ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 07 - 05, 01:44 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
نعم أخي العاصمي أصبتَ في كل ما قلتَ ..
والحمد لله، كلامه حاضر منقول، والتعليق عليه مسطور واضح بيّن ظاهر،
أخي طلال،
أنا الذي قال ما نقله أخونا العاصمي ـ جزاه الله خيرًا ـ.
وقد قلت أن الرجل كان ممن درّس لي في الجامعة، وأن بعض شيء قد كان بيننا حول الصفات، فهل أنت مكذبي؟
ثم إن الرجل كتب بيده عن مذهبه العقدي: (إثبات ما أثبته الله لنفسه مما يليق به مع التفويض لله فيما أراد).
فهل هذا هو مذهب أهل السنة؟
وما مذهب المفوضة إذن؟
أخي: الأمر أسهل من هذا، وأزيدك هنا أن الشيخ عبدالبديع كان يعترض على من خطَّأ الأشاعرة أيضًا!
وأرجو أن يكون قد تحوّل إلى مذهب السلف ـ ولست أجد ما يدل على ذلك ـ،
فلم يثبت حقيقة الصفة مرة،،
والله المستعان ..
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[14 - 07 - 05, 02:05 ص]ـ
بارك الله فيكم يا اخوة واسال الله ان يجزيكم خير الجزاء
والمسالة وما فيها ليست تصديق او تكذيب للاشخاص
وليست اقرار بصلاح عقيدة شخص ام فسادها
بل ما يترتب على ذلك اهم واعظم خصوصا ان الشيخ عبدالبديع - وفقه الله للصلاح- يعرض له برنامج في التفسير في القناة العلمية في قناة نحسبها ان شاء الله على خير
فلذلك كنت انتظر وضوح الامر حتى احتسب واتصل على الاخوة في اللجنة الشرعية في قناة المجد موضحا لهم عقيدة الشخص بادلة وبراهين لان البينة على المدعي
ولذلك اقترح عليك ما دام انك ربما تملك من كتابات الشيخ ما يدعو فيه الى تفويض معاني صفات الله ان تجمعه وترسله للاخوة على قناة المجد
او ارسله لي وانا اوصله للجنة الشرعية في قناة المجد حتى يحق الحق ويبطل الباطل وتنصحون لله ورسوله وائمة المسلمين وعامتهم
سددكم الله
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 07 - 05, 02:16 ص]ـ
يرجو أن توضح اعتقاد السلف في الاستواء والاعتقادات الآخرى المنحرفة؟
الجواب:
اعتقاد السلف في مسألة الاستواء وغيرها من الأمور المشتبهة أو المتشابهة أن السلف
كانوا يثبتون ما أثبته الله تعالى لنفسه مع تفويض العلم بحقيقة هذا الشيء إلى الله
تعالى حيث لا علم لنا به.
س / هل فوّض السلف العلم بحقيقة الصفات؟ أم فوّضوا الكيفية فقط مع إثبات الحقيقة؟
س/ ما الفرق بين مذهب التفويض المذموم، وبين مذهب السلف؟
=========
وأزيد جزئية فهماً عن العلماء - رحمهم الله تعالى- وعدم فتح ملفات هذه الآيات وخاصة على الملأ كما فعل الإمام مالك -رحمه الله تعالى- حين
دخل عليه رجل فسأله عن قول الله تعالى ? الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ?
فقال - رحمه الله تعالى- "الاستواء معلوم" نعلم أن الله استوى على عرشه كما أخبرنا
في القرآن "والكيف مجهول" كيفية استواء الله على عرشه مجهول لم نره ولم ينقل لنا
وصفه أكثر من هذا ? الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ? "والإيمان به واجب" لأنه
خبر في القرآن فلابد أن نؤمن بالأخبار القرآنية أن نصدق بها فلا بد أن نصدق أن
الرحمن مستوٍ على عرشه وإن لم نعلم طبيعة هذا الاستواء والإيمان به واجب "والسؤال
عنه بدعة" فكأنه يدعو إلى عدم التفصيل في هذه الأمور وخاصة بعيداً عن المتخصصين أما
في المجالس العامة والمحافل العامة والخطب والدروس التي يحضرها بسطاء الناس لا يحسن
الكلام في هذا
هذا الكلام هو عين كلام الغزالي في (الاقتصاد) ..
س/ هل يوجد في دين المسلمين أهل السنة والجماعة ملفات حظر العلماء فتحها متعلقة بصفات الله عز وجل؟
يقول الشيخ: (وخاصة بعيداً عن المتخصصين أما
في المجالس العامة والمحافل العامة والخطب والدروس التي يحضرها بسطاء الناس لا يحسن
الكلام في هذا)
س/ ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم إذن حين سأل الجارية عن صفة العلو؟
ورضي منها أن تقول عن الله: (في السماء)؟ أم أنها من المختصّين؟!!
يقول الشيخ: (فلابد أن نؤمن بالأخبار القرآنية أن نصدق بها)
س/ هل القضية هي أننا نؤمن بالاستواء، واليد، والوجه، ... إلخ، لأنها ألفاظ وردت في القرآن وفقط؟!
===
أخيرًا يقول الشيخ: (الإمام
الرازي كان عالماً في العقيدة ومسائل الاعتقاد قبل أن يكون مفسراً)!
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 07 - 05, 02:25 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
الأخ الكريم طلال، بارك الله فيكم وجزاكم خيرًا ..
ليس عندي كتب للشيخ، ولا أظن أن له كتبًا، إلا أن تكون بعض المذكرات والكتيبات في الجامعة ..
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[14 - 07 - 05, 02:25 ص]ـ
بارك الله فيكم
info@islamacademy.net
هذا بريد الاخوة في قناة المجد العلمية وهم المسؤولون عن الدورة العلمية التي يفسر فيها الشيخ عبدالبديع - وفقه الله -
فلو استطعت جمع ما كتبته ونسقته في رسالة وارسلته لهم لكان في ذلك فيما ارجو خيرا عظيما ونصحا خالصا للامة
وفقكم الله وبارك فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/298)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 07 - 05, 02:31 ص]ـ
هل يدل ذلك على أن الشيخ عبد البديع أبو هاشم (حفظه الله) ليس أشعريا؟
نعم يدل، فهو دائر بين التأويل والتفويض في الصفات كما سبق وقلت قديمًا ..
ولو كان الرجل أشعريًا (وهذه التسمية غلبت على مذهب متأخري الأشاعرة) لأوَّلَ الصفة، ما فوّض ..
والتمشعر ليس مذهبًا في الصفات فقط.
هو ليس على مذهب السلف على أي حال ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 07 - 05, 02:35 ص]ـ
أخي الحبيب الأزهري السلفي - وفقه الله
الأشاعرة يقولون أن للأشعري في المسألة
قول بالتأويل
وقول بالتفويض
كذا يقولون
فحتى لو قال رجل بالتفويض فهذا لايخرجه عن كونه من الأشاعرة
هذا قول الأشاعرة نص عليه ابن السبكي وغيره
وانا مجرد ناقل لاقوالهم (أعني الأشاعرة)
دون الخوض في مسألة الشيخ عبد البديع هاشم - وفقه الله
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[14 - 07 - 05, 02:43 ص]ـ
أخي الحبيب الأزهري السلفي - وفقه الله
الأشاعرة يقولون أن للأشعري في المسألة
قول بالتأويل
وقول بالتفويض
كذا يقولون
فحتى لو قال رجل بالتفويض فهذا لايخرجه عن كونه من الأشاعرة
هذا قول الأشاعرة نص عليه ابن السبكي وغيره
وانا مجرد ناقل لاقوالهم (أعني الأشاعرة)
دون الخوض في مسألة الشيخ عبد البديع هاشم - وفقه الله
نعم شيخنا ويقول ناظمهم
و أيما نص أوهم التشبيه - - أوله أو فوض و رم تنزيه
أسأل الله أن يهدينا و إياهم للحق
و أنا أيضا لا أعلم عن الشيخ عبد البديع-وفقه الله-في العقيدة إلا كل خير -والله أعلم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 07 - 05, 02:46 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
شيخنا الحبيب ابن وهب،
بارك الله فيكم، لقد غاب هذا عن بالي حتى آخر مشاركة، لذلك نبهت أن متأخري الأشاعرة ليسوا كذلك في حد ما أعلم ..
وهذا الذي أشرتَ إليه شيخنا ابن وهب، لعله يزيح إشكالاً وهو دفاع الشيخ عن الأشاعرة على الرّغم من كونه يكثر من التفويض ..
فهل تعلم أحدًا من المنتسبين إلى الأشعري اليوم يسلك التفويض دون التأويل؟
بارك الله فيكم،، تعليقكم نفيس كالمعتاد ..
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[14 - 07 - 05, 08:04 ص]ـ
من قال بأنّ الشيخ بديع أشعرى "؟؟؟؟
هل هناك أحد واجهه بهذا و الشيخ التزمه؟؟؟؟
بل أنا قد حدّثت من قبل ثقة ما يجعلنى لا أنسب الشيخ للأشاعرة الا بعد سؤاله و التأكد منه ...
لأنّ الشيخ معروف عنه أنّه مفسّر و قد يكون تأثر بطريقة بعض المفسرين و لكنه غير متعمق أو دارس لمسألة الصفات و اعتقاد أهل السنّة فيها بل هذا ما حدّثت به من قبل أحد الثقات .. !.!
فيجب التأكد و الله أعلم ....
و التحفظ على نسب الشيخ للأشاعرة .. !!
فقد يكون هذا مصدره جهل بالمسألة و الله أعلم
ـ[قتادة]ــــــــ[20 - 11 - 05, 01:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على خير خلق اللهفهذه مشاركة و ضعتها للرد عن عرض عالم من علماء أهل السنة له فضل على مما اتهم به من اتهامات فى عقيدته و أدت من بعض الإخوة إلى التحذير منه حيث اتهموه بالتفويض
عن أبي الدرداء: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة حديث رقم: 6262 في صحيح الجامع
و فيما يلى نص من كلام الشيخ من رده على أحد الأسئلة التى وردت له أثناء شرحه للتفسير على قناة المجد العلمية يبين فيها عقيدته
و كان السؤال: كما هو معلوم من عقيدة أهل السنة والجماعة أن القرآن غير مخلوق تكلم الله به حقيقة منه المحكم ومنه المتشابه إلى آخر المعتقد، فهل تكرار قصة موسى مع فرعون من متشابه القرآن؟ وما الحكمة من تكرار قصة موسى مع فرعون كثيراً في القرآن الكريم وفي مواضع
شتى دون غيره من الأنبياء؟
و كان من جواب الشيخ:القرآن الكريم كلام الله غير مخلوق تكلم الله به حقيقة ومنه المحكم والمتشابه،
المحكم بمعنى الواضح المعنى الذي لا يشتبه معناه وهذا في الآيات في آيات التكليف، حتى لا يشتبه معناها علينا فنعلم ماذا يريد الله منا، بالأمر والنهي، ومن المتشابه الذي اشتبه معناه، أي نعرف معناه اللغوي عندنا نحن الخلق ونعرف أن الله – تعالى- وصف به نفسه أما كيفيته بالنسبة لله فأمر متشابه؛ لأننا لا نعلمه كوصف الله باليد والوجه ونحو ذلك، هذا متشابه ? وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ ? [آل عمران: 7]، إنما نعلم أن لله يداً أن لله وجهاً، أن الله استوى على عرشه استواءً يليق به -سبحانه وتعالى- كيف؟ الله أعلم، كيفية ذلك لا يعلمها إلا الله -سبحانه تعالى- قصة موسى -عليه السلام- ليست من هذا المتشابه؛ لأنها واضحة وصريحة وليس فيها ما يشتبه فيه إنما قد تكون من المتشابه بمعنى آخر فكلمة متشابه في اللغة تطلق على ما أشبه بعضه بعضاً،
فهذا نص على أن الشيخ يفوض الكيف و لا يفوض المعنى
و تجدونه على الرابط التالى:
http://www.islamacademy.net/library/bviewer.asp?fId=712&lang=Ar
كما أنى و بعد أن قرأت الإتهامات التى وجهت للشيخ قمت بالإتصال به على الرقم الذى نشره أحد الإخوة الذين هاجموا الشيخ و أخبرته عن الكلام الذى أثير ضده بالموقع فحزن لذلك جدا و أخبرنى صراحة أن المقصود من كلامه هو تفويض الكيف لا معنى
و من أراد التأكد فهذا هو رقم الشيخ 022956801
فليتصل به و يسئله عن معتقده بدلاً من إلقاء الإتهامات بدون دليل
فهو عالم جليل من أهل السنة و نحسبه على خير
و رجاء من الأخوة الأفاضل التثبت قبل إلقاء الإتهامات
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا)(31/299)
أفيدوني حول حول حقيقة الإيمان ومعناه
ـ[معاذ عبدالله]ــــــــ[13 - 07 - 05, 10:22 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد:
كثر البحث والجدل - خاصة بين الفرق الكلامية - حول حقيقة الإيمان ومعناه، هل الإيمان هو التصديق؟ أو هل هو المعرفة؟ هل الإيمان مجرد الإقرار باللسان؟ وهل العمل داخل فيه أم لا؟
فينما يرى أهل السنة أن الإيمان إقرار باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان
يرى الخوارج والمعتزلة: أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان، والعمل شرط في الإيمان
أما الكرَّامية والمرجئة فقد ذهبوا إلى أن الإيمان تصديق القلب فحسب، وقالوا بأن من اعتقد الكفر بقلبه وأقر بلسانه فهو مؤمن - وقاعدتهم الشهيرة في ذلك تقول لا ينفع مع الكفر طاعة كما لا يضر مع الايمان معصية.
ويذهب الأشاعرة والماتريدية الى أن الإيمان هو تصديق القلب، أما الإقرار باللسان فأمر زائد، وقد حكى الإمام الباقلاني الإجماع علي أن الإيمان هو تصديق القلب فقال: "فإن قال وما الدليل على ما قلتم؟ قيل: إجماع أهل اللغة قاطبة على أن الإيمان في اللغة قبل نزول القرآن وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو التصديق
فهل يلزم علي ذلك أن كل من لم ينطق بالشهادتين وهو مَصَّدق بقلبه بصدق الرسول وصحة دينه فهو مؤمن: كأبي طالب وأهل الكتاب من اليهود والنصارى … مع الاتفاق على كفرهم، وأنهم من أهل النار خالدين فيها.
*وكذلك هل يلزم عليه أن من صدَّق بقلبه بالله ورسله .. ثم لم يصلِّ، ولم يصم، ولم يحج، أو لم يزكِّ سواءً جاحداً أو متعمداً من غير جحود .. أنه المؤمن الكامل؛ لبقاء التصديق بقلبه.
*وهل يلزم عليه أن من صدق بقلبه ثم أتى ناقضاً من نواقض الإسلام من السحر أو الشرك أو الاستهزاء بالدين .. أنه مؤمن، لبقاء أصل التصديق بالله في قلبه وهذه من أفسد اللوازم على قولهم.
وهذه اللوازم ذكرها بعض علمائنا
هل بالفعل كل ذلك يلزم الأشاعرة والماتريدية - انها ان لزمتهم لزم على ذلك أشياء في غاية الخطورة - فهل غفل الأشاعرة والماتريدية عن مثل هذه اللوازم ... ؟
اني بحاجة شديدة الى من يوضح لي هذه المسألة توضيحا جليا ... فقد التبس الأمر علي ... وجزاكم الله خيرا
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 07 - 05, 11:07 م]ـ
هذا بحث مبسط كنت قد أعددته قديما ففيه الإجابة على ما يشغلكم
الإيمان
الإيمان لغة ـ كما ورد في لسان العرب مادة "امن"ـ ضد الكفر، والإيمان بمعنى التصديق ضده التكذيب، يقال آمن به قوم وكذب به قوم. وقال اللحياني: يقال: ما آمنت أن أجد أحد أصحابي إيمانا أي: ما وثقت، والإيمان عنده الثقة.
فأما آمنته المعتدي، فهو ضد أخفته؛ وفي التنزيل "وآمنهم من خوف"، وحد اللحياني الإيمان فقال: الإيمان إظهار الخضوع والقبول للشيء المؤمَن به واعتقاده وتصديقه بالقلب (1).
إذن فالإيمان هو التصديق بشيء ما، تصديقا لا يقبل النقض ولا التغيير مع الخضوع والإذعان التّامّيْن له.
- أما في الإصطلاح:
فإن الإيمان هو التصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح وقد نقل الإجماع على هذا غير واحد كالإمام البغوي وابن عبد البر والإمام الشافعي وأبو عمر الطلمنكي وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم كثير.
قال ابن أبي العز الحنفي: (فذهب مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه، وسائر أهل الحديث، وأهلُ المدينة، وأهل الظاهر، وجماعة من المتكلمين: إلى أن الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح) (2).
وقال أبو عبيد بعد استفاضته في سرد الأدلة: (فالأمر الذي عليه السنة عند ما نص عليه علماؤنا، مما اقتصصنا في كتابنا هذا أن الإيمان بالنية والقول والعمل جميعا) (3) وقال: (وعلى مثل هذا كان سفيان والأوزاعي ومالك بن أنس، ومن بعدهم من أرباب العلم وأهل السنة الذين كانوا مصابيح الأرض وأئمة العلم في دهرهم، من أهل العراق والحجاز والشام وغيرها، زارّين (4) على أهل البدع كلها، ويرون الإيمان قولا وعملا) (5)
وقال البغوي: (اتفقت الصحابة والتابعون، فمن بعدهم من علماء السنة على أن الأعمال من الإيمان، وقال رحمه الله: وقالوا إن الإيمان قول وعمل وعقيدة، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية) (6)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/300)
وقال شيخ الإسلام: (أجمع السلف أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص؛ ومعنى ذلك أنه قول القلب وعمل القلب، ثم قول اللسان وعمل الجوارح (7).
وقال ابن عبد البر رحمه الله: (أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل. ولا عمل إلا بنية، والإيمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، والطاعة كلها عندهم إيمان، إلا ما ذكر عن أبي حنيفة وأصحابه، فإنهم ذهبوا إلى أن الطاعات لا تسمى إيمانا، قالوا إنما الإيمان التصديق والإقرار. ومنهم من زاد: المعرفة، …إلى أن قال رحمه الله وأما سائر الفقهاء من أهل الرأي والآثار بالحجاز والعراق والشام ومصر، منهم مالك بن أنس، والليث بن سعد، وسفيان الثوري والأوزاعي، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وداود بن علي، وأبو جعفر الطبري، ومن سلك سبيلهم، فقالوا: الإيمان قول وعمل، قول باللسان وهو الإقرار، واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح مع الإخلاص بالنية الصادقة. قالوا: وكل ما يطاع الله عز وجل به من فريضة ونافلة، فهو من الإيمان.) (8).
وذكر ابن تيمية رحمه الله أيضا قول الإمام الشافعي: (كان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ومن أدركناهم يقولون: الإيمان قول وعمل ونية، لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر) (9).
قال ابن القيم في نونيته:
وأشهد عليهم أن إيمان الورى قول وفعل ثم عقد جنان (10)
وقال ابن حزم بعد أن أورد الآراء في مفهوم الإيمان الشرعي: (والقول الصحيح، هو قول الجمهور أهل الإسلام ومذهب الجماعة وأصحاب الآثار: أن الإيمان عقد وقول وعمل) (11).
يقول الإمام الطبري في تفسير "أولئك الذين صدقوا" (12): من آمن بالله واليوم الآخر ونعتهم النعت الذي نعتهم به في هذه الآية، يقول فمن فعل هذه الأشياء فهم الذين صدقوا؛ وروى بسنده عن الربيع بن أنس أنه قال: (أولئك الذين تكلموا بكلام الإيمان فكانت حقيقته العمل، صدقوا الله)، وقال رحمه الله: وكان الحسن يقول: (هذا كلام الإيمان وحقيقته العمل فإن لم يكن مع القول فلا شيء). اهـ (13)
أما الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن النجاة المحققة لمن قال لا إله إلا الله، فيجب جمعها مع أخواتها ولا يجوز أن تفهم بمعزل عن الآيات والأحاديث الأخرى. إذ أنه لو كان الإقرار كافيا ما كان لزيادة الإيمان معنى، ولما نزلت كل هذه التشريعات والأحكام ولكانت عبثا، وهذا ممتنع. فأمروا بالشهادة وحدها عندما لم يكن أمر غيرها، وكلما نزل تشريع جديد طولبوا به، ودخل في مسمى الإيمان حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس: " آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة ألا إله إلا الله لا شريك له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تؤدوا الخمس من المغنم" (14). حتى كان الإيمان بضع وستون شعبة فصار بضع وسبعون شعبة.
وأحسِنْ بما قاله الإمام الآجري في "الشريعة" مختصرا وقاله الإمام أبو عبيد في "الإيمان " (15) بزيادة تفصيل، مدللا على تنجيم نزول الإيمان كما نُجِّم نزول القرآن. وإليك ما قاله الآجري: (فاعلموا ـ رحمنا الله تعالى وإياكم ـ: أن الله عز وجل بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، ليقروا بتوحيده، فيقولوا " لا إله إلا الله محمد رسول الله " فكان من قال هذا موقنا من قلبه، ناطقا بلسانه أجزأه، ومن مات على هذا فإلى الجنة، فلما آمنوا بذلك، وأخلصوا توحيدهم، فرض عليهم الصلاة بمكة، فصدقوا بذلك، وآمنوا وصلوا.
ثم فرض عليهم الهجرة، فهاجروا، وفارقوا الأهل والأوطان.
ثم فرض عليهم بالمدينة الصيام فآمنوا وصدقوا وصاموا شهر رمضان.
ثم فرض عليهم الزكاة، فآمنوا وصدقوا، وأدوا ذلك كما أمروا.
ثم فرض عليهم الجهاد. فجاهدوا البعيد والقريب، وصبروا وصدقوا.
ثم فرض عليهم الحج. فحجوا، وآمنوا به.
فلما آمنوا بهذه الفرائض، وعملوا بها تصديقا بقلوبهم، وقولا بألسنتهم، وعملا بجوارحهم، قال الله عز وجل " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" (16) وقال عز وجل " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين" (17)، وقال عز وجل "إن الدين عند الله الإسلام" (18). ثم قال بعد ذلك: ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم لأمته شرائع الإسلام، حالا بعد حال… وهذا رحمكم الله تعالى طريق المسلمين (19) اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/301)
وقال ابن كثير في تفسيرها ـ أي"أولئك الذين صدقوا"ـ: (أي هؤلاء الذين اتصفوا بهذه الصفات هم الذين صدقوا في إيمانهم لأنهم حققوا الإيمان القلبي بالأقوال والأفعال فهؤلاء الذين صدقوا) (20)
- ومن الأدلة التي تدل على أن الأعمال تدخل في مسمّى الإيمان:
قول الله سبحانه:" وما كان الله ليضِيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم" (21) ولم يختلف المفسرون أنه أراد صلاتكم إلى بيت المقدس قبل أن تحول القبلة إلى الكعبة المشرفة، فسمى الصلاة إيمانا.
وكذلك ما جاء في الصحيحين وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال لوفد عبد القيس: " آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة ألا إله إلا الله لا شريك له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تؤدوا الخمس من المغنم" (22).
وقوله " الحياء شعبة من الإيمان" الصحيحين (23) وغيرهما عن أبي هريرة.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "البذاذة من الإيمان" (24).
وقوله صلى الله عليه وسلم: "حسن العهد من الإيمان" (25).
- العمل: عمل القلب وعمل الجوارح، والقول: قول القلب واللسان:
يقول ابن القيم رحمه الله: (إن الإيمان قول وعمل، والقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب والجوارح، وبيان ذلك أن من عرف الله بقلبه ولم يقر بلسانه لم يكن مؤمنا كما قال عن فرعون: "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم" (26)، وكما قال عن قوم عاد وقوم صالح: "وعادًا وثمودًا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين" (27) وقال موسى لفرعون: "لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر" (28)، فهؤلاء حَصَل قول القلب وهو المعرفة والعلم، ولم يكونوا بذلك مؤمنين. وكذلك من قال بلسانه ما ليس بقلبه لم يكن بذلك مؤمنا بل كان من المنافقين، وكذلك من عرف بقلبه وأقر بلسانه لم يكن بمجرد ذلك مؤمنا حتى يأتي بعمل القلب من الحب والبغض والموالاة والمعاداة. فيحب الله ورسوله ويوالي أولياء الله ويعادي أعداءه، ويستسلم بقلبه لله وحده، وينقاد لمتابعة رسوله وطاعته والتزام شريعته ظاهرا وباطنا، وإذ فعل هذا لم يكف في كمال إيمانه حتى يفعل ما أمر به) اهـ (29)
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (فأما قول القلب فهو التصديق الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويدخل فيه الإيمان بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم الناس في هذا على أقسام: منهم من صدق به جملة ولم يعرف التفصيل، ومنهم من صدق جملة وتفصيلا، ثم منهم من يدوم استحضاره وذكره لهذا التصديق، ومنهم من يغفل عنه ويذهل، ومنهم من استبصر فيه بما قذف الله في قلبه من نور الإيمان، ومنهم من جزم به لدليل قد تعترض فيه شبهة أو تقليد جازم وهذا التصديق يتبعه عمل القلب، وهو حب الله ورسوله وتعظيم الله ورسوله، وتعزير الرسول وتوقيره وخشية الله والإنابة إليه والإخلاص له والتوكل عليه، إلى غير ذلك من الأحوال؛ ويتبع الاعتقاد قول اللسان، ويتبع القلب الجوارح من الصلاة والزكاة والصوم والحج ونحو ذلك) (30)
• وذهب أبو منصور الماتوريدي رحمه الله وهو المروي عن أبي حنيفة رضي الله عنه الى أن العمل ركن زائد ليس بأصلي (31).
• وذهب الكرّامية الى أن الإيمان هو الإقرار باللسان فقط. فالمنافق عندهم مؤمن في الدنيا على الحقيقة مستحق للعقاب الأبدي في الآخرة (32). وقولهم ظاهر البطلان.
• وذهب الجهم بن صفوان (33) وأبو الحسين الصالحي وهو مشهور قولي أبي الحسن الأشعري إلى أن الإيمان هو المعرفة بالقلب فقط. وهذا القول عين الضلال، يقول سبحانه:" وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين" (34)، وأهل الكتاب كانوا يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم، ولم يكونوا مؤمنين به.
- الإيمان يزيد وينقص:
واعلم أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، فلذلك على المرء أن يتفقد أحوال إيمانه، ويقبل على إطاعة ربه بعمل ما يحبه ويرضاه، ويرمم ما نقص منه ويشد يده بغرز الرفقة الصالحة المُصلحة التي تصدقه القول والفهم، وتذكره بالله إذا نسي، وتنير بصيرته إذا عمي، فذاك الذي يُسْلمه من هوى نفسه، ويبعده عن سَيّء ميول قلبه، وعن رصد الشيطان ووحيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/302)
يقول سبحانه وتعالى "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون" (35)
قوله تعالى " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل" (36)
وقوله سبحانه " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم" (37)
قوله سبحانه " هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان" (39).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خُلوفٌ يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يأمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل" (40).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" (41). وفي رواية "وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ".
وجاء في الصحيح عن عمار بن ياسر قال: "ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من إقتار" (41).
جاء في ابن ماجة حدثنا أبو عثمان البخاري سعيد بن سعد قال: ثنا الهيثم بن خارجة قال: ثنا إسماعيل يعني بان عياش، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن مجاهد (42) عن أبي هريرة وابن عباس قالا: "الإيمان يزيد وينقص".
وجاء فيه ثنا أبو عثمان البخاري، قال: حدثنا الهيثم، قال ثنا إسماعيل، عن حريز بن عثمان، عن الحارث، أظنه، عن مجاهد، عن أبي الدرداء، قال: الإيمان يزداد وينقص.
وروى ابن أبي شيبة في الإيمان من طريق ابن سابط قال "كان عبد الله بن رواحة يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول: تعالوا فلنؤمن ساعة، تعالوا فلنذكر الله ولتزدادوا إيمانا، تعالوا نذكر الله بطاعته، لعله يذكرنا بمغفرته" (43)
قال ابن القيّم في قصيدته:
ويزيد بالطاعات قطعا هكذا بالضد يمسي وهو ذو نقصان
والله ما إيمان عاصينا كإيمان الأمين منزل القرآن
كلا ولا إيمان مؤمننا كإيمان الرسول معلم الإيمان (44)
وقال ابن تيمية رحمه الله: (كان أهل السنة والحديث على أنه يتفاضل، وجمهورهم يقولون: يزيد وينقص، ومنهم من يقول يزيد ولا يقول: ينقص، كما روي عن مالك في إحدى الروايتين، ومنهم من يقول: يتفاضل، كعبد الله بن المبارك وقد ثبت لفظ الزيادة والنقصان منه عن الصحابة ولم يعرف فيه مخالف من الصحابة؛ فروى الناس من أوجه كثيرة مشهورة: عن حماد بن سلمة عن أبي جعفر عن جده عمير بن حبيب الخطمي، وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الإيمان يزيد وينقص، قيل له وما زيادته وما نقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناه
فتلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا فتلك نقصانه، وروى إسماعيل بن عياش عن جرير بن عثمان، عن الحارث بن محمد بن أبي الدرداء قال: الإيمان يزيد وينقص.
وقال أحمد بن حنبل: حدثنا يزيد، حدثنا جرير بن عثمان قال: سمعت أشياخنا أو بعض أشياخنا أن أبا الدرداء قال: إن من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه، ومن فقه العبد أن يعلم أيزداد الإيمان أم ينقص؟ وإن من فقه الرجل أن يعلم نزعات الشيطان أنى يأتيه. وروى إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الله بن ربيعة الحضرمي عن أبي هريرة قال: الإيمان يزيد وينقص) (45).
وقال ابن حجر في الفتح (وما نقل عن السلف صرح به عبد الرزاق في مصنفه عن سفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي وابن جريج ومعمر وغيرهم، وهؤلاء فقهاء الأمصار في عصرهم. وكذا نقله أبو القاسم اللالكائي في "كتاب السنة" عن الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد وغيرهم من الأئمة، وروى بسنده الصحيح عن البخاري قال: لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحدا يختلف في أن الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص) (46)
************************************************
1. لسان العرب لابن منظور
2. شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز ص459
3. الإيمان لأبي عبيد ص 66، من مجموع الرسائل الأربعة التي حققها الشيخ ناصر الدين الألباني
4. أي عائبين
5. نفس المصدر ص 83
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/303)
6. شرح السنة للبغوي ج 1 ص 39، 40
7. مجموع الفتاوى ج7 ص672
8. التمهيد لابن عبد البر ج4 ص 207 –212 طبعة دار الكتب العلمية 1999
9. مجموع الفتاوى ج7 ص308
10. القصيدة النونية بشرح الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى رحمه الله ج2 ص133
11. الفصل لابن حزم ج3 ص191
12. سورة البقرة /177
13. جامع البيان للإمام الطبري ج2 ص60
14. البخاري (فتح الباري) ج1 ص172، مسلم بشرح النووي ج1 ص161
15. الإيمان لأبي عبيد ص 54 - 58 من مجموع الرسائل الأربعة التي حققها الشيخ ناصر الدين الألباني
16. سورة المائدة، الآية 3
17. سورة آل عمران الآية 85
18. سورة آل عمران الآية 19
19. الشريعة للآجري ص 101، 102.
20. تفسير ابن كثير ج1 ص198
21. البقرة 142
22. البخاري (فتح الباري) ج1 ص172، مسلم بشرح النووي ج1 ص161
23. البخاري (فتح الباري) ج1 ص 71، مسلم بشرح النووي ج2 ص4
24. أبو داود (عون المعبود) ج11 ص146، ابن ماجه ج5 ص562، عن أبي أمامة الحارثي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ج1 ص9. والطبراني في الكبير ج1 ص246، والألباني في الصحيحة ح341
25. الإيمان لأبي عبيد ص 62 من مجموع الرسائل الأربعة التي حققها الشيخ الألباني، وحسن الحديث، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي في التلخيص ج1 ص15، 16، وبوّب به البخاري في كتاب الأدب، والترمذي في كتاب البر والصلة.
26. النمل /14
27. العنكبوت /38
28. الإسراء /102
29. عدة الصابرين لابن القيم ص107، 108؛ وانظر الإيمان لأبي عبيد ص76، 77 ضمن الرسائل الأربعة
30. مجموع الفتاوى ج7 ص672
31. شرح العقيدة الطحاوية ج2 ص450
32. الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص130، مجموع الفتاوى ج7 ص140، 509
33. الملل والنحل ج1 ص99، مجموع الفتاوى ج7 ص508
34. النمل /14
35. سورة الأنفال 2
36. سورة آل عمران 173
37. سورة الفتح 4
38. سورة آل عمران 167
39. صحيح مسلم بشرح النووي ج 2 ص20، 21
40. صحيح مسلم بشرح النووي ج2 ص19
41. البخاري (فتح الباري) ج1 ص111
42. قال الدكتور بشار عواد معروف في تحقيقه: (جعلت في المطبوع من ضمن سنن ابن ماجه، وهي من زيادات أبي الحسن بن القطان راوي السنن عن ابن ماجه، وهو وهم قديم أضافه جمال الدين أبو موسى عبد الله بن عبد الغني المقدسي المتوفىسنة 629هـ ابن صاحب (الكمال في أسماء الرجال)، ثم استدركه أيضا: محمد بن عبد الواحد المقدسي على الحافظ ابن عساكر الدمشقي في كتابه (الشيوخ النبل) وزعم أن ابن ماجه روى في السنن هذين الحديثين الموقوفين. وهذا كله وهم نبه إليه الإمام المزي في (تهذيب الكمال) فذكر أن ذكر سعيد بن سعد أبي عثمان البخاري ضمن شيوخ ابن ماجة لا يصح، وبين أنه من شيوخ أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، صاحب ابن ماجة وأن بعض النساخ ظنه من شيوخ ابن ماجة فكتبه و لم يذكر أبا الحسن بن سلمة في أوله (تهذيب الكمال: 10/ 460 - 461). وقال المحقق: انظر (تحفة الأشراف 5/ 221 حديث 6411، و8/ 231 حديث 10960،، و10/ 318 حديث 14352 وتعليق ابن حجر في النكت الظراف بهامشه)؛ وهما أثران ضعيفان. انتهى كلام المحقق. ووقفت على نفس كلام المزي في "تهذيب الكمال" ج3 ص164/ 165 (طبعة مؤسسة الرسالة) ودلل على كلامه فأضاف: (ومن أدل دليل على صحة ما قلناه أنه ليس له ذكر في رواية إبراهيم بن دينار، عن ابن ماجه، ولو كان من أصل التصنيف لذكره إبراهيم بن دينار كما ذكر غيره، فلما سقط من رواية ابن دينار، ولم يذكر أحد من المتقدمين أن ابن ماجة روى عنه، وذكروا أن أبا الحسن ابن سلمة روى عنه، ووجدنا لأبي الحسن عدة أحاديث قد زادها عن مشايخه، علِمنا أن هذا مما زاده، والله أعلم. انتهى
43. كتاب الإيمان لابن أبي شيبة ص38، من مجموع الرسائل الأربعة التي حققها الألباني، وهذا الإسناد ضعيف لأن عبد الرحمان بن سابط لم يلق عبد الله بن رواحة، فقد توفي سنة118 كما نقله المزي في تهذيب الكمال (4/ 406) عن الواقدي والهيثم بن عدي ويحيى بن بُكير، ونقل الإجماع عن محمد بن سعد أنه توفي في تلك السنة بمكة. وانظر كذلك (تقريب التهذيب ج2 ص570). وابن رواحة كما هو معلوم كان ثالث ثلاثة استشهادا في معركة مؤتة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، سنة 8هـ.
44. شرح نونية ابن القيم لأحمد ابراهيم بن عيسى ج2 ص133
45. مجموع الفتاوى ج7 ص 223، 224
46. فتح الباري ج1 ص64، 65
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/304)
ـ[محمد الناصري]ــــــــ[13 - 07 - 05, 11:30 م]ـ
جزى الله الأخ الكريمعلى مجهوده، ومن الرسائل الموضحة لحقيقة الايمان دراسة وافية مركزة للشيخ علي الشبل بتقديم الشيخ الغنيمان والشيخ ابن منيع والشيخ الفوزان واسمها
(مسألة الايمان دراسة تأصيلية).
وهي موجودبموقع الدرر.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 07 - 05, 11:44 م]ـ
الإيمان (تتمة)
- إطلاق الإيمان واقترانه بالإسلام وبالأعمال الصالحة -
قال شيخ الإسلام: فلفظ الإيمان إذا أطلق في القرآن والسنة يراد به ما يراد بلفظ "البر"، وبلفظ " التقوى" وبلفظ "الدين"، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن " الإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" (1) فكان كل ما يحبه الله يدخل في اسم الإيمان وكذلك لفظ "البر" يدخل فيه جميع ذلك إذا أطلق، وكذلك لفظ "التقوى" وكذلك "الدين، أو دين الإسلام"، وكذلك روي أنهم سألوا عن الإيمان فأنزل الله هذه الآية "ليس البر أن تولوا وجوهكم" الآية، وقد فسر البر بالإيمان، وفسر بالتقوى، وفسر بالعمل الذي يقرب إلى الله والجميع حق، وقد روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم (2).
وقال: (وإذا استعمل مطلقا فجميع ما يحبه الله ورسوله من أقوال العبد وأعماله الباطنة والظاهرة يدخل في مسمى الإيمان عند عامة السلف والأئمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم، الذين يجعلون الإيمان قولا وعملا، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويدخلون جميع الطاعات فرضها ونفلها في مسمّاه، وهذا مذهب الجماهير من أهل الحديث والتصوف والكلام والفقه، من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم. ويدخل في ذلك ما قد يسمى مقالا وحالا، مثل الصبر والشكر والخوف والرجاء والتوكل والرضا والخشية والإنابة والإخلاص والتوحيد وغير ذلك) (3).
وقال ابن دقيق العيد: (ثم إن الإيمان يتناول ما فسر به الإسلام في هذا الحديث وسائر الطاعات لكونها ثمرات التصديق الباطن الذي هو أصل الإيمان ولهذا لا يقع اسم المؤمن المطلق على من ارتكب كبيرة أو ترك فضيلة لأن اسم الشيء مطلقا يقع على الكامل منه ولا يستعمل في الناقص ظاهرا إلا بنية وكذلك جاز إطلاق نفيه عنه في قوله صلى الله عليه وسلم:" لا يزني الزاني حين
يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن" (4) انتهى كلامه رحمه الله (5).
وأما الإسلام فالناس على ثلاثة أقوال في مسماه: 1. هو الإيمان نفسه، 2. هو الكلمة، 3. ما أجاب به النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عنه.
يقول شيخ الإسلام: (وقد صار الناس في مسمى الإيمان على "ثلاثة أقوال": قيل: هو الإيمان، وهما اسمان لمسمى واحد. وقيل هو الكلمة، وهذان القولان لهما وجه سنذكره، لكن التحقيق ابتداء هو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الإسلام والإيمان، ففسر الإسلام بالأعمال الظاهرة، والإيمان بالإيمان بالأصول الخمسة، فليس لنا إذا جمعنا بين الإسلام والإيمان أن نجيب بغير ما أجاب به النبي صلى الله عليه وسلم؛ وأما إذا أفرد اسم الإيمان فإنه يتضمن الإسلام، وإذا أفرد اسم الإسلام فقد سيكون مع الإسلام مؤمنا بلا نزاع؛ وهذا هو الواجب) (6)
ولم يعلق القرآن دخول الجنة بالإسلام المطلق المجرد كما علقها بالإيمان المطلق المجرد كقوله سبحانه: " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم" (7)، وقال سبحانه: "سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله" (8). قال ابن أبي العز: (لكنه فرضه، وأخبر أنه دينه الذي لا يُقبل من أحد سواه، وبه بعث النبيين:" ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه" (9) (10).
وإذا اقترن الإيمان بالإسلام دل لفظ "الإيمان" على أصل الإيمان أي الإيمان القلبي أي التصديق والاعتقاد لأنه هو المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، وكان الإسلام الانقياد الظاهري، لرواية أنس عن الرسول صلى الله عليه وسلم: " الإسلام علانية والإيمان في القلب " (11)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/305)
ـ و أما إذا اقترن لفظ "الإيمان " بالأعمال الصالحة كما في قوله تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا، الصالحات" وقوله تعالى "وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار" (12)، وقوله تعالى "ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئِك لهم الدرجات العُلىَ" (13)، فهذا لا يدل على إخراج العمل عن مسمى الإيمان لما تقتضيه واو العطف من المشاركة والمغايرة في الغالب، وإنما قد يكون من باب عطف الخاص على العام، فيكون المعطوف حال الاقتران داخلا في مسمى المعطوف عليه، كقوله تعالى "من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين" (14)
وقوله تعالى" وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم" (15)،
وقوله تعالى" وحافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى" (16).
وإن سلمنا بالمغايرة في مثل هذه الآيات فيكون المراد أن الأعمال تلازم الإيمان ملازمة المعطوف للمعطوف عليه في الحكم، والحكم هنا هو دخول الجنة، فلم يجعل الله تعالى ثواب الجنة في هذه الآيات إلا لمن أتى بالإيمان ضامّا إليه العمل الصالح، ويتضح ذلك جليا في قوله تعالى:"من يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما" (17)،
وقوله "ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العُلى" (18)، أي أن الإيمان هنا هو الإيمان الباطن أي تصديق القلب وانقياده وهو الأصل، وأن قول اللسان وعمل الجوارح ظاهرُه، وكلا القولين المُصَدّرين ب "قد" صحيح محتمل مسقط لاستدلال من استدل بهذه الآيات على إخراج العمل عن مسمى الإيمان فتدَبّر،
والله تعالى أعلم
- خلاصة:
نستخلص مما مضى أن ما كان عليه السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان أن الإيمان على الإجمال قول وعمل، وعلى التفصيل قول القلب وعمل القلب، وقول اللسان وعمل الجوارح.
فقول القلب تصديق جازم لا يقبل النقض ولا التحول بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره وبكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
وعمل القلب الذي هو حب الله ورسوله، مع التعزير والتوقير، والخوف من الله ورجاؤه، والأمل فيه والرضى بقدره، والحياء منه وحسن الظن به والموالاة فيه والمعاداة من أجله؛ وغير ذلك من أحوال القلوب.
وقول اللسان هو النطق بكلمة التوحيد وشقيقتها، وذكر الله بما هو أهله والصلاة على رسوله وتلاوة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح ذات البين وغير ذلك مما لا يحصى.
وعمل الجوارح وهو الصلاة والزكاة والصيام والحج و الجهاد والسعي في قضاء حاجة الغير، وتكثير الخطى إلى المساجد، ويدخل فيه كل ما أمر به العبد ونهي عنه.
**********************************
(1) سبق تخريجه.
(2) مجموع الفتاوى ج7 ص 179
(3) نفس المصدر ج7 ص642
(4) البخاري (فتح الباري) في المظالم: ج5 ص150، في الحدود: ج12 ص69، و 96،و 136، وفي الأشربة: ج10 ص37 عن ابن عباس وأبي هريرة.
(5) شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد ص36
(6) نفس المصدر ج7 ص259، 260؛ وذكر نحو هذا الكلام ابن أبي العز الحنفي ولم يعزه لصاحبه، قارن بشرح الطحاوية ج2 ص488، 489
(7) سورة يونس الآية 2
(8) سورة الحديد الآية 21
(9) سورة آل عمران 85
(10) شرح الطحاوية ج2 ص489، 490
(11) رواه الإمام أحمد في المسند (3/ 135)، ورواه بان أبي شيبة في الإيمان ص5 من مجموع الرسائل الأربعة من طريق علي بن مسعدة عن قتادة عن أنس وقد ضعفه البخاري و النسائي وأبو داود، تهذيب الكمال (5/ 300 طبعة مكتبة الرسالة)، ميزان الإعتدال (3/ 156)، وقال في التقريب (1/ 703):صدوق له أوهام، حتى وإن كان ثقة فهو ليس من أصحاب فتادة وقد تفرد بهذا الحديث عنه من بين سائر أصحابه الحفاظ، وهذه نكارة عند المتقدمين. وقد ضرب البرديجي هذا الحديث مثالا بالرواة عن قتادة، انظر شرح علل الترمذي لابن رجب ص 32، 34، 69، 78، 119،) وقد أنكر هذا الحديث ابن عدي وعبد الحق الإشبيلي، وابن حبان. ولكن متنه صحيح قال العجلوني في كشف الخفا (1/ 23): (لكن معناه صحيح جرى عليه المحدثون حتى قال البخاري: كتبت عن ألف شيخ وثمانين ليس فيهم إلا صاحب حديث كلهم يقولون الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص). اهـ
(12) البقرة /25
(13) طه/ 75
(14) البقرة /98
(15) الأحزاب /7
(16) البقرة /238
(17) طه / 112
(18) طه /75
ـ[أبو إسحاق الباجوري]ــــــــ[26 - 11 - 05, 07:04 م]ـ
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين معهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك ومنك يأرحم الراحمين .... وبعد
جزا الله الأخوة خير الجزاء ولكن رحمكم الله نريد نقولات للأئمة عن ركنية العمل في الإيمان هل هو على الكمال أم أنه على شرط الصحة بمعنى هل من أقر ونطق ولم يعمل عملا قط هل يدخل في دائرة الإسلام أم لا؟
وجزاكم الله خيرا(31/306)
هل تتفاضل أسماء الله وصفاته؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[14 - 07 - 05, 06:49 م]ـ
هل الموازنة بين أسماء الله وصفاته بأن يقال الرحمن أبلغ من الرحيم أو العكس من باب المفاضلة بينها وهل هذا سائغ أم لا خصوصا أن الرافضين لهذه الموازنة يقولون كل اسم له استقلاله بمعناه وهذا المعنى في كل اسم هو الأكمل والأفضل فلا يسوغ المفاضلة بينه وبين غيره
وهل هناك أدلة من القرآن والسنة على جواز المفاضلة مع الأخذ في الاعتبار أن اسم الجلالة هو الاصل وبقية الأسماء والصفات تابعة له فلا ينبغي أن يُدخل في هذه المسألة
وهل ناقش أحد من علمائنا هذه المسألة في كتبهم؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[15 - 07 - 05, 10:18 ص]ـ
للرفع
ـ[زياد عوض]ــــــــ[15 - 07 - 05, 04:15 م]ـ
عليك بكتاب ابن القيم النفيس " أسماء الله الحسنى " فهو كافٍ، شافٍ
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[02 - 08 - 05, 03:09 م]ـ
نفع الله بكم
هل من مشاركات أخرى
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[03 - 08 - 05, 02:03 م]ـ
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي". رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
ـ[الساري]ــــــــ[03 - 08 - 05, 06:04 م]ـ
الصحيح من خلاف أهل العلم أن أسماء الله تتفاضل، ولا يعني إثبات تفاضل اسم معين على أن ما دونه فيه نقص.
هذا من كلام الشيخ خالد الفليج في شرحه لسلم الوصول.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[03 - 08 - 05, 09:54 م]ـ
بارك الله فيكم هل هناك أحد تناول هذه المسألة بتوسع
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[04 - 08 - 05, 04:07 ص]ـ
كل ما تريد أخي الموفق تجده مبسوطا في كتاب (مباحث المفاضلة في العقيدة) لـ د. محمد بن عبد الرحمن الشظيفي. 63 - 86
وهي رسالة دكتوراه .. متميزة جدا ..
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[04 - 08 - 05, 05:11 ص]ـ
أخي ابن عبد البر .. بارك الله فيك
أين طُبع كتاب (مباحث المفاضلة في العقيدة)؟
جزاكم الله خيرًا
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[05 - 08 - 05, 11:44 م]ـ
وفيك بارك أبا شهاب ..
دار ابن عفان ط الأولى 1419(31/307)
نسبة التصوف
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[16 - 07 - 05, 11:45 ص]ـ
نسبة التصوف
مما لا يختلف فيه: أن الفكر الصوفي حادث في الإسلام .. !!.
فقد مر عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وجيل الصحابة رضوان الله عليهم، والتابعين، وتابعيهم رحمهم الله، دون أن يكون لهذا الفكر أثر واضح، حتى حدث وظهر في نهاية القرن الثاني، والصوفية يقرون بهذا، لكن من جهة اللفظ دون المعنى، يقول النواوي:
"فأما كلمة التصوف، فقد أجمع الكاتبون في هذا المقام على: أنها من الكلمات الاصطلاحية، التي طرأت في أواخر القرن الثاني للهجرة".
فالصوفية يقرون بأن مصطلح (الصوفية) حادث. لكنهم يقولون: الأحوال الصوفية موجودة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم،
نسبة التصوف
مما لا يختلف فيه: أن الفكر الصوفي حادث في الإسلام .. !!.
فقد مر عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وجيل الصحابة رضوان الله عليهم، والتابعين، وتابعيهم رحمهم الله، دون أن يكون لهذا الفكر أثر واضح، حتى حدث وظهر في نهاية القرن الثاني، والصوفية يقرون بهذا، لكن من جهة اللفظ دون المعنى، يقول النواوي:
"فأما كلمة التصوف، فقد أجمع الكاتبون في هذا المقام على: أنها من الكلمات الاصطلاحية، التي طرأت في أواخر القرن الثاني للهجرة" [1].
فالصوفية يقرون بأن مصطلح (الصوفية) حادث. لكنهم يقولون: الأحوال الصوفية موجودة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، تمثلت في أهل الصفة. ولأجله ذهب بعضهم إلى أن أصل التصوف مشتق من (الصُّفّة)، وهو مكان كان يأوي إليه الفقراء في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ترجم منهم لأئمة التصوف: جعل أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضوان الله عليهم أوائل الصوفية، ونسب إليهم كلمات في المقامات والأحوال.
والوصف المشترك بين جميع من نُسبوا إلى التصوف من أئمة القرون الثلاثة الأولى هو: الزهد، والمجاهدة. الزهد في متاع الحياة الدنيا، ومجاهدة النفس لتهذيبها، ونفي عيوبها.
ونتيجة هذا: تمثل التصوف في الزهد والمجاهد. فكل زاهدٍ مجاهدٍ متصوفٌ، ومن له حال في الزهد والمجاهدة فهو: صوفي. هكذا قال بعضهم!!. لكنهم لم يتفقوا على رأي واحد في أصل كلمة "صوفية" واشتقاقها، فما قرره بعضهم نقضه آخرون، وقد رجعوا بالكلمة إلى أصول ستة أو سبعة، هي:
1 - الصفّة.
وبهذا قال أبو عبد الرحمن السلمي: "التصوف مأخوذ من أهل الصفة" [2].
وقال الكلاباذي: "وقال قوم: إنما سموا: صوفية. لقرب أوصافهم من أوصاف أهل الصفة، الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم". [3]
وقال السهروردي: "وقيل: سموا صوفية. نسبة إلى الصفة .. وهذا وإن كان لا يستقيم من حيث الاشتقاق اللغوي، ولكنه صحيح من حيث المعنى، لأن الصوفية يشاكلهم حال أولئك، لكونهم مجتمعين متألفين، متصاحبين لله، وفي الله، كأصحاب الصفة" [4].
2 - الصفاء.
قال الكلاباذي: "قالت طائفة: إنما سميت الصوفية صوفية لصفاء أسرارها، ونقاء آثارها.
وقال بشر بن الحارث: الصوفي من صفا قلبه لله" [5].
وقال السهروردي: "قيل: كان الاسم في الأصل صفوي، فاستثقل ذلك فجعل صوفيا". [6]
وذكر نيكولسون: أن جمهور الصوفية ذهبوا إلى أن الصوفي مشتق من الصفاء، وأنه أحد خاصة الله، الذين طهر الله قلوبهم من كدورات الدنيا [7].
3 - الصف الأول.
قال الكلاباذي: "وقال قوم: إنما سموا صوفية. لأنهم في الصف الأول بين يدي الله عز وجل بارتفاع هممهم إليه، وإقبالهم عليه، ووقوفهم بسرائرهم بين يديه". [8]
وقال السهروردي: "سموا صوفية، لأنهم في الصف الأول بين يدي الله عز وجل، بارتفاع هممهم، وإقبالهم على الله تعالى بقلوبهم، ووقوفهم بسرائرهم بين يديه" [9]، كقول الكلاباذي.
4 - الصوف.
يقول الطوسي: " نسبوا إلى ظاهر اللبس، ولم ينسبوا إلى نوع من أنواع العلوم والأحوال التي هم بها مترسمون، لأن لبس الصوف كان دأب الأنبياء عليهم السلام، والصديقين، وشعار المساكين المتنسكين" [10].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/308)
ويقول السهروردي: "ذهب قوم إلى أنهم سموا صوفية نسبة لهم إلى ظاهر اللبسة، لأنهم اختاروا لبس الصوف لكونه أرفق، ولكونه كان لباس الأنبياء عليهم السلام…فكان اختيارهم للبس الصوف لتركهم زينة الدنيا، وقناعتهم بسد الجوعة، وسترة العورة، واستغراقهم في أمر الآخرة، فلم يتفرغوا لملاذ النفوس وراحتها، لشدة شغلهم بخدمة مولاهم، وانصراف همهم إلى أمر الآخرة، وهذا الاختيار يلائم ويناسب من حيث الاشتقاق، لأنه يقال: تصوف؛ إذا لبس الصوف، كما يقال: تقمص؛ إذا لبس القميص" [11].
5 - صوفة.
ذكر ابن طاهر المقدسي القيسراني بسنده إلى الحافظ أبي محمد عبد الغني بن سعيد المقدسي قال: "سألت وليد بن القاسم: إلى أي شيء نسب الصوفي؟، فقال: كان قوم في الجاهلية يقال لهم صوفة، انقطعوا إلى الله عز وجل، وقطنوا الكعبة، فمن تشبه بهم فهم الصوفية.
قال عبد الغني: هؤلاء المعروفون بصوفة، هم ولد الغوث بن مر" [12].
قال ابن الجوزي: "كانت النسبة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان والإسلام، فيقال: مؤمن مسلم. ثم حدث اسم زاهد وعابد، ثم نشأ أقوام تعلقوا بالزهد والتعبد، فتخلوا عن الدنيا، وانقطعوا إلى العبادة، واتخذوا في ذلك طريقة تفردوا بها، وأخلاقا تخلقوا بها، ورأوا أن أول من انفرد به بخدمة الله سبحانه وتعالى عند بيته الحرام، رجل يقال له: صوفة. واسمه الغوث بن مر، فانتسبوا إليه، لمشابهتهم إياه في الانقطاع إلى الله سبحانه وتعالى، فسموا بالصوفية". [13]
ثم ذكر أثر عبد الغني المقدسي الآنف الذكر، ثم قال: "وبالإسناد إلى الزبير بن بكار قال: كانت الإجازة بالحج للناس من عرفة إلى الغوث بن مر بن أدّ بن طابخة، ثم كانت في ولده، وكان يقال لهم: صوفة. وكان إذا حانت الإجازة قالت العرب: أجز صوفة. قال الزبير: قال أبو عبيدة: وصوفة وصوفان. يقال: لكل من ولي من البيت شيئا من غير أهله، أو قام بشيء من أمر المناسك، يقال لهم: صوفة وصوفان.
قال الزبير حدثني أبو الحسن الأثرم عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال: إنما سمي الغوث بن مر صوفة؛ لأنه ما كان يعيش لأمه ولد، فنذرت لئن عاش لتعلقن برأسه صوفة ولتجعلنه ربيط الكعبة، ففعلت، فقيل له صوفة، ولولده من بعده" [14].
6 - صوفانة.
قال ابن الجوزي: "وقد ذهب إلى أنه من الصوفانة، وهي بقلة رعناء قصيرة، فنسبوا إليها لاجتزائهم بنبات الصحراء، وهذا أيضا غلط، لأنه لو نسبوا إليها لقيل: صوفاني.
وقال: آخرون: هو منسوب إلى صوفة القفا. وهي الشعيرات النابتة في مؤخره، كأن الصوفي عطف به إلى الحق، وصرفه عن الخلق". [15]
7 - النسبة إلى جميع ما سبق: الصف الأول، والصفة، والصوف، والصفاء.
نحا إلى هذا الرأي الكلاباذي، حيث صحح نسبة الصوفية إلى جميع ما ذكر باعتبار المعنى، وإن كان يقر باستحالة ذلك لغة، قال:
- "وأما من نسبهم إلى الصفة والصوف، فإنه عبر عن ظاهر أحوالهم، وذلك أنهم قوم قد تركوا الدنيا ...
- ومن نسبهم إلى الصفة والصف الأول، فإنه عبر عن أسرارهم وبواطنهم ...
- فقد اجتمعت هذه الأوصاف كلها، ومعاني هذه الأسماء كلها في أسامي القوم وألقابهم، وصححت هذه العبارات، وقربت هذه المآخذ.
- وإن كانت هذه الألفاظ متغيرة في الظاهر، فإن المعاني متفقة:
- لأنها إن أخذت من الصفاء والصفوة كانت: صفوية.
- وإن أضيفت إلى الصف والصفة، كانت: صَفية، وصُفية.
- ويجوز أن يكون تقديم الواو على الفاء في لفظ الصوفية [16]، وزيادتها في لفظ: الصَفية. والصُفية إنما كانت من تداول الألسن.
- وإن جعل مأخذه من الصوف، استقام اللفظ، وصحت العبارة من حيث اللغة.
- وجميع المعاني كلها من التخلي عن الدنيا، وعزوف النفس عنها، وترك الأوطان ولزوم الأسفار" [17].
وصنيع الكلاباذي ليس بغريب على النهج الصوفي، فقد رأيناه في كلام السهروردي حينما قال: "قيل: كان الاسم في الأصل صفوي، فاستثقل ذلك فجعل صوفيا". [18]
والملاحظ في كلامه؟؟!! .. افتراض أن أصل الكلمة هي:
- صَفيّة من الصف.
- وصُفيّة من الصفة.
- وصفوية من الصفاء.
وإنما انقلبت إلى (صوفية) بسبب تداول الألسن، حيث زادت الواو في: صَفيّة، وصُفيّة.
وتبادل الواو والفاء المواقع في: صفوية .. !!.
وهذا قول يحتاج إلى دليل، ولم يستند إلى شيء، ولم أره لغيره.
* * *
- نقد الصوفية لهذه التعريفات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/309)
أكثر هذه الأقوال رواجا: النسبة إلى الصفاء. فقد ذكر نيكلسون: أن مقابل كل تعريف ينسب الصوفية إلى الصفة: اثني عشر تعريفا ينسبها إلى الصفاء، وذلك بالنظر في تعريفات الأئمة الصوفية، في الفترة الممتدة بين عام200 إلى 440 هـ، وقد نقلها في كتابه، ثم قال:
"يتبين من النظر في التعريفات أن الزمن الذي وضعت فيه يكاد يقرب من قرنين ونصف؛ لأن أولها هو تعريف معروف الكرخي المتوفى سنة 200هـ، وآخرها تعريف أبي سعيد بن أبي الخير المتوفى سنة 440هـ. ويتبين أيضا أنها تعريفات من أنواع مختلفة:
- إذ منها الثيوسوفي المتصل بأحوال الصوفية.
- ومنها المتصل بوحدة الوجود.
- كما أن منها الأخلاقي اللغوي، وهو ما أشبه بالحكم.
وليس في عصرنا الحاضر من ينكر اشتقاق كلمة الصوفي من الصوف، ولكن الناظر في التعريفات التي ذكرناها، سيظهر له في وضوح، أن الصوفية أنفسهم لم يأخذوا بهذا الرأي، فإنا نجد في مقابل كل تعريف، ينسب الصوفية إلى لبس الصوف، اثني عشر تعريفا، يشير إلى اشتقاق كلمة الصوفي من الصفاء" [19].
فهذا ما اشتهر في تعريفات من تقدم من الأئمة المتصوفة: النسبة إلى الصفاء.
فهو التعريف الشائع المشهور، أما من بعدهم، فقد صاروا إلى ترجيح النسبة إلى الصوف، على الرغم من أن أئمة الصوفية لم يأبهوا لهذا الرأي، كما ذكر نيكلسون آنفا، وكما يذكر القشيري والهجويري.
ثم تأتي في المرتبة بعدهما النسبة إلى الصفة وإلى الصف الأول، فقد قال بها جمع من المتقدمين، لكن يبدو أن القائلين بالنسبة إلى الصفة أكثر.
وأما النسبة إلى الصوفة، فهي تأتي على معنيين:
- الأول: نسبة إلى رجل يدعى: صوفة. وهو الغوث بن مر بن أدّ.
- الثاني: نسبة إلى صوفة القفا، وهي: شعيرات مهملة في قفا الرأس.
فهذه النسبة، والنسبة إلى الصوفانة: بقلة تنبت في الصحراء. قد ذكرت، لكن ليس على ألسنة المتصوفة، وليس لها ثقل يوازي الأربعة الأولى، وإن كانت الأربعة فيما بينها متفاوتة، على ما سبق تفصيله.
ويلاحظ أن جميع النسب السابقة لا تصح لغة، باعتراف أئمة التصوف، وإن كان ثبوتها أو بطلانها لغة لا تشترط فيها شهادتهم، بل يرجع إلى اللغة، غير أن إقرارهم مفيد في كل حال.
يقول القشيري: "هذه التسمية غلبت على هذه الطائفة، فيقال: رجل صوفي. وللجماعة: صوفية. ومن يتوصل إلى ذلك، يقال له: متصوف. وللجماعة: المتصوفة.
وليس يشهد لهذا الاسم من حيث العربية: قياس ولا اشتقاق. والأظهر فيه: أنه كاللقب.
- فأما قول من قال: إنه من الصوف. ولهذا يقال: تصوف. إذا لبس الصوف. كما يقال: تقمص. إذا لبس القميص. فذلك وجه، لكن القوم لم يختصوا بلبس الصوف.
- ومن قال: إنهم منسوبون إلى صفة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالنسبة إلى الصفة لا تجيء على نحو الصوفي. [20]
- ومن قال إنه مشتق من الصفاء، فاشتقاق الصوفي من الصفاء بعيد في مقتضى اللغة.
- وقول من قال: إنه مشتق من الصف. فكأنهم في الصف الأول بقلوبهم، فالمعنى صحيح، ولكن اللغة لا تقتضي هذه النسبة إلى الصف.
ثم إنه هذه الطائفة أشهر من أن يحتاج في تعيينهم إلى قياس لفظ، واستحقاق اشتقاق". [21]
يلخص القشيري رأيه في كلمات:
"وليس يشهد لهذا الاسم من حيث العربية: قياس ولا اشتقاق. والأظهر فيه: أنه كاللقب".
لقد رفض هذه النسب جميعا لغة واشتقاقا، ولم يأبه للنسبة إلى الصفة والصفاء من حيث المعنى، إلا الصف، فصحح المعنى، ورد الاشتقاق. وأما الصوف فقد صحح الاشتقاق منه لغة، لكنه حكم ببطلان النسبة إليه!! .. علل ذلك: بأن القوم لم يختصوا بلبس الصوف.
فالنسب كلها باطلة لغة إذن، يستثنى منها:
- النسبة إلى الصوف.
- والنسبة إلى صوفة.
فهاتان النسبتان صحيحتان لغة، لكن الثانية منها غير مشهورة، فأئمة التصوف، كالطوسي، والكلاباذي، والقشيري، والسهروردي وغيرهم، لم يذكروها ألبتة، فهي مطّرحة عندهم إذن، ويشكل عليها: أن لقب (صوفية) لم يعرف ولم يشتهر إلا في القرن الثاني، بينما هؤلاء الزهاد والعباد ظهروا في فترة مبكرة في القرن الأول في عهد الصحابة رضوان الله عليهم، فلو كان هذا اللقب مستمدا من هذا الاسم (صوفة) فلم لم يطلق عليهم في ذلك الوقت؟، ولم تأخر حتى منتصف القرن الثاني إلى نهايته؟. فالاسم (صوفة) موجود منذ الجاهلية، والمنقطعون الزهاد العباد موجودون، ومع ذلك لم يطلق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/310)
عليهم اسم (صوفية) حتى حل القرن الثاني، ومر نصفه، ثم بدأ هذا الاسم بالظهور، كما ثبت بالبحث التاريخي، فهذا مما يضعف هذه النسبة.
- فلم تبق نسبة صحيحة منها، من حيث اللغة، سوى النسبة إلى الصوف.
فهذه مقبولة لغة، أما من حيث المعنى فقد رُدّت كذلك بأقوال أقطاب التصوف، كالقشيري والهجويري، وإن كانت مقبولة عند غيرهما كالطوسي والسهروردي.
والنتيجة التي نخرج بها من هذا العرض: أن الصوفية لم يتفقوا على نسبة معينة، فإذا اطرحنا ما ثبت بطلانه لغة، وهو الواجب، لأنه لا وجه لإثبات نسبة خاطئة لغة إلا سفسطة، بقيت النسبة الصحيحة لغة: (الصوف). وهذه أيضا لم تسلم من النقد والرد، وكان علة ذلك، كما ذكر القشيري: أن القوم لم يختصوا ولم يشتهروا به. قال: "القوم لم يختصوا بلبس الصوف" [22].
وهذه شهادة خطيرة، فيها نقض لقول من ادعى أن الصوفية اشتهروا بلباس الصوف، شهد بها إمام عارف من أئمة الصوفية المتقدمين، العارفين بأحوال بدايات التصوف، حيث عاش في القرنين الرابع والخامس (377 - 465)، فهو من الجيل الثالث أو الرابع، والتصوف إنما نشأ في هذه الأجيال الممتدة ما بين القرن الثالث إلى الخامس، وكل ما لم يكن في هذه الفترة فليس من التصوف قطعا؛ لأن أهلها هم أئمة المذهب، وواضعوا أسسه، لا يختلف على هذا أحد.
ومما يعطي الشهادة قيمة أكبر، أنا لم نسمع بإمام صوفي انبرى للرد عليه وإبطال زعمه هذا، فسكوتهم دليل موافقتهم له، ويبعد أن يكونوا غير مطلعين على كتابه، بل يستحيل، فكتابه (الرسالة) من أشهر كتب التصوف، فمن الذي لا يعرفه من الصوفية؟!.
بل سايره على هذا الرأي، ووافقه: إمام آخر معاصر له هو الهجويري، حيث قال: "واشتقاق هذا الاسم لا يصلح على مقتضى اللغة، من أي معنى، لأن هذا الاسم أعظم من أن يكون له جنس يشتق منه، وهم يشتقون الشيء من شيء مجانس له، وكل ما هو كائن ضد الصفاء، ولا يشتق الشيء من ضده، وهذا المعنى أظهر من الشمس عند أهله، ولا يحتاج إلى العبارة " [23].
- القول الراجح في نسبة الصوفية.
بقيت نسبة أخيرة لم يذكرها أحد من المتصوفة .. !! ..
فقد رجع بعض الباحثين والمؤرخين، المختصين بعلوم الديانات القديمة: الهندية والفلسفية. من غير المتصوفة، بالكلمة إلى أصل يوناني، هو كلمة: (سوفيا)، ومعناها: الحكمة.
وأول من عرف بهذا الرأي: البيروني في كتابه: "تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة"، وتبعه عليه جمع، خصوصا الباحثين المعاصرين، وفيما يلي أقوال الذين يقررون أجنبية المصطلح والفكرة عن البيئة الإسلامية:
1 - يقول أبو الريحان البيروني مبينا أصول التصوف في الفكر الفلسفي الهندي: "ومنهم من كان يرى الوجود الحقيقي للعلة الأولى فقط، لاستغنائها بذاتها فيه، وحاجة غيرها إليها، وأن ما هو مفتقر في الوجود إلى غيره فوجوده كالخيال غير حق، والحق هو الواحد الأول فقط.
- وهذا رأي (السوفية) وهم الحكماء، فإن (سوف) باليونانية الحكمة، وبها سمي الفيلسوف (بيلاسوبا)، أي محب الحكمة.
- ولما ذهب في الإسلام قوم إلى قريب من رأيهم، سموا باسمهم، ولم يعرف اللقب بعضهم فنسبهم للتوكل إلى (الصفة)، وأنهم أصحابها في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم صُحّف بعد ذلك، فصُيّر من صوف التيوس" [1].
2 - وبهذا قال كل من: المستشرق الألماني فون هامر، ومحمد لطفي جمعة، وعبد العزيز إسلامبولي، ذهبوا إلى ما ذكره البيروني آنفا. [2]
3 - المستشرق نيكلسون في كتابه: (الصوفية في الإسلام) قال: "وكلمة Mystic التي انحدرت من الديانة الإغريقية إلى الآداب الأوروبية، يقابلها في العربية والفارسية والتركية، لغات الإسلام الثلاث الرئيسة، كلمة (صوفي)، واللفظان على كل حال ليسا مترادفين تماما، لأن للفظة الصوفي مدلول ديني خاص، وقد قيدها بالصوفية الذين يدينون الدين الإسلامي، والكلمة العربية وإن اكتسبت على مدى الأيام مدلول الكلمة الإغريقية الواسع: شفاه مقفلة بالأسرار القدسية، وعيون مغمضة على النشوة الحالمة؛ إلا أن مدلولها كان متواضعا، يوم جرت على الألسنة لأول مرة، حوالي نهاية القرن الثاني الهجري" [3].
- الشاهد من كلامه: أن الكلمة اكتسبت مدلول الكلمة الإغريقية على مدى الأيام، فهذا الرأي يرجع بمضمون الفكرة إلى جهة إغريقية، وهذا هو المهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/311)
4 - إبراهيم هلال قال: "على أن الأصل في تسمية هذا المذهب بالتصوف، وأصحابه بالصوفية، يوقفنا على أن التصوف في أصله إنما هو استيراد أجنبي، ليس للإسلام فيه شيء، لا في نشأته، ولا في طريقته المتزيدة، ولا في غايته أو غاياته المتعددة" [4].
5 - الدكتور محمد جميل غازي، الذي قال: "الصوفية كما نعلم اسم يوناني قديم مأخوذ من الحكمة (صوفيا) وليس كما يقولون إنه مأخوذ من الصوف". [5]
6 - إحسان إلهي ظهير حيث ذهب إلى أنه لا اعتدال التصوف. [6]
7 - المقبلي قال: "فالتصوف ليس من مسمى الدين، لأن الدين كمل قبله، أعني دين الإسلام، ولا هو من النعمة، لأنها تمت قبله، وليس التصوف داخلا في مسمى الإسلام، لأن الإسلام تم قبله، وهم معترفون بالغيرية، فحينئذ هو بدعة ضلالة" [7].
ولهذا الرأي أدلة ترجحه على النسب السابقة، وبخاصة النسبة إلى الصوف، فمن ذلك:
أولا: التشابه ما بين كلمتي (صوفية) و (سوفية) في اللفظ والرسم، وجواز التبديل بين حرفي السين والصاد.
ثانيا: اتحاد مدلول الكلمتين: (سوفية)، (صوفية)؛ فمدلولهما: الحكمة. يبين هذا:
- أن الصوفي عند الصوفية هو الحكيم، وهو صاحب الحكمة. لذا يكثر دورانهم على هذا المعنى، ويجعلونه وصفا لازما للصوفي، فمن لم يكن حكيما فليس له حظ من اللقب، هكذا يقرر ابن عربي – وغيره - فيقول: "ومن شروط المنعوت بالتصوف: أن يكون حكيما ذا حكمة. وإن لم يكن، فلا حظ له من هذا اللقب" [8].
- وكلمة (سوف) باليونانية تعنى الحكمة كذلك، والفيلاسوف هو محب الحكمة، وفق ما ذكر البيروني آنفا ..
فإذا كانت (الحكمة) هي (التصوف)، و (الحكيم) هو (الصوفي) .. و (الحكمة) هي (سوف)، و (الحكماء) هم (السوفية)، فأي اتفاق بعد هذا؟ ..
يقول نيكلسون:
"بعض الباحثين من الأوربيين يردها إلى الكلمة الإغريقية: سوفوس، بمعنى ثيوصوفي" .. [9]
وكلمة "ثيوصوفي" معناها: الحكمة الإلهية. (ثيو = إله)، (صوفي = الحكمة). [10]
ويقول عبد الواحد يحيى، وهو فرنسي معاصر، أسلم وتصوف:
"وأما أصل الكلمة، فقد اختلف فيه اختلافا كبيرا، ووضعت فروض متعددة، وليس بعضها أولى من بعض، وكلها غير مقبولة، إنها في الحقيقة تسمية رمزية.!!.
وإذا أردنا تفسيرها، ينبغي لنا أن نرجع إلى القيمة العددية لحروفها، وإنه لمن الرائع أن نلاحظ: أن القيمة العددية لحروف (صوفي)، تمثل القيمة العددية لحروف (الحكيم الإلهي). فيكون الصوفي الحقيقي إذن هو:
الرجل الذي وصل إلى الحكمة، إنه (العارف بالله)، إذ أن الله لا يعرف إلا به" [11].
وتأتي قيمة هذا النص، من كونه في نظر الدكتور عبد الحليم محمود: صوفيا متحققا بالتصوف، من العارفين بالله. [12] وهذه شهادة من صوفي كبير، لا خلاف في إمامته، وعليه فهذا الفرنسي المسلم المتصوف، إنما يعبر عن التصوف بعمق وإدراك لحقائقه إذن. وهكذا كل من تبحر في التصوف، وجد نفسه أمام هذه النتيجة ولا بد.
ثالثا: مضمون التصوف يوافق مضمون الفلسفة (سوفية)، فكلاهما يرميان إلى التشبه بالإله، وهذا يتبين من تعريف (التصوف) و (الفلسفة):
- قال الجرجاني: "الفلسفة التشبه بالإله بحسب الطاقة البشرية، لتحصيل السعادة الأبدية، كما أمر الصادق صلى الله عليه وسلم في قوله: (تخلقوا بأخلاق الله) [13]؛ أي تشبهوا به في الإحاطة بالمعلومات، والتجرد من الجسميات" [14].
- جاء في اصطلاحات الصوفية للكاشاني: "التصوف: هو التخلق بالأخلاق الإلهية" [15].
- وابن عربي يقول: "فاعلم أن التصوف تشبيه بخالقنا لأنه خلق فانظر ترى عجبا". [16]
فالتشبه والتخلق أمرهما واحد هو: التمثّل. فالمتشبه بشيء ما: يتمثل صفاته. والمتخلق بخلق شيء ما: يتمثل صفاته.
رابعا: كان عند قدماء اليونان: مذهب روحي يعتنقه النساك والزهاد، ينأون بجانبهم عن الدنيا، ويلجئون إلى أنواع المجاهدات والرياضات الروحية، يتقربون بأرواحهم إلى خالقهم، لتلقي الحكمة والمعارف القدسية، كان يطلق عليهم لقب: (تيو صوفية)، ومعناه: الحكماء الإلهيون. وإذا تأملنا هذا المذهب، وما يدعوا إليه الصوفية، وجدناهما سواء، كما أنهما سواء في اللقب. [17]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/312)
خامسا: من هذا القبيل طائفة من الهنود القدامى، كانوا يعرفون باسم: (جيمنو صوفيا) ومعناه: الحكيم العاري. كانوا يقضون حياتهم في السياحة، متأملين الله تعالى. وهذا أيضا مذهب يعتنقه الصوفية الإسلام: السياحة، والتأمل. [18]
إذن هي فكرة قديمة، تجتمع كلها في لقب الحكمة (= صوفية، أو سوفية).
* * *
ولهذا الرأي إشارة محتملة في كلام القشيري والهجويري، اللذين قررا أنها كلمة جامدة غير مشتقة، وربما سبب جمودها كونها أعجمية .. نعم يوجد في العربية ألفاظ جامدة، والكلمات المعرّبة كذلك جامدة، وليس هذا بحثنا، إنما تحرير كلام هؤلاء الذين نفوا اشتقاقها، فإنه يحتمل الإشارة إلى أجنبيتها، فلنعد النظر فيما قاله القشيري والهجويري في هذا المقام:
قال القشيري: " وليس يشهد لهذا الاسم من حيث العربية قياس ولا اشتقاق، والأظهر فيه أنه كاللقب .. القوم لم يختصوا بلبس الصوف" [19].
- وقال الهجويري: "واشتقاق هذا الاسم لا يصلح على مقتضى اللغة، من أي معنى" [20].
- وإذا أضفنا إلى ذلك ما ذكره المستشرق نيكلسون بقوله: "ولكن الناظر في التعريفات التي ذكرناها، سيظهر له في وضوح، أن الصوفية أنفسهم لم يأخذوا بهذا الرأي، فإنا نجد في مقابل كل تعريف، ينسب الصوفية إلى لبس الصوف، اثني عشر تعريفا، يشير إلى اشتقاق كلمة الصوفي من الصفاء" [21].
إذن النتيجة المهمة هنا:
- أن القوم لم يختصوا بلبس الصوف.
- ولا يشهد لاسم (صوفية) من حيث العربية، قياس ولا اشتقاق.
- والصوفية لم يأخذوا بهذا الرأي.
فالقشيري استظهر أنه لقب، ومنع هو والهجويري أن يكون له أصل لغوي .. !!.
كل هذه إشارات إلى أعجمية الكلمة، وإن لم يصرحا بذلك، وإن حاولا التفلت من هذه النتيجة، بأشياء، من قبيل تعظيم الاسم أن يكون له جنس يشتق منه، كما فعل الهجويري، غير أن هذا التسليم، بمنع اشتقاق الكلمة لغة، مع استظهار القشيري أنها لقب، يرجح أن الكلمة أعجمية، يدل على هذا: أن أحدا من أهل اللغة لم يقل في هذه الكلمة أنها جامدة، كما قيل في لفظ الجلالة "الله". بل الذي قالوه إنها كلمة مولدة، يقول أحمد المقرئ:
- " تصوف الرجل، وهو صوفي، من قوم صوفية، كلمة مولدة" [22].
وكأنهما عرفا بذلك، وهذا محتمل، لكن لم يكن من السهولة التصريح بأن أصل الكلمة يونانية فلسفية، تدل على مذهب قديم، له قواعد وأصول معروفة، تتشابه مع أصول الصوفية في الإسلام، فمثل هذا لا يمكن أن يفصح به إمام صوفي، وإلا كان عونا على نقض مذهبه!!.
فالكلمة إذن ليست عربية، بل هي يونانية، أصلها: (سوفية)، لما دخلت إلى العربية، بدخول فلسفتها ومضمونها، غُيّر حرف السين فأشبع فصُيّر صادا، إما عمدا أو اتفاقا، لقرب المخارج، فدخلت الكلمة في العربية لفظا ومعنى، ساعد عليه جواز قلب السين صاد في اللغة العربية [23].
واستفادوا من هذا التحوير: التعمية والتضليل عن أصل الفكرة. فهم (صوفية) في الظاهر، نسبة إلى اللباس، وفي الباطن (سوفية) نسبة إلى الفلسفة اليونانية الهندية، يقول الدكتور عمر فروخ: "كانوا، في حال اجتماعهم مع غيرهم، يحافظون على ظاهر الدين الإسلامي، وعلى فرائضه، أما في خلواتهم، وفيما بينهم، فكان لهم أشياء يستحي العاقل من ذكرها". [24]
* * *
--------------------------------------------------------------------------------
24 - تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة ص27، وفي قول البيروني جواب لقول من قال: لو كان "صوفي" مأخوذ من "سوفيا" لقيل: "سوفي"، انظر التصوف في الإسلام، عمر فروخ ص24،29.
[2]- انظر: التصوف المنشأ والمصادر ص33، قضية التصوف، المنقذ من الضلال، ص32.
[3]-ص10، عن كلمة ( Mystic) ومعناها، ومرادفاتها في اللغات الأخرى، انظر: المعجم الفلسفي 1/ 747،282.
[4]- قطر الولي ص181.
[5]- الصوفية الوجه الآخر ص47.
[6]- التصوف المنشأ والمصادر ص6.
[7]- العلم الشامخ ص470.
[8]- الفتوحات المكية 2/ 266.
[9]- الصوفية في الإسلام ص11.
[10]- كلمة "ثيو سوفي" يونانية، معناها الحكمة الإلهية، ثيو ( Theism): الإله؛ سوفي ( Sophy): الحكمة ..
انظر: المعجم الفلسفي 1/ 360 (مادة: التوحيد)، المورد ص 879 (مادة Sophy) .
[11]- قضية التصوف، المنقذ من الضلال، عبدالحليم محمود، ص32، وانظر: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، فهد الرومي 1/ 359. والمذكور فرنسي الأصل، كان اسمه: رينيه جينو. انظر: م. س قضية التصوف
[12]- انظر: قضية التصوف، المدرسة الشاذلية، ص281.
[13]- سيأتي تخريجه: ص197 من هذه الرسالة.
[14]- التعريفات ص73.
[15]- ص164.
[16]- الفتوحات 2/ 266.
[17]- انظر: أضواء على التصوف، طلعت غنام ص66.
[18]- نشأة الفكر الفلسفي 3/ 42.
[19]- الرسالة 2/ 550،551
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[17 - 07 - 05, 12:42 ص]ـ
ما شاء الله لله درك وعلى الله اجرك
كلام رصين وتأصيل متين من شيخ جليل يوضع على الرأس والعين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/313)
ـ[علي الصويلح]ــــــــ[17 - 07 - 05, 11:10 م]ـ
تأصيل رائع للتصوف، وشكرا للشيخ / لطف الله خوجة على ذلك ...
ولكني أود من الشيخ لطف الله خوجة لو أعطاني مصدر الكلام التالي .. بأي كتاب أجده؟ مع ذكر رقم الصفحة؟؟؟
فالصوفية يقرون بأن مصطلح (الصوفية) حادث. لكنهم يقولون: الأحوال الصوفية موجودة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، تمثلت في أهل الصفة. ولأجله ذهب بعضهم إلى أن أصل التصوف مشتق من (الصُّفّة)، وهو مكان كان يأوي إليه الفقراء في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ترجم منهم لأئمة التصوف: جعل أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضوان الله عليهم أوائل الصوفية، ونسب إليهم كلمات في المقامات والأحوال.
والوصف المشترك بين جميع من نُسبوا إلى التصوف من أئمة القرون الثلاثة الأولى هو: الزهد، والمجاهدة. الزهد في متاع الحياة الدنيا، ومجاهدة النفس لتهذيبها، ونفي عيوبها.
ونتيجة هذا: تمثل التصوف في الزهد والمجاهد. فكل زاهدٍ مجاهدٍ متصوفٌ، ومن له حال في الزهد والمجاهدة فهو: صوفي. هكذا قال بعضهم!!. لكنهم لم يتفقوا على رأي واحد في أصل كلمة "صوفية" واشتقاقها، فما قرره بعضهم نقضه آخرون،
وجزاكم الله ياشيخ كل خير .......
ـ[زياد عوض]ــــــــ[19 - 07 - 05, 01:00 ص]ـ
الأخ لطف الله خوجة: شكر الله لك على هذا البحث القيم 0
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 07 - 05, 11:14 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذا المبحث المفيد.
وفي كتاب (جناية التأويل الفاسد على العقيدة الإسلامية) للدكتور محمد أحمد نوح -دار ابن عفان
بحث مفيد كذلك ص 481 - 487.
ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[22 - 07 - 05, 11:55 م]ـ
جزيتم خيرا، كلام طيب ومفيد(31/314)
هل السجود للبشر شرك أكبر مطلقا؟؟
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[18 - 07 - 05, 02:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إخواني في الله, من المعلوم أن السجود للشجر والحجر والصنم والقبر شرك أكبر مطلقا, لأنه صرف عبادة لغير الله, ولا ينظر في الفاعل هل قصد العبادة أم لم يقصد, وهل استحل أم لم يستحل.
ولكن سؤالي: هل السجود للآدمي شرك أكبر مطلقا, أم يفرق بين من كان قصده العبادة ومن كان قصده التكريم, فالأول مشرك والثاني مرتكب لكبيرة من الكبائر؟
فإن كانت الإجابة هي أنه شرك أكبر مطلقا؛ فكيف أبيح للشرائع قبلنا مع أن الشرك محرم في جميع الشرائع؟
وقد وجدت فتوى للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عن الإنحناء للبشر, ففصل فيها وفرق بين من نوى العبادة ومن نوى التكريم.
فهل تطبق فتواه على السجود لأن الانحناء من أنواع السجود كما هو معلوم وذكره أهل العلم؟
وقد سألت أحد المشايخ السلفيين عن هذه المسألة فقال لي بالفرق الذي ذكرته.
فما رأيكم؟
وبارك الله فيكم
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[19 - 07 - 05, 01:59 م]ـ
أرجو من الإخوة المشاركة وإثراء الموضوع فإنه مهم
ـ[المستفيد7]ــــــــ[19 - 07 - 05, 04:26 م]ـ
لماذا أمر الله الملائكة أن تسجد لآدم؟
السؤال:
لماذا أمر الله الملائكة أن تسجد لآدم؟ ولماذا سجد إخوة يوسف ليوسف؟ أعرف أن السجود يجب أن يكون لله.
الجواب:
الحمد لله
السجود يكون على وجهين:
* يكون تعظيماً وتقرباً إلى من سُجِدَ لهُ، وهذا سُجود عبادة ولا يكون إِلاَّّ لله وحده في جميع الشرائع.
* النوع الثاني من السجود، سُجود تحيَّة وتكريم وهذا هو السُّجود الذي أَمَر الله الملائكة به لآدم فسجدوا له تكريماً، وهو منهم عبادة لله سبحانه بطاعتهم له إذْ أمرهم بالسجود.
وأمّا سجود أَبَويْ يُوسُف وإخوته له فكذلك هو من سجود التحية والتكريم، وقد كان جائزاً في شريعتهم، وأمّا في الشريعة التي جاء بها خاتم النبيين محمدٌ صلى الله عليه وسلّم فلا يجوز السجود فيها لغير الله مطلقاً، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ". ونهى النبي عليه الصلاة والسلام معاذاً عن السجود له لمّا ذكر أن أهل الكتاب يسجدون لعظمائهم، وذكر الحديث المتقدم، وتحريم السجود لغير الله مطلقاً في هذه الشريعة هو من كمالها في تحقيق التوحيد وهي الشريعة الكاملة في كُلِّ ما اشتملت عليه من الأحكام، قال تعالى: (اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
كتبه
فضيلة الشيخ
عبدالرحمن بن ناصر البراك
http://saaid.net/Warathah/ALBarak/24.htm
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[19 - 07 - 05, 10:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ولكن هل أفهم من كلام الشيخ وفقه الله أن السجود للبشر إن كان بنية التكريم محرم وليس شركا أو كفرا؟
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[25 - 07 - 05, 02:35 م]ـ
للرفع
أتمنى المشاركة من إخواني الكرام, هل سكوتكم يعني موافقتي إلى ما ذكرته؟
من كان عده فائدة أو ملاحظة عليه فليفدنا؟
وبارك الله فيكم.
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[26 - 07 - 05, 04:14 ص]ـ
السلام عليكم:
لعل هذه المشاركه تفيدكم وقد أصيب فيها وقد أخطأ
السجود لايكون الا لله عز وجل ولهذا قال تعالى (وأن المساجد لله فلاتدعو مع الله أحدا)
وفسرت المساجد بأنها مواضع السجود، واللام في قوله تعالى (لله) للإستحقاق فالسجود
لغير الله شرك لأنه صرف عبادة مستحقة لله عزوجل.
وأما السجود في الشرائع السابقه فقد كان مأذونا به كما ذكر الشيخ البراك إن كان للتكريم
وشريعتنا نسخت هذا الحكم فأصبح شركا، لأن الشريعه المحمديه أشد الشرائع في باب العقائد
وأيسرها في باب الأحكام.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 07 - 05, 06:36 ص]ـ
سجود التحية والتكريم الذي كان مباحا عند من قبلنا ليس شركا عندنا بعد أن نسخت إباحتَه شريعتنا
بل
هو من باب المباح المنسوخ بالتحريم
وليس من باب الشرك المنسوخ بالتوحيد
فليس الشرك مباحا عند دين من الأديان السابقة
فالأنبياء دينهم واحد - العقيدة - وأمهاتهم شتى - تختلف شرائعهم -
وسجود الزوجة لزوجها الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم هو من هذا الباب وهو سجود التحية له وهو الانحناء
والله أعلم
ـ[زياد عوض]ــــــــ[27 - 07 - 05, 01:23 ص]ـ
جزى الله خيراً " الشيخ إحسان "وأحسن إليه
ـ[أبو لجين]ــــــــ[27 - 07 - 05, 01:30 ص]ـ
السجود للبشر
ومثله الانحناء عند السلام
وكذلك القيام للأشخاص
كلها بها من معاني التعظيم ما لا يصح إلا أن يكون لله
لا تكون شركاً إلا إذا كانت بوجه التعبد
وما كان سنة أو مباحاً في دين من قبلنا لا يكون شركاً مخرجاً من الملة في ديننا!
فالأنبياء دينهم واحد، إلا أن شرائعم شتى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/315)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[27 - 07 - 05, 03:33 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
وأتمنى لو يثرينا أحد الإخوة بكلام أو فتوى لأحد من أهل العلم فبها التصريح بأنه إن لم يكن على وجه التعظيم لا يكون شركا
فقد بحثت فلم أجد إلا فتوى الشيخ ابن إبراهيم رحمه الله وهي كافية, ولكن ليطمئن قلبي. (ابتسامة)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 07 - 05, 07:10 ص]ـ
قال الشيخ حامد العلي:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
... قال تعالى (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون) وقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)، وقال تعالى (يوم يدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون).
... وقال الإمام القرطبي: (وهذا السجود المنهي عنه قد اتخذه جهال المتصوفة عادة في سماعهم، وعند دخولهم على مشايخهم، واستغفارهم، فيرى الواحد منهم إذا أخذه الحال بزعمه، يسجد للأقدام لجهله سواء كان للقبلة أو غيرها جهالة منه ضل سعيهم وخاب عملهم) تفسيره 1/ 294
... وقال الإمام ابن القيم رحمه الله (ومن أنواع الشرك، سجود المريد للشيخ، فإنه شرك من الساجد والمسجود له، والعجب أنهم يقولون: ليس هذا سجود، وإنما هو وضع الرأس قدام الشيخ احتراما وتواضعا، فيقال: لهؤلاء ولو سميتموه ما سميتموه، فحقيقة السجود: وضع الرأس لمن يسجد له، وكذلك للصنم، وللشمس، وللنجم، وكله وضع الرأس قدامه) مدارج السالكين 1/ 344
... وقال: (وجاء شيوخ الضلال والمزاحمون للربوبية، فزينوا لمريدهم حلق رؤوسهم لهم، وكما زينوا لهم السجود لهم، وسموه بغير اسمه، وقالوا هو: وضع الرأس بين يدي الشيخ، ولعمر الله إن السجود لله تعالى هو وضع الرأس بين يديه سبحانه، وزينوا لهم أن ينذروا لهم، ويتوبوا لهم، ويحلفوا بأسمائهم، وهذا هو اتخاذهم أربابا وآلهة من دون الله، قال تعالى (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة، ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله، ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون، ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا، أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون).
... وأشرف العبودية، عبودية الصلاة، وقد تقاسمها الشيوخ، والمتشبهون بالعلماء والجبابرة، فأخذ الشيوخ منها أشرف ما فيها، وهو السجود، وأخذ المتشبهون بالعلماء منها الركوع، فإذا لقي بعضهم بعضا ركع له، كما يركع المصلي لربه سواء، واخذ الجبابرة منها القيام فيقوم الأحرار والعبيد على رؤوسهم عبودية لهم، وهم جلوس، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الأمور الثلاثة على التفصيل، فتعاطيها مخالفة صريحة له، فنهى عن السجود لغير الله، وقال: لا ينبغي لأحد أن يسجد لأحد، وتحريم هذا معلوم من دينه بالضرورة، فإذا جوز هذا المشرك، هذا النوع للبشر، فقد جوز العبودية لغير الله، وأيضا فالانحناء عند التحية سجود، ومنه قوله تعالى (وادخلوا الباب سجدا) أي منحنين، وإلا فلايمكن الدخول على الجباه … والمقصود أن النفوس الجاهلة الضالة أسقطت عبودية الله سبحانه، وأشركت فيها من تعظمه من الخلق، فسجدت لغير الله، وركعت له، وقامت بين يديه قيام الصلاة، وحلفت لغيره، ونذرت لغيره، وحلقت لغيره، وذبحت لغيره، وطافت لغير بيته … وسوت من تعبده من المخلوقين برب العالمين، وهؤلاء هم المضادون لدعوة الرسل، وهم الذين بربهم يعدلون، قال تعالى (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين) زاد المعاد 4/ 159ـ 161
... وهذا كله في السجود الذي هو عبادة، فهو شرك بالله تعالى لا خفاء فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/316)
*** أما سجود التحية الذي كان سائغا في الشرائع السابقة، ثم حرمه الله تعالى على هذه الأمة ـ لان الله تعالى أكمل لها كل شيء، حتى سد ذرائع الشرك فيها، هو أتم فيها من غيرها، لأنها خير أمة أخرجت للناس ـ أما سجود التحية فمن سجد به لغير الله فهو من أكبر الموبقات، وهو أولى بالوعيد الذي ورد في حديث: (من سره أن يتمثل الناس له قياما فليتبوأ مقعده من النار)، فهو من كبائر الذنوب، التي هي ذريعة إلى الشرك، ولكن لا يبلغ إلى الشرك الأكبر إن كان بقصد التحية، ولم يكن على وجه التقرب والتذلل لغير الله.
... قال ابن كثير عن سجود إخوة يوسف (وقد كان سائغا في شريعتهم، إذا سلموا على الكبير يسجدون له، ولم يزل هذا جائزا من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليه السلام، فحرم هذا في هذه الملة، وجعل السجود مختصا بجناب الرب سبحانه وتعالى) 2/ 492
... ولكن سجود التحية، لايتأتّى إلا إن وقع أمام من يقصد إكرامه عادة، ولهذا فالسجود للشمس أو القمر، أو لقبر، أو للصنم، أو للصليب، سجود شركي، لانه سجود تقرب وتذلل من جنس العبادة.
... قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أما تقبيل الأرض، ووضع الرأس، ونحو ذلك مما فيه السجود، مما يفعل قدام بعض الشيوخ، وبعض الملوك، فلا يجوز الانحناء كالركوع أيضا، كما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: الرجل منا يلقى أخا، أينحني له، قال لا) وأما فعل ذلك تدينا وتقربا فهذا من اعظم المنكرات، ومن اعتقد مثل هذا قربة وتدينا فهو ضال مفتر، بل يبين له أن هذا ليس بدين، ولاقربة، فإن أصر على ذلك استتيب، فإن تاب وإلا قتل) مجموع الفتاوى 1/ 372
... ولهذا قال أيضا (وحجرة نبينا صلى الله عليه وسلم، وحجرة الخليل، وغيرهما من المدافن التي فيها نبي أو رجل صالح، لا يستحب تقبيلها، ولا التمسح بها باتفاق الأئمة، بل منهي عن ذلك، وأما السجود لذلك فكفر) مجموع الفتاوى 27/ 308
... والحاصل أن السجود إن وقع من الساجد بين يدي من يكرمه بقصد التحية على وفق ما جرت به عادة قبيحة، فهو كبيرة من الكبائر، يستحق فاعله التعزير البالغ،وذريعة إلى الشرك والعياذ بالله، وفاعل ذلك ومن يرضى به، أولى بالوعيد الذي جاء في حديث (من سره أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار).
... وإن وقع من الساجد على وجه التقرب والتذلل، كما لو وقع للقبر ونحو ذلك، فهو عبادة مصروفه لغير الله تعالى، وفاعلها واقع في الشرك، يبين له، فإن أصر فهو مرتد والله أعلم.
http://69.72.226.92/npage/fatwa_open.php?cat=&id=2547
ـ[بن سعيد]ــــــــ[27 - 07 - 05, 07:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مسألة السجود للبشر
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا} رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ). (وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {لَا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ، وَلَوْ صَلُحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا، وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ مِنْ قَدَمِهِ إلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ قُرْحَةً تَنْبَجِسُ بِالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ تَلْحَسُهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ} رَوَاهُ أَحْمَدُ). (وَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {لَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا؛ وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا أَمَرَ امْرَأَتَهُ أَنْ تَنْقُلَ مِنْ جَبَلٍ أَحْمَرَ إلَى جَبَلٍ أَسْوَدَ، وَمِنْ جَبَلٍ أَسْوَدَ إلَى جَبَلٍ أَحْمَرَ، لَكَانَ نَوْلُهَا أَنْ تَفْعَلَ} رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ). وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: {لَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ مِنْ الشَّامِ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُعَاذُ؟ قَالَ: أَتَيْتُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/317)
الشَّامَ فَوَافَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ وَبَطَارِقَتِهِمْ فَوَدِدْتُ فِي نَفْسِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ لَك، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلَا تَفْعَلُوا، فَإِنِّي لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، وَاَلَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا، وَلَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ} رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ).
وَقِصَّةُ السُّجُودِ ثَابِتَةٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ الْبَزَّارِ وَمِنْ حَدِيثِ سُرَاقَةَ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ، وَمِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ عِنْدَ أَحْمَدَ وَابْنِ مَاجَهْ، وَمِنْ حَدِيثِ عِصْمَةَ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ وَعَنْ غَيْرِ هَؤُلَاءِ، وَحَدِيثُ عَائِشَةَ الَّذِي سَاقَهُ ابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وَفِيهِ مَقَالٌ، وَبَقِيَّةُ إسْنَادِهِ مِنْ رِجَالِ الصَّحِيحِ. وَحَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى سَاقَهُ ابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ صَالِحٍ، فَإِنَّ أَزْهَرَ بْنَ مَرْوَانَ وَالْقَاسِمَ الشَّيْبَانِيَّ صَدُوقَانِ، فَهَذِهِ أَحَادِيثُ فِي أَنَّهُ لَوْ صَلُحَ السُّجُودُ لِبَشَرٍ لَأُمِرَتْ بِهِ الزَّوْجَةُ لِزَوْجِهَا يَشْهَدُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ وَيُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضًا. وَيُؤَيِّدُ أَحَادِيثَ الْبَابِ مَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: {أَتَيْتُ الْحِيرَةَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ، فَقُلْتُ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ أَنْ يُسْجَدَ لَهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إنِّي أَتَيْتُ الْحِيرَةَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُسْجَدَ لَك، قَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ مَرَرْتَ بِقَبْرِي أَكُنْتَ تَسْجُدُ لَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَلَا تَفْعَلُوا لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ النِّسَاءَ أَنْ يَسْجُدْنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ لِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ الْحَقِّ} وَفِي إسْنَادِهِ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَأَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي الْمُتَابَعَاتِ. قَوْلُهُ: (دَخَلَتْ الْجَنَّةَ) فِيهِ التَّرْغِيبُ الْعَظِيمُ إلَى طَاعَةِ الزَّوْجِ وَطَلَبِ مَرْضَاتِهِ وَأَنَّهَا مُوجِبَةٌ لِلْجَنَّةِ. قَوْلُهُ: (إذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلَى فِرَاشِهِ) قَالَ ابْنُ أَبِي حَمْزَةَ: الظَّاهِرُ أَنَّ الْفِرَاشَ كِنَايَةٌ عَنْ الْجِمَاعِ وَيُقَوِّيهِ قَوْلُهُ: {الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ} أَيْ لِمَنْ يَطَأُ فِي الْفِرَاشِ،
وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَنْ سَجَدَ جَاهِلًا لِغَيْرِ اللَّهِ لَمْ يُكَفَّرْ
وَفِي بَعْضِ طُرُقِ حَدِيثِ مُعَاذٍ {وَنَهَى عَنْ السُّجُودِ لِلْبَشَرِ، وَأَمَرَنَا بِالْمُصَافَحَةِ} قُلْت: وَهَذَا السُّجُودُ الْمَنْهِيُّ عَنْهُ قَدْ اتَّخَذَهُ جُهَّالُ الْمُتَصَوِّفَةِ عَادَةً فِي سَمَاعِهِمْ، وَعِنْدَ دُخُولِهِمْ عَلَى مَشَايِخِهِمْ، وَاسْتِغْفَارِهِمْ فَتَرَى الْوَاحِدَ مِنْهُمْ إذَا أَخَذَهُ الْحَالُ بِزَعْمِهِ يَسْجُدُ لِلْأَقْدَامِ سَوَاءً كَانَ لِلْقِبْلَةِ أَوْ غَيْرِهَا جَهَالَةً مِنْهُ ضَلَّ سَعْيُهُمْ، وَخَابَ عَمَلُهُمْ فَانْظُرْ - رَحِمَنَا اللَّهُ - وَإِيَّاكَ إلَى قِصَّةِ مُعَاذٍ الْمُتَقَدِّمَةِ، وَقَوْلِهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّك أَوْلَى بِذَلِكَ يُؤْخَذُ مِنْهَا مِنْ الْفَوَائِدِ النَّفِيسَةِ: التَّحَرُّزُ عَنْ مُخَالَطَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَالْبُعْدُ مِنْهُمْ إذْ أَنَّ النُّفُوسَ تَمِيلُ غَالِبًا إلَى مَا يَكْثُرُ تَرْدَادُهُ عَلَيْهَا - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[27 - 07 - 05, 04:38 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 12:57 ص]ـ
قال الأخ (أبو عبدالله الأثري)
(وقد وجدت فتوى للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عن الإنحناء للبشر, ففصل فيها وفرق بين من نوى العبادة ومن نوى التكريم.)
ياليت أحد الإخوان يضع هذه الفتوى لأهميتها.(31/318)
نشر البدع من خلال التعصب المذهبي لماذا وكيف؟ صالح الأسمري أنموذجا!
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[21 - 07 - 05, 10:45 ص]ـ
لقد كان في قصص بعض من انتكس وتستر بالسنة برهة من الزمن ثم بدأ ينفث سمومه بخفاء وتقية عبرة!
فقد بدأ وهو يظهر ثوب السنة ويدرس كتب العقيدة السلفية ويجمع حوله التلاميذ (المريدين)!
ثم انتفش وتبجح وزعم أنه لايجارى في علومه من علماء عصره
فأصبح المساكين يصدقون ذلك الرجل! لماذا وكيف؟
يبدأ أولا بتأصيل التعصب للمذهب الحنبلي ثم يقرر لمريديه أنه لابد من السير على المذهب ومعرفة المحققين فيه وعدم تجاوزهم؟
فيصدقه المساكين _وما دورا أنه يريد بذلك أمرا غير ما يظنون! لماذا؟ وكيف؟
يريد ~ان ينشر لهم البدع والشرك عن طريق ما قاله بعض المتأخرين من الحنابلة الذين وقعوا في البدع والخرافات؟ فيقول لهم انظروا _ألا ترون؟ هذا قول فلان-يرحمه الله
فشد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم جائز في المذهب الحنبلي قاله فلان-يرحمه الله
يرحمه الله- يرحمه الله- يرحمه الله
هل تعلمون أن من يخالف المذاهب الأربعة ويخرج عنها يستحق التعزيز بالسجن أو بغيره؟
نعم نعم إن سجن العلماء لابن تيمية كان صوابا
هذا ما قاله الأسمري
وهل تعلمون أنه في شريط ((فقه الدعاء)) وهو موجود على الشبكة ينسب القول بجواز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم للحنابلة!!!
اكتشاف خطير من رجل ملبس
وإذا جاء لأهل السنة قال الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب ويمدح دعوة التوحيد ثم إذا اختفى عنهم نشر سمومه وطعن في الوهابية وذمهم؟؟
فيا أهل السنة أفيقوا وانتبهوا من هذا الرجل الملبس؟ لاتغتروا بدعوته للتعصب للمذاهب؟ فإن وراء الأكمة ما ورائها؟؟
ـ[الغزالي التونسي]ــــــــ[21 - 07 - 05, 11:03 ص]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الله بن خميس جعلك الله حصنا حصينا من حصون السنة وسيفا مسلولا في وجوه أعدائها.
ونسأل الله أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يثبتنا على السنة وأن يميتنا عليها إنه ولي ذلك والقادر عليه
قال الحسن البصري: (والله إنّ السنّة بين الغالي والجافي وإنّ أهل السنة أقلّ النّاس في من مضى وهم أقل النّاس في من بقي الذي لم يذهبوا مع أهل البدع في بدع ولا مع أهل الترف في ترفهم وبقوا على سنتهم حتى لقو ربهم فكذلك فكونوا) أو كما قال رحمه الله.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[21 - 07 - 05, 02:12 م]ـ
بارك الله فيكم
وقد سمعت مِن الشيخ الوليد سيف النصر حفظه الله أن هذا الأسمري قال عن كتاب الاعتصام للشاطبي رحمه الله: ((حقُّه الإحراق))
وله مكالمة مسجلة مع إحدى النساء يذم فيها من سماهم الوهابية وأنصار السنة بمصر, ويقول لها خذي الفتاوى من الأزهر, ولا بأس بالصلاة في المسجد الذي فيه قبر على مذهبها وهو الشافعي, والمولد بدعة حسنة.
نسأل الله العافية والثبات على السنة, وأن يبصِّر المغترين به والذين يحسنون الظنَّ به -وقد كنت واحدا منهم-.
والله الموفق
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[21 - 07 - 05, 11:52 م]ـ
شكر الله لكم
وهذا نص المكالمة التي كشفت عن عقيدته
المكالمة التي اعترف بها الأسمري
وحاول ردها - فيما بعد - بحجج واهية:
حقيقة صالح الأسمري
المتصلة: أنا باخذ درس عند أخت يعني باحضر لأخت درس فالأخت بتقول كلام يا شيخ سبحان الله يعني أشياء كتيره مش فهماها فأنا قلت أسأل حضرتك.
الأسمري: عفواً أنت مثقفة أم أمية؟
المتصلة: أنا بفضل الله جامعية يعني.
الأسمري: جامعية! في أي تخصص عفواً؟
المتصلة: لغة عربية، فإحنا لما كنا بمصر كنا بنروح الحسين والسيدة زينب ونزور أنا ووالدتي وإخواتي وبعدين لما جيت الخليج لقيت الأخت بتقول كلام غريب، بتقول لا المفروض الواحد ما يروحش الأماكن دي لأن دي تعتبر شرك.
الأسمري: تسجلين أنت أم لا.
المتصلة: نعم يا شيخ
الأسمري: تسجلين كلامي أنت أم لا؟
المتصلة: لا يا شيخ ليه حضرتك
الأسمري: لأن بعض الأخوات يسألن ويسجلن ويروحون يسببون فتنة
المتصلة: سبحان الله شيء غريب
الأسمري: أيوه طيب واصلي
المتصلة: المهم حضرتك بقول لحضرتك كنا بنروح نزور أنا ووالدتي وإخواتي
الأسمري: تزورون الحسين!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/319)
المتصلة: الحسين والسيدة زينب ونصلي هناك، وبعدين لما جيت هنا قطر وحضرت للأخت الدروس لقيتها بتقول أن ده غلط وإن دوّن من الشرك، وإن ده من أعمال الصوفية وإن الصوفية على ضلال وإن المفروض ما نحتفلش بمولد النبي وإن ده من البدع.
الأسمري: ولماذا أنت اخترتيني بالاسم.
المتصلة: إيه؟
الأسمري: لماذا تسألين الأسمري بالذات؟
المتصلة: لأني باحضر لحضرتك دروس وما شاء الله تبارك الله يعني
الأسمري: وين الدروس
المتصلة: في مركز الدعوة والإرشاد.
الأسمري: يوم الأربعاء؟
المتصلة: نعم
الأسمري: في الدورات الأخرى أيضاً؟
المتصلة: لا مش في الدورات الأخرى بصراحة
الأسمري: فقط الأربعاء؟
المتصلة: نعم.
الأسمري: شوفي أختي الفاضلة.
المتصلة: نعم.
الأسمري: التصوف لا شيء فيه.
المتصلة: نعم
الأسمري: لكن هناك شطحات وأخطاء وقع فيها منتسبون إلى التصوف، لا نوافقهم في شطحاتهم وأخطائهم، من ذلك الطواف حول الأضرحة، من ذلك السجود لهذه الأضرحة، فهذه أخطاء وشطحات لا يوافق عليها.
المتصلة: نعم
الأسمري: القول بأن الطرق الصوفية باطل، وأن المتصوفة ضلال هذا خطأ، غير صحيح، وهذا الذي ينشره الوهابية أنصار السنة المحمدية عندكم في مصر وأمثالهم، وهؤلاء جهال ضلال لا يؤخذ بكلامهم، معي؟ باختصار.
المتصلة: طيب إحنا بنشوف مشايخنا في الأزهر ..
الأسمري: خذي بكلام الأزهر وكلامهم مزهر، واتركي هذا الكلام الذي يذكره الوهابية وأنصار السنة المحمدية، لكن بس احذري الشطحات التي يقع فيها إيش؟
المتصلة: الصوفية
الأسمري: الصوفية، المنتسبين للصوفية
المتصلة: دالوقتي يا شيخ أنا دالوقتي لما بروح أزور أنا ووالدتي وإخواتي الحسين دالوقتي عايزه أعرف لأن أنا مش عارفه
الأسمري: يجوز يجوز أن تزور المرأة قبر الحسين والبدوي وغيرهم لا شيء في ذلك
المتصلة: ما فيش أي شيء والصلاة برضه يا شيخ يجوز؟
الأسمري: الصلاة لله بس لا تشدين يعني لا تسافرين
المتصلة: وبتقول ما نصليش في المساجد اللي فيه قبور
الأسمري: يجوز الصلاة في المسجد الذي فيه قبر، الصلاة صحيحة، لكن الأولى والأفضل أن الإنسان يبتعد عن المسائل المشتبهة لأن مذهب أحمد لا تجوز الصلاة فيها. معاي؟
المتصلة: نعم.
الأسمري: لكن مذهبكم في مصر مذهب الشافعية، مذهب الشافعية يقول يجوز الصلاة في القبر- أراد المسجد- الذي فيه قبر مع الكراهة، والكراهة تسقط إن احتيج إلى الصلاة فيه، وهل يحتاج الناس إلى الصلاة في هذه المساجد التي فيها أضرحة لأولياء من أولياء الله؟ الجواب: نعم، لكثافة السكان هناك وقلة المساجد المبنية المعمرة، وعليه فجائز أن تصلي المرأة في المسجد الذي فيه ضريح وقبر والقول ببطلان الصلاة أو عدم جوازها هذا غير صحيح على مذهبكم، معاي؟
المتصلة: مع حضرتك.
الأسمري: هناك شيئان عقيدة وهناك شريعة، الشريعة واحد يأخذ بمذهب من المذاهب الأربعة الإخوان وعندكم مذهب الشافعي.
المتصلة: بس هم بيقولوا الأخت بتقول إن الشيخ ابن باز رحمه الله هو اللي بيقول الكلام ده.
الأسمري: الشيخ ابن باز طبعاً على العقيدة الوهابية يقول بها، والشيخ محمد بن عبدالوهاب لما خرج اجتمع علماء المذاهب الأربعة وكتبوا فتوى بضلاله وجهله، وأفتى الأزهر بضلاله وجهله.
المتصلة: يعني ما أخدش بيها
الأسمري: لا خذي بالأزهر خذي مذهبكِ مذهب الشافعية.
المتصلة: طيب يا شيخ معلش يا شيخ سؤال أخير.
الأسمري: هذا كلام أخصك به لما جعلت هذا أمر خاص بي أنا، ذمتي تبرأ بالكلام هذا. لكن هذا الكلام لا ينشر ولا يقال لأحد.
المتصلة: طبعاً، بالنسبة للبدعة، هل كل حاجة يقولوا بدعة بدعة.
الأسمري: لا بدعة حسنة و ...
المتصلة: يعني مولد النبي يقولوا لا بدعة ما ..
الأسمري: مولد النبي بدعة حسنة ينبغي الاحتفال به، لكن ما يقع في الموالد اليوم في العالم الإسلامي شيئان: يا فيه أشياء محرمة اختلاط محرم مثلاً، واحد يطعن نفسه يقول لأجل محبة الرسول يقطع شيء من جلده فهذا لا يجوز، الشيء الثاني فقط مجرد ابتهال ونشيد وقراءة سيرة الرسول وشكر الله على هذه النعمة هذا جائز باتفاق المذاهب الأربعة واختلفوا في استحسانه والجمهور على استحسان بدعة المولد، معي؟
المتصلة: نعم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/320)
الأسمري: .. كلام غير واضح .. كما قال النبي ?: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها" ثم قال: "ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها" وكذلك لما جمع عمر ابن الخطاب الناس على صلاة التراويح على إمام واحد قال: "نعمت البدعة" يعني بدعة حسنة، أيضاً عثمان بن عفان لما ابتدع الأذان الأول قال: " لقد سننت في الإسلام سنة حسنة".
المتصلة: نعم.
الأسمري: عمر بن الخطاب لما أنشأ الدواوين يعني الناس يتوظفون بفلوس ابتدعها وقال: "هي بدعة حسنة" قالها عمر، فيه بدع حسنة وفيه بدع مباحة وفيه بدع قبيحة والقبيح ممكن حرام وممكن مكروه فقط، هذا الذي عليه اتفاق المذاهب الأربعة، أنا قلت لك في الفروع في الفقه خذي بالمذاهب الأربعة، وفي العقيدة خذي بعقيدة الأشاعرة أو الماتريدية أو أهل الحديث، هذولا هم الطائفة الناجية.
المتصلة: الأشاعرة أو مين يا شيخ؟
الأسمري: أو الماتريدية أو أهل الحديث هؤلاء هم الطائفة الناجية.
المتصلة: في العقيدة؟
الأسمري: نعم، أهل الحديث لا يدخل فيهم الوهابية.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فقد وقفتُ على كلام لبعض المتصدِّرين، رأيتُه ارتقى فيه مرتقىً صعباً، وجازف فيه ما شاء له هواه، ومع ذلك: يرمي غيره بدائه؛ مصداقاً للمثل السائر: ((رمتني بدائها وانسلّت))!
وقد رأيتُه كالمنفلت من قيوده، يدخل من طاق، ويخرج من باب، ويتشبّث بكل ما يخطر بباله من ذلك قوله:
((قال ابن النجار في شرح المختصر: جمهور أصحابنا على أن شيخ الإسلام مقلد، وليس بمجتهد !! وقيل: هو مجتهد! وهو قول ضعيف!))
كذا نقل عن ابن النجار!!
و للجواب على ذلك أقول و بالله أستعين:
أولا:
لا بد أن نعلم ما قاله الأصوليون لنعلم هل شيخ الإسلام مقلد أم ماذا؟؟؟
التقليد كما الإحكام للآمدي ج: 4 ص: 245: ((عبارة عن العمل بقول الغير من غير حجة ملزمة وهو مأخوذ من تقليده بالقلادة وجعلها في عنقه))
ثانيا:
أنقل كلاماً لمحمد بن مفلح الحنبلي الذي نقل (!) عنه المعترض لتتضح الحقيقة.
قال العلامة ابن مفلح في كتابه النفيس ((أصول الفقه)) (4/ 1552):
(مسألة): لا يجوز خُلُوّ العصر عن مجتهد عند أصحابنا وطوائف. قال بعض أصحابنا (): ذكره أكثر من تكلم في الأصول، في مسائل الإجماع، ولم يذكر ابن عقيل خلافه إلا عن بعض المحدثين.
ثم قال ص 1554: ((وقول بعض أصحابنا وبعض الشافعية: ((عُدِم المجتهد المطلق من زمن طويل، مع أنه الآن أيسر فيه نظر)) انتهى وانظر (ص1557 - 1558) من كتابه.
وقد نقل ابن النجار الفتوحي الحنبلي كلام ابن مفلح، وأقرَّه، وقال (): ((قال في "شرح التحرير () ": وهو كما قال؛ فإنه وُجد من المجتهدين بعد ذلك جماعة؛ منهم: الشيخ تقي الدين ابن تيمية - رحمه الله -، قال ابن العراقي: والشيخ تقي الدين السبكي، والبلقيني)) أ. هـ كلامه.
وهذا النقل مغن عن التعليق على مجازفة هذا القائل!
وانظر " الرد على من أخلد إلى الأرض، وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض " للسيوطي؛ لترى جمهرة من النقول الموثقة، والأسماء اللامعة لطبقات مجتهدي الأئمة عبر القرون!
2 - ومن مجازفاته الباردة: زعمه أن المذاهب الأربعة (!) متفقة على أن البدعة نوعان!! وهو يريد بذلك الانتصار لمحسِّني البدع!
ولا يسعني - ههنا - نقل أقوال الأئمة في ذم كل بدعة في الدين؛ فهي أشهر من أن تُذكر، وأعظم من أن تُحصر؛ لا تخفى على من شدا طرفا من العلم، والله المستعان.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بقية ما ذكره أخونا الشيخ أبو عبد الرحمن حول مجازافات الأسمري
و من المجازافات الأخرى قوله: (لما أفتى شيخ الإسلام أن زيارة القبر بشد الرحل لا تجوز ماذا فعل به؟ الجواب عزر لماذا لأنه خرج عن المذاهب الأربعة لأن المذاهب الأربعة باتفاق أنه جائز وليس محرم فكيف يكون فوق ذلك؟ فتعزيزهم لشيخ الإسلام على هذه القاعدة صحيح أم لا؟ الجواب صحيح وحجرهم عليه بسجنه صحيح أم لا؟ صحيح.)
وزعم الأسمري اتفاق المذاهب الأربعة (!) على أن البدعة نوعان!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/321)
وزعم أن الشافعي قرر في الرسالة (!) أنه لا يُحكم على كل ما ابتُدع بأنه ضلالة! شرح الأربعين النووية لصالح الأسمري ..
وزعم أن الفقهاء قرروا (!) أن من أحدث قولاً يخرج به عن المذاهب المتبوعة فإنه يُعزّر ويحجر عليه!! .. وابن مفلح في الفروع (!!)
وعامة الفقهاء يقولون: لا يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة!!
وجازف؛ فزعم أن كل من أتى بعد القرن السادس لا يؤخذ بحكمه على الأحاديث إلا حكاية!! كأنه يعني: أن يُحكى تصحيحهم في سياق حكايات جُحا وألف ليلة وليلة! وزعم أنه قول جماهير (!!) المحدثين! يحكيه ابن الصلاح!!
ثم استروح بالتشبث بقول العلامة المعلمي: تحسين المتأخرين فيه نظر!!
ثم استحل بدعة المولد بما نقله عن جمهور الأصوليين أن: مطلق (!) () الترك لا يقتضي المنع!
زعم الأسمري أن الإسبال مكروه في (!) المذاهب الأربعة، وهو خاص بالخيلاء (!) و حكى بعضهم (!) الإجماع على ذلك!!
قلت: بل إن الحقيقة غير ذلك إذ جاء في العارضة (7/ 175):
قال ابن العربي: يجوز لرجل أن يجاوز بثوبه كعبه، ويقول: لا أتكبر فيه، لأن النهي قد تناوله لفظاً وتناول علته ولا يجوز أن يتناول اللفظ حكماً فيقال: يمتثله لأن تلك العلة ليست في فإنه دعوى لا تسلم له، بل إني لستم ممن مخالفة للشريعة و من تكبره يطيل ثوابه وإزاره: فكذبه معلوم في ذلك قطعاً.ذيله: دالة على تكبيره أهـ.
وفي الفتح (ح: 5791) كلام جيد في توجيه المنع من الإسبال مطلقاً، ثم قال: وحاصله: أن الإسبال يستلزم جر الثوب، وجر الثوب يستلزم الخيلاء، ولو لم يقصد اللابس الخيلاء، ويؤيده: ما أخرجه أحمد بن منيع .. عن ابن عمر في أثناء حديث رفعه: وإياك وجر الإزار؛ فإن جر الإزار من المخيلة
قال ابن عبد البر في الاستذكار (26/ 188): وقد كان ابن عمر يكره أن يجر الرجل ثوبه على كل حال؛ خيلاء كان ذلك [و] بطراً أو غير خيلاء ولا بطراً ... والحجة لابن عمر: حديث مالك في هذا الباب.
وقال في التمهيد () (3/ 244 - 246):
وهذا الحديث () يدل على أن من جر إزاره من غير خيلاء ولا بطر: أنه لا يلحقه الوعيد المذكور، غير أن جر الإزار، والقميص، وسائر الثياب: مذموم على كل حال ... قال ?: ((إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، ولا جناح عليه فيما بين ذلك إلى الكعبين، [و] ما أسفل من ذلك: ففي النار)).
يعني: أن هذا مستحق: من فعل ذلك وهو عالم بالنهي، مستحق بما جاءه عن نبيه ?، وإن عفا الله عنه؛ فهو أهل العفو وأهل المغفرة.
ومما يدل على أن جر الإزار مذموم على كل حال: ما ذكره أبو زرعة؛ قال: حدثنا محمد بن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة: أنه أخبرهم عن زيد بن أسلم؛ قال سمعت عبد الله بن عمر يقول لابن ابنه عبد الله بن واقد: يا بني؛ ارفع إزارك؛ فإني سمعت رسول الله يقول: لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء.
ألا ترى أن ابن عمر لم يقل لابن ابنه: هل تجره خيلاء؟ بل أرسل ذلك إرسالاً: خوفاً منه أن يكون ذلك خيلاء، ولو صح أنه ليس خيلاء؛ لدينه؛ إن شاء الله.
وفي التمهيد (3/ 249): وقد ظن قوم أن جر الثوب إذا لم يكن خيلاء؛ فلا بأس به!
(ثم ذكر قصة ابي بكر) وقال: وهذا إنما فيه: إن أحد شقي ثوبه يسترخي لا أنه تعمد ذلك خيلاء!! فقال له رسول الله ?: لست ممن يرض ذلك ولا يتعمده، ولا يظن بك ذلك!
وانظر للفائدة: التمهيد (20/ 226 - 227):
وفيه (20/ 228): روي عن عمر بن الخطاب أنه كان يكره فضول الثياب، ويقول: فضول الثياب في النار.
وهناك تقييدات أخر لأبي عبد الرحمن جزاه الله خيرا حال سفره دون تحريرها واستيفائها
و الحمد لله رب العالمين
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
حقائق لا يعرفها الكثيرون عن الأسمري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و أصلي و أسلم على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
قبل الدخول إلى هذه الحقائق أذكّر كل مؤمن بأن تكون غيرته على الدين والعقيدة، وألا ينتصر لنفسه، وألا يتعصب بالباطل لأحد مهما كان.
فدين الله تعالى يجب أن يكون أغلى وأعز ما ندافع عنه، وننتصر له، ونوالي ونعادي من أجله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/322)
وأذكر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع عنه، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال" رواه أبو داود.
ثم إنه يزداد عجبي يوما بعد يوم من أناس لا زالوا يدافعون عن الأسمري رغم الشريط الواضح البين الذي لا يدع مجالا للشك في انحرافه وبعده عن منهج السلف.
ولهذا كتبت هذه الحقائق، حتى يتبصر أهل البصائر، ويهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.
1 - نحن نعلم أن الأسمري درس عددا من كتب العقيدة السلفية النقية، وأن العبرة بحال الرجل وسيرته.
وهؤلاء المدافعون يقولون هذا الكلام، فيتوهم القارئ أن مشكلة الأسمري هي في هذا الشريط الذي تدور حوله الشكوك. والأمر ليس كذلك.
فمشكلة الأسمري عمرها يزيد على عامين، وجل ما في هذا الشريط قد قاله في دروسه ومجالسه، وأقول: جل هذه المسائل بناء على ما سمعته أنا وإلا فغيري سمع أشياء فوق ذلك.
2 - الرجل محترف في التدليس والتلبيس، فهو ينشر القول الفاسد تحت ستار حكاية القول عن غيره أو التمثيل لقاعدة من القواعد ويقرر الطلاب، فيقول مثلا: على هذه القاعدة هل يكون المولد بدعة؟ فيجيبون: لا. فيمضي دون تعليق أو بيان. وهكذا ينشر السموم دون أن يتبناها صراحة، لكنه في الوقت نفسه لا ينكرها، ولهذا حرنا في أمره، وقلنا: نحسن الظن، ولعل الرجل ما يقصد، ونرجو ألا يقصد، ونحو ذلك من الأعذار التي تبين لنا فيما بعد أنها أعذار واهية.
3 - ولما شعر الرجل بالمتابعة واليقظة من بعض الطلاب أخرج ما سماه بالإيناس، فازداد العجب من شأنه، لمناقضة كلامه الجديد لكلامه القديم. ثم ما لبث أن عاد لعادته في الدس والتلبيس.
4 - ومن جملة ما تفوه به وقرره:
- مسألة الاستغاثة بالأموات وأنها محل خلاف
- ثم صرح بأنها لا تكون كفرا إلا مع اعتقاد النفع والضر
- ومسألة المولد وأنه بدعة حسنة
- والبدع تنقسم إلى حسنة وسيئة
- والتبرك بذوات الصالحين جائز عند المذاهب الأربعة وكذلك شد الرحال
- وكل إنسان لابد أن يكون له طريقة
- والدعوة للتصوف بتوزيع كتاب قواعد التصوف لزروق المالكي
- والزعم بأن الأشاعرة والماتريدية هم أهل السنة،
- وأن السلف يفوضون في المعنى، وأهل الحديث المراد بهم المفوضة
- والاستشهاد بأحمد زيني دحلان مرات
- والغمز في الوهابية بدعوى التشدد – وغير ذلك مما نسيته الآن.
وأما الفتاوى الفقهية فحدث ولا حرج، فمما أثاره: الإسبال لغير الخيلاء- حلق اللحية – جواز النظر لصور النساء العارية في المجلات وغيرها – كشف وجه المرأة – جواز أخذ المرأة لشعر الحاجبين بالليزر- إلى غير ذلك من المسائل التي يعتمد فيها على حكاية قول فلان أو فلان، وهو في معرض الإفتاء، دون بيان خطئها.
وأما التعالم والتعاظم فخذ منه مثالا: فقد سأله أحد الإخوة عن الشيخ سفر والشيخ سلمان، فأجاب: لا أعرفهم، سمعت عنهم، الذي أعرفه أنهم ليسوا علماء!
إيقاظ: بمجرد ذكر هذه المسائل الخطيرة، سيقول لك المستمع والقارئ: إيت بما يثبت ذلك من شريط أو كتاب.
فلما جاءهم الشريط، لم يكن منهم غير التكذيب .. فلا حيلة مع المعاند والمتعصب.
5 - ولهذا فقد كثرت الشكوى والتذمر من قبل الرجال والنساء، وقاطع درسه جماعة ممن اغتروا به أولا، ورفع الأمر إلى جماعة من المسؤولين في وزارة الأوقاف القطرية، بل والسعودية، وهذا من نحو عامٍ أو أزيد.
فمن ظن أن المسألة في هذه الشريط فهو واهم حالم، فالأمر أكبر من ذلك.
6 - كان جواب عدد من المسؤولين دائما: أين ما يثبت ذلك؟ خاصة أنه بدأ يطرح مسائل العقيدة المخالفة في مجالسه الخاصة ويوصي أصحابها بالكتمان. وقد ووجه بمسألة توزيع كتاب التصوف فراغ وزاغ وأنكر وموه.
فغاية ما كان يُطمع فيه أن يسجل له كلام صريح يتبنى فيه شيئا من هذه الأفكار، مسألة أو مسأتين ولم يكن يتوقع أحد أن يساق إلى التصريح بثمانية مسائل في شريط واحد.
7 - من كان في شك من كلامي هذا فليسأل أكثر الطلاب صلة وقربا منه، وليسأله بالله أن يصدُقه: هل كان الأسمري يقرر هذه المسائل أم لا؟ وهل فهمتم أنتم عنه هذه الأقوال أم لا؟
ومن كان في شك فليتصل على المشايخ والدعاة والمسئولين في قطر وليسألهم عن صدق ما حكيت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/323)
8 - لا توجد فئة قامت بالتسجيل حتى يقال إنها باغية أو عادلة، قليلة أو كثيرة، وإنما هي امرأة متصلة، قام زوجها بالتسجيل، بدافع الغيرة على العقيدة، إدراكا منهما بأنه ربما اتهما بالكذب لو حكيا عنه كلاما دون بينة.
وقد بحثت عمن يعرف هذه المرأة وزوجها فعلمت أنهما من أهل الخير والاستقامة، ولا علاقة لهما بالجامية أو المدخلية.
وهذه نقطة مهمة فإن المدافعين بالباطل موهوا على الناس وأفهموهم أن الجامية وراء الشريط، حتى لا يلتفت الناس إليه. وهذا كذب، لا جامية ولا سرورية، هذا تصرف فردي، وأسأل الله أن يجزيهما خيرا فقد زالت الغشاوة عن كثيرين بسبب هذا الشريط.
9 - فبحمد لله اتضح الأمر، ورجع أكثر الذين كانوا يتعصبون للأسمري، واستحضر كل منهم ما كان سمعه من قبل في الدروس أو في المجالس وأيقنوا وجزموا بأن الرجل خرافي على منهج محمد علوي المالكي وأضرابه، وأن تدريسه لكتب العقيدة كان مكرا كبُارا، لكن الله غالب على أمره، والحمد لله. وأكثر هؤلاء الطلاب من اليمن، من أهل الإيمان والحكمة، وكنا نخشى أن نعود منقسمين متفرقين، يحمل بعضنا فتنة الأسمري إلى هناك، فالحمد لله الذي وقى وكفى وهدى.
10 - ولهذا فلا يحزن الإنسان حين يرى واحدا أو عشرة في الإنترنت يدافعون بالباطل أو عن حسن نية، فالحمد لله أن الذين كانوا من خاصته هنا قد تبين لهم الأمر. وإذا رجع الأسمري فسيفاجأ بما يقطع قلبه كمدا وحسرة، هذا إذا فرضنا أنه سيرجع، لا رده الله إلينا.
11 - والخطاب الآن لطلبة العلم في المملكة ممن يعنيه شأن هذا الرجل: كونوا أهل غيرة على هذه العقيدة، واحذروا من هذا المكر العجيب، وانظروا بطانة الرجل وخاصته، فلا يستبعد أن يوجه الصوفية عندكم طلابهم للدراسة عنده ليكثر طلابه في الظاهر، ويخرج عليكم كل يوم من يدافع عنه، ويلمع له. ولهذا لا يفوتكم التأمل في حق هذا المسمى (أبو عبد الله آل مقبول العتيبي) فقد يكون على نفس طريقته المنحرفة. وتأملوا قوله في دفاعه الساقط: (أما على سبيل التفصيل فإنك إذا أمْعنت النظر في كلام الشيخ صالح حفظه الله حول تلك المسائل لما وجدتَ أيَّ مخالفة، ولم يكن عندك أدنى شك في غير ذلك).
وإن سمح الوقت فسأعود لبيان ما في كشفه وذيله من التدليس والتلبيس.
12 - الأسمري أثبت التهمة على نفسه من حيث لا يشعر.
وذلك لأنه اعتذر أولا بالاستدراج. وهذا يعني أن الكلام الباطل هو كلامه، ولكنه عقب عليه في النهاية – حسب شهادة العتيبي- بقوله: (هذا ما تريدين أن تصلي إليه اتق الله …)
وربما ظن أن هذا الاعتذار سيقبله الناس منه، وما شعر بأن هذا عذر أقبح من ذنب، وأنه لا يقبله إلا معتوه مغفل. فانظر إلى قوله للسائلة: (تسجلين كلامي أنت أم لا؟) (لأن بعض الأخوات يسألن ويسجلن ويروحون يسببون فتنة) (خذي بكلام الأزهر وكلامهم مزهر، واتركي هذا الكلام الذي يذكره الوهابية وأنصار السنة المحمدية، لكن بس احذري الشطحات) (هذا كلام أخصك به لما جعلت هذا أمر خاص بي أنا، ذمتي تبرأ بالكلام هذا. لكن هذا الكلام لا ينشر ولا يقال لأحد.) وانظر هذه الأدلة التي ساقها ليثبت بها البدعة الحسنة .. هل هذا يناسب الاستدراج؟ اللهم لا، إلا عند من ألغى عقله وقال: عنز ولو طارت.
والمهم أن الأسمري لما تبين له قبح هذا الاعتذار وسقوطه، لجأ إلى أسلوبه المعهود في التدليس، فاعتذر بعذرين: الأول: أن الشريط مهندس وملفق .. وهذا يكذبه اعترافه الأول!
إلا إن قصد بهذه الجملة الكبيرة (هذا الشريط تم الإطلاع عليه، في هالزمن تُهَنْدَس الأشرطة وتُلَفَّق حتى إن الإنسان ليُنكر نفسه) وهذه (أو تُبْتَر نصوصه وكلماته وتُهَندس بطريقة أنه يقرر باطلاً، ويدعو إلى ضلال) أنه حُذف منه جملة الاستدراج! وحينئذ فلا جديد!
والعذر الثاني: أنه درس كتب العقيدة ووووو، وهذا كله قاله في تعليقه على كشف التدليس، فلا جديد أيضا.
وتلاحظون أن الأسمري لم يعتذر هنا بالاستدراج ولم يشر إليه مجرد إشارة، لأنه كما قلت عذر أقبح من ذنب، مع كون سياق الكلام ينافيه تماما.
وقفة: نحتاج فتوى من الأسمري ترخص لنا أن نبيح الحرام، ونحذر من أهل الحق، ونجعل البدعة سنة، والضال مهديا .. استدراجا للسامع!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/324)
ولا تعجب فهذه الفتوى أصدرها المدعو العتيبي بقوله: (وللمفتي أن يستدرج المستفتي من أجل أن يقف على ما في نفسه ثم بعد ذلك يبين الحكم ويكشف ما عنده من شُبَه) هزلت!
والخلاصة: أن الشريط للأسمري، بصوته، من بدايته إلى نهايته، لم تقحم فيه كلمة، ولم تحذف منه كلمة. وأما جملة الاستدراج فهي من كذب الأسمري عامله الله بما يستحق، وقد بينت أنه لا يوجد عاقل يسمع الشريط ثم يقبل هذا العذر. وسيرة الرجل – هنا في قطر- وكلامه ومجالسه تشهد بصدق هذا الشريط وتؤكده .. وأنا بعد سماعي للمكالمة ومعرفتي بحال السائلة أحلف بالله الذي لا إله إلا هو أن الأسمري كذاب، وأنه لم يتكلم بكلمة استداراج، وأنه ما ثم إلا هذا الكلام الذي أوصى صاحبته بكتمانه.
13 - وأخيرا: الأسمري أستاذ في الاستدراج والتدليس والتلبيس على طلابه، ولهذا عوقب بالاستدراج، ومن امرأة! فسبحان من يمهل ولا يهمل.
أسأل الله أن يرد كيد الأسمري وشره عن أهل التوحيد، وأن يقمع داعية الوثنية محمد علوي المالكي وأتباعه وأشياعه.
طرفة متعلقة بمحترف التدليس والتلبيس:
قال المتصل: (طيب يا شيخ نستأذنكم في نشر الكلام هذا الله يجزاك خير).
فأجابه الأسمري: (إذاً تنشره؛ تنشره كاملاً من أوله إلى آخره بعيداً عن اجتزاء النصوص وتقطيعها).
وهذا يدل على أنه يعلم أن المتصل كان يسجل المكالمة! وإلا كيف ينشر ما دار في الاتصال من أوله وآخره؟!
لكن اجمع هذا إلى قوله: (وعلى كل حال – اختصاراً أخي الفاضل – وأنا أثق أنك لا تسأل إلا لأجل التحقُّق بنيةٍ طيبة إن شاء الله)
ما شاء الله على الورع!
فهذا اتصال قد هندس له الأسمري ورتبه!!!
ومما فيه من المضحكات قوله للسائل: (ولذلك أخصُّك فأقول: هناك أمور ثلاثة)
وهذا من التدليس والمكر، ليظن الغبي أن الأسمري يستعمل كلمة (أخصك) فيما لا يحرص على كتمانه! تغطية على قوله للمتصلة: (هذا كلام أخصك به لما جعلت هذا أمر خاص بي أنا، ذمتي تبرأ بالكلام هذا)
على كل حال هناك أضاف إضافة مهمة وهي قوله: (لكن هذا الكلام لا ينشر ولا يقال لأحد) فخاف سعيك وبطل كيدك. (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله)
أرجو ممن لديه اشتراك في الساحة أن ينشر هذا المقال في موضوع مستقل والحمد لله أولا وآخرا.
وكتبه، أبو سعد الجنوبي
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الأسمري (بدعة المولد جائزة، والبدعة محمودة ومذمومة، وابن تيمية يستحق التعزير) مفرغ
الأسمري (بدعة المولد جائزة، والبدعة محمودة ومذمومة، وابن تيمية يستحق التعزير) مفرغ
ــــــــــ
الأسمري: طيب، الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ما حكمه؟ نعم؟
الأسمري: الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم جائز أو لا؟
مجموعة من الناس: غير جائز
الأسمري: ليش؟ ليش؟
الأسمري: بدعةٌ .. غير جائز .. يعني
الأسمري: غير جائز، ليش؟ معمر .. .. لا. ليش، نعم .. ..
أحد الحضور: الترك، الترك
الأسمري: مجرد الترك أن الرسول لم يفعله فدل على إيش؟ على عدم جوازه، لأن الصحابة لم يفعلوه فدل على عدم جوازه، وهل مجرد الترك يقتضي التحريم والمنع؟ إذا قلتم هذا قول يقول لكم الإنسان أنتم الآن تحرمون المولد، هل مطلق الترك يقتضي المنع .. نعم؟
أحد الحضور: .. .. ..
الأسمري: نعم؟ قول جمهور الأصوليين أنه لا يقتضي المنع .. قول جمهور الأصوليين أنه لا يقتضي المنع، إذا قيل بذلك هل يحرم المولد أم لا؟ نعم؟ إي نعم .. .. لا على هذا القول يحرم أم لا، القاعدة، القاعدة، القاعدة لا يحرم!!
ولذلك ايش يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في (اقتضاء الصراط) ايش يقول في (اقتضاء الصراط) تجاه المولد، نعم؟
أحد الحضور: ..................
الأسمري: لا هو، هو المسألة عند الأصوليين الترك له مناحي كما تفضل به الأخ نحن بسببه هو المقصود فمسألة إذا قام المقتضى على فعل شيءٍ فلم يُفعل، لا لمانع، فهل يدل على التحريم جمهور الأصوليين على، على ما سبق، وهو عدم التحريم، جمهور الأصوليين على ما سبق، وهو عدم، عدم التحريم.
لذلك ايش يقول شيخ الإسلام في (اقتضاء الصراط) في المولد؟ نعم؟
أحد الحضور: ............
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/325)
الأسمري: نعم، شيخ الإسلام لم يحرم المولد مطلقاً، ولم يمنعه مطلقاً في اقتضاء الصراط، بل فرق بين المؤمن المسدد الرشيد وبين عامة الناس، والمقصود حكاية قاعدة ورأي شيخ الإسلام ابن تيميه، فإذا قال قائل هي بدعة، وكل بدعة ضلالة، ما رأيكم؟ صحيح هذا؟ كل بدعة ضلالة؟ صحيح؟ نريد جواباً.
من درس الأصول؟ من درس الفقه؟ فقه الفروع؟ نعم .. اتفق .. اتفقت المذاهب الأربعة أنه ما كل بدعة ضلالة، بل البدعة نوعان: النوع الأول بدعة محمودة .. والنوع الثاني بدعة مذمومة.
بدعة محمودة وبدعة مذمومة، اتفقت المذاهب الأربعة على أن البدعة نوعان: بدعة مذمومة وبدعة محمودة.
ولذلك لو قال قائل: المولد لا يجوز لأنه بدعة وكل بدعة ضلالة، قيل: ليس بصحيح، على قول أصحاب المذاهب الأربعة أن ما كل بدعة ضلالة .. ما كل بدعة ضلالة، ولذلك نجد أيضاً أن كثيراً من الفقهاء لا يحكمون على كل ما ابتدع على انه ضلالة.
وهذا ما قرره الشافعي في الرسالة وجماعة
وليس المقصود تحقيق هذه المسائل، من مسألة المولد، من مسألة انقسام البدعة إلى ضلالة وغيرها، إنما المقصود إفهام ـ (استفهام) ـ المتلقي أثر القواعد الخمس.
فالقواعد الخمس مهمة جداً في فهم النص و التحقيق، فمن أحدث قولاً خرج به عن المذاهب المتبوعة أو قول الفقهاء وأئمة الإسلام لا يجوز له أن يأتي بقول ذلك.
قرر الفقهاء أن من أحدث قولاً يخرج به عن المذاهب المتبوعة فإنه يُعزر ويحجر عليه هذا الذي قرره من؟ الفقهاء .. ..
هذا مقرر في الفروع لابن مفلح في كتب المذاهب الأربعة، ليه؟ لأن أصحاب المذاهب الأربعة وعامة الفقهاء يقولون لا يجوز الخروج عن، عن الأربعة، هذا له علم ـ (علة) ـ أنه لا يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة.
ولذلك لما أفتى شيخ الإسلام أن زيارة القبر بشد الرحل لا تجوز ماذا فُعِل به؟ ماذا فُعِل به؟ الجواب: عزر .. .. لماذا؟ لأنه خرج عن المذاهب الأربعة، والمذاهب الأربعة بإتفاق أن شد الرحال إلى القبور جائز، وليس محرماً ...... فكيف يكون فوق ذلك.
فتعزيرهم لشيخ الإسلام على هذه القاعدة صحيح أم لا، الجواب: صحيح
وحجرهم عليه بسجنه صحيح أم لا، صحيح.
هذه قواعد يعرف بها الإنسان أثر، أثر هذه القواعد الخمسة السابقة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11714&highlight=%C7%E1%CD%E4%C7%C8%E1%C9
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[22 - 07 - 05, 12:18 ص]ـ
وهذا رابط لتحميل المكالمة:
http://www.livesalafi.com/salafy/uploading/asmari.ram
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - 07 - 05, 01:35 ص]ـ
الأخوان الفاضلان:
عبدالله بن خَميس والأثري،، جزاكما الله خيراً
هذا صوتُ الأسمريِّ بلا إشكال، وقد فوجئتُ بما سمعتُ من كلامٍ.
أنا أسمعُ عن كلام الأسمريِّ هذا من سنتين -تقريباً- ولكني لم أستمع إليه إلا الآن.
أصلحه الله وهداه.
إذا كان كلامُكَ حقاً يا شيخ صالح لم لاتصرِّح به! لم لاتريدُ نشرَه! أتخشى الناس!
لابدَّ من بيان أمره، فكثيرٌ من طلاب العلم مغترُّون به.
ـ[أبو حازم الهذلي]ــــــــ[22 - 07 - 05, 02:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا تفضل أحد الإخوة برابط شريط فقه الدعاء
ولكم مني الشكر والدعاء
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[22 - 07 - 05, 02:46 ص]ـ
مصيبته أكبر من ذلك
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - 07 - 05, 03:09 ص]ـ
أفِدْ بما عندك يا أخ عبدالرحمن المنيف؛ وجزاك الله خيراً.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[22 - 07 - 05, 04:36 ص]ـ
سبحان الله!
كيف يُدرِّس كتب الإمام محمد عبد الوهاب ويصفه بأنه ضال!
كيف درس على مشايخه الواسطية والتدمرية ثم يقول المذهب الصحيح في العقيدة الأشاعرة والماتريدية!!
ما هذه؟
ـ[العاصمي]ــــــــ[22 - 07 - 05, 04:53 ص]ـ
إن الضلالة كل الضلالة، أن تعرف ما كنت تنكر، و أن تنكر ما كنت تعرف.
أسأل الله السلامة و العافية.
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[22 - 07 - 05, 06:30 ص]ـ
أقول أحبابي في الله يفرح الأنسان عندما يجد من أخوانه من يدافع عن السنة والعقيدة السلفية
ويقمع البدعة وعقائد أهل الفلسفة والكلام، ويحارب التصوف الذي قد يكون طريق للشرك بالله.
ولكن هناك مسألة مهمة ألا وهي هل تمت مناصحة صالح الأسمري هداه الله من طلاب العلم المتمكنين أصحاب الإقناع بالدليل والحجة لرده الى طريق الحق.
أننا نحتاج الى طلاب علم ينصحون ويردون على المخالف بعيدا عن التعصب والشتائم وهذا ماكان يفعله الشيخ الأمام عبدالعزيز بن يرحمه الله برده على المخاف برفق ولين؛لأنه كان يحب الخير للجميع.
ـ[ضياء الشميري]ــــــــ[22 - 07 - 05, 09:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأكارم .............................. لقد كنت من سابق عهدي اعلم بحال هذا المفتون من قبل عدة اعوام. وكم اخذتني الدهشة عندما قرأت في هذا الملتقى المبارك من يبجله وينشر له بل ويدل على موقعه كعبة الجهل (كعبة العلم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/326)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[22 - 07 - 05, 09:48 ص]ـ
أفِدْ بما عندك يا أخ عبدالرحمن المنيف؛ وجزاك الله خيراً
ـ[محمد الناصري]ــــــــ[22 - 07 - 05, 12:14 م]ـ
هل في هذا الملتقى طلاب للشيخ صالح الأسمري،يوضحون الأمر ويسألون الشيخ عن هذه المسائل التي هي في ظاهرها مخالفة لمنهج أهل الحق،وفيها نصرة لأهل البدع بشتى طرائقهم.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[22 - 07 - 05, 01:48 م]ـ
هناك تلميذه الأخ (ذو المعالي)، ولا أظن أن هناك جوابا أحسن من جواب الأسمري نفسه
الذي اعتذر بإنه كان يستدرج المرأة السائلة والمتصلة
الحقيقة ليست مشكلة الأسمري في البدعة فقط، بل التستر بما هو خلافها!!!
ـ[أبو غازي]ــــــــ[22 - 07 - 05, 01:54 م]ـ
[ quote= الحقيقة ليست مشكلة الأسمري في البدعة فقط، بل التستر بما هو خلافها!!! [/ quote]
نعم أحسنت.
لا أدري كيف يرضى لنفسه بهذا الفعل؟ ألا يوجد عنده عزة نفس؟ يُدرِّس خلاف ما يعتقد!!
ثم بالهاتف يدعو إلى بدعه ويطلب من السائل عدم إخبار أحد بما قاله!!
أعوذ بالله
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[22 - 07 - 05, 04:35 م]ـ
سبحان الله، ماذا أنزل الليلة من الفتن؟ وماذا فتح من الخزائن؟!!!!!!!!!!!!!!!!
أحقا ما يقال؟؟؟؟
عفوك يا رب!!
ـ[المستفيد7]ــــــــ[22 - 07 - 05, 04:39 م]ـ
الاخ ابا حازم الهذلي:
هذا رابط اشرطة الدعاء:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=6248
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=6254
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=6255
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=6259
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[22 - 07 - 05, 07:11 م]ـ
عوا أيها الأخوة!!
هل هناك أكثر من (صالح أسمري)؟؟
أم هو واحد لا غير وله شرح على الآجرومية في النحو؟؟
الله المستعان
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[22 - 07 - 05, 11:18 م]ـ
هو نفسه أخي الفاضل أبا ندى (شارح الأجرومية) وكشف الشبهات، والأصول الثلاثة، وكتاب التوحيد، والواسطية، وحواشي على شرح الطحاوية. ثم بعد ذلك تخرج لنا هذه المكالمة!!! مع أشرطته الأخرى
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[22 - 07 - 05, 11:31 م]ـ
للاسف كنت ممن يحضرون دروسه ن وقد فتنت به، ولما أظهر ما اظهر من فساد المعتقد بغضته في الله، وسوف ارفق مقطع صوتي له وهو يلف ويدور يريد ان يثبت فيه أن شيخ الإسلام يستحق التعزير والسجن لأنه أفتى بخلاف المذاهب الأربعة!
وما هي الفتوى التي تخالف المذاهب الأربعة؟
حرمة شد الرحال لقبر النبي صلى الله عليه وسلم؟
المقطع تجدونه في المرفقات.
ـ[الصحبة الصالحة]ــــــــ[23 - 07 - 05, 12:46 ص]ـ
الأخ ابن مبارك
بالنسبة للشيخ صالح الأسمري فقد أراد بعض أهل العلم والمشائخ في الطائف أن يناقشوه في بعض المسائل والذي أعرفه أنه رفض ذلك.
* الأمر الآخر: الشيخ صالح انتقل إلى مدينة الرياض
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[23 - 07 - 05, 01:00 ص]ـ
انتقل إلى الرياض
حسبنا الله ونعم الوكيل
@@@@@@@@@@@@@@
صحيح هو ما يريد احد يناقشه ولايقبل والا فعدد من المشايخ كانوا يريدون مناصحته والمشكلة انه داعية في وزارة الشؤون الإسلامية فيقدر يسوي دروس ومحاضرات
وبعض المتعصبين له الله يهدينا واياهم يحسبون ان الكلام في شيخهم حسد ومن هالنواحي@@@
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - 07 - 05, 01:38 ص]ـ
الحمدُ لله على عودته إلى الرياض.
أرى أنَّ وجودَه في الرياض أقلُّ شراً، وأخفُّ ضرراً، بخلاف تفرُّده ببعض طلاب العلم في أماكن ليس فيها علماء يكشفون باطله.
ولن يجدَ له قبولاً -هنا- فيما أحسب.
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - 07 - 05, 01:40 ص]ـ
شكرَ الله لك يا أبا عاصم.
في المقطع الصوتي الذي أرفقه الأخ أبو عاصم العتيبي:
قَرَّرَ الشيخُ صالح الأسمري عدمَ جواز مخالفة المذاهب الأربعة، وأنَّ شيخَ الإسلام لما خالفَها في فتواه بالمنع من شدِّ الرِّحال إلى القبور = أفتى الفقهاءُ بسجنه وتعزيره.
وذكر الشيخ صالح أنَّ الراجحَ المنعُ من شدِّ الرِّحال، وأنه وجهٌ في مذهب الحنابلة.
أليست فتوى الفقهاء منطبقةً على فضيلة الشيخ صالح!
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[23 - 07 - 05, 03:54 ص]ـ
بارك الله في جهودك أخي عبدالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/327)
أذكر منذ فترة أنك نشرت بعض الأشياء التي يكتبها صالح الأسمري بأسماء مستعارة.
كان أهمها مقال فيه أنه يرى نفسه يمثل مدرسة علمية مستقلة في الجزيرة لها أتباعها ... الخ.
وهو مهم في بيان طريقة تفكير هذا الأخ هداه الله.
ومنذ فترة وأنا أريد أن أسألك عن مكان مشاركاتك تلك أخي عبدالله. فأين هي؟
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[23 - 07 - 05, 04:08 ص]ـ
تسلم ياشيخ هيثم وأنا والله ما قصدي إلا التنبيه على خطره والتحذير لطلبة العلم
وهذي الروابط اللي طلبتها
المعذرة هذه الروابط مرة ثانية
روابط تكشف حقيقة صالح الأسمري الصوفي
نماذج من مشاركات صالح الأسمري في منتديات أهل البدع الصوفية ومحاولة إظهار نفسه
فهو كان يكتب في منتدى الرياحين للصوفية بنحو عشرة أسماء (الأسم العلمي (الباز) والجيلاني الحنبلي ونسيم الحجاز والخثعمي والأسمري وأبو البركات الحنبلي ووووو
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=10464&forumpage=6
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=9585&threadpage=1&forumpage=3
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=10404&forumpage=7
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=9807&forumpage=10
وباسم المهاجر الحنبلي
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=10220&forumpage=7
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=10083&forumpage=8
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=10071&forumpage=9
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=9459&forumpage=12
الجيلاني الحنبلي
تأمل هذا الرابط فإنه مهم
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=8551&forumpage=10
وهو يكتب باسم (أبو محمد1)
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=9934&forumpage=10
المحاورات التي حصلت بيني وبينه
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=10992&forumpage=2
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=10973&forumpage=3
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=10837&forumpage=4
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=10533&forumpage=6
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=10404&forumpage=7
تابع روابط لكشف حقيقة الصوفي الأشعري المندس صالح الأسمري
(وأثناء مناقشتي له في الموقع السابق اعترف لي بأنه هو الذي يكتب باسم الباز) والله على ما أقول شهيد
وانظر هذه الروابط فهي كلها مواضيع معروفة لصالح الأسمري (الباز) وأنصف يا رعاك الله
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=9276&forumpage=13
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=9437&forumpage=14
( مهم جدا وفيه كشف لحقيقة عقيدة الأسمري)
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=9378&forumpage=15
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=9255&forumpage=17
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=11248&forumpage=2
الأمر واضح جدا لمن تأمل الروابط التي ذكرتها وهو يعرف صالح الأسمري هداه الله
وأسأل الله العظيم أن يرده للحق وأن يغفر لي إن أخطأت فما أردت إلا بيان حاله للحذر
وهو يكتب باسم (أبو محمد1)
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=9934&forumpage=10
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=9552&forumpage=13
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=9340&forumpage=16
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=8787&forumpage=18
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=9122&forumpage=19
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=10973&forumpage=3
--------------------------------------------------------------------------------
كتب بواسطة عبدالله بن خميس في 07 - 22 - 2004 07:44 AM:
ورطة صالح الأسمري من كثرة الأسماء التي يكتب بها منها (معتز) كتب موضوع ونسي أن ينسبه لصالح الأسمري! فجاء باسم الجيلاني الحنبلي وقال وجزى الله شيخنا الهمام خيرا
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=10545&forumpage=4
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=10594&forumpage=6
هنا يحاور نفسه باسمين مختلفين
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=10594&forumpage=6
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=10409&threadpage=1&forumpage=6
http://forum.rayaheen.net/showthread.php?threadid=9813&forumpage=2
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=113924
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - 07 - 05, 07:13 ص]ـ
نفع الله بك أخي عبدالله على هذه المتابعة، فهذا من الاحتساب الذي تؤجَرُ عليه إن شاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/328)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[23 - 07 - 05, 09:45 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبدالله، وبيض الله وجهك يوم تبيض وجوه
هذا الأسمري الذي يكتب باسم (الباز) كما يقول الشيخ عبدالله كتب هذا عن الأسمري في موقع روضة الرياحين وهي أحد الروابط التي أحال عليها الشيخ عبدالله
(الباز
تاريخ الرسالة:
30/ 12/2003 - 04:54 am
جزاكم الله خي أيها الإخوة على المُرور والرد؛
أما أخي وسيدي أبا محمد -حفظه الله-
فمن خلال اطلاعي على بعض المنتديات خرجت بما يلي نحو الشيخ:
1) أنه يقول أهل الحق في العقيدة ثلاث طوائف: الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث (المنزهة) وأن الوهابية ليسوا من أهل الحق في الاعتقاد. ومن أمثلته: نفي الجهة المكانية عن الله وكذا التجسيم.
2) أنه يقول في الفروع: الحق منحصرٌ في المذاهب الأر بعة ولا بد من التزام مذهبٍ منها.
3) أنه يقول في السلوك: بالتزام التصوف طريقةً لتحصيل الولاية.
4) والرجل يمثل مدرسة علمية مستقلة في بلاد الحرمين ومن يتابع شروحه وكتبه يعرف ذلك.
4) أن له مواقف عدائية مع الوهابية ولكنه يشرح كتبا لهم وفق مراد أصحابها من باب المُداراةِ لهم. هكذا فهمتُ من ردودٍ ومقالاتٍ نحوهُ .. وأرجوا أن أكون مُصيباً والعِبرة بفتاويهِ وكُتُبِهِ.
والحق ضالة المؤمن أنى وجده فهو أحق الناس به ولو كان الشيخ صالح الأسمري وهابياً أو رافضياً ..
تحياتي لكم)
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[23 - 07 - 05, 01:01 م]ـ
عِشْ رجباً ترَ عجباً
ـ[الصحبة الصالحة]ــــــــ[23 - 07 - 05, 03:51 م]ـ
الأخ الفاضل/ عبد الله بن خميس ... وفقك الله
كيف عرفت أن الذي يكتب بإسم الباز، والجيلاني الحنبلي وغيرها هو صالح الأسمري
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[23 - 07 - 05, 06:58 م]ـ
الحمد لله وحده ...
الأسمري: تسجلين أنت أم لا.
المتصلة: نعم يا شيخ
الأسمري: تسجلين كلامي أنت أم لا؟
المتصلة: لا يا شيخ ليه حضرتك
الأسمري: لأن بعض الأخوات يسألن ويسجلن ويروحون يسببون فتنة
المتصلة: سبحان الله شيء غريب
أقول: سبحان الله شيء غريب،
من كان يعرف هذه المرأة فليقل لها: إن كنت كذبت فتوبي إلى الله، فليس كشف الأسمري مبيحًا للكذب المحرم!، الذي هو من كبائر الذنوب ..
الأسمري: هذا كلام أخصك به لما جعلت هذا أمر خاص بي أنا، ذمتي تبرأ بالكلام هذا. لكن هذا الكلام لا ينشر ولا يقال لأحد.
المتصلة: طبعاً ..
وطبعًا، إن قيل في السابقة إن، فلا أدري في هذه ما أقول،،
أما الأسمري فالله المستعان، وأما المرأة فالله يهديها ..
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[23 - 07 - 05, 08:50 م]ـ
أخي الأزهري العلماء عندهم ما يسمى بالتورية فبودي كان على الاقل تحمل تصرف المراة اللي عانت من بدع هذا الرجل على محمل حسن بدل ما تقول انها ارتكتب الكذب وهو من كبائر الذنوب وفي حدود علمي أخي أن هناك علماء وطلبة علم سمعوا الشريط وما حد منهم قال مثلك فاظن كان لك مندوحه من هذا الأمر والله يجزاك خير
والأخ الصحبة الصالحة لا الزمك اخي الطيب بتصديق أن الأسمري هو اللي يكتب بها لأسماء لكن انا اخاطب الناس اللي يعرفون الأسمري وهم يوم يقرون هذا الكلام يعرفون انه هو الأسمري
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[23 - 07 - 05, 09:43 م]ـ
الأخ الحبيب الأزهري السلفي
ما أشد إنكارك على المرأة
وما أيسره وأخفه على الأسمري هذه واحدة
الثانية: أن المرأة لم تكن تسجل بل زوجها، فهي لم تكذب
الثالثة: أن حكمت أن كذبتها هذه من كبائر الذنوب - لو سلمنا أنها كذبت - ما الدليل؟
الرابعة: هل يجوز التستر على من يفعل مثل الأسمري، وجهان في الخفاء بالبدعة، ووجها آخر أمام الناس وجه، بل المرأة آثمة إن لم تنشر هذه المكالمة و تسترت على بدع الأسمري، حتى يقرر الإستغاثة بغير الله
والطعن في دعوة التوحيد وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[أبو علي]ــــــــ[23 - 07 - 05, 10:23 م]ـ
من قديم وهو يقول في كتاباته (شيخنا أبو غدَّة)!!؟؟
فمن كان على علم بهؤلاء وتمييعهم للبدعة؛ فسيعرفهم في لحن القول
وأمَّا من ردَّد بلا (فهم) لعلَّ له عذر، لا تستعجلون!!! أصيب بدهشة إذا انكشفت حال هؤلاء
وإلا لمَ يُقرَّب (علي جمعة) وأتباعه!!؟؟؟
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[23 - 07 - 05, 10:49 م]ـ
إفادة، و ليست محاججة مع بعضٍ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/329)
1) الشيخ لا يكتب إلا في موقعه الخاص _ وهو عام لمن أراد أن يشارك _ إن كان هناك من عنده القدرة _و هو " منتدى الشريعة ".
2) الكلامُ أثيرَ قديماَ فلمَ يكرره الأخ المبدع الشهم المحافظ على وقته و أوقات طلاب العلم: عبد الله الخميس؟ أمِنْ أجلِ موضوعي " أعباء الفقه "؟
عجباً لمن كثرتْ قراءته و ضاقت مداركه!!!
3) في سياق الزمان، و ظهور المناوئين لأهل السنة، و المعارضين للعلم، فإننا لم نرَ من تعرَّضَ من الكبار لمناقشة أهل البدع، فأين الغيرة على السنن و العلم الحق؟!
4) كلَّم أحد الملازمين لشيخنا ابن بازٍ _ رحمه الله _ ممن هم في الطائف، كبيرَ سنٍّ _ الشيخ: صالح الفوزان، و قال له: أتريد أن تناقشه قبل أن تكتبَ فيه؟ فقال الشيخ صالح: لا، ما أريد أن أناقشه، و لن أكتب فيه، و أريحوني من القضية.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
5) ما قول مجتهدي الزمان (الأسيف) في اتباع المذاهب وفقَ الدليل؟!
6) ما قول مجددي الفقه (العصريين) في تعرضِ كل غمرٍ جاهل للاستنباط من الكتاب و السنة على وفقِ: المقاييس (المذهبية)، (الإقليمية)، (القبلية)، (الحركية)، (الفكرية).
7) ما الذي يضبط عبادات الناس، و معاملاتهم، أفقهٌ خالٍ من قواعد الاستنباط، أم فقهٌ منبعثٌ عن هوسِ التصدر و الشهرة، أم فقهٌ أساسه صرف الناس عن فلان و فلان؟
فائدة: أفتى رجلٌ ممن ينسب إلى العلم (!!!) في حكم استعمال المرأة للجوال، فأفتى: بأنه كبيرة من الكبائر.
و لما سئلَ عن الدليل _ وهو من أهله، و ليس " دليل الطالب " _ قال: الدليل أن فيه إضاعة وقتٍ.؟؟؟!!!
أتمنى أن تناقشوا:
1) ابن النجار، في كتابه " شرح الكوكب المنير ".
2) المرداوي، في " التحبير ".
3) الزركشي، في " البحر المحيط ".
أتمنى الهدوء، و سعة البال.
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[24 - 07 - 05, 01:04 ص]ـ
هذا خروج غريب من ذي المعالي عن الموضوع!!
يا ذي المعالي عندي بعض الأسئلة:
1 - ما هو قولك في المكالمة الهاتفية للأسمري مع الفتاة؟
2 - ما ذا تقول فيمن يقول ان مسألة الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم مسألة خلافية، وكذلك التوسل به صلى الله عليه وسلم ثم يسوق أقوال من قال بجوازها، ومن قال بمنعها ن ويكثر لمن قال بجوازها، ويقلل لمن قال بمنعها، ويترك بدون ترجيح؟؟؟؟
3 - ما رأيك في كلام الأسمري في شيخ الإسلام عندما قال انه على القاعدة يستحق العتزير، ويستحق السجن لأنه قال بخلاف مأتخري المذاهب الأربعة في مسألة شد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟
ارجو ان تكون واضحا في الجواب.
ـ[المختار]ــــــــ[24 - 07 - 05, 02:25 ص]ـ
الحقيقة أنا أول الكلام أو في بداية الأمر كنت غير مقتنع
ولكن لما واصلت القراءة وسمعت الصوت وقرأت ......... صارت عندي مثل: الصاعة
لم أستوعب ماسمعت وقرأت
حسبي الله ونعم الوكيل
الله يكفينا شره
انا لله وانا اليه راجعون
الصوفية أفيون الشعوب
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - 07 - 05, 02:43 ص]ـ
م37:
" حُبُّكَ الشيءَ يُعْمِي ويُصِمُّ ".
###حذفه المشرف###
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[24 - 07 - 05, 03:14 ص]ـ
شكر الله لكم جميعاً , وأخص بالذكر الأخ الشيخ عبدالله بن خميس , والشيخ الحمادي.
فمنذ مدة أرسل لي أحدهم ـ من المغترين به ـ بعد أن كتبت مقالاً في هذا الشانيء المدعو صالح ـ وأرجو أن يكون كذلك ـ الأسمري هداه الله ورده إلى الحق والسنة , ينصحني فيها بعدم التسرع والحكم على شيخه الضال , وذكر لي عدداً من أنشطته , والتي يتستر من ورائها , ويخفي من تحتها قلب الذئب الضاري!! فأهملته ولم ألق له بالاً.
فلذا أرى لزاماً تحذير الأمة وخصوصاً النساء , من خطر هذا الشرير الذي ضل وانتكس على عقبيه , والذي إذا استمر على دعوته الباطلة هذه سيكون أضر على الأمة من إبليس.
فالله أسأل أن يهديه سبل الرشاد , وأن يعيده إلى التوحيد والقرآن والسنة؛ إنه أكرم مسئول.
وكتب / أبومحمد الأنصاري.
ـ[المقرئ]ــــــــ[24 - 07 - 05, 04:14 ص]ـ
لا أعرف صالحا هذا ولم أره في حياتي ولم أسمع صوته أيضا
ولكن المنقول عنه وبكل صدق يؤسف على صاحبه ومن تلفظ به إن كان قد نسب إلى العلم
فإما أن يرد عليه
وإما أن يعلن توبته
فإن لم يفعل هذا ولا هذا فواجب على كل شخص في بلادنا التحذير منه لاسيما ونحن في بلدنا بحمد الله في غنى عن أمثاله
ولايسع المرء إلا أن يقول " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا) ولاتكلنا إلى أنفسنا طرفة عين
ونصيحتي- علم الله -إلى ذي المعالي أن لا يكون للخائنين خصيما وأن يستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما وإن كان بحق يحب صالحا فليبذل له النصيحة وهذا هو الحب الحقيقي أو يبين لنا أن هذا مكذوب عليه وهو براء منه
المقرئ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/330)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - 07 - 05, 04:28 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب: (عبد الله بن خميس).
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[24 - 07 - 05, 05:10 ص]ـ
إفادة، و ليست محاججة مع بعضٍ:
1) الشيخ لا يكتب إلا في موقعه الخاص _ وهو عام لمن أراد أن يشارك _ إن كان هناك من عنده القدرة _و هو " منتدى الشريعة ".
2) الكلامُ أثيرَ قديماَ فلمَ يكرره الأخ المبدع الشهم المحافظ على وقته و أوقات طلاب العلم: عبد الله الخميس؟ أمِنْ أجلِ موضوعي " أعباء الفقه "؟
عجباً لمن كثرتْ قراءته و ضاقت مداركه!!!
3) في سياق الزمان، و ظهور المناوئين لأهل السنة، و المعارضين للعلم، فإننا لم نرَ من تعرَّضَ من الكبار لمناقشة أهل البدع، فأين الغيرة على السنن و العلم الحق؟!
4) كلَّم أحد الملازمين لشيخنا ابن بازٍ _ رحمه الله _ ممن هم في الطائف، كبيرَ سنٍّ _ الشيخ: صالح الفوزان، و قال له: أتريد أن تناقشه قبل أن تكتبَ فيه؟ فقال الشيخ صالح: لا، ما أريد أن أناقشه، و لن أكتب فيه، و أريحوني من القضية.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
5) ما قول مجتهدي الزمان (الأسيف) في اتباع المذاهب وفقَ الدليل؟!
6) ما قول مجددي الفقه (العصريين) في تعرضِ كل غمرٍ جاهل للاستنباط من الكتاب و السنة على وفقِ: المقاييس (المذهبية)، (الإقليمية)، (القبلية)، (الحركية)، (الفكرية).
7) ما الذي يضبط عبادات الناس، و معاملاتهم، أفقهٌ خالٍ من قواعد الاستنباط، أم فقهٌ منبعثٌ عن هوسِ التصدر و الشهرة، أم فقهٌ أساسه صرف الناس عن فلان و فلان؟
فائدة: أفتى رجلٌ ممن ينسب إلى العلم (!!!) في حكم استعمال المرأة للجوال، فأفتى: بأنه كبيرة من الكبائر.
و لما سئلَ عن الدليل _ وهو من أهله، و ليس " دليل الطالب " _ قال: الدليل أن فيه إضاعة وقتٍ.؟؟؟!!!
أتمنى أن تناقشوا:
1) ابن النجار، في كتابه " شرح الكوكب المنير ".
2) المرداوي، في " التحبير ".
3) الزركشي، في " البحر المحيط ".
أتمنى الهدوء، و سعة البال.
لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
{ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا}.
يا أخي أبلغ شيخك بما يكتبه الإخوة هنا , ولسنا بحاجة للدخول إلى منتديات أهل الضلال , وبإمكانك ترويجها لدى السقاف وشلته.
فوالله إني لأشفق عليك وعلى أسمريك , وأرجو أن يأتي يوم القيامة أبيض لاسمرة في وجهه , وأسأله سبحانه أن يتوب عليه ويهديه صراطاً مستقيماً.
فارجو يا بني أن تبلغ شيخك مقالتي هذه , فلعلها تكون براءة لنا أمام الله من شركيات شيخك وضلاله.
ولو عمل في إحدى المطابخ , أو تعلم فن الطبخ , فهو أفضل له وأحسن , بدلاً من أن يتكلم في علم لا يفقهه , أو يكون محسوباً عليه؛ لا له.
وبنفس نصيحتك , أنصحك بالهدوء وسعة البال.
كتبه المشفق عليك / أبومحمد الأنصاري.
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[24 - 07 - 05, 05:19 ص]ـ
نعم كما قال أخى المقرئ إن المنقول عنه وبكل صدق يؤسف على صاحبه ومن تلفظ به إن كان قد نسب إلى العلم، و لكن سؤالي هل يجوز ما قامت به المرأة من تسجيل صوت صالح الأسمري مع أنها أنكرت تسجيلها لصوت صالح الأسمري بعد أن سألها؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[24 - 07 - 05, 07:32 ص]ـ
والله لقد أحزنني رد الأخ ذي المعالي ودفاعه عن الأسمري!!! فيا شيخ اتق الله ماذا تريد بقولك"إذا كان هناك من عنده القدرة" هل تريد أن تقرر أن اهل السنة ليس فيهم من يقوى على مجادلة هذا الأفاك المفتون؟؟؟!!! وهل تركهم مجادلته _لو كانوا تركوها_سببه عدم القدرة؟؟؟ يا سبحان الله!!! ما هذا النفس الغريب!!!
وما كل هذه العلامات التعجبية على الشيخ الفوزان ولماذا؟؟؟!!!
وما مرادك بالدعوة لمناقشة الفتوحي والمرداوي والزركشي؟ ولماذا اخترت المتأخرين من الحنابلة بعناية فائقة؟ ماذا دهاك يا شيخ؟؟؟ فوالله لقد كنت شغوفا بمطالعة كتاباتكم وما تقررونه ولكم في القلب مكانة فانصح لك بمراجعة نفسك فيما تصبو إليه من هذه المشاركة, وترك المنافحة عن أهل البدع.هدانا الله وإياك وثبتنا على الحق. آمين.
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[24 - 07 - 05, 01:20 م]ـ
إخواني في الله بارك الله فيكم لتعقيبكم على هذا الموضوع الذي يحزن كل طالب علم بل كل مسلم ... وهو أن يصدر ذلك ممن كان يظن به الخير ... وأسأل الله أن يهديه ويرجع عن ذلك ....
أن الأخ (ذو المعالي) يحيلكم إلى موقع الشريعة فأرجو من الإخوة الذهاب إلى هذا الموقع ... ولكن سوف تجدون في هذا الموقع مايلي:
1= القول بالتفويض في معاني الصفات والثناء على مذهب الأشاعرة.
2= التهجم على ابن تيمية رحمه الله في مجال العقيدة وأنه مجسم ومشبه وأنه يقول بقدم العالم.
3= عدم الخروج عن المذاهب الأربعة وأن الحق محصور فيها واطراح مذهب الظاهرية فيما خالفوا فيه المذاهب الأربعة.
إلى غير ذلك مما سوف تجدونه في هذا الموقع المسمى ب"منتدى الشريعة" .. من غير إنكار من إدارة الموقع لذلك.
=========
الموقع على هذا الرابط:
http://www.alshariaah.net/vb/
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/331)
ـ[العوضي]ــــــــ[24 - 07 - 05, 02:12 م]ـ
في المنتديات الإسلامية الكبيرة تم كتابة الكثير من المواضيع عن صالح الأسمري , وفيها الكثير من الردود عليه ورد أباطيله.
وأتمنى أن يحذر الأخوة المكتبات التي تطبع للأسمري وتبين لهم حقيقته , لكي لا يغتروا به.
وبما أنه في الرياض فلعل الأخوة وطلبة العلم هناك ينصحوه وقد ينتصح ويرجع عن كلامه.
والله يهدي ضال المسلمين.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[24 - 07 - 05, 03:24 م]ـ
- من أواخر مشاركات ذي المعالي قبل اختفائه من الملتقى كانت حول موضوع بيني وبينه كشف فيه عن نفسه وهو يعرف ما هنالك! وكان يحوم قبل ذلك ويقدم رجلاً ويؤخر أخراها.
تماماً كشيخه الضال المتستر خلف الروغان والحومان واللف والدوران.
- وبصرف النظر عن أصل الموضوع فما زال صاحب المعالي (ذو المعالي!) المنافح عن شيخه الضال يخاطب الإخوة طلبة العلم والمشايخ من برج عاجي عال؟!!
ومن يشابه شيخه فما ظلم!
- يا أيها المتأصل المتمذهب! إن لم يكن الأخوة قادرين على الكتابة في منتدى شيخك الذي تفوح منه رائحة ((البدع)) والحومان حولها فلم تأتِ لتكتب ههنا!
لم تضيق صدرك وسعة بالك وتجلب لنفسك الهم والغم!
- أما لمزك لبعض مشايخ (الدليل) بتلك الفتوى فإنك واجدٌ مثلها أو أقبح منها في كتب المتمذهبين من الفقهاء الذين تقوقعت داخلهم.
ولست أنبزهم ولا اسخر بهم كنحو صنيعك، ولكن أرشد سماحة جلالتكم إلى التأدب مع زلات المشايخ إن ثبت أن تلك الفتوى لواحدٍ منهم.
- أنا لا أدعو إلى خروجك كالمرة الأولى لكن أرجو من (فضيلة سعادة حضرتكم) تذليل العبارة والتواضع في الخطاب مع رعاع تلاميذ (مشيخة الدليل، وليس دليل الطالب -الحنبلي-!) حتى يقبل قولك إن كان له وجه قبول!
وإلاَّ فاقبع في منتدى شيخك أبرك لك!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[24 - 07 - 05, 07:51 م]ـ
الأخ خالد الحربي.
ما علاقة الأسمري بمنتديات الشريعة. وماذا يقصد من أحالك عليه؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[24 - 07 - 05, 08:36 م]ـ
الأخ الفاضل الشيخ ذو المعالي بارك الله فيه.
قد انقطعتَ طويلاً عن الملتقى، ثم عدت، حياك الله وبياك، فيا ليتك أخي الكريم تواصل إتحافنا بمشاركاتك النافعة والتي أقرّ لك بها كثير من الإخوة في الملتقى، وأن تنأى بنفسك عن موضوع الأسمري.
وعن نفسي فسأحمل كلامك حول الزركشي والمرداوي على أحسن محمل أجده وهو أنك تقر على الأسمري بالخطأ، وأن عذره في ذلك أنه تبع غيره على خطئهم.
وسواء كان هذا قصدك أم لا، فلا يهم، المهم أن تواصل مشاركاتك النافعة بمنأى عن مسألة الأسمري هذه، فأنت مكسب للملتقى وفقك الله وبارك فيك.
والإخوة إنما يقصدون التحذير من أخطاء الأسمري التي لم يعد من الممكن السكوت عليها أخي الكريم. وهو أمر يحمدون عليه، فجزاهم الله عنا خيراً.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - 07 - 05, 09:03 م]ـ
الإخوة الكرام:
لقد سبق أن أثير موضوع الأسمري في منتديات عديدة؛ ومن ضمنها منتدى (الكاشف):
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=63
-------
ومن رأيي أن يُناصح الشيخ صالح - وفقه الله للحق -، وأن يبحث معه العلماء أو طلبة العلم ما أثاره من مسائل؛ لاسيما ما يتعلق بالتوحيد؛ لعله يتراجع إلى ما هو أسلم لدينه.
وقد تعجب البعض من ازدواجية الشيخ: شروحه لكتب أئمة الدعوة السلفية، ومكالمته الغريبة للمرأة! التي تنقض هذا كله.
ولا عجب عندي !
وأحيل الإخوة إلى قراءة ماقاله العلماء عن (الشيخ ابن منصور) أحد علماء نجد؛ حيث شرح كتاب التوحيد، مع أنه يقرر في الخفاء مذهب خصوم التوحيد! وقد بينت هذا في مقدمة رسالته (الرد الدامغ).
نسأل الله العافية ..
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[25 - 07 - 05, 09:57 ص]ـ
أحبابنا الكرام لازلت متعجبا من رد ذي المعالي الذين فيه من المراوغة والبعد عن أصل الموضوع ما فيه؟؟؟؟
فنحن الآن نناقش شيخك في أمور قادحة في العقيدة وليس فيما حاولت الدندنة حوله!!!
فيا ذا المعالي هل حب لشيخك مقدم عندك على الغيرة على العقيدة!! وهل ترضى أن تكون معينا لمن يسعى لنشر البدع والتشكيك في العقيدة!! فأين الدين يارجل؟
وهل ردود العلماء فيما سبق على أهل البدع وعلى المشاغبين من إضاعة الوقت كما تريد أن تجعلي نصيحتي وردى على شيخك@@@@
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/332)
أعيذك بالله من التمشيخ على شيخ القمراء! الذي سبب لك خللا في عقيدتك وجعلك مريدا له وسلما يرتقي عليه لنفث سمومه؟؟؟
فيا هذا أما تتق الله!
ياهذا والله إني عليك مشفق ولك ناصح فعقيدتك مقدمة على تعصبك لشيخك ومتأخري المذهب ممن وقع في بعض المخالفات العقدية @@
يا هذا أتريد أن تبين ضلال من يتبع الدليل ويتفقه به بقصة عن جوال المرأة؟
فمن هو هذا الرجل الذي تركت كل مشايخ الدليل وذهبت تتشدق بهذا القول عنه!
يارجل أما وجدت في متبعي الدليل نصرة لكتاب الله وغيرة على سنة النبي صلى الله عليه وسلم!
أتريد أن تشوش عليهم بجوال المرأة من رجل لانعرفه ولا يدرى من هو ولامرتبته في العلم!!
أتريد ان أضرب لك أمثلة من أقوال متعصبي المذاهب من المتأخرين لايساوي هذا القول- الذي نقلته عن مجهول-بجانبها شيء!!
نعن نعم أيها السادة!! لقد اكتشف لنا هذا الرجل الأسمري -الذي برع في الفروع وفاق أهل زمانه في فقه الحنابلة حتى أن أحدا لايستطيع مجاراته-لقد اكتشف أن سجن ابن تيمية كان صوابا (على أقوال المذاهب الأربعة) وأن المولد (صوابا) على مذهب الأئمة الأربعة وأن شد الرحال جائز على مذهب الأئمة الأربعة وكل شي (على مذهب الأئمة الأربعة)
أين من صنف في ((الكليات)) عن هذا الكليات الأسمرية السنعة!!
أهذا الفقه الذي تدعونا إليه ياذا المعالي أنت وشيخك المأفون!! نعوذ بالله ما هذا الفقه الأعمى!!
لقد هزلت حتى بدا من هزالها###كلاها وحتى لامها كل لائم
يا ذا المعالي لاتحاول أن تجعل قضية شيخك من باب الحسد!! وأن الناس حسدوه على هذا الفقه الذي وصل إليه وفاق أقرانه به!!! فهذا أمر يضحك الثكلى ولاينفق إلا على مزجى البضاعة من العلم ومن لم يشم رائحة الفقه!!!
أهانت عليك عقيدتك ياذا المعالي حتى أصبحت تنافح عن أهل البدع وتجعل نفسك مطية لنفث السموم والتشكيك في العقيدة!!!
ستموت ياذا المعالي وتلقى ربك ويسألك عن دفاعك عن أهل البدع والمنافحة عنهم @@@@@
فأعد جوابا من الآن
والسلالالالام!!
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[25 - 07 - 05, 10:04 ص]ـ
الله المستعان
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[25 - 07 - 05, 02:44 م]ـ
بقد برع قبل الأسمري رجال في الفقه والعقيدة، واللغة، وما حسدهم احد بل أجتمع عليهم طلاب العلم من كل مكان، واخذوا عنهم العلم، والمؤمن يفرح بوجود العلماء، ويحزن لفقدهم، وقد فرحنا بالاسمري في بداية خروجه، ولم نذكره - في ذلك الوقت - إلا بالخير، ولكن بعد أن اظهر ما اظهر وقفنا أمامه ليس لشيء من الدنيا، ولكن لأن هذه عقيدتنا توجب علينا الدفاع عنها، فمن طعن فيها مطعون فيه، ومن شكك في علمائنا مشكوك فيه.
والمصبة الكبرى موقع الشريعة ومشرفه العام - الذي هو اللجنة العلمية للموقع- يطعنون في شيخ الإسلام فقد قال مشرفهم العام الراشد: أن القول بقدم العالم ثابت عن ابن تيمية، والقول الذي قال به ابن تيمية (كفر)!!!!
فهل هذه هي العقيدة الصحيحة؟
يا ذي المعالي لقد انكشف أمر الأسمري في بلاد الحرمين، وطلاب العلم في الطائف، وفي مكة يحذرون من الأسمري، والحمد لله ما ان تعرض المواد الصوتية التي تدين الأسمري لطلاب العلم إلا ويقرونها في الحال لأنها أدلة واضحة، ولأنهم طلاب علم، وأهل عقيدة وليسوا طلاب تعصب وتمذهب مقيت!!!
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[25 - 07 - 05, 06:00 م]ـ
==
ـ[أبو علي]ــــــــ[25 - 07 - 05, 06:25 م]ـ
يا من يريد أن يكون (ذا معالي): اتق الله وراقب العالي
لعلَّك لم تقرأ المشاركة رقم (4) للأخ المجاهد لأهل البدع، واستعجلت في الكلام، فهاكهُ:
فقد وقفتُ على كلام لبعض المتصدِّرين، رأيتُه ارتقى فيه مرتقىً صعباً، وجازف فيه ما شاء له هواه، ومع ذلك: يرمي غيره بدائه؛ مصداقاً للمثل السائر: ((رمتني بدائها وانسلّت))!
وقد رأيتُه كالمنفلت من قيوده، يدخل من طاق، ويخرج من باب، ويتشبّث بكل ما يخطر بباله من ذلك قوله:
((قال ابن النجار في شرح المختصر: جمهور أصحابنا على أن شيخ الإسلام مقلد، وليس بمجتهد !! وقيل: هو مجتهد! وهو قول ضعيف!))
كذا نقل عن ابن النجار!!
و للجواب على ذلك أقول و بالله أستعين:
أولا:
لا بد أن نعلم ما قاله الأصوليون لنعلم هل شيخ الإسلام مقلد أم ماذا؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/333)
التقليد كما الإحكام للآمدي ج: 4 ص: 245: ((عبارة عن العمل بقول الغير من غير حجة ملزمة وهو مأخوذ من تقليده بالقلادة وجعلها في عنقه))
ثانيا:
أنقل كلاماً لمحمد بن مفلح الحنبلي الذي نقل (!) عنه المعترض لتتضح الحقيقة.
قال العلامة ابن مفلح في كتابه النفيس ((أصول الفقه)) (4/ 1552):
(مسألة): لا يجوز خُلُوّ العصر عن مجتهد عند أصحابنا وطوائف. قال بعض أصحابنا (): ذكره أكثر من تكلم في الأصول، في مسائل الإجماع، ولم يذكر ابن عقيل خلافه إلا عن بعض المحدثين.
ثم قال ص 1554: ((وقول بعض أصحابنا وبعض الشافعية: ((عُدِم المجتهد المطلق من زمن طويل، مع أنه الآن أيسر فيه نظر)) انتهى وانظر (ص1557 - 1558) من كتابه.
وقد نقل ابن النجار الفتوحي الحنبلي كلام ابن مفلح، وأقرَّه، وقال (): ((قال في "شرح التحرير () ": وهو كما قال؛ فإنه وُجد من المجتهدين بعد ذلك جماعة؛ منهم: الشيخ تقي الدين ابن تيمية - رحمه الله -، قال ابن العراقي: والشيخ تقي الدين السبكي، والبلقيني)) أ. هـ كلامه.
وهذا النقل مغن عن التعليق على مجازفة هذا القائل!
وانظر " الرد على من أخلد إلى الأرض، وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض " للسيوطي؛ لترى جمهرة من النقول الموثقة، والأسماء اللامعة لطبقات مجتهدي الأئمة عبر القرون!
_______________________________
قولك:
الكلامُ أثيرَ قديماَ فلمَ يكرره الأخ المبدع الشهم المحافظ على وقته و أوقات طلاب العلم: عبد الله الخميس؟ أمِنْ أجلِ موضوعي " أعباء الفقه "؟
عجباً لمن كثرتْ قراءته و ضاقت مداركه!!!
لاشكَّ أن تدارس العلم، والتَّحذير من أهل الضَّلالة واجب بين فينة وأخرى، ولا زال العلماء يذكرون شنائع أهل البدع ويحذّرون من كتبهم من وقت لآخر، سواء كانوا قدماء أو معاصرين.
أم تريدنا أن نسكت عن الأسمريّ؛ لأنَّ الموضوع قديمٌ. هذا أمر عجيب
أمَّا موضوعك (أعباء الفقه لفتة!! ووقفة)
فقد أصبت في تسميتك له ((لفتة)) فقد لَفَتَ الأنظار عمَّا كتبتَ ووجَّههُ للوقوف في حال المتكلَّم فيه.
________________________________________
أمَّ قولك:
3) في سياق الزمان، و ظهور المناوئين لأهل السنة، و المعارضين للعلم، فإننا لم نرَ من تعرَّضَ من الكبار لمناقشة أهل البدع، فأين الغيرة على السنن و العلم الحق؟!
فلم تصدق في ذلك، ويكفي ما نشره الأخوان من ردَّ الشَّيخ عبدالمحسن العبَّاد عليه.
وهذا الأخ ابن خميس يكشف حقيقة هذا (الأسمريّ)
______________________
وقولك:
6) ما قول مجددي الفقه (العصريين) في تعرضِ كل غمرٍ جاهل للاستنباط من الكتاب و السنة على وفقِ: المقاييس (المذهبية)، (الإقليمية)، (القبلية)، (الحركية)، (الفكرية).
كقولنا في هذا (الأسمريّ)، ثمَّ إنِّي أعجب من ذكرك المقاييس (الحركيَّة)، و (الفكريَّة) لمَ أدخلتها؟
أليس شيخك يسير عليها، ألم يرتضعها من (أبو غدّة) مرشد (عصابة الأخوان) في سوريّا؟!!
وأرى أنَّك لم تذكرها -والله أعلم- إلا لتبعد وصفه بذلك.
___________________
قولك:
أم فقهٌ أساسه صرف الناس عن فلان و فلان؟
لا شكَّ أنَّ هذا من أعظم الفقه إذا كان المصروف عنه اشتهر بنشر بدعة، ثمَّ إنَّ الَّذين تنبزهم بذلك لا يعلم لهم مخالفة لعقيدة أهل السّنّة والجماعة. ولا يعلم لهم مصادر تلقِّي مشبوهة، ولا يعلم لهم درسٌ ((عامٌّ)) في المسجد في تدريس (السّلم في المنطق)!!!
_____________________________________
أمَّا قولك:
فائدة: أفتى رجلٌ ممن ينسب إلى العلم (!!!) في حكم استعمال المرأة للجوال، فأفتى: بأنه كبيرة من الكبائر.
و لما سئلَ عن الدليل _ وهو من أهله، و ليس " دليل الطالب " _ قال: الدليل أن فيه إضاعة وقتٍ.؟؟؟!!!
فليست أعظم ممَّا نقل عمَّن درست عليه من مخالفة لعقيدة أهل السّنّة والجماعة.
وإن كان هذا الموضوع خارج البحث.
فائدة: والدّفاع عن الإمام المجتهد شيخ الإسلام فخر الحنابلة أبي العبَّاس أحمد بن تيميّة ليس دفاعًا عن شخصه، ولا تعصّبًا له، ولكن لمَّا كان قائمًا بأمر السّنّة ذابًّا عنها، مجاهدًا في حماية التّوحيد، وسدّ ذرائعه، مشتهرًا بتبيين البدع والتّحذير منها = كان الكلام فيه علامة على الزَّيغ والضَّلالة، وأمارة على سلوك سبيل الغواية.
فيا هذا - بالله عليك- أشيخ الإسلام أعلم بالشّرع أم الأسمريّ؟
أكان للأسمريّ جهاد كجهاده؟
فأرحنا وتبرّأَ منه
والله من وراء القصد
ـ[محمد الناصري]ــــــــ[25 - 07 - 05, 06:53 م]ـ
الأخ الفاضل:ذو المعالي،هوسؤال:
-المكالمة مع الفتاة.
-محاولة إقناع السامعين أن شيخ الاسلام يستحق التعزير
-حكاية الخلاف في مسألة الاستغاثة في أشرطته فقه الدعاء.
ووالله للشيخ الأسمري قبل هذا المنقول مكانة خاصة في قلبي، لكن الحق أحب إلى قلبي من الشيخ صالح ومن أكبر منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/334)
ـ[صخر]ــــــــ[26 - 07 - 05, 02:29 ص]ـ
اقسم بالله اني قبيل قراءة هده الفاجعة كنت اراجع لحصة كتاب التوحيد من شرحه
بل و اني اعتمد على بعض الفوائد التي يدكرها في شرحه على الاصول الثلاثة في توضيحي للاصول الثلاثة لبعض اخواني
نسال الله الثبات حتى الممات
ـ[اياس]ــــــــ[26 - 07 - 05, 04:51 ص]ـ
الاخوة الاعزاء السلام عليكم:
اضم رأيي الى رأي الشيخ سليمان الخراشي من وجوب المناصحة والمكاشفة للاسمري وتعلمون حفظكم الله أن كتبه ومذكراته واشرطته انتشرت بين الناس وتلقيت بالقبول فمن كان هذا حاله كانت مناصحته ومناظرته امرا لازما حتى يظهلر خطأه فان عاد فالحمد لله والعود أحمد وان أصر كان التحذير بعد التقرير والله من وراء القصد.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[27 - 07 - 05, 01:37 ص]ـ
مناصحة هذا المسكين أمر حسن، ورجوعه أمر يفرح كل موحد، لكن هذا لا يمنع من التحذير منه، بل هو واجب حتى يعلن رجوعه على الملأ.
يوما ما زاملت هذا الشخص في قاعة دراسية - وليس هذا يشرفني - فلما ظهر من الرجل ما ظهر قلت في نفسي ما السبب؟ ورجعت بي الذاكرة إلى ما كنت أراه فيه، فوقع في نفسي: التعالم وحب الجدل، وتذكرت الحديث: (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل) أخرجه أحمد والترمذي.
فنسأل الله الهداية والثبات، وجزى الله خيرا من أثار الموضوع، فنصح الأمة من أمثال هذا المفتون من عمل البر.
ـ[ضياء الشميري]ــــــــ[27 - 07 - 05, 10:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا ننسى أن الإمام الألباني رحمه الله كان في الغالب عندما يحقق أو يؤلف كتابا لاتخلو مقدمة هذا الكتاب من ذكر الكوثري وهو سبب هذا الجهل العقدي الذي يعيشه من تبعه في نهج العقيدة وحتى علم الحديث.
ومن أمثال هؤلاء أبو غدة و الأسمري لا على سبيل الحصر , وإلا فتفريخ هذا المنهج أشتهر في المعاهد والجامعات التي درسوا فيها فكان النشء كما سمعتم بل وسترون إن ترك لهم المجال.
كنت قبل أعوام قد سمعت مقطع صوتيا في موقع رافضي سمي (بالبرهان) أسوة بموقع له نفس التسمية لكنه يرد عليهم , فكان في ركن الصوتيات لديهم مقطع بعنوان (مقطع صوتي لمبعوث آل الشيخ مفتي الوهابية الى قطر صالح الأسمري مع متصلة).
كنت حينها في حيرة .. !!! هل يعقل أن يقال هذا الكلام .. !!!!!!!!!!! بل كنت في يقين من أن الرافضة (دبلجوا)
صوت (الشيخ) .. (((وإن كانت لفظة (الإمام صالح الأسمري) هي المستحسنة لدي .. لاتهكما بل والله يستحقها بجدارة .. واللبيب بالإشارة يفهم.)))
لكن الواقع بأن هذا صوته لما سمعتم ولما هو آت.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
نصيحة لمن يدافع عن الباطل:
أخي هداك الله .. لن أحكم عليك لوجوه:
1 - إما أن تكون وهمت فتكون بذلك (واهم بسيط) , فعليك حينها بطلب العلم وبخاصة العقيدة.
2 - وإما أن تكون لاتعلم بوهمك بفعل فرط الحب الذي تكنه لهذا الإمام فتكون بذلك (مركب) , فتذكر حينها (المرء مع من أحب).
3 - وإما أن تكون من ذوي العقائد المنحرفة (أشعري - ماتريدي) كما وجه بذلك إمامك .. بل ربما كاد يخبط ويقول:
(كوني جهمية من أن تكوني وهابية .. !!) ووالله أن هذا ليس ببعيد عنه.
والله المستعان
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[01 - 08 - 05, 01:51 ص]ـ
نماذج من فتاواه يشم منها رائحة التصوف والتهرب!
حكم وضع الجريدة على القبر
الشيخ صالح بن محمد الأسمري
سؤال:
هل يؤخذ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لَعَلَّه أن يخفف عنهما ما لم يَيْبسا": شرعية وَضْع جريد ونحوه على القبر؟
الجواب:
الإشارة إلى ما خَرَّجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: "إنهما ليُعَذَّبان وما يُعَذَّبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، فأخذ جريدة رطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة، فقالوا: يا رسول الله لم فعلتَ هذا؟ قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/335)
وقد أُخذ من الحديث استحبابُ وَضْعِ الجريدة الرَّطْبة ونحوها على القبر رَجَاءَ التَّخْفيف، قال الحافظ أبو عبد الله الجَوْزجَاني رحمه الله تعالى في: "الأباطيل والمناكير": "في الحديث دلالة على استحباب وَضْع الجريدة الرَّطْبة على ما فَعَلَهُ صلى الله عليه وسلم "أ. هـ. وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى في: "شرح مسلم": "واستحب العلماء قراءة القرآن عند القبر لهذا الحديث؛ لأنه إذا كان يرجى التخفيف بتسبيح الجريد فتلاوة القرآن أولى والله أعلم" أ. هـ.
ويُؤَكِّده فِعْلُ بعضِ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ذكر البخاري في: "صحيحه" أن بريدة بن الحصيب الأسلمي الصحابي رضي الله عنه أوصى أن يجعل في قبره جريدتان قال النووي في: "شرح مسلم": "ففيه رضي الله عنه تبرك بفعل مثل فعل النبي صلى الله عليه وسلم " أ. هـ. وقال ابن المُلَقِّن رحمه الله تعالى في: "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام": "ذكر البخاري في صحيحه أن بريدة بن الحصيب الصحابي رضي الله عنه أوصى أن يُجْعَلَ في قبره جريدتان ففيه أنه رضي الله عنه تبرك بفعل مثل فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال القاضي: وقد عمل الناس في بعض الآفاق تبسيط الخوص على القبر، لعلهم فعلوه اقتداء بهذا الحديث" أ. هـ.
وعلى استحباب ذلك الشافعية والحنابلة في آخرين، قَرَّره عن الشافعية جماعة، ومنهم الشمس الرملي رحمه الله تعالى في: "نهاية المحتاج" حيث قال: "ويستحب وضع الجريد الأخضر على القبر للاتباع أي: اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك ... ، وكذا الريحان ونحوه من الأشياء الرطبة. ويُمْنَع على غير مالكه أَخْذُهُ مِنْ على القَبر قَبْلَ يُبْسه لعدم الإعراض عنه، فإن يبس جاز لزوال نفعه المقصود منه حال رطوبته وهو الاستغفار" أ. هـ. قال الشبراملي في: "حاشية نهاية المحتاج": " قوله (من الأشياء الرطبة) أي: فيدخل في ذلك البرسيم ونحوه من جميع النباتات الرطبة" أ. هـ.
وكذا قرَّر ابن حجر المكي رحمه الله تعالى في: "تحفة المحتاج" حيث قال: "يُسَنّ وضع جريدة خضراء على القبر للاتباع وسنده صحيح؛ ولأنه يخفف عنه ببركة تسبيحها إذ هو أكمل من تسبيح اليابسة لما في تلك من نوع حياة وقيس بها ما اعتيد من طرح الريحان ونحوه. ويحرم أَخذُ ذلك كما بحث لما فيه من تفويت حق الميت. وظاهره أنه لا حرمة في أخذ يابس أعرض عنه لفوات حق الميت بيبسه، ولذا قيّدوا ندب الوضع بالخضرة وأعرضوا عن اليابس بالكلية نظراً لتقييده صلى الله عليه وسلم التخفيف بالأخضر بما لم ييبس" أ. هـ.
وقرره عن الحنابلة جماعة، ومنهم ابن مفلح رحمه الله تعالى في: "الفروع" حيث قال: "ويُسَنّ ما يُخَفِّف عنه ـ أي الميت ـ وإذا تأذى بالمنكر انتفع بالخير، صَرَّح به جماعة، وظاهره ولو بجعل جريدة رطبة في القبر للخير وأوصى به بريدة. ذكره البخاري وفي معناه غرسُ غيرها" أ. هـ. المراد.
قال ابن قندس رحمه الله تعالى في: "حاشية الفروع" مَعَلِّقاً: ويدل عليه استدلاله بخبر الجريدة، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كسر الجريدة وجَعَلَ عل كل قبر ٍواحدةٍ وقال: "لعله أن يَخَفّف عنهما ما لم ييبسا" أ. هـ. وكذا قَرَّره ابن النجار رحمه الله تعالى في: "منتهى الإرادات"، و"شرحه" حيث قال: "سُنَّ للزائر الميت فعل (ما يُخَفِّف عنه) أي: عن الميت، وظاهره (ولو بجعل جريدة رطبة في القبر) للخبر، و"أوصى به بريدة" ذكره البخاري، وفي معناه: غرس غيرها" أ. هـ المراد. وكذا في: "غاية المنتهى": "وفيه: " (وسُنَّ لزائره (فعل ما يخفف عنه) أي: الميت (ولو بجعل جريدة رطبة في القبر) للخبر، وأوصى به بريدة. ذكره البخاري وفي معناه: غرس غيرها" أ. هـ المراد.
تنابيه:
أولها: ما قاله المازَرِي رحمه الله تعالى في: "المُعْلِم بفوائد مسلم": "وأما جعل الجريدتين على القبرين، فلعله عليه السلام أوحي إليه بأن العذاب يُخَفَّف عنهما ما لم ييبسا، ولا يظهر لذلك وجه إلا هذا" أ. هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/336)
لكن أستبعده القرطبي رحمه الله تعالى في: "المُفهِم " بقوله: "وهذا فيه بُعْدٌ؛ لقوله: "لعله"، ولو أُوحي إليه لما احتاجَ إلى التَّرجِّي" أ. هـ ويُرَدّ بأن (لعل) هنا للتعليل لا للترجّي، قَرَّره الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في: "فتح الباري" حيث قال: "قال المازَرِي: (يحتمل أن يكون أوحى إليه أن العذاب يُخَفِّف عنهما هذه المدة) انتهى وعلى هذا فلعل هنا للتعليل. قال: (ولا يظهر له وجه غير هذا) وتَعَقَّبه القرطبي بأنه لو حصل الوحي: لما أتى بحرف الترجِّي، كذا قال. ولا يَردُ عليه ـ أي على المازري ـ ذلك إذا حملناها على التعليل" أ. هـ.
وثانيها: ما قاله الخطابي رحمه الله تعالى في: "معالم السنن": "وأما غَرْسه شِقّ العسيب على القبر، وقوله: "ولعله يخفف عنهما ما لم يَيْبسا" فإنه من ناحية التبرك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه بالتخفيف عنهما وكأنه صلى الله عليه وسلم جعل مدة بقاء النداوة فيهما حَدَّاً لما وقعت به المسألة من تخفيف العذاب عنهما، وليس ذلك من أجل أن في الجريد الرطب معنى ليس في اليابس، والعامة في كثير من البلدان تفرش الخوص في قبور موتاهم وأراهم ذهبوا إلى هذا، وليس لما تعاطوه من ذلك وجه والله أعلم" أ. هـ.
وقد تعجَّب جماعة من الأئمة هذا الاستنكار من الخطابي، ومنهم القرطبي المالكي رحمه الله تعالى في: "التذكرة في أحوال الموتى والآخرة" وقال: "والعَجَب من الخطابي في قوله (لا أصل له) ولا وجه له مع هذا الحديث المتفق عليه" أ. هـ. المراد. بعد حكايته عن علمائهم أنه يُسْتفاد من حديث الجريد: غرس الأشجار، وقراءة القرآن على القبور وقال القاري الحنفي رحمه الله تعالى في: "مرقاة المفاتيح ": "وأما إنكار الخطابي وقوله: (لا أصل له) ففيه بحث واضح؛ إذ هذا الحديث يَصْلح أن يكون أصلاً له" أ. هـ. وقال السيوطي رحمه الله تعالى في: "شرح النسائي": "وقد رَدَّ النووي استنكار الخطابي وقال: (لا وجه له) " أ. هـ.
ويُرَدّ اعتراضُ الخطابي بما قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في "فتح الباري": "وليس في السياق أي: سياق الحديث ـ ما يَقطع على أنه باشر الوضع بيده الكريمة، بل يَحْتمل أن يكون أمر به. وقد تأسَّى بريدة بن الحصيب الصحابي بذلك، فأوصى أن يوضع على قبره جريدتان كما سيأتي في الجنائز من هذا الكتاب وهو أَوْلَى أن يُتَّبَع من غيره" أ. هـ.
وثالثها: ما حكاه القرطبي في: "المفهم" بقوله: "وقيل: لأن النبي صلى الله عليه وسلم شفع لهما، ودعا بأن يُخفَّف عنهما، ما داما رطبين وقد دَلَّ على هذا حديث جابر الذي يأتي في آخر الكتاب في حديث القبرين، قال فيه: "فأحببتُ بشفاعتي أن يُرَفَّه عنهما ذلك ما دام القضيبان رطبين" ثم عَلَّق بقوله: "فإن كانت القضية واحدة وهو الظاهر ـ فلا مزيدَ على هذا في البيان" أ. هـ. وما حكاه قاله القاضي عياض في "إكمال المعلم" وعَدَّه ابن الملقن في: "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" وجهاً من أوجه الحكمة في وضع الجريدتين على القبر.
ويُرَد ذلك بأن حديث جابر غير حديثنا_ حديث ابن عباس رضي الله عنهما قَرَّره الحافظ في: "الفتح" بقوله: "وأما ما رواه مسلم في حديث جابر الطويل المذكور في أواخر الكتاب أنه الذي قطع الغصنين، فهو في قصة أخرى غير هذه.؟ فالمغايرة بينهما من أوجه:
منها: أن هذه كانت في المدينة وكان معه صلى الله عليه وسلم جماعة، وقصة جابر كانت في السفر وكان خرج لحاجته فتبعه جابر وحده.
ومنها: أن في هذه القصة أنه صلى الله عليه وسلم غرس الجريدة بعد أن شقها نصفين كما في الباب الذي بعد هذا من رواية الأعمش، وفي حديث جابر أنه صلى الله عليه وسلم أمر جابراً بقطع غصنين من شجرتين كان النبي صلى الله عليه وسلم استتر بهما عند قضاء حاجته، ثم أمر جابراً فألقى الغصنين عن يمينه وعن يساره حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً، وأن جابراً سأله عن ذلك فقال:" إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفع عنهما ما دام الغصنان رطبين" ولم يذكر في قصة جابر أيضاً السبب الذي كانا يعذبان به. ولا التَّرجّي الآتي في قوله: "لعله" فبان تغاير حديث ابن عباس وحديث جابر، وأنهما كانا في قصتين مختلفتين، ولا يَبْعُد تعدَّد ذلك" أ. هـ المراد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/337)
لذا قال الحافظ في: "الفتح" لما حكى الاعتراض: "وكذا رجَّح النووي كون القصة واحدة وفيه نظر لما أوضحنا من المغايرة بينهما" أ. هـ.
ورابعها: ما حكاه ابن الملقن في: "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" بقوله: "والقاضي عياض لما نقل كلام الخطابي وفِعْلَ بريدة قال: جَعْلُ الجريدة والخُوْص اليوم استناناً بهذا الحديث لا يصح؛ لأنه عليه السلام علَّل غَرْزها على القبر بعلة مُعَيَّنة لا يُطَّلَع عليها، وهي قوله: "إنهما ليعذبان" وعلم عليه السلام إنهما ليعذبان فلذلك فَعَلَ ما فَعَلَ، ولا نفعله نحن الآن؛ لأنا لا نعلم هل الميت يعذب أو هو ممن غفر له، كما قلناه في حديث المحرم "لا تُمِسُّوه طِيباً لأنه يُبعث يوم القيامة مُلَبِّياً" وصَوَّب مقالات الخطابي، وتبعهم ابن الحاج المالكي أيضاً" أ. هـ المراد وهو في "المُفصل" لابن الحاج رحمه الله تعالى.
ورُدّ ذلك بما قاله الحافظ في: "الفتح": "لا يَلْزم مَن كوننا لا نَعَلم أيُعَذَّب أم لا؟ أن: نَتَسبّب له في أمر يُخَفِّف عنه العذاب أن لو عُذِّب، كما لا يمنع كوننا لا ندري أرحُمُ أم لاـ أن لا ندعو له بالرحمة" أ. هـ.
تنبيه: خبر بريدة الأسلمي وصله ابن سعد في: "الطبقات" حيث قال: "أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد ابن سلمة، قال أخبرنا عاصم الأحول، قال قال مورق: أوصى بريدة الأسلمي أن توضع في قبره جريدتان،ومات بأدنى خراسان فلم توجد إلا في حوالق حمار" أ. هـ. قال الحافظ في:"تغليق التعليق": "أما أثر بريدة فقال ابن سعد أخبرنا عبيد الله بن محمد بن حفص ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول، عن مُورِّق العجلي، قال: أَوصى بُرَيْدَة أن يوضع على قبره جريدتان، ومات بأدنى خراسان" وقد وقع لي من طريق أخرى لأبي بَرْزة الأسلمي أيضاً وفيها حديث مرفوع من حديث: قرأتُ على أحمد بن عمر اللؤلؤي عن الحافظ أبي الحجاج المزي أن يوسف بن يعقوب بن المجاور أخبره، أنا أبو اليُمن الكندي، أنا أبو منصور القزَّاز، أنا أبو بكر الخطيب عن إبراهيم بن مخلد، ثنا أبو سعيد النَّسَوِي سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام، يقول سمعت أحمد بن سيار، يقول ثنا الشاة بن عمار، حدثني أبو صالح سليمان بن صالح الليثي، ثنا النضر بن المنذر بن ثعلبة العبدي: عن حماد بن سلمة، عن قتادة: أن أبا برزة الأسلمي كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ على قبر، وصاحبه يعذب: فأخذ في جريدة، فغرسها في القبر، وقال: عسى أن يُرَفَّه عنه ما دامت رطبة" وكان أبو برزة يوصي إذا مِتُ فضعوا في قبري معي جريدتين، قال: فمات في مفازة بين كرمان وقَوْقَس فقالوا: كان يوصينا أن نضع في قبره جريدتين، وهذا موضع لا نصيب فيه فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ركب من قبل سجستان، فأصابوا معهم سعفاً فأخذوا منهم جريدتين فوضعوهما معه في قبره" أ. هـ. وهو عند الخطيب في "تاريخ بغداد"، وقال في: "الفتح" عن خبر بريدة: "وقع في رواية الأكثر (في قبره) وللمستملي:"على قبره " وقد وصل ابن سعد من طريق مُوَرّق العجلي" أ. هـ المراد.
لطيفة: ترجم البخاري لخبر بريدة باب الجريدة على القبر. قال الحافظ في "الفتح":" والذي يَظْهر من تصرفه ـ أي البخاري ـ ترجيح الوضع" أ. هـ والله أعلم.
كتبه
صالح بن محمد الأسمري
10/ 1/1425هـ
http://saaid.net/Doat/asmari/fatwa/7.htm
رفع اليدين عند دعاء الخطيب
الشيخ صالح بن محمد الأسمري
هل يُشْرَع لمُسْتَمِعِ خُطْبةِ الجمعةِ أن يَرْفع يديه عند دعاء الخطيب؟
الجواب:-
رَفْع اليدين عند الدعاء أدب عام، استفاضت فيه الأخبار، وعده جماعة من المتواتر، يقول الإمام السيوطي رحمه الله تعالى ـ كما في: "تَدْريب الراوي" ـ: "فقد ورد عنه r نحو مائة حديث فيه رفع يديه في الدعاء، وقد جمعتها في جزء لكنها في قضايا مختلفة ـ فكل قضية منها لم تتواتر، والقدر المشترك فيها وهو الرفع عند الدعاء تواتر المَجْموع" أ. هـ. وكذا في: "نظم المتناثر من الحديث المتواتر"
ومنها حديث سلمان رضي الله عنه مرفوعاً: "ما رفع قوم أَكَفَّهم إلى الله عز وجل، يَسْألونه شيئاً إلا كان على الله حقاً أن يَضَعَ في أيديهم الذي سألوا" قال الحافظ الهيثمي رحمه الله تعالى في: "مَجْمع الزوائد": "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح" أ. هـ.
ويَدْخل في عموم ذلك: رَفْعُ اليدين من قِبَل المُسْتَمع لخطيبِ الجمعةِ عند الدعاء، ولا يُشْترط فيه مجيءُ دليلٍ خاصٍ، وفي طُلاَّب ذلك يقول السيد عبد الله الغماري رحمه الله تعالى ـ كما في مُقَدِّمة: "سُنِّية رفع اليدين" للأهدل ـ: "هؤلاء الذين لا يَكْتفون في المسألة بدليل يشملها بعمومه. ويطلبون دليلاً خاصاً بها، يلزمهم خطر عظيم في الدين، قد يُؤَدِّي بهم إلى الكفر وهم لا يَشْعرون!؛ لأنه لو كانت كل حادثة يُشترط في مشروعيتها، ونفي وصف البدعة عنها، وُرودُ دليل خاص بعينها ـ لتعَطَّلَتْ عموماتُ الكتاب والسنة، وبَطَل الاحتجاجُ بها، وذلك هَدْمٌ لمُعْظَم دلائل الشريعة، وتضييق لدائرة الأحكام. ويَلْزَمُ على ذلك أن تكون الشريعة غَيْرَ وافية بأحكام ما يَحْدُث من حوادث على امتداد الزمان، وهذه لوازم قد تؤدي إلى نقص في قدر الشريعة والنيل منها وهو كفر بواح" أ. هـ.
مع أن هناك من ذهب إلى بدعية ذلك الرفع لليدين عند دعاء الخطيب، ومنهم أبو شامة رحمه الله كما في: "الباعث" ـ وابن عابدين رحمه الله تعالى ـ كما في: "حاشية ابن عابدين". والله أعلم.
ذي القَعدة 1425هـ
http://saaid.net/Doat/asmari/fatwa/11.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/338)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[01 - 08 - 05, 02:28 ص]ـ
وفي طُلاَّب ذلك يقول السيد عبد الله الغماري رحمه الله تعالى ـ كما في مُقَدِّمة: "سُنِّية رفع اليدين" للأهدل ـ: "هؤلاء الذين لا يَكْتفون في المسألة بدليل يشملها بعمومه. ويطلبون دليلاً خاصاً بها، يلزمهم خطر عظيم في الدين، قد يُؤَدِّي بهم إلى الكفر وهم لا يَشْعرون!؛ لأنه لو كانت كل حادثة يُشترط في مشروعيتها، ونفي وصف البدعة عنها، وُرودُ دليل خاص بعينها ـ لتعَطَّلَتْ عموماتُ الكتاب والسنة، وبَطَل الاحتجاجُ بها، وذلك هَدْمٌ لمُعْظَم دلائل الشريعة، وتضييق لدائرة الأحكام. ويَلْزَمُ على ذلك أن تكون الشريعة غَيْرَ وافية بأحكام ما يَحْدُث من حوادث على امتداد الزمان، وهذه لوازم قد تؤدي إلى نقص في قدر الشريعة والنيل منها وهو كفر بواح" أ. هـ.
المشكلة أنهم هم أنفسهم لا يأخذون بهذا العموم على إطلاقه, فهل رأيت أحدا يرفع يديه عند إرادة دخول الخلاء واستعاذته من الخبث والخبائث, أو هل تجد أحدهم يرفع يديه عند دعاء دخول المسجد, أو هل تجد أحدهم يرفع يديه عند دعاء الجماع!!!!!!!! أم أنه الهوى, وما أدراك ما الهوى؟!
ثم لماذا أنكر ابن مسعود رضي الله عنه على أصحاب الحِلَق, ألا يشملهم عموم قوله تعالى: ((والذاكرين الله كثيرا))؟؟
ولماذا أنكر ابن عمر رضي الله عنهما على من عطس فقال: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, ألا يشمله عموم قوله تعالى: ((صلوا عليه وسلموا تسليما))؟؟
وكما كان يدندن الشيخ الالباني رحمه الله, وهو أنه ما من بدعة في الدنيا إلا ولها دليل عام يُتعلَّق به.
والله الموفق.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[01 - 08 - 05, 03:50 ص]ـ
الأخ عبد الله بن خميس:تعلم أني معترض على هذا الأسمري اشد الاعتراض لكني أسأل:ما وجه كون الفتوى الأولى تدعو للتصوف والتهرب عندك؟
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[01 - 08 - 05, 06:21 ص]ـ
الأسمري يجري على ما يجري عليه حسن فرحان المالكي الفرق بينهما أن المالكي جريء والأسمري فيه جبن، ستذكرون ما أقول لكم .. وسيأتي يوم يجروء على البوح بما يعتقد، فقط حينما يفقد ما يظن أن سكوته لأجله نافع لمسيرته ونشر مذهبه ..
ـ[سعود السليمان]ــــــــ[01 - 08 - 05, 09:02 ص]ـ
المنيف،، هذا كلام خطير
فهل من دليل ...
ـ[عبدالله العسبلي]ــــــــ[02 - 08 - 05, 03:26 ص]ـ
نؤيد جهود الإخوة المباركة في كشف الحقائق , وقمع كل باطل زائغ .. !!
ولكن أنا في حيرة من أمري .. !!!
بعض المنتديات تثبت نسبة المسائل للأسمري , وبعضها تنفيها كحال هذا المنبر .. !!!
#####
ودمتم سالمين
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[02 - 08 - 05, 04:29 ص]ـ
على المسلم أن يبتعد عن الدنيا، يبتعد عن السمعة، حتى لو ناظر لا يكون فرحا بنصره على قرينه، إنما همّه إظهار الحق، وكثيرا ما كان الإمام الشافعي رحمه الله لمّا يناظر يرجو أن يكون الحق مع قرينه ولكن لا يترك الحق.
والحقيقة يا أخي الكريم: اللين ما دخل في شيء إلا زانه، والغلظ ما دخل في شيء إلا شانه.
ربنا تعالى يقول: {وقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} وهو يعلم أن فرعون لا يتذكر ولا يخشى، ولكن هذه لي ولك ولكل داع ولكل ناصح ولكل من يحب الخير: أن يبين الحق بدون غلظة، بدون فظاظة.
نعم الكفر يستدعي القسوة {واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير}، وإنما الإنسان الذي يصلي ويصوم ويخطئ في بعض الأشياء نوجه له نصيحة حتى يتذكر أو يتذكر من يتبعه بدون أن نعمل بيننا وبينه ميدان.
على كل مسلم أن يتفقه ويتعلم، وأن لا يرى للعمل أي شيء قبل أن يعمله، فإن هذه النية تجعل العمل مباركاً، هذا القول مباركاً .. وهكذا.
أن يكون العمل خالصاً لوجه الله تعالى، (يا عبدي لو عملت لي تسعة وتسعين جزءا، وعملت لغيري جزءا واحداً، فلا أقبل منك؛ لأني لا أقبل معي شريك)، {وقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا، فما كان لشركائهم لا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون}.
فأنصح نفسي وأنصح طلاب العلم،وأنصح المعلمين، وأنصح الكاتبين والمفتين: أن تكون هذه نيتهم، وهذه عقيدتهم، وهذه قلوبهم، وهذه نفوسهم، وهذا سيرهم؛ لينجحوا بينما يسقط الظالمون في ظلماتهم.
ونرجو الله تعالى أن يعفو عنا، وعنك، وعن المسلمين، وأن لا يؤاخذنا بما قلنا إن لم نعمل به.
نرجو الله تعالى أن يجعلنا من العاملين بأقوالنا، والمخلصين بأفعالنا، والمنورة قلوبهم بذكر ربنا، ومهذبة نفوسهم ووجلة من خالقها.
نرجو الله تعالى أن يتعاهدنا بمنّه وكرمه، وأن نكون سبباً وهداة لمن اهتدى.
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَن سار على نهجه إلى يوم الدِّين، والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/339)
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - 08 - 05, 05:11 ص]ـ
نصيحةٌ موفَّقةٌ يا ذا المعالي، بارك الله فيك.
ولكن وجِّهت إليك عددٌ من الأسئلة فلم تُجِب عنها بموافقةٍ أو مخالفة.
وأرى أنَّ من دلائل الإخلاص وصدق النية في طلب الحقِّ من المتناظِرِين = أن يتخلَّى المُناظِرُ عن قولِه ويصرِّحَ بهُجرانه متى تبيَّنَ له خلافُه.
وإن لم يظهر له صحةُ قول المخالِف فليواصل في بيان وجهة نظره، وليحاول تجليتَها قدرَ استطاعته، سعياً في إظهار ما يراه حقاً.
ـ[ضياء الشميري]ــــــــ[02 - 08 - 05, 09:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا ذا المعالي ..
وأنت هاهنا تمثل نموذجا مميزا في رجوعك إلى الحق دون الإستمرار في التعصب للرجال ..
وبارك الله فيك على ماقلت في مشاركتك الأخيرة من كلام طيب ولكن لايخفى عليك أن الإخوة ذاقوا مرارة الخداع ممن يدعي السلفية , وربما بينهم من كان يثني ركبتيه في حلق دروسه , فكانت قسوتهم في الرد والله المستعان ..
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[02 - 08 - 05, 12:21 م]ـ
ياذا المعالي هل الشيخ الأسمري يقول بالتفويض ..... أرجو التوضيح ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - 08 - 05, 12:54 م]ـ
جاء يَنْصَحْ ... فَافْتُضِحْ.
كتبه:
أشرف بن محمد.
ـ[عبدالله العسبلي]ــــــــ[02 - 08 - 05, 03:44 م]ـ
سبحان الله ..
وضعتُ رابطاً ثم حُذِف ... !!!!
أين الموضوعية في مناقشة الآراء المخالفة؟!!!
ولكنه إرهاب ٌ فكري ... كحال بعض حخماتكم ... !!!
ودمتم سالمين
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[02 - 08 - 05, 03:49 م]ـ
الأخ عبدالله العسبلي وفقه الله
الرابط الذي وضعته فيه روابط دعوة للديانة النصرانية و صور ونحو ذلك
وهذا سبب الحذف وفقك الله
ودمت سالما موفقا
ـ[ابن حنبل]ــــــــ[02 - 08 - 05, 04:34 م]ـ
إذن لماذا الشيخ عبدالله زقيل ينشر فتاواه في موقعه صيد الفوائد إذا كان هذا حال الرجل؟
http://saaid.net/Doat/asmari/fatwa/7.htm
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[02 - 08 - 05, 04:38 م]ـ
موقع صيد الفوائد ليس للأخ عبدالله زقيل وإنما له فتاوى ومشاركات فيه
وعذر صاحب الموقع أنه لايعرف هذه الأمور عنه كحال عدد من طلاب العلم الآخرين.
ـ[أبو مبرك الأثري]ــــــــ[02 - 08 - 05, 08:00 م]ـ
عجبت ولاينقظي عجبي
متابع معكم
ـ[المضري]ــــــــ[02 - 08 - 05, 08:09 م]ـ
من هم حاخاماتنا؟؟
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[02 - 08 - 05, 08:55 م]ـ
تنبيهٌ ليسَ إلا:
الكتابةُ الأخيرة لم أكتبها، و إنما كتبها دنيءٌ قليلُ المروءة، و إنما كتبتُ كتابتي الأولى فقط، فليُتنَبَّه لذلك.
أتمنى من المشرفين الكرام _ و أخصُ الشيخ: هيثم _ بحذف المشاركة الأخيرة، و التي لم تخطها يميني.
اللهم من كتبَ فابتله بلاءً لا عافية معه.
و أما الكلام المكتوب قبلُ و بعد، فإنني أُثني على ما كتبه الأخوان الكريمان: هيثم حمدان، و سليمان الخراشي.
و ليُعلم أنني أدعو لالتزام المذاهب في جانب الدراسة و ضبط الفقه، و لستُ آخاً بها على وفقِ عقيدتي، و لستُ متعصباً للشيخ و لا لغيره من المشتغلين بالعلم _ لا كبيراً و لا شهيراً، و لا غيرهما _، و لا زلتُ على مخالفةٍ له فيما خالف فيه الحق.
و من عرفني عرف هذا، و لستُ أقول ذلك خوفاً من تعقبات أحد من الكتبة، فإنني أحملُ ديناً أعظمه، لا أبيعه بقداسة شخصٍ أو أشخاصٍ، فليُفهم هذا.
و أما الكاتب: خالد الأنصاري، فأقول له: كم عمرك، إذا قلتَ لي: يا بُني؟
و كفاكَ استعظاماً لنفسك، لعلك تفطن لما أقول.
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[02 - 08 - 05, 09:58 م]ـ
ياذا المعالي لم تجب على سؤالي السابق:
هل شيخك يقول بالتفويض المبتدع؟؟
أرجو الجواب هداك الله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - 08 - 05, 11:53 ص]ـ
و أما الكاتب: خالد الأنصاري، فأقول له: كم عمرك، إذا قلتَ لي: يا بُني؟
و كفاكَ استعظاماً لنفسك، لعلك تفطن لما أقول.
" ... بل رسول الله صلى الله عليه و سلم أكبر مني، و أنا أسَنُّ منه ".
وفي العلل ومعرفة الرجال (2341): " سمعتُ أبي يقول: كان معاذ [بن معاذ ت196] وبشر بن المفضل يصليان في مسجد واحد، فلا يخرج بشر أبداً حتى يخرج معاذ، فإذا خرج معاذ خرج بشر إعظاماً له، وكان أسنّ منه ".
--------------
المسألة ليست مسألة سن، المهم " الفضل "، والفضل باتباع الأثر، والميل عن البدعة وأهلها.
أما فضيلة الشيخ خالد الأنصاري حفظه الله تعالى فالذي نعلمه أنه: حربٌ على أهل البدعة والفرقة، سلمٌ لأهل السنة والجماعة، يَخْفِضُ لهم جناحه، ولا يمسنا منه إلا طيب أخلاقه،
وحُسن عشرته، أعزه الله تعالى، فلا نريد تشويشاً ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - 08 - 05, 12:29 م]ـ
و لستُ متعصباً للشيخ و لا لغيره من المشتغلين بالعلم _ لا كبيراً و لا شهيراً، و لا غيرهما _، و لا زلتُ على مخالفةٍ له فيما خالف فيه الحق.
أرجو أن تصدع بهذه المخالفات تفصيلاً، وأن تتبرأ منها، وتحذر ممن يعتقدها ... ، حتى تترك لنا مجالاً لإحسان الظن بك .... ، أما كلامك إلى الآن فهو (عائم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/340)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[03 - 08 - 05, 02:46 م]ـ
و أما الكاتب: خالد الأنصاري، فأقول له: كم عمرك، إذا قلتَ لي: يا بُني؟
و كفاكَ استعظاماً لنفسك، لعلك تفطن لما أقول.
في الحقيقة علمت ياهذا بأنك مريض.
فأنا لاأستعظم نفسي , ولكنني أستحقر كل مخالف للحق , وكفاك استكباراً واستعلاءً يابني , وأنصحك بأن تغير اسمك كي نبدأ معك في حوار الأب الناصح لابنه الضال.
وأسأل الله أن يهديك يا ذ ا النوازل.
المشفق عليك / خالد الأنصاري.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[03 - 08 - 05, 03:08 م]ـ
تنبيهٌ ليسَ إلا:
الكتابةُ الأخيرة لم أكتبها، و إنما كتبها دنيءٌ قليلُ المروءة، و إنما كتبتُ كتابتي الأولى فقط، فليُتنَبَّه لذلك.
أتمنى من المشرفين الكرام _ و أخصُ الشيخ: هيثم _ بحذف المشاركة الأخيرة، و التي لم تخطها يميني.
اللهم من كتبَ فابتله بلاءً لا عافية معه.
أنظر إلى الكذب الصراح يكتب الكلمة , ويدعو على نفسه , وهكذا شأن المبتدعة في كل زمان , يدعون على الآخرين , فإذا دعوتهم تصيبهم.
وبمثل مادعوت , ستصيبك أيها المسكين , فلايوجد أحد يمتلك رقمك السري , فكفاك تفاهة واستخفافاً يا أيها الظريف , فليس هذا وقت الفكاهة ونوادر جحا , فلعل جدك يحكي لك شيئاً منها , أو أسمريك هذا.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[03 - 08 - 05, 04:25 م]ـ
الإخوة الكرام وفقهم الله:
الرجاء عدم الخروج عن الموضوع أو الكلام الذي لايفيد المسألة المراد نقاشها
وأما المشاركة التي ذكر الأخ ذو المعالي انها كتبت من غير علمه فيكفي أنه تبرأ منها ونسأل الله أن ينتقم ممن كتبها بغير إذنه كما ذكر
ويمكنك وفقك الله تغيير رقمك السري
ومرة أخرى نرجو من إخواننا الكرام التركيز على الموضوع فقط حتى تحصل الفائدة المرجوة منه بإذن الله تعالى.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[03 - 08 - 05, 04:42 م]ـ
الإخوة الكرام وفقهم الله:
الرجاء عدم الخروج عن الموضوع أو الكلام الذي لايفيد المسألة المراد نقاشها
وأما المشاركة التي ذكر الأخ ذو المعالي انها كتبت من غير علمه فيكفي أنه تبرأ منها ونسأل الله أن ينتقم ممن كتبها بغير إذنه كما ذكر
ويمكنك وفقك الله تغيير رقمك السري
ومرة أخرى نرجو من إخواننا الكرام التركيز على الموضوع فقط حتى تحصل الفائدة المرجوة منه بإذن الله تعالى.
معذرة إلى القائم على هذا الملتقى , والمشرف العام:
كون هذا المدعو تبرأ هذا لايكفي , والدعوى إن لم تقم عليها بينات أصحابها أدعياء , وهذا الغلام جاء ليعكر صفو الملتقى بكلماته المنمقة , والتي لاتدخل على من له أدنى علم بأسلوب هذه الفئة الضالة , وستبدي لنا الأيام مايكنه هذا الغر من حقد تجاه الدعوة السلفية , وكما ذكرنا من ذي قبل بأن المبتدع لاترتجى منه توبة , وإن تاب فإنها من نعم الله على هذا العبد.
هذا وإن بقي هذا الحدث المُحْدث يكتب بنفس هذا الأسلوب الوقح , فسيرى ألسنةً حداداً , لاتأبه بأحد كائناً من كان.
والله الهادي لأقوم سبيل.
كتبه / أبومحمد الأنصاري.
ـ[عبدالله العسبلي]ــــــــ[03 - 08 - 05, 05:00 م]ـ
المسكين ... الذابح نفسه بغير سكين ... البجباج النفاج .. المدعو خالد , وماهو بخالد .. يدعي نصر السنة ... وماهو من السنة .. ذنب الحشوية .. رافع لواء السوقية ... !!!
أنتبه يا بنيّ لنفسك .. والله لولا خوفي من حذف المشاركة لمسحت بك المنتدى , ولجعلتك ضحكة للورى .. !!!
يابنيّ ..
كل مسألة طرحها الأسمري مبثوثة في كتب السادة الفقهاء فتكلم عنها بعلم .. أو أسكت بحلم .. !!!
لكن قبل ذلك لا بد أن نعرف من له حق التصحيح , والتضعيف ... !!!
أبو عزام الحنبلي الأشعري
مدرس تربية إسلامية
وهذا التعريف شوكة في عين ناصر السنة خالد الأنصاري .. !!!
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[03 - 08 - 05, 05:31 م]ـ
أنتبه يا بنيّ لنفسك .. والله لولا خوفي من حذف المشاركة لمسحت بك المنتدى , ولجعلتك ضحكة للورى .. !!!
يابنيّ ..
كل مسألة طرحها الأسمري مبثوثة في كتب السادة الفقهاء فتكلم عنها بعلم .. أو أسكت بحلم .. !!!
لكن قبل ذلك لا بد أن نعرف من له حق التصحيح , والتضعيف ... !!!
يكفي هذا أن أعتبرك ..
مسكيناً ... ذابحاً نفسه بغير سكين ... بجباجاً نفاجاً ..
ويا هذا ..
محلك ليس في هذه البقعة المباركة (ملتقى أهل الحديث)، بل مستنقعات الأشعرية الخاسرة ومن سار على دربهم المظلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - 08 - 05, 05:35 م]ـ
المسكين ... الذابح نفسه بغير سكين ... البجباج النفاج .. المدعو خالد , وماهو بخالد .. يدعي نصر السنة ... وماهو من السنة .. ذنب الحشوية .. رافع لواء السوقية ... !!!
أنتبه يا بنيّ لنفسك .. والله لولا خوفي من حذف المشاركة لمسحت بك المنتدى , ولجعلتك ضحكة للورى .. !!!
يابنيّ ..
كل مسألة طرحها الأسمري مبثوثة في كتب السادة الفقهاء فتكلم عنها بعلم .. أو أسكت بحلم .. !!!
لكن قبل ذلك لا بد أن نعرف من له حق التصحيح , والتضعيف ... !!!
أبو عزام الحنبلي الأشعري
مدرس تربية إسلامية
وهذا التعريف شوكة في عين ناصر السنة خالد الأنصاري .. !!!
الحنابلة برآء من الأشاعرة، والحنبلي نقيض الأشعري ...
مدرس تربية ... ، هلا اعتنيت بتربية نفسك أيها المسكين المبتدع الجهول، أنت وأمثالك سر فشو سوء الخلق عند أبناء المسلمين، والله الذي لا إله غيره، منذ أن دخلت هذه الشبكة، لم أسمع بوقاحة وسفالة كتلك التي أرى، ولا عجب فكل إناء بما فيه ينضح، وإناءك قد مليء قيحاً وصديداً وغلاً وحسداً، على أهل السنة والجماعة، " قل مت بغيظك يا مدرس التربية، ولتعض أناملك من الغيظ "، وأرى أن تخلي هذا المنتدى وشأنه، - فهو ينادي بأعلى صوته (إليك عني إليك عني ... فلستُ منك ولستَ مني) -، و تشترك في منتدى السُّوقة كي تنعم بسماع كلام أمثالك من المبتدعة، من أصحاب الزبالات، ... ، لقد عكرتم صفونا ألا لا بارك الله فيكم ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/341)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[03 - 08 - 05, 05:40 م]ـ
والله يا إخوان إني كنت متوقع ان هذا العسبلي ممن ضحك عليهم الأسمري وتلاعب بهم وبدل عقيدتهم إلى الأشعرية!!! فالآن يا إخواني تبين لكم خطورة دعوة الأسمري وأصبح عندنا حنابلة اشاعرة!! مدرسي تربية اسلامية يستعملون التقية كشيخهم الأسمري!!!
وأشكر شيخنا خالد الأنصاري على غيرته على العقيدة وأوصيه بالصبر والتحمل لما يلقاه من هؤلاء
وأنصح العسبلي ألا ينزلق مع الأسمري في أشعريته وتصوفه فالسنة والسير على منهج السلف فيه السلامة كل السلامة
ـ[مسعد الحسيني]ــــــــ[03 - 08 - 05, 05:50 م]ـ
المسكين ... الذابح نفسه بغير سكين ... البجباج النفاج .. المدعو خالد , وماهو بخالد .. يدعي نصر السنة ... وماهو من السنة .. ذنب الحشوية .. رافع لواء السوقية ... !!!
أنتبه يا بنيّ لنفسك .. والله لولا خوفي من حذف المشاركة لمسحت بك المنتدى , ولجعلتك ضحكة للورى .. !!!
يابنيّ ..
كل مسألة طرحها الأسمري مبثوثة في كتب السادة الفقهاء فتكلم عنها بعلم .. أو أسكت بحلم .. !!!
لكن قبل ذلك لا بد أن نعرف من له حق التصحيح , والتضعيف ... !!!
أبو عزام الحنبلي الأشعري
مدرس تربية إسلامية
وهذا التعريف شوكة في عين ناصر السنة خالد الأنصاري .. !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، محمد بن عبد الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وعلى آله وصحبه المكرمين، والأتباع الخيرة ليوم الدين.
أمَّا بعد ..........
لم أقرأ هذا الموضوع إلا اليوم، وما أن قرأته حتى هالني الفزع، ماذا حلَّ لملتقانا؟، وماذا حدث لإخواننا الأحباب؟، أنحن طلبة علم؟ أم في ساحة نزال؟، أصبح بيننا من يجيد السباب والشتم، ولا يجيد التحدث بأدب، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ألا نتناقش معًا بروية وبدون شتم لبعضنا البعض؟!!!!!!!!
أجعل هذا الملتقى لطلب العلم، أم جعل لشيء آخر؟!!!!!!!!!
من أراد العلم بقى معنا.
ومن أراد السب والشتم، فعليه بملتقى آخر.
لسنا بحاجة لأمثال هؤلاء الذين يجيدون السب والشتم، ولا يريدون إلا الفساد، لا يريدون الإصلاح بين الإخوة، بل يريدون التفريق بينهم!!!!!!!!!!!
تحدثتم عن الأسمري، وهذا طيب، فلمَ الآن تتقاذفون السباب والشتم بينكم؟!!!!!!!!!
ألا ننتهي أولاً ما بدأناه؟!!!!!!!
يا إخواني! البينة على المدعي.
يا من يجيد الشتم والسب! ألا تخافون الله؟!!!!
ألا تخافون ألا يكب من يفعل هذا على وجهه في النار يوم القيامة؟!!!!!!!!
يا من يغضب! أقول لك كلمة: أليس بيننا كتاب الله - عز وجل - وسنة نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، نحتكم إليهما؟
لو كان فلان ضال، ألا يجب علينا أن نبين للناس أمره حتى يحذروه؟
ألا يجب علينا بيان أمره لنفسه اولاً حتى يتبين له الخطأ، فيرجع عنه؟
وألا يجب على من يحبه!!!!! أن يُراجع نفسه لو عرف أن من يحبه قد خالف ما عليه أهل السنة والجماعة؟
وأن يعلم هذا المحب، أنه سيحشر يوم القيامة مع من أحب؟
ألا يتذكر كل هذا؟!!!!!!!!!!!!!!
فالرجاء ممن يجيد السب والشتم، الترفق في الكلام، وأن يُحسن الكلام، لأنه مؤاخذ على ما يخرج من فيه.
فاتقوا الله حق تقاته.
محبكم في الله تعالى / مسعد الحُسيني
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[03 - 08 - 05, 06:38 م]ـ
أين المشرفين عن هذا الورم؟!!
وللمعلومية:
طالما اعتقد أن الحق معي .. فلا داعي للخوف منكم (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) لكن قد يراعى المرء المصالح والمفاسد ... !!!
(سيعلمون غداً من الكذاب الأشر).
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[03 - 08 - 05, 06:53 م]ـ
يا إخواني
والله إخوتي الكرام من معرفتي بالأسمري أنه هو هذا عبدالله العسبلي=نسيم الحجاز=الباز=فخر الدين الحنبلي=أحمد تقي الدين=سلفية حنبلية=وووووووو
فقد انكشفت يا أسمري على حقيقتك
وأنا وراك وراك والزمن طوووووووووووويل؟ ونشوفك ياشاطر في مكان ثاني @@@ قال ايش قال بيسوي تحالف مع حسن المالكي؟؟ هههههههههه
أنت يا صالح الأسمري مريض وما تقدر تصرح باسمك الحقيقي
مرة تكتب باسم الباز ومرة عبدالله العسبلي ومرة أحمد تقي الدين
وإذا كان حالك كذا فمستحيل تقدر تتحالف مع المالكي لأنك مسكين!!!
تحياتي لأهل السنة
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[03 - 08 - 05, 06:59 م]ـ
بالمناسبة ياصالح الأسمري
ليس تكتب باسم حنبلية سلفية ما تستحي على وجهك!!!!
وبعدين ياشاطر نفس كلامك هو تنقله كل مرة باسم جديد
والرد عليك من أسهل ما يكون ولاتحسب ياشاطر إن الناس بياخذون بالكلام اللي تنقله ويقتنعون فيه؟؟ لأن نقولاتك عن غير معصومين!!
فيا شاطر رح دورلك غيرها
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[03 - 08 - 05, 07:02 م]ـ
وأنا أدعوك من هذا المنبر ياصالح الأسمري للمناظرة على ما تعتقدة
فسجل باسمك الصريح (صالح الأسمري) وأنا أناقشك في كل صغيرة وكبيرة مما كتبتها وسأبين لك زيف باطلك
فهيا للنزال إن كنت أهلا له وإلا فاختبىء في جحرك!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/342)
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[03 - 08 - 05, 07:10 م]ـ
عجبا، أهذا ملتقى الحديث الذي يجمع طلاب العلم الفضلاء؟
أهذا ملتقى الحديث الذي يدخله طلاب العلم المبتدئين حتى يتعلموا أدب الحوار والجدال مع اللغير؟
هل هذا هو العلم الذي تعلمناه من علمائنا في المساجد وهو السب والشتم والتعصب؟
أين شيوخينا الفضلاء زياد العضيلة وعبد الرحمن السديس؟
وأخيرا أين المشرف هداه الله من هذا الذي يحصل في هذا الملتقي فأنه هو المسؤل الأول عما يحصل فعليه أن يحذف المشاركات اللغير نافعة كمشاركات الاخ العسبلي هداه الله التي فيها السب
والسخرية من الآخرين.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[03 - 08 - 05, 07:13 م]ـ
من وجهة نظري ياإخواني في ملتقى أهل الحديث أن يلغى هذا الموضوع ولا يكون هذا الملتقى ملتقى السباب والشتائم بل هذا ملتقى الفوائد و (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء) كما ورد عن نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيكفي أن يجلى الحق ويرد على الباطل (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض)
(إن أريد إلا الإصلاح)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[03 - 08 - 05, 07:17 م]ـ
ياشيخ ابن المبارك الله يحفظك من كل سوء!! أظن هذا فيه فائدة أن الناس اللي كانوا مشككين في الأسمري اتضح لهم امره
وشف حال المدافعين عنه أشعري ومن هالنواحي @@@
وفرصة يا عسبلي إنك كشفت حال عقيدة صالح الأسمري للناس
وبعدين قصدك تخوفنا منك يا اسمري
اخسأ فلن تعدو قدرك؟؟
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[03 - 08 - 05, 07:47 م]ـ
أرى أن الرسالة قد وصلت والصورة قد اتضحت فلا داعي لكلام زائد يفسد ولا يصلح ويهدم ولا يبني والله يعلم المفسد من المصلح وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.
يا إخواني
والله إخوتي الكرام من معرفتي بالأسمري أنه هو هذا عبدالله العسبلي=نسيم الحجاز=الباز=فخر الدين الحنبلي=أحمد تقي الدين=سلفية حنبلية=وووووووو
فقد انكشفت يا أسمري على حقيقتك
سؤال بريء جداً جداً
كيف عرفت ياأخي الكريم أن الأسمري هو الذي يكتب بكل هذه الأسماء وذلك لأني قد رجعت لجميع الروابط التي ذكرتها في اول مشاركتك فلم يظهر لي ذلك.
آمل أن تبين لي ذلك.
ودمتم سالمين
محبكم السليل(31/343)
هل سقط هذا الباب من جميع طبعات كتاب (التوحيد) للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب؟!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - 07 - 05, 05:13 م]ـ
قال القبوري أحمد دحلان مشنعًا على الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله -: (وتمسك في تكفير المسلمين بآيات نزلت في المشركين فحملها على الموحدين. وقد روى البخاري عن عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – في وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين).
فرد عليه الشيخ بشير السهسواني في " صيانة الانسان " بقوله – بعد أن خرج الأثر السابق -: (والشيخ بريئ من هذا الصنيع بحمد الله، والدليل عليه أنه ذكر في كتاب التوحيد باب إثم من فجر بالقرآن: حديث أبي سعيد الخدري المروي في الخوارج، وذكر هذا الأثر، فكيف يرتكب ما يُشنع به على الخوارج؟!). انتهى (ص 479).
قلتُ: وقد بحثتُ – للتأكد - عن هذا الباب في كتاب التوحيد فلم أجده!
فهل الوهم مني؟
أو من الشيخ بشير؟
أو أن الكتاب فيه سقط؟
أنتظر فوائد طلبة العلم ..
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[26 - 07 - 05, 05:32 م]ـ
أما أن يكون في الكتاب سقط فهذا أستبعده, لأن هذا الباب لم يُذكر حتى في الشروح القديمة القريبة من عهد المؤلف رحمه الله كفتح المجيد وتحقيق التجريد وتيسير العزيز الحميد وباقي الشروح فيما اعلم.
ولكن قد يكون هذا الباب في أحد كتب الشيخ الأخرى فنسبه الشيخ بشير لكتاب التوحيد سهوا, كفضل الإسلام فإنه أشار لحديث الخوارج ولكن في باب مختلف عن الذي ذكرت, هذا مجرد ظن والله أعلم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - 07 - 05, 06:05 م]ـ
ثم أفادني الأخ الحبيب الشيخ عبدالرحمن السديس: أن هذا الباب موجود ضمن كتاب الشيخ محمد " فضائل القرآن " المطبوع ضمن مجموعة مؤلفاته (4/ 16) (ط جامعة الإمام).
(باب إثم من فجر بالقرآن).
وتحته آيات ثم حديث أبي سعيد، ثم أثر ابن عمر - رضي الله عنهم -.
فاتضح أن الخطأ سبق قلم من الشيخ السهسواني - رحمه الله -.
فجزى الله أخانا الباحث السديس خير الجزاء ..
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[26 - 07 - 05, 06:13 م]ـ
شيخنا الشيخ سليمان نفع الله بك
اولا: أحسن الله عزاءكم وجبر الله مصابكم وغفر الله لوالدكم واسكنه فسيح جنانه ومستقر رضوانه.
ثانياً: بخصوص ما سألت عنه فأقول: الباب الذي اشار إليه الشيخ السهسواني في كتابه " صيانة الانسان " موجود بنصه في كتاب "فضائل القرآن" للإمام المجدد (ص28 - تحقيق د. فهد الرومي) وأورد تحت الترجمة حديث أبي سعيد الخدري وأثر ابن عمر وغيرهما.
وهذا الباب المشار إليه ليس هو في كتاب التوحيد ولا في شروحه المعتمدة وليس فيها إشارة له لا من قريب ولا من بعيد فاحتمالية وجود سقط ونحوه مما يستبعد لا سيما في كتاب ككتاب التوحيد الذي عني به العلماء قديما وحديثاً وتواردوا على خدمته شرحاً ودرساً وحفظاً.
ولعل الشيخ السهسواني قد وهم في عزوه وحصل له ما يسمى بسفر الذهن فانتقل ذهنه من كتاب فضائل القرآن إلى كتاب التوحيد.
===================
عذرا كتبت ردي قبل أن أرى تعقيبكم.
ودمتم بخير وعافية
محبكم السليل
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - 07 - 05, 07:32 م]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي سليل الأكابر.
وجزى الله خيرًا أخي السديس الذي بادر - كعادته - لإفادتي عندما اطلع على رسالتي في " هاتفه الجوال ".
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[27 - 07 - 05, 11:24 ص]ـ
السلام عليكم
أو قد تكون قراءة هذه العبارة ((أنه ذكر في كتاب التوحيد باب إثم من فجر بالقرآن))
هكذا
((أنه ذكر في كتاب التوحيد باب (أثم بالتشديد) فيه (ساقطة) من فجر بالقرآن))
والله اعلم
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[29 - 07 - 05, 01:22 ص]ـ
أخي الكريم عدو المشركين حفظه الله
ليس في كتاب التوحيد ما يتعلق بمسالة الفجور بالقرآن لا من قريب ولا من بعيد وليس فيه أيضاً حديث أبي سعيد ولا أثر ابن عمر المشار إليهما.
ودمت بخير وعافية
محبك السليل
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[29 - 07 - 05, 04:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل سليل الأكابر
وزادك من فضله(31/344)
معرفة الغيب عند أولياء الصوفية؟
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[27 - 07 - 05, 11:28 م]ـ
حياكم الله
هل صحيح أن هناك من الناس من يستطيع معرفة دنو الأجل
و ما مدى صحة الإستدلال بقصة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عندما فسر قوله تعالى: إذا جاء نصر الله و الفتح بأن أجل النبي قد قرب
هل يصح الإستدلال بهذه الواقعة على أن بعض الناس يمكنه معرفة الغيب
بارك الله فيكم
ـ[زياد عوض]ــــــــ[29 - 07 - 05, 07:35 ص]ـ
13. ما حكم من يدعي علم الغيب؟
الجواب: الحكم فيمن يدعي علم الغيب أنه كافر، لأنه مكذب لله عز وجل قال الله تعالى: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون). وإذا كان الله عز وجل يأمر نبيه محمداً صلي الله عليه وسلم أن يعلن للملأ أنه لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله، فإن من ادعى علم الغيب فقد كذب الله عز وجل في هذا الخبر. ونقول لهؤلاء: كيف يمكن أن تعلموا الغيب والنبي صلي الله عليه وسلم لا يعلم الغيب هل أنتم أشرف أم الرسول صلي الله عليه وسلم؟! فإن قالوا: نحن أشرف من الرسول، كفروا بهذا وإن قالوا: هو أشرف، فنقول: لماذا يحجب عنه الغيب وأنتم تعلمونه؟! وقد قال الله عز وجل عن نفسه: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً. إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً). وهذه آية ثانية تدل على كفر من ادعى علم الغيب، وقد أمر الله تعالى نبيه صلي الله عليه وسلم أن يعلن للملأ بقوله: (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي).
الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين
المصدر: www.binothaimeen.com
فلا يعلم الآجال إلاّ الله لا صوفي محترق ولا مشعوذ هالك فالغيب علم اختصه الله لنفسه
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[29 - 07 - 05, 12:21 م]ـ
رد طيب بارك الله فيك
قال تعالى (قل لا يعلم من في السموات والارض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون)
ـ[زياد عوض]ــــــــ[29 - 07 - 05, 03:05 م]ـ
وفيك بارك
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[30 - 07 - 05, 04:26 ص]ـ
حياك الله
ما تركت و لو ثغرة ننفد منها
جزاك الله تعالى خيرا على هذا النقل
بارك الله فيك
ـ[زياد عوض]ــــــــ[30 - 07 - 05, 06:51 ص]ـ
وفيك بارك
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[14 - 08 - 05, 10:20 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذة الفتوى القيمة. ولكن هل ممكن أن يكون معرفة دنو الاجل من باب الفراسة كما في قصة الحافظ ابن رجب عند طلبه من احدهم حفر قبر له قبل موته بايام ... (تنظر القصة في ترجمة الحافظ رحمه الله. وكذلك قول قول احد السلف لا يحظرني اسمه لا أراني إلا ميتا في مرضي هذا.
مع أن بعض أهل العلم لهم تفصيل في المسألة وقد قال العز بن عبد السلام في بداية قواعد الاحكام له ان الاولياء ينظرون في اللوح المحفوظ!!!!!!!!!!!!!. وقسم ابن حجر المكي في كتابه الزواجر معرفة علم الغيب ولا يحظرني الان. افيدوني رعاكم الله
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[15 - 08 - 05, 03:36 ص]ـ
ما ادري اش الفائدة من ذكره لكلام العز بن عبدالسلام أن الأولياء ينظرون في اللوح المحفوظ
وحتى لو قاله فكلامه غلط فنحن نؤمن بالكتاب والسنة الصحيحة ولانؤمن بأقوال العز بن عبدالسلام المخالفة لهما
وابن حجر الهيثمي المكي له أخطاء في العقيدة خطيرة!! فلماذا لاتحذر منه ~؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[15 - 08 - 05, 07:32 ص]ـ
الاغترار بالمكاشفات والتصرفات الخارقة للعادة
وكل من خالف شيئا مما جاء به الرسول مقلداً في ذلك لمن يظن أنّه ولي لله فإنّه بنى أمره على أنّه ولي الله وإنّ ولي الله لا يخالف في شيء ولو كان هذا الرجل من أكبر أولياء الله كأكابر الصحابة والتابعين لهم بإحسان لم يقبل منه ما خالف الكتاب والسنة فكيف إذا لم يكن كذلك؟! وتجد كثيرا من هؤلاء عمدتهم في اعتقاد كونه وليا لله أنّه قد صدر عنه مكاشفة في بعض الأمور أو بعض التصرفات الخارقة للعادة مثل أن يشير إلى شخص فيموت أويطير في الهواء إلى مكة أو غيرها أو يمشي على الماء أحيانا أو يملأ إبريقا من الهواء أو ينفق بعض الأوقات من الغيب أو يختفي أحياناً عن أعين الناس أو أن بعض الناس استغاث به وهو غائب أو ميت فرآه قد جاءه فقضى حاجته او يخبر الناس بما سرق لهم أو بحال غائب لهم أو مريض أو نحو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/345)
ذلك من الأمور وليس في شيء من هذه الأمور ما يدل على أن صاحبها ولي الله بل قد اتفق أولياء الله على أن الرجل لو طار في الهواء أو مشى على الماء لم يغترّ به حتى ينظر متابعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وموافقته لأمره ونهيه
أولياء الرحمن وأولياء الشيطان
شيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[زياد عوض]ــــــــ[15 - 08 - 05, 07:48 ص]ـ
السؤال: هل هناك تعارض بين علم الله ما في نفوس الناس وادعاء البعض بالتجارب بوجود ما يقرأ الأفكار مثل البنات وبذلك فهو يعرف ما في نفوس الناس؟
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن علم الله صفة ذاتية له، قائمة به، لا تنفك عنه، وعلمه -سبحانه- كامل ولا يلحقه نقص بوجه من الوجوه، فهو يعلم ما كان، وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون دل على ذلك قوله تعالى: {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} الأنعام: 28
وهو سبحانه يعلم ما يظهر خلقه، ويعلم ما يكتمون، قال تعالى: {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} البقرة: 33
وهذا خاص بالله وحده لا يشركه فيه غيره، لأنه من الغيب الذي لا سبيل لأحد أن يطلع عليه، قال تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} النمل: 65
وقال أيضاً: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} الأنعام: 59
وقال أيضاً: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ} الجن: 26 - 27
أما الخلق، فإن علمهم حادث ومسبوق بجهل، وهو علم قاصر، والغيب محجوب عنهم.
وإن ادعاء البعض بأنه يقرأ الأفكار ليعلم ما في نفوس الناس، فهو من التكلف ومن قفو ما ليس له به علم، وهو ادعاء لمعرفة الغيب، وانظر الفتوى رقم: 15284، فإن فيها بيان كفر من ادعى علم الغيب والله أعلم
ـ[عبد الناصر]ــــــــ[15 - 08 - 05, 08:30 ص]ـ
قرأت يا أخى هذا الموضوع فما رأيك؟
بسم الله الرحمن الرحيم:
هذا ما قاله ابن القيم في كشوفات شيخه ابن تيمية واطلاعه على اللوح المحفوظ
قال ابن القيم:
(ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أمورا عجيبة .. أخبر أصحابه بدخول التتار الشام (سنة 699) وأن جيوش المسلمين تكسر ,وأن دمشق لايكون بها قتل عام ولاسبي عام , وأن كلَب الجيش وحدته في الأموال:وهذا قبل أن يهم التتار بالحركة.
ثم أخبر الناس والأمراء (سنة702) لما تحرك التتار وقصدوا الشام:أن الدائرة والهزيمة عليهم ,وأن الظفر والنصر للمسلمين.وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا.فيقال له:قل إن شاء الله.فيقول (إن شاء الله تحقيقا لاتعليقا) وسمعته يقول ذلك ,قال:فلما أكثروا علي.قلت:لاتكثروا.كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ:أنهم مهزومون في هذه الكرة. وأن النصر لجيوش الإسلام. قال: وأطعمت بعض الأمراء حلاوة النصر قبل خروجهم إلى لقاء العدو.) ((مدارج السالكين جـ2ص192))
فها هو ابن القيم يقول عن شيخه إنه يطلع على الغيب وله كشوفات واطلاع على اللوح المحفوظ!!
يعني أن من علومه (علم اللوح والقلم)
فأيهما أحق بالكفر: من يصف النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أم من يصف شيخاً بذلك؟؟
فها نحن نلزمكم بتكفير شيخكم ابن القيم وتكفير شيخه ابن تيمية لأنه هو الذي أخبره بذلك
فهل تكفرونهما أم أنكم ستؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ ..
هذا ما قرأته فما رأيك؟
ـ[عبد الناصر]ــــــــ[15 - 08 - 05, 08:41 ص]ـ
وقرأت أيضا هذا الكلام
[مشاهدات العارفين في اليقظة لله، ومصطلح المثال العلمي]
و المشاهدات التي قد تحصل لبعض العارفين في اليقظة، كقول ابن عمر لابن الزبيرـ لما خطب إليه ابنته في الطواف ـ: أتحدثني في النساء ونحن نتراءى اللّه ـ عز وجل ـ في طوافنا؟! وأمثال ذلك، إنما يتعلق بالمثال العلمي المشهود، لكن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه فيها كلام ليس هذا موضعه؛ فإن ابن عباس قال: رآه بفؤاده مرتين. فالنبي صلى الله عليه وسلم مخصوص بما لم يشركه فيه غيره.
وهذا المثال العلمي يتنوع في القلوب بحسب المعرفة باللّه والمحبة له تنوعًا لا ينحصر؛ بل الخلق في إيمانهم باللّه و كتابه ورسوله متنوعون، / فلكل منهم في قلبه للكتاب والرسول مثال علمي بحسب معرفته مع اشتراكهم في الإيمان باللّه وبكتابه وبرسوله، فهم متنوعون في ذلك متفاضلون.
المرجع: مجموع الفتاوى 5/ 251 - 252، 492
ـ[عبد الناصر]ــــــــ[15 - 08 - 05, 08:45 ص]ـ
وما رأيك فيما قرأته أيضا:
[مكاشفات الأولياء وقدراتهم وتأثيراتهم]
ومن أصول أهل السنة: التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات، وأنواع القدرة والتأثيرات ...
المرجع: مجموع الفتاوى 3/ 156
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/346)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 08 - 05, 08:52 ص]ـ
هذه فراسة وقسم على الله وليس فيها ادعاء علم الغيب، فتأمل قوله تعالى (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي) فهذا مكتوب في اللوح المحفوظ وهو وعد من الله تعالى لنصر أوليائه المؤمنين، فكون ابن تيمية رحمه الله تفرس وقال ذلك فراسة واجتهادا منه وقسما على الله، فهذا امر مشروع
ومن يستدل بأثر عمر رضي الله عنه في قوله (ياسارية الجبل) بأنه انكشف لعمر رضي الله عنه أمرهم بتوفيق من الله تعالى، فهذا قد يحصل لبعض أولياء الله المتقين كذلك كرامة لهم
فقد يكون اخبار ابن تيمية رحمه الله لهم بدخول الجيش وغير ذلك من إلهام الله تعالى له، ولا يعني هذا أن كل من ادعى ذلك فهو محق ومصيب، فأولياء الله تعالى هم المتقون الذين يتبعون الكتاب والسنة وتكون أحوالهم على نهج سلف الأمة في استقامتهم وديانتهم وغير ذلك من أمورهم، فهؤلاء قد يفتح الله عليه ببعض الأمور ويكرمهم بكرامات قد لاتحصل لغيرهم
وأما من كان تاركا لشرائع الله مرتكبا للمحرمات والفواحش أو صوفيا مخرفا ثم يدعى بعد ذلك حصول الكرامات ونحو ذلك فهذا حصل له حال شيطاني إما أن يكون استدراجا وإما أن يكون من طريق السحر والشعوذة وإما من طريق الخداع والتدليس على الناس
فليس فيما نقله ابن القيم رحمه الله عن شيخه الإمام السلفي العابد الزاهد الولي أي ادعاء للغيب، وإنما هو كرامة وفراسة وقسم على الله، وكل هذه أمور شرعية لها أدلتها.
فتبين لنا بهذا أن من ينقل هذا الكلام محتجا به على أن ابن تيمية رحمه الله يدعي علم الغيب فخهو كاذب مفتر على هذا الإمام، وربنا الرحمن المستعان على ما يصفون.
-----
بعض ردود ابن تيمية على من يدعي الغيب
في مجموع الفتاوى [جزء 5 - صفحة 77]
ونعتقد أن الله تعالى اختص بمفتاح خمس من الغيب لا يعلمها الا الله (ان الله عنده علم الساعة الآية
وفي الرد على البكري [جزء 1 - صفحة 426]
وقد حدثني بعض الثقات عن هذا الشخص أنه كان يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم علم مفاتيح الغيب التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم تكذيبا لقوله وردا عليهم خمس لا يعلمها إلا الله تعالى (إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت) و أظنه ذكر عنه أنه قال علمها بعد أن أخبر أنه لا يعلمها إلا الله تعالى.
ـ[عبد الناصر]ــــــــ[15 - 08 - 05, 08:53 ص]ـ
وما رأيك فيما قيل عن ابن تيمية أيضا:
[بعض عظيم كراماته الخارقة]
الفصل التاسع: في ذكر بعض كراماته وفراسته:
أخبرني غير واحد من الثقات ببعض ما شاهده من كراماته وأنا أذكر بعضها على سبيل الاختصار وأبدأ من ذلك ببعض ما شاهدته:
فمنها اثنين جرى بيني وبين بعض الفضلاء منازعة في عدة مسائل وطال كلامنا فيها وجعلنا نقطع الكلام في كل مسألة بأن نرجع الى الشيخ وما يرجحه من القول فيها ثم أن الشيخ رضي الله عنه حضر فلما هممنا بسؤاله عن ذلك سبقنا هو وشرع يذكر لنا مسألة مسألة كما كنا فيه وجعل يذكر غالب ما أوردناه في كل مسأله ويذكر اقوال العلماء ثم يرجح منها ما يرجحه الدليل حتى أتى على آخر ما أردنا ان نسأله عنه وبين لنا ما قصدنا أن نستعلمه منه فبقيت أنا وصاحبي ومن حضرنا أولا مبهوتين متعجبين مما كاشفنا به وأظهره الله عليه مما كان في خواطرنا / وكنت في خلال الايام التي صحبته فيها إذا بحث مسأله يحضر لي إيراد، فما يستتم خاطري به حتى يشرع فيورده ويذكر الجواب من عدة وجوه.
وحدثني الشيخ الصالح المقريء أحمد بن الحريمي أنه سافر الى دمشق قال فاتفق اني لما قدمتها لم يكن معي شئ من النفقة البتة وانا لا اعرف احدا من أهلها، فجعلت أمشي في زقاق منها كالحائر فإذا بشيخ قد أقبل نحوي مسرعا فسلم وهش في وجهي ووضع في يدي صرة فيها دراهم صالحة وقال لي: انفق هذه الآن وخلي خاطرك مما انت فيه فإن الله لا يضيعك، ثم رد على أثره كأنه ما جاء إلا من أجلي، فدعوت له وفرحت بذلك وقلت لبعض من رأيته من الناس من هذا الشيخ؟ فقال: وكأنك لا تعرفه هذا ابن تيمية، لي مدة طويلة لم أره اجتاز بهذا الدرب. وكان جل قصدي من سفري الى دمشق لقاءه فتحققت أن الله أظهره علي وعلى حالي فما احتجت بعدها الى احد مدة إقامتي بدمشق بل فتح الله علي من حيث لا احتسب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/347)
واستدللت فيما بعد عليه وقصدت زيارته والسلام عليه فكان يكرمني ويسألني عن حالي فأحمد الله تعالى اليه / وحدثني الشيخ العالم المقريء تقي الدين عبدالله ابن الشيخ الصالح المقريء احمد بن سعيد قال: سافرت إلى مصر حين كان الشيخ مقيما بها فاتفق أني قدمتها ليلا وأنا مثقل مريض فأنزلت في بعض الامكنة فلم ألبث أن سمعت من ينادي باسمي وكنيتي فأجبته وأنا ضعيف فدخل إلي جماعة من أصحاب الشيخ ممن كنت قد اجتمعت ببعضهم في دمشق فقلت: كيف عرفتم بقدومي وأنا قدمت هذه الساعة؟ فذكروا أن الشيخ أخبرنا بأنك قدمت وأنت مريض وأمرنا ان نسرع بنقلك وما رأينا أحدا جاء ولا أخبرنا بشيء، فعلمت أن ذلك من كرامات الشيخ رضي الله عنه.
وحدثني أيضا قال: مرضت بدمشق اذ كنت فيها مرضة شديدة منعتني حتى من الجلوس، فلم اشعر إلا والشيخ عند رأسي وأنا مثقل مشتد بالحمى والمرض فدعا لي وقال: جاءت العافية. فما هو إلا أن فارقني وجاءت العافية وشفيت من وقتي ...
وحدثني أيضا قال: أخبرني الشيخ ابن عماد الدين المقرئ المطرز قال: قدمت على الشيخ ومعي حينئذ نفقة فسلمت عليه فرد علي ورحب بي وأدناني ولم يسألني هل معك نفقة ام لا، فلما كان بعد أيام ونفدت نفقتي أردت أن اخرج من مجلسه بعد ان صليت مع الناس وراءه فمنعني وأجلسني دونهم فلما / خلا المجلس دفع الي جملة دراهم وقال: انت الآن بغير نفقة فارتفق بهذه، فعجبت من ذلك، وعلمت ان الله كشفه على حالي أوّلا لما كان معي نفقة وآخراً لما نفدت واحتجت الى نفقة.
وحدثني من لا أتهمه: ان الشيخ رضي الله عنه حين نزل المغل بالشام لاخذ دمشق وغيرها رجف أهلها وخافوا خوفا شديدا، وجاء اليه جماعة منهم وسألوه الدعاء للمسلمين فتوجه الى الله ثم قال: أبشروا فإن الله يأتيكم بالنصر في اليوم الفلاني بعد ثالثة حتى ترون الرؤوس معبأة بعضها فوق بعض. قال الذي حدثني: فوالذي نفسي بيده او كما حلف ما مضى إلا ثلاث مثل قوله حتى رأينا رؤوسهم كما قال الشيخ على ظاهر دمشق معبأة بعضها فوق بعض.
وحدثني الشيخ الصالح الورع عثمان بن احمد بن عيسى النساج أن الشيخ رضي الله عنه كان يعود المرضى بالبيمارستان بدمشق في كل اسبوع، فجاء على عادته فعادهم، فوصل الى شاب منهم فدعا له فشفي سريعا وجاء الى الشيخ يقصد السلام عليه فلما رآه هش له وأدناه ثم دفع اليه نفقة وقال: قد شفاك الله فعاهد الله أن تعجل الرجوع الى بلدك أيجوز أن تترك زوجتك / وبناتيك أربعا ضيعة وتقيم ها هنا، فقبل يده وقال: يا سيدي أنا تائب الى الله على يدك. وقال الفتى: وعجبت مما كاشفني به وكنت قد تركتهم بلا نفقة ولم يكن قد عرف بحالي أحد من أهل دمشق.
وحدثني من أثق به أن الشيخ رضي الله عنه أخبر عن بعض القضاة انه قد مضى متوجها الى مصر المحروسة ليقلد القضاء وأنه سمعه يقول: حال ما أصل الى البلد قاضياً أحكم بقتل فلان _ رجل معين من فضلاء اهل العلم والدين قد أجمع الناس على علمه وزهده وورعه، ولكن حصل في قلب القاضي منه من الشحناء والعداوة ما صوب له الحكم بقتله _ فعظم ذلك على من سمعه خوفا من وقوع ما عزم عليه من القتل لمثل هذا الرجل الصالح، وحذرا على القاضي ان يوقعه الهوى والشيطان في ذلك فيلقى الله متلبسا بدم حرام وفتك بمسلم معصوم الدم بيقين، وكرهوا وقوع مثل ذلك لما فيه من عظيم المفاسد، فأبلغ الشيخ رضي الله عنه هذا الخبر بصفته، فقال: إن الله لا يمكنه مما قصد ولا يصل الى مصر حياً، فبقى بين القاضي وبين مصر قدر يسير وأدركه الموت فمات قبل وصولها كما اجرى الله تعالى على لسان الشيخ رضي الله عنه /
قلت: وكرامات الشيخ رضي الله عنه كثيرة جدا لا يليق بهذا المختصر اكثر من ذكر هذا القدر منها، ومن اظهر كراماته أنه ما سمع بأحد عاداه او غض منه إلا وابتلي بعدة بلايا غالبها في دينه وهذا ظاهر مشهور لا يحتاج فيه الى شرح صفته.
المرجع: الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية للحافظ عمر بن علي بن البزار1/ 56 - 62
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 08 - 05, 08:57 ص]ـ
الكرامات لاشك أنها حاصلة للمسلمين المتقين وليست للمشركين ممن ينتسب للصوفية الخرافيين
فالكرامات ثابتة في الكتاب والسنة لاينكرها أهل السنة، ولكنهم ينكرون على الخرافيين الصوفية الذين يتركون شعائر الله تعالى ثم يدعون أنهم اولياء ويظهرون بعض الأمور التي يزعمون أنها كرامات
فمن يستغيث بغير الله ويطوف على قبور الأولياء -بزعمه- ويذبح لغير الله، ثم يدعي أنه ولي لله فهذا من أبطل الباطل، بل هو ولي للشيطان
ـ[عبد الناصر]ــــــــ[15 - 08 - 05, 09:00 ص]ـ
لو أننا تمادينا وأطعنا أنفسنا لملأنا الموقع بمثل هذا الكلام، وأعتقد أن مسألة دقيقة كمسألة الغيب لا يمكن أن يفتى فيها كل من هب ودب أو سمع كلمتين دون بحث يتوخى فيه حب الحق.
والسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/348)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 08 - 05, 09:00 ص]ـ
كل ما نقلته من الكلام السابق فهي كرامات يكرم الله بها عباده الموحدين، وأهل السنة يؤمنون بالكرامات وأنها تحصل لأولياء الله، فليس فيها بحمد الله تعالى أي حجة للصوفية الخرافيين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 08 - 05, 09:03 ص]ـ
من ادعى علم الغيب فهو كافر مرتد يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وليست هذه من المسائل الدقيقة، بل هي بحمد الله تعالى من أوضح الواضحات، فليس هناك خلاف بين المسلمين في مسألة اختصاص الله تعالى بالغيب.
ـ[عبد الناصر]ــــــــ[15 - 08 - 05, 09:09 ص]ـ
لا تظن يا أخ عبد الرحمن أننى أقصدك بكلمة واحدة لا تصريحا ولا تلميحا، بل إننى أؤيدك فى أن الكرامات غير حاصلة لتاركى شرع الله أو فروضه أو المجترئين عليه إنما المشكلة التى فيها لغط كثير بغير علم هى مسألة الغيب
والسلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 08 - 05, 09:12 ص]ـ
((قال الإمام الطحاوي في عقيدته)) (فهذا جملة ما يحتاج إليه من هو منور قلبه من أولياء الله تعالى وهي درجة الراسخين في العلم لأن العلم علمان: علم في الخلق موجود وعلم في الخلق مفقود فإنكار العلم الموجود كفر وادعاء العلم المفقود كفر ولا يثبت الإيمان الا بقبول العلم الموجود وترك طلب العلم المفقود)
قال ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية
ش: الإشارة بقوله: فهذا إلى ما تقدم ذكره مما يجب اعتقاده والعمل به مما جاءت به الشريعة وقوله: وهي درجة الراسخين في العلم أي علم ما جاء به الرسول جملة وتفصيلا نفيا وإثباتا ويعني بالعلم المفقود: علم القدر الذي طواه الله عن أنامه ونهاهم عن مرامه ويعني بالعلم الموجود: علم الشريعة أصولها وفروعها فمن أنكر شيئا مما جاء به الرسول كان من الكافرين ومن ادعى علم الغيب كان من الكافرين قال تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول} الآية وقال تعالى: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[15 - 08 - 05, 10:08 ص]ـ
يا اخ عبد الرحمن ألا ترى إن إطلاقك: الصوفية المخرفين فيه جرح لجل إخوانك المسلمين في الشام وغيرها ممن يميلون لمذهب الصوفية ألا ترى أن الأفضل أن تستعمل عبارة من بعض الصوفية المخرفين وهذا أمر لا ينكر هناك الصوفيون المخرفون كما أنه يوجد سلفيون متعصبون والكمال لله سبحانه وتعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 08 - 05, 10:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به، والمسلم يجب عليه اتباع الدين الحق، وأما الصوفية فلماذا يبقون في انتسابهم للصوفية مع علمهم بما يقع منهم من مخالفات في العقيدة والسلوك، ولاشك من ينتسب للصوفية على مراتب متعددة، وليسوا كلهم على مرتبة واحدة
فمسألة التسمية بالصوفية نسبة إلى لبس الصوف أو لغيرها كما يذكرون لم تعد كذلك بل أصبحت منهج عقدي وسلوكي
فالواجب على المسلم ترك الانتساب للصوفية والانتساب للإسلام والسنة والسير على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
والكلام السابق كان عن ((بعض)) الصوفية الذين يدعون الكرامات والخوارق وهم لايعملون بالشرائع، والذين يدعون أنهم أهل الحقيقة وأن اتباع الرسل هم أصحاب الشريعة، وغير ذلك من أنواع الانحرافات العقدية
فأما الصوفية في الشام أو في غيرها من بلاد المسلمين فوالله ما نريد لهم إلا الخير والهداية للسنة واتباع السلف الصالح وترك ماهم عليه من أوراد بدعية وانتساب للطرق الصوفية وغيرها.
ـ[أبو تقي]ــــــــ[15 - 08 - 05, 11:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
قال الحافظ عمر البزار:
وحدثني من لا أتهمه ان الشيخ رضي الله عنه حين نزل المغل بالشام لاخذ دمشق وغيرها رجف أهلها وخافوا خوفا شديدا وجاء اليه جماعة منهم وسألوه الدعاء للمسلمين فتوجه الى الله ثم قال أبشروا فإن الله يأتيكم بالنصر في اليوم الفلاني بعد ثالثة حتى ترون الرؤوس معبأة بعضها فوق بعض قال الذي حدثني فوالذي نفسي بيده او كما حلف ما مضى إلا ثلاث مثل قوله حتى راينا رؤوسهم كما قال الشيخ على ظاهر دمشق معبأة بعضها فوق بعض
وحدثني من أثق به ان الشيخ رضي الله عنه أخبر عن بعض القضاة انه قد مضى متوجها الى مصر المحروسة ليقلد القضاء وأنه سمعه يقول حال ما اصل الى البلد قاضيا احكم بقتل فلان رجل معين من فضلاء اهل العلم والدين قد أجمع الناس على علمه وزهده وورعه ولكن حصل في قلب القاضي منه من الشحناء والعداوة ما صوب له الحكم بقتله فعظم ذلك على من سمعه خوفا من وقوع ما عزم عليه من القتل لمثل هذا الرجل الصالح وحذرا على القاضي ان يوقعه الهوى والشيطان في ذلك فيلقى الله متلبسا بدم حرام وفتك بمسلم معصوم الدم بيقين وكرهوا وقوع مثل ذلك لما فيه من عظيم المفاسد فأبلغ الشيخ رضي الله عنه هذا الخبر بصفته
فقال إن الله لا يمكنه مما قصد ولا يصل الى مصر حيا فبقى بين القاضي وبين مصر قدر يسير وأدركه الموت فمات قبل وصولها كما اجرى الله تعالى على لسان الشيخ رضي الله عنه!
السؤال للشيخ عبد الرحمن حفظه الله، كيف يكون الإخبار بامور غيبية كهذه من الكرامات والله سبحانه يقول {فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/349)
ـ[الساري]ــــــــ[15 - 08 - 05, 12:15 م]ـ
يا أخي لو أنك قرأت كلام الشيخ بالكامل ما سألت هذا السؤال، اقرأ:
فقد يكون اخبار ابن تيمية رحمه الله لهم بدخول الجيش وغير ذلك من إلهام الله تعالى له، ولا يعني هذا أن كل من ادعى ذلك فهو محق ومصيب، فأولياء الله تعالى هم المتقون الذين يتبعون الكتاب والسنة وتكون أحوالهم على نهج سلف الأمة في استقامتهم وديانتهم وغير ذلك من أمورهم، فهؤلاء قد يفتح الله عليه ببعض الأمور ويكرمهم بكرامات قد لاتحصل لغيرهم
راجع هذا الكلام في كلام الشيخ، المشاركة رقم: 14
ـ[أبو تقي]ــــــــ[15 - 08 - 05, 12:32 م]ـ
يا أخي لو أنك قرأت كلام الشيخ بالكامل ما سألت هذا السؤال،
جزاكم الله خيرا أخي الكريم، بل قرأت كلام الشيخ حفظه الله.
الإخبار لم يكن فقط عن النصر!
قال أبشروا فإن الله يأتيكم بالنصر في اليوم الفلاني بعد ثالثة حتى ترون الرؤوس معبأة بعضها فوق بعض قال الذي حدثني فوالذي نفسي بيده او كما حلف ما مضى إلا ثلاث مثل قوله حتى راينا رؤوسهم كما قال الشيخ على ظاهر دمشق معبأة بعضها فوق بعض
ثم اخباره عن موت القاضي. ومن يعلم متى وأين نموت الا الله سبحانه وتعالى!
هذه اليست من الامور الغيبية؟
الله سبحانه وتعالى قد يطلع أوليائه (وليس فقط رسله) على شيء من غيبه .. هذا ما تريد ان تقوله اخي الكريم؟
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[15 - 08 - 05, 03:49 م]ـ
عفا الله عن الأخ عبد الرحمن وهل في الأسماء هب أن جمهور السلفية اعتنقوا أفكاراً غير صحيحة فهل تتجرد عن هذه التسمية؟ ما لنا وللأسماء وما هي المشكلة إذا كان مضمون الذي يقول أنا صوفي هو التمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله الشافعي حين قال:
إن كان حب آل محمد رفضاً فليشهد الثقلان أنا رافضي
وإن كان التصوف التمسك بكتاب الله وبسنة رسول وحب الله ورسوله وحب الأولياء والصالحين وصفاء القلب والسرية فأنا صوفي بإذن الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 08 - 05, 03:57 م]ـ
وفق الله الجميع
نقولات البزار عن ابن تيمية لم يصرح باسم الناقل عنه ولايكفي أنه ثقة عنده، فقد يكون متهما عند غيره كما هو معلوم عند أهل الحديث، فما ذكره الأخ أبو تقى فهذا جوابه، وهذه الحكايات لاثبت عن ابن تيمية رحمه الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 08 - 05, 04:07 م]ـ
وأما ما ذكره الأخ أبو موفق الحلبي وفقه الله، فالصوفية طائفة ظهرت واتخذت لنفسها منهجا فيه حق وباطل، ثم تشعبت بهم السبل بعد ذلك
وحتى أنهم لايعرفون على وجه التحديد لماذا تسموا بالصوفية؟؟
فالصوفية بدعة وكل بدعة ضلالة.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[16 - 08 - 05, 08:53 ص]ـ
فتح القدير للشوكاني
لا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا (27)
ثم استثنى فقال: 27 - {إلا من ارتضى من رسول} أي إلا من اصطفاه من الرسل أو من ارتضاه منهم لإظهاره على بعض غيبه ليكون ذلك دالا على نبوته قال القرطبي: قال العلماء: لما تمدح سبحانه بعلم الغيب واستأثر به دون خلقه كان فيه دليل أنه لا يعلم الغيب أحد سواه ثم استثنى من ارتضى من الرسل فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم وجعله معجزة لهم ودلالة صادقة على نبوتهم وليس المنجم ومن ضاهاه ممن يضرب بالحصا وينظر في الكف ويزجر بالطين ممن ارتضاه من رسول فيطلعه على ما يشاء من غيبه فهو كافر بالله مفتر عليه بحدسه وتخمينه وكذبه وقال سعيد بن جبير: إلا من ارتضى من رسول هو جبريل وفيه بعد وقيل المراد بقوله: إلا من ارتضى من رسول فإنه يطلعه على بعض غيبه وهو ما يتعلق برسالته كالمعجزة وأحكام التكاليف وجزاء الأعمال وما يبينه من أحوال الآخرة لا ما لا يتعلق برسالته من الغيوب كوقت قيام الساعة ونحوه قال الواحدي: وفي هذا دليل على أن من ادعى أن النجوم تدله على ما يكون من حادث فقد كفر بما في القرآن قال في الكشاف: وفي هذا إبطال للكرامات لأن الذين تضاف إليهم وإن كانوا أولياء مرتضين فليسوا برسل وقد خص الله الرسل من بين المرتضين بالاطلاع على الغيب وإبطال للكهانة والتنجيم لأن أصحابهما أبعد شيء من الارتضاء وأدخله في السخط قال الرازي: وعندي لا دلالة في الآية على شيء مما قالوه إذ لا صيغة عموم في غيبه فتحمل على غيب واحد وهو وقت القيامة لأنه واقع بعد قوله: {
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/350)
أقريب ما توعدون} الآية فإن قيل: فما معنى الاستثناء حينئذ؟ قلنا: لعله إذا قربت القيامة يظهره وكيف لا؟ وقد قال: {يوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا} فتعلم الملائكة حينئذ قيام القيامة أو هو استثناء منقطع: أي من ارتضاه من رسول يجعل من بين يديه ومن خلقه حفظة يحفظونه من شر مردة الجن والإنس ويدل على أنه ليس المراد به لا يطلع أحدا على شيء من المغيبات أنه ثبت كما يقارب التواتر أن شقا وسطيحا كانا كاهنين وقد عرفا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم قبل ظهوره وكانا مشهورين بهذا العلم عند العرب حتى رجع إليهما كسرى فثبت أن الله تعالى قد يطلع غير الرسل على شيء من المغيبات وأيضا أطبق أهل الملل على أن معبر الرؤيا يخبر عن أمور مستقبلة ويكون صادقا فيها وأيضا قد نقل السلطان سنجر بن ملك شاه كاهنة من بغداد إلى خراسان وسألها عن أمور مستقبلة فأخبرته بها فوقعت على وفق كلامها قال: وأخبرني ناس محققون في علم الكلام والحكمة أنها أخبرت عن أمور غائبة بالتفصيل فكانت على وفق خبرها وبالغ أبو البركات في كتاب التعبير في شرح حالهاظ وقال: فحصت عن حالها ثلاثين سنة فتحققت أنها كانت تخبر عن المغيبات إخبارا مطابقا وأيضا فإنا نشاهد ذلك في أصحاب الإلهامات الصادقة وقد يوجد ذلك في السحرة أيضا وقد نرى الأحكام النجومية مطابقة وإن كانت قد تختلف ولو قلنا إن القرآن يدل على خلاف هذه الأمور المحسوسة لتطرق الطعن إلى القرآن فيكون التأويل ما ذكرنا انتهى كلامه
قلت: أما قوله إذ لا صيغة عموم في غيبه فباطل فإن إضافة المصدر واسم الجنس من صيغ العموم كما صرح به أئمة الأصول وغيرهم وأما قوله: أو هو استثناء منقطع فمجرد دعوى يأباه النظم القرآني وأما قوله: إن شقا وسطيحا الخ فقد كانا في زمن تسترق فيه الشياطين السمع ويلقون ما يسمعونه إلى الكهان فيخلطون الصدق بالكذب كما ثبت في الحديث الصحيح وفي قوله {إلا من خطف الخطفة} ونحوها من الآيات فباب الكهانة قد ورد بيانه في هذه الشريعة وأنه كان طريقا لبعض الغيب بواسطة استراق الشياطين حتى منعوا ذلك بالبعثة المحمدية وقالوا: {وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا * وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا} فباب الكهانة في الوقت الذي كانت فيه مخصوص بأدلته فهو من جملة ما يخصص به هذا العموم فلا يرد ما زعمه من إيراد الكهانة على هذه الآية وأما حديث المرأة الذي أورده فحديث خرافة ولو سلم وقوع شيء مما حكاه عنها من الأخبار لكان من باب ما ورد في الحديث [إن في هذه الأمة محدثين وإن منهم عمر] فيكون كالتخصيص لعموم هذه الآية لا انقضاء لها وأما ما اجترأ به على الله وعلى كتابه من قوله في آخر كلامه فلو قلنا إن القرآن يدل على خلاف هذه الأمور المحسوسة لتطرق الطعن إلى القرآن فيقال له ما هذه بأول زلة من زلاتك وسقطة من سقطاتك وكم لها لديك من أشباه ونظائر نبض بها عرق فلسفتك وركض بها الشيطان الذي صار بتخبطك في مباحث تفسيرك يا عجبا لك أيكون ما بلغك من خبر هذه المرأة ونحوه موجبا لتطرق الطعن إلى القرآن وما أحسن ما قاله بعض أدباء عصرنا:
(وإذا رامت الذبابة للشمـ ... س غطاء مدت عليها جناحا)
وقلت من أبيات:
(مهب رياح سده بجناح ... وقابل بالمصباح ضوء صباح)
فإن قلت: إذن قد تقرر بهذا الدليل القرآني أن الله يظهر من ارتضى من رسله على ما شاء من غيبه فهل للرسول الذي أظهره الله على ما شاء من غيبه أن يخبر به بعض أمته؟ قلت: نعم ولا مانع من ذلك وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا ما لا يخفى على عارف بالسنة المطهرة فمن ذلك ما صح أنه قام مقاما أخبر فيه بما سيكون إلى يوم القيامة وما ترك شيئا مما يتعلق بالفتن ونحوها حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه وكذلك ما ثبت من أن حذيفة بن اليمان كان قد أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يحدث من الفتن بعده حتى سأله عن ذلك أكابر الصحابة ورجعوا إليه وثبت في الصحيح وغيره [أن عمر بن الخطاب سأله عن الفتنة التي تموج كموج البحر فقال: إن بينك وبينها بابا فقال عمر: هل يفتح أو يكسر؟ فقال: بل يكسر فعلم عمر أنه الباب وأن كسره قتله] كما في الحديث الصحيح المعروف أنه قيل لحذيفة: هل كان عمر يعلم ذلك؟ فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/351)
نعم كان يعلم أن دون غد الليلة وكذلك ما ثبت من إخباره لأبي ذر بما يحدث له وإخباره لعلي بن أبي طالب بخبر ذي الثدية ونحو هذا مما يكثر تعدده ولو جمع لجاء منه مصنف مستقل وإذا تقرر هذا فلا مانع من أن يختص بعض صلحاء هذه الأمة بشيء من أخبار الغيب التي أظهرها الله لرسوله وأظهرها رسوله لبعض أمته وأظهرها هذا البعض من الأمة لمن بعدهم فتكون كرامات الصالحين من هذا القبيل والكل من الفيض الرباني بواسطة الجناب النبوي ثم ذكر سبحانه أنه يحفظ ذلك الغيب الذي يطلع عليه الرسول فقال: {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} والجملة تقرير للإظهار المستفاد من الاستثناء والمعنى: أنه يجعل سبحانه بين يدي الروسل ومن خلفه حرسا من الملائكة يحرسونه من تعرض الشياطين لما أظهره عليه من الغيب أو يجعل بين يدي الوحي وخلفه حرسا من الملائكة يحوطونه من أن تسترقه الشياطين فتلقيه إلى الكهنة والمراد من جميع الجوانب قال الضحاك: ما بعث الله نبيا إلا ومعه ملائكة يحفظونه من الشياطين أن يتشبهوا بصورة الملك فإذا جاءه شيطان في صورة الملك قالوا هذا شيطان فاحذره وإن جاءه الملك قالوا هذا رسول ربك قال ابن زيد: رصدا: أي حفظة يحفظون النبي صلى الله عليه وسلم من أمامه وورائه من الجن والشياطين قال قتادة وسعيد بن المسيب: هم أربعة من الملائكة حفظة وقال الفراء: المراد جبريل قال في الصحاح: الرصد القوم يرصدون كالحرس يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث والرصد للشيء الراقب له يقال: رصده يرصده رصدا ورصدا والترصد الترقب والمرصد موضع الرصد
كلام شيخ الإسلام
وتجد كثيرا من هؤلاء عمدتهم في اعتقاد كونه وليا لله أنّه قد صدر عنه مكاشفة في بعض الأمور أو بعض التصرفات الخارقة للعادة مثل أن يشير إلى شخص فيموت أويطير في الهواء إلى مكة أو غيرها أو يمشي على الماء أحيانا أو يملأ إبريقا من الهواء أو ينفق بعض الأوقات من الغيب أو يختفي أحياناً عن أعين الناس أو أن بعض الناس استغاث به وهو غائب أو ميت فرآه قد جاءه فقضى حاجته او يخبر الناس بما سرق لهم أو بحال غائب لهم أو مريض أو نحو ذلك من الأمور وليس في شيء من هذه الأمور ما يدل على أن صاحبها ولي الله بل قد اتفق أولياء الله على أن الرجل لو طار في الهواء أو مشى على الماء لم يغترّ به حتى ينظر متابعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وموافقته لأمره ونهيه
وفي شرح الطحاوية
قوله: (ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات من رواياتهم)
ش: فالمعجزة في اللغة تعم كل خارق للعادة و [كذلك الكرامة] في عرف أئمة أهل العلم المتقدمين ولكن كثير من المتأخرين يفرقون في اللفظ بينهما فيجعلون المعجزة للنبي والكرامة للولي وجماعها: الأمر الخارق للعادة فصفات الكمال ترجع إلى ثلاثة: العلم والقدرة والغنى وهذه الثلاثة لا تصلح على الكمال إلا لله وحده فإنه الذي أحاط بكل شيء علما وهو على كل شيء قدير وهو غني عن العالمين ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتبرأ من دعوى هذه الثلاثة بقوله: {قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي} وكذلك قال نوح عليه السلام فهذا أول أولي العزم وأول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض وهذا خاتم الرسل وخاتم أولي العزم وكلاهما تبرأ من ذلك وهذا لأنهم يطالبونهم تارة بعلم الغيب كقوله تعالى: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} وتارة بالتأثير كقوله تعالى: {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} الآيات وتارة يعيبون عليهم الحاجة البشرية كقوله تعالى: {وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق} الآية فأمر الرسول أن يخبرهم بأنه لا يملك ذلك وإنما ينال من تلك الثلاثة بقدر ما يعطيه الله فيعلم ما علمه الله [إياه] ويستغني عما أغناه عنه ويقدر على ما أقدر عليه من الأمور المخالفة للعادة المطردة أو لعادة أغلب الناس فجميع المعجزات والكرامات ما تخرج عن هذه الانواع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/352)
ثم الخارق: إن حصل به فائدة مطلوبة في الدين كان من الأعمال الصالحة المأمور بها دينا وشرعا إما واجب أو مستحب وإن حصل به أمر مباح كان من نعم الله الدنيوية التي تقتضي شكرا وإن كان على وجه يتضمن ما هو منهي عنه نهي تحريم أو نهي تنزيه كان سببا للعذاب أو البغض كالذي أوتي الآيات فانسلخ منها: بلعام بن باعورا لاجتهاد أوتقليد أو نقص عقل أوعلم أو غلبة حال أو عجز أو ضرورة
فالخارق ثلاثة أنواع: محمود في الدين ومذموم ومباح فإن كان المباح فيه منفعة كان نعمة وإلا فهو كسائرالمباحات التي لا منفعة فيها قال أبو علي الجوزجاني: كن طالبا للاستقامة لا طالبا للكرامة فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة وربك يطلب منك الاستقامة
قال الشيخ السهروردي في عوارفه: وهذا أصل كبير في الباب فإن كثيرا من المجتهدين المتعبدين سمعوا بالسلف الصالحين المتقدمين وما منحوا به من الكرامات وخوارق العادات فنفوسهم لا تزال تتطلع إلى شيء من ذلك ويحبون أن يرزقوا شيئا منه ولعل أحدهم يبقى منكسر القلب متهما لنفسه في صحة عمله حيث لم يحصل له خارق ولو علموا بسر ذلك لهان عليهم الأمر فيعلم أن الله يفتح على بعض المجاهدين الصادقين من ذلك بابا والحكمة فيه أن يزداد بما يرى من خوارق العادات وآثار القدرة - يقينا فيقوى عزمه على الزهد في الدنيا والخروج عن دواعي الهوى فسبيل الصادق مطالبة النفس بالاستقامة فهي كل الكرامة
ولا ريب أن للقلوب من التأثير أعظم مما للأبدان لكن إن كانت صالحة كان تأثيرها صالحا وإن كانت فاسدة كان تأثيرها فاسدا فالأحوال يكون تأثيرها محبوبا لله تعالى تارة ومكروها لله أخرى
وقد تكلم الفقهاء في وجوب القود على من يقتل غيره في الباطن وهؤلاء يشهدون بواطنهم وقلوبهم الأمر الكوني ويعدون مجرد خرق العادة لأحدهم أنه كرامة من الله له ولا يعلمون أنه في الحقيقة إنما الكرامة لزوم الاستقامة وأن الله تعالى لم يكرم عبدا بكرامة أعظم من موافقته فيما يحبه ويرضاه وهو طاعته وطاعة رسوله وموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه وهؤلاء هم أولياء الله الذين قال الله فيهم: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
وأما ما يبتلي الله به عبده من السر بخرق العادة أو بغيرها أو بالضراء - فليس ذلك لأجل كرامة العبد على ربه ولا هوانه عليه بل قد سعد بها قوم إذا أطاعوه وشقي بها قوم إذا عصوه كما قال تعالى: {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن * وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن * كلا} ولهذا كان الناس في هذه الأمور ثلاثة أقسام:
قسم ترتفع درجتهم بخرق العادة
قسم يتعرضون بها لعذاب الله
وقسم يكون في حقهم بمنزلة المباحات كما تقدم
وتنوع الكشف والتأثير باعتبار تنوع كلمات الله وكلمات الله نوعان: كونية ودينية:
فكلماته الكونية هي التي استعاذ بها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: [أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر] قال تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} وقال تعالى: {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته} والكون كله داخل تحت هذه الكلمات وسائر الخوارق
والنوع الثاني: الكلمات الدينية وهي القرآن وشرع الله الذي بعث به رسوله وهي أمره ونهيه وخبره وحظ العبد منها العلم بها والعمل والأمر بما أمر الله به كما أن حظ العباد عموما وخصوصا العلم بالكونيات والتأثير فيها أي بموجبها فالأولى تدبيرية كونية والثانية شرعية دينية فكشف الأولى العلم بالحوادث الكونية وكشف الثانية العلم بالمأمورات الشرعية وقدرة الأولى التأثير في الكونيات إما في نفسه كمشيه على الماء وطيرانه في الهواء وجلوسه في النار وإما في غيره بإصحاح وإهلاك وإغناء وإفقار وقدرة الثانية التأثير في الشرعيات إما في نفسه بطاعة الله ورسوله والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله باطنا وظاهرا وإما في غيره بأن يأمر بطاعة الله ورسوله فيطاع في ذلك طاعة شرعية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/353)
فإذا تقرر ذلك فاعلم أن عدم الخوارق علما وقدرة لا تضر المسلم في دينه فمن لم ينكشف له شيء من المغيبات ولم يسخر له شيئا من الكونيات -: لا ينقص ذلك في مرتبته عند الله بل قد يكون عدم ذلك أنفع له فإنه إن اقترن به الدين وإلا هلك صاحبه في الدنيا والآخرة فإن الخارق قد يكون مع الدين وقد يكون مع عدمه أو فساده أو نقصه فالخوارق النافعة تابعة للدين خادمة له كما أن الرياسة النافعة هي التابعة للدين وكذلك المال النافع كما كان السلطان والمال [النافع] بيد النبي صلى الله عليه وسلم و أبي بكر و عمر فمن جعلها هي المقصودة وجعل الدين تابعا لها ووسيلة إليها لا لأجل الدين في الأصل -: فهو شبيه بمن يأكل الدنيا بالدين وليست حاله كحال من تدين خوف العذاب أو رجاء الجنة فإن ذلك ما هو مأمور به وهو على سبيل نجاة وشريعة صحيحة والعجب أن كثيرا ممن يزعم أن همه قد ارتفع عن أن يكون خوفا من النار أو طلبا للجنة - يجعل همه بدينه أدنى خارق من خوارق الدنيا!!
ثم إن الدين إذا صح علما وعملا فلا بد أن يوجب خرق العادة إذا احتاج إلى ذلك صاحبه قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب} وقال تعالى: {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا} وقال تعالى: {ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا * وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما * ولهديناهم صراطا مستقيما} وقال تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} [وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم قرأ قوله {إن في ذلك لآيات للمتوسمين}] رواه الترمذي من رواية أبي سعيد الخدري [وقال تعالى فيما يرويه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه]
فظهر أن الاستقامة حظ الرب وطلب الكرامة حظ النفس وبالله التوفيق
وقول المعتزلة في إنكار الكرامة: ظاهر البطلان فإنه بمنزلة إنكار المحسوسات وقولهم: لو صحت لأشبهت المعجزة فيؤدي إلى التباس النبي صلى الله عليه وسلم بالولي وذلك لا يجوز! وهذه الدعوى إنما تصح إذا كان الولي يأتي بالخارق ويدعي النبوة وهذا لا يقع ولو ادعى النبوة لم يكن وليا بل كان متنبئا كذابا وقد تقدم الكلام في الفرق بين النبي والمتنبىء عند قول الشيخ: وأن محمدا عبده المجتبى ونبيه المصطفى
ومما ينبغي التنبيه عليه ههنا: أن الفراسة ثلاثة أنواع:
إيمانية وسببها نور يقذفه الله في قلب عبده وحقيقتها أنها خاطر يهجم على القلب يثب عليه كوثوب الأسد على الفريسة ومنها اشتقاقها وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان فمن كان أقوى إيمانا فهو أحد فراسة قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: الفراسة مكاشفة النفس ومعاينة الغيب وهي من مقامات الإيمان انتهى
وفراسة رياضية وهي التي تحصل بالجوع والسهر والتخلي فإن النفس إذا تجردت عن العوائق صار لها من الفراسة والكشف بحسب تجردها وهذه فراسة مشتركة بين المؤمن والكافر ولا تدل على إيمان ولا على ولاية ولا تكشف عن حق نافع ولا عن طريق مستقيم بل كشفها من جنس فراسة الولاة وأصحاب عبادة الرؤساء والأظناء ونحوهم
وفراسة خلقية وهي التي صنف فيها الأطباء وغيرهم واستدلوا بالخلق على الخلق لما بينهما من الإرتباط الذي اقتضته حكمة الله كالإستدلال بصغر الرأس الخارج عن العادة على صغر العقل وبكبره على كبره وسعة الصدر على سعة الخلق وبضيقه على ضيقه وبجمود العينين وكلال نظرهما على بلادة صاحبهما وضعف حرارة قلبه ونحو ذلك
ـ[زياد عوض]ــــــــ[16 - 08 - 05, 08:57 ص]ـ
أرجو أن تكون الرؤيا قد وضحت عند بعض الإخوة ممن ناقشوا هذا الموضوع وشكر الله للشيخ الفقيه على توضيحاته وتعليقاته
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 08 - 05, 09:02 ص]ـ
بارك الله في الشيخ زياد ونفعنا بعلمه.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[16 - 08 - 05, 09:06 ص]ـ
وفيك بارك، أسأل الله أن يرفع قدرك في الدنيا والأخرة0
ـ[ثابت عبد الإله]ــــــــ[17 - 08 - 05, 03:47 م]ـ
سؤال: ما هو الغيب
وأفيدونا مأجورين عن قول الله: فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين؟ ما هو الغيب هنا أهو أن سليمان سيموت أو أنه مات إذ: ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منساته، بارك الله فيكم.
ـ[علي إبراهيم الشافعي]ــــــــ[15 - 10 - 09, 02:59 ص]ـ
اخى فى اله عبد الرحمن الفقيه
ان الصوفية لست من البدع
لعلك تعلم ان معنى الصوفية هو إرتداء الصوف والخشن من الثياب كعلامة على الزهد فى حطام الدنيا
وأننا إذا قلنا أن التصوف بدعة إذن فإن من إنتهجه من العلماء مبتدعين مثل النووى والجيلانى وابن الجزرى وابن حجر العسقلانى وغيرهم كثير ولا يحصى
ولكن اقول الحق أن هناك ممن ينتسبون الى الصوفية يسيئون إليها
وما الصوفية إلا منهج تربية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/354)
ـ[طه بن إبراهيم]ــــــــ[15 - 10 - 09, 11:32 م]ـ
ومن أصدق من الله قيلا (قل لا يعلم من فى السماوات والأرض الغيب إلا الله) (ما فرطنا فى الكتاب من شىء)
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[17 - 10 - 09, 12:31 ص]ـ
جزاكم الله الجنة ...
هناك حديث لم يتضح لي معناه:
(كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك) ..
كأن الحديث يفيد إمكانية معرفة أمور غيبية عن طريق "الخط في الرمل" وأن ذلك جائز شريطة أن يكون موافقاً لطريقة النبي الذي كان يخط .. !!؟؟
ـ[أبو حذيفة الأثري السلفي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 04:36 م]ـ
بارك الله فيك(31/355)
ما الفرق بين الملة والدين؟
ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[29 - 07 - 05, 12:18 ص]ـ
يقول سبحانه وتعالى:
{ان الدين عند الله الإسلام.} (آل عمران/19)
{ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه} (آل عمران/85)
{ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ... } (الحج/78)
{ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه} (البقرة/130)
فما هو الفرق بين الملة والدين؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[29 - 07 - 05, 01:16 ص]ـ
قال الجرجاني -رحمه الله تعالى-
الفرق بين الدين والملة والمذهب أن الدين منسوب إلى الله تعالى والملة منسوبة إلى الرسول والمذهب منسوب إلى المجتهد
ولعل بعض الإخوة يتحفنا بالمزيد، فالمسألة تحتاج إلى مزيد بحث
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 07 - 05, 01:50 ص]ـ
قال الشيخ سعد بن محمد آل عبداللطيف في كتابه: "التعريفات الإعتقادية " ص310 مانصه:
والملة:" الدين، وقيل معظم الدين، وجملة ما يجيء به الرسل " النهاية لان الأثير (4/ 360)، لسان العرب (11/ 631) مادة (مل) لابن منظور.
وقال أبوالمظفر السمعاني رحمه الله:" وأما الملة فهي عبارة عن شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقيل هي عبارة عما يُملهُ الملك على النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي " قواطع الأدلة (1/ 39)
وقال الماوردي رحمه الله:" والفرق بين الملة والدين أن الملة ما شرعه الله، والدين ما اعتقده الناس تقربا إلى الله، فصار كل دين ملة، وليس كل ملة دين " تفسير الماوردي (2/ 239)
وقال الغزالي:" والملة عبارة عن أصل الدين والتوحيد والتقديس الذي تتفق فيه جميع الشرائع " المستصفى (1/ 256)
ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[29 - 07 - 05, 02:22 م]ـ
أخي زياد عوض: حبذا لو كنت أكثر دقة فتحيلني على المرجع الذي أخذت منه مقالة الجرجاني كما فعل أخونا المسيطير في مداخلته. وجزاكما الله خيرا عني
ـ[زياد عوض]ــــــــ[29 - 07 - 05, 03:15 م]ـ
كتاب "التفريفات" للجرجاني
ـ[زياد عوض]ــــــــ[29 - 07 - 05, 06:30 م]ـ
عفواً حصل خطأ في الطباعة:
كتاب التعريفات للجرجاني
ـ[زياد عوض]ــــــــ[29 - 07 - 05, 06:38 م]ـ
عفواً حصل خطأ في الطباعة:
كتاب التعريفات للجرجاني
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[29 - 07 - 05, 11:54 م]ـ
"الملة"
عامة ما وردت فيه في القرآن كانت بدلالة العقيدة, وعامتها لإبراهيم عليه السلام, ويراد بها الحنيفية والتوحيد كعقيدة لدين المسلمين, فهي جزء خاص من عموم الدين, وبعض من كل.
ويشرح هذا آية سورة البقرة, بما تركّز فيه على "العقيدة" {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين, إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين, ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون, أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي, قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم واسماعيل وإسحق إلها واحداً ونحن له مسلمون}.
"الشريعة"
وهي أحكام الكتاب للنبي, التي تُنزل أوامر الله ونواهيه منزل التطبيق والأداء, فهي في سورة الجاثية هكذا {ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة, ....... ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها} , فالشريعة ما يحكم به النبي من كتاب الله.
فالتوراة كتاب بني إسرائيل التي يحكم بها أنبياؤهم, فهي بهذا لهم شريعة {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا}.
"الدين"
وهو الملة والشريعة معاً, أي العقيدة الحنيفية, والأحكام المنزلة المفروضة مما شرعه الله وأمر به ونهى عنه, فهذا بمجموعه هو الدين, {وما اُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين, حنفاء –فهذه الملة- ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة –وهذه الشريعة- وذلك دين القيمة} , وهذا هو الدين الكامل, فلا يخلص الدين كله لله إلا أن تكون الملة لله وتكون الشريعة لله, {حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}.
ومن تدبر آية الأنعام بانت له بيضاء, {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم, ديناً قيماً؛ (الملة) ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين, (والشريعة) قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين, لا شريك له (فالملة له والشريعة له) وبذلك اُمرت وأنا أول المسلمين}.
فمن اعتقد ألا إله إلا الله فقد وافق ملة الإسلام.
ومن احتكم لشرع الله فاتبع أوامره ونواهيه على لسان نبي قومه المرسل إليه, فقد وافق شريعة الإسلام.
ومن جمع ملة الإسلام وشريعة الإسلام فصار أمره كله لله فذلك المسلم, {وذلك دين القيمة}.
ومن وافق ملة المسلمين وخالف شريعة الله فليس بمسلم, كذلك من وافق شريعة الله وخالف ملته {حتى يكون الدين كله لله}.
فالملة لم يبدلها الله, ولا ينسخها البتة, {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا نوحي إليه ألا إله إلا أنا فاعبدون} , والشريعة تُنسخ ويزاد فيها وتُفصّل {ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} , فيزاد في الشريعة الواحدة وينسخ منها.
والدين الواحد المجتمع بالملة والشريعة لا يتبدل, ملته قائمة متصلة, تُملى من نبي إلى نبي, ويوصى بها من عهد إلى عهد, {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب} , وأركان الشريعة ثابتة, من الصلاة والصيام والزكاة, في كل الكتب وعند كل النبيين, فهذا عيسى بن مريم {وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً} , وكما اُمر بها بنو إسرائيل من قبل, {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين} , و {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} , ثم يفصل الله ما يشاء وينسخ ما يشاء, {ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم}.
فبهذه الملة القائمة المملاة المتصلة, وهذه الشريعة القائمة بأركانها الموسعة بتفاصيلها كما يشاء الله, بهذا كله يبقى الدين كله خالصاً لله واصباً لا ينقطع, {وله ما في السموات والأرض وله الدين واصباً, أفغير الله تتقون}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/356)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - 07 - 05, 09:47 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
---------
يقول الإمام الطبري رحمه الله:
" وأما الملة: فإنها الدين، وجمعها الملل " اهـ التفسير 1/ 565 و 614، 10/ 552.
ويقول الإمام القرطبي رحمه الله:
" الملة: وهي الدين والشرع " اهـ التفسير 2/ 130.
يقول الحافظ رحمه الله:
" وَ الدِّينِ " فِي قَوْلِهِ: {ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفا}، هُوَ عَيْنُ الْمِلَّةِ " اهـ فتح الباري 3/ 249.
قال أبو عمر:
" قص الشارب والختان، من ملة إبراهيم لا يختلفون في ذلك " اهـ التمهيد 21/ 58.
وفي الفتح 12/ 324:
" ... استشهد بقول إبراهيم " هذه أختي " والمراد أخوة الإسلام، والا فنكاح الأخت كان حراماً في ملة إبراهيم ".
ويقول العلامة ابن عاشور - رحمه الله - في تفسيره:
" ومعنى اتباع محمد صلى الله عليه وسلم {ملة إبراهيم} الواقع في كثير من آيات القرآن: أنّ دين الإسلام بُني على أصول ملة إبراهيم، وهي أصول الفطرة، والتوسط بين الشدة واللين، كما قال تعالى: " وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم " اهـ.
ويقول الإمام القرطبي – أيضاً -:
" والملة: اسم لما شرعه الله لعباده في كتبه، وعلى ألسنة رسله، فكانت الملة والشريعة سواء. فأما الدين: فقد فرق بينه وبين الملة والشريعة، فإن الملة والشريعة: ما دعا الله عباده إلى فعله، والدين: ما فعله العباد عن أمره " اهـ التفسير 2/ 91.
وقال الراغب في المفردات:
" والدين: يقال للطاعة والجزاء، واستُعير للشريعة، والدين: كالملة، لكنه يقال اعتباراً بالطاعة والانقياد للشريعة، قال: {إن الدين عند الله الإسلام} [آل عمران / 19] وقال: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن} [النساء / 125] ... " اهـ.
وقال – أيضاً -:
" الملة كالدين: وهو اسم لما شرع الله تعالى لعباده على لسان الأنبياء ليتوصلوا به إلى جوار الله، والفرق بينها وبين الدين، أن الملة " لا تضاف إلا إلى النبي عليه الصلاة والسلام الذي تسند إليه ". نحو: {فاتبعوا ملة إبراهيم} [آل عمران / 95] {واتبعت ملة آبائي} [يوسف / 38] ولا تكاد توجد مضافة إلى الله ولا إلى آحاد أمة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تستعمل إلا في جملة الشرائع دون آحادها، لا يقال: ملة الله ولا يقال: ملتي وملة زيد كما يقال: دين الله ودين زيد ولا يقال: الصلاة ملة الله. وأصل الملة من: أمللت الكتاب قال تعالى: {وليملل الذي عليه الحق} [البقرة / 282] {فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه} [البقرة / 282] وتقال الملة اعتبارا بالشيء الذي شرعه الله. والدين يقال اعتبارا بمن يقيمه إذ كان معناه الطاعة " اهـ.
يُنظر: فيض القدير 1/ 9، 2/ 568، 5/ 346.
ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[03 - 08 - 05, 06:55 م]ـ
جزى الله الإخوان الأفاضل على هذه الإسهامات وأطلب من الأخ " صلاح الدين الشامي " ان يبين لي صاحب القول, أي المرجع الذي اعتمد عليه كما فعل كل الإخوة ممن سبقوه. فان كان من اجتهاده فليسنده لنفسه ومرحبا برأيه واجتهاده وليبارك لنا وله الله في علمه.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[03 - 08 - 05, 08:53 م]ـ
قال الجرجاني -رحمه الله تعالى-
الفرق بين الدين والملة والمذهب أن الدين منسوب إلى الله تعالى والملة منسوبة إلى الرسول والمذهب منسوب إلى المجتهد
ولعل بعض الإخوة يتحفنا بالمزيد، فالمسألة تحتاج إلى مزيد بحث
من أذكار الصباح والمساء: ((أصبحنا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وعلى ملة أبينا إبراهيم عليه السلام))
ـ[الغواص]ــــــــ[12 - 08 - 05, 03:58 م]ـ
يا إخواني وأهل مودتي:
كل الكلمات المترادفة يكون البحث عن الفرق بينهما مفيدا في حالة واحدة وهي:
إذا اجتمعا في نص شرعي واحد
فعندئذ يبدأ البحث عن الفرق بينهما
أما إذا لم يجتمعا في نص واحد فكل كلمة تعني الأخرى ولا فرق بينهما
ولذا قال كثير من أهل العلم عن مَثُلات تلك الكلمات:
(إذا اجتمعا تفرقا وإذا تفرقا اجتمعا)
أما إذا بقينا نبحث عن التفريق بين كل الكلمات المترادفة التي لم تجتمع في نص واحد
فستنقضي الأعمار ولن ننتهي
فليتنا ننته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/357)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[12 - 08 - 05, 05:15 م]ـ
بارك الله فيك أخي, لكن ألا تراهما اجتمعا في هذا النص: ((أصبحنا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وعلى ملة أبينا إبراهيم عليه السلام))
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[12 - 08 - 05, 06:56 م]ـ
القسم الأول
أرباب الديانات والملل من المسلمين وأهل الكتاب
وممن له شبهة كتاب
نتكلم ههنا في معنى الدين والملة والشرعية والمنهاج والإسلام والحنيفية والسنة والجماعة؛
فإنها عبارات وردت في التنزيل، ولكل واحدة منها معنى يخصها، وحقيقة توافقها لغة واصطلاحا، وقد بينا معنى الدين: أنه الطاعة والانقياد؛ وقد قال الله تعالى:" إن الدين عند الله الإسلام" وقد يرد بمعنى الجزاء؛ يقال: كما تدين تدان أي كما تفعل تجازى، وقد يرد بمعنى الحساب يوم المعاد والتناد قال تعالى:" ذلك الدين القيم"؛ فالمتدين: هو المسلم المطيع المقر بالجزاء والحساب يوم التناد والمعاد؛ قال الله تعالى:" ورضيت لكم الإسلام ديناً" ولما كان نوع الإنسان محتاجاً إلى اجتماع مع آخر من بني جنسه، في إقامة معاشه، الاستعداد لمعاده؛ وذلك الاجتماع يجب أن يكون على شكل يحصل به التمانع والتعاون، حتى يحفظ بالتمانع ما هو له، ويحصل بالتعاون ما ليس له؛ فصورة الاجتماع على هذه الهيئة هي: الملة. والطريق الخاص الذي يوصل إلى هذه الهيئة هو المنهاج الشرعة والسنة. والاتفاق على تلك السنة هي الجماعة؛ قال الله تعالى:" لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" ولن يتصور وضع الملة، وشرع الشرعة إلا بواضع شارع، يكون مخصوصاً من عند الله بآيات تدل على صدقه؛ وربما تكون الآية مضمنة في نفس الدعوى، وقد تكون ملازمة، وربما تكون متأخرة. ثم اعلم: إن الملة الكبرى هي ملة إبراهيم الخليل عليه السلام وهي الحنيفية التي تقابل الصبوة تقابل التضاد. وسنذكر كيفية ذلك إن شاء الله تعالى؛ قال الله تعالى:" ملة أبيكم إبراهيم".
الشريعة ابتدأت من نوح عليه السلام؛ قال الله تعالى:" شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً". والحدود والأحكام ابتدأت من آدم وشيث وإدريس عليهم السلام وختمت الشرائع والملل، والناهج والسنن بأكملها وأتمها حسناً وجمالاً: بمحمد عليه السلام؛ قال الله تعالى:" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".
وقد قيل: خص آدم بالأسماء؛ وخص نوح بمعاني تلك الأسماء؛ وخص إبراهيم بالجمع بينهما. ثم خص موسى بالتنزيل؛ وخص عيسى بالتأويل؛ وخص المصطفى- صلوات الله عليهم أجمعين- بالجمع بينهما: على ملة أبيكم إبراهيم.
ثم كيفية التقرير الأول، والتكميل بالتقرير الثاني؛ بحيث يكون مصدقاً كل واحد ما بين يديه من الشرائع الماضية، والسنن السالفة، تقديراً للأمر على الخلق وتوفيقا ًللدين على الفطرة- فمن خاصية النبوة: لا يشاركهم فيها غيرهم. وقد قيل: إن الله عز وجل أسس دينه على مثال خلقه ليستدل بخلقه على دينه، وبدينه على خلقه.
الملل والنحل الشهرستاني
------------------------
الدين والملة
متحدات بالذات، ومختلفان بالاعتبار، فإن الشريعة من حيث إنها تطاع، تسمى: ديناً، ومن حيث إنها تجمع، تسمى: ملة، ومن حيث أنها يرجع إليها، تسمى: مذهباً، وقيل: الفرق بين الدين، والمللة، والمذهب: أن الدين منسوب إلى الله تعالى، والمللة منسوبة إلى الرسول، والمذهب منسوب إلى المجتهد.
التعريفات الجرجاني
ـ[الغواص]ــــــــ[17 - 08 - 05, 08:31 ص]ـ
أبو عبدالله الأثري أحسن الله إليه
لو اجتمعت الكلمتين (ملة ودين)
في شخص واحد (سواء نبي الله محمد أو نبي الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام)
لكان للبحث عن الفرق بينهما مبرر أوضح
عموما لعل مثالك صحيح ولم لا ..
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[17 - 08 - 05, 02:14 م]ـ
بارك الله فيك أخي
أنا لا أعرف الفرق بين الملة والدين
ولكن ذكرت الحديث للفائدة, ولعل أحد شراح الحديث ذكر فرقا بينهما, فأنا لم أراجع شرحه.
ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[18 - 08 - 05, 04:36 م]ـ
الأخ الغواص:بارك الله فيك
لقد قلت: "لو اجتمعت الكلمتين (ملة ودين)
في شخص واحد (سواء نبي الله محمد أو نبي الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام)
لكان للبحث عن الفرق بينهما مبرر أوضح"
ألا ترى أنه من خلال هاتين الآيتين أنهما اجتمعتا لشخص النبي ابراهيم عليه السلام فقط؟
يقول سبحانه وتعالى: "ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ... " (الحج/78)
"شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى, أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ... " (الشورى/13)
ـ[الغواص]ــــــــ[19 - 08 - 05, 04:18 م]ـ
الأخ الكريم عبدالعزيز بن الحسن رفع الله قدره
جوابي: لا ... لم يجتمعا في آية واحدة
بل تفرقا وهذا واضح كما ترى
وكما قيل إذا تفرقا اجتمعا
فهما متفرقين في المواضع مجتمعين في المعاني
فصار المراد بالدين في آية الشورى هي الملة، وصار المراد بالملة في آية سورة الحج هي الدين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/358)
ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[19 - 08 - 05, 11:08 م]ـ
أخي الغواص: لكي تكون دقيقا في كلامك كان ينبغي عليك أن تقول:"لو اجتمعت الكلمتين (ملة ودين) في آية واحدة أو موضع واحد وفي شخص واحد (سواء نبي الله محمد أو نبي الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام)
لكان للبحث عن الفرق بينهما مبرر أوضح" أليس كذلك؟
ـ[اقبال]ــــــــ[20 - 08 - 05, 02:40 ص]ـ
نفع الله بعلمكم كم استفدنا من هذا الطرح المبارك
ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[20 - 08 - 05, 01:45 م]ـ
الأخ أشرف بن محمد:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
ألا ترى أن امامنا القرطبي رحمه الله تناقض من خلال تفسيره لكلمتي الدين والملة؟!!
أقتبس لك كلامه الذي أوردته في مداخلتك السابقة:
*ويقول الإمام القرطبي رحمه الله:
" الملة: وهي الدين والشرع " اهـ التفسير 2/ 130
*ويقول الإمام القرطبي – أيضاً -: " والملة: اسم لما شرعه الله لعباده في كتبه، وعلى ألسنة رسله، فكانت الملة والشريعة سواء. وفأما الدين: فقد فرق بينه وبين الملة والشريعة، فإن الملة والشريعة: ما دعا الله عباده إلى فعله، والدين: ما فعله العباد عن أمره " اهـ التفسير 2/ 91.
فما هو رايك ياأخي؟!!!!
ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[20 - 08 - 05, 03:17 م]ـ
الأخ صلاح الدين الشامي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك بداية على مداخلتك وكذلك على رسالتك الخاصة بي على البريد الإلكتروني.
فيما يخص مداخلتك السابقة أود أن أقتبس منها فقرتين لأضع لك من خلالهما سؤالا هاما قد تكون الإجابة عليه مفتاحا لهذه الإشكالية:
الفقرة الأولى:"الملة"عامة ما وردت فيه في القرآن كانت بدلالة العقيدة, وعامتها لإبراهيم عليه السلام, ويراد بها الحنيفية والتوحيد كعقيدة لدين المسلمين, فهي جزء خاص من عموم الدين, وبعض من كل. "
الفقرة الثانية:"والدين الواحد المجتمع بالملة والشريعة لا يتبدل, ملته قائمة متصلة, تُملى من نبي إلى نبي, ويوصى بها من عهد إلى عهد, {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب} , وأركان الشريعة ثابتة, من الصلاة والصيام والزكاة, في كل الكتب وعند كل النبيين, فهذا عيسى بن مريم {وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً} , وكما اُمر بها بنو إسرائيل من قبل, {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين} , و {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} , ثم يفصل الله ما يشاء وينسخ ما يشاء, {ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم}."
سؤالي هو: كيف كانت العقيدة قبل عهد ابراهيم عليه السلام علما أن العقيدة كانت واحدة ولا تزال كذلك بالنسبة للأنبياء والرسل منذ آدم عليه السلام الى آخر الزمان؟ بمعنى آخر أكثر وضوح:ماالذي طرأ عليها في عهد ابراهيم حتى يستوجب تسميتها بالملة؟ في نظري أنه اذا تمت الإجابة على هذا السؤال بكيفية مقنعة استطعنا أن نقترب الى الحل.
فما رأيكم اخواني؟
والله الموفق
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[20 - 08 - 05, 03:32 م]ـ
هناك معنى عندي للملة، لكن استقرؤوا سيرة إبراهيم في الآيات لعل المعنى مناسبٌ فيها، وهو: الاستسلام لله والحب العظيم لذلك. يشهد له عندي قوله تعالى: ((وأرنا مناسكنا)) فهو يسأل الله بحماسة أن يعلمه بعض أمور عبادته سبحانه، لا يتكبر كما يفعل المشركون واليهود والنصارى
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - 08 - 05, 03:54 م]ـ
الأخ أشرف بن محمد:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
ألا ترى أن امامنا القرطبي رحمه الله تناقض من خلال تفسيره لكلمتي الدين والملة؟!!
أقتبس لك كلامه الذي أوردته في مداخلتك السابقة:
*ويقول الإمام القرطبي رحمه الله:
" الملة: وهي الدين والشرع (1) " اهـ التفسير 2/ 130
*ويقول الإمام القرطبي – أيضاً -: " والملة: اسم لما شرعه الله لعباده في كتبه، وعلى ألسنة رسله، فكانت الملة والشريعة سواء. وفأما الدين: فقد فرق بينه وبين الملة والشريعة، فإن الملة والشريعة: ما دعا الله عباده إلى فعله، والدين: ما فعله العباد عن أمره (2) " اهـ التفسير 2/ 91.
فما هو رايك ياأخي؟!!!!
جزاك الله خيراً أخي الحبيب،، لا تعارض إن شاء الله:
(1) وهذا كلام جيد، راجع النقولات في المشاركة (9) لابن عبد البر في التمهيد وابن حجر في الفتح.
(2) وهذا يُفَسِّره قول الراغب الذي أوردته، وهو - مختصراً -:
وقال الراغب – أيضاً -:
" الملة كالدين: وهو [أي: الدين] اسم لما شرع الله تعالى لعباده على لسان الأنبياء ليتوصلوا به إلى جوار الله، والفرق بينها وبين الدين: ... وتقال الملة اعتباراً بالشيء الذي شرعه الله. والدين يقال اعتبارا بمن يُقيمه؛ إذْ كان معناه الطاعة " اهـ.
تنبيه: فوائد أهل العلم متناثرة، وليست متنافرة، ومن ثم يجب علينا ضَمُّ أقوالهم، من مختلف كتبهم، ونقرأ الكلام في سياق ونسق واحد ... ، حتى نفهم كلامهم على الجادة ... ،
هذا من حيث الجملة ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/359)
ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[20 - 08 - 05, 09:39 م]ـ
أخي الفاضل أشرف بن محمد: لا زلت عند رأيي فيما يخص تعليقي السابق على كلام الإمام القرطبي.وهاأنا أورده مرة ثانية مقتبسا من كلامك:
*ويقول الإمام القرطبي رحمه الله:
" الملة: وهي الدين والشرع " اهـ التفسير 2/ 130
*ويقول الإمام القرطبي – أيضاً -: " والملة: اسم لما شرعه الله لعباده في كتبه، وعلى ألسنة رسله، فكانت الملة والشريعة سواء. وفأما الدين: فقد فرق بينه وبين الملة والشريعة، فإن الملة والشريعة: ما دعا الله عباده إلى فعله، والدين: ما فعله العباد عن أمره " اهـ التفسير 2/ 91
فاذا كان قد استبان لك الفرق فاضرب لي أمثلة من كل لفظ لعل الأمر يتضح لي, فبالمثال يتضح المقال ,أليس كذلك؟
ثم لا تنسى أخي ان ما يعنيني الآن هو رأي الإمام القرطبي منفردا في هذا الموضوع, ولا أريد أن أخلط بين قوله وأقوال العلماء الآخرين حتى لا أشوش بذلك على ذهني وتزداد حيرتي .....
أما اذا كنت على غير هذا الرأي واتضح لك الامر جليا ـ وهذا ما أتمناه ـ من خلال هذه الأقوال الغير المتنافرة على حد قولك , فتفضل أخي وصغ لنا من عندك بيانا في هذا الفارق تجمل فيه هذه الفوائد المتناثرة ,يكون كافيا وشافيا لنا ولغيرنا .... على أن لا تحمل أخي كلامي هذا على غير محمله فتعتبره نوعا من التحدي لك, فوالله ما قصدت ذلك ...
ولك مني جزيل الشكر والتقدير على مجهوداتك
تنبيه: وددت ياأخي لو أوردت كلام الراغب هذا تاما من غير نقط الحدف ...
.قال الراغب – أيضاً -:
" الملة كالدين: وهو [أي: الدين] اسم لما شرع الله تعالى لعباده على لسان الأنبياء ليتوصلوا به إلى جوار الله، والفرق بينها وبين الدين: ........ وتقال الملة اعتباراً بالشيء الذي شرعه الله. والدين يقال اعتبارا بمن يُقيمه؛ إذْ كان معناه الطاعة " اهـ.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - 08 - 05, 11:36 م]ـ
ثم لا تنسى أخي ان ما يعنيني الآن هو رأي الإمام القرطبي منفردا في هذا الموضوع, ولا أريد أن أخلط بين قوله وأقوال العلماء الآخرين حتى لا أشوش بذلك على ذهني وتزداد حيرتي .....
هذا الكلام لا يقوله باحث، وهو من أعظم الغلط عند طريقة دراسة أقوال أهل العلم؛ لأنهم في الحقيقة نقلة لكلام بعضهم البعض، ...
فبالنسبة للتفريق محل الكلام، فقد أخذه القرطبي من الراغب، الراغب متوفَّى 502، القرطبي متوفَّى 671، فالقرطبي ناقل من الراغب وغير القرطبي نقل تفريق الراغب هذا وصرّح بالنقل منه، أما هذا التفريق فهو تفريق لغوي، فكتاب الراغب: " مفردات ألفاظ القرآن " في اللغة، أما الملة والدين من حيث الشرع، فالملة هي الدين، كما قرر ذلك الإمام الطبري وغيره ...
تنبيه: وددت ياأخي لو أوردت كلام الراغب هذا تاما من غير نقط الحدف ...
.قال الراغب – أيضاً -:
" الملة كالدين: وهو [أي: الدين] اسم لما شرع الله تعالى لعباده على لسان الأنبياء ليتوصلوا به إلى جوار الله، والفرق بينها وبين الدين: ........ وتقال الملة اعتباراً بالشيء الذي شرعه الله. والدين يقال اعتبارا بمن يُقيمه؛ إذْ كان معناه الطاعة " اهـ.
جزاكم الله خيراً.
وقال [الراغب] – أيضاً -:
" الملة كالدين: وهو اسم لما شرع الله تعالى لعباده على لسان الأنبياء ليتوصلوا به إلى جوار الله، والفرق بينها وبين الدين، [الفرق الأول] أن الملة " لا تضاف إلا إلى النبي عليه الصلاة والسلام الذي تسند إليه ". نحو: {فاتبعوا ملة إبراهيم} [آل عمران / 95] {واتبعت ملة آبائي} [يوسف / 38] ولا تكاد توجد مضافة إلى الله ولا إلى آحاد أمة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تستعمل إلا في جملة الشرائع دون آحادها، لا يقال: ملة الله ولا يقال: ملتي وملة زيد كما يقال: دين الله ودين زيد ولا يقال: الصلاة ملة الله. وأصل الملة من: أمللت الكتاب قال تعالى: {وليملل الذي عليه الحق} [البقرة / 282] {فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه} [البقرة / 282] [الفرق الثاني] وتقال الملة اعتبارا بالشيء الذي شرعه الله. والدين يقال اعتبارا بمن يقيمه إذ كان معناه الطاعة " اهـ.
...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - 08 - 05, 11:38 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/360)
ومعذرة يا أخي أنا لا أكتب الان إلا في أضيق الحدود، وبأخصر العبارات، فأرجو أن تلتمس لي العذر ...
با رك الله فيك.
ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[22 - 08 - 05, 11:37 م]ـ
الأخ أشرف بن محمد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد علمتني التجارب على أن لا أخطأ أحدا مباشرة. ولهذا فأنني أفضل دوما توجيه أسئلتي الى محاوري بدلا من تخطئته, وهو أسلوب غير مباشر أثبت دائما نجاعته في دفع الحوار الى الأمام لكي ينضج أكثر فأكثر, وذلك من خلال المزيد من التفكير والتمحيص حتى يقترب المحاورون سوية الى الحقيقة.وهذا هو الأمثل عندي. ولا يهمني بعد هذا الجهد على لسان من أجرى الله هذه الحقيقة مادام أن المساهمة كانت جماعية ,وأنه بفضل منه كان التوصل اليها جماعيا .. ,
وتأكد أخي أنني لو لجأت الى أسلوب التخطئة كما فعلت معي, فسأعمل على فتح المزيد من أبواب الشيطان التي يصعب ايصادها بعد ذلك , وأنا لا أريد أن أفقدك أو أفقد أي محاور جاد بهذه البساطة والسهولة ...
أعود أخي الى صلب الموضوع وبالضبط الى ملاحظتك هاته التي قلت فيها:
"هذا الكلام لا يقوله باحث، وهو من أعظم الغلط عند طريقة دراسة أقوال أهل العلم؛ لأنهم في الحقيقة نقلة لكلام بعضهم البعض،" فاقول لك:
ـ متى كان التعرف من قبل باحث على رأي أو قول عالم في قضية ما ,بعيدا عن آراء أو أقوال العلماء الآخرين, من أعظم الغلط ولا يقول به باحث؟!!!
ـ ثم قل لي بالله عليك , أين يكمن الخطأ في هذا النهج الذي سلكته؟
بل ان الأصل في البحث العلمي الممنهج هو استبيان رأي كل عالم في قضية ما على حدى, حتى يتبين مدى اختلافه او توافقه مع العلماء في هذه القضية .....
ـ أم أنك تعتبر أقوالهم في هذه الحالة ـ التي بين أيدينا ـ على رأي واحد تفسر بعضها بعضا أوعلى الأقل متقاربة؟.!!!!. بالتأكيد ما أظنك تعتقد ذلك ... فلو كان الأمر كذلك , لنقل فيها رأي واحد متواتر ولو بالمعنى على الأقل., أليس كذلك؟!!!
ثم اذا كان القرطبي ناقلا عن الراغب كما جاء ذلك في قولك, أما كان الأجدر بك أن تشير الى هذا في مداخلتك الأولى وتتتبع المرجع الذي أخذ منه القرطبي وتنقل قوله بأمان, حتى أكون والقارئ معا على بينة من أمرنا وننسب الأقوال الى أصحابها ... !!!!
ـ ثم هل يعني هذا النقل بالضرورة موافقة القرطبي لما ذهب اليه الراغب أو لكل من نقل عنهم؟
أكتفي أخي بهذا النزر البسيط من الملاحظات المنهجية والتي أراها ضرورية ليستقيم الحواربيننا. وقبل أن أنهي كلامي هذا أود أن أنبهك الى أنه قد يكون حصل منك خطأ أثناء تعاملك مع المرجع الذي أخذت منه كلام الأمام القرطبي, ولعلك أخذته من تفسيره الجامع لأحكام القرآن والذي لم أعثر فيه بالمناسبة على قول للراغب يؤكد هذا النقل .......
وللمزيد من التحقيق والتدقيق أنقله للإستفادة فقط:
• ففيما يخص القول الأول: يقول الإمام القرطبي رحمه الله:
" الملة: وهي الدين والشرع " اهـ التفسير 2/ 130
فهذا القول قد أورده في تفسيره للملة التي جاءت في قوله تعالى:
ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه) (البقرة/130) وفي الجزء الثاني الصفحة:90 بدلا من الصفحة 130
أما فيما يخص القول الثاني:يقول الإمام القرطبي – أيضاً –
: " والملة: اسم لما شرعه الله لعباده في كتبه، وعلى ألسنة رسله، فكانت الملة والشريعة سواء. وفأما الدين: فقد فرق بينه وبين الملة والشريعة، فإن الملة والشريعة: ما دعا الله عباده إلى فعله، والدين: ما فعله العباد عن أمره " اهـ التفسير 2/ 91
فقد ورد هذا القول في تفسيره لقوله تعالى:
" {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ..... } " (البقرة/120) وفي الجزء الثاني الصفحة 120 و 121 بدلا من الصفحة 91
وفي الأخير اقول لك أخي أشرف.وددت لو تسمح لي ولك الظروف لنهمس سويا وطويلا في أذني بعضنا (عبر البريد الإلكتروني) حتى نستفيد بكيفية أفضل من تجاربنا , ولكن يبدو أنه كلما تقدم العمر بنا ضاق وقتنا ...
أتمنى أن لا يكون في كلامي ما يجرح كبرياءك, فلولا المسؤولية والأمانة العلمية لفضلت أن أطبق شفتي على أن أحركهما بما يغضبك ....
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك ولجميع المومنين
ـ[محمد عبد الحكيم]ــــــــ[23 - 08 - 05, 04:36 م]ـ
* والمِلَّة: الشريعة والدين. وفي الحديث: لا يَتوارثُ أَهلُ مِلَّتين؛ المِلَّة: الدين كملَّةِ الإِسلام والنَّصرانية واليهودية، وقيل: هي مُعْظم الدين، وجملة ما يجيء به الرسل. وتملَّل وامتلَّ: دخل في المِلَّة. وفي التنزيل العزيز: حتى تَتَّبِع مِلَّتهم؛ قال أَبو إِسحق: المِلة في اللغة سُنَّتُهم ... الخ. (لسان العرب)
* والدِّيْنُ، بالكسر: الجَزاءُ، وقد دِنْتُه، بالكسر، دَيْناً، ويُكْسَرُ، والإِسْلامُ، وقد دِنْتُ به، بالكسر، والعادةُ، والعِبادةُ، والمُوَاظِبُ من الأَمْطَارِ، أو اللَّيِّنُ منها، والطاعة، كالدِّيْنَة، بالهاء فيهما، والذُّلُّ، والداءُ، والحِسابُ، والقَهْرُ، والغَلَبَةُ، والاسْتِعْلاءُ، والسلطانُ، والمُلْكُ، والحُكْمُ، والسِّيرَةُ، والتَّدْبيرُ، والتَّوْحيدُ، واسْمٌ لجميعِ ما يُتَعَبَّدُ الله عَزَّ وجلَّ به، والمِلَّةُ، والوَرَعُ، والمَعْصِيَةُ، والإِكْرَاهُ، ... الخ (قاموس المحيط)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/361)
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[24 - 08 - 05, 02:46 ص]ـ
أخي عبد العزيز بن الحسن ......... مما أعلمه من فهم صاحب البحث, أن "الذي استجد" لتحسب الملة على إبراهيم, جديدان:
الأول: المواجهة العلنية "الفعلية والمادية" مع الأصنام {فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم}! ,
الثاني: المحاجة والمواجهة الاستدلالية و"البرهنة" ...... وهي الحادثة المطولة في سورة الأنعام {فلما جن عليه الليل ........... } ......... حتى تنتهي الآيات عند {وتلك ((((حجتنا))) آتيناها إبراهيم على قومه} ..... وهذا الثاني يجسد معنى "إبراهيم" بجلاء, فهو -كما أعلم من صاحب البحث- ليس اسما أعجميا, بل عربي محض, وهو من "بره" .. وفي اللسان: أبره الرجل, إذا أظهر "حجته"!!!!!!!!!!!!!!!
فبهاذين الجديدين تسمّت الملة بهذا "الموظف" الفذ عليه الصلاة والسلام, وتسمى بها!.
ـ[عبد الله اليزيدي]ــــــــ[13 - 11 - 10, 11:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله. أولا:أهنئك على حسن سؤالك الذي لايمكن لأي باحث تجاوزه فهو سؤال جميل
متعلق بالفروقات بين المترادفات ,فالملة والديت مترادفان إلا أنهما لما كانا في نص واحد فحتما
ولزوما أن يكون لكل واحد منهما معنى ,فياترى مامعنى قوله (وعلى دين نبينا محمد وعلى ملة ابينا ابراهيم).؟
أقول بكل بساطة الملة هي شريعة الله تعالى بصرف النظر عن إقامتها وعدم اقامتها فهي لاتضاف إلا إلى الأنبياء
عليهم السلام بمعنى عصري الملة هي كما يقال النظرية أو العلم النظري أو التشريع النظري فلذا لايقال ملة الله
وإنما يقال ملة ابراهيم وملة محمد أي جميع العناوين التي تضمنتها رسائل الأنبياء عليهم السلام.
وأما الدين فهو شريعة الله من حيث التطبيق والإقامة فيقال دين الله اي الذي امر بتطبيقه ويقال دين محمد اي
الذي طبقه ويقال انا على دين الصحابة اي على ما طبقه الصحابة
فنحن نقول أصبحنا على فطرة الاسلام وعلى تطبيق محمد عليه الصلاة والسلام لما شرعه الله تعالى لأن
تطبيق محمد هو الأحسن والأكمل وألأتم وعلى العلم والعناوين التي تضمنتها رسالةابراهيم عليه السلام فنكون
بذك جمعنا بين الاسلام النظري الذي هو الملة وبين الاسلام العملي الذي هو الدين.
القواعد العلمية (ملة ابراهيم) +القواعد العملية (دين محمد) =قمة الكمال في العلم والعمل وهو المراد بهذا الذكر
العظيم.
ارجو ان يكون واضحا وإذا فيه اشكال فاذكروه ,شكر الله لكم.والله اعلم
ـ[عبد الله اليزيدي]ــــــــ[13 - 11 - 10, 11:03 م]ـ
"الملة"
عامة ما وردت فيه في القرآن كانت بدلالة العقيدة, وعامتها لإبراهيم عليه السلام, ويراد بها الحنيفية والتوحيد كعقيدة لدين المسلمين, فهي جزء خاص من عموم الدين, وبعض من كل.
ويشرح هذا آية سورة البقرة, بما تركّز فيه على "العقيدة" {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين, إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين, ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون, أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي, قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم واسماعيل وإسحق إلها واحداً ونحن له مسلمون}.
"الشريعة"
وهي أحكام الكتاب للنبي, التي تُنزل أوامر الله ونواهيه منزل التطبيق والأداء, فهي في سورة الجاثية هكذا {ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة, ....... ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها} , فالشريعة ما يحكم به النبي من كتاب الله.
فالتوراة كتاب بني إسرائيل التي يحكم بها أنبياؤهم, فهي بهذا لهم شريعة {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا}.
"الدين"
وهو الملة والشريعة معاً, أي العقيدة الحنيفية, والأحكام المنزلة المفروضة مما شرعه الله وأمر به ونهى عنه, فهذا بمجموعه هو الدين, {وما اُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين, حنفاء –فهذه الملة- ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة –وهذه الشريعة- وذلك دين القيمة} , وهذا هو الدين الكامل, فلا يخلص الدين كله لله إلا أن تكون الملة لله وتكون الشريعة لله, {حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/362)
ومن تدبر آية الأنعام بانت له بيضاء, {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم, ديناً قيماً؛ (الملة) ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين, (والشريعة) قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين, لا شريك له (فالملة له والشريعة له) وبذلك اُمرت وأنا أول المسلمين}.
فمن اعتقد ألا إله إلا الله فقد وافق ملة الإسلام.
ومن احتكم لشرع الله فاتبع أوامره ونواهيه على لسان نبي قومه المرسل إليه, فقد وافق شريعة الإسلام.
ومن جمع ملة الإسلام وشريعة الإسلام فصار أمره كله لله فذلك المسلم, {وذلك دين القيمة}.
ومن وافق ملة المسلمين وخالف شريعة الله فليس بمسلم, كذلك من وافق شريعة الله وخالف ملته {حتى يكون الدين كله لله}.
فالملة لم يبدلها الله, ولا ينسخها البتة, {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا نوحي إليه ألا إله إلا أنا فاعبدون} , والشريعة تُنسخ ويزاد فيها وتُفصّل {ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} , فيزاد في الشريعة الواحدة وينسخ منها.
والدين الواحد المجتمع بالملة والشريعة لا يتبدل, ملته قائمة متصلة, تُملى من نبي إلى نبي, ويوصى بها من عهد إلى عهد, {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب} , وأركان الشريعة ثابتة, من الصلاة والصيام والزكاة, في كل الكتب وعند كل النبيين, فهذا عيسى بن مريم {وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً} , وكما اُمر بها بنو إسرائيل من قبل, {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين} , و {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} , ثم يفصل الله ما يشاء وينسخ ما يشاء, {ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم}.
فبهذه الملة القائمة المملاة المتصلة, وهذه الشريعة القائمة بأركانها الموسعة بتفاصيلها كما يشاء الله, بهذا كله يبقى الدين كله خالصاً لله واصباً لا ينقطع, {وله ما في السموات والأرض وله الدين واصباً, أفغير الله تتقون}.
احسنت أخي صلاح الدين الشامي .. ولكنك طوفت في معاني كثيرة خارجة عن سر الجمع بين دين محمد وملة ابراهيم في نص واحد ..
إبراهيم عليه السلام الذي امر نبينا باتباع ملته هو من ارسى القواعد العلمية للدين (التوحيد ,الصلاة ,الزكاة, الصيام, الذكر, الحج ,الولاء والبراء ,الأممية في الدعوة, الأخلاق, الإمامة)
ولكنها لم يكتب لها الظهور ايام ابراهيم فكانت حبيسة الكتب وقبل ذلك مجموعة في صدر ابراهيم عليه السلام واتباعه هذه هي الملة ,ثم جاء رسول الله واعتنق هذه الملة وحولها الى دين أي تطبيق وفعلها وبنى عليها وطورها ووسعها وقامت عمليا.
فكأن المسلم يقول في هذاالذكر العظيم انا اصبحت ملتزما بتطبيق ما تضمنته ملة ابراهيم التي هي ملة محمد وبتفعيل الاسلام العملي ولكنني أعلم انه لابد من تقصير في جانب التطبيق فأنا على ملة ابراهيم عليه السلام اي معتقد بالاسلام العلمي وعندي نية لتطبيق كل ما تعلمته من ملة محمد التي هي ملة ابراهيم عليه السلام.
بعيارة اخرى:
هل الاسلام دين ام ملة؟؟؟!!!
فنقول:الاسلام دين باعتباره دين مكون من قواعد عملية تطبق على الأرض فالدولة خرجت من رحم الدين الآسلامي فلا مجال لأن يقال مثلا هل الاسلام دين ودولة ام دين وليس دولة هذا غلط ,فالاسلام هو الذي انتج الدولة اصلا بخلاف دول الكفر فالدولة هي الي تنتج التشريعات.
والاسلام ملة باعتباره دين مكون من قواعد علمية موجودة في الكتب وحواها صدر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي ملة الكمال.
فمن اعتقد بالاسلام فهو على الملة ومن عتقده وعمل بمقتضاه فهو على الملة والدين ,فالملة:اعتقاد العبادة.والدين:هوالتعبد بما تعتقد انه عبادة.فالملة أعم والدين أخص
فلذا عندما ندخل الميت قبره نقول (بسم الله وعلى ملة رسول الله) أي اننا ندفنه في مقابر المسلمين وعلى طريقة المسلمين ولكننا لاندري هل طبق الدين وفعل الملة أم لا؟
فهو على ملة رسول الله ,وايضا المينت على عقيدة الاسلام فهو على الملة لكن هل قبل الله تعبداته هذا ما نجهله فنقول (وعلى ملة رسول الله).
والله أعلم
ـ[محمد ابن كباد]ــــــــ[13 - 11 - 10, 11:29 م]ـ
من التعريفات للجرجاني نظمت الفرق بين الدين والملة والمذهب فقلت:
دين وملة كذاك مذهب *****فأول إلي العزيز ينسب
والثاني للرسول ثم المذهب ... طريق من للجتهاد يذهب
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[17 - 11 - 10, 12:12 ص]ـ
راجع هذا البحث في الفرق بين الملة والدين
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=573(31/363)
هل علماء الأشاعرة هم سواد علماء الأمة
ـ[سلمان أميري]ــــــــ[31 - 07 - 05, 10:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
كنت في نقاش مع أحد الإخوة حول الأشاعرة وحيث أنه متخصص في الشريعة - على عكسي - فقد ذكر لي بأن معظم علماء الإسلام كانوا أشاعرة وحينها أسقط في يدي ولم أستطع الإجابة
أود أن أسأل الإخوة هل هذا صحيح
أتمنى أن يذكر لي الإخوة نسبة تقريبية لعلماء الأمة من الأشاعرة
وجزاكم الله خيرا
ـ[سيف 1]ــــــــ[31 - 07 - 05, 10:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه الوليد بن عبد الملك يرد به علي يوسف القرضاوي في مقال له نشره في مجلة المجتمع قال فيه ودندن بمثل ما قال بعضهم هنا. لا تحرمونا دعائكم
قول الدكتور:» فالأمة الإسلامية معظمها أشاعرة أو ماتُريدية، فالمالكية والشافعية أشاعرة والحنفية ماتُريدية … «
[1] أن الأمة الإسلامية ليس معظمها أشاعرة ولا ماتُريدية لا في القديم ولا في الحديث، بل فيها طوائف ضالة ومذاهب منتشرة كالمعتزلة الجهمية،
والصوفية المنحرفة، والرافضة الكفرة، وغيرهم.
[2] أن أئمة المذاهب لم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم من الأئمة المجتهدين، بل كانوا من أئمة السلف أهل السنة والجماعة
كالإمام الليث بن سعد إمام أهل مصر، والإمام الأوزاعي إمام أهل الشام، والإمام إسحق بن راهويه إمام خراسان، والإمام سفيان الثوري إمام العراق،
والإمام المجاهد عبدالله بن المبارك، وأئمة البصرة في زمانهم حماد بن سلمة وحماد بن زيد، وإمام سمرقند الحجة عبدالله بن عبدالرحمن الدار مي السمرقندي
وأئمة اليمن الحفاظ معمر بن راشد الأزدي وعبدالرزاق الصنعاني، وأئمة الحديث الجهابذة الراسخين علي بن المديني وأبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي
ويحيى بن معين، ويحي القطان وشعبة بن الحجاج الأزدي، وإمام الدنيا في زمانه الإمام البخاري صاحب الصحيح وصحيحه يشهد بذلك، وتلميذه الإمام
الحافظ مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح أيضاً، وبقية أصحاب الكتب الستة أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وخاتمة الجهابذة إمام المسلمين
في زمانه أبو الحسن الدارقطني وخليفته من بعده الخطيب البغدادي، وإمام الأئمة ابن خزيمة والإمام ابن حبان والإمام الحاكم … وغيرهم كثير ولله الحمد
فلم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية، بل سلفيين أهل السنة والجماعة.
[3] أن المالكية والشافعية ليسوا أشاعرة وليس الحنفية ماتُريدية، ولنضرب لذلك أمثلةً يتبين فيها ذلك:
أما المالكية فالإمام مالك رحمه الله تعالى لم يكن أشعرياً لا هو ولا تلاميذه الذين أخذوا عنه كابن القاسم وسحنون وبشر بن عمر الزهراني، ولا الذين
رووا عنه الموطأ كالإمام يحيى الليثي وأبي مصعب الزبيري ومحمد بن الحسن الشيباني وغيرهم كثير،
وأما أتباع مذهبه من الأئمة الكبار فلم يكونوا أشاعرة بل كشيخهم وإمامهم من أئمة السلف، فمنهم: إمام المالكية في زمانه قاضي بغداد الإمام المشهور
إسماعيل بن اسحاق القاضي أحد أحفاد الإمام الثبت حماد بن زيد، وإمام المالكية في العراق في زمانه القاضي عبدالوهاب المالكي، وإمام المالكية في زمانه
الذي كان يُقال له مالك الصغير الإمام عبدالله بن أبي زيد القيرواني، والإمام العلامة أبو عمرو الطلمنكي، والإمام أبو بكر محمد بن وهب المالكي،
والإمام الحجة أبو عبدالله المشهور بابن أبي زمنين، وحافظ المغرب في زمانه إمام الأندلس بل المغرب الحجة العلامة أبو عمر بن عبدالبر، وغيرهم كثير
ومن المتأخرين من المالكية وإن كان يُعتبر من الأئمة المجتهدين والجهابذة الراسخين الذي كان معدوم النظير في عصرنا الحاضر الإمام العلامة أبو عبدالله
محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي، وكتابهُ في التفسير [أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن] شاهدٌ على ذلك وعلى تقدمه وعلو منزلته.
وأما الشافعية: فإن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى لم يكن أيضاً أشعرياً لا هو ولا تلاميذه الذين أخذوا عنه كالإمام إسماعيل بن يحيى المزني، والإمام
الربيع بن سليمان المرادي، وكالإمام البويطي وغيرهم، وأما أتباع مذهبه الكبار الجهابذة فلم يكونوا أشاعرة بل أئمة سلفيين من أهل السنة والجماعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/364)
أمثال: إمام الشافعية في زمانه أبي العباس بن سريج، وإمام الشافعية في زمانه أبي العباس سعد بن علي الزنجاني، والإمام حجة الإسلام أبي أحمد الحداد،
وإمام الشافعية في زمانه إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي، وكالإمام الحجة أبي بكر بن المنذر، والإمام المشهور الذي كان يقال له الشافعي الثاني
أبو حامد الإسفراييني، وصاحبه الإمام العلامة الحجة شيخ الإسلام أبي القاسم الطبري اللالكائي وانظر كتابه [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة]
والإمام المشهور إمام المسلمين في زمانه أبي عبدالله محمد بن نصر المروزي، وكذلك الأئمة حُفاظ عصرهم أبو الحجاج المزي، والإمام علم الدين البرزالي
وأبو عبدالله الذهبي مؤرخ الإسلام ومفيد الشام، والإمام الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير الشافعي، ومن المتأخرين من الشافعية الإمام العلامة أحمد بن عبدالقادر الحِفظي وغيرهم كثير ولله الحمد.
وأما الحنفية: فإمامهم الإمام الفقيه أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى لم يكن ماتُريدياً لا هو ولا تلامذته الجهابذة أمثال: محمد بن الحسن الشيباني أحد
رواة موطأ الإمام مالك، والقاضي أبي يوسف وغيرهم، وأما أتباع مذهبه الجهابذة الكبار فلم يكونوا لا ماتُريدية ولا أشعرية، بل أئمة سلفيين أمثال:
الإمام الفقيه هشام ابن عُبيدالله الرازي عالم الري في زمانه، والإمام العلامة المحدث الفقيه إمام الحنفية في زمانه بل محدث الديار المصرية وفقيهها الإمام
أبو جعفر الطحاوي، وعقيدته المسماة» بالعقيدة الطحاوية «مشهورة بين العلماء وطلبة العلم، وأفضل من شرحها من العلماء الحنفية الإمام العلامة
القاضي ابن أبي العز الحنفي وأما من المتأخرين من علماء الحنفية بل من علماء العلم الإسلامي الإمام المجتهد العلامة محمد بن صديق بن حسن خان
القنُّوجي، فقد أبان عن مذهب السلف في كتابه القيم» الدين الخالص «وهناك غيرهم من أئمة السلف.
وأما أتباع المذاهب الأخرى كالمذهب الزيدي مثلاً فقد ظهر منهم عُلماء اختاروا مذهب السلف وأيدوه ودافعوا عنه وردوا على من خالفه، حتى على
نفس المذهب الزيدي الذي نشأوا في بداية حياتهم عليه، ومن هؤلاء العلماء:
السيد الإمام العلامة محمد بن إبراهيم بن عبدالله المشهور بابن الوزير المتوفى سنة 840 صاحب كتاب» العواصم والقواصم في الذب عن سُنة أبي القاسم «
وكذلك الإمام العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني المتوفى 1182 صاحب كتاب» سُبل السلام شرح بلوغ المرام «
وكذلك الإمام العلامة المجتهد القاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1250 ورسالته المسماة» بالتحف في مذاهب السلف تدل على ذلك
قول الدكتور:» وكل علمائنا وأئمتنا الكبار من هؤلاء … «- يقصِد الأشاعرة والماتُريدية - و ذكر منهم: الاسفراييني، والجويني، والباقلاني، والغزالي، والآمدي، وابن حجر العسقلاني، وأبو الوليد الباجي، وغيرهم من العلماء، وسنبين إن شاء الله هُنا حال بعض الذين ذكرهم، وحال غيرهم ممن اتبع سبيلهم ونهج طريقهم حتى يتبين لنا الحق في ذلك من غيره والله وحده المستعان.
[1] أن الأئمة الكبار، والعلماء الجهابذة الفخام لم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية ولا معتزلة جهمية ولا رافضة ولا خوارج ولا قرامطة ولا باطنية ولا غير ذلك من الفرق المنحرفة الضالة، بل هم أئمة سلفيين أهل سُنةٍ وجماعة كما مر معنا في الوقفة العاشرة.
[2] أن العلماء الذين ذكرهم لا يصلون في الفضل والعلم إلى مرتبة الأئمة الأربعة ولا أئمة الحديث والفقه والذين ذكرنا بعضاً منهم في الوقفة العاشرة.
أن الماتُريدي والمنتسبين إليه وكثيراً من المنتسبين للأشعري هم في الحقيقة موافقون للمعتزلة والجهمية في كثير من أقوالهم التي تقلدوها، وبيان ذلك فيما يلي: إن أول من أنكر صفات الله تعالى في دار الإسلام هو الجعد بن درهم، فقد أنكر صفة محبة الله تعالى لعباده المؤمنين وأنكر كلام الله تعالى،فقتله الأمير خالد بن عبدالله القسري في عيد الأضحى حيث خطب الناس وقال: أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم، فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيرا، ثم نزل فذبحه كما تذبح الشاة، ثم أخذ هذه المقالة الخبيثة الجهم بن صفوان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/365)
تلميذ الجعد بن درهم ونشرها بين المسلمين فنُسبت هذه البدعة إليه فسُميت ببدعة الجهمية، وكل من قال بذلك فهو جهمي، ثم أخذ هذه البدعة الضال بشر بن غياث المِريسي الجهمي وحاول نشرها بين المسلمين، فرد عليه عُلماء السلف الجهابذة الأجلاء أهل السنة والجماعة، وصاحوا بهم من كل مكان وبدَّعوهم وكفروهم وضللوهم على هذه البدعة التي انتشرت بين بعض عوام المسلمين، بل وصلَ
أثرها السيء إلى بعض المنتسبين للعلم من أتباع الأئمة الأربعة حتى أدى ذلك بهم إلى تأويل صفات الله تعالى بزعم أن ظاهرها يقتضي التشبيه، وهذا القول أول من عُرف به هم الجهمية وأتباعهم من المعتزلة وأهل الكلام،قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وهذا القول أول من عُرف به هم الجهمية والمعتزلة وانتقل منهم إلى الكُلاَّبية والأشعرية والسالمية ومن وافقهم من أتباع الأئمة الأربعة: كأبي الحسن التميمي، وابنه أبي الفضل، وابن ابنه رزق الله، والقاضي أبي يعلى، وابن عقيل، وأبي الحسن بن الزاغوني، وأبي الفرج
ابن الجوزي، وغير هؤلاء من أصحاب أحمد وإن كان الواحد من هؤلاء قد يتناقض في كلامه، وكأبي المعالي الجويني وأمثاله من أصحاب الشافعي،وكأبي الوليد الباجي وطائفة من أصحاب مالك، وكأبي الحسن الكرخي وطائفة من أصحاب أبي حنيفة «. [مجموع الفتاوى (5/ 576)]
ولهذا كان من الواجب أن نبين بعض حال هؤلاء الذين سماهم الدكتور ووصفهم أنهم من أهل السنة والجماعة، فنبدأ بالأشعري فنقول وبالله التوفيق:
الأشعري (أبو الحسن) رحمه الله تعالى المتوفى سنة 324 هـ
فقد كان في مبدأ أمره يقول بقول المعتزلة الذين منهم شيخه وزوج أمه أبو علي الجبائي رأس المعتزلة وهذا الذي أثر فيه وجعله يتمسك بمذهب المعتزلة
أربعين سنة، ثم بعد ذلك تحول عنه إلى مذهب الكُلابية أتباع أبي محمد عبدالله بن سعيد بن كُلاب، وتاب من القول بمذهب المعتزلة وجعل يرد عليهم
ويفضح مذاهبهم وأقوالهم، فألف في هذه الفترة كتبه:» اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع «و» كشف الأسرار وهتك الأستار «وغيرها من الكتب «[انظر الفهرست لابن النديم ص 257 وكذلك تبيين كذب المفتري لابن عساكر ص 39 – 42]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وكان أبو الحسن الأشعري لما رجع عن الاعتزال سلك طريق أبي محمد بن كُلاَّب «[مجموع الفتاوى (5/ 556)]» وذكر الإمام الذهبي أن الأشعري لحقَ بالكلابية وسلك طريقهم «[سير أعلام النبلاء (11/ 228)] وقال العلامة ابن القيم بعد أن ذكر ابن كُلاب:» ونصر طريقته أبو العباس القلانسي وأبو الحسن الأشعري وخالفه في بعض الأشياء ولكنه على طريقته في إثبات الصفات والفوقية وعلو الله على عرشه «[اجتماع الجيوش الإسلامية ص 257] ولذلك أثر فيه هذا في ترك مذهب المعتزلة والقول بما يوافق السلف في غالب مذهبهم، وإن كان له أقوال وافق فيها الجهمية وذلك بسبب عدم إحاطته بمذهب السلف في كل ما يقولون به إحاطةً كاملةً،
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وأما ابن كُلاَّب والقلانسي والأشعري … هؤلاء معروفون بالصفاتية، مشهورون بمذهب الإثبات، لكن في أقوالهم شيء من أصول الجهمية … «[مجموع الفتاوى (12/ 206)]
وقال أيضاً:» وأبو الحسن الأشعري نصر قول» جهم «في» الإيمان «مع أنه نصر المشهور عن» أهل السنة «أنه:» يستثني في الإيمان «… وهو دائماً ينصر – في المسائل التي فيها النزاع بين أهل الحديث وغيرهم – قول أهل الحديث، لكنهُ لم يكن خبيراً بمآخذهم، فينصره على مايراه هو من الأصول التي تلقَّاها عن غيرهم، فيقع في ذلك من التناقض ما ينكره هؤلاء وهؤلاء، كما فعل في مسألة الإيمان نصرَ فيها قول جهم مع نصره للاستثناء ولهذا خالفهُ كثير من أصحابه في الاستثناء واتَّبعه أكثر أصحابه على نصر قول جهم في ذلك، ومن لم يقف إلا على كُتُب الكلام ولم يعرف ماقاله السلف وأئمة السنة في هذا الباب، فيظن أن ما ذكروه هو قول أهل السنة وهو قول لم يقله أحد من أئمة السنة، بل قد كفر أحمد بن حنبل ووكيع وغيرهما من قال بقول جهم في الإيمان الذي نصره الأشعري وهو عندهم شَرٌّ من قول المرجئة … «[مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (7/ 120 – 121)]
(تكملة الوقفة الثانية عشرة)
الإمام أبو حامد الاسفراييني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/366)
الإمام أبو حامد الاسفراييني لم يكن من الأشاعرة بتاتاً، بل كان ممن يذمون الأشاعرة وكان رحمه الله يُحذر منهم أشد التحذير، كما نقل عنه الإمام العلامة شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي قال:» سمعت الأمام أبا منصور محمد بن أحمد يقول: سمعت الإمام أبا بكر عبيدالله بن أحمد يقول: سمعت الشيخ
أبا حامد الاسفراييني يقول:» مذهبي ومذهب الشافعي وفقها الأمصار أن القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر… «[شرح الأصفهانية 35]
ولذلك كان الإمام أبو حامد يُحذر من الأشاعرة ومن الإمام أبي بكر الباقلاني لأنه وإن كان ينتسب إلى الأشعري فقد كان له أقوال مخالفة لمذهب السلف أهل السنة والجماعة، وسأذكر ذلك في بيان حال الباقلاني إن شاء الله تعالى.
أبو بكر بن الطيب الباقلاني
أما القاضي أبو بكر الباقلاني فهو وإن كان ينتسب إلى الأشعري فإنه كان يوافق المعتزلة في كثيرٍ مما يقولون مما جعل الأئمة في زمانه يُحذرون منه، ويذمون
الأشاعرة لذلك السبب، قال الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي:» كان الشيخ أبو حامد الاسفراييني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام … «وقال أيضاً:» كان الشيخ أبو حامد الاسفراييني إمام الأئمة الذي طبق الأرض علماً وأصحاباً إذا سعى إلى الجمعة من» قطيعة الكرخ «إلى» الجامع المنصور «يدخل الرباط المعروف» بالروزي «المحاذي للجامع، ويُقبل على من حضر ويقول: اشهدوا عليَّ بأن القرآن كلام الله غير مخلوق كما قال الإمام أحمد بن حنبل لا كما يقول الباقلاني، ويتكرر ذلك منه، فقيل له في ذلك؛ فقال: حتى تنتشر في الناس وفي أهل البلاد ويشيع الخبرُ في أهل البلاد أني بريءٌ مما هم عليه – يعني الأشعرية – وبريءٌ من مذهب الباقلاني؛ فإن جماعة من المتفقهة الغُرباء يدخلون على الباقلاني خفيةً ويقرؤون عليه فيعتنون بمذهبه فإذا رجعوا إلى بلادهم أظهروا بدعتهم لا محالة، فيظن ظانٌ أنهم مني تعلموه وأنا قُلته، وأنا بريءٌ من مذهب الباقلاني وعقيدته … «[شرح الأصفهانية من 35 – 36]
وذكر الأمام الكرجي:» أن أبا بكر الباقلاني إذا خرج إلى الحمام يتبرقع خوفاً من الشيخ أبي حامد الاسفراييني لكي لا يراه «
ونتيجةً لذلك فقد تاب الباقلاني من كثير من الأقوال المخالفة لمذهب السلف وألف كتاب» تمهيد الأوائل «وكتاب» الإبانة «وذكر فيها أنهُ يقول
بما قاله السلف في الاعتقاد في الجملة، وإن كان مع ذلك يوجد عنده بعض الأقوال المخالفة لمذهب السلف والتي بقيت لديه بسبب عدم إحاطتهِ الإحاطة التامة بمذهب السلف، وبسبب علم الكلام الذي تعلمه والأصول التي أخذها عن غير أهل السنة والجماعة ويأتي إن شاء الله مزيد بيان لذلك.
أبو المعالي الجويني الابن، المتوفى سنة 478 هـ
مع أن الإمام أبي محمد الجويني والد أبي المعالي قد تاب من مذهب الأشعري إلا أن ابنه لم يسلك طريق أبيه، فقد كان يقول بمذهب الجهمية ويُنكر
علو الله على خلقه، مع أنه ينسب نفسه للأشعري، وفي هذا المقام قصة معروفة:» فقد ذكر الإمام محمد بن طاهر المقدسي في حكايته المعروفة،
أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر مرةً والأستاذ أبو المعالي يذكر على منبره ويقول:» كان الله ولا عرش «ونفى الاستواء، فقال له الشيخ أبو جعفر:
يا أستاذ دعنا من ذكر العرش – يعني أن ذلك ثبت بالسمع – أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا ما قال عارفٌ قط: يا الله إلا وجدَ من
قلبه معنىً يطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة، فكيف ندفعُ هذه الضرورة من قلوبنا؟! فصرخ أبو المعالي ووضع يده على رأسه وقال: حيَّرني الهمداني
حيرني الهمداني ونزل «[مجموع الفتاوى (4/ 44 و 61) وانظر أيضاً (3/ 220
وسبب حيرته هذه هو عدم سلوكه طريق السلف أهل السنة والجماعة، فلم يكن عنده من العلم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وبآثار السلف ما يعتصم به من هذه الحيرة والشبهات والشكوك، ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وأما الجويني ومن سلك طريقته: فمالوا إلى مذهب المعتزلة فإن
أبا المعالي كان كثير المطالعة لكتب أبي هاشم، قليل المعرفة بالآثار، فأثَّر فيه مجموع الأمرين … «[مجموع الفتاوى (6/ 52)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/367)
وفي آخر حياته ترك أبو المعالي ما كان ينتحله من مذهب الجهمية المعتزلة، قال في كتابه» الرسالة النظامية «:» اختلف مسالك العلماء في هذه الظواهر فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن، وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الرب عز وجل … «[مجموع الفتاوى (5/ 100 –101)] وانظر أيضاً [(العلو، للذهبي ص 187 - 188)]
فأحسنَ أبو المعالي في ترك مذهب الضُّلال والقول بترك التأويل- أي التحريف - في نصوص الصفات، ولكنهُ أخطأ في نسبة التفويض إلى السلف خطأً
عظيماً، وما ذلك إلا لأنه لم يكن على معرفةٍ كاملة وإحاطة تامةٍ بمذهب السلف رحمهم الله تعالى كما مر معنا،
ومع هذا فقد ندم أشد الندم على سلوكه الطريق السابق واختار أن يموت على عقيدة أمه أو عجائز نيسابور،فقال:» يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو
أني عرفتُ أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما اشتغلت به، وقال عند موته: لقد خُضتُ البحر الخِضم وخلَّيت أهل الإسلام وعلومهم ودخلت فيما نهوني عنه،
والآن إن لم يتداركن الله برحمته فالويل لابن الجويني وها أنذا أموت على عقيدة أمي – أو قال –: عقيدة عجائز نيسابور «[مجموع الفتاوى (4/ 73)
الغزالي (أبو حامد) المتوفى سنة 505 هـ
أما الغزالي فقد تكلم عن نفسه في كتابه» المنقذ من الضلال «فبين أنه درس أولاً علم الكلام وثنى بالفلسفة وثلَّث بتعاليم الباطنية وربَّع بطريق الصوفية وأما طريقة السلف في تعلم آثار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده فلم يذكرها في كتابه، ولذلك تكلم فيه خَلقٌ من العلماء حتى أخص الناس به تكلموا فيه وحذروا منه ومن كُتبه، ونذكر منهم ما يلي:
أ -[الإمام محمد بن الوليد الطرطوشي المالكي] فقد كان من رُفقاء الغزالي واجتمع به وعرفه حق المعرفة، فقال في جواب لسائل يسأله عنه:
» سلامٌ عليك فإني رأيت أبا حامد وكلمته فوجدته امرءاً وافر الفهم والعقل وممارسةٍ للعلوم، وكان ذلك معظم زمانه، ثم خالف عن طريقِ العلماء ودخلَ في غِمار العمال، ثم تصوف فهجر العلوم وأهلها ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان، ثم سابها وجعل يطعن على الفقهاء بمذاهبِ الفلاسفة ورموز الحلاج، وجعل ينتحي عن الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين … «
وقال عن كتابه» إحياء علوم الدين «:» وهو لعمر الله أشبه بإماتة علوم الدين … «
ثم قال عنه:» فلما عمل كتابه الإحياء عَمَدَ فتكلم في علوم الأحوال ومرامز الصوفية، وكان غير أنيسٍ بها ولا خبيرٍ بمعرفتها فسقط على أُم رأسه،
فلا في علماء المسلمين قَرَّ، ولا في أحوال الزاهدين استقرَّ، ثم شحن كتابه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أعلم كتاباً على وجه الأرض أكثرُ كذباً على الرسول منه، ثم شبَّكهُ بمذاهب الفلاسفة ورموز الحلاج ومعاني رسائل إخوان الصفا … وما مثلُ من نصر الإسلام بمذاهب الفلاسفة والآراء المنطقية إلا كمن يغسل الثوب بالبول، ثم يسوق الكلام سوقاً يُرعد فيه ويبرق، ويُمنِّي ويُشوِّقُ، حتى إذا تشوفت له النفوس قال: هذا من علم المعاملة وما وراءه من علم المكاشفة لا يجوز تسطيره في الكتب، ويقول: هذا من سر الصدر الذي نُهينا عن إفشائه، وهذا فعل الباطنية وأهل الدَّغل والدَّخل في الدين، يستقل الموجود، ويُعلق النفوس بالمفقود، وهو تشويش لعقائد القلوب، وتوهين لما عليه الجماعة، فلئن كان الرجل يعتقدُ ما سطَّرهُ لم يَبعد تكفيرُهُ، وإن كان لا يعتقده فما أقربَ تضليلُه، وأما ما ذكرت من إحراق الكتاب فلعمري إذا انتشر بين من لا معرفة له بسمومه القاتلة خِيفَ عليهم أن يعتقدوا إذاً صحتَ ما فيه … «[انظر مقدمة كتاب الحوادث والبدع للإمام الطرطوشي (ص 17 –18)]
ب -[الإمام العلامة أبو عمرو بن الصلاح]
فقد ذكر الشيخ أبو عمرو بن الصلاح – فيما جمعهُ من طبقات أصحاب الشافعي وقرَّرهُ الشيخ أبو زكريا النووي – قال في هذا الكتاب:» فصلٌ في بيان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/368)
أشياء مهمةٍ أُنكرت على الإمام الغزالي في مصنفاته، ولم يرتضيها أهل مذهبهِ من الشذوذ في مصنفاته «ثم ذكر ما يُنتقد عليه حتى قال:» فكيف غَفَلَ الغزالي عن شيخه إمام الحرمين ومِن قبلهِ مِن كلِّ إمام هو لهُ مُقدِّم، ولمحله في تحقيق الحقائقِ رافعٌ ومُعظِّم، ثم لم يرفع أحدٌ منهم بالمنطقِ رأساً، ولا بنى عليه أُسَّاً، ولقد بخلطة المنطق بأصول الفقه بدعةً عظُمَ شؤمها على المتفقهة، حتى كثُرَ فيهم بعد ذلك المتفلسفة والله المستعان. [شرح الأصفهانية لابن تيمية ص 132]
ج – [الإمام أبو عبدالله المازري المالكي]
فقد قال عن الغزالي:» وأما أصول الدين فليس بالمستبحر فيها شغله عن ذلك قراءته علوم الفلسفة، وأكسبته قراءة الفلسفة جُرأةً على المعاني،
وتسهيلاً للهجوم على الحقائق … «[شرح الأصفهانية ص 133 – 134]
وقال عنه:» وقد عرفني بعض أصحابه أنه كان لهُ عكوف على قراءة رسائل إخوان الصفا، وذكر المازري أن الغزالي كان يُعوِّل على ابن سينا الفيلسوف
في أكثر ما يشير إليه في علم الفلسفة «ثم تكلم المازري في محاسن الإحياء ومذامه ومنافعه ومضاره بكلام طويل ختمه:» بأن من لم يكن عنده من البسطة
في العلم ما يعتصم به من غوائل هذا الكتاب فإن قراءته لا تجوز له … «[نفس المصدر السابق]
د – [الإمام ابن العربي المالكي]
قال عن شيخه وصاحبه الغزالي:» شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر، وقد حكى ابن العربي عنه من القول بمذاهب
الباطنية ما يوجد تصديق ذلك في كُتبه، ورد عليه العُلماء «. [مجموع الفتاوى (4/ 164)]
ه – [شيخ الإسلام ابن تيمية]
قال عنه:» والغزالي في كلامه مادة فلسفية كبيرة بسبب كلام ابن سينا في الشفاء وغيره، ورسائل إخوان الصفا، وكلام أبي حيان التوحيدي، وأما
المادة المعتزلية في كلامه فقليلة أو معدومة، وكلامه في الإحياء غالبه جيد، لكن فيه مواد فاسدة: مادة فلسفية، ومادة كلامية، ومادة من تُرَّهات
الصوفية، ومادة من الأحاديث الموضوعة … «[مجموع الفتاوى (6/ 54 – 55)] وقال عن» كتاب الإحياء «:» والإحياء فيه فوائد كثيرة، لكن فيه مواد مذمومة، فإن فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلين وألبسه ثياب المسلمين، وقد أنكر أئمةُ الدين على أبي حامد هذا في كُتبه، وقالوا: مرَّضه الشفاء يعني شفاء ابن سينا في الفلسفة، وفيه أحاديث وآثار ضعيفة بل موضوعة كثيرة، وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وتُرَّهاتهم … «[مجموع الفتاوى (10/ 551 - 552)] وقال عنه أيضاً:» في كلامه مادة فلسفية وأمور أُضيفت إليه توافق أصول الفلاسفة الفاسدة المُخالفة للنبوة، بل المُخالفة لصريح العقل، حتى تكلم فيه جماعات من عُلماء خُراسان والعراق والمغرب: كرفيقه أبي إسحاق المرغيناني، وأبي الوفاء بن عقيل، والقشيري، والطرطوشي، وابن رشد، والمازري، وجماعات من الأولين … وذكر منهم الإمام ابن الصلاح والإمام النووي. [شرح الأصفهانية ص 132] وانظر [مجموع الفتاوى (4/ 66)]
وقال عنه في موضع آخر:» يوجد في كلام أبي حامد ونحوه من أصول هؤلاء الفلاسفة الملاحدة الذين يُحرفون كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
عن مواضعه كما فعلت طائفة القرامطة والباطنية … «[مجموع الفتاوى (10/ 403)]
وسبب كلام هؤلاء العلماء في الغزالي وغيره هو: عدم سلوكهم طريقة السلف أهل السنة والجماعة في الإحاطة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم
وآثار الصحابة رضي الله عنهم، ولذلك قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية:» وأبو حامد لم ينشأ بين من كان يعرف طريقة هؤلاء، ولا تلقَّى عن هذه
الطبقة، ولا كان خبيراً بطريقة الصحابة والتابعين، بل كان يقول عن نفسه:» أنا مُزجى البضاعة في الحديث «ولهذا يوجد في كُتبه من الأحاديث
الموضوعة والحكايات الموضوعة مالا يَعتمد عليه من لهُ علمٌ بالآثار… «[شرح الأصفهانية ص 128]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/369)
والغزالي في آخر حياته تاب مما كان قد صدر منه مما يُخالف دين الإسلام، كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية حينما تكلم عنه فقال:» وأجود مالهُ من المواد المادة الصوفية ولو سلك فيها مسلك الصوفية وأهل العلم بالآثار النبوية واحترز عن تصوف المتفلسفة الصابئين لحصلَ مطلوبه، ونالَ مقصوده، ولكنه في آخر عُمره سلك هذا السبيل … «[شرح الأصفهانية ص 146]
ولذلك قال عنه تلميذه أبو الحسن عبدالغافر الفارسي: وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين البخاري ومسلم اللذين هما حجة الإسلام … «[طبقات الشافعية للسبكي (4/ 111) وسير أعلام النبلاء للذهبي (19/ 325 – 326)]
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن الغزالي مات وعلى صدره صحيح البخاري [درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (1/ 162)] وذكر عنه أنه كان يقول:» أكثر الناس شكاً عند الموت أهل الكلام «[مجموع الفتاوى (4/ 28)]
وألف كتباً في هذه المرحلة مثل:» إلجام العوام عن علم الكلام «و» وتهافت الفلاسفة «وغيرها،
فإذا كان الغزالي قد اعترف بما آل إليه أمره من الشك والحيرة في آخر حياته، وتاب مما قد صدر منه قبل مماته، فهذا أمرٌ بينه وبين الله تعالى المطلع
على سريرته، وأما كتبه التي ألفها وفيها ما حذر العلماء منه فينبغي تركها والتحذير منها وعد اشتغال الناس بها،
كما قال الإمام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح:» أبو حامد كثُر القول فيه ومنه، فأما هذه الكُتب – يعني المخالفة للحق – فلا يُلتفتُ إليها، وأما الرجل
فَيُسكت عنه ويفوض أمره إلى الله «[مجموع الفتاوى (4/ 65)].
الرازي أبو عبدالله عُمر بن الحسين المعروف (بابن الخطيب) المتوفى سنة 606 هـ
أما الرازي فقد أتعب نفسه طول حياته بالبحث فيما عاد عليه بالضرر من الحيرة والشك كما اعترف هو بنفسه، وقبل أن نذكر كلامه عن نفسه وكلام العلماء الصادقين فيه نبين بعض ما قد صدرَ منه من الأقوال الفاسدة والخطيرة المنحرفة،
[1] أنه كان يطعن في الأدلة الشرعية من حيث دلالتها فزعم أنها لا تُفيد اليقين، ومن حيث أن الأخبار الشرعية لا تفيد العلم، وهذه زلةٌ عظيمة
تجرُّ بلاء عظيماً، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» فتجد أبا عبدالله الرازي يطعن في دلالة الأدلة اللفظية على اليقين وفي إفادة الأخبار للعلم، وهذان
هما مقدمة الزندقة «[مجموع الفتاوى (4/ 104)] وقال عنه في موضعٍ آخر:» أنه من أعظم الناس طعناً في الأدلة السمعية حتى ابتدع قولاً ما عُرف به قائلٌ مشهور غيره وهو أنها لا تفيد اليقين «[مجموع الفتاوى (13/ 141)].
[2] أنه قدم العقل على النقل من الكتاب والسنة، فجعل العقل أصلاً والنقل تابعاً، وافترض افتراضاً باطلاً وهو كما في كتابه تأسيس التقديس
وهو: أنه لو خالف النقل عقلٌ فماذا يحصل؟!!، وهذا نوعٌ من الطعن في الأدلة الشرعية فإنه لا يمكن أن يُخالف نقلٌ صحيح عقلٌ سليم صريح،
كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم: درء تعارض العقل والنقل ويسمى أيضاً: موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول، ولهذا قال
شيخ الإسلام ابن تيمية: وكُتب أصول الدين لجميع الطوائف مملوءة بالاحتجاج بالأدلة السمعية الخبرية، لكن الرازي طعن في ذلك في المطالب العالية
قال: لأن الاستدلال بالسمع مشروط بأن لا يُعارضه قاطعٌ عقلي، فإذا عارضه العقلي وجب تقديمه عليه، قال: والعلم بانتفاء المعارض العقلي متعذر،
[مجموع الفتاوى (13/ 139)] وقد رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه السابق.
[3] أن الرازي قد صنف كتباً في كيفية عبادة الكواكب والأصنام وعمل السحر، وذكر فيها أن التقرب إلى هذه الكواكب يكون بفعل الفواحش
وشرب الخمر والغناء ونحو ذلك مما حرمه الله تعالى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية عندما تكلم عن فتنة التتار وقهرهم للخليفة بالعراق وقتلهم ببغداد
مقتلة عظيمة جداً قال: وكان من أسباب دخول هؤلاء ديار المسلمين ظهور الإلحاد والنفاق والبدع، حتى صنف الرازي كتاباً في عبادة الكواكب
والأصنام وعمل السحر وسماه: السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم ويُقال أنه صنفه لأم السلطان: علاء الدين محمد بن لكش بن جلال الدين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/370)
خوارزم شاه، وكان من أعظم ملوك الأرض، وكان للرازي به اتصال قوي، حتى إنه وصى إليه على أولاده، وصنف له كتاباً سماه الرسالة العلائية
في الاختيارات السماوية وهذه الاختيارات لأهل الضلال بدل الاستخارة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين…وأهل النجوم لهم اختيارات
إذا أراد أحدهم أن يفعل فعلاً أخذ طالعاً سعيداً فعمل فيه ذلك العمل لينجح بزعمهم، وقد صنف الناس كتباً في الرد عليهم، وذكروا كثرة ما يقع
من خلاف مقصودهم فيما يُخبرون به ويأمرون به، وكم يُخبرون من خبر فيكون كذباً، وكم يأمرون باختيار فيكون شراً، والرازي صنف الاختيارات
لهذا الملك، وذكر فيه الاختيار لشرب الخمر وغير ذلك، كما ذكر في السر المكتوم في عبادة الكواكب ودعوتها مع السجود لها والشرك بها ودعائها،
مثل ما يدعوا الموحدون ربهم بل أعظم، بفعل الفواحش وشرب الخمر والغناء ونحو ذلك مما حرمه الله ورسوله … [مجموع الفتاوى (13/ 180 – 181]
[4] أنه كان أعظم المتكلمين في باب الحيرة والشك والاضطراب وتناقض المقالات، كما اعترف بنفسه في آخر حياته، قال شيخ الإسلام ابن تيمية
عنه: وهذا أبو عبدالله الرازي من أعظم الناس في هذا الباب – باب الحيرة والشك والاضطراب – لكن هو مسرفٌ في هذا الباب بحيث له نهمة في
التشكيك دون التحقيق … [مجموع الفتاوى (4/ 28)] وقال عنه في موضعٍ آخر: وأما ابن الخطيب فكثير الاضطراب جداً، لا يستقر على حال، وإنما هو بحثٌ وجدل، بمنزلة الذي يطلب ولم يهتد إلى مطلوبه … [مجموع الفتاوى (6/ 55)]
وسبب اضطرابه هو وأمثاله ممن ذكرناهم وغيرهم هو: عدم سلوكهم سبيل المؤمنين من السلف الصالح أهل السنة والجماعة، وتوليهم لمذاهب أهل
الضلالة، من المتكلمين والفلاسفة، مما جعل أكابرهم في آخر حياتهم يعترفون بالحيرة والندامة، ومنهم الرازي نفسه، حتى قال عنه شيخ الإسلام
ابن تيمية: فهو تارة يرجح قوله قول الفلاسفة، وتارة قول المتكلمة، وتارة يحار ويقف، واعترف في آخر عُمره بأن طريق هؤلاء وهؤلاء لا تشفي
عليلاً ولا تروي غليلاً … «[مجموع الفتاوى (3/ 128)]
وهذا هو الذي استقر عليه الرازي في آخر حياته حيث قال في كتابه» أقسام اللذات «:» لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، اقرأ في الإثبات: (الرحمن على العرش استوى) (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل
الصالح يرفعه) واقرأ في النفي: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (ولا يحيطون به علما) (هل تعلم له سميا) ثم قال: ومن جرَّب مثل
تجربتي عرف مثل معرفتي، وكان دائماً يتمثل: نهاية إقدام العقول عقالُ وأكثر سعي العالمين ضلالُ
وأرواحنا في وحشةٍ من جسومنا وحاصلُ دنيانا أذىً ووبالُ
ولم نستفدْ من بحثنا طولَ عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيلَ وقالُ [مجموع الفتاوى (4/ 72 - 73)]
وكان يقول كما قال أمثاله من قبل: من لزم دين العجائز كان هو الفائز، وكأن الجميع اتفقوا على أن غاية ما علموه طيلة حياتهم لا يُساوي دينَ
واعتقاد العجائز، وما ذاك إلا لأن إيمانهن واعتقادهن قويٌ صحيحٌ سليمٌ من تلك الشبهات والوساوس التي في نفوس أولئك القوم المتكلمين،
وقبل وفاته كتب وصيته التي أعلن فيها تبريه مما كان يقول به ورجوعه إلى مذهب السلف الصالح أهل السنة والجماعة واختياره طريقهم دون غيرهم من الناس وإثبات ما ورد من صفات الله تعالى على الوجه المراد منها واللائق بجلال الله تعالى وعظمته، قال الإمام الحافظ أبو الفداء بن كثير: ((وقد ذُكرت وصيته عند موته، وأنه رجع عن مذهب الكلام فيها إلى طريقة السلف، وتسليم ما ورد على الوجه اللائق بجلال الله سبحانه. [البداية والنهاية (13/ 55)]
فيا ليت من انحرف عن طريق السلف الصالح أهل السنة والجماعة أن يتوب إلى الله ويرجع إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويفعل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/371)
مثل ما فعل هؤلاء من التوبة والندم والرجوع إلى ذلك.وقد تأثر كثير من تلاميذ الرازي بحاله الأول حال الحيرة والشك، فمنهم تلميذه شمس الدين عبدالحميد الخسروشاهي المتوفى سنة 652 هـ حيث قالَ لما دخلَ عليه بعض الفُضلاء قال له شمس الدين ((: ما تعتقد؟ فقال له الرجل: ما يعتقده المسلمون، فقال له: وأنت منشرح الصدر لذلك مستيقن به؟! فقال الرجل: نعم، قال له: اُشكر الله على هذه النعمة، ولكني والله ما أدري ما أعتقد والله ما أدري ما أعتقد والله ما أدري ما أعتقد، وبكى حتى أخضل لحيته. [شرح العقيدة الطحاوية (1/ 245 –246)]
الآمدي
وأما الآمدي فقد كانت الحيرة والشك تغلب عليه حتى اعترف هو بذلك، قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: والآمدي تغلب عليه الحيرة والوقف في
عامة الأصول الكبار، حتى أورد على نفسه سؤالاً في تسلسل العلل وزعم أنه لا يعرف عنه جواباً، وبنى إثبات الصانع على ذلك، فلا يُقرر في كتبه
لا إثبات إلا لصانع ولا حدوث العالم ولا وحدانية الله ولا النبوات ولا شيئاً من الأصول الكبار التي يحتاج إلى معرفتها. [مجموع الفتاوى (5/ 562)]
الشهرستاني أبو الفتح محمد بن القاسم بن عبدالكريم الشهرستاني المتوفى سنة 548هـ.
كان الشهرستاني من عُلماء الأشاعرة المتكلمين وقد اعترف في آخر ما حصله من ذلك بالحيرة والشك، وأن جميع من أخذ عنهم من أولئك كانوا أيضاً
في حيرة تظهر عليم في غالب أحوالهم، فقال عن نفسه في كتابه نهاية الإقدام في علم الكلام: … فقد أشار إلى من إشارته غُنم، وطاعته حَتم، أن
أجمع له مشكلات الأصول، وأحل له ما انعقد من غوامضها على أرباب العقول، لِحُسن ظنه بي أني وقفت على نهايات النظر، وفُزتُ بغايات مطارحِ
الفِكَر، ولعلَّهُ استسمن ذا ورم، ونفخ في غير ضرم، ثم أنشد بعد هذا قوله:
لعمري لقد طُفتُ المعاهد كلها وسيرتُ طرفي بين تلك المعالمِ
فلم أر إلا واضعاً كفَّ حائرٍ على ذقنٍ أو قارعاً سن نادمِ [نهاية الإقدام ص 1 –2]
وقد ردَّ عليه الإمام العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني بقوله:
لعلكَ أهملتَ الطوافَ بمعهدِ الرسولِ ومن لاقاهُ من كلِّ عالِمِ
فما حارَ من يُهدى بهديِّ محمدٍ ولستَ تراهُ قارعاً سِنَّ نادِمِ [حاشية درء تعاض العقل والنقل، تحقيق د: محمد رشاد سالم (1/ 159)]
ولا شكَّ أن من وصل حالهُ إلى تلك الحيرة والشك – إن لم يتداركه الله برحمته – أنه يُصبح زنديق ضال مضل، كما هي حال الزنادقة.
وهناك غير هؤلاء ممن اعترف بحيرته على سلوك هذا الطريق فمنهم:
محمد بن نامور أبو عبدالله الخونجي المتوفى سنة 646 هـ فقد قال عند موته: ما عرفت مما حصلتُه شيئاً سِوى أن الممكن يفتقر إلى المرجح، ثم قال:
الافتقار وصفٌ سلبيٌّ أموت وما عرفت شيئاً. [شرح الطحاوية المصدر السابق]
محمد بن سالم بن واصل الحموي المتوفى سنة 697 هـ، أحد المتأخرين وأبرعهم في الفلسفة والكلام، كان يقول: أستلقي على قفاي وأضع المِلحفة على نصف وجهي، ثم أذكر المقالات وحُجج هؤلاء وهؤلاء، واعتراض هؤلاء وهؤلاء حتى يطلع الفجر ولم يترجح عندي شيء. [مجموع الفتاوى (4/ 28)]
الإمام العلامة ابن دقيق العيد أبو الفتح القُشيري المتوفى سنة 702 هـ، وإن كان رحمه الله ليس مثلهم من جهة العلم والعمل لكنه ندم على سلوكه سبيل أولئك الأشاعرة المتكلمين المخالفين للسلف، والمخالفين حقيقةً لأبي الحسن الأشعري المنتسبين إليه،
قال عنه الإمام الذهبي: وقد كان شيخُنا أبو الفتح القُشيري يقول:
تجاوزتُ حَدَّ الأكثرينَ إلى العُلا وسافرتُ واستبقيتهم في المفاوزِ
وخُضتُ بحاراً ليسَ يُدركُ قعرها وسيرتُ نفسي في قَسِيمِ المفاوزِ
ولَجَجْتُ في الأفكارِ ثم تراجعَ اختياريْ إلى استحسانِ دينِ العجائزِ [العلو للعلي الغفار، للإمام الذهبي ص 188]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/372)
حتى الذين اشتهروا بالزندقة والضلال والخُبث، عند موتهم اعترفوا بتضييع أيامهم فيما منَّوا به أنفسهم من ذلك الكفر العظيم، ومن هؤلاء الصوفي الضال القائل بوحدة الوجود المشهور بابن الفارض قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: وابن الفارض – من متأخري الاتحادية – صاحب التائية المعروفة» بنظم السلوك «وقد نظم فيها الاتحاد نظماً رائق اللفظ، فهو أخبثُ من لحم خِنزير في صينيةٍ من ذهب، وما أحسنَ تسميتها» بنظم الشكوك «،لَمَّا حضرتهُ الوفاة أنشدَ:إن كانَ منزلتيْ في الحُبِّ عندَكمُ ما قد لقيتُ فقد ضيعتُ أيامي
أُمنيةً ظَفِرتْ نفسي بها زمناً واليومَ أحسَبُها أضغاثُ أحلامي [مجموع الفتاوي (4/ 73 - 74)]
ولذلك كاد الإمام الشوكاني أن ينزلق في طريق أولئك المتكلمين أهل الحيرة والشك، ولكنه بفضل الله تعالى رمي بذلك ولزم مذهب السلف
أهل السنة والجماعة، ولذلك قال عن نفسه:» واعلم أني عند الاشتغال بعلم الكلام وممارسة تلك المذاهب والنحل لم أزدد بها إلا حيرةً، ولا استفدتُ
منها إلا العلم بأن تلك المقالات خُزعبلات، فقلت إذ ذاك مُشيراً إلى ما استفدته من هذا العلم:
وغايةُ ما حصَّلتُهُ من مباحثي ومن نظري من بعدِ طولِ التَّدبُّرِ
هو الوقفُ ما بينَ الطريقينِ حيرةً فما عِلمُ من لم يلقَ غيرَ التحيُّرِ
على أنني قد خُضتُ منه غِمارهُ وما قنعتْ نفسي بدونِ التَّبَحُّرِ
وعن هذا رميتُ بتلك القواعد من حالق، وطرحتها خلفَ الحائط، ورجعتُ إلى الطريقة المربوطة بأدلة الكتاب والسنة، المعمودة بالأعمدة التي على
أوثقِ ما يعتمدُ عليه عباد الله وهم الصحابة ومن جاء بعدهم من علماء الأمة المقتدِين بهم السالكين مسالكهم، فطاحت الحيرة، وانجابت ظُلمة العماية،
وانقشعت وانكشفت ستور الغواية ولله الحمد … «[أدب الطلب ومنتهى الأرب (ص 146 – 147)]
فليت كل المخالفين لمنهج السلف أن يعودوا إليه مذعنين، ومما يخالفه تاركين، وأن يفعلوا كما فعل هؤلاء الأئمة الصالحين، من التمسك بسبيل الصحابة
وأتباعهم من المؤمنين أتباع سيد المرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ولذلك كل من خالف عن سبيل السلف فإنه يوجد عنده من الخطأ بقدر ما خالف فيه سواءً كان من المنتسبين للعلم أم من آحاد الناس،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» ولهذا يوجد في كلام الرازي وأبي حامد ونحوهما من الفلسفة ما لا يوجد في كلام أبي المعالي وذويه، ويوجد في كلام الرازي وأبي المعالي وأبي حامد من مذهب النفاة المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي الحسن الأشعري وقُدماء أصحابه، ويوجد في كلام أبي الحسن الأشعري من النفي الذي أخذه من المعتزلة مالا يوجد في كلام أبي محمد ببن كُلاَّب الذي أخذ أبو الحسن طريقته، ويوجد في كلام ابن كُلاَّب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة مالا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل فالسعيدُ من لزم السنة … «[بُغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية أهل الإلحاد من القائلين بالحلول والاتحاد ص 451 وتُعرف بالسبعينية]
قال الإمام عبدالرحمن بن أحمد الكمالي في منظومته شهود الحق:
تَمسَّك بدينِ اللهِ دينِ نبيِّهِ وعُضَ عليهِ بالنواجذِ تَسعدِ
وعانقْ كِتابَ الله ما دُمتَ واجداً لهُ فقريبٌ رفعُهُ وكأنْ قَدِ
وقدْ رُفعتْ أحكامُهُ عندَ بعضهمْ ألَمَّا يكن ذا الرفعِ سُبحانَ سيدي
وصاحبْ حديثَ المصطفى مثلَ صحبهِ وإن لم تكن تقوى فقارب وسددِ
ولا تكُ من قومٍ أتتْ وتَفرَّقتْ بهمْ سُبُلٌ دون السبيلِ المُسَدَّدِ
وبعضهمُ في آخرِ العُمرِ قالَ قدْ أضعتُ نَفيسي في سرابٍ بِمَبْعَدِ
ألم يُغنني قول الإلهِ وأحمدٍ عنَ أقوال غيرٍ من بعيدٍ وأبعدِ
إلهي كأيمانِ العجائزِ جُدْ فقدْ وصلنَ ولمْ أسلمْ من اسر التَّبَعُّدِ
فيا ليت شعري هلْ نجا قبلَ موتهِ من الأسرِ أمْ كانَ اعتباراً لمُهتدِ [منظومة شهود الحق ص 160 – 162]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/373)
وقد وفق الله تعالى الإمام أبا محمد الجويني والد أبي المعالي الجويني إلي التخلص من مذهب الأشاعرة والاعتراف بأن ما كانوا يقولون به في صفات الله تعالى من التأويل إنما هو تحريفٌ للكلم عن مواضعه، فذكر رحمه الله تعالى في رسالته المسماة:» بالنصيحة في إثبات الاستواء والفوقية ومسألة الحرف
والصوت في القرآن المجيد «قال فيها:» وبعد، فهذه نصيحةٌ كتبتها إلى إخواني في الله أهل الصدق والصفاء، والإخلاص والوفاء، لما تعيَّنَ علي محبتهم في الله، ونصيحتهم في صفات الله عز وجل …أُعرفهم فيها أيدهم الله تعالى بتأييده، ووفقهم لطاعته ومزيده، أنني كُنتُ برهةً من الدهر متحيراً في ثلاث مسائل: مسألة الصفات، ومسألة الفوقية، ومسألة الحرف والصوت، وكُنتُ متحيراً في الأقوال الموجودة في كتب أهل العصر في جميع ذلك من تأويل الصفات وتحريفها، أو إمرارها والوقوف فيها وإثباتها بلا تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل، فأجد النصوص في كتاب الله تعالى وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم ناطقةً بحقائق هذه الصفات، وكذلك في إثبات العلو والفوقية، وكذلك في الحرف والصوت، ثم أجد المتأخرين من المتكلمين في كُتبهم: منهم من يؤول الاستواء بالقهر والاستيلاء، ويؤول النزول بنزول الأمر، ويؤول اليدين بالقدرتين أو النعمتين، ويؤول القَدم
بقدم صدقٍ عند ربهم … وأمثال ذلك، ثم أجدهم مع ذلك يجعلون كلام الله تعالى معنىً قائماً بالذات بلا حرفٍ ولا صوتٍ ويجعلون هذه الحروف عبارة عن ذلك المعنى القائم، وممن ذهب إلى هذه الأقوال قومٌ لهم في صدري منزلة، مثل طائفة من فقهاء الأشعرية الشافعيين، لأني على مذهب الشافعي رضي الله تعالى عنه، عرفتُ فرائض ديني وأحكامه، فأجد مثل هؤلاء الشيوخ الأجلة يذهبون إلى مثل هذه الأقوال وهم شيوخي ولي فيهم
الاعتقاد التام لفضلهم وعلمهم، ثم إنني مع ذلك أجد في قلبي من هذه التأويلات حزازاتٌ لا يطمئن قلبي إليها، وأجدُ الكدرَ والظُّلمةَ منها، وأجدُ
ضيقَ الصدر وعدم انشراحهِ مقروناً بها، فكنتُ كالمتحير المضطرب في تحيره المتململ من قلبه في تقلبه وتغيره،
وكنتُ أخافُ أن من إطلاق القول بإثبات العلو والاستواء والنزول، مخافة الحصر والتشبيه، ومع ذلك فإذا طالعت النصوص الواردة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أجدها نصوصاً تشير إلى حقائق هذه المعاني، وأجدُ الرسول صلى الله عليه وسلم قد صرَّح بها مُخبراً عن ربه واصفاً لهُ بها، وأعلم بالاضطرار أنه صلى الله عليه وسلم كان يَحضرُ مجلسهُ الشريف والعالم والجاهل والذكي والبليد والأعرابي والجافي؛ ثم لا أجد شيئاً يُعقبُ تلك النصوص التي كان يَصفُ ربهُ بها لا نصاً ولا ظاهراً مما يصرفها عن حقائقها ويؤولها كما تأولها هؤلاء مشايخي المتكلمين: مثل تأويلهم الاستواء بالاستيلاء، ونزول الأمر للنزول، وغير ذلك، ولم أجد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يُحذر الناس من الإيمان بما يظهر من كلامه في صفته لربه من الفوقية واليدين وغيرها، ولم يُنقل عنه مقالةً تدل على أن لهذه الصفات معاني أُخَر باطنة غير ما يظهر من مدلولها مثل فوقية المرتبة ويد
النعمة والقدرة وغير ذلك، وأجد الله عز وجل يقول: (الرحمن على العرش استوى) (خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) (يخافون ربهم من فوقهم) (إليه يصعد الكلم الطيب) … ثم ذكر الأدلة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على إثبات علو الله تعالى على خلقه على ما يليق بجلال الله تعالى وعظمته وأنه هو الظاهر المراد من هذه النصوص،
ثم قال: إذا علمنا ذلك واعتقدناه تخلَّصنا من شُبهة التأويل وعماوة التعطيل وحماقة التشبيه والتمثيل، وأثبتنا علو ربنا سبحانه وفوقيته واستواءه على عرشه كما يليق بجلاله وعظمته، والحقُ واضحٌ في ذلك والصدور تنشرحُ له، فإن التحريف تأباه العقول الصحيحة مثل: تحريف الاستواء بالاستيلاء
وغيره، والوقوف في ذلك جهلٌ وعيٌّ، وع كون أن الرب تعالى وصف لنا نفسهُ بهذه الصفات لنعرفهُ بها، فوقوفنا عن إثباتها ونفيها عدولٌ عن المقصودِ
منه تعالى في تعريفنا إياها، فما وصف لنا نفسه بها إلا لِنُثبت ما وصف به نفسه ولا نقف في ذلك، وكذلك التشبيه والتمثيل حماقةٌ وجهالةٌ فمن وفَّقهُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/374)
الله تعالى للإثبات بلا تحريفٍ ولا تكييفٍ ولا وقوفٍ فقد وقع على الأمر المطلوب منه إن شاء الله …
وختم رسالته بقوله: فرحم الله عبداً وصلت إليه هذه الرسالة ولم يُعاجلها بالإنكار، وافتقر إلى ربه في كشف الحق آناء الليل والنهار، وتأمل النصوص في الصفات، وفكر بعقله في نزولها وفي المعنى الذي نزلت له وما الذي أُريد بعلمها من المخلوقات، ومن فتح الله قلبه عرف أنه ليس المراد إلا معرفةُ الرب تعالى بها، والتوجه إليه منها، وإثباتها له بحقائقها وأعيانها كما يليقُ بجلاله وعظمته بلا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل
ولا جمود ولا وقوف، وفي ذلك بلاغ لمن تدبر، وكِفايةٌ لمن استبصر … «[انظر رسالته ضمن الرسائل المنيرية (1/ 174 –
وقد مرَّ معنا شيئاً من كلامه في الوقفة الرابعة.
وأما ذِكرُ الدكتور لبعض العلماء ونسبته لهم إما إلى الأشاعرة أو الماتريدية فلا يدل ذلك على أن كُل علماء الأمة كذلك، و ذكرنا أنه قد يقع من بعض العلماء زلات وأخطاء، وليس معنا هذا أن نوافقهُ في خطئه بل نُنبه عليه، ونُحذر من ذلك الخطأ وخاصةً إذا كان هذا الخطأ في أمور الاعتقاد، ومعلومٌ بالاضطرار من دين الإسلام أن خير القرون في كُلِّ فضلٍ وعلمٍ وفهمٍ أنهم القرون الثلاثة والصاحبة رضوان الله عليهم لهم النصيب الأعظم من ذلك ثم التابعون لهم بإحسان من بعدهم، ولم يقع منهم خلاف في شيءٍ من أمور الاعتقاد ولله الحمد، وأما العصور المتأخرة فليست كذلك، وقد نبَّه العُلماءُ الجهابذة على الأخطاء العقدية التي يقع فيها كثير من المنتسبين للعلم، فمثلاً الحافظ ابن حجر العسقلاني وقع في أخطاء في العقيدة في شرحه المسمى: فتح الباري شرح صحيح البخاري، ونبَّه على أخطائه العلماء والأئمة أتباع السلف أهل السنة والجماعة بدون تجريحٍ لهُ ولا ذم متبعين في ذلك قولهُ صلى الله عليه وسلم: إذا اجتهد الحاكم فأصاب فلهُ أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجرٌ واحد، مع أن أمور الاعتقاد لا اجتهاد فيها بل نؤمنُ بها، ونهتدي بهدي نبينا صلى الله عليه وسلم فيها، وممن نبَّه على أخطاءه:
أ - العلامة المحدث الشيخ عبدالله بن محمد الدويش رحمه الله تعالى الذي كان يحفظ الكتب الستة بأسانيدها، وكتابهُ مطبوع.
ب – سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى وتعليقاته مطبوعة في حاشية فتح الباري.
ج – الشيخ العلامة عبدالله بن سعدي الغامدي، وكتابه مطبوع.
الوقفة الثالثة عشر
قول الدكتور:» والإخوة الذين يذمون الأشاعرة بإطلاق مخطئون متجاوزون… «
وقول الدكتور:» فالأشاعرة فئة من أهل السنة والجماعة، ارتضتهم الأمة … «
[1] أنَّ الذم لا يكون إلا بمخالفة شيءٍ من الشرع الحنيف وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده رضي الله عنهم، وخاصةً إذا كان من
أمور الاعتقاد، فمن خالف شيئاً من ذلك فهو مذموم.
[2] أن الأشاعرة قد ذمهم علماءٌ كبار من الشافعية وغيرهم، ولذلك لما ألف الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي الشافعي
كتابه:» الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول «أنه لم يعتمد إلا على أقوال أئمة السلف وذكرَ منهم: الشافعي، ومالك والثوري، وأحمد بن حنبل، والبخاري صاحب الصحيح، وسفيان بن عُيينة، وعبدالله بن المبارك، والأوزاعي، والليث بن سعد، وإسحق بن راهوية، فذكرَ فيه أقوالهم في أصول السنة ما يُعرفُ به اعتقادهم، وذكر في تراجمهم ما فيه التنبيه على مراتبهم ومكانتهم في الإسلام، وذكر أنه اقتصر في النقلِ عنهم دون غيرهم لأمرين عظيمين:
أحدهما: لأنهم هم المقتدى بهم والمرجوعِ شرقاً وغرباً إلى مذاهبهم، ولأنهم أجمع لشرائط القدوة والإمامة من غيرهم، وأكثر لتحصيل أسبابها وأدواتها: من جودة الحفظ والبصيرة والفطنة والمعرفة بالكتاب والسنة والإجماع والسند والرجال والأحوال ولُغات العرب ومواضعها والتاريخ والناسخ والمنسوخ والمنقول والمعقول والصحيح والمدخُول، مع الصدق والصلابة وظهور الأمانة والديانة ممن سواهم …
والثاني:أن في النقل عن هؤلاء إلزاماً للحجة على كلِّ من ينتحلُ مذهب إمامٍ يُخالفهُ في العقيدة؛فإن أحدهما لا محالة يُضلِّلُ صاحبه أو يُبدعه أو يُكفره،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/375)
فانتحالُ مذهبه – مع مخالفته لهُ في العقيدة – مستنكرٌ والله شرعاً وطبعاً، فمن قال: أنا شافعي الشرع أشعري الاعتقاد! قُلنا له: هذا من الأضداد،
لا بل من الارتداد؛ إذ لم يكن الشافعي أشعري الاعتقاد، ومن قال: أنا حنبلي الفروع مُعتزلي الأصول!! قُلنا له: قد ضللتَ إذاً عن سواء السبيل فيما تزعمه إذ لم يكن أحمد معتزلي الدين والاجتهاد … «[مجموع الفتاوى (4/ 176 – 177)]
ثم قال رحمه الله تعالى:» وقد افتتن خلق من المالكية بمذاهب الأشعرية، وهذا والله سُبَّةٌ وعار، وفلتةٌ تعود بالوبال والنكال وسوء الدار، على منتحلِ
مذاهب هؤلاء الأئمة الكبار، فإن مذهبهم ما رويناه من تكفيرهم الجهمية والمعتزلة والقدرية والواقفية وتكفيرهم اللفظية … «[المصدر السابق]
[3] أن الأشعري نفسه رحمه الله تعالى لَمَّا تاب من الإعتزال وسلك طريقة أبي محمد عبدالله بن سعيد بن كُلاَّب بقي في أقواله شيءٌ من أصول الجهمية كما مَرَّ معنا في الوقفة الثانية عشر.
[4] أن المنتسبين إلى الأشعري في الاعتقاد مختلفون فيما بينهم، فمنهم من حذا حذو الأشعري وهم: المتقدمون من أتباعه وهم قليل كأمثال: ابن مجاهد
وتلميذه الباقلاني، وكأبي علي بن شاذان، وأبي محمد اللبان، ومنهم من خالفه – وهم الغالبية – وخرج عن أقواله إلى أقوال المعتزلة والجهمية أمثال: أبي المعالي الجويني، وأبي حامد الغزالي، وأبوعبدالله الرازي وغيرهم،
قال شخ الإسلام ابن تيمية:» وأئمة أصحاب الأشعري: كالقاضي أبي بكر الباقلاني وشيخه أبي عبدالله بن مجاهد، وأصحابه: كأبي علي بن شاذان،
وأبي محمد اللبان، بل وشيوخ شيوخه: كأبي العباس القلانسي وأمثاله، بل والحافظ البيهقي وأمثاله أقرب إلى السنة من كثيرٍ من أصحاب الأشعري
المتأخرين الذين خرجوا عن كثيرٍ من قوله إلى قول المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة، فإن كثيراً من متأخري أصحاب الأشعري خرجوا عن قوله إلى قول
المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة … «[شرح الأصفهانية لابن تيمية (ص 78)]
ولذلك كان شؤم المتأخرين من هؤلاء المنتسبين إلى الأشعري على بعض المسلمين عظيماً بسبب ما ينسبونه إلى السلف من الأقوال الباطلة التي لم يقُل بها
أحدٌ من السلف؛ وما ذاك إلا لقلةِ معرفتهم بآثار السلف،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن فرض أن أحداً نقل مذهب السلف كما يذكره: فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف: كأبي المعالي وأبي حامد
وابن الخطيب وأمثالهم ممن لم يكن لهم من المعرفة بالحديث ما يُعدون به من عواِّ أهل الصناعة فضلاً عن خواصِّها، ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف
البخاري ومسلماً وأحاديثهما إلا بالسماع كما يذكر ذلك العامَّة، ولا يميزون بين الحديث الصحيح والمتواتر عند أهل العلم بالحديث وبين الحديث
المُفترى المكذوب، وكتبهم أصدق شاهدٍ بذلك ففيها عجائب. [مجموع الفتاوى (4/ 71 – 72)]
وقال في موضعٍ آخر: وأيضاً فقد ينصر المتكلمون أقوال السلفِ تارةً، وأقوال المتكلمين تارةً: كما يفعله غيرُ واحد مثل: أبي المعالي الجويني،
وأبي حامد الغزالي، والرازي وغيرهم، ولازم المذهب الذي ينصرونه تارةً أنه هو المعتمد، فلا يثبتون على دينٍ واحد وتغلبُ عليهم الشكوك وهذه
عادةُ الله فيمن أعرض عن الكتاب والسنة … [مجموع الفتاوى (4/ 157)]
[5] أن العلماء الجهابذة قد بينوا فساد مذهب الأشاعرة وغيرهم من الجهمية والمعتزلة والرافضة والصوفية أقطاب وحدة الوجود أهل الإلحاد القائلينَ
بالحلول والاتحاد، وغيرهم من أهل الزيغ والعناد، فمن أقوال أئمة السلف أهل السنة والجماعة في ذمِّ الأشاعرة:
أ-[قول الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي] كما مر معنا: وقد افتتن خلقٌ من المالكية بمذاهب الأشعرية، وهذا والله سُبَّةٌ وعار، وفلتتةٌ تعودُ بالوبال والنكال وسوء الدار … [المصدر السابق (4/ 177)]
وقال أيضاً رحمه الله تعالى: ولم تزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينتسبوا إلى الأشعري، ويتبرءون مما بنى مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم من الحوم حواليه … [شرح الأصفهانية لابن تيمية ص 36]
ب -[قول شيخ الإسلام ابن تيمية]: والأشعرية: الأغلب عليهم أنهم مُرجئةٌ في باب الأسماء والأحكام، جبريةٌ في باب القدر، وأما في الصفات
فليسوا جهميةً محضة بل فيهم نوع من التجهم … [مجموع الفتاوى (6/ 55)]
وقال أيضاً: ولهذا صار من يُعظم الشافعي من الزيدية والمعتزلة ونحوهم يطعن في كثيرٍ ممن ينتسب إليه ويقولون: الشافعي لم يكن فيلسوفاً ولا مرجئياً
وهؤلاء فلاسفة مُرجئة، وغرضهم ذم الإرجاء … [المصدر السابق (7/ 120 – 121)]
ج_[الإمام العلاَّمة الحجة يحيى بن عمار السجستاني]
قال عنهم: المعتزلة الجهمية الذكور، والأشعرية الجهمية الإناث قال شيخ الإسلام: مرادهم الأشعرية الذين يُنفون الصفات الخبرية، وأما من قال منهم بكتاب الإبانة الذي صنفه الأشعري في آخر عمره ولم يُظهر مقالةً تُناقض ذلك فهذا يُعد من أهل السنة، لكن مجرد الانتساب إلى الأشعري بدعة؛ لاسيما وأنه بذلك يوهم حُسناً بكلِّ من انتسب هذه النسبة وينفتح باب شر [المصدر السابق (6/ 361)
منقول من هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10013&highlight=%C7%E1%C3%D4%C7%DA%D1%C9+%C7%E1%DE%D1%D6 %C7%E6%ED(31/376)
خيانة سعيد فودة العلمية وتحريف كلام شيخ الاسلام ابن تيمية (وثيقة)
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[07 - 08 - 05, 07:25 م]ـ
رحمك الله يا شيخ الإسلام يا ابن تيمية
لقد كنت جبلا تحطمت على سفوحك أمواج معاصريك من علماء السلطان وأقطاب الخرافة والبدع، قبل أن يبلغوا قمتك الشاهقة.
ولقد شرق بكلامك أقوام حتى يومنا هذا فرغمت أنوف.
كم رموك بالبهتان والكذب.
ولقد حمل لواء عداوتك بعض صعاليك هذا العصر تعالموا على علمك وتجرأوا على مقامك العالي فباؤا بالخيبة والخسران.
ومن هؤلاء الصعاليك من تسمى بـ (سعيد فودة) حامل لواء الخيانة العلمية فظن بعمله الخاسر أنه رد عليك وبين زيف كلامك فحرفه وبتره فخاب وخسر
تقول يا ابن تيمية: "وطوائف من النظار قالوا ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم".
فيأتي المتعالم (فودة) فيبتر قولك وينسب لك كلام غيرك وأنك أنت القائل: " وطوائف من النظار قالوا"، وينسب لك باقي الكلام.
أي خيانة علمية هذه!
أي عمى في البصر والبصيرة هذا!
أي غش للمسلمين هذا! فالفودة ليس من هذه الأمة بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من غشنا ليس منا).
ولم يكتف هذا المتعالم الخائن الغاش بذلك بل يبني على هذه الفرية التي نسبها لك بقية كلامه.
ماذا سيقول أعداءك يوم تنصب الموازين.
وثيقة ابن تيمية من كتابه (بيان تلبيس الجهمية 1/ 9).
وثيقة الفودة من كتابه (الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية ص 33).
رجاء خاص من الإخوة الذي يشاركون في منتديات فيها من يؤيد المتعالم (سعيد فودة) الرجاء نشر هذه الوثائق وخصوصا منتدى الساحة
بالمناسبة هذا التحريف هو أول ما بدأ به المتعالم (فودة) كتابه الصغير، فكيف ببقية الكتاب نسأل الله أن يوفقنا لبيان زيفه وبهتانه وفضحه
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - 08 - 05, 07:37 م]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي عبدالغفار ..
وليتكم تواصلون تفنيد كلام فودة؛ مقطعًا مقطعًا؛ حتى يستوي الرد على سوقه؛ فيخرج في كتاب يسد ثغرة ..
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[07 - 08 - 05, 09:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا .. أخينا عبد الغفار ..
و غفر الله لك ولوالديك ولجميع المؤمنين .. اللهم آمين ..
ـ[أبو معاذ الأسمري]ــــــــ[07 - 08 - 05, 10:31 م]ـ
حبذ ا لو كان هنالك سيرة وتعريف بهذا المبتدع للتحذير منه
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[07 - 08 - 05, 11:55 م]ـ
أشكر الإخوة الكرام على مرورهم الكريم ونسأل الله التوفيق
وأود أن أضيف ردا على أحد المتعالمين على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
العضو النور مشارك في موقع الساحة (الساحة الاسلامية)
شارك بأكثر من عشرين مشاركة أورد فيها كلام ابن تيمية ظنا منه وبعض الظن إثم أن ابن تيمية صوفي ذائق، وأن كثيرا مما يقوم به المتصوفة أيده ابن تيمية.
ثم قام أحد المواقع الصوفية (الفرزدقي) بتثبيت تلك المشاركات على الصفحة الرئيسية فرحا بها والله لا يحب الفرحين ظانين أنهم بذلك هزموا السلفيين واحرجوهم.
وقد فقني الباري جل وعلا لجمع مشاركاته وتفنيدها والرد عليه وكشف عواره وبيان تعالمه، وهو على ملف وورد أسأل الله عزوجل أن ينفع به:
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 08 - 05, 10:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأضم صوتي الى صوت الخراشي لا بد من رد كامل على هذا الكتاب
ـ[سائل]ــــــــ[08 - 08 - 05, 10:45 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[28 - 09 - 05, 07:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأحبة لقد كتبت على عجالة ردا على هذه الشبهة في نفس الموقع لكن وجب التنبه والحذر من الاشتغال بالتعريف بأشخاص هؤلاء فإن من محبيهم من يظهر نفسه على باب المخالف وهو يريد بذلك إشاهره كقول أحدهم لك (ألا تذكرون ترجمة لهذا المبتدع) ففي رأيي ما هذا إلا وسيلة استدراج تعريفية فيه وإهار والواجب تنزيه هذا الموقع عن سفاسف الأمور وسقظ المتاع.
وجزاكم الله خيرا
ـ[المخلافي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 07:17 م]ـ
جزى الله خيرا شيخنا عبد الغفار وغفر له ووفقه لخدمة الإسلام والمسلمين
ـ[محمد بشري]ــــــــ[29 - 09 - 05, 02:58 ص]ـ
إخوتي الكرام،كتب فودة المنحرف ينبغي أن تعرض على متمكن متخصص في علم أصول الدين،ولو عرض بعض المقربين من أحد الشيخين الفاضلين
-د سفر الحوالي
-د عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر،فكرة الرد المفصل على كتبه، لكان في ذلك نصرة لأهل السنة،وكشفا لتلبيس جهمي عنيد.
والله وحده الموفق.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[29 - 09 - 05, 11:06 م]ـ
ولكن لاتحبون ا لنا صحين
ـ[الحضرمي]ــــــــ[02 - 10 - 05, 08:30 ص]ـ
من يسأل عن كلام شيخ الإسلام فهو بين أمرين:
1 - إما أنه من أهل النظر فيرجع إلى المصادر الأصلية أكان لشيخ الإسلام أو غيره، وسيجد الحق إن شاء الله، وأول شرط هو الإخلاص في معرفة الحق.
2 - ليس من أهل النظر: عليه اتباع سلف الأمة ومن سار على طريقهم ممن يوثق بعلمه ودينه ويطلب حتى يصل إلى رقم (1).
وأما فودة وأمثاله فأقول: سئل الشيخ أبو خبزة عن سقاف الأردن فقال عنه "قتله الحسد على شيخ الإسلام والألباني ..... "، وأزيد من يسمع لفودة و هو يتكلم في مسائل الإعتقاد سيعلم من أين أتي هؤلاء القوم.
الإخوة الأعزاء نصيحتي لكل من يقرأ هذا الكلام أن ينزل نفسه منزلها الصحيح و ما هو موقعه من العلم وأضرب لذلك مثلا: هب أن طفلا ولد قبل أيام قليله أطعمته أفضل ما عرفت من اللحوم و المشاوي ما هو مصيره؟؟
الموت لا محال، وكذلك من دخل في هذا العلم الشريف فعليه بالسكينة و النظر في الجادة المطروقة عند أهل العلم و الله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/377)
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 12:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأحبة لقد كتبت على عجالة ردا على هذه الشبهة في نفس الموقع لكن وجب التنبه والحذر من الاشتغال بالتعريف بأشخاص هؤلاء فإن من محبيهم من يظهر نفسه على باب المخالف وهو يريد بذلك إشاهره كقول أحدهم لك (ألا تذكرون ترجمة لهذا المبتدع) ففي رأيي ما هذا إلا وسيلة استدراج تعريفية فيه وإهار والواجب تنزيه هذا الموقع عن سفاسف الأمور وسقظ المتاع.
وجزاكم الله خيرا
لا فض فوك يا شيخ شاكر، فقد نطقت بالحكمة والله.
الرويبضة سعيد فود وأمثاله أقل من أن يكتب له ترجمة، فمكان أهل البدع التحقير وعدم ذكرهم، ولا أقول هذا مبالغة فله عبارات سب وشتم لشيخ الإسلام تقشعر له قلوب من حكموا السنة والكتاب، عامله الله بما يستحق.
وأدعوا كل المتخصصين أن ينافحوا عن السنة خصوصا ً في هذه الأيام التي تواجه حربا ً قوية على معتقد السلف باسم " الوهابية "
أما عن المناظرات مع أهل البدع فارجوا الموازنة فيها، فلا يناقش أي مبتدع لئلا يفرح بها. وللفائدة انظروا كلام اللاكائي في مقدمة كتابه شرح اعتقاد أصول أهل السنة ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 01:09 ص]ـ
http://www.alaqida.com/vb/showthread.php?t=68
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[21 - 06 - 07, 03:57 ص]ـ
الأخ العربي، الذي فهمته أنك تعني أن المدعو (الباحث المسترشد) هو سعيد فوده، أليس كذلك؟؟
لأنني لم أطلع غلى جميع الروابط هناك ....
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 04:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد سجلت بإسم (محمد مصطفى محمود مصطفى) , وتم حظرى ولا أعلم أى شروط المنتدى خالفت , فأرجو عدم حظرى مرة أخرى بدون تحذير وتعريف بالخطأ الذى ارتكبته وجزاكم الله خيراً
بخصوص خيانة سعيد فودة , أرجو الإطلاع على هذا الملف (باور بوينت):
جزاكم الله خيراً , وهدانا وإياكم للحق وثبتنا عليه , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
قد قرأته من قبل ان تضعه هنا , و لم يستطع فودة غسل العار الذي لحقه , فثرثر كعادته بكلام إنشائي لا يسمن و لا يغني من جوع , فالمسألة في خيانته للنص فهو قد قال: قال في التأسيس
و ابن تيمية لم يقل ذلك
فأين الأمانة في النقل؟ ليست المسألة في مصطلح الجسم او غير ذلك كما يحاول فودة إبعاد النظر عن خيانته , بل المسألة خيانة علمية أكيدة لن يستطيع فودة و لا غيره التخلص منها إلا بالإعتذار و الإعتراف بالخطأ , لا المكابرة كعادته
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 05:09 م]ـ
يا أخي - بارك الله فيك - أنا قلتُ ما رأيته و لم أبتدع شيئا من عندي و ليست المسألة ماتش كورة أو غير ذلك
المسألة: مسألة نقد علمي تتسم بالإنصاف و الصدق و الامانة و هذا ما يفتقده سعيد فودة للأسف
فكل ملفه السابق ليس فيه سوى تأكيد لخيانته و تكبره و عدم إعترافه بغلطه
و الإعتراف بالحق فضيلة و لن ينقص ذلك من قدره
سعيد فودة يقول ان ابن تيمية قال في التأسيس كذا و كذا ثم بنى عليه قصورا و علالي!
رجعنا الى التأسيس فلم نجد ابن تيمية قال ذلك بل نقله عن النظار
فماذا نسمّي هذا؟
هل تجيز لي ان اقول: قال سعيد فودة في كتابه كذا و كذا .. وهو لم يقله بل نقله عن الفلاسفة - مثلا -؟؟؟
هل تجيز هذا لي؟؟؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 06:21 م]ـ
أخي أبو طلحة
لعل الأخوة في الإشراف رأوا ان يجعلوا الرد في نفس هذا الموضوع لئلا يتشتت الحوار و النقاش
و لعلك تعذرهم , فهم أدرى بمصلحة الملتقى منا
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 07:10 م]ـ
إلى الأخ المقدادي
اسمح لي أن أقول لك بأنه يلزمك على طريقتك تلك أن يكون شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هو أيضا خائنا ـ حاشاه من ذلك، لأنه نسب إلى الإمام أحمد رضي الله عنه عبارة لم يقلها، فهو بعد أن قال: وطوائف من النظار قالوا: ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم ـ إذا فسر الجسم بالمعنى الاصطلاحي لا اللغوي ـ كما هو مستقر في فطر العامة، وهذا قول كثير من الفلاسفة أو أكثرهم، وكذلك أيضا الأئمة الكبار كالإمام أحمد في رده على الجهمية، وعبد العزيز المكي في رده على الجهمية، .... فجعل الإمام أحمد بن حنبل وعبد العزيز المكي قائلين بتلك العبارة، مع أن الواقع خلاف ذلك.
لا أدري هل علّمكم سعيد فودة بتر النصوص و تحريف الأقوال أم ماذا؟؟؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه:
" وطوائف من النظار قالوا ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم إذا فسر الجسم بالمعنى الاصطلاحي لا اللغوي كما هو مستقر في فطر العامة وهذا قول كثير من الفلاسفة أو أكثرهم وكذلك أيضا الأئمة الكبار كالإمام أحمد في رده على الجهمية وعبدالعزيز المكي في رده على الجهمية وعبد العزيز المكي في رده على الجهمية وغيرهما بينوا أن ما ادعاه النفاة من إثبات قسم ثالث ليس بمباين ولا محايث معلوم الفساد بصريح العقل وأن هذه من القضايا البينة التي يعلمها العقلاء بعقولهم)
و راجع الرد على الجهمية للإمام احمد و الحيدة للإمام الكناني و ستقف على بيانهم هذا
و دعوا بتر النصوص و الكذب و الإفتراء على الأئمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/378)
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 07:21 م]ـ
طبعاً هذه خيانة علمية أيضا و تحريف و بتر لكلام شيخ الإسلام و لكنها أتت هذه المرة من أبي طلحة الرباطي!!!
و هو قد أخذها عن سعيد فودة دون ان يتثبت و يفهم كلام شيخ الإسلام!!!
ـ[ماجد الشيحاوي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 07:23 م]ـ
بالنسبة لي انا اعتب على الاخوة المشرفين بقيامهم بحذف بعض مواضيعي وردودي على بعض المواضيع حتى قمت بترك المشاركة بابداء الاراء او بانشاء موضوع خاص والمفروض ان يكون المنتدى للحوار الحر وعلى الدليل وليس مناقشة وجدل ومطش وغيره ويحذف الخبر عن المشارك الذي نراه مخالفا لنا ونترك مشاركة من يكون منا وفينا بل يجب على الآراء جميعا وننظر الى الادلة والاصح فلسنا انبياء بل نحن بشر نصيب ونخطأ
والسلام
ـ[المقدادي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 07:30 م]ـ
الأخ الرباطي:
لا تحرف الموضوع عن مساره
أصل الموضوع عن خيانة سعيد فودة
و أتيتَ انت منافحا و لو بالباطن و رميتَ شيخ الإسلام بفرية نسبته لتلك المقولة للإمام احمد و الكناني - و قد غرّكَ كلام سعيد فودة فتبعته -
فإما أنك لا تفهم ما تنقله
و إما انك متعمد لذلك
و الله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 08:23 م]ـ
أخي أبا طلحة الرباطي
اقرأ (بيان تلبيس الجهمية) كاملا، و (درء تعارض العقل والنقل) كاملا
ثم بعد ذلك إذا استطعت أن تنسب لابن تيمية أنه يقول بالتجسيم فسأعطيك جائزة
لأن مخالفي ابن تيمية يحكمون على كلامه بمجرد قراءة عابرة، فينسبون له ما لم يقله؛ لأن طريقة شيخ الإسلام التطويل في الرد، والاستطراد الكبير، ولذلك يقول كثيرا (والمقصود كذا وكذا) حتى لا يتشتت القارئ معه.
فإذا قرأت كلامه مثلا في الرد على النصارى فقد تتهمه بأنه جهمي!
وإذا قرأت كلامه في الرد على الرافضة فقد تتهمه بالإزراء على الصحابة!
وإذا قرأت كلامه في الرد على الفلاسفة فقد تعتقد أنه أشعري!
وإذا قرأت كلامه في الرد على الأشاعرة فقد تعتقد أنه مشبه!
وإذا قرأت كلامه في إنكار المجاز فقد تعتقد أنه خالف الأولين والآخرين!
فالمشكلة فيمن يتكلم عن ابن تيمية أنه قرأ شيئا وترك شيئا، فأخطأ في وضع الكلام مواضعه، كمن يقرأ قوله تعالى: {إنا نصارى} فقط، أو قوله تعالى: {ويل للمصلين} ويسكت!
ـ[عصام البشير]ــــــــ[11 - 07 - 07, 08:27 م]ـ
حياكم الله.
الموضوع هنا خاص بقضية الأمانة العلمية في كلام سعيد فودة - لا أقل ولا أكثر.
أما النقاش حول ما يَتهم به بعض الأصاغر شيخ الإسلام من تجسيم أو غيره، فموضوع آخر قد كثر النقاش حوله، وبيان الحق فيه بما لا يدع مجالا للشك إلا عند من طمس الله بصيرته.
ومع ذلك فمثل هذه الموضوعات حقها أن تناقش في منتدى المناظرات العقدية التابع لملتقى أهل الحديث.
والله أعلم.
********
تنبيه:
كتبت هذا قبل الاطلاع على مشاركة شيخنا العوضي أثابه الله.
ـ[تامر دياب]ــــــــ[12 - 07 - 07, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم
والله موضوع رائع جدا وجزاك الله خيرا عليه
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 02:24 ص]ـ
إفتراء سعيد فودة - أخزاه الله - على شيخ الإسلام:
من المعلوم ان سعيد فودة من أجهل من رد على شيخ الإسلام , و هو يذكرني بالبكري - غفر الله له - لما أراد ان يرد على شيخ الإسلام في موضوع الإستغاثة فأتى بالمضحكات حتى عاتبه أصحابه على ردوده الهزيلة!!!
و سعيد فودة من هذا النوع له الكثير من المضحكات في ردوده و قد تم ذكر أشياء منها في الملتقى قبل فترة
و من مفترياته: خيانته العلمية في نقل كلام شيخ الإسلام كما هو في صدر هذا الموضوع
فلما كشفه الله و فضحه أمام قومه قبل أهل السنة , لم يجرؤ على التراجع و الإعتراف بالخطأ - و فودة فيه نوع من الكبر و الغرور يمنعانه من الرجوع الى الحق - فهداه تفكيره الى كتابه موضوع إنشائي ليغطّي فضيحته السابقة أمام أتباعه فأتى بأشنع منها حين ادّعى ان شيخ الإسلام ينسب عبارة النظار الى الإمام أحمد و الإمام الكناني!!!
و قد مرت هذه الكذبة على أتباعه كما رأينا في الردود السابقة
فسعيد فودة يدّعي ان شيخ الإسلام ينسب هذه العبارة: ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم " الى الإمام أحمد و الإمام الكناني
و بالرجوع الى كلامه نجده ينسبها الى النظار
أما ما نسبه الى الإمام أحمد و الكناني و غيرهما فهو قوله انهم بيّنوا أن ما ادعاه النفاة من إثبات قسم ثالث ليس بمباين ولا محايث معلوم الفساد بصريح العقل وأن هذه من القضايا البينة التي يعلمها العقلاء بعقولهم
فسبحان الله! فهذه فضيحة أخرى تُضاف الى فضائح هذا المتعجرف
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 03:30 ص]ـ
ليس بعجيب ممن يجعل (ابن خزيمة) كافرا، و (الدارمي) مجسما أن يقول هذا الكلام!!
ـ[محمد براء]ــــــــ[02 - 08 - 08, 02:46 م]ـ
رحم الله ابن القيم حين قال:
لَبَّستُمُ معنى النُّصُوصِ وقولَنَا= فغدَا لَكُمْ للحقِّ تلبيسَانِ
منْ حَرَّفَ النَّصَّ الصَّرِيحَ فكيفَ لا ... يأتِي بتحريفٍ على إنسانِ؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/379)
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[28 - 08 - 08, 11:09 م]ـ
جزاك الله خيراً، وأنا أيضاً أرى أن يكون هناك رد علمي من متخصص في العقيدة، وبارك الله في جهود بعض الإخوة ممن كان لهم أياد بيضاء في مناظرة الأشاعرة في منتدى الأصلين.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[29 - 08 - 08, 01:28 ص]ـ
الإمام ابن تيمية لم ينفى لفظ "الجسم" الذي هو في اصطلاح المتكلمين
فإن المتكلمين والجهمية عندهم أن كل موصوف جسماً، وكل من يشار إليه جسما .. !!
هذا هو الذي يتوقف فيه ابن تيمية، أما "الجسم " بالمعنى اللغوي المعروف، فهذا ينفيه ابن تيمية وينزه الله منه.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (ومنهم من يستفصل عن مسمى الجسم فإن فسر بما يجب تنزيه الرب عنه نفاه وبين أن علوه على العرش لا يستلزم ذلك وإن فسر بما يتصف الرب به لم ينف ذلك المعنى فالجسم في اللغة هو البدن والله منزه عن ذلك) [مجموع الفتاوى 5/ 419].
فالحاصل أن ابن تيمية إنما كان لا ينفى الجسم الذي يقصده المتكلمون وهو أن كل موصوف فهو جسم فتجد هؤلاء يلبسون على العامة بقولهم: فلان مجسم، يريدون أن فلانا يصف الباري عز وجل،
وذلك أن الباري عز وجل عندهم ليس إلا حقيقة ذهنية، فالله عندهم هو الطبيعة، وهو كل شئ لا يخلو منه شئ ولا وجود حقيقي له،قاتلهم الله أنى يؤفكون
... !!
فهم في الحقيقة ينفون وجود الباري وجودا حقيقيا ولكن يستحيون أن يقولوا ذلك، إنما يثبتونه وجوده وجودا معنويا ذهنيا! -
ولذلك فأتباع الأئمة وغيرهم من أهل السُنة عند هؤلاء مجسمة!
وهذه بعض النقولات في تبرئة ابن تيمية من التجسيم:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (فمن قال هو جسم لا كالأجسام كان مشبها بخلاف من قال حي لا كالأحياء) [درء التعارض 10/ 312].
قلت: العبارة لا تحتاج لتعليق .. !! فهي تصرخ في تبرئة ابن تيمية!!
يقول ابن تيمية وهو يناظر مشبها: (فقال أحد كبراء المخالفين فحينئذ يجوز أن يقال هو جسم لا كالأجسام.
فقلت له أنا وبعض الفضلاء الحاضرين إنما قيل إنه يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وليس في الكتاب والسنة أن الله جسم حتى يلزم هذا السؤال) [العقود الدرية ص 233).
يقول ابن تيمية وهو ينزه الله عن الجسم (بالمعنى المعروف): (ومنهم من يستفصل عن مسمى الجسم فإن فسر بما يجب تنزيه الرب عنه نفاه وبين أن علوه على العرش لا يستلزم ذلك وإن فسر بما يتصف الرب به لم ينف ذلك المعنى فالجسم في اللغة هو البدن والله منزه عن ذلك) [مجموع الفتاوى 5/ 419].
والحمد لله من قبل
ومن بعد
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[15 - 09 - 08, 04:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولله درّ من قال:
إن سوء الفهم أصل كل بدعة وضلالة
فهم أساءوا فهم كلام شيخ الإسلام فضلوا وضلالهم بسبب سوء القصد المرتبط بسوء الفهم والذي ينتج عنه الجهل المركب
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 05:41 ص]ـ
رحم الله ابن تيمية
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[18 - 09 - 08, 08:54 ص]ـ
رفع الله قدر كل من نصر التوحيد وعقيدة السلف ..
فجزاكم الله خيرا وبارك فيكم ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 - 11 - 08, 02:34 ص]ـ
رحم الله ابن القيم حين قال:
لَبَّستُمُ معنى النُّصُوصِ وقولَنَا= فغدَا لَكُمْ للحقِّ تلبيسَانِ
منْ حَرَّفَ النَّصَّ الصَّرِيحَ فكيفَ لا ... يأتِي بتحريفٍ على إنسانِ؟!
وهذا تحريف آخر لكلام الإمام الترمذي رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=925001&postcount=33
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[27 - 11 - 08, 04:21 ص]ـ
سبحان الله!
كنت في درس يوم الأحد الماضي عن المنطق إذ كان الشيخ يقتبس من كتاب الغزالي مقاصد الفلاسفة ويبين مصطلحات المنطقيين ويخلل درسه بالرد عليهم ويكثر من القول بأن ما طال الزمان على كتاب الغزالي تهافت الفلاسفة إلا ورد عليه إبن رشد أما إبن تيمية فلم يرد عليه أحد إلى اليوم رغم تأليفه كتاب الرد على المنطقيين بين صلاتين - ثم أضاف اليه فيما بعد
فسأله أحد التلاميذ - وفي نفسي شئ من نبرة سؤاله - إذا كان قد قرأ رد سعيد فودة على إبن تيمية فأجاب الشيخ بالنفي وقال إنا لا نمانع أن يرد أحد على إبن تيمية ما دام الرد علمي وسأل الطالب عن عنوان الكتاب حتى يطلع عليه فوعدنا أن يأتي به السبت القادم - أي بعد يومين من اليوم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/380)
والأن تعجبت عندما بحثت في المشاركات الجديدة على الملتقى ووجدت هذا الموضوع!
رحم الله شيخ الإسلام وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به
ـ[محمد بن عبدالله العبدالله]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:55 ص]ـ
لدي استفسار لغوي:
بين الأخ المقدادي المقصود من عبارة شيخ الإسلام بعد أن نقلها هكذا:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه: (وطوائف من النظار قالوا: ما ثَمَّ موجود إلا جسم أو قائم بجسم إذا فسر الجسم بالمعنى الاصطلاحي لا اللغوي كما هو مستقر في فِطَر العامة.
وهذا قول كثير من الفلاسفة أو أكثرهم.
وكذلك أيضا الأئمة الكبار كالإمام أحمد في رده على الجهمية وعبدالعزيز المكي في رده على الجهمية وعبد العزيز المكي في رده على الجهمية وغيرهما بينوا أن ما ادعاه النفاة من إثبات قسم ثالث ليس بمباين ولا محايث معلوم الفساد بصريح العقل وأن هذه من القضايا البينة التي يعلمها العقلاء بعقولهم).
واستفساري:
قوله: (وهذا قولُ كثيرٍ من ... ) على ماذا يعود اسم الإشارة (وهذا)، هل هو على قول طوائف من النظار، أم شيء آخر قبل هذا الكلام؟؟؟؟!!!!!.
وقوله: (وكذلك أيضا الأئمة) العطف على ماذا؟؟!!، ولا يمكن أن تكون الجملة مستأنفة لسببين: قوله: (كذلك)، وقوله: (أيضا)!، فالمفهوم منهما موافقة الكلام المار، لا الاستئناف، والظاهر أنه موافقة لاسم الإشارة (هذا).
وقد ظلل المقدادي (بينوا)، وجعله لونا مختلفا، فهل مراده أن هذه الجملة خبر، مبتدؤه (وكذلك أيضا)
هذا لا يجوز لغة.
أم أن مبتدأه: (الأئمة الكبار .... بينوا)، وعلى هذا ففي العبارة خلل، إذ حينها لا محل لـ (وكذلك أيضا) من الإعراب.
أرجو من يدلنا لغويا على فهم هذه العبارة
كما أرجو ممن لديه صورة من نص الكتاب وضْعَه للتأمل، مع صورٍ من مخطوط الكتاب إن وجدت، فلعلها تدلنا على صحة العبارة، واستقامِ المعنى.
ملاحظة: في العبارة تكرار، وهو قوله: (وعبدالعزيز المكي في رده على الجهمية وعبد العزيز المكي في رده على الجهمية).
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 05:50 م]ـ
على رسلك أيها الأخ اللغوي!! محمد بن عبدالله العبدالله ..
ماذا تريد بهذا الاعتراض الذي هلل له كارا محمد في مشاركته الأخيرة حتى قال لك (بارك الله فيك)!!
فقول شيخ الإسلام (وكذلك أيضاً الأئمة الكبار .. الخ)
يراد به تقرير قول من قال: انحصار الموجودات في المباين والمحايث وأن قول من أثبت موجودا غير مباين ولا محايث معلوم الفساد بالضرورة مثل ما بين أولئك انحصار الممكنات في الأجسام وأعراضها وأبلغ .. الخ من تلبيس الجهمية (1/ 9).
وإن سألت من قال بهذا ستجد نقل شيخ الإسلام هذا القول عن أبي محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب إمام الصفاتية كأبي العباس القلانسي وأبي الحسن الأشعري وأبي عبدالله بن مجاهد وغيرهم ..
فقول شيخ الإسلام (وكذلك أيضاً الأئمة الكبار .. الخ)
أي أن قول ابن كلاب والقلانسي والأشعري وابن مجاهد .. منقول مثله قديما عن الإمام أحمد وعبد العزيز الكناني المكي صاحب الحيدة ..
وإليك نص كلام شيخ الإسلام من الصفحة كلها حتى يتبين لك مرد الكلام إلى أصله كي تفهم الضمائر وأسماء الإشارة من كلام شيخ الإسلام نفسه ..
فقد قلت أنت:
واستفساري:
قوله: (وهذا قولُ كثيرٍ من ... ) على ماذا يعود اسم الإشارة (وهذا)، هل هو على قول طوائف من النظار، أم شيء آخر قبل هذا الكلام؟؟؟؟!!!!!.
وقوله: (وكذلك أيضا الأئمة) العطف على ماذا؟؟!!، ولا يمكن أن تكون الجملة مستأنفة لسببين: قوله: (كذلك)، وقوله: (أيضا)!، فالمفهوم منهما موافقة الكلام المار، لا الاستئناف، والظاهر أنه موافقة لاسم الإشارة (هذا ..
فهاك كلام شيخ الإسلام بنصه بين عينيك:
قال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية (1/ 9):
وهؤلاء وغيرهم لا يسلمون للفلاسفة إمكان وجود ممكن لا هو جسم ولا قائم بجسم بل قد صرح أئمتهم بأن بطلان القسم الثالث معلوم بالضرورة بل قد بين أبو محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب إمام الصفاتية كأبي العباس القلانسي وأبي الحسن الأشعري وأبي عبدالله بن مجاهد وغيرهم من انحصار الموجودات في المباين والمحايث وأن قول من أثبت موجودا غير مباين ولا محايث معلوم الفساد بالضرورة مثل ما بين أولئك انحصار الممكنات في الأجسام وأعراضها وأبلغ
وطوائف من النظار قالوا ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم إذا فسر الجسم بالمعنى الاصطلاحي لا اللغوي كما هو مستقر في فطر العامة وهذا قول كثير من الفلاسفة أو أكثرهم وكذلك أيضا الأئمة الكبار كالإمام أحمد في رده على الجهمية وعبدالعزيز المكي في رده على الجهمية وعبد العزيز المكي في رده على الجهمية وغيرهما بينوا أن ما ادعاه النفاة من إثبات قسم ثالث ليس بمباين ولا محايث معلوم الفساد بصريح العقل وأن هذه من القضايا البينة التي يعلمها العقلاء بعقولهم
وإثبات لفظ الجسم ونفيه بدعة لم يتكلم به أحد من السلف والأئمة كما لم يثبتوا لفظ التحيز ولا نفوه ولا لفظ الجهة ولا نفوه ولكن أثبتوا الصفات التي جاء بها الكتاب والسنة ونفوا مماثلة المخلوقات
ومن نظر في كلام الناس في هذا الباب وجد عامة المشهورين بالعقل والعلم يصرحون بأن إثبات وجود موجود لا محايث للآخر ولا مباين ونحو ذلك معلوم بصريح العقل وضرورته. الخ
فقوله: وكذلك أيضا الأئمة الكبار .. أي مثل الأئمة الصغار من المتأخرين كابن كلاب والأشعري وأضرابهما ..
فهؤلاء جميعا – مع غالب النظار – على انتفاء القسم الثالث ..
وكنت أرجوا أن ترجع الى كلام شيخ الإسلام قبل أن تنقضه بعلة لغوية مزعومة ..
والحمد لله أولا وآخرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/381)
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 02:18 ص]ـ
هل كَذَبَ شيخ الإسلام ابن تيمية على الإمام أحمد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد:
الأخوة الكرام .. سدد الله خطاكم ..
إكمالا لما أثير في هذا المنتدى الطيب على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35634 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35634)
– وفي غيره – قديما، على تحريف المدعو سعيد فودة على شيخ الاسلام في النص الذي نسبه إليه كاذبا، مع أن شيخ الإسلام نسبه لطوائف من النظار ..
وهذا لفظ شيخ الإسلام في كتابه العلقم على حلوق الجهمية والمعتزلة وأفراخهم [بيان تلبيس الجهمية (1/ 9)] قال:
وطوائف من النظار قالوا ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم، إذا فسر الجسم بالمعنى الاصطلاحي لا اللغوي كما هو مستقر في فطر العامة، وهذا قول كثير من الفلاسفة أو أكثرهم، وكذلك أيضا الأئمة الكبار كالإمام أحمد في رده على الجهمية وعبدالعزيز المكي في رده على الجهمية وغيرهما بينوا أن ما ادعاه النفاة من إثبات قسم ثالث ليس بمباين ولا محايث معلوم الفساد بصريح العقل وأن هذه من القضايا البينة التي يعلمها العقلاء بعقولهم.
وإثبات لفظ الجسم ونفيه بدعة لم يتكلم به أحد من السلف والأئمة كما لم يثبتوا لفظ التحيز ولا نفوه ولا لفظ الجهة ولا نفوه ولكن أثبتوا الصفات التي جاء بها الكتاب والسنة ونفوا مماثلة المخلوقات. اهـ
وأعتذر على فتح الموضوع من جديد بعد هذه المدة ..
فقط أحببت أن أضيف إضافة لربما غفل عنها كثير من الأخوة .. أو لربما قالها البعض ولم أقرأها ..
فعندما كذب حزين!! فوده شيخ الإسلام صراحة ونسب قوله [ما ثم موجود إلا جسم أو قائم بجسم] إلى شيخ الإسلام وحذف من مقدمة جملته قوله [وطوائف من النظار قالوا]
فأفلس فوده وأتباعه وانكشف كذبهم الصريح على شيخ الاسلام في النص الموجود أعلاه وحاولوا رده بشبهتين:
شبهتهم الأولى: أن هذا مقتضى أو عين كلامه في أماكن أخرى من كتابه هذا وكتبه الأخرى وقالوا إن لم يكن هذا نص كلامه فقد ارتضاه وجعله مذهب إمامه أحمد ..
وشبهتهم الثانية: أنه كَذَبَ!! على الإمام أحمد في نسبته القول بأن الله جسم!!
وشبهة ثالثة تافهة: وهي قولهم [كثيرا ما يقول ابن تيمية قالوا وقيل وبعضهم ووو ولا ينسب هذا لنفسه، واحتجوا بنقل للسبكي يؤيد هذا وأنه تهرب منه أو تجاهل .. أو ما هو من هذا القبيل ..
وأحب أن اقطع هذه الشبهة الثالثة والتافهة بكلمة واحدة كي ننتهي منها وهي:
من كان على اطلاع بمذاهب الناس وأقوالهم مثل شيخ الإسلام الموسوعي فليقل مثل ما قال في دقته في نقل المذاهب عن أصحابها وتغايرها عن أتباعهم كل بنص ومعنى كلامه ممن يجهله أصحاب المذهب الواحد ..
أقول: من كان مثله في علمه فليفعل كفعله ... وإلا فالزموا أماكنكم، فليس لجحر الجرذ أن يحوي خف الجمل ..
أما الجواب عن الشبهة الأولى من كلام شيخ الاسلام نفسه فكثير جدا وفيما نقله بعض الأخوة هناك كفاية لمن رام طريق الهداية ..
ومجمل كلامه في مجموع كتبه وهي كالنصوص المحكمة:
أن لفظ الجسم عند المتأخرين يراد به حقا وباطلا، فما كان منه موافقا للقرآن والسنة فهو الحق، وما خالفهما فهو الباطل ..
فإن كان يراد باثبات الجسم أنه المحدود والمفتقر لغيره .. أو .. أو .. فهذا باطل يرده الشرع.
وإن كان يراد بنفي الجسم أي أنه بلا صفات إلا الصفات السبعة كما هو مذهب الطائفة السبعية (أي الأشعرية) فنفي الجسم ها هنا ذريعة لنفي الصفات الواردة في الكتاب والسنة فيكون النفي باطلا .. وهذا من حيث المعنى ..
أما إطلاق اللفظ فالتوقف فيه بنفي أو إثبات هو مذهب شيخ الإسلام وهو الصحيح المعتمد عند أهل السنة الحقيقيين وليس المزيفين أصحاب الكلام ..
هذا مجمل لما نفهمه من كلام شيخ الاسلام من جميع كتبه ..
ومما قاله تصريحا محكما في هذا: قوله في درء تعارض العقل والنقل (5/ 337):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/382)
والسلف والأئمة وأهل الحديث والسنة المحضة من جميع الطوائف لا يصفون الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله، والألفاظ المجملة المبتدعة لا يثبتونها ولا ينفونها إلا بتبيان معانيها، فما كان من معانيها موافقا للكتاب والسنة أثبتوه وما كان مخالفا لذلك نفوه، فلا يطلقون: هو جسم ولا جوهر ولا يقولون: ليس بجسم ولا جوهر، كما لا يطلقون إثبات لفظ الحيز ولا ينفونه. اهـ
ويكفينا أن ترفع عنه شبهة التجسيم بهذا وكفاية ..
إلا أنني أنقل رأي رجلين ممن يعلم الاشاعرة مكانهما جيدا عندهما ..
الأول وهو متأخر حي يرزق: وهو الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي [ومع خلافه العريض مع السلفية والسلفيين] إلا أنه قد برأ شيخ الاسلام ابن تيمية من التجسيم صراحة وفي هذا رد على مناوئه فوده وفضح كذبه .. وهذا الكلام في موقعه على هذا الرابط:
http://www.bouti.com/qsearch.php (http://www.bouti.com/qsearch.php)
ثم يبحث في موقعه عن هذه الجملة: هل تراجع فضيلة الدكتور عما قرره في كتاب (كبرى اليقينيات الكونية)
فسيجد بعد البحث الفتوى وإجابته عليها ..
والثاني هو شيخ الاسلام ابن حجر العسقلاني [الذين تقولون أنه أشعري ومن أئمة الأشعرية] فقد برأ شيخ الاسلام ابن تيمية من شبهة التجسيم بل قال أن كتبه طافحة بعكس هذا، وذلك في تقريظه لكتاب: [الرد الوافر على من زعم ان من أطلق على ابن تيمية شيخ الاسلام فهو كافر] وهو من تأليف الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي ..
فقال الحافظ ابن حجر ضمن كلامه في تقريظه:
والمسائل التي أنكرت عليه [أي شيخ الإسلام ابن تيمية] ما كان يقولها بالتشهي. وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبري منه، ومع هذا فهو بشر يخطيء ويصيب، فالذي اصاب فيه -وهو الاكثر- يستفاد منه، ويترحم عليه بسببه، والذي اخطأ فيه لا يقلد فيه. اهـ
فهذه شهادة من حافظ [ابن ناصر الدين] عن حافظ [ابن حجر]
أما السب والتشويه والكذب فهي من حاقد [فوده] عن حاقد [الكوثري]
وصدق الله العظيم (أتواصوا به) ....
وسأنقل تقريظه كله في آخر المقال باذن الله، هدية للأحباب ليعلموا قدر ابن تيمية عند العلماء الحقيقيين لا المتطفلين على العلم والسنة ..
أما الشبهة الثانية: وهي ادعاء فوده وأتباعه كذب شيخ الاسلام ابن تيمية على الامام أحمد!!
فلابد أولا من القول بأنه نسب إليه وإلى عبد العزيز المكي الكناني القول بأن الموجود - خالقا كان أو مخلوقا - لابد وأن يكون إما مباين أو مماس .. ولا يوجد ثالث لهما ..
ولم ينسب لهما شيخ الاسلام أنهما قالا أن الله جسم .. فليفهم هذا المتشغبة من أهل الكذب والجور .. ونص كلام شيخ الاسلام مذكور برمته في بيان تلبيس الجهمية وليقرأ الباحث عن الحق الصفحة كلها ..
وهذا تفسير من مشاركتي في تبيين الضمائر وأسماء الإشارة المذكورة في كلام شيخ الإسلام على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1318620#post1318620 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1318620#post1318620)
أما نص كلام الامام أحمد الذي افتراه عليه كما زعموا: فهو في كتابه الرد على الزنادقة والجهمية ,, فلترمد عيونهم به،، قال (ص73):
فلما ظهرت الحجة على الجهمي بما ادعى على الله أنه مع خلقه قال هو في كل شيء غير مماس لشيء ولا مباين منه فقلنا إذا كان غير مباين أليس هو مماس قال لا قلنا فكيف يكون في كل شيء غير مماس لشيء ولا مباين؟ فلم يحسن الجواب فقال بلا كيف فيخدع جهال الناس بهذه الكلمة وموه عليهم .. الخ
من كتاب الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد طبع ضمن مجموعة عقائد السلف.
وإن قال متشكك أن الكتاب ليس له ومنسوب إليه .. قلنا دعك من اثبات ابن تيمية وتلاميذه بل والحنابلة كلهم إلا من سها أو لم يبلغه الكتاب وخذ بشهادة الإمام ابن حجر العسقلاني في أن الكتاب من تأليف الإمام أحمد ..
فقال في فتح الباري (16/ 254) كتاب التوحيد باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله أندادا عند مذهب العلماء في القرآن:
... والخامس أنه كلام الله غير مخلوق وأنه لم يزل يتكلم إذا شاء، نص على ذلك أحمد في كتاب الرد على الجهمية وافترق أصحابه فرقتين .. الى آخره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/383)
وان احتج محتج بكلام الامام الذهبي في السير بأن الكتاب موضوع عليه! فليقر بأنه قال في نفس الجملة (ولعله قاله) .. أو ليقر باستدراك الحافظ ابن حجر عليه ونسبته الكتاب للامام أحمد .. وإلا فالتحقيق عن هذه المسألة يطول وليس هذا محلها ..
فكم لكم من كلام باهت عن كتب لكبار أئمتكم يثبت كذبكم ورجوع أئمتكم فتقولون موضوع عليه مثل ابانة الأشعري وتمهيد الباقلاني وغيرهما كثير ..
فلا عجب أن تقولوا الرد على الزنادقة والجهمية ليس لأحمد لأنه يرد على الجهمية رأسا وعليكم تبعا إذ مشرب التأويل واحد ومنهج التلقي العقلي ونبذ النصوص واحد أيضا ..
وهذا كلام آخر لشيخ الاسلام يقرر بصراحة نسبة هذا النص المذكور أعلاه للامام أحمد .. فقال في مجموع الفتاوى (5/ 313 - 314):
وقال أيضا [الامام أحمد] في أثناء كلامه: فلما ظهرت الحجة على الجهمي بما ادعى على الله أنه مع خلقه في كل شيء من غير أن يكون مماسا للشيء ولا مباينا له فقلنا إذا كان غير مباين أليس هو مماسا؟ قال: لا. قلنا: فكيف يكون في شيء غير مماس له ولا مباين؟ فلم يحسن الجواب. فقال: بلا كيف. فخدع الجهال بهذه الكلمة وموه عليهم. وكذلك قال عبد العزيز المكي صاحب الشافعي صاحب " الحيدة " المشهورة في كتاب الرد على الزنادقة والجهمية قال: باب قول الجهمية في قول الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}. زعمت الجهمية أن قول الله: {الرحمن على العرش استوى} إنما المعنى استولى كقول العرب استوى فلان على مصر استوى على الشام يريد استولى عليها. اهـ
أما عن نقله لكلام الإمام عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز الكناني الملقب بالغول صاحب الحيدة، فقد نسبه إليه من كتاب له باسم الرد على الزنادقة والجهمية كتسمية كتاب الإمام أحمد، ولا ندري أين هذا الكتاب، ولكن كما ثبت نقله بيقين عن الإمام أحمد فلا يكون نقله عن الكناني إلا حقا كما هو المعهود عن شيخ الإسلام ..
وقد اتهمه بعض الحاقدين قديما بأنه وتلميذه ابن القيم افتريا على الإمام أبي بكر الباقلاني فنقلا من كتابه التمهيد [تمهيد الأوائل] نصا لم يجداه فيما طبعه الأستاذان المحققان، وقد اتبعا في هذا تحقيق الكوثري الجهمي الذي اتهم شيخ الاسلام وتلميذه بالكذب على الباقلاني .. ويشاء الله أن تطبع نسخة كاملة تبين صدق الإمامين وكذب المحققان وإمامهما الكوثري الحاقد .. والقصة معلومة ..
وأذكر صورة من صور أهل البدع عند نهايتهم وهي صورة أحمد بن أبي دُوَاد لتكون ذكرى لمن ابتدع بعدهم بدع التحيز والجهة فنفوا العلو والاستواء الحقيقي وقالوا بالاستيلاء ونفوا الكلام الحقيقي وأثبتوا الكلام النفسي والقرآن على قولهم مخلوق تماما كما قالت المعتزلة من قبل حذو القذة بالقذة ولكن يتحاشون من التصريح كما يقول صاحب الجوهرة أن لا يصرح بذلك الا في مقام التعليم ..
ذكر الامام الذهبي في سير أعلام النبلاء (12/ 402) عن الخلال بسنده الى إسحاق بن إبراهيم بن هانئ، قال: حضرت العيد مع أحمد بن حنبل، فإذا بقاص يقول: على ابن أبي دُوَاد اللعنة، وحشا الله قبره نارا. فقال أبو عبد الله: ما أنفعهم للعامة.
وقد كان ابن أبي دُوَاد ... قد شاخ ورمي بالفالج، وعاده عبد العزيز الكناني، وقال: لم آتك عائدا، بل لأحمد الله على أن سجنك في جلدك.
قال المغيرة بن محمد المهلبي: مات هو وولده محمد منكوبين، الولد أولا، ثم مات الاب في المحرم سنة أربعين ومئتين، ودفن بداره ببغداد.
قلت: صادره المتوكل، وأخذ منه ستة عشر ألف ألف درهم، وافتقر.
الى آخره من سير النبلاء.
وإن كان الأشاعرة غير مصدقين فليقرأوا كلام سبكيهم إذ قال في طبقات الشافعية الكبرى (2/ 41) ومثلها في تاريخ بغداد للخطيب (5/ 178):
ولما جلس المتوكل دخل عليه عبد العزيز بن يحيى الكنانى فقال يا أمير المؤمنين ما رؤى أعجب من أمر الواثق قتل أحمد بن نصر وكان لسانه يقرأ القرآن إلى أن دفن.
قال فوجد المتوكل من ذلك وساءه ما سمعه فى أخيه إذ دخل عليه محمد بن عبد الملك الزيات (الوزير الجهمي مبتدع) فقال له يا ابن عبد الملك فى قلبى من قتل أحمد بن نصر فقال يا أمير المؤمنين أحرقنى الله بالنار إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/384)
قال ودخل عليه هرثمة (هو ابن أعين جهمي مبتدع) فقال يا هرثمة فى قلبى من قتل أحمد بن نصر فقال يا أمير المؤمنين قطعنى الله إربا إربا إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرا
قال ودخل عليه أحمد بن أبى دؤاد (جهمي مبتدع) فقال يا أحمد فى قلبى من قتل أحمد بن نصر فقال يا أمير المؤمنين ضربنى الله بالفالج إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرا
قال المتوكل: فأما الزيات فأنا أحرقته بالنار ..
وأما هرثمة فإنه هرب وتبدى واجتاز بقبيلة خزاعة فعرفه رجل من الحى فقال يا معشر خزاعة هذا الذى قتل أحمد بن نصر فقطعوه إربا إربا ..
وأما أحمد بن أبى دؤاد فقد سجنه الله فى جلده .. اهـ
وانظروا رحمكم الله كم مسلما مشى في جنازة أحمد وابن تيمية، وكم مسلما مشى في جنازة جهم بن صفوان والجعد بن درهم وبشرا المريسي وأتباعهم ..
فالحمد لله على نعمة اتباع السلف والتبري من علم الكلام والتأويل والتجهم والتمشعر.
وهذا ما وعدت باهدائه لمحبي شيخ الاسلام من مقدمة ابن حجر لكتاب ابن ناصر الدين الدمشقي:
قال الامام ابن حجر العسقلاني:
الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى.
وقفت على هذا التأليف النافع والمجموع الذي هو للمقاصد - التي جمع لأجلها - جامع، فتحققت سعة اطلاع الامام الذي صنفه، وتضلعه من العلوم النافعة، بما عظمه من العلماء وشرفه.
وشهرة امامة الشيخ تقي الدين ابن تيمية أشهر من الشمس، وتلقيبه بشيخ الاسلام في عصره باق الى الآن على الألسنة الزكية، ويستمر غدا كما كان بالامس ولا ينكر ذلك الا من جهل مقداره، وتجنب الانصاف.
فما اعظم غلط من تعاطى ذلك وأكثر عثاره، ولو لم يكن من الدليل على امامة هذا الرجل الا ما نبه عليه الحافظ الشهير علم الدين البرزالي في تاريخه: انه لم يوجد في الاسلام من اجتمع في جنازته مما اجتمع في جنازة الشيخ تقي الدين، وأشار الى ان جنازة الامام احمد كانت حافلة جدا شهدها مئات ألوف، ولكن لو كان بدمشق من الخلائق نظير من كان في بغداد، بل اضعاف ذلك ما تاخر احد منهم عن شهود جنازته _ وأيضا- فجميع من كان ببغداد الا الاقل كانوا يعتقدون امامة الامام احمد، وكان امير بغداد -خليفة الوقت -اذ ذاك في غاية المحبة له والتعظيم، بخلاف ابن تيمية، فكان امير البلد حين مات غائبا. وكان اكثر من في البلد من الفقهاء قد تعصبوا عليه حتى مات محبوسا بالقلعة، ومع هذا فلم يتخلف عن حضور جنازته والترحم عليه والتأسف الا ثلاثة أنفس، تأخروا خشية على انفسهم من العامة.
ومع حضور هذا الجمع العظيم، فلم يكن لذلك باعث الا اعتقاد امامته وبركته، لا بجمع سلطان ولا غيره. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: أنتم شهداء الله في الارض.
ولقد قام على الشيخ تقي الدين جماعة من العلماء – مرارا - بسبب أشياء أنكروها عليه من الاصول والفروع. وعقد له بسبب ذلك عدة مجالس بالقاهرة ودمشق. ولا يحفظ عن احد منهم انه افتى بزندقته، ولا حكم بسفك دمه -مع شدة المتعصبين عليه حينئذ- من اهل الدولة. حتى حبس بالقاهرة ثم بالاسكندرية ومع ذلك فكلهم معترف بسعة علمه وكثرة ورعه وزهده ووصفه بالسخاء والشجاعة وغير ذلك من قيامه في نصرة الاسلام والدعاء الى الله في السر والعلانية.
والمسائل التي انكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي. وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبري منه، ومع هذا فهو بشر يخطيء ويصيب، فالذي اصاب فيه -وهو الاكثر-يستفاد منه، ويترحم عليه بسببه، والذي اخطأ فيه لا يقلد فيه، بل هو معذور لأن ائمة عصره شهدوا له بأن أدوات الاجتهاد اجتمعت فيه، حتى كان اشد المتعصبين عليه والقائمين في ايصال الشر اليه وهو الشيخ كمال الدين الزملكاني، شهد له بذلك، وكذلك الشيخ صدر الدين بن الوكيل الذي لم يثبت لمناظرته غيره.
ومن اعجب العجب: ان هذا الرجل كان اعظم الناس قياما على اهل البدع من الروافض والحلولية والاتحادية، وتصانيفه كثيرة شهيرة وفتاويه في ذلك لا تدخل تحت الحصر. فيا قرة أعينهم اذا سمعوا بكفره، وياسرورهم اذا رأوا من يكفر من لا يكفره.
فالواجب على من تلبس بالعلم وكان له عقل: ان يتأمل كلام الرجل من تصانيفه المشهورة، أو من ألسنة من يوثق به من اهل النقل. فيرد من ذلك ما ينكر، فيحذر منه على قصد النصح
ولو لم يكن للشيخ تقي الدين الا تلميذه الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف-لكان غاية في الدلالة على عظم منزلته.
فكيف وقد شهد له بالتقدم في العلوم، والتميز في المنطوق والمفهوم ائمة عصره من الشافعية وغيرهم فضلا عن الحنابلة.
فالذي يطلق عليه - مع هذه الاشياء - الكفر أو على من سماه شيخ الاسلام:لا يلتفت اليه، ولا يعول في هذا المقام عليه، بل يجب رده عن ذلك الى ان يراجع الحق ويذعن للصواب، والله يقول الحق وهويهدي السبيل، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
قال ذلك وكتبه: أحمد بن أحمد بن علي بن محمد بن حجر الشافعي
وذلك في يوم الجمعة تاسع ربيع الاول سنة خمس وثلاثين وثمانمائه.
والحمد لله أولا وآخرا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/385)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[01 - 07 - 10, 02:45 ص]ـ
نفع الله بك.(31/386)
دفع الإيهام عن تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[09 - 08 - 05, 09:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فلا يزال المناوئون لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله يطلقون قذائفهم لإطفاء نور التوحيد، ولكن أبى الله إلا أن يتم نوره ويعزَّ كلمته وينصر دينه. ومن هذه الدعاوى الخاوية الذين ينعقون بها قولهم: إن الشيخ هو أول من قسم التوحيد إلى ثلاثة توحيد ولم يسبقه أحد بهذا التقسيم. فكان لزاماً على أهل هذه الدعوة المباركة أن يبينوا الحق في هذه المسألة، وأن شيخ الإسلام لم يأت ببدعٍ من القول بل هو مجدِّد للتوحيد وحامل رايته في القرن الثاني عشر. غفر الله له وجزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين.
ومن هذا المنطلق أردتُّ أن أكتب هذا البُحيث الصغير ليكون المسلمون على بينة من الأمر، وعلى بصيرة بدعوتهم. فأقول مستعيناً بالله تعالى:
أولاً: قبل أن أكتب عن تقسيم التوحيد، أودُّ أن أتعرض عن ماهية التوحيد. فأفضل تعريف للتوحيد كمصطلح على حدِّ علمي هو تعريف العلامة الشيخ محمد الصالح العثيمين وذلك في شرحه القيم على كتاب التوحيد: (إفراد الله سبحانه بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات) (1). والتوحيد هو مصدر وحَّد على وزن فعَّل، وكل ما كان على وزن (فعَّل) فمصدره على وزن (تفعيل).
ثانياً: إن التوحيد هو أساس دعوة الرسل جميعاً، وما بعثوا إلا ليقرروا هذا الأمر العظيم الذي ضلَّت عنه الأمم الكثيرة من لدن نبينا نوحٍ عليه السلام إلى نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ... ) الآية (2).
تقسيم التوحيد:
إن العلماء رحمهم الله قد سهَّلوا العلوم الشرعية على الناس بتبويبات وتقسيمات وتفريعات مختلفة وذلك حتى يكمل الفهم ويتم الاستيعاب، وتعبد الأمة ربَّها على علمٍ وبصيرة. فعلى سبيل المثال: قسَّم علماء الأصول الأحكام الشرعية إلى خمسة أحكام: الواجب والمندوب والمباح والمكروه والمحظور. وذلك بالنظر إلى الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، فوجدوا أن الأحكام تنحصر في هذه الخمسة. فهل نحكم عليه بالبدعة لأن الصحابة لم يعرفوا هذا التقسيم الخماسي؟ أم نقدِّر جهودهم في تسهيل وتيسير العلوم للأمة الإسلامية؟. فإذا كان الجواب: أننا نحكم ببدعيَّة هذا العمل فإنه يلزمنا أن نبدِّع جميع علماء المسلمين. وإذا كان الجواب: أننا نقدِّر جهودهم، فنقول: كذلك يدخل ضمن جهودِهم هذا التقسيم الثلاثي للتوحيد والذي نحن بصدده.
إذا نظرنا في كتب العلماء السابقين للشيخ محمد عبدالوهاب نجد فيها ما يدل على أن التوحيد مقسَّم إلى أقسام والذي يؤكِّد أن فعلة الشيخ حق وصواب. وسوف نذكر فيما يلي بعض عبارات الأئمة وأهل العلم الدالة على هذا التقسيم:
أولاً: التوحيد ينقسم إلى ثلاثةِ أقسام: قال الإمام الفقيه ابن أبي العزِّ الحنفي رحمه الله في شرحه على العقيدة الطحاوية: (التوحيد يتضمن ثلاث أنواع: أحدهما: الكلام في الصفات والثاني: توحيد الربوبية وبيان أن الله وحده خالق كل شيء والثالث: توحيد الألوهية، وهو استحقاقه سبحانه وتعالى أن يُعبد وحده لا شريك له) (3).
ثانياً: التفريق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية: لتقرير هذه النقطة أرى من الأفضل الاستشهاد بكلام الإمام المفسر ابن جرير الطبري، حيث نجد في تفسيره في مواضع كثيرة الكلام على توحيد الربوبية والألوهية. وفيما يلي نستشهد ببعض عبارات الإمام الطبري للتدليل على هذه النقطة:
1 - قال عند تفسير 3/ 336 قوله تعالى: (وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً .. ) الآية (4): (يقول: وله خَشَع من في السموات والأرض، فخضع له بالعبودية وأقرَّ له بإفراد الربوبية، وانقاد له بإخلاص التوحيد والألوهية طوعاً وكرهاً). لعل القارئ كيف فرق الإمام الطبري بين العبودية والربوبية حيث بيَّن أن العبودية وهي الألوهية هي الخضوع لله بالعبادة والربوبية هي الإقرار بوحدانية الله وإفراده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/387)
2 - وقال رحمه الله 5/ 77 في معرض تفسيره لقول الله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به .. ) (5): (يعني بذلك جلَّ ثناؤه: وذلُّوا لله بالطاعة واخضعُوا له بها وأفرِدُوه بالربوبية وأخلصوا له الخضوع والذِّلة بالانتهاء إلى أمره والانزجار عن نهيه ولا تجعلوا له في الربوبية والعبادة شريكاً تعظِّمونه تعظيمَكم إياه). وفي هذه العبارة أيضاً تفريق بين الربوبية والعبادة أي الألوهية.
3 - وقال رحمه الله 16/ 39 في تفسير قوله تعالى: (فليعمل عملاً صالحاً ولا يشركْ بعبادة ربِّه أحداً) (6) يقول: فليخلصْ له العبادةَ وليفردْ له الربوبية) والعبارة واضحة.
4 - وقال رحمه الله 23/ 182 عند تفسير قوله تعالى: (وما من إله إلا الله الواحد القهار) (7): (يقول: وما من معبودٍ تصلحُ له العبادة وتنبغي له الربوبية إلا الله الذي يدين له كلُّ شيء ويعبده كلُّ خلقٍ ... ).
5 - وقال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله 4/ 309 في تفسير قوله تعالى: (أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) (9): (هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية (أم خثلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون) أي أوجدوا من غير موجدٍ أم هم أوجدوا أنفسهم؟! ... ).
وقبل أن أنتقل إلى النقطة الثالثة أرى أنه من المناسب أن أنقل كلاماً نفيساً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تقرير النقطة الثانية في كتابه القيم (التدمرية 3 - 4): (فالكلام فى باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر الدائر بين النفى والإثبات، والكلام فى الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض نفياً وإثباتاً، والإنسان يجد فى نفسه الفرق بين النفى والإثبات والتصديق والتكذيب وبين الحب والبغض والحض والمنع حتى إن الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة ومعروف عند أصناف المتكلمين فى العلم، كما ذكر ذلك الفقهاء فى كتاب الأيمان وكما ذكره المقسِّمون للكلام من أهل النظر والنحو والبيان، فذكروا أن الكلام نوعان: خبر وإنشاء. والخبر دائر بين النفى والاثبات والإنشاء أمر أو نهى أو إباحة .. ).
ثالثاً: إن توحيد الألوهية يتضمَّن توحيد الربوبية: وهذه قاعدةٌ معروفة عند علماء السنة، وقد قررها غير واحد من أهل العلم في كتبهم، ونأتي هنا بعبارتين لعالميْن من علماء السنة:
1 - قال الإمام الحافظ المفسر ابن كثير رحمه الله 3/ 553 في تفسير قوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السمواتِ والأرضَ وسخَّر الشمس والقمر ليقولُنَّ الله ... ) (8) الآية: (وكثيراً ما يقرِّر تعالى مقامَ الإلهية بالإعتراف بتوحيد الربوبية وقد كان المشركون يعترفون بذلك كما كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريكَ لك إلا شريكاً هو لكَ، تملكُه وما ملك).
2 - وقال الإمام ابن أبي العز (10) في شرحه على الطحاوية في حين كلامه على توحيد الألوهية: (فعُلم أن التوحيد المطلوب هو توحيد الألوهية الذي يتضمن توحيد الربوبية).
وبعض العلماء يجعلون التقسيم ثنائياً: الأول: توحيد المعرفة والإثبات، الثاني: توحيد الطلب والقصد. فالأول اشتمل على توحيد الربوبية والأسماء والصفات والثاني هو توحيد الألوهية. وهذا هو صنيع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما هو واضح من عبارته في (التدمرية)، وبذلك عرفنا أنه لا تناقض بين الأسلوبين وإنما الاختلاف الحاصل هو اختلاف تنوعٍ فتأمَّل.
تحريراً في 4/ 7/1426هـ
---------------------------------------------------
1 - القول المفيد على كتاب التوحيد ص (5).
2 - سورة النحل (36).
3 - شرح ابن أبي العز (78).
4 - سورة آل عمران (83).
5 - سورة النساء (36).
6 - سورة الكهف (110).
7 - سورة ص (65).
8 - سورة العنكبوت (61).
9 - سورة الطور (35).
10 - شرح ابن أبي العز على الطحاوية بتخريج الشيخ الألباني (83).(31/388)
هل الأشاعرة من الفرق الضالة؟
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[11 - 08 - 05, 08:48 ص]ـ
بارك الله فيكم
هل الأشاعرة من الفرق الضالة و أعنى الفرق النارية أم هم من جملة أهل السنّة و الجماعة و الفرقة الناجية و لكنهم ليسوا منهم فى بعض الأشياء .. ؟؟
أريد جوابا بارك الله فيكم
ـ[ضياء الشميري]ــــــــ[11 - 08 - 05, 09:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاشك في ضلالهم وبعدهم عن الحق وتماديهم في باطلهم , ونصيحتي لك بقراءة كتب شيخ الإسلام ومنها الحموية والتدمرية وكذلك لاتنسى شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.. ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ..
ـ[المختار]ــــــــ[11 - 08 - 05, 09:50 ص]ـ
عليك بقرائة كتاب
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1/ 3) مجلد
تأليف: الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[11 - 08 - 05, 10:02 ص]ـ
هل خصَّهم أحد بتضليلهم – (ونعني بالفرق الضالة الفرق النارية) - ونرجو الإشارة إلى المواطن التي ذكر فيها وصفهم بأنهم من الفرق الضالة، لا مجرد الرد على مذهبهم، ففرق بين الرد عليهم دون تضليلهم والرد عليهم مع تضليلهم؛ لأن تأويلهم مقبول من حيث اللغة، بمعنى أن العرب أولوا اليد بالقدرة والقوة ... إلخ، لكنه ليس مقبولا شرعا على منهج السلف، ولأنهم يقصدون بهذا التأويل تنزيه الله تبارك وتعالى ولا يقصدون عكس ذلك كالقدرية وغيرهم.
والسؤال الآن هل شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام أحمد بن حنبل رحمهما الله وغيرهما من أهل السنة والجماعة قالا بتضليل الأشاعرة ووصفوهم بالفرق النارية، أم أنهم اكتفوا بمجرد الرد عليهم؟ نرجو التوضيح.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - 08 - 05, 03:53 م]ـ
أفضل من حقق هذه المسألة وأطال فيها - حسب علمي -: د محمد باكريم في كتابه " وسطية أهل السنة ".
ولعل في هذه الفتوى للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - ما يفيد:
سئل فضيلة الشيخ: عما يتعلمه طلبة المدارس في بعض البلاد اد الإسلامية من أن مذهب أهل السنة هو " الإيمان بأسماء الله تعالى، وصفاته، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل". وهل تقسيم أهل السنة إلى قسمين: مدرسة ابن تيمية وتلاميذه، ومدرسة الأشاعرة والماتريدية تقسيم صحيح؟ وما موقف المسلم من العلماء المؤولين؟
فأجاب بقوله: لا شك أن ما يتعلمه الطلبة في المدارس من أن مذهب أهل السنة هو: (الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل). هو المطابق للواقع بالنسبة لمذهب أهل السنة، كما تشهد بذلك كتبهم المطولة والمختصرة، وهو الحق الموافق لما جاء في الكتاب والسنة، وأقوال السلف، وهو مقتضى النظر الصحيح، والعقل الصريح، ولسنا بصدد سرد أفراد الأدلة في ذلك، لعدم طلبه في السؤال، وإنما نجيب على ما طلب وهو تقسيم أهل السنة إلى طائفتين في مدرستين: إحداهما: مدرسة ابن تيمية وتلاميذه، المانعين لصرف النصوص عن ظواهرها. الثانية: مدرسة الأشاعرة والماتريدية، الموجبين لصرفها عن ظواهرها في أسماء الله وصفاته. فنقول: من المعلوم أن بين هاتين المدرستين اختلافاً بيناً في المنهاج فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، فالمدرسة الأولى يقرر معلموها وجوب إبقاء النصوص على ظواهرها فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، مع نفي ما يجب نفيه عن الله تعالى، من التمثيل أو التكييف، والمدرسة الثانية يقرر معلموها وجوب صرف النصوص عن ظواهرها فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته. وهذان المنهاجان متغايران تماماً، ويظهر تغايرهما بالمثال التالي: قال الله تعالى:) بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء.وقال فيما حكاه عن معاتبة إبليس حين أبى أن يسجد لآدم بأمر الله:) يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي. فقد اختلف معلمو المدرستين في المراد باليدين اللتين أثبتهما الله تعالى لنفسه. فقال أهل المدرسة الأولى: يجب إبقاء معناهما على ظاهره، وإثبات يدين حقيقيتين لله تعالى، على وجه يليق به. وقال أهل المدرسة الثانية: يجب صرف معناهما عن ظاهره، ويحرم إثبات يدين حقيقيتين لله تعالى، ثم اختلفوا في المراد بهما هل هو القوة، أو النعمة. وبهذا المثال يتبين أن منهاجي أهل المدرستين مختلفان متغايران، ولا يمكن بعد هذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/389)
التغاير أن يجتمعا في وصف واحد، هو "أهل السنة". إذاً فلابد أن يختص وصف أهل السنة بأحدهما دون الآخر، فلنحكم بينهما بالعدل، ولنعرضهما على ميزان القسط وهو كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة، والتابعين لهم بإحسان من سلف الأمة وأئمتها. وليس في هذا الميزان ما يدل بأي وجه من وجوه الدلالة، المطابقة، أو التضمن، أو الالتزام صريحاً أو إشارة على ما ذهب إليه أهل المدرسة الثانية، بل في هذا الميزان ما يدل دلالة صريحة، أو ظاهرة، أو إشارية على ما ذهب إليه أهل المدرسة الأولى، وعلى هذا فيتعين أن يكون وصف أهل السنة خاصاً بهم لا يشاركهم فيه أهل المدرسة الثانية، لأن الحكم بمشاركتهم إياهم جور، وجمع بين الضدين، والجور ممتنع شرعاً، والجمع بين الضدين ممتنع عقلاً.
وأما قول أهل المدرسة الثانية (المؤولين): لا مانع من تأويل أسماء الله وصفاته إذا لم يتعارض هذا مع نص شرعي. فنقول: مجرد صرف اللفظ عن ظاهره بلا دليل شرعي مخالف للدليل، وقول على الله تعالى بلا علم وقد حرم الله تعالى ذلك في قوله:) قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله مالا تعلمون).وقوله (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً). وهؤلاء المؤولون لأسماء الله تعالى وصفاته ليس لهم علم مأثور فيما أولوها إليه، ولا نظر معقول، سوى شبه يحتجون بها يناقض بعضها بعضاً، ويلزم عليها من النقص في ذات الله تعالى وصفاته، ووحيه أكثر مما زعموه من النقص في إثباتها على ظاهرها، وليس هذا موضع البسط في ذلك.
وإنما المقصود بيان أن وصف (أهل السنة) لا يمكن أن يعطى لطائفتين يتغاير منهاجهما غاية التغاير، وإنما يستحقه من كان قوله موافقاً للسنة فقط، ولا ريب أن أهل المدرسة الأولى (غير المؤولين) أحق بالوصف المذكور من أهل المدرسة الثانية (المؤولين)، لمن نظر في منهاجيهما بعلم وإنصاف فلا يصح تقسيم أهل السنة إلى الطائفتين بل هم طائفة واحدة. وأما احتجاجهم بقول ابن الجوزي في هذا الباب فنقول: أقوال أهل العلم يحتج لها ولا يحتج بها، فليس قول واحد من أهل العلم بحجة على الآخرين. وأما قولهم: إن الإمام أحمد أول في حديث: " قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن". وحديث: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض". وقوله تعالى: (وهو معكم أينما كنتم).فنقول: لا يصح عن الإمام أحمد رحمه الله أنه تأول الحديثين المذكورين قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوي ص 398 ج 5 من مجموع ابن القاسم: " وأما ما حكاه أبو حامد الغزالي من أن أحمد لم يتأول إلا في ثلاثة أشياء "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" و"قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن". و"إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن"، فهذه الحكاية كذب على أحمد، لم ينقلها أحد عنه بإسناد، ولا يعرف أحد من أصحابه نقل ذلك عنه". ا. هـ. وأما قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم). فإن الإمام أحمد لم يتأولها وإنما فسرها ببعض لوازمها، وهو العلم رداً على الجهمية، الذين فسروها بخلاف المراد بها، حيث زعموا أنها تقتضي كون الله تعالى في كل مكان بذاته تعالى الله عن قولهم فبين رحمه الله تعالى أن المعية هنا بمعنى الإحاطة بالخلق التي من جملتها العلم بهم. وذلك أن المعية لا تقتضي الحلول والاختلاط بل هي في كل موضع بحسبه، ولهذا يقال:: سقاني لبناً معه ماء. ويقال:: صليت مع الجماعة. ويقال: فلان معه زوجته. ففي المثال الأول: اقتضت المزج والاختلاط، وفي الثاني اقتضت المشاركة في المكان والعمل بدون اختلاط، وفي الثالث اقتضت المصاحبة وإن لم يكن اشتراك في مكان أو عمل، وإذا تبين أن معنى المعية يختلف بحسب ما تضاف إليه، فإن معية الله تعالى لخلقه تختلف عن معية المخلوقين لمثلهم، ولا يمكن أن تقتضي المزج والاختلاط أو المشاركة في المكان، لأن ذلك ممتنع على الله عز وجل لثبوت مباينته لخلقه وعلوه عليهم. وعلى هذا يكون معنا وهو على العرش فوق السماوات، لأنه محيط بنا علماً، وقدرة، وسلطاناً، وسمعاً، وبصراً، وتدبيراً، وغير ذلك مما تقتضيه ربوبيته، فإذا فسرها مفسر بالعلم لم يخرج بها عن مقتضاها، ولم يكن متأولاً إلا عند من يفهم من المعية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/390)
المشاركة في المكان أو المزج والاختلاط على كل حال. وقد سبق أن هذا ليس بمتعين في كل حال. هذا بالنسبة لما نقل عن الإمام أحمد في تأويل هذه النصوص الثلاثة. أما بالنظر لها من حيث هي فقد تقدم قريباً أنه لا تأويل في الآية الكريمة إذا فسرها مفسر بالعلم، لأنه تفسير لها ببعض مقتضياتها لا تقل لها عن المعنى الذي تقتضيه.
وأما حديث: " إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ". فقد رواه مسلم في صحيحه في كتاب القدر في الباب الثالث منه رقم 17 ص 2045، وليس فيه تأويل عند أهل السنة والجماعة حيث يؤمنون بما دل عليه من إثبات الأصابع لله تعالى على الوجه اللائق به، ولا يلزم من كون قلوبنا بين أصبعين منها أن تماس القلب، فإن السحاب مسخر بين السماء والأرض ولا يمس السماء ولا الأرض، فكذلك قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن ولا يستلزم ذلك المماسة. وأما حديث: " الحجر الأسود يمين الله في الأرض". فقد قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي ص 397 ج 6 من مجموع ابن قاسم: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد لا يثبت، والمشهور إنما هو عن ابن عباس. قال: " الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه ". وفي ص 44 ج 3 من المجموع المذكور: "صريح في أن الحجر الأسود ليس هو صفة الله ولا نفس يمينه، لأنه قال:" يمين الله في الأرض" فقيده في الأرض ولم يطلق فيقل: يمين الله، وحكم اللفظ المقيد يخالف المطلق. وقال: " فمن قبله وصافحه فكأنما صافح الله وقبل يمينه"، ومعلوم أن المشبه غير المشبه به". ا. هـ. قلت: وعلى هذا فلا يكون الحديث من صفات الله تعالى التي أولت إلى معنى يخالف الظاهر فلا تأويل فيه أصلاً.
وأما قولهم: إن هناك مدرستين: إحداهما مدرسة ابن تيمية فيقال:: نسبة هذه المدرسة إلى ابن تيمية توهم أنه لم يسبق إليها، وهذا خطأ فإن ما ذهب إليه ابن تيمية هو ما كان عليه السلف الصالح وأئمة الأمة، فليس هو الذي أحدث هذه المدرسة كما يوهمه قول القائل الذي يريد أن يقلل من شأنها، والله المستعان.
وأما موقفنا من العلماء المؤؤلين فنقول: من عرف منهم بحسن النية وكان لهم قدم صدق في الدين، واتباع السنة فهو معذور بتأويله السائغ، ولكن عذره في ذلك لا يمنع من تخطئة طريقته المخالفة لما كان عليه السلف الصالح من إجراء النصوص على ظاهرها، واعتقاد ما دل عليه ذلك الظاهر من غير تكييف، ولا تمثيل، فإنه يجب التفريق بين حكم القول وقائله، والفعل وفاعله، فالقول الخطأ إذا كان صادراً عن اجتهاد وحسن قصد لا يذم عليه قائله، بل يكون له أجر على اجتهاده، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر". متفق عليه، وأما وصفه بالضلال فإن أريد بالضلال الضلال المطلق الذي يذم به الموصوف، ويمقت عليه، فهذا لا يتوجه في مثل هذا المجتهد الذي علم منه حسن النية، وكان له قدم صدق في الدين واتباع السنة، وإن أريد بالضلال مخالفة قوله للصواب من غير إشعار بذم القائل فلا بأس بذلك، لأن مثل هذا ليس ضلالاً مطلقاً، لأنه من حيث الوسيلة صواب، حيث بذل جهده في الوصول إلى الحق، لكنه باعتبار النتيجة ضلال حيث كان خلاف الحق. وبهذا التفصيل يزول الإشكال والتهويل، والله المستعان
-------
ولعل هنا أيضًا ما يفيد:
http://www.saaid.net/Doat/abu_sarah/79.htm
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00184.htm
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[11 - 08 - 05, 04:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي سليمان الخراشي على نقل هذه الفتوى للعلامة فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وعلى ذكر الرابطين.
ففيهم الشفاء الكافي الشافي بإذن الله تبارك وتعالى.
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[12 - 08 - 05, 11:09 م]ـ
هذا فى شأن أعيانهم ..
و لكن هل يقال .. الأشاعرة فرقة نارية؟
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[13 - 08 - 05, 08:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. من المقرر عند أهل السنة والجماعة أن الأشاعرة فرقة مبتدعة ضالة، ومعلوم أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
ثم إذا أردت أن تعرف عن الأشاعرة وضلالهم وبدعتهم بصورة سريعة فأنصحك بقراءة كتاب الشيخ العلامة سفر بن عبدالرحمن الحوالي بعنوان (منهج الأشاعرة في العقيدة) فإنه كاف وواف مع اختصاره ولذلك وصفه الشيخ الدكتور عبدالرحمن المحمود بأنه بحث مركز.
ثم سألت: هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة فأقول كما نقل الشيخ سفر عن شيخ الإسلام بأن أهل السنة لهم إطلاقان:
1 - إطلاق عام: ويراد به كل خالف الشيعة. فيدخل فيه الأشاعرة وغيرهم ممن خالفوا الشيعة.
2 - إطلاق خاص: فيخرج بهذا الإطلاق كل من خالف أصول أهل السنة والجماعة من الصفات وغيرها فليست الأشاعرة بهذا الإطلاق من أهل السنة والجماعة، وللمزيد اقرأ المنهج كذلك للتوسع اقرأ الموقف للمحمود كما أشار به بعض الإخوة.
والسلام عليكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/391)
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[21 - 08 - 05, 06:23 م]ـ
لم يتيسر لنا النظر فيما ذُكر من مراجع، فنرجو من الإخوة نقل كلام العلماء في المسألة إن تيسر لهم ذلك ولو باختصار، لا مجرد ذكر المواضع؛ لأن ما توصلنا إليه في مواضع أخرى الردُّ عليهم وذكرُ ما وقعوا فيه من أخطاء في التأويل دون ذكرٍ لتضليلهم.
وهذه نماذج مما توصلنا إليه:
ـــــــــــــ
1 - السؤال السابع من الفتوى رقم (6606):
س7: ما حكم من مات على التوحيد الأشعري قبل بلوغ توحيد الأسماء والصفات إليه ولم يسمعه من أحد ولا فهمه وقد أقر بتوحيد الربوبية والإلهية ولم ينبهه عليه أحد فينكره، هل له عذر أم لا؟
ج7: أمره إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن الأشاعرة ليسوا كفارا، وإنما أخطأوا في تأويلهم بعض الصفات.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
عبد الله بن قعود: عضو.
عبد الله بن غديان: عضو.
عبد الرزاق عفيفي: نائب رئيس اللجنة.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز: الرئيس.
ــــــــــــــ
قلت: فظاهر الفتوى أنه مجرد رد عليهم وذكر خطئهم، ولم تتضمن الفتوى تضليلا لهم.
ــــــــــــــ
2 - السؤال الأول من الفتوى رقم (5082):
س1: تعلمنا في المدارس أن مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو الإيمان بها من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وأن لا نصرف النصوص الواردة فيها عن ظواهرها ولكننا بعد ذلك التقينا بأناس زعموا لنا أن هناك مدرستين في مذهب أهل السنة والجماعة، المدرسة الأولى مدرسة ابن تيمية وتلاميذه رحمهم الله، والمدرسة الثانية: مدرسة الأشاعرة، والذي تعلمناه هو ما ذكره ابن تيمية وتلاميذه أما بقية أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم فإنهم يرون أن لا مانع من تأويل صفات الله وأسمائه إذا لم يتعارض هذا التأويل مع نص شرعي ويحتجون لذلك بما قاله ابن الجوزي رحمه الله وغيره في هذا الباب، بل إن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل قد أول في بعض الصفات مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن" وقوله صلى الله عليه وسلم: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" وقوله تعالى: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ" وغير ذلك.
والسؤال الآن: هل تقسيم أهل السنة والجماعة إلى طائفتين بهذا الشكل صحيح؟ وما هو رأيكم فيما ذكروه من جواز التأويل إذا لم يتعارض مع نص شرعي، وما هو موقفنا من العلماء الذين أولوا في الصفات مثل ابن حجر والنووي وابن الجوزي وغيرهم هل نعتبرهم من أئمة أهل السنة والجماعة أم ماذا؟ وهل نقول: إنهم أخطأوا في تأويلاتهم أم كانوا ضالين في ذلك؟ ومن المعروف أن الأشاعرة يؤولون جميع الصفات ما عدا صفات المعاني السبعة فإذا وجد أحد العلماء يؤول صفتين أو ثلاثة هل يعتبر أشعريا؟
ج1: أولا: دعوى أن الإمام أحمد أوَّل بعض نصوص الصفات؛ كحديث: "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن"، وحديث: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" الخ - دعوى غير صحيحة، قال الإمام أحمد بن تيمية: (وأما ما حكاه أبو حامد الغزالي عن بعض الحنبلية أن أحمد لم يتأول إلا ثلاثة أشياء: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" و "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن" و "إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن" فهذه الحكاية كذب على أحمد، لم ينقلها أحد عنه بإسناد، ولا يعرف أحد من أصحابه نقل ذلك عنه، وهذا الحنبلي الذي ذكر عنه أبو حامد مجهول لا يعرف، لا علمه بما قال، ولا صدقه فيما قال). ا هـ. من ص 398 من ج 5 من [مجموع الفتاوى]. وبيان ذلك أن للتأويل ثلاثة معان:
الأول: مآل الشيء وحقيقته التي يؤول إليها، كما في قوله تعالى عن يوسف عليه السلام: "هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ" أي حقيقتها التي آلت إليها وقوعا، وليس هذا مقصودا في النصوص المذكورة في السؤال.
الثاني: التأويل بمعنى صرف الكلام عن معناه الظاهر المتبادر منه إلى معنى خفي بعيد لقرينة، وهذا المعنى هو المصطلح عليه عند علماء الكلام وأصول الفقه، وليس متحققا في النصوص المذكورة في السؤال، فإن ظاهرها مراد لم تصرف عنه؛ لأنه حق كما سيأتي شرحه في المعنى الأخير للتأويل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/392)
الثالث: التأويل بمعنى التفسير وهو شرح معنى الكلام بما يدل عليه ظاهره ويتبادر إلى ذهن سامعه الخبير بلغة العرب وهو المقصود هنا، فإن جملة "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" ليس ظاهرها أن الحجر صفة لله وأنه يمينه حتى يصرف عنه، بل معناه الظاهر منه أنه كيمينه بدليل بقية الأثر وهو جملة: "فمن صافحه فكأنما صافح الله، ومن قبله فكأنما قبل يمين الله" فمن ضم أول الأثر إلى آخره تبين له أن ظاهره مراد لم يصرف عنه وأنه حق، وهذا ما يقوله أئمة السلف كالإمام أحمد وغيره منهم، وهو تأويل بمعنى التفسير لا بمعنى صرف الكلام عن ظاهره، كما زعمه المتأخرون، علما بأن ما ذكر لم يصح حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو أثر عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذا القول في حديث: "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن" فإن ظاهره لا يدل على مماسة ولا مداخلة وإنما يدل ظاهره على إثبات أصابع للرحمن حقيقة، وقلوب للعباد حقيقة، ويدل إسناد أحد ركني الجملة إلى الآخر على كمال قدرة الرحمن وكمال تصريفه لعباده كما يقال: فلان وقف بين يدي الملك أو في قبضة يد الملك. فإن ذلك لا يقتضي مماسة ولا مداخلة وإنما يدل ظاهره على وجود شخص وملك له يدان، ويدل ما في الكلام من إسناد على حضور شخص عند الملك وعلى تمكن الملك من تصريفه دون مماسة أو مداخلة، وكذا القول في قوله تعالى: "بِيَدِهِ الْمُلْكُ"، وقوله: "تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا"، وأمثال ذلك.
ثانيا: تقسيم أهل السنة والجماعة إلى طائفتين بهذا الشكل غير صحيح وبيانه أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أمة واحدة عقيدة وسياسة حتى إذا كانت خلافة عثمان رضي الله عنه بدرت بوادر الاختلاف في السياسة دون العقيدة، فلما قتل وبايع عليا جماعة وبايع معاوية آخرون رضي الله عنهم وكان ما بينهم من حروب سياسية خرجت عليهم طائفة فسميت: الخوارج ولم يختلفوا مع المسلمين في أصول الإيمان الستة ولا في الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام وإنما اختلفوا معهم في عقد الخلافة والتكفير بكبائر الذنوب والمسح على الرجلين في الوضوء وأمثال ذلك، ثم غلت طائفة من أصحاب علي فيه حتى عبده منهم من عبده فسموا الشيعة، ثم افترق كل من الخوارج والشيعة فرقا، ثم أنكر جماعة القدر، وكان ذلك آخر عصر الصحابة رضي الله عنهم فسموا القدرية، ثم كان الجعد بن درهم فكان أول من أنكر صفات الله وتأول ما جاء فيها من نصوص الآيات والأحاديث على غير معانيها فقتله خالد القسري، وتبعه في إنكار ذلك وتأويله تلميذه الجهم بن صفوان واشتهر بذلك فنسبت إليه هذه المقالة الشنيعة، وعرف من قالوا بها بالجهمية، ثم ظهرت المعتزلة فتبعوا الجهمية في تأويل نصوص الصفات وسموه تنزيها، وتبعوا القدرية في إنكار القدر وسموه عدلا، وتبعوا الخوارج في الخروج على الولاة وسموه الأمر بالمعروف إلى غير ذلك من مقالاتهم، وقد نشأ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري على مذهبهم واعتقد مبادئهم ثم هداه الله إلى الحق فتاب من الاعتزال ولزم طريق أهل السنة والجماعة، واجتهد في الرد على من خالفهم في أصول الإسلام رحمه الله، لكن بقيت فيه شوائب من مذهب المعتزلة كتأويل نصوص صفات الأفعال وتأثر بقول جهم بن صفوان في أفعال العباد، فقال بالجبر وسماه: كسبا، وأمور أخرى تتبين لمن قرأ كتابه [الإبانة] الذي ألفه آخر حياته، كما يتبين مما كتبه عنه أصحابه الذين هم أعرف به من غيرهم وما كتبه عنه ابن تيمية في مؤلفاته رحمهم الله. مما تقدم يتبين أن أهل السنة والجماعة حقا هم الذين اعتصموا بكتاب الله تعالى وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم في عقائدهم وسائر أصول دينهم، ولم يعارضوا نصوصهما بالعقل أو الهوى، وتمسكوا بما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من دعائم الإيمان وأركان الإسلام فكانوا أئمة الهدى ومنار الحق ودعاة الخير والفلاح؛ كالحسن البصري وسعيد بن المسيب ومجاهد وأبي حنيفة ومالك والشافعي والأوزاعي وأحمد وإسحاق والبخاري ومن سلك سبيلهم والتزموا نهجهم عقيدة واستدلالا. أما هؤلاء الذين خرجوا عنهم في مسائل من أصول الدين ففيهم من السنة بقدر ما بقي لديهم مما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة الهدى من مسائل أصول الإسلام، وفيهم من البدع والخطأ بقدر ما خالفوهم فيه من ذلك قليلا كان أو كثيرا، وأقربهم إلى أهل السنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/393)
والجماعة أبو الحسن الأشعري ومن تبعه عقيدة واستدلالا. وبهذا يعرف أن ليس لأهل السنة والجماعة مدرستان، إنما هي مدرسة واحدة يقوم بنصرتها والدعوة إليها من سلك طريقهم، وابن تيمية ممن قام بذلك ووقف حياته عليه وليس هو الذي أنشأ هذه الطريقة، بل هو متبع لما كان عليه أئمة الهدى من الصحابة ومن تبعهم من علماء القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير وكذلك مناظروه إنما قاموا بنصر مذهب من قلدوه ممن انتسب إلى أهل السنة والجماعة كأبي الحسن الأشعري وأصحابه بعد أن رجع عن الاعتزال وسلك طريق أهل السنة إلا في قليل من المسائل ولذا كان أقرب إلى طريقة أهل السنة والجماعة من سائر الطوائف.
ثالثا: من تأول من الأشعرية ونحوهم نصوص الأسماء والصفات إنما تأولها لمنافاتها الأدلة العقلية وبعض النصوص الشرعية في زعمه، وليس الأمر كذلك فإنها ليس فيها ما ينافي العقل الصريح وليس فيها ما ينافي النصوص فإن نصوص الشرع في أسماء الله وصفاته يصدق بعضها بعضا مع كثرتها في إثبات أسماء الله وصفاته على الحقيقة وتنزيهه سبحانه عن مشابهة خلقه.
رابعا: موقفنا من أبي بكر الباقلاني والبيهقي وأبي الفرج بن الجوزي وأبي زكريا النووي وابن حجر وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى أو فوضوا في أصل معناها - أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم فرحمهم الله رحمة واسعة وجزاهم عنا خير الجزاء، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله سواء تأولوا الصفات الذاتية وصفات الأفعال أم بعض ذلك.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن قعود.
نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي.
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
ــــــــــــــ
قلت: التركيز على النقطة الأخيرة الواردة في الإجابة (رابعا) نرى أن بعضا من أئمة وعلماء أهل السنة والجماعة، أولوا بعضا من صفات الله وفوضوا بعضا آخر، ولم يقل أحد من أهل السنة بتضليلهم، وإنما اكتفوا بذكر خطئهم.
نفع الله بكم جميعا.
ـ[أبو علي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 07:10 م]ـ
بل هم ضُلاَّل، وإذا أقيمت الحجَّة على الأشعريّ كُفِّر.
سبحان الله
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[22 - 08 - 05, 12:46 م]ـ
أخي الفاضل/ أبا علي
ألم تقرأ فتوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء:
أمره إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن الأشاعرة ليسوا كفارا، وإنما أخطأوا في تأويلهم بعض الصفات.
ومن الذي قال بتكفير من ذهب إلى التأويل حتى إذا أقيمت عليه الحجة؟؟؟!!!
ـ[أبو علي]ــــــــ[22 - 08 - 05, 06:49 م]ـ
لعلَّك تفهم الفتوى قبل الرَّدِّ
فجوابهم واضحٌ قالوا: (أمره إلى الله سبحانه وتعالى) ولو لم يكونوا من أهل البدع؛ لما قالوا أمره إلى الله، ومعلومٌ أنَّ من كان أمره إلى الله فهو تحت المشيئة، إن شاء الله عذَّبهُ وإن شاء غفر له.
أمَّا تكفيرهم بعد قيام الحجَّةِ، فيكفيك قول أبي حنيفة -ما معناه-: (من قال ليس فوق العرش ربٌّ فهو كافرٌ، ومن قال فوق العرش؛ لكن لا أدري أفي السَّماء أم في الأرضِ فهو كافرٌ)
وقال ابن خزيمة: (من لم يقر بأن الله على عرشه فوق سبع سمواته فهو كافر بربه حلال الدم يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل حتى لا يتأذى به المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته وكان ماله فيئا ولا يرثه أحد من المسلمين إذ المسلم لا يرث الكافر ولا الكافر يرث المسلم) اجتماع الجيوش الإسلامية (1/ 155)
وتأمَّل قول ابن القيّم رحمه الله تعالى في النّونيّّة:
وابنُ المبارك قال قولا شافيا ... إنكاره عَلَمٌ على البهتان
قالوا له ما ذاك نعرف ربنا ... حقًّا به لنكون ذا إيمان
فأجاب نعرفه بوصف علُّوه ... فوق السَّماء مباين الأكوان
وبأنَّه سبحانه حقا على الـ ... ـعرش الرَّفيع فجلَّ ذو السلطان
وهو الَّذي قد شجَّع ابن خزيمة ... اذ سَلَّ سيف الحقِّ والعرفان
وقضى بقتل المنكرين علُّوه ... بعد استتابتهم من الكفران
وبأنَّهم يلقون بعد القتل فو ... ق مزابل المِيتات والأنتان
فشفى الإمام العالم الحبر الَّذي ... يدعى إمام أئمَّة الأزمان
ولقد حكاه الحاكم العدل الرِّضى ... في كُتْبِهِ عنه بلا نكران
وحكى ابنُ عبد البر في تمهيده ... وكتاب الاستذكار غير جبان
إجماع أهل العلم أن الله فو ... ق العرش بالإيضاح والبرهان
وأتى هناك بما شفى أهل الهدى ... لكنَّه مرض على الهميان
قال ابنُ بازٍ -رحمه الله تعالى-: (وإنما ينسب التأويل إلى الأشاعرة وسائر أهل البدع الذين تأولوا النصوص على غير تأويلها) http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00184.htm
فهاهو الشَّيخُ وصفهم بأنَّهم مبتدعةـ ومعلومٌ أنَّ الفرق الثّنتين والسَّبعين هم أهل البدع.
وللفائدة فالأشاعرة نوعان:
الأوَّل: ما توفِّي عليه أبو الحسن الأشعريِّ، وهؤلاء هم نفاة الأفعال الاختياريَّة والرَّاجح عدم تكفيرهم لعارض الشُّبهة.
الثاني: الأشعريَّة الجهميَّة وهم أتباع أبي المعالي والغزَّاليّ والرَّازيّ ومتأخِّريهم إلى يومنا هذا، وهؤلاء المقصودون بكلامي.
ولا داعي لكثرة علامات التعجّب والاستفهام
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/394)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 05, 08:48 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الحبيب أحمد محمود الأزهري .. أخي أبا حذيفة الحنبلي ..
نعم الأشاعرة من الفرق الضالة .. والضلال دركات كما أن الهداية درجات ..
والملاحظ في الكلام المنقول فوق أنه متعلق بالصفات فقط ولم يتطرق أصلاً إلى غيرها ..
سواء كلام العلامة الشيخ ابن عثيمين، أو فتوى اللجنة الدائمة ..
أما الأشاعرة فقد وافقوا المعتزلة في جملة من المسائل، وخالفوا أهل السنة كثيرًا، فللأسف عندما يذكر طلبة العلم الأشاعرة فإنهم يختزلون التمشعر في الصفات فقط ..
وإليكما مثالا مما وافقا فيه المعتزلة واستُنكر عليهم أشد ما يكون، وهذا الكلام لابن حزم نقله عنه شيخ الإسلام وعلم الأعلام ابن تيمية في درء التعارض (7/ 418) فقال ـ رحمه الله ـ:
«قال [يعني ابن حزم]: وأما الأشعرية فإنهم أتوا بما يملأ الفم، وتقشعر منها جلود أهل الإسلام، وتصطك منها المسامع، ويقطع ما بين قائلها وبين الله، وهو أنهم قالوا: (لا يلزم طلب الأدلة إلا بعد البلوغ). ولم يقنعوا بهذه الجملة حتى كفونا المؤونة، وصرحوا بما كنا نريد أن نلزمهم، فقالوا غير مساترين: (لا يصح إسلام أحد إلا بعد أن يكون بعد بلوغه شاكًا غير مصدق).
قال [يعني ابن حزم]: وما سمعنا قط في الكفر والانسلاخ من الإسلام بأشنع من قول هؤلاء القوم: إنه لا يكون أحد مسلما حتى يشك في الله عز وجل، وفي صحة النبوة، وفي هل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صادق أو كاذب؟
ولا سمع قط سامع في الهوس والمناقضة والاستخفاف بالحقائق بأقبح من قول هؤلاء: إنه لا يصح الإيمان إلا بالكفر، ولا يصح التصديق إلا بالجحد، ولا يوصل إلى رضا الله عز وجل إلا بالشك فيه، وأن من اعتقد موقنًا بقلبه ولسانه أن الله ربه لا إله إلا هو، وأن محمدا رسول الله، وأن دين الإسلام دين الله الذي لا دين غيره فإنه كافر مشرك!
نعوذ بالله من الخذلان. فوالله لولا خذلان الله ـ الذي هو غالب على أمره ـ ما انطلق لسان ذي مُسكة بهذه العظيمة» أهـ.
قلت: تأمل كلام ابن حزم ـ رحمه الله ـ وأن شيخ الإسلام قال بعدها رأسًا:
«قلت: هذا القول هو في الأصل من أقوال المعتزلة ... » ثم شرع حبيب قلوبنا شيخ الإسلام ابن تيمية في تفنيد قولهم ..
وبقي لي تنبيهان:
الأول: أنني آثرت أن أنقل كلام ابن حزم من كتاب شيخ الإسلام حتى يعلم أن شيخ الإسلام ما عقب على قوله بشيء يبين اعتراضه عليه، وإنما شرع رحمه الله في تطريق مذهبهم وتفنيد كلامهم.
الثاني: من تتبع «درء التعارض» علم كثرة موافقة الأشعرية لطوائف الضلال المختلفة في مسائل عدة، عليها خاتم الضلال، وبلادة العقل، وانحراف الفهم!
من ذلك: موافقتهم للكلابية في: «إثبات ذواتٍ قديمةٍ قائمةٍ بذاتِ الله ـ تعالى وتقدس ـ منها ذاتٌ توجب أن يكون عالمًا ولولاها لم يكن عالمًا! ..
وذاتٌ توجب كونه قادرًا ولولاها لم يكن قادرًا! ..
وذات توجب كونه حيًا ولولاها لم يكن حيًا!» ..
ومن ذلك: «أن الحذاق من متأخري الأشعرية على نفي الرؤية وموافقة المعتزلة، فإذا أطلقوها موافقة لأهل السنة فسروها بما تفسرها به المعتزلة وقالوا إن النزاع بيننا وبين المعتزلة لفظي» ..
وهذه المسائل مما يكفر القائل بها لولا مانع التأول، ولعلي أنشط لجمعها إن شاء الله يومًا.
وكم أرجو أن يقبل طلبة العلم على فهم عقيدتهم، وألا يتأثروا بنزعات التقريب بين الكفر والإسلام، والسنة والبدعة.
وجزاكم الله خيرًا
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[23 - 08 - 05, 01:59 م]ـ
أولا وبداية معذرة أخي/ أبا علي، .. على علامات الاستفهام والتعجب.
ثانيا: أقول والله والموفق:
أليست الأشاعرة والماتريدية القوة التي قضت على الفرق المبتدعة التي سادت في عصر من العصور ثم انتهت بفضله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/395)
الأشاعرة والماتريدية هم أتباع أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي الذين عاشا في لب عصر السلف، والذين قيض الله عز وجل منهم سبيلاً للقضاء على المعتزلة والجهمية والمرجئة والحشوية والقدرية إلى آخر من هنالك؛ لأنهم أولوا بعض الصفات في محاولتهم الدفاع عن الإسلام من هجوم الفلاسفة. فقد كان الإمام أبو الحسن الأشعري إمام السنة فى عصره. رد على المعتزلة، و فنَّد شبهات الفلاسفة التى أثاروها ضد الإسلام. وإنما اضطُرَّ الإمام الأشعرى إلى التأويل اضطرارا. فلا نقولُ إلا أنه رحمه الله قد اجتهد فأخطأ. و الراجحُ أنه رجع فى آخر حياتِه عن مذهبِه إلى مذهب أهل الحديث كما في كتابه الإبانة ..
وأرى والله أعلم أن القول بتبديع وتكفير الأشاعرة يؤدي إلى الشقاق والفرقة، بل إلى استثارة الفتنة؛ لأن عقيدتهم متغلغلة بين السواد الأعظم من المسلمين؛ فكيف يقال بهلاكهم وكفرهم، فإن الأشعري قد يكون مجتهدا مخطئا يغفر الله خطأه, وقد لا يكون بلغته الحجة، وقد يكون له من الحسنات ما يمحو الله به سيئاته.
أقول هذا الكلام؛ لأن هذا السواد الأعظم وتلك القاعدة العريضة من المسلمين قد لا يعتقدون في مذهب الأشاعرة إلا باب الصفات ليس إلا، ولا يخوضون فيما خاض فيه الأشاعرة تفصيلا، ويتسمون بأن عقيدتهم خليط بين عقيدة السلفيين والأشاعرة، ولا أكون مبالغا عندما أقول بأنهم قد يكونون أقرب إلى السلفية من الأشعرية أنفسهم.
فلا يمكن إطلاق الحكم؛ لأن في هذا الزمان الذي نعيش فيه لا يوجد تعريف محدد ودقيق للأشاعرة يجمعهم في صعيد واحد.
وتكفير المسلم كفرد له من الضوابط الشرعية ما قد حدده العلماء، منهم شيخ الإسلام ابن تيمية، والقاضي ابن عياض:
حيث يرى شيخ الإسلام ابن تيمية الذي أن المجتهد المتأول في اجتهاده يثاب عليه: "وعلى هذا فالمتأول الذي أخطأ في تأويله في المسائل الخبرية والأمرية وإن كان في قوله بدعة يخالف بها نصاً أو إجماعاً قديماً وهو لا يعلم أنه يخالف ذلك، بل أخطأ فيه كما يخطى ء المفتي والقاضي في كثير من مسائل الفتيا والقضاء باجتهاده، يكون أيضاً مثاباً من جهة اجتهاده الموافق لطاعة اللَّه ... فلهذا يوجد أئمة من أهل العلم والدين من المنتسبين إلى الفقه والزهد يذمون البدع المخالفة للكتاب والسنّة في الاعتقادات والأعمال، من أهل الكلام والرأي والزهد والتصوف ونحوهم، وإن كان في أولئك من هو مجتهد له أجر في اجتهاده وخطؤه مغفور له". الفتاوى الكبرى ج5، ص570، 571.
وقال القاضي أبو الفضل عيّاض: "ذهب أبو المعالي رحمه اللَّه في أجوبته لأبي محمد عبد الحق وكان سأله عن المسألة فاعتذر له أن الغلط فيها يصعب لأن إدخال كافر في الملة وإخراج مسلم عنها عظيم في الدين، وقال غيرهما من المحققين: الذي يجب الاحتراز من التكفير في أهل التأويل فإن استباحة دماء المصلين الموحدين خطر، والخطأ في ترك ألف كافر أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم واحد، وقد قال (صلى الله عليه وسلم): "فإذا قالوها -يعني الشهادة- عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على اللَّه"، فالعصمة مقطوع بها مع الشهادة، ولا ترتفع ويستباح خلافها إلا بقاطع ولا قاطع من شرع ولا قياس عليه". الشفا بتعريف المصطفى ج2، ص277، 278.
ومن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية كذلك: "وإن الأشعرية أقرب إلى السلف والأئمة وأهل الحديث ... وأما الانتساب فانتساب الأشعري وأصحابه إلى الإمام أحمد خصوصاً وسائر أئمة أهل الحديث عموماً، ظاهر مشهور في كتبهم كلها ... ولكن الأشعري وسائر متكلمة أهل الإثبات مع أئمة السنّة والجماعة يثبتون الرؤية ويقولون القرآن غير مخلوق ويقولون إن اللَّه حي بحياة عالم بعلم قادر بقدرة". الفتاوى الكبرى، ج5، ص512، 513.
وهذا ما عليه عامة الأشعرية اليوم من السواد الأعظم.
ويترتب عليه:
- عدم تكفير المسلم إن أخطأ في فهم مسألة متعلقة بالدين، حتى تزال شبهته وتقام عليه الحجة. – عدم تكفير المتأول المسلم، وإن أخطأ في اجتهاده، وكذلك لا يفسق ولا يأثم، بل يثاب على اجتهاده الموافق للحق، وإن كانت المسألة خلافية لما تفضلتم بذكره جزاكم الله خيرا.
- الحذر في إصدار حكم التكفير على المسلم، لأن دماءهم وأموالهم معصومة بقول واعتقاد الشهادة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/396)
وبعد هذا، ألا يمكن القول بأن الأشاعرة من المسلمين المعصومة دماؤهم وأموالهم، وأنهم ذهبوا إلى التأويل واجتهدوا، وأنهم يقيمون الصلاة في اليوم والليلة خمس مرات، وأنهم يؤدون الزكاة ويصومون شهر رمضان ويؤدون فريضة الحج.
والأشاعرة لا تجد لهم شذوذات فقهية كما للمعتزلة والأباضية والشيعة وغيرهم من الفرق الضالة. وهم ملتزمون بفقه المذاهب الأربعة. ويعتمدون على الكتاب والسنة، ولو أنهم أخطأوا في فهم بعض النصوص فهم بشر غير معصومين. وكلنا يعرف علو قدر الباقلاني، الإسفراييني، إمام الحرمين الجويني، أبو حامد الغزالي، الفخر الرازي، البيضاوي، الآمدي، الشهرستاني، البغدادي، ابن عبدالسلام، ابن دقيق العيد، ابن سيد الناس، البلقيني، العراقي، النووي، الرافعي، ابن حجر العسقلاني، السيوطي، الطرطوشي والمازري والباجي وابن رشد "الجد" وابن العربي والقاضي عياض والقرطبي والقرافي والشاطبي والكرخي والجصاص والدبوسي والسرخسي والسمرقندي والكاساني وابن الهمام وابن نجيم والتفتازاني والبزدوي وغيرهم.
وكثير منهم يوافقون السلف في شيء و يوافقون الخلف في شيء آخر. كالقرطبي رحمه الله خالف في عقيدة العلو والاستواء وكالنووي وابن حجر في مسائل كثيرة كالاحتجاج بخبر الآحاد في العقيدة.
فهؤلاء وغيرهم يتوقف لساني من أن يقول فيهم أوعنهم كلمة لم يظن أحدهم أنه سيتهم بها أو يرمى بها بعد وفاته.
فكون أحدهم يقع في زلة وضلالة لا يعني بالضرورة أنه ضال مبتدع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران فإن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد". وهذا في الأصول كما هو في الفروع و فيه بحث طويل أطال ابن تيمية فيه النفس. فمن ذكرت من الأئمة والعلماء الذين وقع لهم القبول لا يخلون من الأجر والأجرين فكونهم وافقوا الأشاعرة لا يستلزم ضلالاهم وتبديعهم.
- ولقد قال ابن تيمية فى الفتاوى الكبرى عنهم: "أهل سنة فى المناطق التى لا يوجد فيها أهل الحديث" وأفتى بأنهم ليسوا من الفرق النارية. وقال السفارينى فى اللوامع: هم أهل سنة وجماعة.
- وقال الشهرستانى فى الملل والنحل: هم أهل سنة وجماعة وهم أصحاب الإمام الأشعرى.
- وقال ابن أبى العزِّ .. (معاصر ابن تيمية ورفيقه) .. مامفهومُه: أنهم أهل سنة وجماعة.
- بل إن شيخ الإسلام خرج معهم للجهاد وسماهم بالطائفة المنصورة وحتى الغلاة الذين سعوا في سجنه، لما خرج أراد السلطان بأن يفتك بهم فتشفع لهم شيخ الإسلام وقاله له: لو فقدتهم لن تجد مثلهم.
- وقال أيضاً عنهم: إنهم إما مجتهدون مصيبون فلهم أجران، وإما مجتهدون مخطئون فلهم أجر واحد، وإما مذنبون فالله يغفر لنا ولهم.
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (و أما الأشعرية فلا يرون السيف موافقة لأهل الحديث، وهم بالجملة أقرب المتكلمين إلى مذهب أهل السنة والحديث. .) الفتاوى 6/ 55
** قال شيخ الإسلام: (. . فإنهم أقرب أهل الكلام إلى السنة والجماعة والحديث، وهم يعدون من أهل السنة و الجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم) نقض التأسيس 2/ 87
... قال كذلك رحمه الله: (ثم أنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع، والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم، و تكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف. . .) درء التعارض 2/ 102 - وقريباً منه (مجموع الفتاوى 4/ 12 - 5/ 557 - 13/ 99).
**** و كان رحمه الله يعظم بعض العلماء الأشاعرة في عصرة ومن ذلك:
- قال السبكي الصغير (الابن): (و كان - ابن تيمية - لا يعظم أحداً من أهل العصر كتعظيمه له أي لوالده تقي الدين السبكي) طبقات الشافعية 10/ 194
- ذكر في ترجمة علاء الدين الباجي - وكان أشعرياً، أنه (لما رآه ابن تيمية عظمه، و لم يجر بين يديه بلفظة، فأخذ الشيخ علاء الدين يقول: تكلم نبحث معك، و ابن تيمية يقول: لا يتكلم بين يديك، أنا وظيفتي الاستفادة منك) السابق 10/ 342
***** ويبين كذلك بإنصاف مقدار ما انتفع الناس من الأشاعرة فيقول رحمه الله: (والأشعرية ما ردوه من بدع المعتزلة و الرافضة و الجهمية و غيرهم، و بينوا ما بينوه من تناقض، و عظموا الحديث و السنة و مذهب الجماعة، فحصل بما قالوه من بيان تناقض أصحاب البدع الكبار و ردهم ما انتفع به خلق كثير) مجموع الفتاوى 13/ 99
قارن أقوال شيخ الإسلام مع قول الكوثري في وصف ابن القيم الجوزية:
(ضال مضل زائغ مبتدع وقح كذاب حشوي بليد غبي جاهل مهاتر خارجي تيس حمار ملعون من إخوان اليهود والنصارى منحل من الدين والعقل بلغ في الكفر مبلغا لا يجوز السكوت عليه ... الخ)) (تبديد الظلام المخيم من نونية ابن القيم).
رحم الله شيخ الإسلام.
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/397)
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[23 - 08 - 05, 02:30 م]ـ
لأن عقيدتهم متغلغلة بين السواد الأعظم من المسلمين.
هذه دعوى عريضة منك يا أخي الفاضل ,
فمن أين لك بهذا الإطلاق؟؟؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[23 - 08 - 05, 02:47 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي أحمد الأزهري، غفر الله لك ..
في كلامك تخاليط ليست بالقليلة ولا الصغيرة، لعلي أعلق عليها إن شاء الله ..
لكنني فقط أريد أن أحذرك من أن هذه المسائل لا يصح فيها الاعتماد على نفسك .. هداني الله وإياك.
ـ[محمد عبد الحكيم]ــــــــ[23 - 08 - 05, 03:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على الأخوة الكرام أن يبينوا أقوال العلماء الثقات في تضليل الأشاعرة أو كفرهم، وليس الحكم عليهم من خلال اجتهاداتهم أو قياسهم على آراء العلماء وكلامهم.
أما عن كتاب: د / سفر الحوالي لم يذكر فيه أنهم كفار خارجين من ملة الإسلام.
والسلام عليكم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[23 - 08 - 05, 03:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على الأخوة الكرام أن يبينوا أقوال العلماء الثقات في تضليل الأشاعرة أو كفرهم
لم يذكر أحدٌ هنا أنهم كفار خارجون عن ملة الإسلام.
وهل الدكتور سفر الحوالي من العلماء الثقات أم لا؟
فإن كانت الإجابة نعم فـ
أما عن كتاب: د / سفر الحوالي لم يذكر فيه أنهم كفار خارجين من ملة الإسلام.
هذا يعني أنك اطلعت على الكتاب، فهل قال أنهم مبتدعون ضلال أم لا؟!
ـ[أبو علي]ــــــــ[23 - 08 - 05, 09:07 م]ـ
أخي أحمد محمود الأزهريّ
قولك: (أليست الأشاعرة والماتريدية القوة التي قضت على الفرق المبتدعة التي سادت في عصر من العصور ثم انتهت بفضله)
لا والله ثمَّ لا والله ثمَّ لا والله؛ بل هم وارثو المرجئة والجهميَّة وكلِّ بليَّة. ولم يبيّن عوار هذه الفرق إلا أئمَّة السَّلف.
قال شيخ الإسلام عن الأشاعرة: (لا للإسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا)
وجئني بكتابٍ واحدٍ لأشعريٍّ أو ماتريّديّ اسمه الرَّد على الجهميّة، أو الرَّدّ على المرجئة. إنَّ دون ذلك خرط القتاد.
قولك: (فقد كان الإمام أبو الحسن الأشعري إمام السنة فى عصره)
هذا الكلام مجازفة! وغمط لحقِّ أئمَّة أهل السّنّة.
فالأشعريُّ ولد سنة (270) وقيل (260) وتوفّيَ سنة (324)، وسأذكر لك بعض أئمَّةِ أهل السُّنَّة الَّذين أدركهم الأشعريُّ:
النسائيّ توفي سنة (303) صاحب السّنن.
وابن جرير (310) صاحب التَّفسير، و (صريح السّنّة)
ابن خزيمة (311) صاحب (كتاب التَّوحيد ومعرفة صفات الرَّبّ)
أبو بكر الخلال أحمد بن محمد بن هارون (311) صاحب (كتاب السّنَّة).
أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الحافظ ابن الحافظ (314) صاحب القصيدة المعروفة في السّنّة.
وابن المنذر (318) صاحب الأوسط والإجماع.
أبو محمد البربهاري. وتأمَّل هذه القصَّة، قال الذَّهبيُّ في تاريخ الإسلام (1/ 2487):
(الحسن بن علي بن خلف أبو محمد البربهاري الفقيه العابد. شيخ الحنابلة بالعراق. وكان شديدا على المبتدعة له صيت عند السلطان وجلالة وكان عارفا بالمذهب أصولا وفروعا
أخذ عن المروذي وصحب سهلا بن عبد الله التستري.
وحكى أبو علي الأهوازي أنه سمع أبا عبد الله الحمرائي يقول: لما دخل الأشعري بغداد جاء إلى البربهاري فجعل يقول: رددت على الجبائي وعلى النصارى والمجوس وقلت وقالوا. فقال البربهاري: ما أدري مما قلت قليلا ولا كثيرا ولا نعرف إلا ما قاله أبو عبد الله أحمد بن حنبل.
قال: فخرج من عنده وصنف كتاب " الإبانة " فلم يقبله منه.
وقد صنف أبو محمد البربهاري مصنفات منها: " شرح السنة " ... )
(وقال أبو الحسين بن الفراء: كان للبربهاري مجاهدات ومقامات في الدين كبيرة وكان المخالفون يغيظون قلب السلطان عليه.)
قولك: (وإنما اضطُرَّ الإمام الأشعرى إلى التأويل اضطرارا)
لا أعلم أنَّه يجوز للمسلم أن ينصر السُّنَّة بالبدعة، وأن يكتب ما لا يعتقد.
ثمَّ قصَّته معروفة في رجوعه عمَّا كان يعتقد، فلو كان لا يريد التَّأويل، فلا معنى لرجوعه لمذهب أهل الحديث.
قولك: (و الراجحُ أنه رجع فى آخر حياتِه عن مذهبِه إلى مذهب أهل الحديث كما في كتابه الإبانة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/398)
ليس راجحًا بل هو الواقع؛ ولكنَّه لم يثبت الصَّفات الاختياريَّة؛ لذلك كان رجوعه إلى جملة مذهب أهل السّنَّة. ولم يكن رجوعًا كاملاً؛ ولعلَّ هذا الَّذي جعلَ البربهاريَّ لا يقبل منه كتابّ الإبانة. والله أعلم.
وقولك: (وأرى والله أعلم أن القول بتبديع وتكفير الأشاعرة يؤدي إلى الشقاق والفرقة، بل إلى استثارة الفتنة) يعني نسكت على من خالف السّنّة من أجل عيون أهل البدع، يا أخي هذا كلام فكري حركي، ليس له من العلم نصيب؛ يشبه قول من قال: (نجتمع فيما اتَّفقنا فيه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه؟!؟!).
ثمَّ هل بُعثَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلا لتفريق مثل هذه الصُّفوف، وتنقية صفِّ المخلصين الموحِّدين.
والأحكام لا تبنى على ما تراه يا أخي الفاضل؛ بل على الكتاب والسُّنَّة.
قولك: (فكيف يقال بهلاكهم وكفرهم)
لم نقل بهلاكهم ولا بكفرهم، ولكن نعامل الدَّاعين إلى التَّمشعر، والمقرِّرين له؛ بتصنيف كتب في هذه العقيدة المرذولة معاملة أهل البدع، ويردّ عليهم، ويناصحون.
بل العالم إذا لم يدعوا، ولم يتعصَّب، وكان يستدلُّ على اعتقاده بالكتاب والسُّنَّة، ولكنَّهُ وافق الأشاعرة في بعض مقالاتهم؛ كقولهم في الإيمان، أو الصِّفات = لم يحكم بأشعريَّتِهِ، ولكن يقال فيه أشعريَّة، ويعذر لعلَّ هذا الَّذي وصله من العلم.
فالأشاعرة لا يستدلُّون بالكتاب والسُّنَّة على ما يعتقدون، بل يستدلُّون بالقواعد المنطقيَّة والأصول الفلسفيَّة. والَّذين لا يدعون إلى التَّمشعر ويوافقونهم في بعض معتقداتهم لا يصدرون إلا عن الكتاب والسّنّة.
فمدار الأمرِ إذن على مصادر التَّلقِّي عند المحكومِ عليه.
أمَّا عوامُّهم فأمرهم إلى الله إذا ماتوا؛ كما قالت اللَّجنة الدَّائمة. ويصلَّى عليهم ويدعى لهم بالمغفرة.
واعلم أخي الكريم أنَّي لم أقل هذا الكلام من عند نفسي، أو من خيالاتي، وإن شئت فارجع لكبار أهل العلم.
وهذا مثال على أحد تقرير دعاة الأشعريَّة –رحمه الله- لمذهبهم الباطل، وذلك قبل توبته:
قال الغزَّاليُّ في قَواعِدِ العَقَائِدِ (1/ 35):
(الأَصْلُ الخَامِسُ
العِلْمُ بِأَنَّهُ تَعالى لَيْسَ بِجَوْهَرٍ يَتَحَيَّزُ، بَل يتعالى وَيَتَقَدَّسُ عَن مُنَاسَبَةِ الحَيِّزِ.
وَبُرْهَانُهُ أَنَّ كُلَّ جَوْهَرٍ مُتَحَيِّزٍ فَهُوَ مُخْتَصٌّ بِحَيِّزِهِ، وَلا يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُوْنَ سَاكِنًا فِيْهِ، أَوْ مُتَحَرِّكًا عَنْهُ، فَلا يَخْلُو عن الحَرَكَةِ أَوِ السُّكُونِ؛ وَهُمَا حَادِثَانِ. وَمَا لا يَخْلُو عَنِ الحَوَادِثِ فَهُوَ حَادِثٌ.
ولو تُصُوِّرَ جَوْهَرٌ مُتَحَيِّزٌ قَدِيْمٌ لكان يُعْقَلُ قِدَمُ جَوَاهِرَ العَالَمِ فَإِنَّ سَمَّاهُ مُسَمٍّ جَوْهَرًا ولم يُرِدْ بِهِ المُتَحَيَّزُ كان مُخْطِئًا من حيث اللَّفْظ لا من حيث المعنى)
ثُمَّ قال:
(الأصل السابع
العلم بأن الله تعالى مُنَزَّهٌ الذَّاتِ عن الاختصاصِ بالجهاتِ.
فَإِنَّ الجهةَ إِمَّا فَوْقَ، وَإِمَّا أّسفل، وأَمَّا يَمِيْنُ، وإما شمال، أو قدام، أو خلف.
وهذه الجهاتُ هو الذي خلقها وأحدثها بواسطة خلق الإنسان، إذ خلق له طرفين:
أحدهما يعتمد على الأرض ويسمى رِجْلا.
والآخر يقابله ويسمى رَأْسًا.
فحدث اسم الفوق لِمَا يلي جهة الرأس، واسم السُّفْلِ لما يلي جهة الرِّجْلِ.
حتى إن النملة التي تَدِبُّ مُنَكِّسَةً تحت السّقف تنقلب جهة الفوق في حقها تحتًا وإن كان في حَقِّنَا فوقا.
وَخَلَقَ للإنسان اليدين، وإحداهما أقوى من الأخرى في الغالب، فحدث اسم اليمين للأقوى، واسم الشمال لما يقابله.
وَتُسمَّى الجهة الَّتِي تلي اليمين يمينا، والأخرى شمالا.
وَخَلَقَ له جانبين يبصر من أحدهما ويتحرك إليه؛ فحدث اسم القُدَّامِ للجهة الَّتي يَتَقَدَّمُ إِلَيْهَا بالحركةِ. واسمُ الخَلْفِ لما يقابلها؛ فالجهات حادثة بحدوث الإنسان ولو لم يخلق الإنسان بهذه الخلقة بل خلق مستديرا كالكرة لم يكن لهذه الجهات وجود ألبتة.)
إلى آخر التَّشبيه الَّذي وقع فيه -عفا الله عنه ورحمه-. وإنَّما وقع في التَّعطيل والتَّحريف بعدما ظنَّ أنَّ المخلوق يقاس بالخالق. نسأل الله العافيةَ والسَّلامةَ.
وأين الغزَّالي من قول الله تعالى: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (الأنعام:18)
وقوله: (ولو لم يخلق الإنسان بهذه الخلقة بل خلق مستديرا كالكرة لم يكن لهذه الجهات وجود ألبتة)
يلزم منه أنَّا لسنا فوق الكرة الأرضيَّةِ؛ وهذا مضحكٌ مبكي، يا ليت شعري لِمَ تركَ الكتاب والسّنّة. واعتمد على قواعد أرسطو وأفلاطون؟؟!!
وقولك: (فلا يمكن إطلاق الحكم؛ لأن في هذا الزمان الذي نعيش فيه لا يوجد تعريف محدد ودقيق للأشاعرة يجمعهم في صعيد واحد)
هذا قولٌ بلا علم، فاتَّقِ الله فيما تكتب.
ونقلك عن شيخ الإسلامِ أن المجتهد المتأول في اجتهاده يثاب عليه، ليس هذا في الأشاعرة؛ بل هو فيمن أخطأ من أهل السُّنَّة، وليتك تتأكَّد من قصد من تنقل عنه.
ويلزمك أنَّ أهل البدع يثابون على خطأهم وتأوُّلِهم. وبهذا تنقلب بدعهم إلى طاعات.
لم يقصد شيخ الإسلام هذا كما فهمته، ولا أظنَّك تدين الله بهذا.
وباقي الكلام فيه تخليط شديد، ولعلَّ ما كتب يكفي إن شاء الله.
هذا ما عندي وإنِّي أنصحك وغيرَك بعدم الخوض في المسائل الكبار بالتَّخمين والظَّنِّ، أو بفهم كلام أهل العلم على غير وجهه.
و اعلم أنَّ ما تكتبه ستحاسب عليه، إن خير فخير وإن شرًّا فشرّ.
أخوكم/ أبو عليّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/399)
ـ[ممدوح السعودي]ــــــــ[24 - 08 - 05, 03:17 ص]ـ
أنا أتعجب ممن يدافع عن الأشعرية كيف وفي منتدى اسمه "ملتقى أهل الحديث" يأتي من يدافع عن أهل البدع عجيب والله.
وأخشى أن يأتي يوم ويقول فيه أن غلاة الصوفية مجتهدون والمسيحيون مجتهدون ونفاة الصفاة مجتهدون.
وعلى العموم أريد الخلاصة ياإخواني في هذا الموضوع هل الأشاعرة كفار أم ماذا؟
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[24 - 08 - 05, 08:51 ص]ـ
الأشاعرة من الفرق الضالة لمخالفتهم للكتاب والسنة
فصل من كتابي "إعترافات أشعرية" -يسر الله اتمامه- وقد عرضته على أحد كبار العلماء المعاصرين في العقيدة ونصح بنشره
المذهب الأشعري وموقفنا من رجالاته
لك أن تسأل عزيزي القارئ، لم كل هذا الاضطرابات والتطورات، في هذا المذهب، والذي قل أن تجده في مذهب آخر، وإجابة عن هذا السؤال، يجب أن نفهم كيف قام هذا المذهب، وعلى ماذا قام.
عاش أبو الحسن الأشعري مؤسس المذهب،في كنف أبي علي الجبائي (1) شيخ المعتزلة في عصره وتلقى علومه، حتى صار نائبه وموضع ثقته. ولم يزل أبو الحسن يتزعم المعتزلة أربعين سنة، ثم ثار على مذهب الاعتزال الذي كان ينافح عنه، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه، وأعلن البراءة من الاعتزال، وخط لنفسه منهجاً يعتمد على الأصول العقلية نفسها، التي يقول بها المعتزلة (2)، كمسألة حلول الحوادث، ودليل الأعراض وغيرها من المسائل، مع محاولة اتباع السنة، فخرج مذهباً خليطاً متأثراً بطريقة ابن كلاب (3) ثم قرب كثيراً من أهل السنة بتأليفه الإبانة، إلا أنه بقيت به بقايا من مذهب المعتزلة، وخلاصة حالة إثبات سبع صفات عن طريق العقل: الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فأثبتها، وأثبت العلو، أما الصفات الاختيارية فلا يثبتها (4). ونتيجة لاعتماده على الأصول العقلية الفاسدة، سار اتباعه على هذه الأصول التي تخالف ما عليه الكتاب والسنة، ثم تدرج بهم الحال واقتربوا من المعتزلة شيئاً فشيئاً، فتأولوا ما خالف هذه الأصول من كتاب وسنة، فوصل بهم الحال إلى نفي العلو، ثم نفي الصفات الخبرية، وهكذا حتى وصل أحدهم في هذا العصر، إلى أن ينفي رؤية الله يوم القيامة!! أحد المسائل المشهورة التي يفترق عليها مذهب أهل السنة والجماعة والمعتزلة، وهو المعاصر حسن السقاف.
أما رجالات الأشاعرة فليسوا سواء أبداً، فليس من نفى العلو كمن أثبته مثلاً! وليس من نفى الرؤية من الجهمية الجدد المنتسبين للأشعرية كمن كفر منكرها من قدماء الأشعرية! وليس من أثبت لله عينين كالباقلاني كمن نفاها وزعم أن مثبتها مجسم سواء قال بعدها بلا كيف أو لا!! وموقفنا منهم يختلف حسب تنوع عقائدهم، وكم يغيظني كثيراً أهل البدع حين يشنعون على أهل السنة، ويقولون أنتم تكفرون الأشعرية!! أو أنتم تبدعون فلاناً وفلاناً من الأعلام!!، لذا اجتهدت في تصنيفهم حسب التتبع لمنهج الأشاعرة وتنوع عقائد رجالهم فوجدتهم أربعة أصناف:
الصنف الأول:
صنف ظٌلم وافتروا عليه النسبة للأشاعرة وهو منهم براء مثل ابن أبى زيد القيرواني (5) والخطيب البغدادي (6) والإسماعيلي (7) من باب تكثير السواد وحشد الأسماء، وقد ثبت عنهم ما يناقض عقيدة الأشاعرة.
مثال: ممن نسب للأشاعرة وهو منهم براء، الإمام الحافظ أبو نعيم الأصبهاني (8) ذكرت بعض المصادر أن عقيدته عقيدة الأشاعرة، قاله ابن الجوزي (9) وذكره ابن عساكر في أصحاب أبي الحسن الأشعري (10)
وهذا خطأ بين، فقد نقل الحافظ الذهبي عقيدة أبي نعيم في كتابه العلو للعلي الغفار، وهي عقيدة السلف، إذ صرح فيها بإثبات الصفات التي ورد ذكرها بالقرآن والسنة الصحيحة خالية من زبالة أهل الكلام، كذلك نقل عقيدته الحافظ ابن القيم في الصواعق المرسلة، وشيخ الإسلام الحافظ ابن تيميه، والذين وصفوه بذلك إنما هي دعوى تحتاج دليل، ولا دليل على ذلك، بل هو نفسه قد أفصح عن عقيدتة السلفية، والسبب في نسبته للأشاعرة هو المشاجرة التي وقعت بينه وبين الحافظ ابن منده في مسألة اللفظ، حتى صنف أبو نعيم كتاباً في الرد على الحروفية الحلولية، وصنف الحافظ ابن منده كتاب في الرد على اللفظ، وبدع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/400)
أبا نعيم واتهمه ونال منه، ومن المعلوم أن الحافظ ابن منده حنبلي، فربما اتهمه بعض الحنابلة بذلك نتيجة هذه المشاجرة، وانتشرت هذه الفرية بعد ذلك.
قال الإمام مؤرخ الاسلام الحافظ الذهبي في كتابه العلو (11): قال الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، مصنف (حلية الأولياء) في كتاب (الاعتقاد) له:
((طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب وإجماع الأمة، ومما اعتقدوه:
إن الله لم يزل كاملاً بجميع صفاته القديمة، لا يزول ولا يحول، لم يزل عالماً بعلم بصيراً ببصر سميعاً بسمع متكلماً بكلام، ثم أحدث الأشياء من غير شيء، وإن القرآن في جميع الجهات مقرؤاً ومتلواً ومحفوظاً ومسموعاً ومكتوباً وملفوظاً كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة، وأنه بألفاظنا كلام الله غير مخلوق، وإن الواقفة واللفظية من الجهمية، وإن من قصد القرآن بوجه من الوجوه، يريد به خلق كلام الله فهو عندهم من الجهمية، وإن الجهمي عندهم كافر -إلى أن قال- وإن الأحاديث التي تثبت في العرش، واستواء الله عليه يقولون بها، ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل، وأن الله بائن من خلقه، والخلق بائنون منه، لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه)) أ. هـ
قال الحافظ الذهبي بعد ذلك: فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول-يعني العلو- ولله الحمد. أ.هـ
فكما ترى أخي القاريء أن من عقيدته أن القرآن " كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة" وأن الله "مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه".
والسؤال: هل الأشاعرة يقولون بهذا حتى نعد أبا نعيم منهم؟؟
الجواب بكل تأكيد: لا، وكتبهم طافحة بنقيض هذه الأقوال.
وليس هذا الصنف –أعني من نسب لهم وهو منهم براء-مقتصر على المتقدمين، بل هناك من المتأخرين ممن نٌسب للأشاعرة، وهو يثبت العلو والصفات كبعض علماء الهند!.
نقل العلامة محمد صديق حسن خان في كتابه" الانتقاد الرجيح في شرح الاعتقاد الصحيح" (12) في مسألة العلو أقوال كثير من العلماء من مختلف العصور ومن بين من نقل عنهم، قال:
قال الشيخ الإمام المحدث المحقق في العلوم العقلية والنقلية محمد بن الموصلي الأصفهاني الشافعي مذهباً، الأشعري معتقداً، السني إتباعا في "كتاب سيف السنة الرفيعة في قطع رقاب الجهمية والشيعة":
((إن الله تعالى سبحانه قد بين في القرآن غاية البيان أنه فوق سماواته، وأنه مستوٍ على عرشه، وانه بائن من خلقه، وأن الملائكة تعرج إليه وتنزل من عنده، وأنه رفع المسيح إليه، وانه يصعد إليه الكلم الطيب، إلى سائر ما دلت عليه النصوص من مباينته لخلقه، وعلوه على عرشه، وهذه نصوص محكمه، وأن الله قد بين في غير موضع أنه خلق السماوات والأرض، وأن لله السماوات والأرض، وأنه يمسك السماوات والأرض وما بينهما، وأن الأرض قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه، وأن كرسيه وسع السماوات والأرض، وهذه نصوص صريحة في أن الرب تعالى ليس هو عين هذه المخلوقات، ولا صفة من صفاته، ولا جزء منها، فإن الخالق غير المخلوق، وليس بداخل فيها محصور، بل هي صريحة في أنه مبائن لها، وأنه ليس حالاً ولا محلاً لها، فهي –أي النصوص- هادية القلوب، عاصمة لها أن يفهم من قوله (وهو معكم) أنه سبحانه عين المخلوقات أو حال أو محل لها ... -إلى أن قال- وقد أخبر الله تعالى أنه مع خلقه، مع كونه مستوياً على العرش، وقرن بين الأمرين كما قال تعالى: (هو الذي خلق السماوات) إلى قوله تعالى (بصير) فأخبر أنه خلق السماوات والأرض، وانه استوى على عرشه، وأنه مع خلقه يبصر أعمالهم من فوق عرشه، كما في حديث الأوعال "والله فوق عرشه يرى ما أنتم عليه" فعلوه لا يناقض معيته، ومعيته لا تبطل علوه بل كلاهما حق.)) أ. هـ مختصراً.
وكما نرى، عقيدته موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة تماماً، ومناقضة لعقيدة الأشاعرة.
أما حكمنا على هؤلاء فإنهم من أهل السنة والجماعة، إلا أنه يجدر التنبه إلى أن الانتساب للأشعري بدعة، لاسيما وأنه بذلك يوهم حسناً بكل من انتسب هذه النسبة، وتنفتح أبواب الشر، أنظر مجموع الفتاوى (13)
الصنف الثاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/401)
صنف عاش في بيئة طغى فيها مذهب الأشاعرة المحض، وقل من نجى من شرار سعيره إلا من ثبته الله، وكان صاحب منهج صحيح ولكن وافق الأشاعرة في مسائل جزئية، ومن هذا الصنف الحافظ ابن حجر والنووي (14) وغيرهما.
ولنأخذ هاهنا مثالاً الحافظ ابن حجر:
قال عنه الشيخ سفر الحوالي (15) أنه ((أقرب شيء إلى عقيدة مفوضة الحنابلة كأبي يعلى ونحوه ممن ذكرهم شيخ الإسلام في "درء تعارض العقل والنقل"، ووصفهم بمحبة الآثار، والتمسك بها، ولكنهم وافقوا بعض أصول المتكلمين، وتابعوهم ظانين صحتها عن حسن نية))
ثم قال: ((وكثيراً ما تجد في كتب الجرح والتعديل، ومنها "لسان الميزان" للحافظ ابن حجر قولهم عن الرجل أنه وافق المعتزلة في أشياء من مصنفاته، أو وافق الخوارج في بعض أقوالهم، وهكذا، ومع هذا لا يعتبرونه معتزلياً أو خارجياً، وهذا المنهج إذا طبقناه على الحافظ وعلى النووي و أمثالهما لم يصح اعتبارهم أشاعرة، وإنما يقال: وافقوا الأشاعرة في أشياء، ومع ضرورة بيان هذه الأشياء واستداركها عليهم)) أ. هـ كلام الشيخ سفر
فابن حجر كما نص الشيخ سفر حفظه الله، لا يبرأ من موافقة بعض أقوال المذهب الأشعري على إطلاقه، وإنما نبرئه من أن يكون على غرار متكلمي الأشاعرة، الذين بنوا عقيدتهم على أصول فاسدة ودافعوا عنها.
وهناك أمور يجب معرفتها بخصوص ابن حجر هي:
1 - كل الكتب التي ترجمت للحافظ، وخاصة القديمة منها، لا تكاد تصرح بشيء فيما يتعلق بمذهبه العقدي وأنه يوافق الأشاعرة، بل على العكس، هناك عبارة واحدة نقلها السخاوي في الجواهر والدرر عن الجمال ابن عبد الهادي يقول فيها عن ابن حجر:
((كان محباً للشيخ تقي الدين ابن تيميه، معظماً له، جارياً في أصول الدين على قاعدة المحدثين ... )) أ. هـ
2 - كان أهل ذلك العصر- أعني عصر ابن حجر- أو ما يسمى عصر سلاطين المماليك- عصر انتشار التصوف، وتقديس الأشياخ، والاعتقاد فيهم، وقد كانوا في غاية التعصب لما هم عليه من العقائد المنحرفة، حتى أن ابن حجر يذكر في كتابه "إنباء الغمر" (16) أن قراءة كتاب في العقيدة السلفية ككتاب الإمام الدارمي (الرد على الجهمية) يعد خروجاً على عقيدة الجماعة ويسجن صاحبه!!
تخيل أخي القاريء: يسجن المسلم بسبب قراءته لكتاب!
وأي كتاب؟
إنه كتاب لعلم من أعلام السلف!!
أما الأخذ بآراء شيخ الإسلام في ذلك العصر، فيؤدي بصاحبه للأذى والابتلاء ولمز الناس له بالتيمي!
ولا يفوتنا بهذه المناسبة ذكر ابتلاء وامتحان الإمام ابن أبي العز الحنفي المعاصر لابن حجر -كما يذكر ابن حجر في "إنباء الغمر" (17) -، حين رفض تقريظ قصيدة للشاعر علي أيبك الصفدي، غلا فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم، وانتقد فيها مواضع كالتوسل وغيرها فسجن أكثر من ستة أشهر!!!!!!!
ومع كل هذا فابن حجر يسمي ابن تيميه "شيخ الاسلام بلا ريب" كما في الجواهر والدرر للسخاوي، وسماه "الحافظ" (18)، ونجده ينقل في كتابه فتح الباري من الكتب السلفية "الممنوعة" كالرد على الجهمية للإمام الدارمي (19) ومن كتب شيخ الإسلام (20).
3 - ومع كل ما سبق فابن حجر خالف الأشاعرة في كتابه فتح الباري في مواضع كثيرة جداً (21)
ورد أيضاً عليهم مصرحاً باسمهم، كما سيأتي إن شاء الله في هذا الكتاب.
وحكمنا على هؤلاء أنهم من أهل السنة والجماعة، بخلاف الزلات والهنات التي ينبه عليها في موضعها، لأن أي شخص من أهل السنة صاحب منهج صحيح إذا زل في أمر جزئي، لا يكون حكمه حكم مبتدع فاسد المنهج، لأن خطأ الأول خطأ جزئي، وخطأ الثاني خطأ منهجي مذهبي. ولذلك لم ينه شيخ الإسلام عن قراءة شرح صحيح مسلم للنووي ونحوه، كما فعل مع كتب المعتزلة والفلاسفة والمعتزلة والأشعرية، لأن شرح صحيح مسلم للنووي على طريقة المحدثين، على ما وقع فيه من هنات وزلات.
الصنف الثالث:
صنف اجتهد في طلب الحق مع محبة للسنة، وحرص على التمسك بها، ولكنهم وافقوا بعض أصول المتكلمين، وتابعوهم ظانين صحتها عن حسن نية، وانتهى بهم الحال لمذهب قريب مما وصل إليه الأشعري في مذهبه الذي استقر عليه في الفترة الأخيرة، أو قريب منه، ومن هؤلاء أبو الحسن الأشعري نفسه، والبيهقي وأضرابهم.
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (22):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/402)
(( ... ومما ينبغي أيضا أن يعرف أن الطوائف المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين والكلام، على درجات: منهم من يكون قد خالف السنة في أصول عظيمة، ومنهم من يكون إنما خالف السنة في أمور دقيقة، ومن يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم أبعد عن السنة منه فيكون محمودا فيما رده من الباطل وقاله من الحق، لكن يكون قد جاوز العدل في رده بحيث جحد بعض الحق وقال بعض الباطل، فيكون قد رد بدعة كبيرة ببدعة أخف منها، ورد بالباطل باطلا بباطل أخف منه، وهذه حال أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السنة- (الكلام هنا عن هذا الصنف) - ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولا يفارقون به جماعة المسلمين، يوالون عليه ويعادون، كان من نوع الخطأ، والله سبحانه وتعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك، ولهذا وقع في مثل هذا كثير من سلف الأمة وأئمتها: لهم مقالات قالوها باجتهاد، وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة، بخلاف من والى موافقة، وعادى مخالفه، وفرق بين جماعة المسلمين، وكفر وفسق مخالفه دون موافقة في مسائل الآراء والاجتهادات، واستحل قتال مخالفه دون موافقة، فهؤلاء من أهل التفرق والاختلافات، ولهذا كان أول من فارق جماعة المسلمين من أهل البدع الخوارج ... )) الخ.
فحكمنا على هؤلاء انهم إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولا يفارقون به أهل السنة، فيبدعون ويفسقون عليه، فخطأهم مغفور بإذن الله، وهم من أهل السنة والجماعة فيما عدا ما زلوا فيه، وينبغي بيان الحق والرد على ما خالفوا فيه أهل السنة، خاصة أن بعض تأويلات هؤلاء قد تروج على بعض الناس لإمامتهم في الفقه والحديث، كذلك -كما أشرنا من قبل- الانتساب للأشعري بدعة، لاسيما وأنه بذلك يوهم حسناً بكل من انتسب هذه النسبة، وتنفتح أبواب الشر أنظر مجموع الفتاوى (23)
الصنف الرابع:
صنف يعتبرون مقرري العقيدة، ومنظري الضلال باسم (الأشعري) -وهو منهم براء- مثل الجويني و الرازي (24) و الامدي (25) وأضرابهم من المتكلمين.
وحكمنا على هؤلاء أنهم من أهل البدع، وليسوا من أهل السنة والجماعة، وللآسف تجد المبتدعة يقدمون أسماء ابن حجر والنووي وغيرهم للتلبيس على الأغرار أن هذا هو مذهب هؤلاء الفضلاء، ثم إذا تورط أخرجوا له الأسماء الحقيقية مثل الرازي وغيره.
هذا اجتهادي في هذا التقسيم فإن كان صواباً فتوفيقاً من الله وإن خطأً فمن نفسي والشيطان والله تعالى أعلم وأحكم.
======
الحواشي:
(1) هو أبو علي محمد بن عبد الوهاب البصري، شيخ المعتزلة، ولد سنة 235 هـ ومات بالبصرة سنة 303 هـ أنظر في ترجمته "سير أعلام النبلاء" 14/ 183 و"البداية والنهاية" 11/ 134و"لسان الميزان" 5/ 271.
(2) يذكر السجزي في "الرد على من انكر الحرف والصوت" ص 168رواية عن خلف المعلم –أحد فقهاء المالكية- أنه قال: "أقام الأشعري أربعين سنة على الاعتزال، ثم أظهر التوبة، فرجع عن الفروع وثبت على الأصول" أي أصول المعتزلة التي بنوا عليها نفي الصفات.
(3) هو أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب القطان، أحد أئمة المتكلمين، وصفه ابن حزم في الفصل 5/ 77 بأنه شيخ قديم للأشعرية، وقال عنه الجويني في الإرشاد ص119 إنه "من أصحابنا" توفي بعد الأربعين ومائتين بقليل أنظر في ترجمته "سير أعلام النبلاء" 11/ 174 و"طبقات السبكي"2/ 299 و"لسان الميزان" 3/ 291.
(4) وقيل أنه مر بثلاث مراحل آخرها رجوعه للعقيدة أهل السنة والجماعة أنظر للتفصيل موقف ابن تيميه من الأشاعرة 1/ 361 - 409
(5) قال ابن أبي زيد ناقلاً الإجماع على العقيدة السلفية: ((ومما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة ومن السنة التي خلافها بدعة وضلالة أن الله تبارك اسمه له الأسماء الحسنى والصفات العلى .... وأنه عز وجل كلم موسى بذاته وأسمعه كلامه لا كلاماً قام في غيره وأنه يسمع ويرى ويقبض ويبسط وأن يديه مبسوطتان والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة وأنه فوق سمواته على عرشه)) الجامع في السنن والمغازي والتاريخ ص107 - 108 الطبعة الثانية بيروت. كما قال ابن أبي زيد في مقدمة رسالتة: ((وأنه تعالى فوق عرشه المجيد بذاته وأن علمه في كل مكان)) الرسالة ص6 طبعة مصطفى البابي بمصر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/403)
(6) قال الخطيب: "أما الكلام في الصفات فإن ماروي منها في السنن الصحاح مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله، وحققها قوم من المتثبتين فخرجوا بذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف، والفصل إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين .. "الخ (تذكرة الحفاظ) ج3 ص319.
(7) له "اعتقاد أئمة الحديث" مطبوع.
(8) هو أحمد بن عبد الله بن أحمد المهراني الأصبهاني، الحافظ الكبير، ولد سنة 306 هـ، سمع من مسند أصبهان أبي محمد بن فارس وأبي أحمد العسال وغيرهم، رحل له الحفاظ لحفظه وعلو إسناده، توفي سنة 430 هـ. أنظر في ترجمته "تذكرة الحفاظ" 3/ 1092، "العبر" 3/ 170.
(9) المنتظم 8/ 100 ونقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية 12/ 45.
(10) تبيين كذب المفتري ص246
(11) ص176
(12) ص95
(13) 6/ 360
(14) نشر حديثاً كتاباً للإمام النووي كان في عداد المفقود اسمه" جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات" وهو من أواخر ما ألف النووي حيث صنفه قبل وفاته بما يقرب الشهرين. سبب تأليفه: أنه سأله سائل عن زبد أقوال المتقدمين في الاعتقاد في الحروف والأصوات، قسمه قسمين:
القسم الأول: نقل عن الحافظ الأرموي الشافعي عن كتابه"غاية المرام في مسألة الكلام"
القسم الثاني: نقل عن كتابه المعروف ب"التبيان في آداب حملة القرآن".
نقل النووي عن الأرموي أن كلام الله حروف وأصوات ونسب هذا القول للإمام أحمد وحماد بن زيد وحماد بن سلمة ويزيد بن هارون وعبد الرحمن بن مهدي واسماعيل بن عليه ويوسف بن الماجشون وغير هؤلاء من الأئمة.
ثم ذكر قول الأشعري وابن فورك والجويني وغيرهم من أن القرآن عبارة ودلالة على الكلام القديم، ثم أخذ يسحق هذا القول بالحجج السلفية من القرآن والسنة وإجماع الصحابة وهو يسميهم باسمهم الصريح فيقول:
((والعجب أن كتب الأشاعرة مشحونه بأن كلام الله منزل على نبيه ومكتوب في المصاحف ومتلو بالألسنة على الحقيقة ثم يقولون: المنزل هو العبارة والمكتوب غير الكتابة والمتلو غير التلاوة ويشرعون في مناقضات ظاهرة وتعقبات باردة ركيكة!!!.ويكفي في دحض هذا المعتقد كونهم لا يستطيعون على التصريح به بل هم فيه على نحو من المراء .... الخ))
وذكر لهم عشرين حجة في إبطال قول أهل السنة ورد عليها ثم قال:
((فصل في إثبات الحرف لله تعالى)) وذكر أدلته
ثم قال: ((فصل في إثبات الصوت لله تعالى)) وذكر أدلته ثم قال الأرموي: ((ونحن من ديننا التمسك بكتاب الله وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث المشهورين] ونؤمن بجميع أحاديث الصفات لا نزيد على ذلك شيئاً، ولا ننقص منه شيئاً كحديث قصة الدجال وقوله فيه: "إن ربكم ليس بأعور" وكحديث النزول إلى سماء الدنيا وكحديث الاستواء على العرش وإن القلوب بين إصبعين من أصابعه وإنه يضع السموات على إصبع والأرضين على إصبع .. وما أشبه هذه الأحاديث جميعها كما جاءت بها الرواية من غير كشف عن تأويلها، وأن نمرها كما جاءت.
وأن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ونقول إن الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى: ((وجاء ربك والملك صفاً صفا)) وإن الله يقرب من عباده كيف شاء لقوله تعالى: ((ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)) وقوله: ((ثم دنا فتدلى () فكان قاب قوسين أو أدنى)) وأشباه ذلك من آيات الصفات، ولا نتأولها ولا نكشف عنها بل نكف عن ذلك كما كف عنه السلف الصالح.
ونؤمن بأن الله على عرشه كما أخبر في كتابه العزيز ولا نقول هو في كل مكان بل هو في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان كما قال تعالى: ((أأمنتم من في السماء)) وكما قال: ((إليه يصعد الكلم الطيب)) وكما جاء في حديث الإسراء إلى السماء السابعة ((ثم دنا من ربه))
وكما جاء في حديث سوداء أريدت أن تعتق فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أين ربك فقالت في السماء فقال أعتقها فإنها مؤمنة .. الخ
قال الإمام النووي معلقاً: ((فهذا آخر ما أردنا نقله من هذا المختصر من معتقد مصنفه مما ذكره في كتابه كتاب"غاية المرام في مسألة الكلام" للشيخ أبي العباس أحمد بن الحسن الأرموي الشافعي، وهو الذي عليه الجمهور من السلف والخلف.))
(15) منهج الأشاعرة في العقيدة - موقع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة على الإنترنت.
(16) 2/ 141
(17) 1/ 258 - 260
(18) التلخيص الحبير 3/ 109.
(19) فتح الباري 11/ 125، 13/ 389.
(20) 13/ 531، 13/ 524.
(21) فتح الباري: 1/ 46 - 47، 1/ 193، 2/ 37، 3/ 358، 5/ 183،6/ 118، 8/ 199، 8/ 216، 8/ 365 - 366، 8/ 569، 8/ 600،13/ 253، 13/ 268، 13/ 349، 13/ 350، 13/ 357، 13/ 368، 13/ 370، 13/ 390، 13/ 406 - 407، 13/ 407، 13/ 413، 13/ 349، 13/ 454، 13/ 357، 13/ 467، 13/ 368،13/ 390، 13/ 393، 13/ 496، 13/ 507 وغيرها كثير.
(22) 3/ 348
(23) 6/ 360
(24) هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن علي، فخر الدين الرازي، ولد سنة 544 هـ، كبير الأشاعرة و منظرهم، وهو من أئمة الأشاعرة الذين مزجوا المذهب بالفلسفة الإعتزال، تتلمذ على والده وعلى الكمال السمناني وأخذ الفلسفة عن مجد الدين الجيلي أوصى بوصية تدل على أنه "حسن عقيدته" كما يقول ابن حجر توفي سنة 606 هـ. أنظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 20/ 500 و لسان الميزان 4/ 426.
(25) هو أبو الحسن علي بن أبي محمد بن سالم، سيف الدين الآمدي، ولد سنة 551، تعرض في بغداد لإتهام الفقهاء له بفساد العقيدة بسبب ميله للعلوم العقلية فانتقل لمصر حيث تعرض لمحنة أخرى في عقيدته لغلوه في الفلسفة توفي سنة 631 هـ. أنظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 22/ 364 و"طبقات السبكي" 8/ 306.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27351&highlight=%C7%E1%C3%D4%C7%DA%D1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28590&highlight=%C7%E1%C3%D4%C7%DA%D1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30679&highlight=%C7%E1%C3%D4%C7%DA%D1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35290&highlight=%C7%E1%C3%D4%C7%DA%D1%C9
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/404)
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[24 - 08 - 05, 10:27 ص]ـ
لم أقصد بكلامي دفاعا عن أهل البدع معاذ الله، وأبرئ نفسي من هذا؛ فبيِّن من كلامي أنني لا أدين بمذهب الأشاعرة، ولكني أتوقف عن تكفيرهم وتضليلهم، كان هذا مقصدي، ليس إلا.
وعندما ذكرت أن مذهبهم تغلغل بين السواد الأعظم من المسلمين، لم أقصد المسلمين في كل زمان ومكان، ولعلي لم أوضح ذلك نتيجة السرعة في الرد، فلا يستطيع أحد مثلا أن يقول بأن مذهب الأشاعرة متغلغل بين أوساط المسلمين في المملكة العربية السعودية ... ، وإنما أعني أن مذهبهم تغلغل بين عامة مسلمي بعض الدول المسلمة كمصر مثلا وغيرها، فلو سألت أحدهم: أين الله لكانت إجابته: الله معنا في كل مكان، اللهم إلا طلبة العلم على المنهج السلفي.
وأسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص والتقوى في السر والعلن، وأن يتقبل منا ومنكم.
وجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[محمد عبد الحكيم]ــــــــ[24 - 08 - 05, 02:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزى الله خيرا كل من أسهم في هذا الموضوع؛ الأخ عبد الله بن خميس وأبو علي وأحمد محمود الأزهري وكل من أفاد الأمة الإسلامية بهذا البحث المختصر الشافي على هذا السؤال؛ وخاصة تفنيد شيوخهم إلى طبقاتهم حسب اعتقادهم وتفسيراتهم وعلى من أخذوا العلم وعلى أي طريق ساروا
جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[24 - 08 - 05, 10:00 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي أحمد الأزهري .. ليتك ما كتبت حرفًا مما كتبت ..
أو لنقل ليتك ما نقلت، وكيف خفي عليك أن الشبكة فيها من البلايا والبلاهات ما ينبغي أن يتعفف طالب العلم من نقله؟!!
حتى ردك الأخير فيه ما فيه من مجازفة، إن لم يكن كله معترض عليه كسابقه!
وكم كنت أرجو ألا تتكلم إلا فيما تحسن .. كما تعودنا منك ..
والله يا أخي لوقلت لك ما سببه لي مقالك من الأسى والحزن، وبخاصة المقال الذي نقلته؛ لأشفقتَ عليَّ، عفا الله عنك ..
هذل رابط الموضع الذي نقل منه أخي أحمد الأزهري، وحتى لم يعزُ فنلتمس له عذرًا ..
http://arabic.islamicweb.com/sunni/asha3ira.htm
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[24 - 08 - 05, 10:05 م]ـ
الحمد لله وحده ...
ولا يزال في المقال ـ الذي في الرابط والذي نقلته ـ كثير مما يحتاج إلى تفنيد ـ يسر الله ذلك ـ وإن كان أخونا أبو علي قد أحسن فيما كتب .. جزاه الله خيرًا.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[24 - 08 - 05, 10:43 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36102&highlight=%D5%DD%C9
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[25 - 08 - 05, 08:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخوانى فى الله
نخلص من هذا أنّهم يعتبروا من الفرق النارية جملة و لا يحكم على أعيانهم بكفر أو ضلال الا بعد اقامة الحجّة عليهم و أنّ الأشاعرة ليسوا من أهل السنّة جملة و لا يحكم على أعيانهم بأنّهم ليسوا من أهل السنّة على سبيل الاطلاق ...
و نخلص من هذا أيضا أنّ الأشاعرة دركات فليسوا كلهم على حد سواء فى العقيدة ...
و نخلص من ذلك أنّهم يدخلون فيما يدخل فيه أهل السنّة و الجماعة من حروب و مؤاكلة و مشاربة و غيرها
الا اذا أصبحوا فريقا خاصا يحارب أهل السنّة و يعاديهم فيصبح كل من كثّر سواد تلك الفرقة الغير مرضية ليس من أهل السنّة و الجماعة ...
فهل ما أوجزته صحيحا يا أخانا الكبير الأزهرى السلفى أم غير صحيح بارك الله فيك ....
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[25 - 08 - 05, 09:49 ص]ـ
أخي الفاضل / الأزهري السلفي.
بارك الله فيك، أليس ما كتبتُه، أو ما قمتُ بنقله، كان سببا ودافعا لك وللأخ أبي علي، والأخ عبد الله بن خميس، وغيركم في جعلكم توضحون وتفصلون في المسألة وتبينون للإخوة في المنتدى المبارك ما ترونه حقا وصوابا، وكان دافعا لذكر كثير من الروابط التي تتصل بالموضوع اتصالا مباشرا، فتثري الموضوع، فتعزز استفادة أخينا السائل أبي حذيفة الحنبلي، وتعود بالفائدة على كل من ينظر في الموضوع، وحتى الآن لم تفندِ الكثير مما كُتب أو نُقل، فلا تأسَ ولا تحزنْ، فرب ضارة نافعة.
ولا تنسونا من صالح دعائكم.
وجزاكم الله خيرا.
أخوكم / أحمد محمود الأزهري.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[26 - 08 - 05, 07:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخوانى فى الله
نخلص من هذا أنّهم يعتبروا من الفرق النارية جملة و لا يحكم على أعيانهم بكفر أو ضلال الا بعد اقامة الحجّة عليهم و أنّ الأشاعرة ليسوا من أهل السنّة جملة و لا يحكم على أعيانهم بأنّهم ليسوا من أهل السنّة على سبيل الاطلاق ...
و نخلص من هذا أيضا أنّ الأشاعرة دركات فليسوا كلهم على حد سواء فى العقيدة ...
و نخلص من ذلك أنّهم يدخلون فيما يدخل فيه أهل السنّة و الجماعة من حروب و مؤاكلة و مشاربة و غيرها
الا اذا أصبحوا فريقا خاصا يحارب أهل السنّة و يعاديهم فيصبح كل من كثّر سواد تلك الفرقة الغير مرضية ليس من أهل السنّة و الجماعة ...
فهل ما أوجزته صحيحا يا أخانا الكبير الأزهرى السلفى أم غير صحيح بارك الله فيك ....
الحمد لله وحده ...
ما أوجزتَه أراه صحيحًا أخي أبا حذيفة .. بارك الله فيك ..
على أن قولك: (من الفرق النارية)؛ أفهم أنك تعني أنهم من الثلاثة وسبعين فرقة، وهذا صحيح ..
وقولك: إنهم ليسوا من أهل السنة (جملة)؛ لا أدري ما تريد بقولك جملة، على كل حال هم ليسوا من أهل السنة.
وقولك: (لا يحكم على أعيانهم أنهم ليسوا من أهل السنة على سبيل الإطلاق)؛ لا أدري ما مرادك بالإطلاق هنا، فإن كنت تريد العموم ـ وهو الظاهر ـ فهو ذاك ..
بارك الله فيك وزادك علمًا وعملاً ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/405)
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[26 - 08 - 05, 12:10 م]ـ
ما فهمته من كلامى صحيح يا أخانا العزيز ..
و قولى جملة قد تكون كلمة زائدة و لكن أعنى عموما ...
و جزاكم الله خيرا أخانا الكبير
ـ[أبو البركات]ــــــــ[26 - 08 - 05, 02:53 م]ـ
لاشك أن السواد الأعظم لايدينون بعقيدة الأشعرية، فالعامة لاتقول بعقيدة الأشعرية كما يقولون في أن الله لاداخل العالم ولا خارجة وأن الأيدي لاترفع إلى الله وأنه ليس فوق العرش إله يعبد وأن مابين الدفتين ليس كلام الله وأن الله لم يخلق آدم بيده ولم يسمع موسى كلام الله ... إلخ أصول المتمشعرة ...
والصحيح أن الأشعرية فرقة ضلت في الأصول وخالفت ماكان عليه سلف الأمة، فهي فرقة بدعية بلا شك
ثم أنه يلاحظ على متأخري الأشاعرة أنهم يحاولون جاهدين التستر خلف بعض الأعلام من العلماء بحجة أنهم أشاعرة؟! وهذا مكر وخداع واضح كماهي عادة أهل البدع وما دفعهم إلى ذلك إلا شناعة مذهبهم ومخالفته لفطر الناس، والله أعلم
ـ[سالم عدود]ــــــــ[07 - 06 - 07, 03:11 ص]ـ
نفع الله بكم جميعا
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 12:01 ص]ـ
####
وأما الجواب فالصواب فيه عندي .. أن الأشاعرة على أضرب ..
فمنهم المتعصب الغالي الذي تأكد بالقرائن ركوبه متن عقله مسفها في ذلك ما يعرض له من أدلة الحق حارفا إياها عن سبيل الجادة بكل وسيلة .. مثل الكوثري ونحوه .. فهذا وأضرابه ضلّال
ومنهم الذي ثبتت ديانته وأمانته وخلقه وجهاده واجتهاده .. ومع هذا أخطأ فوافق الأشاعرة كالإمام بن دقيق العيد والعز بن عبد السلام مثلا رحمه الله تعالى .. فلا يضلل أمثال هؤلاء ..
ثم إن الأشعرية .. إذا عني بها مجرد التأويل للصفات .. تختلف علن الأشعرية التي تشتمل على مخالفات أخر .. والذي يؤول بعض الصفات .. ليس كالذي يؤول جلها ..
والقصد في الأمر .. أن كل قول أو فعل خالف ما اتفق عليه السلف فهو ضلال .. من حيث هو فعل أو قول ..
ولا يلزم من ذلك تضليل صاحبه .. كما لا يخفى ..
ولا نعلم أحدا كفر المعتزلة هكذا بالإطلاق .. فضلا عن الأشاعرة ..
فلنتق الله تعالى وليتذكر كل امريء أن حاصل القول بالتكفير: التأبيد في النار ..
فليت شعري ما أجرأ بعضنا على الله!
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 11:59 م]ـ
لم يقل أحد من أهل العلم بتكفير الأشاعرة
و لا ابن تيمية رحمه الله
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[08 - 07 - 07, 11:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني في الله إني أحبكم في الله جميعاً ولي _منكم أحبتي _ طلب قبل المشاركة وهو:
إن طرح أخ منا سؤالاً (وليس هو من المغرضين) فليدلِ كل واحد منا بدلوه وصولاً إلى الحق وإلى سواء الصراط دون تعصب لشئ إلا لله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بغض النظر من قال به من المخلوقين (((((مع))))) التوقير الأكمل لأئمة المسلمين من امتن الله تعالى عليه بسلوك منهاج أهل السنة والجماعة أو ممن فاته بعض الشئ من وضوح ذلك المعتقد السليم مع الاعتذار عنهم بأنهم:
1 - ما أرادوا إلا الحسنى.
2 - ما تركوه وراءهم من علم غزير وتاريخ منير ينبئ عن حسن سريرة منهم رحمهم الله أجمعين ولو قارن الواحد منا أعماله إلى أعمالهم وحاله إلى أحوالهم وكيف أسماؤهم معنا أكثر من آبائنا!!
3 - أنهم أحق بالثواب؛ لأنهم اجتهدوا عن علم.
4 - ربما بعضهم نشأ في بيئة معينة فتشرب منها بعض الشئ وهذا ملموس في علماء كل العصور.
5 - لا نجعلهم غرضاً؛ فإن فعلنا فرح أعداؤنا.
... أما مشاركتي فهي تتلخص فيما يلي:
موضوع الأشاعرة واختصاراً للكلام أقول: أي أشاعرة؟ التي تركها الإمام أبو الحسن الأشعري؟ أم التي مات عليها؟ أما الأولى فقد تركها بنفسه كما في الإبانة فهل يصح أن يقال: أنا منتسب لشئ تركه صاحبه؟ وصاحبه هذا إمام وليس من أهل الدنيا سريعي التقلب.
أم على ما مات عليه الإمام أبو الحسن الأشعري وهو عقيدة أهل السنة والجماعة؟
... أما الكلام على الأشاعرة الذين لم يرجعوا إلى كلام الإمام أبي الحسن الأشعري فقد بين ذلك الإمام ابن تيميَّة حالهم وبين أن الأشاعرة أقرب أهل الكلام إلى السنة كما قرر ذلك الإمام ابن تيمية
حيث يقول: "وهم في الجملة أقرب المتكلمين إلى مذهب أهل السنة والحديث" الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، جـ6 ص55، بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (نقض تأسيس الجهمية)، تحقيق محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، جـ2 ص87، بل إنه يعدهم من أهل السنة والجماعة بالنسبة إلى سائر الطوائف كما في قوله: "وهم يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم" شيخ الإسلام ابن تيمية، نقض التأسيس، جـ2 ص87،. وهكذا فقد عدهم أهلاً للسنة ونصرتها مع باقي الطوائف الذين انحرفوا عن الوحي بتأويلات فاسدة تحتكم إلى العقل أكثر منها إلى الشرع ولكن عند النظر إليهم مع أهل السنة فإنهم قد خالفوا أهل السنة في أمور أخرجتهم من الدوران في فلك أهل السنة والجماعة ولكن مع هذا فإنه يعتذر عن أخطائهم؛ لأنهم أهل علم واجتهدوا في الوصول إلى الحق بقوله: "ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساعٍ مشكورة وحسنات مبرورة وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدلٍ وإنصاف" شيخ الإسلام ابن تيمية، درء تعارض العقل والنقل، جـ2 ص102
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/406)
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[08 - 07 - 07, 11:46 م]ـ
هل يعني هذا أن نضلل ثلاثة أرباع المُسلمين؟!
ـ[الزيادي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 12:41 ص]ـ
أنصح الجميع بقراءة كتاب: الأشاعرة في ميزان أهل السنة، لشيخنا الفاضل: فيصل بن قزار الجاسم
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - 07 - 07, 06:31 م]ـ
هل يعني هذا أن نضلل ثلاثة أرباع المُسلمين؟!
.. ان كنت مدعيا فالدليل
أما إلقاء الكلام جزافا فهذا يحسنه الكل
هات الإحصائيات التي تُثبت ذلك
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 03:40 ص]ـ
جزى الله جميع الإخوة الذين شاركوا الموضوع وأثروه بالنقاش العلمي ...
هناك مسألة لعلنا نتناقش حولها وهي أصناف الأشاعرة، أو أصناف المنتسبين لأبي الحسن الأشعري .. فمعلوم أن الأشاعرة مرت بمراحل، فالمتقدمون منهم بخلاف المتأخرين ... فمثلا ً التصوف لم يدخل على الأشاعرة إلا في وقت متأخر، ونفي الصفات الذاتية لم يكن عند أكثر متقدميهم إنما الإشكال في الصفات الفعلية، وكذلك هناك منهم منسوبون لأهل الحديث أمثال الخطابي وابن عساكر وحافظ زمانه ابن حجر وإمام عصره النووي وغيرهم من الذين يعضمون السنة هل يا إخوة الإيمان نقارن هؤلاء بالرازي والآمدي والباقلاني والسبكي والعزبن عدالسلام وغيرهم ... بعضهم ادعى أن الأخذ بظاهر النصوص كفر، وبعضهم قال: ينبغي أن لا تقرأ آيات الصفات على العوام لئلا يتوهموا التشبيه ... وبعضهم قال: وهناك أدلة نصوصية تعارض ما قلناه لا تليق بكتابنا هذا ...
فهل هؤلاء يجوز أن يذكروا مع الأوائل المعظمون للسنة ...
فاعتقد أن أبي الحسن الأشعري وأصحابه مرحلة، هي مرحلة المدرسة الكلابية، وبخلافها مرحلة الآمدي، وبخلاف مرحلة الآمدي مرحلة الرازي وهي مرحلة متأخري الأشاعرة الذين اعتمدوا قانون الرازي في كتاب أساس التقديس وهي في الحقيقة جهمية خالصة ليس عندها إلا إزدراء الوحي وتضليل كل من أخذ بالكتاب والسنة .... فما رأيكم أن نتباحث حول هذا الكلام إن لم أكن مخطئ.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[12 - 07 - 07, 06:44 ص]ـ
للامام الموفق عدة رسائل في بيان حال الاشاعرة
وخاصة امامهم ورجوعه المزعوم ... ومما ذكره في بعض تلك الرسائل عن الاشعري
(( ... قائدهم الى النار .... ))
قد لا تروق للبعض
لكن هي من امام عارف بعقيدة القوم وخبث مقالهم.
ـ[خال ساجد]ــــــــ[12 - 07 - 07, 05:17 م]ـ
حذفه المشرف لمخالفته للعقيدة الصحيحة.
ـ[محمد الفراج]ــــــــ[12 - 07 - 07, 05:39 م]ـ
س/ من يحقق لنا الفرق بين أهل السنة والأشاعرة في تفسير شهادة التوحيد " لا إله إلا الله "؟ وهل الخلاف لفظي وماذا عن تفسير الزركشي الأشعري لها؟
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[16 - 07 - 07, 01:48 ص]ـ
هناك من يحب أن يثبت الجذع في أعين الآخرين ولا يرى القذاة في عينه
فتراه ينفي رجوع عالم للحق .. لتشبعه بالتعصب المذموم .. كما نفى من قبل رجوع الإمام الشوكاني
فيا عجبا كيف يسب أبو الحسن الأشعري .. وهو الإمام الفاضل .. رحمه الله تعالى
الذي ثبت رجوعه لعقيدة السلف ..
كما بين ذلك كبار أهل العلم .. كالإمام ابن تيمية والذهبي وابن القيم بل وابن عساكر في تبيين كذب المفتري .. فيشارك الأشاعرة أنفسهم في زعمهم أنه لم يرجع!
فتراه ينصب نفسه حكما وفقا لهواه .. نابذا كل ما قاله أئمة هذا الشأن .. من المتقدمين والمتأخرين ..
وناهيك بتظاهر الأدلة على ذلك ..
وما أعلم عالما في العقيدة يعتد بقوله في زماننا إلا وهو يؤكد ما تقرر من رجوع الإمام أبي الحسن الأشعري لما ظهر له الحق ..
كسفر الحوالي
والبرّاك
وعبد الله بن جبرين
والعثيمين
والراجحي
وغيرهم ..
وإن من أعظم ما يفند به باطل الأشاعرة .. أنهم ينتسبون لمن هو براء من عقائدهم ..
فيأتي بعضنا ليقول .. مقدما للأشاعرة أعظم هدية .. بزعمه أنه لم يعد ..
والله المستعان
فليتب هؤلاء إلى ربهم ..
وليتقوا الله تعالى .. قبل أن يبتليهم بشيء لا تحمد عقباه
وأما الرسائل المنسوبة للإمام الموفق .. فليست حجة على من سمينا إن صحت ..
وليس قول عالم بحجة على غيره حتى يكون دليله أظهر وأبلغ وأوضح مع تفنيد قول ما عداه
ثم الإمام ابن تيمية أعظم قدرا وأجل في تحرير هذه المسائل خاصة بل هو العمدة .. باتفاق أهل العلم بالعقيدة الصحيحة
فكيف إذا انضاف لذلك اعتراف بعض كبار الأشاعرة أنفسهم بما نسب إليه من رجوع كابن عساكر؟
وكيف إذا انضاف إليه وجود كتب الإمام الأشعري المثبتة لهذا الرجوع .. كالإبانة .. ورسالته إلى أهل الثغر .. ومقالات الإسلاميين؟
والله المستعان
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[16 - 07 - 07, 07:07 ص]ـ
عكست .. والصواب: لا يرى الجذع في عينه
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[17 - 07 - 07, 07:17 ص]ـ
هل اشتغل السلف بتعيين الفرق النارية؟
هل وصف أحد من السلف أو الخلف الأشاعرة بالفرقة النارية , أقصد أحد من المحققين.
لا يلزم من كون الأشاعرة فرقة ضالة كونها من الفرق النارية.
فقول النبي في الحديث ((كلها في النار إلا واحدة)) لا يراد به أن جميع من خالف السلف يكون من أهل النار.
والله العظيم أنا لست أشعرياً , ولا أدافع عنهم , ولكن لا يلزم من مخالفتهم للسلف كونهم من الفرق النارية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/407)
ـ[المرزوقي ح]ــــــــ[20 - 07 - 07, 05:50 م]ـ
بسم الله, هي فرقة ضالة ضارة بلا شك فكل خطأ في العقيدة ضلال, و لكن ليحذر بعض اخواننا من مجاوزة الحد في التضليل و التفسيق لشخص أشعري معين بذاته. و الله أعلم.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 12:01 ص]ـ
=محمد بن عبد الوهاب;634177] هل اشتغل السلف بتعيين الفرق النارية؟
هل وصف أحد من السلف أو الخلف الأشاعرة بالفرقة النارية , أقصد أحد من المحققين.
لا يلزم من كون الأشاعرة فرقة ضالة كونها من الفرق النارية.
فقول النبي في الحديث ((كلها في النار إلا واحدة)) لا يراد به أن جميع من خالف السلف يكون من أهل النار.
والله العظيم أنا لست أشعرياً , ولا أدافع عنهم , ولكن لا يلزم من مخالفتهم للسلف كونهم من الفرق النارية. [/ quote]
بل يلزم لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يخرج من الفرق النارية إلا من كان من الجماعة وقد تم تفسير الجماعة بمن كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
والناس مجمعون على أن المبتدع لا يكون من الفرقة الناجية فإن لم يكن من الفرقة الناجية فماذا سيكون؟
والسلف اشتغلوا بالكلام في الفرق وتبديع المبتدع وبيان حاله واقرأ في بعض كتب الإعتقاد تجدهم يذكرون حديث الإفتراق ثم يعرجون على نقد الفرق الضالة
وباب الضلال أوسع من باب الفسق فقد يضل المرء لتأويل فيقال ضال ولا يقال فاسق
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[21 - 07 - 07, 12:24 ص]ـ
شكرا لكل من شارك فى هذا الموضوع المهم
ـ[سعدسعود]ــــــــ[22 - 07 - 07, 02:18 م]ـ
الأخ احمد محمود السلام عليكم:
أخي بارك الله فيك أنت تسأل عن الاشاعره كفرقه لها أصولها ولها منهجها هل هي ضاله أم لا؟
ولاتسأل عن افراد وأعيا ن، ومن المعلوم ان الحكم على الفرقه ليس كالحكم على الشخص وأظنه واضح، فأما الأشاعره فتقدم نقل الاخوان بارك الله فيهم عن اللجنه والشيخ ابن عثيمين وفي كلامهم الكفايه لمريد الحق انشاء الله وان كان المجال مجال بحث فقد ذكرت المراجع وازيدك منها:
- الرد على الاشاعر لابن الحنبلي رحمه الله في مجلدين.
- كلام شيخ الاسلام وسبق
- رساله في الرد على الاشاعره في القرآن لابن عقيل الحنبلي صغيره
- الإبانه لأبي الحسن الأشعري
- الحمويه لشيخ الاسلام
- كتب أئمة السلف في العقيد كالسنه للخلال والرد على من أنكر الحرف والصوت لأبي نصر السجزي وغيرها
وفقنا الله وإياكم للحق ورزقنا اتباعه
ـ[غزوان العزاوي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 02:43 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ذكرت اخي الكريم ان اللغه تقبل تاويل الاشاعرةلليد بالقوة ولكن لا يقبلها التاويل الشرعي وهذا كلام غير مقبول لغة لان ابن تيميه رحمه الله تحداهم في ان ياتوا بدليل واحد على تاويل اليدان او اليدين بالمثنى فهذا عند العرب لا يقبل الا المعنى الظاهر وهو اليد الحقيقيه وللعلم فقد تتبعت المساله ولم اجد له معارض ووفقني الله واياكم للهدى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سمر الزين]ــــــــ[30 - 07 - 07, 12:42 ص]ـ
حذف للضعف العلمي. المشرف.
ـ[سمر الزين]ــــــــ[30 - 07 - 07, 12:50 ص]ـ
حذف للضعف العلمي. المشرف.
ـ[المقدادي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 12:52 ص]ـ
لن أطيل عليكم ولن أورد كلام العلماء في هذه المسألة: الأشاعرة كفار أم لا؟ .. بل سأكتفي بذكر حديث نبوي شريف يرد على هذا التساؤل:
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله) [متفق عليه]
فكيف نكفّر من نطق بالشهادتين لمجرد أنه خالف مذهبنا أو نظرتنا للأمور؟؟ .. بالله عليكم أفيدوني
أين التكفير هداك الله؟؟؟
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[02 - 08 - 07, 05:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[03 - 08 - 07, 01:18 ص]ـ
قال الشيخ يوسف الغفيص في شرح شرح حديث الافتراق:
لا يستطيع أحد لا من السلف ولا من الخلف أن يحدد هذه الفرق الثلاث والسبعين على القول بصحة الحديث
ثم قال في موضع آخر: أما أنهم اشتغلوا بتسمية الفرق المخالفة للسلف وهم ثنتان وسبعون فرقة فإن هذا الاشتغال لم يقع من أحد من السلف وإنما اشتغل به بعض المتأخرين وأصل الاشتغال به من طريقة متكلمة أهل الإثبات كأصحاب أبي الحسن الأشعري.
ثم قال في موضع آخر:
لكن هذا الاشتغال ليس إشتغالاً سلفياً بل هو من القول على الله بغير علم لأنه إن اعتبرت أسماء الطوائف التي ظهرت في تاريخ المسلمين فإن العدد لا يمكن أن ينضبط عليها بل قد يزيد عنها إذا اعتبر تفرق الطوائف
كأن يقال الخوارج: خمس عشرة طائفة ... والمرجئة: ثنتا عشرة طائفة
إذا اعتبر هذا التقرير كما هي طريقة أهل المقالات فإن الفرق تزيد كثيرأ عن ثلاث وسبعين
وإذا اعتبرت أصول الطوائف فإن الفرق تقل عن ثلاث وسبعين.
ثم قال: وأما أن المكلفين يعلمون أسماء هذه الطوائف فهذا ليس بصحيح.(31/408)
عموم ((كل بدعة ضلالة)) هل له مخصص؟
ـ[عبدالله السيباني]ــــــــ[11 - 08 - 05, 08:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني طلبة العلم حفظكم الله ورعاكم
حصل بيني وبين أحد الأساتذة نقاش حول مفهوم البدعة وتقسيمها إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة واعترضت على هذا التقسيم بأن الحديث عام في ذم البدع جميعها ((كل بدعة ضلالة))، وأخبرني أن هذا عام مخصص بحديث ((من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن. . .)) الحديث، ورديت عليه بأن هذا الحديث يخبر عن سنة حسنة وليس بدعة حسنة وهناك فرق بين السنة والبدعة، فاعترض بأن البدعة والسنة تطلق أحدهما على الأخرى وحينئذ لا يبقى هناك إشكال في تخصيص ذلك العموم بهذا المخصص، واستنكرت ذلك القول وعندما بحثت في معاجم اللغة عن اطلاق السنة على البدعة أو اطلاق البدعة على السنة لم أجد من قال بذلك. كما أني بحثت عمن قال بذلك التخصيص من أهل العلم قديما وحديثا لم أجد شيئاًً حسب بحثي المتواضع. سؤالي هو: هل من يفيدني منكم بوجود مخصص لعموم حديث ((كل بدعة ضلالة)) من السنة؟ وهل قال بهذا القول أحد من العلماء قديما وحديثاً؟ وهل يصح اطلاق السنة على البدعة والعكس لغة وشرعاً؟ أرجو افادتي بذلك ولكم جزيل الشكر والتقدير.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[11 - 08 - 05, 02:59 م]ـ
هذه رسالة للعلّامة ابن عثيمين فيها الإجابة على أسئلتك
الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وترك أمته على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك؛ بيّن فيها ما تحتاجه الأمة في جميع شئونها حتى قال أبو ذر رضي الله عنه: «ما ترك النبي صلى الله عليه وسلّم طائراً يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً». وقال رجل من المشركين لسلمان الفارسي رضي الله عنه: علمكم نبيكم حتى الخراة ـ آداب قضاء الحاجة ـ قال: «نعم، لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي باليمين أو أن نستنجي برجيع أو عظم».
* وإنك لترى هذا القرآن العظيم قد بين الله تعالى فيه أصول الدين وفروع الدين فبين التوحيد بجيمع أنواعه، وبين حتى آداب المجالس والاستئذان، قال تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِى الْمَجَلِسِ فَافْسَحُواْ يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُواْ فَانشُزُواْ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}. وقال تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمُ وَإِن قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُواْ فَارْجِعُواْ هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}. حتى آداب اللباس قال الله تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَآءِ الَّلَتِى لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ}. {يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاَِزْوَجِكَ وَبَنَتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَبِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَبِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}. {وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/409)
الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَبِهَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .. إلى غير ذلك من الايات الكثيرة التي يتبين بها أن هذا الدين شامل كامل لا يحتاج إلى زيادة كما أنه لا يجوز فيه النقص، ولهذا قال الله تعالى في وصف القرآن: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَبَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}، فما من شيء يحتاج الناس إليه في معادهم ومعاشهم إلا بينه الله تعالى في كتابه إما نصّاً أو إيماء وإما منطوقاً وإما مفهوماً.
* أيها الأخوة: إن بعض الناس يفسر قول الله تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِى الاَْرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَلُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِى الكِتَبِ مِن شَىْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}. يفسر قوله: {مَّا فَرَّطْنَا فِى الكِتَبِ مِن شَىْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} على أن الكتاب القرآن، والصواب أن المراد بالكتاب هنا اللوح المحفوظ. وأما القرآن فإن الله تعالى وصفه بأبلغ من النفي وهو قوله: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَبَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} فهذا أبلغ وأبين من قوله: {مَّا فَرَّطْنَا فِى الكِتَبِ مِن شَىْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}. ولعل قائلاً يقول أين نجد أعداد الصلوات الخمس في القرآن؟ وعدد كل صلاة في القرآن؟ وكيف يستقيم أننا لا نجد في القرآن بيان أعداد ركعات كل صلاة والله يقول: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَبَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}؟
والجواب على ذلك أن الله تعالى بين لنا في كتابه أنه من الواجب علينا أن نأخذ بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلّم وبما دلنا عليه {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَآ أَرْسَلْنَكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً}، {وَمَآ ءَاتَكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، فما بينته السنة فإن القرآن قد دل عليه لأن السنة أحد قسمي الوحي الذي أنزله الله على رسوله وعلمه إياه كما قال الله تعالى: {وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً عَظِيماً}، وعلى هذا فما جاء في السنة فقد جاء في كتاب الله عز وجل.
* أيها الأخوة: إذا تقرر ذلك عندكم فهل النبي صلى الله عليه وسلّم توفي وقد بقي شيء من الدين المقرب إلى الله تعالى لم يبينه؟
أبداً فالنبي عليه الصلاة والسلام بين كل الدين إما بقوله، وإما بفعله، وإما بإقراره إما ابتداءاً أو جواباً عن سؤال، وأحياناً يبعث الله أعرابياً من أقصى البادية ليأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم يسأله عن شيء من أمور الدين لا يسأله عنه الصحابة الملازمون لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ولهذاكانوا يفرحون أن يأتي أعرابي يسأل النبي صلى الله عليه وسلّم عن بعض المسائل. ويدلك على أن النبي صلى الله عليه وسلّم ما ترك شيئاً مما يحتاجه الناس في عبادتهم ومعاملتهم وعيشهم إلا بينه يدلك على ذلك قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/410)
* إذا تقرر ذلك عندك أيها المسلم فاعلم أن كل من ابتدع شريعة في دين الله ولو بقصد حسن فإن بدعته هذه مع كونها ضلالة تعتبر طعناً في دين الله عز وجل، تعتبر تكذيباً لله تعالى في قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} لأن هذا المبتدع الذي ابتدع شريعة في دين الله تعالى وليست في دين الله تعالى كأنه يقول بلسان الحال إن الدين لم يكمل لأنه قد بقي عليه هذه الشريعة التي ابتدعها يتقرب بها إلى الله عز وجل. ومن عجب أن يبتدع الإنسان بدعة تتعلق بذات الله عز وجل وأسمائه وصفاته ثم يقول إنه في ذلك معظم لربه، إنه في ذلك منزه لربه، إنه في ذلك ممتثل لقوله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}، إنك لتعجب من هذا أن يبتدع هذه البدعة في دين الله المتعلقة بذات الله التي ليس عليها سلف الأمة ولا أئمتها ثم يقول إنه هو المنزه لله وإنه هو المعظم لله وإنه هو الممتثل لقول الله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} وأن من خالف ذلك فهو ممثل مشبه أو نحو ذلك من ألقاب السوء.
كما أنك لتعجب من قوم يبتدعون في دين الله ما ليس منه فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلّم ويدعون بذلك أنهم هم المحبون لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنهم المعظمون لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وأن من لم يوافقهم في بدعتهم هذه فإنه مبغض لرسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى غير ذلك من ألقاب السوء التي يلقبون بها من لم يوافقهم على بدعتهم فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلّم.
ومن العجب أن مثل هؤلاء يقولون نحن المعظمون لله ولرسوله، وهم إذا ابتدعوا في دين الله وفي شريعته التي جاء بها رسوله صلى الله عليه وسلّم ما ليس منها فإنهم بلا شك متقدمون بين يدي الله ورسوله وقد قال الله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ عَلِيمٌ}.
* أيها الأخوة: إني سائلكم ومناشدكم بالله عز وجل وأريد منكم أن يكون الجواب من ضمائركم لا من عواطفكم، من مقتضى دينكم لا من مقتضى تقليدكم. ما تقولون فيمن يبتدعون في دين الله ما ليس منه سواء فيما يتعلق بذات الله وصفات الله وأسماء الله، أو فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم يقولون نحن المعظمون لله ولرسول الله أهؤلاء أحق بأن يكونوا معظمين لله ولرسول الله؟ أم أولئك القوم الذين لا يحيدون قيد أنملة عن شريعة الله، يقولون فيما جاء من الشريعة آمنا وصدقنا فيما أخبرنا به وسمعنا وأطعنا فيما أمرنا به أو نهينا عنه، ويقولون فيما لم تأت به الشريعة أحجمنا وانتهينا وليس لنا أن نتقدم بين يدي الله ورسوله، وليس لنا أن نقول في دين الله ما ليس منه. أيهما أحق أن يكون محبّاً لله ورسوله ومعظماً لله ورسوله؟ لا شك أن الذين قالوا آمنا وصدقنا فيما أخبرنا به وسمعنا وأطعنا فيما أمرنا به، وقالوا كففنا وانتهينا عما لم نؤمر به، وقالوا نحن أقل قدراً في نفوسنا من أن نجعل في شريعة الله ما ليس منها، أو أن نبتدع في دين الله ما ليس منه؛ لا شك أن هؤلاء هم الذين عرفوا قدر أنفسهم وعرفوا قدر خالقهم، هؤلاء هم الذين عظموا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم وهم الذين أظهروا صدق محبتهم لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم.
لا أولئك الذين يبتدعون في دين الله ما ليس منه في العقيدة أو القول او العمل، وإنك لتعجب من قوم يعرفون قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار». ويعلمون أن قوله «كل بدعة» كلية عامة شاملة مسورة بأقوى أدوات الشمول والعموم «كل» والذي نطق بهذه الكلية صلوات الله وسلامه عليه يعلم مدلول هذا اللفظ وهو أفصح الخلق، وأنصح الخلق للخلق لا يتلفظ إلا بشيء يقصد معناه. إذن فالنبي صلى الله عليه وسلّم حينما قال: «كل بدعة ضلالة» كان يدري ما يقول، وكان يدري معنى ما يقول، وقد صدر هذا القول منه عن كمال نصح للأمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/411)
وإذا تم في الكلام هذه الأمور الثلاثة ـ كمال النصح، والإرادة، وكمال البيان والفصاحة وكمال العلم والمعرفة، دل ذلك على أن الكلام يراد به ما يدل عليه من المعنى أفبعد هذه الكلية يصح أن نقسم البدعة إلى أقسام ثلاثة، أو إلى أقسام خمسة؟ أبداً هذا لا يصح، وما ادعاه بعض العلماء من أن هناك بدعة حسنة. فلا تخلوا من حالين:
1 ـ أن لا تكون بدعة لكن يظنها بدعة.
2 ـ أن تكون بدعة فهي سيئة لكن لا يعلم عن سوئها.
فكل ما ادُعي أنه بدعة حسنة فالجواب عنه بهذا. وعلى هذا فلا مدخل لأهل البدع في أن يجعلوا من بدعهم بدعة حسنة وفي يدنا هذا السيف الصارم من رسول الله صلى الله عليه وسلّم «كل بدعة ضلالة». إن هذا السيف الصارم إنما صنع في مصانع النبوة والرسالة، إنه لم يصنع في مصانع مضطربة، لكنه صنع في مصانع النبوة وصاغه النبي صلى الله عليه وسلّم هذه الصياغة البليغة فلا يمكن لمن بيده مثل هذا السيف الصارم أن يقابله أحد ببدعة يقول إنها حسنة ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «كل بدعة ضلالة».
وكأني أحس أن في نفوسكم دبيباً يقول ما تقول في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الموفق للصواب حينما أمر أبي ابن كعب وتميماً الداري أن يقوما بالناس في رمضان فخرج والناس على إمامهم مجتمعون فقال: «نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون».
© فالجواب عن ذلك من وجهين:
الوجه الأول: أنه لا يجوز لأحد من الناس أن يعارض كلام الرسول صلى الله عليه وسلّم بأي كلام لا بكلام أبي بكر الذي هو أفضل الأمة بعد نبيها، ولا بكلام عمر الذي هو ثاني هذه الأمة بعد نبيها، ولا بكلام عثمان الذي هو ثالث هذه الأمة بعد نبيها، ولا بكلام علي الذي هو رابع هذه الأمة بعد نبيها، ولا بكلام أحد غيرهم لأن الله تعالى يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَلِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، قال الإمام أحمد رحمه الله «أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قول النبي صلى الله عليه وسلّم أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك». اهـ.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم وتقولون قال أبو بكر وعمر».
الوجه الثاني: إننا نعلم علم اليقين أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشد الناس تعظيماً لكلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم وكان مشهوراً بالوقوف على حدود الله تعالى حتى كان يوصف بأنه كان وقافاً عند كلام الله تعالى. وما قصة المرأة التي عارضته ـ إن صحت القصة ـ في تحديد المهور بمجهولة عند الكثير حيث عارضته بقوله تعالى: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَقاً غَلِيظاً غَلِيظاً} فانتهى عمر عما أراد من تحديد المهور. لكن هذه القصة في صحتها نظر. لكن المراد بيان أن عمر كان وقافاً عند حدود الله تعالى لا يتعداها، فلا يليق بعمر رضي الله عنه وهو من هو أن يخالف كلام سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلّم وأن يقول عن بدعة «نعمة البدعة». وتكون هذه البدعة هي التي أرادها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بقوله: «كل بدعة ضلالة» بل لابد أن تنزل البدعة التي قال عنها عمر إنها «نعمت البدعة» على بدعة لا تكون داخلة تحت مراد النبي صلى الله عليه وسلّم في قوله: «كل بدعة ضلالة» فعمر رضي الله عنه يشير بقوله «نعمت البدعة هذه» إلى جمع الناس على إمام واحد بعد أن كانوا متفرقين، وكان أصل قيام رمضان من رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلّم قام في الناس ثلاث ليال وتأخر عنهم في الليلة الرابعة وقال: «إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها». فقيام الليل في رمضان جماعة من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وسماها عمر رضي الله عنه بدعة باعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلّم لما ترك القيام صار الناس متفرقين يقوم الرجل لنفسه ويقوم الرجل ومعه الرجل والرجل ومعه الرجلان والرهط والنفر في المسجد فرأى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه برأيه السديد الصائب أن يجمع الناس على إمام واحد فكان هذا الفعل بالنسبة لتفرق الناس من قبل بدعة فهي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/412)
بدعة اعتبارية إضافية وليست بدعة مطلقة إنشائية أنشأها عمر رضي الله عنه؛ لأن هذه السنة كانت موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم فهي سنة لكنها تركت منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام حتى أعادها عمر رضي الله عنه، وبهذا التقعيد لا يمكن أبداً أن يجد أهل البدع من قول عمر هذا منفذاً لما استحسنوه من بدعهم.
* وقد يقول قائل: هناك أشياء مبتدعة قبلها المسلمون وعملوا بها وهي لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم كالمدارس وتصنيف الكتب، وما أشبه ذلك وهذه البدعة استحسنها المسلمون وعملوا بها ورأوا أنها من خيار العمل فكيف تجمع بين هذا الذي يكاد أن يكون مجمعاً عليه بين المسلمين وبين قول قائد المسلمين ونبي المسلمين ورسول رب العالمين صلى الله عليه وسلّم: «كل بدعة ضلالة».
فالجواب: أن نقول هذا في الواقع ليس ببدعة بل هذا وسيلة إلى مشروع، والوسائل تختلف باختلاف الأمكنة والأزمنة، ومن القواعد المقررة أن الوسائل لها أحكام المقاصد فوسائل المشروع مشروعة، ووسائل غير المشروع غير مشروعة، بل وسائل المحرم حرام. والخير إذا كان وسيلة للشر كان شرّاً ممنوعاً واستمع إلى الله عز وجل يقول: {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}، وسب آلهة المشركين ليس عدواً بل حق وفي محله لكن سب رب العالمين عدو وفي غير محله وعدوان وظلم، ولهذا لما كان سب آلهة المشركين المحمود سبباً مفضياً إلى سب الله كان محرماً ممنوعاً، سقت هذا دليلاً على أن الوسائل لها أحكام المقاصد فالمدارس وتصنيف العلم وتأليف الكتب وإن كان بدعة لم يوجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم على هذا الوجه إلا أنه ليس مقصداً بل هو وسيلة والوسائل لها أحكام المقاصد. ولهذا لو بنى شخص مدرسة لتعليم علم محرم كان البناء حراماً ولو بنى مدرسة لتعليم علم شرعي كان البناء مشروعاً.
* فإن قال قائل: كيف تجيب عن قول النبي صلى الله عليه وسلّم: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة». وسن بمعنى «شرع».
* فالجواب: أن من قال «من سن في الإسلام سنة حسنة» هو القائل: «كل بدعة ضلالة» ولا يمكن أن يصدر عن الصادق المصدوق قول يكذب له قولاً آخر، ولا يمكن أن يتناقض كلام رسول الله صلى الله عليه وسلّم أبداً، ولا يمكن أن يرد على معنى واحد مع التناقض أبداً، ومن ظن أن كلام الله تعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلّم متناقض فليعد النظر، فإن هذا الظن صادر إما عن قصور منه، وإما عن تقصير. ولا يمكن أن يوجد في كلام الله تعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلّم تناقض أبداً.
وإذا كان كذلك فبيان عدم مناقضة حديث «كل بدعة ضلالة» لحديث «من سن في الإسلام سنة حسنة» أن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول: «من سن في الإسلام» والبدع ليست من الإسلام، ويقول «حسنة» والبدعة ليست بحسنة، وفرق بين السن والتبديع.
* وهناك جواب لا بأس به: أن معنى «من سن» من أحيا سنة كانت موجودة فعدمت فأحياها، وعلى هذا فيكون «السن» إضافياً نسبيّاً كما تكون البدعة إضافية نسبية لمن أحيا سنة بعد أن تركت.
* وهناك جواب ثالث يدل له سبب الحديث وهو قصة النفر الذين وفدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وكانوا في حالة شديدة من الضيق، فدعا النبي صلى الله عليه وسلّم إلى التبرع لهم فجاء رجل من الأنصار بيده صرة من فضة كادت تثقل يده فوضعها بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلّم فجعل وجه النبي عليه الصلاة والسلام يتهلل من الفرح والسرور وقال: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة» فهنا يكون معنى «السن» سن العمل تنفيذاً وليس سن العمل تشريعاً، فصار معنى «من سن في الإسلام سنة حسنة» من عمل بها تنفيذاً لا تشريعاً لأن التشريع ممنوع «كل بدعة ضلالة».
* وليعلم أيها الأخوة أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقاً للشريعة في أمور ستة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/413)
* الأول: السبب فإذا تعبد الإنسان لله عبادة مقرونة بسبب ليس شرعيّاً فهي بدعة مردودة على صاحبها، مثال ذلك أن بعض الناس يحيي ليلة السابع والعشرين من رجب بحجة أنها الليلة التي عرج فيها برسول الله صلى الله عليه وسلّم فالتهجد عبادة ولكن لما قرن بهذا السبب كان بدعة؛ لأنه بنى هذه العبادة على سبب لم يثبت شرعاً. وهذا الوصف ـ موافقة العبادة للشريعة في السبب ـ أمر مهم يتبين به ابتداع كثير مما يظن أنه من السنة وليس من السنة.
* الثاني: الجنس فلابد أن تكون العبادة موافقة للشرع في جنسها فلو تعبد إنسان لله بعبادة لم يشرع جنسها فهي غير مقبولة، مثال ذلك أن يضحي رجل بفرس، فلا يصح أضحية؛ لأنه خالف الشريعة في الجنس، فالأضاحي لا تكون إلا من بهيمة الأنعام، الإبل، البقر، الغنم.
* الثالث: القدر فلو أراد إنسان أن يزيد صلاة على أنها فريضة فنقول: هذه بدعة غير مقبولة لأنها مخالفة للشرع في القدر، ومن باب أولى لو أن الإنسان صلى الظهر مثلاً خمساً فإن صلاته لا تصح بالاتفاق.
* الرابع: الكيفية فلو أن رجلاً توضأ فبدأ بغسل رجليه، ثم مسح رأسه، ثم غسل يديه، ثم وجهه فنقول: وضوءه باطل؛ لأنه مخالف للشرع في الكيفية.
* الخامس: الزمان فلو أن رجلاً ضحى في أول أيام ذي الحجة فلا تقبل الأضحية لمخالفة الشرع في الزمان. وسمعت أن بعض الناس في شهر رمضان يذبحون الغنم تقرباً لله تعالى بالذبح وهذا العمل بدعة على هذا الوجه لأنه ليس هناك شيء يتقرب به إلى الله بالذبح إلا الأضحية والهدي والعقيقة، أما الذبح في رمضان مع اعتقاد الأجر على الذبح كالذبح في عيد الأضحى فبدعة. وأما الذبح لأجل اللحم فهذا جائز.
* السادس: المكان فلو أن رجلاً اعتكف في غير مسجد فإن اعتكافه لا يصح؛ وذلك لأن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد ولو قالت امرأة أريد أن أعتكف في مصلى البيت. فلا يصح اعتكافها لمخالفة الشرع في المكان. ومن الأمثلة لو أن رجلاً أراد أن يطون فوجد المطاف قد ضاق ووجد ما حوله قد ضاق فصار يطوف من وراء المسجد فلا يصح طوافه لأن مكان الطواف البيت قال الله تعالى لإبراهيم الخليل: {وَطَهِّرْ بَيْتِىَ لِلطَّآئِفِينَ وَالْقَآئِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ لِلطَّآئِفِينَ وَالْقَآئِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}.
فالعبادة لا تكون عملاً صالحاً إلا إذا تحقق فيها شرطان:
الأول: الإخلاص ـ الثاني: المتابعة، والمتابعة لا تتحقق إلا بالأمور الستة الانفة الذكر.
* وإنني أقول لهؤلاء الذين ابتلوا بالبدع الذين قد تكون مقاصدهم حسنة ويريدون الخير إذا أردتم الخير فلا والله نعلم طريقاً خيراً من طريق السلف رضي الله عنهم.
* أيها الأخوة عضوا على سنة الرسول صلى الله عليه وسلّم بالنواجذ واسلكوا طريق السلف الصالح وكونوا على ما كانوا عليه وانظروا هل يضيركم ذلك شيئاً؟
وإني أقول ـ وأعوذ بالله أن أقول ما ليس لي به علم ـ أقول إنك لتجد الكثير من هؤلاء الحريصين على البدع يكون فاتراً في تنفيذ أمور ثبتت شرعيتها وثبتت سنيتها فإذا فرغوا من هذه البدع قابلوا السنن الثابتة بالفتور، وهذا كله من نتيجة أضرار البدع على القلوب، فالبدع أضرارها على القلوب عظيمة، وأخطارها على الدين جسيمة فماابتدع قوم في دين الله بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها أو أشد، كما ذكر ذلك بعض أهل العلم من السلف.
لكن الإنسان إذا شعر أنه تابع لا مشرع حصل له بذلك كمال الخشية والخضوع والذل والعبادة لرب العالمين، وكمال الاتباع لإمام المتقين، وسيد المرسلين، ورسول رب العالمين محمد صلى الله عليه وسلّم.
إنني أوجه نصيحة إلى كل إخواني المسلمين الذين استحسنوا شيئاً من البدع سواءً فيما يتعلق بذات الله، أو أسماء الله، أو صفات الله أو فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلّم وتعظيمه أن يتقوا الله ويعدلوا عن ذلك، وأن يجعلوا أمرهم مبنيّاً على الاتباع لا على الابتداع، على الإخلاص لا على الإشراك، على السنة لا على البدعة، على ما يحبه الرحمن لا على ما يحبه الشيطان، ولينظروا ماذا يحصل لقلوبهم من السلامة، والحياة، والطمأنينة، وراحة البال والنور العظيم.
وأسأل الله تعالى أن يجعلنا هداة مهتدين، وقادة مصلحين، وأن ينير قلوبنا بالإيمان والعلم، وأن لا يجعل ما علمنا وبالاً علينا، وأن يسلك بنا طريق عباده المؤمنين، وأن يجعلنا من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[11 - 08 - 05, 04:33 م]ـ
ولعلك أخي تراجع اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام رحمه الله, فقد تكلم بكلام بديع حول الحديث وهل له مخصص, فراجعه فإنه مهم.
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[14 - 08 - 05, 09:27 م]ـ
ارجو التوضيح فإن أول من قال بتقسيم البدعة الى حسنة وسيئة هو الامام الشافعي كما روى ذلك عنه ابونعيم والبيهقي كما ذكر ذلك الحافظ في فتح الباري فما مقصود الامام الشافعي من ذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/414)
ـ[محمد سعيد]ــــــــ[15 - 08 - 05, 01:01 ص]ـ
كل هذه الشبهات مردود عليها في كتاب " البراهين على ألا بدعة حسنة في الدين "لأبي معاذ السلفي
حمله من هنا
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/abo%20muath.zip
وإذا أردت التوسع فعليك بكتاب الاعتصام للشاطبي فهو أقواها في موضوع البدعة
وتجده هنا
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/aleetesam.zip
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[15 - 08 - 05, 03:45 ص]ـ
تقسيم الإمام الشافعي للبدعة المنقول عنه ومثله ماذكره العز بن عبدالسلام في القواعد من تقسيم البدعة فيقصدون بها التسمية اللغوية وليست الشرعية كقول عمر رضي الله عنه نعمت البدعة هذه
وإلا فلا يجوز إحداث بدع مثل المولد والاحتفالات الأخرى فهي بدع مذمومة لأنها استدراك على الشرع وإحداث في الدين
ـ[ثابت عبد الإله]ــــــــ[15 - 08 - 05, 11:29 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد النبي الأمين الهادي إلى الصراط المستقيم وعلى آله الهداة المهديين وصحابته الأكرمين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد
فلفهم أي حديث نبوي شريف أو آية قرآنية كريمة لا بد من الرجوع إلى اللغة واللغة أوطابها واسعة جدا لذلك لا غرابة أن ينزل بها كلام رب العالمين لوسع احتمالها. ورضي الله عن سيدنا علي لما وجه من يناقش الخوارج أمرهم أن لا بجادلوهم بالقرآن لأنه حمال ذو وجوه وإنما يجادلوهم بالسنة. وفي اعتباري أن السنة أيضا لها هذه الخاصية للزوم مسايرتها لأحوال الناس في كل الأمكنة وكل الأزمنة. من هنا أقول والله المستعان أن حديث كل محدثة بدعة وكل ضلالة في النار على حسب رواية مسلم رحمه الله. فلنرجع إلى معاجم اللغة ولنراجع فيها معاني المحدثة والبدعة والضلالة والنار وسنجد من المعاني ما يضيق عنه هذا المجال. وسأبين بعض ما علق بذهني في هذه المعاني على أني أطلب من إخواني مراجعة المعاجم
فمثلا المحدثة من أحدث يحدث إحداثا وتحديثا
أبدع يبدع إبداعا وبدعة وتبديعا
إلى آخره من هنا يتبين لنا أن الحديث يقرر شيئا جاريا وهو أن كل محدثة مبتدعة وأن كل ما ليس ببين الحكم هو في نار الخلاف والاختلاف لا أنه في نار جهنم والعياذ بالله.
وكل نار ذكرت في القرآن والسنة لا تعني بالضرورة نار جهنم وإلا كانت الأمة كلها فيها والعياذ بالله بينما جاء مولانا الرسول لكي يبين لنا طرق الخلاص منها جازاه الله عنا كل خير. وعلى هذا يحمل حديث الفرق ال 73 ف ال72 كلها في نار المشاحنة والخلاف إلا ما كان عليه صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه. أقول قولي وأستغفر الله لي وللمومنين والمومنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما والحمد لله رب العالمين
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 08 - 05, 10:22 ص]ـ
وفق الله الجميع
قولك وفقك الله (فلفهم أي حديث نبوي شريف أو آية قرآنية كريمة لا بد من الرجوع إلى اللغة واللغة أوطابها واسعة جدا لذلك لا غرابة أن ينزل بها كلام رب العالمين لوسع احتمالها. ورضي الله عن سيدنا علي لما وجه من يناقش الخوارج أمرهم أن لا بجادلوهم بالقرآن لأنه حمال ذو وجوه وإنما يجادلوهم بالسنة. وفي اعتباري أن السنة أيضا لها هذه الخاصية للزوم مسايرتها لأحوال الناس في كل الأمكنة وكل الأزمنة.)
الأثر مروي عنن عمر رضي الله عنه، وكون السنة كما تفضلت حمالة أوجه فهو مخالفة للأثر الذي ذكرته
وأما كون السنة يلزمها تساير الناس في كل الأزمنة والأمكنة فليس كذلك، بل لابد للناس أن يسايروا السنة ويتبعوها في كل زمان ومكان.
والرجوع إلى اللغة في فهم الحديث وحدها لايكفي بل لابد كذلك من الرجوع للعلماء الراسخين كما قال تعالى ({وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} (83) سورة النساء
فالعلماء الرسخون في العلم لابد من الرجوع لهم والرد إليهم، والآية السابقة مع أنها نزلت في وقت الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وهم عرب أقحاح إلا أن الله تعالى أمر بالرد إلى الذين يستنبطون الكتاب وهم الراسخون في العلم.
وأما تفسير النار في قول النبي صلى الله عليه وسلم (كلها في النار إلا واحدة) بأنها ليست نار جهنم بل هي نار الاختلاف فهذا غير صحيح، بل هو على ظاهره بأنها متوعدة بالنار.
والله يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
ـ[ثابت عبد الإله]ــــــــ[16 - 08 - 05, 04:01 م]ـ
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى
جزاك الله خيرا ووفقنا لما يحبه ويرضاه
نعم لو اتبع الناس السنة لكنا خير الأمم إلى يوم القيامة ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا
وأما عن فهم السنة حسب دلالات اللغة فهذا هو المطلوب إذ أن سيدنا الرسول لم يمكن أن يتكلم مع قرنه إلا باللغة التي يفهمون لكي ينقلوها عنه وإلا لو تكلم بإسم هذه المحدثات بأسماءها لأمكن أن ينسب إلى الجنون والكلام بما لا يفهم صلى الله عليه وسلم ولذلك قال فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه وقد يكون حامل الفقه الأول هو الصحابي وقد يكون الأفقه هو أنت ولقد قال صلى الله عليه وسلم أمتي كالمطر لا يدري أوله خير أم آخره. وإنما أوردت هذه الفذلكة لكي أقول أن دوام الرجوع إلى أفهام الأقدمين رحمهم الله جميعا كل ما عسر علينا فهم شيء هو من الظلم لأفهامنا وأفهام أهل عصرنا وفقهم الله. فإذا كان المتقدم أسلم فالمتأخر أعلم ولا حجة له إلا بلوغ الجهد لإستخراج المعنى. وهم رجال فهموا على حسب قابلياتهم وإمكانيات عصرهم ولم لا نحن ولم هم تجرأوا وقالوا وفسروا وحرروا رحمهم الله رحمة واسعة لفتحهم هذه الأبواب لمن أراد أن يساهم في الأمة بما تعبد به ربها في عصرها على أكمل وجه والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/415)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 08 - 05, 07:02 م]ـ
حفظكم الله وبارك فيكم، وثبتنا الله وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
والمقصود حفظكم الله أنه إذا جاء عن السلف أقوال في مسألة معينة فهل يجوز إحداث قول آخر غير ما ذكروه
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (15/ 95)
وأما تفسيره بمجرد ما يحتمله اللفظ المجرد عن سائر ما يبين معناه، فهذا منشأ الغلط من الغالطين؛ لا سيما كثير ممن يتكلم فيه بالاحتمالات اللغوية. فإن هؤلاء أكثر غلطًا من المفسرين المشهورين، فإنهم لا يقصدون معرفة معناه، كما يقصد ذلك المفسرون.
وأعظم غلطًا من هؤلاء وهؤلاء من لا يكون قصده معرفة مراد الله، بل قصده تأويل الآية بما يدفع خصمه عن الاحتجاج بها، وهؤلاء يقعون في أنواع من التحريف، ولهذا جوز من جوَّز منهم أن تتأول الآية بخلاف تأويل السلف، وقالوا: إذا اختلف الناس في تأويل الآية على قولين، جاز لمن بعدهم إحداث قول ثالث، بخلاف ما إذا اختلفوا في الأحكام على قولين، وهذا خطأ، فإنهم إذا أجمعوا على أن المراد بالآية إما هذا، وإما هذا، كان القول بأن المراد غير هذين القولين خلافًا لإجماعهم، ولكن هذه طريق من يقصد الدفع لا يقصد معرفة المراد، وإلا فكيف يجوز أن تضل الأمة عن فهم القرآن، ويفهمون منه كلهم غير المراد، [ويأتي] متأخرون يفهمون المراد، فهذا هذا. والله أعلم.
وقال كما في المجموع (13/ 59)
والمقصود هنا أن السلف كان اعتصامهم بالقرآن والإيمان. فلما حدث في الأمة ما حدث من التفرق والاختلاف صار أهل التفرق والاختلاف شيعًا. صار هؤلاء عمدتهم في الباطن ليست على القرآن والإيمان، ولكن على أصول ابتدعها شيوخهم عليها يعتمدون في التوحيد والصفات والقدر والإيمان بالرسول وغير ذلك، ثم ما ظنوا أنه يوافقها من القرآن احتجوا به، وما خالفها تأولوه؛ فلهذا تجدهم إذا احتجوا بالقرآن والحديث لم يعتنوا بتحرير دلالتهما، ولم يستقصوا ما في القرآن من ذلك المعنى؛ إذ كان اعتمادهم في نفس الأمر على غير ذلك، والآيات التي تخالفهم يشرعون في تأويلها شروع من قصد ردها كيف أمكن؛ ليس مقصوده أن يفهم مراد الرسول، بل أن يدفع منازعه عن الاحتجاج بها.
ولهذا قال كثير منهم ـ كأبي الحسين البصري ومن تبعه كالرازي والآمدي وابن الحاجب ـ: إن الأمة إذا اختلفت في تأويل الآية على قولين، جاز لمن بعدهم إحداث قول ثالث، بخلاف ما إذا اختلفوا في الأحكام على قولين. فجوزوا أن تكون الأمة مجتمعة على الضلال في تفسير القرآن والحديث، وأن يكون اللّه أنزل الآية وأراد بها معنىً لم يفهمه الصحابة والتابعون، ولكن قالوا: إن اللّه أراد معنى آخر، وهم لو تصوروا هذه المقالة لم يقولوا هذا؛ فإن أصلهم أن الأمة لا تجتمع على ضلالة، ولا يقولون قولين كلاهما خطأ والصواب قول ثالث لم يقولوه، لكن قد اعتادوا أن يتأولوا ما خالفهم، والتأويل عندهم مقصوده بيان احتمال في لفظ الآية بجواز أن يراد ذلك المعنى بذلك اللفظ، ولم يستشعروا أن المتأول هو مبين لمراد الآية، مخبر عن اللّه تعالى أنه أراد هذا المعنى إذا حملها على معنى.
وفي الفتاوى الكبرى ج: 5 ص: 179
وذلك أن الأمة إذا اختلفت في مسألة على قولين لم يكن لمن بعدهم إحداث قول ثالث.
وفي الفتاوى الكبرى ج: 5 ص: 206
الوجه الثامن والعشرون وهو أن الأمة إذا اختلف في مسألة على قولين لم يكن لمن بعدهم إحداث قول ثالث.
ـ[ثابت عبد الإله]ــــــــ[16 - 08 - 05, 11:31 م]ـ
وفق الله الجميع لما يرضيه ويرضي رسوله
أما عن معرفة مراد الله من الآية فهذا دونه خرط القتاد ولو جاز هذا لجاءنا تفسيره عن من لا ينطق عن الهوى. ولكنه ترك للأمة أن تحاول ولا ينسب أحد للخطأ ما لم يكن متبعا لهواه. كما لا ينسب أحد للصواب إذ أولا وآخرا الله أعلم بمراده من كلامه. وإنما النسبة للإصابة. كما قال صلى الله عليه وسلم للمجتهد المصيب أجران وللمجتهد الغير المصيب أجر اجتهاده فأصاب هنا إصابة لا صوابا والله أعلم فالكل في الصواب ما لم يتبع الهوى.
والمجال هنا في إعانة الأمة على أن تعيش حياتها بدينها وبدون حرج ولقد استحدثت أمور لم تكن عند من سبق فوجب استفراغ الجهد في استخراج أحكام هذه المستحدثات وما أكثرها وما أكثر اختلاف الناس عليها وحولها. وإذا قال المتقدمون برأيين أجازوا عدم الإجماع وإلا لماذا رأيين، وما ثني أمكن أن يثلث ما اجتنب الهوى طبعا. ومجالنا دائما اجتناب الهوى حتى لا نحتاج إلى تكرارها كل مرة. وفي زماننا لم تبق إلا محدثات الأمور فهل نحن بها في النار؟ اللهم لا وبينها أمور متشابهات لا يعلمها كثير من الناس فكيف بمن يعلمها؟ وهذا مقتضى الحديث والله أعلم وهو الموفق.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 08 - 05, 11:43 م]ـ
وفقكم الله
أما قولك (أما عن معرفة مراد الله من الآية فهذا دونه خرط القتاد ولو جاز هذا لجاءنا تفسيره عن من لا ينطق عن الهوى).
فالله سبحانه وتعالى يقول (ولقد يسرنا القرآن للذكر)) ويقول تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته)
فالقرآن بحمد الله تعالى يعرف تفسيره ومقصود الله تعالى من ذلك، ولم يقل بقولك هذا أحد من المسلمين، فالحذر الحذر
واما قولك (ولقد استحدثت أمور لم تكن عند من سبق فوجب استفراغ الجهد في استخراج أحكام هذه المستحدثات وما أكثرها وما أكثر اختلاف الناس عليها وحولها.)
فالمحدثات على قسمين:
إما أن يكون إحداثا في الدين بزيادة عبادة ما أنزل الله بها من سلطان كالمولد النبوي مثلا أو صلاة الرغائب أو بدع رجب ونحو ذلك، فهي بدع مردوده على صاحبها لإنها من الإحداث في الدين
ومن المحدثات ما يكون متعلقا بالوسائل التي تحفظ الدين وتيسر ما يتعلق بالمعاملات الدينينة والدنيوية فهذه جائزة إذا كانت مباحة، مثل نقط المصحف وتدوين الدواوين وبناء المدارس والشوارع ونحوها.
وأما ما جاء عن السلف في تفسير القرآن فهم أجمعوا على هذين القولين وعلى عدم غيرها ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/416)
ـ[المقرئ]ــــــــ[16 - 08 - 05, 11:56 م]ـ
شيخنا عبد الرحمن الفقيه بارك الله فيكم نقولات جيدة ومركزة
وإن كنت قد وقفت على غيرها فليتك تعرضها أيضا ففيها فوائد متينة لا حرمك الله الأجر فما أكثر نفعك
المقرئ
ـ[ثابت عبد الإله]ــــــــ[17 - 08 - 05, 03:35 م]ـ
الحمد لله
والله حسيبنا فيمن أرجعنا أمة استهلاك نعيش عالة على غيرنا حتى في تفكيرنا وكأننا نرد على الله نعمة العقل التي ميزنا بها وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا. وكأن الصواب في هذه الأمة لا يتخطى القرون الأولى. فلقد انتهى تدبر الآيات وفهم الأحاديث ولم يبق علينا إلا الاتباع لمن سلف فإن لم نجدهم تكلموا على شيء عطلناه أما تفكيرنا نحن فلا حاجة إليه إلا في فهم ما قالوا أما القرآن والسنة فيكفينا فيهما ما قالوا رحمهم الله على مجهوداتهم ورحم معهم القرآن والسنة والتدبر والمضارع فيه وحذف تاءه (ليدبروا) لم؟ الله أعلم.
ـ[ثابت عبد الإله]ــــــــ[17 - 08 - 05, 04:08 م]ـ
رجوعا إلى السؤال الأصلي حيث الكلام عن البدعة الحسنة والبدعة السيئة وفي الحديث ورد السنة الحسنة والسنة السيئة فما معنى ذلك؟ نرجوا التوضيح لمن سأل والله الموفق
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 08 - 05, 07:15 م]ـ
وفقك الله الجميع
نعمة العقل من النعم العظيمة التي من الله تعالى بها على عباده، واتباع السلف في فهمهم للكتاب والسنة والعمل ليس تعطيلا للعقل أو دعوة إلى ذلك كما فهمت، فالتفكر والتدبر من الأمور المهمة والمطلوبة، ولكن دين الله سبحانه وتعالى محفوظ لايقبل الزيادة عليه، فليس لأحد أن يأتي ببدعة محدثة في الدين لم يكن عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
فلازال العلماء بحمد الله تعالى يستنبطون المسائل ويحكمون في النوازل بما رزقهم الله من العلم.
فائدة:
قال ابن قدامة رحمه الله في ذم التأويل
الباب الثاني:
في بيان وجوب اتباعهم والحث على لزوم مذهبهم وسلوك سبيلهم وبيان ذلك من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة
49 - وأما الكتاب فقول الله تعالى (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وسآءت مصيرا) النساء 115
فتوعد على اتباع غير سبيلهم بعذاب جهنم ووعد متبعهم بالرضوان والجنة فقال تعالى (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) التوبة 100
فوعد المتبعين لهم بإحسان بما وعدهم به من رضوانه وجنته والفوز العظيم
50 - ومن السنة قول النبي (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)
51 - فأمر بالتمسك بسنة خلفائه كما أمر بالتمسك بسنته وأخبر أن المحدثات بدع وضلالة وهو ما لم يتبع فيه سنة رسول الله ولا سنة أصحابه
52 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذوا النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من يأتي أمه علانية لكان في أمتي من يفعل ذلك إن بني إسرائيل افترقوا على ثنتين وسبعين فرقة ويزيدون عليها ملة وفي رواية وأمتي ثلاثا وسبعين ملة كلها في النار إلا واحدة قالوا يا رسول الله من الواحدة قال ما أنا عليه وأصحابي وفي رواية الذي أنا عليه وأصحابي
53 - فأخبر النبي أن الفرقة الناجية هي التي تكون على ما كان عليه هو وأصحابه فمتبعهم إذا يكون من الفرقة الناجية لأنه على ما هم عليه ومخالفهم من الاثنتين والسبعين التي في النار ولأن من لم يتبع السلف رحمة الله عليهم وقال في الصفات الواردة في الكتاب والسنة قولا من تلقاء نفسه لم يسبقه إليه السلف فقد أحدث في الدين وابتدع وقد قال النبي كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
54 - وروى جابر قال كان رسول الله يقول أما بعد فأحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة أخرجه مسلم في صحيحه
55 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد يعني مردود
56 - وروى عبد الله بن عكيم قال كان عمر يعني بن الخطاب رضي الله عنه يقول إن أصدق القيل قيل الله ألا وإن أحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة ضلالة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/417)
57 - وعن الأسود بن هلال قال قال عبد الله يعني بن مسعود رضي الله عنه إن أحسن الهدي هدي محمد وإن أحسن الكلام كلام الله وإنكم ستحدثون ويحدث لكم وكل محدثة ضلالة وكل ضلالة في النار
58 - وقال عبد الله اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم وكل بدعة ضلالة
59 - وقال إنا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ولن نضل ما تمسكنا بالأثر
60 - وقال رحمة الله عليه عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه أن يذهب أهله وإنكم ستجدون قوما يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم فعليكم بالعلم وإياكم والبدع وإياكم والتنطع وإياكم والتعمق وعليكم بالعتيق
61 - وقال أنا لغير الدجال أخوف عليكم من الدجال أمور تكون من كبرائكم فأيما مرية أو رجيل أدركه ذلك الزمان فالسمت الأول فإنا اليوم على السنة
62 - وقال ابن مسعود من كان منكم متأسيا فليتأسى بأصحاب رسول الله فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا وأقومها هديا وأحسنها حالا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم
63 - وذكر الحسن البصري أصحاب رسول الله فقال إنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم فإنهم ورب الكعبة على الهدى المستقيم
64 - وقال إبراهيم لم يدخر لكم شيء خبئ عن القوم لفضل عندكم
65 - وقال حذيفة يا معشر القراء خذوا طريق من قبلكم فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم بعيدا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا
66 - وروى نوح الجامع قال قلت لأبي حنيفة رخمه الله ما تقول فيما
أحدث الناس من كلام في الأعراض والأجسام فقال مقالات الفلاسفة عليك بالأثر وطريقة السلف وإياك وكل محدثة فإنها بدعة
67 - أخبرنا علي بن عساكر المقرئ حدثنا الأمين أبو طالب اليوسفي أنبأنا أبو إسحاق البرمكي أنبأنا أبو بكر بن بخيت أنبأنا عمر بن محمد الجوهري أنبأنا الأثرم أنبأنا عبد الله بن صالح عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة أنه قال عليك بلزوم السنة فإنها لك بإذن الله عصمة فإن السنة إنما جعلت عصمة ليستن بها ويقتصر عليها فإنما سنها من قد علم ما في خلافها من الزلل والخطأ والحمق والتعميق فارض لنفسك بما رضوا به لأنفسهم فإنهم على علم وقفوا وببصر نافذ كفوا ولهم على كشفها كانوا أقوى وبفضل لو كان فيها أحرى وإنهم لهم السابقون فلئن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه ولئن حدث حدث بعدهم فما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم ولقد وصفوا منه ما يكفي وتكلموا منه بما يشفي فما دونهم مقصر ولا فوقهم محسر لقد قصر دونهم أناس فجفوا وطمع آخرون فغلوا وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم
68 - أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي أنبأنا حمد بن أحمد الحداد أنبأنا الحافظ أبو نعيم بإسناده عن عمر بن عبد العزيز بنحو من هذا الكلام
69 - وقال الأوزاعي رحمه الله عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوها لك بالقول
70 - وقال أبو إسحاق سألت الأوزاعي فقال اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم ولو كان هذا يعني ما حدث من البدع خيرا ما خصصتهم به دون أسلافكم فإنه لم يدخر عنهم خير خبئ لكم دونهم لفضل عندكم وهم أصحاب رسول الله الذي اختارهم الله لصحبة نبيه وبعثه فيهم ووصفهم به فقال (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا) الفتح 29
71 - وقال الإمام أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله والإقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة
72 - وقال علي بن المديني مثل ذلك
73 - فقد ثبت وجوب اتباع السلف رحمة الله عليهم بالكتاب والسنة والإجماع والعبرة دلت عليه فإن السلف لا يخلوا من أن يكونوا مصيبين أو مخطئين فإن كانوا مصيبين وجب اتباعهم لأن اتباع الصواب واجب وركوب الخطأ في الاعتقاد حرام ولأنهم إذا كانوا مصيبين كانوا على الصراط المستقيم ومخالفهم متبع لسبيل الشيطان الهادي إلى صراط الجحيم وقد أمر الله تعالى باتباع سبيله وصراطه ونهى عن اتباع ما سواه فقال وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون الأنعام 153
74 - وإن زعم زاعم أنهم مخطئون كان قادحا في حق الإسلام كله لأنه إن جاز أن يخطئوا في هذا جاز خطؤهم في غيره من الإسلام كله وينبغي أن لا تنقل الأخبار التي نقلوها ولا تثبت معجزات النبي التي رووها فتبطل الرواية وتزول الشريعة
ولا يجوز لمسلم أن يقول هذا ولا يعتقده ولأن السلف رحمة الله عليهم لا يخلوا إما أن يكونوا علموا تأويل هذه الصفات أو لم يعلموه فإن لم يعلموه فكيف علمناه نحن وإن علموه فوسعهم إن يسكتوا عنه وجب أن يسعنا ما وسعهم ولأن النبي من جملة سلفنا الذين سكتوا عن تفسير الآيات والأخبار التي الصفات وهو حجة الله على خلق الله أجمعين يجب عليهم اتباعه ويحرم عليهم خلافه وقد شهد الله تعالى بأنه على الصراط المستقيم وأنه يهدي إليه وأن من اتبعه أحبه الله ومن عصاه فقد عصا الله (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) الأحزاب 36 (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين) النساء 14
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/418)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 08 - 05, 07:25 م]ـ
رجوعا إلى السؤال الأصلي حيث الكلام عن البدعة الحسنة والبدعة السيئة وفي الحديث ورد السنة الحسنة والسنة السيئة فما معنى ذلك؟ نرجوا التوضيح لمن سأل والله الموفق
السنة الحسنة والسنة السيئة في الحديث الذي رواه مسلم، يقصد بها ما يكون مشروعا في الأصل ثم عمل به أحد من الناس وتابعه عليه الناس، فهذا يكون قد سن سنة حسنة، ومثال ذلك لو ن رجلا أعطى فقيرا صدقة ثم رآه الناس فتابعوه على ذلك، فهذا قد سن سنة حسنة.
ولو أن رجلا سن سنة سيئة كالذي اتى ببدعة الاحتفال بالمولد النبوي فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، نسأل الله العافية.(31/419)
هل الجلوس والقعود صفة ثابة لله؟ وأسألة أخرى مهمة أتعبتني
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[15 - 08 - 05, 03:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطيه ج1 ص 375:
((وقد ورد عن السلف في تفسيره أربعة معاني: الأول: علا. والثاني: إرتفع. والثالث: صعد. والرابع: إستقر)) الى آخر كلامه في تقرير هذه المعاني الأربعة للأستواء.
1 - لكني وجدت بعض طلبة العلم من يقول ان الأستواء من معانيه الجلوس والقعود فهل هذا صحيح؟
2 - ولماذا لم يذكره الشيخ العثيمين ولا حتى الفوزان في شرحهما للعقيدة الواسطية؟
3 - هل الجلوس والقعود صفة ثابة لله؟
4 - وهل فسر احد من السلف الصالح الأستواء على العرش بالجلوس او القعود؟ وما الدليل؟
5 - وهل اجمعوا على ذلك أم فيه خلاف؟
6 - وهل من أثبته يكون ممثلا أو مشبها علما ان الذي قاله قال كقول مالك في الأستواء؟
والله ما أطلب إلا الحق لكني اريد ان نبحث الموضوع لأنه قد كثر اللغط في هذين المعنين المنسوبين للأستواء (الجلوس والقعود) في البالتوك بين بعض طلبة العلم (أعتذر عن ذكر أسماء) ..
أنتظر طلبة العلم والعلماء .. وجزى الله خيرا من علمني حرفا يكون سببا لرضى الله ..
ـ[فيصل]ــــــــ[16 - 08 - 05, 12:24 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
القعود لا يثبت وقد قال به من قاله من الأئمة لظنهم صحة الآثار الواردة في ذلك وليس هؤلاء مشبهة وحاشاهم من ذلك والقعود ليس بأعجب من الرجل والساق والوجه والعينين والصورة وفي ذلك كله يقال ليس كمثله شيء ويمر كما جاء ولو صح القعود لقلنا به وقد ورد عن إسحاق إنكار القعود لكن لا يثبت وقد جاء عن الدار قطني عند القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات من طريق رجاله ثقات إثبات القعود لكن العبرة في إثبات الصفة بالدليل الشرعي لا غير ذلك والله أعلم.
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[16 - 08 - 05, 12:28 ص]ـ
ممكن التفصيل لأن الذين اعرفهم يدعون ا العلماء الكبار قالوا به من شيخ الأسلام وشيخنا بن باز والعثيمين والفوزان وقبلهم ابن القيم وشيخ الأسلام فما صحة هذا؟
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[16 - 08 - 05, 05:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
الاستواء على العرش صفة ثابتة لله عز وجل .. ومعناه العلو والارتفاع .. كما في البخاري: «وقال مجاهد: ?استوى على العرش? أي: علا على العرش» ..
وكما نقل أخونا عن الشيخ ابن العثيمين قوله أن للاستواء أربعة معاني .. العلو والارتفاع .. والصعود .. والاستقرار .. أما الصعود فأظنه ورد عن ابن عباس رضي الله عنه ولكن في تفسير آية ? .. ثم استوى إلى السماء .. ? .. والذي أتذكره الآن أن إسناده ضعفه البيهقي .. وأما الاستقرار فقال الذهبي: «قال الإمام محيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي الشافعي عن قوله تعالى ?ثم استوى على العرش?: ”قال الكبي ومقاتل: استقر، وقال أبو عبيدة: صعد“ قلتُ [أي الذهبي]: لا يعجبني قوله استقر، بل أقول كما قال مالك الإمام: الاستواء معلوم» .. انتهى كلام الحافظ الذهبي ..
المهم .. الأربعة معاني التي قالها الشيخ ابن العثيمين متقاربة .. وتفيد ما قاله الإمام الأوزاعي: «كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله عز وجل فوق عرشه .. » .. لكن أردت فقط التنبيه على خلاف بعض العلماء حول تفسير الاستواء بالاستقرار .. ومنهم الذهبي والألباني رحمهما الله ..
أما بالنسبة للقعود والجلوس .. يجب أن يكون البحث حول أمرين:
أولهما أثر مجاهد الذي فيه أن المقام المحمود أن الله يُجلس النبي صلى الله عليه وسلم معه على العرش ..
والأمر الثاني هل صفة الجلوس ثابتة لله .. ؟
أما أثر مجاهد .. قال الحافظ الذهبي: «ولكن ثبت في الصحاح أن المقام المحمود هو الشفاعة العامة [أي الشفاعة لبدء الحساب] الخاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم» .. وقال الشيخ الألباني معقبًا: «وهذا هو الحق في تفسير المقام المحمود دون شك ولا ريب للأحاديث التي أشار إليها المصنف رحمه الله تعالى .. وهو الذي صححه الإمام ابن جرير في تفسيره .. ثم القرطبي .. وهو الذي لم يذكر الحافظ ابن كثير غيره وساق الأحاديث المشار إليها .. بل هو الثابت عن مجاهد نفسه من طريقين عنه عند ابن جرير، وذاك الأثر عنه [أي أثر قعود النبي على العرش] ليس له طريق معتبر فقد ذكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/420)
المؤلف [أي الذهبي] أنه رُوي عن ليث بن أبي سليم، وعطاء بن السائب، وأبي يحيى القتات، وجابر بن يزيد، قلت [أي الألباني]: والأولان مختلطان والآخران ضعيفان بل الأخير متروك متهم» .. انتهى كلامه بتصرف يسير جدًا ..
وقال الشيخ الألباني أيضًا: «هذا الأثر منكر، فإنه يتضمن نسبة القعود على العرش لله عز وجل، وهذا يسلتزم نسبة الاستقرار عليه لله تعالى، وهذا مما لم يرد فلا يجوز اعتقاده ونسبته إلى الله عز وجل» .. انتهى بتصرف يسير أيضًا ..
وقال أيضًا: «وخلاصة القول: إن قول مجاهد هذا -وإن صح عنه- لا يجوز أن يتخذ دينا وعقيدة ما دام أنه ليس له شاهد من الكتاب والسنة» ..
وقد نقل هذا الأثر وسلم به العلامة ابن القيم في بدائع الفوائد .. وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي .. أما الشيخ ابن باز والعثيمين والفوزان فلا أعلم ماذا قالوا في هذا الأثر .. لكن ينبغي التنبه إلى أن ذلك لا يعني أنهما يقولان [أعني شيخ الإسلام وتلميذه] أن الجلوس صفة لله أو أن الاستواء هو الجلوس ..
أما عن صفة الجلوس لله .. فلا أعلم أحدًا من أهل العلم فسر الاستواء بالجلوس .. ولكن روى ابن خزيمة حديثًا في كتاب التوحيد وفيه: ”وإن له [أي الكرسي] أطيطًا كأطيط الرحل الجديد إذ ركب من ثقله“ .. وقال عقبه: «وليس هذا الخبر من شرطنا، لأنه غير متصل الإسناد، لسنا نحتج في هذا الجنس من العلم بالمراسيل المنقطعات» .. فهو ضعيف إذن ..
وروى أيضًا ابن خزيمة قال: «وثنا بشر بن خالد العسكري [ثقة يغرب]، قال: ثنا أبو اسامة [ثقة ثبت ربما دلس وكان بآخره يحدث من كتب غيره]، قال: ثنا زكريا بن أبي زائدة [ثقة وكان يدلس، وسماعه من أبي إسحاق بآخره]، عن أبي إسحاق [اختلط بآخره]، عن سعد بن معبد، عن أسماء بنت عميس، قالت: كنت مع جعفر بأرض الحبشة، فرأيت امرأة على رأسها مكتل من دقيق، فمرت برجل من الحبشة، فطرحه عن رأسها، فسفت الريح الدقيق، فقالت: أكِلُك إلى الملك، يوم يقعد على الكرسي، ويأخذ للمظلوم من الظالم» .. وما بين الأقواس [] نقلته من كلام الحافظ ابن حجر* .. ومنه نرى أن الحديث لا يصح لأن زكريا بن أبي زائدة مدلس وقد عنعنه فلم يصرح بالتحديث .. وكذلك فسماعه من أبي إسحاق بآخره أي عندما اختلط .. وحتى وإن صح فلا حجة فيه لأنه كلام امرأة مجهولة من الحبشة ..
وأما الحديث الذي يرويه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة .. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «إذا جلس الرب على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد» .. فهذا حديث ضعفه الشيخ الألباني .. فمدار كل رواياته على عبد الله بن خليفة .. قال الشيخ الألباني: «وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن خليفة قال الذهبي: لا يكاد يعرف» انتهى عن الشيخ الألباني بتصرف ..
وبالإضافة إلى ضعفه فهو مناقض لما صح عن ابن عباس وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما من أن الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله ..
فخلاصة الكلام أن صفة الجلوس لله عز وجل لم تثبت .. ولو ثبتت في الكتاب والسنة لأثبتناها كباقي صفات ربنا جل جلاله .. لكنها لم تثبت ..
وبالطبع لا حاجة لي أن أذكر بأن قاعدة أهل السنة هي إثبات ما أثبته الله ورسوله من صفات ربنا .. دون تمثيل أو تشبيه لها بصفات خلقه .. ودون تكييف لها .. ولا نؤولها فنحرفها كما فعلت المعتزلة والجهمية وغيرهم .. بل نؤمن بها بلا كيف ..
وختامًا .. أرجو من الإخوة هاهنا أن يراجعوا ردي هذا .. وما كان فيه من صواب فمن توفيق الله .. وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان وأستغفر الله منه ..
والله الموفق ..
-----------------------------------
* الكلام الذي بين القوسين [ .. ] وملون بالأزرق هو لي .. وأما الكلام عن الرجال فهو من كلام الحافظ ابن حجر .. فأرجو التنبه ..
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[16 - 08 - 05, 07:29 ص]ـ
سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله في لقاء الباب المفتوح (اللقاء11 / سؤال 450):
فضيلة الشيخ: عثمان الدارمي في رده على بشر المريسي أورد أن الاستواء يأتي بمعنى الجلوس، مارأي فضيلتكم؟؟
الجواب: الاستواء على الشيء في اللغة العربية يأتي بمعنى الاستقرار والجلوس قال تعالى (لتستووا على ظهوره) الزخرف 13.
والانسان على ظهر الدابة جالس أم واقف؟؟
هو جالس، لكن هل يصح أن نثبته في استواء الله على العرش؟؟ هذا محل نظر!!!
فإن ثبت عن السلف أنهم فسروا ذلك بالجلوس فهم أعلم منا بهذا والا ففيه نظر.
والا نقول: الكيف ـ أعني ـ الاستواء مجهول، ومن جملة الجهل ألاّ ندري أهو جالس أم غير جالس، ولكن نقول: معنى الاستواء: العلو، هذا أمر لاشك فيه، استوى على العرش: يعني علا علوا خاصا غير العلو العام الذي على جميع المخلوقات.ا. هـ
وقال رحمه الله في (فتاوى أركان الاسلام ص84):
وأما تفسيره بالجلوس فقد نقل ابن القيم في الصواعق (4/ 1303) عن خارجة بن مصعب في قوله تعالى (الرحمان على العرش استوى) قوله: "وهل يكون الاستواء الا الجلوس ".ا. هـ
وقد ورد ذكر الجلوس في حديث أخرجه الامام احمد عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/421)
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[16 - 08 - 05, 07:48 ص]ـ
أخي ضع لنا نص الحديث الذي عند الإمام أحمد حتى نراجعه ..
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[16 - 08 - 05, 08:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاك الله خير اخي أسامة عباس لكني لي تساؤلات وارجو ان تتحملني
1 - هل ممكن تأت لي بتفصيل دقيق اكثر في من قال من السلف بالمعاني الأربعة للأستواء على العرش وبأسانيد صحيحه عنهم .. المعاني الأربعة ((علا وارتفع وصعد واستقر)) وخاصة الأستقرار
2 - كيف يجب ان يكون موقفي انا كمسلم من إختلاف الذهبي والألباني مع بعض العلماء في نفيهما معنى الأستقرار للأستواء على العرش خاصة انك لو تراجع كلام الشيخ العثيمين يقول ان على وارتفع وصعد هي بنفس المعنى أما الأستقرار فهو مخالف .. أقصد هل أن المسألة لا تتعدى كونها لفظية والأصل ان نقول بالمعاني الثلاثة الأولى (على وارتفع وصعد) للأستواء على العرش؟ أم يجب ان اؤمن بالأربع معاني؟
3 - قول مجاهد في ما يروى عنه الصحيح انه ضعيف وقد ضعفه الألباني ولكني أقول على فرض صحته فهو قول لمجاهد لا يوجد له دليل يعضده من القرآن او السنة أو إجماع السلف ثم إن الأثر ليس فيه إثبات الجلوس لله على العرش وإنما فيه إثبات الجلوس على العرش للرسول مع إستواء الله على العرش ولا أدري لماذا إعتبره الألباني رحمه الله يدل على جلوس الله على العرش كما انت نقلت عنه فلعلك تعطيني رأيك بقولي هذا .. فماذا ترى؟
4 - أطلب من الأخ الكريم ابو فيصل أن يأتينا بالمصدر والتصحيح للحديث الذي قال الشيخ العثيمين رحمه الله ان الامام احمد أخرجه عن ابن عباس رضي الله عنه في ذكر الجلوس .. أما قول إبن القيم رحمه الله في الصواعق فلا نجد له دليل صحيح يعضده ...
5 - كيف يجب ان نتعامل مع كلام إبن القيم في الصواعق (4/ 1303) عن خارجة بن مصعب في قوله تعالى (الرحمان على العرش استوى) قوله: "وهل يكون الاستواء الا الجلوس ".ا. هـ وهل فسر إبن القيم الأستواء بالجلوس حقا أم ان هذا مجرد رواية ضعيفه؟
6 - هل القول بمعنى الأستقرار يلزم منه الجلوس؟ وهل قال شيخ الأسلام و ابن القيم بالجلوس؟
ـ[أبو لجين]ــــــــ[16 - 08 - 05, 05:12 م]ـ
جاء في الآثار إثبات صفة الجلوس
وقال جعفر في الحبشة: ولكني إحيلك إلى الذي يجلس على العرش
وقال خارجة بن مصعب: وهل الاستواء إلا الجلوس
ولعل هذا الرابط يفيدك:
http://shmmr.net/vb/showpost.php?p=178935&postcount=2
والحقيقة إثبات صفة لله لا يؤخذ من إمام ولا من تابعي، فإن صح أثر جعفر فلا مجال لرد هذه الصفة.
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[16 - 08 - 05, 07:37 م]ـ
الاسم: خارجة بن مصعب بن خارجة الضبعى، أبو الحجاج الخراسانى السرخسى
الطبقة: 8: من الوسطى من أتباع التابعين
الوفاة: 168 هـ
روى له: ت ق (الترمذي - ابن ماجه)
رتبته عند ابن حجر: متروك و كان يدلس عن الكذابين، و يقال: إن ابن معين كذبه
رتبته عند الذهبي: واه
أما حديث جعفر فهل لديك سنده؟
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[17 - 08 - 05, 12:27 ص]ـ
على الرحب والسعة أخي الفاضل ..
بالنسبة للسؤال الأول ..
في صحيح البخاري .. كتاب التوحيد .. باب: ?وكان عرشه على الماء?، ?وهو رب العرش العظيم?: قال أبو العالية: ?استوى إلى السماء? ارتفع ?فسواهن? فخلقهن، وقال مجاهد: ?استوى? علا ?على العرش? .. انتهى من صحيح البخاري ..
وأيضًا روى اللالكائي قال أخبرنا أحمد حدثنا عبد الله حدثنا ابن شيرويه ثنا إسحاق [ابن راهويه] حدثنا بشر بن عمر قال: «سمعت غير واحد من المفسرين يقولون ?الرحمن على العرش استوى? على العرش ارتفع» .. وصححه الشيخ الألباني ..
قال ابن عباس في ?ثم استوى إلى السماء?: صعد .. وهذا مروي عن الفراء بإسناد لا بأس به .. وإسناد الفراء إلى ابن عباس رجاله ثقات .. أفاد ذلك الشيخ الألباني ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/422)
وأما القول بالاستقرار فهذا نقله البغوي عن مقاتل بن سليمان وعن الكلبي .. وأنا لا أعلمه عن غيرهما -وهذا ليس نفيًا مطلقًا إنما فقط نفيت علمي بذلك- .. ومقاتل هذا قال فيه ابن حجر أنهم أجمعوا على تضعيفه .. وقد جرح بألفاظ شديدة جدًا .. والكلبي أظن البيهقي قال عنه أنه ضعيف .. وقد أورد الحافظ الذهبي هذا القول عنهما وقال عقبه: «لا يعجبني قوله استقر بل أقول كما قال مالك الإمام الاستواء معلوم» .. وكذلك الشيخ الألباني في أكثر من موضع أنكر تفسير الاستواء بالاستقرار .. فقال أنه أمر زائد على العلو ولم يرد به الشرع .. وأقر الذهبيَّ على إنكاره له .. وسمعته في أحد أشرطته ينكره أيضًا ..
بالنسبة للسؤال الثاني ..
فهذا لن تجد عندي إجابة شافية .. أنا أرى كما يرى الشيخ الألباني والحافظ الذهبي حتى يأتيني قولاً لأحد السلف بتفسيره بالاستقرار .. وأعتقد أن تفسير مجاهد للآية كافٍ شافٍ .. وكذلك قول الأوزاعي يلخص المعنى .. ومعظم من سمعتهم من أهل العلم فسروا الاستواء بالعلو ..
ولكن نرجو من أحد أهل العلم أن يداخلنا هاهنا ..
بالنسبة للسؤال الثالث ..
كلامك صحيح .. فكما قال الألباني رحمه الله: «وخلاصة القول: إن قول مجاهد هذا -وإن صح عنه- لا يجوز أن يتخذ دينا وعقيدة ما دام أنه ليس له شاهد من الكتاب والسنة» .. لكنه لم يصح كما بيننا ..
وأما لماذا استلزم منه الشيخ الألباني القول بالجلوس لله .. فلأن في ألفاظه: (يقعده معه) .. و (يجلسه معه) ..
وبالنسبة لكلام ابن القيم في البدائع .. فهو فيه ينقل عن خارجة بن مصعب .. وكما قال ابن حجر فهو متروك .. وقد قال عبد الله بن أحمد: «نهاني أبي أن أكتب أحاديثه» .. فمثله لا يؤخذ عنه عقيدة ..
وبالنسبة للسؤال الأخير .. فالاستقرار لا يلزم منه الجلوس على حد علمي .. وأما عن شيخ الإسلام وابن القيم رحمهما الله .. فقد قلت فيما سبق أنهما لا يفسران الاستواء بالجلوس .. وقد استفدت ذلك من كلام للشيخ الألباني في أحد أشرطته فقلت كقوله .. لكن الحقيقة أن أحد الإخوة وضع رابطًا فيه كلامًا مخالفًا ذلك .. فالموضوع هكذا يحتاج إلى مزيد بحث ..
وأما قول أخينا أبي لجين .. فأما حديث جعفر في الحبشة .. هل تقصد به ذلك الحديث الذي رواه ابن خزيمة قال: «وثنا بشر بن خالد العسكري [ثقة يغرب]، قال: ثنا أبو اسامة [ثقة ثبت ربما دلس وكان بآخره يحدث من كتب غيره]، قال: ثنا زكريا بن أبي زائدة [ثقة وكان يدلس، وسماعه من أبي إسحاق بآخره]، عن أبي إسحاق [اختلط بآخره]، عن سعد بن معبد، عن أسماء بنت عميس، قالت: كنت مع جعفر بأرض الحبشة، فرأيت امرأة على رأسها مكتل من دقيق، فمرت برجل من الحبشة، فطرحه عن رأسها، فسفت الريح الدقيق، فقالت: أكِلُك إلى الملك، يوم يقعد على الكرسي، ويأخذ للمظلوم من الظالم» .. فهذا كما بينت في ردي السابق لا يصح .. وهو أصلا ليس من قول جعفر .. بل من قول امرأة مجهولة .. ولم يصح أيضًا عنها ..
وأما خارجة بن مصعب فقد سبق الحديث عنه ..
وأما حديث «إذا جلس الرب على الكرسي .. » .. فقد ضعفه الألباني لأن فيه عبد الله بن خليفة وقد نقل الألباني قول الذهبي أنه لا يكاد يُعرف .. وإن صح فهو نص في المسألة من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. لكن ضعفه الألباني كما أشرت ..
انتهى ردي .. وقد كتبته على عجل .. وأرجو أن أكون قد وُفقت فيه .. وأرجو أيضًا من أهل العلم بهذا الملتقى أن يفيدونا هاهنا ..
والحمد لله أولاً وآخرًا ..
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[17 - 08 - 05, 10:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخي أسمامة جزيت خيرا على قدمت لي من ردود
لكن بقي لي بعض أسالة
1 - انت جئت بنقل عن السلف بتفسير الأستواء على العرش بمعنيين فقط وهما العلو الأرتفاع أما ما جئت به بخصوص معنى صعد فهذا ليس في تفسير الأستواء على العرش بل في الأستواء الى السماء فهل لديك نقل صحيح بأن احد السلف فسر الأستواء على العرش بالصعود؟ أم أن الأستواء الذي نقل الشيخ العثيمين معانيه الأربع من باب اللفظ (ألأستواء) لا الجمله (إستوى على العرش)؟
2 - هل يوجد بحث مفصل في صفة الجلوس والقعود لمثبت لها أو نافي؟ حتى نرى الأدلة ومدى صحتها؟ ونتعاون إن شاء الله
خاصة أن الذي في الرابط الذي وضعة الأخ الكريم إبن لجين كل ما جاء فيه في المسألة السابعة بخصوص صفة القعود والجلوس لم نجد فيه حديث واحد صحيح ليكون عقيدة لنا في إثبات الجلوس والقعود لله على العرش.؟ على اني اقول ان من أثبت صفة الجلوس والقعود من العلماء قد صححوا احاديث ضعيفة او موضوعة والأصل عندهم انها بلا كيف نمرها كما جائت اي لا يلزم من ذلك أنهم مشبهة والعياذ بالله .. إذن الأصل يا اخي اسامة واخوتي هو البحث في الأحاديث التي جعلت بعض العلماء وحسب علمي قليل منهم قالوا بذلك وهم معذورون لأنهم اعتقدوا صحة ما ورد فيها من احاديث وان القاعده نثبت المعنى ونفوض الكيفية
3 - ويبقى سؤالي الأخير هل يوجد نقل صحيح عن السلف في تفسير إستواء الله على العرش بالأستقرار؟ وما موقفنا من منكره؟ وهذا يحتاج الى اهل العلم وانا بإنتظاركم يا اخواني طلبة العلم والعلماء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/423)
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[18 - 08 - 05, 10:44 م]ـ
لا ازال منتظركم بشوق
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[21 - 08 - 05, 03:17 ص]ـ
أنتظر الردود يا اخوان يا احباب
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[24 - 08 - 05, 01:18 م]ـ
أنا أعتذر جدًا عن التأخر في الرد .. اعذرني أخي الفاضل .. لكن حدثت مشكلة منعتني من الدخول قرابة الأسبوع ..
وبإذن الله سأحاول أن أنتهي منها قريبًا .. تحملني قليلاً ..
وأرجو من أحد أهل العلم هاهنا أن يداخلنا في هذا الموضوع ..
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[24 - 08 - 05, 10:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي صلاح الدين الشامي هنالك إشكال على هذا يا اخي الكريم لأن أهل السنة لا يفوضون المعنى فلا بد من وجود معنى لصفات الله
إذن لا بد من وجود معنى للأستواء وقد ورد بعض المعاني عن السلف منها (علا) وغيرها لكني طلبت البحث في المعاني الأخرى وانتظر الأخ أسامه والأخوه الأخرين ليفيدونا من طلاب العلم والعلماء
فأهل السنة لا يفوضون معنى الصفة وإنما يفوضون كيفية الصفة
فإن قلت إن استوى على العرش بمعنى إستوى على العرش قد يفهم من كلامك تفويض المعنى وهذا مذهب المفوضه وهو مذهب باطل رده العلماء وثبت خلافه عن السلف فإن السلف كانوا يثبتون للصفات معاني مثل معنى العلو لصفة الأستواء على العرش وغيره من المعاني الثابته بالأسانيد الصحيحه
وإن أردت تفويض الكيفيه دون المعنى فهذا مذهب السلف
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[26 - 08 - 05, 12:05 ص]ـ
معنى اليدين معروف وهو يدين حقيقيتين لله وكلتاهما يمين كما صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وذلك هو معنى لها وقد روى هذا المعى عن الصحابه عن رسول الله بأسانيد صحيحه
إذن الصحابه يثبتون لها معنى ولا ينفون فإنتبه بارك الله فيك
أما كيفيتها فلا نعلمها ولذلك نقول بلا كيف
إذن السلف اثبتوا المعنى ليدي الله وان كلتاهما يمين
أما بالنسبه للأستواء أخي يجب ان نعلم شيء مهم جدا
وهو أن السلف اثبتوا هذه المعاني كما ثبت عن إبن عباس وهو حبر هذه الأمه كان يقول إستوى الله يعني علا كما سلف في البخاري في مشاركة اخونا اسامه عباس
وكذلك وردت معاني متقاربه به مثلا صعد وارتفع واستقر
لكن اذا اختلف بعض العلماء مثلا في معنى الأستقرار فهذا ليس شيء كبير لأن جميع العلماء الذين اثبتوا معنى الأستقرار والذين نفوه كلهم متفقون على إثبات معنى له وهو علا
هذا ليس امر كبير اخي المهم ان نعلم ان تفويض الكيف وإثبات المعنى هو مذهب السلف
أما تفويض المعنى فهو مذهب المفوضة الباطل وقد رد عليهم السلف
أخي الكريم إعلم أن من أعظم الباطل مذهب المفوضة الذين فوضوا المعنى
لأنهم جعلوا آيات الصفات بلا معاني وهذا أعظم الطعن في الله سبحانه وتعالى
لأن القرآن هو كلام الله وقولهم أن آيات الصفات بلا معنى يعني ان كلام الله بلا معنى وهذا كفر
فأنت لو قلت لك ان كلامك لا معنى له كان طعنا فيك فكيف بكلام الله سبحانه وتعالى
إذن أخي تفويض الكيفيه وإثبات المعاني لنصوص الصفات هو مذهب السلف وهذا معروف جدا ولك قرائة شرح العقيدة الواسطية للشيخ العثيمين وغيره
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[27 - 08 - 05, 12:26 ص]ـ
حرر من قبل المشرف لمخالفته للعقيدة السلفية.
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[31 - 08 - 05, 07:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أظن أن المفوضة إنقرضوا أليس كذلك أخي المشرف أم لهم وجود في عصرنا؟
وهل لك ان تطلعني على ما قاله هذا المفوض صلاح الدين الشامي فإني رددت عليه فهل تجاوز اكثر؟
أنتظرك أخي المشرف وجزاكم الله خير على مسح كلامه المليء بالمغالطات
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[31 - 08 - 05, 10:40 م]ـ
لا .. لم ينقرض المفوضة .. بل جل الأشاعرة الذين ناقشتهم يقولون أن الإنسان مخير بين أن يعتقد تنزيه الله ثم يفوض الصفات السلف .. أو أن يؤولها كالخلف ..
وقولهم باطل قطعًا .. فالسلف لم يفوضوا معنى الصفات .. وإنما فوضوا لله علمهم بالكيفية .. وننقل للمتشككين في ذلك والزاعمين أن مذهب السلف هو التفويض الكلي ننقل لهم قول عبيد بن السلام: «هذه أحاديث صحاح .. حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض .. وهي عندنا حق لا نشك فيها .. ولكن إذا قيل لنا كيف وضع قدمه وكيف يضحك قلنا لا نفسر هذا ولا سمعنا أحدا يفسره» .. فقوله يوضح تمامًا أن التفويض وعدم التفسير إنما هو في الكيف .. وأما قولهم بأن المسلم له أن يأخذ بتأويل الخلف فما أغباه من قول!! إن كانوا هم يصرحون أن السلف سكتوا فمن أين جاز للخلف أن يتكلموا .. ؟ ونسألهم هل سكت السلف جهلاً أم كتمًا للعلم .. ؟ لا محيص لهم عن إحدى الإجابتين .. أو أن يرجعوا عن مذهبهم الرديء ..
وأنا أعتذر عن الاستطراد .. والخلاصة أن المفوضة لم ينقرضوا .. بل كما قلت أول الرد ..
وأيضًا أعتذر عن تأخري في الرد على أسئلتك .. وأنا أرجو من أحد أهل العلم هاهنا أن يجيب هو .. فهذه الأيام عندي بعض المشاغل التي تصرفني عن المطالعة والبحث ..
ولا تنسوا أخاكم من صالح دعائكم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/424)
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - 09 - 05, 12:36 ص]ـ
قال الامام الذهبي في كتابه العلو:
قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه حدثنا وكيع عن إسرائيل بحديث إذا جلس الرب جل جلاله على الكرسي فاقشعر رجل عند وكيع فغضب وكيع وقال أدركنا الأعمش والثوري يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها رواها أبو حاتم عن أحمد
)) اهـ
ـ[الديولي]ــــــــ[11 - 09 - 05, 04:15 م]ـ
أخي الفاضل يوجد مخطوط بعنوان ((إثبات أن الله على العرش جالس وقاعد)) لدشتي الحنبلي، فعليك النظر فيه وتحقيقه، وقد إطلعت عليه عند أحد الإخوه من 3 سنوات
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[15 - 09 - 05, 10:59 م]ـ
أخي المقدادي الكريم لم تأت بشيء جديد فما جئت به حديث ضعيف ضعفه الشيخ الألباني في مختصر العلو (مختصر العلو للذهبي) إختصره الشيخ الألباني
مختصر العلو للألباني [جزء 1 - صفحة 75]
(ضعيف) قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه حدثنا وكيع عن إسرائيل بحديث إذا جلس الرب جل جلاله على الكرسي فاقشعر رجل عند وكيع فغضب وكيع وقال أدركنا الأعمش والثوري يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها
رواها أبو حاتم عن أحمد "
أما الأخ الديولي الكريم فلو انك جئت بهذه المخطوطة هنا
وأنا أنتظر حديث صحيح واحد في الجلوس او القعود أما كون بعض ائمة السلف قالوا به فهم قد قالوا به لأنهم صححوا أحاديث ضعيفه فيه بل وموضوعة بل ومنكرة وضح ضعفها العلماء منهم الشيخ الألباني والذهبي من قبل
فمن قال بالجلوس والقعود من السلف معذور لأنهم إعتقدوا صحة الحديث فيه وقالوا في الجلوس كقول الأمام مالك في الأستواء
لكن نرجع الى الأسانيد التي اعتمدها من أثبته وهذا الأصل فالأسانيد كلها مهلهلة لا يمكن ان تثبت بها عقيدة وقد بين هذا الذهبي نفسه في العلو والشيخ الألباني ومحقق كتاب السنة للخلال د. عطية الزهراني ومحقق كتاب السنة لعبد الله بن أحمد د. محمد سعيد سالم القحطاني
بإنتظار حديث حديث واحد صحيح يثبت الجلوس والقعود لله وبارك الله فيكم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 12:49 م]ـ
قال الشيخ سمير المالكي:
تفصيل القول في جلوس الرب عز وجل:
http://saaid.net/Doat/samer/3.zip
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 04 - 07, 05:46 م]ـ
أخي المقدادي الكريم لم تأت بشيء جديد فما جئت به حديث ضعيف ضعفه الشيخ الألباني في مختصر العلو (مختصر العلو للذهبي) إختصره الشيخ الألباني
وأنا أنتظر حديث صحيح واحد في الجلوس او القعود أما كون بعض ائمة السلف قالوا به فهم قد قالوا به لأنهم صححوا أحاديث ضعيفه فيه بل وموضوعة بل ومنكرة وضح ضعفها العلماء منهم الشيخ الألباني والذهبي من قبل
فمن قال بالجلوس والقعود من السلف معذور لأنهم إعتقدوا صحة الحديث فيه وقالوا في الجلوس كقول الأمام مالك في الأستواء
غريب هذا بارك الله فيك!!
أحمد وابوداود والدراقطني وإسحق بن راهويه و ابن أبي شيبة و غيرهم كثير ـ راجع السنة للخلال ـ وإطباقهم على صحة أثر مجاهد، بل وتصريح بعضهم أن منكره جهمي، مرورا بالآجري وشيخ الإسلام وابن القيم، صححوا الأحاديث الضعيفة والمنكرة بل والموضوعة، ولم يتدارك ذلك إلا الشيخ الألباني ومن قبله الإمام الذهبي!
ـ[الأشفقي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 06:37 م]ـ
حُذف
والرجاء عدم المشاركة في المواضيع المتعلقة بالعقيدة حتى لا تمنع من المشاركة في الملتقى
## المشرف ##
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[13 - 04 - 07, 07:24 م]ـ
(وأما القول بالاستقرار فهذا نقله البغوي عن مقاتل بن سليمان وعن الكلبي .. وأنا لا أعلمه عن غيرهما -وهذا ليس نفيًا مطلقًا إنما فقط نفيت علمي بذلك)
قال شيخ الإسلام في شرح حديث النزول (ص:390):وقال عبدالله بن المبارك ومن تابعه من أهل العلم _وهم كثير_:معنى استوى على العرش: استقر وهو قول القتيبي.
ـ[العبدضو]ــــــــ[16 - 04 - 07, 12:03 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأنام
وبعد فإني اعتقد والعلم لله أن أفضل إجابة كانت للإمام مالك رحمه الله عنما سئل عن الإستواء فقال: الإستواء معلوم (اي ذكر في القرآن) والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.
فال الله تعالى: "لا تدركه الأبصار" والأبصار هنا العقول. فلم هذا اللجاج الذي يعيد إلى ازمنة خلت (علم الكلام)
هذا رأيي والله أعلم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - 04 - 07, 02:27 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/425)
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأنام
وبعد فإني اعتقد والعلم لله أن أفضل إجابة كانت للإمام مالك رحمه الله عنما سئل عن الإستواء فقال: الإستواء معلوم (اي ذكر في القرآن) والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.
فال الله تعالى: "لا تدركه الأبصار" والأبصار هنا العقول. فلم هذا اللجاج الذي يعيد إلى ازمنة خلت (علم الكلام)
هذا رأيي والله أعلم
بارك الله فيك أخي، ذلك ما عناه مالك ولا قصده، لعل هذا فهمك لكلام مالك رضي الله عنه.
أما معنى كلامه أنه معلوم يعني واضح معروف في كلام العرب، ومعناه ظاهر، خلافا لمن ينسب التفويض البدعي المذموم للسلف.
وهذا قال به حتي ابن العربي المالكي الأشعري، حيث قال ((وذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها معلوم المعنى ولذلك قال للذي سأله الاستواء معلوم والكيفية مجهولة)) عارضة الاحوذي 3/ 166
وكذا القرطبي المفسر المعروف، وهو مالكي أشعري أيضا ((قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم -يعني في اللغة- والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة))
وينقل إجماع السلف ويقول: ((ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة، وخص العرش بذلك لأنه أعظم المخلوقات وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته)) تفسير القرطبي 7/ 140 - 141
ثم بارك الله فيك لم أفهم وجه تذكير الموضوع لك بأزمنة علم الكلام، وهل موضوعنا هذا يناقشه متكلم أصلا؟!!!
الموضوع كله في سياق هل صح ذلك عن السلف أم لا؟، فلم يتعرض أحد إلى استشكال في الصفة، بل الكلام عن الثبوت، وهذا ما لا ينتهجه أحد من المتكلمين طبعا.
وموضوع أن الأبصار هنا هي العقول لست أدري أحقيقة هذا أم مجاز أم ماذا؟ ولا شك أن الله لا يحاط به علما كما قال عز شأنه (يعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) [طه: 110]، لكن من قال أن الأبصار ـ لا البصائر ـ في تلك الآية هي العقول؟!
ـ[العبدضو]ــــــــ[30 - 05 - 07, 09:35 م]ـ
بارك الله فيك أخي، ذلك ما عناه مالك ولا قصده، لعل هذا فهمك لكلام مالك رضي الله عنه.
أما معنى كلامه أنه معلوم يعني واضح معروف في كلام العرب، ومعناه ظاهر، خلافا لمن ينسب التفويض البدعي المذموم للسلف.
وهذا قال به حتي ابن العربي المالكي الأشعري، حيث قال ((وذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها معلوم المعنى ولذلك قال للذي سأله الاستواء معلوم والكيفية مجهولة)) عارضة الاحوذي 3/ 166
وكذا القرطبي المفسر المعروف، وهو مالكي أشعري أيضا ((قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم -يعني في اللغة- والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة))
وينقل إجماع السلف ويقول: ((ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة، وخص العرش بذلك لأنه أعظم المخلوقات وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته)) تفسير القرطبي 7/ 140 - 141
ثم بارك الله فيك لم أفهم وجه تذكير الموضوع لك بأزمنة علم الكلام، وهل موضوعنا هذا يناقشه متكلم أصلا؟!!!
الموضوع كله في سياق هل صح ذلك عن السلف أم لا؟، فلم يتعرض أحد إلى استشكال في الصفة، بل الكلام عن الثبوت، وهذا ما لا ينتهجه أحد من المتكلمين طبعا.
وموضوع أن الأبصار هنا هي العقول لست أدري أحقيقة هذا أم مجاز أم ماذا؟ ولا شك أن الله لا يحاط به علما كما قال عز شأنه (يعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) [طه: 110]، لكن من قال أن الأبصار ـ لا البصائر ـ في تلك الآية هي العقول؟!
عزيزي عمرو بسيوني
ما قصدت علم الكلام ولا المتكلمين
ولكن اردت فقط تذكيرا بأن هذا الأمر لن يذهب بصاحبه بعيدا
ولو اتفق الأوائل لرجي اتفاق اللاحقين
المعلوم المقصود: لا ينكر احد المعنى اللغوي ولكن حقيقة الإستواء كيف تكون وبم تكون؟ اظن الأمر بين جهلة واستحالة تصوره.
فالمؤمن لا ينفي الإستواء ولكنه لا يعلم كيفيته وبذلك الحديث فيه نقاش اهل بيزنطة لما كان سليمان القانوني يدك اسوار القسطنطينية وهو يتجادلون في جنس الملائكة
ونحن اليوم هل هذه مشاكلنا؟
قال الله تعالى: يا ايها الذين آمنوا لا تسألوا عن اشياء غن تبد لكم تسؤكم.
صدقني اعتبر هذا الوقت الذي خصصته لكتابة هذه الكلمات ضائع بلا نفع(31/426)
شبهة حول شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية ..
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[15 - 08 - 05, 06:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
في كتاب (الدرر الكامنة) للحافظ ابن حجر العسقلاني ما نصه: ( .. ولم يزل ابن تيمية في الجب إلى أن شفع فيه مهنا أمير آل فضل فأخرج في ربيع الأول في الثالث وعشرين منه، وأحضر إلى القلعة، ووقع البحث مع بعض الفقهاء، فكتب عليه محضر بأنه قال: أنا أشعري ثم وجد خطه بما نصه: الذي اعتقد أن القرآن معنى قائم بذات الله وهو صفة من صفات ذاته القديمة وهو غير مخلوق وليس بحرف ولا صوت وأن قوله الرحمن على العرش استوى ليس على ظاهره ولا أعلم كنه المراد به بل لا يعلمه إلا الله والقول في النزول كالقول في الاستواء وكتبه أحمد بن تيمية، ثم أشهدوا عليه أنه تاب مما ينافي ذلك مختارًا وذلك في خامس عشرى ربيع الأول سنة 707 وشهد عليه بذلك جمع جم من العلماء وغيرهم .. ) .. وهاهو رابط ترجمة ابن تيمية من (الدرر الكامنة) http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=1007 ..
فقال أحد مناوئي شيخ الإسلام أنه ليس أمامنا إلا أن نقول إن ابن تيمية يعمل بالتقية .. أو أن ابن حجر كذاب ..
فما جواب هذه الشبهة .. ؟
حقيقةً .. بحثت في أحداث ذلك العام في (البداية والنهاية) فلم أجد ذكرًا لهذا المحضر .. وكذلك لم يذكر تلك القصة من ترجموا لشيخ الإسلام كالحافظ ابن عبد الهادي في كتابه (العقود الدرية) .. ولكن بالنظر إلى كلام ابن حجر تجده يقول: (وشهد عليه بذلك جمع جم من العلماء وغيرهم) .. و (ثم وجد خطه) ..
فهل وقعت هذه القصة فعلاً .. ؟ أم لم تثبت .. ؟ وإذا ثبتت فما تفسير فعل شيخ الإسلام رحمه الله .. ؟
وجزاكم الله خيرًا ..
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 08 - 05, 07:03 م]ـ
تجد جواب هذه الشبهة في مقدمة كتاب ((الجامع لسيرة شيخ الاسلام ابن تيمية على سبع قرون)) ويكفي للرد على هذا الكذب أن هذه الحادثة حدثت قبل تأليف كتاب ((درء تعارض العقل والنقل)) فكيف ينتسب لهم ثم يرد عليهم
وستجد المزيد في الكتاب وأما العلماء المذكورين فلا يختلفون عمن سجنوا ابن تيمية في مسألة الطلاق وسلفه فيما قال ابن عباس كما في صحيح مسلم وكيف تقبل شهادة الخصوم؟!!!
أما الخط فتقليد الخطوط أمر ليس بالعسر وقد كذب على ابن تيمية في حياته كما قال هو عن نفسه
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[15 - 08 - 05, 07:11 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا الحبيب .. رَزَقك الله لذة النظر إلى وجهه ..
لكن أين أجد هذا الكتاب .. ؟ وهل يمكنك -من بعد إذنك- أن تنقل لي ذلك الجواب .. ؟
وأخيرًا .. ماذا نقول عن ذكر الحافظ ابن حجر لهذه القصة .. ؟
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 08 - 05, 07:23 م]ـ
ابن حجر ليس بالمعصوم واذهب الى موقع الوراق وانقل الكلام الذي قاله ابن حجر في حق الفخر الرازي
ومؤلفان الكتاب هما عزيز شمس وعلي العمران والكتاب ليس بين يدي ولكن من لأجلك سأسير مسافة تقارب الكيلومتر من أجل احضار الرد وسأنقل كلاما عطرا للحافظ في حق شيخ الاسلام
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[15 - 08 - 05, 07:28 م]ـ
جزاك الله خيرًا .. وجعل الله خطواتك تلك في ميزان حسناتك .. ووالله لولا ضرورة ذلك بالنسبة لي لإرغام أهل البدع .. (لم أكمل الجملة لأني لم أجد تكملة مناسبة) ..
وفي أي كتاب تقصد حديث ابن حجر عن الفخر الرازي .. ؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 - 08 - 05, 07:33 م]ـ
لعل أحدا دسها في كتاب ابن حجر ...... ؟!
فأعداء شيخ الإسلام كثيرون
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[15 - 08 - 05, 07:36 م]ـ
معذرة أخي أبا الحسنات .. في نقاشي معهم لا تصلح كلمة (لعل) إطلاقًا ..
وجزاك الله خيرًا على مداخلتك ..
ـ[فيصل]ــــــــ[16 - 08 - 05, 12:06 ص]ـ
الشيخ حارث همام أخبرنا أنه حقق هذه الشبهة وانتهى إلى انها منقطعه وهو من رواد هذا المنتدى المبارك فلعله يشارك.
ـ[أبو معاذ الأسمري]ــــــــ[16 - 08 - 05, 12:15 ص]ـ
اخي الحبيب هذه الشبهه كان ينعق بها احد المبتدعه في مدينه الرياض وافضل رد وجدته تلك اللحظات ولا يحضرني اسم المرجع
ان ما قاله ابن تيميه تلك اللحظه هو (أن إمامكم ابو الحسن الاشعري كان يقول في أخر حياته ماحبستوني لإجله ألان وذكره في كتاب ألابانه مفصلاً فانا على عقيده ألاشعري التي هي عقيده السلف والتي أنتم تخالفون ألاشعري فيها ألان)
ـ[عبدالله الوشمي]ــــــــ[16 - 08 - 05, 09:31 ص]ـ
الأخ أسامة عباس وفقه الله
راجع كتاب الشيخ عبدالرحمن المحمود (موقف ابن تيمية من الأشاعرة) ففيه الإجابة الكافية الشافية.
اقصد البحر وخل القنوات.
محبكم
عبدالله الوشمي
ـ[صائد الفوائد]ــــــــ[16 - 08 - 05, 10:52 م]ـ
لعل هذا الرابط يفيدكم
http://saaid.net/monawein/taimiah/index.htm
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[17 - 08 - 05, 12:33 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
أما الأخ الأسمري فأين أجد عبارة ابن تيمية هذه .. ؟
وأما الأخ عبد الله الوشمي .. فهل هذا الكتاب موجود على الشبكة .. ؟
وأما الأخ صائد الفوائد .. فلم أجد -بعد بحث سريع- ردًا على هذه الشبهة ..
وجزاكم الله خيرًا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/427)
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[17 - 08 - 05, 03:58 ص]ـ
## معذرة ##
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[17 - 08 - 05, 07:58 ص]ـ
أخي الحبيب الفاضل عبد الله الخليفي ..
مازلت في انتظار جواب تلك الشبهة .. بارك الله فيك وجعل خطواتك في ميزان حسناتك ..
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[17 - 08 - 05, 01:45 م]ـ
أجاب الأستاذان الفاضلان عن هذه الشبهة بقولهما
1_ أن هذا الكتاب مخالف لعقيدة الشيخ التي كان يدعو اليها ويناضل عنها طوال حياته قبل هذه الحادثة وبعدها
2_ أنه لا يوجد في كتاباته ومؤلفاته أي أثر لهذا الرجوع أو اشارة الى هذا الكتاب أو ما تضمنه ولو كان قد حصل شيء من الكتابة لهم بذلك لكان حقيقا بعد ظهوره على أعدائه على الأقل وتمكنه منهم بعد انكسار الجاشنكير ورجوع الناصر لأن يطلب هذا الكتاب أو ينفيه عن نفسه
3_ أن الشيخ قد حصلت له مضايقات كثيرة في مسائل عديدة قبل هذا التاريخ وبعده سجن من أجلها وعوتب فلم يعرف عنه أنه رجع عن شيء منها بل غاية أمره أن يسكت عن الافتاء بها مدة ثم يعود الى ذلك ويقول لا يسعني كتمان العم كما في مسألة الطلاق فكيف يكتب لهم هذه المرة ما يناقض عقيدة أهل السنة ويقرر مذهب أهل البدع
وما شأن الخصوم عند الشيخ رحمه الله الا كما وصفهم هو نفسه لما قيل له يا سيدي قد أكثر الناس عليك
فقال ان هم الا كالذباب ورفع كفه الى فيه ونفخ
ووصف الذهبي ثبات الشيخ أمام خصومه فقال ((حتى قام عليه خلق من علماء مصر والشام قياما لا مزيد عليه وهو ثابت لا يداهن ولا يحابي بل يقول الحق المر الذي أداه اليه اجتهاده وحدة ذهنه وسعة دائرته في السنن والأقوال))
وهذا كاه ينبيك عن مدى صدق هذا التراجع وذاك المكتوب!!
4_ مما يفت في عضد هذه الأكذوبة أن جماعة طلبوا من الشيخ أن يقول ان هذا الاعتقاد الذي كتبه وناظر من أجاه الخصوم هو اعتقاد أحمد بن حنبل يعني وهو مذهب متبوع فلا يعترض عليه
فلا يرضى الشيخ بهذا بل يصدع بأن هذا هو معتقد سلف الأمة جميعا وليس لأحمد اختصاص بذلك
5_ ان أقصى ما يمكن قوله في كتابه لهم لاها كتابة اجمالية في مسائل بما لا ينافي الحق والصواب وانظر نماذج لبعض ما يستخدمه الشيخ مع خصومه ليدحرهم ويكبتهم وفي أنفسهم ما فيها في الغقود الدرية
ولم يستطع الأعداء أن يجبروه على كتابة أكثر من ذلك الاجمال ثم وجدوا أن لا فائدة في اشاعة ذلك المكتوب بالوجه الذي كتبه فزوروا عليه كلاما ثم زوروا عليه توقيعا و أشهدوا عليه جماعة ليتم اهم ما أرادوا
وقضية الكذب على الشيخ والتقول والتزوير على الشيخ باتت من أشهر خصال أعدائه
قال البرزالي غن خصومه ((وحرفوا الكلام وكذبوا الكذب الفاحش)) العقود الدرية صفحة 200
وقال أيضا ((واختلفت نقول المخالفين للمجلس وحرفوه ووضعوا مقالة الشيخ في غير موضعها وشنع ابن الوكيل و أصحابه بأن الشيخ قد رجع عن عقيدته))
وقال الشيخ نفسه ((وكان قد بلغني أنه زور علي كتاب الى الأمير ركن الدين الجاشنكير يتضمن ذكر عقيدة محرفة ولم أعلم بحقيقته لكن علمت أن هذا مكذوب))
ثم قال الفاضلان
6_ ومما يؤيد كذب هذه الأخلوقة أن هذ الكتاب الذي زعموا كتب سنة 707 للهجرة فكيف وهم يطالبونة في سنة 708 للهجرة بكتابة شيء بخطه في المسألة نفسها فانه جاءه المشايخ التدامرة وطلبوا منه أن يتنزل لهم في مسألة القرآن والعرش فأجابهم الشيخ ((تدعونني أن أكتب بخطي أنه ليس فوق العرش اله يعبد ولا في المصاحف قرآن ولا لله في الأرض كلام؟!! ودق عمامته في الأرض وقام واقفا ورفع برأسه الى السماء وقال ((اللهم أشهدك على أنهم يدعونني أن أكفر بك وبكتبك وأن هذا شيء أعلمه)) ذكهرها تلميذه أحمد الغياني
انتهى النقل مع شيء من التصرف
وأقول أنا عبدالله الخليفي قال شيخ الاسلام في درء التعارض ((ولما كنت بالديار المصرية)) مما يدل على أنه صنف هذا الكتاب بعد عودته الى الشام وكان ذلك عام 712 أي بعد كتابة الكتاب المزعوم وقد شهد كل من الحصني والسبكي بأن ابن تيمية مات على عقيدة اثبات الصفات كما هو معلوم في ردودهما عليه
وابن حجر لم يقع على الخط كما هو ظاهر كلامه فالأسناد منقطع
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[17 - 08 - 05, 02:07 م]ـ
نفع الله بك، ووفقك لكل خير.
ملخص ما ذكره الفاضل الخليفي في صـ 39 - 47 من كتاب < الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون >.
وقد كنت كتبت مشاركة حول هذه الفرية؛ ضاعت فيما ضاع من مشاركات بسبب خلل في الجهاز، ولم أنشط لإعادتها.
وقال ((اللهم أشهدك على أنهم يدعونني أن أكفر بك وبكتبك وأن هذا شيء [ما] أعلمه)) ذكهرها تلميذه أحمد الغياني
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[17 - 08 - 05, 07:48 م]ـ
أخي الفاضل الحبيب .. عبد الله الخليفي .. وفقك الله لما فيه رضاه .. إني أحبك في الله ..
جزاك الله خيرًا على إفادتك .. أسأل الله أن يرزقك لذة النظر إلى وجهه الكريم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/428)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[17 - 08 - 05, 10:59 م]ـ
أحبك الله الذي أحببتنا فيه وأنا أيضا أحبك في الله
ـ[فيصل]ــــــــ[03 - 11 - 07, 12:32 ص]ـ
وهذا رد لهذه الشبهة القبيحة وهو يتضمن ما في مقدمة الجامع وزيادات:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?p=1586044#post1586044
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[03 - 11 - 07, 03:27 ص]ـ
أذكر أن شيخ الاسلام صرح في رسالة الى بعض أصحابه أو معارفه أنه وقع لهم مكرها تحت تهديد القتل على أشياء و لم أجد النص بعينه في بحثكم شيخنا فيصل و ان وجدته سأضعه
ـ[أبو البركات]ــــــــ[03 - 11 - 07, 02:13 م]ـ
هل بالإمكان تزويدنا بتاريخ الإنتهاء من تأليف كتاب التسعينية لشيخ الإسلام ... علما انها مركزة في نقض المذهب الأشعري وخاصة في كلام الله ...
ـ[المقدادي]ــــــــ[03 - 11 - 07, 03:04 م]ـ
هل بالإمكان تزويدنا بتاريخ الإنتهاء من تأليف كتاب التسعينية لشيخ الإسلام ... علما انها مركزة في نقض المذهب الأشعري وخاصة في كلام الله ...
رجّح محقق التسعينية الدكتور محمد العجلان ان تاريخ تأليفه هو سنة 706 هـ
ـ[أبو البركات]ــــــــ[11 - 11 - 07, 06:38 ص]ـ
جزاك الله خير شيخنا المقدادي ... لكن بصراحه لم أفهم كيف جزم المحقق بأنها سنة 706هـ!!! ولماذا لا تكون 707هـ أو 708هـ أو 709 هـ، علما أن الشيخ سفر الحوالي يقول أن التسعسنية آخر مؤلفات شيخ الإسلام وهي قبل أشهر عدة من وفاته!
علما أن سبب التأليف هو بمناسبة ماحصل للشيخ من المحنة في السجن ومحاولة إجبارة بالقول بمقولة الأشاعرة كما هو مروج له من هذه الأخلوقة ...
ولذلك عمل على نسف أهم عقيدة لدى الأشعرية تميز مذهبهم عن غيرهم وهي عقيدتهم في الكلام والكلام النفسي
ـ[أبو البركات]ــــــــ[14 - 11 - 07, 06:37 م]ـ
نرجو من الأخوة مساعدتنا في تاريخ هذه القضية المزعومة ومن قال أنها في تاريخ 707هـ من معاصرين شيخ الإسلام؟؟
وللعلم فالحافظ بن حجر ليس من معاصرين شيخ الإسلام، وبالتالي فكلامه في الدرر الكامنة ماهو إلا نقل من مصدر آخر وأقرب شيء من تاريخ البرزالي كما ذكر وأشار على ذلك، ولكن ليست موجودة في تاريخ البرزالي على أكبر تقدير ... علما ان الكتاب لم يحقق بعد ...
ثم لينظر في مؤلفات شيخ الإسلام قبل التاريخ المزعوم والمؤلفات بعد التاريخ المزعوم؟؟ فالواقع والحقيقة أنه لايوجد تغير في المنهج ولا في العقيدة لدى شيخ الإسلام وهذا أسهل وأكبر دليل على بطلان هذه القصة.
ثم لا تجد أحد من كبار خصوم الشيخ قد كفّ عن التجريح فيه بحجة أنه تاب عن العقيدة السلفية إلى العقيدة الأشعرية، بل الوضع خلاف ذلك فالخصوم من طعن إلى تجريح ثم إلى تكفير والعياذ بالله من الضلال ...
ـ[البرايجي السوفي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 01:21 م]ـ
لا استبعد هذا الكلام من ابن حجر فان له تحامل علي شيخ الاسلام ومن رجع الى كلام ابن حجر في مسالة المجاز ووقوعه في القران يرا مدا تحامله عليه وان كان مذهب ابن حجر راجح فلا يسوغ له التهكم عليه ومما عرف بذلك ايضا السيوطي
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - 02 - 08, 02:40 م]ـ
نرجو من الأخوة مساعدتنا في تاريخ هذه القضية المزعومة ومن قال أنها في تاريخ 707هـ من معاصرين شيخ الإسلام؟؟
وللعلم فالحافظ بن حجر ليس من معاصرين شيخ الإسلام، وبالتالي فكلامه في الدرر الكامنة ماهو إلا نقل من مصدر آخر وأقرب شيء من تاريخ البرزالي كما ذكر وأشار على ذلك، ولكن ليست موجودة في تاريخ البرزالي على أكبر تقدير ... علما ان الكتاب لم يحقق بعد ...
ثم لينظر في مؤلفات شيخ الإسلام قبل التاريخ المزعوم والمؤلفات بعد التاريخ المزعوم؟؟ فالواقع والحقيقة أنه لايوجد تغير في المنهج ولا في العقيدة لدى شيخ الإسلام وهذا أسهل وأكبر دليل على بطلان هذه القصة.
ثم لا تجد أحد من كبار خصوم الشيخ قد كفّ عن التجريح فيه بحجة أنه تاب عن العقيدة السلفية إلى العقيدة الأشعرية، بل الوضع خلاف ذلك فالخصوم من طعن إلى تجريح ثم إلى تكفير والعياذ بالله من الضلال ...
هلا نقلت أخي الكريم كلام البرزالي رحمه الله المذكور. . فأنا أستبعده الآن. وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[12 - 02 - 08, 07:05 م]ـ
رحمك الله يا شيخ الإسلام ابن تيمية. كم عانيت، وما زالت الاتهامات تنهال عليك، ولكن كيف للمنخل أن يغطي الشمس.
جزاكم الله خيرا يا من دافعتم عن شيخ الإسلام.
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[12 - 02 - 08, 08:42 م]ـ
اخي الحبيب هذه الشبهه كان ينعق بها احد المبتدعه في مدينه الرياض وافضل رد وجدته تلك اللحظات ولا يحضرني اسم المرجع
ان ما قاله ابن تيميه تلك اللحظه هو (أن إمامكم ابو الحسن الاشعري كان يقول في أخر حياته ماحبستوني لإجله ألان وذكره في كتاب ألابانه مفصلاً فانا على عقيده ألاشعري التي هي عقيده السلف والتي أنتم تخالفون ألاشعري فيها ألان)
الأخ العزيز: الأسمري ,, سكنت ودرست في الرياض ولا أعلم أن فيها مبتدعة أم أنك تبدع كل من خالفك ولا أظن فيك إلا خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/429)
ـ[فيصل]ــــــــ[13 - 02 - 08, 01:56 ص]ـ
http://www.muslm.net/vb/showthread-t_279350.html
رد على دعوى أشعرية شيخ الإسلام
فيصل ...
مشرف شبكة أنا المسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،
فقد نقل أحد الأخوة الكرام كلاماً لأحد الجهمية الكوثرية ذهب فيه لقول هو في غاية الحمق والتهور وهو أن ابن تيميه انتكس عن السنة ومذهب السلف وأصبح أشعرياً جهمياً منذ عام 707 هـ إلى أن توفى سنة 728هـ!! ولا أكاد أصدق أن من يعرف ابن تيمية ويعرف الأشعرية يقول بهذا! ولكن الحمق والكذب والفجور- كما يقال-ليس له حد!! وقد كتبت ما يحضرني في رد هذه السخافة فأعجب بهذا الرد المتواضع من العبد الضعيف بعض الأخوة فنقله الأخ المشرف إلى هذا القسم والكلام الآتي هو كلام الجهمي بحسب نقل الأخ الكريم ثم يأتي الرد، وليت الأخوة يفيدونا بتصويباتهم وتعليقاتهم، أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن يجعل ما قدمناه خالصاً لوجه وأن يجنبنا الكذب والظلم والبهتان وسائر صفات أهل العدوان.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت هذا الكلام لأحد الأشاعرة المغرقين و هو يدعي التحقيق فأتمنى من الاخوة الذين لهم علم بالموضوع أن يحقق هذا الكلام و أسأل الله أن يرزقه الجنة أأأأأأأأأأأميييييييين
و هذا كلامهم: قد سبق لي أن تحدثت عن ابن تيمية عرضا هنا في بعض الموضوعات، ولولا تلك القدسية التي يضفيها عليه أتباعه من الوهابية اليوم ولولا ما تزخر به كتبه من القضايا الخطرة التي تهدم الدين لما تطرقت أصلا لمقالات ابن تيمية وذلك لسبب منطقي وهو أن ابن تيمية في سنة 707 هـ رجع رجوعا صادقا عن الشذوذ العقدي وشهد على نفسه بأنه أشعري، وانتهى أمر الشذوذ العقدي عنده، ومن تاب تاب الله عليه، وهذا نص التوبة المذكورة معزوة إلى مواضعها من كتب التاريخ المعتبرة والتي غفل عنها كثيرون أو أغفلوها، أنقل هنا تاريخ ونص التوبة من (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة) من تصنيف أمير المؤمنين في الحديث الإمام الحافظ شيخ شيوخنا الأقدمين أبي الفضل ابن حجر العسقلاني ط1414هـ ـ دار الجيل ـ ج1 / ص148، ومن كتاب (نهاية الأرب في فنون الأدب) للإمام القاضي شهاب الدين النويري المعاين للحادثة والمتوفى سنة 733هـ ط دار الكتب المصرية 1998م ج32 / ص115 ـ 116 وهذا نصه:
[[[[وأما تقي الدين فإنه استمر في الجب بقلعة الجبل إلى أن وصل الأمير حسام الدين مهنا إلى الأبواب السلطانية في شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة، فسأل السلطان في أمره وشفع فيه، فأمر بإخراجه، فأخرج في يوم الجمعة الثالث والعشرين من الشهر وأحضر إلى دار النيابة بقلعة الجبل، وحصل بحث مع الفقهاء، ثم اجتمع جماعة من أعيان العلماء ولم تحضره القضاة، وذلك لمرض قاضي القضاة زين الدين المالكي، ولم يحضر غيره من القضاة، وحصل البحث، وكتب خطه ووقع الإشهاد عليه وكتب بصورة المجلس مكتوب مضمونه:
بسم الله الرحمن الرحيم
شهد من يضع خطه آخره أنه لما عقد مجلس لتقي الدين أحمد بن تيمية الحراني الحنبلي بحضرة المقر الأشرف العالي المولوي الأميري الكبيري العالمي العادلي السيفي ملك الأمراء سلار الملكي الناصري نائب السلطنة المعظمة أسبغ الله ظله، وحضر فيه جماعة من السادة العلماء الفضلاء أهل الفتيا بالديار المصرية بسبب ما نقل عنه ووجد بخطه الذي عرف به قبل ذلك من الأمور المتعلقة باعتقاده أن الله تعالى يتكلم بصوت، وأن الاستواء على حقيقته، وغير ذلك مما هو مخالف لأهل الحق، انتهى المجلس بعد أن جرت فيه مباحث معه ليرجع عن اعتقاده في ذلك، إلى أن قال بحضرة شهود: (أنا أشعري) ورفع كتاب الأشعرية على رأسه، وأشهد عليه بما كتب خطا وصورته:
((الحمد لله، الذي أعتقده أن القرآن معنى قائم بذات الله، وهو صفة من صفات ذاته القديمة الأزلية، وهو غير مخلوق، وليس بحرف ولا صوت، كتبه أحمد بن تيمية.
والذي أعتقده من قوله: (الرحمن على العرش استوى) أنه على ما قاله الجماعة، أنه ليس على حقيقته وظاهره، ولا أعلم كنه المراد منه، بل لا يعلم ذلك إلا الله تعالى، كتبه أحمد بن تيمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/430)
والقول في النزول كالقول في الاستواء، أقول فيه ما أقول فيه، ولا أعلم كنه المراد به بل لا يعلم ذلك إلا الله تعالى، وليس على حقيقته وظاهره، كتبه أحمد بن تيمية، وذلك في يوم الأحد خامس عشرين شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة))
هذا صورة ما كتبه بخطه، وأشهد عليه أيضا أنه تاب إلى الله تعالى مما ينافي هذا الاعتقاد في المسائل الأربع المذكورة بخطه، وتلفظ بالشهادتين المعظمتين، وأشهد عليه بالطواعية والاختيار في ذلك كله بقلعة الجبل المحروسة من الديار المصرية حرسها الله تعالى بتاريخ يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة، وشهد عليه في هذا المحضر جماعة من الأعيان المقنتين والعدول، وأفرج عنه واستقر بالقاهرة .. ]]]] اهـ.
هذاكلام الإمام النويري، ونحوه كلام الحافظ ابن حجر، ونقل هذه التوبة غيرهما أيضا، وفيما ذكرنا هنا كفاية.
ولعل جهل هذه الحقيقة ـ أعني رجوع ابن تيمية إلى الحق ـ كان سببا رئيسا في تأرجح كلمة العلماء فيه بعد وفاته، ففي القرن التاسع الهجري جاء إلى البلاد المشرقية الإمام الكبير والمناظر الخطير الضارب بسهم وافر في شتى العلوم العلامة محمد بن محمد الشهير بالعلاء ابن البخاري وكان معظما عند أرباب الدولة، مفخما عند العلماء أشعري الاعتقاد، سيفا مسلولا على أهل البدع، وكان ممن يكفرون طائفة ابن عربي الصوفي ويزبد ويرعد فيهم وصنف في إكفاره، فلما وصل هذا العالم إلى مصر والشام وكان معظما لابن تيمية، فعارضه البعض بكلام ابن تيمية المخالف لعقائد المسلمين فطالع العلاء البخاري عقيدة ابن تيمية من جديد وصار يحاول الاعتذار عنه وآل الأمر في آخر المطاف إلى أن كفر ابن تيمية وصنف في ذلك كتابا يكفره فيه، بل ويكفر من سماه بشيخ الإسلام، فرد عليه ابن ناصر الدين الدمشقي الصوفي الأشعري بكتاب سماه الرد الوافر، وقد قرض الكتاب الأخير جماعة من كبار علماء مصر منهم الحافظ ابن حجر والبدر العيني والشمس البساطي والبلقيني وغيرهم، واعترضوا على تكفير ابن تيمية، متعللين بأنه لم يكن يصر على الباطل ويلمحون إلى رجوعه الذي أسلفناه، وهذا هو الحق، فابن تيمية لم يحفظ عليه بعد تاريخ الرجوع المذكور أنه حوكم في العقائد إلى اليوم، وتلاميذه من بعده مختلفون ليسوا على رأي واحد، فمنهم قلة قليلة بقيت على آرائه التي كان عليها قبل رجوعه، ولم يصدقوا بأنه رجع عنها، وأكثرهم لم يكن يوافقه عليها، بل البعض منهم لم تكن له دراية بأمور العقائد، وجماعة من تلاميذه يعلمون بأنه قد تاب مما خالف فيه، لهذا كانت المدرسة المصرية أعدل الطوائف فيه، فهي لم تأخذ بشذوذاته العقدية التي يكفر معتقدها، ولم تقل بتكفيره أيضا لما ثبت عندهم من رجوعه، ومع هذا فقد استمر خلاف المسلمين فيه من ذلك الوقت إلى اليوم، ولم تكن الناس بل ولا العلماء وطلاب العلم يلتفتون إلى هذه المسألة أصلا قرون طويلة، إلى أن قامت الدعوة الوهابية من نجد الفتنة فتبنت آراءه كلها بشكل مجمل غير مفصل بشكل رهيب ملفت للنظر وقدسوه وعظموه غاية التعظيم، حتى صار ابن تيمية عندهم مساويا لكلمة السلف!!! والسلف مساوية لكلمة ابن تيمية، وغلوا فيه غلوا عظيما، وبدأت كتب ابن تيمية تظهر إلى الوجود مرة أخرى، بعد ان أعدمت في حياته ونزعت ومزقت وحرقت واندثرت وما كان احد يجرؤ على إظهارها ومدارستها علنا، فعادت طباعتها من جديد في دولة عبدالعزيز آل سعود!! ولما لقيت الدولة السعودية الجديدة اعترافا دوليا وبدأت علاقاتها بالدول الإسلامية المحيطة تتحسن بدأت كتب ابن تيمية تتدفق من المطابع السلفية بالمملكة، غير عارفين بمغبة هذا الأمر وما يمكن أن تحدثه كتب ابن تيمية، ولم تخضع في حينها للدراسة والمناقشة والفحص بل ولا التحقيق والتأكد من صحة نسبتها إلى ابن تيمية، وهكذا رجع الخلاف من جديد وبدأ الصراع القديم يتجدد بسبب كتب ابن تيمية، واضطرب الوضع، وأحس كثير من العلماء بالخطر الذي تحمله كتب ابن تيمية والذي قد تظهر آثاره على المدى البعيد، فهب جماعة من أهل العلم ـ وما أكثرهم ـ للرد على كتب ابن تيمية وما فيها، علماء من المغرب وتونس وموريتانيا والجزائر ومصر والسودان وتركيا والهند واليمن ومن كل بلاد الإسلام تقريبا، والناس البسطاء والشباب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/431)
المتحمس للصحوة الإسلامية يحسبون أن القضية تقف عند حد مسألة التوسل والقبور وبعض الألفاظ ومسالة التقليد أو الاجتهاد وأشياء من هذا الباب!!! ولم يعلموا حقيقة الأمر المرير الذي أدركه المحققون من العلماء، حتى أن بعض العلماء من شدة خوفهم على عقائد الناس آثروا السكوت لظنهم أنه الحل لصرف الناس عن كتب ابن تيمية، ولكن البعض الآخر كان يرى أن السكوت من شأنه فيما يأتي من الزمن ويستقبل من الوقت أن يوهم الناس رضا العلماء عما في كتب ابن تيمية من المسائل الخطيرة فشرعوا في كتابة الردود والتحذير، ولو جئنا لحصر هؤلاء العلماء وتفصيل جهودهم في الرد على تنوعها من مؤلف خاص أو مقال أو محاضرات أو بحوث لطال الأمر جدا ونشير في هذه العجالة إلى أهم التصانيف التي كتبت في هذا المجال، فمنها (شواهد الحق) للعلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني الأزهري هذا الكتاب الذي قرضه كبار العلماء بالديار المصرية أنذاك:
العلامة محمد حبيب الله الشنقيطي المالكي، والعلامة علي محمد الببلاوي الأزهري المالكي، والعلامة الكبير عبدالقار الرافعي الزهري، وشيخ الإسلام والجامع الأزهر فضيلة الإمام عبدالرحمن الشربيني، والعلامة مفتي الديار المصرية بكري بن محمد بن عاشور الصدفي الأزهري، والعلامة الحافظ الكبير مفخرة المغرب الرحالة الشهير عبدالحي بن عبدالكبير الكتاني المغربي، والعلامة الفقيه الكبير السيد أحمد بك الحسيني الشافعي شارح الأم، والعلامة سليمان العبد الشبراوي الشافعي الأزهري، والعلامة أحمد بن حسنين البولاقي الشافعي الأزهري، والعلامة الكبير أحمد البسيوني شيخ السادة الحنابلة الأزهري، والعلامة محمد الحلبي الشافعي والعلامة سعيد الموجي ...
وقد قال النبهاني في كتابه المذكور ص53 عن كتب ابن تيمية:
((مع أني وقتئذ لم أكن اطلعت على .. كتب ابن تيمية: منهاج السنة، وكتابه المعقول والمنقول ... وكلها طبعت أخيرا ... ولكني كنت أرى تلك الأبحاث في كتب أخرى ردوها على ابن تيمية وشنعوا عليه بها، ككتب الإمام ابن حجر المكي رحمه الله، وجزاه خير الجزاء عن خدمة الشريعة المحمدية، ورده تلك المسائل الشنيعة على ابن تيمية وإن لم يكن وحده أقام عليه النكير في ذلك، بل كثير من العلماء من المذاهب الأربعة شتعوا عليه غاية التشنيع في ذلك رحمهم الله أجمعين، وغفر له ما ارتكبه من هذا الأمر العظيم الذي ترتب عليه من المفاسد الدينية خصوصا من أتباعه فرقة الوهابية ما لا يعلم غير الله تعالى قدر الأضرار التي وصلت منه إلى الأمة المحمدية: من القتل والقتال وذهاب النفوس والأموال، وحكمهم على كافة المسلمين من أهل المذاهب الأربعة بالشرك والضلال، وما زالت أضرارهم إلى الآن سارية في الأمة حسا ومعنى، وهم ومن أعجبه شأنهم ممن لا خلاق لهم في الدين، مازالوا إلى الآن يشوشون عقائد كثيرة من ضعاف الطلبة وعوام المسلمين، ويدعون الاجتهاد، ويبغون في الأرض الفساد، ولا يتبعون من مذاهب أهل السنة والجماعة سبيل السداد، وما زال الشيطان يجهز منهم جماعة بعد جماعة، وهم كل يوم في ازدياد، ولله في ذلك قضاء لا يرد وحكم لا يعلمها إلا الأفراد .. )) اهـ المقصود.
وصنف كذلك شيخ الإسلام ومفخرة الزمان مصطفى صبري التوقادي آخر مشايخ الإسلام بالدولة العثمانية في الرد.
وصنف العلامة المحقق الذي لم تكتحل عين الدهر بمثله الإمام الخطير وكيل المشيخة الإسلامية بالدولة العثمانية الشيخ محمد زاهد بن الحسن الكوثري مصنفات كثيرة في هذا الباب وكل مصنفاته متوفرة في مصر بمكتبة الكليات الأزهرية.
وصنف العلامة منصور عويس الأزهري كتابه ابن تيمية ليس سلفيا، وغير ذلك من التصانيف التي لا عدد لها ... وقد أوذي هؤلاء الذين كتبوا وردوا وصنفوا وطعن عليهم ولقبوا بألقاب جاهزة من (جهمية) و (معطلة) و (معتزلة) وبأنهم مشركون ووثنيون وكفروا وووووووو واختلط الحابل بالنال ومرج الأمر على الناس وطلاب العلم، وتشوشت المسائل فما يدرون مع من يقفون، ولا من يتبعون فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/432)
ملخص ما يقوله الجهمي في ما سوده أعلاه أن شيخ الإسلام رحمه الله انتكس في عام 707 ثم بقي أشعرياً إلى أن مات وقد توفى سنة 728 يعني بقي أكثر من عشرين سنة أشعرياً وأن من قرض من علماء مصر الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي –وقد زعم أن هذا الإمام أشعري! - إنما كان بتعليل أنه لم يكن يصر على الباطل ويلمحون لهذه الانتكاسة!!!!
وعلى هذا أقول: أمالك يا هذا حياء يكفيك عن مثل هذه الأكاذيب الواضحة والأباطيل الفاضحة؟؟؟ أما تستحي من الله؟! والله إن هذه المباهتة بإنكار الجليات وجحد المعلومات لا تطفيء نور الحق ولا تنور أبداً دخان الباطل بل يتميز بها المنصف من المتعسف والعارف من الجاهل والصادق من الكاذب وإليك البيان:
المسألة الأولى: زعمه أن ابن تيميه كان أشعرياً من تاريخ 707 هـ إلى أن توفي عام 728 هـ من أوقح الكذب وأعظم السفسطة سواء سلمنا بثبوت هذه الانتكاسة المزعومة في ذلك التأريخ أو لم نسلم لأن ابن تيميه ألف بعد هذا التأريخ كثير من مؤلفاته السلفية فدرء التعارض ألفه ابن تيميه بعد عودته من مصر كما بين هذا بأدلته الصريحة المحقق في مقدمة الكتاب والكتاب أشهر من رأس على علم وقد رد عليه الأشعري كمال الدين بن الشريشي ثم رد عليه ابن تيميه بمصنف على ما ذكره ابن رجب وابن عبد الهادي والذهبي وغيرهم وقد اختصر الكتاب بدر الدين الهكاري القاضي الشافعي واعتمد المحقق الشيخ رشاد رحمه الله على مختصره وعلى تسع نسخ أخرى بعضها مقابل ومصحح. ثم بعده ألف ابن تيميه منهاج السنة وهو من أشهر كتبه السلفية وقد قيلت فيه قصائد معروفة واختصره الذهبي -الذي اختصر المنهاج سنة 720 ينظر المختصر ص31 وفيه إثبات العلو وقيام الأفعال به وغير ذلك مما اختصره الذهبي مقراً له - واختصره كذلك العلامة الإمام ابن عبد الحق البغدادي-على ما يظهر لي ينظر مقدمة منهاج السنة 1/ 86 فقد رجح خلاف هذا-وغيرهم ونقل منه ابن حجر في الفتح وغيره من أشاعرة وسلفية وفيه بين عقيدته بوضوح وقد قال التقي السبكي قصيدته في هذا الكتاب التي نقلها ابنه كما سيأتي ذكره، وقد ثبت أنه ألف أيضاً بعد هذا التأريخ القاعدة المراكشية والرد على المنطقيين والنبوات والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان والجواب الصحيح والصفدية وشرح الأصبهانية وفي سجنه الأخير ألف تفسير آيات أشكلت .. والرسالة البعلبكية التي قُرأت على المؤلف سنة 718 هـ وعليها إجازته بخطه وفي جامع المسائل والفتاوى عدة تصانيف أخرى، وغير هذا مما يطول سرده والمنصف يكفيه هذا دون المتعسف، أبعد هذا يقول من يفهم أنه عاش أشعريا!؟ يالله أين الحياء؟؟
ثم على تقدير عدم ما سبق: ألا يعقل هذا الكذاب الجويهيل كيف لم ينقل عنه صديق ولا صاحب ولا عدو ولا مؤرخ ولا حتى بقال! طوال أكثر من عشرين سنة عاشها بعد ذلك ولا حرف واحد في بيان هذه العقيدة التي اعتنقها!؟ بل لم ينقل عنه الأصحاب الملازمين له كابن عبد الهادي وابن القيم وابن المحب وغيرهم إلا الاعتقاد السلفي المعروف، مع شدة الرغبة بالظفر بمثل هذا من قبل أعدائه حتى أنهم زوروا غير مرة عليه أنه تراجع كما ذكر هذا ابن تيميه نفسه!! ألم يقرأ في ترجمته أنه ((ثم إن الشيخ بعد وصوله من مصر إلى دمشق واستقراره بها لم يزل ملازماً للاشتغال والأشغال ونشرالعلم وتصنيف الكتب وإفتاء الناس بالكلام والكتابة المطولة.)) إلخ، فأين كلامه في نصرة التجهم؟، بل يا جهمي أين الحياء؟؟
بل بعض تلامذته السلفيين لم يلتق به ويأخذ عنه أصلاً إلا بعد هذا التأريخ كالحافظ ابن عبد الهادي حيث لازمه خمس سنوات كاملة وأخذ منه بعد هذا التأريخ وقد ألف ابن عبد الهادي في العقيدة السلفية ونصرتها أمثال الكلام على الاستواء وغيرها.
بل وجدت أن ابن القيم ما التقى بشيخ الإسلام إلا عام 712 هـ-وعمره حوالي 21 سنة- وهي السنة التي عاد فيها شيخ الإسلام من مصر إلى دمشق –ينظر مقدمة اجتماع الجيوش ص23 - واستمر اللقاء بينهما إلى سنة 728 هـ وهي السنة التي توفى فيها ابن تيمية -أي لمدة سبعة عشر عاماً! -، أفيقول عاقل يعرف كلام ابن القيم وكتبه ومنهجه وموقفه من الأشعرية أن شيخه ابن تيمية كان آنذاك أشعرياً؟؟ لا والله لا يقوله إلا فاجر قد خلع جلباب الحياء ورماه تحت قدميه!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/433)
ألا يعلم ماذا قال ابن القيم في النونية عن تأثير شيخه عليه وكيف دله على طريق الحق؟
بل كيف يبقى هؤلاء التلاميذ كابن القيم أو ابن المحب أو ابن شيخ الحزامين وغيرهم وهم سلفية معروفون بل هم من ألد أعداء الأشاعرة أقول: كيف بقى هؤلاء يأخذون منه طوال هذه السنين بعد هذا التأريخ ولا يزالون على مدحه وحبه إن كان قد أصبح جهمياً أشعرياً؟؟؟؟ بل لم يذكر أحد منهم شيء في هذا بل نقلوا عنه ضد ذلك من إثبات الصفات إلخ مما يناقض عقيدة الجهمية.
بل لم يقل بهذه الكذبة القبيحة حتى ألد أعدائه وهو تقي الدين السبكي الذي يقول بعد وفاة ابن تيميه كما ينقل ابنه في طبقاته الكبرى:
(ولابن تيمية رد عليه-يعني المنهاج - وفى % بمقصد الرد واستيفاء أضربه)
(لكنه خلط الحق المبين بما % يوشبه كدرا في صفو مشربه)
(يخالط الحشو أنى كان فهو له % حثيث سير بشرق أو بمغربه)
(يرى حوادث لا مبدا لأولها % في الله سبحانه عما يظن به)
(لو كان حيا يرى قولي ويفهمه % رددت ما قال أقفو إثر سبسبه)
(كما رددت عليه في الطلاق وفي % ترك الزيارة ردا غير مشتبه)
فتأمل قوله في ابن تيميه أنه يرى حوادث إلخ وأنه يخالط الحشو أنى كان، أفإن كان ابن تيميه رجع عن الحق إلى الأشعرية أفيقول هذا عنه التقي السبكي؟؟ أفلا اعتذر عنه؟ حاشى التقي السبكي من فجورٍ في الكذب لا يقول به إلا من أوغل في الحماقة والتهور والله المستعان.
المسألة الثانية: زعمه أن اعتراض من اعترض على تكفير ابن تيميه فيما نقل ابن ناصر الدين الدمشقي –وقد زعم أن هذا الإمام أشعري!! -في الرد الوافر من علماء مصر إنما كان بتعليل أنه لم يكن يصر على الباطل وألمحوا لهذه الانتكاسة!!!! ثم قال المباهت: وهذا هو الحق!!
فأقول: تبين لي تماماً أن هذا الجهمي قد خلع جلباب الحياء بالمرة، وهو لم يستفد والله بكذبه المفضوح هذا إلا أن يعلم الناس أنه كذاب!! بيانه:
1 - أن الجهمي هنا يحاول بمثل هذه الدعاوى المعلومة الفساد أن ينسب كذبته القبيحة إلى أحد من هؤلاء الأئمة الأعلام ولكن لم يفلح بذكر نص واحد صريح منهم وحاشا أحد منهم أن يقول بما لا يقول به مسفسط! وأتحداه أن يذكر عن أحد من هؤلاء العلماء أنه نص على كذبته القبيحة نصاً صريحاً وهي أن ابن تيميه كان أشعرياً منذ 707 للهجرة وحتى مات ولذلك مدحه!!.
2 - زعمه أنهم ألمحوا لدعواه الكاذبة كذبه أخرى تضاف لسلسة أكاذيب هذا الكوثري الجهمي، وهذه الدعاوى المطلقة الغير مبرهنة من السهل إدعائها خصوصاً على جهمي كذاب مثل هذا المجاهر بكذبه، ثم أقول: لما يلمحوا لهذا؟؟؟ لما لا يقولوا بصراحة دون تلميحات نمدحه لأنه تاب وهل في التوبة والإنابة إلى العقيدة الحقة بزعمكم ما يعيب؟؟ إم إنه خيال الجهمي المريض؟؟ وقوله أن علماء مصر (وعد منهم الحافظ ابن حجر والبدر العيني وغيرهم) يقولون أنه "لا يصر على الباطل"، أقول: لم أجد لهم هذا القول بهذا اللفظ لكنه كلام صحيح على تقدير ثبوته فحاشاه أن يصر على باطل بعد قيام الدليل عنده على أنه باطل، إذ هذا صنيع أهل الأهواء، فهذا كلام عام في مدحه والثناء عليه لا يلزم منه ما عناه هذا الجهمي! لولا خياله المريض!، ولكن الواقع أنني وجدت ألفاظاً لهم لا تساعد هذا الجهمي على دعواه البتة منها:
قول العيني: ((فمن قال هو كافر فهو كافر حقيق، ومن نسبه للزندقة فهو زنديق وكيف ذاك وقد سارت تصانيفه في الآفاق وليس فيها شيء مما يدل على الزيغ والشقاق ولم يكن بحثه فيما صدر عنه في مسألة الزيارة والطلاق إلا عن اجتهاد سابق بالاتفاق ... وله المصنفات المشهورة المقبولة والفتاوى القاطعة غير المعلولة ... )) الرد الوافر ص262
ومن أشهر تصانيفه منهاج السنة الذي سارت به الركبان ثم قال رحمه الله في وصف ما وقع له في المجالس التي عقدت لابن تيميه رحمه الله: ((وأما مجريات هذا الإمام فكثيرة في مجالس عديدة فلم يظهر في ذلك لمعانديه فيما اُدعي عليه برهان، غير تنكيدات رسخت في القلوب من ثمرات الشنآن وقصارى ذلك أنه حبس بالظلم والعدوان، وليس في ذلك ما يعاب به ويشان وقد جرى على جلة من التابعين الكبار من قتل وقيد وحبس ... )) إلخ
فأين ذكر الرجوع وهذا محله!!؟؟؟ بل كلام العيني ظاهره كما ترى بنقيض ما نقله هذا المباهت، ولكن هذا الرجل قد خلع جلباب الحياء بالمرة، ومن لم يستح فليصنع ما شاء!
وكذا كلام ابن حجر ضده فقد قال ابن حجر ((فإنه شيخ الإسلام بلا ريب، والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي، ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عناداً [قلت: لأنه من أهل السنة والحق لا البدعة والهوى] وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبرؤ منه ومع ذلك فهو بشر يخطيء ويصيب، فالذي أصاب فيه وهو الأكثر يستفاد منه ويترحم عليه بسببه والذي أخطأ فيه لا يقلد فيه بل هو معذور لأن أئمة عصره شهدوا له بأن أدوات الاجتهاد اجتمعت فيه .. )) إلخ ما قاله رحمه الله.
تأمل قوله: ((وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبرؤ منه)) وقوله: ((والذي أخطأ فيه لا يقلد فيه بل هو معذور)) لماذا معذور؟؟ ألأنه تاب كما يزعم هذا المباهت؟.
3 - قوله أن ابن ناصر الدين "أشعري"، لم يذكر عليها دليل وهي كذبه أخرى تضاف لما سبق فقد وجدت أن الحافظ ابن ناصر الدين رحمه الله في الرد الوافر نفسه يبطلها فقد قال فيما ذكر عن الحافظ العلامة أبو المظفر السرمري قال:
((وكان إماما ثقة عمده زاهدا عابدا محسنا جهده صنف في أنواع كثيرة نثرا ونظما وخرج وأفاد وأملى رواية وعلما ومن مؤلفاته النظامية كتاب الحمية الإسلامية في الانتصار لمذهب ابن تيمية:
معارضا فرقة قد قال أمثلهم % إن الروافض قوم لا خلاق لهم
وقد أحسن في هذا الرد المقبول وهدم تلك الأبيات بنظام المنقول وجلال المعقول وكان عمدة في نقد رجال الحديث وضبطه.))
تأمل قوله هذا وأنظر وصفه في رد العلامة السرمري السلفي على السبكي الأشعري بقصيدته الرائعة وفيها بين السرمري رحمه الله الكلام على حلول الحوادث وتسلسلها ونوع الكلام و الفعل إلخ ما ينقض مذهب الأشعرية مناقضة تامة فكيف يكون أشعري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/434)
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[13 - 02 - 08, 03:00 م]ـ
رد عليها كما ذكر الإخوة, وأقول أيضاً لا يلزم أن يكون شيخ الإسلام عاملا بالتقية إن قال هذا -مع استحالة وقوعه منه- بل يكون هذا من باب ما فعله عمار بن ياسر, وذلك حتى يحمي نفسه منهم, أو من باب التورية, ولكن الحمد لله أنه لم يقل هذا أصلا فقد تم بيان هذه الشبهة المتهافتة كصاحبها ...
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[15 - 02 - 08, 12:37 ص]ـ
إخواني جزاكم الله خيراً هذه شبهة خلط فيها حنق الأشاعرة بكذب الروافض
الرافضة و الأشاعرة أكلتهم الجاهلية العصبية ... يا ويلهم
هذه الرسالة مكذوبة على شيخ الإسلام كما أشار إلى ذلك الإخوة الأجلة
* وهي ليست أول أكذوبة عليه حتى إن أحدهم ألف أكذوبة بلهجة بلده العامية ...
*وينظر لذلك كل مؤلفاته الموجودة بين أيدي الأعداء قبل الأصدقاء فليأتوا بنص منها إن كانوا صادقين.
*ينظر كتاب موقف ابن تيميَّة من الأشاعرة للدكتور عبد الرحمن المحمود ج1 ص179 حاشية 3 تحت عنوان: 2 - محنته ومناظرته حول الواسطية.
*الحافظ ابن حجر في الدرر إنما هو ناقل وليس بقائل وإنما قوله فيه صراحة تجده في تقريظه على الرد الوافر للإمام ابن ناصر الدين الدمشقي ص 261 - 262 ط المحققة بواسطة أ زهير الشاويش
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[15 - 02 - 08, 12:38 ص]ـ
إخواني جزاكم الله خيراً هذه شبهة خلط فيها حنق الأشاعرة بكذب الروافض
الرافضة و الأشاعرة أكلتهم الجاهلية العصبية ... يا ويلهم
هذه الرسالة مكذوبة على شيخ الإسلام كما أشار إلى ذلك الإخوة الأجلة
* وهي ليست أول أكذوبة عليه حتى إن أحدهم ألف أكذوبة بلهجة بلده العامية ...
*وينظر لذلك كل مؤلفاته الموجودة بين أيدي الأعداء قبل الأصدقاء فليأتوا بنص منها إن كانوا صادقين.
*ينظر كتاب موقف ابن تيميَّة من الأشاعرة للدكتور عبد الرحمن المحمود ج1 ص179 حاشية 3 تحت عنوان: 2 - محنته ومناظرته حول الواسطية.
*الحافظ ابن حجر في الدرر إنما هو ناقل وليس بقائل وإنما قوله فيه صراحة تجده في تقريظه على الرد الوافر للإمام ابن ناصر الدين الدمشقي ص 261 - 262 ط المحققة بواسطة أ زهير الشاويش
ـ[أبو البركات]ــــــــ[15 - 02 - 08, 02:01 م]ـ
هلا نقلت أخي الكريم كلام البرزالي رحمه الله المذكور. . فأنا أستبعده الآن. وجزاكم الله خيرا.
هذه صورة ضوئية تبين نقل الحافظ ابن حجر للأحداث من مصدر آخر! ... ولا ندري في أي كتاب للبرزالي ذكر هذا الكلام ... وأقرب شيء هو تاريخ البرزالي ... وهو غير محقق حسب علمي ... وبعضهم ذكر أنه غير موجود في تاريخ البرزالي!!
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[15 - 02 - 08, 03:42 م]ـ
بارك الله في الشيوخ الفضلاء ..
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مقدمة التسعينية:
(اما بعد فانه في آخر شهر رمضان سنة ست وسبعمائة، جاء اميران رسولين من عند الملأ المجتمعين من الامراء والقضاة ومن معهم، وذكرا رسالة من عند الامراء مضمونها طلب الحضور، ومخاطبة القضاة لتخرج وتنفصل القضية، وان المطلوب خروجك وان يكون الكلام مختصرا ونحو ذلك.
فقلت: سلّم على الامراء وقل لهم: لكم سنة، وقبل السنة مدة اخرى تسمعون كلام الخصوم الليل والنهار، والى الساعة لم تسمعوا مني كلمة واحدة!!
وهذا من اعظم الظلم، فلو كان الخصم يهوديا او نصرانيا او عدوا آخر للاسلام ولدولتكم لما جاز ان تحكموا عليه حتى تسمعوا كلامه، وانتم قد سمعتم كلام الخصوم وحدهم في مجالس كثيرة، فاسمعوا كلامي وحدي في مجلس واحد، وبعد ذلك نجتمع ونتخاطب بحضوركم.
فان هذا من اقل العدل الذي امر الله به في قوله: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا).
فطلب الرسولان ان اكتب ذلك في ورقة، فكتبته! فذهبا ثم عادا وقالا: المطلوب حضورك لتخاطبك القضاة بكلمتين وتنفصلوا، وكان في اوائل النصف من الشهر المذكور جاءنا هذان الرسولان بورقة كتبها لهم المحكم من القضاة ابو الحسن علي بن مخلوف المالكي وهي طويلة، طلبت منهم نسخها فلم يوافقوا وتاملتها فوجدتها مكذوبةً علي إلا كلمة واحدة: من انه على العرش حقيقة وان كلامه حرف وصوت قائم به بلا تكييف ولا تشبيه.
قلت: ليس هذا في كلامي ولا في خطي! وخاطبني بخطاب فيه طول قد ذكر في غير هذا الموضع، فندموا على كتابة تلك الورقة وكتبوا هذه!
فقلت: انا لا احضر الى من يحكم فيّ بحكم الجاهلية، وبغير ما انزل الله، ويفعل بي ما لا تستحله اليهود ولا النصارى، كما فعلتم في المجلس الاول.
وقلت للرسول: قد ذلك بحضوركم اتريدون ان يمكروا كما مكروا بي في العام الماضي؟ هذا لا اجيب اليه، ولكن من زعم اني قلت قولا باطلا؛ فليكتب خطه بما انكره من كلامي ويذكر حجته، وانا اكتب جوابي مع كلامه، ويعرض كلامي مع كلامه على علماء الشرق والغرب.
فقد قلت هذا بالشام وانا قائله هنا، وهذه عقيدتي التي بُحثت بالشام بحضرة قضاتها ومشايخها وعلمائها، وقد ارسل اليكم نائبكم النسخة التي قرئت واخبركم بصورة ما جرى، وان كان قد وقع من التقصير في حقي والعدوان، والاغضاء عن الخصوم ما قد علمه الله والمسلمون، فانظروا النسخة التي عندكم.
وكان قد حضر عندي نسخة اخرى منها، فقلت: خذ هذه النسخة فهي اعتقادي، فمن انكر منها شيئا فليكتب ما ينكره وحجته لاكتب جوابي، فاخذا العقيدة وذهبا.
ثم عادا ومعهما ورقة لم يذكر فيها شيء من الاعتراض على كلامي بل انشأوا فيها كلاما طلبوه، وذكر الرسول انهم كتبوا ورقة ثم اخرى ثم قطعوها ثم كتبوا هذه، ولفظها: .. ) اهـ التسعينية (1/ 109 - 113).
رحم الله شيخ الاسلام.
يلاحظ ان شيخ الاسلام لم يجد في طول سجاله مع الاشعرية من يتجاسر على مناظرته ولو خطيا .. فكيف يظن به الركون لمذهبهم!
وان التحريف والكذب عليه قد كثر وذاع .. حتى اشتكى رحمه الله زور خصومه وبهتانهم!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/435)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 02 - 08, 10:23 ص]ـ
نقل جميل. . فجزاكم الله خيرا كثيرا.
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[24 - 03 - 08, 10:00 م]ـ
واياك، اخي الفاضل
ـ[إبراهيم العبسي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 07:15 م]ـ
وأنا أضيف صوتي إلى صوت الإخوان
وأقول أيضا
معلوم لدينا أن ابن القيم من أشهر تلامذة ابن تيمية
ومن أعلم الناس بمذهبه
وأنه في بداية عمره كان صوفيا كما وضح ذلك في نونيته
والسؤال هنا
متى التحق ابن القيم بابن تيمية وأخذ عنه العقيدة السلفية
إذا عرفنا هذا عرفنا بطلان التراجع المزعوم
وأترك لكم البحث
لأنكم طلاب علم(31/436)
هل الأشاعرة جمهور أهل السنة والجماعة؟
ـ[خالد الحائلي]ــــــــ[16 - 08 - 05, 07:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الأشاعرة جمهور أهل السنة السنة والجماعة؟
بحيث أن منهم الإمام ابن حجر العسقلاني والإمام النووي والسيوطي وغيرهم؟
وحبذا لو تكرم أحد المشائخ أو طلبة العلم بوضع أسماء علماء السلف الملتزمين والمتمسكين بمنهج السلف والذين ليس فيهم أي خلل في العقيدة الصحيحة كالإمام ابن تيمية رحمه الله ليعرف الطالب لمن يقرأ في العقيدة
ولأني والله لا أعرف من العلماء الملتزمين بالعقيدة الصحيحة إلا القليل مثل الإمام ابن تيمية وأحمد بن حنبل وابن قدامة وغيرهم
وجزاكم الله خير
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[16 - 08 - 05, 08:35 ص]ـ
لا يا أخي الفاضل .. علماء أهل السنة كثيرون جدًا .. لا يحصوْن كثرةً ..
فمن المعاصرين ولست في حاجة إلى سردهم .. لكن على سبيل المثال الشيخ العلامة المحدث الألباني .. والشيخ العلامة ابن باز .. والشيخ العلامة ابن العثيمين .. والعلامة المفسر الشنقيطي .. رحمهم الله جميعًا .. والشيخ صالح الفوزان .. والشيخ الجبرين .. والشيخ بكر أبو زيد .. حفظهم الله جميعًا ..
ومن الشاميين طلبة الشيخ الألباني كالشيخ علي الحلبي .. والشيخ سليم الهلالي .. والشيخ مشهور .. وغيرهم كثير .. ومن الشاميين القدامى الشيخ بهجة البيطار .. والشيخ راغب الطباخ (كان شاميًا أليس كذلك .. ؟) .. وغيرهما ..
ومن المصريين الشيخ الأصولي أسامة عبد العظيم .. والشيخ أبو إسحاق الحويني .. والشيخ مصطفى العدوي .. وغيرهم كثير .. ومن القدامى الشيخ المحدث العلامة أبو الأشبال أحمد شاكر .. وأخوه الشيخ اللغوي الأديب محمود شاكر .. والشيخ عبد الرزاق عفيفي .. وغيرهم كثير ..
هذا عن المعاصرين ..
أما إن أردت أمثلة من العلماء السابقين .. فمنهم مثلاً الإمام محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه .. وعلماء الدعوة بصفة عامة ..
وقبلهم شيخ الإسلام ابن تيمية .. والعلامة الإمام ابن القيم .. والحافظ الذهبي .. والحافظ المفسر ابن كثير .. والحافظ ابن عبد الهادي تلميذ ابن تيمية .. والقاضي ابن أبي العز الحنفي .. وغيرهم ..
وابن قدامة .. والإمام الكبير أبو إسماعيل الأنصاري الهروي ..
والحافظ أبو بكر الخطيب .. وحافظ المغرب بلا مدافعة ابن عبد البر ..
وكذلك شيخ الإسلام الإمام أبو عثمان الصابوني ..
وكذلك الإمام الحافظ اللالكائي .. صاحب (شرح أصول اعتقاد أهل السنة) وهو مصنف جليل نفيس جدًا ..
وكذلك العلامة الخطابي .. ذكر الذهبي أنه صنف كتابًا اسمه (الغنية عن الكلام وأهله) ..
والحافظ ابن منده .. وله مصنف اسمه (الإيمان) ..
وكذلك الحافظ العلامة الدارقطني .. ومن مصنفاته (الرؤية) و (الصفات) ..
وكذلك الإمام العلامة ابن بطة العكبري الحنبلي .. وله كتاب (الإبانة على أصول السنة والديانة) .. وهو من أروع ما ألف في بيان عقيدة السلف ..
وكذلك العلامة الإمام أبو بكر الإسماعيلي .. ومن مصنفاته (اعتقاد أئمة الحديث) ..
والحافظ محدث أصبهان أبو الشيخ .. صاحب كتاب (العظمة) .. وهو كتاب في بيان عقيدة أهل السنة ..
وكذلك الإمام الحافظ أبو بكر الآجري .. صاحب (الشريعة) .. وهو من أنفس كتب أهل السنة ..
وأيضًا البربهاري .. صاحب كتاب (شرح السنة) ..
ومنهم كذلك الحافظ أبو بكر بن أبي داود .. له قصيدة حائية مشهورة في بيان معتقد أهل السنة ..
ومنهم إمام الأئمة .. الحبر البحر .. العلامة الحافظ الكبير ابن خزيمة .. صاحب الكتاب الجليل (التوحيد) ..
ومنهم المفسر العلامة ابن جرير الطبري ..
ومنهم الإمام ابن ماجة صاحب السنن .. فمن أبوابه: (باب ما أنكرت الجهمية) .. ثم ذكر أحاديث الرؤية وطي السماء .. وحديث إن الله ليضحك إلى ثلاثة ..
ومنهم الإمام الحافظ الترمذي صاحب السنن .. ويمكن إدراك ذلك بقراءة تعليقه على حديث (إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه) ..
وكذلك الحافظ ابن أبي عاصم .. صاحب كتاب (السنة) ..
ومنهم الإمام العلامة ابن قتيبة .. صاحب (مختلف الحديث) ..
ومنهم أبو محمد الدارمي صاحب السنن ..
ومنهم الحافظ عثمان بن سعيد الدارمي .. صاحب (الرد على الجهمية) و (النقض على المريسي) ..
ومنهم الحافظ ابن أبي حاتم الرازي .. وأبوه أبو حاتم الرازي .. وأبو زرعة الرازي .. والأول صاحب (الرد على الجهمية) وروى كثيرًا عن أبيه وعن أبي زرعة ..
ومنهم حافظ الدنيا .. صاحب الصحيح .. الإمام البخاري .. فمن صحيحه: (كتاب الرد على الجهمية) ..
ومنهم اللغوي العلامة أبو عبد الله ابن الأعرابي ..
ومنهم عالم خراسان .. الإمام إسحاق بن راهويه ..
ومنهم إمام أهل السنة أحمد بن حنبل ..
وكذلك علي بن المديني .. ويحيى بن معين ..
ومنهم الحافظ قتيبة بن سعيد .. ومنهم أحمد بن نصر الخزاعي الذي قتل بسبب ثباته أيام محنة خلق القرءان .. رحمه الله ..
ومنهم أبو عبيد القاسم بن سلام الذي قال فيه ابن راهويه: الله يحب الإنصاف .. أبو عبيد أعلم مني ومن الشافعي ومن أحمد ..
ومنهم الحافظ نعيم بن حماد .. الذي حبس حتى مات في محنة خلق القرءان ..
ومنهم الإمام الشافعي .. رحمه الله .. ومنهم وكيع بن الجراح .. ومنهم سفيان بن عيينة ..
ومنهم الإمام عبد الله بن المبارك .. ومنهم الإمام مالك صاحب الجواب المشهور في الاستواء ..
ومنهم سفيان الثوري .. ومنهم الإمام الأوزاعي ..
وغير ذلك كثير ..
ومن أراد الاستزادة فيمكنه مراجعة كتاب (العلو) للذهبي ..
وأما عن سؤالك: (هل الأشاعرة جمهور أهل السنة .. ؟) فهو يحتاج إلى تفصيل .. من ناحية هل هم من أهل السنة .. وهل هم جمهور أم لا .. ؟ وراجع في ذلك كتاب القواعد المثلى .. ففيه فصل تكلم فيه الشيخ العثيمين عن ذلك الأمر ..
وأعتذر عن الإطالة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/437)
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[16 - 08 - 05, 08:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. أخي هذه إجابة سريعة على سؤالك وإن يتطلب بحثاً موسعاً إلا أنني أحيلك على مراجع:
1 - أهل السنة لهم إطلاقان كما قرر شيخ الإسلام:
أ- إطلاق عام: وهو كل من يقابل الشيعة، فالأشاعرة والمعتزلة بهذا الإطلاق داخل في التسمية.
ب- إطلاق خاص: ويطلق على كل من أثبت الأسماء والصفات على طريقة السلف. ويخرج بهذا جميع الطوائف عن دائرة أهل السنة ومن هذه الطوائف: الأشاعرة.
إذاً تبين أن الأشاعرة ليسوا أهل السنة والجماعة بالإطلاق الثاني، ولعله هو المقصود من سؤالك. وأما الإمامان الجليلان: النووي وابن حجر وإن كانا درسا المذهب الأشعري إلا أنهما لم يوافقا الأشاعرة في كل عقائدهم. وهما مثل مفوِّضة الحنابلة الذين وافقوا أهل السنة في أكثر المسائل. وأحيلك على كتاب الشيخ سفر الحوالي (منهج الأشاعرة في العقيدة) موجود في موقع صيد الفوائد. وإن أردت التوسع فاقرأ في كتاب (موقف ابن تيمية من الأشاعرة) للشيخ عبدالرحمن المحمود وهو رسالة دكتوراه: وهي مطبوعة.
وأذكر لك فيما يلي بعض أسماء العلماء الموثوقين في عقيدتهم حسب ما يحضريت الآن:
1 - الأئمة الأربعة: كتب في السنة مثل الموطأ والمسند للشافعي وأحمد الفقه الأكبر لأبي حنيفة في والعقيدة والرد على الجهمية لأحمد رحمهم الله.
2 - أبوعبيد القاسم بن سلام صاحب كتاب الإيمان بتحقيق الشيخ الألباني.
3 - الآجري صاحب كتاب الشريعة بتحقيق الشيخ عبدالله الدميجي.
4 - الصابوني الإمام صاحب (عقيدة أصحاب الحديث).
5 - ابن خزيمة له كتاب التوحيد.
6 - اللالكائي صاحب كتاب أصول اعتقاد أهل السنة بتحقيق الشيخ أحمد سعد حمدان الغامدي.
7 - الإمام ابن جرير الطبري: يقرأ في تفسيره.
8 - شيخ الإسلام ابن تيمية.
9 - ابن القيم
10 - ابن عبدالهادي
11 - ابن كثير
12 - الذهبي
13 - ابن رجب الحنبلي
14 - الشاطبي صاحب الاعتصام والموافقات.
15 - السفاريني صاحب العقيدة السفارينية.
16 - الأمير الصنعاني صاحب سبل السلام، وله كتاب جيد في التوحيد: تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد طبع بتحقيق الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع.
17 - الشوكاني صاحب فتح القدير في التفسير ونيل الأوطار شرح منتقى الأخبار.
18 - صديق حسن خان صاحب فتح البيان في التفسير.
19 - المباركفوري صاحب تحفة الأحوذي.
إلى غيرهم من العلماء الكثيرين يا أخي بارك الله فيك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 08 - 05, 08:59 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأشاعرة ليسوا جمهور أهل السنة والجماعة وإنما هم فرقة تنتسب إلى أبي الحسن الأشعري رحمه الله، وقد رجع عن كثير من هذه الأقوال التي يسير عليها من ينتسبون إليه، وقد صنف عددا من الرسائل التي تفيد رجوعه عن ذلك كرسالة (الإبانة عن أصول الديانة) و (رسالة لأهل الثغر) و (مقالات الإسلاميين)، فذكر في هذه الرسائل جملة من معتقد أهل السنة والجماعة والسلف الصالح وإن حصل له خطأ في بعض ذلك.
فالأشاعرة خالفوا إمامهم الأشعري ولم يأخذوا بأقواله الوارده في الكتب السابقة وأخذوا بأقواله التي رجع عنها وهي مذهب الكلابية
والأشاعرة ليسوا على مرتبة واحدة من البدعة، فبعضهم غلاة وبعضهم وقع في بعض بدعهم فقط، والحافظ ابن حجر رحمه الله متبع للكتاب والسنة وحريص على ذلك ولكنه قد وقع في بعض تأويل للصفات على طريقة الأشاعرة وإن خالفهم في البعض الآخر، فليس هو مطرد على طريقتهم ومنهجهم، والنووي رحمه الله توسع في تأويل بعض الصفات في شرحه لصحيح الإمام مسلم، وأما السيوطي فعلى سعة اطلاعة وكثرة تصانيفه إلا أنه توسع في تأويل الصفات وصنف رسائل متعددة في الانتصار للصوفية في عدد من انحرافاتهم العقدية.
فجمهور أهل السنة والجماعة هم الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين لهم بإحسان ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وهم كثر ولله الحمد والمنة.
قال عبدالله الأثري في كتاب الوجيز
وقد قرر عقيدة السلف الصالح جمع كبير من علماء الأمة في مؤلفاتهم، منها على سبيل المثال لا بسط القول فيها:
((كتاب السنة)): الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله – 241هـ.
((كتاب السنة)): عبد الله ابن الإمام أحمد – 290هـ.
((كتاب السنة)): أبو بكر بن يزيد الخلال – 211هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/438)
((كتاب السنة)): الحافظ أبو بكر بن أبي عاصم – 287هـ.
((كتاب السنة)): محمد بن نصر المروزي – 294هـ.
((شرح السنة)): الإمام حسن بن علي البربهاري – 329هـ.
((شرح السنة)): الإمام الحسين بن مسعود البغوي – 436هـ.
((كتاب أصل السنة واعتقاد الدين)): الإمام حسن بن علي البربهاري – 329هـ.
((صريح السنة)): الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري – 310هـ.
((شرح مذاهب أهل السنة ومعرفة شرائع الدين والتمسك بالسنن)): أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين – 279هـ.
((أصول السنة)): الإمام ابن أبي زمنين الأندلسي – 399هـ.
((كتاب النزول)).
((كتاب الصفات)).
((كتاب الرؤية)) الإمام الحافظ علي بن عمر الدارقطني – 385هـ.
((كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل)): الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة – 311هـ.
((مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة)): عبد الله بن أبي زيد القيرواني – 386هـ.
((الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة)): أبو عبد الله بن بطة العكبري الحنبلي – 387هـ.
((اعتقاد أئمة الحديث)): الإمام أبو بكر الإسماعيلي – 371هـ.
((الإبانة عن أصول الديانة)).
((رسالة إلى أهل الثغر)).
((مقالات الإسلاميين)): جميعها للإمام أبي الحسن الأشعري - 320هـ.
((عقيدة السلف أصحاب الحديث)): الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني - 449هـ.
((المختار في أصول السنة)): الإمام أبو علي الحسن بن أحمد ابن البنا الحنبلي البغدادي - 471هـ.
((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)): الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي - 418هـ.
((كتاب الأربعين في دلائل التوحيد)): أبو إسماعيل الهروي - 481هـ.
((كتاب العظمة)): أبو الشيخ الأصفهاني - 369هـ.
((الاعتقاد والهداية)): أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي - 458هـ.
((الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة)): أبو القاسم إسماعيل بن محمد التميمي الأصفهاني - 535هـ.
((العقيدة الطحاوية)): الإمام أحمد بن محمد بن سلامة أبو جعفر الطحاوي الأزدي الحنفي – 321هـ.
((لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد)): الإمام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن قدامة المقدسي - 620هـ.
((النصيحة في صفات الرب جل وعلا)): الإمام أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني - 438هـ.
((كتاب التوحيد)): الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - 256هـ.
((كتاب التوحيد ومعرفة أسماء الله وصفاته)): الإمام محمد بن إسحاق بن منده- 395هـ.
((كتاب الإيمان)): الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام - 224هـ.
((كتاب الإيمان)): الحافظ محمد بن يحيى بن عمر العدني - 243هـ.
((كتاب الإيمان)): الحافظ أبو بكر بن محمد بن أبي شيبة - 235هـ.
((كتاب الإيمان)): الحافظ محمد بن إسحاق بن منده- 395هـ.
((شعب الإيمان)): الحافظ أبو عبد الله الحليمي البخاري- 403هـ.
((مسائل الإيمان)): القاضي أبو يعلى - 458هـ.
((الرد على الجهمية)): الإمام الحافظ ابن منده - 359هـ.
((الرد على الجهمية)): الإمام عثمان بن سعيد الدارمي - 280هـ.
((الرد على الجهمية والزنادقة)): الإمام أحمد بن حنبل - 241هـ.
((الرد على من أنكر الحرف والصوت)): الإمام الحافظ أبو نصر عبيد الله بن سعد السجزي - 444هـ.
((الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة)): الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري - 276هـ.
((خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل)): الإمام البخاري - 256هـ.
((مسألة العلو والنزول في الحديث)): الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي المعروف بـ ((ابن القيسرواني)) - 507هـ.
((العلو للعلي العظيم وإيضاح صحيح الأخبار من سقيمها)):
((الأربعين في صفات رب العالمين)): للإمام الذهبي - 748هـ.
((كتاب العرش وما روي فيه)): الحافظ بن عثمان بن أبي شيبة العبسي - 297هـ.
((إثبات صفة العلو)): الإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي - 620هـ.
((أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات)): الإمام زين الدين مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي الحنبلي - 1033هـ.
((كتاب الأسماء والصفات)).
((البعث والنشور)).
((إثبات عذاب القبر)): الإمام البيهقي - 458هـ.
((التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة)): الإمام أبو بكر الآجري - 360هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/439)
((الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد)): الإمام علاء الدين ابن العطار - 724هـ.
((العيون والأثر في عقائد أهل الأثر)): الإمام عبد الباقي المواهلي الحنبلي - 1071هـ.
((قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر)).
((الدين الخالص)): محمد صديق خان القنوجي - 1307هـ.
((لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية)).
((لوامح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية شرح قصيدة ابن أبي داود الحائية)) العلامة محمد بن أحمد السفاريني - 1188هـ.
((تجريد التوحيد المفيد)) الإمام أحمد بن علي المقريزي - 845هـ.
وفارس التأليف في علم الاعتقاد – الذي لا يختلف فيه اثنان من أهل السنة – شيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ) فإنه رتب هذا العلم وقعد أصوله ومناهجه، ومؤلفاته كثيرة في هذا الباب منها:
((منهاج السنة النبوية)).
((درء تعارض العقل والنقل)).
((بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة وأهل الإلحاد)).
((اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم)).
((الصارم المسلول على شاتم الرسول)).
((كتاب الإيمان)).
((الرسالة التدمرية)).
((قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة)).
((الرد على المنطقيين)).
((العقيدة الواسطية)).
((العقيدة الحموية)).
((الرسالة التسعينية)).
((بيان تلبيس الجهمية)).
((النبوات)).
((شرح العقيدة الأصفهانية)).
((شرح حديث النزول)).
إضافة إلى هذا ((مجموع الفتاوى)) الذي جمع فيه كثير من مؤلفاته، وبلغ المجموع سبعة وثلاثين مجلدا.
والفارس الثاني في التأليف تلميذه: العالم الرباني ابن قيم الجوزية – 752هـ - صاحب الجهود المشكورة في الرد على الفرق الضالة، منها:
((الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة)).
((اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية)).
((القصيدة النونية)).
((شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل)).
((طريق الهجرتين وباب السعادتين)).
وغيرها من كتبه القيمة.
وكل ما ذكرناه من المؤلفات والكتب؛ فهي مطبوعة – ولله الحمد والمنة – وثمة كتب كثيرة لم نذكرها؛ منها ما هو مطبوع، ومنها ما هو في عالم المخطوطات.
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1798
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[16 - 08 - 05, 09:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. أخي هذه إجابة سريعة على سؤالك وإن يتطلب بحثاً موسعاً إلا أنني أحيلك على مراجع:
1 - أهل السنة لهم إطلاقان كما قرر شيخ الإسلام:
أ- إطلاق عام: وهو كل من يقابل الشيعة، فالأشاعرة والمعتزلة بهذا الإطلاق داخل في التسمية.
ب- إطلاق خاص: ويطلق على كل من أثبت الأسماء والصفات على طريقة السلف. ويخرج بهذا جميع الطوائف عن دائرة أهل السنة ومن هذه الطوائف: الأشاعرة.
إذاً تبين أن الأشاعرة ليسوا أهل السنة والجماعة بالإطلاق الثاني، ولعله هو المقصود من سؤالك. وأما الإمامان الجليلان: النووي وابن حجر وإن كانا درسا المذهب الأشعري إلا أنهما لم يوافقا الأشاعرة في كل عقائدهم. وهما مثل مفوِّضة الحنابلة الذين وافقوا أهل السنة في أكثر المسائل. وأحيلك على كتاب الشيخ سفر الحوالي (منهج الأشاعرة في العقيدة) موجود في موقع صيد الفوائد. وإن أردت التوسع فاقرأ في كتاب (موقف ابن تيمية من الأشاعرة) للشيخ عبدالرحمن المحمود وهو رسالة دكتوراه: وهي مطبوعة.
بارك الله فيك أخي الحبيب أباعمار على هذه الإجابة الجميلة , ونفعنا الله بعلومك .... آمين.
والموضوع قد بحث من قبل في أكثر من مكان على صفحات الملتقى , فليت أخي السائل بحث عنه.
كتبه محبكم / أبومحمد.
ـ[خالد الحائلي]ــــــــ[16 - 08 - 05, 10:11 ص]ـ
جزاكم الله خير على الردود القيمة
وأصبت يا أخي اسامة عباس أهل السنة والجماعة كثيرون ولكني أنا شخصيا أعرف كل علماء أهل السنة والجماعة المعاصرين كالشيخ ابن باز وابن عثيمين والشنقيطي والفوزان والألباني والجبرين والحوالي وأبو إسحاق الحويني وعبدالعظيم بن بدوي وغيرهم
ولكني أقصد من السلف ....
كابن تيمية وابن القيم وأحمد بن حنبل
وقد ذكرت يا أخي جزاك الله خير الذهبي!!! أليس الذهبي مفوضا؟؟؟ أم هذه فقط إشاعة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 08 - 05, 10:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
والإمام الذهبي رحمه الله ليس هو من المفوضة ولله الحمد، ولعلك تراجع هذا الرابط حول هذا الأمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/440)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=181987#post181987
فائدة:
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في درء التعارض [جزء 1 - صفحة 115]
والجهمية والمعتزلة وأمثالهم يقولون: إنه أراد أن يعتقدوا الحق علي ما هو عليه مع علمهم بأنه لم يبين في الكتاب والسنة بل النصوص تدل علي نقيض ذلك فأولئك يقولون: أراد منهم اعتقاد الباطل وأمرهم به وهؤلاء يقولون: أراد اعتقاد ما لم يدلهم إلا علي نقيضه
والمؤمن يعلم بالاضطرار أن كلا القولين باطل ولا بد للنفاة أهل التأويل من هذا أو هذا: وإذا كان كلاهما باطلا كان تأويل النفاة للنصوص باطلا: فيكون نقيضه حقا وهو إقرار الأدلة الشرعية علي مدلولاتها ومن خرج عن ذلك لزمه من الفساد ما لا يقوله إلا أهل الإلحاد
وما ذكرناه من لوازم قول التفويض: هو لازم لقولهم الظاهر المعروف بينهم إذ قالوا: إن الرسول كان يعلم معاني هذه النصوص المشكلة المتشابهة ولكن لم يبين للناس مراده بها ولا أوضحه إيضاحا يقطع به النزاع
وأما علي قول أكابرهم: إن معاني هذه النصوص المشكلة المتشابهة لا يعلمه إلا الله وأن معناها الذي أراده الله بها هو ما يوجب صرفها عن ظواهرها فعلي قول هؤلاء يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل الله عليهم من هذه النصوص ولا الملائكة ولا السابقون الأولون وحينئذ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه بل يقولون كلاما لا يعقلون معناه وكذلك نصوص المثبتين للقدر عند طائفة والنصوص المثبتة للأمر والنهي والوعد والوعيد عند طائفة والنصوص المثبتة للمعاد عند طائفة
ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء إذ كان الله أنزل القرآن وأخبر أنه جعله هدي وبيانا للناس وأمر الرسول أن يبلغ البلاغ المبين وأن يبين للناس ما نزل إليهم وأمر بتدبر القرآن وعقله ومع هذا فأشرف ما فيه وهو ما أخبر به الرب عن صفاته أو عن كونه خالقا لكل شيء وهو بكل شيء عليم أو عن كونه أمر ونهي ووعد وتوعد أو عما أخبر به عن اليوم الآخر ـ لا يعلم أحد معناه فلا يعقل ولا يتدبر ولا يكون الرسول بين للناس ما نزل إليهم ولا بلغ البلاغ المبين
وعلي هذا التقدير فيقول كل ملحد ومبتدع: الحق في نفس الأمر ما علمته برأيي وعقلي وليس في النصوص ما يناقض ذلك لأن تلك النصوص مشكلة متشابهة لا يعلم أحد معناها وما لا يعلم أحد معناه لا يجوز أن يستدل به
فيبقي هذا الكلام سدا لباب الهدي والبيان من جهة الأنبياء وفتحا لباب من يعارضهم ويقول: إن الهدي والبيان في طريقنا لا في طريق الأنبياء لأنا نحن نعلم ما نقول ونبينه بالأدلة العقلية والأنبياء لم يعلموا ما يقولون: فضلا عن أن يبينوا مرادهم
فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[02 - 08 - 07, 05:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[03 - 08 - 07, 07:05 ص]ـ
القول بأن الأشاعرة هم جمهور أهل السنة خطأ من وجهين:
1ـ أن أئمة العلماء من القرون الثلاثة الفاضلة وهؤلاء ليسوا أشاعرة.
2ـ طرق المتكلمين في تحصيل عقائدهم طرق نظرية وهذه الطرق لا يمكن أن يعلمها العامة من المسلمين ولا يفهمونها.
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 02:45 م]ـ
أخي الحبيب
هذا بحث قيم لعله يفيدك
الأشاعرة
الأشاعرة. هم فرقة من أهل الكلام
عقيدتم في القرءان. أنه مخلوق
في باب القدر. هم جبرية
في باب الأسماء و الصفات. هم أهل تأويل وأهل تعطيل
...
الأشاعرة منسوبين إلى أبي الحسن الأشعري و هو ينتسب إلى أبي موسى الأشعري - الصحابي -، أبو الحسن الأشعري نشأ نشأته الأولى على طريقة تسمى طريقة المعتزلة، لأن شيخه كان زوج أمه، أخذ أمه وهو طفل صغير تربى عند أبي علي الجبَّائي - زوج أمه -، فتتلمذ عليه وأبو علي الجبَّائي من كبار المعتزلة
الأشعرية إذن تولدت من المعتزلة فقد كان مؤسسها أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى معتزليا ثم اشعريا ثم تراجع عن تلك العقائد الضالة الى عقيدة السلف وكتب رسالته الإبانة وأعلن تراجعه وان الحق ما قال به امام اهل السنة الامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى
حاصل ما كان من حال أبو الحسن الأشعري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/441)
المرحلة الأولى: مرحلة الاعتزال: اعتنق مذهب المعتزلة أربعين عاماً يقرره ويناظر عليه، ثم رجع عنه وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم (212).
المرحلة الثانية: مرحلة بين الاعتزال المحض والسنة المحضة سلك فيها طريق أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب (213) ..
والكلابية هم أتباع عبد الله بن سعيد بن كلاب و عقيدتهم أن القرآن معنى قائم بالنفس لا يتعلق بالقدرة و المشيئة و أنه لازم لذات الرب كلزوم الحياة و العلم و أنه لا يسمع على الحقيقة و الحروف و الأصوات حكاية له دالة عليه و هي مخلوقة و هي أربعة معاني في نفسه الأمر و النهي و الخبر و الاستفهام فهي أنواع لذلك المعنى القديم الذي لا يسمع وذلك المعنى هو المتلو المقروء وهو غير مخلوق والأصوات والحروف هي تلاوة هي تلاوة العباد وهي مخلوقة وهذا المذهب أول من يعرف أنه قال به ابن كلاب وبناه على أن الكلام لا بد أن يقوم بالمتكلم والحروف والأصوات حادثة فلا يمكن ان تقوم بذات الرب تعالى لأنه ليس محلا للحوادث فهي مخلوقة منفصلة عن الرب والقرآن اسم لذلك المعنى وهو غير مخلوق
المرحلة الثالثة: مرحلة اعتناق مذهب أهل السنة والحديث مقتدياً بالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كما قرره في كتابه: (الإبانة عن أصول الديانة) وهو من آخر كتبه أو آخرها
********
الأشاعرة عندهم أشياء خالفوا فيها أهل السنة؛ من تأويل بعض الصفات، فهم في باب التأويل ليسوا من أهل السنة، لأن أهل السنة لا يؤولون، وهذا غلط من الأشاعرة ومنكر، لكنهم من أهل السنة في المسائل الأخرى التي وافقوا فيها أهل السنة، والواجب على المؤمن هو طريق أهل السنة والجماعة، وهو الإيمان بأسماء الله كلها وصفاته الواردة في القرآن الكريم، وهكذا الثابتة في السنة، يجب الإيمان بها وإمرارها كما جاءت، بغير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تأويل، بل يجب أن تمر كما جاءت مع الإيمان بها، على الوجه اللائق بالله -سبحانه وتعالى-، ليس فيها تشبيه لأحد، يقول سبحانه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص:1 - 4]، ويقول سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11]، فالواجب أن تمر أسماؤه وصفاته كما جاءت، من غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف، الرحيم والعزيز والقدير وهكذا سائر الأسماء والصفات، وهكذا قوله: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [آل عمران: 54]، وقوله سبحانه: يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ [النساء: 142]، إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً [الطارق:15 - 16]، كل هذه الصفات تليق بالله على الوجه اللائق به -سبحانه وتعالى-، لا يشابه كيد المخلوقين ولا مكرهم ولا خداعهم، فهو شيء يليق بالله -سبحانه وتعالى- لا يشابه خلقه سبحانه في ذلك، وهكذا قوله في الحديث الصحيح: (من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)، كل هذه الصفات تليق بالله، يجب الإيمان بها وإثباتها لله على الوجه اللائق بالله، تقرب يليق بالله، وهرولة تليق بالله، ليس فيها مشابهة الخلق، تقربه وهرولته شيء يليق به، لا يشابه صفات المخلوقين -سبحانه وتعالى-، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11]، وهكذا قوله في الحث على الأعمال الصالحة وأن الله -جل وعلا- لا يمل حتى تملوا، ملل يليق بالله لا يشابه صفات المخلوقين، فالمخلوقين نقص وضعف، أما صفات الله فهي تليق به لا يشابه خلقه وليس فيها نقص ولا عيب، بل هي صفات كمال تليق بالله -سبحانه وتعالى- لا يشابه خلقه -جل وعلا
******
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/442)
الاشاعرة خالفوا الصواب واخطأوا إذن هم على ضلال لأن الله تعالى يقول: «فماذا بعد الحق الا الضلال»، سورة يونس (32). فبما ان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأئمة الاسلام من التابعين ومن بعدهم على الحق ولا شك فمن خالفهم فهو على ضلال وهذا مسلم به فلا يغرنك من قال لك غير هذا ولا تغتر بكثرة من ضل في هذا الباب ولو كانوا علماء ممن ذكرت اسماءهم فهؤلاء ليس منهم أحد من علماء القرن الثالث فضلا ان يكونوا من الصحابة أو التابعين واعلم ان ابا الحسن الاشعري رحمه الله تعالى توفي في الربع الأول من القرن الرابع في سنة 324 هـ وقبله لم يكن في الأمة أشعري واحد،
جمهور الاشاعرة لم يثبتوا من صفات الله سوى سبع صفات القدرة والعلم والارادة والحياة والسمع والبصر والكلام وحرفوا سائر صفات الرب عز وجل واثباتهم لما اثبتوه لدلالة عقولهم عليها لا لأنها في الكتاب والسنة. حتى صفة الكلام لله تعالى فإنهم يوافقون المعتزلة فمنهم من يقول «مخلوق»
...
الأشاعرة و القرءان
مذهب الأشعري ومن وافقه أنه-القرءان- معنى واحد قائم بذات الرب تعالى لأنه ليس بحرف ولا صوت ولا ينقسم ولا له أبعاض ولا له أجزاء وهو عين الأمر وعين النهي وعين الخبر وعين الإستخبار الكل واحد وهو عين التوراة و عين الإنجيل و القرآن و الزبور و كونه أمرا و نهيا و خبرا و استخبارا صفات لذلك المعنى الواحد لا أنواع له فإنه لا ينقسم بنوع و لا جزء و كونه قرآنا و توراة و إنجيلا تقسيم للعبارات عنه لا لذاته بل إذا عبر عن ذلك المعنى بالعربية كان قرآنا و إذا عبر عنه بالعبرانية كان توراة و إن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا و المعنى واحد و هذه الألفاظ عبارة عنه و لا يسميها حكاية و هي خلق من المخلوقات و عنده لم يتكلم الله بهذا الكلام العربي و لا سمع من الله و عنده ذلك المعنى سمع من الله حقيقة و يجوز أن يرى و يشم و يذاق و يلمس و يدرك بالحواس الخمس إذ المصحح عنده لإدراك الحواس هو الوجود فكل وجود يصح تعلق الإدراكات كلها به كما قرره في مسألة رؤية من ليس في جهة الرائي و أنه يرى حقيقة و ليس مقابلا للرائي هذا قولهم في الرؤية و ذلك قولهم في الكلام و البلية العظمى نسبة ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم و أنه جاء بهذا ودعا إليه الأمة و أنهم أهل الحق و من عداه أهل الباطل و جمهور العقلاء يقولون إن تصور هذا المذهب كاف في الجزم ببطلانه وهو لا يتصور إلا كما تتصور المستحيلات الممتنعات و هذا المذهب مبني على مسألة إنكار قيام الأفعال و الأمور الإختيارية بالرب تعالى و يسمونها مسألة حلول الحوادث و حقيقتها إنكار أفعاله و ربوبيته و إرادته و مشيئته
بعض الردود
إذا قال قائل قد عرفنا بطلان مذهب أهل التأويل في باب الصفات، ومن المعلوم أن الأشاعرة من أهل التأويل فكيف يكون مذهبهم باطلاً وقد قيل: إنهم يمثلون اليوم خمسة وتسعين بالمائة من المسلمين؟!
وكيف يكون باطلاً وقدوتهم في ذلك أبو الحسن الأشعري؟
وكيف يكون باطلاً وفيهم فلان وفلان من العلماء المعروفين بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين
وعامتهم؟
قلنا: الجواب عن السؤال الأول: أننا لا نسلم أن تكون نسبة الأشاعرة بهذا القدر بالنسبة لسائر فرق المسلمين، فإن هذه دعوى تحتاج إلى إثبات عن طريق الإحصاء الدقيق.
ثم لو سلمنا أنهم بهذا القدر أو أكثر فإنه لا يقتضي عصمتهم من الخطأ؛ لأن العصمة في إجماع المسلمين لا في الأكثر.
ثم نقول: إن إجماع المسلمين قديماً ثابت على خلاف ما كان عليه أهل التأويل، فإن السلف الصالح من صدر هذه الأمة "وهم الصحابة" الذين هم خير القرون والتابعون لهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم كانوا مجمعين على إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات، وإجراء النصوص على ظاهرها اللائق بالله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
وهم خير القرون بنص الرسول صلى الله عليه وسلم، وإجماعهم حجة ملزمة؛ [لأنه مقتضى الكتاب والسنة، وقد سبق نقل الإجماع عنهم في القاعدة الرابعة من قواعد نصوص الصفات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/443)
والجواب عن السؤال الثاني: أن أبا الحسن الأشعري وغيره من أئمة المسلمين لا يدعون لأنفسهم العصمة من الخطأ، بل لم ينالوا الإمامة في الدين إلا حين عرفوا قدر أنفسهم ونزلوها منزلتها وكان في قلوبهم من تعظيم الكتاب والسنة ما استحقوا به أن يكونوا أئمة، قال الله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) (210). وقال عن إبراهيم: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (211).
ثم إن هؤلاء المتأخرين الذين ينتسبون إليه لم يقتدوا به الاقتداء الذي ينبغي أن يكونوا عليه:
إذ أخذوا بالمرحلة الثانية من مراحل عقيدته، والتزموا طريق التأويل في عامة الصفات، ولم يثبتوا إلا الصفات السبع المذكورة في هذا البيت:
حي عليم قدير والكلام له إرادة وكذاك السمع والبصر
على خلاف بينهم وبين أهل السنة في كيفية إثباتها. ولما ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه ما قيل في شأن الأشعرية ص359 من المجلد السادس من مجموع الفتاوى لابن قاسم قال:
"ومرادهم الأشعرية الذين ينفون الصفات الخبرية، وأما من قال منهم بكتاب (الإبانة) الذي صنفه الأشعري في آخر عمره ولم يظهر مقالة تناقض ذلك فهذا يعد من أهل السنة. وقال قبل ذلك في ص310: وأما الأشعرية فعكس هؤلاء وقولهم يستلزم التعطيل، وأنه لا داخل العالم ولا خارجه، وكلامه معنى واحد، ومعنى آية الكرسي وآية الدين، والتوراة، والإنجيل واحد، وهذا معلوم الفساد بالضرورة". أهـ.
وقال تلميذه ابن القيم في النونية ص312 من شرح الهراس ط الإمام:
واعلم بأن طريقهم عكس الطريق المستقيم لمن له عينان
إلى أن قال:
فاعجب لعميان البصائر أبصروا كون المقلد صاحب البرهان
ورأوه بالتقليد أولى من سواه بغير ما بصر ولا برهان
وعموا عن الوحيين إذ لم يفهموا معناهما عجباً لذي الحرمان
...
وقال الشيخ محمد أمين الشنقيطي في تفسيره "أضواء البيان" ص319 جـ2 على تفسير آية استواء الله تعالى على عرشه التي في سورة الأعراف: "اعلم أنه غلط في هذا خلق لا يحصى كثرة من المتأخرين، فزعموا أن الظاهر المتبادر السابق إلى الفهم من معنى الاستواء واليد مثلاً في الآيات القرآنية هو مشابهة صفات الحوادث وقالوا: يجب علينا أن نصرفه عن ظاهره إجماعاً. قال: ولا يخفى على أدنى عاقل أن حقيقة معنى هذا القول أن الله وصف نفسه في كتابه بما ظاهره المتبادر منه السابق إلى الفهم الكفر بالله تعالى والقول فيه بما لا يليق به - جل وعلا-. والنبي صلى الله عليه وسلم الذي قيل له: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ). لم يبين حرفاً واحداً من ذلك مع إجماع من يعتد به من العلماء على أنه صلى الله عليه وسلم لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه، وأحرى في العقائد لاسيما ما ظاهره المتبادر منه الكفر والضلال المبين حتى جاء هؤلاء الجهلة من المتأخرين فزعموا أن الله أطلق على الظاهر المتبادر كفر وضلال يجب صرف اللفظ، عنه، وكل هذا من تلقاء أنفسهم من غير اعتماد على كتاب أو سنة، سبحانك هذا بهتان عظيم. ولا يخفى أن هذا القول من أكبر الضلال ومن أعظم الافتراء على الله - جل وعلا - ورسوله صلى الله عليه وسلم.
والحق الذي لا يشك فيه أدنى عاقل أن كل وصف وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فالظاهر المتبادر منه السابق إلى فهم من في قلبه شيء من الإيمان هو التنزيه التام عن مشابهة شيء من صفات الحوادث. قال: وهل ينكر عاقل أن السابق إلى الفهم المتبادر لكل عاقل هو منافاة الخالق للمخلوق في ذاته وجميع صفاته؟ والله لا ينكر ذلك إلا مكابر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/444)
والجاهل المفتري الذي يزعم أن ظاهر آيات الصفات لا يليق بالله، لأنه كفر وتشبيه، إنما جر إليه ذلك تنجيس قلبه بقذر التشبيه بين الخالق والمخلوق، فأداة شؤم التشبيه إلى نفي صفات الله - جل وعلا - وعدم الإيمان بها مع أنه - جل وعلا - هو الذي وصف بها نفسه، فكان هذا الجاهل مشبهاً أولاً، ومعطلاً ثانياً، فارتكب ما لا يليق بالله ابتداءً وانتهاءً، ولو كان قلبه عارفاً بالله كما ينبغي، معظماً لله كما ينبغي، طاهراً من أقذار التشبيه لكان المتبادر عنده السابق إلى فهمه أن وصف الله تعالى بالغ من الكمال والجلال ما يقطع أوهام علائق المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين، فيكون قلبه مستعداً للإيمان بصفات الكمال والجلال الثابتة لله في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، مع التنزيه التام عن مشابهة صفات الخلق على نحو قوله: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (215). أهـ. كلامه رحمه الله.
والأشعري أبو الحسن - رحمه الله - كان في آخر عمره على مذهب أهل السنة والحديث، وهو إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل. ومذهب الإنسان ما قاله أخيراً إذا صرح بحصر قوله فيه كما هي الحال في أبي الحسن كما يعلم من كلامه في "الإبانة". وعلى هذا فتمام تقليده إتباع ما كان عليه أخيراً وهو التزام مذهب أهل الحديث والسنة؛ لأنه المذهب الصحيح الواجب الإتباع الذي التزم به أبو الحسن نفسه.
والجواب عن السؤال الثالث من وجهين:
الأول: أن الحق لا يوزن بالرجال، وإنما يوزن الرجال بالحق، هذا هو الميزان الصحيح وإن كان لمقام الرجال ومراتبهم أثر في قبول أقوالهم كما نقبل خبر العدل ونتوقف في خبر الفاسق، لكن ليس هذا هو الميزان في كل حال، فإن الإنسان بشر يفوته من كمال العلم وقوة الفهم ما يفوته، فقد يكون الرجل ديناً وذا خلق ولكن يكون ناقص العلم أو ضعيف الفهم، فيفوته من الصواب بقدر ما حصل له من النقص والضعف، أو يكون قد نشأ على طريق معين أو مذهب معين لا يكاد يعرف غيره فيظن أن الصواب منحصر فيه ونحو ذلك.
الثاني: أننا إذا قابلنا الرجال الذين على طريق الأشاعرة بالرجال الذين هم على طريق السلف وجدنا في هذه الطريق من هم أجل وأعظم وأهدى وأقوم من الذين على طريق الأشاعرة، فالأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبوعة ليسوا على طريق الأشاعرة.
وإذا ارتقيت إلى من فوقهم من التابعين لم تجدهم على طريق الأشاعرة.
وإذا علوت إلى عصر الصحابة والخلفاء الأربعة الراشدين لم تجد فيهم من حذا حذو الأشاعرة في أسماء الله تعالى وصفاته وغيرهما مما خرج به الأشاعرة عن طريق السلف.
ونحن لا ننكر أن لبعض العلماء المنتسبين إلى الأشعري قدم صدق في الإسلام والذب عنه، والعناية بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رواية ودراية، والحرص على نفع المسلمين وهدايتهم، ولكن هذا لا يستلزم عصمتهم من الخطأ فيما أخطئوا فيه، ولا قبول قولهم في كل ما قالوه، ولا يمنع من بيان خطئهم ورده لما في ذلك من بيان الحق وهداية الخلق. ولا ننكر أيضاً أن لبعضهم قصداً حسناً فيما ذهب إليه وخفي عليه الحق فيه، ولكن لا يكفي لقبول القول حسن قصد قائله، بل لابد أن يكون موافقاً لشريعة الله - عز وجل - فإن كان مخالفاً لها وجب رده على قائله كائناً من كان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" (216).
ثم إن كان قائله معروفاً بالنصيحة والصدق في طلب الحق اعتذر عنه في هذه المخالفة وإلا عومل بما يستحقه بسوء قصده ومخالفته
... .
فإن قال قائل: هل تكفرون أهل التأويل أو تفسقونهم؟
قلنا: الحكم بالتكفير والتفسيق ليس إلينا بل هو إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهو من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة، فيجب التثبت فيه غاية التثبت، فلا يكفر ولا يفسق إلا من دل الكتاب والسنة على كفره أو فسقه.
والأصل في المسلم الظاهر العدالة بقاء إسلامه وبقاء عدالته حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي. ولا يجوز التساهل في تكفيره أو تفسيقه؛ لأن في ذلك محذورين عظيمين:
أحدهما: افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم، وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/445)
الثاني: الوقوع فيما نبز به أخاه إن كان سالماً منه. ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما". وفي رواية: "إن كان كما قال وإلا رجعت عليه". وفيه عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ومن دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه" (217).
وعلى هذا فيجب قبل الحكم على المسلم بكفر أو فسق أن ينظر في أمرين:
أحدهما: دلالة الكتاب أو السنة على أن هذا القول أو الفعل موجب للكفر أو الفسق.
الثاني: انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين بحيث تتم شروط التكفير أو التفسيق في حقه وتنتفي الموانع.
ومن أهم الشروط أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت أن يكون كافراً أو فاسقاً؛ لقوله تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (218). وقوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ* إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (219).
ولهذا قال أهل العلم: لا يكفر جاحد الفرائض إذا كان حديث عهد بإسلام حتى يبين له.
ومن الموانع أن يقع ما يوجب الكفر أو الفسق بغير إرادة منه ولذلك صور:
منها: أن يكره على ذلك فيفعله لداعي الإكراه لا اطمئناناً به، فلا يكفر حينئذ؛ لقوله تعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (220).
ومنها: أن يغلق عليه فكره، فلا يدري ما يقول لشدة فرح أو حزن أو خوف أو نحو ذلك.
ودليله ما ثبت في صحيح مسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح" (221).
قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - ص180 جـ12 مجموع الفتاوى لابن قاسم: "وأما التكفير فالصواب أن من اجتهد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقصد الحق فأخطأ لم يكفر بل يغفر له خطؤه، ومن تبين له ما جاء به الرسول فشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين فهو كافر، ومن اتبع هواه وقصر في طلب الحق وتكلم بلا علم فهو عاص مذنب ثم قد يكون فاسقاً. وقد يكون له حسنات ترجح على سيئاته".أهـ.
وقال في ص229 جـ3 من المجموع المذكور في كلام له: "هذا مع أني دائماً ومن جالسني يعلم ذلك مني أني من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية. وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا بمعصية. وذكر أمثلة ثم قال:
"وكنت أبين أن ما نقل عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو أيضاً حق لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين، إلى أن قال:
والتكفير هو من الوعيد؛ فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص، أو سمعها ولم تثبت عنده أو عارضها عنده معارض آخر، أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/446)
وكنت دائماً أذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال: "إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم ذروني في اليم، فوالله لئن قدر الله عليَّ ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين. ففعلوا به ذلك فقال الله: ما حملك على ما فعلت؟ قال: خشيتك. فغفر له" (222).
فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذرى بل اعتقد أنه لا يعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلاً لا يعلم ذلك، وكان مؤمناً يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك.
والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بالمغفرة من مثل هذا".أهـ.
وبهذا علم الفرق بين القول والقائل، وبين الفعل والفاعل، فليس كل قول أو فعل يكون فسقاً أو كفراً يحكم على قائله أو فاعله بذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله ص165 جـ35 من مجموع الفتاوى: "وأصل ذلك أن المقالة التي هي كفر بالكتاب والسنة والإجماع، يقال هي كفر قولاً يطلق كما دلت على ذلك الدلائل الشرعية، فإن الإيمان من الأحكام المتلقاة عن الله ورسوله، ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنونهم وأهوائهم، ولا يجب أن يحكم في كل شخص قال ذلك بأنه كافر حتى يثبت في حقه شروط التكفير وتنتفي موانعه، مثل من قال: إن الخمر أو الربا حلال لقرب عهده بالإسلام أو لنشوئه في بادية بعيدة، أو سمع كلاماً أنكره ولم يعتقد أنه من القرآن الكريم ولا أنه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان بعض السلف ينكر أشياء حتى يثبت عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها. إلى أن قال: فإن هؤلاء لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة بالرسالة كما قال الله تعالى: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (223). وقد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان. أهـ.
وبهذا علم أن المقالة أو الفعلة قد تكون كفراً أو فسقاً، ولا يلزم من ذلك أن يكون القائم بها كافراً أو فاسقاً إما لانتفاء شرط التكفير أو التفسيق أو وجود مانع شرعي يمنع منه. لكن من انتسب إلى غير الإسلام أعطي أحكام الكفار في الدنيا، ومن تبين له الحق فأصر على مخالفته تبعاً لاعتقاد كان يعتقده أو متبوع كان يعظمه أو دنيا كان يؤثرها فإنه يستحق ما تقتضيه تلك المخالفة من كفر أو فسوق. فعلى المؤمن أن يبني معتقده وعمله على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيجعلهما إماماً له يستضيء بنورهما، ويسير على منهاجهما؛ فإن ذلك هو الصراط المستقيم الذي أمر الله تعالى به في قوله: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (
224)
هذا ما تيسر من حال الأشاعرة
المصادر
محاضرة مفرغة للشيخ أمان الجامي
فتوى من موقع الشيخ بن باز
متن القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين
كتاب معارج القبول للشيخ حافظ حكمي
مقالة للشيخ سالم الطويل من جريدة الوطن(31/447)
إلى الأخوة الكرام أرجوا الدخول للأهمية القصوى حول الرد على صوفي أخرق
ـ[فادي قراقرة]ــــــــ[18 - 08 - 05, 04:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين و على آله و صحبه الطيبين:-
أما بعد
فإن الصوفية عندنا في فلسطين منتشرة كواقع في بعض المناطق مثل القدس و ضواحيها و التي تعج بوجودهم المنكر و الذي به يحاولون محاربة المنهج السلفي بشتى الطرق و الوسائل من التحذير من أئمة الدعوة كالشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.
المهم من الأمر
أنهم يحاولون زرع الشبهات المتعلقة بالعلم الباطني و التوسل و رؤية النبي صلى الله عليه و سلم في اليقظة
و يحتجون بأشياء من الصعب الآن ذكرها على التفصيل و لكن من الشبهات القوية عندهم
أنهم يحتجون بالسيوطي رحمه الله في كتابه (الحاوي) في رسالته تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي و الملك،بحديث نسبه السيوطي للإمامين البخاري و مسلم من حديث أبو هريرة أن قال:قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة و لا يتمثل الشيطان بي) و يقولون أن هذا الحديث محكم الدلالة على جواز رؤية النبي في اليقظة
و السؤال هنا: ما صحة هذا الحديث و ما مدى الكلام عليه و إن كان صحيحاً فما الرد عليهم؟؟؟؟؟؟
و يحتجون بحديث أبو هريرة الذي رواه البخاري (سامحوني على عدم تذكري الصحيح له) و هو أن أبو هريرة قال أن رسول الله علمه علم أخبر به و علم ما أخبر به و لو أخبر به لقطع من الحلقوم فما تفسير الذي ذكره العلماء للحديث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و اذكروا إخواني كان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[18 - 08 - 05, 04:35 م]ـ
الفوائد الملتقطة
في الرد على من زعم رؤية النبي يقظة!
جمع: أبي معاذ السلفي
المقدمة
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسوله الإمين وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد:
(لقد تجرأ بعض الصوفية في ادعاء خروج النبي من قبره
ورؤية مشايخ القوم له يقظة
لا مناماً في الحياة الدنيا والتلقي منه
على اختلاف بينهم في كيفية هذه الرؤية كما سيأتي
إن شاء الله بيانه ضمن هذا المبحث
فممن قال بذلك منهم:
ابن حجر الهيتمي في "الفتاوى الحديثية" (ص217)
والسيوطي في "تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك
" ضمن"الحاوي للفتاوي" (2/ 255) ?
وأبو المواهب الشاذلي كما في "الطبقات الكبرى" للشعراني (2/ 69)
والشعراني كما في "الطبقات الصغرى" (ص89)
وأحمد التيجاني وخلفاؤه كما في
"رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم" (1/ 210)
ومن المتأخرين:
خوجلي بن عبد الرحمن بن إبراهيم كما في "طبقات ابن ضيف الله" (ص190)
ومحمد بن علوي المالكي في "الذخائر المحمدية" (ص259)
ومحمد فؤاد الفرشوطي في
"القرب والتهاني في حضرة التداني شرح الصلوات المحمدية للسادة الصوفية" (ص25)
وغيرهم)
وفيما يلي أنقل ردوداً لبعض أهل العلم على هذه الدعوى
وأسأل الله أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم
وأن ينفع به
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
* أولاً:
ذكر بعض الأدلة التي تثبت عدم إمكانية رؤية النبي يقظة
قال الشيخ محمد أحمد لوح - حفظه الله -
في"تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (2/ 47 - 49) باختصار:
(من الأدلة على عدم إمكانية رؤية النبي يقظة
أن أموراً عظيمة وقعت لأصحاب رسول الله
وهم أفضل الأمة بعد نبيها
كانوا في حاجة ماسة إلى وجوده بين أظهرهم
ولم يظهر لهم
نذكر منها:
- انه وقع خلاف بين الصحابة بعد وفاة النبي بسبب الخلافة
فكيف لم يظهر لأصحابه ويفصل النزاع بينهم.
- اختلاف أبي بكر الصديق مع فاطمة رضي الله عنهما على ميراث أبيها
فاحتجت فاطمة عليه بأنه إذا مات هو إنما يرثه أبناؤه فلماذا يمنعها من ميراث أبيها؟
فأجابها أبو بكر بأن النبي قال:
نحن معاشر الأنبياء لا نورث وما تركنا صدقة رواه البخاري وغيره.
- الخلاف الشديد الذي وقع بين طلحة والزبير وعائشة من جهة
وعلي بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين من جهة أخرى
والذي أدى إلى وقوع معركة الجمل
فقتل فيها خلق كثير من الصحابة والتابعين
فلماذا لم يظهر لهم النبي حتى يحقن هذه الدماء؟
- الخلاف الذي وقع بين علي بن أبي طالب مع الخوارج
وقد سفكت فيه دماء كثيرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/448)
ولو ظهر لرئيس الخوارج وأمره بطاعة إمامه لحقن تلك الدماء.
- النزاع الذي وقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما
والذي أدى إلى وقوع حرب صفين
حيث قتل خلق كثير جداً منهم عمار بن ياسر
فلماذا لم يظهر النبي حتى تجتمع كلمة المسلمين وتحقن دمائهم.
- أن عمر بن الخطاب على جلالة قدره وعظمة شأنه
كان يظهر الحزن على عدم معرفته ببعض المسائل الفقهية فيقول:
(ثلاث وددت أن رسول الله لم يفارقنا حتى يعهد إلينا فيهن عهداً ننتهي إليه:
الجد، والكلالة، وأبواب من أبواب الربا) متفق عليه.
فلو كان يظهر لأحد بعد موته لظهر لعمر الفاروق وقال له: لا تحزن حكمها كذا وكذا) اهـ.
* * * *
ثانياً:
أقوال بعض أهل العلم في هذه المسألة
إليك أخي القارىء الكريم
أقوال بعض أهل العلم في هذه المسالة
وأغلب هذه النقول
من كتاب
"القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل"
للشيخ إسماعيل الأنصاري
رحمه الله:
1 - قال القاضي أبو بكر بن العربي نقلاً من "فتح الباري" للحافظ ابن حجر العسقلاني
(12/ 384):
(شذ بعض الصالحين فزعم أنها - أي رؤية النبي بعد موته - تقع بعيني الرأس حقيقة).
2 - الإمام أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي في "المفهم لشرح صحيح مسلم"
ذكر هذا القول وتعقبه بقوله:
(وهذا يدرك فساده بأوائل العقول ويلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها
وأن يراه رائيان في آن واحد في مكانين وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق
ويخاطب الناس ويخاطبوه ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده ولا يبقى من قبره فيه شيء
فيزار مجرد القبر ويسلم على غائب
لأنه جائز أن يرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره
وهذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل)
وإلى كلام القرطبي هذا أشار الحافظ ابن حجر في "الفتح"
بذكره اشتداد إنكار القرطبي على من قال:
(من رآه في المنام فقد رأى حقيقته ثم يراها كذلك في اليقظة).
3 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة
"العبادات الشرعية والفرق بينها وبين البدعية":
(منهم من يظن أن النبي خرج من الحجرة وكلمه وجعلوا هذا من كراماته ومنهم من
يعتقد أنه إذا سأل المقبور أجابه.
وبعضهم كان يحكي أن ابن منده
كان إذا أشكل عليه حديث جاء إلى الحجرة النبوية
ودخل فسأل النبي عن ذلك فأجابه
وآخر من أهل المغرب حصل له مثل ذلك
وجعل ذلك من كراماته
حتى قال ابن عبد البر لمن ظن ذلك:
ويحك أترى هذا أفضل من السابقين الأولين
من المهاجرين و الأنصار
فهل في هؤلاء من سأل النبي بعد الموت
وأجابه وقد تنازع الصحابة في أشياء
فهلا سألوا النبي فأجابهم
وهذه ابنته فاطمة تنازع في ميراثها فهلا سألته فأجابها؟).
حكاية ابن منده التي أشار إليها ابن تيمية رحمه الله في هذا الكلام ذكرها الحافظ الذهبي في
"سير أعلام النبلاء" (17/ 37 - 38)
في ترجمة أبى عبد الله محمد بن أبى يعقوب
إسحاق بن الحافظ أبى عبد الله محمد بن يحي بن منده
وقال الذهبي فيها:
(هذه حكاية نكتبها للتعجب).
قال في إسنادها:
(إسنادها منقطع) اهـ.
4 - قال الحافظ الذهبي في ترجمة الربيع بن محمود المارديني في
"ميزان الاعتدال في نقد الرجال":
(دجال مفتر ادعى الصحبة والتعمير في سنة تسع وتسعين وخمسمائة
وكان قد سمع من ابن عساكر عام بضع وستين).
يعني الحافظ الذهبي بالصحبة التي ادعاها الربيع
ما جاء عنه أنه رأى النبي في النوم
وهو بالمدينة الشريفة
فقال له:
أفلحت دنيا وأخرى
فادعى بعد أن استيقظ أنه سمعه وهو يقول ذلك.
ذكر ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني في
"الإصابة في تمييز الصحابة"
(1/ 513).
5 - الحافظ ابن كثير ذكر في ترجمة
أحمد بن محمد بن محمد أبى الفتح الطوسي الغزالي في
"البداية والنهاية" (12/ 196)
أن ابن الجوزي أورد أشياء منكرة من كلامه منها أنه - أي أبا الفتح الطوسي -
كان كلما أشكل عليه شيء رأى رسول الله في اليقظة فسأله عن ذلك فدله على الصواب
وأقر ابن كثير ابن الجوزي على عد هذا من منكرات أبى الفتح الطوسي
وابن الجوزي ذكر هذا في كتابه "القصاص والمذكرين" (ص156).
6 - ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (12/ 385)
أن ابن أبى جمرة نقل عن جماعة من المتصوفة
أنهم رأوا النبي في المنام
ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة
وسألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين
فأرشدهم إلى طريق تفريجها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/449)
فجاء الأمر كذلك
ثم تعقب الحافظ ذلك بقوله:
(وهذا مشكل جداً ولو حمل على ظاهره
لكان هؤلاء صحابة
ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة
ويعكر عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام
ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق لا يتخلف).
7 - قال السخاوي في رؤية النبي في اليقظة بعد موته:
(لم يصل إلينا ذلك - أي ادعاء وقوعها - عن أحد من الصحابة
ولا عمن بعدهم وقد اشتد حزن فاطمة عليه حتى ماتت كمداً بعده بستة أشهر على الصحيح
وبيتها مجاور لضريحه الشريف ولم تنقل عنها
رؤيته في المدة التي تأخرتها عنه)
نقل ذلك القسطلاني في "المواهب اللدنية" (5/ 295) عن السخاوي.
كما جاء عن عمر بن الخطاب على جلالة قدره وعظمة شأنه أنه كان يظهر الحزن
على عدم معرفته ببعض المسائل الفقهية فيقول:
(ثلاث وددت أن رسول الله لم يفارقنا حتى يعهد إلينا عهداً.: الجد، والكلالة، وأبواب من أبواب الرِبا) متفق عليه.
فلو كان يظهر لأحد بعد موته لظهر لعمر الفاروق وقال له: لا تحزن حكمها كذا وكذا.
8 - وقال ملا علي قاري في
"جمع الوسائل شرح الشمائل للترمذي" (2/ 238):
(إنه أي ما دعاه المتصوفة من رؤية النبي في اليقظة بعد موته لو كان له حقيقة لكان يجب العمل
بما سمعوه منه من أمر ونهي وإثبات ونفي ومن المعلوم أنه لا يجوز ذلك إجماعاً كما لا يجوز بما يقع حال المنام ولو كان الرائي من أكابر الأنام وقد صرح المازري وغيره بأن من رآه يأمر بقتل من يحرم قتله كان هذا من الصفات المتخيلة لا المرئية)
انتهى كلام الملا علي قاري
وفيه فائدة أخرى
هي حكايته الإجماع على عدم جواز العمل بما يدعى من يزعم أنه رأى النبي في اليقظة
أنه سمع منه أمر أو نهي أو إثبات أو نفي
وفي حكايته الإجماع على ذلك الرد على قول الزرقاني
في "شرح المواهب اللدنية" (7/ 29) ما نصه:
(لو رآه يقظة - أي بعد موته - وأمره بشيء وجب عليه العمل به لنفسه
ولا يعد صحابياً وينبغي أن يجب على من صدقه العمل به قاله شيخنا).
9 - قال العلامة رشيد رضا في "فتاويه" (6/ 2385):
(صرح بعض العلماء المحققين بأن دعوى رؤية النبي بعد موته في اليقظة
والأخذ عنه دعوى باطلة واستدلوا على ذلك بأن
أولى الناس بها لو كانت مما يقع ابنته سيدة النساء وخلفاؤه الراشدون وسائر أصحابه العلماء
وقد وقعوا في مشكلات وخلاف أفضى بعضه إلى المغاضبة وبعضه إلى القتال
فلو كان يظهر لأحد ويعلمه ويرشده بعد موته
لظهر لبنته فاطمة عليها السلام وأخبرها بصدق خليفته
أبى بكر فيما روى عنه من أن الأنبياء لا يورثون
وكذا للأقرب والأحب إليه من آله وأصحابه
ثم لمن بعدهم من الأئمة الذين أخذ اكثر أمته دينهم عنهم ولم يدع أحد منهم ذلك
وإنما ادعاه بعض غلاة الصوفية بعد خير القرون
وغيرهم من العلماء الذين تغلب عليهم تخيلات الصوفية
فمن العلماء من جزم بأن من ذلك ما هو كذب مفترى
وأن الصادق من أهل هذه الدعوى من خيل إليه في حال غيبة أو ما يسمى
"بين النوم واليقظة"
أنه رآه
فخال أنه رآه حقيقة على قول الشاعر:
ومثلك من تخيل ثم خالا.
والدليل على صحة القول
بأن ما يدعونه كذب أو تخيل ما يروونه عنه في هذه الرؤية
وبعض الرؤى المنامية مما تختلف باختلاف معارفهم وأفكارهم ومشاربهم وعقائدهم
وكون بعضه مخالفاً لنص كتاب الله وما ثبت من سنته ثبوتاً قطعياً
ومنه ما هو كفر صريح بإجماع المسلمين
نعم إن منهم من يجلهم العارف بما روى من أخبار استقامتهم
أن يدعوا هذه الدعوى افتراء وكذبا على رسول الله
ولكن غلبة التخيل
على المنهمكين في رياضاتهم وخلواتهم لا عصمة منها لأحد وكثيراً ما تقضي إلى جنون).
10 - قال الشيخ عبد الحي بن محمد اللكنوي - رحمه الله - في
"الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (ص46):
(ومنها - أي من القصص المختلقة الموضوعة - ما يذكرونه
من أن النبي يحضر بنفسه في مجالس وعظ مولده عند ذكر مولده وبنوا عليه القيام عند ذكر
المولد تعظيماً وإكراماً.
وهذا أيضا من الأباطيل لم يثبت ذلك بدليل
ومجرد الاحتمال والإمكان خارج عن حد البيان).
11 - قال الشيخ عبدالعزيز بن باز- رحمه الله - في
"حكم الاحتفال بالمولد النبوي":
(بعضهم يظن أن رسول الله يحضر المولد
ولهذا يقومون له محيين ومرحبين
وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل
فإن الرسول لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة
ولا يتصل بأحد من الناس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/450)
ولا يحضر اجتماعاتهم
بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة
وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة
كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون:
"ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ]
سورة المؤمنون:15 - 16
وقال النبي:
"أنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر
وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر"
عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام.
فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف
وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث
كلها تدل على أن النبي وغيره من الأموات
إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة … الخ).
12 - قال عبد الفتاح أبو غدة في تعليقه على
"المصنوع في معرفة الحديث الموضوع"
لعلي قاري - رحمه الله - (ص273):
(ومن غريب ما وقفتُ عليه بصَدَدِ (التصحيح الكشفي) و (التضعيف الكشفي):
ما أورده الشيخ إسماعيل العجلوني الدمشقي في مقدمة كتابه
"كشف الخفاء ومزيل الإلباس" (1/ 9 - 10)، على سبيل الإقرار والاعتداد به!
قال:
(والحكم على الحديث بالوضع والصحة أو غيرهما
إنما بحسب الظاهرِ للمحدثين
باعتبار الإسناد أو غيره
لا باعتبار نفس الأمرِ
والقطع لجواز أن يكون الصحيح مثلاً باعتبار نظر المحدث
موضوعاً أو ضعيفاً في نفس الأمر
وبالعكس
نعم المتواتر مطلقاً قطعي النسبة لرسول الله اتفاقاً.
ومع كون الحديث يحتمل ذلك
فيعمل بمقتضى ما يثبت عند المحدثين
ويترتب عليه الحكم الشرعي المستفاد منه للمستنبطين.
وفي "الفتوحات المكية"!
للشيخ الأكبر قدس سره الأنور!! ? ما حاصله:
فرب حديث يكون صحيحاً من طريق رواته
يحصل لهذا المكاشف أنه غير صحيح لسؤاله لرسول الله فيعَلم وضعه
ويترك العمل به وإن عمل به أهل النقل لصحة طريقه.
ورب حديثٍ ترِك العمل به لضعف طريقه
من أجل وضاع في رواته
يكون صحيحاً في نفس الأمر
لسماعِ المكاشف له من الروح حين إلقائه على رسول الله) انتهى.
قال عبد الفتاح - أبو غدة -: هذا ما نقله العجلوني وسكت عليه واعتمده!
ولا يكاد ينقضي عجبي من صنيعه هذا!
وهو المحدث الذي شرح "صحيح البخاري"
كيف استساغ قبول هذا الكلام الذي تهدر به علوم المحدثين
وقواعد الحديث والدين؟
و يصبح به أمر التصحيح والتضعيف من علماء الحديث
شيئاً لا معنى له بالنسبة إلى من يقول: إنه مكاشَف أو يَرى نفسه أنه مكاشَف!
ومتى كان لثبوت السنة المطهرة مصدران:
النقل الصحيح من المحدثين
والكشف من المكاشفين؟!
فحذارِ أن تغتر بهذا، والله يتولاك ويرعاك) اهـ.
..................
ثالثاً:
الرد على الشبهات
قال الشيخ الصادق بن محمد بن إبراهيم - حفظه الله - في
"خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء عرض ونقد على ضوء الكتاب والسنة"
(ص207 - 218):
(أكثر ما يستدل به هؤلاء:
الحكايات
والادعاءات المنقولة عن أرباب الأحوال الصوفية
ومنهم من يستدل بحديث أبي هريرة الذي رواه البخاري ولفظة:
من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي.]
"كتاب التعبير"
حديث رقم 6993 (12/ 383 مع "الفتح")
والكلام على هذا الاستدلال من عدة أوجه سيأتي بيانها إن شاء الله.
وأورد الآن بعض الحكايات
التي يذكرونها
إما في معرض
الاحتجاج
أو الاستشهاد
أو الكرامات:
قال الشعراني في"الطبقات الكبرى" (2/ 69):
(قال أبو المواهب الشاذلي:
رأيت رسول الله فقال لي عن نفسه لست بميت وإنما موتي تستري عمن لا يفقه عن الله فها أنا أراه ويراني).
وقال أيضاً في "الطبقات الكبرى" (2/ 67):
(كان أبو المواهب كثير الرؤيا لرسول الله
وكان يقول: قلت لرسول الله إن الناس يكذبوني في صحة رؤيتي لك
فقال رسول الله:
وعزة الله وعظمته من لم يؤمن بها أو كذبك فيها لا يموت إلا يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً
وهذا منقول من خط الشيخ أبي المواهب).
وقال أيضاً في المرجع السابق (2/ 70):
(رأيت رسول الله فسألته عن الحديث المشهور:
"اذكروا الله حتى يقولوا مجنون"
في "صحيح ابن حبان":
"أكثروا من ذكر الله حتى يقولوا مجنون"
فقال: صدق ابن حبان في روايته وصدق راوي اذكروا الله
فإني قلتهما معاً
مرة قلت هذا ومرة قلت هذا).
ويزعم بعض تلامذة خوجلي بن عبد الرحمن:
(أن شيخهم يرى النبي كل يوم أربعة عشرين مرة - الصواب:
كل يوم أربعاً وعشرين مرة- والرؤيا يقظة).] "طبقات ابن ضيف الله" (ص190)
ويقول الشعراني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/451)
(وكان يقول- يعني أبا العباس المُرسي- لي أربعون سنة ما حجبت عن رسول الله
ولو حُجبت طرفة عين ما عددت نفسي من جملة المسلمين).
هذا هو حال طائفة من الغلاة الذين عبدوا الله على جهل وغرور
فتلاعب بهم الشيطان أيما تلاعب
فإن ماتوا على تلك الحال
ولم يتراجعوا عن ذلك المقال
فليتبؤوا مقعدهم من النار على لسان المختار.
وطائفة أخرى لها حظ من العلم في بعضه دخن
يستعمل ما آتاه الله من علم
في نصرة الباطل وأهله من حيث يشعرون أو لا يشعرون.
لما سُئل ابن حجر الهيتمي:
(هل يمكن الاجتماع بالنبي يقظة والتلقي منه؟ فأجاب:
نعم يمكن ذلك وصرح بأن ذلك من كرامات الأولياء
الغزالي والبارزي والتاج السبكي والعفيف اليافعي من الشافعية
والقرطبي وابن أبي جمرة من المالكية
وحًكي عن بعض الأولياء
أنه حضر مجلس فقيه فروى ذلك الفقيه حديثاً فقال له الولي:
هذا الحديث باطل، قال: ومن أين لك هذا؟
قال هذا النبي واقف على رأسك يقول:
إني لم أقل هذا الحديث وكُشف للفقيه فرآه)] "الفتاوى الحديثية" (ص217) [.
وأعجب من تلك الحكاية
زيارة النبي للسيوطي في بيته يقظة لا مناماً
وقراءة السيوطي للأحاديث بين يدي النبي وهو يسمع.
قال الشعراني في "الطبقات الصغرى" (ص28 - 29):
(أخبرني الشيخ سليمان الخضيري قال:
بينا أنا جالس في الخضيرية على باب الإمام الشافعي
إذ رأيت جماعة عليهم بياض وعلى رؤوسهم غمامة من نور
يقصدوني من ناحية الجبل
فلما قربوا مني فإذا هو النبي وأصحابه
فقبلت يده
فقال النبي:
امض معنا إلى الروضة
فذهبت مع النبي إلى بيت الشيخ جلال الدين
فخرج إلى النبي وقبل يده وسلم على أصحابه
ثم أدخله الدار
وجلس بين يديه
فصار الشيخ جلال الدين
يسأل النبي عن بعض الأحاديث وهو يقول: هات يا شيخ السنة).
وقال الشعراني أيضاً في المرجع السابق (ص30):
(وكان رضي الله عنه- يعني السيوطي- يقول:
رأيت النبي يقظة فقال لي يا شيخ الحديث
فقلت: يا رسول الله أمن أهل الجنة أنا؟
فقال: نعم.
فقلت: من غير عذاب يسبق؟ فقال النبي: لك ذلك).
ألا يعلم الهيتمي وهو على معرفة بعلوم الحديث
بل وله فتاوى حديثية في ذلك والسيوطي - والعهدة على الشعراني-
وله ألفية في علوم الحديث
وله عليها شرح كبير
أن تلك الحكايات والادعاءات
لا يجوز الاحتجاج ولا الاستشهاد بها في شيء من أمور الدين
بل هي باطلة
ومن أبين الأدلة على بطلانها
سؤال الولي والسيوطي للنبي يقظة لا مناماً
فلو كان مثل هذا السؤال ممكناً
لما أفنى علماء الحديث أعمارهم في التمييز بين الصحيح والضعيف
ولكان تأليف الدواوين الضخمة في أحوال الرجال نوعاً من العبث وتضييعاً للأوقات
ولاستغنوا عن ذلك بسؤاله مباشرة عن صحة الأحاديث وضعفها
كما فعل السيوطي شيخ السنة!!
بل ما كان للهيتمي وصنوه السبكي
ومن نحا نحوهم أن يتكلفوا التأليف
في مسائل الزيارة والاستغاثة بالنبي ويسودوا صفحات كتبهم
بالأحاديث الضعيفة والمنكرة
وكان الأولى
لهم أن يسألوا النبي عن المسائل التي نازعهم فيهم خصومهم
كما فعل السيوطي شيخ السنة!!!
أم أنه لا يوجد أولياء لله في ذلك الوقت؟! إنهم يعرفون ولكنهم قوم يُحرَّفون.
وبعد هذا النزر اليسير
من الحكايات والادعاءات المنقولة
عن أرباب الأحوال الصوفية
في دعوى مقابلة النبي يقظة والتلقي منه
وكل حكاية تتضمن تكذيب تلك الدعوى
ننتقل إلى الرواية التي استدلوا بها
وهذا سندها ومتنها:
قال البخاري رحمه الله:
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري حدثني
أبو سلمة أن أبا هريرة قال:
سمعت النبي يقول:
من رآني في المنام فسيراني في اليقظة
ولا يتمثل الشيطان بي]
"البخاري" (كتاب التعبير)
(12/ 383) مع "الفتح" حديث رقم 6993 [.
والكلام على الاستدلال بهذه الرواية من عدة أوجه:
الوجه الأول:
من حيث مخالفتها لروايات أصحاب أبي هريرة رضي الله عنه:
جاء هذا الحديث عن أبي هريرة من خمسة طرق
أربعة منها تخالف تلك الرواية
وتفصيلها على النحو التالي:
الطريق الأولى:
عن أبي صالح ذكوان السمان
عن أبي هريرة مرفوعاً:
تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي
ومن رآني في المنام فقد رآني ولا يتمثل الشيطان في صورتي.]
رواه البخاري في "صحيحه" كتاب الأدب
حديث رقم 6197، مع"الفتح"، وأحمد (1/ 400)، (2/ 463) [.
الطريق الثاني:
عن محمد بن سيرين
عن أبي هريرة مرفوعاً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/452)
من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي.]
رواه مسلم في "صحيحه"
(15/ 24) مع "شرح النووي"، وأحمد (2/ 411)، (2/ 472)
الطريق الثالث:
عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
عن بي هريرة مرفوعاً بمثل اللفظ السابق
] رواه ابن ماجه (كتاب الرؤيا حديث رقم 3901)
الطريق الرابع:
عن عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً بمثل اللفظ السابق
] رواه أحمد (2/ 232، 342)
الطريق الخامس:
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف
عن أبي هريرة.
ورواه عن أبي سلمة اثنان:
أ- محمدبن عمرو بن علقمة الليثي
ولفظه: (ن رآني في المنام فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتشبه بي)
كلفظ الجماعة
رواه أحمد (2/ 261)
ب- محمد بن شهاب الزهري
واختُلف على الزهري في لفظ الحديث:
- فرواه محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب عنه بلفظ الشك:
"من رآني في المنام فسيراني أو فكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي "
رواه أحمد (5/ 306)
وتابعه سلامة بن عقيل على الرواية بالشك
الخطيب "تاريخ بغداد" (10/ 284)
ورواه يونس بن يزيدعن الزهري
واختُلف على يونس في لفظ الحديث كذلك.
- فرواه عبد الله بن وهب عن يونس بالشك
كما رواه ابن أخي ابن شهاب وسلامة بن عقيل عن الزهري باللفظ السابق
رواه مسلم (كتاب الرؤيا) (15/ 24 مع "شرح النووي")
وأبو داود (4/ 444 - 445)
- ورواه أنس بن عياض عن يونس بلفظ:
"من رآني في المنام فقد رأى الحق "
كلفظ الجماعة
رواه ابن حبان (7/ 617)
- ورواه عبد الله بن المبارك عن يونس
باللفظ المخالف لكل الطرق السابقة عن أبي هريرة:
"من رآني في المنام فسيراني في اليقظة "
البخاري" (كتاب التعبير) (12/ 383) مع "الفتح" حديث رقم 6993
ولم يقتصر هذا اللفظ للرواية
على مخالفة الطرق الأخرى لأصحاب أبي هريرة
بل خالف جميع الألفاظ
التي وردت عن جمع من أصحاب رسول الله
ممن روى هذا الحديث
الوجه الثاني:
من حيث مخالفتها لروايات الصحابة الآخرين:
روى حديث رؤيا النبي في المنام
جمع من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
بألفاظ متقاربة ومعان متوافقة
وتفصيل ذلك على النحو التالي:
اللفظ الأول:
رواه أنس بن مالك وجابر بن عبد الله وأبو سعيد الخدري، وابن عباس
وابن مسعود، وأبو جحيفة رضي الله عنهم مرفوعاً:
"من رآني في المنام فقد رآني "
اللفظ الثاني:
رواه أبو قتادة وأبو سعيد الخدري
رضي الله عنهما مرفوعاً:
"من رآني فقد رأى الحق "
اللفظ الثالث:
رواه جابر مرفوعاً:
"من رآني في النوم فقد رآني " صحيح مسلم" (كتاب الرؤيا) (15/ 26) مع شرح النووي)
فظهر من هذين الوجهين
أن الرواية التي استدل بها القوم
جاءت مخالفة لجميع ألفاظ من روى هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه
بل جاءت مخالفة لجميع ألفاظ من روى هذا الحديث من أصحاب النبي
ونتيجة لهذا الاختلاف
ولكون الرواية في "صحيح البخاري"
أخذ أهل العلم يتأولون معناها
ويذكرون لها أجوبة لتتوافق مع روايات الجمهور
الوجه الثالث:
أجوبة العلماء عن ذلك اللفظ المشكل:
ذكر ابن حجر في "فتح الباري" (12/ 385)
ملخصاً لتلك الأجوبة بقوله:
(وحاصل تلك الأجوبة ستة:
- أحدها:
أنه على التشبيه والتمثيل
ودل عليه قوله في الرواية الأخرى:
فكأنما رآني في اليقظة.
- ثانيها:
أن معناها سيرى في اليقظة تأويلها بطريق الحقيقة أو التعبير.
- ثالثها:
أنه خاص بأهل عصره ممن آمن به قبل أن يراه.
- رابعها:
أنه يراه في المرآة التي كانت له إن أمكن ذلك
وهذا من أبعد المحامل.
- خامسها:
أنه يراه يوم القيامة بمزيد خصوصية لا مطلق من يراه.
- سادسها:
أنه يراه في الدنيا حقيقة ويُخاطبه
وفيه ما تقدم من الإشكال.
الوجه الرابع:
ما يرد على القوم من الإشكال على المعنى الذي قالوا به:
والإشكال الذي أشار إليه ابن حجر رحمه الله ذكره بعد قوله:
(ونُقل عن جماعة من الصالحين أنهم رأوا النبي في المنام
ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين
فأرشدهم إلى طريق تفريجها فجاء الأمر كذلك
قلت - أي ابن حجر-:
وهذا مشكل جداً ولو حُمل على ظاهره
لكان هؤلاء صحابة ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة
ويُعَكَّرُ عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام
ثم لم يُذكر عن واحد منهم أنه رآه في اليقظة
وخبر الصادق لا يتخلف)
وقد أشتد إنكار القرطبي على من قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/453)
من رآه في المنام فقد رأى حقيقته ثم يراها كذلك في اليقظة).] "فتح الباري" (12/ 385)
والإنكار الذي أشار إليه ابن حجر هو قول القرطبي:
(اختلف في معنى الحديث فقال قوم هو على ظاهره فمن رآه في النوم رأى حقيقته كمن رآه في اليقظة سواء
وهذا قول يُدرك فساده بأوائل العقول
ويلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها
وأن لا يراه رائيان في آن واحد في مكانين
وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه
ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده فلا يبقى من قبره فيه شيء
فيزار مجرد القبر ويسلم على غائب
لأنه جائز أن يُرى في الليل والنهار
مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره
وهذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل).
وممن أنكر على القوم رؤيتهم للنبي يقظة
القاضي أبوبكر بن العربي قال كما في "فتح الباري" (12/ 384):
(وشذ بعض القدرية فقال:
الرؤية لا حقيقة لها أصلاً وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع بعيني الرأس).
الوجه الخامس:
اضطراب مقالات القوم في كيفية الرؤية:
فلما اشتد الإنكار على هؤلاء القائلين برؤيته في الدنيا بعد وفاته يقظة لا مناماً
اضطربت مقالاتهم في كيفية تلك الرؤيا
فمنهم من أخذته العزة بالإثم فنفى الموت عن النبي بالكلية
وزعم أن موته هو تستره عمن لا يفقه عن الله.
- ومنهم من زعم أنه يحضر كل مجلس أو مكان أراد بجسده وروحه
ويسير حيث شاء في أقطار الأرض في الملكوت وهو بهيئته التي كان عليها قبل وفاته.
عمر الفوتي "رماح حزب الرحيم" (1/ 210) بهامش "جواهر المعاني" [.
- ومنهم من زعم أن له مقدرة على التشكل والظهور في صور مشايخ الصوفية.
عبدالكريم الجيلي "الإنسان الكامل" (2/ 74 - 75)
وفريق لان بعض الشيء:
- فمنهم من زعم أن المراد برؤيته كذلك يقظة القلب لا يقظة الحواس الجسمانية.
الشعراني"الطبقات الكبرى" نقلاً عن محمد المغربي الشاذلي
- ومنهم من قال إن الاجتماع بالنبي
يكون في حالة بين النائم واليقظان.
الشعراني "الطبقات الصغرى" (ص89) [.
- ومنهم من قال إن الذي يُرى هي روحه.
محمد علوي المالكي"الذخائر المحمدية" (ص259)
"القرب والتهاني في حضرة التداني شرح الصلوات"
لفؤاد الفرشوطي (ص25).
وعليه فبعد أن ظهر تفرد تلك الرواية
التي استدل بها القوم عن روايات الجمهور
وتلك الاحتمالات التي تأولها أهل العلم في المراد بمعناها
وتلك الإشكالات والإنكارات
التي وردت على المعنى الذي قصده القوم
واضطراب مقالاتهم في كيفية تلك الرؤيا
بلك ذلك يسقط استدلالهم بها
والقاعدة المشهورة في ذلك:
إذا ورد على الدليل الاحتمال بطل به الاستدلال)
انتهى كلام الشيخ الصادق بن محمد بن إبراهيم – جزاه الله خيراً-.
* * * *
كما رد الشيخ محمد أحمد لوح - حفظه الله - في كتابه العجاب
"تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (2/ 39 - 52)
على من يستدل بقول النبي: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة
على إمكانية رؤية النبي يقظة بقوله:
(أما رواية: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة
لابد من إلقاء ضوء كاشف على الحديث
رواية ودراية حتى نعرف قدر هذا اللفظ الذي استدل به أولئك على إمكانية رؤية النبي في اليقظة:
1 - أما الحديث فقد رواه اثنا عشر من أصحاب رسول الله أو يزيد
مما يدل على شيوعه واستفاضته.
2 - أن ثمانية من أئمة الحديث المصنفين اهتموا بهذا الحديث فأخرجوه في كتبهم
مما يؤكد اهتمامهم به وفهمهم لمدلوله
ومع ذلك لم يبوب له أحد منهم بقوله مثلاً:
باب في إمكان رؤية النبي في اليقظة
ولو فهموا منه ذلك لبوبوا به أو بعضهم على الأقل
لأنه أعظم من كل ما ترجموا به تلك الأبواب.
3 - أن المواضع التي أخرجوا فيها هذا الحديث بلغ (44) موضعاً
ومع كثرة هذه المواضع
لم يرد في أي موضع لفظ " سيراني في اليقظة "
بالجزم
إلا في إحدى روايات البخاري عن أبي هريرة.
أما بقية الروايات فألفاظها:
فقد رآني أو فقد رأى الحق أو فكأنما رآني في اليقظة
أو فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة بالشك.
وبالنظر في ألفاظ الحديث ورواياته
نجد ملاحظات على لفظ فسيراني في اليقظة
لا ريب أنها تقلل من قيمة الاستدلال بها وهذه الملاحظات هي:
أولاً:
أن البخاري أخرج الحديث في ستة مواضع من صحيحه:
ثلاثة منها من حديث أبي هريرة، وليس فيها لفظ فسيراني في اليقظة إلا في موضع واحد.
ثانياً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/454)
أن كلا من مسلم (حديث رقم 2266)، وأبي داود (حديث رقم 5023)، و أحمد
(5/ 306)، أخرجوا الحديث بإسناد البخاري الذي فيه اللفظ المذكور بلفظ فسيراني في اليقظة.
أو لكأنما رآني في اليقظة
وهذا الشك من الراوي يدل على أن المحفوظ إنما هو لفظ:
فكأنما رآني أو فقد رآني
لأن كلا منهما ورد في روايات كثيرة بالجزم وليس فيها شيء شك فيه الراوي.
وعند الترجيح ينبغي تقديم رواية الجزم على رواية الشك.
ثالثاً:
إذا علمنا أنه لم يرد عند مسلم ولا عند أبي داود غير رواية الشك
أدركنا مدى تدليس السيوطي حين قال في "تنوير الحلك":
(وتمسكت بالحديث الصحيح الوارد في ذلك:
أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله:
من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي)
فأوهم أن مسلماً وأبا داود أخرجا الحديث برواية الجزم
وأغفل جميع روايات البخاري الأخرى التي خلت من هذا اللفظ.
رابعاً:
ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" (12/ 400)
أنه وقع عند الإسماعيلي في الطريق المذكورة فقد رآني في اليقظة
بدل قوله: فسيراني.
وهذه الأمور مجتمعة تفيد شذوذ هذا اللفظ
ولعل الحافظ ابن حجر أشار إلى ذلك ضمناً حين قال:
(وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع - يعني الرؤية- بعيني الرأس حقيقة).
ونقل عن المازري قولهإن كان المحفوظ فكأنما رآني في اليقظة فمعناه ظاهر).
هذا ما يتعلق بالحديث رواية
وإن تعجب فعجب استدلال هؤلاء بهذا اللفظ الشاذ
على تقرير إمكان رؤية النبي في اليقظة ووقوعها مع اتفاقهم على:
أن حديث الآحاد لا يحتج به في العقيدة.
أما ما يتعلق به دراية فنقول:
لو فرضنا أن هذا اللفظ فسيراني هو المحفوظ
فإن العلماء المحققين لم يحملوه على المعنى الذي حمله عليه الصوفية.
قال النووي في شرحه (15/ 26):
(فيه أقوال:
أحدها:
أن يراد به أهل عصره
ومعناه: أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله للهجرة ورؤيته في اليقظة عياناً.
وثانيها:
أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة
لأنه يراه في الآخرة جميع أمته.
وثالثها:
أنه يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك).
ونقل الحافظ ابن حجر هذه الأقوال
بعدما ذكر القول بحمله على الرؤية بالعين المجردة
وحكم على القائلين به بالشذوذ.
وجملة القول
أن إدعاء إمكان رؤيته في اليقظة ووقوعها
مذهب ضعيف مرجوح وذلك من وجوه:
الوجه الأول:
اختلاف القائلين به في المقصود بالرؤية
وهل هي رؤية لذاته على الحقيقة
أورؤية لمثال لها
نقله السيوطي في "نوير الحلك" ضمن "الحاوي للفتاوى" (2/ 263)
ثم قال:
(الذين رأيتهم من أرباب الأحوال يقولون بالثاني، وبه صرح الغزالي فقال: ليس المراد أنه
يرى جسمه وبدنه بل يرى مثالاً له).
ثم نقل عن ابن العربي واستحسن قوله:
(رؤية النبي بصفته المعلومة إدراك على الحقيقة ورؤيته على غير صفته إدراك للمثال)
ثم قال السيوطي:
(ولا يمتنع رؤية ذاته الشريفة بجسده وروحه
وذلك لأنه وسائر الأنبياء أحياء ردت إليهم أرواحهم بعد ما قبضوا
وأذن لهم بالخروج من قبورهم والتصرف في الملكوت العلوي والسفلي)!!.
أقول: إذا كان أرباب الأحوال الذين رآهم السيوطي - على كثرتهم -
يقولون إن النبي لا يرى بروحه وجسمه بل يرى مثال له فقط
فكيف يدافع السيوطي عنهم ويخالفهم في الوقت نفسه؟
الوجه الثاني:
أنهم اختلفوا أيضاً هل هذه الرؤية تكون بالقلب أو بالبصر؟
أشار السيوطي إلى ذلك ثم اضطرب اضطراياً شديداً
حين قال في نفس المصدر:
(أكثر ما تقع رؤية النبي في اليقظة بالقلب ثم يترقى إلى أن يرى بالبصر)
فإلى هنا يبدو أنه قصد الجمع بين القولين
ثم قال:
(لكن ليست الرؤية البصرية كالرؤية المتعارفة عند الناس من رؤية بعضهم لبعض
وإنما هي جمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجداني …).
الوجه الثالث:
أن بعض كبار الصوفية ينفي وقوع رؤية النبي في اليقظة.
فيقول أبو القاسم القشيري في "الرسالة القشيرية" (باب رؤيا القوم) (ص368):
(وقال بعضهم: في النوم معان ليست في اليقظة
منها: أنه يرى المصطفى والصحابة والسلف
الماضين في النوم ولا يراهم في اليقظة) اهـ.
وقد يقول قائل:
إن هذا نقله القشيري عن بعضهم ولا ندري هل هم من الصوفية أو من غيرهم؟
والجواب:
أ- أن القشيري نفسه من كبار الصوفية وقد نقل العبارة وأقرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/455)
ب- أنه لا ينقل في رسالته مثل هذا الكلام إلا عن الصوفية
حيث ذكر في مقدمة كتابه أنه إنما يذكر سير شيوخ التصوف وآدابهم .. وما أشاروا إليه من مواجيدهم
وأكده في الخاتمة.
الوجه الرابع:
أن هذه العقيدة مخالفة لإجماع أهل السنة والجماعة وهي خاصة بأهل البدعة
قال ابن حزم في "مراتب الإجماع" (ص176):
(واتفقوا أن محمداً عليه السلام وجميع أصحابه لا يرجعون إلى الدنيا إلا حين يبعثون مع جميع الناس).
الوجه الخامس:
أنه يلزم من القول بإمكان رؤيته في اليقظة ووقوعها لوازم باطلة قد ذكرتها
أثناء نقل أقوال أهل العلم في هذا الموضوع.
وأخيراً:
نقل السيوطي عن بعض أهل العلم احتجاجه على حياة الأنبياء بأن النبي اجتمع بهم ليلة الإسراء في بيت المقدس.
ومقصده أن ما دام هذا ممكناً في حق النبي معهم
فيمكن أن يكون جائزاً في حق أولياء
أمته معه، فيرونه في اليقظة.
والجواب على هذه الشبهة أن يقال:
أولاً:
ليس النزاع في حياة الأنبياء في قبورهم ولا في اجتماع النبي بهم ليلة الإسراء
ولا صلاته بهم إماماً
فإن ذلك كله ثابت رواية
فيجب على جميع المؤمنين التصديق به.
ثانياً:
أن مما يجب أن يعلم أن حياة الأنبياء في قبورهم حياة برزخية لا نعلم كيف هي
وحكمها كحكم غيرها من المغيبات
نؤمن بها ولا نشتغل بكيفيتها
ولكننا نجزم بأنها مخالفة
لحياتنا الدنيا.
ثالثاً:
أن الذي أخبرنا بأنه اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء
هو الصادق المصدوق الذي يجب على كل مؤمن أن يصدقه
في كل ما أخبر به من المغيبات دقيقها وجليلها
ولذا آمنا بما أخبرنا به واعتقدناه عقيدة
لا يتطرق إليها شك إن شاء الله تعالى.
أما من جاءنا بخبر وقوع رؤية النبي في اليقظة
فمجموعة من الدراويش
خالفت الكتاب والسنة والإجماع والمعقول
فلم يجز - ولا أقول فلم يجب - أن نصدقهم في دعواهم تلك.
بل وجب على كل موحد ذاب عن حمى التوحيد
أن يردها بما استطاع
لأنه باب يؤدي فتحه إلى ضلال عظيم وخراب للأديان والعقول
ويفتح باب التشريع من جديد
ولا حول ولا قوة إلا بالله. والله أعلم)
انتهى كلام الشيخ محمد أحمد لوح جزاه الله خيراً بتصرف.
ولمزيد من الفائدة انظر كتاب
"المصادر العامة للتلقي عند الصوفية عرضاً ونقداً"
للشيخ
صادق سليم صادق (ص405 - 430)
وكتاب "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي"
للشيخ محمد أحمد لوح (2/ 36 - 52)
وكتاب "خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء"
تأليف الصادق بن محمد بن إبراهيم
وكتاب "رؤيا الرسول يقظة ومناماً ضوابطها وشروطها"
للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخوكم/ أبو معاذ السلفي
---------------------
منقول من شبكة الدفاع عن السنة(31/456)
مقدمة "طبقات أهل السنة السنية، المجانبين للكلابية الأشعرية "
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 08:55 م]ـ
مقدمة " طبقات أهل السنة السنية، المجانبين للكلابية الأشعرية ".
إنّ الحمد لله؛ نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا، و سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فهو المهتد، و من يضلل؛ فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، و أشهد أن محمّدًا عبده و رسوله.
أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله، و أحسن الهدْي هديُ محمد صلى الله عليه و سلم، و شرّ الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار.
لقد امتنّ الله تعالى على هذه الأمة المرحومة؛ فأكمل لها دينها، و أتمَّ عليها نعمته، و رضي لها الإسلام دينا، و بعث فيها خير رسله محمّداً صلى الله عليه و سلم؛ فبلغ الرسالة، و أدّى الأمانة، و تركها على المحجة البيضاء، ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.
و قد مضى على سُنَّتِه الغرّاء، و محجّته البيضاء، صحابتُه الكرام – رضي الله عنهم -، و تابعوهم بإحسان؛ من أهل الحديث و السُّنَّة و الأثر، يُوصي بذلك أولُهم آخرهم، و يقْتفي لاحقهم أثر سابقِهم، إلى أن نَجَم قَرْنُ البدعة، و نبغ رؤوس أهل الأهواء و الفتن؛ فقام أهل السُّنَّة يصيحون بهم من أقطار الأرض؛ يُحَذّرون، و يُنْذِرون، و يَعْذُرون إلى ربِّهم؛ نصيحة للأُمّة، و براءةً للذِّمًّة.
و بذلك ردُّوا البدع إلى جُحُورها؛ فلا تُطِلُّ برأسها إلاّ استُؤْصِلَتْ بسيْف السُّنَّة، و صارم الحُجَّة؛ فعاشَتْ الأُمّة قرونا مباركةً: السُّنَّةُ فيها ظاهرة، و الأهواءُ فيها داحرة، و البدعُ فيها بائرة داثرة، إلى أنْ تَسَلَّلَ المبتدعة إلى مناصبَ عاليةٍ؛ من وزارةٍ، و قضاءٍ، و إفتاءٍ، و تظاهر بعضهم بموافقة السُّنَّة، و مُنَاصَرَةِ أهلها، و انبرى بعضُهم للرد على الزنادقة، و الروافض، و الباطنية، و المعتزلة و نحوهم=فاغترَّ بعض أهل السُّنَّة ببعضهم؛ فزكَّوْهُم، و أثْنَوا عليهم، فاندسُّوا بين أهل السُّنَّة، ينشرون بدعهم بشبهات مُزخْرَفةٍ مُلفَّقةٍ، و تمويهات منمَّقة مُزوَّقة!
و حسبُك مثالاً على ذلك: أنْ تتذكَّر أنَّ أهل المغرب عاشوا رَدحا من الزَّمن على السُّنَّة و الأثر، لا يخوضون في الكلام و الفلسفة (1)، إلى أن وقع ما سيأتيك نبؤُه المروِّع المُفْزِع!
ذكر أبو الوليد الباجي في اختصار فرق الفقهاء عن أبي ذر الهروي (2)؛ قال: كان سبب أخذي عن القاضي أبي بكر (3)، و معرفتي بقدره: أنّي كنتُ مرَّةً ماشياً ببغداد، مع أبي الحسن الدارقطني (4)، إذ لَقِيتُ شاباً، فأقبل الشيخ عليه، و عظَّمه، و دعا له، فقلت للشيخ من هذا الذي تصنع به هذا؟! فقال لي: هذا أبو بكر بن الطيب؛ نصر السنة؛ و قمع المعتزلة – و أثنى عليه ...
قال أبو ذرّ: فاختلفتُ إليه، و أخذْتُ عنه مِن يَوْمِئِذٍ.
(1) أنظر سير أعلام النبلاء 17/ 557.
(2) راجع: ترتيب المدارك 7/ 46، و تبيين كذب المفتري ص 255 - 256، و سير أعلام النبلاء
17/ 557.
(3) هو: محمد بن الطيب الباقلاني الأشعري.
(4) قال – كما في سؤالات السلمي (480): " ما في الدنيا شيء أبغض إليَّ من الكلام ".
فالظاهر أنه أثنى عليه؛ لأنه لم يخبُر أمره، و لم يَسْبِر غَوْرَهُ.
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 09:14 م]ـ
و أخذ عنه جماعةٌ لا تُعَدُّ، و درسوا عليه أصول الفقه، و الكلام، و تخرج به جمع لا يُحصَوْن ...
و ممّا ضاعف في انتشار مذهب الأشعريِّ: انتصابُ أبي ذر الهرويِّ للتحديث و التدريس بالمسجد الحرام؛ فأخذ عنه خلقٌ من الحُجَّاج و الطلبة؛ من المغاربة و غيرهم
= و لذلك وقف الأئمّة موقفا شديداً من المبتدعة، لا رجعة فيه و لا تردّد؛ صيانة لرأس مال الأمّة (عقيدتِها و منهجِها)، و حمايةً لعقولها، و حراسةً لإيمانها، أن يَجْتاله و يَغْتاله أهل الأهواء و الشبهات=و صمَّموا – لذلك – من التحذير من الباقلاني و أمثاله.
و ممّن أبلى في هذا الشأن بلاءً حسنا، و جاهد في ذلك و ما وَنَا، الإمام الأثري، أبو حامدٍ أحمدُ بن أبي طاهر الإسفرايينيُّ (344 - 406).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/457)
قال الإمامُ السُّنِّيُّ الأثريُّ، أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكَرَجي في كتابه النافع الماتع النَّفيس " الفصول في الأصول، عن الأئمّة الفحول؛ إلزاماً لذوي البدع و الفضول ": " سمعتُ الإمام أبا منصور محمد بن أحمد يقول: سمعت الإمام أبا بكر عبد الله ابنَ أحمد يقول: سمعتُ الشيخ أبا حامد الإسفرايينيَّ يقول: مذهبي، و مذهب الشافعي، و فقهاء الأمصار: أن [القرآن] كلام الله، غير مخلوق، و من قال: مخلوق؛ فهو كافر ... عليه لعائن الله، و الملائكةِ، و الناس أجمعين ".
قال أبو الحسن الكرجي: " و كان الشيخ أبو حامد شديدَ الإنكار على الباقلاني، و أصحاب الكلام.
[قال]: و لم يزل الأئمّة الشافعية يأنفون و يستنكفون أن يُنْسَبُوا إلى الأشعري، و يتبرَّؤون مِمَّا بنى الأشعريُّ مذهبه عليه، و يَنْهَوْن أصحابهم و أحبابهم عن الحَوْم حَوَالَيْه – على ما سمعتُ عِدَّةً من المشايخ و الأئمّة؛ منهم: الحافظ المؤْتمن ابن أحمد بن علي الساجي، يقولون: سمعنا جماعةً من المشايخ الثقات؛ قالوا: كان الشيخ أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفرايينيُّ إمامُ الأئمَّة، الذي طبق الأرض علماً و أصحاباً، إذا سعى إلى الجمعة من قطيعة الكَرْخ، إلى جامع المنصور، يدخل الرباط المعروف بالروزي، المحاذي للجامع، و يُقْبِل على مَن حضر، و يقول: اشهدوا عليَّ بأنّ القرآن كلام الله غير مخلوق، كما قاله أحمد بن حنبل، لا كما يقوله الباقلاني – و تكرَّر ذلك منه في جُمُعات، فقيل له في ذلك، فقال: حتى ينتشر في الناس، و في أهل الصلاح، و يشيع الخبر في البلاد: أنّي بريءٌ ممّا هُمْ عليه – يعني الأشعرية – و بريءٌ من مذهب أبي بكر الباقلاني، فإن جماعة من المتفقّهة الغرباء يدخلون على الباقلاني خُفْيةً، فيقرؤون عليه؛ فيُفْتَنُون بمذهبه = فإذا رجعوا إلى بلادهم: أظهروا بدعتهم، لا محالة؛ فيظنّ ظانُّ أنّهم منّي تعلَّموه، و أنا قُلْتُه، و أنا بريءٌ من مذهب الباقلاني و عقيدتِه ".
قال أبو الحسن: " و سمعتُ شيخي الإمام أبا منصور الفقيه الأصبهاني يقول: سمعتُ شيخنا الإمام أبا بكر الراذقاني يقول: كنت في درس الشيخ أبي حامد الإسفراييني، و كان ينهى أصحابه عن الكلام، و عن الدخول على الباقلاني، فبلغه أن نَفَراً مِن أصحابه يدخلون عليه خُفْيةً؛ لقراءة الكلام؛ فظنَّ أنّي معهم و منهم – و ذكر قصة في آخرها -: إن الشيخ أبا حامد قال لي: يا بنيّ! بلغني أنك تدخل على هذا الرجل – يعني: الباقلاني -؛ فإيّاك و إيّاه=فإنّه مبتدع، يدعو الناس إلى الضلالة، و إلاّ؛ فلا تحضر مجلسي. فقلتُ: أنا عائذٌ بالله ممّا قيل، و تائب إليه، و اشهدوا عليّ أنّي لا أدخل عليه "'.
قال الكرجي: و سمعت الفقيه [الإمام] أبا منصور سعد بن علي العجلي يقول: سمعت عِدّةً من المشايخ و الأئمّة ببغداد – أظنُّ الشيخ أبا إسحاق الشيرازيَّ أحدَهم -؛ قالوا: كان أبو بكر الباقلاني يخرج إلى الحمَّام متبرقعا، خوفا من الشيخ أبي حامد الإسفراييني.
قال الكرجي: و أخبرني جماعة من الثقات كتابة – منهم القاضي أبو منصور اليعقوبي – عن الإمام عبد الله (??) بن محمد بن علي قال: سمعت [عبد الرحمن بن محمد بن الحسين] (1) يقول: وجدت أبا حامد الإسفرائيني، و أبا الطيب (2) الصعلوكي، و أبا بكر القفال المروزي (3)، و أبا منصور الحاكم (4)، على الإنكار على الكلام و أهلها ...
قال الكرجي: " و معروف شدّة الشيخ أبي حامد على أهل الكلام؛ حتّى ميَّز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ... و به اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابَيْه» اللُّمَع «و» التبصرة «، حتّى لو وافق قولُ الأشعريِّ وجهاً لأصحابنا، ميَّزه، و قال: هو قول بعض أصحابنا، و به قالت الأشعرية – و لم يَعُدَّهم من أصحاب الشافعي – استنكفوا منهم، و من مذهبهم في أصول الفقه، فضلا عن أصول الدين ".
------------------------------------------------------------------------------
??)) هو أبو إسماعيل الهروي صاحب» ذم الكلام و أهله «.
(1) كذا في جميع نسخ» التسعينية «، و» ذم الكلام «4/ 406، و» جمع الجيوش و الدساكر «=
=ق 48/ أ، و» كشف الغطا «ق 12/ پ، و وقع في» درء التعارض «2/ 90:» سمعت أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين «فظنّ شيخ الإسلام ابن تيمية أنّه السلمي، و اغتر بذلك الأستاذ محمد العجلان؛ فخالف جميع النسخ التي اعتمدها، و أثبت ما في» الدرء «و زعم أنّه الصواب! = فوقع في تحريف الصواب، و تصويب التحريف ... أنظر:» التسعينية «3/ 882 بتعليقه. و اعلم أن أبا عبد الرحمن السلمي النيسابوري توفي سنة 412 و لعبد الله بن محمد الهروي 16سنة، و قد جرت عادة الهروي على رواية أخبار السلمي بواسطة أصحاب السلمي؛ كطيب بن أحمد، و غيره؛ فتنبه و تأن.
(2) ستأتي ترجمته برقم: (16).
(3) ترجمته في البداية و النهاية 12/ 23 - 24.
(4) ستأتي ترجمته برقم: (19و 81).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/458)
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 09:19 م]ـ
و ممّن استفرغ جهده في الانتصار للسنة و أهلها: الحافظ الإمام أبو نصر السجزي (ت 444)، و قد صنف في النقض على تمويهات المبدعة كتابه الجليل» الإبانة «في الرد على الزائغين في مسألة القرآن. قال الذهبي (5): و هو كتاب طويل، دال على إمامة الرجل، و بصره بالرجال. و قال – أيضا (6) -: و هو مجلد كبير، دال على علم الرجل بفنّ الأثر. و قال ابن عبد الهادي (7): و هو كتاب جليل، يدل على إمامته و تبحُّره. ثم نقل (8) قول شيخ الإسلام ابن تيمية: ذكر فيه من الفوائد و الآثار و الانتصار للسنة و أهلها، أموراً عظيمة المنفعة ...
و الكتاب في عداد المفقود (9)، لكن الله قد منَّ علينا بكتاب له آخر، قد يُعَدُّ زبدةً له، و خلاصة تدل على ما وراءها من دُرر غالية، و فوائد نفيسة ... و ذلك هو كتابه النافع الماتع إلى أهل زَبيد، في الرد على من أنكر الحرف و الصوت، و قد ضمَّنه علوماً جمَّة، و فوائد تُشَدُّ إليها الرِّحال، و يحسن - ههنا – تشنيف الأسماع ببعضها.
------------------------------------------
(5) في تذكرة الحفاظ.
(6) سير أعلام النبلاء.
(7) مختصر طبقات علماء الحديث 3/ 313
(8) مختصر الطبقات 3/ 314.
(9) و في ديباجة الأستاذ محمد باكريم على رسالة السجزي إلى أهل زبيد ص 39 - 40 إحالة على مواضع فيها نقول عن هذا الكتاب النفيس؛ فارجع إليها؛ تَستفدْ، و من المواضع التي لم يُحِل عليها: مجموع الفتاوى 5/ 190 ...
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 09:23 م]ـ
قال ص 195: و قد صنّف غير واحد من المتكلمين – من المعتزلة و الكرَّامية – في فضائح الأشعرية و الكلاَّبيَّة، كما صنَّف هؤلاء في فضائح الآخرين - أيضا -، و لكلِّ مخالف للسنة و طريقةِ أهل الأثر ما يُفْتَضَح به عند التأمل، و أهل ُ الأثر لا فضيحة عليهم عند مُحَصِّل؛ لأنهم يُحدثوا شيئا، و إنما تبعوا الأثر، و من ادَّعى في الأثر فضيحة – بعد الحكم بصحته – لم يكن مسلما.
ثم سرد ص 195 - 202 بعض فضائح الأشعرية، و ممّا ذكره ص 200 - 201 من فضائحهم: أن المخالف من أصحاب الحديث و أهل الأثر، لا يبلغ عقل كثير منهم معرفة العقليات، و لا يفهمونها؛ فإن كل واحد منهم ينبغي أن يُخاطَب على قدر عقله!! = و في ضمن هذا إخفاء المذهب عن قوم، و إظهاره لآخرين (10)، و هذا شبيه بالزندقة، و بهذا الفعل منهم: دخل كثير من العوامِّ و المبتدئين في مذهبهم؛ لأنهم يُظهِرون لهم الموافقة في الأول، و يكذِّبون بما يُنسَب إليهم؛ حتى يصطادوه = فإذا وقع جرُّوه قليلا، قليلا؛ حتى ينسلخ من السنة! و كان أبو بكر ابن الباقلاني من أكرهم استعمالا لهذه الطريقة، و قد وشح كتبه بمدح أصحاب الحديث،و استدل على الأقاويل بالأحاديث في الظاهر، و أكثر الثناء على أحمد بن حنبل – رحمة الله عليه – و أشار في رسائله إلى أنه كان يعرف الكلام، و أنه لا خلاف بين أحمد و الأشعري، و هذا من رِقَّة الدين، و قلة الحياء.
ثم عقد فصلا نفيسا ص 205 - 228، قال فيه ص 206 - 207:» أئمة الحق، هم: المتبعون لكتاب ربّهم سبحانه، المقتفون سنَّة نبيهم ?، المتمسكون بآثار سلفهم، الذين أُمِرُوا بالاقتداء بهم، و علومُهم التي صاروا بمعرفتها و جمعها و التقدّم فيها، أئمَّةً لغيرهم: القرآن، ومعرفة قراءاته ... و أحكامه ثم الحديث، و تبيين صحيحه من سقيمه ... و ما تلقَّتْه الأمّة منه بالقبول ... و ما يجب اعتقاد ما فيه، و معرفةُ عِلَلِه، و أحوالِ رُوَاته.
ثم الفقه ... و هو مُستنْبَط من الكتاب و الحديث، و طلبه فرض، و إحكام أصوله التي شرحها متقدِّمو العلماء، دون ما أحدثه المتكلّمون فيها، و مزجوه ببِدَعهم، و رضي به بعض المتأخرين!! ... = فإذا تقدَّم واحد في هذه العلوم، و كان أخذُه إياها مِمَّن عُلِم تقدُّمُه فيها، و كونُه مُتَّبِعا (للسَّلف)، مُجانباً للبدع = حُكِم بإمامته، و استحقَّ أن يُؤخَذ عنه، و يُرجَع إليه، و يُعتَمد عليه «. ثم ذكر ص 208 - 215 كوكَبةً من أئمَّة السُّنَّة على عهد التابعين؛ كالفقهاء السبعة بالمدينة، و طاووس، و عطاء، و عبيد بن عمير، و مجاهد بمكّة، و الحسن، و ابن سيرين، و الشعبي ... بالعراق، و رجاء بن حيوة، و حسّان بن عطيَّة بالشام ... ثم ذكر أتباعهم – على الأمصار – إلى طبقة أتباع التابعين، ... إلى أن ختم بذكر الإمام أحمد، ثم قال ص 216» و اليوم؛ فمن عرف عنه لُزوم المنهاج، و ظهر تقدُّمه في العلوم التي ذكرناها = فهو إمام مقتدًى به، و من زاغ عن الطريقة، و فاوض أهل البدع و الكلام، و جانَبَ الحديث و أهله؛ استحقَّ الهجران و الترك، و إن كان متقدِّماً في تلك العلوم «.
ثم ذكر ص220 - 222 جملةً من شيوخ المعتزلة، ثم قال ص 222 - 223:
» ثم بُلِي أهل السنة بعد هؤلاء بِقوم يدَّعون أنَّهم من أهل الاتّباع، و ضررُهم أكثر من ضرر (المعتزلة) و غيرهم، و هم: أبو محمد بن كُلاَّب، و أبوالعباس القلانسي، و أبو الحسن الأشعري ... و في وقتنا أبو بكر الباقلاني ببغداد، و أبو إسحاق الإسفرائيني، و أبو بكر بن فورك بخراسان = فهؤلاء يَرُدُّون على (المعتزلة) بعض أقاويلهم، و يردّون على أهل الأثر، أكثر ممّا رَدُّوه على المعتزلة «. ثم قال ص 224:» و كلهم أئمَّة ضلالة، يَدْعون الناس إلى مخالفة السنة، و تركِ الحديث، و إذا خاطبهم من له هيبة و حِشْمة من أهل الاتباع؛ قالوا: الاعتقاد ما تقولونه، و إنَّما نتعلّم الكلام لمناظرة الخصوم، و الذي يقولونه (كذب)، و إنما يستَتِرُون بهذا؛ لِئَلاَّ يُشنَّع عليهم أهلُ الحديث ثم قد دخل في مذاهبهم خلق كثير (مِمَّن) يتظاهر بالفقه و الحديث، فمنهم مَن أظهر ذلك، و عُرِف به، و منهم المنكر أنه منهم في الظاهر، و قد يعضُدُهم في الباطن، و يرضى لنفسه بالكذب و النفاق «!!
---------------------------------------------------------------
(10) و تذكَّر قول البيجوري في شرح الجوهرة (!): يمتنع أن يقال إن القرآن مُحْدَث، إلاَّ في مقام التعليم!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/459)
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 09:31 م]ـ
و هذا فصل نفيس استللته من كتاب " جمع الجيوش و الدساكر، على ابن عساكر " ليوسف بن حسن بن عبد الهادي الحنبلي.
[81/ب]
(فصل): و نحن نذكر جماعة ممّن ورد عنهم مجانبة الأشاعرة، و مجانبة الأشعري و أصحابه، من زمنه، و إلى اليوم، على طريق الاختصار، لا على باب التطويل في التراجم ـ كما فعل (1) ـ و الاتّساع، و لو فعلتُ ذلك؛ لوضعتُ مجلداتٍ عديدةً في هذا الباب.
منهم:
1ـ أبو محمد الحسن بن علي البربهاري (2)، الفقيه القدوة، شيخ العراق قالا و حالا، و كان له صيت عظيم، و حرمة تامّة، أخذ عن المرّوذي (3)، و صحب سهل بن عبد الله التستري (4)، و صنّف التصانيف (5).
جاء إليه الأشعري، فجعل يقول له: رددت على الجُبَّائيّ (6)، و المعتزلة، و فعلتُ، و قلتُ، فقال له: لا أعرف ممّا تقول قليلا و لا كثيرا، و إنما نعرف ما قاله أحمد بن حنبل (7).
-----------------------------------------------------------
1 ـ يعني: ابن عساكر، في الفصل الذي ترجم فيه لجماعة، ذكر أنهم أشاعرة، في كتابه» تبيين كذب المفتري «.
2 ـ أخباره في طبقات الحنابلة 2/ 18 ـ 45، و السير 15/ 90 ـ93، و المقصد الأرشد 1/ 328 ـ 330.
3 ـ ترجمته في السير 13/ 173 ـ 175.
4 ـ أخباره في السير 13/ 330 ـ 333.
5 ـ أشهرها: " شرح السنة "، و هو مطبوع متداول، و قد لخّصه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 1/ 18 ـ 43.
6 ـ هو: الضال المبتدع، محمد بن عبد الوهاب المعتزلي
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 09:38 م]ـ
و كان المخالفون يغلظون (8) قلب الدولة عليه، فقُبِض على جماعة من
أصحابه، و استتر هو في سنة إحدى و عشرين (1)، ثم تغيّرت الدولة، و زادت حرمة البربهاري، ثم سَعَت المبتدعة به، فنُودي بأمر الراضي (2) في بغداد: لا يجتمع اثنان من أصحاب البربهاري، فاختفى إلى أن مات في رجب سنة إحدى (3) و عشرين و ثلاثمئة، رحمة الله عليه.
و كان إماما مُقدَّما في سائر العلوم، مُعظّما، مجانبا للأشعري، لا يرى شيئا من كلامه، و لا يقبل له قولا.
-------------------------
2 ـ و منهم: أبو زيد (4)، قد ذكره هو (5) من أصحابه / و ذكر
ترجمته، و يَرُدّ قوله فيه، ما: أخبرنا جماعة من شيوخنا، أنا ابن الزعبوب (6)، أنا الحجّار (7)،
أنا ابن اللتي (1)، أنا السجزي (2)، أنا الأنصاري (3): سمعتُ غير واحد من مشايخنا ـ منهم: منصور بن إسماعيل الفقيه (4) ـ، قال سمعت محمد بن محمد بن عبد الله الحاكم (5) يقول: سمعت أبا زيد = قال شيخ الإسلام: و كتب به إليَّ أحمد بن الفضل البخاري: سمعت أبا زيد الفقيه المروزي يقول: أتيتُ الأشعري بالبصرة، فأخذت عنه شيئا من الكلام، فرأيت من ليلتي في المنام كأني عَمِيتُ، فقصصتُها على المعبّر، فقال: إنك تأخذ علما تضلّ به؛ فأمسكتُ عن الأشعري، فرآني بعدُ يوما في الطريق فقال لي: يا أبا زيد، أما تأنَف ترجع إلى خراسان، عاما بالفروع، جاهلا بالأصول؟! فقصصتُ عليه الرؤيا، فقال: اكتُمْها عليَّ ههنا.
-----------------------------------------------------------------------------------------------
7 ـ روى القصة الأهوازيُّ ـ و من طريقه ـ ابن أبي يعلى في الطبقات 2/ 18، و في سندها ضعف و جهالة، و قد طعن فيها ابن عساكر في تبيينه. و انظر التسعينية 3/ 1027، 1030.
8 ـ كذا في الأصل، و العبر، و السير 15/ 91، و في طبقات الحنابلة 2/ 44:» يغيظون «.
-----------------------------------------------------------------------
1 ـ يعني: و ثلاثمئة.
2 ـ أخباره في السير 15/ 103.
3 ـ كذا في الأصل، و الصواب أنه (ت 329)، كما في مصادر ترجمته، و كأن المصنف وقع في الغلط بسبب انتقال بصره، و زوغان نظره، في ترجمته ن فقد تقدّم أنه استتر سنة 321 ... و لم ينبّه الأخ فوزي ص 196 ـ 197 على هذا الخطأ.
4 ـ ترجمته في تاريخ مدينةالسلام 1/ 314، و السير 16/ 313 ـ 315.
5 ـ يعني: ابن عساكر، راجع التبيين.
6 ـ مترجم في الدرر الكامنة 1/ 193 رقم: (1669)، و له ذكر في الجوهر المنضد ص 126، 183.
7 ـ قال الذهبي في معجم شيوخه (115): و كان أمّيّا، لا يكتب، و لا يقرأ إلا اليسير من القرآن ...
و قد روى عنه ابن كثير في تفسيره، الحديثَ المسلسل بقراءة سورة الصف، ثم قال 4/ 421 ـ 422:» تسلسل لنا قراءتها إلى ... الحجّار، و لم يقرأها؛ لأنه كان أمّيّا، و ضاق الوقت عن تلقينها إياه «!
و تأمّل، و تذكّر وصف (نعيم العرقسوسي) إياه بـ (الحافظ)! في مقدمته على توضيح المشتبه 1/ 69! =
= و تحسَّر معي على ابتذال هذا اللقب الرفيع، و إطلاقه على من لا يستحقّه، و الله المستعان.
1 ـ سيأتي برقم: ().
2 ـ سيأتي ().
3 ـ ستأتي ترجمته برقم: ().
و روايته في كتابه» ذم الكلام و أهله «4/ 392 ـ 393 ـ و من طريقه رواها ـ أيضا ـ المصنف في» كشف الغطا «(ق 7/ب ـ 8/أ)، و في» جمع الجيوش «(ق 47/أ ـ ب).
4 ـ سيأتي برقم: (27).
5 ـ ستأتي ترجمته برقم (19 و 81).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/460)
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 09:52 م]ـ
3 ـ و منهم: زاهر (6) بن أحمد، كان إماما مُقدَّما، قال شيخ الإسلام الأنصاري (7): " كان للمسلمين إماما "، رُوِي (8) عنه ثلب الأشعري.
4 ـ و منهم: أبو محمد الحسن بن أحمد البغدادي الجريري، كان من المقدَّمين المبرّزين في العلم، روي (1) عنه مجانبة أصحاب الكلام.
5 ـ و منهم: أبو علي الرفاء (2)، كان من أئمة الحديث، روي (3) عنه مجانبتهم و لعنهم! /
[82/ب] 6 ـ و منهم: أبو حامد الشاركي (4)، كان إماما محدّثا، متّبعا للسنة،
و كان شديداً عليهم (5).
7 ـ و منهم: أبو يعقوب (6) بن زُوران، الفقيه الفارسي المجاور، مفتي الحرم بمكة، كان إماما عالما، مجانبا لهم (7).
8 ـ و منهم: الإمام أبو محمد عبد الله (8) بن عدي الصابوني، كان إماما جليلا، لمّا حُمِل إلى بُخارا، أحْضِر
أبو بكر القفّال (1)، ليكلّمه، فقال لا أكلمه؛ إنه متكلم (2).
9 ـ و منهم: يحيى (3) بن عمار، كان إماما مُقدَّما، مجانبا لهم، قال شيخ الإسلام الأنصاري (4): رأيتُه ما لا أُحصي من مرّة، على منبره، يكفّرهم، و يلعنهم، و يشهد على الأشعري بالزندقة!!
-----------------------------------------------------------------
6 ـ أخباره في السير 16/ 476 ـ 478، و سيتكررّ ذكره برقم: (72)!
7 ـ
8 ـ يراجع كشف الغطا (ق 8/ب ـ ق 9/أ ـ ب).
1 ـ روى الهروي في ذم الكلام 4/ 395 عنه أنه قال:» الجلوس للمناظرة، غلقُ باب الفائدة «،
و قد نقل الذهبي نحوه عن البربهاري في السير 15/ 91.
2 ـ ترجمته في تاريخ مدينة السلام 8/ 172، و السير 16/ 16.
3 ـ راجع: ذم الكلام 4/ 395 ـ 396، 401 ـ 402، و كشف الغطا (ق 9/ب).
4 ـ أخباره في السير 16/ 273 ـ 274، و سيتكرّر ذكره برقم: (48)!
5 ـ راجع: ذم الكلام 4/ 396، و كشف الغطا (ق 9/ب و ق 10/ب).
6 ـ و اسمه: (إسحاق)، و ترجمته في الإكمال 4/ 193 لابن ماكولا، و العقد الثمين 3/ 293، و توضيح المشتبه 4/ 315 ـ 316.
و لم يقف الأخ فوزي ص 67، 198 على ترجمته.
7 ـ راجع: ذم الكلام 4/ 397 ـ 398، و جمع الجيوش (ق 47/ب)، و كشف الغطا (ق 10/ب).
8 ـ ترجمته في تاريخ الإسلام (وفيات 363) ص 307، و الوافي بالوفيات 17/ 318، =
= و قد ذكره سبطُ أخيه أبو عثمان الصابوني في» عقيدة السلف، و أصحاب الحديث «ص 315 من أئمة السّنّة، المتمسّكين بها، و الناصرين لها، و كناه (أبا عبد الرحمن).
و لم يقف الأستاذ ناصر الجديع، و لا الأخ فوزي، على من ترجم له.
(تنبيه): وقع في ترجمته من تاريخ الإسلام أنه أخذ عن يحيى بن عمار! و أنه روى عنه (!) ابن خزيمة و طبقتهم (كذا)!
و أراه تصحيفا من القائم على نشر الكتاب! و إلا فالذهبي أرفع و أجل من أن يقع في هذا (القلب) المكشوف، و عكس ما هنالك هو الصواب.
(فائدة): صنّف هذا الإمام الأثري كتابا في الرد على معاصره ابن حبّان البُسْتي، فيما تأول من صفات الباري ـ عز و جل ـ.
1 ـ هو: الشاشي، لا المروزي، و أخباره في السير 16/ 283، أمّا أبو بكر القفال المروزي؛ فمنابذ للكلام، كما تقدم ص 5 و سيأتي برقم: (18).
2 ـ راجع: ذم الكلام 4/ 401، و جمع الجيوش (ق 47/ب)، و كشف الغطا (ق 12/أ).
3 ـ أخباره في السير 17/ 481 ـ 483.
4 ـ في ذم الكلام 4/ 411، و راجع: 4/ 414 (رقم: 1321 و 1323) و 4/ 422 منه.
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 10:01 م]ـ
10 ـ و منهم: أبو إسحاق القراب (5)، كان إماما كبيرا، مجانبا لهم (6)، ينهى الناس عنهم.
11 ـ و منهم: أبو العباس أحمد بن محمد
النهاوندي (1)، كان إماما جليلا.
ذكر أبو بكر الحداد (2) عِظم شأنه، و أنه كان منكرا على أهل الكلام، و تكفير الأشعرية (3)!
و هجر أبا الفوارس على حرف واحد (4).
قال الدينوري (5): لقيت ألف شيخ على ما عليه النهاوندي. /
[83/أ] 12 ـ و منهم: أبو علي الحدّاد، كان إماما مُعظّما، تابعا للسنة، مجانبا
لهم (6).
13 ـ و منهم: أبو عبد الله الدينوري (7)،كان إماما مُعظّما، مجانبا لهم (8).
14 ـ و منهم: الإمام أحمد بن حمزة (9)، كان إماما محدّثا، مجانبا لهم (10).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/461)
15 ـ و منهم: أبو (سعيد) (1) الزاهد الهروي، كان إماما محدّثا نبيلا، معظما للسنة، يلعنهم!
قال أبو الحسن (2) الماليني: قيل له: إن أبا الحسن الديناري ناضل عنك، فقال: و إيَّاه فلعن الله؛ لأنه كلَّابيّ (3)!
16 ـ و منهم: أبو الطيب سهل بن محمد الصعلوكي (4)، خلافا لمَا ذكره عنه (5)، و قد قدَّمنا عنه طرفا من ذلك (6).
(و) (7) ذكر عنه عدّة من أهل العلم أنه كان مجانبا لهم (8). /
17 ـ و منهم أبو حامد الإسفراييني (9)، ذكر عنه جماعة أنه كان مجانبا [83/ب]
لهم، خلافاً لمَا ذكره (1).
18 ـ و منهم: أبو بكر القفال (2)، ذكر بعضهم (3) ذمَّه للكلام و أهله.
19 ـ و منهم: أبو منصور الحاكم (4)، ذكر الأنصاري (5) و غيرُه مجانبته لهم، و ذمَّه.
--------------------------------------------------------------------
6 ـ راجع: ذم الكلام 4/ 402.
1 ـ ترجمته في تاريخ الإسلام (وفيات 394) ص 299.
2 ـ هو الآتي برقم: (12).
3 ـ يعني: كان على تكفيرهم!
4 ـ راجع: ذم الكلام 4/ 404، و جمع الجيوش (ق 47/ب)، و كشف الغطا (ق 12/أ).
و أبو الفوارس، هو: القرماسيني.
5 ـ سيأتي برقم: (13).
6 ـ روى ذمَّهم، راجع: ذم الكلام 4/ 404، و جمع الجيوش (ق 47/ب)، و كشف الغطا (ق 12/أ).
7 ـ ترجمته في طبقات الصوفية (ص 381 ـ ط. مصطفى بن عبد القادر).
8 ـ راجع ما تقدَّم برقم: (11).
9 ـ ترجمته في تاريخ الإسلام (وفيات 441) ص 38.
10 ـ راجع ذم الكلام 4/ 417.
1 ـ كذا في الأصل، و الصواب أنه (أبو سعد)، و ورد كذلك في ذم الكلام 4/ 405، و جمع الجيوش (ق 48/أ)، و كشف الغطا (ق 12/أ).
2 ـ كذا في الأصل، و كذلك في ثلاث نسخ من ذم الكلام، لكن في مطبوعته 4/ 405 و جمع الجيوش (ق 48/أ) و كشف الغطا (ق 12/أ): (أبو الحسين).
3 ـ و قد روى الهروي ـ أيضا ـ في ذم الكلام 4/ 414 ـ و من طريقه المصنف في جمع الجيوش (ق 48/ب) و كشف الغطا (ق 15/أ) ـ عن طاهر بن محمد الماليني ـ أو غيره ـ أنه شهد أبا سعد الزاهد استتاب الديناري، قال: فما رأيت كذلك اليوم في الذل.
4 ـ أخباره في السير 17/ 207 ـ 209، و هو غير أبي الطيب الصعلوكي الأكبر، المترجم في السير 15/ 391، فتنبّه.
5 ـ يعني: ابن عساكر.
6 ـ في جمع الجيوش (ق 48/أ).
7 ـ غير واضح في الأصل.
8 ـ راجع: ذم الكلام 4/ 406، 407، و كشف الغطا (ق 12/ب ـ 13/أ).
9 ـ أخباره في السير 17/ 193 ـ 196، و تقدم ص 3 ـ 5 ذكر طرف من شدّته على المتكلمين.
1 ـ يعني: ابن عساكر! و لم يذكره في التبيين، خلافا لِمَا توهّمه و أوهمه المصنّف، و كأنه التبس عليه، و اشتبه أبو حامد الأثري السلفي، بأبي إسحاق الإسفراييني الأشعري.
2 ـ أخباره في السير 17/ 405.
3 ـ ذم الكلام 4/ 406 ـ 407، و كأن المصنّف أشار بقوله: (ذكر بعضهم) إلى عدم تيقّنه ذلك، و كأنه لِمَا تقدّم (8) أن ابن عدي الصابوني أبى أن يكلم أبا بكر القفال؛ لأنه متكلم، لكن المتكلم هو الشاشي، أما السّنّي المنكر على المتكلمين؛ فإنه مروزي. و قد اتفق أبوا بكر القفّالان في الكنية و الصنعة و التمذهب للشافعي، و افترقا في الاعتقاد.
4 ـ ترجمته في السير 17/ 274، و سيتكرَّر برقم: (81)! و قد ذكر الأخ فوزي ص 70، 71، 200 أن لم يقف على ترجمته؛ لأنه اغترَّ بالمصنف الذي فرّقه = فلما ذكره بكنيته، لم يعرفه الأخ فوزي، لكن لمّا سمّاه (81) ترجمه ص 212، مع أنه ليس بين الموضعين إلا (12) صفحة.
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 10:16 م]ـ
قال ابن دبّاس (6): ذُكر بين يديه شيء من الكلام، فأدخل أصبعيه في أذنيه.
20 ـ و منهم: أبو عمر البسطامي (7)، كان ذامّا لهم، مشنّعا عليهم (8).
21 ـ و منهم: أبو المظفر الترمذي حبال بن أحمد، إمام أهل ترمذ، كان مجانبا لهم، يشهد عليهم بالزندقة (1).
22 ـ و منهم: أبو القاسم العالمي، كان إماما محدّثا، مجانبا لهم (2).
23 ـ و منهم: أبو عبد الله (3)، محمد بن الحسين السلمي، كان إماما جليلا، مجانبا لهم (4).
24 ـ و منهم: هيصم بن محمد بن إبراهيم بن هيصم، كان إماما محدّثا، مجانبا لهم. /
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/462)
25 ـ و منهم: أبو نصر ابن الصابوني، كان إماما جليلا، كبير القدر، [84/أ]
و ذكر عنه جماعة مجانبته لهم.
قال عبد الله بن أبي نصر: ما صلى أبو نصر الصابوني على أبيه؛ للمذهب (5).
26 ـ و منهم: الحسن بن أبي أسامة المكي (6)، و كان (7)
يلعن أبا ذر (1)، يقول: هو أول من حمل الكلام إلى الحرم، و بثّه في المغاربة.
27 ـ و منهم: منصور بن إسماعيل الفقيه (2)، كان مجانبا لهم.
28 ـ و منهم: زيد بن محمد الأصبهاني، كان إماما مُعظَّما، مجانبا لهم (3).
29 ـ و منهم: أحمد بن نصر الماليني، كان إماما كبيرا، مجانبا لهم (4).
30 ـ و منهم: الجنيد بن محمد الخطيب، كان إماما، و كان يشهد على الأشعري بالزندقة (1)!
31 ـ و منهم: أبو سعيد الطالقاني، كان إماما، مجانبا لهم، يلعنهم (2)!
32 ـ و منهم أبو نصر الزراد، كان يذمّهم و يجانبهم (3). /
33 ـ و منهم: أحمد بن الحسن الخاموشي (4)، الفقيه الرازي، كان إماماً [84/ب]
محدّثاً، مجانبا لهم، يلعنهم، و يُطري الحنابلة (5).
-----------------------------------------
5 ـ في ذم الكلام و أهله 4/ 407، 409، و راجع: كشف الغطا (ق 12/ب، 14/أ).
6 ـ هو: محمد بن عبد الرحمن، كما في ذم الكلام 4/ 409، و جمع الجيوش (ق 48/ب)، و كشف الغطا (ق 14/أ).
7 ـ أخباره في السير 17/ 320.
8 ـ راجع: ذم الكلام 4/ 407، 408، و جمع الجيوش (ق 48/أ)، و كشف الغطا (ق 10/ب).
1 ـ راجع: ذم الكلام 4/ 408، و كشف الغطا (ق 13/أ).
2 ـ راجع: ذم الكلام 4/ 409، و كشف الغطا (ق 13/أ).
3 ـ كذا في الأصل، و الصواب أن كنيته (أبو عبد الرحمن)، و قد ذكر المصنف كنيته على الصواب عندما أعاد ذكره برقم: (88)! و سيأتي هنالك الكلام على ما يتعلق به.
4 ـ راجع: ذم الكلام 4/ 410، و كشف الغطا (ق 14/أ ـ ب).
5 ـ ذم الكلام 4/ 421، كشف الغطا (ق 16/ب)، و راجع: (ق 14/أ ـ ب) منه.
6 ـ تصحف في درء التعارض 2/ 101 إلى» الحسين بن أبي أمامة المالكي «، و اغترَّ به المدعو (إبراهيم التهامي) في كتابه جهود علماء المغرب ... ص 327.
7 ـ كذا قال، و إنما نقل الحسن ذلك عن أبيه؛ فقد قال الهروي في ذم الكلام 4/ 412:
سمعت الحسن بن أبي أسامة المكي يقول: سمعت أبي يقول: لعن الله ...
= و قد انبنى على هذا: أن عكس المصنف الأمر، فذكر الحسن، و أغفل ذكر والده أبي أسامة، مع أنه أولى بالذكر من ابنه الحسن، كما لا يخفى على نبيه انجلى عنه الوسن، و لم يتنبّه لهذا كله، الأخ فوزي ص 201.
و قد روى المصنف القصة ـ على الجادَّة ـ من طريق الهروي، في كشف الغطا (ق 14/ب)، و جمع الجيوش (ق 48/ب).
و رواها ابن عساكر ـ أيضا ـ في تاريخ دمشق 37/ 394، لكنه اختصرها اختصارا مُخِلا، و اقتصر على قوله:» أبو ذر أول من أدخل مذهب الأشعري الحرمَ «!! فصار خبرا مجرّدا، قد يوهم الغافل أن أبا أسامة ذكر ذلك من مآثره و مفاخره، لا من فواقره و عواقره!!
ثم إنه وقع في نحو ما وقع فيه المصنف؛ فإنه ذكره عن ابن أبي أسامة، لا عن أبي أسامة، رلجع: تاريخ مدينة دمشق (37/ 394 - ط - أو 10/ 633 - خ -).
1 ـ هو عبد بن أحمد الهروي، أخباره في السير 17/ 554 ـ 561.
2 ـ ترجمته في الجواهر المضية 3/ 506، و في 3/ 507 ترجمة سميّ له ـ هو: منصور بن إسماعيل القاضي ـ، و كان ـ أيضا ـ سُنِّيّاً، حسن الطريقة، متعصّبا للسنة.
3 ـ روى حَصْبَ الأصبهانيّين من دنا من حلقة أبي نعيم! راجع: ذم الكلام 4/ 417.
4 ـ راجع: ذم الكلام 4/ 418.
1 ـ كذا في ذم الكلام 4/ 419!
2 ـ ذم الكلام 4/ 419.
3 ـ ذم الكلام 4/ 419 ـ 420.
4 ـ أخباره في السير 17/ 624.
5 ـ ذم الكلام 4/ 420.
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 10:27 م]ـ
34 ـ و منهم: أبو العباس القصّاب الآملي، كان إماما، يذمّهم (6).
35 ـ و منهم: أبو عبد الله محمد بن منده (7) الحافظ، كان إماما كبيرا حافظا، مجانبا لهم، رادّاً عليهم (8).
36 ـ و منهم: أبو سعيد بن أبي سهل، الفقيه الحنبلي، كان إماما كبيرا.
قال أبو بكر المقرئ (1): كان يلعنهم كل يوم، بعد صلاة الغداة، في المحراب، في الجَمْع، و هم يُؤمّنون (2)!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/463)
37 ـ و منهم: أبو عبد الله الحمراني، كان إماما في النحو، و اللغة، و العربية، و غير ذلك!
كان ذامّا لهم، مشنعا عليهم (3).
38 ـ و منهم: أبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة (4)، الإمام المحدّث، كان مجانبا لهم.
39 ـ و منهم: أبو الحسن الشعراني، إسماعيل بن محمد بن الفضل، كان إماما كبيراً محدّثا، مجانبا لهم. /
[85/أ] 40 ـ و منهم: أبو بكر أحمد بن (سليمان) (5) بن الحسن، الفقيه
الحافظ، شيخ العراق، و صاحب التصانيف و» السنن «(1)، و كانت له حلقتان، حلقة الفتوى، و حلقة الإملاء، و كان رأسا في الفقه، رأسا في الحديث، يصوم الدهر (2)، و يُفطر على رغيف، و يترك منه لقمة، فإذا كان ليلة الجمعة، أكل تلك اللُّقَم، و تصدّق بالرغيف.
كان ـ رحمه الله ـ مجانبا لهم.
41 ـ و منهم: أبو علي بن جامع القاضي، مِنْ فضلاء أهل البصرة (3)، و هو إمام كبير، له مدح كبير، كان مجانبا له (4)، (ذمّا) (5) له.
42 ـ و منهم: أبو الفضل ابن النعال، كان إماما محدّثا، كان مجانبا لهم، ذامّا لهم (6).
43 ـ و منهم أبو الحسن محمد بن أحمد الأهوازي العدل، كان مجانبا لهم، ذامّا.
44 ـ و منهم: أبو محمد الحسن بن محمد العسكري الأهوازي، و كان من المخلصين، كان ذامّا لهم، مجانبا.
45 ـ و منهم: أبو عَمْرو (2) بن مطر النيسابوري، شيخ السنة، كان قانعا متعفّفا، مجانبا لهم، رحمه الله. /
[85/ب] 46 ـ و منهم: العميد (3) الوزير أبو الفضل الكاتب، كان مجانبا لهم،
و هو الذي أمر بلعنهم على المنابر، مع جملة أهل البدع.
47 ـ و منها أبو بكر الآجري البغدادي، المحدّث، الإمام الكبير، كان مجانبا لهم (4).
48 ـ و منهم: أبو حامد أحمد (1) بن محمد بن شارك، الفقيه الشافعي، مفتي هراة، كان مجانبا لهم.
49 ـ و منهم: أبو علي النجاد، الحسن (2) بن عبد الله البغدادي، تلميذ أبي محمد البربهاري، صنّف في الأصول و الفروع، و كان مجانبا لهم، رادّاً عليهم، كشيخه.
-------------------------------------------------------------------
6 ـ ذم الكلام 4/ 421، 422، كشف الغطا (ق 16/ب).
7 ـ صنّف مصنفات جليلة في نصرة السنة، و قمع أهل الأهواء، وصل إلينا منها: كتاب التوحيد، و كتاب الإيمان، و كتاب الرد على الجهمية، و كلها مشهورة متداولة.
8 ـ راجع: ذم الكلام 4/ 424، 425.
1 ـ هو: عبد الرحمن بن منصور، كما في ذم الكلام.
2 ـ ذم الكلام 4/ 425، و كشف الغطا (ق 17/أ).
3 ـ راجع جمع الجيوش و الدساكر (ق 58/أ ـ ب).
4 ـ أخباره في تاريخ مدينة السلام 4/ 347. و قد كان يجدر بالمصنف أن يذكر إمام الأئمّة ابن خزيمة، و أن يستفتح به هذا الفصل؛ فقد كان شديدا على الكلابيّة، الذين هم أصل الأشعرية، و لما نبغ من تلاميذه في عصر الأشعري من تأثر بشبهات الكلابيّة؛ كأبي علي الثقفي، و أبي بكر الصبغي = قام عليهم، و هجرهم، و وقعت له معهم وقائع و أمور عظيمة.
راجع: درء تعارض العقل و النقل 2/ 77 ـ 82.
5 ـ كذا قيّده المصنّف، و هو غلط شائع ذائع منتشر، اغترّ به الأخ فوزي ص 204 في الأصل و الحاشية، و الصواب أنّ اسم والده (سلمان)، بالتكبير، لا بالتصغير ـ و هو المعروف بـ (النّجّاد) (253 ـ 348)، و من تصانيفه: " الرد على من قال: القرآن مخلوق " =
= و قد نُشر أكثر من مرّة، بالكويت، ثم بمصر، و له أيضا كتاب» العرش «، روى الذهبي في " معجم شيوخه " (176) أثرا موقوفا من طريق النجاد في كتابه هذا.
1 ـ هذا من باب ذكر الخاص بعد العام، قال الخطيب في تاريخ مدينة السلام 4/ 190: صنّف في السنن كتابا كبيرا ...
2 ـ هذه عبادة يُخضع لها، و لكنها من مثل إمام من أئمة الأثر مفضولة؛ فقد صح نهيه ـ عليه الصلاة و السلام ـ عن صوم الدهر ... و متابعة السنة واجبة ... و لا قدوة في خطأ العالم، نعم؛ و لا يُوبّخ بما فعله باجتهاد، نسأل الله المسامحة. [أفاده الذهبي في السير 9/ 143 ـ 144 في ترجمة وكيع، و قد تصرَّفت في كلامه و اختصرته، ويراجع ـ أيضا ـ ما قاله في ترجمة عبد الله بن عمرو في السير 3/ 84 ـ 86].
3 ـ قاله الأهوازي ـ كما في كشف الغطا (ق 9/أ).
4 ـ يعني: للأشعري، و قد رُوي أنه صحبه عشرين سنة، ثم تركه، و حَرق جميع ما كتبه عنه ـ كما في كشف الغطا (ق 8/ب ـ 9/أ) ـ لكن في صحة ذلك نظر؛ إذ هو من رواية الأهوازي الواهي.
5 ـ كذا في الأصل، و صوابه (ذامّا).
6 ـ و من طريقه روى الأهوازي قصة ابن جامع، راجع: كشف الغطا (ق 8/ب).
2 ـ ترجمته في السير 16/ 162 ـ 163.
3 ـ جزم الأخ فوزي ص 205 أنه ابن العميد، الوزير الشهير، مع أن ابن العميد كان متفلسفا، لا يدري ما الشرع، و كان متّهما بمذهب الأوائل، و العياذ بالله، يراجع: السير 16/ 137، و لا يُستبعد أنّه كان عدوا للأشاعرة؛ فالعداء بين الأشاعرة و المعتزلة كان على أشدّه، أما أن يأمر هذا الضال بلعن جملة أهل البدع؛ فبِدْعٌ من القول، قريب من المحال، و كان على الأخ فوزي ـ و هو يرى أنه المراد ـ أن يتنبّه، و ينبّه على هذا.
4 ـ أخباره في السير 16/ 133 ـ 135، و هو صاحب الكتاب النافع الماتع الجامع " الشريعة " الذي نصر فيه السنة، و قمع به أهل الأهواء.
1 ـ هو المتقدّم برقم: (5)! و قد ترجمه الأخ فوزي في الموضعين ص 198، 205، و لم يُنبّه على تكرُّره.
2 ـ كذا ظهر في الأصل، و الصواب أنه (الحسين)، بالتصغير، و أخباره في طبقات الحنابلة 2/ 140 ـ 142.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/464)
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 10:35 م]ـ
50 ـ و منهم: أبو حامد المروروذي، أحمد (3) بن عامر الشافعي، الإمام الكبير، كان مجانبا لهم.
51 ـ و منهم: أبو إسحاق المزكي، إبراهيم (4) بن محمد بن يحيى النيسابوري، كان إماما كبيرا، مجانبا لهم.
52 ـ و منهم: أبو بكر عبد العزيز (5) بن جعفر، صاحب الخلال، و شيخ الحنابلة و عالمهم المشهور، كان مجانبا لهم، ذامّا.
53 ـ و منهم: أبو بكر ابن السُّنِّيّ، الإمام الكبير (1) صاحب» عمل اليوم و الليلة «، الإمام المحدّث، كان مجانبا لهم. /
[86/أ] 54 ـ و منهم: أبو بكر أحمد (2) بن جعفر القطيعي، مسند العراق،
صاحب عبد الله ابن الإمام أحمد، و راوي» المسند «عنه، كان إماما محدّثا، مجانبا لهم.
55 ـ و منهم: أبو أحمد الجلودي (3)، راوي» مسلم «، كان إماما جليلا، مجانبا لهم.
56 ـ و منهم: أبو القاسم الآبنودي (4) الحافظ، كان إماما كبيرا، مجانبا لهم.
57 ـ و منهم: أبو إسحاق إبراهيم (5) بن أحمد، المعروف بـ (ابن شاقلا)، البغدادي، كان له حلقة فُتْيا و إِشْغال (6)، و هو تلميذ أبي بكر عبد العزيز بن جعفر، توفي كهلا، و كان مجانبا لهم، كشيخه.
58 ـ و منهم: أبو الشيخ (7) الحافظ، أبو محمد بن حيّان، الإمام
الكبير، كان مجانبا لهم.
59 ـ و منهم: أبو إسحاق إبراهيم (1) بن أحمد المستملي، الإمام الثقة، كان مجانبا لهم.
60 ـ و منهم: أبو أحمد الغطريفي (2)، الإمام الكبير المحدّث، كان مجانبا لهم.
61 ـ و منهم: أبو أحمد الحاكم (3)، الإمام الحافظ، ذكر شيخ الإسلام الأنصاري و غيرُه مجانبتَه لهم. /
62 ـ و منهم: أبو عمر بن حيويه (4) الخراز، الإمام الكبير المحدّث، [86/ب]
صاحب الرواية الكثيرة، كان مجانبا لهم.
63 ـ و منهم: أبو بكر بن شاذان (5)، الإمام الكبير المحدّث، كان مجانبا لهم.
64 ـ و منهم: الإمام أبو الحسن الدارقطني (1)، كان مجانبا لهم، و له كلام في ذمهم.
65 ـ و منهم: أبو حفص (2) عمر بن أحمد بن شاهين، أحد أوعية العلم، كان مجانبا لهم، و رأيتُ في مصنفاته ذمَّهم.
66 ـ و منهم: أبو حامد النعيمي (3)، أحمد بن عبد الله بن نعيم، نزيل هراة، كان مجانبا لهم.
67 ـ و منهم: أبو عبد الله، عبيد الله (4) بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطّة العكبري، الإمام الفقيه، العبد الصالح، و كان مستجاب الدعوة، كان
مجانبا لهم.
68 ـ و منهم: أبو الحسين (1) بن سمعون، الواعظ الحنبلي، صاحب الأحوال و المقامات، و وهم ابن عساكر (2) في ذكره إيّاه من أصحابه.
-----------------------------------------------------------------------------------------
3 ـ هو: أحمد بن بشر بن عامر، نسبه المصنّف إلى جدّه، ترجمه الذهبي في " السير " 16/ 166 ـ 167، ثمّ كرّر ترجمته 17/ 184.
4 ـ أخباره في السير 16/ 163 ـ 165.
5 ـ أخباره في طبقات الحنابلة 2/ 119 ـ 127، و السير 16/ 143، و له كتاب " مختصر السُّنَّة ".
1 ـ أخباره في السير 16/ 552.
2 ـ أخباره في طبقات الحنابلة 2/ 6 ـ 7، و السير 16/ 210 ـ 213.
3 ـ ترجمته في السير 16/ 301 ـ 303.
4 ـ أخباره في تاريخ مدينة السلام 9/ 407، و السير 16/ 261 ـ 263.
5 ـ أخباره في تاريخ مدينة السلام 6/ 17، و طبقات الحنابلة 2/ 128.
6 ـ أثبت الأخ فوزي ص 207: (و أشغال)، و الصواب ما أثبتُّه.
7 ـ صنّف كتاب " السّنّة الواضحة " في الانتصار لاعتقاد السلف، و روى في كتابه " العظمة " آثارا كثيرة تتعلق بصفات الباري ـ عز و جل ـ، و قد أبعد و جازف من زعم أن كتاب " العظمة " كتاب صوفيّ! كفؤاد سزكين، و تبعه أكرم العمري في موارد الخطيب ص 190، و هو يشي أن قائل ذلك لم يقرأ الكتاب، أو أنه لا يدري ما الصوفيّة، و قد يجتمعان!!
1 ـ ترجمته في السير 16/ 492.
2 ـ أخباره في السير 16/ 354 ـ 355.
3 ـ ترجمته في السير 16/ 370 ـ 376، و قد انتصر للسنة في كتابه النافع " شعار أصحاب الحديث " و هو مشهور متداول.
4 ـ أخباره في السير 16/ 409 ـ 410.
5 ـ ترجمته في السير 16/ 429 ـ 430، و هو غير أبي بكر بن شاذان الصوفي ـ و اسمه:
محمد بن عبد الله بن عبد العزيز الرازي، و قد أكثر عنه السلمي الصوفي، و روى عنه أخباراً واهية، و حكايات منكرة، و قد خلط بينهما الأستاذ الفاضل عبد الرحمن الشبل في تعليقه على ذم الكلام و أهله (6/ 8/1030)، حيث ترجم للبغدادي، بدل الصوفي، و سبب ذلك اشتراكهما في الكنية و الطبقة و النسبة إلى (شاذان).
1 ـ أخباره في السير 16/ 449 ـ 461، و قد صنّف كتاب " الصفات "، و " النزول "، و " الرؤية "، و كلها منشورة مشهورة.
أما ما ذُكر من مدحه لابن الباقلاني؛ ففلتة بادرة، و الظاهر أن ابن الباقلاني لم يكن آنذاك قد طار صيته بَعدُ، و كأنه تزيّن للدارقطني بنقضه على الملاحدة و الونادقة؛ فأحسن به الظن، و لو سبر غوره، و خَبَر أمره؛ لكان له معه ـ إن شاء الله ـ موقف شديد، و تحذير منه أكيد.
2 ـ أخباره في السير 16/ 431 ـ 434، و قد صنّف الكتاب اللطيف لشرح مذاهب أهل السنة، و معرفة شرائع الدين، و التمسك بالسنن، وصلنا منه الجزآن 18 و 19، و قد نُشِر أكثر من مرَّة.
3 ـ ترجمته في السير 16/ 488.
4 ـ أخباره في السير 16/ 431 ـ 434، و قد ألف كتابه الجليل الحفيل " الإبانة "، و مصنَّفه النافع " الشرح و الإبانة "، و هما منشوران مشهوران.
1 ـ ترجمته في السير 16/ 505 ـ 511.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/465)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 10:49 م]ـ
ممتاز ممتاز
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 11:11 م]ـ
بارك الله فيك، أخي الفاضل عبد الله، المنافح عن السنة، و أعانك على دحر المبتدعة.
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 11:26 م]ـ
69 ـ و منهم: أبو سليمان الخطّابيّ (3)، الشافعيّ، كان إماما محدّثا شافعيّا، مجانبا لهم، و صنّف في ذمّ الكلام.
70 ـ و منهم: أبو بكر الجوزقي الشيباني الحافظ (4)، كان مجانبا لهم، ذامّا، ذكر ذلك عنه شيخ الإسلام الأنصاري (5) و غيرُه. /
71 ـ و منهم: أبو محمد المخلدي (6) المحدّث، شيخ العدالة، كان مجانبا [87/أ]
لهم.
72 ـ و منهم: أبو علي زاهر (1) بن أحمد السرخسي، الفقيه الشافعي، له ذمّ فيهم، ذكره شيخ الإسلام، و غيرُه، خلافا لِمَا ذكره عنه ابن عساكر (3) من أنه من أصحابه، مع أن الذهبيَّ و غيرَه ذكروا أنه أخذ علم الكلام عن الأشعري، فكأنه رجع عن ذلك.
73 ـ و منهم: عبد الرحمن (5) بن أبي شريح، أبو محمد الأنصاري، محدّث هراة، كان مجانبا لهم (6).
74 ـ و منهم: أبو طاهر المخلّص (7)، مسند وقته، الإمام المحدّث، كان مجانبا لهم.
75 ـ و منهم: أبو عبد الله الحسن بن حامد البغدادي (8)، الإمام الفقيه المحدّث، شيخ وقته، كان مجانبا لهم، و له أمور و أخبار في ذمّهم.
76 ـ و منهم: القاضي أبو عبد الله الحليمي (9) الشافعي، كان من الأئمة الكبار، و أصحاب الوجوه، و كان
مجانبا لهم (1)!!!
77 ـ و منهم: أبو الفرج النهرواني (2)، كان من الأئمة، مجانبا لهم.
78 ـ و منهم: أبو عبد الله الحاكم، محمد (3) بن عبد الله، المعروف بـ (ابن البيّع)، الإمام الكبير الحافظ، كان مجانبا لهم.
79 ـ و منهم: أبو الحسين (4) المحاملي، الإمام الكبير المحدّث، كان مجانبا لهم. /
80 ـ و منهم: الحافظ أبو بكر (5) بن مردويه، الإمام الكبير، المحدّث [87/ب]
الحافظ، كان مجانباً لهم.
81 ـ و منهم: القاضي أبو منصور (1) محمد بن محمد بن عبد الله الأزدي الهروي الفقيه، شيخ الشافعية بهراة، و مسند البلد، كان مجانبا لهم، ذكره شيخ الإسلام الأنصاري.
82 ـ و منهم: أبو طاهر محمد (2) بن محمد بن محمش الزيادي، الفقيه الشافعي، عالم نيسابور و مُسنِدها، كان مجانبا لهم.
83 ـ و منهم: هبة الله (3) بن سلامة، أبو القاسم البغداديّ، المفسّر، كان مجانبا لهم.
84 ـ و منهم: أبو نصر (4) أحمد بن محمد بن أحمد النرسي، كان مجانبا لهم.
85 ـ و منهم: أبو سعد الماليني، أحمد (5) بن محمد بن أحمد الهروي، الصوفي، الحافظ، كان مجانبا لهم.
86 ـ و منهم: الحافظ أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه (1)، الإمام الكبير المحدّث، كان مجانبا لهم.
---------------------------------------------------------------------------
3 ـ قد كان الخطّابيّ ـ قبل ذلك ـ كُلاَّبيّا، ثم منَّ الله عليه بالتوبة و الأوبة إلى السّنّة، فصنّف كتابه " الغنية عن الكلام و أهله "، راجع " فتح الباري " 7/ 236 ـ 239 لابن رجب؛ فهو نفيس غاية، و قد اختصر " الغنية " و اعتصرها: السيوطي في " صون النطق و الكلام " ص 91 ـ 101، و راجع نصوصا نفيسة من " الغنية " في درء التعارض 7/ 278 ـ 316، و بيان تلبيس الجهمية 1/ 251 ـ 255، و منهاج أهل السنة النبوية 1/ 303، و الحموية، و مجالس ابن ناصر الدين في تفسير قوله تعالى (لقد منَّ الله ... ) ص 83 ـ 85، و عسى الله أن يوفّق لجمع تلك النقول، لعموم الانتفاع بها.
4 ـ أخباره في السير 16/ 493.
5 ـ أراه المذكور في ذم الكلام 4/ 372، 373، لكن أثبت ناشره (الحورقي!) مرّة، و (الجورقي) كرّة أخرى!
6 ـ أخباره في السير 16/ 539 ـ 541
1 ـ تقدّم برقم: (3)!
3 ـ في التبيين ص 206 ـ 207.
5 ـ أخباره في السير 16/ 526 ـ528.
6 ـ راجع: ذم الكلام و أهله 4/ 398 ـ 399.
7 ـ ترجمته في السير 16/ 478 ـ 479.
8 ـ أخباره في طبقات الحنابلة 2/ 171 ـ 177، و السير 17/ 203 ـ 204.
9 ـ ترجمته في السير 17/ 231 ـ 233.
1 ـ كذا قال، مع أن الحليميَّ كان متكلّما أشعريّا، و الناظر في كتابه " المنهاج في شعب الإيمان "، يظهر له توغّله في الجدل و الكلام ...
2 ـ أخباره في تاريخ مدينة السلام 10/ 431.
و يستفاد معه: مشاركه في الكنية و البلد: المعافى بن زكريا، أبو الفرج النهراواني الجريري، توافقا في الكنية و البلد، و يراجع: السير 16/ 544.
3 ـ أخباره في السير 17/ 162 ـ 177، و راجع بعض مقالاته و نقولاته في الانتصار للسنة و أهلها في معرفة علوم الحديث ص 1، 2، 3، 4، 65، 71، 73، 74، 84، 85، 135، 136، 137، 138، 139، و المستدرك 3/ 512 ـ 513، ففيه نفل عزيز عن ابن خزيمة.
4 ـ ترجمته في السير 17/ 265.
5 ـ أخباره في السير 17/ 308 ـ 310، و قد كان ـ رحمه الله ـ سُنِّيًّا سلفيّا على الجادّة، و قد جازف المعلق على كتاب " العرش " للذهبي ص 296، فزعم أنه كان من قدماء الأشاعرة، و هذا غلط شنيع، و خلط فظيع، كما شرحته في جزء أفردته لبيان أغلاطه في تعليقاته على كتاب " العرش ".
1 ـ تقدّم ذكره برقم: (19)!
2 ـ أخباره في السير 17/ 276 ـ 278.
3 ـ هو مصنّف كتاب " الناسخ و المنسوخ "، و هو مترجم في تاريخ مدينة السلام 14/ 70.
و من غرائب المصنّف و عجائبه: إغفالُه ذكر سَمِيِّ ابن سلامة، و عصريّه، و بلديّه: ناصر السُّنَّة السَّنِيَّة، و قامع البدع الرَّديِّة: هبة الله بن الحسن بن منصور، أبي القاسم اللالكائي، مصنّف جمهرة السُّنَّة و معلمتها " شرح أصول اعتقاد أهل السنة ... "، و هو أولى بالذكر من كثيرين ذكرهم، لم يسلموا من البدع، و من موالاة أهل الأهواء!
4 ـ أخباره في تاريخ مدينة السلام 4/ 371، و السير 17/ 337.
5 ـ ترجمته في تاريخ مدينة السلام 4/ 371 ـ 372، و السير 17/ 301 ـ 303.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/466)
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 11:38 م]ـ
87 ـ و منهم: الحافظ أبو الفتح ابن أبي الفوارس (2)، الإمام الحافظ الكبير، كان مجانبا لهم.
88 ـ و منهم: أبو عبد الرحمن (3) السلمي، الحافظ الصوفي، كان مجانبا لهم، رُوي عنه حكايات في اجتنابهم. /
89 ـ و منهم: أبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي الهرويّ الحافظ، قال [88/أ]
شيخ الإسلام (4):» إمام أهل المشرق «، و قال غيره (5):» كان عديم النَّظِير في العلوم «. كان مجانبا لهم.
90 ـ و منهم: أبو القاسم تمّام (6) بن محمد الرازيّ الحافظ، الإمام الكبير، كان مجانبا لهم.
91 ـ و منهم: أبو عبد الله الحسين (1) بن الحسن الغضائري، الإمام المحدّث، كان مجانبا لهم.
92 ـ و منهم أبو سعيد (2) النقاش الأصبهاني، الحافظ الحنبلي، كان مجانبا لهم.
93 ـ و منهم: أبو الحسن المحاملي (3)، شيخ الشافعية، الضّبّيّ، كان فقيها نَزِهاً (4)، محدّثا، مجانباً لهم.
94 ـ و منهم: أبو الحسين (5) بن بشران، الإمام المحدّث الكبير، كان مجانبا لهم.
95 ـ و منهم: أبو الحسن (6) الحمامي، مُقْرِئ العراق، كان مجانبا لهم.
96 ـ و منهم: أبو محمد (7) السكري، الإمام المحدّث، كان مجانبا لهم.
97 ـ و منهم: أبو بكر الأردستاني، محمد بن إبراهيم (1) الحافظ الصالح، كان مجانبا لهم.
98 ـ و منهم: أبو علي (2) بن شاذان، الإمام الكبير، كان مجانبا لهم (3)، ذكره بعضهم، و ذكر ابن عساكر (4) أنه من أصحابه، و كذلك ذكر الذهبي (5) أنه يفهم الكلام على مذهب الأشعري. /
99 ـ و منهم: الحافظ أبو الفضل علي بن الحسين الفلكي (6)، رجل [88/ب]
كبير، قال شيخ الإسلام الأنصاري:» ما رأيتُ أحداً أحفظ منه «. و كان مجانبا لهم.
100 ـ و منهم: أبو بكر أحمد بن علي بن (فنجويه) (7) الحافظ، قال شيخ الإسلام الأنصاري:» هو أحفظ من رأيتُ من البَشَر «. كان مجانبا لهم.
------------------------------------------------------------------------------------------------
1 ـ أخباره في السير 17/ 258 ـ 259.
2 ـ ترجمته في السير 17/ 223 ـ 224.
3 ـ كان المصنّف قد كتب ههنا (الصوفي)، ثم خطّ عليها، و أعاد زبرها بعد كلمة (الحافظ)، و قد تقدَّم ذكره برقم: (23)! لكنه كناه هنالك أبا عبد الله و قد كان السلمي ـ مع شدّته على الكلاّبيّة ـ صوفيا منحرفا، له طامّات و ضلالات سوّدها في " حقائق (!) التفسير " و " طبقات الصوفية " ... و قد صنّف كتابا في ذم الكلام و أهله، وصلنا منتقى منه لأبي الفضل المقرئ، و قد نشره الأستاذ ناصر الجديع.
4 ـ الأنصاري الهروي.
5 ـ هو: أبو النضر الفامي ـ كما في السير 17/ 385 ـ.
6 ـ أخباره في السير 17/ 289 ـ 291.
1 ـ ترجمته في السير 17/ 402 ـ 403.
2 ـ أخباره في السير 17/ 307 ـ 308، و قد نقل أبو القاسم بن منده، و ابن تيمية من كتاب " أقوال أهل السنة " للنقاش، يراجع: مجموع الفتاوى 5/ 380.
3 ـ ترجمته في السير 17/ 403 ـ 403.
4 ـ كذا في الأصل، و كأنه أراد أن يقول: (نزيها)! يعني: كريما بعيداً عن اللّؤم، أمّا النَّزِه، فتقول: (مكان نَزِهٌ)، أيْ: مُزيَّن بالخضرة و النبات ... و أرجو من اخواننا المشتغلين باللغة بيان الصواب في ذلك.
5 ـ أخباره في السير 17/ 311 ـ 312.
6 ـ ترجمته في السير 17/ 402 ـ 403.
7 ـ أخباره في السير 17/ 386 ـ 387.
1 ـ ترجمته في تاريخ مدينة السلام 1/ 417، و السير 17/ 428.
2 ـ أخباره في السير 17/ 415 ـ 418، و قد انقلب نسبه في الطبعة المصرية من تاريخ مدينة السلام 7/ 27، و ورد على الصواب في نشرة دار الغرب 8/ 223.
3 ـ ذكر المصنّف في جمع الجيوش (ق 79/ب) أنه حنبليّ كبير!! وهو غلط واضح لائح!!
4 ـ في التبيين ص 245.
5 ـ ذكر ذلك تبعا للخطيب، الذي ذكر ذلك في تاريخه 7/ 279، يراجع السير 17/ 417، و العبر 2/ 253، مع النظر في كتاب العرش ص 323.
6 ـ أخباره في السير 17/ 502 ـ 504.
7 ـ غير واضحة في الأصل، تشبه (فنجويه)! و هو غلط، و الصواب: (منجويه) بالميم، و ترجمته في السير 17/ 438 ـ 440.
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 11:43 م]ـ
101 ـ و منهم: عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست (الحلاق) (1)، كان إماما صدوقا، مجانبا لهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/467)
102 ـ و منهم: أبو الحسن (2) الحنّائيّ، الإمام المحدّث المقرئ، الحافظ الزاهد، كان مجانبا لهم.
103 ـ و منهم: أبو علي محمد بن أحمد بن أبي موسى الهاشمي (3)، صاحب التصانيف، و انتهت إليه رئاسة مذهب أحمد، كان مجانبا لهم.
104 ـ و منهم: الإمام أبو عبد الله (4) محمد بن عبد الله بن باكويه الصوفي، أحد المشايخ الكبار، كان مجانبا لهم.
105 ـ و منهم: أبو عمر الطلمنكيّ الحافظ، صاحب التصانيف، كان سيفا عليهم، و على غيرهم (5).
106 ـ و منهم: أبو يعقوب القرَّاب (1) السرخسي الهرويّ الحافظ، محدّث هراة، كان زاهدا صالحا مصنفا، و كان ـ رحمه الله ـ مجانبا لهم، له كلام في ذمّهم.
-------------------------------------------------------------------------------------------------
1 ـ كذا في الأصل، و الصواب: (العلاّف)، و أخباره في السير 17/ 471.
2 ـ ترجمته في السير 17/ 565ـ 566.
3 ـ أخباره في طبقات الحنابلة 2/ 182 ـ 186، و قد ساق ابن أبي يعلى اعتقاده السلفي، فراجعه؛ فإنه عزيز المنال.
4 ـ ترجمته في السير 17/ 544.
5 ـ قال ابن بشكوال في كتاب " الصلة " 1/ 45: " جمع كُتُبا حِسَاناً، كثيرةَ النفع، على مذاهب أهل السنة ... و كان سيفا مجرّداً على أهل الأهواء و البدع، قامعا لهم، غَيُورا على الشريعة ... ".
و من أحفل مصنّفاته كتابه الكبير " الوصول إلى معرفة الأصول "، و يقع في مجلّديْن.
و صنّف ـ أيضا ـ الرسالة المختصرة في مذاهب أهل السنة، و ذكرُ ما درج عليه الصحابة و التابعون، و خيار الأمّة "، و هو من مرويّات ابن خير في فهرسته (ص 321، ط. الأبياري)، و هذه الرسالة المختصرة ... ممّا فات بعض إخواننا الفضلاء أن يذكرها في مقال له ذكر فيه جهود المغاربة في خدمة عقيدة السلف.
1 ـ أخباره في السير 17/ 570 ـ 572.
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 11:50 م]ـ
وقد بقي قريب من 300 إمام من أئمة السنة و الأثر، المجانبين للأشاعرة، ممن ذكرهم يوسف ابن المبرد في جمع جيوشه، لا يمكنني إدراجهم الآن؛ فنظرة الى ميسرة.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[22 - 08 - 05, 11:02 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذا المجهود
وعندي نقطة بخصوص موقف الإمام أحمد من الكرابيسي فياليت يتم الإشارة إليه وكذلك موقف إمام الأئمة ابن خزيمة من الكلابية ...
والله يرعاكم
ـ[المقدادي]ــــــــ[22 - 08 - 05, 11:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
اخي الكريم العاصمي
هل هذه المقدمة التي ذكرت هي مقدمة لكتاب عنهم؟ (تذكر فيها اقوالهم المجانبة للاشاعرة)؟؟؟
ودمتم بصحة وعافية
ـ[بن حسن الاثرى]ــــــــ[22 - 08 - 05, 07:51 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الدرر من مؤ لف هذا الكتاب يا أخى؟ ونحن متشوقون الى اكمالهاجزاكم الله خيرا
ـ[العاصمي]ــــــــ[22 - 08 - 05, 10:02 م]ـ
أخي الفاضل أبا البركات، بارك الله فيك ... أما الكرابيسي؛ فما وقع بينه و بين الإمام أحمد مشهور، لا أجد – الآن – وقتا لسرده، فلعلك تنشط، و تنقل ذلك.
و قد أشرت في تعليقي على الترجمة (38) إلى ما وقع لإمام الأئمة مع الثقفي و الصبغي ... و أحلت على الدرء ... و يرجع – أيضا – إلى مجموع الفتاوى، و السير ...
ـ[العاصمي]ــــــــ[22 - 08 - 05, 10:04 م]ـ
أخي الفاضل المقدادي، جزاك الله أفضل الجزاء و أجزله.
المقدمة المختصرة، وقعت في المشاركات الأربعة الأولى، و ما يليها هو المقصود، سردت الطبقات كما ساقها ابن المبرد، و سياقه ليس بدقيق، و وقع له تكرار لبعض التراجم، لكن عمله في الجملة مفيد؛ لذلك اعتنيت به.
ـ[العاصمي]ــــــــ[22 - 08 - 05, 10:07 م]ـ
أخي الفاضل ابن الحسن الأثري، ثبتك الله على طريق أهل الأثر.
قد ذكرت في المشاركة الخامسة أنني أفردت ما ذكرته من جمع الجيوش ليوسف بن حسن ... ثم علقت عليه بما يسره الله ... مع كتابة ديباجة مختصرة ... و هذا المقال من أقدم ما اشتغلت به، شرعت فيه في حدود سنة 1415، و هو مكتوب عندي كاملا في كراسة، يعسر علي الآن كتابته على الجهاز، أسأل الله أن ييسر كل عسير.
ـ[العاصمي]ــــــــ[12 - 10 - 05, 11:00 ص]ـ
رفعته تذكيرا ببعض أئمة السّنّة و الأثر، المجانبين لأهل الأهواء والبدع، واسكاتا لكثير من الأصوات النّاشزة المردّدة لتلك الدّعوى الكاذبة الخاطئة: أنّ أكثر علماء المسلمين من الأشاعرة!!
وأدعو الله - تعالى - أن يوفّقني لاتمام كتابة الفصل المستلّ من " جمع الجيوش و الدّساكر، على ابن عساكر " على الجهاز، الذي سيكون - ان شاء الله تعالى - ديباجة ومقدّمة بين يدي أمنيتي في جمع جمهرة أئمّة السّنّة والأثر، المجانبين لأهل الأهواء والبدع، مع ذكر أشهر تصانيفهم في ذلك، وابطال الدّعاوى الباطلة الملصقة بهم.
اللهمّ يسّر وأعن.
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 10 - 05, 11:29 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم العاصمي و اعانك الله على تكملة هذا البحث المهم
لي سؤال:
هل طبع كتاب جمع الجيوش و الدساكر؟ و هل حقق؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/468)
ـ[العاصمي]ــــــــ[13 - 10 - 05, 01:32 ص]ـ
وأنت جزاك ربّي أفضل الجزاء و أجزله، أخي الفاضل الكريم.
ممّن اشتغل على هذا الكتاب:
1 - الأخ فوزي التايلندي، حفظه الله تعالى، تقدّم به أطروحة جامعيّة الى الجامعة الاسلاميّة، بطيبة الطيّبة، و لم ينشره بعد.
2 - أخ فاضل من جدّة، لا أعرف اسمه، لم ينشره ...
3 - العبد الضعيف المقصّر، وما تقدّم قطعة من عمله عليه.
وفّق الله الجميع لما يحبّ ويرضى.
ـ[ابو حفص الحلبي]ــــــــ[18 - 11 - 05, 12:03 ص]ـ
ممكن ترجمة الامام النسائي و سبب تسميته بالنسائي
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 01:19 ص]ـ
يرفع
رفع الله قدر كاتبه
ـ[أبو الأم]ــــــــ[16 - 04 - 06, 07:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً ...
نطالب بالمزيد
لا حرمك الله المزيد يوم المزيد
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[16 - 04 - 06, 07:32 ص]ـ
هل من أخبار عن الشيخ العاصمى.؟
اشتقنا والله لمشاركاته النافعة ...
ـ[فيصل]ــــــــ[16 - 04 - 06, 09:02 ص]ـ
يرفع
رفع الله قدر كاتبه
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[16 - 04 - 06, 01:27 م]ـ
لا أدري لمَ يغيبون لآلئ هذا المنتدى طويلاً
نشتاق للعاصمي كثيراً
ـ[المالكي الأحسائي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 06:25 ص]ـ
الأخ الكريم: حتى لا ينقض عليك أحد ما تذكره من علماء.
أذكر مستندك في كونه مجانبًا للأشاعرة وذاما لهم، أما هكذا فلان إمام مجانب لهم. إن كان ينفع مع الموافق لا ينفع في البحث والنظر شيئًا.
يعني مثلاً ذكرك للدارقطني في ظني غير موفق، وتوجيهك في الهامش غير وجيه، وهو مسلسل بالاحتمالات المصادمة لصراحة ما نقلت أنت أولاً من قصة أبي ذر الهروي.
ثم ما معنى أن يمدح الدار قطنيُّ الباقلانيَّ في رده على الزنادقة والملاحدة أليس الباقلاني يرد بطريقة أصحابه الأشاعرة وعلى سبيل حجاجهم.
ثم بعض الأسماء المذكورة من أهل الرواية لا من أهل الدراية والتحقيق في العلم، فذكرهم هنا يظهر الحال أنك تستكثر بغير العلماء المحققين، وبعضهم حاله في كتب الرجال مربك ومضطرب وسوى ذلك أنت أدرى به.
أتمنى أن تعد قائمة أكثر دقة، مع سوق نصوصهم مما يأيد دعوى بحثك، بل وتتفضل بدفع ادعاء الأشاعرة له.
فلا يكفي أن تقول عده ابن عساكر من أصحابه وهو مخطئ بل هو مجانب.
لا تفترض من خصمك أن يطرح كلام حافظ كابن عساكر لدعوى مجردة عن دليل.
أخيرا أرجو أن لم أثقل عليك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 07:35 ص]ـ
الشيخ الفاضل العاصمي انقطع عن الملتقى منذ مدة
وقد ذكر الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله أنه لا بأس بأخذ ردود الباقلاني على المعتزلة وغيرهم، مع الحذر من أشعريته؛ فلا تعارض بين الأمرين.
فكم من إمام كبير نافح عن الدين الحق، مع تلبسه ببدعة أخرى.
وفقكم الله
ـ[المقدادي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 12:07 م]ـ
الأخ الكريم: حتى لا ينقض عليك أحد ما تذكره من علماء.
أذكر مستندك في كونه مجانبًا للأشاعرة وذاما لهم، أما هكذا فلان إمام مجانب لهم. إن كان ينفع مع الموافق لا ينفع في البحث والنظر شيئًا.
يعني مثلاً ذكرك للدارقطني في ظني غير موفق، وتوجيهك في الهامش غير وجيه، وهو مسلسل بالاحتمالات المصادمة لصراحة ما نقلت أنت أولاً من قصة أبي ذر الهروي.
ثم ما معنى أن يمدح الدار قطنيُّ الباقلانيَّ في رده على الزنادقة والملاحدة أليس الباقلاني يرد بطريقة أصحابه الأشاعرة وعلى سبيل حجاجهم.
ثم بعض الأسماء المذكورة من أهل الرواية لا من أهل الدراية والتحقيق في العلم، فذكرهم هنا يظهر الحال أنك تستكثر بغير العلماء المحققين، وبعضهم حاله في كتب الرجال مربك ومضطرب وسوى ذلك أنت أدرى به.
أتمنى أن تعد قائمة أكثر دقة، مع سوق نصوصهم مما يأيد دعوى بحثك، بل وتتفضل بدفع ادعاء الأشاعرة له.
فلا يكفي أن تقول عده ابن عساكر من أصحابه وهو مخطئ بل هو مجانب.
لا تفترض من خصمك أن يطرح كلام حافظ كابن عساكر لدعوى مجردة عن دليل.
أخيرا أرجو أن لم أثقل عليك.
اولا: سياق هذه الطبقات من كتاب جمع الجيوش و الدساكر على ابن عساكر للامام جمال الدين ابن عبدالهادي الشهير بابن المبرد , و الشيخ العاصمي استل الفصل الخاص بالمجانبين للأشاعرة ممن ذكرهم الامام ابن المبرد في كتابه , ثم وضع تعليقاته عليه
و اشترط الامام ابن المبرد رحمه الله , ذكر بعض من جانب الاشاعرة فذكر ما يقارب من 400 امام أثري مجانبين للأشاعرة , و مما قاله عند انتهاء سرده للائمة الأثريين:
(و والله ثم و الله ثم والله من تركنا اكثر ممن ذكرنا , و لو ذهبنا نستقصي كل من جانبهم من يومهم الى الان لزادوا على عشرة الالاف نفس) اهـ
ثانيا: الامام الدارقطني معروف بإتباعه لعقيدة السلف , و من طالع كتبه: كالصفات و النزول , تحقق من ذلك حق اليقين , فلا ضير ان مدح احد المتمشعرة مع كونه سلفي العقيدة
ثالثا: الأصل في الائمة الاجلاء ممن لهم قدم صدق عند العالمين , ان يكونوا متبعين لعقيدة السلف , إلا اذا ما جاء دليل يحقق نسبتهم الى بدعة كالتمشعر و غيرها , فعليه , فإثبات أشعريتهم عند المخالف هو المطلوب لا العكس
و الله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/469)
ـ[المالكي الأحسائي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 02:50 م]ـ
مع احترامي للإخوة لم أسمع جوابا عما ذكرت.
ابن المبرد من ذكرهم دون أن ينقل نصوصهم تبقى القضية دعوى بلا دليل.
أما قضية الأصل كذا إلا إذا ثبتت أشعريتهم. فليس بشيء
إذاساغ لك هذا ساغ للأشعري أن يقول -وهو يقول- الأصل في العلماء الذين لهم قدم صدق أنهم أشاعرة أو على منهج الأشاعرة لأنهم عنده أهل السنة والجماعة الحقة.
أما موضوع الدارقطني، فليس هذا بجواب كيف يدل الدارقطنيُّ أبا ذر الهروي على أشعري. والهروي لا يعرف الكلام، إن كان يعتقد الدار قطني أن الباقلاني على منهج بدعي فقد ضلل الهروي -الذي لا دراية له لحد ذاك الوقت بعلم الكلام- لكي يتلبس بمقالة الباقلاني الأشعري.
ثم يا إخوة نقل الأخ أن الدارقطني قال عن الباقلاني (نصر السنة) ولم يكتف بقول رد على المعتزلة.
أما النزول فكتاب ثابت ولكن ليس فيه تصريح بغير سوق طرق الحديث. وليس هذا بكاف، لأن هذه الطريقة لا تتعرض لموطن الخلاف.
أما كتاب الصفات فلا تثبت هذه النسخة التي بين أيدينا.
كل ما أطلبه أن يكون الكلام بحجة، وأرجو مرة أخرى أن لا أكون أثقلت. وشكرا.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[05 - 09 - 06, 04:15 م]ـ
أخي المالكي أظنك أخطأت في الاعتراض على الشيخ العاصمي ونسبت القول له بينما هو كلام جمال الدين ابن عبدالهادي الشهير بابن المبرد ولكنك لم تصرح بتراجعك عن هذا الخطأ!!
بقية كلامك فيه تحامل وبعد عن الموضوع ... لي عودة إن شاء الله
########
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[05 - 09 - 06, 04:23 م]ـ
عقيدة الدارقطني:
عقيدة الدارقطني لما لها اثر في مجال الجرح والتعديل. فقد قال الذهبي: (. . وكان إليه المنتهى في السنة ومذهب السلف. .)
وقد وجهت إليه تهمتان: الاولى: هي التشيع، والثانية: انه اشعري.
وسبب التهمة الاولى: ان الدارقطني: (كان يحفظ ديوان السيد الحميري في جملة ما يحفظ من الشعر، فنسب الى التشيع لذلك) ولا شك ان هذا دليل هزيل وميت لا يصلح لان يتهم من اجله حافظ كبير كالدارقطني باتشيع، نعم، السيد الحميري (كان رافضيا خبيثا)، ولكنه كان شاعرا مطبوعا حلو الشعر، بليغة، كما ان شعره كان منتشرا بين اهل بغداد. فحفظ الدارقطني لديوانه من باب توسعه في المعرفة، فالى جانب اشتغاله بالحديث وعلله، كان رحمه الله تعالى عالما بالقراءات واللغة والادب،
ولو ان كل من يحفظ ديوان شاعر ما يتهم بعقيدة ذلك الشاعر لكان كل من حفظ ديوان ابي نواس اتهم بالفسق والفجور، وكال من يحفظ دواوين الشعراء الجاهليين يتهم بما يعتقدونه، لما حفظ احد هذه الدواوين. .
نقل السلمي عن شيخه الدارقطني (قال الشيخ: اختلف قوم ببغداد من اهل العلم، فقال قوم: عثمان افضل، وقال قوم: علي افضل، فتحاكموا الي فيه، فسألوني عنه، فامسكت وقلت: الامساك عنه خير، ثم لم ارد السكوت وقلت: دعهم يقولون فيما احبوا فدعوت الذي جاءني مستفتيا، وقلت: ارجع إليهم وقل: أبو الحسن يقول: عثمان - رضي الله عنه - افضل من علي باتفاق جماعة اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، هذا قول اهل السنة، وهو اول عقد يحل في الرفض)،
كما ان الدارقطني كان يجرح الكثير بسبب تشيعهم الممقوت كما سيأتي في كتاب الضعفاء.
والتهمة الثانية: انه اشعري، وسبب هذه التهمة ما رواه أبو ذر الهروي تلميذ الدارقطني: قال: (. . . كنت ماشيا مع الدارقطني فلقينا القاضي ابا بكر فالتزمه الدارقطني وقبل وجهه وعينيه، فلما افترقا قلت: من هذا؟ قال: هذا امام المسلمين والذاب عن الدين القاضي أبو بكر بن الطيب. .)، وهذه الحادثة تدل على سمو اخلاق الدارقطني وتواضعه، فقد قال له أبو ذر: (. . من هذا الذي صنعت به ما لم اعتقد انك تصنعه وانت امام وقتك؟. . ذلك ان الدارقطني لم يكن مغرورا بنفسه مزهوا بعلمه، وانما كان متواضعا مجلا لاهل العلم والفضل،
قال الذهبي بعد ان اورد حكاية ابي ذر بشان ابي بكر الباقلاني: (قلت: هو الذي كان ببغداد يناظر عن السنة وطريقة الحديث بالجدل والبرهان وبالحضرة روى المعتزلة والرافضة والقدرية والوان البدع، ولهم دولة وظهور بالدولة البويهية، وكان يرد على الكرامية، وينصر الحنابلة عليهم، وبينه وبين اهل الحديث عامر، وان كانوا قد يختلفون في مسائل دقيقة، فلهذا عامله الدارقطني بالاحترام. .) وقد قال السلمي: (وسمعت الشيخ ابا الحسن يقول: ما في الدنيا شئ ابغض الي من الكلام).
وقال الذهبي: (قلت: لم يدخل الرجل في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك بل كان سلفيا؟،
وقد نقل الذهبي عن ابي الحسن انه انشد شعرا قال فيه:
حديث الشفاعة في احمد * الى احمد المصطفى نسنده
وجاء حديث باقعاده * على العرش ايضا فلا نجحده
امر الحديث على وجهه ولا تدخلوا فيه ما يفسده
فسلفية الدارقطني - رحمه الله تعالى - ثابتة، وسلامة عقيدته من البدع والضلال والتشيع امر ثابت اقره العلماء، وشهد به اقران الدارقطني، كما اخبر بذلك الخطيب البغدادي في تاريخه وغير ذلك من العلماء.
من كلام المحقق في مقدمة سؤالات حمزة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/470)
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 05:32 م]ـ
أما النزول فكتاب ثابت ولكن ليس فيه تصريح بغير سوق طرق الحديث. وليس هذا بكاف، لأن هذه الطريقة لا تتعرض لموطن الخلاف.
أما كتاب الصفات فلا تثبت هذه النسخة التي بين أيدينا.
نسبة الكتاب مشهورة عند أهل العلم , و قد جمع محقق الكتاب البراهين و الدلائل على شهرة و نسبة الكتاب للحافظ الدارقطني و هذا نص كلامه:
توثيق نسبة الرسالة إلى المصنف
إن ما يدل على ثبوتها إلى مصنفها أمور:
1 - مشايخه في هذه الرسالة هم مشايخه في كتبه الأخرى ك (السنن) و (العلل).
2 - نقل الأئمة منها , و منهم:
أ- الإمام الحافظ أبوالقاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني في كتابه (الحجة في بيان المحجة) (1/ 437) حيث قال: و ذكر الدارقطني في (أخبار الصفات) بإسناده عن يحي بن معين قال: شهدت زكريا بن عدي سأل وكيعاً عن أحاديث الصفات فقال: أدركنا إسماعيل ابن أبي خالد و سفيان و مسعراً يحدثون هذه الأحاديث و لا يفسرون شيئاً. ا. هـ.
قلتُ: هذا الأثر عند المصنف برقم (76) من هذه الرسالة.
ب - الإمام الذهبي فقد نقل منها في ثلاثة كتب من كتبه حيث قال في (الأربعين في صفات رب العالمين) (ص 131) رقم (125): و قال أحمد بن نصر: سألت سفيان بن عيينة عن حديث: (إن الله يضع السموات على أصبع) , و حديث (قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن) , و حديث (إن الله يعجب أو يضحك)؟ فقال: هي كما جاءت نقر بها و نحدث بها بلا كيف. ثم قال: أخرجه ابو يعلى الفراء في (إبطال التأويلات) له , و الدارقطني في (الصفات) له.
قلتُ: هذا الأثر عند المصنف برقم (77) من هذه الرسالة.
و ذكره في (العلو) في ثلاثة مواضع و هي كالآتي:
1 - في (ص 173) رقم (467) بإسناده من طريق الدارقطني حدثنا محمد بن مخلد حدثنا العباس الدوري سمعت أبا عبيد ..... و ذكر الباب الذي يروي فيه حديث الرؤية و الكرسي و موضع القدمين ... الخ.
قلتُ: و هو عند المصنف برقم (75).
2 - في العلو أيضاً (ص 234) رقم (554) في ترجمة الدارقطني قال: فمما صنف كتاب الرؤية , و كتاب (الصفات) , و كان إليه المنتهى في السنة و مذاهب السلف. و هو القائل:
حديث الشفاعة في أحمد إلى أحمد المصطفى نسنده
و أما حديث بإقعاده على العرش أيضاً فلا نجحده
أمروا الحديث على وجهه و لا تدخلوا فيه ما يفسده
و في (ص 170) رقم (460) في ترجمة محمد بن مصعب العابد.
قوله: من زعم أنك لا تتكلم , و لا تُرى في الآخرة فهو كافر ... فقال الذهبي: أخرجه عبدالله بن أحمد , ثم أبو الحسن الدارقطني.
قلت: هذا الأثر عند المصنف برقم (82).
و في (السير) في ترجمة الدارقطني (16/ 460) ساق بإسناده من طريق الدارقطني حدثنا ابن صاعد حدثنا الحسن بن عرفه بإسناده , عن أبي أمامة سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: (وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب .. ) الحديث.
قلتُ: و هذا الحديث في هذه الرسالة برقم (68) , و قد نقل عن الذهبي في المصدر السابق ثلاثة أحاديث من طريق الدارقطني من كتاب (الصفات) برقم (69) و رقم (71).
ج - أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد الفراء في كتابه (إبطال التأويلات) (1/ 46) , بتحقيق أبي عبدالله محمد بن حمد الحمود النجدي الطبعة الأولى سنة 1410 هـ , مكتبة الإمام الذهبي بيان حولي الكويت فقال في فقرة (13): و ذكر الدارقطني في (أخبار الصفات) بإسناده عن يحي بن معين قال: شهد زكريا بن عدي سأل وكيعاً فقال: يا أبا سفيان هذه الأحاديث _ يعني مثل الكرسي موضع القدمين و نحو هذا _ فقال وكيع: أدركنا إسماعيل بن أبي خالد , و سفيان , و مسعراً , يحدثون هذه الأحاديث و لا يفسرون شيئاً.
ثم أعاد هذا الأثر فقرة (18).
قلت: هو عند المصنف برقم (61).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/471)
و قال في فقرة (14): و بإسناده _ يعني الدارقطني في كتاب (الصفات) _ عن أحمد بن نصر قال: سألت سفيان بن عيينه عن حديث عبدالله عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إن الله يضع السموات على أصبع) , و حديث: (إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن) , و حديث: (إن الله يعجب و يضحك) , فقال سفيان: هي كما جاءت نقر بها و نحدث بها بلا كيف.
قلت: هذه الأحاديث عند المصنف انظر رقم (66).
و قال في فقرة (83): و رواه أبو بكر الخلال , و الدارقطني بإسناده عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه فإن صورة الإنسان على صورة الرحمن).
قلت: هذا عند المصنف برقم (52).
و قال في ص (77) ذكر الأخبار فقرة (62): بإسناده هو من طريق عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال: نا يحي بن سعيد قال: نا ابن عجلان قال: حدثني سعيد عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه و لا يقل قبح الله وجهك و وجه من أشبه وجهك فإن الله خلة آدم على صورته).
قلت: هذا عند المصنف برقم (49).
و قال في فقرة (63): و حدثنا أبو القاسم , ثم ساقه بإسناده عن عبدالله بن أحمد قال: نا أبو معمر قال: نا جرير عن الأعمش عن حبيب ابن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته).
فقال: و ذكره الدارقطني في جملة أحاديث الصفات.
قلت: هو عند المصنف برقم (48).
د - أبو محمد الحسن بن محمد الخلال فيما خرجه من أخبار اصفات قال: ذكر علي بن عمر الحافظ _ يعني الدارقطني _ و رأيته في كتاب (الصفات) قال: نا محمد بن مخلد قال: نا العباس بن محمد الدوري قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام , و ذكر الباب الذي يروى في الرؤية و الكرسي , و موضع القدمين , و ضحك ربنا , و أين كان ربنا , و يضع الرب قدمه فيها , و أشباه هذا , فقال: هذه الأحاديث صحاح , حملها أصحاب الحديث , و الفقهاء , بعضهم عن بعض , و هي عندنا حق لا شك فيه. و لكن إذا قيل كيف وضع قدمه , و كيف ضحك؟ قلنا: لا نفسر هذا , و لا سمعنا أحداً يفسرها. اهـ من (إبطالالتأويلات).
و أبو محمد الحسن بن محمد الخلال ترجمه الذهبي في (السير) (17/ 593) فقال: الإمام الحافظ المجود , محدث العراق , ولد سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة و سمع أبا الحسن الدارقطني , و خلقاً كثيراً , قال الخطيب: كتبنا عنه , و كان ثقة , له معرفة و تنبه و خرج المسند على الصحيحين , و جمع أبواباً و تراجم كثيرة , و مات في جمادي الأولى سنة تسع و ثلاثين و أربعمائة. اهـ باختصار.
هـ - و ذكر الخطيب في (تاريخه) (3/ 279) في ترجمة محمد بن مصعب العابد بإسناده من طريق علي بن عمر الحافظ _ و هو الدارقطني _ حدثنا ابن مخلد محمد بن محمد بن عمر بن الحكم بن العطار قال: سمعت محمد ابن مصعب العابد يقول: (من زعم أنك لا تتكلم و لا ترى في الآخرة ... ) الأثر فذكره.
قلت: و هو بهذ الإسناد عند الدارقطني في (الصفات) برقم (82).
هذ ما وقفت عليه مما نقله عنه أهل العلم بأسانيدهم عنه , في كتاب (الصفات) كما أن الذهبي في (العلو) نقل عن المصنف بإسناده من طريق ابن كادش عن العشاري عنه.
و كنت أتمنى أن أجد سنداً آخر للكتاب من غير طريق ابم كادش حيث إن فيه كلاماً لكني لم أجد , و مع عذم وجود إسناداً آخر للرسالة إلا أن نسبتها للمصنف مشهورة فشهرتها كافية , و الله أعلم.
انتهةى كلام محمد بن يحي بن على الهمداني _ محقق الكتاب _
ـ[المالكي الأحسائي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 09:58 م]ـ
أيها الإخوة طلب مني الأخ أن أعتذر للأخ العاصمي.
أقول أنا أعتذر له ولكل من أسأت إليه في تعليقي دون قصد.
لكن الأخ العاصمي نقل كلام ابن المبرد مقرا محتجا، لم ينقله على سبيل التفكه وكأنه يسوق النوادر إنما يتكلم في مسألة علمية انتصب للدفاع عما يعتقده.
فبناءً عليه التصحيح والنقد يوجه له فهو الناقل، فهل يتوقع الإخوة المحترمون أن أخاطب ابن المبرد وأطلب منه الحجة الآن!
نريد أن نستفيد من العاصمي ونعرف أدلته وما أظنه انتصب لهذا الأمر إلا وقد أعد العدة.
أما النقل عن الدار قطني فلا يخفى على الأستاذ ابن خميس أنها لا تبثت وأن مخالفك ردها وطالب بدليل صدورها عن الدارقطني
أما قضية أن الدارقطني لا علاقة له بالكلام والجدل وهل شرط الأشعري أن يكون من أئمة الكلام والجدل نعرف كما تعرفون أشاعرة كثيرون تخصصوا بعلوم غير الكلام والجدل فكانوا أشاعرة موافقين على مقالات الأشعرية دون أن يكون لهم معرفة بمسالك الكلام والجدل وهم علماء.
أما نقل أنه سني وعلى هدي السلف فهو احتجاج بموطن النزاع ومصادر على المطلوب، لأن الأشعري يدعي أنه على نهج السلف وأنه الممثل لأهل السنة.
أما ثبوت نسبة كتاب الصفات فأرجوا من اأخ التمهل وسوق أدلة تقنع الخصم وأنت تعلم أن سند النسخ التي بين أيدينا لاينهض بالحجة.
أقول هذا ليتفضل الإخوة بالتوضيح والرد وإيراد الأدلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/472)
ـ[المقدادي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 10:00 م]ـ
مع احترامي للإخوة لم أسمع جوابا عما ذكرت.
ابن المبرد من ذكرهم دون أن ينقل نصوصهم تبقى القضية دعوى بلا دليل.
أما قضية الأصل كذا إلا إذا ثبتت أشعريتهم. فليس بشيء
إذاساغ لك هذا ساغ للأشعري أن يقول -وهو يقول- الأصل في العلماء الذين لهم قدم صدق أنهم أشاعرة أو على منهج الأشاعرة لأنهم عنده أهل السنة والجماعة الحقة.
أما موضوع الدارقطني، فليس هذا بجواب كيف يدل الدارقطنيُّ أبا ذر الهروي على أشعري. والهروي لا يعرف الكلام، إن كان يعتقد الدار قطني أن الباقلاني على منهج بدعي فقد ضلل الهروي -الذي لا دراية له لحد ذاك الوقت بعلم الكلام- لكي يتلبس بمقالة الباقلاني الأشعري.
ثم يا إخوة نقل الأخ أن الدارقطني قال عن الباقلاني (نصر السنة) ولم يكتف بقول رد على المعتزلة.
أما النزول فكتاب ثابت ولكن ليس فيه تصريح بغير سوق طرق الحديث. وليس هذا بكاف، لأن هذه الطريقة لا تتعرض لموطن الخلاف.
أما كتاب الصفات فلا تثبت هذه النسخة التي بين أيدينا.
كل ما أطلبه أن يكون الكلام بحجة، وأرجو مرة أخرى أن لا أكون أثقلت. وشكرا.
الحمدلله والصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من والاه
و بعد
بداية اشكر الاخ الفاضل عبدالله بن خميس على هذا النقل الموفق في بيان عقيدة الحافظ الدارقطني , و كذا الاخ الفاضل ابو الوليد السلفي في بيانه لثبوت كتاب الصفات له
و على كل حال , فالاخ المالكي اشعري العقيدة كما يظهر لي - و الله اعلم - او متأثر بهم , لذا نرى بعض الاندفاع منه للدفاع عنهم
و قوله: (إذاساغ لك هذا ساغ للأشعري أن يقول -وهو يقول- الأصل في العلماء الذين لهم قدم صدق أنهم أشاعرة أو على منهج الأشاعرة لأنهم عنده أهل السنة والجماعة الحقة.)
يُعلم بطلانه بالضرورة , فليس هناك عاقل ينسب الصحابة الكرام و اتباعهم و من تابعهم بإحسان كالائمة الاربعة و البخاري و مسلم و ابو داود و ابن ماجة و النسائي و خلق كثير جدا , اقول لا يوجد عاقل ينسب هؤلاء الى الاشاعرة , فالأصل انهم من اهل السنة و الجماعة , فكيف اذا علمنا تصانيفهم الطافحة في تأييد عقيدة اهل السنة و نصرتها.؟؟؟
فالأصل في الائمة الاجلاء ممن لهم رسوخ في السنة انهم من اهل السنة الا اذا ثبت بالدليل ان احدهم اتخذ عقيدة اخرى و انتصر لها فبذاك نعرف انه خالف عقيدة اهل السنة و الجماعة
اما موضوع الدارقطني فكما اسلفت فقد ابان الاخوة الكرام عن عقيدته., و يكفي قول الامام الذهبي فيه: (وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شئ أبغض إلي من علم الكلام.
قلت: لم يدخل الرجل أبدا في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفيا، سمع هذا القول منه أبو عبد الرحمن السلمي.) السير 16 \ ص457
و هذه شهادة مهمة من الامام الذهبي , فإنه عادة ما ينسب الرجال الى مذاهبهم العقدية , فمن كان اشعريا يقول عنه: فلان الاشعري , او كان اشعريا , و من كان سلفيا يذكر ذلك عنه او يصرح بما يفيد سلفيته و من كان رافضيا يصرح بترفضه او يذكر ما يفيد ترفضه او تشيعه , و هكذا
و قوله: (أما النزول فكتاب ثابت ولكن ليس فيه تصريح بغير سوق طرق الحديث. وليس هذا بكاف، لأن هذه الطريقة لا تتعرض لموطن الخلاف.)
قلت: بل يكفي و زيادة , فلم نعهد عن الاشاعرة تصنيفهم في صفات معينة لله تعالى , و هذا دليل ان الامام الدارقطني رحمه الله يثبت نزول الله تعالى الى السماء الدنيا كما ورد , و الاشاعرة يتأولونه بنزول الرحمة او الملائكة او غيرها من التأويلات
و العكس هو الصحيح , فلو كان يرى تأويله او تفويضه لأشار الى ذلك و علّق عليه كما فعل البيهقي في كتابه الاسماء و الصفات , و لكنه ذكر جميع مارواه من صفات الله عز وجل و امرّه كما جاء
و من المعلوم ان العقيدة الاشعرية مرت بأطوار مختلفة , تأرجحت بين توبة مؤسسها و هو الشيخ ابو الحسن الاشعري و رجوعه في الجملة الى عقيدة اهل السنة , و بين تباين اتباعه من بعده فمن وافقه في بعض العقيدة كالعلو و اثبات الصفات الذاتية لله تعالى ليس كمن جاء بعد ذلك و دخل في اطوار كلامية لا علاقة لها بالسنة كطور الرازي و غيره من المتكلمين ممن قل حظهم في السنة النبوية حتى قال الرازي في تفسيره: (واعلم أن بعض الحشوية روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما كذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات)!! رغم ان جمعا من ائمة الاثر رووا هذا الحديث كالامام احمد بن حنبل و الامام البخاري و الامام الترمذي و الامام مسلم و غيرهم!! فهل هؤلاء حشوية فعلا؟؟؟
و لو قلنا ان كل قرن - من بعد وفاة الشيخ ابو الحسن الاشعري – يحصل تغيير في العقيدة الاشعرية من طور لآخر من قبل روّادها لما ابعدنا النجعة , فمن يشاهد عقيدة ابن فورك و هي مختلفة عن عقيدة البيهقي – خصوصا لميل الاخير الى اهل الحديث و تأثيرهم فيه – و هي مختلفة عن عقيدة الرازي و هلم جرا
و على كل حال فهذا مبحث طويل لا حاجة لنا بتفاصيله حاليا , فالكلام على الحالة الأشعرية يحتاج تشخيصا دقيقا مراعيا جميع مؤلفات اساطينهم و المقارنة فيما بينهم ,. , و مقدار البعد و القرب من اهل السنة و و و .. الخ مما يستدعي فتح مواضيع كثيرة
و الله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/473)
ـ[المقدادي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 10:15 م]ـ
أيها الإخوة طلب مني الأخ أن أعتذر للأخ العاصمي.
أقول أنا أعتذر له ولكل من أسأت إليه في تعليقي دون قصد.
لكن الأخ العاصمي نقل كلام ابن المبرد مقرا محتجا، لم ينقله على سبيل التفكه وكأنه يسوق النوادر إنما يتكلم في مسألة علمية انتصب للدفاع عما يعتقده.
فبناءً عليه التصحيح والنقد يوجه له فهو الناقل، فهل يتوقع الإخوة المحترمون أن أخاطب ابن المبرد وأطلب منه الحجة الآن!
نريد أن نستفيد من العاصمي ونعرف أدلته وما أظنه انتصب لهذا الأمر إلا وقد أعد العدة.
أما النقل عن الدار قطني فلا يخفى على الأستاذ ابن خميس أنها لا تبثت وأن مخالفك ردها وطالب بدليل صدورها عن الدارقطني
أما قضية أن الدارقطني لا علاقة له بالكلام والجدل وهل شرط الأشعري أن يكون من أئمة الكلام والجدل نعرف كما تعرفون أشاعرة كثيرون تخصصوا بعلوم غير الكلام والجدل فكانوا أشاعرة موافقين على مقالات الأشعرية دون أن يكون لهم معرفة بمسالك الكلام والجدل وهم علماء.
أما نقل أنه سني وعلى هدي السلف فهو احتجاج بموطن النزاع ومصادر على المطلوب، لأن الأشعري يدعي أنه على نهج السلف وأنه الممثل لأهل السنة.
أما ثبوت نسبة كتاب الصفات فأرجوا من اأخ التمهل وسوق أدلة تقنع الخصم وأنت تعلم أن سند النسخ التي بين أيدينا لاينهض بالحجة.
أقول هذا ليتفضل الإخوة بالتوضيح والرد وإيراد الأدلة.
رأيت مشاركتك للتو و لي تعليق سريع عليها:
اولاً: الى الان انت تحاجج دونما ادلة , فقد اتى لك الاخوة بما يفيد سلفية الامام الحافظ الدارقطني , و كذا نقلت عن الامام الذهبي قوله فيه: كان سلفيا , و بهذا تسقط جميع حججك , الا ان كان لديك حجج قاطعة في انه اشعري فاتحفنا بها رجاء , و منكم نستفيد
ثانياً: قولك ان الاشعري ممثل لأهل السنة مغالطة كبيرة , بل ان الاشعري في كتابه الابانة جعل قدوته الامام احمد بن حنبل و انه على عقيدته و منهجه , فلم يقل: انا الممثل عن اهل السنة كما قلتَ , فوجب التحري قبل إلقاء الكلام على عواهنه
ثالثاً: اما كتاب الصفات فهو ثابت لم يتكلم فيه احد من اهل السنة , و عليك الدليل في ذكر من تكلم عليه من الائمة السابقين , و يكفي ان الامام الحافظ الاصبهاني و الحافظ الخطيب و الامام الخلال و القاضي ابي يعلي و الامام الحافظ الذهبي ذكروه و اثبتوه من غير ما نكير , و نقلوا عنه , فوجب عليك اثبات صحة بطلانه بالحجج التي يعرفها اهل التحقيق و التدقيق اما التشدق بسنده , ,فيغني عنه اشتهاره و رواية الائمة و نقلهم عنه
و الله الهادي الى سواء السبيل
ـ[المالكي الأحسائي]ــــــــ[06 - 09 - 06, 02:35 ص]ـ
الأخ المقدادي وفقه الله
أولا/ أنا لا أحاجج وإنما أطلب الحجة منكم، كل ما في الأمر رأيت كلاما دون مستند فطلبت المستند فدخلت ضمن قولك يظهر أن عقيدته كذا أو متأثر بكذا.
ثانيا/ الدارقطني كان ضمن الأمثلة على أن الأخ لم يسق الأدلة على إثبات ما يقول ثم تفضلت أنت وغيرك بسوق مايدل على مكلب الباحث العاصمي.
وبقي أصل استشكالي دون جواب وهو سوق هذا العدد الكثير دون إيراد مستند موقفهم من الأشاعرة الذي يصرح به الباحث عقب كل ترجمة.
نعود للدارقطني، فأقول:
نقل أنه سلفي أو أنه يبغض الجدل والكلام لا ينفع دليلاً عند توجيهه للأشعرية لأنهم يقولون: أنهم على هدي السلف وأن مقالهم هو كمقال السلف وغاية أمرهم هو الاستدلال والتقعيد له نقلاً وعقلاً -كذا يقولون- حتى أنك ترى بعضهم -وهو أشعري- ينسب نفسه هكذا -الأشعري السلفي- كما رأيته في اسم مؤلف يشرح قواعد العقائد للغزالي الأشعري والكتاب في مكتبة جامعة الإمام
ثم تنبه وفقك لله إلى أني قلت أنهم يقولون أن العلماء الذين لهم قدم صدق إما أشاعرة أو على منهج الأشاعرة. قلت يقولون: أو على منهج الأشاعرة فابن السبكي مثلا في طبقاته أثناء ترجمة إمام مذهبه العقدي (الأشعري) حكى قصة له مع والده القاضي حول هذا الأمر
فلا دخل هنا للضرورة ولا غيرها -هم يعتقدون أن رأيهم العقدي في الأصول العقدية موافق لسلف الأمة وأن فروع العقائد قد حصل فيها خلاف بين السلف أنفسهم.
وقولك: (فالأصل في الائمة الاجلاء ممن لهم رسوخ في السنة انهم من اهل السنة)
استدلال بموضع النزاع لأنهم يرون أنفسهم هم أهل السنة وأن الأصل في العلماء أنهم على منهجهم إلا إذا ثبت خلاف ذلك.
أرأيت أن الأمر بهذه الطريقة لا ينفع الطلبة من أمثالي!
أما سوق الحديث دون التعرض للكلام على معناه هو ما يريده الأشعرية ويقولون الكلام حق ومعناه الله أعلم به! وهذا أحد مسالكهم خاصة غير المتكلمين منهم.
أما كلامك حول كتاب الصفات فأنا لم أنكر وجود كتاب مثل هذا له لأن عدم العلم لا يعني عدم الوجود.
إلا أني أسأل أليس لكتاب تقول عنه انه ثابت إلا هذه النسخة التي في سندها ممن لا يوثق به البته على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما نقل العلماء عنه فلم أتعرض أنا لأنكاره بحثي في ما هو بين أيدينا ولا يخفاك أن هناك كتب ثابتة ذكرها العلماء لكن الذي وصل إلينا منها مشكوك في صحته أو صحة بعضه، وأذكر أن في هذا المنتدى موضوع حول هذا الأمر فليتحقق منه.
والحاصل بعد كل هذا تبقى قصة الباقلاني مع الدارقطني دون جواب شاف من قبلكم.
فإذا انتهينا من أمر الحافظ الدارقطني رحمه الله أذكركم باستشكالي السابق عن مستند الأخ العاصمي على مجانبة المذكورين للأشعرية
وأخيرا إذا كان الأخ المقدادي أو غيره ضاق بأسئلتي فإني أتوقف عنها، وكل قصدي أن نصل إلى الأمر الأكمل في الاستدلال والنتائج
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/474)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 09 - 06, 03:48 ص]ـ
أما كلامك حول كتاب الصفات فأنا لم أنكر وجود كتاب مثل هذا له لأن عدم العلم لا يعني عدم الوجود.
إلا أني أسأل أليس لكتاب تقول عنه انه ثابت إلا هذه النسخة التي في سندها ممن لا يوثق به البته على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما نقل العلماء عنه فلم أتعرض أنا لأنكاره بحثي في ما هو بين أيدينا ولا يخفاك أن هناك كتب ثابتة ذكرها العلماء لكن الذي وصل إلينا منها مشكوك في صحته أو صحة بعضه، وأذكر أن في هذا المنتدى موضوع حول هذا الأمر فليتحقق منه.
أولا: ما وجه الطعن في هذه النسخة؟ نرجو شرحه بالتفصيل.
ومن أهم طرق إثبات الكتب لأصحابها عند العلماء = وجود النقول المطابقة عنها لذلك المؤلف ... وهو ما ذكره الإخوة.
والحاصل بعد كل هذا تبقى قصة الباقلاني مع الدارقطني دون جواب شاف من قبلكم.
هو بالنسبة لنا شاف كاف وأبو بكر بن الطيب من أفضل الإشاعرة وأقربهم للسنة، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام، وجهوده في الرد على الزنادقة وغيرهم مشكورة حفظها له أهل السنة وموقف الدارقطني منها.
ومذهب الأشاعرة مذهب مبتدع والأصل في المسلم فضلا عن العالم المحدث سلامة من البدع و لا يجوز لأحد أن يرمي مسلما بالابتداع، وعلى المدعي خلاف ذلك = إثباته.
ـ[المالكي الأحسائي]ــــــــ[06 - 09 - 06, 04:01 م]ـ
أولاً أشكر الأخ السديس لتفضله بالإجابة عن بعض الاستشكالات بنفس طيب وروح علمية.
ثانيا أيها الأخ المحترم بالنسبة للنسخة الموجودة فيها من هو متعم بالكذب، ووجود نقل عنه في كتب أخرى يفيد صحة النقل أو صحة هذا الجزء من الكتاب لا كل الكتاب لأن المتهم بالكذب لا يستبعد عنه التلفيق، وأنا أريد جواب يقنع خصمك إذا عرض عليه.
أما قصة الباقلاني مع الدارقطني فثمة أمور مشكلة:
1/نقل أن الدارقكني يكره الكلام والباقلاني جل كتبه إن لم يكن كلها كلامية وحتى الأصولية منها قعدت للبحث الكلامي.
2/ قضية كونه أقرب للسنة عندك لا ينفي كونه أشعريا فيكيف يحث الدارقطني تلميذه عليه.
وأذكرك بنقل أخينا العاصمي (كان مجانبًا لهم) مجانب لهم وهو يثني على مقدمهم في عصره، مجانب لهم وهو يحث تلميذه عليه، ويمدحه في ماذممت الأشاعرة عليه (علم الكلام والجدل)
أما قضية مذهب الأشاعرة مبتدع أو غير مبتدع فقلنا يا إخوان هذا استدلال بموضع النزاع، فالأشعري يقول أن مذهب ابن تيمية العقدي مبتدع -هذا رأيه- ويرى أن قوله غير ذلك.
يعني الاستدلال بطريقة فلان لم تثبت أشعريته إذاً نثبت مجانبته لهم أو أنه على مذهب مخالف لهم تحتاج دليل في فهمي.
كل ما أريده هو ذكر المستند، فما بالكم يا إخوان تستكثرون ذلك، حتى جاء ذلك ليشكك في عقائد الناس، يا إخوان الناس كما يطالعون هذا المنتدى يتيسر له مطالعة منتيدات للأشاعرة، فريد أن يعرف الحجة الكاملة لا سوق كلام دون مستند أو المصادرة على المطلوب أو الاستدلال بموضع النزاع.
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[06 - 09 - 06, 04:16 م]ـ
أولا: ما وجه الطعن في هذه النسخة؟ نرجو شرحه بالتفصيل
.
أخي الأحسائي بارك الله فيك.
هذا سؤال مهم لمواصلة البحث مع الإخوة، ما هي صفة النسخة التي تذكرها، و ما اسم الراوي المتهم؟
و بناء على جوابك تأتي الأسئلة الباقية.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 09 - 06, 06:31 م]ـ
بارك الله فيك
لم تجب على سؤالي بالنسبة للكتاب.
ووجود النقل عنه يدل على صحة نسبته له وصحة مضمونه في الجملة، والمشكك في ذلك عليه أن يورد وجه الطعن مفصلا؛ لأن نقد الكتب بهذه الطريقة = غير جيدة.
أخي الأحسائي نحن نرى الأشاعرة مبتدعة ونرى أن الدارقطني من أهل السنة وليس منهم في قبيل ولا دبير، بل نراه مخالفا لهم وكتبه شاهدة بذلك، وجاء تقرير أخونا الشيخ العاصمي على هذا الوجه.
وإن كنت تريد أن ينتقل الكلام لإثبات كون الأشاعرة مبتدعة ومخالفون للسنة فهذا شيء آخر؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 09 - 06, 07:44 م]ـ
ثم لو فرض جدلا أنه منهم وغلط من جعله مجانبا لهم، وغلط في آخرين ... فماذا سيختلف في النتيجة؟
سيبقى جمع كبير جدا مما ذكر ومما لم يذكر = ويحصل به ما قصد تقريره.
ـ[المالكي الأحسائي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 03:52 ص]ـ
الأخوان المحترمان (السديس و آل سيف)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/475)
أولاً أشكركما على التفضل بالإجابة والرغبة في الإفادة، بروح علمية طيبة.
ثانياً: بين يدي طبعتان لكتاب الصفات المنسوب للدارقطني إحدها بتحقيق الدكتور الفقيهي من سلسة عقائد السلف (3) والأخرى بتحقيق آل حطامي نشر دار الصميعي.
وكلا الطبعتين تعتمد على نسخة واحدة وهي المروية عن طريق ابن كادش والعشاري إلى المصنف الدارقطني. وكلا الرجلين (العشاري وابن كادش) لا يعول عليهما البته وجرب منهما ما يرضي. بل حتى أنه لا يوجد في الفهارس كفهرس ابن خير وابن حجر وغيرهما هذا الكتاب إلا وفي سنده ابن كادش، وكل ما في الأمر أني أسأل عن نسخة لايرويها من جرب عليه ما تعرفون مما يسقط الرواية، هذا كل الأمر!.
بل خذ مثالاً: أول حديث في الكتاب: (الدارقطني حدثنا حرمي بن عمارة) والدارقطني لم يدرك حرمي بن عمارة المتوفى سنة 201هـ، بينما الدارقطني توفي سنة 385هـ وعليه ينبغي أن يكون عاش الدارقطني أكثر من 185سنة! فتأمل.
ثالثا: على فرض صحة الكتاب للدارقطني، في هذا الكتاب القول بأن أحاديث الصفات تروى ولا تُفَسَّر ونقل ذلك عن السلف، والذي في مجموع الفتاوى (13/ 307) قال ابن تيمية: (وأيضا فالسلف من الصحابة والتابعين وسائر الأمة قد تكلموا في جميع نصوص القرآن آيات الصفات وغيرها وفسروها بما يوافق دلالتها وبيانها)
وفي نفس الجزء صفحة 295 من مجموع الفتاوى في الكلام عن الصفات ما نصه: (أنه لا يسكت عن بيانه وتفسيره بل يبين ويفسر باتفاق الأئمة).
فهل كتاب الصفات بما نقل فيه عن بعض السلف دعوى أن أحاديث الصفات لا تفسر يمثل رأي أهل السنة؟
وهنا استشكال: فأحد مسلكي الأشاعرة أن الصفات الواردة في القرآن لاتفسر الله أعلم بها، وهم ينسبون هذا للسلف ويعدون أنفسهم على السنة الصحيحة.
رابعاً: اذكر الإخوة أني مثلّت بالدارقطني فقط، وأصل طلبي هو ذكر مستند كون كل هؤلاء مجانبين للأشاعرة، كيف وهم -الأشاعرة- يقولون: إن مذهبهم تفويضاً أو تأويلاً موجود عند السلف!، يعني إذا الإخوة وجدوا رجلاً مذكوراً بصلاح واستقامة وجريان على السنة قلتم مجانب للأشاعرة دون دليل، فهم يقولون -كما تجد في كتبهم- أن كل من كان على السنة فهو على منهج الأشاعرة ومجانب للحشوية!. وأذكر أن نحو هذا الكلام ذكره السبكي في طبقاته أثناء ترجمته للأشعري والتي أطال فيها جدا.
بل يدعون أن أحد مسلكي مذهبهم في كون أيات وأحاديث الصفات لاتفسر ولا تكون وصفا، مروي عن السلف والفقاء من متقدمي الأمة!، وينقولون عن محمد بن الحسن قوله: (اتفق الفقهاء كلهم من الشرق والغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فة الرب من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه).
وثمة أمر آخر وهو أن قضية أكثرية الأشاعرة في علماء الأمة ينبغي أن نواجها بغير هذا الأسلوب (وجهة نظر) فهو -أي أكثريتهم- أمر ظاهر، يقول الشيخ سليمان العلوان في كتابه القول الرشيد عن حقيقة التوحيد (ص57): (وأكثر المذاهب الضالة شيوعا مذهب الأشاعرة وكسير من كتب التفسير والحدث والأصول تمتلئ به وكثير من أتباع هذا المذهب يسمون أنفسهم أهل السنة والجماعة والجماعة فكثيرا ما يرد في عبارات بعض علماء الأشاعرة اتفق أهل السنة وهذا مذهب أهل السنة والجماعة ويعنون بذلك مذهب الأشاعرة)
يا إخوة القضية ليست الدارقطني -وإن كنت لم أجد جوابا عن مسألته مع الباقلاني- القضية أن هذا الكم الهائل من العلماء سياقه بهذه الطريقة مُشكِل جدا، وما أدراك يأتي رجل آخر ويضع قائمة أطول وينسبها لمذهبه ورأيه.
بل قد حدث هذا فمثلا كتاب (فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة) عمل نفس الطريقة مع كثير من العلماء بل وكثير من أهل الحديث جعلهم معتزلة، فلان اتهم بالقدر فهو معتزلي إذاً مجانب لمذهب أهل السنة فلان يقال قال بالعدل فهو معتزلي وهكذا نسب للاعتزال كما كبيرا من العلماء.
وما طريقة الأخ ببعيدة عن طريقة هذا المعتزلي وينبغي أن نكون أكثر إنصافا مع أنفسنا أولاً.
لاتنسب أحدًا إلى رأي معين إلا بدليل، ولاتنسب لأحد موقف مجانب لمذهب معين إلا بدليل.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 09 - 06, 06:38 م]ـ
أخي الحبيب الاحسائي المالكي - وفقه الله
ماذا تريد أن نقول عن الدارقطني
محب للاشعرية معظم لهم
أم ماذا
أخي الحبيب
السبكي - غفر الله له - متعصب غاية التعصب للاشعرية
لعل أشد الأشعرية تعصبا يشهد بتعصب السبكي
والمتعصب يقول كلاما لايوافقه عليه الموافق قبل المخالف
فتأويله لكلام الشعري وكلامه الذي ذكره في ترجمة الأشعري وفي غيره من المواضع
إنما هو كلام متعنت
وغلا فالتفويض الأشعري يختلف عن مذهب أهل الحديث
وجدال حول هذا إنما هو جدال مكابر
وإلا فالرجوع هو إلى مذهب أهل الحديث في الجملة
لا إلى القول الثاني عند الأشعرية كما اراد أن يثبت السبكي - غفر الله لنا وله
ومن قرأ كتاب السبكي بإنصاف علم شدة تعصبه وجداله بغير الحق في مواطن كان ينبغي أن الانصاف يجعله يعترف بالخطأ
إلا انه نافح
وحاله - غفر الله لنا وله - كحال أبيه - غفر الله لنا وله
فهو أيضا متعصب شديد التعصب ولذا يجادل في أمور غير خافية عليه
ولكنه التعصب
ولو نبذ الرجل التعصب لرأى الحق أمامه واعترف بالحق
عموما الدارقطني ما كان من أصحاب الكلام
والأشعرية من أصحاب الكلام
أخي الحبيب
المعذرة إن لم استطع التواصل معك لاحقا لأن وقتي ضيق
ولكن البركة في الاخوة
وفق الله الجميع
تنبيه
أرشدني أحد الاخوة الى هذا الموضوع ولذا شاركت فيه
علما بأني لا أجد متسعا من الوقت لقراءة الموضوعات <جمع موضوع اما مواضيع فخطأ >في الملتقى
ولا اقرأ إلا موضوع أو موضوعين بالكثير حين أدخل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/476)
ـ[المالكي الأحسائي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 05:10 ص]ـ
ما زلت أطمع في تفضل الإخوة عن الاستشكلات الواردة.
موضوع الدارقطني لم أجب عن استشكال قصته مع الباقلاني!، وثم ليس من شرط الأشعري أن يكون متكلماً حتى نستدل لمجانبة الدارقطني الأشاعرة بأنه ليس من أهل الكلام، فتأمل.
ثم ليس موضوعي السبكي وطبقاته، أنا مثلت بالسبكي في أنه يدعي ما نقلته عنه.
فسألتكم عن الدليل، وسألت أسئلة أخرى وأعيد النص لكم:
ثانياً: بين يدي طبعتان لكتاب الصفات المنسوب للدارقطني إحدها بتحقيق الدكتور الفقيهي من سلسة عقائد السلف (3) والأخرى بتحقيق آل حطامي نشر دار الصميعي.
وكلا الطبعتين تعتمد على نسخة واحدة وهي المروية عن طريق ابن كادش والعشاري إلى المصنف الدارقطني. وكلا الرجلين (العشاري وابن كادش) لا يعول عليهما البته وجرب منهما ما يرضي. بل حتى أنه لا يوجد في الفهارس كفهرس ابن خير وابن حجر وغيرهما هذا الكتاب إلا وفي سنده ابن كادش، وكل ما في الأمر أني أسأل عن نسخة لايرويها من جرب عليه ما تعرفون مما يسقط الرواية، هذا كل الأمر!.
بل خذ مثالاً: أول حديث في الكتاب: (الدارقطني حدثنا حرمي بن عمارة) والدارقطني لم يدرك حرمي بن عمارة المتوفى سنة 201هـ، بينما الدارقطني توفي سنة 385هـ وعليه ينبغي أن يكون عاش الدارقطني أكثر من 185سنة! فتأمل.
ثالثا: على فرض صحة الكتاب للدارقطني، في هذا الكتاب القول بأن أحاديث الصفات تروى ولا تُفَسَّر ونقل ذلك عن السلف، والذي في مجموع الفتاوى (13/ 307) قال ابن تيمية: (وأيضا فالسلف من الصحابة والتابعين وسائر الأمة قد تكلموا في جميع نصوص القرآن آيات الصفات وغيرها وفسروها بما يوافق دلالتها وبيانها)
وفي نفس الجزء صفحة 295 من مجموع الفتاوى في الكلام عن الصفات ما نصه: (أنه لا يسكت عن بيانه وتفسيره بل يبين ويفسر باتفاق الأئمة).
فهل كتاب الصفات بما نقل فيه عن بعض السلف دعوى أن أحاديث الصفات لا تفسر يمثل رأي أهل السنة؟
وهنا استشكال: فأحد مسلكي الأشاعرة أن الصفات الواردة في القرآن لاتفسر الله أعلم بها، وهم ينسبون هذا للسلف ويعدون أنفسهم على السنة الصحيحة.
رابعاً: اذكر الإخوة أني مثلّت بالدارقطني فقط، وأصل طلبي هو ذكر مستند كون كل هؤلاء مجانبين للأشاعرة، كيف وهم -الأشاعرة- يقولون: إن مذهبهم تفويضاً أو تأويلاً موجود عند السلف!، يعني إذا الإخوة وجدوا رجلاً مذكوراً بصلاح واستقامة وجريان على السنة قلتم مجانب للأشاعرة دون دليل، فهم يقولون -كما تجد في كتبهم- أن كل من كان على السنة فهو على منهج الأشاعرة ومجانب للحشوية!. وأذكر أن نحو هذا الكلام ذكره السبكي في طبقاته أثناء ترجمته للأشعري والتي أطال فيها جدا.
بل يدعون أن أحد مسلكي مذهبهم في كون أيات وأحاديث الصفات لاتفسر ولا تكون وصفا، مروي عن السلف والفقاء من متقدمي الأمة!، وينقولون عن محمد بن الحسن قوله: (اتفق الفقهاء كلهم من الشرق والغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فة الرب من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه).
وثمة أمر آخر وهو أن قضية أكثرية الأشاعرة في علماء الأمة ينبغي أن نواجها بغير هذا الأسلوب (وجهة نظر) فهو -أي أكثريتهم- أمر ظاهر، يقول الشيخ سليمان العلوان في كتابه القول الرشيد عن حقيقة التوحيد (ص57): (وأكثر المذاهب الضالة شيوعا مذهب الأشاعرة وكسير من كتب التفسير والحدث والأصول تمتلئ به وكثير من أتباع هذا المذهب يسمون أنفسهم أهل السنة والجماعة والجماعة فكثيرا ما يرد في عبارات بعض علماء الأشاعرة اتفق أهل السنة وهذا مذهب أهل السنة والجماعة ويعنون بذلك مذهب الأشاعرة)
يا إخوة القضية ليست الدارقطني -وإن كنت لم أجد جوابا عن مسألته مع الباقلاني- القضية أن هذا الكم الهائل من العلماء سياقه بهذه الطريقة مُشكِل جدا، وما أدراك يأتي رجل آخر ويضع قائمة أطول وينسبها لمذهبه ورأيه.
بل قد حدث هذا فمثلا كتاب (فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة) عمل نفس الطريقة مع كثير من العلماء بل وكثير من أهل الحديث جعلهم معتزلة، فلان اتهم بالقدر فهو معتزلي إذاً مجانب لمذهب أهل السنة فلان يقال قال بالعدل فهو معتزلي وهكذا نسب للاعتزال كما كبيرا من العلماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/477)
وما طريقة الأخ ببعيدة عن طريقة هذا المعتزلي وينبغي أن نكون أكثر إنصافا مع أنفسنا أولاً.
لاتنسب أحدًا إلى رأي معين إلا بدليل، ولاتنسب لأحد موقف مجانب لمذهب معين إلا بدليل.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 10:52 م]ـ
الحمد لله الذي بعث النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (1).
أما بعد , فإنه قد أخرج الترمذي و أبو داوود و النسائي و أحمد , عن الرسول صلى الله عليه و سلم كا يفتتح صلاة اللل بدعائه " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض وعالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك على صراط مستقيم ".
فأسأل الله العلي القدير أن يهديني إلى ما اختلف فيه من الحق بإذنه , إنه ولي ذلك و القادر عليه.
يعلم الله السميع البصير أن العبد لله ليس أهلاً للرد و لا للتعقيب , و أسأل الله أن يوفقني فيما أنا مقدم عليه , و هو يعلم أني لم آخذ هذه الخطوة إلا بعد أن رأيتُ أن هناك من قد يستفيد و لو نذراً يسيراً مما سأعقب به , و ثانياً: أن التعقيب في وجود مشايخنا الكبار في الملتقى ميزة إذ قد أجد من يصحح لي أخطائي و يرشدني إلا ذلاتي.
قال الأخ المالكي الأحسائي في معرض نقده لسند كتاب الصفات للحافظ الدارقطني _ رحمه الله تعالى _: ثانياً: بين يدي طبعتان لكتاب الصفات المنسوب للدارقطني إحدها بتحقيق الدكتور الفقيهي من سلسة عقائد السلف (3) والأخرى بتحقيق آل حطامي نشر دار الصميعي.
وكلا الطبعتين تعتمد على نسخة واحدة وهي المروية عن طريق ابن كادش والعشاري إلى المصنف الدارقطني. وكلا الرجلين (العشاري وابن كادش) لا يعول عليهما البته وجرب منهما ما يرضي. بل حتى أنه لا يوجد في الفهارس كفهرس ابن خير وابن حجر وغيرهما هذا الكتاب إلا وفي سنده ابن كادش، وكل ما في الأمر أني أسأل عن نسخة لايرويها من جرب عليه ما تعرفون مما يسقط الرواية، هذا كل الأمر!.
بل خذ مثالاً: أول حديث في الكتاب: (الدارقطني حدثنا حرمي بن عمارة) والدارقطني لم يدرك حرمي بن عمارة المتوفى سنة 201هـ، بينما الدارقطني توفي سنة 385هـ وعليه ينبغي أن يكون عاش الدارقطني أكثر من 185سنة! فتأمل.
قلتُ مستعيننا بالله الباريء المصور: فقد بدأتَ نقدك للسند باتهام رجلين من رجاله هما العشاري و ابن كادش , و قلتَ أنه لا يعول عليهما البته! و لا أدري لما عطفت العشاري على ابن كادش , فالعشاري ليس مجهولاً كما توهم بعض الفضلاء من قبل , بل له ترجمة في تاريخ بغداد (3/ 107):
سمع علي بن عمر السكري , ....... , و أبو الحسن الداقطني , ......... . كتبتُ عنه , و كان ثقةً ديناً صالحاً ...... . (طبعة دار الغرب الإسلامي , ت: بشار عواد ص 179 ج 4).
و تُرجم له في شذرات الذهب: قال: ... و كان فقيهاً , حنبلياً , خيراً , عالماً , زاهداً.
أما ابن كادش فحاله معلوم و قد قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله تعالى: أحمد بن عبيدالله أبوالعز ابن كادش مشهور من مشايخ بن عساكر , أقر بوضع حديث , و تاب و أناب. (ميزان الإعتدال).
و ضعفه كثير. و لكن مما يُستحق أن يذكر هنا أن الأمة تلقت روايته لهذا الكتاب بالقبول. و لما سقتُ سابقاً المواضع التي نسبها العلماء الفضلاء السابقون للدارقطني في كتابه الصفات , و ثبوتها في النسخة الوجودة الآن. قال الأخ المالكي: أن النسخة قد تكون ملفقة مما ثبت عند الآخرين ثم زيد فيها.
أقول قد يكون , و لكن ليس في حالتنا هذه لأن من نقل من السابقين من هذا الكتاب محتجاً به إنما نقل منه من نفس الطريق و هو طريق ابن كادش عن العشاري. و هذا مثاله:
ذكر الإمام الذهبي في كتابع " العلو للعلي العظيم ":
كان العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر نادرة العصر و فرد الجهابذة , ختم به هذا الشأن. فمما صنف كتاب الرؤية , و كتاب الصفات و كان إليه المنتهى في السنة و مذاهب السلف , و هو القائل ما أنبأني أحمد بن سلامة , عن يحي بن بوش , انا ابن كادش , أنشدنا أبوطالب العشاري , أنشدنا الدارقطني رحمه الله تعالى:
حديث الشفاعة في أحمد إلى أحمد المصطفى نسنده
و أما حديث بإقعاده على العرش أيضاً فلا نجحده
أمروا الحديث على وجهه و لا تدخلوا فيه ما يفسده
هذا و قد ذكر الأبيات القاضي أبا يعلى في إبطال التأويلات ص 272 / أ و قال: أنشدنا أبوطالب العشاري , و قال بنفس السابق , و قد أخرجه الحافظ الدشتي في إثبات الحد لله تعالى ساقه من طريق يحي بن بوش من نفس الطريق. و ذكره ابن القيم في الكافية الشافية.
و قد ساق الحافظ الذهبي في كتابه العلو للعلي العظيم أخبار من نفس هذا الطريق في غير موضع محتجاً به.
و أما قول الأخ المالكي: بل خذ مثالاً: أول حديث في الكتاب: (الدارقطني حدثنا حرمي بن عمارة) والدارقطني لم يدرك حرمي بن عمارة المتوفى سنة 201هـ، بينما الدارقطني توفي سنة 385هـ وعليه ينبغي أن يكون عاش الدارقطني أكثر من 185سنة! فتأمل "
فقلتُ: هنا سقت في المخطوط في رجلين من رجال السند و هذا يحدث في أي مخطوط و الحديث نفسه ثابت في البخاري و مسلم.
و أخيراً أقول أن الأمة و من سبقنا لم ينكروا هذا السند و لم ينكروا نسبة هذا الكتاب للحافظ الدارقطني , بل ساقوه محتجين به على أهل البدع و الأهواء. و أما تشكيكك في هذه النسبة , فبعد بيان إحتجاج الكبار بهذه النسخة , لن يقبل منك اعتراض بدون بيان من سبقك بالتشكيك فيها. و الله تعالى أعلى و أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/478)
ـ[المالكي الأحسائي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 03:46 ص]ـ
الأخ الكريم أبو الوليد -وفقه الله-
أفهم من مقالك أخي الكريم أنه ليس لهذه الكتاب طريق آخر غير ابن كادش.
يعني هل أفهم -وفقك الله- أنك تعتقد للدارقطني كتاب انفرد بروايته شخص واحد مثل ابن كادش، وفي مسألة مهمة، وهي التأليف في الاعتقاد والذي كان أهل ذلك العصر يعتنون بإسماع أجزائه، لكثرة المخالفين.
ثم أنا كنت أظن أن النقول الأخرى عن الكتاب في المصادر جاءت من غير طريق ابن كادش، أما الآن فقد زاد شكي بهذه النسخة.
والحاصل أنه لا يلزم من النقل ثبوت النسخة التي بين أيدينا وما يدرينا ما صنع ابن كادش، وما منهج أهل السنة التعويل في باب الاعتقاد ولا حتى في نسبة الأشياء على من هذا حاله.
وفرق بين النقل والحكاية عن هذا الكتاب وبين الجزم والإثبات من خلاله. فتأمل.
الأمر الثاني أرجو من الأخ أبي الوليد أو غيره من طلاب العلم الإجابة عن الاستشكالات والأسئلة السابقة، التي لم يجب عنها.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 05:18 ص]ـ
الأخ الكريم أبو الوليد -وفقه الله-
أفهم من مقالك أخي الكريم أنه ليس لهذه الكتاب طريق آخر غير ابن كادش.
يعني هل أفهم -وفقك الله- أنك تعتقد للدارقطني كتاب انفرد بروايته شخص واحد مثل ابن كادش، وفي مسألة مهمة، وهي التأليف في الاعتقاد والذي كان أهل ذلك العصر يعتنون بإسماع أجزائه، لكثرة المخالفين.
ثم أنا كنت أظن أن النقول الأخرى عن الكتاب في المصادر جاءت من غير طريق ابن كادش، أما الآن فقد زاد شكي بهذه النسخة.
الأخ الكريم المالكي:
هل هناك طريق آخر روى منه السابقون كتاب الصفات , فهذا لم أقوم ببحثه , و أظن أني أقل من أقوم بهذا البحث المتوسع.
و أما مسألة رواية الكتاب من طريق واحد فما أكثرها بين كتب السلف , فقد رويت كثير من كتبهم من طريق واحد فقط , و هم كانوا في مجد عصر الرواية و هذا ليس بقادح.
و كما قال شيخنا الكريم عبدالرحمن السديس:
ومن أهم طرق إثبات الكتب لأصحابها عند العلماء = وجود النقول المطابقة عنها لذلك المؤلف ... وهو ما ذكره الإخوة.
و قد بينتُ لك كيف احتج الأئمة بهذه الرواية عن الدارقطني و لم يعترض عليها أحد حتى من المخالفين.
و أما قولك:
ثم أنا كنت أظن أن النقول الأخرى عن الكتاب في المصادر جاءت من غير طريق ابن كادش، أما الآن فقد زاد شكي بهذه النسخة.
بارك الله فيك أخي , هلا أطلعتني من طعن في هذه الرواية مِن مَن خالف صاحب الكتاب في الإعتقاد ممن سبقوك؟ فيستحيل أن يُروى كتاب منذ ما يقرب من ألف سنة و يحتج به الأئمة من أصحاب العقدية النقية على المخالفين , و مع ذلك لا يوجد طعن واحد ممن خالف صاحب الكتاب في نسبتها!!! ألا يدل ذلك على تسليم الموافق و المخالف على نسبتها بغض النظر عن موافقتهم عما فيها!!!
الأمر الثاني أرجو من الأخ أبي الوليد أو غيره من طلاب العلم الإجابة عن الاستشكالات والأسئلة السابقة، التي لم يجب عنها.
أخي الحبيب , أخوك أبوالوليد ليس طالباً للعلم و ليس أهلاً للرد على أسئلة فضلاً عن استشكالات , و إنما يجيبك عليها من هم أهل لها من أهل العلم و طلابه و ما أكثرهم في ملتقانا , أمثال الشيخ عبدالرحمن السديس و الشيخ عبدالرحمن الفقيه و الشيخ المقرئ و الشيخ ابن وهب و غيرهم الكثير (إنما ذكرتُ من تفاعل مع الموضوع حتى لا أغفل أحد من أهل الفضل على العبد الفقير).
و لكن هلا حاولتَ ترتيب أسئلتك و استشكالاتك حتى نستفيد جميعاً.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[13 - 09 - 06, 07:53 ص]ـ
لاتوجد مشكله ياأخوان دعونا نسلم معه ان الامام الدراقطني كان ((اشعريا)) حتى نهاية المطاف لنرى ماذا يريد ان يصل اليه ولا ادري ماذا يريد هل سيصل الى نتيجه اذا سلمنا بهذا الامام العظيم (لن يصل) لاننا نتكلم بحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام وهم لا وان كان الدرقطني من ائمة الحديث لكم اشعريا فالحمد لله عندنا البخاري ومسلم وهولاء الاثنان يزيدون عن مئتين فيكفي التسمية فأنت لو سألك احد عن عقيدتك ستقول اشعريا تتبع رجل ولد سنة 270هجري ام انا لو سألني احد سأقول سلفي وانت تعرف منهم السلف الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بأحسان سؤال هل الله يتكلم بصوت عندك انت ام نفسي
ـ[فيصل]ــــــــ[06 - 11 - 06, 01:56 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/479)
القوم أنفسهم يعترفون أن الدارقطني ليس بأشعري حتى قال محققهم الكوثري عليه من الله ما يستحقه: ((لأن الله أعمى بصيرة هذا المتسافه في صفات الله سبحانه وتعالى حتى دون في صفات الله سبحانه ما لا يدونه إلا مجسم وهو حديث الشاب الجعد القطط وحديث الإقعاد الذي يلهج هو به))
وشعره في حديث الإقعاد مشهور، ثم الأخ يعترف ان كتاب النزول له والأشاعرة لا يجوزون إبقاء حديث النزول على ظاهره كما ورد بل لا بد أن يصرفه عن ظاهره ثم بعد ذلك إما ان يتأول او يفوض!! وأنا أسأله: هل صرف الإمام حديث النزول عن ظاهره في هذا الكتاب الثابت له حتى نعتبرهم منكم.؟؟؟
أما الثناء على الباقلاني فلا يعتبر أنه تمشعر إلا من يتمسك بقشة! و وإلا فسوف نعتبر الذهبي مؤلف العلو اشعري!! وقد أثنى على الباقلاني داخل الكتاب نفسه!!، وقد منعوه الأشاعرة من تولي دار الحديث لأنه ليس بأشعري وقال الكوثري بأنه "من الحشوية"، والتمسك بتلك القشة الواهية ضعيف حقاً كما هو واضح فلا نطيل، والباقلاني من اعظم الأشاعرة إثباتاً حتى اعظم من أبي الحسن الأشعري كما يقول المختص بهم شيخ الإسلام ابن تيميه حتى انه قال في رسالته الانصاف ص23 تحقيق الكوثري في سياق ما يجب على المكلف إعتقاده ولا يسع الجهل به!!: ((والعينين اللتين أفصح بإثباتهما من صفاته القرآن وتواترت بذلك أخبار الرسول عليه السلام)) وحين أقرأ كلامه في إثبات العلو في التمهيد اتذكر كلام الذهبي: ((فهذا النفس نفس هذا الإمام، وأين مثله في تبحره وذكائه وبصره بالملل والنحل؟ فقد امتلأ الوجود بقوم لا يدرون ما السلف ولا يعرفون إلا السلب ونفي الصفات وردها، صم بكم غتم عجم، يدعون إلى العقل ولا يلوون على النقل فإنا لله وإنا إليه راجعون))
صدق والله لقد إمتلأ الوجود بقوم لا يدرون ما السلف لا يعرفون إلا السلب ونفي الصفات وردها .. صم بكم .. غتم .. عجم .. ، ولكن لا يعني ان الباقلاني موافق لاهل السنة في كل شيء بل مخالف لهم في القرآن والصفات الإختيارية وغير ذلك مما تخالف فيه الكلابية أهل السنة على خلاف الأشعرية المتأخرين الذين زادوا الطين بله.
[فائدة تتعلق بالموضوع]
ذكر الإمام الذهبي بسنده الصحيح عن الإمام الحافظ العلامة المحدث المفتي، شيخ الاسلام شرف المعمرين، أبو طاهر السلفي شعراً جميلاً أوله:
دعوني عن أسانيد الضلال * وهاتوا من أسانيد عوالي
رخاص عند أهل الجهل طرا * وعند العارفين بها غوالي
عن اشياخ الحديث وما رواه * إمام في العلوم على الكمال
ثم أثنى على الأمة الاعلام أئمة أهل السنة والجماعة إلى ابن مندة وابن خزيمة ثم ذكر اهل البدع
إلى أن قال:
وأتباع ابن كلاب كلاب * على التحقيق هم من شر آل
ـ[المقدادي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 02:33 م]ـ
بالنسبة لتشكيك البعض بالمصنفات العقدية للامام الدارقطني لانها رويت من طريق ابن كادش و العشاري , فهذه فائدة ذكرها الشيخ العاصمي - حفظه الله - في احد ردوده على دعوى السقاف:
ليست هذه أولى فواقر الخساف وعواقره ... و قد تجلد – ماشاء – في سعيه المخذول للتشكيك في صحة كثير من كتب السنة التي غص بها ... و بقيت شجا في حلقه ... و قد افترى على إمام الأئمة ابن خزيمة انه رجع عن كتابه التوحيد و ندم عن تدبيجه ... و كذب فزعم أن الذهبي نكص و رجع القهقرى عن كتابه العلو للعلي العظيم ...
و قد ركب في سبيل ترويج باطله تحريف كلام للذهبي رقمه في آخر كتابه ... وهلم جرا و سحبا من اخلوقاته التي ياتفكها ...
و طعنه في صحة نسبة كتاب الرؤية إلى الدارقطني ... برهان واضح ... و دليل لائح على جهله بطريقة تحمل علمائنا كتب العلماء ...
فان الواحد منهم إذا أراد أن يتصل سنده بمصنف من المصنفات ... يعمد إلى تحصيل نسخة من الكتاب – إما أن يكتبها ... واما ان يستكتب غيره - ثم يعمد بعد ذلك الى اكبر راو
للكتاب و أعلاهم سندا ... و يحضر نسخته ... ثم تقرا في المجلس ... و المقصود من ذلك – كله – اتصال السند ... و قد يكون لهذا الكتاب أسانيد أخرى كثيرة يرويها شيوخ آخرون ... بأسانيد نازلة – و النزول عندهم شؤم – فيشتهر السند العالي الواهي ... و تنغمرالاسانيد المتينة النازلة ... لرغبة المحدثين في العلو ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/480)
و كتاب الرؤية قد سمعه من ابن كادش تلميذه ابن عساكر – أشهر من طعن في ابن كادش – و مع ذلك اعتمده و احتفى بكتاب الرؤية و روى في تاريخه 26 خبرا منه ...
أترى ابن عساكر – ذاك الحافظ الأشعري – يستغفله مثل ابن كادش ... و يغره بكتاب منحول مركب ... لا عهد له به ... و لا اثر له إلا عنده ...
اللهم إن هذا إغراق في الطعن بابن عساكر الأشعري ... و رمي له بالتغفيل و التضليل ...
و مما يدلك على عدم تفرد ابن كادش برواية كتب الدارقطني في السنة ... أن ابن عساكر روى كتاب الصفات للدارقطني عن ابن كادش عن العشاري عنه ...
مع أن ممن رواه عن العشاري ابو بكر محمد بن عبد الباقي الثقة الأثري ... و من طريقه روى ابن حجر الكلابي كتاب النزول ...
فقد تابعه على رواية الكتاب عن العشاري منابعة تامة ...
و روى ابن عساكر – أيضا – كتاب النزول للدارقطني عن ابن كادش عن ابن حسنون عنه ...
و قد وصل إلينا كتاب النزول من طريق أخرى تتصل بابي بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران البغداذي الثقة عنه ...
و هذا يدل اللبيب على أن ابن كادش مجرد راو لكتب اشتهرت و انتشرت في عصر الدارقطني و بعده ...
و قد سلك هذا المسلك الردي ... ذاك الجهمي الغوي الكوثري ... فاخترع اباطبل ... افترعها الإمام المعلمي في التنكيل ...
و لو سلك سالك هذا المهيع الردي و المشرع الغبي ... لما بقي من كتب أسلافه و أئمته الجهمية و مخانيثهم إلا النادر الشارد ...
ومقصود هؤلاء الزنادقة واضح لائح ... يريدون الصد عن كتب السنة و الأثر ... وما أبعدهم عن بلوغ ذلك ...
أما العشاري فصدوق في نفسه ... و لا يخشى عليه الوهم في رواية زبر منتشرة مشتهرة ...
و اذكر أن للإمام المعلمي كلاما نفيسا في مثل هذا ... دبجه يراعه في تنكيله بالكوثري الغوي ...
و في الجعبة أشياء لا يسعفني حالي على رقمها هنا ... فنظرة الى ميسرة.
و جزى الله الشيخ الفاضل طلال بن سعود الدعجاني ... فقد استفدت من كتابه الحفيل الجليل موارد ابن عساكر ص 477 – 479 فيما يتعلق بنقل ابن عساكر عن الدارقطني ...
أسال الله – جل في علاه – أن ينصر السنة و أهلها ... و أن يكبت المبتدعة المفسدين ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=175549&postcount=2
ـ[المقدادي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 02:42 م]ـ
[فائدة تتعلق بالموضوع]
ذكر الإمام الذهبي بسنده الصحيح عن الإمام الحافظ العلامة المحدث المفتي، شيخ الاسلام شرف المعمرين، أبو طاهر السلفي شعراً جميلاً أوله:
دعوني عن أسانيد الضلال * وهاتوا من أسانيد عوالي
رخاص عند أهل الجهل طرا * وعند العارفين بها غوالي
عن اشياخ الحديث وما رواه * إمام في العلوم على الكمال
ثم أثنى على الأمة الاعلام أئمة أهل السنة والجماعة إلى ابن مندة وابن خزيمة ثم ذكر اهل البدع
إلى أن قال:
وأتباع ابن كلاب كلاب * على التحقيق هم من شر آل
بارك الله فيكم اخي الحبيب فيصل على هذه الفائدة النفيسة
في اي كتاب روى الامام الذهبي قصيدة الحافظ السلفي؟؟؟
ـ[فيصل]ــــــــ[06 - 11 - 06, 06:25 م]ـ
بارك الله فيك على ما نقلت عن هذا الشيخ الجليل: الشيخ العاصمي، وفقه الله وزاده علماً وعملا وقد كنت أتطلب كتاب الشيخ الدعجاني منذ بضعة أشهر والآن زاد طلبي له.
أما القصيدة فقد رواها الحافظ الذهبي في السير 21/ 29 وقد ضمنها الشيخ عبد العزيز فيصل الراجحي حفظه الله -مع قصائد أخرى- في تحقيقه ل"الجوهرة الفريدة في تحقيق العقيدة" ط مكتبة الرشد
والقصيدة جميلة وتستحق النشر
ـ[أبو سالم الحضرمي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 08:05 م]ـ
بارك الله في الشيخ العاصمي و بقية الاخوة على هذه الفوائد الجليلة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 11 - 06, 11:51 م]ـ
فائدة:
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ـ عن الدارقطني ـ 12/ 34:
انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال وأحوال الرواة مع الصدق والأمانة والفقه والعدالة وقبول الشهادة وصحة الاعتقاد وسلامة المذهب ..
وفي سير أعلام النبلاء للذهبي 16/ 457:
وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إلي من علم الكلام.
قلت: لم يدخل الرجل أبدا في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفيا ..
وفي علوه 2/ 1286:
وكان إليه المنتهى في السنة ومذاهب السلف ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/481)
ـ[المقدادي]ــــــــ[07 - 11 - 06, 12:26 م]ـ
و هذا تحرير لما كتبه الشيخ العاصمي سابقاً , حيث نقحه و صححه في موضع اخر لم أنتبه إليه
هذه نواة أسأل الله أن تكون مقدّمة بين يدي بحث مطوّل في نقض شبهات وهنبثات أعداء السنّة، أستفتحها بنقض كلام الخسّاف المتهوّر الذي طعن في نسبة كتاب " الرؤية " للحافظ أبي الحسن الدارقطنيّ ...
ليست هذه أولى فواقر الخسّاف المتهوّر وعواقره، وقد تجلّد غاية التجلّد في سعيه المخذول للتشكيك في صحة كثير من كتب السنّة التي غص بها، وبقيت شجى في حلقه ... وقد افترى على إمام الأئمة ابن خزيمة، وزعم أنّه رجع عن كتابه " التوحيد "، وندم على تدبيجه ... وكذب وفشر؛ فزعم أنّ الذهبيّ نكص ورجع القهقرى عن كتابه الحفيل الجليل " العلو للعلي العظيم " ...
و قد ركب في سبيل ترويج باطله: تحريف كلام للذهبيّ رقمه في آخر كتابه ... وهلمّ جرا وسحبا من أخلوقاته التي يأتفكها ...
وطعنه في صحة نسبة كتاب " الرؤية " إلى الدارقطني: برهان واضح ودليل لائح على جهله بطريقة تحمّل علمائنا كتب العلماء ...
فإنّ الواحد منهم إذا أراد أن يتّصل سنده بمصنّف من المصنّفات؛ يعمد إلى تحصيل نسخة من الكتاب – إمّا أن يكتبها، وإمّا أن يستكتب غيره - ثمّ يعمد بعد ذلك إلى أكبر راو للكتاب، وأعلاهم سندا، ويحضر ومعه نسخته، ثمّ تقرأ في المجلس ... والمقصود من ذلك – كلّه – اتّصال السند، وقد يكون لذاك الكتاب أسانيد أخرى كثيرة يرويها شيوخ آخرون بأسانيد نازلة – و النزول عندهم شؤم –؛ فيشتهر السند العالي الواهي، وتخمل الأسانيد المتينة النازلة؛ لرغبة المحدّثين في العلوّ ...
وكتاب " الرؤية " قد سمعه من ابن كادش: تلميذه ابن عساكر – أشهر من طعن في ابن كادش –، ومع ذلك اعتمده، واحتفى بكتاب " الرؤية "، وروى في تاريخه نحوا من 26 خبرا منه (بين حديث وأثر) ...
أترى ابن عساكر – ذاك الحافظ الأشعريّ – يستغفله مثل ابن كادش، و يغرّه بكتاب منحول مركّب ... لا عهد له به، ولا أثر له إلاّ عنده ...
اللّهمّ إنّ هذا إغراق في الطعن بابن عساكر الأشعريّ، و رمي له بالتغفيل و التضليل ...
وممّا يدلّك على عدم تفرد ابن كادش برواية كتب الدارقطني في السنّة: أنّ ابن عساكر روى كتاب " الصفات " للدارقطنيّ عن ابن كادش عن العشاريّ عنه، مع أنّ ممّن رواه عن العشاريّ: أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الثقة الأثريّ (شيخ ابن عساكر) ...
فقد تابعه على رواية الكتاب عن العشاريّ متابعة تامّة ...
ومن طريق أبي بكر بن عبد الباقي: روى ابن حجر كتاب " الصفات " في " تجريد أسانيد الكتب " (68) ...
وروى ابن عساكر – أيضا – كتاب " النزول " للدارقطنيّ عن ابن كادش، عن ابن حسنون، عنه ...
وقد وصل إلينا كتاب " النزول " من طريق أخرى تتصل بأبي بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران البغداذيّ الثقة عنه ...
وهذا يدلّ اللّبيب على أنّ ابن كادش مجرّد راو لكتب اشتهرت و انتشرت في عصر الدارقطنيّ و بعده ...
وقد سلك هذا المسلك الرديّ: ذاك الجهميّ الغويّ الكوثريّ؛ فاخترع أباطبل، افترعها الإمام المعلّميّ في " التنكيل، بما في تأنيب الكوثريّ من الأباطيل " ...
و لو سلك سالك هذا المهيع الرديّ، والمشرع الغبيّ؛ لما بقي من كتب أسلافه وأئمته الجهميّة ومخانيثهم إلاّ النادر الشارد، بل لا أستبعد أن لا يثبت لهم كتاب قطّ؛ لو تصدّى مدقّق محقّق لتحقيق وتدقيق أسانيدهم المهلهلة المزلزلة المسلسلة بأئمّة البدع والضلال، وذوي الهوى والانحلال، وحسبك أن تلقي نظرة عجلى في ثبت الكوثريّ الغويّ؛ لترى أسانيده إلى كتب أئمّته متّصلة (!!!) بأئمّة الزيغ والعناد، وأشهر سدنة الكفر والإلحاد!!!
ومقصود هؤلاء الغواة واضح لائح؛ يريدون الصدّ عن كتب السنّة والأثر، وما أبعدهم عن بلوغ ذلك ...
أما العشاريّ؛ فصدوق في نفسه، ولا يخشى عليه الوهم في رواية زبر وكتب منتشرة مشتهرة ...
و أذكر أنّ للإمام المعلّميّ - عليه رحمات الله تترى - كلاما نفيسا في مثل هذا، دبّجه يراعه البليغ في تنكيله بالكوثريّ الغويّ ...
وفي الجعبة أشياء لا يسعفني حالي على رقمها هنا؛ فنظرة الى ميسرة.
وجزى الله الشيخ الفاضل طلال بن سعود الدعجاني - زاده الله توفيقا -؛ فقد استفدت من كتابه الحفيل الجليل " موارد ابن عساكر في تاريخ دمشق " ص 477 – 479 فيما يتعلّق بنقل ابن عساكر عن الدارقطنيّ ...
أسأل الله – جلّ في علاه – أن ينصر السنّة و أهلها، و أن يكبت المبتدعة المفسدين ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=393824&postcount=70
ـ[المقدادي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 12:44 ص]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو البركات]ــــــــ[12 - 09 - 07, 03:29 ص]ـ
أين ذهب المالكي الأحسائي؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - 10 - 07, 08:27 ص]ـ
بارك الله فيكم أهل السنة ..
وهدى الله الأحسائي الأشعري ..
وعجبًا لمن يتبع الإمام مالك في الفقه، ثم يُجانب معتقده السلفي!
وأما (الدارقطني) - رحمه الله - فكما ذكر أخي فيصل: لسلفيته طالته سفاهاتُ كبير الأشاعرة والماتريدية - الجهمية - في هذا العصر: الكوثري. وأما نقل ما قال فأدعه حتى يعود الأحسائي - رده الله للحق ردًا جميلا -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/482)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[04 - 08 - 08, 02:10 م]ـ
اين الأزهري آسف أقصد الأحسائي المالكي؟؟؟ طالت الغيبة ونريد الرد؟؟
ـ[أبوعبدالرحمن المكي التميمي]ــــــــ[11 - 08 - 08, 06:16 ص]ـ
أين الشيخ العاصمي هل سيعود للملتقى وهل هو حي يرزق أم ماذا؟
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[11 - 08 - 08, 06:23 ص]ـ
حقا قد افتقدنا أخانا النقاد: العاصمي! عجل الله عودته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 10 - 08, 09:33 م]ـ
جهد مشكور يرفع الموضوع لأهميته وليرى بعض الأشاعرة المغترين بالكثرة.
مع أنه يغني عن هذا كله كلمة واحدة:
مذهبهم حادث مبتدع لم يكن عليه سلف الأمة، فكل القرون التي قبل مؤسسه كانت خلافه، وأمما لا يحصيهم إلا خالقهم من جميع المذاهب كانوا خلافه، وكفى.
يقال هذا، دفعا لدعواهم في الكثرة، مع أنه لا يعرف الحق بهذا المسلك، ولا يلجأ له إلا المقلدة ومن لا يحسن أن يدفع عن مذهبه فيلجأ للاستكثار ليوهم الصغار.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 08, 09:39 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134340(31/483)
الكفر أو الأيمان يتوقف على مشيئة المخلوق أم الخالق؟
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[23 - 08 - 05, 07:33 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله (ص) أما بعد:
لقد قمت بعمل بحث في هذا الموضوع و لكن تقف أمامي العديد من الأسئلة فأرجو من إخوتي الكرام أن يساعدوني فيها:
1 - قول الله تعالي (من يهدي الله فهو المهتدي و من يضلل فؤلئك هم الخاسرون) , هل أن الله حكم على هذا الأنسان بالهداية (أو الكفر) و ما على الأنسان إلا أن يسير في هذا الطريق أم أنها ليست حكم إنما هي ترجع لمشيئة الأنسان نفسه؟
2 - قول الله تعالى (يضل الله من يشاء) فكيف يضل الله العبد؟ و لماذا؟ و هل الهدى أو الضلال بمشيئة الله وحده؟ أم لمشيئة الأنسان دور في الهداية أو الكفر؟
3 - هل الله خلق الكافر من البداية كافرا (كنوع من القدر أو الحكم عليه)؟ أو خلقه موحد ثم ليكون كافر كنوع من القدر أيضا؟ أم خلقه موحد ثم ترك له الأختيار إما أن يسير في طريق الكفر أو الأيمان؟
4 - ما العلاقة بين الأيات السابقة و بين قوله تعالى (فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر) فهل هي مشيئة الله أم العبد؟
5 - إذا كان الله قد حكم على عبد بأنه كافر أي خلقه في الدنيا ليكون كافر فلماذا إذا قال تعالى في كتابه (و لقد أخذنا من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدم على أنفسهم ألست بركم قالوا بلى شهدنا) , فإذا كان الله خلقه كافرا فكيف جمعه و أشهده على أنه لا إله إلا هو؟
6 - و إن كان كذلك فكيف يحاسبه الله لأنه كفر و هو (أي الله) الذي حكم عليه بالكفر , و ما هو دور الرسل و الكتب السماوية و درو العقل إذا؟
7 - قوله (وما تشاءون إلا أن يشا ء الله) فهل هذا يعني أن لادخل للأنسان بكونه مؤمن أو كافر و إنما هي تعود إلى مشيئة الله فقط؟
8 - في حديث الرسول (ص) الذي قال فيه (إن الله عز وجل خلق آدم ثم أخذ الخلق من ظهره وقال هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي وهؤلاء إلى النار ولا أبالي فقال قائل يا رسول الله فعلى ماذا نعمل قال على مواقع القدر.) فهل هذا يعني أن لادخل للأنسان مطلقا في دخوله الجنة (أن يكون مؤمنا) أو في دخوله في النار (أن يكون كافرا)
9 - ما هو القول فيمن يقول أن الله حكم على الكافر ليكون كافرا لحكمة ما؟
10 - ما هو القول فيمن يقول بأن الله حكم على هذا الأنسان بالكفر قبل أن يخلق و بالتالي أعطاه الأرادة بحيث أن هذة الأرادة لايمكن أن تتجه في طريق الأيمان؟
و إن كان كذلك كيف يحاسب هذا الكافر على كفره مع أن الله هو الذي قدر له الكفر و قدر له إرادة لا تسير إلا في طريق الكفر؟ أيحاسب على شىء لا دخل له فيه؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[23 - 08 - 05, 03:43 م]ـ
الجبرية
الجبر: هو نفي الفعل حقيقة عن العبد وإضافته إلى الرب تعالى، والجبرية أصناف: فالجبرية الخالصة: هي التي لا تثبت للعبد فعلاً ولا قدرة على الفعل أصلاً، والجبرية المتوسطة: هي التي تثبت للعبد قدرة غير مؤثرة أصلاً؛ فأما من أثبت للقدرة أثراً ما في لفعل، وسمى ذلك كسباً؛ فليس بجبري.
-----------------------------------
يقول قال تعالى ?وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ? قالوا في هذه الآية الرد على الجبرية والقدرية وكذلك فيها التعليل والحكمة أرجو التوضيح.
هذا من كلام ابن القيم رحمه الله وقد نقله بعض الشراح.
هذه الآية ?وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ? نعم فيها الرد على الجبرية والقدرية وكذلك فيها التعليل والحكمة.
أما الرد على الجبرية فإنه أمر بالإحسان والجبرية يقولون العبد يفعل الشيء مجبورا عليه، والمجبور على الشيء لا يؤمر به.
كذلك فيها الرد على القدرية، القدرية الذين ينفون القدر – يعني القدرية النفاة – الذين ينفون القدر إما جميع مراتبه أو بعض مراتبه ووجه ذلك أنه أمر أيضا بقوله ?وَأَحْسِنُوا? ووجه الاستدلال أن الامتثال لهذا الأمر يكون حادثا والله جل وعلا يحب المحسنين ...
كذلك فيها الرد على القدرية، القدرية الذين ينفون القدر – يعني القدرية النفاة – الذين ينفون القدر إما جميع مراتبه أو بعض مراتبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/484)
ووجه ذلك أنه أمر أيضا بقوله ?وَأَحْسِنُوا? ووجه الاستدلال أن الامتثال لهذا الأمر يكون حادثا والله جل وعلا يحب المحسنين، وقوله ?يُحِبُّ? فيها إثبات صفة (المحبة) لهؤلاء الذين تحققوا بالإحسان، وهو جل وعلا يحبهم قدرا، كتب محبتهم لما سيفعلونه وهو يحبهم إذا فعلوا أيضا.
كذلك فيها التعليل والحكمة، التعليل في قوله ?إِنَّ?، ?وَأَحْسِنُوا إِنَّ? مجيء (إن) بعد الأمر هذا فيه التعليل والحكمة في ذلك أيضا، يعني التعليل والحكمة متصلان.
وقال *شيخ الاسلام ابن تيمة* بعد ذلك (وَهُمْ وَسَطٌ فِي بَابِ أَفْعَالِ اللهِ بَيْنَ الْجَبْرِيَّةِ وَالْقَدَرِيَّةِ) *يقصد بهم اهل السنة والجماعة*
وغيرهم، وهذا الباب الذي هو باب أفعال الله يأتي بيانه في القدر مفصلا ونقول هنا إن أهل السنة في باب أفعال الله وسط بين الجبرية والقدرية، والجبرية قسمان:
- جبرية الظاهر والباطن.
- وجبرية الباطن.
فجبرية الظاهر والباطن هم الجهمية والجبرية المشهورون بقولهم إن الإنسان في أفعاله كالريشة في مهب الريح ليس له اختيار البتة بل هو كالهباءة والريشة تلعب بها الريح كيف شاءت فهؤلاء جبرية الظاهر والباطن وهم الجهمية وغلاة الصوفية.
والطائفة الأخرى جبرية الباطن لا الظاهر، يقولون في الظاهر مختار وفي الباطن مجبور، وهذا قول الأشاعرة.
ولأجل هذا التفريق اخترع أبو الحسن الأشعري لفظ الكسب وقال أفعال العباد كسب لهم.
كسب يعني: تضاف إليهم وإلا فالفاعل هو الله.
وهم لا يضاف إليهم الفعل حقيقة وإنما يضاف إليهم الفعل مجازا.
هو في الباطن مجبور في الظاهر مختار.
ما وظيفته؟
قال هو كالسكين في يد القاطع وعمله القطع.
والقطع فعل العبد والسكين آلة وحامل السكين الذي يمرها على الشيء الذي يراد قطعه هو الفاعل
فالفاعل حقيقة هو الله والمفعول يعني الفعل الذي حصل الذي فعله في الحقيقة هو الله.
والإنسان آلة فُعِل بها أو أضيف إليها الفعل وصار مكسوبا له.
ولهذا قال أهل العلم (مما يقال) يعني قال بعض أهل العلم:
مما يقال ولا حقيقة تحته
معقولة تدنو لذي الأفهامِ
الكسب عن الأشعري والحال عنـ
ـد البهشمي وطفرة النظّامِ
ثلاث ما لها حقيقة، ولهذا اختلف الأشاعرة الذين يقولون بالجبر في الباطن في تفسير الكسب الذي اخترعه أبو الحسن الأشعري إلى اثني عشر قولا مذكورة في الشروح المطولة للجوهرة وغيرها.
يأتي تفصيل الكلام إن شاء الله في موضعه.
المقصود أن الجبرية قسمان جبرية الظاهر والباطن وجبرية الباطن فقط والظاهر يقولون هو مختار.
فالجبرية قالوا إن القدرة والقدر هو الذي يجري والعبد ليس قادرا على شيء أصلا بل القادر هو الله جل وعلا فهو الذي يفعل ما يشاء والعبد مجبور.
والقدرية ناقضوهم كما ذكرت لك.
أهل السنة قالوا العبد يفعل الفعل حقيقة والذي خلق فعله هو الله جل وعلا لأن الله جل وعلا يفعل ما يشاء ويخلق ما يشاء وهو جل وعلا خالق كل شيء وقد قال جل وعلا ?وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ? يعني وعملكم.
فالعبد يفعل الفعل وفعله له حقيقة لأنه اختار هذا الفعل وقَدِرَ عليه فوجه إرادته وقدرته إليه فالفعل ينسب إليه حقيقة لكن ليس ثم خالق إلا الله جل وعلا فالله هو الذي خلق فعل العبد.
والعبد مختار ولا يشاء شيئا فيقع إلا وقد شاءه الله جل وعلا فليس لأحد في ملكوت الله جل وعلا إجبار ولا اختيار بل ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وما شاءه العبد إذا شاءه الله كان وإذا لم يشأه الله لم يكن، كما قال ?وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ?.
فإذن أهل السنة يثبتون فعل العبد وأنه يفعل حقيقة لكن الخلق الله جل وعلا هو الخالق.
طبعا هذه المسألة عرضت لها بشيء من الاختصار والسرعة فقد لا تكون مفهومة من جميع جهاتها، يأتي تفصيلها إن شاء الله في الكلام على القدر بعد حين.
الجبرية طائفتان مشهورتان:
- الأولى غلاة الجبرية وهم الذين يقولون إن العبد مجبور على كل شيء وهو بمنزلة المقصور المضطر إلى الفعل فهو كالريشة في مهب الهواء وكحركة القلم في يد الكاتب، العبد مجبور ليس له اختيار، مسلوب بتاتا وهو مجبور ولا بد أن يفعل، هؤلاء الغلاة، غلاة الجبرية ومنهم الجهمية والصوفية وطوائف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/485)
- وهناك متوسطون في الجبر وهم الأشعرية والماتريدية.
وهؤلاء يقولون إن العبد مجبور باطنا لا ظاهرا.
مجبورٌ في الباطن لكن في الظاهر شكله شكل المُختار.
تَنْظُرُ إليه عنده قدرة وإرادة لكنه في الواقع في الباطن مجبور، وهذا معنى القَدَرْ عندهم أنه الجبر.
لكن هل هو مجبور ظاهرا؟
يقولون لا، مجبور باطنا.
إذا كان كذلك فما تقولون في فعل العبد؟ هل هو يفعل الفعل على ذلك عندكم حقيقة؟
قالوا لا، إذا كان مجبورا فمعناه أن الفعل ليس فعلا له حقيقة.
إذن فعل له على أي شيء؟
قالوا فعل له مجازي.
إذا كان كذلك فمن الذي فعل؟
قالوا الفاعل هو الله.
العبد ما مهمته؟
قالوا العبد محلٌ للفعل.
ما معنى محل الفعل؟
قالوا كما تكون السكين في يد القاطع يقطع بها الخبز.
فالسكين ظاهراً لمن رآها والخبز دون اليد المحركة، هي التي قطعت.
وفي الواقع هي محلٌ مجبورةٌ على أن تقطع.
فإذا قال كيف قُطع الخبز؟
يقال بالسكين.
لكن في الواقع من الذي حرك السكين؟
تحتاج إلى محرك.
فلهذا قال شيخ الإسلام هنا (سَلَبُوا الْعَبْدَ قُدْرَتَهُ وَاخْتِيَارَهُ) فيكون جعلوا العبد بمنزلة الجمادات.
هنا الاجتماع هذا عندهم بين أنه يفعل الفعل مجاز كيف إذن تُنسب له الأعمال؟
وكيف يحاسب على العمل إذا هو مجبورا عندهم، يعني عند الأشاعرة والماتريدية الجبرية المتوسطة؟
قالوا العبد يَكْسِبُ فعله فللعبد كَسْبٌ وهو مجبور على هذا الكَسْبْ.
ما تعنون بالكسب؟
أنتم تقولون لا يفعل حقيقة وإنما هو بمنزلة السكين، كيف يكون له كَسْبْ إذا كان مجبورا؟
اعترف عقلاؤهم وحذاقهم أنه لا مناص من الإجابة عن هذا السؤال.
وهذا الذي أوقع الأشعري في أن يُخْرِجَ الكَسْبْ، هذه اللفظة خرجت جوابا عن هذا الإشكال هذا الإيراد، وهذا الكَسْبْ ما تفسيره؟
الأشاعرة لهم في شروح عقائدهم اختلاف في تفسير الكسب إلى اثني عشر قولا ذُكِرَت في شروح الجوهرة وغيرها.
إذا كان اختلفوا في تفسيره على اثني عشر قولا معناه أن الشيء غير معروف، والذي ابتدعه الأشعري، ولهذا قال القائل:
مما يقال ولا حقيقة تحته
معقولة تدنو لذي الأفهامِ
الكسب عن الأشعري والحالُ عنـ
ـد البهشمي وطَفْرَةُ النظّامِ
فهناك ثلاثة أشياء اخترعها أصحابها لا وجود لها في الواقع إنما هي موجودة في أذهان أصحابها، شيء لا حقيقة له، لهذا قال:
مما يقال ولا حقيقة تحته
معقولة تدنو لذي الأفهامِ
الكسب عند الأشعري
هذا الكسب الذي قاله أن العبد يفعل مجازا هو مجبور في الباطن.
في الظاهر مختار مجبور في الباطن.
وينسب له العمل كسبا ويحاسب عليه كسبا وهو مجبور.
هذا شيء لا يُفهم، ولهذا ما حقيقة هذا الكسب حتى يُحاسِبْ الله العبد عليه؟
اختلفوا فيه إلى اثني عشر قولا وكلها أقوال متضاربة، فمعنى ذلك أنهم اخترعوا شيئا وقعدوه وهم لم يفسروه بتفسير يتفقون هم عليه وهم أهل هذا القول وهذا من أدلة بطلان المسائل كما دَلَّنا ذلك على بطلان قول أبي هاشم في الحال والطفرة عند النَّظَّام.
إذن هذا خلاصة لمذهب الجبرية المتوسطة ولهذا يستعملون كثيرا لفظة الكسب (وهذا من كسبه) (والعبد يكسب الفعل) ويكثرون من هذه اللفظة لأجل هذه العقيدة عندهم.
وأهل السنة والجماعة يستعملون كثيرا بل يستعملون دائما لفظ (فَعَلَ العبد) (عَمِلَ العبد) (صلى العبد) ما يقولون (كسب العبد كذا).
ما ورد من لفظ الكَسْبْ في القرآن وفي السنة لا يُعني به طبعا هذا المصطلح المحدث وإنما يُعنى به العمل، ?لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ? يعني لها ما عملت وعليها ما عملت من شر، لها ما كسبت من خير وعليها ما عملت من شر، فما ورد في القرآن أو في السنة من لفظ (كَسَبَ) فإنه يراد به العمل، أما (الكَسْبْ) الخاص، المصلح الخاص، فإنما حدث هذا بعد ثلاثة قرون وهذا شيء كما ذكرنا لا حقيقة له.
فإذن هؤلاء سلبوا العبد قدرته واختياره، قالوا لا يَقْدِرُ وإنما الله الذي فعل، لا يريد هو وإنما الله الذي أراد.
المعصية من الذي فعلها؟
هل الله جل وعلا هو الذي فعل المعصية؟
قالوا لا، الذي فعلها العبد مجازا، أُجْبِرَ عليها ففعل فصار محلا لهذا الشيء، بمنزلة الأشياء الجامدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/486)
وهذا لا شك فيه والعياذ بالله كما قال المعتزلة في ردهم على الأشاعرة فيه نسبة الظلم إلى الله جل وعلا، وهكذا كل جبري فإنه ينسب الظلم إلى الله جل وعلا.
إذن إذا كان على ما قالوا ما قولهم في الحكمة؟
هل الله جل وعلا أفعاله معللة؟
طبعا استحضروا هذا الشيء، هل في هذا إثبات الظلم؟
إذن هذا ليش حصل هذا الشيء؟
فاضطروا إلى أن ينفوا الحكمة فيقولون إن الله جل وعلا لا يُوصَفُ بالحكمة ولا يُوصَفُ بأن فعله موافق لحكمة أو فعله معلل.
وهذه هي آخر جملة ذكرها لك شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال (وَيُخرِجُونَ عَنْ أَفْعَالِ اللهِ وَأَحْكَامِهِ حِكَمَهَا وَمَصَالِحَهَا) إذا كان كذلك فهو لا شك نتيجة أنهم ينفون الحِكَمْ وينفون المصالح لأنهم لا يقولون بالاختيار ولا يقولون إن العبد يفعل وإذن يكون هناك أن الله فعل ولا حكمة له في ذلك حتى يتخلصوا من نسبة الله جل وعلا إلى الظلم.
وأصل الضلال في ذلك كما ذكرنا، أصل الضلال في باب القدر في جميع الفرق سواء فرقة الغلاة الإبليسية أو المشركين كل هؤلاء الأصل في ضلالهم هو الخوض في الأفعال.
وكل أحد على الفطرة - ما خاض في هذه المسائل - يُحِسُّ من نفسه أنه مختار، يُحِسُّ من نفسه أنه يفعل هذا أو هذا وهذا شيء فطري ضروري، كل واحد يحس أنه يختار هذا الفعل ويختار هذا الفعل فإما هذا وإما هذا.
فإن عامل الله جل وعلا العبد بِعَدْلِهِ وخَذَلَهُ، عامله بالعدل وتركه ونفسه جعله يختار بدون إعانة.
يختار يعني ما بدا له اختاره وما لم يَبْدُ له تركه إلى آخره - والله أعطى العبد القدرة والاختيار.
وإذا أراد الله جل وعلا بالعبد خيرا أعانه.
أعانه على أن تكون إرادته في الخير وأعانه على تكون إرادته فيما يحب ويرضى.
وهذه الإعانة هي التي تسمى بالتوفيق.
فالتوفيق أمر زائد على الاختيار.
كل أحد يختار أعطاه الله جل وعلا الاختيار ?وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ? هو يريد ويحس ذلك فطرة، المطيع هل إذا أطاع وتعبد الله وأفلح وتابع وأخلص هل هذا الفعل إذا أَحَسَّ هو بالإرادة يُقْنِعُ نفسه بأنه هو الذي حَصَّلَ هذه الأشياء؟
لا، ولكن يعلم أنه أُعِينَ عليها، وهذا هو التوفيق.
فكل أحد من أهل الفطرة إذا فعل طاعة يعلم أنه هو الذي اختار وهو الذي فعل لكن لو شاء الله جل وعلا لصرفه عن ذلك بمعنى، ما معنى لو شاء الله لصرفه؟
بمعنى أن يكله إلى نفسه فلا يوفقه ولا يعينه فإذا تُرِكَ ونفسه فإنه يَضِلْ.
فإذن المؤمن يُحِسُّ بتوفيق الله له، يُحِسُّ بالإعانة يُحِسُّ بأنه حُبِّبَ إليه الخير وكُرِّهَ له الشر، ومن عومل بعدل الله جل وعلا: هو أمامك اختر هذا الطريق أو هذا الطريق.
إذن في مذهب أهل السنة والجماعة فيه إثبات هذه المراتب وفيه إثبات أن أفعال الله معللة، أفعال الله الكونية وكذلك أحكام الله جل وعلا الشرعية.
ففعلُ الله في كَوْنِهِ مُعِلَّلْ.
يعني فَعَل الله جل وعلا لعلة، لحكمة قد نعلمها وقد لا نعلمها، وقد ذكرت لكم أن الحكمة في صفات الله تفسر بأنها وضع الشيء في موضعه الموافق للغايات المحمودة منه.
وضع الشيء في موضعه هذا عدل، فإذا كان وضع الشيء في موضعه موافق لغاية محمودة منه صار حكمة.
الظلم وضع الشيء في غير موضعه مقابل للعدل.
فإذن الله جل وعلا تُثْبَتُ له الحكمة والتعليل في أفعاله الكونية وفي أحكامه الشرعية، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة، والنصوص في ذلك كثيرة بينة.
هذا نهاية مبحث القدر في كلام شيخ الإسلام، هذا المبحث طويل جدا لكن ذكرنا منه ما يتعلق بكلام شيخ الإسلام خاصة في مباحث الأفعال والأحكام إلى آخره.
ومما ينبغي لطالب العلم أن يستحضره دائما في هذا الباب ما ابتدأنا به الكلام وهو أن القدر سر الله جل وعلا، كما قال علي رضي الله عنه (القدر سر الله في تكشفه).
لا يستطيع أحد أن يكشفه، ولكن كيف يحاول ويروم ذلك؟
إذا خاض في الأفعال والتعليلات.
شرح العقيدة الواسطية للشيخ عبد العزيز ال شيخ
ملاحظة بين النجمتين من كلامي لزيادة التوضيح وهي في موضعين (شيخ الاسلام) (اهل السنة والجماعة)
ـ[بيان]ــــــــ[23 - 08 - 05, 05:33 م]ـ
السلام عليكم ...
لعل هذا الدرس يفيدك أخي:
معالم الإيمان بالقضاء و القدر
عبدالرحمن صالح المحمود
اضغط هنا لتحميل الدرس ( http://media.islamway.com/lessons/almahmoud//038.raHman.rm)
...(31/487)
عن بعض كتب العقيدة وأسانيدها اسأل. مهم وعاجل
ـ[أحمد يس]ــــــــ[24 - 08 - 05, 01:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
أضع هذا الموضوع بين أيديكم للإفادة.
قرأت هذا الكلام في بعض المواقع الأشعرية وهو كلام خطير يشكك صاحبه في سند بعض كتب العقيدة المشهورة فهل أجد إجابة عندكم ايها الإخوة.
وها هو كلامه بنصه:
((أردت أن أفيد الأخ ببعض المعلومات المهمة عن بعض هذه المراجع:
1ـ عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني.
هذا الكتاب لا تتوفر منه نسخ خطية تفيد الاطمئنان بعد، وإن كان عامة ما فيه متفق مع مذهب أهل الحديث، والرجل أشعري غالبا وقد حاول بعض الحشوية أن يحرف زيارة القبر إلى زيارة المسجد في مقدمة هذا الكتاب، بل وقع خلط في نسبة الكتاب إلى الأب مرة والابن مرة أخرى، وللكتاب المطبوع إسنادان فيهما كلام وبين نسختيه اختلاف كبير.
2 ـ الحجة في بيان المحجة للأصبهاني.
هذا من أهل القرن السادس عنده أشياء حسنة وأشياء لا يقره عليها حتى الحشوية، وينبغي الحذر منه، لكنه في الجملة على طريقة أهل الحديث.
3 ـ اعتقاد أئمة الحديث للإسماعيلي.
في إسناده رجل مجهول، والكتاب متفق في الجملة مع عقيدة أهل الحديث وفيه تنزيه لله بالغ، وكذا صريح السنة ـ المطبوع لا الذي عند اللالكائي ـ المنسوب للطبري في إسناده مجاهيل باعتراف مخرجيه.
4 ـ شرح السنة للبربهاري.
ليس هو للبربهاري بل نسب إليه خطأ عند ابن أبي يعلى وتبعه من تبعه ثم نسب إليه كذبا وتدليسا في النسخة المطبوعة لأن الخطية منه فيها إسناد ينتهي إلى مؤلفها الحقيقي وهو أحمد بن محمد بن غالب المعروف بغلام خليل وكان كذابا ولقبه أبو داود بدجال بغداد، وتنقل أقاصيص عنه دالة على التجسيم.
5 ـ الإبانة لابن بطة العكبري.
ابن بطة متهم في أمانته وترجمته في اللسان دالة على ذلك وكذا يراجع تاريخ بغداد.
6 ـ رسالة لأهل الثغر للأشعري.
ليست للأشعري وكل من نسبها إليه فقد أخطأ وأما المطبوعة بتعليقات الجليند فمشتملة على تحريفات هو سببها، كتحريفه (من غير أن يكن جوارحا) إلى (مجازا)؟!!!
7 ـ رسالة الاستواء والفوقية للجويني.
ليست للجويني قطعا ونسبتها له من تدليسات الوهابية، وإنما هي لأحمد الواسطي الحزامي صاحب ابن تيمية.
8 ـ الفقه الأكبر وغيره لأبي حنيفة.
في إسناده إليه أبو مطيع البلخي وهو متهم.
فهذه الرسائل لا ينبغي أبدا القطع بنسبة ما فيها إلى من نسبت إليهم بل لا بد من التحري والتدقيق جدا في هذا الباب وقد نبه العلماء إلى خطورة هذه المسالة في كتب مصطلح الحديث في ابواب منها باب الوجادة الصحيحة وباب ما صفة رواية الحديث .. )) انتهى كلامه.
فهل نجد عندكم إجابة على هذا الكلام؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[24 - 08 - 05, 09:10 ص]ـ
7 ـ رسالة الاستواء والفوقية للجويني.
ليست للجويني قطعا ونسبتها له من تدليسات الوهابية، وإنما هي لأحمد الواسطي الحزامي صاحب ابن تيمية.
الأخ أحمد يس وفقه الله
الرسالة لها مخطوطات قديمة مكتوب على طرتها أنها من تأليف الجويني (الأب) منها هذه النسخة المخطوطة المحفوظة في مكتبة الأزهر، والأزهر كما تعلم كان رافضياً ثم صار أشعرياً، ومعنى هذا أن (الوهابيين) ليسوا هم من نسبها إلى الجويني!
وحمّل المخطوطة بنفسك من هنا وطالع ما كتب على طرتها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31644&highlight=%C7%E1%CD%D2%C7%E3%ED%ED%E4
وقس على ذلك باقي افتراءات ذلك الأشعري المنقول عنه المشكك في كتب أئمة السنة
ـ[العوضي]ــــــــ[24 - 08 - 05, 09:40 ص]ـ
ولها نسخة أخرى وهي مصورة في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود مصورة عن ليدن بهولندا.
نقلاً من كتاب: رسالة في إثبات الاستواء والفوقية بتحقيق الدكتور أحمد معاذ بن علوان حقي - دار طويق
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - 08 - 05, 11:30 ص]ـ
اخي الكريم
بالنسبة لابن بطة العكبري
ذكر ابن ماكولا في كتابه الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى
مانصه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/488)
(أبو عبدالله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري الفقيه الحنبلي يعرف بابن بطة أحد الزهاد كتب الكثير وصنف وسمع البغوي وابن أبي داود وابن صاعد وخلقا كثيرا وأما بطة بضم الباء فأبو علي الحسن بن بطة بن سعيد بن عبدالله الزعفراني أصبهاني حدث عن أحمد بن عبدة وبشر بن معاذ وغيرهما))
وذكر الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال اقول بعض من قالوا انه ضعيف في الرواية لكن الذهبي عقب وقال:
((قلت: ومع قلة إتقان ابن بطة في الرواية - فكان إماما في السنة، إماما في الفقه، صاحب أحوال وإجابة دعوة رضي الله عنه)) اهـ
قلت: وهذا يكفي فقوله انه امام في السنة دليل على علمه بالسنة والعقيدة كما ذكرالذهبي كتاب الابانة لابن بطة في موضع اخر من كتابه ميزان الاعتدال حين ذكر احد الرواة واسمه ظفر فقال: - ظفر. ذكره ابن بطة في إبانته
بالنسب الى رسالة اهل الثغر للاشعري فقد اثبتها ابن عساكر في كتابه تبيين كذب المفتري عللا ابي الحسن الاشعري
قال: ((قد وقع إلي أشياء لم يذكرها في تسمية تواليفه فمنها رسالة الحث على البحث ورسالة في الإيمان وهل يطلق عليه اسم الخلق وجواب مسائل كتب بها إلى أهل الثغر في تبيين ما سألوه عنه من مذهب أهل الحق)
بالنسبة للحافظ الاسماعيلي و كتابه اعتقاد ائمة الحديث فهذا اسناده كما جاء في الكتاب ولعل احد الاخوة ينشط ويبحث في في رجال السند:
قال ابن قدامة أخبرنا الشريف أبو العباس مسعود بن عبدالواحد بن مطر الهاشمي قال أنبأ الحافظ أبو العلا صاعد بن يسار الهروي أنبأ أبو الحسن علي بن محمد الجرجاني أنبأ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي قال
بالنسبة للبربهاري فقد ذكر الصفدي في الوافي بالوفيات:
البربهاري الحنبلي
الحسن بن علي بن خلف البربهاري شيخ الحنابلة ومقدمهم الفقيه العابد. كان شديداً على أهل البدع يقال: إنه تنزه عن ميراث أبيه وكان سبعين ألف درهم. وكان تقع الفتن بين الطوائف بسببه فتقدم الإمام القاهر إلى وزيره أبي علي بن مقلة بالقبض عليه؛ لتنقطع الفتن فاستتر فقبض على جماعةٍ من أصحابه ونفوا إلى البصرة
ثم إن البربهاري ظهر في أيام الراضي وظهر أصحابه وانتشروا وعادوا إلى ما نهوا عنه فتقدم الراضي بالله إلى بدر الخرشني صاحب الشرطة ببغداد بالركوب والنداء أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان فاستتر البربهاري أيضاً. وتوفي في الاستتار الثاني سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة
ومن شعره: من المنسرح
من قنعت نفسه ببلغتها ... أضحى غنياً وظل ممتنعا
لله در القنوع من خلق ... كم من وضيع به قد ارتفعا
تضيق نفس الفتى إذا افتقرت ... ولو عزى بربه اتسعا
وكان عارفاً بالمذهب أصولاً وفروعاً
ولما دخل الأشعري بغداد قال رددت على المعتزلة والنصارى والمجوس. وقلت فقال البربهاري: ما أدري مما قلت لا قليلاً ولا كثيراً ولا نعرف إلا ما قاله أحمد بن حنبل فخرج الأشعري وصنف له الإبانة فلم يقبله منه
وللبربهاري مصنفات منها: شرح السنة. وله مقامات ومجاهدات)) اهـ
هذا ماتيسر لي و لعل الاخوة يفيدونك اكثر
ـ[سعيد علي الخاذلي]ــــــــ[24 - 08 - 05, 09:08 م]ـ
الأخ الفاضل
حتى أبين ان طريقته فعلاً سقيمة وتدل على أن الرجل لا يفهم ما يخرج من رأسه لو سألته بهذه الطريقة هل تستطيع ان تثبت التمهيد للباقلاني أو الإنصاف او أي كتاب آخر للباقلاني؟
بهذه الطريقة هل تستطيع ان تثبت الإرشاد للجويني او أي كتاب آخر للجويني؟
بهذه الطريقة هل تستطيع ان تثبت اللمع للأشعري أو استحسان الخوض بعلم الكلام؟
و هل تستطيع ان تثبت مجرد المقالات ابن فورك او مشكل الاحاديث؟
بهذه الطريقة هل تستطيع ان تثبت أصول الدين للبغدادي أو الفرق بين الفرق؟
بهذه الطريقة هل تستطيع ان تثبت أي كتاب للشهرستاني؟
بهذه الطريقة هل تستطيع ان تثبت أي كتاب للرازي؟
بهذه الطريقة هل تستطيع ان تثبت أي كتاب للآمدي؟
طبعاً لا يستطيع يعني مذهب بلا كتب
وأظنه حتى بهذه الطريقة لا يستطيع أن يثبت أيضاً عقيدة الطحاوي!!
ثم لو ذهبت لكتاب ابن حجر أسانيد الكتب المشهورة لوجدت فيه كتاب شيخ الإسلام الصابوني بإسناده لكن بإسمه الآخر ولو كان مجرد اختلاف بعض الألفاظ في النسخ يوجب رد الكتاب لما بقي لنا من الكتب شيئاً -خلا كتاب الله-
أما كتاب الطبري فبهذه الطريقة لا يثبت تفسير الطبري ولا تأريخه!!؟
المصيبة أنه ينسب منهجه الكوثري السقيم لأهل الحديث شرفهم الله، ولكن -ولله الحمد- أهل الحديث متوافرون في هذا المنتدى وسيبنون ما هو منهج أهل الحديث الصحيح
كتبت هذا على عجل والله اعلم
ـ[أحمد يس]ــــــــ[25 - 08 - 05, 01:28 ص]ـ
الإخوة الأفاضل:
جزاكم الله خيرا كثيرا طيبا مباركا فيه.
نحتاج لتفصيل أكبر إخواني في الله ولا شك أن بعض أجوبتكم مفحمة فالحمد لله.
الأخ الفاضل سعد الخاذلي:
هل يمكن أن نجد كتاب ابن حجر الذي أشرت إليه على النت؟
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/489)
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[25 - 08 - 05, 09:12 ص]ـ
رد الشيخ الردادي في مقدمة تحقيقه لشرح السنة على شبهة هذا المبطل، فليراجع لزاما.
ـ[أحمد يس]ــــــــ[25 - 08 - 05, 06:33 م]ـ
الأخ الكريم أبو المقداد:
نرجو منكم -لو لم يكن تعبا عليك- نقل اللازم من المقدمة التي ذكرتها فليس لدينا الكتاب.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[بن حسن الاثرى]ــــــــ[25 - 08 - 05, 07:18 م]ـ
عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان أبو عبد الله العكبري ابن بطة ولد يوم الاثنين لأربع خلون من شوال سنة أربع وثلثمائة وسمع أبا القاسم البغوي ويحيى بن صاعد وأبا بكر النيسابوري وخلقًا كثيرًا وسافر البلاد البعيدة في طلب العلم روى عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس والأجزي والبرمكي وغيرهم وأثنى عليه العلماء الأكابر.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: حدثني القاضي أبو أحمد بن محمد الدلوي قال: لما رجع أبو عبد الله بن بطة من الرحلة لازم بيته سنة فلم ير منها في الأسواق ولا روئي مفرطًا إلا في يومي الأضحى والفطر وكان أمارًا بالمعروف ولم يبلغه خبرًا منكرًا إلا غيره أو كما قال.
أخبرنا أحمد بن علي أخبرنا العتيقي قال: كان ابن بطة شيخًا صالحًا مستجاب الدعوة أخبرنا عبد الرحمن أخبرنا أحمد بن علي قال لم أر في شيوخ أصحاب الحديث ولا في غيرهم أحسن هيئة من ابن بطة.
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري قال: سمعت أخي عبد الله الحسين بن علي يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله: قد اختلفت علينا المذاهب فبمن نقتدي فقال لي عليك بأبي عبد الله بن بطة فلما أصبحت لبست ثيابي واصعدت إلى عكبرا فدخلت إليه فلما رآني تبسم وقال لي: صدق رسول الله صدق رسول الله صدق رسول الله رسول الله يقولها ثلاثًا.
قال المصنف: وقد تعصب له الخطيب بعد أن نقل عن مشائخه الأكابر مدحه فغمزه بأشياء منها أنه قال كتب إلي أبو ذر عبد بن أحمد الهروي من مكة يذكر أنه سمع نصر الأندلسي يقول: خرجنا إلى عكبرا فكتبت عن ابن بطة كتاب السنن لرجاء بن مرجي عن حفص بن عمر الأربيلي عن رجاء فأخبرت الدارقطني فقال: هذا محال دخل رجاء بغداد سنة أربعين ودخل حفص سنة خمسين ومائتين فكيف سمع منه.
قال الخطيب: وحدثني عبد الواحد الأسدي أنه لما أنكر الدارقطني هذا تتبع ابن بطة النسخ التي كتبت عنه وغير الرواية وجعلها عن أبي الراجيان عن فتح بن شخرف عن رجاء وجواب هذا أن أبا ذر كان من الأشاعرة المبغضين وهو أول من دخل الحرم مذهب الأشعري ولا يقبل جرحه لحنبلي يعتقد كفره وأما عبد الواحد الأسدي فهو ابن برهان وكان معتزليًا قال الخطيب: كان ابن برهان يذكر أنه سمع من ابن بطة ولم يرو شيئًا وإنما كانت له معرفة بالنحو واللغة وقال ابن عقيل كمان ابن برهان يختار مذهب مرجئة المعتزلة وينفي الخلود في حق الكفار ويقول دوام العقاب في حق لا يجوز عليه التشفي لا وجه له مع ما قد وصف به نفسه من الرحمة وهذا إنما يوجد في الشاهد لما يعتري الغضبان من طلب الانتقام وهذا يستحيل في حقه قال ابن عقيل: وهذا كلام نرده على قائله ما قد ذكره ة ذلك أنه أخذ صفات الباري تعالى من صفات الشاهد وذكر أن المثير للغضب ما يدخل على قلب الغضبان من غليان الدم طلبًا للانتقام وأوجب بذلك منع دوام العقاب حيث لا يوجد في حقه سبحانه التشفي والشاهد يرد عليه ما ذكره لأن المانع من التشفي غلبة الرحمة والرأفة وكلاهما رفعه طبع وليس الباري بهذا الوصف ولا رحمته وغضبه من أوصاف المخلوقين بشيء وهذا الذي ذكره من عدم التشفي وفورة الغضب كما يمنع دخوله عليه من الدوام يمنع من دخوله ووصفه ينبغي بهذه الطريقة أن يمنع أصل الوعيد ويحيله في حقه سبحانه كسائر المستحيلات عليه ولا يختلف نفس وجودها ودوامها فلا أفسد اعتقادًا ممن أخذ صفات الله من صفاتنا وقاس أفعاله على أفعالنا قال المصنف: فمن كان اعتقاده يخالف اجماع المسلمين فهو خارج عن الإسلام فكيف يقبل قوله وقال محمد بن عبد الملك الهمذاني: كان ابن برهان يميل إلى المرد الملاح ويقبلهم وروى الخطيب عن أبي القاسم التنوخي قال أراد أبي أن يخرجني من عكبرا لأسمع من ابن بطة كتاب المعجم للبغوي فجاءه أبو عبد الله بن بكير وقال له لا تفعل فإن ابن بطة لم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/490)
يسمع المعجم من البغوي وجواب هذا من ثلاثة أوجه أحدهما أن التنوخي كان معتزليًا يميل إلى الرفض فكيف يقبل قوله في سني والثاني أن هذه الشهادة على نفي فمن أين له أنه لم يسمع وإذا قال ابن بطة سمعت فالاثبات مقدم والثالث من أين له أنه إن كان لم يسمع أنهيرويه فمن الجائز أنه لو مضى إليه قال له ليس بسماعي وإنما أرويه إجازة فما أبله هذا الطاعن بهذا إنما وجه الطعن أن يقول قد رواه وليس بسماعه قال الخطيب وحدثني أبو الفضل ابن خيرون قال: رأيت كتاب ابن بطة بمعجم البغوي في نسخة كانت لغيره قد حك سماع وكتب سماعه عليها قال: انظر إلى طعن المحدثين أتراه إذا حصلت للإنسان نسخة فحك اسم صاحبها وكتب سماع نفسه وهي سماعه أيوجب هذا طعنًا ومن أين له أنه لم يعارض بهذا أصل سماعه ولقد قرأت بخط أبي القاسم ابن الفراء أخي القاضي أبي يعلى قال قابلت أصل ابن بطة بالمعجم فرأيت سماعه في كل جزء إلا أني لم أر الجزء الثالث أصلًا. وأخبرنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري عن أبي عبد الله بن بطة قال: كان لأبي بغداد شركاء وفيهم رجل يعرف بأبي بكر فقال لأبي ابعث إلى بغداد ابنك ليسمع الحديث فقال ابني صغير فقال أنا أحمله معي فحملني إلى بغداد فجئت إلى ابن منيع وهو يقرأ عليه الحديث فقال لي بعضهم: سل الشيخ يخرج إليك معجمه فسألت ابنه أو ابن بنته فقال: إنه يريد دراهم فأعطيناه ثم قرأنا عليه كتاب المعجم في نفر خاص في مدة عشرة أيام أو أقل أو أكثر وذلك في سنة خمس عشرة أو ست عشرة واذكره وقد قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني في سنة أربع وعشرين مائتين فقال المستملي: خذوا هذا قبل أن يولد كل مولود على وجه الأرض.
وسمعت المستملي وهو أبو عبد الله بن مهران يقول له: من ذكرت يا ثلث الإسلام.
قال المصنف: فإذا كان ابن بطة يقول سمعت المعجم وقد ثبت صدقه وروى سماعه يدفع هذا بنفي فيقال ما سمع فالقادح بهذا لا يخلو إما أن يكون قليل الدين أو قليل الفهم فيكون ما رآه حاضرًا مع طبقته فينفي عنه السماع قال الخطيب وحدثني عبد الواحد بن برهان قال قال لي محمد بن أبي الفوارس روى ابن بطة عن البغوي عن مصعب عن مالك عن الزهري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " طلب العلم فريضة على كل مسلم " قال الخطيب: هذا باطل من حديث مالك والحمل فيه على ابن بطة.
قال المصنف: وجواب هذا من وجهين أحدهما أن هذا لا يصح عن برهان قال شيخنا أبو محمد عبد الله بن علي المقريء شاهدت بخط الشيخ أبي القاسم بن برهان وكان الخط بيد الشيخ أبي الكرم النحوي بما حكاه عني أحمد بن ثابت الخطيب من القدح في الشيخ الزاهد أبي عبد الله بن بطة لا أصل له وهو شيخي وعنه أخذت العلم في البداية والثاني أنه لو صح فقد ذكرنا القدح في ابن برهان فيقال حينئذ للخطيب لم قبلت قول من يعتقد مذهب المعتزلة وإن الكفار لا يخلدون فيخرج بذلك إلى الكفر بخرقه الإجماع فيمن شهدت له بالسفر الطويل وطلب العلم وحكيت عن العلماء أنه الصالح المجاب الدعوة أفلا تستحي من الله أن تجعل الحمل عليه في حديث ذكره عنه ابن برهان ولا تجعل الحمل على ابن برهان نعوذ بالله من الهوى توفي عبد الله بن بطة بعكبرا في محرم هذه السنة.
ـ[أحمد يس]ــــــــ[29 - 08 - 05, 05:01 م]ـ
الإخوة الأفاضل:
**بالنسبة لكتاب اعتقاد أهل الحديث للحافظ الإسماعيلي:
ألقيت نظرة طويلة على السند ولاحظت الآتي:
1 - لم أجد ترجمة للشريف أبو العباس مسعود بن عبدالواحد بن مطر الهاشمي بعد بحث مضني.
2 - كما أني لم أعرف "أبو الحسن علي بن محمد الجرجاني" واقصد بعدم معرفته عدم تمييزه عن غيره لأن هذا الاسم قد اشترك فيه كثيرون كما هو واضح في تاريخ جرجان ولم توضح تراجم "صاعد بن يسار" مشايخه.
والله اعلم.
**بالنسبة لترجمة ابن بطة العكبري فقد لاحظت في مصادر ترجمته أنه إمام مقدم في السنة وعلم فيها ولكنه ضعيف -على الأقل- في روايته وهو واضح في ترجمته فهل هذا يدل على طرح أسانيده التي تفرد فيها في كتبه "الإبانة وغيرها"؟
نرجو مزيد تفاعل من مشايخ الملتقى الكرام.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[30 - 08 - 05, 05:32 م]ـ
بخصوص هذا الموضوع، فأعتقد انه مسالة التشكيك هذه كان يمارسها الكوثري في بعض تعليقاته وللأسف كان الهدف من ورائها هو تضليل القراء وأصبحت بعد ذلك ذريعة لبعض أهل البدع من بعده ..
وحال بعضهم أنك إذا أتيت بكلام لإمام مشهور من كتاب له، قالوا أن هذا الكتاب لا يثبت نسبته للإمام؟! بسبب: جهالة الناسخ، عدم توفر نسخ خطية معروفة وموثقة سليمة من تصرف النساخ؟!!!!!!!!!، وجود اسماء في سند المخطوطة مجاهيل؟!! وكذلك يقال هذا الكتاب صنف في أول الأمر و المصنف تراجع عنه في آخر إيامه؟!!!!!!
فانا من وجهة نظري أرى أن ينقاش مثل هذا الموضوع مع توفير أمثلة لكتب مشهورة من باب إلزام المدعي
فمثلا من شكك بطريقة معينة في كتاب خلق أفعال العباد لإمام لبخاري، فيرد عليه بالمثل حيث تعمم طريقته على جميع كتب البخاري ومسلم وغيرها من الكتب سواء الفقهية او العقائدية
وياليت الأخوان يثرون الموضوع بالأمثلة لكي تعم الفائدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/491)
ـ[أحمد يس]ــــــــ[02 - 09 - 05, 01:12 ص]ـ
للرفع رفع الله قدركم.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[02 - 09 - 05, 01:45 م]ـ
آمل من الأخوة طلبة العلم المشاركة الفعالة جزاكم الله خيرا
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - 09 - 05, 06:26 م]ـ
بالنسبة للفقه الاكبر للامام ابو حنيفة فهو من روايه ابنه حماد
اما الفقه الابسط فهو من رواية البلخي و هو ضعيف
راجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32572
ـ[ليث التميمي]ــــــــ[05 - 09 - 05, 01:23 ص]ـ
ياقوم: أصلحكم الله
إن الأشاعرة ينفون جل صفات الله عز وجل , فهل تستغربون منهم نفي المصنفات
عن مصنفيها؟!!.
لاتشغلوا أنفسكم بأقوالهم أخزاهم الله.
ثم انظروا لمايلي: ثم دخلت سنة سبع وثمانين وثلاثمائة
(وقد تصدى الخطيب البغدادي للكلام في ابن بطة والطعن فيه بسبب ادعائه سماع السنن لرجاء ابن مرجي ومعجم البغوي وأسند بعض الجرح فيه إلى شيخه عبدالواحد بن علي الأسدي المعروف بابن برهان اللغوي فانتدب ابن الجوزي للرد على الخطيب والطعن عليه أيضا بسبب بعض مشايخه والانتصار لابن بطة فحكى عن أبي الوفاء بن عقيل أن ابن برهان كان يرى مذهب مرجئة المعتزلة في أن الكفار لا يخلدون في النار وقالوا: لأن دوام ذلك ممن لا يتشفى لا معنى له هنا مع أنه قد وصف نفسه بأنه أرحم الراحمين ثم شرع ابن عقيل يرد على ابن برهان
قال ابن الجوزي: فكيف يقبل الجرح والتعديل من مثل هذا؟ ثم روى ابن الجوزي بسنده عن ابن بطة أنه سمع المعجم من البغوي قال: والمثبت مقدم على النافي قال الخطيب: وحدثني عبد الواحد بن برهان قال: قال محمد بن أبي الفوارس: روى ابن بطة عن البغوي عن أبي مصعب عن مالك عن الزهري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم. قال الخطيب: وهذا باطل من حديث مالك والحمل فيه على ابن بطة قال ابن الجوزي: وجواب هذا من وجهين أحدهما أنه وجد بخط ابن برهان أن ما حكاه الخطيب في القدح في ابن بطة باطل، وهو شيخي أخذت عنه العلم في البداية الثاني أن ابن برهان قد تقدم القدح فيه بما خالف فيه الاجماع، فيكف قبلت القول في رجل قد حكيت عن مشايخ العماء أنه رجل صالح مجاب الدعوة نعوذ بالله من الهوى) البداية والنهاية ج11.
فهل اتضح لكم سبب الطعون المتقدمة.
ـ[أحمد يس]ــــــــ[05 - 09 - 05, 10:47 م]ـ
الأخ ليث التميمي:
جزاكم الله خيرا على هذا النقل الثمين.
بالنسبة لابن بطة -رحمه الله- فترجمته طويلة جدا ومعظمها يدل على ضعفه ووهاء حفظه في الحديث فهذه مرتبته في علم الحديث ولكنه إمام وصدوق في نفسه وترجمته في مصادر عديدة تدل عليه انظر مقدمة تحقيق كتاب الشرح والإبانة على أصول الديانة.
ومن أمثلة الكلام على روايته ما:
قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ:"كَانَ ضَعِيفًا فِي الرِّوَايَةِ".
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ:"ضَعِيفٌ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ". وَقَالَ فِي "الْمِيزَانِ": "إِمَامٌ لَكِنَّهُ صَاحِبُ أَوْهَامٍ". وَقَالَ فِي كِتَابِهِ "الْعُلُوِّ": "صَدُوقٌ تَكَلَّمُوا فِي إِتْقَانِهِ".
وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: "إِمَامٌ لَكِنَّهُ ذُو أَوْهَامٍ".
وَقَالَ ابْنُ الْعِمَادِ فِيهِ: "لَكِنَّهُ ضَعِيفٌ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ".
وقد فصل في هذا الموضوع العلامة المعلمي رحمه الله في رده على الكوثري في كتاب التنكيل.
مشاركتي هذه للمشاركة وللرفع أيضا.
والله أعلم.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[05 - 09 - 05, 11:43 م]ـ
فائدة مهمة قال ابن الجوزي في المنتظم ((سعد الله بن محمد بن علي بن أحمدي، أبوالبركات سمع ابا الخطاب الكلوذانى وابا عبد الله بن، طلحة وابا بكر الشاشي وكان خيراً وسمعت عليه كتاب السنة للالكائي عن الطريثيثي عنه.))
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 12:45 ص]ـ
بارك الله فيك اخي احمد يس
1ـ عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني.
هذا الكتاب لا تتوفر منه نسخ خطية تفيد الاطمئنان بعد، وإن كان عامة ما فيه متفق مع مذهب أهل الحديث، والرجل أشعري غالبا وقد حاول بعض الحشوية أن يحرف زيارة القبر إلى زيارة المسجد في مقدمة هذا الكتاب، بل وقع خلط في نسبة الكتاب إلى الأب مرة والابن مرة أخرى، وللكتاب المطبوع إسنادان فيهما كلام وبين نسختيه اختلاف كبير.
هذا من تلبيسه و تدليسه , و إلا فمن يطلع على كتاب شيخ الإسلام الصابوني و ما نقله في إثبات الصفات في هذا الكتاب يعلم انه يغيظ كل جهمي بليد
و من نسبه للتمشعر لم يُوفق , فالشيخ على عقيدة أهل السنة والجماعة , يقول بفوقية الله تعالى على عرشه و انه فوق سماواته , و يستدل بكلام الامام الشافعي لحديث الجارية و كذا يستدل بالاية الكريمة {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)}
في ان الله تعالى فوق سماواته و يُثبت الصفات كالنزول و يستدل عليه بمناظرة إمام أهل السنة إسحاق بن راهويه في إثباته ان النزول يقتضي العلو
و عقيدة أهل الحديث تُخالف عقيدة هذا الجهمي فماذا يريد من أهل الحديث؟؟؟
و قوله:وللكتاب المطبوع إسنادان فيهما كلام
فهذا من مكره و خبثه , لأنه يقصد ان الإسناد مسلسل بالأئمة المقادسة الحنابلة ممن أحرقوا أئمة البدع و الضلالة , و هذا ليس بضائر الكتاب لأنهم أئمة ثقات عند أهل السنة - لا الجهمية - ,و في أحد نسخه تملّك للإمام العلامة عبدالرحمن بن حسن بن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب
و للعلم: فقد نقل الحافظ قوّام السنة أبو القاسم الأصبهاني في كتابه: الحجة في بيان المحجة و بيان عقيدة أهل السنة " نقولا كثيرة من هذا الكتاب بسنده فهو يروي بواسطة واحدة عن شيخ الإسلام الصابوني و هذا غاية في العلو لا يمكن لجهمي محترق ان يرده
و النقول موافقة للمطبوع و الحمدلله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/492)
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 12:49 ص]ـ
2 ـ الحجة في بيان المحجة للأصبهاني.
هذا من أهل القرن السادس عنده أشياء حسنة وأشياء لا يقره عليها حتى الحشوية، وينبغي الحذر منه، لكنه في الجملة على طريقة أهل الحديث.
و هذا الكتاب تألم منه هذا الجهمي غاية التألم و قد أحرقه و آلمه ما فيه من رد على الأشاعرة و كيف يفرّق الإمام قوام السنة الأصبهاني بين أهل السنة و الأشاعرة فيقول: قال أهل السنة .... و قال الأشعرية ... و قال المعتزلة
و آلمه ما نقله الحافظ قوام السنة عن شيخه السمعاني في الرد على المتكلمين ممن أوجبوا النظر او قالوا أن أحاديث الأحاد ليست بحجة و غيرها مما في هذا الكتاب من فوائد تُشد الرحال إليه
و طريقة أهل الحديث تغاير طريقة هذا الجهمي , فالامام قوام السنة يُثبت العلو - علو الذات و القهر و القدر و الاول عند الجهمي هو علو حسي لا يجوز على الله تعالى لأن ذلك يعني التحيز و الحلول .... ألخ هنبثات الجهمية - و الفوقية لله تعالى و يذكر كلام اهل السنة ثم يذكر كلام الاشاعرة و يرد عليهم
و هو مشدد في مسألة التأويل و الرد عليه
و ذكر رحمه الله العديد من أئمة السنة و الجماعة و روى عنهم بأسانيده الكثير من الفوائد المشوّقة و الجليلة - ولم يذكر أئمة هذا الجهمي ممن ينتسب إليهم زورا كالأشعري و غيره و هذا دليل على تشدد الإمام الأصبهاني في ذكر أئمة السنة المحققين في الإعتقاد دون غيرهم ممن تقلب في بدع ثم تاب عفا الله عنهم , و كذا ذكر ابن فورك الأشعري و غيره على انه من اهل الكلام و كان يسوق كلامه في معرض التعليق عليه او الرد -
و ليت أحد الأخوة يجرد هذا الكتاب و يستخرج منه الفوائد الجليلة التي حواها هذا السفر الجليل من الرد على من قال بعدم حجية خبر الاحاد و الرد على من نفى الصفات و الرد على من تأول الاستواء و الرد على من نفى العلو و الفوقية و ما أورده من أقوال الأئمة الأعلام و كتبهم التي يُعتمد عليها ككتاب السنة للإمام عبدالله بن الإمام أحمد - و هذا الكتاب يغيظ كل جهمي على وجه الأرض - و غير ذلك من الفوائد
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 01:16 ص]ـ
8 ـ الفقه الأكبر وغيره لأبي حنيفة.
في إسناده إليه أبو مطيع البلخي وهو متهم.
بداية نورد على هذا الجهمي كلام شيخه الكوثري:
قال الكوثري في مقدمة تحقيقة للفقه الأبسط: ((والفقه الأكبر رواية أبي مطيع عن أبي حنيفة المعروف عند أصحابنا بالفقه الأبسط، والفقه الأكبر رواية حماد بن أبي حنيفة عن أبيه ... فتلك الرسائل هي العمد عند أصحابنا في معرفة العقيدة الصحيحة التي كان عليها النبي صلى الله عليها وسلم وأصحابه الغر الميامين، ومن بعدهم من اهل السنة على توالي السنين)) ص3
فهل سيقول ان شيخه الكوثري لا ينبغي ان يقطع بنسبة ما في هذا الكتاب بل كان لا بد له من التحري والتدقيق جدا في هذا الباب وقد نبه العلماء إلى خطورة هذه المسالة في كتب مصطلح الحديث في ابواب منها باب الوجادة الصحيحة وباب ما صفة رواية الحديث!
و ننتظر منه ان يبدأ بكتابة موضوع في الرد على الكوثري في هذه النقطة ان كان رجلاً!
و هذا رد من أحد الأشاعرة على هذا الكلام نقابل هذا الجهمي بكلام أصحابه:
قال الإمام أبو المظفر الإسفراييني في " التبصير في الدين ": كتاب العالم والمتعلم لأبي حنيفة، فيه الحجج القاهره على أهل الإلحاد والبدعة، وكتاب " الفقه الأكبر " الذي أخبرنا به الثقة بطريق معتمد وإسناد صحيح عن نصر بن يحي عن أبي حنيفة.
وقال العلامة مرتضى الزبيدي في " إتحاف السادة المتقين ": جاء في مناقب الإمام الأعظم لمحمد بن محمد الكردي عن خالد بن زيد العمري أنه قال: كان أبو حنيفة ومحمد وزفر وحماد بن أبي حنيفة قد خصموا بالكلام الناس وهم أئمة العلم، وعن أبي عبدالله الصيمري: أن الأمام أبا حنيفة كان متكلم هذه الأمة في زمانه وفقيههم في الحلال والحرام.
ثم قال (أي الزبيدي): وقد علم مماتقدم أن هذه الكتب من تأليف الإمام نفسه والصحيح أن هذه المسائل المذكورة في هذه الكتب من أمالي الإمام التي أملاها على أصحابه: كحماد وأبي يوسف وأبي مطيع البلخي وأبي مقاتل السمرقندي وتلقاها عنهم جمع من الأئمة كإسماعيل بن حماد (حفيد الإمام) ومحمد بم مقاتل الرازي ومحمد بن سماعة ونصير بن يحي البلخي وشداد بن الحكم وغيرهم الى ان وصلت بالإسناد الصحيح إلى الإمام أبي منصور الماتوريدي، فمن عزاهن الى الإمام صح لكون تلك المسائل من إملائه ومن عزاهن إلى أبي مطيع البلخي أوغيره ممن هو في طبقته أو ممن هو بعدهم صح، ونظير ذلك المسند المنسوب للإمام الشافعي فإنه من تخريج أبي عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر النيسابوري، أبي العباس الأصم، من أصول الشافعي.
ثم قال الزبيدي ولازال الكلام له: ونحن نذكر لك من نقل هذه الكتب واعتمد عليها
فمن ذلك: فخر الإسلام البزدوي وقد ذكر في أصوله جملة من الفقه الأكبر، وكتاب العالم والمتعلم والرسالة - وقال أخيرا وقد ذكر جملا من الكتب الخمسة (الفقه الأكبر، والعالم والمتعلم، الفقه الأوسط، الرسالة، الوصية) منقولا عنها في نحو ثلاثين كتابا من كتب الأئمة، وهذا القدر كاف في تلقي الأمة لها بالقبول .. والله أعلم. إنتهى كلام العلامة الزبيدي (إتحاف السادة المتقين 2/ 14)
وانظر للتوثيق " الفهرست " لابن النديم ص285 حيث قال: له (للإمام أبي حنيفة) الفقه الأكبر ورسالة الى البتِّي. انتهى
أغلب مافي هذا النقل مستفاد من مقدمة الشيخ: وهبي سليمان غاوجي لتحقيق شرح الفقه الأكبر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/493)
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 01:48 ص]ـ
و من نفائس ما قاله شيخ الإسلام الصابوني في كتابه هذا - حيث عقد فصلا و ذكر فيه بعض أئمة السنة -:
[علامات أهل السنة]
وإحدى علامات أهل السنة حبهم لأئمة السنة، وعلمائها وأنصارها وأو ليائها، وبغضهم
لأئمة البدع، الذين يدعون إلى النار، ويدلون أصحابهم على دار البوار، وقد زين الله سبحانه قلوب أهل السنة ونورها بحب علماء السنة فضلا منه جل جلاله.
أخبرنا الحاكم أبو عبدالله الحافظ أسكنه الله وإيانا الجنة، حدثنا محمد بن إبراهيم بن الفضل المزكي، حدثنا أحمد بن سلمة، قرأ علينا أبو رجاء قتيبة بن سعيد كتاب الإيمان له، فكان في آخره: فإذا رأيت الرجل يحب سفيان الثوري، ومالك بن أنس والأوزاعي، وشعبة وابن المبارك، وأبا الأحوص وشريكا ووكيعا ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن ابن مهدي فاعلم أنه صاحب سنة، قال أحمد بن سلمة رحمه الله: فألحقت بخطي تحته: ويحيى وأحمد بن حنبل، واسحق بن راهويه، فلما انتهينا إلى هذا الموضع نظر الينا أهل نيسابور، وقال: هؤلاء القوم يبغضون يحيى بن يحيى، فقلنا له: يا أبا رجاء ما يحيى بن يحيى؟ قال رجل صالح إمام المسلمين، وإسحاق بن إبراهيم إمام، وأحمد بن حنبل أكبر تن سميتهم كلهم، وأنا ألحقت بهؤلاء الذين ذكر قتيبة رحمه الله، أن من أحبهم فهو صاحب سنة من أئمة أهل الحديث الذين بهم يقتدون، وبهديهم يهتدون، ومن جملتهم وشيعتهم أنفسهم يعدون، وفي اتباعهم آثارهم يجدون جماعة آخرين، منهم محمد بن إدريس الشافعي، وسعيد بن جبير والزهري، والشعبي والتيمي ومن بعدهم، كالليث بن سعد والأوزاعي والثوري وسفيان بن عيينة الهلالي، وحماد بن سلمة وحماد بن زيد، ويونس بن عبيد، وأيوب وابن عوف ونظرائهم. ومن بعدهم مثل يزيد بن هارون، وعبد الرزاق وجرير بن عبد الحميد، ومن بعدهم محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري، وأبي داود السجستاني وأبي زرعة الرازي، وأبي حاتم وابنه ومحمد بن مسلم بن واره، ومحمد بن أسلم الطوسي، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة الذي كان يدعى إمام الأئمة، والمقري كان إمام الأئمة في عصره ووقته، وأبي يعقوب إسحاق بن إسماعيل البستي، وجدي من قبل أبي أبو سعيد يحيى بن منصور الزاهد الهروي، وعدي بن حمدويه الصابوني، وولديه سيفي السنة أبي عبدالله الصابوني وأبي عبد الرحمن الصابوني، وغيرهم من أئمة السنة المتمسكين بها، ناصرين لها داعين إليها موالين عليها، وهذه الجمل التي أثبتها في هذا الجزء كانت معتقد جميعهم، لم يخالف فيها بعضهم بعضا، بل أجمعوا عليها كلها، واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم وإخزائهم وابعادهم واقصائهم، والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم، قال الأستاذ الإمام رحمه الله: وأنا بفضل الله عز وجل متبع لآثارهم مستضيء بأنوارهم، ناصح لإخواني وأصحابي أن لا يزلقوا عن منارهم، ولايتبعوا غير أقوالهم، و لا يشتغلوا بهذه المحدثات من البدع التي اشتهرت فما بين المسلمين، وظهرت وانتشرت، ولو جرت واحد منها على لسان واحد في عصر أولئك الأئمة لهجروه، وبدعوه ولكذبوه وأصابوه بكل سوء ومكروه، ولا يغرن إخواني حفظهما الله كثرة أهل البدع، ووفور عددهم فإن ذلك من أمارات اقتراب الساعة، إذ الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: " إن من علامات الساعة واقترابها أن يقل العلم ويكثر الجهل " والعلم هو السنة، والجهل هو البدعة، ومن تمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل بها واستقام عليها، ودعا إليها كان أجره أوفر وأكثر من أجر من جرى على هذه الجملة في أوائل الإسلام والملة، إذ الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم قال له: " أجر خمسين فقيل: خمسين منهم؟ قال: بل منكم". إنما قال صلى الله عليه وسلم ذلك لمن يعمل بسنته عند فساد أمته.)
و قد روى شيخ الإسلام الصابوني الكثير عن شيوخه فكيف يطعن الجهمية بعد ذلك في كتابه هذا؟؟
و قد ذكر رحمه الله الأئمة الكبار ممن ناصروا السنة و كان ان ذكر بعض الأئمة ممن يكرههم الجهمية كالامام ابن خزيمة صاحب كتاب التوحيد - و اسماه الرازي شيخ هؤلاء الجهمية: كتاب الشرك!!! - و الامام عثمان بن سعيد الدارمي صاحب النقض و الرد على الجهمية - وكلام الكوثري فيه لا يخفى! -
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 02:00 ص]ـ
فهذا من مكره و خبثه , لأنه يقصد ان الإسناد مسلسل بالأئمة المقادسة الحنابلة ممن أحرقوا أئمة البدع و الضلالة , و هذا ليس بضائر الكتاب لأنهم أئمة ثقات عند أهل السنة - لا الجهمية - ,و في أحد نسخه تملّك للإمام العلامة عبدالرحمن بن حسن بن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب
و ممن قرأ هذا الكتاب على الشيخ جمال الدين ابن شكر: الحافظ ابن كثير الشافعي كما هو مثبت في سماعات الكتاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/494)
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 03:07 ص]ـ
سوف نتوه وسط المشاركات الكبيرة
يارت احد الاخوة الافاضل يجمعهم لنا فى مشاركة واحدة
وجزاكم الله كل خير كل من ساعد بمعلومة(31/495)
أهم الشبه التي يستدل بها الصوفية لتجويز الشرك عياذاً بالله مع الرد
ـ[العوضي]ــــــــ[30 - 08 - 05, 11:10 ص]ـ
احتج الصوفية لتجويز توسلهم الشركي بحديث الضرير الذي رواه عثمان بن حنيف أن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني. قال: «إن شئت دعوت لك وإن شئت أخرت ذاك فهو خير» وفي رواية: «وإن شئت صبرت فهو خير لك»، فقال ادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه فيصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء: «اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي، اللهم فشفعه في وشفعني فيه» قال ففعل الرجل فبرأ. [انظر تحفة الأحوذي 10/ 32]
هذا الحديث هو أعظم حجة عندهم وقد استدل به: محمد بن علوي المالكي في «مفاهيم يجب أن تصحح (52)»، ودحلان في «الدرر السنية» ص8، والنبهاني في «الأنوار المحمدية (604)». والعزامي في «البراهين الساطعة (349». قالوا: وهذا الحديث صريح في أمره صلى الله عليه وسلم لذوي الحاجات بالتوسل به، وندائه في مغيبه وفي حياته، وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وقد فهم منه الصحابة ذلك.
وقالوا: فالتوسل والتشفع والاستغاثة كلها بمعنى واحد وليس لها في قلوب المؤمنين معنى إلا التبرك بذكر أحباء الله تعالى لما ثبت أن الله يرحم العباد بسببهم سواء كانوا أحياء أو أمواتاً.
الرد على استدلالهم بهذا الحديث:
لو نظرنا إلى هذا الحديث وفهمنا معناه الفهم الصحيح سنرى أنه لا حجة فيه للمتصوفة وغيرهم الذين استدلوا به على جواز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأولياء بل الحديث دليل على التوسل المشروع بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو التوسل بدعائه؛ وذلك لأنه لو كان التوسل بذات النبي كاف بدون التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم لما جاء ذاك الصحابي الجليل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه الدعاء، وإنما لاكتفى بتوسله بذات النبي صلى الله عليه وسلم والتوجه إليه بالدعاء والاستغاثة كما يفعله المتصوفة هذا اليوم، وعلى هذا فالحديث دليل عليهم لا لهم كما وهم المتصوفة والقبوريون عامة، ويظهر هذا جلياً من خلال النقاط التالية:
1 - قول الأعمى: «ادع الله أن يعافيني»، وقول النبي صلى الله عليه وسلم مجيباً له: «إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت وهو خير». وقول الأعمى: «فادعه»، فيه دليل واضح وصريح أن الأعمى ما جاء إلا من أجل أن يدعو له الرسول صلى الله عليه وسلم.
2 - قول الأعمى: في آخر الدعاء الذي علمه إياه الرسول صلى الله عليه وسلم: «اللهم شفعه في» دليل واضح على أنه طلب الدعاء، وشفاعة الرسول تكون بدعاء الشافع للمشفوع له؛ فدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا له، والأعمى يطلب من الله قبول دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم.
3 - قول الأعمى في دعائه: «اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم» المراد به: أتوسل إليك بدعاء نبيك، بحذف المضاف، وهذا أمر معروف في اللغة، كقوله تعالى: (واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها) أي أهل القرية، وأصحاب العير، ونحن ومخالفونا متفقون على ذلك.
4 - لو حمل حديث الضرير على التوسل بالذات لكان معطلاً لقوله فيما بعد: «اللهم فشفعه في، وشفعني فيه»، وهذا لا يجوز، فثبت المراد، وبطل الاستدلال به على التوسل بالذات المحمدية. والحمد لله.
ثم إنا نقول: لو نظرنا إلى حديث الأعمى فإننا لا نجد فيه ولو لفظاً واحداً من قريب أو بعيد فيه إشارة إلى جواز التوجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم رأساً بالدعاء والاستغاثة كما رأينا في الأبيات السابقة التي يتوجه فيها المتصوفة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وعلى هذا فنقول: إن حديث الأعمى في الحقيقة ليس نصاً في محل النزاع، وإنما هو شيء خارج عنه، فإن نزاعنا مع المتصوفة الذين يدعون الأنبياء والأولياء ليس في التوسل فحسب بنوعية المشروع والممنوع، وإنما نزاعنا معهم هو في التوجه بالدعاء والاستغاثة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والأولياء الذي يفعلونه يومياً ويسمونه توسلاً مع أنه ليس كذلك، بل هو دعاء واستغاثة عياذاً بالله من الشرك.
[هذا اشهر حديث يستدلون به، وهناك لهم شبه أخرى أقل من هذه، وهي كثيرة ليس هذا موطن الرد عليها، ولمن أراد الاطلاع عليها مع الرد عليها فعليه بمراجعة كتب أهل السنة في هذا الباب، ومنها: «قاعدة في التوسل والوسيلة» لشيخ الإسلام ابن تيمية، «التوصل إلى حقيقة التوسل» للرفاعي، «التوسل: أنواعه وأحكامه» للألباني، «غاية الأماني» للألوسي، «أنواع أحكام التوسل» لعبدالله الأثري].
حكم التوجه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعاء والاستغاثة:
لقد اعتبر العلماء أن التوجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء والاستغاثة شركاً أكبر مخرج من الملة -عياذاً بالله- وممن نقل أقوال العلماء وحكم الشرك مع هذه العقيدة:
شيخ الإسلام ابن تيمية في «الرسالة ضمن مجموعة التوحيد (119)» و «التوسل والوسيلة» (ص136وص154 وص70 وص122)، و «الرسالة السنية» نقلاً عن «تيسير العزيز الحميد» (ص338). وابن القيم: في «مدارج السالكين» (1/ 346) و «إغاثة اللهفان» (1/ 102). وابن عبدالهادي في «الصارم المنكي» (ص351). وعبدالله القصيمي في «الصراع بين الوثنية والإسلام» (ص309 - 310). ومحمد صديق حسن خان في «الدين الخالص» (ص26) «وفي فتح البيان» (4/ 225). والشوكاني في «الدر النضيد» (ص33) وفي «شرح الصدور» (ص71). د/رشيد رضا في «المنار (9/ 507،510).
نقلا عن موقع (فرق)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/496)
ـ[حنبل]ــــــــ[30 - 08 - 05, 12:34 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم و زدنا.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[31 - 08 - 05, 03:40 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[العوضي]ــــــــ[31 - 08 - 05, 03:39 م]ـ
وإياكما حفظكما الله
ـ[ماجد الودعاني]ــــــــ[04 - 09 - 05, 02:39 م]ـ
جزاك الله خيرًا .. وأعانكم على مكابدتهم ..
ـ[أبو يوسف المكي]ــــــــ[12 - 09 - 05, 10:45 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المهم أخي العوضي
ونحن بانتظار المزيد
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[13 - 09 - 05, 04:20 م]ـ
[ quote= العوضي]
وعبدالله القصيمي في «الصراع بين الوثنية والإسلام» (ص309 - 310).
Quote]
أليس هذا القصيمي الهالك الطاعن في دين الله الذي انقلب على عقبيه، فرد السنة النبوية، بعد أن كان ملقبا بابن قيم زمانه، فهلك في مصر شريدا طريدا، أم أنه غيره.
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 09 - 05, 09:01 ص]ـ
الأخوان ماجد الودعاني , و أبو يوسف المكي: وإياكما بارك الله فيكما
الأخ الكريم راجي رحمة ربه , نعم صاحب الكتاب هو القصيمي الطاعن في دين الله
أسأل الله أن يثبتنا وإياكم على دينه , وأن يقبض أرواحنا ونحن على السنة
ـ[رمضان محمد رمضان]ــــــــ[17 - 09 - 05, 02:17 م]ـ
للاخ الكريم كيف نستطيع التوفيق بين ما نقلت من اقوال بعدم جواز التوسل بالانبياء وشرك صاحبه وقوله تعالى ولو انهم اد ظلموا انفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما كما انى ارجوا من الاخ الكريم ان يطلع على ما قال العلماء وادلتهم فى جواز التوسل بحيت يجعل القاري على بصيرة بما نقلت وهل اقوالك محل تسليم عند جل العلماء والى اى معنى قول الله تعالى وجيها فى الدنيا والاخرة
لقد اعتبر العلماء أن التوجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء والاستغاثة شركاً أكبر مخرج من الملة -
هل تقصد بانه محل اجماع ام هو قول بعضهم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 09 - 05, 11:52 ص]ـ
) وسئل فضيلة الشيخ (ابن عثيمين): عن حكم التوسل بالنبي، صلى الله عليه وسلم؟
فأجاب قائلاً: التوسل بالنبي – صلى الله عليه وسلم – أقسام:
الأول: أن يتوسل بالإيمان به فهذا التوسل صحيح، مثل أن يقول:: "اللهم إني آمنت بك وبرسولك فاغفر لي"؛ وهذا لا بأس به؛ وقد ذكره الله-تعالى- في القرآن الكريم في قوله:] ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار [(1)، ولأن الإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وسيلة شرعية لمغفرة الذنوب، وتكفير السيئات؛ فهو قد توسل بوسيلة ثابتة شرعاً.
الثاني: أن يتوسل بدعائه – صلى الله عليه وسلم – أي بأن يدعو للمشفوع له؛ وهذا أيضاً جائز وثابت لكنه لا يمكن أن يكون إلا في حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم -؛ وقد ثبت عن عمر – رضي الله عنه – أنه قال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا" وأمر العباس أن يقوم فيدعو الله- سبحانه وتعالى – بالسقيا؛ فالتوسل في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم –بدعائه جائز، ولا بأس به.
الثالث: أن يتوسل بجاه الرسول، صلى الله عليه وسلم، سواء في حياته، أو بعد مماته: فهذا توسل بدعي لا يجوز؛ وذلك لأن جاه الرسول –صلى الله عليه وسلم- لا ينتفع به إلا الرسول – صلى الله عليه وسلم –؛ وعلى هذا فلا يجوز للإنسان أن يقول:: اللهم إني أسألك بجاه نبيك أن تغفر لي أو ترزقني الشيء الفلاني؛ لأن الوسيلة لا بد أن تكون وسيلة؛ والوسيلة مأخوذة من الوسل بمعنى الوصول إلى الشيء؛ فلا بد أن تكون هذه الوسيلة موصلة إلى الشيء وإذا لم تكن موصلة إليه فإن التوسل بها غير مجد، ولا نافع؛ وعلى هذا فنقول: التوسل بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يتوسل بالإيمان به، واتباعه؛ وهذا جائز في حياته، وبعد مماته.
القسم الثاني: أن يتوسل بدعائه أي بأن يطلب من الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن يدعو له فهذا جائز في حياته لا بعد مماته؛ لأنه بعد مماته متعذر.
القسم الثالث: أن يتوسل بجاهه، ومنزلته عند الله؛ فهذا لا يجوز لا في حياته، ولا بعد مماته؛ لأنه ليس وسيلة؛ إذ إنه لا يوصل الإنسان إلى مقصوده؛ لأنه ليس من عمله.
فإذا قال قائل: جئت إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند قبره، وسألته أن يستغفر لي، أو أن يشفع لي عند الله فهل يجوز ذلك أولا؟
قلنا: لا يجوز.
فإذا قال: أليس الله يقول:] ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً [(1).
قلنا له: بلى إن الله يقول: ذلك، ولكن يقول:] ولو أنهم إذ ظلموا [و] إذ [هذه ظرف لما مضى، وليست ظرفاً للمستقبل؛ لم يقل الله: ولو أنهم إذا ظلموا .. ، بل قال] إذ ظلموا [. فالآية تتحدث عن أمر وقع في حياة الرسول- صلى الله عليه وسلم-واستغفار الرسول– صلى الله عليه وسلم – بعد مماته أمر متعذر؛ لأنه إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث – كما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم –:"صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". فلا يمكن لإنسان بعد موته أن يستغفر لأحد؛ بل ولا يستغفر لنفسه أيضاً؛ لأن العمل انقطع.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=194559#post194559
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=23753#post23753
واما قصة العتبي فهي منكرة لاتصح، وقد سبق بحثها في الملتقى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=91488#post91488
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=110905#post110905
وللفائدة ينظر كتاب (الصارم المنكي في الرد على السبكي) لابن عبدالهادي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13485
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/497)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 09 - 05, 12:01 م]ـ
يقول تعالى {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (45) سورة آل عمران
ويقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا} (69) سورة الأحزاب
تفسير ابن كثير [جزء 1 - صفحة 484]
{وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين} أي له وجاهة ومكانة عند الله في الدنيا بما يوحيه الله إليه من الشريعة وينزله عليه من الكتاب وغير ذلك مما منحه الله به وفي الدار الاخرة يشفع عند الله فيمن يأذن له فيه فيقبل منه أسوة بإخوانه من أولي العزم صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.
فتح القدير [جزء 1 - صفحة 514]
ووجاهته في الدنيا النبوة وفي الآخرة الشفاعة.
تفسير البيضاوي [جزء 1 - صفحة 39]
والوجاهة في الدنيا النبوة وفي الآخرة الشفاعة.
ـ[رمضان محمد رمضان]ــــــــ[20 - 09 - 05, 02:51 م]ـ
تناهى الى مسامعى حديث ما معناه حياتى خير لكم ومماتى خير لكم فكيف نتمم الفهم مع قولك. فالآية تتحدث عن أمر وقع في حياة الرسول- صلى الله عليه وسلم-واستغفار الرسول– صلى الله عليه وسلم – بعد مماته أمر متعذر؛ لأنه إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث – كما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم –:"صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". فلا يمكن لإنسان بعد موته أن يستغفر لأحد؛ بل ولا يستغفر لنفسه أيضاً؛ لأن العمل انقطع.
افيدونا
ـ[رمضان محمد رمضان]ــــــــ[20 - 09 - 05, 02:54 م]ـ
كما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم –:"صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
هل الحديث ومعانى الحديث على ظاهرها ام يحمل معانى اخرى تحتمل معانى الاعمال الصالحة التى تفيد الانسان بعد مماته
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 09 - 05, 04:54 م]ـ
حديث (حياتي خير لكم ... ) حديث لايصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم
ويمكنك مراجعة هذا الرابط حول ما يتعلق بنكارة هذا الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=64358#post64358
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[20 - 09 - 05, 05:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله أخانا العوضي ومن شارك في نصرة التوحيد وحماية جناب النبوة من أقوال الجاهلين وتنزيه الصحابة عن كل مدع أفاك أثيم
وأزيد تنبيها على ما سبق بيانه أن التوسل ما كان بذات رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لو كان لما احتاج الرجل للحضور والمثول أمام النبي صلى الله عيه وسلم وطلب التشفع له.
لذلك ترى الجهال يتوسلون بذات رسول الله صلى الله عليه وسلم لابما أمرهم به من قول أو فعل كما أمر به الضرير.
وهذا يدل على فساد فعلهم وسقم فهمهم.
أما بالنسبة للأية: إضافة لما ذكر عن شخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أقول أن لا تعالرض أصلا بينها وبين نفي التوسل بالذوات وسباقها يدل على سياقها بقوله تعالى) (استغفروا) (واستغفر لهم) فمقام التعليم في القول ولو كان الأمر له تعلق بالذات الكيمة لما أملروا بالذهاب إليه صلى الله عليه وسلم ولما بين استغفاره لهم.
ومن استدل بهذا النص على مذهب التوسل بالذات دلل على جهله فمن أين له استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه تشقيقات مفيدة تمام لما ذكر
وجزاكم الله خيرا
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[20 - 09 - 05, 05:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله أخانا العوضي ومن شارك في نصرة التوحيد وحماية جناب النبوة من أقوال الجاهلين وتنزيه الصحابة عن كل مدع أفاك أثيم
وأزيد تنبيها على ما سبق بيانه أن التوسل ما كان بذات رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لو كان لما احتاج الرجل للحضور والمثول أمام النبي صلى الله عيه وسلم وطلب التشفع له.
لذلك ترى الجهال يتوسلون بذات رسول الله صلى الله عليه وسلم لابما أمرهم به من قول أو فعل كما أمر به الضرير.
وهذا يدل على فساد فعلهم وسقم فهمهم.
أما بالنسبة للأية: إضافة لما ذكر عن شخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أقول أن لا تعالرض أصلا بينها وبين نفي التوسل بالذوات وسباقها يدل على سياقها بقوله تعالى) (استغفروا) (واستغفر لهم) فمقام التعليم في القول ولو كان الأمر له تعلق بالذات الكيمة لما أملروا بالذهاب إليه صلى الله عليه وسلم ولما بين استغفاره لهم.
ومن استدل بهذا النص على مذهب التوسل بالذات دلل على جهله فمن أين له استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه تشقيقات مفيدة تمام لما ذكر
وجزاكم الله خيرا
ـ[رمضان محمد رمضان]ــــــــ[21 - 09 - 05, 12:09 ص]ـ
تبقى سؤال ان قلنا ان حديث حياتى خير غير صحيح فكيف نجيب من يسئل فيقول من هو اعظم مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم ام الملائكة فنقول لهم الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول ها هى الملائكة تستغفر للمؤمنين والدين يحملون العرش الاية فنقول انه ميت صلى الله عليه وسلم وهم احياء فيقول انه ليس بميت الروح وان روحه حول قبره وان جسده لا ياكله التراب وقد صلى معه جميع الانبياء فى المسجد الاقصى روحا وجسدا والتقى بهم فى السماوات العلى نبيا نبيا وقصة موسى عليه السلام والصلاة وحواره مع النبي صلى الله عليه وسلم وابو الانبياء ابراهيم عليه السلام
ثم انه ما صح للشىء صح لمثله فكيف نجيبهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/498)
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[21 - 09 - 05, 02:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستغفار من المؤمنين وللمؤمنين حكم تلكيفي والاستغفار من الملائكة حكم فطري وقد يكون عند البعض من أهل العلم تشريفي على اعتبار تفضيل صالحي البشر على الملائكة.
أما حياة النبي صلى الله عليه وسلم حياة برزخية فهذا لا يعني مسواتها بالحياة الدنيوية وإلا لفسد النظام التشريعي واختل نظام الصحبة ولم يكن للسابقين من الصحب فضل على اللاحقين لمساواتهم بهم على هذا المعنى، فكيف إذا علمنا أن جميع الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون.ومعلوم أن من زار قبورهم أو قصدهم لم تحصل له فضيلة لا فضل زائد شرعا.
لقد جعل الله تبارك وتعالى بين الحياة الدنيا والآخرة برزخا وجعل لكل حياة خصوصيتها سواء للأنبياء أو الشهداء ومن دونهم.
لذلك لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء والتقى بإخوانه من الأنبياء لم يعدّ واحد منهم صحابي بالمعنى الاصطلاحي عند أهل العلم ما عدا عيسى عليه السلام لأنه حي بروحه وجسده كما هو معلوم ذلك بالكتاب والسنة وممن عده فيهم الحافظ ابن حجر رحمه الله
والخلاصة قد فصل الله عز وجل بين الحياة الدنيا واحكامها والاخرة وما فيها وهذا بإجماع أهل السنة
ـ[رمضان محمد رمضان]ــــــــ[21 - 09 - 05, 03:06 م]ـ
لقد جعل الله تبارك وتعالى بين الحياة الدنيا والآخرة برزخا وجعل لكل حياة خصوصيتها سواء للأنبياء أو الشهداء ومن دونهم.
والخلاصة قد فصل الله عز وجل بين الحياة الدنيا واحكامها والاخرة وما فيها وهذا بإجماع أهل السنة
علمنا أن جميع الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون.ومعلوم أن من زار قبورهم أو قصدهم لم تحصل له فضيلة لا فضل زائد شرعا.
كيف نوفق بين كون لهم حياةلها خصوصيةولا فضل زائد شرعا فى زيارتهم وقوله صلى اله عليه وسلم من رانى فى المنام فقد رانى حقا فالبرزخية ليست على الاطلاق ان علمنا ان الانسان يعتريه حكم الموت كل ليلة
قوله تعالى ثم يبعثكم فيه والمقصود به النهار وان الموت قد وقع
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[24 - 09 - 05, 03:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب وفقك الله:
إن فضل زيارة قبر أحد من الأنبياء أو الصالحين لا يجوز القول به ولا الفتوى إلا بنص شرعي يبين ذلك وفيما أعلم لا يوجد نص صحيح يحض العباد على زيارة قبر مخصوص بعينه وما شاع بين أهل البدع أخص منهم المتصوفة والرافضة فهو قائم على نصوص مترددة بين الضعيف و الضيف جدا والموضوع وهم ليسوا من أهل العلم ولا صيانته.
لذلك لايفرح بقول قالوه ولا بمذهبهم ذهبوه ونسجوه.
وأما الرؤيا المنامية فلا تعلق لها البتة بموضوع الزيارة ولا يبنى عليها حكم شرعي ولا تعدو فيما أعلم من كونها تكريم للرائي وحصول البركة له بالرؤيا الحق لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
واعلم أنها لا تأخذ حكم الرؤية الحقيقة بإجماع المسلمين على أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه رؤيا حق لا يعد صحابيا مع عكس المسألة على الصحيح.
ولأهل العلم تفصيل في المأمورات المنامية وإمكان الأمر بحكم منسوخ أم لا وهل هو حكم شرعي إذا كان زائدا على الأحكام المبلغة ومات عنها صلى الله عليه وسلم.في ذلك تفصيل والله أعلم.
ـ[رمضان محمد رمضان]ــــــــ[25 - 09 - 05, 03:22 م]ـ
قلت
وأما الرؤيا المنامية فلا تعلق لها البتة بموضوع الزيارة ولا يبنى عليها حكم شرعي ولا تعدو فيما أعلم من كونها تكريم للرائي وحصول البركة له بالرؤيا
فاذا سلمنا بحصول البركة فى الرؤيا لماذا تمتنع فى الزيارة اذا علمنا أن جميع الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون
والبركة فضل حاصل ولايرفع الا بدليل وما صح للشىء صح لمثله
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[26 - 09 - 05, 12:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذلك أخي لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من رآني في المنام فقد رآني حق ... ) ولم يقل من زار قبري فكأنما زارني .. .
وأهل العلم يفرقون بين رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وكوتها حق وبين زيارة قبره وكذا التسليم عليه ورده السلام على من سلم.
فقد فعلت الكاف فعلها في التشبيه المقارب للحقيقة وإن لم يكن منها.
جزاك الله خيرا
ـ[رمضان محمد رمضان]ــــــــ[28 - 09 - 05, 12:51 م]ـ
اخى جزاك الله خيرا واقتربنا من بعضنا كثيرا ولم نكن مختلفين
اذا بقى عليهم ان ياتوا بالدليل لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم
فما هى الادلة التى جاؤ بها على حد علمك
جزاك الله خيرا
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[28 - 09 - 05, 04:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب رمضان حفظه إن هؤلاء الناس جاءوا بأدلة لم يصح فيها حديث عند أهل العلم من المحدثين وإن نازعهم في صحتها من لا تعلق له بعلم الحديث إذ مخالفته لأهل الاختصاص لا يضر خاصة أن هذه لاتخضع للاجتهاد الشخصي ولا الذوق والمكاشفة.
ومن جملة هذه الأحاديث التي استدلوا بها على جواز واستحباب تخصيص زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
مارواه الدارقطني والبيهقي وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعا (من زار قبري وجبت له شفاعتي).
ورواه البزار بلفظ (من زار قبري حلت له شفاعتي).
الحديث الثاني: وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاءني زائرا لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا) رواه الطبراني
الحديث الثالث وعنه رضي الله عنه مرفوعا (من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي) رواه الدارقطني في سننه.
وغيرها كثير مما لم يثبت
وحتى تقف على تفصيل تخريجها وبيان حقيقة المسألة أنصحك بقراءة الصارم المنكي في الرد على السبكي فهل لك أن تخرج لنا باختصار هذه الأحاديث وتبين لنا الحكم عليها باختصار وجزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/499)
ـ[رمضان محمد رمضان]ــــــــ[29 - 09 - 05, 12:29 م]ـ
ساطلع عليه ان شاء الله وشكرا
ـ[رمضان محمد رمضان]ــــــــ[05 - 10 - 05, 02:47 م]ـ
اريد ان اعرف ما اثر قول الرسول صلى الله عليه وسلم ما بين بيتى ومنبر ى روضة من ريا ض الجنة
وانا سيد ولد ادم ولا فخر وفى منع قولنا سيدنا
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[06 - 10 - 05, 12:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب رمضان ماذا تريد أن تعرف؟ فما حوته هذه الاحاديث من العلوم الشيء الكثير.
ـ[رمضان محمد رمضان]ــــــــ[11 - 10 - 05, 06:19 م]ـ
الاخ العزيز وفقك الله تعالى رد على احدهم بهما كونهما يصلحان كدليل على تبوت الفضل بزيارته صلى الله عليه وسلم
وان المكان قطعة من الجنة وتعظيم المكان جاء لعظمة ساكنه والتصريح به من النبى صلى الله عليه وسلم اشارة الى عظم المكان المعظم بصاحبه حيا او ميتا
وانه سيد ولد ادم اى اقرب من مرتبة الاب والام لكل المؤمنين فقد سمعت منع قولنا سيدنا وما اثر هذا فى تبوث فضل الزيارة ان تبتت السيادة بهذا المعنى على انه امر كثير من الصحابة بزيارة بعض اقاربهم من الاباء والابناء
فهؤلاء القوم قد اتبتوا فضلها من وجه كونه سيدا حيا او ميتا وانه حى فى موته وان برزخه يتيحه الله متى شاء للصالحين من هنا قالوا خلاف قولنا
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[13 - 10 - 05, 04:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب رمضان وفقه الله لطاعته.
بالنسبة للحديثين فهما صحيحان الأول في البخاري ومسلم والثاني في صحيح مسلم
غير أنه ليس في أي من الحديثين تعلق بالمسألة المطروحة.
حفظك الله: لو قرأت الحديث مرة أخرى ونظرت أله تعلق بالقبر أم لا؟!.
فأنت حفظك الله تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث في حياته وليس بعد مماته.
وهذا يعني أن الصحب الكرام رضوان الله عليهم كانوا يدركون والنبي صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم أن ما بين بيته ونبره روضة من رياض الجنة، كما وتعلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يترك منله للغز والصلح والدعوة والتنقل بين نسائه وغير ذلك ومع هذا كله فإن الفضيلة كانت متعلقة بالوضع الذي خبّر عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم (بين) وهي الظرفية المكانية دليل على تخصيص الموقع لا ما اتصل بأطرافه ومما لا أعلم فيه خلافا أن بيت أم المؤمنين عائشة أعني داخل حجرتها قال عنه أحد من أهل العلم أنه داخل في روضة الجنة.
وتنبه حفظك الله للرواية الضعيفة (مابين قبري ومنبري) فهذا نص معلول إسناده ومتنه.
أما حديث التسييد فلا شك ولا ريب أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد البش وقدمهم ولا يجوز لأحد يؤمن بالله وسوله صلى الله عليه وسلم أن يقدم على حبه أحدا من الخلق ولا حتى نفسه التي بين جنبيه.
ومع هذا فلا تعلق للحديث بمسألتنا.
وما ذكرته حفظك الله من قولهم (فهؤلاء القوم قد أثبتوا ... ).
فهذا كلام أجبت على بعضه فيما مضى ولا وجه للدلالة على الزيارة.
وزد أن موضع الشاهد فيما نقلت عنهم (كونه سيدا حيا وميتا ... ) هذا كلام ينقض بعضه بعضا إذ أن ما يتعلق بحياة شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ومماته قد فصل الله تبارك وتعالى القول فيه وجعل محياه غير مماته.
ولوسألنا سؤلا سهلا علّ هؤلاء يعقلون.
لو زار أحد قبر النبي صلى الله عليه وسلم وتمسح به على طريقتهم فهل هذا يستوي مع مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس صحابي؟!.
وأما ما نقلت عنهم من القول (أن الله يفتح البرزخ متى شاء للصالحين) فهذه دعوى لا دليل عليها من نص شرعي ولا قول صاحب ولا عالم رباني.
بل هي دعاوى ليدعيها الفيه والمنافق.
أما إذا قصدت بالبرزخية الرؤيا الصادقة فهذا تقد شيء من الجواب عليه ولا تعلق له بالمسألة أصلا.
وزد حفظك الله قراءة كتاب شيخنا الإمام محمد ناصر الدين الألبني رحمه الله (تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد) علك تجد فيه شيئا من بغيتك نفع الله بك آمين.
ـ[رمضان محمد رمضان]ــــــــ[08 - 11 - 05, 03:48 م]ـ
اشكرك كثيرا اخى وساكتب لك ان شا الله تعالى
ـ[رمضان محمد رمضان]ــــــــ[17 - 11 - 05, 05:30 م]ـ
اخى العزيز حياك الله تعالى والسلام عليكم
لقد قال لى احدهم ان الاحاديث الضعيفة يستدل بها فى فظائل الاعمال والزيارة هى من فظائل الاعمال
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[17 - 11 - 05, 05:55 م]ـ
وفقكم الله ونفع بكم.
لقد أتيت على جملة شبه القوم القديمة والمعاصرة خاصة - أخي الفاضل - رمضان بطريقة جميلة ... لا تثير أي زوبعة ... !!
و لكن فاتك بالنسبة لمسألة زيارته بأبى هو وأمي - صلى الله عليه وآله وسلم - أمرٌ، وهو أن الإشكال والمنع في شدّ الرحال إليها، وليس في مطلق زيارته والسلام عليه - صلى الله عليه وآله وسلم كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/500)
ـ[رمضان محمد رمضان]ــــــــ[20 - 11 - 05, 08:54 م]ـ
اخى العزيز حياك الله تعالى
اشكرك فانه قد شدنى الاخ شاكر وسرده فى جملة من القضايا
استغفار النبى صلى الله عليه وسلم لامته هل انقطع بمجاورته لربه ام لا وهل الاية الكريمة على الاطلاق
ولو انهم اذ ظلموا انفسهم الاية النساء وكذلك الحديث حياتى خير لكم
ومن قبلها التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم
وكذلك فضل الزيارة وقلت
فاذا سلمنا بحصول البركة فى الرؤيا لماذا تمتنع فى الزيارة اذا علمنا أن جميع الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون
والبركة فضل حاصل ولايرفع الا بدليل وما صح للشىء صح لمثله
اذا علمنا ان حياتهم فى قبورهم قطعية وحياته صلى الله عليه وسلم امر مؤكد الا انها مجردة فهل نستطيع اخراجها من اطار القياس بالرؤيا
اما بالنسبة لمسئلة شد الرحال فلم انتبه لها لانها لم تكن موضوعى مع الاخ شاكر
واود منك غير مامور ان تفيدنى فى محل النقاش بين مطلق الزيارة وشد الرحال
اغناك اله بعلمه وفيضه
ـ[رمضان محمد رمضان]ــــــــ[20 - 11 - 05, 08:58 م]ـ
اغناك الله بعلمه
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[22 - 11 - 05, 09:34 ص]ـ
وفقك الله ... والمعذرة على تأخر المشاركة.
القصد - رعاك الله - أنه ليس كل زيارة للقبر النبوي أو جنسها ممنوع ... بل الممنوع من ذلك السفر ليس لغرض إلا زيارة قبره الشريف فذلك هو الممنوع. وما كنت أظن ذلك - وقد رأيت مشاركاتك وما تضمنته من تدقيق على الرغم مما احتفى بها من إهمال علامات الترقيم وغير ذلك ... !! - يخفى على مثلك بارك الله فيك.
واعلم - غير معلم - أن هذه المسائل لا يحسن إدخال القياس فيها ... ولا كثرت التفريع والتعليل ... ولا اللجوء إلى دقائق الاستنباط ... بل يقتصر على الوارد ... وكذا لا يحسن كثرة الحديث عن البركة ... وما شابه هنا ... لأنه بمثل هذه الألفاظ ضل أقوام ... وخوفا من قصدها غير الشرعي أحيطت بسد منيع حماية للعقيدة والتوحيد الحق ... واعلم أن المحبة الحقيقية التي ينتفع بها العبد ... هي إتباع منهجه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأبي هو وأمي ... والعمل بسنته ...
دمت موفقا معانا.
ـ[أديب الأصولي]ــــــــ[22 - 11 - 05, 10:21 ص]ـ
حذفت المشاركة
للضعف العلمي
## المشرف ##
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[22 - 11 - 05, 10:42 ص]ـ
... ولا كثرت التفريع والتعليل ... .
كثرة ... بدل كثرت ...
وهو خطأ املائي وقع بسبب الجهل والتسرع ... وعدم التدقيق والمراجعة للكتابة ... فكيف إذا كان الجهل مصاحبا في أصل الكتابة ... في المسائل العلمية ... ؟!! ... والتسرع رائدا في تناول البحوث العظام المتعلقة بأصل العقيدة ... والمباحث الأصولية الدقيقة ... والمناهج الحديثية الوعرة المسالك ... وتحرير النقول عن أهل العلم الذي ضل فيه أقوام ... و الأدب الذي عمدته الذوق الرفيع ... والأناة التي هي من محاسن الخصال ... وزينة الرجال أرباب الكمال ... = إذن سيكون الخطأ شنيعا فظيعا على الرغم من أن تلافيه سهلا قريبا ... ولكن الغفلة مهلكة ... والهوى مضل ... فاللهم إني أعوذ بك صباحا ومساء ... من شر نفسي والشيطان والهوى ... والعاقل قد فهم ... والمنتصر لنفسه الذي غلبه هواه سيندم ... لأنه يعرض عما يفيده ... ويتبع - جهلا - فقط ما يتمناه ... وليست الأمور بالتمني ... بل بالتخلي عن ... والتحلي بـ ... و العفو من أهل الحديث الكرام ...
ـ[رمضان محمد رمضان]ــــــــ[29 - 11 - 05, 01:32 م]ـ
وصرف كل لفظ لمعنى يلائمه وسلك سبيل السلامة من الاعتراض وكيف لمن ادعى رتبة القياس ومن زهاء قلامة ظفر ........ ؟ فعليه ان يشمر عن ساعديه اذ النقيصة فيه حطيطة ....... سنبير الاروانى
فشكرا للاخوين الفهم الصحيح والاديب الاصولى
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 07:13 ص]ـ
أخي أديب الأصولي: وفقك الله لرضاه
كلامك يحتاج إلى بيان وتوضيح، ففي بعض الأحاديث التي ذكرت ضعف، وبعضها لايسلم لك بالدلالة على ماأردت من تجويز التبرك والتوسل بالصالحين.(32/1)
القبيسيات مذهباً و ممارسة
ـ[ليث القحطاني]ــــــــ[05 - 09 - 05, 12:22 م]ـ
أرجو من إخوة الخير إفادتي بما يعلمون عن مذهب القبيسيات وممارساتهن، لأنني مقدم على خطبة إحداهن وأخشى من فساد عقيدتهن ومن تأثير الجماعة على زوجة المستقبل، ولكم الفضل والشكر مسبقاً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 05, 01:23 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=194685#post194685
القبيسيات جماعة نسائية نقشبندية
لعل هذا الاسم لم يطرق مسامعك من قبل، وإذا سألت من هن " القبيسيات " فالإجابة: هن جماعة
صوفية تنسب إلى امرأة شامية تدعى "منى قبيس "، ومن هنا جاء هذا الاسم "القبيسيات"، وهذه الجماعة
تقوم على اتباع التصوف والبدع، ويعتمدن السرية في دعوتهن، وعدم الإفصاح عن حقيقة عقائدهن
وأفكارهن إلا بعد أن تمضى العضوة الجديدة فترة زمنية طويلة معهن، وكذلك يقمن باستمالة الشخصيات
ذوات المناصب أو الثراء، أو العائلات الكبيرة لضمهن للجماعة. وتقوم هذه الجماعة بتجنيد أعضائها من
أرقى الطبقات الإجتماعية، ومن خلالها يستطعن نشر افكارهن الضالة وعقائدهن المنحرفة.
وقد انتشرت هذه الجماعة في بعض دول الخليج (مثل الكويت و قطر) ومصر وسوريا ولبنان والأردن
ولكل جماعة منهن في بلد "آنسة" أي شيخة لهاالكلمة المطاعة والأوامر النافذة، والمقر الأصلي للجماعة
في سوريا حيث الآنسة الكبيرة "منى القبيسي" قائدة الجماعة حيث تعدها أتباعها " المربي الذي أرسله الله
إليهن على رأس هذا القرن من الزمان "، وتقوم جميع نسوة التنظيم بتقبيل يد القائدة،ويتسابقن لشرب
فضلات كأسها من الماء.
وسبب انتشار هذه الجماعة: استغلالهن لعاطفة النساء، وتخييم الجهل والخواء العقيدي، بالإضافة إلى
أن الكثيرات من " القبيسيات " يقمن بالتدريس مما يعطيهن مجالاً للانتشار.
نشأة هذه الجماعة:
الذي أنشأ هذه الجماعة هي الآنسة " منى قبيسي " وهي خريجة كلية العلوم من جامعة دمشق، ثم التحقت
بكلية الشريعة وعينت مدرسة علوم في إحدى مدارس دمشق، وإلى زمن دخولها كلية العلوم لم تكن تحيا
حياة دينية ولم تكن تلتزم الحجاب الشرعي، وكان عمها من تلاميذ الشيخ أحمد كفتارو " مفتي سوريا "
وهو الذي أشار عليها بالدخول في الطريقة النقشبندية الصوفية، وأقنعها أنها الطريق الوحيد للصلاح،
والحصول على رضوان الله وجنته.
ورفضت لدرجة أن أصابها المرض والإعياء بمجرد التفكير في ذلك، ولكنها بعد ذلك تغلبت على شيطان
نفسها وأبعدت وساوسه وتقبلت الطريقة النقشبندية
وكانت هذه هي البداية ثم اجتهدت ونشطت في دعوة النساء إلى هذه الطريقة، ونجحت في جمع بعض
النساء حولها، ثم جندت المؤهلات منهن لإعطاء الدروس في نشر دعوتها؛ فصار لها في كل جهة واحدة
منهن، وكانت طريقتها تعتمد على السرية فلا يظهرن أنها طريقة صوفية أو نقشبندية حتى لا تنفر منهن
المثقفات وغيرهن.
وكن يعتمدن أيضاً على وسيلة التدرج في استمالة عواطف المريدات أو التلميذات إذ تتعلق مشاعر إحداهن
بآنستها (شيخها) ومن ثم بالآنسة الأم (منى حتى إذا عرفن أنها لا يمكن أن تخرج من جماعتهن كشفن لها
الأسرار وأعطينها الطريقة مع تشديد التوصية لها بأن لا تطلع أحداً على سر الطريقة لا لأهلها ولا حتى
لزوجها بل يقال لها: إياك إياك أن تطلعي زوجك على أسرار الجماعة فهو إنسان عادي لا يعرف ماهي حياة
المريدين والمتفانين في حب الله.
يتبع المزيد إن شاء الله ..
كتبه
التابع بإحسان
---------------
فائدة:
قال المزي في تهذيب الكمال في ترجمة عمران بن حطان! [جزء 22 - صفحة 323]
وقال يعقوب بن شيبة أدرك جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصار في آخر أمره أن رأى رأي الخوارج وكان سبب ذلك فيما بلغنا أن ابنة عم له رأت رأي الخوارج فتزوجها ليردها عن ذلك فصرفته إلى مذهبها
ـ[السبيل]ــــــــ[07 - 09 - 05, 12:47 ص]ـ
ويتمسحن بجوارب الآنسة الأم
ـ[ليث القحطاني]ــــــــ[07 - 09 - 05, 11:27 ص]ـ
ويتمسحن بجوارب الآنسة الأم
إلى هذه الدرجة؟؟؟
أظن أن الرد الأول والذي يتضمن الاسم (منى قبيس) يفتقر إلى المصداقية رغم انتشاره الشديد على المنتديات، لأن الاسم ورد مغلوطاً (والصحيح منيرة قبيسي) ولذلك فإنني أرغب بمعلومات شخصية موثوقة غير منقولة، والموضوع حساس كالعادة لأنه يمس مجموعة كبيرة من النساء وأكثرهن غافلات عن المغالطات التي تكتنف الجماعة، وعذراً.
ـ[ليث القحطاني]ــــــــ[07 - 09 - 05, 11:42 ص]ـ
الحقيقة أنني بعد أن سمعت عنهم الكثير من المديح حول التزامهن بالكتاب والسنة وتأثيرهن الإيجابي السريع على الفتاة الغير ملتزمة، بدأت أسمع انتقادات لأصل عقيدتهن ولاحظت ارتباطهن الشخصي غير المبرر بآنساتهن وشدة دفاعهن عن أخطاء فادحة ترتكب، من مثل الكذب على أولياء الأمور والأزواج للخروج من المنزل، واقتناعهن بالخوارق الباطنية والتجليات التي تأتي بها (آنسات الطبقة الثانية) أي تلميذات الآنسة الكبيرة (منيرة) وكذلك جمع العديد من التناقضات كالتستر في الاجتماعات والإشهار في الزي واللباس والحجاب ..... وحاولت الاستفهام والسؤال لكنني ووجهت بالرفض والاستبعاد!!!!
أرجو المزيد من المعلومات وأشدد على كونها ناتجة من تجربة شخصية وليست نتيجة القيل والقال، فهذا ما أكثره وللأسف على الشبكة والمنتديات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/2)
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 09 - 05, 02:13 م]ـ
تفضل هذا الرابط وانظر لفتوى اللجنة الدائمة فيهم
http://www.islamweb.net/aqeda/alsofiya/1.htm
القبيسيات
جماعة نسائية نقشبندية
لعل هذا الاسم لم يطرق مسامعك من قبل، وإذا سألت من هن " القبيسيات " فالإجابة: هن جماعة صوفية تنسب إلى امرأة شامية تدعى "منى قبيس "، ومن هنا جاء هذا الاسم "القبيسيات"، وهذه الجماعة تقوم على اتباع التصوف والبدع، ويعتمدن السرية في دعوتهن، وعدم الإفصاح عن حقيقة عقائدهن وأفكارهن إلا بعد أن تمضى العضوة الجديدة فترة زمنية طويلة معهن، وكذلك يقمن باستمالة الشخصيات ذوات المناصب أو الثراء، أو العائلات الكبيرة لضمهن للجماعة. وتقوم هذه الجماعة بتجنيد أعضائها من أرقى الطبقات الإجتماعية، ومن خلالها يستطعن نشر افكارهن الضالة وعقائدهن المنحرفة.
وقد انتشرت هذه الجماعة في بعض دول الخليج (مثل الكويت و قطر) ومصر وسوريا ولبنان والأردن ولكل جماعة منهن في بلد "آنسة" أي شيخة لهاالكلمة المطاعة والأوامر النافذة، والمقر الأصلي للجماعة في سوريا حيث الآنسة الكبيرة "منى القبيسي" قائدة الجماعة حيث تعدها أتباعها " المربي الذي أرسله الله إليهن على رأس هذا القرن من الزمان "، وتقوم جميع نسوة التنظيم بتقبيل يد القائدة،ويتسابقن لشرب فضلات كأسها من الماء.
* وسبب انتشار هذه الجماعة: استغلالهن لعاطفة النساء، وتخييم الجهل والخواء العقيدي، بالإضافة إلى أن الكثيرات من " القبيسيات " يقمن بالتدريس مما يعطيهن مجالاً للانتشار.
نشأة هذه الجماعة:
الذي أنشأ هذه الجماعة هي الآنسة " منى قبيسي " وهي خريجة كلية العلوم من جامعة دمشق، ثم التحقت بكلية الشريعة وعينت مدرسة علوم في إحدى مدارس دمشق، وإلى زمن دخولها كلية العلوم لم تكن تحيا حياة دينية ولم تكن تلتزم الحجاب الشرعي، وكان عمها من تلاميذ الشيخ أحمد كفتارو " مفتي سوريا " وهو الذي أشار عليها بالدخول في الطريقة النقشبندية الصوفية، وأقنعها أنها الطريق الوحيد للصلاح، والحصول على رضوان الله وجنته.
ورفضت لدرجة أن أصابها المرض والإعياء بمجرد التفكير في ذلك، ولكنها بعد ذلك تغلبت على شيطان نفسها وأبعدت وساوسه وتقبلت الطريقة النقشبندية وكانت هذه هي البداية ثم اجتهدت ونشطت في دعوة النساء إلى هذه الطريقة، ونجحت في جمع بعض النساء حولها، ثم جندت المؤهلات منهن لإعطاء الدروس في نشر دعوتها؛ فصار لها في كل جهة واحدة منهن، وكانت طريقتها تعتمد على السرية فلا يظهرن أنها طريقة صوفية أو نقشبندية حتى لا تنفر منهن المثقفات وغيرهن.
* وكن يعتمدن أيضاً على وسيلة التدرج في استمالة عواطف المريدات أو التلميذات إذ تتعلق مشاعر إحداهن بآنستها (شيخها) ومن ثم بالآنسة الأم (منى حتى إذا عرفن أنها لا يمكن أن تخرج من جماعتهن كشفن لها الأسرار وأعطينها الطريقة مع تشديد التوصية لها بأن لا تطلع أحداً على سر الطريقة لا لأهلها ولا حتى لزوجها بل يقال لها: إياك إياك أن تطلعي زوجك على أسرار الجماعة فهو إنسان عادي لا يعرف ماهي حياة المريدين والمتفانين في حب الله.
من عقائد وأفكار " القبيسيات "
1/ من عقائدهن القول بالحلول ووحدة الوجود، وتعظيم أئمة الصوفية القائلين بهذا القول كابن عربي والحلاج. ومن كلام الآنسة الكبيرة " منيرة ": (فقد عرف الحلاج الله حتى ذاب في حبه، وعندما سألوه عما كان يخفي في ملابسه قال: " مافي الجبة إلا الله ". وكذلك الشيخ محي الدين بن عربي لم يعد يعرف الفرق بينه وبين ذات الله حيث كان يقول:
أنا من أهوى من أهوى أنا نحن روحان حللنا جسداً
ونستغفر الله من حكاية هذا الضلال المبين.
2/ هن يتبعن الطريقة النقشبندية، وتقول الآنسة الكبيرة " منيرة ": إن الشيخ النقشبندي رأى في منامه سيدنا الخضر فقال له: تعال أعلمك الطريقة الوحيدة التي ستوصلك إلى الجنة، وبغيرها لا تنجو من عذاب النار!!
انظروا إلى هذه الخرافات وهذا الهراء أين ذهب العقل؟ حتى ينطلي هذا الكلام على مثقفات ومدرسات وصاحبات مناصب وجاه وثروة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/3)
3/ وحسب الطرق الصوفية فقد غرس في معتقد " القبيسيات" بأن شيختهن لا يجوز مناقشتها، وأمرها مطاع، وطاعتها من طاعة الله، وأن حبها من حب رسول الله صلى الله وسلم، وأن المريدة عبارة عن هيكل خلقه الله للتفاني في حب وخدمة " الآنسة " وكلما تفانت التلميذة في حب الآنسة كلما قربت من الله، حتى تصل إلى درجة الكمال، وإلى معـ رفة الله عز وجل .. وعندها تنتقل من مرحلة العوام إلى الخواص، حيث تعرف كل شيء وتصبح كبقية العارفين بالله ـ ابتداء من الشيخ محيي الدين بن عربي، والحلاج وغيرهم من زعماء الصوفية المعروفين، وانتهاء إلى " الآنسة الكبيرة " ـ.
ومن خلال هذه المفاهيم فهن يقمن بتقبيل يدها ويتاسبقن لشرب فضلات كاسها من الماء، أما من ينالها شرف التوبيخ من حضرة "الآنسة الكبيرة " فقد نالت شرفاً كبيراً من الله ساقه إليها، وفي سبيل غرس هذه المفاهيم يُطلقن بعض الشعارات مثل: "لا علم ولا وصول إلى الله من دون مربية " ويجب أن تكون العضوة كالميتة بين يدي آنستها وتكشف لها كل ما عندها حتى تستطيع أن تأخذ بيدها "، (ومن قال لشيخه: لم؟ لم يفلح أبداً) وغير ذلك من الشعارات الباطلة.
4 - لهم أوراد كسائر الطرق الصوفية، فلكل مريدة ورد يومي وهو عادة مرتين بعد صلاة الفجر ومرة بعد العشاء وهو بأن تجلس المريدة متوجهة إلى القبلة بعد الانتهاء من الصلاة والدعاء ثم تقول: اللهم يا مفتح الأبواب ويا مسبب الأسباب ويا مقلب القلوب والأبصار ويا دليل الحائرين ثبت قلبي على الإيمان. وتتخيل المريدة "شيختها " والآنسة الكبيرة أمامها، فإن فعلت ذلك تخيلاً وأصبحت كأنها ترى وجه "شيختها" فعليها أن تبدأ بالذكر لأنها هي التي تربط قلبها بالله لأنه سيمتد قبس من نور من قلب "الشيخة " أو الآنسة إلى قلب الذاكرة ليوصلها إلى الله !!
ويكون الذكر بترديد اسم الجلاله مفرداً "الله .. الله .. الله" وذلك بطريقة خاصة أيضاً عن طريق رفع مقدم اللسان بسقف الحلق ووضع اليد اليمنى على القلب مع حركة كف اليد من أعلى إلى أسفل على الجهة اليسرى من الصدر وتتخيل بذلك أنها تكنس الأمراض من القلب.
وتستخدم المسبحة وتكرر الذكر وفي كل خمس دقائق تقول بصوت " خفى " (إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي) وفي نهاية الورد تصل على النبي صلى الله عليه وسلم وتدعو للمسلمين).
5/ تعد زيارة الشام واجباً أو لنقل حلماً لكل من يتم لها الإذن بذلك من نساء التنظيم اللاتي يدعين أن رحلة الحج والعمرة هي "رحلة كعبة المباني " ورحلة الشام هي "رحلة كعبة المعاني " هكذا، وفي هذه الرحلة يتم مقابلة " الآنسة الكبيرة " ويتلقي الإرشاد والتوجية منها، ولذلك تحتال بعض نساء التنظيم على ولاة أمورهن للذهاب إلى " كعبة المعاني "!!!
6/ هذه الجماعة تصنف كجماعة باطنية من جهة أنها تلبس لباس العمل الخيري أو التربوي أو الدراسي ولا تظهر كل معتقداتها لكل الناس، ويقلن: إن هناك علم باطن، ويسمونه بالعلم اللدني: وهو علم أهل الباطن والتصوف؛ لأنهم في مستوى أعلى من الناس، فهم الخواص الذين خصهم الله بمعرفة ذاته والوصول إليه.
وجميع الأحاديث المذكورة في كتب السنة هي فقط للعوام من الناس.
7 / لديهن ذكر يطلق عليه " الصلاة النارية "، ولفظه: " اللهم صلًّ صلاة كاملة وسلم سلاماً تاماً على سيدنا محمد الذي تَنْحَلُّ به العقد، وتنفرج به الكرب، وتقضى به الحوائج، وتنال به الرغائب وحسن الخواتيم، ويستقي الغمام بوجهه الكريم، وعلى آله وصحبه وسلم، في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك ".
وتقرأ هذه " الصلاة النارية " بأعداد خاصة مثل " 4444 " مرة في أوقات خاصة قراءة جماعية أو فردية لجلب مصلحة ما، أو دفع ضرر ما عن الدعوة.
ومن الطريف أنهن اعتقدن بأنهن حررن الكويت عام 1991 م بهذه الصلاة عندما قرأنها في الشام آلاف المرات، ونتمنى منهن أن يكثرن منها حتى نحرر فلسطين، ونعيد الأندلس، طالما أن الأمر كذلك!!
ولهذا الذكر جملة من الطقوس والهيئات تستدعي أن يعتزلن عن أهلن وأزواجهن في غرفة خاصة بحجة الصلاة والقيام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/4)
8/ للجماعة طرق في اختيار العضوات، وأساليب في الاستحواذ عليهن وفق أسس اختيار محددة يجب أن تتوافر في أي عضوة جديدة قبل دعوتها، منها: المكانة الاجتماعية، والاسم العائلي الكبير، الغني، الذكاء، النشاط ويتم تصيد العضوات الجدد من خلال حفلة، مولد، عزاء، مخيم، عرس، أو مدارس البنات، ويستحوذن على العضوات الجديدات بإظهار الاهتمام الشديد المبالغ فيه، وتطويق كل قادمة جديدة بالحب، ومحاولة معرفة مشاكلها ـ ولو كانت مشاكل مادية ـ وبحنكة متمرسة يتعاملن مع الفتيات حسب أعمارهن وإحتياجاتهن المعروفة لهن.
9 - نشاط الجماعة وطاعة قيادتها مقدم على حقوق الوالدين والزوج والأهل.
فتوى اللجنة الدائمة حول القبيسات
فتوى رقم (16011) وتاريخ: 18/ 5/ 1414هـ.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده .... وبعد: فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من مستفتي من الكويت والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (11 - 16) وتاريخ (18/ 5/1414) وقد سأل المستفتي سؤلا هذا نصه: (بشأن جماعة من النساء في الكويت يقمن بنشر الدعوة الصوفية على الطريقة النقشبندية، وهن يعملن تحت إطار رسمي " جمعية نسائية " ولكنهن يمارسن هذه الدعوة في الخفاء ويظهرن ما لا يبطن وقد حصل أن اطلعنا عى كتاباتهن وبعض كتبهن واعتراف بعضهن ممن كن في هذا التنظيم. وذلك يتمثل بعضه بالآتي:
يقولون من لا شيخ له فشيخه الشيطان، ومن لم ينفعه أدب المربي لم ينفعه كتاب ولا سنة ومن قال لشيخه لم، لم يفلح أبداً ويقولون بالوصل ويقومون بعملية الذكر الصوفي مستحضرين صورة شيختهن أثناء الذكر ويقبلون يد شيختهن والتى يطلقون عليها لقب الآنسة وهي من بلد عربي من خارج الجزيزة، ويتبركن بشرب ما تبقى في إنائها من الماء ومن كتاباتهن لأدعية خاصة واني وجدتها بعد ذلك مقتبسة من كتاب الؤلؤ والمرجان في تسخير ملوك الجان، ويقومون بتأسيس المدارس الخاصة بهم لاحتواء الأطفال على طريقتهن ويعملن في مجال التدريس مما يعطيهن مجال لنشر هذه الدعوة في صفوف بنات المدارس الحكومية المتوسطة والثانوية. وقد فارقت بعض من هؤلاء النسوة أزواجهن وطلبوا الطلاق عن طريق المحاكم عندما أمرهن هؤلاء الأزواج بالابتعاد عن هذا الطريق الضال.
السؤال: (1) ماهو الحكم الشرعي في عقيدة هؤلاء النسوة مع إصرارهن على هذه الطريق؟
(2) هل يجوز الزواج منهن؟
(3) ما حكم عقد النكاح القائم بأحداهن الآن؟
(4) النصيحة لهن وترهيبهن من هذا الطريق. وجزاكم الله عنا كل خير.
وبعد دراسة اللجنة له أجابت: الطرق الصوفية، ومنها النقشبندية، كلها طرق مبتدعة مخالفة للكتاب والسنة، وقد قال صلى الله عليه و سلم " إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " بل إن الطرق الصوفية لم تقتصر على كونها بدعة مع ما في البدعة من الضلال ولكن داخلها كثير من الشرك الأكبر وذلك بالغلو في مشائخ الطرق والاستغاثة بهم من دون الله واعتقاد أن لهم تصرفاً في الكون، وقبول أقوالهم من غير نظر فيها، وعرضها على الكتاب والسنة، ومن ذلك ما ورد في السؤال من قولهم: من لا شيخ له فشيخه الشيطان. ومن لم ينفعه أدب المربي لم ينفعه كتاب ولا سنة. ومن قال لشيخه: لم لم يفلح أبدًا. وهذه كلها أقوال باطلة مخالفة للكتاب والسنة، لأن الذي يقبل قوله مطلقاً بدون مناقشة ولا معارضة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا). وقوله تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
أما غيره من البشر مهما بلغ من العلم فإنه لا يقبل قوله إلاإذا وافق الكتاب والسنة، ومن زعم أن أحدًا تجب طاعته بعينه مطلقاً غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ارتد عن الإسلام، وذلك لقوله تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحدًا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون).
وقد فسر العلماء هذه الآية بأن معنى اتخاذهم أرباباً من دون الله: طاعتهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال كما روي ذلك في حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه. فالواجب الحذر من الصوفية رجالاً ونساءً ومن توليهم التدريس والتربية ودخولهم في الجمعيات النسائية وغيرها لئلا يفسدوا عقائد المسلمين. والواجب على الرجل منع موليته من الدخول في تلك الجمعيات أو المدارس التي يتولاها الصوفية أو يدرسون فيها حفاظا على عقائدهن وحفاظاً على الأسر من التفكك وإفساد الزوجات على أزواجهن ومن اعتنق مذهب الصوفية فقد فارق مذهب أهل السنة والجماعة، وإذا اعتقد في شيوخ الصوفية أنهم يمنحون البركة، أو ينفعون أو يضرون فيما لا يقدر عليه إلا الله من شفاء الأمراض وجلب الأرزاق، ودفع الأضرار أو أنهم تجب طاعتهم في كل ما يقولون ولو خالفوا الكتاب والسنة. من اعتقد ذلك فقد أشرك بالله الشرك الأكبر المخرج من الملة.، لا تجوز موالاته ولا مناكحته لقوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن). إلى قوله: (ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا). والمرأة التي تأثرت بالتصوف إلى حد الاعتقاد المذكور لا ينبغي التزوج بها ابتداء ولا إمساكها ممن تزوجها إلا بعد مناصحتها وتوبتها إلى الله والذي ننصح به النسوة المذكورات هو التوبة إلى الله والرجوع إلى الحق وترك هذا المذهب الباطل والحذر من دعاة السوء والتمسك بمذهب أهل السنة والجماعة، وقراءة الكتب النافعة التي قام بإعدادها العلماء المستقيمون على العقيدة الصحيحة والاستماع للدروس والمحاضرات، والبرامج المفيدة التي يقوم بإعدادها العلماء المستقيمون على المنهج الصحيح. كما ننصح لهن بطاعة أزواجهن وأولياء أمورهن في المعروف .. والله الموفق.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .. ،،،
اللجنة الدائمة للبحوث والافتاء
المملكة العربية السعودية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/5)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 09 - 05, 02:50 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22346&page=1&pp=40
هذه جماعة نسائية صوفية على الطريقة النقشبندية الفاجرة وتنسب هذه الجماعة المسماة بالقبيسيات إلى (منيرة قبيسي) السورية وهي خريجة كلية العلوم من جامعة دمشق ثم التحقت بكلية الشريعة وعيِّنت مدرِّسة علوم في إحدى مدارس دمشق، وإلى زمن دخولها كلية العلوم وكانت امرأة فاسقة لا تلتزم الحجاب الشرعي، وكان عمها من تلاميذ الشيخ أحمد كفتارو "مفتي سوريا" وهو الذي أشار عليها بالدخول في الطريقة النقشبندية الصوفية وأقنعها أن الطريق الوحيد للصلاح والحصول على رضوان الله وجنته هو الدخول في الطريقة النقشبندية فرفضت حتى غلبها شيطانها فوافقت فصارت أضل من عمها.
ومن عقائد هذه الجماعة الخاصة بالنساء القول بالحلول والوجود وتعظيم أئمة الصوفية القائلين بهذا القول كابن عربي والحلاج ومن كلام منيرة قبيسي" (فقد عرف الحلاج الله حتى ذاب في حبه وعندما سألوه عمّا كان يخفي في ملابسه قال: "ما في الجبّة إلا الله "، وكذلك الشيخ محي الدين بن عربي لم يعد يعرف الفرق بينه وبين ذات الله حيث كان يقول:
أنا من أهوى من أهوى إنّا نحن روحان حللنا جسداً
وتقول أيضاً: إن الشيخ النقشبندي رأى في منامه سيدنا الخضر فقال له: تعال أعلمك الطريقة الوحيدة!! التي ستوصلك إلى الجنة وبغيرها لا تنجو من عذاب النار!!.
ومن عقيدة أتباعها من النساء " القبيسيات" بأن شيختهن لا يجوز مناقشتها وأمرها مطاع، وطاعتها من طاعة الله وأن حبها من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن المريدة عبارة عن هيكل خلقه الله للتفاني في حب وخدمة "منيرة " وكلما تفانت التلميذة في حب الآنسة كلما قربت من الله حتى تصل إلى درجة الكمال وإلى معرفة الله عز وجل وعندها تنتقل من مرحلة العوام إلى الخواص حيث تعرف كل شيء وتصبح كبقية العارفين بالله ابتداء من الشيخ محي الدين بن عربي والحلاج وغيرهم من زعماء الصوفية المعروفين وانتهاء إلى "الآنسة الكبيرة منيرة" خذلها الله ومن خلال هذه المفاهيم فهن يقمن بتقبيل يدها ويتسابقن لشرب فضلات كأسها من الماء أما من ينالها شرف التوبيخ من حضرة "الآنسة الكبيرة " فقد نالت شرفاً كبيراً من الله ساقه إليها، وفي سبيل غرس هذه المفاهيم يُطلقن بعض الشعارات مثل: "لا علم والوصول إلى الله من دون مربية " ويجب أن تكون العضوة كالميتة بين يدي آنستها وتكشف لها كل ما عندها حتى تستطيع أن تأخذ بيدها "، (ومن قال للشيخة: لم؟ لم يفلح أبداً!!) وغير ذلك من الشعارات الباطلة. ولهم أوراد كسائر الطرق الصوفية، فلكل مريدة ورد يومي وهي تقرأه مرتين بعد صلاة الفجر ومرة بعد العشاء وهو بأن تجلس المريدة متوجهة إلى القبلة بعد الانتهاء من الصلاة والدعاء ثم تقول:" اللهم يا مفتح الأبواب ويا مسبب الأسباب ويا مقلب القلوب والأبصار ويا دليل الحائرين ثبت قلبي على الإيمان" وتتخيل المريدة "شيختها " والآنسة الكبيرة أمامها، وهو يطلق قلب وعلق الذاكرة، فإن فعلت ذلك تخيلاً و أصبحت كأنها ترى وجه "شيختها" فعلا تبدأ بالذكر لأنها هي التي تربط قلبها بالله لأنه سيمتد قبس من نور من قلب "الشيخة " أو الآنسة إلى قلب الذاكرة ليوصلها إلى الله!!
ويكن الذكر بترديد اسم الجلالة مفرداً "الله .. الله .. الله" وذلك بطريقة خاصة أيضاً عن طريق رفع مقدم اللسان بسقف الحلقة ووضع اليد اليمنى على القلب مع حركة كف اليد من أعلى إلى أسفل على الجهة اليسرى من الصدر وتتخيل بذلك أنها تكنس الأمراض من القلب.
وتستخدم المسبحة وتكرر الكرات وفي كل خمس دقائق تقول بصوت خفيف (إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي) وفي نهاية الورد تصل على النبي صلى الله عليه وسلم وتدعو للمسلمين.
و تعد زيارة الشام واجباً!! أو ا لنقل حلماً لكل من يتم لها الإذن بذلك من نساء التنظيم اللاتي يدعين أن رحلة الحج والعمرة هي "رحلة كعبة المباني" ورحلة الشام هي "رحلة كعبة المعاني" هكذا، وفي هذه الرحلة يتم مقابلة "الآنسة الكبيرة" وتلقي الإرشاد والتوجيه مها ولذلك تحتال بعض نساء التنظيم على ولاة أمورهن للذهاب إلى "كعبة المعاني "!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/6)
و هذه الجماعة تصنف كجماعة باطنية من جهة أنها تلبس لباس العمل الخيري أو التربوي أو الدراسي ولا تظهر كل معتقداتها لكل الناس، ويقلن أن هناك علماً باطناً ويسمونه بالعلم اللّدني وهو علم أهل الباطن والتصوف لأنهم في مستوى أعلى من الناس فهم الخواص الذين خصهم الله بمعرفة ذاته والوصول إليه.
وجميع الأحاديث المذكورة في كتب السنة هي فقط للعوام من الناس!!!.
و لديهن ذكر يطلق عليه الصلاة النارية ولفظه "اللهم صلِّ صلاة كاملة وسلم سلاماً تاماً على سيدنا محمد الذي تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائج وتنال به الرغائب وحسن الخواتيم، ويستقي الغمام بوجهه الكريم، وعلى آله وصحبه وسلم في كل لمحة ونفس عدد كل معلوم لك ".
وتقرأ هذه "الصلاة النارية " بأعداد خاصة مثل (4444) مرة في أوقات خاصة قراءة جماعية أو فردية لجلب مصلحة ما أو دفع ضرر ما عن الدعوة.
ومن الطريف أنهن اعتقدن بأنهن حررن الكويت عام 1991 م بهذه الصلاة!!! عندما قرءوها في الشام آلاف المرات، ولهذا الذكر جملة من الطقوس والهيئات تستدعي أن يعتزلن عن أهلهن وأزواجهن في غرفة خاصة بحجة الصلاة والقيام.
و للجماعة طرق في اختيار العضوات وأساليب في الاستحواذ عليهن وِفْق أسس اختيار محددة يجب أن تتوافر في أي عضوة جديدة قبل دعوتها: المكانة الاجتماعية، والاسم العائلي الكبير، الغني، الذكاء، النشاط ويتم تَصيُّد العضوات الجدد من خلال حفلة، مولد، عزاء، مخيم، عرس، أو مدارس البنات ويستحوذن على العضوات الجديدات بإظهار الاهتمام الشديد المبالغ فيه وتطويق كل قادمة جديدة بالحب ومحاولة حل مشاكلهن ولو كانت مشاكل مادية وبحنكة متمرسة يتعاملن مع الفتيات حسب أعمارهن واحتياجاتهن المعروفة لهن.
و نشاط الجماعة وطاعة قيادتها مقدم على حقوق الوالدين والزوج والأهل.
هذا ما نعرفه عن هذه الجماعة المشركة من خلال ما أطلعنا عليه بعض إخواننا الفضلاء من أهل سوريا حماها الله من كل سوء ومكروه.
فتوى اللجنة الدائمة حول القبيسات رقم (16011) وتاريخ: 18/ 5/1414هـ.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ... وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من مستفتي من الكويت والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (11 - 16) وتاريخ (18/ 5/1414).
وقد سال المستفتي سؤلاً هذا نصه:
(بشأن جماعة من النساء في الكويت يقمن بنشر الدعوة الصوفية على الطريقة النقشبندية، وهن يعملن تحت إطار رسمي " جمعية نسائية " ولكنهن يمارسن هذه الدعوة في الخفاء ويظهرن ما لا يبطن وقد حصل أن اطلعنا على كتاباتهن وبعض كتبهن واعتراف بعضهن ممن كن في هذا التنظيم. وذلك يتمثل بعضه بالآتي:
يقولون من لا شيخ له فشيخه الشيطان، ومن لم ينفعه أدب المربي لم ينفعه كتاب ولا سنة، ومن قال لشيخ لم، لم يفلح أبدا، ويقولون بالوصل بعملية الذكر الصوفي مستحضرين صورة شيختهن أثناء الذكر ويقبلون يد شيختهن والتي يطلقون عليها لقب الآنسة وهي من بلد عربي من خارج الجزيرة، ويتبركن بشرب ما تبقى في إنائها من الماء، ومن كتاباتهن لأدعية خاصة، وأني وجدتها بعد ذلك مقتبسة من كتاب اللؤلؤ والمرجان في تسخير ملوك الجان، ويقومون بتأسيس المدارس الخاص بهم لاحتواء الأطفال على طريقتهن ويعملن في مجال التدريس مما يعيطهن مجال لنشر هذه الدعوة في صفوف بنات المدارس الحكومية المتوسطة والثانوية.
وقد فارقت بعض من هؤلاء النسوة أزواجهن وطلبوا الطلاق عن طريق المحاكم عندما أمرهن هؤلاء الأزواج بالابتعاد عن هذا الطريق الضال.
السؤال: (1) ما هو الحكم الشرعي في عقيدة هؤلاء النسوة مع إصرارهن على هذه الطريق؟
(2) هل يجوز الزواج منهن؟
(3) ما حكم عقد النكاح القائم بأحداهن الآن؟
(4) النصيحة لهن وترهيبهن من هذا الطريق. وجزاكم الله عنا كل خير.
وبعد دراسة اللجنة له أجابت:
الطرق الصوفية، ومنها النقشبندية، كلها طرق مبتدعة مخالفة للكتاب والسنة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحدثات الأمر، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/7)
بل إن الطرق الصوفية لم تقتصر على كونها بدعة مع ما في البدعة من الضلال، ولكن داخلها كثير من الشرك الأكبر، وذلك بالغلو في مشائخ الطرق والاستغاثة بهم من دون الله، واعتقاد أن لهم تصرفاً في الكون، وقبول أقوالهم من غير نظر فيها، وعرضها على الكتاب والسنة.
ومن ذلك ما ورد في السؤال من قولهم: من لا شيخ له فشيخه الشيطان. ومن لم ينفعه أدب المربي لم ينفعه كتاب ولا سنة، ومن قال لشيخ لم، لم يفلح أبدا.
وهذه كلها أقوال باطلة مخالفة للكتاب والسنة، لأن الذي يقبل قوله مطلقاً بدون مناقشة ولا معارضة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقول الله تعالى: ((وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا))، وقوله تعالى: ((وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)).
أما غيره من البشر مهما بلغ من العلم، فإنه لا يقبل قوله إلا إذا وافق الكتاب والسنة، ومن زعم أن أحداً تجب طاعته بعينة مطلقاً غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ارتد عن الإسلام، وذلك لقوله تعالى: ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون)).
وقد فسر العلماء هذه الآية بأن معنى اتخاذهم أرباباً من دون الله:
طاعتهم في تحليل الحرام، وتحريم الحلال، كما روى ذلك في حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه.
فالواجب الحذر من الصوفية رجالاً ونساءً، ومن توليتهم التدريس والتربية، ودخولهم في الجمعيات النسائية وغيرها لئلا يفسدوا عقائد المسلمين.
والواجب على الرجل منع موليته من الدخول في تلك الجمعيات أو المدارس التي يتولاها الصوفية أو يدرسون فيها حفاظاً على عقائدهن، وحفاظاً على الأسر من التفكك وإفساد الزوجات على أزواجهن، ومن اعتنق مذهب الصوفية فقد فارق أهل السنة والجماعة، وإذا اعتقد في شيوخ الصوفية أنهم يمنحون البركة، أو ينفعون أو يضرون فيما لا يقدر عليه إلا الله من شفاء الأمراض وجلب الأرزاق، ودفع الأضرار أو أنهم تجب طاعتهم في كل ما يقولون ولو خالفوا الكتاب والسنة، من اعتقد ذلك فقد أشرك بالله الشرك الأكبر المخرج من الملة. لا تجوز موالاته ولا مناكحته لقوله تعالى: ((ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن)) إلى قوله: ((ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا)).
والمرأة التي تأثرت بالتصوف إلى حد الاعتقاد المذكور لا ينبغي التزوج بها ابتداء ولا إمساكها ممن تزوجها إلا بعد مناصحتها وتوبتها إلى الله.
والذي ننصح به النسوة المذكورات هو التوبة إلى الله والرجوع إلى الحق وترك هذا المذهب الباطل، والحذر من دعاة السوء والتمسك بمذهب أهل السنة والجماعة، وقراءة الكتب النافعة التي قام بإعدادها العلماء المستقيمون على العقيدة الصحيحة والاستماع للدروس والمحاضرات، والبرامج المفيدة التي يقوم بإعدادها العلماء المستقيمون على المنهج الصحيح. كما ننصح لهن بطاعة أزواجهن وأولياء أمورهن في المعروف.
لم يذكر اسم الجمعية في هذه الفتوى حفاظا على مبدا النصيحة و لكن بعد الفحص و التدقيق تبين ان هذه الجمعية النسائية هي جمعية بيادر السلام لسببين هما ان جمعية بيادر السلام فضحت نفسها و قامت بالرد على هذه الفتوى و بعد الرد قام احد الموقعين من علماء المملكة و هو الشيخ ابن منيع حفظه الله بالتصريح باسم جمعية بيادر السلام و كل هذا موجود بالصحف.
ملاحظة: في الاردن تقودهم تنظيريا و ليس اداريا فادية الطباع و في الكويت أميرة جبريل كما في سوريا منيرة قبيسي.
الكاتب: ناقد الحازمي
ـ[ليث القحطاني]ــــــــ[07 - 09 - 05, 03:35 م]ـ
أيها الأخوة الأفاضل:
لدي مادة للحوار ومواقف للتقييم ولكنني لا أجد منكم سوى تكرار للفتوى المشهورة والتي لا تتعلق بالضرورة بالقبيسيات التي أعنيها!
قبيسياتنا فتيات مؤمنات بالله لا يعبدنه لا بالطريقة النقشبندية ولا بالطريقة الإيرانية، لا يكفرهن إلا من جهل بحالهن، هن قانتات عابدات حافظات .... كثر الافتراء حول آنساتهن لكنهن وإن صح بعض ما نقل عن معلماتهن من انحراف فإنهن خير من الكفرة؟
لجميع من قرأ وساهم الشكر وعلى الله الجزاء بالخير لكنني لا أبحث عن تكفير أحد وإنما عن حقيقة المعتقد والممارسة رغبة في الإصلاح والدعوة للخير ولكم كل الشكر ثانية.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 09 - 05, 04:00 م]ـ
بارك الله فيكم، وهل لك أن تذكر لنا عقائدتهم وطريقتهم التي يسيرون عليها حتى يتبين حالهن، وكونهن خير من الكفرة لايعني نفي البدعة عنهن
فلا يكفي كون الإنسان مخلصا لله فقط، بل لابد من مسالة اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا، فالإخلاص والمتابعة من شروط صحة قبول العمل، فلا يقبل الله من الأعمال إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم وصوابا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه أحدا)
فكونعن عابدات قانتات حافظات كما ذكر لايعني صحة معتقدهن ولايكفي ذلك في تزكيتهن، بل لابد من معرفة اعتقادهن حتى يكون المسلم على بصيرة من أمره.
فالأصل العام أخي الكريم ليث القحطاني وفقه الله أن المسلم مطالب بالاتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة كما قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، ومطالب كذلك بترك الابتداع والإحداث في الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد)، فقد تجد عند بعض الفرق المنحرفة عبادات وطقوس كثيرة وحفظ للقرآن وغيرها ومع ذلك يعتتبرون من أهل البدع لإحداثهم في الدين ماليس منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/8)
ـ[ليث القحطاني]ــــــــ[07 - 09 - 05, 04:48 م]ـ
أخي عبد الرحمن الفقيه:
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته
أنا لست على يقين تام من عقيدة المؤسسة وتوجهها وكذلك بالنسبة للآنسات الكبيرات بينهن، لكنني أعلم من قريباتي وممن يسر لي دون تورية بأنهن لا يوصين الفتيات إلا بخير، ولا يعتمدن أصلاً للدراسة والتدريس إلا أصول السنة والجماعة، ولا يكفرن أحداً ولا يتناولن الصوفية بالمدح ولا بالذم ولا يعرفن حلاجأ ولا حلولاً ولا إيماناً بكل خزعبلات الصوفية.
كل ما نسب إليهن فيه شيء من المبالغة يقل أو يكثر حسب حجم المسألة، ولا أدري أي مسألة أحق بالرد عليها مما تعتبره ابتداعاً في الدين وإحداثاً .... لكنني أعلم شيئاً يسيراً يمكنني أن أحدثك عنه، وأرجو من الأخوة والأخوات وخاصة ممن لديه تجربة خاصة معهن أن بعيينني في الوقوف على أخطائهن دون تضخيم أو مبالغة، وقد قرأت لبعض من الآنسات السابقات مشاركات ربما في هذا المنتدى وربما في سواه وهذا بالضبط ما أظن أنه سيعيننا على الحق لأنه إن شاء الله سيكون حديثاً صادقاً مخلصاً من داخل الجماعة إياها، لأنهن متكتمات جداً ولا يأبهن بالرد على التهم الموجهة إليهن ربما خوفاً من انتشار الفرية أو زيادة الجدل والقيل والقال.
شكراً لاهتمامك وجزاك الله عني وعن المسلمين كل خير.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 09 - 05, 04:57 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يمكنك أخي الكريم من فعل شي تعرف به حالهن، وهو أن تسألهم عن أهل العلم الذين يأخذون عنهم ويميلون إليهم، فهل يأخذون بفتاوى الشيخ ابن باز مثلا أو العثيمين أو غيرهم من أهل السنة أم أن لهم مشايخ آخرين يأخذون عنهم؟
وكونك نقلت عن قريبتك بأنهن لايذكرن الصوفية بمدح ولاذم فهذا دليل على خلل في اعتقادهن، فالمسلم السلفي السني يعرف الصوفية ويحذر منها ويتقرب إلى الله بذلك!
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[07 - 09 - 05, 05:07 م]ـ
قال عمر بن العزيز، رحمه الله:" إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة". رواه الدارمي وأحمد في الزهد وغيرهم.
وأعجبني اسناد اللالكائي لأنه مسلسل بالأئمة وفيه: " حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، قال حدثنا عبدالله بن المبارك، عن الأوزاعي، قال عمر بن العزيز ... الأثر.
المرجع:
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?Type=T&HadithID=166155
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?Type=T&HadithID=166155
ـ[ليث القحطاني]ــــــــ[07 - 09 - 05, 05:18 م]ـ
ولكل من يقرأ أفند المقالة الأشهر في تكفيرهن حسب ما أعلم وأترك ما لا أعلم لمن يعلم:
أما أنهن يعتمدن السرية فلكثرة الخوف من بطش النظم الحاكمة بكل ما هو دين وتدين.
وأما عن الإفصلح عن العقائد والأفكار بعد مدة من الزمان فقد تحدثت مع إحدى المخلصات لهن (ولا
زالت) ومنذ سنين عديدة ولم يذكر لها بعد أي شيء يصمهم بالانحراف المبين او العقيدة الضالة، ولم
تدع إلى أي شيء من ذلك.
وأما عن استمالة العناصر الثرية والعائلات الكبيرة فهي تهمة هم منها براء لأن فيهن من كل الفئات
والفقراء والأغنياء لديهم سواء ولكن الالتزام بين الثريات حكر على دعوتهن دون سواها من الدعوات
النسائية وهذا أصح.
وأما عن انتشارها الكبير في الدول العربية فهو بسر بعدهن عن السياسة وانتقاد الحكام (بل لعلهن يدعون
لصلاحهن) وفي ذلك رأي مسالم.
وأما عن تقبيل يد القائدة فذلك صحيح ويدعون يأنه محبة واحترام ليس إلا، وأما التسابق لشرب فضلات
كأسها من الماء فذلك ليس بصحيح أبداً!!!!!!
وللحديث بقية إن شاء الله
ـ[ليث القحطاني]ــــــــ[07 - 09 - 05, 05:26 م]ـ
قال عمر بن العزيز، رحمه الله:" إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة". رواه الدارمي وأحمد في الزهد وغيرهم.
وأعجبني اسناد اللالكائي لأنه مسلسل بالأئمة وفيه: " حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، قال حدثنا عبدالله بن المبارك، عن الأوزاعي، قال عمر بن العزيز ... الأثر.
المرجع:
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?Type=T&HadithID=166155
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?Type=T&HadithID=166155
لم أفهم المقصود، هل المقصود بأن كل من كتم دينه وعبد الله سراً فهو في ضلالة؟؟؟
وأين أولئك ممن يكتم دينه في آخر الزمان خوفاً من الظلم والبطش، هل هم كفرة أيضاً أم ضلاليون؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 09 - 05, 05:37 م]ـ
الأخ ليث وفقه الله
السنة بحمد الله تعالى واضحة مثل الشمس، فمن ينتسب إليها يعرف، وأما مسألة الكتمان من أجل الأنظمة فقد تكون في بلد دون بلد وخاصة أن مثلهن لايخشى منهن!
وسؤالي للأخ ليث القحطاني
من معهن من أهل العلم المعروفين؟
وهل كان عند الصحابيات والتابعيات وغيرهن آنسة يقتدون بها ويسيرون على طريقتها ويقبلون يدها وغير ذلك؟
وكل خير في اتباع من سلف ... وكل شر في ابتداع من خلف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/9)
ـ[أبو علي]ــــــــ[07 - 09 - 05, 06:42 م]ـ
يكفي في خروجهنَّ من السّنّة أنَّهنَّ ينسبن أنفسهنَّ إلى (منى قبيسي)، وكيف لمسلم طاعة غير رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم؟؟؟
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[07 - 09 - 05, 07:48 م]ـ
أخانا الكريم الحريص ليث القحطاني ...
إذا أردت التثبت من النسوة المذكورات فعليك يالأسئلة التالية:
1 - هل لديهن عبادات موسمية بدعية، كالاحتفال بالمولد أو الاسراء والمعراج أو شهر رجب ونحوها.
2 - ما هي المرجعية العلمية التي يتلقين عنها الدين والعلم.
3 - ما هو موقفهن من العلماء والمشايخ السلفيين المتقدمين منهم أو المعاصرين.
4 - ما هي مكانة السنة النبوية منهن تعلماً وتطبيقاً في حياتهن اليومية.
وهناك أسئلة تفصيلية أخرى كفيلة بالكشف عن حقيقتهن تركتها استغناءً بما ذكرت.
واعلم يا أخي أن كل من انزوى عن جماعة المسلمين واختص باسم أو وصف حقيقٌ بأن يستراب منه، و تنبغي استبانة حاله والتأكد منها
، هذا على أقل تقدير.
إلا إذا كنت مشغوف الفؤاد فللمحبين أعذارهم (ابتسامة).
يسر الله أمرك وأرشدك إلى الخير.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[07 - 09 - 05, 08:52 م]ـ
تقول إحدى الأخوات
ملاحظة شخصية:
وجود اسم لجنة بيادر السلام النسائية من ضمن اللجان المشاركة قد حيرني كثيراً و لم أعلم كيف سمحوا لهم بذلك!! فبعد الكتاب الذي نشر عنهم مجاناً قبل 3 سنوات تقريباً و احتوى على اعترافات من نساء انخدعوا بهم و فتاوى لأهل العلم فيهم و تبيين بأنهم لجنة "صوفية" و على علاقة بالرفاعي .. فأرجو عدم نشر أسماء لجان كهذه حتى لا ينخدعوا النساء بها
تذكرت احدى المواقف التي لا تنم عن جماعه اسلاميه محافظه ...
حين كنت في الثانويه ... كانت احدى المدرسات من البيادر ... فقامت بطريقه غير مباشره الى جذبنا للجمعيه ... فقامت بترتيب رحله (بناتيه) الى احدى الاماكن الترفيهيه ... (طبعا خارج الدوام الرسمي) ...
فعلا ذهبنا الى الرحله بهدف التسليه لا غير .... وكنت حينها قد افترضت حسن النيه وتناسيت افعالهم المشينه
تجمعت البنات في المكان المحدد وركبنا باص ... وفوجئنا ب (طيران) ... ظننا انهم فرقه شعبيه
المهم انهم اخذوا ينشدون ببعض اناشيدهم .... ووصلنا بالسلامه الى المكان المقصود ....
فما كان منا نحن بنات الثانويه الا ان شكلنا مجموعه لوحدنا ... نظرا للحاجز الذي وضعنه بنات البيادر ... حيث لم يكن هناك (ريج حلو) اثناء تواجدنا بالباص ...
المهم حين حان وقت العوده ركبنا الباص (وكان الوقت مغرب) والدنيا مظلمه ... فوجئنا حينها ب (الطيران ترنع) وتقوم احدى المدرسات او المشرفات بالرقص (من اول الملعب الى اخره) ... ونوافذ الباص لم تكن مظلله او تحجب الرؤيه داخل الباص
والادهى من ذلك اننا توقفا عند الاشاره والحبيبه ما زالت ترقص
@@
والمصيبه الكبرى اننا بقرب احدى معسكرات (العقد) ...
اترك لكم تخيل الباقي
ملاحقات وهتافات و ....... الخ من تحرشات الشباب
قامت احدى صديقاتي بتدارك الموقف بذكاء ... فقالت: عطونا الطار .... احنا بعد عندنا اغاني خاصه فينا ...
وحين استلمت الطار قامت بالضرب عليه (بالهبل) حتى كسرته ....
:)
فما كان من البيادريات الا ان تجمدوا من الصدمه والدموع محتجزة بعيونهم .... (ما يقدرون يفارقون الطار)
:)
آآآآل شوووو آآآآآآآل صوفيه آآآآآآآآل
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[08 - 09 - 05, 01:52 ص]ـ
الأخ ليث
أمرك غريب!!
تسأل عنهن سؤال الجاهل ثم تدافع عنهن دفاع المستميت!!
ـ[سيف 1]ــــــــ[08 - 09 - 05, 04:37 ص]ـ
الأخ ليث
أمرك غريب!!
تسأل عنهن سؤال الجاهل ثم تدافع عنهن دفاع المستميت!!
ولا أعلم حقا لم تخاف الحكومات من منظمة ليس لها أي توجه سياسي وكلهن من الاناث!!!!؟؟؟
ـ[أبو وسيم]ــــــــ[08 - 09 - 05, 10:19 ص]ـ
لابد من معرفة اعتقادهن حتى يكون المسلم على بصيرة من أمره ..
بارك الله فيكم
فهل اطلعت يا شيخ على كتبهن وهي كثيرة؟؟
أم اكتفيت بما نقله عضو سحاب؟؟
وهل هذا من نهج اهل الحديث في التبين؟
ـ[ابو البدور]ــــــــ[08 - 09 - 05, 03:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ادهشني هذا الخدش والتجني والافتئات على اهل الاسلام وخاصة الدعاة منهم
(ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والاخرة ولهم عذاب عظيم)
(ياايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)
لايجوز لمن لايعرف الجماعة عن قرب وظروف نشأتها ان يكيل لاهلها الاتهامات جزافا دون دليل
والقاعدة معروفة عند اهل العلم (ان كنت ناقلا فالصحة او مدعيا فالدليل)
ان هذه الجماعة نشأت في ظروف قاسية جدا لايعلمها الا من عاشها وهذا هو سبب سريتها في البداية اما الان فهي جماعة معروفة وتجاهر بدعوتها ولكن بحكمة.
ثم الذي يتساءل لماذا تخشى الحكومات من النساء. اقول له ليست الخشية منهن بل الخشية من انتشار الفكر الاسلامي وتربية النشئ على الاسلام وذلك عند بعض المسؤولين وليس جميعهم.
ثم الذي يعلم اثار هذه الجماعة المباركة وما احدثته في سوريا خاصة من نشر للعمل والفضيلة ومن تربية لاجيال على حب الله ورسوله والصحابة والعلماء والعلم لايمكن ان ينطق بمثل هذا الكلام الذي لايخرج الا من عدو لعدو بل والله ان العدو اقل تجنيا مما كتب هنا وللاسف.
اعرف اني سوف اواجه بسيل من الانتقادات بل ربما تحذف مشاركتي ولكن لابرئ نفسي امام الله وانتصر للمؤمنات المظلومات اللواتي وهبن انفسهن لله ولرسوله فلايسعني اذ قرأت هذه المشاركات الا ان ابين ماأعرف واني او اكد للجميع اني اعرف كثيرا منهن عن قرب وبعضهن امضى في التلمذة على الانسة منيرة فوق الثلاثة عقود ولم ار او اسمع منهن ماقراته الان في هذا المنتدى والذي يفترض في اهله صيانة السنتهم عن مالايليق.
فاتقوا الله في انفسكم وفي المسلمين والمسلمات.
واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/10)
ـ[السبيل]ــــــــ[08 - 09 - 05, 03:47 م]ـ
أبو البدور إعلم أن من المشاركين من يتكلم عن تجربة وليس عن عداوة لله!!!!!!! ثم اعلم أن العمل لا يقبل حتى يكون خالصاً صوابا ولا يكون صوابا إلا إذا كان على السنة فاعرض هذه الجماعة على الكتاب والسنة ثم انظر
ـ[ليث القحطاني]ــــــــ[08 - 09 - 05, 03:55 م]ـ
الأخ عبد الرحمن الفقيه:
1 - لا أعلم إن كان معهن من أهل العلم المعروفين فهن: كتوماااااااااااات. لكنهن يبدين احتراماً خاصاُ للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.
2 - لم يكن عند عند الصحابيات والتابعيات وغيرهن آنسة يقتدون بها ويسيرون على طريقتها لكن ذلك الوقت لم يفتقر المسلمون عموماً والمسلمات خصوصاً للقدوة الصالحة التي تحيا بينهم وتعلمهم الحياة بالإسلام ديناً ومنهجاً، ولا يخفى أثر ذلك في تثبيت كل متعطش للهداية.
أما الآن وكما يعلم الجميع فأين تلك القدوة والمنهل الصافي، خاصة مع كثرة الدعوات اللا دينية والمنحرفة وبشكل خاص بين النساء؟؟؟؟
ثم إني أسأل ما الضير في اتباع الخلف الصالح ومحبته إن كان على نهج السلف الصالح، أوليس تناقل العلم الشرعي بشكل خاص تم من هذا الباب؟
ـ[ليث القحطاني]ــــــــ[08 - 09 - 05, 04:00 م]ـ
الأخ عبد الله خميس:
آخر ما انتظر سماعه قولك (تقول إحدى الأخوات)
وكما قرأت فر ردودي السابقة ورد الاخ أبو البدور كثيرون الذين يقولون دون مراعاة الله في المؤمنات ونحن هنا للوقوف على صحة ما يقولون وليس لنقل قولهن فحسب، فلنحذر من الزلل والوقوع فيما لا ندري.
ـ[ليث القحطاني]ــــــــ[08 - 09 - 05, 04:05 م]ـ
كتب خزانة الأدب:
الأخ ليث
أمرك غريب!!
تسأل عنهن سؤال الجاهل ثم تدافع عنهن دفاع المستميت!!
وأقول:
أولاً: أنا لست جاهلاً بحالهن لكنني أسأل عن الحكم فيهن.
ثانياً: نعم أنا أدافع عنهن دفاع المستميت كما أدافع عن كل مسلم يكفّر لمجرد الاختلاف معه، وقد أثارتني للغاية بعض الألفاظ التي لا تليق بأمثالهن.
لكم جميعاً شكري وامتناني على الصبر والرد والمثابرة على النقاش
ـ[ليث القحطاني]ــــــــ[08 - 09 - 05, 04:10 م]ـ
الأخ أبو عدنان:
أشكر لك ردك العلمي وأعدك بالتفصيل فيما أعرف عن الأسئلة التي سألتها وأن أبحث في إجابات البقية منها، شكراً لملاطفتك الأخيرة وجزاك الله عن الدعاء لنا كل خير.
ـ[ليث القحطاني]ــــــــ[08 - 09 - 05, 04:13 م]ـ
الأخ سبف1:
أجابك الأخ أبو بدور عني بما يكفي، جزاكما الله كل خير في السؤال والإجابة.
ـ[ليث القحطاني]ــــــــ[08 - 09 - 05, 04:19 م]ـ
كتب أبو وسيم (مخاطباً الشيخ عبد الرحمن الفقيه):
بارك الله فيكم
فهل اطلعت يا شيخ على كتبهن وهي كثيرة؟؟
أم اكتفيت بما نقله عضو سحاب؟؟
وهل هذا من نهج اهل الحديث في التبين؟
وأقول: وأنا أضم صوتي لهذا السؤال أيضاً , هل قرأت في كتبهم ما يشين أو يسيء أو يخدش المنهج القويم؟
ـ[ليث القحطاني]ــــــــ[08 - 09 - 05, 04:27 م]ـ
كتب أبو البدور:
ثم الذي يعلم اثار هذه الجماعة المباركة وما احدثته في سوريا خاصة من نشر للعمل والفضيلة ومن تربية لاجيال على حب الله ورسوله والصحابة والعلماء والعلم لايمكن ان ينطق بمثل هذا الكلام الذي لايخرج الا من عدو لعدو بل والله ان العدو اقل تجنيا مما كتب هنا وللاسف.
وأقول له: أوافقك على ذلك 100% حياك الله أخاً منتصراً للمؤمنات المظلومات وأنا أدعوك يا أخي أن نقف للدفاع عن كل مفتر عليهن، وكذلك لأن ندعوهن من كل طريق ممكنة لإصلاح الأخطاء إن وجدت.
والله لقد رطبت فؤادي أن وجدت غيوراً مثلك على أن تكال الاتهامات دون أدلة، ولذلك دأبت على السؤال عن تجربة شخصية تكشف كل افتراء، جزاك الله خيراً عني وعنهن وأرجوك أن تبقى معنا صبوراً ونفساً مدافعاً عن الحق ولك الأجر عند الله إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 09 - 05, 05:14 م]ـ
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ليس الاعتماد على هذا النقل وإنما الاعتماد على النقاش السابق الذي فيه نقل لفتوى اللجنة والدائمة وغيرها
وقد ظهر مصداق النقل السابق في رد الأخ ليث القحطاني
الحقيقة أنني بعد أن سمعت عنهم الكثير من المديح حول التزامهن بالكتاب والسنة وتأثيرهن الإيجابي السريع على الفتاة الغير ملتزمة، بدأت أسمع انتقادات لأصل عقيدتهن ولاحظت ارتباطهن الشخصي غير المبرر بآنساتهن وشدة دفاعهن عن أخطاء فادحة ترتكب، من مثل الكذب على أولياء الأمور والأزواج للخروج من المنزل، واقتناعهن بالخوارق الباطنية والتجليات التي تأتي بها (آنسات الطبقة الثانية) أي تلميذات الآنسة الكبيرة (منيرة) وكذلك جمع العديد من التناقضات كالتستر في الاجتماعات والإشهار في الزي واللباس والحجاب .....
وحاولت الاستفهام والسؤال لكنني ووجهت بالرفض والاستبعاد!!!! أرجو المزيد من المعلومات وأشدد على كونها ناتجة من تجربة شخصية وليست نتيجة القيل والقال، فهذا ما أكثره وللأسف على الشبكة والمنتديات.
فيظهر أن بعض الإخوة يحتاجون إلى معرفة العقيدة الصحيحة المستقاة من الكتاب والسنة التي كان عليها الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ومن تبعهم بإحسان من التحذير من البدع وغير ذلك
فإذا كان الشخص صوفيا او لايعرف العقيدة السلفية الصحيحة فيحتاج أولا إلى نقاش خاص حول العقيدة ثم يبني عليه مسألة القبيسيات الكتومات!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/11)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 09 - 05, 05:50 م]ـ
الأخ عبد الرحمن الفقيه:
1 - لا أعلم إن كان معهن من أهل العلم المعروفين فهن: كتوماااااااااااات. لكنهن يبدين احتراماً خاصاُ للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.
2 - لم يكن عند عند الصحابيات والتابعيات وغيرهن آنسة يقتدون بها ويسيرون على طريقتها لكن ذلك الوقت لم يفتقر المسلمون عموماً والمسلمات خصوصاً للقدوة الصالحة التي تحيا بينهم وتعلمهم الحياة بالإسلام ديناً ومنهجاً، ولا يخفى أثر ذلك في تثبيت كل متعطش للهداية.
أما الآن وكما يعلم الجميع فأين تلك القدوة والمنهل الصافي، خاصة مع كثرة الدعوات اللا دينية والمنحرفة وبشكل خاص بين النساء؟؟؟؟
ثم إني أسأل ما الضير في اتباع الخلف الصالح ومحبته إن كان على نهج السلف الصالح، أوليس تناقل العلم الشرعي بشكل خاص تم من هذا الباب؟
محمد سعيد رمضان البوطي عليه ملحوظات عقدية يمكنك الاطلاع على بعضها من خلال هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=117543#post117543
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=39258#post39258
وأما وجود الآنسات بهذا الشكل المنظم واتباعهم وإظهارهم للخوارق وغير ذلك فليس من هدي السلف الصالح رضوان الله عليهم، والمرأة القدوة هي المرأة التي تكون عقيدها سلفية وصاحبة دين وصلاح، وليست آنسة صوفية تكذب على ولي أمرها لتخرج من المنزل كما ذكر الأخ ليث القحطاني!
وليست المرأة القدوة كاتمة لعقيدتها بهذه الطريقة
وأوصي نفسي وإخواني الكرام بعدم المجادلة والدفاع عن الصوفية والمخالفين، واذكرهم بقوله تعالى {وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا} (105) سورة النساء
وبقوله تعالى ({وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} (107) سورة النساء
وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليما.
ـ[سيف 1]ــــــــ[08 - 09 - 05, 08:17 م]ـ
الأخ سبف1:
أجابك الأخ أبو بدور عني بما يكفي، جزاكما الله كل خير في السؤال والإجابة.
قلت (سيف):لم يجبني بشئ يأبه له اصلا.
فقد قال (ثم الذي يتساءل لماذا تخشى الحكومات من النساء. اقول له ليست الخشية منهن بل الخشية من انتشار الفكر الاسلامي وتربية النشئ على الاسلام وذلك عند بعض المسؤولين وليس جميعهم)
قلت (سيف) ولكن يا ليث قد سبق قولك (وشدة دفاعهن عن أخطاء فادحة ترتكب، من مثل الكذب على أولياء الأمور والأزواج للخروج من المنزل، واقتناعهن بالخوارق الباطنية والتجليات التي تأتي بها (آنسات الطبقة الثانية) أي تلميذات الآنسة الكبيرة (منيرة) وكذلك جمع العديد من التناقضات كالتستر في الاجتماعات والإشهار في الزي واللباس والحجاب .....
وحاولت الاستفهام والسؤال لكنني ووجهت بالرفض والاستبعاد!!!!)
قلت (سيف): فلا اعلم حقا اي خوف من قبل الحكومات تجاه القبيسيات الاناث من تربية النشء على الاسلام الصحيح! اذا كن اصلا لا يوضحن عقيدتهن ويتسربن تسرب القطط من خلف أهلن و أزواجهن و يرفضن السؤال والافصاح وعملهن كخفافيش الظلام
ولا أدري أين قذف المحصنات هاهنا في مناقشتنا تلك حتى يذكر أبو البدور ((ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والاخرة ولهم عذاب عظيم)
!!!!!!
ـ[أبوالمقدادالمنبجي]ــــــــ[10 - 09 - 05, 06:20 ص]ـ
(لكنهن يبدين احتراماً خاصاُ للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي) قول القحطاني
و أرى من مشاركاتك بعدم الرضا بحكم الآخرين على الجماعة لجهلهم بأفعالها
فأسألك أن تأتي لنا برأي الدكتور فيهم أقصد أعمالهم و ممارساتهم لعله يدفع بذلك شبهة عندك. و أن تعرض هذه الممارسات ثم يحكم أهل الاختصاص بناء على ماعندهم من معلومات عن هذه الجماعة.
و اقتراحي بأخذ رأي الدكتور لقربه منهم و بالتأكيد ان كن متأثرات به اذا لديهن اتصالات معه و للدكتور موقع على الانترنت يمكنك التواصل معه
(لم أضع الرابط لتحفظي)
هي نصيحة ليس إلا
ـ[أبوالمقدادالمنبجي]ــــــــ[10 - 09 - 05, 06:41 ص]ـ
و هذا كلام احدى الأخوات على الشبكة ان كان الأمر يهمك فالأمر أقرب اليها منا:
المشاركة باسم المحبة لله من موقع أنا مسلمة (
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
أخواتي في الله ...
أولاً يسعدني الانضمام إليكن، و أدعو الله أن ينفعني بكن و ينفعكن بي ...
أود أن أسألكن سؤالاً حيرني عن القبيسيات ...
القبيسيات هي مجموعة نسوية سورية ذات اتجاه اسلامي ... أنا أعرف الكثير عنها و لكن ما أريد معرفته هو ما دفعني إلى البحث عن معلومات عنهن ...
أنا أسكن بمدينة غزة بفلسطين ... عندنا هنا داعية معروفة تشرف على حلقات تحفيظ للقرآن و لها نشاط دعوي متسع جداً جداً ..... في الآونة الأخيرة كثرت عنها الأقاويل و لم أكترث بها لثقتي بهذه الداعية إلا بعد أن تعرفت على موضوع القبيسات .... سمعت أقوالاً تتردد مدعية صلة هذه الداعية بهذه الجماعة الصوفية .... فوجئت بذلك حقاً إذ أن هذه الجماعة كفرها العديد من المشائخ ... بحثت في الموضوع و فوجئت ثانية بأن جميع ما كتب عن القبيسيات ينطبق عليها!!!
الخط في الموضوع هو أنها تجمع حولها الآلاف من المؤيدات ... و إن ثبت أنها صوفية فهذا يعطينا إنذاراً باحتمال أن تستدرجهن إلى مذهبها لأن هذه هي طريقة القبيسيات في جمع المؤيدات و تحويلهن إلى قبيسيات ...
ما أريده منكن هو أن تساعدني إحداكن إن كانت تعرف أي شيء عما ذكرته و كيف سنحكم على أية امرأة أنها قبيسية و إذا كانت لديكن مواصفات عنهن من واقع تجربة أو معاينة لا من المقالات الموجودة على الانترنتت لأنني قرأتها كلها تقريباً ... ماذا تفعل كل منكن إذا تعرضت لمثل هذا الموقف.؟؟؟!!
و جزاكن الله كا خير و بارك الله فيكن) .. اهـ النقل من الموقع المذكور بنصيحة احدى اخواتي.
أخي أنا أيضا من بلاد الشام من منبج و النساء عندنا في البيت و العائلة و لله الحمد لم يضرهن الابتعاد شيء يجتنبن المذكورات لأنهن وجدن عندهن من مخالفات الصوفية ما ذكر قليله أو كثيره فلا يضر ذلك على الأقل باجتنابهن أما التحذير فكل حسب علمه و ما أدين الله به هو التحذير منهن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/12)
ـ[العوضي]ــــــــ[10 - 09 - 05, 11:46 ص]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).
يا ليث الحق أمامك فلا تراوغ
ـ[ابو البدور]ــــــــ[10 - 09 - 05, 12:32 م]ـ
وصل الامر الى تكفير الجماعة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وتكفير المؤمنين!!
الا فاتقوا الله بانفسكم فمن كفر مؤمنا فقد كفر.
(وهل يكب الناس على وجوههم اوقال مناخرهم في جهنم الا حصائد السنتهم)
هلا التفتم الى العصاة والفساق ودعاة الضلالة والكفر البواح بنصحكم وارشادكم بدل ان تشتغلوا بغيبة المومنات والداعيات وتلويث سمعتهن اولئك اللواتي ملأت اثارهن الخيرة البر والبحر وظهرت نتائج تربيتهن على النشء صلاحا وعفة واخلاقا والتزاما بالكتاب والسنة.
ولعلمكم انهن من اخلاصهن وتوجهن للخالق دون المخلوقين لايكترثن لابكلامكم ولابكلامي ولايهمهم لانقدكم ونقد غيركم ولادفاعي ودفاع غيري لانهن شغلوا اوقاتهن بما يفيد فليس عندهم من حظ النفس مايجعلهن يفزعن من امثال هذه الهجومات والانتقادات.
لقد جعلوا همهم الله ورسوله.
فهلا كنتم احسن منهن خلقا وعملا فحفظتم السنتكم ووفرتم سهامكم لاعداء الدين الحقيقيين الذين بتربصون بهذه الامة الدوائر؟؟!!!
واستغفر الله من حظوظ نفسي.
ـ[أبوالمقدادالمنبجي]ــــــــ[10 - 09 - 05, 01:26 م]ـ
يا أخي أبو البدور من كفر هذه الجماعة فهو بناء على ما وصلهم من علم و مخالفات عقدية كما جاء في الفتوى.
و هم يكفرون الجماعة المقصودة بالفتوى لا غيرهن فأرجو منك الانصاف
و (لايوجد دخان من غير نار) فكما ذكرت من واقعي ومن واقع الفتوى و كلام الناس أن الجماعة التي تدعى بالقبيسيات هي ضالة
و لكن كتذكير بأننا هنا نبين حال الجماعة و يبدو أنك تتحدث عن جماعة أخرى فابحث و استزد
أخيرا أخي نحن في المنتدى و الانترنت لا نعلم حالك و لا عقيدتك و لكن نحسبك على خير انشاء الله فمن الممكن ما تراه أنت جائزا و مستحبا بل و اجبا أحيانا نراه شركا أو بدعة فاتق الله أخي و بين حالهن أكثر
و لاتجلس تدافع و تتهم الآخرين برميهن أو انتقاص المؤمنات حاشى أن يكون ذلك و الله أني لأتوب الى الله من كل مسلمة مؤمنة حالها كما ذكرت أنت من أن نتكلم فيها و لكن الحال لمن ذكره الأخوة و بين حاله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 09 - 05, 01:33 م]ـ
يظهر أن أبا البدور لما عجز عن الدفاع عنهن رجع إلى اتهام الناس بتكفيرهن! مع أن هذا لم يقع في الكلام السابق ممن رد، وأما النقل الذي جاء في بعض الردود فهو نقل عمن لايعرف، ولايدرى هل هم من أهل العلم أم لا؟
فننصح أبا البدور أن يتق الله ولايدافع عن أهل البدع، ولايحتج بما ذكر من الكلام السابق في قوله بتوجيه الأسهم لأعداء الدين الحقيقيين، فالرد على أهل البدع وبيان حالهم دين يتقرب به المسلم إلى ربه، فالرد على القدرية والصوفية والرافضة وغيرهم من أهل البدع من الأمور المهمة التي تدل عليها أدلة الكتاب والسنة.
فإن كان عندك يا أبا البدور رد على ما سبق مما ذكره ليث القحطاني وغيره من أمور منكرة عنهن فبينه، وإلا فلا تتهرب وتجعجع بالتكفير وغيره، واعلم أن تصرفك هذا يدل على عجزك وضعفك، وهذه شنشنة نعرفها من أخزم.
ـ[عاتكة]ــــــــ[10 - 09 - 05, 07:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا ادري ما قصة الآنسات هذه فقد كنا في لبنان في ما مضى منذ سبعة عشر عاما عندما اخذتني قريبة لي معها الى احدى الجارات التي كانت تستضيف في منزلها كل اسبوع شيخة أو آنسة تعطي درس من الدين على زعمهم وكانت هذه الفئة تسمى السحرية نسبة الى الآنسة سحر حلبي
والتي لها علاقة مباشرة مع الحكم النصيري، العلوي، (حافظ الأسد سابقا)
وكل ما ذكره الأخ عبد الرحمن الفقيه من صفات لهذه الجماعة القبيسية حصل معي شخصيا مع الجماعة _ السحرية _
والأسلوب مطابق تماما وكأنه كان يصف الجماعة السحرية وطريقتهم لكن يتوقيت مختلف
وانا لم اكن من اتباعهم كنت زائرة فقط ابحث عن طريق للدين لأني لم أكن ملتزمة آنذاك
وعدم الإلتزام والبعد عن الدين والجهل بأمور الدين كان شائعا جدا في تلك الفترة وكان أمر عادي لا يعتبر عيبا فالناس يغمرها الجهل ولا تستطيع التمييز بين الحلال والحرام والسنة والبدعة
ومن هنا يكمن الخطر على الأمة المسلمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/13)
عندما تبدأ بالصحيان من رقدتها وتريد ان تتعلم أمور دينها، فأول ما تجده هذه الأوكار السرية
واما حجتهم في السرية انهم يخافون من الأحباش مع العلم أن الأحباش أيضا لديهم دعم من سوريا يعني الخلاصة كل فئة ضالة لو بحثنا بأمرها في تلك المنطقة سنرى ان من يدعمها الفئة النصيرية التي هي اعدى أعداء الإسلام
والإنطباع الذي أخذته عليهن من خلال تواجدي بينهن انهن لا يثقن بأحد ولهن حالات .. حالة فيما بينهن .. وحالة يتصرفن بها لو كان يوجد زائرة جديدة بينهن .. وما نراه رأي العين هو حبهم الشديد للآنسة سحر وطريقة كلامهم عنها بشوق لا يوصف والواحدة منهن تتمنى ان تلتقي بها ولو للحظة وكأن ابواب الجنة ستفتح لها
فكنت استغرب منهن واقف مذهولة ولم اكن اجد في نفسي شيء من هذا الحب والشوق الذي يتغنون به للآنسة وكنت ابحث عن الدين
وكانت تمضي الساعة في الدرس ولا نستطيع ان نسأل سؤال وعندما نسأل نجد ان السيدة أو الآنسة التي تشرح الدرس لا تعرف الإجابة وتعلق الموضوع للأسبوع القادم لكي تسأل وتحضر الإجابة
ويا ليتها تجيب بشكل صحيح
والان عندما اتذكر نوع الأسئلة البسيطة التي كانت تسأل ولم يكن يوجد لديها إجابة احزن على هؤولاء النساء اللواتي يضللن بتضييع اوقاتهن في التجمع بمثل تلك الحلقات بقيادة امرأة لا تفقه شيئا من امور دينها ولا حتى الأمور الدقيقة للنساء افي امور الحيض والطهارة
مثال بسيط ..
إحدى السيدات سألت الشيخة ما معنى أن ترى المرأة القصة البيضاء
فقالت لها بعد التفكير ربما تلك قطع القماش التي كانت تستعملها الصحابيات فيما مضى كان لونها أبيض .. انتهى حديث الشيخة.
(!!!!!!!!!!!!)
هذه التجمعات لا يخرج منها المرء سوى بواحدة من إثنين اما أن ينفر من اسلوبهم وينتبه لدينه ويعرف ان هذا ليس الطريق الصحيح
وإما ان يدجن كما يدجن الدجاج على الولاء والبراء للآنسة ولا يهم ما اسمها سحر حلبي!! أو منيرة قبيس!! او راقية إبراهيم
فهو مخطط لتضلليل الناس عن دينهم وبمباركة الدولة النصيرية
ومن ضمن خزعبلاتهم كان لديهم جداول مطبوعة لتسجيل فروض الصلاة تقدمها المريدة الى شيختها كل شهر او كل اسبوع لم اعد اذكر تماما
وهذه الجداول لمراقبة سير الصلاة هل كانت الصلاة في أول الوقت؟ ام في منتصف الوقت؟ ام لم تصليها الا قضاء بعد دخول الوقت الثاني؟
فضلا عن حلقات تحفيظ القرآن المزعومة فلا علم تجويد ولا تصحيح لتشكيل الأحرف ولا تفسير المهم الحفظ غيبا كالببغاء
ولكم أن تتخيلوا المشهد عندما تحفظ إحداهن سورة البقرة بهذا الشكل ويفرحوا بها فرحا عظيما
وهناك قصة أخرى ان أبنة أحدى السيدات المنتميات لهذه الفرقة كانت تتفائل باليوم التي تمر فيه سحر حلبي في ساحة ملعب المدرسة التي تملكها سحر وتجد هذه الفتاة تقوم على تنظيف ارضية المدرسة فتترضى عليها وتبشرها بالجنة
فتأتي الفتاة وكانها طائرة على بساط الريح تخبر انها قابلت الآنسة سحر حلبي
أما عن الوضع السياسي وانخراطهم فيه؟!
فيكفي القول ان قريب احداهن قبض عليه من قبل الجيش السوري
وكلنا نعلم ان من يذهب الى السجون السورية لا يخرج الا على القبر او فاقد العقل من شدة التعذيب
فما كان من الآنسة سحر حلبي الا ان قابلت الجهات المسؤولة وعملت جهدها في إخراج هذا المقبوض عليه
وكان لهذا الأمر صدى كبير بين نساء الحلقة
ومن ثم امر استمالة الشخصيات ذوات المناصب أو الثراء، أمر حقيقي فقد حصل هذا مع احداهن وقد قررت ان تتحجب بعد ان غسلن دماغها ((والله اعلم ذا كن بشرنها بالجنة ام لا؟!))
فما كان منهن الا ان عملن لها احتفال كبير في بيتها وكأنه ليلة عرسها ودققن فيه الدفوف وأنشدن فيه الأناشيد وتمايلن بالرقص وعملوا كما يعمل في الموالد من موائد الطعام وتوزيع الحلوى وووو والى آخره
((ولم يفعلوا تلك الأفاعيل لواحدة اخرى كانت قد تحجبت ولكنها فقيرة الحال!!!!!!!))
وما ذكر عن تجنيدهن أعضائها من أرقى الطبقات الإجتماعية لنشر افكارهن الضالة فهذا صحيح
وتقبيل يد الأنسة ايضا من افعالهن
وتسمية الآنسة سحر بالآنسة الأم أيضا كان من عاداتهن
يااااااااااه هذا الكلام كان منذ سبعة عشر عاما وقد هاجرنا بعدها من لبنان بسبب ظروف الحرب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/14)
ولكني لا اعلم ما الذي جرى مع هذه الجماعة هل توفيت الآنسة سحر فاخترعوا بدلا عنها الآنسة منيرة او منى؟!
هل هو مخطط يسعون لتطبيقه ولو اختلفت الوجوه والأزمنة والشخصيات؟
ويستبدلون آنسة بدل آنسة وشيخة بدل شيخة
وحتى قضية عدم البوح للزوج بالأسرار هي ايضا كانت من عادات الفرقة السحرية وكثيرا ما كانوا يشددون في هذه النقطة
وكن يقلقن كثيرا من وجود الجواسيس او الجاسوسات عليهن وكثيرا ما كن يصرحن بالأمر علنا ويقلن انهن يعلمن انه يوجد جاسوسات بينهن
وأن القضية من سيبقى من المخلصين معهن الى نهاية الطريق فكثيرا ما كانت الشيخة تقول ليس الكل يستطيع ان يبقى ويستمر في هذه الطريق فهي فقط للمخلصين الذين يريدون الوصول.
وكما قيل المتفانيين في حب الله
سبحان الله
تركت قريبتي التي اصطحبتني معها الى السحرية منذ سبعة عشر عاما ولم يعد هناك اتصال معها
وبعد سبعة عشر عاما اتصلت بها فاذا هي تذهب الى مصيبة اخرى اسمها أحمد بدر الدين حسون
(مفتي حلب) وهو يتبع الطريقة النقشبندية بمباركة الدولة
وهذه القريبة تترك زوجها وبيتها واولادها وتذهب في سفر من لبنان الى سوريا لأجل ان تحضر له محاضرات دروس دينية على زعمهم (وهذه السفريات تاتي كل ثلاثة شهور تقريبا)
ولديهم اخت هناك (وهذه أرملة وليست آنسة) تبرعت لهن بمنزلها واعطتهم المفاتيح كلما ارادوا الذهاب الى دمشق وجدوا البيت بإنتظارهم
السؤال كيف يقبل هذا الأحمد بدر الدين حسون ان تسافر اليه النساء لوحدهن بقصد طلب العلم
وبعد البحث في هذا العلم الذي تطلبه وجدت انها تعلمت على دق الدفوف وتلحين الأناشيد وتدريب البنات الصغيرات في السن على هذه الأناشيد وكيفية إلقائها وإحياء الحفلات والولائم وإقامة الموالد النبوية على زعمهم
وكل ذلك حبا في الله وحبا في رسول الله
واكثر ما يميزهم في هذا الحب كثرة البكاء والبكاء المرير وليس أي بكاء بل شلالات من الدموع لغاية ما يتورم الوجه وينتفخ
وإذا قلت لها لماذا هكذا؟ هذه الأمور ليست من الدين وشيخك يضللك
حاربتني وطلعت كل اسلحتها دفاعا عن الشيخ
الجميع في كفة والشيخ في كفة لوحده
الخلاصة التي من الموضوع تأتي بالفائدة التي ذكرها الأخ عبد الرحمن الفقيه
فائدة:
قال المزي في تهذيب الكمال في ترجمة عمران بن حطان! [جزء 22 - صفحة 323]
وقال يعقوب بن شيبة أدرك جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصار في آخر أمره أن رأى رأي الخوارج وكان سبب ذلك فيما بلغنا أن ابنة عم له رأت رأي الخوارج فتزوجها ليردها عن ذلك فصرفته إلى مذهبها
ـ[عاتكة]ــــــــ[10 - 09 - 05, 07:16 م]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة: أبو لبابة
جل ما هنالك أن سوريا بحاجة ماسة لأمثال هذه الجماعات مهما كانت الانتقادات الموجهة إليها
فكل واحدة منها قائمة على ثغر من ثغور الإسلام
نعم اخي أبو لبابة سوريا وخاصة الحكم النصيري بحاجة الى أمثال هؤولاء الجماعات من أهل البدع والضلال ليقوموا على ثغور الإسلام ليهدموه عروة عروة
لا حول ولا قوة الا بالله
حسبنا الله وعم الوكيل
ـ[أبو وسيم]ــــــــ[10 - 09 - 05, 09:34 م]ـ
فأسألك أن تأتي لنا برأي الدكتور فيهم أقصد أعمالهم و ممارساتهم لعله يدفع بذلك شبهة عندك. و أن تعرض هذه الممارسات ثم يحكم أهل الاختصاص بناء على ماعندهم من معلومات عن هذه الجماعة.
و اقتراحي بأخذ رأي الدكتور لقربه منهم و بالتأكيد ان كن متأثرات به اذا لديهن اتصالات معه و للدكتور موقع على الانترنت يمكنك التواصل معه
قال البوطي: المرأة السورية تقوم بدور مميز في الدعوة الإسلامية، وأتمنى على الرجال عندنا أن يبلغوا هذا الشأن، ولعل الأخوة والأخوات في الكويت سمعوا بنشاط <القبيسيات> نسبة للأخت الرائدة في هذا العمل <منيرة القبيسي>، وقد كتب لهذا العمل النجاح لأسباب متعددة منها: الابتعاد عن التيارات السياسية، والابتعاد عن المناطق والمحاور الخلافية، والتركيز على جذع الوحدة الإسلامية، والتركيز على الجانب الروحي في الإسلام مع عدم إهمال الجانب العلمي·
ولعل إخفاق بعض الأنشطة الإسلامية يعود إلى التركيز على أحد الجانبين وإهمال الآخر، وعمل الأخوات يجمع بين كفتي الدعامة العلمية والدعامة الروحية··· لأن للعمل الدعوي شرطاً واحداً لبقائه واستمراره، وهو أن يكون صافياً من الشوائب السياسية، فإذا ما تبيَّن أن العمل الدعوي صاف من الشوائب السياسية، وينبع من الرغبة الصافية المتجهة لنشر الإسلام، فلن يجد في طريقة أي عقبة·
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[10 - 09 - 05, 10:10 م]ـ
والان عندما اتذكر نوع الأسئلة البسيطة التي كانت تسأل ولم يكن يوجد لديها إجابة احزن على هؤلاء النساء اللواتي يضللن بتضييع اوقاتهن في التجمع بمثل تلك الحلقات بقيادة امرأة لا تفقه شيئا من امور دينها ولا حتى الأمور الدقيقة للنساء افي امور الحيض والطهارة
بقيادة امرأة لا تفقه شيئا ...
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
قال البوطي: فإذا ما تبيَّن أن العمل الدعوي صاف من الشوائب السياسية، وينبع من الرغبة الصافية المتجهة لنشر الإسلام، فلن يجد في طريقة أي عقبة·
كيف لن يجد في طريقه أي عقبة؟!
قال تعالى: (اتقتلون رجلا أن يقول ربي الله)
وقال تعالى: (ومانقموا منهم الا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)
وقال تعالى: (ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس)
وقال تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)
وقال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/15)
ـ[عاتكة]ــــــــ[10 - 09 - 05, 10:39 م]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة: أبو لبابة
تقتصر دعوتهن للمبتدئات على تعليمهن أحكام دينهن من خلال كتب الفقه الشافعي فهن غالبا شافعيات المذهب
نعم أخي أبو لبابة كان عندي هذا الكتاب الذي يختصرونه ويقولون انه للشافعي وقد تركته في بيروت قبل هجرتي لشدة اهميته
هو عبارة عن كتاب مختزل من طباعتهم كنا قد اشتريناه من الانسة بعد الطلب والتوصية عليه
لا أنكر توجههن الصوفي لكن لا يدعين إلى ذلك التوجه إلا للمتقدمات فقط
وهذا أخي من ضمن خطتتهم التي قال عنها الأخ عبد الرحمن:وكانت طريقتها تعتمد على السرية فلا يظهرن أنها طريقة صوفية أو نقشبندية حتى لا تنفر منهن
المثقفات وغيرهن.
توجههن الصوفي لا أرى تكفييرهن به وأقصى ما أرى تبديعهن (عند المتقدمات فقط)
اوردها سعد وسعد مشتمل ماهكذا يا سعد تورد الإبل.
ما رأيك اخي لو نعرض توجههن الصوفي على كتاب الله وسنة نبيه الكريم؟
من المآخذ عليهن تشجيعهن للناشطات المتقدمات منهن لعدم الزواج
يترهبن يعني؟
ومنها إهمال المتزوجات منهن (المتقدمات والناشطات منهن فقط) لواجباتهن الزوجية
ماذا؟؟!!
ومن المآخذ أيضا سفرهن بدون زوج أو محرم
الخلاصة يعني الرجل اصبح طرطور عند المتقدمات الناشطات والمصيبة لو نشطت احداهن من غير المتقدمات
لكن عموما إخواني الكرام هن جماعة خيرها أكثر من شرها
عموما الشرور التي ذكرتها أنت لوحدها طامة كبرى تكفي لفساد المجتمع
وقد فسد زوج قريبتي عندما هجرته زوجته وقصرت في حقوقه الزوجية لتنشط في مجال الجماعة النقشبندية ما بين سوريا ولبنان والرجل المسكين ليس على دين سليم فزاغت عين الرجل الى نساء اخريات ووقع في المحظور وهذا ما جنيناه من هذه الحركات وهذه الجماعة الحركية
و إذا كنتم على دراية بالجماعات الإسلامية (الرجالية) في سوريا فهذه جماعة نموذجية من تلك الجماعات لها ما لها وعليها ما عليها
نعم نحن على دراية بالجماعات الإسلامية في سوريا ولبنان وغيرها
وإليك اخي عينة من هذه الجماعات الرجالية
حضرة صوفية في ثياب الإحرام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
من المعلوم أن موسم الحج يزخر بالمناسك والشعائر، خاصة للغرباء، ومن كتب الله له الحج إلى بيت الله الحرام يعلم ذلك.
فكم من مناسك ومواطن يرجع الحاج إلى بلده وقد ضاق وقته عن الاستزادة منها.
وكان بعض أهل العلم يفتي بأن نافلة الطواف مقدمة على نافلة الصلاة، بالنسبة لمن هو من غير أهل مكة.
ولكن إخواننا الصوفية هداهم الله، خلت لهم الأوقات عن كل هذه المناسك، فتراهم إذا قدموا مكة محرمين، اقتنصوا هذه الأوقات للقيام بالموالد والحضرات، والتي ينبحون بها نبحاً، ويدّعون والعياذ بالله أن هذا النباح ترديد لاسم من أسماء الله تعالى الله عما يقوله الظالمون.
http://www.alsoufia.com/vedio/7adrah320.rm
ويوجد المزيد والكثير من هذه الحركات وأشنع منها ايضا
اللهم إنا نسالك العافية
اللهم آمين
جل ما هنالك أن سوريا بحاجة ماسة لأمثال هذه الجماعات مهما كانت الانتقادات الموجهة إليها
فكل واحدة منها قائمة على ثغر من ثغور الإسلام
هذه سبق ورددت عليها على عجالة
فلنحاول إخواني الكرام أن نعذرهن فيما أخطأن فيه وأن نبذل لهن النصح ما أمكن ولنفسح فرصة لتوعية الجاهلات منهن وتعليمهن (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا)
أخي هن متغطرسات لا يقبلن احد
عندهم الشيخ والشيخة فقط
أما النصيحة فلا مجال لها عندهن
فهن وكل من يشتغل في ميدان الدعوة إلى الله لا يخلو من بذرة خير فلنسع إلى تنميتها بالنصح والرفق والحكمة والموعظة الحسنة
جزاك الله خيرا
ـ[ابو البدور]ــــــــ[11 - 09 - 05, 11:04 ص]ـ
يبدو ان بعض الاخوة في المنتدى لايبالي بتكفير المؤمنين فها هو ذا قد وصل الامر بالاخ المقداد ان يشك في عقيدتي ويجعلني من اهل الشرك.
وها هو ذا الاخ عبد الرحمن الفقيه يجعجعج بما اتهمني به وجعل الدفعاع عن المؤمنين جعجعة
وانا من قبل لم اوجه كلامي لاحد بعينه وكنت اتكلم بشكل عام واذا بالبعض يلمح ويغمز ولم يكن عنده من سعة الصدر مايحافظ به على اداب الحوار فبدأ بكيل الاتهامات جزافا.
وقلت في اول مشاركة هنا اني متوقع مثل هذا واكثر واقول الان احتسب غمزكم ولمزكم عند الله
وانا ادافع عن من لااشك في صدقه وعقيدته ولاادافع عن مشرك اوضال.
كنت عاهدت نفس ان لاانزلق في اي منتدى لمثل هذا الاسلوب وان لاانتصر لنفسي لكن يبدو ان بعض الاخوة في هذا المنتدى يدفعني لذلك اذ يصر على رأيه لان عنده كل صوفي ضال اوكافر وكل ماخالفه الراي مبتدع اومشرك.
حسبنا الله ونعم الوكيل في حال هذه الامة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 05, 11:15 ص]ـ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
لا أدري ما الذي اصاب أبا البدور وأصبح يفهم كلام الناس على غير وجهه الصحيح!
تأملوا قول الأخ أبا المقداد المنبحي
يا أخي أبو البدور من كفر هذه الجماعة فهو بناء على ما وصلهم من علم و مخالفات عقدية كما جاء في الفتوى.
و هم يكفرون الجماعة المقصودة بالفتوى لا غيرهن فأرجو منك الانصاف
و (لايوجد دخان من غير نار) فكما ذكرت من واقعي ومن واقع الفتوى و كلام الناس أن الجماعة التي تدعى بالقبيسيات هي ضالة
و لكن كتذكير بأننا هنا نبين حال الجماعة و يبدو أنك تتحدث عن جماعة أخرى فابحث و استزد
أخيرا أخي نحن في المنتدى و الانترنت لا نعلم حالك و لا عقيدتك و لكن نحسبك على خير انشاء الله فمن الممكن ما تراه أنت جائزا و مستحبا بل و اجبا أحيانا نراه شركا أو بدعة فاتق الله أخي و بين حالهن أكثر
و لاتجلس تدافع و تتهم الآخرين برميهن أو انتقاص المؤمنات حاشى أن يكون ذلك و الله أني لأتوب الى الله من كل مسلمة مؤمنة حالها كما ذكرت أنت من أن نتكلم فيها و لكن الحال لمن ذكره الأخوة و بين حاله
وانظروا إلى قول أبي البدور عنه
يبدو ان بعض الاخوة في المنتدى لايبالي بتكفير المؤمنين فها هو ذا قد وصل الامر بالاخ المقداد ان يشك في عقيدتي ويجعلني من اهل الشرك.
وكم من عائب قولا سديدا** وآفته من الفهم السقيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/16)
ـ[أبوالمقدادالمنبجي]ــــــــ[11 - 09 - 05, 02:09 م]ـ
جزاك الله خير أخي عبد الرحمن
و شكرا على النصيحة أقصد أبا لبابة
و لكن يجب علي أن أقول كلمة للأخ أبو البدور الذي يقرأ سطورا و يهمل أخرى بأن يتقي الله فيما يقول إذا هذا حاله في النقل و التقويل و لكن أخي حتى أبرئ نفسي عند الله من الدعوة التي ادعيتها علي و قد رد الأخ عبد الرحمن مشكور فأقول بأني لم أتهمك لا بشرك و لا بغيره فتأمل و عند الله يكون الحساب.
أعود لنصيحة الأخ أب لبابة و أقول أنا مثلك أرى بأن الموضوع قد طال و أحدث فرقة (بالنفوس) فأرجو اهمال أي ردود على هذا الموضوع حتى لا يأخذ أكبر من حجمه و الأخوة جزاهم الله خير أقصد عبدالرحمن و عاتكة و غيرهم من المدافعين عن الحق بينوا ما لن يضل انشاء الله من يدخل و يقرأ
و أبدأ بنفسي بأن أسامح كل من قال عني مالم أقل أو ظن في غير الخير وشكرا
ـ[علي بن ابراهيم]ــــــــ[11 - 09 - 05, 02:16 م]ـ
للرفع
ـ[أبو لبابة]ــــــــ[11 - 09 - 05, 04:38 م]ـ
هو استنصحك بالزواج من هذه الجماعة في المنتدى .. أليس كذلك؟
باختصار بأي شئ تنصحه؟
هل تنزل هذه الجماعة بمنزلة أهل الكتاب وتجيز له الزواج منهن؟
أم تنزلهن منزلة المشركين فلا زواج منهن؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 05, 04:53 م]ـ
يقول تعالى {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (26) سورة النور
الخبيثات عقيدة وخلقا للخبيثين
والطيبات عقيدة وخلقا واستقامة للطيبين.
ويقول تعالى ({فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ} (3) سورة النساء
فأمر الله تعالى بنكاح ما طاب وليس ما خبث.
يقول السعدي في تفسيره
, فانكحوا " مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ " أي: ما وقع عليهن اختياركم, من ذوات الدين, والمال, والجمال, والحسب, والنسب, وغير ذلك من الصفات الداعية لنكاحهن, فاختاروا على نظركم. ومن أحسن ما يختار من ذلك, صفه الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "تنكح المرأة لأربع: لمالها, ولجمالها, ولحسبها, ولدينها, فاظفر بذات الدين تَرِبَتْ يمينك". وفي هذه الآية - أنه ينبغي للإنسان, أن يختار قبل النكاح. بل قد أباح له الشارع, النظر إلى من يريد تزوجها, ليكون على بصيرة من أمره) انتهى.
فدين المرأة أهم شيء، ومن دينها أن تكون على عقيدة صحيحة وليست قبيسية صوفية!
فائدة:
قال المزي في تهذيب الكمال في ترجمة عمران بن حطان! [جزء 22 - صفحة 323]
وقال يعقوب بن شيبة أدرك جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصار في آخر أمره أن رأى رأي الخوارج وكان سبب ذلك فيما بلغنا أن ابنة عم له رأت رأي الخوارج فتزوجها ليردها عن ذلك فصرفته إلى مذهبها
ـ[المقرئ]ــــــــ[11 - 09 - 05, 06:08 م]ـ
هو استنصحك بالزواج من هذه الجماعة في المنتدى .. أليس كذلك؟
باختصار بأي شئ تنصحه؟
هل تنزل هذه الجماعة بمنزلة أهل الكتاب وتجيز له الزواج منهن؟
أم تنزلهن منزلة المشركين فلا زواج منهن؟
أخانا أبا لبابة وفقه الله:
اعتبر هذا ابنك وأجبه أنت بما تراه إذا طلب منك ذلك:
هل ستستبشر وتقول له تزوج منها؟
أو تقول له ابحث عن غيرها؟
أجبنا أنت باختصار لنرى هل هناك فرق بين إجابتك وإجابة شيخنا عبد الرحمن؟
المقرئ
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[07 - 05 - 10, 05:33 م]ـ
كنت مع جماعة القبيسيات فتبت ولله الحمد،وهذه حقائق مهمة عنهن للحذر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1278190#post1278190(32/17)
ما الفرق بين (الأصول الثلاثة) و (ثلاثة الأصول)؟
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[07 - 09 - 05, 01:32 ص]ـ
هل هناك فرق بين كتاب (الأصول الثلاثة)
و كتاب (ثلاثة الأصول)؟ لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب
وما هو الفرق؟
أفيدونا رحمكم الله
ـ[أبو لجين]ــــــــ[07 - 09 - 05, 02:15 ص]ـ
لا فرق
كلها رسالة واحدة
في معرفة العبد لربه ونبيه ودينه
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[07 - 09 - 05, 03:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33809&highlight=%C7%E1%CB%E1%C7%CB%C9+%C3%D5%E6%E1
ـ[ابو البراء]ــــــــ[08 - 09 - 05, 07:08 م]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ علي الخضير فك الله أسره في كتابه "الوجازة في شرح الأصول الثلاثة" حول تسمية الكتاب:
المسألة الأولى: (اسم الكتاب) سماه المصنف بالأصول الثلاثة فقال: في الدرر 1/ 127 فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة، التي يجب على الإنسان معرفتها؟ فقل: معرفة العبد ربه، ودينه،ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، ثم سردها.
أما الشيخ عبد الرحمن بن قاسم جامع الدرر السنية قال في حاشيته: حاشية ثلاثة الأصول، مما يدل على أنه يرى أن اسمها ثلاثة الأصول، وكذا في مجموع مؤلفات الشيخ محمد في القسم الأول في العقيدة ص 183 سُميت أيضا ثلاثة الأصول، وكذا شيخنا محمد العثيمين رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله خيرا في شرحه قال: شرح ثلاثة الأصول.
والذي يظهر لي أن كل ما سبق ليس بدقيق بل اسمها الأصول الثلاثة لأن هذا هو تسمية المصنف كما نص على ذلك وذكرنا كلامه قبل اسطر، حيث قال: في الدرر 1/ 127 فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة، التي يجب على الإنسان معرفتها؟ فقل: معرفة العبد ربه، ودينه،ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، ثم سردها.
وأيضا الذي يظهر أن المصنف لا يهتم كثيرا بالتفريق بين اسم الأصول الثلاثة أو ثلاثة الأصول، ولذا في الدرر 1/ 117 في رد على رسالة جاءته وفيها .... وغير ذلك من النصوص، الدالة على حقيقة التوحيد، الذي هو مضمون ما ذكرت، في رسالتك، أن الشيخ محمد: قرر لكم ثلاثة أصول، توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، والولاء والبراء، وهذا هو حقيقة دين الإسلام اهـ.
ومرة قال: 1/ 127 فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة، التي يجب على الإنسان معرفتها؟ فقل: معرفة العبد ربه، ودينه،ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم.
وقال في الدرر 1/ 146 وطلب الأمير: عبد العزيز بن محمد بن مسعود، من الشيخ رحمه الله، أن يكتب رسالة موجزة في أصول الدين، فكتب هذه، وأرسلها عبد العزيز إلى جميع النواحي، وأمر الناس أن يتعلموها.
فكتب رسالة بعد البسملة والحمد له فقال: أن من الواجب على كل مسلم ومسلمة معرفة ثلاثة أصول، والعمل بهن، الأصل الأول: في معرفة العبد ربه، ثم ذكر ذلك. الأصل الثاني: في معرفة دين الإسلام، الأصل الثالث: في معرفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فتلاحظ أنه مرة يكتب الأصول الثلاثة ومرة ثلاثة الأصول مع أن المعنى والمضمون تقريبا واحد.
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[09 - 09 - 05, 11:50 ص]ـ
قال فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى
[هذا سؤال لطيف يقول ما إعراب ثلاثة الأصول وأدلتها ولماذا لم يقل المصنف: الأصول الثلاثة وأدلتها وما هي العبارة الأصح؟
الشيخ رحمه الله تعالى له رسالة أخرى بعنوان الأصول الثلاثة رسالة صغيرة أقل من هذه علمًا؛ ليعلمها الصبيان والصغار تلك يقال لها الأصول الثلاثة, وأما ثلاثة الأصول فهي هذه التي نقرأها، ويكثر الخلط بين التسميتين، ربما قيل لهذه ثلاثة الأصول، أو الأصول الثلاثة، لكن تسميتها المعروفة أنها ثلاثة الأصول وأدلتها.
إعراب ثلاثة الأصول وأدلتها:
ثلاثة: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه (هذه ثلاثة) خبر مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
الأصول: مضاف إليه مجرور بالتبعية وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
الواو: عاطفة.
أدلةُ: معطوف على ثلاثة مرفوع بالتبعية؛ تبعية العطف، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
ها: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.]
ومن أراد تحميل رسالة الأصول الثلاثة، ليقارنها برسالة ثلاثة الأصول، فليحملها من هذا الرابط
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=608
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[09 - 09 - 05, 03:52 م]ـ
سمعت الشيخ ابن جبرين - حفظه الله - لا يفرق بينهما، والله أعلم ...
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[11 - 09 - 05, 10:23 ص]ـ
كان الشيخ ابن باز رحمه الله كثيراً ما يسميه (ثلاثة الأصول)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 05, 08:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وهذا الذي سمعته من الشيخ ابن باز رحمه الله، فقد طلبت من الشيخ رحمه الله أن أقرأ عليه (الورقات) في أصول الفقه، فقال لي لعلك تقرأ (ثلاثة الأصول) وقالها الشيخ رحمه الله باللهجة النجدية (ثلة الأصول).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/18)
ـ[أبوالمقدادالمنبجي]ــــــــ[12 - 09 - 05, 01:36 ص]ـ
سمعت بأن الأصول الثلاث هي التي تدرس للصبية كي تكون لهم حجة بدرستها و عدم التقليد بالعقيدة و أظنها مختصرة اما بالتدريس و اما بالمتن كي يسهل الحفظ و أما الثلاثة أصول فهي المعلومة بين طلبة العلم أظن هذا ماقاله الشيخ صالح في شرحه و الله أعلم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[17 - 04 - 10, 06:30 م]ـ
قال الشيخ " الحازمي " في الشرح المختصر: الظاهر أن المصنف لا يفرق.(32/19)
التوحيد وأهل الشرك من الصوفية والرافضة .. مسألة أود التفصيل فيها؟
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[07 - 09 - 05, 11:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
النقطة الأولى:
كنت في نقاش دار بيني وبين رافضي في توحيد الألوهية
وكان ردي عليه من وجوه
الوجه الأول:
قلت له أنكم تدعون ألأموات من دون الله مثل الحسن والحسين وعلي رضي الله عنهم
قال الرافضي بل هم أحياء ألم تقرأ قوله تعالى: ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
قلت له قال تعالى: وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا
وكلمة (أحدا) نكرة سبقها نفي بلا كما في قوله (فلا تدعوا مع الله)
والنكرة إذا سبقها نفي تفيد العموم
فيدخل في ذلك العموم كل من دون الله حي كان او ميت
فماذا يضرك يا رجل أن لا تدعوا مع الله أحد حي كان أم ميت
الوجه الثاني:
قلت له هل بين يديك يا أخي أي دليل على ان الرسول دعى او إستغاث بشهداء بدر أو هل لديك دليل على أن الصحابة دعوا وإستغاثوا بشهداء بدر أو مثلا إستغاثوا بحمزة أسد الله كما لقبه رسولنا عليه الصلاة والسلام أو بجعفر الطيار الذي شهد له الرسول انه يطير بجناحين في الجنة
فعجز الرافضي عن أن يأت بشيء من هذا
الوجه الثالث:
قلت للرافضي إننا متفقين على ان العبادات توقيفيه والأصل في العبادات التحريم
فقال نعم متفقين
قلت له إذن يجب ان تأت بدليل من فعل الرسول أو الصحابة للذي تجيزونه من الأستغاثة بالأموات من الشهداء
وطالما أنت تقر بعدم وجود الدليل فالأصل التحريم
فإذن دعاءهم من دون الله شرك لأن القرآن صرح بذلك بالعموم والسنة كذلك
النقطة الثانية:
ثم قال الرافضي بل لا أحتاج الى دليل
قلت له لماذا؟
قال أليس الصحابة كانوا يسألون النبي الدعاء في حياته
قلت نعم ولا شك
قال وطالما أن النبي أو الأمام الآن حي في الجنة فلا نحتاج الى دليل لكي نسأل النبي وهو حي في الجنه
فأجبته من وجوه
الوجه الأول:
قلت له أيسمعك رسول الله حين تدعوه وتسأله؟ ويجيبك؟
قال نعم يسمعني ويجيبني
قلت له وإذا سأل في وقت واحد المئات أو الآلاف من الناس النبي أو الأمام أيسمعهم كلهم؟ ويجيبهم؟
قال نعم يسمعهم ويجيبهم
قلت له أنت أعطيت النبي صفة من صفات الله وهي ان سمعه غير محدود
قال لا بل الأرواح عالم مختلف وقدراتهم مختلفة
قلت له أيعني هذا أن الأرواح سمعها غير محدود مثل الله
سكت الرافضي وبدأ يراوغ ولا يجيب لأنه لو اجاب لوقع في الأمر نفسه لأن الأرواح مخلوقة أيضا
الوجه الثاني:
قلت له ألم تقرأ قوله تعالى إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعو ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم
فرد عليك الله في لو انهم سمعوا فإنهم لن يجيبوا بل وسمى دعائك شركا
فقال انهم كانوا يدعون الأصنام
قلت له بل كان المشركون مختلفون في عباداتهم فمنهم من يعبد الأنبياء ومنهم من يعبد الصالحين ومنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الحجر والشجر والأصنام وهؤلاء كلهم خاطبهم الله ونقض مزاعمهم في معبوداتهم من دون الله ..
الوجه الثالث:
قلت أتقصد أن النبي والأمام ينفعون الآن وهم أموات لأنهم في الجنه؟
قال نعم ينفعون الآن
قلت له ألم تقرأ قوله تعالى: قل إدعوا الذين زعمتم من دون الله فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا
تحويلا
فقال الرافضي وردد نفس كلامه في انهم كانوا يعبدون الأصنام
قلت له بل كان المشركون مختلفون في عباداتهم فمنهم من يعبد الأنبياء ومنهم من يعبد الصالحين ومنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الحجر والشجر والأصنام وهؤلاء كلهم خاطبهم الله ونقض مزاعمهم في معبوداتهم من دون الله ..
((إنتهى حواري مع الرافضي))
أنتظر تعليقات الأخوة من طلبة العلم والعلماء بإضافة ردود على هذه المسألتين بتفصيل أكثر نستفيد منه فإن من أضاع التوحيد فقد ضاع ومن تمسك به فقد تمسك بالعرة الوثقى
ـ[أبو غازي]ــــــــ[08 - 09 - 05, 12:54 ص]ـ
بارك الله فيك. إجابات مسددة وموفقة.
بالنسبة لقول الرافضي المشرك: بل هم أحياء ألم تقرأ قوله تعالى: ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يُرزقون".
فالجواب عليه أيضاً أن الله تعالى لو قال: يَرزقون بالفتح أي بمعنى أنهم هم الذين يرزقون, لكن قول الرافضي المشرك صحيحاً.
ولكن الله تعالى قال "يُرزَقون" بالبناء للمجهول ومعناه أن الله جل وعلا يرزقهم فهم محتاجين له مفتقرين إليه, فكيف يمكن لمن هو محتاج إلى الله يطلب الرزق منه أن يرزق غيره من المخلوقين؟ ففاقد الشيء لا يعطيه.
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[08 - 09 - 05, 03:41 ص]ـ
جزاك الله خير وأنتظر المزيد(32/20)
أين أجد أصول العقيدة "الماتريدية"؟؟
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[08 - 09 - 05, 01:09 ص]ـ
أين أجد أصول العقيدة "الماتريدية"؟؟
وشرح واف عنهم.
ـ[العاصمي]ــــــــ[08 - 09 - 05, 01:15 ص]ـ
أحسن كتاب رأيته في ذلك، كتاب الشيخ المجاهد الشمس الأفغاني السلفي - رحمه الله تعالى - المترجم بعداء الماتريدية للعقيدة السلفية ...
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[08 - 09 - 05, 03:07 م]ـ
أريد بعد إذنكم مادة جهازة على الموقع لأحد الإخوة!.
ـ[التجيبي]ــــــــ[08 - 09 - 05, 10:50 م]ـ
عليك بكتاب الحربي فأنه جيد وهي رسالة لدراسات العليا
ـ[الديولي]ــــــــ[08 - 09 - 05, 10:56 م]ـ
يجب أن يؤخذ كل مذهب من كتبه المعتمدة، فعليك يا أخي إذا أحببت أن تعرف عن أصول مذهب الماتريدية، فعليك بكتاب (تبصرة الأدلة في أصول الدين على طريقة الإمام أبي منصور الماتريدي، تأليف أبي المعين ميمون بن محمد النسفي
ـ[نياف]ــــــــ[09 - 09 - 05, 12:23 ص]ـ
عليك بكتاب الحربي فأنه جيد وهي رسالة لدراسات العليا
تأليف
الدكتور أحمد عوض الله العوفي الحربي
وإن كنت من أهل الرياض تجده في التدمرية
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[10 - 09 - 05, 12:49 ص]ـ
منهج الماتريدية في العقيدة د. محمد بن عبد الرحمن آلخميس
ـ[الجعفري]ــــــــ[10 - 09 - 05, 01:18 ص]ـ
كتاب الشيخ الفاضل الدكتور أحمد الحربي الماتريدية عرض ونقض كتاب ممتاز وهو رسالة ماجستير وقد أشرف عليها الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك حفظه الله , وأذكر أني حضرت مناقشتها فأثنى عليها الشيخ البراك وأوصى بطباعتها.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[10 - 09 - 05, 05:01 ص]ـ
الشيخ شمس الأفغاني السلفي عنده انتقادات عديدة على رسالة الشيخ الحربي ذكرها في مقدمة الطبعة الجديدة من كتابه ((عداء الماتردية للعقيدة السلفية))
ومراجع الشيخ الأفغاني من كتب الماتردية كثيرة جدا ومنها ما هو بغير العربية وهذه من نفائس الشيخ رحمه الله
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 11:52 ص]ـ
هل كتاب الشيخ الافغاني رحمه الله موجود على النت؟؟؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 11 - 05, 05:20 م]ـ
طالما تبحث عن مذهب الماتريدية، فعليك بكتاب (التوحيد) لأبي منصور الماتريدي
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 11 - 05, 05:24 م]ـ
كدت أكتب أسماء أخرى لمصنفاتهم على طريقة المتقدمين منهم لأنها أثبت فى استطلاع أصولهم، بيد أنى بعيد عن مكتبتي لا أريد ذكرها بالمظنة، عن قريب أوردها إن شاء الله، والله المستعان
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 06:10 م]ـ
كتاب الشيخ الأفغاني غير موجود على الشبكة وهو مطبوع في ثلاث مجلدات
نشر دار الصميعي
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 07:31 م]ـ
كتاب الشيخ الأفغاني غير موجود على الشبكة وهو مطبوع في ثلاث مجلدات
نشر دار الصميعي
جزاك الله خيرا
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[27 - 11 - 05, 12:52 ص]ـ
هناك كتاب اخر للامشي صاحب شرح مختصر ابن الحاجب في مجلدين مطبوع
وكذكلك كتب د. عبد الفتاح المغربي حول الماتريدي نفسه وحول الماتريدية وهناك دراسة جديدة للدكتور الفيومي ضمن سلسلة عن المذاهب الكلامية وهو الجزء الثاني بعد الاشاعرة
وطبع حديثا تاويلات اهل السنة للماتريدي نفسه(32/21)
هل يجوز استخدام المناهج الكلامية للرد على المبتدعة وشرح عقائد أهل السنة؟
ـ[أبو عبد الله المدني]ــــــــ[11 - 09 - 05, 05:56 م]ـ
هل يجوز استخدام المناهج الكلامية للرد على المبتدعة وشرح عقائد أهل السنة؟
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[11 - 09 - 05, 08:02 م]ـ
قال الإمام أحمد بن حنبل في رسالة عبدوس التي يشرح فيها مذهب أهل السنة والجماعة
(ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة - لم يقبلها ويؤمن بها - لم يكن من أهلها:
الإيمان بالقدر خيره وشره، والتصديق بالأحاديث فيه، والإيمان بها، لا يُقال لِمَ ولا كيف، إنما هو التصديق والإيمان بها، ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كُفِيَ ذلك وأُحكِمَ له، فعليه الإيمان به والتسليم له، مثل حديث " الصادق المصدوق " ومثل ما كان مثله في القدر، ومثل أحاديث الرؤية كلها، وإن نأت عن الأسماع واستوحش منها المستمع، وإنما عليه الإيمان بها، وأن لا يرد منها حرفاً واحدا ً، وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثقات.
وأن لا يخاصم أحداً ولا يناظره، ولا يتعلم الجدال، فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه ومنهي عنه، لا يكون صاحبه و إن أصاب بكلامه السنة من أهل السنة حتى يدع الجدال ويسلم ويؤمن بالآثار) ......
وكذلك رجع القاسم بن سلام رحمه الله عن اجتماعه بالناس لما أراد أن يشرح لهم بعض ما لبس عليهم من الاسم والمسمى وما إلى ذلك، معللاً ذلك بأنه لم يسبق بالكلام فيه
وهناك آثار أخرى تدل على ذلك تجدها في طبقات الحنابلة وكتاب الشريعة للآجري وكتاب المناقب لابن الجوزي ولعلك ترجع إلى الآداب الشرعية لابن مفلح رحمه الله ذكر باباً في ذلك ضمنه كلاماً مليحاً وذكر فيه بعض الفوائد
والله يحفظك
ـ[أبو هاني الأحمد]ــــــــ[12 - 09 - 05, 10:38 م]ـ
وفي النصوص الشرعية ما يكفي ويشفي ويغني
فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83)
سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150)
ـ[أبو عبد الله المدني]ــــــــ[13 - 09 - 05, 08:55 م]ـ
الأخ أبو هاني رجاءً كيف استنبطت الحكم من هذه الآيات؟
ـ[أبو عبد الله المدني]ــــــــ[17 - 09 - 05, 09:24 م]ـ
للرفع والتذكير
ـ[أبو عبد الله المدني]ــــــــ[26 - 09 - 05, 01:45 م]ـ
يرفع لعل أحد يود الإجابة والتفصيل
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 09 - 05, 10:52 م]ـ
إذا احتاج من يريد الرد على أهل البدع لاستخدام العبارت الكلامية ومناهجهم في رد حججهم فلا بأس، وأما في تقرير العقيدة وشرحها فلا حاجة إلى ذلك.(32/22)
حول كتاب "اعتقاد الإمام احمد" للتميمي
ـ[أحمد يس]ــــــــ[12 - 09 - 05, 11:27 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد:
فهذا الكتاب مشهور وهو منشور هنا في الملتقى بكثرة وهو صحيح النسبة للتميمي كما قال الشيخ عمرو عبد المنعم سليم في "لا دفاعا عن الألباني" ولكن هناك مسافة زمنية كبيرة بين التميمي وبين الإمام أحمد.
فهل وصلت هذه العقيدة وهل يعتمد عليها؟
أخوكم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 12:40 ص]ـ
اعلم-وفقنا الله وإياك-أن هذه العقيدة المنسوبة إلى الإمام أحمد فيها مما يوافق معتقد أحمد الشيء الكثير،وفيها أيضا أحرفا مما يخالف اعتقاده، فلقد كان جامعها -كأكثر الحنابلة المتوسطين-من المتأثرين بعقيدة ابن كلاب.
قال شيخ الإسلام:
((وسلك طريقة إبن كلاب فى الفرق بين الصفات اللازمة كالحياة و الصفات الاختيارية وان الرب يقوم به الأول دون الثانى كثير من المتأخرين من أصحاب مالك والشافعى وأحمد كالتميميين أبى الحسن التميمى وإبنه أبى الفضل التميمى وإبن إبنه رزق الله التميمى وعلى عقيدة الفضل التى ذكر أنها عقيدة أحمد أعتمد أبو بكر البيهقى فيما ذكره من مناقب أحمد من الاعتقاد)) مجموع الفتاوى [جزء 12 - صفحة 367]
وقال: ((و أبو الحسن الأشعري لما رجع عن مذهب المعتزلة سلك طريقة ابن كلاب ومال إلى أهل السنة والحديث وانتسب إلى الإمام أحمد كما قد ذكر ذلك في كتبه كلها ك الإبانة و الموجز و المقالات وغيرها وكان مختلطا بأهل السنة والحديث كاختلاط المتكلم بهم بمنزلة ابن عقيل عند متأخريهم لكن الأشعري وأئمة أصحابه أتبع لأصول الإمام أحمد وأمثاله من أئمة السنة من مثل ابن عقيل في كثير من أحواله وممن اتبع ابن عقيل ك أبي الفرج ابن الجوزي في كثير من كتبه وكان القدماء من أصحاب أحمد ك أبي بكر عبد العزيز و أبي الحسن التميمي وأمثالهما يذكرونه في كتبهم على طريق ذكر الموافق للسنة في الجملة ويذكرون ماذكره من تناقض المعتزلة وكان بين التميميين وبين القاضي أبي بكر وأمثاله من الأئتلاف والتواصل ما هو معروف وكان القاضي أبو بكر يكتب أحيانا في أجوبته في المسائل محمد بن الطيب الحنبلي ويكتب أيضا الأشعري ولهذا توجد أقوال التميميين مقاربة لأقواله وأقوال أمثاله المتبعين لطريقة ابن كلاب وعلى العقيدة التي صفنها أبو الفضل التميمي اعتمد أبو بكر البيهقي في الكتاب الذي صنفه في مناقب الإمام أحمد لما أراد أن يذكر عقيدته وهذا بخلاف أبي بكر عبد العزيز و أبي عبد الله بن بطة و أبي عبد الله بن حامد وأمثالهم فإنهم مخالفون لأصل قول الكلابية)) درء التعارض [جزء 1 - صفحة 241]
وقال: ((وقد ذكر الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر بباب الأبواب أنه طريق مبتدع في دين الرسل محرم عندهم وكذلك غير الأشعري ك الخطابي وأمثاله يذكرون ذلك لكن مع هذا من وافق ابن كلاب لا يرى بطلان هذه الطريقة عقلا وإن لم يقل: إن الدين محتاج إليها فلما رأى من رأى صحتها لزمه: إما قول ابن كلاب أو ما يضاهيه
وهذا الذي نقلوه - من إنكار أبي حامد وغيره على القاضي أبي بكر الباقلاني - هو بسبب هذا الأصل وجرى له بسبب ذلك أمور أخرى وقام عليه الشيخ أبو حامد و الشيخ أبو عبد الله بن حامد وغيرهما من العلماء من أهل العراق وخراسان والشام وأهل الحجاز ومصر مع ما كان فيه من الفضائل العظيمة والمحاسن الكثيرة والرد على الزنادقة والملحدين وأهل البدع حتى إنه لم يكن في المنتسبين إلى ابن كلاب و الأشعري أجل منه ولا أحسن كتبا وتصنيفا وبسببه انتشر هذا القول وكان منتسبا إلى الإمام أحمد وأهل السنة وأهل الحديث والسلف مع انتسابه إلى مالك و الشافعي وغيرهما من الأئمة حتى كان يكتب في بعض أجوبته: محمد بن الطيب الحنبلي وكان بينه وبين أبي الحسن التميمي وأهل بيته وغيرهم من التميميين من الموالاة والمصافاة ما هو معروف كما تقدم ذكر ذلك ولهذا غلب على التميميين موافقته في أصوله ولما صنف أبو بكر البيهقي كتابه في مناقب الإمام أحمد - و أبو بكر البيهقي موافق لابن البقلاني في أصوله - ذكر أبو بكر اعتقاد أحمد الذي صفنه أبو الفضل عبد الواحد بن أبي الحسن التميمي وهو مشابه لأصول القاضي أبي بكر وقد حكى عنه: أنه كان إذا درس مسألة الكلام على أصول ابن كلاب و الأشعري يقول: (هذا الذي ذكره أبو الحسن أشرحه لكم وأنا لم تتبين لي هذه المسألة))
درء التعارض [جزء 1 - صفحة 283]
وقال: ((و أما التميميون كأبى الحسن وابن ابى الفضل وابن رزق الله فهم ابعد عن الاثبات واقرب الى موافقة غيرهم والين لهم ولهذا تتبعهم الصوفية ويميل اليهم فضلاء الاشعرية كالباقلانى والبيهقى فان عقيدة احمد التى كتبها ابو الفضل هى التى اعتمدها البيهقى مع ان القوم ماشون على السنة)) مجموع الفتاوى [جزء 6 - صفحة 53]
فهم أقرب لأهل السنة من الأشاعرة وأبعد عن الكلا بية من الأشاعرة ولم ينجوا من أوضار الجميع
ودمتم للمحب/أبو فهر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/23)
ـ[أحمد يس]ــــــــ[14 - 09 - 05, 04:41 م]ـ
لكن هلا أوضح الإخوة المخالفات فيها لمنهج الإمام أحمد حتى نكون في حذر منها؟؟
وجزاكم الله خيرا.(32/24)
مدارسة الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - 09 - 05, 05:08 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأله وصحبه ومن والاه وبعد ..
فهذا أول الشروع في تنفيذ ما اقترحته بمدارسة أحد كتب العلم على الملتقى، وسيمون كتابنا هو الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- وسيكون منهج المدارسة كالتالي:
1 - سنتدارس الكتاب في الفترة من 20 شعبان إلى 20 شوال بإذن الله تعالى.
2 - ستكون المدارسةبأن يقوم كل أخ بعرض ما أشكل عليه أثناء القراءة و كذلك ما وقف عليه في الشروح من فوائد وضوابط وتقسيمات مهمة.
3 - كل المشاركات ستنحصر في هذا الرابط فقط.
معلومات مهمة عن التدمرية:
الرسالة التدمرية " تحقيق الإثبات للأسماء والصفات وحقيقة الجمع بين القدر والشرع، لشيخ الإسلام ابن تيمية المتوفي سنة (827هـ) رحمه الله تعالى، وسبب كتابتها ماذكره شيخ الإسلام في مقدمتها بقوله:" أما بعد: فقد سألني من تعينت إجابتهم أن أكتب لهممضمون ماسمعوه مني في بعض المجالس من الكلام في التوحيد والصفات وفي الشرع والقدر () وجعل كلامه في هذه الرسالة مبنياً على أصلين:
الأصل الأول: توحيد الصفات، قدم له مقدمة ثم ذكر أصلين شريفين ومثلين مضروبين وخاتمة جامعة اشتملت على سبع قواعد يتبين بها ماقرره في مقدمة هذا الأصل.
الأصل الثاني: توحيد العبادة المتضمن للإيمان بالشرع والقدر جميعاً.
والذين سألوا الشيخ أن يكتب لهم مضمون ماسمعوا منه من أهل تدمر ـ فيما يظهر ـ وتدمر بلدة من بلدان الشام من أعمال حمص، وهذا وجه نسبة الرسالة إليها ().
طبعاتها:
طبعت هذه الرسالة عدة مرات منها:ـ
1 ـ في مطبعة الإمام في مصر بتصحيح وتقديم الشيخ محمد زهري النجار سنة (1386هـ).
2 ـ في المطبعة السلفية بمصر سنة (1387هـ).
3 ـ طبعة المكتب الإسلامي بدمشق وهي مصورة من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
4 ـ طبعة المطابع الأهلية للأوفست في الرياض سنة (1396هـ)، وهي مصورة عن طبعة المكتب الإسلامي.
5 ـ طبعة شركة العبيكان للطباعة والنشر في الرياض سنة (1405هـ) بتحقيق الشيخ الدكتور محمد بن عودة السعوي، نال بتحقيق هذا الكتاب درجة الماجستير من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ كلية أصول الدين سنة (1399هـ) وهي أحسن طبعات هذه الرسالة.
6 ـ طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
7 ـ طبعة المطبعة الحسينية المصرية سنة (1325هـ) ومعها " الحيدة " لعبد العزيز الكناني و"عقيدة السلف" لأبي عثمان الصابوني.
8 ـ كما طبعت دون ذكر اسم المطبعة ولا تاريخ الطبع، ويليها ألفية الحديث للعراقي في مجلد.
9 ـ ضمن فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، جمع وترتيب الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم وابنه الشيخ محمد المطبوع في مطابع الرياض سنة (1381هـ) المجلد الثالث من ص (1) إلى ص (129).
10 ـ ضمن مجموعة رسائل في مجلد باسم " نفائس " من ص (5) إلى ص (85) دون ذكر اسم المطبعة ولا الطابع ولا تاريخ الطبع.
11 ـ ضمن مجموعة رسائل في مجلد باسم " من الروائع " من ص (141) إلى ص (221) تصحيح ومراجعة الشيخ أحمد محمد شاكر والشيخ علي محمد شاكر،نشر دار المعارف في مصر دون تاريخ.
ماخدمت به هذه الرسالة:
1 ـ " التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرية "، تأليف الشيخ فالح بن مهدي بن سعد آل مهدي الدوسري المتوفي سنة (1392هـ) رحمه الله تعالى، ألفه لما أسند إليه تدريس مادة التوحيد في كلية العلوم الشرعية سنة (1381هـ) وكان المقرر فيها هذه الرسالة () طبع في جزئين، الجزء الأول في مطابع القصيم فيالرياض الطبعة الأولى سنة (1385هـ)،والجزء الثاني في مطابع الرياض سنة (1386هـ) كما طبعته الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة (1406هـ) كما طبع بتصحيح وتعليق الشيخ الدكتور عبد الرحمن بنصالح المحمود،نشر دار الوطن في الرياض سنة (1414هـ).
2 ـ " تقريب التدمرية" لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، لم به شعثها وجمع شملها وقرب معانيها لقارئيها مع زيادة ماتدعو الحاجة إليه وحذف مايمكن الاستغناء عنه على وجه لا يخل بالمقصود () طبع في مطبعة سفير بالرياض، نشر دار الوطن للنشر الطبعة الأولى سنة (1412هـ) كما اعتنى بهذا التقريب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/25)
وخرج أحاديثه الشيخ سيد عباس ابن علي الجليمي، نشرته مكتبة السنة بالقاهرة سنة (1413هـ).
3 ـ " شرح العقيدة التدمرية " تأليف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك مطبوع على الآلة الكاتبة شيئ منه، قيده بعض الطلاب من شرح الشيخ عبد الرحمن في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في (83) صفحة.
4 ـ " توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية " للدكتور الشيخ محمد بن عبد الرحمن الخميّس،نشر دار الصميعي للنشر والتوزيع في الرياض الطبعة الأولى سنة (1416هـ) في (68) صفحة.
5 ـ " خمسون سؤالاً في التدمرية " بقلم الشيخ عبود بن علي بن درع المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين في الجنوب، قام بوضع الأسئلة المذكورة والإجابة عليها من أجل تيسير هذه المادة وفهمها كما ذكر ذلك في المقدمة، طبعت في مطابع النرجس في الرياض نشر مكتبة أبها الحديثة الطبعة الأولى سنة (1417هـ).
6 ـ " الأجوبة المرضية لتقريب التدمرية " للشيخ بلال بن حبشي الجزائري، نشر دار هجر للنشر والتوزيع في أبها، الطبعة الأولى سنة (1417هـ) في مجلد.
7 ـ " التوضيحات الأثرية على متن الرسالة التدمرية" لفخر الدين بن الزبير المحسي،نشر مكتبة الفرقان بعجمان ومكتبة الرشد بالرياض، الطبعة الأولى سنة (1420هـ) في مجلد.
8 ـ " شرح الرسالة التدمرية " مذكرة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين وهي عبارة عن شرح الشيخ مفرغ في مذكرة.
9 - الشرح الكبير للشيخ البراك وهو على موقع الشيخ، وكذا على صيد الفوائد وهو مهم جدا.
الشروح المسجلة:
1 ـ شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين في (20) شريطاً.
2 ـ شرح فضيلة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى في (11) شريطاً.
3 ـ شرح فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك في (40) شريطاً.
4 ـ شرح فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن عبد اللطيف آل عبد اللطيف في (37) شريطاً.
5 - المدخل إلى التدمرية للشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى.
ودمتم للمحب/أبو فهر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - 09 - 05, 02:23 ص]ـ
الإشكال الأول: قال شيخ الإسلام: ((فالكلام في باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر، الدائر بين النفي والإثبات، والكلام في الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة، الدائر بين الإرادة والمحبة، وبين الكراهة والبغض نفياً وإثباتاً.))
لما جعل الشيخ القدر من باب توحيد الطلب مع أن المتبادر العكس وأنها منباب المعرفة والإثبات؟
ودمتم للمحب/أبو فهر
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[24 - 09 - 05, 10:10 ص]ـ
الله يبارك فيك .... عمل جميل
ارجو الاستمرار إلى آخره
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[24 - 09 - 05, 02:47 م]ـ
أخي الكريم شرح الشيخ البراك طبع (و فيه نفائس)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 09 - 05, 04:13 ص]ـ
هذا جواب الشيخ البراك على الإشكال الأول:
((وأما الكلام في الشرع والقدر فهو من باب الطلب، والواقع أن الذي من باب الطلب هو الشرع، فالكلام فيه شيء من التجوز أو التغليب، تغليب الشرع على القدر، وبين الشرع والقدر ارتباط وثيق لأن كلاً منهما متعلق بأفعال المكلفين، فكل ما وقع من أفعال المكلفين فإنه بقدر الله تعالى، وكلها يتعلق بها الشرع، لأن أفعال المكلفين إما طاعة أو معصية أو مباحة. فالذي نصوصه من باب الطلب هو الشرع، وأما نصوص القدر فهي من باب الخبر لما تقدم أن الإيمان بالقدر هو من الإيمان بالله تعالى، لأن الإيمان بالقدر هو الإيمان بعلم الله تعالى السابق، وكتابته لمقادير الأشياء، والإيمان بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، والإيمان بعموم خلقه تعالى، وهذا كله من الإيمان بالله سبحانه وتعالى))
ودمتم لمحبكم/أبو فهر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 09 - 05, 06:26 ص]ـ
قال -وفقه الله- (ص/27): ((الذي يظهر لي أن القدر ليس من باب الطلب وإنما هو من باب الخبر فهو من مباحث الإيمان.وإنما أدخله شيخ الإسلام في الشرع لسببين:
أولهما: للتلازم بين الشرع والقدر كما سبق فلا بد من العمل بالشرع مع الاستعانة بالله للتوفيق.
ثانيهما: لأن القدر دائر بين الإرادة والمحبة والكراهية والبغض فيتفق مع الشرع من هذا الوجه، والله تعالى أعلم.
ودمتم للمحب/أبو فهر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 09 - 05, 06:31 ص]ـ
أرجو من الإخوة التواصل،والمشاركة، والتعليق بما عندهم حول
هذا الإشكال، وحول جواب الشارحين الكريمين.
ودمتم للمحب/أبو فهر.
ـ[محمد البحار]ــــــــ[25 - 09 - 05, 08:00 ص]ـ
جعل القدر من باب الطلب .. لأن الناس ضلت فيه فبعضهم قال بالجبر فلا توكل ولا غيره .. والتوكل اعتماد على الله .. وإيمان بالقدر .. ولابن القيم كلام مقارب لكلام شيخ الإسلام بنفس المعنى الذي قلته .. في المدارج .. أحاول أن أضعه هنا بإذن الله ..
وبالمناسبة من شروحات التدمرية: شرح التدمرية للشيخ محمد الخميس .. وهو ليس " توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية " بل له شرح عليها .. طبعته دار أطلس الخضراء .. وهو طيب جدا والله أعلم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/26)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 09 - 05, 11:55 ص]ـ
رأيت شرح الدكتور محمد الخميس وهو عندي ولكن نسيت إدراجه بارك الله فيك، وأنا في انتظار فوائدك
ودمت للمحب/أبو فهر
ـ[محمد البحار]ــــــــ[25 - 09 - 05, 03:25 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا وحبيبنا أبا فهر .. والله إني من المحبين لك .. أنت وبقية المشايخ في هذا الملتقى المبارك .. لكن وددت أن أسجل إعجابي بك وبأدبك الجم في هذا الموضوع .. بارك الله فيك وفي المسلمين جميعا .. وأسأل الله أن نلتقي في فردوسه الأعلى أخي -إن كنت تسمح لي بمناداتك بأخي- الكريم: الشيخ أحمد عبدالرؤوف ..
وهذا الكلام الذي فسرت به كلام ابن تيمية رحمه الله هو تقريبا من كلام ابن القيم رحمه الله حيث قال: يشهد من قوله وإياك نستعين جميع أنواع الاستعانة والتوكل والتفويض فيشهد منه جمع الربوبية. المدارج (3/ 510) .. وفي مواضع أخرى كثيرة حين شرح حقيقة التوكل ..
أما بالنسبة لشرح الشيخ محمد الخميس فأرجو المعذرة إن كنت ظننت -أخي الكريم- بأنني كنت شديدا في إيرادي له أو متهما لك بأنك تناسيته .. بل وضعته هكذا لأنني كنت على وشك الخروج من المنزل ..
والله الموفق لكل خير .. وبارك الله فيكم جميعا ..
ـ[محمد البحار]ــــــــ[25 - 09 - 05, 03:30 م]ـ
طبعا لا يخفى اتصال التوكل بالقدر .. وبالتالي اتصال القدر بالطلب .. وقد ورد أثر عن ابن عباس رضي الله عنه .. ولكن العهد به قديم .. أظنه قال فيه: اللهم إن كنت كتبت اسمي مع الأشقياء فاجعله مع السعداء .. أو كما قال رضي الله عنه .. ولعل الإخوة هنا يفيدوننا أكثر مني بتخريج هذا الأثر .. فمن حيث اننا لا نعلم القدر .. وأن العلم علمان -كما قال الطحاوي- فنحن نعبده بما عندنا من العلم الشرعي ونتوكل عليه في باب العلم القدري فيكون التوكل عبادة .. اعملوا فكل ميسر لما خلق له .. توجهنا يكون عبادة أيضا .. والله أعلم ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 09 - 05, 03:34 م]ـ
زادك الله علما
فتوجيهك لعبارة الشيخ طيب جدا، وأنا معك في انتظار مشايخنا الأحباب.
محبك/أبو فهر
ـ[همام بن همام]ــــــــ[26 - 09 - 05, 05:01 ص]ـ
إخواني الأفاضل بان لي توجيه أرجو ألا أكون قد باينت فيه الصواب
فأقول وبالله أستعين: لعل مراد شيخ الإسلام رحمه الله تعالى بقوله:" والكلام في الشرع والقدر: هو من باب الطلب والإرادة " مقصوده الكلام في الشرع والقدر جميعا أي مجتمعين، فليس كلامه عن القدر منفصلا.
يدل على هذا التوجيه قوله بعد أسطر:" وإذا كان كذلك: فلا بد للعبد أن يثبت لله ما يجب إثباته له من صفات الكمال وينفي عنه ما يجب نفيه عنه مما يضاد هذه الحال ولا بد له في أحكامه من أن يثبت خلقه وأمره فيؤمن بخلقه المتضمن كمال قدرته وعموم مشيئته ويثبت أمره المتضمن بيان ما يحبه ويرضاه: من القول والعمل ويؤمن بشرعه وقدره إيمانا خاليا من الزلل وهذا يتضمن التوحيد في عبادته وحده لا شريك له: وهو التوحيد في القصد والإرادة والعمل والأول يتضمن التوحيد في العلم والقول كما دل على ذلك سورة {قل هو الله أحد} ودل على الآخر سورة: {قل يا أيها الكافرون} وهما سورتا الإخلاص وبهما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بعد الفاتحة في ركعتي الفجر وركعتي الطواف وغير ذلك." وكذلك قوله في النصف الآخر من الكتاب:" وأما الأصل الثاني (وهو التوحيد في العبادات) المتضمن للإيمان بالشرع والقدر جميعا. فنقول: لا بد من الإيمان بخلق الله وأمره فيجب الإيمان بأن الله خالق كل شيء وربه ومليكه وأنه على كل شيء قدير وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله وقد علم ما سيكون قبل أن يكون وقدر المقادير وكتبها حيث شاء كما قال تعالى: {ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير} وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء}. ويجب الإيمان بأن الله أمر بعبادته وحده لا شريك له كما خلق الجن والإنس لعبادته وبذلك أرسل رسله وأنزل كتبه".
فتأمل قوله:" ويؤمن بشرعه وقدره إيمانا خاليا من الزلل وهذا-أي الإيمان بالشرع والقدر- يتضمن التوحيد في عبادته وحده لا شريك له: وهو التوحيد في القصد والإرادة والعمل" فجعلهما متضمنين معاً لتوحيد الطلب الذي هو توحيد العبادة. و قوله في النقل الثاني:" وأما الأصل الثاني (وهو التوحيد في العبادات) المتضمن للإيمان بالشرع والقدر جميعا" فتأمل كيف جعل التوحيد في العبادات متضمنا للإيمان بالشرع والقدر، وقف عند قوله "جميعا" علك تشاركني الرأي فيما ذهبت إليه.
إذا ثبت هذا فلا يرد الإشكال المطروح من كون القدر من باب المعرفة والإثبات؛ لأن المؤلف يتكلم عن علاقة الشرع والقدر معا بالتوحيد في العبادات. هذا وجه.
الوجه الآخر: لا إشكال في كون الشرع من باب الطلب وإنما الإشكال في القدر، أهو منه أم لا؟
يزول هذا الإشكال إذا علم أن نظام الشرع يكون بالقدر فلا ينفكان، يوضح هذا المعنى ابن القيم رحمه الله تعالى حيث يقول في سياق كلامه عن قوله صلى الله عليه وسلم: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له) ما نصه:" فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشد الأمة في القدر إلى أمرين هما سببا السعادة: الإيمان بالأقدار فإنه نظام التوحيد، والإتيان بالأسباب التي توصل إلى خيره وتحجزه عن شره وذلك نظام الشرع، فأرشدهم إلى نظام التوحيد والأمر". شفاء العليل 47. والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/27)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - 09 - 05, 05:17 ص]ـ
زدت الموضوع بهاء يا شيخ همام،وما ذكرته له وجه،ولا أراه يبعد كثيرا عن مراد أخينا محمد ويتحرر بالجمع بين توجيهيكما،رأي حسن عساني أو أحد إخواني أن نوضحه.
بارك الله فيكم جميعا.
ودمتم لأبي فهر.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 09 - 05, 11:25 م]ـ
قال شيخ الإسلام: ((والله سبحانه وتعالى بعث رسله بإثبات مفصل، ونفي مجمل))
والحقيقة أن هذا الموضع من المواضع التي يستطيل أهل البدع في نقدها، فيقولون: قد وجد في القرآن النفي المفصل في غير ما موضع وهذا كاف في إبطال قاعدة الشيخ.
فما الجواب بارك الله فيكم؟
ودمتم للمحب /أبو فهر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 09 - 05, 11:41 م]ـ
هذه رسالة خاصة بعثت بها منذ قليل للشيخ عبد الرحمن الفقيه، فلم يستجب الموقع لإرسالها وها أنا ذا أرسلها له ولكل مشايخ الملتقى عساها تجد أذنا صاغية وقلبا مفتوحا.
((شيخنا الفاضل
لقد قام العبد الفقير بفتح موضوع مدارسة الرسالة التدمرية؛ إحياء لسنة مدارسة الكتب، ولعلمه بصعوبة الكتاب وأن المدارسة سيكون لها-إن شاء الله-أثر كبير في فهمها.
وكان الله عز وجل عند ظن عبده الضعيف فكشفت أول المشاركات عن فوائد طيبة لم ينص عليها الشراح.
والعبد الفقير يعلق آمالا عظيمة على هذا الموضوع بحيث يؤمل كونه فاتحة خيرلي ولكم.
فأرجو منكم المشاركة معنا للإفادة من علمكم.
ودمتم لأبي فهر))
فهل من مجيب؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - 10 - 05, 05:10 ص]ـ
ملحوظة مهمة: ألف الأشعري المبتدع سعيد فودة كتابا أسماه ((نقض التدمرية)) وسأخصص بعض المشاركات لعرض شبهه ونقضها،ويستتبع هذا التنبيه على أمر آخر مهم وهو أن هذه المدارسة خاصة بمن قطع شوطا في دراسة عقيدة أهل السنة ولذا وضعتها في المنتدى الخاص.
ودمتم للمحب/أبو فهر.
ـ[همام بن همام]ــــــــ[01 - 10 - 05, 08:45 م]ـ
الشيخ أبا فهر حفظك الله ألا ترى أن هذا الإشكال مكانه عند كلام المؤلف رحمه الله عن القاعدة الأولى من القواعد السبع، حيث قال: " القاعدة الأولى أن الله سبحانه موصوف بالإثبات والنفي. . ." مجرد اقتراح.
ـ[الجعفري]ــــــــ[01 - 10 - 05, 09:11 م]ـ
أخي بارك الله فيك وفي جميع الأخوة:
لقد ذكرت في جواب هذا الإشكال ما قاله الشيخ العلامة البراك وهو كاف واف - فلا طيب بعد عروس -
الشيخ قد درسنا التدمرية في الكلية وهو أفضل من يدرسها حسب علمي.
أسأل الله أن يبلغنا رمضان ويوفقنا فيه لمرضاته.
ـ[همام بن همام]ــــــــ[02 - 10 - 05, 04:38 ص]ـ
فائدة تتعلق بالجواب عن الإشكال الأول من كلام الشيخ يوسف الغفيص حفظه الله تعالى قال ما نصه: (إن من فقه شيخ الإسلام أنه قال "المتضمن للإيمان بالشرع والقدر" مع أن مقام القدر يتعلق بما يسمى بالربوبية، قدر الله سبحانه قضاؤه وفعله في خلقه وما كتبه على العباد من الحوادث والمآلات وما إلى ذلك والأفعال والشقاوة والسعادة، ومع ذلك تجد عبارة شيخ الإسلام رحمه الله أنه قال "التوحيد في العبادات" ثم قال "المتضمن للإيمان بالشرع" الشرع هو الأمر والنهي، "والقدر" هو قدر الله الذي هو قضاؤه في عباده وما قدره عليهم وكتبه عليهم، وإنما كان الشرع والقدر توحيدا في العبادة؛ لأن الله يعبد بمعرفته كما أنه يعبد بامتثال أمره.
ومن طريف الأحوال أن بعض من علق على التدمرية يقول: إن هذه الكلمة "في العبادات" قد تكون زائدة أو شيئا من هذا القبيل؛ لأنه كأنه يتكلم عن أصل التوحيد العام وأن التوحيد ينقسم إلى قسمين. هذا غلط، بل الكلمة هنا على وجهها، قال: "التوحيد في العبادات" لأن الله يعبد بمعرفته كما أنه يعبد بامتثال أمره سبحانه وتعالى.) انتهى من الشريط الأول من شرح التدمرية {الشرع والقدر}.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 10 - 05, 07:46 ص]ـ
حبيبنا همام لقد تكلم الشيخ بكلام واسع عن النفي المجمل والإثبات المفصل في بداية الكتاب، ولذلك فقد ناقشه الأشعري فودة في هذا الموضع، وهناك فائدة طلعتها قديما للشيخ العثيمين وهي أن الشيء إذا تكرر مرتين يكون الكلام عليه عند أول مرة كي لا تفوت فائدتها، ذكر هذا تعليلا لكلام الفقهاء عن الآنية في الطهارة.
ودمت للمحب/أبو فهر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 05, 12:00 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/28)
لعل قائلا يقول ألم تجد غير هذا اليوم الطيب المبارك،أول أيام رمضان، لتطالعنا فيه بقاذورات سعيد فودة؟
وجوابي:بل إني أخترت هذا اليوم بالذات لأستفتحه بخير طاعة وهي جهاد أهل البدع
عرضت لكم عبارة شيخ الإسلام من أن طريقة القرآن في الصفات هي الإثبات المفصل والنفي المجمل، وقلنا أنه يشكل عليها وجود العكس في القرآن،وانتظرت الجواب فلم يجب أحد؟
واليوم أعرض هذا الإشكال من جديد ولكن على لسان الأشعري المبتدع سعيد عبد اللطيف فودة في كتابه ((نقض التدمرية)) وسأعرض كلامه كاملا ولكن مقطعا فأعرض القطعة من كلامه ثم أكر عليها بالنقض والبيان والله المستعان.
قال فودة في نقضه: ((كثيراً ما يصرح ابن تيمية بأن طريقة السلف في وصف الله في حالة الإثبات هي إثبات الصفات على وجه التفصيل، وأما في حالة التنزيه فهي الاقتصار على النفي المجمل، وسوف نبين نحن أن الأمر ليس على الوجه الذي ذكره ابن تيمية، بل طريقة القرآن في الجهتين التفصيل حيث يلزم والإجمال حيث يلزم، فلا يقال إن طريقة القرآن في الإثبات هي التفصيل وفي النفي الإجمال، بل قد ينفي عن الله تعالى ما لا يليق به على سبيل التفصيل كما يثبت له على سبيل التفصيل، فالحاجة هي التي توجب الطريقة المتبعة.))
قلت: الملاحظ لعبارة فودة يفهم منها أن شيخ الإسلام أخطأ في تقعيده وأن الأمر على خلاف ما ذكر،وأن القرآن ليست له طريقة ثابتة بل أحيانا وأحيانا على حد سواء وبلا تغليب وهذا باطل محض،والمتأمل لأمثلته التي ذكرها بعد ذلك لن يستطيع أن يتجاوز بهذه الأمثلة أصابع اليد الواحدة على عكس الأمثلة التي ضربها شيخ الإسلام فهي إلى الكثرة ما هي.
قال فودة: ((وسوف نبين السبب والغاية التي من أجلها قال ابن تيمية بهذه القاعدة المدعاة، وذلك قبل الشروع في إبطالها ونقضها.
لقد عرفنا أن مذهب ابن تيمية هو التجسيم لله تعالى، فهو يقول إن الله في جهة، ومستقر على العرش بمماسة، ويتحرك نزولاً وصعوداً، وتحل الحوادث في ذاته، وله يد وعين ووجه وغير ذلك من الأعضاء التي يسميها صفاتٍ عينيةً إلى آخر مذهبه، وهذا هو الإثبات التفصيلي الذي يريده ابن تيمية.
وأما علماؤنا من أهل الحق فإنهم يصفون الله تعالى بالصفات الكمالية كالقدرة والعلم والحياة وغيرها، وينزهون الله تعالى عن كل نقص، فينفون الحد والجهة وكونه جسماً، وينفون قيام الحوادث بذاته الجليلة، ويقولون (ليس كمثله شيء).))
قلت:وهذا من ترهات فودة التي لا يمل ذكرها، والتي يلوكها بين أسنانه كالحجر الصلب ويطيب له بين الحين والآخر أن يقذف بها خصومه، غير أني أرى الحجر يوشك أن يكسر أسنانه.
إن موقف شيخ الإسلام من هذه الألفاظ التي ذكرها فودة معلوم لكل أحد وقد أفرده بالتوضيح في تدمريته التي نقضها فودة، فهل لم تقف على كلام الشيخ يا فودة؟
أم أن التعصب وحب التجني قد أعماك.؟
وسأنقل هنا بعض كلام شيخ الإسلام والذي أفادنا به أخونا شاكر العروري:
قال شيخ الإسلام في نقض تأسيس الجهمية (ص9) (وإثبات لفظ الحسم ونفيه بدعة لم يتكلم به أحد من السلف والأئمة كما لم يثبتوا لفظ التحيزولا نفوه ولا لفظ الجهة ولانفوه ولكن أثبتوا الصفات التي جلء بها الكتاب والسنة ونفوا مماثلة المخلوقات).
وقال: (وصنف يثبتون هذه الصفات ولا يتعرضون للتركيب والتجسيم والتبعيض ونحو ذلك من الألفاظ المبتدعة لا بنفي ولا إثبات لكن ينزهون الله عما نزه نفسه ويقولون أن) أحد، صمد ... ) ... وهذا القول هو الذي يؤثر عن سلف الأمة وأئمتها وعليه أئمة الفقهاء وأئمة الحديث وأئمة الصوفية وأهل الاتباع المحض من الحنبلية على هذا القول يحافظون على الأقوال المأثورة ولا يطلقون على الله نفيا وإثباتا إلا ما جاء به الأثر وما كان في معناه)
.وقال في نفس الصفحة (47) (كما لا أعلم أن أحدا منهم _ أي من السلف _ أطلق عليه لفظ الجسم في الإثبات، وإن كان أهل الإثبات منهم لهذه الصفات لهذه الصفات منهم ومن غيرهم يثبت المعاني التي يسميها منازعوهم تجسيما وتجزءة وتبعيضا وتركيبا وتأليفا ويذكرون عنهم أنهم مجسمة بهذا الاعتبار لإثباتهم الصفاتالتي هي أحسام في اصطلاح المنازع).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/29)
وقال (ص 188) (إن لفظ الجسم والعرض والتحيز ونحو ذلك ألفاظ اصطلاحية وقد قدمنا غير مرة أن السلف والأئمة لم يتكلموا في ذلك في حق الله لا بنفي ولا بإثبات بل بدعوا أها الكلام بذلك وذموهم غاية الذم).
فهذا غيض من فيض وقليل من كثير ولكن كأني بأهل البدع حرموا من الإنصاف صغارهم كالمدعي ومن تشبه بهم.قلت (أبو فهر): وسيأتي بيان موقف الشيخ من هذه الألفاظ في موضعه من التدمرية.
قال فودة: ((لأن القرآن ينزه الله تعالى إجمالاً وتفصيلاً، ويثبت لله تعالى الصفات إجمالاً وتفصيلاً، فلا يوجد في القرآن ما يمنع النفي التفصيلي عند الحاجة لذلك، كما لا يوجد فيه ما يمنع الإثبات الإجمالي.
فأنت تعلم أن الله تعالى نفى بعض النقائص عن ذاته الشريفة تفصيلاً، فقال جل شأنه: (لم يلد ولم يولد)، كما نفى إجمالاً فقال: (ولم يكن له كفواً أحد)، وأثبت لنفسه الكمال الكلي العام في قوله: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)، كما نزّه تفصيلاً فقال: (لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ). ولما نسب اليهود البخلَ لله تعالى ردَّ عليهم تفصيلاً فقال: (غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء).
والقاعدة التي ابتدعها ابن تيمية إنما هي لتحقيق غرضه واستنفاذ شهوته. ولكن علماء أهل الحق قالوا بصحة النفي التفصيلي كما قالوا بصحة النفي الإجمالي، لأن كل ما خطر على قلب بشر من النقائص وأثبته بزيغه لله فيجب نفيه والتصريح بنفيه عند الاحتياج إلى ذلك، وما معنى نفي الزوجة والولد عن الله تعالى؟ أليس هذا نفياً تفصيلياً ليدفع به زعم من قال بإثباتهما له تنزه وتعالى؟
وقد تنبه شارح التدمرية إلى هذه المعاني عن بُعد، فقال ـ تعليقاً على استشهاد ابن تيمية على النفي المجمل بقوله تعالى (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد) ـ: "ووجه الدلالة من الآية الثانية أن الله نفى أنْ يكون له كفؤ أي شبيه ونظير مكافئ له، فنفى المكافأة والمشابهة عموماً وهذا نفي مجمل، والشاهد قوله: (ولم يكن له كفواً أحد)، وأما قوله تعالى: (لم يلد ولم يولد) فهو من باب النفي المفصَّل، لأنه نفي صفة معينة، وقد خرجت هذه الآية عن القاعدة والأغلبية، وهي أن طريقة القرآن في النفي الإجمال، وذلك لسببين: الأول أن اليهود والمشركين نسبوا الولد إلى الله فردّ الله عليهم ونفى هذه الصفة بعينها. والثاني أن الولد والولادة صفة كمال في المخلوق، فنفيت لئلا يتوهم أن الله متصف بها، فهي وإن كانت وصفَ كمالٍ في المخلوق إلا أنه كمال مقترن بالنقص، هذا هو السبب في خروج هذه الآية عن القاعدة، ولها نظائر قليلة" اهـ.))
قلت: وإذن فقد وقف فودة على توجيه أحد الشراح لتعارض القاعدة مع المثال والمثالين اللذين لا يوجد عند المبتدعة غيرهما، وحاصل توجيه الشارح أننا إذا تأملنا الأمثلة التي خرجت عن القاعدة وجدناها قد خرجت عن القاعدة لحاجة وعلة فقوله تعالى)) لم يلد ولم يولد))
إنما جاء نفيا مفصلا لسببين:
1 - لأن التفصيل فيهما مناسب للرد على من نسبوا إلى الله الولد
2 - لأن التفصيل فيهما مناسب لدفع توهم أن وجود الولد لله كمال.
وهذا كلام وجيه فبما اعترض عليه فودة؟
اقرأ معي:
قال فودة: ((لنا بعض الملاحظات على ما مضى:
أولاً: أن ابن تيمية يقول إن الطريقة في الإثبات هي الإثبات المفصّل، وهذا من حيث الظاهر لا إشكال فيه، إلا أننا نخالفه فيما يريد أن يثبته تفصيلاً، كما شرحناه سابقاً. فهو يريد إثبات الجهة، ونحن ننفيها، وهو يريد إثبات الحدّ ونحن ننفيه، وهو يريد إثبات الحيز ونحن ننفيه، وهو يريد إثبات الحركة وحلول الحوادث في الذات ونحن ننفي ذلك.))
قلت: وهذه قد فرغنا من بيان تجني فودة فيها.
قال فودة ((ثانياً: قوله إن الطريقة في النفي هي النفي المجمل غير مسلّم على إطلاقه لوجهين: الأول: أننا قد نحتاج إلى النفي المفصّل، وذلك لدفع أوهام بعض المبتدعة والملحدين كمن يتوهم أن الله بخيل، فننفي البخل عنه تفصيلاً، وكمن يثبت الجهة لله، فننفيها عنه تفصيلاً كما نفى الله تعالى الصاحبة والولد.))
قلت: وهل قال الشارح غير هذا،الأصل أن النفي يكون مجملا إلا إذا دعت الحاجة إلى التفصيل، فما وجه اعتراضك يا فودة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/30)
قال فودة: الثاني: أن كلمة الإجمال مصطلح معروف عند العلماء في الأصول، وحاصلها أنها لا يمكن العمل بها لاحتياجها إلى بيان، وابن تيمية جعل المجمل وصفاً للنفي فقال: (النفي المجمل) فجعل النفي نفسه مجملاً، ولكن المجمل غير مبين، وغير المبين لا يُعْمَلُ به لعدم وضوح معناه المراد منه أو مصاديقه. والحقيقة أن ابن تيمية يعتقد حقيقةً أن النفيَ الواردَ في القرآن كنحو قوله تعالى: (ليس كمثله شيء) غيرُ محكم، ويحتاج إلى بيان، وكذلك يقول في قوله تعالى: (ولم يكن له كفواً أحد)، ولذلك فإنه لا يجد حرجاً عندما يثبت تفصيلاً ما ينافي هذه الآيات الكريمة، فيقول: الله له حدّ وهو في جهة وفي حيز وتحل الحوادث في ذاته، وغير ذلك مما يناقض في ظاهره الآيات الكريمة. ولكن لما كانت الآيات عند ابن تيمية مجملة فإنه حقيقة لا يجعلها العمدة في الباب، ولا القاطع للنزاع، ولذلك فإنه يقدم عليها كل إثبات تفصيلي كما يتوهمه. وهذا هو السبب في قوله بالإثبات التفصيلي كما نبهناك سابقاً.
والحق أن يقال إن النفي في الآيات نفي كليٌّ أو عام، وهذا النفي قاطع ويجب العمل به، وليس مجملاً ولا يتوقف على بيان، لأن العموم مبيّن والنفي الكلي قاطع في محله. والحاصل أن هذه الآيات التي يقول عنها ابن تيمية إنها مجملة ومتشابهة، يقول عنها علماؤنا علماءُ أهل الحق إنها محكمة وواضحة وبيّنة لا تتوقف على بيان، ولذلك فإن هذه الآيات هي الحَكَمُ عندنا، ولكنها عند ابن تيمية مجرد نفي مجمل.))
قلت:وكلام فودة السابق من أظهر الأدلة على جهله بعلم الأصول والعربية ومصطلحات العلماء وبيانه:
1 - لقد حمل لفظ المجمل الذي في كلام شيخ الإسلام على الإجمال الأصولي والذي هو ضد المبين كما يزعم، وهذا جهل فاضح فلفظة الإجمال التي في كلام شيخ الإسلام هو الإجمال اللغوي والذي هو ضد التفصيل،وهذا ظاهر من قول شيخ الإسلام: ((وإثبات مفصل)) ولو أراد شيخ الإسلام المعنى الذي ادعاه فودة لقال: ((وإثبات مبين))،ومن هذا الجنس تعبير شيخ الإسلام وغيره عن نطق الشهادتين والتزام أحكام الشريعة بلفظ ((الإيمان المجمل)) فتأمل، وكم يصنع الجهل بأهله من عجائب.
2 - قال فودة: ((والحق أن يقال إن النفي في الآيات نفي كليٌّ أو عام)) قلت وهذا جهل منه بطريقة متقدمي السلف فلو سلمنا أن التعبير بلفظ العام أحسن، لقلنا أن شيخ الإسلام لم يخطيء لأن ألفاظ العام والمطلق والمجمل كلها عند السلف بمعنى واحد وهذا المعنى ليس هو عدم البيان والتشابه كما يزعم فودة وإنما هو كما يقول شيخ الإسلام في كتاب الإيمان: ((لفظ المجمل والمطلق والعام كان في اصطلاح الأئمة كالشافعي وأحمد وأبي عبيد وإسحاق وغيرهم سواء لا يريدون بالمجمل ما لا يفهم منه كما فسره به بعض المتأخرين وأخطأ في ذلك بل المجمل ما لا يكفي وحده في العمل به وإن كان ظاهره حقا كما في قوله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} فهذه الآية ظاهرها ومعناها مفهوم ليست مما لا يفهم المراد به ; بل نفس ما دلت عليه لا يكفي وحده في العمل فإن المأمور به صدقة تكون مطهرة مزكية لهم هذا إنما يعرف ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا قال أحمد يحذر المتكلم في الفقه هذين " الأصلين ": المجمل والقياس. وقال: أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس يريد بذلك ألا يحكم بما يدل عليه العام والمطلق قبل النظر فيما يخصه ويقيده ولا يعمل بالقياس قبل النظر في دلالة النصوص هل تدفعه فإن أكثر خطأ الناس تمسكهم بما يظنونه من دلالة اللفظ والقياس))
قال فودة: ((. وهؤلاء المجسمة ترى أغلبهم لا يعقلون شيئاً من قواعد علم التوحيد، ولذلك تراهم يَضلّون ويُضلّون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. كما أنهم لا يتقنون دقائق العلوم التي عليها المعتمَد في الفهم كأصول الفقه وعلم النحو والمنطق وعلوم المعاني والبيان وسائر علوم الآلات، ولذلك تراهم غارقين في ظلماتهم لا يسهل تفهيمهم ولا البيان لهم، لعدم تأهلهم لقبول البيان بعدُ لا لضعف كلام العلماء.))
قلت: أظن القاريء الكريم قد تبين له الآن من هو الجاهل بالعربية والأصول ومصطلحات العلماء.
وختاما: فأنت ترى كيف حشر فودة في نقضه الأعرج هذا كلاما لا طائل تحته عن الجسم والجهة والحركة ... إلخ،حتى يصرف القاريء بحيله عن الحجة الواضحة في كلام شيخ الإسلام.
وأنت ترى كيف أنه لم يستطع أن يزيد عن المثالين المعروفين واللذين يزعم أنهماغ قادران على نقض كلام شيخ الإسلام، بل يزعم أنهما قادران علىة القول بأنه ليست للقرآن قاعدة ثابتة في هذا.
وأنت ترى جهله وغبائه وعدم قدرته على فهم معنى الإجمال في كلام شيخ الإسلام.
وأنت ترى جهله بمصطلحات أهل العلم وعدم تحريره لمسائل أصول الفقه والعربية.
وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى
ودمتم للمحب/أبو فهر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - 10 - 05, 11:42 ص]ـ
وهذا توجيه آخر للآيات التي فيها النفي المفصل وهو للشيخ صالح آل الشيخ وحاصله:
أن هذه الآيات المراد بها تفصيل الإثبات عن طريق إثبات كمال الضد وليس النفي الذي فيها مرادا لذاته.
ودمتم لأبي فهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/31)
ـ[همام بن همام]ــــــــ[07 - 10 - 05, 03:31 ص]ـ
كلام فودة من أظهر الأدلة على أن الأهواء تتجارى به كما يتجارى الكلَب بصاحبه، فهو يعرف مراد شيخ الإسلام كما يعرف أولاده إن كان له أولاد.
ودليل ذلك تناقضه العجيب، حيث قال في آخر كلامه المنقول: "والحق أن يقال إن النفي في الآيات نفي كليٌّ أو عام، وهذا النفي قاطع ويجب العمل به، وليس مجملاً ولا يتوقف على بيان".
وقد قال في كلام سابق: "وسوف نبين نحن أن الأمر ليس على الوجه الذي ذكره ابن تيمية، بل طريقة القرآن في الجهتين التفصيل حيث يلزم والإجمال حيث يلزم، فلا يقال إن طريقة القرآن في الإثبات هي التفصيل وفي النفي الإجمال، بل قد ينفي عن الله تعالى ما لا يليق به على سبيل التفصيل كما يثبت له على سبيل التفصيل، فالحاجة هي التي توجب الطريقة المتبعة".
وقال بعده: "لأن القرآن ينزه الله تعالى إجمالاً وتفصيلاً، ويثبت لله تعالى الصفات إجمالاً وتفصيلاً، فلا يوجد في القرآن ما يمنع النفي التفصيلي عند الحاجة لذلك، كما لا يوجد فيه ما يمنع الإثبات الإجمالي".
فهل بعد هذا شك في أن الرجل يعرف مقصود شيخ الإسلام معرفة لاريب فيها. والله أعلم
وتتميماً للفائدة فهذا كلام للشيخ العثيمين رحمه الله في هذه المسألة:
قال رحمه الله تعالى: " ولهذا نجد أن صفات النفي تأتي كثيراً عامة، غير مخصصة بصفة معينة، والمخصص بصفة لا يكون إلا لسبب، مثل تكذيب المدعين بأن الله اتصف بهذه الصفة التي نفاها عن نفسه أو دفع توهم هذه الصفة التي نفاها.
فالقسم الأول العامة، كقوله تعالى {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [الشورى: 11]، قال {ليس كمثله شيء} في علمه وقدرته وسمعه وبصره وعزته وحكمته ورحمته. . وغير ذلك من صفاته، فلم يفصل، بل قال: (ليس كمثله شيء) في كل كمال.
أما إذا كان مفصلاً، فلا تجده إلا لسبب، كقوله {ما اتخذ الله من ولد} [المؤمنون: 91]، رداً لقول من قال: إن لله ولداً وقوله: {لم يلد ولم يولد} [الإخلاص: 3] كذلك وقوله تعالى: {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب} [ق: 38]، لأنه قد يفرض الذهن الذي لا يقدر الله حق قدره أن هذه السماوات العظيمة والأرض العظيمة إذا كان خلقها في ستة أيام، فسيلحقه التعب، فقال: {وما مسنا من لغوب} [ق: 38]، أي: من تعب وإعياء.
فتبين بهذا أن النفي لا يرد في صفات الله عز وجل إلا على سبيل العموم أو على سبيل الخصوص لسبب، لأن صفات السلب لا تتضمن الكمال إلا إذا كانت متضمنة لإثبات، ولهذا نقول: الصفات السلبية التي نفاها الله عن نفسه متضمنة لثبوت كمال ضدها، فقوله {وما مسنا من لغوب}: متضمن كمال القوة والقدرة وقوله: {ولا يظلم ربك أحداً} [الكهف: 49]: متضمن لكمال العدل وقوله: {وما الله بغافل عما تعملون} [البقرة: 85]: متضمن لكمال العلم والإحاطة. . وهلم جراً، فلا بد أن تكون الصفة المنفية متضمنة لثبوت، وذلك الثبوت هو كمال ضد ذلك المنفي وإلا، لم تكن مدحاً.
لا يوجد في الصفات المنفية عن الله نفي مجرد لأن النفي المجرد عدم والعدم ليس بشيء، فلا يتضمن مدحاً ولا ثناء، ولأنه قد يكون للعجز عن تلك الصفة فيكون ذماً، وقد يكون لعدم القابلية، فلا يكون مدحاً ولا ذماً.
مثال الأول الذي للعجز قول الشاعر:
قبيلة لا يغدرون بذمة ** ولا يظلمون الناس حبة خردل
ومثال الثاني الذي لعدم القابلية: أن تقول: إن جدرانا لا يظلم أحداً. والواجب علينا نحو هذه الصفات التي أثبتها الله لنفسه والتي نفاها أن نقول: سمعنا وصدقنا وآمنا".
من شرح العقيدة الواسطية.
ـ[همام بن همام]ــــــــ[10 - 10 - 05, 04:38 ص]ـ
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (2\ 156 - 157): " فالله سبحانه بعث الرسل بما يقتضى الكمال من إثبات أسمائه وصفاته على وجه التفصيل والنفي على طريق الإجمال للنقص والتمثيل فالرب تعالى موصوف بصفات الكمال التي لا غاية فوقها منزه عن النقص بكل وجه ممتنع وأن يكون له مثيل في شيء من صفات الكمال فأما صفات النقص فهو منزه عنها مطلقا وأما صفات الكمال فلا يماثله بل ولا يقاربه فيها شيء من الأشياء والتنزيه يجمعه نوعان نفي النقص ونفي مماثلة غيره له في صفات الكمال كما دل على ذلك سورة قل هو الله أحد وغيرها من القرآن".
وقال في المنهاج أيضا (2\ 185 - 187): "فهذه طريقة الرسل وأتباعهم من سلف الأمة وأئمتها إثبات مفصل ونفي مجمل إثبات صفات الكمال على وجه التفصيل ونفي النقص والتمثيل كما دل على ذلك سورة قل هو الله أحد الله الصمد وهي تعدل ثلث القرآن كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح وقد كتبنا تصنيفا مفردا في تفسيرها وآخر في كونها تعدل ثلث القرآن فاسمه الصمد يتضمن صفات الكمال كما روى الوالبي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال هو العليم الذي كمل في علمه والقدير الذي كمل في قدرته والسيد الذي الذي كمل في سؤدده والشريف الذي كمل في شرفه والعظيم الذي كمل في عظمته والحليم الذي كمل في حلمه والحكيم الذي كمل في حكمته وهو الذي كمل في أنواع الشرف والسؤدد هو الله سبحانه وتعالى هذه صفته لا تنبغي إلا له والأحد يتضمن نفي المثل عنه.
والتنزيه الذي يستحقه الرب يجمعه نوعان أحدهما نفي النقص عنه والثاني نفى مماثلة شيء من الأشياء فيما يستحقه من صفات الكمال فإثبات صفات الكمال له مع نفى مماثلة غيره له يجمع ذلك كما دلت عليه هذه السورة".
لعله يتضح بهذين النقلين مقصود شيخ الإسلام من قوله في التدمرية: "والله سبحانه وتعالى بعث رسله بإثبات مفصل، ونفي مجمل".
فلما كان النفي عائدا إلى شيئين فقط وهما النقص والمماثلة، صح أن يطلق على النفي بأنه مجمل. والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/32)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 05, 03:00 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[همام بن همام]ــــــــ[22 - 10 - 05, 06:33 ص]ـ
عوداً إلى الإشكال الأول، فقد وجدت جواباً يوضحه توضيحاً جلياً من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية نفسه، وصاحب الدار أعلم بما فيها، وهذا الكلام موجود في نهاية التدمرية وكذلك في المجلد الثامن والعاشر من مجموع الفتاوى فيما وقفت عليه، ولكنني أكتفي بما جاء في نهاية التدمرية خشية الإطالة.
قال رحمه الله تعالى ما نصه: "وجماع ذلك أنه لا بد له في الأمر من أصلين ولا بد له في القدر من أصلين.
ففي " الأمر " عليه الاجتهاد في الامتثال علما وعملا فلا تزال تجتهد في العلم بما أمر الله به والعمل بذلك. ثم عليه أن يستغفر ويتوب من تفريطه في المأمور وتعديه الحدود ولهذا كان من المشروع أن يختم جميع الأعمال بالاستغفار فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقد قال الله تعالى: {والمستغفرين بالأسحار} فقاموا بالليل وختموه بالاستغفار , وآخر سورة نزلت قول الله تعالى {إذا جاء نصر الله والفتح} {ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا} {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} وفي الصحيح أنه كان صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: " {سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي} يتأول القرآن.
وأما في " القدر " فعليه أن يستعين بالله في فعل ما أمر به ويتوكل عليه ويدعوه، ويرغب إليه ويستعيذ به ويكون مفتقرا إليه في طلب الخير وترك الشر، وعليه أن يصبر على المقدور ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وإذا آذاه الناس علم أن ذلك مقدر عليه. ومن هذا الباب احتجاج آدم وموسى لما قال: يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته ; لماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه فبكم وجدت مكتوبا علي من قبل أن أخلق: {وعصى آدم ربه فغوى} قال: بكذا وكذا فحج آدم موسى وذلك أن موسى لم يكن عتبه لآدم لأجل الذنب فإن آدم قد كان تاب منه والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ; ولكن لأجل المصيبة التي لحقتهم من ذلك. وهم مأمورون أن ينظروا إلى القدر في المصائب وأن يستغفروا من المعائب كما قال تعالى: {فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك} فمن راعى الأمر والقدر كما ذكر: كان عابدا لله مطيعا له مستعينا به متوكلا عليه من الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. وقد جمع الله سبحانه بين هذين الأصلين في مواضع كقوله: {إياك نعبد وإياك نستعين} وقوله: {فاعبده وتوكل عليه} وقوله: {عليه توكلت وإليه أنيب} وقوله: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا} {ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا} فالعبادة لله والاستعانة به {وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند الأضحية اللهم منك ولك} فما لم يكن بالله لا يكون ; فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله وما لم يكن بالله فلا ينفع ولا يدوم"
فقوله رحمه الله تعالى: "وأما في " القدر " فعليه أن يستعين بالله في فعل ما أمر به ويتوكل عليه ويدعوه، ويرغب إليه ويستعيذ به" فالاستعانة والتوكل والدعاء والرغبة والاستعاذة كلها عبادات تعلقت بالقدر، وكذا قوله:" وعليه أن يصبر على المقدور" فالصبر عبادة تعلقت بالقدر؛ فالعبادات الأولى قبل وقوع المقدور والصبر بعد وقوع المقدور، هذا إذا كان المقدور بغير فعله فعليه أن يصبر عليه أو يرضى به، وإن كان بفعله وهو نعمة حمد الله على ذلك – والحمد عبادة أخرى تعلقت بالقدر -، وإن كان ذنبًا استغفر إليه من ذلك – والاستغفار عبادة -.
فلا شك بعد هذا أن العبد مطالب بأنواع من العبادات متعلقة بالقدر كما أنه مطالب بأنواع من العبادات متعلقة بالأمر، وأن من راع الأمر كما ذكر كان عابداً لله مطيعاً له مستعيناً به متوكلاً عليه.
وشيخ الإسلام ذكر هذا التفصيل لأن الله جل وعلا ذكره في كتابه، ولمخالفة من خالف في هذا فنظر إلى الأمر فقط وأهمل القدر، أو نظر إلى القدر وأهمل الأمر مما سيأتي في كلامه رحمه الله تعالى. والله أعلم.
و أخيراً معذرة للقارئ فلعلني شوشت ذهنه بكثرة النقولات والإكثار من التعليقات، وكذا أعتذر لصاحب الموضوع الشيخ أبي فهر سلمه الله فقد أثقلت موضوعه وتطفلت عليه، اللهم اغفر لي ولإخوتي في هذا الشهر واجعلنا من عتقائك من النار يا رحمن.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - 10 - 05, 06:54 م]ـ
نعم يا عم الشيخ أثقلت موضوعي؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لقد أثقلته بكل خير وبركة.
لقد أثقلته بفوائد تشد إليها الرحال.
يشهد الله أنني عائد الآن من سفر طويل شاق ودخلت على الملتقى أطالع حتى الأذان لأي لو نمت فعلى الصلاة والإفطار السلام.
وأول ما قرأت فائدتك الرائعة تلك زال عني كل تعب السفر ووضره فإذا أنا أنشط من عقال.
بارك الله فيك أخي الحبيب وسيكون لنا عودة مكثفة بعد رمضان.
ودمت للمحب بشدة/أبو فهر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/33)
ـ[همام بن همام]ــــــــ[22 - 10 - 05, 10:17 م]ـ
أثقلتني يا شيخ أبا فهر بثنائك وحسن ظنك.
ومن حسن ظنك وصفك العبد الضعيف بالشيخ.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - 11 - 05, 02:39 م]ـ
وهذه إعادة ترتيب وتنظيم لرفع الإشكال الثاني، وذلك بتفصيل أسباب تفصيل النفي والتنزيه وعدم إجماله:
السبب الأول: تكذيب ما ادعاه المفترون في حق الله تعالى:
ومثاله: تنزيه الله تعالى عن أن يكون له ولد:
قال تعالى:: (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قوله بأفواههم يضائهون قول اللذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون)
فرد الله تبارك وتعالى شبهتهم مفصلا في التنزيه:
كما في الحديث الذي رواه البخاري (4482) من حديثْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((قَالَ: قَالَ اللَّه: ُ كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَزَعَمَ أَنِّي لَا أَقْدِرُ أَنْ أُعِيدَهُ كَمَا كَانَ وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ لِي وَلَدٌ فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا))
يتبع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - 11 - 05, 05:24 م]ـ
السبب الثاني: دفع توهم نقص في صفة من صفات الله تعالى:
ومثاله: قوله تعالى: ((ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب))
ومثال ثاني: ما رواه البخاري ومسلم من حديث أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ((كُنَّا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا إِنَّهُ مَعَكُمْ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ))
السبب الثالث: توضيح صفة من صفات الله تعالى وتوكيد معناها
ومثاله: ما رواه مسلم في صحيحه من حديث بِي هُرَيْرَةَ قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول: ((ُ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ
الْحَبِّ وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ اللَّهُمَّ أَنْتَ ا
الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ)).
فهذا التفصيل الذي تراه من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إنما كان لإشباع توضيح الصفة وبيان معناها.
يتبع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - 11 - 05, 05:44 م]ـ
السبب الرابع: تقرير كمال العزة والغنى لله تعالى:
ومثاله: ما رواه مسلم من حديث أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا
عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي
أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ
تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ
وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى
أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ
قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ
الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا
فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ))
السبب الخامس: التهديد:
ومثاله: قوله تعالى: ((وما الله بغافل عما تعملون))
فأنت ترى أن علة التفصيل هنا هي تهديد المخاطب ببيان أن الله لا يغفل سبحانه.
مستفاد من ((التسبيح في الكتاب والسنة)) لمحمد إسحاق كندو.
ودمتم للمحب /أبو فهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/34)
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[16 - 11 - 05, 05:47 م]ـ
جزيت خيرا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 11 - 05, 01:12 ص]ـ
وهذه من أخينا أبي ريان الطائفي لما علم برد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! سعيد فودة على التدمرية:
خدعوكم يا مساكين!!!.
توفي شيخ الإسلام العلم الهُمام فارس المعقول والمنقول: أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية الحراني الدمشقي عام (728هـ) أي بالحسبة الرياضية الرقمية: 1426 - 728 = 698!!!، فله اليوم ثمان وتسعين وستمائة سنة!!!.
انقطعت علائق الجهمية المعطلة، والأشعرية المؤولة!!: 698 سنة، وهم في غمرةٍ وسكرة، يتدافعون أيهم يجرؤ على " القاعدة التدمرية " وما تقدم منهم أحد!!!، فكم كانوا عقلاء!!!، حيث علموا بأنها تدمر كل شيٍ بإذن ربها، فلم يجرؤ واحدٌ منهم على المساس بها أو تأليف ردًّ عليها!!، ولكن النار لا تعقب إلا الرماد!!، فذهب أولئك بإحجامهم، وما علموا أنه سيأتي بعدهم مجنون متهور! كـ:
سعيد فودة!! حتى يفرد كتابٌ في نقض!!! " القاعدة التدمرية!!! ".
فهات ما سيقول حتى نضحك على عقله العقول!، ويلتفت إليه الناس ويروا كيف أنه مهبولٌ مسطول!، إذ رام أن يهدم الجبل بقرنه الهزيل، وأن يخرق القتاد بأصبعه العليل!!، فجاء إلى حتفه بأنفه، وحفر قبره بظفره، وجهز مأوي جيفته ورمسه!، ورفس نفسه بنفسه، فخر على أم رأسه صريعاً مجندلا!!.
يا لها من أعاجيب الزمان، وغرائب المضحكات في زمن الأحزان!:
سعيد فودة!! يطاول شيخ الإسلام ابن تيمية؟!.
سعيد فودة!!!! يرد على كتاب " التدمرية "؟!.
سعيد فودة!!! حاوية الجهل والهوى يصارع مذهب أئمة السنة: الصحابة، والتابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين؟!.
سعيد ألا لا أسعد الله يومه::::: ولا زال في بحر الغواية ثاويا
ترد على الشيخ الإمام فإنها::::: لمضحكةٌ منك النساء البواكيا
أغرك يا مهبول في [النت] صفحة!!!:::: فتنبح من همط المقالةِ عاويا
فطار بك [المثبور] يا فدم فرحةً::::: وقد بتّ من كل المكارم خاويا
فزد أيها المخبول في الغي إنما:::: تهاجم يا ضبعُ الأسودَ الضواريا
فإني لعمر الله جهزتُ عدتي:::: لغزوك قربانا لربيَ ناويا
وحصّنتُ بالوحيين نفسيَ بعدما:::: لجأتُ إلى المولى منيباً وداعيا
فإن كنتَ مجنونا فطبك مهنتي::::: سآتيك جلاّداً وآتيك كاويا
لعل هذا يكفي، وفي القريحة بقية!!.
فأكمل همط فودة، يا مثبور = الحسني!!!!.
فإن كنتَ مجنونا فطبك مهنتي:: سآتيك جلاّداً وآتيك كاويا
المنصور بربه
أبو ريان الطائفي
كان الله في عونه ونصرته
ـ[عبدالله السيباني]ــــــــ[19 - 11 - 05, 02:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل أبو فهر وجميع الأخوة طلاب العلم حفظكم الله ورعاكم
السلام عليكم
لقد سررت جدا بالإطلاع على هذه المدارسة القيمة والمفيدة وهي والله لتشحذ الهمم وتقوي العزائم للأطلاع على أكبر قدر من الكتب والفوائد العلمية، وللأسف الشديد كنت اتمنى لو أشارك معكم في مدارسة كتاب (التدمرية) لشيخ الإسلام ولكني علمت بالخبر متأخراً وفي الوقت الضائع كما يقال ولكن ممكن أشارككم في المدارسة الثانية إن شاء الله تعالى ولكن يا حبذا لو تخبروني بموعدها القادم، وأحب أن أخبركم بأن فكرة المدارسة ولدت عندي فكرة أخرى أو أضافت مقترح لها يكون أكثر فائدة حسب علمي ممكن أعرضه عليكم لأخذ رأيكم حوله والمقترح هو: بما أنكم بدأتم بكتاب شيخ الإسلام فلماذا لا نجعل المدارسة مقتصرة على كتب شيخ الإسلام التي كتبها في العقيدة فقط فنتدارس كل ما كتبه في أبواب العقيدة المختلفة ونضيف عند دراستها كل ما بلغه علم كل واحد منا عن ما كتب من شروح أو مختصرات أو تعليقات أو تسجيلات حول كل كتاب مع إضافة الرسائل العلمية الجامعية حول ما كتب عن ابن تيمية في العقيدة والسبب الذي دفعني إلى طرح هذا لمقترح هو:
1. أن كتابات شيخ الإسلام في العقيدة كتابات شاملة وعامة شملت جل مباحث وأبواب العقيدة من تأصيل لعقيدة أهل السنة إلى الرد على المخالفين فيها والمناقشات العلمية لمذاهب الفرق والطوائف المختلفة.
2. أن كتاباته تعرض العقيدة الصافية والنقية لعقيدة أهل السنة والجماعة بعيدا عن الإفراط والتفريط والغلو. فابن تيمية يعتبر هو الوحيد الذي عرض لعقيدة اهل السنة بشيء من التفصيل والتوضيح وقعّد قواعدها وأسس أركانها وفصل مباحثها وهذا لا تجده عند غيره من أئمة أهل السنة رحمهم الله.
3. أن ما كتب عن عقيدة أهل السنة بعد ابن تيمية يعد عالة وشروح واختصارات وتهذيب وتعليقات وتفصيلات لما كتبه شيخ الإسلام من قبل.
4. نستطيع من خلال هذه المدارسة جمع أكبر قدر ممكن من كتب ابن تيمية في العقيدة وكذلك جمع كل ما كتب عنها من شروح ودراسات علمية.
هذا ما أقترحه وأطلب رأيكم فيه وخصوصا أن هذا المقترح يعتبر مشروعا عزمت على القيام به في الأيام القادمة ورأيت أن من الأنسب أن تساعدوني فيه تفيدوني بأرائكم ومقترحاتكم المفيدة وأنا منتظر ردكم ومقترحاتكم ولكم جزيل الشكر والتقدير والسلام عليكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/35)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - 11 - 05, 02:43 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الله.
لم يفتك الكثير فانشغالي في رمضان أدى إلى توقف المدارسة ومرحبا بك في أي وقت.
إقتراحك طيب جدا بل إن في نفسي أن يكون الكتاب القادم-إن شاء الله -من كتب شيخ الإسلام ولكن بعد إستشارة الإخوة أولا؛ لأن كتب الرجل تحتاج إلى خلفية دراسية راسخة وإلا ضل الطالب وأتى بما يستنكر في الفهم والاستدلال.
وهذا الذي تراه اليوم من كثرة المستدلين بكلام الشيخ على معاني هي أبعد ما يكون عن مراد الشيخ؛إنما هو راجع إلى خوضهم بحر علم الرجل من غير خلفية عقدية راسخة تعينهم على السباحة فيه.
ودمت لأبي فهر
ـ[المقدادي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 12:50 ص]ـ
لعل قائلا يقول ألم تجد غير هذا اليوم الطيب المبارك،أول أيام رمضان، لتطالعنا فيه بقاذورات سعيد فودة؟
وجوابي:بل إني أخترت هذا اليوم بالذات لأستفتحه بخير طاعة وهي جهاد أهل البدع
عرضت لكم عبارة شيخ الإسلام من أن طريقة القرآن في الصفات هي الإثبات المفصل والنفي المجمل، وقلنا أنه يشكل عليها وجود العكس في القرآن،وانتظرت الجواب فلم يجب أحد؟
واليوم أعرض هذا الإشكال من جديد ولكن على لسان الأشعري المبتدع سعيد عبد اللطيف فودة في كتابه ((نقض التدمرية)) وسأعرض كلامه كاملا ولكن مقطعا فأعرض القطعة من كلامه ثم أكر عليها بالنقض والبيان والله المستعان.
قال فودة في نقضه: ((كثيراً ما يصرح ابن تيمية بأن طريقة السلف في وصف الله في حالة الإثبات هي إثبات الصفات على وجه التفصيل، وأما في حالة التنزيه فهي الاقتصار على النفي المجمل، وسوف نبين نحن أن الأمر ليس على الوجه الذي ذكره ابن تيمية، بل طريقة القرآن في الجهتين التفصيل حيث يلزم والإجمال حيث يلزم، فلا يقال إن طريقة القرآن في الإثبات هي التفصيل وفي النفي الإجمال، بل قد ينفي عن الله تعالى ما لا يليق به على سبيل التفصيل كما يثبت له على سبيل التفصيل، فالحاجة هي التي توجب الطريقة المتبعة.))
قلت: الملاحظ لعبارة فودة يفهم منها أن شيخ الإسلام أخطأ في تقعيده وأن الأمر على خلاف ما ذكر،وأن القرآن ليست له طريقة ثابتة بل أحيانا وأحيانا على حد سواء وبلا تغليب وهذا باطل محض،والمتأمل لأمثلته التي ذكرها بعد ذلك لن يستطيع أن يتجاوز بهذه الأمثلة أصابع اليد الواحدة على عكس الأمثلة التي ضربها شيخ الإسلام فهي إلى الكثرة ما هي.
قال فودة: ((وسوف نبين السبب والغاية التي من أجلها قال ابن تيمية بهذه القاعدة المدعاة، وذلك قبل الشروع في إبطالها ونقضها.
لقد عرفنا أن مذهب ابن تيمية هو التجسيم لله تعالى، فهو يقول إن الله في جهة، ومستقر على العرش بمماسة، ويتحرك نزولاً وصعوداً، وتحل الحوادث في ذاته، وله يد وعين ووجه وغير ذلك من الأعضاء التي يسميها صفاتٍ عينيةً إلى آخر مذهبه، وهذا هو الإثبات التفصيلي الذي يريده ابن تيمية.
وأما علماؤنا من أهل الحق فإنهم يصفون الله تعالى بالصفات الكمالية كالقدرة والعلم والحياة وغيرها، وينزهون الله تعالى عن كل نقص، فينفون الحد والجهة وكونه جسماً، وينفون قيام الحوادث بذاته الجليلة، ويقولون (ليس كمثله شيء).))
قلت:وهذا من ترهات فودة التي لا يمل ذكرها، والتي يلوكها بين أسنانه كالحجر الصلب ويطيب له بين الحين والآخر أن يقذف بها خصومه، غير أني أرى الحجر يوشك أن يكسر أسنانه.
إن موقف شيخ الإسلام من هذه الألفاظ التي ذكرها فودة معلوم لكل أحد وقد أفرده بالتوضيح في تدمريته التي نقضها فودة، فهل لم تقف على كلام الشيخ يا فودة؟
أم أن التعصب وحب التجني قد أعماك.؟
وسأنقل هنا بعض كلام شيخ الإسلام والذي أفادنا به أخونا شاكر العروري:
قال شيخ الإسلام في نقض تأسيس الجهمية (ص9) (وإثبات لفظ الحسم ونفيه بدعة لم يتكلم به أحد من السلف والأئمة كما لم يثبتوا لفظ التحيزولا نفوه ولا لفظ الجهة ولانفوه ولكن أثبتوا الصفات التي جلء بها الكتاب والسنة ونفوا مماثلة المخلوقات).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/36)
وقال: (وصنف يثبتون هذه الصفات ولا يتعرضون للتركيب والتجسيم والتبعيض ونحو ذلك من الألفاظ المبتدعة لا بنفي ولا إثبات لكن ينزهون الله عما نزه نفسه ويقولون أن) أحد، صمد ... ) ... وهذا القول هو الذي يؤثر عن سلف الأمة وأئمتها وعليه أئمة الفقهاء وأئمة الحديث وأئمة الصوفية وأهل الاتباع المحض من الحنبلية على هذا القول يحافظون على الأقوال المأثورة ولا يطلقون على الله نفيا وإثباتا إلا ما جاء به الأثر وما كان في معناه)
.وقال في نفس الصفحة (47) (كما لا أعلم أن أحدا منهم _ أي من السلف _ أطلق عليه لفظ الجسم في الإثبات، وإن كان أهل الإثبات منهم لهذه الصفات لهذه الصفات منهم ومن غيرهم يثبت المعاني التي يسميها منازعوهم تجسيما وتجزءة وتبعيضا وتركيبا وتأليفا ويذكرون عنهم أنهم مجسمة بهذا الاعتبار لإثباتهم الصفاتالتي هي أحسام في اصطلاح المنازع).
وقال (ص 188) (إن لفظ الجسم والعرض والتحيز ونحو ذلك ألفاظ اصطلاحية وقد قدمنا غير مرة أن السلف والأئمة لم يتكلموا في ذلك في حق الله لا بنفي ولا بإثبات بل بدعوا أها الكلام بذلك وذموهم غاية الذم).
فهذا غيض من فيض وقليل من كثير ولكن كأني بأهل البدع حرموا من الإنصاف صغارهم كالمدعي ومن تشبه بهم.قلت (أبو فهر): وسيأتي بيان موقف الشيخ من هذه الألفاظ في موضعه من التدمرية.
قال فودة: ((لأن القرآن ينزه الله تعالى إجمالاً وتفصيلاً، ويثبت لله تعالى الصفات إجمالاً وتفصيلاً، فلا يوجد في القرآن ما يمنع النفي التفصيلي عند الحاجة لذلك، كما لا يوجد فيه ما يمنع الإثبات الإجمالي.
فأنت تعلم أن الله تعالى نفى بعض النقائص عن ذاته الشريفة تفصيلاً، فقال جل شأنه: (لم يلد ولم يولد)، كما نفى إجمالاً فقال: (ولم يكن له كفواً أحد)، وأثبت لنفسه الكمال الكلي العام في قوله: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)، كما نزّه تفصيلاً فقال: (لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ). ولما نسب اليهود البخلَ لله تعالى ردَّ عليهم تفصيلاً فقال: (غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء).
والقاعدة التي ابتدعها ابن تيمية إنما هي لتحقيق غرضه واستنفاذ شهوته. ولكن علماء أهل الحق قالوا بصحة النفي التفصيلي كما قالوا بصحة النفي الإجمالي، لأن كل ما خطر على قلب بشر من النقائص وأثبته بزيغه لله فيجب نفيه والتصريح بنفيه عند الاحتياج إلى ذلك، وما معنى نفي الزوجة والولد عن الله تعالى؟ أليس هذا نفياً تفصيلياً ليدفع به زعم من قال بإثباتهما له تنزه وتعالى؟
وقد تنبه شارح التدمرية إلى هذه المعاني عن بُعد، فقال ـ تعليقاً على استشهاد ابن تيمية على النفي المجمل بقوله تعالى (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد) ـ: "ووجه الدلالة من الآية الثانية أن الله نفى أنْ يكون له كفؤ أي شبيه ونظير مكافئ له، فنفى المكافأة والمشابهة عموماً وهذا نفي مجمل، والشاهد قوله: (ولم يكن له كفواً أحد)، وأما قوله تعالى: (لم يلد ولم يولد) فهو من باب النفي المفصَّل، لأنه نفي صفة معينة، وقد خرجت هذه الآية عن القاعدة والأغلبية، وهي أن طريقة القرآن في النفي الإجمال، وذلك لسببين: الأول أن اليهود والمشركين نسبوا الولد إلى الله فردّ الله عليهم ونفى هذه الصفة بعينها. والثاني أن الولد والولادة صفة كمال في المخلوق، فنفيت لئلا يتوهم أن الله متصف بها، فهي وإن كانت وصفَ كمالٍ في المخلوق إلا أنه كمال مقترن بالنقص، هذا هو السبب في خروج هذه الآية عن القاعدة، ولها نظائر قليلة" اهـ.))
قلت: وإذن فقد وقف فودة على توجيه أحد الشراح لتعارض القاعدة مع المثال والمثالين اللذين لا يوجد عند المبتدعة غيرهما، وحاصل توجيه الشارح أننا إذا تأملنا الأمثلة التي خرجت عن القاعدة وجدناها قد خرجت عن القاعدة لحاجة وعلة فقوله تعالى)) لم يلد ولم يولد))
إنما جاء نفيا مفصلا لسببين:
1 - لأن التفصيل فيهما مناسب للرد على من نسبوا إلى الله الولد
2 - لأن التفصيل فيهما مناسب لدفع توهم أن وجود الولد لله كمال.
وهذا كلام وجيه فبما اعترض عليه فودة؟
اقرأ معي:
قال فودة: ((لنا بعض الملاحظات على ما مضى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/37)
أولاً: أن ابن تيمية يقول إن الطريقة في الإثبات هي الإثبات المفصّل، وهذا من حيث الظاهر لا إشكال فيه، إلا أننا نخالفه فيما يريد أن يثبته تفصيلاً، كما شرحناه سابقاً. فهو يريد إثبات الجهة، ونحن ننفيها، وهو يريد إثبات الحدّ ونحن ننفيه، وهو يريد إثبات الحيز ونحن ننفيه، وهو يريد إثبات الحركة وحلول الحوادث في الذات ونحن ننفي ذلك.))
قلت: وهذه قد فرغنا من بيان تجني فودة فيها.
قال فودة ((ثانياً: قوله إن الطريقة في النفي هي النفي المجمل غير مسلّم على إطلاقه لوجهين: الأول: أننا قد نحتاج إلى النفي المفصّل، وذلك لدفع أوهام بعض المبتدعة والملحدين كمن يتوهم أن الله بخيل، فننفي البخل عنه تفصيلاً، وكمن يثبت الجهة لله، فننفيها عنه تفصيلاً كما نفى الله تعالى الصاحبة والولد.))
قلت: وهل قال الشارح غير هذا،الأصل أن النفي يكون مجملا إلا إذا دعت الحاجة إلى التفصيل، فما وجه اعتراضك يا فودة.
قال فودة: الثاني: أن كلمة الإجمال مصطلح معروف عند العلماء في الأصول، وحاصلها أنها لا يمكن العمل بها لاحتياجها إلى بيان، وابن تيمية جعل المجمل وصفاً للنفي فقال: (النفي المجمل) فجعل النفي نفسه مجملاً، ولكن المجمل غير مبين، وغير المبين لا يُعْمَلُ به لعدم وضوح معناه المراد منه أو مصاديقه. والحقيقة أن ابن تيمية يعتقد حقيقةً أن النفيَ الواردَ في القرآن كنحو قوله تعالى: (ليس كمثله شيء) غيرُ محكم، ويحتاج إلى بيان، وكذلك يقول في قوله تعالى: (ولم يكن له كفواً أحد)، ولذلك فإنه لا يجد حرجاً عندما يثبت تفصيلاً ما ينافي هذه الآيات الكريمة، فيقول: الله له حدّ وهو في جهة وفي حيز وتحل الحوادث في ذاته، وغير ذلك مما يناقض في ظاهره الآيات الكريمة. ولكن لما كانت الآيات عند ابن تيمية مجملة فإنه حقيقة لا يجعلها العمدة في الباب، ولا القاطع للنزاع، ولذلك فإنه يقدم عليها كل إثبات تفصيلي كما يتوهمه. وهذا هو السبب في قوله بالإثبات التفصيلي كما نبهناك سابقاً.
والحق أن يقال إن النفي في الآيات نفي كليٌّ أو عام، وهذا النفي قاطع ويجب العمل به، وليس مجملاً ولا يتوقف على بيان، لأن العموم مبيّن والنفي الكلي قاطع في محله. والحاصل أن هذه الآيات التي يقول عنها ابن تيمية إنها مجملة ومتشابهة، يقول عنها علماؤنا علماءُ أهل الحق إنها محكمة وواضحة وبيّنة لا تتوقف على بيان، ولذلك فإن هذه الآيات هي الحَكَمُ عندنا، ولكنها عند ابن تيمية مجرد نفي مجمل.))
قلت:وكلام فودة السابق من أظهر الأدلة على جهله بعلم الأصول والعربية ومصطلحات العلماء وبيانه:
1 - لقد حمل لفظ المجمل الذي في كلام شيخ الإسلام على الإجمال الأصولي والذي هو ضد المبين كما يزعم، وهذا جهل فاضح فلفظة الإجمال التي في كلام شيخ الإسلام هو الإجمال اللغوي والذي هو ضد التفصيل،وهذا ظاهر من قول شيخ الإسلام: ((وإثبات مفصل)) ولو أراد شيخ الإسلام المعنى الذي ادعاه فودة لقال: ((وإثبات مبين))،ومن هذا الجنس تعبير شيخ الإسلام وغيره عن نطق الشهادتين والتزام أحكام الشريعة بلفظ ((الإيمان المجمل)) فتأمل، وكم يصنع الجهل بأهله من عجائب.
2 - قال فودة: ((والحق أن يقال إن النفي في الآيات نفي كليٌّ أو عام)) قلت وهذا جهل منه بطريقة متقدمي السلف فلو سلمنا أن التعبير بلفظ العام أحسن، لقلنا أن شيخ الإسلام لم يخطيء لأن ألفاظ العام والمطلق والمجمل كلها عند السلف بمعنى واحد وهذا المعنى ليس هو عدم البيان والتشابه كما يزعم فودة وإنما هو كما يقول شيخ الإسلام في كتاب الإيمان: ((لفظ المجمل والمطلق والعام كان في اصطلاح الأئمة كالشافعي وأحمد وأبي عبيد وإسحاق وغيرهم سواء لا يريدون بالمجمل ما لا يفهم منه كما فسره به بعض المتأخرين وأخطأ في ذلك بل المجمل ما لا يكفي وحده في العمل به وإن كان ظاهره حقا كما في قوله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} فهذه الآية ظاهرها ومعناها مفهوم ليست مما لا يفهم المراد به ; بل نفس ما دلت عليه لا يكفي وحده في العمل فإن المأمور به صدقة تكون مطهرة مزكية لهم هذا إنما يعرف ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا قال أحمد يحذر المتكلم في الفقه هذين " الأصلين ": المجمل والقياس. وقال: أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس يريد بذلك ألا يحكم بما يدل عليه العام والمطلق قبل النظر فيما يخصه ويقيده ولا يعمل بالقياس قبل النظر في دلالة النصوص هل تدفعه فإن أكثر خطأ الناس تمسكهم بما يظنونه من دلالة اللفظ والقياس))
قال فودة: ((. وهؤلاء المجسمة ترى أغلبهم لا يعقلون شيئاً من قواعد علم التوحيد، ولذلك تراهم يَضلّون ويُضلّون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. كما أنهم لا يتقنون دقائق العلوم التي عليها المعتمَد في الفهم كأصول الفقه وعلم النحو والمنطق وعلوم المعاني والبيان وسائر علوم الآلات، ولذلك تراهم غارقين في ظلماتهم لا يسهل تفهيمهم ولا البيان لهم، لعدم تأهلهم لقبول البيان بعدُ لا لضعف كلام العلماء.))
قلت: أظن القاريء الكريم قد تبين له الآن من هو الجاهل بالعربية والأصول ومصطلحات العلماء.
وختاما: فأنت ترى كيف حشر فودة في نقضه الأعرج هذا كلاما لا طائل تحته عن الجسم والجهة والحركة ... إلخ،حتى يصرف القاريء بحيله عن الحجة الواضحة في كلام شيخ الإسلام.
وأنت ترى كيف أنه لم يستطع أن يزيد عن المثالين المعروفين واللذين يزعم أنهماغ قادران على نقض كلام شيخ الإسلام، بل يزعم أنهما قادران علىة القول بأنه ليست للقرآن قاعدة ثابتة في هذا.
وأنت ترى جهله وغبائه وعدم قدرته على فهم معنى الإجمال في كلام شيخ الإسلام.
وأنت ترى جهله بمصطلحات أهل العلم وعدم تحريره لمسائل أصول الفقه والعربية.
وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى
ودمتم للمحب/أبو فهر
لله درك شيخنا أبا فهر!!!
ليتكم تخصصون موضوعا عن هذا المثبور المدعو سعيد فودة و تأتون على جميع كلامه فتنقضونه
فقد رأيت في منتداه التفاخر و التعجرف بأنه نقض التدمرية و هو جاهل لا يعي ما يقول!!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/38)
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[02 - 09 - 06, 07:05 م]ـ
وهاهم يشتاطون غيظا منا بسبب موضوعك ابتسامه عريضه
ـ[أبو الحسن الأنماري]ــــــــ[04 - 09 - 06, 11:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا أبا فهر حفظه الله ورعاه
أمتعتمونا بهذا الموضوع وهذا العنوان فلو تستمرون على مدارسة الرسالة التدمرية وترك سعيد فودة وإفراده في موضوع خاص.
وأشكرك على هذا الطرح المفيد.
أما بالنسبة للإشكال الأول فأجيب بجواب شيخنا أبوزيد مكي حفظه الله وهو أن يقال:
الكلام ينقسم إلى:
1 - الخبر الدائر بين الإثبات والنفي.
وهذا القسم يقابله المستمع بأن يصدق أو يكذب.
2 - الطلب الدائر بين الأمر والنهي.
وهذا القسم يقابله المستمع بأن يمتثل أو لا يمتثل.
وعلى هذا التقسيم نخرج بنتيجة وهي:
1 - أن الصفات من باب الخبر عن الله لأنها إما إثبات أو نفي, فيجب التصديق بها.
2 - أن توحيد الألوهية من باب الطلب لأنه إما أمر أو نهي , فيجب الإمتثال لذلك.
والله أعلم.
ـ[الحُميدية]ــــــــ[13 - 09 - 06, 08:41 م]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ عبد الله الغصن حفظه الله في شرحه للتدمرية:
الأصل الأول (التوحيد والصفات) الأصل أنه خبري فيه جانب طلبي، والقدر والشرع الأصل فيه أنه طلبي وفيه جانب خبري،وكرر المؤلف في الأصل الثاني قوله:نفياً وإثباتاً لأن النظر من جهة الغاية في الطلب،فمقصود الآمر من الأمر الاثبات ومقصو د الناهي من النهي الترك.
وقال بعبارة أخرى:غاية الآمر في الطلب الفعل،وغاية الناهي في الطلب المنهي عنه الترك.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[31 - 10 - 06, 12:44 ص]ـ
وبالمناسبة من شروحات التدمرية: شرح التدمرية للشيخ محمد الخميس .. وهو ليس " توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية " بل له شرح عليها .. طبعته دار أطلس الخضراء .. وهو طيب جدا والله أعلم ..
له وفقه الله شرحان الأول "توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية ومعه الأسئلة والأجوبة المرضية على الرسالة التدمرية "وهو حل ألفاظ ومصطلحات الرسالة التدمرية.
والثاني شرح أطول من الأول سماه"تيسير فهم الرسالة التدمرية" والطبعة التي بين يدي طبعت بمكتبة المعارف الطبعة الثانية سنة 1426
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[31 - 10 - 06, 03:41 ص]ـ
نعم .. وقد رأيت بالأمس طبعة المعارف التي أشرتم إليها - حفظكم الله - بمكتبة دار السلام بالأزهر.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 10 - 06, 12:56 م]ـ
.. وقد ورد أثر عن ابن عباس رضي الله عنه .. ولكن العهد به قديم .. أظنه قال فيه: اللهم إن كنت كتبت اسمي مع الأشقياء فاجعله مع السعداء .. أو كما قال رضي الله عنه .. ولعل الإخوة هنا يفيدوننا أكثر مني بتخريج هذا الأثر .. ..
أولا: جزاك الله خيرا أخي أبا فهر على هذا الموضوع الشيق، وليتكم تواصلون.
ثانيا: هذا الأثر الذي ذكرته أخي محمد ليس عن ابن عباس - رضي الله عنهما- وإنما عن عمر رضي الله عنه حيث قال" اللهم إن كنت قد كنت كتبتني شقيا، فامحني واكتبني سعيدا" أخرجه الإسماعيلي في مستخرجه بإسناد جيد كما ذكر ذلك ابن كثير في كتابه " مسند الفاروق".
والله الموفق.
ـ[معان عبد الله]ــــــــ[11 - 12 - 06, 03:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تقبلوني معكم في هذه المدارسة الطيبة
ما طريقتكم؟؟
و في أي جملة توقفتم؟؟
فأنا أريد دراسته عبر شرح الشيخ محمدأمان الجامي لأنه يذكر طرق أهل الكلام والفلاسفة وهو مهم في دراستي الجامعية
واقترح عليكم أخواني وأخواتي بارك الله فيكم كما قال الشيخ أبو فهر أن نتدارس كتبه وذلك لأهميته في العلم الشرعي ولصعوبة كلامه على المبتدئين أمثالي
وأقترح ياشيخنا بعده دراسة شرح العقيدة الأصفهانية لشيخ الأسلام ابن تيمية
فالاهتمام به نادر بل لاأعرف أحد شرحه أو قربه
الا معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله وأكرمه
على ما بلغني شرحه في أشرطة ولم يظهر شرحه للنور والله المستعان
بارك الله فيكم ولكم وفي هذه المدارسة وجزيتم خيرا في الدارين
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - 09 - 07, 05:30 ص]ـ
موضوع ممتاز يا شيخنا أبا فهر - بارك الله فيك!
لكن أرى أن تحذف كل ما يتصل بـ (فوده) وتجنبه عن هذا الموضع، أو تجعله في مكان آخر.
فليس هو بكفء لشيخ الإسلام أصلا! بينهما كما بين الحفر والسماء أو أكثر.
ثم إن هذه "مدارسة"، فلا تجمع فيه إلا ما صدر من أجناد السنة رحمهم الله.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - 09 - 07, 05:41 ص]ـ
الإشكال الأول: قال شيخ الإسلام: ((فالكلام في باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر، الدائر بين النفي والإثبات، والكلام في الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة، الدائر بين الإرادة والمحبة، وبين الكراهة والبغض نفياً وإثباتاً.))
لما جعل الشيخ القدر من باب توحيد الطلب مع أن المتبادر العكس وأنها منباب المعرفة والإثبات؟
ودمتم للمحب/أبو فهر
إكمال للسؤال: لما جعل الشيخ التوحيد والصفات من باب " الخبر " مع أن الغرض منه هو (الذكر) و (الثناء) و (الدعاء) و (التسبيح) و (التحميد) و (توحيد العبودية)؟ لا مجرد (العلم) و (الإقرار)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/39)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - 09 - 07, 06:02 ص]ـ
ويظهر لي جواب آخر للإشكالين، لعلني أكتب ذلك غدا بإذن الله تعالى. .
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - 01 - 08, 08:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كدت أن أنسى هذا الموضوع جملة لطول التوقف.
وقد كنت قديما أكتب في وريقات الإجابة على الإشكالين من نفس كلام الشيخ - سواء كان من التدمرية أو من غيره من كتبه وفتاواه. لكنها ضاعت والله المستعان. فأورد هنا تلك الإجابة مجملا مختصرا، لعل فيه نفع لنا جميعا ولو قليلا. فأقول والله المستعان:
أولا - الإجابة على الإشكال الأول:
قال الشيخ رحمه الله:
فقد سألني من تعينت إجابتهم أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه مني في بعض المجالس ; من الكلام في التوحيد والصفات وفي الشرع والقدر لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين وكثرة الاضطراب فيهما. فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما ومع أن أهل النظر والعلم والإرادة والعبادة: لا بد أن يخطر لهم في ذلك من الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات وما يعتري القلوب في ذلك: من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات.
فالكلام في باب التوحيد والصفات: هو من باب الخبر الدائر بين النفي والإثبات والكلام في الشرع والقدر: هو من باب الطلب والإرادة: الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض: نفيا وإثباتا والإنسان يجد في نفسه الفرق بين النفي والإثبات ; والتصديق والتكذيب وبين الحب والبغض والحض والمنع ; حتى إن الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة ومعروف عند أصناف المتكلمين في العلم كما ذكر ذلك الفقهاء في كتاب الإيمان وكما ذكره المقسمون للكلام ; من أهل النظر والنحو والبيان فذكروا أن الكلام نوعان: خبر وإنشاء , والخبر دائر بين النفي والإثبات , والإنشاء أمر أو نهي أو إباحة.
ما لونته بالأزرق هو الأصل الأول (الأسماء والصفات) وخصائصها،
وما لونته بالأحمر هو الأصل الثاني (الشرع والقدر) وخصائصها،
ويلاحظ هنا أن الشيخ إنما قال: (الشرع والقدر) ولم يقل: (القدر والشرع)، وهذا لطيف - ومن أدركه أدرك سر حل الإشكال الوارد في هذه النقطة.
فالنتيجة:
- الأصل الأول هو باب (الجبر) والأصل الثاني هو باب (الطلب) أو (الإنشاء)؛
- فالأصل الأول دائر بين (النفي والإثبات) في التصديق، بينما كان الأصل الثاني دائر بين (الحب والبغض) أو (القصد والكراهة) الذين هما أصل امتثال الآوامر واجتناب المحاظر والصبر والاستعانة على المقادير؛
- الأصل الأول له تعلق قوي بباب (العلم والنظر) في حين أن الثاني مرتبط بباب (الإرادة والعبادة)
- الاضطراب في الأصل الأول يكون بالاضطراب في نفي الأسماء والصفات أو إثباتها، بينما يكون الاضطراب في الأصل الثاني بإثبات الشرع مع نفي القدر أو بإثبات القدر مع نفي الشرع - أي في التفريق بينهما أو جمعهما، وكذلك ما ينتج من شركيات العبادة للتقصير في أمر (القدر) و (الشرع) معا.
يتبع بإذن الله تعالى.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - 01 - 08, 08:02 م]ـ
ثم قال الشيخ:
وإذا كان كذلك: فلا بد للعبد أن يثبت لله ما يجب إثباته له من صفات الكمال وينفي عنه ما يجب نفيه عنه مما يضاد هذه الحال ولا بد له في أحكامه من أن يثبت خلقه وأمره فيؤمن بخلقه المتضمن كمال قدرته وعموم مشيئته ويثبت أمره المتضمن بيان ما يحبه ويرضاه: من القول والعمل ويؤمن بشرعه وقدره إيمانا خاليا من الزلل وهذا يتضمن التوحيد في عبادته وحده لا شريك له: وهو التوحيد في القصد والإرادة والعمل والأول يتضمن التوحيد في العلم والقول كما دل على ذلك سورة {قل هو الله أحد} ودل على الآخر سورة: {قل يا أيها الكافرون} وهما سورتا الإخلاص وبهما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بعد الفاتحة في ركعتي الفجر وركعتي الطواف وغير ذلك.
وهذا توضيح لمقاصد ذلك التقسيم الثنائي.
ففي الأصل الأول: إثبات صفات الله الكاملة ونفي ما يضادها من النقص والعيب؛
وفي الأصل الثاني: الإيمان بخالقية الله تعالى وقدرته على كل شيء وعبادته طاعته فيما يحبه ويرضى.
ثم قال رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/40)
فأما الأول وهو (التوحيد في الصفات) فالأصل في هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله: نفيا وإثباتا ; فيثبت لله ما أثبته لنفسه وينفي عنه ما نفاه عن نفسه. وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه مع إثبات ما أثبته من الصفات من غير إلحاد: لا في أسمائه ولا في آياته
وهذا توضيح المنهج في الأصل الأول.
ثم قال بعد كلام طويل:
وأما الأصل الثاني (وهو التوحيد في العبادات) المتضمن للإيمان بالشرع والقدر جميعا. فنقول: لا بد من الإيمان بخلق الله وأمره فيجب الإيمان بأن الله خالق كل شيء وربه ومليكه وأنه على كل شيء قدير وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله وقد علم ما سيكون قبل أن يكون وقدر المقادير وكتبها حيث شاء ........................... ويجب الإيمان بأن الله أمر بعبادته وحده لا شريك له كما خلق الجن والإنس لعبادته وبذلك أرسل رسله وأنزل كتبه وعبادته تتضمن كمال الذل والحب له وذلك يتضمن كمال طاعته ........................ فأمر الرسل بإقامة الدين وأن لا يتفرقوا فيه ....... وهذا الدين هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله دينا غيره لا من الأولين ولا من الآخرين ......... فالإسلام يتضمن الاستسلام لله وحده ; فمن استسلم له ولغيره كان مشركا ومن لم يستسلم له كان مستكبرا عن عبادته والمشرك به والمستكبر عن عبادته كافر والاستسلام له وحده يتضمن عبادته وحده وطاعته وحده. فهذا دين الإسلام الذي لا يقبل الله غيره ; وذلك إنما يكون بأن يطاع في كل وقت بفعل ما أمر به في ذلك الوقت .................................................. ............. فبين أن اتخاذ الملائكة والنبيين أربابا كفر ومعلوم أن أحدا من الخلق لم يزعم أن الأنبياء والأحبار والرهبان والمسيح ابن مريم شاركوا الله في خلق السموات والأرض. بل ولا زعم أحد من الناس أن العالم له صانعان متكافئان في الصفات والأفعال. بل ولا أثبت أحد من بني آدم إلها مساويا لله في جميع صفاته بل عامة المشركين بالله: مقرون بأنه ليس شريكه مثله بل عامتهم يقرون أن الشريك مملوك له سواء كان ملكا أو نبيا أو كوكبا أو صنما
واضح جدا تلك الروابط القوية بين إثبات (الخلق والقدر) وبين طاعة (الشرع والأمر).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - 01 - 08, 08:25 م]ـ
وللإجابة على الإشكال الثاني، نقول: شيخ الإسلام قرر تلك القاعدة (إثبات مفصل ونفي مجمل) إقرارا جازما كليا من غير استثناء كما هو المشاهد في كتبه وفتاويه. وإنما نحتاج هنا إلى توضيح مقصده رحمه الله. قال:
وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه مع إثبات ما أثبته من الصفات من غير إلحاد
لاحظ أنه زاد بيانا بقوله (مع إثبات ما أثبته من الصفات) ولا يكتفي بقوله: (وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه). فالنفي لم يأت قطّ منفردا، بل لا بد أن يكون مصاحبا دائما بالإثبات الذي هو أصله وضده. وهذا هو الفرق والفيصل بين النفي السني وبين النفي البدعي. هذه لعمر الله قاعدة نفيسة جدا يحل به هذا الإشكال كليًّا من أساسه، ولله الحمد والمنة.
-- يتبع بإذن الله --
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - 01 - 08, 09:03 م]ـ
ثم قال شيخ الإسلام:
والله سبحانه: بعث رسله بإثبات مفصل ونفي مجمل. فأثبتوا لله الصفات على وجه التفصيل، ونفوا عنه ما لا يصلح له من التشبيه والتمثيل
فالنفي هو ما كان من التمثيل بالمخلوقات الناقصات.
وهذا مباسب لما أورده بعد ذلك من الآيات:
- {هل تعلم له سميا} أي نظيرا يستحق مثل اسمه،
- {لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد}
- {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}
- {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله}
- {وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم}
- {أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة}
- {ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك}
- {فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون}
- {ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/41)
- {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون}
فالسميّ والندّ والكفؤ والوالد والولد والصاحبة والنسيب والشركاء والبنين والنبات: كلها من باب المثيل والشبيه الذي يتنزه الرب عنه، كما قال الشيخ: (ونفوا عنه ما لا يصلح له من التشبيه والتمثيل). ولذلك علّق عند قول الله تعالى: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين) بقوله: " فسبح نفسه عما يصفه المفترون المشركون وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من الإفك والشرك وحمد نفسه ". وزاد توضيحا لبيان أن استحقاق الرب المحامد هو لأجل ما ثبت له من الصفات الموجودة، لا لمجرد سلامته من النقائص السلبية، فقال رحمه الله: (إذ هو سبحانه المستحق للحمد بما له من الأسماء والصفات وبديع المخلوقات). ثم بعد سرد الآيات والأحاديث في ذلك، قال: (فإن في ذلك من إثبات ذاته وصفاته على وجه التفصيل وإثبات وحدانيته بنفي التمثيل ما هدى الله به عباده إلى سواء السبيل). فنفي التمثيل إنما يقصد به إثبات الوحدانية، أي انفراد الرب بالأوصاف الكمالية سبحانه وتعالى. قال شيخ الإسلام:
فهذه طريقة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وأما من زاغ وحاد عن سبيلهم من الكفار والمشركين والذين أوتوا الكتاب ومن دخل في هؤلاء من الصابئة والمتفلسفة والجهمية والقرامطة والباطنية ونحوهم: فإنهم على ضد ذلك يصفونه بالصفات السلبية على وجه التفصيل ولا يثبتون إلا وجودا مطلقا لا حقيقة له عند التحصيل
وبين الشيخ أن أصل وحقيقة المعطلون والمشبهون هو الإلحاد والتمثيل - أي إلحاد ما أثبت الله ورسوله من الأسماء الحسنى والصفات العليا، وتمثيل الله تعالى بالنقائص أو المعدومات أو حتى الممتنعات. ومما قال رحمه الله:
فلا بد من إثبات ما أثبته الله لنفسه ونفي مماثلته بخلقه فمن قال: ليس لله علم ولا قوة ولا رحمة ولا كلام ولا يحب ولا يرضى ولا نادى ولا ناجى ولا استوى: كان معطلا جاحدا ممثلا لله بالمعدومات والجمادات ومن قال له علم كعلمي أو قوة كقوتي أو حب كحبي أو رضاء كرضاي أو يدان كيداي أو استواء كاستوائي كان مشبها ممثلا لله بالحيوانات ; بل لا بد من إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - 01 - 08, 09:26 م]ـ
وقرر شيخ الإسلام في (الخاتمة الجامعة) أن كل نفي مما يتعلق بالله لا بد أن يتضمن مدحا وإثباتا للكمال. قال رحمه الله:
وينبغي أن يعلم أن النفي ليس فيه مدح ولا كمال إلا إذا تضمن إثباتا وإلا فمجرد النفي ليس فيه مدح ولا كمال ; لأن النفي المحض عدم محض ; والعدم المحض ليس بشيء وما ليس بشيء فهو كما قيل: ليس بشيء ; فضلا عن أن يكون مدحا أو كمالا ولأن النفي المحض يوصف به المعدوم والممتنع والمعدوم والممتنع لا يوصف بمدح ولا كمال. فلهذا كان عامة ما وصف الله به نفسه من النفي متضمنا لإثبات مدح.
وأكد هذا الأمر بقوله:
وهذا هو الحق الذي اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها. وإذا تأملت ذلك، وجدت كل نفي لا يستلزم ثبوتا هو مما لم يصف الله به نفسه
فقوله تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم} متضمن كمال حياته وقيوميته؛
وقوله: {ولا يؤوده حفظهما} مستلزم لكمال قدرته وتمامها؛
وقوله: {لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض} مستلزم لشمول علمه؛
وقوله: {وما مسنا من لغوب} دل على كمال القدرة ونهاية القوة؛
وقوله: {لا تدركه الأبصار} متضمن لإثبات عظمته بحيث لا يحيط به الراؤون له.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - 01 - 08, 09:55 م]ـ
ومما ينبه في هذا الصدد:
أن شيخ الإسلام قال: (فطرق العلم بنفي ما ينزه عنه الرب متسعة لا يحتاج فيها إلى الاقتصار على مجرد نفي التشبيه والتجسيم كما فعله أهل القصور والتقصير)، ومراده بذلك أن النفي لا يأت من مجرد الظن باستلزامه التشبيه، كمن نفي عنه تعالى العلم والقدرة لظنه أن فيه تشبيها بالعلماء والقادرين، وكمن نفى عنه تعالى السمع والبصر لظنه أن فيه يشبيه بالسامعين والمبصرين، وكمن نفى عنه الوجه واليد لظنه أن في ذلك يشبيه وتجسيم، وكذلك من نفى عنه الاستواء والنزول والعروج والفرح والغضب والضحك والتعجب لمجرد أمثال هذه الظنون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/42)
فالقاعدة في النفي هو نفي كل ما ينافي أوصاف الله تعالى الثابتة له. قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى قبل ذلك الكلام:
كل ما نفي صفات الكمال الثابتة لله، فهو منزه عنه. فإن ثبوت أحد الضدين يستلزم نفي الآخر. فإذا علم أنه موجود واجب الوجود بنفسه وأنه قديم واجب القدم، علم امتناع العدم والحدوث عليه وعلم أنه غني عما سواه. فالمفتقر إلى ما سواه في بعض ما يحتاج إليه لنفسه، ليس هو موجودا بنفسه بل بغيره وبذلك الآخر الذي أعطاه ما تحتاج إليه نفسه - فلا يوجد إلا به.
- وهو سبحانه غني عن كل ما سواه، فكل ما نافى غناه فهو منزه عنه.
- وهو سبحانه قدير قوي، فكل ما نافى قدرته وقوته فهو منزه عنه.
- وهو سبحانه حي قيوم فكل ما نافى حياته وقيوميته فهو منزه عنه.
وبالجملة: فالسمع قد أثبت له من الأسماء الحسنى وصفات الكمال ما قد ورد؛ فكل ما ضاد ذلك، فالسمع ينفيه كما ينفي عنه المثل والكفؤ. فإن إثبات الشيء نفي لضده ولما يستلزم ضده، والعقل يعرف نفي ذلك كما يعرف إثبات ضده. فإثبات أحد الضدين نفي للآخر ولما يستلزمه.
فلذلك أيضا، كان الله تعالى منزها عن أن يصف بالأكل والشرب؛ لأنهما احتياج إلى غيره، والله هو الغني الذي لا يحتاج إلى غيره؛ ولأنه هو الصمد الذي لا جوف فيه فلا يأكل ولا يشرب.
فبطريق الأولى والأحرى أن يتنزه الرب عن الكبد والطحال ونحو ذلك، لأنها أعضاء الأكل والشرب - والغني المنزه عنهما: منزه عن آلات ذلك.
هذا بخلاف اليد، فإنها للعمل والفعل - وهو سبحانه موصوف بالعمل والفعل، إذ ذاك من صفات الكمال.
وكذلك البكاء والحزن: هو مستلزم الضعف والعجز الذي ينزه عنه سبحانه - بخلاف الفرح والضحك: فإنه من صفات الكمال.
بل الفرح ضد البكاء، والضحك ضد الحزن.
ثم قعّد شيخ الإسلام تلك القاعدة السنية الذهبية في النفي والإثبات لأوصاف الله تعالى بقوله رحمه الله رحمة واسعة:
وما سكت عنه السمع نفيا وإثباتا، ولم يكن في العقل ما يثبته ولا ينفيه: سكتنا عنه، فلا نثبته ولا ننفيه. فنثبت ما علمنا ثبوته، وننفي ما علمنا نفيه، ونسكت عما لا نعلم نفيه ولا إثباته والله أعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - 01 - 08, 10:29 م]ـ
- فقوله تعالى في القرآن: (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قوله بأفواههم يضائهون قول اللذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون) نفيٌ مجملٌ، لأنه نفي أن يكون لله ابن وولد وسميّ. وفيه إثبات مفصل، هو إثبات وحدانيته تعالى.
- وقوله تعالى فيما رواه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم: ((قَالَ: قَالَ اللَّه: ُ كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَزَعَمَ أَنِّي لَا أَقْدِرُ أَنْ أُعِيدَهُ كَمَا كَانَ وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ لِي وَلَدٌ فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا)) نفيٌ مجملٌ، لأنه نفي النقص والعجز عنه تعالى ونفي أن يكون له صاحبة أو ولد. وفيه إثبات مفصل، هو إثبات صفة القدرة والوحدانية له تعالى.
- وقوله تعالى: ((ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب)) نفيٌ مجملٌ، لأنه نفي اللغوب الذي هو النقص عن الله تعالى. وفيه إثبات مفصل لكمال قوته وقدرته وخالقيته تعالى.
- وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا إِنَّهُ مَعَكُمْ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ)) هو نفيٌ مجملٌ يليق بالحال والمقتضى، وهو نفي الصم والغياب الذي ينافي كمال سمعه تعالى وقربه.
- وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء النوم: ((اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ)) هو نفيٌ مجملٌ لما هو نقصٌ في التقدم والأولية أو نقصٌ في البقاء والآخرية أو نقصٌ في العلوّ والظاهرية، أو نقصٌ في القرب والدنو والباطنية. وفيه إثبات مفصل لكل صفة من هذه الأوصاف الكاملة الدالة على غناه تعالى عما سواه وافتقار غيره إلى غناه سبحانه وتعالى.
- وكذلك قوله فيما رواه عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: ((يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا)) هو نفيٌ مجملٌ لكل ما ينافي عدله وأمنه تعالى، فإنه العدل المؤمن الذي لا يظلم أحدا ولا يحتاج إلى الظلم أبدا لكمال غناه وقدرته وملكه وحكمته.
- وكذلك قوله تعالى في القرآن: ((وما الله بغافل عما تعملون)) هو نفيٌ مجملٌ عن النقص والتمثيل المتضمن إثبات كمال بصره وتمام علمه، كما قال في غير موضع من القرآن نفسه: ((والله بصير بما تعملون))، ((والله بما تعملون بصير))، ((إن الله بما تعملون بصير)).
فما كان فيه من صواب فمن الله تعالى، وله الحمد في الأولى والآخرة. وما كان فيه من خطإ أو تقصير، فمن نفسي ومن الشيطان، والله هو المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/43)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - 01 - 08, 02:53 ص]ـ
وخلاصة القاعدة في النفي والإثبات قوله تعالى:
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً
وقول معاشر المسلمين: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير).
واللبيب تكفيه الإشارة. والحمد لله في الأولى والآخرة.
ـ[الجهشياري]ــــــــ[18 - 01 - 08, 04:06 ص]ـ
الحمد لله وحده.
أرجو من الأخ "نضال مشهود" أن يتأمل بتأنٍّ اعتراضًا عنَّ لي على بعض كلامه، وأملي أن يُعمِل فيه النظر، ويتقبله بصدر رحب.
قلت في إحدى مشاركاتك الأخيرة ما يلي:
[فلذلك أيضا، كان الله تعالى منزها عن أن يصف (يوصف) بالأكل والشرب؛ لأنهما احتياج إلىغيره، والله هو الغني الذي لا يحتاج إلى غيره؛ ولأنه هو الصمد الذي لا جوف فيهفلا يأكل ولا يشرب.
فبطريق الأولى والأحرى أن يتنزه الرب عن الكبد والطحال ونحوذلك، لأنها أعضاء الأكل والشرب - والغني المنزه عنهما: منزه عن آلات ذلك.]
ويبدو لي، بنظري القاصر، أن محاولة التعليل في إثبات الصفات الخبرية من شأنها أن تجر إلى مزالق عدة، تتراوح ما بين التأويل (بطريقة ملتوية) والتشبيه (وإن لم يلفَظ اسمه). وهل الصفات الخبرية (أو ما يسميه المتكلمون "الصفات الزائدة على الذات" (مثل: الوجه، والاستواء، والنزول .. الخ) وهي في مذهب السلف صفات لله نثبتها مثلما نثبت غيرها)، أقول: هل هذه الصفات قابلة للتعليل أو تقتضيه؟
ولكي أكون أكثر وضوحا:
عندما تتكلم عن تنزيه الله تعالى عن أن يوصف بالأكل أو الشرب، تنطلق من صفتين ثابتتين له عز وجل هما كونه "الغني" والصمد"، ثم تشرح الصفة الثانية بأنها تعني "الذي لا جوف له" (وهذا اختيار منك لأحد معاني هذه الصفة، نسلِّم لك به في هذا الموضع، لأنه ليس مدار النقاش). وبعد ذلك تقول: [فبطريق الأولى والأحرى أن يتنزه الرب عن الكبد والطحال ونحوذلك، لأنها أعضاء الأكل والشرب - والغني المنزه عنهما: منزه عن آلات ذلك]!! وهذا الكلام، لست أدري من أين استقيته؟ فإضافة إلى كونه مناف تماما للقاعدة التي أصَّل لها شيخ الإسلام ابن تيمية في باب الصفات بقوله: " والله سبحانه وتعالى بعث رسله بإثبات مفصَّل، ونفي مُجْمَل"، فيه أيضا حجة للمخالف. فهذا الأخير سيورد عليك الاعتراض التالي: نفيت الكبد والطحال ونحو ذلك لأنها من آلات الأكل والشرب، وهذا من باب قياس الغائب على الشاهد. وهذا يستلزم أن تنفي اليد، لأنها أيضا من آلات الأكل!
هذه واحدة، ولنا إليها عودة في الأخير.
المسألة الثانية تتعلق بقولك:
[هذا بخلاف اليد، فإنها للعمل والفعل - وهو سبحانه موصوف بالعمل والفعل،إذ ذاك من صفات الكمال] وفي الجملة اضطراب، ولعلك تقصد: فهي (أي: اليد) إذ ذاك من صفات الكمال. وهذا أيضا من باب تعليل إثبات الصفات الخبرية، وهو في هذا الموضع لا يستقيم. لماذا؟ إن خلفية هذا التعليل مبنية على قياس الغائب على الشاهد. فالشاهد (الإنسان) إذا كانت له يد، كان له فعل. وكلما كانت مواصفات يده أكمل، كان فعله أكمل. ولكن، تصور لو لم يرِد ذكر اليد في النصوص، هل كنا سننفي عن الله تعالى كمال الفعل والقدرة، لأن الفعل مرتبط باليد كما ذكرت؟ وحتى قياس الغائب على الشاهد في هذه المسألة لا يستقيم، لأن ارتباط الفعل باليد ليس دليل كمال في كل الحالات، بل الأكمل منه هو الفعل دون واسطة اليد. نصور إنسانا يحرك الأشياء بمجرد النظر إليها. هل هو أعجز أم أكمل من الذي يحركها بيديه؟ ثم تصور إنسانا آخر يحرك الأشياء بمجرد التفكير فيها .. ثم قل لي: من الأكمل؟ الأول؟ أم الثاني؟ أم الثالث؟ ثم إن استدلالك يؤدي أيضا إلى مأزق آخر، وهو كالتالي: ذكرت اليد وارتباطها بالفعل والعمل، وقست الغائب على الشاهد في هذا، من حيث تدري أو لا تدري. ومن المعلوم لدى الشاهد أن له يدين (إحداهما اليمنى وأخرى اليسرى)، وأن التوازي والتناسق بين هذين العضوين هو الذي يسمح له بالفغل على الوجه الأفضل. فكيف سيكون شرحك إذن لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: "وكلتا يديه يمين"؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/44)
وكذلك قولك: [بخلاف الفرح والضحك: فإنه من صفات الكمال] لا يسلَّم لك به على إطلاقه، بل الفرح والضحك الملازم للكمال هو ما كان في موضعه، وعلى مقتضى الحكمة .. فقياس الغائب على الشاهد ليس مطردا، وغالبا ما يؤدي إلى مآزق عند اللجوء إليه. وبالعودة إلى مسألة اليد، وارتباطها بالفعل، وكون ذلك من صفات الكمال .. قد يعترضك معترض بالسؤال التالي: هل أثبت الله سبحانه وتعالى للملائكة فعلا وعملا؟ وستجيب حتما: نعم. ثم سيقول لك: هل للملائكة أيدي؟ وهنا قد تجيب .. وقد لا تجيب .. وإذا قلت: هناك ملائكة لهم أيدي، بدليل قوله تعالى: (بأيدي سَفَرَةٍ. كرامٍ برَرَةٍ). قد يعترض عليك بقوله تعالى: (الحمد لله فاطرِ السماوات والأرض جاعلِ الملائكةِ رسُلاً أولي أجنحةٍ مثنى وثُلاثَ ورُباعَ، يزيد في الخلق ما يشاء، إن الله على كل شيء قدير)، ثم قد يسألك: ما الأكمل؟ الأيدي؟ أم الأجنحة؟ ثم قد يسألك: هل للجن أيدي؟ وإذا لم تكن لهم أيدي في أصل الخلقة، فهل يعني ذلك نفي الفعل والعمل عنهم؟ ... إلخ.
ومن هنا يتبين أنه ينبغي التثبت عند محاولة تعليل الإثبات، لأنه قد يؤدي إلى التناقضات. وهنا أعود إلى ما وعدتك بالعودة إليه في أول كلامي، والمتعلق بقول شيخ الإسلام في "التدمرية": "والله سبحانه وتعالى بعث رسله بإثبات مفصل، ونفي مجمل". وأكتفي بإيراد ما أورده صاحب "تقريب التدمرية"، لأنه غاية في الوضوح والبيان، حيث يقول:
"واعلم أن الصفات الثبوتية التي وصف الله بها نفسه كلها صفات كمال، والغالب فيها التفصيل، لأنه كلما كثر الإخبار عنها وتنوعت دلالتها ظهر من كمال الموصوف بها ما لم يكن معلوماً من قبل؛ ولهذا كانت الصفات الثبوتية التي أخبر الله بها عن نفسه أكثر من الصفات المنفية التي نفاها الله عن نفسه.
وأما الصفات المنفية التي نفاها الله عن نفسه فكلها صفات نقص ولا تليق به كالعجز، والتعب، والظلم، ومماثلة المخلوقين، والغالب فيها الإجمال؛ لأن ذلك أبلغ في تعظيم الموصوف وأكمل في التنزيه. فإن تفصيلها لغير سبب يقتضيه فيه سخرية وتنقص للموصوف، ألا ترى أنك لو مدحت ملكاً فقلت له: أنت كريم، شجاع محنك، قوي الحكم، قاهر لأعدائك إلى غير ذلك من صفات المدح، لكان هذا من أعظم الثناء عليه، وكان فيه من زيادة مدحه وإظهار محاسنه ما يجعله محبوباً محترماً؛ لأنك فصلت في الإثبات.
ولو قلت: أنت ملك لا يساميك أحد ملوك الدنيا في عصرك؛ لكان ذلك مدحاً بالغاً؛ لأنك أجملت في النفي.
ولو قلت: أنت ملك غير بخيل، ولا جبان، ولا فقير، ولا بقال، ولا كناس ولا بيطار، ولا حجَّام، وما أشبه ذلك من التفصيل في نفي العيوب التي لا تليق به؛ لعد ذلك استهزاء به وتنقصاً لحقه".
وأكتفي بما أثبته باللون الأحمر من كلام الشيخ للتنبيه على ما ورد في كلامكم.
وفي الأخير: أشكر لك جهدك، وأثمِّن مساهمتك، وأتمنى أن تستمر فيما بدأت فيه، جزاك الله خيرا. لكن رجائي أن تستوقفك ملاحظتي الأخوية، وأن تجيبني عنها بما ينفعني وينفع كافة من يقرأ هذه الصفحة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - 01 - 08, 02:13 م]ـ
أخي الكريم الجهشياري - زادك الله حرصا وجزاك عن نيتك الطيبة.
أرجو أن تقرأ (التدمرية) مرة واحدة على الأقل لتستغني بها عن ردي على ما في كلامك.
والله الموفق للرشد والسداد. . إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[الجهشياري]ــــــــ[18 - 01 - 08, 05:01 م]ـ
الحمد لله وحده.
الأخ الفاضل "نضال مشهود": السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لك تنبيهك اللطيف وأدبك الجم، بارك الله فيك. وإحالتك على "التدمرية" كانت مقصدي منذ البداية. فأنا بصدد إعداد إنجاز بحث حول "المنهج السجالي لعلماء السنة في مسائل الصفات"، والإشكال المحوري فيه ليس أدلة الإثبات، بل مناهج الاستدلال والاحتجاج. وقد لاحظت بالاستقراء أن هناك استدلالات نعتبرها قوية إذا أُخذت معزولة أو في سياق استدلالي محدود، لكننا إذا عدنا إلى منهج الإثبات في إطاره الشامل، نكتشف أنها تثير بعض الإشكالات، وقد تفتح بابا لإيرادات المخالف. وهذه "الثغرات" هي (حسب ما توصلت إليه إلى حد الآن) محدودة، وبعضها مردُّه عدم وضوح العبارة، والبعض الآخر أحيانا مصدره مماشاة الخصم في منهجه الاستدلالي. لكن جمعها وإيضاحها يظل عملا ضروريا، لأن من شأنه التمييز بين منهج السلف وطرائق الحجاج عن منهج السلف. والله أعلم.
وبالعودة إلى موضوعنا، أطرح عليك الأسئلة التالية:
1_ بماذا تفسر تأكيد شيخ الإسلام ابن تيمية على أن "الله سبحانه وتعالى بعث رسله بإثبات مفصَّل، ونفي مُجْمَل"، ثم تفصيله في نفي الأكل عنه _ عز وجل_ ونفي لوازمه، ونفي لوازم لوازمه. هل في المسألة تعارض؟ وإن لم يكن، أرجو الإيضاح.
2_ هل التعليل ينطبق على كل الصفات الثابتة لله تعالى. ثم ألا ترى أن التعليل قد يفتح بابا للتأويل. فقد تفطن الشيخ البراك إلى شيء من ذلك في شرحه للتدمرية، في نفس الفصل الذي نحن بصدد مناقشته، فأضاف: " لكن لو فرض أن الخبر جاء بإثبات الفعل ولم يأت بإثبات صفة اليد لم يكن لنا أن نثبتها لأنها من قبيل الجائز".
3_ هل قياس الغائب على الشاهد في مسائل العقيدة مشروع على إطلاقه؟ أم مرفوض على إطلاقه؟ وأذكر أن ابن القيم رحمه الله قرر أنه يكون تارة حقا وتارة باطلا. فما هي معايير الحق منه ومعايير البطلان؟
4_ أتمنى لو تفضلتم بالإجابة على الإيرادات التي ذكرتُها في الرسالة السابقة، والتي قد يحتج بها المعترض على كلام شيخ الإسلام في "الخاتمة الجامعة" من التدمرية. جزاك الله خيرا.
وفي الأخير: أشكر لك جوابك والرفق فيه، وأسأل الله أن يفتح عليك بالجواب عما أوردته من إشكالات. بارك الله فيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/45)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - 01 - 08, 09:42 م]ـ
وعليكم السلام - أخي الكريم - ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى أتباعه جميعا إلى يوم الدين.
علمتَ فيما تقدم - بارك الله فيك - أن الكلام الذي انتقدتَه في أول تعليق لك عليّ هو كلام شيخ السلام بحروفه في التدمرية وليس من إنشائي أنا. بل إنما أنا ناقل له من غير تصريح - لعلمنا جميعا بوجوده في ذلك الكتاب الذي نحن بصدد مدارسته. وسوف أعقب فيما بعد ما ذكرته من الاعتراضات عليه إن شاء الله، بعد الإجابة على أسئلتك هذه الأخيرة:
وبالعودة إلى موضوعنا، أطرح عليك الأسئلة التالية:
1_ بماذا تفسر تأكيد شيخ الإسلام ابن تيمية على أن "الله سبحانه وتعالى بعث رسله بإثبات مفصَّل، ونفي مُجْمَل"، ثم تفصيله في نفي الأكل عنه _ عز وجل _ ونفي لوازمه، ونفي لوازم لوازمه. هل في المسألة تعارض؟ وإن لم يكن، أرجو الإيضاح.
... التفصيل في الإثبات هو تفصيل الأوصاف الكمالية وتعدادها، مع ذكر الثناء والمحامد بها أو مع نفي ما يناقضها ويضادها من العيوب والعلل والنقائص ما يتعالى الله عنها. والإجمال في النفي هو نفي ما لا يليق بالله من الشرك والند والكفء والسمي والمثل والشبيه والولد والوالد والصاحبة ونحوها، مع إثبات وحدانية الله تعالى وتفرده بالألوهية وأوصاف الكمال المطلق الذي لا نقص فيها بحال. وأكثر النصوص الشرعية جامعة بين هذا وهذا، كقوله تعالى: (قل هو الله أحد، الله الصمد)، وقوله تعالى: (لا إله إلا هو الحي القيوم).
... ومن أوصاف الله تعالى الغناء والاستغناء، فإن الله هو الغني الرزاق ذو القوة المتين. فكل ما يناقض هذا الوصف الكمالي ويضادها منفي نفيا جازما عن الله تعالى، من الفقر والعجز والحاجة ونحوها. والأكل يستلزم الفقر والحاجة بلا ريب، فتلك الصفة الناقصة إذن: منفية عنه بلا ريب. قال تعالى: ((ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام))، فإن الأكل دليل العجز والحاجة ما يتنزه عنها الإله.
... ومن الملاحظ أنك - وفقك الله - قد ذكرت شيئا خطأ لعل في تصحيحه حلٌّ لأكثر الإشكالات أو بعضها. وهو أنك قلت: (ثم تفصيله في نفي الأكل عنه _ عز وجل _ ونفي لوازمه، ونفي لوازم لوازمه). قلتُ: ليس هكذا صيغة المنهج، بل المنهج أن يقال: (إن الله تعالى منزه عن النقص والعيب مطلقا. فكل ما يستلزم ذلك، فالله منزه عنه بطريق الأولى). فالكبد والطحال ليسا من لوازم الأكل، بل هما من ملزوماته، والأكل ملزوم الفقر والعجز والحاجة، والفقر والعجز والحاجة من ملزومات عدم الغنى - وقد قررنا أن الله هو الغني الحميد الذي يستغنى بنفسه عما سواه.
2_ هل التعليل ينطبق على كل الصفات الثابتة لله تعالى. ثم ألا ترى أن التعليل قد يفتح بابا للتأويل. فقد تفطن الشيخ البراك إلى شيء من ذلك في شرحه للتدمرية، في نفس الفصل الذي نحن بصدد مناقشته، فأضاف: " لكن لو فرض أن الخبر جاء بإثبات الفعل ولم يأت بإثبات صفة اليد لم يكن لنا أن نثبتها لأنها من قبيل الجائز".
... التعليل الصحيح لا يفتح شيئا من الإلحاد ولا التحريف. وهذه نقطة مهمة يجب التفطن إليها مرارًا. فشيخ الإسلام علل عدم المحذورية في إثبات (اليدين) يليق بجلال الله تعالى بأنه لا يستلزم شيئا من النقص ولا العلة ولا العيب ولا العجز ولا الفقر. وهذا تعليل صحيح لا غبار عليه، وهو لا يفتح شيئا من أبواب الإلحاد (المسمى بالتفويض) ولا شيئا من أبواب التحريف (المسمى بالتأويل). فإن اليد صفة بفعل الله بها الأفعال والأعمال، وقد ثبت أن الله موصوف بالفعل والعمل، كما قال تعالى في سورة الحج: (إن الله يفعل ما يريد)، وقال: (إن الله يفعل ما يشاء)، وقال في سورة الإسراء: (إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا)؛ وكما قال تعالى في سورة يس: (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون. و ذللناها لهم فمنها ركوبهم و منها يأكلون. ولهم فيها منافع و مشارب أفلا يشكرون).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/46)
*** فإثبات صفة (اليد) لا يستلزم شيئا من النقص، فلا محذور في إثباتها - لكن بشرط دلالة النصوص الصحيحة أو العقول الصريحة عليها. فإن مثل هذا التعليل لا ينعكس، فلا يقال مثلا: " إن كل ما لا يستلزم النقص والعيب من الصفات نثبتها لله تعالى ". بل يقال: " كل ما ورد به السمع الصحيح أو جزم به العقل الصريح بإثباته للع تعالى، فنثبتها على وجه يليق بجلاله ولا يناقض كماله ". وهذا معنى كلام الشيخ البراك حفظه الله، فإن ثبوت (اليد) لأحد من الموصوفين ليس من ضروريات كماله، وإنما هو مما يجوز له - بخلاف (العلم) و (القدرة) و (القوة) و (الفعل بالمشيئة) و (الكلام بالمشيئة)، فإن ذلك كلها من ضروريات الموصوف بالكمال، بحيث إذا فقدت هذه الأوصاف منه، أصبح ناقصا غير كامل.
3_ هل قياس الغائب على الشاهد في مسائل العقيدة مشروع على إطلاقه؟ أم مرفوض على إطلاقه؟ وأذكر أن ابن القيم رحمه الله قرر أنه يكون تارة حقا وتارة باطلا. فما هي معايير الحق منه ومعايير البطلان؟
... لا نقيس الله سبحانه وتعالى أبدًا بشيء من مخلوقاته لا قليل ولا كثير، لا بالقياس التمثيلى ولا بالقياس الشمولي الذي تتساوى أفراده، فإن الله لا سمي له ولا مثل ولا كفء. بل إنما نقيسه تعالى بقياس الأولى (وقد لا يسمى " قياسا " في عرف بعض الناس، ولا مشاحاة في الاصطلاح). فنقول مثلا: هذا الإنسان له علم وقدرة، والعلم والقدرة في حد ذاته من أوصاف الكمال، فإذن: الرب تعالى له العلم والقدرة بطريق الأولى. ونقول: هذا الإنسان يستطيع أن يفعل الأفعال ويتكلم بأنواع الكلام، والفعل والكلام في حد ذاته من أوصاف الكمال، فالرب تعالى الذي له المثل الأعلى إذن: أحق بوصف القدرة على الفعل والكلام من كل شيء - لأنه له الحمد كله وله الملك كله، لا إله إلا هو رب العرش العظيم. ونقول: هذا الإنسان يتنزه عن الظلم والكذب، وهما في حد ذاته من أوصاف النقص والعيب، فالملك القدوس إذن أحق بهذا التنزيه من كل أحد سواه.
... مما يشاع عند بعض الناس قولهم: (ما خطر ببالك، فالله خلاف ذلك!). وهذه القاعدة بهذه الصيغة العامة المطلقة: فيها عيب وتقصير. بل الصواب والسداد أن يقال: (ما خطر ببالك، فالله فوق ذلك!).
هذا، والله أعلى وأعلم.
ـ[الجهشياري]ــــــــ[18 - 01 - 08, 10:11 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
بارك الله فيك أخانا الفاضل، وجزاك عنا خير الجزاء. فأنت بذلك قد أزلت الإشكال وأقفلت باب الاعتراض. كل ذلك بأدب عهدناه منك .. ولأن المشاركة الأصلية هي "مدارسة التدمرية"، وحتى لا نخرج عن الموضع الأساس، أتوقف هاهنا. وأسأل الله أن يوفقنا إلى مباحثة المسائل التي طرحتها في مقام آخر لاحقا إن شاء الله (ولعل ذلك يكون بعد الانتهاء من التدمرية)، ويكون موضوعها: طرائق الاستدلال والسجال عند السلف، لا منهج السلف ذاته. ولا ريب أننا سنستفيد جميعا من تناول هذه المسألة.
وثق أنني على متابعة تامة وحريصة لما تكتبه حول التدمرية، وأدعو لك بالتوفيق في كل ما تخطه يداك. جزاك الله عنا كل خير. وإني لأشكر لك مسارعتك إلى الرد، وذلك كرم منك.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - 01 - 08, 11:29 م]ـ
بقي بعض الإشكالات في مشاركتكم الأولى،
وألتزم هنا الإيجاز والاختصار بقدر الإمكان إن شاء الله تعالى:
أرجو من الأخ "نضال مشهود" أن يتأمل بتأنٍّ اعتراضًا عنَّ لي على بعض كلامه، وأملي أن يُعمِل فيه النظر، ويتقبله بصدر رحب.
قلت في إحدى مشاركاتك الأخيرة ما يلي:
[فلذلك أيضا، كان الله تعالى منزها عن أن يصف (يوصف) بالأكل والشرب؛ لأنهما احتياج إلىغيره، والله هو الغني الذي لا يحتاج إلى غيره؛ ولأنه هو الصمد الذي لا جوف فيهفلا يأكل ولا يشرب.
فبطريق الأولى والأحرى أن يتنزه الرب عن الكبد والطحال ونحوذلك، لأنها أعضاء الأكل والشرب - والغني المنزه عنهما: منزه عن آلات ذلك.]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/47)
ويبدو لي، بنظري القاصر، أن محاولة التعليل في إثبات الصفات الخبرية من شأنها أن تجر إلى مزالق عدة، تتراوح ما بين التأويل (بطريقة ملتوية) والتشبيه (وإن لم يلفَظ اسمه). وهل الصفات الخبرية (أو ما يسميه المتكلمون "الصفات الزائدة على الذات" (مثل: الوجه، والاستواء، والنزول .. الخ) وهي في مذهب السلف صفات لله نثبتها مثلما نثبت غيرها)، أقول: هل هذه الصفات قابلة للتعليل أو تقتضيه؟
الحمد لله تعالى.
تعليلها الصحيح أن نقول:
- الوصف بالوجه لا يستلزم شيئا من النقص والعيب، فإثباته لله تعالى لا محذور فيه؛
- والوصف بالاستواء لا يستلزم شيئا من العجز والقصور، فإثباته لله تعالى لا محذور فيه؛
- والوصف بالنزول لا يستلزم شيئا من النقص والسفول، فإثباته لله تعالى لا محذور فيه.
بل نقول:
- وجه الله تعالى ذو الجلال والإكرام، ما يحمد به صاحبه سبحانه؛
- واستواء الله تعالى على العرش هو استواء الرحمن على مرحومه، لا استواء العاجز على ما يحتاج إليه في حمل نفسه؛
- ونزول الله تعالى إلى ما شاء متى شاء هو نزول الملك الديان وقربه إلى من أراد به إحسانه أو استغفاره أو حساب أمره.
ولكي أكون أكثر وضوحا:
عندما تتكلم عن تنزيه الله تعالى عن أن يوصف بالأكل أو الشرب، تنطلق من صفتين ثابتتين له عز وجل هما كونه "الغني" والصمد"، ثم تشرح الصفة الثانية بأنها تعني "الذي لا جوف له" (وهذا اختيار منك لأحد معاني هذه الصفة، نسلِّم لك به في هذا الموضع، لأنه ليس مدار النقاش). وبعد ذلك تقول: [فبطريق الأولى والأحرى أن يتنزه الرب عن الكبد والطحال ونحوذلك، لأنها أعضاء الأكل والشرب - والغني المنزه عنهما: منزه عن آلات ذلك]!! وهذا الكلام، لست أدري من أين استقيته؟ فإضافة إلى كونه مناف تماما للقاعدة التي أصَّل لها شيخ الإسلام ابن تيمية في باب الصفات بقوله: " والله سبحانه وتعالى بعث رسله بإثبات مفصَّل، ونفي مُجْمَل"، فيه أيضا حجة للمخالف. فهذا الأخير سيورد عليك الاعتراض التالي: نفيت الكبد والطحال ونحو ذلك لأنها من آلات الأكل والشرب، وهذا من باب قياس الغائب على الشاهد. وهذا يستلزم أن تنفي اليد، لأنها أيضا من آلات الأكل!
هذه واحدة، ولنا إليها عودة في الأخير
هذا الكلام كلام شيخ الإسلام بحروفه في (التدمرية)، فلستُ مستقيه من أي مرجع غيره.
قلت: نحن ننفي الكبد والطحال ونحو ذلك لأن وظيفتها خدمة الأكل والشرب وتوابعهما ولا وظيفة لها إلا ذلك، والأكل والشرب يستلزمان الفقر والحاجة، وقد ثبت أن الله هو الغني الذي لا تفتقر إلى غيره بحال، وهو مع ذلك الصمد الذي لا جوف فيه لكماله المطلق الذي لا حاجة له إلى ما سواه. بل كل شيء ليه فقير. وليس هذا من قياس الخالق على المخلوق، بل هو من باب (نفي الملزوم لبطلان اللازم).
فليس بعد هذا أن يعترض علينا معترض فيقول مثلا: " اليد من آلات الأكل، فكيف تثبتونها للخالق؟ "، لأن هذا ليس فيه علاقة المطابقة ولا التضمن ولا اللزوم. بل اليد وظيفتها الفعل والعمل، والله لا يتنزه عن ذلك. بل قد ثبت أن الله فعل أفعالا بيديه الكريمتين - جل جلال.
المسألة الثانية تتعلق بقولك:
[هذا بخلاف اليد، فإنها للعمل والفعل - وهو سبحانه موصوف بالعمل والفعل،إذ ذاك من صفات الكمال] وفي الجملة اضطراب، ولعلك تقصد: فهي (أي: اليد) إذ ذاك من صفات الكمال. وهذا أيضا من باب تعليل إثبات الصفات الخبرية، وهو في هذا الموضع لا يستقيم. لماذا؟ إن خلفية هذا التعليل مبنية على قياس الغائب على الشاهد. فالشاهد (الإنسان) إذا كانت له يد، كان له فعل. وكلما كانت مواصفات يده أكمل، كان فعله أكمل. ولكن، تصور لو لم يرِد ذكر اليد في النصوص، هل كنا سننفي عن الله تعالى كمال الفعل والقدرة، لأن الفعل مرتبط باليد كما ذكرت؟ وحتى قياس الغائب على الشاهد في هذه المسألة لا يستقيم، لأن ارتباط الفعل باليد ليس دليل كمال في كل الحالات، بل الأكمل منه هو الفعل دون واسطة اليد. نصور إنسانا يحرك الأشياء بمجرد النظر إليها. هل هو أعجز أم أكمل من الذي يحركها بيديه؟ ثم تصور إنسانا آخر يحرك الأشياء بمجرد التفكير فيها .. ثم قل لي: من الأكمل؟ الأول؟ أم الثاني؟ أم الثالث؟ ثم إن استدلالك يؤدي أيضا إلى مأزق آخر، وهو كالتالي: ذكرت اليد وارتباطها بالفعل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/48)
والعمل، وقست الغائب على الشاهد في هذا، من حيث تدري أو لا تدري. ومن المعلوم لدى الشاهد أن له يدين (إحداهما اليمنى وأخرى اليسرى)، وأن التوازي والتناسق بين هذين العضوين هو الذي يسمح له بالفغل على الوجه الأفضل. فكيف سيكون شرحك إذن لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: "وكلتا يديه يمين"؟!
* أولا: ليس في الجملة أي اضطراب، بل قول شيخ السلام (إذ ذاك) يعود إلى (العمل والفعل) لا إلى (اليد)، وهذا واضح من سياقه.
* ثانيا: ليس هذا التعليل بناءه على القياس، بل على النصوص والدلالة اللغوية. قال تعالى: (بل يداه مبسوطتان، ينفق كيف يشاء)، فذكر أنه تعالى يبسط يديه للإنفاق، والبسط في حد ذاته ليس نقصا. وقال: (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون)، والعمل في حد ذاته ليس نقصا. وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (يطوي الله عَزَّ وجَلَّ السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك! أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول ... إلخ)، والأخذ والطي لا يستلزمان نقصا. وروي عنه عليه الصلاة والسلام: (خلق الله آدم حين خلقه، فضرب كتفه اليَمِين فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر، وضرب كتفه اليسرى فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحُمم ... لخ)، والخلق والضرب لا يستلزمان نقصا. وكذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: "لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه، قال بيده وهما مقبوضتان: خذ أيها شئت يا آدم، فقال: اخترت يَمِين ربي، وكلتا يداه يَمِين مباركة، ثم بسطها ... "، وكذلك حديث ("يَمِين الله ملأى لا يغيضها نفقة ... وبيده الأخرى القبض؛ يرفع ويخفض)؛ فإن القبض والبسط والملء والبركة والرفع والخفض في حد ذاتها لا تستلزم شيئا من النقص والعيب.
* ثالثا: ليس الإنسان الأكمل الذي لا يقدر أن يفعل شيئا إلا بيديه، ولا الذي لا يقدر أن يفعل إلا بالنظر إلى مفعوله، ولا حتى الذي يفعل بمجرد التفكير من غير النظر ولا استعمال اليدين. بل الأكمل من يقدر أن يفعل بهذا وهذا وهذا. وكون الله تعالى خلق آدم وغرس الجنة وكتب التوراه بيديه الكريمتين ليس عجزا عن فعل تلك الأفعال مباشرة بقوله: (كن) فيكون. ولا يستلزم أن تكون أفعال الله تعالى مقتصرة فيما فعله بهذه اليد الكريمة. بل ذلك تفضيلا وتشريفا منه تعالى لبعض مخلوقاته من آدم عليه السلام، وجنة عدن دار السلام، واللوحة المكتوب فيها خير الكلام. ولا يخفى على مثلك الفرق بين " الاقتصار " وبين " التشريف ".
* رابعا: قوله صلَّى الله عليه وسلَّم (وكلتا يديه يمين) بيانه في الحديث السابق الذكر: (لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه، قال بيده وهما مقبوضتان: خذ أيها شئت يا آدم. فقال: اخترت يَمِين ربي، وكلتا يداه يَمِين مباركة. ثم بسطها ... ". فليمن هو البركة، وكلتا يدا الله تعالى يمِين مباركة.
وكذلك قولك: [بخلاف الفرح والضحك: فإنه من صفات الكمال] لا يسلَّم لك به على إطلاقه، بل الفرح والضحك الملازم للكمال هو ما كان في موضعه، وعلى مقتضى الحكمة .. فقياس الغائب على الشاهد ليس مطردا، وغالبا ما يؤدي إلى مآزق عند اللجوء إليه. وبالعودة إلى مسألة اليد، وارتباطها بالفعل، وكون ذلك من صفات الكمال .. قد يعترضك معترض بالسؤال التالي: هل أثبت الله سبحانه وتعالى للملائكة فعلا وعملا؟ وستجيب حتما: نعم. ثم سيقول لك: هل للملائكة أيدي؟ وهنا قد تجيب .. وقد لا تجيب .. وإذا قلت: هناك ملائكة لهم أيدي، بدليل قوله تعالى: (بأيدي سَفَرَةٍ. كرامٍ برَرَةٍ). قد يعترض عليك بقوله تعالى: (الحمد لله فاطرِ السماوات والأرض جاعلِ الملائكةِ رسُلاً أولي أجنحةٍ مثنى وثُلاثَ ورُباعَ، يزيد في الخلق ما يشاء، إن الله على كل شيء قدير)، ثم قد يسألك: ما الأكمل؟ الأيدي؟ أم الأجنحة؟ ثم قد يسألك: هل للجن أيدي؟ وإذا لم تكن لهم أيدي في أصل الخلقة، فهل يعني ذلك نفي الفعل والعمل عنهم؟ ... إلخ.
أولا: نحن لا نثبت صفتى (الفرح) و (الضحك) لله تعالى بصيغته المطلقة بشرط الإطلاق مبتورا عن سياقة التحميدي. بل نقول مثلا: (الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده فرحًا عظيمًا)، ونقول: (لا نعدم من رب يضحك كرما وخيرا وجودا). وفيه إثبات حمد وكمال كما لا يخفى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/49)
ثانيا: فقدان اليد ممن شأنه أن يفعل باليد نقصٌ، وأما فقدان اليد ممن ليس من شأنه أن يفعل باليد فليس ذالك له نقصًا - بل لا يسمى عندئذ: فقدانًا. بل يكون عندئذ: بقاء على الأصل.
ثالثا: فنحن لا نثبت لله يدًا ابتداءً من جهة أنهما كمال يليق بجلال الله تعالى (فإن هذا لا يعرف ببداهة العقول ولا بقياساتها). بل نثبتها لورود السمع الصحيح بها مع عدم المعارض العقلي لها. ثم نستدل بذلك الورود الشرعي أن اليد الذي وُصف الله بها يد كريمة مباركة تليق بجلاله تعالى. وهذا دقيق لطيف، والحمد لله على التوفيق.
ومن هنا يتبين أنه ينبغي التثبت عند محاولة تعليل الإثبات، لأنه قد يؤدي إلى التناقضات. وهنا أعود إلى ما وعدتك بالعودة إليه في أول كلامي، والمتعلق بقول شيخ الإسلام في "التدمرية": "والله سبحانه وتعالى بعث رسله بإثبات مفصل، ونفي مجمل". وأكتفي بإيراد ما أورده صاحب "تقريب التدمرية"، لأنه غاية في الوضوح والبيان، حيث يقول:
"واعلم أن الصفات الثبوتية التي وصف الله بها نفسه كلها صفات كمال، والغالب فيها التفصيل، لأنه كلما كثر الإخبار عنها وتنوعت دلالتها ظهر من كمال الموصوف بها ما لم يكن معلوماً من قبل؛ ولهذا كانت الصفات الثبوتية التي أخبر الله بها عن نفسه أكثر من الصفات المنفية التي نفاها الله عن نفسه. وأما الصفات المنفية التي نفاها الله عن نفسه فكلها صفات نقص ولا تليق به كالعجز، والتعب، والظلم، ومماثلة المخلوقين، والغالب فيها الإجمال؛ لأن ذلك أبلغ في تعظيم الموصوف وأكمل في التنزيه. فإن تفصيلها لغير سبب يقتضيه فيه سخرية وتنقص للموصوف، ألا ترى أنك لو مدحت ملكاً فقلت له: أنت كريم، شجاع محنك، قوي الحكم، قاهر لأعدائك إلى غير ذلك من صفات المدح، لكان هذا من أعظم الثناء عليه، وكان فيه من زيادة مدحه وإظهار محاسنه ما يجعله محبوباً محترماً؛ لأنك فصلت في الإثبات. ولو قلت: أنت ملك لا يساميك أحد ملوك الدنيا في عصرك؛ لكان ذلك مدحاً بالغاً؛ لأنك أجملت في النفي. ولو قلت: أنت ملك غير بخيل، ولا جبان، ولا فقير، ولا بقال، ولا كناس ولا بيطار، ولا حجَّام، وما أشبه ذلك من التفصيل في نفي العيوب التي لا تليق به؛ لعد ذلك استهزاء به وتنقصاً لحقه".
هذا الشرح قيم في الجملة، لكنه مفتقر إلى بيان أن التفصيل في الإثبات والإجمال في النفي عند شيخ الإسلام مطرد لا استثناء فيه بحال - على حد علمي على الأقل. وإلا، فليتفضل بذكر الاستثناء من وقف عليه في شيء من كتبه وفتاويه. . .
ومن الخطأ في المنهج أن يقول القائل ابتدائًا: (إن لله وجها وعينين ويدين وقدمين، وهو موصوف بالسخط والغضب والإضلال والمكر والانتقام والعذاب الأليم). فما هكذا يصف المرسلون والصديقون ربهم! بل نقول مثلا: (وجه الله ذو الجلال والإكرام)، ونقول: (كلتا يدي الرحمن مبسوطة يمين مباركة)، ونقول: (إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء)، ونقول: (إن الله هو الغفور الرحيم وإن عذابه هو العذاب الأليم). وهذا هو الوصف السني الذي يتضمن مدحًا كاملاً، والله أعلى أعلم.
دمتم - أخي الكريم - موفقا مباركا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - 01 - 08, 11:46 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
بارك الله فيك أخانا الفاضل، وجزاك عنا خير الجزاء. فأنت بذلك قد أزلت الإشكال وأقفلت باب الاعتراض. كل ذلك بأدب عهدناه منك .. ولأن المشاركة الأصلية هي "مدارسة التدمرية"، وحتى لا نخرج عن الموضع الأساس، أتوقف هاهنا. وأسأل الله أن يوفقنا إلى مباحثة المسائل التي طرحتها في مقام آخر لاحقا إن شاء الله (ولعل ذلك يكون بعد الانتهاء من التدمرية)، ويكون موضوعها: طرائق الاستدلال والسجال عند السلف، لا منهج السلف ذاته. ولا ريب أننا سنستفيد جميعا من تناول هذه المسألة.
وثق أنني على متابعة تامة وحريصة لما تكتبه حول التدمرية، وأدعو لك بالتوفيق في كل ما تخطه يداك. جزاك الله عنا كل خير. وإني لأشكر لك مسارعتك إلى الرد، وذلك كرم منك.
وفيك أخي الكريم بارك الله وزادك إيمانا بعد إيمان. . .
واعذرني إن كان في شيء من كلامي بعض الإساءة، أو سبق قلم، أو تفويت لما هو الأنفع والأهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/50)
واللهِ العظيمِ. . إن في الاهتمام بأسماء الله تعالى وصفاته - على نهج أهل السنة والجماعة - لحلاوة عظيمة يعجز اللسان عن تعبيرها وترجمتها. فإنه أساس الذكر والعرفان، والعبادة والإحسان، وكلها جنة المؤمن في الدارين كلَّ حين وآن. فنسأل الله تعالى أن يجمعنا مع هؤلاء الصديقين والصالحين في الدنيا والآخرة. . . آمين يا رب العالمين!
ـ[أبو محمد]ــــــــ[19 - 01 - 08, 10:22 ص]ـ
من جميل الموضوعات في هذا الملتقى الماتع هذا الموضوع القيم .. ولعلي أضيف شيئا من التتمات على ما تفضل به مشايخنا الكرام .. وإن كان لا عطر بعد عروس!
أولا: قاعدة أهل السنة التي جاء بها القرآن وسار عليه الرسل وأتباعهم: الإثبات المفصل والنفي المجمل .. وهذه كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: (من أبلغ العلوم الضرورية: أن الطريقة التي بعث الله بها أنبياءه ورسله وأنزل بها كتبه مشتملة على الاثبات المفصل والنفي المجمل) الفتاوى الكبرى 6/ 337
ولكن عند التأمل في النصوص نجد أنه قد ورد فيها صفات منفية مفصلة -أي نقائص وعيوب بخصوصها- ..
وهذه النصوص كثيرة .. جمع منها أحد الباحثين -الشيخ أرزقي سعيداني- في القرآن أكثر من ثلاثين صفة، ومن السنة نحو عشر صفات .. انظر: كتابه: النفي في باب صفات الله عز وجل (وهو من أفضل المراجع في هذا الموضوع).
فهل هذا الأمر يعد قادحا في التقرير السابق؟
الجواب بالتأكيد: لا ..
وينبغي أن يلاحظ ابتداء أن الصفات المثبتة أكثر من الصفات المنفية بما لا مقارنة فيه بين هذه وهذه .. وهذه قضية مهمة ينبغي ملاحظتها في هذا الموضع.
وأما الجواب فيظهر من وجوه:
أولا: أن هذه القاعدة أغلبية لا مطردة .. وقد نبه على هذا الشيخ الهراس في شرحه على الواسطية، والشيخ ابن عثيمين في تقريب التدمرية والشيخ البراك في شرحه على التدمرية وغيرهم.
ثانيا: أنه يمكن توجيه هذه القاعدة باعتبارها مطردة إذا لاحظنا أنه لم يأت النفي في الصفات صرفا قط .. بمعنى: لا يوجد في الصفات صفة مفصلة منفية محضة؛ بل كل صفة منفية تتضمن إثبات كمال ضدها .. وعليه فالقاعدة مطردة.
ثالثا: يمكن توجيه القاعدة باعتبارها مطردة من وجه آخر .. وهو أن كل نفي مفصل فهو يؤول إلى النفي المجمل.
(وما ذكره أحد الأفاضل هنا من أن النفي كله مجمل -حتى في الصفات المفصلة- ليس بدقيق؛ وإنما يقال: هي مفصلة لكنها تؤول إلى النفي المجمل).
ووجه ذلك: أن جميع الصفات المنفية راجعة إلى أمرين:
1 - نفي النقائص والعيوب وما يناقض كماله سبحانه.
2 - نفي مماثلة مخلوق له في شيء من صفات كماله.
فثبت حينئذ أن النفي في الصفات مجمل -إما نصا وإما مآلا- وهذا هو المطلوب ..
ثانيا: هذه الجزئية الأخيرة تصلح ضابطا مهما ينبغي التنبه له في هذا السياق، ولعله قد أشار إليه المشايخ في مداخلاتهم .. وهو أن الصفات المنفية -إجمالا وتفصيلا- راجعة إلى الأمرين السابقين ..
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (فالذي ينفى عنه وينزه عنه إما أن يكون مناقضا لما علم من صفاته الكاملة؛ فهذا ينفى عنه جنسه ... والنوع الثاني: أنه منزه عن أن يماثله شيء من المخلوقات في شيء من صفاته) الفتاوى 16/ 425 - 426
ويقول ابن القيم: (فعاد النفي الصحيح إلى نفي النقائص والعيوب، ونفي المماثلة في الكمال) الصواعق 3/ 1024
وقد فصلها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تقريب التدمرية أكثر .. فجعلها ثلاثة أشياء: نفي كل صفة عيب كالعمى والصمم، ونفي كل نقص في كماله كنقص علمه أو قدرته، ونفي مماثلة المخلوقين.
ثالثا: لمعرفة ما ينفى عن الله تعالى طريقان: الأولى: أن يرد النفي في الكتاب والسنة.
الثانية: أن يرد فيهما إثبات الصفة؛ فينفى عن الله ما يناقضها.
وقد قعد شيخ الإسلام رحمه الله هذه القاعدة في التدمرية كما مضى .. وقعدها أيضا في قوله: ( ... الثانى: أن أشياء لم يرد الخبر بتنزيهه عنها و لا بأنه منزه عنها لكن دل الخبر على إتصافه بنقائضها فعلم إنتفاؤها؛ فالأصل أنه منزه عن كل ما يناقض صفات كماله و هذا مما دل عليه السمع و العقل) الفتاوى 16/ 431
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/51)
وهنا لا بد من التنبه إلى شيء مهم .. وهو أن الأصل ألا يقرر ابتداء إلا ما ثبت في النصوص، وأما نفي ما استفيد نفيه من إثبات نقيضه فهذا لا يقرر ابتداء -فيما أعلم من طريقة أهل السنة والجماعة- وإنما يذكر عند الحاجة .. فمثلا: البكاء صفة نقص ينزه الله عنها لمناقضتها كمال قدرة الله وقوته وعزته .. لكن لا يقرر ابتداء أن الله لا يبكي .. لكن إن اقتضى المقام ذلك فلا بد من البيان .. فإذا جاء يهودي وقرر ما افتراه اليهود -عليهم لعائن الله- من أن الله صارع داود فصرعه داود فبكى الله -سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا- حينئذ يتحتم أن يرد عليهم المسلمون بأن هذه الصفة منفية عن الله سبحانه .. والله تعالى أعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - 01 - 08, 05:41 ص]ـ
شكر الله لك على هذه المداخلة الطيبة،
وعسى الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الحرص على معرفته وذكره.
أود أن أعلق على ثلاث نقاط:
أولا: لم أجد حتى الآن فيما تيسر لى مطالعته من تراث شيخ الإسلام أنه رحمه الله جعل تلك القاعدة (الإجمال في النفي) غير مطردة، بل صنيعه يدل على أنه اعتبرها قاعدة كلية مطردة في نصوص القرآن والسنة بحيث لا استثناء فيها بحال.
ثانيا: ما مراد شيخ الإسلام بالنفي المجمل؟ الذي يظهر لى حتى الآن أنه عنى به: نفي مماثلة المخلوقين جميعهم في شيء من خصائصه بحيث لا يكون مع الله شريك ولا مثيل ولا سمي (هكذا مجملا). وأما نفي ما يناقض أوصافه الكمالية الثابتة المفصلة، فذلك من " لواحق الإثبات ".
قال في التدمرية: (والله سبحانه: بعث رسله باثبات مفصل ونفي مجمل، فأثبتوا لله الصفات على وجه التفصيل ونفوا عنه ما لا يصلح له من التشبيه والتمثيل)؛
وقال كما في الفتاوى الكبرى: (ومن أبلغ العلوم الضرورية إن الطريقة التي بعث الله بها أنبياءه ورسله وأنزل بها كتبه مشتملة على الاثبات المفصل والنفي المجمل كما يقرر في كتابه وعلمه وقدرته وسمعه وبصره ومشيئته ورحمته وغير ذلك ويقول في النفي: {ليس كمثله شيء} {هل تعلم له سميا} {لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد} وعلى أهل العلم والإيمان اتباع المرسلين من الأولين والآخرين)؛
وقال في درء التعارض: (وكانت الكتب الإلهية قد جاءت بإثبات صفات الكمال على وجه التفصيل مع تنزيهه عن أن يكون له فيها مثيل بل يثبتون له الأسماء والصفات وينفون عنه مماثلة المخلوقات ويأتون بإثبات مفصل ونفي مجمل فيثبتون أن الله حي عليم قدير سميع بصير غفور رحيم ودود إلى غير ذلك من الصفات ويثبتون مع ذلك أنه لا ند له ولا مثل له ولا كفو له ولا سمي له)؛
وقال أيضا: (أخبر الله تعالى في كتابه بإثبات مفصل ونفي مجمل، والمعطلة الجهمية متكلمهم ومتفلسفهم أخبروا بإثبات مجمل ونفي مفصل. فأخبر في كتابه بأنه حي قيوم عليم قدير سميع بصير عزيز حكيم ونحو ذلك يرضى ويغضب ويحب ويسخط وخلق واستوى على العرش ونحو ذلك وقال ف يالنفي {ليس كمثله شيء} {ولم يكن له كفوا أحد} {هل تعلم له سميا}. فلهذا مذهب السلف والأئمة: إثبات صفاته بلا تمثيل لا ينفون عنه الصفات ولا يمثلونها بصفات المخلوقات)؛
وقال في المنهاج: (فهذه طريقة الرسل وأتباعهم من سلف الأمة وأئمتها إثبات مفصل ونفي مجمل إثبات صفات الكمال على وجه التفصيل ونفي النقص والتمثيل كما دل على ذلك سورة قل هو الله أحد الله الصمد. . . فاسمه الصمد يتضمن صفات الكمال. . . والأحد يتضمن نفي المثل عنه. والتنزيه الذي يستحقه الرب يجمعه نوعان: أحدهما نفي النقص عنه والثاني نفى مماثلة شيء من الأشياء فيما يستحقه من صفات الكمال فإثبات صفات الكمال له مع نفى مماثلة غيره له يجمع ذلك كما دلت عليه هذه السورة)؛
وقال في الصفدية: (والرسل عليهم صلوات الله جاءوا بإثبات مفصل ونفي مجمل، وهؤلاء ناقضوهم جاءوا بنفي مفصل وإثبات مجمل. فإن الرسل أخبرت كما أخبر الله في كتابه الذي بعث به رسوله أنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وأنه حكيم عزيز غفور ودود وأنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش وأنه كلم موسى تكليما وتجلى للجبل فجعله دكا وأنه أنزل على عبده الكتاب، إلى غير ذلك من أسمائه وصفاته؛ وقال في النفي والتنزيه: ليس كمثله شيء، ولم يكن له كفوا أحد، هل تعلم له سميا)
وقال في النبوات: (والقرآن اثبت الصفات على وجه التفصيل ونفي عنها التمثيل، وهي طريقة الرسل - جاءوا باثبات مفصل ونفي مجمل، وأعداؤهم جاءوا بنفي مفصل وإثبات مجمل)؛
وقال رحمه الله في الجواب الصحيح: (فالرسل وصفوا الله بصفات الكمال ونزهوه عن النقائص المناقضة للكمال ونزهوه عن أن يكون له مثل في شيء من صفات الكمال، وأثبتوا له صفات الكمال على وجه التفصيل ونفوا عنه التمثيل. فأتوا بإثبات مفصل ونفي مجمل. فمن نفى عنه ما أثبته لنفسه من الصفات كان معطلا، ومن جعلها مثل صفات المخلوقين كان ممثلا. والمعطل يعبد عدما والممثل يعبد صنما)
قلت: إذن، ليس للقاعدة عند شيخ الإسلام أي استثناء.
لكن ههنا ثلاثة أشياء:
1 - إثبات صفات الكمال له تعالى على وجه التفصيل،
2 - تنزيهه تعالى عن النقائص المناقضة لتلك الأوصاف الثابتة،
و3 - نفي أن يماثله غيره في شيء من صفاته.
فالأولان هو (الإثبات المفصل)، والأخير هو المراد بـ (النفي المجمل).
هذا، والمسألة بحاجة إلى تدقيق أكثر، والله الموفق للسداد. . .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/52)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - 01 - 08, 06:14 ص]ـ
شكر الله لكم على هذه المداخلة الطيبة،
وعسى الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الحرص على معرفته وذكره.
أود أن أعلق على ثلاث نقاط:
أولا: لم أجد حتى الآن فيما تيسر لى مطالعته من تراث شيخ الإسلام أنه رحمه الله جعل تلك القاعدة (الإجمال في النفي) غير مطردة، بل صنيعه يدل على أنه اعتبرها قاعدة كلية مطردة في نصوص القرآن والسنة بحيث لا استثناء فيها بحال.
ثانيا: ما مراد شيخ الإسلام بالنفي المجمل؟ الذي يظهر لى حتى الآن أنه عنى به: نفي مماثلة المخلوقين جميعهم في شيء من خصائصه بحيث لا يكون مع الله شريك ولا مثيل ولا سمي (هكذا مجملا). وأما نفي ما يناقض أوصافه الكمالية الثابتة المفصلة، فذلك من " لواحق الإثبات ".
قال في التدمرية: (والله سبحانه: بعث رسله باثبات مفصل ونفي مجمل، فأثبتوا لله الصفات على وجه التفصيل ونفوا عنه ما لا يصلح له من التشبيه والتمثيل)؛
وقال كما في الفتاوى الكبرى: (ومن أبلغ العلوم الضرورية إن الطريقة التي بعث الله بها أنبياءه ورسله وأنزل بها كتبه مشتملة على الاثبات المفصل والنفي المجمل كما يقرر في كتابه وعلمه وقدرته وسمعه وبصره ومشيئته ورحمته وغير ذلك ويقول في النفي: {ليس كمثله شيء} {هل تعلم له سميا} {لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد} وعلى أهل العلم والإيمان اتباع المرسلين من الأولين والآخرين)؛
وقال في درء التعارض: (وكانت الكتب الإلهية قد جاءت بإثبات صفات الكمال على وجه التفصيل مع تنزيهه عن أن يكون له فيها مثيل بل يثبتون له الأسماء والصفات وينفون عنه مماثلة المخلوقات ويأتون بإثبات مفصل ونفي مجمل فيثبتون أن الله حي عليم قدير سميع بصير غفور رحيم ودود إلى غير ذلك من الصفات ويثبتون مع ذلك أنه لا ند له ولا مثل له ولا كفو له ولا سمي له)؛
وقال أيضا: (أخبر الله تعالى في كتابه بإثبات مفصل ونفي مجمل، والمعطلة الجهمية متكلمهم ومتفلسفهم أخبروا بإثبات مجمل ونفي مفصل. فأخبر في كتابه بأنه حي قيوم عليم قدير سميع بصير عزيز حكيم ونحو ذلك يرضى ويغضب ويحب ويسخط وخلق واستوى على العرش ونحو ذلك وقال ف يالنفي {ليس كمثله شيء} {ولم يكن له كفوا أحد} {هل تعلم له سميا}. فلهذا مذهب السلف والأئمة: إثبات صفاته بلا تمثيل لا ينفون عنه الصفات ولا يمثلونها بصفات المخلوقات)؛
وقال في المنهاج: (فهذه طريقة الرسل وأتباعهم من سلف الأمة وأئمتها إثبات مفصل ونفي مجمل إثبات صفات الكمال على وجه التفصيل ونفي النقص والتمثيل كما دل على ذلك سورة قل هو الله أحد الله الصمد. . . فاسمه الصمد يتضمن صفات الكمال. . . والأحد يتضمن نفي المثل عنه. والتنزيه الذي يستحقه الرب يجمعه نوعان: أحدهما نفي النقص عنه والثاني نفى مماثلة شيء من الأشياء فيما يستحقه من صفات الكمال فإثبات صفات الكمال له مع نفى مماثلة غيره له يجمع ذلك كما دلت عليه هذه السورة)؛
وقال في الصفدية: (والرسل عليهم صلوات الله جاءوا بإثبات مفصل ونفي مجمل، وهؤلاء ناقضوهم جاءوا بنفي مفصل وإثبات مجمل. فإن الرسل أخبرت كما أخبر الله في كتابه الذي بعث به رسوله أنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وأنه حكيم عزيز غفور ودود وأنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش وأنه كلم موسى تكليما وتجلى للجبل فجعله دكا وأنه أنزل على عبده الكتاب، إلى غير ذلك من أسمائه وصفاته؛ وقال في النفي والتنزيه: ليس كمثله شيء، ولم يكن له كفوا أحد، هل تعلم له سميا)
وقال في النبوات: (والقرآن اثبت الصفات على وجه التفصيل ونفي عنها التمثيل، وهي طريقة الرسل - جاءوا باثبات مفصل ونفي مجمل، وأعداؤهم جاءوا بنفي مفصل وإثبات مجمل)؛
وقال رحمه الله في الجواب الصحيح: (فالرسل وصفوا الله بصفات الكمال ونزهوه عن النقائص المناقضة للكمال ونزهوه عن أن يكون له مثل في شيء من صفات الكمال، وأثبتوا له صفات الكمال على وجه التفصيل ونفوا عنه التمثيل. فأتوا بإثبات مفصل ونفي مجمل. فمن نفى عنه ما أثبته لنفسه من الصفات كان معطلا، ومن جعلها مثل صفات المخلوقين كان ممثلا. والمعطل يعبد عدما والممثل يعبد صنما)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/53)
قلت: إذن، ليس للقاعدة عند شيخ الإسلام أي استثناء.
لكن ههنا ثلاثة أشياء:
1 - إثبات صفات الكمال له تعالى على وجه التفصيل،
2 - تنزيهه تعالى عن النقائص المناقضة لتلك الأوصاف الثابتة،
و3 - نفي أن يماثله غيره في شيء من صفاته.
فالأولان هو (الإثبات المفصل)، والأخير هو المراد بـ (النفي المجمل).
فالنفي المجمل أن يقال مثلا: (ليس كمثله شيء)، (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد)، (هل تعلم له سميا)؛
وأما النفي المفصل، فأن يقال مثلا: (الله لا يماثل الملائكة ولا الإنسان ولا الحيوان وليس من جنس الحجر ولا الماء ولا الهواء)،
وأن يقال مثلا: (ليس الله والد عزير ولا عيسى ولا موسى ولا إبراهيم ولا آدم ولا جبريل، وليس الجن شريكه ولا الملك ولا العرش)،
ومن أقوال المبتدعة: (الرب ليس من جنس الأجسام ولا الجواهر ولا الأعراض، وليس في مكان ولا في زمان ولا داخل العالم ولا خارجة).
وإنما يسوغ لنا استعمال (النفي المفصل) في باب (التبيين والخبر) لا في (الوصف والثناء)،
كقول شيخ الإسلام رحمه الله في التدمرية: (فيعلم قطعا أنه ليس من جنس المخلوقات، لا الملائكة، ولا السموات، و الكواكب، ولا الهواء، ولا الماء، ولا الأرض، ولا الآدميين). ومثل هذا لا يقال ابتداء، وإنما يقال عرضا - إخبارا أو تبيينا.
ثالثا: لا أرى المانع من الابتداء بالنفي الذي هو من جنس " التنزيه عن النقائص المناقضة لصفات الكمال الثابتة المفصلة ". بل وجدناه كثيرا في النصوص الشرعية، لكن بشرط اقترانه بإثبات الأوصاف الكاملة - ولو ضمنيا. كما قال شيخ الإسلام: " وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه مع إثبات ما أثبته من الصفات من غير إلحاد ". وهذا مثل قوله تعالى: (وتوكل على الحي الذي لا يموت)، (الله لا إله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم)، (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)؛ وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعونه سميعا قريبا وهو معكم)، (إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل وعمل الليل قبل عمل النهار حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)؛ وكما في الحديث القدسي: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ... ) الحديث. فذكر أنه تعالى لا يظلم قطّ مع قدرته عليه، ثم ذكر أنه قضى ذلك الحكم على عباده قضاء شرعيا، ثم ذكر بعد ذلك جوده وإحسانه وعفوه وغفرانه واستغناءه من كل شيء سواه مما يدل على أن عدم ظلمه تعالى السابق الذكر ليس لعجز فيه سبحانه، بل لحكمته وغناه وإحسانه.
هذا، والمسألة بحاجة إلى تدقيق أكثر، والله الموفق للسداد. . .
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[20 - 01 - 08, 11:05 ص]ـ
الله يبارك فيك
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - 02 - 08, 01:44 م]ـ
وفيكم أخي الكريم
ـ[معاذ المزحم]ــــــــ[11 - 02 - 08, 10:01 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله ولو تكرم أحد الأخوة بوضع المشاركات بعد تنسيقها على ملف للتحميل،،،
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[12 - 02 - 08, 12:37 ص]ـ
أيهما أفضل شرح الشيخ البراك أم الشيخ الخميس
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 09:19 م]ـ
شرح البراك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 02 - 10, 12:26 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
فائدة تتعلق بالجواب عن الإشكال الأول من كلام الشيخ يوسف الغفيص حفظه الله تعالى
ومن طريف الأحوال أن بعض من علق على التدمرية يقول: إن هذه الكلمة "في العبادات" قد تكون زائدة أو شيئا من هذا القبيل؛ لأنه كأنه يتكلم عن أصل التوحيد العام وأن التوحيد ينقسم إلى قسمين. هذا غلط، بل الكلمة هنا على وجهها، قال: "التوحيد في العبادات" لأن الله يعبد بمعرفته كما أنه يعبد بامتثال أمره سبحانه وتعالى.) انتهى من الشريط الأول من شرح التدمرية {الشرع والقدر}.
عبارة شيخ الإسلام:
فالكلام في باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر، الدائر بين النفي والإثبات، والكلام في الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة، الدائر بين الإرادة والمحبة، وبين الكراهة والبغض نفياً وإثباتاً.
وليس في كلام شيخ الإسلام: العبادات.
وربما قصد الشيخ يوسف كلام الشيخ البراك وذكره من حفظه.
*********
عرضت على الشيخ البراك ما ذكر في الموضوع من توجيه لكلام شيخ الإسلام = فلم يرضه ولم يره صوابا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - 02 - 10, 01:35 ص]ـ
بارك الله فيك يا سيدنا الشيخ ..
بل الخطأ منك والشيخ قال: ((وَأَمَّا الْأَصْلُ الثَّانِي - وَهُوَ التَّوْحِيدُ فِي الْعِبَادَاتِ - الْمُتَضَمِّنُ لِلْإِيمَانِ بِالشَّرْعِ وَالْقَدَرِ جَمِيعًا ... )) كما في المجموع: (3/ 89)،وفي التدمرية المحققة (ص/165).
======
هل علل الشيخ التخطئة او ذكر صواباً؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/54)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 02 - 10, 09:24 م]ـ
بارك الله فيك يا سيدنا الشيخ ..
بل الخطأ منك والشيخ قال: ((وَأَمَّا الْأَصْلُ الثَّانِي - وَهُوَ التَّوْحِيدُ فِي الْعِبَادَاتِ - الْمُتَضَمِّنُ لِلْإِيمَانِ بِالشَّرْعِ وَالْقَدَرِ جَمِيعًا ... )) كما في المجموع: (3/ 89)،وفي التدمرية المحققة (ص/165).
======
هل علل الشيخ التخطئة او ذكر صواباً؟
ذهب بالي إلى الموضع الأول: محل الإشكال.
****
أكد أن الصواب ما قرره في شرحه.
وأن نصوص القدر خبرية، وأما التوكل والاستعانة ونحوها فهي من ثمرة الإيمان بذلك.
هذا معنى كلامه لأني سؤالي قبل شهر ونصف تقريبا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 - 02 - 10, 01:18 م]ـ
عرضت على الشيخ البراك ما ذكر في الموضوع من توجيه لكلام شيخ الإسلام = فلم يرضه ولم يره صوابا. [/ COLOR][/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]
بارك الله فيكم.
هل هذا يعني أن الشيخ يرى عدم اطراد قاعدة (النفي المجمل والإثبات المفصل) عند شيخ الإسلام؟ وما دليله من كلام شيخ الإسلام؟
جزاكم الله خيرا كثيرا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 02 - 10, 01:34 م]ـ
ليس كذلك ..
بل الكلام عن مسألة أخرى ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - 03 - 10, 09:47 ص]ـ
وما تعليق الشيخ على المسألة الأولى؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - 03 - 10, 09:44 ص]ـ
أقصد مسألة الإثبات المفصل (بما فيه نفي المضاد) والنفي المجمل (الذي لا اشتراك فيه بحال بخلاف النفي المفصل المحتمل للاشتراك).(32/55)
صفة الله جل و علا الرحمن هل هي ذاتية أم فعلية؟؟
ـ[ابو عادل المصري]ــــــــ[27 - 09 - 05, 11:32 م]ـ
السلاموا عليكم إخواني
الشيخ صالح اّلشيخ قال أنها ذاتية أرجو التوضيح
ـ[جمعه بن آل طاحون]ــــــــ[27 - 09 - 05, 11:37 م]ـ
منها الذاتي كاليد ومنها الفعلي كالمجىء وراجع معارج القبول او 200 سؤال وجواب في العقيدة وفقك الله لما يحب ويرضي
ـ[ابو عادل المصري]ــــــــ[27 - 09 - 05, 11:43 م]ـ
السلاموا عليكم ورحمة الله و بركاته
أخي جزاك الله خيرا
ولكن السؤال عن صفة (الرحمن)
ـ[جمعه بن آل طاحون]ــــــــ[27 - 09 - 05, 11:45 م]ـ
عذرا اخي فقد وهمت في القراءة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 12:00 ص]ـ
أولا:قولك أخي الكريم صفة الله الرحمن، خطأ لأن الرحمن اسم وليس بصفة، وإنما الصفة هي الرحمة.
فصواب السؤال: صفة الرحمة ذاتية أم فعلية؟
والجواب:أن صفة الرحمة ذاتية، لأنها لا تنفك عن الله فهو سبحانه رحمن رحيم ولكنه يختص بهذه الرحمة من يشاء مع ملازمتها له سبحانه.
ـ[ابو عادل المصري]ــــــــ[28 - 09 - 05, 12:15 ص]ـ
أخي أحمد عبد الرؤوف جزاك الله خيرا على التوضيح
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 12:17 ص]ـ
وجزاكم أخي الحبيب
ـ[همام بن همام]ــــــــ[28 - 09 - 05, 03:22 ص]ـ
صفة الرحمة المأخوذة من اسم الرحمن صفة ذاتية، والمأخوذة من اسم الرحيم صفة فعلية هذا مقصود الشيخ صالح حفظه الله وهو اختيار ابن القيم رحمه الله وقد ذكر أن هذا أحسن ما قيل في الفرق بينهما، راجع شرح الواسطية للهراس، والله أعلم.
الشيخ أبا فهر حفظك الله لازلت أنتظر بقيت كلامكم وشرحكم على التدمرية، فعسى أن يكون خيرا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 03:55 ص]ـ
زيادة توضيح لكلام أخي همام
هذ الكلام مبني على اختيار ابن القيم من أنا صفة الرحمة التي في اسم الله الرحمن هي الرحمة العامة لجميع الخلق فتكون ذاتية.
وأما الرحمة المتضمنة لاسم الله الرحيم فهي رحمة خاصة بالمؤمنين فتكون فعلية.
بالنسبة للتدمرية فموعدنا غدا إن شاء الله تعالى.
ودمتم لأبي فهر
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 07:41 ص]ـ
قال ابن القيم: " إن (الرحمن): دال على الصفة القائمة به سبحانه.
و (الرحيم): دال على تعلقها بالمرحوم.
فكان الأول للوصف، والثاني للفعل.
فالأول دال على أن الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته.
وإذا أردت أن فهم هذا فتأمل قوله: {وكان بالمؤمنين رحيماً} {إنه بهم رءوف رحيم}، ولم يجئ قط: (رحمن بهم)، فعلم أن (رحمن) هو الموصوف بالرحمة، و (رحيم) هو الراحم برحمته.
وهذه النكتة لا تكاد تجدها في كتاب، وإن تنفست عندها مرآة قلبك؛ لم تنجل لك صورتها ".
(بدائع الفوائد 1/ 24، وعنه: السفاريني في لوامع الأنوار 1/ 32، وابن عيسى في شرح النونية 1/ 14، وسليمان آل الشيخ في تسيسير العزيز الحميد ص 16، وعبدالرحمن آل الشيخ في فتح المجيد ص 23).
فقال محمد خليل الهراس: " هذا أحسن ما قيل في الفرق بينهما " (شرح العقيدة الواسطية ص 9).
وقال نحو كلام ابنَ القيم: حافظ حكمي، وابن عثيمين (انظر: معارج القبول 1/ 35، والشرح الممتع 1/ 4، وشرح لمعة الاعتقاد ص 29).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 09 - 05, 09:57 ص]ـ
رحم الله ابن القيم فتفصيله هذا متعقب بقوله تعالى حكاية عن المشركين ({رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (66) سورة الإسراء
يقول تعالى (رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66) وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا (67) أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً (68) أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69).
ففي الآية أن الله سبحانه وتعالى (رحيما) أي بالمشركين كما يدل عليه سياق الآيات، وفي هذا تعقب لاختيار ابن القيم رحمه الله، والرحمن صفة ذاتية فعلية وكذلك الرحيم صفة ذاتية فعلية.
وأما من قال بأن الرحمن اسم وليس بصفة فهذا غير صحيح، فكل اسم صفة وليست كل صفة اسم.
والرحمن الرحيم تأكيد لسعة رحمة الله تعالى، فلو تأملت في أسماء الله تعالى التي هي صفات له لتبين لك أن كل اسم يدل على صفة واحدة مثل الخلق أو الرزق أو غير ذلك، وأما الرحمة فكررت مرتان بصيغة فعلان وبصيغة فعيل، وهذا تأكيد ودلالة على سعة رحمة الله تعالى، فنسأل الله من فضله إنه هو الرحمن الرحيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/56)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 10:12 ص]ـ
زيادة توضيح لكلام أخي همام
هذ الكلام مبني على اختيار ابن القيم من أنا صفة الرحمة التي في اسم الله الرحمن هي الرحمة العامة لجميع الخلق فتكون ذاتية.
وأما الرحمة المتضمنة لاسم الله الرحيم فهي رحمة خاصة بالمؤمنين فتكون فعلية.
في هذا الكلام نظر
فالصواب أن التفريق بين اسمي الرحمن والرحيم بأن الأول ذاتي والثاني فعلي
ليس مبنيا على التفريق بين الاسمين الكريمين بأن الأول عام والثاني خاص
وما ذكره شيخنا الجليل الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله هو الصواب، والله تعالى أعلم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 10:36 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
شيخنا الجليل أبا خالدٍ السلمي، ريحانة الملتقى بارك الله في عمره ..
أشكل عليّ شيخنا تصويبك لكلام فضيلة الشيخ الفقيه في آخر كلامك،
مع أني ربّما أفهم من أول كلامك ـ شيخَنا ـ أنكم توافقون ابن القيم ..
فكلامه الذي نقله الأخ أبو المنهال فوق:
(((الرحمن): دال على الصفة القائمة به سبحانه.
و (الرحيم): دال على تعلقها بالمرحوم.
فكان الأول للوصف، والثاني للفعل)).
معناه أن: الرحمن: تدل على الذات ..
والرحيم: تدل على الأثر ..
أي أن الأولى صفة ذات، والثانية صفة فعل، كما تفضّلتَ ـ حفظك الله ـ
ويؤيده أيضًا ـ كما أفهم ـ أن (فعلان) في اللغة تدل على السعة والامتلاء .. وفعيل تدل على المبالغة ..
فالأول أليق بالذوات والثاني بالآثار والأفعال ..
أما الشيخ الفقيه فقد جعل كليهما دالا على الذات والصفة ..
===
شيخنا الجليل المحدّث قيّم الملتقى ودرّته، أدام الله توفيقه ..
لم أفهم وجه إشكالكم على كلام شيخ الإسلام رحمه الله بإيراد ما أوردتم من آيات ..
فإنها تدل على ما أورده ابن القيم رحمه الله ـ فيما يظهر ـ فلو تكرمتم عليّ بتوضيحٍ أكن ممتنًّا ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 09 - 05, 10:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وحفظكم جميعا
جاء في المشاركة 9 (هذ الكلام مبني على اختيار ابن القيم من أن صفة الرحمة التي في اسم الله الرحمن هي الرحمة العامة لجميع الخلق فتكون ذاتية.
وأما الرحمة المتضمنة لاسم الله الرحيم فهي رحمة خاصة بالمؤمنين فتكون فعلية).
والتعقيب على ذلك بأنهما صفتان ذاتيتان فعليتان، وأن الرحيم ليس خاصة بالمؤمنين فقط بل هي عامة وكذلك الرحمن.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 11:30 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبعد ..
1 - قال شيخنا المبارك عبد الرحمن ((وأما من قال بأن الرحمن اسم وليس بصفة فهذا غير صحيح، فكل اسم صفة وليست كل صفة اسم.))
قلت: والحقيقة أن هذا القول تعوزه الدقة وبيانه:
أن صواب القاعدة: كل اسم تشتق منه صفة وليس كل صفة يشتق منها اسم.
والفرق بينهما:أننا لو أخذنا عبارة شيخنا عبد الرحمن وأردنا أن نطبقها لوقع الخلل وبيانه:
قال شيخنا: فكل اسم صفة وليست كل صفة اسم
فإذن نسأل: هل الرحمن اسم وصفة معا؟
لا بالطبع فهذا خطأ من الناحيتين اللغوية والعقدية، فالاسم هو الرحمن والصفة هي الرحمة، فكل اسم يدل على الصفة بطريق المطابقة، ولكن ليست كل صفة تدل على اسم.
فالاسم شيخنا يدل على الصفة، ويتضمن الصفة لا أن الاسم هو الصفة.
الاسم:الحي
والصفة: الحياة
الاسم:القوي
والصفة: القوة
الاسم: الرزاق
والصفة: الرزق
هذه الآن ولنا عودة لبقية الكلام بعد قليل، ودمتم للمحب/أبو فهر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 11:50 ص]ـ
نعود الآن إلى كلام ابن القيم،وليكن واضحا أنني لا أصححه وكان هذا واضحا من قولي ((هذ الكلام مبني على اختيار ابن القيم))
قال ابن القيم: " إن (الرحمن): دال على الصفة القائمة به سبحانه.
و (الرحيم): دال على تعلقها بالمرحوم.
فكان الأول للوصف، والثاني للفعل.
فالأول دال على أن الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته.
وإذا أردت أن فهم هذا فتأمل قوله: {وكان بالمؤمنين رحيماً} {إنه بهم رءوف رحيم}، ولم يجئ قط: (رحمن بهم)، فعلم أن (رحمن) هو الموصوف بالرحمة، و (رحيم) هو الراحم برحمته.
وهذه النكتة لا تكاد تجدها في كتاب، وإن تنفست عندها مرآة قلبك؛ لم تنجل لك صورتها "
قلت: ابن القيم-رحمه الله- جعل الفرق بين الاسمين أن الأول صفته فما معنى هذه العبارة؟
أظن معناها واضحا وهو أنها صفة ذات ملازمة لا تنفك، أما الرحيم فهي صفة فعلية تتعلق بأثر الصفة.
وهذا واضح جدا.
فمن أين إذا جاء أبو فهر بقوله العجيب: ((هذ الكلام مبني على اختيار ابن القيم من أنا صفة الرحمة التي في اسم الله الرحمن هي الرحمة العامة لجميع الخلق فتكون ذاتية.
وأما الرحمة المتضمنة لاسم الله الرحيم فهي رحمة خاصة بالمؤمنين فتكون فعلية.))
أقول لكم: لقد أتي أبو فهرمن قبل غفلته المعيبة، وجهله المدقع، وتخليطه المستوجب للحجر، ومن وراء كل ذلك عجلة بغيضة، لما أدركتها غاظتني وأخذت بأكظامي وذكرت ما أنشدونا إياه:
قد يدرك المتأني بعض حاجته
وقد يكون مع المستعجل الزلل.
واستدرك وأقول: ((رب عجلة تهب ريثا)) وبيان كل ذلك: أني قد اختلط لدي التفريق الذي نقله الطبري بين الاسمين، بتفريق ابن القيم فخلطت بينهما واستخرجت من بينهما أوهاما وسمادير،هي أشبه بحديث المبرسمين، حتى لقد استحقت أن تضم إلى أخبار الحمقى والمغفلين.
فما فهمه شيخنا عبد الرحمن وشيخنا أبو خالد هو الصواب، وأما ما قلته أنا فشيء تدفع به السأم والملالة عن نفسك وتقول: لقد أضحكني والله هذا الجاهل.
أما عن صحة تفريق ابن القيم فأزيد شيخنا عبد الرحمن هذه الآية: ((إن الله بالناس لرؤوف رحيم))
وبعد فاستغفر الله من عجزي ومن خطأي، ومن جهلي ومن خطلي وكل ذلك عندي
ودمتم للمحب/أبو فهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/57)
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 - 09 - 05, 01:53 م]ـ
صفة الرحمة لله جل وعلا صفة ذاتية وفعلية كما هو الحال في صفة الكلام مثلا
قال الشيخ السعدي: ومن صفات الأفعال المتعلقة بمشيئته وقدرته كالرحمة والرضا والسخط والكلام)
وقال الشيخ صالح آل الشيخ: صفة الرحمة ذاتية باعتبار وفعلية باعتبار وهي راجعة إلى قيوميته
وأذكر أني كتبت مثل هذا عن شيخنا ابن عثيمين ولعلي أقف عليه لا حقا
المقرئ
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 09 - 05, 10:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه التفصيل والتوضيح، وأما كون الاسم يتضمن صفة فهذا لامشاحة فيه، ولكن الاسم أيضا يكون صفة لأن الصفة من الأسماء وليست من الأفعال، ولو تأملت في عدد من الآيات التي يذكر فيها اسمه سبحانه وتعالى ويقصد به الصفة، كمثل قوله تعالى (إن الله هو الرزاق) فهنا يريد صفة الرزق، وكذلك في قوله تعالى (القيوم) يقصد بها القيومية، وغيرها من الآيات، وعندما تصف شخصا بقولك الكريم فلان، فهذا وصف له وليس من الاسماء، فالرحمن صفة واسم في نفس الوقت، وهي تتضمن صفة الرحمة، والبصير صفة واسم لله تعالى تتضمن صفة البصر، والرحيم صفة واسم لله تعالى تتضمن صفة الرحمة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 10:50 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل.
ودمتم للمحب/أبو فهر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 09 - 05, 11:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا وحفظكم
وفي قوله تعالى ({نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} يقصد بها هنا الصفة التي هي المغفرة.
وفي مجموع الفتاوى [جزء 15 - صفحة 295]
وقال (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ) وقال (إعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم) فجعل الرحمة صفة له مذكورة فى أسمائه الحسنى، وأما العذاب والعقاب فجعلهما من مفعولاته غير مذكورين فى اسمائه.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[06 - 12 - 05, 11:44 ص]ـ
أذكر أني كتبت مثل هذا عن شيخنا ابن عثيمين ولعلي أقف عليه لا حقا
....
وقال نحو كلام ابن القيم: حافظ حكمي، وابن عثيمين (انظر: معارج القبول 1/ 35، والشرح الممتع 1/ 4، وشرح لمعة الاعتقاد ص 29).
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[06 - 12 - 05, 04:09 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا على هذا التوضيح والبيان، وجزى الله خيرا الشيخ أبا فهر خفيف الظل فقد أضحكني، لكني أقول للمشايخ الفضلاء لو اتحفتمونا بما يترتب على القول بأنها صفة ذات أو صفة فعل، أو أنها صفة ذات وفعل(32/58)
سؤال حول معنى الزنديق
ـ[تلميذ ابن تيمية]ــــــــ[28 - 09 - 05, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معنى زنديق؟
وهل الشيعة يعتبرون من الزنادقة؟
أرجو إفادتي وجزاكم الله خيرا ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 12:45 ص]ـ
الزندقة في كلام نفر من أهل العم تعني الملحد الذي لا دين له، وهذا هو المعنى الشائع للكلمة.
أما الزنديق في كلام شيخ الإسلام فتعني المنافق نفاقا أكبرا.
قال شيخ الإسلام: في مجموع الفتاوى [7/ 471 - 472]
((والمقصود هنا أن الزنديق فى عرف هؤلاء الفقهاء هو المنافق الذي كان على عهد النبى صلى الله عليه وسلم وهو أن يظهر الإسلام ويبطن غيره سواء أبطن دينا من الأديان كدين اليهود والنصارى أو غيرهم أو كان معطلا جاحدا للصانع والمعاد والأعمال الصالحة
ومن الناس من يقول الزنديق هو الجاحد المعطل وهذا يسمى الزنديق فى اصطلاح كثير من أهل الكلام والعامة ونقلة مقالات الناس ولكن الزنديق الذي تكلم الفقهاء فى حكمه هو الأول))
ودمت لأبي فهر
ـ[تلميذ ابن تيمية]ــــــــ[29 - 09 - 05, 05:24 ص]ـ
الأخ الكريم أبو فهر السلفي
جزاك الله خيرا وأحسن إليك ...
ـ[أبوالمقدادالمنبجي]ــــــــ[29 - 09 - 05, 06:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وللفائدة أنقل لكم هذه السطور
الزنديق: -
هو الذى نفاقه اعتقادى ولكنه يظر كفره ويدعو له ويعرف ذالك عنه وأذا اقيمت عليه الحجة واستتيب جحد ما ظهر منه من الكفر.
والزنديق لغة: أسم فارسى معرب أصل لفظه (زنده كرد) الذى يرى الحياة المادية ولا يؤمن بالروحانيات (الغيبيات).
روى أبو أدريس قال: (أوتى على رضى الله عنه بناس من الزنادقه أرتدوا عن الأسلام فسألهم فجحدوا، فقامت عليهم البينة العدول قال فقتلهم و لم يستتبهم قال وأوتيت برجل كان نصرانيا و أسلم ثم رجع عن الأسلام قال فسأله فأقره بما كان منه فأستتابه فتركه فقيل كيف تستتيب هذا ولم تستتب اولئك قال:أن هذا أقر بما كان منه وأن اولئك لم يقروا وجحدوا حتى قامت عليهم البينة فلذالك لم أستتبهم وفى رواية قال اتدرون لما أستتبت هذا النصرانى؟ أستتبته لأنه أظهر دينه وأما الزنادقة الذين قامت عليهم البينةجحدوا فأنما قتلتهم لأنهم جحدوا وقامت عليهم البينة).
قال أبن تيمية: (فهذا من أمير المؤمنين على رضى الله عنه بيان ان كل زنديق كتم زندقته و جحدها حتى قامت عليه البينة قتل ولم يستتب وأن النبى صلى الله عليه وسلم لم يقتل من حجد زندقته من المنافقين لعدم قيام البينة) (الصارم المسلول: 360).
وعن عكرمة قال (أوتى على رضى الله عنه بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذالك أبن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لنهى الرسول صلى الله عليه وسلم لا تعذب بعذاب الله ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فأقتلوه) (البخارى: 6922).
قال القاضى أبو يعلى و غيره: (وأذا أعترف بزندقة ثم تاب قبلت توبته لانه بأعترافه يخرج عن حد زندقته لان الزنديق هو الذى يستبطن الكفر ولا يظهره فأذا أعترف به ثم تاب خرج عن حده فلذا قبلنا توبته ولهذا لم يقبل على رضى الله عنه توبة الزنادقة لما جحدوا)
وعن على رضى الله عنه فى قصة حاطب بن بلتعة: (فقال عمر دعنى يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق قال النبى صلى الله عليه وسلم أنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله أطلع على أهل بدر فقال: أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) فدل على أن ضرب عنق المنافق ومن غير أستتابته مشروع اذ لم ينكر النبى صلى الله عليه وسلم على عمر أستحلال ضرب عنق المنافق و لكن أجاب أن هذا ليس بمنافق و لكنه من أهل بدر المغفور لهم فأذا أظهر النفاق الذى لاريب أنه نفاق فهو مباح الدم) (الصارم المسلول: 361).
قال أبن القيم: (ومما يدل على أن توبة الزنديق بعد القدرة لا تعصم دمه وقوله تعالى: [قل هل تربصون بنا الا أحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بايدينا] (التوبة: 52).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/59)
قال المسلمين فى الأية: ((أو بايدينا) أى بالقنل أذا أظهرتم ما فى قلوبكم فهؤلاء كما قالوا لأن العذاب على ما يبطنونه من الكفر بايد المؤمنين لا يكون الا بالقتل فلوا قبلت توبتهم بعد ما ظهرت زندقتهم لم يكن المؤمنين أن يتربصوا بالزنادقة أن يصيبهم الله بايديهم لأنهم كما أرادوا أن يعذبوهم على ذالك أظهروا الأأسلام فلم يعابوا قط). (أعلام الموقعين: 244).
قال أبن ابن تيمية: (ولهذا تنازع الفقهاء فى أستتابة الزنديق فقيل يستتاب وأستدل من قال ذالك بالمنافقين الذين كان النبى صلى الله عليه وسلم يقبل علانيتهم ويكل أمرهم الى الله فيقال له هذا كان فى أول الأمر وبعد هذا أنزل الله: [ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا] (الأحزاب: 61).
(والزنديق هو المنافق وأنما يقتله من يقتله أذا ظهر من أنه يكتم النفاق قالوا ولا نعلم توبة لان غاية ما عنده أنه يظهر ما كان يظهر وقد كان يظهر الايمان وهو منافق ولوا قبلت توبة الزنادقة لم يكن سبيل الى تقتيلهم والقرءأن قد توعدهم بالقتل) (كتاب الايمان: 198).
وقال أبن ابن تيمية: (ويدل على جواز قتل الزنديق والمنافق من غير أستتابة قال تعالى: [ومنهم من يقول أذن لى ولا تفتنى ... الى قوله تعالى .. أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بايدينا] (التوبة: 44 - 52).
قال أهل التفسير: (أو بايدينا) أى بالقتل أذا أظهرتم ما فى قلوبكم قتلناكم) (الصارم المسلول).
قال قتادة وغيره قوله: [وممن حولك من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق الى قوله تعالى ... سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم] (التوبة).
(قالوا فى الدنيا بالقتل وفى البرزخ عذاب القبر) (الصارم المسلول: 326).
وأيضا يدل على ذالك قوله تعالى: [يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه أن كانوا مؤمنين] (التوبة).
و قوله تعالى: [سيحلفون بالله لكم أذا أنقلبتم اليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم أنهم رجس و مأواهم جهنم] (توبة: 95).
و قوله تعالى: [يحلفون لكم لترضوا عنهم فأن ترضوا عنهم فأن الله لا برضى عن القوم الفاسقين] (التوبة: 96) و قوله تعالى: [يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر] (التوبة: 74).
و قوله تعالى: [أذا جاءك المنافقون قالوا] (المنافقون: 1 – 2).
و قوله تعالى: [أتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين] (الجادلة: 16).
وقد كان المنافقون يرضون المؤمنين بالأيمان الكاذبة وينكرون أنهم كفروا وذالك دليل على أنهم يقتلون أذا ثبت ذالك عليهم بالبينة ولوا أظهروا التوبة قبل ذالك لم يحتاجوا الى الحلف و الانكار ولكانوا يقولون لقد تبنا فعلم انهم كانوا يخافون أن يعاقبوا من غير أستتابة واليمين أنما يكون أذا لم تأت بينة عادلة تكذبها أما كذبتها بينة عادلة إنخرقت اليمين فجاز قتلهم ويدل على ذالك قوله تعالى: [يا ايها النبى جاهد الكفار و المنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير * يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر].
قال حسن و قتادة: (بأقامة الحدود عليهم وقال ابن مسعود فبيده فأن لم يستطع فبلسانه فأن لم يستطع فبقلبه، قال أبن عباس وإبن جريج باللسان و تغليظ الكلام و ترك الرفق) (الصارم المسلول: 347).
تعريف بعض العلماء للفظ الزديق:
قال مالك: (الزنديق ما كان عليه المنافقون و كذا اطلق جماعة من الشافعين و غيرهم أن الزنديق هو الذى يظهر الاسلام ويبطن الكفر).
قال النووى: (الزنديق الذى لا ينتعل دينا (اى لا يتبع دينا) فكل زنديق منافق من غير عكس) (فتح البارى: 12: 271).
وشكرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 09 - 05, 07:35 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على إفادتكم، وينظر كذلك هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=54379#post54379
وهنا مخطوط لابن كمال باشا (تصحيح لفظ الزنديق)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28881
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[29 - 09 - 05, 10:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأحبة لا بد من التفريق بين أصل الكلمة واستعمالها وما أدخل على أصل الوضع في معناها.
جزى الله الإخوة خيرا وما ذكرفي الرابط الذي أحال إليه الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه مهم فلينظر لمن أراد معرفة المعنى على وجهه.(32/60)
هل يمكن اعتبار هذا من العقيدة؟
ـ[أبو عمار السوري]ــــــــ[30 - 09 - 05, 03:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الملاحظ في هذه الأيام وعلى امتداد العالم الإسلامي هجمة شرسة على القيم الاجتماعية للمسلمين، وبشكل خاص القضايا التالية:
الزواج المتعدد - الطلاق - الزواج المبكر - تحديد النسل - مساواة المرأة مع الرجل.
فهل يمكن إضافة عبارات في متون عقيدة أهل السنة والجماعة تشير إلى هذه القضايا؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالله المتفقه]ــــــــ[30 - 09 - 05, 10:38 م]ـ
من السلف من ادخل بعض مسائل الفروع في كتب العقائد لمباينة اهل السنة في تلك الفروع لغيرهم ومن ذلك:
تحريم المتعة ردا على الرافضة قمئهم الله
ما ورد في عقيدة سفيان الثوري من ذكر المسح على الخفين والاسرار بالبسملة في الصلاة ردا على الرافضة
وكذلك ذكر وجوب الصلاة خلف كل امام برا كان ام فاجرا ....
اما اضافتها في كتب العقائد فمن رأيي ان الاولى ان تضاف في كتب الثقافة الاسلامية _ كما هو الحال عندنا في بلاد الحرمين _ ولا تدرج في كتب العقائد .......
وانما ادرج الاوائل من هذه الامة _رحمهم الله _ هذه الامور في عقائدهم لتقع المفاصلة والمباينة بين اهل الحق والمبتدعة الذين كانوا كثرا (لا كثرهم الله) داخلين ذلك الحين في الناس
واما الدعوات الى المساواة بين الرجل واالمراة (وان كان تولى كبرها ممن هو من بني جلدتنا) فلا يزال الحديث عنها وعن غيرها محصورا او يكاد في طائفة ممن يسمون انفسهم متنورين او عصرانيين وهو لا يخاطبون العامة بقدر ما هم يتزلفون لمن بيده حكم البلد
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 09 - 05, 11:13 م]ـ
وحتى وإن خاطبوا العامة، فيظل كلامهم ككتابة بريشة محبرة على صخرة في قاع المحيط، وسلنا نحن المصريين، فلا ينبئك مثل خبير.
ودمتم لأبي فهر
ـ[أبو عمار السوري]ــــــــ[03 - 10 - 05, 02:05 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، ولكن أود أن أحيط بالموضوع من جوانبه.(32/61)
فوائد من شرح الشيخ العلوان على تجريد التوحيد للمقريزي ...
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[01 - 10 - 05, 12:13 ص]ـ
في هذه النافذة سوف اقوم بسرد الفوائد
النفيسة التي ذكره الشيخ العلوان أثناء
شرحه لكتاب تجريد التوحيد للمقريزي وسأقوم
بانتقائها انتقاء دون مراعاة لترتيب الشرح
نسأل الله العون والسداد
الفائدة الاولى:
ذكر الشيخ ان للعلماء ثلاثة مذاهب في مشروعية العمرة في رمضان:
المذهب الأول: أن العمرة في رمضان كالعمرة في بقية الشهور (بعض الشافعية)
المذهب الثاني: أنها مشروعة في رمضان وفيها فضل خاص (الجمهور)
المذهب الثالث: أنها مشروعة لمن فاته الحج وأومأ اليه شيخ الاسلام ورجحه الشيخ
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[01 - 10 - 05, 11:16 م]ـ
الفائدة الثانية:
حلق الرأس على أقسام:
القسم الأول: حلق عبودية لله كالحج والعمرة.
القسم الثاني: حلق على وجه التشبه بالخوارج فهذا محرم.
القسم الثالث: حلق مباح نظافة أو تبردا.
القسم الرابع: حلق بين يدي الشيخ تواضعا وخضوعا لهذا الشيخ فهذا كفر وهو موجود عند غلاة الصوفية.
ـ[أبو عباد]ــــــــ[02 - 10 - 05, 02:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً على ذلك.
وأفدنا .... زادك الله علماً وعملاً
أخوك أبو عباد الشمالي.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[02 - 10 - 05, 03:09 م]ـ
الفائدة الثالثة:
المشقة في الطاعة ليست مقصودة لذاتها
وهذا شطط بل ماجاء فيه مشقة دون تعمد
كان أفضل والدليل قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
((انما أجرك على قدر نصبك))
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[05 - 10 - 05, 05:47 م]ـ
الفائدة الرابعة
الحكم بغير ما أنزل الله:
(1) * - أن يعتقد أن حكم القانون أفضل من حكم الله أو أن يجحد
حكم الله فهذا كفر أكبر بالإجماع.
(2) * - أن يستحل ذلك فهذا كفر بالإجماع.
(3) * - أن يحكم بغير ما أنزل الله ويقاتل عن هذا الأمر فهذا كفر أكبر.
(4) * - أن يحكم بغير شرع الله مع اعتقاده أن شرع الله أفضل وأحكم
ولكن الشهوة غلبته فحينئذ نحى حكم الله إما داعيا لهوى النفس والشيطان
أو موافقة للكفار وهيئاتهم فهذا كفر أكبر بإجماع أهل العلم فقد نقل إسحاق
ابن راهويه وابن حزم وابن كثير في البداية والنهاية عندما ذكر قصة جنكيز خان
ومن لم يكفر هذا الصنف من أهل العلم فإما للهوى والشيطان أو لجهلهم بهذه المسألة
أو لإرجاء أو لتأويل معين وهذا وصل إليه محض اجتهادهم ........ إلا انه لا يحق لهم
أن يرموا من كفر هذا الصنف "بالخوارج".
... وبعض أهل العلم فرق بين الترك والتشريع فلو أن إنسانا حابى صديقا له
كأن يكون زنى ثم تركه دون أن يقيم عليه الحد فبعض أهل العلم يقولون
هذا كفر أصغر لأنه لم يشرع فهذه قصة جزئية وهو لم يغير شرع الله ولم يتحاكم
إلى غير الله مع اعتقاده أن حكم الله أكمل وأفضل ... بخلاف ما لو أمر بسجن الزاني
أو تغريمه دون أن يقيم عليه الحد فهذا كفر لأنه شرع شرعا جديدا وتحاكم إلى
القوانين الوضعية.
والتكفير إما نوع وهو أن تقول هذا الفعل كفر أو عين فتقول فلان كافر وهذا لا يكفر الإنسان
بعينه حتى تقام عليه الحجة وتزال عنه الشبهة
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[08 - 10 - 05, 06:20 م]ـ
الفائدة الخامسة:
قال الشيخ فك الله أسره:
ولا يتصور الانسان أنه اذا لم يعبد قبراً ولا وثناً أنه قد وحد الله
عز وجل حق التوحيد كما يتصوره أغبياء العالم فإن هناك ما هو
شر من عبادة القبور من تأليه غير الله وتعظيم المخلوقين بلون اخر
وطاعة الاحبار والرهبان فيما حرم الله وفي استحلال ماحرم الله
وتحريم ماأحل الله وفي الحكم بغير ماأنزل الله وفي التولي لأعداء الله
واسلام أبناء المسلمين لأعداء الله كي يهودوهم أو ينصروهم.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[09 - 10 - 05, 06:30 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
أولاً: جزاك الله خيراً على هذه الفوائد ولكن ليتك أكرمك الله تقيد تحت أي باب أو تعزوها لمصدرها؛ حتى يتيسر لنا تعليقها على نسختنا من التجريد.
وفقك الله ونفع بك.
وثانياً: جميلة هذه الكنية (أبو دانية) تذكرني بقوله تعالى: (قطوفها دانية) فلا حرمتها ولا نحن ولا من نحب من المسلمين وخاصة أهل الملتقى المبارك.
أدناك ربي منه وجعلنا في رمضان هذا جميعاً له أقرب.
محبكم
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[10 - 10 - 05, 12:26 ص]ـ
شكر الله لك أخي على هذه الكلمات الطيبة
وأسأل الله لنا ولك الثبات على دينه .......
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[10 - 10 - 05, 12:32 ص]ـ
الفائدة السادسة:
قال المؤلف: ويخرج عن هذا التوحيد السخط على الخلق
هذا كلام مجمل ويحتاج إلى تفصيل وتقييد فإن السخط على
الخلائق منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم ومنه ما هو مباح.
والمحمود ينقسم إلى قسمين: مستحب وواجب.
وكذلك المذموم ينقسم إلى قسمين: مكروه ومحرم.
ومن أراد فهم هذا فلينظر إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان يتعامل
مع الخلق فقد كان يغضب في موطن الغضب ويدع ذلك حين لا حاجة له ...
والغضب على الخلق والسخط عليهم في غير موطنه لا يخرج ذلك عن التوحيد على الإطلاق
فإن من الغضب على الخلق ما ينافي التوحيد بالكلية ومنه ما ينافي كماله الواجب ومنه ما ينافي
كماله المستحب بل إن من السخط على الخلق ما هو من التوحيد ومن مقاماته .......
أمثلة:
** أن يسخط على الخلق كلهم بما في ذلك الأنبياء والمرسلين فهو ليس بمؤمن
أيا كانت دوافعه ونيته.
** أن يسخط على الخلق لأنهم لا يعظمونه كما يعظمون الله فهذا ينافي
التوحيد الكلية.
** أن يسخط على الخلق الذين لا يقومون بخدمته ولا يلبون مطالبه فهذا
لا يليق بالمؤمن وليس من نوا قض التوحيد.
** أن يسخط على الخلق حيث تنتشر البدع والمنكرات ولا يوجد من ينكرها
فيسخط على الخلق بسبب ذلك فهذا من مقامات التوحيد لأنه يغضب لما يغضب
الله ويرضى لما يرضي الله.
** أن يسخط على شريكه أو ابنه حيث لم يؤد الأمر الدنيوي على الوجه المطلوب
فهذا مباح ولا ينافي التوحيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/62)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[10 - 10 - 05, 04:22 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
راجع ما سبق ذكره آنفاً يا أبا دانية.
ـ[أبو عبد الله آل سعد]ــــــــ[10 - 10 - 05, 08:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا دانية وبارك فيك ورزقك الله العلم النافع والعمل الصالح ..
ـ[السدوسي]ــــــــ[10 - 10 - 05, 02:08 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا دانية وبارك فيك ورزقك الله العلم النافع والعمل الصالح ..
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[11 - 10 - 05, 02:22 ص]ـ
الفائدة السابعة:
قال المؤلف رحمه الله: فكل من اتبع هواه فقد اتخذ هواه معبوده
قال تعالى ((أفرأيت من اتخذ الهه هواه))
قال الشارح فك الله أسره:
في هذا الإطلاق نظر لأنه ليس كل من يهوى شيئاً يعبده واستدلاله
بالآية رحمه الله في غير محله والاستدلال الصحيح بقوله تعالى ((أفرأيت من اتخذ الهه هواه))
هو أنه جعل المعبود الذي يعبده هو مايهواه ولم يجعل مايهواه معبوداً وفرق بين العبارتين ...
** الهوى ميل النفس الى المألوفات وهذا ليس على الاطلاق أيضاً فإن هناك
أشياء تميل اليها النفس مباحة بل وقد تكون من سنن الأنبياء كالزواج فلو أن
انساناً مال الى زوجته وأحبها هل يعتبر عابداً لها إذا لم تصده عن طاعة الله؟؟!!!
اذا اتباع الهوى درجات فمنه ماهو شرك أكبر ومنه ماهو بدعة ومنه ما هو كبيرة
ومنه ما هو من صغائر الذنوب ومنه ماهو مباح ومنه ما هو مسنون ........
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[16 - 10 - 05, 10:46 م]ـ
الفائدة الثامنة
اختلف أهل العلم في حكم زيارة القبور للنساء:
القول الأول: التحريم لحديث أبي هريرة وأم عطية
القول الثاني: الكراهية وهو رواية عن الإمام أحمد
القول الثالث: الجواز اذا أُمنت الفتنة وهو قول الجمهور
والقول الأول أقوى وهو اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم
ـ[ابو عزام النجدي]ــــــــ[18 - 10 - 05, 02:11 ص]ـ
الله يفك اسر الشيخ سليمان العلوان
لكن أخوي اريد أن احصل على شروحات الشيخ العلوان وخاصه شروحات الحديث والمصطلح
افدني جزاك الله خير.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[18 - 10 - 05, 06:29 م]ـ
أبا عزام النجدي
لعلك تراجع بريدك الخاص ......
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[19 - 10 - 05, 11:11 م]ـ
الفائدة التاسعة:
... إذا قال الداعي يا رسول الله اغفر لي أو ارحمني فهو مشرك شركا أكبر.
... وإن قال يا رسول الله أو يا بدوي أو يا علي اشفع لي عند ربك أو يا رسول
الله سل الله لي المغفرة أو سل الله لي الشفاء فبعض العلماء يرون أن هذا
مشرك شركا أكبر أيضا لعموم قوله تعالى ((ولا تدع من دون الله مالا ينفعك
ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين)) أي المشركين وقوله تعالى
((ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة
يكفرون بشرككم)) .... وقال شيخ الإسلام ابن تيمية إن هذا بدعة وليس شركا أكبر.
... وإن قال اللهم أني أسألك بجاه الرسول أو بجاه البدوي فهذا بدعة.
... وإن قال اللهم أني أسألك أن ترزقني شفاعة رسولك يوم القيامة فهذا جائز.(32/63)
نصب المجانيق لنسف ما أثير من شبهات حول ما حكاه التابعي الجليل عبد الله بن شقيق
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[01 - 10 - 05, 12:26 ص]ـ
نصب المجانيق لنسف ما أثير من شبهات حول ما حكاه التابعي الجليل عبد الله بن شقيق (مضمن الرد على عدنان عبد القادر في كتابه: عدم حجية أثر عبد الله بن شقيق
نصب المجانيق
لنسف ما أثير من شبهات
حول ما حكاه التابعي الجليل عبد الله بن شقيق
مبحث في تقرير إجماع الصحابة حول مسألة تارك الصلاة
مُضَمّن ملحقاً في الرد على عدنان عبد القادر
في كتابه: (عدم حجية أثر عبد الله بن شقيق ... )
الحلقة الأولى
الحمد لله الذي مَنّ على هذه الأمة بخير صحب، وحفظ بهم دينه لمن أقبل عليه ورغب، وجعل السلامة والعافية في ركبهم آمَنِ رَكْب.
والصلاة والسلام على نبيه وخليله محمد، أشرفِ وأطهرِ من دعا وأرشد وخطب
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ما قام طِرْف وأكرم وحيا ورحّب.
أما بعد:
فقد كنت جمعت في فترة مضت بعض الآثار الواردة عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسألة تارك الصلاة، ومن بينها ما رواه التابعي الكبير عبد الله بن شقيق العقيلي، وخرّجت تلك الآثار من مصادرها، وحكمت عليها بما علمته من قواعد علم الحديث، وعلّقت عليها بتعليقات موجزة
رجاء بيان مذهب الصحابة في هذه المسألة العظيمة، وكنت وقتها أحسب أني وقفت على جل ما ذكره أهل العلم، من خلال المصادر المعروفة والمعتمدة عند جميع الأطراف المتنازعة في هذه المسألة، حتى وقفت على كتاب الأستاذ عدنان عبد القادر: (عدم حجية أثر عبد الله بن شقيق على إجماع الصحابة، دراسة أصولية حديثية) فوجدته وكأنه يستقي المعلومات من مصادر أخرى غير المصادر المعروفة، وكأن في بيته خزانة حوت من المصادر ما لم تشهده مكتبة من المكاتب الإسلامية.
فذكرني بقولة الإمام ابن حبان ـ وإن كان قد أراد بها معنى آخر ـ:
" كأن في بيت فلان شجرة تنبت الحديث "
وعلمت عند قراءتي له أن دراسته فعلا قد دَرَست القواعد الأصولية والحديثية، دَرْسا لم يُبْقِ لها أثرا في الكتاب.
ولا أريد الآن أن أستطرد في الدعاوى، فحسب القارئ أن يقارن بين ما ذكره وما سأذكره، فكما قيل كل إناء بالذي فيه ينضح
لكني أنبه القارئ إلى أن حضرة الأستاذ إلى جانب ما وقع فيه من تجاوزات، بعضها يمس الأمانة العلمية
وبعضها يمس العلمية نفسها، فإن من أبرز ما تجدر الإشارة إليه، هو إعراضه عن أقوال أهل العلم السابقين ومخالفته لهم بآراء محدثة من عنده ومن محض كيسه في أكثر من جزئية.
بدءا من تأويله لأثر عبد الله بن شقيق، إلى تأويل أثر جابر، إلى تضعيف الأثر، إلى تلفيق قاعدة أصولية، إلى النتيجة التي ختم بها بحثه من القول بأنه لم يثبت عن أحد من الصحابة تكفير تارك الصلاة.
بالإضافة إلى ما تبعها من استدلالات وتعليلات، ناهيك عن اضطرابه في ذلك.
ولقد اعترف الأستاذ بأنه وقع في تأويلات محدثة لم يُسبَق إليها، إلا أن الأمر لم يخل من تدليس، فعقد فصلا عن أهل العلم في جواز استنباط استدلالات جديدة من الأدلة الشرعية لم ينص عليها أهل العلم من قبل لمسائل سبق أن قال بها العلماء.
فأوهم القارئ أن آراءه المحدثة كذلك، بينما هي استدلالات مخالفة لما استدل به أهل العلم علاوة على أنها محدثة، ليست مخالفة لأهل العلم الذين يخالفونه في أصل المسألة فحسب بل والذين يوافقونه فيها
حيث تأولوها بما يتعارض مع استدلاله المحدَث، وسيأتي بيان هذا مفَصّلا.
وهذا المبحث أخي الكريم هو على قسمين:
الأول وهو أصل الكتاب قد تركته على صورته الأولى من تقرير الإجماع عن طريق ما وقفت عليه من آثار، إلا أنني عالجت ما يلزم خلال عرضي لها.
والثاني وهو ملحق الرد، وضحت فيه ما لزم من توضيح مما لم يتبين من الأول، وذكرت بعض ما لم يُذكر.
و أود أن أنبه إلى أن كتابي هذا هو في تقرير الإجماع الذي حكاه ابن شقيق وغيره، ولا يختص بمقالة ابن شقيق ولهذا جاء في العنوان: ( ... حول ما حكاه التابعي الجليل ... )، إلا أن ذكر ابن شقيق في العنوان إنما لكون أثره أظهرها دلالة، ولأنه خُصّ بالذكر في عنوان الأستاذ عدنان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/64)
وأتركك أخي الكريم مع البحث، أسأل الله أن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره نفعا آخرويا، وسبحانك اللهم أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
ما جاء عن الصحابة في كفر تارك الصلاة مما يدل على
إجماعهم
لقد تنوعت آثار الصحابة في الدلالة على اتفاقهم في مسألة تارك الصلاة، وذلك من عدة جهات،
الواحدة منها تكفي في إثبات ذلك عنهم فكيف بها مجتمعة، وهي ثلاث جهات:
الجهة الأولى: ما جاء النقل فيه عن عامتهم من القول بذلك.
لقد جاء النقل عن عامة الصحابة بكفر تارك الصلاة، وذلك في أثرين صحيحين صريحين، وهما إلى جانب هذا لم يكونا باليتيمين، فمنّة الله عليهما عظيمة، والأنيس والقريب من كل جانب.
أما الأثران فإليك خبرهما:
أ ـ أثر جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
صح عن التابعي الجليل مجاهد بن جبر أنه قال:
" قلت لجابر بن عبد الله صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما كان يفرق بين الكفر والإيمان عندكم من الأعمال في عهد رسول الله؟
قال: الصلاة "
الأثر أخرجه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (893) وابن بطة في الإبانة (876) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (2/ 829).
كلهم من طريق يعقوب بن إبراهيم (بن سعد) قال: حدثني أبي عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني أبان بن صالح عن مجاهد بن جبر به.
وهذا إسناد كل رجاله ثقات على كلام في ابن إسحاق معروف لا ينزله عن مرتبة الاحتجاج، وقد صرح بالتحديث عن شيخه في جميع المصادر، ثم الراوي عنه إبراهيم بن سعد، وقد قال الإمام أحمد
عنه:
" كان ابن إسحاق يدلس، إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماعا (1) قال: حدثني، وإذا لم
يكن قال، قال: قال " ا. هـ
ورواية ابن إسحاق هنا من طريق إبراهيم.
أما هذا الإسناد: محمد بن إسحاق حدثنا أبان بن صالح عن مجاهد عن جابر، فقد احتج به ابن حبان في صحيحه (4/ 268) (1420) وكذا ابن خزيمة (1/ 24) (58) عند روايتهما لحديث النهي عن استقبال القبلة ببول، ورُؤيته قبل موته بعام يستقبلها.
وبنفس الإسناد أخرجه أبو داود (18) وسكت عليه، وكذا الترمذي (9) وابن ماجه (325) والحاكم في مستدركه (1/ 157) مستدركا به على الصحيحين، وقال:
" هو على شرط مسلم " كما في تنقيح أحاديث التعليق (1/ 19)
وكرر ابن حبان الاحتجاج بهذا الإسناد في صحيحه (6/ 49) (2504) من طريق يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن ابن إسحاق به ... بذكر قصة سُليك الغطفاني.
وقد حكم ابن عبد البر في الاستذكار (5/ 183) باتصال هذا الإسناد عند ذكره لحديث رواه مالك مرسلا، حديث الرجل الذي نذر أن لا يتكلم ولا يستظل، فقال:
" هذا الحديث يتصل عن النبي من وجوه، من حديث جابر ومن حديث ابن عباس .. وأظن والله أعلم (1) أن حديث جابر هو هذا [أي الذي ذكره مالك مرسلا]، لأن مجاهدا رواه عن جابر، وحميد بن قيس صاحب مجاهد
قال: حدثنا أبو عمر أحمد بن محمد ... عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عن جابر قال: كان أبو إسرائيل رجلا من بني فهر، فنذر ليقومن في الشمس " ا. هـ
وحكم باتصال هذا الإسناد أيضا الحافظ في فتح الباري (5/ 353) عندما علق البخاري أثر جابر في المكاتب، فقال الحافظ:
" وصله سفيان في كتاب الفرائض له من طريق مجاهد عن جابر " ا. هـ
ثم ذكره الحافظ في تغليق التعليق (3/ 315ـ414) بإسناده موصولا من طريق سفيان.
وقد وصله البيهقي في سننه (10/ 331) من طريق سفيان أيضا.
فرواية مجاهد عن جابر متصلة عند أئمة الحديث
وقد بين نوع اتصالها الإمام يحيى بن سعيد القطان عندما نقل عن صناع هذا الفن أنهم كانوا يَرون أن مجاهدا يحدث من صحيفة جابر.
وقد نقل هذا العلائي في جامع التحصيل (1/ 273)
والرواية مِن العدل المعروف، عن الصحيفة المعروفة لها حكم الاتصال، لأن العبرة بعدم وجود واسطة بينهما.
ويبدو أن صحيفة جابر كانت معروفة عندهم، فقد كان يحدث منها الإمام الشعبي أيضا كما في العلل الكبير (163)، وقتادة كما في التهذيب من ترجمته.
وعندما سأل الإمامُ الترمذي شيخَه البخاري عن حديث ابن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد بن جبر عن جابر بن عبد الله، في البول جهة القبلة كما في العلل الكبير ص: (23)
" سألت محمدا عن هذا الحديث فقال:
" هذا الحديث صحيح (2) رواه غير واحد عن محمد بن إسحاق " ا. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/65)
فصححه بهذا الإسناد.
وحسّن هذه الرواية أيضا الإمام أبو بكر البزار (3) وصححها ابن السكن
وفي العلل للدارقطني (1047) (6/ 166)
" سئل عن حديث جابر بن عبد الله عن أبي قتادة أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يبول مستقبل
القبلة، فقال:
كذلك ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر عن أبي قتادة، وليس بمحفوظ، والحديث مشهور عن جابر بن عبد الله عن النبي، يرويه محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عن جابر: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلة ببول، فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها " ا. هـ
ويتلخص من كل ما تقدم أن إسناد ابن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عن جابر، والذي ساق لنا أن المعتمد عند الصحابة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو جعل الصلاة فرقا بين الكفر والإيمان، هو إسناد محفوظ متصل عند أئمة الحديث، كما جاء عن الإمام البخاري، وتلميذه الترمذي [ويدل عليه تعليقه في العلل]، وتابعهم أبو داود بسكوته عنه، والإمام الدارقطني، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والبزّار، وابن السكن، وكذا العلامة الألباني عندما حسن إسناده في صحيح الترغيب (367).
وأما أن رواية مجاهد عن جابر متصلة، فإضافة لهؤلاء فقد حكم باتصالها الأئمة الأوائل القريبون من مجاهد، كما في حكاية يحيى بن سعيد القطان عنهم، وأيضا الإمام ابن عبد البر، وأخيرا الحافظ ابن حجر، وقد تقدم كل هذا.
ومن كل ما تقدم تعلم أن قول الإمام البرديجي ـ عن أحاديث مجاهد التي يرويها عن جابر ـ لا يصح فقد جاء عنه أنه قال:
" وأحاديث مجاهد عن جابر ليس لها ضوء، إنما هي من حديث ابن إسحاق عن أبان بن صالح عن
مجاهد ومن حديث ليث بن أبي سليم عنه " ا. هـ
ولعله يريد أنها ليست سماعا مباشرا، أو علم أنه لم يسمع منه فحكم على الرواية مطلقا بعدم الثبوت والله أعلم.
وقد سبق في كلام يحيى القطان عن الأئمة أنها صحيفة، وهم أئمة هذا الشأن، وحُذّاق هذا الفن، ويكفي حكمُ أئمة العلل بعدهم بالاتصال وأن إسناده محفوظ،كالبخاري والترمذي والبزار وابن حبان والدارقطني وابن عبد البر.
ولمجاهد عن جابر عدة أحاديث لم أجد أحدا أعلها بالانقطاع بين مجاهد وجابر، وإذا وجدت إعلالا فهو عمن دون مجاهد كما فعل ابن عبد البر في التمهيد (1/ 312) والزيلعي في نصب الراية (2/ 166)
فالأثر صحيح بإذن الله.
وهو صريح ظاهر في الدلالة على أن السائد في عهد رسول الله، والمستقر بين أصحاب رسول الله هو كفر تارك الصلاة، كفرا أكبر مخرجا عن الملة.
فأما نسبة هذا إلى الصحابة فهو ظاهر من قوله: " عندكم ... في عهد رسول الله ".
وأما أن الكفر المذكور هو الأكبر فهو ظاهر من قوله: " ما كان يفرق بين الكفر والإيمان "
فهذا تعبير لا يمكن أن يحمل على الكفر الأصغر بحال، ثم إنه يلزم من حمله على الكفر الأصغر لوازم باطلة ظاهرة البطلان، إذ يلزم القول عندها بأن الصحابة لا يعتبرون عملا من الأعمال تركه كفرا أصغر إلا الصلاة.
وهذا باطل، فهم يرون أن ترك الحج من الكفر الأصغر، وكذا ترك الصوم.
ومن الظاهر أيضا في الأثر أنه تكلم عن موقف الصحابة من الأعمال التي تعتبر كفرا أكبر، وبالتالي تكون فرقا بين الكفر والإيمان، ولم يتكلم عن واقع المصلين من غيرهم، ولا عن الوضع القائم في
عهدهم عن واقع المستحبين بفعل الصلاة من غيرهم، فالسؤال الوارد في الأثر عن الأعمال لا العُمّال، وعن الكفر والإيمان لا عن الكفار والمؤمنين.
والأمر واضح: ما هي الأعمال التي كنتم ترون أنها من الإيمان وتركها يوجب الكفر (4)، فتكون بهذا فرقا بين الكفر والإيمان؟
ونظير هذا قول جابر في رواية أخرى عنه:
فقد سأله رجل أكنتم تعدون الذنب فيكم شركا؟
قال لا. وسئل: ما بين العبد وبين الكفر؟ قال: ترك الصلاة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/66)