفر وإذا وقع منه الفسق فسق، وليس أعمال المسلمين جميعاً الأصل فيها أنها موافقة الإسلام، بل يحكم على المسلم بحسب عمله إسلاماً أو كفراً أو فسقاً، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذه الأمة تفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذه الأمة ستتبع سنن من كان قبلها حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلوه، والمُشَاهَدُ أن كثيراً من المسلمين بل أكثرهم يقع منهم الكفر البواح كسبِّ الله وسب رسوله وسب دين الإسلام والردة، وترك الصلوات، وأفعال الكفر والشرك وما دون ذلك من الكبائر والمعاصي ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/379)
فالقول بأن الأصل في أعمال المسلم أن تحمل على الإسلام قول باطل، بل يجب الحكم على عمل المسلم بما حكم به الله ورسوله، فإن عمل مكفراً ينقل عن الدين حكم بكفره، وإن عمل مكفراً لا ينقل عن الملة فالحكم بما حكم به الله ورسوله، وإن فعل فسقاً فسق كقول الله تعالى في القاذف: ((وأولئك هم الفاسقون)).
ثانياً: قول سماحة المفتي: "والمسلم يعتقد أيضاً أن العبادة لا يجوز صرفها إلا لله وحده، والمشرك يعتقد جواز صرفها لغير الله تعالى فإذا رأينا مسلماً يصدر منه لغير الله ما يحتمل العبادة وغيرها وجب حمل فعله على ما يناسب اعتقاده كمسلم لأن من ثبت له عقد الإسلام بيقين لم يزل عنه بالشك والاحتمال"
هذا الكلام ليس على إطلاقه لأن فيه التسوية بين العالم والجاهل وبين المتأول وغيره وبين من قامت عليه الحجة ومن لم تقم عليه الحجة، وبين من ينكر معلوماً من الدين بالضرورة، ومن ينكر أمراً خفياً في الدين، وبين المتأول وغيره، فإن من ينكر معلوماً من الدين بالضرورة فهو كافر قد أجمعت الأمة على كفره، ومن سب الله أو رسوله أو دين الإسلام أو يستهزئ بشيء من الدين فقد كفر، ولا يرفع عنه الكفر كونه مازحاً أو يقول بلسانه ما ليس بقلبه كما قال تعالى: ((قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم .. )) الآية، فكل من وقع منه الكفر بعد انتفاء موانعه أو تحقق شروطه فهو كافر.
ثالثاً: إنتفاء الحكم عن معين فعل مكفراً لتأول أو جهل أو إكراه لا ينفي أن يكون العمل الذي ارتكبه كفراً، فإن كل عمل حكم الله تبارك وتعالى أو رسوله بأنه كفر وجب اعتقاد ذلك والحكم به، وإن كان من يقع منه الكفر جهلاً أو تأولاً أو إكراهاً لا يكون كافراً، فالسجود لغير الله كفر، وصرف شيء من العبادة التي اختص الله بها نفسه لغيره شرك، ونفي ما أثبته الله لنفسه أو وصف الله تبارك وتعالى بما لم يصف به نفسه كل هذا من الكفر وإن كان بعض من يفعله لا يكون كافراً لجهل أو تأويل أو إكراه.
وسماحة المفتي أطلق وجوب نفي الكفر عن المسلم مهما عمل من أعمال الكفر وألا يظن به إلا الحق ما دام مسلماً، وإن فعل ما هو كفر بمجرده كسبَّ الله أو سب رسوله، أو صرف عبادة من العبادات التي لا تجوز إلا لله سبحانه وتعالى.
رابعاً: قول سماحة المفتي: "فإذا ما حصل خلاف بعد ذلك في بعض أنواع الوسيلة كالتوسل بالصالحين والدعاء عند قبورهم مثلاً أو حصل خطأ فيها من بعض المسلمين فيما لم يشرع كونه وسيلة كالسجود للقبر أو الطواف به، فإنه لا يجوز أن ننقل هذا الخطأ أو ذلك الخلاف من دائرة الوسيلة إلى دائرة الشرك والكفر، لأننا نكون بذلك قد خلطنا بين الأمور وجعلنا التعظيم لله كالتعظيم مع الله"
أخرج سماحته أعمال الشرك والكفر التي تقع من المسلمين وجعلها من باب الوسائل وأنها لا تكون شركاً إذا فعلها المسلم، وهذا غير صحيح من وجوه كثيرة فإن الوسيلة التي أمرنا الله بها هي ما شرعه لعباده من وجوه التقرب، أما ما حكم الله بأنه شرك وكفر فليس وسيلة للتقرب إليه، بل سبب لسخطه وغضبه وعقابه، فمن جعل دعاء غيره دعاء عبادة أو سجد لغيره أو ذبح لغيره أو صرف شياً من العبادة التي اختص الله بها نفسه فهو مشرك.
والله سبحانه وتعالى لم يجعل الشرك وسيلة للتقرب إليه كما قال تعالى: ((ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباًً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون))، وقال: ((ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ... )) الآية.
فالله سبحانه وتعالى لا يُتوسل إليه إلا بما يرضيه وارتضاه لعباده من الأقوال والأعمال والاعتقاد، والشرك به ليس وسيلة إليه، فمن عبد غير الله من الملائكة، أو الرسل، أو الأولياء فقد أشرك وتعرض لسخط الله وعقابه، وإن كان من كان كما قال تعالى: ((ولقد أُوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)) وقال تعالى: ((لا تجعل مع الله إلهاً آخراً فتقعد مذموماً مخذولاً))، وقال: ((ولا تجعل مع الله إلهاً آخر فتلقى في جهنم ملوماً مدحوراً)) وقال عن أنبيائه ورسله المكرمين الذين عددهم في سورة الأنعام: ((ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/380)
فالشرك موجب لسخط الله وإن وقع ممن وقع منه، فإن كان مسلماً كفر، ولا يقال إن المسلم إذا فعل الشرك والكفر لا يحكم عليه بكفر ولا بشرك.
خامساً: القول بأن الطواف بالقبور والسجود لها إذا وقع من المسلم لا يكون كفراً ولا شركاً بل هو تعظيم لشعائر الله!! قول باطل. فالقبور المرفوعة ليست من شعائر الله بل من شعائر الشرك ولذلك جاء الإسلام بهدهما وتسويتها بالأرض كما في صحيح مسلم من حديث أبي الهياج الأسدي أن علي بن أبي طالب قال له: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله. ألا تدع قبراً مشرفاً إلا سويته ولا تمثالاً إلا طمسته) وتعظيم الصالحين بتصوير صورهم ونصب أنصاب لهم هو أساس شرك العالم، فإن أول ما وقع من الشرك في قوم نوح كان سببه تصوير صور الصالحين ونصبها كما جاء في قوله تعالى: ((وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً)) قال ابن عباس هم أسماء الرجال الصالحين من بين آدم ونوح صوروا لهم صوراً فمع تقدم العهد عبدت من دون الله.
وفي الصحيح أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم كنيسة رآتاها بأرض الحبشة فيها من الصور والتماثيل. فقال الرسول: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره وصوروا هذه الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة).
وفي الصحيح عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله لما نزل به جعل يطرح خميصةً له عن وجهه فإذا أغتم كشفها ويقول: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد - يُحَذِّر ما صنعوا -) فالمسلمون إذا فعلوا أعمال الشرك التي أشرك بها من قبلهم أصبحوا بذلك مشركين مثلهم.
والحاصل أن البناء على القبور وتعظيمها ليس من شعائر الله، بل هي من شعائر المشركين، وتعظيمها بالبناء والإسراج والرفع هو ذريعة إلى الشرك بالله, وأما الطواف بها والذبح لها والنذر لها والسجود إليها كل ذلك من الشرك بإجماع الأمة.
سادساً: الطواف بالقبور ليس من شعائر الله بل فيه جرائم متعددة؛ فهو يجمع بين الكفر والشرك والمحادة لأمر الله وأمر رسوله، وتشريع ما لم يأذن به الله، وتعظيم غيره بما لم يُشرع إلا لتعظيمه وهو الطواف.
فإن الله قد شرع الطواف ببيته فقط تعظيماً له سبحانه وتعالى، قال تعالى لإبراهيم وإسماعيل: ((وطهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)) وقال تعالى: ((وليطوفوا بالبيت العتيق)) وهو ركن من أركان الحج شرعت له الطهارة كما قال صلى الله عليه سلم: (الطواف صلاة غير أنه أُذٍنَ لكم أن تتكلموا فيه)).
ولم تشرع عبادة الطواف إلا حول بيت الله سبحانه وتعالى، فمن وضع مكاناً للطواف غير البيت فقد حاد الله ورسوله، وشرع ما لم يشرعه الله ورسوله، وقد كَفر المسلمون الحلاج لما صنع في بيته كعبة يطاف بها، فمن زعم أنه يطاف بمكان غير الكعبة طواف عبادة، وإن زعمها لله فهو مبتدع بدعة تكفره وتخرجه من الإسلام لأنه شرع من الدين ما لم يأذن به الله، وحاد الله وحاد رسوله، وهذه أول الجرائم، وأما من جعل الطواف حول القبر تعظيماً له فقد أشرك بالله لأنه صرف عبادة لا تجوز إلا لله فجعلها لغيره.
والعجب أن سماحة المفتي قد عرف الشرك بقوله: "أما الشرك فهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله على الوجه الذي لا ينبغي إلا لله تعالى حتى لو كان ذلك بغرض التقرب إلى الله تعالى"
وهذا تعريف صحيح لمعنى الشرك، فمن جعل الطواف الذي لا يجوز إلا الله جعله لغيره، فهو مشرك.
والجريمة الثالثة أن المقابر والمشاهد المنصوبة التي أمرنا الله تعالى بهدمها وتسويتها بالأرض، فالذي يطوف حول القبر يعظم مكاناً ونصباً أمرنا بهدمه وإزالته فهو معاندٌ محادٌ لله ورسوله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/381)
سابعاً: قولُ سماحة المفتي إن المسلم عندما يطوف بهذه القبور يعظم مَن أَمَرَ الله بتعظيمه: " التقرب إلى الله تعالى بكل ما شرعه سبحانه ويدخل في ذلك تعظيم كل ما عظمه الله تعالى من الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال، فيسعى المسلم مثلاً للصلاة في المسجد الحرام والدعاء عند قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم والملتزم تعظيماً لما عظمه الله سبحانه وتعالى من الأماكن، ويتحرى قيام ليلة القدر والدعاء في ساعة الإجابة يوم الجمعة وفي ثلث الليل الأخير تعظيماً لما عظمه الله سبحانه وتعالى من الأزمنة، ويتقرب إلى الله تعالى بحب الأنبياء والصالحين تعظيماً لمن عظمه الله من الأشخاص، ويتحرى الدعاء حال السفر وعند نزول الغيث وغير ذلك تعظيماً لما عظمه الله من الأحوال وهكذا وكل هذا داخل في قوله تعالى: ((ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)) " قولٌ اشتمل على باطل من وجوه كثيرة:
أ- أن البناء على القبور وتعظيمها والطواف بها والذبح لها والنذر لها والصلاة إليها كل ذلك ليس من شعائر الله بل هو من شعائر الشرك ولم يأمر الله ولا رسوله بشيء من ذلك بل جاء أمر الله وأمر رسوله بالنهي عن ذلك ولعن فاعله، فكيف يجعل هذا مع ما أمر الله به من تعظيم الأماكن الشريفة والأوقات الشريفة كالكعبة وليلة القدر والدعاء وقت نزول المطر وغير ذلك.
ب- أن كثيراً من الذين يطوفون بهذه القبور ويعظمونها بالذبح عندها ودعاء أصحابها يعتقدون فيهم النفع والضر بل ويعطونهم كل صفات الله سبحانه وتعالى من الإحياء والإماتة والخلق والرزق وعلم الغيوب والتصرف في الكون عُلوه وسفله، ومغفرة الذنوب والشفاعة اللازمة على الله، وأن سماحة المفتي على علم بما في طبقات الصوفية ومما نسب إلى شيوخهم. ومن يسمونهم بالأولياء من يجعل اعتقاد النصارى في عيسى أقل كفراً من اعتقادهم، فإذا كان النصارى يعتقدون بأن عيسى ابن الله -تعالى الله عما يقولون- وأنه يأتي يوم القيامة يجلي على يمين أبيه -تعالى الله عن ذلك- ليدين الأحياء والأموات.
وفي الفكر الصوفي أن الحقيقة المحمدية -في زعمهم- أنه رسول الله هو التعينات وأول خلق الله ومن أنواره خلقت الملائكة والعرش والكرسي والسماوات والأراضين، وأنه في النهاية المستوي على عرش الله!!
وفي الفكر الصوفي أن السيدة زينب هي رئيسة الديوان الصوفي والذي يجمع الغوث والأقطاب والأوتاد وهو الديوان الذي يحكم العالم العلوي والسفلي.
ونقل مثل هذا الكفر وبيانه أمر يطول، وأظن سماحة المفتي مطلع كذلك على ما يعتقده غير أهل السنة والجماعة من الفرق الإسلامية الكثيرة التي تعتقد فيمن يعظمونهم أنهم يتصرفون بالخلق والرزق والإحياء والإماتة ويتحكمون في كل ذرات الكون!!
فكيف يقول سماحة المفتي بعد ذلك أن المسلم إذا فعل مثل هذا الكفر يجب أن يظن فيه الخير، وأنه لا يفعل ما يناقض الإسلام.
ثامناً: قول سماحة المفتي: " أن هناك فرقاً أيضا بين كون الشيء سبباً واعتقاده خالقاً ومؤثراً بنفسه، تماماً كما مثلنا في الأصل الأول من اعتقاد المسلم أن المسيح عليه السلام سبب في الخلق بإذن الله في مقابلة اعتقاد النصراني أنه يفعل ذلك بنفسه، فإذا رأينا مسلما يسأل أو يستعين أو يرجو نفعاً أو ضراً من غير الله فإنه يجب علينا قطعاً أن نحمل ما يصدر منه على ابتغاء السببية لا على التأثير والخلق"
تفريقُ سماحة المفتي بين من يشرك بالله فيدعو غيره بأن يفعل ذلك معتقداً قدرته الذاتية على ذلك، ومن يعتقد أن الله قد وهبه ذلك وأعطاه تفريق لا وجه له؛ فإن من يدعو غير الله من الموتى وهو يعتقد أن الله قد منحهم تفريج الكروب وقضاء الحاجات وإجابة السائلين كذاب مفتري على الله!! فإن الله لم يعط أحداً من الموتى ذلك. قال تعالى: ((ومن أضل ممن يدعون من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين)) فالله سبحانه وتعالى لم يأمرنا أن ندعو ميتاً في قبره أو أن تطلب منه ما يطلب من الأحياء، بل جعل هذا من الشرك الجلي، وهؤلاء الذين يدعون الموتى ويزعمون أن الله اختصهم بالعطاء والمنع وإجابة دعوة الداعي، وإغاثة المستغيث كاذبون على الله أولاً لأن الله لا يأمر عباده بالكفر والشرك، ودعاء غيره شرك فكيف يأمر الله عباده بأن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/382)
يشركوا به ((ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون))
تاسعاً: أعمال المسلم التي يجب حملها على حسن الظن به، هي ما يحتمل البر والإثم والمباح وغيره، كمن رأى رجلاً مع امرأة في خلوة أو طريق مظلم فيحتمل أن تكون امرأة أجنبية لا تحل له ويحتمل أن تكون زوجته أو من محارمه .. فيحمل المسلم على حسن الظن ما لم يعلم ويقطع بالاحتمال الآخر.
أما الأعمال التي لا تحتمل إلا معنى واحداً كقول كلمة الكفر أو سب الله وسب رسوله، أو السجود لغير الله ونحو ذلك فإنها لا تحتمل إلا معنى واحداً، وأما احتمال أن يكون فاعل ذلك معذوراً لجهل أو إكراه أو تأويل فباب آخر ولا يغير حكم العمل نفسه من أنه كفر أو شرك أو فسق، وإن كان كفر ليس كذلك.
وسماحة المفتي سوى بين من يعمل عملاً يحتمل الإباحة والحرمة والإثم والبر بمن يعمل عملاً لا تفسير له إلا الإثم، وهذا هو الأصل الثالث الباطل الذي بنى عليه سماحة المفتي فتواه.
عاشراً: أليس بدلاً من إقرار الناس على هذا الكفر والشرك من الطواف بالقبور وعبادتها من دون الله والطلب من أصحابها ودعائهم والذبح لهم، وجعل مواسم لعبادتها وشد الرحال إليها وقول قائلهم: (قبر أبي معروف ترياق مجرب) وعبدالقادر الكيلاني يا متصرف في الأكوان، واعتقاد أن الله قد غفر لكل من زار قبر البدوي في مولده كل ذنوبه .. الخ من هذا الكفر والشرك. (اقرأ ترجمة البدوي في طبقات الشعراني)
أليس الأولى من ذلك من سماحة المفتي ومن غيره من أهل العلم والدين أن ينهوا الناس عن ذلك وخاصة أن سماحته يقول إن المفتي على أن الطواف بالقبور حرام وأن الفتيا على ذلك.
فإذا كان سماحة المفتي يعتقد أنه حرام وأنه يفتي بذلك فلماذا التبرير للناس والقول بأن المسلم لا يفعل إلا حقاً، ولا يظن به إلا خيراً حتى وإن عمل هذا الإثم والحرام.
والأجدر أن يقال لا يعجل بتكفير من فعل ذلك من المسلمين ولكن العمل كفر وشرك وبدعة وحرام ومخالف للحق، ولا نكفر المسلم إلا بإقامة الحجة عليه فإن أصر بعد ذلك حكمنا عليه بما يستحق من الحكم الشرعي الذي حكم الله به، وإلا فترك الناس ليعتقدوا من الكفر أعظم مما كفرت به النصارى في عيسى ويعبدوا من دون الله ما لم ينزل الله يه سلطاناً، ويكفروا كفراً لم يكفره ويشركه العرب أنفسهم. والقول بأنهم ما يفعله المسلمون عن قبور الصالحين لا يخرج عن الحركة والكراهة.
فهذا في النهاية إقرار للشرك والكفر والبدعة وتهوين من شأن ذلك كله.
وفق الله سماحة المفتي لقول الحق والعمل به والدعوة إليه.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 05:24 م]ـ
#60 09 - 05 - 06, 03:11 PM
المقدادي
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Feb 2005
المشاركات: 530
--------------------------------------------------------------------------------
هل رد احد على ما كتبه ناجي العربي في جريدة الوطن بالامس؟؟؟
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 05:26 م]ـ
#61 09 - 05 - 06, 03:13 PM
أبو يوسف العامري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Oct 2005
المشاركات: 550
--------------------------------------------------------------------------------
جزاك الله خيرا اخي الاثري على التجاوب السريع
لكن ما الذي اقحم مفتي مصر في الازمة التي اثارها كلام الشريف الصوفي؟
ايش دخله بالموضوع؟
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 05:26 م]ـ
#62 09 - 05 - 06, 04:24 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
الذي أدخله في الموضوع هو أن أصحاب محمد عبدالغفار لما أحسوا بورطة صاحبهم بدؤوا يبحثون في أصقاع الأرض عمن ينصره, كهذا المفتي وذاك البوطي وغيرهما
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 05:36 م]ـ
#63 12 - 05 - 06, 03:01 AM
أبو فالح عبدالله
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Oct 2005
مكان الإقامة: دولة الكويت
المشاركات: 219
--------------------------------------------------------------------------------
الدكتور الشريف يردّ من جديد.!!
لكن على عاميٍّ من العوام!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/383)
أهمل الصوفيُّ اللئيم كل من حاوره من المشايخ و طلبة العلم بأدلتهم العلمية و الحجج العقلية و البراهين الشرعية المحققة و النقول عن العلماء الموثقة ... و ذهب يرد و يعقّب على أحد العوام الذين أنكروا عليه في الصحف .. وهو الكاتب العتيقي (انظر رده بمشاركة رقم 49)!
وذلك بجريدة القبس اليوم 12/ 05/2006 م
و فحواها الدفاع عن الهالك .. مُميت الدين ابن عربي الحاتمي!
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperPublic/ArticlePage.aspx?ArticleID=165806
===========================
مرحبا ألف ِِ بأخي عبداللطيف العتيقي.
ابن تيمية عالم من العلماء وليس حجة على الناس
بقلم: أ. د. محمد عبدالغفار الشريف
ارسل الي اخي الحبيب، الاديب الاريب عبداللطيف بن سيف العتيقي ادام الله بقاءه واعلى في الدنيا والآخرة مقامه، تحية عطرة عبر جريدة 'القبس' .. بتاريخ 3/ 5/2006 اعادت الي الامل ببقاء الخلق الكريم في صفوف العاملين في حقل الدعوة، فهو لم يلمز، ولم يطعن، ولم ينتقص، مخالفه ليظهر نفسه، بل تمثل قول الحق 'وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن، ان الشيطان ينزغ بينهم، ان الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا'.
قال سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، 'ان المؤمن ليختار اطايب الكلام كما يختار احدكم اطايب الثمر فعسى ان يكون قدوة للآخرين'.
واستجابة لقوله تعالى 'واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها او ردوها' خططت رسالتي هذه اليك والتي اقول فيها:
الحرية أساس دعوة الإسلام
جاء في خبر وفادة ربعي بن عامر -0 رضي الله عنه - على رستم قائد الفرس انه سأله: ما جاء بكم؟ قال ربعي 'الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد الى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا الى سعتها، ومن جور الاديان الى عدل الاسلام (البداية والنهاية 7/ 39) وكلنا نردد قول عمر - رضي الله عنه 'متى استبعدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا' يقولها لواليه، في مواجهة قبطي غير مسلم!!
نعم، انها حرية، ولكنها حرية مسؤولة، قال تعالى 'ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد' ومن مسؤولياتها ان تشهد لصالح الحق بحقه، ولو على نفسك، قال تعالى 'ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا، اعدلوا هو اقرب للتقوى'، ومن اسؤأ الاستعباد ان تستعبد عقلك لاي انسان كان، لان الانسان يخطئ ويصيب، الا الانبياء المعصومين عليهم الصلاة والسلام، ولذا لا يتحاكم المؤمن الا الى الوحيين - الكتاب والسنة - اللذين تكفل الله - تعالى بحفظهما، ثم يأتي الاجماع، الذي شهد له المصطفى عليه وعلى آله افضل الصلاة والتسليم - بالعصمة، ولا بد ان يكون مستند الاجماع الكتاب او السنة، كما هو معلوم عند الاصوليين.
اما اقوال الرجال فليس قول احد حجة على غيره، بل يلزمه هو ومن يقلده.
ولذا اسمح لي ومن خلقك السماحة ان اقولها وبكل صراحة بان الامام ابن تيمية رحمه الله، ليس حجة الله على الناس، بل هو عالم من علماء المسلمين، يصيب ويخطئ فإن اصاب فحيهلا والا فقوله مردود عليه، 'والحق احب الينا من شيخ الاسلام'.
عتاب أخوي:
قال الشاعر: ويبقى الود ما بقي العتاب
اما عتبي اخي انك لم تنقل كلامي في الموضوع الذي عاتبتني فيه كاملا، ولذا سأورده لك غير متجزأ كما ورد في كتاب ثقافة الامة للهيئة الخيرية ص82 قلت، حفظك الله - بعد الشكر ما يلي: بعد ان ذكرت ان من المهم حتى نتعرف على الآخر ان نقرأ في تراثه، ثم ضربت مثلا بابن العربي - رحمه الله فقلت: 'كنا سابقا يخوفوننا من اسم ابن عربي كثيرا، وكنت اتحاشى كتبه، حتى ملكت بعض كتبه فوجدت نفسي اقف امام طود عظيم، عقلا وثقافة شرعية، وان كان كل انسان لا يخلو من الاخطاء، واضع خطا كبيرا تحت 'عقلا وثقافة شرعية'، وتحت 'وان كان كل انسان لايخلو من اخطاء'.
كلام العلماء في الشيخ الاكبر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/384)
وانقل لك كلام امام من ائمة الجرح والتعديل، وهو الامام الذهبي، رحمه الله، تلميذ ابن تيمية، يقول الذهبي في كتابه 'التاريخ الكبير في حوادث 638' سنة وفاة الشيخ الاكبر - رحمه الله، بعد ان يذكر ماله وما عليه، وان كنا لانسلم له كل ما قاله، و'لابن العربي توسع في الكلام وذكاء وقوة حافظة وتدقيق في التصوف، وتواليف جمة في العرفان، ولولا شطحات كلامه وشعره لكان كلمة اجماع، ولعل ذلك وقع منه في حال سكره وغيبته (مصطلحان صوفيان) فنرجو له الخير (وانظر ما ذكره في الميزان وفي السير).
وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي وهو من تلاميذ ابن تيمية، بعد كلام طويل: وقفت على كتابه الذي سماه 'الفتوحات المكية' لانه صنعه بمكة، وهو في عشرين مجلدة بخطه، فرأيت اثناءه دقائق وغرائب ليست توجد في كلام غيره، وكأن المنقول والمعقول ممثلان بين عينيه في صورة محصورة يشاهدها، متى اراد اتى بالحديث او الامر ونزوله على ما يريده، وهذه قدرة ونهاية اطلاع وتوقد ذهن وغاية حفظ وذكر، ومن وقف على هذا الكتاب علم قدره، وهو من اجل مصنفاته (الوافي في الوفيات 4//174).
فهل ترى قولي خرج عما قاله هذان الامامان الجليلان تلميذا ابن تيمية رحمهم الله جميعا؟!
بل ارى انني قصرت كثيرا عما قالا في حقه!
عقيدة الشيخ الأكبر:
قال الصلاح الصفدي - رحمه الله - في الوافي 4/ 174 وقد ذكر في كتاب الفتوحات المكية (1/ 162 طبعة د. عثمان يحيى) في المجلدة الاولى عقيدته، فرأيتها من اولها الى آخرها عقيدة الشيخ ابي الحسن الاشعري ليس فيها ما يخالف رأيه، وكان الذي طلبها مني بصفد وانا في القاهرة فنقلتها اعني العقيدة لا غير في كراسة وكتبت عليها:
ليس في هذه العقيدة شيء
يقتضيه التكذيب والبهتان
لا ولا ما قد خالف العقل
والنقل الذي قد اتى به القرآن
وعليها للأشعري مدار
ولها في مقاله إمكان
وعلى ما ادعاه يتجه البحث
ويأتي الدليل والبرهان
بخلاف الشناع عنه ولكن
ليس يخلو من حاسد إنسان
ولم أكن وقفت على شيء من كلامه ثم اني وقفت على 'فصوص الحكم' التي له فرأيت فيها اشياء منكرة الظاهر لا توافق الشرع، وما فيه شك انه يحصل له ولأمثاله حالات عند معاناة الرياضات في الخلوات، يحتاجون الى العبارة عنها فيأتون بما تقصر الالفاظ عن تلك المعاني التي تمحوها في تلك الحالات، فنسأل الله العصمة من الوقوع فيما خالف الشرع.
خطورة التكفير:
ان من اعظم البلاء ان يسارع المسلم في تكفير المخالف، او رميه بالعظائم، قال رسول الله 'من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها احدهما'، والاخطر من ذلك من يحكم على ما في قلوب الناس وضمائرهم، ويجعل نفسه حكما على ما يسر الناس وما يعلنون، فيحمل حال الناس على الاسوأ حسب ما يتراى لعقله السقيم، وهذا خلاف منهج الاسلام، ففي حديث اسامة بن زيد - رضي الله عنهما - في الرجل الذي قتله في المعركة بعد ان نطق بالشهادتين، ثم سأل عن ذلك سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقال الرحمة المهداة - عليه الصلاة والسلام - 'لا تقتله' فقال اسامة 'انما قالها مخافة من السيف' فقال له الحبيب عليه الصلاة والسلام 'هلا شققت عن قلبه' وما زال يكررها عليه، حتى تمنى اسامة انه لم يسلم الا بعد هذه الحادثة، ليكون الإسلام مكفرا لعمله ذلك.
قال الشيخ محيي الدين بن العربي - رحمه الله تعالى - اجمع القوم على ان من حمل الناس على المحامل السينة فإنما ذلك صورة نفسه هو، فكأنه يقول: انا من اهل ذلك القبيح، ومذهب اهل السنة والجماعة: ان الشخص الواحد يجتمع فيه الخير والشر في وقت واحد فيكون وليا لله تعالى من وجه، كما انه عدو لله من وجه آخر.
قال: وهذا هو الحق الواضح الذي شواهده كثيرة من الكتاب والسنة بخلاف من قال: بالاحباط وكفر المؤمنين بالمعاصي والذنوب كما فعل الخوارج وغيرهم.
قال: الشيخ محمد بن علي المصري - رحمه الله - اذا علمت ذلك يا اخي: فإياك ان تحمل احوال الناس على احوالك السيئة ما دمت لم تتنظف من الرذائل. واعلم انه يجب عليك اذا رأيت في احد نقصا ان ترجع على نفسك باللوم وتجاهدها بالرياضة حتى لا تصير ترى في احد نقصا الا تبعا للشرع، كما يجب عليك ان تنظر فيما يترتب على الامور التي يسبق الى الذهن فيها سوء الظن من جواب او سكوت (حسن الظن بالناس ص34).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/385)
وختاما استميحك اخي الحبيب عذرا ان اطلت عليك في مقالي، فإن لي اسوة في كليم الله موسى - عليه الصلاة والسلام - عندما سأله رب العزة والجلال 'وما تلك بيمينك يا موسى' فأجاب 'هي عصاي اتوكأ عليها، واهش بها على غنمي، ولي فيها مآرب اخرى'.
قال العلامة السيد ابن عجيبة الحسني في تفسيره الرائع 'البحر المديد 4/ 269' 'الاطناب في مناجاة الاحباب محمود'.
كلمة حكيم
قال قطب الدعوة والارشاد الحبيب عبدالله الحداد - رحمه الله - في رسالة المعاونة ص 49 ما يلي:
وينبغي ان يكون لك ورد من قراءة العلم النافع وهو الذي يزيد في معرفتك بذات الله واقواله وصفاته وافعاله وآلائه، وتعرف به ما أمرك به من طاعته ونهاك عنه من معصيته، ويورثك زهدا في الدنيا ورغبة في الآخرة، ويبصرك بعيوب نفسك وآفات اعمالك ومكائد عدوك.
وهذا العلم مبثوث في الكتاب والسنة وكتب الائمة. وقد جمعه الإمام الغزالي في كتبه العظيمة القدر، الكبيرة الخطر، عند من له بصيرة في الدين ورسوخ في العلم وكمال في اليقين، فواظب على مطالعتها ان كانت لك همة في سلوك الطريق ورغبة في الوصول الى مراتب التحقيق، وقد انفردت الكتب الغزالية من بين كتب المحققين من الصوفية بالجمع والتحرير وحصول التأثير الكثير في الزمن القصير.
وعليك بالإكثار من قراءة كتب الحديث والتفسير ومن مطالعة كتب القوم عامة فإن ذلك فتح عام وسلوك تام كما قال بعض العارفين.
ولكن ينبغي لك ان تحترز عما يشتمل من رسائلهم على الامور الغامضة والحقائق المجردة وهذه الاشياء توجد في اكثر مؤلفات الشيخ محمد بن عربي وفي شيء من رسائل الامام الغزالي كالمعراج والمضنون به، وقد ذكر الشيخ زروق في 'تأسيس القواعد' قاعدة في التحذير من الكتب التي تجرى هذا المجرى فراجعها ان شئت.
'فإن' قال قائل لا بأس علي في مطالعة هذه الكتب، لاني آخذ ما افهمه واسلم لما لا افهمه لقائله.
'قيل له' قد انصفت، ونحن انما نخشى عليك مما تفهمه ان تفهمه على غير وجهه فتضل عن سواء السبيل.
مؤلفات الشيخ الأكبر
يقول الأستاذ الدكتور ابو العلا عفيفي في تصديره على كتاب فصوص الحكم ص 5 'للشيخ محيي الدين ابن عربي المتوفى سنة 638ه من المؤلفات مالا يكاد العقل يتصور صدوره عن مؤلف واحد، لم ينفق كل لحظة من لحظات حياته في التأليف والتحرير، بل شغل شطرا غير قليل منها فيما يشغل به الصوفية انفسهم من ضروب العبادة والمجاهدة والمراقبة والمحاسبة، ولا جدال في ان مولفاته تربى على المائتين - على اقل تقدير'.
واصعب ما في مؤلفات الشيخ محيي الدين مصطلحاته، لذا تصدى مؤلفون كثيرون لشرحها، ومن اهم الاعمال الجليلة في شرح مصطلحات الشيخ الاكبر موسوعة أ. د. سعاد الحكيم 'المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة'، التي امضت في اعدادها سنوات، ثم قال: والآن نسأل ما نتيجة صبرنا خلال سنوات حاولنا فيها فك طلاسم شيخنا الاكبر، وتتبع التجربة الصوفية في سلوكها ومفرداتها؟
الواقع ان عملا كهذا، لا يعتبر كاملا، وذلك نظرا لضخامة المشروع، فمعجم صوفي تنتقي مفرداته من قمة تفتح التجربة الصوفية واللغة الصوفية، في اطلالتها على الفلسفة بأنواعها والفلك والجفر و ... يجعل عملا كهذا في حكم المشروع الانساني، يضاف الى ذلك غزارة نتاج الشيخ الاكبر اذ ان فتوحاته تزيد على ثلاثة آلاف صفحة فقط، والوصول الى مرتبة كمالية في عمل مماثل، يتطلب جهد جماعة من الباحثين لانه عندئذ قد يستوعب عشرات المجلدات، ولكن هذا المعجم وان لم يكن كاملا، الا انه يعتبر خطوة علمية موضوعية، وبدء طريق قد نترافق به، ونكمل الدرب ما اتسع لنا السير فيه، واخيرا، نضع صفاحتنا هذه بين يدي القارئ ينبض كل حرف فيها في صراحة، بتقديرنا وحبنا لهذه الشخصية الفذة التي تألقت عبر نضج تجربتها الصوفية بأصالة عربية حقيقية، والتي استطاعت بصدق نبراتها ان تسد مسام الثغرة التي تفصلنا عن القرن السادس الهجري، وتمدنا بذاك التواصل الحقيقي مع تراثنا العربي وحضارتنا الشرقية.
خلاصة القول في ابن عربي
خلاصة القول في الشيخ الاكبر - رحمه الله - ما قاله فيه الباحث الايراني الدكتور محسن جهانكير - استاذ الفلسفة في جامعة طهران - في كتابه القيم محيي الدين ابن عربي ص 515.
'ان الوجود الثقافي القيم، والوجه الروحاني والمعنوي، والشخصية العميقة ذات الابعاد الكثيرة لابن عربي قد استقطبت جماعة كبيرة من رجال العلم والدين، بمن فيهم اعلام العلم والحكمة في دار الاسلام، فراحوا يبحثون ويدرسون آثاره بجد وينقدون افكاره، فطأطأوا رؤوسهم تعظيما واجلالا لما وجدوا لديه من معلومات عميقة واسعة، واثنوا جميعا على درجته العلمية والثقافية الرفعية، الا انهم ابدوا آراء متضاربة في ايمانه واعتقاده الديني وتقواه، فبعضهم اطرى درجة ايمانه وقدسه وزهده ما يستطيع، وارتفع بمقامه الروحاني والمعنوي الى مرتبة الولاية وعده من اكابر اولياء الله. وبعضهم قال عنه انه عديم الايمان والدين، وفاسق، وفاجر، وكافر، وملعون، ومكذب بجميع الكتب والرسل، ومحلل جميع الفروج، وشيخ سوء وكذاب، لانهم لم يجدوا اقواله وأفكاره متناسبة مع ظاهر الدين والشريعة، او بعبارة اصح ما فهموه من الدين والشريعة، وبعضهم وقف موقف المتحير فاحجموا عن ابداء اية وجهة نظر فيه، ورأى البعض انه معذور رغم ما في افكاره وعقائده من تعارض مع الدين والايمان - ظاهرا.
والحقيقة هي ان ظهور هذه الآراء المتضادة - لاسيما تحير وتوقف بعض المفكرين فيه - ينبئ عن عمق شخصيته وكثرة ابعادها. وللعلم لم يكن الشيخ الاكبر الشخص الوحيد في التاريخ الاسلامي الذي كثر الخلاف فيه، بل هناك كثيرون غيره، ومنهم ابن تيمية فالخلاف حول شخصيته بين العلماء اكثر من الخلاف حول شخصية ابن العربي، وانظر ترجمته في المراجع نفسها التي ذكرتها لترجمة الشيخ محيي الدين'.
==================
إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت .. !
إذا رُزق الفتى وجهاً وقاحاً ... تقلّب في الأمور كما يشاء
ُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/386)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 05:42 م]ـ
#64 15 - 05 - 06, 08:32 AM
أبو فالح عبدالله
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Oct 2005
مكان الإقامة: دولة الكويت
المشاركات: 219
--------------------------------------------------------------------------------
هذا رد كتبه الشيخ خالد السلطان بجريدة الوطن اليوم ..
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=406291&pageId=163
على مقال الدكتور الأخير في الانتصار (لابن عربي)!!
_______________________________
(انضحْ من إنائك يا شريف)!
كتب: خالد سلطان السلطان
في كل يوم نصبح بجديد من الاقوال والعجائب من د. عبدالغفار فما نكاد ننتهي من آثار انفجار عقائدي شاذ حتى تأتينا قذيفة عقائدية جديدة هي اكثر شذوذا ممن قبلها.
فبالامس القريب فجر د. عبد الغفار قضيتين وظن بسياق ادلتها الواهنة انها محرجة للطرف الاخر ولكن الله خيب الظنون فانبرى لهذه القنابل جحافل من اهل العلم والحق لردها ليس بالكلام الانشائي والعاطفي كما يفعله المدافعون عن الاشخاص والذوات ... لا انما بالحجة والبيان والادلة من الكتاب والسنة وفقه السلف الصالح الذين هم الفيصل الفاصل لقضايانا الشرعية (لو كانوا يفقهون).
واما اليوم ففجر لنا د. الشريف قضية جديدة هي الاخطر من نوعها والاكبر من سابقتها وهي تمجيد من لا يستحق التمجيد وتعظيم من هو ادنى مرتبة من الذباب والجعلان ... (اجل الله قارئينا).
اتدرون د. شريف يعظم من؟ ويمتدح من؟ ويرفع من شأن من؟
يمتدح من يرى ان الله انسان كبير ويرى ان الله يحتاج للخلق ويفتقر اليه ويرى ان الكل (الله) فما من انسان ولا حيوان ولا جماد ولا شيء الا هو (الله) ويرى ان الدعوة الى الله مكر بالمدعو ويرى ان الله ناكح لنفسه فمنه الصاحبة والولد ويرى ان النار هي النعيم والجنة ويرى ان الكل سيدخل برحمة (الله) فليس هناك مغضوب عليهم ولا ضالين ويرى انه اجتمع بالانبياء سنة (586هش) ويرى ان للانسان ان يعتقد ما يشاء وكيفما يشاء والكل مصيب (فعابد الله وعابد البقر والصنم عنده سواء) ولا اريد ان اغث القارىء الكريم بكلام هذا السافل الزنديق ولكن عجبي من د. شريف كيف سمح لنفسه واستسهل المدح فيمن قال مثل ذلك فوصفه انه (كالطود العظيم).
كلام مقطوع ومبتور ما عندي ادنى شك عندما أقرأ لمن لم يكن صافيا في عقيدته او سليما في منهجه انه ان نقل نصا من النصوص اما ان يبتره او يحرفه وان استدل استدل بحديث ضعيف موضوع لا يصلح للاحتجاج به او يتبع ما تشابه من الصحيح وهذا ما رأيته لما رجعت لكلام من استشهد به د. عبدالغفار في مدح (ابن عربي النكرة).
اما الشاهد الاول الامام المبجل الذهبي فقد اقتطع د. عبدالغفار من كلامه ما يريد ليثبت به مذهبه في مدح الزنديق ابن عربي وترك من كلام الذهبي ما فيه حجة على ابن عربي وممتدحيه قال الذهبي رحمهه الله في سيره: (ومن اراد تواليفه (اي ابن عربي) فليرجع الى (كتاب الفصوص) - فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر - نسأل الله العفو والنجاة فواغثواه بالله).
فياليت د. شريف اتبع الانصاف الذي سار عليه الذهبي والأمانة العلمية والطريقة الاكاديمية فإن الذهبي امتدح ابن عربي من حيث ما معه من صفات كـ (علم واسع وشعر رائق وذهن وقاد) لكن الذهبي عاب على ابن عربي (فساد عقيدته وسوء عبارته التي بلغت حد الكفر بل الكفر يخجل مما كتبه ابن عربي.
وأما الشاهد الثاني فهو (صلاح الدين الصفدي) فقد روى في تاريخه عن علمين من علماء المسلمين الاول (ابن دقيق العيد) والثاني (العز بن عبدالسلام) انه قال عن ابن عربي (هو شيخ سوء كذاب يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا) وروى هذا الاثر ايضا الشاهد الاول الامام الذهبي.
وسؤالي الآن لماذا تتعمد يا د. عبدالغفار تضليل اخي العزيز «بو احمد» العتيقي وتضليل الامة ايضا بتمجيد (حقير - كذاب - زنديق - فاسد - ضال) مثل ابن عربي؟!
فمشكلة المشاكل ان البعض اذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالإثم ويرى من نفسه انه لا يخطأ وأنه ان ظهر له حق لا يتراجع خوفا من سقوط مرتبته ومنزلته وهذا من عمل الشيطان (انه عدو مضل مبين) فمن لم يترب على الرجوع للحق والإذعان إليه فلا خير فيه (والله المستعان).
الحديث ذو شجون والكلام طويل وطامات ابن عربي الذي يمتدحه د. شريف لم ينته فانتظروني في مقالي القادم (جاء الخريف يا دكتور شريف).
اللهم انا نستعيذ بك مما استعاذ به رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله (ان اخوف ما اخاف على امتي الأئمة المضلون) اللهم احفظنا من زلة العلماء وأشباه العلماء ونجنا من كل دعوة مريبة فيها فساد لديننا او زيغ لإيماننا او تخريب لعقيدتنا آمين.
halsultan34@hotmail.com
تاريخ النشر: الاثنين 15/ 5/2006
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 05:43 م]ـ
#65 15 - 05 - 06, 01:41 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله في الشيخ خالد وجزاك الله خيرا أبا فالح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/387)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 05:49 م]ـ
#66 15 - 05 - 06, 01:45 PM
أبو الحسن الأثري
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Dec 2005
مكان الإقامة: ملتقى أهل الحديث
المشاركات: 284
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله في جهود أهل السنة في هذا البلد وجمع شملهم وكلمتهم على الحق
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 05:49 م]ـ
#67 16 - 05 - 06, 09:20 PM
أبو فالح عبدالله
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Oct 2005
مكان الإقامة: دولة الكويت
المشاركات: 219
--------------------------------------------------------------------------------
و فيكم بارك ربي ..
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 05:58 م]ـ
#68 17 - 05 - 06, 06:13 AM
أبو فالح عبدالله
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Oct 2005
مكان الإقامة: دولة الكويت
المشاركات: 219
--------------------------------------------------------------------------------
هذا رد كتبه الشيخ خالد السلطان بجريدة الوطن اليوم ..
على مقال الدكتور الأخير في الانتصار (لابن عربي)!!
الحديث ذو شجون والكلام طويل وطامات ابن عربي الذي يمتدحه د. شريف لم ينته فانتظروني في مقالي القادم (جاء الخريف يا دكتور شريف).
و هذا هو بين أيديكم ... كما وعد الشيخ خالد في <جريدة الوطن> اليوم 17/ 5/2006 م
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=406620&pageId=163
===========
جاء الخريف .. يا دكتور شريف
كتب: خالد سلطان السلطان
الخريف فصل من فصول السنة الاربعة ويتميز هذا الفصل بتساقط اوراق الاشجار الا اشجار تميزت بالقوة والمتانة فلا يتساقط ورقها وان جاء الخريف وضرب صلى الله عليه وسلم للمؤمن مثلا بتلك الشجرة القوية التي لا يسقط ورقها وتؤتي ثمرها كل حين بإذن ربها فقال هي «النخلة».
فعلى المؤمن ان يجتهد على نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح القائم على الكتاب والسنة وفقه السلف الصالح ليكون مثل تلك الشجرة المباركة والتي لا تهزها الرياح ولا تتأثر بالخريف وليحذر المسلم ان يكون كالسنبلة تميل مع كل ريح تأتيها فتذهب بكل اتجاه وهذا مثل ضعيف العلم او المتعلم على طريقة غير الطريقة الربانية والسنة المحمدية.
ومازلت واقفا امام «طود الدكتور عبدالغفار العظيم» النكرة «ابن عربي» والذي اتهم د. عبدالغفار نفسه «هداه الله للحق» بالتقصير في المدح والثناء على هذه الشخصية «المتطرفة المنحرفة» والتي قد اعجب الدكتور بها عقلا وثقافة شرعية.
واذا نظرت الى عقل هذا الطود العظيم كما يزعم د. عبدالغفار فستجد ان هذه العقلية وصلت الى:
1) عدم تنزيه الله والحط من قدر الرب جل وعلا والانزال من مقام الذات الالهية.
2) عقلية وصلت الى تفسير القرآن الكريم تفسيرا شيطانيا ضرب بتفسير النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه عرض الحائط واتبع في تفسير القرآن الهوى والخيال.
3) عقلية وصلت الى وصفه نفسه باوصاف «الله» واعطى نفسه مقام الربوبية بالتصرف والفعل فقال «فأسماؤنا اسماء الله تعالى». «نعوذ بالله من الضلال»
4) عقلية وصلت الى نشر عقيدة الحلول والاتحاد اي ان الله يحل في اي شيء ويتحد في اي شيء سواء كان الحلول والاتحاد مع حيوان او حشرة او نبات او جماد او انسان «وتعالى الله عما قال هذا (الخبيث) علوا كبيرا»
فهذه العقلية التي يمتدحها د. عبد الغفار شريف ويدعو للالتفات لها وللقراءة لمؤلفاتها للاستفادة منها ما ادري هل د. عبد الغفار (غفر الله لنا وله) يعلم باقوال ومعتقدات (ابن عربي) هذه ام لا؟ فان كان لا يدري فتلك مصيبة وان كان يدري فالمصيبة اعظم.
اين علماء الكويت ومشايخها؟؟
لماذا يقف علماء الكويت ومشايخها ودكاترة الشريعة متفرجين امام هذا التخبط العظيم وامام هذه الافكار المنحرفة التي تخالف الوسطية التي دعت اليها الدولة حفظها الله وحرسها الله من الضالين والمنحرفين والتي شارك فيها حتى الدكتور نفسه فكيف ارتضى الدكتور عبد الغفار لنفسه يزين للناس شخصية (ابن عربي) الذي حكم بكفره طائفة ليست بالقليلة من علماء الامة كما نقل عنهم (الامام شهاب الدين احمد بن يحيى التلمساني الحنفي) و (الامام سيف الدين عبد اللطيف بن بلبان السعودي) و (ابن الجزري الشافعي) و (الامام بركة الاسلام قطب الدين ابن العسقلاني) فلماذا لا يقوم العلماء برد هذه الدعوى الفاسدة المنتنة التي نهايتها هدم الاسلام من اساسه (فاعتبروا يا أولي الالباب).
أين مسؤولو الدولة؟؟
هل نام مسؤولو الدولة عن هذه الدعوة العظيمة الخطر والتي حذر علماء الامة منها ابناء الامة من ان تلتحق بهذه الشخصية وبفكرها وبعقيدتها حتى حذر العسقلاني الناس من تصديق (ابن عربي) ومن فساد عقيدته ومن ضلال طريقته ثم يأتي اليوم د. عبد الغفار (سامحه الله) وبكل اريحية ليمتدح علنا من عارض عقيدة الاسلام ونبي الاسلام بكلامه الفلسفي وبخياله المنحرف وبعقله الابليسي عليه من الله ما يستحق (الا لعنة الله على الظالمين).
ان اخشى ما نخشاه كأبناء وطن مسلم صافي في عقيدته متبع لسنة نبيه ما تربى على الخرافات والبدع والانحرافات والضلال ان تسلم المناصب القيادية الدينية والامانات الشرعية لمن لا يمانع بتوظيف او استجلات او طلب زيارة لمن عرف بانحراف عقيدته ومنهجه او مبتدع لدينه واسلامه فيلحق بالمجتمع الويلات والطوام (انحراف وتطرف وارهاب).
وانا على يقين انه لو كان (ابن عربي) حيا لن يمنع ولن يتردد بقبول امثال هؤلاء وتمكينهم زمام الامور في البلاد فهل يا ترى من اتهم نفسه بالتقصير في مدح (ابن عربي) وتمجيده يخالف في ذلك من امتدحه ومجده (الله اعلم واجل).
alsultan34@hotmail.com
تاريخ النشر: الاربعاء 17/ 5/2006
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/388)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 06:01 م]ـ
#69 17 - 05 - 06, 07:39 AM
أبو الحسن الأثري
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Dec 2005
مكان الإقامة: ملتقى أهل الحديث
المشاركات: 284
--------------------------------------------------------------------------------
سبقتني!!!!
فقد حدثت نفسي أن أسبقكم اليوم أنت وأبو عبد الله لكن؟؟
جزاك الله خيراًَ
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 06:19 م]ـ
#70 20 - 05 - 06, 12:04 AM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيكم
وهذا رد الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق على تمجيد عبدالغفار لابن عربي نشره اليوم في جريدة القبس
وفي المرفقات الرد على صفحة pdf
بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي
بقلم: عبدالرحمن عبدالخالق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد،،
مدخل: عمد د. محمد الغفار في مقالة في 'القبس' عدد 11831 المؤرخ في 12/ 5/2006 الى عقد مقارنة جائرة بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وبين ابن عربي قائلا: " كنا سابقا يخوفوننا من اسم ابن عربي كثيرا، وكنت اتحاشى كتبه، حتى ملكت بعض كتبه فوجدت نفسي أقف امام طود عظيم، عقلا وثقافة شرعية "، وقال عن ابن تيمية: " انه عالم من العلماء، وان الخلاف حوله أعظم من الخلاف حول ابن عربي ".
ولما كان تقديم ابن عربي، وهو أكبر زنديق عرفه تاريخ الإسلام بل تاريخ الإنسانية في كل عصورها، على هذا النحو من رجل يحمل درجة في الشريعة، ومن قَبلُ دعا الناس الى التصوف المعتدل - في زعمه -، وافتخر بأنه يدرس كتاب شرح الحكم العطائية لابن الرندي، ومعلوم ان مؤلف العطائية على خطى ابن عربي.
من اجل ذلك كان لا بد لمن حمله الله أمانة العلم والكتاب أن يذبوا عن الدين وان يبينوا الحق للناس، وإلا كانوا مسؤولين امام الله عن السكوت والكتمان، ومن اجل ذلك اقول:
كيف يجمع بين ابن تيمية وابن عربي؟!
هل يصح ان يجمع بين شيخ الإسلام ابن تيمية وبين ابن عربي، فتجعل هذا عالما وهذا عالما، وكلاهما قد اختلف الناس فيه، وخلاف الناس حول ابن تيمية اشد كما يقول د. عبدالغفار؟!
كيف يقرن بين إمام من أئمة الهدى وعلم من أعلامهم الذي لم يترك بدعة في الدين منذ ظهور البدع وإلى زمانه إلا وبينها، ودحضها ومن ذلك بدع الخوارج، والمرجئة، والقدرية، والزنادقة، والجهمية بكل تفريعاتهم وخلوقهم، والمتصوفة، والمشركين من عبدة القبور والأولياء, والاتحادية، وأهل الوجود، وكل ذلك في مجلدات ضخمة، حيث لم يجعل لهم حجة الا ودحضها، ولا شاردة ولا واردة الا وبينها، ولا شبهة الا اجاب عنها، وظل يدافع عُمرَه عن دين الإسلام بالقلم واللسان، والسيف والسنان، ولم يترك دينا من أديان الباطل الا ورد على أصحابه فرد على النصارى، ورد على الفلاسفة والدهرية ومنكرة الصانع، وافتى المسلمين في كل مشارق الارض ومغاربها في نوازلهم واحداثهم وخلافاتهم وأقضياتهم اعظم فتاوى وجدت في الإسلام الى يومنا هذا.
وغاية ما نقمه عليه مخالفوه من الفتيا قوله بايقاع طلاق الثلاث واحدة ان كانت في مجلس واحد، وقوله بمنع شد الرحال الى قبور الانبياء والصالحين، وعند التحقيق يتبين ان الحق والصواب معه.
فكيف يقرن من عاش عمره يدافع عن دين الإسلام ويذب عنه كل عقائد الباطل، وبين كافر زنديق لم يترك عقيدة من عقائد الكفر إلا وأدخلها الى الإسلام، وألبسها من الآيات والأحاديث ما يروجها على عقول أمثاله من أهل الزندقة والنفاق.
فابن عربي جمع كل عقائد المشركين والوثنيين واليهود والنصارى والزنادقة الذين سبقوه، استطاع هذا الخبيث ان يجمع هذا كله ويؤلف بينه، ويلبسه لباس الإسلام فيحمل آيات القرآن، وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم في ثعلبية ماكرة، وعبارات ملتوية خبيثة، يعجز عنها كل شياطين الإنس والجن!!
فهل يسوي بين ابن تيمية وابن عربي إلا جاهل بحاله، أو من هو على شاكلة ابن عربي.
ابن عربي أكبر زنديق عرفه تاريخ الإسلام
بل تاريخ الإنسانية كلها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/389)
قد كان في تاريخ الإسلام كفار حاربوه كأبي جهل وأبي لهب وكفار الفرس والروم، واليهود، والنصارى، ومن قبلهم قوم نوح، وعاد، وثمود، وفرعون، وقد كان في تاريخ الإسلام زنادقة أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، ونقلوا عقائد الكفار وألبسوها لباس الإسلام كالحلاج، وابن الراوندي، وعبدالكريم الجيلي، وابن الفارض، والتلمساني، وابن سبعين، وعبدالعزيز الدباغ، وابن المبارك السلجماسي وغيرهم وغيرهم، ولكن احدا من هؤلاء لم يكن كابن عربي قط، ولم يبلغ شأوه ودرجته في الكفر والزندقة والمروق من الدين، فإن الكفار الاصليين واعظمهم فرعون الذي قال ((أنا ربكم الأعلى)) لم يجعل ربا للناس جميعهم الا نفسه، وقال لموسى عليه السلام: ((لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين))، واما ابن عربي فقد جعل كل موجود في الوجود هو الله، يجمع درجات الوجود وحتى الشياطين والنجاسات - تعالى الله سبحانه وتعالى عما يقول هذا الأفاك - ونستغفر الله من حكاية قول هذا المجرم الخبيث، فأين كفر فرعون من كفر هذا الخبيث، وكل الذين اشركوا بالله عبدوا معه الها او الهين او ثلاثة او مائة من الاصنام والاوثان والكواكب، واما هذا المجرم فقد جعل كل معبود عُبد هو الله لا غير، وان كل من عبد شيئا فلم يعبد الا الله، فأين كفر المشركين من كفر هذا المجرم الخبيث.
وكل الزنادقة الذين كانوا في تاريخ الاسلام اولوا بالتأويل الباطني نصا او اكثر من القرآن، وهذا الخبيث لم يترك آية في كتاب الله ولا حديثا من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الا حملها على عقائد الكفار جميعا وعقيدة وحدة الوجود على الخصوص (انظر امثلة ذلك في ثنايا المقال).
ان كل الزنادقة الذين كذبوا على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم لم يكذبوا كما كذب هذا الافاك الذي ادعى انه يتلقى عن الله من اللوح المحفوظ بغير واسطة.
واما النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتلقى عن الله بواسطة وهو جبريل، وانه لذلك افضل من الرسول صلى الله عليه وسلم، وان محمد خاتم الانبياء صلوات الله وسلامه عليه، واما هو فخاتم الاولياء، وجعل خاتم الاولياء يعني نفسه افضل من خاتم الانبياء.
والزنادقة الذين كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد افتروا عليه في وضع بعض الاحاديث او تأويل بعض منها، واما هذا المجرم الخبيث فقد ادعى بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي سلمه كتاب فصوص الحكم يدا بيد - وهو اعظم كتاب في الكفر والزندقة ظهر في الارض الى يومنا هذا.
وعامة الزنادقة الذين مروا في تاريخ الاسلام لاحقتهم اللعنة، وذاقوا حد السيف، ولكن هذا الخبيث بثعلبية ماكرة والتفاف خبيث ومظاهرة مريديه استطاع ان يفلت من القتل على الزندقة، ووجد من المجرمين من يطبل له ويزمر، ويرفعه فوق مصاف الانبياء والمرسلين، فضلا عن جميع علماء المسلمين، ولقد وجدت فيه دوائر الكفر ضالتها المنشودة لهدم الاسلام بل لهدم جميع الاديان، فنشروا تراثه لهدم تراث الاسلام، واعتنوا بكتاباته، ومن اجل ذلك كانت فتنة ابن عربي من اعظم الفتن التي مرت بالمسلمين.
ولذلك كانت المقارنة بين شيخ الاسلام ابن تيمية، رحمه الله، وابن عربي هي مقارنة بين الصديق والزنديق، بين امام من ائمة الهدى والصدق والايمان، وامام من ائمة الضلال والكذب والكفر.
اقوال اهل العلم في ابن عربي:
1 - قال العز بن عبدالسلام: "هو شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا" (سير أعلام النبلاء 23/ 48)
وقال ايضا: هو شيخ سوء كذاب، فقال له ابن دقيق العيد: وكذاب ايضا؟ قال: نعم, تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن، فقال: هذا محال، لأن الانس جسم كثيف والجن روح لطيف، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيته وبه شجة، فقال: تزوجت جنية فرزقت منها ثلاثة اولاد، فاتفق يوما اني اغضبتها فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة وانصرفت فلم ارها بعد هذا'. اه. (ميزان الاعتدال 5/ 105).
2 - قال الحافظ ابن حجر: وقد كنت سألت شيخنا سراج الدين البلقيني عن ابن عربي؟ فبادر بالجواب: هو كافر. اه. (لسان الميزان 4/ 318).
3 - اما الامام الذهبي فقد قال عن كتاب 'فصوص الحكم': 'ومن اردأ تواليفه كتاب الفصوص فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر'. اه. (سير اعلام النبلاء 23/ 48).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/390)
4 - قال تقي الدين السبكي كما في 'مغني المحتاج' للشربيني 3/:61 'ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره فهم ضلال جهال خارجون عن طريقة الاسلام فضلا عن العلماء'. وقال ابن المقري في روضه ان الشك في كفر طائفة ابن عربي كفر'.
5 - قال القاضي بدر الدين بن جماعة: 'حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأذن في المنام بما يخالف ويعاند الاسلام - يشير الى زعم ابن عربي انه تلقى كتاب الفصوص من الرسول مكتوبا -، بل ذلك من وسواس الشيطان ومحنته وتلاعبه برأيه وفتنته .. وقوله في آدم: انه انسان العين، تشبيه لله تعالى بخلقه، وكذلك قوله: الحق المنزه، هو الخلق المشبه ان اراد بالحق رب العالمين، فقد صرح بالتشبيه وتغالى فيه .. واما انكاره ما ورد في الكتاب والسنة من الوعيد: فهو كافر به عند علماء اهل التوحيد. وكذلك قوله في قوم نوح وهود: قول لغو باطل مردود واعدام ذلك، وما شابه هذه الابواب من نسخ هذا الكتاب، من اوضح طرق الصواب، فإنها الفاظ مزوقة، وعبارات عن معان غير محققة، واحداث في الدين ما ليس منه، فحكمه: رده، والاعراض عنه. 'عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي' (ص29 - 30).
6 - قال نور الدين البكري الشافعي: 'واما تصنيف تذكر فيه هذه الاقوال ويكون المراد بها ظاهرها فصاحبها ألعن واقبح من ان يتأول له ذلك بل هو كاذب، فاجر كافر في القول والاعتقاد ظاهرا وباطنا وان كان قائلها لم يرد ظاهرها فهو كافر بقوله ضال بجهله، ولا يعذر بتأويله لتلك الألفاظ الا ان يكون جاهلا للاحكام جهلا تاما عاما ولا يعذر بجهله لمعصيته لعدم مراجعة العلماء والتصانيف على الوجه الواجب من المعرفة في حق من يخوض في امر الرسل، ومتبعيهم أعني معرفة الأدب في التعبيرات على ان في هذه الالفاظ ما يتعذر او يتعسر تأويله، بل كلها كذلك، وبتقدير التأويل على وجه يصح في المراد فهو كافر بإطلاق اللفظ على الوجه الذي شرحناه'. (مصرع التوصف ص /144)
7 ـ قال ابن خلدون: 'ومن هؤلاء المتصوفة: ابن عربي، وابن سبعين، وابن برجان، واتباعهم، ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم، ولهم تواليف كثيرة يتداولنها، مشحونة من صريح الكفر، ومستهجن البدع، وتأويل الظواهر لذلك على ابعد الوجوه واقبحها، مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها الى الملة او عدها في الشريعة، وليس ثناء احد على هؤلاء حجة ولو بلغ المثني عسى ما يبلغ من الفضل لان الكتاب والسنة ابلغ فضلا او شهادة من كل احد، واما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلة وما يوجد من نسخها في ايدي الناس مثل الفصوص والفتوحات المكية لابن عربي .. فالحكم في هذه الكتب وامثالها اذهاب اعيانها اذا جدت بالتحريق بالنار والغسل بالماء حتى ينمحي اثر الكتاب'. (مصرع التصوف ص/150).
8 ـ قال نجم الدين البالسي الشافعي: 'من صدق هذه المقالة الباطلة او رضيها كان كافرا بالله تعالى يراق دمه ولا تنفعه التوبة عند مالك وبعض أصحاب الشافعي، ومن سمع هذه المقالة القبيحة تعين عليه انكارها': (مصرع التصوف ص/146)
9 ـ قال المفسر ابو حيان الأندلسي عند تفسيره لقول الله 'لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح': ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من اقر بالإسلام ظاهرا، وانتمى الى الصوفية حلول الله في الصور الجميلة، ومن ذهب من ملاحدتهم الى القول بالاتحاد والوحدة: كالحلاج والشعوذي وابن احلى وابن عربي المقيم في دمشق. اه.
10 ـ قال الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الجزري الشافعي: 'الحمد لله، قوله: فإن آدم عليه السلام، إنما سمي انسانا: تشبيه وكذب باطل، وحكمه بصحة عبادة قوم نوح للأصنام كفر، لا يقر قائله عليه، وقوله: ان الحق المنزه: هو الخلق المشبه، كلام باطل متناقض وهو كفر، وقوله في قوم هود: انهم حصلوا في عين القرب، افتراء على الله ورد لقوله فيهم، وقوله: زال البعد، وصيرورية جهنم في حقهم نعيما: كذب وتكذيب للشرائع، بل الحق ما اخبر الله به من بقائهم في العذاب .. واما من يصدقه فيما قاله، لعلمه بما قال: فحكمه كحكمه من التضليل والتكفير ان كان عالما، فان كان ممن لا علم له: فان قال ذلك جهلا: عرف بحقيقة ذلك، ويجب تعليمه وردعه مهما امكن .. وانكاره الوعيد في حق سائر العبيد: كذب ورد لاجماع المسلمين، وانجاز من الله عز وجل للعقوبة، فقد دلت الشريعة دلالة ناطقة، ان لابد من عذاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/391)
طائفة من عصاة المؤمنين، ومنكر ذلك يكفر، عصمنا الله من سوء الاعتقاد، وانكار المعاد'. (عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي ص: 32،31).
11 ـ قال الحافظ العراقي: 'وأما قوله فهو عين ما ظهر وعين ما بطن، فهو كلام مسموم ظاهره القول بالوحدة المطلقة، وقائل ذلك والمعتقد له كافر باجماع العلماء'. (مصرع التصوف ص: 64).
12 ـ قال أبو زرعة بن الحافظ العراقي: 'لا شك في اشتمال 'الفصوص' المشهورة على الكفر الصريح الذي لا شك فيه، وكذلك فتوحاته المكية، فان صح صدور ذلك عنه، واستمر عليه الى وفاته: فهو كافر مخلد في النار بلا شك'. (عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي ص60).
وممن افتى بكفره من علماء الإسلام ايضا: شهاب الدين التلمساني الحنفي، وابن بلبان السعودي، وابن دقيق العيد، وقطب الدين القسطلاني، وعماد الدين الواسطي، وبرهان الدين الجعبري، والقاضي شرف الدين الزواوي المالكي، والمفسر الشافعي ابن النقاش، وابن هشام النحوي وقد كتب على احدى نسخ الفصوص:
هذا الذي بضلاله ... ضلت أوائل مع أواخر
من ظن فيه غير ذا ... فلينأ عني فهو كافر
واياض الشمس العيزري، وابن الخطيب الاندلسي، وشمس الدين الموصلي البساطي المالكي، وبرهان الدين السفاقيني، وابن تيمية، وابن خياط الشافعي، والمقري الشافعي، وعلاء الدين البخاري الحنفي.
الإمام ابن حجر يباهل على ضلال
ابن عربي فيهلك مباهله
قال السخاوي في ترجمة شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني: ومع وفور علمه (يعني شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني) وعدم سرعة غضبه، فكان سريع الغضب في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. الى ان قال: واتفق كما سمعته منه مرارا انه جرى بينه وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في امر ابن عربي، ادت الى ان نال شيخنا من ابن عربي لسوء مقالته. فلم يسهل بالرجلِ المنازعِ له في أمره، وهدده بأن يغري به الشيخ صفاء الذي كان الظاهر برقوق يعتقده، ليذكر للسلطان ان جماعة في مصر منهم فلان يذكرون الصالحين بالسوء ونحو ذلك. فقال له شيخنا: ما للسلطان في هذا مدخل، لكن تعال نتباهل، فقلما تباهل اثنان، فكان احدهما كاذبا إلا واصيب. فأجاب لذلك، وعلمه شيخنا ان يقول: اللهم ان كان ابن عربي على ضلال، فالعني بلعنتك، فقال ذلك. وقال شيخنا: اللهم ان كان ابن عربي على هدى فالعني بلعنتك. وافترقا. قال: وكان المعاند يسكن الروضة (وسط القاهرة)، فاستضافه شخص من أبناء الجند جميل الصورة، ثم بدا له ان يتركهم، وخرج في اول الليل مصمما على عدم المبيت، فخرجوا يشيعونه الى الشختور (قارب)، فلما رجع أحس بشيء مر على رجله، فقال لأصحابه: مر على رجلي شيء ناعم فانظروا، فنظروا فلم يروا شيئا. وما رجع الى منزله إلا وقد عمي، وما اصبح الا ميتا، وكان ذلك في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وسبعمائة، وكانت المباهلة في رمضان منها. وكان شيخنا عند وقوع المباهلة عرف من حضر ان من كان مبطلا في المباهلة لا تمضي عليه سنة (الجواهر والدرر 3/ 1001 - 1002) وكذلك نقل قصة المباهلة صاحب 'العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين' (2 - 198).
محمد الغزالي: الفتوحات المكية ينبغي أن تسمي الفتوحات الرومية
قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: 'إنني ألفت النظر الى ان المواريث الشائعة بيننا تتضمن امورا هي الكفر بعينه. لقد اطلعت على مقتطفات من الفتوحات المكية لابن عربي فقلت: كان ينبغي ان نسمي الفتوحات الرومية! فإن الفاتيكان لا يطمح ان يدس بيننا اكثر شرا من هذا اللغو'. يقول ابن عربي في الباب 333 بعد تمهيد طويل: 'ان الأصل الساري في بروز اعيان الممكنات هو التثليث! والاحد لا يكون عنه شيء البتة! وأول الاعداد الاثنان، ولا يكون عن الاثنين شيء اصلا، ما لم يكن ثالث يربط بعضها ببعض فحينئذ يتكون عنها ما يتكون، فالايجاد عن الثلاثة والثلاثة اول الافراد' .. لم اقرأ في حياتي اقبح من هذا السخف، ولا ريب ان الكلام تسويغ ممجوج لفكرة الثالوث المسيحي، وابن عربي مع عصابات الباطنية والحشاشين الذين بذرتهم اوروبا في دار الاسلام ايام الحروب الصليبية الاولى كانوا طلائع هذا الغزو الخسيس، ولكن ابن عربي يمضي في سخافاته فيقول - عن عقيدة التثليث -: من العابدين من يجمع هذا كله في صورة عبادته وصور عمله، فيسري التثليث في جميع الامور لوجود في الاصل!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/392)
ويبلغ ابن عربي قمة التغفيل عندما يقول: ان الله سمى القائل بالتثليث كافرا اي ساتر بيان حقيقة الامر فقال: 'لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة' فالقائل بالتثليث ستر ما ينبغي ان يكشف صورته، ولو بين لقال هذا الذي قلناه! واكتفى الاحمق بذكر الجملة الاولى من الآية، ولم يردفها بالجملة الثانية: 'وما من إله إلا اله واحد' وذلك للتلبيس المقصود! هذا الكلام المقبوح موجود فيما يسمى بالتصوف الاسلامي! وعوام المسلمين وخواصهم يشعرون بالمصدر النصراني الواضح لهذا الكلام. (تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل ص: 60 - 61).
والعجب بعد ذلك ان د. محمد عبدالغفار لما سئل عمن يكفرون ابن عربي قال 'هذا هو التطرف وبذور الارهاب' الانباء 18/ 3/2006.
نماذج من كفر ابن عربي
وحدة الوجود اعظم عقيدة في الكفر وهذه العقيدة التي لم تعرف الارض اكفر ولا افجر منها والتي فصلها هذا الخبيث في كتابه 'الفصوص'، قد نثرها وفرقها في موسوعته الكبيرة 'الفتوحات المكية' والتي تقع في اربع مجلدات كبار.
* بدأها في مقدمته بقوله 'ولما حيرتني هذه الحقيقة انشدت على حكم الطريقة للحقيقة:
الرب حق والعبد حق ... ياليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت ... وإن قلت رب أني يكلف
فهو يطيع نفسه إذا شاء بخلقه ... 'الخ.
* ثم فرق هذه العقيدة الكفرية في كتابه هذا قائلا: 'وأما عقيدة خاصة الخاصة في الله تعالى ... جعلناه مبددا في هذا الكتاب لكون اكثر العقول المحجوبة تقصر ... ' (الفتوحات/47).
* وقال هذا الافاك فيما قال: ان الله لا ينزه عن شيء، لان كل شيء هو عينه وذاته، وأن من نزهه عن الموجودات قد جهل الله ولم يعرفه، اي جهل ذاته ونفسه .. قال: 'اعلم ان التنزيه عن أهل الحقائق في الجانب الالهي عين التحديد والتقييد، فالمنزه اما جاهل واما صاحب سوء أدب' (الفصوص: 86).
* وقال في وصف نوح عليه السلام: 'ومكروا مكرا كبارا'، لان الدعوة الى الله مكر بالمدعو، فأجابوه مكرا كما دعاهم فقالوا في مكرهم: لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سوعا ولا يغوث ويعوق ونسرا فإنهم لو تركوهم جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء. فإن للحق في كل معبود وجها يعرفه من يعرفه ويجهله من يجهله، 'وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه'، أي حكم فالعالم يعمل من عبد وفي أي صورة ظهر حتى عبد، وان التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة والقوى المعنوية في الصورة الروحانية، فما عبد غير الله في كل معبود. (الفصوص: 72).
* ولما جعل هذا الخبيث قوم نوح الذين عبدوا الأصنام لم يعبدو إلا الله وانهم بذلك موحدون حقا، فلذلك كافأهم الله الذي هم نفسه وذاته بان أغرقهم في بحار العلم في الله. قال: 'مما خطيئاتهم. فهي التي خطت بهم فغرقوا في بحار العلم بالله، 'فأدخلوا نارا' في عين الماء 'وإذا البحار سجرت'، 'فلم يجدوا من دون الله أنصارا'، فكان الله عين انصارهم فهلكوا فيه إلى الأبد' (الفصوص: 73).
* وقال أيضا: 'ومن اسمائه العلي: على من، وما ثم إلا هو، فهو العلي لذاته أو عن ماذا؟ وما هو إلا هو، فعلوه لنفسه، ومن حيث فهو عين الموجودات فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها وليس الا هو' (الفصوص: 76).
* وقال: ومن عرف ما قررناه في الاعداد، وان نفيها عين إثباتها، علم ان الحق المنزه هو الخلق المشبه، وان كان قد تميز الخلق من الخالق، فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق، كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحدة وهو العيون الكثيرة. فانظر ماذا ترى 'قال يا أبت افعل ما تؤمر'، والولد عين أبيه، فما رأى يذبح سوى نفسه، وفداه بذبح عظيم، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان، وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد 'وخلق منها زوجها': فما نكح سوى نفسه، ا ه (الفصوص: 78).
وقال ايضا: 'فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الامور الوجودية والنسب العدمية بحيث لا يمكن ان يفوته نعت منها، وسواء كانت محمودة عرفا وعقلا وشرعا أو مذمومة عرفا وعقلا وشرعا، وليس ذلك الا لمسمى الله تعالى خاصة' (الفصوص: 79).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/393)
وهذا الخبيث لا يكذب الرسل فقط في اخبارهم عن الله والغيب، بل يكذب ويكابر في المحسوس فإنه بما زعم في وحدة الوجود وانه ليس الا الله، مدعيا انه هو عين المخلوقات، وبذلك لا يكون هناك فارق بين الملك والشيطان والمؤمن والكافر، والحلال والحرام، ومن عبد الشمس والقمر، ومن كفر بعبادة الشمس والقمر .. بل ادعى كذلك ان الجنة والنار كلاهما للنعيم، وان اهل منعمون كما اهل الجنة، قال:
فان دخلوا دار الشقاء ... فانهم على لذة فيها نعيم مباين
نعيم جنان الخلد، فالامر واحد ... وبينهما عند التجلي تباين
يسمى عذبا من عذوبة طعمه ... وذاك له كالقشر والقشر صاين
ولا يخجل هذا الافاك من وصف الرب الاله سبحانه وتعالى بكل صفات الذم تصريحا لا اجمال وتلميحا وفحوى، فهو يصف الجماع بل الوقاع نفسه انه دليل هذه الوحدة، فالله عنده هو الطيب والخبيث - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فيقول والعالم على صورة الحق والانسان على الصورتين.
وقال: 'ولما احب الرجال المرأة طلب الوصلة اي غاية الوصلة التي تكون في المحبة، فلم يكن في صورة النشأة العنصرية اعظم وصلة من النكاح، ولهذا تعم الشهوة اجزاءه كلها، ولذلك امر بالاغتسال منه، فعمت الطهارة كما عم الفناء فيها عند حصول الشهوة. فان الحق غيور على عبده ان يعتقد انه يلتذ بغيره، فطهره بالغسل ليرجع بالنظر اليه فيمن فني فيه، إذ لا يكون إلا ذلك. فاذا شاهد الرجل الحق في المرأة كان شهودا في منفعل، وإذا شاهده في نفسه ـ من حيث ظهور المرأة عنه ـ شاهده في فاعل، واذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكون عنه كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة، فشهوده للحق في المرأة اتم واكمل، لانه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل، ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة. فلهذا احب صلى الله عليه وسلم النساء لكمال شهود الحق فيهن، إذ لا يشاهد الحق مجردا عن المواد ابدا، فان الله بالذت غني عن العالمين، واذا كان الامر من هذا الوجه ممتنعا، ولم تكن الشهادة إلا في مادة، فشهود الحق في النساء اعظم الشهود واكمله' (الفصوص: 217).
ابن تيمية يرد على إفك ابن عربي
وعقيدته وحدة الوجود
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فيهم: 'حتى يبلغ الأمر بأحدهم الى ان يهوى المردان، ويزعم ان الرب تعالى تجلى في احدهم، ويقولون: هو الراهب في الصومعة، وهذه مظاهر الجمال، ويقبل احدهم الأمرد، ويقول: انت الله. ويذكر عن بعضهم انه كان يأتي ابنه، ويدعي انه الله رب العالمين، او انه خلق السماوات والارض، ويقول احدهم لجليسه: انت خلقت هذا، وانت هو، وامثال ذلك.
فقبح الله طائفة يكون إلهها الذي تعبده هو موطؤها الذي تفترشه، وعليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين، لا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا.
ومن قال: ان لقول هؤلاء سرا خفيا وباطن حق، وانه من الحقائق التي لا يطلع عليها إلا خواص خواص الخلق: فهو احد رجلين ـ اما ان يكون من كبار الزنادقة اهل الإلحاد والمحال، واما ان يكون من كبار اهل الجهل والضلال. فالزنديق يجب قتله، والجاهل يعرف حقيقة الامر، فإن اصر على هذا الاعتقاد الباطل بعد قيام الحجة عليه وجب قتله.
ولكن لقولهم سر خفي وحقيقة باطنة لا يعرفها إلا خواص الخلق. وهذا السر هو اشد كفرا وإلحادا من ظاهره، فان مذهبهم فيه دقة وغموض وخفاء قد لا يفهمه كثير من الناس' (الفتاوى 2/ 378379).
ويقول ايضا شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: 'واقوال هؤلاء شر من اقوال اليهود والنصارى، فيها من التناقض من جنس ما في اقوال النصارى ولهذا يقولون بالحلول تارة، وبالاتحاد اخرى، وبالوحدة تارة، فهو مذهب متناقض في نفسه، ولهذا يلبسون على من لم يفهمه. فهذا كله كفر باطنا وظاهرا بإجماع كل مسلم، ومن شك في كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الاسلام فهو كافر كمن يشك في كفر اليهود والنصارى' (الفتاوى 2/ 368).
وقال ايضا: 'ولا يتصور ان يثني على هؤلاء الا كافر ملحد، أو جاهل ضال' (الفتاوى 2/ 367).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/394)
ولما سئل شيخ الاسلام عن كتاب فصوص الحكم قال: 'ما تضمنه كتاب (فصوص الحكم) وما شاكله من الكلام: فإنه كفر باطنا وظاهرا، وباطنه اقبح من ظاهره. وهذا يسمى مذهب اهل الوحدة، واهل الحلول، واهل الاتحاد. وهم يسمون انفسهم المحققين. وهؤلاء نوعان: نوع يقول بذلك مطلقا، كما هو مذهب صاحب الفصوص ابن عربي وامثاله: مثل ابن سبعين، وابن الفارض، والقونوي والششتري والتلمساني وامثالهم ممن يقول: ان الوجود واحد، ويقولون: ان وجود المخلوق هو وجود الخالق، لا يثبتون موجودين خلق احداهما الاخر، بل يقولون: الخالق هو المخلوق، والمخلوق هو الخالق. ويقولون: ان وجود الاصنام هو وجود الله، وان عباد الاصنام ما عبدوا شيئا الا الله. ويقولون: ان الحق يوصف بجميع ما يوصف به المخلوق من صفات النقص والذم.
ويقولون: ان عباد العجل ما عبدوا الا الله، وان موسى انكر على هارون لكون هارون انكر عليهم عبادة العجل، وان موسى كان بزعمهم من العارفين الذين يرون الحق في كل شيء، بل يرونه عين كل شيء، وان فرعون كان صادقا في قوله: انا (ربكم الاعلى) بل هو عين الحق، ونحو ذلك مما يقوله صاحب الفصوص. ويقول اعظم محققيهم: ان القرآن كله شرك، لانه فرق بين الرب والعبد، وليس التوحيد الا في كلامنا.
فقيل له: فإذا كان الوجود واحدا، فلم كانت الزوجة حلالا والام حراما؟ فقال: الكل عندنا واحد، ولكن هؤلاء المحجوبين قالوا: حرام. فقلنا: حرام عليكم' (الفتاوى 2/ 364 ـ 365).
وقال ابن تيمية ايضا: 'وقد صرح ابن عربي وغيره من شيوخهم بانه هو الذي يجوع ويعطش، ويمرض ويبول ويَنكِح ويُنكَح، وانه موصوف بكل عيب ونقص لان ذلك هو الكمال عندهم، كما قال في الفصوص، فالعلي بنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستقصى به جميع الامور الوجودية، والنسب العدمية: سواء كانت ممدوحة عرفا وعقلا وشرعا، او مذمومة عرفا وعقلا وشرعا وليس ذلك الا لمسمى الله خاصة' (الفتاوى 2/ 265).
ويعتذر شيخ الاسلام عن الافاضة في بيان عقيدة هؤلاء القوم والتحذير منهم قائلا: 'ولولا ان اصحاب هذا القول كثروا وظهروا وانتشروا، وهم عند كثير من الناس سادات الانام، ومشايخ الاسلام، واهل التوحيد والتحقيق. وافضل اهل الطريق، حتى فضلوهم على الانبياء والمرسلين، واكابر مشايخ الدين: لم يكن بنا حاجة الى بيان فساد هذه الاقوال، وايضاح هذا الضلال.
ولكن يعلم ان الضلال لا حد له، وان العقول اذا فسدت: لم يبق لضلالها حد معقول، فسبحان من فرق بين نوع الانسان، فجعل منه من هو افضل العالمين، وجعل منه من هو شر من الشياطين، ولكن تشبيه هؤلاء بالانبياء والاولياء، كتشبيه مسيلمة الكذاب بسيد اولي الالباب، وهو الذي يوجب جهاد هؤلاء الملحدين، الذين يفسدون الدنيا والدين' (الفتاوى 2/ 357 ـ 358)،
وقال في وجوب انكار هذه المقالات الكفرية، وفضح اهلها: 'فهذه المقالات وامثالها من اعظم الباطل، وقد نبهنا على بعض ما به يعرف معناها وانه باطل، والواجب انكارها، فإن انكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين اولى من انكار دين اليهود والنصارى، الذي لا يضل به المسلمون، لاسيما واقوال هؤلاء شر من اقوال اليهود والنصارى وفرعون، ومن عرف معناها واعتقدها كان من المنافقين، الذين امر الله بجهادهم بقوله تعالى: 'جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم' والنفاق اذا عظم كان صاحبه شرا من كفار اهل الكتاب، وكان في الدرك الاسفل من النار. وليس لهذه المقالات وجه سائغ، ولو قدر ان بعضها يحتمل في اللغة معنى صحيحا فإنما يحمل عليها اذا لم يعرف مقصود صاحبها، وهؤلاء قد عرف مقصودهم، كما عرف دين اليهود والنصارى، ولهم في ذلك كتب مصنفة، واشعار مؤلفة، وكلام يفسر بعضه بعضا.
وقد علم مقصودهم بالضرورة، فلا ينازع في ذلك الا جاهل لا يلتفت اليه، ويجب بيان معناها وكشف مغزاها لمن احسن الظن بها، وخيف عليه ان يحسن الظن بها او ان يضل، فإن ضررها على المسلمين اعظم من ضرر السموم التي يأكلونها ولا يعرفون انها سموم، واعظم من ضرر السراق والخونة، الذين لا يعرفون انهم سراق وخونة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/395)
فإن هؤلاء: غاية ضررهم موت الانسان او ذهاب ماله، وهذه مصيبة في دنياه قد تكون سببا لرحمته في الاخرة، واما هؤلاء: فيسقون الناس شراب الكفر والالحاد في آنية انبياء الله واوليائه، ويلبسون ثياب المجاهدين في سبيل الله، وهم في الباطن من المحاربين لله ورسوله، ويظهرون كلام الكفار والمنافقين، في قوالب الفاظ اولياء الله المحققين، فيدخل الرجل معهم على ان يصير مؤمنا وليا لله، فيصير منافقا عدوا لله' (الفتاوى 2/ 359).
ما وراء إحياء أفكار ابن عربي
قال الشيخ محمد الغزالي، رحمه الله 'وفي هذه الايام يوجد تعاون بين قسم الدراسات الاسلامية في السوربون وبين المسؤولين عن العلوم والآداب والفنون عندنا على اخراج كتاب 'الفتوحات المكية' في بضعة وثلاثين سفرا، في نسخ انيقة فاخرة لتيسير تداولها بين الناس ولنشر فكر ابن عربي الذي تحتاج اليه اوروبا في هذه الايام.
والسعي لاحياء افكار ابن عربي جزء من تضليل امتنا وتعتيم الرؤية امامها، او هو عرض لدين مائع يسوي بين المتناقضات إذ قلب ابن عربي ـ كما وصف نفسه ـ ديرا لرهبان وبيتا لنيران وكعبة أوثان، إنه تثليث وتوحيد ونفي واثبات، هذا الكلام الغث هو قرة عين الصليبيين وامثالهم وهو ما يراد الآن نشره على اوسع نطاق.
ان علماء الازهر في العصر الايوبي انكروا تفكير هذا الرجل وحكموا بكفره واودع السجن ليلقي جزاءه لكن اصدقاءه نجحوا في تهريبه'. (تراثنا الفكري ص: 72/ 74).
وقال الباحث الموسوعي الدكتور عبدالوهاب المسيري: 'العالم الغربي الذي يحارب الاسلام، يشجع الحركات الصوفية ومن اكثر الكتب انتشارا الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين بن عربي واشعار جلال الدين الرومي وقد اوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية'.
شبهات المدافعين عنه:
والمدافعون عن ابن عربي اما ان يكونوا جاهلين بحاله، او هم على شاكلته. ومما دافعوا به عن قولهم ان كلماته وعباراته جاءت على وجه الشطح والسكر وغلبة الوجد، او انها عبارات دقيقة ومعان عميقة لا يعلمها الا المتخصصون الراسخون في العلم او انها مدسوسة عليه وكل هذه الاقوال من الكذب والتلبيس، اما انها شطح وغلبة سكر، وكتبها في غير صحو ووعي فكذب فإنها كتب مدونة، مقسمة الابواب منسقة الفصول، مسبوكة العبارة، ومن طالعها لم يشك في مكر وخبث مصنفها وقد ملأ كل صفحة فيها بكفره.
واما قولهم كتب بلغة لا يفهمها إلا أهلها، فكذب مبين، فإنها مكتوبة شعرا ونثرا بعربية فصيحة بمعاني محددة ومفصلة ظاهرها وباطنها الكفر والزندقة، ولا يخفى معناها إلا على جاهل لا علم له بلغة العرب، وقد علم ما فيها علماء الإسلام ممن قرأوها، وخبروها، وعلموا مراد صاحبها على الحقيقة.
ورحم الله نور الدين البكري الشافعي إذ يجيب على هذه الشبهة بقوله: 'وإن كان قائلها لم يرد ظاهرها فهو كافر بقوله ضال بجهله، ولا يعذر بتأويله لتلك الألفاظ إلا ان يكون جاهلا للاحكام جهلا تاما عاما ولا يعذر بجهله لمعصيته لعدم مراجعة العلماء والتصانيف على الوجه الواجب من المعرفة في حق من يخوض في أمر الرسل ومتبعيهم، أعني معرفة الأدب في التعبيرات على أن في هذه الألفاظ ما يتعذر او يتعسر تأويله، بل كلها كذلك، وبتقدير التأويل على وجه يصح في المراد فهو كافر بإطلاق اللفظ على الوجه الذي شرحناه' (مصرع التصوف ص: 144).
وقال أبو حامد الغزالي: 'فإن الألفاظ إذا صرفت عن مقتضى ظواهرها بغير اعتصام فيه بنقل عن صاحب الشرع ومن غير ضرورة تدعو إليه من دليل العقل اقتضى ذلك بطلان الثقة بالألفاظ وسقط به منفعة كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم'. (احياء علوم الدين ج1 - ص: 37).
واما انها مدسوسة عليه فكذب، وقد شهد معاصروه عليه بها، ومازال المدافعون عنه يفخرون بنسبة الفتوحات والفصوص إليه ويمتدحونه بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/396)
وقد ذكر الشيخ الأديب علي الطنطاوي - رحمه الله - حادثة طريفة في معرض رده على من أنكروا عليه بأنه يقول بكفر الكلام الموجود في كتب ابن عربي ما نصه: 'أما قوله في انني لا اعرف شيئا عن ابن عربي وعن عقيدة وحدة الوجود فأخبره ولا فخر في ذلك ان الذي جلب كتاب الفتوحات من قونيا ونقله من النسخة المكتوبة بخط ابن عربي نفسه والمخطوطة الآن في قونيا هو: جدنا الذي قدم من طنطا الى دمشق سنة 1250 ه فإن كان أخطأ فإني اسأل له المغفرة وانني قابلت مع عمي الشيخ عبدالقادر الطنطاوي نسخة الفتوحات المطبوعة على هذا الاصل المنقول صفحة صفحة، وانا استغفر الله على ما انفقت من عمري في قراءة مثل هذه الضلالات'. منقول من كتاب فتاوى علي الطنطاوي.
أسلوب ابن عربي في كتاباته
وبنى ابن عربي كتاباته كلها على الثعلبية والمكر والخداع وذلك بتحريف الكلم عن مواضعه تحريفا معنويا للقرآن الكريم والحديث الشريف، والكذب وادعاء العلم الإلهي، والرؤى، والاطلاع على مال لم يطلع عليه احد من الخلق سواه، مع ادعائه بالعلم والدين والتقوى والصدق، وقد لا يوجد على البسيطة كلها من هو اكذب منه. ووالله اني عندما اقرأ كتابه وأقارن بين ما قاله ابليس في اول مرة عندما امتنع عن السجود لآدم، واستكبر وأبى فلعنه الله الى يوم القيامة 'وان عليك لعنتي الى يوم يبعثون' وبين هذا الكذاب الافاك الذي قال عن الله وفي الله ما لم تقله اليهود والنصارى ولا مشركو العرب والعجم، فأرى ان ابليس في وقت لعن الله له، كان اخف ذنبا وجرما، وان كان قد اصبح بعد ذلك هو محرك الشرك كله وباعثه، وابن عربي وامثاله وان كانوا غرسا من غراس ابليس اللعين فانهم قد فاقوا بكفرهم وعنادهم وعتوهم وقولهم العظيم على الله ما لم يقله ابليس، فان ابليس كان يفرق بين الخالق والمخلوق، وبين الرب الإله القوي القاهر، وبين المخلوق الضعيف الفقير المحتاج الى إلهه ومولاه، واما ابن عربي هذا ومن على شاكلته فقد جعلوا ابليس وجبريل والانبياء والكفار والاشقياء، وكل هذه المخلوقات هي عين الخالق وانه ليس في الوجود غيره، يخلق بنفسه لنفسه، وانه ليس معه غيره، وان الكفر والايمان والحلال والحرام، والاخت والاجنبية، واتيان النساء، واتيان الذكور شيء واحد، وكل هذا عين الرب وحقيقته وافعاله ـ فتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ـ ونستغفره سبحانه وتعالى من ذكر اقوالهم ونقل كفرهم، ولكننا نفعل ذلك لان هؤلاء المجرمين هم عند كثير من الحمقى المغفلين، والزنادقة المخادعين هم عندهم اولياء الله الصالحين.
وقد قام علماء المسلمين الصادقين في كل وقت يردون افك هؤلاء المجرمين.
وفي الختام نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، انك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 06:22 م]ـ
#71 20 - 05 - 06, 12:46 AM
أبو فالح عبدالله
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Oct 2005
مكان الإقامة: دولة الكويت
المشاركات: 219
--------------------------------------------------------------------------------
جزاكم الله خيراً ..
أخي الكريم أبا عبدالله نزلت اليوم ردودٌ جديدة على الشريف في جريدة الأنباء .. يقال إنها في أربع صفحات!
وددتُ - لو تحصّلتَ عليها - أن تتحفنا بها؛ لتكون رديفةً لما سبقها من تعقّبات و تنبيهاتٍ ...
بارك الله فيك
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 06:23 م]ـ
#72 20 - 05 - 06, 01:58 AM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
إن شاء الله
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 06:23 م]ـ
#73 21 - 05 - 06, 12:47 PM
أبو فالح عبدالله
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Oct 2005
مكان الإقامة: دولة الكويت
المشاركات: 219
--------------------------------------------------------------------------------
وفقك الله.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 06:25 م]ـ
#74 21 - 05 - 06, 01:25 PM
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/397)
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا مقال كتبه الشيخ داود العسعوسي اليوم في جريدة الوطن
من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام
كتب: داود العسعوسي
جاء في كتاب زاد المعاد لابن القيم (352/ 2): " وكان صلى الله عليه وسلم يكره ان يستعمل اللفظ الشريف المصون في حق من ليس كذلك " ثم ضرب على ذلك مثلا وقال: " منع صلى الله عليه وسلم ان يقال للمنافق (سيدنا) وقال: فان يكن سيدا فقد اسخطتم ربكم عز وجل "
في الهدي النبوي السابق تحذير شديد من توقير من لا يستحق التوقير لانه سبب لغضب الرب تعالى، فـ «سيد» لفظ جميل، ولقب حسن يدل على التوقير والتبجيل، ولا يستحقه شرعا الا من هو اهل له، فاذا لقب به من لا يستحقه فقد خالفنا هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وتعرضنا لسخط رب العالمين.
ومثل ذلك تماما اطلاق الالقاب الحسنة الدالة على المدح والثناء على اهل البدع وزعماء الضلال ودعاة الزندقة، مثل «الحكيم» و «العبقري» و «الطود الشامخ» و «الشيخ الاكبر» وغير ذلك، فقد جاء في الاثر عن ابراهيم بن ميسرة انه قال «من وقر صاحب بدعة فقد اعان على هدم الاسلام» وقد بين الامام الشاطبي في الاعتصام (114/ 1) ان معاول الهدم قد دخلت على امة الاسلام بسبب هذا التوقير الكاذب من بابين او كما سماهما: مفسدتين وهما:
(الاولى): التفات الجهال والعامة الى ذلك التوقير فيعتقدون في المبتدع انه افضل الناس، وان ما هو عليه خير مما عليه غيره فيؤدي ذلك الى اتباعه على بدعته دون اتباع اهل السنة على سنتهم.
(الثانية): انه اذا وقره من اجل بدعته صار كالحادي المحرض له على انشاء الابتداع في كل شيء.
هذا ما اصله اهل العلم، ثم يأتينا اليوم من يخالف هذا كله ليضرب به عرض الحائط فيقرر وبالمانشيت العريض بان ابن عربي زعيم القائلين بوحدة الوجود «طود عظيم ثقافة وعقلا»!!
ابن عربي الذي يقول ان كل موجود هو عين الله! ابن عربي الذي يزعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم هو المستوي على العرش! ابن عربي الذي لم يرع حرمة شيخه المكي الذي ضيفه فعشق ابنته وتغزل فيها بدعوى الحب الالهي!
ابن عربي الذي زعم ان فرعون مات موحدا طاهرا! ابن عربي الذي لم يتحرك قلبه او تزرف عيناه او يرفع سيفه - ان كان له سيف - حيث انتهك الصليبيون حرمات المسلمين واشتغل عن ذلك بجهاد النفس المكذوب! ابن عربي الذي ملأ كتابه «فصوص الحكم» بالضلالات والزندقة! ابن عربي الذي حذر العلماء من عقيدته الفاسدة وحرموا الاطلاع على كتبه بل وامر بعضهم بحرقها! نعم هذا هو «ابن عربي» وهذه «خلاجينه»! ثم يكون بعد ذلك علما يشار اليه بالبنان وطودا عظيما في الثقافة والعقلانية!!
الا ما احوج امة الاسلام لفهم هذا الاصل العظيم الذي كان عليه السلف الاوائل وتطبيقه، فان ضيعوه فقد اعانوا على رفع معاول هدم الاسلام حين يوقر ويمجد الاقزام ليكونوا في صفاف الائمة والاعلام.
d alasoosy@hotmail.com
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 06:27 م]ـ
#75 22 - 05 - 06, 09:06 AM
أبو الحسن الأثري
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Dec 2005
مكان الإقامة: ملتقى أهل الحديث
المشاركات: 284
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا رد الشيخ خالد السلطان
مطبات على طريق المحطات
كتب: خالد سلطان السلطان
لقد استأذنت من قبل د. عجيل النشمي في السماح لطلبة العلم ان يدلوا بدلوهم ولينضح كل من إنائه فيما طرحه د. عبدالغفار من عظيم المسائل العقدية وليشهد الجمهور على عقيدة وفكر من يسمعون أو يقرأون أو يحضرون له في المساجد أو على المنابر والحمدلله (ألف) على خروج البعض من صمته ليفتح قلبه لنا عبر الصحافة المحلية/العالمية امثال الغراء الوطن ليبوح بعقيدته وفكره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/398)
فاليوم دخل ساحة الردود العلمية الزميل حمد سنان ليعرض لنا ما يعتقده ويدافع عمن يوافق مذهبه وعقيدته وهذا من حقه ولكن من حقنا أيضا كما قرأنا مقالته فليقرأ ما عندنا من نصح وارشاد (وفق الله الجميع لما يحب ويرضى) فلقد رأيت في طريق محطات الزميل حمد مطبات كبارا هي أكبر بكثير من مطبات وزارة الأشغال التي تنتشر في شوارعنا فأحببت أن أنبه القارئ إلى هذه المطبات لكي يتقيها قبل أن يصل لمحطات الزميل التي لن تشبع حاجته العقائدية والفكرية.
المطبة الأولى: حاول الزميل حمد أن يدخل حلقة النقاش في القضايا العقدية التي طرحها د. عبدالغفار سابقا بطريقة الناظر للساحة لا المناقش ولا المزايد كما قال الزميل لأنه يرى ان ما قاله د. عبدالغفار ود. علي جمعة ود. البوطي فيه كفاية.
ولكن ما تحمل الزميل حتى سارع بالهجوم ولبس السلاح وقاتل قتالا شديدا هو اكبر من قتال السابق ذكرهم ليدافع عن نفس القضايا وهي مسألة الطواف حول القبور ومشروعية المولد النبوي بل والموالد وتمجيد ومدح الصوفية فما قلناه بالامس مع د. عبدالغفار فيه غنية عن الرد على الزميل واحيل الزميل لقراءة الزميلة الأنباء في عددها الصادر يوم الجمعة المباركة بتاريخ 2006/ 5/19م ففيها شفاء وكفاية (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).
المطبة الثانية: بكل براعة حاول الزميل حمد تشويه دعوة اهل السنة والجماعة ووصفها بأنها تصر على إلغاء الرأي الآخر الراجح وانها لا تعترف بالأغلاط وأنها تقدس الرجال.
وهذا الكلام هو عين الخطأ لأنني أعلم أن كل الجماعات وبمن فيها جماعة الزميل حمد ينهون عن قراءة كتب السلف حتى لا يتأثروا بها وإن أحباب الزميل من الأشاعرة في بعض البلدان الإسلامية يحرمون ويجرمون بل ويأثمون من يقرأ كتب شيخ الاسلام ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب وكتب من سار على دربهم رحمهم الله أجمعين والتي لم تتصفحها أنت بعد (من غير قسم).
وأما تقديس الرجال فإن كان احتراما وتقديرا فإن ذلك دين أمرنا الله به وإن كان تقليدا وتعصبا فإنك تعلم أنه ما نهى الناس عن تقليد الرجال والتعصب للآراء إلا السلفيون إرجع (غير مأمور) لكتيب (السلفيون والأئمة الأربعة) ولكتاب (بدعة التعصب المذهبي) فإن فيه حجة وردا على زعمك الخاطئ.
المطبة الثالثة: استخدام الزميل حمد نفس الطريقة الليبرالية العربية والعلمانية القومية كلما رأوا من ينكر منكرا أو يأمر بالمعروف قالوا له: (الناس وصلوا القمر وأنتم إلى الآن كذلك) فالزميل حمد لم عجز عن بيان الحق وحارت عليه الأمور جاء بالسيمفونية النشاز (أين الرد على النظام الربوي)؟ (وأين أنتم من فساد الشباب)؟ (وأين أنتم من التطبيع المرحلي لمسخ الإسلام)؟ .. إلى آخره من النشاز.
فنقول نحن أيضا أين أنت مما قلت!!؟ إعرض علينا جهودك لنقتدي بك إن كانت لك جهود (فنحن نعرف البئر وغطاه) فالحمد لله جهود الدعاة واضحة في الكويت وأثر الدعوة موجود وأعمالنا التطوعية تشهد وإننا لا نقدم في دعوتنا القراءة والختمات والدروس الإعلامية من أجل المال والنقد مثل غيرنا كما تعرف أيها الزميل فحتى كتاباتنا هذه لله وفي الله (يا حمد).
المطبة الرابعة: جاء الزميل حمد بآثار يثبت بها أن من سمات الأمة تعدد الأقوال .. نعم كلام صحيح ولكن عليه (مطبات) إن الأمة يوم اختلفت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وتابعيهم كان خلافهم في الفقهيات إن كانت تحتمل ومع ذلك يرد بعضهم على بعض (فارجع لنفس المصدر الذي استشهدت به لابن عبدالبر ففيه شفاء لقضيتك) وأما في العقائد لم يختلفوا ولم يسكت بعضهم على بعض فيه فقد كانوا سيوفا على المخالف وفي باب البدع كانوا شهبا على الشياطين.
فما استدليت به لا يصلح في قضايانا اليوم مع ما طرحه د. عبدالغفار لأنها مسائل عقدية وبدعية فالأولى مفضية للشرك والثانية مميتة للسنة (فرق يا حمد فالأمر شاسع).
المطبة الخامسة: إن مسألة الربا وفساد الشباب والتطبيع المرحلي أعظم في نفس الزميل حمد من قضايا التوحيد والسنن علما بأن الله قال (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
إن كان الربا على عظمته يقول الله عنه: (فأذنوا بحرب من الله ورسوله) وإن كان الزنا فقد قال الله عنه: (ساء سبيلا) فاعلم أن الله قد قال عن الشرك (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا) فقضايا الشرك يا حمد أعظم عند الله من غيرها فلا تهون منها ولا تكن سببا في إعطاء الفرصة السانحة للغير ليشرك بالله وتكون أنت وغيرك السبب في ذلك الشرك فيتعلق الناس برقبتك وبرقبة من قال بمثل قولكم يوم القيامة. (فاحذروا بارك الله فيكم).
المطبات لم تنته بعد وطريق المحطات وعر فانتظروني في مقالي القادم (الحق والفرقان يا ابن سنان).
alsultan34@hotmail.com
تصرفت في آخر المقال فهو تهنئة خاصة تم حذفها لعدم علاقتها بالموضوع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/399)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 06:31 م]ـ
#76 22 - 05 - 06, 12:00 PM
أبو فالح عبدالله
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Oct 2005
مكان الإقامة: دولة الكويت
المشاركات: 219
--------------------------------------------------------------------------------
سبقتنا يا أبا الحسن .. (ابتسامة)
لكن فاتك أن تذكر تاريخ المقال!!! .. (تصيّد و حفار!)
هي بتاريخ اليوم الاثنين 22/ 5 / 2006 م
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=407448&pageId=163
وهذا رد الشيخ خالد السلطان
مطبات على طريق المحطات
كتب: خالد سلطان السلطان
لقد استأذنت من قبل د. عجيل النشمي في السماح لطلبة العلم ان يدلوا بدلوهم ولينضح كل من إنائه فيما طرحه د. عبدالغفار من عظيم المسائل العقدية وليشهد الجمهور على عقيدة وفكر من يسمعون أو يقرأون أو يحضرون له في المساجد أو على المنابر والحمدلله (ألف) على خروج البعض من صمته ليفتح قلبه لنا عبر الصحافة المحلية/العالمية امثال الغراء الوطن ليبوح بعقيدته وفكره.
فاليوم دخل ساحة الردود العلمية الزميل حمد سنان ليعرض لنا ما يعتقده ويدافع عمن يوافق مذهبه وعقيدته وهذا من حقه ولكن من حقنا أيضا كما قرأنا مقالته فليقرأ ما عندنا من نصح وارشاد (وفق الله الجميع لما يحب ويرضى) فلقد رأيت في طريق محطات الزميل حمد مطبات كبارا هي أكبر بكثير من مطبات وزارة الأشغال التي تنتشر في شوارعنا فأحببت أن أنبه القارئ إلى هذه المطبات لكي يتقيها قبل أن يصل لمحطات الزميل التي لن تشبع حاجته العقائدية والفكرية.
المطبة الأولى: حاول الزميل حمد أن يدخل حلقة النقاش في القضايا العقدية التي طرحها د. عبدالغفار سابقا بطريقة الناظر للساحة لا المناقش ولا المزايد كما قال الزميل لأنه يرى ان ما قاله د. عبدالغفار ود. علي جمعة ود. البوطي فيه كفاية.
ولكن ما تحمل الزميل حتى سارع بالهجوم ولبس السلاح وقاتل قتالا شديدا هو اكبر من قتال السابق ذكرهم ليدافع عن نفس القضايا وهي مسألة الطواف حول القبور ومشروعية المولد النبوي بل والموالد وتمجيد ومدح الصوفية فما قلناه بالامس مع د. عبدالغفار فيه غنية عن الرد على الزميل واحيل الزميل لقراءة الزميلة الأنباء في عددها الصادر يوم الجمعة المباركة بتاريخ 2006/ 5/19م ففيها شفاء وكفاية (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).
المطبة الثانية: بكل براعة حاول الزميل حمد تشويه دعوة اهل السنة والجماعة ووصفها بأنها تصر على إلغاء الرأي الآخر الراجح وانها لا تعترف بالأغلاط وأنها تقدس الرجال.
وهذا الكلام هو عين الخطأ لأنني أعلم أن كل الجماعات وبمن فيها جماعة الزميل حمد ينهون عن قراءة كتب السلف حتى لا يتأثروا بها وإن أحباب الزميل من الأشاعرة في بعض البلدان الإسلامية يحرمون ويجرمون بل ويأثمون من يقرأ كتب شيخ الاسلام ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب وكتب من سار على دربهم رحمهم الله أجمعين والتي لم تتصفحها أنت بعد (من غير قسم).
وأما تقديس الرجال فإن كان احتراما وتقديرا فإن ذلك دين أمرنا الله به وإن كان تقليدا وتعصبا فإنك تعلم أنه ما نهى الناس عن تقليد الرجال والتعصب للآراء إلا السلفيون إرجع (غير مأمور) لكتيب (السلفيون والأئمة الأربعة) ولكتاب (بدعة التعصب المذهبي) فإن فيه حجة وردا على زعمك الخاطئ.
المطبة الثالثة: استخدام الزميل حمد نفس الطريقة الليبرالية العربية والعلمانية القومية كلما رأوا من ينكر منكرا أو يأمر بالمعروف قالوا له: (الناس وصلوا القمر وأنتم إلى الآن كذلك) فالزميل حمد لم عجز عن بيان الحق وحارت عليه الأمور جاء بالسيمفونية النشاز (أين الرد على النظام الربوي)؟ (وأين أنتم من فساد الشباب)؟ (وأين أنتم من التطبيع المرحلي لمسخ الإسلام)؟ .. إلى آخره من النشاز.
فنقول نحن أيضا أين أنت مما قلت!!؟ إعرض علينا جهودك لنقتدي بك إن كانت لك جهود (فنحن نعرف البئر وغطاه) فالحمد لله جهود الدعاة واضحة في الكويت وأثر الدعوة موجود وأعمالنا التطوعية تشهد وإننا لا نقدم في دعوتنا القراءة والختمات والدروس الإعلامية من أجل المال والنقد مثل غيرنا كما تعرف أيها الزميل فحتى كتاباتنا هذه لله وفي الله (يا حمد).
المطبة الرابعة: جاء الزميل حمد بآثار يثبت بها أن من سمات الأمة تعدد الأقوال .. نعم كلام صحيح ولكن عليه (مطبات) إن الأمة يوم اختلفت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وتابعيهم كان خلافهم في الفقهيات إن كانت تحتمل ومع ذلك يرد بعضهم على بعض (فارجع لنفس المصدر الذي استشهدت به لابن عبدالبر ففيه شفاء لقضيتك) وأما في العقائد لم يختلفوا ولم يسكت بعضهم على بعض فيه فقد كانوا سيوفا على المخالف وفي باب البدع كانوا شهبا على الشياطين.
فما استدليت به لا يصلح في قضايانا اليوم مع ما طرحه د. عبدالغفار لأنها مسائل عقدية وبدعية فالأولى مفضية للشرك والثانية مميتة للسنة (فرق يا حمد فالأمر شاسع).
المطبة الخامسة: إن مسألة الربا وفساد الشباب والتطبيع المرحلي أعظم في نفس الزميل حمد من قضايا التوحيد والسنن علما بأن الله قال (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
إن كان الربا على عظمته يقول الله عنه: (فأذنوا بحرب من الله ورسوله) وإن كان الزنا فقد قال الله عنه: (ساء سبيلا) فاعلم أن الله قد قال عن الشرك (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا) فقضايا الشرك يا حمد أعظم عند الله من غيرها فلا تهون منها ولا تكن سببا في إعطاء الفرصة السانحة للغير ليشرك بالله وتكون أنت وغيرك السبب في ذلك الشرك فيتعلق الناس برقبتك وبرقبة من قال بمثل قولكم يوم القيامة. (فاحذروا بارك الله فيكم).
المطبات لم تنته بعد وطريق المحطات وعر فانتظروني في مقالي القادم (الحق والفرقان يا ابن سنان).
alsultan34@hotmail.com
تصرفت في آخر المقال فهو تهنئة خاصة تم حذفها لعدم علاقتها بالموضوع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/400)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 06:34 م]ـ
#77 22 - 05 - 06, 12:36 PM
ابن دحيان
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Mar 2002
المشاركات: 249
--------------------------------------------------------------------------------
ثلاث محطات
المحطة الأول: نشكر ل من ساهم في نشر هذه الردود السلفية العليِّة على الصوفية.
الحطة الثانية: هذه الردود ثبث في النفس الهمة والفرح وأنه بقي من العلماء وطلبة العلم من لا تأخذه في الله لومة لائم لنشر العقيدة الصافية.
الحطة الثالثة: نتمنى جمع هذه الردود وتنسيقها في ملف وورد لتكون مرجعاً لنا في هذا الجانب ويا حبذا لو نطلق عليها (الصواعق السلفية الكويتية على منتحلي العقائد الصوفية)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 06:38 م]ـ
#78 22 - 05 - 06, 02:03 PM
أبو فالح عبدالله
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Oct 2005
مكان الإقامة: دولة الكويت
المشاركات: 219
--------------------------------------------------------------------------------
تنبيه للأخوة المقيمين بالكويت: عليكم بشراء جريدة الوطن عدد اليوم، فقد خُصصت فيها صفحة كاملة لبيان العقيدة السلفية و أهمية التوحيد ... يكتب فيها الشيخ حمد العثمان و الشيخ سالم الطويل و الدكتور عبدالعزيز العتيبي .. و ذلك كل يوم اثنين .. فالحمد لله على فضله و إنعامه.
ملاحظة: ليست منزلة في الموقع الإلكتروني! على عادتهم.
الحطة الثالثة: نتمنى جمع هذه الردود وتنسيقها في ملف وورد لتكون مرجعاً لنا في هذا الجانب ويا حبذا لو نطلق عليها (الصواعق السلفية الكويتية على منتحلي العقائد الصوفية)
بارك الله فيك أخي الفاضل .. لا أظن أن الموضوع انتهى عند هذا الحدّ فالحرب في أول سجالها، و المواجهة الحقيقية العلنية لتوها ابتدأت، فلا يزال الموقت مبكراً.
و الرابط هذا في الملتقى يصلح كأرشيف حافظ لهذه الردود لمن يبحث عنها.
و التسمية التي تكرّمت بها لا غبار عليها .. لكن دعوتنا إلى السنة ينبغي أن تكون ببيانها و بثها بين الناس و ليست بترديد الشعارات و الأساجيع و العناوين العريضة الملفتة! و لنا في رد الشيخ الفوزان حفظه الله أسوةٌ و قدوة.
فالهدوء مطلوب و الأناة تبلغ بالقاصد مراده ما لا تبلغ به العجلة.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 06:43 م]ـ
#79 24 - 05 - 06, 12:34 PM
أبو فالح عبدالله
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Oct 2005
مكان الإقامة: دولة الكويت
المشاركات: 219
--------------------------------------------------------------------------------
و هذا ردٌّ جديد على أحد الهيتوية (حمد سنان) يكتبه الشيخ خالد السلطان في الوطن اليوم .. الاربعاء 24/ 5/2006م
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=407815&pageId=163
==============
< الحق والفرقان يا بن سنان >
كتب: خالد سلطان السلطان
بعدما انتهيت من مطبات على طريق المحطات أحببت ان اكمل مسيرة الحوار مع الزميل حمد سنان عبر محطاته التي بناها عبر صحيفة «الوطن» والتي خرج بها الزميل من صمته ففتح بها قلبه فمن الخطأ الكبير ان يتصور البعض اننا نناقش البعض بدافع «الشخصنة» ولكن دوافعنا والله يشهد الوصول للحق والرابح منا من كانت له حجة من المحجة البيضاء التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاليوم سأتطرق لبيان ما لم اتطرق له مع الزميل حمد في مقالنا السابق راجيا من المولى جل وعلا ان اوفق لارشاد الزميل للحق الذي أمرنا باتباعه والفرقان الذي يوضح لنا صحة الطريق «فالدين النصيحة يا أولي الألباب».
أولا: استدل الزميل لجواز الاحتفال بالموالد بكلام السيوطي والسخاوي وابن حجر ونقل عباراتهم رحمنا الله واياهم دون ان يذكر لجمهور القراء دليلا واحداً، وظن انه بكثرة القائلين بالشيء تعطيه شرعية وحجة وان خالفت الادلة، ولكن الزميل «هداه الله» لو تعلم ما تعلمناه من علمائنا الاجلاء وبقية السلف «ان النصوص لا يقدم عليها احد كائنا من كان» لما قال ما قال، وأتمنى ان ينظر الزميل الى خريجي الجامعة النبوية والمدرسة الربانية «اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم» كيف يعظمون النصوص اكثر من الشخوص ومثال واحد يكفي لأن الحر تكفيه الاشارة ولكني سأذكر بعض النماذج ليتضح الأمر عند الزميل وأتباعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/401)
ومنها ان ابن عمر يسب ولده (بلال) لأنه خالف كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وعمر بن الخطاب يقول «فسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق ان تتبع» لما سمع عن فعل عائشة مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحج فتراجع عن فتواه، فلماذا يراد للأمة أن تترك كلام النبي صلى الله عليه وسلم لكلام علماء يصيبون ويخطئون ولماذا تحمل الامة اخطاء العلماء رحمهم الله في اجتهاداتهم التي ما قصدوا بها مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم «ارجع غير مأمور للكتاب الذي استدليت به وأنا على يقين انك لم تتصفحه جيدا وهو جامع بيان العلم وفضله لابن عبدالبر باب «فصل السنة ومباينتها لسائر أقوال علماء الأمة) ففيه شفاء للعليل اللهم اشف قلوبنا وقلوب عبادك بكتابك وبسنة رسولك على طريقة اصحاب نبيك (آمين).
ثانيا: ليس لدى الزميل حمد حرج من ان يتشرف بالنسبة للصوفية لأنهم اصحاب مناقب ومحامد (كما زعم) ثم ذكر رجالا على انهم من الصوفية كالحسن البصري والفضيل بن عياض وطائفة .. فما ادري هل يعلم الزميل متى خرجت الصوفية على الامة واين خرجت ومن هو اول المتصوفة وكيف نمت، علما بأن الحديث عن الصوفية يطول ولكن حسبي ان اقول ان الصوفية تاريخيا خرجت قبل 206هـ كما قال ابن خلدون والحسن البصري توفي في 110هـ فما لحق على الصوفية المزعومة فعجيب والله يا ايها الزميل اذ جعلت كل زاهد في الامة أو عابد (صوفي تخشى عليه التضليل والتبديع) واما انا فقد خشيت ان يصل الامر بجعل الصحابة والتابعين من الصوفية فلا يا اخي (الزميل) فهناك فرق بين العباد والزهاد وبين الصوفية الضالين المحرفين.
ثالثا: لقد استوقفني قول الزميل حمد (لا شك ان الصوفية دخل فيها من ليس من اهلها وادخل فيها ما ليس منها) فأنا اطلب من الزميل ان كان منصفا عادلا ان يذكر لنا ما دخل في الصوفية ما ليس منها ومن دخلها من غير اهلها .. ولكن هيهات هيهات (شبعنا كلاما وتصريحات ما لها فعال) فالامر ما نرى لا ما نسمع.
رابعا: لقد دعا الزميل حمد الدكتور جاسم مهلهل لقراءة كتاب في مؤلفه ما فيه من شطحات علمية سأبينها في حينها ولكني ادعوك لقراءة كتاب علمي اكاديمي (الفروق في العقيدة بين اهل السنة والاشاعرة دراسة مقارنة للاخ صادق عبده سيف السيفاني) ففيها خير كثير وادعو الجميع لقراءتها والاستفادة منها.
حديث الزميل حمد طويل والمطبات فيه كثيرة والحق والفرقان قد بان. كما بينه العلماء والمشايخ وطلبة العلم ففيه غنية عن اعادته والله نسأل الهداية والتوفيق للجميع.
alsultan34@hotmail.com
تاريخ النشر: الاربعاء 24/ 5/2006م
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 06:48 م]ـ
#80 24 - 05 - 06, 10:44 PM
أبو يوسف العامري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Oct 2005
المشاركات: 550
--------------------------------------------------------------------------------
جزاكم الله خيرا
و هذا ردٌّ جديد على أحد الهيتوية (حمد سنان)
????????؟؟؟؟
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 06:50 م]ـ
#81 24 - 05 - 06, 10:55 PM
ابن السائح
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Feb 2006
المشاركات: 485
--------------------------------------------------------------------------------
منسوب إلى هيتو من رُواد مروّجي الشبهات في الكويت!
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 08:56 م]ـ
#82 25 - 05 - 06, 03:25 PM
أبو فالح عبدالله
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Oct 2005
مكان الإقامة: دولة الكويت
المشاركات: 219
--------------------------------------------------------------------------------
و هذا رد الشيخ عبدالرحمن بن عبدالخالق في جريدة الوطن اليوم على مفتي مصر (علي جمعة).
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=407890&pageId=35
========================
لا تزال القضايا الاسلامية التي فتحت لها «الوطن» صفحاتها، ايمانا بدور الصحافة في استجلاء الحقيقة، والوصول الى رأي علماء الاسلام، تلقى استجابات متعددة، وتشهد مداخلات وردودا، وتعقيبات حرص اصحابها على بيان اسانيدهم وعقيدتهم ورؤيتهم كعلماء دين لقضية من القضايا التي شغلت المسلمين ولا تزال تشغلهم، فليس أهم لدى المسلم من سلامة العقيدة، وتنقيتها مما يشوب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/402)
و «الوطن» اذ تواصل اليوم فتح صفحاتها لتفاعلات هذه المناقشات والمساجلات بين علماء المسلمين، انما تؤكد ان ادب الاختلاف من اجل الآداب التي حرص الاسلام على تأكيد حضورها، وافساح المجال واسعا للحوار دون ان يفسد الاختلاف في الرأي للود قضية.
واليوم تنشر «الوطن» ما جاء من الامام والخطيب بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الداعية عبدالرحمن عبدالخالق المعنون بـ
«رد على ردود»
السجود لغير الله شرك
وفيما يلي نص الرد:
كتب أكثر من أخ وشيخ ردودا على مقالنا «الطواف بالقبور جريمة مركبة» وهذا رد على ما جاء في هذه المقالات من الشبهات والاعتراضات.
أولا: السجود أشرف انواع العبادات
السجود اشرف انواع العبادات وأعلاها درجة، وهي عبادة الملائكة والسموات والأرض وجميع المخلوقات، قال تعالى عن الملائكة: (ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون) وقال تعالى: (او لم يروا الى ما خلق الله من شيء يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون ہ ولله يسجد ما في السموات وما في الارض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون ہ يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمون).
وقال تعالى: (ألم تر ان الله يسجد له من في السموات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم ان الله يفعل ما يشاء) وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) وقوله تعالى: (واعبدوا ربكم) بعد الامور بالسجود والركوع هو من باب ذكر العام بعد الخاص.
وقد سميت الصلاة كلها سجودا وركوعا، فتقول سجدت سجدتين وركعت ركعتين، كما قال صلى الله عليه وسلم: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها).
والسجود عبادة اختص الله بها نفسه في شريعة الاسلام المنزلة على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ولم تحل تعظيما وتكريما لاحد لا لرسوله ولا لغيره كما قال صلى الله عليه وسلم: «لو كنت آمرا آحدا ان يسجد لاحد، لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها».
ثانيا: السجود لغير الله شرك:
ومن اجل هذا اجمعت الامة على انه لا نسجد الا لله، وان من سجد لغيره فقد اشرك بالله لان حقيقة الشرك هي صرف شيء مما لا يجوز الا لله لغيره، فمن صرف شيئا من العبادة صلاة او صياما او نذرا او طوافا او غير ذلك من شؤون العبادات والقربات لغير الله فقد كفر وأشرك شركا اكبر ينقله عن ملة الاسلام.
بل ذهبت طائفة من اهل العلم الى ان السجود لغير الله من الكفر الذي لا يعذر فاعله بالاضطرار كما جاء في تفسير القرطبي عن محمد بن الحسن الشيباني: «ذهبت طائفة من العلماء الى ان الرخصة انما جاءت في القول، وأما في الفعل فلا رخصة فيه مثل ان يكرهوا على السجود لغير الله، او الصلاة لغير القبلة، او قتل مسلم او ضربه او اكل ماله او الزنى وشرب الخمر وأكل الربا يروى هذا عن الحسن البصري رضي الله عنه وهو قول الاوزاعي وسحنون من علمائنا وقال محمد بن الحسن اذا قيل للاسير اسجد لهذا الصنم والا قتلتك فقال ان كان الصنم مقابل القبلة فليسجد وتكون نيته لله تعالى وان كان لغير القبلة فلا يسجد وان قتلوه والصحيح انه يسجد وان كان لغير القبلة وما احراه بالسجود حينئذ في الصحيح «عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو مقبل من مكة الى المدينة على راحلته حيث كان وجهه قال وفيه نزلت «فاينما تولوا فثم وجه الله».
وقال ابو عمر ابن عبد البر في التمهيد: «الوثن: الصنم وهو الصورة من ذهب كان او من فضة، او غير ذلك من التمثال، وكل ما يعبد من دون الله فهو وثن، صنما كان او غير صنم، وكانت العرب تصلي الى الاصنام وتعبدها، فخشي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على امته ان تصنع كما صنع بعض من مضى من الامم: كانوا اذا مات لهم نبي، عكفوا حول قبره كما يصنع بالصنم، فقال- صلى الله عليه وسلم-: اللهم لا تجعل قبري وثنا يصلى اليه، ويسجد نحوه ويعبد، فقد اشتد غضب الله على من فعل ذلك، وكان رسول الله- صلى الله عليه و سلم- يحذر اصحابه وسائر امته من سوء صنيع الامم قبله، الذين صلوا الى قبور انبيائهم واتخذوها قبلة ومسجدا، كما صنعت الوثنية بالاوثان التي كانوا يسجدون اليها ويعظمونها، وذلك الشرك الاكبر، فكان الني- صلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/403)
الله عليه وسلم- يخبرهم بما في ذلك من سخط الله وغضبه، وانه مما لا يرضاه خشية عليهم امتثال طرقهم».
«التمهيد45/ 5».
وقال عبدالرشيد الحنفي في الفاظ الكفر: «اذا قال اهل الحرب لمسلم: اسجد للملك والا قتلناك فالافضل ألا يسجد لان هذا كفر صورة، والافضل ألا يأتي بما هو كفر صورة وان كان في حالة الاكراه، من سجد للسلطان بنية العبادة او لم تحضره فقد كفر، ومن سجد لهم ان اراد به التعظيم كفر، وان اراد التحية اختار بعض العلماء: ألا يكفر وقال بعضهم يكفر مطلقا» (ص113/).
ثالثا: معنى سجود الملائكة لادم وسجود اخوة يوسف له:
ولا يقدح في هذا الامر، امر الله سبحانه وتعالى الملائكة بالسجود لادم، ولا سجود إخوة يوسف وابويه له، ولا سجود معاذ للنبي- صلى الله عليه وسلم- فاما سجود الملائكة لآدم فقد كان بامر الله لهم قال تعالى: «واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس .. » الاية، والله يامر عباده بما شاء سبحانه وتعالى، وقد كان ذلك تشريفا وتكريما لهذا المخلوق الذي خلقه سبحانه بيديه، قال تعالى لابليس: «ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي».
وقد قالت الملائكة قبل خلق ادم لما قال لهم الله تعالى: «اني جاعل في الارض خليفة» «اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء» فاراهم الله سبحانه وتعالى من هذا المخلوق علما لا يعلمونه، وعلى كل حال لقد كان تكريم ادم بسجود الملائكة له تكريما بامر الله- سبحانه وتعالى- ولا يمنع ان يامر الله- سبحانه وتعالى- ملائكته بالسجود لآدم تكريما له مع انهم يعبدون الله بالسجود له- سبحانه وتعالى- كما قال عنهم: «إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون» وتقديم المعمول على العامل هنا يفيد الحصر، اي انهم لا يسجدون الا له سبحانه، فإن سجود الملائكة لادم فرد مخصوص وهو عبادة لله كذلك بامتثالهم امر ربهم سبحانه وتعالى.
ومن هذا سجود اخوة يوسف وابويه له، فان هذا بامر من الله سبحانه وتعالى فان الرؤيا التي رآها يوسف وقصها على ابيه رؤيا حق، وقد علم يعقوب تأويلها يوم قصها يوسف عليه، وقال لابنه: «كذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الاحاديث ويتم نعمته عليك وعلى ال يعقوب كما اتمها على ابويك من قبل ابراهيم واسحاق ان ربك حكيم عليم».
وقد كان يعقوب نبيا، واسحاق نبيا، وابراهيم نبيا، وعلم يعقوب ان ابنه يوسف سيكون نبيا بعد ان رأى هذه الرؤيا.
وقد نبأه الله وحيا كذلك وهو في الجب «واوحينا اليه لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون» وسواء كانت رؤيا يوسف جزءا من النبوة والوحي اليه قبل البلوغ وكذلك وهو في الجب وحي نبوة او كانت من ارهاصات النبوة كما كان بشأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين اول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح.
والشاهد ان سجود يعقوب عليه السلام واخوته له انما كان بامر الهي تكريما من الله لهذا الابن البار بوالديه، الكريم مع اخوته الذين اساؤوا اليه فصفح عنهم ولم يثرب عليهم، قال تعالى عن يوسف «ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا» الاية.
ولا ينقض هذا ألا يكون السجود في شريعتنا الا الله، فان الله الذي امر اخوة يوسف بالسجود له، لم يأمر الصحابة بالسجود للنبي علما بأن فضل النبي على اصحابه وامته اكبر من فضل يوسف على أبويه واخوته. قال تعالى: «النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم» وقال تعالى: «لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم».
وقد امرنا الله بتعظيمه وتوقيره وتعزيره، وحبه فوق كل مخلوق، فقال سبحانه وتعالى: «انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا».
ومع ذلك لم يشرع لنا الله سبحانه وتعالى توقيرا للنبي وتعظيما له ان نسجد له بل جعل السجود عبادة خاصة به سبحانه وتعالى، ولذلك اتفقت الامة على ان السجود لغير الله في شريعتنا كفر وشرك، وانه لا يسجد لغير الله على وجه من الوجوه عبادة او تكريما وتعظيما فاننا نهينا عن كذلك، وجعل السجود خاصا بالله جل وعلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/404)
ولا يقدح كذلك في ان السجود لغير الله كفر وشرك، ان معاذا لما سجد للرسول لم يكفره رسول الله، وذلك لانه سجد مجتهدا متأولا ظانا ان رسول الله احق بالتعظيم سجودا من البطارقة الذين تسجد لهم النصارى فبين له الرسول الحق وانه لا يسجد الا لله.
والمخطئ لا يكفر كما قال تعالى: «وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فأتوا على قوم بعكفون على اصنام لهم قالوا يا موسى لنا الها كما لهم الهة، قال انكم قوم تجهلون» الاية، ولم يقل لهم قد كفرتم فجددوا ايمانكم، علما انه لا كفر اكبر من عبادة الاوثان.
وكذلك قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم- عندما قال له مسلمة الفتح: «اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط» فقال رسول الله: «الله اكبر، انها السنن قلتم والذي نفس محمد بيده كما قال بنو اسرائيل لموسى «اجعل لنا الها كما لهم الهة» والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم» ولم يقل قد كفرتم.
والشاهد ان الجاهل والمخطئ اذا قال الكفر او عمل به يعلم ويبين له، ولا يكفر من فعل كفرا الا بعد اقامة الحجة والبيان.
واما نفي ان يكون طلب عبادة الاوثان كفرا لان موسى لم يقل لقومه «كفرتم» وان السجود لغير الله كفر لان رسولنا- صلى الله عليه وسلم- لم يقل لما سجد له «كفرت» وان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يقل لمن قال: «اجعل لنا ذات انواط» كفرتم.
اقول نفي ان تكون عبادة الاوثان والسجود لغير الله والتبرك بشجرة تشبها بالكفار كفرا وحماقة وجهل من قائله ..
رابعا: السجود لغير الله شرك ويستلزم شركا اخر:
وما نحن بصدده في المقال الفائت «الطواف بالقبور جريمة مركبة من الشرك والكفر والمحادة لامر الله ورسوله» في السجود للقبور ونحوها، فهذا مما لا يخالف فيه ذو بصيرة انه من الكفر البواح والشرك الجلي، ومن عبادة غير الله سبحانه وتعالى فان من يسجد للقبر يرتكب مجموعة من الجرائم: الاولى: انه سجد لغير الله سبحانه و تعالى والسجود لغير الله في شريعتنا شرك لانها صرف عبادة لغير الله.
وثانيا: لانه تعظيم منا لما امر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بازالته وزواله وهو البناء على القبور، وثالثا: ان يجمع مع السجود بالضرورة انواعا اخرى من الشرك كدعاء غير الله فان من يسجد يدعو من سجد له، وقد قال الله تعالى: (ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون، واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين).
خامسا: الداعون الى الشرك:
والعجب ممن يقف على هذا الشرك الصراح والكفر الجلي، ان يقوم بالقاء الشبهات على الناس فيجعلون الطواف والسجود لهذه القبور ليس شركا وانه من باب سجود الملائكة لآدم وسجود اخوة يوسف له، وهم يعلمون ان كثيرا من المسلمين اليوم يعطون من العبادات لهذه القبور مثل ما يقترب به الى الله من الدعاء والذبح والنذر والطواف، والسجود والركوع وطلب الحاجات وتفريج الكربات.
سادسا: وصف الشرك بالحرام فقط تدليس وتلبيس.
ولاشك ان القول بان هذا حرام دون بيان انه شرك وكفر فيه تدليس وتلبيس على عموم الناس، فان الحرام قد يكون صغيرة، وقد يكون كبيرة، وقد يكون شركا وكفرا، فترك الصلاة مثلا غير الزنا، وغير شرب الخمر، وغير من يكذب ليضحك الناس ويغتابهم، وينقل حديث الناس دون تثبت، وهذا غير سب الله وسب رسوله وسب دين الاسلام والسجود لغيره، ودعاء غيره والذبح لغيره .. والاسلام فرق بين المعاصي كبارا وصغارا، وبين الكفر والشرك، فلا يجوز لعالم ان يقول في قول او عمل من اعمال الكفر والشرك انه حرام دون بيان حكمه، فان الشرك لا يغفره الله لمن مات عليه، واما ما دون الشرك فيغفره الله لمن شاء وان مات غير تائب منه.
وعبارتنا التي اعترض عليها بعض الاخوة وكتب ردا على مقالنا السابق: «اما ما حكم الله بانه شرك وكفر فليس وسيلة للتقرب اليه، بل سبب لسخطه وغضبه وعقابه، فمن جعل دعاء غيره دعاء عبادة او سجد لغيره او ذبح لغيره او صرف شيئا من العبادة التي اختص الله بها نفسه فهو مشرك».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/405)
والله سبحانه وتعالى لم يجعل الشرك وسيلة للتقرب اليه كما قال تعالى: (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا أيأمركم بالكفر بعد اذ أنتم مسلمون) وقال: (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله .. )، فالله سبحانه وتعالى لا يُتوسل اليه الا بما يرضيه وارتضاه لعباده من الاقوال والاعمال والاعتقاد، والشرك به ليس وسيلة اليه، فمن عبد غير الله من الملائكة، او الرسل، او الاولياء فقد اشرك وتعرض لسخط الله وعقابه، وان كان من كان كما قال تعالى: (ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)، وقال تعالى: (لا تجعل مع الله إلها اخر فتقعد مذموما مخذولا)، وقال: (ولا تجعل مع الله إلها اخر فتلقى في جنهم ملوما مدحورا) وقال عن انبيائه ورسله المكرمين الذين عددهم في سورة الانعام: (ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) فالشرك موجب لسخط الله وان وقع ممن وقع منه، فان كان مسلما كفر، ولا يقال ان المسلم اذا فعل الشرك والكفر لا يحكم عليه بكفر ولا بشرك.
هو ما جاء به القرآن والسنة واجمع عليه سلف الامة، فان السجود فرد من افراد العبادة لله كالركوع والذبح والنذر والطواف والسعي ولا يمتنع ان يجعل الله بعض هذه الافراد مخصوصا به في شريعتنا ومباحا لغيره في شريعة اخرى.
واما الذي لا يتبدل ولا يتغير في كل شريعة فهي امور الاعتقاد كاعتقاد ان الله هو الاله الواحد الذي لا اله غيره ولا رب سواه الحي القيوم المتصف بصفات الكمال والجلال، فهذا من المسائل الخبرية العلمية التي لا يدخلها النسخ.
اما الامور العملية فيدخلها النسخ، فالسجود من الامور العملية، فيجوز ان يكون مقصورا في شريعتنا على الله وحده، وان يسمح به الله سبحانه في شريعة اخرى تكريما لعبد من عباده كسجود الملائكة لادم وسجود اخوة يوسف له.
والله يشرع ما يشاء لعباده.
ومعلوم في الكتاب والسنة واجماع الامة ان الله لم يشرع السجود في شريعتنا لغيره، وبما ان السجود عبادة وقد جعلها الله في شريعتنا له وحده، فيكون من سجد لغير الله قد اتخذ الها غير الله.
ولذلك ذكر المفسرون للقرآن السجود لغير الله في باب الاضطرار الى قول كلمة الكفر عند قوله تعالى: (من كفر بالله من بعد ايمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان .. ) الآية، وفيها من التفصيل ما نقلناه انفا عن الامام القرطبي.
والخلاصة ان السجود لغير الله في شريعتنا كفر وشرك، كفر لانه رد للآيات والاحاديث التي تأمر بالسجود لله وحده، وشرك لانه صرف عبادة لغير الله، والسجود للقبور بالخصوص شرك جلي لا يماري فيه الا من طمس على بصيرته فنعوذ بالله من الخذلان.
سابعا: الخوارج يكفرون بالكبيرة وليس بالكفر:
قال بعضهم في الرد: «انما المسارعة الى تكفير المسلمين فهذا من دأب الخوارج المارقين»
ولست ادري ما دخل الخوارج في هذا الامر، فان الخوارج منذ ظهروا في خلافة علي بن ابي طالب ـ رضي الله عنه ـ والى يومنا هذا، لم يكن من شأنهم قتال من يقع في الكفر والشرك من المسلمين، وانما كانوا يكفرون اهل الاسلام بالكبائر التي هي دون الشرك فقد كفروا عليا ـ في زعمهم» لانه حكّم الرجال ولم يحكم القرآن، ولانه لم يبح لهم فيمن قاتلهم من المسلمين في موقعة الجمل سبي نسائهم ولا اخذ اموالهم .. الى امور عظيمة من الجهل.
واما قتال من كفر من المسلمين فقد فعله اصحاب النبي، فهذا ابو بكر قاتل مانعي الزكاة وسبى نساءهم، واخذ اموالهم، وقد جرى علماء الاسلام على تحديد انواع الكفر والشرك، ومتى يصبح المسلم مرتدا، ومتى يستتاب من كفره، وذكر العلماء احكام الزنديق.
فالحكم بكفر الكافر حق، فيجب ان نشهد بما شهد به الله ورسوله، وكما لا يجوز اخراج مسلم من الاسلام، فإنه لا يحل كذلك الحكم بإسلام الكافر والزنديق، وليس هذا كله من فعل الخوارج، بل من عمل علماء الاسلام، وخلفاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - وائمة الهدى - وما نحن بصدده هنا من السجود لغير الله، والطواف بغير بيت الله فهو من الكفر الذي اجمعت عليه الامة ولا دخل للخوارج في هذا الامر قط.
ثامنا: السجود لغير الله كفر بمجرده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/406)
السجود لغير الله كفر بمجرده، ولا يشترط ان يضاف له عمل القلب حتى يكون كفرا، وهذا هو الصحيح من اقوال اهل العلم والكفر كما يكون بالاعتقاد يكون بالعمل والقول والشك والترك، فمن الكفر بالعمل السجود لغير الله، والطواف بغير بيت الله، ومن الكفر بالقول سب الله أو رسوله أو دين الاسلام، ومن الكفر بالترك ترك اعمال الدين جميعها، وترك الصلاة على الخصوص.
وقد جاء في رد اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء على الفتوى رقم (4400) ما نصه: (كل من آمن برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر ما جاء به في الشريعة اذا سجد بعد ذلك لغير الله من ولي وصاحب قبر أو شيخ طريق يعتبر كافرا مرتدا عن الاسلام مشركا مع الله غيره في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده، لاتيانه بما ينقض قوله من سجوده لغير الله .. ).
وجاء في ردهم على الفتوى رقم (189): (السجود على المقابر والذبح عليها وثنية جاهلية، وشرك اكبر، فإن كلا منهما عبادة، والعبادة لا تكون الا لله وحده فمن صرفها لغير الله فهو مشرك .. ).
تاسعا: ماذا نصنع فيمن ينكرون المعلوم من الدين بالضرورة ومع ذلك يدعون العلم؟
اعجب ممن يقول ردا على مقالي (الطواف بالقبور جريمة مركبة) ما نصه: (استغرب في هذه الايام من اقوال ليست في كتاب الله ولا في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يقل بها عالم من المذاهب الاربعة ولا غيرهم من المذاهب المعتبرة فيما اطلعت عليها).
والقضية التي نحن بصددها في مقال الرد على سماحة مفتي مصر والتي نقررها الآن من ان الطواف بغير بيت الله جريمة مركبة من الكفر والشرك والمحادة لأمر الله وامر رسوله، وكذلك السجود لغير الله كفر وشرك، وهذا امر معلوم من الدين بالضرورة، وقد دل عليه القرآن والسنة واجماع سلف الامة، ولم يخل كتاب تفسير ولا فقه الا وقرره، فيأتي من يقول لقد قرأت هذا كله ولم اجده .. فإذا كنت تجهل المعلوم من الدين بالضرورة، وتجهل ان القرآن قد امر المؤمنين بالسجود لله وحده، وتجهل ان الرسول امر المسلمين ألا يسجدوا الا لله، وتجهل ان جميع علماء المسلمين قد قرروا ان السجود لغير الله شرك، وتقول انك لم تطلع على شيء من ذلك. فهل يحل لمثلك ان يمسك قلما ويكتب به في الاسلام؟
عاشرا: ماذا يقصد هؤلاء؟
اعجب من هؤلاء الذين يروجون لهذا الشرك اليوم (الطواف بالقبور والسجود لها) فمن سلفهم في هذا الامر؟ وما مقاصدهم من الدعوة الى هذا الشرك والكفر؟! وهم يعلمون ان القرآن والسنة وكل سلف الامة لم يأت بالدعوة الى هذا الشرك وترويجه في الامة، بل مما نهى الله ورسوله عنه، وحذر منه وزجر عنه كل من يؤخذ عنهم العلم من علماء الاسلام فلماذا اذن هذه الدعوة المحمومة الى الشرك والكفر؟!
تاريخ النشر: الخميس 25/ 5/2006
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 08:57 م]ـ
#83 25 - 05 - 06, 04:39 PM
المقدادي
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Feb 2005
المشاركات: 530
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله في الشيخ العلامة عبدالرحمن عبد الخالق فقد كفى و وفى
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 09:03 م]ـ
#84 26 - 05 - 06, 02:14 AM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيكم وحفظكم الله ونفع بكم
وهذا ردُّ الشيخ فيصل بن قزار الجاسم على مقال حمد السنان الذي يدافع فيه عن عبدالغفار
محطات معطلة ووقود فاسد
بقلم الشيخ: فيصل قزار
اخذا بحرية النشر وابداء الرأي والرأي الآخر بعث الشيخ فيصل بن قزارالجاسم ردا على على الشيخ حمد سنان (محطات معطلة، ووقود فاسد) وقد استدل فيه الشيخ ابن قزار بالعديد من الآراء والاقوال وقدم ست وقفات تفصيلية ثم اتبعها بالختام ننشرها كما جاءت لتمام الفائدة ...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/407)
فقد اطلعت على مقال لحمد سنان في جريدة «الوطن» بتاريخ 20/ 5/2006 تحت عنوان «محطات على طريق المقالات» فوجدته قد تكلم كثيرا وكثيرا بعد طول صمت كما يقول، وليته استمر في سكوته، بدلا من تلبيسه الحق بالباطل، وخوضه فيما يخالف الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة، وكلامي معه ومع من يوافقه في معتقده سيكون مستندا الى الدليل من الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين، والى الاصول والقواعد الشرعية المأخوذة من الوحيين، فأقول مستعينا بالله:
اولا: مدحك للصوفية
وقولك «لست صوفيا وان شرفني ان انسب اليها او ان اصنف من متبعيها او موافقيها، كيف لا ولهم من المناقب والمحامد ما ينحدر عنه السيل، ولا يرتقي اليه الطير؟!» فلي معك وقفات:
الاولى: اننا لما حكمنا على الصوفية والتصوف بالضلال والانحراف، لم نحكم به الا من واقع حالهم، ومما سطرته اقلامهم في كتبهم، ولم نأت بشيء نفتريه من عند انفسنا، كيف وقد حرم الله عز وجل ذلك، وهذا هو الانصاف في الحكم على الاشخاص والطوائف، ولعلي اسوق بعض كلام الصوفية من كتبهم وأدع القارىء يحكم بنفسه، ويزن اقوالهم بما يعرف من ضروريات الاسلام:
فاذا نظرت الى عقيدتهم في الله، فأعلى المقامات عندهم هو ان يتحد الخالق والمخلوق حتى يصيرا شيئا واحدا، وليس هذا القول قول بعضهم، بل هو مما استقر عليه مذهبهم، وتأمل ما يقوله الغزالي الذي سماه حمد سنان بحجة الاسلام في كتابه «احياء علوم الدين»: (للتوحيد مراتب ... والرابعة: ان لا يرى في الوجود الا واحدا، وهي مشاهدة الصديقين وتسمية الصوفية الفناء في التوحيد، لانه من حيث لا يرى الا واحدا فلا يرى نفسه ايضا، واذا لم ير نفسه لكونه مستغرقا بالتوحيد كان فانيا عن نفسه في توحيده، بمعنى انه فني عن رؤية نفسه والخلق ... ثم يتكلم عن مراتب الموحدين في كل مرتبة فيقول: والرابع موحد بمعنى انه لم يحضر في شهوده غير الواحد، فلا يرى الكل من حيث انه كثير، بل من حيث انه واحد، وهذه هي الغاية القصوى في التوحيد، فان قلت: كيف يتصور ان لا يشاهد الا واحد وهو يشاهد السماء والارض وسائر الاجسام المحسوسة وهي كثيرة، فكيف يكون الكثير واحدا؟ فاعلم ان هذه غاية علوم المكاشفات، واسرار هذا العلم لا يجوز ان تسطر في كتاب، فقد قال العارفون: افشاء سر الربوبية كفر)، وقال ابن عربي الملحد والذي يقول عنه د. محمد عبدالغفار الشريف انه طود شامخ وامام عظيم ويلقبه بالشيخ الاكبر، فتأمل ما يقول في بيان ان لا فرق بين الخالق والمخلوق في كتابه «فصوص الحكم»: (ان الله لا ينزه عن شيء، لان كل شيء هو عينه وذاته، وان من نزهه عن الموجودات قد جهل الله ولم يعرفه، اي جهل ذاته ونفسه ... الى ان قال: اعلم ان التنزيه عن اهل الحقائق في الجانب الإلهي عين التحديد والتقييد فالمنزه اما جاهل واما صاحب سوء أدب). وقال ايضا: (ومن اسمائه العلي: على من، وما ثم الا هو، فهو العلي لذاته او عن ماذا؟ وما هو الا هو، فعلوّه لنفسه، ومن حيث الوجود فهو عين الموجودات فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها وليس الا هو). فانظر ايها القارىء عقيدة امام الصوفية الاكبر والملقب بالكبريت الاحمر، الذي يجعل كل شيء في الوجود هو الله، وهذا الذي يسميه الغزالي «سر الربوبية».
واما عقيدتهم في النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال البيطار في كتاب النفحات الاقدسية: (شأن محمد في جميع تصرفاته شأن الله، فما الوجود الا محمد ... الى ان قال: لا يدري لحقيقته غاية، ولا يعلم لها نهاية، فهو من الغيب الذي نؤمن به) وقال عمر الفوني في «رماح حزب الرحيم»: (انه صلى الله عليه وسلم يحضر كل مجلس، او مكان اراد بجسده وروحه، وانه يتصرف، ويسير كيف شاء في اقطار الارض والملكوت)
واما عقيدتهم في الأولياء فأعجب العجب، اذ جعلوا للولي صفات الله تبارك وتعالى عما يقولونه علوا كبيرا. ورئيس الاولياء عندهم الملقب بالقطب الاكبر او الغوث، وهو الذي بيده ملكوت كل شيء ويعينه اربعة اوتاد، لكل ربع من العالم وتد، ثم الابدال السبعة لكل قارة واحد، ثم النجباء وهم سبعون ثم النقباء وهم ثلاثمائة لكل مدينة واحد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/408)
قال التيجاني صاحب الطريقة التيجانية المشهورة في المغرب الاسلامي عن القطب الاكبر: (ان حقيقة القطبانية، هي الخلافة العظمى عن الحق مطلقا في جميع الوجود جملة وتفصيلا) (جواهر المعاني لعلي بن حرازم)، ويقول عبدالعزيز بن مسعود الدباغ في «الابريز» عن الولي عند الصوفية: (رأيت وليا بلغ مقاما عظيما، وهو انه يشاهد المخلوقات الناطقة والصامتة، والوحوش والحشرات والسماوات ونجومها والارضين، وكرة العالم بأسرها تستمد منه، ويسمع اصواتها وكلامها في لحظة واحدة، ويمد كل واحد بما يحتاجه، ويعطيه ما يصلحه من غير ان يشغله هذا عن ذاك). وقال ابن عربي في الفصوص: (قال ابو السعود «ان الله اعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة، وتركناه تظرفا» ويعلق ابن عربي: وأما نحن، فما تركناه تظرفا وانما تركناه لكمال المعرفة)، وقال علي بن حرازم في «جواهر المعاني» متحدثا عن الولي الذي استخلفه الله: (انه خليفة يملكه الله كلمة التكوين متى قال للشيء: كن، كان من حينه). وقال ايضا عن شيوخهم واوليائهم بان لهم: (التصرف التام والحكم الشامل العام في جميع المملكة الالهية، وله بحسب ذلك الامر والنهي والتقرير والتوبيخ والحمد والذم). والاولياء عندهم يحيون الموتى، فقد ذكر القشيري عن التستري انه قال: (ان الذاكر لله على الحقيقة لو هم ان يحيي الموتى لفعل).
وقال يوسف بن الحسين الرازي كما في طبقات الصوفية للسلمي: (نظرت في آفات الخلف، فعرفت من أين اتوا، ورأيت آفة الصوفية في صحبة الاحداث، ومعاشرة الأضداد، وأرقاق النسوان). وقال ايضا في المصدر نفسه: لعاهدت ربي اكثر من مائة مرة، الا اصحب حدثا، ففسخها على حسن الخدود، وقوام القدود، وغنج العيون، وما سألني الله تعالى معهم عن معصية). ويقول الشعراني في طبقات الصوفية عن أحد اوليائهم وهو ابو خودة: (وكان رضي الله عنه اذا رأى امرأة، او أمردا راوده عن نفسه، وحسس على مقعدته سواء كان ابن أمير او ابن وزير ولو كان بحضرة والده او غيره، ولا يلتفت الى الناس)، والأمثلة على هذا الانحراف والفساد في اقوالهم كثيرة، وكلامهم جدا في الدعوة الى الشرك بالله والاستغاثة بالاموات وغير ذلك كثير، لا يسع المجال لذكره، هذا هو كلامهم من كتبهم المعتمدة والمشهورة، لم نأت بشيء من عند أنفسنا.
الثانية: اننا لم ننفرد نحن فقط بالحكم على الصوفية بالضلال، بل قد سبقنا اليه من هم أخبر بحالهم منا، وأنا أكتفي هنا بنقل بعض كلام السلف دون من بعدهم حتى يقف القارىء على حقيقة الصوفية، قال الشافعي: (لو ان رجلا تصوف اول النهار، لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق).
وقال: (ما لزم احد الصوفيين اربعين يوما فعاد عقله ابدا). وقال عبدالملك بن زياد النصيبي: (كنا عند مالك فذكرت له صوفيين في بلادنا فقلت له: يلبسون فواخر ثياب اليمن ويفعلون كذا، قال: ويحك ومسلمين هم). وقال وكيع: (سمعت سفيان يقول: سمعت عاصما يقول: ما زلنا نعرف الصوفية بالحماق الا انهم يستترون بالحديث). وقال عاصم: (قال لي وكيع: لم تركت حديث هشام. قلت: صحبت قوما من الصوفية، وكنت بهم معجبا، فقالوا: ان لم تمح حديث هشام قاطعناك. فأطعتهم. قال ان فيهم حمقا). وقال يحيى بن يحيى: (الخوارج أحب إلي من الصوفية). وحذر احمد من مجالستهم وقد سمع كلام الحارث المحاسبي وهو من كبار الصوفية فقال لصاحب له: (لا أرى لك ان تجالسهم). وقال لآخر (إياك والحارث المحاسبي ـ كررها ثلاثا). وقال سعيد بن عمرو البردعي: شهدت ابا زرعة وسئل عن الحارث المحاسبي وكتبه فقال للسائل: (اياك وهذه الكتب، هذه الكتب كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر فانك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب، قيل له: في هذه الكتب عبرة. قال: من لم يكن له في كتاب الله عز وجل عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم ان مالك بن انس وسفيان الثوري والاوزاعي والأئمة المتقدمة صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس وهذه الاشياء، هؤلاء قوم خالفوا اهل العلم يأتوننا مرة بالحارث المحاسبي، ومرة بعبدالرحيم الدبيلي، ومرة بحاتم الاصم، ومرة بشقيق، ثم قال: ما اسرع الناس الى البدع)
فهذا كلام أئمة السلف، فهل تراهم افتروا على الصوفية؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/409)
الثالثة: اما تسميتك الحسن البصري والفضيل بن عياض ونور الدين محمود زنكي والنووي وغيرهم ممن ذكرت، وعدك لهم من الصوفية، فأقول لك بصوت عال (هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين) فليتك تروي لنا بالاسناد الصحيح عن أحد هؤلاء أنه قال: انا صوفي. فإدخالك لمن شئت من العلماء في الصوفية، بهتان وافتراء، وستسأل عنه يوم القيامة، فأعد للسؤال جوابا، وكل دعوى لا بينة عليها فأصحابها أدعياء، ولا تكون معذورا في ان فلانا او فلانا ذكرهم في الصوفية، فهذا ليس بطريق تثبت به اعتقادات الناس، فضلا عن الأئمة والعلماء.
الرابعة: اما ما نقلته عن الشاطبي رحمه الله، فأقول لك: يا شيخ اتق الله، ولا تلبس على الناس، وكن صادقا في النقل، ودع عنك التدليس، وكن امينا في النقل فان ما نقلته ليس كلام الشاطبي، وانما كلام ابي القاسم القشيري شيخ الصوفية. ولو انك راجعت الاعتصام بنفسك لاتضح لك ذلك، لكن المصيبة ان كثيرا من الصوفية والجهال، انما يعتمدون في عقائدهم، على ما نقله غيرهم، من غير تمحيص ولا اطلاع.
الخامسة: اقول لك ولكل صوفي، هل التصوف وتعاليم التصوف امر جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وعلمه أمته، ام امر حدث بعده، فان قلت: امر شرعه النبي صلى الله عليه وسلم فقل اذاً ان النبي صلى الله عليه وسلم صوفي، بل اول الصوفية، وكفى بهذا القول ضلالا، نعوذ بالله من الخذلان، وان قلت: لا انما حدث بعده، فهذا تصريح منك بأنه محدث ليس من طريقة النبي صلى الله عليه وسلم ولا من اصحابه.
السادسة: اننا لا نعرف اليوم تصوفا خاليا من البدع او الشركيات، بل لا نعرف الا من هم على معتقد من سبق ان ذكرت لك بعض كلامهم واعتقاداتهم، فان كنت تخالفهم، فليتك تصرح بذلك، وتحكم بالضلال على ابن عربي وأبي يزيد البسطامي والدباغ والشعراني والبدوي وغيرهم من أئمة التصوف، وليتك تنكر ما يفعله الصوفية من الاستغاثة بالأموات وتحكم فيه بالكفر والشرك لانه عبادة لغير الله، وتنكر عليهم البناء على القبور واتخاذها مساجد، والرقص والغناء والاعمال الشيطانية من الضرب بالسيف، وبودنا ان نسمع حكمك في الطرق المشهورة كالرفاعية والتيجانية والدسوقية والشاذلية والاحمدية والنقشبندية والبريلوية وغيرها، كل هذا ليتضح لكل قارىء انك انما تقصد تصوفا مخالفا للتصوف الموجود، ولا يخفى عليك ما قاله من يثني عليه اصحابك مثل د. يوسف الشراح وغيره، ويدافعون عنه وهو الصوفي اليمني علي الجفري: من أن النبي صلى الله عليه وسلم يغيث مليون في لحظة واحدة، وان الأولياء يتصرفون في الملكوت، ويدخلون الجنة من شاءوا، وان الولي يخلق الجنين في رحم المرأة وغير ذلك، ولعلي ان احيل القارىء الى شريط «الترحيب بالجفري» للشيخ حسن القاري، فانه يبين للناس ما يخفيه دعاة التصوف من العقائد المنحرفة.
(تقولك على شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب)
قولك: (فالاجماع منعقد بالأدلة والبراهين على القول الراجح بأن الطواف على القبور حرام خلافا لمن قال بأن الطواف حول القبور شرك .. وهو قول ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب).
وهذا فيه افتراء على هؤلاء العلماء الثلاثة، فأين وجدتهم يقولون بأن الطواف بالقبور شرك مطلقاً، فليتك تحيلني الى مواضع كلامهم التي صرحوا فيها بأن الطواف بالقبور شرك أكبر من غير تفصيل. والظن بك انك لم تقرأ لشيخ الاسلام ابن تيمية ولا لابن القيم ولا لمحمد بن عبد الوهاب، وانما تقول ذلك مقلداً لغيرك، والاعتراف بالخطأ خير من التمادي في الباطل، واما هؤلاء الثلاثة فيقولون بأن الطواف بالقبور بدعة منكرة وكبيرة من كبائر الذنوب، وابتداع دين لم يأذن به الله، ووسيلة الى الشرك بالله، هذا فيما اذا طاف متعبداً لله ظاناً ان الطواف بالقبور مما يحبه الله كما يحب ان يطاف بالبيت، واما ان قصد الطائف بالقبر التقرب الى الميت، فهذا شرك اكبر وعبادة لغير الله، اذ الطواف عبادة لله، وفعله لغيره عبادة لذلك الغير، وقلما يسلم منه من يطوف بالقبور. هذا هو قولهم المفصل.
وهذا ما قرره الشيخ الفوزان وابن باز واللجنة الدائمة للافتاء في المملكة العربية السعودية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/410)
لكن اين من يتجرد عن الهوى، وينفك عن تقليد وتقديس الرجال الذي هو دين الصوفية. ولأن الطواف بالقبور محرم وكبير ووسيلة الى الشرك، يستلزم التغليظ فيه وعدم التساهل في أمر عظمت الشريعة النكير فيه، ألا وهو باب وسائل الشرك بالله، والطرق المفضية اليه.
فقد حرمت الشريعة البناء على القبر والكتابة عليه والزيادة عليه من تراب غيره، ورفعه عن القبور ولو من غير بناء، ونهت عن الصلاة في المقبرة، ولعن النبي صلى الله عليه وسلم من يتخذون القبور مساجد، وقال بأنهم شرار الخلق عند الله، كل هذا حماية لجناب التوحيد، وسداً لطرق الشرك وذرائعه، فتأمل هذا، وقارن بينه وبين من يهون فيه، بل ويفتري بالقول بأن هناك من قال بكراهة الطواف بالقبور فقط!!
(كلامك عن المولد وتناقضك في كلامك)
لقد قلت كلمة جميلة افرحتني، وقلت الحمد لله أنْ وفقه الله اليها، ولكن للأسف سرعان ما نقضتها وخالفتها، فأصابني ذلك بالحزن، وتبين لي كما اعلمه عن كثير ممن ينتحل هذا المذهب، انهم يقولون ما لا يفقهون، وأنا أترك القارئ ليحكم بيني وبينك، فقد قلت في اول المقال في ذكر اسباب الغاء الرأي المخالف: (ثانيها: تقديس الرجال .... وهي طامة الطامات ومعضلة المعضلات، ويرجع تقديس الرجال الى الانبهار بالأشخاص والألقاب وعدم تصور طروء الغلط على غالب أقوال متبعيهم، وان كان هذا التصور لازماً في أقوال مخالفيهم .. والغريب ان اشد من ينهى عن تقديس الرجال هم اكثر الناس وقوعاً به .. فلو قلت له قال فلان: قال ما دليلك؟ وان قلت له ما دليلك؟ قال: قال فلان)
كلام جميل، ولكن يا ترى هل التزمه وجعل المَرَدَّ عند التنازع الدليل، ام انه وقع في عين ما عاب عليه وهو اذا قيل للشخص: ما دليلك؟ قال: قال فلان، الجواب في قوله: (واليك نموذجا على الغاء القول الآخر الظاهر الرجحان!! سئل احد كبار العلماء عن حكم الاحتفال بالمولد فأجاب: بأن الاحتفال بالمولد بدعة، وانه ليس من الاسلام في شيء!! لو سألنا فضيلة الشيخ واتباعه ماذا تقولون بامامة ابن حجر والنووي والسيوطي والسخاوي وابن كثير وغيرهم ممن يقولون بجواز المولد؟!! فان اقررتم فسنقول وكيف يقر من اقررتم بامامتهم ما ليس من الإسلام في شيء؟؟ واليك طائفة من اقوالهم .. )
فها هو حمد سنان يستدل على من يخالفه لما طالبه بالدليل على جواز التعبد بالمولد وهو أمر لم يتعبد به النبي صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه ولا السلف، فكان جوابه: قال فلان!!! فكيف تعيب على الناس امراً أنت واقع به؟ ولا ادري هل يعتبر حمد سنان وشيخه السوري حسن هيتو واصحابه ان من اصول أدلة الأحكام في كتب اصول الفقه: قول فلان وفلان من العلماء. ما سمعنا بهذا ولا نعرف قائلاً به سواهم.
(حسن بن فرحان المالكي)
أما احالتك الشيخ جاسم مهلهل والقارئ الى كتاب (داعية وليس نبياً) لحسن بن فرحان المالكي، فهو أمر يكشف عن حقيقة المنهج الذي تسير عليه في تقييم الرجال والدعوات، وهو الاعتماد على المخالف في الحكم، وهذا خلل في المنهج والتقييم، فان اردت ان تعرف عقيدة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، فدونك كتب الشيخ تأملها وابحث فيها، ولا تحتاج الى الحكم عليه بما كتبه مَن ولد بعد موت الشيخ بمائتي سنة، ممن لا يعرف بعلم. وقد قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) فالحكم على الرجال والدعوات انما يكون بما قالوه وكتبوه، ونحن عندما تكلمنا عن الصوفية، انما حكمنا عليهم من واقع كتبهم، لا مما كتبه عنهم غيرهم. فانظر الى الفرق بين المنهجين، بين منهج اهل السنة والجماعة، وبين منهج الصوفية وأهل الكلام.
قبول الرأي الآخر
الرأي الآخر انما يقبل اذا كان في مسألة اجتهادية، للنظر فيها مجال، وليس كل خلاف معتبرا، بل ما فيه حظ من النظر، اما ما خالف الدليل من الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة، فلا يعد رأياً آخر، بل هو داخل في المنكر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده .. » الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/411)
ولذلك لم يعتبر السلف كل مخالفة رأيا محترماً، بل انكروا على كل من خالف الدليل. فها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب ضبيع بن عسل ويأمر بهجره، لما كان يخوض في مسائل من المتشابهات، وها هو الشافعي رحمه الله يقول في أهل الكلام الخائضين في صفات الله بعقولهم الفاسدة: (حكمي في أهل الكلام ان يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في البلدان) ولم يعتبر مخالفتهم للسلف في الأسماء والصفات وأبواب الاعتقاد رأياً محترماً. وها هو الإمام احمد لما بلغه عن الفقيه ابي ثور انه يقول بجواز نكاح المجوسيات قياساً على أخذ الجزية منهم: (أبو ثور كاسمه). وقد حذر الإمام احمد من الحارث المحاسبي شيخ الصوفية في عصره، وأمر بهجره، ولم يعتبر رأيه محترماً. قال ابن الجوزي في «تلبيس ابليس» في انكار السلف على أئمة الصوفية وطردهم من البلاد: «وقد ذكرنا في اول ردنا على الصوفية من هذا الكتاب ان الفقهاء بمصر انكروا على ذي النون ما كان يتكلم به، وببسطام على ابي يزيد واخرجوه، واخرجوا ابا سليمان الداراني، وهرب من ايديهم احمد بن ابي الحواري وسهل التستري، وذلك لأن السلف كانوا ينفرون من ادنى بدعة ويهجرون عليها تمسكاً بالسنة).
فَفَرْقٌ اذاً بَيْنَ قولٍ له حظ من الدليل والنظر، وبين قول مخالف للدليل وعمل السلف. وقد اتفق العلماء على ان حكم القاضي ينقض اذا خالف كتابا او سنة، وان وافق فيه بعض العلماء.
قال ابن القيم في اعلام الموقعين: (قولهم ان مسائل الخلاف لا انكار فيها ليس بصحيح، فان الانكار اما ان يتوجه الى القول والفتوى او العمل، اما الأول فاذا كان القول يخالف سنة او اجماعا شائعا وجب انكاره اتفاقا، وان لم يكن كذلك فان بيان ضعفه ومخالفته للدليل انكار مثله، واما العمل فاذا كان على خلاف سنة او اجماع وجب انكاره بحسب درجات الانكار .. الى آن قال: واذا لم يكن في المسألة سنة ولا اجماع وللاجتهاد فيها مساغ لم ينكر على من عمل بها مجتهدا او مقلدا، وانما دخل هذا اللبس من جهة ان القائل يعتقد ان مسائل الخلاف هي مسائل الاجتهاد، كما اعتقد ذلك طوائف من الناس ممن ليس لهم تحقيق في العلم، والصواب ماعليه الأئمة).
(أنتم من خاض في أمور العقيدة بالباطل علناً فلا تلومونا ان رددنا عليكم)
دعوتك المشايخ بأن يتقوا الله في عقول العوام، ليتك توجهها الى من ابتدأ الكلام، والخوض في العقائد بالباطل في القنوات التلفزيونية والاذاعية، فنحن لم نبتدئ احداً، وانما رددنا على ما يدندن حوله البعض من الدعوة الى مخالفة الكتاب والسنة، والتهوين من أمر الشرك بالله ووسائله، فكيف تلومنا على توضيح الخطأ والنصيحة للمسلمين، ولا تلوم من يقرر علنا الأقوال المنحرفة، والعقائد الفاسدة.
وفي الختام اقول: اننا لم نسمع ممن تكلموا دفاعا عن د. محمد عبد الغفار الشريف تقعيدا وتحريرا للمسائل التي دار حولها الخلاف، فانهم لم يستدلوا على أقوالهم بالكتاب او السنة او عمل سلف الأمة، وانما رأيناهم يدندون حول أمور مستدلين عليها بأقوال الرجال، يكررها كل واحد منهم، يأخذها الآخر عن الأول، والمعلوم كما ذكر حمد سنان نفسه ان الحق لا يعرف بالرجال، وانما يعرف الرجال بالحق، فتأمل اخي القارئ من الذي يقرر المسائل بالأدلة من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة، ومن الذي يقول: قال فلان وقال فلان وقال فلان، وهذا ينبئك عن المنهج الذي يسير عليه بعض الناس من تقليد دينهم الرجال، معرضين عن قوله تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويلا) وقوله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله) لا الى الرجال.
هذا ما وددت التنبيه إليه، وان كانت المؤاخذات على كلامه كثيرة، لكن لعل في هذا كفاية ومقنع لطالب الحق، فان اصبت فمن الله وحده، وان أخطأت فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=408228&pageId=48
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 09:04 م]ـ
#85 26 - 05 - 06, 03:05 PM
أبو يوسف العامري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Oct 2005
المشاركات: 550
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/412)
ما شاء الله رد علمي متين .. ليت الشيخ الجاسم دائم الكتابة في قضايا التوحيد.
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 09:05 م]ـ
#86 30 - 05 - 06, 01:45 AM
أبو فالح عبدالله
عضو نشيط تاريخ الإنضمام: Oct 2005
مكان الإقامة: دولة الكويت
المشاركات: 219
--------------------------------------------------------------------------------
و إياك .. و أشكرك على المرور يا أبا يوسف.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 09:41 م]ـ
#87 02 - 06 - 06, 02:38 PM
أبو عبدالله الأثري
عضو مميز تاريخ الإنضمام: Jun 2005
مكان الإقامة: الكويت
المشاركات: 984
--------------------------------------------------------------------------------
هذا رد الشيخ أحمد الكوس نشره اليوم في جريدة والوطن
تنبيه الشريف والعَوَام إلى ما عند ابن عربي من الطوامّ
بقلم الشيخ: أحمد الكوس
تقديم:
ورد الى صفحات «الوطن الاسلامي» دراسة عن التصوف والصوفية بعث بها فضيلة الشيخ احمد عبدالرحمن الكوس يرد فيها على اطروحات الدكتور محمد عبد الغفار الشريف عما قاله في ابن عربي والتي جاءت تحت عنوان: «تنبيه الشريف والعوام الى ما عند ابن عربي من الكفر والطوام».
وعملا بحرية النشر نقدم الدراسة بتمامها لتعم الفائدة واليكم نصها:
اتعجب كثيرا من اطروحات د. عبد الغفار الشريف واظن ان القراء الكرام يشاركونني في ذلك حيث اغرب وخالف اهل العلم في المعتقد والمنهج الصحيح للكتاب والسنة، بل وخالف سلف الامة في مدحه وثنائه على الملحد ابن عربي وما هي الا سقطة وزلة لا تغفر له، ويحق للجميع ان يتساءل: لماذا؟
الجواب: لان د. عبدالغفار كان استاذا في كلية الشريعة وكان عميدا سابقا لها, فهو المسؤول الاول عن هذا الصرح العلمي وعن كل البحوث واطروحات الماجستير والدراسات العلمية وكذلك هو عضو هيئة الافتاء بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، وحاليا هو المسؤول والمؤتمن على اوقاف اهل الكويت التي تحتوي على مئات الملايين من الدنانير.
والامر الآخر هو استاذ وباحث ويفترض به الا يأخذ انصاف الحقيقة، او ما تهواه نفسه او الكلام الضعيف وغير الراجح عند اهل العلم، وهذا ما لم يفعله د. عبد الغفار هداه الله تعالى الى الحق، عندما وصف ابن عربي بالامام والطود العظيم!!
لبنة الذهب ولبنة الفضة
وحتى لا يلتبس الحق بالباطل كما قال تعالى: (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه آثم قلبه) وقوله: (لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون).
ويغتر عوام الناس والجهال بابن عربي الضال الذي حشا كتبه من الكفر والالحاد بحق الله تعالى والانبياء عليهم السلام فضلا عن زندقته وانحرافاته الكثيرة.
قال ابن ابي العز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية:
(فمن اكفر ممن ضرب لنفسه المثل بلبنة ذهب وللرسل المثل بلبنة فضة فيجعل نفسه أعلى وافضل من الرسل تلك امانيهم (ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغيه) وكيف يخفى كفر من هذا كلامه وله من الكلام امثال هذا وفيه ما يخفي منه الكفر ومنه ما يظهر، فلهذا يحتاج الى نقد جيد ليظهر زيفه فان من الزغل ما يظهر لكل ناقد ومنه ما لا يظهر الا للناقد الحاذق البصير وكفر ابن عربي وامثاله فوق كفر القائلين (لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسل الله) ولكن ابن عربي وامثاله منافقون زنادقة اتحادية في الدرك الاسفل من النار.
العقيدة الطحاوية ص557
وحدة الوجود عند ابن عربي:
من اخطر واكفر الاعتقادات التي انتشرت بين الناس وبين من يدعي العلم عقيدة وحدة الوجود التي روج لها ابن عربي في كتبه وانطلت على بعض الناس بل اصبحت جزءا من مناهجهم ودروسهم وخطبهم وينشرها البعض بوقاحة وجرأة في كتبه.
قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل:
وحدة الوجود عقيدة الاتحادية تأتي بعد التشبع بفكرة الحلول في بعض الموجودات، ومفادها لا شيء الا الله وكل ما في الوجود يمثل الله لا انفصال بين الخالق والمخلوق، وان وجود الكائنات هو عين وجود الله تعالى ليس وجودها غيره ولا شيء سواه البتة، وهي فكرة هندية بوذية ملحدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/413)
وهذا هو المبدأ الذي قام عليه مذهب ابن عربي الذي قال: سبحان من خلق الاشياء وهو عينها، وتجرأ على تفسير كتاب الله بغير علم فاستدل بآيات من القرآن الكريم زعما ان الله اطلق اسم الوجود على نفسه كما في قوله تعالى: (ووجد الله عنده) النور: 39، (لوجدوا الله توابا رحيما) النساء: 64، (يجد الله غفورا) النساء: 110، واستدل بأحاديث موضوعة مثل حديث: (من عرف نفسه فقد عرف ربه).
ولا شك ان هذه العقائد الالحادية قديمة جدا في العبادات الهندية والديانات البوذية، وقد انقسم اصحاب هذه المبادىء الالحادية الى فريقين:
1 ـ الفريق الاول: يرى الله سبحانه وتعالى روحا وان العالم جسم لذلك الروح، فاذا سما الانسان وتطهر التصق بالروح اي الله.
2 ـ الفريق الثاني: هؤلاء يزعمون ان جميع الموجودات لا حقيقة لوجودها غير وجود الله، فكل شيء في زعمهم هو الله تجلى فيه.
ولهذا نجد ان المستشرقين اهتموا كثيرا بدراسة ظاهرة التصوف، لانها تحقق اهدافهم في إلهاء المسلمين وتفرق كلمتهم، وبالتالي فانهم وجدوا فيها معينا لهم على نشر الالحاد وانكار النبوات ونبذ التكاليف الشرعية والدعوة الى القول بوحدة الاديان وتصويبها جميعا مهما كانت، حتى وان كانت عبادة الحجر والشجر.
والواقع انه ما من مسلم يشك في كفر او ارتداد من قال بوحدة الوجود، وعلماء الاسلام حين حكموا بكفر غلاة المتصوفة من القائلين بوحدة الوجود والحلول والاتحاد حكموا ايضا بكفر من لم ير تكفيرهم.
ولقد قال شيخ الاسلام عن هؤلاء: «ان كفر هؤلاء اعظم من كفر اليهود والنصارى ومشركي العرب».
وابن عربي من اساطين القائلين بوحدة الوجود والحلول والاتحاد وصحة الاديان كلها، مهما كانت في الكفر اذ المرجع والمآل واحد، ومن هنا فهو يقول:
العبد رب والرب عبد ... يا ليت شعري من المكلف
ان قلت عبد فذاك رب ... او قلت رب فأنى يكلف
ما قاله ابن عبد الوهاب
قال الامام محمد بن عبد الوهاب:
وما الاتحادي ابن عربي صاحب الفصوص المخالف للنصوص وابن الفارض الذي لدين الله محارب وبالباطل للحق معارض، فمن تمذهب بمذهبهما فقد اتخذ مع غير الرسول سبيلا وانتحل طريق المغضوب عليهم والضالين المخالفين لشريعة سيد المرسلين فان ابن عربي وابن الفارض ينتحلان نحلا تكفرهما وقد كفرهما كثير من العلماء العاملين فهؤلاء يقولون كلاما اخشى المقت من الله في ذكره فضلا عمن انتحله فان لم يتب الى الله من انتحل مذهبهما وجب هجره وعزله عن الولاية ان كان ذا ولاية من امامة او غيرها فان صلاته غير صحيحة لا لنفسه ولا لغيره فان قال جاهل ارى عبدالله نوه يتكلم في هذا الامر فيعلم انه انما تبين لي الآن وجوب الجهاد في ذلك علي وعلى غيري لقوله تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده (الى ان قال) ملة ابيكم ابراهيم) مؤلفات محمد بن عبد الوهاب 193/ 1
واما الايمان باليوم الآخر فادعى ابن عربي ان اصحاب النار يتنعمون في النار كما يتنعم اهل الجنة في الجنة وانه يسمى عذابا من عذوبة طعمه وانشد في كتاب الفصوص:
فلم يبق الا صادق الوعد وحده ... وما لوجود الحق عين تعاين
فان دخلوا دار الشقا فانهم ... على لذة فيها نعيم مباين
نعيم جنان الخلد فالأمر واحد ... وبينهما عند التجلي تباين
يسمى عذابا من عذوبة طعمه ... وذاك له كالقشر والقشر صاين
ولهذا قال بعض اصحابنا لبعض اتباع هؤلاء لما اثاروا محنة اهل السنة التي انتصروا فيها لهؤلاء الملاحدة قال له الله يذيقكم هذه العذوبة، وهذا المذهب قد حكاه اصحاب المقالات كالأشعري في مقالاته عن طائفة من سواد اهل الالحاد سموهم البطيخية وهو مما يعلم بالاضطرار فساده من دين الاسلام.
واما الايمان بالرسل فقد ادعوا ان خاتم الاولياء اعلم بالله من خاتم الانبياء وان خاتم الانبياء هو وسائر الانبياء يأخذون العلم بالله من مشكاة خاتم الاولياء وهذا مناقض للعقل والدين كما يقال في قول القائل (فخر عليهم السقف من تحتهم) لا عقل ولا قرآن، فانه من المعلوم بالعقل ان المتأخر يستفيد من المتقدم دون العكس ومن المعلوم في الدين ان افضل الاولياء يستفيدون من الانبياء، وافضل الاولياء من هذه الامة هم صالحو المؤمنين الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: (وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) سورة التحريم: 4 وافضل هؤلاء ابو بكر وعمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/414)
باتفاق أئمة السلف والخلف، الصفدية 245/ 1 ـ 247.
وحدة الوجود ومساواة المسلم باليهود والنصارى:
ظاهر كلام ابن عربي وهو كلام الصوفية انه لا فرق بين المسلم الموحد لله تعالى واليهودي والنصراني الكافر والمشرك بالله، وهذا مناقض وتكذيب لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن تيمية: ولهذا كان هؤلاء كابن سبعين ونحوه يعكسون دين الاسلام، فيجعلون افضل الخلق المحقق عندهم وهو القائل بالوحدة واذا وصل الى هذا فلا يضره عندهم ان يكون يهوديا او نصرانيا، بل كان ابن سبعين وابن هود والتلمساني وغيرهم يسوغون للرجل ان يتمسك باليهودية والنصرانية كما يتمسك بالاسلام ويجعلون هذه طرقا الى الله بمنزلة مذاهب المسلمين.
ويقولون لمن يختص بهم من النصارى واليهود اذا عرفتم التحقيق لم يضركم بقاؤكم على ملتكم، بل يقولون مثل هذا للمشركين عباد الاوثان، حتى ان رجلا كبيرا من القضاة كان من غلمان ابن عربي فلما قدم ملك المشركين الترك هولاكو خان المشرك الى الشام، وولاه القضاء وأتى دمشق اخذ يعظم ذلك الملك الذي فعل في الاسلام واهله ببغداد وحلب وغيرهما من البلاد ما قد شهر بين العباد، فقال له بعض من شهده من طلبة الفقهاء ذلك الوقت يا سيدي ليته كان مسلما فبالغ في خصومته مبالغة اخافته، وقال اي حاجة بهذا الى الاسلام واي شيء يفعل هذا بالاسلام سواء كان مسلما او غير مسلم ونحو هذا الكلام.
وهذا كان من آثار مذهب الذين يدعون التحقيق ويجعلون المتحقق الذي يسوغ التدين بدين المسلمين واليهود والنصارى والمشركين هو افضل الخلق وبعده عندهم، الصفدية 268/ 1 ـ 270.
ابن عربي يفضل نفسه ولياً على الانبياء
بلغ من ابن عربي العجب الغرور ان جعل لنفسه منزلة عظيمة وكبيرة الى حد تفضيل نفسه بالولاية على مقام الانبياء والرسل.
قال ابن تيمية:
وهؤلاء المتفلسفة يجعلون النبوة من جنس ما يحصل لعلماء الفلاسفة الكاملين عندهم ومن هذا صار كثير من متصوفة الفلاسفة يطمعون في النبوة او فيما هو أعلى منها عندهم كما حدثونا عن السهروردي المقتول انه كان يقول لا أموت حتى يقال لي قم فأنذر.
وكذلك ابن سبعين كان يقول لقد زرب ابن آمنة، حيث قال لا نبي بعدي، وابن عربي صاحب الفتوحات المكية كان يتكلم في خاتم الاولياء ويقول انه اعلم بالله من خاتم الانبياء، وان الانبياء جميعهم يستفيدون العلم بالله من جهة هذا المسمى بخاتم الاولياء والعلم بالله عندهم هو القول بوحدة الوجود كما قد عرف من قول هؤلاء ويقول:
مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول ودون الولي
ويقول ان خاتم الاولياء يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به الى الرسول وهذا على اصل هؤلاء الفلاسفة الملاحدة الذين يجعلون الملائكة ما يتمثل في نفس النبي من الصور الخيالية النورانية، وكلام الله ما يحصل في نفسه من ذلك، فالنبي عندهم يأخذ عن هذه الامثلة الخيالية في نفسه الدالة على العلم العقلي، والولي يأخذ العلم العقلي المجرد.
ولهذا يجعلون تكليم الله لأحدهم افضل من تكليمه لموسى بن عمران، لان موسى كلم عندهم بحجاب الحرف والصوت اي بخطاب كان في نفسه ليس خارجا عن نفسه ويقول بعضهم كلم من سماء عقله وأحدهم يكلم بدون هذا الحجاب، وهو إلهامه المعاني المجردة في نفسه وصاحب خلع النعلين وأمثاله يسلكون هذا المسلك وهؤلاء اخذوا من مشكاة الانوار، التي بناها واضعها على قانون الفلاسفة وجعل تكليم الله لموسى من جنس ما يلهمه النفوس من العلوم، درء تعارض العقل والنقل 4/ 10 ـ 205.
قال الشيخ احسان الهي ظهير في (التصوف المنشأ والمصادر) ص 199.
وهذه العقيدة هي التي شجعت الكثيرين من المتنبئين والكذابين على الله ان يدعو النبوة بعد محمد صلوات الله وسلامه عليه، مثل الغلام القادياني الذي استشهد على تنبئه بكلام ابن عربي هذا، وغيره من الدجاجلة الآخرين، مع تصريح رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون .. دجالون، كلهم يزعم انه رسول الله، وانا خاتم النبيين لا نبي بعدي).
ولكن ابن عربي يقول معاكسا لذلك في فتوحاته:
(ويتضمن هذا الباب المسائل التي لا يعلمها الا الاكابر من عباد الله، الذين هم في زمانهم بمنزلة الانبياء في زمان النبوة، وهي النبوة العامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/415)
فان النبوة التي انقطعت بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم انما هي نبوة التشريع لا مقامها فلا شرع يكون ناسخا لشرعه صلى الله عليه وسلم، ولا يزيد في حكمه شرعا آخر، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ان الرسالة والنبوة انقطعت، لا رسول بعدي ولا نبي، اي لا نبي بعدي يكون على شرع يكون مخالفا لشرعي، بل اذا كان، يكون تحت حكم شريعتي ... فهذا هو الذي انقطع وسد بابه، لا مقام النبوة).
فهل يقول المتنبئون الدجالون الكذابون غير هذا؟
فانهم لا يلتقطون الا من موائد الصوفية وخوانها، ولا يستوحون الا من امثال شيخهم الاكبر انتهى كلام الشيخ احسان الهي ...
لهم كلام لا يفهمه غيرهم
الرد على من يقول ان الصوفية يريدون بكلامهم خلاف الظاهر:
يدعي المتصوفية واتباعهم ومحبوهم ان الصوفية لهم كلام لا يفهمه غيرهم واتباعهم ومريدوهم ويحاول د. عبد الغفار الشريف الدفاع عنهم كابن عربي وتبرئته من تهم الالحاد تلبيسا وتغريرا بالمسلمين.
دفاع الدكتور عبد الغفار عن ابن عربي تأثر بالصوفي د. البوطي:
ومن المؤسف ان يدافع الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، هو ووالده عن ابن عربي، حيث صرح البوطي ان والده يجل ابن عربي، بل ويظهر ان الدكتور عبدالغفار الشريف قد تأثر بالبوطي الصوفي.
فقد قال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي عن ابن عربي:
لا يجوز تكفيره بموجب كلامه الذي فيه (اي من ضلال وانحراف وكفر طوام)! حتى يعلم ما في قلبه هل يعتقد ما يقول او لا؟ انتهى كلام الدكتور.
وقد رد على هذا الكلام الساقط الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة.
فقال:
ولو صح قول الدكتور هذا ما كفر احد بأي قول او فعل مهما بلغ من القبح والشناعة والكفر والالحاد حتى يشق عن قلبه، ويعلم ما فيه من اعتقاد، وعلى هذا فعمل المسلمين على قتال اهل الكفرة وقتل المرتدين خطأ على لازم قول الدكتور! لانهم لم يعلموا ما في قلوبهم، وهل هم يعتقدون ما يقولون وما يفعلون من الكفر او لا؟
انتهى كلامه حفظه الله.
ما قاله الشوكاني
قال العلامة الشوكاني
ثم اعلم ثانيا ان قولك انهم يريدون خلاف الظاهر في كلامهم كذب بحت وجهل مركب فانهم مصرحون بانهم لا يريدون الا ما قضي عن الظاهر وهذا الامام السخاوي في القول المنبي عن ترجمة ابن عربي قال انه صرح في الفتوحات المكية ان كلامه على ظاهره، وقال ايضا في الضوء اللامع في ترجمة العلامة الحسين بن عبد الرحمن الاهدل، قال وقيل لي عنه انه قال - يعني ابن عربي - ان كلامي على ظاهره وان مرادي منه ظاهره.
فكيف تزعم ايها المغرور انه لا يريد ما يدل عليه ظاهر كلامه وهذا نصه وكلامه في فتوحاته وفصوصه كلام عربي لا اعجمي وكذلك غيره من اهل نحلته فكيف لا يفهم ظاهره علماء الشريعة وهذا غلط ثان من اغاليطك ننبهك عليه.
فان قلت نسلك بك طريقة التأويل وان وقع التصريح فان المراد الظاهر، قلنا فلا يخص التأويل لكلام اصحابك واطرده في كلام اليهود والنصارى وسائر المشركين.
كما فعله ابن عربي واتباعه على ما سنبينه لك وقد اجمع المسلمون انه لا يؤّول الا كلام المعصوم مقيدا بعدم المانع منه والتصريح بان المراد بالكلام ظاهره يمنع تأويل كلام المعصوم فكيف تأويل كلام ابن عربي بعد تصريحه بذلك فانظر يا مسكين ما صنع بك الجهل والى أي محل بلغ بك حب هؤلاء والله جل جلاله قد حكم على النصارى بالكفر لقولهم هو ثالث ثلاثة فكيف لا يحكم على هؤلاء بما يقتضيه قولهم.
الصوارم الحداد ص 29 ـ 32.
لذلك اقول لا حجة في من ادعى تأويل كلام ابن عربي فكلامه صريح وواضح في دلالاته وعباراته التي فصد فيها اعتقاداته الباطلة والمنحرفة.
قال الشوكاني:
وابن الفارض وابن عربي وابن سبعين والتلمساني واتباعهم فاعلم انها قد جمعتهم خصلة كفرية، هي القول بوحدة الوجود مع ما تفرق فيهم من خصال الخذلان والبلايا البالغة الى حد ليس فوقه اشنع منه، كتحليل ابن عربي لجميع الفروج كما صرح بذلك الامام ابن عبد السلام عند قدومه القاهرة لما سألوه عن ابن عربي فقال هو شيخ سوء يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/416)
قلت قولهم ان الله سبحانه حقيقة كل موجود من جسم وعرض ومخيل وموهم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولهذا فرعوا على هذه المقالة الملعونة فروعا كفرية منها تصويب عبدة الأوثان ومنها تخطئة الانبياء في الانكار عليهم ومنها عدم صحة الا إله الا الله كما صرح بذلك ابن عربي قال لان الاستثناء يستلزم التعدد ولا تعدد. الصوارم الحداد ص 38.
وذكر الامام ابن تيمية عن ابن التلمساني انه قال وقد قرئ عليه الفصوص وقيل له هذا كله مخالف للقرآن فقال: (القرآن كله شرك وانما التوحيد قولنا) وقيل له ما الفرق بين اختى وزوجتي قال: (لا فرق عندنا قالوا حرام فقلنا حرام عليكم).
وقال ابن تيمية في كتابه منهاج السنة: (ان ابن سبعين جاء من المغرب الى مكة وكان يطلب ان يصير نبيا وكان يقول لقد زرت ابن آمنة الذي يقول لا نبي بعدي وكان بارعا في الفلسفة وفي تصوف الفلسفة، فان قلت ما هذه الوحدة التي جعلتها من اعظم خصال الكفر قلت قولهم ان الله سبحانه حقيقة كل موجود من جسم، وعرض، ومخيل، وموهوم، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، ولهذا فرعوا على هذه المقالة الملعونة فروعا كفرية منها تصويب عبدة الاوثان ومنها تخطئة الانبياء في الانكار عليهم ومنها عدم صحة لا إله الا الله.
كما صرح بذلك ابن عربي قال لان الاستثناء يستلزم التعدد ولا تعدد، انظر عدو الله كيف لم يقنع بتصريحه بالوحدة حتى تلعّب بكلام الله هذا التلعب.
ثم لم يكفه ذلك حتى جزم ان افشاء سر الربوبية كفر وعيسى عليه السلام قد افشى سر الربوبية بزعمه فيكون - وصانه الله - كافرا عنده لانه ينتظم منه شكل هذا عيسى مفش لسر الربوبية وكل مفش لسر الربوبية كافر فعيسى كافر!! انا لله وانا اليه راجعون.
ايها الناس افسدت اسماعكم ام عميت قلوبكم عن مثل هذا الكلام الذي لا يلتبس على ادنى متمسك بنصيب من العقل والفهم حتى جعلتم هذا المخذول من اولياء الله.
واعلم انا لم نسمع بأحد قبل ابن عربي بلغ في افشاء هذا السر الذي جعل افشاءه كفرا مبلغه حتى الف في ذلك الكتب المطولة كالفتوحات والفصوص وسننصفه ونحكم عليه بقوله:
فنقول ابن عربي مفش لهذا السر وكل مفش لهذا السر كافر فابن عربي كافر اما الأولى فان انكرها فهذه كتبه في ايدي الناس تكذبه واما الثانية فهذا نصه قد اطلعناك عليه ما قاله ابن عربي في الفتوحات من ان العذاب الذي وعد به الكفار من العذوبة وانهم منعمون بالنار والزمهرير.
وفي الباب الثاني والثلاثين من الفتوحات المكية بعد كلام طويل.
قال في آخره (ما قلت لهم الا ما امرتني به) على سبيل الاعتذار لقومه يعني انت المرسل اليهم بذلك الكلام اوله باسم الأب والأم والابن، فلما بلغهم كلامه حملوه على ما ظهر لهم من كلامك، فلا تلمهم على ذلك لأنهم فيه على ما علموا من كلامك فكان شركهم عين عين التوحيد، لأنهم فعلوا ما علموا بالاخبار الإلهي في انفسهم فهم كمثل المجتهد الذي اجتهد واخطأ فله أجر الاجتهاد انتهى.
انظروا الى تصويبه للنصارى في التثليث واثباته الأجر اين هو من قول ربك جل وعلا (لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة) واختر لنفسك ما شئت.
قال في الباب الثالث والاربعين من الفتوحات في ذكر اهل النار وقد حقت الكلمة انهم عماد تلك الدار فجعل الحكم للرحمة التي وسعت كل شيء فأعطاهم في جهنم نعم المحرور والمقرور، لأن نعم المقرور بوجود النار ونعم المحرور بوجود الزمهرير تبقى جهنم على صورتها، ذات حرور وزمهرير ويبقى اهلها متنعمين فيها بحرورها وزمهريرها الى آخر كلامه.
وقال في الباب الرابع والخمسين ومئة انهم يتضررون برائحة الجنة ونظم هذا المعنى في الفصوص فقال:
فان دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فيها نعيم مباين
الصوارم الحداد ص47ـ.46
الحق في كل شيء بل يراه عين كل شيء فكان موسى يربي هارون تربية علم وان كان اصغر منه في السن انتهى.
حطه وتكفيره للرسول محمد صلى الله عليه وسلم
قال البقاعي:
إفك وبهتان وأعظم الأمر أنه (أي ابن عربي) نسب كفره الى اذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الماحي لجميع الاشراك المخلص لمتبعيه من حبائل سائر الاشراك فقال في الخطبة:
أما بعد فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مبشرة اريتها في العشر الاواخر من محرم سنة سبع وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق وبيده كتاب فقال لي هذا كتاب فصوص الحكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/417)
خذه واخرج به الى الناس ينتفعون به فقلت السمع والطاعة لله ولرسوله واولي الأمر منا كما امرنا فحققت الامنية واخلصت النية وجردت القصد والهمة الى ابراز هذا الكتاب كما حده لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. من غير زيادة ولا نقصان.
فمن الله فاسمعوا والى الله فارجعوا انتهى. انظر تنبيه الغبي للبقاعي ص37
حطه من شأن الانبياء ورفعه من شأن الكفار:
وقال في الفصوص انه لاشيء للأنبياء من النظر بل عقولهم ساذجة قال يدلك على ذلك قول عزيز (انى يحيي هذه الله بعد موتها) ليس لهم الا ما يتلقونه من الملك ثم يلقونه انتهى.
تصريح ابن عربي وأهل نحلته بأنهم أنبياء
وأقبح من هذا أنهم يصرحون بأنهم انبياء فيقولون بنبوة الولاية، ونبوة الشرائع وانظر الى كتاب الفتوحات، وكتاب الفصوص، تجد من هذا مالا يحتاج بعده الى بيان فمن ذلك قول ابن عربي في الفتوحات في الباب الموفي ستين وثلاثمائة ان الله اخفى النبوة في خلقه واظهرها في بعض خلقه فالنبوة الظاهرة هي التي انقطع ظهورها واما الباطنة فلا تزال في الدنيا والآخرة لأن الوحي الالهي والايراد الرباني لا ينقطع اذ به حفظ العالم انتهى.
قال في الفصوص في الكلمة العزيزية: واعلم ان الولاية هي الفلك المحيط العام، ولهذا لم تنقطع ولها الانباء العام واما نبوة الشرائع والرسالة فمنقطعة الى قوله والله لم يتسم بالنبي والرسول، وتسمى بالولي الى ان قال الا ان الله لطيف بعباده فأبقى لهم النبوة العامة التي لا تشريع فيها انتهى.
وعلى الجملة فالرجل واهل نحلته يصرحون بأنهم انبياء، تصريحا لا يشك فيه بل لم يكتفوا بذلك حتى جعلوا انفسهم اعظم من الانبياء، وزاد شرهم وترقى الى ان بلغ الى الحط على الانبياء، بل الوضع من جانب الملائكة انا لله وانا اليه راجعون.
لا جزم من تجارى على الرب جل جلاله حتى جعله نفس ماهية القردة والخنازير وسائر الاقذار فكيف لا يصنع بالانبياء والرسل ما صنع وقد آن أن نمسك عنان العلم عن رقم كفريات هذا المخذول فانا كما علم الله لم نكتبها الا على وجل وكيف لا نخاف من رقم مثل هذه الكفريات التي يتوقع عند رقم مثلها الخسف، ولولا محبة النصح ومداواة القلوب المرضى التي غاب فيها نصل هذا البلاء لما استجزت رقم حرف واحد، ولكن الله تعالى قد حكى في كتابه عن مقالات الكفرة شيئاً واسعا وهذا هو المشجع على ذلك.
فان بقي لك ايها الخدوع نصيب من دين او فهم او عقل فقد سقنا اليك ما يقلعك عن العكوف على هذه الضلالة ويردعك عن استحسان هذه الجهالة وسنسمعك في آخر هذه الرسالة أقوال أئمة الاسلام في هؤلاء المغرورين ان كنت لا تنظر الى المقال بل الى من قال والا فالأمر أوضح من ان يستهشد على بطلانه بأقوال الرجال، ص52ـ.51
ما حكاه الفاسي عن ابن تيمية من حال هذه الطائفة القائلة بالوحدة وغيره من العلماء
قال الفاسي في العقد الثمين في ترجمة ابن عربي: وقد تبين الشيخ تقي الدين ابن تيمية الحنبلي شيئاً من حال هذه الطائفة القائلين بالوحدة وحال ابن عربي معهم بالخصوص وبين بعض ما في كلامه من الكفر ووافقه على تكفيره لذلك جماعة من أعيان علماء عصره من الشافعية والمالكية والحنابلة لما سئلوا عن ذلك ثم ذكر نص السؤال ونص الجواب ولطول ذلك اقتصرت ها هنا على نقل خلاصة السؤال والأجوبة.
نص السؤال عن الحكم في هذه الطائفة:
اما السؤال فحاصله: ما يقول العلماء في كتاب بين اظهر الناس اكثره ضد لما انزل الله، وعكس لما قاله أنبياؤه، ومن جملة ما اشتمل عليه ان الحق المنزه هو الانسان المشبه وقال ان عبّاد الاوثان لو تركوا عبادتها لجهلوا وانكر فيه حكم الوعيد في حق من حقت عليه كلمة العذاب فهل يكفر من يصدقه في ذلك، او يرضي به منه ام لا؟ وهل يأثم سامعه ام لا؟
جواب ابن تيمية والشيخ ابراهيم الجعبري وابن عبد السلام على السؤال السابق.
جواب ابن تيمية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/418)